المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 29 تموز/2013

مقالة لأسعد بشارة وأخرى لشارل جبور تحكيان خيارات ميشال عون الحالية البائسة، وتعليق للياس بجاني/29 تموز/13/من ضمن نشرتنا العربية لليوم

شارل جبور/ماذا يعني أن يضع عون 8 و 4 في سلّة واحدة/29 تموز/13

http://www.aljoumhouria.com/news/index/85746

 اسعد بشارة/ملفات والتزامات تجعل خروج عون من حزب الله صعباً/29 تموز/13

http://www.aljoumhouria.com/news/index/85742

عون انتهى يوم خرج من ذاته وتخلى عن ماضيه الذي بات يخجل من حاضره

الياس بجاني/29 تموز/13/ براحة ضمير وثقة وإيمان نقول وبصوت عال إن ميشال عون انتهى سياسياً ووطنياً ومسيحياً ومصداقية يوم وقع بطروادية واسخريوتية ورقة الذل والعار والخنوع مع الجيش الإيراني في لبنان الذي هو حزب الله الإرهابي، ويوم ارتضى أن يتحول طوعاً إلى تابعاً وطروادياً وبوقاً رخيصاً في خدمة نظام بشار الأسد المجرم وغطاء لإجرامه بنفاق وخداع ودجل وشعبوية. من يومها عون أمسى صغيراً وصغيراً جداً في حسابات الرجال الرجال، لأنه خان ماضيه بفجور الغواني، وتنكر لدماء الشهداء بجحود الإسخريوتي، وفضح ذاته المرّضة، وقتل عن سابق تصور وتصميم بداخله كل ما هو وجدان وضمير ومصداقية وأحاسيس إنسانية. عون انتهى يوم تخلى عن أهلنا الأبطال اللاجئين في إسرائيل، ويوم نكر وجود أهلنا المغيبين قسراً في السجون السورية، ويوم عادى الغرب، واستهزأ بالقرارات الدولية، وقبل بضرب الجيش اللبناني وبتعطيله، وسخر من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان. عون انتهى يوم دفن ثقافته العسكرية الأكاديمية وتبنى منطق المليشيات والمجرمين والغزاة، ويوم تماهى مع كل ما هو لا دولة ضارباً عرض الحائط بالشرائع الدولية والدساتير كافة. عون الواقع في كل تجارب ابليس لم يترك واحدة من الموبؤات إلا ولبسها فرحاً وهو مزهواً وحالماً بالكرسي الرئاسي. اليوم محور الشر لم يعد بحاجة إليه وبات يتعامل معه كما تعامل نابليون مع الألماني الذي خان بلاده رافضاً مصافحته ورامياً له كيس النقود.  يقول الكتاب المقدس ما معناه إن من يسلم نفسه للأخر يصبح عبداً عنده". نعم وقع عون في مخالب وأنياب وأطماع غرائزه على خلفية جنونه بكرسي الرئاسة. باع كل شيء من أجل الكرسي وهو كما يتبين يوماً بعد يوم أن حلمه بها تماماً كحلم إبليس بالجنة ولن يجلس عليها تحت أي ظرف. هذا الرجل غرق في أوحال محور الشر كافة وشبع غرقاً ولم يعد قادراً بأي شكل من الأشكال على الخروج، وإن خرج فسوف يخرج عارياً دون حتى ورقة التوت وفاقداً لكل ما غنمه من محور الشر من نواب وودائع وعصي ومنافقين ووصوليين وحربائيين وسلطة ونفوذ، ومؤسسات إعلامية لا سلطة فعلية له أي منها. يؤكد بعض العارفين أن كل من هم حول عون الآن سوف ينقلبون عليه وضده إن تمرد هو على فرمانات محور الشر، واللبيب من الإشارة يفهم، وعون الذي ليس بطلاً ولا هو انتحاري ووأفضل من يفهم الإشارات. باختصار عون انتحر سياسياً ولبنانياً ومسيحياً يوم انقلب على ماضية وعلى لبنان الحرية والسيادة والإستقلال وبالتالي لن يتمكن من استعادة هذا الماضي، لأنه أصبح في عهدة التاريخ، والتاريخ الذي لا يرحم من لا يحترم نفسه ولا يخاف الله.

 

ماذا يعني أن يضع عون «8 و 14» في سلّة واحدة؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

وضع الجنرال ميشال عون في مؤتمره الصحافي الاستثنائي كلّ القوى السياسية في خانة واحدة من دون التمييز بين حليف وخصم، وذهب إلى حدّ دعوة الشعب «لمواجهة ما يجري الإعداد له من إلغاء للدولة ومؤسّساتها»، أي تأليب الشارع ضدّ الحليف والخصم معاً، في خطوة تؤشّر إلى فكّ التحالف بينه وبين «حزب الله»... أبرز ما كشفه عون في مؤتمره الصحافي، ولو بطريقة غير مباشرة، أنّ لقاءه مع السيّد حسن نصرالله لم ينجح، ليس فقط في طيّ الصفحة الخلافية بينهما، إنّما حتى في تنظيم الخلاف، وعندما يفشل اجتماع من هذا النوع في ترتيب شؤون البيت يعني أنّ الأمور وصلت إلى نهاياتها، خصوصاً أنّه كان يعوّل كثيراً على هذا اللقاء لإعادة المياه إلى مجاريها، فإذا بدائرة الخلاف تتّسع إلى درجة بات يصعب ترميمها، في ظلّ شعور عون بأنّ الحزب يقف حائلاً أمام تحقيق رغباته.

وإذا كان الحزب والتيار نجحا في تجاوز الخلاف حيال التمديد النيابي، فإنّ التمديد لقائد الجيش جان قهوجي يعتبره عون موجّهاً ضدّه شخصياً كونه يبقي قهوجي في السباق الرئاسي، ومعلوم أنّ التوازنات الحاليّة يصعب أن تفرز أكثر من ثلاثة خيارات: التمديد لرئيس الجمهورية، الفراغ، إنتخاب قائد الجيش، فيما إيصال قريب منه إلى قيادة المؤسّسة العسكرية يضمن عدم ترشّحه إلى الرئاسة الأولى، وبالتالي يبقي حظوظه الرئاسية قائمة.

ولكن أكثر ما يقلق عون ويزعجه أنّ كلمته لم تعد مسموعة وأنّ رأيه لم يعد يُؤخذ في الحسبان، وأنّ التوافقات تعبر فوق رأسه، وذلك من دون أيّ اعتبار لوزنه السياسي والنيابي. وما يصحّ نيابياً وعسكرياً يصحّ أيضاً رئاسياً وربما في أيّة تسوية مستقبلية محتملة، وتمنينه من قبل الحزب بأنه يمتنع عن المشاركة الحكومية من دونه لا يعوّض خسائره النيابية والعسكرية، فضلاً عن أنّ أيّ حكومة إئتلافية لن يكون لعون فيها أكثر من ثلاثة أو أربعة وزراء. وأمّا محاولة عون تحييد موضوع المقاومة فغير قابل للصرف، ولم يتردّد أساساً ردّاً على سؤال عن قيمة التحالف الاستراتيجي إذا لم يترجم مؤسّساتياً بالدعوة إلى توجيه هذا السؤال إلى الجهة المعنية، وبالتالي تحييد المقاومة إمّا هو اضطراريّ ربطاً بأمنه الشخصي، أو مؤقّت بانتظار أن تتدرّج مواقفه وصولاً إلى انتقادها من باب انتقالها إلى سوريا، أو لمجرّد إبقاء نوع من جسر مع الحزب ببعده الإقليمي من زاوية عدم تكرار خطَئِه السابق بالانتقال من محور إلى آخر، خصوصاً أنّ أيّ انتقال مشابه يفقده كلّ صدقيته ويُظهر أنّ أولويته شخصية لا وطنية، فيما التمايز عن "حزب الله" داخلياً من دون الربط مع "المستقبل" مقابل التبريد مع السعودية يجعله على مسافة واحدة من الجميع في الداخل والخارج. ويستطيع عون تبرير فك تحالفه الداخلي مع الحزب بتحميل الأخير مسؤولية الانفصام في سلوكه بين عنوان "تحرّري نبيل" اسمه المقاومة، وبين ممارسة عنوانها الفساد والالتفاف على الدولة ومؤسساتها، ويستطيع القول أيضاً إنّ هذه الممارسة شكّلت مفاجأة كبرى بالنسبة إليه، حيث لم يكن يتوقع إطلاقاً أن تكون الجهة التي تحمل عنواناً بهذا الحجم لا تقيم أي اعتبار للدستور والمؤسسات، الأمر الذي يتنافى ويتناقض مع أهدافه التغييرية والإصلاحية. وقد يختلف انتقاد عون هذه المرّة لـ"حزب الله" عن المرّات السابقة لثلاثة أسباب: عدم قدرة الحزب على إعطاء أي بديل أو تعويض لعون، عدم قدرة عون على استمرار تغطية الحزب الذي لم تعد تقتصر مواجهته على إسرائيل وأميركا، إنما تمددت لتشمل للمرّة الأولى وبهذا الحجم أوروبا ومجلس التعاون الخليجي ودخوله في سوريا في مغامرة غير محسوبة النتائج، عدم قدرة عون على شراء الوقت الذي يسير لغير مصلحته. ولكنّ الاختلاف الأبرز بين الانتقادات السابقة واليوم الدعوة المعلنة لعون التي توجّه فيها إلى الشعب لمواجهة الطبقة السياسية على اختلاف انتماءاتها والتي علّق وجمّد آلياتها بانتظار رؤية ما إذا كان سيعيد الحزب النظر أو عدمه من التمديد العسكري على قاعدة أنّ ما بعد هذا التمديد لن يكون كما قبله أو على طريقة أعذر من أنذر.

وأمّا الأسئلة التي تطرح نفسها: هل باستطاعة عون الخروج من التحالف مع "حزب الله"؟ وهل انتفاضة عونية من هذا النوع قادرة على توسيع الهامش السياسي لـ"التيار الوطني الحر" أم تضييقه؟ وهل وقوفه في مواجهة "حزب الله" و"المستقبل" معاً قابل للاستثمار السياسي الوطني وتحديداً المسيحي؟ وهل خطوة من هذا القبيل تؤسس لتيار ثالث بين 8 و14 آذار؟

وهل يستطيع عون التغلّب على طبعه ونسج تحالفات وطنية تبدأ من بكركي وبعبدا ولا تنتهي بالمختارة؟ وهل اتعظ من تجربة التفاهم لجهة أنّ التوفيق مسيحياً بين التحالفات القصووية والوصول إلى السلطة غير ممكن إلّا في حال انتصار محور على محور أو احتكار التمثيل المسيحي؟ وفي الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها لا شك أنّ عون قادر على الخروج من تحالفه مع "حزب الله" طالما أنه لن يصل إلى حدود معاداته، والتجربة الجنبلاطية أكبر برهان، حيث يبقى الطرفان بحاجة لبعضهما بعضاً من دون أن يحمّل أي طرف الآخر أعباء التحالف وكلفته، فضلاً عن أنّ "بيضة القبان" في المعادلة السياسية كانت من نصيب عون لولا تحالفه مع الحزب، وباسطاعته بسهولة لعب هذا الدور مجدداً في ظل التوازنات القائمة، ويكفي في هذا الإطار العودة إلى الجلسة التشريعية التي لم تعقد بفعل غياب النصاب نتيجة المقاطعة العونية ولأسباب تختلف عن 14 آذار ومتصلة حصراً برفض التمديد العسكري، فيما مقاطعة 14 لها علاقة بآلية عمل السلطات وتوازنها.

ومن قال إنّ فك تحالفه المحلّي مع "حزب الله" سيفقده بالضرورة جزءاً من كتلته البرلمانية في الدوائر التي يرجح فيها الحزب الفوز، إذ يبقى عون بالنسبة للأخير أفضل من 14 آذار؟ ومن الواضح أنّ تجربة التمديد تدلّ على أنّ الرجل بدأ التعامل على أساس "القطعة"، هذه التجربة التي تؤسس لتيار ثالث بين 8 و14 آذار عبر نشوء كتلة وازنة تبدّي أمنها ومصلحتها على مبدئيتها فتكسر بذلك حدّة الصراع بين مشروعين وتوجّهين لمصلحة اللعبة السياسية التقليدية. فعدم نشوء تيار ثالث، على رغم الكلام عن الوسطية التي صعد نجمها مع الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط، سببه غياب التأثير العملي لهذا التيار الذي يحتاج إلى كتلة نيابية تستطيع بتموضعها ترجيح كفة على أخرى، وبالتالي إعادة عون تموضعه سيؤدي إلى خلط الأوراق الداخلية. ولكن لا شك أنّ جنبلاط سيكون أكثر المتضرّرين من هذا التوجّه في حال اعتمده عون، إلّا في حال تمكنا من إرساء تفاهم بينهما، الأمر الذي يبقى مستبعداً نتيجة اختلاف أطباعهما. ويبقى أنّ عون تأخر من الخروج من التحالف مع "حزب الله" أكثر من أربع سنوات، إذ كان عليه أن يقدم على هذه الخطوة بعد انتخابات العام 2009 التي أظهرت تراجعه مقارنة مع استحقاق 2005 الذي مكّنه بفعل عوامل متعدّدة من الاستئثار بالتمثيل المسيحي مستعيداً تجربة الرئيس بشير الجميّل، مع اختلاف الظروف والتجربة، للوصول إلى سدة الرئاسة الأولى مستنداً إلى التمثيل المسيحي ورافعة "حزب الله" ومتكئاً على مبدأ الأكثر تمثيلاً الذي ينسحب على الطائفتين الشيعية والسنية في الرئاستين الثانية والثالثة، إلّا أنه بعد أن عاكست الرياح الإقليمية مخططاته وصحّحت الانتخابات النيابية الأخيرة حقيقة الواقع المسيحي المبني على التنوّع والتعدّدية وأسقطت حصرية الأكثر تمثيلاً، كان عليه أن يدرك أنّ رافعة الحزب لم تعد صالحة إلّا على قاعدة الغالب والمغلوب التي لا تشبه حقبة 1990-2005، كون الغالب هذه المرة سيكون محوراً على آخر، الأمر المستبعد ولا يقارن مع الفترة التي حكمت فيها سوريا لبنان بغطاء عربي-دولي. فإذا كان تحالف عون مع الحزب في العام 2006 لا ينمّ عن قراءة خاطئة انطلاقاً من إقفاله الساحة المسيحية وتحالفه مع قوة إقليمية لإيصاله إلى سدة رئاسة الجمهورية، فإنّ استمراره في هذا التحالف بعد "الدوحة" وانتخابات 2009 كان الخطأ بحد ذاته، وذلك طبعاً من منطلق حسابات وأولويات عونية براغماتية لا سياسية مبدئية.

 

ملفات والتزامات تجعل خروج عون من «حزب الله» صعباً

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

ثمّة أسباب كثيرة تمنع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون من تطبيق ما وصَف نفسه به، بأنّه حرّ ومحرّر، لجهة قدرته على المناورة والالتفاف في زمن اتّساع خلافه التكتيكي مع حليفه «حزب الله» وسائر مسيحيّي «8 آذار». «حزب الله» أعطى عون كل ما يريده، في الجانب «التكتيكي»، فماذا يريد أكثر؟ فمن خلال تأكيد التزامه تغطية سلاح "حزب الله" تحت يافطة التزام الثوابت، ومن خلال اندفاعه في إعلان الخلاف مع الحزب حيال ما يُسمّيه المواضيع الداخلية، التي قصَمت قشةُ التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ظهر بعيرها، بدا أنّ قدرة عون على العودة الى استقلاليته في السياسة باتت شبه معدومة، إلّا من بعض المحاولات المرسوم سقفها بتحالف مع سلاح "حزب الله" وقّعه في العام 2005، وبدا في الأمس أنّ الهدف منه، عونياً، لم يتحقق على النحو الذي يريده الجنرال. وفيما تضج صالونات "8 آذار" بهذا الخلاف الذي لم ينجح اللقاء بين السيد حسن نصرالله وعون بإنهائه، ينشر المتحالفون غسيلاً من نوع آخر، وصل إلى حدّ فتح كشف حساب متبادل حول الأرباح والخسائر، التي جناها الطرفان من هذه العلاقة، التي رُتّبت على عجل بعد زيارة عون الأخيرة إلى واشنطن، والتي تأكد له بعدها أنه غير مطروح أميركياً كمرشح لرئاسة الجمهورية، وأنّ واشنطن تؤيّد مرشحاً آخر (النائب الراحل نسيب لحود)، وهذه المعلومات نقلها "عونيّون"، بعد تلك الزيارة.

نماذج من العتب وكشف الحساب بدأت تقال على ألسنة المقرّبين من "حزب الله"، الذي أعطى توجيهاته بتجنّب أي احتكاك إعلامي وسياسي مع عون. من هذه النماذج التذكير بأنّ الحزب أعطى الجنرال كل ما يريده، في الجانب "التكتيكي" من التفاهم: عطّل تأليف الحكومات، أزعج حليفه الرئيس نبيه برّي، فوَّض عون محاوراً وحيداً بإسم "8 آذار" في الكثير من القضايا الداخلية، فماذا يريد الجنرال أكثر؟

أما تيار "المردة" فيقول المقرّبون منه الكلام نفسه بلغة مختلفة تحمل نكهة مسيحية تنافسية، وما قاله النائب سليمان فرنجية عن صعوبة العلاقة مع الجنرال لا يشكّل إلّا القليل مما يقوله بعيداً عن الإعلام، والذي يوحي بأنّ عون يريد كل شيء لنفسه، وأنه لا ينظر إلى الآخرين كحلفاء، إلّا بقدر ما يوافقون على تحقيق مصالحه السياسية. أمّا عون، فيرى الأمور من زاوية أخرى، وتغطيته العلاقة مع "حزب الله"، وضعته (على رغم المكابرة وعدم الاعتراف) في مأزق على مستوى الشارع المسيحي، إذ تراجع بإضطراد منذ العام 2009، بسبب تغطيته السلاح، وهو بالتالي يعتبر أن المكافأة المناسبة و"رد الجميل" يقتضيان مراعاة كل ما يطلبه، خصوصاً في الحصّة المسيحية في الإدارة من أصغر موقع إداري وصولاً الى أعلى موقع سياسي، وهذا ما لا يراعيه "حزب الله" الذي طغت مستلزمات أجندته السورية والإقليمية على هواجس حليف الداخلية.

الأزمة التي تشهدها العلاقة بين "حزب الله" وعون لم تعد من النوع الذي يمكن تغطيته بالتزامات لفظية بالمقاومة، وبكلمات فيها قصائد عاطفية يغدقها نصرالله على الجنرال. فالشق المتعلّق بعون في التفاهم، قد تم تجاوزه مرتين، الأولى في الدوحة حين لم يلتزم الحزب ترشيح الجنرال إلى الرئاسة، والثانية اليوم، حين رفض دعم ترشيح العميد شامل روكز إلى قيادة الجيش، وهو رفض لا يرتبط فقط بعدم قدرة الحزب على هذا التعيين، بل لاعتبارات أخرى ترتبط برؤية الحزب لتوازنات لا يفترض خرقها، ولو كان ذلك الأمر مرتبطاً بالعلاقة مع حليف كالجنرال. من الواضح أنّ "حزب الله" تصرّف في الأمس مع عون، كما فعل في الدوحة، وهذا يعكس ثقة واطمئناناً إلى عدم قدرة الجنرال على التفلّت من التفاهم، وما سيفعله رداً على هذا التجاهل لن يتعدى الشغب السياسي. وتقول مراجع مطلعة إنّ "حزب الله" يمتلك ملفات تجعل قدرة عون على الخروج من التحالف صعبة جداً، وهي ملفات تتعلّق بالكثير من قيادات التيار ووزرائه، إضافة إلى أنّ الحزب يعرف أن ما لم يعطه هو لعون، لن يتمكن الأخير من نيله لا من "14 آذار" ولا من رعاتها الإقليميين، وهو بالتالي سيضطر الى العودة الى حيث كان، بعد استنفاد حظه في لعبة الوسطية، بنسختها الجنبلاطية.

 

 

عناوين النشرة

*رسالة غلاطية/الفصل الثاني/01حتى 10/بولس والرسل في أورشليم

*الراعي في زحله/مواقف رمادية وفاترة واستقبالات كاذبة ميزتها علل الذمية والنفاق
*بالصوت/قراءة للياس بجاني في مواقف الراعي الرمادية والفاترة في زحلة وسط استقبالات تميزت بالنفاق والدجل والذمية وفي عاقبة مسببي العثرات/أهم الأخبار/28 تموز/13
*ا
ضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/28 تموز/13/
*English LCCC News bulletin for July 28/13نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*مقالة لأسعد بشارة وأخرى لشارل جبور تحكيان خيارات ميشال عون الحالية البائسة، وتعليق للياس بجاني/

*عون انتهى يوم خرج من ذاته وتخلى عن ماضيه الذي بات يخجل من حاضره

*شارل جبور/ماذا يعني أن يضع عون 8 و 4 في سلّة واحدة/29 تموز/13

*اسعد بشارة/ملفات والتزامات تجعل خروج عون من حزب الله صعباً/29 تموز/13

*المطران شكرالله نبيل الحاج في أربعين النقيب سامر جريس طانيوس في رميش: جيشنا هو الحامي للبنان الرسالة والعيش الواحد

*رئيس الأركان الاسرائيلي: على حكومة لبنان عدم الانجرار الى الحرب السورية

*سليمان عاد الى بيروت بعدما اجرى علاجا ناجحا في واشنطن

*السنيورة التقى ملك الاردن

*التمديد لقهوجي حتى سنة واحدة في ظل اعتماد صيغة "لا تستفز أحداً"

*ميشال عون: لم تجر أي مشاورات للتوافق على تعيين قائد جديد للجيش

*اجتماع لقوى "14 آذار" بحث المواضيع المطروحة وخاصة قرار الإتحاد الأوروبي بحق "حزب الله"

*مصرع العشرات من “حزب الله” وقوات الأسد في دمشق

*الإجراءات الخليجية لمحاصرة "حزب الله" بدأت... وتواصل مع الاوروبيين لتضييق الخناق

*حزب الله اجتمع بجبهة النصرة؟! 

*لبنان:«14 آذار» اشترطت التزام «إعلان بعبدا» للحوار وأيدت التمديد لقهوجي والتمسك بتكليف سلام

*سلاح الفراغ يهدّد الاستحقاق الرئاسي في لبنان

*سامي الجميل يسعى ينسق مع اعداء القوات اللبنانية، نادر سكر، كريم بقرادوني، بوسي الأشقر وغيرهم

*أعداد المقيمين من غير اللبنانيين قاربت نصف عدد سكان لبنان

*النائب أحمد فتفت: حزب الله لم يعد مقاومة ويتحمل مسؤولية القرار الاوروبي لن نمنح الحكومة الثقة اذا تضمن بيانها الوزاري صيغة الجيش والشعب والمقاومة

*عون يغرّد وحيداً في رفضه التمديد لقهوجي ويحاول إحراج «حزب الله» بطرحه في مجلس الوزراء

*تمساح نهر بيروت يسبح ويمرح على هواه

*جعجع لعون: هل كنت لتتكلم على الجيش لو تم تعيين صهرك قائدا له؟

*وزير الداخلية مروان شربل: حزب الله حزب مقاومة ومن غير الجائز الكلام عن جناح عسكري فيه الوضع الامني غير مستقر وبحاجة الى عناية فائقة

*عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس: التمديد لقائد الجيش أفضل الحلول لعدم الوصول الى الفراغ

*رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: الحكومة لن تبصر النور الا اذا كنا شركاء فيها وقرار الاتحاد الاوروبي رسالة ارهابية

*النائب نواف الموسوي: الوصف الأوروبي للمقاومة بالإرهاب يعني الموافقة المسبقة على أي اعتداء صهيوني يجري تبريره بأنه حرب على الإرهاب

*عمار حوري: دعوة برّي لترأس الحريري الحكومة هي "زكزكة" لسلام

*النائب خالد ضاهر: نحن أمام فريق إرهابي يعمل على تحطيم أركان الدولة

*مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: حزب الله ليس ارهابيا فقط بل هو عامل خطير في تقسيم المسلمين

*الراعي دعا من زحلة إلى الوحدة والمصالحة وبذل المزيد من الجهد نطالب الدول بإيقاف نار الحرب ورفع الظلم عن الضحايا البريئة

*الراعي رعى تخريجا في الكسليك: تأجيل الحوار يعمق الهوة ويضخم الضرر ليدرك المتخاصمون أن الإصلاحات لا تفرض من الخارج ولا تتم عن طريق العنف والحرب

*أحمد الحريري في إفطار صيادلة المستقبل: منفتحون على الحوار ولا نضع شروطا لكن أي حوار سينجح ما دام حزب الله يتحكم بمصائر اللبنانيين؟

*مصر: الحل الصعب؟/عبدالله إسكندر/الحياة

*«حزب الله» هو الأب اللبناني للقرار الأوروبي/حازم الأمين/الحياة

*القرار الأوروبي بشأن "حزب الله" فرصة لـ"الخليجي" للتخلص من عناصره/حميد غريافي/السياسة

*مصر والتهور التركي مرة أخرى/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*هل فشل الربيع العربي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الجيش المصري يواصل مطاردة وقتل المسلحين في سيناء/مقتل 10 مسلحين في سيناء خلال يومين واعتقال 20 بينهم 3 أسماء معروفة

*الأقلية الشيعية تخسر ثلث مقاعدها في مجلس الأمة الكويتي وبعض التيارات الدينية والليبرالية قاطعت الاقتراع احتجاجاً على تعديل القانون الانتخابي

*هل تتصالح حماس مع الأسد/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*حزب الله.. ادعاء المقاومة وثبوت الإرهاب/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

*«حزب الله» هو الأب اللبناني للقرار الأوروبي/حازم الأمين/الحياة

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة غلاطية/الفصل الثاني/01حتى 10/بولس والرسل في أورشليم

وبعد أربع عشرة سنة، صعدت ثانية إلى أورشليم مع برنابا وأخذت معي تيطس، وكان صعودي إليها بوحي. وعرضت على كبار المؤمنين دون غيرهم، البشارة التي أعلنها بين الأمم، لئلا يكون سعيي في الماضي والحاضر باطلا. فما أجبروا رفيقي تيطس، وهو يوناني، على الاختتان، مع أن إخوة دخلاء كذابـين دسوا أنفسهم بيننا ليتجسسوا الحرية التي لنا في المسيح يسوع، فيستعبدونا. وما استسلمنا لهم خاضعين ولو لحظة، حتى نحافظ على صحة البشارة كما عرفتموها. أما الذين كانوا يعتبرون من كبار المؤمنين ـ ولا فرق عندي ما كانت عليه مكانتهم لأن الله لا يحابي أحدا ـ فما أضافوا شيئا، بل رأوا أن الله عهد إلي في تبشير غير اليهود كما عهد إلى بطرس في تبشير اليهود، لأن الذي جعل بطرس رسولا لليهود، جعلني أنا رسولا لغير اليهود، ولما عرف يعقوب وبطرس ويوحنا، وهم بمكانة عمداء الكنيسة، ما وهبني الله من نعمة، مدوا إلي وإلى برنابا يمين الاتفاق على أن نتوجه نحن إلى غير اليهود وهم إلى اليهود. وكل ما طلبوه منا أن نتذكر الفقراء، وهذا ما بذلت في سبيله كل جهد.

 

الراعي في زحله/مواقف رمادية وفاترة واستقبالات كاذبة ميزتها علل الذمية والنفاق
بالصوت/قراءة للياس بجاني في مواقف الراعي الرمادية والفاترة في زحلة وسط استقبالات تميزت بالنفاق والدجل والذمية وفي عاقبة مسببي العثرات/أهم الأخبار/28 تموز/13
ا
ضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/28 تموز/13/
English LCCC News bulletin for July 28/13نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
من ضمن النشرة/إرهاب حزب الله للبنانيين/الشهادة والجحود/ذكرى الأربعين للشهيد النقيب سامر جريس طانيوس/التجديد لجان قهوجي رغم صراخ عون وجنونه ومفرداته الزقاقية/الجوزو يعتبر أن حزب الله وإسرائيل وجهان لعملة واحدة/ممارسات قادة الموارنة تفضح صغرهم وسطحيتهم/تشكيل الحكومة مكانك راوح/الراعي والمواقف الرمادية والفتور في زحلة وسط استقبالات تميزت بالنفاق والدجل والذمية/14 آذار ومواقف البويا فيما يخص القرار الأوروبي بوضع حزب الله على قائمة الإرهاب/ملخص مقابلة مع دوري شمعون/مروان شربل وموقف معيب/فجور حزب الله وقتلى من أفراده في سوريا تأملات إيمانية في رمادية وفتور مواقف الراعي وفي العثرات التي يسببها هو وعون وفرنجية وباق المطبلين والزقيفة الراضين بالتبن والحبال والمعالف والزرائب مستوحاة من إنجيل القديس لوقا17/من01حتى10/: "وقال لتلاميذه: لا يمكن إلا أن تأتي العثرات، ولكن ويل للذي تأتي بواسطته، خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر، من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار،احترزوا لأنفسكم. ومن منكم له عبد يحرث أو يرعى، يقول له إذا دخل من الحقل: تقدم سريعا واتكئ، بل ألا يقول له: أعدد ما أتعشى به، وتمنطق واخدمني حتى آكل وأشرب، وبعد ذلك تأكل وتشرب أنت. فهل لذلك العبد فضل لأنه فعل ما أمر به؟ لا أظن. كذلك أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا"

 

المطران شكرالله نبيل الحاج في أربعين النقيب سامر جريس طانيوس في رميش: جيشنا هو الحامي للبنان الرسالة والعيش الواحد

وطنية - أحيت بلدة رميش أربعين الشهيد النقيب سامر جريس طانيوس الذي استشهد في عبرا، بقداس احتفالي اقيم في كنيسة التجلي، ترأسه راعي ابرشية صور للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج ومشاركة كهنة رميش والقوزح ودبل وعين ابل، وحضور النائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب، العميد محمد ترو ممثلا وزير الدفاع، النائب ايوب حميد، العميد محمد الحجار ممثلا قائد الجيش وممثلين لأحزاب الكتائب والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحشد من ممثلي الاجهزة الامنية والعسكرية وعائلة الشهيد وابناء القرى المجاورة ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلين لهيئات صحية وتربوية واجتماعية وراهبات.

بعد الانجيل ألقى الحاج عظة تحدث فيها عن مزايا الشهيد وطفولته وشبابه وصولا الى انخراطه في المدرسة الحربية وانضباطه وتحصيله المعرفة العلمية والعملية، وقال: "الشهيد كان قدوة عالية محبا للجميع ومبادرا لخلق كل جو مريح والملاذ الطيب وقيمة العيش وهناؤه، فهل هناك بعد ان بكينا على هذه الريحانة الفريدة في وقت يقتلنا تنحر القيم وندرة الاخلاق العالية وقلة الشئن والشأن معا؟ نبكي ولكن نحيي قوانا العسكرية كافة ونخص بها اليوم الجيش في اصابته ومصابه، نحيي جيشنا الذي انتسب اليه سامر ليكتب الوطن. نحيي جيشا لا يلين ولو ضعفت الهمم من حوله، نحيي جيشنا الملتزم بالواجب العسكري والوطني ولو كنا متخاذلين، نحيي جيشنا الآبي ولو أحاط بنا ذوو المشككين". وتابع محييا الجيش "حتى لو تراجعت الوطنية في قلوب الكثيرين وهزلت المناقبية. نحيي جيشنا الابي الشريف المترفع دوما عن الصغائر والرافع لبنان الى فوق، جيشنا هو الحامي حقا وحقيقة للبنان الرسالة والعيش الواحد والرؤية الواحدة والغد الواحد، لبنان الذي يطل على العالم ويفتخر بان فيه تلتقي الاديان وتتعانق الحضارات وتتوحد المشارب والمذاهب وهل تلتقي وتتعانق وتتوحد في مكان اعظم واهم مما عليها في مؤسستنا العسكرية وفي جيشنا؟ هذا "اللبنان" من غير الجيش والقوى العسكرية يحمله اليوم ويرتقي به ويرفع به رسالة حب وسلام وحوار ولقاء على القريبين قبل الابعدين؟ فبربكم لا تظلموا هذا الجيش ولا تترددوا ايها الاحبة من ان تعطوه احب ما عندكم". وختم: "حيوا معي قيادته الحكيمة وعسكره الشريف. حيوا فخامة رئيس البلاد وكل الساهرين على القوى الامنية والعسكرية ووحدتها وحيوا لبنان لانه لا يزال هناك جيش اذا ما وعد وفى واذا ما صان عشنا بامان واذا ما سهر ضمن الغد لنا ولاطفالنا. نبكي نحيي ولكن نرجو، نبكي ولا نصرخ بالاسى على خسارتنا احب الشباب واحب الابناء، نبكي على وطن مظلوم من ابنائه اكثر من مبغضيه، لا نيأس لان قبلتنا كمواطنين ارزة وعلم".

بعد القداس اقيم احتفال تأبيني في باحة الكنيسة تخللته أربع كلمات رثاء للعائلة وأقارب الشهيد.

 

رئيس الأركان الاسرائيلي: على حكومة لبنان عدم الانجرار الى الحرب السورية

أكد رئيس الأركان الاسرائيلي أنه "على حكومة لبنان عدم الانجرار الى الحرب السورية".وفي هذا السياق أشار رئيس الأركان الإسرائيلي بني غانتس،الأحد، الى أنه "على الحكومة اللبنانية عدم الانجرار الى الحرب الاهلية في سوريا". وكانت اعربت الولايات المتحدة الجمعة عن قلقها من رؤية لبنان ينجر الى النزاع السوري بعد اعمال العنف التي وقعت بين انصار ومعارضي النظام السوري في طرابلس منتقدة قرار حزب الله بزيادة مشاركته في هذا النزاع. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية باتريك فينتريل في بيان ان "الولايات المتحدة تشعر بقلق شديد حيال الوضع في لبنان". واوقعت المعارك بين انصار ومعارضي نظام بشار الاسد 23 قتيلا على الاقل في خلال خمسة ايام في طرابلس، شمال لبنان، حسب مصدر امني لبناني. ويتبع لبنان سياسة النأي بالنفس عن الازمة السورية، ترجمها في "اعلان بعبدا"، الا أن "حزب الله"، أعلن وبصراحة مشاركته في القتال الى جانب النظام السوري، خصوصاً في القصير التي سقطت بيد النظام. ويتهم فريق 8 آذار، فريق 14 آذار بمد المعارضة السورية بالمال والعتاد.

 

سليمان عاد الى بيروت بعدما اجرى علاجا ناجحا في واشنطن

نهارنت/أفادت معلومات صحافية أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان عاد الى بيروت بعدما اجرى علاجا ناجحا لعينه اليسرى في احد مستشفيات العاصمة الاميركية واشنطن"، مردفة أن "المحطة الأولى بعد زيارة سليمان ستكون انعقاد اجتماع المجلس الاعلى للدفاع في قصر بعبدا". وأشارت مصادر مواكبة لـ"النهار"، الأحد، الى أن" سليمان عاد مساء السبت الى بيروت بعدما اجرى علاجا ناجحا لعينه اليسرى في احد مستشفيات العاصمة الاميركية واشنطن". وأضافت أن "المحطة الاولى بعد عودته ستكون انعقاد اجتماع المجلس الاعلى للدفاع في قصر بعبدا والذي سيناقش مجموعة ملفات تكتسب طابعا ملحا ومهما ابرزها موضوع ادراج الاتحاد الاوروبي الجناح العسكري لـ"حزب الله" على لائحة المنظمات الارهابية والتدابير والاجراءات اللازمة لمواجهة تداعيات ازمة اللاجئين السوريين الى لبنان". وكانت قد أفادت تقارير صحافية أن "اجتماع المجلس الأعلى للدفاع سيبت بقانون التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي".

 

السنيورة التقى ملك الاردن

وطنية - أوضح المكتب الإعلامي للرئيس فؤاد السنيورة في بيان اليوم أن "ملك الاردن عبدالله الثاني استقبل ظهر اليوم في عمان رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على هامش استقباله وفد مجلس العلاقات العربية والدولية برئاسة محمد الصقر". وقال البيان: "الاجتماع الذي دام اكثر من ساعة تناول تطورات الاوضاع العربية من مختلف جوانبها وعلى وجه الخصوص الاوضاع في سوريا وسبل وقف اراقة الدماء وايقاف الازمة والتوصل الى حلول سياسية ووقف شلال الدم والدور الذي يمكن ان يلعب من المجلس ومن الاردن للوصول الى حلول". أضاف: "الوفد توجه اثر ذلك الى اسطنبول للقاء المسؤولين الاتراك. وكان مجلس العلاقات العربية والدولية قد قرر في اجتماعه الاخير في الكويت القيام بسلسلة زيارات الى الدول الصديقة والشقيقة لطرح المشكلات العربية الراهنة وعلى وجه الخصوص الازمة السورية وسبل ايجاد حلول لها. وبالتالي فان زيارة الوفد الى الاردن وتركيا اليوم هي بداية جولة ستشمل اثر ذلك الامارات العربية المتحدة ودول صديقة وشقيقة اخرى". وختم: "الجدير ذكره ان مجلس العلاقات العربية والدولية هو هيئة من هيئات المجتمع المدني العربية تضم اليها مسؤولين سابقين منهم: اضافة الى الرئيس السنيورة والصقر: اياد علاوي، طاهر المصري، عمرو موسى، وآخرين".

 

التمديد لقهوجي حتى سنة واحدة في ظل اعتماد صيغة "لا تستفز أحداً"

نهارنت/أفادت معلومات صحافية أن "أن مدة التأجيل لقائد الجيش العماد جان قهوجي ستكون حتى تعيين قائد جديد للجيش واما لمدة سنة"، مردفة أن " المشاورات بين الرؤساء الثلاثة استمرت حول صيغة ترضي قائد الجيش ولا تستفز احدا". واشارت مصادر مواكبة لصحيفة "النهار"، الأحد، الى أن " تأجيل تسريح قائد الجيش سيتم بقرار اداري وفق المادتين 55 و56 من قانون الدفاع وستكون مدة التأجيل اما حتى تعيين قائد جديد للجيش واما لمدة سنة باعتبار ان رئيس الجمهورية لا يقبل بالتمديد لمدة تقل عن سنة". وأضافت أنه "من المتوقع ان يصدر وزير الدفاع قرارين متزامنين الاول بتأجيل تسريح قائد الجيش والآخر بتأخير تسريح رئيس الاركان"، لافتة الى أن "الصيغة التي كان وضعها وزير الدفاع فايز غصن قبل اطلاعه رئيس الجمهورية ميشال سليمان عليها وقبل زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري كانت تلحظ التمديد الى حين تعيين قائد جديد للجيش، ولكن المشاورات استمرت حول صيغة ترضي قائد الجيش ولا تستفز احدا ولذا يرجح ان تحدد المدة بسنة". وكان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون اعتبر، الجمعة، أن "التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي غير قانوني وهو عرضة للطعن".

يشار الى أن بري كان قد تسلم "عريضة" من وفد لـ14 آذار، يطالبه فيها التمديد للقادة الامنيين." ويُذكر ان عدداً من نواب كتلة "المستقبل"، قدموا اقتراح قانون بصفة المعجل المكرر لتعديل السن القانونية للقادة الامنيين.

وبهذا الاقتراح تتم زيادة سنوات خدمة الامنيين الى سني 62 و63 سنة. ويُشار الى ان رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط اعلن انه وقع على العريضة. وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد اقترح، رفع سن تقاعد قائد الجيش وعدد كبير من أركان القيادة من 58 الى 62 عام، اذ انه "العمر المعقول لتطوير السلسلة العسكرية". ويعمل رئيس مجلس النواب نبيه بري على تقديم حل للازمة النيابي الدائرة حول التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، عبر اقتراح يقضي بتأخير موعد احالة قهوجي للتقاعد عبر مرسوم جمهوري، وفق ما أفادته معلومات صحافية.

 

ميشال عون: لم تجر أي مشاورات للتوافق على تعيين قائد جديد للجيش

وطنية - صدر عن مكتب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون البيان الآتي: "تردد على ألسنة بعض السياسيين عبر وسائل الإعلام، أن هناك خلافا في التوافق على تعيين قائد جديد للجيش. نذكر أن مجلس الوزراء لم يدع إلى جلسة ولم يجتمع، كما لم تجر أي مشاورات مع المعنيين في هذا الموضوع".

 

اجتماع لقوى "14 آذار" بحث المواضيع المطروحة وخاصة قرار الإتحاد الأوروبي بحق "حزب الله"

نهارنت/أفادت معلومات صحافية أن "اجتماعاً لممثلي قوى 14 آذار عقد في بيت الوسط وتناول المواضيع المطروحة حول قائد الجيش والحكومة والحوار وقتال "حزب الله" في سوريا وقرار الاتحاد الاوروبي بحق الحزب".

وفي هذا السياق، أشار منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد لصحيفة "النهار"، الأحد، الى ان "اجتماعا لممثلي هذه القوى انعقد اول من امس (الجمعة) في "بيت الوسط" جرى خلاله عرض للمواضيع المطروحة حول قائد الجيش والحكومة والحوار وقتال "حزب الله" في سوريا وقرار الاتحاد الاوروبي بحق الجناح العسكري للحزب". وأضاف ان "الاجتماع كان جلسة نقاش وليس جلسة قرارات وذلك لتوحيد القراءة السياسية لـ14 آذار، وهذا أمر سيتكرر في هذه المرحلة"، لافتاً الى "اهمية خلوة سيدة الجبل السنوية في اليومين المقبلين تحت عنوان "السلام في لبنان مسؤولية وطنية مشتركة" لاطلاق مبادرة مسيحية باتجاه المسلمين تحضيرا لاطلاق وثيقة سياسية في مرحلة ثانية مع الاطراف الاسلامية بهدف ترسيخ ثقافة السلام وتجاوز المحنة التي يمر بها لبنان". يُذكر أن الإتحاد الأوروبي أعلن رسميا، الخميس، ادراج "الجناح العسكري" لحزب الله على لائحة الإرهاب مؤكدا ما أن الدعم المادي للبنان لن يتغير والحوار سيتواصل مع الجميع.

 

مصرع العشرات من “حزب الله” وقوات الأسد في دمشق

 في تطور لافت في دمشق، تمكن الثوار من تحقيق تقدم لافت في دمشق وحققوا إصابات مباشرة في صفوف عناصر “حزب الله” وقوات الأسد في ساحة العباسيين التي شهدت قتالاً عنيفاً لأول مرة منذ أشهر، وفي محيط مقام السيدة زينب وكذلك في حيي القدم وجوب وبرزة، فيما ارتكب النظام مجزرة دموية في حلب راح ضحيتها عشرات المدنيين بينهم عدد كبير من الأطفال، واقتحم أمس مسجد خالد بن الوليد التاريخي في حي الخالدية في مدينة حمص بعد حصار دام أشهراً عديدة. وقال الموقع الإلكتروني “كلنا شركاء” إن “عدداً كبيراً من قتلى وجرحى الشبيحة” و”حزب الله” “يفترشون أرض ساحة العباسيين في دمشق بعد عجز قوات النظام عن سحبه ، وأنباء عن أسر عدد من عناصر الشبيحة” و”حزب الله”. وتقدم “الجيش الحر” في منطقة العباسيين وانسحبت قوات النظام إلى “غرب شارع فارس الخوري في الأبنية السكنية، بينما وصلت تشكيلات الجيش الحر وسيطرت على الجانب الشرقي من الشارع، بعدما تم إعلان المنطقة منطقة عسكرية”.وكان “الجيش الحر” قد تقدم في حي جوبر ليشتبك مع قوات النظام داخل العباسيين حيث نقل أهالي المنطقة أن اشتباكات عنيفة استمرت هناك طوال ليلة أول من أمس. وأعلن “الجيش الحر” عن تحرير المباني الواقعة شمال حي جوبر المعروفة بمنطقة المعامل التي تشمل مؤسسة الكهرباء والمعامل الممتدة على أطراف نهر تورا بمشاركة عدد من الكتائب العاملة في جوبر.

وقد استمرت قوات النظام بقصف تلك المناطق بالقذائف المدفعية والدبابات، وقام الطيران بشن غارات عديدة على المناطق الواصلة بين حي جوبر والقابون، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة في منطقة المعامل واشتعال حريق ضخم في أحد المعامل في المنطقة. وفي منطقة السيدة زينب، قال موقع “كلنا شركاء” إن “كتائب الجيش الحر” قامت “بمهاجمة عناصر حزب الله والشبيحة في منطقة السيدة زينب وأوقعوا أعداداً كبيرة منهم بين قتيل وجريح وسمع صوت سيارات الإسعاف في محيط بلدة السيدة زينب”.

كما أفاد ناشطون أن “عشرات قذائف الهاون تم إطلاقها من قرية شبعا المتاخمة للمطار الدولي، ما شكل مفاجأة صاعقة لعناصر حزب الله وشبيحة النظام”. كما شهد حي برزة اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة وقوات النظام التي حاولت اقتحام الحي من دون أن تحقق أي تقدم. ومع تقدم الثوار في دمشق، كانت كتائب وألوية “الجيش الحر” العاملة في تلك الجبهة أعلنت عن توحدها في جبهة قتال واحدة، تحت تسمية “جبهة فتح العاصمة” لتوحيد خطط القتال، وللتصدي لقوات النظام كـ”جسم واحد”، وضم التجمع 21 لواء وكتيبة، كانت تعمل بشكل مستقل. وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام مناطق في مدينة معضمية الشام، ما أدى لأضرار مادية في ممتلكات المواطنين.

في حمص، نقلت وكالة “فرانس برس” عن مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن “القوات النظامية مدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني تقدمت خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة وأصبحت تسيطر الآن على نحو 60 في المئة من حي الخالدية”. وأشار الى أن من المناطق التي سيطرت عليها مسجد خالد بن الوليد الواقع في وسط الحي “والذي يعد من أبرز معالم حي الخالدية التي كان يتواجد فيها المقاتلون المعارضون”.

وأفاد عبد الرحمن أن الحي يشهد اشتبكات عنيفة “بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من قوات الدفاع الوطني مدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلين من الكتائب المقاتلة من طرف آخر”.

وأفاد الناشط يزن الحمصي الوكالة أن “عنف الحملة العسكرية على الأحياء المحاصرة ازداد في الأيام الثلاثة الأخيرة، وساعات القصف أصبحت تمتد على كامل ساعات الليل والنهار”. وأشار الى أن “النظام لم يتوان عن تدمير كل بناء لا يستطيع دخوله”، ويقوم كذلك “بتدمير الأبنية التي يتمركز فيها ثوار المدينة”، ما يؤدي الى “تراجع (هؤلاء) الى الوراء مرة بعد مرة في حي الخالدية”.

وتتيح السيطرة على الخالدية لقوات نظام الرئيس بشار الأسد فصل الأحياء المحاصرة الواحد عن الآخر. ويسعى النظام السوري بذلك الى البناء على النجاح العسكري الذي حققه في مدينة القصير الاستراتيجية في ريف حمص والمتاخمة للحدود اللبنانية في حزيران، حيث تمكنت قواته بمشاركة حزب الله من السيطرة عليها بعدما بقيت تحت سيطرة المعارضة المسلحة لأكثر من عام.

يأتي ذلك مع ارتفاع حصيلة المجزرة التي تسبب بها القصف بصاروخ أرض ـ أرض استهدف ليل الجمعة ـ السبت حي باب النيرب في جنوب حلب، الى 29 قتيلاً على الأقل بينهم 19 طفلاً، بحسب المرصد السوري.

وكان المرصد أوضح أن القصف “كان يستهدف مقرات للكتائب المقاتلة في حي باب النيرب من بينها مقر للدولة الإسلامية في العراق والشام إلا أنها سقطت على بعد عشرات الأمتار من هذه المقرات فوق منازل المدنيين”.

وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” مساء السبت إن البحث لا يزال جارياً عن مفقودين تحت الأنقاض.

سياسياً، أكدت مصادر قطرية مطلعة لموقع “كلنا شركاء” أمس أن أمير قطر سيستقبل اليوم وفداً من الائتلاف الوطني يضم هيئة الرئاسة للائتلاف. وقالت المصادر “إن سمو أمير قطر منفتح جداً للقاء وسيتم دعم الائتلاف كما كانت الأمور سابقاً من دون تغيير وأنه لا يوجد جمود أو منغصات في العلاقة”. كما علم مراسل “كلنا شركاء” في اسطنبول أن عدداً من أعضاء الهيئة السياسية قد اقترح تأجيل الدعوة لعقد اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الذي كان مقترحاً بتاريخ 3 و4 آب المقبل على الأقل لمدة عشرة أيام، أي بعد عيد الفطر، وذلك لحين الانتهاء من الزيارات التي يقوم بها وفد رئاسة الائتلاف ليصار بعد ذلك لإعداد تقرير متكامل يوزع على أعضاء الهيئة العامة يتضمن نتائج الزيارات ومواقف الدول واقتراح الخطوات المستقبلية بناء على ذلك ثم يصار للتصويت على الاقتراحات.

وفي نيويورك، أعلنت متحدثة باسم الأمم المتحدة أمس أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يريد أن يطلع من كثب على الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع دمشق في شأن إجراء تحقيق حول احتمال استخدام أسلحة كيميائية، وذلك قبل أن يكشف مضمونه أو أن يعلق عليه.وأوضحت المتحدثة مورانا سونغ أن بان سيلتقي غداً في نيويورك الموفدين الخاصين العائدين من دمشق بعدما تفاوضا في شأن الاتفاق المذكور مع نظام الرئيس بشار الأسد.

وأعلنت الامم المتحدة والحكومة السورية في بيان مشترك الجمعة التوصل الى اتفاق “حول كيفية مواصلة” التحقيق في استخدام محتمل لأسلحة كيميائية في النزاع السوري، وذلك إثر زيارة قام بها الديبلوماسيان الأمميان اكي سيلستروم وانجيلا كاين. ولكن لم يعرف ما إذا كانت دمشق ستسمح لخبراء الأمم المتحدة بدخول الأراضي السورية لإجراء التحقيق، الأمر الذي كان دعا اليه بان كي مون.

وقالت سونغ إن “كاين وسيلستروم سيسلمان الأمين العام الاثنين تقريرهما حول زيارتهما لسوريا”، مضيفة “لن ندلي بتعليق قبل أن يطلع الأمين العام على الزيارة والوضع”. وزار سيلستروم رئيس لجنة الأمم المتحدة المكلفة التحقيق في المزاعم عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا وانجيلا كاين ممثلة الأمم المتحدة العليا لشؤون نزع السلاح، دمشق الأربعاء والخميس حيث التقيا وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائب رئيس الوزراء قدري جميل. وأضاف البيان المشترك أن “المحادثات كانت دقيقة ومثمرة وأفضت الى اتفاق على كيفية مواصلة” العمل من دون تفاصيل اضافية.

 

الإجراءات الخليجية لمحاصرة "حزب الله" بدأت... وتواصل مع الاوروبيين لتضييق الخناق

 كشف مصدر خليجي مطلع لصحيفة "الوطن" السعودية أن "الإجراءات الخاصة بمحاصرة مصالح حزب الله في دول مجلس التعاون، بدأت رسمياً وبشكل فعلي، فيما لا تزال اجتماعات تعقد على المستويين الأمني والمالي والنقدي، لاستكمال بعض الأمور الإجرائية الخاصة بتطبيق ما توصلت إليه الدول الست في قرارها الذي اتخذته يونيو الماضي". وأكد المصدر أن "القرار الذي توصل إليه وزراء الخارجية الخليجيون في اجتماعاتهم الأخيرة بجدة، لا يفرق أبداً بين الجناحين العسكري والسياسي، مما يجعله أكثر شمولية من القرار الذي اتخذته دول الإتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الإرهاب". وكشف المصدر عن "وجود تواصل مع الأوروبيين وبعض الشركاء الدوليين لتضييق الخناق على حزب الله والمنتمين له".

 

حزب الله اجتمع بجبهة النصرة؟! 

قال المتحدث باسم الجيش السوري الحر فهد المصري عبر MTV: يبدو ان المجتمع الدولي يريد تثبيت الوضع في سوريا بمعنى الا انتصار ولا هزيمة لاي من طرفي النزاع وذلك في اطار العمل على خطة تقسيم سوريا.

وأشار الى حصول اجتماعات في دمشق بين ضباط ايرانيين وضباط من حزب الله والنظام السوري وكذلك من جبهة النصرة وحزب الله في دمشق وبيروت. واعلن استلام حزب الله شحنتين من الاسلحة الكيماوية خزنها الحزب في عيون أرغش وجبل صنين ومستودعات في جرود الهرمل من ناحية بلدة مشمش وفي جرد اليمونة.ولفت ردا على سؤال الى ان المقاتلين الى جانب النظام السوري من غير السوريين يفوقون عدد من يقاتلون الى جانب الجيش السوري الحر.

 

لبنان:«14 آذار» اشترطت التزام «إعلان بعبدا» للحوار وأيدت التمديد لقهوجي والتمسك بتكليف سلام

بيروت - محمد شقير/الحياة

أجمعت قوى 14 آذار على تأييد الصيغة المناسبة التي يتوصل إليها رئيسا الجمهورية ميشال سليمان وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالتعاون مع وزير الدفاع الوطني فايز غصن للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان، انطلاقاً من رفضها حدوث فراغ في المؤسسة العسكرية في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر فيها لبنان وبالتالي توفير الغطاء السياسي للجيش لحفظ الأمن والاستقرار.

كما جددت قوى 14 آذار دعمها للرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام وضرورة تسهيل مهمته، معتبرة أن دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى العودة إلى بيروت والبحث معه في مسألة رئاسته للحكومة ما هي إلا «مناورة» يحاول البعض الإفادة منها للإيقاع بين «المستقبل» والرئيس المكلف ومؤكدة أن المطلوب حالياً توفير كل دعم لسلام ليتمكن من الإسراع في تأليف الحكومة. وعلمت «الحياة» بأن قوى 14 آذار اجتمعت مساء الجمعة الماضي في «بيت الوسط» في حضور رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة وممثلين عن جميع الأطراف المنتمين إليها بمن فيهم الشخصيات النيابية والسياسية المستقلة. وقالت مصادر فيها مواكبة للأجواء التي سادت النقاش حول أبرز القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية إن السنيورة عرض للمجتمعين نتائج المشاورات التي أجراها أخيراً بمشاركة عدد من قيادات «المستقبل» مع الرئيس الحريري في جدة. ونقلت المصادر عن السنيورة قوله إن لا مفر في ظل الظروف الحالية من التمديد لقائد الجيش ورئيس الأركان في ظل تعذر انعقاد مجلس الوزراء لحكومة تصريف الأعمال للبحث عن تعيين البديل إضافة إلى وجود اختلاف حول من يخلفه وتحديداً بين قوى 8 آذار و «التيار الوطني الحر»، خصوصاً أن «المستقبل» الذي لا يزال يدعم مشروع الدولة لا يمكنه القبول بتعرض المؤسسة العسكرية إلى فراغ فيما الجهود الرامية إلى تأليف الحكومة الجديدة تدور في حلقة مفرغة. واعتبرت المصادر نفسها أن موقف «المستقبل» من التمديد لقهوجي قطع الطريق على من يحاول الاجتهاد تحت سقف أن هناك تيارين الأول يؤيد التمديد والثاني لا يحبذه، وقالت إن حسم الموقف من قائد الجيش أفقد بعض الأطراف ورقة كانوا يحاولون الرهان عليها لتبرير رفضهم عدم التمديد له. وكشفت أن التحرك الذي قامت به سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان انجيلينا ايخهورست في أعقاب قرار الاتحاد إدراج الجناح العسكري لـ «حزب الله» على لائحة الإرهاب كان موضع انتقاد لأنها لم تكن مضطرة للانفلاش في لقاءاتها التي أدت إلى توسيع اجتماعاتها بقيادات الحزب وإلى إظهار الأخير بهذا الحجم مع أنها كانت في غنى عن جولاتها المكوكية. وأكدت المصادر عينها أن هذه الملاحظات قيلت مباشرة لها من بعض القيادات في 14 آذار، إضافة إلى أن البعض الآخر فيها نقلها بدوره إلى عدد من سفراء الاتحاد الأوروبي ومنهم من أبدى تفهماً.

ونقلت عن قيادات في 14 آذار قولها إن لا ناقة ولا جمل لها في القرار الأوروبي وإنه لم يسبق لهم أن طلبوه من الدول الأعضاء فيه وكانوا يفضلون أن لا يتخذ مثل هذا القرار الذي يفتقد إلى مفاعيله العملية.

لكنها رأت أن القرار بحدوده الراهنة ليس أبعد من توجيه إنذار سياسي إلى «حزب الله» يمكن أن يسهم في «فرملة» أدائه على الساحة اللبنانية، لأن أي رد فعل من جانبه على هذا القرار يتعدى النطاق السياسي يمكن أن يرتب تداعيات سياسية وأمنية لا سيما أن قيادته اعترفت بعدم وجود جناحين في الحزب وبأن هناك جناحاً واحداً موحداً. وتطرق المجتمعون - كما قالت المصادر - إلى حال المراوحة في تشكيل الحكومة، واعتبروا أن لا بديل من تكليف سلام وأن وزراءها يجب أن يكونوا من غير الحزبيين، على أن تكون بمثابة حكومة طوارئ اقتصادية تتمثل فيها القطاعات القادرة على النهوض بالبلد من الركود الذي يعاني منه والذي يكاد يوصل في حال استمر إلى شلل على المستويات كافة. ونقل المجتمعون عن ممثل حزب الكتائب في الاجتماع النائب سامي الجميل أن الحزب يدعم مثل هذا التوجه، وأنه اتخذ قراره بعدم المشاركة مباشرة في الحكومة، وأنه يرى من الأفضل الاعتماد على الهيئات التي يتشكل منها المجتمع المدني للضغط على المعنيين من أجل تسهيل تأليف الحكومة.

وأكد هؤلاء - بحسب المصادر - أن طرح الجميل قوبل بارتياح لكن هناك من دعا إلى الحذر من لجوء البعض إلى استغلاله وصولاً إلى توظيفه في اتجاه الدعوة إلى «عسكرة» النظام سواء من خلال رفع اللافتات أم عبر إطلاق مواقف من شأنها أن تقحم المؤسسة العسكرية في النزاع الداخلي وهذا ما لا تريده ولا تسعى من أجله. وأوضح المجتمعون أن مجموعة من الأسئلة طرحت حول الموقف من دعوة رئيس الجمهورية إلى استئناف الحوار حتى إذا ما تعذرت مهمة سلام في تأليف الحكومة. وأكدوا أن الأجوبة تقاطعت حول إعطاء الأولوية لعملية التأليف كمدخل للعودة للحوار، خصوصاً أن سليمان ربط دعوته بتشكيل الحكومة أولاً.

لكن الإلحاح في طرح السؤال عن الموقف من الحوار فتح الباب أمام بلورة تصور أولي يقضي بأن يسبق استئنافه، ولو في حال تعذر تأليف الحكومة، إعلان جميع الأطراف المشاركة فيه الالتزام بحرفية «إعلان بعبدا» الذي صدر سابقاً عن طاولة الحوار من دون الدخول في «اجتهادات» يراد منها إفراغه من مضمونه وصولاً إلى نسفه.

وبكلام آخر، رأى المجتمعون أنهم من خلال موافقتهم من دون شروط على استئناف الحوار قد يفتح الباب أمام التجربة المريرة التي أصابت البلد عندما توافقوا في مؤتمر الحوار الوطني في الدوحة في قطر على انتخاب سليمان رئيساً للجمهورية مقروناً بتشكيل حكومة وحدة وطنية يمنع على المشاركين فيها الاستقالة أو الحصول على الثلث الضامن ثم سرعان ما انقلبت على هذا الاتفاق قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر عندما أعلنت استقالتها من حكومة الرئيس الحريري أثناء وجوده في واشنطن، وبالاستعانة باستقالة وزير الدولة في حينه عدنان السيد حسين المحسوب على رئيس الجمهورية.

وأكد هؤلاء أن لا عودة للحوار إذا كان يراد منه الانطلاق من نقطة الصفر والتعاطي مع «إعلان بعبدا» وكأنه لم يكن. ورأوا أن هناك ضرورة ملحة للتقيد بمضامين هذا الإعلان لأنه يضمن تحييد لبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة ويجنبه الارتدادات السلبية للانتكاسات المترتبة عن الحرب الدائرة في سورية باعتبار أنه وحده يترجم موقف النأي بلبنان الذي التزمته الحكومة المستقيلة، لكنه ظل حبراً على ورق بفعل التأثير السلبي للتدخل المباشر في الصراع في سورية. ولفت المجتمعون إلى أن إعلان بعبدا ينص على أن تكون الدولة المرجعية الحصرية للسلاح على أن يستفاد من قدرات المقاومة، وسألوا أين يصرف هذا طالما أن «حزب الله» اعترف بضلوعه في القتال في سورية وهل هو على استعداد لسحب قواته منها؟ كما توقفوا أمام عودة الحديث عن احتمال تشكيل حكومة «أمر واقع» من دون حزبيين أو احتمال آخر يقضي بتمثيل متساوٍ لكل من 14 آذار و8 آذار أي لكل منهما 9 وزراء في مقابل 6 وزراء للمستقلين في حكومة من 24 وزيراً. لكن البحث فيهما طرحا كاحتمالين غير واردين في المدى المنظور مع أن بعضهم سأل عن صحة ما يشاع من أن الرئيس سلام تلقى تحذيراً مباشراً مفاده أن «حزب الله» يهدد بالنزول إلى الشارع إذا ما تشكلت حكومة أمر واقع. وتبين للحضور عدم صحة ما يشاع في هذا الشأن استناداً إلى نفي الرئيس سلام له، مع أن بعض القيادات يشكك في لجوء الحزب إلى الشارع على غرار ما حصل في 7 أيار (مايو) 2008 ويعزو السبب إلى أنه ليس في وارد الدخول هذه المرة في صدام مع المجتمع الدولي لئلا يدفع بعدد من الأطراف الدوليين إلى تطوير موقفهم من إدراج جناحه العسكري على لائحة الإرهاب في اتجاه تعميمه على جسمه السياسي ككل... طالما أن أبرز قياداته لا يميزون بين جناح عسكري وآخر مدني ويعتبرون أن الحزب واحد موحد.

 

سلاح الفراغ يهدّد الاستحقاق الرئاسي في لبنان

بيروت - «الراي/ بصرف النظر عن البُعد المباشر الذي اكتسبه السجال السياسي بين بعض القوى اللبنانية في شأن التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي قبل أيام، بدأت في بعض الكواليس تُطرح جدياً تساؤلات مبكرة عن مسار النظام الدستوري اللبناني من زاوية المخاوف من عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها في مايو المقبل اسوة باستحقاق الانتخابات النيابية التي انتهى مسارها الى التمديد لمجلس النواب.

ذلك ان غالبية الاوساط السياسية تعاملت مع تفرّد زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون برفض التمديد لقهوجي من زاوية ربْط هذا الموقف بطموحات عون الى رئاسة الجمهورية وقطع الطريق على احتمال ان يصبح قائد الجيش الحالي مرشحاً للرئاسة على غرار تجربتيْ الرئيسين اميل لحود وميشال سليمان، رغم ان خصوم عون يعتبرون ان الدافع المباشر له في رفضه التمديد لقهوجي يتصل برغبته في تعيين صهره قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز قائدا للجيش. لكن الامر يتجاوز هذا التفصيل حين يُطرح الاطار الاوسع للأزمة الداخلية التي باتت تنذر بتجميد كل الاطر الدستورية وتملي تسويات هشة وموقتة في حين يتعذر التوافق على الملفات الكبيرة كتشكيل الحكومة الجديدة او معاودة الحوار او مواجهة تداعيات الأزمة السورية على لبنان والتي جاءت ابرز تجلياتها في تجاوُز الاتحاد الاوروبي تَردُّده وإجماعه على إدراج الجناح العسكري لـ «حزب الله» على لائحته للمنظمات الارهابية. وتقول اوساط معنية في هذا السياق ان المخاوف على النظام الدستوري صارت اكثر من واقعية وخصوصاً في ظل ما أثبتته التطورات الاخيرة من عجز القوى اللبنانية عن التوصل الى اي تسوية داخلية ما لم تكن هناك رعاية خارجية لها. وفي الواقع الراهن، فإن أي اتفاق داخلي حتى ذلك الذي تفرضه عملية تشكيل الحكومة يفترض توافقاً خليجياً وبالتحديد سعودياً مع ايران كي تسلك الامور في لبنان اتجاهاً نحو الانفراج، وهو امر يكاد يكون كالرهان غير المضمون العواقب لان ظروف تقارب سعودي - ايراني لا تزال بعيدة المنال وغير مضمونة. ثم ان الخشية باتت اكبر من ان يشكل الحصار الخارجي على «حزب الله» الذي كانت آخر فصوله ادراج جناحه العسكري على اللائحة الاوروبية للمنظمات الارهابية عاملاً اضافياً من العوامل التي ستدفع بالحزب وحلفائه الى الامعان في شلّ الوضع المؤسساتي والاستحقاقات الدستورية وعرقلة تشكيل الحكومة لابقاء سيف التعطيل والفراغ ورقة ضاغطة على القوى الاخرى والدول المعنية في آن واحد. وتقول هذه الاوساط ان غالبية المعطيات تشير الى ان الازمة الداخلية الراهنة باتت أكبر من قدرة الافرقاء الداخليين على مواجهتها منفردين لان تورط «حزب الله» في سورية أحدث ربطاً لا فكاك منه للأزمة الداخلية بمآل الازمة السورية وتطوراتها على نحو لا يمكن معه تصور اي حل الا بالانسحاب الناجز والنهائي للحزب من سورية. وهذا الامر يكاد يكون من المستحيلات الآن وإلى مدى غير منظور، كما ان الاجراء الاوروبي ضد الحزب سيستتبع حكماً تداعيات بعيدة المدى ليس اقلها ان التمييز بين جناحه العسكري وجناحه السياسي سيجعل الجانب الاوروبي اكثر ارباكاً تجاه الاستحقاقات اللبنانية ومن ابرزها انتخابات الرئاسة ومواجهة تعقيدات اكبر من الاستحقاق النيابي. وتضيف هذه الاوساط، انه رغم ان غالبية المعنيين يحاذرون من الآن مقاربة استحقاق الانتخابات الرئاسية المفترضة بعد نحو عشرة اشهر، فان المخاوف تبدو الى ازدياد حيال ان يصبح الفراغ سلاحاً فعالاً في يد جميع القوى الداخلية والخارجية التي تورّطت في ربط لبنان بالأزمة السورية وربما لن تكون قابلة لوضع حد لأزمته الداخلية الا مقابل صفقات اقليمية كبيرة او تغيير وجه النظام الدستوري اللبناني وهو الامر الذي صدرت في شأنه مؤشرات عدة وعلى حقبات متلاحقة. ولن يكون ممكناً مواجهة هذا الخطر الا بتدخل دولي قوي علماً ان اي مؤشر الى اهتمام دولي على هذا المستوى لا يبدو ظاهراً بل ان غالبية المعطيات تستبعده اقله ضمن اللوحة الدولية والاقليمية الراهنة.

 

سامي الجميل يسعى ينسق مع اعداء القوات اللبنانية، نادر سكر، كريم بقرادوني، بوسي الأشقر وغيرهم

بحسب معلومات «الأنباء» فإن منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل، التقى أخيرا القيادي «القواتي» السابق نادر سكر، في خطوة أثارت انتباه العديد من الكتائبيين، على خلفية الدور الذي قام به سكر لجهة انقلابه على «القوات اللبنانية» خلال وجود رئيسها سمير جعجع في السجن وتحريضه ضد حزب الكتائب بعد أن نسج علاقات وطيدة مع النظام السوري الذي كافأه بانتخابه نائبا على لائحة حزب الله في دائرة بعلبك – الهرمل العام 2005، كما عمد الى تكريم السفير السوري علي عبدالكريم علي في منطقة الأرز. وأبدت أوساط كتائبية استغرابها لهذا المسار الذي يسلكه الجميل على صعيد الوضع الداخلي للحزب وعلاقاته التي تتجاوز في بعض الاوقات تحالفات وخيارات الكتائب. ولفتت الاوساط في هذا السياق الى الاجتماعات التي عقدها سامي مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، ومسعود الاشقر المحسوب على العماد ميشال عون والمرشح للانتخابات النيابية المقبلة في الأشرفية في مواجهة النائب نديم الجميل. وتردد على هذا الصعيد أن سامي الجميل التقى أيضا الرئيس السابق للكتائب كريم بقرادوني المقرب من النظام السوري والعماد عون.

وأشارت الاوساط الى أن الجميل يسعى لتشكيل خلية كتائبية يستطيع من خلالها الإمساك بمفاصل الحزب. وأن يكون لاعبا انتخابيا أساسيا في أكثر من منطقة مسيحية، وذلك عبر مد جسور العلاقة مع أطراف وشخصيات تنتمي بمعظمها الى 8 آذار، على أمل أن يتمكن من إعادة أمجاد الكتائب على مستوى التمثيل المسيحي.

 

أعداد المقيمين من غير اللبنانيين قاربت نصف عدد سكان لبنان

ذكرت مصادر رسمية لـصحيفة «الأنباء» ان المجلس الاعلى سيبحث بملفات محددة وأمور طارئة أبرزها تداعيات قرار الاتحاد الاوروبي بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الارهاب ومفاعيل النزوح السوري الذي تخطى قدرة لبنان على استيعابه، بعدما أظهرت الاحصاءات الرسمية أن أعداد المقيمين في لبنان من غير اللبنانيين قاربت نصف عدد سكان لبنان، وستتم دراسة الجوانب الأمنية وصحة تورط نازحين سوريين في عمليات إرهابية وجنائية.

 

النائب أحمد فتفت: حزب الله لم يعد مقاومة ويتحمل مسؤولية القرار الاوروبي لن نمنح الحكومة الثقة اذا تضمن بيانها الوزاري صيغة الجيش والشعب والمقاومة

وطنية - إعتبر النائب أحمد فتفت أن "حزب الله تحول من مقاومة الى ميليشيا محلية واقليمية بعد اقتحامه بيروت والقصير السورية، وهو يتحمل مسؤولية قرار الاتحاد الاوروبي الذي سيلحق بلبنان ضررا سياسيا واقتصاديا".

وقال في حوار شامل ل "اللواء" ينشر غدا: "المطلوب حكومة تعالج قضايا الناس وتعمل لا حكومة تتصارع فيها الاحزاب ولا تعمل، ولن نمنح الحكومة الثقة اذا تضمن بيانها الوزاري صيغة الجيش والشعب والمقاومة، وليخبرنا الحزب أين هي المقاومة في سوريا أم في بلغاريا أم في مصر أم في قبرص"؟ أضاف: "أبلغنا الرئيس ميشال سليمان اننا مع الحكومة التي يشكلها الرئيس تمام سلام بالتعاون مع رئيس الجمهورية، ومع عدم مشاركة الحزبيين فيها، وأن مرحشنا الوحيد هو الرئيس تمام سلام، وما أعلنه الرئيس بري من ترشيح الحريري كان للتسلية مناورة لدق اسفين بين تيار المستقبل والرئيس سلام ". وتابع: "الرئيس الحريري غير مستعد لتأمين غطاء سياسي لما يقوم به "حزب الله" عسكريا وأمنيا في لبنان وخارجه. وان ما تردد بأن الحريري عائد ليشارك في الحوار الوطني كلام غير دقيق، فلا ارتباط بين عودته وعقد طاولة الحوار الوطني، فعودته مرتبطة بالعامل الامني وتقدير الموقف في ذلك يعود له شخصيا". وتابع: "8 آذار ما زالت قائمة، وما أعلنه الرئيس نبيه بري يهدف للحصول على الثلث المعطل وأكثر بالمفرق، وعلى ميشال عون أن يعلن مرونة من سلاح "حزب الله" ومن المحكمة الدولية ليتم الترحيب به، فنحن لسنا مع عزل أحد". وقال: "وليد جنبلاط خائف من "حزب الله"، ولا لوم عليه فهو لا يستطيع ان يتحمل 7 أيار جديدة، فحزب الله نهجه إلغائي وتكفيري". وختم: "ندعم بقاء قائد الجيش في موقعه ، وسيتم ذلك عبر تأخير تسريحه من الخدمة العسكرية بإجراء إداري وليس عبر قانون ، واللواء أشرف ريفي بات خارج الخدمة، وأن لا مشكلة بين السنة والجيش ، ونحن من دعمه في جميع معاركه ابتداء من نهر البارد ، فيما غيرنا وضع أمامه خطوطا حمرا".

 

عون يغرّد وحيداً في رفضه التمديد لقهوجي ويحاول إحراج «حزب الله» بطرحه في مجلس الوزراء

الحياة/يغرد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون وحيداً في رفضه التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يحال على التقاعد في أيلول (سبتمبر) المقبل ويتخبط في توجيه الاتهامات في كل الاتجاهات ولا يعفي من حملاته حلفاءه وتحديداً «حزب الله» بسبب عدم الوقوف الى جانبه في تعيين صهره العميد شامل روكز قــائداً للجـــيش عــلى رغم أن هناك عدداً من الضباط الموارنة برتبة عميد يتقدمونه في الأقدمية.

ويقول قطب بارز في «قوى 8 آذار» أمام زواره إن عون يدرك جيداً أنه يقاتل من أجل المجهول، وأن حملاته ضد التمديد لقهوجي لن تجدي نفعاً «لأن ما كتب للأخير قد كتب ولن يكون قادراً على تغيير موازين القوى لمصلحة الوقوف على خاطره وصولاً الى قلب الطاولة في وجه التمديد». ويضيف: «عون لم يفاجأ بتأييد الأكثرية في داخل قوى 8 آذار التمديد لقهوجي، وكان حلفاؤه أسرّوا إليه منذ أشهر عدة وجود نية لديهم في السير في خيار التمديد حتى النهاية، لكنه قرر منذ الآن أن يخوض معركته وهو يدرك سلفاً أنه سيصطدم عاجلاً أو آجلاً بحائط مسدود». ويؤكد القطب نفسه أن عون وإن كان يدرك أنه يخوض معركة خاسرة سلفاً، يريد الوصول منذ الآن الى مقايضة تضمن مستقبل صهره العميد روكز على رأس المؤسسة العسكرية في حال أن الظروف القاهرة التي تستدعي حالياً التمديد لقهوجي قد انتفت وأنه لا بد من اختيار البديل. ويعتقد بأن عون «إدراكاً منه أن التمديد لقهوجي سيحصل في اليومين المقبلين، يسعى تحت ضغط التهويل باللجوء الى المجلس الدستوري ومجلس شورى الدولة للطعن بالتمديد، الى انتزاع موافقة حلفائه على عدم وضع فيتو على تعيين صهره فور أن تزول الظروف القاهرة».

حماية للصهر

ويتابع: «عون يتوخى من توسيع بيكار حملته - مع أنه يعرف أنه يخلط الحابل بالنابل - ومن توزيع اتهاماته، توفير الحماية السياسية لتعيين صهره، خصوصاً أنه لم يأخذ شيئاً من وجهة نظره من حلفائه في مقابل كل ما قدمه إليهم من غطاء سياسي لســلاح المقاومة في الداخل ولضلوع «حزب الله» في القتال في سورية الى جانب الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه، فضلاً عن أنه يدرك أن تكبير حصته في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لم تمكنه من أن يصرفهـــا في الضغط لإصدار دفــعات من التعيينات الإدارية تكون له فيها حصة الأسد».ويضيف القطب السياسي أن عون لا يغفر لحلفائه تخلّيهم عنه في معركة انتخابات رئاسة الجمهورية الأخيرة والتي أوصلت العماد ميشال سليمان الى رئاسة الجمهورية بذريعة أنه الماروني الأقوى وأن وقوفه الى جانب «حزب الله» في خياراته الداخلية والإقليمية والدولية تسبب له «بوجعة رأس» لدى المجتمع الدولي لكنه غير نادم على تموضعه السياسي في تحالف مع قوى 8 آذار مع أنه لم يحصد منهم الأثمان التي يتطلع إليها وفي طليعتها رئاسة الجمهورية. ويعترف هذا القطب السياسي بأن وضعية عون مع رئاسة الجمهورية كانت وما زالت شبيهة بوضعية عميد الكتلة الوطنية الراحل ريمون إده، أي كمرشح دائم للرئاسة الأولى من دون أن تسمح له الظروف الداخلية والخارجية بالحصول على لقب «فخامة الرئيس». ويستبعد أن يكون عون على وشك اتخاذ قرار ينطلق من انتفاء حاجة حلفائه إليه أو العكس، ويعزو السبب الى أن «الجنرال» أدرى من غيره بأن لبعض حلفائه ديناً كبيراً عليه لأن من دونهم كانت أمامه استحالة في أن يتزعم ثاني أكبر كتلة نيابية بعد كتلة «المستقبل». ويؤكد أن لا موقف شخصياً من العميد روكز والمزايا العسكرية والمناقبية التي يتمتع بها، ويرى أن عون مضطر الى شن هجوم كاسح ماسح ضد حلفائه قبل غيرهم في محاولة منه لاستيعاب حال التذمر التي أخذت تتنامى داخل جمهوره من زاوية أنه يأخذ بصدره الرد على الجزء الأكبر من الهجوم الذي يستهدف «حزب الله»، لكنه لا يجني عندما يحــين وقت الحصاد «الأرباح» التي تعوض له ما يخــسره من جراء الحصار الخارجي المفروض عليه.

محاولة لإحراج الحليف

لذلك، يأتي إصرار عون على طرح التمديد لقهوجي في مجلس الوزراء إذا كانت هناك إرادة لتمريره ليأخذ قراره في هذا الخصوص، في سياق محاولة مكــشوفة لإحراج حليفه الاستراتيجي «حزب الله» وصولاً الى اختبار هذا التحالف الذي يبدو أنه حتى إشعار آخر، يتعرض الى اهتزاز بسبب الاختلاف على الملفات الداخلية التي ما زالت عالقة خلافاً لتوافقهما اللصيق في الملفات الإقليمية والدولية.

وتقول مصادر وزارية إن هناك استحالة أمام طرح التمديد لقهوجي في مجلس الوزراء، وتعزو السبب الى أمرين، الأول عدم وجود نية لدعوة مجلس الوزراء للانعقاد في ظل وجود حكومة تصريف أعمال، لأن تعميم مثل هذه التجربة بذريعة أن الظروف القاهرة تستوجب اجتماعه في كل مرة للنظر في تعيــينات جــديدة يفتح الباب أمام السؤال عن جدوى استقالة حكومة الرئيس ميقاتي طالما أنها قادرة على الاجتماع في كل لحظة وإلا لماذا استقالت وكلف الرئيس تمام سلام تشكيل حكومة جديدة؟ أما الأمر الثاني، فيعود، وفق المصادر ذاتها الى أن مجلس الوزراء سيواجه مشكلة في التفاهم على اسم قائد الجيش الجديد خلفاً لقهوجي، وهذا يعني أن لا حل إلا ببقاء القديم على قدمه، أي لا مفر من خيار التمديد. أضف الى ذلك أن عون، وفق المصادر ذاتها، بادر الى «النفخ» في الجيش لحظة تعرضه الى اعتداء مسلح من محازبي إمام مسجد بلال بن رباح في عبرا الشيخ أحمد الأسير من جهة، ومن جهة ثانية الى توجيه الاتهامات الى «تيار المستقبل» ظناً منه أنه يستطيع الإيقاع بين قهوجي ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري بما يؤدي الى خلق هوّة بينهما يمكن أن تتسع وتترتب عليها ارتدادات سلبية من شأنها أن تعيد خلط الأوراق في شكل قد يقطع الطريق على التمديد له. لكن رهان عون، كما تقول المصادر، لم يكن في محله نظراً لمبادرة الحريري الى إبلاغ من يعنيهم الأمر بأنه مع التمديد على بياض لقهوجي استناداً الى الصيغة التي يراها رئيس الجمهورية مناسبة بالتعاون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الدفاع الوطني فايز غصن. كما أن البعض حاول أن يوحي بأن تأييد الحريري التمديد لقهوجي سيؤدي الى تخبط في داخل «المستقبل» بذريعة وجود اختلاف بين رأي مؤيد وآخر معارض، لكنه سرعان ما أيقن بعد المشاورات التي أجراها الحريري مع رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة وقيادات فيه أن لا غبار على خياره في التمديد لمنع حصول فراغ في المؤسسة العسكرية.

عودة الخلاف مع فرنجية

يضاف الى كل هذه المعطيات التي أملت على عون أن يكون منفرداً في رفضه التمديد عودة الاختلاف بين الأخير وحليفه زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي يأخذ عليه تفرده في اتخاذ المواقف من دون التشاور معه، وتعاطيه مع بعض حلفائه على أنهم ملحقون به وما عليهم إلا السير وراء المواقف التي يقررها.

وعليه، فإن الاختلاف بين عون وفرنجية لم يكن وليد ساعته، و «التطنيش» عنه في بعض الأحيان لا يعني بالضرورة أن المشكلة سوّيت وإلا لماذا ما زالت «الكيمياء» السياسية مفقودة بين«المردة» ووزير الطاقة جبران باسيل؟

لذلك، فإن مبادرة الوزير غصن، وهو من أبرز القيادات في «المردة»، الى تكليف محامي الوزارة الوزير السابق ناجي البستاني بأن يعد الصيغة للتمديد لقهوجي ولرئيس الاركان في الجيش اللواء الركن وليد سلمان الذي يحال على التقاعد في الثامن من الشهر المقبل استناداً الى المادة 55 من قانون الدفاع الوطني، من شأنها أن ترفع من منسوب التوتر بين عون وفرنجية.

صيغة التمديد

ويفترض أن تطرح صيغة التمديد على هامش الاجتماع المقرر غداً لمجلس الدفاع الأعلى برئاسة الرئيس سليمان، وستكون مدار بحث بين الأخير والرئيس ميقاتي والوزير غصن على أن ترى النور لاحقاً، أي بعد تعذر عقد الجلسة التشريعية للبرلمان التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري والتي سيكون مصيرها كمصير الدعوتين السابقتين بسبب تعذر تأمين النصاب القانوني للجلسة مع استمرار الاختلاف على جدول أعمالها وآلية الدعوة إليها. ويكون عون بالتمديد لقهوجي وسلمان قد سجل على نفسه خسارة جولة جديدة سيحاول التعويض المعنوي عنها في اللجوء الى «الدستوري» و «شورى الدولة» للطعن بالمرسوم.

محمد شقير

 

تمساح نهر بيروت يسبح ويمرح على هواه

ام تي في/تمساح نهر بيروت طفا على مسرح الأحداث مجددا ليتمكّن بعض المواطنين من رؤيته في مصب النهر لجهة البحر في المنطقة الواقعة بين شركة سوكلين والمسلخ في الكرنتينا.  فريق الـ  mtv توجّه إلى المكان فجر السبت بعد ورود أنباء عن توجّه فريق من animals Lebanon  إحدى الجمعيات التي تحمي الحيوانات وذلك بالتنسيق مع وزارة الزراعة الأمر الذي لم يحدث حتى العاشرة صباحا تزامنًا مع رواية أحد الصيادين هناك عن رؤيته أكثر من ستة تماسيح في أوقات مختلفة.  الطبيب البيطري وليد درويش كان قد حضر لمعاينة المكان وأشار إلى أن التمساح ينتمي الى فئة تمساح النيل وهو واحد من التماسيح الأكثر خطورة في العالم وهو مسؤول عن مئات الوفيات من البشر كل عام، وموطنه الرئيس أفريقيا".  هذا وأفادت معلومات صحافية عن ظهور تمساح بطول أربعة أمتار ونصف في أحد الانهار في البقاع، وقد هاجم التمساح  من كانوا على ضفة النهر لكنّهم نجوا بأعجوبة وأفيد عن أن لون التمساح أسود ما يدل على ان عمره يزيد على عشر سنوات

 

جعجع لعون: هل كنت لتتكلم على الجيش لو تم تعيين صهرك قائدا له؟

ام تي في/لم يمرر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، الاحتفال التكريمي للأسرى المحررين، من دون الإشارة إلى أن اللبنايين بغالبيتهم أسرى لدى "حزب الله" معتبرا أن "الدولة اللبنانية اليوم تعاقب اذا اتخذت اي قرار لا يوافق المقاومة مما ادى للاسف الى ترويض الكثير من المسؤولين". وقال:"بالامس هاشم السلمان، قتل امام سفارة ايران ولا احد يستطيع ان يسأل من قتله حتى الآن رغم الامور الموثقة فماذا نريد اسرا اكثر من هذا الاسر؟". جعجع أكد أن المعتقلين في السجون السورية كانوا مدنيين واعتقلوا بأوقات متفرقة في الشمال ،لافتا الى انهم كانوا يستعملون لاهداف سياسية، وتمنى على اهالي الاسرى ان يكونوا واثقين ان القوات مستمرة في البحث عن المفقودين، داعيا لتشكيل اللجنة الوطنية للبحث عن المفقودين مع ملاحقة ملف المعتقلين في السجون السورية. بلهجة هادئة ، رد جعجع على العماد ميشال عون، رافضا محاولات غش الرأي العام، ومعددا الفضائح التي يرتكبها وزراء التيار الوطني الحر، ولاسيما في وزارات الطاقة والاتصالات والثقافة. وقال: "الازمة هي في ما يقوم به حلفائه بعد ان انزلوا البلد الى "جهنم" معتبرا ان التبريرات بشأن ملفات الكهرباء غير مقنعة ولا مفيدة  لان  ما تحتاج الناس اليه هو تأمين الكهرباء". جعجع رد كذلك على انتقادات عون لبعض الممارسات بحق الجيش اللبناني سائلا: "هل كان عون ليطرح كل هذه الامور لو تم تعيين صهره قائدا للجيش؟ "،داعيا كل من يحب الجيش الى تسليمه سلاحه. وكان جعجع خصص جزءا من كلمته لملف المعتقلين في السجون السورية، معتبرا أن الدولة تجتزئ التاريخ في هذا الخصوص

 

وزير الداخلية مروان شربل: حزب الله حزب مقاومة ومن غير الجائز الكلام عن جناح عسكري فيه الوضع الامني غير مستقر وبحاجة الى عناية فائقة

وطنية - لفت وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل الى أن "حزب الله هو حزب لبناني سياسي، معترف به رسميا وله نواب ووزراء يعملون تحت اسم حزب الله"، لافتا إلى ان "حزب الله هو حزب مقاومة ومن غير الجائز الكلام عن وجود جناح عسكري له". وأبدى شربل في حديث لصوت لبنان صوت الحرية والكرامة استغرابه من "اتخاذ الاتحاد الاوروبي قرار وضع الحزب على لائحة الارهاب"، سائلا: "الدول الاوروبية كانت دائما داعمة للاستقرار في لبنان، فما الذي غير الامور التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار؟". وحذر من احتمال "ان يتعكر الاستقرار في لبنان بشكل او بآخر نتيجة القرار الاوروبي". وقال: "الوقت غير مناسب ان يتهم حزب الله بهذا الشكل لأن الوضع الامني غير مستقر وبحاجة إلى عناية فائقة". من جهة أخرى، أكد شربل ان "حزب الله حزب له مكونات أساسية في البلد، ويجب ان يكون ممثلا في الحكومة". واستبعد "ان يكون القرار الاوروبي عقدة اضافية امام تشكيل الحكومة"، وقال: "لا اعتداء على اليونيفيل جراء القرار، وارسلنا رسائل تطمينية الى قيادة اليونيفيل بهذا الشأن"، مشددا على "ان القوات الدولية مع الجيش اللبناني ضمانة للجنوب".

 

عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس: التمديد لقائد الجيش أفضل الحلول لعدم الوصول الى الفراغ

وطنية - حذر عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس، خلال ندوة سياسية في بلدة طورا- قضاء صور، من "الفراغ الحاصل في المؤسسات كافة، معتبرا ان "عدم تشكيل حكومة وطنية حتى اللحظة مؤشر غير ايجابي وربما اكبر من ذلك". وأكد الحاجة الماسة "على تشكيل حكومة فاعلة تقوم بدورها على كل الصعد، وعدم تشكيلها يعني الانفلات الامني والسياسي والاقتصادي. ويجب ان يلتفت الجميع الى مصلحة الوطن التي تعتبر وتشكل المدماك الاساسي لحياتنا بعيدا عن الشخصانية والانانية". وتطرق خريس الى جلسة الغد، فانتقد "طريقة تعاطي البعض مع ام المؤسسات التشريعية مؤسسة مجلس النواب"، معتبرا أن "التصويب الخطير الذي تتعرض له هذه المؤسسة يهدف الى تعطيلها وابقاء البلد من دون تشريع او اصدار قرارات، وان غياب بعض الكتل عن جلسات المجلس غير مبرر وهو يصب في خانة التصويب من العيار الثقيل". كما توقع "غياب هذه الكتل عن جلسة الغد وتعمد الاصرار على ذلك". وفي موضوع التمديد لقائد الجيش اعتبر خريس ان "أفضل الحلول لعدم الوصول الى الفراغ هو التمديد له، وذلك حماية للمؤسسة الضامنة لامن الوطن واستقراره". ووصف قرار الاتحاد الاوروبي ادراج الجناح العسكري ل"حزب الله" على لائحة الارهاب بانه "انتصار للعدو الاسرائيلي وليس للاتحاد الاوروبي، وهذا ما برهن عنه وزير خارجية العدو الذي قال: لقد نجحنا في اقرار هذا الامر". وأكد أن الاتحاد الاوروبي "نفذ ما تريده اسرائيل اذ انه اداة طيعة بيدها وبيد اميركا"، محذرا من "أي عمل عسكري اسرائيلي ضد لبنان تحت مسميات قد يرتكب العدو خلالها حماقة". وختم خريس مشددا على "العلاقة التي بدأت منذ العام 1978 مع قوات اليونيفيل والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم وهي غير قابلة لاي قرار من هنا او هناك، لان وحدات هذه الدول المشاركة لا تنفذ سياسة بلادها بل هي تحت راية الامم المتحدة ولتنفيذ القرار 1701".

 

رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: الحكومة لن تبصر النور الا اذا كنا شركاء فيها وقرار الاتحاد الاوروبي رسالة ارهابية

وطنية - اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "ان الحكومة لن تبصر النور الا اذا كنا شركاء فيها، وهذا ليس تحديا، والكل يقر اننا مكون اساسي للشعب اللبناني، ونحن مع حلفائنا واصدقائنا سنشارك في الحكومة المقبلة، وكل حكومة تريد ان تخرجنا لن تبصر النور، وستكون خارج السياق والعرف والدستور". كلام رعد جاء في حفل الافطار السنوي الذي اقامته جمعية البر والاحسان الاسلامية لابناء جباع في قاعة الجمعية، حضره النائب عبد اللطيف الزين، الوزير السابق الدكتور عدنان مروه، عضو المجلس الدستوري القاضي احمد تقي الدين، رئيس الجمعية المحامي محمد عيسى وقيادات امنية وعسكرية وحشد من الشخصيات.

والقى رعد كلمة قال فيها: "كل ما يحضره لنا خصومنا واعداؤنا، وهم اعداء هذا البلد مرده الى اننا احبطنا خلال فترة قصيرة كل المشاريع التي كانوا يخططون لها لهذه المنطقة بدءا من بوابة لبنان، كما ان المقاومة استطاعت ان تكسر راس الرمح الاسرائيلي، وتهزم العدو الاسرائيلي حيث عجزت جيوش انظمة عربية عن تحقيق ذلك، منذ ذلك الحين يحاول بشتى الوسائل التحريص على المقاومة لاسقاطها وضعضعة موقفها، كما يحاول اثارة الفتن لكن لن يكون لها حاضنة شعبية، ونحن لم نحسب لهم حسابا، ولن يستطيعوا لي ذراعنا او تبديل خياراتنا". اضاف: "ان قرار الاتحاد الاوروبي رسالة ارهابية وليست رسالة سياسية، لانهم يريدون ارهاب شعبنا وزرع الخوف في نفوسه وهو ليس فقط اهانة للشعب واساءة للمقاومة واهلها، وليس مجرد رسالة سياسية انه تعبير واضح عن ياس الاوروبيين من كل الاساليب التي استخدموها لاحتواء المقاومة ولي ذراعها، وجاء هذا القرار في مثابة رسالة ارهاب ضمن الحرب الناعمة التي تشن على اهلنا". واكد رعد "ان المقاومة وصلت الى مرحلة اخذت في الاعتبار ما يمكن اتخاذه لاسقاطها ولن يفعلوا شيئا، وستذهب كل اجراءاتهم هباء وستبقى المقاومة وبعد التجربة معها اصبح القول انا اقاوم يعني انا موجود". وتساءل: "هل هي صدفة اما ان القدر جمع بعض قوى الداخل والقرار الاوروبي على الاقصاء، وبعض القوى ترفض مشاركة المقاومة في الحكومة، وتقول لهم لا الاوروبيون قادرون على تنفيذ ما قرروه ولا بعض القوى قادرة على تنفيذ ما قررته". ثم القى رئيس الجمعية المحامي محمد عيسى كلمة تحدث فيها عن الجمعية التي ابصرت النور العام 1926 وعن الانجازات والنشاطات والخدمات التي قدمتها لاهالي البلدة والمنطقة على الصعد التربوية والخدماتية والانمائية والطبية والصحية، مشيرا الى المشاريع والطموحات المستقبلية، مؤكدا "انها لن تالوا جهدا في مواصلة تقديماتها وتطويرها الى اقصى الحدود.

 

النائب نواف الموسوي: الوصف الأوروبي للمقاومة بالإرهاب يعني الموافقة المسبقة على أي اعتداء صهيوني يجري تبريره بأنه حرب على الإرهاب

وطنية - اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي "ان المقاومة هي حق مشروع لكل شعب يتعرض لعدوان خارجي، فالدساتير والقوانين لا تمنح هذا الحق بل تكرسه في نصوص مكتوبة، لأن الحق بالمقاومة قائم بذاته مؤسس على نفسه، ولا ينشأ من إقرار الآخرين به، فأيا كان موقف الآخرين من هذا الحق، فإنه لا يغير في كونه حقا مشروعا مكتسبا. ومن ينكر هذا الحق لا ينتقص من حقانيته بل يصم نفسه بوصف المحتل والمستعمر، لأنهما كانا وعلى الدوام ينكران حق الشعوب في مقاومة المحتل وفي الدفاع عن الوطن". كلام الموسوي جاء في احتفال تأبيني اقامه "حزب الله" في ذكرى أسبوع علي مسلم وهبي في ميس الجبل، في حضور مسؤول منطقة الجنوب الاولى في "حزب الله" أحمد صفي الدين ولفيف من العلماء وعدد من الشخصيات والفاعليات وحشد من أبناء البلدة والقرى المجاورة. واشار الموسوي الى ان "قرار الاتحاد الأوروبي الذي يشكل اعتداء على المقاومة وشعبها ووطنها، يمثل سياسة استعمارية إزاء لبنان، فضلا عن كونه استجابة للإملاءات الأمريكية الإسرائيلية، ومن الطبيعي أن نرى في القرار عودة إلى ممارسات الاستعمار القديم بأساليب جديدة تقوم على فرض قيود على الشعوب في الدفاع عن نفسها، أو جعلها عزلاء لتكون سائغة للعدوان، أو تجريمها إذا دافعت عن نفسها". وقال: "إن الدول الأوروبية تزعم ويزعم معها البعض أنها صديقة للبنان، فماذا فعلت حين كان لبنان تحت الاحتلال الإسرائيلي، وحين كان يتعرض للعدوان الإسرائيلي، وحين كان الشباب اللبناني في معتقلات التعسف الإسرائيلي، وقفت على الدوام موقف الداعم للعدو الصهيوني، والمبرر أفعاله، والمتواطىء الساكت عنها. أما من حرر لبنان فهو المقاومة، فقد حررت أرضه وشعبه وقدمت التضحيات الكبيرة في هذا المجال، ولذا من الطبيعي أن تكون موضع تكريم وإشادة، فكيف إذا كان لبنان لا يزال تحت التهديد الإسرائيلي، حينها تظل ضرورة ينبغي التمسك بها والمحافظة عليها. لذلك ليس من حق الاتحاد الأوروبي أن يكرم مقاوماته ثم يتطاول على المقاومة في لبنان، وليس من حقه أن يسلب لبنان حقه المشروع في حماية نفسه من العدوان الإسرائيلي".

ورأى "ان الاتحاد الأوروبي بموقفه هذا يؤكد وقوفه إلى جانب العدو الصهيوني في اعتدائه على لبنان، فأي اعتداء على لبنان يصبح الاتحاد الأوروبي شريكا في تغطيته وفي إبقائه مشروعا من باب أنه قام بتوصيف المقاومة على أنها إرهاب، وبالتالي فإن الحرب الإسرائيلية على لبنان ستأخذ وفق القاموس الأوروبي تسمية الحرب على الإرهاب. لقد أنكرت سفيرة الاتحاد الأوروبي أن يكون في القرار تغطية لعدوان إسرائيلي، إن إنكار سفيرة الاتحاد الأوروبي لا قيمة له لأن الأمر سيكون واضحا، فالعدوان فيما لو وقع سيقع على لبنان تحت عنوان الحرب على منظمة إرهابية، وحينها لن تكون سفيرة الاتحاد الأوروبي قادرة على أن تقول سوى الموقف السياسي الذي تقوله دولها، وبالتالي لن تكون إلا في موقع المتواطئ والشريك في العدوان على لبنان، لذلك فإن التصريحات التي تدلي بها والتي تحاول التخفيف من قوة هذا القرار لا قيمة لها ولا تساوي شيئا، ولا تعدو في أن تكون لغوا دبلوماسيا لا قيمة سياسية ولا استراتيجية له لأن الموقف الذي اتخذ هو موقف وضع الاتحاد الأوروبي في موقع الشراكة مع العدو الإسرائيلي حين وقوع أي عدوان على لبنان، وان الوصف الأوروبي للمقاومة بالإرهاب يعني الموافقة المسبقة على أي اعتداء صهيوني يجري تبريره بأنه حرب على الإرهاب". ولاحظ الموسوي ان في القرار الاوروبي "تهويلا مستجدا بحرب إسرائيلية على لبنان، في المقابل فإن المقاومة تتصرف دائما من موقع التحسب للأسوأ، وتتخذ الاستعدادات لمواجهة أقصى التهديدات خطورة، كما أنها اليوم على قدر من الجهوزية القادرة على إلحاق أذى بالغ بالعدو الإسرائيلي وبنيته، وهذا ما يجعل القرار الإسرائيلي بالعدوان قرارا يصعب على مسؤول إسرائيلي اتخاذه بسهولة". واكد ان "الرهان الإسرائيلي على تطورات الأزمة في سوريا يجعل الموقف الإسرائيلي في حال من الانتظار والترقب للاستفادة من نتائج الوقائع الميدانية والسياسية، لذلك فإننا نرى أن التهويل بالحرب الإسرائيلية محاولة لتوظيفها في الضغط على فريقنا السياسي لكسر إرادته السياسية. ومن هنا فإننا كما لا نقبل بتوظيف القرار الأوروبي في المعادلة السياسية الداخلية، لا نقبل بأن يتم ابتزازنا بالتهديد الإسرائيلي، ونحن ثابتون في موقفنا أيا كانت الصغوط والتهديدات. ولقد كانت قناعتنا ولا تزال بأن تشكيل حكومة سياسية تمثل جميع القوى السياسية اللبنانية بحسب تمثيلها النيابي هو الحل الأمثل لإخراج لبنان من الحال المتردية التي بلغها على الصعد كافة".

وقال: "لأننا ندرك حجم المخاطر التي تحدق بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي من جراء خطاب التحريض والتكفير، وحرصا على فتح طريق للخروج من المأزق الراهن، كانت دعوتنا إلى الحوار الذي يمكن أن يتركز على ما يرفضه اللبنانيون جميعا، أي رفض الفتنة والحرب الأهلية، وحول هذه النقطة يكون الحوار حاجة وطنية، ويكون حاجة للأطراف جميعا لا سيما إذا قدمت أولوية المصلحة الوطنية الجامعة على المصالح الفئوية والمحدودة، وبالتالي فالحوار ليس حاجة لطرف دون آخر إلا أن يكون الطرف الآخر غير مدرك لحاجة اللبنانيين أو يقدم عليها حاجات غيرهم، لأن اللبنانيين يتطلعون إلى إجراءات صلبة تحافظ على الإستقرار والسلم الداخلي، ولذا لا ينبغي أن يكون الحوار بشروط مسبقة بل إن النتائج تكون خلاصته على شكل تفاهمات وطنية، وإلا فإن الحوار بالشروط المسبقة يعني فرض النتائج مسبقا، ما يلغي الحوار عمليا ما دامت مخرجاته قد حددت سلفا".

وتابع: "وفي ذكرى النصر الإلهي على العدوان الصهيوني في تموز 2006، ثمة عبر كثيرة استخلصت منها: إن العلاقات الدبلوماسية ليست بشيء إذا كانت قائمة على ضعف استراتيجي، بل تكون علاقات عامة شكلية تخفي واقع التبعية للأقوى، لذلك في أي علاقة سياسية يجب النظر إلى الوضع الاستراتيجي لا إلى الشكل الدبلوماسي، فإذا كنت قويا استراتيجيا، كنت قويا فعلا في ميزان القوى الدولية".

واكد "ان الوضع الاستراتيجي للمقاومة اليوم قد أصبح أقوى بكثير من عام 2006 حين حققت النصر بالمشيئة الإلهية، ولقد تعزز وضع المقاومة على مستوى التسليح والخبرات القتالية التي تكتسبها من ميادين المواجهة المختلفة، وبذلك فإن تغيير نمط العلاقات الدبلوماسية معها لا يقدم ولا يؤخر، لأن حضورها وفعاليتها في معادلة القوة ليسا مرتبطين بنمط العلاقة بل بحقائق القوة الميدانية".

وختم الموسوي: "إذا كان المطلوب أن يرد لبنان على الإهانة التي وجهها الاتحاد الأوروبي، فإننا في المقاومة نتأكد من أن النهج الذي نسلكه هو نهج الصواب، لأن فيه دفاعا عن وطننا وشعبنا في الوقت الذي لا يجد فيه إلا الأصدقاء الحقيقيين، فيما أصدقاء إسرائيل يقدمون مصالحهم قبل أي شيء آخر، فلقد حققنا الانتصارات من قبل بالنعمة الإلهية وبقوافل الشهداء، ونستمر اليوم بتقديم الشهداء حتى تحقيق النصر".

 

عمار حوري: دعوة برّي لترأس الحريري الحكومة هي "زكزكة" لسلام

الـوطنيـة للإعـلام/أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن "موقف تيار المستقبل من الحكومة أو الحوار أو التمديد لم يتغيّر"، مؤكداً على "التجاوب دائماً مع الحوار"، مضيفاً: "واعتبرنا في ظل التعقيدات الحالية أن تشكيل الحكومة هو أولوية لمعالجة قضايا الناس نذهب بعدها او بالتزامن معها الى الحوار مباشرة لاستئناف رصيد جدول الاعمال المتبقي والمتعلق بالسلاح". هذا وأكد حوري تأييد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "في ما يراه مناسبا لمعالجة أي فراغ في موقع القيادات الأمنية حرصا على استمرار عمل هذه القيادات وعلى الاستقرار في البلاد"، أما عن تمّسك "المستقبل" باسترداد اللواء أشرف ريفي، فذكر بأن "اقتراح القانون يشمل كل القادة الأمنيين، ولكن هذا الاقتراح حالياً لا فرصة لديه لأنه في المجلس النيابي، والآن أي خطوة ستتم على مستوى وزير الدفاع وليس المجلس النيابي، لذلك في هذه الجزئية الموضوع غير مطروح". وعن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس سعد الحريري للعودة إلى رئاسة الحكومة، اعتبر أنها "زكزكة" للرئيس المكلف تمام سلام و"محاولة لإظهار عدم الرضا ربما عن ظروف تشكيل الحكومة"، مشدداً على "أن الرئيس الحريري لا يحتاج إلى دعوة للعودة للبنان ولا الى ترشيح الآخرين، وعندما يرى الوقت المناسب للترشح سيعلن ذلك تياره أو كتلته، أما المرشح في هذه المرحلة لتشكيل الحكومة هو الرئيس سلام ونحن ندعمه، ولم يتغير موقفنا من تكليفه". وعن طرح "تيار المستقبل" تشكيل حكومة حيادية غير سياسية، قال: "من ساواك بنفسه ما ظلمك"، عندما قلنا "أن تكون هذه الحكومة حكومة الناس ومصالحهم بعيدة عن تعقيدات التمثيل المباشر، هذا يعني أن "تيار المستقبل" خارج الحكومة و"حزب الله" خارج الحكومة ومكونات 14 آذار و8 آذار خارج الحكومة، وذلك تسهيلا لمعالجة قضايا الناس ونأخذ النقاط الخلافية الى طاولة الحوار". وختم: "من مصلحة "حزب الله" عدم الدخول الى الحكومة الآن نتيجة التعقيدات التي يواجهها وحرصا على المصلحة الوطنية، إذ لا مصلحة له بعدما حصل في سوريا أن يكون جزءا من هذه الحكومة، لانه سيأخذ هذه التعقيدات والانقسام الحاد حول مشاركته بالقتال في سوريا الى داخل الحكومة"، مؤكدا أن "لا وجود لجناح سياسي في "حزب الله"، فكل الحزب هو جناح عسكري".

 

النائب خالد ضاهر: نحن أمام فريق إرهابي يعمل على تحطيم أركان الدولة

وطنية - أقامت منسقية القيطع في تيار "المستقبل" عكار أمسية رمضانية في قاعة قلعة لبنان، حضرها النائب خالد ضاهر، رؤساء بلديات ومخاتير، فاعليات اجتماعية وحشد من أبناء المنطقة.

وألقى ضاهر كلمة اعتبر فيها "أن حزب الله كان ولا يزال يعمل ويحاول السيطرة على لبنان ووضع اليد على مقدراته خدمة للمشروع الايراني الفارسي الصفوي، وخدمة للنظام السوري"، معتبرا "ان حزب الله عطل البلد، وهم يرفضون تشكيل حكومة لانهم يريدون دويلتهم". وقال: "أما نحن فاننا كنا وما زلنا نعمل على حماية لبنان وحماية مؤسساته الدستورية حتى نمنع العابثين بأمن البلد ومن يعملون لخدمة النظام السوري وايران وحزب الله في لبنان، وعندما أشرنا الى أخطاء في الجيش انما كنا نحذر من محاولات حزب الله أن يسيطر على الجيش وأن يعمل على زرع الفتنة في لبنان بين أهل السنة والجيش، هذا هو المخطط الذي يعمل عليه حزب الله، فهو في مناطق شيعية يسيطر عليها وهناك مناطق سنية ودرزية ومسيحية هي مع مشروع الدولة، ولذلك حزب الله اليوم يحاول ان يعبث بهذه المناطق ويشوه صورتها متبعا سياسة النظام السوري بالحديث عن الارهابيين".

أضاف: "ألا يضحككم أن يتحدث حزب الله وأمينه العام عن التكفيريين وعن الارهابيين، وهم من يمارسون التكفير والارهاب والاجرام كل يوم في لبنان وفي سوريا؟ أليس إرهابنا في لبنان ومنع تشكيل الحكومة هو عمل إرهابي وتكفيري؟ أليس دفع الرئيس الحريري الى الخروج من لبنان بسبب التهديد لحياته وبيته هو إرهاب؟ انه إرهاب "حزب الله" المتهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والكثير من محاولات الاغتيال التي كان آخرها محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، وكانت الخلية الارهابية خلية الوزير السابق سماحة ومملوك التي أشرف عليها بشار الاسد لقتلنا في عكار لقتل نوابنا وقادتنا ومفتينا". وتابع: "إذا نحن أمام فريق إرهابي مجرم يعمل على تحطيم أركان الدولة وأمن البلد وإستقرار البلد لصالح مشروعه الايراني الصفوي السوري ". وختم الضاهر: "إننا صامدون، واجهنا وسنواجه كل هذا الارهاب بصدور عارية وبإرادة صلبة، وسنبقى على هذا النهج حتى نحقق بناء الدولة الديموقراطية التي لها ولمؤسساتها السيطرة الكاملة على كل الارض اللبنانية، ونبني لابنائنا مستقبلا زاهرا ودولة عادلة وشعبا متقدما ومتطورا في هذا البلد. سيسقط نظام الاجرام في سوريا، نظام القتل والارهاب، وسينتصر الشعب السوري البطل على الطاغية ، وسينتصر الشعب اللبناني على القتلة والمجرمين". هذا، وقد اختتمت الامسية الرمضانية بأناشيد دينية أدتها فرقة الشارقة بقيادة المنشد الشيخ محمد الزعبي .

 

مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: حزب الله ليس ارهابيا فقط بل هو عامل خطير في تقسيم المسلمين

وطنية - اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان "حزب الله ليس ارهابيا فقط، بل هو عامل خطير في تقسيم المسلمين وضرب الصف الاسلامي والانحياز الى اعداء الاسلام، واعداء اهل السنة خاصة، ولبنان عامة".

وقال في تصريح اليوم: "منذ العام 2005، بل منذ ان بدأت محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، بدأت مهمة حزب الله تظهر على حقيقتها في لبنان، ثم كان اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي كان اغتيالا للبنان ومستقبله".

واكد ان "مقاومة اسرائيل والتغني بالدفاع عن القضية الفلسطينية كانا غطاء لكل هذا الدور الاجرامي في لبنان. بل ربما كانت تحالفا ايرانيا اسرائيليا للاعتداء على العالم العربي، واشاعة الفوضى في بلاد العرب، وتقسيم الدول العربية، وقد كشف هذا الدور الخبيث في سوريا، لان ما جرى وما يجري في سوريا اشار الى دور خطير تلعبه ايران وحزب الله ضد الامة العربية لحساب ايران". ورأى ان "الدول الاوروبية تأخرت في اعطاء رأيها بحزب الله وحقيقته الارهابية، كما تأخرت في اعطاء السلاح المتطور للجيش السوري الحر للدفاع عن حرية سوريا وكرامة شعبها الذي يذبح كل يوم". وقال: "لمسنا خطورة حزب الله على الامن في لبنان منذ امد بعيد، ومنذ بدأ شبابه يعتدون على المساجد وعلى الناس فيها، ويحاولون اغتصابها وفرض الهوية الشيعية على مساجد اهل السنة". اضاف: "لقد سقط لبنان وسقطت حكوماته، بفضل ارهاب حزب الله، واقتحمت بيروت مرات عدة من حزب الله، ثم كانت معركة عبرا في صيدا. لم يعد هناك اقتصاد، ولا سياحة عربية او غير عربية، ولم يعد هناك استثمار اجنبي ولم يعد هناك طمأنينة للشباب اللبناني فهاجر، كل ذلك بفضل عدوانية "حزب الله" وما ارتكبه، مما ادى الى دمار لبنان معنويا وماديا وسياسيا". وسأل الجوزو: "هل بعد ذلك يحق لاعوان "حزب الله" الدفاع عنه وبخاصة الحليف العوني المقرب. انها مهزلة ما بعدها مهزلة والمهزلة الكبرى ان يعطل حزب الله تأليف الحكومة ارهابا".

 

الراعي دعا من زحلة إلى الوحدة والمصالحة وبذل المزيد من الجهد نطالب الدول بإيقاف نار الحرب ورفع الظلم عن الضحايا البريئة

وطنية - احتفل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في كاتدرائية القديس مار مارون في كسارة بالقداس الاحتفالي، ضمن جولته الرعوية في مدينة زحلة، عاونه المطرانان منصور حبيقة وبولس صياح، في حضور الوزراء: غابي ليون، نقولا فتوش وشكيب قرطباوي، النواب: جوزيف المعلوف، ايلي ماروني، روبير غانم، عاصم عراجي، امين وهبه، زياد القادري وانطوان سعد، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي ، الوزير السابق ايلي سكاف، الوزير السابق خليل الهراوي، النواب السابقين: سليم عون، حسن يعقوب، فيصل الداود، جورج قصرجي ومحمود بو حمدان، محافظ البقاع انطوان سليمان، المدير الاقليمي في أمن الدولة في البقاع العميد فادي حداد، المقدم سيمون ابو حيدر ممثلا رئيس فرع المخابرات في البقاع العميد عبد السلام سمحات، رئيس مجلس بلدية زحلة المهندس جوزف دياب المعلوف، المطران اندريه حداد، لفيف من الكهنة والمطارنة، عادل قرطاس، هيئات قضائية ومديرين عامين، رؤساء بلديات ومخاتير.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "يا زكا، أسرِع وانزِل، فعلي أن أقيم اليوم في بيتك". ومما جاء فيها: "يسوع المسيح الذي، هو هو، أمس واليوم وإلى الأبد (عبرا 13: 8)، يمر على دروب حياتنا وفي كل ظروفها الحلوة والمرة، ينتظر من كل واحد منا توقا إليه في قلبه ورغبة في لقائه، لكي يأخذ المبادرة، كما فعل مع زكا العشار، ويقول لكلِ واحد منا: أسرع وانزل من حالتك، من ذاتك، من غناك، من حزنك، من يأسك، من شكك، "فعلي أن أقيم اليوم في بيتك" (لو19: 5)". وقال: "يسعدني أن أقوم بزيارة أبرشيتنا المارونية في زحله بدعوة كريمة من راعيها سيادة أخينا المطران منصور حبيقه السامي الاحترام الذي أُحييه بكلِ امتنان. أقوم بها مع أخوينا المطرانين بولس صياح النائب البطريركي العام، وطانيوس الخوري ابن صغبين والأبرشية، رئيس أساقفة صيدا السابق، ويرافقنا الى جانب امين سرنا والقيم البطريركي ومكتبنا الاعلامي في البطريركية، المدير العام للمؤسسة الاجتماعية المارونية الأب نادر نادر، ومنسِق مكتب الإنماء في الدائرة البطريركية الأب لويس سماحة للاطلاع على ما يمكن القيام به من مبادرات على الصعيد الانمائي. يطيب لي أن نحيي اصحاب السيادة المطارنة اندره حداد جورج اسكندر كيغام ختشريان والمطران المنتخب على ابرشية طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك ادوار ضاهر الحاضرين معنا متمنين الشفاء العاجل والكامل لسيادة المطران عصام درويش والعودة بالسلامة لسيادة المطران بولس سفر. واحيي اللبنانية الاولى الاسبق السيدة منى الهراوي، وسعادة المحافظ واصحاب المعالي الوزراء والسادة النواب وسائر الفعاليات السياسية والإدارية والعسكرية والاعلامية والكهنة والرهبان والراهبات وهذا الجمع المؤمن.

لقد شئنا مع سيادة راعي الأبرشية أن تنحصر الزيارة بكرسي المطرانية وكاتدرائيتها في مدينة زحله لنلتقي فيها معظم أبناء المدينة والأبرشية وفاعلياتها الكنسية والمدنية. وقد ضحينا بزيارة الرعايا والمؤسسات، نظرا للأوضاع الراهنة في المنطقة، حيث يسود القلق والحزن والاضطراب. وآلينا على انفسنا معكم تجنب طابع البهرجة والتعبير الخارجي عن الابتهاج، تضامنا مع المتألمين. ولكنكم عبرتم عن فرحكم ومحبتكم بحضوركم وباللافتات التي كتبتم عليها من مكنونات قلوبكم وتطلعاتكم. فالشكر عليها من صميم القلب. وكان عزيزا علينا أن نلتقي بكم، ونسمعكم، ونطلع على أوضاعكم، ونفكر معا في ما يجب فعله لتجنيب المدينة والمنطقة تداعيات الأحداث والتوترات الجارية، ونشدد روابط الشركة والمحبة، والتضامن والتعاون على مختلف المستويات".

أضاف: "أحيي عائلة العزيز كريكور فوسيان الحاضرة معنا، ونجدد معكم النداء من اجل العمل الجدي للافراج عنه، هو الذي خطف منذ اسبوعين في منطقة عرسال، رحمة به وبعائلته، وهو الذي تميز بصنع الخير وتوفير فرص العمل ونشر السلام. ونقدر كل المتضامنين مع عائلته في النداء والمطالبة بالافراج عنه، وفي شجب ظاهرة الخطف الغريبة عن بيئتنا وثقافتنا وحضارتنا. واذ نصلي في هذه الليتورجيا الإلهية على هذه النية، "نصلي ايضا من أجل نجاة لبنان، والسلام فيه وفي منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في العراق وسوريا ومصر".

وتابع: "كم هو جميل ان نلتقي كأخوة واخوات بالمسيح في هذه الكاتدرائية الجميلة، كاتدرائية مار مارون، وفي هذه المطرانية. ويطيب لي الاعراب عن الشكر والتقدير لسيادة المطران جورج اسكندر مطران زحله السابق واول مطران عليها الذي ارسى اساساتها وبدأ اعمالها، ولسيادة المطران منصور حبيقة الذي اكملها بكثير من الذوق واللياقة بمؤازرة العديدين من الموارنة وسواهم، ومن مسيحيين ومسلمين، وعلى رأسهم المغفور له المرحوم الياس الهراوي رئيس الجمهورية اللبنانية والسيدة عقيلته اللبنانية الاولى الاسبق منى الهراوي. نسأل الله المكافأة الحسنة من فيض نعمه على الاحياء، والراحة في سعادة السماء للذين غابوا عنا".

وقال: "إننا نواكب بصلاتنا قداسة البابا فرنسيس الذي ينهي اليوم لقاءه مع شبيبة العالم في ريو دي جنيرو، ويوجه كلمته الهادية إلى هذه الشبيبة. ونأمل ان نجعل من كلماته برنامج عملنا مع شباب لبنان. فنسأل الله ان يحقق أمنيات قداسة البابا، وأن تؤتي الأيام العالمية للشبيبة ثمارها المرجوة لخير الشباب والكنيسة والمجتمع".

أضاف: "لم يدخل يسوع بيت زكا ديانا، بل دخله رحوما محبا. لم يوبخه على أخطائه، بل مس قلبه بحبه وتفهمه. ما جعل زكا يقف ويعترف تلقائيا بأخطائه، ويقرر التعويض عنها. فكرجل غني، إرتسم أمام ضميره إهماله للفقراء، فصمم على إعطائهم نصف مقتنياته. وكعشار، هز ضميره ظلمُه للناس في جمع العشور، فصمم على التعويض بأربعة أضعاف للذين يكون قد ظلمهم. فكان جواب يسوع أن "دخل الخلاص اليوم هذا البيت". هذه هي نتيجة اللقاء الشخصي بالمسيح. رغب زكا، في الأساس، في أن يرى يسوع رؤية خارجية، من باب الفضولية. لكن هذه الرغبة المعبر عنها في مبادرته المتواضعة بتسلق الجميزة ليرى يسوع، غير آبه بموقعه الاجتماعي كرجل غني ورئيس العشارين، قدرها الرب يسوع، وكافأه بالإقامة في بيته، وكأنه كان يتحين الفرص ليلتقي بزكا. فكان اللقاء الوجداني معه، وكانت عملية التغيير و "الولادة الجديدة". اللقاء الشخصي مع يسوع هو اللقاء مع الحقيقة التي تحرر وتنير وتبدل. لا أحد في الدنيا هو سيد الحقيقة، ولا يمكننا أن نوظف الحقيقة كأنها شيء نمتلكه ونستعمله في ما يناسبنا. وحده الروح القدس الذي وعد به يسوع، هو "روح الحق الذي يقودنا إلى الحقيقة كلها"(يو16: 12-15).

وتابع: "بحادثة اللقاء مع زكا، علمنا الرب يسوع كيف نقارب الناس ونحاورهم لخيرهم وخير المجتمع. إنه مثال لكل أسقف وكاهن وراهب وراهبة، لكل مؤمن ومؤمنة، لكل مسؤول في العائلة والمجتمع والدولة بحيث يكون منفتحا على الجميع، ومستعدا لسماع الجميع، دونما استثناء. هذه الميزة تناقض واقع الانقسام الذي نعيشه في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، حيث تمييز سياسي وعنصري وديني ومذهبي، وبالتالي انقطاع الحوار، ورفضه مع الادعاء بأنه لا يجدي نفعا، وبالتالي إتهام وتخوين وأحكام مسبقة. هذا كله يناقض ويعاكس إنجيل المسيح الذي هو إنجيل الحوار والتلاقي. نسمع اليوم بكل اسف هذه اللغة: "هؤلاء ليسوا منا، ليسوا معنا، هم أعداؤنا، لا تكلموهم، لا تخالطوهم"! هذه ليست لغتنا اللبنانية الاساسية ولا ثقافتنا. الرب يسوع لا يقصي أحدا ولا يهمل أحدا. يوصينا قداسة البابا فرنسيس، ويواصل نداءه من البرازيل، طالبا منا الخروج من الذات والمصالح الصغيرة واللامبالاة بالغير ويدعونا للذهاب نحو الاخوة المرضى والحزانى والفقراء والمهمشين والمُهملين، اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا. ولفعل ذلك بروح الإنجيل، فيما الرب يسوع يسمي هؤلاء "إخوته الصغار". وسيديننا ثوابا أو عقابا على ما نكون قد صنعنا لهم بواجب المحبة والعدالة (متى 25: 40 و45)".

وقال: "لا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أدعوكم ايها الاحباء إلى مواصلة عملكم وتضامنكم، من أجل الوحدة والمصالحة في مدينة زحله ومنطقة البقاع، وإنمائها وازدهارها وخير سكانها. ونناشد المعنيين من الرسميين بذل المزيد من الجهد للمساهمة في ذلك. إن وحدتكم وتضامنكم ووعيكم لسبيل أكيد إلى الاستقرار فيها، وإلى تجنيبها تداعيات الأحداث في الداخل وفي الخارج، ولا سيما في سوريا. وندعوكم للمحافظة على الارض التي تمتلكونها حفاظا على هويتكم وتاريخكم واساس وجودكم ومعنى حضوركم ، آملين معكم استثمارها زراعيا وصناعيا بدلا من بيعها. وإني أحيي إخواننا النازحين من سوريا، ونتمنى لهم راحة البال والعيش بسلام واحترام وتعاون مع اللبنانيين المستضيفين، الذين أشكرهم على حسن استضافتهم لهم، آملين أن يعودوا بأسرع ما يمكن إلى بيوتهم وأراضيهم في سوريا. ونطالب معهم الأطراف المتنازعة بإيقاف نار الحرب، ورمي السلاح جانبا، والذهاب إلى طاولة المفاوضات والتحاور، من أجل إيجاد حلول سلمية عادلة تكون لصالح الجميع. ونطالب الدول، الإقليمية والدولية، التي تذكي نار الحرب بالتحريض وبإرسال السلاح لهذا وذاك من الأفرقاء المتنازعين، أن يكفوا عن هذا العمل المشين الذي يشكل وصمة عار على جبين الانسانية، وأن يتقوا الله في عباده، ويرفعوا الظلم عن الضحايا البريئة التي تدفع ثمن الحرب والنزاعات والسياسات التحريضية". وتابع: "أسعدنا، نهار أمس، باللِقاءات التي جمعتنا على التوالي مع السادة الوزراء والسادة نواب زحله والبقاع الغربي وراشيا، ومع الفاعليات السياسية في المدينة ورؤساء الكتل والأحزاب، وقد أطلعونا على الأوضاع السائدة في المنطقة وعما يقومون به من نشاط من اجل وحدتها الداخلية، والحوار، وتجنيبها التداعيات السلبية. ثم مع كهنة الأبرشية الذين تناولنا معهم التحديات والحاجات التي تواجهها خدمتهم الراعوية، وضرورة تطويرها في إطار الكرازة الجديدة بالإنجيل، روحيا واجتماعيا وإنمائيا، والحاجة إلى المزيد من التعاون بين المؤسسات الكنسية التربوية والاجتماعية والإنسانية. وقدرنا عملهم بتوجيهات سيادة راعي الأبرشية، وعمل المجالس واللجان في المطرانية والأبرشية والرعايا، والتفافهم جميعا حول راعيهم.

وقدرنا عمل المجالس البلدية والاختيارية في المدينة وبلدات المنطقة، وقد التقينا رؤساءها ومخاتيرها، وأكدنا لهم قرب الكنيسة منهم في عملهم من جهة، وفي كل ما يختص بإنماء الإنسان والمجتمع في دائرة مسؤولياتهم.

وسررنا بلقاء أخويات الكبار والشبيبة والطلائع والفرسان والكشاف الماروني واللبناني، والجمعيات الخيرية والانمائية والصليب الأحمر وسائر المنظمات والحركات الرسولية، وقدرنا حيويتهم ونشاطهم؛ واستكملنا الاطلاع على الأوضاع الاجتماعية والراعوية مع الوفود الآتية من الرعايا مع كهنتها ومجالسها ولجان أوقافها، حاملين همومهم وتطلعاتهم وانتظاراتهم. وختمنا اللقاءات ببرنامج التنشئة المسيحية، فأعربنا لهم جميعا عن قربنا منهم، وعن حضورهم في قلبنا وصلاتنا. وثمنا دورهم البناء على المستوى الكنسي والاجتماعي والوطني، بروح الشركة والمحبة".

أضاف: "صباح اليوم كان لقاؤنا مع راهبات زحله والبقاع، واطلعنا على عملهن الرسولي في المنطقة عبر المؤسسات التربوية والاستشفائية والاجتماعية. وركزنا معا على ضرورة تنسيق الجهود والقوى من أجل خدمة أفضل وأشمل، يستفيد منها الجميع. وسنزور بعد الظهر مركز بلدية زحلة المعلقة، وإخواننا السادة المطارنة في كراسيهم الأسقفية، من أجل تعزيز علاقات المودة ومجالات التعاون بين الكنيسة المارونية وكل من كنيسة الروم الكاثوليك، والروم الأرثوذكس، والسريان الأرثوذكس والارمن وفي ما بينها. سنصلي معا من أجل وحدة المسيحيين، ومن أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط. وسنرفع الصوت عاليا مطالبين بمعرفة مصير أخوينا المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، والكاهنين ميشال كيال واسحق محفوض وسائر المخطوفين، وبالإفراج عنهم". وتابع: "في هذا الظرف الاقتصادي والاجتماعي الخانق، علينا كمؤسسات كنسية ومدنية، وكمجتمع أهلي أن ننظم التعاون والتضامن ومحبتنا الاجتماعية لكي نعمل من أجل حماية، ما سماهم قداسة البابا فرنسيس الأعمدة الأساسية للوطن وثروته غير المادية، في خطاب له أول من أمس في ريو دي جنيرو، وهي:

-الحياة البشرية، هذه العطية من الله والقيمة التي ينبغي حمايتها وتعزيزها.

- العائلة، وهي أساس العيش معا والخلية الحية للمجتمع والمدرسة الطبيعية للقيم الانسانية والاخلاقية.

- التربية الشاملة التي لا تقتصر على مجرد نقل معلومات من أجل الاستفادة والربح، بل تكمله بتكوين شخصية الإنسان من كل جوانبها وبكل أبعادها.

- الصحة الجسدية والروحية والأخلاقية التي تضمن الاتزان الإنساني، وسلامة العيش معا.

- الأمن مع الاقتناع بأن العنف يولد العنف، ولا يمكن التغلب عليه إلا بتغيير القلب البشري".

في ختام هذه الزيارة الراعوية، التي كنا نتمنى لو شملت كل رعايا الأبرشية، وإن شاء الله سنعوض، "أود الإعراب عن امتناني لكم جميعا، أفرادا وجماعات ومقامات رسمية كنسية ومدنية، ولوسائل الإعلام التي نقلت وقائع الزيارة. أشكركم على حفاوة استقبالكم وعلى حرارة محبتكم وعلى حضوركم من مختلف المناطق. إني أؤكد لكم أنكم في صلاتي وقلبي وموضوع محبتي وتقديري. ونعود إلى الكرسي البطريركي أغنياء بمحبتكم وبما رأينا وسمعنا، ومعتزين بكم، وحاملين معنا الكثير مما يجب علينا فعله بمؤآزرتكم لخير زحله والبقاع الغربي وراشيا، بل ولخير البقاع كله ولبنان وشعبه. إننا بوحدتنا وتضامننا وتعاوننا نستطيع الكثير. فليباركنا الله بنعمته، الآب والابن والروح القدس، له المجد والشكر إلى الأبد، آمين".

وفود مهنئة

واستقبل الراعي في صالون المطرانية وفودا من المهنئين، حركات رسولية، وفودا راعوية والحضور.

كما، استقبل في خلوة خاصة عائلة المخطوف كريكور فوسيان، في حضور النائبين ايلي ماروني وجوزيف المعلوف.

 

الراعي رعى تخريجا في الكسليك: تأجيل الحوار يعمق الهوة ويضخم الضرر ليدرك المتخاصمون أن الإصلاحات لا تفرض من الخارج ولا تتم عن طريق العنف والحرب

وطنية - خرجت جامعة الروح القدس - الكسليك 1230 طالبا وطالبة من كافة كليات الجامعة وفروعها، وذلك في احتفال رعاه الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ودعا إليه رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ الذي أطلق على المتخرجين إسم "فوج قداسة البابا فرنسيس"، في حرم الجامعة الرئيسي في الكسليك، في حضور النائب نبيل نقولا، المطارنة بولس روحانا وبولس الصياح وحنا علوان وطانيوس الخوري، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة والآباء المدبرين في الرهبانية، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب وليد موسى، رئيسة جامعة العائلة المقدسة البترون الأخت ماري دو كريست بصبوص وحشد من الرؤساء العامين والرئيسات العامات والفاعليات السياسية والدينية والقائمقامية والبلدية والاختيارية والتربوية والاجتماعية، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الجامعة والأساتذة وذوي الخريجين. بدأ الاحتفال الذي قدمته الإعلامية ماغي عون بدخول موكب الخريجين، ثم تلا الراعي ونعمة رتبة التبريك للطلاب والمبنى الجديد.

شيباني

وألقت كلمة الطلاب ملكة جمال لبنان رينا شيباني التي اعتبرت "أنه في هذا اليوم البهي، نسير على بركة الله نحو تحقيق رسالتنا ونشكره على رعايته لنا في جميع مراحل حياتنا". وشكرت جامعة الروح القدس، إدارة وأساتذة، "التي أعطت وأفاضت وسقت حياتنا علما وثقافة وعلمتنا أن للنجاح قيمة ومعنى وأن لا مستحيل في سبيل الإبداع والرقي". وقالت: "إذا كنت قد توجت قبل عام بتاج الجمال وحملت مسؤلياته فنحن اليوم نتوج بتاج العلم الأقوى والأبقى في الحياة. اليوم تبدأ رحلة الألف ميل في مشوار مليء بتحديات كثيرة، في وطن قدره أن يعيش على إيقاع التحديات ووقعها. إنها شهادة ننطلق بها في الوطن وليس إلى خارجه، بمهارات ممزوجة بسهر الليالي. فهل تضيق بها مساحة الوطن أم تنفتح أمامها الأبواب والفرص؟  وختمت: "في عيوننا إشراقة أمل لمستقبل نريد أن نصنعه بأيدينا ، كل واحد منا في اختصاصه، لا يخيفنا شيء، لأن الرب راعينا والروح القدس يظللنا".

محفوظ

أما محفوظ فاستهل كلمته بالقول: "رأى الله أن ذلك حسن". على وقع هذه الجملة في سفر التكوين، في الصفحات الأولى من الكتاب المقدس، راحت رواية خلق الكون والإنسان تشق طريقها إلى كل قارىء. ان قمة جمالات الخلق هي الإنسان". أضاف: "تلك اللوحة الرائعة، لوحة البدايات، تطل بطيفها على احتفالنا هذه الليلة، فحولنا الطبيعة تهمس جمالا، وأمامنا الإنسان خليقة الله يبدع علما وفكرا فيتألق. فتنجلي الصورة عن جمال تلو جمال، أستوقف سبعة منها، بالعودة الى جمالات الأسبوع الأول من التاريخ، اسبوع الخلق في أيامه السبعة". وقال: "أول جمال هو لبنان. أكلمكم عنه، وكلنا نعرف كم يتميز بلدنا بجماله وكم من قيم حميدة ينعم بها مجتمعنا. أيها الخريجون الأحباء، أعلم جيدا أن الكثيرين يسلطون الضوء على حالتنا المضطربة في لبنان وعلى مشاكلنا الكثيرة على مستويات مختلفة. ولكن، لا تخافوا. لا تسمعوا لهؤلاء، بل كونوا واقعيين ومتفائلين في الوقت عينه. نعم هناك مشاكل. ولكن لا مجتمع على الأرض بدون مشاكل كبيرة. أيها الخريجون الأحباء، في النظر الى لبنان، أدعوكم الى سماع صوت الذين سوف اذكرهم في كلامي عن الجمال الثاني والثالث والرابع والخامس. أحبوا لبنان كثيرا، وتعاطوا معه بكل ايجابية، ومهما حصل فيه، عودوا فانطلقوا انتم، وانطلقوا به إلى الأمام. هذا هو قدر كل إنسان عاقل على وجه الأرض. الانطلاق دوما الى الأمام والانطلاق دوما الى الأمام، فلا يستطيع أحد إيقاف التاريخ، والله سيد التاريخ. جميل لبنان وجميلون أهل لبنان".

وتابع: "هي هذه الإيجابية، مع محبة الآخر، التي ينادي بها على الدوام من يحمل فوجكم اسمه، أيها الخريجون الأحباء. إنه قداسة البابا فرنسيس. وهذا هو الجمال الثاني، جمال شخصية قداسته، الناصع البياض، بما يحمل من إيمان وقناعة وتصرف ورسالة. نراه يحنو على الأضعف في المجتمع، ولا ينفك يعلمنا أهمية محبة الآخر والاهتمام به، وخاصة الاضعف الذي قست عليه الحياة. هي أمثولة تصلح لكل من يصر على تأليه القوة والسلطة، فيما المحبة والحنو على الأضعف هما السلطة الحقيقية التي ترفع الإنسان. هذا الأسلوب واضح عند قداسته وقد تميز به، وبه يطبع الكنيسة والعالم. وهو اليوم في البرازيل، في إطار الأيام العالمية للشباب، يعلم ما هو جميل وما ينقل الجمال والراحة الى النفوس. يتوجه الى الشباب في محطات عديدة، لينقل إليهم رسالة الفرح".

أضاف: "أود الآن أن أكلمكم عن الجمال الثالث، جمال حضور من أعطي مجد لبنان، كاردينال الكنيسة الكاثوليكية، ابينا ورأسنا وراعينا، صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى. فجميل أن ننعم بحضوره على رأس هذا الاحتفال، هو من ترشح منه الصلابة في زمن الارتجاجات. هو من تخرج منه بشرى الراعي وكلمة الحق في زمن المنذرين بالويلات ولافظي كلام قلة الحق. هو الذي يتعب التعب عنده وهو لا يتعب. في هذا الاحتفال، نختتم سنتنا الجامعية، فما أجمل أن نتيقن أننا بدأناها أيضا مع غبطته، في القداس الافتتاحي في 13 تشرين الثاني الفائت. يومها بارك غبطته إنجاز القسم الاول من مشروع الجامعة الخضراء. ونهتف اليوم جميعنا، كما هتفنا يومها، مع القديس بولس في رسالته الى أهل فيلبي: "فاستقبلوه اذا في الرب، بكل فرح، وعاملوا أمثاله بالاكرام" (فل 2: 29). نشكرك يا صاحب الغبطة لأنك تفضلت وقبلت الدعوة وأتيت تبارك الجامعة وهذا الاحتفال وهذا الحضور والخريجين الأحباء. أتيت تبارك بناء جديدا يزيد الطابع الحضاري على جامعتنا الحبيبة".

وقال: "أيها الخريجون الأحباء، تبصروا كيف انتم حاضرون في فكر غبطته وهمه، فاسمعوا ما يقوله في رسالته العامة الاولى "شركة ومحبة" إذ يتوجه الى الشبيبة، إذ يتوجه اليكم، قائلا: "إنكم تحملون عمر الطموحات واكتشاف مشروع الحياة. أتطلع معكم الى المستقبل وانتظاراته وتحدياته. أنتم أمل الكنيسة والعائلة والمجتمع، أنتم الجيل الذي يكون المواطنين المخلصين. تكون غدا الكنيسة والعائلة والمجتمع والوطن ما أنتم عليه اليوم. أنتم المستقبل" (عدد 51). وعندما يتكلم عن الاقتصاد، أنتم أيضا حاضرون، فهو يقول: "بالنمو الاقتصادي، نخلق فرص العمل ويثبت شبابنا في ارضهم، مفجرين طاقاتهم الإبداعية في لبنان دون أن يهجروه" (عدد 63). مرة جديدة، هي دعوة إلى الإيجابية وإلى بنيان الذات والحياة بالانطلاق الدائم إلى الأمام. هذا هو أيضا صوت أدعوكم إلى سماعه عندما تفكرون بلبنان".

وتابع: "في الكنيسة المارونية رهبانية أسست جامعتكم وهي تديرها. فانظروا إلى اسمها. في اسمها، الرهبانية، وفي اسمها لبنان، وفي اسمها المارونية. إنها الرهبانية اللبنانية المارونية. وهي موضوع كلام الجمال الرابع. جزأت الاسم لأبين كليتها. فهي رهبانية القديسين شربل ورفقا ونعمة الله واسطفان. وهي رهبانية أي إنها تسعى بشكل دائم الى الكمال وإنها، كرهبانية وكتجسيد لرسالة سامية، أعلى من أي فرد فيها، فدينامية العمل فيها هي ما شكل الجو الذي نمت فيه قداسة قديسيها. وهي هذه الدينامية التي جعلتها تتوسع وتنتشر وتؤسس المؤسسات المختلفة، ومنها الجامعة. ومن ينظر الى الجامعة يفهم كثيرا من تاريخ الرهبانية وديناميتها. حجارتها الصفراء التي تشهد للعراقة والأصالة والتاريخ تحوي هي أيضا التطور وتحاذي الأبنية الجديدة المماشية للتطور والنمو. فإنها جامعة نمت وكبرت وما زالت، بقوة الله، تنمو، بشكل يعلو الأشخاص ويتغذى من ماوية رهبانية القديسين. والرهبانية لبنانية، فلبنان جزء من فئة دمها. معه ومع اللبنانيين عاشت الحلو والمر. ورافقت اللبنانيين في بلدان الانتشار. فتاريخها شاهد على مساهمتها الفعالة في قيام لبنان وبنائه ونموه وهي صخرة من صخور لبنان الكبيرة التي لا تتفتت. أدعوكم ايها الخريجون الأحباء أن تقتدوا بهذا الأداء فتعملوا من أجل قيام لبنان وبنائه ونموه. هنا أحيي قدس الأب العام الأباتي طنوس نعمه الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية السامي الاحترام، شاكرا إياه على حضوره وعلى بركته وعلى حكمته وعلى الطيبة التي يزرعها في الرهبانية. كما أشكر حضرة الآباء المدبرين، الذين، مع قدس الأب العام، يسهرون على شؤون الرهبانية والجامعة".

ورأى أن "خامس الجمالات هو موقع جامعة الروح القدس - الكسليك. يتبادر بالطبع إلى الأذهان أولا موقعها الجغرافي، فهو موقع جميل جدا على كتف خليج جونية المبهر، تحت نظر التلال الجميلة التي تتربع سيدة لبنان على إحداها. وهنا أريد أن احيي حضرة الأستاذ أنطوان افرام رئيس بلدية جونيه، والمجلس البلدي، شاكرا اياهم على كل التعاون. ولكنني قصدت أكثر، بموقع الجامعة، مكانها الحالي بالنسبة الى سلسلة حلقات تاريخها، من جهة، وبالنسبة الى المجتمع الجامعي العالمي والمجتمع اللبناني من جهة أخرى. جامعة الروح القدس - الكسليك هي ابنة سلالة عريقة في التعليم العالي نمت في خط التطور في التواصل ووصلت الآن الى اثنتي عشرة كلية واربعة معاهد عالية، وفاق عدد طلابها هذه السنة الثمانية آلاف طالب. وزاد البناء تلو البناء والبرنامج تلو البرنامج. وتبنت الجامعة اكثر فاكثر اللغة الانكليزية، مع اللغة الفرنسية، تماشيا مع هوية لبنان اللغوية وتطورها. وها السلطات الجامعية والرهبانية قد اقرت المخطط التوجيهي العمراني على قرابة الخمس عشرة سنة القادمة، والذي سيجعل من الجامعة، إن شاء الله، تحفة جامعية عمرانية خضراء في العالم الجامعي. وإن جامعتكم، أيها الخريجون الأحباء، تركب ركب الموجة الجامعية العالمية في ما يخص البرامج وطرق الحوكمة والعلاقات الدولية ورابطة القدامى والتكنولوجيا وانظمة الجودة والاعتماد. تعلمون جميعكم كم كان فرحنا كبيرا، في العام المنصرم، اننا حصلنا على الاعتماد المؤسساتي الاوروبي، وصنفنا البنك الدولي بين الجامعات الخمس الأولى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. واننا نتهيأ لورشة الاعتماد الأميركي الذي أرجو أن يبدأ في القريب العاجل. همنا في كل ذلك، أيها الخريجون الأحباء، أن يكون اسم جامعتكم زهيا براقا. تذكروا أنه الاسم الذي يعلو شهادتكم، اسم جامعة الروح القدس - الكسليك، فكلما زاد شأنه، زاد شأن شهادتكم. لذلك أنتم تستفيدون من كل خير يتحقق في الجامعة، حتى بعد تخرجكم منها. لقد ارتبط اسمها باسمكم على الدوام، وهذا مدعاة فخر لها".

أضاف محفوظ: "أيها الخريجون الأحباء، في اليوم السادس، خلق الله الإنسان، أعظم المخلوقات. وانتم الجمال السادس الذي استوقفه. وأنتم الصورة الأبهى في هذه الأمسية. أنتم فخر أهلكم وفخر جامعتكم وفخرنا جميعا. انتم فوج ومجموعة ولكنكم أفراد، فقصة كل منكم جميلة، مهما اعتراها من شوائب. قصة تمر بالطفولة والمدرسة والجامعة والقرية والمجتمع والوطن. قصة تفاعل أهلكم معها ولا زالوا يتفاعلون. فأخالهم جميعا الآن يحبسون الدمعة متأملين بسر الحياة ينمو فيكم. لهم كل الشكر منكم ومنا ولهم كل التقدير والتهنئة. قصة كل منكم سر فريد في سر التاريخ وسر البشر. جلوسكم على هذه المنصة، بهذا الشكل، معبر جدا. فأنتم في اول خطوة خارج الجامعة، فهي وراءكم الآن، وانتم منها منطلقون، مزودين بالعلم والتكنولوجيا وصقل الشخصية والقيم التي حاولت زرعها فيكم. وادارة الجامعة، بمجلسها وإدارييها، هي أمامكم مباشرة في رمزية محاولة مساعدتكم في الانطلاقة الحياتية. وأنتم أمام أهلكم وأصدقائكم وأصدقاء الجامعة، تحت أنظارهم، يرونكم تنطلقون. وفي الوقت عينه، أنتم تنظرون إلى الأفق البعيد، فانطلقوا وافرحوا ولا يحدن طموحكم حدود. فهو ليس أفق الخروج من لبنان، بل هو أفق النظر الطموح في الحياة والانطلاق الدائم إلى الأمام. أيها الخريجون الأحباء، أنتم لوحة جميلة جدا، جميعكم وكل منكم. وأنتم لوحة جميلة بما أنتم عليه الآن وبما ستصبحون عليه في المستقبل. أنتم تاريخ بدأ ويستمر. وفي كل مراحل تاريخكم، حافظوا على جمال قصتكم ولوحتكم. وأريد أن اعود فأهنئ متخرجة من بينكم، هي ملكة جمال لبنان، الآنسة رينا شيباني، على حيازتها هذا اللقب، وعلى الكلمة النابعة من القلب التي القتها باسمكم وعلى القيم العائلية والانسانية والمسيحية التي تشهد لها". وتابع: "ارتاح الله في اليوم السابع من الأسبوع الأول. فأود الكلام معكم عن الجمال السابع، جمال الراحة، أو جمال الطمأنينة أو جمال حسن النظر. أيها الخريجون الأحباء، تعلموا كيف ترتاحون لتحسنوا النظر إلى الحياة وتستعذبوها. فكل ما لدينا جميل. واختتم: "بدأت كلمتي بالعودة الى بدايات الكتاب المقدس وبينت جمالات ننعم بها وهي تعكس جمالات الخلق في البدايات. فتلمع الآن جملة، من محور الكتاب المقدس، أو من قلبه، أي من الإنجيل في العهد الجديد، حيث قال بطرس للرب، عندما شاهد بهاء مجده وجمال الحالة التي عاشوها معه على جبل التجلي، قال له بطرس: "حسن لنا ان نكون ههنا". كل هذه الأجواء تقودنا الى خاتمة الكتاب المقدس، في سفر الرؤيا، حيث الكلام عن أرض جديدة وسماوات جديدة، أي عن حالة جميلة وجديدة". وختم محفوظ: "أنتم، أيها الخريجون الاحباء، قادرون على المساهمة الكبيرة في خلق هذه الارض الجديدة والسماوات الجديدة. انتم بارادة الخير وارادة الانطلاق الدائم إلى الامام، تستطيعون تحقيق المعجزات وتبديل واقع المجتمعات والشعوب. فإذا نظرنا إلى احتفالنا هذه الليلة، ورأيناكم تتألقون بما تحملون من جمال حياة وطموح ودينامية، وحولكم الجمالات التي تكلمت عنها، ننظر إلى العلي ونشعر أن كاتبا بقربه يكتب الآن ويقول: "ورأى الله أن ذلك حسن، جدا".

الراعي

وبعد فاصل موسيقي من التراث السرياني واللبناني أدته غادة شبير، ألقى الراعي كلمة أعرب فيها عن سروره في تسمية المتخرجين والمتخرجات "فوج البابا فرنسيس"، "لما تحمل التسمية من معان تعطي تخريجهم شكلا واندفاعا بالروح والثقافة اللذين ينشرهما البابا فرنسيس". وهنأ الجامعة، ورئيسها الأب هادي محفوظ لافتا إلى "أن التهنئة مزدوجة: بفوج التخريج وبتجديد مدة رئاسته على الجامعة". وتوجه إلى المتخرجين: "تحملون تسمية "فوج البابا فرنسيس" في زمن لبناني ومشرقي يحمل الكثير من القلق والمآسي، وتتآكله الخلافات والنزاعات والحروب السياسة - المذهبية، وتزكي نارها دول إقليمية ودولية بدعم هذا وذاك من الأفرقاء المتنازعين والمتحاربين، بالمال والسلاح وبالمساندة السياسية، بدلا من الكف عن هذا الدعم والمساندة، والدعوة بالأحرى إلى رمي السلاح جانبا والجلوس إلى طاولة الحوار والمفاوضات، بروح من المصارحة والمصالحة، لإيجاد الحلول السلمية الرامية إلى إحلال سلام عادل وشامل ودائم. فمن أدرى بحاجات البيت مثل أهله؟ وليدرك المتخاصمون في الوطن الواحد أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ضرورية وملحة. ولكنها لا تفرض قسرا من الخارج، ولا تتم عن طريق العنف والحرب والعمليات الإرهابية. فهذه تولد الحقد والانقسام وتعود بالبلاد إلى الوراء". وقال: "وحده البابا فرنسيس يدعو باسم الكنيسة الجامعة إلى السلام، ووقف النار، والتحاور والتفاوض على أساس من ثقافة القبول بالآخر، والسعي إلى إيجاد حلول سلمية، بالطرق السياسية والديبلوماسية. ويأمل البابا فرنسيس من الشباب، لكونهم مستقبل أوطانهم، أن ينشروا ثقافة العيش معا باحترام التنوع في الدين والعرق والثقافة والرأي، وبالانسجام بين مكونات النسيج الاجتماعي المتعددة وغير المتجانسة". وتابع: "ندعو المتنازعين عندنا في لبنان، كما وفي سوريا ومصر والعراق، وسواها من بلدان الشرق الأوسط المهددة بالوصول إلى نزاعات مماثلة، ليدركوا أن للسلام طريقا واحدا ذا محطات مترابطة ومتكاملة هي العدالة والمحبة والحقيقة والحرية. العدالة تثمر السلام، والمحبة تريد السلام غاية مطلقة، والحقيقة تقود إليه، والحرية تحرص على ديمومة السلام".

أضاف: "أنتم، أيها الخريجون والخريجات، قد تنشأتم على هذه القيم الأربع في جامعة الروح القدس - الكسليك. واليوم تنطلقون إلى مجتمع هو بأمس الحاجة إليكم: تتكلمون فيه لغة السلام، أعني لغة العدالة بحيث يعطى كل ذي حق حقه، وتعملون على تطبيق شرعة حقوق الإنسان الأساسية، وتنددون بكل ممارسة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية منافية لها. تتكلمون لغة المحبة التي بات يجهلها الكثيرون عندنا، فيتراشقون بالتهم والإساءات والأحكام المسبقة. إنها لغة محبة الوطن وشعبه ومؤسساته، والمحبة الأخوية والاجتماعية. تتكلمون لغة الحقيقة الضائعة، الحقيقة الموضوعية التي تحرر وتجمع. لا يمكن أن يبنى المجتمع والوطن على لغة التكاذب والازدواجية والاستقواء والغدر، بل يبنى على لغة الحقيقة التي قوامها: نعم نعم، ولا لا. تتكلمون لغة الحرية المتحررة من الارتهانات والعبوديات للذات وللأشخاص والإيديولوجيات. ما أسوأ أن يجعل الإنسان نفسه سلعة تشترى وتباع! فمن يبيع نفسه وكرامته بالبخيس من المال، يبيع وطنه وشعبه!"

وتابع: "إن قداسة البابا فرنسيس، الذي يحمل فوجكم اسمه، ما فتئ يكلم الناس هذه اللغة بوجوهها الأربعة. آمل أن لا تقتصر التسمية على هذا الاحتفال، بل أن تكون دعوة لسماع هذا البابا، ولإغناء ثقافتكم بتعليمه، فتجعلون تعليمه دافعا لنشاطاتكم، ومبادئه ثقافة تلجون بها مجتمعنا اللبناني والمشرقي كقوة تجدد وتغيير. لا تنسوا أنكم في هذا الوطن وفي هذا المشرق كفجر جديد، ودم جديد، وتحملون تطلعات جديدة. كونوا أحرارا من كل تبعية، وقيموا الأحداث وأفعال الأشخاص والممارسات على القاعدة الخلقية التي تميز الخير من الشر، والعدل من الظلم، والحقيقة من الكذب، والخير العام من المصالح الشخصية والفئوية، والإنماء من الاستغلال. وابنوا رأيكم وقراركم في ضوء هذا التمييز. وتميزوا بالشجاعة في قول الحق، والدفاع عن العدل، والتنديد بالبغض، ورفض الارتهان. وتذكروا دائما قول بولس الرسول: "لقد حرركم المسيح لكي لا تستعبدوا لأحد" (غلا 5: 1)".

وقال الراعي: "انطلاقا من هذه اللغة الجديدة ومن هذا التمييز، إننا ندعو معكم ومن هنا الأفرقاء السياسيين في لبنان إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية، وإلى التحلي بالشجاعة والحرية والمروءة والمناقبية، فيدافعوا عن الدولة ومؤسساتها الدستورية، رافضين استغلالها من النافذين وتعطيلها لمصالحهم، ويبدأوا شق الطريق نحو جلسات حوار على قاعدتي المصارحة والمصالحة، والإقرار بعضهم لبعض بمحاسنهم وأخطائهم، والاعتراف بأن لا أحد منهم يمتلك كل الحقيقة والآخر كل الغلط، والنظر من قبل كل فريق إلى ما هو خطأ عنده بالنسبة إلى الآخر. إن كل تأخير أو تأجيل أو تهرب من هذا الحوار الوجداني الوطني يزيد في الخلافات، ويعمق الهوة، ويضخم الضرر العام. ألا يقول المثل: "البعد جفا؟". وشدد على أن "هذه الخطوة الحاسمة تمكن اللبنانيين، على تنوعهم الديني والسياسي، من الذهاب الواثق والمسؤول إلى إبرام عقد اجتماعي جديد، على أساس الميثاق الوطني لعام 1943، كقاعدة ومقياس، بحيث يتجدد ميثاق العيش معا والمشاركة المتساوية والمتوازنة بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والإدارة. وهذا مطلب أعرب عنه عدد من اللبنانيين منذ سبع سنوات، ويصبح اليوم ملحا في الأوضاع اللبنانية والإقليمية الراهنة التي يتأثر بالعمق فيها لبنان وكيانه وصيغته ورسالته".

وقال: "ميثاق 1943 هو نقطة ارتكاز واكتمال في تاريخ لبنان، إذ كون الصيغة اللبنانية، المعروفة بصيغة العيش المشترك، أو العيش معا مسلمين ومسيحيين التي تبلورت في الميزات التالية: أولا، إنشاء دولة مدنية تعاقدية تفصل بين الدين والدولة. يتشارك في حكمها وإدارتها المسيحيون والمسلمون بالمساواة والتوازن، لكون مجتمعها غير متجانس. الأساس المميز لهذه الدولة في لبنان هو الرابط الإنساني القائم على حقوق الإنسان، خلافا للدول الأخرى في المنطقة، حيث بعضها قائم على رابط الرحم الذي صيغته النظام العائلي أو القبلي، وبعضها على رابط الدين الذي أنتج الدول الدينية، وبعضها على رابط القوميات الذي أنتج الدول القومية. ثانيا، دولة مدنية في لبنان تحترم الأديان، من دون أن تكون دينية، فتحفظ حرية المعتقد والعبادة للمواطنين، وتحفظ حقوق الطوائف وتساوي بين جميعها، بحيث لا تفرض إحداها رأيها ونفوذها على الآخرين، ولا تعيش في عداوة مع الفئات الأخرى. ثالثا، دولة مدنية قائمة على قيم مشتركة يتوافق عليها الجميع ويلتزمون بها. رابعا، دولة مدنية مركزية قوية ذات ثقة وجذابة وفعالة وقادرة على حفظ الحقوق والمساواة والقيم للجميع أفرادا وطوائف، بحيث تنتفي معها الحاجة إلى حمل سلاح، خارج قواتها المسلحة، ويتحول فيها الولاء للطائفة والحزب إلى الولاء للدولة. مع إقرار اللامركزية الإدارية الموسعة، المتعاونة مع الحكم المركزي، لإنماء المناطق، وتخفيف الصراع السياسي في الدولة المركزية، وإبعاد السياسيين عن العمل الإداري، بحكم الفصل بين السلطات. خامسا، الولاء للدولة اللبنانية، من دون أي تبعية لدولة أخرى في الشرق أو في الغرب، ما يعني حياد لبنان المنفتح على جميع الدول بروح الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل، لبنان الملتزم قضايا المنطقة والعالم في كل ما يختص بالسلام والعدالة والحريات العامة وحقوق الإنسان وترقي الشعوب. فلا ينخرط لبنان طرفا في سياسة المحاور التصادمية الإقليمية والدولية، ولا في أحلاف خارجية تخوض صراع المصالح والنفوذ. بل يكون واحة لحوار الأديان والثقافات والحضارات، ويواصل دوره المتوسطي التاريخي في التفاعل المتبادل مع الغرب داخل المحيط الإسلامي والعربي، بحكم موقعه على الضفة الشرقية من المتوسط". أضاف: "بالعودة إلى تسمية دورتكم، أيها الخريجون والخريجات، "بفوج قداسة البابا فرنسيس" أود أن أترك لكم ما أوصى به الشبيبة في احتفاله معها يوم عيد الشعانين، في 24 اذار الماضي، وما أعلن عن أهمية دوركم في خطابه الرسمي يوم وصوله إلى البرازيل الاثنين الماضي وعن واجبنا نحوكم. في يوم الشعانين أوصى بثلاث كلمات: الفرح وملوكية المسيح وعمر الشباب: الفرح هو ميزة حياتكم وهو رسالتكم. لكن الفرح الحقيقي لا يأتي مما نملك من أشياء بل من اللقاء بشخص هو يسوع المسيح، الحاضر معنا، والذي لا يتركنا لوحدنا، ولاسيما في الظروف الصعبة. فرحكم مرتكز على الرجاء. ولقد أشرككم المسيح في ملوكيته التي تجلت في طبيعتها ونهجها على الصليب، حيث رفع ملك الحب الأعظم، حاملا خطايا وشرور الجنس البشري بأسره، مفتديا إياها ومكفرا عنها، ومصالحا الله مع كل إنسان. وأشرككم في ملوكيته أنتم المسيحيون بالمعمودية والميرون، لكي تكونوا أمراء في مملكة الصليب والحب، وأصحاب نهجه: "ما من حب أعظم من هذا، وهو أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه" (يو15: 13). أما عمر الشباب فمميز بحمل فرح الإيمان، وبقلب ينبض حبا وهبة ذات بشجاعة على مثال المسيح".

وتابع: "في البرازيل سماكم الشرفة التي يطل منها المستقبل على العالم. وأؤكد لكم أن المسيح يقدم لكم في المجتمع مكانا بفضل الطاقة القديرة المتفجرة من قلوبكم عندما تختبرون صداقته. فالمسيح يثق بكم، ويسلمكم مستقبل رسالته لكي تبنوا عالم الأخوة بين الناس. ويدعو المسيح الرب الأجيال الأكبر ليوفروا للشباب الشروط المادية والروحية الضرورية لتحقيق ذواتهم؛ وليقدموا لهم أسسا متينة يبنون عليها حياتهم، ويجدون فيها أمانهم وتربيتهم؛ ولينقلوا إليهم القيم التي تكشف لهم قيمة الحياة، وتفتح أمامهم أفقا من السعادة الحقيقية والإبداع؛ وليسلموهم عالما بقياس كرامة الحياة البشرية، يوقظ فيهم القدرات التي تمكنهم من مواجهة تحديات الحياة".

وختم الراعي: "أيها الخريجون والخريجات، يا فوج البابا فرنسيس، إنطلقوا رسلا إلى مجتمعنا وعالمنا، والروح القدس، شفيع جامعتكم، الذي قاد خطاكم طوال سني دراستكم، وعلمكم الحقيقة التي تحملون في عقولكم وقلوبكم، هو يوجه حياتكم إلى كل حق وخير وجمال. وبقوته اعملوا على تجديد حياتكم ومجتمعكم، هاتفين كل يوم: "أرسل روحك أيها المسيح، فيتجدد وجه الأرض". ثم قدم نعمة ومحفوظ لوحة تذكارية زيتية للبطريرك من توقيع الفنان سامي أبو خير. جرى بعدها توزيع الشهادات على المتخرجين. كما تلقت الطالبة المتفوقة في كلية الطب ميريم كرم جائزة الدكتور ايلي شلالا، قدمتها لها زوجته الدكتورة أمل شلالا، ونالت جائزة الدكتور موسى بو فرح الطالبة المتفوقة في كلية العلوم، ماستر في البيو - كيمياء جولييت موريس صليبا، قدمها الدكتور أنطوان بو فرح، رئيس جمعية موسى بو فرح للوقاية من الموت المفاجىء. أما جائزة نقابة المحامين في باريس فكانت من نصيب الطالبتين في كلية الحقوق، كارلا شاهين وماريا سعادة، قدمها لهما الأستاذ جو كرم. واختتم الاحتفال بالتقاط الصورة التذكارية ونخب المناسبة.

 

أحمد الحريري في إفطار صيادلة المستقبل: منفتحون على الحوار ولا نضع شروطا لكن أي حوار سينجح ما دام حزب الله يتحكم بمصائر اللبنانيين؟

وطنية - أقام فرع الصيادلة في قطاع المهن الحرة في "تيار المستقبل" إفطارا رمضانيا، غروب أمس في فندق "السفير"، برعاية الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري، بالتعاون مع شركة "الجزيرة" للصناعات الدوائية.

حضر الإفطار، إلى الحريري، رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاطف مجدلاني، نائب رئيس "تيار المستقبل" الأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية النقيب سمير ضومط، منسق عام قطاع المهن الحرة في التيار بشرى عيتاني، نقيب الصيادلة في لبنان ربيع حسونة والنقباء السابقون وأعضاء مجلس النقابة ومسؤولو قطاع الصيادلة في الأحزاب اللبنانية وحشد من "صيادلة المستقبل".

الحريري

والقى الحريري كلمة استهلها بوصف الرئيس الشهيد رفيق الحريري ب"الصيدلي الذي كان يصف الدواء لأزمات الوطن، والراعي الذي احتضن إنطلاقة صيادلة تيار المستقبل في العام 1995 وعايش مسيرتها حتى استشهاده عام 2005، كما احتضن وعايش مسيرة باقي الفروع في قطاع المهن الحرة". وتابع متحدثا عن "صيادلة المستقبل الذين يتغلبون على كل التحديات ويواجهون كل المخاطر ولا يهابون شيئا، ما داموا متسلحين بقيم وأخلاقيات المهنة السامية التي لا يساومون عليها مهما كانت المغريات، يكفينا شرفا أن صيادلة المستقبل اليوم في موقع الصدارة، يمضون في مسيرة الإرتقاء بعمل النقابة، وهم على رأسها بقيادة النقيب حسونة، نقيبنا الثاني بعد النقيب صالح دبيبو، فأسمى التحيات لكم من تيار المستقبل ومن رئيسه سعد رفيق الحريري الذي يقدر جهودكم عاليا ويفتخر بها". وقال: "تعلمون أن الوطن مريض، لكننا في تيار المستقبل لن نيأس من دورنا كأطباء يشخصون المرض، وكصيادلة يصفون الدواء الشافي له، مهما استمر البعض في المكابرة على المرض وفي خداع اللبنانيين بمداواته بأدوية مزورة منتهية الصلاحية. وإذا كنتم يا صيادلة المستقبل تحرسون قضية الصحة، فتيار المستقبل يحرس قضية الوطن في ظل ما يتهدده من أخطار جراء المرض العضال الذي نعاني منه، وهو السلاح غير الشرعي وما يخلفه من إستقواء وإستكبار لم يعد يطاق". أضاف: "ثمة من يرشق تيار المستقبل باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان، فقط لأنه يريد إنقاذ لبنان من أزمته وحمايته في زمن المتغيرات التي تعصف بالمنطقة تحت سقف إعلان بعبدا، بينما يمضي حزب الله في مسار توريط لبنان واللبنانيين قتالا في سوريا وتدخلا في شؤون دول عربية. ان الساكت عن الحق شيطان أخرس، فليطمئنوا مهما قاموا بواجبهم الجهادي ضد تيار المستقبل، هم أعجز من إسكات صوت الحقيقة التي نتسلح بها، تماما كما يبدو واجبهم الجهادي في سوريا أعجز من إسكات صوت الشعب السوري الحر وأعجز من قمع ثورته المحقة على نظام القتل والإستبداد". وتابع: "اننا لن نحكم على نوايا أحد. نريد إنقاذ لبنان، ونعتبر ذلك مسؤولية وطنية مشتركة. لكننا لن نشتري بضاعة فاسدة، ولسنا في موقع مسايرة أحد، أو الرضوخ لمزاجية أحد، بل نحن في موقع من يحكم على ممارسات حزب الله التي تأخذ لبنان إلى الهاوية، وعلى سياسات حزب الله التي تقامر بمستقبل اللبنانيين، فهل تغيرت هذه الممارسات أو تبدلت؟ للأسف لا". وختم الحريري: "منفتحون على الحوار ولا نضع شروطا، ولكن كيف يتم الحوار وفق معادلتهم: إما الحوار لأجل الحوار أو الإنفجار؟ وأي حوار سينجح ما دام حزب الله مصرا على التحكم بمصائر اللبنانيين وأخذهم رهينة لمشروعه الغريب عن لبنان".

حسونة

وكان الإفطار قد استهل بالنشيد الوطني وبالوقوف دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعد ترحيب من مروى الجمل، استذكر منسق قطاع الصيادلة في بيروت زياد دامرجي دعوات الرئيس الشهيد الحريري إلى تحقيق مصلحة المهنة، متعهدا مواصلة المسيرة. واعتبر مدير عام شركة "أدوية الحكمة" يوسف عبد العلي أن "التحديات والتطلعات المهنية المشتركة تشكل الإطار الجامع لكل صيدلي يعتز بمهنته ويسعى لرفع شأنها، فيكون مؤتمنا على صحة المواطن". ثم القى حسونة كلمة قال فيها: "لم تبخل مدرسة الرئيس الشهيد في تقديم التضحيات والنضال من أجل إثبات مفاهيم الوطن والمواطنة والإعتدال والإنفتاح، ونحن اليوم نجدد حرصنا على أن تكون نقابة الصيادلة نقابة جامعة لكل الصيادلة دون استثناء، نعمل بعيدين عن الكيدية وعن الطائفية والمذهبية البغيضة، مرتكزين على برامج التطوير والحداثة فيكون انتصارنا عندما ننجح في تطوير العمل النقابي والمؤسساتي وتطوير وحماية المهنة من كل الدخلاء عليها". أضاف: "كان ينقصنا بعد أن يأتونا بشهادات مزورة، وهذا آخر فصل من فصول التزوير، ويقولون إن النقابة تريد وضع يدها على الكولوكيوم، إلا أن الفساد لا يعرف مهنة ولا حزبا ولا تيارا، ونحن نريد صيدليا أمينا وصادقا". وشدد حسونة على أن "المعيار الذي يفرق بين الصيادلة هو مدى إلتزامهم بمفاهيم المهنة والإلتزام بها كمهنة إنسانية"، مؤكدا أن "مسيرة التطور ستستمر لتشمل صندوق التقاعد، مكننة العمل النقابي، مدى الترخيص للجامعات، تسجيل معاملات الزملاء، والحملات الصحية".

 

مصر: الحل الصعب؟

عبدالله إسكندر/الحياة

بعد مرحلة طويلة من العنف السياسي واللفظي، انتقل الوضع المصري الى العنف الاهلي المادي والمباشر في الشوارع والميادين. وفي مثل هذا النوع من العنف خطورة استثنائية تهدد الدولة والمجتمع والاقتصاد، أي كل مقومات الوطن. وكما اتضح من أحداث نهار الجمعة وليله، بات هذا العنف سلوكاً لكل الاطراف السياسية: الجيش الذي طالب بالمؤازرة للتصدي لجماعة «الإخوان المسلمين»، الذين نزلوا الى الشوارع من اجل دعم الجيش، وأنصار التيارات الاسلامية المناهضة للمرحلة الانتقالية في البلاد. وقد يكون هذا النوع من العنف اخطر من المواجهات المسلحة والعمليات العسكرية في شبه صحراء سيناء. ففي هذه الحال، ثمة مجموعات مسلحة، محدودة العدد، وتعرف الاجهزة الامنية أفرادها وتلاحقهم، لتظل المواجهات محصورة في طابع امني، وإن يكن بدأت تتوسع شيئاً فشيئاً، مع احتمال ان يتحول قطاع غزة ملاذاً آمناً للمسلحين. أما تلك المواجهات في الشوارع والميادين، فتشترك فيها عملياً كل فئات المجتمع المصري، إضافة الى الجيش والشرطة. ما يعني انه عنف مرتبط مباشرة بالانشطار السياسي في البلاد، وسيبقى قائماً ما لم تتوصل الأطراف كلها الى نوع من تسوية، ينتقل الصراع بموجبها من الاعتصامات والشارع الى اروقة المؤسسات. الواضح ان الظروف التي يمكن ان تؤدي الى مثل هذه التسوية انتفى وجودها. وبغض النظر عن الاسباب والدوافع التي ادت الى اطاحة حكم «الإخوان»، بعد سلسلة الخطوات الاستحواذية التي اقدم عليها الرئيس المعزول محمد مرسي، يشهد الوضع المصري قطبين يسعى كل منهما الى نفي الآخر. هناك المؤسسة العسكرية، ومعها ملايين من المصريين المؤطرين في احزاب او المستقلين والذين تجمعهم مناهضة حكم «الإخوان» ورفض عودته. في المقابل، هناك جماعات الاسلام السياسي، ومعها ملايين أخرى من المصريين الذين يأملون باستعادة الحكم من المؤسسة العسكرية وعلى أنقاضها.

وفي ظل انسداد الأفق السياسي أمام هذين التيارين، وفي ظل هذا الانقسام العمودي في المجتمع المصري، يبقى العنف هو المتنفس الوحيد. وهذا ما اظهرته مشاهد الاعتصامات حيث تلاحظ السهولة والسرعة باللجوء الى السلاح في مواجهة الخصم السياسي. ومثل هذا الاتجاه مرشح للتصعيد في ظل الشعارات الحالية: تجريم «الإخوان» ومن معهم من حلفاء ومطاردتهم مع ما يشكلون من ثقل شعبي من جهة، ومن جهة اخرى فرض التراجع على المؤسسة العسكرية وعودة مرسي الى الحكم. ليس هناك سوى العنف الذي نشهده حالياً لإدارة هذا المأزق. وكسر هذه الحلقة المفرغة يقتضي خطوتين متوازيتين يقدم عليهما كل من طرفي المعادلة.

فعلى جانب تيار الاسلام السياسي، خصوصاً «الإخوان»، تنبغي اعادة تقويم كل التجربة، منذ انطلاقتها حتى الآن، مروراً بملابسات الوصول الى الحكم، وذلك بما يشمل الهيكلية الداخلية ذات التنظيم الحديدي، وليس فقط السياسات. ومن دون ان تتحول الجماعة الى حزب ديموقراطي تنتخب قيادته على نحو شفاف، وتتخلى عن المرجعيات التنظيمية الاستبدادية الشائعة حين تشكلت في نهاية عشرينات القرن الماضي وتعززت بالتجربة طيلة تاريخها، لا يمكنها ان تتعايش مع نظام ديموقراطي. وهذا ما اكدته تجربة العام من الحكم، وهذا ما يخشى تكراره في حال عادت مجدداً الى السلطة.

وهذا يعني ان على الجماعة ان تعمد، وفي اسرع وقت ممكن، الى اجراء هذه الاصلاحات الجوهرية تنظيمياً وسياسياً وتنتخب قيادة جدية تتولى ادارة المرحلة المقبلة، قبل ان تغرق في شعارات الثأر والعمليات العسكرية. وهذه الإصلاحات وحدها هي التي تعطي الضمانات للملايين في الشوارع المصرية بأن التنظيم «الاخواني» بات يشكل جزءاً من النسيج السياسي للبلاد، يقبل بالتعددية وشروطها وتداول السلطة، وليس مجرد فصيل يتربص للاستيلاء على السلطة والاستفراد بها وإقامة حكم تسلطي، كما اظهرت تجربة مرسي. في المقابل، على المؤسسة العسكرية ان تعطي الضمانات الكافية، عبر لجنة الدستور الجديدة، بعدم العودة الى الحكم العسكري الذي عانته البلاد على امتداد المرحلة الجمهورية. فالملايين الذين ناهضوا «الاخوان» ولبّوا طلب المؤازرة من الجيش، فعلوا ذلك لاستبعاد خطر الاستبداد «الاخواني» وليس من اجل التأسيس لعودة الاستبداد العسكري. كما ان على المؤسسة العسكرية ان تسهل، عبر هذه الضمانات، عملية الاصلاح لدى «الإخوان»، وأن تسرع عودتهم الى النسيج السياسي العام في البلاد وانخراطهم في العملية السياسية السلمية. فهل يتمكن الجانبان من القيام بهذه المراجعات العميقة وبالتنازلات المؤلمة وصولاً الى الحل التسوية؟

 

«حزب الله» هو الأب اللبناني للقرار الأوروبي

حازم الأمين/الحياة

الأرجح ان مساعي جماعة «8 آذار» اللبنانية لإيجاد أب لبناني لقرار الاتحاد الأوروبي إدراج «الجناح العسكري» لـ «حزب الله» على لائحة الإرهاب لم تنجح، فخفتت سريعاً اللغة التي حاولت شحذ خطاب الاقتصاص عينه الذي واجه به النظام السوري اللبنانيين في أعقاب صدور القرار الدولي الرقم 1559، والذي تُوّج باغتيال الرئيس رفيق الحريري. والحال ان «حزب الله» نفسه هو فعلاً الأب اللبناني للقرار الأوروبي، اذا كان لا بد من ان يكون للقرار أب لبناني، تماماً مثلما كان النظام السوري الأب اللبناني والسوري للقرار 1559 الذي صدر 2005 وقضى بسحب الجيش السوري من لبنان ونزع سلاح الميليشيات. ومن المرجح أيضاً ان يكون قرار «حماية سورية» كما يُسمي «حزب الله» مشاركته في القتال هناك، هو محرك القرار الأوروبي ومسرّعه. فالسهولة التي أعلن فيها الحزب افتتاح زمن القتال في دمشق، كانت مذهلة لجهة انطوائها على جهل بتبعات القرار، أو ربما قلة اكتراثها لتبعاته. فأن يُقرر حزب رسمي ومُمَثل في هيئات وطنية واجتماعية واقتصادية الانتقال للقتال في دولة مجاورة، وأن يُعلن ذلك رسمياً، فهذه سابقة لم يسبقها على الأرجح تبصر بالنتائج.

هل لنا ان نتذكر كيف أصر الرئيس السوري بشار الأسد على التمديد للرئيس اللبناني السابق إميل لحود؟ في حينه كان المشهد واضحاً، والقرار كان تحدياً لرغبة دولية حاسمة في رفضه. كما مثّل القرار خروجاً عن ميل سوري رافق إدارة آل الأسد للملفات الإقليمية يتمثل في العودة عن حافة الهاوية في اللحظة الأخيرة. ويومها ثمة من استنتج أن قرار التمديد للحود لم يكن سورياً، انما إيرانياً، ذاك ان طهران يُمكنها في لبنان وسورية ان ترقص داخل الحلبة، لا على ضفافها كما كان يفعل الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، ويُمكنها ان تُقامر بشريكها الأصغر بشار الأسد، وهذا ما فعلته فعلاً، فكانت بداية النهاية للرئيس القليل الخبرة، لكنها في المقابل كانت بداية لنوع جديد من النفوذ الإيراني المباشر. شيء من هذا الأمر يجري اليوم مع «حزب الله». فالقرار بالدخول الرسمي على خط القتال في سورية أُعلِن بعد اجتماع مُصوَّر بين مُرشد الدولة والثورة في إيران السيد علي خامنئي والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. وفي أعقاب هذا الإعلان توالت الوقائع، بدءاً بالقرارات الخليجية المتعلقة بالحزب وببيئته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وصولاً الى القرار الأوروبي، ومروراً بالاضطراب الشديد الذي ساد علاقة الحزب بـ «إخوانه» السنّة من الجماعات الدينية العربية وغير العربية. القتال في سورية وراء القرار الدولي. الحزب قال شيئاً من هذا القبيل، واذا أردنا الذهاب بالمقارنة بين حال النظام في سورية عام 2005 وحال الحزب في أعقاب القرار الأوروبي والقرارات الخليجية، فإن ما أصاب نظام الأسد في حينه كان صُدعاً أولاً تبددت على أثره جدران حماية دولية للنظام هناك، وفي ظل ذلك انتقلت طهران من مرحلة النفوذ غير المباشر، الى مرحلة النفوذ المباشر، في لبنان بالدرجة الأولى، وفي سورية وإن بدرجة أقل في ذلك الوقت. اليوم ما الذي يعنيه تحول «حزب الله» الى جماعة من الصعب تصريفها في السياسة وفي العلاقات الإقليمية والدولية، واقتصار نشاطها الوظيفي على المهمة العسكرية السورية، إضافة الى تمارين لبنانية عديمة الأثر في المشهد الإقليمي؟ الأرجح ان استشراف المرحلة المقبلة مرتبط بالإجابة عن هذا السؤال. فقد أغفل التحليل قياس صعود «حزب الله» في أعقاب الانسحاب السوري من لبنان، وما يعنيه ذلك من حضور مباشر ويومي للنظام الإيراني في التفاصيل اللبنانية. وبما ان السياسة سياقات، وجب على المرء ألا يستبعد ان تكون طهران وراء التمديد لإميل لحود في مغامرة محسوبة النتائج. دخلت على أثرها في المعادلة المباشرة اللبنانية والسورية. وها هي طهران تُغامر مجدداً بأن تدفع الحزب الى الإعلان رسمياً عن المشاركة في القتال، مع ما يستتبع ذلك من احتمالات مساومة على شراكة في مستقبل النظام الوليد في دمشق، في مقابل مساومات على ورقتها اللبنانية.

خطوة «حزب الله» إعلان المشاركة في القتال في سورية مع ما حفّ بها من أثمان كبيرة، يجب قياسها لا بمفاعيلها على الحزب وعلى بيئته وعلى شيعة لبنان عموماً، انما على ما تضعه في يد طهران من أوراق. يستطيع «حزب الله» ان يُساعد النظام في سورية على نصر موضعي جداً، كما جرى في بلدة القصير الحدودية، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق قدرة الحزب على التأثير في مجريات بلد بحجم سورية. قتاله في حمص لم يُعط النتائج ذاتها، ولا أثر لمقاتليه المحدودي العدد في حلب، وفي دمشق ليست مهمة «حماية المقامات» ذات قيمة ميدانية جوهرية. اذاً للمشاركة في القتال وظائف، ليس الوضع الميداني على رأسها.

وفي النتائج، غير الميدانية أيضاً، قرارات اقليمية ودولية ومن كل حدب وصوب، في طريقها الى ان تجعل من «حزب الله» جماعة مستحيلة، وظيفتها تتمثل في المفاوضة على ما بعدها.

لا يدعي هذا التصور للأزمة بأنه حاسم في تفسيره خطوة زج «حزب الله» بالقتال في سورية، وتتويجه بإعلان رسمي صدّع موقع الحزب في الداخل والخارج، ورتّب عليه أثماناً بشرية واقتصادية واجتماعية، لا توازي على الإطلاق حجم النتائج الميدانية التي نجمت عن هذه المشاركة. فقط هي محاولة لتذكر واقعة تمت إليها بقرابة سياسية وزمنية. فقد زُج النظام في سورية في أتون مواجهة دولية في 2005، جنت طهران ثمارها، ودفع هو أثمانها، فماذا لو كنا أمام احتمالات مشابهة؟

 

مصادر أمنية في دبي سخرت من تبجحات نصر الله واستخفافه بالخطوة الأخيرة 

القرار الأوروبي بشأن "حزب الله" فرصة لـ"الخليجي" للتخلص من عناصره

حميد غريافي/السياسة

يدفع قرار دول الاتحاد الاوروبي وضع "الجناح العسكري" لـ"حزب الله" على لائحة الارهاب الأوروبية, بقرار مماثل لدول مجلس التعاون الخليجي الذي لم يفرق بين "جناحي" الحزب في الارهاب, قدما باتجاه التفعيل السريع, اي "تنفيذ اجراءات الابعاد بحق اكثر من الفي لبناني شيعي يعملون في دول المجلس الست وعدد مماثل من المتقدمين في الخارج بطلبات تأشيرات دخول خليجية, فيما تتحين وزارات داخلية دول "الخليجي" فرص انتهاء صلاحيات آلاف اقامات اللبنانين الشيعة المتعاونين مع عصابات حسن نصرالله والسفارات الايرانية والمؤيدين لها والموفدين من قبلها, لتشكيل خلايا متدربة معظمها مسلح وقادرة على التزود من تلك السفارات بأطنان من المتفجرات والسيارات المفخخة, لإعادتهم الى بلدهم كي ينضموا الى ميليشيات "حزب الله" وحركة "أمل" أو في حال ترددهم في ذلك, يرسلهم الحزب الى قارات اخرى للعمل لصالحه وبأمواله في التهريب والسرقة".

وسخرت جهات أمنية في دبي أمس, من "تبجحات" نصرالله تعليقا على صدور القرار الاوروبي بالقول "انقعوه واشربوا ماءه", مؤكدة ان "مفاعيل هذا القرار ستفتح كل الابواب العربية والدولية الموصدة في وجه ادانة الحزب الذي وصفه وزير دفاع اميركي سابق بأنه أشد خطورة من تنظيم "القاعدة", لأنه مدعوم ماديا وتسليحيا من دولة ارهابية ثرية مثل ايران" بعدما ترددت لعشرات السنوات في وضعه على لوائح "ممنوعاتها" ما من شأن ذلك تجميد كل عملياته التجارية في افريقيا واميركا اللاتينية والدول العربية واوروبا, وخصوصا منعه بعد الآن من المشاركة في امتلاك شركات طيران في أميركا اللاتينية وشركات سياحة وما شابه من الأعمال الاقتصادية الضخمة ومن ثم وقف نشاطاته داخل الدول عبر عملاء له معروفين لدى أجهزة أمن تلك الدول, لكنها كانت حتى الآن تغض الطرف عن إعلان الحرب عليه مسايرة لحليفاتها من دول الاتحاد الاوروبي التي أحجمت حتى هذا الأسبوع عن اتخاذ قرار فتح المعركة مع نصرالله الذي يمثل الوجه الآخر لعملة المرشد الإيراني علي خامنئي".

واعربت الجهات الامنية الخليجية عن "رضاها من السقوط الهائل والسريع للاسلاميين من أمثال جماعات "الاخوان" في مصر واليمن وليبيا وتونس والمغرب وهي احزاب مدعومة من "حزب الله" اللبناني وايران, حيث أوقف هذا السقوط, بشكل حاسم مطامح ومطامع "الاخوان" السوريين الذين كانوا حتى الآن مندفعين في تحالفاتهم مع كل من هب ودب من سلفيين وتكفيريين وجهاديين, باتجاه اقتناص انتصار الثورة قريبا على نظام بشار الاسد الذي لا يختلف في شيء في جوهره ومراميه الدموية والقمعية عن سياسات "الاخوان" التي مورست حتى الآن في العالم العربي".

وقالت الجهات الأمنية الخليجية ان "النظام الاسلامي التركي بقيادة رجب طيب اردوغان, أصيبت جذوره بالخلخلة العنيفة جراء افول شمس "الاخوان" المصريين قبل ان تسطع بقوة, ونتوقع حدوث "ربيع تركي" قد يكون اشد عنفا مما حدث في دول العالم العربي القمعية ذات الحكم الفردي او العسكري الدموي ولا فرق في النتائج, أحل ذلك الربيع في انقرة خلال او بعد سقوط نظام الاسد الذي سيعجل انهياره وحلول غير الاسلاميين في محله بسقوط الثمرة التركية التي اينعت في المنطقة".

 

مصر والتهور التركي مرة أخرى!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

ليس الغريب ما تفعله قناة فضائية في مصر، بل إن الغريب هو الموقف، بل التهور التركي تجاه التطورات المصرية، فأنقرة تتعامل مع تطورات مصر وكأنها لبنان، وليس حتى سوريا، وآخر المواقف الصادرة من أنقرة هو موقف الرئيس التركي الذي يقول بأن الإفراج عن الرئيس المعزول مرسي من شأنه أن يؤدي إلى انفراجة بالأوضاع المصرية. صحيح أن الرئيس التركي أظهر مواقف أكثر تعقل من مواقف رئيس الوزراء التركي، لكن الموقف التركي عموما تجاه مصر انفعالي وغير مقبول، خصوصا أن أنقرة لم تتنبه إلى أن ما يحدث بمصر هو تغيير حقيقي يقوده الرأي العام، وكل المؤسسات المصرية، وليس الجيش وحده، فالإخوان المسلمون بمصر باتوا جماعة معزولة، ومنبوذة، وليست هي بالجماعة المحظورة مثل ما كانت عليه في أيام حكم مبارك. الإخوان المسلمون هم ضحية فكرهم، ونهجهم، وليس في مصر وحدها، بل في تونس، وما يحدث اليوم هناك خير شاهد، والأمر نفسه ينطبق على إخوان ليبيا التي باتت تحرق مقراتهم هناك، وسط رفض شعبي كبير لهم. الأتراك يعرفون جيدا، وأكثر من غيرهم، بأن الإخوان المسلمين في مصر، وتونس، وغيرهما من الدول العربية، قد حظوا بدعم دولي، وفتحت لهم أبواب الغرب، وبالتالي لا يمكن القول اليوم بأنهم يتعرضون لمؤامرة، بل هم ضحية نهجهم الخاطئ سياسيا، واقتصاديا، وأمنيا، وبالتالي فإنه من الغريب جدا أن تتخبط أنقرة، وتتهور، بهذا الشكل دفاعا عن الإخوان المسلمين، فهل تركيا دولة ذات مؤسسات، أم أنها تتصرف بمنطلق حزبي ضيق؟ ولا شك أن ردود الفعل التركية المتشنجة هي نتيجة سقوط المشروع الإخواني في كل المنطقة، كما أن الواضح هو أن إخوان تركيا منزعجون تماما من النموذج المصري خشية أن يتحرك الجيش التركي ضدهم، وكما فعل الجيش المصري ضد مرسي والإخوان، خصوصا أن الانقسام في تركيا حول سياسات الإخوان هناك حقيقي، وآخرها المظاهرات التي حدثت في ميدان تقسيم التركي. وعليه، وأيا كان القلق التركي، إلا أن ذلك لا يبرر لأنقرة التصرف بتهور، وتشنج، ملحوظ تجاه مصر، ومحاولة فرض حلول خارجية على المصريين، فمصر ليست بالدولة الصغيرة، كما أن الموقف التركي لا يصب في مصلحة الدولة التركية ككل، ولا يخدم أيضا استقرار المنطقة، خصوصا أن ما حدث في مصر جاء نتيجة غضب شعبي حقيقي تجاه أخطاء الإخوان المسلمين، وبالتالي فلا يمكن أن يقف الأتراك هذا الموقف المعادي للدولة المصرية فقط من أجل نصرة حزب لا يمكن الدفاع عن نهجه الماضي، ولا عما يفعله الآن خصوصا إذا كانت تركيا تقدم نفسها للمنطقة، والمجتمع الدولي، كدولة مؤسسات، ودولة ديمقراطية، فلا العسكر يحكمون مصر، ولا ينوون ذلك، كما أن المصريين يطمحون لأن تكون دولتهم دولة مؤسسات، ونموذجا سياسيا، واقتصاديا ناجحا. وعليه فمتى ينتبه الأتراك إلى أن الدول لا يمكن أن تتصرف كقناة فضائية، تمارس الصراخ والتهييج، في مصر؟

 

هل فشل الربيع العربي؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لم يكن هذا تساؤل مجلة «الإيكونوميست»، ولا استنتاج العديد من الكتاب الغربيين فقط، بل هو سؤال ملايين العرب الذين عايشوا التغييرات التاريخية التي بدأت منذ عامين ونصف العام. يكفي إسقاط العقيد معمر القذافي، والثورة على نظام بشار الأسد حتى نقول إنه ربيع عربي. هذان الحدثان الخطيران، بذاتهما، يعبران عن تغيير حقيقي في المنطقة نبع من الشارع، من دون التقليل من ربيع مصر بإسقاط نظام مبارك، ثم إسقاط حكومة الإخوان في مصر، وقبله إنهاء عهد بن علي في تونس، وإخراج صالح من الحكم في اليمن. من دون ثورة ليبيا، ربما عاش القذافي عشر سنوات أخرى، وورث الحكم بعده من هو مثله، ليدوم واحد من أغرب النظم وأسوئها في تاريخ العالم المعاصر. ثم إن إصرار غالبية السوريين على قلع بشار الأسد تعبر أحداثه عن قسوة النظام الذي حكم البلاد أربعة عقود ونشر الرعب في المنطقة. حتى إسقاط حكومة مرسي الإخوانية يمثل الفصل الثاني في الربيع المصري.. يدلل على أن المصريين بالفعل مصرون على التغيير الحقيقي، وقد أعطوا الإخوان فرصة ثمينة لإدارة البلاد، لكن الإخوان مارسوها كما فعل مبارك، بنفس عقلية الهيمنة واحتكار السلطة.

من الطبيعي أن انهيارات نظم شرسة وعميقة ستخلف وراءها فوضى وخيبات، كما نرى في ليبيا.. فالفراغ الذي تركه سقوط نظام القذافي ملأته جماعات بعضها عاش على ثقافة قذافية، تؤمن بحكم قوة السلاح، انضمت إليها جماعات تكفيرية إرهابية تسللت للاستيلاء على البلاد، بعد فشلها في أفغانستان واليمن والعراق والصومال والجزائر، وبعد هزيمتها في مالي. وهي تحاول مد يدها إلى دول الربيع العربي التي لا تزال في طور الانتقال، مثل تونس ومصر. الربيع ليس ورديا، بل دام كما نراه في سوريا، لكن ديمومة الحرب الطويلة فيها، والتكلفة الباهظة في الأرواح والممتلكات، تعني أن أهلها ماضون حتى نهاية الأسد. لقد أثبتت عزيمتهم وإصرارهم على أنها قادرة على الصمود، وهذا في حد ذاته تأكيد على أن ربيع دمشق حقيقي، وليس مجرد محاولة. وكذلك اليمن، الذي يظل أبرز دول الربيع العربي نجاحا، مع أن اليمنيين قطعوا نصف مسافة الطريق حتى الآن، وهم أكثر عرب الثورات قدرة على مواجهة الأعاصير.

 

الجيش المصري يواصل مطاردة وقتل المسلحين في سيناء/مقتل 10 مسلحين في سيناء خلال يومين واعتقال 20 بينهم 3 أسماء معروفة

القاهرة - فرانس برس/ألقت عناصر التأمين التابعة للجيش الثاني الميداني بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، الأحد 28 يوليو/تموز، القبض على أحد المسلحين عقب تبادل لإطلاق النار بين أفراد التأمين بكمين البنك الأهلي وسيارة كان يستقلها مسلحون بميدان المالح وسط المدينة، حيث أسفر الاشتباك عن إصابة أحد العناصر الإجرامية وإلقاء القبض عليه، بحسب تقرير لوكالة أنباء الشرق الأوسط، كما أعلن الجيش المصري مقتل 10 مسلحين خلال 48 ساعة. وقال مصدر عسكري إنه يجري حالياً تمشيط المناطق المحيطة بموقع الاشتباك المذكور لسرعة ضبط باقي الهاربين، مشيراً إلى أن ذلك يأتي مع استمرار الإجراءات الأمنية المشددة التي تشهدها مدينة العريش، وباقي مدن شمال سيناء؛ لضبط المسلحين والعناصر المتورطة في العمليات الإجرامية. وإلى ذلك، تمكنت الشرطة العسكرية بالتعاون مع المواطنين بمنطقة المحسمة بالإسماعيلية من ضبط اثنين من الخارجين على القانون، ضمن تشكيل عصابي يرتدي زي القوات المسلحة، ويقوم باعتراض وتفتيش العربات على الطريق والاستيلاء على متعلقاتهم الشخصية، وقد تم تسليمهما لجهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية وضبط باقي التشكيل.

مصرع 10 مسلحين

ومن جهة أخرى، قتلت قوات الجيش والأمن المصرية 10 مسلحين، وألقت القبض على 20 آخرين في الـ48 ساعة الأخيرة في شمال سيناء، بحسب ما قاله مصدر أمني رفيع المستوى، الأحد.

وأوضح المصدر أن "العمليات الأمنية التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة حالياً في شمال سيناء لملاحقة العناصر المسلحة أسفرت خلال الـ48 ساعة الماضية فقط عن تصفية 10 من هذه العناصر، بخلاف عدد كبير من المصابين، وإلقاء القبض على 20 عنصراً آخرين تم نقلهم إلى القاهرة للتحقيق معهم". وأضاف أنه تم "إلقاء القبض على 20 عنصراً من هذه العناصر المسلحة، بينهم ثلاثة من الأسماء المعروفة لدى الأجهزة الأمنية"، لم تكشف هوياتهم "لدواعٍ أمنية". وقال المصدر إنه "تم ترحيل العناصر العشرين إلى القاهرة عبر مروحيات عسكرية لعرضهم على الجهات السيادية المختصة ومباشرة التحقيقات معهم". وبمقتل المسلحين العشرة يرتفع عدد المسلحين الذين قتلوا في شمال سيناء إلى 23 منذ أسبوع.

 

الأقلية الشيعية تخسر ثلث مقاعدها في مجلس الأمة الكويتي وبعض التيارات الدينية والليبرالية قاطعت الاقتراع احتجاجاً على تعديل القانون الانتخابي

الكويت – رويترز/فقدت الأقلية الشيعية في الكويت أكثر من ثلث مقاعدها في مجلس الأمة، فبعدما حصلوا على 17 مقعداً في انتخابات ديسمبر الماضي خسروا في هذه الانتخابات سبعة مقاعد ليحظوا بذلك على 10 مقاعد فقط وفقاً لنتائج الانتخابات بحسب وزارة الإعلام الكويتية. وحصل الليبراليون على عدد من المقاعد في ثاني انتخابات تشريعية تجري في البلاد بعدما كانوا غائبين عن المجالس السابقة، أما المعارضة فقد عززت موقعها بفوزها بسبعة مقاعد مقابل خمسة في البرلمان السابق. يُشار الى أن بعض التيارات الدينية والليبرالية قاطعت الاقتراع احتجاجاً على تعديل القانون الانتخابي، كما هو الحال خلال الاقتراع الأخير ما عدا التحالف الوطني الديمقراطي، وهو تجمع ليبرالي قريب من التجار. وبحسب وزارة الإعلام الكويتية فإن نسبة المشاركة ارتفعت في هذه الانتخابات لتتخطى 50% مقابل 40% فقط في آخر انتخابات، حيث كانت نسبة الامتناع قياسية نتيجة مشاركة عدد من القبائل في هذه الانتخابات التي كانت قد قاطعت انتخابات ديسمبر الماضي. وأعدت حكومة الكويت، الأحد، في اجتماع استثنائي كتاب استقالتها تمهيداً لرفعه لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وذلك بعد الانتهاء من إجراء الانتخابات البرلمانية أمس السبت، بحسب وكالة الأنباء الكويتية "كونا". وأوضح الشيخ محمد العبدالله الصباح، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، أن هذه الاستقالة تأتي تطبيقاً للمادة 57 من الدستور.

وتنص هذه المادة على إعادة تشكيل الوزارة عند بدء كل فصل تشريعي لمجلس الأمة. كما وافقت الحكومة على مشروع مرسوم بدعوة البرلمان الجديد للانعقاد في السادس من أغسطس/آب المقبل.

وتنافس في هذه الانتخابات حوالي 300 مرشح بينهم قلة من المعارضين ومن ضمنهم 8 نساء، وهو أقل عدد من المرشحات منذ أن حصلت الكويتيات على حق التصويت والترشح في عام 2005.

 

هل تتصالح حماس مع الأسد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

بسرعة، ومن دون تردد، شرعت حماس في إنجاز مصالحة مع إيران وحزب الله، وذلك إثر سقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر، ورغم قول حماس سابقا إن علاقتها بإيران وحزب الله قد تأثرت بسبب موقف الحركة من الثورة السورية! وبالطبع لم تكن تبريرات حماس حول الموقف من الثورة السورية حقيقية بقدر ما أن حماس استشعرت حينها القوة بوصول الإخوان للحكم بمصر، وهو الأمر الذي لم يدم أكثر من عام واحد، وها هي حماس تعود من جديد لأحضان إيران وحزب الله، وبسرعة رغم أن القتل مستمر في سوريا، بل وتجاوز عدد القتلى السوريين على يد قوات الأسد المائة ألف قتيل، مما يثبت كذب حماس التي لا تتعاطف مع الثورة السورية بقدر ما أنها تبحث عن الاستمرار بحكم غزة، ولو على حساب القضية الفلسطينية نفسها، وليس الثورة السورية وحسب. ولا شك أن عودة العلاقات بين حماس وإيران وحزب الله الآن هي أشبه بحلف المضطر، فحماس تريد الاستمرار بحكم غزة، وهي التي لم تقم بانتخابات هناك منذ انقلابها على السلطة الفلسطينية، وتريد أيضا من الارتماء بأحضان إيران ضمان الممول والعودة لنفس الوضع أيام حكم مبارك، بحيث تصبح غزة الطعنة في خاصرة مصر. وبالنسبة للعلاقة مع حزب الله فإن حماس تريد ضمان بقاء مكتبها في بيروت، والذي هددت بالطرد منه بعد إعلان تعاطفها مع الثورة السورية، ويوم ما ظنت حماس أن القاهرة أصبحت الحديقة الخلفية لغزة! أما بالنسبة لإيران وحزب الله فإن التصالح مع حماس يخدم عدة قضايا منها تبييض وجه طهران وحزب الله من التهمة الطائفية بسوريا، وقطع الطريق على المفاوضات المزمع عقدها حول السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك الاستفادة من حماس في مناكفة مصر الجديدة، ومحاولة تصوير القاهرة في قادم الأيام كحليف لإسرائيل بعد سقوط الإخوان، الذين شكلوا تحالفا صامتا مع إسرائيل طوال عام من حكم مرسي لم يستطع حتى مبارك إنجازه.

وبالطبع ستعود النغمة البالية من مقاومة وممانعة، ولا يستبعد الآن فتح جبهة من غزة مع إسرائيل للهروب إلى الأمام وخدمة عدة أهداف إيرانية بالمنطقة، ومنها تخفيف الضغط عن الأسد، وتحريك المفاوضات الإيرانية الدولية، والضغط على مصر الجديدة، وكل ذلك مقابل أن تحظى حماس بالدعم المادي من قبل إيران، كما حدث بالعشرة أعوام الماضية، مما يستوجب التساؤل: هل تشرع حماس الآن بالصلح مع الأسد برعاية كل من إيران وحزب الله، وبحجة المقاومة والممانعة؟ وهل تحظى حماس الآن بدعم مالي من العراق أيضا كونها عادت إلى حضن إيران وعملائها بالمنطقة؟ كل شيء محتمل بالطبع طالما أن هم حماس هو البقاء، ولو على حساب القضية الفلسطينية، لكن هل ينطلي هذا الأمر مجددا على المنطقة مرة أخرى؟ أتمنى لا، خصوصا أن جميع الأوراق مكشوفة الآن، وعرف من هم تجار الدم والدمار من الإخوان المسلمين وأتباعهم مثل حماس، أو إيران وعملائها كحزب الله

 

حزب الله.. ادعاء المقاومة وثبوت الإرهاب

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

خلال شهر واحد، وضع اثنان من أهم الكيانات السياسية والاقتصادية في العالم؛ مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي، حزب الله اللبناني في القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية.

لم تأت هذه الخطوة تلبية لمطالب إسرائيلية وأميركية كما يدعي السوريون والإيرانيون حلفاء حزب الله. الحقيقة، أن هذه المرة لا يستطيعون الزج بالأم وابنتها، فلا إسرائيل ولا أميركا لعبتا الدور الرئيس في خروج هذين القرارين من الخليج وأوروبا، وإلا لكان حصل ذلك في عام 2006 حينما بادر حزب الله باختطاف جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية، آذنا بحرب إسرائيلية شرسة على لبنان استمرت شهرا وراح ضحيتها 1000 لبناني وشردت مئات الألوف. هذه الحرب وإن لم تكن مقبولة، بداية، للخليجيين والأوروبيين، إلا أنها لم تمس بشكل مباشر مصالحهما، وبالتالي لم تستدع وصم حزب الله بعار الإرهاب حينذاك.

مجلس التعاون الخليجي تأسس على مبدأ الأمن الجماعي لكل دول الخليج، حتى تلك التي قد تكون بعيدة عن مرمى الحزب، ترى في حزب الله خطرا وشيكا على مصالحها، هذا ما حمل المجلس على إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية بعد تورطها في بعض دول الخليج بما يهدد أمن هذه الدول واستقرارها بالتحريض والتسليح والتخابر. وهو كذلك ما دفع الاتحاد الأوروبي لإدراج الجناح العسكري لحزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية بعد ثبوت تورطه في تفجير حافلة في بلغاريا العام الماضي قتل فيها خمسة إسرائيليين. المنظمات الإقليمية ذات المصالح كالخليج والاتحاد الأوروبي لم تقع تحت طائلة الضغط الأميركي كما يحاول حلفاء حزب الله تصوير القضية، لأن الحزب أشاع ظلمه وطالت يده ما هو أبعد من لبنان وإسرائيل، كما أن تدخله الفظيع في الثورة السورية لحماية النظام من السقوط جعله في الجهة المقابلة للدول الحليفة للثوار، أي في مكان العدو.

يظن العرب والمسلمون أن كل من يجاهر بعدائه لإسرائيل أو يحاول التحرش بها يستحق التقدير لأنه يحارب محتلا غاشما، وهذا مبدأ ساذج يدلل على سطحية التحليل والاستنتاج. هذه الدعاية الساذجة التي تغرق فيها المنطقة العربية جعلت حزب الله اللبناني يحظى بشعبية كبيرة في الشارع العربي منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000. وتعززت هذه المكانة بعد حرب 2006 على لبنان. أذكر جيدا أن نقد حزب الله وقتها كان وصمة تجعل الكل ينظر إليك بتهمة الانحياز للإسرائيليين. أما وقد خرج الأمين العام لحزب الله قبل أشهر معلنا تأييده لنظام بشار الأسد ودخوله بثقله العسكري لمواجهة الثوار، فقد أيقظ العرب من حلم نسجوه لأنفسهم إلى واقع أن الحزب ليس له مبدأ أخلاقي ولا ضمير، وأنه نفذ مجازر بشعة في حلب وحمص وأريافها. باتت القضية الفلسطينية والجهاد لتحرير القدس من الإسرائيليين مطية للوصول إلى أهداف بعيدة عن ظاهر الدعوة، وكلمة مفتاحية للشهرة والشعبوية وكسب الشارع، والأمثلة على ذلك كثيرة. فحينما أرسل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الجيش المصري إلى اليمن في بداية ستينات القرن الماضي خلال عنفوان مجده، برر وقتئذ وجود قواته في جنوب الجزيرة العربية بأنها مطلب لاستقرار نظام الحكم في اليمن كخطوة لتحرير فلسطين، رغم أنه من الناحية الجغرافية اليمن ليست الاتجاه الصحيح لدخول الأراضي المحتلة. ثم اتضح لاحقا أن دخوله اليمن كان امتدادا لمحاولاته إحكام قبضته الآيديولوجية والسيطرة على البحر الأحمر حتى قناة السويس بعد تفتت الجمهورية العربية المتحدة التي ضمت مصر وسوريا.

بعد ثلاثين عاما لحقه صدام حسين واحتل الكويت، معللا هذه الخطوة الجريئة أمام العالمين العربي والإسلامي بأنها بداية تحرير القدس، رغم أن الطريق الذي سلكه جيش صدام حسين كان عكس اتجاه الشام المؤدي لفلسطين.

وعاش الخليجيون وقتها أياما صعبة لامتصاص صدمتهم في جارهم الذي كان ظهرهم العربي الصلب شاهدين على صواريخ عراقية أطلقت على المدن السعودية وحرق لآبار النفط الكويتية.

ولأن خدعة تحرير القدس تنطلي ببساطة على الشارع العربي رغم تكرارها، لم يتردد الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد في احتفاليته السنوية بيوم القدس أن يستخدمها لشرح سياسته التوسعية، مهددا إسرائيل، عبر مكبرات الصوت، بمحوها من الخريطة، مع التأكيد أن التهيئة العسكرية الإيرانية المتقدمة هي في سبيل تحرير فلسطين، لا لأسباب أخرى كدعم الحوثيين في اليمن، أو إشعال الفتن في البحرين، أو السيطرة على العراق، أو محاولة إحباط الثورة في سوريا. ومؤخرا هتفت جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة من الأراضي السورية أن وجودها في أرض الشام، هو جهاد لإسقاط نظام بشار الأسد تمهيدا لدخول فلسطين! رغم أن جبهة الجولان؛ مفتوحة دوما ولا تحتاج «النصرة» إلى إسقاط النظام لتزحف باتجاه الأراضي الفلسطينية. حزب الله منظمة إرهابية، معلقا في سوريا بخيط عنكبوت، ومهددا تهديد وجود. صحيح أن ختم الإرهاب على الحزب سيضيق على مصالحه التي من الممكن تعويضها من حلفائه الإيرانيين والروس، ولكن ما لا يمكن تعويضه هو سمعته التي قضي عليها في العالم العربي. أما لبنان الذي ينتمي إليه الحزب من الناحية الشكلية، فهذا الأمر سيزيد الوضع فيه تعقيدا، لأنه من المثير حقا تصور أن نصف وزراء حكومة الدولة اللبنانية، العضو في الأمم المتحدة، منتمين أو حلفاء لمنظمة بهذا الشكل..!

 

«حزب الله» هو الأب اللبناني للقرار الأوروبي

حازم الأمين/الحياة

الأرجح ان مساعي جماعة «8 آذار» اللبنانية لإيجاد أب لبناني لقرار الاتحاد الأوروبي إدراج «الجناح العسكري» لـ «حزب الله» على لائحة الإرهاب لم تنجح، فخفتت سريعاً اللغة التي حاولت شحذ خطاب الاقتصاص عينه الذي واجه به النظام السوري اللبنانيين في أعقاب صدور القرار الدولي الرقم 1559، والذي تُوّج باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

والحال ان «حزب الله» نفسه هو فعلاً الأب اللبناني للقرار الأوروبي، اذا كان لا بد من ان يكون للقرار أب لبناني، تماماً مثلما كان النظام السوري الأب اللبناني والسوري للقرار 1559 الذي صدر 2005 وقضى بسحب الجيش السوري من لبنان ونزع سلاح الميليشيات. ومن المرجح أيضاً ان يكون قرار «حماية سورية» كما يُسمي «حزب الله» مشاركته في القتال هناك، هو محرك القرار الأوروبي ومسرّعه. فالسهولة التي أعلن فيها الحزب افتتاح زمن القتال في دمشق، كانت مذهلة لجهة انطوائها على جهل بتبعات القرار، أو ربما قلة اكتراثها لتبعاته. فأن يُقرر حزب رسمي ومُمَثل في هيئات وطنية واجتماعية واقتصادية الانتقال للقتال في دولة مجاورة، وأن يُعلن ذلك رسمياً، فهذه سابقة لم يسبقها على الأرجح تبصر بالنتائج.

هل لنا ان نتذكر كيف أصر الرئيس السوري بشار الأسد على التمديد للرئيس اللبناني السابق إميل لحود؟ في حينه كان المشهد واضحاً، والقرار كان تحدياً لرغبة دولية حاسمة في رفضه. كما مثّل القرار خروجاً عن ميل سوري رافق إدارة آل الأسد للملفات الإقليمية يتمثل في العودة عن حافة الهاوية في اللحظة الأخيرة. ويومها ثمة من استنتج أن قرار التمديد للحود لم يكن سورياً، انما إيرانياً، ذاك ان طهران يُمكنها في لبنان وسورية ان ترقص داخل الحلبة، لا على ضفافها كما كان يفعل الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، ويُمكنها ان تُقامر بشريكها الأصغر بشار الأسد، وهذا ما فعلته فعلاً، فكانت بداية النهاية للرئيس القليل الخبرة، لكنها في المقابل كانت بداية لنوع جديد من النفوذ الإيراني المباشر. شيء من هذا الأمر يجري اليوم مع «حزب الله». فالقرار بالدخول الرسمي على خط القتال في سورية أُعلِن بعد اجتماع مُصوَّر بين مُرشد الدولة والثورة في إيران السيد علي خامنئي والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. وفي أعقاب هذا الإعلان توالت الوقائع، بدءاً بالقرارات الخليجية المتعلقة بالحزب وببيئته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وصولاً الى القرار الأوروبي، ومروراً بالاضطراب الشديد الذي ساد علاقة الحزب بـ «إخوانه» السنّة من الجماعات الدينية العربية وغير العربية.

القتال في سورية وراء القرار الدولي. الحزب قال شيئاً من هذا القبيل، واذا أردنا الذهاب بالمقارنة بين حال النظام في سورية عام 2005 وحال الحزب في أعقاب القرار الأوروبي والقرارات الخليجية، فإن ما أصاب نظام الأسد في حينه كان صُدعاً أولاً تبددت على أثره جدران حماية دولية للنظام هناك، وفي ظل ذلك انتقلت طهران من مرحلة النفوذ غير المباشر، الى مرحلة النفوذ المباشر، في لبنان بالدرجة الأولى، وفي سورية وإن بدرجة أقل في ذلك الوقت. اليوم ما الذي يعنيه تحول «حزب الله» الى جماعة من الصعب تصريفها في السياسة وفي العلاقات الإقليمية والدولية، واقتصار نشاطها الوظيفي على المهمة العسكرية السورية، إضافة الى تمارين لبنانية عديمة الأثر في المشهد الإقليمي؟ الأرجح ان استشراف المرحلة المقبلة مرتبط بالإجابة عن هذا السؤال. فقد أغفل التحليل قياس صعود «حزب الله» في أعقاب الانسحاب السوري من لبنان، وما يعنيه ذلك من حضور مباشر ويومي للنظام الإيراني في التفاصيل اللبنانية. وبما ان السياسة سياقات، وجب على المرء ألا يستبعد ان تكون طهران وراء التمديد لإميل لحود في مغامرة محسوبة النتائج. دخلت على أثرها في المعادلة المباشرة اللبنانية والسورية. وها هي طهران تُغامر مجدداً بأن تدفع الحزب الى الإعلان رسمياً عن المشاركة في القتال، مع ما يستتبع ذلك من احتمالات مساومة على شراكة في مستقبل النظام الوليد في دمشق، في مقابل مساومات على ورقتها اللبنانية.

خطوة «حزب الله» إعلان المشاركة في القتال في سورية مع ما حفّ بها من أثمان كبيرة، يجب قياسها لا بمفاعيلها على الحزب وعلى بيئته وعلى شيعة لبنان عموماً، انما على ما تضعه في يد طهران من أوراق. يستطيع «حزب الله» ان يُساعد النظام في سورية على نصر موضعي جداً، كما جرى في بلدة القصير الحدودية، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق قدرة الحزب على التأثير في مجريات بلد بحجم سورية. قتاله في حمص لم يُعط النتائج ذاتها، ولا أثر لمقاتليه المحدودي العدد في حلب، وفي دمشق ليست مهمة «حماية المقامات» ذات قيمة ميدانية جوهرية. اذاً للمشاركة في القتال وظائف، ليس الوضع الميداني على رأسها.

وفي النتائج، غير الميدانية أيضاً، قرارات اقليمية ودولية ومن كل حدب وصوب، في طريقها الى ان تجعل من «حزب الله» جماعة مستحيلة، وظيفتها تتمثل في المفاوضة على ما بعدها.

لا يدعي هذا التصور للأزمة بأنه حاسم في تفسيره خطوة زج «حزب الله» بالقتال في سورية، وتتويجه بإعلان رسمي صدّع موقع الحزب في الداخل والخارج، ورتّب عليه أثماناً بشرية واقتصادية واجتماعية، لا توازي على الإطلاق حجم النتائج الميدانية التي نجمت عن هذه المشاركة. فقط هي محاولة لتذكر واقعة تمت إليها بقرابة سياسية وزمنية. فقد زُج النظام في سورية في أتون مواجهة دولية في 2005، جنت طهران ثمارها، ودفع هو أثمانها، فماذا لو كنا أمام احتمالات مشابهة؟