المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 05 آذار/2013

بولس الرسول (01 كورنثوس 13/01-07)/المحبة

وهو يكمن في عله فقدان المحبة: "لو تكلمت بلغات الناس والملائكة، ولا محبة عندي، فما أنا إلا نحاس يطن أو صنج يرن. ولو وهبني الله النبوة وكنت عارفا كل سر وكل علم، ولي الإيمان الكامل أنقل به الجبال، ولا محبة عندي، فما أنا بشيء. ولو فرقت جميع أموالي وسلمت جسدي حتى أفتخر، ولا محبة عندي، فما ينفعني شيء. المحبة تصبر وترفق، المحبة لا تعرف الحسد ولا التفاخر ولا الكبرياء. المحبة لا تسيء التصرف، ولا تطلب منفعتها، ولا تحتد ولا تظن السوء. المحبة لا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحق. المحبة تصفح عن كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء".

 

عناوين النشرة

*نقل جثة روني الحاصباني من إسرائيل إلى لبنان عبر الناقورة/الياس بجاني

*حزب الله هو حزب الإرهاب بامتياز

حزب الله" بشقق كثيرة/احمد عياش/النهار

*بالصوت/مقابلة مع النائب السابق فارس سعيد

*فيديو/مقابلة مع النائب السابق فارس سعيد

*ميقاتي تسلم التقرير السنوي للمحكمة

*سعود الفيصل: طريقة التفاوض مع إيران ستضعنا أمام سلاح نووي

*نتانياهو سيعلن تشكيل الحكومة في الايام القادمة: ايران تقترب من الخط الاحمر

*باراك: اسرائيل لن تسمح لايران بامتلاك السلاح النووي

*وكالة الطاقة الذرية تطلب السماح بدخول موقع بارتشين العسكري في ايران

*سليمان وميقاتي يوقعان مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ورئيس الجمهورية: لا يعني إطلاقا التمسك بقانون الستين

*الأمين لـ"الشفاف": "حزب الله" حمّل الشيعة مسؤولية سياسته/علي الحسيني/الشفاف

مقاتلون شيعة بينهم عراقيون ولبنانيون يحتشدون للدفاع عن ضريح في دمشق

*خاص موقع 14 آذار: حزب الله يعاقب عناصر رفضت القتال في سوريا وخالفت التكليف الشرعي/طارق نجم/موقع 14 آذار

*الإبراء المستحيل لحزب الله من مقاومة العملاء الى حمايتهم/خالد موسى/موقع 14 آذار

*أبو دهن: على منصور ان يستوضح السفير السوري عن المعتقلين ونسأل المسؤولين نيابة عن دولتنا الغائبة الافراج عنهم

*عمال المطار توقفوا عن العمل احتجاجا على تجاهل مطالبهم

*محفوض: لا ربط بين تعليق الاضراب وزيارة بكركي/المبـادرة حسـن نية تجـاه رئيـس الجمهـوريـة

*شربل: الوفاق السياسي يجعل الأمن مستتباً وأفضّل الإستقرار على الإنتخابات

*جنبلاط: للعودة الى الحوار الوطني و الحفاظ على صيدا يكون من خلال عودة هيبة الدولة

*دخول اميركي مباشر على الخط الانتخابي "احتراما للدستور"

*سـليمان وميقاتي وقعا مرسوم دعوة الهيئات الناخبـــة

*هل تلتحـم "14 آذار" مجددا عبر ممـر "المجلس الوطني"؟

*سليمان:الامن الشرعي الضامن الوحيد لأمن الوطن والمواطن

*الراعي: الجيش وحده يمثل كرامتنا ويصوننا

*المطارنة الموارنة قلقون من تزايد مظاهر وهن الدولة: الحكومة مسؤولة عما آلت اليه الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية

*قباني دعا الى انتخاب أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي في 14 نيسان

*فتفت: المهل يحددها القانون رغم توقيع رئيسا الجمهورية والحكومة 

*الكتائب: المخاطر على الحدود مع سوريا تستدعي إعلانها منطقة عسكرية في عهدة الجيش

*بري استقبل سفيري اميركا والصين ووفد القومي: الجميع ينادي بقانون انتخاب وفقا للدستور ولا أحد يريد تطبيق الدستور

*كتلة زحلة تخوفت من الوضع الامني: لقانون انتخابي عصري ضمن المهل الدستورية

*شربل: الاستقرار أولوية والتوافق السياسي ينعكس استبابا للامن

*آلان عون: ليت سليمان وميقاتي راعيا المسيحيين برفض الستين أسوة برفضهما الأرثوذكسي مراعاة للطوائف الأخرى

*هل تنتظر الاستحقاقات الأزمة السورية؟ أولوية الأمن كلمة السر للتأجيل فالتمديد/روزانا بومنصف/النهار

*بقاء الحكومة مشكلة وترحيلها مشكلة... هل تمرّ فترة انتظار التطوّرات بهدوء/اميل خوري/النهار

*سوريا: معركة الربيع على الأبواب/علي حماده/النهار

*كتلة القرار الحر التقت لجنة متضرري انفجار الأشرفية فرعون: سنشارك في تحرك شعبي إذا لم نلمس تجاوبا في الأيام المقبلة

*وزير الخارجية الاميركي التقى الرئيس الفلسطيني في الرياض

*القصار زار عون:إقرار مشروع السلسلة من دون تمويل وإصلاحات سيكون كارثيا على الإقتصاد

*مقتل مؤهل اول في بعلبك في خلاف مع معاون اول

*"المسيحيون المستقلون يزورون جنبلاط غـــدا"/حنين: واجب وزير الداخلية دعوة الهيئات الناخبة

*هل يخضع "بري" الى ضغوط "حزب الله" ويدعو الى جلسة عامة لاقرار الارثودكسي

*قبيسي: هناك من يعمم الفوضى في لبنان والمنطقة

*"واشـنطن بوســت": التوتـرات الطائفيـة وبلغت ذروتها على الحدود اللبنانية- السورية

*الفيصل أكّد حق السوريين بالدفاع عن النفس

*شـربل فـي مؤتمر عن فرعية "البلديـة والاختياريـة": عينة حضـارية وديموقراطيـة للانتخابــات النيابيــة

*الاستقرار أولوية والتوافق السياسي ينعكس استتبابا للامن

*الرئيس الجميل: بعض الأطراف اللبنانية تحمل الجنسية اللبنانية لكن ولاءها للخارج

*جنبلاط: المالكي يطل على الشعب بروحية قديمة تماثل إضطهاد صدام حسين

*مقتل عشرات الهاربين من جنود نظام الأسد بهجوم مسلّح في العراق

*حرب الهلالين/محمد سلام

*لا مكان آمناً للشيعة في باكستان/عبدالله المدني/الشفاف

*مقاتلو المعارضة السورية يحققون تقدمهم الابرز بسيطرتهم شبه الكاملة على مدينة الرقة

*العراق يعلن أنه "سيتصدى بكل قوة" لمحاولة نقل الصراع السوري الى اراضيه بعد مقتل 48 جنديا سوريا بكمين غرب البلاد

*تفسيران لسياسة واشنطن الشرق أوسطية.. ليسا في مصلحة أوباما/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*الأسد المتوتر/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*آخر أكاذيب الأسد: أنا معقل العلمانية الأخير/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

من تلفزيون المر
بالصوت/مقابلة مع النائب السابق فارس سعيد/04 آذار/13

http://www.clhrf.com/interviews%20one13/fasres%20saied4.3.13.wma

فيديو/مقابلة مع النائب السابق فارس سعيد/04 آذار/13
http://mtv.com.lb/Beirut_Al_Yawm/Fares_Souaid_03_Mar_2013

 

نقل جثة روني الحاصباني من إسرائيل إلى لبنان عبر الناقورة

بقلم/الياس بجاني

ذكرت وكالات الأنباء اليوم ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر نقلت من داخل إسرائيل عبر بوابة الناقورة الحدودية جثة اللبناني روني حنا الحاصباني (42 سنة) من بلدة دير ميماس وسلمته إلى ذويه في منطقة الناقورة.  يذكر أن الحاصباني مع ما يزيد عن 6000 مواطن جنوبي من كل المذاهب كانوا اجبروا على اللجوء إلى إسرائيل في العام 2000 عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي الأحادي من جنوب لبنان وبنتيجة تهديدات حسن نصرالله وحزبه بدخول مخادع أهل الشريط الحدودي وقطع أعناقهم وبقر بطونهم.

حزب الله سرطان قاتل ومدمر ينخر عظام دولة لبنان ويعهر كل ما فيها من قيم وقوانين وأعراف ومؤسسات ويحلل ويحرّم على هواه متكلاً على سلاح الشر والإرهاب الذي يخزنه ليس فقط في مخازنه الإسمنتية المنتشرة بين بيوت الناس، وإنما أيضاً يخزن في عقول قادته سلاح الغدر والغزوات والفوضى والإستكبار والتخريب. لبنان لن يعرف السلام والطمأنينة والقانون قبل انهاء كيان حزب الله المسلح وتحويله إلى تنظيم سياسي كباقي التنظيمات وهذا أمر لا بد وأن يبحثه اللبنانيون من خلال الجامعة العربية والأمم المتحدة مع إيران وليس مع قادة الحزب في لبنان كون القادة وحزبهم وكل مؤسساتهم وعسكرهم ومع قرارهم وتمويلهم هم في أيران وبيد إيران وليس في لبنان.باختصار حزب الله هو جيش إيراني يحتل لبنان ونقطة على السطر

يشار هنا إلى أن سكان الشريط الحدودي الأبطال هم المقاومون الحقيقيون وليس حزب الله الإرهابي والإيراني الذي يحتل لبنان ويمنع أهلنا اللاجئين في إسرائيل من العودة ويتهمهم بما هو غارق فيه أي العمالة. أما الأحزاب المسيحية اللبنانية فحدث ولا حرج كونها تجابنت ولا تزال متجابنة عن تبني قضية هؤلاء الأبطال، أما الدولة اللبنانية ومعها الكنيسة المارونية فهما مصابين بالعمى والطرش وتخدر الضمير. في النهاية لا يصح إلا الصحيح والشر والأشرار إلى زوال واندحار مهما طال زمن الكفر والتجني والعهر.

وفي سياق متصل فإن حزب الله ومنذ العام 1982 حزب الله لم يكن سوى تنظيم عسكري إيراني 100% لا مقاومة ولا تحرير ولا من يحزنون. جمع الإيراني بمباركة سورية فصائل إرهابية عدة تابعة له مباشرة وأطلق عليها اسم حزب الله. هوية جنوده وقادته لبنانية نعم، ولكنهم يعملون في جيش إيراني تماماً كما كان حال تكوين جيش بريطانيا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية حيث كان معظم جنوده أفارقة وعرب ومن جنسيات مختلفة. الإحتلال السوري سمح لهذا التنظيم  العسكري الإيراني بضرب حركة أمل وتطويعها والقضاء كلياً على كل المجموعات التي كانت ترفع شعارات التحرير ومحاربة إسرائيل وسلمه ليس فقط الجنوب بعد انسحاب إسرائيل الأحادي منه عام 2000، بل كل مناطق تواجد أبناء الطائفة الشيعية في لبنان.

في عام 2000 لم يحرر حزب الله الجنوب ولا إسرائيل انسحبت منه بسبب الحزب وإنما لأسباب داخلية صرفة. هنا يقال وبإثباتات ووقائع أن حزب الله مباشرة أو مواربة ومن خلال دمشق وطهران تكفل لإسرائيل بحماية الحدود وبمنع الفلسطينيين من الاقتراب منها وهو التزم بتعهداته حتى 2006 حيث تغيرت الأوضاع وتبدلت الالتزامات وجاء القرار 1701 ليلغي دور الحزب في مواجهة إسرائيل ويبعده عن الحدود ويضعها في حماية دولية. بعد خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005 قام الجيش الإيراني الذي هو حزب الله باستلام لبنان بالقوة ومنع استكمال استعادة الاستقلال وبسط سلطة الدولة ولم يسمح بعد انتخابات ربحتها قوى 14 آذار مرتين، لم يسمح لها بالحكم وقبل سنتين اسقط حكومة الحريري بالقوة والترهيب وتسلم وحده عملياً دفة الحكم.

إلا أن الثورة السورية قلبت كل المعادلات وكشفت حقيقة الحزب الإيرانية وعرت كل شعاراته الكاذبة وأصبح مصيره مرتبطاً بنظام الأسد مباشرة. نعم الحزب تعرى وانكشف ولم يعد بنظر غير أفراده سوى جيش احتلال إيراني ضد لبنان وضد الشعب السوري وضد كل الدول العربية. كما أن عملياته السكرية الإرهابية في الخارج وضعته في مواجهة العالم الحر وكل الدول العربية. من هنا الحزب في طريقه إلى الزوال رغماً من الصوت العالي لقادته ورغماً من كل أسلحته التي لن يتمكن من استعمالها لا ضد الشعب اللبناني ولا حتى ضد إسرائيل.

الحزب ظهر على حقيقته العارية كمنظمة إرهابية تمارس كل الموبقات من تصنيع وتصدير وتوزيع المخدرات، إلى تجارة التهريب والسلاح وكل الممنوعات، وتزوير الأدوية، وعصابات السرقات والإجرام والخطف وتبيض الأموال والإرهاب وتطول القائمة. ومن هنا هذا تنظيم لا يمكن أن يستمر وهو في نهاياته الحتمية عاجلاً أم أجلاً.

 

حزب الله هو حزب الإرهاب بامتياز

الياس بجاني/05 آذار/13/في أسفل مقالة رائعة كتبها الصحافي أحمد عياش ونشرتها جريدة النهار اليوم. مقالة جريئة وواقعية ومباشرة تحكي كذب ونفاق حزب الله وتفضح مشروعه الإرهابي وتبين عداوته للبنان ولكل اللبنانيين. كما تسلط الضؤء على شخصية حسن نصرالله الحقيقية. مقالة من المفيد قرائتها وتوزيعها لعل الأغبياء من الواهمين والغارقين في كذبة المقاومة يستفيقون من غيبوبة جهلهم.

"حزب الله" بشقق كثيرة

احمد عياش

http://newspaper.annahar.com/article.php?t=makalat&p=15&d=25010&dt=2013-03-03%2000:00:00

إذا كانت قضية الشيخ أحمد الأسير في صيدا الآن اغلاق شقتين لـ"حزب الله" يستخدمهما لأعمال أمنية قرب مسجد في عبرا بضاحية المدينة، فإنها تبدو أقرب الى مزحة منها الى أمر رصين. تماماً مثلما هي قضية السيد حسن نصرالله عندما ينطلق من ادانة "معركة شقق" يخترعها خصومه ليبني عليها تهديداً بقوله "ما حدا يعمل معنا غلط!". هذه المقارنة تلتقي في الشكل. لكنها تفترق كثيراً في المضمون. وشتان ما بين قضية الأسير وقضية نصرالله.

كثيرون توجسوا عندما استمعوا الى الاخير الذي أطل استثنائياً ليطمئن القلقين والمتسائلين بعد الشائعات التي تناولته ليؤكد بطلانها. فهو طمأن من ناحية، لكنه أقلق من نواح. واعاد الى الاذهان ذريعة 5 أيار 2008 التي مهدت لـ7 أيار المشؤوم الذي وصفه نصرالله بـ"يوم مجيد". فهل هناك من أيام "مجيدة" أخرى يبشر بها "حزب الله" اللبنانيين؟

حسناً فعل الرئيس فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري في البيان الذي صدر عنهما ليعبرا عن عقلية "أم الولد" ليس في صيدا فحسب، بل في كل لبنان. فالانجرار وراء منطق الشيخ في شقتين ومنطق السيد في شقق يضيّع الحقيقة الكبرى التي ينطح لبنان برأسه صخرتها. انها حقيقة الدولة التي تقف عاجزة عن حماية الوطن بكل شققه. للتذكير فقط، فإن غزوة "حزب الله" لبيروت في 7 أيار 2008 كان بذريعة رفض قرار الحكومة اغلاق "شقة" شبكة الاتصالات التي اخترق بها "حزب الله" لبنان من دون حسيب أو رقيب فانقضّ بسلاحه على العاصمة ليحوّل مسار الاحداث ولا يزال. وبالاعتماد على هذا القياس هناك لائحة الشقق التي نبتت ولا تزال كالفطر: شقة حماية المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري التي سيمنع "حزب الله" الاقتراب منها ولو بعد مئة عام، شقة حماية ترسانة الاسلحة التي كدسها الحزب لـ"مواجهة ما تعده اسرائيل للبنان والمنطقة وللشعب الفلسطيني"، كما قال نصرالله قبل أيام، شقة تخطيط العمليات التي جرّت لبنان الى حرب مع اسرائيل 2006، وتجر لبنان الى حرب سوريا عام 2013، شقة السرايا التي كانت سابقاً مركزاً لحكومة كل لبنان عندما حل بها الرئيس سعد الحريري الفائز بامتياز في انتخابات عام 2009، شقة البرلمان، بيت الأمة اللبنانية جمعاء، التي تحولت تحت نظارة الرئيس نبيه بري الى مقر حزبي يسعى بري الى تثبيته مجلس شورى للحزب بذريعة مشروع "اللقاء الارثوذكسي" بالاضافة الى شقق لا حصر لها ولا عد على غرار شقق جمارك المطار والمرفأ وتصنيع حبوب المخدرات وتزوير الادوية وغيرها.

يفيد تقرير ديبلوماسي ان وزير خارجية حكومة "حزب الله" عدنان منصور حاول في مؤتمر عقد أخيراً في موسكو أن يقنع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بادراج عبارة دعم "المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي" في البيان الختامي فكان جواب لافروف لمنصور: "لا تعيد طرح مثل هذا الطلب مجدداً". أي ان لافروف يقول لمنصور "لا تبيع الميّ في حارة السقايين!". لكن هذا الميّ الذي يسمى "مقاومة" لا يزال يباع وبالقوة في لبنان وهو في الواقع مسمار "حزب الله" بشقق كثيرة.

 

ميقاتي تسلم التقرير السنوي للمحكمة

 تعددت اهتمامات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أمس، وشهدت السرايا لقاءات ديبلوماسية وأممية وتربوية واقتصادية، استهلها بلقاء كل من السفراء الفرنسي باتريس باولي والروسي ألكسندر زاسبكين، والصيني وو زكسيان في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهماته في لبنان. كذلك استقبل المسؤول في المحكمة الخاصة بلبنان هاري مويلانن، وتسلّم منه التقرير السنوي الرابع للمحكمة الذي ينشر في 8 آذار الجاري، فالمنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي روبرت واتكنز. وبحث في  ملف الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية وتعيينات مجلس الجامعة، مع وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب يرافقه رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين. وأوضح دياب على الأثر  أن هذا الملف "بحكم المنتهي، باستثناء عقدة صغيرة نحاول حلحلتها، ويبدو أن هناك توجهاً لإقرار ملف التفرغ في مجلس الجامعة الجديد قبل إحالته على مجلس الوزراء، وشخصياً أنا أعتبر أن هذا الملف هو الأفضل من ناحية نوعية الأساتذة والتوازن الوطني". ومساء، استقبل ميقاتي المفوض المسؤول عن توسيع العلاقات مع دول الجوار في الاتحاد الاوروبي ستيفان فوليه في حضور سفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست وبحثا في العلاقات الثنائية بين الاتحاد الاوروبي ولبنان.

 

سعود الفيصل: طريقة التفاوض مع إيران ستضعنا أمام سلاح نووي

الرياض - ناصر الحقباني/الحياة

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض أمس أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تحدياً ذا أولوية وأن المحادثات مع طهران لن تستمر إلى ما لا نهاية، وقال: «نحن لن نقبل التأخير، لأن المسألة تزداد خطورة»، فيما اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل «أن استمرار التفاوض على النووي الإيراني بهذه الطريقة سيضعنا مع الوقت أمام سلاح نووي».

وكان كيري وصل ليل الأحد إلى السعودية في زيارة هي الأولى منذ توليه منصبه، وأجرى أمس محادثات مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، تناولت العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى بحث المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها. وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي أن «المحادثات مع إيران لمجرد الحديث والتباحث لن تستمر إلى ما لا نهاية، ونحن لن نقبل التأخير، لأن المسألة تزداد خطورة، والوقت له حدود».

أما الأمير سعود الفيصل فأكد «ضرورة التباحث بجدية وعقلانية ووضع التزامات واضحة أمام الجميع، هذا هو معنى التفاوض، فالتفاوض ليس أن نأتي بأحد نتفاوض معه ليخادعنا ويتلاعب بنا، بل هذا أسلوب خاطئ في التفاوض، ويجب أن تكون المفاوضات جادة إلى أقصى حد ممكن، وأن يكون فيها إبداء للنوايا والدوافع من أجل حل المسألة». وأضاف: «هذه العوامل غير موجودة مع الإيرانيين، ولم يثبتوا لأي طرف جديتهم في المفاوضات، فقد واصلوا التفاوض لمجرد التوصل إلى مزيد من المفاوضات في المستقبل، وهناك تفاهم مشترك حول قضايا يتفقون عليها، لأنها تحتاج إلى مزيد من التفاوض ولكن ليس هناك شيء حاسم».

ولفت الفيصل إلى أن «استمرار التفاوض بهذه الطريقة سيضعنا مع الوقت أمام سلاح نووي، ولكن لا نسمح بأن يكون هناك سلاح نووي، وعلى إيران أن تبدي الدافع والتفهم الواضح بأن التفاوض سيكون محدوداً من الناحية الزمنية، وأن يفوا بكل الشروط التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتفاق حظر انتشار التسلح النووي».

واعتبر الوزير الأميركي ان «التخصيب يجب ألا يكون من أجل تصنيع السلاح، لأننا عندما نحصل على مواد مخصبة قد تقع في يدي الإرهابيين، والتهديد ليس فقط القنبلة النووية بل وجود وتوافر القنبلة أيضاً بين يدي الإرهابيين، وهذا يؤدي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة». ولاحظ انه «لا يمكن أن يكون الشرق الأوسط أو العالم أكثر سلماً عندما تكون هناك دولة مصدرة للإرهاب تتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى وتكسر أو تتجاوز اتفاقاتها مع الدول الأخرى ولا تفي بشروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتسير بالمنحى الذي تسير به الآن، نحن نتحدث عن إيران التي يجب أن تراعي شروط الوكالة الدولية والاتفاق الدولي لحظر انتشار التسلح النووي».

ورداً على سؤال عن قرار مؤتمر روما توفير الغذاء والدواء لمساعدة الشعب السوري، قال سعود الفيصل: «هناك توفير للمساعدات والإغاثة للسوريين، ونحن في السعودية نبذل قصارى جهدنا وفق قدراتنا لنقدم هذه المساعدات». وأضاف: «ما يحدث في سورية يعد قتلاً لأناسٍ أبرياء، ولا يسعنا أن نبقى صامتين أمام هذه المجزرة، ولدينا واجب أخلاقي أن نحمي هذا الشعب، لم أسمع أو أرى في التاريخ وحتى في أصعب الحالات أن يقوم نظام باستخدام أسلحة استراتيجية وصواريخ لضرب شعبة من الأطفال والنساء وكبار السن ويضرب مدناً مختلفة، ونحن نتحدث أمام هذا كله عن توفير الغذاء، ونتجادل في ذلك». وزاد: «فقدوا الكثير ونحن لدينا صلاحيات أن نتصرف أكثر، لقد فقد بشار الأسد كل سلطته في ذلك البلد، ولا يمكن لأي شخص أن يتصرف بهذه الطريقة ويبقى لديه الحق في أن يكون قائداً لتلك الدولة». واعتبر كيري انه «لا توجد ضمانات لعدم وصول الأسلحة إلى الأيدي الخطأ، ولكننا يمكن أن نؤكد أن هناك قدرة واضحة حالياً على أن نضمن أن تصل الأسلحة إلى المعتدلين من المعارضة وبالتالي يزيدون من الضغط على النظام». وذكر الوزير الأميركي أنه «يمكن أن يكون هناك سلاح أو آخر ينهي الصراع، لكن يبدو أن العناصر السيئة لديها قدرة على الحصول على السلاح من إيران ومن حزب الله ومن روسيا، للأسف هذا ما يحدث. لكني أعتقد بصحة حديث الأمير سعود الفيصل حول هذا التحدي الكبير، وأن الأسد يدمر شعبه وبلده، وأن السلطة لم تعد ملكاً له، لأن الشعب أوضح له أنه فقد شرعيته».

نتانياهو سيعلن تشكيل الحكومة في الايام القادمة: ايران تقترب من الخط الاحمر
نهارنت/اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين في مداخلة عبر دائرة فيديو مغلقة في واشنطن انه سيشكل حكومته الائتلافية الجديدة في الايام القليلة القادمة. وقال نتانياهو مباشرة للمؤتمر السنوي للوبي الاسرائيلي (ايباك) في واشنطن "انوي تشكيل حكومة قوية ومستقرة في الايام القليلة القادمة". وكانت وسائل اعلام اسرائيلية ذكرت في وقت سابق ان هذا الائتلاف الحكومي سيشكل مع حزب الوسط يش عتيد (هناك مستقبل) والحزب القومي الديني، البيت اليهودي، مع استبعاد الاحزاب الدينية المتشددة. من جهة أخرى قال نتنياهو أن "ايران تقترب من هذا الخط الاحمر وتتخذ وضع الاستعداد لاجتيازه".مصدروكالة الصحافة الفرنسية

باراك: اسرائيل لن تسمح لايران بامتلاك السلاح النووي
نهارنت/حذر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاحد ايران من ان اسرائيل لن تسمح لها ابدا بحيازة سلاح نووي، وذلك في افتتاح مؤتمر لجنة العلاقات الخارجية الاميركية-الاسرائيلية (ايباك) في واشنطن، اقوى لوبي مؤيد لاسرائيل في الولايات المتحدة. وقال باراك امام الاف المشاركين في المؤتمر ان "اكبر تحد تواجهه اسرائيل والمنطقة والعالم اليوم هو سعي ايران للحصول على قدرات نووية". وخلال محادثات حول برنامجها النووي مع مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا) في مدينة الماتي بكازاخستان الاسبوع الماضي وافقت ايران على عقد جولة جديدة من المفاوضات التي تأمل مجموعة الست ان تنجح من خلالها في اقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي. ويأتي تحذير باراك فيما تتزايد التساؤلات حول ما اذا كانت اسرائيل تحضر لضربة وقائية ضد ايران وما اذا كانت واشنطن ستحث اسرائيل على تأجيل مثل هكذا عمل عسكري لافساح المجال امام المفاوضات. ولكن باراك، وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، شكك في جدوى هذه المفاوضات التي ستستأنف هذا الشهر. وقال "بصراحة، افهم انه يجب استنفاد جميع الوسائل الدبلوماسية، ولكني لا اظن ان هذا سيدفع الملالي الى التخلي عن وجهات نظرهم بشأن الملف النووي. ومن هنا فان كل الخيارات يجب ان تبقى على الطاولة". واضاف "نحن نتوقع من كل الذين يقولون هذا ان يحترموا كلمتهم. سيداتي وسادتي، نحن نحترم كلمتنا، واسمحوا لي ان اقولها مجددا، سوف نحترم كلمتنا". ولجنة العلاقات الخارجية الاميركية-الاسرائيلية هي اقوى لوبي مؤيد لاسرائيل في الولايات المتحدة، ويتوقع حضور الالاف للاستماع لخطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي سيتطرق من دون شك الى مخاوف الدولة العبرية من طموحات ايران النووية. وخطاب اوباما امام ايباك قد يعطي اشارة على اجواء لقائه الاثنين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي سيلقي كلمة امام ايباك ايضا بعد لقائه مع اوباما في البيت الابيض. وخلال مؤتمر ايباك التي تعتبر نفسها اقوى لوبي للسياسة الخارجية الاميركية، سيتحدث ايضا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز وسيلتقي اوباما في يوم افتتاح المؤتمر السنوي. ومن المتوقع حضور 13 الف شخص في ما يشكل رقما قياسيا هذه السنة وبينهم طلاب ونواب ومسؤولون حكوميون وعسكريون وسفراء اجانب ومحللون وحاخامات وشخصيات دينية اخرى من الولايات المتحدة واسرائيل. ويتوقع ان يطغى الملف الايراني على مؤتمر ايباك خلافا للسنة الماضية حين حاول اوباما حشد التاييد لمحادثات السلام الفلسطينية-الاسرائيلية التي تولت واشنطن رعايتها وانهارت منذ ذلك الحين. مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

وكالة الطاقة الذرية تطلب السماح بدخول موقع بارتشين العسكري في ايران
نهارنت/طلب الامين العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو الاثنين من ايران السماح بدخول موقع بارتشين العسكري قرب طهران بلا تأخير، بمعزل عن ابرام اتفاق بين الطرفين. وقال امانو كما ورد في نص كلمته امام مجلس حكام الوكالة الذرية الذي يعقد اجتماعا مغلقا في فيينا اليوم "اطالب ايران مجددا بالسماح بدخول موقع بارتشين بلا تاخير، سواء تم التوصل الى اتفاق حول مقاربة ممنهجة ام لا". وتشتبه الوكالة في اجراء ايران في هذا الموقع تجارب تفجيرات تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي، الامر الذي تنفيه طهران. واتهمت الوكالة ايران باخفاء اي اثر لذلك من الموقع. واكد امانو في كلمته ان "السماح بدخول موقع بارتشين خطوة ايجابية ستساعد في اثبات نية ايران التعاون مع الوكالة بخصوص صلب مخاوفها". واضاف "اود ان اكون قادرا على التحدث عن تقدم حقيقي في اثناء اجتماع المجلس التالي في حزيران". وحتى الان كان الدخول الى بارتشين مدرجا في المفاوضات حول اتفاق يوسع امكانات مفتشي الوكالة في الوصول الى مواقع ووثائق واشخاص قادرين على مساعدتهم على تحديد طبيعة البرنامج النووي الايراني. في تقرير صدر في تشرين الثاني 2011 وضعت الوكالة لائحة عناصر اعتبرت ذات مصداقية تشير الى ان ايران عملت على صنع سلاح نووي قبل 2003 وربما بعد ذلك، الامر الذي تنفيه طهران. وبدأ الطرفان محادثات لوضع خطة تجيز للوكالة التدقيق في نقاط ذكرها التقرير. لكن لم يحرز اي تقدم في عدة لقاءات منذ عام. وقال امانو "يجب ان تأتي المفاوضات بنتائج". وكالة الصحافة الفرنسية

سليمان وميقاتي يوقعان مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ورئيس الجمهورية: لا يعني إطلاقا التمسك بقانون الستين
نهارنت/وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد ظهر الإثنين المرسوم الرقم 9968 القاضي بدعوة الهيئات الانتخابية النيابية في جميع الدوائر الانتخابية المحددة بموجب القانون الرقم 25 تاريخ 8/10/2008 إلى انتخاب أعضاء مجلس النواب وذلك يوم الأحد الواقع فيه 9/6/2013، وذلك بعد أن وقعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد ظهر اليوم عينه. وإذ اعتبر سليمان أن "توقيع هذا المرسوم هو إجراء يوجبه القانون النافذ"، أكد أن "ذلك لا يعني إطلاقا التمسك بقانون الستين مقدار ما يعني الالتزام بالواجبات والمسؤوليات التي ينص عليها الدستور والقوانين ذات الصلة". واكد رئيس الجمهورية في هذا السياق "دعواته السابقة إلى إقرار قانون انتخابي جديد انطلاقا من مشروع القانون الذي اقره مجلس الوزراء وأحيل إلى المجلس النيابي". وكان ميقاتي قد اعلن الخميس الفائت أنه اتفق سليمان على توقيع دعوة الهيئات الناخبة الذي أعدّه وزير الداخلية مروان شربل وأرسله الى رئاسة الحكومة. كما كان شربل قد اعلن "ان مرسوم دعوة الهيئات الناخبة سيوقع قبل 11 اذار" أي المهلة القانونية للتوقيع. واقرت اللجان النيابية المشتركة مشروع "اللقاء الاورثوذكسي" (حيث كل طائفة تنتخب ممثليها) وسط اعتراض نواب كتلتي "المستقبل" و"جبهة النضال الوطني"، والنواب المسيحيون المستقلون في 14 آذار. وينتظر ان يحيل رئيس مجلس النواب نبيه بري المشروع الى "الهيئة العامة" لمناقشته وبته اذا اتفق عليه، الأمر الذي لم يتم بعد.

الأمين لـ"الشفاف": "حزب الله" حمّل الشيعة مسؤولية سياسته
علي الحسيني/الشفاف
ظهر إلى العلن دخول "حزب الله" بشكل جدّي وعلني على خط الأزمة السورية. ويتجلّى هذا التدخل بشكل فاضح بعد كل قتيل يسقط منه في الداخل السوري والذي كان أخره القتلى والجرحى الذين سقطوا مؤخراً في بلدة "القصير" السورية. ومن خلال تدخله هذا، يكون "حزب الله" قد أقحم نفسه ومعه الطائفة الشيعية في نزاعات مع محيطها العربي المؤلّف من أكثرية سنية مناهضة للنظام السوري وتحديداً لرئيسه بشار الأسد. واليوم يبدو إن الواقع الشيعي في لبنان ذاهب إلى مزيد من التأزم مع محيطه العربي في ظل أصرار "حزب الله" على أخذ هذه الطائفة إلى أمكنة لا تليق بها. خصوصاً أنها تميّزت بالعديد من بإعتدال أبنائها من سياسيين ورجال دين أمثال السيد موسى الصدر والراحلين السيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين اللذين كانا من دعاة التمسّك بلبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه وتحديداً الشيعة منهم، على عكس الحزب الذي هيمن على القرار الشيعي وجعل من طائفة بأمها وأبيها متراساً في وجه أبناء الوطن الواحد دفاعاً عن المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة. البلد يغلي تحت حماوة نار الفتنة المذهبية المؤهلة أصلاً لمد شرارتها إلى لبنان والتي بدأت تطل برأسها من الحدود الشمالية. ولذلك فأن كل سياسي مسؤول عن إبعاد شبح الفتنة هذه عن بلد تناسى معظم أبنائه أن لا حل إلا بالعيش المشترك ولا إمكانية لتسلّط فئة على اخرى مهما كبر حجمها أو سلاحها. ومن هنا وإنطلاقاً من شعوره بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، كانت الدعوة التي وجهها الرئيس سعد الحريري إلى الطائفة الشيعية ملاقاته في منتصف الطريق من أجل تصحيح الخلل القائم في البلد وإعادة رسم خارطته بشكل يخضع فيه الجميع لسلطة الدولة والقانون لا لسلطة السلاح المتفشّي في كل المناطق. لكن، ومنذ ذلك اليوم، لم يخرج عن دائرة الهيمنة على القرار الشيعي أي جواب يمكن يُلاقي تلك اليد الممدودة لإنقاذ ما تبقّى من هيبة الدولة ومؤسساتها الرسمية إلا ما نذر من أقلية حرّة وجدت في خطاب الحريري بارقة أمل من شأنها ان تضع لبنان على السكّة الصحيحة.
"حزب الله" وحركة "أمل" صناعة المخاوف والأزمات
من هؤلاء الاحرار المرجع الشيعي السيد علي الامين الذي وصف الحريري، في حديث لـ"الشفاف"، برجل الإعتدال والحريص على العيش المشترك بين الطوائف اللبنانية. فهو أراد أن يبعد شبح الفتنة السنة-الشيعية التي تلوح في المنطقة، باحثاً عن اليد الأخرى التي تلاقيه للعمل على تجنيب البلاد أخطارها، لأن نهج الحريري هو امتداد لنهج والده الشهيد رفيق الحريري الذي رسّخ برؤيته وسياسته الحكيمة نهج الإعتدال والوحدة الوطنية التي أخرجت لبنان من حروب الطوائف من خلال دوره في اتفاق الطائف"، ويلفت إلى "أننا في وطن لا يمكن أن يكتب له الإستمرار والإستقرار إلاّ من خلال تلاقي أيادي أبنائه وقياداته المعتدلة على التوافق والتلاقي إنطلاقاً من مرجعية دولة المؤسسات والقانون، ونأمل أن تلقى دعوة الرئيس الحريري الصدى الإيجابي لدى الأطراف المعنيين الذين يقولون بأننا لا نريد للفتنة أن تقترب من لبنان". الأمين يرى أن الواقع الذي صنعته الواجهة السياسية في الطائفة الشيعية المتمثلة بقيادة الثنائي "حزب الله" وحركة "أمل" هو واقع جدير بصناعة المخاوف والأزمات من خلال الهيمنة على الدولة، ومنطق الإستقواء بالسلاح الذي استخدموه في الداخل، واستمرارهم برفض الحوار الجاد حول انتظام هذا السلاح في مشروع الدولة. وهذا سوف يؤدي إلى ولادة أسلحة أخرى خارجة عن الدولة تزيد من ضعف الدولة وتزرع المخاوف من اندلاع صراعات داخلية تأخذ العناوين الطائفية إنطلاقاً من هذا الواقع الموجود الذي يحمل الصفة المذهبية خصوصاً إذا نظرنا إلى الإحتقانات الحاصلة بسبب الأزمة السورية وأحداثها الدموية".
أما الإستقواء بالسلاح، فهو بنظر الأمين مصدرالهيمنة على الدولة برمّتها خصوصاً وأن أصحابه قد فرضوا آراءهم على سياسة الدولة الخارجية والدفاعية والداخلية. ولم تستطع الدولة أن تبسط سلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية خصوصاً في المناطق التي يهيمن عليها الثنائي الشيعي. وكلنا يذكر كيف أن الدولة لم تستطع نقل منوظف عسكري من المطار قبل اندلاع أحداث السابع من أيار2008، ويعتبر أنه "إذا كانت الهيمنة على الدولة حاصلة فمن الطبيعي أن يكون القرار داخل الطائفة الشيعية واقعاً تحت هذه الهيمنة، بل تكون هي الأشد عليه. وهذا ما يفسّر حالة الرفض للرأي الآخر والقمع له، خصوصاً داخل الطائفة الشيعية، كما جرى معنا في مدينة صور عندما قامت جماعة مسلحة منهم باحتلال دار الإفتاء الجعفري وما زالوا فيها حتى اليوم".
كما لا ينفي الأمين أن للثنائي الشيعي تمثيلا كبيرا داخل الطائفة الشيعية في لبنان، ولكنها ليست الشريحة التي يمكنها أن تلغي الشرائح الأخرى داخل الطائفة نفسها أو حتى خارجها. والدليل أن نسبة المشاركة في الإنتخابات النيابية السابقة قد بلغت الاربعين بالمئة تقريباً في مناطق هيمنة الثنائي الشيعي. وهذا يعني وجود شريحة كبرى تخالف في الرأي قوى الأمر الواقع. ويضيف "من الطبيعي ان نجد جمهوراً كبيراً مؤيداً للثنائي الشيعي المنظم والمدعوم من دول إقليمية جعلته قادراً على صنع دويلة لها إعلامها الخاص ومؤسسات التربوية والإجتماعية والدينية الخاصة، يضاف إلى ذلك ما يحصل عليه من الدولة اللبنانية التي يمتلك فيها المواقع والمناصب وكل أسباب الخدمات التي تحتاجها الطائفة الشيعية من خلال إعطائه الوكالة الحصرية عنها بسبب منطق المحاصصة الذي اعتمد فيما سمي حكومات الشراكة والوحدة الوطنية والتي حصرت التمثيل بالثنائي في كل مواقع السلطة".
أما لجهة الإحتقان المذهبي الحاصل في وطن بات قاب قوسين أو أدنى من تقسيمه إلى دويلات في حال لم يتم تدارك الأخطار التي تهب عليه من كل حدف وصوب، يشرح الأمين الأتي: إن السياسة التي اعتمدها "حزب الله" بعد تحرير الجنوب وتحوله بشكل كامل إلى الداخل اللبناني مروراً بحرب تموز وتداعياتها وأحداث السابع من أيار مدعوماً في كل ذلك من حلفائه في الداخل اللبناني وصولاً إلى وقوفه إلى جانب النظام السوري وتأييده المطلق له، هذه السياسة ساهمت في الإحتقان الطائفي الذي نشهده اليوم في لبنان والمنطقة وجعلت من الطائفة الشيعية مسؤولة عن هذه السياسة بنظر غيرها وهذا ما أضرّ بسمعة الطائفة ومكانتها وبمصالح الكثير من أبنائها وأساء إلى علاقتها مع محيطها العربي ومع شركائها في الوطن من الطوائف الأخرى"، ويدعو إلى ضرورة تغيير هذه السياسة خصوصاً فيما يعود إلى التدخل في الأحداث السورية، لأن ساحة جهادنا هي الدفاع عن وطننا من هجمات الأعداء وليست في القتال على ساحة الأهل والأشقاء، ومن يقتل في تلك الأحداث فقد قتل في الموقع الخطأ".
وبرأي الأمين إن الواجب علينا كلبنانيين أن نبذل الجهود في الإصلاح بين إخواننا السوريين ووقف سفك الدماء بينهم ما استطعنا، وأن ننصرف إلى العمل على بناء دولة المؤسسات والقانون في بلدنا والحفاظ على عيشنا المشترك ووحدتنا الوطنية وبهذا نجنب شعبنا وأهلنا الإنجرار إلى الفتن التي يراد لها أن تنتقل إلى لبنان والمنطقة كلها، ونكون قد ابتعدنا أيضاً عن سياسة الإرتباط بالمحاور الخارجية من إيران وغيرها".
وفي الختام يتطرق الأمين إلى الشعارات الإصلاحية المزيّفة والتي تتبدل عند أصحابها مع بلوغهم السلطة، فيؤكد أن "انغماس "حزب الله" في مشاريع السلطة والحكم جعله كغيره من أحزاب أخرى كانت تغرق جمهورها قبل الوصول إلى السلطة بوعود الإصلاح والعدالة وإزالة الحرمان! ولكنهم بعد الوصول إليها تجرهم السلطة إلى طلب المزيد من نعيمها ومغرياتها فيقع أصحابها في الفساد وظلم العباد خصوصاً في أجواء غياب رقابة الدولة ورقابة الأحزاب الأحادية التي تتبدل أولوياتها واهتماماتها من العام إلى الخاص بعد الوصول إلى السلطة".

مقاتلون شيعة بينهم عراقيون ولبنانيون يحتشدون للدفاع عن ضريح في دمشق

بيروت – رويترز/انضم مقاتلون شيعة من العراق ولبنان إلى مقاتلين شيعة سوريين للدفاع عن مرقد السيدة زينب إلى الجنوب من دمشق، وشكلوا "لواء أبو الفضل العباس" خشية من "تهديدات مقاتلين سنة يحاربون الرئيس السوري بشار الأسد". ويبرز وجود المقاتلين الشيعة من البلدين المجاورين، الذي أكدته مصادر في العراق وسورية واتضح من خلال تسجيلات فيديو، كيف أن الصراع الدائر في سورية يذكي المشاعر الطائفية في المنطقة.

وقال مصدر مقرب من "لواء أبو الفضل العباس" إنه "تشكل قبل 7 أشهر ويخوض معاركه أساساً حول مرقد السيدة زينب على المشارف الجنوبية للعاصمة السورية". وقال المصدر إن "اللواء تشكل لمواجهة الخطر  الذي يتهدد المرقد والمسجد من مقاتلين سنة دنسوا أماكن أخرى لعبادة الشيعة الذين يمثلون أقلية في سورية". وقال "هم موجودون هنا لغرض واحد وهو الدفاع عن المرقد" مضيفا إنهم "يعملون بشكل مستقل عن قوات الأسد حول العاصمة".

وأضاف إن "من ضمن دوافع مجيء المقاتلين العراقيين في مرقد السيدة زينب إلى هذا المكان، هو منع تكرار العنف الطائفي الذي أعقب هجوما استهدف مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء عام 2006، والذي اتهم تنظيم القاعدة بارتكابه وتسبب لاحقا في مقتل الآلاف من السنة والشيعة". وقد أدى الصراع الدائر في سورية بالفعل إلى اجتذاب مقاتلين سنة من أفغانستان وليبيا والشيشان ودول أخرى والكثير منهم يعتبر أن "الفكر الشيعي مناف للإسلام"، كما يعتبرون أضرحتهم "رموزا للوثنية ولابد من هدمها". وقال مسؤول شيعي عراقي إن "شيعة عراقيين بعضهم كان يعيش في جنوب دمشق منذ فرارهم من أحداث العنف التي شهدها العراق بدأوا التعبئة في الصيف الماضي لمواجهة المقاتلين في المنطقة"، الذين وصفهم بالـ"متشددين والسلفيين". وقال إن "المقاتلين يريدون تدمير مرقد السيدة زينب وتصدى لهم شيعة عراقيون كانوا يعيشون بالفعل في سورية"، مؤكداً أنهم جاءوا إلى دمشق بصفة فردية وليس تحت إشراف الدولة او أي منظمة". واعتبر أنهم "أصبحوا الآن أكثر تنظيماً تحت لواء أبو الفضل العباس". وتقول مصادر مقربة من اللواء إنه "مقسم إلى وحدات أصغر أطلق عليها أسماء أئمة الشيعة الإثني عشر ويتألف اللواء أساساً من شيعة العراق ولبنان وسورية". ويتهم مقاتلو المعارضة السورية جماعة "حزب الله" اللبنانية، وهي حليفة للأسد بالقتال في صفوفه، فيما تنفي الجماعة هذه الاتهامات وتقول إن "مناصريها يحاربون في قرى حدودية للدفاع عن الشيعة هناك".

 

خاص موقع 14 آذار: حزب الله يعاقب عناصر رفضت القتال في سوريا وخالفت التكليف الشرعي  

طارق نجم /موقع 14 آذار

في تطور ملفت لا تشهده صفوف حزب الله في العادة، أصدر السيد هاشم صفي الدين، مسؤول شورى التنفيذ في حزب الله، جملة من القرارات التنظيمية القاضية بتجميد تفرغ وتوقيف دفع المخصصات المالية بحق عدد من كوادر وعناصر حزب الله من منطقة الجنوب. ولدى الإستيضاح عن السبب الكامن وراء هذا الإجراء، أفادت المصادر التي نقلت الخبر أنّ السبب يكمن في رفض من اتخذ بحقهم هذه الإجرآت التكليف الشرعي الصادر عن الحزب والقاضي بالقتال في سوريا ضد الجيش السوري الحرّ. وقد نفذ هذه الإجرآت الشيخ مالك وهبي مسؤول المكتب التنظيمي المركزي في الحزب، والمعني بتنفيذ الإجرآت التنظيمية الداخلية، بمعاونة نائبه في الجنوب الشيخ حسان مدلج. وللتوضيح فإنّ إجراءات "تجميد التفرغ" تعني نزع كل صفة للشخص المعني من تنظيم حزب الله وقد طالت العناصر فقط في حين تمت احالة المسؤولين الأكبر شأناً إلى الشواغر أي عملياً إلى الإحتياط. وكان صفي الدين نفسه قد أكّد علناُ في احتفال جرى قبل اسبوع في بلدة جويا الجنوبية "الموقف الواضح الذي اتخذ منذ بدأت أحداث سوريا قلنا يومها أننا نؤدي تكليفنا" ".

ويعرف عن حزب الله صلابة بنيته التنظيمية التي تخضع لهرمية قيادية حديدية يعتبر رأسها الولي الفقيه، أو نائب الإمام المهدي، والذي يشغل هذا المنصب حالياً هو السيد علي الخامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران. ويستمد المسؤولون والكوادر سلطاتهم من هذا المصدر ليفوضوها بدورهم لمن هم أدنى مرتبة وهكذا دواليك. وهنا يطرح سؤال نفسه، حول ما إذا شكل هذا التصرف الرافض للقتال في رسوريا، خرقاً للإلتزام بالقسم الذي يؤديه كل من يلتحق بحزب الله بالولاء المطلق لنائب الإمام الحجة. المصادر المطلعة التي نقلت لنا تفاصيل ما حصل، أفادت إنّ هذا الفعل الرافض للأوامر لا يعتبر تمرداً بالمعنى الحرفي ولكنه يندرج ضمن سياق مخالفة التكليف الشرعي، وهي بالمناسبة ليست المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا الأمر. فقد سبق لبعض أفراد منتمين في حزب الله أن امتنعوا عن القتال خلال معارك "الأخوة الأعداء" مع حركة أمل في اواخر الثمانينات وبالتحديد في أقليم التفاح. وكان لجأ الحزب حينها لإستدعاء عناصر من البقاع للقتال في الجنوب، حيث تغاضت اسرائيل وعملاؤها عنهم حين مروا بالقرب من مواقعهم عن طريق البقاع الغربي. بالتالي حينها

وبحسب هذا الواقع، فإنّ حزب الله بات يتجّه ليكون أكثر رديكالية من السابق حيث عمد من خلال هذه القرارات لإبعاد العناصر التي قد تكون مازالت تحافظ على مناقبيتها كعناصر مقاومة ومن من مازال يحمل المبادىء والشعارات التي ينادي بها الحزب علناً. كما يعتبر هذا مؤشر إضافي لمدى إصرار قيادة حزب الله على قرارها الذهاب بعيداً وحتى النهاية في خيارها القتال مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى درجة لم يعد يقبل حتى الإعتراض داخل صفوفه على هذا التوجه. وكان حزب الله قد بدأ بإرسال مقاتليه الى سوريا منذ بداية الثورة السورية في آذار 2011، وقد استوجب التدهور الحاصل في صفوف قوات النظام السوري تدخلاً عسكرياً أكبر فأكبر من جانب الحزب الذي بدأ بدفن قتلاه الذين "استشهدوا أثناء آداء واجبهم الجهادي" من دون معرفة مكان استشهادهم وكان يفضل دفنهم ضمن أقصى درجات التكتم. وقد افتضح الأمر مع مقتل المسؤول التنظيمي لحزب الله في سوريا محمد ناصيف شمص (أبو عباس) في تشرين الأول من العام الماضي والذي كان لموقع 14 آذار الألكتروني السبق بنشر تفاصيله. وقد أعقب ذلك عشرات القتلى الذين سقطوا في سوريا في مواجهة الثوار، حيث بدأ الحزب بتشييعهم في بلداتهم على أنهم كانوا يقومون بالدفاع عن مقام السيدة زينب (ع) في دمشق بعدما أصبح إخفاء ظروف مقتلهم غير مجد. كما ظهر تورط حزب الله مؤخراً بصورة أوضح مع اشتراكه العلني بالقتال على حدود الهرمل مع القصير السورية، تحت شعار الدفاع عن القرى الشيعية السورية.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

الإبراء المستحيل لحزب الله من مقاومة العملاء الى حمايتهم  

خالد موسى/موقع 14 آذار

في زمن "الإبراء المستحيل"، ونبش الملفات والقبور والبحث عن الفساد وجذوره، بدليل أو من دونه هناك واقع يطفح فساداً ينبغي تسليط الضوء عليه قبل أي حديث عن أي فساد آخر، ليس لأنه فساد راهن، مقابل فساد مضى عليه الزمن، وليس لأنه فساد مرئي بالدليل القاطع مقابل شبهات تحتاج إلى أكثر من دليل يسندها، وإنما لأن الفساد الذي تفوح رائحته في البيئة التي تدعي البراءة منه –أي البيئة الحاضنة لـ " حزب الله"- لم يعد مجرد فضائح فردية تحدث في أي بيئة لبنانية أخرى، وإنما باتت ظاهرة تستحق الدراسة.

ملف يعتبر الابرز والأخطر في تاريخ "حزب الله" منذ بداياته وحتى اليوم؛ هو ملف اكتشاف العملاء في بيئته الخاصة، علماً أنه لا شيء يجبر الحزب على إعلان اكتشافه لخلية أو فرد يعمل لصالح العدو من عناصره، إلا إذا كان إخفاء الأمر غير ممكن، وتالياً؛ يمكن الافتراض وجود عملاء آخرين جرى كشفهم، غير العملاء الذين يعلن الحزب عنهم –من دون أن يسلمهم للقضاء- كما هي حالة العملاء الثلاثة الذين أعلن عنهم الأمين العام لـ"حزب الله" سابقاً (24/6/2011)، أو العملاء الذين يعتقلهم ويحقق معهم ثم يسلمهم للقضاء، كما هي حال مرشح "حزب الله" في بلدية بعلبك علي رفيق ياغي، الذي صدرت مذكرة توقيف وجاهية في حقه منذ أكثر من ـأسبوعين.

وفي جديد الملف الأخير، علم موقع "14 آذار" من مصادر بقاعية، أنه "قبل أن يتم تسليم العميل علي رفيق ياغي الى مخابرات الجيش، جرى التحقيق معه من قبل "حزب الله" في المنطقة، ثم أحاله الحزب الى مخابرات الجيش، التي أحالته بدورها الى المحكمة العسكرية، حيث صدر الحكم النهائي عليه". وافادت المصادر عينها، عن أنه "من الممكن أن تصدر المحكمة العسكرية حكماً بالإعدام على العميل ياغي، نظراً لدوره الكبير في العمالة مع العدو الإسرائيلي". وتخوفت من "إمكانية إنهاء هذا الملف مثلما إنتهت باقي ملفات العمالة، بخروج العملاء من السجن بكفالة مالية لا تتجاوز عشرين مليون ليرة، في حين ينص القانون اللبناني على إعدام مثل هؤلاء، لقيامهم بدور الخيانة العظمى للوطن وللشعب".

عراجي: حزب الله قام بالتغطية على بعض العملاء ومن بينهم العميل فايز كرم

في هذا السياق، رأى عضو كتلة "المستقبل" و "نواب زحلة" النائب عاصم عراجي، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن " ملف كشف العملاء في بيئة حزب الله هو ملف قديم جداً، ولكن لم يكن ظاهرا الى العلن بهذا الشكل لان الحزب كان يمارس سياسة التعتيم الإعلامي على هكذا ملفات كي لا يشوه صورته امام جمهوره الداخلي والخارجي".

ملف العميل ياغي

وبشأن ملف العميل ياغي، لفت الى أن "العميل ياغي كان من أحد الكوادر المهمة لـ"حزب الله" في بعلبك وعمل لفترة طويلة مع الحزب، وبفضل الوثوق به رشحه الحزب الى عضو مجلس بلدي في مدينة بعلبك وعمل على دعمه، وإذ بنا اليوم نرى هذا الكادر على انه من أحد أخطر وأغلى العملاء لإسرائيل في لبنان". واضاف:" هذا ما يدل على أن بيئة الحزب هي بيئة مخروقة الى ابعد الحدود من قبل العدو الإسرائيلي، بالعكس ما يدعي الحزب بأن بيئته هي بيئة محمية وليست مخروقة من قبل الموساد الإسرائيلي".

تغطية "حزب الله" على بعض العملاء

وبشأن تغطية حزب الله على ملف العميل فايز كرم، الذي ينتمي الى "التيار الوطني الحر" حليف "حزب الله"، في حين خرج الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في إحدى إطلالته الإعلامية، طالباً بإعدام العملاء حتى لو كانوا من داخل الطائفة الشيعية الكريمة، اعتبر أن " ملف العميل فايز كرم هو سياسي بحت، والعميل فايز كرم كان متورطا حتى أذنيه في هذا الموضوع، وحزب الله راعى حليفه النائب ميشال عون ولم يصدر عنه أي موقف يتعلق بهذا الملف حيث اكتفى بالصمت الى حين خروجه، بل عمد الى الضغط على القضاء من أجل إخراجه من السجن كرمى لعيون حليفه، وهذا الأمر ليس جيداً بحق البلد، وحزب الله قام بالتغطية على حليفه النائب عون لأن الأخير يسدي خدمات إخرى لحزب الله ومن بينها التغطية على سلاح الحزب ودعمه مسيحياً، ومن أجل ذلك قام حزب الله برد الجميل، ومن اجل ذلك طلب عون من السوريين ومن حزب الله التغطية على هذا الملف، نظراً للدور الذي كان يلعبه كرم داخل التيار الوطني الحر كمؤتمن على أسرار ميشال عون".

دور القضاء

وأشار الى أنه " كان يجب أن يكون دور القضاء أقوى من ذلك في هذا الملف، خصوصاً في ملف العمالة، بعدما جرى التأكد من تورط العملاء بالعمالة وبإعترافهم بالعمل مع الموساد الإسرائيلي، ومن المفترض أن يكون الحكم أقوى من ذلك ويصل الى تنفيذ حكم الإعدام لهؤلاء الأشخاص نظراً لدور الخيانة الذي قاموا به بالنسبة لوطنهم ولدولتهم".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

أبو دهن: على منصور ان يستوضح السفير السوري عن المعتقلين ونسأل المسؤولين نيابة عن دولتنا الغائبة الافراج عنهم
المركزية- طالب رئيس جميعة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن الدولة اللبنانية بتحرير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الذين لا يزالون على قيد الحياة، قبل ان يموتوا جوعا وقهرا وقتلا نتيجة الاوضاع غير المستقرة في سوريا. وقال لـ"المركزية": " في ايام عز للدولة السورية الموحدة، كنا نتقاسم كل خمسة مساجين بيضة مسلوقة، كما ان "الفروج" كان يوزّع على 50 سجينا، وأمّا اليوم في حالة الفوضى وعدم الاستقرار في سوريا، نسأل مسؤوليها نيابة عن دولتنا الغائبة المغيبة غير المعنية لا بشعبها الموجود في اراضيها ولا بالمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، ونطلب منهم العمل على الافراج الفوري عن المعتقلين واعادتهم الى لبنان لان اهاليهم في حال قلق وغضب عارم من الحالة غير المستقرة والوضع المأساوي الذي تعيشه سوريا، خصوصا بعد ان علمنا ان الجيش السوري الحر سيطر يوم امس على سجن الرقة بعد قصفه، وحرر المعتقلين منه كما في الامس القريب حرر المعتقلين من سجن ادلب المركزي، لذلك افهموا معتقلينا وحرروهم واعيدوهم الى اهاليهم واتقوا الله". اضاف: "ان جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية تكرر الطلب من وزير الخارجية عدنان منصور ان يطلب من السفير السوري علي عبد الكريم علي تفسيرات وتوضيحات عن المعتقلين في سوريا، كما تطلب من الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري الذي هو صلة الوصل بين الدولة اللبنانية والدولة السورية العمل على الطلب الى الدولة السورية الافراج عن المعتقلين قبل ان يموتوا جوعا وخوفا وقتلا من القصف وعدم الاستقرار الامني في سوريا".

عمال المطار توقفوا عن العمل احتجاجا على تجاهل مطالبهم

نهارنت/توقف عمال ومستخدمو متعهد الأعمال والخدمات الأرضية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت التابعين لشركة غلاييني، عن العمل وتجمعوا أمام مدخل الإدارة العامة لشركة طيران الشرق الأوسط - الميدل ايست. واحتج العمال على تجاهل مطالبهم التي لخصوها بعدم إعطائهم زيادة على رواتبهم والتي وعدوا بها منذ حوالى 3 سنوات، إضافة الى مطالب معيشية أخرى. ودعا العمال المسؤولين في شركة طيران الشرق الأوسط والمتعهد غلاييني الى الإسراع في تحقيق المطالب، مؤكدين انهم لن يتراجعوا عن هذه المطالب إلا بعد الحصول عليها من قبل الجهات المختصة. في 28 تشرين الثاني 2011 أعلنت نقابة الطيارين اللبنانيين التوقف عن العمل لمدة 48 ساعة استنكارا على ما أسموه "الاستهتار الاداري" بعد فصل أحد الطيارين الذين خدموا شركة "طيران الشرق الأوسط" لمدة ثمانية وثلاثين عاما.  

 

محفوض: لا ربط بين تعليق الاضراب وزيارة بكركي/المبـادرة حسـن نية تجـاه رئيـس الجمهـوريـة

المركزية- أعلن نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض ان المبادرة التي قامت بها نقابة المعلمين في المدارس الخاصة ليست سوى حسن نية تجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مشيرا الى انه في حال عدم احالة السلسلة الى مجلس النواب في 21 الجاري سنعود الى الاضراب. وقال لـ"المركزية": " لبينا دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والمطارنة الموارنة الذين أرادوا الوقوف على تطورات ما يحصل"، مؤكدا ان لا ربط بين تعليق الاضراب والزيارة لبكركي اليوم"، مشيرا الى ان المدارس الخاصة شهدت انتفاضة واسعة لم يشهد تاريخ الاضرابات لها مثيلا".ولفت محفوض الى انه شرح للبطريرك الراعي والمطارنة ان الحكومة اعطت القضاة والجامعة اللبنانية وحرمت الاساتذة، حيث كان الفرق بين الاستاذ ودكتور الجامعة 6 درجات واليوم اصبح الفرق 52 درجة، اضافة الى التردي في معاشات الاساتذة الذي تعاقبوا على التعليم منذ سنوات عدة. وقال: "الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار رب عمل ولا يمكن ان يدعم الاضراب الذي برأيه يؤذي المسار التربوي، وأنا أؤيد ملاحظاته، الا ان الاضراب حق كفله الدستور، والتفاوض مع الحكومة لم يوصل الى حل، والوعود الكلامية هي التي أوصلتنا الى تنفيذ الاضراب، وكان هذا الامر ضرورة للحصول على حقوقنا". وختم: "في حال لم تحل السلسلة خلال جلسة 21 آذار سنعود الى الاضراب، وما المبادرة التي قمنا بها الا حسن نية تجاه رئيس الجمهورية، ولا نقبل من احد ان يملي علينا قراراتنا، مشيرا الى انه ليس من يأخذ القرار بل يضع توصية تأخذ بها الجمعيات العمومية من خلالها القرار المناسب".

 

شربل: الوفاق السياسي يجعل الأمن مستتباً وأفضّل الإستقرار على الإنتخابات

نهارنت/أعلن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أنه "اذا كان هناك وفاق سياسي على اجراء الانتخابات فالوضع الامني سيكون مستتباً"، مردفاً أنّه "يفضل الإستقرار في البلاد على إجراء الانتخابات، لأن الإنتخابات إن لم نجريها اليوم سنجريها غداً". واشار شربل خلال عقده مؤتمرا صحافيا ظهر الإثنين في مكتبه في الوزارة، الى أنه "اذا خيرت بين عدم الاستقرار واجراء الانتخابات انا افضل المحافظة على الاستقرار وعندما يتفق الجميع على قانون الانتخاب نشعر عندها بان الوضع الامني يتحسن لان الامن اصبح بيد السياسيين". وإذ أكد شربل أن "الانتخابات البلدية كانت عينة حضارية للانتخابات النيابية المقبلة"، أردف أنه "اذا كان هناك وفاق سياسي على اجراء الانتخابات فالوضع الامني سيكون مستتباً". وشكر شربل "قيادة الجيش والاجهزة الامنية التي شاركت في حفظ العملية الانتخابية البلدية امنا ونظاما"، مؤكداً أنه "في بعض القرى وصلت نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية الى الـ60 في المئة ما يشكل مؤشرا ايجابيا". وردا على سؤال عن "فتاوى قد تطال الجيش اللبناني"، لفت شربل الى أن "الجيش يضم كل الطوائف اللبنانية وخاصة الطائفة السنية، وان اي فتوى قد تطال الجيش فالطائفة السنية كلها ستقف ضدها"، مردفاً أنه "لا ننسى كم سقط شهداء للجيش من الطائفة السنية واخرهم الشهيد ابراهيم زهرمان، كذلك لا ننسى شهداء نهر البارد، ولا اعتقد ان اي فتوى ستجد اقبالا خصوصا في ما يتعلق بالجيش"، مستبعداً في السياق نفسه، ان "تؤدي اي فتوى الى حدوث اي انقسام في الجيش، وقال: "انا اعلم جيدا الشيخ داعي الاسلام ولن يصدر فتوى ضد الجيش والجيش اللبناني لا يصدر بحقه فتاوى لان معظم عناصره هم من الطائفة السنية". ورأى شربل أن " قانون الانتخاب هدفه تسيير اعمال المواطنين وليس العكس"، مضيفاً أن " كثر لا يريدون استمرار الحكومة و"المصيبة بتجمع". وجرت الأحد الانتخابات البلدية الفرعية في 17 بلدة في محافظات جبل لبنان، البقاع، الشمال والجنوب وسط اجراءات لوحدات الجيش بالتنسيق مع قوى الامن الداخلي، لضمان سلامة العملية الانتخابية، والحفاظ على أمن المواطنين وحرياتهم. وقال شربل خلال زيارته بلدتي البيرة والقبيات، صباح الاحد، لتفقد مراكز الاقتراع، إن "الوضع ممتاز، وان الانتخابات امتحان للديموقراطية". وأشار الى "ان الشكاوى التي يجب ان تصل الى النيابة العامة من المفترض ان تكون خطية، وان يكون هناك اثباتات على حصول اي مخالفة". وكان شربل قد اشار في حديث لصحيفة "السفير" الى أن " قرار مجلس الدفاع الأعلى بمنع قطع الطرق والمظاهر المسلحة في صيدا، وأي مكان آخر، موضحاً الى ان هذا القرار "لا يزال ساري المفعول، وبالتالي ممنوع على (إمام مسجد بلال بن رباح) الشيخ أحمد الأسير ان يقوم بأي تجمع يتجاوز حدود مسجد بلال بن رباح". الا انه تابع قائلاً انه وإذا كان قد نجح الاسير، الاحد، في الوصول الى ساحة النجمة وسط صيدا، فـ"إن القوى العسكرية والأمنية لم تسمح له بالبقاء طويلا هناك". يُذكر ان الاسير نفذ اعتصاماً في ساحة النجمة، بعدما منعتهم وحدات من الجيش وقوى الامن من التجمع عند دوار الكرامة عند المدخل الجنوبي لمدينة صيدا، وسط تعزيزات امنية مشددة اتخذتها وحدات من الجيش وقوى الامن. وكان شربل قد شدد الأسبوع الفائت على ضرورة "انعقاد مجلس نواب من أجل البحث بالوضع الأمني واتخاذ التدابير اللازمة ومن الضروري ترك خلافات الجميع جانباً".

 

جنبلاط: للعودة الى الحوار الوطني و الحفاظ على صيدا يكون من خلال عودة هيبة الدولة

رأى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أن الحفاظ على مدينة صيدا والحيلولة دون انزلاقها الى فتنة مشبوهة لا يكون من خلال قطع الطرقات وإقفال المدينة بل من خلال عودة هيبة الدولة، وتسليم بعض المتهمين بقتل بعض الأشخاص من مرافقي أحد أبناء المدينة إلى القضاء المختص"، مشددا على ضرورة "العودة إلى الحوار الوطني" لاخراج البلاد من السجال المذهبي.وقال جنبلاط في حديثه الأسبوعي الى جريدة الأنباء الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي اليوم الإثنين: "لا يمكن إختزال تاريخ مدينة صيدا أو محوه من الذاكرة لا سيما أنها المدينة الصامدة والمناضلة التي قاوم أهلها واللجان الشعبيّة الفلسطينية فيها الاحتلال الاسرائيلي والتي كانت إمتداداً طبيعياً للمقاومة من الجبل إلى بيروت إلى الضاحية والاقليم وصولا إلى الجنوب من بوابة صيدا". وسأل جنبلاط "هل يمكن تناسي أسطورة المقاومة في العاصمة بيروت التي لم تسقط"، مستذكرا "معركة المتحف وغيرها من المعارك التي جسدت أعلى مظاهر التلاحم اللبناني- الفلسطيني". وأكد أن "المقاومة غير قابلة للاختزال أو الاحتكار"، مشددا على أنها "كانت وتبقى وليدة مسار نضالي تراكمي إنطلق مع الحركة الوطنية اللبنانية ومجموعة من الأحزاب السياسية وإستكمل لاحقا بخطوات بطولية من قبل المقاومة الاسلامية." وأضاف جنبلاط: "للتذكير أنه في أوج الانقسام اللبناني سنة 2006، إلتف اللبنانيون حول بعضهم البعض وفتحت البيوت للنازحين من أهل الجنوب". وعليه، أكد جنبلاط أن "العودة إلى الحوار الوطني والتأكيد على البنود الواردة في خطة رئيس الجمهورية الدفاعية تخرج البلاد من السجال المذهبي"، موضحا أن "الخطة الدفاعية كفيلة بإعادة تصويب وجهة السلاح في مواجهة إسرائيل ودفاعا عن لبنان، فقط لبنان، وبإمرة الدولة اللبنانية". وأردف: "كل ذلك يحتّم الحفاظ على مدينة صيدا والحيلولة دون إنزلاقها إلى فتنة مشبوهة، وذلك لا يتم من خلال قطع الطرق وإقفال المدينة بل من خلال عودة هيبة الدولة، وعبر تسليم بعض المتهمين بقتل بعض الأشخاص من مرافقي أحد أبناء المدينة إلى القضاء المختص الذي يبرهن أن لديه الجرأة الكافية إذا ما توفر له الغطاء السياسي الكامل".

وفسر أن "الدليل هو الاجراءات المتتالية التي تتوالى في ملف سماحة- المملوك الذي كان الهدف منه ضرب الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي وإشعال الفتنة".

وتطرق جنبلاط أيضا الى موضوع بلدة عرسال، وقال "هي أيض بلدة مناضلة ومقاومة تاريخياً والبعض، على ما يبدو، يريد أيضاً تشويه صورتها ودورها التاريخي"، موجها الدعوة "لتسليم جيمع المطلوبين في الاعتداء على الجيش اللبناني الذي يبقى الملاذ الأخير لحماية السلم الأهي في لبنان والذي بات من المطلوب الالتفاف حوله أكثر من أي وقت مضى". وأكد انها "محاولات النظام السوري لضرب صورة هذا البلدة الأبية لن يُكتب لها النجاح".

وحول سوريا قال جنبلاط "ها هي سوريا تحترق بعد عامين على إنطلاق ثورتها، في الوقت الذي لا يزال ما يسمّى المجتمع الدولي، يعقد المؤتمرات تلو المؤتمرات التي لا تقدم سوى الوعود الوهميّة الفارغة بدل تزويد المعارضة بالسلاح النوعي الذي تستطيع من خلاله تغيير موازين القوى الداخلية". ولفت الى أن "بعض الغرب يتفاوض مع بعض الدول الاقليمية على حساب الشعب السوري وفوق جثثه وأشلائه، في حين لا يزال يقول البعض ببقاء بشار الأسد حتى2014، " سائلا "أي إنتخابات رئاسية ستجري على دماء السوريين وبين حطام القرى والمدن المدمرة؟ وأضاف متسائلا "فهل ذاكرة صالحي لهذه الدرجة ضعيفة لكي يتناسى أطفال درعا وحمزة الخطيب ومئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين؟ فهل يجوز تخطي تضحيات كل هؤلاء عبر هذه التصريحات الاستفزازية؟"كما أسف جنبلاط أن "يتم قطع رأس تمثال شاعر كبير من أمثال أبو العلاء المعري، و التعرض لمفكر عربي كطه حسين، و يُلف تمثال الفنانة الكبيرة أم كلثوم التي كانت رمزاً من رموز الفن القومي والغناء الراقي"، قائلا: "يا له من فكر ظلامي ذاك الذي نشهده" حين يحدث ما حدث.

وتابع: "إن تشويه صورة هؤلاء المبدعين العرب يطرح أكثر من علامة إستفهام في لحظات التحول الكبرى التي تعيشها المنطقة العربية برمتها"، مضيفا: "فلنخرج من الظلامية إلى النور، لا سيما أنهم يمثلون جانباً من التراث العربي والاسلامي الأصيل". كما رد جنبلاط على تصريح رئيس الوزراءالعراقي نور المالكي الذي قال أن "انتصار المعارضة السورية سيدخل المنطقة في حرب أهلية"، قائلا: "حبذا لو أنه يهتم بالمصالحة الوطنية العراقية وإعادة الاستقرار إلى بلاده وإحترام الأقليات وتنمية العراق وإخراجه من حالة الفقر التي وصل إليها بدل الاطلالة على اللبنانيين بهذا النوع من التصريحات التي نشجبها تماما كما نشجب وقوفه إلى جانب النظام السوري ضد الشعب".

وتوجه اليه باقول: "فهل نسي الآف الضحايا في العراق الذين سقطوا بعد أن أرسل نظام الأسد الارهابيين، تحت شعار زائف كان عنوانه محاربة الاحتلال الأميركي، ولم يوفر فئة أو شريحة أو مسجد أو مقام؟"

وخلص جنبلاط الى القول "آن الأوان أن يتم التفكير الجدي بتمثيل شريحة وطنية لبنانية عريقة كالأكراد الذين يتم إستبعادهم من أي صيغة إنتخابية أو أي قانون قيد البحث".

 

دخول اميركي مباشر على الخط الانتخابي "احتراما للدستور"

سـليمان وميقاتي وقعا مرسوم دعوة الهيئات الناخبـــة

هل تلتحـم "14 آذار" مجددا عبر ممـر "المجلس الوطني"؟

المركزية- لا يحمل افق الاسبوع الطالع اي مؤشرات ايجابية تنبئ باحتمال توافق القوى السياسية على قانون انتخابي جديد يخرج ازمة اجراء الاستحقاق الدستوري في موعده من عنق زجاجة التجاذبات الداخلية الحادة على رغم محاولات ربع الساعة الاخير التي يبذلها اكثر من طرف لارساء صيغة وفاقية تبعد شبح ارجاء الانتخابات عن الوضع اللبناني المهدد بالانفجار كل لحظة والدعوات الخارجية لا سيما الاوروبية والاميركية لاحترام الموعد الدستوري وآخرها لسفيرة الولايات المتحدة الاميركية مورا كونيللي.

حث اميركي: ففي خطوة لافتة وموقف اميركي هو الاول من نوعه في ما يتصل بملف قانون الانتخاب، زارت السفيرة كونيللي عين التينة وعرضت والرئيس نبيه بري للوضعين السوري واللبناني من جوانبهما الامنية والسياسية. واكدت وجهة النظر الاميركية التي تعتبر ان العملية الديموقراطية في لبنان هي انجاز قيم للغاية، مقدرة الجهود الاستثنائية المبذولة من الرؤساء ميشال سليمان وبري ونجيب ميقاتي للتمسك بمتطلبات الدستور لاجراء الانتخابات في موعدها ومشددة على انه يجب على لبنان باعتباره احد اقدم الديموقراطيات في المنطقة ان يلتزم بالجدول الزمني للانتخابات الذي ينص عليه الدستور، وقالت : نحن نقدر القلق الذي عبر عنه الكثير من اللبنانيين بأنه يمكن ويبنغي تحسين النظام الانتخابي ونؤيد الجهود الرامية الى التوصل الى توافق بشأن صيغة جديدة ولكن في حال عدم امكانية الاتفاق في المدى القريب فان الفشل بتحقيق توافق، لا يعني ان الانتخابات لا يمكن ان تجري في موعدها. دعوة الهيئات الناخبة: وفي موازاة النصح الاميركي، وقع رئيسا الجمهورية والحكومة بعد ظهر اليوم مرسوم دعوة الهيئات الناخبة التزاما بموجبات الدستور على ان يوضح رئيس الحكومة كل الملابسات المحيطة بالملف الانتخابي في اطلالته مساء اليوم عبر محطة MTV ضمن برنامج "بموضوعية" مع الزميل وليد عبود.

وكان وزير الداخلية العميد مروان شربل اوضح في مؤتمر صحافي خصصه لاعلان نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية الفرعية ان من غير الممكن الغاء قانون على المستويين التشريعي والقانوني الا باصدار قانون آخر لإجراء الانتخابات على اساسه.

مجلس الوزراء: وفي هذا المجال، توقعت مصادر سياسية بارزة ان يرتفع منسوب الحماوة في جلسة مجلس الوزراء التي تعقد قبل ظهر غد في بعبدا على وقع تظاهرة حاشدة لهيئة التنسيق النقابية على مفرق القصر الجمهوري، نسبة للمواضيع المتوقع اثارتها على هامش جدول الاعمال وفي مقدمها ملف سلسلة الرتب والرواتب وانعكاسات موجة الاضرابات السلبية على الوضع العام في البلاد اضافة الى التطورات المتصلة بقانون الانتخاب والوضع الامني في البلاد بعد الاجراءات التي اتخذها المجلس الاعلى للدفاع التي وصفت بالحاسمة وامكنت البلاد من تجاوز قطوع تحركات امام مسجد بلال بن رباح في صيدا وتفاعلاتها الخطيرة اضافة الى التشدد في فرض هيبة الدولة من خلال منع قطع الطرقات وملاحقة شبكات الخطف بعد توافر المعلومات الضرورية للاقدام على الخطوات الواجبة لتوقيف عناصرها. وتجلت ترجمات التشدد الامني في نجاح استحقاق الانتخابات الاختيارية والبلدية الفرعية امس التي اعتبر الرئيس سليمان انها اكدت ان لا بديل من الامن الشرعي الذي يبقى الضامن الوحيد لا من الوطن والمواطن داعيا الجميع الى الالتفاف حول هذه القوى وتجنب التعرض لها في اي زمان ومكان لأن مصلحة الجميع هي في الوقوف وراء الدولة واجهزتها الامنية بشكل خاص لأن انهيار الامن لن يوفر اي مظلة سياسية او امنية لأي كان.

مشاورات ثنائية: وليس بعيدا من المحور الانتخابي، تسارعت وتيرة المشاورات بين الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل الهادفة الى التوافق على صيغة قانون انتخاب ترضي معظم القوى السياسية في موازاة سلسلة اجتماعات تعقد بعيدا من الاضواء بين الاحزاب المسيحية في قوى 14 آذار. واكدت اوساط مطلعة ان الاشتراكي والمستقبل أعدا صيغة تتوافق وتطلعات الطرفين ستعرض خلال ساعات على حلفاء المستقبل لاستمزاج آرائهما الا ان هذه الاوساط لم تبد تفاؤلا كبيرا بامكان التوافق عليها بين مكونات هذه القوى.

وقال امين السر العام في الحزب الاشتراكي ظافر ناصر لـ "المركزية" ان نتائج الاجتماعات مع المستقبل لم تتوصل الى اي امر نهائي حتى الساعة ولم تنضج الطبخة بعد في انتظار حصيلة المشاورات مع الكتائب والقوات اللبنانية. المجلس الوطني: من جهة ثانية، بقيت حركة الاتصالات بين مكونات قوى 14 آذار ناشطة على اكثر من مستوى بهدف بلورة مشهد جامع يعيد اللحمة بين مختلف الاطراف. وقالت مصادر في هذه القوى لـ "المركزية" ان من ضمن الافكار المتداولة احياء طرح تشكيل المجلس الوطني الذي يضم كل المستقلين في 14 آذار وهيئات المجتمع المدني على ان تكون الامانة العامة التي تضم الاحزاب جزءا من هذا المجلس الى جانب المنظمات والجمعيات والنقابات والشخصيات المستقلة من مختلف الطوائف وبعض الاحزاب الاخرى والهيئات الطالبية الذين يشكلون مجموعين نواة الهيئة العامة للمجلس الوطني.

واوضحت ان من شأن هذا المجلس ان يفسح المجال لمختلف مكونات 14 آذار المشاركة في القرار السياسي فلا يبقى مقتصرا على فئة من دون اخرى. وقالت ان هذا الطرح لا تزال دونه عقبات الا ان تذليلها ليس بالامر الصعب خصوصا ان بعض احزاب 14 آذار التي كانت عارضت في السابق انشاء المجلس، تبحث راهنا عن مخرج يعيد تعويم وضعها بعد التصدع الذي اصابها بفعل الخلاف على قانون الانتخاب.

اضراب السلسلة: الى ذلك، واصلت هيئة التنسيق النقابية اضرابها الذي يدخل غدا اسبوعه الثالث، وان مبتورا بخروج معلمي المدارس الخاصة منه نزولا عند رغبة رئيس الجمهورية.

ونفذ المعتصمون اليوم اضرابهم امام وزارة الصناعة ثم انتقلوا الى محيط وزارة العدل فالشؤون الاجتماعية ومنها الى امام مبنى الـ TVA.

وشارك نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض الى جانب الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار في اجتماع مجلس المطارنة الموارنة. واكد محفوض لـ "المركزية" انه لبى دعوة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وقدم شرحا عن الواقع، مؤكدا ان في حال عدم احالة السلسلة في جلسة 21 الجاري فان المعلمين سيعودون الى الاضراب.

 

سليمان:الامن الشرعي الضامن الوحيد لأمن الوطن والمواطن

وطنية - نوه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ب"الدور الذي تقوم به القوى العسكرية والامنية وعلى رأسها الجيش في الحفاظ على الامن والسلم الاهلي ومنع الفتنة خصوصا في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة"، مقدرا الجهود المبذولة في هذا المجال وآخرها "حفظ امن الانتخابات البلدية التي اجريت في بعض القرى والبلدات، ما يدل على ان لا بديل من الامن الشرعي الذي يبقى الضامن الوحيد لأمن الوطن والمواطن".

ودعا سليمان الجميع الى "الالتفاف حول هذه القوى وتجنب التعرض لها في اي زمان ومكان لأن مصلحة الجميع بلا استثناء هي في الوقوف وراء الدولة واجهزتها الامنية بشكل خاص لأن انهيار الامن لن يوفر اي مظلة سياسية او امنية لأي كان".

خطة تسلح الجيش

وكان الرئيس سليمان ترأس اجتماعا تم في خلاله عرض مفصل لخطة تسلح الجيش واطلع من المعنيين على المراحل التي تعرضها الخطة التي طلبها مجلس الوزراء والاحتياجات الاساسية والضرورية للجيش لتمكينه من القيام بمهامه.

وزير الخارجية والمغتربين

وعرض رئيس الجمهورية مع وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور لعلاقات لبنان مع الدول العربية واطلع منه على اجواء زيارته الاخيرة للبحرين وتأكيدات المسؤولين البحرينيين بأن الجالية اللبنانية هناك لن تكون محط اي اجراء خصوصا وان الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة اخرى.

نادر سكر

وتناول الرئيس سليمان مع النائب السابق نادر سكر الاوضاع الراهنة والمشاريع الانتخابية المطروحة قيد النقاش راهنا.

سفير قطر

واطلع الرئيس سليمان من السفير القطري سعد المهندي على العلاقات الثنائية والتحضيرات للقمة العربية الدورية التي ستعقد في الدوحة في 26 الحالي.

سفير المكسيك

واستقبل رئيس الجمهورية سفير المكسيك خورخي الفاريز فونتيس وكلفه نقل افتخار لبنان رئيسا وحكومة وشعبا بتعيين ستة وزراء من اصل لبناني في الحكومة المكسيكية كما كلفه نقل دعوة الى الرئيس المكسيكي لزيارة لبنان ودعوة الى الوزراء الستة، كي يكونوا محل تكريم في وطنهم الام وكي تكون الزيارة دليلا الى العلاقة الوثيقة التي تربط البلدين، والدور المهم الذي حققه ويحققه الاغتراب اللبناني في الخارج".

الهيئة العليا للتأديب

واطلع الرئيس سليمان من اعضاء الهيئة العليا للتأديب، القضاة: مروان عبود، غسان سرحال وعلي فقيه على عمل الهيئة، مشددا على "وجوب عدم التهاون مع الفاسدين والمرتكبين في الادارات واتخاذ القرارات المناسبة في هذا الشأن من دون خوف او مراعاة او تردد لأن قيام الدولة يبدأ بالمحاسبة.

احمد الحريري

وزار بعبدا الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري الذي نقل الى رئيس الجمهورية دعوة من رئيس الحركة الليبرالية العالمية هانز ميب الى حضور المؤتمر الدولي للحركة الذي يعقد في بيروت بين 12 و14 نيسان المقبل.

بطلة التزلج لبنانية الاصل

واستقبل الرئيس سليمان بطلة التزلج الحر الكندية اللبنانية الاصل دانيا عسلي التي تزور لبنان للتعرف على جذورها وتسعى لاستعادة جنسيتها اللبنانية من اجل ان تشارك في الاولمبياد الشتوي المقبل في سوتشي في روسيا كممثلة للبنان في بطولة التزلج الحر.

 

الراعي: الجيش وحده يمثل كرامتنا ويصوننا

وطنية - غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بيروت في الثانية والربع من بعد ظهر اليوم، متوجها الى الفاتيكان على متن طائرة خاصة، للمشاركة في انتخاب البابا الجديد، ورافقه المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض. وكان في وداعه في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، وزير السياحة فادي عبود ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والمعاون البطريركي حنا علوان ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار وعدد من الشخصيات. وفي المطار، قال الراعي  ردا على سؤال عن دعم الجيش من الفاعليات السياسية والروحية في مواجهة ما يتعرض له من بعض الحملات: "أريد ان أحيي الجيش اللبناني وهو وحده يمثل كرامتنا ويصوننا، ووحده شرفنا، والجيش حياته تضحية على مذبح الوطن، ولذلك يكرم الجندي المجهول ويكرم الجيش دائما فنحن نعطي الجيش ثقتنا ونحافظ على كرامته وهيبته، ونطلب من المواطنين ايضا ان نحترم جميعا الجيش لانه يمثل الشرعية في البلد فمن دونه البلد يصبح شريعة غاب". وردا على سؤال عما صدر عن مجلس المطارنة اليوم قال: "نحن من خلال البيان الذي اصدرناه توجهنا الى ضمائر المواطنين والمسؤولين من اجل ان يتصرف الجميع بمسؤولية تجاه هذا الوطن".

 

المطارنة الموارنة قلقون من تزايد مظاهر وهن الدولة: الحكومة مسؤولة عما آلت اليه الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية

وطنية - عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير والرؤساء العامين. وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية وإجتماعية، وفي ختام الإجتماع أصدروا بيانا تلاه امين سر البطريركية الخوري رفيق الورشا. وأعرب الآباء، في بيانهم، عن "شكرهم لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر على رعايته الكنيسة الجامعة كخليفة لبطرس، وفقا لإلهامات الروح، بحكمة وشجاعة. وهم يقدرون إقدامه على تخليه عن السلطة لخير الكنيسة على حد قوله، بتواضع وكبر وتجرد، ويسألون الله أن يكلل حياته بالقداسة ويمنحنا بركة صلاته".

وثمن الآباء "الخطوات التي يقوم بها صاحب الغبطة والنيافة لتشديد أواصر المحبة بين الكنائس، والمشاركة في أفراحها وأحزانها، ولا سيما زيارته دمشق للمشاركة في تولية غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق للروم الارثوذكس، ولتفقد أوضاع أبرشيتنا المارونية فيها، وزيارته موسكو لتمتين العلاقات مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وتمثيله في بغداد للمشاركة في تولية بطريرك بابل للكنيسة الكلدانية مار لويس روفائيل الأول ساكو، وفي القاهرة للمشاركة أيضا في تنصيب بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا ابراهيم اسحق، متمنين أن تسهم هذه الخطوات وغيرها في تعزيز الشركة بين الكنائس، وبلورة شهادتها للمسيح الفادي في عالمنا المتعطش الى المحبة والمصالحة والسلام". واشار الى ان "لبنان يعيش بجناحيه المسلم والمسيحي ويحتاج الى مشاركة جميع مكوناته، وما نشهده من توتر طائفي ومذهبي وتزايد في مظاهر التطرف، يناقض ما قام عليه لبنان، ويشير إلى تحول ستكون نتائجه وخيمة إذا تخلى العقلاء عن دورهم"، وأكد أن "المرجعيات الدينية والسياسية مدعوة إلى وقفة تاريخية تجاه هذه الظاهرة، تجدد فيها التأكيد على ميثاق العيش المشترك الذي هو كنز لبنان الثمين ومبرر وجوده ودوره".  وأعرب الآباء عن قلقهم من تزايد مظاهر وهن الدولة وما يرافقه من ظهور مسلح في مختلف المناطق، ما يطرح الكثير من التساؤل عن تمسك اللبنانيين بخيارهم: "الدولة أولا". وتزيد هذا القلق ظاهرة الخطف في وضح النهار، مع ما يستتبعها من ابتزاز للمواطنين، دون أي اعتبار لكرامة الإنسان، ولجوء الخاطفين إلى أماكن يمنع على الأجهزة الأمنية الوصول إليها. ويشجع على كل ذلك إنحياز الدولة إلى منطق الأمن بالتراضي، والقرار السياسي المعطل. كما يقلقهم ما يحدث على الحدود مع سوريا، ويأسفون على نكث القيادات اللبنانية بوعودها التي أقرتها في "إعلان بعبدا"، ولا سيما مسألتي السلاح غير الشرعي وتحييد لبنان عن الصراعات. وهم يذكرون بما سبق وأعلنوه تكرارا: إن لبنان يخدم أشقاءه العرب بمقدار ما يحافظ على خصوصيته وعلى سلمه الأهلي، وتمسكه بما اتفق عليه في الميثاق الوطني من أنه لا "يكون ممرا أو مستقرا" لما من شأنه أن يشكل تدخلا أو انتهاكا لسيادة دولة أخرى". وتوقف الآباء عند قضية قانون الانتخاب، معتبرين أن "العودة إلى قانون الستين هو تنصل خطير من المسؤولية الوطنية، وضرب لقدرة اللبنانيين على إنجاز مستقبل لعيشهم المشترك. وهم يؤكدون ضرورة إجراء الإنتخابات في موعدها الدستوري، في ظل قانون انتخاب جديد يؤمن المناصفة الحقيقية وصحة التمثيل، كي لا يختل توازن لبنان بجناحيه، ولا يهمش جزء كبير من مكوناته".

واعتبر المطارنة انه "أمام التحركات المطلبية والإضرابات المفتوحة، يخشى الآباء دخول البلاد في أزمة جديدة تكون تداعياتها خطيرة على القطاعات كلها، وقد توصلها الى حال من الإفلاس الإقتصادي. وهم يحرصون على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وعلى سلامة العام الدراسي ووحدة أعضاء الأسرة التربوية وتضامن هذه الأسرة. وهم يحملون الحكومة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع وتراكم المفاعيل الرجعية، ويدعون الدولة وجميع الأفرقاء إلى العمل على إيجاد أجواء هادئة للحوار والتقارب في المواقف بشأن سلسلة الرتب والرواتب وغلاء المعيشة والمفعول الرجعي، كي يصل لكل ذي حق حقه العادل، في أسرع وقت ممكن".

وأعلنوا "نظرا لوقوع عيد بشارة السيدة العذراء يوم اثنين الآلام، قرر الآباء نقل الاحتفال بهذا العيد، لهذه السنة فقط، إلى يوم اثنين الفصح الموافق الأول من نيسان المقبل. وهم يدعون أبناءهم وبناتهم الى تجديد إيمانهم بالكنيسة ومشاركتهم في الصلاة، خلال هذا الزمن المقبول زمن الصوم المبارك، من أجل أن يأتي انعقاد مجمع الكرادلة، بهدي من الروح القدس، عنصرة جديدة يختارون فيها خليفة على كرسي بطرس، يقود الكنيسة على خطى أسلافه العظام، عبر تحديات الزمن الراهن".

 

قباني دعا الى انتخاب أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي في 14 نيسان

وطنية - اصدر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني قرارا جمل الرقم 37م /2013، دعا فيه لانتخاب أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وجاء فيه: "بناء على المرسوم الاشتراعي رقم 18/1955 وتعديلاته.

بناء على لوائح الشطب الصادرة عن المديرية العامة للأوقاف الإسلامية بأسماء الذين لهم حق انتخاب أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى المنشورة في مطلع السنة الحالية 2013 م في مركز كل دائرة وقفية في المناطق وفقا لما نصت عليه المادة 12 من المرسوم الاشتراعي رقم 18/1955

بناء على مقتضيات المصلحة الإسلامية العليا، يقرر ما يأتي:

المادة الأولى: تدعى الهيئات الناخبة المنصوص عليها في المرسوم الاشتراعي رقم 18/1955 وتعديلاته، لانتخاب أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في الجمهورية اللبنانية، وتحدد الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد 14 نيسان 2013 م موعدا لإجراء الانتخابات في بيروت وطرابلس وجبل لبنان والساعة الثانية عشرة والنصف في البقاع وعكار وصيدا وحاصبيا - مرجعيون بحضور ثلثي الهيئة الناخبة؛ وفي حال عدم اكتمال النصاب القانوني تعقد جلسة الانتخاب الثانية في الساعة الحادية عشرة من اليوم نفسه في بيروت وطرابلس وجبل لبنان والساعة الواحدة والنصف في البقاع وعكار وصيدا وحاصبيا - مرجعيون بحضور نصف أعضاء الهيئة الناخبة المنصوص عليه في المادة العاشرة من المرسوم الاشتراعي رقم 18/1955.

المادة الثانية: تجري العمليات الانتخابية لمحافظة بيروت في بهو دار الفتوى في بيروت، وبالنسبة لسائر المناطق في دائرة الأوقاف المعنية في كل منطقة.

المادة الثالثة: تقدم طلبات الترشيح لعضوية المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لمختلف المناطق مباشرة في المديرية العامة للأوقاف الإسلامية في العاصمة بيروت وفق النموذج المعد لهذه الغاية في المديرية، وذلك اعتبارا من صباح يوم الأربعاء 6/3/2013 م وضمن مهلة أقصاها نهاية الدوام الرسمي يوم الخميس 21/3/2013 م.

المادة الرابعة: تعلن أسماء المرشحين في مركز كل دائرة وقفية قبل ثمانية أيام على الأقل من موعد الانتخاب.

المادة الخامسة: ينشر هذا القرار ويبلغ حيث تدعو الحاجة.

- ملاحظة: يرفق بطلب الترشيح المعد في المديرية العامة للأوقاف الإسلامية:

1- صورة عن إخراج قيد إفرادي.

2- نسخة عن السجل العدلي لا يتعدى تاريخه ثلاثة أشهر.

3- صورة عن المؤهلات العلمية.

4- أربع صور شمسية".

 

فتفت: المهل يحددها القانون رغم توقيع رئيسا الجمهورية والحكومة 

 موقع 14 آذار/  لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت الى "أن مبادرة "المستقبل" و"التقدمي الإشتراكي" بشأن قانون الإنتخاب تنطلق من ثوابت اللجنة الفرعية لدراسة قانون الإنتخاب وهي ان يكون اقتراح مختلط يتضمن النظام النسبي والأكثري، يحقق التوازن الطائفي والتمثيل الصحيح"، لافتا الى "ان المبادرة هي موضوع نقاش مع "الكتائب" و"القوات". فتفت وفي حديث تلفزيوني شدد على "ان العام 1996 عدل قانون الإنتخاب"، مشيرا الى "ان المهل يحددها القانون رغم توقيع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي"، لافتا الى "ان تغيير القانون يؤدي الى تأجيل تقني وعدم تمديد لمجلس النواب".

 

الكتائب: المخاطر على الحدود مع سوريا تستدعي إعلانها منطقة عسكرية في عهدة الجيش

وطنية - عقد المكتب السياسي الكتائبي برئاسة الرئيس أمين الجميل اجتماعه الأسبوعي، وأصدر بيانا رأى فيه "ان المخاطر المحدقة بالبلاد على الحدود الشمالية والشرقية وتحولها تدريجا الى جبهة مفتوحة، تستدعي اعلان الحدود اللبنانية-السورية منطقة عسكرية بعهدة الجيش اللبناني، كما تحتم على الحكومة تطوير البند 14 من القرار 1701 للاستعانة بقوة الامم المتحدة الموقتة لمؤازرة الجيش ازاء ما تتعرض له البلدات اللبنانية من انتهاكات على يد النظام السوري، ولمنع تدخل جهات لبنانية بالنزاع الدائر. هكذا يصار الى منع تصدير واستيراد الحرب السورية التي تشكل مادة قاتلة للبنان. ويجدد حزب الكتائب موقفه بتكريس "اعلان بعبدا" بخاصة ما تضمنه لجهة الحياد، وتثبيت هذا المبدا وتكريسه قاعدة دستورية أساسية في صون الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية". وحض على "وضع مقررات مجلس الدفاع الاعلى موضع التنفيذ الفعلي لردع مخاطر التحريض الطائفي والمذهبي، ووقف الاحداث التي تهدد الاستقرار بوتيرة غير مقبولة، من أعمال خطف ومظاهر مسلحة واساءات يومية تستهدف القضاء والجيش واالقوى الامنية. ويستعجل المكتب السياسي التدابير الميدانية التي تعيد النظام الى البلاد، محذرا من أن أي تأخير أو تهاون، من شأنه التهديد بتداعيات على المستويين الامني والاقتصادي، وقد بدأت طلائع التحذيرات ترد من كبار المستثمرين الذين هددوا بالخروج من لبنان اذا لم تتدارك الحكومة الوضع غير المستقر بخطوات اجرائية عاجلة تواجه المنسوب العالي من الاحتقان من خلال سياسة تتجاوز التسويات والامن بالتراضي وترسي قاعدة أمنية فعالة وتوفر شبكة أمان سياسية للقوى العسكرية والامنية".

ورفض الحزب "رفضا قاطعا تأجيل الانتخابات النيابية، لأن في هذا طعنة قاتلة في خاصرة الديموقراطية اللبنانية التي لم تكن يوما رخوة"، داعيا "كل جهة الى القيام بدورها ووظيفتها، القوى العسكرية والامنية في توفير الاستقرار، والقوى السياسية في انتاج قانون عادل للانتخابات ضمن المهل الدستورية".

وحذر من "محاولة التمديد للمجلس النيابي من دون الإتفاق على قانون للانتخاب، لأن ذلك يعطل أي اتفاق مستقبلي على قانون جديد، ويدخل البلاد في المجهول ويكرس إهتراء المؤسسات، وتصبح قوى الأمر الواقع أقوى من الدولة المستضعفة والعاجزة عن اتخاذ القرارات الاساسية". وذكر بأنه "قدم ستة بدائل من الارثوذكسي بشخص ممثله في اللجنة البرلمانية النائب سامي الجميل، "مما يعني أن الكتائب جاهدة ومجتهدة ومنفتحة على أي قانون يؤمن التمثيل الصحيح، ولن توفر أي سبيل لمنع تأجيل الانتخابات. ومن المعيب بحق المسؤولين ان يكون الشعب قادرا على اجراء انتخابات فرعية راقية للمجالس البلدية والاختيارية التي جرت الاحد في غير منطقة، وأن تكون الدولة عاجزة عن اجراء الانتخابات النيابية في موعدها". وشدد "لمناسبة الانتخابات الفرعية للمجالس البلدية والاختيارية، على الدور الانمائي المنوط بالمجالس المحلية، مما يتلاقى ومشروع الكتائب الخاص باللامركزية الادارية والانمائية". وهنأ "المجالس المنتخبة والكتائبيين وأهلنا في كل المناطق على المنحى الحضاري الذي رافق الانتخابات المحلية"، ودعا "الجميع الى توظيف طاقاتهم لخدمة بلداتهم وأبنائها وشحذ كل الهمم للنهوض بالمشاريع الانمائية والعمرانية والحفاظ على التراث الاصيل لمناطقنا". وأكد احترامه "للخصوصية العائلية وللتحالفات المحلية التي غالبا ما تواكب الانتخابات البلدية".

وحض الحزب الحكومة على "الافادة من الهدنة التي أعطتها نقابة المدارس الخاصة ومن عودة التلاميذ الى صفوفهم، لوضع سلسلة الرتب والرواتب قيد المعالجة الفعلية والنهائية بما يضمن احالتها على مجلس النواب في الموعد الجديد المحدد". ورفض "تحويل هذه المناسبة الى فرصة ضائعة جديدة"، محذرا من "عواقب المماطلة وسياسة كسب الوقت على حساب الفئات الشعبية ولقمة عيشها".

سامر سعاده

وأجاب النائب سامر سعادة بعد اجتماع المكتب السياسي عن أسئلة الصحافيين، وقال: "نحن نرفض في حزب الكتائب تأجيل الانتخابات تحت أي ذريعة، ومن المعيب ان تجري الانظمة الديكتاتورية في البلدان المحيطة انتخابات في وقت يعجز لبنان عن إجرائها وهو منارة الديموقراطية والحرية". ولفت الى أن "ما يهمنا هو قانون انتخاب يضمن التمثيل الصحيح داخل المجلس النيابي ويحصل على الاجماع"، مذكرا بأن منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل قدم للجنة الفرعية لمناقشة قانون الانتخابات ستة قوانين تتلاءم مع هذه الخيارات، "لكن الكرة تبقى في ملعب الحكومة والقوى السياسية". وإذ أشار الى أن "هناك مخاطر كبيرة من تأجيل الانتخابات"، رأى انه "لا بد من ان نتدارك الوضع ونمنع المخاطر". وعن دعوة السفيرة الاميركية اليوم الى إجراء الانتخابات وما اذا كانت ستجرى على اساس قانون الستين، قال سعادة: "أعتبر انه من المعيب في بلد ديموقراطي ان يصبح النقاش حول ما اذا كان هناك انتخابات ام لا"، مشيرا الى ضرورة احترام المواعيد الدستورية، وموضحا في الوقت نفسه "أن هناك هواجس لدى المسيحيين الذين يشكلون نصف البلد والذين اطلقوا صرخة مدوية في بكركي من ان قانون الستين لا يؤمن التمثيل الصحيح. وإذا كان الوطن وطن الشراكة والعيش بين جميع ابنائه وبين جناحيه المسلم والمسيحي، فعلى اللبنانيين أن يأخذوا هواجس المسيحيين في الاعتبار ويجلسوا الى الطاولة ويستعجلوا الامور للوصول الى قانون موحد يجمع عليه اللبنانيون، اما فرض قانون الستين على المسيحيين فمعناه انهم يقولون اننا نرفض هواجسكم وعيشكم في هذا البلد". ولفت الى أن "الامن اولوية ولكن الانتخابات ايضا اولوية، وان تقصير الحكومة وعدم قيامها بواجباتها أمر معيب، فعليها تأمين الحقوق والقيام بواجباتها في انجاز قانون انتخابي والمحافظة على الاستقرار الاقتصادي. وإذا لم تتمكن الحكومة من ذلك، فمعناها انها حكومة ساقطة وعليها ان تستقيل لتأتي حكومة تؤمن الامن للبنانيين وتوقف الامن بالتراضي والخطف، هذه الظاهرة التي لم نعهدها سابقا، وعليها ان تؤمن الانتخابات وتداول السلطة، وإن تجزئة هذه الامور والتهويل بأننا نؤمن لكم الامن مقابل أشياء أخرى هو تهويل تستعمله الانظمة الشمولية والديكتاتورية لقمع الحريات وتطلعات اللبنانيين، وهو ما لا نقبل به في حزب الكتائب". وختم سعادة: "إما اننا شعب حي يطالب بحقوقه وإما لسنا كذلك، ولا يمكن تحت حجة التهويل بانهيار الامن ان نحرم حريتنا وان يخطفوا حقنا في الاقتراع، وخصوصا اننا بحاجة الى تغيير السلطة، وعلى الشعب ان يختار لأن التهويل بالامن لا يمكن القبول به".

 

بري استقبل سفيري اميركا والصين ووفد القومي: الجميع ينادي بقانون انتخاب وفقا للدستور ولا أحد يريد تطبيق الدستور

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، السفيرة الأميركية مورا كونيللي، في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان، وعرض معها التطورات في لبنان والمنطقة.

وبعد اللقاء أدلت كونيللي بالتصريح الآتي: "لقد كان لي مع رئيس مجلس النواب محادثات بناءة جدا في شأن الوضع الحالي في لبنان، وشاركته قلقه في شأن الحالة الأمنية داخل لبنان وعلى الحدود. ولقد جددت أيضا دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بالتنسيق مع القيادات اللبنانية من أجل الحفاظ على الاستقرار في لبنان.وأود أن أكرر هنا مرة أخرى إدانة الولايات المتحدة القوية لانتهاكات قوات النظام السوري المتكررة للحدود اللبنانية، والكثير منها يسبب وقوع إصابات بين اللبنانيين". اضافت: "لقد اطلعت رئيس مجلس النواب على إعلان وزير الخارجية جون كيري الاخير حول المساعدات الاميركية "غير القاتلة" إلى الجناح العسكري للمعارضة السورية، وشددت على التزام الرئيس أوباما المساعدة في التعجيل في عملية الانتقال السياسي في سوريا إلى حكومة ما بعد الأسد، حكومة ديموقراطية وشاملة تحمي حقوق جميع مواطنيها. وتباحثت مع رئيس مجلس النواب ايضا في سياسة النأي بالنفس اللبنانية، وذكرت وجهة النظر الاميركية حول أهمية التزام جميع الأطراف اللبنانيين بها". وتابعت: "بحثنا أيضا في القضايا المحيطة بالنقاش الجاري حول قانون انتخابي جديد للبنان، ونقلت تقديرنا للجهود التي يبذلها رئيس مجلس النواب للتوصل إلى توافق يسمح بإجراء الانتخابات في موعدها.وعبرت لرئيس مجلس النواب أيضا عن وجهة نظرنا بأن العملية الديموقراطية في لبنان هي إنجاز قيم للغاية، واننا نقدر الجهود الاستثنائية المبذولة من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة للتمسك بمتطلبات الدستور اللبناني لاجراء الانتخابات في موعدها". وأردفت: "باعتبار لبنان إحدى أقدم الديموقراطيات في المنطقة، عليه ، في اعتقادنا، أن يلتزم الجدول الزمني للانتخابات الذي ينص عليه الدستور. إن الشعب اللبناني يدرك أن أحد متطلبات الانتخابات الحرة والنزيهة هو أن تجرى في موعدها. نحن نقدر القلق الذي عبر عنه الكثير من اللبنانيين بأنه يمكن وينبغي تحسين النظام الانتخابي. ونحن نؤيد الجهود الرامية إلى التوصل إلى توافق في شأن صيغة جديدة تخدم تطلعات اللبنانيين الأساسية نحو نظام يوحد الشعب اللبناني فيما يحترم تعددياته المختلفة".

وختمت: "في حال عدم إمكان الاتفاق على نظام جديد في المدى القريب جدا، فإن الفشل في نظرنا، بتحقيق توافق في شأن قانون جديد لا يعني، كما لحظ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بأن الانتخابات البرلمانية لا يمكن ان تجرى في موعدها. نحن نشجع لبنان على أن يجري الانتخابات في موعدها، والولايات المتحدة تدعم العملية الديموقراطية في لبنان والدستور اللبناني".

وأفاد بيان للمكتب الاعلامي لبري، أنه خلال المحادثات، جرى "التشديد على ضرورة الحوار بين النظام السوري والمعارضة، وضرورة المساعدة على بدء هذا الحوار ولإنجاحه دون انحياز، وبالتالي فإن نتائج الحوار هي التي تقرر مستقبل سوريا". أما بالنسبة الى قانون الإنتخاب، فقد جدد بري موقفه "أن قانون الستين قد دفن، وان اللبنانيين امامهم القانون الأرثوذكسي او التوافق على قانون جديد يضمن حسن التمثيل والتمسك بالدستور. والغريب أن الجميع ينادون بقانون وفقا للدستور ولا أحد يريد تطبيق هذا الدستور".

سفير للصين

ثم استقبل بري السفير الصيني وو زكسيان في زيارة وداعية.

تريسي شمعون

والتقى أيضا السيدة تريسي شمعون.

وفد من القومي

وبعد الظهر، استقبل بري وفدا من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة النائب اسعد حردان وعضوية الوزيرين السابقين محمود عبد الخالق وعلي قانصو.

وبعد اللقاء، قال حردان: "تخلل الزيارة استعراض الوضع العام في لبنان والمنطقة وخصوصا الاستحقاقات التي يعيشها لبنان واولها الامن الذي يدق ابواب كل الناس وكل شرائح المجتمع. ان القلق حول الوضع الامني نابع من حدة الانقسام في لبنان، هذا الانقسام العميق الذي يزداد كل يوم عمقا والذي من تداعياته الوضع الامني الذي نشهده من منطقة الى اخرى، وكأن كل الساحة اللبنانية ستكون مداها هذه الاوضاع الامنية المتفلتة. وبأسف نقول ان هناك قوى سياسية لا تزال تعمق هذا الانقسام، وبالتالي هي مسؤولة عمليا عن هذه التداعيات الامنية بصورة او بأخرى مباشرة ام غير مباشرة. مجددا نقول ان الحوار هو نقطة ارتكاز حقيقية اذا التقت القوى السياسية في عملية الحوار واستجابت للدعوة الى الحوار حول مناقشة هذه الملفات الاساسية التي يرتبط بها استقرار لبنان وامنه ومعالجة الوضع الاجتماعي في لبنان".

أضاف: "النقطة الثانية هي قانون الانتخاب. نحن لدينا موقف نابع من قناعة بأن لبنان دائرة واحدة لانها تؤمن الانصهار الوطني والشراكة الحقيقية بين كل اللبنانيين تحت سقف وطن واحد للبنانيين موحدين لا ممزقين، ويصبح لكل فريق من هذه المجموعات وطن. نحن نريد وطنا واحدا لكل اللبنانيين على قاعدة المواطنة الواحدة المتساوية بقانون انتخابي يؤمن هذا الانصهار الوطني، كما نرى ان الدعوة الى هذا القانون الذي يعتمد لبنان دائرة واحدة مع النسبية، ترتبط حتما بالانماء المتوازن في المناطق لان الانصهار الوطني والتكاملي والشراكة على مستوى كل لبنان يعالج مسألة الانماء المتوازن في كل لبنان، اما عندما يكون هناك قانون مشرذم فلن نصل الى الانماء المتوازن". وختم : "نحن جميعا نعلم ان الاصلاح السياسي يبدأ بقانون انتخاب والاصلاح الاجتماعي يبدأ بالانماء المتوازن الذي نص عليه الطائف كنقطتين اساسيتين في عملية الاصلاح. لذلك هاتان النقطتان، الانماء المتوازن وقانون الانتخاب على اساس خارج القيد الطائفي الذي يعالج الطائفية علة العلل، نعتقد انهما عنصران من عناصر الحرب الاهلية التي نتمنى الا تعود، ويجب معالجتهما الان من قبل القوى السياسية في هذه المرحلة وفي هذه الاستحقاقات الاساسية".

 

كتلة زحلة تخوفت من الوضع الامني: لقانون انتخابي عصري ضمن المهل الدستورية

وطنية - تخوفت كتلة نواب زحلة، في بيان اصدرته اثر اجتماع في دارة رئيسها النائب طوني أبو خاطر وفي حضور أعضائها النواب عاصم عراجي، إيلي ماروني، جوزف معلوف وشانت جنجنيان، "من الوضع الأمني السائد على الساحة اللبنانية الذي طغى في الأسابيع الماضية وتنقل من صيدا إلى بيروت وطرابلس والبقاع". واعتبرت الكتلة "أن الخطاب السياسي من قبل بعض المرجعيات في الثامن من آذار واكب هذا التصعيد بالتهديد والوعيد المبطن ما جعل الأوضاع تنحو إلى التصعيد والتوتر، فبدل أن تتحلى هذه المرجعيات بالمسؤولية الوطنية وأن تنزع الذرائع التي تؤدي إلى الإصطدام على الساحة اللبنانية لم تترك وسيلة خلافية إلا واستحضرتها".

وفي هذا السياق، توجه النواب إلى "حزب الله" بأن "يراجع موقفه وحساباته بشأن القضية السورية وأن يسحب مقاتليه من العاصمة السورية ومن القرى الحدودية المتاخمة للحدود اللبنانية وأن يخفف من تواجده الأمني العسكري على خط دمشق بيروت، وذلك لما فيه مصلحة للحزب وللبنان وخوفا من أن نغرق في المستنقع السوري وتنتقل المواجهات إلينا". وفي موضوع القانون الإنتخابي، شددت الكتلة على موقفها الذي شرحته للمرجعيات السياسية اللبنانية "المتمثل بقانون إنتخابي عصري يعكس التمثيل الصحيح والسليم لمكونات المجتمع اللبناني وأن يتم التوصل إلى ذلك ضمن المهل الدستورية حتى لا يدخل لبنان في مهل التمديد فينعكس ذلك سلبا على صورته الداخلية والعربية والدولية". وختاما، أسف النواب "للطريقة التي اتبعتها الحكومة في مقاربة ملف سلسلة الرتب والرواتب مع النقابات والتي غابت فيها المصارحة الحقيقية وحل التسويف والهروب إلى الأمام فوصلنا إلى المأزق الإقتصادي والإجتماعي الذي يعيشه الوطن في هذا الأيام".

 

شربل: الاستقرار أولوية والتوافق السياسي ينعكس استبابا للامن

وطنية - أشار وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل خلال مؤتمر صحافي عقده في الوزارة، "أن التجربة الثانية للانتخابات البلدية والاختيارية الفرعية، سواء المنحلة أو المستحدثة، برهنت عن روح وطنية وحماسة وديموقراطية يتمتع بها المواطن، وخصوصا أن هذه الانتخابات جرت بهدوء ومن دون أي اشكالات، وشكلت عينة حضارية للانتخابات النيابية المقبلة". وتمنى على الفائزين "الاهتمام ببلداتهم وقراهم على مستوى التنمية"، داعيا الخاسرين الى "الالتفاف حول الناجحين لتحقيق الانماء لكل الفئات الموجودة في البلدة من دون تمييز". وتوجه "بالشكر الكبير الى قيادة الجيش والاجهزة الامنية الذين حافظوا على الامن وسلامة العملية الانتخابية، والى المديرية العامة للاحوال الشخصية الممثلة بالسيدة سيزان الخوري يوحنا التي أشرفت على تحضير القوائم الانتخابية التي لم تشبها أي شائبة، وكذلك الى المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين الممثلة بالعميد الياس خوري في اشرافه على غرفة العمليات وفي تحضير المستلزمات لانجاز الاستحقاق بنجاح، وكذلك الى القائمقامين ولجان القيد على الدور الايجابي، والى وسائل الاعلام كافة التي نقلت الى اللبنانيين في الداخل والخارج صورة لبنان الحضارية والديموقراطية في ضوء الصعوبات الامنية التي تمر بها البلد" وأكد أنه لمس خلال جولته على مراكز أقلام الاقتراع "أن الوفاق السياسي على إجراء الانتخابات ينعكس استبابا للامن"، مشيرا الى "أن النتائج الرسمية والنهائية نشرت على الموقع اللاكتروني للوزارة www.moim.gov.lb".

وردا على أسئلة الصحافيين، شدد شربل على أنه يضع الاستقرار أولوية قبل الانتخابات، إذا تم تخييره بين عدم الاستقرار واجراء الانتخابات، "لأنه في أجواء مستقرة يمكن إجراء الانتخابات وليس العكس"، مؤكدا "أن المهم الاتفاق على قانون انتخاب بالإجماع، لأن هذا التوافق السياسي يحمي الاستقرار، وتخف معه الاشكالات الامنية كثيرا".

وأوضح "أن الشيخ داعي الاسلام الشهال لا يمكن أن يصدر فتوى ضد الجيش اللبناني الذي لا تصدر في حقه فتاوى، فهو يشكل العمود الفقري للدولة، ويتكون من الطوائف اللبنانية كافة، وبصورة خاصة من الطائفة السنية التي قدمت عددا كبيرا من الشهداء في صفوفه". واعتبر أنه كوزير للداخلية يقوم بالتحضيرات التقنية والادارية واللوجيستية للانتخابات النيابية على أساس القانون النافذ حاليا، على رغم عدم اقتناعه به كمعظم اللبنانيين، مشيرا الى أنه "على المستوى التشريعي والقانوني لا يمكننا ان نلغي قانونا إلا بإصدار قانون ثان، لذلك على المجلس النيابي أن يجتمع لإلغاء القانون الحالي لاجراء انتخابات على أساس القانون العتيد الذي يرضي الاطراف السياسيين كافة".

 

آلان عون: ليت سليمان وميقاتي راعيا المسيحيين برفض الستين أسوة برفضهما الأرثوذكسي مراعاة للطوائف الأخرى

وطنية - إعتبر النائب آلان عون في حديث اليوم، أنه "بعد أن أقرت اللجان المشتركة إقتراح القانون الذي تقدم به والنائب نعمة الله أبي نصر أي ما يعرف بمشروع اللقاء الأرثوذكسي، لا بد أن يسلك هذا الإقتراح المسار التشريعي الطبيعي وأن يدعو بالتالي رئيس مجلس النواب إلى إنعقاد الهيئة العامة"، كما أشار إلى أن "ماراتون من المشاورات دام أشهرا، سعى خلاله المتباحثون للتفتيش عن تفاهم وقد أعطى رئيس مجلس النواب نبيه بري مهلة 10 أيام تفصل بين اللجان المشتركة وبين الدعوة إلى الهيئة العامة التي لا مفر منها، وهي فسحة للتوافق من اجل إعطاء فرصة للأطراف الذين هم خارج الإجماع كالحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل، وهناك من قال أن إنعقاد الهيئة العامة من دون السنة والدروز خطا أحمر، إلا أن الأستاذ بري قال في آخر تصريح مباشر له أن المادة 22 من الدستور أصبحت وراءنا واللقاء الأرثوذكسي أمامنا، وهو أراد إعطاء فرصة للتوافق وباله طويل لكن لا يمكنهم الإختباء وراء حسن نيته لتمرير قانون الستين تهريبة".

اضاف: "نرى كل الفرص للتوافق تسقط عن لسانهم وعن لسان حلفائهم، وقد سمعنا الدكتور سمير جعجع يقول لهم بالأمس أنهم لم يتقدموا في إي حل توافقي مقبول خلال العشرة الأيام المنصرمة وهم يضيعون الوقت من أجل الوصول إلى إجراء الأنتخابات وفق قانون الستين".

وتابع: "المفاجىء اليوم هو إنضمام الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الذين يريدون قانون الستين وذلك تحت ذريعة الإستحقاقات والمهل، وإذا إعتبر رئيس الجمهورية أن إقرار القانون الأرثوذكسي سيكون غير ميثاقي، فقانون الستين أيضا هو غير ميثاقي فكل القوى المسيحية ضد إجراء الإنتخابات وفق هذا القانون، وكنا نتمنى على سليمان وميقاتي القول انهما لن يقبلا بالستين تحت أي ذريعة، فهما يذهبان عكس السير خاصة بعد النقاشات التي جرت خلال الأشهر الماضية فلا يمكنهما تجاوز ان كل البلد هو ضد قانون الستين، فالمستقبل والإشتراكي رفضا أيضا هذا القانون، فكيف يتجاهلان إجماع اللجان المشتركة كأنهما في بلد آخر وكوكب آخر ، وكنا نتمنى على سليمان وميقاتي مراعاة المسيحيين وعدم الدعوة إلى إجراء الإنتخابات النيابية وفق قانون الستين، أسوة بمراعاتهم للطوائف الأخرى عبر رفضهم مشروع القانون الأرثوذكسي".

ورداعلى سؤال عن إلزامية رئيس الجمهورية التوقيع على مرسوم دعوة الهيئة الناخبة وفق القانون الحالي قال عون: "يتعاطى الرئيس سليمان بإستنسابية مع القوانين، فلماذا لم يرسل مشروع قانون الزواج المدني إلى مجلس النواب فهو أيضا ملزم بذلك. ونتمنى على الرئيس أن يدرك أن البلد يمر اليوم في مأزق ولا يجب تجاوز ما توصلنا إليه من إجماع برفض قانون الستين".

وأشار عون إلى "ضرورة إحترام الإستحقاقات والمهل ولا يمكن بالتالي الإنتظار إلى أبد الأبدين لتحقيق إجماع معين حول قانون الإنتخابات". وقال: "كنا نتمنى الإجماع لكن هناك أكثرية متوفرة حول قانون معين ولا يمكن القول بأن غياب مكونات معينة عن الهيئة العامة يجعل الجلسة غير ميثاقية ، فالحق المكرس في الدستور هو اقوى من الميثاقية، وحقنا ليس خاضعا للنقاش وهو ليس بحاجة لموافقة أي مكون يريد أو لا يريد إعطائنا أياه، إذ كرس الدستور في المادة 24 مبدأ المناصفة إذ قام الطائف على تسوية أي إعادة توزيع صلاحيات رئيس الجمهورية مقابل تطبيق المناصفة، وإذا أرادوا البحث بقضية المناصفة فلنجلس ونعيد النظر بكل النظام السياسي وكيفية إكمال العيش سويا في هذا البلد، نحن لا نهدف إلى إعادة النظر بالطائف بل نسعى إلى تحقيق المناصفة الحقيقية".

كما أكد عون "أن إقرار الأرثوذكسي ليس إنقلابا بل هو مسار ديمقراطي تشريعي سيأتي بعد تصويت أكثرية نيابية عليه، وأنا أتفهم رفض العلمانيين الحقيقيين كاليسارية والوزير السابق شربل نحاس لهذا الإقتراح لأنهم منسجمون مع سلوكهم في عز الإنقسام في البلد، أما أن يصبح تيار المستقبل والحزب الإشتراكي من دعاة العلمانية ومصدومون من نسبة الطائفية في هذا الإقتراح، وهم أكثر من مارس الطائفية في سلوكهم داخل الحكومات في التعيينات والإنماء، وكل الشعب اللبناني يمارس روحية اللقاء الأرثوذكسي بسلوكه فلماذا الخبث، فلنسحب فتيل التجاذب والصراع بين المذاهب من اجل حل الأزمة من دون إلغاء العيش المشترك، ومحو الإحساس بالغبن فالعيش المشترك لا يتحقق بسلب حقوق المسيحيين، ولا يغالوا بالوطنية وهم أكثر من مارسوا الطائفية، والمستفيد الأكثر من عدم صحة التمثيل عند المسيحيين هم تيار المستقبل، فاللقاء الأرثوذكسي ليس ضد طائفة معينة فنحن لا نعتدي عليهم بل هناك حالة سطو على مقاعد مسيحية ونحن في صدد إسترجاع هذه الحقوق من دون المس بحقوق أي مكون لبناني ويجب على تيار المستقبل أن يعترف بأنه لا يستطيع الإستمرار بالنهج الذي سلكه في السنوات الماضية".

وعن مقولة "أن القانون الأرثوذكسي لا يحترم مبدأ أن النائب يمثل الأمة جمعاء بل يمثل طائفته"، تساءل عون: "لماذا تنتخب إذا كسروان فقط نائبها فهل يمثل نائبها هذه المنطقة فقط، إذا فلنذهب عندها إلى إعتماد لبنان دائرة إنتخابية واحدة حيث ينتخب كل اللبنانيين نواب كل المناطق وعندها يتم تطبيق هذه المبدأ 100%، وأقول للذين يتهموننا بالطائفية فليقبلوا بلبنان دائرة واحدة إذا كانوا يريدون الإنصهار الوطني".

وأضاف: "يصلح القانون الأرثوذكسي لمرحلة تأسيسية لأنه يعكس التمثيل الحقيقي لكل مكونات المجتمع اللبناني تأتي بمجلس نواب يقوم بإجراء الإصلاحات كافة، فلا يوجد قانون ميثالي وأعتقد أن الأولوية يجب أن تكون اليوم لتحقيق المناصفة وإزالة تراكمات العشرين سنة الماضية، وإذا تم إعتماده لن يكون التنافس طائفيا بل سياسيا على عكس الإنطباع الذي يعطيه القانون، وستنشأ الثنائيات داخل الطوائف".

واسف عون "لتصريحات النائب روبير غانم المستمرة حول وجود فريق معرقل". وقال: "آسف أن النائب غانم يصرح مؤخرا بأنه هناك من نسف وعطل التوافق وكنت أتمنى لو بقي كرئيس لجنة حياديا بدل أن يعود نائبا في كتلة المستقبل، وليقولوا لنا أين حدث التوافق؟ والقول بأن التيار الوطني الحر عطل أي إتفاق حول المختلط أو غيره هو عار عن الصحة، فلم يتفق المستقبل والإشتراكي والقوات والكتائب على اي مشروع مشترك، وليكفوا عن تغيير الحقائق وتزوير الوقائع لتغطية أنهم لا يريدون إقرار قانون جديد.وآسف اليوم لإنضمام طرف إضافي إلى تغيير الحقيقة والقيام برمي الحرام على الغير من أجل إقناع الرأي العام بانهم سعوا وتعبوا لوضع قانون جديد إلا أنهم في الواقع يضيعون الوقت من اجل إجراء الإنتخابات وفق قانون الستين".

كما أشار عون إلى "أن الإتصالات مستمرة بين التيار وحركة أمل وحزب الله، وهناك قناعة بضرورة طرح مشروع اللقاء الأرثوذكسي على التصويت في الهيئة العامة مع إبقاء الإنفتاح على البحث باية مشاريع أخرى قد تؤمن المناصفة"، مشيرا إلى أن "عدم التوصل إلى توافق يعود إلى التفاوت في خلفيات المتباحثين، فالمسيحيون وعلى رأسهم التيار الوطني الحر يريدون قانون إنتخابي يحقق المناصفة الحقيقية، وتعود خلفية الإشتراكي في بحثه مسألة قانون الإنتخاب إلى إرادته في البقاء كبيضة القبان في المجلس النيابي،أما حلفية تيار المستقبل فهي ربح الأكثرية في الإنتخابات من أجل تأمين عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة".

وعن مقولة رفض العماد عون لقانون الستين لأنه لا يريد تقديم خسارته إلى حلفائه سلفا، قال عون: "أتى قانون الستين كتسوية مرحلية لأنه افضل من قانون ال2000 لذا لا يمكن القول أن العماد عون يرفضه اليوم لأنه لا يؤمن أكثرية للتيار وحلفائه، وبدليل على أن قانون الستين هو مرحلي: إلتزام كل الحكومات منذ ال2008 بوضع قانون إنتخابي جديد، وسنواجه قانون الستين بكل الطرق السياسية والقانونية".

وأكد عون على "ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية لجهة إمكانية دخول البلاد في أزمة"، مذكرا بأنه سبق وأشار إلى هذا الأمر خلال كلمة له في مجلس النواب إلا أن البعض لامه وإعتبر ذلك تهديدا". وقال: " كنت أنبه ولا أهدد، فالأزمة المفتوحة قد تبدأ ولا نعرف أين تنتهي إذ سيتوسع البحث بمواضيع أخرى غير قانون الإنتخاب".

وعن مقولة أن إحتكار الأحزاب المسيحية الكبرى للتمثيل المسيحي، قال عون:" فرزت الإنتخابات النيابية تمثيلا معينا يعكس الأغلبية المسيحية، إنطلاقا من هنا وإذا حاول الرئيس السنيورة إختراع طاولة لوضعها بوجه الكتائب والقوات، فلا يعني ذلك أنهم أصبحوا يمثلون المسيحيين، فحجمهم لا يتخطى ما منحتهم إياه إنتخابات النيابية سنة 2009".

ولفت عون إلى "أنه لا إتفاقات مسبقة لمرحلة ما بعد الإنتخابات فلا تسويات خارجية وهذه مرحلة ليست واضحة لجهة رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب والبيان الوزاري، وبغياب كل التسويات أصبح قانون الإنتخاب هو نقطة الأستقطاب الأساسية ومسألة حياة أو موت للأطراف، لكن على الجميع أن يدرك أنه مهما كانت نتائج الإنتخابات النيابية لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر وسنجلس جميعا على الطاولة إلا أن الإنتخابات تأتي لتحديد حجم الأفرقاء المتحاورة".وأضاف ردا على سؤال: "لا مشكلة لدي بعودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى الحكم في حال حصوله على الأكثرية، وأعتقد بانه خسر في السابق لأنه أساء التقدير والقراءة في محطات عدة، إذ إعتبر بأنه سيقوم بما يريد إذ ربح الإنتخابات في ظل سقوط النظام في سوريا". وأكد عون "أن الغموض البناء لا يعني ألا يكون هناك فريق رابح وآخر خاسر عبر خلق وسطية، بل الهدف من الغموض هو عدم معرفة نتيجة الإنتخابات مسبقا"، وقال:"لا يمكن لأحد التأكيد اننا سنربح وفق القانون الأرثوذكسي في ظل تحالف السلفية السنية وتيارالمستقبل وفي ظل قول البعض أن شعبية التيار تراجعت. ولماذا القول بضرورة وجود كتلة نيابية تلعب دور بيضة قبان في المجلس لبنيابي ولماذا إعطاء هذا الدور مسبقا لكتلة معينة، فربما سنتعاون مع تيار المستقبل ولن نكون ربما في حاجة إلى الوسطية".

 

هل تنتظر الاستحقاقات الأزمة السورية؟ أولوية الأمن كلمة السر للتأجيل فالتمديد

روزانا بومنصف/النهار

 بدا عنوان الاستقرار الامني وافضليته على الانتخابات ايا يكن ما يعنيه هذا الاستحقاق الديموقراطي بالنسبة الى لبنان خصوصا، من باب المتوقع والمرتقب منذ اكثر من عام في ضوء التطورات السورية التي ادخلت حسابات جديدة على الوضع اللبناني ولدى الافرقاء السياسيين وفي ظل الصراع الاقليمي الممتد الى لبنان ولو انه لا يشكل ساحة رئيسية له كما هي الحال بالنسبة الى سوريا. لا بل كانت المخاوف من تفجيرات كبيرة قد "يحتاج إليها" اخراج التمديد لمجلس النواب وتاليا عدم اجراء الانتخابات بحيث ان ما يحصل راهنا لا يشكل مفاجأة باي من المقاييس بالنسبة الى متابعي تطورات الوضع في لبنان. وعلى رغم ان المهلة لا تزال مفتوحة للتوافق على قانون انتخاب لمدة لا تتجاوز العشرين يوما بحيث تجرى الانتخابات على اساسه، فان عنوان الاستقرار الامني بات ملحا في ظل التصعيد السياسي والاحتقان وتردي الوضع الامني من خطف وتحديات مذهبية على نحو يتقدم على الانتخابات وفق ما اطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري كلمة السر في هذا الاطار والتي كررها مسؤولون اخرون بسرعة على رغم ان الهمس قائم منذ بعض الوقت على الاحتمالات الكبيرة للتمديد علما ان الكلام على تأجيل تقني ورد على السنة كبار المسؤولين ومنذ اشهر. لكن السؤال الحقيقي هو هل يجب ان ينتظر لبنان انتهاء النظام السوري او التسوية في سوريا في حال حصولها لكي يجري انتخاباته النيابية وربما ايضا استحقاقاته اللاحقة ايضا؟؟ لا يبدو ان ايا من المسؤولين اللبنانيين سيكون بهذا الوضوح وهذه الصراحة في ربط الاستحقاقات اللبنانية بالازمة السورية على رغم انها كذلك في الواقع علما ان الخلاف الداخلي المعلن والواقعي ايضا هو احد الاسباب المباشرة في ضوء عدم اقتناع اي فريق وفقا لحساباته للربح والخسارة في الانتخابات بالتنازل من اجل اجراء انتخابات لا تؤمن فوزه وعدم وجود اي عراب اقليمي او دولي يفرض على الافرقاء السياسيين أن يخرجوا من حساباتهم من اجل حفظ البلد سياسيا. بل من المرجح وفق مصادر نيابية عليمة ان يتم العمل على تمديد تقني لثلاثة اشهر لاسباب عدة من بينها ان هذه المهلة تتيح فرصة اضافية امام الافرقاء للاتفاق على قانون جديد تجرى على اساسه الانتخابات. وهي ترسل رسالة الى الخارج،  الحريص على ان يلتزم لبنان اجراء استحقاقاته في مواعيدها على ما ابرزت السفيرة الاميركية مورا كونيللي بعد لقائها رئيس مجلس النواب من ضرورة  اجراء الانتخابات والتزام هذا الاستحقاق  وكذلك فعل مسؤولون دوليون في الاسبوعين الاخيرين، ان المسؤولين اللبنانيين يحاولون ويسعون لتنفيذ هذه الالتزامات ما لم تكن هناك اسباب قسرية كالموضوع الامني الطارىء اخيرا علما ان لا اتفاق على قانون جديد وفي ظل استمرار رفض قانون الستين من جانب معظم الافرقاء . اضف الى ذلك فان انعكاسات  ارجاء الانتخابات سلبية جدا على المناخ العام المتصل بالوضع اللبناني وعلى الاقتصاد اذ يؤشر ذلك الى غياب الاستقرار ولو ان الارجاء يحصل تحت عنوان المحافظة على الاستقرار في وقت يحتاج لبنان الى ارسال مؤشرات ايجابية للمستثمرين واصحاب رؤوس الاموال. والتمديد التقني لثلاثة اشهر هو بمثابة عذر ايضا من اجل تمرير فصل الصيف وشهر رمضان وما يمكن ان يشكلان من استقطاب للبنانيين وسواهم كما هو محاولة تبليع اللبنانيين والخارج على حد سواء  التمديد لمجلس النواب لاحقا لمدة اكبر جرعة تلو الاخرى. فضلا عن ان الاحتمالات تبقى مفتوحة بالنسبة الى الوضع السوري على رغم عدم اتضاح ذلك حتى الان. اذ وفقا للاجتماعات الديبلوماسية التي عقدت في اكثر من عاصمة الاسبوع الماضي فان الازمة السورية مرشحة للاستمرار طويلا ما لم تحصل تطورات دراماتيكية تساهم في تغيير المشهد السوري.

الا ان التأجيل التقني يبدو مرجحا لان يكون تمديدا لمجلس النواب وفق ما يسود الاعتقاد على نطاق واسع اذ ان هناك تدرجا في تظهير الامور اذ كان هناك ولا يزال من يقول بضرورة اجراء الانتخابات حفاظا على الديموقراطية والاستقرار، ثم بدأ يتحول هذا الشعار الى اولوية الامن والاستقرار على اي استحقاق اخر ومن غير المستبعد ان يتحول الشعار في الخريف المقبل وفي حال عجز الافرقاء عن التوافق على قانون انتخاب جديد الى حتمية المحافظة على المؤسسات واستمراريتها وتاليا التمديد لمجلس النواب، وربما يطاول التمديد استحقاقات اخرى ايضا علما ان هذا الامر يطرح سؤالا اساسيا وفي حال اصر "حزب الله" على بقاء المجلس النيابي باعتباره محور الحكومة وعمودها الفقري: ما الثمن الذي يمكن ان يُقنع به المعارضة من اجل ان تسير معه بالتمديد لمجلس النواب ولاستمرار الرئيس بري في موقعه في رئاسة المجلس كون التمديد يحتاج الى توافق ايضا؟ ثمة ترجيح في هذا الاطار لان يفاوض الحزب عندئذ على تغيير الحكومة اي في مرحلة لاحقة لكن مع احتمال اعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي مجددا او من يشبهه، على ان تكون الاستعانة بميقاتي ان يأتي من دون شروط خصوصا ان رفع النقابات سقف شروطها في وجه الحكومة وهي من هي، اي انها من صلب الافرقاء الذين تضمهم الحكومة من شأنها ان تدفع الرئيس ميقاتي لان يكون اكثر تجاوبا مما هو عليه راهنا.

 

بقاء الحكومة مشكلة وترحيلها مشكلة... هل تمرّ فترة انتظار التطوّرات بهدوء؟

اميل خوري/النهار

 لم يمرّ لبنان بمرحلة يكون مأزوماً فيها كتلك التي يمر بها في هذا الظرف الدقيق، داخلياً وخارجياً، وليس فيه حكومة قادرة على المواجهة بحلول عقلانية وموضوعية لأنها ليست على مستوى المسؤولية. فهي حكومة اللون الواحد ولا تمثل كل القوى السياسية في البلاد، ومع ذلك تفرض قوة الأمر الواقع بقاءها وإن كانت فاشلة وعاجزة ولكن بذريعة أن لا اتفاق على بديل منها سوى الفراغ، وهو أسوأ وأخطر من بقائها ولأن من يريد بقاءها يهدد بزعزعة الأمن والاستقرار إذا رحلت قبل الأوان. وحرصاً على استمرار الامن والاستقرار وإن بحدهما الأدنى، فإن الناس تتحمل نتائج عجزها عن معالجة المشكلات الشائكة منها وغير الشائكة، واتخاذ القرارات من دون ان تحسب حسابا لمدى قدرتها على تنفيذها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، أقرت الحكومة مشروع قانون للانتخابات يعتمد النظام النسبي ويقسم لبنان 13 دائرة فيما كان نواب يمثلون احزابا في الحكومة يناقشون مشاريع اخرى عادت الحكومة نفسها الى المشاركة في مناقشتها، فلا صار اتفاق على مشروع الحكومة ولا على مشاريع أخرى، لأن الحكومة العاجزة لم تتحمل مسؤولية تنفيذ القرارات التي تتخذها، إذ كان عليها ان تحيل مشروعها للانتخابات على مجلس النواب لاتخاذ قرار في شأنه لا أن تبقيه في الأدراج وكأنه لم يكن، ثم قررت الموافقة على سلسلة الرتب والرواتب من دون ان تحسب حسابا لإمكانات الخزينة على تنفيذها مع أنها تعلم أن الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد لا تتحمل زيادة في الإنفاق ولا مزيدا من عجز في الخزينة برفع حجم الدين العام. فكانت النتيجة ان الهيئات النقابية راحت تطالب الحكومة بتنفيذ قراراتها، وعندما لم تفعل قامت الاضرابات والاعتصامات والتظاهر في وجهها. فلو أن الحكومة تتحمل مسؤولية ما تتخذ من قرارات لكانت إما انها تراجعت عنها وشرحت أسباب ذلك للهيئات النقابية وللجان التنسيق واشركتها في تفهّم دقة الوضع الاقتصادي والمالي وأفهمتها ان ما تأخذه باليد اليسرى تخسره باليد اليمنى وان نسبة الزيادة للرواتب سيقابلها تضخم يأكل هذه الزيادة لا بل يجعل القوة الشرائية للعملة اللبنانية تتدنى، فيكون الضرر قد اصاب ليس العمال والمستخدمين فحسب، إنما أصحاب العمل ايضاً فيضطرون الى إقفال مؤسساتهم أو تسريح عدد من العمال فتتفشى عندئذ البطالة التي يكون لها سلبياتها وتداعياتها. وعندما بدأت الاضرابات والتظاهرات والاعتصامات التي شلّت عمل المؤسسات وألحقت الضرر بالسنة الدراسية للطلاب والتلامذة، بدت الحكومة متفرجة ولم تبادر على الفور إلى اجراء حوار مع قادة الهيئات النقابية وتقريب وجهات النظر بينها وبين الهيئات الاقتصادية لأن الكل يتضرر مما يجري. والأغرب من كل ذلك ان الاحزاب الممثلة في الحكومة والتي وافقت على سلسلة الرتب والرواتب لم تدعُ أنصارها ومحازبيها الى عدم المشاركة في الاضرابات والتظاهرات والاعتصامات وكأنها غير معنية بها أو انها غير مقتنعة بالقرارات التي اتخذتها، وإلا كان عليها أن تطرح موضوع السلسلة على الهيئة العامة لمجلس النواب كي تتحمل معها المسؤولية، ولكنها كررت أخطاء إقرار المشاريع في مجلس الوزراء وهي تعلم ان الاكثرية النيابية قد لا توافق عليها، فتركت للشارع حرية إبداء رأيه فيها ولو على حساب المصلحة العامة، واعتمدت سياسة "النأي بالنفس" لا بل شاركت الاحزاب الممثلة فيها في التظاهرات والاضرابات في حين كان ينبغي تضامنا مع الحكومة عدم المشاركة فيها. ولم تلتزم الحكومة ما جاء في "إعلان بعبدا" الذي صدر عن هيئة الحوار الوطني ولا سيما منه ما يتعلق بحياد لبنان حيال صراعات المحاور، ولا جعلتها توافق على الاجراءات التي نص عليها قرار مجلس الامن رقم 1701 بنشر الجيش مع مراقبين دوليين على الحدود اللبنانية – السورية من أجل ضبطها وإسقاط الذريعة السورية التي تبرر للنظام السوري خرق هذه الحدود بحجة منع تهريب الاسلحة وتسلل المسلحين. الواقع ان لبنان يعيش مشكلة بقاء حكومة فاشلة وعاجزة ومشكلة مواجهة تداعيات ترحيلها على الامن والاستقرار اللذين يتعرضان من حين الى آخر للاهتزاز الذي قد يسقطهما وتسقط معهما الحكومة وهو ما يكرر الرئيس نبيه بري التحذير منه، فبات لا بد من البحث عن وسيلة لحماية لبنان وانقاذه.

 

سوريا: معركة الربيع على الأبواب

علي حماده/النهار

 شكّل سقوط مدينة الرقة ومعظم المحافظة بيد الثوار السوريين حدثاً بارزاً ومفصلياً، إذ يشير الى بدء اندحار النظام في سوريا من مناطق باكملها وتراجعه نحو مربّعات محصّنة في الوسط وحول بعض المدن، وطبعاً في منطقة الساحل حيث الثقل السكاني العلوي. واذا كان سقوط الرقّة البعيدة نسبياً عن عاصمة دمشق حدثاً مهماً، فبسبب توسّع النطاق الجغرافي لمناطق سيطرة الثوار من ريف ادلب الى حلب، فالرقّة، وصولاً الى الحدود مع العراق حيث سقط أخيراً معبر اليعربية على الرغم من الدعم العسكري الذي قدمه العراقيون لقوات النظام. ومن مطار منّغ العسكري المشرف على السقوط، الى مشارف مدينة اللاذقية حيث الريف مسرح لعمليات عسكرية للثوار، ثمة خط يرتسم على الخريطة السورية بين مناطق محرّرة واخرى لا تزال تنتظر التحرير. حدث كبير سقوط أول مدينة بأكملها بيد الثوار ومعها المحافظة بأكلمها. ولعل المشاهد التي بثت على خدمة "يوتيوب" وفيها قيام مواطني مدينة الرقة باسقاط تمثال حافظ الاسد في "ساحة الاطفائية" وسط المدينة، ما يذكر بيوم سقوط بغداد في نيسان ٢٠٠٣ وبالطريقة نفسها. من الواضح ان النظام بدأ يفقد المبادرة على ارض المعركة، ولم يسعفه كل الدعم الذي يتلقاه من ايران وروسيا و"حزب الله" في كل مكان ليستعيد زمام المبادرة. فالدعم وحده لا يكفي متى كانت البلاد باسرها في حالة ثورة. وقد خبر كلا النظام ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي احد اكبر داعمي بشار الاسد حدود الدعم الممكن منحه، عندما استهدف مسلحون عراقيون في انبار قافلة لجنود سوريين بحراسة عراقية، هربوا من معبر اليعربية ليعودوا عبر معبر الوليد. فحتى نوري المالكي الذي دعم بالمال العراقي والموارد العراقية نظام بشار يكتشف ان مواصلة الانخراط الى جانب بشار ستؤدي الى نشوب ثورة داخل العراق. وفي لبنان الأمر لا يختلف كثيراً. فـ"حزب الله" المعتد بقوته والمستقوي على بقية اللبنانيين، يلعب بالنار الداخلية عندما يواصل قهر فئات كبيرة من اللبنانيين، ويعطف على ذلك تورطه في قتل السوريين دعماً لنظام بشار. على مستوى آخر، يمكن التوقف عند المؤتمر الصحافي المشترك لوزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض بالأمس، حيث بدا واضحاً من العبارات المنتقاة بعناية ان الدول العربية الداعمة للثورة السورية أبلغت، كما قلنا هنا في هذه الزاوية في نهاية كانون الثاني، الولايات المتحدة ان قرار رفع مستوى الدعم العسكري للثورة اتخذ للمساعدة على حسم المعركة أياً يكن موقف واشنطن. ان معركة الربيع الكبرى صارت على الأبواب، ولن يمضي الربيع إلا يكون النظام فقد السيطرة على دمشق، ومعها تنتقل الشرعية بما تفرضه الأرض.

 

كتلة القرار الحر التقت لجنة متضرري انفجار الأشرفية فرعون: سنشارك في تحرك شعبي إذا لم نلمس تجاوبا في الأيام المقبلة

وطنية - عقدت كتلة "القرار الحر" في دائرة بيروت الأولى، اجتماعا مع لجنة متابعة شؤون المتضررين من انفجار الأشرفية الذي وقع في شارع ابراهيم المنذر في أيلول الماضي، في حضور وفد من الأهالي المتضررين في مكتب النائب ميشال فرعون في الأشرفية.وعرض الوفد ل"الاتصالات التي قامت بها اللجنة مع المراجع الحكومية المختصة، وخصوصا مع الهيئة العليا للاغاثة، والإهمال الذي لمسته من هذه الجهات، خصوصا أن معظم الوعود التي تلقاها الأهالي من الجهات الرسمية الحكومية لم تترجم حتى الآن، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كثيرة حول أسباب هذا التقصير في حق مواطنين تعرضوا لاعتداء إرهابي ألحق بهم خسائر بشرية ومادية ومعنوية، في وقت كان التعويض متاحا بسرعة وبمبالغ أكبر في مناطق لبنانية أخرى، على إثر أحداث شهدتها". ولفت وفد الأهالي الى "أن تقصير الحكومة بلغ حدا غير مقبول ولا يجوز السكوت عنه بعد اليوم، ما يضطرهم الى منح الحكومة مهلة أخيرة لدفع التعويضات التي، مهما بلغت، فهي لا تعوض عن الخسارة التي لحقت بهم وعن حرمانهم من السكن في منزلهم لأشهر". وأعلنوا عن نيتهم القيام بتحرك شعبي في الاسابيع القادمة، "بعد أن ثبت أن آذان الحكومة صماء عن سماع صوت آلامهم وأعينها عمياء عن رؤية ما لحق بهم من ضرر وخزينتها فارغة حين يتعلق الأمر ببعض المناطق". من جهة أخرى، طالب المجتمعون ب"الكشف عن ملابسات الاتهامات بشأن "داتا" الاتصالات التي حجبت قبل الاعتداء الذي وقع في الأشرفية، بشكل مقصود، والتي تدل على تورط مباشر على أعلى المستويات". وتحدث النائب فرعون بعد اللقاء، فأشار الى أن "المعطيات كلها تدل على أن الحكومة تتراجع عن التزاماتها بدفع التعويضات بالرغم من اكتمال الملف منذ أشهر، ولن نقبل بتكرار التلكؤ الذي حصل بعد كارثة انهيار المبنى في شارع فسوح، والواضح أن الوعود والمبادرات تحولت كالعادة الى تجاهل وتهرب من المسؤولية، مما قد يضطرنا للمشاركة مع الأهالي في تحركهم إذا لم نلمس تجاوبا في الأيام القليلة المقبلة". وكان نواب كتلة القرار الحر عقدوا اجتماعا مع ممثلين عن المجلس البلدي لمدينة بيروت ومجلس الانماء الاعمار للبحث في مشروع شارع فؤاد بطرس.

 

وزير الخارجية الاميركي التقى الرئيس الفلسطيني في الرياض

وطنية - التقى وزير الخارجية جون كيري اليوم في الرياض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصل الى العاصمة السعودية مساء امس في اطار اول جولة يقوم بها في عدد من دول العالم بعد توليه مهامه. واكد كيري الاجتماع مع عباس، مشيرا الى ان "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على علم باللقاء"، ولا تشمل جولة كيري في المنطقة التوقف في اسرائيل والاراضي الفلسطينية. من جهته، اعلن سفير فلسطين لدى الرياض جمال الشوبكي ان "عباس سيستعرض مع كيري موقف الادارة الاميركية الجديدة بشأن القضية الاسرائيلية الفلسطينية قبل زيارة الرئيس باراك اوباما للمنطقة في العشرين من آذار الحالي". واضاف للاذاعة الفلسطينية ان "عباس سيؤكد المطالب والثوابت الفلسطينية ومدى التجاوزات الاسرائيلية في القدس والاستيطان وقضية المعتقلين المضربين عن الطعام الذين يعانون دون ان نرى ردة فعل اميركية او تدخل بمستوى الجريمة الاسرائيلية".

 

القصار زار عون:إقرار مشروع السلسلة من دون تمويل وإصلاحات سيكون كارثيا على الإقتصاد

وطنية - التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون صباحا في دارته في الرابية وفدا من الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار وحضور النائب ابراهيم كنعان والوزير جبران باسيل.

وشرح الوفد موقف الهيئات الرافض لإقرار سلسلة الرتب والرواتب، في هذا التوقيت بالذات، والتأثيرات التي سوف تنجم عن إقرار السلسلة، على الإستقرار الإقتصادي والنقدي. وأكد القصار بعد الزيارة، أن "الحديث تمحور حول الوضع الإقتصادي، لا سيما ما يتعلق بموضوع سلسلة الرتب والرواتب، ومحاذير إقرارها، على الوضع الإقتصادي، الذي يمر منذ العام الماضي ولغاية اليوم، بحالة ركود وانكماش غير مسبوقة، وأيضا على الإستقرار النقدي، خصوصا في ظل التحذيرات الصادرة، عن أهم المراجع الإقتصادية والمالية الدولية، ولقد كان العماد مصغيا ومتفهما لهواجس الهيئات الإقتصادية، الحريصة من جهة على مصلحة الإقتصاد، ومن جهة أخرى على مصالح العمال". وإذ جدد القصار التأكيد على "ضرورة معالجة موضوع سلسلة الرتب والرواتب، في إطار إقتصادي، بعيدا عن المزايدات والمماحكات السياسية"، أعلن في الوقت ذاته أن "الهيئات الإقتصادية منفتحة على كل الطروحات، التي لا يمكن أن تمس بجوهر وبنية الإقتصاد اللبناني، ولا سيما تلك المتصلة بزيادة الأعباء الضريبية"، مضيفا إن "الهيئات حريصة على حقوق العمال والموظفين، وهي ليست ضد الحقوق المشروعة والمكتسبة للعمال لتحسين ظروفهم وأوضاعهم المعيشية، لكنها في الوقت ذاته هي ضد أي زيادة وهمية لا تحقق أي تطلعات للعمال، وتؤثر بالتالي على الإستقرار الإقتصادي، وعلى القدرة الشرائية للمواطنين الرازحين في الأساس تحت أعباء معيشية ضاغطة". وختم القصار بالقول: "إن إحالة مشروع السلسة إلى مجلس النواب، في ظل غياب لأي موازنة منذ العام 2005، وعدم إقرار موازنة العام 2012، ولا مناقشة الموازنة المفترضة للعام الحالي، وأيضا من دون إقرار أي إصلاحات كبيرة، سيزيد من العبء على الإقتصاد اللبناني، ولذلك تعتبر الهيئات الإقتصادية أن الحل الجذري، يكمن بالدرجة الأولى في ترشيد الإستهلاك، والحد من الهدر المستشري في معظم مؤسسات الدولة، ومكافحة الفساد، إضافة إلى وضع الدولة لخطة استراتيجية إقتصادية-إجتماعية طويلة الأمد، تعمل من خلالها على الاستثمار في المواقع المجدية وذلك لتفادي أي نتائج سلبية قد تلحق بالإقتصاد اللبناني".

 

مقتل مؤهل اول في بعلبك في خلاف مع معاون اول

وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام ماريان الحاج عن اقدام المعاون اول م.ح على اطلاق النار على المؤهل اول ع.المصري في قلم طوارئ بعلبك في خلاف فوري ما ادى الى مقتل المصري على الفور.

 

"المسيحيون المستقلون يزورون جنبلاط غـــدا"/حنين: واجب وزير الداخلية دعوة الهيئات الناخبة

المركزية- أكّد النائب السابق صلاح حنين "ان من واجب وزير الداخلية والبلديات مروان شربل تطبيق القانون ودعوة الهيئات الناخبة"، لافتاً الى "ان اليوم هناك قانون الستين الذي جرت على اساسه انتخابات 2009، وطالما ان هناك قانونا من واجب وزير الداخلية تطبيقه ودعوة الهيئات الناخبة على اساسه للبدء في التحضير من اجل اجراء الانتخابات في موعدها الدستوري في 9 حزيران المقبل".

ورأى في حديثٍ لـ"المركزية" "انه في حال تمّت دعوة الهيئات الناخبة في 9 الجاري هذا يعني ان الانتخابات ستجرى في موعدها وفق القانون الذي بنيت على اساسه الدعوة"، مؤكداً "انه اذا اقرّ مجلس النواب قانوناً آخر للانتخابات، من الآن حتى موعد الانتخابات، عندها سيتم توجيه دعوة اخرى الى الهيئات الناخبة وفق القانون الجديد الذي سيحلّ مكان القانون القديم".

ولفت حنين الى "انه اذا تمّ الاتفاق على قانون جديد يتضمن النظام النسبي عندها يكون وزير الداخلية بحاجة ضرورية الى تأجيل الانتخابات تقنياً لمدّة شهر او اثنين، وذلك ليستطيع تهيئة وزارته لاجراء الانتخابات ضمن قانون يحمل في طياته نسبة من النظام النسبي، خصوصاً ان ما يتم تداوله اليوم ان القانون الجديد سيكون مزدوجاً بين النظامين الاكثري والنسبي"، معتبراً "ان في حال تمت دعوة الهيئات الناخبة في 9 الجاري عندها يكون الجوّ الانتخابي قد انطلق"، مشيراً الى "ان هذه الدعوة تظهر مدى صدق النوايا عند الافرقاء كافة في اجراء الانتخابات في موعدها الدستوري على اساس القانون الحالي، فيما يستمر البحث عن قانون جديد تحصل على اساسه الانتخابات". وعن اجتماعات المسيحيين المستقلين في قوى 14 آذار قال "إمستمرون في هذه الاجتماعات، وغداً نعقد لقاء مع النائب وليد جنبلاط وذلك بعد لقاءنا المطران الياس عودة منذ يومين"، لافتاً الى "ان الاجواء التي تسود هذه اللقاءات جيدة، لكن الاهم يتمثل في الوصول الى نتيجة، خصوصاً ان كلّ واحد يسعى الى ايجاد حلّ ما ويريد الخروج من هذه الحالة، وهذا الامر يتطلب الجمع بين هذه الافكار المتعددة والتوافق بين الافرقاء للوصول الى حلّ جيد يبصر النور"، مضيفاً "ان القوى السياسية تأخرت كثيراً في طرح قانون الانتخابات وتركت هذا الموضوع الى ربع الساعة الاخيرة والوقت لم يعدّ كافياً من اجل انتاج حلّ موضوعي ومفيد".

وختم حنين "نتمنى ان تكون نوايا الجميع صافية من ناحية ايجاد قانون يؤمن التمثيل الانتخابي العادل وعدم اللجوء الى قوانين تضرب اجواء البلد، بالرغم من ضيق الوقت نستطيع ايجاد قانون افضل من قانون الستين ولو مرحلياً، والعمل متواصل لانتاج قانون للانتخابات المقبلة يؤمن التمثيل السياسي الصحيح".

 

هل يخضع "بري" الى ضغوط "حزب الله" ويدعو الى جلسة عامة لاقرار الارثودكسي

موقع 14 آذار/يقول قطب معارض لموقع 14 آذار ان حزب الله يبحث عن تمديد ولاية مجلس النواب وانه سيفرض هذا الخيار على الرئيس نبيه بري. ويشير القطب المذكور الى ان حزب الله وبمؤازرة من العماد ميشال عون يعمل لابقاء السيطرة نفسها على القرار اللبناني الامر الذي سيتحقق له اما باقرار مشروع اللقاء الارثودكسي او لبنان دائرة واحدة مع النسبية اما بالتمديد لمجلس النواب. ويوضح القطب المذكور ان الرئيس بري يميل الى الاحجام عن دعوة مجلس النواب الى جلسة تشريعية بغياب التوافق اللبناني على قانون الانتخاب. الا ان بري محرج جدا وهو يؤكد لاقرب الناس اليه انه يخضع لضغوط كبيرة من حزب الله وهو ما يبقي على احتمال توجيه الدعوة الى جلسة عامة لاقرار الارثودكسي الذي سيطعن به الرئيس ميشال سليمان امام المجلس الدستوري. وينقل عن بري تأكيده على انه لا يستطيع ان يخرج على سياسات حزب الله انما بامكانه ان يقنع السيد حسن نصرالله بصوابية الامور احيانا كثيرة. ويشير القطب المذكور الى ان تمديد ولاية المجلس اصبح الخيار شبه المؤكد لكن لا احد مستعد ان يعلن عن ذلك من اليوم. ويرى القطب المذكور ان قوى 8آذار ستعرقل تعيين الهيئة الوطنية المشرفة على الانتخابات موضحا انه اذا لم يصر الى تعيين هذه الهيئة حتى 20 آذار الجاري فان اجراء الانتخابات سيصبح مستحيلا وان كان مرسوم دعوة الهيئات الناخبة سيوقع من قبل الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي والوزير مروان شربل. وبهذا يضيف القطب المذكور فان الابقاء على الستاتيكو اللبناني يخدم حزب الله الى ابعد الحدود فهو يمسك بقرار الحكومة ويهيمن على القضاء والاجهزة الامنية والعسكرية ويتحكم بالدبلوماسية اللبنانية ويستطيع ان ينسف الاستقرار الامني ساعة يشاء. ويلفت القطب المذكور الى ان حزب الله هو الذي سيتحمل المسؤولية عن التمديد للمجلس والى جانبه عون كذلك الرئيس بري. ولا يستبعد ان يمتد التمديد لعامين مع انه ليس واضحا من اليوم كيف سيأتي الاخراج المطلوب لذلك اقله في الايام القليلة المقبلة.

 

قبيسي: هناك من يعمم الفوضى في لبنان والمنطقة

المركزية- استنكر النائب هاني قبيسي "عمليات الخطف في لبنان"، لافتاً الى "ان الدولة هي من تتحمل المسؤولية لأنه لا يعقل لعصابة من 30 شخصاً ان تتحكم في مصير العباد، هذا امر يجب الا يترك والا يكون هناك غطاء سياسي على هؤلاء". وأكد خلال احتفال تأبيني في زبدين "ان لا غطاء سياسيا انما الامر يحتاج الى قرار يتخذ لمواجهة هؤلاء"، معتبراً "ان هؤلاء الاشخاص يمارسون فوضى في مجتمعنا، المسؤولية علينا جميعاً وعلينا ان نردع هذه العصابات وان يتم اعتقالها ولا يجوز ترك هذا الامر يسير بموازاة من يخلّون بالأمن لاهداف سياسية مشبوهة من اجل اثارة الفتنة، وهذا امر يعمّم في لبنان تحت عنوان "ايها اللبنانيون يجب ان تختلفوا وتتقاتلوا" وهناك من يدفع الاموال لزرع الخلاف، هناك فوضى تعمم في لبنان وفي المنطقة". واشار قبيسي الى "ان في لبنان يعطلون ادنى الامور للتوصل الى اتفاق على المستوى السياسي على الساحة اللبنانية وابرزها قانون الانتخابات، ممنوع عليكم ان تتفقوا على قانون للانتخابات، وعلى البلد ان يصل الى واقع فوضوي مرير لا يمكن ان يتحكم به احد الا عصابات الخطف وقطاع الطرق"، مؤكداً "اننا لن نقبل ولن نرضى بأن يفرض علينا واقع معين وان يفرض علينا قانون انتخابات على مقياس البعض، يعطلون كل شيء للوصول الى قانون الستين الذي يوصل شخصاً واحداً الى رئاسة الحكومة. يريدون فرض هذا القانون على كل اللبنانيين تحت عنوان اما ان تقبلوا به او لا انتخابات او الذهاب الى الفوضى"، محذّراً من "الوصول الى يوم لا نتمكن فيه من الحفاظ على استقرار المجتمعات وعلى السلم الاهلي والعدالة الانسانية لأنه من يعمم الفوضى، وما يجري في لبنان هدفه تحطيم ثقافة المقاومة وارادتها".

وختم "ما نخشاه ان يضيع البلد والناس، هناك في لبنان من ينجر الى سياسة اخذ البلد الى مكان مشبوه، لتعميم الفوضى الخلاقة فيه والتي تعمم في منطقة الشرق الاوسط".

 

"واشـنطن بوســت": التوتـرات الطائفيـة وبلغت ذروتها على الحدود اللبنانية- السورية

المركزية- أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن قتالا هو الأعنف منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل حوالي عامين قرب بلدة القصير السورية، خلف قتيلين من حزب الله وأكثر من عشرة قتلى من المعارضة السورية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الأمن اللبناني قولهم إن المجموعات السنية المسلحة في لبنان تقوم هي الأخرى بإرسال مقاتلين إلى سوريا، وتدعم المعارضين هناك بالسلاح والتعزيزات اللوجستية، مشيرة الى ان التوترات الطائفية بلغت ذروتها حاليا في الوقت الذي يتعارك فيه الشيعة والسنة اللبنانيون على الأراضي السورية، وأصبح انتقال الحرب إلى داخل لبنان أسهل من أي وقت مضى. وقالت الصحيفة إن المنطقة التي جرت فيها معظم الاشتباكات الأخيرة تتعلق بـ22 قرية تقريبا في غرب سوريا، يقطنها حوالي 30 ألف نسمة، معظمهم من الشيعة، ولديهم روابط تاريخية وأسرية عميقة بلبنان. ومنذ أن انتقلت المعارضة المسلحة إلى هذه المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، هربت أسر إلى لبنان، وبقيت أخرى مستعدة للقتال. وأوضحت أن القتال بين السنة والشيعة يبدو كقتال لحماية كل طائفة، إذ تشعر كل منهما بتهديد وجودي ضدها.

 

الفيصل أكّد حق السوريين بالدفاع عن النفس

المركزية- أكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ان "السعودية والولايات المتحدة الاميركية تدينان تسليح النظام في سوريا من قبل بعض الدول"، مشددا على انه "من حق الشعب السوري المشروع الدفاع عن نفسه"، واصفا ما يحصل في سوريا بأنه "مجزرة لا بدّ أن تتوقف".  وطالب الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاميركي جون كيري، بـ"حظر الاسلحة عن النظام السوريا الذي يقتل شعبه".

وقال "تطرقنا خلال لقائنا مع كيري إلى مجمل الاوضاع في المنطقة وطالبنا بحل الازمة الايرانية بشكل جذري وليس باحتوائها".

وعن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، شدد الفيصل على "ضرورة استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بما يفضي الى حل الدولتين".

 

شـربل فـي مؤتمر عن فرعية "البلديـة والاختياريـة": عينة حضـارية وديموقراطيـة للانتخابــات النيابيــة

الاستقرار أولوية والتوافق السياسي ينعكس استتبابا للامن

المركزية- أعلن وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، ان التجربة الثانية للانتخابات البلدية والاختيارية الفرعية سواء المنحلة أو المستحدثة برهنت عن روح وطنية وحماسة وديمقراطية يتمتع بها المواطن خصوصا وان هذه الانتخابات جرت بهدوء ومن دون أي اشكالات، وشكلت عينة حضارية للانتخابات النيابية المقبلة . وتمنى الوزير شربل في مؤتمر صحافي عقده في الوزارة، على الفائزين الاهتمام ببلداتهم وقراهم على مستوى التنمية، داعيا الخاسرين الى الالتفاف حول الناجحين لتحقيق الانماء لكل الشرائح الموجودة في البلدة من دون تمييز، وتوجه بالشكر الكبير الى قيادة الجيش والاجهزة الامنية الذين حافظوا على الامن وسلامة العملية الانتخابية، والى المديرية العامة للاحوال الشخصية الممثلة بالسيدة سيزان الخوري يوحنا التي أشرفت على تحضير القوائم الانتخابية التي لم تشوبها اية شائبة، وكذلك الى المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين الممثلة بالعميد الياس خوري في اشرافه على غرفة العمليات وفي تحضير المستلزمات لانجاز الاستحقاق بنجاح، وكذلك الى القائمقامين ولجان القيد على الدور الايجابي، والى وسائل الاعلام كافة التي نقلت الى اللبنانيين في الداخل والخارج صورة لبنان الحضارية والديمقراطية في ضوء الصعوبات الامنية التي تمر بها البلد . وأكد شربل انه لمس خلال جولته على مراكز أقلام الاقتراع ان الوفاق السياسي على اجراء الانتخابات ينعكس استتبابا للامن، مشيرا الى ان النتائج الرسمية والنهائية نشرت على الموقع الالكتروني للوزارة www.moim.gov.lb

وردا على اسئلة الصحافيين، شدد شربل على انه يضع الاستقرار اولوية للاستقرار قبل الانتخابات اذا تم تخييره بين عدم الاستقرار واجراء الانتخابات لانه في أجواء مستقرة يمكن اجراء الانتخابات لا العكس، مؤكدا ان المهم الاتفاق على قانون انتخاب بالاجماع لان هذا التوافق السياسي يحمي الاستقرار وتخف معه الاشكالات الامنية كثيرا، موضحا ان الشيخ داعي الاسلام الشهال لا يمكن ان يصدر فتوى ضد الجيش اللبناني الذي لا تصدر في حقه فتاوى، فهو يشكل العمود الفقري للدولة ويتكون من الطوائف اللبنانية كافة وبصورة خاصة من الطائفة السنية التي قدمت عددا كبيرا من الشهداء في صفوفه .

واعتبر انه كوزير داخلية يقوم بالتحضيرات التقنية والادارية واللوجستية للانتخابات النيابية على أساس القانون النافذ راهنا على رغم عدم اقتناعه به كمعظم اللبنانيين، مشيرا الى انه على المستوى التشريعي والقانوني لا يمكننا ان نلغي قانونا الا باصدار قانون ثان لذلك على المجلس النيابي ان يجتمع لالغاء القانون الراهن لاجراء انتخابات على أساس القانون العتيد الذي يرضي الاطراف السياسية كافة.

 

الرئيس الجميل: بعض الأطراف اللبنانية تحمل الجنسية اللبنانية لكن ولاءها للخارج

اتهم رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل في حوار خاص مع موقع "24 الإماراتي" بعض الأطراف اللبنانية أنها تحمل الجنسية اللبنانية لكن ولاءها للخارج، مشيراً إلى أن هؤلاء قلة مسلحة لكنهم يريدون استيراد الأزمة السورية إلى لبنان. وتطرق الجميل إلى ما أسماه "مقاطعة" دول مجلس التعاون الخليجي وتحذيرها من سفر رعاياها إلى لبنان، منتقداً التصريحات التي صدرت من بعض المسؤولين اللبنانيين ضد دول الخليج، والتي تسيء لعلاقات لبنان بهذه الدول، مذكراً أن دول الخليج لم تقدم سوى الدعم والمساعدة للبنان في كل الأوقات.

هنا نص الحوار:

هناك هاجس أمني يعيشه كل اللبنانيين على ضوء ما يحدث على الحدود السورية اللبنانية، شمالاً وبقاعاً، وأيضاً هناك أحداث داخلية مثلما حدث في عرسال وغيرها، فخامة الرئيس هل استطاع لبنان أن ينأى بنفسه أم أن امتداد الخطر السوري أمر واقع وليس بالإمكان تفاديه؟

نحن في العالم العربي نعيش في قرية متداخلة، كل يتأثر ببعضه، فالذي يحدث في مصر يؤثر في تونس، وتونس تؤثر على اليمن واليمن تؤثر في سوريا وسوريا تؤثر في لبنان وهكذا، ومنذ القدم مرت هذه المنطقة بمخاض طويل. لبنان ليس بمنأى عما يحدث في المنطقة العربية ككل، ولا سيما فيما يخص تداعيات الأزمة السورية في لبنان، نحن منذ البداية كحزب الكتائب وأنا شخصياً طرحنا قضية الحياد الإيجابي، حتى قبل اندلاع الثورة السورية، لأن قناعتنا أن الحياد الإيجابي هو الذي يحمي لبنان، وأن لبنان عبارة عن موازييك من الأفرقاء، وكل فريق له امتداداته شرقاً وغرباً، كل فريق له علاقاته الخاصة، سواء كانت لأغراض مذهبية أو قضايا دينية أو بعد عقائدي إلى ما هنالك، لذلك ليس بإمكاننا أن نحمي لبنان إلا من خلال الحياد الإيجابي، لأن لبنان ليس لديه مقدرات الدفاع، فلا هو دولة عظمى ولا دولة كبرى ولا لديه موارد ذاتية تمكنه من لعب دور هجومي إذا صح التعبير.

لكن المؤشرات التي حدثت على الحدود والتوتر الأمني، هل هذا يدل على أن لبنان يعيش اليوم على الحياد؟

فلنأخذ الأمر من الناحية الرسمية، لقد تفاهمنا في مؤتمر الحوار في بعبدا على الحياد الإيجابي وهذا ما نص عليه إعلان بعبدا، وهذا يجب أن يفرض نفسه على الواقع اللبناني اليوم، لكن لسوء الحظ، كما نعرف، هناك بعض القوى لا يلتزمون ببيان بعبدا الذي وافقوا عليه، فنحن نرى قوى تتدخل مع النظام، وأخرى تتدخل ضد النظام، ونفاجأ أن هناك شهداء لبنانيين يسقطون في سوريا، ولا نعرف ما الذي ذهب بهم إلى هناك، أو ما موقعهم في هذا القتال الذي ليسوا معنيين به، أو يفترض ألا يكون معنيين به، وهذا الأمر يقحم لبنان في شيء أكبر منه، وهذا خطورته أنه على الساحة اللبنانية، مثلما ذكرنا هناك من يتعاطف مع طرف وهناك من يتعاطف مع طرف آخر، والكل مسلح، وإذا أرادوا استيراد الأزمة السورية إلى لبنان، فهذا سيترجم إلى صراعات، واحيانا ً صراعات دموية في شوارع بعض المدن اللبنانية، وهو ما ندفع ثمنه في الوقت الحاضر، وكل همنا، وهو ما أعمل عليه شخصياً، أن نعود لتطبيق مبدأ الحياد الإيجابي لأنه يحمي الجميع، وأن ننظر إلى مصلحة بلدنا، لأن عندنا ما يكفي من مشاكل اجتماعية واقتصادية ومعيشية تجعلنا لا نقحم أنفسنا في موضوع أكبر منا، وهذا ما ندعو له ونسعى إليه.

هل لا زلت سيادة فخامة الرئيس خائفاً من امتداد الأزمة السورية إلى داخل لبنان؟

جداً، أنا متخوف جداً، فلو لم نع مسؤوليتنا، ولو لم نع خطورة الوضع السوري على الوضع اللبناني والمستقبل في لبنان، سنكون قد اخطأنا خطأ كبيرا تجاه التاريخ وتجاه الأجيال القادمة، لأن إقحام لبنان في هذا الصراع الدائر في سوريا، أو في أية دولة من الدول العربية، ستكون له انعكاسات خطيرة جداً على مستقبل البلاد وهذا ما نخشاه.

اليوم نجد أن المجتمع الدولي، وكل المؤسسات الدولية والدول الغربية تدعو إلى الاستقرار في لبنان، وآخرها كانت زيارة وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي دعا إلى الاستقرار في لبنان والذي ربما تحدث عن مشاريع مستقبلية، كيف ترى ذلك؟ .

هذا الأمر لمسته عندما استقبلني الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في باريس، وكذلك الأمر شعرت بالاهتمام الإنجليزي والفرنسي بصورة خاصة، تجاه الحفاظ على الاستقرار في لبنان.

هل هذا يعني أن قرار الاستقرار في لبنان هو قرار دولي، وبالتالي فالأطراف اللبنانية ملتزمة بهذا القرار، أم أن هناك سقف للاستقرار؟

نحن العرب، اللبنانيون بصفة خاصة، لدينا عادة أن نربط وضعنا بالخارج وماذا يريد الخارج، ماذا تريد واشنطن ماذا تريد موسكو وغيرهما، وهذا خطأ. الدول الخارجية تركب الموجة القائمة في البلد ولا تخلقها، يعني نحن في النهاية مسؤولون عن بلدنا، ونحن كأحزاب، أيا كان الحزب، من المفترض أن يكون مسؤولاً عن نفسه، وعن تصرفاته وعن قراءته للوضع ويتصرف على هذا الأساس. بالنسبة لنا، وانا أتكلم عن حزب الكتائب، لا تأتينا إملاءات من أحد ونحن حريصون على الاستقرار، وأعتقد أن الأحزاب الأخرى قرارها بيدها، فلا يجب نعول على الذي تريده فرنسا أو السعودية أو إيران، فهذا لا يعمر بلداً، إذا نحن لم نهتم بشؤوننا فهناك مثل صحيح يقول الجمرة لا تحرق إلا في موضعها، لذا علينا أن نهتم بشؤوننا وبالسلام الداخلي اللبناني، صحيح أن هناك أقلية، وصحيح أن هناك بعض الأطراف المتورطة هنا أو هناك تحمل الجنسية اللبنانية لكن ولاءها خارج لبنان، فهذه الأطراف يجب أن تظل أقلية، لكن الأكثرية اللبنانية إذا وحدت موقفها ورؤيتها لمصلحة لبنان عندئذ نحفظ لبنان ولا تعود التدخلات الخارجية وما تفعله بالداخل، لكن البعض أحياناً يذهب إلى القوى الخارجية ويقول لها: تعالي تدخلي عندنا وحققي مصلحتك على حساب مصلحة لبنان، وهذا شيء نحن ضده، فكل همنا أن نجمع الكلمة اللبنانية على المصلحة اللبنانية الذاتية، ولا نخدم مصالح الغير على حساب مصالحنا الداخلية.

هل لا زال الباب مفتوحاً للحوار أمام الأطراف الداخلية اللبنانية، وهل يمكن أن تعود طاولة الحوار للاجتماع؟

الكل يعرف أننا آخر من غادر طاولة الحوار، بل كان موقفنا الإصرار على هذا الحوار أياً كانت نتيجته، وأياً كانت المعطيات المتوفرة واليأس من أن نصل إلى نتيجة، لأن الحوار مع بعضنا البعض يبقى أفضل من التقاتل في الشارع، حتى إذا لم نصل اليوم إلى حل، فإن استمرار الحوار يمهد لذلك، ونكون جاهزين لذلك إذا ما توفرت الظروف المحلية والإقليمية لإقرار توافق معين، لكن إذا كنا لا نتحدث مع بعضنا البعض وهناك فرصة يمكننا أن نقتنصها حتى نحقق مصلحة بلدنا سنفوتها، ومن هنا كان إصرارنا على الحوار، وإبقاء الحوار أياً كانت الظروف التي نمر بها، وأياً كانت حظوظ هذا الحوار في تلك اللحظة من نجاح أو فشل، لذا لا بد إذا استمر هذا الحوار أن تأتي اللحظة المواتية لاقتناصها، وبالتالي نتوصل إلى توافق مع بعضنا البعض.

بالإضافة لحالة التوتر الأمني الذي تعيشها البلاد، هناك المشكلة الاقتصادية, فدول الخليج نتيجة لهذا التوتر سواء كان أمنياً أو سياسياً بسبب بعض التصريحات المعادية لدول الخليج من قبل بعض الشخصيات اللبنانية، قررت ألا تأتي إلى لبنان، أو تتخذ قرارا بالغياب، هل هناك اتصالات، أو أية إمكانية لعودة دول الخليج، أم أن ذلك يحتاج إلى قرار أكبر من لبنان؟

في الواقع هذا يعد من الإجرام ما أدت إليه مواقف بعض السياسيين اللبنانيين أو بعض "الزمر" اللبنانية. لأنه لا يوجد مسؤول في لبنان يصرح هذا التصريح، لأن التصرف بهذا الشكل ضد أية دولة، ولا سيما دول الخليج غير مقبول، لأننا نعلم أن دول مجلس التعاون الخليجي لم تمد إلينا إلا يد العون ويد المحبة ويد الأخوة الحقيقية، لذا لا أفهم أن يكون هناك أي طرف يمس هذه العلاقة بين لبنان ودول التعاون الخليجي. من جهة أخرى من المؤسف ان الوضع في البلد وعدم الاستقرار لا يساعد هذه الدول أن تأتي إلى لبنان، لذا أرى أن هناك سببان: عدم الاستقرار وتصرفات بعض الأطراف اللبنانية ضد دول التعاون الخليجي. ما أدى نوعاً ما إلى القطيعة، يمكن ترجمته في وقف السياحة إلى لبنان، وكثير من رعايا تلك الدول قرر ترك لبنان، كذلك بعض الدول أوقفت استثماراتها في لبنان، وإذا كان لديها استثمارات فإنها تبيعها، وهذا شيء خطير، وندفع جراءه ثمناً خطيراً على مستوى الاقتصاد والوضع الاجتماعي، لأن كل هذه فرص عمل تضيع من يد اللبنانيين، كما أنها ثؤثر على صعيد سمعة لبنان سواء في الدول العربية أو في العالم. نحن ندفع ثمناً غالياً لتصرفات بعض الأطراف التي لا تفهم واجباتها تجاه وطنها وتجاه الدول التي كانت دائما بجانب لبنان وهؤلاء يرتبكون خطيئة كبيرة في حق لبنان وحق تلك الدول، ونحن نفعل ما في وسعنا من تواصل مع كل الدول العربية، ولا سيما دول الخليج، لكي نخفف من وطأة الممارسات السلبية، إنما كما نعرف يد واحدة لا تصفق.

فخامة الرئيس، سؤال أخير فيما يتعلق بالوضع في العالم العربي، منذ ثلاث سنوات دخلنا فيما سمي الربيع العربي، هل أعدت قراءة ما حدث في العالم العربي، وهل غيرت موقفك تجاه ما يحدث اليوم سواء في مصر أو تونس أو اليمن والدول التي حدث فيها ثورات؟

قراءتي لم تتغير، ومنذ البداية كان لدي قراءة خاصة وأعلنت عنها في أكثر من حديث صحافي، منذ البداية كنت متخوفاً مما يحدث في العالم العربي بالكامل، ومن الإسراف في التفاؤل. لا شك أن هناك أمور تغيرت، وأًصبح هناك تغيير في الذهنية وهناك أمل في المستقبل، لكنا نحتاج أن نمر بمرحلة صعبة إلى حد كبير قبل أن نقطف ثمار هذه المتغيرات في العالم العربي، ولا شك أن العالم العربي كان معبئاً وعاش عقوداً من القمع والديكتاتوريات والأنظمة القتالية وكذلك تبديد خيرات هذه الدول والتصرف فيها بشكل غير طبيعي وغير منطقي ضد مصلحة الشعب، وكان من المتوقع أن يحدث هذا الانفجار الشعبي منذ فترة، أما من ناحية أخرى فالشارع الذي انتفض في مصر أو تونس أو سوريا أو اليمن أو ليبيا كان يطالب بتغيير النظام لكن لم يكن لديه أي صورة عن البديل، كما أن هذا الشعب الذي عاش تحت الديكتاتوريات، أو بعض منه، لم تكن لديه ثقافة الديمقراطية لأنها لم تتح له، وبالتالي فالشارع الذي انتفض ضد واقع معين لم يكن لديه البديل، وقع اليوم في هذا الفراغ، لذا علينا أن نساعد هذا الشعب المنتفض أن يؤسس لنظام جديد، نظام ديمقراطي، نظام يؤدي لتداول السلطة، نظام يحترم التعددية في كل بلد، ويحترم حقوق الإنسان، وإذا لم نساعد في هذا فإن فترة الثورات، أو فترة الضياع الموجودة فيها هذه الشعوب سوف تزيد التداعيات السلبية عليهم.

هل تعتقد أن هناك إعادة رسم للخريطة في العالم العربي؟

بدأت هذه الخريطة ترسم منذ فترة، بدءاً من إيجاد كيانات بقلب العراق كما نعرف في كردستان، وفي اليمن هناك نزعات انفصالية لا نريد أن نسترسل فيها، وكذلك الأمر في ليبيا، وهذه الظاهرة موجودة في سوريا أكثر وأكثر، وحتى في لبنان إذا استمر الوضع سيكرس هذا الأمر في الواقع، ويكرس لهذه الكيانات المتناحرة على الساحة اللبنانية رغم أن الثقافة اللبنانية لا تحتمل هذا النوع من الإفرازات ولكن هناك قوى خارجية تساعد على التفتيت، فإذا لم نتدارك الأمر وتحدث تفاهمات بين هذه القوى وهذه الكيانات، أخشى أن يصبح هذا التفتيت أمراً واقعاً.

ما وضع المسيحيين في هذا التفتيت؟ وهل أنت خائف على المسيحيين؟

الوضع لا يتعلق فقط بالمسيحيين، الواقع أن الاضطهاد بحق المسيحيين يكون عادة في الواجهة، لأن العنصر المسيحي دائماً يلفت النظر وهناك قوى تسلط الضوء على هذا، إنما ما يعاني منه في الحقيقة العالم العربي هو احترام حقوق الإنسان، نعرف تماماً أن الصراع الإسلامي الإسلامي عندما كان يحدث في الجزائر، والجرائم التي كانت تحدث في ليبيا أو اليمن، لا يوجد مسيحيون في هذا الصراعات، لذا فإن ما يجب أن نتوقف عنده هو عدم احترام حقوق الإنسان، والأصولية المتطرفة التي لا تحتمل ابن دينها، فكيف إذا بدأت تتعامل مع ابن الدين الآخر، المسيحي يكون دائماً في الواجهة وأكثر من يدفع الثمن، لكن يجب أن نذكر قتال المسلم للمسلم في كثير من الدول وهذا بسبب غياب حقوق الإنسان، دعونا نرجع لاحترام حقوق الإنسان والتعددية الحقيقية وبالتالي نحفظ، ليس فقط المسيحيين، بل كل هذه الجماعات، لأنه يوجد في بعض المسلمين من يعتبرون أقليات كمذاهب أو ديانات لا نريد أن ندخل في تفاصيلها، وحل المشكلة يكون من خلال احترام حقوق الإنسان وتعزيز التعددية الحقيقية والاعتراف بالديموقراطية، فهذا هو الذي يحمي المسيحيين ويحمي المجتمع العربي ككل، مسلم ومسيحي، يحميه من هذا الجنوح وهذا الإجرام وهذا المنحى الانتحاري الذي تسير فيه بعض الدول إذا لم تعد الاعتبار إلى احترام حقوق الإنسان واحترام الآخر واحترام الديمقراطية والتعددية.

 

جنبلاط: المالكي يطل على الشعب بروحية قديمة تماثل إضطهاد صدام حسين

اعتبر النائب وليد جنبلاط إن المقاومة غير قابلة للاختزال أو الاحتكار فهي كانت وتبقى وليدة مسار نضالي تراكمي إنطلق مع الحركة الوطنية اللبنانية ومجموعة من الأحزاب السياسية وإستكمل لاحقاً بخطوات بطولية من قبل المقاومة الاسلامية. وذكر في موقفه الاسبوعي لـ”الأنباء” أنه في أوج الانقسام اللبناني سنة 2006، إلتف اللبنانيون حول بعضهم البعض وفتحت البيوت للنازحين من أهل الجنوب. لذلك، فإن العودة إلى الحوار الوطني والتأكيد على البنود الواردة في خطة رئيس الجمهورية الدفاعية تخرج البلاد من السجال المذهبي. والخطة الدفاعية كفيلة بإعادة تصويب وجهة السلاح في مواجهة إسرائيل ودفاعاً عن لبنان، فقط لبنان، وبإمرة الدولة اللبنانية”.

ولفت الى انه 'كل ذلك يحتّم الحفاظ على مدينة صيدا والحيلولة دون إنزلاقها إلى فتنة مشبوهة، وذلك لا يتم من خلال قطع الطرق وإقفال المدينة بل من خلال عودة هيبة الدولة، وعبر تسليم بعض المتهمين بقتل بعض الأشخاص من مرافقي أحد أبناء المدينة إلى القضاء المختص الذي يبرهن أن لديه الجرأة الكافية إذا ما توفر له الغطاء السياسي الكامل، والدليل هو الاجراءات المتتالية التي تتوالى في ملف سماحة- المملوك الذي كان الهدف منه ضرب الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي وإشعال الفتنة”. واردف: 'كما في صيدا، كذلك في عرسال، وهي أيضاً بلدة مناضلة ومقاومة تاريخياً والبعض، على ما يبدو، يريد أيضاً تشويه صورتها ودورها التاريخي. لذلك، الدعوة موجهة مجدداً لتسليم جيمع المطلوبين في الاعتداء على الجيش اللبناني الذي يبقى الملاذ الأخير لحماية السلم الأهي في لبنان والذي بات من المطلوب الالتفاف حوله أكثر من أي وقت مضى. إن محاولات النظام السوري لضرب صورة هذا البلدة الأبية لن يُكتب لها النجاح”.واكد: 'ها هي سوريا تحترق بعد عامين على إنطلاق ثورتها، في الوقت الذي لا يزال ما يُسمّى المجتمع الدولي، يعقد المؤتمرات تلو المؤتمرات التي لا تقدم سوى الوعود الوهميّة الفارغة بدل تزويد المعارضة بالسلاح النوعي الذي تستطيع من خلاله تغيير موازين القوى الداخلية. فبعض الغرب يتفاوض مع بعض الدول الاقليمية على حساب الشعب السوري وفوق جثثه وأشلائه، في حين لا يزال يقول البعض ببقاء بشار الأسد حتى 2014، فأي إنتخابات رئاسية ستجري على دماء السوريين وبين حطام القرى والمدن المدمرة؟ فهل ذاكرة صالحي لهذه الدرجة ضعيفة لكي يتناسى أطفال درعا وحمزة الخطيب ومئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين؟ فهل يجوز تخطي تضحيات كل هؤلاء عبر هذه التصريحات الاستفزازية؟ وقلب: 'كنا بغنى عن نصائح نوري المالكي الذي يطل على الشعب العراقي بروحية قديمة تكاد تماثل إضطهاد صدام حسين، ويبشر اللبنانيين بالحرب الأهلية. فحبذا لو أنه يهتم بالمصالحة الوطنية العراقية وإعادة الاستقرار إلى بلاده وإحترام الأقليات وتنمية العراق وإخراجه من حالة الفقر التي وصل إليها بدل الاطلالة على اللبنانيين بهذا النوع من التصريحات التي نشجبها تماماً كما نشجب وقوفه إلى جانب النظام السوري ضد الشعب السوري. فهل نسي الآف الضحايا في العراق الذين سقطوا بعد أن أرسل نظام الأسد الارهابيين، تحت شعار زائف كان عنوانه محاربة الاحتلال الأميركي، ولم يوفر فئة أو شريحة أو مسجد أو مقام؟ '. وختم: 'بعيداً عن السجالات العقيمة في القوانين الانتخابية والنظريات التي تخرج علينا كل يوم من جهابذة السياسة والقانون والفكر والعلم والفقه الدستوري، آن الأوان أن يتم التفكير الجدي بتمثيل شريحة وطنية لبنانية عريقة كالأكراد الذين يتم إستبعادهم من أي صيغة إنتخابية أو أي قانون قيد البحث”.

 

مقتل عشرات الهاربين من جنود نظام الأسد بهجوم مسلّح في العراق

 قال مراسل قناة "العربية" في بغداد، إن مسلحين استهدفوا قافلة كانت تقل جنودا تابعين للنظام السوري، وقتلوا عشرات منهم، بصحراء الرطبة غربي محافظة الأنبار، وكانت القافلة متوجهة إلى سوريا عبر منفذ الوليد الحدودي.

وأكد مصدر طبي بمستشفى الرطبة، وصول جثتين لجنديين سوريين ونقل 10 جنود في حالة حرجة إلى مستشفى الرمادي. وذكر المراسل، أن هؤلاء الجنود كانوا قد هربوا من مركز اليعربية الحدودي مع العراق خلال العمليات العسكرية في اليومين الماضيين. وكشف مصدر أمني رفض الكشف عن هويته لـ"العربية"، مقتل 6 جنود عراقيين وجرح اثنين في الهجوم المسلح على القافلة التي كانت تقل جنودا تابعين للنظام السوري، مشيرا إلى أن الجنود العراقيين كانوا يؤمنون وصول القافلة إلى منفذ الوليد الحدودي. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت لجان التنسيق السورية، بأن 7 قتلى وعدداً من الجرحى سقطوا في قصف من القوات العراقية على الجيش الحر في معبر "اليعربية"، بينما أعلن متحدث عراقي دخول جنود سوريين إلى العراق لتلقي العلاج بعد اشتباكات اليعربية. وعلى إثر ذلك، طالبت العشائر العربية المجتمعة في بلدة ربيعة، بالقرب من الحدود العراقية السورية، الحكومة العراقية بعدم التدخل في الشأن السوري.

 

حرب الهلالين

محمد سلام، الإثنين 4 آذار 2013

هي حرب الهلالين وقد بدأت: الهلال الفارسي الممتد من طهران إلى لبنان يصارع الهلال العربي-السني الممتد من بغداد إلى لبنان.

مصب نهر الصراع هو لبنان. نقطة تقاطع الحرب هي سوريا، التي يخوض شعبها حرباً ضد محور الممانعة، لا مجرد ثورة ضد نظام بشار الأسد.

هي حرب يخوضها المسلمون السنّة في العراق وسوريا ولبنان ضد الهلال الفارسي المسمى محور الممانعة.

في العراق، نوري المالكي ونظامه الإيراني يمثلان الهلال الفارسي.

في سوريا، بشار الأسد وفيلق القدس يمثلان الهلال الفارسي.

في لبنان، حسن نصر الله وفيلقه المسلح بالتحالف مع جميع مكونات قوى الثامن من آذار يمثلون الهلال الفارسي.

العراقيون السنّة يتصدون لهلال فارس على أرضهم، ويحاولون وصل منطقة تواجدهم بسوريا السنية.

السوريون السنّة حرروا معبر اليعربية في منطقة هي، تاريخياً، أرض عشيرة شمّر ووصلوا أرضهم بشمّر العراق.

شمّر، لمن لا يفهم في ديموغرافيا الشرق، هي أكبر عشيرة عربية سنية تمتد مناطق انتشارها من لبنان (نعم من لبنان) إلى اليمن مرورا بسوريا والأردن وفلسطين ودول الخليج، ولا سيما المملكة العربية السعودية.

في لبنان ينتفض المارد السني لإخراج جيش الاحتلال الفارسي من أرضه في صيدا، في طرابلس، في البقاع، في عكار، في الطريق الجديدة، في المنية وفي الضنية.

لبنان الرسمي، كما سوريا-الأسد وعراق-المالكي، لا يعتبر هلال فارس تهديداً ولا جيشها جيش احتلال.

لذلك، صار اللبناني المسلم السني الذي يطالب بإخراج جيش الاحتلال الفارسي من أرضه أصولياً، إرهابياً ... يهدد الاستقرار.

الاحتلال الفارسي لصيدا، وعبرا، وبيروت، والبقاع، وطرابلس، وعكار، لا يهدد الاستقرار، من وجهة نظر الدولة اللبنانية، وهو أيضاً ليس ممارسة للفتنة.

بل من يطالب بإخراج جيش الإحتلال الفارسي هو الذي يثير الفتنة ويهدد الاستقرار، ووجب "الاستماع إليه بصفة شاهد" وفق تعبير وزير الداخلية مروان شربل.

وهل طلبت الدولة اللبنانية العليّة الاستماع إلى حسن نصر الله بعد اجتياح بيروت في السابع من أيار غير المجيد؟

وهل طلبت الدولة العليّة الاستماع إلى نصر الله في شأن تغطيته للمتهمين الأربعة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

وهل طلبت الدولة اللبنانية العليّة الاستماع إلى نصر الله في شأن عدم قدرتها على الاستماع إلى عامله المدعو محمود حايك بتهمة الاشتراك في محاولة اغتيال الوزير بطرس حرب؟

غريب أمر هذه الدولة اللبنانية العليّة، تكلف جيشها منع التعرض لجيش فارس في شقق سكنية بضاحية عبرا، مع أنها كانت قد نأت بجيشها عن حماية بيروت أثناء اجتياح جيش فارس لها في السابع من أيار على اعتبار أنها حرب أهلية لا يستطيع الجيش أخذ موقف منها حفاظاً على وحدته، وفق مضمون رسالة قائد الجيش إذذاك العماد ميشال سليمان لضباطه.

بيروت سقطت، وما زالت ساقطة بكل ما للكلمة من معانٍ لأنها اعتقدت أن الدولة ستحميها.

وصيدا، لولا المارد السني، لكانت التحقت بسقوط بيروت الذي تخجل الكرامة الإنسانية من صمته المدوّي.

أليس الاحتلال الفارسي هو سبب البلاء يا فخامة الرئيس سليمان ويا معالي الوزير شربل؟

ألا تذكر يا فخامة الرئيس أنك أمرت جيشك في تموز العام 2006 بمنع راجمة جيش فارس من إطلاق صواريخها على إسرائيل من تلة الشرحبيل في صيدا عندما كانت المدينة تعج بالمهجرين من مناطق الجنوب؟

أتذكر يا فخامة الرئيس سليمان أنك أمرت جيشك بمنع راجمة جيش فارس من إطلاق صواريخها على إسرائيل من منطقة المصبغة بصيدا في حرب تموز العام 2006 عندما كانت المدينة تعج بالنازحين من مناطق الجنوب التي تتعرض للقصف الإسرائيلي.

ألا تذكر يا فخامة الرئيس أنك بهذين القرارين أنقذت صيدا وأهلها، وسكانها ومن لجأ إليها ليس من غضب العدو الإسرائيلي فقط، بل من رعونة جيش فارس الذي ما كان يتردد في التضحية بشعبه وشعب صيدا أيضاً عبر تقديمه العذر للعدو الإسرائيلي ليدمر المدينة على من فيها؟

هؤلاء هم الذين يهددون صيدا، وكل لبنان، بدءاً بشعبهم المسكين، الذي لم تُضَمِّن إيران مخطوفيه في صفقة تبادل رعاياها مع الجيش السوري الحر، كي يبقوا أسرى ... الحقد الفارسي الأسود.

والآن تنأى الدولة بنفسها عن واجب حماية شعبها الذي يحتل جيش فارس أرضه. بل أسوأ من ذلك، أنها تتهم من يريد تحرير أرضه من جيش الاحتلال بأنه يهدد الاستقرار والسلم الأهلي!!!!!

أسوأ الأسوأ هو أن الإعلام "الليبرالي" زعماً صار يتبنّى قضية المحتل الفارسي ويردد مقولة إن المارد السني يهدد الاستقرار، ويستعدي الجيش والقوى الأمنية.

تواطؤ الإعلام "الليبرالي" زعماً يظهّر مجدداً الحاجة الماسة إلى إعلام سنّي ينقل حقيقة ما يجري على الأرض، ولا يفرض رقابة مسبقة على المواد المتعلقة بسعي السنّة إلى تحرير أرضهم من جيش فارس.

صار الإعلام "الليبرالي" زعماً يمارس رقابة سابقة للنشر على المواد المتعلقة بالمارد السني. وإذا نشر، لرفع العتب، فإنه ينشر ما لا لون له ولا طعم ولا رائحة.

الإعلام "الليبرالي" زعماً صار أيضاً يهمل المواد الإخبارية المتعلقة بالشيعة المعادين لجيش الاحتلال الفارسي، فالسيد علي الأمين، على سبيل المثال لا الحصر، ما عادت أخباره تنشر في وسيلة إعلامية لبنانية رئيسية منذ وفاة عميدها. والشيخ صبحي الطفيلي "شحّلوا" تصريحاته لدى إعادة نشرها، فقطع مقص الرقيب الإعلامي العلماني منها العديد من مضامينها.

حتى التغطية المباشرة للنشاطات التي يقيمها المارد السني صارت تُغفِلُ عمداً عمق المشهد بقصد تغييب حجم الحشود. البث أيضاً يتم قطعه عندما يصل الخطيب السني إلى مستوى "العربدة في الكلام" وفق تعريف أحد الزملاء الإعلاميين. لم يشهد الإعلام اللبناني يوماً ما هو أسوأ من أن يمارس الإعلام مهام الرقيب. رحم الله يوماً كان الإعلام في لبنان ... إعلاماً.

رحم الله يوم كانت صحف بيروت "الغربية" تنشر يومياً تصريحات الشيخ بشير الجميل، والشيخ بيار الجميل، والرئيس كميل شمعون، وبيانات الجبهة اللبنانية، وخلوة سيدة البير ... ألخ في أسوأ أوقات الحرب الأهلية.

يومها كانت منظمة التحرير الفلسطينية تحكم بيروت الغربية برضى أهلها. اليوم جيش الإحتلال الفارسي يحكم لبنان برضى دولته وتواطؤ إعلامه "الليبرالي" زعماً.

صار الإعلام هذا يضخ أكاذيب ولا يشعر بالحاجة إلى الاعتذار عما فعله بعدما يتبين كذب ما كان قد ضخّه.

أي وسيلة إعلامية اعتذرت من مشاهديها عن أكاذيبها بعدما أعلن قائد الجيش العماد قهوجي أن جنوده لم يتعرضوا لاعتداء بآلات حادة في عرسال. 

ولووووووووووووووو، صارت ممارسة الكذب مفخرة.

مساكين هؤلاء، مرضى نفسياً. يعتقدون أن ما تغفله الصورة يصير غير موجود على الأرض، وما تُلَفّقه الصورة يصير حقيقة حتى ولو لم يكن له أساس على الأرض.

هو زمن حرب الهلالين وقد بدأت. الهلال الفارسي له إعلامه، والهلال السنّي يجب أن يكون له إعلامه.

حرب الهلالين مشتعلة. معبر اليعربية الذي يطهر سنة العراق ضفته من قوات المالكي كي يتم التلاقي الحر مع سنة سوريا هو خير دليل على أن هذه الحرب قائمة.

الدليل الآخر على اشتعال حرب الهلالين هو إعلان شركة الخطوط الجوية الملكية الاردنية بأنّ طائراتها المتجهة من عمان الى بيروت ستتجنب الاجواء السورية وستمر عبر الاجواء المصرية والبحر المتوسط "حفاظاً على سلامة مسافريها وطائراتها في ظل العمليات العسكرية الجارية في سوريا ".

وذكر المدير العام، الرئيس التنفيذي للشركة عامر الحديدي أنّ "الطائرات المغادرة من عمان الى بيروت اصبحت تستخدم المسار الجنوبي للمملكة والعبور الى اجواء جمهورية مصر العربية والبحر المتوسط وصولا الى بيروت ".

وأكّد الحديدي أنّ "هذا الاجراء يأتي التزاماً من الشركة بالحفاظ على سلامة مسافريها وأمن طائراتها بالرغم من التكاليف المالية الاضافية التي تترتب على تغيير هذا المسار"، موضحاً أنّ "مدة الرحلة  زادت من ساعة واحدة إلى ساعة وخمس وأربعين دقيقة، سواء للرحلات المغادرة الى بيروت او الآتية منها الى عمان".

شركات طيران عربية أخرى، ولا سيما الخليجية منها، ستطبق تدبيراً مماثلاً إن لم تكن بعضها قد طبقته  "بصمت"، تأكيداً على أن أجواء سوريا صارت أجواء حرب، وما عادت أجواء ثورة بين شعب ونظام.

هذا التقييم للأجواء السورية ليس تقييماً خاصاً بشركة طيران، بل هو تصنيف صادر عن كبريات شركات التأمين وإعادة التأمين التي لا تغطّي الخسائر المدنية التجارية في مناطق الحروب. شركات الطيران، والنقل البحري والبري، تسيّر خطوطها في ضوء تصنيف شركات التأمين.

هي حرب الهلالين وقد بدأت. قائد الدرك العميد الدويهي نقل عنه قوله إن هناك من ينسق للإسلاميين تحركاتهم في لبنان.

الإستنتاج صحيح شكلاً. ولكن ليس هناك طرف ينسق. التحرك المنسق هو نتيجة طبيعية لوحدة الحراك الذي يقوم به المارد السني في كل لبنان، فإذا استُهدفت عكار تألمت صيدا، وإذا استُهدفت عرسال تألمت طرابلس وصيدا والطريق الجديدة وبقية البقاع ... وهكذا.

المارد السنّي خرج من القمقم. من لم يره قبل سنتين كان فاقداً للبصيرة، ربما. ومن لا يراه الآن مصاب بعمى البصر والبصيرة في آن.

الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يراه، ويحذّر من التمادي في استفزازه، متسائلاً في مقابلة مع صحيفة السفير: لماذا لا يتم تسليم الاشخاص الذين أطلقوا النار في منطقة تعمير عين الحلوة، وتسببوا في مقتل مناصرين للشيخ أحمد الأسير، بدل أن يسرحوا ويمرحوا ويتسببوا بالمزيد من التوتر؟"

المسؤولية يلقيها جنبلاط على "بعض القوى" من دون أن يسميها، فهل يقصد بها حزب فارس المسلح أم القوى الأمنية؟

ودعا جنبلاط إلى الاقتداء بما حصل في قضية مقتل الشيخ لطفي زين الدين أثناء عودته من المشاركة في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2009، حيث تحركت الاجهزة الامنية فوراً وبسرعة فائقة وألقت القبض على الفاعلين وتمت محاكمتهم وصدرت بحقهم أحكام بالسجن مع غرامة 100 مليون ليرة، فلماذا لا يتحرّك الأمن في هذه المسألة؟"

فعلاً لماذا لا يتحرك الأمن في مسألة شهيدي كمين تعمير عين الحلوة مع أنه كان قد تحرك في مسألة الشهيد زين الدين؟

هل لأن الشهيد زين الدين درزي واللعب مع الدروز "مكلف جداً" وهو ما خبره حزب السلاح والأمن معاً في معارك أيار العام 2008 من الشويفات إلى الباروك.

فعلاً لماذا لا يتحرك الأمن في مسألة الشهيدين العزي وسمهون وغيرهما من شهداء أهل السنّة؟

هل لأن السنّة هم الطائفة المهزومة ورقبتهم "مدعسة وبيحملوا سحاسيح" واللعب معهم غير مكلف؟

هل تنتظر دولة فارس في لبنان أن يثبت المارد السني أن اللعب معه مكلف كي تتحرك، لا لتلقي القبض على عناصر جيش فارس، بل لتتهم المارد السني بأنه يهدد الاستقرار؟؟؟؟

المارد السنّي خرج من القمقم. الكل يراه ولكن هناك من يرفض عقله أن يصدق ما تراه العين إلى درجة دفعت الوزير شربل إلى إصدار "فتوى" مسبقة تعتبر أن "أي فتوى قد تطال الجيش فالطائفة السنية كلها ستقف ضدها."

معه حق "سماحة" الوزير شربل في "فتواه". الطائفة السنيّة كلها ليست ضد الجيش اللبناني، بل هي ضد جيش فارس، كما هي ضد جيش إسرائيل.

فما هي "فتوى" صاحب السماحة الوزير شربل للإرتقاء بالطائفة السنية من مرتبة المهزومة إلى المنتصرة كي يتحرك الأمن لإنصاف شهدائها كما فعل في مسألة الشهيد زين الدين، إبن الطائفة الدرزية المنتصرة في أيار العام 2008 ... وما بعده؟

 

لا مكان آمناً للشيعة في باكستان!

عبدالله المدني/الشفاف

في الأسبوع قبل الماضي كتبت مقالا بعنوان "يتحدثون عن سنة إيران .. دون علم" فكانت ردود أفعال القراء متباينة كما توقعت. فمنهم من أشاد بالمقال لأنه أتاح له فرصة التعرف على الوضع الديموغرافي وتقسيماته في إيران، ومنهم من اكتفى بقراءة العنوان فقط ليتهمني بالطائفية، علما بأن المقال كان مقال معلومات وليس مقال رأي، وفريق ثالث طالبني بالكتابة عن مظالم الشيعة في باكستان طالما أني كتبت عن مظالم السنة في إيران، وكأنما نحن إزاء محاصصة صحفية طائفية!

والحقيقة أن من يتابع كتاباتي دون موقف مسبق من شخصي المتواضع تتأكد له أني – بحكم إنسانيتي أولا، ثم بحكم توجهاتي الليبرالية والعلمانية - ضد الظلم أينما كان، وبحق أية فئة من البشر بغض النظر عن إنتماءاتها العرقية او المذهبية او الفئوية او الجهوية. وسبق لي أن كتبت مرارا عن شيعة باكستان وما يتعرضون له من قتل وتفجير لمساجدهم ومواكبهم على أيدي الجماعات الاسلاموية المتطرفة، خصوصا في المناسبات الدينية التي يُحرم فيها سفك الدماء. ومؤخرا (تحديدا في 16 فبراير الجاري) ارتكبت بحقهم جريمة يندى لها الجبين في مدينة "كويتا" (عاصمة إقليم بلوشستان الجنوبي) التي تقطنها أقلية من شيعة "الهزارة"، حيث وقع تفجير أودى بحياة ما لايقل عن 89 بريئا، كان من بينهم نساء وأطفال. وكانت المنطقة نفسها قد شهدت حادث تفجير مروع في العاشر من يناير الماضي، راح ضحيته أكثر من مائة قتيل ومائة وخمسين جريحا، علما بأن أكثر من 1200 من الشيعة سقطوا في باكستان قتلا خلال عقد من الزمن، منهم 400 قتيل في العام الماضي وحده.

الحادثتان المأساويتان الأخيرتان (وغيرهما) يعتقد أن وراءهما تنظيم "جيش جهنغوي" الارهابي المحظور ، ويمكن تصنيفهما ضمن صور الإنفلات والتباغض الطائفي المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط. كما أنهما إحدى نتائج السياسات القديمة الفاشلة للحكومات المركزية الباكستانية من زمن الجهاد الأفغاني، حينما تـُرك العنان لتدفق الاسلحة وتشكيل التنظيمات والميليشيات المسلحة التي زرعت ثقافة الكلاشينكوف في المجتمع الباكستاني، وبالتالي دفعت الأقليات الشيعية والمسيحية والسيخية والهندوسية وغيرها إلى العيش في غيتوهات لا يبارحونها خوفا من القتل والإغتصاب والإختطاف. فمثلا الشيعة الهزارة من سكان بلوشستان صاروا اليوم كما السجناء داخل مناطق تجمعهم مثل "هزارة تاون"، و"ميهرآباد".

وفي محاولة مستميتة منها لتخفيف تداعيات الحادثتين الأخيرتين اللتين جعلتا شيعة الهزارة يتهمون الجيش الباكستاني ومخابراته بالتراخي في حمايتهم وإطفاء جذوة الطائفية المستعرة في البلاد، بل ودفعت القوى الليبرالية والعلمانية ومنظمات المجتمع المدني ورموز الصحافة والاعلام والفكر إلى رفع صوتها وتحميل السلطات الرسمية مسئولية العنف الطائفي المتصاعد، قامت حكومة رئيس الوزراء "راجا برفيز أشرف" بإقالة رئيس الحكومة الإئتلافية المحلية لإقليم بلوشستان "نواب أسلم ريساني"، وإدارة الإقليم مباشرة من إسلام آباد. إضافة إلى ذلك بادرت الحكومة إلى القيام بحملة أمنية مكثفة في ضواحي "كويتا" للقبض على الجناة فقتلت أربعا منهم.

لكن مثل هذه الاجراءات - طبقا للكثير من المراقبين - من المستبعد ان تضع حدا لما تتعرض له الأقلية الشيعية في البلاد من عنف، خصوصا إذا ما علمنا أن استهدافها ليس مقتصرا على إقليم بلوشستان فقط، وإنما ايضا داخل المدن الكبرى المعروفة ككراتشي وراولبندي. أما الأمر الآخر الذي أغاظ الأقلية الشيعية هو أن حملة الحكومة جاءت متأخرة، بمعنى أنها لم تبدأ إثر حادثة العاشر من فبراير الدموية مباشرة، ناهيك عن أنها ليست بمستوى وجدية حملة الجيش الناجحة ضد "طالبان باكستان" في عام 2009 في مدينة "سوات" الواقعة ضمن إقليم خيبر- باشتونشوا المتاخم للحدود مع أفغانستان.

والمعروف أن معظم شيعة باكستان توافدوا إليها في مراحل مختلفة من إقليم "الهزارة" في أفغانستان منذ عام 1835، أي في زمن الراج البريطاني. وسكن جلهم في إقليم بلوشستان، محتفظين بعاداتهم ولغتهم الدارية القريبة جدا من الفارسية. لكن العادات واللغة ليست هي التي تكشفهم وتميزهم لدى مطارديهم من مسلحي الجماعات المتطرفة، وإنما أشكالهم وسحنتهم التركية المشابهة لسحنة أبناء آسيا الوسطى. حيث دأب أعداؤهم على دخول الأسواق المكتظة والقطارات والحافلات لإصطيادهم بطلقة من مسدس أو بندقية بمجرد النظرإلى وجوههم، ثم الفرار. وفيما خص مجالات العمل التي ينشط فيها الشيعة الهزارة فإن جلها من الأنشطة اليدوية التي لا تتطلب تعليما او تدريبا عاليا، كالعمل في مناجم الفحم وقطاعي الزراعة والبناء، غير أن هذا لا يعني عدم وجود شخصيات بارزة بينهم! فهناك على سبيل المثال "ثائرة بتول" التي كانت أول فتاة تقود مقاتلة حربية من مقاتلات سلاح الجو الباكستاني، والجنرال "محمد موسى" الذي تولى قيادة أركان الجيش الباكستاني ما بين عامي 1958 و1968، إضافة إلى جملة من الرياضيين الذين أحرزوا الميداليات لباكستان في الدورات الأولمبية في الألعاب التي تتطلب القوة الجسمانية كالمصارعة والملاكمة ورفع الأثقال والتيكواندو.

أما فيما يتعلق بـ "جيش جهنغوي" فهو تنظيم ميليشاوي مسلح مصنف على لائحة التنظيمات الارهابية المحظورة في باكستان، كما إنه مدرج على القائمة الإمريكية للتنظيمات الإرهابية. وكان التنظيم يـُعرف عند تأسيسه في عام 1996 بـ"سباع الصحابة"، لكنه غـّـير إسمه في أعقاب حدوث إنشقاقات قيادية في صفوفه. وهو لئن تحمل مسئولية القيام بالعديد من الأعمال الإجرامية مثل محاولة قتل أربع إمريكيين عاملين في القطاع النفطي الباكستاني في عام 1997 ، ومحاولة إغتيال رئيس الحكومة الأسبق "نواز شريف" في العام نفسه، وقتل 11 فنيا فرنسيا في تفجير لحافلة كانت تقلهم في 2002 في بلوشستان، وتفجير الكنيسة العالمية البروتستانتية في إسلام آباد في عام 2002 حيث قـُتل 5 أشخاص وأصيب 40 آخرون معظمهم من الأجانب، فإن السلطات الرسمية تحمله أيضا مسئولية اغتيال رئيسة الوزراء الأسبق السيدة "بي نظير بوتو" وعشرين من أنصارها في راوالبنـدي في عام 2007 ، ومسئولية الهجوم في عام 2009 على المنتخب الوطني السريلانكي للكريكيت. وللتنظيم صلات وروابط فكرية وعملياتية وتنظيمية بأشباهها من التنظيمات الإرهابية العاملة في المنطقة مثل "جيش محمد"، و"جند الله"، وحركة "طالبان" الأفغانية، وطالبان باكستان، وتنظيم القاعدة، و"حركة المجاهدين"، والحركة الإسلامية الأوزبكية، و"لاشكار طيبة"، وغيرها.

*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين

 

مقاتلو المعارضة السورية يحققون تقدمهم الابرز بسيطرتهم شبه الكاملة على مدينة الرقة

نهارنت/حقق المقاتلون المعارضون اليوم الاثنين تقدمهم الابرز على قوات نظام الرئيس بشار الاسد في النزاع المستمر منذ نحو عامين، بسيطرتهم شبه الكاملة على مدينة الرقة في شمال البلاد، وهي اول مركز محافظة يقارب الخروج عن سيطرة النظام. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "تمت السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة الرقة باستثناء اجزاء ما زالت القوات النظامية متواجدة فيها، لا سيما مقر الامن العسكري وحزب البعث" حيث تدور اشتباكات. واضاف عبد الرحمن ان الرقة الواقعة في محافظة تحمل الاسم نفسه ويسيطر المعارضون على اجزاء واسعة من اريافها، قد تكون "خلال الساعات المقبلة، اول مركز محافظة خارج سيطرة النظام". واوضح المرصد ان المقاتلين هم من "جبهة النصرة" الاسلامية المتطرفة المدرجة على اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية، اضافة الى مجموعات اخرى مقاتلة. وتحدث عن معلومات عن "اسر ضابط كبير في فرع امن الدولة ونقله الى تركيا"، اضافة الى اسر ضابط كبير آخر في الامن السياسي، ومقتل ضابط كبير في شرطة المحافظة. الى ذلك، اظهر شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الانترنت جمعا من الاشخاص وهم ينزلون تمثالا للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي بشار الاسد. ويبدو في الشريط تمثال الاسد الاب مرتديا عباءة، وهو مربوط بحبل حول العنق يشده شبان، بينما يسمع المصور يقول "الآن سقوط الصنم الجاثم على صدورنا منذ 40 عاما". وبمجرد سقوط التمثال عن قاعدته، انهال عليه العشرات -وبينهم اطفال- بالاحذية والحجارة، في حين تعالت صيحات "الله اكبر" واصوات اطلاق النار ابتهاجا. ويسمع المصور يقول "تعال يا بشار شوف صنم ابوك". وفي وقت لاحق، اشار المرصد الى تعرض محيط قصر المحافظة القريب من التمثال، للقصف من الطائرات الحربية "في محاولة لابعاد مقاتلي الكتائب المقاتلة" ومنعهم من اقتحام القصر، ومتحدثا عن سقوط "عشرات الشهداء والجرحى". وتقع المدينة على نهر الفرات في شمال البلاد وعلى مقربة من الحدود التركية، وكانت تضم قرابة 240 الف نسمة، قبل ان يضاف اليهم نحو 800 الف نازح من مناطق سورية اخرى جراء النزاع المستمر في البلاد منذ نحو عامين. وفي مناطق اخرى من شمال البلاد، تدور اشتباكات "داخل اجزاء من مطار منغ العسكري" في ريف حلب بشمال البلاد، والذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ شباط الماضي ضمن ما اطلقوا عليه "معركة المطارات" في المحافظة. في وسط البلاد، تشن القوات النظامية حملة واسعة لاستعادة احياء خارج سيطرتها في مدينة حمص، بحسب المرصد الذي قال ان اشتباكات "هي الاعنف منذ اشهر" تدور عند اطراف القرابيص وجورة الشياح والخالدية وحمص القديمة، تترافق مع قصف يستخدم فيه الطيران. وتحاصر القوات النظامية هذه الاحياء وسط المدينة التي يعدها الناشطون "عاصمة الثورة" التي اندلعت منتصف آذار 2011.

واشار المرصد الى ان "القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني المسلحة الموالية لها بدأت هجوما امس على هذه الاحياء"، ما اسفر عن "مقتل وجرح العشرات" من الجيش النظامي وقوات الدفاع التي شكلها النظام من مدنيين مسلحين لمساعدته في القتال. وادت اعمال العنف الاثنين الى مقتل 37 شخصا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.

 

العراق يعلن أنه "سيتصدى بكل قوة" لمحاولة نقل الصراع السوري الى اراضيه بعد مقتل 48 جنديا سوريا بكمين غرب البلاد

نهارنت/قتل 48 جنديا سوريا في كمين غرب العراق الاثنين اثناء اعادة نقلهم الى بلادهم التي فروا منها خلال اشتباكات مع معارضين، في حادثة تنذر بانتقال فعلي للصراع السوري الى العراق.

وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في تصريح لوكالة فرانس برس ان الجنود السوريين "جرحى وكانت تتم اعادتهم عند معبر الوليد (غرب)، وقد اعترضتهم مجموعة ارهابية وقتلت منهم 48 جنديا وتسعة جنود عراقيين". واضاف "هذا يؤكد مخاوفنا من محاولة البعض نقل الصراع الى العراق، لكننا سنتصدى بكل قوة لهذه المحاولات من كل الاطراف".

وبحسب المقدم في قوات حرس الحدود محمد خلف الدليمي، فان الجنود السوريين فروا الى العراق يوم السبت خلال اشتباكات مع قوات معارضة عند منفذ اليعربية الحدودي (شمال غرب).

واوضح الدليمي ان الكمين "وقع في منطقة مناجم عكاشات" القريبة من الرطبة (380 كلم غرب بغداد) "عندما قام مجهولون بفتح النار من جانبين باتجاه الموكب واستطاعوا حرق ثلاث سيارات عسكرية وقد استخدموا القذائف والعبوات الناسفة والاسلحة الرشاشة". وذكر ضابط في قيادة عمليات الانبار ان عدد الجنود السوريين الذين كانوا في طريقهم الى معبر الوليد هو 65 جنديا، وان الاشتباكات بدات عند الساعة 15,00 (12,00 تغ) واستمرت لنحو ساعة ونصف ساعة. من جهته قال ضابط في الجيش العراقي لفرانس برس ان "معظم المسلحين هم من تنظيم القاعدة"، وان "اتفاقا بين العراق والحكومة السورية" هو الذي دفع العراق الى محاولة اعادة الجنود السوريين الى بلادهم. وكانت القوات النظامية السورية استعادت الجمعة معبر اليعربية الحدودي بعدما كان مقاتلون اسلاميون سيطروا عليه في وقت سابق، قبل ان تدور معارك شرسة عند المعبر يوم السبت نقل على اثرها جنود سوريون الى العراق لتلقي العلاج. وقتل السبت ايضا جندي عراقي واصيب ثلاثة اشخاص بينهم جندي بجروح بسبب نيران المعارك التي طالت اراضي العراق، وسط اتهامات جماعات معارضة سورية للعراق بمساعدة الجيش السوري النظامي، وهو ما نفته وزارة الدفاع العراقية. وسبق وان اعاد العراق جنودا سوريين حاولوا اللجوء اليه هربا من المعارك في سوريا التي تشهد منذ منتصف اذار 2011 نزاعا بدأ بحركة احتجاج شعبية وتحول الى نزاع مسلح في مواجهة قمع دام قتل فيه عشرات الآلاف. وفي شباط 2012، اعلنت مجموعة مسلحة في الانبار عن تشكيل "جيش احرار العراق" بهدف "مراقبة الحدود للبحث عن اية تحركات غريبة او مشبوهة من قبل الحكومة العراقية باتجاه مساعدة الحكومة" السورية. ويرى المحلل السياسي حميد فاضل ان "حادثة اليوم لا تعد غريبة وفق التحليل السياسي المنطقي للاحداث في سوريا لان الصراع هناك ليس صراعا على الحكم فقط، بل انه صراع له ابعاد اقليمية ستتاثر به تحديدا الدول التي تتنوع مكوناتها العرقية والدينية، وتحديدا لبنان والعراق". وشدد فاضل في تصريح لفرانس برس على ان "ما جرى اليوم تاكيد لانتقال الصراع في سوريا (...) الى العراق الذي اراد ان يبقى منشغلا بمشاكله الداخلية متابعا ومراقبا بحذر لما يجري في سوريا". وتابع ان الحادثة "ستعيد خلط الاوراق وستزيد من خطورة الصراع الدائر في سوريا اليوم، وهي رسالة واضحة لكل العراقيين بان ما يجري في سوريا اليوم قد انتقل فعليا الى العراق". ويدعو العراق الذي يتشارك مع سوريا بحدود يناهز طولها 600 كلم ويتهمه بعض الاطراف الاقليميين بانه داعم لنظام الرئيس بشار الاسد، الى حل سلمي للصراع فيها، رافضا دعوات دول اقليمية اخرى لتسليح المعارضة. وكانت محافظة الانبار التي تسكنها غالبية سنية وترتبط بعض عشائرها بعلاقات قرابة مع عشائر سورية، احدى اكبر معاقل تنظيم القاعدة في العراق في السنوات التي اعقبت الغزو، لكن نجاح تحالف العشائر بتشكيل قوات الصحوة في منتصف ايلول 2006 ساعد في طرد جماعات مسلحة منها. ويقول فاضل ان "المناطق الغربية والشمالية المحاذية لسوريا وهي ذات اغليية سنية وتعتبر بشكل او بآخر مؤيدة للجماعات المسلحة التي تحارب نظام الاسد". من جهته اعتبر النائب عباس البياتي عضو قائمة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء ان "هذا الهجوم يؤكد على ضرورة قيام الجيش العراقي بحملة تطهير واسعة على الحدود العراقية السورية".

واكد البياتي وهو عضو في لجنة الامن والدفاع البرلمانية ان "ما حدث خرق امني ولا بد ان تتم معالجته لانه يدل على وجود جيوب وحواضن"، محملا "تنظيم القاعدة وما يسمى بدولة العراق الاسلامية مسؤولية الوقوف وراء الهجوم". مصدروكالة الصحافة الفرنسية

 

تفسيران لسياسة واشنطن الشرق أوسطية.. ليسا في مصلحة أوباما

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

سمعنا خلال الأيام العشرة الماضية كلاما كثيرا عن نضج طبخة ما تتعلق بتسوية سلمية للأزمة السورية التي تكمل خلال بضعة أيام سنتها الثانية. ومن منطلق الحكمة الشعرية القائلة: «.. وما آفة الأخبار إلا رواتها» من الأفضل تحاشي التوقف طويلا أمام الأقوال والتركيز أكثر على الأفعال.

أبرز الأفعال، ما يلي:

1) تصعيد النظام السوري قمعه الدموي الانتفاضة الشعبية، وسعيه الواضح لإحداث إعادة فرز ديموغرافي على الأرض عبر تدمير مدن وقرى وتهجير سكانها، ولا سيما في مدينة حمص وريفها، وفي بعض ضواحي دمشق.

2) الاحتضان الإيراني الكامل للنظام السوري، وصولا إلى التكلم باسمه، كما حدث خلال المؤتمر الصحافي في طهران عندما تطوّع وزير الخارجية الإيراني الدكتور علي أكبر صالحي للإعلان عن نية الرئيس بشار الأسد الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.. بحضور زميله السوري وليد المعلّم. وعلى الصعيد الميداني، ما عاد ثمة شك في الدعم الإيراني المباشر للماكينة العسكرية لنظام دمشق سواء عبر مشاركة حزب الله اللبناني في القتال، أو خرق لبنان - الذي يعيش في ظل سلاح «الحزب» - الحظر الدولي المفروض على سوريا.. عبر سماحه بتزويد قوات الأسد بالوقود.

3) جولة وزير الخارجية الأميركية جون كيري في الشرق الأوسط على وقع تفويض الرئيس باراك أوباما إياه مواصلة «التفاوض» مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في أعقاب مكالمة هاتفية بين أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذا مع أن الموقف الروسي معروف في أعقاب ثلاثة «فيتوهات» صريحة. واللافت أنه سبقت هذه الجولة إعلانات أميركية عن أنها مخصّصة لـ«الإصغاء»، بمعنى أنها لا تطرح جديدا في ظل قرار واشنطن ترك السوريين لمصيرهم.. بعد عقود من التحريض على نظام دمشق ورميه بتهم احتضان الإرهاب ورعايته.

4) إصرار الوسيط الدولي السيد الأخضر الإبراهيمي على مواصلة «وساطته»، على الرغم من اتضاح أبعاد «الصفقة» المُوحى بها بشأنها. وهذا أمر يؤسَف له من دبلوماسي عربي مخضرم بالمقارنة مع موقف سلفه كوفي أنان.. الذي اختصر الطريق فرفع مسؤوليته عن «مأساة - ملهاة» يُراق فيها الدم السوري، جنبا إلى جنب مع تمزيق النسيج الاجتماعي لسوريا وإشراع بواباتها أمام جهاديّي العالم وتكفيرييه.

إنها أربع حقائق ما عاد ممكنا المُجادلة فيها.

وهنا أعود بالذاكرة إلى التنازلات التي قدّمها ميخائيل غورباتشوف، آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي السابق، إلى الرئيس الأميركي رونالد ريغان قرب نهاية الحرب الباردة.

يومذاك قدّم غورباتشوف تنازلاته لأكثر رؤساء أميركا «تشدّدا» و«يمينية» وألدّهم عداوة للاتحاد السوفياتي.. الذي كان يصفه بـ«إمبراطورية الشر».

التنازلات تلك فاجأت كثرة من المراقبين، من جهة لأنها بدت غير مشروطة، ومن جهة أخرى لأنها قُدّمت إلى إدارة أميركية كانت فعليا تريد - وتتوقّع - من موسكو الاستسلام الكامل.. لا الشراكة. وعلى وقع التصفيق الغربي ودغدغة مشاعره بالزعم أنه «رجل رؤيوي مُلهَم» يخوض نهضة تجديدية عظيمة، صدّق غورباتشوف الكذبة فمضى قدُما في عملية تجديد خرقاء لم تحسب حساب العامل التراكمي في ترّهل الاتحاد السوفياتي. وبالتالي، استثار في آن معا الماركسيين التقليديين القدامى الخائفين من التجديد، والديماغوجيين القوميين والطفيليين الفاسدين وأدعياء «الليبرالية» اليمينيين الذين شجّعوه على تسريع هدم الضوابط المتآكلة للنظام. وعلى الأثر بذل الماركسيون التقليديون محاولتهم الأخيرة لإنقاذ إرثهم فكانت المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي انتهت بمنظر بوريس يلتسين «عميد» الديماغوجيين والفاسدين، على ظهر دبابة، معلنا نهاية النظام السوفياتي.. ومفتتا الكيان الذي توهّم غورباتشوف بغبائه وغروره أنه يسعى إلى المحافظة عليه عبر تجديده.

اليوم نحن أمام مشهد مقلوب تماما. الاقتصاد الأميركي في ورطة، وفي البيت الأبيض رئيس طيّب النية، سليم الطوية، قرّر سلفا الانكفاء إلى الداخل والامتناع عن خوض أي مواجهة مهما بلغ حجم التحدي لواشنطن. وفي المقابل يقيم سعيدا في الكرملين «قيصر» روسي جديد متشدّد يفهم العقل الغربي جيدا منذ أيام عمله الاستخباراتي في ألمانيا، وهو يتوق للثأر من إذلال أميركا بلاده في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وهو اليوم يتفنّن في ابتزاز واشنطن الجانحة إلى السلم بأي ثمن.

ما هو التفسير المنطقي لهذا الواقع الذي يقلق عددا من شعوب دول المنطقة.. في مقدمهم الشعب السوري وشعوب دول الخليج ونسبة لا بأس بها من أبناء الشعب المصري قلقة من «أخوَنة» النظام والمجتمع؟

ثمة تفسيران لا ثالث لهما؛ الأول أن واشنطن بدأت في عهد أوباما مسيرة ترهّل يشبه ترهل موسكو في عهد ليونيد بريجينيف والعهود التالية حتى انهيار التجربة السوفياتية عام 1989. والثاني أن واشنطن - المتحالفة استراتيجيا مع إسرائيل - ضالعة حقا في مشروع إعادة رسم خريطة المنطقة بالتراضي والتفاهم الضمني مع إيران، وداعمها التكتيكي روسيا.

أي كلام آخر بعيد جدا عن فهم ما يحدث في المنطقة.

 

الأسد المتوتر!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لم يبالغ وزير الخارجية البريطاني وهو يصف مقابلة بشار الأسد الأخيرة مع صحيفة «صنداي تايمز» بأنها «إحدى أكثر المقابلات الوهمية التي قام بها رئيس دولة في هذا العصر».. فمن يقرأ المقابلة بتمعن سيجد أن الأسد لم يقل شيئا عدا توجيه التهم، والإمعان في الوهم، وأنه أمام رجل متوتر.. فمثلا، كيف يمكن أن يفهم القارئ إجابة الأسد عن سؤال مفاده أن قبوله للحوار مع المعارضة الآن يعني أنه قد غير رأيه، حيث لم يكن يعترف بها من قبل، حيث يقول في المقابلة: «قد يفهم البعض أني غيرت رأيي لأنني لم أعترف بالكيان الأول للمعارضة ومن ثم اعترفت بالكيان الثاني. في الواقع إنني لم أعترف بأي منهما، والأهم من ذلك أن الشعب السوري لا يعترف بهم ولا يأخذهم على محمل الجد»، ثم يقول مضيفا، وهذا هو الأهم: «عندما يفشل منتج معين في السوق فإنهم يسحبون المنتج، يغيرون اسمه ويغلفونه بشكل مختلف ومن ثم يطرحونه مجددا في السوق، لكنه لا يزال على عيبه. الكيانان الأول والثاني هما نفس المنتج، لكن الغلاف مختلف».. فهل بعد هذا الوهم وهم؟ وهل بعد هذا التخبط تخبط؟ فهل يقبل الأسد بالحوار أساسا أم لا؟ وكيف يدعو للحوار ثم يقول إنه لا يعترف أساسا بالمعارضة، خصوصا أن الصحافية البريطانية قد سألته سؤالا محددا، وقاسيا، حيث قالت له: «عندما تستلقي في سريرك بالليل، هل تسمع الانفجارات في دمشق؟.. هل تشعر بالقلق على عائلتك؟.. هل تقلق من أن سلامتك الشخصية قد تتعرض للخطر؟». حقا إنها قمة التناقضات، والإمعان في الوهم. ولذا، فإنه لا جديد في مقابلة الأسد، فلا تصريحات سياسية أو رسائل يمكن أن يستشف منها أي رؤية للخروج من الأزمة. الجديد الذي قدمه الأسد في مقابلته هو الهجوم على السعودية، ولأول مرة على لسانه شخصيا، وليس عبر وسائل إعلامه، أو الإعلام الإيراني، وبالطبع هاجم الأسد تركيا، وتحديدا أردوغان، وقطر، لكنها المرة الأولى التي يهاجم فيها السعودية، وهو الأمر الذي تجنبه هو ورموز نظامه طوال العامين الماضيين.. عدا ذلك فلا جديد سوى أن الأسد بدا متوترا، وأفرط في مهاجمة الجميع، وتصوير الثورة على أنها مؤامرة كونية، وأنه آخر معاقل العلمانية في المنطقة، بل إن الأسد بدا في المقابلة وكأنه معمر القذافي في آخر أيامه، خصوصا أن المقابلة نشرت في نفس اليوم الذي كان يزور فيه رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب مناطق في ريف حلب!

مقابلة الأسد تثبت لنا أمرا واحدا، وهو أن كل الحلول السياسية المنشودة، من خلال الحوار مع النظام، ما هي إلا إضاعة وقت مع أسد مستلقٍ سلم أمره لإيران وحزب الله، بل لا يمكن تصديق أن الروس سيذهبون إلى آخر المطاف مع رجل بهذا المنطق، والتفكير، خصوصا وهو يخسر على الأرض بوتيرة متصاعدة، وينوي الانتحار آخذا سوريا كلها معه إلى الهاوية.

 

آخر أكاذيب الأسد: أنا معقل العلمانية الأخير!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

في حديثه مع صحيفة الـ«صنداي تايمز» اللندنية سعى الرئيس السوري المتهاوي بشار الأسد لدغدغة عواطف ومخاوف الغرب. ادعى أنهم أمام خيارين؛ إما نظامه أو تنظيمات القاعدة. أيضا، استعطف الرأي العام الغربي قائلا، «ينبغي الشعور بالقلق على الشرق الأوسط، لأننا المعقل الأخير للعلمانية في المنطقة. وإذا كان ثمة قلق على الشرق الأوسط، فينبغي على العالم بأسره أن يكون قلقا على استقراره». أي إنه الآن بزعمه أصبح نظاما علمانيا!

تخويفه للغرب بأن البديل له هو «القاعدة»، ركيزة استراتيجيته الدعائية منذ بداية الثورة الشعبية، وصار يتمحور حولها خطابه الإعلامي والسياسي منذ البداية لأنه يعرف أن الغرب يتبنى ويدعم الحركات الشعبية، كما فعل في تونس ومصر واليمن، لكنه يعاديها ويقاتلها إن كانت جماعات دينية متطرفة كما يفعل في أفغانستان واليمن.

ورغبة في تزيين صورة النظام أطلق صفة العلمانية على نظامه وهو فعليا لا يمت لها بصلة. نظام الأسد عسكري أمني قمعي فاشي، وريث نظام أبيه الذي أسسه بانقلاب عسكري قبل أربعين عاما، يشبه نظام كوريا الشمالية ولا علاقة له بالعلمانية. وكون الأسد لا يتبنى الفكر الديني لا يعني أنه علماني، بل فيه الكثير من الطائفية المقيتة، من حيث حكر المناصب والمنافع على المقربين منه من المنتمين للطائفة العلوية. والعلمانية، كجزء من الفكر الليبرالي، الواسع تقوم على احترام الحريات في حين يحكم سوريا نظام أمني صارم، وإلى قبل فترة قريبة فقط كان يسجن من يعثر في بيته على جهاز فاكس المحرم امتلاكه إلا بموافقة أمنية! وهذا التضييق ينطبق على كل تفاصيل الحياة اليومية من فتح المحلات التجارية إلى تحويل الأموال. لم تكن سوريا بلدا علمانيا، ولا نظامها نظاما ليبراليا على الرغم من أناقة زوجته أسماء الأسد. ومن السذاجة الحكم على المظاهر لتوصيف الدول وإلا لقلنا إن كوبا بلد إسلامي بسبب لحية الرئيس كاسترو الكثة!

تونس كانت نظاما أمنيا، وليبيا القذافية كانت مثل سوريا الأسدية، لم تكن أنظمة دينية بل أمنية، فيها اشتكى الناس من القمع والحصار البوليسي.

لا توجد دولة عربية واحدة يمكن أن ينطبق عليها صفة النظام العلماني ولا مجتمعها بمجتمع ليبرالي، حتى لبنان الأقل تشددا تحكمه طوائف دينية سنية وشيعية ومسيحية ودرزية!

بالنسبة للأسد المحاصر فإنه يعرف منذ بدايات الحرب على الإرهاب أن دفع المعارضة في حضن المتطرفين وإقناع العالم بأنهم جماعات تشبه «القاعدة» قد يقلب الرأي الدولي ضدهم، ليس في الغرب وحده بل حتى في المنطقة العربية التي تحارب هذه الجماعات. ونصف حديث الأسد للصحيفة كان موجها للرأي العام الغربي يحاول إقناعهم بأنه مثلهم يحارب التطرف الإسلامي! لكن الأسد هو نصير الجماعات المتطرفة من نظام إيران الشيعي المتطرف وكذلك حزب الله المتطرف جدا، علاوة على علاقته بتنظيمات سنية متطرفة مثل فتح الإسلام التي حاربت حكومة الحريري في لبنان، وكذلك تنظيمات «القاعدة» العراقية، التي عاثت في العراق قتلا وتدميرا.

لا يمكن للدارس لشؤون منطقتنا أن يغفل تلاقي التناقضات، لكنها مبررة على الرغم من غرابتها. فإيران المتطرفة شيعيا تدعم «القاعدة»، التنظيم السني المتطرف، على الرغم من العداء التاريخي بين الغلاة من الطائفتين لأنها تلتقي وإياها في نفس الأهداف، ومعظم قيادات «القاعدة» القدامى في إيران اليوم، وقد استوطن سيف العدل، أحد قادة «القاعدة» في إيران منذ التسعينات، ولجأ أولاد أسامة بن لادن أيضا إلى إيران بعد هروبهم من أفغانستان ولم يغادروها إلا قبل ثلاث سنوات.

رئيس سوريا، على الرغم من كونه غير متدين، فإنه أكبر داعم للجماعات الجهادية التي تدور في فلك نظامه مثل حركة حماس وتنظيم الجهاد المسلح الفلسطيني وتقريبا كل الجماعات الجهادية في العراق وفتح الإسلام الفلسطيني في لبنان، وبالطبع حزب الله اللبناني. اليوم يحاول الأسد إقناع الغرب أنه علماني وليبرالي ويكافح التطرف الإسلامي، لكن العاملين في الحقل السياسي هناك يعرفون جيدا نظام الأسد، وأنه ليس سوى ملحق بالنظام الإيراني المتطرف دينيا وسياسيا. لقد تبنى أبوه حافظ الأسد دعوى البعث العربي من أجل تبرير استيلائه واستمراره في الحكم طائفيا، وسعى ابنه بعده لمعاشرة أصحاب اللحى الطويلة من المرشد خامنئي إلى حسن نصر الله إلى شلح وعقد المؤتمرات الإسلامية الجهادية في دمشق، وبعد اندلاع الثورة صار يتحدث الآن عن العلمانية ويدعيها!

 

إنه تقلص «حزب الله»!

حازم الأمين/الحياة

إذا كان من فاتورة لبنانية دُفعت في سياق «الربيع العربي»، فإن من دفعها حقاً هو «حزب الله»، ذاك أن حال الحزب منذ ما يقارب السنتين تبدلت على نحو حاسم، فانتقل من طموحه لأن يكون نموذجاً يُحاكي المشاعر العربية في سياق صراعها مع إسرائيل، إلى حزب مذهبي أوكلت إليه مهمة ضيقة تتمثل في الدفاع عن الموقع الأخير لإيران في المنطقة. صحيح أن الحزب ما كان مستنكفاً عن هذه المهمة قبل «الربيع العربي»، لكنه غلفها في باقة صراعية، نجح عبرها في تقديم نفسه إلى الرأي العام العربي بصفته قصة النجاح النادرة في الصراع مع إسرائيل. اليوم حال الحزب يُرثى لها على هذا الصعيد، فـ «المهمة المركزية» غير مطروحة عليه، كما لم تعد تُخاطب المزاج العربي المترنح بين خيارات جديدة لعل مسألة الصراع تلك تأتي في آخرها. ثم إن المهمة الموكلة لـ «حزب الله» والمتمثلة في إقلاق إسرائيل، أصابها ارتجاج قبل «الربيع العربي» بسنوات قليلة، أي في أعقاب حرب تموز (يوليو) 2006، والتي نتج منها «نصر كبير» للحزب مترافق مع إقفال الجبهة بوجهه. ومن حينها أعطى الحزب ظهره للحدود وانطلق في مغامراته اللبنانية. فما أن انتهت الحرب حتى احتل مناصروه وسط بيروت في 2006، ثم عاد مقاتلوه وغزوا المدينة في أيار (مايو) 2008 قبل الانتقال إلى الداخل بإطاحة حكومة سعد الحريري وإيكال المهمة إلى حليفه الجديد نجيب ميقاتي.

جاءت الوقائع السورية لتكمل المهمة الجديدة المنوطة بالحزب، فالأخير لم يتمكن من تكييف نفسه مع المعطيات الجديدة، واعتبر أن تغيير النظام في سورية سينعكس على موقعه في لبنان، والأرجح أنه محق في ما اعتقد. لكنه بدل أن يُكيف نفسه مع احتمالاته، قرر خوض المعركة إلى جانب النظام إلى النهاية. وترافق التحول مع دفعه الطائفة الشيعية إلى الموقع ذاته الذي وجد نفسه فيه.

فقد «حزب الله» حتى الآن، الكثير الكثير مما كان يعتبره رصيداً. فأمينه العام حسن نصرالله ما عاد يُخاطب أحداً خارج الضاحية الجنوبية لبيروت، وتوأمه الفلسطيني، حركة «حماس»، انفك عنه طالباً بنوّة أبيه الإخواني المصري، وكثيرين ممن كانوا يُعولون على وجهه «الصراعي» صُدموا بالمضمون المذهبي لوظيفته. ويبدو أن الحزب لم يتمكن من تخفيف قيده الإيراني بأن يبتعد خطوة صغيرة تحمي ما تبقى له من حضور. فالالتزام الحرفي والمطلق بحماية النظام في سورية كان دأبه منذ بداية الصراع في دمشق، وهو لم يحِد عن ذلك قيد أنملة، وعندما اعتقد بعضهم أنه يفعلها، عاد الأمين العام للحزب وصحح هذا الاعتقاد.

والإيغال في الابتعاد عن «المهمة المركزية» جعل من الحزب ببغاء الكلام الإيراني غير الوحيد، فها هو أمينه العام يظهر في اليوم نفسه الذي ظهر فيه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، وقال الرجلان كلاماً متمماً واحده للآخر، فكانت مهمة المالكي القول «إن سقوط النظام في سورية سيعني انفجاراً في الأوضاع في العراق ولبنان والأردن»، فيما الأول حذر لبنانيين لم يُسمّهم بأن «لا تجربونا»! وهنا يظهر جلياً أننا حيال اندراج في موقع صراعي جديد ومباشر يجعل من «المهمة المركزية» أمراً مؤجلاً. والحزب في سعيه إلى التحول من قوة أمنية إلى قوة أهلية، فقد مرة أخرى مزيداً من نقاط تقدمه الميداني. ففي النزاعات الأهلية، الأفضلية ليست للمحترف، بل لما تكتسبه الجماعات بعد وقت ليس طويلاً من بدء النزاع. الخرائط الطائفية أساسية هنا، والتخفف من الالتزامات السياسية والاقتصادية أيضاً، والحزب اليوم مكبل بحكومة لبنانية تولى تأسيسها، ومكبل بموقعه السياسي، وباستثماراته. وإذا كان النزاع بين الشيعة والسنة في لبنان هو النسخة اللبنانية للانقسام الإقليمي فقد نجح تيار المستقبل السنّي في استدراج الحزب إلى فخ صغير، كان الحزب يعتقد أنه هو مَنْ نصبه للمستقبل. فها هو الأمين العام لـ «حزب الله» الذي كان يتعالى عن مساجلة الرؤساء، يتولى بنفسه سجال الشيخ الصيداوي أحمد الأسير، فيما تيار المستقبل مبتعد عن الأسير وغير مستنكف عن سجال «حزب الله». وفي هذا الوقت يبدو الحزب كله وكأنه انجر إلى زواريب مدينة صيدا، تماماً مثلما انجر إلى زواريب القصير السورية على الحدود مع لبنان. الاندراج في المهمة الأهلية هذه يجعل مهمة جر الحزب إلى الأفخاخ الأهلية أمراً في غاية السهولة. فـ «حزب الله» كان انتشر في المناطق اللبنانية وفق منطق آخر لم يفترض فيه أن القيد الأمني سيضعف، وأن المضمون الأهلي سيتقدم. لكنه اليوم أسير هذا النوع من الحضور. في صيدا في جنوب لبنان مثلاً للحزب مقار ومنازل وحضور في ظل سكن سني. وكان حضوره محمياً ليس فقط بقوته الأمنية والعسكرية، إنما بتوازنات أهلية وبحلفاء سنّة له، وبنفوذه في الدولة والأجهزة الأمنية الرسمية. شبكة الأمان هذه لم تعد اليوم متوافرة. التوازنات الأهلية اختلت وحلفاؤه السنة في صيدا تضاءل نفوذهم إلى أدنى مستوى، والأجهزة الأمنية الرسمية لا يمكنها أن تُظهر انحيازاً إلى موقع طائفي في مواجهة موقع طائفي، تماماً كما عجزت عن اقتحام بلدة عرسال على أثر مقتل جنود منها. إذاً الفرص متساوية اليوم في صيدا بين أحمد الأسير و «حزب الله». كذلك الأمر في القصير على الحدود مع سورية. إنها الضريبة التي على الحزب أن يدفعها، وتتمثل في أن يتقلص إلى موقعه الأهلي، مع غياب في المرونة وعدم قدرة على المناورة. علينا أيضاً أن لا نستبعد ما يترافق مع هذا الانتقال عادة من بداية لمظاهر الإرهاق، فالموقع الأهلي يملي شروطه، وها هو الحزب ومنذ سنوات قليلة منغمس حتى أذنيه في احتمالاته. فضائح مالية داخله، وكشف لفساد في محيط وزرائه، وأثمان يدفعها تُبدد ما تبقى له من سمعة حصّلها في عقود من الاجتهاد. فهو يقبل بالقانون الأرثوذكسي مضحياً بحلفاء تاريخيين مخلصين على مذبح حليف غير مخلص كميشال عون، ويغض الطرف عن عمالة مساعد هذا الحليف لإسرائيل مضحياً بخطاب تخويني أسسه على مدى عقود. إنها الضريبة الكبيرة التي أنهت وجه الحزب في الصراع القديم، وقلصت صورته