منسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 10 شباط/2013

الفصل / الأصحاح 33/01 و07/ الرجاء في الرب

 ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك  يارب، تراءف علينا. إياك انتظرنا. كن عضدنا في الغدوات. خلاصنا أيضا في وقت الشدة

إرحمنا يا رب، إياك انتظرنا. كن ذراعنا في كل صباح وخلاصنا في زمن الضيق. من دوي صوتك تهرب الشعوب، وعند قيامك تتبدد الأمم. فتجمع غنائمهم جمع الجراد، وكقفز الجنادب يقفز عليها. تعالى الرب ساكن العلاء، مالئ صهيون إنصافا وعدلا الرب أمان لك في الحياة وفيض خلاص وحكمة وعلم، ومخافته تكون كنزك. ها أبطال أريئيل يصرخون في الشوارع ورسل السلام يبكون بكاء مرا الطرقات خلت من سالكيها وانقطع عابرو السبيل. العهود تنقض والشهود يزدرون، ولا يحسب حسابا لإنسان. الأرض تنوح وترزح، ولبنان يذوي من الخجل. الشارون صار كالبادية وتعرى باشان والكرمل. لكن الرب يقول: الآن أقوم. الآن أرتفع وأتعالى.

تحبلون بالحشيش وتلدون التبن، وأنفاسكم نار تأكلهم وتكون الشعوب كالكلس المحترق، وكشوك مقطوع يحرق بالنار. إسمعوا أيها البعيدون ما صنعت، واعرفوا أيها القريبون جبروتي. فزع الخاطئون في صهيون، واجتاحت الرعدة الكافرين. من منا يسكن في النار الآكلة، أو يقيم في المواقد الأبدية؟ أما السالكون طريق العدل، المتكلمون كلام الاستقامة، الرافضون مكاسب الظلم، النافضون أيديهم من الرشوة، المغلقون آذانهم عن خبر الجريمة، المغمضون أعينهم عن رؤية الشر، فهم يسكنون في الأعالي وحماهم معاقل النسور. ويكون خبزهم مرزوقا، وماؤهم مكفول لهم.

 

عناوين النشرة

البطريرك الراعي في سوريا الأسد كاشفاً عن توجهاته الحقيقية/الياس بجاني*

*إلى فخامة الرئيس سليمان/الياس بجاني

*النظام السوري يعطي زيارة الراعي بعدا سياسيا

*زيارة الراعي تحت المجهر: ما لن تتجرّأ الصحافة على كتابته

*في "باب توما" بـ"موكب رئاسي"، "الراعي": "الإصلاحات لا تٌفرَض من الخارج"!

*الراعي من دمشق: الإصلاحات لازمة في كل مكان وكل وطن

*البطريرك الماروني في دمشق: الاصلاح بالحوار ومن الداخل

*الراعي في دمشق بتأخُّر سنتين والاعتراضات سبقتْه

*في خطوة مفاجئة للراعي ووجهت بانتقادات عارمة  وأول بطريرك ماروني يزور سورية منذ الاستقلال

*الراعي ترأس قداس مار مارون في دمشق بحضور ممثل للأسد: الاصلاحات لازمة في كل مكان لكنها لا تفرض فرضا من الخارج بل تنبع من الداخل

*فارس سعيد: لماذا نعطي صورة أنّ الموارنة يدعمون النظام السوري؟

*سعيد عبر "التويتر": ندعو كل الذين لا يوافقون على زيارة البطريرك الى دمشق ان يعبروا عن موقفهم علنا 

*هل سيلتقي البطريرك الراعي الرئيس السوري؟

*مخاوف من استغلال الأسد لزيارة الراعي

*أخذ "أمر المهمة": الأسد استقبل اللواء علي الحاج لمدة ساعتين!

*الضاهر: لا قاعدة في لبنان وزيارة الراعي الى سوريا في غير وقتها وستفسر كدعم للأسد

*علاقة مأزومة: قاسم "أمين عام" ونصرالله مرشد "روحي" بقرار من خامنئي/علي الحسيني

*القتيل الثاني لحزب الله من الهرمل...فلماذا نصب الحزب مدافعه حول في عرسال؟  
*لا تكتم السر

*سلمها معتقل شيعي لبناني في أبوظبي و"السياسة" تنشر تفاصيلها 

*مملوك أرسل إلى "حزب الله" لائحة جديدة لاغتيال 13 شخصية لبنانية

*نوّاب "المستقبل" لـ"NOW": محاولات للإيقاع بين السنّة والجيش

*نعيم قاسم: الاتهامات لـ «حزب الله» نتاج «المطبخ» الأميركي - الإسرائيلي

*حملة حزب الله على المرجع فضل الله تتجدد كما كان الحال مع المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله

*"إبراء" ذمّة مارون/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

*الإفراج عن المخطوف دياب بعد دفع 17 ألف دولار

*الجيش نفّذ مداهمات و"المعلومات" رصدت مكالمات ووَجَدَت سيّارة الخاطفين في بعلبك

*بداية مخرج لمأزق عرسال لا يُحرج الجيش ويُطمْئن الأهالي

*السفارة اللبنانية في طرابلس: مَنْ يدخل إيران يُـمنع من دخول ليبيا

*مناصرو "حزب الله" بالسويد أحد أسباب التردد الأوروبي

*السفير: قاسم لـ«السفير: «حزب الله هو الأساس في الاستقرار «عبوة بورغاس: قلق أوروبي من «لبنان الهش

*جمعية اعلاميون ضد العنف استنكرت التعرض للزميل اسعد بشارة

*مجدلاني: لو ارسلت الحكومة الجيش إلى الحدود وضبطتها لما وصلنا إلى حادثة عرسال

*زهرمان: لنا ملء الثقة بحكمة قائد الجيش لمحاسبة المرتكبين

*القوات استنكرت التعرض للزميل بشارة

*الراعي في قداس عيد مار مارون في بكركي: للالتزام بالرسالة المارونية الرامية الى الاخلاص للوطن والانفتاح على الاديان

*نعمة في قداس مار مارون في عنايا: لنتحد حول حمل الرسالة الانجيلية بالعيش الواحد واحترام التعددية

*حبيقة دعا في قداس مار مارون الى التعلق بالوطن والثقة بالغد

*العمار ترأس قداس مار مارون في الديمان

*عون ترأس قداس عيد مار مارون في جبيل: الرب يحقق الوحدة الحقيقية

*بطرس حرب أنت الصخرة/ بول شاوول/المستقبل

*الثورة السورية تعري الدور الايراني عربياً وتهدده ايران تحكم سوريا تتجسس على الأسد وتفاوض عنه ومصير الشاه ينتظرها  

*إيران في سوريا مستعمرة وأكثر تطرفاً من بشار!

*سليمان من مار مارون: زيارة الراعي سوريا تساعد على تجذر المسيحيين مطر: حسن التمثيل يجب أن يتحقق اليوم ونحتاج حقا لوفاق وطني شامل

*اصابة اسرائيليين بإنفجار سيارة مفخخة في تل أبيب

*إلى المراهنين: وحدة "14 آذار" في شبابها.. و"ما يجمعنا أكبر من الذي يفرقنا"!  

*قصة "باسبو"ر الرئيس المزوّر

*مقتل خمسة من اعضاء منظمة خلق الايرانية في هجوم على معسكرهم

*المحيطون بأحمدي نجاد يؤيدون مفاوضة واشنطن وأنصار المرشد يرفضونها

*«الحرس الثوري»: إلغاء خامنئي الحوار مع أميركا يؤكد عدم خشية إيران من قوى الاستكبار

 

تفاصيل النشرة

 

البطريرك الراعي في سوريا الأسد كاشفاً عن توجهاته الحقيقية

بقلم/الياس بجاني

سبحانك ربي، فأنت الملهم وأنت المعين، وأنت القادر على كل شيء. أنت يا ربي جل جلالك ترى كل ما هو عصي وخفي ومخفي عن عقول وعيون البشر، وتعرف ما يجول في دواخلهم من نوايا وأفكار خير وشر. وأنت ربي لا ترد محتاج وطالب معونة وهداية، ولا تترك مؤمناً من أبنائك الأبرار يواجه الأشرار دون أن تمد له يد العون وتنصره وتنور بصره وبصيرته ليتقِِ أذى أولئك الواقعين في التجارب. كم أنك رب الانتقام والمنتقم الجبار من العاصين عليك والعاملين ضد تعاليمك والوصايا.

سبحانك ربي، والشكر لك لأنه وبفضل نعمك علينا لم تكن عبثية اعتراضاتنا القوية والعلنية والعالية الصوت والنبرة على مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي المؤيدة لنظام بشار الأسد ولحزب الله في لبنان، نعم لم تكن لا متجنية ولا مفترية ولا افتراضية، بل شهادة محقة للحق والحقيقة وصرخة تحذير وتنبيه من ممارسات وتحالفات وخطاب ومواقف تتناقض كلياً مع ثوابت الصرح البطريركي الماروني الذي أعطي له مجد لبنان.

ولأن ما من مخفي إلا وسيعلم، ها هو البطريرك الراعي  في سوريا الأسد، وسوريا نظام قتلة الأطفال، وسوريا الإرهاب، كاشفاً عن توجهاته الحقيقة بحجة المشاركة في حفل تنصيب بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا اليازحي، وهي حجة لا تبرر الزيارة بأي شكل من الأشكال وتعري توجهاته المتناغمة مع خط النظام السوري.

في وجداننا وضميرنا نرى إنها زيارة مستنكرة وغير مبررة وتشكل تهديداً حقيقياً للمسيحيين عموماً وللموارنة تحديداً في سوريا حيث سينظر لهم ثوار ذاك البلد المنتفضين على نظامها الإجرامي والإرهابي على أنها تأييداً لإجرام الطاغية ودعماً له ولنظامه القاتل الذي طردته الجامعة العربية من عضويتها وتقاطعه غالبية الدول في العالم وتعتبره فاقداً للشرعية.

نشير هنا إلى أن الراعي ومنذ الأسبوع الأول لتوليه سدة البطريركية وهو يجاهر علناً بتأييده لنظام بشار الأسد ولحزب الله الإرهابي في لبنان، وقد جاءت منذ ذلك الوقت كل مواقفه وتحالفاته وخطاباته ومواعظه وعلاقاته وصدقاته في هذا السياق مما تسبب بشبه ثورة عليه من أبناء الطائفة المارونية والكثير من مفكريهم وقادتهم وأحزابهم في الوطن الأم وبلاد الانتشار.

من المفيد أن يعرف القاصي والداني خطورة هذه الزيارة وكل خلفياته غير الإيمانية والوطنية كونها أول زيارة لبطريرك ماروني لسوريا منذ أن نال لبنان استقلاله في منتصف الأربعينيات بعد تلك التي قام بها البطريرك الراحل مار انطون بطرس عريضة في زمن الانتداب الفرنسي. وأيضاً من المهم جداً أن يعرف من لا يعرف أن غبطة سيدنا الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير أطال الله بعمرة كان أصر ولا يزال على رفض زيارة سوريا، وفي العام ٢٠٠١، رفض مرافقة قداسة البابا بولس السادس في زيارته لذلك البلد، وفي جواب لاذع لصحفي سأله إذا كان سيزور قصر المهاجرين في دمشق، نُقِل عنه أنه أجاب "أين يقع قصر المهاجرين". وكان صفير هذا المؤمن والمتواضع والوطني بإمتياز قد قال خلال لقاء مع عدد من السياسيين بعد أيام على رفضه مرافقة قداسة البابا إلى دمشق، "إن زرت سوريا وعدت ودون أن يعود معي المعتقلين اعتباطاً في سجونها ماذا يمكنني أن أقول لذويهم"؟

البطريرك الراعي الذي انقلب على كل تاريخ الصرح الماروني وعلى ثوابته كافة كان أعلن عقب توليه سدة البطريركية عن رغبته بزيارة دمشق، ولكنه اضطر لتأجيل الزيارة على خلفية المعارضة الواسعة التي أثارتها الفكرة وبسب تردي وضع نظام الأسد، إلا أنه ورغم كل الارتدادات السلبية التي سوف تتسبب بها الزيارة، ورغم أن وضع الأسد ازداد ضعفاً فها هو يضرب عرض الحائط بكل ما هو منطق وعقلانية ومسؤولية ويقوم بالزيارة. هذا وكان موقع الشفاف الالكتروني نسب أول من أمس في تقرير له حول الزيارة إلى مصادر مطّلعة أنه سبق الراعي يوم كان مطراناً أن قام بأكثر من ٦ زيارات، غير معلنة، إلى سوريا.

إن الزيارة في وجداننا وضميرنا وثوابتنا الوطنية والإيمانية والأخلاقية والإنسانية مستنكرة أشد استنكار وهي لا تخدم غير مصلحة الأسد ونظامه الإجرامي وفي نفس الوقت توقع الأذى بالمسيحيين السوريين واللبنانيين على حد سواء، ونقطة على السطر.

ولأن الله يمهل ولا يهمل نقول مع المخلصين والأتقياء والبررة: ربي نجينا من الآتي الأعظم فقد كفر من يُفترض بهم أنهم يحملون بشارتك وقد شردوا عن طرق الحق ووقعوا في التجارب وأمسوا يقودون الناس إلى الخطيئة وطرق الضلال. ربي احمي لبنان واللبنانيين من هؤلاء الذين ما قبلوا يوماً إلا أن يبقوا أسرى للإنسان العتيق، إنسان الغرائز والنزوات.

 

 إلى فخامة الرئيس سليمان

الياس بجاني/لا نوافق معك على أحقية زيارة سيدنا لسوريا. إيمانياَ ووجدانياً ومارونياً ووطنياً وحقوقياً هي غير مبررة والأسباب المعلنة غير مقنعة وغير موجبة، وكما نرى بوجدان وضمير مارونين ومعنا كثر من أهلنا السياديين والأحرار والمؤمنين هي لا تخدم لا الموارنة ولا المسيحيين السوريين، بل على العكس هي مستنكرة وتجيش ضدهم وتعرضهم للأخطار. فخامتك مدرك أنه حتى الجامعة العربية تقاطع نظام الأسد ومعها 99% من بلدان العالم فكيف يأتي بطريركنا الماروني ويعطي هذا النظام شرعية كنيستنا التي أعطي لها مجد لبنان. لا الزيارة غير رعوية وهي سياسية بامتياز وغلطة كبيرة، بل خطيئة مميتة.

 

النظام السوري يعطي زيارة الراعي بعدا سياسيا

يقال نت/بدأ النظام السوري في استثمار زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي لدمشق، وفي هذا السياق، وبطريقة ناقضت كل ما قاله الراعي ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ، أطلّ نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث تلفزيوني وقال الآتي:"زيارة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي الى سوريا لها أبعادها الدينية والسياسية... "

 

زيارة الراعي تحت المجهر: ما لن تتجرّأ الصحافة على كتابته

يقال نت/شغلت زيارة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي لدمشق مواقع التواصل الإجتماعي، واشتعلت تلك المعنية بالمسألتين اللبنانية والسورية، بعد وصول الراعي الى دمشق.

الحملة المبكرة بدأتها الإعلامية مي شدياق التي ساءها قرار الراعي، وكان الى جانبها عدد من الكوادر المستقلة في 14 آذار.

وبدا الغضب كبيرا على الراعي، بحيث عاد الى المربع السلبي الذي كان فيه، بعيد وصوله الى السدة البطريركية بسبب مواقفه واستقبالاته التي اعتبرت " مؤيدة" لبشار الأسد.

وفي هذا الإطار كتب على مواقع التوصل الإجتماعي ما لن يكتب، على الأرجح، في أي وسيلة إعلامية، بسبب ما يعتبر احترام المواقع.

وفي هذا السياق نقتطف لكم الآتي:

الصحافي هشام ملحم من واشنطن كتب: "هذه زيارة سياسية بامتياز، مباركة من بشارة الراعي للاسد وممارساته ولا تحتمل أي تأويل آخر،ان اعترف"غبطته" بذلك ام لا.عيب".

وكتب أكرم عليق:

بعد سقوط ستين الف شهيد هناك رجل دين راح يُحاضِرُ عن "الإصلاحات" !!

ودوّن نبيه عاكوم:

حتى ما يجوع الذئب وما يبكي الراعي كفى استخفافاً بضحايا سوريا

وكتب مارل أندراوس: بشارة الراعي لا يمثلني أنا ماروني وهو خائن

فيرا بو منصف كتبت:" يا سيدنا لا تعطي الجزار شهادة تقدير لاجرامه المتمادي... يا سيدنا لا تشرّفه بزيارتك لانه لا يعرف الشرف...يا سيدنا لا تحرق قلب ام معتقل وام شهيد على ايدي الجزار ...يا سيدنا لا تخذل لبنان والثوب الذي تلبس للذي يحمل."

كتب الدكتور سليم أنطون:

يحكى عن قديسا معاصرا أنه كان حراً بطلاً شجاعاً يقول كلمته الحرة و يتخذ مواقفه الجريئة التي تطال شؤون و حياة رعيته افقياً و عامودياً التي تبدأ بالرغيف و لا تنتهي بالحرية ، يحكى انه كان سيداً لصرحه و سيداً في وطنه أبت نفسه ان يزور محتلاً و لا وصياً ، أبت سنواته التسعون ان يداهن انظمة تسلطت على رعيته و على وطنه ، كان يجيب عن سؤاله هل ستزور المحتل ، بالسؤال اين تقع دمشق.

يحكى عن هذا القديس السيد ، انه قد تسلل الى صرحه احد الرهبان الذي تلطى بكرسيه و بات يمهد نفسه لخلافة السيد الحقيقي ،

و استعان المندس اياه بأحد رعايا السيد ممن اتصفوا بالجنون و بالانحراف العقلي و الذي يشترك معه بالحقد على سيد الصرح الى ان تمكنا من اجبار السيد الحقيقي على التخلي عن كرسي الصرح الى المندس .

لم يصدق يومها المندس انه استطاع ان يخلف سيده ، اراد ان يقلد السيد في شجاعته ففاجأه اسياده بقصة قديمة تبين ان المحتل مازال يحتفظ بتفاصيلها ، عاد المندس الى حجمه الطبيعي و الى دوره المرسوم عندها تأكدت الرعية ان اندساسه في الصرح لم يكن صدفة بل كان جوابا على سؤال القديس "اين تقع دمشق" ، التي اجابته ان دمشق موجودة في صرحك ممثلة بالمندس .

وكتبت نورما حبشي: انا.. شخصيًّا... اتوسّم خيرًا من زيارة الراعي الى " والي" دمشق...

من كم سنة... زار عون براد... ولعت الثورة بسوريا.. هلّق راح الراعي...

عسى وعلّ تكون الضربة القاضيّة.. ويطير النظام من جذورو !!!

لؤي المقداد كتب: البطريرك الراعي من دمشق المحتلة يتحدث عن الحوار والإصلاحات... حوار وإصلاحات على دماء ستون ألفاً من أطفال سوريا الشهداء... وطفل المغارة وأمه مريم يبكيان طفولة قتلت... يبكيان أطفال بلا منازل... يبكيان ضميراً قد مات.

وكتب ياسين الحاج صالح: أبونا الراعي... ما حدا بيعرف بشؤون بلد الداخلية أكتر من أهلو... مزبوط. إذن اخرس لو سمحت.

إيفلين مهنا تمنّت أن يتمكن كل المتطرفين من أن يطبقوا على دمشق الليلة ( أي في الليلة التي ينام فيها الراعي في دمشق)

مارون غنّام كتب: قـبـل زيـارتـك كـان سـفـّـاح وزيـارتـك مـا راح تـغـيـّـر شـي راح يـبـقـى سـفـّـاح إنـّـمـا مـع شـهـادة مـنـّـك ...

بيار فرح كتب: الراعي في حضرة الجزار بشار...يستطيع أن يفجره الأن...من دون جميلة ميشال سماحة...

وسام سعادة وصف الراعي، كاتبا باللغة الفرنسية، بأنه " المسيح الدجّال" وتابع:" يا للورع والتقوى: المفتي قباني. البطريرك الراعي. وهلما جرا. لو كنت اؤمن بنظرية المؤامرة لقلت ان هؤلاء اعضاء في مؤامرة الحادية ضد الدين.

صالح المشنوق علّق:  البطريرك الراعي يترأس قدّاسا شيطانيّا في دمشق

نوفل ضو كتب: نفسي حزينة... قلبي يعتصر ألما ... عقلي يرتجف خوفا مما أسمع وأرى ... وضميري يؤنبني... الصامت على الحق شيطان أخرس... والهارب من الحقيقة شاهد زور... فليكن كلامنا نعم نعم ولا لا وكل ما هو غير ذلك من الشيطان... ولكن ماذا أقول؟ وعلى من تقرأ مزاميرك يا داوود؟ ماذا أقول في وادي الصمت المخيف هذا؟ وماذا ينفع الكلام في زمن "برج بابل" الجديد؟ اللهم أغفر لي إن أسأت الظن... أعرف أن الشك خطيئة ... وأعرف أن الخطيئة بالفكر هي تماما كالخطيئة بالفعل والكلمة... وأنا منذ سمعت الخبر قبل أربع وعشرين ساعة أسأل نفسي: هل أنا المخطىء في التقدير الخاطىء في الحكم على الأمور والناس؟ أم أن ما أشهده من حولي هو الخطأ والخطيئة؟ اللهم أعطنا حكمة الحكم على الأمور باتزان وروية... اللهم نصلي من أجل كنيستك ومدبريها ليرعوا شعبك بالبر والقداسة...

محمد فتحي عوف كتب: نفسي أعرف شو "الذلة" ياللي ماسكها النظام السوري على البطريرك بشارة الراعي .. حدا بيعرف شي؟ 

رويدا الحصن كتبت:اللي بيدري بيدري وللي ما بيدري بيقول "شريط فيديو"

ماهر شبارو علّق: تاه الراعي

وكتب عصام الملاح: بطركنا ذهب مع الريح وصار لازم يستريح

منذر حمزة كتب: الحياة عقيدة وجهاد.. وموقف. الانبا شنودة مات ولم يزر الأراضي المقدسة بل وحرّم زيارتها على رعيته طالما يحكمها من يغتصب ويقتل أولادها.

خالد حاج بكري علّق: بشارة الراعي.. حسن نصرالله.. نتنياهو.. ومحمد سعيد رمضان البوطي.. ثلاثة رابعهم ابليس.....الشيخ والحاخام والقسيس!

صفحة " الثورة الشامية" كتبت: قداس كبير يقيمه الشيطان البطريرك اللبناني "مار بشارة بطرسالراعي في إحدى الكنائس في دمشق..

وكتب باسل فروخ : عسى ان يزورالبطرك الراعي حماة وحمص وحلب ويشاهد الخراب والدمار والكنائس والمساجد المدمرة التي اقترفتها أيادي النظام الأقرب الى الديموقراطية .

فارس خشان نشر: مؤسسو المارونية هربوا من سوريا الى لبنان ليحتموا من الاضطهاد.احفادهم ينتقلون تباعا اليها غير آبهين بما يقترفه احفاد اعتى القتلة في التاريخ!

تابع: أحيانا تلتبس أسباب الإنقسامات التاريخية في الأديان والطوائف. بمتابعة الردود على زيارة الراعي لدمشق، تلمستُ سببا رئيسيا: التناغم مع الطغاة!

وقد سارع كثيرون، ومنهم من  دون تعليقات، إلى نشر صور الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، والإشادات به، ومن بينها تلك التي ظهر فيها سائلا:" أين تقع دمشق؟"

وفي هذا السياق ، كتب طوني أبي روحانا:

هناك رجال يفتقد التاريخ غيابهم، ورجال لا حضورهم يفتقد ولا يذكرهم التاريخ.. مار نصرالله بطرس صفير أنت بكركي

فيما كتب زياد شيّا:

مارنصرالله بطرس صفير...ستبقى صوت الضمير الصارخ في وجه الطغاة والعلامة الفارقة في الممارسة الدينية ذات الطابع الوطني...

 

في "باب توما" بـ"موكب رئاسي"، "الراعي": "الإصلاحات لا تٌفرَض من الخارج"!

مروان طاهر/الشفاف

سانا، دمشق: قال الكاردينال الراعي في كلمة له خلال ترؤسه اليوم قداسا بمناسبة عيد مار مارون في الكنيسة المارونية بدمشق: " من هنا من دمشق نقول معكم كفى نقولها لكل الذين يمارسون كل هذه المآسي.. كفى للحرب والعنف.. كفى للقتل وتدمير البيوت والمعالم الحضارية.. كفى تهجيرا للمواطنين الآمنين الأبرياء.. كفى إذكاء الحرب والدمار والقتل من أي جهة أتت". وتابع الكاردينال الراعي "يقولون من أجل إصلاحات.. الإصلاحات لازمة في كل مكان في كل دولة في كل وطن وهي لازمة في كل إنسان لكن الإصلاحات لا تفرض فرضا من الخارج بل تنبع من الداخل حسب حاجات كل بلد ولا أحد أدرى بشؤون البيت مثل أهله". وأكد الكاردينال الراعي أن الإصلاحات تتم بالحوار والتفاهم والتعاون وهذا ما ندعو إليه مع كل محبي السلام العادل والشامل والدائم حيث يعطى الجميع حقوقهم ويلتزم الجميع بواجباتهم و"إن كان لابد من دور للأسرة الدولية فليكن بهذا الاتجاه"!

خاص بـ"الشفاف"

وصل الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى ابرشية "باب توما" في دمشق وسط حراسة امنية مشددة، بعد ان وضع الرئيس السوري بشار الاسد موكبا رئاسيا بتصرفه. الراعي "وفى بنذره" وزار دمشق، مستنداً الى مهمته التي عينه بموجبها البابا بندكتس السادس عشر عضواً في مجمع الكنائس الشرقية، ومحكمة التوقيع الرسولية العليا، والمجلس الحبري لرعوية المهاجرين والمتنقلين، والمجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية.

مصادر في بكركي قالت أن الراعي فسر ذاهبه الى دمشق بمهمته الجديدة، مشيرا الى انه شارك في تنصيب بابا الاقباط والكرازة المرقسية تواضروس الثاني، وتوجه الى الهند لتسليم مقررات السينودوس للابرشيات الكاثوليكية، وتاليا ليس هناك ما يحول دون مشاركته في تنصيب بطريرك الروم يوحنا اليازجي. ولكن مصادر في بكركي لاحظت أن كل بطاركة الموارنة منذ البطريرك "عريضة" في زمن الإنتداب وقبل الإستقلال، في العام ١٩٣٨.. ابتعدوا عن طريق دمشق، وأن "الراعي" هو أول من يخالف ذلك "التقليد" في "أسوأ ظرف ممكن"!

وفي حين ذكرت مصادر بكركي ان الراعي سوف يتوجه الاسبوع المقبل ايضا الى العراق في زيارة راعوية جديدة، قالت مصادر سياسية لبنانية أن ما اورده الراعي لتبرير زيارته غير المبررة الى سوريا "كلام حق يراد به باطل"! خصوصا ان النظام السوري هو من ينظم حفل تنصيب بطريرك الروم، وتاليا ان النظام المحاصر دوليا والفاقد لشرعيته الشعبية داخل سوريا وخارجها، يبحث عن قشة نجاة يسترد في خلالها بعضا من شرعية تعطيه دفعا محليا وعربيا ودوليا. ورجحت المصادر ان يعمد منظمو حفل التنصيب الى تنظيم لقاء بين البطاركة المشاركين والرئيس السوري بشار الاسد، لبحث "وضع الاقليات المسيحية في سوريا والدور الذي يضطلع به النظام السوري في حمايةالاقليات"! وتالياً، فإن البطريرك الراعي سيجد نفسه في مواجهة الرئيس الاسد، وهو "بما يعرف عنه من حبه للكاميرات" سيكون في غبطة وحبور وسيرحّب بمجالسة الاسد.

وهكذا، تقول المصادر، فإن الراعي سيلتقي الاسد، من دون ان يعطي لزيارته طابعا سياسيا بحجة المهمة الموكلة اليه فاتيكانيا من جهة والطابع الديني الذي اعطاه للزيارة من جهة ثانية.

الأمين العام لـ١٤ آذار علّق على زيارة البطريرك لدمشق قائلاً:

"بزيارته إلى سوريا يُلزِم البطريرك كل الطائفة بهذه الزيارة، ولماذا يجب أن نعطي صورة في هذه المرحلة تعبر عن أننا ندعم هذا النظام أو يستفيد منها هذا النظام لكي يقول إنه يحمي المسيحيين؟ وأتمنى على صديقي النائب خالد الضاهر والجميع أن نتولى نحن الرد على هذه الزيارة من موقعنا الماروني".

 

الراعي من دمشق: الإصلاحات لازمة في كل مكان وكل وطن

الشق السياسي من عظة الراعي في دمشق/اعلن الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال ترؤسه قداساً في كنيسة مار أنطونيوس بدمشق "التضامن مع كل الطوائف وخاصة مع إخواننا المسيحيين من كل الكنائس في هذا الظرف الأليم حيث العنف والقتل والتعذيب والتدمير".وأضاف "من هنا من دمشق نقول معكم كفى، نقولها لكل الذين سيمارسون هذه المآسي كفي للحرب   والعنف كفى تهجيراً للمواطنين الأبرياء وكفى إذكاء الحرب من أي جهة أتت". وتابع:" الإصلاحات لازمة في كل مكان وكل وطن لكن الإصلاحات لا تفرض من الخارج بل تنبع من الداخل". واعتبر الراعي في عظته أن "الإصلاحات تتم بالحوار والتفاهم والتعاون"، لافتاً الى أن "هذا ما ندعو إليه مع كل محبي السلام حيث يعطى الجميع حقوقهم".

 

البطريرك الماروني في دمشق: الاصلاح بالحوار ومن الداخل

دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب

وصل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة بشارة الراعي الى دمشق بعد ظهر امس، لحضور تنصيب بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي المقرر صباح اليوم. وهي زيارة وصفت بـ «التاريخية» كونها الأولى التي يقوم بها بطريرك ماروني، لسورية منذ الزيارة التي قام بها البطريرك الراحل انطون بطرس عريضة خلال فترة الانتداب الفرنسي على لبنان وسورية، قبل استقلال لبنان في العام 1943، علماً أن البطريرك السابق نصرالله صفير رفض على الدوام زيارة دمشق «ما دام التدخل السوري مستمراً في شؤون لبنان». وبثت محطة «الإخبارية» السورية في شريط عاجل «وصول البطريرك الراعي إلى سورية». ودخل الراعي عبر نقطة المصنع الحدودية وواكبته ابتداء من جديدة يابوس على الجانب السوري من الحدود تدابير أمنية مشددة. وكان في انتظاره موكب رئاسي وضعه الرئيس بشار الأسد في تصرفه، أقله إلى كنيسة مار انطونيوس في باب توما حيث ترأس الراعي قداساً احتفالياً بعيد مار مارون. وقال في عظته: «إننا نصلي أن يلهم الله ضمائر المسؤولين المحليين والإقليميين والدوليين ويدفع بهم إلى العمل على وضع حد فوري لدوامة العنف والحرب في سورية العزيزة وعلى إحلال السلام بالتفاهم والحوار حول المواضيع الخلافية»، لافتاً إلى تأثره الشديد عندما رأى «النازحين السوريين نحو لبنان والطريق إلى دمشق فارغة خاوية».

وسأل الله أن «يجعل آلام المخاض من اجل ولادة مجتمع جديد ودولة جديدة تحمل كل القيم التي يرغبها شعبنا الطيب». وأضاف: «من هنا من دمشق نقول معكم لكل الذين يمارسون هذه المآسي كفى للحرب والعنف والقتل وتدمير البيوت والمعالم الحضارية، وكفى إذكاء للحرب من أي جهة أتى. يقولون من اجل الإصلاحات، الإصلاحات لازمة في كل دولة وكل وطن لكن الإصلاحات لا تفرض فرضاً من الخارج بل تنبع من الداخل وفق حاجات كل بلد ولا احد أدرى في شؤون البيت مثل أهله». وأكد أن الإصلاحات «تتم بالحوار والتعاون وهذا ما ندعو إليه مع محبي السلام العادل والشامل والدائم، وإن كان لا بد من دور للأسرة الدولية فليكن في هذا الاتجاه».

وتمنى الراعي في حديث إلى «الإخبارية» السورية «انتهاء الأزمة السورية»، معرباً عن «تضامنه مع الشعب السوري الذي يواجه النزوح والقتل والتهجير». وأكد أنه «سيشارك الشعب السوري الدعاء من اجل إنهاء الحرب».

وحضرت إلى الكنيسة حشود من المواطنين تقدمها أساقفة ومطارنة والسفير البابوي في دمشق ماريو زيناري الذي اعلن أن هذه الزيارة «مباركة من الفاتيكان». وقال النائب العام الأسقفي رئيس المحكمة الكنسية المارونية في دمشق المونسنيور ميشال فريفر «إنها زيارة مباركة وهي تاريخية بامتياز لأن سورية أول الأوطان المسيحية ودمشق أول مدينة في التاريخ». وأضاف أن الراعي زار أبرشية دمشق المارونية التي تضم عشرين ألف مؤمن العام 2007 عندما كان مطراناً على جبيل. وأكدت مصادر مواكبة للزيارة أنها تكتسب أهمية خاصة في هذه المرحلة لجهة تأكيد تضامن المسيحيين في المشرق وتحملهم مسؤولياتهم إلى جانب المسلمين وهذا نهج فاتيكاني عبر عنه الراعي خلال جولات سابقة في العراق ومصر.

وقال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إنه «مع هذه الزيارة». وأضاف، بعد مشاركته في قداس عيد مار مارون، شفيع الطائفة المارونية، في بيروت: «لا يجب أن يكون لكل شيء علاقة بالسياسة. البطريرك هو راعي الموارنة في لبنان وأنطاكيا وسائر المشرق... ويشكل الاستقطاب والطمأنينة لكل مسيحيي المشرق». وتابع أن مسؤولية أسقف أبرشية أوروبا للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي كذلك «لا تقف عند حدود سورية»، معتبراً أن «هذين الرجلين يعرفان مصلحة المسيحيين وكيفية إبقائهم متجذرين في ارضهم». وكان مجمع الأساقفة الأنطاكي الأرثوذكسي انتخب في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، اليازجي بطريركاً، خلفاً لأغناطيوس الرابع هزيم الذي توفي في الخامس من الشهر نفسه. ويشكل الأرثوذكس غالبية المسيحيين في سورية البالغ عددهم زهاء 1,8 مليون نسمة.

 

الراعي في دمشق بتأخُّر سنتين والاعتراضات سبقتْه

بيروت ـ الراي

بـ «تأخّر» نحو سنتين، يحطّ رأس الكنيسة المارونية الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في دمشق ليكون اول بطريرك للطائفة يزورها منذ استقلال لبنان وسورية.

فـ الراعي، الذي كان عبّر بعيد انتخابه بطريركاً في مارس 2011 عن رغبته في زيارة سورية قبل ان يقطع اندلاع الثورة فيها الطريق على هذه الخطوة التي انتظرتها دمشق عقوداً، وجد في مناسبة تنصيب بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي اليوم فرصةً لتحقيق رغبته في القيام بالزيارة «الموعودة» التي سرعان ما قلبت الأولويّات في بيروت وأزاحت الانظار عن «ملفات الساعة» ولا سيما حادث عرسال الذي دخل اسبوعه الثاني وقضية اتهام بلغاريا لـ «حزب الله» بالوقوف وراء تفجير بورغاس في 18 يوليو الماضي.

وما ان اُعلن عن زيارة الراعي لسورية، وسط تقارير لم تستبعد ان يكون بات ليلته فيها امس (في مبنى تابع لمطرانية الموارنة)، حتى تم تقويم هذه الخطوة على «المقياس» السياسي ولا سيما لجهة توقيتها في غمرة احتدام الازمة السورية وامكان توظيف الزيارة من نظام الرئيس بشار الاسد.

وقد برز انقسام في قراءة هذه الزيارة داخل البيت المسيحي في لبنان، بين مؤيّد لها وفق «جدول مبررات» ومعارض لها وفق «لائحة تبريرات»، فيما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملاتٍ «الكترونية» متبادلة تحت هذين السقفين، قبل ان يأتي موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الداعم لها ليشكّل غطاء لها، اعتُبر من البعض دليلاً على حاجة الراعي الى عملية إسناد من الرئاسة الاولى لإتمام الزيارة الإشكالية والحد من اكلافها مسيحياً.

وفي رأي معارضي توجّه الراعي الى دمشق ان الاسد سيستفيد من هذه المناسبة ليوجه رسالة الى العالم الغربي، ومفادها انه هو من يحمي المسيحيين في الشرق، وان الامن في دمشق مستتب وكل ما تشهده سورية لا يعدو كونه مؤامرة ينفذها ارهابيون لزعزعة استقرار البلاد، وان بطاركة الطوائف المسيحية ومن بينهم بطريرك الموارنة، يثقون بحكمة الرئيس السوري وقيادته وهم لذلك شاركوا بحفل تنصيب اليازجي»الامر الذي يعطي جرعة اوكسيجين لنظام الاسد المتهاوي». وكان منسّق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيْد واضحاً في انتقاد الزيارة التي اعتبر انها ستؤثر سلبا على مسيحيي سورية، معلناً «كنا نفضل أن يأتي البطريرك الارثوذكسي إلى لبنان وأن يتم تنصيبه فيه»، ولافتاً الى ان «كلنا نعلم أن البطريرك اليازجي سيأتي الى لبنان يوم الخميس المقبل، فما هو مغزى هذه الزيارة من البطريرك الراعي؟ ولماذا السرعة للمشاركة في حفل التنصيب في دمشق؟»، مضيفاً: «مع احترامي لبكركي أعلن اعتراضي على زيارة البطريرك الراعي لأنها ستعرض المسيحيين للخطر.»

بدوره علّق النائب خالد الضاهر (من كتلة الرئيس سعد الحريري) على الزيارة قائلاً:» انها في غير وقتها ومكانها وستفسر على انها دعم للرئيس بشار الأسد».

وفيما اشار ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الى ان الراعي سبق ان زار سورية كمطران بطريقة غير معلنة، عادت تجربة البطريرك السابق الكاردينال ما نصر الله بطرس صفير بقوة الى الأذهان، هو الذي «عاند» طويلاً ضغوطاً هائلة مورست عليه لحمله على زيارة سورية في عزّ وجودها العسكري في «بلاد الارز» وبعد خروجها، وكانت اشهر المحطات في هذا السياق رفْضه العام 2001 كسْر موقفه فلم يلاقِ البابا يوحنا بولس الثاني خلال محطته في سورية، كما قوله في مرحلة لاحقة، على طريقة «ما قلّ ودلّ» وبطريقة لاذعة، رداً على سؤال عما إذا كان سيزور «قصر المهاجرين»: « أين يقع قصر المهاجرين؟».

وثمة من سأل عن احتمال حصول لقاء لرؤساء الكنائس المسيحية وممثليها مع الرئيس بشار الاسد الذي لا يُستبعد ان يحضر شخصياً حفل التنصيب، مع ما يمكن ان يُحدثه مثل هذا التطور ولو البروتوكولي من مضاعفات يمكن ان تحيي «النقزة» التي كانت تسبّبت بها مواقف البطريرك الماروني بعيد اندلاع الثورة السورية وفُسرت حينها على انها دعم للنظام السوري ولسلاح «حزب الله».

في المقابل، أدرج مؤيدون لزيارة الراعي مشاركته في احتفال تنصيب البطريرك يوحنا العاشر الذي سيقام في كنيسة الصليب المقدس بدمشق في اطار اظهار مشهد تضامني بين الكنائس المسيحية وقت تمرّ سورية وكذلك مسيحيوها في اخطر محنة. ويؤكد هؤلاء ان الزيارة راعوية ولا لقاءات فيها مع مسؤولين رسميين سوريين، وان البطريرك أدرى بمصلحة المسيحيين وواجباته الدينية والراعوية مذكّرين بان الراعي يشارك في تنصيب اليازجي تماماً كما شارك في تنصيب بابا الأقباط الأنبا تواضروس الثاني في مصر، نافية أن يكون للزيارة أيّ طابع سياسي.

وفي غمرة هذه التباينات، اعلن الرئيس ميشال سليمان بعد مشاركته امس في قداس عيد مار مارون الذي اقيم في الجميزة وترأسه راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، «ان البطريرك هو راعي الموارنة في لبنان وانطاكيا وسائر المشرق، وهو الى جانب رئيس الجمهورية، يشكل الاستقطاب والضمانة والطمأنينة لكافة مسيحيي المشرق، كذلك البطريرك يوحنا اليازجي لا تقف مسؤوليته في سورية، فهو مسؤول عن باقي الدول ومنها لبنان. وبالتالي فإن هاتين المرجعيتين وهذين الرجلين يعرفان مصلحة المسيحيين، وكيفية ابقائهم متجذرين في أرضهم» مضيفاً: «على البطريرك طبعا ان يقدّر مصلحة المسيحيين، وليس على رئيس الجمهورية ان يقول له ما هو واجبه، فأنا مع هذه الزيارة». وفي موازاة ذلك، تُستكمل الاستعدادات لإحياء الذكرى الثامنة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري يوم الخميس المقبل في مجمع «البيال»، حيث ستشكّل هذه المناسبة محطة بارزة على صعيد تكريس عودة الانسجام الى صفوف قوى « 14 آذار» بعد التباينات التي شقت طريقها اليها على خلفية قانون الانتخاب وكادت ان تشقّ صفوفها.

ورغم التكتم على الشخصيات التي ستشارك في المهرجان لأسباب امنية، تشير المعلومات الى ان كلمة الرئيس سعد الحريري ستستكمل ما طرحه في اطلالته التلفزيونية الاخيرة ولا سيما لجهة طمانة المسيحيين مع تصويب بوصلة «المعركة» نحو ابعادها السياسية والوطنية مع رفض هيمنة السلاح. 

 

في خطوة مفاجئة للراعي ووجهت بانتقادات عارمة  وأول بطريرك ماروني يزور سورية منذ الاستقلال

بيروت - "السياسة": في خطوة مفاجئة والأولى منذ الاستقلال, يتوجه البطريرك بشارة الراعي اليوم إلى سورية, ليشارك في تنصيب البطريرك يوحنا العاشر اليازجي بطريركاً على أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس, ما قد يؤدي هذا التطور الأبرز نهاية الأسبوع إلى المزيد من الجدل وردود الفعل المتباينة بين الفرقاء حول هدف الزيارة وتأثيرها على الجغرافيا السياسية, خصوصاً إذا حصل أي لقاء سياسي بين الراعي والرئيس السوري بشار الأسد, إلا أن النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم نفى أن يكون لزيارة الراعي أي طابع سياسي.

وكان البطريرك الراعي أمل في عظة قداس مار مارون أمس, في بكركي أن "يملي علينا مارون الإخلاص للوطن والانفتاح, والعيش معاً بالتعاون والتكامل", داعياً إلى "التزام نهج حبة الحنطة والتضحية من أجل ولادة مجتمع ووطن أفضل". إلى ذلك, شارك رئيسا الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي في القداس لمناسبة عيد مار مارون الذي احتفل به المطران بولس مطر بمشاركة فاعليات سياسية واجتماعية, في كنيسة مار مارون في الجميزة, حيث شدد مطر على "ضرورة التصدي لكل أنواع التقسيم وأشكال الحقد بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة والمنطقة الواحدة".

واعتبر أن "على المواطنين النظر إلى الدولة وجيشنا العزيز بمنطق الولاء والاحترام في كل مكان.

من جهته, أوضح الرئيس سليمان, أن "البطريرك الراعي حامي حقوق المسيحيين في الشرق", مضيفاً "أنا مع زيارته سورية التي يجب ألا نضعها في الإطار السياسي والبطريرك يعرف ما يجب فعله".

ودعا إلى "عدم تسييس كل المواضيع", مشدداً على "ضرورة إقرار قانون انتخابي يطمئن الجميع".

وفي المواقف الرافضة للزيارة , رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر أن زيارة الراعي إلى دمشق, تأتي في غير وقتها ومكانها وستفسر على أنها دعم للرئيس بشار الأسد", كما لاحظ منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد أن الزيارة ستؤثر سلبا على مسيحيي سورية". وقال "كنا نفضل أن يأتي البطريرك الأرثوذكسي يوحنا العاشر اليازجي إلى لبنان وأن يتم تنصيبه في لبنان", مضيفاً "كلنا نعلم أن البطريرك اليازجي سيأتي إلى لبنان يوم الخميس المقبل, فما مغزى هذه الزيارة من قبل الراعي, ولماذا السرعة للمشاركة في حفل التنصيب في دمشق?". وفي تصريح خاص لـ "السياسة", تمنى عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة عدم إعطاء "زيارة البطريرك الراعي إلى سورية أي بعد سياسي, لأنه يعرف مصلحة المسيحيين أين تكون". واعتبر أن "ذهاب الراعي إلى سورية للمشاركة بتنصيب البطريرك يوحنا العاشر, يعني أن المناسبة دينية مئة في المئة ولن يلتقي أثناء وجوده في سورية أي شخصية سياسية كما قال".ورأى أن "هناك فرقاً شاسعاً في التعاطي بين البطريرك الراعي وسلفه البطريرك نصر الله بطرس صفير الذي لم يزر سورية طيلة وجوده على رأس الكنيسة المارونية, خصوصاً في فترة الوصاية السورية على لبنان, كي لا تفسر زيارته لها القبول بهذه الوصاية". وتمنى أن "تساهم زيارة الراعي إلى سورية بطمأنة المسيحيين وتثبيت وجودهم في سورية وعدم الهجرة منها كما حصل في العراق".

 

 الراعي ترأس قداس مار مارون في دمشق بحضور ممثل للأسد: الاصلاحات لازمة في كل مكان لكنها لا تفرض فرضا من الخارج بل تنبع من الداخل

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم، قداس عيد مار مارون في كنيسة مار انطونيوس في باب توما في العاصمة السورية دمشق، في حضور ممثل الرئيس السوري بشار الأسد وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر جوزيف سويد، وحشد كبير من رعية الكنيسة ورجال الدين من مختلف الطوائف المسيحية. وقد عزفت فرقة الكنيسة النشيد السوري وترانيم مختلفة.

العظة

وألقى الراعي عظة قال فيها: "شبه الرب يسوع موته وقيامته، بحبة الحنطة، هكذا عرف بنفسه عندما أتى بعض من اليونانيين يتوسطون الرسل ليروا يسوع يوم دخوله الأخير إلى اورشليم قبل آلامه وموته بخمسة أيام. فبموته على جبل الجلجلة وبقيامته في اليوم الثالث، ولدت الكنيسة، ولدت البشرية الجديدة من اجل ادراك هذا السر العجيب والعظيم. شبهه الرب بحبة الحنطة التي إن وقعت في الأرض وماتت أتت بثمر كثير".

أضاف: "جعل من هذا التشبيه نهجا في الحياة البشرية عامة وفي الحياة المسيحية خاصة، ونحن في هذه الايام الصعبة والعصيبة حيث الكثير من الابرياء يموتون على الأرض. تعالوا نقرأ ما يجري في ضوء حبة الحنطة، راجين ان تولد سوريا الجديدة بسلام وطمانينة والأمن وكرامة الانسان".

وقال للحضور: "يسعدنا ان نحتفل بعيد ابينا القديس مارون معكم هنا في كنيسة المطرانية المارونية، كنيسة مار انطون في دمشق العزيزة، ملبين دعوة سيادة أخينا المطران سمير نصار راعي الأبرشية الذي أحييه مع كهنة الأبرشية وأبنائها وبناتها. ويطيب لي ان احيي سيادة السفير البابوي واخوانه السادة المطارنة من مختلف كنائسنا الشرقية العزيزة، واحيي الكهنة والرهبان والراهبات".

وتابع: "انها زيارة صحيح خاطفة للأبرشية، لكنها تحمل للأمن والسلام كل دلالاتها. منذ زمن وانا أتمنى ان نصل إلى هذه الأرض ونصلي معا. نزور أبرشيتنا في دمشق، لكننا نحمل في صلاتنا أيضا أبرشيتينا الأخريين في سوريا، أبرشية حلب وأبرشية اللاذقية. ولكنها زيارة أيضا لكل الكنائس الشقيقة في سوريا".

وأردف مخاطبا المشاركين بالقداس: "نهنئكم بعيد القديس مارون، ملتمسين من الله ان يفيض عليكم كل خير وبركة ونعمة، وان يلهم ضمائر المسؤولين المحليين والاقليميين والدوليين، ويدفع بهم الى العمل على وضع حد فوري لدوامة العنف والحرب في سوريا العزيزة، وإحلال السلام بالتفاهم والحوار حول المواضيع الخلافية".

وقال: "رأيت النازحين إلى لبنان والطريق إلى دمشق فارغة خاوية، لكن على الفور قرأت قصة حبة الحنطة، ونحن نؤمن ان آلامنا بعد آلام المسيح ومعه أصبحت الام المخاض. نحن نسأل الرب بحقن كل الدماء، كل الدموع، كل المشردين، كل المهجرين، كل الذين يبكون ويتألمون، أن يضموا آلامه إلى آلامهم، ان يجعلها آلام مخاض من اجل ولادة جديدة، انسان جديد ومجتمع جديد وكنيسة جديدة، دولة جديدة تحمل كل القيم الذي يرغبها شعبها الطيب، نحن معكم في دمشق لنشارك غدا الأحد في حفل تنصيب غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ويرافقنا المطران بولس الهاشم السفير البابوي السابق في بلدان الخليج، والمطران حنا علوان نائبنا البطريركي المشرف على شؤون القانون وعلى توسيع العدالة في محاكمنا المارونية، كما يأتي معنا مسؤولون في مكتبنا الاعلامي في الكرسي البطريركي".

أضاف: "لقد أردنا من مشاركتنا في تنصيب البطريرك الجديد، تعبيرا عن تقديرنا الكبير ومحبتنا له وللكنيسة الانطاكية الروم أرثوذكسية. اردناها مشاركة لروابط التعاون الرعوي والوحدة المسكونية مع هذه الكنيسة ومع سائر كنائس الشرق الاوسط، وفي طليعتها كنائس سوريا. نحن مدعوون كلنا على تنوعنا لبناء الشركة الروحية في ما بيننا ومع سائر مواطنينا، ولاداء الشهادة لمحبة المسيح والقيم الانجيلية الروحية والأخلاقية والانسانية في مجتمعاتنا العربية. جئنا نصلي معكم، بل جئنا لنواصل صلاتنا معكم من اجل السلام في سوريا، من اجل الضحايا البريئة ومن اجل تعزية أهلهم، ومن اجل عودة النازحين الى اراضيهم واهلهم، وعلمت ان الذين نزحوا من ارضهم في داخل سوريا وخارجها أربعة ملايين".

وتابع: "نريد من هذه الزيارة إعلان قربنا وتضامننا مع كل المتألمين من جميع الطوائف، وبخاصة مع اخوتنا المسيحيين من كل الكنائس، ومع أبنائنا وبناتنا الموارنة، في هذا الظرف الأليم من حياة سوريا الجريحة والمتألمة، حيث العنف والحرب والارهاب والقتل والتنكيل والتعذيب والتهجير والتدمير. من هنا، من دمشق نقول معكم: كفى. نقولها لكل الذين يمارسون كل هذه المآسي. كفى للحرب والعنف، كفى للقتل وتدمير البيوت والمعالم الحضارية، كفى تهجيرا للمواطنين الآمنين الأبرياء، كفى ازكاء الحرب والدمار والقتل من أي جهة أتى. يقولوا من أجل الاصلاحات، الاصلاحات لازمة في كل مكان، في كل دولة، في كل وطن، كما هي لازمة في كل انسان. لكن الاصلاحات لا تفرض فرضا من الخارج بل تنبع من الداخل حسب حاجات كل بلد. ولا أحد ادرى بشؤون البيت مثل اهله. الاصلاحات تتم بالحوار، بالتفاهم والتعاون، هذا ما ندعو اليه مع كل محبي السلام العادل والشامل والدائم حيث يعطى الجميع حقوقهم ويلزم الجميع بواجباتهم، وان كان لا بد من دور للاسرة الدولية، فليكن في هذا الاتجاه".

وعن القديس مارون، قال الراعي: "ان حبة الحنطة إن وقعت في الأرض وماتت اتت بثمر كثير. سلك القديس مارون نهج يسوع المسيح المائت والقادم من الموت، نهج حبة الحنطة. عاش هذا الكاهن الناسك بين انطاكيا وحلب على أرضكم في منطقة قوروش قضى حياته مائتا عن ذاته كل يوم وعن العالم ومغرياته، فتكوكبت حوله جمهرة من التلاميذ الذين اقتفوا نهجه الروحي وشكلوا بستانا من الكرمات الروحية. عاش حياة بالعراء على انقاض هيكل وثني فراشه الأرض وسقفه السماء في القسم الثاني من القرن الرابع، وانتقل الى دار الاب في السماء في بداية القرن الخامس عام 410. وكتب سيرة القديس مارون العلامة تيودوريتس مطران القروشية، ولئن لم يعايشه فقد عرفه بشهادة تلاميذه الكثر الذين زينوا القروشية ناهجين نهجه في الحياة النسكية والتقشف والصلاة".

أضاف: "لقد عاش مارون الكاهن والناسك، في عبادة الله تحت سقف السماء عابدا وكان عندما يشتد البرد والصقيع يأوي تحت خيمة من شعر الماعز، يقيم قداسا في المعبد الوثني الذي حوله الى هيكل لله، وجدد نهج حبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت، جسدها في الصوم والصلاة الطويلة وليالي السهر والسجود والعبادة وقراءة وتلاوة الصلوات، في ساعات الليل والنهار، والتأملات المستغرقة في كمالات الله وحبس الذات في مكان ضيق وإنهاك الجسد حتى اطفاء شهواته، والتقشف في لباس من شعر الماعز وحرمان الذات، وفوق ذلك كان يرشد المؤمنين، الذين يقصدونه معزيا الحزانى، فوهبه الله موهبة الشفاء، فطار صيته كل الانحاء، كطبيب دواءه واحد: الصلاة وكلمة الانجيل. كان يشفي من كل عاهات الجسد والنفس، هكذا وصفه مطران الأبرشية تيودوريتس، وكتب اليه صديقه القديس يوحنا فم الذهب بطريرك القسطنطينية من منفاه، طالبا صلاته تعضده في عذاب المنفى".

واستطرد قائلا: "ونتيجة هذا الموت الدائم عن الذات، ولد كالثمار من حبة الحنطة كوكبة من تلاميذ حول مارون نهجوا نهجه بحركة روحية نسكية، حددها تيودوريتس بفلسفة حياة العرب، وجعلوا منها طريقة قداسة على قاعدتي الايمان وحرية ابناء الله، متحررين من كل عبوديات الدنيا، نذكر منهم شهداء مدينة دمشق الطوباويين الأخوة المسابكيين الثلاثة فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل الذين استشهدوا، من الاباء الفرنسيسكان الذين قتلوا في الكنيسة امام المذبح سنة 1860، والذين تكرم عظامهم هنا في كنيسة المطرانية".

وقال: "تميزت المارونية منذ نشأتها الى اليوم بميزات ثلاثة: الميزة الأولى عقائدية كاثوليكيتها بوجهيها الاتحاد الدائم بكرسي بطرس بروما وانفتاحها على الشمولية وجامعية الكنيسة. والميزة الثانية سياسية، مطالبتها الدائمة بوطن ورفضها الانتماء الى الامبراطوريات القائمة والمتتالية: البيزنطية والأموية والعباسية والعثمانية، حتى استقرت في لبنان وحققت فيه حلمها وتجسدت بالشرق العربي ومنه انتشرت الى انحاء العالم. والميزة الثالثة، بحثها الدائم عن الحرية الشخصية والجماعية بوجه ما تفرضه المجموعات الدينية والعشائرية أو الوطنية على اتباعها".

وأردف: "لمناسبة الصوم الكبير الذي سنبدأه، وجهت رسالة عنوانها "الصوم الكبير رحلة عبور نحو الفصح". وأود ان اقول لكم ان تنظروا إلى عبر الصوم الكبير، إلى آلامكم وما تعانون منها، عبورا نحوالفصح. هذا هو ايماننا الكبير، هذا ما نحن نرجو، ان آلام المسيح الخلاصية تمتزج بآلامكم وبآلامنا، لكن الماساة لم تنته يوم الجمعة، بل اكتملت بالقيامة يوم الأحد، لذلك نحن نجعل من هذا الصوم الكبير رحلة روحية عظيمة، نستحق من خلال حياتنا المسيحية ومن أعمال المحبة، نعمة العبور".

وختم بالقول: "نحن نرجو ربي ونصلي أن تكون هذه الاحداث المرفوضة والمؤلمة، فصح سوريا كحياة جديدة، كما نريد الازدهار والسلام".

 

فارس سعيد: لماذا نعطي صورة أنّ الموارنة يدعمون النظام السوري؟

تعقيباً على زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي سوريا، أكّد منسّق الأمانة العامّة لـ"14  آذار" فارس سعيد أنّ هذه الزيارة "تُلزم كل الطائفة" المارونيّة، سائلاً في حديثٍ إلى قناة الـ"lbc": "لماذا نعطي صورة أننا ندعم هذا النظام (السوري)؟"، متابعاً: "هذه الزيارة تضع المسيحيين في مواجهة غالبية إسلاميّة تقود ثورة ضدّ النظام". وتمنّى سعيد على "(النائب خالد) الضاهر وجميع الأصدقاء أن يدعونا نتولى هذا الموضوع من موقعنا الماروني".

 

سعيد عبر "التويتر": ندعو كل الذين لا يوافقون على زيارة البطريرك الى دمشق ان يعبروا عن موقفهم علنا 

منسّق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد عبر "التويتير": ندعو كل الذين لا يوافقون على زيارة البطريرك الى دمشق ان يعبروا عن موقفهم علنا. 

 

هل سيلتقي البطريرك الراعي الرئيس السوري؟

أكد المطران سمير مظلوم أن البطريرك الراعي سيشارك في تنصيب البطريرك  اليازجي في سوريا، كما شارك في تنصيب بابا الأقباط الأنبا تواضروس الثاني في مصر.

مظلوم واذ نفى أن يكون للزيارة أي طابع سياسي، أكد انه لن تكون للراعي أي لقاءات رسمية سواء مع الرئيس السوري بشار الأسد أو غيره من المسؤولين.

 

مخاوف من استغلال الأسد لزيارة الراعي

تراوحت المواقف من زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى سوريا للمشاركة في احتفال تنصيب البطريرك الجديد لانطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر (يوحنا اليازجي) بين المشجّعة والمنتقدة خصوصاً في ظل المخاوف من استغلالها من قبل النظام السوري ومن تفسيرها على أنّها دعم له.

وفي هذا السياق، شدد عضو كتلة "القوات اللبنانيّة" جوزف المعلوف على ضرورة الحفاظ على الطابع الديني لها. ودعا، في حديث لموقع "NOW"، إلى وضعها في إطارها الديني فقط. ورداً على سؤال، أعرب المعلوف عن أمله "ألا تأخذ الزيارة تفسيرات سياسيّة، لأنّ البطريرك لا يعبّر عن دعمه للنظام من خلالها بل يدعم البطريرك اليازجي"، وقال: "نحن نعتبرها تكريماً للبطريرك ويكفي أن نأخذها في هذا الإطار".

من جهته، تخوّف عضو كتلة "الكتائب اللبنانيّة" النائب نديم الجميّل من استغلال النظام السوري الزيارة سياسيًا ، وقال لـ"NOW": "الزيارة بالأصل لها أسبابها الموجبة إلا أنّ توقيتها غير مناسب"، موضحاً أنّ "أيّ زيارة لسوريا في هذا الظرف لها معان كثيرة في ما يتعلق بالنظام وخصوصاً إذا حُضّر استقبال رسمي للبطريرك"، وأضاف: "نحن بغنى عن هذا الاصطفاف السياسي".

وإذ أشار إلى أنّ "البطريرك اليازجي سيترأس قداساً الأحد المقبل في الأشرفية، رأى الجميّل أنّ "وجود البطريرك الراعي  في الأشرفيّة سيشكّل رسالة سياسيّة أهم من زيارته لسوريا". واعتبر أنّ "الوضع الأمني في سوريا اليوم لا يسمح بدخول أحد إليها وخصوصاً دمشق وكان باستطاعة البطريرك ألا يذهب".

أما النائب بطرس حرب، فاكتفى بالقول في حديث إلى موقعنا: "إذا اتخذت الزيارة طابعها الرعوي فهي تأتي عندها في إطار الممارسة الدينيّة الطبيعيّة، وقد تمرّ في طابع التعاون بين الطوائف في حال لم يتم استغلالها سياسياً"، معرباً عن تخوّفه من هذا الاستغلال.

عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب فريد الخازن، شدّد على أنّ لا أبعاد سياسيّة للزيارة، مشيراً في حديث لـ"NOW"، إلى أنّ "الزيارة هي كما أُعلن عنها في إطار التهنئة بمناسبة انتخاب بطريرك جديد"، ولافتًا إلى أنّه "كما يزور البطريرك الراعي كل مناطق لبنان ودول العالم يزور اليوم سوريا لمناسبة معيّنة". واعتبر أنّ "من يريد أن يعطي أبعادًا أخرى للزيارة فهذا شأنه، لأنّها واضحة ومن الطبيعي أنّ يقوم بها البطريرك".

 

أخذ "أمر المهمة": الأسد استقبل اللواء علي الحاج لمدة ساعتين!

خاص بـ"الشفاف"/ماذا يفعل ضابط لبناني متقاعد يأخذ راتب التقاعد من الدولة اللبنانية في القصر الرئاسي السوري؟ خصوصاً أن هذا الضابط، وهو اللواء علي الحاج، ليس موفداً من الدولة اللبنانية التي تتّبع (رسمياً على الأقل، رغم تزويدها الجيش السوري بالوقود) سياسة "النأي بالنفس" عن أحداث سوريا؟ وخصوصاً إذا كان الضابط المتقاعد هو سجين سابق في قضية اغتيال الرئيس الحريري! وخصوصاً، أيضاً، أن إبنه "الضابط الشبّيح"، "صلاح الحاج"، قام في بداية الثورة السورية، بـ"خطف" مواطنين سوريين لاجئين إلى لبنان وسلّمهم إلى أجهزة الديكتاتور السوري، واختفى أثرهم منذ ذلك الحين؟ الضابط اللبناني (غير المتقاعد) صلاح الحاج: قام بخطف معارضين سوريين كان مصيرهم القتلفقد أفادت أوساط مقرّبة من اللواء الحاج لـ"الشفاف" أن الرئيس السوري بشّار الأسد استقبل اللواء علي الحاج في الأسبوع الماضي لمدة ساعتين. وأضافت المصادر أن بشار الاسد حمّله رسائل للموالين للنظام السوري بلبنان عن ان النصر للنظام قريب بسوريا وأعطى تعليماته عن التحركات المطلوبة منهم بلبنان!مصادر "الشفاف" في حاشية اللواء الحاج لا تعرف إذا كان "حضرة اللواء" اغتنم فرصة زيارة الشام للإجتماع مع "مطلوب" آخر، مثله، هو اللواء "علي المملوك"!

 

الضاهر: لا قاعدة في لبنان وزيارة الراعي الى سوريا في غير وقتها وستفسر كدعم للأسد

وطنية - كشف النائب خالد الضاهر ان رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لا يزال داخل البلدة، متهما الجيش بحصار عرسال، قائلا انه امر غير مقبول. ودعا في حديث الى برنامج "أقلام تحاور" من "صوت لبنان" رئيس الجمهورية وقائد الجيش الى محاسبة المسؤولين عما جرى في عرسال، مطالبا بلجنة تحقيق.وكرر وصف ما جرى في عرسال بالخطوة الناقصة من قبل الجيش، مطالبا بمحاسبة من قام بها.وأقر بأن المطلوب خالد الحميد ناشط الى جانب المعارضة السورية بالمال والسلاح، واصفا اياه بالشهيد، واكد انه يعتز باستشهاده. واعتبر ان عرسال مستهدفة منذ مدة لأنها داعمة للمعارضة السورية، مبررا القتال الى جانب المعارضة في سوريا بمقاتلة عناصر من حزب الله الى جانب النظام السوري.

وسأل: لماذا لم يتم اعلام الجهات المختصة بالعملية الاستخباراتية التي حصلت؟

وردا على سؤال عن احتجاز الجرحى وشهيدي الجيش في مبنى البلدية، قال الضاهر: "ان اهالي عرسال حملوا الجرحى الى البلدية لاسعافهم، معتبرا ان نسج الروايات يشوه صورة البلدة، نافيا ان يكون قد تم التنكيل بجثتي الشهيدين وهو ما اكده ذوو الشهيدين بشعلاني وزهرمان" .

ووصف المشاهد المصورة التي بثت بالمفبركة، معتبرا انها تهدف الى تشويه صورة عرسال.

وقال: "ان النظام السوري يسعى الى تشويه صورة المناطق السنية في لبنان وتظهيرها على انها قاعدة للمتطرفين والارهابيين، نافيا وجود اي عناصر لتنظيم القاعدة في لبنان.

وعن الانتخابات النيابية المقبلة، شدد الضاهر على ضرورة ان تجري في موعدها، مشيرا الى انه "اذا لم يتم الاتفاق على قانون جديد فعلينا السير بالقانون الحالي اي قانون الستين".

واكد انه يؤيد النظام النسبي لكن ليس في ظل سلاح حزب الله المنتشر على كل الاراضي اللبنانية.

وعن زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دمشق قال:" انها في غير وقتها ومكانها وستفسر على انها دعم للرئيس بشار الأسد" .

وابدى الضاهر اسفه لاتهام عنصرين من حزب الله بانفجار بورغاس العام الماضي، داعيا الحزب الى تسليمهما وتسليم كل المتهمين الآخرين.

واكد ان الرئيس سعد الحريري سيعود قريبا الى لبنان.

 

علاقة مأزومة: قاسم "أمين عام" ونصرالله مرشد "روحي" بقرار من خامنئي!

علي الحسيني /خاص بـ"الشفّاف"

يظن البعض أن ما يجمع بين قياديي الصف الاول في "حزب الله" هو أكبر بكثير مما يفرقهم، وأن قضية المقاومة التي بدأها الحزب منذ العام 1982 لا تعلو فوقها قضية. في الظاهر يجوز هذا الكلام لا بل اكثر من ذلك يجوز القول أن هؤلاء القياديين مستعدون لتقديم الغالي والرخيص وحتى التضحية بأرواحهم فداء بعضهم لبعض.

أما في الباطن وما قد لا يعلمه هذا البعض أن الخلاف بين قيادات الصف الاول وخصوصاً بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم قد استفحل ووصل الى ذروته في الفترة الاخيرة بسبب التباين العميق في التعاطي مع المستجدات. إذ ان لكل طرف وجهة نظر خاصة يحاول تسويقها لدى الإيراني والسوري.

مصادر مطلعة على ما يجري داخل "حزب الله" تكشف لـ"الشفاف" أن صراعاً خفيا يدور منذ فترة بعيدة في أروقة الحزب بين نصرالله، الذي يعتبره جمهوره رمزاً للمقاومة، و"قاسم"، الرجل الراديكالي المتشدد بحسب بعض الحزبيين، والذي لم يهضم حتى اليوم اعتلاء نصرالله سدةَ الامانة العامة للمرة الرابعة، علماً أن نظام الحزب الداخلي يمنع التجديد للأمين العام لأكثر من ولايتين متتاليتين". وتلفت إلى أن "قاسم لم يهضم لغاية اليوم مسألة تجديد البيعة لنصرالله خلال مؤتمر الحزب السابع وذلك بعد إنتهاء حرب ٢٠٠٦، وهو الذي استولى على كرسي الأمانة بأمر إيراني عقب مقتل عباس الموسوي. فيومها تذرّعت القيادة الإيرانية بأن الوضع العام في لبنان والمنطقة لا يحتمل الإستغناء عن نصرالله، خاصة وان الحزب كان حتى تاريخ المؤتمر واقعاً تحت صدمة حرب تموز التي أسفرت عن خسائر فادحة في صفوفه على صعيد الأرواح البشرية والعتاد العسكري، وما تلاها من اغتيال للقائد العسكري الاول عماد مغنية".

الشيخ محتشمي مع الشيخ نعيم قاسم ووالد مغنية ووزير خارجية إيران السابق منوشهر متكيوتقول المصادر أن "أخر الصراعات المخفية بين الرجلين أثيرت على خلفية الأسماء التي ينوي الحزب خوض الإنتخابات النيابية الاخيرة على أساسها، هذا في حال حصولها. فـ"قاسم" يريد إعادة إحياء بعض من الرموز التي كانت محسوبة عليه، وفي طليعتهم النائبين السابقين عبدالله قصير ومحمد برجاوي إضافة إلى رغبته في إعادة بعض كوادر الحزب إلى مناصب سبق أن فقدوها بقرار من نصرالله"! وتشير إلى أن نصرالله يتهم قاسم بالوقوف وراء التحريض ضده لدى القيادة الإيرانية. والأخير إستطاع تجنيد مجموعة لا بأس بها تضم عدد من كبار القياديين السياسيين في الحزب للإعتراض على السياسة التي يتبعها نصرالله منذ العام 2006. ومن أبرز الشخصيات التي انضمت الى حلف "قاسم" رجلُ الحزب الاول في البقاع، الوكيل الشرعي للخامنئي الشيخ محمد يزبك، الذي بات يحذر نصرالله خصوصاً بعد المواقف التي صدرت بحق نجله المتهم بسرقة مخازن الأسلحة في البقاع وبيعها لناشطين سوريين".

وتؤكد المصادر أن "قاسم يمتلك مجموعة من الأدلة الدامغة التي تثبت تورط نصرالله في عدد من الإرتكابات والتجاوزات للمبادئ التي قام الحزب على أساسها. ومن هذه الإرتكابات استحواذه على المردودات المالية العائدة من مؤسسات الحزب ووضعها في حساباته المصرفية الخاصة وحسابات أخرى بإسم ابنته "زينب" وزوجها "أبو علي"، المسؤول عن أمنه الشخصي". وتضيف أن من ضمن الوثائق التي يملكها قاسم والتي تدين نصرالله امتلاكه عددا من الحوزات الدينية الوهمية والتي تدر عليه أموالاً طائلة من خلال أغنياء الطائفة الشيعية في البحرين والعراق وإيران والسعودية ولبنان وذلك عبر الخمس والزكاة التي يدفعونها هؤلاء كل سنة".

وتتابع المصادر: "أن قاسم يتهم نصرالله بصرف ميزانية شهرية تفوق المليوني دولار على جهاز أمنه الخاص المؤلف من مائة وخمسين عنصراً مجهزين بأحدث المعدات العسكرية، أميركية وإسرائيلية الصنع، ومن دون العودة إلى مجلس الشورى في "حزب الله"! كما أن الخلاف بينهما على خلفية تسمية قائد جديد للمقاومة لا زالت قائمة وبقوة. فقاسم الذي كان يريد تسمة شخص من ال "شحادة" لهذا المنصب، لم يستطع منع نصرالله من حسم المنصب لصالح "مصطفى بدر الدين" الذي أخفقت وحدته في تفجير بورغاس".

قاسم "أمين عام"، ونصرالله مرشد "روحي"؟

وللتأكيد على الخلاف العميق بين الرجلين، فمنذ أعوام عبّر نصرالله عن هواجسه تجاه شهية قاسم لتولي منصب الامين العام، وذلك في أحد مهرجانات الحزب عندما قال: "اذا قُتلت على يد إسرائيل أو حدث لي شيء من هذا القبيل، فهذا نائب الامين العام ينتظر! ليعود ويستدرك الامر، ويقول "عم بمزح"! وتخلص المصادر الى ان "التباين حول إدارة الملفات المستعصية، كالأحداث في سوريا والتعاطي مع الشأن الداخلي وخاصة في موضوع المحكمة الدولية، جميعها أمور أدت الى إنقطاع التواصل الشخصي بين نصرالله وقاسم في الاونة الاخيرة. والأمر قائم فقط على حضور قاسم للمهرجانات المركزية بطلب إيراني"، جازمة انه وبمجرد إنتهاء الاوضاع الحاصلة في سوريا سوف يصدر الخامنئي قراره النهائي بطلب بإعفاء نصرالله من مهامه الحزبية وتجييرها لصالح قاسم، مع حفظ ماء وجه الاول من خلال إعادة إحياء منصب "المرشد الروحي لـ"حزب الله" وهو المنصب الذي كان ألصق بالسيد محمد حسين فضل الله في بدايات التأسيس، استغلالاً للمكانة الشعبية التي كان يحتلها في لبنان وخارجه.

 

القتيل الثاني لحزب الله من الهرمل...فلماذا نصب الحزب مدافعه حول في عرسال؟  

طارق نجم/موقع 14 آذار/منذ يوميّن، اخترق تلاميذ من بلدة عرسال حاجز الجيش اللبناني عند مدخل البلدة بعلم لبناني بطول 316 متر كرسالة تضامن مع الجيش انسجاماً مع مساحة البلدة التي تبلغ 319 كلم2 حيث شكل ذلك بادرة حسن نية من الأهالي تجاه الجيش. وتبدو الأمور تسير الى مزيد من الحلحلة، حيث افيد أنّ الشباب الذين أحيلوا الى مديرية المخابرات في اليرزة وبيروت عوملوا معاملة حسنة، فخضعوا للتحقيق وأعيدت عليهم الأسئلة عينها التي طرحت على الحاجز من دون ضغوط أو تعذيب او إهانات، وتمّ إطلاق سراحهم لاحقاً وعادوا الى بلدتهم في ظلّ ضغوط سياسية خلف الستار لإشعال الوضع بين الجيش وعرسال، وسط حملة إعلامية بلغت ذروتها في الايام الماضية ولم تنته حتى هذه اللحظة. وعلى خطّ الوساطات التي تتاسبق مع الجو المتوتر القابل للتفجير، يتمّ العمل على فكفكة المعضلة التي جرت فصولها يوم الجمعة الماضي حيث تنتظر عرسال وصول طبيب شرعي سيكشف على جثة خالد الحميد ويصدر تقريراً طبياً لتبيان اسباب مقتله وظروفها. كما ان هناك توجّه بات الآن شبه متفق عليه لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تدقق في تفاصيل ما حدث ولكشف جميع الحيثيات التي ظلت ضبابية حتى هذه اللحظة مقابل تعدد الروايات. في هذا الوقت، كشفت مصادر متابعة لموقع "14آذار" أنّ القتيل الثاني لحزب الله في عرسال قد ظهر اسمه وهو حسين سميح طه من بلدة الهرمل بتاريخ 3 شباط 2013 (أي بعد 48 ساعة من حادثة عرسال) مع الإشارة أن نفس المصادر أكدت أنه ما زال هناك قتيل ثالث للحزب من بلدة الهرمل كذلك ما زال قيد الكتمان. وكان أهل حسين طه قد أعلنوا أنه "شهيد السيدة زينب". وكان موقعنا قد نشر اسم القتيل الأول لحزب الله في عرسال ويدعى حسين محمد نذر الشي شيّع في بلدته عربصاليم. النائب خالد ضاهر كان أكّد في حديث متلفز له "أن الاتهامات التي وجهها ضد حزب الله وبعض الضباط الفاتحين على حسابهم في قضية حادثة عرسال ليست سياسية بل مؤكدة. وأنه تمّ قتل سبعة من الحزب في حادثة عرسال بحسب رئيس البلدية علي الحجيري، وهؤلاء القتلى جرى سحبهم من المعركة وتم دفنهم في الهرمل وعربصاليم والقرى المجاورة".

وعلى خطّ موازٍ، أفادت مصادر خاصة بموقعنا أنّه تمّ خلال الأيام الماضية رصد إنتشار عسكري لحزب الله في محيط بلدة عرسال لم يقتصر على عناصر مسلحة عادية بل تعدّاه إلى نصب بعض الأسلحة الثقيلة في التلال المحيطة القريبة من قرى اللبوة والنبي عثمان وجوبان وصولاً الى الحدود السورية. وقد حددت هذه المصادر أنواع بعض هذه المدافع ومنها مدافع مباشرة من عيار 106 ملم ومدافع هاون ثقيلة 120 ملم وكذلك راجمة غراد عيار 107، مع الإشارة أن مدى هذه الأسلحة يبدأ من مسافة 5 كلم. هذا الانتشار ترافق مع أصوات قصف عابر للحدود وبالتحديد في منطقة جرود نحلة يرجح أنها لمدافع تابعة لحزب الله كانت تضرب الجانب السوري من الحدود بعد انسحاب أعداد كبيرة من القوات السورية النظامية الأسبوع الماضي وفي سبيل ملء الفراغ. وكانت هذه العناصر التابعة للحزب قد عاونت الجيش منذ أيام على توقيف عنصرين من الجيش السوري الحر وهما يعبران الحدود باتجاه عرسال. وأوضحت هذه المصادر أنّ حزب الله، من خلال هذا الإنتشار العسكري، إنما يكمل بذلك المهمة التي كان بدأها أصلاً حين استدرج أهالي عرسال للاشتباك مع دورية المخابرات التي قتلت خالد الحميد. كما يفرس هذا التحرك على أنّه اتخاذ احتياطات من جانب حزب الله في المناطق المتاخمة لعرسال. ولا تستبعد تلك المصادر أن يعمد الحزب الى اللجوء إلى عمل أمني آخر يستدعي ردوداً متبادلة بين الجيش والأهالي تحوّل عرسال الى مخيم نهر بارد جديد بما ينعكس إيجاباً على وضع النظام السوري في مواجهة الثورة السورية وكذلك لقطع تحركات الجيش السوري الحرّ وخطوط تمويله وامداده عبر الحدود.

 

لا تكتم السر

 الشراع/عادت فكرة تشكيل حكومة انتقالية إلى التداول من جديد وأبرز ما فيها تعيين العماد جان قهوجي وزيراً للدفاع واللواء أشرف ريفي وزيراً للداخلية، مع احتفاظهما بموقعيهما في قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. الفكرة مطروحة في حال تم التوافق على إجراء الانتخابات في موعدها وعلى قانون انتخاب جديد.

 

سلمها معتقل شيعي لبناني في أبوظبي و"السياسة" تنشر تفاصيلها 

مملوك أرسل إلى "حزب الله" لائحة جديدة لاغتيال 13 شخصية لبنانية

حميد غريافي: السياسة

 سرب جهاز استخبارات خليجي, الى أجهزة أمنية حزبية في لبنان قبل أيام, لائحة اغتيالات جديدة بأسماء احد عشر وزيرا ونائبا سابقا وحاليا وزعيم حزب يميني وقادة عسكريين وأمنيين, إضافة الى ضابطين كبيرين في الجيش برتبتي لواء مرشحين لخلافة العماد جان قهوجي في رئاسة المؤسسة العسكرية, اذا لم يجر التمديد له ثلاث سنوات أخرى, بإصرار وإلحاح "حزب الله" والقيادة السورية والرئيس ميشال سليمان.

وقال ديبلوماسي خليجي في أبوظبي لـ "السياسة", "إن معتقلا لبنانيا شيعيا في دولة الامارات عقد صفقة مع سلطات الدولة الامنية قبل ايام, سلمها بموجبها اسماء اعضاء اللائحة اللبنانية مقابل اطلاق سراحه وابعاده عن البلاد الى المكان الذي يختاره". ولفت إلى أن "هذا الموقف منذ منتصف العام الماضي هو من بين نحو 50 معتقلا شيعيا لبنانيا اوقفوا بتهم تهريب الاموال (المغسولة وغير المغسولة) الى "حزب الله" في لبنان ولندن وباريس, من دولة الامارات ودول خليجية اخرى, وتهريب متفجرات واسلحة الى بعض دول "مجلس التعاون الخليجي" والاتصال بأحزاب وتيارات شيعية يعتقد انها تمول من طهران لإثارتها ضد دولها, كما ان هذا الموقوف هو من ضمن مجموعة اكبر من المتهمين بالعمالة لايران و"حزب الله" جرى ابعاد نحو ستين منهم الى لبنان العام الماضي, ما حمل رئيس مجلس النواب اللبناني زعيم حركة "أمل" الشيعية الحليف لحسن نصر الله على زيارة الامارات لوقف ترحيل المعتقلين الباقين الذين مازالوا في السجون". واماط الديبلوماسي الخليجي لـ "السياسة" اللثام عن اسماء الشخصيات اللبنانية الواردة في اللائحة المرسلة الى "حزب الله" من مكتب مدير الامن القومي في دمشق اللواء علي مملوك الذي اصدر القضاء اللبناني بحقه ومستشاره العقيد عدنان, مذكرتي توقيف بتهمة ارسال متفجرات لاشعال فتنة طائفية في لبنان, بواسطة الوزير اللبناني السابق ميشال سماح وهي كما يلي:

- النواب عن تيار "المستقبل" نهاد المشنوق, أحمد فتفت, خالد الضاهر, معين المرعبي.

مدعي عام التمييز السابق القاضي سعيد ميرزا.

النائب السابق عن "الحزب التقدمي الاشتراكي" مروان حمادة الذي تعرض في نهاية 2004 لمحاولة اغتيال سورية نفذها عناصر من "حزب الله".

- المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي.

- رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي تعرض العام الماضي لمحاولة قنص داخل مقره في معراب.

- النائب والوزير السابق بطرس حرب الذي تعرض هو الآخر لمحاولة اغتيال بواسطة عنصر من "حزب الله" في مصعد مكتبه العام الماضي.

- رئيس الوزراء السابق سعد الحريري اللاجئ الى باريس منذ اكثر من سنة هربا من الاغتيال.

- نجل زعيم "حزب الكتائب اللبنانية" سامي الجميل, الموجه لخلافة والده في قيادة الحزب.

واوردت لائحة الاغتيالات اشارة واضحة الى جنرالين لبنانيين مرشحين لخلافة العماد قهوجي في قيادة الجيش على غرار اغتيال اللواء فرانسوا الحاج الذي كان مرشحا لخلافة ميشال سليمان في قيادة الجيش.

واعرب الديبلوماسي الخليجي عن اعتقاد مسؤولين خليجيين كبار, اطلعوا على تلك اللائحة الجديدة - القديمة, المطلوب اعادة تفعيلها على ابواب الانتخابات البرلمانية اللبنانية بعد اشهر, والانتخابات الرئاسية العام المقبل, إضافة إلى إحالة قائد الجيش على التقاعد هذا العام, وكذلك عشية الاجتماعين الدولي والعربي على امكانية سقوط نظام بشار الاسد خلال فترة وجيزة, وتسلم اعداء "حزب الله" وايران في سورية الحكم, وعلى امكانية اقدام اسرائيل والولايات المتحدة على تدمير البرنامجين النووي والصاروخي الايرانيين فوق رؤوس ملالي النظام, بحيث تتسلم المعارضة الداخلية حكم البلاد, عن اعتقادهم "ان حزب الله الذي اخرج ارهابيته الى العلن منذ 8 مايو 2008 عندما اجتاح السنة في بيروت والدروز في الجبل, أخذ على عاتقه تنفيذ اغتيال هؤلاء القادة الثلاثة عشرة كما فعل في السابق, خصوصا وانه لم يعد يسأل عن اي محاسبة في ظل حكومة نجيب ميقاتي التي تغطي كل جرائمه, وبعدما انهالت الاتهامات الدولية عليه في اميركا اللاتينية واوروبا بالقيام بعمليات قتل جماعية ارهابية كان اخرها في بلغاريا العام الماضي".

 

نوّاب "المستقبل" لـ"NOW": محاولات للإيقاع بين السنّة والجيش

كرّت سبحة ظاهرة قطع الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية تضامناً مع الجيش اللبناني عقب حادثة عرسال التي سقط فيها شهيدان من الجيش اللبناني. في هذا الإطار استطلع موقع "NOW" آراء عدد من نواب "كتلة المستقبل" الذين أجمعوا على أن قطع الطرقات "لا يفيد الجيش ولا وحدة لبنان"، ورأوا أن هناك من يحاول "التفريق" بين الطائفة السنّية والجيش والإيقاع بينهما.

في هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" مصطفى علوش إلى "NOW" إنّ ظاهرة قطع الطرقات، عقب حادثة عرسال، تعبيراً عن الدعم والتضامن مع الجيش هي "محاولة للإيحاء أنّ هناك بعض المجموعات في لبنان مع الجيش وأخرى ضدّ الجيش"، مؤكّداً أنّه "لا يفيد الجيش ولا وحدة لبنان أن نُطيّف أو أن نجعل الجيش لفئة واحدة دون أخرى"، إذ إنّ "عناصر الجيش الذين استشهدوا ليسوا من فئة واحدة"، فضلاً عن أنّ "مواقف كلّ السياسيين كانت واضحة في التأكيد على حماية المؤسسات، والمطالبة بالتحقيق الشفاف لحماية المؤسسة قبل كلّ شيء".

وردّاً على سؤال حول ما إذا كان هذا "التطييف" يستهدف الطائفة السنّية، أجاب علوش: "هناك محاولة للإستغلال بهذا الشكل"، مشيراً إلى وجود "أخطاء كثيرة قام بها بعض العناصر في المؤسسة العسكرية، وباتت موضع استغلال من المغرضين الذين يعتدون على الجيش ويتسببون بحوادث، ومن بعض السياسيين الذين يقومون بتحوير الأمور بكل الإتجاهات البعيدة كل البعد عن الحقيقة".

وعن المواقف التي تناولت ضلوع "حزب الله" بالحادثة، أوضح علوش أنّ "لا معطيات مادية بهذا الخصوص"ن جون أن ينفي إمكانية أن يكون للحزب علاقة بما حصل، "وقد يستفيد من هذه الحادثة"، مضيفا: "لكن أنا كمواطن أريد الأدلة الموثّقة"، إلاّ أنّه أشار إلى أنّ الحزب "استفاد مما حصل على المستوى العام، فهذا يتوافق مع الموقف السوري الذي يدعمه، والذي يقول إن هذه المنطقة المؤيدة للثورة السورية فيها خارجون عن القانون وإرهابيون و"قاعدة" وتكفيريون"، الأمر الذي رآه علوش يصبّ في مصلحة ما يُقال حول إنّ "سلاح حزب الله هو سلاح منظّم ويتعاون مع الدولة، بينما السلاح الآخر الموجود هو سلاح غير منظّم". وأردف: "إنّها محاولة يائسة للإستفادة من الوضع الشاذ لدعم وجوده في لبنان". وتعقيباً على موقف إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير حول حادثة عرسال، الذي اعتبر أنّها "تُستغل لكسر الثورة السورية، من خلال كسر إرادة أهل عرسال"، قال علوش: "قضية الثورة السورية وارتباطها بالوضع الحالي شيء مؤكد، أما هذا التحليل مبني على قناعات الشيخ الأسير". 

إلى ذلك وصف النائب عمار حوري ظاهرة قطع الطرقات على خلفية حادثة عرسال بالـ"فلكلور"، وأضاف في حديثٍ لـ"NOW": "لا أتصور أن هذه هي الطريقة الصحيحة لدعم الجيش، فدعم المؤسسة العسكرية لا يكون من خلال قطع الطرقات على المواطنين". وتابع حوري: "سمعنا بيان قيادة الجيش الذي يطالب المواطنين بعدم قطع الطرق، وعلى المواطنين الالتزام به".

من جهته، رأى عضو الكتلة نفسها النائب عاطف مجدلاني أن قطع الطرقات "لا يفيد الجيش بل تضرّه"، واصفاً إياها بـ"حركات ولدنة". وأكّد مجدلاني لـ"NOW" أن دعم قوى 14 آذار للمؤسسة العسكرية "ثابت ودائم"، وأضاف: "نحن نراهن على العبور إلى الدولة القادرة والمتماسكة التي يكون الجيش عمودها الفقري، ولا أحد ضد الجيش"، مشدداً على ضرورة "معاقبة المجرمين والذين قتلوا الشهيدين بشعلاني وزهرمان". 

وبشأن الكلام عن تورط "حزب الله" في حادثة عرسال، دعا مجدلاني لترك الأمر للقضاء، "لأننا لسنا ممن يتكلون على الكلام وعلى الروايات التي تنقل".

ورأى مجدلاني أن "هناك من يحاول زرع الشقاق بين مجموعة من اللبنانيين والجيش اللبناني"، مؤكداً في مقابل ذلك أن "هذا الموضوع بعيد المنال، لأن الطائفة السنّية الكريمة هي امتداد للجيش"، وتابع: "نحن نرى كيف أن هذه الطائفة أعطت الشهداء وكانت السند للجيش، خاصة في معركة مخيم نهر البارد، وهي كانت البيئة الحاضنة وكانت داعمة أساسية للجيش في معركته".

ورداً على سؤالٍ حول دور التطرف السنّي في الأزمة الراهنة، رأى مجدلاني أن "هناك مناخاً في لبنان لنمو التطرف"، وذلك بسبب "غياب الدولة والأمن وغياب المرجعية"، عازياً الأمر إلى "وجود دويلات، ودويلة حزب الله، التي تضعف الدولة وتسمح بنمو الفطريات".

 

نعيم قاسم: الاتهامات لـ «حزب الله» نتاج «المطبخ» الأميركي - الإسرائيلي

بيروت - «الراي»

لا يزال اتهام بلغاريا «حزب الله» بالوقوف وراء التفجير الإرهابي الذي وقع في 18 يوليو الماضي في بورغاس وأدى إلى مقتل خمسة سياح إسرائيليين ومواطن بلغاري يلقي بثقله على المشهد اللبناني.

ورغم تراجُع حظوظ بلوغ إجماع هو «شرْطي» لإدراج الاتحاد الاوروبي «حزب الله» على لائحة الارهاب الاوروبي، كما تطالب واشنطن واسرائيل، فان الاتهام البلغاري لا يزال يفعل فعله على المستوى اللبناني مع تحوّله ورقة في يد خصوم «حزب الله» المحليين، اي قوى 14 آذار، لـ«إطلاق النار» السياسي عليه، وسط معلومات عن ان مسارعة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى إبداء استعداد بيروت «للتعاون مع الدولة البلغارية لجلاء ملابسات هذا الأمر إحقاقاً للحق وصوناً للعدالة» أثارت استياء الحزب الذي عاد وخرج غامزاً من قناة اسرائيل والولايات المتحدة في هذا الاتهام، وهو ما سيبلوره اكثر في 16 الجاري السيد حسن نصر الله، في مقابل وضع اوساط اخرى موقف ميقاتي في اطار «سحب ذريعة» من امام الذين «يكمنون» لحكومته وتالياً مخاطبة المجتمع الدولي بـ«لغته»، وهو الامر الذي يتفهّمه «حزب الله» وسبق ان غضّ النظر عنه في محطات عدة ابرزها تمويل المحكمة الدولية التي تتهمه باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وفيما راحت دوائر مراقبة تتحدث عن المحاذير التي تاخذها فرنسا والمانيا خصوصاً بالاعتبار في تعاطيهما مع ادراج «حزب الله» على لائحة الارهاب والتي تراعي في جانب اساسي منها وجود كتيبتين لهما عاملتين في قوة «اليونيفيل» في جنوب لبنان اي ضمن «بيئة» حزب الله، من دون اغفال ان الانخراط الفرنسي في مالي بوجه الجماعات الاسلامية المسلحة لا يسمح لها بفتح «جبهة» جديدة وإن ديبلوماسياً وسياسياً يمكن ان تستدرج لها «اعداء» اضافيين بما يهدّد مصالح حيوية لها في لبنان والمنطقة، برز اعلان القائم بأعمال السفارة البلغارية في بيروت بلامن تزولوف ان «لبنان سيتسلم في غضون الايام القليلة المقبلة، عبر القنوات الديبلوماسية، من الجانب البلغاري ملفا مفصلا بشأن ما توصلت اليه التحقيقات في تفجير حافلة الركاب في مطار مدينة بورغاس البلغارية واتهام عنصرين من حزب الله بالضلوع فيه». واضاف ان «لبنان سيتبلغ هوية المتهمين عندما يصل الملف من الجانب البلغاري والذي يتضمن ايضا ما هو المطلوب من لبنان للمساعدة في هذه القضية. وبناء على ذلك سترى السلطات اللبنانية المسؤولة ماهو مناسب وكيف ستتعاون من اجل اتمام التحقيق بغية الوصول الى نتيجة نهائية حول هوية المتورطين والمنفذين وكيفية تنفيذ الجريمة». ولفت الى ان «التحقيقات لم تصل بعد الى نهايتها»، مضيفا ان «وزير الداخلية البلغاري استند في مؤتمره الصحافي مطلع الاسبوع، الى ما اطلع عليه من المجلس الاستشاري للامن القومي من افترضات مبررة، بضلوع اشخاص قد يكونون من حزب الله». الى ذلك، قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في تصريح صحافي رداً على سؤال حول الاتهامات المتنقلة المتتالية ضد الحزب «إنها نتاج المطبخ الأميركي الإسرائيلي». واذ فضل قاسم عدم التعليق مباشرة على الحملة الاميركية الاسرائيلية التي تطل من النافذة البلغارية لإدراج «حزب الله» على لائحة الارهاب في اوروبا، وذلك التزاماً بقرار حزبي يحدد خريطة التعاطي مع هذه المسألة، قال: «أياً كانت الحملات، ومهما كان رأيهم فينا، فذلك لن يغير في الواقع شيئاً، ولطالما ارسلوا لنا (الاميركيون) بأساليب مختلفة وعبر وسطاء انهم يريدون الجلوس معنا، وكنا نقول لهم عبر الوسطاء: «الصور لا تنفع، غيّروا عقليتكم، واعترفوا بحقوق الشعوب المشروعة». ورداً على سؤال آخر قال: «الكل يعلم ان هناك اشادة دولية بالاستقرار الحالي في لبنان، والمسؤولون الاوروبيون يعترفون ان السبب الاساس هو موقف «حزب الله»، مع وجود قدرة لديه بان يغّير بعض المعادلات الداخلية بقوة السلاح لكنه لا يريد ذلك. كما ان هناك تصريحات علنية من فرنسا وغيرها تبدي الحرص الشديد على علاقات جيّدة مع الحزب».

 

حملة حزب الله على المرجع فضل الله تتجدد كما كان الحال مع المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله

الشراع/  تجددت الحملة التي يشنها حزب الله ضد المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله من خلال سلسلة من الاجراءات التي يقوم بها حزبيون للتضييق على مؤسسات المرجع الكبير الراحل، ومن خلال عمليات ((تجريح)) و((شتائم)) وحتى ((تكفير)) تطلق ضده بسبب مواقفه. وسجل في هذا الصدد كلام غير معهود في الادبيات الشيعية ضد المرجع الراحل في مجلة ((شعائر)) التابعة للحزب، وتتناول افكاره وفتاويه. الامر الذي دفع بأحد العلماء للقول: ألم يكفهم ما ارتكبوه بحقه من مظالم خلال حياته، حتى يعيدوا الكرة في رحيله. مضيفاً ان هذه الحملات على الراحل الكبير تأكيد جديد لمشكلة الصغار الذين لا يجدون وسيلة للبروز الا التطاول على الكبار.

  

"إبراء" ذمّة مارون

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

 التطوّرات العاصفة حول لبنان، وفيه، منذ عاميْن وإلى مدى غير منظور، تفرض على المسيحيّين، والموارنة تحديداً، رفع سقف الوعي السياسي التاريخي، والإرتقاء من "جهادهم الأصغر" في شؤون الحصص الإنتخابيّة وحالة الخَدَر العقلي الناتج من الخوف والتخويف، إلى "جهادهم الأكبر" في تجديد رسالتهم العريقة وتفعيلها، كي يبقى لهم حضورهم الخلاّق في الولادات السياسيّة، وتحوّلات محيطهم وبيئتهم.

لا يحقّ لأهل الرسالة الحضاريّة أن يحتفلوا بعيد شفيعهم هذا العام، كفولكلور سنوي يقتصر على القداديس وبروتوكولات التهنئة واللقاءات. فيعجّ 9 شباط بالنشاطات، ويستعيدون في اليوم التالي رتابة دورانهم على أنفسهم، والتهافت على اقتناص الفرص لتسجيل نقطة سياسيّة هنا، أو قطف صوت إنتخابي هناك. الأداء الذي قدّمه بعض أعيان الموارنة، في الأسابيع الأخيرة، لم يكن مثاراً للإعتزاز، بل كَشَفَ تسابقهم إلى الكسب السياسي السريع، مرّةً بالرهان على فريق أو آخر، ومرّةً تحت هاجس المناصفة كلعبة أرقام جافّة وخاوية. وكأنّهم ينزلقون بدون إدراك إلى إثارة نزاعات لم تكن سابقاً، بين 13 مذهباً مسيحيّاً، وإقفال الباب على تاريخهم في تطوير العلاقات وتفعيلها بين الأطياف والطوائف، وإفساد خميرهم في إنضاج الحداثة.  أخطر ما يرتكبه هؤلاء هو تحويل المسيحيّين إلى رقم حسابي في دفتر الحياة السياسيّة، وفي مصير لبنان والشرق.

والأشدّ خطورة هو الإنحدار بخطابهم من زمن كبارهم وعقلائهم إلى غفلة صغارهم ومهووسيهم.  من صناعة الحضارة ونشر القيَم إلى لوثة "إصلاح " الطرق بقطعها، و"تغيير" الزفت بإحراقه! إنّهما إصلاح قطْع وتغيير زفت. فيروس ممتنع عن الشفاء. الأسوأ في حالة الموارنة الراهنة هو العَوَر الذي أصاب بعضهم:

يَرَون الصراع ضدّ نظام سفّاح في سوريّا "إرهاباً"، وتفجير حافلة سيّاح في بلغاريا "مقاومة".

يعتبرون إسلام "حزب الله" محيياً، وإسلام "المستقبل" قاتلاً.

عندهم أنّ سامر حنّا "مرحوم" قَتَلَه "مقاومون" خطأً، وبيار بشعلاني شهيد قتله " تكفيريّون" عمداً.

وأنّ قتيليْن من لاسا شهيدان، وشيخيْن في عكّار قتيلان.

وأنّ ما صرفته حكومة السنيورة سرقةٌ "إبراؤها مستحيل"، وما يهدره وينهبه وزراؤهم وحلفاؤهم "مال نظيف" يجب أن نطوّبهم عليه قدّيسين.

وأنّ عمليّات القتل الجماعي التي يرتكبها نظامهم "الديمقراطي" دفاع عن النفس، بينما دفاع الشعب السوري عن نفسه "أعمال إرهابيّة".

وأنّ الحجّ إلى بْراد النظام عودة إلى الجذور وتقوى، فيما الإنفتاح على البيئة العربيّة والإسلاميّة الأوسع  ردّة محرّمة وكفر.

 أخذوا من الإرشاديْن الرسوليّين "لا إله"، وأهملوا "إلاّ الله": تحالفوا مع أقليّات واستعْدوا الأكثريّة. صنّفوا أنفسهم مع الأقوى بالسلاح في وجه الأقوى بكلّ الموازين الأخرى، وأهمّها الجغرافيا والديمغرافيا.

هذه الشيزوفرانيا في الجسم المسيحي، منذ 6 شباط 2006، هي التي يجب وضعها على مشرحة العلاج، في ذكرى مار مارون. لئلاّ تتمدّد 6 شباط على 9 شباط، وتخنقها!

ذات مقال قبل سنوات، كتبت أنّ على القيادات المسيحيّة الذكيّة والواعية (المارونيّة تحديداً)، أن تلتزم قاعدة ثلاثيّة في التعامل مع المسلمين: لا تخوين للسنّة، لا تخيير للشيعة، لا تخويف للدروز.

فليس للمسيحيّين أيّ مصلحة في التحالف مع طائفة ضدّ أخرى، كما فعلت "ورقة 6 شباط"، وقد رأينا وعشنا آثارها السلبيّة، من الإعتصام وانقلاب الدواليب إلى حرب تمّوز و7 أيّار وقمصان الحكومة والإغتيالات ومحاولات الإغتيال.. إلى تقديس سلاح "حزب الله"  "البريء" من دم المدنيّين والعسكريّين!

خير ما يفعله الموارنة اليوم، وهم يستلهمون رسالة شفيعهم، أن يوقفوا هذا الإنحراف عنها.

فليس مستحيلاً "إبراء" ذمّة القدّيس مارون من شذوذ بعض أتباعه الأبالسة... وشعوذتهم.

 

الإفراج عن المخطوف دياب بعد دفع 17 ألف دولار

الجيش نفّذ مداهمات و"المعلومات" رصدت مكالمات ووَجَدَت سيّارة الخاطفين في بعلبك

لبنان الآن/أفاد مصدر مطلع موقع "NOW" أنّ خاطفي المواطن أحمد دياب، المعروف أيضًا بإسم أبو حسن، أفرجوا عنه اليوم في حي الشروانة في بعلبك، بعد أن كانت وحدة من الجيش اللبناني قد نفذّت مداهمات صباحًا لإعتقداها أنّ المخطوف موجود في الحي. وفي سياق متّصل، كشف المصدر أنّ عناصر "شعبة المعلومات" وجدوا في محيط بعلبك السيّارة التي كان يستخدمها الخاطفون لنقل أبو حسن من منطقة إلى أخرى، فضلاً عن أنّ الشعبة رصدت مكالمات من منطقة حي الشروانة الأمر الذي ساعدها في الضغط على الخاطفين من أجل الإفراج عن دياب. وقد عُلم أيضًا أنّ أهل المخطوف دياب كانوا قد دفعوا فدية بقيمة 17 ألف دولار أميركي للخاطفين مقابل الإفراج عنه.

 

بداية مخرج لمأزق عرسال لا يُحرج الجيش ويُطمْئن الأهالي

 | بيروت - «الراي» /تراجعت في بيروت الاهتمامات بالبحث عن قانون انتخاب جديد، لا بد منه قبل التاسع من الشهر المقبل، مع تقدم هموم ملفات اخرى اكثر اثارة الى صدارة المشهد السياسي - الامني في البلاد، كما هو الحال بالنسبة الى محاولات سكب مياه باردة على «ازمة عرسال» التي انفجرت قبل نحو اسبوع، والانتظار المشوب بالحذر لتداعيات اتهام بلغاريا لـ «حزب الله» بالتورط في تفجير حافلة السياح الاسرائيليين في بورغاس في 18 يوليو الماضي. وتوحي هذه الملفات الصاخبة وارتداداتها السياسية وفي الشارع بان لبنان المرشح لمزيد من مظاهر الاضطراب قد يعجز عن تأمين المناخات الملائمة لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها (يونيو المقبل)، اولاً لان المعطيات الراهنة لا تؤشر الى امكان توافق القوى السياسية على قانون انتخاب «يرضي الجميع»، وثانياً لان الازمات المتوالية على وهج «الحرب» في سورية قد تصعب السيطرة عليها في ظل غياب اي «شبكة امان» اقليمية دولية. ومن الان وحتى نهاية «فترة السماح» للتوصل الى قانون انتخاب (9 مارس المقبل) سيعبر لبنان في محطات عدة من شأنها ابراز الخيط الابيض من الاسود في مجموعة من الملفات الضاغطة في البلاد، فبالاضافة الى الجهود الجارية لاخراج الجيش وعرسال من مأزق الوقوف وجهاً لوجه بعد الاحداث التي شهدتها البلدة قبل اسبوع، ستطل «14 آذار» في مشهد جامع في الذكرى الثامنة لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري يوم الخميس المقبل، وسيطل الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في 16 الجاري في الذكرى الخامسة لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية.

وقبل خمسة أيام من موعد الذكرى الثامنة لاغتيال الرئيس الحريري، تكثّفت الاتصالات بين مكوّنات قوى 14 آذار في محاولة لرأب الصدع، وذلك بعد التباينات التي ارتسمت بقوة على خلفية ملف قانون الانتخاب وذهاب الاحزاب المسيحية في 14 آذار الى خيار «الحد الاقصى» اي تبني مشروع اللقاء الارثوذكسي (ينتخب بموجبه كل مذهب نوابه) في تطوّرٍ اعتبرته اوساط مراقبة في اطار مزدوج: الاول انه شكّل رسالة «امتعاض» من سلوك تيار «المستقبل» وعدم مماشاته هذه الاحزاب جدياً في مشروع الدوائر الخمسين الذي تقدّمت به وهجوم الى الامام لقطع الطريق على ايّ محاولات لإبقاء قانون الستين الحالي وإن معدّلاً على انه «الخرطوشة الاخيرة». والاطار الثاني هو الانخراط في لعبة المزايدة داخل الساحة المسيحية التي لم تشأ أحزاب 14 آذار تركها للعماد ميشال عون، فاذا بها تنتقل الى «تحت رايته» بعدما احرجها بحمل «الارثوذكسي» الذي كانت «القوات اللبنانية» اول مَن طرحه «مناوراتياً» ثم تخلّت عنه لمصلحة الدوائر الصغرى قبل ان يعود «الجنرال» ليقود «هجوماً مرتداً» به متسلحاً بموافقة حليفيه الشيعيين.

وفي غمرة «الأضرار» التي أصابت صورة 14 آذار و«فكرتها» العابرة للطوائف من خلال ما أفرزه «الارثوذكسي» والذي ظهّره زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري في اطلالته التلفزيونية الاخيرة على انه «شيء كبير» حصل، اندفعت قوى «ثورة الارز» الى عملية الحدّ من الخسائر ووقف استنزافها في عناوين بعيدة عن الهمّ الوطني بمفهومه الاستراتيجي، حيث سُجل ليل الخميس اتصال بين الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع تبادلا خلاله مجموعة أفكار في سبيل توحيد الرؤية بين الحلفاء توصلاً إلى مشروع مشترك لقانون الانتخابات النيابية. كذلك بحثا في سبل إعادة تثبيت تحالف قوى 14 آذار بعد التباينات التي ظهرت في أعقاب تبني فكرة «الأرثوذكسي» ورد فعل «المستقبل» وبعض الشخصيات المستقلة في 14 آذار. وجاء هذا الاتصال بعد زيارة لوفد من «المستقبل» لجعجع أعقبها لقاء بين الاخير ومدير مكتب زعيم «المستقبل» نادر الحريري تخللته مكاشفة و«غسل قلوب» وأعاد رئيس «القوات» خلاله التذكير بالثوابت الوطنية التي تجمع بين مكونات 14 آذار مكرراً ما سبق ان قاله من ان «فؤاد السنيورة السني يمثّل سمير جعجع الماروني أكثر مما يفعل ميشال عون الماروني»، رافضاً التشكيك في صلابة هذا التحالف ومرتكزاته القائمة على رؤية واحدة للبنان والمخاطر التي تواجهه وسبل التصدي لها.

في موازاة ذلك، واصل الجيش اللبناني اجراءاته في محيط بلدة عرسال وسط تطور لافت تمثل في إقامته نقطة غير ثابتة وسط البلدة، من دون ان يقوم بأي اعمال تفتيش بحثاً عن المطلوبين في عملية قتل صابط ورتيب وجرح سبعة عسكريين قبل ثمانية ايام. وسُجل امس تكليف النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر متابعة ملف احداث عرسال الاخير، الامر الذي اعتُبر بمثابة بداية احتواء قضائية لهذه القضية التي اتخذت ابعاداً سياسية وطائفية ومذهبية تداخلت فيها عناصر الاشتباك الداخلي حول عناوين لبنانية واخرى ذات صلة بالازمة السورية.

وجاء هذا التطور بعد مخاوف من ان استمرار المرواحة «على مشارف» عرسال من دون توقيف المطلوبين يعني بلوغ مأزق نتيجة عدم قدرة الجيش على التراجع عن «خطوطه الحمر» وإلا ضُربت هيبته وعدم رغبة اهالي عرسال في التسليم بان «البلدة متهَمة» وامكان تحويل هذا الملف ستاراً لـ طكسر شوكتها» نظراً الى موقفها المؤيد للثورة السورية. ومن خلف غبار هذه الملفات، قام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر امس بزيارة راعوية لطرابلس حيث ترأس قداسا في مناسبة عيد القديس مارون في الكنيسة التي تحمل اسمه في المدينة. وكان البطريرك يريد لهذه الزيارة ان تكون أوسع ليلتقي ممثلي كل أبناء طرابلس، إلا أن وجود مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار خارج لبنان نتيجة تهديدات امنية له حال دون ذلك. وترافقت الزيارة مع مخاوف من ارباكات امنية نتيجة المناخ العام المشحون في البلاد وبفعل تذكير بعض القادة في حركات اسلامية بمواقف للبطريرك من الازمة السورية اعتُبرت تأييداً للنظام في حينه. علماً ان تقارير اشارت الى رفع تلك الحركات بعض اللافتات التي عارضت زيارة الراعي.

 

السفارة اللبنانية في طرابلس: مَنْ يدخل إيران يُـمنع من دخول ليبيا

بيروت - «الراي»:أفادت السفارة اللبنانية في ليبيا وزارة الخارجية والمغتربين ان «السلطات المختصة في المطار تمنع اي أجنبي أو عربي من دخول اراضيها اذا تبين لها أن المسافر حامل جواز السفر سبق ان دخل إيران بموجب تأشيرة دخول مثبتة على صفحة من الجواز».  وبحسب السفارة اللبنانية، فان هذا الاجراء يشمل اي لبناني تنطبق عليه ظروف المنع، وان حالات مشابهة حصلت مع عدد منهم لدى محاولتهم دخول ليبيا.

 

مناصرو "حزب الله" بالسويد أحد أسباب التردد الأوروبي

لبنان الآن/ثلاثة رجال من أصلٍ لبناني يحملون جوازات سفر غربية سافروا من بيروت الى وارسو، في بولندا، ومن ثمّ استقلّوا القطار الى صوفيا، في بلغاريا. في 18 تموز 2012، قام أحدهم وهو يحمل حقيبة ظهر مليئة بالمتفجرات، بتفجير باص في منتجع بلغاري على البحر الأسود، ممّا أدى الى مقتل خمسة سواح إسرائيليين والسائق البلغاري. أما رفيقاه فهربا الى رومانيا، واستقلاّ طائرة الى تركيا، ومن ثم عادا الى لبنان. ثلاثتهم كانوا أعضاء في "حزب الله". تلك كانت الرواية التي أخبرها وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفيتانوف للصحافيين عن تفجير بورغاس بعد الكشف عن التحقيق، الذي استمر ستة أشهر، قبل ثلاثة أيام. ونتيجة التحقيق هذه أثارت احتمال وضع الاتحاد الأوروبي لـ"حزب الله" على لائحة المنظمات الإرهابية. غير أنّ بلدان الاتحاد الأوروبي ليست كلّها مقتنعة بأنّ "حزب الله" يشكّل تهديداً إرهابياً بالفعل، على الرغم من وجود أدلة.

وقام تسفيتانوف بتصريح مفصّل حول الأدلة التي جمعها المدّعون خلال التحقيق. فقد أشار الى أنّ القنبلة التي كان يحملها منفّذ العملية الذي قضى [في الحادث] تمّ تفجيرها عن بعد، ممّا يُثبت أنّها لم تكن عملية انتحارية. ووجدت السلطات البلغارية كذلك رخصة لسائق مزوّرة وبطاقة أمن اجتماعي في بلدة تسار كالويان، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود المشتركة مع رومانيا. هذا الدليل كان يحمل  الحمض النووي DNA للمفجّر الميت. ووفقاً لتسفتانوف يحمل الهاربان جوازات سفر كندية وأوسترالية، ولكنّهما عاشا في لبنان منذ عام 2006 و 2010 على التوالي.

"لدينا معلومات أنّه على الأقل اثنان منهم أعضاء من "حزب الله"، بمن فيهم منفّذ الهجوم"، قال تسفتانوف. وأضاف "لقد حُدّدت هوية الشخصين، ويمكن أن نستنتج أنّهما ينتميان للجناح العسكري في "حزب الله".

مع ذلك، لا يزال لدى بروكسل شكوك. وقالت كاثرين آشتون، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد

الأوروبي إنّ القضية بحاجة الى المزيد من التفكير. "سوف تناقش الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الرد المناسب بالاستناد الى كافة العناصر التي تمّ تحديدها"، قالت.

فقد ذكر مسؤول مناهضة الإرهاب الأعلى في الاتحاد الأوروبي، جيل دو كيرشوف، أنّ قرار وضع منظمة ما على لائحة الإرهاب ليس قراراً فورياً، بل سياسياً. "بالنسبة لـ "حزب الله"، قد تتساءل، نظراً للوضع في لبنان- وهو وضع هش جداً، والبلد مقسم جداً- هل وضعه على لائحة الإرهاب سوف يساعدكم في تحقيق ما تصبون إليه؟" قال. "لا يوجد تصنيف فوري، فقط لأنّه كان وراء اعتداء إرهابي. لا يجب أن تأخذ في الحسبان الشرط القانوني فحسب، بل كذلك التقييم السياسي للسياق والتوقيت".

يبدو أنّ لا إجماع بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول هذه المسألة.

بنيامين وينثال، الذي يعمل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والذي كان يتابع التحقيق في بلغاريا، قال لـ NOW من صوفيا إنّ عدة بلدان قوية في الاتحاد الأوروبي متردّدة بشأن تصنيف "حزب الله" كمنظمة إرهابية، رغم وجود دليل. "من الواضح أنّ هذه هي اللحظة المناسبة للقيام بذلك. ثمة دليل قام التحقيق البلغاري بكشفه، و"حزب الله" اليوم ضعيف بسبب تدهور الوضع في سوريا"، قال. "ولكن من الصعب الحصول على إجماع بين الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. معظم الدبلوماسيين الذين تحدّثت إليهم شكّكوا بذلك. ثمة العديد من المصالح المتضاربة حول وضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب أو لا".

ومن بين الدول الأكثر تردّداً فرنسا. إذ أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند أنّ بلده سوف يدرس الأدلة التي جمعها المحققون البلغار قبل اتخاذ أي قرار. "يتصرّف الفرنسيون بحذر بسبب العلاقات الدبلوماسية الفرنسية- اللبنانية. هم يخشون من أن تصنيفهم "حزب الله"، صاحب اليد الطولى في لبنان، كمنظمة إرهابية يمكن أن يمنعهم من العمل مع الحكومة اللبنانية"، قال وينثال.

ألمانيا كذلك حذرة. فلديها جالية كبيرة من داعمي "حزب الله" التي ازدادت بشكلٍ كبير خلال العقد الماضي. وورد في وسائل الإعلام الألمانية عام 2007 أنّ 900 ناشطٍ في "حزب الله" كانوا في البلد وهم يلتقون دورياً في 30 مركزا ثقافيا ومسجداً. وهؤلاء الناشطون دعموا "حزب الله" في لبنان مالياً من خلال منظمات جمع الأموال، مثل الجمعية اللبنانية لمشروع "كفالة اليتيم"،  وقد

 تحمّلت الحكومة الألمانية هذا الوجود ونشاطات جمع الأموال مقابل الحفاظ على الهدوء"، قال وينثال.

السويد أيضاً لديها جالية كبيرة من مناصري "حزب الله" ولم تحسم أمرها في هذه القضية. والعديد من التجمعات التي نظمّها داعمو الحزب شهدت إقبالاً كبيراً عليها في البلد، وحظيت بدعم المعارضة السويدية.

بالإضافة الى أنّه في العام الماضي، تمّ اعتقال رجلين لبنانيين- سويديين في حادثين منفصلين لمحاولتهما التخطيط لاعتداءات على إسرائيليين في بانكوك وقبرص.

وقام "حزب الله" بجمع الأموال في دول أخرى من الاتحاد الأوروبي مثل الدانمارك.

وثمة أصوات في بلغاريا تعارض وضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب. وقد حذّر بعض قادة المقاومة الوطنية الحكومة من أنّها "تلعب" لعبة خطرة" مع الحزب.

"من الواضح أنّ هناك الكثير من التوتّر بين البلدان الأوروبية. كما أنّ عدة بلدان بينها ترى الاعتداء في بورغاس شأنا إسرائيلياٍ، رغم أنّ هذا حدث على أرض أوروبية وأودى بحياة مواطن من الاتحاد الأوروبي، هو بلغاري مسلم"، قال وينثال لـ NOW.

 

السفير: قاسم لـ«السفير: «حزب الله هو الأساس في الاستقرار «عبوة بورغاس: قلق أوروبي من «لبنان الهش

كتبت السفير : لم يتبلغ لبنان رسمياً أيّ ملف رسمي من السلطات البلغارية بشأن قضية تفجير حافلة الركاب الإسرائيليين في بورغاس في بلغاريا في الثامن عشر من تموز الماضي، في ظل استمرار انقسام الاتحاد الأوروبي وارتباكه في التعامل مع الاتهام البلغاري ـ الأميركي ـ الإسرائيلي لـ«حزب الله بالتورط في التفجير والتلويح بالتالي بإدراجه على «لائحة الارهابفي هذا الوقت، يستمر «حزب الله في اعتماد سياسة التحفظ حيال الأمر، وإن كان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم يؤكد ان كل الاتهامات التي تطال الحزب هي نتاج المطبخ الاميركي الاسرائيلي. إلا أن الردّ المفصل عليها قد يأتي في الخطاب الذي سيلقيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في الاحتفال الذي يقيمه «حزب الله في 16 شباط الحالي لمناسبة ذكرى «الشهداء القادة السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والشهيد عماد مغنية.  وأما لبنان الرسمي، فهو ينتظر ما سيرده من بلغاريا، تحت سقف وضعه رئيس الجمهورية ميشال سليمان يقوم على التعاون والدراسة المعمقة والتدقيق في كل عناصرالاتهام.وقال وزير الخارجية عدنان منصور لـ«السفير: «حتى الآن لم نتلق أي شيء رسمي من بلغاريا، علماً أننا نتوقع أن يردنا شيء ما في أي وقتوأشار منصور الى انه تلقى اثناء وجوده في القاهرة قبل ايام اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف بعد التصريح الصادر عن وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفيتانوف حول «حزب الله وتفجير حافلة الركاب. وقال منصور: «بناء على ما دار في الاتصال مع نظيري البلغاري، نحن ننتظر منهم رسالة، وفي ضوء الحيثيات التي سترد فيها سنبني على الشيء مقتضاه

في هذا الوقت، نفى رئيس وزراء بلغاريا بواكو بوريسوف الأنباء التي تتحدث عن مطالبة بلاده الدول الاوروبية بوضع «حزب الله على قائمة الارهاب الخاصة بالاتحاد الاوروبي.

وقال بوريسوف لـمراسل «السفير في بروكسل وسيم ابراهيم: «لم تطرح هذه المسألة على الاطلاق، مضيفاً «لدينا اتصالات ممتازة ونعمل جيداً مع الحكومة اللبنانية. كل الذين اشتركوا في هذا العمل البربري عليهم تحمل مسؤولياتهم، وبلغاريا لم يسبق أن تعرضت لاعتداء كهذا، لكنَّ هناك أناساً أبرياء قتلوا في اعتداء على أراضيها، ونريد ايجاد المسؤولين عن ذلك

وتابع: «أتوقع من الحكومة اللبنانية أن تقدم مساهمة كبيرة وأن تساعدنا، وكذلك بالنسبة للحكومتين الكندية والاسترالية

في هذه الأثناء، ابلغ مسؤول امني أوروبي معني بملف مكافحة الإرهاب مجموعة من الصحافيين في بروكسل، «ان تفجير حافلة بورغاس سيعرض على اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في 18 الجاري ثمّ على اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين في 7 آذار المقبل وأشار إلى «أن المسار القضائي ما يزال في بدايته ومن المبكر الحديث عن إدراج «حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية

وأوضح «أن علامة استفهام كبيرة ما تزال موضوعة أمام إدراج الجناح العسكري لـ«حزب الله على اللائحة، وخصوصاً أن لبنان بلد هشّ يعيش على مقربة من «قنبلةسورية متفجرة، فهل من الملائم وضع «حزب الله على اللائحة في هذا الظرف الذي يمرّ به لبنان؟ هل الأمر جيد أم لا؟ يبدو لي أن الوضع اللبناني معقد وهش وخصوصا مع توافد آلاف النازحين اليه واستمرار الأزمة السورية وتداعياتها

الموقف الرسمي اللبناني: التدقيق

في هذا الوقت، قال مصدر وزاري لبناني لـ«السفير إن لبنان «لا يمكنه اتهام بلغاريا بالكذب لأنه دولة، وبالتالي القضية ليست التعاون المطلق من دون الوقوف على حقائق الامور، انما سندقق بما لديهم في ملف القضية

وتوقف المصدر الوزاري عند ما صدر عن السلطات البلغارية، ملاحظا «انهم لم يقولوا إن هناك ادلة دامغة، بل قدموا استنتاجاً مبرراً بأن المنفذين يتبعون «الجناح العسكري

لـ«حزب الله، ولم يجزموا بأن المنفذين يتبعون «الجناح العسكري. لم يقولوا بوجود رابط بين المنفذين وقيادة «حزب الله، كما انهم قالوا إنهم يطلبون من الدولة اللبنانية التعاون في التحقيق، فمعنى ذلك انهم ما يزالون يتحدثون عن تحقيق وليس تنفيذ القرار او جلب متهمين

قاسم: الاتهامات أميركية ـ إسرائيلية

الى ذلك، قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله الشيخ نعيم قاسم لـ«السفير

رداً على سؤال حول الاتهامات المتنقلة المتتالية ضد الحزب، «إنها نتاج المطبخ الأميركي ـ الإسرائيلي

وفضل قاسم عدم التعليق مباشرة على الحملة الاميركية الاسرائيلية التي تطل من النافذة البلغارية لإدراج «حزب الله على لائحة الارهاب في اوروبا، وذلك التزاماً بقرار حزبي يحدد خريطة التعاطي مع هذه المسألة، وقال: «أياً كانت الحملات، ومهما كان رأيهم فينا، فذلك لن يغير في الواقع شيئاً، ولطالما ارسلوا لنا (الاميركيون) بأساليب مختلفة وعبر وسطاء انهم يريدون الجلوس معنا، وكنا نقول لهم عبر الوسطاء: «الصور لا تنفع، غيّروا عقليتكم، واعترفوا بحقوق الشعوب المشروعة

ورداً على سؤال آخر قال قاسم: الكل يعلم ان هناك اشادة دولية بالاستقرار الحالي في لبنان، والمسؤولون الاوروبيون يعترفون ان السبب الاساس هو موقف «حزب الله، مع وجود قدرة لديه بان يغير بعض المعادلات الداخلية بقوة السلاح لكنه لا يريد ذلك. كما ان هناك تصريحات علنية من فرنسا وغيرها تبدي الحرص الشديد على علاقات جيدة مع الحزب.

 

جمعية اعلاميون ضد العنف استنكرت التعرض للزميل اسعد بشارة

وطنية - استنكرت جمعية "إعلاميون ضد العنف" في بيان، التعرض للزميل أسعد بشارة في برنامج "حديث الساعة" للإعلامي عماد مرمل على قناة "المنار"، و"هذا التعرض حصل من خلال استضافة المدعو سالم زهران الذي لا يتقن سوى لغة السباب والشتائم، وحصل أيضا لدى استخدام زهران عضلاته المنتفخة بفعل سلاح الأمر الواقع، وحصل أيضا وأيضا عبر وقوف مرمل على مسافة واحدة من المعتدي والمعتدى عليه، فيما كان من بديهيات دوره إسكات زهران وطرده من الحلقة بسبب انحداره وخدشه ذوق المشاهدين بعد خروجه عن آداب التعاطي نتيجة عجزه عن الرد على حجج بشارة السياسية بحجج من النوع نفسه". وإذ استهجنت الجمعية "تبدية بعض المحطات جانب الإثارة على النقاش العقلاني"، دعت "المنار" إلى "إصدار بيان اعتذار من بشارة على الإساءة التي تعرض لها في قلب محطتهم وبيئتهم، فيما كان الأحرى بهم شكره على مجرد موافقته الاطلالة على شاشتهم".

 

مجدلاني: لو ارسلت الحكومة الجيش إلى الحدود وضبطتها لما وصلنا إلى حادثة عرسال

وطنية - دعا عضو "كتلة المستقبل" النائب عاطف مجدلاني إلى إنشاء لجنة تحقيق لتبيان ما حصل في عرسال، وقال: "نحن مع معاقبة المجرمين ومع الوصول إلى العدالة". وأوضح في حديث الى "لبنان الحر" ضمن برنامج "على مسؤوليتك" "أن تيار المستقبل يدعو منذ فترة الى ان يكون الجيش القوة المسلحة الوحيدة على أرض لبنان، والوسيلة لبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، وأن ينتفي وجود الدويلات والمربعات الأمنية العصية على الشرعية، إضافة إلى نشر الجيش على الحدود منعا لكل التأويلات ولتصدير الأزمة السورية إلى لبنان، إلا ان هذه الحكومة لم تتحمل مسؤولياتها في اتخاذ قرار سياسي لحماية الحدود من خلال إرسال الجيش".أضاف: "غياب القرار السياسي وغياب السياسة الحكيمة للحكومة تجاه الوضع السوري وتجاه اللاجئين هو أحد الأسباب التي أدت إلى ما حصل في عرسال. ولو وافقت الحكومة على إرسال الجيش إلى الحدود وضبطتها لما وصلنا إلى حادثة عرسال" .وردا على سؤال، قال مجدلاني: "هل الشرعية أعطت الحق لحزب الله بقتل المواطنين في 7 ايار؟ وهل أعطت الحق لحزب الله بالتعرض للجيش في النبي الشيت؟ وهل الشرعية تسمح لهم بقتل الضابط الطيار سامر حنا؟. وهل الشرعية تسمح لهم بتخبئة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والمتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب؟ وهل الشرعية تعطيهم الحق لحماية شقيق أحد النواب الذي يفبرك المخدرات في إحدى المواقع الدينية؟ وهل الشرعية أعطت لهم الحق بإدخال ادوية مزورة إلى البلد"؟.واعتبر مجدلاني أن استمرار بقاء سلاح "حزب الله" يشكل عاملا لاضعاف الدولة اللبنانية، في حين ان تسليمه إلى الجيش سيساعد على تقوية الدولة. وسأل: "هل يريد "حزب الله" ان تكون الدولة له أو ان يكون جزءا من الدولة"؟. وفي الشق الانتخابي، اعتبر "أن مبادرة تيار المستقبل تحسن صحة التمثيل المسيحي إلى حد كبير". واعتبر "أن إعلان حزب الله على لسان الشيخ نعيم قاسم موافقته على قانون الحكومة وعلى مشروع اللقاء الأرثوذكسي لأنهما يؤمنان هيمنة حزب الله على المجلس النيابي".

 

زهرمان: لنا ملء الثقة بحكمة قائد الجيش لمحاسبة المرتكبين

 وطنية - أعرب عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب خالد زهرمان في مؤتمر صحافي عقده في دارة عائلة الشهيد في الجيش المعاون ابراهيم زهرمان، "عن إمتنانه لكل من وقف الى جانبنا في هذه المحنة التي ألمت بالعائلة باستشهاد المعاون ابراهيم زهرمان"، شاكرا "لكل من واسانا ولكل من قدم واجب العزاء"، معتبرا "أن استشهاد الرائد بشعلاني والمعاون زهرمان، التي روت دماؤهما أرض الوطن هو خسارة لنا ولعكار ولكل لبنان، بقدر ما هو خسارة للمؤسسة العسكرية".أضاف: "منعا لأي تأويل، تعتبر العائلة بأن سقف مواقفها هو البيان الذي صدر عن الرئيس سعد الحريري عقب هذه الحادثة الأليمة في ما خص إستنكار الاعتداء على الجيش اللبناني والدعوة الى التعاون الكامل مع هذه المؤسسة لكي تأخذ العدالة مجراها والكف عن التحريض ومحاولة تحصيل المكاسب الرخيصة على حساب دماء شهداء الجيش وكرامة أهل عرسال".

وتابع:" نعلن ولاءنا غير المحدود لهذه المؤسسة الوطنية، هذه المؤسسة التي نفتديها بدمائنا ودماء أبنائنا، ونرفض أي إعتداء عليها تحت أي ظرف كان، ونعتبر الجيش اللبناني هو الضامن لأمننا وإستقرارنا خصوصا في هذه الظروف الدقيقة والحساسة". وفي ما خص حادثة عرسال، قال:"أن عائلتنا ترفض منطق الثأر، وجل ما نتوخاه هو العدالة لشهيدنا. ونحن واثقون بأن هذه القضية هي بأيد أمينة، ولنا ملء الثقة بحكمة قائد الجيش العماد جان قهوجي في طريقة معالجته لتداعيات هذه الفاجعة لكي يتم إجراء التحقيقات اللازمة والوصول الى الحقيقة تحت سقف القانون والعدالة، ومحاسبة المرتكبين دون تسييس بعيدا عن الاستغلال السياسي".

أضاف: "نعتبر أهالي عرسال اهلا لنا وكرامتهم من كرامتنا، والصورة الحقيقية التي عهدناها عنهم هي تلك التي رأيناها منذ عدة أيام عندما رشقوا عناصر الجيش اللبناني بالورود وتسلق أطفالهم الدبابات ليعلنوا محبتهم لهذه المؤسسة وولاءهم للدولة. ورهاننا على تعاون عقلاء هذه البلدةالعزيزة مع قيادة الجيش لتسليم المطلوبين لإجراء التحقيقات فيتم معرفة البريء ومحاكمة المرتكب لقطع الطريق على الفتنة التي ينفخ البعض في بوقها ولتفويت الفرصة على كل من يحاول الاصطياد في المياه العكرة، في محاولة لتصوير عرسال على إنها إمارة خارجة عن سلطة الدولة".

وتمنى على جميع وسائل الاعلام "إلتزام المعايير المهنية والاصول الاعلامية بالتعامل مع هذه الجريمة المستنكرة"، ونتمنى على بعضها بخاصة "التوقف عن إثارة الغرائز والنعرات وصب الزيت على النار واستغلال أحزان عائلة الشهيد في هذه الظروف الدقيقة والحساسة لجرجرتها للادلاء بمواقف وتصريحات وإجتزاء هذه المواقف بطريقة لا تعكس حقيقة موقف هذه العائلة، وكل ذلك لأغراض شخصية وسياسية دنيئة مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا".

 

القوات استنكرت التعرض للزميل بشارة

وطنية - استنكرت الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية "الاعتداء المتكامل إعلاميا وأدبيا الذي تعرض له الصحافي الاستاذ أسعد بشارة امس خلال احدى المقابلات التلفزيونية". وقالت في بيان اليوم: "تستفيد الدائرة من هذه الواقعة المؤسفة والمتكررة في محطات وبرامج عدة ومع مشاركين آخرين، لتؤكد أهمية حماية الاخلاق والمواثيق الاعلامية من المحطات والبرامج والمشاركين في لقاءات سياسية متلفزة على السواء". وختمت: "ان الشاشة التي تستضيف، يستضيفها المشاهدون من كل الاصقاع في منازلهم وامسياتهم، ولا يحق لأحد ان يدخل بيوت الناس لإهانتهم، مما يستوجب بالتالي على معدي البرامج والمؤسسات الإعلامية اتباع المعايير العلمية والاخلاقية الواضحة في اختيار الضيوف، بعيدا من منتحلي صفة يحترفون السفاهة و/او الاثارة، حتى يبقى الاعلام لائقا بالحرية وبلبنان ورسالته".

 

الراعي في قداس عيد مار مارون في بكركي: للالتزام بالرسالة المارونية الرامية الى الاخلاص للوطن والانفتاح على الاديان

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد مار مارون في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وطانيوس الخوري، إضافة الى أمين سر البطريرك المونسنيور نبيه الترس، القيم البطريركي المونسنيور جوزف البواري، وخدمت القداس جوقة البطريركية المارونية بقيادة الاب البروفسور ايلي كسرواني، في حضور الوزير السابق روجيه ديب، محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر، مستشار رئاسة الجمهورية العميد الركن جوزف نجيم، وفد من قدامى الاكليريكية المارونية - غزير، رئيس تجمع الشباب اللبناني الحر فايز حمدان، رئيس مجلس ادارة مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل حداد، رئيس مجلس ادارة مستشفى المشرق سابقا الدكتور انطوان معلوف والعديد من الفاعليات السياسية والحزبية والنقابية والاعلامية.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة تحدث فيها عن مسيرة حياة القديس مارون، داعيا الى "التمسك بنهج هذا القديس في الحياة، والعلاقة الانسانية". وقال: "إلتف كوكبة من التلاميذ حول القديس مارون، ونهجوا نهجه في حركة روحية نسكية، وأصبحوا جماعة رهبانية معروفة عاشت في بيت مارون الدير المعروف على العاصي، الذي ترأس تجمع أديار تلك المنطقة، واصبحوا عام 686 بتدبير الهي كنيسة بطريركية مستقلة عن اي التزام بأمبراطورية بيزنطية او بأي خليفة أموية، وكان بطريركها الاول القديس يوحنا مارون".

أضاف:" لقد تميزت المارونية منذ نشأتها والى اليوم بميزات ثلاث، الاولى عقائدية هي كاثوليكية الكنيسة المارونية بوجهيها الاتحاد الدائم بكرسي بطرس في روما، وانفتاحها على الشمولية، وجماعية الكنيسة ومعروف تاريخيا ان المارونية ظلت كاثوليكية الوحيدة في الشرق طوال قرون عديدة، والميزة الثانية سياسية هي مطالبة الموارنة الدائمة بالوطن، ورفضها- هذه المارونية الانتماء الى الامبراطوريات القائمة والمتتالية من البيزنطية الى الاموية الى العباسية فالى العثمانية، حتى استقر الموارنة في لبنان وحققوا فيها حلمهم. وتجذروا في الشرق الاوسط وانتشروا تحت كل سماء، والميزة الثالثة هي فكرية اي البحث الدائم عن الحرية الشخصية والجماعية بوجه ما تفرضه المجموعات الدينية او العشائرية او الوطنية على اتباعها".

وتابع:" بمناسبة الصوم الكبير الذي سنبدأه يوم الاثنين المقبل، وجهت رسالة راعوية عنوانها "الصوم الكبير رحلة عبور نحو الفصح"، أدعو فيها كل أبناء كنيستنا المارونية وبناتها اكليروسا وعلمانيين للالتزام بروحانية الصوم الاربعيني القائمة على ثلاثة مترابطة متكاملة، الصوم، الصلاة والصدقة، كأركان للحياة المسيحية" هذه الحياة المهددة اليوم بالروح الاستهلاكية والمادية، والجهل الديني، والجنوح الى المتعة، والروح المتعلمنة الظاهرة لدى البعض".

أضاف:" ينبغي علينا كمسيحيين عادة، وكموارنة خاصة ان نلتزم بفريضة الصوم المقرونة بالصلاة واعمال المحبة، متخذين قاعدتنا لحياتنا مثال الرب يسوع المسيح، لما للصوم والصلاة والصدقة من قيمة وثمار في حياتنا، نتعلم التواضع الذي يرفع كرامتنا، نتعلم الخضوع لارادة الله الذي يحررنا، نعيش المشاركة في ألم المسيح التكفيرية عن خطايانا الشخصية وخطايا جميع الناس، وندرب اراداتنا على التحرر من العبوديات والنزوات والتجارب والاميال المنحرفة. ونعيد الى مجتمعاتنا القيم الروحية والاخلاقية والانسانية، وننشر ثقافة الاخوة والشركة والمحبة".

ودعا المؤمنين الى "عيش رسالة المحبة، كي نبدل نظرتنا الى الامور، ويشفي نفوسنا من عاهاتها ويملىء قلوبنا محبة وفرحا، ويرسلنا لبناء حضارة المحبة والحقيقة والسلام في مجتمعاتنا".

وأشار الى أن الاب الاقدس بنديكتوس السادس عشر يدعونا في سنة الايمان "بارادة رسولية أصدرها في تشرين الثاني 2012 الى تنظيم خدمة المحبة الاجتماعية على صعيد الرعايا والابرشيات والمؤسسات، وهي خدمة تنبع من صميم طبيعة الكنيسة وتشكل جوهر رسالتنا المسيحية، وما أحوجنا اليها في هذه الايام التي نعيش فيها ازمة اقتصادية ومعيشية خانقة".

وتابع: "يملي علينا القديس مارون في مناسبة عيده هذه السنة، الالتزام بالروحانية المارونية المبنية على سر التجسد وتكريم السيدة العذراء، والمحصنة بكلام الله في الانجيل وتعليم الكنيسة. ويملي علينا القديس مارون في عيده الالتزام بالرسالة المارونية، الرامية الى نشر ثقافة الحرية المتحررة من عبوديات الخطيئة والشر والايديولوجيات والاخلاص للوطن والانفتاح على جميع الاديان والثقافات والعيش معا بالتكامل والتعاون والثقة المتبادلة. ويملي علينا اخيرا لا آخرا الالتزام بنهج حبة الحنطة، أعني التضحية، والموت عن الذات من أجل ولادة حياة ومجتمع ووطن أفضل".

وهنأ الراعي جميع المؤمنين بعيد القديس مارون، داعيا "للصلاة من أجل السلام في لبنان، وفي بلدان الشرق الاوسط".

استقبالات

بعد القداس، إستقبل الراعي بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غرغوريوس الثالث لحام والعديد من المشاركين في القداس.

وتلقى إتصالا هاتفيا من شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن.

 

نعمة في قداس مار مارون في عنايا: لنتحد حول حمل الرسالة الانجيلية بالعيش الواحد واحترام التعددية

وطنية - ترأس الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة قداس عيد مار مارون في دير مار مارون - عنايا، عاونه فيه رئيس الدير الاب ميلاد طربيه، المدبر العام اندره ندره ولفيف من الكهنة، في حضور وزير الاعلام وليد الداعوق ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، النواب: وليد خوري، سيمون ابي رميا، عباس هاشم، نبيل نقولا، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير، فاعليات سياسية وعسكرية وروحية واجتماعية وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الاباتي نعمة عظة جاء فيها: "نحتفل اليوم بعيد أبينا وشفيع كنيستنا، وملهم العديد من الذين اختاروا السير في الطريق الضيق المفضي الى الملكوت. نحتفل بعيد القديس مارون الراهب والناسك والزاهد، المدافع عن الايمان والشاهد له. نحتفل بعيده في هذا الدير المبارك، حيث نرى ملامح حضوره وقداسته وروحانيته مطبوعة في شهادة القديس شربل، قديس لبنان".

أضاف:" هذا العيد يملي علينا وقفة ضمير من أجل عودة الى الله والى الذات. عودة الى جذور روحانيتنا للتأمل فيها، والعودة اليها، فنسلك الطريق، ونحقق الدعوة التي دعانا المسيح اليها بواسطة أبينا القديس مارون، في عيش الروحانية الانطاكية السريانية، التي أظهرت قدرتها على حمل القطيع الصغير على الاستمرار في تحدي الامر الواقع، والثابت في وجه التحديات كافة".

وتابع:" تقوم الروحانية المارونية على عيش الايمان المسيحي المتجذر في شخص يسوع المسيح وفي تعليمه ومثله، والارتقاء بالتالي الى متطلبات الروح. الايمان بالمسيح هو الجواب الذي يعطيه الانسان للرب الذي يدعوه الى قبول الخلاص الذي تحقق بيسوع المسيح الذي تجسد ومات وقام من أجلنا، ويجذبه اليه ليكون معه، ويكمل بروحه القدوس الذي يحل في المؤمن ويحوله هيكلا مقدسا لسكنى الله، فيروح هذا المؤمن يتشبه بالرب يسوع، فيميت الانسان القديم البالي بالخطيئة، والقابع في ظلال الموت والظلمة، ليقوم انسانا محررا من سلطان الشر، انسانا متجددا وجديدا، اذ يستعيد صورة الله الحسنة التي كانت له في البدء، وصولا الى القدرة على أن يعيش في شراكة في ما هو الله". وقال:" بهذا يضحي المؤمن روحانيا، وسلوكه روحانيا، وأعماله روحانية، وهذا كله من ثمار الروح القدس الذي يحل فيه. هذه بالإيجاز هي الروحانية المارونية التي هي روحانية اي مسيحي بالمطلق. في العودة الى حياة مار مارون وتلاميذه، نرى أنهم أسسوا في القورشية لروحانية تحاول تطبيق الانجيل بصرامة في حياة زهد ونسك وصلاة وتبشير. وتميزت تلك الروحانية الانطاكية المارونية بحياة متكاملة جمعت بين النسك والرسالة.

فالنسك تميز: بالعيش في العراء وعلى قمم الجبال، وبالوقوف المستمر، وبالصلاة المتواصلة والسهر والصمت، وبالتقشف وقهر الذات، وبالعمل في الارض واستثمارها والعيش منها.

أما الرسالة فقد تميزت: بالهجرة من أجل الرسالة وتبشير الوثنيين وحملهم على الايمان بالمسيح وتحويل معابدهم الى كنائس وأديار، وبموهبة صنع المعجزات التي أنعم الله عليهم بها. وبناء الأديرة وجعلها منارة لنشر الحياة المسيحية والثقافة والعلم. فكانت روحانيتهم هذه روحانية الصليب ترتكز الى بعدين:

البعد العامودي وهو خط النسك والعبادة والصلاة، خط العلاقة بالله، خط يربط الارض بالسماء.

والبعد الافقي وهو خط التبشر والكرازة، خط الرسالة، خط يربط أهل الارض بعضهم ببعض".

وتابع:" هكذا عاش الموارنة، بعد مارون وتلاميذ مارون، خمسة عشر قرنا وكانوا "جماعة الصلبوت في كنيسة الناسوت" على حد قول الاب العلامة يواكيم مبارك.

لقد أتى تلاميذ مارون أول ما أتوا الى جرود جبيل والبترون والجبة وبشروا وعمدوا ونشروا روحانيتهم. الى ان أتى يوحنا مارون وأسس البطريركية المارونية ونظمها في كنيسة قائمة بذاتها. وأتبع الموارنة معه وبعده مقومات الروحانية التي تركها لهم آباؤهم المؤسسون.

فعاشوا في العراء على قمم الجبال او في قعر الوديان وتحملوا أشق العذابات.

عاشوا دائما واقفين ومستعدين لملاقاة ربهم بالصلاة والصوم والسهر والصمت.

عملوا في الارض وحولوها الى جنات وتمسكوا بها وأحبوها لانهم تعبوا عليها وسقوها من عرق جبينهم، فالارض بالنسبة للماروني هي مساحة حرية لعيش الايمان وممارسته.

عاشوا لا يهابون الاضطهادات ولا الجور ولا قساوة الطبيعة، ولا شر الانسان".

أضاف:" إنطلاقا من مقومات هذه الروحانية وثوابتها، ونحن على أبواب زمن الصوم، المقدس، علينا، أولا، أن نعود الى الله والى ذواتنا، على مثال الابن الضال لنتوب توبة صادقة ونتغلب على الخوف والقلق اللذين فينا وننطلق بشجاعة ورجاء في رسالة أممية جديدة.

علينا أن نعود الى الصلاة - الصلاة الفردية والعائلية والجماعية - لمناجاة الآب واللقاء بالمسيح بعيدا عن ضوضاء دنيانا وبهرجاتها.

علينا أن نتبنى موقف الحق الذي لا يساوم ولا يراوغ لانه موقف المسيح. هكذا فعل آباؤنا الرهبان وقديسونا. عاشوا على قمم الجبال او في قعر الوديان كي لا يعيشوا في السهل ويجبروا على تبني موقف السهولة. فكانوا أنبياء يرفعون صوتهم في الدفاع عن الحق.

علينا، أن نعود الى روحانية الارض. ونعني بروحانية الارض العمل فيها والتعلق بها والسخاء عليها والدفاع عنها لما تمثل بالنسبة الينا من قيمة. أرضنا كانت سبب خصوصيتنا المارونية ووجودنا الحر. فلنعد اليها ونسقيها من عرق الجبين، نتعلق بها وندافع عنها ولا نبيعها حتى بأغلى الاثمان ولا نتركها فريسة الغزوات والاطماع. أرضنا هي مساحة كرامتنا وعيشنا وممارسة إيماننا بحرية".

وتابع:" أن نعود الى الانفتاح والحرية والعيش المشترك، أي الى إحياء دعوة لبنان التاريخية، فلبنان الرسالة هو شهادة صادقة بناها الاجداد على أساس القيم، رسالة ضد التعصب، والتقوقع، والاصوليات الدينية المنحرفة، وشهادة لإمكان لقاء الحضارات والثقافات وتفاعلها الإيجابي".

وقال:" نسأل الله أن يكون هذا العيد مناسبة لنتحد حول أولوية حمل الرسالة الانجيلية بالمصالحة والمحبة والانفتاح والحرية، فيتحد اللبنانيون حول أولوية حمل رسالتهم الفريدة والمميزة بالعيش الواحد واحترام التعددية وبناء البيت المشترك لبنان الرسالة".

وختم:" نصلي في هذا اليوم لاجل وطننا الحبيب لبنان، من أجل كنيستنا المارونية وحامل عصا القديس مارون في رعايتها غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، الذي يواصل في نهجه وفي سيرة حياته ما بدأه مار مارون في انتمائه الرهباني، في زهده وفي الدفاع عن القطيع الصغير والسعي الى عيش الشركة والمحبة. ونصلي لأجل فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان ليسنده الرب بيمينه فيواصل نهج الحكمة في الادارة مبعدا عن الوطن وأبنائه ما يتربص به من محن، وما يحاك له من مكايد، مع معاونيه في الحكومة، شاكرين لمعالي الوزير الصديق وليد الداعوق حضوره وتمثيله حفظكم الله، متمنين لرئيس وجمهور هذا الدير المبارك، ولجميع الذين يحملون اسم القديس مارون ويلجأون الى شفاعته ولكم جميعا انتم أبناء هذه المنطقة العابقة بعطر القداسة عيدا مباركا، فتواصلون سيرة بطولة أبينا القديس مارون فأنتم تلاميذه، ودعوتكم أن تصبحوا مثل شربل ورفقا ونعمة الله والاخ اسطفان علامة إستمرارية لحضوره وشفاعته.آمين".

وفي ختام القداس، تقبل الأباتي نعمة في حضور الوزير الداعوق التهاني بالعيد من المشاركين في القداس، ثم أقام رئيس الدير مأدبة غداء على وزير الاعلام والحاضرين.

 

حبيقة دعا في قداس مار مارون الى التعلق بالوطن والثقة بالغد

وطنية - ترأس رئيس اساقفة أبرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة قداس مار مارون في مطرانية زحلة المارونية، في حضور حشد من الشخصيات وأبناء المنطقة.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "يجمعنا بكم هذا القداس السنوي ، في عيد مار مارون، في جو يرفع القلب الى الله، وأنتم من نخب هذا المجتمع الزحلي والبقاعي الدينية والرسمية والسياسية والمدنية، بحيث أني أستطيع أن أحيي من خلالكم، كل هذه الشريحة من المواطنين التي اسعدنا الحظ أن نعيش وإياها في هذه المنطقة ، وان أصلي في العيد من أجلكم ومن أجلها، سائلا الله السلامة للجميع والاستقرار للوطن، مع ما نصبو كلنا اليه من ازدهار واطمئنان وتحسن على مستوى الخدمات العامة وتطبيق للقوانين، بدون اجتزاء أو فئوية أو استنساب، بل دائما وعلى الجميع. وما تواني الدولة عن ذلك وتراجع المواطن عن قبول خدمة القانون بالشكل الأفضل الذي يحقق المصلحة العامة، الا ثمرة الأنانية المفرطة والاستئثار ووضع الذات فوق الجماعة". أضاف: "ليس هذا ما يعلمه العقل ويمليه الضمير وتدعو اليه الأديان، وقد قال السيد المسيح في ضرورة التضحية بالمطامع الشخصية:" من أراد أن يكون لي تلميذا فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني"، والمقصود : حيث ما هو ذاهب أي الى التضحية الكاملة بذاته". وقد سمع القديس مارون هذه الدعوة ولباها. ولنا شهادة على ذلك في ما أورده عن حياته الأسقف القديس تاودوريطس المعاصر له، في منطقة تنسكه شمالي حلب. وقد حدد أن مارون عاش في تلك المنطقة في النصف الثاني من القرن الرابع، زاهدا بكل ما تستطيع الدنيا أن تقدمه للمؤمن من مغريات، وبكل ما تميل اليه النفس من أهواء، بل يحتاجه المرء للعيش السوي، من مأكل كاف وملبس دافىء وسقف واق قال تاودوريطس".

وتابع: "ان القديس مارون، الذي زين مصاف القديسين الألهي، وأنبت كثيرا من أغراس الحكمة، وأنشأ في منطقة قورش هذه الجنة المزدهرة بالحياة النسكية والرهبانية، لم يقتصر على الأعمال النسكية المعتادة، لكنه اخترع أعمالا أعظم، اذ آثر الحياة في العراء صيفا شتاء وليلا نهارا. فوهبه الله مواهب الشفاء، حتى اشتهرت أخباره بين الناس في جميع الآفاق، فتقاطروا اليه من كل صقع ومكان، وكانوا جميعا قد علموا بالأختبار ان ما اشتهر عنه من العجائب هو صحيح. وكانت الشياطين تفر من هول سطوته. فهذا العظيم كان يعالج كافة الأمراض بدواء واحد هو الصلاة. وكان يبرىء الداء الجسداني والروحاني أيضا. يشفي واحدا من البخل وآخر من الجشع، ويعلم العدل ويحذر من الشره ". وقد كتب اليه القديس يوحنا فم الذهب رسالة ما زالت محفوظة ، يطمئن فيها عن صحته ويطلب صلاته، جاء فيها: "... فاهتم اذا بأن تكثر لنا من أنباء صحتك. لأنه وان كنا من حيث الجسد بعيدين، فيسرنا كثيرا أن نسمع شيئا عن عافيتك، وتنالنا من ذلك سلوى كبيرة، وان كنا مقيمين في البراري ، وتطيب نفسنا اذا علمنا انك حائز مزيد العافية، ونسألك قبل كل شيء أن تقدم الصلوات من أجلنا".

وقال: "ولا غرو أننا نحن أيضا اللبنانيين، ما زلنا بحاجة الى صلواته والى الشفاءات المختلفة التي كان يجريها لعلنا نستطيع أن نتغلب على روح الاستئثار ونعيش روح التضحية، ونصلح بالتالي شؤون حياتنا الوطنية المشتركة الملحة بروح التفاهم المتبادل. ومن أكثر هذه الشؤون إلحاحا قانون الانتخاب الموضوع في التداول. ونحن نرى أولياء الأمر منكبين على هذا العمل باقتناع تام بضرورته وعساهم يفرغون منه قبل فوات الأوان، لكي يكون صوت الناخب معبرا عن اختياره بشكل حر وفعال. وهو حاليا لا حر ولا فعال في غالب الأحيان، ولا مساواة فيه بين ناخب وآخر . فهذا بصوته ينتخب لائحة من عشرة نواب مثلا وذاك لائحة من نائبين فقط . كأن الدنيا حظوظ في هذا الأمر أيضا. ومن المنطقي أن تتوافق كل العائلات الروحية التي تكون هذا الوطن على القانون الجديد اذا أمكن. ولا بد من أن يكون هذا التوافق ثمرة تنازل المنتفعين على حساب غيرهم عن هذه المنافع، وتنازل الساعين الى كمال القانون عن بعض كماله حرصا على الوحدة الوطنية، وعلى العيش الواحد".

أضاف: "وقد عبر البابا بنديكتوس السادس عشر في زيارته التاريخية الى لبنان عن خبرتنا المتقدمة في هذا المجال عندما رأى كيف استقبله اللبنانيون على اختلاف طوائفهم ، وما سمعه من المراجع الدينية والمدنية العليا عن حرصهم وحرص المواطنين ، مسيحيين ومسلمين، على العيش معا بشكل يغني الحياة الوطنية بدل أن يخلق لها عقدا. ولم تتأخر الكنيسة في تعليمها عن الدفاع عن التآلف الاسلامي المسيحي والتشجيع عليه، ولاسيما في السينودس الأخير من أجل الكنيسة في الشرق الأوسط أو في السينودس السابق من أجل لبنان أو في تعليم البابوات. وقد جاء على لسان الأب الأقدس في السينودس من أجل لبنان كلام في منتهى الوضوح والصراحة والألحاح . قال : بودي أن أشدد ، بالنسبة الى مسيحيي لبنان، على المحافظة على علاقتهم التضامنية مع العالم العربي وتوطيدها. وأدعوهم الى اعتبار انضوائهم الى الثقافة العربية، التي اسهموا فيها اسهاما كبيرا، موقعا مميزا، لكي يقيموا هم وسائر مسيحيي البلدان العربية حوارا صادقا وعميقا مع المسلمين. ان مسيحيي الشرق الأوسط ومسلميه ، وهم يعيشون في المنطقة ذاتها ، مدعوون لأن يبنوا معا مستقبل عيش مشترك وتعاون يهدف الى تطوير شعوبهم تطويرا انسانيا وأخلاقيا "...( عدد 93)". وتابع: "ولا يخفى عليكم أن هذه القيم التي يدعو اليها رأس الكنيسة الكاثوليكية مهددة. وقد جرت حرب العراق على مسيحييه أوخم العواقب ، فعانوا قتلا وتهجيرا حتى ضعف وجودهم جدا في وطنهم وهم من أقدم أهليه . والحرب لم توفر اخوانهم المسلمين أيضا ولكن لهؤلاء قوة الصمود. ونخشى كثيرا أن تفعل الحرب في اخوتنا في سوريا ما فعلته في العراق. ولنا الأمل ان يقوم العقال بدورهم في المحافظة على أرواح المواطنين، مسيحيين ومسلمين، ويلجموا دور الفوضى التي تزرعها الحرب. وفي هذا الجو العام المقلق نقدر حق التقدير دور المرجعيات السياسية والطائفية التي تسعى جاهدة لكي تجنب المجتمع اللبناني ما يتهدده من صراعات مدمرة لا يحصد منها أحد الا الخسارة والخراب والدمار. ولا نظن ما ينال هذه المرجعيات احيانا من انتقاد واتهام بالتقصير من قبل بعض المواطنين، الا من باب الحث على المزيد من العمل المشترك للمحافظة على السلم الأهلي. ولكن على المواطن ألا يكتفي بالمطالبة، بل عليه أن يلتزم أيضا. وهذا يقودني الى دعوة أبنائنا بنوع خاص تكرارا الى الثقة بالغد، والتعلق بالوطن، والمحافظة على الأرض والمنشأ، أي القرية، وان كان الكثيرون يعيشون في المدينة. وان يحاولوا الحد من أحلام الهجرة ويضاعفوا الميل الى الوظيفة العامة والمبادرة الخاصة، وأن يثبتوا بما عندهم من مهارة وحسن مبادرة، ان البلد قادر على أن يقدم لهم فرصا مقبولة للعيش وان ما ينتظرهم هو مستقبل أفضل مما عرفوه ماضيا وعانوا منه معاناة يصعب نسيانها". وختم حبيقة: "اننا نختم كلمتنا بالدعاء من أجل لبنان وشعبه ومن أجل السلم بدل الحرب في سوريا، وهي موطن مار مارون الأصلي، ومن أجل المنطقة كلها ، سائلين الله الأمن والسلام والاستقرار لهذه البلدان وشعوبها ، وللكنيسة في الشرق الأوسط ، التي تحمل رسالة لا بد لها من أن تؤديها ، مهما كان حجم هذه الكنيسة ، والخمير في العجين ليس ذا حجم كبير وهو يؤدي دوره بالرغم من ذلك . كما نسأل الله لفخامة رئيس الجمهورية وكل المسؤولين على اختلاف مواقعهم الصحة والسلامة وأن يمدهم الله بعونه ليقوموا بدورهم خير قيام ، كما نصلي لأجلكم جميعا أنتم المشاركين المميزين بمحبتكم المعهودة . حفظ الله لبنان وحفظكم بشفاعة مار مارون والعذراء مريم سيدة لبنان".

 

العمار ترأس قداس مار مارون في الديمان

وطنية - ترأس النائب البطريركي العام على منطقة الجبة المطران مارون العمار قداس عيد مار مارون في الكرسي البطريركي في الديمان، بحضور المطران فرنسيس البيسري، وقد عاونه الوكيل البطريركي في الديمان المونسنيور فؤاد بربور وامين السر الخوري خليل عرب، وحضر رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي، رئيس كاريتاس الشرق الاوسط وشمال افريقيا المحامي جورج فرح وحشد من المؤمنين. والقى العمار عظة روحية تناول فيها سيرة حياة القديس مارون المتميزة بروحانية التنسك والتوحد والصلاة، هذه الروحانية التي طبعت هوية الكنيسة المارونية والملازمة لكل ماروني مؤمن ملتزم في عالم اليوم بالشهادة الدائمة وبتجسيدها في نهج الحياة اليومة. ولفت الى ما يحتضنه الوادي المقدس من ارث ثقافي يشكل تراثا روحيا ووطنيا كبيرا، يعكس حياة المسيحيين الاوائل حين كانوا يواظبون على كسر الخبز والصلاة، وكان كل شيء مشتركا بينهم. وشدد على "ضرورة تعزيز تيار قنوبين بابعاده التاريخية والروحية في حياتنا المعاصرة لان لا قدرة على مواجهة تحدياتها الا باستعادة روح قنوبين روح المحبة وقبول الاخر في الوطن على اختلافه وتبني قضايا الحق والعدالة والشهادة للحقيقة وحمل هموم الضعفاء والمتألمين" .

 

عون ترأس قداس عيد مار مارون في جبيل: الرب يحقق الوحدة الحقيقية

وطنية - ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون قداسا احتفاليا في كاتدرائية مار بطرس جبيل، لمناسبة عيد مار مارون والذكرى الاولى لتوليته مطرانا على الابرشية، عاونه فيه النائب الابرشي العام المونسنيور جورج ابي سعد وكاهن الرعية المونسنيور حليم عبدالله، وحضره وزير البيئة ناظم الخوري والنواب وليد خوري وسيمون ابي رميا وعباس هاشم ومحافظ البقاع وجبل لبنان القاضي انطوان سليمان وقائمقام جبيل نجوى سويدان فرح ورئيس الصليب الاحمر اللبناني سامي الدحداح والمطران جو معوض وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من المؤمنين وكهنة رعايا الابرشية.

في بداية القداس القى عبدالله كلمة رحب فيها بالحاضرين، واصفاء المطران عون بانه "أب لجميع ابناء الابرشية".

عون

بعد الانجيل ألقى عون عظة استهلها بتوجيه الشكر "لكل ابناء الابرشة على تعاونهم لما فيه خدمة الكنيسة وابنائها"، سائلا الله بشفاعة القديس مارون ان يساعدهم "لكي نعيش مارونيتنا وايماننا التي زرعهما القديس مارون".

وتطرق الى مراحل حياة القديس مارون، واصفاء هذا العيد "بالمميز"، مؤكدا ان "المحبة تقرب المسافات وتقصر الزمن"، وقال: "في كل مرة تحصل فيها انقسامات يزداد تصميمنا وتعلقنا اكثر بالرب لانه هو الذي يحقق الوحدة الحقيقية ويساعدنا لكي نعيش الاخوة الكاملة، وعلى الموارنة ان يتأملوا بروحانية القديس مارون العظيم والمارونية تدعونا للعودة الى الجذور وعيش مارونيتنا التي هي مسيرة قداسة، فالوفاق والسلام لا يتحققان الا بالعودة الى كلام الرب". وختم: "مهما كان هناك من آراء مختلفة على كل الصعد وخصوصا السياسية منها بين الاحزاب والافرقاء، تحل كل هذه الامور عندما نعود الى كلمة الرب لانه وحده الذي يوحدنا وعندها لا شيء يقدر ان يفرقنا او يبعدنا عن بعضنا البعض، ومن الطبيعي ان تكون نظرة كل واحد للامور مختلفة عن الاخر ولكن المحبة التي توحد هي التي تجعل منا ان نكون مسيحيين شهودا للقيم اكبر مما ننادي به، فنسعى عندها لعيش مسيحيتنا شكل متجسد بالاعمال وليس بالكلام فقط".

 

بطرس حرب أنت الصخرة!

 بول شاوول/المستقبل

لو أردنا تعداد النواب والصحافيين والكتّاب المنضوين في 14 آذار، المهددين بالقتل، أو برفع الحصانة عنهم، أو "المنفيين" لتجاوزنا العشرين وأكثر.. جميعهم (واللائحة تطول عند حزب العفة والورع والنقاء والطهارة!) على مرمى النار السوداء، أو على مرمى صحافة "القمصان السود!" (أي انحطاط أدركته الصحافة اللبنانية التي كانت الدرع الواقية للوحدة والسيادة والحرية والديموقراطية والثقافة: انهم معروفون سواء تقنعوا أو دَهَنوا مناخيرهم بالمساحيق أو سفروا بالقحة النافرة) أو على مرمى المخابرات السورية والإيرانية وشفيعها الصهيونية تحت الطاولة وفوقها. الرئيس سعد الحريري وعقاب صقر ومروان حمادة وجوني عبدو والمفتي الشعار والزميل فارس خشان في الخارج! بطرس حرب وسمير جعجع تعرضا لمحاولتي اغتيال وتهدد انطوان زهرا وأبو فاعور وخالد الضاهر. والعديد منهم نواب يُجرّمهم "الخوارج" و"حوثيو" الضواحي برفع الحصانة عنهم: من عقاب صقر إلى خالد ضاهر فإلى بطرس حرب فإلى معين المرعبي كلهم محاصر بسلاح حزبي مذهبي، يقرض الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية والاقتصادية انتظاراً للانقضاض عليها وقطرها بولاية الفقيه.

كأنما نبت في الضواحي، وفي الدهاليز، والأقبية المظلمة (التي لا يلمع فيها سوى القتل!) الف رستم غزالي وألف عدنان عضوم وألف شاكر العبسي وألف أبو عدس وألف محمود الحايك. فمن رستم غزالي إلى أحفاد العضاضمة(عضوم)، فالعبابسة (شاكر العبسي)، فالعدادسة(أبو عدس)، تطل بوقاحة اليوم، علامات الأمس. تجديد المنقلبات وتزيينها وتلميعها لتحطيم كل رموز 14 آذار والدولة معهم.القاضي حاتم ماضي الذي أتحفنا بطلب رفع الحصانة عن النائب المنتخب بطرس حرب الذي تعرض لمحاولة اغتيال من "المقاوم" والممانع والبطل محمود الحايك! (مجرم ببطاقة دخول أمنية! اقصد من مدرسة الاجرام حيث تخرج برتبة جنرال! فما أجمل جنرالات القتل!) بطرس حرب نائب في برلمان الأمة ارتكب كبيرة وخطيئة مميتة باعتراضه على محاولة عقد صفقة بين حزب العفة (انظروا في وجوههم واحداً واحداً ومن سيمائهم تعرفونهم!) وبين العدالة على حسابه، فالعدالة صفقة بالنسبة لحزب الصفقات، ذلك ان "الحزب" جاء نتيجة صفقة بين الرئيس الراحل حافظ الأسد ورفسنجاني! والمقاومة انشئت بصفقة مماثلة واستمرت بصفقة مماثلة.. وربما طالت ذهنية الصفقة ما يمكن اعتبارهم "علناً" اعداء! ولأن وجود الحزب صفقة تاريخية (لن تطول مفاعيلها كثيرا!) فالأجدر ان يعتمد على عقد مثل هذه "الاتفاقات" خارج القانون والقضاء والدولة، انقاذاً اما للقتلة (المتهمون الأربعة موجودون في رعاية الحزب، وكذلك محمود الحايك) واما للفاسدين الذين يحميهم برموشه الالهية المعدنية: مجرمي الكبتاغون والأدوية المزورة واللحوم الفاسدة ولصوص المرفأ والمطار، وصناع المخدرات وفارضي الخوات، والمحترفين في القنص وقطع الطرقات وإحراق التلفزيونات والصحف.. وتبييض الأموال من دون أن ننسى ممانع "الربا" صلاح عز الدين الذي يمكن أن يكون قد ُسلّم للأجهزة بصفقة!

فمحاولة حزب الله تعطيل سير العدالة في ما خص محمود الحايك ليست طارئة. بل جزء من مخطط واسع، يرسمه لتحطيم كل ما تقوم عليه الدولة: من الجيش الى قوات الأمن إلى القضاء، فإلى الاقتصاد. فهو الدولة والدولة هو! بل كأن كل يوم 7 أيار. فلا قضاء، إلا عَبره ولا جيش إلا عبره، ولا اقتصاد إلا عبره، ولا حكومة إلا عبره، ولا برلمان. ولا قوانين. ولا انتخابات. ولا تعيينات إلا عبره. ونظن ان صرخة بطرس حرب هي اكثر من رد على حاتم ماضي. وأكثر من بحث عن عدالة شخصية. وأكثر من فضح صفقة. وأكثر من كشف فساد. صرخة بطرس، لا بد من أن تكون فاتحة وطريقاً لكسر هذه الأطواق وتحطيم تلك الجدران التي يرفعها بعض المسؤولين والخارجين على القانون بين القانون والعدالة. بين اللبناني وحقوقه المدنية، بل لفصل القضاء عن الذهنية الأمنية والمخابراتية؛ والحد من تسخير القانون لقتل العدالة. فأي قوانين هذه تجافي العدالة سوى قوانين الطغاة، أو من تربى عليهم وفي محاكمهم وفي أقبيتهم؟ فالقضية لا تقتصر على حصانة أو رفع حصانة أو نيابة فقط. بل هي صلب الديموقراطية وفي صلب الحقوق المدنية. فإذا كانت "نماذج" العدالة التي شهدناها عندنا، وعند الطغاة (الذين سقطوا والذين في طريقهم إلى السقوط) على امتداد عقود ستستمر، فأي جدوى من 14 آذار ومن الربيع العربي ومن تحرير الشارع وتحرير القول وتحرير البرلمانات والحكومات والأفراد والجماعات. هذا ما يطرحه بطرس حرب. أكثر: في لبنان نظام برلماني وكلنا يعرف ان حزب الله (وأمامه الوصايتان وخلفه ما خلفه!) هو الذي عطل البرلمان سنة ونصف السنة، واغلق أبوابه بالشمع "الالهي" وهو الذي حاصر نواب 14 آذار في فندق "فينيسيا" بسلاحه وسلاح النظامين السوري والإيراني. فالتربية البرلمانية ليست من ثقافة "الحزب" ولا من هواجسه. يغلقه متى يشاء. ويفتحه "لزبائنه" متى يشاء. وإذا كان استخدم في الماضي مع حلفائه تهديد النواب وتخوينهم واهراق دمهم حتى القتل (الشهداء رفيق الحريري، بيار الجميل، جبران تويني ، وليد عيدو، انطوان غانم.. كلهم نواب!) فهو يريد تعويض خسارته في الانتخابات بالعنف. تماماً كما فعل في انقلابه الأسود على حكومة سعد الحريري: بالسلاح... والتهويل نقل الأكثرية النيابية. رائع! اليوم يستعمل سلاح "الحصانة" النيابية، وهي رديفة الاغتيال. "فمن لم يمت بالسيف مات بغيره!". وهنا سيف القضاء، ماضٍ وقاطع مشهور، على نواب المعارضة. ليجتمع النفي إلى الخارج + تعطيل الحركة في الداخل+ الاغتيال+ الحصانة + مشاريع قوانين الانتخابات العنصرية. وكلنا يتذكر جيداً انه في عهد الوصاية السورية شهدنا مثل هذه الجرائم: اما سجن المعارضين لها واما نفيهم وإما اغتيالهم بأسلحة الرصاص والترهيب والتخوين. اللعبة "ما زالت شغالة. لكن الخطورة انها انتقلت أكثر إلى العقاب الجماعي، أو إلى "أبلسة" طائفة كاملة، وتصويرها وكأنها "ارهابية" أصولية. نتذكر: هذا ما حدث في السبعينات عندما اخذت بعض الطوائف بجريرة قياداتها: من تصدير انعزالية هذه الطائفة، إلى أصولية تلك: من التصنيف العنصري إلى التصنيف العنصري. هذا ما يحاول فعله حزب الله (ووراءه الوصايتان)، وميشال عون وبعض الأبواق الصحافية المرتزقة. ركزّوا على عكار كمأوى للارهابيين. ثم عرسال اليوم. العقاب الجماعي ما زال من مواصفات 8 آذار (وارثة تاريخ الوصاية السورية ثم الايرانية) يحرض به ويشوه به صورة شريحة واسعة من مكونات البلد خدمة للنظام السوري. الذي لا يتردد في وصم أكثرية شعبه المنتفض بالارهاب وها هي عرسال محاصرة. وها هي معرضة للاقتحامات وها هم سكانها كلهم "مشبوهون"، وها هي ردود الفعل الملتبسة والمحزنة: اغتيال ضابطين من الجيش، لا يسعنا، إلا ادانة قتلهما تماماً كما اتخذنا موقفاً مماثلاً من اغتيال الشهيد سامر حنا على أيدي عناصر من حزب الله في سُجد (قلعة جمهورية المقاومة الايرانية) في الحالة الأولى: اغتنام الفرصة للعقاب الجماعي وفي الحالة الثانية (مع الضابط سامر حنا) اعتبار القتل "قضاء وقدراً" . فيا للقضاء والقدر عندما يسكنان في ايد "مقدسة" فيسجن صاحبهما ثم يطلق بطلاً بصفقة قضائية. وما نخشاه اليوم أن يكون "القضاء" على توافق مع بعض القوى (حزب الله) التي يروى انها شاركت في ما جرى في عرسال، لتحويل الأمر فتنة أو للانتقام من جماعات تؤيد الثورة السورية، أو لفتح الطرقات والدروب حُرة لادخال مزيد من السلاح للنظام السوري، لم نلمح اثراً لأي تحقيق في عرسال. ولا أحد يعرف حقاً ما جرى. ولا أحد يعرف مصير الجثث السبع، هل سُلمت للنظام السوري أم أخفيت. أكثر: لماذا اغتيل؟ ومن دون ان تصدر مذكرة توقيف او اتهامات رسمية بحقه. (أترى يختار الشبيحة ملابسهم، واقنعتهم وهوياتهم. اترى من حق مسلحي حزب الله ان يكونوا في ساحة الجريمة مشاركين. ولماذا كانوا هناك. وكيف هربوا). انها أسئلة القضاء والتحقيقات التي ينتظرها اللبنانيون لكي لا تكون العملية كلها مقدرة "مصممة" بهدف احكام الحصار على عرسال وغداً ربما مناطق أخرى. ونظن ان القضاء غير الموجود حتى الآن في مسألة عرسال منحاز بغيابه لترك الشائعات والتسريبات تملأ اعلام 8 آذار التحريضي العنصري المذهبي وتالياً ممثلاً ملصقات التخوين والارهاب أصل هذه البلدة الأبية. وهم اظهروا اجمل ما يمكن اظهاره. استقبال الجيش بالورود، وادانة قتل شهيديه، والمطالبة بتحقيق شفاف قد لا يأتي وقد يأتي. الحلقات متواصلة، متتالية مع فلول النظام السوري وحزب الله و"حلفائه". وما تحته وما فوقه لفتح السجون والمقابر للمعارضين، أو ترهيبهم، ونفيهم. من نفي عدد من قيادات 14 آذار إلى الخارج (هذا ما حصل ايام رستم غزالي وغازي كنعان.. واميل لحود) إلى اغتيالات "مشهودة" وإلى محاولات اغتيال وإلى تحويل الضحايا مجرمين، والمجرمين ابرياء. أي وضع البلاد في سجن كبير، أو الأحرى استمرار اقتباس دروس الاستبدادين البعثي، وولاية الفقيه لضرب كل صوت معارض: ورأس الحربة هو حزب المقاومة السابقة.

فالمسألة، عبر كل ما سقنا أوسع وأخطر من محاولة اذلال بطرس حرب وتجريمه وتشويه صورته. انها الانقلاب الذي ينفذ من جهات حزبية (خارج القانون وخارج الدولة والدستور) وجهات رسمية ودينية وسياسية وبرلمانية وعسكرية.. وقضائية: الحلقات مترابطة والبنية باتت مكتملة والتفنيذ مستمر منذ بداياته في 7 أيار الصهيوني بامتياز. ولهذا، وتجاوزاً للفولكلورات الاطرائية في هذه المؤسسة المدنية أو غير المدنية، علينا كسر كل التابوهات التي تتكون من جديد: الجيش؟ نعم! نحن معه. (وقد كتبنا في مديحه ودعمه عشرات المقالات)، ولكن بشروط دوره وبشروطه الدفاع عن المؤسسات والحدود وحماية الناس. والا فعلينا السعي إلى عدم توريطه أو توريط نفسه في المحاولات التي لا تريد سوى تدمير دوره وهيبته تمهيداً لتقسيمه (ما يدور اليوم في عرسال وقبلها في عكار وقبلها في الطريق الجديدة ودائماً بين باب التبانة وجبل محسن.) وعلينا ايضاً التمسك بدوره التوحيدي (لكل اللبنانيين الذين يدفعون الضرائب لتقويته وتعزيزه!) نحن مع الجيش لأننا نحن القوى المدنية ليس لنا سواه وسوى القوى الأمنية لتحمينا من ميليشيات حزب الله ومسلحي النظام السوري. وعلينا، اليوم، عدم ترك عرسال فريسة سهلة لمخططات حزب الله. اما القضاء فنحن معه ايضاً. فهو ملاذنا الأخير. ولكن بشروط العدالة. وبشروط فصل السلطات. وبشروط عدم التسييس. وبشرط الدفاع عن الحرية والديموقراطية والبرلمان. والاختيار. فاذا خالف ذلك ولعب اللعبة الأخرى كما جرى مع النائب بطرس حرب، فيعني ان علينا نحن اللبنانيين والأحرار تجديد الصرخة التي اطلقها بطرس حرب لمواجهة هذا المنحى الاستبدادي.

بطرس حرب انت الصخرة.

 

الثورة السورية تعري الدور الايراني عربياً وتهدده ايران تحكم سوريا تتجسس على الأسد وتفاوض عنه ومصير الشاه ينتظرها  

*استراتيجية ايران العربية: طائفية لا إسلامية.. عداء للعروبة وسعي لإقامة دويلات طائفية.. امبراطورية توسعية في المحصلة النهائية

*ايران في سوريا أكثر تطرفاً من الأسد.. دفعته لأسوأ الخيارات.. تتجسس عليه وتفاوض عنه.. وستظل معه حتى الرمق الأخير!

*نهاية إيران في سوريا ستكون مثل نهاية أميركا في إيران الشاهانية.. ونهاية لتمددها في المشرق العربي

*رفضت إيران تحقيق ((أمنية حافظ الأسد)) وفك عقدته! .. واخترقت سوريا بعمق وشاركت في حكمها!

بقلم: محمد خليفة/الشراع

بعد أسابيع قليلة تحتفل إيران بالذكرى الرابعة والثلاثين لثورتها التي أوصلت الملالي إلى السلطة بعد انهيار نظام الشاه محمد رضا بهلوي في فبراير/شباط 1979. لا يهمنا هنا كيف سيحتفل حكام إيران بهذه المناسبة, وهم قد داسوا بأحذيتهم على مبادئها الأصلية, ولكن يهمنا هنا كيف تحولت الدولة الإيرانية في ظل حكم الملالي إلى دولة ذات نظام ديكتاتوري يقمع شعبه ويشارك بضراوة في دعم الأنظمة الأكثر ديكتاتورية وطائفية وفساداً, ودولة شاهانية امبراطورية ذات أطماع توسعية في المحيط العربي, تجاوزت أطماع الشاه, وفاقته عدوانية وتدخلاً في الساحة العربية وشؤونها الاستراتيجية.

لقد استقبل العرب ثورة الشعب الإيراني استقبالاً مميزاً مشحوناً بمشاعر الأخوة الإسلامية وروابط الجوار الإقليمي والتاريخي, فضلاً عن التعاطف الانساني والسياسي النابع من مقت العرب للنظام البهلوي الذي عرف بالاستبداد المطلق والقمع الشديد لشعبه ومعارضيه. وكان للشعور العربي أسبابه الخاصة, فالنظام السابق كان معادياً لطموحات العرب القومية والتحررية, وكان حليفاً اقليمياً رئيسياً لإسرائيل, ومخلباً للولايات المتحدة في كل سياساتها المعادية للعرب, بما فيها النفطية, وفوق ذلك كانت له أطماع في اراضي الخليج العربي ومياهه. وزاد من قوة المشاعر العربية تجاه الثورة الإيرانية يومها أن قادتها حولوا سفارة اسرائيل السابقة في طهران الى سفارة لفلسطين سلموها لمنظمة التحرير. ثم إعلانهم تبني اللغة العربية لغة رسمية ثانية في البلاد. ورغم اشتعال الحرب العراقية - الإيرانية عام 1980 لم تنحسر المشاعر العربية فجأة, نظراً لما كان لنظام البعث في العراق وحكم صدام حسين من رصيد سلبي في غالبية الأوساط العربية. إلا أن التحول في الشعور العربي نحو النفور والحذر من الدور الايراني, حتى بلغ مرحلة العداء أخيراً حدث على مراحل, وتطور بتأثير السياسات الإيرانية التي أخذت تنحو مناحي معادية للعرب, وصلت مستويات عنصرية ومذهبية مقيتة, تستعيد من التاريخ والتراث اسوأ ما فيهما, وتعيد انتاجه في خطاب مذهبي متطرف, ووصلت مستويات متقدمة من العداء والتهديد المباشر للمصالح العربية الاستراتيجية والقومية والأمنية, كما رأينا خلال العقد الأخير, وكما نرى حالياً في سوريا والعراق والخليج ولبنان وفلسطين.

لذلك لا نجافي الواقع إن قلنا إن الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب السوري تنظر حالياً إلى حكام إيران باعتبارهم أسوأ كثيراً من الشاه, وسياستهم الحالية أكثر عدوانية وخطورة على العرب من سياسة طهران في عهد الشاه رغم حرص الملالي على إخفاء أطماعهم ومذهبيتهم الضيقة ببعض المساحيق, وإصرارهم على الاتجار بالقضية الفلسطينية لإخفاء غاياتهم الباطنية. ولا شك ان الثورة السورية أدت دوراً ثورياً في تعرية الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية بما يتجاوز النطاق السوري. وأصبح في ضوء ما كشفته ممكناً لنا مقاربة السياسة الإيرانية ووضعها موضع التحليل والتقويم بشكل عياني شامل.

فما هي معالم ومظاهر وأبعاد السياسة أو الإستراتيجية الإيرانية تجاه سوريا والعالم العربي.. ولماذا تدافع إيران بشراسة عن بشار الأسد كما لو أنها تدافع عن أبواب طهران..؟؟

الاستراتيجية الإيرانية في العالم العربي

يبدو لنا قبل كل شيء من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن نظام الحكم الإيراني الديني القائم على نظرية ولاية الفقيه لا علاقة له بثورة الشعب الإيراني التي أسقطت الشاه عام 1979 واستهدفت بناء دولة ديموقراطية عادلة تلبي رغبات الشعب الايراني, إلا أن تلك الثورة العظيمة انقلبت على نفسها ونكصت على عقبيها , في الداخل والخارج بمجرد انتصارها على الشاه , حيث استطاع رجال الدين سرقتها, والتراجع عن أهدافها الأصلية, وخاصة الديموقراطية والتعددية. وقد عمل رجال الدين على إقصاء القادة السياسيين الديموقراطيين والليبراليين والقوميين أمثال بازركان وبني صدر ورجوي, وطردهم من البلاد أو قتلهم أو عزلهم تدريجياً, حتى احتكروا السلطة وحدهم, وأقاموا نظاماً ثيوقراطياً توتاليتارياً مغلقاً ومعادياً للشعب والديموقراطية والحريات, نظاماً قمعياً يكرر أساليب الشاه, وفي الخارج صار النظام الجديد جزءاً من لعبة محاور إقليمية ودولية رجعية معادية للشعوب تمتد بين روسيا والصين وسوريا وفنـزويلا, وضاعف من شراهته التوسعية باتجاه جيرانه العرب تحديداً. وأدت هذه التحولات بالشعب الإيراني لكي يصير بغالبيته كما رأينا في انتفاضته الثورية 2009 مناهضاً بقوة للنظام القائم بما فيه من استبداد سياسي من ناحية, وما فيه من فساد اقتصادي واجتماعي أيضاً من ناحية أخرى.

منذ البداية وكنتيجة لسيطرة رجال الدين على السلطة واعتبار الثورة ثورة اسلامية أي دينية, وتسمية الدولة بالجمهورية الإسلامية (لتوحي للمسلمين كافة أنها دولتهم جميعاً وقطب الرحى في عالمهم الواسع) اختط النظام الجديد نهجاً دينياً مذهبياً في سياسته الخارجية كما الداخلية, وقدم نفسه للعالم باعتباره ممثلاً شرعياً وحيداً للشيعة, وحامياً لهم ومعبراً عنهم دون سواهم من المسلمين, لأنه لو كان الهدف تمثيل الأمة الاسلامية بجناحيها السني والشيعي لما أصر نظام الملالي على فرض نظرية ولاية الفقيه الخاصة بالشيعة دون سواهم. ولذلك كان من الطبيعي بعد ذلك الاعتماد على الطوائف الشيعية في العالم الاسلامي والسعي لكسب نفوذها, ثم تعبئتها خلف القيادة الروحية الإيرانية في مشروعها الطموح للتوسع الاقليمي. لقد عنى هذا فيما عناه الدمج بين الدولة والمذهب في ايران داخلياً وتأسيس أول دولة دينية شيعية في العصر الحديث. وكان من مستلزمات ذلك السعي للاستحواذ على مرجعية الشيعة في العالم, وتوظيفها خدمة للمشروع الإيراني لإحياء حلم الأمبراطورية الذي كان هاجس النظام البهلوي السابق أيضاً من دون أن يتوافر له وقوده الكافي ومستلزماته الضرورية, خاصة وأن علمانيته المتغربة حالت دون توظيف النفوذ على الطوائف الشيعية في الخارج. وبمد سلطة حكام ايران على الطوائف الشيعية في العالم تحولت إيران (فاتيكان الشيعة في العالم) ووجب عليهم اتباعها والالتزام بها, وبما يصدر عنها من أحكام وفتاوى دينية أولاً, ومواقف سياسية ثانياً. لقد صارت شبيهة بالدولة العبرية التي سعت لفرض نفوذها على جميع اليهود في العالم وإلحاقهم بها دينياً وسياسياً. وأمكنها دعم هذا النفوذ وتقويته بواسطة الأموال النفطية الهائلة التي ضختها للطوائف الشيعية في كل مكان على حساب فقراء إيران. ومع ان إيران وسعت من اهتمامها بالطوائف الشيعية في الدول كافة, كالهند وباكستان وآسيا الوسطى, إلا أن الإهتمام الأعظم كان في الدول العربية, ولا سيما العراق والجزيرة العربية والخليج ولبنان, ذلك لأن الهدف هنا مزدوج, ديني وقومي استراتيجي.

فإيران منذ القديم وعصور ما قبل الاسلام يسكنها حلم الخروج من حدود الهضبة المحاصرة في غرب آسيا, والتمدد غرباً وصولاً إلى سواحل المتوسط, حيث قلب العالم القديم والحديث, وملتقى الحضارات, ومراكز التجارة العالمية, ومناطق التأثير الدولية الرئيسية, وقد سبق لها أن نجحت في الوصول إلى هذا الموقع ثلاث مرات عبر التاريخ قبل وبعد الاسلام ثم اندحرت وما فتئت تحاول إحياء أمجادها القديمة.

الجمهورية الإسلامية جددت هذا الحلم التاريخي الأمبراطوري وسعت بمنهجية مدروسة ومثابرة إلى تحقيق هذا الحلم من خلال مدرج متعدد المستويات:

أولاً: تقسيم الجوار العربي بحسب الطوائف إلى ثلاثة أصناف: الشيعة من ناحية, والسنّة من ناحية أخرى, والطوائف أو الفئات الوسيطة بين الطرفين كالعلويين في سوريا, والزيدية في اليمن. أو بحسب الثقافة المذهبية إلى شيعة أولاً وسلفية معادية للشيعة ثانياً وفئات وسيطة بين الطرفين تضم العلويين والزيديين وسنة مصر والسودان ذات الثقافة المتسامحة المتصالحة القريبة من الطرفين. وانتهجت الجمهورية الايرانية الجديدة خططاً وبرامج للتوسع والتغلغل في أوساط الفئات الوسيطة, واستتباع الطوائف الشيعية, وكان التركيز بشكل رئيسي على مصر باعتبارها قاعدة العالم العربي والمشروع القومي, وعملت بجد ونشاط لخلق مجموعات موالية لإيران في أوساط النخب الثقافية والسياسية وعملت ببراغماتية متحررة بل وبمكيافيللية لا تحسد عليها إذ بذلت جهوداً هائلة لتطبيع علاقاتها مع نظام حسني مبارك رغم مساوئه وأغرته بمعونات تزيد عن معونات الولايات المتحدة له من ناحية, وعلى التقارب المحموم مع الاخوان المسلمين من ناحية مقابلة. ولتحقيق هذا وذاك صاغت خطاباً ايديولوجياً معادياً بشدة للخطاب القومي العربي التحرري (الناصري) متبنية خطاب سيد قطب والتيارات السلفية التي انتشرت في السبعينيات رغم التضاد المذهبي الشديد معها!

ثانياً: مد سلطتها ونفوذها على الشيعة العرب بشكل رئيسي ومركزي, ونقل مرجعية الشيعة العرب من النجف وكربلاء وجبل عامل إلى قم وطهران, والاستحواذ على القيادة الدينية والفكرية للشيعة العرب.

ثالثاً: العمل على نشر التشيع في أوساط الطائفة السنية من خلال (النشاط الدعوي التبشيري) بينها, حيث أمكن ولا سيما في مصر والسودان وشمال أفريقيا. ومن الواضح للمتابعين المتخصصين أن إيران ركزت جهودها على مصر, وعلى المملكة العربية السعودية والعراق وسوريا واليمن ولبنان بشكل خاص, ولكن كل منها بطريقة مختلفة عن الأخرى. والدول الست هي مراكز القوة الرئيسية في العالم العربي, وسقوطها أو التسلل إليها يسهل المهمة في بقية الدول. واعتمدت إيران وسائل ووسائط متنوعة لتحقيق الغاية بحسب خصائص كل منها. ففي مصر اعتمدت على الاختراق الهادىء واستثمار العوامل الثقافية التاريخية لتعميق نفوذها في بلد سبق أن خضع لحكمها المباشر. وفي السعودية استعملت أسلوب الضغط والاختراق والتهديد حيث عملت على تعبئة بعض الشيعة فيها واستعمالهم أداة ضغط على الحكومة وبقية المجتمع (منظمة ثورة الجزيرة العربية - مثالاً), لعلمها أن المجتمع نفسه مغلق في وجهها بسبب تجذر الاسلام السني الأصولي. وفي العراق استطاعت تجيير نفوذها التقليدي بين شيعته لفرض نوع من الهيمنة السياسية وصلت درجة التحكم شبه الكامل بالعراق والسيطرة على السلطة فيه بعد سقوط نظام صدام وإخفاق أميركا الفاضح في هذا البلد, وتجدر الإشارة هنا الى وجه آخر من وجوه المكيافيللية الإيرانية حيث تحالف الملالي مع الغزاة الأميركيين في غزو العراق وتفكيكه وسهل كل منهما للآخر مهمته. أما في اليمن فقد حاولت إيران تفتيته واستخدمته كممر للالتفاف على السعودية وإقامة فكي كماشة يضغطان عليها من الشرق والغرب بفضل تحالفها مع الشيعة المحلية أولاً, ومع الحوثيين ثانياً ومع انفصاليي الجنوب ثالثاً.

وفي لبنان استفادت إيران من حجم الطائفة الشيعية الكبير نسبياً وموقعها في بلد صغير يخضع لإرهاب العدو الاسرائيلي منذ أربعة عقود فوقفت وراء تأسيس حزب الله وأمدته بكل أسباب القوة حتى أصبح قوة عسكرية مرهوبة الجانب, وفرض الحزب بفضل تحالفاته المحلية والإقليمية وميزانيته المالية الكبيرة سطوته على الدولة والشارع. وكان لسوريا نصيب وافر من هذا الجهد ولا سيما في العقدين الأخيرين, وبشكل أخص في عهد بشار الأسد الذي فتح الأبواب على مصاريعها أمام الإيرانيين بلا رقيب ولا حسيب, يشاركونه حكم سوريا, دينياً وسياسياً وأمنياً واجتماعياً.

وفي بقية الدول العربية الأخرى كتونس والسودان وموريتانيا اتبعت طرقاً وأساليب متنوعة لنشر التشيع أو ثقافة التأييد والتبعية لإيران.

وفي الخليج استعملت إيران نفوذها التاريخي التقليدي عبر جماعات كثيرة متوطنة ذات اصول ايرانية وشيعية كجماعات ضغط قوية تهيمن على مفاتيح الاقتصاد التقليدي فيها, ولا سيما في البحرين. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة فقد احتلت إيران احتلالاً عسكرياً سافراً ثلاث جزر ورفضت مطلقاً أي تفاوض بشأنها.

رابعاً: استغلت إيران في تمددها واختراقها للمجتمعات العربية القضية الفلسطينية أيضاً كعامل ثانٍ بعد عامل النفوذ الشيعي, وقدمت نفسها كرأس حربة في الصراع مع إسرائيل, واستطاعت اجتذاب عدد من أطراف المقاومة الاسلامية الفلسطينية وخصوصاً حركتي الجهاد الاسلامي وحماس, وبعض الأطراف اللبنانية, واستطاعت من خلال هذه التحالفات توسيع وتعزيز قاعدتها الاقليمية في الشرق الأوسط.

خامساً: دعمت هذه القاعدة من التحالفات ببرنامجها النووي الطموح وبرامجها التسلحية الباهظة, وبقدراتها المالية الكبيرة وسخائها في الانفاق والاستثمار السياسي والطائفي حيثما أمكنها, ولا سيما في سوريا ولبنان وغزة, وبلدان بعيدة عنها مثل السودان وأريتريا وبلدان افريقية كثيرة. ويلاحظ في هذا المجال أن ايران هي مورد السلاح الرئيسي لبؤر الصراع في لبنان وسوريا واليمن وغزة. وأصبح البرنامج النووي عنواناً ومظلة لاستراتيجية التوسع والتمدد في المنطقة وعنواناً للهيمنة والطموحات الأمبراطورية. وللأسف صار يثير مخاوف العرب أكثر من مخاوف الدولة الصهيونية.

سادساً: يلاحظ ان إيران لا تتعامل حالياً مع العرب باعتبارهم أمة واحدة أو وطناً واحداً بل باعتبارهم طوائف وجماعات دينية في ساحة جغرافية واسعة هويتها الشرق الأوسط, أو العالم الاسلامي, وتسعى لاستغلال الحساسيات والاختلافات والمشاكل فيما بين بعض هذه الطوائف وبقية مكونات مجتمعاتها العربية, فهي تدعم محاولات حزب الله لفرض هيمنته على لبنان حتى ولو أدى ذلك لفتنة طائفية على مستوى المجتمع, وتدعم بقاء غزة منفصلة عن الضفة الغربية, وتدعم السياسات والمشاريع الطائفية في العراق حتى ولو أدت الى تفكيك العراق لدويلات عرقية ومذهبية, وهي تدعم تفكيك اليمن كما تدعم مشروع الدويلة العلوية في سوريا الآن من خلال دعمها المطلق لزمرة الأسد في حربها الطائفية ضد بقية الشعب السوري.

.. واستراتيجيتها في سوريا

في مثل هذه الأيام عام 1985 زرت طهران بدعوة رسمية للمشاركة في احتفالات الذكرى السنوية السادسة للثورة, وقابلنا هناك جميع قادة النسق الأعلى في القيادة, الخميني, منتظري, رفسنجاني, مشكيني, روحاني, خلخالي.. إلخ وكذلك أفراد من السلطة التنفيذية, وعلى رأسهم قائد الحرس الثوري محسن رفيق دوست. واستمعنا من الجميع لشروح عن ثورتهم واستراتيجيتهم الثورية, وتطلعاتهم لبناء علاقات تعاون وتكامل مع العرب باستثناء نظام صدام حسين لأن نظامه بحسب توصيفاتهم (قومي عربي شوفيني بعثي كافر) وفهمنا منهم أن البديل الذي يتمنون قيامه في العالم العربي ليكون ملائماً لقيام علاقات التضامن والاخوة والتعاون الاستراتيجي هو البديل الاسلامي, وقد سمعنا منهم كلاما شديد العدائية للقومية العربية وتجلياتها كافة. وفي المرات القليلة التي أتيح لنا فيها النقاش وطرح الأسئلة ركزت أسئلتي عليهم جميعاً في سؤال واحد هو: كيف توفقون بين موقفكم العدائي المطلق لنظام البعث القومي العربي الديكتاتوري في بغداد وموقفكم التحالفي الراسخ مع نظام دمشق البعثي القومي العربي الديكتاتوري الذي لا يختلف عن صنوه ونده العراقي لا في المبنى ولا في المعنى..؟!

كان جوابهم في معظم الأحيان واقعياً: نعم نحن لا ننفي أن البعث في البلدين واحد, وموقفنا لا يختلف من الإثنين عقائدياً, ولكن بيننا وبين نظام الأسد هامش ضيق من الاتفاق الاستراتيجي السياسي, ونحن نعتقد أنه بإمكان الطرفين بناء تحالف قوي على هذا الهامش رغم ضيقه يستمر إلى ما لانهاية. ولم يوضح لنا الإيرانيون ما هو هذا الهامش الضيق, وما هي طبيعته, وعناصره. بقي الأمر غامضاً.. فسرناه من جانبنا على أنه تعاون ضروري تمليه المصالح الواقعية فقط ضد صدام, العدو اللدود للطرفين, وضد الاحتلال الاسرائيلي للبنان وسيطرة حزب الكتائب على رئاسة الجمهورية. ووقعت حادثة بسيطة في أثناء الزيارة لفتت انتباهنا وعززت ذلك الاستنتاج الخاطىء. في أحد الأيام رأينا شخصاً غريباً يدخل فندق هيلتون الذي نقيم فيه ويندس بيننا محاولاً التعرف على أكبر عدد ممكن من الضيوف, اكتشفنا بعد قليل أنه السفير السوري, فشعرت وربما كنت السوري الوحيد بين الضيوف أن السفير قادم ليبحث عن سوريين معارضين بين الحضور, فألبت عليه الآخرين من العرب وخصوصاً اللبنانيين والفلسطينيين والتوانسة والعراقيين, وحرضت عليه فتضامنوا معي وأبلغنا المسؤولين الإيرانيين مخاوفنا واحتجاجاتنا على حضور سفير نظام بعثي إرهابي لا يختلف عن نظيره العراقي, فتجاوب الإيرانيون معنا وذهبوا الى السفير وطلبوا منه مغادرة الفندق فورا وعندما تعلل بحصانته الديبلوماسية طردوه بطريقة فظة من الفندق وسط صراخ وهياج!!

لكن التطورات اللاحقة أثبتت ان الهامش الضيق بين الدولتين والنظامين أرسخ وأقوى مما توقعنا وأعمق من مجرد حلف اقليمي ضد صدام أو لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني, إذ تحول تحالفاً اقليمياً ودولياً شاملاً وتماثلياً, وصارت إيران الطرف الأقوى فيه لا سيما بعد توقف حرب الخليج الأولى عام 1988, وصارت سوريا دولة تابعة تدور في الفلك الإيراني دوراناً محورياً ثابتاً ظل يزداد ولا سيما بعد وفاة الاسد الأب حتى أصبحت سوريا كما وصفها مؤخرا (د. ولايتي) الحلقة الذهبية في منظومة ايران الاقليمية. فما هي طبيعة العلاقة بين نظامين تفرق بينهما مساحة خلاف ايديولوجي أكبر من مساحة الاتفاق باعتراف قادة إيران الكبار..؟ وإلى ماذا تستند..؟ وما هي ركائزها المخفية عن الأعين..؟

هذه التساؤلات تزداد أهميتها مع انكشاف عمق التبعية السورية لإيران, وتأثيرها الاقليمي المتناقض مع المصالح العربية, وذلك في ضوء معطيات الثورة السورية التي أبرزت خصائصها غير العادية إلى حد ان إيران رمت بثقلها كاملاً خلف بقاء بشار الأسد في حكم سوريا ولم تدخر مالاً ولا سلاحاً ولا جنداً للدفاع عنه, بما في ذلك اعلان الاستعداد الصريح للتدخل العسكري والقتالي دفاعاً عن نظام رفضه شعبه بقوة, ولفظه العالم بأغلبية ساحقة حتى ولو تطور النـزاع الى (حرب عالمية) كما هدد قائد الجيش الإيراني قبل فترة.

(العقدة النصيرية) للأسد ومعنى (الهامش الضيق)

كان نظام الأسد نظاماً اقليمياً قوياً وفاعلاً في محيطه العربي والإقليمي, ولذلك اعتمدت عليه ايران كقلعة رئيسية لنفوذها في المنطقة, وعقدة وصل بين جميع عناصر شبكة تحالفاتها, لا سيما بفضل موقع سوريا الجيبوليتيكي حيث تحاذي لبنان وفلسطين والعراق, وهي البلدان الرئيسية الثلاثة لنفوذها مع الأطراف الشيعية وحلفائها الرئيسيين, حزب الله وحركة حماس والجهاد الاسلامي والأحزاب الشيعية العراقية. وكانت سوريا في الثلاثين سنة الماضية البلد والنظام الأكثر استقراراً في منطقة مضطربة لا تعرف الاستقرار مما أهله ليكون قلعة النفوذ الإيراني وفرس رهانه ليس بالنسبة للبنان وفلسطين فقط, ولكن بالنسبة لعموم المنطقة العربية, وليس سراً ان سوريا لعبت دور حصان طروادة ايراني داخل الاسرة العربية, فهي وقفت مع ايران في حربها مع العراق واستطاعت تعطيل الكثير من القرارات آنذاك ضد إيران, كما عطلت الإجماع العربي ضد الاحتلال الإيراني للجزر الاماراتية, وحمت النفوذ الإيراني في لبنان, ثم كانت حليفاً لإيران في إضعاف المركز الاقليمي التقليدي لطوائف السنة في لبنان والعراق فضلاً عن سوريا نفسها, وأدى نظام الأسد دوراً سرياً نافذاً في تسويق مواقف إيران في الساحة العربية وتجميله وتعزيزه, ومع الوقت أصبحت سوريا هي الجسر الرابط بين إيران - العراق - لبنان - فلسطين.

وبالمقابل صارت إيران السند الاستراتيجي لنظام الأسد أمنياً وسياسياً واقتصادياً ولا سيما بعد 1982 حيث بدأ النظام يواجه تحديات صعبة في الداخل والخارج. كان هذا النظام منذ قيامه عام 1970 طائفياً في محتواه, ويحمل مشروعاً لإحكام السيطرة العلوية على سوريا, بيد ان هذا الأمر كان يحتاج لكسب اعتراف ديني بالعلويين كطائفة اسلامية, وكان العلويون يعانون من فقدان الإعتراف بهم لا من أهل السنة ولا من أهل الشيعة فهم (نصيريون) لا يعدون من طوائف الاسلام الرئيسية المعترف بها. ويقال ان حافظ الأسد كان يبحث عن اعتراف بالعلويين ليدمجهم بالأكثرية الاسلامية ليوفر أساساً قوياً لمشروعه في حكم سوريا, ووقع رهانه على الشيعة لتحقيق رغبته, وكان أول مرجع اسلامي يقبل منحه هذا الاعتراف التاريخي هو الامام موسى الصدر, ولكن بقية مراجع الشيعة الكبار وخصوصاً الايرانيين رفضوا التصديق على موقف الصدر الذي شابته شبهة المجاملة لا الموقف الشرعي. وروى لنا مسؤول إيراني ان الأسد الأب كان يتمنى زيارة الجمهورية الإيرانية والحصول على هذا الاعتراف في الفترة التي كانت إيران في موقف ضعيف وبحاجة له في حربها مع العراق, ويضيف المصدر ان الأسد فاتح المسؤولين الإيرانيين برغبته في زيارة طهران, لكن الخميني ظل يمانع ويرفض استقباله إذا زار طهران لأنه يعتبره نسخة أخرى من صدام حسين, ويرفض إعطاء أي موقف يفهم منه الاعتراف بالطائفة النصيرية كفرقة شيعية, وظل الخميني على موقفه حتى مات, وبعدها تسنى لحافظ الأسد زيارة طهران رسمياً للمرة الأولى, ولكنه مات هو الآخر وفي نفسه أمنية مخنوقة هي الحصول على الاعتراف بطائفته لأن المراجع الإيرانيين الشيعة رفضوا الخلط بين السياسة والعقيدة!

عندما احتلت إسرائيل لبنان 1982 واندحرت قوات الأسد من بيروت الى البقاع واصطدم مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1983 وما تبع من ذلك من تداعيات هددت نفوذه في الساحتين اللبنانية والفلسطينية, وما اعترى قواته وهيبته من ضعف بسبب هزيمته المهينة امام الاسرائيليين صار الأسد بحاجة ماسة جداً لمساندة شيعة لبنان وحزب الله ومن خلفهم إيران للعودة إلى بيروت واستعادة هيمنته على لبنان كاملاً, ثم تكرر التحدي نفسه بعد سنوات خصوصاً عندما خاض الجنرال عون رئيس الحكومة العسكرية حرب تحرير لبنان وخروج صدام قوياً من حربه مع ايران, والتغييرات التي طرأت على بنية الاتحاد السوفياتي وأدت لخسارة الأسد الدعم المفتوح, وفرض عقوبات صارمة على نظامه من الغرب ومن العرب صار نظام الأسد ضعيفاً وفي حالة اهتراء وتآكل متواصلة وعزلة دولية 1987 - 1990 وصار مكشوفاً امام تهديدات عراقية سافرة وتجاوزته التحالفات العربية وعودة مصر تدريجياً للساحة العربية.

في هذه الآونة كان النظام مهدداً بالسقوط فعلاً لولا عاملين هما الدعم الإيراني الاقتصادي والأمني المكثف, واعتماده على لبنان المنكوب ليسد احتياجاته من مئات السلع وتصدير البطالة السورية اليه. في هذه الفترة صار النظام السوري مضطراً للموافقة على شروط الإيرانيين, فاستطاعوا التسلل والتغلغل في الداخل السوري بل ان البعض يتحدث عن استباحة للمجتمع السوري استمر طوال التسعينيات, واكتسب هذا التدخل العميق قوة دفع تصاعدية ولا سيما بعد رحيل الأسد الأب الذي كان أكثر قدرة على التحكم بالنفوذ الإيراني ومساومتهم على لبنان. ومع انسحاب سوريا مرغمة من لبنان, والاحتلال الأميركي للعراق وارتفاع وتيرة التهديدات بغزو أميركي لسوريا عبر العراق وخسارة الدعم السعودي بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري صارت سوريا أكثر قابلية للتوسع الإيراني الى الحد الذي أجبر بشار الأسد على الاستعانة بالأتراك في مسعى لموازنة الدور الإيراني الذي صار يشارك في حكم سوريا فعلياً لا نظرياً, وصار لإيران قناصل ومكاتب في غالبية المحافظات السورية يحكم القائمون فيها ويشاركون في السلطة. ويقال ان هؤلاء القناصل كان بمقدورهم عزل أي مسؤول سوري من منصبه اذا رفض تنفيذ ما يطلبه منه الإيرانيون, وهناك قائمة طويلة بأسماء مسؤولين عزلوا لأنهم قاوموا النفوذ الإيراني, وقائمة أخرى بأسماء عشرات الموظفين والمسؤولين تبوأوا مقاعدهم في السلطة بتدخل من القناصل الايرانيين. ولم يكتف هؤلاء بذلك بل بدأوا يحاولون نشر التشيع على نطاق واسع مدعوماً بإغراءات مالية وامتيازات, وهناك اتهامات لعشرات المسؤولين تشيعوا إرضاء لإيران بعضهم جهر بتشيعه وبعضهم أخفاه من باب التقية, ومن هؤلاء بعض المفتين في سوريا, وعلى رأسهم أحمد حسون مفتي الجمهورية, والأمر نفسه ينطبق على عدد من كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية وقادة الجيش وكبار المسؤولين الحكوميين.

ويؤكد جميع المطلعين على هذه الأمور ان العامل الرئيسي في نجاح سياسة التشيع هو المال الوفير الذي يدفعه الإيرانيون لهؤلاء على شكل منح ورشى وهدايا وامتيازات, ويؤكد هؤلاء وجود قوائم بآلاف السوريين يتقاضون مرتبات شهرية ثابتة من الإيرانيين مقابل الولاء.

إلى جانب ذلك استطاع الإيرانيون خلق مواقع ومزارات ومؤسسات شيعية في جميع المحافظات بهدف إضفاء طابع شيعي هنا وهناك لا أساس له حقيقياً في التاريخ او الجغرافيا.

وكان مؤلماً وجارحاً لمشاعر المواطنين السوريين ان التلفزيون السوري خصص برنامجاً دينياً وحيداً اختير لتقديمه رجل دين شيعي وغير سوري (الشيخ عبد الحميد مهاجر) واستمر الأمر سنوات وكاد يحدث ثورة عارمة داخل وزارة الأوقاف بسبب الاحتجاجات الغاضبة حتى في أوساط مؤيدي النظام.

وتبين أخيراً من بعض الوثائق والمعلومات التي خرجت من أدراج الأجهزة الأمنية مع توالي الانشقاقات ان الإيرانيين جندوا بعض المسؤولين الكبار من الحلقة العائلية الضيقة حول بشار الأسد لينقل لهم المعلومات الخاصة جداً عنه ويكون عيناً لهم عليه ومن هؤلاء العميد حافظ مخلوف ابن خال بشار ورئيس احد فروع الاستخبارات السورية!

وعلى المستوى الاقتصادي سيطرت إيران بفضل تفوقها على قطاعات رئيسية من الاقتصاد السوري, ومن يراجع قوائم المشاريع الكبرى التي تتضمنها الخطط الحكومية منذ عشرين سنة سيجد ان سوريا تحصل على التكنولوجيا المتقدمة عبر إيران ومن الصين وكوريا الشمالية بشكل رئيسي, ونسبة أقل من دول الاتحاد السوفياتي السابقة روسيا البيضاء واوكرانيا.. وفي أبعد وأرقى الحالات يمكن أن تكون إيطاليا هي المصدر, بينما لا يوجد اي تعاون او استيراد للتقنيات المتقدمة من الدول الرئيسية المنتجة لها كأميركا او بريطانيا او فرنسا او ألمانيا.. إلخ . ولذلك كله يعاني الاقتصاد السوري من تخلف يتزايد سنوياً ومن فجوة حضارية تتسع باستمرار بينه وبين العالم المتقدم في جميع المجالات وخاصة البنيات الأساسية للبلاد.

وينطبق الأمر نفسه على منظومات الدفاع الوطني, وخاصة الجيش السوري الذي يعاني من فوضى عارمة وفساد مستشر, ومن تخلف في مستوى الأسلحة والتقنيات وبرامج التدريب والإعداد خاصة على مستوى التكنولوجيا الحديثة الالكترونية والرقمية, وغير ذلك. ويلاحظ منذ بداية الثورة انهيارات الجيش التقليدي وهزيمته الفاضحة أمام الثوار الذين يقاتلون بأسلحة بدائية, إلى حد أن الجيش وأجهزة الاستخبارات استعانت بالمهندسين والخبراء الإيرانيين لمواجهة الثوار الشباب وتقنيات التواصل الاجتماعي والالكتروني والفضائي. ولا شك أن سوريا دولة ونظاماً وجيشاً وأمناً، تعتمد الآن اعتماداً كلياً على الخبراء الإيرانيين المنتشرين في كل مواقع الدولة والبلاد.

 

إيران في سوريا مستعمرة وأكثر تطرفاً من بشار!

يخوض الإيرانيون معركة الأسد الآن في دمشق ليس دفاعاً عن الأسد بل دفاعاً عن مصالحهم لأن سقوطه سيؤدي كما في لعبة الدومينو الى تداعي كامل منظومتهم الإقليمية الاستراتيجية الأمنية والطائفية والامبراطورية وخاصة في لبنان والعراق وفلسطين, وستتكشف معالم استباحتهم لسوريا مجتمعاً ودولة وكأنهم كانوا مستعمراً يسعى لتغيير هوية البلاد وثقافتها وتاريخها, ما سيؤدي الى تحذير بقية البلدان العربية من المثال السوري, وهو ما بدأت تظهر تجلياته في الانتفاضة العراقية على النفوذ الإيراني المتزايد ايضاً وتراجع مكانة حزب الله في لبنان. وتفيد المعلومات المتوافرة ان بشار الأسد في الواقع أقل تطرفاً من التطرف الإيراني بصدد الخيارات المطروحة في سوريا, وهم يضغطون عليه لارتكاب المزيد من المذابح والعنف ويزينون له ما يفعله, ويعدونه بالدعم المطلق عسكرياً ومالياً وبشرياً. وكانت إيران هي التي أقنعت بشار الأسد منذ بداية الثورة في سوريا بانتهاج الخيار الأمني, واستعمال القوة بكل ضراوة, وعدم التراخي أو الضعف أمام مطالب الشعب والثوار والمعارضة. ويقال أن علي لاريجاني في اثناء زيارته لدمشق قبل شهور واجتماعه مع الأسد أبلغه باستعداد إيران لدخول الحرب معه ضد السوريين وضد العرب وضد الأتراك مهما كان الثمن, وطلبوا منه عدم إظهار اي ضعف في التعاطي مع الضغوط والمبادرات الدولية. وكانت هذه الرسالة هي الدافع المشجع للأسد في حملته الدموية والوحشية اعتباراً من أوائل الصيف الماضي, والتي نقلت عداد الموت الى وتيرة مضاعفة في الدم السوري والتدمير الشامل. بل ذكرت دوائر كثيرة ان الأسد في بعض الأحيان رضخ لضغوط موسكو عليه لإجراء بعض التحسينات والاصلاحات على نظامه واتخاذ بعض المبادرات الخارجية ولكن الإيرانيين حذروه من مغبتها ومن نتائجها وطلبوا منه عدم التراجع عن سلوك أقصى الخيارات تطرفاً وعنفاً وجهنمية في مواجهة الجميع بما فيهم الروس الذين ينسقون معهم أغلب المسائل.

وعلى الصعيد الدولي يقف الإيرانيون بنسب متفاوتة خلف مواقف الدول الحامية للأسد, بما فيها روسيا والصين, فهم من يسدد الآن فواتير السلاح الروسي للاسد وهم من يقدمون النفط بأسعار خاصة جداً للصين وبعقود لعشرات السنين ليستمروا في موقفهم في مجلس الأمن, ويضغطون على روسيا أيضاً عندما تبدي تراجعاً في دعمها للأسد. وفوق ذلك لوحت للولايات المتحدة بصفقة مغرية لمقايضة تجميد البرنامج النووي ببقاء الأسد في الحكم, وبعض التقديمات الاقليمية الأخرى تتعلق بالبحرين ولبنان واسرائيل!

يقال ان الإيرانيين في أحد اللقاءات السرية مع ممثلي الدول الكبرى تشنجوا في موقفهم المتمسك بالأسد على رأس السلطة مما أثار حفيظة الأطراف الأخرى التي قالت ان بشار الأسد لم يعد مقبولاً لا في الداخل ولا في الخارج, ولا بد من تنحيه واستبداله فردّ الإيرانيون بالموافقة ولكن بشرط واحد ان يكون البديل عن بشار الأسد هو ماهر الأسد!!

لن يتراجع الإيرانيون عن موقفهم ولن يتخلوا عن حليفهم في سوريا مهما كانت الضغوط والمترتبات على تمسكهم به، لسبب بسيط هو ان الأسد عنوان وجودهم في سوريا وعنوان استراتيجيتهم الاقليمية, وسقوطه يعني خسارة سوريا وضياع استثماراتهم الهائلة فيها, وهي بعشرات المليارات طوال ثلاثين سنة, وخسارة ((الحلقة الذهبية)) في منظومتهم الاقليمية الاستراتيجية كما قال ولايتي أخيراً. سيبقون معه حتى ولو تخلى عنه الروس والصينيون لأنهم يدركون الآن انهم بعد تورطهم الكامل في مستنقع الدم السوري لا أمل لهم بالحفاظ على أي شيء من مصالحهم وأن نفوذهم سيقتلع من سوريا جذرياً, كما انتهى نفوذ الولايات المتحدة في إيران في اعقاب ثورة الشعب الايراني عام 1979, وقد يقتحم الثوار السوريون سفارة طهران بدمشق ويعتقلون الدبلوماسيين فيها كما فعل الإيرانيون بسفارة أميركا لأنها مركز التجسس والوصاية وسمة النفوذ الامبريالي.

يعرف خامنئي ونجاد وصالحي وقادة الحرس والجيش في ايران انه لم يعد يجديهم نفعاً التراجع عن الأسد الآن, لأنهم أصبحوا مكروهين وممقوتين جداً من جميع السوريين ولا بد أن يقتلع وجودهم من جذوره مهما فعلوا في اللحظات الأخيرة, ولذلك اختاروا الرهان حتى الأخير مع بشار وخوض المعركة الشمشونية معه حتى نهايتها.

  

سليمان من مار مارون: زيارة الراعي سوريا تساعد على تجذر المسيحيين مطر: حسن التمثيل يجب أن يتحقق اليوم ونحتاج حقا لوفاق وطني شامل

وطنية - ترأس رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، الذبيحة الإلهية في عيد شفيع الطائفة المارونية القديس مارون في كنيسة مار مارون الجميزة، وأحاط به رؤساء الطوائف المسيحية، تقدمهم المطران سمير مظلوم ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وعاونه النائب العام لأبرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج وكاهن الرعية ريشار ابو صالح.

وشارك في القداس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، النائب عبداللطيف الزين ممثلا الرئيس نبيه بري، الرئيس أمين الجميل وعقيلته السيدة جويس، الرئيس حسين الحسيني، نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس، السيدة صولانج بشير الجميل، السيدة منى الياس الهراوي، الوزراء: شكيب قرطباوي، نقولا صحناوي، ناظم الخوري، غابي ليون وعدنان منصور. السفراء: البابوي غابريلي كاتشا، الأتحاد الأوروبي انجلينا ايخهورست، فرنسا باتريس باولي، قبرص هومير مافروماتيس، اليونان كاترين بورا، بلغاريا بلامين بريفسكي، اسبانيا ميلاغروس هرناندو، بولونيا توماس نيغونشي، ايطاليا جوزيبي مورابيتو،العراق عمر البرزنجي، ايران غضنفر ركن ابادي، السعودي علي عوض العسيري، الصين وزي سيان، كوريا يونغ هالي، المكسيك خورخي الفاريس والروماني دانيال تاناس.

حضر ايضا النواب: هنري الحلو، عاطف مجدلاني، فؤاد السعد، محمد الحجار، محمد قباني، ناجي غاريوس، ابراهيم كنعان، سليم سلهب، نديم الجميل، ميشال فرعون، علي عسيران وستريدا جعجع، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام ابو جمرا، الوزراء السابقون: سليم الصايغ، ناجي البستاني، ميشال اده، النواب السابقون: بيار دكاش، ميشال ساسين ونايلا معوض، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، قائد الجيش العماد جان قهوجي، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، مدير عام جهاز امن الدولة اللواء جورج قرعة، مدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، نقيب المحررين الياس عون، نقيب الأطباء شرف ابو شرف، نقيب المحامين نهاد جبر، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه، رئيس المجلس الماروني العام وديع الخازن وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والإعلامية.

ولدى وصول رئيس الجمهورية وعقيلته الى باحة الكنيسة ادت لهم التحية ثلة من الحرس الجمهوري، وسط اجراءات امنية مشددة قامت بها القوى الأمنية وخدمت القداس جوقة بقيادة الأب توفيق معتوق.

بعد الإنجيل المقدس، القى المطران مطر العظة الأتية: "في صبيحة هذا العيد المبارك، عيد أبينا وشفيع كنيستنا مار مارون الناسك، يسعدنا يا فخامة الرئيس أن تكونوا مع السيدة الأولى عقيلتكم، على رأس المصلين في هذا الهيكل المقدس الذي رفع على اسم صاحب العيد في عاصمتنا العزيزة بيروت. وإنا نسأل الله بشفاعته أن يسدد خطاك في قيادة لبنان وسط الأخطار المحدقة والأنواء العاتية، بالحكمة التي تتميزون بها والشجاعة التي تعودتموها، إلى شاطئ الاستقرار والأمن والسلام".

أضاف: "إنا نرحب بوافر المحبة والشكر بدولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي الذي يشارك معنا في هذا الاحتفال وفي بهجة العيد. ونخص بالشكر نيافة أبينا الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى لإيفاده إلينا سيادة أخينا المطران سمير مظلوم السامي الاحترام، وسعادة السفير البابوي المطران غبريال كاتشا الذي يحمل لنا بمشاركته وحضوره بركة الحبر الأعظم البابا بنديكتس السادس عشر ومحبته الكبيرة للبنان. كما نشكر أصحاب السيادة أخواننا المطارنة ورؤساء الكنائس وأصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة وسفراء الدول والهيئات القنصلية والسلطات القضائية والقيادات العسكرية والمراجع المدنية كافة لحضورهم معنا في هذا القداس ومشاركتهم إيانا مع جمهور المؤمنين في هذا اللقاء الفارح".

وتابع: "إنه لمن دواعي فخرنا وسرورنا أن يكون اللبنانيون بأسرهم قد ارتضوا في إطار دولتهم الناشئة وباسم عيشهم المشترك السوي أن يجعلوا من عيد مارون الناسك عيدا وطنيا لهم جميعا. وعلى هذا الأساس نشأ التقليد العائد إلى بدايات الجمهورية منذ ما يقارب المئة عام، بأن تجتمع العائلة اللبنانية بمجمل مكوناتها وتشارك في الاحتفال تحت قبة هذه الكنيسة حيث ترفع الصلوات إلى الله من أجل هذا الوطن المفدى وجميع مواطنيه. وكم يطيب لنا في المناسبة أن نلحظ أوجه الشبه بين جمعنا هذا ومجمل اللقاءات التي عشناها مع قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر أثناء زيارته الأخيرة لبلادنا. لقد سمعنا في خلال تلك الزيارة المباركة كلاما لاذعا حول هدنة مصطنعة لجأ إليها اللبنانيون لاستقبال ضيفهم الكبير بمظهر يدل على وحدتهم، على أن يسارعوا في ختام الزيارة ليعودوا إلى انقساماتهم ومشاكساتهم الكثيرة. إن هذه القراءة بمدلولاتها السطحية لا تعبر عن حقيقة لبنان في عمقها ولا عن حقيقة اللبنانيين، بل أن هذه الحقيقة قد تجلت برونقها الجميل عبر الكلمات التي خصنا بها قداسته سواء في مناسبة حفل استقباله لدى وصوله إلينا، أم في خطابه المفعم حضارة وإنسانية أمام قادة لبنان الذين التقوه في القصر الجمهوري بعناية يسجلها التاريخ لكم يا فخامة الرئيس".

وقال: "فعلى أرض المطار سلط قداسته الضوء على إقامتنا تمثالا لمار مارون في موقع مميز ضمن الجدار الخارجي لكنيسة القديس بطرس في روما، وهي فخر الكنائس في العالم الكاثوليكي بأسره. ولفت إلى العلاقة الوطيدة والودودة بين الكنيسة المارونية الشرقية أصلا وفصلا وبين الكنيسة الجامعة المنتشرة في كل الأرض. وكأنه بذلك كان يشير إلى الأمانتين الغاليتين اللتين تمسكت بهما كنيستنا تجاه محيطها الشرقي التي هي جزء منه وتجاه العالم الواسع الذي تربطها به روح إنسانية شاملة. ومن التمثال ينتقل البابا إلى الكلام عن لبنان بجوهره ودعوته المميزة. فيؤكد أن مسيرة هذا الوطن كانت على مدى التاريخ مسيرة صاعدة من التنوع إلى الوحدة، وأن المنتظر من اللبنانيين المجتمعين على هذه الأرض، مسلمين ومسيحيين، هو إثباتهم للعالم كله أن المشاركة ممكنة في وطن واحد بين أتباع ديانات ومذاهب متعددة. ولئن كان وضع لبنان في هذا الواقع يظهره بمنتهى الحساسية في ما يصبو إليه إلا أن الإرادة الحسنة عند اللبنانيين، كما يقول البابا، هي التي ستكون متغلبة، بفضل إيمانهم بالله عز وجل وبالقضية السامية التي يحملون".

أضاف مطر: "أما في خطاب القصر الجمهوري، فإن قداسته ركز عبر مفارقة لافتة على ضرورة بناء السلام العالمي انطلاقا من لبنان ومن الشرق الأوسط بالذات. وبالإجابة عن سؤال طرحه حول دعوة هذه المنطقة وعن سر اختيار الله لها مهبطا للديانات والحضارات الكبرى، يعلن البابا أن الله قد شاء لها أن تكون نموذجية، فتشهد للعالم أن الإنسان بإمكانه أن يعيش عمليا رغبته في السلام والمصالحة. أما سر النجاح في هذا التوجه الكبير فيكمن على الدوام في احترام كرامة كل إنسان وفي الاعتراف المتبادل للناس بعضهم ببعض وفي تسخير الحرية لخدمة المحبة. وأنهى كلامه قائلا: "أن لبنان مدعو الآن وقبل أي وقت مضى ليكون مثالا في هذا التوجه الحضاري العظيم". وها هي أحداث الشرق بربيعها الموعود وعواصفها المخيفة، تثبت دعوة وطننا الصغير في رسم الاتجاه الذي يجب أن تسلكه المنطقة كلها لتصل إلى خلاص أكيد".

وتابع: "لقد خلق الله الناس ليتعارفوا وكحل بصائرهم بنور الهدى ليتوافقوا ويذوقوا طعم الخير والسلام. فما بال أهل الشرق يسيرون اليوم عكس التاريخ ويخالفون المشيئة الإلهية بالوحدة والمحبة، فيتفرقون مذاهب متباعدة أو متحاربة، فيما المذاهب أصلا هي طرق متعددة تؤدي كلها إلى الله؟ إن ما يجري من هذا القبيل هي عملية مؤسفة لفقدان العقل والتنكر لعطاءات الشرق بمسلميه ومسيحييه إلى الحضارة العالمية بأسرها. قد يكون الغير ضالعا في مؤامرة التفتيت هذه، إلا أن أيدينا هي العاملة على تمزيق أجسادنا وأرواحنا بمختلف الجراح وعلى نزف سيل من الدماء في المكان الخطأ والحساب الخطأ".

وقال: "إزاء هذه الحروب الأخوية المستعرة من حولنا، نحن حسنا نفعل في لبنان بالنأي بنفوسنا عن الدخول في رحاها. لكن هذا الموقف الوطني الحكيم، على ضرورته، لا يفي وحده بالغرض. بل المطلوب أيضا هو أن نسهم في إنقاذ المنطقة من الأخطار المحدقة بها وبمصيرها، وذلك عبر التصدي لكل أنواع التقسيم وكل أشكال الحقد بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة والمنطقة الواحدة. فلبنان الذي يختصر بشعبه كل أطياف الشرق، إذا ما حصن عيشه المشترك السوي، فإنه يصبح وعدا من وعود المنطقة بربيع حقيقي يشمل الجميع من دون استثناء. فهلا كنا لهذا الأمر متيقظين؟ هذه هي المساعدة الوحيدة التي يمكن أن نقدمها بل التي يجب علينا تقديمها لإخواننا من أجل خروجهم من المحنة التي فيها يتخبطون".

أضاف: "من أجل ذلك يفرض علينا الضمير الحي حقيقة ثانية، وهي أن لبنان لا يستطيع القيام بهذه الرسالة ما لم يرتب أمور بيته من داخل لتنتظم فيه الحياة ويعود إلى العافية الوطنية بكل أبعادها. إن الثقة بالنفس هي الشرط الأول للنجاح في هذا العمل الكبير. فلبنان الذي ظن البعض أنه وطن هجين في هذه المنطقة أو أن الحاجة لم تكن ماسة لوجوده، يتوضح اليوم أنه صار بتجربته الإنسانية منطلقا ودعما لبناء الشرق برمته. وينبغي لنا أيضا التقدم في تطوير حياتنا العامة، على أن نقوم بهذا الإنجاز من داخل الدولة وليس على أنقاضها. فنحن متنا وعشنا على مئات السنين لنصل إلى تكوين الدولة الحامية للهوية والكيان. فهل نضيع جهود أجيالنا عبثا؟ إن على المواطنين واجبا ملزما بأن ينظروا إلى الدولة وجيشها العزيز رمز سيادتها ومؤسساتها الأمنية والمدنية كافة بمنطق الولاء والاحترام، وذلك في كل مكان. والدولة أيضا أن تنظر إلى مواطنيها بمحبة قلبها وأهداب عينيها، وهذه لها أبسط الواجبات. فيشعر الجميع أن مكانهم محفوظ وحقوقهم مصانة. ولقد خبرنا قبل الطائف عقدتي الخوف والغبن وأردنا تخطيهما معا. لكن شعورا جديدا راح يكبر ويتنامى بأن المشاركة في الحكم وقعت من جديد في نقص مبين. فهل من المقبول أن نتطلع إلى الأمام، وأن نحمل رسالة بمستوى العالم، وأن نبقي على هذا الجرح النازف في جسم الوطن؟

وتابع: "لا يجوز اعتبار هذه القضية مطلبا فئويا بل هي وطنية بامتياز ومعالجتها واجب على الجميع، بالتكافل والتضامن. إن حسن المشاركة والتمثيل لكل فئة من فئات الشعب يجب أن يتحقق اليوم وليس غدا، وأن تضمن مع هذه القيمة الأساسية قيم وطنية أساسية هي أيضا، تتمثل بالعيش المشترك والخير الوطني العام. فمن طبيعة هذه القيم أن تتجمع وتتساند لا أن تتقابل وتتنافى. فهل ننأى عن حمل هذه المسؤولية الجماعية أم نواجهها يدا بيد وبروح من الأخوة التي لا قيام للبلاد بدونها؟ إننا نحتاج حقا إلى وفاق وطني شامل يجب أن يتحقق دون إبطاء. فالقوانين وحدها ما وفت يوما بغرضها، إنها جسد بلا روح. فلنعالج قضايانا بالصدق حتى الأعماق، وعندها نضمن الخير لوطننا وعبره لمنطقتنا بأسرها. إننا بحق أمام ضرورة ماسة لتجديد الميثاق الوطني على ما دعا إليه صاحب النيافة والغبطة سيد بكركي بقناعة وإلحاح وهو رجل الانطلاقة الجديدة والوحدة الشاملة والاهتمام الوطني الخلاق".

وختم مطر: "فلنطلب من الله إنقاذا لوطننا وشرقنا، ولتكن معنا شفاعة القديس مارون في عيده الفضيل هذا. وكما تقرب هذا الناسك من ربه بالزهد والعبادة فقرب الناس إليه وجمعهم على الحب بذات الحركة والفعل، فليقربنا بمثله وأدعيته وبالحب عينه بعضنا من بعض، فيجترح الرب لنا جميعا أعجوبة الخلاص، مغدقا على كنيستنا في كل مكان وعلى وطننا وشرقنا العزيز فيضا من نعمه وبركاته".

سليمان

بعد القداس توجه سليمان وعقيلته ومطر إلى صالون الكنيسة لتقبل التهاني بالعيد، وعند خروجه من الكنيسة، اجاب سليمان على اسئلة الصحافيين.

سئل: يتوجه الكاردينال الراعي في الساعات المقبلة الى سوريا في اول زيارة لبطريرك انطاكيا منذ عقود الى هذا البلد. ما مدى اهمية هذه الزيارة بهذا التوقيت، وما مدى انعكاساتها على الوضع المسيحي في لبنان؟

اجاب: "لا يجب ان يكون لكل شيء علاقة بالسياسة. ان البطريرك هو راعي الموارنة في لبنان وانطاكيا وسائر المشرق، وهو الى جانب رئيس الجمهورية، يشكل الاستقطاب والضمانة والطمأنينة لكافة مسيحيي المشرق، كذلك البطريرك يوحنا اليازجي لا تقف مسؤوليته في سوريا، فهو مسؤول عن باقي الدول ومنها لبنان. وبالتالي فإن هاتين المرجعيتين وهذين الرجلين يعرفان مصلحة المسيحيين، وكيفية ابقائهم متجذرين في أرضهم. ان التخلي هو الذي يعرض للخطر لكن الاقدام والحضور هو الذي يؤسس. على البطريرك طبعا ان يقدر مصلحة المسيحيين، وليس على رئيس الجمهورية ان يقول له ما هو واجبه، فأنا مع هذه الزيارة".

سئل: هناك موضوع متعثر وهو ملف الانتخابات النيابية، فهل هناك من دور للحوار في حل هذا الملف، وهل يمكن ان نصل الى خاتمة سعيدة يتمناها الجميع؟

اجاب: "الحوار يسهل عملية اقرار قانون الانتخاب تماما كما ان هذا القانون يعيدنا الى الحوار، وانا اعتمد على القيم اللبنانية الديموقراطية والتي تعود الى 100 عام. فلا يجوز ابدا ان نتخلى عن هذه القيم، ويجب اقرار قانون انتخاب يطمئن الجميع".

 

اصابة اسرائيليين بإنفجار سيارة مفخخة في تل أبيب

الحياة/اعلنت مصادر اسرائيلية، عن اصابة اسرائيليين بجراح خطيرة، في انفجار سيارة في مدينة تل أبيب. وتحدثت مصادر مقربة من الشرطة الإسرائيلية لوسائل الإعلام، أن خلفية الانفجار تغلب عليها "البصمات الجنائية".

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت على موقعها الإلكتروني أن اثنين أصيبا بجروح خطيرة إثر انفجار قنبلة وضعت أسفل سيارة كانت متوقفة أمام معهد الطب الشرعي "ابو كبير" في تل أبيب

 

إلى المراهنين: وحدة "14 آذار" في شبابها.. و"ما يجمعنا أكبر من الذي يفرقنا"!  

 خالد موسى/ موقع 14 آذار

 مع اقتراب موعد الذكرى الثامنة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، تجتمع كل المنظمات الطالبية والشبابية في قوى 14 آذار معها المستقلة، اليوم لتؤكد أن "ما يجمعنا أكبر من الذي يفرقنا"، متخذة من هذا الشعار عنواناً لورشة عمل، تنظمها في فندق "برينتانيا" في برمانا، تتناول فيه أبرز المواضيع المتداولة على الساحتين السياسية والطالبية.

ثماني سنوات زادت شباب 14 آذار إيماناً بمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ورسّخت فيهم القناعة بلبنان الدولة، السيدة، الحرة والمستقلة التي يعمل الفريق الآخر على تشويه سمعتها وصورتها أمام الرأي العام الدولي. ولأن شباب 14 آذار السباقون في إطلاق ثورة الأرز في 14 آذار 2005 عقب إغتيال الرئيس الحريري، أرادوا اليوم المضي بمسيرة الأرز عبر النهج نفسه لإعادة إحياء دورهم، خصوصاً أن قيادات الأحزاب منشغلة اليوم في دراسة مشاريع قوانين الانتخاب، وبسبب تعذّر اجتماع تلك القيادات لأسباب أمنية باتت معروفة.

وفي تفاصيل ورشة العمل أن المشاركين سينقسمون الى مجموعات خمس لمناقشة المواضيع المحددة مسبقاً وللتوصّل من خلالها الى استخلاص مواقف جامعة. أما برنامج العمل فيتضمن كلمات لرؤساء المنظمات، ثم مناقشة القضايا المطروحة على المجموعات لينتهي الأمر بخلاصة ورؤية موحّدة.

شبلي : إجتماع المنظمات الشبابية يؤكد أن 14 آذار ما زالت مستمرة وستبقى

وبشأن أهداف الورشة وتفاصيلها، أوضح المنسق العام لقطاع الشباب في "تيار المستقبل" وسام شبلي، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن "الإجتماع يؤكد أن المنظمات الشبابية والطالبية في 14 آذار ما زالت متمسكت ومستمرة بمشروع قوى 14 آذار، لتؤكد للخصوم أن 14 آذار ستبقى موحدة مهما حاولوا العمل على شرذمتها".

وأضاف:" سيكون هناك مناقشات في أكثر من موضوع، خصوصاً القضايا المطروحة على الساحة الداخلية ومنها: الزواج المدني وسلاح حزب الله وكيفية العبور الى الدولة، لكن الفكرة الأهم أن 14 آذار كحركة سياسية مستقبلها الى أين؟".

وبشأن الرسالة التي ستصدر عن هذه الورشة، لفت شبلي إلى أن "المؤتمر سيتوجه برسالة الى الشباب اللبناني بشأن المفاهيم والمبادىء الأساسية التي لها علاقة بمصلحة البلد وبإستمرارية العيش الواحد وحول الإنجازات التي قدمتها قوى 14 آذار بشأن العيش المشترك والواحد بين المسيحيين والمسلمين".

وأشار الى أن " التمايز الأكبر والحقيقي الذي نقدر على تقديمه كشباب، هو التمسك أكثر بفكرة 14 آذار التي ولدت عقب إستشهاد الرئيس الحريري". وأضاف:" نحن كمنظمات شبابية في قوى 14 آذار قررنا الإجتماع اليوم، في ظل هذه الظروف والمعمعة الحاصلة بشأن قانون الإنتخاب، من أجل الخروج بموقف موحد، وهذا شيء طبيعي وتحصيل حاصل سيبعث برسالة الى كل من حاول المراهنة على فشل 14 آذار كحركة، أننا ما زلنا متمسكين وأن هناك مبادىء ما زالت تجمعنا ويوجد مشروع إسمه بناء لبنان ومستقبله".

درغام : شباب 14 آذار هم الصورة الحقيقية لهذه القوى

بدوره، اعتبر رئيس منظمة الطلاب في حزب "الوطنيين الأحرار" سيمون درغام، أن "هذا الإجتماع للتأكيد أن 14 آذار القطار الذي سقط من أجله شهداء على مذبح الوطن وهي المشروع الذي عبر فوق الطوائف والمناطق والتيارات والأحزاب، ورغم كل الخلافات حول قانون الإنتخابات والمقاعد وتوزيعها، نحن شعرنا أنه يجب أن نعود الى الفكرة الأساسية التي قامت عليها 14 آذار".

وأضاف:"يجب على القيادات أن تقدر الشباب الذين إجتمعوا من أجل القول لهم إننا لا نريد أي خلافات بين بعضنا وأن ما يجمع 14 آذار أكبر من مشروع إنتخابي، وللقول أن الشباب الذين ضحوا في عام 2005 هم الأساس في كل تحركات قوى 14 آذار، وسنقول للشباب أنكم كنتم الأساس دائماً وستبقون الصورة الحقيقية لـ"14 آذار" التي تبرهنون من خلالها للعالم أجمع من خلال نشاطاتكم على الأرض ورغم الخلافات الموجودة بين القيادات أنكم ستبقون أنتم الصورة الحقيقية لقوى 14 آذار والشعلة الأساسية لثورة الأرز".

 

قصة "باسبو"ر الرئيس المزوّر

جان عزيز/الأخبار/لا شيء عندي أخفيه أو أخشاه... هذه هي الرسالة الفعليّة التي أراد ميشال سليمان توجيهها إلى الجميع، في سياق ردّه على كلام سليمان فرنجية عن ملفّ موجع لرئيس الجمهورية في فرنسا. رسالة تستحق المتابعة، لجلاء الحقيقة الكاملة: ماذا قصد نائب زغرتا بالملف؟ وما هي الحقيقة الكاملة حياله، والتي يتسلّح بها رئيس الجمهورية؟ محاولة للإجابة عن هذه القضية، بالوقائع المنشورة في الصحافة الفرنسية

من المعيب فعلاً في بلد ديموقراطي، أن تكون حقيقة ما من المحرمات. ومن المشين لدولة يتبارى ويتباهى سياسيّوها ومسؤولوها بالشفافية والخضوع للمساءلة والمحاسبة، أن تظل واقعة معينة، أكانت صحيحة أم لا، موضع تناول في الإعلام الأجنبي خمسة أعوام، ولا تطرح صراحة في إعلام الدولة المعنية بها.

مناسبة هذا الكلام هو بالتحديد ما أشار إليه النائب سليمان فرنجية مراراً، وما كرره في مقابلة تلفزيونية يوم الثلاثاء الماضي، عن وجود ما سماه «ملف فرنسي لرئيس الجمهورية». وهو ما رد عليه ميشال سليمان في اليوم التالي نافياً، وطالباً من القضاء المختص تبيان ملابساته. لذلك، وحرصاً على مساعدة القضاء ثانياً، كما على جلاء الحقيقة أولاً، نعرض الوقائع الآتية.

خرجت قصة «الملف الفرنسي» لسليمان إلى العلن تحديداً، في 8 تشرين الثاني 2007. ففي هذا النهار، نشرت مجلة «لو بوان» الفرنسية الصادرة في باريس والموزعة في أنحاء العالم، خبراً ورد على الصفحة 20 من نسختها الورقية، كما على موقعها الإلكتروني (على هذا الرابط http://www.lepoint.fr/actualites/2007-11-08/le-faux-passeport-francais-d...) عنوانه: «جواز السفر الفرنسي المزوّر للمرشح اللبناني». وجاء في الخبر المذكور ما حرفيته الآتي: «المرشح للانتخابات الرئاسية وقائد الجيش اللبناني، العماد ميشال سليمان، متورط في قضية جوازات سفر مزورة، ولا يمكنه زيارة فرنسا. فسنة 2004، وهو قائد للجيش، تلقى جواز سفر الألوان الثلاثة (نسبة إلى فرنسا) يذكر أنه مولود في بونتواز (مدينة فرنسية) هذا التزوير معزو إلى مدير مكتبه في حينه، الذي كان على اتصال مع امرأة فرنسية قدمت نفسها تعسفاً على أنها نسيبة فيليب دو فيلييه (سياسي فرنسي) وادعت أنها تعمل لدى مكتب وزير الداخلية. الشرطتان الفرنسية واللبنانية المعتادتان على التنسيق في ما بينهما، وقعتا على سكة الأوراق المزورة تلك، وتمت إحالة الملف أمام محكمة بونتواز. سلم العماد ميشال سليمان فوراً إلى السلطات الفرنسية جوازات السفر التي كان قد تلقاها، كذلك فعل بعض أفراد أسرته. لكن الملف لا يزال أمام القضاء».

بعد أيام قليلة، وتحديداً في 30 تشرين الثاني 2007 أيضاً، عاد الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو إلى تناول الموضوع نفسه، في «لو فيغارو». ففي مقال طويل تحت عنوان «لبنان» قائد الجيش مرجح للرئاسة» (رابط المقال

http://www.lefigaro.fr/international/2007/12/01/01003-20071201ARTFIG0011...) ختم الصحافي الفرنسي المتخصص في الشؤون اللبنانية والمطلع على كواليس أجهزة المخابرات الفرنسية، بالقول حرفياً: «النغمة الشاذة الوحيدة في مسار ميشال سليمان: حيازته زوراً جواز سفر فرنسياً، سنة 2004، حين بدأ الوجود السوري في لبنان يتحول، غير مؤكد. وهو فسر الأمر بشكل خاطئ، قبل أن يرد وثيقة السفر للدبلوماسيين الفرنسيين في بيروت. ««أعداؤه قد يستخدمون ذلك للقول إنه كان يبحث حينها عند باب للخروج من لبنان»، يذكر عسكري سابق»، ختم مالبرونو مقاله في «لو فيغارو».

بعد هذين الخبرين الصادرين في كبريات الدوريات الفرنسية، عمدت مئات المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت إلى تناول الموضوع ونشره والتعليق عليه. وتفردت بعض المواقع القريبة من فريق 14 آذار خارج لبنان بتسليط الأضواء عليه، مصحوباً بحملات شعواء من التجني والتحامل والتطاول على قائد الجيش في حينه، والمرشح يومها لرئاسة الجمهورية.

حتى إن موقعاً روسياً متخصصاً في تقصّي السير الذاتيّة للمشاهير في مختلف المجالات وعلى كل الأصعدة، كتب ضمن بحثه عن ميشال سليمان (رابط البحث http://persona.rin.ru/eng/view/f/0/37075/michel-suleiman-nuhad) مزاعم إضافية حول القضية نفسها، لم يسندها إلى أي مصدر أو يثبتها بموجب أي دليل، مدعياً ما حرفيته أنه: «سنة 2004، حاول سليمان مع عائلته اجتياز الحدود الفرنسية بجواز سفر مزور، فيه أنه مولود في ضاحية باريس، بونتواز. الجوازات كانت من صنع مساعده، الذي تولى لاحقاً رئاسة أجهزة الأمن اللبنانية. السلطات الفرنسية منعته من دخول فرنسا. قال سليمان لاحقاً إنه لم يكن يريد هجرة البلاد».

هذه المزاعم والادعاءات هي نزر يسير مما نشرته صحافة الغرب عن قضية جواز السفر الفرنسي المزور لميشال سليمان. ما يطرح السؤال: هل يعقل ألا تكون السلطات اللبنانية المعنية على علم بهذا الأمر؟ وإذا كانت قد اطلعت عليه في حينه، أو حتى عند حصول الواقعة التي تتحدث عنها صحافة «الرجل الأبيض» المحصنة عندنا، فهل يعقل ألا تكون تلك السلطات قد لجأت إلى إجراء المقتضى، من تحقيقات وتحريات وكشف ملابسات، تمهيداً للرد على المزاعم والادعاءات؟ إنها الفرصة أمام القضاء لكشف كل الحقيقة، على طريقة ربّ ضارة نافعة، فكيف إذا لم تكن ضارّة أصلاً!

بعض التدقيق في هذه الرواية يُظهر أن لها جذوراً في بيروت منذ عام 2005. حينذاك، كان السفير الفرنسي برنارد ايميه ناشطاً في الملفات اللبنانية الداخلية. وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عبّر إيميه عن رغبته في تسوية أوضاع شخصيات يعتقد أن لها دوراً في المرحلة القائمة والمرحلة اللاحقة.

وحين بادر مسؤولون في فريق 14 اذار الى سؤال الرجل عن قصده، سارع الى عرض رواية، تشير الى انه تلقى عبر البريد الدبلوماسي الخاص بالسفارة برقية مصدرها جهات امنية فرنسية، تطالب بالتدقيق في حقيقة تسلم قائد الجيش في حينه العماد ميشال سليمان، ومدير مكتبه العقيد وفيق جزيني، والعميد في الجيش رضا الموسوي، جوازات سفر فرنسية مزورة. وتبين حينذاك أن التزوير جرى بواسطة سيدة فرنسية، أوقفت في فرنسا، حيث أقرت بأنها تلقت خدمات في لبنان مقابل تأمين الجوازات.

وسارع إيميه حينذاك إلى الاتصال بالجهات اللبنانية الرسمية، عارضاً نسخاً عن وثائق فرنسية تثبت أن الثلاثة (سليمان، جزيني والموسوي) حصلوا على جوازات سفر مزورة لهم ولأفراد عائلاتهم. وطلب العمل على تسوية الأمر سريعاً، فلم يرد ذكر الملف في السجلات الرسمية اللبنانية.

وفي وقت لاحق، جرى إطلاع الرئيس اميل لحود ومسؤولين آخرين في الدولة، وحتى مسؤولين سوريين، على القصة الكاملة. وجرى التثبت من الوقائع من خلال سليمان نفسه. السلطات الفرنسية واصلت ملاحقة «المشتبه فيهم»، ناصحة بعدم سفر سليمان الى باريس، لأن الشرطة ستوقفه في المطار، وأنه لا حصانة له.

وبعد سلسلة اتصالات ومشاورات، جرت تسوية الملف على قاعدة أن التزوير حصل من دون علم قائد الجيش، وأن «الدليل على عدم وجود جرم متعمد» هو أن سليمان وجزيني والموسوي لم يستخدموا هذه الوثائق يوماً. وجرى التوافق على تسليم هذه الوثائق للسلطات الفرنسية، على أن يُجمَّد الملف القانوني ويُحفظ في دوائر الشرطة الفرنسية.

لكنّ رجال الاستخبارات الفرنسيين الذين لم يرقهم الامر، عمدوا الى تسريب المعلومات الى «لو بوان» و«لوفيغارو» وحتى الى وسائل اعلام لبنانية امتنعت عن النشر. وبقي الوضع القانوني للضباط الثلاثة عالقاً في فرنسا، إلى أن جرت تسويته بعد عام 2007، بقرار رئاسي فرنسي، عندما ارتفعت أسهم سليمان لرئاسة الجمهورية.

بشهادة «ويكيليكس»

بين الوثائق التي حصل عليها موقع ويكيليكس من الأرشيف السري لوزارة الخارجية الأميركية، تبرز برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت يوم 6 آب 2007. هذه البرقية توثّق محضر اجتماع عُقِد يوم 4 آب 2007 بين السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان ونظيره الفرنسي برنارد إيميه. وخلال استعراض الأخير لأسماء المرشحين المفترضين لرئاسة الجمهورية، يقول عن قائد الجيش (حينذاك) ميشال سليمان الآتي: «هناك خطر أن يتحول سليمان إلى إميل لحود آخر». ثم تضيف الوثيقة: «فضلاً عن ذلك، سليمان لديه مشكلات قانونية في فرنسا، بسبب حصوله على جوازات سفر فرنسية (ألغيت في وقت لاحق) له ولعائلته، بواسطة وثائق مزورة». ثم تنقل الوثيقة عن إيميه قوله: «حتى لو مَنحت سليمان تأشيرة دخول لزيارة فرنسا، لا أستطيع ضمان عدم توقيفه عند وصوله».

الوثيقة متوفرة على الرابط الآتي:

http://wikileaks.org/cable/2007/08/07BEIRUT1175.html

 

مقتل خمسة من اعضاء منظمة خلق الايرانية في هجوم على معسكرهم

وطنية - قتل خمسة اشخاص على الاقل واصيب حوالى اربعين اخرين بجروح من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، في هجوم بالقذائف الصاروخية والهاون استهدف معسكر "ليبرتي" غربي بغداد.

وقال مصدر في وزارة الداخلية ان "خمسة من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية قتلوا واصيب حوالى اربعين اخرين بجروح جراء هجوم بحوالى اربعين قذيفة صاروخية ومدافع الهاون، استهدف معسكر ليبرتي" حيث تستقر المنظمة ويقع قرب غرب بغداد.واكد بيان للمنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها، وقوع هجوم بالصواريخ وقذائف الهاون عند الخامسة و45 صباحا. وتحدث البيان عن مقتل ستة اشخاص بينهم امرأة من اعضاء المنظمة واصابة خمسين اخرين بجروح.واكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك في غرب بغداد "تلقي جثتين احداها لطبيب عراقي والاخرى لاحد عناصر مجاهدي خلق ومعالجة 33 جريحا اصيبوا في الهجوم الذي استهدف معسكر ليبرتي".

وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة في العراق الينا نبعة ان "هجوما بصواريخ الهاون استهدف معسكر ليبرتي اسفر عن مقتل واصابة العديد من السكان". واضافت ان "عددا من عناصر الشرطة اصيبوا بجروح في الحادث كذلك، لكننا لا نستطيع تحديد العدد". واكدت بان السلطات العراقية "ابلغت الامم المتحدة بانه تم نقل الجرحى على الفور لمعالجتهم". وطالبت الامم المتحدة السلطات العراقية باجراء "تحقيق فوري في الحادث"، واشارت الى ان لديها "مراقبين في الموقع لمتابعة الاحداث".

 

المحيطون بأحمدي نجاد يؤيدون مفاوضة واشنطن وأنصار المرشد يرفضونها

«الحرس الثوري»: إلغاء خامنئي الحوار مع أميركا يؤكد عدم خشية إيران من قوى الاستكبار

الراي | طهران - من أحمد أمين /أعلن مساعد قائد «الحرس الثوري» الايراني العميد حسين سلامي ان «تصريحات مرشد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي الخميس، والتي الغى فيها خيار الحوار مع اميركا، جاءت لتؤكد من جديد ان «جذور الولاية راسخة في البلاد، وان ايران لاتخشى من قوى الاستكبار». واضاف «ان قطع شوط التقدم في ظل الحظر المفروض، والانتصار على الاعداء رغم غزوهم الثقافي، والدفاع عن بقاء الثورة ومكانتها، والحاق الهزيمة النكراء في حروب الايام الـ 33 و22 و8، والتغلب على الفتن الداخلية، هي من ثمار انتصار الثورة الاسلامية في ايران». في غضون ذلك، اكد القائد العام للجيش اللواء عطاء الله صالحي، أن قواته «لن تدخر جهداً في المحافظة على سيادة البلد وإنجازات الثورة الإسلامية، وان ردها على أي تهديد سيكون صاعقا ومدمرا»، وصرح بان «الجيش الإيراني بعد مضي 34 عاما على انتصار الثورة الإسلامية، بات يحظى بكوادر تتميز بالإبداع وروح الاستشهاد، فضلا عما حققته من تقدم علمي وتقني». ولفت الى امكانية توفير الأمن في المنطقة من خلال مشاركة دولها، معربا عن استعداد طهران لتعزيز أواصر التعاون والصداقة مع جيوش دول الجوار.

من ناحية ثانية، اشار عضو اللجنة البرلمانية لشؤون الامن القومي والسياسة الخارجية اسماعيل كوثري، الى «شعور البعض في داخل ايران بالارتياح ازاء مقترح اميركا للحوار مع ايران». وقال: «منذ انتصار الثورة الاسلامية، كانت الخطوط العامة للسياسة الخارجية للبلاد رهنا باوامر القائد الاعلى، وان رئيس الجمهورية هو الجهة المنفذة فقط، وليس بوسعه اتخاذ اي قرار يتعلق بالعلاقة مع الكيان الصهيوني وقوى الاستكبار».

وكان الرئيس محمود احمدي نجاد وصف مقترح نائب الرئيس الاميركي جو بيدن بفتح باب الحوار بين واشنطن وطهران في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، بانه «مبادرة ايجابية»، الا ان خامنئي سارع الى الاعلان عن رفض المقترح مالم تغير الادارة الاميركية سياساتها ازاء ايران وتبدي نوايا حسنة.واوضح كوثري ان «كل الخطط التي وضعتها اميركا في المنطقة، كان مصيرها الاخفاق بسبب السياسات الدقيقة التي نفذتها ايران، وان الاميركيين شعروا بالقلق البالغ ازاء تطور العلاقات بين طهران والقاهرة، كما تعرضوا للهزيمة في سورية، وبعد كل هذه الهزائم المتلاحقة اقترحوا فتح باب الحوار الثنائي، في محاولة للتغطية على هذه الهزائم»، منوها الى انه لو قبلت ايران «في ظل ظروف غير متكافئة بالحوار مع اميركا، فان الاخيرة ستعمل على تشويه مكانة ايران بين دول جبهة الصمود».وبالتزامن مع تصريحات النائب الاصولي البارز، شدد محمد نبي حبيبي، سكرتير عام حزب المؤتلفة الاسلامي، اعرق القوى اليمينية التقليدية في ايران على ان «كلام القائد (خامنئي) في شأن العلاقات مع اميركا، هو فصل الخطاب». وقال «ان الرؤية التحليلية لبعض القريبين من رئيس الجمهورية، في ما يتعلق بالحوار مع الولايات المتحدة وكذلك بالنسبة للاحداث في سورية، متباينة تماما مع الرؤية التحليلية للقائد الاعلى، لكن رؤية القائد هي فصل الخطاب، ولو افترضنا وقوع القريبين من رئيس الجمهورية في اخطاء، فعليهم العودة بسرعة الى جادة الصواب». من جانب آخر، نفى اسفنديار رحيم مشائي مستشار رئيس الجمهورية والد زوجة نجل احمدي نجاد، ان يكون الاخير تعرض لحادث قذف بالحذاء من قبل مواطن سوري في القاهرة. وقال ان «هذا الامر اثارته وسائل اعلام عربية معادية، ولا اساس له».كما نفى رئيس مكتب رعاية المصالح الايرانية في القاهرة مجتبى اماني، بالاساس ان يكون احمدي نجاد تعرض لاي حادث خلال زيارة مسجد الحسين في القاهرة، مادفع وسائل الاعلام الايرانية الى توجيه الانتقادات للمسؤولين الحكوميين بسبب محاولاتهم طمس الحقائق. الى ذلك، نفى السفير الايراني في بلغاريا غلام رضا باقري تورط طهران في تفجير حافلة العام الماضي في بلغاريا، أسفر عن مقتل 5 سائحين اسرائيليين، ورفض اتهام تل ابيب لطهران بانها «لعبت دورا في الهجوم». وقال: «لا علاقة لايران بالهجوم، نحن ضد أي شكل من اشكال الإرهاب وندين بشدة مثل هذه الأفعال».