المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 24 شباط/2013

إنجيل القدّيس لوقا 56/08-40/النازفة

وَلَمَّا عَادَ يَسُوع، ٱسْتَقْبَلَهُ الجَمْع، لأَنَّهُم جَميعَهُم كَانُوا يَنْتَظِرُونَهُ. وَإِذَا بِرَجُلٍ ٱسْمُهُ يَائِيرُس، وكَانَ رَئِيسَ المَجْمَع، جَاءَ فٱرْتَمَى عَلَى قَدَمَي يَسُوع، وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، لأَنَّ لَهُ ٱبْنَةً وَحِيدَة، عُمْرُها نُحْوُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، قَدْ أَشْرَفَتْ عَلَى المَوْت. وفِيمَا هُوَ ذَاهِب، كانَ الجُمُوعُ يَزْحَمُونَهُ. وَكانَتِ ٱمْرَأَةٌ مُصَابَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَشْفِيَهَا. دَنَتْ مِنْ وَرَاءِ يَسُوع، وَلَمَسَتْ طَرَفَ رِدَائِهِ، وَفَجأَةً وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا. فَقَالَ يَسُوع: «مَنْ لَمَسَنِي؟». وَأَنْكَرَ الجَمِيع. فَقَالَ بُطْرُسُ وَمَنْ مَعَهُ: «يا مُعَلِّم، إِنَّ الجُمُوعَ يَزْحَمُونَكَ وَيُضَايِقُونَكَ!». فَقَالَ يَسُوع: «إِنَّ واحِدًا قَدْ لَمَسَنِي! فَإنِّي عَرَفْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي!». وَرَأَتِ ٱلمَرْأَةُ أَنَّ أَمْرَها لَمْ يَخْفَ عَلَيه، فَدَنَتْ مُرْتَعِدَةً وٱرْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيه، وَأَعْلَنَتْ أَمَامَ الشَّعْبِ كُلِّهِ لِماذَا لَمَسَتْهُ، وَكَيْفَ شُفِيَتْ لِلْحَال. فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «يا ٱبْنَتِي، إِيْمَانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبِي بِسَلام!». وَفيمَا هُوَ يَتَكَلَّم، وَصَلَ وَاحِدٌ مِنْ دَارِ رَئِيسِ المَجْمَعِ يَقُول: «مَاتَتِ ٱبْنَتُكَ! فَلا تُزْعِجِ المُعَلِّم!». وَسَمِعَ يَسوعُ فَأَجَابَهُ: «لا تَخَفْ! يَكْفي أَنْ تُؤْمِنَ فَتَحْيا ٱبْنَتُكَ!». وَلَمَّا وَصَلَ إِلى البَيْت، لَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَدْخُلُ مَعَهُ سِوَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَأَبي الصَّبِيَّةِ وأُمِّهَا. وكَانَ الجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْها وَيَقْرَعُونَ صُدُورَهُم. فَقَال: «لا تَبْكُوا! إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ. لكِنَّهَا نَائِمَة!». فَأَخَذُوا يَضْحَكُونَ مِنْهُ لِعِلْمِهِم بِأَنَّها مَاتَتْ. أَمَّا هُوَ فَأَمْسَكَ بِيَدِها وَنَادَى قاَئِلاً: «أَيَّتُهَا الصَّبِيَّة، قُومِي!». فَعَادَتْ رُوحُهَا إِلَيْهَا، وَفَجْأَةً نَهَضَتْ. ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ يُطْعِمُوهَا.فَدَهِشَ أَبَوَاها، وَأَوْصَاهُمَا يَسُوعُ أَلاَّ يُخْبِرَا أَحَدًا بِمَا حَدَث.

 

عناوين النشرة

*أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني/الياس بجاني

*سليمان طلب من الجانب السوري عدم رمي القذائف باتجاه الأراضي اللبنانية

*مقتل شخص وجرح شقيقه في الهيشة في عكار جراء سقوط قذائف سورية

*قتيل في وادي خالد برصاص من الجانب السوري

*أهالي مجدل عنجر منعوا عبور «صهاريج الموت» الى سورية

*كيري يجول في المنطقة.. ويستثني لبنان

*كيري يبدأ اليوم «جولة ماراثونية» أوروبية شرق أوسطية تستمر أسبوعين

*ادريس: نملك أدلة قاطعة على مشاركة حزب الله بالقتال الى جانب الأسد

*النهار: الغاء اعتصام وسط بيروت بعد استدعاء الأسير للتحقيق  

*مرجع أمني للنهار: الأجهزة الأمنية لم تتسلم حتى الآن الداتا وما يتم تسليمه حركة اتصالات أو أرقام

*جنبلاط: ننسق مع المستقبل لمشروع توافقي والأنسب يبقى مشروع رئيس الجمهورية  

*هجوم عون على دول الخليجي مدفوع الثمن وهو يسعى لجر المسيحيين إلى مواجهة مع محيطهم  

*ملياري دولار من ايران لدعم 8 آذار والتيار العوني في الانتخابات...والجنرال يتحايل على الحكيم بـ20 مقعد نيابي

*طفل يتوفى على أبواب المستشفيات . . . والسبب الوزير والمستشفى

*زعيم «حزب الله» العراقي يهدد الأكراد والكويت ويؤكد أن «جيش المختار» يضم مليوناً بينهم سُنة

*هل تمهّد دعوة جعجع إلى قانون توافقي للانسحاب من «الأرثوذكسي» وترميم 14 آذار؟

*النائب مروان حمادة يستغرب الاستنسابية في طرح القوانين

*سوريا: حسم أو خطر اسرائيل ثانية/علي حماده/النهار

*غيض من فيض عون والأرثوذكسي/عبد السلام موسى/المستقبل

*هواجس البعض لا تجعلنا ننسف وحدة البلد والعيش الواحد"/نواب "المستقبل": "الأرثوذكسي" يؤدي الى الفدرلة والطائفية

*حتى لا يذهب السوريون واللبنانيون إلى صدام/فايز سارة/الشرق الأوسط

*معاذ الخطيب واللعب مع الثعالب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*المقاطعة لن تفيد المعارضة السورية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*اجتماع في مكتب الأيوبي ضم ضباطا ورجلي دين/الرافعي: اتصالاتنا أثمرت تسليم محمد يوسف إلى مخابرات الجيش

*الوزير فيصل كرامي: الذين هربوا الموقوف معروفون بالأسماء ليس لدينا ميليشيا تحمينا واتكالنا الأول والأخير على الدولة

*حوري: قطعنا شوطا نحو التوافق بين "المستقبل" و"التقدمي" هناك تواصل مع جميع الأفرقاء للوصول الى قانون واجراء الانتخابات في موعدها

*مجدلاني: جعجع كان إيجابيا في خطابه الأخير

زهرا: لا انتخابات في لبنان بإرادة سوريا و"حزب الله" وإيران

*14 آذار تبحث عن ممرّ للانسحاب من الأرثوذكسي وصراع استباقي في لبنان على مرحلة ما بعد تأجيل الانتخابات

*قراصنة يسمّون أنفسهم «فريق الكويت» أغلقوا موقع البرلمان اللبناني... بصورة الأسير

*هل انتهت "حفلة التكاذب" حول بدعة "الفرز...لي"/المستقبل/محمد مشموشي

*لماذا طرحه عون بعدما رفض في بكركي تقديم أي بديل؟ لبنان دائرة واحدة يقلب أيضاً ميزان التكافؤ السياسي/روزانا بومنصف/النهار

*الراعي الثلثاء الى موسكو يلتقي رئيس الدوما وكيريل

*الرئيس الجميّل لـ"النهار": لا نناور وآن الأوان ليستعيد الفريق المسيحي دوره ولسنا في مواجهة مع سليمان و"الأرثوذكسي" يضمن الشركة الفعلية

*الهلال الإيراني وبداية الكسوف/مهى عون /السياسة

*أبو فاعور: لترميم سياسة النأي بالنفس لا يستحق مقعد نيابي ان نحرق الوطن وندمر الوحدة لأجله

*الفاتيكان ينفي وقوف «لوبي مثليين» خلف استقالة البابا

*لؤي المقداد للسياسة: الرد على نيران "حزب الله" يدعمه القانون الدولي

*الراعي: اين ضميركم حين يتفشى السلاح غير الشرعي؟

*"الرياض" السعودية تتوعد اللبنانيين في دول الخليج!

*العجوز رد على نعيم قاسم: نحن نعلم الدور الفارسي لجعل لبنان قاعدة إنطلاق للمؤامرة الفارسية ؟

*اجتماع موسع لكوادر الاحرار في طرابلس

*شمعون:الارثوذكسي جريمة ضد لبنان

*مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: نصيحتي ان نعود الى المثالثة

*مكاري: رئيس الجمهورية بطل سلاحه الدستور اللبناني لن نسير لا بالخمسين خمسين ولا بقانون اللقاء الأرثوذكسي

*إعتصام لأهالي الموقوفين الإسلاميين في رومية: لإطلاقهم فوراً ولا ثقة بأحكام القضاء

 

تفاصيل النشرة

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني

بقلم/الياس بجاني

"فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك، فشفـيت المرأة من تلك الساعة". (متى9/22)

من منا لا ينزف بقيمه وعلاقاته وممارساته وإيمانه وأسس ومفاهيم الرجاء في هذا الزمن "المحل" الذي ابتعدنا فيه عن تعاليم الإنجيل المقدس. نعم ابتعدنا وانحرفنا وتخلينا عن القيم والمبادئ وانغمسنا في مجتمع استهلاكي أغرقنا دون رحمة وحدود وقيود في أفخاخ الأنانية الشيطانية وأصابنا بعاهة "الأنا" القاتلة التي أمست قبلتنا ومرادنا.

مؤسف أننا على مقاس نزوات هذه "الأنا" الخادعة والمضللة نفصل حياتنا، وعلى هداها ننسق تصرفاتنا، وطبقاً لرغباتها نجير أقوالنا وأنشطتنا وعلاقتنا مع الآخرين.

الأنانية القاتلة فككت أواصل العائلة التي هي حجر أساس الأوطان والمجتمعات، وغيبت عن قلوبنا وضمائرنا المحبة فحل الظلام في داخلنا ووقعنا في التجارب وانحرفنا عن طريق الخلاص القويم الذي رسمه لنا السيد المسيح بدمه من على الصليب. خسرنا كل شيء لأننا خسرنا أنفسنا وتعامينا عن قول المعلم: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه". نعم وقعنا في فخاخ إبليس وفي تجاربه بسبب قلة إيماننا وبنتيجة انجرارنا الأعمى وراء مقتنيات الدنيا من مال ونفوذ وسلطة.

لهذا نحن ننزف دون انقطاع في كل مرة نرتكب فيها الخطيئة التي هي الموت.

ننزف عندما لا نقاوم الشر ونغرق أكثر وأكثر في أطماعنا والشهوات.

ننزف عندما لا نحب ونغفر ونسامح ونعمل الخير ونصلي ونبشر بكلمة الرب وتعاليمه.

ننزف في عقولنا ووجداننا وقلوبنا عندما نبتعد عن الإيمان ونقع في التجارب.

ننزف عندما نرضى أن تستهوينا وتغرينا ملذات هذا العالم الترابي الفاني.

ننزف عندما لا نخاف الله في علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع أولادنا وعائلاتنا.

ننزف عندما نبتعد هن جوهر المحبة التي هي الله والتي بأبهى صورها تتجسد ببذل الذات في سبيل الآخرين.

ننزف عندما نسمح لنزوات الطمع والحسد والجشع أن تتحكم في حياتنا.

ننزف عندما نعبد ممتلكات هذه الدنيا الفانية ونبتعد عن عبادة الله ونكفر بتعاليمه.

ننزف عندما لا نحافظ على دم الشهداء ولا نحترم تضحيات الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا وشهدوا للحق ولم يتجابنوا.

ننزف لأننا نوالي قادة وسياسيين وأحزاب يتاجرون بمصيرنا ولقمة عيشنا ووطننا.

نزف لأننا قبلنا وضعية العبيد والأغنام ورضينا العيش في الزرائب.

وهل نسأل بعد لماذا تحول وطننا الغالي لبنان إلى ساحة حروب للآخرين وفقدنا استقلالنا وسيادتنا؟

لا خلاص لنا ولا وقف لنزفنا إلا بالتوبة والصلاة والصوم وعمل الكفارات. إن الرب غفور ومسامح ومحب يريد مساعدتنا ووقف نزفنا إن قصدناه وطلبنا منه الشفاء بتقوى وإيمان ورجاء كما فعلت المرأة النازفة.

الرب افتدانا بابنه الوحيد واعتقنا من نير عبودية الخطيئة الأصلية ودلنا على طريق الخلاص، لكنه ترك لنا إما خيار السير عليه لإدراك البيت التي شيده لنا في ملكوته حيث لا وجع ولا عذاب ولا بغض، أو الضياع  والإبتعاد عن هذا الطريق وسلوك مسالك الشر حيث يكون المنتهي في الجحيم حيث البكاء وصريف الأسنان والنار التي تنطفئ.

في هذا الأحد دعونا نأخذ العِّبر من إيمان المرأة النازفة فنقوي إيماننا وثقتنا بالله وبقدرته وبمحبته وبنعمة المغفرة التي يعطيها لمن يسعى منا إليها صادقاً وتائباً "هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك" (مزمور 103: 3)

لنصلي من أجل خلاص وطننا الغالي لبنان، ومن أجل وقف النزف الذي أصاب مؤسساته، ومن اجل قادته إلى طرق الإيمان والعدل والشهادة للحق.

 

سليمان طلب من الجانب السوري عدم رمي القذائف باتجاه الأراضي اللبنانية

نهارنت/أعرب رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن "أسفه لاستمرار سقوط الضحايا اللبنانيين جرّاء الأعمال العسكرية قرب الحدود اللبنانية-السورية"، طالباً من "الجانب السوري الامتناع عن اطلاق النار والقذائف في اتجاه الاراضي اللبنانية". وأبدى سليمان الأحد "أسفه لاستمرار سقوط الضحايا اللبنانيين جرّاء الأعمال العسكرية قرب الحدود اللبنانية، حيث سقط مواطن مساء السبت في وادي خالد وآخر قبل ظهر اليوم في بلدة الهيشة المحاذيتين للحدود مع سوريا". وإذ اكّد "ضرورة الاستمرار في التزام الموقف المحايد القاضي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وخصوصا سوريا"، طلب سليمان من "الجانب السوري الامتناع عن اطلاق النار والقذائف في اتجاه الاراضي اللبنانية". وكان سليمان اجرى سلسلة اتصالات مع المسؤولين المعنيين وطلب الى الأجهزة المختصة التحقيق في ظروف حصول هاتين الحادثتين. واندلعت معارك عنيفة ليل السبت الاحد عند الحدود اللبنانية السورية بين الجيش السوري من جهة ومسلحين من جهة ثانية، ما اسفر عن سقوط قتيل. وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام الأحد، الى "مقتل عضو مجلس بلدية الهيشة (عكار) احمد شهاب وجرح شقيقه هاني شهاب جراء سقوط قذائف من الجانب السوري على بلدة الهيشة في منطقة وادي خالد". وافاد رئيس بلدية مشتى(عكار) حمود ناجي رمضان ان "منزلا لـ"آل عساف" استهدف بقذيفة مدفعية سورية و واقتصرت الاضرار على الماديات". وأكد مختار بلدة الهيشة محمد درغام الاحمد لصوت لبنان(93.3) أن "أهالي البلدة مستاءون من انتشار المسلحين ونطالب بانتشار الجيش اللبناني على الحدود". وأردفت الوكالة ان "حالة من الهلع والتوتر تسودان في صفوف الاهالي في منطقة وادي خالد جراء سقوط القذائف والاعيرة النارية من الجانب السوري". واستخدمت المدفعية وقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة في هذه المواجهات التي دارت بين الجيش السوري في بلدة المشيرفة ومسلحين في منطقة البقيعة اللبنانية. ولم تتمكن المصادر من تحديد ما اذا كان المسلحون لبنانيين او سوريين معارضين للنظام في دمشق. واندلعت اعمال العنف هذه بعد ساعات قليلة على مقتل لبناني بنيران اطلقت من الجانب السوري للحدود، بينما كان على مقربة من نهر يفصل بين البلدين بحسب المصدر. وصرح مسؤول محلي لبناني لوكالة فرانس برس ان بين المسلحين افرادا من عشيرة اللبناني القتيل.

ومنذ بدء الازمة السورية قبل حوالى عامين، شهدت الحدود اللبنانية الشمالية والشرقية حوادث عدة بعضها دام في هذا البلد المنقسم بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه. وغالبا ما تدور المواجهات بين الجيش السوري ومجموعات مؤيدة لمقاتلي المعارضة السورية. كما دارت اشتباكات بين مجموعات مسلحة والجيش اللبناني الذي يحاول منع تسلل مقاتلين.

مصدرنهارنت/وكالة الصحافة الفرنسية

 

مقتل شخص وجرح شقيقه في الهيشة في عكار جراء سقوط قذائف سورية

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار ميشال حلاق عن مقتل عضو مجلس بلدية الهيشة احمد شهاب وجرح شقيقه هاني شهاب جراء سقوط قذائف من الجانب السوري على بلدة الهيشة في منطقة وادي خالد. وافاد رئيس بلدية مشتى حمود ناجي رمضان ان منزلا لال عساف استهدف بقذيفة مدفعية سورية و واقتصرت الاضرار على الماديات. وافاد مندوبنا ان حالة من الهلع والتوتر تسودان في صفوف الاهالي في منطقة وادي خالد جراء سقوط القذائف والاعيرة النارية من الجانب السوري.

 

قتيل في وادي خالد برصاص من الجانب السوري

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار منذر المرعبي، ان المواطن حسين اسماعيل ملقب بعزو(40عاما)، أصيب برصاص أطلق من الجانب السوري، باتجاه خط البترول في وادي خالد، وما لبث أن توفي متأثرا بجروحه. وقد نقل إلى مستشفى السلام في القبيات. اشارة الى ان القتيل هو ابن عم النائب السابق جمال اسماعيل وكان يعمل كسائقه الخاص.

 

أهالي مجدل عنجر منعوا عبور «صهاريج الموت» الى سورية

بيروت - الراي/قام عشرات من اهالي بلدة مجدل عنجر (البقاع) امس بمنع مرور قافلة من الصهاريج كانت تنقل المازوت من لبنان الى سورية.

وقد تجمّع نحو 150 شخصاً من الشيوخ والشبان من القوى الاسلامية على جانبي الطريق الدولية بين ديرزنون وعنجر من دون ان يقطعوها امام حركة السير، وعملوا على إقامة «سّد بشري» استباقاً لمرور ما أسموه «صهاريج الموت الى نظام المجرم الاسدي في سورية»، معلنين «ان اجسادنا هي الحواجز البشرية التي ستمنع المرور بطريقة سلمية». وقد حال هذا التحرك دون متابعة قافلة الصهاريج طريقها وعودة ادراجها من طريق ضهر البيدر بعد تدخل القوى الامنية منعاً للتصادم بين الفريقين.

 

كيري يجول في المنطقة.. ويستثني لبنان

ثريا شاهين/المستقبل/بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري جولة له على عدد من الدول الأوروبية وفي المنطقة. وهي الجولة الأولى له بعد تسلمه مهام وزارة الخارجية، وتحمل طابعاً استطلاعياً يمهد للإدارة ان تبلور مسار سياستها الخارجية في ظل الولاية الثانية للرئيس الأميركي باراك أوباما. وستستمر الجولة حتى السادس من آذار المقبل. ووفقاً لمعطيات ديبلوماسية غربية، فإن جولة كيري لن تشمل لبنان، بحجة ضيق الوقت، وعدم وجود سبب يدعوه حالياً للزيارة، وأن عدم حصول زيارة للبنان، لا يعني موقفاً سلبياً من الإدارة، أو موقفاً بالتخلي عن الاهتمام بلبنان. ولكن أهم ما يطلبه الأميركيون بالنسبة إلى لبنان، هو الاستمرار في الحفاظ على الاستقرار، طالما ان الوضع السوري يسير بشكله الراهن. وأي تطور كبير في السياسة الأميركية حيال لبنان، لن يحصل قبل اتضاح صورة الوضع السوري. على ان أوساطاً سياسياً، تشير إلى انه على الرغم من عدم وجود مؤشرات لزيارة لبنان، لكن لا يمكن عدم توقعها، إذ قد تحصل بطريقة فجائية ولساعات محدودة، يقابل خلالها فقط رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وذلك انطلاقاً من انه إذا ما كانت الإدارة تعتبر ان للبنان دوراً حيوياً في المنطقة فقد تعمل لإتمام الزيارة. الموضوع الأبرز في جولة كيري هو الأزمة السورية. حيث ان الإدارة الأميركية تريد ان تحقق اختراقاً في جدار الجمود الحاصل وسط انعدام وجود خيارات واسعة ومفتوحة.

سيستطلع قراءات الدول التي سيزورها حول هذا الموضوع، وإمكان فعل شيء في سياق الحل السياسي المطروح. ويرغب كيري النظر في ما إذا كانت روسيا قابلة للاتفاق مع بلاده حول إرساء حل سياسي، لا سيما عبر مجلس الأمن الدولي. أما الموقف الروسي فلا يزال غير واضح حيال رغبة الأميركيين هذه، وقبل نحو أسبوعين اتصل كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف نحو 5 مرات ولم يرد لافروف إلاّ بعد مرور نحو 5 أيام.

وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان أوصتا بتسليح المعارضة السورية، لكن البيت الأبيض يرفض ذلك. ومن غير الواضح إذا كان سيغير موقفه. واشنطن لا تعرف جيداً المعارضة المسلحة، وليس لديها تأثير عليها، ما يحول دون التسليح. فضلاً عن الخوف من الأصولية، إذ عندما سلّحوا "طالبان" ضد الروس نشأ بن لادن. ثم ان الولايات المتحدة الآن تخرج من العراق وأفغانستان، ولا تريد الانغماس في موقع آخر. والأمر الآخر الذي يحول دون التسليح، هو ان أوباما يركز على تطوير الاقتصاد الأميركي وزيادة فرص العمل وتعزيز الضمانات الاجتماعية، وهذا ما يشكل أولوية لديه.

ويتوازى الموقف الأميركي من التسليح مع موقف أوروبي مشابه، لكن في خلفيته انقساماً واضحاً، لأن دولاً غربية تريد التسليح، وأخرى لا تريد ذلك. مع الإشارة إلى ان ما تريده المعارضة ليس سلاحاً عادياً، انما سلاح نوعي مضاد للطيران، وليس لديها من هذا السلاح سوى الغنائم التي حصلت عليها من جيش النظام أثناء العمليات العسكرية. الضغط الأميركي على روسيا للقبول بحل سياسي عبر مجلس الأمن، من دون علامات استفهام كبيرة، بسبب انعدام أي أفق من خلال الاتصالات الجارية عن إمكان تخلي موسكو عن مصالحها في المنطقة. فضلاً عن ان موسكو لا تزال منزعجة من خسارتها في مصالحها الاقتصادية ونفوذها السياسي من جرّاء التغيير في كل من العراق وليبيا. ثم ان الروس لديهم معارضة في الداخل ويتجاهلون مطالبها. ولا تتوقع مصادر ديبلوماسية، حصول تغيير جذري في السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة لا سيما حول سوريا، إلاّ في حال استجدّت أحداث دراماتيكية مفصلية. والاهتمام الأساسي سيبقى لتحسين الوضع الداخلي الأميركي. والمواضيع الأخرى المدرجة على جدول جولة كيري هي عملية السلام في المنطقة، والنظر في إمكان إطلاق مبادرة جديدة من شأنها استئناف التفاوض. مع ان المصادر، تلفت إلى صعوبة استئناف مفاوضات السلام بسبب الوضع السوري كذلك هناك العلاقات الثنائية بين واشنطن والدول التي يزورها خصوصاً مع الخليج. ثم هناك الموضوع الإيراني، وفرصة الحوار المعطاة لإيران للتوصل إلى حل لقضية برنامجها النووي، ومدى فاعلية فكرة تقديم طرح لإيران وانتظار ردّ فعلها عليه، لتحديد مستوى التعامل مستقبلاً معها.

 

كيري يبدأ اليوم «جولة ماراثونية» أوروبية شرق أوسطية تستمر أسبوعين

واشنطن - ا ف ب - يبدأ وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري، اليوم، «جولة ماراثونية» تستمر اسبوعين يزور خلالها عددا من حلفاء الولايات المتحدة في اوروبا والشرق الاوسط ويتباحث واياهم في القضايا الساخنة ولا سيما الازمة السورية. وفي اول رحلة له الى الخارج منذ توليه حقيبة الديبلوماسية الاميركية، سيزور كيري من 24 فبراير الجاري ولغاية 6 مارس كلا من لندن وبرلين وباريس وروما وانقرة والقاهرة والرياض وابوظبي والدوحة. وخلافا لما اعلنه مسؤولون فلسطينيون من ان زيارة كيري ستشمل ايضا الاراضي الفلسطينية واسرائيل، فان البرنامج الرسمي الذي وزعته الخارجية الاميركية خلا من هاتين المحطتين اللتين سيزورهما في المقابل الرئيس باراك اوباما الشهر المقبل. والى جانب تأكيد كيري خلال كل محطات جولته هذه على العلاقات التاريخية التي تربط بين الولايات المتحدة وحلفائها على الضفة الاخرى من الاطلسي، فان الوزير الاميركي سيتباحث في «جولة الاستماع» هذه مع مضيفيه في مواقفهم من القضايا الدولية الساخنة ولاسيما الحربين في سورية ومالي والملفان النوويان الايراني والكوري الشمالي، اضافة طبعا الى عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية المجمدة والوضع في افغانستان ومعضلة التغير المناخي. وفي الواقع فان قراره تخصيص جولته الخارجية الاولى لاوروبا، في حين ان كلينتون خصصت زيارتها الخارجية الاولى في 2009 الى منطقة آسيا-المحيط الهادئ، عملا بسياسة الرئيس اوباما جعل هذه المنطقة «نقطة ارتكاز» الاستراتيجية الاميركية. وبالفعل، سلط وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الضوء على هذه النقطة، مؤكدا ان زيارة نظيره الاميركي الى برلين في 26 الجاري هي «اشارة مهمة للعلاقات عبر الاطلسي». والتفسير ذاته تكرر في باريس التي ترى في اللقاء المقرر بين كيري والرئيس فرنسوا هولاند في 27 الجاري ومن ثم لقاءه ونظيره الفرنسي لوران فابيوس فرصة «للتباحث في العلاقات عبر الاطلسي». وفي الواقع، فان العلاقات الاميركية-الاوروبية شهدت انتعاشة اثر اعلان اوباما قبل ايام في خطابه السنوي في الكونغرس حول حال الاتحاد اطلاق مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي لاقامة منطقة ضخمة للتبادل التجاري الحر. وفي برلين سيلتقي كيري ايضا نظيره الروسي سيرغي لافروف. وسيتباحث الوزيران في الملفات الخلافية بين بلديهما ولا سيما الحرب في سورية، لكنهما سيتباحثان ايضا في الملفات التي تجمع بينهما ولا سيما ازمتا ايران وكوريا الشمالية. وستتزامن المباحثات الاميركية-الروسية مع مفاوضات ستجرى في مدينة الماتي في كازاخستان بين ايران ومجموعة الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) حول الملف النووي الايراني. اما في ما يتعلق بالملف السوري فسيكون في صلب الزيارة التي سيجريها كيري الى روما في 28 الجاري حيث يشارك في مؤتمر «اصدقاء سورية» الداعم لمعارضي الرئيس بشار الاسد، ويلتقي على هامشه ايضا «الائتلاف السوري» المعارض. وسيكون الملف السوري ايضا في صدارة القضايا التي سيبحثها كيري مع حلفائه في انقرة وكذلك في القاهرة حيث سيجتمع ايضا بالامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

وسيمضي كيري اكثر من 24 ساعة في مصر التي تشهد انتخابات تشريعية اعتبارا من 27 ابريل. وسيختتم كيري جولته الماراثونية في الخليج حيث يشارك خصوصا في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض. وفي السعودية كما في الامارات وقطر، سيكون الملف السوري في صدارة الملفات التي ستتناولها مباحثات الوزير الاميركي، اضافة الى عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية المجمدة منذ سبتمبر 2010 والوضع في افغانستان التي ستنسحب منها القوات الاميركية بنهاية 2014.

 

ادريس: نملك أدلة قاطعة على مشاركة حزب الله بالقتال الى جانب الأسد

لبنان الحر/أكد قائد أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس أن لدى الجيش الحر أدلة قاطعة على مشاركة حزب الله اللبناني بالقتال إلى جانب نظام بشار الأسد ضد الثوار. وكشف في حديث لصحيفة الوطن السورية عن عمليات إمداد مُتتالية تصل للنظام السوري من روسيا عبر ميناء طرطوس وتنقلها سُفن حربية كان آخرها سفينة وصلت قبل أيام بلغت حمولتها نحو 1200 طن من الإمدادات العسكرية والعتاد.

 

النهار: الغاء اعتصام وسط بيروت بعد استدعاء الأسير للتحقيق  

لبنان الحر/اما في شأن الانتشار المسلح الذي نفذه انصار الشيخ احمد الاسير في صيدا اول من امس فطلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر من مخفر صيدا استدعاء الاسير والملثمين الذين ظهروا الى جانبه وهم يحملون اسلحة حربية، لسؤالهم عن سبب الظهور المسلح، وإن تكن الاسلحة الرشاشة التي يحملونها مرخصاً لها. ورد الاسير ببيان لمكتبه، معتبرا انه "عندما يحاكم حسن نصرالله ونبيه بري على جرائمهما يمثل الاسير امام مخفر حارة صيدا". لكن بدا ان الخطوة القضائية فعلت فعلها، إذ الغي مساء أمس اعتصام كان يزمع اقامته ظهر اليوم في وسط بيروت تضامناً مع الموقوفين الاسلاميين، وكان من المقرر ان يشارك فيه الاسير خطيباً.

 

مرجع أمني للنهار: الأجهزة الأمنية لم تتسلم حتى الآن الداتا وما يتم تسليمه حركة اتصالات أو أرقام

لبنان الحر/كشف مرجع امني لـالنهار ان الاجهزة الامنية لم تتسلم حتى الآن حركة الاتصالات الشاملة (الداتا) رغم الموقف الاخير للرئيس ميقاتي في مجلس الوزراء. وقال ان التلكؤ في تسليم "الداتا" يعوق عمل الأجهزة من جيش وقوى امن في تحرير المخطوفين ولا سيما الفتى محمد عواضه وسط حرص على تأمين سلامتهم ما يجعل الاجهزة تعمل بامكانات متواضعة وبدائية. وأوضح ان ما يجري تسليمه للاجهزة هو حركة اتصالات رقم او رقمين مما يضيّع عليها امكانات الامن الوقائي، كما تأتي هذه التلبية المحدودة جداً لطلبات الأجهزة متأخرة أياماً مما يضعف امكان تعقب المطلوبين.ووصف الأجواء الامنية في البلاد بأنها متشنجة ويزيدها صعوبة هذه العرقلة لعمل الاجهزة.

 

جنبلاط: ننسق مع المستقبل لمشروع توافقي والأنسب يبقى مشروع رئيس الجمهورية  

لبنان الحر/رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط قال لـ"النهار" أمس: نحن وتيار المستقبل ننسق معاً من أجل التوصل الى مشروع قانون توافقي، ويبقى المشروع الاساسي الذي نناقشه هو الذي قدمه رئيس الجمهورية ميشال سليمان

 

هجوم عون على دول الخليجي مدفوع الثمن وهو يسعى لجر المسيحيين إلى مواجهة مع محيطهم  

بيروت - "السياسة": لم يكن صدفة تهجم العماد ميشال عون على القيادة البحرينية, أو الإساءة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من قبل بعض الموتورين, وإنما من ضمن مسار سياسي بدأه التيار العوني منذ تحالفه مع "حزب الله" وإيران في فبراير 2006, حيث ان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" في حلقاته الداخلية وإلى حدٍ ما في إطلالته العلنية, واستناداً إلى ما تقوله أوساط قيادية في قوى المعارضة لـ "السياسة", يروج لنظرية الأقليات في المنطقة العربية, وخصوصاً في دول المشرق العربي, ويضع المسيحيين في مواجهة "حتمية" مع المحيط الإسلامي. وهو يستعيد بذلك نظريات غلاة اليمين اللبناني إبان الحرب الأهلية (1975-1990) الذين نظروا لتحالف الأقليات تبريراً للانفتاح آنذاك على إسرائيل. واشارت الأوساط إلى أنه قبل التحالف مع "حزب الله" كان الخطاب العوني علمانياً ليبرالياً يدعو للعمل على قيام الدولة العادلة على أسس الوحدة الوطنية, خاصة أن الجميع يذكر كيف تفاوض عون في العام 2005 مطولاً مع الرئيس سعد الحريري وقوى "14 آذار" من أجل التحالف الانتخابي وداخل الحكومة, إلا أنه بعد إبرام التفاهم في 2006 تحول في خطابه إلى نظريات "الثلث المعطل" داخل الحكومة (لحماية الأقلية بمنحها حق النقض), وإلى حقوق المسيحيين, والوجود المسيحي المهدد, لإخافة جمهوره من الشريك المسلم. وقد نجح إلى حدٍ بعيد من خلال تكريس "الثلث المعطل" في حكومتين, ومن خلال إقرار قانون "الستين" بعد اتفاق الدوحة, واليوم من خلال تمرير "اقتراح الفرزلي" في اللجان النيابية. ولفتت الأوساط إلى أنه منذ اندلاع الثورة السورية, وفي وقت كانت فعالياتها تقتصر على التظاهرات السلمية, وكانت مشاركة كل مكونات المجتمع السوري فيها ظاهرة للعيان, كان التيار العوني يتحدث عن مجموعات إسلامية إرهابية تابعة لتنظيم "القاعدة" تريد أسلمة سورية ومن ثم الانتقال إلى لبنان. وقد كرست وسائل إعلام عون مساحات كبيرة للغاية لشخصيات سورية مسيحية موالية لنظام الأسد للحديث عما يصيب المسيحيين من قتل وتهجير, علماً أن جيش النظام هو الذي كان يدك المدن والبلدات الثائرة سلمياً بالمدفعية والطائرات, عدا عن فتح وسائل إعلامه لـ "شبيحة" النظام السوري من إعلاميين لبنانيين.وذكرت الأوساط المعارضة بحجم الالتحاق العوني بإيران, حتى بات يزايد على "حزب الله" في "التذلل للولي الفقيه", فلا يترك مناسبة إلا ويستهدف أهل السنة والجماعة في لبنان.

ويرى كثيرون أن هذه الاندفاعة الأخيرة مدفوعة الثمن مالياً لتمويل الانتخابات المقبلة, ومن هنا جاء تدخل عون بالشؤون البحرينية ولكن الصحيح أيضاً أن رئيس "التيار الوطني الحر" يتبادل الأدوار مع "حزب الله" الذي ينأى بنفسه عن هكذا هجوم قذر ويتركه لحليفه, ما يعني بكل وضوح أن هذه السياسة تهدف إلى قطع علاقات دول مجلس التعاون الخليجي مع لبنان, لتخلو ساحته لإيران وحليفها المتداعي نظام الأسد, بحراسة ورعاية الترسانة العسكرية ل¯"حزب الله".

 

ملياري دولار من ايران لدعم 8 آذار والتيار العوني في الانتخابات...والجنرال يتحايل على الحكيم بـ20 مقعد نيابي

طارق نجم/ موقع 14 آذار/نقلت مصادر مطلعة في التيار الوطني الحرّ أخباراً مفادها أنّ ايران قد رصدت مبلغ ملياري دولار اميركي لدعم الحملة الانتخابية القادمة لجماعة 8 آذار. وفي التفاصيل أنّ طهران التي باتت بحاجة اكثر من اي وقت مضى للحفاظ على حلفائها في لبنان بعد ان باتت على وشك فقدان حليفها الأكبر في دمشق، قد قررت منح دعم مالي لتمويل اي انتخابات نيابية قادمة قدّر بملياري دولار اميركي ووكذلك تقديم كل ما يلزم لكسر شوكة قوى 14 آذار نهائياً. وبحسب هذه المصادر، فإنّ التيار الوطني الحرّ سيحصل على حصة وازنة من هذا المبلغ لاستقطاب الاصوات المسيحية وتجريد خصومه المقربين من 14 آذار من أي فعالية اقتراعية او نيابية في حال تمّ إقرا المشروع المعروف بالقانون الارثوذكسي. وكذلك تنقل المصادر عن أنّ قيادة التيار الوطني قد تقدمت بعرض في الخفاء فحواه إغراء قائد القوت اللبنانية الدكتور سمير جعجع بـ20 مقعد نيابي لصالح حزب القوات من أصل 64 مقعداً مخصصة للمسيحيين مقابل أن يوافق على القانون الأرثوذكسي. وهناك عرض مواز قدّم إلى أمين وسامي الجميل مقابل نواب للكتائب في كسروان وزحلة وبيروت وبالطبع في المتن على ان لا يتعدى عددهم اصابع اليد الخمسة. وتعكس هذه المصادر رؤية العماد ميشال عون بأنّه يريد "ان يكون الملك وأن يدير اللعبة لأن النواب المسيحيين الـ64 هم له وملكه وعليه ان يستعيدهم". كما لا تغفل هذه المصادر واقع أنّ موقف سمير جعجع قد شكل صدمة معيّنة للعديد من الاصوات ولكن القاعدة الشعبية للقوات اللبنانية قد عارضت بالسرّ قرار جعجع التصويت لصالح القانون الأرثوذكسي وبعضها لا يزال يراه مجرد مناورة من طرف الحكيم. مصادر التيار تنقل على سبيل النكتة أنّ ميشال عون قد قرر اتخاذ موقف تكتيكي ممالق للقوات اللبنانية والإيحاء بأنّ صفحة جديدة ستفتح، حيث عمد قبل أنّ يهنىء الدكتور سمير جعجع على مرور القانون الأرثوذكسي في اللجان المشتركةـ قام بالاتصال بتلفزيون او تي في طالباً منهم وضع شريط برنامج اهدن (الذي ينتقد الحكيم) في الجارور. وتوضح المصادر أنّ الغاية من هذا السلوك من جانب الجنرال عون هو إستدراج القوات اللبنانية الى فخ الأرثوذكسي من خلال ايهامهم بضمان هذه المقاعد العشرين لهم وتحريرهم من الارتباط بتيار المستقبل. في الوقت عينه، سيعمد ميشال عون للتحايل على القوات عبر تضييق الخيارات امامهم وحصر عدد نوابهم بأقل وبالتحديد 6 نواب حدّ أقصى، عبر اللجوء الى المال الايراني المذكور ما يضمن سيطرته على أغلبية مقاعد المسيحيين. وبالتالي يأمل عون من ذلك مضاعفة عدد نواب كتلة الإصلاح والتغيير ويلامس عتبة الـ40 نائب مسيحي.

ووفق المصادر عينها، فإنّ الرابية تعتبر هذه المعركة هي حول رئاسة الجمهورية التي ستحدد مستقبل لبنان وليست مجرد انتخابات نيابية عابرة لأنّ الجنرال الذي بلغ من العمر 78 عاماُ لم يعد له عملياً سوى انتخابات الرئاسة للعام 2014. ومن ناحية اخرى فإنّ الجنرال عون الذي يمهد لتوريث صهره الوزير جبران باسيل قيادة التيار الوطني الحرّ، قد واجه معضلة صعود نجم النائب آلان عون عبر مواقفه في مجلس النواب، والذي شكل حرجاً لباسيل بحيث اعتبره هذا الاخير منافساً خفياً لسطوته داخل التيار خصوصاً أن جبران باسيل الذي لم يكن موفقاً في الحكومة كوزير، قد يكون بحاجة لمعركة جديدة لتعيينه وزيراً مرة أخرى. في حين، أن منصب آلان عون هو شبه مضمون.

 

طفل يتوفى على أبواب المستشفيات . . . والسبب الوزير والمستشفى

خالد موسى/ موقع 14 آذار

في سابقة خطيرة من نوعها في القطاع الصحي في لبنان، وتدل على مدى غياب الإنسانية والأخلاق لدى بعض إدارات المستشفيات، توفي الطفل مؤمن خالد المحمد وهو يبلغ من العمر سنة وعشرة أشهر، من بلدة برج العرب، ووالده يعمل شرطي بلدية في البلدة، بعدما أصيب بمرض السحايا ورفضت مستشفيات طرابلس والشمال استقباله لعدم توفر المال لدى عائلته من جهة، وفي ظل قرار وزارة الصحة بعدم تقديم الاستشفاء للمواطنين على حسابها خلال اليوم الذي أعلنه وزير الصحة من جهة أخرى. وفي التفاصيل، أن أهالي الطفل تنقلوا بين عدد من المستشفيات التي رفضت إدخاله، وعندما تأمن جزءا من المبلغ، توفي الطفل عند مدخل أحد المستشفيات. هذه الحادثة تبرز مدى إهتمام وزارة الصحة بالمواطنين اللبنانيين، الذين يفتقدون أبسط ظروف العيش ومن بينها الضمان الصحي. والسؤال: من يتحمل مسؤولية هذه الحادثة وزارة الصحة أم إدارة المستشفى، وأين البعد الإنساني و الأخلاقي لدى الفريق الطبي العامل في لبنان؟ وهل فعلاً يطبق الطبيب العامل في إدارة المستشفى القسم الذي اقسمه حين تم إعطائه إذن مزاولة المهنة؟.

عراجي: الرقابة الصحية في لبنان دون الصفر والوزارة غائبة  

في هذا السياق، إعتبر مقرر لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن " من المؤسف أن يموت أحدى الأطفال على مدخل أحد المستشفيات في لبنان ونحن اليوم في القرن الواحد والعشرين، هذا شيء معيب بحق وزارة الصحة وبحق اللبنانيين جميعاً". واضاف:" لا أريد تحميل المسؤولية على احد حتى الوصول إلى تحقيق شفاف وواضح في القضية، وهذا التحقيق من يحدد المسؤولية من الذي لم يستقبل الطفل وكيف كان وضعه عندما جاء الى المستشفى، يجب ان يكون هناك تحقيق لمعرفة الخلل الذي جرى وهذا شيء مزعج ومقرف، وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث هكذا حادثة في لبنان، ودائماً نسمع أن وزارة الصحة تدخلت وحققت، لكن للأسف لا يوجد هناك أي جدية في تعاطي وزارة الصحة في الأمر الطبية التي تحصل في البلد".

ووصف القرار الذي اتخذه وزير الصحة لمدة يوم واحد بمنع إدخال المرضى الى المستشفيات على نفقة وزارة الصحة، بـ"الأمر المعيب". وأضاف:" ثم تراجع وزير الصحة عن القرار وجرى ما جرى، ولكن فليفرض وزير الصحة أنه إستمر في قراره لأكثر من ثلاثة أيام ماذا كان ليحدث، كم مواطن كان سيسقط على ابواب المستشفيات نتيجة قراره".

ولفت الى أن " المشكلة تكمن في عدم وجود رقابة حقيقية على المستشفيات من قبل وزارة الصحة، وكل الكلام الذي يحكى في وزارة الصحة عن أنهم يمنعون المستشفيات من أخذ مبلغ من المال من المواطنين الذين يدخلون على نفقة وزارة الصحة، هذا الكلام ليس دقيقاً". وأشار الى أن "أي حالة طارئة يجب أن تدخل الى المستشفى، ولكن المشكلة تكمن في أن هناك العديد من الحالات التي تدخل الى المستشفى بدون داعي، يعني حالات الاستفراغ والإسهال و الإنفلونزا، هؤولاء يستنزفون ويستهلكون أموال طائلة من مخصصات الوزارة بأمور لا تحتاج الى الدخول الى المستشفى، وهناك خطأ واضح حاصل في المستشفيات هو أن الحالات الطارئة لا تدخل أما الحالات الأخرى فتدخل الى المستشفى، من أجل ذلك يجب أن يكون هناك رقابة جدية من قبل وزارة الصحة ومن أطباء وزارة الصحة لعدم تكرار هذه الأغلاط، ولكن نظام المراقبة في لبنان هو في حدود الصفر ولا يوجد هناك أي رقابة". وبشأن عدم توفر ضمان صحي لكل اللبنانيين، رأى ان " لبنان يدفع أكثر من 10 % من الناتج القومي على قطاع الإستشفاء، وهذه مبالغ ضخم، لكن للأسف نصف هذا الرقم يذهب هدراً وفساداً وسرقة ونهب، وللأسف ورغم كل المبالغ التي تدفع على القطاع الإستشفائي إلا ان هناك عددا كبيرا من اللبنانيين ليس لديهم اي ضمان صحي، وهناك مواطنين كثر يبتزون على أبواب بعض المستشفيات، وهناك هدر واضح حاصل في القطاع الصحي في لبنان و بالنهاية المواطن لا يأخذ حقه، لأن هذا الأمر يرجع الى عدم وجود رقابة وللإنفلاش الطبي الحاصل في البلد"، مطالباً بـ" تفعيل الرقابة الصحية من قبل وزارة الصحة على كافة المستشفيات، وكذلك الى إجراء تحقيق شفاف وواضح لتبيان حقيقة ما جرى".

 

زعيم «حزب الله» العراقي يهدد الأكراد والكويت ويؤكد أن «جيش المختار» يضم مليوناً بينهم سُنة

بغداد - عدي حاتم/الحياة/تحدى زعيم «حزب الله» العراقي، مؤسس ميليشيا «جيش المختار» واثق البطاط الحكومة والأكراد والكويت، والمتظاهرين، مؤكداً أن عديد «جيشه» تجاوز المليون عنصر وأنه يؤمن بولاية الفقيه مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي.إلى ذلك، أعلن المرشد الروحي للمتظاهرين الشيخ عبد الملك السعدي أنه التقى وفداً ديبلوماسياً أميركياً، وحمله رسالة إلى الرئيس باراك أوباما وفيها أن واشنطن»احتلت العراق وسلمته إلى إيران... وسلطت على رقاب العراقيين حكومات طائفية بدستور طائفي».ونفى البطاط خلال اتصال هاتفي مع «الحياة» تهديد الأسر السنية في حي الجهاد ومناطق غرب بغداد، مشيراً إلى أن» جيش المختار استحدث لمواجهة القاعدة والبعثيين وليس لاستهداف المواطنين العراقيين السنة لا سيما أن نحو 100 ألف من عناصره سنة...».وأضاف: «أننا نراقب التظاهرات في المنطقة الغربية عن كثب، وإذا تحولت إلى تظاهرات مسلحة سيكون ردنا كارثياً، لأننا لن نبقى مشروع ذبح للقاعدة والبعثيين». واتهم «القاعدة « بـ»تهديد العائلات السنية لإثارة فتنة طائفية وكي يحصل هذا التنظيم على حاضن وملاذ آمن من خلال الإرهاب»، مؤكداً أن «من يقف خلف تهديد السنة في حي الجهاد هو الشيخ محمد الناصري وهو مرتبط بشخص يدعى جاسم الشمري مسؤول تنظيم القاعدة في منطقة جرف الصخر» (شمالي محافظة بابل).

ورداً على سؤال عن أي مرجعية دينية يمثل، قال: «أنا الوكيل الإقليمي للمرجع آية الله السيد محمد علي العلوي الجرجاني ومقره في قم، وأنا مدير مكتبه في النجف»، مؤكداً حصوله «على وكالات أخرى من جميع المراجع الكبار في النجف». وزاد: «أنا من المؤمنين بخط ولاية الفقيه التي يمثلها السيد خامنئي، وحزب الله مطيع للولي(خامنئي)، ونحن نلتزم به قائداً لنا ونرجع إليه في الأمور العسكرية والسياسية».

وعن علاقته بـ «حزب الله اللبناني»، قال إن «جميع فروع حزب الله في العالم مرتبطة بمكتب الولي الفقيه، وقائدها هو السيد خامنئي».

وحذر الأكراد من «استغلال ضعف الحكومة المركزية وضعف المالكي للتمدد إلى محافظات كركوك والموصل وديالى وصلاح الدين. وعليهم أن يقبلوا بحدود كردستان الحالية فأي تمدد خارجه سيجعلهم يخسرون حتى المحافظات الثلاث التي يتكون منها الإقليم». وجدد دعوته الكويت إلى «وقف بناء ميناء مبارك، وإذا لم تفعل سنعاود قصف كل العاملين فيه كما فعلنا سابقاً، إن الكويت اقتطعت آلاف الدونمات من الأراضي العراقية الخصبة وعليها إعادتها وإلا سنعيدها بالقوة». من جهة أخرى، أوضح الموقع الإلكتروني للشيخ السعدي امس أن «وفداً أميركياً برئاسة نائب السفير في بغداد طلب من السعدي خلال لقاء جمعهما الثلثاء الماضي رأيه في ما يجري في العراق. فأجاب أن أميركا هي من قاد الجيوش لاحتلال العراق من غير قرار أممي ثم انسحبت بفعل المقاومة وتركت العراق مدمراً وسلطت على رقاب العراقيين حكومات طائفية بدستور طائفي فانتهكت حقوق الإنسان واستباحت الأعراض ونهبت الأموال وسيست القضاء».وأضاف أن «تدخل إيران في الشأن العراقي سافر، وقد نفد صبر العراقيين فقاموا متظاهرين يطالبون بحقوقهم المشروعة التي سلبت منهم، وكان رد الحكومة عليهم بالرصاص الحي والمضايقات وسقط من المتظاهرين شهداء بنار الحكومة».وأوضح انه سلم الوفد الأميركي رسالة إلى الرئيس باراك اوباما تضمنت انتقادات شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة، وإلى الدستور العراقي الذي قال انه «غير واضح للشعب لأنه أنجز تحت سلطة الاحتلال، وأثار جدلاً كثيراً». ولفت إلى أن «العراق اصبح في طليعة الدول التي حلّ فيها الفساد».وتضمنت الرسالة انتقاداً لاذعاً للتدخل الإيراني، وفيها أن «أميركا احتلت العراق وسلمته إلى إيران التي استمرت في التدخل في كل مفاصله ومؤسساته وكل شؤونه»، اضافة إلى»تسييس القضاء واعتقال الآلاف من أهل السنة خلال السنوات الماضية».

 

هل تمهّد دعوة جعجع إلى قانون توافقي للانسحاب من «الأرثوذكسي» وترميم 14 آذار؟

بيروت - وليد شقير/الحياة/يقول مصدر في القوى السياسية المعارضة لمشروع «اللقاء الأرثوذكسي» إن نتائج المداولات من أجل التوصل الى صيغة بديلة له بعد انفتاح اللقاء الماروني برعاية البطريرك الكاردينال بشارة الراعي والفسحة التي تركها رئيس البرلمان نبيه بري للوصول الى مشروع توافقي، لن تتضح قبل نهاية الأسبوع الطالع التي ستتزامن مع اقتراب موعد دعوة الهيئات الناخبة، لأن الفسحة الفاصلة عنه تفرض إقرار قانون في المجلس النيابي ثم نشره في الجريدة الرسمية لتتم دعوة الهيئات الناخبة قبل 22 آذار (مارس) المقبل.

وتخضع التوقعات بإمكان التوصل الى مشروع بديل الى تجاذب بين الاستناد الى ما انتهى إليه لقاء بكركي من «انفتاح» عليه، وبين التشاؤم بإمكان التوصل الى التوافق على مشروع آخر بعد إعلان زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في حديثه الى تلفزيون «المنار» أول من أمس عن أن الخيار هو بين القبول بمشروع «اللقاء الأرثوذكسي» وبين اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، من جهة، وتأكيد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنه يعتبر مشروعه المختلط بانتخاب نصف النواب على النظام الأكثري ونصفهم الثاني على النظام النسبي هو الأفضل، على رغم معرفته بأنه غير مقبول من تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي.

لكن الأطراف الذين يسعون الى الإفادة من فسحة الأسبوع الطالع المفترضة من أجل البحث عن مشروع توافقي يقوم على مبدأ المختلط بين النسبي والأكثري ولكن على غير النسب التي يقترحها بري، يراهنون على الموقف الذي أعلنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مساء أول من أمس بقوله: «نحن مصرّون على قانون انتخاب جديد يريح الجميع وبتوافق الجميع وليس بثنائيات ضد الآخرين»، وبرفضه «أجواء الانتصار التي شهدناها في بعض الزوايا» (قاصداً ما تسرب عن احتفال العماد عون بالتصويت لمصلحة الارثوذكسي في اللجان النيابية المشتركة)، معتبراً أن أي انتصار للبنان على آخر في الأمور الداخلية هو انتصار مرحلي وقصير المدى.

وتعتقد مصادر معارضة لـ «الأرثوذكسي» وبينها أوساط في كتلة «المستقبل» النيابية أنه يجب التوقف عند ما قاله جعجع في غمزه من قناة عون على رغم اتفاقه معه على «الأرثوذكسي»، وحرصه على التأكيد في خطابه أن «القوات» حزب 14 آذار وحزب «ثورة الأرز»، باعتباره مقدمة لترميم العلاقات بينه وبين حلفائه بعد الخلاف على هذا المشروع. وتسجل هذه المصادر قول جعجع إن «عيوننا شاخصة نحو المستقبل وعلى المستقبل» (قاصداً تيار الرئيس سعد الحريري) في معرض حديثه عن بناء «القوات» كحزب ديموقراطي... وفي إشارة منه الى رغبته في إعادة الأمور الى مجاريها بين الجانبين بعد الانتقادات المتبادلة في شأن «الأرثوذكسي».

ومع أنه لم يصدر رد فعل رسمي عن قوى 14 آذار و «المستقبل» في شأن ما قاله جعجع أول من أمس، فإن أوساطاً في كتلة «المستقبل» تعتبر أن إشارته الى «لعنة الأرثوذكسي» وإضاءة شمعة في سماء المشروع التوافقي هي دعوة الى الآخرين من أجل تكثيف الجهود للتوصل الى مشروع مختلط كان ممثل «القوات» في اللجنة النيابية المصغرة جورج عدوان تقدم بمسودة عنه. وعلمت «الحياة» أن جعجع يرمي من وراء الإشارات التي أطلقها الى التأكيد أن الاتصالات بينه وبين رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة عادت تسلك منحى مستقيماً وأنه سيتابعها شخصياً للتوافق على مشروع بديل، لأنه يشعر أنه يجب إصلاح الأضرار التي نجمت عن الخلاف حول «الأرثوذكسي» على 14 آذار، على رغم عتبه على الحملات التي تعرض لها أخيراً من الحلفاء والتي أفرد جزءاً من الخطاب للرد عليها.

كما توقفت هذه الأوساط في «المستقبل» عند قول النائب في «القوات» أنطوان زهرا أمس في حديث تلفزيوني إنه «ظهر أن مشروع اللقاء الأرثوذكسي غير توافقي وافتقد الميثاقية» واعتباره أن كلام عون عن الدائرة الواحدة هو تسليم للبلد الى «حزب الله» ولا يفيد انتخاب المسيحيين نوابهم بأي شيء إذا كان هذا هدفه حقاً، معتبرة أن هذا مؤشر الى أن «القوات» تبدي استعداداً جدياً للخروج من التزامها بمشروع انتخاب كل مذهب نوابه.

ما هي حظوظ التوصل الى مشروع بديل في ظل التجاذب بين إصرار عون عليه وتمسك بري بالمشروع المختلط على أساس المناصفة في اختيار النواب بين النظامين النسبي والمختلط، وانفتاح جعجع وكذلك الرئيس أمين الجميل على صيغة مختلطة مختلفة عن صيغة بري؟

تقول مصادر نيابية متابعة للاتصالات من أجل صيغة مختلطة إن تمسك بري بصيغة المناصفة هو تعبير عن رفض «حزب الله» أي تنازل عنها، أو عن صيغة «الأرثوذكسي»، وأن الحزب أبلغ القوى السياسية التي يتواصل معها من معارضي «الأرثوذكسي» أنه لن يقبل بالتنازل عن صيغة المناصفة في انتخاب النواب بين الأكثري والنسبي، ومنهم الحزب التقدمي الاشتراكي، على رغم أن بري قرن هذا التمسك بقوله إن الباب مفتوح للبحث في اقتراحات أخرى. وهو الأمر الذي لا يحرجه لأنه يستطيع التذرع بتمسك الحزب بهذه الصيغة...

وجرى التداول ليل أول من أمس بين السنيورة وعدد من النواب والنواب السابقين والقادة المسيحيين المستقلين بالصيغ الممكنة للمشروع المختلط، تمهيداً لعرضها في الاتصالات الجارية.

وأشارت هذه المصادر الى أن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع السنيورة وعدد من النواب والوزراء ليل أول من أمس في منزل النائبة السابقة نايلة معوض لم يتطرق الى الأفكار المطروحة عن البدائل على رغم أنه كان كلف مستشاره الوزير السابق خليل الهراوي السعي الى التوفيق بين ما يطرحه تيار «المستقبل» وبين ما يطرحه بري. وفي وقت يعتبر متابعون لخلفيات اللقاء القيادي الماروني ليل الخميس الماضي أنه قد يكون انفتاحه على التوافق غطاء لحزبي «الكتائب» و «القوات» كي يعودا عن تأييدهما لـ «الأرثوذكسي» في حال وجد مشروع جدي بديل، علمت «الحياة» أن الاقتراحات التي جرى تداولها من دون التوصل الى نتائج في الاتصالات الجارية على خطي بري - جنبلاط وسليمان - السنيورة (إضافة الى مداولات «المستقبل» والاشتراكي)، تناولت اقتراح انتخاب 30 في المئة على النظام النسبي و70 في المئة على الأكثري، لكنه لم يلق قبولاً من بري. وانتقل البحث الى صيغة انتخاب 70 نائباً على النظام الأكثري و58 على النسبي، لكن البحث فيها توقف عند تقسيم جبل لبنان، إذ إن «الكتائب» لا يوافق على جمع قضاءي بعبدا مع المتن الشمالي الذي تفرضه مطالبة جنبلاط بتقسيم جبل لبنان الى 3 دوائر تؤدي الى جمع الشوف مع عاليه. وأوضحت مصادر واكبت هذه الاتصالات أنه جرى البحث في صيغة لضمان تمثيل الجميع في دائرة الجنوب، وتحديداً صيدا، حيث طُرح اقتراح إضافة مقعد الى المقعدين السنيين اللذين يشغلهما الرئيس السنيورة والنائب بهية الحريري، لكن نقل نائب سنّي من عكار أو من البقاع الشمالي لم يلق قبولاً أيضاً.

 

النائب مروان حمادة يستغرب الاستنسابية في طرح القوانين

المستقبل/أكد النائب مروان حمادة أن "مشروع القانون الأرثوذكسي ليس مشروعا إنتخابياً، بقدر ما هو مشروع سياسي خطير"، متسائلاً "كيف نقفز الى الأرثوذكسي ونترك مشروع الحكومة؟ ولماذا الإستنسابية في طرح القوانين؟".

وشدد في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" 100,3 -100,5" أمس، على "ضرورة إجراء الإنتخابات النيابية في مواعيدها، خصوصاً أننا ما زلنا نستطيع اجراءها في موعدها، شرط ألا يكون القانون الإنتخابي قنبلة موقوتة تفجر الإنتخابات والبلاد"، مشيداً باللقاء الماروني الأخير الذي عقد في بكركي. ورأى أن "طرح النائب ميشال عون العودة الى الدائرة الواحدة على أساس النسبية، في حال رفض الأرثوذكسي، هو تلويح بالعودة الى الدائرة الواحدة مع النسبية بطريقة غير مباشرة، ولكن سريعة نحو إلغاء الطائفية السياسية كلياً، وتغليب الأكثرية العددية على المجلس النيابي المقبل". وحذر من "التسليح غير المسبوق في لبنان، والذي يجب العمل سياسيا على وقفه فوراً، قبل أن يتمادى، وتصبح ظاهرة حزب الله الخارجة عن القانون منتشرة على كامل الأراضي اللبنانية". وقال: "النائب ميشال عون سبقنا بـ16 عاماً الى إعلان الحرب على سوريا، وسبقنا بـ16 عاما أخرى الى الإستسلام لبشار الأسد، ولم يقرأ التاريخ جيداً، ومن غير المقبول ألا يفكر بمصير آلاف اللبنانيين في الخليج، ولا سيما المسيحيين منهم، الذين لهم مكانة خاصة، لأنهم ليسوا سلفيين، ولا ينتمون الى حزب الله". واستنكر "الشتائم التي صدرت من قبل عون ونوابه، بحق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومقاربته للوضع في البحرين".

 

سوريا: حسم أو خطر اسرائيل ثانية...

علي حماده/النهار/نقل عن المبعوث الدولي - العربي الى سوريا الاخضر الابرهيمي في اتصال له مع احد اصدقائه القدامى اخيراً  قوله: "ان الوضع في سوريا مقبل على ايام اكثر صعوبة، واكثر دموية، وقد يطول الامر فيما البلاد تشهد تدميرا منهجيا بفعل القتال". ونقل عنه ايضا "ان لب المشكلة التي تعترض عمله كوسيط لحل الازمة هو أن كلا الطرفين النظام والمعارضة يعتقدان انهما قادران على حسم المعركة، فيما الواقع يشير الى استحالة حسمها اقله في المدى المنظور"، ووفقا للمعطيات المتوافرة عن قدرات الطرفين الحقيقية التي لا تشير بحسب الابرهيمي الى امكانية للحسم. طبعا يمتلك الابرهيمي معلومات ميدانية ربما لا تتوافر لغيره، فهو محق في التخوف من ان تشهد سوريا شلالات من الدم اكبر من تلك التي شهدتها في الفترة السابقة. كما انه محق في جزئية ان النظام يعتقد انه قادر على حسم المعركة ضد الثورة على الارض. اما اعتقاد الثورة بقدرتها على حسم المعركة فليس بالوهم، بل بالعكس. فهي لم تتوقف عن التقدم في كل مكان، وان كانت في مراحل عانت من مراوحة ميدانية فرضها ضعف قدراتها النارية، وافتقادها اسلحة متطورة قادرة على تحييد سلاح الطيران الذي لجأ اليه النظام في محاولة لتعويض قصوره الميداني، وعجزه عن الزج بقوات اضافية. والأكيد انه كلما استحوذ الثوار على اسلحة متطورة ضد الطائرات والدبابات حققوا مزيدا من التقدم على الارض.  هذه حقيقة، وما لجوء النظام في الشهر الاخير الى تكثيف اطلاقه  صواريخ باليستية من طراز "سكود" على مدينة حلب والشمال السوري سوى دليل على ان سلاح الطيران الذي اسقط نصفه على الاقل حتى الان ما عاد يكفي لمنع تقدم الثوار واستكمال سيطرتهم على كامل الشمال السوري. ولكن صواريخ "سكود" على قوتها التدميرية لا يمكنها ان تقلب موازين القوى البشرية على الارض، وفعاليتها الراهنة (برؤوس تقليدية) نفسية ومادية اكثر مما هي عسكرية. لقد أخذ على الابرهيمي انه سارع الى ادانة تفجيرات دمشق الاخيرة، في حين انه لم يقل كلمة واحدة في واقعة قيام نظام حكم بإمطار شعبه ومدنه بصواريخ باليستية لم تستخدم في المنطقة منذ حرب الخليج الاولى سنة ١٩٩٠. ومع ذلك رب قائل ان بيانا صادراً عن الابرهيمي لن يقدم ولن يؤخر في شيء في الوقت الذي يعتبر بشار الاسد انه يمارس "حقه" وفق نظرية نقلت في بداية الثورة عن أخيه ماهر الذي صرح ان حافظ الاسد تسلم حكم البلاد سنة ١٩٧٠  وعدد سكانها ثمانية ملايين، واليوم وصل عدد السكان الى ثلاثة وعشرين مليونا، وهو واخيه بشار لن يتورعا عن اعادة البلاد الى عدد سكانها في ١٩٧٠.   ومن هنا استحالة الحل السياسي، واستحالة التعايش وفق صيغة وسط معه. وحده ايمان الثوار بالحسم هو الحل، ووحده السعي الميداني لاسقاط النظام هو الحل. وإلا فإن سوريا ذاهبة الى حرب المئة عام مشفوعة بولادة اسرائيل ثانية وثالثة ورابعة.

 

غيض من فيض عون.. و"الأرثوذكسي"

عبد السلام موسى/المستقبل

يبدو أن دعوة معراب في النهار إلى "إضاءة شمعة صغيرة في سماء المشروع التوافقي"، لم تلفح ليل الرابية "المنور" بـ"عتمة الأرثوذكسي"، على حد تعبير رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

أدار "الجنرال" أذنه الطرشاء لـ"الحكيم". أراد أن يقول، عبر منار "حزب الله"، إن كلام "النهار" يمحوه "الليل"، وإن ما يقال في معراب لا يسمع في الرابية، ولن يسمع في حارة حريك، بعد إقرار "القانون الأرثوذكسي" في "اللجان المشتركة"، وذلك عملاً بالمثل القائل: "الذي ضرب ضرب .. والذي هرب هرب". قد يكون صدى كلام "الجنرال" يلعلع في عين التينة، فما يطرحه الرئيس نبيه بري "لا يلبي طموحات" النائب ميشال عون، الذي ذهب، عبر منار "حزب الله" حصراً، إلى "محاصرة" بري، بأن "لا تمديد للمجلس النيابي الحالي، وأن الحكومة الحالية بإمكانها أن تصبح هيئة اشتراعية، وتقوم بدور المجلس وتجمع في يدها سلطتي التشريع والتنفيذ"، وفقاً لما قال عون إنه "إجتهاد دستوري فرنسي". ما قاله عون لم يكن كلاماً في هواء "حزب الله"، كان كلام الحزب بلسان عون، فـ"عبثية" الذهاب إلى إقرار "الأرثوذكسي"، رغم "العتمة"، أعطى "حزب الله" خدمة لم يكن ينتظرها كما أتته على "طبق من ذهب"، ومهد الطريق إلى "تطيير الإنتخابات"، وفق معادلة الحزب، إما تكون على قياسي، أو لا تكون.

أن يجتهد عون، نيابة عن "حزب الله"، في تطمين اللبنانيين، بأن لا فراغ في زمن حكومة "حزب الله"، وأن يذهب إلى "تهديد" رئيس الجمهورية ميشال سليمان لترهيبه بعدم الطعن بـ"الأرثوذكسي"، إنما هو غيض من فيض ما فعله ويفعله إقرار "القانون الأرثوذكسي" بالبلاد والعباد، من نتائج كارثية، لم يتبصر لها البعض، عندما تحدث عنها رئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري في مقابلته عبر "كلام الناس"، ومن ثم في الذكرى الثامنة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، كما تحدث عنها رئيس "كتلة المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة عندما دعا إلى "التبصر" بشأن أي قانون انتخابي يريده لبنان. يبدو واضحاً أن "القانون الارثوذكسي" بات أيضاً في خدمة "حزب الله". ثمة من يسأل عن تناقض رهيب في مواقف عون، الذي من المستغرب أن يجتهد اليوم، في كيفية إعطاء الحكومة "صلاحيات" لوضع يدها على مجلس النواب، وما يعنيه ذلك من "صلاحيات" مستحدثة لموقع رئاسة الحكومة الذي يشغله "سني" يحاول عون دائماً تصويره بأنه "آكل لحوم المسيحيين". الغريب بالأمر، أن عون الذي لا يكف عن التباكي بأن رئاسة الحكومة سلبت رئاسة الجمهورية صلاحياتها، هو نفسه اليوم من يُنظّر لصلاحيات لرئاسة الحكومة لم يلحظها "دستور الطائف". كل ذلك "غب طلب" حليفه "حزب الله"، الممسك بقرار هذه الحكومة، التي لو لم تكن مثلاً حكومة "حزب الله"، لما كان عون يستعين بـ"إجتهاد دستوري فرنسي"، كي يقع الفراغ، الذي يلبي طموحات عون و"حزب الله". تخيلوا مثلاً: لو كانت الحكومة، حكومة وحدة وطنية يرأسها سعد الحريري، أو فؤاد السنيورة، هل كان عون سيبحث عن "إجتهاد دستوري فرنسي" لإعطائهما مزيداً من الصلاحيات، أم كان سينفذ، كما فعل فعلاً، "إجتهاداً سوريا إيرانياً"، بإسقاط حكومتيهما، كي يضع "حزب الله" يده على رئاسة الحكومة، بقوة السلاح غير الشرعي؟!. رب سائل: مَن سيضيء شمعة صغيرة في سماء المشروع التوافقي، وكل كهرباء عون و"حزب الله" تضيء "عتمة الأرثوذكسي"،كما رياحهما التي تهب من الرابية، عبر منار الحزب، لإطفاء أي "شمعة صغيرة" قد تضاء في معراب، بعدما أطفئت أنوارها لتحل "العتمة" بإقرار "القانون الأرثوذكسي؟". خلاصة واحدة لا يمكن تجاوزها، يبدو أن أولى "النتائج الخبيثة" لـ"القانون الأرثوذكسي" أنه يحق للطائفة السنية، عبر الحكومة التي ترأسها، أن تستولي على موقع الطائفة الشيعية في مجلس النواب!. لمزيد من المعلومات، الإتصال بصاحب "الإجتهاد الفرنسي"، وبراعي "القانون الأرثوذكسي".

 

هواجس البعض لا تجعلنا ننسف وحدة البلد والعيش الواحد"/نواب "المستقبل": "الأرثوذكسي" يؤدي الى الفدرلة والطائفية

المستقبل/أوضح نواب كتلة "المستقبل" امس، أن "تيار المستقبل" رفض مشروع القانون الأرثوذكسي، "لأنه مخالف للدستور، ولقواعد العيش المشترك، وينسف الصيغة اللبنانية، ويهدد وحدة لبنان واللبنانيين، ويؤدي حتماً الى الفدرلة الطائفية والمناطقية"، مشددين على أن "الهواجس الموجودة عند الاطراف اللبنانية، لا يمكن أن تجعلنا ننسف وحدة البلد، ووحدة أبنائه والعيش الواحد فيه". وأكدوا الانفتاح على أي قانون، يؤمن صحة التمثيل الوطني، والتمثيل المذهبي.

القادري

أكد عضو الكتلة النائب زياد القادري في حديث الى تلفزيون "المستقبل"، أن "من يدعم مشروع اللقاء الأرثوذكسي هو حزب الله، والنائب ميشال عون هو الواجهة الاساسية له، وأن إيران تحاول أن تُعمّم في لبنان أسلوب سياستها التقسيمية والتفتيتية، وحزب الله بسياسته، وبطبيعة تكوينه السياسي ليس بعيداً عن هذا الجو"، مشدداً على أن "مشروع الأرثوذكسي لن يبصر النور، ولن يصبح قانونا نافذا، فجو البلد تضرر كثيرا وتراجع بسبب هذا الطرح، والرأي العام العريض في لبنان لا يتقبل هذه الفكرة". أضاف: "عون ومن خلفه حزب الله، هدفهما من الأرثوذكسي مختلف تماما عن الغاية الموجودة لدى حلفائنا المسيحيين، ولكن القوات اللبنانية والكتائب يؤكدان الثبات على تحالف 14 آذار، الذي يقوم على فكرة الدولة، والإنصهار الوطني، وفكرة اللقاء اللبناني ـ الإسلامي، واللبناني ـ المسيحي الواحد، لبناء الدولة والحفاظ على لبنان". وأوضح أن "ما عاتبنا عليه حلفاءنا، هو أن الهواجس الموجودة عند الاطراف اللبنانية، لا يمكن أن تجعلنا ننسف وحدة البلد، ووحدة أبنائه والعيش الواحد فيه".ولفت الى أن "الرئيس نبيه بري أحال اقتراح كتلة المستقبل على جلسة مجلس الوزراء، وهو الأمر الذي لم يحدث مع مشروع اللقاء الأرثوذكسي، وهذا الامر نضعه في خانة استنسابية رئيس المجلس، وحالة ضياع واستقالة الحكومة من مسؤولياتها. والرئيس بري لم يكن يريد أن يسمع نقاشنا في جلسة اللجان المشتركة الاسبوع الماضي، وقد ناقشناه بالنظام الداخلي وبالدستور، لكنه كان يريد أن يسدد الفاتورة لحليفيه حزب الله وعون، من خلال إقرار الارثوذكسي"، مستنتجاً أن "عون وحزب الله من خلال دعمهما للأرثوذكسي لا يريدان إجراء الانتخابات، لتبقى هذه الحكومة، ويبقى حزب الله ممسكاً بالسلطة، الى حين تبلور التوازنات الإقليمية". ووصف المشروع الأرثوذكسي بأنه "مخالف للدستور، ولقواعد العيش المشترك، وينسف الصيغة اللبنانية، ويقسّم البلد"، مؤكداً أنه "لا يمكن أن نسير به، وهذا موقفنا النهائي ولا رجوع عنه، لأن هذا الموضوع له علاقة بحماية البلد ووحدة اللبنانيين، وهذا القانون لن يبصر النور". وأشار الى أن مشاركة "حزب الله" في الحرب في سوريا، "تأتي بصفته الأداة التنفيذية للسياسة الإيرانية، ومشاركة ايران في حرب النظام السوري ضد شعبه معلنة، والحزب نقل الأزمة بعد تدخله في الحرب، بعكس ما تدعيه الحكومة من النأي بالنفس".

دي فريج

ذكّر عضو الكتلة النائب نبيل دي فريج في حديث إلى محطة "أم تي في"، بأن "موقف الكتلة يصدر كل يوم ثلاثاء في بيان، وأي نائب يقوم بتصريح لا يعبّر عن الكتلة بل عن رأيه"، معتبراً أن "علاقتنا مع القوات اللبنانية لم تنكسر، على الرغم من الخلاف على قانون الانتخابات، والعلاقات بيننا تستمر بعد 9 حزيران، والقيم التي ندافع عنها معا هي أكبر من قانون انتخابات". وأكد أن "تيار المستقبل لن يصبح يوما تيارا سنيا او طائفيا او مذهبيا، ومن هنا يجب التعامل مع التيار بصفته تيارا، لديه جمهور في كل المجتمع اللبناني، وهذا ما أكده الرئيس سعد الحريري"، مشيرا الى أنه "لو فتحت أبواب الانتساب إلى القوات اللبنانية قبل غيمة قانون الانتخاب، لكان الكثير من المسلمين انتسبوا، ونحن نريد ان نتخطى العقل الطائفي، ولذلك نحن منفتحون على أي قانون، يؤمن صحة التمثيل الوطني، والتمثيل المذهبي".

الجسر

جدد عضو الكتلة النائب سمير الجسر خلال إستقباله وفوداً من منطقة الشمال في مكتبه في طرابلس، "رفض تيار المستقبل مشروع القانون الارثوذكسي، لأنه يهدد وحدة لبنان واللبنانيين، ويؤدي حتماً الى الفدرلة الطائفية والمناطقية". واشار الى أن "من صوّت للارثوذكسي واعتقد انه انتصر، في الحقيقة سيخسر لبنان، وأن من يرفض الارثوذكسي ينتصر للدولة اللبنانية، الواحدة، والجامعة، وينتصر للعيش المشترك، وللمستقبل المشترك بين اللبنانيين".

مجدلاني

اعتبر عضو الكتلة النائب عاطف مجدلاني في حديث إلى محطة "أم تي في"، أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كان "إيجابيا في خطابه الاخير". وقال: "إننا نعلم أن القوات ليست مجندة لطرح الفرزلي، إلا أن ظروف الشارع المسيحي والماروني خصوصاً تقتضي مثل هذه المواقف". أضاف: "نحن لم نكتف بلعن القانون الأرثوذكسي بل ايضا أضأنا اكثر من شمعة للتوجه نحو التوافق"، سائلاً: "لماذا ذهب اقتراح المستقبل إلى الحكومة لمناقشته، فيما اقتراح الفرزلي لم يذهب الى الحكومة ولم تناقشه وعرض على اللجان المشتركة وتم التصويت عليه؟ لذلك نضع علامات استفهام على اختلاف المسارات والتعاطي مع اقتراحات القوانين".

طعمة

رأى عضو الكتلة النائب نضال طعمة في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، أن "أحد أسباب إقرار الإقتراح الأرثوذكسي في اللجان المشتركة، هي بداية الكلام عن تأجيل الإنتخابات، وأن هناك فريقا يعتقد انه من خلال هذا الإقتراح يربح الإنتخابات، ويضع يده على البلد، وبالتالي بدأ بالمزايدة مسيحيا منذ مدة، كما دخل أيضا حلفاؤنا في حزبي الكتائب والقوات اللبنانية في هذه المزايدة، واعتبروا أن هذا الإقتراح يحقق التمثيل المسيحي الحقيقي، من دون ان ينظروا الى ردود الفعل في الشارع، والى ما سيقود هذا الإقتراح". ولفت الى أن "معارضة الإقتراح تكبر ككرة الثلج، بحيث أن هناك أقطابا في 8 آذار بدأوا يعارضونه"، معتبراً أن "الفريق الآخر لن يخوض الإنتخابات، إذا لم يكن متأكدا من ان النتائج ستكون لمصلحته سلفا، وإلا سيلجأ الى تطيير الإنتخابات". وقال: "كتلة المستقبل كانت قد تقدمت بصيغة مختلطة الى اللجنة الفرعية، وهذا نوع من التنازل، من أجل إجراء الإنتخابات في موعدها، بعدما كنا قد رفضنا النسبية، وقد وجدنا ضرورة لتقديم بعض التنازلات، لأننا لا نريد أن نتهم بأننا لا نريد إجراء الإستحقاق". وأعرب عن اعتقده أن "حزب القوات ربما تسرع في التصويت على القانون، ولكن هناك أهمية لتصحيح التمثيل المسيحي"، متسائلاً "هل التمثيل الصحيح يكون بتقوقع المسيحيين، أو بدورهم الميثاقي والحواري مع جميع الأطراف؟".

 

حتى لا يذهب السوريون واللبنانيون إلى صدام

فايز سارة/الشرق الأوسط

ثمة تطورات تتوالى في العلاقات السورية – اللبنانية، تؤشر إلى الأخطار المستقبلية التي يمكن أن تحيط بهذه العلاقات. وتتوزع هذه التطورات على مستويين رسمي وشعبي، وهذا هو الأشد خطرا على علاقات البلدين والشعبين.. فمن الجانب السوري قامت وحدات من الجيش السوري بخرق الحدود اللبنانية مرات، وأطلقت النار على لبنانيين، فقتلت وأصابت بعضهم بحجة أنها تلاحق جنودا من الجيش السوري الحر، وتم تكليف وزير لبناني سابق بحمل متفجرات إلى لبنان لاستخدامها في تفجيرات، كان يفترض أن تقتل وتجرح رجال دين وسياسيين لبنانيين. وعلى المستوى الشعبي، قام سوريون باحتجاز لبنانيين قبل أشهر في حلب بشبهة أنهم محسوبون على فريق لبناني، يقف إلى جانب النظام، ويؤيد سياسته الأمنية العسكرية، التي تقتل وتجرح وتعتقل السوريين وتدمر ممتلكاتهم ومصادر عيشهم.

ومثل الممارسات السورية، هناك مقابل لبناني لها.. فالدولة في لبنان رغم شعارها النأي بالنفس عن الانخراط في الأزمة السورية والوقوف إلى جانب واحد من طرفي الأزمة في سوريا، فقد قامت بخطوات كسرت هذه القاعدة وعبرت عن انحيازها العميق، كان من بينها توفير محروقات ومواد بترولية يستخدمها النظام لتحريك آلياته من دبابات وعربات مدرعة وسيارات وطائرات تواصل الحرب المجنونة على المدن والقرى السورية، وتقتل وتجرح مزيدا من السوريين، وتلحق الدمار بما تبقى لهم من ممتلكات ووسائل عيش قليلة، كما يقع في سياق تلك الخطوات توفير فرص للتغلب على العقوبات الدولية والعربية المفروضة على النظام ببعض مؤسساته وأشخاصه، ومنها تسهيلات تقدمها المصارف اللبنانية لتجاوز نظام دمشق التقييدات المالية لحركته بهدف الضغط على النظام من أجل تبديل سياساته في التعامل مع مطالب الثورة السورية العادلة من أجل الحرية والعدالة والمساواة. كما أن بين الخطوات الرسمية اللبنانية جعل لبنان ممرا لعناصر خارجية لها تأثير مباشر في الوضع السوري على نحو ما ظهر في قضية جنرال الحرس الثوري الإيراني الذي قتل في سوريا، وقد كان يقيم في لبنان رسميا باسم آخر، ويتولى ملف إعادة إعمار لبنان، وهي مهمة لا تصل لحدود مهمات له باسم آخر في الأراضي السورية حيث قتل.

وبخلاف تلك الخطوات والسياسات الرسمية اللبنانية، فثمة ما هو لافت للنظر في ممارسات بعض الجماعات اللبنانية، ومن ذلك قيام حزب الله اللبناني بالدخول على خط الأزمة في سوريا وإعلان انحيازه إلى جانب النظام، وهو أمر كان يمكن فهمه في إطار اختلاف السياسات لولا أن الحزب أتبع انحيازه بتقديم مساعدات وخبرات متعددة للنظام، كان الأهم فيها إرسال مقاتلين إلى سوريا، وقد تبنى الحزب ذلك بحجة دفاعه عن لبنانيين يقيمون في قرى سورية على تماس مع الحدود اللبنانية. وذهبت جماعة لبنانية متحالفة مع حزب الله هي التيار الوطني الحر إلى شن حملة على اللاجئين السوريين في لبنان بحجة أنهم سوف يؤثرون بصورة سلبية على تركيبة لبنان السكانية - الطائفية، وعلى فرص اللبنانيين بالعمل والعيش على نحو ما للوجود الفلسطيني في لبنان من تأثير سلبي حسب قناعات ذلك الطرف اللبناني، والطريف في الأمر أن الحواضن الاجتماعية لحزب الله وللتيار العوني وجدت كل دعم ومساندة من السوريين أثناء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، واضطرار أعداد كبيرة منها إلى اللجوء إلى سوريا، ولا سيما أثناء العدوان الإسرائيلي في عام 2006.

ورغم أن في الجانبين السوري واللبناني مواقف وممارسات أخرى غير التي أشرنا إليها، وكثير منها استمرار للطابع الإيجابي لعلاقات البلدين والشعبين، فإن في السياسات والخطوات المشار إليها ما يحمل معنى الخطر على واقع ومستقبل العلاقات السورية - اللبنانية.. إذ هي توسع إطار العنف في سوريا وتنقله من طابعه المحلي إلى امتداد خارجي، وتدخل في أتونه قوى وجماعات لا علاقة لها به، بل تعطي ذلك الدخول طابعا عسكريا طائفيا ودينيا، يمثل خطرا على لبنان وعلى سوريا وامتدادهما الإقليمي، وهذا خطر إضافي يمكن أن تستثمره قوى إقليمية ودولية في التأثير على البلدين والشعبين الشقيقين.

إن الخطر المستقبلي لما يحدث في العلاقات السورية - اللبنانية الحالية، سيؤثر على البلدين، وقد يؤدي إلى انفجارهما وإعادة تركيبهما بصور مختلفة مجددا، وفي حال لم يحصل ذلك في سياق وتداعيات الأزمة السورية، واستطاع البلدان الحفاظ على وجودهما المستقبلي بعد نهاية الأزمة، فإن ما يحصل اليوم سيعيد علاقات لبنان بسوريا إلى دائرة القلق والتوتر، وعلاقات سوريا مع لبنان إلى دائرة التوجس والمخاوف وربما التصادم، وسيمنع السوريون تواصل دور لبنان المشرقي عبر سوريا، بل إن علاقات لبنان بسوريا سوف تتقلص، وسيفقد قوة العمل الكثيفة والرخيصة التي يوفرها الشقيق الأكبر، بينما سيجد السوريون كل الذرائع لإحكام الإغلاق على الأخ اللبناني، ويمنعونه من المشاركة بخبراته ورأس ماله بدور في إعادة بناء وإنماء سوريا بعد نهاية الصراع، ولن يخسر اللبنانيون تلك الفرصة فقط، بل إنهم لن يدخلوا السوق السورية التي تساوي أكثر عشرات المرات من مساحة لبنان وأكثر أربع مرات من عدد سكانه.

لقد عانى اللبنانيون من سنوات حرب أهلية طويلة، ثم عانوا من عداوات واجتياحات إسرائيلية كثيرة، وعاني السوريون من حرب نظامهم عليهم ومن حروب إسرائيل ضدهم، وبين السوريين واللبنانيين كثير من المشتركات التاريخية والسكانية والثقافية والاجتماعية، وبينهما ما هو مستقبلي على صعيد السياسة والاقتصاد، ولكل هذا ينبغي للبلدين وللشعبين ولفعالياتهما الذهاب في اتجاه يختلف عما تسير إليه سياسات وتطورات اليوم بين البلدين والشعبين، التي لن تذهب إلا نحو الأسوأ، بينما المطلوب هو الذهاب إلى الأحسن.

 

معاذ الخطيب واللعب مع الثعالب

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

كل من قابلته حاول أن يجد عذرا للشيخ معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري. فمنذ أن جرب الخروج عن النص المألوف عند المعارضة داعيا للتفاوض مع النظام، بشروط ميسرة، والنظام يعبث به وبمبادرته كما هو متوقع. قالوا: يبدو أن الخطيب يريد إرضاء الدول التي تلح في الحديث عن حل سلمي. وقال البعض: أراد الخطيب إحراج النظام. وهناك من يرى أنه كرئيس جديد قرر تقديم صورة جديدة مختلفة عن المعارضة لا تكتفي بصور القتل والقتال، وأنها معارضة تملك خيارات متعددة. وهناك من قال: ربما طرح الخطيب مبادرته إرضاء لبعض الدول الممولة التي هي نفسها قد تكون تعرضت لضغوط، بدليل السكوت في البداية عن مبادرته، ولو أن الرئيس السابق للائتلاف عبد الباسط سيدا طرحها لقامت الدنيا ضده. ما الخطأ في فتح خط سياسي والدخول في تفاوض سلمي؟ ممكن.. إنما لا بد أن يبنى ذلك على إحدى حالتين: الأولى إذا اقتنع الثوار بأن مشروع التغيير فشل، ووصلت ثورتهم لنقطة النهاية، وهم يريدون الآن الحصول على أي ثمن يمكن الخروج به مقابل إلقاء السلاح.. وهذا أمر غير صحيح، فالثوار يتقدمون بنجاح رغم أن الوقت طال والنظام لا يزال واقفا على قدميه. الحالة الثانية إذا كان الثوار وصلوا لمرحلة متقدمة جدا في إسقاط النظام، ويعتقدون أن النظام مستعد للرحيل بشروط معقولة تحقن الدماء.. وهذه أيضا قراءة غير صحيحة، فالنظام لا يزال يقاتل ويمسك بمعظم المناطق المهمة.

الذي قاله الخطيب، والمدافعون عنه، كان هدفه إحراج النظام ووضعه في الزاوية بعرض سياسي يعرفون مقدما أنه سيرفضه، وإحراج حلفائه الروس تحديدا، الذين ينادون منذ عام بالحوار لإنهاء الأزمة. طبعا، هذه مناورة وليست عرضا صادقا، ومع نظام محترف مناورات لأربعين عاما، ولا ننسى أن حليفته الرئيسية إيران دوخت الغرب في مفاوضاتها حول مشروعها النووي بالتسويف والوعود الفارغة. لقد عبث الأسد باللبنانيين لسنوات، وغرر بكل دول المنطقة تقريبا، فما هي خبرة المعارضة حتى تدخل معه في حلبة المصارعة هذه؟

انظروا كيف رد الأسد!.. انتظر إلى انتهاء المهلة التي حددها الخطيب، ثم قدم عرضه بعدها بيوم. الآن، كيف تقول «لا» لمبادرة لأنها وصلت متأخرة يوما واحدا؟ وهكذا بدأ الرقص المألوف من الأسد. أراد قلب الطاولة على المعارضة فقدم عرضا أفضل شكلا مما قدموه. وقف وزير إعلامه، كبير المضللين، يتحداهم.. وقال: «تعالوا إلى دمشق وسلامتكم مضمونة، وفاوضونا كما تحبون، وإذا لم يعجبكم عرضنا وما نتفاوض عليه فلكم حق السفر متى ما شئتم، آمنين». هنا أنّ الشيخ معاذ خوفا على حياة المفاوضين، فمن المؤكد أن الأسد قادر على تقديم الضمانات من روسيا، وبالتالي إحراجه والمعارضة أمام العالم. بل إن الأسد قادر على تمريغ أنف أصحاب المبادرة أمام العالم الذي أراد الشيخ الخطيب تمريغ وجه الأسد أمامه، فقد يطلق سراح ألف من المعتقلين دون مقابل، لمجرد التأكيد على حسن النية من جانبه، وإصدار جوازات لعدد من المعارضين أنفسهم. ما الذي سيفعله الشيخ معاذ حينها؟.. هل يذهب للتفاوض؟.. إن فعل سيشق المعارضة ويكسر همة الثوار الذين فورا سيتخيلون أن الائتلاف تخلى عنهم، وأن الدول الحليفة باعتهم. وإن رفض الخطيب سيبدو أمام الدول الكبرى مخادعا مبتدئا!

وما دامت الأسئلة أكثر من الأجوبة، فلنسأل: هل هناك واحد من العاملين في ميدان المعارضة، أو على أرض الثورة، يتوهم أن الأسد فعلا مستعد لحل سلمي ينهي حكمه بأي شكل من الأشكال؟

لا يعقل أن يوجد واحد يصدق ذلك، وبالتالي فعلى الجميع أن يدركوا أن الوقت لم يحن بعد للحل السلمي، فلا الثورة مدحورة، ولا النظام سينهار خلال أيام. لا يوجد سوى حل واحد فقط: أن تضاعف المعارضة عملها لدعم الثوار على الأرض وتوحيد قياداتها، والإصرار فقط على الحل العسكري، لأنه فعلا الطريق الوحيد، رغم دمويته، الذي يمكن أن يختصر دماء أكثر وآلاما أعظم. هذا نظام لم يعد ممكنا له البقاء مهما كان رأي الشيخ معاذ ورفاقه، بسبب حجم الكره العميق ضده عند ملايين السوريين.

 

المقاطعة لن تفيد المعارضة السورية

طارق الحميد/الشرق الأوسط

أعلن الائتلاف السوري المعارض تعليق زياراته المقررة لكل من واشنطن وموسكو، وكذلك المشاركة في مؤتمر روما لدعم المعارضة، وذلك «احتجاجا على الصمت الدولي» تجاه «الجرائم المرتكبة» بحق السوريين، وذلك بعد قصف النظام الأسدي لحلب بالصواريخ بعيدة المدى، والمقاطعة بالطبع تصرف خاطئ. المقاطعة ليست الحل بالنسبة للمعارضة السورية، وأيا كانت المبررات، فالأصل بالسياسة هو التواصل، ولو عبر القنوات الخلفية. والمعارضة السورية في أمس الحاجة للتواصل بنفسها مع المجتمع الدولي، سواء روسيا أو الغرب، وليس عبر وسطاء يتحدثون نيابة عنهم، سواء عرب أو غربيون. صحيح أن الموقف الدولي محبط ومتخاذل، لكن ما البديل، خصوصا أن إيران، مثلا، تقدم دعما مهولا ومستمرا للأسد؟ ولذا فإن المقاطعة والانفعال أمر غير مجدٍ، فالمفروض على المعارضة أن تقوم بالزيارات المقررة لها لموسكو وواشنطن، وتشرح موقفها، وتحاول حشد المواقف الدولية لمصلحتها دون كلل أو ملل، وإلا فإن المستفيد هو الأسد الذي ما مل يحاول، ومنذ اندلاع الثورة، على ضرب مصداقية المعارضة، والسعي لتفتيتها، وقد فعل الأسد كل ما بوسعه لتحقيق ذلك، فلماذا تمنحه المعارضة الآن ما لا يستحق، خصوصا أن الحديث عن الأوضاع في سوريا وضرورة التدخل فيها أمر مطروح للنقاش، وبجدية. أميركيا، تواجه الإدارة الأميركية الآن مزيدا من الانتقاد الداخلي حيال موقفها من الثورة السورية، حتى إن بعضا من الصحافيين الأميركيين المعروفين بالدفاع عن إدارة أوباما باتوا يتحدثون بلغة نقدية، أو قل موضوعية، تجاه سوريا، والحديث منصب على مراجعة المواقف، خصوصا مع اكتمال تشكيل الإدارة الأميركية، مما يجعل المقاطعة أمرا غير مجدٍ، خصوصا عندما نقرأ مقالا بدورية لندن «ريفيو أوف بوكس» الذي نقلته «رويترز»، حيث يقول مسؤول بالبيت الأبيض إن الإدارة الأميركية تحاول التعلم من دروس الماضي، خاصة في العراق، وإن لأميركا «تاريخا طويلا من اختيار الفائزين والخاسرين؛ اعتمادا على الشخص الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة. إنها تحاول فقط تعلم الدرس والتواضع»! وهذا يعني أن التواصل مطلوب من أجل الإقناع، ومحاولة انتزاع المواقف، حتى وإن بدا الأمر محبطا. وبالنسبة للتواصل مع الروس فإن التلاعب والتناقض الروسي بالتصريحات يتطلب مزيدا من المواجهة في موسكو نفسها، وليس بالضرورة لإقناعهم، بل لإحراجهم دوليا، فيجب ألا تترك موسكو بلا تحدٍ سياسي، وتفنيد للحجج، صحيح أن الجرائم المرتكبة بسوريا تغني عن كل قول، لكن ذلك حال السياسة وهو خذ وطالب، ومجرد التواصل مع الروس، بالنسبة للمعارضة السورية، فإنه إحراج للروس سياسيا، وإحراج للأسد نفسه، وكشف لحيله المنصبة على ضرب المعارضة وإفشال تواصلها مع المجتمع الدولي، فمجرد تقوقع المعارضة على نفسها يعني انفراجة للأسد، ولو أمام دائرته الضيقة، وهذا ما يجب أن تتجنبه المعارضة السورية التي بات قدرها أن تشرح الواضح، والعرب تقول إنه من المعضلات شرح الواضحات، لكن هذا قدر الثورة السورية للأسف، ولا مناص منه.

 

اجتماع في مكتب الأيوبي ضم ضباطا ورجلي دين/الرافعي: اتصالاتنا أثمرت تسليم محمد يوسف إلى مخابرات الجيش

وطنية - طرابلس- عقد اجتماع مساء اليوم في مكتب قائد سرية طرابلس في قوى الأمن الداخلي العميد بسام الأيوبي، ضم عددا من الضباط في الجيش، إضافة إلى الشيخين سالم الرافعي ونبيل الرحيم. وبعد الاجتماع، قال الرافعي إنه اتصل مع المقربين من محمد يوسف الذي تم تهريبه بقوة السلاح من المستشفى الإسلامي الخيري، وانه بنتيجة هذه الاتصالات تم تسليم يوسف إلى مخابرات الجيش. وأكد الرافعي استنكاره "أشد الاستنكار، عملية خطف الموقوف من المستشفى. ونعلن اننا نقف إلى جانب قوى الأمن الداخلي في حفظ الأمن وتثبيت النظام في مدينة طرابلس. ونطالب قوى الأمن بالاقتصاص من المعتدين على المواطنين بشكل عام والمستخفين بالقوانين والأنظمة".

 

الوزير فيصل كرامي: الذين هربوا الموقوف معروفون بالأسماء ليس لدينا ميليشيا تحمينا واتكالنا الأول والأخير على الدولة

وطنية - أكد الوزير فيصل كرامي، في أول تعليق له على حادثة تهريب مجموعة مسلحة المتهم بمحاولة إغتياله من المستشفى الإسلامي في طرابلس مساء اليوم: "إن المسلحين الذين إقتحموا المستشفى هم معرفون بالأسماء"، نافيا إطلاق النار على منزله، وترك مهمة إلقاء القبض على هؤلاء المسلحين للقوى الأمنية. وعن حادثة دخول المسلحين إلى المستشفى، قال: "لقد دخل الى المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس مجموعة مسلحة وعناصرها غير مجهولي الهوية وهم معروفون بالأسماء، اعتدوا على الموظفين والممرضين والأطباء والقوى الأمنية، وأخذوا المصاب الموقوف بتهمة محاولة إغتيالي، وفعليا أخذوا الموقوف من عهدة قوى الأمن الداخلي، وهو موقوف بمذكرة في الحق العام، وعليه مخفر حراسة من الدرك، وهذا ما حصل مساء اليوم، وللأسف هذا نتيجة كل التسيب الأمني الحاصل في البلد من شمال لبنان الى جنوبه، وعدم المحاسبة من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية، وكل الإعتداءات والمخالفات والتجاوزات التي تقع على عينك يا تاجر وعلى عينك يا دولة". وردا على سؤال، قال كرامي: "أطلق الموقوف من قبضة الدولة وليس من قبضتنا، والحق في تعقبه هو لدى الدولة وليس عندنا، ونحن في قضيتنا لم ندع على أحد ولم نتهم أحدا، وقد قال الرئيس كرامي في الموضوع: "إن القضية لدى الدولة، وخيارنا هو الدولة اللبنانية". أضاف: "إتكالنا الأول والأخير على الدولة بكل أجهزتها ومكوناتها، وليس لدينا مليشيا تحمينا، ولم يكن هناك إطلاق نار على منزلي اليوم كما قيل في بعض وسائل الإعلام".

 

حوري: قطعنا شوطا نحو التوافق بين "المستقبل" و"التقدمي" هناك تواصل مع جميع الأفرقاء للوصول الى قانون واجراء الانتخابات في موعدها

وطنية - أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، أن هناك جهدا مشتركا بين "تيار المستقبل" وبين "الحزب التقدمي الاشتراكي". وقال حوري، في حديث إلى محطة "أن بي أن": "هناك تواصل مع جميع الأفرقاء الآخرين سواء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزبي "القوات" و"الكتائب"، وهناك جهد يقوم به رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالتواصل مع الجميع من خلال مبعوثين وكل هذه الجهود تبحث عن المساحات المشتركة في محاولة للوصول الى قانون يمكننا جميعا من اجراء الانتخابات في موعدها وان لا نذهب الى أبغض الحلال وهو التمديد للمجلس الحالي". وأضاف: أن "التوليفة التي يتم نقاشها الآن هي ما بين الأكثري والنسبي مع نقاش عدد الدوائر الذي يعد أهم بكثير من مقدار كم هي نسبة النسبية او الاكثرية. نحن قطعنا شوطا كبيرا في اتجاه التوافق بين تيار المستقبل والحزب التقدمي حول الاتفاق على عدد الدوائر، لكن لا استطيع ان أدعي اننا وصلنا الى ختام المباحثات، والنقاش ما زال تقنيا". وتابع: "إننا تحالف ديموقراطي في 14 آذار، وقد اتفقنا على خطوط عريضة وجمعنا ايماننا بلبنان السيد الحر المستقل ودماء الشهداء والإيمان بالحقيقة والعدالة ومبدأ العبور الى الدولة، لقد اختلفنا على قانون انتخاب وهذه حقيقة لكن هذا الجهد الذي يتم ربما سيؤدي الى معالجة كل هذه الهواجس وسنصل الى مساحات مشتركة نصل من خلالها الى اقتراح قانون عتيد يمكننا جميعا من اجراء الانتخابات في موعدها".

 

مجدلاني: جعجع كان إيجابيا في خطابه الأخير

وطنية - رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كان "إيجابيا في خطابه الاخير". وقال، في حديث إلى محطة "أم تي في": "إننا نعلم أن "القوات" ليست مجندة لطرح الفرزلي، إلا أن ظروف الشارع المسيحي والماروني خصوصا تقتضي مثل هذه المواقف". أضاف: "نحن لم نكتف بلعن "القانون الأرثوذكسي بل ايضا أضأنا اكثر من شمعة للتوجه نحو التوافق"، سائلا: "لماذا ذهب اقتراح "المستقبل" إلى الحكومة لمناقشته، فيما اقتراح الفرزلي لم يذهب الى الحكومة ولم تناقشه وعرض على اللجان المشتركة وتم التصويت عليه؟ لذلك نضع علامات استفهام على اختلاف المسارات والتعاطي مع اقتراحات القوانين".

 

زهرا: لا انتخابات في لبنان بإرادة سوريا و"حزب الله" وإيران

لفت عضو كتلة "القوّات اللبنانيّة" النائب أنطوان زهرا إلى أن "الآليّة الديمقراطيّة انطلقت في حزب "القوّات" قبل أن نلزم بها، واعتمدت في تسمية النائب فادي كرم في الإنتخابات الفرعيّة وتعيين عدد من مسؤولي المناطق"، موضحاً أن النظام الداخلي للحزب ينص على اعتماد المشورة في المناطق في تسميّة المرشحين للإنتخابات النيابيّة مع موافقة الهيئة التنفيذيّة. وأضاف: "من الطبيعي أن يتم اختيار مرشحين حزبيين للإنتخابات لأن القاعدة هي من ستختار ومن الطبيعي ان يكون خيارها ضمن إطار الأشخاص الذين تعرفهم". زهرا، وفي حديث للـ"mtv"، أكّد أن "هذه الحكومة لو ارادت الانتخابات في موعدها لما ارسلت قانوناً مرفوض سلفاً الى مجلس النواب وهذا ما يدل على أنها تريد أن تضع القوى التي وراءها يدها على البلد بالتفويض بعد أن وضعت يدها على البلد بالتزوير "، لافتاً إلى أنه "ضد ان تركز كل القوى السياسية على إقرار قانون جديد للانتخابات وتتغاضى عن ما تقوم به الحكومة من ارتكابات يوميّة". وأضاف: "إن آلية محاسبة هذه الحكومة غير متوفرة لأنها مغتصبة للسلطة بالإنقلاب".

وأوضح زهرا أن رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" الدكتور سمير جعجع توجه بالأمس لك من يرفضون القانون الأرثوذكسي من دون طرح البدائل، مشيراً إلى أن القانون الارثوذكسي ليس توافقياً وفقد الميثاقية بمعارضة "المستقبل" و"الإشتراكي" له بما يمثلون. وأضاف: "هناك أسئلة تطرح بشأن عمليّة التصويت على القانون الأرثوذكسي في اللجان المشتركة، فهل هذا الأمر يراعي النظام الداخلي للمجلس؟ وهل هذا الأمر يحترم الأصول؟ فهل من المقبول التصويت فقط على الأرثوذكسي؟ ومن الممكن أن تكون هذه الخطوة هي فقط للضغط على جميع الأفرقاء من أجل التوافق"، لافتاً إلى أن "القوّات اللبنانيّة" حريصة على موقفها وهي لم تتراجع عن القانون الأرثوذكسي وكلام الدكتور جعجع بالأمس أتى في نفس إطار ما كان يقوله ممثل القوّات في اللجنة الفرعيّة النائب جورج عدوان في أن الأرثوذكسي ليس منزلاً ويمكن التوصل إلى توافق على قانون آخر".

وتابع زهرا: "حان الوقت لكي يتنازل قليلاً من رسموا السقوف ووقفوا عندها، فـ"القوّات" كانت تسعى بشكل جدي للتوصل إلى التوافق"، مشيراً إلى الإجماع على عدم إجراء الإنتخابات تبعاً لقانون الستين. وأضاف: "إن هذا الإجماع لا يعني أنه إن لم نتمكن من التوصل إلى قانون جديد فسنؤجل الإنتخابات".

وعن الحملة التي تستهدف "القوّات اللبنانيّة" من قبل حلفائها، قال زهرا: "في "14 آذار" هناك خلاف على قانون الإنتخابات، وإن كان برأي الحلفاء أن "14 آذار" انفرط عقدها ليقولوا لنا ذلك، لأن التهويل لا يجوز بين الحلفاء، و"القوّات اللبنانيّة" هي التي عملت على مدة شهر ونصف من أجل الضغط على جمهورها لعدم الرد على حملات التخوين والإتهام"، مذكراً أن "القوّات اللبنانيّة" لم تقم بالتشهير بأي من الحلفاء في "14 آذار" رغم بعض الإرتكابات التي كانت تحصل والقرارات التي كانت تتخذ من دون الوقوف عند رأيها".

وتابع زهرا: "ليس بهذه الطريقة تعامل "القوّات" وما هكذا يتم الكلام عن سمير جعجع ونحن حتى عندما كنا بالسلطة كنا متفرجين ولم نقل كلمة لذا فلا تحوّلونا من مظلومين إلى ظالمين"، لافتاً إلى أن "القوّات" نسعى لقانون توافقي يؤمن صحة التمثيل". وأضاف: "حريصون على الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة وكل قوى "14 آذار" وعلى المستقلين وكل هؤلاء الذين ينظرون بالقيم الوطنية اليوم".

ورداً على سؤال، قال زهرا: "إذا كان النائب معين المرعبي هو من يتكلم باسم "المستقبل" فليقولوا ذلك لنناقش كلامه إلا إن كان ما صدر عنه هو ردّة فعل غاضبة فنهم لن يناقشوا هذا الكلام". وأضاف: "كلام الصديق نهاد المشنوق غير مقبول، والقوات تعرضت لكل انواع التهميش والاقصاء وليست مستعدة ان تقوم بدور عكسي بحق اي طرف لبناني".

وتابع: "حلفاؤنا أخطأوا بحق الدكتور جعجع في أنهم قالوا له إنهم يريدون مناقشة قانون جديد إلا أن ما تبيّن من الأمر أنهم يراوغون من أجل تمرير الوقت والإبقاء على الـ60".

ورداً على التسريبات التي صدرت عن قصر بعبدا، قال زهرا: "الناس في جوّ أن التوافق ينطلق من قانون منختلط إلا أن ما سرّب عن قصر بعبدا أن مشروع الحكومة هو مشروع الرئيس ميشال سليمان، فهذا القانون ليس قانوناً توافقياً"، مشيراً إلى ان "مشروع الحكومة ليس مقبولاً ومن المستحيل أن نذهب باتجاه قانون نسبي 100%". وأضاف: "كان لا بد من العمل على كل الصيغ التي من الممكن أن تطرح من أجل الوصول إلى التوافق، والقوّات أسهمت بشكل إيجابي إلى جانب حلفائها وخصوصاً حزب "الكتائب اللبنانيّة" من أجل التوصل إلى قانون إنتخاب جديد".

وتابع زهرا: "نحن قمنا بما علينا، حاولنا الحفاظ على "14 آذار" وتجنبنا الرد على جماهير حلفائنا الذين حُرِّضوا من قبل قياداتهم لقول ما كانوا يقولون، نحن تحملنا السجن فليس هناك مشكلة في تحمل حملات من هذا النوع".

ورداً على سؤال عما إذا كانت "القوّات" ستشارك في الجلسة العامة من أجل التصويت على قانون اللقاء الأرثوذكسي إذا ما دعا بري لها، قال زهرا: "الملاحة بالنظر تتم كل يوم بيومه" والسؤال ليس إن كنا سنشارك في جلسة عامة للتصويت على الأرثوذكسي وإنما السؤال هو هل سيدعو الرئيس بري إلى جلسة؟"، مشيراً إلى أن "القوّات" هي الوحيدة التي لم تنتظر ماذا سيحصل في سوريا من أجل اتخاذ الموقف، وهي لم تنتظر محاولة اغتيال الدكتور جعجع وملاحقة زهرا من أجل استرضاء "حزب الله" فهذا الكلام عيب، ونحن بالرغم من كل هذا الكلام لم نرد وضغطنا على جمهورنا من أجل عدم الرد على الكلام المماثل".

واعتبر زهرا أن موقف نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري عن أن النائب ميشال عون أصبح زعيم الموارنة من دون منازع بعد مبايعته من قبل الرئيس أمين الجميّل وجعجع هو رد فعل متألم، مشيراً إلى أن "القوّات" تعمل من أجل التوافق وإن كان دورنا ليس كذلك ليقوموا بالتشاور مع الرئيس بري والنائب جنبلاط للوصول إلى التوافق نحن لم نشرف على أحد ولا نسمح لأحد بالإشراف علينا تجمعنا بحلفائنا علاقة تحالفيّة".

ورداً على كلام عون عن أنه لا يقبل سوى بالقانون الأرثوذكسي أو لبنان دائرة واحدة مع نسبيّة، قال زهرا: "إن هذا الكلام يعبّر عن موقف عون الحقيقي ويجب على الناس ألا تنغش لأنه في ظل الدائرة الواحدة مع نسبيّة لا يمكن للمسيحيين التأثير في اختيار أي نائب، من هنا فإن هذا يظهر ان همّ عون الأساس ليس صحة التمثيل المسيحي وإنما تشريع مشروعه مع "حزب الله" لمصلحة النظام السوري وإيران والدليل تبني عون نظرة إيران بشأن الخليج وعرّض اللبنانيين هناك لخطر الطرد فقط من أجل إرضاء "حزب الله" وإيران"، مشيراً إلى أن قول الحكومة إن ما قاله عون عن البحرين هو رأيه الشخصي يمثل سياسة دفن الرأس في الرمال لأن عون يمثل ثلث الحكومة وكان بالحري بهم أن يجبروه على الإعتذار".

وتابع زهرا: "أنا أشعر أن لا انتخابات في لبنان بإرادة سوريا و"حزب الله" وإيران إلا تلك التي تعطي "حزب الله" الأكثريّة مسبقاً كي لا يحاسب الحزب عن أي ارتكاب قد يلغي دور الدولة اللبنانيّة التاريخي"، مشيراً إلى أنه "لم يكن هناك أي إسهام إيجابي من قبل التيار وحزب الله في مناقشات اللجنة الفرعيّة وهذا ما يوضح خطتهم وهي إما ألا يمر قانون الإنتخابات أو قانون يعطيهم الأكثريّة من دون جنبلاط لأن مشروعهم هو الهيمنة على البلاد وتحويلنا جميعاً إلى جهاديين في خدمة الولي الفقيه من دون أن يناقشهم أي أحد.

وقال زهرا: "يؤسفنا إنه مع التحوّل السني إلى "لبنان أولاً" أن تنتقل الطائفة الشيعيّة إلى مشروع إقليمي وهي التي لم يكن لها أي مشروع خارج اطار الدولة عبر التاريخ"، مشيراً إلى أنهم "سيحمون الموقف السني بالعودة إلى كنف الدولة برموش العين". وأضاف: "ستبقى المصلحة الوطنيّة في تحالف "14 آذار" أكبر من العواطف الآنيّة، إلا أنه لا يجوز أن يتم التعامل مع "القوّات" على أنها تخضع لإمتحان لأنها امتحنت عبر التاريخ"، لافتاً إلى أن "القوّات لم تتكلم في اي لحظة عن التمثيل المسيحي وإنما عن صحة التمثيل لجميع الأفرقاء والكلام عن استهداف السنة لم يصدر من عندها، ويجب ليس فقط ألا يقبل حلفاؤنا بالنقاش في موضوع مشاركة "القوّات" في استهداف السنة و"المستقبل" بل يجدر بهم ألا يسمحون بالتفكير فيها لأنهم يعرفون ما قامت به وتقوم به من أجل الإنفتاح على الجميع".

وشدد زهرا على أنه "لا يظن أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يقوم بلعب أدوار سياسيّة وإنما هو يرعى لقاءات ويحاول أن يخرج المجتمون منها بمواقف موحدة"، مشيراً إلى أن "كلام عون عن رئيس الجمهويّة ليس بجديد فهو لطالما ادعى أنه الإصلاحي الوحيد وإن كان يملك أي ورقة عن ارتكاب أو خطأ دستوريّة وأنا أشك بذلك فواجب عليه أن يبرزها باللحظة التي وصلت إليه لأن إخفاءه إياها لاستعمالها في الضغط السياسي هو المخالفة بحد ذاتها". ولفت زهرا إلى أنه إذا ما تم تأجيل الإنتخابات تقنياً فلا يمكن أن تستمر السلطة من دون السلطة الأم وهي مجلس النواب لذا واجب التمديد لهن مشيراً إلى أن "الكلام عن أن أصوات "القوّات" و"الكتائب" لن تكون كاملة إذا ما عقدت جلسة للهيئة العامة للتصويت على الأرثوذكسي غير صحيح". وختم زهرا: "حزب الله" صاحب مشروع إقليمي وهو الذراع لإيران في لبنان ومن يخضع لقيادة في الخارج لا يمكن أن يدعي أنه يمكن أنه يقوم بما هو لمصلحة الوطن. والتبرير بأن من يقاتلون في سوريا هم سكان هذه القرى التي يريدون الدافع عن أنفسهم ليس واقعاً وهو مبرّر للتدخل المباشر في التطورات السوريّة. أهالي القرى لا يدافعون عن أنفسهم بالهجوم على قرى أخرى، وعلى "حزب الله" إن كان هذا الأمر صحيحاً ألا يقوم بتدريب هؤلاء وإمدادهم بالسلاح".

 

 14 آذار تبحث عن ممرّ للانسحاب من الأرثوذكسي وصراع استباقي في لبنان على مرحلة ما بعد تأجيل الانتخابات

بيروت ـ الراي/لا أحد في بيروت يملك جواباً عن السؤال الوحيد الذي يشغل لبنان هذه الأيّام وهو: ماذا بعد 9 مارس المقبل الموعد الأخير لدعوة الهيئات الناخبة للاستحقاق النيابي في يونيو المقبل؟

ومع تعاظُم الانطباع بان الفترة الفاصلة عن 9 مارس لن تنجح في تحقيق «معجزة» التوافق على قانون للانتخاب يحظى بموافقة غالبية الاطراف ويرسم مسبقاً التوازنات السياسية في مرحلة ما بعد الانتخابات، سواء على صعيد الحكومة العتيدة رئيساً وحصصاً او على صعيد انتخابات رئاسة الجمهورية في 2014، فان الدوائر السياسية والديبلوماسية المحلية والدولية بدأت «تتحرى» عن السيناريوات المحتملة التي تنتظر لبنان الذي لم يسبق له منذ ولادة جمهورية الطائف العام 1990 ان تخلّف عن إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها حتى بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري العام 2005.

ووفق دوائر مراقبة، يبدو لبنان سائراً نحو الاحتمالات الآتية اذا مرّ 9 مارس من دون إقرار قانون جديد للانتخاب يتم على اساسه توجيه دعوة الى الهيئات الناخبة:

* ان يتم تأجيل الانتخابات من ضمن مناخ توافُقي يضمن التمديد للبرلمان لفترة يتم التوافق عليها وعلى تداعياتها الدستورية، على ان يشمل مناخ التمديد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي (يحال للتقاعد في نهاية مارس المقبل) وقائد الجيش العماد جان قهوجي (يحال للتقاعد في نهاية الصيف) وصولا الى تمديد ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التي تنتهي في 2014.

وبرز نوع من «التزكية» لهذا السيناريو من خلال ما نقلته تقارير في صحف قريبة من 8 آذار من ان عاصمة أوروبية بارزة أبلغت شخصيات لبنانية بوجود توجه غربي يقضي بضرورة هذا التمديد لان الأولويات الأميركية والأوروبية هي للحراك الحاصل في العالم العربي خصوصاً سورية، وفي الوقت ذاته، ثمة انهماك بالحرب الجديدة على تنظيم «القاعدة» والتكفيريين في مالي و«جبهة النصرة» التي صارت تتحكم بالكثير من الاراضي السورية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وان كل ما يهمّنا هو استمرار الاستقرار الامني والسياسي في لبنان، وألا يطرأ أي تطور أمني أو سياسي غير محسوب على الساحة اللبنانية».

* الا يتمّ التوافق على التمديد للبرلمان الذي تنتهي ولايته في 20 يونيو المقبل، ما يعني حينها انه يصبح غير شرعي، ويفتح البلاد امام وضع معقّد عبّر عنه زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون الذي يروّج لنظرية ألا تمديد لمجلس النواب الحالي وان الحكومة الحالية بإمكانها ان تصبح «هيئة اشتراعية» ايضاً، وتقوم بدورالمجلس وتجمع في يدها سلطتي التشريع والتنفيذ من خلال المراسيم الاشتراعية، وهو الامر الذي بدأت مراجع دستورية واصوات سياسية تحذر من مغبة الانجرار اليه لانه سيعني «انقلاباً على الدستور وعلى الميثاق».

وتحت وطأة هذين السيناريوين، تحوّلت «الفرصة الاخيرة» قبل حلول 9 مارس ميداناً لمحاولات حثيثة من اجل بلوغ توافق على مشروع آخر غير «اللقاء الارثوذكسي» الذي يقوم على ان ينتخب كل مذهب نوابه، وسط توقعات لم تعد تستبعد مرور «الارثوذكسي» في الهيئة العامة رغم «الفيتو» عليه من المكونين السني والدرزي والتصدي الحاسم له من رئيس الجمهورية، ما سيعني ان كرة ردّه ستُرمى في ملعب سليمان الذي إما يعيده الى البرلمان فيعاود التأكيد عليه ليطعن به بعدها (سليمان) امام المجلس الدستوري وإما يذهب رئيس الجمهورية بالطعن مباشرة الى المجلس الدستوري.

ويبدو واضحاً ان هناك سقفين باتا يتحكّمان بالمفاوضات الجارية حالياً وهما ان النقاش يتمحور بين واحد من ثلاثة اقتراحات: «الارثوذكسي» او مشروع الرئيس نبيه بري القائم على انتخاب نصف اعضاء البرلمان وفق نظام الاقتراع النسبي والنصف الآخر وفق الاقتراع الاكثري، او اقتراح عون باعتماد لبنان دائرة واحدة مع النسبية، وهي الطروحات التي تفضي جميعها الى فوز قوى «8 اذار» في الانتخابات.

وفي المقلب الآخر، تحاول قوى «14 آذار» تأمين توافق بين مكوناتها ومعهم النائب وليد جنبلاط على قانون «مخرج» يحظى بأكثرية دفترية للمرور في البرلمان، ويؤمن للاحزاب المسيحية في هذه القوى انطلاقاً من تحسينه التمثيل المسيحي ولكن من ضمن مناخ توافقي وطني «ممرا للانسحاب» من «الأرثوذكسي» الذي كاد ان يصدّع صفوف «ثورة الأرز»، وبما يُحدث «توازن رعب» مع «الأرثوذكسي» ويفضي الى ذهاب الجميع نحو قانون تسوية على قاعدة «سقط الارثوذكسي» ومشروع «14 آذار»، بعدما كانت المعادلة «سقط الستين والارثوذكسي».

وكان بارزاً في هذا السياق العشاء الذي جمع في منزل النائب السابق نايلة معوّض والرئيس ميشال سليمان والرئيس امين الجميّل والرئيس فؤاد السنيورة والوزيرين غازي العريضي ووائل ابو فاعور والنواب المستقلين في «14 آذار» من المسيحيين للتباحث في ما يمكن القيام به في ضوء ثبات رئيس الجمهورية على موقفه الرافض للاقتراح الأرثوذكسي، وبحثه عن قانون ميثاقي دستوري يحظى بموافقة جميع المكوّنات اللبنانية.

وفي حين نقل عن اعضاء في «كتلة المستقبل» ان اتصالات جرت بين السنيورة والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والرئيس الجميل، وان الاجواء باتت افضل للبحث عن بديل من مشروع «اللقاء الارثوذكسي» انطلاقا من اجواء لقاء بكركي وعدم التزام الرئيس بري مهلة الاسبوع للتصويت عليه في الهيئة العامة، لوحظ ان العماد ميشال عون نسف كل السقوف اذ اعلن في حديث تلفزيوني «ان الارثوذكسي غير قابل للطعن، وانا لا اتسلى في طرحه وسليمان ارتكب مخالفات دستورية، وثمة امر كبير لم نكشفه بعد»، داعياً رئيس الجمهورية إلى أن يتوقف عن الضغط على النواب أو على المجلس الدستوري للعدول عن تأييد القانون الأرثوذكسي»، وحاملاً بشدة على النائب وليد جنبلاط مؤكداً أنه «سينعزل في الجبل بعد أن يخسر مستعمرته في عاليه».

في موازاة ذلك، اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في تغريدة على موقع «تويتر» ان «المشروع الارثوذكسي لا يمكن ان يمر، لانه يخالف جوهر وجود لبنان وروحية العيش المشترك»، وقال: «علينا جميعا التفكير في كيفية تحقيق التمثيل الحقيقي لجميع الطوائف اللبنانية، ولكن عبر قانون انتخاب لا يضرب في الصميم عيشنا الواحد».

 

قراصنة يسمّون أنفسهم «فريق الكويت» أغلقوا موقع البرلمان اللبناني... بصورة الأسير

بيروت – الراي/قامت مجموعة من القراصنة تسمي نفسها «فريق قراصنة الكويت» (Team Kuwait Hackers) بمهاجمة موقع مجلس النواب اللبناني الالكتروني ونشرت عليه صورة لامام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ احمد الاسير، مع رسالة موجهة الى فئة معينة من الشعب اللبناني.

وقد تضمنت الرسالة ما نصه التالي:

«لكم الله يا اهل السنه في لبنان. كم عشتم في تضيق واضطهاد وتهميش من حزب اللات الذي ادعى انه يدافع عن الاسلام والمسلمين. والآن تعدى التضيق على اهل السنه والجماعه في لبنان من حكومة وحزب وصار يعبر الدول وطال دولة سورية الحبيبة بعد هروب بشار النعجة منها وقتل اخيه اخزاهم الله في الدنيا والآخره. والآن اتينا لكم وفي قلوبنا غصة ونقول لكم كفى دعما للنعجة واتباعه والا!!!»

كما أرفق القراصنة «نشيداً» يسمع مع فتح الموقع.

وصدر عن الأمانة العامة لمجلس النواب اللبناني بيان جاء فيه ان «الموقع الالكتروني لمجلس النواب اللبناني تعرض للقرصنة تبنته مجموعة تسمي نفسها فريق القراصنة الكويتي، وقد عملت الادارة المختصة في المجلس على معالجة الامر».

واوضح البيان ان «الأمانة العامة للمجلس تحذر المسؤولين عن هذه القرصنة بأنها ستلاحقهم قضائيا».

وبعد ساعات على القرصنة، بدأ الموقع يعود الى العمل في شكل طبيعي، فعاد اولاً بوضع شعار «مجلس النواب اللبناني» معلناً أنه سيعود للعمل بعد ساعة وذلك باللغة الانكليزية.

وحضر هذا «الاختراق» على الصفحة الرسمية لمحبي الاسير على «فيسبوك» حيث جاء في رسالة: «ان التضامن مع الشيخ أحمد الأسير جاب الدول العربية وحط في الكويت الحبيبة فقامت مجموعة من المناصرين بقرصنة الموقع الرسمي لمجلس النواب اللبناني ووضع رسالة ألم واحتجاج عليه... ومن جهته حيّا الشيخ أحمد الأسير هذه العاطفة الطيّبة من الشباب الغيور مطالباً إياهم إعادة الموقع للدولة اللبنانيّة لأنّ مشكلتنا مع المشروع الإيراني وليس مع الدولة اللبنانيّة بعموم مؤسساتها!!». واكد الاسير لـ «الراي» انه تفاجأ بهذا الاختراق، شاكراً «الشباب من الكويت على عاطفتهم»، ومؤكداً في الوقت نفسه «ان مشكلتنا ليست مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها بل مع المشروع الايراني وأدواته». وكان فريق يحمل الاسم نفسه قد تبنى في وقت سابق من العام الحالي اغلاق الموقع الالكتروني لرئاسة الوزراء العراقية.

 

هل انتهت "حفلة التكاذب" حول بدعة "الفرز...لي"؟

المستقبل/محمد مشموشي

هل انتهت "حفلة التكاذب" حول مشروع قانون "الفرز... لي" للانتخابات النيابية، ومعها حفلة الشمبانيا احتفالا بالانتصار الكاذب بدوره، أم أن للمسرحية فصولا أخرى لن يمر وقت طويل حتى تعود ويعود أبطالها مجددا الى الساحة لزوم استكمال اللعبة الى نهايتها، وان تحت عناوين مختلفة؟. مبرر السؤال أن قليلين جدا من بين اللبنانيين الذين كانوا يظنون أن المسرحية الهزلية يمكن أن تصل الى ما وصلت اليه، لا في تبنيها على طول الخط من قبل المجبولين بالهزل في السياسة ثم من قبل حلفائهم، ولا بعد ذلك في اللجنة النيابية الفرعية، ولا أخيرا في اللجان المشتركة. وفي الوقت ذاته، فان قليلين أيضا من يتوهمون أن لبنان يمكن أن يشهد انتخابات فعلية على أساس هذا القانون، أو ما يشبهه، لا الآن ولا في أي يوم في المستقبل، ما بقي جزء من اللبنانيين (لا نتحدث هنا عن أطياف أو مذاهب محددة) مصرا على وحدة البلد بالرغم من المثالب والأخطاء والعيوب التي يشكو منها.

ذلك أن "حفلة التكاذب" كانت جلية منذ اللحظة الأولى لطرح البدعة في سوق النخاسة التقليدية، والموسمية في كل انتخابات، تبريرا للبدعة من أصحابها والمروجين لها من جهة أولى وصمتا مطبقا من حلفائهم من جهة ثانية. وفي الوقت الذي كان فيه أحد هؤلاء الحلفاء، رئيس حركة "أمل" نبيه بري، يختبئ خلف مقولة القبول بما يتفق عليه المسيحيون (ولاحقا، بما يجمعون عليه)، كان الحليف الآخر، "حزب الله"، يلتزم الصمت المطبق ولا يتحدث عندما يسأل الا عن موافقته على ما يريده حليفه "التيار الوطني الحر" ان لجهة القانون أو لجهة الدوائر الانتخابية أو حتى لجهة التحالفات فيها.

وغالب الظن أن "حفلة التكاذب" هذه لم تغب بدورها عن سلسلة الاجتماعات التي عقدت في بكركي، تحت عنوان توحيد الموقف المسيحي، والتي اتفق فيها على تبني البدعة، لكن ضمن أفكار وخيارات أخرى، ظنا من بعض المجتمعين أنهم عبرها يضعون خصومهم المسيحيين (وغيرهم من المسلمين طبعا) في الزاوية، ومن البعض الآخر أنها لا يمكن في نهاية المطاف أن ترى النور... ولا حتى أن يقبل بها حلفاء المروجين لها وحاملي لوائها، سواء في "حزب الله" أو في حركة "أمل".

لكن الأمور، بالرغم من ذلك، انتهت الى ما انتهت اليه على صعيد الاصرارعلى البدعة وتأييد الحلفاء لها من جهة أولى، كما ارتفعت احتفالا بـ"النصر" كؤوس الشمبانيا في أيدي العماد ميشال عون وأفراد كتلته من جهة ثانية، ولتنكشف " بالتالي حفلة التكاذب" عن مناورة خبيثة ومكتملة الفصول اشتركت فيها قوى 8 آذار بأطرافها كلهم... ليس فقط لتمرير البدعة التي يعرفون قبل غيرهم تهافتها واستحالة الوصول بها الى خواتيمها، انما أولاً وقبل ذلك لتوجيه ضربة موجعة لقوى 14 آذار والوحدة الهشة أساساً التي تجمع بين أطرافها في مثل هذا الاستحقاق الانتخابي.

ومن أية زاوية نظر الى حفلة الشمبانيا التي اعقبت اقرار البدعة في اللجان المشتركة، فهي جزء لا يتجزأ من "حفلة التكاذب" اياها وان يكن هدفها هذه المرة فئة من الشعب اللبناني توهمت أن هناك فعلا من لا ينام الليل دفاعا عن صحة التمثيل في المجلس النيابي، بل ودفاعا عن حقوق المسيحيين التي يقال أن طوائف أخرى تتلاعب بها أو تأكلها.

لكن السؤال، بعيدا عن التكاذب والاحتفال بـ"انتصار" البدعة الموهوم والذين يقفون وراءه ووراءها، يبقى واحدا: ماذا يريد كل من "حزب الله" وحركة "أمل" في موقفهما الذي لم يكن ممكنا للأمر أن يمر في اللجنة الفرعية وفي اللجان المشتركة من دونه؟. هل هو فقط مراعاة من الحليف وحليف الحليف للعماد عون، وفي مراحل مشروع "الفرز...لي" الأولى باعتبار أن قانون انتخابات يرفضه مكونان أساسيان من مكونات الشعب اللبناني السنة والدروز لا يمكن أن يمر في الهيئة العامة لمجلس النواب كما قال الرئيس بري، أم أن وراء الأكمة ما وراءها كما يقولون؟.

وهل وراء الأكمة هذه يقف فقط ما حدث لقوى 14 آذار بنتيجة المناورة، بمعنى زيادة التشرذم القائم أصلا بين أطرافها، أم أن نغمة انتهاء عصر"اتفاق الطائف" ومفاعيله الدستورية هي التي أملت عليهما أن يسيرا مع حليفهما ومع بدعة "الفرز...لي" المذهبية التقسيمية الى الحد الذي وصلا اليه لناحية التشظي في النسيج الاجتماعي للشعب اللبناني، وليس لناحية ما حدث في اللجان النيابية فحسب؟.

واقع الحال، أن من لا يريد الدولة ويعمل جاهدا لعرقلة قيامها هو المستفيد الوحيد من المناخ الطائفي والمذهبي الذي أشاعته بدعة القانون المسمى زورا بـ"القانون الأرثوذكسي"، ولو أنه غير قابل في النهاية لا للحياة ولا حتى للاقرار في الهيئة العامة للمجلس النيابي، فضلا عن اعتراض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عليه وتوجهه للطعن به أمام المجلس الدستوري.

وأكثر، ان الغالبية الساحقة من اللبنانيين كشفت واقع "حفلة التكاذب" والأهداف من ورائها، ليحولوها الى ما يشبه "حفلة تنكيت" يتندر فيها الناس ليس فقط حول الأزواج الذين لا يمكن لأحدهم أن ينتخب شريكه في الحياة، بحسب بدعة القانون، انما أيضا حول زجاجة الشمبانيا التي تبين أنها فاسدة فلم تحدث صوتا ولا شلالا لدى فتحها، ثم حول حملة الكؤوس وهم يبتسمون ايهاما لبعض المسيحيين بأنهم أعادوا اليهم ما يقولون أنها حقوق مغتصبة.

وكل "حفلة تكاذب"، واللبنانيون بخير!.

 

لماذا طرحه عون بعدما رفض في بكركي تقديم أي بديل؟ لبنان دائرة واحدة يقلب أيضاً ميزان التكافؤ السياسي

روزانا بومنصف/النهار

توقفت الاوساط السياسية عند اعلان النائب العماد ميشال عون ان البديل الذي يقبل به غير المشروع الارثوذكسي هو لبنان دائرة واحدة مع النسبية، وفق ما جاء في مقابلة له على محطة "المنار" التابعة لـ"حزب الله". ولعل في مكان هذا الاعلان اكثر من دلالة بالنسبة الى الاوساط السياسية باعتبار ان لبنان دائرة واحدة على اساس النسبية هو المشروع الاساسي والاصلي للحزب، وذلك حين كان النائب عون اعلن في اللقاء الذي جمع الشخصيات المارونية في بكركي قبل ايام قليلة تمسكه بالارثوذكسي ورفضه ان يطرح هو او اي شخصية مارونية ممن ايدوا الارثوذكسي اي بديل منه، بل ان يترك للآخرين القيام بهذه الخطوة، ووقت امتنع ممثله في اللجنة النيابية الفرعية عن المشاركة في مشروع قانون على اساس مختلط يجمع النسبي والاكثري جنباً الى جنب مع عدم مشاركة ممثل "حزب الله" ايضا في المناقشة.

 ورد الفعل المباشر الذي اثارته هذه النقلة النوعية لعون، انه، وبعد تأكده من فشل الارثوذكسي نتيجة عدم دستوريته وميثاقيته واتجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى الطعن فيه الى جانب المعارضة القوية له ولفرز لبنان على اساس حكم ذاتي لكل طائفة من الطوائف، استعان بسلاح آخر وعاد من الباب الاوسع ليطرح مشروعاً يوفر النتائج نفسها للمشروع الارثوذكسي من دون العوامل الذي تؤدي الى الطعن فيه. والسلاح هنا بصيغته المجازية علماً ان له مفاعيل السلاح واثره في رأي الاوساط السياسية المعنية. اذ ان هذا الاقتراح الجديد القديم مرفوض ايضاً وفي شكل كامل من الطائفة السنية، كما من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لم يوافق الحكومة على مشروعها على أساس النسبية، علماً ان لا اشكالية دستورية او ميثاقية يمكن ان تثار حوله. الا ان المتوخى منه يثير اشكالية سياسية باعتباره يهدف الى قلب التكافؤ السياسي الموجود نسبياً في المرحلة الراهنة في مجلس النواب ونسبيا عبر موقع رئيس الجمهورية لكن من دون الحكومة. وهو يثير اسئلة كثيرة على قاعدة انه يبدو ان هناك اكثر من سيناريو وخطة يتم العمل عليها من اجل الوصول الى هدف وضع اليد على السلطة في لبنان في المرحلة المقبلة والامساك بكل مفاصلها، وانه يتم الانتقال من سيناريو الى آخر. وهذه الاسئلة تتفاوت بين الآتي:

 اولاً: اذا كان كل ما يطرح هو لإثارة غبار ولإيصال البلد الى احتقان يمكن ان يهدد بالانفجار في اي لحظة فيتم تأجيل الانتخابات والافساح في المجال امام بقاء الحكومة التي يشكل "حزب الله" وعون عمودها الفقري بصلاحيات استثنائية شأنها شأن الحكومة التي ترأسها عون نفسه العام 1988 ويصبح في يدها صلاحيات اشتراعية كاملة. واحتمال تأجيل الانتخابات قائم منذ اشهر، لكنه يبدو اكثر فاكثر السيناريو الاقل كلفة و ضرراً وسوءاً في المرحلة الراهنة مع اقتراحات قوانين تسعِّر المشاعر الطائفية والمذهبية وتزيد الاحتقانات على ما جرى في الايام العشرة الاخيرة، بحيث وضعت البلد على شفير الانفجار الاهلي .

ثانياً، ثمة ما يلفت في تولي عون طرح الاقتراحات الانتخابية في التداول وعلى الطاولة وانكفاء حليفه "حزب الله" الذي يكتفي بدعمه كلياً. فمع وجود شكوك في مصلحة لعون في تطيير مفاعيل اتفاق الطائف الذي لم يوافق عليه اصلاً، وهو قال في حديثه التلفويوني على محطة "المنار" "ان المسيحيين اليوم يطالبون باستقلالهم بعد 24 عاماً من اتفاق الطائف" مما يعني انه في جو انقلابي ويدفع في اتجاه اعادة النظر في التركيبة السياسية وتغيير صيغة الحكم في هذه الظروف الاستثنائية، فان اوساطاً سياسية عدة تعتقد انه يلبي أجندة اخرى ايضاً. اذ ان هذا التغيير هو فرصة تاريخية للحزب ايضاً، من اجل تغيير المعادلة عبر غطاء مسيحي بحيث لا يكون هو في مواجهة الطائفة السنية التي بدت مستهدفة، ان في القانون الارثوذكسي او في الاقتراحات الاخرى كاقتراح لبنان دائرة واحدة على اساس النسبية نظراً الى معارضة تيار المستقبل لهذا الاقتراح اصلاً في حين يمكن "حزب الله" ان يلعب على وتر تأييد بعض الشخصيات السنية للنسبية من اجل تحجيم تيار المستقبل وشق صفوف الطائفة مما يزيد التوتر في البلد ويظهر ان هناك استهدافاً حقيقياً ومتواصلاً لما تمثله الحريرية السياسية.

ثالثاً: ان رد الفعل على ما طرحه عون لجهة اعتماد لبنان دائرة واحدة على اساس النسبية سيكشف ما اذا كان هناك دفع محلي فقط من اجل تغيير المعادلة السياسية الداخلية في البلد ام ان هناك دفعاً خارجياً ايضاً. اذ ان هناك انشغالاً واهتماماً بالعمل على قانون مختلط والانتقال الى تبني اقتراح عون واعطائه دفعاً كون بري يؤيده في الاصل ويمكن استرضاء النائب وليد جنبلاط عبره ايضاً من اجل الامساك بالمجلس النيابي وكل السلطات، اذ ان لائحة كاملة من 128 مرشحاً من قوى 8 آذار تناقض المذهبية الضيقة للمشروع الارثوذكسي وفيها تحالفات مسيحية واسلامية، في مقابل اخرى كاملة من قوى 14 آذار مع حكومة هي في يد الحزب حاليا في كل مواقعها من المرجح ان تؤدي الى اعطاء عون كامل التمثيل المسيحي اذا سلم له حلفاؤه بتسمية كل النواب المسيحيين مما يسمح له بالسيطرة على كل الحصة المسيحية في مجلس النواب والحكومة وتالياً على رئاسة الجمهورية. ويستطيع بذلك ان يحقق ما عجز عنه عام 1988، ثم في الانتخابات النيابية عام 2005، وحتى في انتخابات 2009 حيث لم يستطع ان يستحوذ على كامل تمثيل المسيحيين .

رابعاً: هل هناك مساع لدى "حزب الله" وحلفائه من اجل دفع الامور نحو تغيير جذري في لبنان في المرحلة الراهنة بالتعاون مع عون الذي لا يمانع فيها، بل يسعى اليها وتتقاطع مصلحته مع مصلحة الحزب او ربما يساعده فيها لمصالح خاصة له ويرى الفرصة مناسبة مع تغييرات كبيرة تحصل في الجوار اللبناني؟ اذ حتى الآن اعطى الحزب انطباعات انه مرتاح بما فيه الكفاية من خلال سيطرته على السلطة والحكومة في لبنان ومن خلال الحماية التي يشعر بها لنفسه ولسلاحه، وانه لا ينوي تعريض ذلك كله للخطر. وما يتولاه عون بالاصالة عن نفسه وبالتحالف مع الحزب يدفع الى السؤال اذا كان الحزب في وضع مختلف ويسعى اولا الى اجراء تغييرات انقلابية وان عبر الدستور، كما فعل بالانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري من اجل السيطرة على البلد اولاً، ومن ثم تحويل الساحة الداخلية استباقاً لما يجري في سوريا او اسهاماً في مساعدة النظام في المدى المنظور، وانه يرى الفرصة التاريخية متاحة له بالانشغال الخارجي بسوريا وعدم ايلاء اي اهمية للوضع اللبناني، وتالياً عدم امكان اثارته اي ردود فعل تذكر.

 

الراعي الثلثاء الى موسكو يلتقي رئيس الدوما وكيريل

"النهار" – خاص/يسافر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد غد الثلثاء متوجهاً الى موسكو في زيارة راعوية تستمر ثلاثة أيام يلتقي خلالها رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكن، وبطريرك موسكو وعموم الروسيا كيريل. وفي برنامج الزيارة، ان الراعي يصل الثلثاء الى موسكو، ويترأس التاسعة والنصف صباح الاربعاء قداساً في كنيسة مار مارون في بولشيا ياكيمنكا، ثم يقدم ذخيرة من مار مارون الى رئيس اساقفة ايفان جوركوكفتك. ويعقد اجتماعاً مع رئيس مكتب العلاقات الخارجية مع الكنائس في موسكو المتروبوليت ايلاريون رئيس أساقفة فولوكولمسك في دير سان دانيا، يعقبه غداء بدعوة من بطريرك موسكو وعموم الروسيا كيريل. وبعد الظهر يزور كاتدرائية موسكو قرب الكرملين، ومساء يقيم المعتمد البطريركي للروم الارثوذكس الاسقف نيفن صيقلي مأدبة عشاء تكريماً له. وفي العاشرة قبل ظهر الخميس يلتقي الراعي رئيس مجلس دوما الدولة (البرلمان) الروسي سيرغي ناريشكن، وظهراً يلبي دعوة السفارة اللبنانية في موسكو الى غداء تقيمه تكريماً له. وبعد الظهر يزور متحف ترتياكوف، ويتناول مساء العشاء الى مائدة السفير البابوي. وصباح الجمعة يترأس قداساً وفق الطقس الماروني في كاتدرائية الحبل بلا دنس في موسكو ويجتمع مع رئيس اساقفة كاتدرائية أم الله الكاثوليكية المطران باولو تبزي.

وظهراً يعود الى بيروت.

 

الرئيس الجميّل لـ"النهار": لا نناور وآن الأوان ليستعيد الفريق المسيحي دوره ولسنا في مواجهة مع سليمان و"الأرثوذكسي" يضمن الشركة الفعلية

مي عبود ابي عقل/النهار

  اقرار اقتراح  قانون "اللقاء الارثوذكسي" احدث صدمة، اتت ايجابية للبعض، ونزلت سلبية على السواد الاعظم من اللبنانيين. واذا سلمنا بالآية التي تقول" لا تكرهوا شيئا لعله خير لكم"، فقد تشكل هذه الخطوة دافعا للسير بقانون جديد يتفق عليه الجميع، او بالأحرى الغالبية،  ويضمن التمثيل الصحيح للجميع، ويوفر تاليا عودة اللعبة السياسية الى بعض انتظام.

في ظل هذا التخبط،  تبرز حركة نشطة للرئيس امين الجميل على خطوط بعبدا وبكركي برا، وباريس ومعراب ورأس بيروت عبر الهاتف، في محاولة لإنضاج قانون توافقي يمكن ان يقنع الرئيس بري، ومن ورائه حلفاءه، للسير به من ناحية، ويكون قابلا ليحوز اصوات النصف زائد واحداً في المجلس النيابي من ناحية ثانية، فيبصر النور ويطيح "الارثوذكسي"، وتنطلق التحضيرات للعملية الانتخابية  على اساسه.  فهل ينجح؟

في خضم انشغالاته، كانت جلسة لـ"النهار" مع الرئيس الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي لاستيضاح مسار الامور.

كنت دائما تقول انك لن توافق على قانون يقسم لبنان. هل الاقتراح الارثوذكسي يجمعه؟

- هو يعطي كل ذي حق حقه، إنطلاقاً من اقتراع حر يسمح لكل مكوّن من المكونات الوطنية بأن ينتخب ممثليه في مجلس النواب. شرط الوحدة الوطنية الحقيقية هو الشركة الفعلية في مجلس النواب، والخلل في التمثيل يؤدّي الى عكس ذلك. البعض يعطي هذا القانون أبعادا مبالغاً فيها، لكن نحن نعتبر انه يحقق التمثيل الصحيح والشركة العادلة.  أذكّر بأنه لم يكن قانوننا في الاساس. نحن و"القوات اللبنانية" اقترحنا قانون الخمسين دائرة، وبحثنا مع حليفنا " تيار المستقبل"، فوافق على مبدأ الدوائر الصغيرة مع إعادة النظر في عددها. ورغم ذلك، لم نتمكن من حشد الغالبية النيابية له. وطيلة فترة المناقشات، كانت الكتائب اللبنانية أكثر الكتل إنتاجا لاقتراحات تسوية وتوافق، حتى وصلنا الى المشروع الأخير المختلط 60 في المئة أكثري و40 في المئة نسبي الذي قدّمه التائب سامي الجميّل باسم الحزب. وقد وردت إشارات علنية مشجعة لمشروعنا إن من " حزب الله"، إذ اعتبره النائب علي فياض جديرا بالاهتمام، او من "تيار المستقبل" وقد تجاوب معه الدكتور احمد فتفت.

هدفان للقانون

¶ مدرسة الكتائب كانت تقول دائما بالميثاقية. فهل "التمثيل المسيحي الصحيح" يتطلب احيانا الخروج عنها؟

- من قال ان الكتائب خرجت عن الميثاقية التي تميّزت بها ودافعت عنها؟ هناك خلاف في وجهات النظر حول ما اذا كان الاقتراح الارثوذكسي يخرج عن الميثاق ام لا. لكنني اسأل، أين كان المبشّرون الآن بالميثاقية عندما فرضت على المسيحيين إنتخابات 1992، وقاطعها أكثر من 80 في المئة من المسيحيين، ولم يتضامن معهم في حينه إلا الرئيس المرحوم صائب سلام، فتكوّن مجلس إنتخابي على حساب مشاعر كل المسيحيين، ولم نزل نعاني هذا الاجحاف؟

¶ هل اقتراحكم القانون المختلط يعني انكم لستم مقتنعين كليا بالارثوذكسي؟

- هدفنا من قانون الانتخاب أمران: الاول، تحقيق أفضل تمثيل مسيحي عادل ممكن، بعد عقود طويلة من الإهمال والاضطهاد والتهميش التي تعرّض لها المسيحيون في لبنان، والثاني أن يكون القانون حائزاً أوسع تأييد في المجلس النيابي، ولا سيما من المكونات الأساسية للوطن.

حالياً وجدنا أن الشراكة الكاملة والحقيقية، وهي شرط الاستقرار، يؤمّنها الاقتراح الارثوذكسي الذي ينتج 64 نائبا مسيحيا ينتخبهم المسيحيون، و64 نائبا مسلما ينتخبهم المسلمون، فسرنا به. وأقول لكل من ينتقد ويتهجم على موقفنا، وكل من تذكّر أخيراً الوحدة والصيغة والميثاق، أن يتقدم بمشروع جِدّي وقادر على تحقيق الشركة والأكثرية عند التصويت على القانون.

¶ قدمت 4 مشاريع اخرى، كلها مختلطة، حتى "تيار المستقبل" طرح النسبية بعدما كان يرفضها.

- نحن سرنا معه بهذا الطرح، لكنه لم ينل الأكثرية.

¶ كيف تسقط 5 مشاريع في مواجهة "الارثوذكسي" ؟

- 5 مشاريع أو 50، ولم تنل الأكثرية في مجلس النواب، ماذا نفعل؟ هل نشارك في مخطط تأجيل الانتخابات أو تمديد ولاية المجلس؟ أين الديموقراطية اللبنانية في زمن ما سُمي "الربيع العربي"؟ بحثنا في كل الصيغ ولم نصل الى نتيجة. لم يبق إلا مشروع اللقاء الارثوذكسي.

¶ رئيس الجمهورية يدعو الى مناقشة مشروع الحكومة، وإدخال التعديلات التي يريدها الاطراف، ويؤكد انه لن يوقع الاقتراح الارثوذكسي. هل تواجهون الرئيس؟

- نحن في نظام ديموقراطي برلماني، ولا يجوز تفسير موقفنا كأنه مواجهة مع رئيس الجمهورية. نذكّر بأن الحكومة هي التي تخلت عن مشروعها ولم تدافع عنه، واطرافها هم من قدموا مشاريع مناقضة له، ومتناقضة في ما بينها. قال فخامة الرئيس إنه سيلجأ الى تحكيم المجلس الدستوري، وهذا منطقي ونحترم مبادرته اذا راجع المجلس الدستوري المؤهّل لقول الكلمة الفصل.

متانة التحالف

¶ الرئيس نبيه بري حدّد مهلة أسبوع للمشاورات. كيف تتحركون خلال هذه الفترة؟ وماذا سيجري؟

- نحن في حركة دائمة ونتشاور مع الكل. اذا كان يمكن العودة الى المشاريع التي كنا قد تقدمنا بها، مثل قانون الخمسين دائرة أو القانون المختلط 40 في المئة نسبي و60 في المئة اكثري أو غيرهما، فنحن منفتحون للنقاش. التمايز عن بعض حلفائنا لم يكن بطيبة خاطر. يهمنا المحافظة على كل تحالفاتنا وتمتينها. صحيح أن حلفنا ليس فقط على قانون انتخاب، لكن قانون الانتخاب يؤثر في متانة هذا التحالف الذي نعتبره وطنياً ولخدمة الوطن، وليس لخدمة مصالح أي حزب أو طرف أو شخص. لذلك المطلوب ضبط النفس لاجتياز هذه المرحلة والمحافظة على التحالف الوطني.

¶ كيف تقوّم تصرف الرئيس بري في هذه الجلسات، علماً ان البعض استغربه؟

- للرئيس نبيه بري موقع كرئيس لمجلس النواب، وموقف كرئيس لحركة "أمل"، حليفة "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وقوى أخرى. لذلك نراه محرجاً بين هذا الموقف أو ذاك. وأعتقد انه سيبذل ما في وسعه كي يتجنب حصول شرخ في مجلس النواب.

¶ اذا أعيد طرح اقتراح الرئيس بري الـ 50 أكثري و 50  نسبي، هل تسيرون به؟

- نحن وصلنا باقتراحنا إلى الـ 40  نسبي و 60  أكثري، ونعتبر هذا الطرح عادلا ومنصفا للجميع، وتجاوبت معه في حينه معظم القوى السياسية، ولا يزال صالحا للبحث الجدي. وإذا تطلّب ذلك بعض التعديلات، فلا مانع إذا كانت مصلحة البلد ووحدته تقتضيان ذلك. فنحن منفتحون على أي حل تحت سقف صحة التمثيل المسيحي والشركة الوطنية. لم نتقدم بمشروعنا انطلاقا من المصلحة الكتائبية، ولا حتى من المصلحة المسيحية فقط، بل لأننا اعتبرنا ان هذا المشروع هو الذي يمكن ان يخدم البلد، وميزته الأساسية، باعتراف الجميع، أنه لا يتيح سلفاً معرفة الرابح من الخاسر، كما أنه يفرز نخباً نيابية جديدة.

دوس المشاعر

¶ حصل اتصال بينكم وبين الرئيس الحريري وكان "في غاية الصراحة والوضوح". بماذا تصارحتم؟

- الرئيس الحريري لا يخبىء موقفه. وتحدثت أيضا مع الرئيس السنيورة. لديهما موقف سلبي من قانون "اللقاء الأرثوذكسي". وأنا أفهم شعورهما، فقد مررنا بهذا الشعور عندما ديست مشاعرنا في السابق بسبب تصرفات وقرارات وقوانين ومراسيم ومعاهدات ضد مصلحة الميثاق والصيغة والتوازن والانصهار الوطني، علماً أننا اليوم لم نتخط حقنا قيد أنملة، ولم نتطاول على حصص أحد من خلال تأييدنا القانون الأرثوذكسي. ما يهمنا هو ان يرجع البلد ويقف على رجليه، وان يتم التوافق بين الجميع بدءا بالحفاظ على قوى 14 آذار التي حققت انجازات ضخمة لمصلحة هذا البلد، ولم ينته دورها بعد، اذ لا تزال توجد مخاطر وتحديات ومشاكل كبيرة  يجب معالجتها، وهذا الامر لا يتم الا بوحدتنا ووحدة هذا التحالف . ونحن نأخذ كل هذه الامور في الاعتبار، ونستعد للقيام بأي مبادرة في سبيل وحدة هذا التحالف.

¶ هل يمكن الصدمة التي أحدثها التوافق على "الارثوذكسي" ان تكون خطوة للتقارب والوصول الى قانون توافقي مختلط؟

- اذا كنت تعنين " اشتدي أزمة تنفرجي"، فلمَ لا؟

¶ هل كان هذا هو الهدف، او عدم اجراء الانتخابات والتمديد للمجلس؟

- لم يكن هذا هو الهدف. نحن لا نناور. نحن مقتنعون بأن ثمة خللاً في هذا البلد كنّا ضحاياه، ويجب ان يصحح، ودفعنا ثمنه غاليا منذ التسعينات. هناك فريق كان مضطهداً ومغبوناً ومستفردًا وعانى ما عاناه طيلة هذه الفترة، واعتبرنا انه آن الاوان أن يستعيد عافيته ودوره على الساحة الوطنية. وفي الوقت عينه نحن لسنا عمياناً، ونرى ان هناك ردة فعل في البلد لا سيما من بعض حلفائنا. ونجري قراءة متأنية للوضع من حيث وصلنا، وجهودنا منصبة للمحافظة على اوسع تمثيل مسيحي حقيقي، الامر الذي يعني شراكة حقيقية في مجلس النواب، والمحافظة في الوقت نفسه على الوفاق الوطني بين الحلفاء اولا، من خلال الاتصالات التي نجريها، والوصول ربما الى ما يحقق الاجماع.

امور جوهرية تجمعنا

¶ هل كان الانقسام بينكم وبين "القوات اللبنانية "في جلسة التصويت في اللجان المشتركة توزيع ادوار؟

- لا. هناك تمايز في بعض القضايا الثانوية بيننا، وهذا ليس سرا. عندما طرح النائب فتفت موضوع التأجيل لمزيد من البحث، وافقنا من أجل إعطاء فرصة، لأن هذا قانون مفصلي ومهم لمستقبل البلد. "القوات" أرادوا الانتهاء بأسرع وقت، واتخذوا هذا الموقف. التمايز امر طبيعي لاننا لسنا حزبا واحدا، ولكل طرف قراءته الخاصة للأمور. لكن في القضايا الاساسية نكون في جهة واحدة.

في حال حصول الانتخابات، هل تنزلون مع "التيار الوطني" في لائحة واحدة؟

- هذا الامر غير مطروح. وكما ذكرنا، إن تحالفنا مع قوى 14 آذار استراتيجي وليس انتخابياً فحسب.

¶ هل ما يحدث يشكل الضربة القاضية لقوى 14 آذار وتحالفاتها بعد كل ما تعانيه من تصدع؟

- أجيب عن هذا السؤال بتساؤل: هل يمكن أن نعيد النظر في موقفنا من النظام السوري؟ وهل يمكن أن نساوم على السلاح غير الشرعي أو على المحكمة الدولية؟ هناك قضايا اساسية وجوهرية تجمعنا، لن نتخلى عنها لا نحن ولا حلفاؤنا، ومن الضروري أن نبقى موحدين.

 

الهلال الإيراني وبداية الكسوف

 مهى عون /السياسة

من الممكن اعتبار ما يجري حالياً في العراق وسورية مؤشرات أولية لبداية تصدع الهلال الإيراني الذي تكلم عنه العاهل الأردني وسماه حينها الهلال الشيعي, وفي هذا الصدد لا بد من التذكير بأهمية ما حققته ستراتيجية الجمهورية الإسلامية الأخطبوطية على مدى العشر سنين التي تلت انهيار العراق وسقوطه في براثن سلطة تابعة لولاية الفقيه. حيث أن الحديث الذي اقتصر في بدايته حول "هلال إيراني" يبدأ من طهران ويمر عبر بغداد ودمشق ليكتمل في بيروت, تخطى ذلك بكثير خلال العقد الماضي عبر حركة تشيع عمت مختلف البلدان العربية, وتمكنت من بناء قواعدها عن طريق إثارة وتغذية النعرات المذهبية, ما تسبب بموجات من الاضطرابات ذي الطابع العنفي, كما حضرناها في البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية وصولاً إلى صعدة في اليمن, وإلى الحدود اليمنية - السعودية, ناهيك عن أحداث مصر والسودان, وعن احتلال إيران السابق للجزر الإماراتية والأهواز العربية, وطموحها الدائم لتغيير اسم الخليج العربي, وما حققته من انقسام خطير في الصف الفلسطيني, وصولاً إلى ما هي بصدد افتعاله حاليا في سورية ولبنان.

وبعد كل هذا الأداء الإيراني الناجح ألا يحق لنا التساؤل حول احتمال أن تكون إيران بصدد تأدية دور الشرطي المحافظ على حقوق الغرب ومصالحه وأطماعه في المنطقة العربية? ألا يحق لنا التساؤل حول احتمال أن يكون قد لاقى هذا المشروع التوسعي التشيعي الطابع الدعم الغربي والأميركي الكافي لتأمين تمدده واستحكامه بكل مفاصل المشرق العربي منذ ثلاثة عقود وحتى الساعة? ألا يفسر هذا الرضى الغربي عن سياسة طهران, استمرار وقاحة أجهزتها العسكرية في تقديم الدعم العسكري واللوجيستي للنظام السوري القاتل, وبالتالي تمكنه من الصمود رغم من ضربات المعارضة الموجعة?

ولكن أحداث العراق الأخيرة ومواقف الشعب السوري المشرفة والأبية وصمود الغالبية من الشعب اللبناني بوجه القانون الأرثوذكسي السوري - الإيراني المنشأ, يمكن اعتبارها مؤشرات على بداية تصدع هذه الامبراطورية الفارسية المترامية الأطراف والمدعومة من إسرائيل خصوصاً ومن الغرب والولايات المتحدة بشكل عام. فبعد أن "هاجت وماجت" الأرض العراقية عموماً الانتفاضة الشعبية العارمة, المطالبة برفع الظلم والغبن عن أهل السنة, وبعد أن تمكن المتظاهرون من قطع الطريق البري الذي كانت تستخدمه قوات المالكي والحرس الثوري الإيراني لنقل الإمدادات العسكرية إلى الأراضي السورية, بدأت تتغير المعادلة بالنسبة إلى  المالكي المرتبط بملالي طهران والمنفذ لسياستهم التوسعية. وإن تشير انتفاضة الشعب العراقي إلى أمر ما, فهي تدل على أن هتافات ثورة العراقيين بدأت تسمع بقوة في قلب دمشق وتلاقي صداها في الشارع السوري, وإذا كان المنطق يقول أن كل تعزيز لموقع أهل السنة في العراق سوف ينعكس إيجاباً في تعزيز الدعم اللوجيستي للثوار في سورية, يمكن القول في المقابل إن سقوط نظام الأسد سيعظم من مكانة السنة في العراق مجدداً, بعد عقد كامل من الإقصاء والتهميش.

لقد تلقت إيران ضربة موجعة في الثورة المتأججة ضد نظام المالكي في العراق, وها هي تتلقى الضربات الموجعة في الداخل السوري, حيث يلاقي ما بين ثلاثة إلى عشرة من خلايا "حزب الله" التابع للحرس الثوري حتفهم كل يوم على يد الثوار السوريين. ناهيك عن حتمية سقوط نظام بشار الحليف والذي سوف يشكل الضربة القاضية لنظام الملالي.

أكثر من ذلك يمكن القول ان هذا الهلال المفترض أن يأخذه طموحه الشمولي التوسعي عبر العراق وسورية وصولاً إلى لبنان, قد بدأ يتعثر ويلاقي الصعوبات والعوائق نظراً إلى رفض العالم الإسلامي وبخاصة السني لسياسته الشمولية والتي تميزت بالخبث والدجل في مقاربة المجتمعات عن طريق التحريض المذهبي المقيت. ولقد تجلى فشل هذه السياسة بمجرد أنها انكشفت وباتت مفضوحة وعلى العلن, وباتت التصريحات الواردة من طهران تتوالى وتعلن مواقف أقل ما يقال فيها بأنها وقحة وفجة ....نذكر منها تلك التي سمعناها في الآونة الأخيرة حول إعلان سورية المحافظة ال¯35 من المحافظات الإيرانية.

في الخلاصة يمكننا التأكيد على أن إيران شكلت على مدى العقد الماضي شرطي الخليج, أو شرطي العالم العربي بكامله لا فرق, في تأديتها وتقمصها لدور شمولي ضاغط حيال العالم العربي السني, وذلك نزولاً عند رغبة الراعي الأميركي, وخدمة للمخطط التفتيتي الإسرائيلي, من دون أن ننسى مسرحية ملفها النووي الذي يمكن ضمه أيضاً لسيناريو "البعبع" المراد لها لعبه على الصعيد العربي, يظل هناك عبارة تقول أنه لا يصح إلا الصحيح... وان التاريخ سوف يسير بمجراه الطبيعي ولا يمكن أن تدور عجلته إلى الوراء... بدليل أن مجمل المساعي التي بذلتها جمهورية الملالي لوضع العصي في الدواليب لتشويه صورة الربيع العربي عن طريق تعمد دعم إيصال سلطة تتميز بالتطرف والتشدد الديني السني بنهايتها كما حدث في ليبيا وتونس ومصر, هذه المساعي رأيناها تبوء بالفشل الذريع بدليل الانتفاضة المتجددة في مصر وفي تونس, ناهيك عن انفجار الثورة من جديد في العراق, بدليل استمرار الشعب السوري في صموده التاريخي رغم إحجام العالم أجمع عن مد يد العون له.

 

أبو فاعور: لترميم سياسة النأي بالنفس لا يستحق مقعد نيابي ان نحرق الوطن وندمر الوحدة لأجله

وطنية - راشيا - شدد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور على أن "حماية المواطنين اللبنانيين على الحدود اللبنانية السورية او في الداخل السوري من اي تهديد او اعتداء هو مسؤولية الدولة اللبنانية"، رافضا ان "يتطوع أي طرف يريد أن يمتشق السلاح لكي يحمي منطقة، لأننا بذلك نسير الى الخراب والى النار السورية التي نريد ان تنطفىء في سوريا لا أن تشتعل في لبنان"، ودعا الى ان "نرمم ما سبق واتفقنا عليه من سياسة النأي بالنفس في اعلان بعبدا، لأن بديل النأي بالنفس هو نعي النفس والمزيد من الانقسامات"، معربا عن اعتقاده أنه "لا يستحق مقعد نيابي بالزائد او بالناقص ان نحرق الوطن وندمر الوحدة الوطنية لأجله".

كلام أبو فاعور جاء خلال افتتاحه قسم ذوي الاحتياجات الخاصة، الصم والبكم والمصابين بالتوحد، الذي رعاه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، ضمن مركز الخدمات الإنمائية في راشيا بإدارة "جمعية حرمون الخيرية" وبالتعاون مع بلدية راشيا في احتفال حاشد حضره النائب أمين وهبي، موريس الصيفي ممثلا النائب انطوان سعد، عبد الرحمن حمود ممثلا النائب جمال الجراح، مفتي راشيا الشيخ أحمد اللدن، القاضي الشيخ عباس ديبي، وكيل داخلية "التقدمي" نواف التقي، منسق عام "تيار المستقبل" المحامي حمادي جانم، مسؤول الجماعة الاسلامية علي أبو ياسين، والحزب القومي زياد جمال، قائمقام راشيا نبيل المصري والبقاع الغربي وسام نسبين، رئيس المنطقة التربوية في النبطية علي فايق، رئيس اتحاد بلديات البحيرة خالد شرانق وبلديات جبل الشيخ العميد مروان زاكي، لفيف من المشايخ ورجال الدين وأعضاء المجلس المذهبي الدرزي، فاعليات ثقافية واجتماعية وتربوية وسياسية رؤساء بلديات ومخاتير وأهالي.

أبو فاعور أعرب عن خشيته "أننا نرى ملامح انقلاب تتجاوز السياسة الى حدود انقلاب على الوحدة الوطنية، ما يدفعنا ان نتسلق جبل الانقسامات مجددا". وقال: "نحن في الحزب التقدمي الاشتراكي اخذنا خياراتنا السياسية حفاظا على البلد واستقراره ووحدته الوطنية وندعو كل الافرقاء الاخرين ان يحذو حذونا لا ان يحاولوا دفعنا ودفع غيرنا الى مواجهات سياسية نحن لا نريدها وبغنى عنها"، معتبرا أن الانتخابات النيابية "ستجري وجرت عشرات الانتخابات منذ الاستقلال حتى اليوم، وقبل الانتخابات وبعدها ظل اللبنانيون على حالهم والتوازنات اللبنانية كما هي وبقي العيش الواحد والوحدة والشراكة الوطنية"، مشيرا إلى أنه "لا يستحق مقعد نيابي بالزائد او بالناقص ان نحرق الوطن وندمر الوحدة الوطنية لأجله". وفي معرض رده على رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، دون ان يسميه، "الذي اعتبر أن الليل عند وليد جنبلاط والنهار عندنا او العكس"، قال أبو فاعور: "بعض الذين يستسيغون السير في الانقسامات يريدون ان يقسموا اللبنانيين ويتشظى الوطن والروح اللبنانية وحتى ان يخلقوا انقساما بين الليل والنهار، حتى الليل والنهار يريدون ان يقسموه بين اللبنانيين، فكفى جنوحا وجموحا ومخاطرة ومكابرة وتعنتا وبثا لهذه الاحقاد بين اللبنانيين". واعتبر ان "المنطق الوطني السليم يفرض علينا ان نواجه هكذا مشاريع، فبدل ان نعمل مبضع الانقسامات وتصفية الحسابات والتجزئة بين اللبنانيين، خاصة اذا نظرنا حولنا ورأينا كيف ان النار السورية بدأت تقترب من حدودنا"، داعيا باسم جنبلاط الى ان "نرمم ما سبق واتفقنا عليه من سياسة نأي بالنفس في اعلان بعبدا، لان بديل النأي بالنفس هو نعي النفس والمزيد من الانقسامات والغوص في الحدث السوري، وتبدأ النيران تشتعل في جنبات البيت اللبناني، وهذا ليس في مصلحة احد، الااذا كان البعض يعتبر بانه اذا ما استدعى الانقسام والنيران الى لبنان فانه بذلك يقوي موقعه ولو اضعف الوطن".

وأكد أبو فاعور "اذا كان هناك من مواطن لبناني على الحدود اللبنانية السورية او داخل الحدود السورية تعرض او يتعرض لاي تهديد اواعتداء فحمايته مسؤولية الدولة اللبنانية ويجب ان لا يتطوع اي طرف تحت اي عنوان ليقول انا احمي قرى لبنانية او احمي مواطنين لبنانيين، لان الدولة هي التي تحمي مواطنيها والا اذا ما سرنا في هذا المسار، كل مجموعة وكل طرف يريد ان يمتشق السلاح لكي يحمي منطقة، وكل فئة تحمل السلاح لكي تحمي بلدة فعلى الوطن وعلى الوحدة الوطنية السلام ونكون بذلك نسير بارجلنا الى الخراب والى النار السورية التي نريد ان تنطفىء في سوريا لا ان تشتعل في لبنان".

وتخلل الإحتفال كلمة لميراي المعلولي وكلمة لنائب رئيس بلدية راشيا المحامي انطوان المعلولي، أشار فيها الى سلسلة المشاريع التي انجزت في راشيا بمساع من الوزير ابو فاعور في كافة المجالات الانسانية والانمائية والتربوية والحياتية، منوها بجهود النائب انطوان سعد، ودعا الى إعادة فتح المدرسة الرسمية في راشيا لما لها من اهمية بالنسبة لابناء الفقراء الذين يتكبدون العناء والاكلاف المادية في تعليم ابنائهم خارج البلدة.

وكانت كلمة لرئيس "جمعية حرمون الخيرية" ميشال مالك، الذي اشار الى اهمية هذا الانجاز الحضاري والاستثنائي على مستوى البقاع والاقضية المجاورة، كونه يتلمس هموم وشجون الكثير من اصحاب الاعاقات وذوي الاحتياجات الخاصة، مقدرا باسم الاهالي هذه اللفتة الكريمة من الوزير ابو فاعور اتجاه هذه الشريحة التي كانت منسية ومهملة.

وتخلل الاحتفال مجموعة من الانشطة الموسيقية والغنائية لكورال الجمعية الذي نال اعجاب الحضور على الاداء المميز لهذه الشريحة الاجتماعية التي تخطت حاجز الاعاقة الى الابداع. ثم جال الحضور في اقسام المركز.

 

الفاتيكان ينفي وقوف «لوبي مثليين» خلف استقالة البابا

الفاتيكان - ا ف ب - نفى الفاتيكان امس، ان يكون البابا بنديكتوس السادس عشر قرر الاستقالة بسبب وجود «لوبي لمثليي الجنس» في اعلى هرم الكنيسة الكاثوليكية، وهي معلومات نشرتها الصحف الايطالية واكد الكرسي الرسولي انها اكاذيب. وقال الناطق باسم الكرسي الرسولي الاب فيديريكو لومباردي لاذاعة الفاتيكان ان «البعض يسعى الى استغلال حالة المفاجأة والضياع» التي تلت اعلان البابا استقالته «من اجل زرع الشك والنيل من صدقية الكنيسة وحكومتها»، منددا بـ«ضغوط غير مقبولة» على مجمع الكرادلة الذي سينتخب البابا المقبل.

 

مرسي يستجيب لمسيحيي مصر ويعدل موعد الانتخابات والبرادعي يدعو إلى مقاطعتها.. و«جبهة الإنقاذ» مهددة بالتفتت

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط

استجاب الرئيس المصري محمد مرسي لمطالب مسيحيي مصر، وأصدر قرارا جمهوريا أمس (السبت)، بتعديل مواعيد انتخابات مجلس النواب، لتجري المرحلة الأولى في 22 و23 أبريل (نيسان)، على أن تجري جولة الإعادة يومي 29 و30 أبريل المقبل، وتجري المرحلة الثانية يومي 11 و12 مايو (أيار)، والإعادة في 19 و20 من الشهر نفسه، وتجري المرحلة الثالثة يومي 28 و29 مايو، والإعادة في 5 و6 يونيو (حزيران)، وتجري المرحلة الرابعة يومي 15 و16 يونيو، والإعادة في 23 و24 من الشهر نفسه، على أن يعقد مجلس النواب أولى جلساته في 2 يوليو (تموز). وكان الرئيس مرسي قد أصدر قرارا جمهوريا الخميس الماضي ببدء انتخابات مجلس النواب في 27 أبريل المقبل، وأثار هذا الموعد غضب الطوائف المسيحية الثلاث في مصر ودفعهم للتلويح بمقاطعة الانتخابات، لتزامن موعد الاقتراع مع أعيادهم.

مواضيع ذات صلة

البرادعي يدعو لمقاطعة الانتخابات البرلمانية.. ومرسي يسترضي الأقباط بتعديل مواعيد الاقتراع

مصر: حزب الإخوان يتوقع الفوز بأغلبية البرلمان ومقاطعة المعارضة للانتخابات لا تزعجه

يأتي هذا في وقت دعا فيه الدكتور محمد البرادعي المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني إلى مقاطعة الانتخابات، بعد تجاهل الرئاسة مطالب القوى المعارضة، قائلا في حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «وكأن نظاما لم يسقط». وأثارت دعوة الدكتور البرادعي الجدل داخل جبهة الإنقاذ حول ما إذا كانت دعوته شخصية أم هي معبرة عن جبهة الإنقاذ. من ناحية أخرى، يجري الرئيس مرسي حوارا تلفزيونيا شاملا اليوم (الأحد) مع الإعلامي عمرو الليثي، ويتناول الرئيس خلال اللقاء الذي ينقله التلفزيون الرسمي وعدد من القنوات الفضائية أبرز التحديات التي

تواجه مصر داخليا وخارجيا، وقراءة للمشهد الوطني العام

 

المنسق السياسي والإعلامي في "الجيش السوري الحر" يجزم بأن معركة دمشق ستكون حاسمة  

لؤي المقداد لـ " السياسة": الرد على نيران "حزب الله" يدعمه القانون الدولي

 بعض الشباب الخليجيين المتحمسين يشاركون في القتال ونقنعهم بالعودة إلى بلدانهم

ملف المخطوفين اللبنانيين في اعزاز أصبح في مراحله النهائية

تدخل حزب الله على المكشوف يعني أن نظام بشار صار منهكاً

"جبهة النصرة" ليست جزءاً من "الجيش الحر" وننسق معها في العمليات

المجتمع الدولي دخل مرحلة التآمر على الشعب السوري

 بيروت - "السياسة":

 على مقربة اقل من شهر على اكمال الثورة السورية عامها الثاني من دون أي حلول في الأفق, بل على العكس من ذلك يزداد التعقيد والعسكرة في ظل عجز المجتمع الدولي عن ايجاد مبادرة يتفق عليها كل الأطراف, فضلاً عن تنامي حركات التطرف في الداخل السوري وتدفق المزيد من النازحين السوريين الى دول الجوار بفعل الاشتباكات القاسية بين الجيش السوري الحر وقوات النظام السوري.

 لم تنحصر التطورات داخل سورية فقط, بل بدأت بالانتقال الى دول الجوار, خصوصاً لبنان الذي يعاني من أزمة عدم القدرة على استيعاب المزيد من النازحين ومساعدتهم, وفي الوقت نفسه رفض معظم السياسيين اغلاق الحدود بوجه الهاربين من جرائم النظام السوري, اضافة الى استمرار المساعي اللبنانية من أجل اعادة المخطوفين اللبنانيين في أعزاز, وما زاد الطين بلة في الآونة الأخيرة, تدخل "حزب الله" في شكل واضح بالاشتباكات مع الجيش الحر عند الحدود الشمالية اللبنانية السورية, ومحاولته السيطرة على قري حدودية سورية بحجة حماية سكانها الشيعة من "الارهاب".

 وبعدما انتهت المهلة التي حددها الجيش السوري الحر لوقف "حزب الله" عملياته العسكرية وقفاً شاملاً من دون تجاوب بدأ الجيش الحر بضرب أهداف "حزب الله" في الداخل اللبناني, واستهدف مربضي مدفعية للحزب.

اللبنانيون في أعزاز

  وفي ضوء ذلك, أشار المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد, في حديث لـ"السياسة", الى أن "ملف المخطوفين في أعزاز كان أحد الملفات الأعقد التي عملنا عليها بالمشاركة مع أطراف لبنانية معروفة وكانت العقبة الأكبر في وجه حل هذا الملف المحاولات المتكررة لـ(الرئيس السوري) بشار الأسد وفريقه في لبنان ابقاء الملف مفتوحاً ومحاولة تصفية المخطوفين بالغارات الجوية المباشرة أو بالأفعال غير المباشرة كتوجيه الشكر للأسد قبل اطلاق المخطوفين على جهوده في حل الملف من قبل أحد زعماء الأحزاب الشريكة للأسد في قتل الشعب السوري أو شتم الجيش الحر واللاجئين السوريين في لبنان من قبل أحد الوزراء التابعين لهذا النظام المجرم".

 وكشف المقداد عن أن الملف بات في مراحله النهائية "وأعتقد أن الموضوع سيحل خلال وقت قصير جداً وفق سلة حل متكاملة قدمتها بعض الدول وأطراف لبنانية على رأسها الرئيس سعد الحريرى وساعد بها بشكل مباشر الجيش السوري الحر".

 أما بشأن المعلومات الأخيرة عن مقتل عمار الداديخي المعروف بأبي ابراهيم, قال المقداد: "معلوماتي تشير الى أنه ما زال على قيد الحياة ويعالج من جروح متوسطة أصيب بها أثناء اشتباك مجموعة من كتائب الجيش الحر مع تشكيله", لافتاً الى أن "هذا الاشتباك جاء بعد قرار الجيش السوري الحر بانهاء هذه الحالة من الخروج عن الشرعية والتعدي الذي يقوم به فصيل أبو ابراهيم".

 وبشأن المسؤول الجديد عن المخطوفين بدلاً من أبو ابراهيم, قال: "لست معنياً بالأمور التنظيمية لمجموعة أبو ابراهيم فهم ليسوا تابعين بشكل من الأشكال للجيش السوري الحر".

 واعتبر أن "الملف بات قاب قوسين أو أدني من الحل ولا أعتقد أن الطائرة التي ستأتي لتقلهم من تركيا ستعود فارغة هذه المرة", وطلب المقداد من كل الجهات في لبنان "العمل على تسهيل حل الملف والتوقف عن المتاجرة به ولو مرحلياً وثم ليتاجر به من يريد فنحن في الجيش الحر والجهة اللبنانية التي نعمل معها لا نتعاطي مع هذا الملف الا على أنه قضية انسانية ويجب حسمها بأي شكل,  لأن المستفيد الأول هما الشعبان السوري واللبناني", داعياً "الحكومة اللبنانية الى التوقف عن دعم نظام الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر كدعمه بالمحروقات لجيشه أو تمرير المتفجرات له بحجة عقود مع مؤسسات حكومية, لأن هذا يوجد حالة من التوتر في الداخل السوري لا مصلحة لأحد بها", أضاف: "لتعلم الحكومة اللبنانية وبعض السياسيين اللبنانيين من أزلام الأسد أن نظام الأخير ساقط وأن السلطة تأتي وتذهب أما الشعوب فباقية".

 الاشتباك مع "حزب الله"

  وبشأن آخر التطورات عن الاشتباكات الدائرة بين الجيش الحر و"حزب الله", كشف المقداد عن أن "الحزب ما زال يتمركز في خمس قري سورية ويقصف مناطق القصير وريف حمص الجنوبي من داخل الأراضي السورية واللبنانية, تحديداً من مرتفعات الهرمل", أضاف: "الايجابي في الموضوع أن ما يجري هو اعلان نهائي بأن النظام السوري قد أنهك وأن الحزب قد بات مضطراً أن يدخل في المعركة بوجه مكشوف ومعلن".

 وشدد على أن "الجيش الحر" سيتعامل مع مصادر نيران "حزب الله" ويخمدها داخل الأراضي اللبنانية, اذا لم يتوقف الحزب عن ضرب القرى السورية من داخل لبنان", وتابع: "نحترم السيادة اللبنانية واستقرار لبنان والجيش اللبناني البطل, لكننا نعلم أن هذا الحزب يتصرف بمنطق الاستقواء ولا أحد يستطيع السيطرة عليه", مشدداً على أن "ردنا على مصادر النيران العدوة عبر الحدود أمر تكفله كل القوانين الدولية والشرائع ونحن ندافع عن أهلنا وأعتقد أن معظم الشعب اللبناني يقف معنا في هذا وهو يعلم أن "حزب الله" يضحي بدماء اللبنانيين والسوريين دفاعاً عن نظام الطاغية في دمشق".

 ولفت الى أن "الحزب أعلن عن سقوط 3 قتلي له في سورية ونحن نملك معلومات أن أرقام قتلاه قد تجاوزت 40 في الأيام الماضية, لكن الجديد في الموضوع أن الحزب للمرة الأولى يلجأ الى الاقتحام البري مصحوباً بغطاء مدفعي وتمشيط ناري, بمعنى أنها عملية متكاملة وتتم بالتنسيق الكامل مع طيران النظام الذي يقصف المناطق التي ينسحب اليها الجيش الحر أو يلجئ لها المدنيون ولا يقترب من مناطق اشتباكاتنا مع "حزب الله" أو المناطق التي يتمركز بها الحزب, ما يوضح مدى التنسيق العسكري بين النظام والحزب وبأن العملية هي اجتياح عسكري متكامل".

 ولفت الى أن "تشكيلات عدة من حمص وريفها قد وصلت مؤازرة من مناطق أخرى والجميع يقاتل على قلب رجل واحد حماية للسيادة السورية والشعب السوري العظيم".

 وأوضح أن "حزب الله" يخطط للسيطرة على منطقة القصير الستراتيجية لقطع طرق الامداد والتواصل بين الثوار والتمركز على طريق دمشق - حمص, لكني أعتقد أنه لن ينجح أبداً في السيطرة على القصير وسيدفع ثمناً غالياً اذا تجرأ على هذا الفعل", واستغرب المقداد "هذه الأفعال من حزب كان يدعي أن قضيته فلسطين وتحريرها ليوجه اليوم بندقيته الى صدور الشعب السوري الحر ارضاءً لحاكم مجرم ولنظام طهران الذي استباح دم أطفال سورية في سبيل تحقيق مشاريعه الرخيصة".

 ومشاركة خليجيين في القتال

  وعما اذا كان هناك خليجيون يقاتلون الى جانب الجيش الحر ضد النظام, قال المقداد: "أصدر الجيش الحر بيانات عدة بهذا الخصوص وكررنا مراراً أنه لا ينقصنا مقاتلين في سورية بل ينقصنا العتاد والدعم, لكننا لا ننكر أن بعض الشباب المتحمس من دول عدة لم يتحمل وجدانه ما يحصل في سورية من مجازر يرتكبها المجرم بشار الأسد وعصابته بحق السوريين فدخل الأراضي السورية للمشاركة في الدفاع عن أشقائه السوريين", أضاف: "يوجد بعض المقاتلين غير السوريين لكن تبقي حالات فردية ونحن على الدوام نحاول التواصل مع هؤلاء الشباب واقناعهم بالعودة الى بلادهم وأغلبهم يريد العودة بمجرد انتهاء الثورة السورية وانتصارها".

 ورفض المقداد أن يدخل "في تفاصيل جنسيات أو أعداد الشباب العرب الموجودون في سورية, لكن أغلب من دخلوا طلبوا الالتحاق بأي من تشكيلات الجيش الحر وبعضهم التحق بفصائل أخرى قد نختلف معها ايديولوجياً أو في النظرة لشكل المعركة أو شكل الدولة في مرحلة ما بعد الطاغية لكن حجم المأساة السورية اليوم يحتم علينا تركيز كل الجهود على حسم الصراع بأسرع وقت ممكن".

 وبشأن "جبهة النصرة" والضجة التي أثارتها بعدما وصفها المجتمع الدولي بحركة ارهابية, شدد المقداد على أن "سورية لن تحكم بعد اليوم الا ديمقراطياً, وهذا الشعب العظيم الذي دفع عشرات الآلاف من الشهداء لن يقبل أن يفرض عليه شكل دولته المستقبلية الا بصناديق الاقتراع, وبالنسبة الى جبهة النصرة فهي فصيل موجود اليوم على الأرض ويشارك بكل قوة في بعض المعارك, لكننا لا نعتبره جزءاً من الجيش الحر وهو لا يعتبر نفسه كذلك وعليه فهناك تنسيق على الأرض في بعض المعارك بين كتائب للجيش الحر ومقاتلين من جبهة النصرة لكن تنظيمياً وادارياً ليس هناك أي ارتباط بين الجيش الحر وجبهة النصرة".

 ولفت الى أنه "منذ نحو خمسة اشهر  كان تعداد من يسمون أنفسهم جبهة النصرة لا يتجاوز المئات من الشباب وهؤلاء أعتبرهم النواة الصلبة لهذا التشكيل, أما اليوم وبسبب ضعف تمويل وتسليح كتائب "الجيش الحر" والتأخر بمساعدة المجتمع الدولي لنا فقد التحق الكثير من الشباب الثائر بصفوف جبهة النصرة لقوة تمويلهم وتسليحهم, بمعنى أن مقاتلي جبهة النصرة اليوم ليسوا جميعهم حاملين للفكر المتطرف الذي يخشاه المجتمع الدولي بل ما فرض على هؤلاء الشباب الالتحاق بصفوف الجبهة هو رغبتهم بتحرير بلدهم من النظام المجرم ووجدوا بصفوف الجبهة التنظيم والعتاد الذي يساعدهم". وقال: "أعتقد أنه بمجرد سقوط النظام ستحل أغلب المشكلة, لأن هؤلاء الشباب سيعودون الى أساسهم الفكري الوسطي كغالبية الشعب السوري والذي لا يعرف التطرف, وكان من الأولى بالادارة الأميركية ادراج بشار الأسد ونظامه على قائمة الارهاب قبل جبهة النصرة".

 "أبو العلاء المعري"

 وعن ظاهرة تشويه التماثيل الثقافية مثل كسر تمثال أبو العلاء المعري, رأي المقداد أن "هذا تصرف فردي وحالة شاذة ولا أعتقد أن لها أي أبعاد, بالتأكيد اليوم هناك جو من الضغط النفسي عند الجميع وأحياناً تخرج هذه التصرفات من دون وعي أو تفكير, لكن الشعب السوري هو شعب معتدل بطبعه عبر التاريخ ولم يعرف التطرف طريقاً الى نسيج مجتمعنا وكل ما يحكى اليوم عن أسلمة الثورة وتطرفها لا يغدوا كونه عودة من الناس الى المخزون الديني والى الله عز وجل نتيجة التخاذل الدولي الرهيب, فلم يعد لديهم الا اللجوء الى الله حتى يشعروا بقليل من الأمن والطمأنينة".

مسار الأزمة السورية

  وعن مسار الأزمة والمبادرات لدخول المعارضة في حوار مع النظام, أكد المقداد أن "الشعب السوري قال كلمته ان لا حوار مع النظام الا على طريقة رحيله, وأساس أي حوار اسقاط النظام وليس تجديد جوازات سفر ولا المطالبة بحقائب وزارية", أضاف: "أكثر من مئة ألف شهيد وخمسة ملايين مهجر داخل وخارج سورية وأكثر من مليون سوري ذاقوا وبعضهم ما زال, طعم معتقلات الأسد, يحتمون علينا عدم العودة الى مربع ما قبل انطلاق الثورة".  واستبعد أن "يتم رفع الحظر عن تزويد المعارضة المسلحة بالسلاح, فالمجتمع الدولي ما زال في مرحلة التخاذل بل أعتقد أنه دخل مرحلة التآمر على الشعب السوري وقضيته وهو يريد حلاً يفرضه ويفصله بيده ولا يتركه لارادة الشعب السوري الحر".

 معركة دمشق

 واكد المقداد ان معركة دمشق على الأبواب ويجري حالياً اعداد العدة لها جيداً, مستفيدين من كل التجارب السابقة, خصوصاً من تجربة المعركة المحدودة التي جرت منذ أسبوعين في دمشق وأستطيع أن أجزم اليوم, خصوصاً بعد سحب النظام لقواته من مناطق عدة باتجاه دمشق ودخول حزب الله بشكل مكشوف في معركة ريف حمص أن النظام يعلم أن معركة دمشق ستكون الحاسمة وأنها ستكون الأكبر", معتبراً أن "النظام يريد أن يأخذ سكان دمشق رهينة لعلمه أنه لم يعد بمقدوره السيطرة على سورية وهو بذلك يريد الضغط على المجتمع الدولي لايجاد تسوية بأعلى سقف يمكنه تحصيله, كما تفعل أي عصابة ارهابية تخطف أبرياء في العالم وتبادلهم بفدية".

 وعن تصوره بنهاية الأزمة  وهل ان طبيعتها ستكون سياسية او عسكرية ختم المقداد حديثه لـ"السياسة" قائلاً: "أزلام النظام اعتادوا على القول انهم استولوا على الحكم بالقوة ولن يؤخذ منهم بغير القوة, وانا لا أخالفهم بهذه النظرية".

 

الراعي: اين ضميركم حين يتفشى السلاح غير الشرعي؟

 تمنى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن "يقتدي المسؤولون السياسيون عندنا بضمير قداسة البابا بنديكتوس المهني المسؤول"، سائلا إياهم " هل أنتم حقا قادرون على ممارسة مسؤولياتكم الجسيمة في البلاد"؟ أضاف: "أين ضميركم أيها المسؤولون السياسيون، حين السلاح غير الشرعي، المغطى سياسيا، يتفشى على مساحة الوطن، وسلطة الدولة في تقلص مخيف، حيث يخطف الأبرياء الآمنون كبارا وصغارا، إبتزازا للمال كفدية". ودعا الى "وقف هذا النزف المستمر المادي منه والروحي والاخلاقي، وأن نقر بنزيفنا الشخصي وإقرارنا بشجاعة عدم قدرتنا على تحمل مسؤولياتنا، والتمثل بقداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس وشجاعته في إتخاد المواقف الشجاعة".  

وكان الراعي ترأس قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه مرشد الكتيبة الفرنسية في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اتيان ديسكريفان ولفيف من الكهنة، في حضور النائبين سليم سلهب والدكتور نبيل نقولا، قائمقام كسروان جوزف منصور، سفير لبنان في تركيا منصور عبد الله، قنصل لبنان العام في لوس انجلوس جوني ابراهيم، وفد اداري وطبي في مستشفى الجعيتاوي اللبناني الجامعي، عائلة المخطوف نزيه نصار ووفد من بلاد جبيل برئاسة الدكتور جوزف شامي.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "إيمانك خلصك، اذهبي بسلام" تحدث فيها عن إيمان المرأة النازفة وشفائها، وفيها: "أراد الرب يسوع أن يظهر للناس في العلن إيمان المرأة المنزوفة، ألتي شفيت مذ لمست طرف ثوبه في الخفية، فيما الجموع تزحمه، وأن يبين لهم قيمة الإيمان به وبقدرة هذا الإيمان على صنع المعجزات، وأن يعيد للمرأة كرامتها. فألزم المنزوفة بأن تقول في العلن إيمانها، الذي عبرت عنه بالخفية فنالت شفاءها. وهكذا امتدحها الرب بقوله المشجع: "يا ابنتي، إيمانك خلصك، إذهبي بسلام"(لو8: 40).

أضاف:" يسعدنا أن نلتقي معكم اليوم حول مذبح الرب، للاحتفال بذبيحة فدائنا، ولتناول جسد الرب ودمه غذاء لنفوسنا، وعربونا للحياة الإلهية فينا. وإذ نرحب بكم جميعا، فإنا نخص بالترحيب مرشد الكتيبة الفرنسية في القوات الدولية الأب Etienne d’Escrivan مع ثلاثة جنود موعوظين يتهيأون لقبول سر المعودية في مزار سيدة لورد، أثناء الحج العسكري الدولي إلى هذا المزار المريمي في شهر أيار المقبل. ننتهز هذه المناسبة لنعرب لهم عن تهانينا في مسيرة الإيمان نحو الولادة الجديدة من الماء والروح التي ستمحو فيهم الخطيئة الأصلية الموروثة من أبوينا الأولين، آدم وحواء وخطاياهم الشخصية، وتجعلهم أعضاء في جسد المسيح الذي هو الكنيسة، وهياكل للروح القدس، وجنودا روحيين للمسيح. كما نشكر مرشدهم الأب Etienne على تحضيرهم وعلى كل نشاطاته الراعوية لدى الكتيبة الفرنسية. ونود أيضا الإعراب للدول المشاركة في القوات الدولية في لبنان عن شكرنا الكبير على التضحيات التي تتحملها، والتي يقدمها جنودها بسخاء من أجل حفظ السلام في بلادنا. فنذكر بالصلاة الضحايا التي وقعت ونذكر عائلاتهم، ونصلي من اجل حماية جنود كل كتيبة مشاركة وموآزرة للجيش اللبناني في حماية السلام عندنا".

وقال: "نرحب أيضا بالوفد الإداري والطبي من المستشفى الجعيتاوي اللبناني الجامعي، ويضم إدارة المستشفى والأقسام، من راهبات وأطباء وممرضين ومرضات، وموظفين تقنيين وإداريين، في مناسبة إعلانه مستشفى جامعيا، فلهم منا التهاني والتمنيات. ونحيي عائلة المخطوف نزيه نصار من البقاع، الذي خطف في أول شباط الجاري، ومصيره إلى الآن غامض ومجهول. نطالب السلطات اللبنانية بالبحث والإفراج عنه وعودته سالما إلى بيته وأهله".

وتابع: "إنجيل إيمان المرأة المنزوفة يكشف لنا أهمية سنة الإيمان التي افتتحها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في الحادي عشر من شهر تشرين الأول الماضي بمناسة مرور خمسين سنة على إفتتاح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي سماه الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني "ربيع الكنيسة"، ومرور عشرين سنة على صدور "كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية" وقد سماه البابا يوحنا بولس الثاني نفسه "سيمفونية الإيمان". فإذا بالمرأة المنزوفة تعد، عن حقٍ، من شهود الإيمان، وما أكثرهم في تاريخ الكنيسة وفي المسيحية"!

أضاف: "أما شاهد الإيمان الكبير اليوم فهو قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الذي يتوج "سنة الإيمان" والإيمان المسيحي بفعل إيمان كبير متواضع وحر، متجرد وشجاع، بإعلان تنحيه عن الخدمة البابوية الرسولية، كأسقف روما، خليفة القديس بطرس الرسول، "ليقينه بأن قواه، بسبب تقدمه في السن، لا تؤهله ليمارس خدمته البطرسية بالشكل الملائم، ولاعتباره أن هذه الخدمة، من حيث جوهرها الروحي، ينبغي أن تمارس، ليس فقط بالأعمال وبالكلمة، بل أيضا، ولا بأقل، بالألم والصلاة". ومن بعد أن طلب المغفرة عن كل نقائصه بفعل إيمان رفيعٍ بتواضعه، أعلن أنه ابتداء من يوم الخميس المقبل 28 شباط الجاري عند الساعة الثامنة مساء، تنتهي خدمته الرسولية، "واعدا بأن يخدم من كل قلبه، وفي المستقبل أيضا، كنيسة الله المقدسة بحياة مكرسة للصلاة". ولتسقط كل الإدعاءات والتفسيرات الأخرى التي تشوه قدسية الدافع إلى هذا التنحي".

وتابع: "نحن بدورنا نرافق قداسة البابا بندكتوس بصلاتنا لكي يحقق الله امنياته المقدسة، ونعده بعيش سنة الإيمان"، حسب رغبات قلبه، بحيث تكون "إعادة اكتشافٍ لطريق الإيمان، واستعادة الفرح والحماس المتجددين بلقاء المسيح، من خلال دخولنا "باب الإيمان" الذي هو يسوع المسيح، والولوج في شركة مع الله ومع الكنيسة"(باب الايمان 1 و 2). ونعرب له عن شكرنا الكبير للمبادرات الثلاث التي شرف بها لبنان وكنيستنا، وهي: 1) زيارته التاريخية للبنان التي وقع في خلالها الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"، ووزعه رسميا على الكنائس، وأعلن من لبنان سلام المسيح لبلدان الشرق الأوسط الجريحة بالعنف والحرب، وكانت هذه آخر زياراته الرسولية إلى العالم، 2) منح البطريرك الماروني رتبة الكردينالية التي تؤهله للمساعدة في خدمة الكنيسة الجامعة، واليوم للمشاركة، إن شاء الله، في انتخاب خلفٍ له يكون حسب قلب راعي الرعاة الأعظم يسوع المسيح، 3) الطلب بأن تهيئ شبيبة لبنان تأملات مراحل درب الصليب التي يحتفل بها البابا في مساء الجمعة العظيمة في ساحة مسرح Colisée الروماني، حيث كان الأباطرة الرومان يطرحون المسيحيين الأولين للوحوش بسبب إيمانهم. فلن يكون هو الذي يقود مسيرة درب الصليب، بل خليفته. فيا لها من عظمة في التجرد وإخلاء الذات"!

وقال: "للمناسبة، في الساعة التاسعة مساء بتوقيت بيروت في 28 شباط، التي ينهي فيها قداسة البابا خدمته الرسولية، ندعو جميع محبي البابا بندكتوس، أينما وجدوا، ليرفعوا صلاة شكر لله وعلى نيته، وأن يضيئوا شمعة رمزا لاستمرار شعلة الإيمان في قلوبنا على مثاله، ملتمسين من الله رعاة للكنيسة، وقادة لوطننا لبنان ولسائر البلدان، على مثاله، يمارسون مسؤولياتهم بضمير حي وتجرد وتواضع".

أضاف: "كم نتمنى أن يقتدي ضمير المسؤولين السياسيين عندنا بضمير قداسة البابا بندكتوس المهني المسؤول، فنسألهم باسم ضميرهم: هل أنتم حقا قادرون على ممارسة مسؤولياتكم الجسيمة؟ هل ضميركم المهني مرتاح، حين تشل الأزمة السياسية البلاد وتهدد كيان الوطن وتضع مصير شعب بكامله على المحك؟ وحين تعجزون عن وضع قانون للانتخابات، بعد سنوات من دروس لجان وطرح مشاريع، يكون على قياس مكونات الوطن، لا على قياس أشخاص نافذين؟ وحين تتعطل الانتخابات في موعدها، لا سمح الله، وبذلك تنهون آخر مظاهر الديموقراطية في تداول السلطة"؟

وتابع: "أين ضميركم حين يتآكل الفقر السواد الأعظم من شعبنا واقتصاد وطننا في انهيار مريع؟ وحين يستشري الفساد في الإدارات العامة ويهدر المال العام بقوةِ النفوذ وبالتراضي بين النافذين، على حساب الشعب وحاجات الوطن، والمتوجبات على الدولة للمستشفيات والمدارس المجانية والمياتم؟ هل ضميركم المهني المسؤول يرتاح لإضرابات المعلمين ولإقفال المدارس وبالتالي معاقبة التلاميذ وأهلهم والبرامج التعليمية والعمل التربوي، بسبب الوعود الكلامية فقط والتباطؤ في إقرار سلسلة الرتب والرواتب بشكل عادل ومنصف للجميع، من دون إرهاق الأهالي والشعب بضرائب إضافية، والمدارس ببدعة "المفعول الرجعي" في الزيادات المعيشية، الذي هو ظلم فادح، وكأن المقصود إقفال المدارس الخاصة والكاثوليكية، وإشعال نار الفتنة بين إدارات هذه المدارس والأهل وبين المعلمين والمعلمات والموظفين؟ ألا تدركون وتقيمون الخسارات الجسيمة التي تلحق بأجيالنا الطالعة وبهذه المؤسسات التربوية التي تشكل ثروة وطنية لا تقدر، والتي تميز لبنان بمستوى العلم المتفوق فيه، عدا عن أنها توفر للمواطنين آلاف فرص العمل؟ أوليست الدولة مسؤولة عن دعمها المالي لها ودعم الأهالي وأمكانياتهم المادية، لكي يختاروا بحرية المدرسة التي تتناسب مع تربية أولادهم؟ أين ضميركم، أيها المسؤولون السياسيون، حين السلاح غير الشرعي، المغطى سياسيا، يتفشى ويتزايد على مساحة الوطن وسلطة الدولة في تقلص مخيف؟ وحين يخطف الأبرياء الآمنون كبارا وصغارا، إبتزازا للمال كفدية؟ ومن يجيب أهالي المخطوفين من أبنائهم وأزواجهم عن مصيرهم"؟

وقال: "أمام كل هذا، نسألكم، من يعيد الأمل والطموح لأجيالنا الطالعة، ويفتح أمامهم أبواب العمل والعيش بكرامة وطمأنينة في وطنهم، ويحد من هجرتهم، وهم ثروة لبنان الكبرى وضمانة مستقبله"؟

وتابع: "هذا هو النزف المميت المرموز إليه بنزف تلك المرأة التي عانت "مدة اثنتي عشرة سنة، ولم يقدر أحد أن يشفيها". وحده إيمانها بيسوع المسيح شفاها من نزفها. "سنة الإيمان" تدعونا إلى تثبيت إيماننا بالله، كلقاء شخصي مع المسيح، كله ثقة بأن نعمته قادرة على أن تفتح الضمائر لسماع صوت الله الداعي إلى التزام الخير وتجنب الشر، وأن تفتح القلوب للمحبة والرحمة والشعور بوجع الآخرين. بهذا الإيمان مست المرأة طرف ثوب يسوع فشفيت. ونحن، ألا نمسه بسماع كلامه الإلهي، وقبول نعمة سر ذبيحة الفداء، ووليمة جسده ودمه؟ إننا نصلي صلاة الرسل: "يا رب زدنا إيمانا"(لو17: 5).

أضاف: "ما القول عن "النزف" المتمادي في سوريا، "نزف" الدماء والقتل والتدمير والتهجير؟ أين هي ضمائر المتقاتلين فلا يكفوا عن هذه الجرائم ضد الإنسانية، ولا يجلسوا إلى طاولة المفاوضات رحمة بشعبهم وبوطنهم ومصيرهم؟ أين هي ضمائر الدول المحرضة على العنف والحرب والمشارِكة فيها؟ ألا يدركون أن هذه النار ستلتهمهم يوما؟ وما القول عن "نزف" السوريين النازحين إلى لبنان، وقد بلغ اليوم بالذات عدد المسجلين الذين يتلقون مساعدات، حسب التقرير الأسبوعي الصادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكثر من 305,000 شخصا، وهو مرشح ليصبح في شهر حزيران 700,000 نازح، ما عدا غير المسجلين، فضلا عن 50,000 فلسطيني نزحوا من المخيمات في سوريا؟ هل يتساءل المسؤولون عندنا عن مصير لبنان الأمني والاجتماعي والديموغرافي والسياسي والثقافي من جراء هذا النزوح؟ وهل على لبنان أن يتحمل كل مصائب الحرب في سوريا؟ وكيف تتحصن بلادنا بوجه تداعيات هذه الحرب وهذا النزوح"؟

وختم: "كل واحد منا يعاني من نزف ما، مادي أو روحي أو أخلاقي أو عائلي. زمن الصوم الكبير هو زمن البحث عن الله، الحاضر بيننا في سر المسيح، لنلتمس منه بإيمان، مثل المرأة، الشفاء من نزفنا. فيا رب، أعطنا نعمة التواضع لنقر بنزفنا الشخصي، ونعمة الشجاعة للاقرار بعدم قدرتنا على تحمل مسؤوليتنا من دون مساعدتك ونور كلمتك، ولاتخاذ القرار الذي يرضيك ويؤمن الخير العام. زدنا إيمانا يا رب، لكي نقبل هذه النعمة. لك المجد إلى الأبد، آمين".

وكالات

 

"الرياض" السعودية تتوعد اللبنانيين في دول الخليج!

 كتبت صحيفة "الرياض" السعودية أنه: "إن كان بعض السياسيين والإعلاميين في لبنان غير حريصين على العلاقات التي تربطهم بدول الخليج العربي بصفتها دولاً شقيقة، ولا يأبهون بمصالح مواطنيهم الذين يعيشون بيننا مكرمين، ويتمرغون في نعيم ما يجنونه من أموال بلا منة، فإنه ليس علينا نحن أهل هذه الدول رعاية حقوق هؤلاء المقيمين مادام من ينتمون إليهم لم يراعوا تلك الحقوق، وليس هناك أقل مما لوحت به دولنا بأن تعامل الدول والجهات كلاً بحسب مواقفه منها، وذلك ردّاً على النائب ميشال عون بعد تصريحاته الأخيرة المؤيدة للتدخلات الإيرانية في الخليج العربي، بتعريض مصالحه الاقتصادية ومصالح أنصاره لإجراءات، تتفاوت بين إنهاء عقود يستفيد منها عون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وبين وقف التعاون الاقتصادي مع شخصيات بارزة عرفت بدعمها له". 

 

العجوز رد على نعيم قاسم: نحن نعلم الدور الفارسي لجعل لبنان قاعدة إنطلاق للمؤامرة الفارسية ؟

وطنية - رد رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار زياد العجوز على تصريح نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، "بأن ايران هي الشرف في المنطقة، وأن من ليس له علاقة معها يجب أن يخجل من نفسه"، فسأله: أي شرف هذا الذي تدعيه والجميع يعلم المخطط الفارسي في المنطقة الذي ينفذ مؤامرة لتفتيت الوطن العربي عبر إختراق مجتمعه تنفيذا لأجندة صهيونية أميركية؟ عن أي شرف تتكلم والنظام الذي تتشرف به هو من تاجر بالقضية الفلسطينية وأسهم في شق صفوفها؟ وعن أي شرف تتكلم ونحن في لبنان نعلم ما هو الدور الفارسي المشبوه الذي تنفذونه لجعل لبنان قاعدة إنطلاق للمؤامرة الفارسية في الشرق الأوسط؟.

 

اجتماع موسع لكوادر الاحرار في طرابلس

وطنية - عقد حزب الوطنيين الأحرار اجتماعا موسعا، في ساحة رشيد كرامي في مدينة طرابلس، هو "الأول بعد انتهاء الحرب الأهلية" لكوادر الحزب في المدينة، في حضور مندوبي منظمة الشباب في طرابلس والمنية فواز دبوسي ومحمد كرق. وشدد خلال الاجتماع رئيس منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الأحرار سيمون درغام على "رسالة الحزب التي تتجلى بالعبور من الطوائف والمناطق الى الدولة القوية الجامعة، فالأحرار يعمل على رص الصفوف وارساء الوحدة بين الجميع". وأضاف: "هدف الحزب الدائم هو الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله"، مذكرا "ان الأحرار لم يرفع بندقيته في الداخل في وجه اخيه في الوطن بل دفاعا عن الارض لكي لا يتحول لبنان الى وطن بديل للفلسطيني". وحول الانتخابات النيابية، اكد درغام "التحالف مع قوى 14 آذار وتيار المستقبل"، رافضا القانون الارثوذكسي "الذي قد يعيدنا الى التقوقع الطائفي"، واعتبر "ان حزب الوطنيين الأحرار الذي يلعب دورا مميزا في الحفاظ على لبنان الرسالة يضع نصب أعينه لبنان أولا". وأمل درغام في "أن تستعيد طرابلس الهدوء بعيدا من التجاذبات السياسية الضيقة التي يسعى من خلالها البعض لتشويه صورة المدينة"، داعيا الجميع الى "الوقوف الى جانب الجيش اللبناني في الحفاظ على الأمن والعيش المشترك".

 

شمعون: الارثوذكسي جريمة ضد لبنان

وطنية - اكد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون "ان اقتراح القانون الأرثوذكسي هو جريمة ضد لبنان"، معتبرا "أنه خدعة يستخدمها حزب الله وحلفاؤه لإلغاء الانتخابات النيابية".

واعتبر في تصريح "أن هذا القانون يفسح في المجال أمام إقامة عدد من الدويلات الطائفية المصغرة في لبنان". وأوضح "أنه في حال تم تطبيق مشروع القانون، من شأنه أن يجعل من الصعب على النائب تمثيل ناخبيه المنتشرين في كافة انحاء لبنان وخدمتهم". هذا واتهم حزب الله والحلفاء الآخرين لسوريا ب "التخطيط لتأجيل الانتخابات من خلال طرح هذا القانون المثير للجدل لأنهم يشعرون بالضعف ازاء الظروف المحيطة بالنظام السوري".

 

مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: نصيحتي ان نعود الى المثالثة

وطنية - رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن "الارثوذكسي ليس هو المشكلة، ولكن المشكلة فينا نحن، إذ فن السياسة يحتاج الى أناس مختصين بدراسة علم النفس، لان النفس امارة بالسوء، ويصعب في لبنان ان تستقيم النفوس، ومهما حاولنا ان ننفتح على الآخر، فان الآخر منغلق على نفسه ويدور في حلقة مفرغة يعود اليها بين الحين والحين". وقال في تصريح اليوم: "مشكلة الأقليات وادعاء التهميش والبكاء فوق الاطلال هي لأن الاقليات لا تريد ان تعترف بانها أقليات وتلجأ الى المناورة دائما من أجل ان تأخذ أكثر من قطعة الجبنة. هذا هو لبنان، نادينا بالمناصفة، فاذا بها تصبح مناكفة، ونادينا بلبنان اولا، فقالوا نحن اولا". أضاف: "لا تيأس يا دولة الرئيس سعد الدين رفيق الحريري فالحياة مدرسة كبرى، والصدمات تشحذ الهمم، وانت تحتاج الى مثل هذه الصدمات كي تصبح محنكا أكثر وقويا أكثر، وكلما اشتدت الخصومات من حولك زادتك قوة وخبرة وحنكة والمستقبل أفضل من الماضي". وتابع: "بالامس قامت جريدة سعودية بنشر صور كاريكاتورية لغبطة البطريرك، وهذا خطأ، ولكن غبطته لا يفتأ يتحفنا بتصريحات سياسية تشعرنا بانحيازه ضد الحق وضد اهلنا في سوريا. وكان ان قامت القيامة ولم تقعد، واندفعت النفوس المريضة لتنتقم من رجل جليل وكبير هو الملك عبدالله آل سعود، فعلقت له صور مشوهة تجاه ما حصل مع البطريرك. السعودية لم تعرف التعصب الطائفي، ففتحت ذراعيها لكل من هب ودب ووقفت الى جانب لبنان في أيام المحن بل وساعدت المسيحيين بشكل خاص، ولم تغلق الابواب في وجوههم".

وختم: "نصيحتي ان نعود الى المثالثة، وكل يأخذ بحسب حصته العددية لا أكثر ولا أقل".

 

مكاري: رئيس الجمهورية بطل سلاحه الدستور اللبناني لن نسير لا بالخمسين خمسين ولا بقانون اللقاء الأرثوذكسي

وطنية - وصف نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بأنه "رئيس بطل ورجل دولة صلب، سلاحه مكون من 60 صفحة، وهو الدستور اللبناني".

وقال في حديث الى إذاعة "الشرق"، إن "العشاء الذي اقامته الوزيرة السابقة نايلة معوض قبل ايام، كان في منزل رئيس شهيد (منزل رئيس الجمهورية رينيه معوض) على شرف رئيس بطل (الرئيس سليمان)"، مضيفا "أشهى صحن على المائدة كان كلام فخامة الرئيس سليمان لأنني شعرت بالفخر الكبير بأن يكون عندنا رئيس من هذا العيار، لا أنكر أني لم أكن من المتحمسين لانتخاب الرئيس سليمان، ولكن كل يوم أشعر بأنني أمام رجل دولة صلب، سلاحه مكون من 60 صفحة، وهو الدستور اللبناني". وعن كلام العماد ميشال عون بحق الرئيس سليمان، اعتبر مكاري "الذين يوجهون كلاما تهديديا للرئيس بمثابة أقزام أمام شخص كبير جدا".

من جهة أخرى، أيد مكاري قول الرئيس سعد الحريري ان يوم 19 شباط يوم أسود، ورأى أن "التصويت على قانون اللقاء الأرثوذكسي في اللجان المشتركة يكرس جوا مذهبيا وطائفيا يفرز اللبنانيين، ويبني بينهم الجدران، وأتمنى ألا تتحول الجدران إلى متاريس في المستقبل". وشدد على "أن قانون اللقاء الأرثوذكسي ليس مشروعا بريئا"، ملاحظا أن "غايته هي أحد أمرين: إما إجراء انتخابات وحصول قوى 8 آذار على أكثرية للاستمرار في الهيمنة على الدولة اللبنانية بطريقة مقوننة، أو تعطيل الانتخابات لاستمرار الحكومة التي تعمل بتوجيهاتهم"، مستغربا أن تكون "بعض مكونات 14 آذار وقعت في هذا الفخ".

واعتبر أن "قوى 8 آذار قامت بكل هذه المناورة لأنها أصلا في مأزق، ومأزقها الحقيقي يكمن في أنها لا تريد الإنتخابات. فالإنتخابات تصحح الأمور وتعيد الحق إلى أصحابه، ووفق أي قانون انتخابات عادل ومنصف ستفوز 14 آذار".  وعن سبب الاقرار السريع في اللجان المشتركة لقانون اللقاء الارثوذكسي، وعدم طرح غيره، قال مكاري: "اجتمعت والرئيس فؤاد السنيورة مع الرئيس نبيه بري يوم جلسة اللجان المشتركة، وهو قال كلاما مختلفا تماما عما حصل لاحقا، إذ قال انه سيبدأ بطرح قانون اللقاء الأرثوذكسي لأنه المشروع الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في اللجنة الفرعية، لكنه سيعطي الجلسة مداها، ومطمئنا إلى أن الكلام في الجلسة ليس هو المهم إنما المهم الاجتماعات الجانبية بالاضافة إلى الاتفاقات التي ستحصل تحت الطاولة"، مضيفا "استحسنت كلام الرئيس بري ولكنني لم أتفاجأ بأنه أقدم على عكس ذلك، ففي النهاية هو طرف سياسي ويمثل هذا الطرف في مجلس النواب بالإضافة إلى كونه رئيس المجلس، وهو سيقوم بما يصب في مصلحة فريقه السياسي".

وتابع: "كنت أتمنى لو كان الرئيس بري أحد قياديي 14 آذار، فرغم الخلاف السياسي، أنا أحترم شطارة الرئيس بري، وعندي اقتناع بأن الرئيس بري رجل ميثاقي وسيحاول تدوير الزوايا، إلا أنه كطرف سياسي أسرع في هذا الموضوع ليس لأنه مع هذا المشروع إنما مشروعه هو ال50% (اقتراع على أساس النظام الأكثري) و50% (اقتراع على أساس النظام النسبي) الذي تقدمت به حركة "أمل"، ولكن كي يوصلنا إلى حافة الهاوية أعطانا خيارين سيئين هما إما السير بقانون اللقاء الأرثوذكسي وإما السير بال50-50، الذي يشكل انتصارا لقوى 8 آذار، أي أنه وضعنا في موقع اختيار أفضل الشرين، وهذه الخطوة لا شك أنها ذكية ولكنها لن تصل إلى أي مكان لأننا لن نسير لا بالخمسين خمسين ولا بقانون اللقاء الأرثوذكسي".

واذ لفت إلى أن "هذا القانون ليس قانون المسيحيين، بل أيدته بعض الأحزاب المسيحية التي تمثل جزءا من المسيحيين، بينما الجزء الأكبر منهم في الواقع هو من المستقلين"، رأى أنه "يضع كل الطوائف اللبنانية في مواجهة بعضها بعضا".

واعتبر أن "العماد عون حقق انتصارا لأنه جعل قامات وزعامات مسيحية ووطنية تمشي وراءه، وفتح الشمبانيا ودعاهم إلى كأس، والمؤسف أن هذه القيادات شربت من كأس العماد عون رغم إدراكها أن هذه الكأس مليئة بالسم لأن هذا القانون ضد فكرة لبنان" مضيفا "حتى الآن لم يقنعني أحد بمبرر للسير في هذا الطريق".

وتابع: "في الواقع لا أعرف ما هي الحسابات التي دفعت القوات اللبنانية وحزب الكتائب إلى السير في هذا القانون، هل هي اقتناع أو مزايدة أو حسابات تتعلق بالمقاعد النيابية"، لكنه لاحظ أن "بداية شعور بالخطأ ربما".

وردا على سؤال عما إذا كان القوات والكتائب أيدا قانون اللقاء الارثوذكسي عتبا على اهمال طلباتهما ودورهما من تيار المستقبل، قال: "أتمنى ألا تكون الخلفية هي خلفية أحجام وحصص لأن ليس هذا ما توقعه منا اللبنانيون الذين نزلوا إلى ساحة الحرية في 14 آذار، حيث لم يكن أحد ينظر إلى حجم أو إلى مقاعد نيابية أو وزارية. أن نبقى متحدين لمصلحة العيش المشترك ولبنان أفضل من أن نحصل على أربعة نواب إضافيين وفي المقابل أن نفكك لبنان ونعيش وراء متاريس طائفية وربما متاريس عسكرية"، مشددا على انه "مع إعطاء المسيحيين وأحزابهم حقوقهم، ولكن لست مع الجشع"، مردفا "ليس هدفنا أن نكسر الجرة مع حلفائنا، فبيننا رفقة نضال، وبالتأكيد ثمة الكثير من العمل مع القوى الاستقلالية من أجل الوصول إلى مشروع قانون يرضي الجميع".

وقال: "لقد حصل شرخ في 14 آذار ومن يتنكر له يكون كمن يغمض عينيه، ولكن ثمة إمكانا للتصحيح وإعادة اللحمة، فهذا الجرح ما زال في مراحله الأولى وإذا تركناه من دون العلاج اللازم فسيكبر ويتوسع، أما إذا طببناه فتعود الأمور إلى طبيعتها".

ورأى أن "كلام الدكتور جعجع يظهر أنه يريد حلا، لكنه لم يكن كافيا، فهو يمد اليد كمن في رأس شجرة وبحاجة إلى سلم لكي ينزل بواسطته، ونحن نسعى لإيجاد السلم، ولكن لا يستطيع فريق واحد وضع هذا السلم إنما يتوجب حصول تعاون من الأفرقاء الآخرين".

وعن اجتماع المستقلين عند النائب بطرس حرب، قال مكاري: "نحن لم نجتمع عند الشيخ بطرس حرب لكي نطلق حزب مستقلين ضد الأحزاب، بل لكي نعبر عن حزن كبير وجرح عميق في قلوب الجمهور الإستقلالي. وهذا الحزن سببه أن هذا الجمهور يشعر بأن الأيام التي كانت فيها الأهداف الكبرى لثورة الأرز فوق كل الحسابات الإنتخابية، أصبحت من الماضي" مشيرا إلى أن "جمهور 14 آذار لديه خيبة أمل عميقة وشعور بأن الحلم تبدد نهائيا، وبأن البعض ترك الخندق الواحد مع اللبنانيين الآخرين ليعود إلى خندقه الطائفي والمذهبي".

واستبعد إمكان تغير الاصطفافات بين 8 و14 آذار، وقال: "أنا لا أعتبرها اصطفافات بالمعنى السياسي الضيق، بل هي مواجهة تتعلق بمصير لبنان، بين قوى تريد ابقاءه مرتهنا لسوريا وإيران، وتريد ابقاء سيطرة السلاح غير الشرعي، وبين فريق استقلالي مشروعه هو السيادة والدولة، وما دامت هذه المواجهة موجودة، لن تتغير الخريطة السياسية على ما هي عليه".

وأكد أن "العمل جار حاليا على صيغة توافقية بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لا يكون على قياسهما إنما يكون توافقيا ينضم إليه كل الفرقاء إذا أمكن". وأقر بأن "الحسنة الوحيدة للقانون الارثوذكسي هي أنه أطلق فكرة القانون المختلط"، معتبرا أنه "الحل الوحيد لجمع اللبنانيين".

وقال: "إذا افترضنا الأسوأ وهو إقرار قانون اللقاء الأرثوذكسي في الهيئة العامة، فأمامه عواقب كثيرة"، مستبعدا أن يوقعه رئيس الحكومة.

وأضاف: "بعد هذه المرحلة يمكن أن يرد فخامة الرئيس القانون إلى مجلس النواب، ويمكن الطعن فيه أمام المجلس الدستوري. وفي الواقع الفريق الآخر يعتمد على تهديد أعضاء المجلس الدستوري ولكن القضاء يثبت نفسه يوما بعد يوم حيث وثمة قضاة اقوياء يقومون بدورهم".

وعن إمكان التمديد سنتين للمجلس، رأى أن "هذا هو الهدف الأصلي والحقيقي لقوى 8 آذار والقوى الإقليمية اي إيران وسوريا، وكل هذه المناورة كانت للوصول إلى هذا الخيار"، مضيفا "نحن مع إجراء الإنتخابات في موعدها، ولا نقبل بأي تمديد للمجلس إلا لأسباب تقنية بطبيعة الحال".

وعن إمكان التمديد للرئيس سليمان، لاحظ مكاري أن "الرئيس نفسه ليس في هذا الوارد"، مشددا على أن "قوة الرئيس سليمان تنبع من اعتداله، وقناعاته الوطنية، وممارسته الدستورية والميثاقية المنسجمة مع هذه القناعات".

وفي الشأن الحكومي، اعتبر مكاري أن "هذه الحكومة لم تأت أصلا لتقدم شيئا للناس، بل لتقدم خدمة لعرابها حزب الله، وبالتالي لسوريا وإيران. وبالتالي، أعتقد أنها نفذت وتنفذ برنامجها بإخلاص، والتزمت بوعودها تمام الإلتزام. أما واجباتها المتعلقة بالحكم، فليست أولوية لديها".

وفي ما يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب، اقترح مكاري "الغاء تسمية السلسلة ونسميها المسلسل". ووصف تعاطي الحكومة مع هذا الملف بأنه "عبارة عن مسلسل ممل من القرارات والوعود الاعتباطية غير المدروسة، ومن المماطلة والهروب إلى الأمام".

وعن رد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على كلمة الرئيس سعد الحريري في الذكرى الثامنة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، استغرب أن "السيد حسن نصرالله لم يعد يملك ما يرد به سوى الاستشهاد بالأموات، واختراع الأضاليل غير المستندة إلى حقائق".

وشدد على أن "الدولة وحدها، دولة جميع اللبنانيين، هي التي يجب أن تحمي النفط. إنها ثروتنا جميعا.المطلوب أن يطوف النفط لا أن يتم تطييفه".

 

 

  

إعتصام لأهالي الموقوفين الإسلاميين في رومية: لإطلاقهم فوراً ولا ثقة بأحكام القضاء

نهارنت/نفّذ أهالي الموقوفين الإسلاميين اعتصاماً تضامنياً الأحد في وسط بيروت. وفي هذا السياق، أكد إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الاسير أن "الملف يندرج تحت عنوان واحد وهو "انهم يعاملوننا في هذا البلد بأننا من الطائفة المهزومة" وادعو لانتفاضة كي نعامَل كما يعامَل الجميع"، داعياً الكلّ الى " انتفاضة الكرامة من أجل أن نعامل كما يعامل الجميع في هذا البلد". وأشار الأسير الى أنه "بالنسبة لملف الموقوفين التقصيري أقول للقضاء، لا ثقة لدينا بتحقيقاتكم ومحكمتكم العسكرية وقضاتكم"، مطالباً رئيس الجمهورية ميشال سليمان والمسؤولين بـ"الإفراج عن المقوفين فهم سجنوا اكثر من 6 سنوات من دون محاكمات". وشهدت مداخل العاصمة بيروت زحمة سير خانقة بسبب الاجراءات الامنية تزامنا مع تظاهرة اهالي الموقوفين الاسلاميين. وطالب رئيس لجنة أهالي الموقوفين الإسلاميين الشيخ سالم الرافعي بـ"تطبيق العدالة على الموقوفين". وكانوزير العدل شكيب قرطباوي قد أعلن الأسبوع الفائت أن"هناك أصولاً يجري اتباعها بشأن الاستجوابات التمهيدية التي يخضع لها الموقوفون الإسلاميون "، مردفاً أن "ما كنا ننتظره في هذا الموضوع بدأ، وهذه الاستجوابات تتم في غرفة القاضي وفي شكل إفرادي".

وأفادت معلومات صحافية أن "المجلس العدلي في لبنان أنهى المرحلة الأولى من الاستجوابات التمهيدية التي يخضع لها الموقوفون الإسلاميون من تنظيم "فتح الإسلام" في أحداث نهر البارد التي وقعت العام 2007 بين المسلحين والجيش اللبناني تمهيداً لتعيين جلسة لبدء محاكمتهم في القاعة التي شيّدت خصيصاً في سجن رومية المركزي". وأضافت "يتناوب على إجراء الاستجوابات التمهيدية للموقوفين الـ 86 في هذه القضية 3 قضاة من أعضاء المجلس العدلي بعقد جلسة الجمعة من كل أسبوع، وتشمل كل جلسة 21 موقوفاً ويتمحور الاستجواب على الاتهامات المسندة إليهم بحضور محامين عنهم".

وكان أعضاء المجلس القضاة جوزف سماحة وبركات سعد وأنطوني عيسى الخوري استجوبوا الجمعة15 شباط 21 موقوفاً تبلغوا نسخة عن القرار الاتهامي الصادر بحقهم وهم احضروا إلى قصر العدل في بيروت وسط تدابير أمنية مشددة اتخذت داخل القصر وفي محيطه بعد تعليق العمل داخل القصر عند العاشرة والنصف قبل ظهر الجمعة. وتجري في الآونة الاخيرة محاولات هرب سجناء "فتح الاسلام" من سجن رومية، حيث نجح بعضهم بالفرار فيما احبطت القوى الامنية البعض الآخر كما وتحصل بين الحين والآخر حركات تمرد في السجون التي تعاني من الاكتظاظ ومن نقص في التجهيزات والعديد لحراستها.

ووقعت بين ايار وايلول 2007 معارك دامية بين حركة فتح الاسلام التي كانت تتحصن في مخيم نهر البارد والجيش اللبناني تسببت بمقتل 400 شخص بينهم 168 عسكريا.

وتحصل بين الحين والآخر حركات تمرد في السجون التي تعاني من الاكتظاظ ومن نقص في التجهيزات والعديد لحراستها. وتتركز المطالب اجمالا على خفض العقوبات وتحسين ظروف الحياة والتعامل مع المساجين وتسريع المحاكمات، اذ يوجد الكثير من الموقوفين في السجن الذين ينتظرون سنوات قبل ان تبدأ محاكمتهم. وسجن رومية معد أساسا لاستقبال 1500 شخص، لكنه يؤوي اجمالا اكثر من اربعة الاف سجين، ما يشكل حوالى 65% من نسبة المساجين في لبنان. وقد تم الإفراج في حزيران 2012 عن تسعة إسلاميين من سجن رومية، كانوا موقوفين على خلفية قضية فتح الإسلام الذين دخلوا في معارك دامية مع الجيش عام 2007، بينهم فلسطينين إثنينين.

ودفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كفالة خمسمائة ألف ليرة لبنانية عن كل موقوف.