المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 03 شباط/2013

انجيل القديس متى 05/33 وحتى 37/حلف اليمين

وسمعتم أنه قيل لآبائكم: لا تحلف، بل أوف للرب نذورك. أما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا مطلقا، لا بالسماء لأنها عرش الله، ولا بالأرض لأنها موطـىء قدميه، ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف برأسك، لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة منه بيضاء أو سوداء. فليكن كلامكم: نعم أو لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير.

 

 

عناوين النشرة

*عازار سليمان خطف في نيجيريا ومزيارة تصلي ليعود سالماً

*الجيش أعلن مراسم تشييع الشهيد بشعلاني ومواعيد تقديم التعازي

*حزب الله شيع أحد شهدائه في عربصاليم

*أوروبا تتجه لوضع الجناح العسكري لـ"حزب الله" على لائحة الإرهاب

*عدالة انتقائية في لبنان/علي حماده/النهار

*قراءة أولى من سفر الإصلاح/أنطوان مراد/لبنان الحر

*وزير الدفاع الاميركي بانيتا: حزب الله قد يستغل "الفوضى" في سوريا للحصول على اسلحة متطورة

*هكذا استدرجت عرسال: لماذا وصف العميد مراد دورية المخابرات بالعصابة الارهابية!؟  

*حادثة عرسال: الضاهر يؤكد علاقة "حزب الله" وسكريّة ينتقد

*باراك يبحث الموضوع السوري مع بايدن ووزراء الدفاع الأوروبيين على هامش مؤتمر ميونيخ

*إسرائيل تعلن رسميا التأهب على حدودها الشمالية وتطالب المواطنين بممارسة حياتهم الطبيعية

*واشنطن حذرت من اتساع نطاق الحرب ونددت بتكثيف الدعمين الإيراني والروسي لنظام الأسد 

*تأهب إسرائيلي على حدود سورية ولبنان ونصب بطارية صواريخ ثالثة

*أكدت وجود خلافات داخل النظام الايراني بشأن المفاوضات/واشنطن لطهران مجدداً: زمن الديبلوماسية لن يدوم

*الجيش السوري يخلي 18 نقطة حدودية مع لبنان

*استشهاد ضابط ورتيب في اشتباكات بين الجيش ومسلحين في عرسال

*توتر في البقاع اللبناني بعد مقتل 3 جنود من الجيش على يد مسلحين، معلومات متضاربة عن مشاركة «الجيش الحر».. والأهالي: طرف ثالث أوقعنا في الفخ

*الجيش: استشهاد نقيب ورتيب وجرح عسكريين بكمين أثناء قيام دورية في أطراف عرسال بملاحقة مطلوب

*رئيس بلدية عرسال: الجيش أتى الى البلدة من دون تنسيق مع أحد وبلباس مدني فاعتقد الاهالي انهم عصابة وحصل ما حصل

*قيادة الجيش نعت الشهيدين بشعلاني وزهرمان

*وزيرالدفاع اللبناني: ما حصل في عرسال خطير جدا وكل من يتعرض للجيش سيلاحق وينال العقاب اللازم

*الجميل استنكر الاعتداء على الجيش ودعا اهالي عرسال الى التعامل مع المؤسسة العسكرية كمرجعية حامية وحاضنة

*سليمان: للتشدد بملاحقة المعتدين وتقديمهم الى العدالة لبنان لا يستطيع تحمل المزيد من النزوح لان الامر فوق طاقته

*شمعون: الدائرة الفردية المدخل الصحيح لتمثيل الجميع سنسعى لتحقيق الانتخابات في موعدها مهما كانت الظروف

*بعد قرار صقر الادّعاء عليه بجرم محاولة اغتياله/حرب: تواطؤ قضائي مع "حزب الله" أخّر الإجراء ضد الحايك

*بطرس حرب للسياسة: القضاء لم يرضخ لضغوط حزب الله وادعى على المتهم باسهدافي محمود الحايك

*"الحياة": صور لحايك تثبت تورطه بمحاولة اغتيال حرب

*تل أبيب وجهت ثلاث ضربات الأسبوع الماضي إحداها استهدفت مخزناً في البقاع الغربي ومقتل 49 من "حزب الله" و"الحرس الثوري" في الغارتين الإسرائيليتين/حميد غريافي

*الحريري يقترح إلحاق «إعلان بعبدا» بمقدمة الدستور ويقدم عرضاً انتخابياً يحشر حلفاءه «إيجابياً»

*تأجيل جلسة "المجلس الشرعي" إلى 9 شباط

*تجمع عائلات بيروت الارثوذكسية: من حقنا ترؤس مجلس الشيوخ

*شمعون: تمديد مهمة اللجان المصغرة قد يساعد على اجتراح الحل المنشود

*قتيل وجرحى في انفجار امام السفارة الاميركية في انقرة

*14 آذار ستقدّم مشهداً موحّداً رغم كل شيء والصمت للاستيضاح وفهم موقف جنبلاط/ايلي الحاج /النهار

*صدر عن من مكتب الشيخ داعي الإسلام الشهال البيان التالي

*يوسف رد على صحناوي: العقد مضلل وفيه تزوير وسرقات مغطاة وسأتابع الملف مع القضاء

*الحريري من الدفاع إلى استعادة المبادرة والكرة في مرمى التسوية والأفرقاء المحرجين/روزانا بومنصف /النهار

*"حزب الله" وحده غير مهتمّ  بقوانين الانتخاب ما دام في استطاعته تغيير النتائج بسلاحه/اميل خوري /النهار

*الأسد والغارة الإسرائيلية!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*لماذا باع الخطيب المعارضة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*عودة سعد الحريري/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*رزمة سعد" وحزب المطلوبين/محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء 

*خامنئي لن يقدم تنازلات في المفاوضات النووية والدولار قد يصبح... 50 ألف ريال

*82 عضوا في الكنيست يؤيدون تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة

*خامنئي وبشار معركة المصير الواحد/ داود البصري /السياسة

*الحل في ترحيل الأسد والإرهاب/أسعد حيدر/المستقبل

*الراعي اطلع من سفير البرازيل على أوضاع الجالية ورعى في بكركي الغداء السنوي للمؤسسة المارونية للانتشار

*الراعي يعزي بشهيدي الجيش في عرسال: الاعتداء طاول هيبة الدولة ونال من دور السلطة العسكرية

 

تفاصيل النشرة

 

عازار سليمان خطف في نيجيريا ومزيارة تصلي ليعود سالماً 

 النهار/مزيارة ـ كلاريا معوض/رفعت بلدة مزيارة الصلاة في كنيستها صباح أمس من أجل عودة إبنها عازار سليمان سالما الى أهله وبلدته. وكان سليمان تعرض للخطف في نيجيريا على يد مجموعة مسلحة أثناء توجهه الى مقر عمله في مكاتب "شركة ليفان"، التابعة لـ"شركة ستاركو للمقاولات". وأشار كاهن الرعية الخوري حنا الباشا الى أن عازار شاب رصين ومتواضع وتمنى أن يعود الى حضن والدته يولاند بأسرع وقت ممكن . ويؤكد أبناء البلدة أن المخطوف من خيرة شباب البلدة ، أنهى علومه في فرنسا وأتى الى البلدة مهندسا شابا يملك الكثير من الطموح فهاجر للعمل في نيجيريا. وتساءلوا : لماذا يدفع اللبناني دائما ضريبة فوق طاقته لتأمين لقمة عيشه؟. وأشار أبناء البلدة الى أن المفاوضات جارية لإطلاق عازار سليمان.

 

الجيش أعلن مراسم تشييع الشهيد بشعلاني ومواعيد تقديم التعازي

طنية - أصدرت قيادة الجيش بيانا جاء فيه: "الحاقا لبيانها السابق، تعلن قيادة الجيش عن مراسم تشييع الرائد الشهيد بيار بشعلاني ومواعيد تقديم التعازي وفق الاتي:

يقام المأتم بتاريخ 3/2/2013 الساعة 15,00 في كنيسة مار جرجس - المريجات ويوارى الثرى في مدافن العائلة.

تقبل التعازي بتاريخ 2/2/2013 لغاية الساعة 17,00 وبتاريخ 3/2/2013 قبل الدفن وبعده وبتاريخ 4/2/2013 ابتداء من الساعة 10,00 ولغاية الساعة 17,00 في صالون الكنيسة المذكورة.

 

حزب الله شيع أحد شهدائه في عربصاليم

 شيع "حزب الله" وأهالي بلدة عربصاليم الشهيد حسين محمد نذر "الذي قضى أثناء تأديته واجبه الجهادي". وأوضح الحزب في بيان أن "موكب التشييع انطلق عند الثامنة والنصف صباحا من أمام مستشفى الشيخ راغب حرب بموكب سيار تقدمتهم سيارة الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية التي كانت تحمل نعش الشهيد وصولا إلى بلدة عربصاليم حيث سجي الشهيد في منزل العائلة، وعند الحادية عشرة انطلق موكب التشييع مخترقا شوارع البلدة حيث حمل النعش على الأكف". وتقدم المشيعين المسؤول عن المنطقة الثانية في الحزب علي ضعون وعضو المجلس المركزي الشيخ عبدالكريم عبيد وشخصيات وفاعاليات وفرق من كشافة الإمام المهدي، وحملت رايات المقاومة والرايات الحسينية وصور القادة، وواكب التشييع لطميات حسينية جهادية، وأمَّ الصلاة على جثمان الشهيد الشيخ عبيد في مصلى الجبانة التي ووري في ثراها.

 

أوروبا تتجه لوضع الجناح العسكري لـ"حزب الله" على لائحة الإرهاب

نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، تأكِّيدها أنَّ "الاتحاد الأوروبي يتجه إلى إدراج الجناح العسكري لـ"حزب الله" على لائحة الإرهاب هذا الأسبوع".وأضافت المصادر: "إنَّ الخطوة الأوروبية جاءت بعد أن أفضت التحقيقات النهائية إلى اتهام الحزب بتفجير الحافلة التي كانت تقل سياحاً إسرائيليين في مدينة بورغاس البلغارية في تموز الماضي".وفي أول رد على هذه التسريبات، رفضت مصادر مقربة من "حزب الله" التعليق قبل صدور الاتهام رسميا. ولكنها لم تستبعد قيام الاتحاد الأوروبي بمثل هذه الخطوة في ظل الضغط الكبير الذي مارسه اللوبي الاسرائيلي في أوروبا على هذا الصعيد.

 

عدالة انتقائية في لبنان؟

علي حماده/النهار

 بصرف نظر عن الموقف المبدئي لكل لبناني متضامن مع الجيش، ينبغي التطلع الى ما هو ابعد من مجرد ملاحقة مطلوب انتهت الى اشتباك واسع في بلدة عرسال المحاصرة من كل النواحي، وأدت الى استشهاد ضابط ورتيب ومقتل المطلوب، والسؤال الموجه الى قيادة الجيش اليوم هو: ما هي دوافع عملية ملاحقة المطلوب خالد حميد في هذه اللحظة بالذات، فيما تعج البلاد بمئات المطلوبين المنتشرين في ارجاء لبنان كله من اقصاه الى اقصاه، ولا سيما في العاصمة وضاحيتها الجنوبية، وفي مقدمهم المطلوبون الاربعة من "حزب الله" في جريمة اغتيال رفيق الحريري والذين يرفعهم الحزب الى مرتبة القديسين والاخيار وهم حفنة من القتلة؟ ولماذا اختيار عرسال لتنفيذ عملية ملاحقة ساخنة لمطلوب واحد، فيما يوجه القضاء العسكري تهمة محاولة اغتيال بحق النائب بطرس حرب للعنصر في "حزب الله" محمود الحايك وهو مقيم في الضاحية الجنوبية ولا تتم بحقه ملاحقة ساخنة لسوقه امام العدالة؟

طبعا، لا داعي للحديث عن القتلة - القديسين الذين سبق لاحدهم ان اجرى مقابلة صحافية مع مراسل مجلة "التايم" الاميركية في قلب بيروت وهو يسرح ويمرح ويصول ويجول مع رفاقه "القديسين" في ارجاء لبنان من غير حسيب ولا رقيب. هذه هي العدالة في لبنان. قتلة يقال انهم يرتادون مقاهي النارجيلة على طريق المطار وصولا الى الروشة، وآخرون تتم ملاحقتهم بتهمة الانتماء الى حركة اسلامية اصولية تقاتل في سوريا نظام بشار الاسد. وبسبب هذه الانتقائية في الاختيار وفي تنفيذ العدالة، يقتل جنود في سياق قيامهم بواجبهم العسكري. نحن هنا لا ندافع عن المطلوب في عرسال، لكننا نلمس انتقائية متجددة في التعامل مع ابناء وطن الواحد. نقول هذا الكلام لنلفت الى ان ثمة مئات المطلوبين كان يمكن الجيش ملاحقتهم، وهم معروفو الاقامة، أكان في الضاحية الجنوبية، ام في البقاع الواقع تحت سيطرة "حزب الله". ومن هنا مطالبتنا في هذه اللحظة الحزينة بفقدان العسكريين اللذين سقطا خلال ادائهما واجبهما، بأن يستقيم ميزان العدل في لبنان بحيث يشعر اللبنانيون بالمساوة امام القانون قولا وفعلا. في مكان آخر، ثمة اسئلة مطروحة عن اسباب ملاحقة خالد حميّد: هل لوحق في اطار تنفيذ مذكرة توقيف عادية ام انه لوحق باعتباره عاملا على خط الثورة السورية؟ كثيرا ما قيل لنا الجيش خط احمر، وهو عنصر الوحدة الحقيقية في البلد. ونحن لا ننكر ذلك البتة، لكن ثمة علامات استفهام كبيرة حول بعض وظائف الاجهزة التي لا تزال تتعاون مع النظام في سوريا بشكل وثيق، او التي يعرف القاصي والداني مدى تبعيتها لأمن "حزب الله". ويوما بعد يوم تتضح اسباب جديدة لاغتيال وسام الحسن الذي سقط فيما كان يعمل على اقامة جهاز امني عصي على مخابرات بشار الاسد والسيد حسن نصرالله ومَن وراءهما.

 

فتح الأُفق السياسي

الـيـاس الزغـبـي

اغتالوها، وزّعوا أوراق نعيها، حدّدوا ساعة دفنها، واستعدّوا للسير في جنازتها،.. كعادتهم في كلّ عمليّة إغتيال. في الشكل والمشهد الخارجي، نجحوا، بل استطاعوا زرع شكوك وحذر وأكثر من عتب. أمّا في العمق والمضمون، فما جمعه لبنان لا يفرّقه إنسان. "14 آذار" أقوى من مكوّناتها، فكيف لا تكون أقوى من المتربّصين بها؟ لا تكتسب حصانتها من تآلف أحزابها ومستقلّيها، أو من مصالح قياداتها وحساباتهم وحصصهم، بل تستمدّها من ذاتها، من الأهداف التي جمعتها، من معنى شهادات شهدائها، ومن الحلم الكبير النبيل الذي حشدها ذات صبيحة ربيعيّة قبل 8 سنوات، في ساحة جَمَع إسمُها مجدين، بل قيمتين: الشهادة والحريّة.

ليست صدفة أن تتعثّر "14 آذار" ولا تقع، حَدَثَ ذلك مراراً، ولو كانت العثرة الأخيرة أشدّ ألماً وأثراً. والفارق الجوهري بينها وبين "8 آذار"، أنّها تعاقد لبناني حرّ بين روح وفكرة وقضيّة. أمّا الأُخرى فعقدة مجدولة على مشروع غير لبناني، تنفكّ بتفكّكه، في الأولى تَلاقي إرادات، في الثانية تقاطع مصالح. وشتّانَ ما بين الإرادة والمصلحة. ما بدا أنّه خلط أوراق وتحالفات جديدة، بعد الانفراط "النظري" لعقد "14 آذار"، لم يكن سوى غبار في الريح، والذين بدأوا يقترعون على ثوبها خانهم الحساب، وتاهت بهم الدرب، هم يربطون مصيرهم بمحور ونظام، وهي معقودة على مصير لبنان، هم المتغيّرون، وهي الثابتة.

وحين يقولون إنّها تراهن على سقوط نظام الأسد وارتباك سلاح "حزب الله"، لا ينتبهون إلى أنّ الرهان الحقيقي هو رهانهم على بقائهما: "14 آذار" قامت واستمرّت رغم السلاح والنظام، فكيف يقومون هم ويستمرّون بدونهما؟

مثل يوم مشرق وسماء صافية بعد العاصفة، هكذا تبدو "14 آذار" اليوم، فيما يحاول خصومها استيعاب صدمتهم، ولملمة حطام خطّتهم مع أشلاء "المشروع" الخبيث الذي استنفد لعبته في حساسيّات المسيحيّين وأعصابهم.

ما أطلقه الصوت المسلم العاقل والمعتدل، سواء في قانون الإنتخاب وحياد لبنان واللامركزيّة الإداريّة ومجلس الشيوخ، أو في الزواج المدني خلافا لكلّ تشدّد وغلو، يؤسّس لانتفاضة حياة جديدة في رسالة   "ثورة الأرز"، ويُحيي ما بدا أنّه تلاشى منها أو مات. والكرة الآن في ملعب الراقصين على الحبال: ماذا يقولون في المبادرة العقلانيّة التي طرحها سعد الحريري لاسيّما لجهة صحّة التمثيل في الدوائر الصغرى التي تحافظ على نسيج اللبنانيّين، بل، ما هو موقفهم من حياد لبنان عن المحاور والصراعات الإقليميّة، بل أكثر، ماذا يقولون في الدولة المدنيّة والزواج المدني، بعد لطو طويل الأمد، و" تقيّة" ثقيلة تزيد الحيرة والشكوك.

أجوبتهم الأولى تدلّ على مدى انكشاف خطّتهم، وسلبيّتهم السريعة تأكيد على رفضهم قيام وطن ودولة. لقد بلَغْنا الخطّ الأحمر في كشف حقيقة المواقف، بعد أسابيع من لعبة "المشروع المذهبي" واسثماراته السياسيّة الخطيرة.

أمامنا مشروع لتحديد مسار لبنان ومصيره، بدءاً من الانتخابات وصولاً إلى الحياد، ولم نعُدْ أسرى لعبة ضيّقة تقتل روح لبنان إسمها "متاريس المذاهب". انفتح الأفق السياسي على أفكار كبيرة تليق بتاريخ لبنان ورسالته. فليس تفصيلاً الكلام في الحياد والزواج المدني والدائرة الصغرى ومجلس الشيوخ واللامركزيّة. وليست مسألة عابرة أن تعود الروح بقوّة إلى ربيع لبنان، وأن تُثبت "14 آذار " أنّها فعلاً بـ.. 7 أرواح!

 

قراءة أولى من سفر الإصلاح

أنطوان مراد/لبنان الحر

أضحكني نقولا الصحناوي أمس بقوله: "سأضع غازي يوسف في السجن. والحملة عليّ أهدافها انتخابية لأننا نحقق تقدماً كبيراً في الأشرفية". يا حاج، لا أنت مار نقولا أو سانت نيكولاس الذي يوزع الهدايا على الأولاد في الميلاد، علماً أن هداياك للكبار مشوّشة أو متقطعة أو مقطوعة أو غائبة عن السمع والوعي. ولا أنت الحاج نقولا مراد الذي كان من قبضايات الأشرفية. ولا أنت القيصر الروسي نقولا الأول أو حتى نقولا الثاني. ولذلك،

المزايدات التي مللنا باتت تثير الغثيان واللعيان تكرارً واجتراراً. وهي لا تكفي لتغطية ارتكاب من هنا أو تعمية مفاعيل سلاح من هناك. أما الأشرفية، فقد سبق وقالت كلمتها وستكررها بحسب الإحصاءات أيضاً لأنها لا تحب الألوان الفاقعة. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن باسيليوس الحكومة يبزّ نيقولاوسَها: ايها اللبنانيون، "أبشركم بفرح عظيم، لقد جاءت لكم باخرة. المجد لحزب الله في الاُلى وعلى التيار السلام وجبران الصالح لبني البشر"!

بعد ربيع موعود وصيف مشدود وخريف ممدود أخبرنا معاليه أن الباخرة آتية آتية آتية، آتية من عند التركي الجار لتزودنا من البحر بالتيار ومن دون جميل دير عمار وادفع يا شعب لبنان ..... الجبار ملياراً فوق مليار.

انتهت القراءة الأولى من سفر الإصلاح.

أما بعد أيها الأعزاء، في العادة والواجب والمتوقع أن يقال لكم إستعدوا للإنتخابات النيابية. وأنا أخشى أن أقول لكم لا تستعدوا لها، لأن لدي انطباعاً متزايداً بأن هناك من لا يريد انتخابات بل يسعى إلى إطاحتها تحت عنوان التأجيل التقني. خلال لقاء صحفي مع رئيس الجمهورية قبل الأعياد، أكد لنا حرصه الشديد على انتخابات في موعدها، حتى في ظل القانون النافذ، أي الستين، في حال عدم الاتفاق على البديل، مع إبداء ميله لخيار النسبية.

أما التأجيل إذا كان لا بد منه، فيكون تقنياً لإتاحة الفرصة أو تمديدها أمام التوافق على قانون جديد. عظيم!

ما أعرفه أن وزير الداخلية سواء سماه البعض أبو ملحم أو أبو المراجل، فهو في الحالتين أبو الهمم، لأنه قام بما عليه وطلب إلى مجلس الوزراء تشكيل هيئة الإشراف على الإنتخابات ونبه إلى ضرورة دعوة الهيئات الناخبة،

وهما إجراءان يفترض اتخاذهما تلقائياً وبمعزل عن أي قانون انتخاب. ولكن يبدو أن الطلبين أصبحا في الجارور.

ختاماً. أعلن الرئيس سعد الحريري تأييده الصريح لمشروع الدوائر الخمسين. والدوائر الخمسون، بحسب الخبراء والعارفين، تؤمن صحة تمثيل للمسيحيين هي الأقرب لمشروع اللقاء الأورثوذكسي وتراعي في الوقت عينه مبدأ العيش المشترك. فهيا يا جماعة الخير شمروا عن السواعد ولنقل "ستين سنة" على قانون الستين، مع مشروع الدوائر الخمسين، وإلا فلنُجنِّز الأربعين للإستحقاق النيابي!  والسلام.

 

وزير الدفاع الاميركي بانيتا: حزب الله قد يستغل "الفوضى" في سوريا للحصول على اسلحة متطورة

واشنطن - ا ف ب/اعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في مقابلة مع وكالة فرانس برس امس الجمعة ان مخاوف الولايات المتحدة تتزايد من احتمال ان تؤدي "الفوضى" في سوريا الى تمكين حزب الله من الحصول على اسلحة متطورة من نظام الرئيس بشار الاسد. وقال بانيتا ان "الفوضى في سوريا انشأت جوا اصبح فيه احتمال عبور هذه الاسلحة الحدود ووقوعها في ايدي حزب الله يشكل قلقا اكبر"، وذلك بعد يومين على الغارة التي شنتها طائرات اسرائيلية على منشأة عسكرية سورية قرب دمشق. وكان مسؤول اميركي اكد لوكالة فرانس برس امس ان الغارة الجوية التي شنتها اسرائيل على سوريا الاربعاء الماضي اصابت صواريخ ارض-جو روسية الصنع من طراز "اس ايه 17" كانت موضوعة "على اليات"، اضافة الى مجموعة من المباني العسكرية المجاورة التي يشتبه بأنها تحوي اسلحة كيميائية.

وقال هذا المسؤول رافضا الكشف عن هويته ان المقاتلات الاسرائيلية لم تستهدف سوى موقع واحد في ضاحية دمشق، في حين تحدثت بعض وسائل الاعلام عن استهداف موقعين: مجمع عسكري قرب العاصمة السورية وقافلة تقل اسلحة قرب الحدود اللبنانية. وتمت الغارة الاسرائيلية في ظل مخاوف الدولة العبرية من قيام دمشق بنقل اسلحة متطورة الى حزب الله. وردا على سؤال عن الغارة الاسرائيلية اجاب بانيتا الذي سيغادر منصبه بعد ايام انه ليس بوسعه كشف مضمون محادثاته مع الاسرائيليين لكنه لمّح الى ان واشنطن تؤيد الغارة. وقال "من دون التطرق الى فحوى المحادثات التي نجريها في شكل منتظم مع اسرائيل او الى تفاصيل هذه العملية (...) لقد شددنا على انه يتعين علينا القيام بكل ما يجب القيام به من اجل ضمان ان لا تقع اسلحة متطورة مثل صواريخ اس ايه-17 او اسلحة كيميائية وبيولوجية في ايدي ارهابيين". وردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن تؤيد الغارة، قال بانيتا ان "الولايات المتحدة تؤيد كل القرارات التي تتخذ لضمان عدم وقوع هذه الاسلحة في ايدي ارهابيين". وكان النظام السوري اعلن ان الطيران الاسرائيلي قصف فجر الاربعاء الماضي مركزا عسكريا للبحوث في ريف دمشق، في حين تحدثت مصادر امنية عن غارة استهدفت ليل الثلاثاء الاربعاء قافلة كانت تنقل اسلحة قرب الحدود اللبنانية. ولم تدل الحكومة الاسرائيلية من جهتها باي تعليق حول هذه الغارة. واوضح بانيتا من جهة اخرى ان الولايات المتحدة تتعاون بشكل وثيق مع كل من الاردن وتركيا واسرائيل لضمان عدم وقوع الاسلحة الكيميائية السورية في ايدي اي كان، ولا سيما في حال سقوط نظام الرئيس بشار الاسد.

 

باراك يبحث الموضوع السوري مع بايدن ووزراء الدفاع الأوروبيين على هامش مؤتمر ميونيخ

إسرائيل تعلن رسميا التأهب على حدودها الشمالية وتطالب المواطنين بممارسة حياتهم الطبيعية

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط

أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، سلسلة لقاءات مع مسؤولين في الغرب حول الأوضاع السورية، في ظل عملية قصف قافلة سلاح من دمشق قالت إسرائيل إنها في طريقها إلى حزب الله. وقال مصدر حكومي رسمي في تل أبيب، إن باراك أبلغ نظراءه أن سوريا تقترب من حالة فوضى خطيرة للغاية تستدعي وضع استراتيجية جديدة في دول الغرب، خوفا من تدهور لا تحمد عقباه. ومع أن باراك سافر إلى ميونيخ الألمانية للمشاركة في مؤتمر الأمن والتعاون الذي يشارك فيه وزراء الدفاع في دول الغرب وبعض الدول الأخرى، فإنه وضع في حسابه إثارة الموضوع السوري بشكل حاد، بالادعاء أن الغرب لا يدرك بعد أخطار الأوضاع في سوريا وتبعاتها وما تسببه من تأثير سلبي على المنطقة برمتها إلى «درجة زعزعة الاستقرار والتهديد بضرب مصالح الغرب».

وسيجتمع باراك على انفراد مع كل من نائب الرئيس الأميركي، جون بايدن، ووزراء الدفاع في كل من ألمانيا وفرنسا وكندا وغيرها. وسيعود إلى تل أبيب صبيحة الغد، ليشارك في جلسة الحكومة العادية، التي ستبحث تبعات عمليات القصف في الأراضي السورية، التي تجمع وسائل الإعلام الغربية على أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الذي نفذها ولكن إسرائيل تلتزم الصمت، فلا تؤكد ولا تنفي ذلك.

وكان الجيش الإسرائيلي قد رفع من درجة التأهب على الحدود الشمالية وفي قواعده العسكرية الجوية، تحسبا لرد من سوريا أو حزب الله على القصف المذكور أعلاه. وتم نقل بطاريتين من «القبة الحديدية» من الجنوب إلى مرج ابن عامر (قرب الناصرة) وصفد شمالا، إضافة إلى بطارية أخرى نصبت قبل أيام قرب حيفا، وهي منظومة صواريخ مضادة للصواريخ والطائرات، في إطار هذا التأهب. وواصل الجيش رفد قواته المرابطة على الحدود مع سوريا ولبنان بحشود إضافية. ولكن قيادة الجيش حرصت على التأكيد أن سوريا وحزب الله، كل لأسبابه، لن يرد على القصف في الأراضي السورية. وحسب المعلق التلفزيوني العسكري، المعروف بقربه من الرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي، روني دانئيل، فإن هناك ثلاثة احتمالات للرد على القصف الإسرائيلي، هي: تنفيذ عمليات تفجير ضد مرافق إسرائيلية أو يهودية في العالم، وهي أقوى الاحتمالات، ولذلك تم رفع حالة الطوارئ فيها. والاحتمال الثاني هو قصف إسرائيل بصواريخ متفرقة، ينفذها حزب الله ولكن من دون اعتراف رسمي واستبدال ذلك بإعلان تنظيم غير معروف المسؤولية عنها، وهو الاحتمال الأقل واقعية. والاحتمال الثالث، الذي يعتبر ضعيفا للغاية، وهو أن ترد سوريا أو حزب الله أو كلاهما بقصف على إسرائيل. وبناء على ذلك، توجه الجيش لجمهور المواطنين في الشمال أن يمارسوا حياتهم الطبيعية بلا وجل وتنفيذ برامجهم في نهاية الأسبوع للاستجمام بين أحضان الطبيعة، خصوصا في هذا الطقس الشتوي حيث المياه تتدفق في مساراتها في الجداول والأنهار والوديان. ولكن أوساطا واسعة من الجمهور التزمت البيوت وانشغلت البلديات في إعادة تنظيف الملاجئ وتدفق ألوف المواطنين إلى مخازن الجيش ووقفوا في طوابير طويلة للحصول على كمامات الوقاية من الغاز. وفي المقابل، عقدت القيادات السياسية الأمنية في الحكومة اجتماعات متواصلة لبحث التطورات.

وصرح نيسيم مالكا، رئيس بلدية كريات شمونة، أقرب المدن الإسرائيلية إلى الحدود مع لبنان وسوريا، بأنه وطواقم الإنقاذ يضعون أيديهم على الزناد تحسبا لتدهور الأوضاع الأمنية باتجاه حرب جديدة. وأمر رئيس بلدية صفد، إيلان شوحط، طواقم البلدية بإعداد الملاجئ. وفي أعقاب الإعلان السوري بأن إسرائيل قصفت مركز أبحاث قرب دمشق، صرح الخبير في الشؤون السورية، رونين سولومون، بأن المركز المذكور هو قاعدة عسكرية للجيش السوري، يحتوي على مدرسة ومخازن احتياطية للقوات الخاصة ومقر إعلامي لشركة سورية - كورية ومدرسة للتكنولوجيا العالية تابعة للوكالة السورية للأبحاث العلمية لتطوير الأسلحة غير التقليدية، وفي مقدمتها الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ويقع قرب بلدة الجمراية، المحمية بصواريخ أرض - جو روسية متطورة.

 

مصادر لـ"الأنباء": أوروبا تتجه إلى وضع الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب

أكدت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع لصحيفة «الأنباء» الكويتية ان الاتحاد الأوروبي يتجه إلى إدراج الجناح العسكري لـ"حزب الله" على لائحة الإرهاب هذا الأسبوع.

وقالت المصادر ان الخطوة الأوروبية جاءت بعد أن أفضت التحقيقات النهائية الى اتهام الحزب بتفجير الحافلة التي كانت تقل سياحا إسرائيليين في مدينة بورغاس البلغارية في يوليو الماضي.

وفي أول رد على هذه التسريبات، رفضت مصادر مقربة من "حزب الله" التعليق قبل صدور الاتهام رسميا. ولكنها لم تستبعد قيام الاتحاد الاوروبي بمثل هذه الخطوة في ظل الضغط الكبير الذي مارسه اللوبي الاسرائيلي في أوروبا على هذا الصعيد. يذكر ان التفجير وقع في تموز الماضي في المدينة البلغارية الساحلية وأسفر عن مقتل خمسة سياح إسرائيليين. وقد أكدت بلغاريا حينها أن مجموعة منظمة ساعدت المفجر في التخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم. وكشفت عن أن المعلومات تفيد بوصول المجموعة المفترضة إلى البلاد قبل الحادث بما يقارب شهرا، ثم بدلوا سيارات مستأجرة كي لا تتم رؤيتهم معا، وسافروا إلى مدن مختلفة، كما لم يظهر أكثر من شخص واحد منهم في كاميرات المراقبة. وأشارت التحقيقات الأولية إلى احتمال أن يكون المهاجم قد دخل بلغاريا بطائرة قادمة من إحدى الدول الأوروبية في منطقة شنغن.

 

واشنطن حذرت من اتساع نطاق الحرب ونددت بتكثيف الدعمين الإيراني والروسي لنظام الأسد 

تأهب إسرائيلي على حدود سورية ولبنان ونصب بطارية صواريخ ثالثة

واشنطن - وكالات: نددت واشنطن بالدعم العسكري الذي تقدمه روسيا وإيران إلى نظام الأسد, محذرة من احتمال امتداد الحرب إلى خارج حدود سورية, وذلك بعد يومين من دخول العامل الاسرائيلي على خط النزاع عبر ضربة جوية نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي قرب دمشق.

وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون كلا من ايران وروسيا من الاستمرار في دعم نظام الأسد عسكريا ومالياً.

وقالت في آخر مقابلة لها مع نحو عشرة صحافيين معتمدين في وزارة الخارجية التي غادرتها امس, ان "الايرانيين قالوا بوضوح منذ بعض الوقت ان بقاء الاسد في السلطة أولوية بالنسبة إليهم, ونحن نعتقد انهم تصرفوا على هذا الاساس من خلال ارسال المزيد من الرجال لمساعدة الاسد ولدعم قواته المسلحة".

واضافت "اعتقد ايضا ان الروس يواصلون تقديم المساعدة المالية والعسكرية" للنظام السوري, معربة عن قلق بلادها من احتمال ازدياد هذا الدعم.

وأكدت أن "الايرانيين متورطون بقوة ومنذ البداية" في دعم الاسد, و"يبدو ان هذا التورط بصدد الازدياد, وهذا ما يثير قلقنا", كاشفة أن الإيرانيين "يحسنون نوعية الاسلحة (التي يرسلونها) الى الاسد".

كذلك اتهمت الوزيرة الاميركية روسيا بـ "الاستمرار في مساعدة الأسد مالياً وعسكرياً". واضافت ان "الروس ليسوا متفرجين لا دور لهم في دعم الاسد. لقد كانوا يتحركون بقوة على جبهات عدة", موضحة ان "دفاعهم عن الاسد في مجلس الامن الدولي كان الجزء الأكثر وضوحا من (مساعدتهم هذه), ولكنهم حاولوا ايضا حماية هذا النظام بوسائل اخرى". وأعربت عن "أملها" في أن "تغير" روسيا موقفها, مضيفة "ربما سيكونون أكثر انفتاحاً على حل دولي لانه لا يمكنهم ان يروا ما يجري وان لا يدركوا ان هذا الامر يمكن ان يكون مضرا للغاية بمصالح الجميع بما في ذلك مصلحتهم هم انفسهم". وامتنعت كلينتون عن التعقيب على الغارة الإسرئيلية على سورية, فجر الأربعاء الماضي, لكنها عبرت عن مخاوف من ان الصراع السوري ربما يتفاقم داخليا ويتسع نطاقه إلى الخارج. وقالت في هذا الاطار "أنا شخصيا احذر منذ وقت من المخاطر المرتبطة بحرب اهلية فتاكة بشكل متزايد وحرب محتملة بالوكالة, لذلك أعتقد انه ينبغي لتلك الدول (روسيا وايران) التي ترفض ان تكون لاعبا بناء أن تعيد النظر في مواقفها لان أسوأ التكهنات لما قد يحدث داخليا ويمتد عبر حدود سورية هي بالتأكيد في نطاق الممكن الآن".

وجاء ذلك غداة تنديد موسكو وطهران بالغارة الاسرائيلية على مركز عسكري للبحوث العلمية قرب دمشق, بحسب ما ذكر الجيش السوري, في حين افادت تقارير اخرى عن استهداف الغارة لموكب كان يتجه من سورية إلى لبنان. وأكدت سورية بعد الغارة "حقها في الدفاع عن نفسها وارضها وسيادتها", فيما التزمت اسرائيل الصمت على الصعيد الرسمي, إلا أن خبراء عسكريين ومسؤولين إسرائيليين عبروا عن خشيتهم من أن يقوم النظام السوري بنقل اسلحة متطورة عبر الحدود الى "حزب الله" اللبناني, عدو اسرائيل الاول. وحذرت وسائل اعلام اسرائيلية, أمس, من ان الغارة الإسرائيلية قد تؤدي الى سلسلة ردود فعل ضد اسرائيل, مشيرة الى ان القوات الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى في شمال البلاد الحدودي مع لبنان وسورية. وأفادت المعلومات أن أجهزة الأمن الإسرائيلية رفعت حالة التأهب في صفوفها وعززت الحراسة في سفاراتها وبعثاتها بأنحاء العالم, ونصبت بطارية "قبة حديد" ثالثة شمال البلاد. ورغم أن أجهزة الأمن تستبعد رداً من جانب سورية أو "حزب الله" أو حتى إيران, على شكل إطلاق صواريخ, خاصة من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية, إلا أن هذه الأجهزة لم تستبعد احتمال إطلاق صواريخ من دون أن يعلن "حزب الله" مسؤوليته عن ذلك. وفي هذا السياق, نصب الجيش الإسرائيلي بطارية ثالثة لمنظومة "القبة الحديد" المضادة للصواريخ القصيرة المدى في منطقة مرج بن عامر, لتنضم هذه البطارية إلى بطاريتين أخريين تم نصبهما قبل أيام قرب مدينتي حيفا وصفد. لكن التحسب الأكبر في إسرائيل هو من إقدام "حزب الله" أو إيران على تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية في العالم.

من جهتها, كتبت صحيفة "هآرتس" اليسارية "قد يتم اعتبار ضبط النفس الكامل على المدى الطويل لتصرفات اسرائيل كضعف من حزب الله, ولهذا يجب ان نتوقع شكلا من اشكال الرد حتى لو لم يكن ذلك على الفور وليس بالضرورة ان يكون هجوما صاروخيا واسع النطاق على اسرائيل". من جهتها, ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان "قافلة حزب الله التي تعرضت بحسب تقارير أجنبية لهجوم جوي في طريقها من سورية الى سهل البقاع في لبنان وكانت محملة بالاسلحة لن تكون الاخيرة", مضيفة "قد يبدو من وجهة نظر متشائمة بأننا في طريقنا الى مواجهة عسكرية على واحدة على الأقل من الجبهتين الشماليتين". وكان نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان حذر من "عواقب خطيرة على تل أبيب" نتيجة الهجوم الاسرائيلي. واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ حيال المعلومات عن حصول الغارة, داعيا "كل الاطراف المعنيين الى منع التوتر او التصعيد في المنطقة"

 

أكدت وجود خلافات داخل النظام الايراني بشأن المفاوضات/واشنطن لطهران مجدداً: زمن الديبلوماسية لن يدوم

 واشنطن, بروكسل, طهران - وكالات: جددت الولايات المتحدة التأكيد أن باب الديبلوماسية مع إيران لن يظل مفتوحاً إلى ما لا نهاية, وسط قلق غربي من عزم طهران على تحديث أحد أبرز منشآتها النووية. ودعا نائب الرئيس الاميركي جو بايدن طهران الى استئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي. وقال في تصريحات صحافية, أمس, في مستهل جولة أوروبية بدأها من برلين وتقوده إلى فرنسا وبريطانيا, "إننا نعتقد ان هناك متسع من الوقت وهامش للديبلوماسية اضافة الى ضغط اقتصادي". واضاف ان "النافذة لن تبقى مفتوحة إلى ما لا نهاية", محذراً في الوقت نفسه طهران من ان زمن الديبلوماسية لن يدوم, ومجدداً التأكيد أن الولايات المتحدة ستمنع ايران من امتلاك السلاح الذري. بدورها, أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان نافذة الحوار مع ايران لا يمكن ان تظل مفتوحة "لفترة طويلة جداً", من دون أن تحدد أي مهلة زمنية. وقالت لمجموعة صغيرة من الصحافيين, ليل اول من امس, عشية مغادرتها مقر الوزارة وانتهاء ولايتها كوزيرة للخارجية "لا اعتقد ان النافذة ستظل مفتوحة لفترة طويلة جدا لكني لن أحدد أياما او أسابيع او شهورا لذلك". ورفضت ايران ان تحدد موعد ومكان جولة جديدة من المحادثات مع القوى العالمية الست بشأن برنامجها النووي, في خطوة أرجعتها كلينتون الى "كثير من الخلافات داخل أعلى مستويات النظام بشأن كيفية التعامل مع هذا الموضوع". وأضافت "سيقررون الحضور او عدم الحضور على اساس حساباتهم الداخلية. لديهم انتخابات (رئاسية) في يونيو (المقبل). ويتبارى الناس ليروا من سيرشحه الزعيم الاعلى ليكون الرئيس الجديد, إنهم مشغولون بحساباتهم السياسية الداخلية وهذا أهم بكثير لهم من تحديد موعد ومكان" للاجتماع مع القوى الست, وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا. ورفضت كلينتون تحديد الوقت المتاح امام الحوار, مكررة موقف الولايات المتحدة وهو ان "كل الخيارات مطروحة على الطاولة", وهو تعبير دبلوماسي يشير دوما الى امكانية توجيه ضربة عسكرية لايران. وقالت ان "سياستنا هي المنع لا الاحتواء وكل الخيارات ستظل مطروحة على الطاولة وفي وقت ما ستغلق نافذة التعامل".

وبعد ضغط من الصحافيين بشأن وجهة النظر التي رددها عدد كبير من المحللين وبعض المسؤولين الاسرائيليين وهو ان العام الحالي هو عام الحسم, قالت كلينتون ان "الولايات المتحدة لن تقول هذا. ما من سبب يدفعها لذلك. الغموض البناء هو ميزة واضحة في الكثير مما نفعله". في سياق متصل, وصف المتحدث باسم البيت الأبيض جلي كارني إعلان ايران نيتها تحديث احد ابرز مواقعها النووية بأنه "تصعيد جديد", معتبرا انه يعكس "الانتهاك المتواصل" لالتزامات طهران حيال المجتمع الدولي. وقال "لقد اطلعنا على معلومات مفادها ان ايران تريد استخدام اجهزة طرد مركزية متقدمة في (موقع) ناتنز. ليس هناك اي دليل على عدد اجهزة الطرد التي تنوي طهران تركيبها ولا تفاصيل عن برنامج" هذا الاستخدام, "لكن (هذا الاعلان) ليس مفاجئاً, بالنظر الى التقارير الدورية للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تطوير ايران لاجهزة طرد مركزي متقدمة".

واضاف "غير ان تركيب اجهزة طرد مركزي جديدة متقدمة يشكل تصعيدا جديدا وانتهاكا متواصلا لالتزامات ايران إزاء قرارات مجلس الامن الدولي ومجلس (حكام) الوكالة الدولية للطاقة الذرية", مؤكداً ان "هذا الامر سيشكل عملا استفزازيا جديدا من جانب ايران ولن يستدعي سوى عزلة اكبر" لهذا البلد. بدورها, حضت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون, التي تمثل الدول الكبرى في المفاوضات, السلطات الايرانية على التخلي عن تسريع انشطتها النووية, مؤكدة أن ذلك سيمثل انتهاكا للالتزامات الدولية للجمهورية الاسلامية. في سياق متصل, قال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تعسى إلى معاقبة الشركات التي تساعد في اخفاء شحنات النفط الايرانية لتفادي العقوبات الغربية

 

الجيش السوري يخلي 18 نقطة حدودية مع لبنان

 بيروت - "السياسة": أخلى الجيش السوري 18 نقطة حدودية مع لبنان تُعرف بـ"الشوادر" في قرى قارة وفليطا وجريجير التابعة لمنطقة القلمون في ريف دمشق. وقال مصدر في "الجيش السوري الحر" بمنطقة القلمون لـ"وكالة أبناء الأناضول", ان "القوات المنسحبة يبلغ قوامها نحو 400 جندي وضابط مسلحين بالرشاشات الخفيفة والمتوسطة إضافة إلى نحو أربعين دبابة, وقد تمركزت على أوتوستراد دمشق الدولي, في مؤشر لتحرك ما في العاصمة".

ومن البقاع أُفيد أن الجيش السوري قام منذ حوالي الشهر بعملية إعادة تجميع لقواته في عسال الورد ورنكوس وقام بجمع قواته في مركزين محددين.

 

استشهاد ضابط ورتيب في اشتباكات بين الجيش ومسلحين في عرسال

 عرسال ـ "المستقبل"/شهدت بلدة عرسال أمس، حادثاً دموياً مؤسفاً أدى بحسب بيان لقيادة الجيش الى استشهاد ضابط برتبة نقيب ورتيب وأحد أبناء البلدة، وإصابة أكثر من عشرة أشخاص بين مدنيين وعسكريين.

وفي التفاصيل أن أكثر من عشرة عناصر من مخابرات الجيش في لباس مدني كانوا يستقلون سيارتين مدنيتين، حاولوا لدى خروج المصلين بعد صلاة الجمعة من أحد مساجد بلدة عرسال، توقيف المواطن خالد أحمد حميد الذي حاول الفرار، إلا أنهم بادروه بإطلاق النار فأصابوه في رجليه ثم قاموا بنقله الى إحدى السيارتين وغادروا البلدة عبر طريق فرعية ترابية باتجاه وادي الرعيان حيث كانت بانتطارهما آليتان من نوع "هامر" للجيش اللبناني، الذي حاول تسلم حميد، إلا أن حال الطقس السيئة وهطول الأمطار أديا الى تأخر ذلك. في هذه الأثناء علت النداءات بأن عناصر مسلحة اعتقلت حميد، وهذا ما أكده رئيس البلدية علي محمد الحجيري، الذي أعلن نفي مخابرات الجيش علمها بتلك الدورية، ما دفع به الى الاعتقاد أن عناصر حزبية مسلحة هي من قامت بتلك العملية. ولدى علم الأهالي بما حصل توجه العشرات منهم الى مكان تواجد الدورية وجرى اشتباك بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية التي أصابت إحداها السيارة التي كانت تقل حميد، ما أدى الى مقتله ومقتل النقيب بشعلاني والرقيب أول ابراهيم زهرمان وإصابة عشرة من عناصر الدورية وعدد من المسلحين.

وبما أن عدد المسلحين فاق بكثير عدد عناصر الدورية توقف إطلاق النار خوفاً من سقوط المزيد من القتلى بين الطرفين، وعمد المسلحون أثناء ذلك الى تحطيم سيارة وحرقها ونقل الجثث الى مبنى البلدية.

وبعد مفاوضات استمرت قرابة الثلاث ساعات نقل الصليب الأحمر اللبناني جثتي مشعلاني وزهرمان والجرحى الى مستشفى "يونيفرسال" في بلدة رأس بعلبك المجاورة لإجراء الإسعافات الأولية، ومنها نقل الجيش عبر آلياته الجرحى الى مستشفى "دار الأمل الجامعي" في مدينة بعلبك. والجرحى العسكريون هم: الملازم ميلاد يوسف صفير، علي عمار، واصف رمضان، ابراهيم عوض، شادي عيسى، دريد قاسم، فؤاد مسلم، أحمد ناصر، فارس وميشال نصرالله. وكانت قوة كبيرة من الجيش توجهت إلى المنطقة وفرضت طوقاً أمنياً عند مدخل البلدة الوحيد، وباشرت بعمليات دهم واسعة بحثاً عن مطلقي النار.

وعزت مصادر أمنية الغموض الذي اكتنف الحادثة الى أن عدد القتلى وصل الى خمسة، علماً أن مصادر متابعة أكدت سقوط أكثر من ذلك.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني أن ستة أشخاص بينهم خمسة عسكريين قتلوا في اشتباك بين الجيش اللبناني ومسلحين إسلاميين في منطقة عرسال، فيما أصيب عدد آخر من عناصر الجيش بجروح.

من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية أن أربعة جنود واثنين من المسلحين قتلوا في الاشتباكات في بلدة عرسال. وأفاد أحد السكان بأنه يعرف الرجل المطلوب، وهو ليس من المقاتلين، وأنه أب لسبعة أطفال ويعمل في إصلاح الغسالات وساعد المقاتلين السوريين بشكل سلمي، موضحاً أنه "ناشط أيضاً ويساعد الثورة السورية".

ونعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه النقيب بشعلاني والرقيب أول زهرمان، "اللذين استشهدا أثناء قيامهما بمهمة حفظ أمن واستقرار في منطقة عرسال".

وأعلنت قيادة الجيش في بيان سابق أنه "بعد ظهر اليوم (أمس)، وأثناء قيام دورية من الجيش في أطراف بلدة عرسال بملاحقة أحد المطلوبين الى العدالة بتهمة القيام بعمليات إرهابية عدة، تعرضت لكمين مسلح، بحيث دارت اشتباكات بين عناصر الدورية والمسلحين أسفرت عن استشهاد ضابط برتبة نقيب ورتيب، وعن جرح عدد من العسكريين وتعرض بعض الآليات العسكرية لأضرار جسيمة، بالإضافة الى إصابة عدد من المسلحين. على أثر ذلك، توجهت قوة كبيرة من الجيش الى المنطقة، وفرضت طوقاً أمنياً حولها، كما باشرت عمليات دهم واسعة بحثاً عن مطلقي النار".

ودعت أهالي البلدة الى "التجاوب الكامل مع الإجراءات التي ستتخذها قوى الجيش تباعاً لتوقيف جميع مطلقي النار"، محذرة من أنها "لن تتهاون في التعامل مع أي محاولة لتهريب المسلحين أو إخفائهم، وسيكون مرتكبوها عرضة للملاحقة الميدانية والقانونية".

وفي ردود الفعل على الحادث، استنكر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل من باريس "الاعتداء الآثم على الجيش اللبناني، الذي يمثل سيادة الدولة وكرامة أبنائها". ودعا في بيان "أهالي عرسال الذين ذاقوا طعم الفراغ المؤسساتي الى التعامل مع المؤسسة العسكرية كمرجعية حامية وضامنة وحاضنة كونها خط الدفاع الأول والملاذ الأخير للكيان، وهي في كل الأحوال فوق كل اصطفافات أو شبهات أو حسابات". وأعرب عن ألمه لسقوط الشهداء، متقدماً من قيادة الجيش وذويهم بأحر التعازي، سائلاً "الصحة للمصابين والمناعة للمؤسسة العسكرية والوطن".

ووضع وزير الدفاع الوطني فايز غصن الاعتداء "في خانة التعدي على الاستقرار الوطني، والعبث بالأمن الداخلي ومحاولة المساس بهيبة الدولة"، وقال في بيان: "إن ما حصل في عرسال خطير جداً، فالتعرض للجيش ولعناصره هو تعرض لكل الوطن، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه". وأكد أن "الجيش اللبناني لم ولن يكون يوماً مكسر عصا لأحد، وأن كل من يتعرض أو يتطاول على الجيش لن يكون بمنأى عن الملاحقة والتوقيف ونيل العقاب اللازم"، مشدداً على "عدم وجود أي منطقة عصية على الجيش اللبناني الذي ستطال يده كل مطلوب للعدالة وكل عابث بالأمن، مهما علا شأنه".

ودعا "الجميع في عرسال الى إدراك خطورة ما حصل في بلدتهم وإقفال أبوابهم في وجه كل من تجرأ على الجيش اللبناني، وأزهق دماء عناصره، وعدم إيواء أو إخفاء أي مسلح، وترك الجيش اللبناني يقوم بمهامه، فالجيش في النهاية هو الضمانة لجميع اللبنانيين الى أي فئة أو منطقة انتموا".

ودان وزير العمل سليم جريصاتي في بيان، "المكمن المسلح الذي تعرض له أبطال من الجيش اللبناني في عرسال، ما أدى إلى استشهاد بعضهم ومحاصرة البعض الآخر، ومن بينهم جرحى، واعتبار آخرين في عداد المفقودين، وذلك على يد جماعات مسلحة إرهابية"، معتبراً أن "التوقيت غير بريء والأهداف تصب في خانة ضرب استقرار لبنان". وشدد على أن "مجرد الاستنكار لا ينفع لاجتثاث الإرهاب، من أي أرض أتى، ذلك أن الاعتداء على الجيش اللبناني الباسل الذي يُجمع عليه اللبنانيون هو اعتداء على كل لبنان".

ورأى النائب معين المرعبي في تصريح، أنه "كان على قيادة الجيش والمخابرات الالتزام بالإجراءات القانونية اللازمة وتطبيق القوانين العدلية بحذافيرها قبل الإقدام على ما قامت به. ولكان من الممكن تفادي وقوع هذا الحادث الذي أتى نتيجة للقرارات الهمايونية من قبل المعنيين الذين يتصرفون على هواهم"، معتبراً أنه "آن الأوان لمراجعة بعض الإجراءات العسكرية المتبعة من قبل الأجهزة والتي تقوم بها من دون الرجوع الى تطبيق القوانين العدلية".

ودعا الى أن "تقوم الأجهزة العدلية بالتحقيقات اللازمة لكشف الحقيقة الفعلية لما حصل والاستماع الى الشهود"، مطالباً "بتمكين الأجهزة الإعلامية كافة من دخول بلدة عرسال من أجل استخلاص الحقائق بطريقة شفافة وواقعية ومن شهود العيان مباشرة الذين شاهدوا تفاصيل ما حصل". وحذر من "استهداف أهل السنة في عرسال او الاستفراد بهم"، لافتاً الى أن "اللقاء الإسلامي الوطني سيعقد لقاء طارئاً في طرابلس لكشف المؤامرة التي يحيكها النظام الأسدي ورفاق سلاحه في لبنان".

وأعلنت منسقية "تيار المستقبل" في عرسال أن "تيار المستقبل" "ضد أي اعتداء على الجيش اللبناني، أو على أي جهاز أمني آخر". ودعت أهالي عرسال إلى "التعاون مع الأجهزة الأمنية المختصة لمعالجة تداعيات الحادث".

وقالت في بيان: "قامت مجموعة من مخابرات الجيش اللبناني بلباس مدني بدخول عرسال أثناء صلاة الجمعة، عبر سيارتين مدنيتين "فان أبيض" وجيب BMW، للقيام بمهمة أمنية، سقط بنتيجتها المواطن خالد حميد من عرسال، فظن الأهالي أنها مجموعة مسلحة تهدد أمنهم، ما تسبب بمواجهة أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى من عناصر الجيش اللبناني وأهالي عرسال. إن "تيار المستقبل" يؤكد أنه ضد أي اعتداء على الجيش اللبناني، أو على أي جهاز أمني آخر، انطلاقاً من رفضه أي شكل من أشكال المساس بهيبة الدولة، ويدعو أهالي عرسال إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية المختصة لمعالجة تداعيات الحادث، والحؤول دون تكراره في المستقبل، حفاظاً على أمن المنطقة التي لطالما كانت وستبقى تحت سقف الدولة. وإذ يعبر التيار عن بالغ أسفه لما حصل، يتقدم من ذوي الشهداء بأحر التعازي، ويتمنى للجرحى الشفاء العاجل".

 

توتر في البقاع اللبناني بعد مقتل 3 جنود من الجيش على يد مسلحين، معلومات متضاربة عن مشاركة «الجيش الحر».. والأهالي: طرف ثالث أوقعنا في الفخ

عرسال (البقاع اللبناني): حسين درويش بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

قتل 3 عناصر من الجيش اللبناني، أحدهم ضابط برتبة نقيب، في اشتباك مع مسلحين من بلدة عرسال الحدودية المعروفة بدعمها لـ«الجيش السوري الحر». وبينما لم تتأكد الشائعات عن مشاركة عناصر من «الحر» في المعركة، حشد الجيش اللبناني قوات على مداخل البلدة وجرودها التي قالت معلومات إن المسلحين الذين كمنوا لدورية الجيش لجأوا إليها، في حين تحدث رئيس بلدية عرسال عن «سوء فهم» أدى بالأهالي إلى مهاجمة الدورية التي كان أعضاؤها يرتدون الثياب المدنية بعد مقتل أحد أبناء البلدة واختطاف جثته من قبل العناصر المدنية.

وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها، إنه «أثناء قيام دورية من الجيش بعد ظهر أمس، في أطراف بلدة عرسال، بملاحقة أحد المطلوبين إلى العدالة بتهمة القيام بعدة عمليات إرهابية، تعرضت لكمين مسلح، ودارت اشتباكات بين عناصر الدورية والمسلحين أسفرت عن مقتل ضابط برتبة نقيب ورتيب، وعن جرح عدد من العسكريين وتعرض بعض الآليات العسكرية لأضرار جسيمة، بالإضافة إلى إصابة عدد من المسلحين».

ولفتت إلى أنه «على أثر ذلك توجهت قوة كبيرة من الجيش إلى المنطقة، وفرضت طوقا أمنيا حولها، كما باشرت عمليات دهم واسعة بحثا عن مطلقي النار». وفي حين دعت القيادة أهالي البلدة إلى «التجاوب الكامل مع الإجراءات التي ستتخذها قوى الجيش تباعا لتوقيف جميع مطلقي النار»، حذرت بأنها «لن تتهاون في التعامل مع أي محاولة لتهريب المسلحين أو إخفائهم، وسيكون مرتكبوها عرضة للملاحقة الميدانية والقانونية».

وذكرت معلومات أن الاشتباكات اندلعت بعدما دخل الجيش اللبناني إلى المنطقة لاعتقال خالد الحميد المطلوب بمذكرات توقيف، ويشتبه بأنه يعمل مع جبهة النصرة التي تقاتل في سوريا، وسبق أن صدر بحقه مذكرتا توقيف غيابيتان، بتهمة الإرهاب وتجارة الأسلحة.. لتعود الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، وتشير في وقت لاحق إلى سقوط ثلاثة قتلى و7 جرحى من الجيش اللبناني خلال ملاحقتهم للمطلوب في قضية اختطاف الأستونيين خالد حميد، الذي هرب إلى جرود الهرمل وخلال ملاحقة عناصر الدورية له تعرضوا لكمين، مشيرة إلى أن الوضع كان متوترا في البلدة، لافتة إلى أن القوى الأمنية تعمل للدخول إلى البلدة لملاحقة الذين تعرضوا لدورية الجيش.

وأفادت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» بأن المسلحين احتجزوا 3 سيارات من نوع «هامر» للجيش اللبناني وطافوا بها في شوارع البلدة في حركة استعراضية قبل أن يقوموا بتحطيمها قرب دار البلدية حيث تم احتجاز العسكريين السبعة قبل نقلهم إلى مستشفى يونيفرسال في الهرمل ثم إلى مستشفى دار الأمل الجامعي.

وشيع أهالي البلدة حميد وسط إطلاق نار كثيف تزامنا مع خروج المسلحين الذين اعتدوا على الجيش اللبناني إلى المناطق الجردية وسط معلومات أفادت بتحرك ملالات للجيش اللبناني باتجاه البلدة وفرق للمغاوير.

بدوره، روى محمد الحجيري، رئيس بلدية عرسال، لـ«الشرق الأوسط»، ما حصل في البلدة، أمس، مؤكدا أن سيارتين مدنيتين مرتا في أحد الشوارع أطلق من أحدهما النار باتجاه خالد الحميد، أحد أبناء عرسال، فأردوه قتيلا، وتم على الفور إعلام القوى الأمنية بما حدث، مستفسرين عما إذا كان هناك أي دورية تابعة لها أتت إلى المنطقة، فنفت علمها بذلك، فما كان للأهالي إلا التوجه إلى جرود المنطقة التي تبعد 20 كيلومترا عن عرسال، لمؤازرة قوة من القوى الأمنية لملاحقة المعتدين، وحصل اشتباك بين الطرفين، إلى أن تبين في ما بعد أن السيارتين هما لفرقة من المكافحة التابعة للقوى الأمنية في بيروت.. في حين نفى الحجيري المعلومات الصحافية التي أشارت إلى علاقة الجيش السوري الحر بما حصل، معتبرا أن طرفا ما عمد إلى «تركيب فيلم» للإيقاع بأهل البلدة، وقد نجح في ذلك.

كما حمل الحجيري قيادة الجيش مسؤولية ما حصل في عرسال، مشيرا إلى أن «دورية الجيش اللبناني أتت إلى البلدة من دون تنسيق مع أي من الفعاليات وبلباس مدني ومن دون أن يعرف الأهالي أنهم جهة رسمية، فاعتقدوا أنهم عصابة قتلت أحد أبناء البلدة فحصل ما حصل والجميع مصدوم مما جرى»، نافيا وجود أفراد من جبهة النصرة. وأضاف: «بعد إجراء الاتصالات، وخصوصا مع الجيش، واكبتنا 4 آليات تابعة له إلى الجرد للتصدي للدورية التي قامت بعملية الاعتقال، فكيف يمكن أن نحمل الأهالي المسؤولية بعد ذلك؟!».

 

الجيش: استشهاد نقيب ورتيب وجرح عسكريين بكمين أثناء قيام دورية في أطراف عرسال بملاحقة مطلوب

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "بعد ظهر اليوم، وأثناء قيام دورية من الجيش في أطراف بلدة عرسال بملاحقة أحد المطلوبين الى العدالة بتهمة القيام بعدة عمليات إرهابية، تعرضت لكمين مسلح، حيث دارت اشتباكات بين عناصر الدورية والمسلحين أسفرت عن استشهاد ضابط برتبة نقيب ورتيب، وعن جرح عدد من العسكريين وتعرض بعض الآليات العسكرية لأضرار جسيمة، بالاضافة الى اصابة عدد من المسلحين.

على أثر ذلك، توجهت قوة كبيرة من الجيش الى المنطقة، وفرضت طوقا أمنيا حولها، كما باشرت عمليات دهم واسعة بحثا عن مطلقي النار. إن قيادة الجيش إذ تدعو أهالي البلدة الى التجاوب الكامل مع الاجراءات التي ستتخذها قوى الجيش تباعا لتوقيف جميع مطلقي النار، تحذر بأنها لن تتهاون في التعامل مع أي محاولة لتهريب المسلحين أو إخفائهم، وسيكون مرتكبوها عرضة للملاحقة الميدانية والقانونية".

 

رئيس بلدية عرسال: الجيش أتى الى البلدة من دون تنسيق مع أحد وبلباس مدني فاعتقد الاهالي انهم عصابة وحصل ما حصل

أوضح رئيس بلدية عرسال علي الحجيري للـLBCI أن دورية الجيش أتت الى البلدة من دون تنسيق مع أحد من الفاعليات وبلباس مدني من دون أن يعرف الأهالي انهم جهة رسمية، فاعتقدوا انها عصابة قتلت أحد أبناء البلدة فحصل ما حصل. وأكد الجحيري أن القتيل ليس ارهابياً. وفي حديث للـMTV روى رئيس بلدية عرسال ما حدث وقال إن "هناك سيارة فان مدنية بيضاء اللون أتت الى البلدة وأطلقت النار فقتلت خالد الحميد من دون أن تعتقله وأخذت جثته وتواصلنا مع القوى الأمنية كافة للاستفسار عما اذا كان تسير دوريات فنفت ذلك. وطلبنا من الجيش تسيير دورية في عرسال". كذلك وصف الحجيري الوضع بعرسال بالجيد والكلام عن وجود أفراد من جبهة النصرة بالكاذب.

 

قيادة الجيش نعت الشهيدين بشعلاني وزهرمان

وطنية - نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه النقيب بيار بشعلاني والرقيب أول إبراهيم زهرمان، اللذين استشهدا بعد ظهر اليوم.

وجاء في نعي النقيب بشعلاني: "نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه النقيب بيار بشعلاني الذي استشهد بتاريخ 1/2/2013 اثناء قيامه بمهمة حفظ أمن واستقرار في منطقة عرسال.

وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 4/7/1982 في بلدة المريجات - زحلة.

- تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط اعتبارا من 15/1/2002.

- رقي الى رتبة ملازم، اعتبارا من 1/8/2004، وتدرج في الترقية الى رتبة نقيب اعتبارا من 1/1/2012.

- تابع دورات دراسية عدة في الداخل والخارج.

- حائز على أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.

- متأهل وله ولد واحد.

وجاء في نعي الرقيب زهرمان: "نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أيضا، الرقيب أول إبراهيم زهرمان الذي استشهد، بعد ظهر اليوم، خلال قيامه بمهمة حفظ أمن واستقرار في منطقة عرسال.

وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 3/4/1981 مشمش - قضاء عكار.

- تطوع في الجيش بتاريخ 27/11/2000.

- حائز على أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.

- متأهل وله ولدان".

 

وزيرالدفاع اللبناني: ما حصل في عرسال خطير جدا وكل من يتعرض للجيش سيلاحق وينال العقاب اللازم

وطنية - شجب وزير الدفاع الوطني فايز غصن بشدة الاعتداء الذي تعرضت له دورية من الجيش اللبناني في عرسال على يد عدد من المسلحين، واضعا "الاعتداء في خانة التعدي على الاستقرار الوطني، والعبث بالأمن الداخلي ومحاولة المساس بهيبة الدولة". وقال في بيان: "ان ما حصل اليوم في عرسال خطير جدا، فالتعرض للجيش ولعناصره هو تعرض لكل الوطن، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه"، مؤكدا ان "الجيش اللبناني لم ولن يكون يوما مكسر عصا لأحد، وان كل من يتعرض او يتطاول على الجيش لن يكون بمنأى عن الملاحقة والتوقيف ونيل العقاب اللازم". وشدد غصن على "عدم وجود اي منطقة عصية على الجيش اللبناني الذي ستطال يده كل مطلوب للعدالة وكل عابث بالأمن، مهما علا شأنه". ودعا "الجميع في عرسال الى ادراك خطورة ما حصل في بلدتهم اليوم واقفال ابوابهم في وجه كل من تجرأ على الجيش اللبناني، وازهق دماء عناصره، وعدم ايواء او اخفاء اي مسلح، وترك الجيش اللبناني يقوم بمهامه، فالجيش في النهاية هو الضمانة لجميع اللبنانيين الى اي فئة او منطقة انتموا". وختم غصن بتوجيه "تحية اكبار للشهداء الذين روت دماؤهم تراب هذا الوطن"، متمنيا للجرحى والمصابين الشفاء العاجل".

 

هكذا استدرجت عرسال: لماذا وصف العميد مراد دورية المخابرات بالعصابة الارهابية!؟  

 طارق نجم

ماذا جرى اليوم في عرسال؟ بحسب عضو المجلس البلدي في عرسال، السيد وفيق خلف "فإنّ الحادثة بدأت في إحدى المناطق التي تقع اول عرسال وتسمى وادي الأرانب، حين ظهر جيب اسود (من نوع تويتا) ترافقه سيارة فان أبيض وأعترضا طريق خالد الحميد الذي كان متوجهاً لصلاة الجمعة. وبحسب شهود عيان، فإنّ من في السيارتين اطلقوا أكثر من 30 رصاصة على الحميد أصابته في الوجه والصدر، مما تسبب بمقتله على الفور. وبحسب شهود عيان، أنّ المسلحين توقفوا وحملوا الجثة معهم متوجهين نحو جرد عرسال على طريق اسمها الرعيان التي تبعد 15 كلم عن البلدة والتي تجاور الحدود السورية تؤدي الى بعلبك".

ويتابع خلف "أن رئيس البلدية علي الحجيري اتصل على التو بجميع المرجعيات الأمنية في المنطقة للاستفسار عن وجود هذه السيارات وبالتحديد مع قائد المنطقة في الجيش اللبناني العميد علي مراد الذي نفى علمه بأي دورية في المكان عارضاً المؤآزرة واصفاً مطلقي النار بأنهم عصابة ارهابية! وهنا تحرك أهالي عرسال لاستعادة جثة ابنهم المغدور ظناً منهم أن المسلحين تابعون إما لحزب الله أو لحزب من أتباع النظام السوري".

وعما حدث لاحقاً، أوضح خلف "يبدو أن السيارتين ضلتا الطريق بفعل الثلوج ولعدم معرفتهم بتضاريس المنطقة مما سهل لحاق أهل عرسال بهم. فدار بين المسلحين والأهالي اشتباك سريع اشتركت فيه سيارتا هامر تابعتين للجيش كانتا بعيدتين نسبياً أدى إلى إحتراق السيارتين. وهنا علمنا أنّهم من الجيش اللبناني، فقمنا بنقل الجرحى والشهداء إلى مبنى البلدية. وكان آخر من غادر مبنى البلدية هو النقيب يوسف اسطفان".

بموازاة ذلك، أفادت مصادر خاصة بموقعنا أنّ خالد الحميد يعتبر من السلفيين وهو يعمل في مجال تصليح الغسالات ولديه 7 أولاد، وهو ناشط داعم للثورة السورية في لبنان وفي الداخل السوري على السواء وهو مطلوب أصلاً للنظام السوري قبل أن يكون على اللوائح اللبنانية. وتعتبر هذه هي المره الرابعه التي تم الدخول الى بلدة عرسال من بهذا الشكل حيث حصل من قبل أن دخلت دوريات تابعة لمديرية المخابرات لاعتقال ناشطين سوريين بإيعاز وتنسيق مع حزب الله.

اليوم سقط للجيش اللبناني على أرض عرسال شهيدان: النقيب بيار المشعلاني والرقيب ابراهيم زهرمان لكن السؤال يبقى السؤال من يتحمل دم جميع من استشهد وجرح اليوم؟ ولماذا إعادة سيناريو حادثة الكويخات في عرسال بتصفية خالد الحميد بـ30 رصاصة بإغتيال الشيخين عبدالواحد ومرعب؟ بل السؤال الأجدى هو من أقحم بهذه الدورية التابعة لمديرية المخابرات والتي تلبس اللباس المدني (لا العسكري) في هذه المنطقة الحساسة وفي وسط هذه الظروف؟ ولماذا نفت قيادة الجيش في المنطقة وبالتحديد العميد مراد علمه بوجودها بل أنه وصفها بالعصابة الارهابية محرضاً الأهالي ضدها؟ ولماذا تذكر فايز غصن أنه وزير في الحكومة اللبنانية اليوم بالذات وقام بالإدلاء بتصريحه الذي هدد فيه بالعقاب ...ولكن من سيعاقب من؟

كما نتساءل هنا عن الأسلوب الذي تحركت وفقه إعلام 8 آذار لتغطية الحادثة حيث ذكرت الـ"او تي في" مثلاً أنّ "العناصر المسلحة في عرسال قامت بتصفية النقيب والرتيب في الجيش اللبناني بالآلات الحادة واحتجزت جثثهم في مبنى البلدية!" أو كما نقل مراسل المنار: أنّ مساجد عرسال دعت عبر مكبرات الصوت للتصدي للجيش اللبناني!؟ مع العلم أنّ جميع الوسائل الإعلامية أجمعت في بداية الحادثة على حصول الاشتباكات بين الاهالي ومجموعة مسلحة مجهولة الهوية. نعم، إنّه التحريض الذي لم ولن يتوقف ضد عرسال وأهلها، بغية إيصال الأمور الى صدام بين اهالي عرسال والجيش اللبناني وفق أسلوب نهر البارد-الفصل الثاني.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

حادثة عرسال: الضاهر يؤكد علاقة "حزب الله" وسكريّة ينتقد

لبنان الآن/كشف عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر أنّ "مطلقي النار على خالد حميّد في بلدة عرسال في البقاع هم قوّة خاصة "فاتحة على حسابها" ومكلّفة من أحدهم في الجيش ويرافقها عناصر من "حزب الله" ويبدو أنهم قُتلوا جميعًا في حادثة عرسال". وفي حديث إلى موقع "NOW"، قال: "يبدو أنّ شهداء الجيش وعرسال ضحيّتان لمؤامرة للنظام السوري و"أزلامه" في لبنان الذين يحاولون زج الجيش في معارك مع أهل السنّة وتحديدًا في منطقة مثل عرسال التي فيها آلاف الشباب في الجيش اللبناني".

وروى الضاهر تفاصيل الحادثة في عرسال التي استشهد فيها ضابط برتبة نقيب ورتيب من الجيش اللبناني بالاضافة إلى عدد من الجرحى، وقال إنّ "قوّة مدنيّة ذهبت إلى عرسال وأطلقت النار على خالد حميّد في الـ"بيك أب" الخاص به وأخذته من داخل السيارة وهو كان مجروحًا أو ميتًا". وأضاف: "صُدم رئيس البلديّة علي الحجيري والأهالي بالأمر واتصلوا بالمخابرات وسألوهم عن الحادثة فنكروا علمهم بالأمر، وكذلك اتصلوا بـ"فرع المعلومات" الذي أكد أنّ لا علاقة له بالأمر، وعندها فقط طارد الأهالي السيّارة واشتبكوا مع ركّابها".

وحذّر الضاهر من "أي إساءة أو استهداف لعرسال، والشهداء الذين سقطوا من الجيش أو المدنيّين يتحمّل مسؤوليّة دمائهم من أعطى الأوامر لهذه القوّة الخفيّة غير المعروفة لتنفّذ هذا العمل الإجرامي، دون أن تكون الأجهزة الأمنيّة المولجة مطّلعة على الموضوع". وأضاف أنّ "هناك اجتماعًا في طرابلس لكل القيادات والنواب، وفي بيروت الكل على تماس حتى رئيس كتلة "المستقبل" النيابيّة الرئيس فؤاد السنيورة"، مشددًا على "استقرار البلد ورفض محاولات النظام السوري و"أذنابه" في لبنان زجّ الساحة اللبنانيّة لزرع الفوضى لصالح النظام السوري".

ونفى الضاهر أن يكون خالد حميد منتمٍ إلى "الجيش السوري الحر"، مؤكدًا أنه "شاب ناشط ويهتم بالنازحين ومؤيّد لحقوق الشعب السوري". وسأل: "هل يجوز قتله بهذه الطريقة أو الدخول الى بلدة بهذه الطريقة كما لو أنّ عصابة قامت بهذا العمل؟ وقال: "لو دخل الجيش وفق الأصول للتفاهم مع رئيس البلدية (علي الحجيري) والمخاتير لكان وقف الأهالي معه، فلا أحد كان يعرف أن هؤلاء من الجيش اللبناني إنما هناك تسلل وأمر قد دُبر وهو أمر خطير ونحذّر منه ومن تداعياته".

وردًا على سؤال عن توقيف مطلوبي مطلقي النار على الجيش، أجاب الضاهر: "طبيعي أن يكون هناك تحقيق وقضاء ونريد أيَضًا محاكمة الشخص الذي أَمَرَ بتنفيذ هذه المهمة غير الرسميّة وغير الشرعيّة ونحمّل المسؤوليّة لمن أعطى الأوامر للعناصر لأنه استهداف للأمن والاستقرار ومحاولة لزرع الفتنة بين الجيش وعرسال".

وعن دفن حميّد بهذه السرعة، قال الضاهر: "في الإسلام إكرام الميّت الإسراع في دفنه، وأيضًا لكي لا تتوتر الأجواء أكثر".

وحول السماح بدخول "فرع المعلومات" في قوى الأمن الداخلي إلى البلدة لتسلّم جثث شهداء الجيش بدلاً من الجيش نفسه، أوضح الضاهر أنّ "المشكلة حصلت مع عناصر الجيش وبالتالي الجو مشحون، ولكي لا يقع أيّ إشكال إضافي، قامت "شعبة المعلومات" بواجبها وسحبت شهداء الجيش بنفسها".

ومن ناحيته، اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الوليد سكريّة أنّ الحديث عن أنّ الأهالي اتّصلوا بالجيش وبالقوى الأمنيّة الذين نفوا علمهم بالمداهمة، هو "كلام باطل"، مشدّدًا على أنّ "الجيش يقوم بمهامه بطريقة سريّة".

وعن الحديث عن وجود عناصر من "حزب الله" رافقت الجيش إلى عرسال، رأى أنّ "هذا الكلام فارغ نهائيًا من معناه وهو فقط لتبرير العمل الذي قاموا به ضد الجيش اللبناني".

وأكد سكرية أن حادثة عرسال "هي مؤشر على ضعف سلطة الدولة في هذه المنطقة ليس في عرسال فقط إنّما في معظم المناطق المتاخمة للحدود السوريّة، لأنّ فريقًا من اللبنانيّين أراد التدخل في الأزمة السوريّة وأراد جعل لبنان قاعدة خلفيّة للمعارضة السوريّة". وقال: "الدولة اللبنانيّة تبنّت سياسة النأي بالنفس لكنها لم تضبط الحدود ضبطًا كاملاً لتمنع عمليات تهريب السلاح ودخول عناصر من "الجيش السوري الحرّ" بصفة لاجئين أو بأشكال مختلفة"، مضيفًا: "ما حصل أنّ القوى الأمنيّة تُلقي القبض على مطلوب والنتيجة كمين وقتل ضابط ورتيب وإصابة عدد من العسكريّين بجروح".

وبشأن الحديث عن انتماء المطلوب خالد حميّد إلى "الجيش السوري الحر"، نفى سكريّة علمه بالأمر، وقال إنه لا يعلم لما الجيش يريد القبض عليه "ولكن بحسب الأخبار هو متهم بالمشاركة بخطف الاستونيّين السبعة".

وختم سكرية بالقول: "لا تداعيات لهذه الحادثة على البقاع، والدولة ستضبط الأوضاع وتفرض القانون، ومن أطلق النار على الجيش يجب أن يُسلّم إلى القضاء".

 

الجميل استنكر الاعتداء على الجيش ودعا اهالي عرسال الى التعامل مع المؤسسة العسكرية كمرجعية حامية وحاضنة

وطنية - استنكر الرئيس امين الجميل من باريس "الاعتداء الآثم على الجيش اللبناني، الذي يمثل سيادة الدولة وكرامة ابنائها".

ودعا في بيان "اهالي عرسال الذين ذاقوا طعم الفراغ المؤسساتي الى التعامل مع المؤسسة العسكرية كمرجعية حامية وضامنة وحاضنة كونها خط الدفاع الاول والملاذ الاخير للكيان، وهي في كل الاحوال فوق كل اصطفافات او شبهات او حسابات". وأعرب الرئيس الجميل عن ألمه لسقوط الشهداء، متقدما من قيادة الجيش وذويهم بأحر التعازي، سائلا الصحة للمصابين والمناعة للمؤسسة العسكرية والوطن.

 

سليمان: للتشدد بملاحقة المعتدين وتقديمهم الى العدالة لبنان لا يستطيع تحمل المزيد من النزوح لان الامر فوق طاقته

وطنية - دان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الاعتداء على دورية الجيش اللبناني اثناء قيامها بمهامها في منطقة عرسال امس. واذ ندد سليمان ب "التعرض المتكرر للجيش والمساس بهيبة الدولة من قبل اي كان"، فانه طلب الى قيادة الجيش "عدم التهاون مع من تسول له نفسه الاعتداء على ضباطه وعناصره والتشدد في ملاحقة المعتدين وتقديمهم الى العدالة"، كما طلب الى الاجهزة الامنية كافة "تكثيف استقصاءاتها من اجل تحديد اماكن فرارهم والقبض عليهم وسوقهم الى القضاء"، داعيا المواطنين الى "مؤازرة الجيش والقوى الامنية واعطاء الاولوية للشأن اللبناني والمؤسسات الوطنية والحفاظ على الاستقرار الامني"، مشيرا الى "ان اي محاولة للاخلال به ستواجه بالحزم والشدة".

مدير المخابرات

واطلع الرئيس سليمان صباحا من مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل على تفاصيل ما حصل امس وعلى المعلومات والمعطيات المتوفرة، طالبا اليه عدم التهاون مع كل ما من شأنه ان يحدث توتيرا امنيا في اي منطقة من لبنان.

وزير الصحة

وعرض رئيس الجمهورية مع وزير الصحة علي حسن خليل التطورات الراهنة والاتصالات الجارية في شأن مشاريع قوانين الانتخابات المطروحة امام اللجنة النيابية الفرعية للدرس والمناقشة، اضافة الى عمل وزارة الصحة في هذه المرحلة بالنسبة الى النازحين من سوريا.

النائب السابق سعيد

وتناول الرئيس سليمان مع النائب السابق نهاد سعيد الاوضاع العامة.

وفد بريطاني وايرلندي

وزار بعبدا وفد برلماني وحزبي من بريطانيا وايرلندا لاستطلاع احوال المنطقة والاوضاع في سوريا وتأثيرها على لبنان، اضافة الى موضوع النزوح ولا سيما الفلسطيني منه بشكل خاص، والمساعدات الممكن تقديمها خصوصا وان ايرلندا سترئس المجموعة الاوروبية في خلال الاشهر الستة المقبلة، وما يمكن تقديمه لتخفيف المعاناة.

ورحب الرئيس سليمان بالوفد، لافتا الى ان لبنان الذي يستقبل النازحين من سوريا لا يستطيع تحمل المزيد من النزوح لان الامر فوق طاقته الاقتصادية والامنية والديموغرافية، مشيرا الى اهمية مشاركة الدول العربية والتعاون في تقاسم الاعباء.

 

شمعون: الدائرة الفردية المدخل الصحيح لتمثيل الجميع سنسعى لتحقيق الانتخابات في موعدها مهما كانت الظروف

وطنية - رأى رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، في تصريح، ان "قانون الدائرة الفردية يشكل المدخل الصحيح لحسن التمثيل لجميع الطوائف"، معتبرا ان "هذا القانون يقضي على هيمنة المحادل الطائفية والمالية، كما من شأنه تقريب الناخب من ممثله"، ومشيرا الى ان "هذا الطرح يقسم لبنان مبدئيا الى 88 دائرة، مما يعني تخفيض عدد النواب الحاليين وبالتالي تخفيض الرواتب والمصاريف على الدولة".

وردا على سؤال عن سبب معارضته للطرح الارثوذكسي، قال شمعون: "هذا المشروع يرسخ الطائفية في الوطن، فيما نحن نحتاج الى ما يبعدنا عنها ضمن إنشاء مجلس شيوخ يتعامل بكل أمور الطوائف والى مجلس نواب غير طائفي، لان الطائفية سرطان في الجسم اللبناني والطرح الارثوذكسي يكرسها"، معتبرا انه "كمشروع يخدم المسيحيين لسنتين فقط، لكن من بعدها سيفتح جمهوريات طائفية في لبنان كما يهدف الى إلغاء الطائف"، ولافتا الى ان "النائب ميشال عون تبنى هذا الطرح لانو "عندو فتيلة براسو" اذ يعمل على التفرقة بين قوى المعارضة".

واضاف: "افتخر بعلاقاتي مع كل الطوائف وبأني انال اصوات الجميع في الانتخابات، في حين ان الاقليات ستصبح ملغاة مع هذا الطرح، فأين حقوق الكلدان والسريان وغيرهم؟، لكن للاسف فالاجحاف سيلحق بهؤلاء لو إعتمد الارثوذكسي وهذا شيء مرفوض".

وعن رأيه بإمكانية توصل اللجنة الفرعية الى وضع صيغة انتخابية ترضي الجميع، لفت شمعون الى ان "اللجنة الفرعية تجهد في سبيل ذلك لكنها بالتأكيد تضيع وقتها، لان الاتفاق على قانون انتخابي يرضي الجميع من الصعب ان يتحقق، لذا بالتأكيد سنتجه الى إعتماد قانون الستين وهذا مؤسف للغاية، كما ان عدم وجود اي طرح جدي يساهم في فشل عمل هذه اللجنة".

وعن مناقشة المشروع المختلط بين الاكثري والنسبي، رأى ان "هناك اختراعات يطلقها بعض اصحاب الافكار القانونية كطروحات من الصعب تحقيقها، وهم على علم بصعوبة إعتماد هذا الطرح لكنهم مع ذلك يطلقونها".

وحول كلام النائب محمد رعد عن إعتماد خيار التأجيل في حال لم يتم الاتفاق على اي قانون، ختم شمعون:"التأجيل ممنوع وسنرفضه بشدة اذ لا يوجد اي عذر في هذا الاطار، وهناك ضرورة لإحترام الدستور والاستحقاقات، لكن للاسف من يملك السلاح يستطيع "العربشة " على القانون ليلغي الانتخابات، في ما نحن لا نملك السلاح لكننا نملك احترامنا للقانون والدستور، لذا سنسعى لتحقيق الانتخابات في موعدها مهما كانت الظروف".

 

بعد قرار صقر الادّعاء عليه بجرم محاولة اغتياله/حرب: تواطؤ قضائي مع "حزب الله" أخّر الإجراء ضد الحايك

كارلا خطار/المستقبل

قرار القضاء العسكري بالادعاء على محمود الحايك بالإستناد إلى مواد تفصل على عقوبة الإعدام... خطوة مفاجئة بالنسبة إلى الرأي العام صدرت بالأمس عن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الذي "ادّعى على الحايك في جرم محاولة قتل النائب بطرس حرب"... "حورب" حرب لكن القرار صدر وفجّر فضائح جديدة يرتكبها "حزب الله" بحق العدالة والحقيقة في لبنان.

بجهده الشخصي، وبدعم من رئيس الجمهورية، سعى حرب إلى محاولة فهم الأسباب الكامنة وراء استمهاله في القضية والطلب منه التروي... إلا أنه توصل إلى معلومات تؤكد أن السيناريو الذي كان يعدّه "حزب الله" بالتواطؤ مع "بعض الأجهزة القضائية" كان بأن يسلّم الحايك نفسه ويخلى سبيله في اليوم نفسه من دون أي تحقيق إضافي"... ما يعني بالتالي أن محمود الحايك الذي من المفترض أن يمثل أمام العدالة ويُعدم لجرائم ارتكبها موجود حتماً في لبنان. ولأنه محام متمرّس ونائب حريص على سير العدالة، دأب حرب على التحقيق في قضيّته والتنقيب في أسرار المماطلة... ليكتشف أن البعض يسعى إلى إرضاء "حزب الله".. هو يعرف الأسباب، لكنّه لا يريد الإفصاح عنها الآن، متمنياً أن "لا يضطر يوماً إلى البوح بها".

يتحدّث حرب مبتسماً وممازحاً عندما يريد التحدث عن الحكومة يقول "لن أستعمل كلمة "حكومة"... لقد سئمت.. سأتحدث فقط عن اللبنانيين والرأي العام". وإن كان الهدف من عبوة محمود الحايك وإخفاء الأخير بعد الكشف عن هويته هو إخافة حرب، فإن المواقف الجريئة والشفافة تقف في مواجهة الإجرام طيلة فترة الجلسة وحتى باب المصعد... كيف كان ردّ فعل حرب... وهل كان يتوقع هذا الإجراء؟ وكيف يصف مبادرة الرئيس سعد الحريري؟

عن كل هذه التفاصيل يتحدث حرب إلى "المستقبل" منطلقاً من ادّعاء صقر: "ربما كان الموضوع مفاجئاً لأنني كنت قررت أن أتعاطى مع الموضوع بصورة مبدئية وليس بصورة إعلامية". ويتابع: "كنت دائماً أسأل عمّا آلت إليه التحقيقات في قضية محاولة اغتيالي ولكن الجواب كان يأتي دائماً بأن ليس هناك من جديد".

ويخبر حرب أنه كان يسأل المعنيين "هناك شخص من المفترض أن يمثل أمام القضاء لكنه لم يذعن و"حزب الله" رفض تسليمه للعدالة... فما هو التدبير في هذه الحال؟" ويضيف "كمحامٍ يمكنني القول إنه من المفترض إصدار مذكرة توقيف غيابية بحقّه، بعد الادّعاء عليه، وإصدار قرار ما بحقّه، لكن الإجابات كانت تطلب مني الانتظار والتروّي لمعرفة نتيجة بلاغ البحث والتحري..."

لكن حرب لم يكن مقتنعاً بما يجري بعدما "بلغت الأمور حدوداً اكتشفت فيها أن هناك تهرباً من متابعة الموضوع، وعندما تحقّقت من الأمر تبيّن أن في الخلفيات ضغوطاً يمارسها "حزب الله" على القضاء، بينما الحكومة متغاضية وصامتة"، مبدياً أسفه من القول "من المفترض أن يكون وزير العدل أكثر فعالية وأن يتمتع بمسؤولية"، ويعلّق: "اكتشفت أن هناك تواطؤاً على سير العدالة، لأن القضية بالنسبة لي ليست شخصية إنما مبدئية... فإما هناك سلطة قضائية في لبنان وإما لا". سائلاً: "هل القتل مستباح في لبنان؟ هل من الممكن ألا ينال المجرم عقابه لأن من يحمونه أهم من العدالة وأهم من الدولة اللبنانية؟".

ويوضح: "صحيح أنني لم أتحدث كثيراً في الإعلام عن هذه التفاصيل إنما اتصالاتي كانت مستمرة ومتواصلة تأكيداً مني على أن ما جرى لا يجوز بحق اللبنانيين أولاً، ومن أجل مبدأ العدالة في لبنان". وعن الدعم الرسمي، يشدّد حرب على أن "رئيس الجمهورية والحكومة ووزير العدل كانوا "في الجوّ"، وقد اتصلت بمدعي عام التمييز ولم أجد جواباً شافياً لدى القضاء".

ويكشف حرب بعد قيامه باتصالات عدة أن "هناك ضغوطاً تمارس على القضاء من قبل "حزب الله" وهناك شروطاً توضع على القضاء من قبل الحزب، وكان السيناريو أن يأتي المطلوب والمشتبه به لكي يسلم نفسه ويخلى سبيله في اليوم نفسه من دون أي تحقيق إضافي"... مشدّداً على أنها "معلومات أكيدة"، ويتابع مبدياً أسفه لأن "بعض الهيئات القضائية كانت متواطئة مع "حزب الله" وتسعى بكل جهد إلى إرضائه على حساب العدالة". ويخلص: "آمل أن لا أضطر يوماً إلى البوح بالأسباب".

ويلفت حرب إلى أنه "كان من المستحيل أن نقبل بالأمر، وقد ساعد تدخل رئيس الجمهورية في حسم الموضوع لا سيّما وأن القصة تجاوزت عملية محاولة الاستمهال إلى عمليات ابتزاز مورست قضائياً لكي لا يصدر أي قرار في هذا الموضوع". وينتهز المناسبة لـ "شكر فخامة الرئيس على تدخله وعلى سؤاله مدّعي عام التمييز عن سبب عدم تحريك الموضوع"، وشكر القاضي صقر صقر "الذي أعاد الأمل للبنانيين بأن هناك "بقية" من الأمل في القضاء والقضاة".

وحول مقابلة الرئيس سعد الحريري ليل الخميس، يرفض حرب استخدام المقابلة "في مناورات سياسية إنما أنا أنظر إليها كموقف سياسي من خلال رؤيتي للموضوع". ويشرح: "أعتقد أن سعد الحريري اتّخذ موقفاً واضحاً في دعمه حلفائه في قوى 14 آذار من خلال المشروع الذي قدّمه ولا سيّما المسيحيين منهم في اعتماد الدوائر الصغرى لتأمين التمثيل الصحيح".

ويرى حرب أن "الحريري أضاف أمراً آخر سيكون جديراً بالبحث من أجل المسيحيين من دون أن يسمّيهم ومن أجل المسيحيين والمسلمين معاً لا يقل أهمية عن الأمر الأول، وهو أننا لسنا مضطرين إلى احترام الفترات الزمنية التي حددها الطائف إنما ما علينا هو احترام المبادئ، لذا طرح انتخاب مجلس شيوخ على أساس طائفي وهذا ما يشبه الطرح الأرثوذكسي، والإبقاء على المجلس النيابي مناصفة".

ويشرح حرب بأنه "مع الوقت يكون مجلس الشيوخ هو الضامن وسيُصار إلى الاستغناء عن المناصفة في المجلس النيابي". مضيفاً "هذا ما يرتقي مع مفهوم تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية التي من المفترض أن تقدم اقتراحات وتدرس الأوضاع لتخطي الحالة الطائفية في لبنان". ويصف طرح الحريري بأنه "طرح ممتاز وجدير بالبحث الجدّي". وحيّا "تضامن الحريري والتزامه بمبادئه، وتبنّيه الرسمي والعلني لمشروع قانون الدوائر الصغرى الذي رفضه "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" لأنهما سيخسران الانتخابات في حال اعتماد هذا القانون بحسب رأيهما". ويعلّق حرب: "كأن المطلوب تحديد الرابح في الانتخابات وليس التمثيل الصحيح، فإن كان مشروع قانون الـ50 دائرة يؤمن التمثيل الصحيح فقوى 8 آذار لا تريده لأنها ستخسر".

ويجدد حرب ترحيبه "بالتزام الحريري بمشروع الدوائر الصغرى الذي يؤمن التمثيل الصحيح لكل الناس ولا سيّما المسيحيين", ويأمل بـ"أن يتعامل الطرف الآخر مع طرح الحريري من منطلق مصلحة لبنان ووحدته"، سائلاً: "كيف سنحافظ على وحدة لبنان إذا كان البعض يطلق النار على هذا الاقتراح لمجرّد صدوره عن سعد الحريري؟".

وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ادعى أمس، على محمود الحايك في جرم محاولة اغتيال النائب بطرس حرب في مكتبه في بدارو الصيف الماضي والقيام بأعمال إرهابية سنداً إلى المواد 549/201 عقوبات والمادتين 5 و6 من قانون 11/1/958 التي تنص على عقوبة الإعدام. وأحال الادعاء إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا.

 

بطرس حرب للسياسة: القضاء لم يرضخ لضغوط حزب الله وادعى على المتهم باسهدافي محمود الحايك

بيروت - "السياسة": في تطور قضائي لافت, ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على محمود الحايك في جرم محاولة قتل النائب بطرس حرب الصيف الماضي, والقيام بأعمال ارهابية سنداً الى مواد تنص على الاعدام. وبحسب المعلومات المتوافرة, فإن الحايك ينتمي إلى "حزب الله" الذي رفض تسليمه إلى القضاء للتحقيق معه بعد توصل التحقيقات إلى خيوط تؤكد ضلوعه في محاولة اغتيال حرب.

وتعليقاً على قرار القاضي صقر, أكد النائب حرب لـ "السياسة" أن "هذا القرار كان يجب أن يتخذ منذ زمن بعيد, لكن الضغوط التي مورست من قبل "حزب الله" على القضاء أخرت صدوره. وآسف لأن أقول إن بعض المسؤولين فتحوا بازاراً لإرضاء القوى السياسية على حساب العدالة والقانون, لكنني أريد أن أحيي فخامة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) لموقفه الضاغط في هذا الاتجاه, وكذلك أتوجه بالتحية إلى القاضي صقر صقر الذي لم يمتثل للشروط التي وضعت عليه لإجراء صفقة على حساب الحقيقة". وقال إن "ما يهمني هو المحافظة على القضاء اللبناني وثقة اللبنانيين بهذا النظام وعلى شعورهم بالاطمئنان إلى أن هناك عدالة في لبنان تأخذ مجراها", مشيراً إلى أن "كل المساعي التي كانت تبذل وشارك فيها للأسف بعض المسؤولين, آمل ألا أدفع إلى تسمية هؤلاء, كانت تهدف للالتفاف على القضاء وإجراء صفقة سياسية على حساب العدالة".

وأضاف "إنني لست معنياً شخصياً بهذا الأمر, لكن كل ما يعنيني هو أنه إذا استباح شخص لنفسه ارتكاب جرائم بحق الناس إن هناك عدالة تلاحقه". من جهة أخرى, أقدم 4 أشخاص مجهولي الهوية, في محلة المنصورية على خطف المواطن فادي متري (46 عاماً) وهو صاحب محل لقطع السيارات والدراجات النارية. وأشارت معلومات إلى أن خاطفي متري طلبوا فدية بـ 800 ألف دولار للإفراج عنه وأفادوا عائلته في اتصال أنه بصحة جيدة.

 

"الحياة": صور لحايك تثبت تورطه بمحاولة اغتيال حرب

كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "الحياة" ان "ادعاء القضاء العسكري على عنصر في "حزب الله" يدعى محمود الحايك بجرم محاولة اغتيال النائب بطرس حرب استند الى معطيات توافرت في ملف القضية من خلال الاستقصاءات والتحريات التي اجرتها القوى الامنية حول الحادثة والتي اظهرت صوراً للمدعى عليه الحايك في مكان الحادث من خلال كاميرات المراقبة الموجودة في المكان".

وأوضحت ان "اشخاصاً آخرين وهم على الاقل ثلاثة أمنوا فرار الحايك من المكان بعد اكتشاف امره وكانوا ينتظرونه في الخارج، غير ان التحقيق لم يتوصل الى معرفة هوياتهم".

 

تل أبيب وجهت ثلاث ضربات الأسبوع الماضي إحداها استهدفت مخزناً في البقاع الغربي ومقتل 49 من "حزب الله" و"الحرس الثوري" في الغارتين الإسرائيليتين

حميد غريافي: السياسة

 التقط سربان جويان عسكريان اسرائيليان الأسبوع الماضي, فوق منطقة البقاع الغربي اللبناني في خراج بلدة مشغرة, إشارات الكترونية قوية إلى وجود غازات سامة كيماوية او بيولوجية انتشرت على نطاق محدود في سماء المنطقة إثر انفجار احد مستودعات "حزب الله" المثيرة للجدل. وتتكثف المعلومات حول هذه المنطقة أكثر من أي منطقة اخرى في البقاع والجنوب عن نشاطات "حزب الله" وامكانية ان يكون تمكن من نقل تلك الاسلحة الفتاكة من مخزنين سوريين كيماويين في ريف دمشق, وخصوصاً في ضواحي بلدة الزبداني التي تبعد نحو سبعة أميال عن حدود لبنان البقاعية الوسطى وفي ضواحي حمص التي كان النظام أقدم على نقل كميات كبيرة من مخازنه الكيماوية والبيولوجية منها الى طرطوس واللاذقية وبلدات علوية وشيعية لبنانية متداخلة بالاراضي السورية.

وأحدث تسجيل المقاتلات الاسرائيلية قياسات الانفجار الكيماوي "هزة عنيفة" على مستوى رئاسة الحكومة العبرية ورئاستي الاستخبارات العسكرية (أمان) والخارجية (الموساد), حيث توجهت بعثة مؤلفة من ستة مسؤولين إسرائيليين الى واشنطن فوراً, حاملة معها نتائج تحليلات ما التقطته الطائرات فوق البقاع اللبناني, والذي أثار قلقا واضحا لدى ادارة باراك اوباما الذي أعطى مباركته, بعد امتناع متواصل منذ نحو سنة, لسلاح الجو الاسرائيلي لضرب مواقع ومخازن لسلاح الدمار السوري الشامل ولترسانة الصواريخ التي هي قادرة على حمله, بحيث لم تمض 48 ساعة على عودة البعثة الى تل ابيب حتى شنت مقاتلات اسرائلية وصفت كثافتها بـ"غير المسبوقة منذ حرب 2006", وقدرت قيادة الجيش اللبناني في جنوب لبنان عددها بالست عشرة طائرة, هجوماً مزدوجاً دمر من جهة مركزاً للبحوث العلمية في ضاحية جمرايا بريف دمشق, ومن جهة اخرى أتى على قافلة شاحنات لـ"حزب الله" والاستخبارات السورية تنقل صواريخ أرض - جو مضادة للطائرات الى قواعده في بقاع لبنان وجنوبه.

وذكرت أوساط استخبارية لبنانية ان "بين شاحنات الحزب الاربع التي تم تدميرها في خراج بلدة الزبداني المعروفة باحتضان مستودعات أسلحة وصواريخ لـ"حزب الله" عمد الى نقلها الى لبنان خلال الاشهر العشرة الماضية, واحدة تأكد نقلها غازات سامة, كما تأكد أن انفجار مشغرة الاسبوع الفائت لم يكن بعيدا عن حصوله بفعل غارة اسرائيلية اخرى استهدفت مخزناً كان "حزب الله" استخدمه في الليلة السابقة لإخفاء الكيماويات فيه".

وقالت الأوساط اللبنانية ان التحركات الاسرائيلية الاخيرة التي قضت من الجو على مخزن مشغرة وبعده على المركز العلمي العسكري في جمرايا والقافلة التابعة لـ"حزب الله" من الشاحنات المحملة بالصواريخ قرب الزبداني, كانت وراء تحذيرات البيت الابيض, أول من أمس, النظام السوري من أي محاولة لنقل أسلحة الى "حزب الله".

وكشف أحد القادة العسكريين في "حزب الوطنيين الأحرار السوريين" في ريف حمص لـ"السياسة", أمس, عن ان "أكثر من 35 مسؤولاً ميدانياً إيرانياً ومن "حزب الله" لقوا مصرعهم في غارة اسرائيل على مركز جمرايا بريف دمشق, كما قتل 14 من عصابات "حزب الله" في الغارة الثانية على قافلة شاحناتهم التي ضربت بقنابل فراغية أدت الى عدم نجاة أي واحد منهم, مع من كان في المركز من سوريين".

وسخر القيادي السوري المعارض من "تهديدات" السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم لإسرائيل بـ"رد على غاراتها بالاسلوب والمكان المناسبين", ولكن من دون ان يقول كيف, كما درجت عادة حكومات البعثية منذ اربعين عاماً على نفس الاسطوانة في ردها على عشرات الاعتداءات العبرية على منشآتها العسكرية.

 

الحريري يقترح إلحاق «إعلان بعبدا» بمقدمة الدستور ويقدم عرضاً انتخابياً يحشر حلفاءه «إيجابياً»

بيروت - محمد شقير/الحياة

رسم رئيس الحكومة السابق زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري في واحدة من أنجح المقابلات التلفزيونية التي أجريت معه، الإطار العام لخريطة الطريق للمرحلة السياسية المقبلة التي ستكون موضع أخذ وردٍّ بين المكونات الرئيسة في لبنان، خصوصاً أنه سيصار إلى قوننتها من خلال اقتراح قانون سيتقدم به عدد من نواب كتلة «المستقبل» من رئاسة المجلس النيابي الإثنين المقبل بالتزامن مع استئناف لجنة التواصل النيابية اجتماعاتها في محاولة للتوافق على قواسم مشتركة لقانون انتخاب جديد يجمع بين النظامين الأكثري والنسبي.

واللافت في المواقف التي حدّدها الحريري أنه تجرّأ على اتخاذ موقف إيجابي من الزواج المدني الاختياري بقوله إنه يتمنى أن يسير هذا الموضوع في الطريق إلى الدولة المدنية مستفيداً من الأسلوب الذي استخدمه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في معارضته له والذي لم يلقَ استحساناً، حتى من قبل من يدعمه في المبدأ في موقفه، لأنه سارع إلى تكفير من يقدم عليه وبتعابير قاسية جداً.

ومع أنه لا بد من مراقبة ردود الفعل على موقف الحريري من الزواج المدني، فإنه تسجل له جرأته في اتخاذ هذا الموقف مقدراً رفض المرجعيات الروحية، إسلامية كانت أو مسيحية، التي اعترضت عليه لكنها لم تلجأ إلى استخدام التعابير التي وردت على لسان مفتي الجمهورية اللبنانية. ناهيك بأن الحريري حدد موقفه من الزواج المدني في ظل تصاعد نفوذ المجموعات المنتمية إلى تيارات سلفية عدة وأخرى متشددة وانطلاقاً من قناعته بأن هناك ضرورة للحفاظ على العيش المشترك وأن الاختلاف أمر طبيعي وإنما تحت سقف احترام الرأي الآخر وعدم تكفيره، ومن تقديره لدور المجتمع المدني.

وإلى حين اكتمال المواقف السياسية من ردود الفعل على العناوين الرئيسة التي طرحها الحريري لا بد من التوقف أمام النقاط الأربع التي ستترجم في اقتراح القانون الذي سيتقدم به عدد من نواب «المستقبل» من رئاسة المجلس النيابي وأبرزها.

- إجراء تعديل دستوري بما يتيح ضم ما ورد في «إعلان بعبدا» الذي أجمع عليه أطراف جلسة الحوار الوطني في بعبدا إلى صلب مقدمة الدستور اللبناني باعتبارها من الثوابت غير القابلة للنقض.

- الإسراع في استحداث مجلس للشيوخ انسجاماً مع ما نص عليه اتفاق الطائف على أن يصار إلى تشكيله وفقاً لما هو وارد في مشروع اللقاء الأرثوذكسي وأن يكون دوره محصوراً في البت بالقضايا المصيرية.

- تطبيق اللامركزية الإدارية التي باتت ضرورة ولم يعد من الجائز التمهل في إتمامها لما لها من دور في تفعيل الإدارات العامة وتسهيل الاستجابة لحاجات اللبنانيين بعيداً من الروتين الإداري.

- التريث، حتى إشعار آخر، في إلغاء الطائفية السياسية على صعيد المجلس النيابي وعدم ربط تشكيل مجلس الشيوخ بإلغائها.

وفي السياق ذاته أكد الحريري رفضه مشروع اللقاء الأرثوذكسي لأنه يدفع في اتجاه تمزيق لبنان وتطييفه، لافتاً إلى أن تبديد الهواجس والمخاوف لن يتم من خلال عزل طائفة عن أخرى.

ورأى الحريري في مقابلته أن الظروف الراهنة لا تسمح باعتماد النظام النسبي في ظل استمرار ظاهرة السلاح الذي يجب أن يكون تحت كنف الدولة من دون أن يقفل الباب أمام الحوار في شأنه، مع أن تأييده غير المشروط لإعلان بعبدا ينطلق من أن هذا الإعلان تضمن آلية لتنظيمه على أساس أن المرجعية فيه تبقى حصراً للدولة اللبنانية.

وعلى رغم أن الحريري التقى مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في رفضهما المشروع الأرثوذكسي، فإنه شدد على عدم معارضته إجراء الانتخابات على أساس هذا المشروع في حال إقراره في البرلمان مع الاحتفاظ بحقه في الطعن فيه.

كما أن الحريري، وإن كان يتعارض في الموقف مع رئيس الجمهورية المؤيد لاعتماد النظام النسبي، فإن مواقفه من الأخير فتحت الباب أمام إعادة ترميم العلاقة بينهما بعد «الانتكاسة» العابرة التي تسبب بها الاختلاف حول القانون النسبي.

لكن الحريري أقفل الباب، على الأقل راهناً، أمام الاتفاق على المرحلة السياسية المقبلة قبل أن يصار إلى إجراء الانتخابات وهذا ما يرفضه «حزب الله» إضافة إلى رفضه طلب الحريري تغيير قواعد اللعبة السياسية لجهة عدم تأييده معادلة الجيش والشعب والمقاومة واعتباره أن البديل لها يكون في تطبيق «إعلان بعبدا».

الاشتباك السياسي مع «حزب الله» باق

كما أن الحريري أبدى تشدداً في رفضه القبول، في حال تكليفه، تشكيل الحكومة للثلث الضامن في مجلس الوزراء، وفي تحميل «حزب الله» مسؤولية ضرب مشروع الدولة وبالتالي فإن الاشتباك السياسي بين الأخير و «المستقبل» سيبقى قائماً وربما سيتصاعد تدريجاً.

إلا أن الحريري توجه في الوقت نفسه من رئيس المجلس النيابي نبيه بري بموقف إيجابي هو الأول له بعد إطاحة حكومته من دون أن يقحم نفسه في معركة مع «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون مكتفياً بالسؤال ما إذا كان الأخيرة سيتخلى عن قانون الانتخاب لعام 1960 الذي عدل في مؤتمر الحوار الوطني في الدوحة لو أن القانون أتاح له تحقيق الأكثرية في البرلمان، لا سيما أنه تعامل مع التعديلات على أنها أعادت للمسيحيين حقوقهم في التمثيل النيابي.

أما في شأن علاقته برئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط، فإن الحريري أقرّ بوجود هواجس لديه كالآخرين من المسلمين والمسيحيين ما اعتبر تعبيراً عن وجود رغبة مشتركة في استمرار التواصل إفساحاً في المجال أمام إمكان التفاهم، خصوصاً أن زعيم «المستقبل» تبنى في مبادرته النظام الأكثري على أساس تقسيم لبنان إلى دوائر انتخابية صغرى.

وبدا الحريري من خلال طروحاته كأنه يريد التوفيق بين جنبلاط، في ظل عدم استبعاده للتعاون الانتخابي معه، وبين حلفائه في قوى 14 آذار، لا سيما أنه لم يتبنَّ أي تقسيم محدد لهذه الدوائر، علماً أن الحريري ورئيس «التقدمي» خرجا أكثر ارتياحاً وتفاعلاً بعد اجتماعهما في باريس.

كم أن الحريري لم يتنكر للهواجس لدى هذه الطائفة أو تلك، وهو دعا إلى التعاون من أجل تبديدها وتفكيكها بدلاً من استخدامها في «المناورات» السياسية التي قد تطيح إجراء الانتخابات في موعدها.

لهذا السبب لمّح الحريري إلى الهواجس أو المخووف المتبادلة بين السنّة والشيعة أو تلك القائمة بين المسلمين والمسيحيين، إضافة إلى المخاوف المشروعة لجنبلاط من جميع هؤلاء في حال التعامل مع الطائفة الدرزية التي هي جزء من المسلمين وأساسية في المعادلة اللبنانية على أنها أقلية.

تأكيده حياد لبنان

وفي السياق يأتي اقتراحه تعليق العمل بإلغاء الطائفية السياسية في البرلمان والشروع بتشكيل مجلس الشيوخ الذي هو بمثابة شبكة أمان سياسية للجميع كونه الوحيد المؤهل للبتّ في القضايا المصيرية ويعطي لكل طائفة حق «الفيتو» عليها. إضافة إلى أنه توجه إلى المناطق اللبنانية لتبديد ما لديها من هواجس بسبب الإخلال بالإنماء المتوازن معتبراً أن تطبيق اللامركزية الإدارية المدخل لتوفير الحلول له.

كما أن الحريري توخى من خلال تأييده «إعلان بعبدا» تأكيد دور لبنان الحيادي وعدم استيراد المشكلات إليه، ورفضه توطين الفلسطينيين أو استقواء بالتغيير في سورية كعامل ضاغط للإخلال بصيغة العيش المشترك والمعادلة السياسية القائمة في البلد.

إلا أن الحريري توجه بعرض هادئ من حلفائه في 14 آذار، ولم يكتفِ بالقول إن لا مستقبل من دونهم كما قالوا إن لا مستقبل بلا تيار «المستقبل» وإنما صارحهم من دون «كفوف» وقدم لهم «إغراء» سياسياً تمثل في إعادة الاعتبار للبحث في «الدوائر الصغرى» التي كانت اقترحتها الأحزاب المسيحية المنضوية تحت لواء المعارضة، وعدد من النواب المستقلين.

وهناك من يؤكد أن الحريري حشر إيجابياً حليفيه حزبي «الكتائب» و «القوات» بدعوتهما إلى الانطلاق في البحث عن قانون انتخاب جديد قاعدته الدوائر الصغرى كبديل من «الأرثوذكسي». فهل يرفضان العرض أم سيعيدان النظر في موقفهما لمصلحة تسويق مثل هذا العرض؟

وبكلام آخر، دعا الحريري حلفاءه إلى التخلي عن «الأرثوذكسي» لمصلحة إحياء الدوائر الصغرى من دون أن يحصر مبادرته بتقسيم معين لهذه الدوائر التي يمكن أن تنطلق من قانون 1960 من أجل تطويرها.

وعليه، هل تعيد مبادرة الحريري خلط الأوراق بحثاً عن قانون انتخاب بديل وماذا سيكون رد حزبي «القوات» و «الكتائب» على اقتراحه، وهل يبديان استعداداً لملاقاته في منتصف الطريق؟ لا سيما أن مبادرته في هذا الخصوص تلتقي مع موقف جنبلاط من قانون الانتخاب ويمكن توفير حد أدنى من التفاهم شرط إبداء هؤلاء الأطراف مجتمعين النيات لتقديم تسهيلات متبادلة تفتح الباب أمام تسويقه. مع أن معظم المكونات المنتمية إلى 8 آذار ستعترض عليه وربما ستندفع لرفع الغبار عن مشروع الحكومة الذي أظهرت النقاشات سواء في اللجنة الفرعية أم اللجان المشتركة أنه منسي...

 

تأجيل جلسة "المجلس الشرعي" إلى 9 شباط

المستقبل/أعلن نائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، في بيان امس، انه "بناء على تمن من دولة الرئيس نجيب ميقاتي ومن اصحاب الدولة رؤساء الحكومة السابقين، وبعد التشاور مع اعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، وانطلاقاً من حرص المجلس الشرعي على المصلحة الاسلامية العليا، فقد توافق الاعضاء على تأجيل جلسة المجلس الشرعي المقرر عقدها غداً (اليوم) تاريخ 21 ربيع الاول 1434 هـ الموافق له 2/2/2013، الى يوم السبت الواقع فيه 28 ربيع الاول 1434 هـ الموافق له 9/2/2013 في حضور اصحاب الدولة". وكان مسقاوي زار على رأس وفد من المجلس الشرعي، الرئيس ميقاتي في السرايا، وقال بعد اللقاء: "تشاورنا في موضوع الدعوة الى عقد جلسة للمجلس غداً (اليوم)، وأعتقد أن الأمور سائرة في الطريق السليم. هناك مقترحات سندرسها ونعطي أجوبة بشأنها، وعلى أساسها يتخذ القرار بإنعقاد الجلسة. وأبدى الرئيس ميقاتي خلال اللقاء افكاراً جديدة في ما يتعلق بهذا الموضوع". كما زار مسقاوي مع الوفد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، وتم البحث في مختلف الشؤون والمواضيع المتصلة بمسألة دار الافتاء ووجهات النظر المتداولة. وأطلع الوفد الرئيس السنيورة على حصلية جولته واجتماعاته مع ميقاتي. وعرض مسقاوي مع الرئيس سليم الحص في مكتبه في عائشة بكار، الاوضاع الداخلية في المجلس الشرعي.

 

تجمع عائلات بيروت الارثوذكسية: من حقنا ترؤس مجلس الشيوخ

وطنية - أصدر عضو تجمع العائلات الارثوذكسية البيروتية غابي فرنيني بيانا اشار فيه الى "ما يتردد في الأوساط السياسية من كلام حول إنشاء مجلس شيوخ تنفيذا لروحية الطائف، والمضي قدما في برنامج إلغاء الطائفية السياسية، مع الحفاظ على حقوق الطوائف والمذاهب". اضاف البيان: "اننا اذ ننوه بهذا المشروع، نعتبر أن من حق الطائفة الارثوذكسية تولي رئاسة مجلس الشيوخ كونها الطائفة الأكبر (الرابعة) عدديا بعد الطوائف المارونية والشيعية والسنية، وآن الأوان أن نحصل على حقوقنا".

 

شمعون: تمديد مهمة اللجان المصغرة قد يساعد على اجتراح الحل المنشود

وطنية - أوضح رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون في تصريح "أن تحرك لقاء النواب المسيحيين المستقلين في اتجاه القيادات السياسية، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، هدفه بالدرجة الأولى شرح موقفهم الرافض لمشروع اللقاء الأرثوذكسي جملة وتفصيلا، لأنه بحسب رأيهم يزيد حدة الخلاف الطائفي والمذهبي بين اللبنانيين ويؤسس لفتنة طائفية في لبنان نحن بغنى عنها، وقد أشاع جوا من التشاور بشأن قانون جديد للانتخاب وبلورة الأفكار المطروحة للتوصل إلى قانون يرضي غالبية اللبنانيين بالحد الأدنى، وليس المجيء بقانون على غرار "مشروع الفرزلي" الذي يكرس الطائفية ويعيدنا إلى عصر القائمقاميتين".

وأكد شمعون "أن اللقاء مع الرئيس سليمان كان جيدا لأنه من الأساس أعلن عن رفضه لهذا المشروع، وهو ما زال يصر على الطعن به أمام المجلس الدستوري إذا اعتمده النواب"، كما نقل وجهة نظر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن المشروع الأرثوذكسي بقوله إنه ليس منزلا، داعيا للبحث عن أفكار مقبولة على هذا الصعيد بعد أن تقدم اللجان ما عندها، ومعتبرا "أن تمديد مهمة اللجان المصغرة قد يساعد إلى حد ما على اجتراح الحل المنشود".

وشدد على "أهمية أن تجرى الانتخابات في موعدها، حتى ولو كانت بموجب قانون الستين (الذي طبق في انتخابات 2009)، لأنه من غير المسموح تأجيل هذا الاستحقاق، إذ إن تأجيله يعتبر خرقا للدستور. وفي مطلق الأحوال يبقى قانون الستين أفضل من القانون الأرثوذكسي بألف مرة". وقال "ان سبب رفضي للقانون الارثوذكسي هو أن مقدمة الدستور تقول ان لبنان بلد تعايش ويعامل مواطنيه بالتساوي، والقانون الارثوذكسي يقسم لبنان الى طوائف ويكرس الطائفية ويعمقها".

وسأل: "كيف يمكنني التخلي عن بقية الطوائف التي انتخبتني؟

وعن تصريحات تريسي شمعون قال: "مهما فعلت تريسي تبقى ابنة اخي، ونحن عائلة تربت على التسامح، وقد حاولنا ان نفهمها ان الملفات والمحاكمة فبركت في عهد الوصاية السورية".

وسئل عن علاقته بتمارا شمعون فأجاب: "جيدة جدا". وعن علاقته بالنائب وليد جنبلاط والتحالف في الانتخابات قال: "كل شيء مرتبط بالاتفاق على قانون الانتخاب المقبل، وهناك تقارب كبير في وجهات النظر، والاهم هو الحفاظ على التعايش المختلط في الجبل، ونحن لن نسمح بأن يهتز هذا التعايش".

 

قتيل وجرحى في انفجار امام السفارة الاميركية في انقرة

وطنية - وقع انفجار ، اليوم، على مقربة من السفارة الاميركية في انقرة مما اوقع قتيلا وعددا من الجرحى، حسبما اوردت قناة "ان تي في" التلفزيونية. واضافت القناة ان الانفجار الذي وقع في شارع محاذ للسفارة لم يتسبب بأضرار داخل الممثلية"، مضيفة انه "تم ارسال بضع سيارات اسعاف وعربات اطفاء الى المكان".

 

14 آذار ستقدّم مشهداً موحّداً رغم كل شيء والصمت للاستيضاح وفهم موقف جنبلاط

 ايلي الحاج /النهار

"لم تجمع قضية الحرية للبنان قوى 14 آذار لتفرقها الإنتخابات والمقاعد. ولا خوف على وحدتها. ستعود وتجتمع في ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط وبعدها. هذه الحركة تجاوزت الطوائف إلى فكرة الوطن ولن ترجع إلى داخل الطوائف. في لحظة ما ستظهر تسوية ما على مشروع لقانون الإنتخاب. والقادة المعنيون سيقومون باستدارة واسعة والرئيس سعد الحريري أعلن من شاشة التلفزيون أول من أمس ما سيعلنه في احتفال "البيال": 14 آذار حالة وطنية لن تتخلى عن دم شهدائها".

الكلام لشخصية ذات تأثير في 14 آذار قالته أمس لجريدة "النهار" رداً على سؤال عن الصمت الرسمي المطبق الذي التزمته قيادتا حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية حيال مبادرة الرئيس سعد الحريري. واكتفت بأن الضغط الدولي سيحمل الأفرقاء جميعاً في نهاية المطاف خلال شهر أو أكثر، أي في اللحظات الأخيرة إلى التلاقي على تسوية مقبولة من الجميع.

ولكن ماذا عن الإحتمالات الأخرى؟ "إذا أقرت الهيئة افتراضاً مشروع قانون "اللقاء الأرثوذكسي" بالغالبية رغم اعتراض السُنّة والدروز، فإنه ينال شرعية حسابية ولكن غير ميثاقية. وإذا أقرت الهيئة العامة مشروع الدوائر الخمسين بالطريقة نفسها وباعتراض الطائفة الشيعية فإنه ينال شرعية حسابية ولكن غير ميثاقية أيضاً. لذلك سيتوجب على الجميع الذهاب إلى مشروع الوزير فؤاد بطرس معدلاً، علماً أن قبول "تيار المستقبل" بالنسبية ولو مخففة لن يكون سهلاً". وتؤكد الشخصية البارزة أن لا أحد في وارد الخروج من تحالف 14 آذار المعمّد بدم الشهادة أو التسبب بانفراطه. "هذا غير وارد على الإطلاق. وسيرى المشككون مشهداً مغايراً لما يعتقدون". وتشيد بمنطق الرئيس الحريري الذي "ظهر رجل الدولة في حديثه التلفزيوني، ولا سيما تشديده على تأسيس لحظة 14 آذار لحركة عابرة للطوائف لا رجوع عنها، وقوله علنا وضمنا إن الهواجس تصيب كل الطوائف وليست حصراً لإحداها، وإن الحل لهذه الهواجس لا يكون من مربع طائفي بل من منطلق تغليب فكرة الوطن. لذلك طرح فكرة تطبيق اتفاق الطائف مع تعديل في بعض المواد التي لا تناسب الواقع القائم، مثل انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي قبل انتخاب مجلس للشيوخ. أما فلسفة وجود كل منهما فهي أن يشرع مجلس النواب ويعطي الضمان للمواطن كفرد في حين يقدم مجلس الشيوخ الضمان للمجموعات، إذ تستطيع أي مجموعة تمثل جهة طائفية أن تعترض على مشروع قانون معين إذا رأت أنه يخالف قواعد العيش المشترك، فيدرسه مجلس الشيوخ ويحتاج إلى موافقته كي يصدّق".

وتلفت الشخصية التي واكبت من كثب كل التطورات والأحداث التي شهدتها 14 آذار إلى أن "الحريري عرض على المسيحيين السير بمبادرة تتضمن مجلسين طائفيين لمزيد من طمأنتهم، ومشروع لامركزية إدارية يفترض أنهم يتطلعون إليها وتشكل جزءاً أساسياً من مطالبهم منذ زمن بعيد وحالت ظروف متنوعة دون تطبيقها"، لتعود إلى التركيز على أن "14 آذار لا تزال قائمة في فكرتها".

لكن سياسياً يؤدي دورا لافتاً في حزب مسيحي 14 آذاري كشف لـ"النهار" أن موقف التزام الصمت الرسمي بعد مبادرة الرئيس الحريري يعود إلى أن "الجميع ينتظرون توضيحات تحملها اتصالاتهم واللقاءات البعيدة عن الأضواء". وقال: "جميعنا في هذه المرحلة نحاول أن نفهم أكثر. على سبيل المثال، هل يعني السير بهذه المبادرة أن الإنتخابات ستتأجل وإلى متى؟ وما هو موقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، هل يوافق على مبادرة الرئيس الحريري؟ معلوماتنا تقول إنه قد يقبل ولكن بشرط عدم المساس بوضع دائرتي الشوف وعاليه. المسألة كلها تقريباً متوقفة على موقف جنبلاط، إذا انحاز إلى مشروع الدوائر الصغرى فإنه يؤمن له الغالبية في الهيئة العامة وبذلك يريح قوى 14 آذار جميعاً والبلاد أيضاً. وإذا لا فإننا نكون لا نزال في الدائرة نفسها في مجال البحث عن القانون الانسب مع إدراكنا وإدراك الباقين أن قانون الإنتخابات لا يقر بغالبية الأصوات، بل يحتاج إلى توافق عام". ومن خارج الآراء المتباينة في 14 آذار والاصطفافات بينها وبين 8 آذار، يلاحظ نائب بارز التناغم بين مبادرة الرئيس الحريري والأفكار التي قدمها النائب أكرم شهيب في اللجنة الفرعية، ويدعو إلى "البدء بالبحث جديا في قانون مختلط أكثري ونسبي لأنه وحده يمكن أن يحمل الطرفين على القبول بخوض مغامرة الإنتخابات لاستحالة التكهن بنتائجها". ويشير في الوقت نفسه إلى أن "عرض الحريري أحدث نوعاً من الإرباك في صفوف 8 آذار التي تدرس سلبياته وإيجابياته عليها، ولا يغرب عن بالها كما عن عن بال غيرها أن الأزمة في مكان آخر. إنها في النظرة إلى لبنان".

 

صدر عن من مكتب الشيخ داعي الإسلام الشهال البيان التالي

بسم الله الرحمن الرحيم

رداً على الحريري بشأن الزواج المدني قال الشيخ داعي الإسلام الشهال :1- ننصح الحريري ألا يخسر دينه من أجل أناس لا يعرفون دينهم أو لا يريدون الدين أصلا.

2- ليس صحيحا أن الخلاف في هذه المسألة هو مع المؤسسات الدينية وبعض المشايخ فحسب بل الخلاف هو مع قطاعات كبيرة جداً من الشعب اللبناني أما المنتسبون إلى الطائفة السنية حسب الهوية فكلهم تقريبا ضد هذا المشروع الفتنوي الذي تجاسر الحريري على تبنيه في حين كان ضعيفاً في مواجهة ورفض مشاريع وسياسات أخرى أضرت بالبلد عموما والطائفة السنية خصوصا..

3- يظهر بأن الحريري سقط في فخّ الفتنة الداخلية للطائفة السنية.. ومن العجيب أنه لم يكتفِ بمحاولة اختصار الطائفة السنية سياسياً بل يصر على اختصارها إسلامياً ودينياً ونحذّره أن يكون بهذا قد نصب مصقلته في الاتجاهات كافة وإذا كان الحريري لا يعجبه إفتاء مفتي الجمهورية اللبنانية بهذا الشأن ونصب نفسه مفتياً وقاضياً دينياً في هذه القضية..

نقول له: الأحكام الشرعية لا تقوم على أساس من العواطف ولا على أساس ومنطلقات لأهداف سياسية أو أفكار تخالف الفطرة السليمة والعقل الصريح الموافق للشرع الصحيح..

وندعوه ليوجّه سؤالاً باعتباره "سعد الدين بن رفيق الحريري" الذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويؤدي الأركان الخمسة كما قال إلى مؤتمر يدعو إليه من كبار علماء الشريعة في لبنان من مفتين وقضاة وعلماء معروفين بالعلم الشرعي يبلغون العشرات أو المئات كما يشاء يتضمن التعريف بهذا المشروع وحكم الشرع فيه وإذا لم يعجبه ذلك لسبب أو لآخر فليوجه هذا السؤال إلى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية التي ربيَ لحم أكتافه منها كما يقول ولمن شاء من علماء كبار بالمملكة خارج الهيئة إن رغب..

وإذا وجد كذلك لنفسه عذراً بعدم فعل ذلك فليوجه السؤال طالباً للجواب الشرعي من دار الإفتاء المصرية ومشيخة الأزهر وسائر المؤسسات الفقهية العالمية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي أو رابطة العالم الإسلامي.

ونذكر الحريري.. كما أنه لا يحق للشباب المتحمّس إسلامياً ولا يملك أدوات وشروط إصدار الفتية والأحكام أن يصدر الأحكام والفتاوى كذلك نقول له ولكل من لا يملك هذه الأدوات: أن تواضع ولا يحق لك كذلك إصدار الفتاوى والأحكام ولا عيب في ذلك؛ فهذه سنّةُ الله في خلقه ولكل إنسان حق وحدود..

وأخيراً نقول للرئيس الحريري: إنّك ميِّتٌ يوما فانظر إلى زادك الحقيقي فيه حينها لا ينفعك مال ولا جاه ولا رجال ولا علاقات ولا إعلام ولا أقلام.. إلا أقلام ملائكة كرام تكتب مالك وما عليك..

يا شيخ سعد ويا دولة الرئيس: ما غششتك يوما حين كنت ألتقيك بشأن سياسي ولا بأمر ديني بعون الله وفضله وهأنذا أقول لك اليوم وأنصحك بما هو حق لك علي: صلِّ منفرداً لله ركعات واستغفره واسأله الرضى والتوفيق؛ والرجوع إلى الحق فضيلة، والعود عن الخطأ صاحبه محمود، "ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون".

فكّر ملياً بيوم أنت فيه وحدك وحدك بمكان ضيق وأنت ضعيف لا قوة لك فيه ولا ناصر ينصرك.

وفقنا الله جميعا لما برضيه وجعلنا صالحين مصلحين. اللهم آمين

 

يوسف رد على صحناوي: العقد مضلل وفيه تزوير وسرقات مغطاة وسأتابع الملف مع القضاء

وطنية - رد النائب غازي يوسف على وزير الاتصالات نقولا صحناوي، وقال في تصريح اليوم من مجلس النواب: "ما زلت عند اتهامي بأن العملية التي قام بها صحناوي فيها تعمية وتغطية على اختلاسات كبيرة، واللافت ان العقد (تلزيم تركيب هوائيات لشركة "تاتش" الذي وقعه نقولا صحناوي مع الشركة المعنية ("هاواوي") يلحظ المعدات والاعمال". وأبرز وثائق في هذا الخصوص وبمجموع ما انفقه صحناوي، وطالبه بأن "يقدم كل ما صرفه للتفتيش"، مشيرا الى ان "هذا المال هو مال عام وتستخدمه شركات"، وقال: "لقد حملوا العقد كله للدفعة الاولى وهي بكميات كبيرة"، مشيرا الى ان "صحناوي يكون قد دفع 55,5 مليون دولار للمعدات قبل تركيبها وبعد التركيب يدفع الباقي، فما معنى ذلك، معناه ان لا موجبات على الشركة، شركة مساهمة لبنانية ولا يوجد أي بند جزائي او ضمانات فكيف يتم الدفع اولا؟". وقال: "ندفع ملايين الدولارات ونقول لتحسين المعدات فهذه جريمة في حق المال العام، وهذا يدل على ان هناك صفقة وسأتابع الملف مع السلطات القضائية وليذهب الى القضاء وغدا لناظره قريب. وانا تحدثت اليوم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ودعاني الا استعجل في تقديم المعلومات الى ديوان المحاسبة لأنه مهتم جدا بالوصول الى الحقيقة". واكد ان "لا مؤامرة على مرشحي "التيار الوطني الحر" فحجمهم معروف مهما كانوا كبارا في نظر جمهورهم"، وقال: "ان تهكم صحناوي على آل يوسف لن يوصله الى مكان وسيعادي العديد من منهم وهو لم يقدم أي مستند يبرهن انه أعلم الحكومة بسفراته التي يقول عنها رسمية. وقال: "الموضوع هو توضيحات اساسية على العقد مع الشراكة وهو مؤرخ بعد يوم من كلامي يقول الكتاب "اننا وقعنا على هذا العقد وقيمته 82 مليون دولار"، والجدول وقعه الياس الهاشم، أي ممثل الشركة اللبنانية، ولا شيء اسمه حسم وبطولات كما تحدث الوزير. هذا العرض موقع في 19 تشرين الثاني وما حصل انه تم توقيعه في 7 كانون الاول، أي انتظروا شهرا ويقول العقد بعد تفاوض وقع بنجاح تام، وبالتالي لا يضحك علينا الوزير ويقول دخلنا في مفاوضات ووفرنا حسومات. وقد حصلت على وثيقة تقول كم هي الكميات"، واشار الى ان صحناوي "سيوقع عقودا مع شركة صينية هي" زي.تي.اي"، وهذا يزيدني اقتناعا بأن العقد مضلل وفيه نوع من التزوير والسرقات المغطاة".

 

الحريري من الدفاع إلى استعادة المبادرة والكرة في مرمى التسوية والأفرقاء المحرجين

روزانا بومنصف /النهار

 أدخل الرئيس سعد الحريري عبر المبادرة السياسية التي اطلقها معطى جديدا على المناقشات التي تدور حول قانون الانتخاب يفترض ان تظهر الردود السياسية عليها لاحقا من خلال المواقف المعلنة وثم من خلال المواقف داخل اللجنة النيابية الفرعية التي تعاود اجتماعاتها الاسبوع المقبل. وهي مبادرة تستحق التوقف عندها لجملة اعتبارات ليس اقلها انها الاولى على الصعيد المتصل بقانون الانتخاب من جانب تيار المستقبل.. فهو اخذ زمام المبادرة في هذا الشأن ونقل موقف تياره من الموقع الدفاعي في ظل ما دفعه اليه خصومه وحلفاؤه ايضا في وقت سابق من خلال وضع مطالب المسيحيين وحقوقهم في الواجهة عبر تبني المشروع الارثوذكسي وتلطي البعض وراء هذه المطالب وانتقل الى موقع الهجوم بمبادرة تشكل احراجا لهؤلاء في جوانب عدة. وقياسا على المأزق الحاد الذي واجه تيار المستقبل بانقسامات طاولت صفوف قوى 14 آذار وهددت بانفراط عقدها، اظهر الحريري قدرة على نقل الكرة الى ملعب اخر خصوصا في ضوء تطورات لعبت في مصلحته ابرزها رفض للمشروع الارثوذكسي من جهات عدة ابرزها رئيس الجمهورية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي فضلا عن التوافق السني معه في هذه النقطة مع رفض رئيس الحكومة للارثوذكسي ايضا.

المهم الذي حمله المضمون هو انه قدم مبادرة او برنامجا لكنه ترك مسافة ايضا للمناقشة والتحاور مظهرا انفتاحه على الجميع وموجها تقديرا طيبا في اتجاه كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي الجانب التفصيلي فهو اخذ اقتراحات حلفائه المسيحيين من جهة وتبناها عبر المشروع الانتخابي على اساس خمسين دائرة او الدوائر الصغرى واضاف اليها اقتراح الاسراع في تأليف مجلس للشيوخ ممثلا للطوائف مع صلاحيات يتوافق عليها وتعديلات لا تؤجله او تربطه بشروط وكذلك الامر بالنسبة الى مشروع اللامركزية الادارية على نحو يقدم لهؤلاء بديلا مهما من القانون الارثوذكسي امام جمهورهم والرأي العام المسيحي المؤيد للارثوذكسي الذي لن يجد النور لجملة اسباب من بينها رفض رئيس الجمهورية له واحتمال الطعن به فضلا عن عدم امكان سير رئيس مجلس النواب نبيه بري لرفض مكونين وطنيين له هما تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. ويسري العرض نفسه بالنسبة الى التيار الوطني الحر مع رسالة مهمة تصر على الاعتدال وعدم اعطاء فرصة للتطرف باعتبار هذه النقطة من ابرز النقاط التي يركز عليها التيار الوطني في معرض خصومته للفريق الاخر واضعا اياه امام خيارات يتعين عليه اعتمادها في نهاية الامر. فيما توجه الحريري الى الجميع باعلانه الاستعداد للحوار ولتقديم تضحيات شان ما يطلب من الجميع من اجل المحافظة على العيش المشترك ووحدة المسلمين والمسيحيين مظهرا "بروفيل" زعيم وطني من حيث عدم قبوله بالمساومة على هذه النقطة واستعداده للسير بالانتخابات حتى لو كان بالقانون الارثوذكسي حتى لو فهم كثر ان خوضه المعركة الانتخابية على اساس هذا القانون لا يعني رضوخه لاصول اللعبة التي يفترضها كثر اي حصر كل طائفة بابنائها فقط. وتاليا فهو يحرج الافرقاء المسيحيين باعتبار انهم في واجهة تحديد اتجاهات قانون الانتخاب العتيد في حال تم تجاهل درس مبادرته واخضاعها للنقاش على رغم ان اقتراح الحريري بانشاء مجلس الشيوخ والذهاب الى اللامركزية الادارية يلاقي فيها اقتراحات للحزب التقدمي الاشتراكي والبعض يقول اقتراحات لرئيس الجمهورية ايضا واخرى لرئيس مجلس النواب الذي يتردد انه يحاول ان يوازن بين مجلس للشيوخ وقانون انتخابي انما على الاساس النسبي كمدخل له وليس على اساس اكثري وفق ما يريد الحريري الذي اضاف التعديلات التي طرحها على التسريع في انشاء مجلس الشيوخ وصلاحياته. حملت المبادرة ايضا امرين احدهما ان استعداده للانتخابات حتى على اساس القانون الارثوذكسي على رغم رفضه له مع اصراره على بند اساسي فيها على اجراء الانتخابات في موعدها يرمي كرة تعطيلها في خانة الحكومة وافرقائها. والآخر هو تطلعه الى ما بعد الانتخابات في حال كان الافرقاء ينشدون توافقا على المرحلة التي تعقبها. وهي تقابل الشروط او المبادئ التي طرحها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من حيث اصراره على معادلة الشعب والجيش والمقاومة. وقدم الحريري مشهدا سياسيا جيدا في الشكل ايضا. فبدا مرتاحا ومتحررا وواثقا من حيث تقديمه العرض الذي يجب ان ينتظره الافرقاء الآخرون للمناقشة من موقع اظهار عدم القدرة على تجاوزه حتى ولو انه خارج موقع رئاسة الحكومة. واذا كان ثمة نية في التوافق، فان هذه المبادرة يمكن ان تخضع بدورها للنقاش وفق ما تقول مصادر سياسية واخذ ما يمكن منها من اجل الوصول الى قانون انتخاب يوافق عليه الجميع. واذا كانت المواقف منها على قاعدة عنزة لو طارت فلا نية فعلا للاتفاق ولا غطاء اقليميا له وعلى الارجح لا انتخابات.

 

"حزب الله" وحده غير مهتمّ  بقوانين الانتخاب ما دام في استطاعته تغيير النتائج بسلاحه

اميل خوري /النهار

 إلى متى يظل لبنان يعيش في وضع شاذ لأنه لم يتوصل إلى إقامة قوية تبسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها فلا تكون دولة سواها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها؟ وإلى متى يظل لبنان يوضع أمام الخيارات الصعبة ليختار بين السيئ والأسوأ وبين "الكحل والعمى"؟ لقد صدرت عن مجلس الأمن الدولي قرارات عدة لكي تقوم في لبنان الدولة القوية، لكن لا اسرائيل نفذتها تنفيذاً كاملاً لتصبح كل الاراضي اللبنانية محررة، ولا سوريا ابان وصايتها على لبنان سعت إلى قيام هذه الدولة حتى إن آخر قرار دولي الرقم 1701 لم يكن لبنان في وضعه الشاذ قادرا على تنفيذه ولا سوريا واسرائيل التزمتا تنفيذه، ولم ينفذ منه سوى وقف الاعمال العسكرية في الجنوب ومن دون التوصل الى وقف للنار وإقامة منطقة منزوعة السلاح، فاستمرت سوريا في تمرير الأسلحة عبر أراضيها إلى "حزب الله" واستمرت الطائرات الحربية الاسرائيلية في خرق الاجواء اللبنانية، والأخطر كان إقدام اسرائيل على قصف قافلة سيارات تحمل صواريخ متطورة إلى "حزب الله" كما ادعت داخل الاراضي السورية. فلو أن سوريا ردّت على هذا القصف لوقعت الحرب ليس بين سوريا واسرائيل بل في المنطقة كلها، واكتفت دمشق بتقديم شكوى الى مجلس الامن وهي تعلم سلفاً انه لن يكون جدوى منها ما دامت الولايات المتحدة الاميركية لم تدن عمل اسرائيل بل حذرت سوريا من مغبة إرسال أسلحة متطورة الى "حزب الله".

والسؤال المطروح هو: هل يعجل الاعتداء الاسرائيلي في تقريب وجهات النظر بين أميركا وروسيا في التوصل الى اتفاق على حل للازمة السورية قبل ان تفجّر حرباً في المنطقة، أم أن هذه الحرب قد تقع بعدما عجزت الحلول السياسية عن ايجاد حل للمشكلات في المنطقة؟

وهذا الوضع المقلق يجعل الناس يسألون عن موقف الزعماء اللبنانيين مما يجري حول لبنان وبماذا يفكرون لتجنيبه ليس تداعيات الحرب الداخلية في سوريا بل تداعيات حرب في حال وقعت في المنطقة.

هل بقاء الحكومة الحالية يجعلها قادرة على مواجهة زمن صعب قد يأتي، أم أن المسؤولية الوطنية تفرض البحث في تشكيل حكومة انقاذ تحصّن الداخل اللبناني لمواجهة التحديات والتطورات بمختلف أشكالها وأنواعها؟

إن الوضع الشاذ الذي عاشه ويعيشه لبنان منذ سنوات حال دون قيام الدولة القوية القادرة على مواجهة التحديات والتطورات بوحدة داخلية متماسكة فلم يستطع لبنان بوجود دولة ضعيفة فيه أن يحول دون انتشار السلاح الفلسطيني على أرضه ودون انطلاق العمليات الفدائية ضد إسرائيل فأدى انقسام اللبنانيين حول وضع هذا السلاح إلى حرب دامت 15 سنة لم تتوقف إلا بوضع اللبنانيين بين خيارين: إما استمرار هذه الحرب وإما القبول بدخول القوات السورية الى لبنان لوقف الاقتتال فيه فكانت الموافقة على دخولها كأهون الشرين، ووضع اللبنانيون مرة اخرى بين خيارين: إما أن تبقى هذه القوات في لبنان كي يستمر الامن والاستقرار فيه، وإما عودة إلى الاقتتال، فكان القبول ببقاء هذه القوات 30 سنة حرصاً على الامن والاستقرار.

ويخيَّر اللبنانيون اليوم بين أن تبقى الحكومة الحالية ليستمر الامن والاستقرار وإن في حدهما الأدنى أو يصبح السلم الاهلي في خطر.

وها ان الحكومة على رغم فشلها سياسياً واقتصادياً باقية، لأن "حزب الله" يريدها أن تبقى شرطاً لاستمرار الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الاهلي، وهو مرتاح الى بقاء الحكومة الى ما شاء ولا يبالي بالجدل الدائر حول قانون الانتخاب لأنه يضمن الفوز لمرشحيه في ظل اي قانون، ولأنه إذا لم يفز مع حلفائه في 8 آذار بالاكثرية النيابية بل فاز بها مرشحو 14 آذار، فإن الحزب قادر بقوة سلاحه على قلب النتائج كما فعل في انتخابات سابقة واستطاع فرض انتخاب رئيس للجمهورية من خارج 14 آذار ورئيس مجلس من 8 آذار وحكومة لا تكون حكومة وحدة وطنية إلا إذا كان للحزب ولحلفائه الثلث المعطل فيها.

وهكذا يكون لبنان مرشحا ليعيش مدة اخرى من الوضع الشاذ ومن وجود دولة ضعيفة تخاف بطش دولة السلاح خارجها. فهل يخير اللبنانيون كما كل مرة بين القبول ببقاء الحكومة ما دامت قادرة على حفظ الامن والاستقرار وبين مواجهة انهيار السلم الاهلي؟!

 

الأسد والغارة الإسرائيلية!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لا يمكن اعتبار الغارة الإسرائيلية على سوريا أمرا مفاجئا، خصوصا أن نظام الأسد قد فعل المستحيل لجر إسرائيل للأزمة، ووفق حساباته، للقول بأن ما يحدث في سوريا هو مخطط خارجي. ولذا فإن السؤال هو: لماذا الآن.. وما هي المدلولات؟ فقد حاول الأسد مرارا تحريك الأمور مع إسرائيل سواء عبر الجولان، أو لبنان، ولم ينجح. لكن اليوم قامت إسرائيل بتوجيه ضربة جوية على هدف لم يعلن بشكل واضح، حيث يقول النظام الأسدي إن الغارة استهدفت مركزا للأبحاث، بينما تقول التقارير الدولية إنها استهدفت صواريخ منقولة لحزب الله. ولكي يكون التحليل واضحا فلا بد من سرد ما سمعته من معلومات هنا؛ فقبل شهر ونصف الشهر سمعت من زعيم عربي كبير أن إسرائيل تراقب الأسلحة السورية بمختلف أنواعها، وأنها تنوي استهداف الأسلحة حال نقلها، أو تحريكها، بما في ذلك استهداف مواقع الأسلحة الكيماوية. ويقول الزعيم العربي إنه في حال تم استهداف الأسلحة الكيماوية بعمل إسرائيلي انفرادي فإن ذلك يعتبر بمثابة الجنون، لأن عواقبه ستطال الجميع. وعليه فمن الضرورة إقناع إسرائيل بعدم الإقدام على عمل مثل هذا. هذه القصة تعني أن إسرائيل كانت، ولا تزال، تراقب الأوضاع السورية جديا، ولديها مخطط متكامل للتعامل مع تطورات الأحداث هناك. ومن هنا، فإن دلالات العملية الإسرائيلية في سوريا مهمة جدا؛ فإذا كانت العملية هي استهداف لصواريخ روسية الصنع منقولة إلى حزب الله - والواضح حتى الآن أن هذه هي الرواية الأدق - فذلك يعني أن الأسد قد أدرك أن موازين القوى على الأرض قد اختلت، ولم يعد بمقدوره حتى الحفاظ على صواريخ (إس إيه 17). والاحتمال الآخر أن الأسد قد استشعر بأنه قد يصار إلى تدخل دولي قريب ضده؛ وبالتالي فهو يريد تهريب أسلحته إلى حزب الله على أمل استخدامها من الأراضي اللبنانية. وهذا يعد تفكير اللحظات الأخيرة، أي حركة يأس، كما فعل صدام حسين حين هرب طائراته إلى إيران بعد احتلاله الكويت. وهذا يدل أيضا على أن الأسد ماض للأخير، أي الحرب، لكن بقدرات واهية، حتى لو استعان بحزب الله الذي سيكون تورطه في الدفاع عن الأسد بمثابة كسر الظهر، عسكريا، وشعبيا!

ومن مدلولات الغارة أيضا أن إسرائيل تراقب سير الأحداث في سوريا، وتتصرف وفق أهداف محددة وهي ألا يخرج الأسد عن قواعد اللعبة، بمعنى أنه من المقبول أن يقتل شعبه، ويدمر سوريا، وهذا بالطبع مكسب استراتيجي لإسرائيل، لكن ليس من المقبول أن يغير الأسد قواعد اللعبة، ولا حتى الثوار، فكل ما يريده الإسرائيليون هو أن تبقى الحرب سورية - سورية، ويتم بذلك استنزاف حلفاء الأسد، الذي ترى إسرائيل أنه ساقط لا محالة، وبالطبع استنزاف سوريا كلها، وبذلك تضمن إسرائيل أنه عند انتهاء الأزمة، ووفق أي نتائج، فستكون سوريا كلها منهكة وخارج المعادلة لفترة طويلة، وهذه رؤية قاصرة بالطبع، لكن الغريب أن هذا هو أيضا المخطط الأسدي والإيراني والذي يقوم على أنه لا سوريا بعد الأسد!

 

لماذا باع الخطيب المعارضة؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

فاجأنا زعيم المعارضة السورية الجديد، الشيخ معاذ الخطيب، بإعلانه فشل الثورة السورية. لم يخاطب مواطنيه وثواره مباشرة بل استخدم صفحته على «فيس بوك»، وكتب قائلا، «أعلن أنني مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول». لو ركب سيارته وذهب بنفسه إلى دمشق كان أهون من أن يبلغ عشرين مليون سوري برسالة شخصية على «فيس بوك» أنه قرر إنهاء ثورتهم ومساومة الأسد مقابل إطلاق سراح المساجين وبضعة جوازات سفر! الخطيب شق المعارضة وألحق ضررا بالغا بجهد عشرات الآلاف الذين يضحون بحياتهم من أجل مستقبل جديد من دون الأسد ونظامه الفاشي.

في سنوات الدم في لبنان واجه الرئيس السوري بشار الأسد عقبة كبيرة خلال شروعه في اغتيال خصومه. قامت ضده جبهة واسعة من القوى والشخصيات، التي تسمت بتيار 14 آذار. كانت استراتيجيته تفكيكها بنشر إشاعات ضدها أو ضد بعضها، مدعيا أنه على صلة جيدة بهذا الطرف أو ذاك داخل التيار من أجل شقه بعد أن أصبحت القوى تمثل تيارا واسعا من سنة ومسيحيين ودروز وغيرهم، بالتحالف مع السعودية وفرنسا. ونجحت الجبهة في دعوة الأمم المتحدة لإقامة محكمة خاصة ضده ورفاقه للتحقيق في تورطه في اغتيال أكثر من عشرين شخصية قيادية في لبنان. لم يفلح الأسد في تخويفها ولا تفكيكها.

نحن الآن نشهد نفس الأسلوب في تعامله مع المعارضة السورية حيث بدأ يرسل إشارات ورسائل كاذبة بأنه مستعد للتفاوض والتنازل. واستخدم لهذا الغرض وسطاء أوروبيين وروسا واعدا الجميع بتنازلات مع قادة المعارضة.

هذا كله متوقع من الأسد لكن أن يكتب الخطيب على «فيس بوك» أنه مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري للحوار والثمن «إطلاق 160 ألف معتقل من السجون السورية.. وتمديد أو تجديد جوازات السفر للسوريين الموجودين في الخارج لمدة سنتين على الأقل»!

وهو طرح مماثل لمعارض مزعوم اسمه هيثم مناع، محسوب على نظام الأسد وإيران، تحدث قبلها بيوم عن حوار مماثل!

هل الخطيب يجهل أن مبادرة كهذه ستحقق أمرا واحدا هو تفكيك المعارضة السورية؟ ألا يعي أنها ستصيب بالذعر ملايين السوريين الذين هجروا من بيوتهم وقراهم وتحملوا الأذى في انتظار إسقاط النظام؟

وما قيمة عرض الخطيب؟ فإطلاق سراح المسجونين يعني شيئا واحدا؛ أن النظام سيفتح باب السجون ليخرجوا لكنه سيلاحقهم ويضطهدهم في أحيائهم وبيوتهم؟ أيضا ما قيمة تجديد جوازات السفر للسوريين في الخارج، فهؤلاء أصلا على القائمة السوداء مصنفين أعداء للنظام والأكيد أنه لن يرجع أحد منهم إلى بلاده طواعية إلا بموت الأسد أو سقوط نظامه.

لا يصلح الحوار اليوم مع أسد ميت، حتى أمه وأخته ومعظم رفاقه ورجال أعماله هربوا من سوريا وتركوه، لأنهم يعلمون أن نظامه ساقط لا محالة، ومطار العاصمة صار معظم الوقت مغلقا بسبب هجمات الثوار واضطرت قواته لحفر خنادق حوله مدركة أن المعارك الحاسمة تقترب من العاصمة.

على الخطيب أن يدرك أن التفاوض مع الأسد تأخر طويلا، ومهما أعطاه من تنازلات فإن ثمنها صار بخسا، لن يقبل ملايين السوريين التنازل عن دم أهلهم إلا بإسقاط النظام ومطاردته. ربما يستطيع أن يفر من القصر إلى روسيا أو إيران حيث سيصعب على الثوار ملاحقته إلى هناك. على الخطيب والعالم الذي يتفرج إما أن يدعم المعارضة لإكمال مهمتها أو ألا يدعمها ولا يتدخل في شؤونها، وهي ستقضي عليه ولو بعد عام أو اثنين.

 

عودة سعد الحريري؟

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

شاهدت أول من أمس الحوار المهم الذي أجراه الزميل الإعلامي البارز مارسيل غانم مع دولة الرئيس سعد الحريري رئيس وزراء لبنان السابق. جاء الحوار ساخنا، قويا، بعد غيبة واشتياق لصورة وصوت الحريري وهو في منفاه الاختياري لشهور طوال عقب تهديدات أمنية كادت تعصف به. والذي أسعدني، في الحوار هو حالة «النضوج والتطور» التي ظهرت في الخطاب السياسي للحريري الشاب (42 عاما) الذي انتقل من حالة التعاطف الإنساني معه كشاب مكلوم في اغتيال والده ويحاول البحث عن قاتل أبيه إلى سياسي مخضرم يدرك قواعد أبعاد اللعبة كليا وإقليميا ودوليا. والذي عاصر هذا الحوار مثلي وهو في بيروت سوف يكتشف أن المدينة ساعتها كانت خالية ملتفة حول أجهزة التلفزيون في ليلة شتاء باردة ومطيرة وسوف يسمع صوت طلقات رصاص في الهواء في محيط الجامعة العربية تحية لسعد الحريري. أما طرابلس السنية المتشددة فقد شعرت بأن تصريح الحريري عن نيته العودة هذا العام قبيل الانتخابات البرلمانية هو دعم سياسي لها وهي تدخل مرحلة صراع جديدة مع أنصار دمشق. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل المرحلة المقبلة هي زمن عودة الحريري شخصيا وسياسيا إلى مسرح الأحداث؟

في يقيني أن العودة الشخصية مؤكدة، أما العودة سياسيا إلى مقعد رئاسة الحكومة فإن ذلك يعتمد على 4 عناصر أساسية:

أولا: طبيعة ما سوف ينتهي إليه شكل النظام في سوريا عقب رحيل النظام الحالي.

ثانيا: موقف القوى المسيحية المناصرة تقليديا لسوريا من قواعد اللعبة السياسية الجديدة عقب التغييرات في دمشق.

ثالثا: هل سيزداد حزب الله مرونة أم تشددا في مسألة السلاح عقب تغيير النظام السوري؟

رابعا: البرامج والتحالفات التي سوف تعمل على أساسها قوى 14 آذار؟

والأهم هو تلك الذكرى الجديدة التي تأتي في يوم 14 فبراير (شباط) المقبلة لاستشهاد رفيق الحريري في اجتماع مغلق بعيد عن الشوارع ويرون وجود وريث أبيه بانتظار ما الذي سوف تسفر عنه تداعيات الوضع داخل سوريا.

أيام صعبة وشديدة السيولة تحتمل الشيء ونقيضه.

 

رزمة سعد" وحزب المطلوبين

محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء  

وضع الشيخ سعد الحريري يده في الجرح، بما يتجاوز وضع الأصبع على الجرح، واقترح ما يرقى إلى مستوى رزمة معالجة إنطلقت من حقيقتين ثابتتين: لو كان مجلس الشيوخ قائماً لما وصلنا إلى طرح الأرثوذوكسي، حزب السلاح صار حزب المطلوبين. "رزمة سعد،" في الشق الانتخابي، ارتقت فوق السجال الردحي لتصب في أساس المشكلة التي تكمن في آلية تطبيق اتفاق الطائف، وليس في مضمون اتفاق الطائف، لذلك اقترح تعديل الدستور لتأجيل شرط إلغاء الطائفية السياسية، كي يتم تأسيس مجلس شيوخ للطوائف والمذاهب. وإذا عدنا إلى زمن مداولات إتفاق الطائف يتبين لنا أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد هو الذي وضع شرط إلغاء الطائفية السياسية قبل تأسيس مجلس الشيوخ في محاولة متعمّدة لعرقلة تنفيذ جوهر المصالحة اللبنانية. "رزمة سعد" لم تستعدي الطوائف، ولم تلقي الأرثوذوكسي في سلة المهملات كما يرغب العلمانيون، بل نقلت مضمون الأرثوذوكسي إلى مجلس الشيوخ حيث يجب أن يكون، بل حيث لو كان مجلس الشيوخ موجوداً، لما كان أحدٌ قد تجرأ اليوم على طرح مشروع قانون اللقاء الأرثوذوكسي لأن مجلس الشيوخ مهمته تأمين صحة التمثيل الطائفي والمذهبي وحفظ حقوق الطوائف في وجودها والمحافظة على هوية لبنان.

وبديهي القول إن تأسيس مجلس الشيوخ يرضي كل الطوائف، خصوصاً الطائفة الدرزية الكريمة، لأن رئيس الشيوخ أو كبير الشيوخ سيكون درزياً.

"رزمة سعد" تبنت أيضاً اقتراح الدوائر الصغرى، الخمسين دائرة أساساً، وهو الاقتراح الذي تقبل به القوات اللبنانية والكتائب أساساً، كما أن العماد ميشال عون كان قد اقترحه رسمياً تحت عنوان الدوائر الصغرى قبل بضع سنوات.  تنفيذ اللامركزية الإدارية أيضاً يصب في صحة التمثيل ضمن الإدارة، وبالتالي يحقق  الإنماء المتوازن بما يرضي وجهي المشهد اللبناني: الانتشار الطائفي والهوية الوطنية في آن.

أما التزام إعلان بعبدا وتحصينه بضمّه إلى مقدمة الدستور، وفق ما نصت عليه "رزمة سعد"، فهو الضامن الدستوري لحياد لبنان عن سياسة المحاور التي تضرب استقراره.

الملفت في إعلان بعبدا، الصادر في 11 حزيران العام  2012 بعد تبنيه بإجماع المشاركين في الحوار، هو أن بنوده ال 17 لم تتضمن أي ذكر أو إشارة إلى مفردة "مقاومة" أو إلى صيغة الثالوث الدنس "جيش-شعب-مقاومة" بل دعت صراحة في بندها الخامس إلى وضع الجيش في مكانه السيادي الصحيح عبر الدعوة إل "دعم الجيش على الصعيدين المعنوي والمادي بصفته المؤسسة الضامنة للسلم الأهلي والمجسّدة للوحدة الوطنيّة، وتكريس الجهد اللازم لتمكينه وسائر القوى الأمنيّة الشرعيّة من التعامل مع الحالات الأمنيّة الطارئة وفقاً لخطة انتشار تسمح بفرض سلطة الدولة والأمن والاستقرار . "

فعلاً وضع الشيخ سعد الحريري يده في الجرح ولم يشر إليه بأصبعه فقط، إذ أكد على أنه لو مر مشروع اللقاء الأرثوذوكسي في المجلس النيابي فإنه لن يقاطع الانتخابات بل سيشارك فيها عملاً بالواجب الوطني، فيما هدد حزب السلاح وحليفه عون صراحة بمقاطعة الانتخابات وصولاً إلى "التبشير" بتعطيلها. 

الشيخ سعد مسح دمعة عن خدود أهل الشهداء إذ أكد علناً، وللمرة الاولى،  أن :"لا مشكلة شخصية لدي مع أي جهة سياسية، ولكن لدي مشكلة شخصية مع "حزب الله" لأن لديهم متهمين بقتل أبي وهو رئيس حكومة لبنان".

الحقيقة في مشهدها الشامل هي أن لكل اللبنانيين مشاكل شخصية مع حزب السلاح الذي صار حزب المطلوبين المسلّح لأنه يضم ويأوي كل المطلوبين بتهم قتل شهداء الحركة السيادية، وكل المطلوبين بتهم محاولة قتل قيادات الحركة الاستقلالية، وكل المطلوبين بتهم هتك كرامات بيروت وأهلها وبيوتها في اعتداء السابع من أيار غير المجيد، وكل المطلوبين بتهم صناعة وترويج المخدرات كما بتهم تزوير الأدوية، وكل المطلوبين بتهم إستيراد أغذية فاسدة، وكل المطلوبين بتهم سرقة مازوت تدفئة فقراء الشعب اللبناني وكل المطلوبين بكل التهم الشائنة والوطنية، بدءاً بالعمالة لإيران ولنظام الأسد في آن، من دون أن نغفل "العمالات" المستشرية في صفوفه للعدو الإسرائيلي.

حزب المطلوبين المسلح هو عدو كل اللبنانيين. هذه هي الحقيقة التي كان شعب 14 آذار ينتظر إعلانها وتبنيها ... منذ زمن.

مسألة اليد الممدودة، التي كان تنفيذها سابقاً إشكالية تربك شعب 14 آذار، حسمها الشيخ سعد في رزمته إذ قال: "اذا ربحنا (الانتخابات)، سنمدّ يدنا، ولكن اذا هناك من يفكر انه سيكون هناك ثلث معطل او حكومات وحدة وطنية كما في السابق فهو مخطئ". فعلاَ الثلث المعطّل، وحكومات الوحدة الوطنية "كما في السابق" واتهام أشخاص لا حزب المطلوبين المسلح بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبقية شهداء الحركة الإستقلالية هي التي كانت تكسر ظهر شعب حركة 14 آذار، التي يشدد الشيخ سعد على أنه ابن لحظتها السياسية. في مسألة الزواج المدني تمسك الشيخ سعد برفض التكفير واتهام الناس بالإرتداد مضيئاً على تمسكه بالإسلام وممارسته لأركانه ورفضه الزواج المدني له ولأولاده، ومن دون أن يعني ذلك منع من يريده من الحصول عليه. بالاستنتاج يكون الشيخ سعد قد فتح، في مسألة الزواج المدني، معادلة: من يريده فليحصل عليه من دون أن يفرضه على من يرفضه، ومن يرفضه يتمسك بما عنده من دون أن يفرض ما عنده على غيره. الشيخ سعد رفض تهمة الارتداد بشقيها،: التكفير وهدر الدم، سواء أصدر التكفير عن مسلمين أو صدر هدر الدم عن علمانيين!!!!

 

خامنئي لن يقدم تنازلات في المفاوضات النووية والدولار قد يصبح... 50 ألف ريال

خاص - «الراي/توقعت مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات بين ايران والقوى الكبرى حول الملف النووي الايراني ان يمتنع المرشد الأعلى للثورة الايرانية علي خامنئي عن تقديم اي تنازلات خلال الجولة المقبلة من المفاوضات مع مجموعة الـ «5+1». ومن الشواهد التي ساقتها المصادر على ذلك ان «خامنئي لا يبدو مؤمنا بأن الازمة الاقتصادية المتزايدة الراهنة التي تواجهها ايران لا تشكل تهديدا على استقرار دولته، أو حتى على منصبه هو».

واشارت المصادر نفسها الى ان «كل الدلائل تشير الى انه (خامنئي) مازال مستمرا في اعطاء الاولوية للاتفاق على برامج التسلح وتقديم الدعم العسكري الى سورية»، مضيفة ان «كبار قادة الحرس الجمهوري والباسيج، ومعظمهم يتربحون من وراء العقوبات المفروضة على ايران، يؤكدون لخامنئي ان قواتهم مازالت موالية له وانهم قادرون على التكيف مع أي محنة اقتصادية».

لكن المصادر أوضحت انه «بالنسبة الى المواطنين الايرانيين العاديين، مازالت الظروف تتحول من سيئ الى اسوأ. فملايين من افراد الشعب الايراني يعتمدون على الدعم الحكومي كي يتمكنوا من مواصلة المعيشة. والفجوة الفاصلة بين الدخول وتكلفة المعيشة مستمرة في الاتساع يوما بعد يوم». وتابعت المصادر: «بينما يتواصل تزايد الضغوط وتأثيرات العقوبات، فإنه سيتعين على الحكومة الايرانية زيادة حجم ذلك الدعم، لكن السؤال هو: اين الاموال اللازمة لتحقيق ذلك؟» واشارت المصادر الى ان «ايرادات ايران من مبيعات النفط انخفضت بمعدل النصف تقريبا خلال العام الفائت. في حين ان اصولا خارجية ايرانية كثيرة مازالت مجمدة».

وقالت ان «سعر صرف الريال الايراني انخفض الى حضيض جديد، وربما يصل الى مستوى 50 الفا في مقابل الدولار الأميركي او حتى اسوأ من ذلك قبل نهاية العام الفارسي 1391 (21 مارس 2013)».

وأكدت المصادر نفسها ان «الحكومة الايرانية لا تملك الموارد المالية اللازمة لتوفير المتطلبات الاساسية لمواطنيها. وهذا الوضع هو في واقع الامر من صنع الحكومة ذاتها».

وأضافت انه «في الوقت الذي تستمر توابع هزات الربيع العربي في زعزعة استقرار دول عبر منطقة الشرق الاوسط، فإنه يتعين علينا ان نتساءل: الى متى يستطيع الشعب الايراني ان يواصل دفع ثمن سوء الادارة من جانب حكومته وسياساتها المتخبطة، والتي من ابرزها الملف النووي. والى متى سيبقى افراد وعناصر الحرس الجمهوري والباسيج موالين لنظام غير مكترث بهم في وقت يرون اقاربهم من المسنين غير قادرين حتى على شراء الخبز؟»

 

82 عضوا في الكنيست يؤيدون تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة

 | القدس - من محمد ابو خضير وزكي ابو الحلاوة | الراي

قرر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس تكليف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة بعد دعم 82 عضوا في الكنيست. وذكرت مصادر برلمانية إسرائيلية أن نحو 82 عضوا في الكنيست أبدوا تأييدهم بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة، وهم أعضاء من كتل «ليكود بيتنا» و«يش عتيد» و«البيت اليهودي» و«شاس» و«يهدوت هتوراه» و«كاديما».  في المقابل، أبلغ 38 عضوا في الكنيست بيريس، بواسطة ممثلي كتلهم، بأنهم «لا يؤيدون أيا من المرشحين لتشكيل الحكومة». والتقى رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان، امس، رئيس حزب «البيت اليهودي» نفتالي بنيت وبحث معه مسالة تشكيل الحكومة الجديدة ولا سيما قضية تحقيق المساواة في تحمل عبء الخدمة العسكرية. وتبين في ختام المشاورات التي اجراها بيريس مع ممثلي مختلف الاحزاب ان 82 عضوا في الكنيست يؤيدون تكليف نتنياهو بهذه المهمة اما احزاب «العمل» و«الحركة» و«ميريتس» و«القائمة الموحدة والعربية للتغيير» و«الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة» و«التجمع الوطني الديموقراطي» فامتنعت عن تسمية اي مرشح لتشكيل الحكومة.

في غضون ذلك، ابلغ سكرتير الحكومة تصفي هاوزر نتنياهو بقراره اعتزال مهام منصبه فور تشكيل الحكومة الجديدة.

من جهة ثانية، ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية، ان قائد قيادة المركز في الجيش الإسرائيلي، الجنرال نيتسان ألون، اصدر تعليمات لقادة الوحدات العاملة في الضفة الغربية، تقضي بتجميد أوامر فتح النار على المتظاهرين الفلسطينيين، بعد الإدانات الدولية والمطالبة بفتح تحقيق في استخدام إسرائيل للذخيرة الحية في قتل الفلسطينيين. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن المصادر أن «ألون أصدر أوامره إلى قادة الألوية العاملة في الضفة الغربية بعدما أظهر تحقيقات في حوادث قتل 4 فلسطينيين بنيران الجيش في أقل من أسبوعين من دون ذنب». واكد ألون في رسالة عاجلة لقادة الوحدات العاملة في الضفة الغربية ان «المساس بحياة الإنسان دون أن يكون هناك لذلك حاجة فعلية يمس بشرعية عمل الجيش الإسرائيلي في المناطق سواء من قبل المجتمع الإسرائيلي أو الدولي». الى ذلك، اعتبرت اللجنة المركزية لحركة «فتح»، أن أي مفاوضات مع إسرائيل يجب ان تقود الى اقامة الدولة الفلسطينية.

وقال الناطق الرسمي باسم الحركة وعضو مركزيتها نبيل ابو ردينة في ختام اجتماعها برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله الخميس ان «قواعد الصراع تغيرت وأي مفاوضات يجب ان تقود الى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو العام «1967. وأكد رفض اللجنة ما وصفها بـ «المشاريع المشبوهة الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية من خلال الدولة الموقتة، او اية حلول اخرى تنتقص من حق شعبنا في تقرير مصيره». من جهته، أكد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، امس، مجددا موقفه الخاص بأنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ومن بينها القدس الشرقية، واصافا اياها «بغير القانونية بموجب القانون الدولي». واوضح في بيان أصدره مكتبه ردا على تقرير بعثة تقصي الحقائق بشأن المستوطنات الإسرائيلية «انه اوضح مرارا وتكرارا وجهة نظره الخاصة بالمستوطنات الإسرائيلية بالقول ان كل الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة ومن بينها القدس الشرقية غير شرعية بموجب القانون الدولي كما تتعارض أيضا مع التزامات إسرائيل بموجب خريطة الطريق». 

 

خامنئي وبشار معركة المصير الواحد

 داود البصري /السياسة

وأطلقها صريحة مدوية علي أكبر ولايتي مستشار الولي الإيراني الفقيه ووزير الخارجية الإيرانية الأسبق , والطامح الى العودة بقوة للواجهة السياسية في إيران , وذلك حين قرع طبول الحرب المزيفة واعلن بكل جلاء ووضوح أن (أي اعتداء على نظام بشار يعني اعتداء على النظام الإيراني), لأنه يعتبر النظام المجرم في دمشق هو آخر قلاع المقاومة والممانعة ويقصد طبعا آخر المواقع الإيرانية والشعوبية العميلة في الشرق وسقوطه يعني السقوط الحتمي لكل مخططات التوسع والتمدد الإيراني في المنطقة, وهي قضية محورية في التفكير والتخطيط الستراتيجي الإيراني تشغل بال دهاقنة النظام وتقض مضاجعهم وتثير الكوابيس المزعجة في أحلامهم , وتجعلهم سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب رب العزة والجلال شديد بحق المجرمين والقتلة والدجالين الذين يمعنون قتلا وتشريدا وإرهابا بشعوبهم ثم يتحدثون عن المقاومة والممانعة والتحرير نفاقا ورياء, وهي كلمات فقدت معناها الحقيقي من كثرة لوك ومضغ الدجالين بها.

ولايتي وهو يعلن الارتباط الجنيني بين طهران ودمشق لم يأت بجديد , بل أعلن على الملأ أمرا واضحا ولكن تكتنفه مداخلات خطيرة وملفات اخطر , والتحالف المصيري بين النظامين يؤكد حقيقة ان سقوط نظام بشار وهو ساقط لا محالة معناه وترجمته بداية النهاية الفعلية للنظام الإيراني وبداية عزف مقطوعة "غروب الآلهة" لفاغنر ! وبما يعني إسدال الستارة تماما ونهائيا على كل الأطماع والمخططات الإيرانية التي ستتهاوى كالعصف المأكول, وبما يعني ايضا تخلخل وإنكماش وهروب عملاء النظام الإيراني ووكلائه في المنطقة, لقد تكلم ولايتي كفرا بعد طول صمت وهو الديبلوماسي العارف بتوقيتات الكلام وبأتيكيتات الحوار وابداء المواقف, وكان كلامه التهديدي لدول المنطقة تعبيرا عن حالة الألم والخسران الإيراني المبين التي لاحت في الأفق, ولم يجد ولايتي أمامها بدا سوى الزعيق والتهديد والصراخ والتحذير معتقدا ان الشعب السوري الحر والشجاع وسليل اولئك الفاتحين الذين مرغوا عرش كسرى بالتراب ستخيفهم تلك التهديدات الرعناء أوستفت في عضدهم كل تلك التهويشات الجوفاء الخرقاء, الشعب السوري الحر حين ثار وأنتفض ومزق كفن العبودية والإذلال لم يأخذ رخصة من ولي ولايتي الفقيه! ولم يأبه لكل شياطين الدنيا في موسكو وبكين وطهران وبيروت وهي تدافع عن ذلك النظام المجرم القاتل , واعتقد انه كان على علي اكبر ولايتي ان يخجل من نفسه وهو يتمضمض بالشعارات الدينية ويرفع رايات المظلومية الطائفية المزيفة والمثيرة للسخرية ويغض البصر هو ووليه الفقيه عن معاناة حرائر الشام وأطفالها وشعبها الحر وهو يتعرض لحرب إبادة شاملة على يد زمرة البعث السوري المجرم , ننصح ولايتي بعدم حشر أنفه الطويل في الشأن العربي السوري, فشعب سورية الحرة قد قرر ما سيكون وانتهى الموقف وسيقطع رأس الأفعى الصفوية السامة وكل ذيولها في الشرق القديم, ثم أن لا أحد من أحرار الشام يريد أويدعم هجوما دوليا لإسقاط النظام السوري بالطريقة الكارثية التي جرت في العراق وأسقطت نظام صدام عن طريق الإحتلال الأميركي والذي كان من نتيجته تقديم العراق لقمة سائغة للنظام الإيراني ولكل بيوض ثعابين الصفوية السياسية التي أنتجت كما هائلا من القتلة والمجرمين  وكما نشاهد حاليا.

لا يا ولايتي لن يحصل ذلك الشيء أبدا ولن يكون هناك عدوان خارجي أو جنود مارينز يطيحون بأصنام طغاة الشام, فالشعب السوري الذي ينحدر من أجداد اذا قوكم مر العلقم ليس جبانا ولا متواكلا ليعتمد على العامل الدولي المنافق والباهظ الثمن , كلا سيسقط أحرار الشام نظام البغي والعدوان والإرهاب بأيدي أبنائه الشجعان من الرجال ومن الحرائر النبيلات ولن تستطيع عصابات حرسكم الثوري الخبيثة ومن عملاء حسن نصر الله من حماية الطاغية الساقط لا محالة, يا ولايتي ستتجرعون كؤوس سم الهزيمة المرة وستندحرون وتولون الدبر لأنكم قد وقفتم في صف الطغاة وخذلتم أهل بيت النبوة الكرام سلام الله عليهم واثبتم مدى دجلكم وتفاهت رؤاكم وسقامة فكركم وأحقادكم التاريخية التي لم تغسلها سماحة الإسلام, لن ترهبوا الشعب السوري الحر بتهديداتكم الواهية الفظة, فالشعب الإيراني الحر قادم وقد أتى الدور التاريخي عليه ليشهر ربيعه الثوري الحاسم والقريب ليعلمكم الأدب وكيفية الكلام وفنون التراجع والهروب, بعد ذلك لا نتمنى سوى أن يحشركم الله مع سفاح الشام فذلك ما تستحقونه بكل جدارة, وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون, والعاقبة للأحرار .       

 

الحل في ترحيل الأسد والإرهاب

أسعد حيدر/المستقبل

التقط أحمد معاذ الخطيب "كرة النار" في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة. عامان من القتال ولم يسقط بشار الأسد، ولم تنته الثورة. سوريا احترقت ولم يتراجع الأسد، ولم يستسلم الثوار. سياسة الأرض المحروقة، أوصلت الجميع أمام أفق مسدود. قوى دولية وإقليمية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ساهمت وأجّجت النار لإحراق سوريا وتدميرها، خدمة لمصالحها وأهدافها المتعدّدة.

اقتنع السوريون بعد 23 شهراً من القتال أن الحل العسكري ممنوع. تبيّن للثوار، أن حلفاءهم مدّوهم بأسباب الحياة ليصمدوا وليس لينتصروا. ليقاوموا نار النظام الأسدي وليس ليطفئوا ناره ويطيحوا به. اخترع الحلفاء ألف سبب وسبب حتى لا يصل السلاح والمال الى الثوار.

أما الأسد فقد مدّه حلفاؤه بكل أسباب القوة لينتصر، وانتصروا معه. لكنه لم ينجح أكثر من البقاء فوق تلال من الجثث والدمار. اقتنع الروس قبل الإيرانيين أن انتصار الأسد مستحيل. الفرق بين الحليفين أن الاسد بالنسبة لموسكو ملف من ملفات عديدة، بينما بالنسبة للنظام الإيراني هو المربّع الأخير في المواجهة الكبرى. في الحروب الكبيرة لا يتحقق النصر بسلاح الطيران وحده فكيف في ثورة مثل الثورة السورية، حيث يتضاعف عدد الثوار يومياً.

اقتنعت موسكو أنه لم يعد من الممكن المحافظة على الأسد، فلتتم عملية جراحية للمحافظة على الدولة السورية. الجيش أولاً، علاقات موسكو مع الجيش السوري تاريخية ويمكن لها أن تستمر من دون الأسد. خلال العامين الماضيين طرحت كل الحلول. من الحل العسكري الى الليبي الى اليمني فإلى اللبناني، أي عقد مؤتمر طائف على حجم سوريا. لكن كل الحلول بقيت أمام حائط مسدود.

أحمد معاذ الخطيب وجد لديه الجرأة السياسية ليقول ما لم يجرؤ أحد من المعارضة على قوله. نعم للمفاوضات. يمكن إضافة هيثم المناع الى هذه الدائرة، خصوصاً أنه كان سباقاً. لكن أهمية أحمد معاذ الخطيب في موقعه كرئيس للائتلاف الوطني بكل تركيبته المعقّدة وعلاقاته الأكثر تعقيداً. استخدم الخطيب الأسلوب الروسي في عرضه وعماده الغموض البنّاء. لم يتكلم عن رحيل الأسد مباشرة حتى لا يستفز الروسي، لكن كل ما قاله جاء ليؤكد رحيله.

يعلم الخطيب أن موسكو ليست متعلقة ببقائه وانها ستفاوض عليه حتى تحصل على أكثر ما يمكنها تحصيله. أليست المفاوضات نوعاً من الحرب إنما بوسائل أخرى؟ أيضاً من فنّ التفاوض وضع شروط بنّاءة لا يمكن الالتفاف عليها، فكيف برفضها. شرط الخطيب إطلاق سراح 160 ألف معتقل، لا يمكن لاحد رفضه. حتى الأسد قبل به في مبادرته عندما جعله نقطة ثالثة أو رابعة بعد وقف إطلاق النار. الآن بدأت لعبة الشروط على قاعدة التعامل مع الكراسي الموسيقية، واحد يصعد، الثاني ينزل.

من المؤكد أن أحمد معاذ الخطيب لا يتحرك وحده ولا يلعب وحده. المفترض أن واشنطن ومعها دول عربية معيّنة، أوحت للخطيب ومن معه طرح هذا الحل. الدليل أن البراغماتية التي بلورها الخطيب في مبادرته، جاءت نتيجة طبيعية لمآلات التطورات الميدانية في ظل الحصار الدولي والاقليمي والعربي. من المهم القول، ان المعارضة السورية أثبتت أنها أكثر وعياً من النظام للمأساة من جهة ولكن ايضاً أمسكت بأسباب المأساة، فالمناطق المحررة من النظام الأسدي تحوّلت الى عبء على الثورة، فلا إدارة تدير شؤونها وتحل مشاكل الناس منها ولا إغاثة معيشية في ظل الحصار، ولا أمل باستنهاض حملة دولية لتمويل الاحتياجات اليومية للسكان. مؤتمر الكويت بالكاد جمع مليار ونصف مليار دولار، وهو مبلغ لا يكفي أسابيع لمساعدة النازحين فكيف بالصامدين والمقاتلين؟

نجح النظام الأسدي في التجارة التي برع دائماً بالمتاجرة بها، وهي الارهاب. لقد فتح الأسد الباب أمام المنظمات الإرهابية باسم مقاومة الاحتلال الأميركي في العراق وصدّرها إليه، ثم دفع الشعب السوري الى اليأس من الحراك والتظاهر السلميين، حتى تحوّل اللجوء الى السلاح خياراً وحيداً أمام الثوار. أما مؤيّدو وحلفاء الثورة، فإنهم حاصروا الثورة حتى تمكّنت "النصرة" وغيرها من القوى الظلامية من السيطرة على الأرض، وإشاعة الخوف خارج حدود سوريا. ثم وضع معادلة جديدة: إما أنا أو الارهاب. يعتقد الأسد أنه بهذا يستجلب واشنطن الى جانب بقائه. الحل واضح، وهو كما كرّرته واشنطن مراراً، في رحيله واستئصال الارهاب معاً.

اجتماع ميونيخ الرباعي الذي يضم بايدن ولافروف والإبراهيمي والخطيب إذا عقد سيؤشر حكماً الى مآلات المفاوضات وإمكانات الحل السياسي، الذي سواء كان رحيل بشار الأسد في بدايته أو في نهايته، فإن لا مستقبل له في سوريا الغد، وهو أمر بالتأكيد أفضل للسوريين وللعرب وللعالم.                  

 

الراعي اطلع من سفير البرازيل على أوضاع الجالية ورعى في بكركي الغداء السنوي للمؤسسة المارونية للانتشار

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، سفير البرازيل أفونسو ماسو وراعي أبرشية ساوباولو للموارنة في البرازيل المطران إدغار ماضي.

وتحدث ماسو فشدد على "أهمية الزيارة المرتقبة لصاحب الغبطة للجالية اللبنانية في البرازيل، لأنهم يعتبرونه الرجل الوطني الذي يحمل هم الشعب اللبناني من دون استثناء"، وقال: "أنا هنا كممثل لوزارة الخارجية البرازلية في ساوباولو، عاصمة الدولة، وهي تمثل نواة الجماعة اللبنانية التي تعيش في البرازيل، هذا البلد الذي يعيش فيه نحو 10 ملايين مواطن من أصل لبناني. وهذه الجماعة ترتبط أكثر وأكثر بلبنان. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن فضول الجيل الجديد غالبا ما يدفع البعض منهم إلى البحث عن موطنهم الأصيل والتعرف إليه أكثر، فهو بلد أجدادهم. وهذا ما أسس لعلاقة فريدة ومميزة بين البرازيل ولبنان. ونحن اليوم نحاول أن نبني أمورا حسية على هذه القاعدة الإنسانية. لذلك، نشجع على مد المزيد من الجسور بين البرازيل ولبنان على كل الأصعدة، سواء أكانت تجارية أم دينية أم ثقافية، وبصورة خاصة بالنسبة إلى الحوار السياسي".

أضاف: "تشرفت اليوم بلقاء صاحب الغبطة، فأنا من بلد نشأ على مبادىء المسيحية، وهو كاثوليكي بامتياز. وأنا هنا اليوم لأقدم تحياتي إلى البطريرك الماروني ورأس الكنيسة، وألتمس بركته. كما أني مسرور جدا بهذا اللقاء، فصاحب الغبطة رجل ملتزم جدا تجاه خلاص شعبه في لبنان وتجاه السلام. إنه الرجل الذي ينقل الرسالة المسيحية لمن يريد أن يسمعها". وتحدث عن "أهمية دور البطريرك الراعي كرجل كنيسة"، معتبرا أنه "دور مهم جدا لرجل يبحث عن السلام ولا يتحدث إلا عن السلام، وهو يفعل ما في وسعه للحفاظ على هذا السلام ليس في لبنان فقط، وإنما في الجوار". وقال: "قدمت بالأمس إلى وزارة الخارجية اللبنانية ثلاثة مشاريع إتفاقيات أولها، تمديد مدة الإقامات لرجال الأعمال والسياح اللبنانيين لخمس سنوات. والمشروع الثاني المقترح هو إعفاء من وضع التأشيرات على جوازات السفر الديبلوماسية والرسمية. اما المشروع الثالث فيتعلق بالحوار السياسي وتفعيله بين البلدين بهدف تقوية العلاقات والتبادل بين البلدين. ولهذه السنة، أنا أستعد لإقامة معرض في بيروت حول الوجود اللبناني في البرازيل منذ القرن التاسع عشر لغاية اليوم مع عرض للتطور الذي شهدته البرازيل منذ وصول اللبنانيين إليها".

ماضي

واطلع الراعي من المطران ماضي على أوضاع الجالية المارونية وتحضيراتها استعدادا لزيارته المرتقبة للبرازيل.

وتحدث ماضي فقال: "إن العمل يتم مع سفراء البرازيل والباراغوي، تحضيرا لهذه الزيارة الوطنية والرعوية إلى اميركا الجنوبية، فالجالية اللبنانية في البرازيل هي الأكبر في العالم. وبالنسبة إلي ستكون زيارة وطنية أكثر منها رعوية. فاليوم، البطريرك الراعي هو رجل المواقف، يحرك الحياة السياسية في لبنان، واللبنانيون في بلاد الإغتراب يهمهم هذا الأمر، فهذه الزيارة ستعطي حضورا قويا على الصعيد الوطني. فالبطريرك الماروني اعطي له مجد لبنان ومجد الشرق كله. والموارنة في البرازيل ليسوا لبنانيين فقط، وانما هناك العديد من الموارنة السوريين الذين ينتظرون راعي كنيستهم. لذلك، فإن حضور غبطته مهم جدا على الصعيدين الوطني والكنسي".

أضاف: "إن الموارنة في البرازيل اندمجوا في الكنيسة اللاتينية، انطلاقا من كونهم كاثوليك، فهم يشاركون في القداس الإلهي، وفق الطقس اللاتيني، كذلك الأمر بالنسبة إلى الدعوات مع كهنة ومطارنة من أصل لبناني. وزيارة غبطته ستؤكد لهذه الرعية، وخصوصا للجيل الجديد، اهتمام مرجعيتهم المارونية بهم، وستعمل على نسج روابط قوية بالكنيسة الأم ولبنان والبطريركية المارونية".

وتابع: "إنها المرة الأولى التي يزور فيها غبطة البطريرك البرازيل، وحضوره ككردينال يؤكد أن الكنيسة المارونية هي أيضا كنيسة كاثوليكية، وارتباطها مباشر مع قداسة البابا. ففي البرازيل خزان بشري كاثوليكي، ونحن ضمن هذا الخزان، ننتمي إلى الكنيسة الجامعة المقدسة الكاثوليكية".

غداء المؤسسة المارونية للانتشار

ورعى البطريرك الماروني، ظهر اليوم، الغداء السنوي للمؤسسة المارونية للانتشار في الصرح البطريركي في بكركي، في حضور البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وزراء: الطاقة والمياه جبران باسيل، الداخلية والبلديات مروان شربل والعدل شكيب قرطباوي، الوزير السابق ميشال اده، ولفيف من الأساقفة والكهنة وفاعليات سياسية وإجتماعية وإعلامية وثقافية.

بداية، تحدث إده فشكر الراعي على "استقبال المؤسسة في حفل غدائها السنوي"، وقال: "نرى في هذا التقليد الذي تكرسونه تعبيرا واحدا عن كثير من المواقف التي تتخذونها وتجسد اهتمامكم بهذه المؤسسة المارونية اللبنانية ورعايتكم الكريمة لها. ونحن نستمد من موقفكم هذا، خير دعم وسند يمكننا من القيام بالمهام الموكولة إلى هذه المؤسسة، ولا سيما مهمة مساعدة المنتشرين الموارنة وسائر المسيحيين على استعادة علاقتهم المواطنية اللبنانية بكنيستهم الأم ووطنهم الأم لبنان".

أضاف: "يطيب لنا أن نؤكد، مرة أخرى، أهمية مواقفكم اللبنانية الحقة، حتى وخصوصا في نظرة البطريركية المارونية بصورة دائمة على المسائل الخاصة بالموارنة من زاوية النظر إلى لبنان بأسره، وليس النظر إلى أمور لبنان من زاوية الموارنة الخاصة، ذلك هو تقليد البطريركية العريق، وإنكم يا صاحب النيافة لمبادرون دائما وساعون ابدا إلى متابعة هذا التراث بالمزيد من الروح اللبنانية الصافية".

من جهته، حيا الراعي "الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير مؤسس المؤسسة المارونية للانتشار والحضور"، واصفا اياهم ب"صورة مصغرة عن العائلة اللبنانية"، منوها ب"عمل المؤسسة"، وقال: "إنه عمل جبار وطني وكنسي وإجتماعي، يلم شمل اللبنانيين ويساعدهم ليشعروا بثقتهم بأنفسهم وبدورهم في هذا المجتمع المشرقي".

وعرض لأقوال البابوات عن لبنان بدءا من "قداسة البابا بيوس الثاني عشر الذي أشار لرؤيا النبي حزقيال عن الطائر بألف لون، الذي استقر فوق جبل لبنان، ومعناها أن لبنان هو أرض التنوع والوحدة، وله رسالة كبيرة يجب أن يقوم بها، مرورا بما قاله البابا بولس السادس الذي زار لبنان في عام 64 ومواقفه تجاه هذا البلد، وهي التي فتحت الخط أمام البابا يوحنا بولس الثاني صاحب الكلمة الشهيرة لبنان أكثر من وطن، هو رسالة ونموذج للشرق والغرب، إنها كلمة مهمة جدا، وصولا إلى البابا بنديكتوس وزيارته الأخيرة للبنان وتوقيعه للارشاد الرسولي على أرضه وإلتفاتاته الكبيرة تجاه لبنان والمبادرات التي يقوم بها".

وقال الراعي: "قلناها سابقا ونقولها دائما، إن تعييني كاردينالا من قبل قداسة البابا هو تكريم للبنان. واليوم، وبمبادرة جديدة من قداسته، طلب من شباب لبنان اعداد تأملات لدرب الصليب الذي يقوم به البابا في الكوليزي في روما، لنقول إن المؤسسة المارونية للانتشار تنفذ على الأرض هذه الكلمات بجمع شمل اللبنانيين المنتشرين. نحييكم ونشكركم على كل التضحيات التي تضعونها من مادية ومعنوية من أجل تسجيل اللبنانيين في هذا العالم. لقد اطلعنا على عملكم الكبير لكي تصلوا إلى الغاية المرجوة، وهي أن يحافظ اللبنانيون على جنسيتهم وهويتهم ويكونوا بالنسبة إلينا وجهنا في البلدان حيث هم منتشرون، ونحن معهم حتى نحافظ على وجودنا في هذا الشرق وعلى رسالتنا المنتظرة منا كلبنانيين عموما وكمسيحيين خصوصا وكموارنة بنوع أخص".

أضاف: "كم نشعر بأننا في حاجة الى أن نثق بأنفسنا ونفهم أنه لدينا رسالة كبيرة علينا تأديتها في لبنان وفي هذا الشرق، فرسالتنا مفتوحة على العالم. ونحن نفتخر بكل اللبنانيين الموجودين في هذا العالم، ونسمع كم أنهم محترمون في البلدان التي استقبلتهم، إن بأفكارهم أو بمساهماتهم الإقتصادية والتجارية والصناعية والسياسية والإعلامية والثقافية، ويقولون لنا في كل بلد نزوره إن اللبنانيين هم خميرة في مجتمعاتنا. ويبقى الشكر الكبير للوزير غده والبطريرك الذي يبقى خميرة كبيرة في مؤسستنا الكبيرة".

وكان ترأس الراعي اجتماع مجلس الأمناء والجمعية العمومية للمؤسسة المارونية للانتشار، في حضور رئيس المؤسسة الوزير السابق ميشال إده والأعضاء.

وتحدث إده فشدد على "ضرورة الحفاظ على صيغة العيش المشترك في لبنان"، لافتا إلى أن "المؤسسة لا تشمل نشاطاتها وخدماتها الموارنة، وحسب وإنما المسيحيين من مختلف المذاهب"، وقال: "وجودكم معنا يا صاحب الغبطة أساسي بالنسبة إلينا، فأنتم توجهوننا وترعوننا، ونحن نلتمس بركتكم دائما لتكلل نشاطنا".

من جهته، حيا الراعي "كل من يدعمون المؤسسة ويساندونها على ما يقومون به من جهود للحفاظ على الروابط الوثيقة بين البلد الأم والإنتشار ومساعدة المنتشرين على الحفاظ أو إستعادة جنسيتهم اللبنانية، فهذا أمر أساسي في حياتهم"، وقال: "نحن نعرف جيدا أهمية الدور الذي تقوم به المؤسسة المارونية للانتشار التي أسسها سيدنا صاحب الغبطة مار نصرالله بطرس صفير، بالتعاون مع الوزير ميشال اده. فلقد أسسها لإدراكه أهمية الإنتشار والمنتشرين، وكم أن خدمتنا لهم هي أساسية في حياتنا اللبنانية، فمن المهم جدا ألا ينسى الإنسان أصوله وجذوره".

أضاف: "كل اللبنانيين المنتشرين من أي جيل كانوا، هم متحدرون من هذه التربة اللبنانية، فالمقيمون والمنتشرون هم تماما كهذا القلب الجميل بقسميه، وهم كشجرة الأرز التي هي شعارنا. ويختلف الأرز عن كل الأشجار بأغصانه الأفقية التي تصبح اقوى واكثر صلابة، كلما تراكمت الثلوج عليها. هذه هي صورة لبنان، لبنان المقيم، الجذع الدهري، المزروع في لبنان والمنتشر في هذا العالم، وخدمتكم كمؤسسة مارونية للانتشار هي خدمة وطنية وكنسية بامتياز، وتلتقي مع الكنيسة التي تسعى دائما إلى أن تنمو الأغصان من غذاء الشجرة الأساسية التي هي التربة والثقافة اللبنانية وتاريخنا اللبناني. فتراكم الحضارات كون الشخصية اللبنانية، والإنسان اللبناني هو إنسان طموح يعلو متشامخا في الأعالي كالأرزة اللبنانية. هذه هي قصتنا مع الإنتشار، جميعهم انطلقوا من نقطة الصفر، وأصبحوا في القمة. عملكم إذا هو وطني وكنسي بامتياز، ويساعد الأغصان على أن ترتبط بجذع الشجرة اللبنانية بالتسجيل والجنسية، ليغتذوا من جذورهم وقيمهم وحضارتهم الموجودة عندهم. ونحن نعرف أن كل شجرة تنمو وتستفيد وتغتذي أيضا من أغصانها وأوراقها. نحن في حاجة إليهم أيضا للحفاظ على وجودنا وقيمنا وتاريخنا وتقاليدنا". وتابع الراعي: أبعاد عملكم هي أبعاد تاريخية كبيرة تتعدى الأفراد، إني أعرف الصعوبات التي تواجهونها لأن البعض لا يدرك قيمة ما تقومون به وقيمة جذور الإنسان، الذي منذ لحظة ولادته يحمل تاريخا ورثه عن عائلته وتراثه وكنيسته ولبنانيته، وهكذا تتكون شخصيته. وشخصية اللبناني مميزة، فالحضارات التي تراكمت على ارضه كونت له شخصيته. واللبنانيون بشهادة معظم السفراء الذين نلتقيهم يؤكدون انهم جماعة ثقافة وعمل، انهم مخلصون لأوطانهم ومساهمون في حياة الأوطان التي تستضيفهم. نقول لأبنائنا في الإنتشار، أنتم علمنا وسفراؤنا، أنتم وجه لبنان الحقيقي".

وختم: "نحن في حاجة إلى اللبنانيين، كل اللبنانيين ليحافظوا على قيودهم الشخصية، لأن النظام السياسي اللبناني قائم على الديموغرافيا. علينا المحافظة على قيودنا حتى يبقى النظام اللبناني قائما وكي نبقى موجودين فيه وفاعلين، هذا اللبنان الذي عليه أن يلعب دورا ليس فقط على صعيد الإستقرار والسلام في المنطقة، ولكن أن يلعب دور العيش معا في العالم العربي، الإنفتاح على الديموقراطية والحداثة والقيم. هذا هو دور لبنان، ونحن في حاجة إلى كل اللبنانيين، المسلمين والمسيحيين، لأن ثقافتنا وحضارتنا واحدة. ونحن نرفض أن تدخل إلى عالمنا وجوه وتقاليد ومظاهر جديدة غير مألوفة في حياتنا. وأقول للمنتشرين، إنكم ملزمون بحكم اصولكم ومحبتكم للبنان أن تستمروا بقيودكم من جهة، ومن جهة ثانية أن تحملوا الجنسية اللبنانية، فهذا فخر لكم. الارض تبقى لكم ولاولادكم من بعدكم، وهي وحدها لا تزول".

المتروك

وكان استقبل الراعي، قبل ظهر اليوم، الأديب الكويتي علي يوسف المتروك، الذي أعرب عن "اعتزازه بزيارة صاحب الغبطة والإستماع الى رأيه في عدد من المواضيع"، وقال: "إن الأذن تعشق قبل العين، وهذا ما يحصل مع كل من يستمع إلى عظات صاحب النيافة التي تحمل كل معاني الخير كعناوين لها".

 

الراعي يعزي بشهيدي الجيش في عرسال: الاعتداء طاول هيبة الدولة ونال من دور السلطة العسكرية

وطنية - وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعاءه وصلاته صباح اليوم على "نية شهيدي الجيش اللذين سقطا بالامس في بلدة عرسال وهما النقيب بيار بشعلاني والرقيب اول ابراهيم زهرمان"، سائلا لهما "الراحة الابدية والسعادة في الاخدار السماوية، وقد قدما دماءهما ذبيحة لفداء الوطن وشعبه". وسأل للجرحى "الشفاء والعافية".

واذ يتقدم "بالتعازي الحارة من رئيس الجمهورية وقيادة الجيش وذوي الشهيدين واصدقائهما"، يشجب "بشدة هذا الاعتداء الآثم الذي طاول هيبة الدولة ونال من دور السلطة العسكرية الذي ان تزعزع هدد الكيان اللبناني كله بالسقوط".

وشدد على "وجوب ان تتعقب القوى الامنية الغادرين بالجيش والمتطاولين عليه في كل مكان وان تقوم السلطة القضائية بواجبها كاملا لمعاقبة المعتدين والفاعلين وإنزال أشد العقوبات بهم لكي يكونوا عبرة لغيرهم"، مذكرا السلطتين السياسية والعسكرية "بضرورة ضبط السلاح والحد من انتشاره لان ما نشهده من تطرف مسلح ومن فلتان أمني بات يشكل خطرا حقيقيا على سلامة كل المواطنين".