المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 29 كانون الأول/2013

عناوين النشرة

*البابا فرنسيس:  إن مريم، أمنا، هي كُليِّة الجمال لأنها الممتلئة نعمة.

*الزوادة الإيمانية/إنجيل يوحنا 15/18-27/العالم ويسوع

*ومن لا سيف عنده... فليبع ثوبه ويشتري سيفا/الياس بجاني

*ربع محور الشر يقتلون الأحرار ويسيرون في جنازاتهم

*بالصوت/قراءة للياس بجاني وقاحة ربع محور الشر الذين يقتلون القتيل ويمشون في جنازته/أهم الأخبار/28 كانون الأول/13

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/28 كانون الأول/13

*ربع محور الشر يقتلون الأحرار ويسيرون في جنازاتهم/الياس بجاني

*خمس حقائق وخلاصة/بقلم محمد شطح

*ملحم الرياشي: أبرز انجازات الحكومة المستقيلة لأجل لبنان

*فيديو/مقابلة من تلفزيون المر مع الناشط السيادي عبدالله الخوري/28 كانون الأول/13

*فيديو/مقابلة من تلفزيون المر مع الإعلامي السيادي نوفل ضو/28 كانون الأول/13

*فيديو/مقابلة مع الياس الزغبي من تلفزيون الجديد/28 كانون الأول/13

*فيديو/مقابلة من تلفزيون المر مع المحلل السياسي سامي نادر/28 كانون الأول/13

*محمد الشعار ضحية المصادفة القاتلة

*عائلة شطح تواصل تقبل التعازي في مسجد الأمين وسط بيروت

*تشييع «فتى الصورة» محمد الشعار يجمع شباب لبنان رفضا «للموت المجاني»

*لبنان يشيع شطح اليوم في قلب بيروت

*ميشال سليمان لـ «الراي»: شطح رجل العقل والاعتدال

*رئيس الجمهورية ترأس اجتماع المجلس الأعلى للدفاع والتقى سلام ميقاتي:الرهان على حكمة القيادات وندعو لتشكيل حكومة وإحياء التزام النأي بالنفس

*مذكرة باعلان الحداد العام غدا على شطح

*إرتفاع عدد شهداء تفجير ستاركو الى سبعة بعد وفاة الشاب محمد الشعار

*التحقيقات في اغتيال شطح مستمرة وصقر امر بتلسيم الجثث الى ذويها

*الجيش: التحقيق في جريمة اغتيال شطح مازال سريا وعلى وسائل الاعلام توخي الدقة

*ويليامز: شطح خسارة كبيرة للبنان والعالم العربي

*المكتب الإعلامي لسلام: لم يقل لا تلميحا ولا تصريحا إنه سيعتذر إذا انعقد مجلس الوزراء

*السنيورة: نؤمن بالحوار والبلد سيبقى صامدا رغم القتل والارهاب

*بالصور - حزب الله ينعي قتيلين جدد في سوريا

*لبنان: اتفاق بين سليمان وسلام على تسريع تأليف حكومة «ترعى الأمن»

*الحريري طالب بتمثيل «14 آذار» فقط.. وجنبلاط متمسك بـ«صيغة وطنية»

*الحريري: قد نطالب بحكومة "14 آذار" ومن يتكبر على اللبنانيين "سـيفك رقبته"

*ميقاتي تبلغ من هيل تضامن واشنطن مع لبنان في هذا الظرف الصعب

*الرياض والدوحة وواشنطن تدين الاعتداء "الإرهابي المشين"

*بان كي مون ومجلس الأمن يعربان عن القلق على الاستقرار

*اوغاسبيان: اللبنانيون متخوفون من مرحلة ارهابية كبيرة مقبلة

*فتفت: مستمرون في مشروع الشهيد شطح مهما كانت التضحيات لن يكون هناك أمن في لبنان ولا استقرار طالما هناك سلاح خارج سلطة الدولة

*فارس سعيد: لحكومة تضم ممثلين عن 14 آذار ووسطيين فقط

*زهرا: بعدما استهلكوا التهديدات عادوا الى الاغتيالات ولن نتردد في بذل كل ما يجب لكي نؤمن الاستقرار

*قاطيشا لـ”عكاظ”: منظمة واحدة تقوم برصد قيادات 14 آذار وتحظى بتغطية من بعض الأجهزة في الدولة اللبنانية

*شطح في حديثه الأخير: لا يحق لإيران استعمال لبنان ساحة سياسية وأمنية

*هكذا حرّضوا على اغتياله..

*محمد الشعار مات.."كيف سينجو اولادنا؟"

*دو فريج: وثيقة كان يحضر لها شطح هي السبب في اغتياله

*الأسد وجه رسالة إلى البابا فرنسيس شاكرا مواقفه من سوريا: مكافحة الإرهاب ضد السوريين هو أمر حاسم لنجاح أي حل سلمي للأزمة في سوريا

*السفير الإيراني: جريمة الاغتيال لا تخدم سوى العدو الصهيوني

*هولاند لـ «الحياة»: سأبحث والملك عبدالله الملف الإيراني والحل السياسي في سورية

*محمد شطح شهيداً... إنها حرب الترويع مجدّداً

*الياس الزغبي - الإغتيال الفاصل

*حزب الله" يرد بلغة الدم/سعيد ب. علم الدين

*تموضعكم ساقط، فكيف ستنتصرون/محمد سلام

*لأنه النقيض/بشارة شربل/ليبانون نيوز

*غابة لبنان: الوحوش والغزلان/فارس خشّان/يقال نت

*فليسقط وليد جنبلاط/عطا الله وهبي/لبنان الآن

*الآتي من غير زماننا/مروان حماده- المستقبل

*ايران في العام 2014 : لا تتوقعوا ان يحدث روحاني أي تغيير/مايكل روبين/السياسة

*بيان صادر عن البرلمان الأوروبي بشأن إيران/د.حمود الحطاب/السياسة

*عبقرية القاتل إذ لا تكمن في فن القتل، بل في ابتذاله/حازم الأمين/الحياة

*جنبلاط: وقعنا في الفخ/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

*اغتيال شطح برسم المحكمة وحكومة "الأجندة الإقليمية"

*محمد شطح واضح .. قبل أن يكون رجل اعتدال/خيرالله خيرالله/المستقبل

*عندما تعود حرب الاغتيال بدم بارد

*حزب الولي الفقيه  ونقطة على السطر/محمد مشموشي/المستقبل

 

 

 

تفاصيل النشرة

 

 

البابا فرنسيس:  إن مريم، أمنا، هي كُليِّة الجمال لأنها الممتلئة نعمة.

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل يوحنا 15/18-27/العالم ويسوع
إن أبغضكم العالم، فتذكروا أنه أبغضني قبل أن يبغضك.  لو كنتم من العالم، لأحبكم العالم كأهله. ولأني اخترتكم من هذا العالم وما أنتم منه، لذلك أبغضكم العالم. تذكروا ما قلته لكم: ما كان خادم أعظم من سيده. فإذا اضطهدوني يضطهدونكم، وإذا سمعوا كلامي يسمعون كلامكم. هم يفعلون بكم هذا كله من أجل اسمي، لأنهم لا يعرفون الذي أرسلني. لولا أني جئت وكلمتهم، لما كانت عليهم خطيئة. أما الآن، فلا عذر لهم من خطيئتهم.  من أبغضني أبغض أبي. لولا أني عملت بينهم أعمالا ما عمل مثلها أحد، لما كانت لهم خطيئة. لكنهم الآن رأوا، ومع ذلك أبغضوني وأبغضوا أبي. وكان هذا ليتم ما جاء في شريعتهم: أبغضوني بلا سبب. ومتى جاء المعزي الذي أرسله إليكم من الآب، روح الحق المنبثق من الآب، فهو يشهد لي.  وأنتم أيضا ستشهدون، لأنكم من البدء معي.

 

الياس بجاني/رابط مقالتي العربية الجديد المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية وعنوانها: ومن لا سيف عنده... فليبع ثوبه ويشتري سيفا

http://www.al-seyassah.com/expoinc/pages/runtime/exhibitor/dsn1/ra/3/ci/3593/ni/6352?siteId=484&pageId=660&linkid=&cid=133080

 

 

ربع محور الشر يقتلون الأحرار ويسيرون في جنازاتهم
بالصوت/قراءة للياس بجاني وقاحة ربع محور الشر الذين يقتلون القتيل ويمشون في جنازته/أهم الأخبار/28 كانون الأول/13
نشرة الأخبار بالإنكليزية
 نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/28
كانون الأول/13
من ضمن النشرة/خاطرة لملحم الرياشي عنوانها: أبرز انجازات الحكومة المستقيلة لأجل لبنان/وقاحة واجرام ربع 8 آذار/السفير الإيراني يستغبي اللبنانيين/اغتيال محمد شطح، تابع/قراءة في مقالة محمد سلام: تموضعكم ساقط، فكيف ستنتصرون/تأملات إيمانية في مخافة الله وتحمل الصعاب مستوحاة من إنجيل يوحنا 15/18-27/: "إن أبغضكم العالم، فتذكروا أنه أبغضني قبل أن يبغضك. لو كنتم من العالم، لأحبكم العالم كأهله. ولأني اخترتكم من هذا العالم وما أنتم منه، لذلك أبغضكم العالم. تذكروا ما قلته لكم: ما كان خادم أعظم من سيده. فإذا اضطهدوني يضطهدونكم، وإذا سمعوا كلامي يسمعون كلامكم. هم يفعلون بكم هذا كله من أجل اسمي، لأنهم لا يعرفون الذي أرسلني".

 

ربع محور الشر يقتلون الأحرار ويسيرون في جنازاتهم
الياس بجاني/28 كانون الأول/13/لقد وصلت الوقاحة لدى مكونات محور الشر السوري-الإيراني في لبنان من المرتزقة المحليين وطاقم السياسيين الإيرانيين إلى أدراك فجة وجلفة غير مسبوقة، فهم ودون أن يرمش لهم جفن أو يردعهم الخجل والوجل يستغبون عقول وسعة معرفة اللبنانيين ويعتبرونهم إما جماعة من العبيد أو من الأغبياء. في هذا الإطار من الوقاحة اصدر حزب الله بياناً استنكر فيه اغتيال محمد شطح، في حين زار السفير الإيراني جامع محمد الأمين وقدم تعازي بلاده لذوي الشهيد شطح، ونفس هذا التصرف الإستغبائي مارسه عون وبري وباقي أطياف 8 آذار. قتلوا شطح بدم بارد كما قتلوا كل شهداء ثورة الأرز وها هم يرثونه ويتحسرون عليه ويستنكروا الجريمة ويشاركون في جنازته. أهناك وقاحة تفوق وقاحتهم؟ لقد تخطوا كل المفاهيم الإنسانية  والأخلاقية وقتلوا بدواخلهم كل ما هو أحاسيس وضمير ووجدان. إنهم وحوش كاسرة لم تعد لها أي صلاة بالبشر وهم لا يشبعون من شرب دماء أحرار لبنان وسوريا والرقص على قبورهم. باختصار مفيد جداً، لم يعد هناك أية جسور ثقافية أو إيمانية أو وطنية أو إنسانية أو حضارية بين الشعب اللبناني السيادي وبين جماعات المرتزقة من ربع 8 آذار. يبقى أن لبنان دولة فاشلة ومارقة ومحتلة طبقاُ لكل معايير الأمم المتحدة ومن هنا فإن الخيار الوحيد المتبقي أمام القادة اللبنانيين السياديين لمنع زوال وطن الرسالة هو السعي بقوة في هذا الإتجاه قبل فوات الأوان. هناك دول أخرى مرت في هكذا أوضاع وكان تدخل مجلس الأمن وإعلانها دول فاشلة هو خشبة الخلاص. كفى تغني بأوهام حزب الله يقتلها باستمرار كما يقتل الأحرار بدم بار ويمشي في جنازاتهم.

 

خمس حقائق وخلاصة

بقلم محمد شطح

كتب مستشار الرئيس سعد الحريري الشهيد محمد شطح في 5 أيلول الماضي على مدونته الخاصة على الانترنت باللغة الانكليزية، مقالاً بعنوان "خمس حقائق وخلاصة"، ضمّنه تصوّره عن الوضع القائم في حينه في سوريا، وختمه بخلاصة رأى فيها أنها السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار إليها. والمشهد الذي كان الوزير الشهيد يراه في أيلول، لم يختلف كثيراً اليوم وعلى الأغلب لن يتغيّر كثيراً غداً أو في الفترة القريبة المنظورة، ما لم يتحرّك المجتمع الدولي بفعالية وحزم،لوضع نهاية للمأساة الانسانية التي يعانيها الشعب السوري الشقيق. واعتبر شطح أن الحقيقة الأولى تتلخّص في أنه "لم يعد ممكناً بكل بساطة أن يحكم الأسد سوريا الموحدة والسلمية بعد اليوم، وهذا هو الواقع منذ فترة ليست قصيرة. لم يعد بالإمكان إعادة الوضع الذي كان سائداً في السابق. "حزب الله" وإيران يدركان ذلك أكثر من أي جهة أخرى".

أضاف أن الحقيقة الثانية تؤكد أن "نظام الأسد غير قادر على التأقلم مع تدبير يقوم على المشاركة في السلطة، استناداً للمبادئ التي لحظها مؤتمر جنيف الأول. فالنظام هش وضعيف وهو وحشي وبلا رحمة. هذا النظام قابل للانكسار لكن ليس للانحناء. الأسد يعرف ذلك وإيران كذلك". أما في النقطة الثالثة، فقال شطح "إن قيام سوريا الحرة والديموقراطية سيكون كارثة إستراتيجية بالنسبة لطهران. فإذا سنحت له الفرصة، سيُقدم الشعب السوري بالتأكيد على قطع علاقات بلده الجيوسياسية التحالفية مع الجمهورية الإسلامية، ويتوقف عن توفير الممر الجغرافي لإيران إلى ذراعها العسكري في لبنان". والحقيقة الرابعة تقول "إن الخيار الثاني الأفضل بالنسبة لإيران في ظل عدم إمكان العودة بسوريا إلى ما كانت عليه، هو خوض حرب بالواسطة. هذا هو الانتصار الإستراتيجي بالنسبة لإيران اليوم. وسيكون المسرح الفوضوي والدموي في سوريا وسيلة تستخدمها إيران و"حزب الله" بليونة وفعالية أكثر من أعدائهما الغربيين". هل تذكرون الحرب الأهلية في لبنان؟". والحقيقة الخامسة هي أن "الحرب بالواسطة في سوريا ستساعد على ازدهار الإرهاب أكثر وأكثر. إن الاستغلال الذي يلجأ إليه النظام لابتزاز الغرب، مماثل للسلالة الفيروسية الأصلية التي تتقيّح وتنتشر في الجروح المفتوحة مثل الطفيليات الانتهازية". وختم الشهيد "إذا كانت العقيدة المقاومة والطموحات بالهيمنة لإيران و"الإسلام" الإرهابي المتطرّف يشكلان التهديدين الإستراتيجيين اللذين يجب إزالتهما، فإن الخيار السياسي الذي يجب اعتماده بالنسبة لسوريا يجب أن يهدف إلى حل سريع للحرب الطاحنة الدائرة في سوريا والإطاحة بحكم الأسد. وإذا وضعنا الاعتبارات الانسانية جانباً، فإن أي سياسة يجب أن تقوم على اعتبار أن الحرب بالواسطة في سوريا مكلفة ومضللة وخطيرة. هذا هو تماماً ما تريده إيران وستساعد موجة الارهاب على الازدهار".

 

ملحم الرياشي: أبرز انجازات الحكومة المستقيلة لأجل لبنان

- استسهال القتل والاغتيال، حتى لشخصيات الاعتدال

- الفوضى الامنية وانتشار السرقات والقتل

- الـتورّط حتى العظم واللحم والدم في سوريا

- وضع اكثر من حجر اساس لمشاريع غير موجودة على طريقة "غوّار الطوشي"

- الفشل في حماية الديموقراطية والفشل في حماية المواطنين من مسؤولين ومش مسؤولين

- الجــووووووووع والبطالة وحضارة الموت.

ولأن ما يحدث في لبنان اصبح اكبر من اللبنانيين وبكتيييير، فإن 14 آذار اصبحت امام خيار وحيد اوحد وهو دفع مجلس الامن الدولي الى نشر القوات الدولية على كامل ارض وبحر لبنان، وفرض الامن في لبنان، وتحييد لبنان وحماية شعب لبنان واظلاق الديموقراطية في لبنان، وترسيم حدود لبنان (القرار 1701 ينصّ على ذلك واكثر)

لأجل محمد شطح وكلّ من رحلوا، ارفعوا غداً شعاراً واحداً في ساحة الشهداء: "محمد شطح رح نبقى حدّك"، ونبقى في ساحة الشهداء حتى تؤلّف حكومة ببيان وزاري من بند واحد: الطلب من مجلس الامن الدولي توسيع نطاق القرار 1701 ونشر القوات الدولية على كامل تراب لبنان ووفقاً للفصل السابع وبسّ، والباقي ... يتبع!

 

قالوا في عملية اغتيال محمد شطح

فيديو/مقابلة من تلفزيون المر مع الناشط السيادي عبدالله الخوري/28 كانون الأول/13

فيديو/مقابلة من تلفزيون المر مع الإعلامي السيادي نوفل ضو/28 كانون الأول/13

فيديو/مقابلة مع الياس الزغبي من تلفزيون الجديد/28 كانون الأول/13

فيديو/مقابلة من تلفزيون المر مع المحلل السياسي سامي نادر/28 كانون الأول/13

 

محمد الشعار ضحية المصادفة القاتلة

بيروت - أمندا برادعي/الحياة

فارق محمد الشعار الحياة. محمد، التلميذ في مدرسة «الحريري الثانية»، الذي ارتكب مع أصدقائه الأربعة «جريمة» التمتّع بيوم مشمس، صاف، في صبيحة اليوم الخطأ من شهر كانون الأول (ديسمبر)، ذاق طعم الموت باكراً متأثراً بنزيف حاد في الرأس. ذهب وانقطع معه رجاء كل من أمضى الليل، يعرفه أو لا يعرفه، يسأل الله أن يشفيه ويعيده سالماً إلى عائلته وأصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها. توفي عن عمر 16 سنة تاركاً وراءه أماً وأباً يتحسران على شبابه. لم يعتقد أصدقاؤه أن الصورة التي جمعتهم في لحظة فرح، على ما ظنوا ببراءة، قبل وقوع الانفجار أنها ستفرقهم بعده وستنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح الحدث الخبر. تلك الصورة أضحت كابوساً وعقدة يسيطران على عقل كل شخص يذهب إلى المدرسة أو الجامعة أو العمل أو أراد التمتّع بلحظاته، ولا يعرف إن كان سيعود.

إنه القدر. قبل وقوع الانفجار كان محمد وأصدقاؤه الثلاثة ربيع يوسف، عمر بكداش، وأحمد مغربي يلتقطون صورة لقائهم الجميل. يظهر عمر في الصورة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي والتي أضحت القنبلة الفايسبوكية الأكثر تأثيراً على صفحة محمد، واقفاً يلتقط صورة الأربعة بكاميرا هاتفه المحمول وهم مجتمعون يرتدون لباسهم الرياضي، وبدا محمد جالساً بين ربيع وأحمد يبسم ابتسامة خجولة للكاميرا. لكنه لم يعرف أن الشر (السيارة المفخخة) كان متربصاً به مباشرة يناديه بابتسامة خبيثة. ويشرح عمر الذي أصيب في أذنيه، في حديث تلفزيوني أنه بعد التقاط هذه الصورة الأخيرة أراد محمد أن تلتقط صورته قرب بركة الماء التي لا تبعد 4 أمتار عن السيارة المفخخة. مشى محمد نحو البركة ووقع الانفجار اللئيم. ولم يشتبه الشبان بشيء، فجأة سمعوا صوتاً قوياً وتصاعد غبار كثيف حجب الرؤية. وفور وقوع الانفجار تناقل موقع «فايسبوك» صورتين يظهر فيهما محمد من مسرح الانفجار الذي أودى بحياة الوزير السابق محمد شطح. الأولى وثّقت لحظات الفرح الأخيرة قبل وفاة محمد الذي بدا في الصورة (يرتدي قميصاً أحمر) بنظارتين ويتوسّط زملاءه في المدرسة ربيع يوسف وأحمد المغربي وعمر بكداش الذي ظهر جزئياً كونه كان ملتقط الصورة. ووثقت الصورة الثانية لحظة إصابة محمد في الرأس، مرمياً على الرصيف ومضرجاً بالدماء. وعجّت حسابات الفايسبوكيين والمغردين على «تويتر» بصور محمد ورفاقه والدعوات له بالشفاء غير مدركين أن دعواتهم هذه ستتحوّل إلى دعوات «لترقد بسلام». وكانت انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة يظهر فيها زملاء محمد أمام غرفة العناية المركزة في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت يصلون ويدعون له بالشفاء العاجل. وتداول الناشطون بكثرة أمس عبر «تويتر» جملة: «جايين تصوروا؟ ساعدونا...». ونعت رئيسة «مؤسسة رفيق الحريري» السيدة نازك الحريري الشعار. وتوجَّهت إلى أسرته بصادق العزاء والمواساة. وأبرقت إلى ثانوية رفيق الحريري الثانية معزيةً، واعتبرت ان «الخسارة كبيرة جداً ووقعها عميق على الجسم الإداري والتعليمي في المدرسة وخصوصاً على الطلاب الذين سلبتهم يد الإرهاب رفيق دراسة وهو في ربيع العمر». ودعت «حركة شباب لبنان» في بيان إلى «التجمع بالآلاف أمام جامع الخاشقجي تزامناً مع الصلاة على جثمان الشهيد محمد الشعار» ظهر اليوم، وذلك بعد إعلان مستشفى الجامعة الأميركية وفاة الشعار متأثراً بجراحه. وبوفاة الشعار يرتفع عدد ضحايا الانفجار إلى سبعة.

 

عائلة شطح تواصل تقبل التعازي في مسجد الأمين وسط بيروت

وطنية - واصلت عائلة الوزير السابق الشهيد محمد شطح استقبال المعزين في قاعة مسجد محمد الأمين وسط بيروت، ومن أبرز المعزين اليوم: رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني، قائد الجيش العماد جان قهوجي، مدير عام قوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، رئيس مجلس شورى الدولة شكري صادر، المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان، المطران بولس مطر، المطران الياس عودة، العلامة السيد علي الأمين، مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، السيد هاني فحص.

السيدات: منى الهراوي، صولانج الجميل، جويس الجميل.

الوزراء: غازي العريضي، وائل ابو فاعور، غابي ليون، فيصل كرامي، سمير مقبل، ناظم الخوري.

السفراء: السفير البابوي غابرييل كاتشيا، السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، السفير المصري أشرف حمدي، السفير التركي إينان أوزلديز.

النواب: وليد جنبلاط وعقيلته نورا، بهية الحريري، عاطف مجدلاني، عمار حوري، محمد قباني، غازي يوسف، نهاد المشنوق، باسم الشاب، أحمد فتفت، نبيل الجسر، زياد القادري، إيلي كيروز، جورج عدوان، ناجي غاريوس، حكمت ديب، الان عون، جيلبرت زوين، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وعقيلته، بطرس حرب، سامر سعادة، هادي حبيش، مروان حمادة، هنري الحلو، نبيل دو فريج، اغوب خادوريان، نعمة الله أبي نصر، آلان طور سركيسيان، جان اوغاسبيان، عماد الحوت، غسان مخيبر، نبيل دو فريج، دوري شمعون.

الوزراء السابقون: جهاد أزعور، ابراهيم نجار، أحمد السبع، زياد بارود، كرم كرم، محمد عبد الحميد بيضون، محمد يوسف بيضون، ابراهيم شمس الدين.

النواب السابقون: باسم السبع، سمير فرنجية، فارس سعيد، مصباح الاحدب، زهير العبيدي.

كما حضر معزيا: أمين عام الحزب الشيوعي خالد حدادة، اللواء عصام أبو جمرة، توفيق الهندي، نديم الملا، داوود الصايغ، مدير مرفأ بيروت حسن قريطب، مدير شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت، رئيس بلدية بيروت المهندس بلال حمد، وفد من كبار ضباط الأمن الداخلي، وفد الحزب التقدمي الاشتراكي ضم رامي الريس وظافر ناصر، وفد من فوج إطفاء بيروت، وفد من عائلة النائب الشهيد أنطوان غانم، وفد من دار الفتوى، وفد من علماء ووجهاء بعلبك، وفد من عائلات طرابلس، وفد من مخاتير بيروت، وشخصيات نقابية واجتماعية وإعلامية من بيروت والمناطق، وأنسباء وأقارب الراحل.

 

تشييع «فتى الصورة» محمد الشعار يجمع شباب لبنان رفضا «للموت المجاني»

وثق مع أصدقاؤه السيارة المفخخة ولحظاتهم الأخيرة قبل اغتيال شطح

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط

رغبته في تحدي أصدقائه في مباراة كرة السلة، تحولت إلى مأساة. لم يتمكن محمد الشعار (16 عاما)، من لقاء أصدقاء آخرين، كان يخطط لملاقاتهم في الملعب. حَالَ التفجير الذي استهدف وزير المالية اللبنانية الأسبق محمد شطح في وسط بيروت أول من أمس، بينه وبينهم، لكنهم لم يتخلفوا عن الموعد. توجهوا لملاقاته في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، حيث كان يرقد ويعاني من إصابة بالغة برأسه.

انتظر الأصدقاء ورفاق الصف الدراسي خبرا يخفف من القلق على صحته. كانت الأنباء ضبابية. «إصابته بالغة»، جلّ ما عرفه الأصدقاء. ازدادت حالة القلق، فقرأوا آيات القرآن الكريم، بشكل جماعي، على نية شفائه، لكن شظايا السيارات المتطايرة التي اخترقت دماغه، وأحدثت تورما في المخ، صدّت كل المحاولات الطبية لإنقاذه. فارقه الأصدقاء ليلا، على أمل التحسّن، قبل أن ينتشر الخبر السيئ صباحا. محمد فارق الحياة.

وبوفاة محمد، الذي يدرس في صف البكالوريا – القسم الأول، ارتفع عدد ضحايا تفجير وسط بيروت إلى سبعة أشخاص أمس. نزل الخبر الكئيب على عائلة محمد، ثقيلا. أثقل كاهل أمه وأبيه. حطّمهما. تقول ابنة خالته ليلان برجاوي لـ«الشرق الأوسط»، إن حالة والدي محمد «صعبة للغاية. لم يستفيقا من الصدمة بعد. يرفضان الحديث مع أحد».

تحمل والدته كنزة ابنها البكر طوال الوقت، وتشمها. لا تتوقف عن النواح. كذلك شقيقاه آدم (13 سنة)، وجود (4 سنوات). فقدت الأم قدرتها على الحراك. ثقل المصيبة أجهدها. ولم تساهم تعزية الأقربين والأصدقاء، في تخفيف الحزن، أو المواساة فيه. ذهب ابنها البكر ليستمتع بيوم إجازة مشمس وعاد جثة هامدة. على عادته في أيام العطلة، يقصد محمد وأصدقاؤه منطقة قريبة من موقع التفجير للعب كرة السلة. تناول فطوره الصباحي، كالمعتاد، ولاقى أصدقاءه في المنطقة. أثناء انتظارهم اكتمال النصاب، وقف وثلاثة من أصدقائه هم عمر بكداش وربيع يوسف وأحمد مغربي يلتقطون صورة تذكارية. سجلت اللقطة في خلفيتها السيارة المفخخة التي استهدفت شطح. وبعد لحظات قليلة، دوّى التفجير. أصيب محمد على الفور إصابة بالغة «كونه كان الأقرب إلى سيارة شطح»، بينما أصيب أصدقاؤه الثلاثة إصابات طفيفة. سجلت العدسات صورة محمد، بالسترة الحمراء، ملقى على ناصية الشارع. كان شخصا مجهولا بالنسبة لكثيرين. لم تعرف عائلته بالأمر. كان بالها مشغولا على حسن، أحد أفراد العائلة الذي يعمل في مبنى «ستاركو» المحاذي لموقع التفجير. لحظات، وبدأ عارفوه يتداولون الخبر عبر تطبيق «واتس أب» على الهواتف الجوالة. ثم تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورته ملقى على الأرض. تقول ابنة خالته ليلان برجاوي: «مضى وقت طويل قبل نقل محمد إلى المستشفى، يقارب الربع ساعة. نقل بظروف سيئة، فاقدا الوعي، بفعل الإصابة البالغة في الرأس»، مشيرة إلى أن دقة الإصابة الناتجة عن شظايا السيارات المتطايرة، «منعت الأطباء من إجراء عملية جراحية».

وتحوّل محمد إلى «فتى الصورة» بالنسبة لناشطي مواقع التواصل الاجتماعي الذين تداولوا صورته الأخيرة بهاتف أحد أصدقائه، وصورته ملقى على الناصية. وتظهر الصورة التضاد الوجودي: «صورة الحياة والموت في كادرين لشخص واحد. لشاب في مقتبل العمر، بحث عن الحياة، فيما كان الموت يترصد له»، كما تقول برجاوي. فضلا عن ذلك، استرعت الصورة الأخيرة للشعار اهتماما عاما، كونها توثق السيارة المفخخة قبل تفجيرها.

وتحدث أحد أصدقاء محمد الشعار الأربعة الذين ظهروا في الصورة عبر شاشة «إل بي سي» قائلا إنهم «التقطوا الصورة قبل دقائق من الانفجار، وإنهم كانوا يهمون بالعودة إلى السيارة، وكان الشعار بعيدا عنهم بعض الشيء، عندما وقع الانفجار». وفور إعلان وفاة محمد الشعار، صباح أمس، تحرّك ناشطون مدنيون وشباب لرثائه عبر تعليقات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي. ومع تحديد موعد دفنه بعد صلاة العصر اليوم، في جامع الخاشقجي في بيروت، دعا شباب وناشطون إلى مشاركة شبابية واسعة في التشييع، الذي يلي تشييع الوزير شطح، بوصف الشعار «شابا من لبنان»، وتعبيرا عن الرفض «للموت المجاني في بيروت».

 

لبنان يشيع شطح اليوم في قلب بيروت

بيروت – «الحياة»

تشيّع قوى 14 آذار ولبنان الرسمي اليوم الشهيد محمد شطح وسائر شهداء التفجير الذي استهدف الوزير السابق ومستشار زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في مأتم شعبي ورسمي، ليوارى الثرى الى جانب الرئيس الراحل رفيق الحريري واللواء وسام الحسن. وارتفع عدد ضحايا الانفجار الى سبعة بإعلان وفاة الفتى محمد الشعار (16 سنة) الذي قضى جراء إصابته في الرأس أول من أمس عند وقوع الانفجار وترك موته أسى وحزناً عميقين، خصوصاً أنه كان ورفاقه من التلامذة يتنزهون أثناء عطلة الأعياد، في وسط بيروت التجاري ويلتقطون الصور التي وزعوها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل دقائق من وقوع الجريمة.

وبموازاة تدفق المعزين بالوزير شطح ومرافقه طارق محمد بدر، الى مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، رمت تداعيات عملية الاغتيال التي طاولت أحد رموز الاعتدال والتعقل والحكمة بثقلها على الأزمة السياسية المستعصية التي يمر بها لبنان جراء الفراغ الحكومي المستمر منذ زهاء 9 أشهر جراء الخلاف على صيغة هذه الحكومة بين مطالبة قوى 14 آذار بأن تكون من غير الحزبيين والحياديين، ودعوة قوى 8 آذار الى أن تتشكل من القوى الحزبية وتضمن حصولها على الثلث المعطّل أسوة بقوى 14 آذار في تركيبتها، على أساس 9 وزراء لكل منهما و6 للقوى الوسطية. وزادت التفاعلات التي أعقبت الجريمة والاتهامات من بعض رموز 14 آذار لـ «حزب الله» سواء تلميحاً أم تصريحاً عبر البيانات أو ظهور بعضهم على شاشات التلفزة من التعقيدات أمام عملية التأليف، لا سيما أن الرئيس الحريري قال في إحدى المداخلات التلفزيونية ليل أول من أمس: «كنا نطالب بحكومة حيادية وربما نطالب بأمر آخر الآن وقد نطالب بحكومة 14 آذار في الأيام المقبلة».

وترأس سليمان اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء المختصين لعرض وقائع الجريمة والتدابير المتخذة لمواصلة التحقيقات، وقال ميقاتي في تصريح إثر الاجتماع، بعدما اعتبر أن الجريمة «شكلت ضربة جديدة للاستقرار النسبي الذي نعيشه في لبنان» مجدداً الإشارة الى الشهيد شطح «كرجل حوار واعتدال»، وقال: «نجح من خطط ونفذ هذه الجريمة في رفع منسوب التوتر على كل المستويات إلا أن الرهان الحقيقي يبقى على حكمة القيادات اللبنانية ووعيها خطورة المرحلة عبر تخفيف حدة الخطاب السياسي ومحاولة لملمة الوضع الداخلي».

وإذ اعتبر ميقاتي أن «الوقت ليس للتساجل وليس لتصفية حسابات سياسية والنار المشتعلة في الجوار باتت تلفح داخلنا اللبناني»، دعا الى «العودة الى الحوار وتشكيل حكومة جديدة اليوم قبل الغد، لا تستثني أحداً، تتعاطى مع الوقائع اليومية الاستثنائية وتشرف على الاستحقاقات المقبلة، ولا يجوز الاستمرار في دوامة الشروط والشروط المضادة أو التوقف عند تفصيل من هنا وتشبث من هناك». وقال ميقاتي في تصريح تلفزيوني رداً على سؤال عن سبب عدم دعوته الى جلسة لمجلس الوزراء إن «الأولوية لتشكيل حكومة ولا نريد مشكلة إضافية والرئيس المكلف تمام سلام، كان أعلن أنه سيعتذر إذا عُقد مجلس الوزراء». إلا أن سلام نفى لاحقاً الكلام المنسوب إليه كما نقل عن ميقاتي وقال: «لا أساس له من الصحة ولم يصدر عنه أي قول من هذا القبيل لا تلميحاً ولا تصريحاً». (يقصد في شأن الاعتذار).

واجتمع الرئيس سلام مع الرئيس سليمان أمس للبحث في تأليف الحكومة من دون أن يدلي بأي تصريح، فيما يعقد سليمان ندوة صحافية مساء اليوم، يعلن فيها مواقف مهمة، بحسب مصادر القصر الرئاسي، ومن بين ما سيتناوله خلالها قرارات دولية، لا سيما فرنسية – سعودية بدعم مالي كبير لتسليح الجيش اللبناني، وذلك بموازاة عقد القمة الفرنسية – السعودية اليوم في الرياض.

أما على صعيد اتصالات سلام لتأليف الحكومة فقال النائب عن «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا إن سلام تلقى تحذيراً من مساعد الأمين العام لـ «حزب الله» حسين الخليل ومساعد رئيس البرلمان وزير الصحة علي حسن خليل حين التقياه مساء الأربعاء الماضي بعدم الإقدام على تشكيل حكومة من الحياديين وأبلغاه إصرار الحزب وحركة «أمل» على حكومة 9-9-6.

وإذ قرر مجلس الدفاع الأعلى إحالة الجريمة على المجلس العدلي بمرسوم من سليمان وميقاتي اعترض وزير الثقافة كابي ليون معتبراً أن هذه الإحالة تحتاج الى قرار من مجلس الوزراء.

وعلّق رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة على فكرة حكومة من قوى 14 آذار التي طرح احتمال المطالبة بها الحريري ونواب آخرون، بالقول: «في ضوء متغيرات الأمس هناك وجهات نظر تُعرض في هذا الشأن ينبغي التوقف عندها لكن يبقى الطرح الأساسي المطروح»، مشيراً الى تأييد حكومة من غير الحزبيين.

وكان رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط قال في مداخلة تلفزيونية أول من أمس عن فكرة قيام حكومة من 14 آذار إنها «مغامرة بلا معنى» مذكراً بـ7 أيار 2008 قائلاً: «جربنا المغامرة مع الحريري وأنا كنت أحد المحرضين آنذاك وأُنقذنا من قطر. أما اليوم فلا يوجد أحد لينقذنا». ونصح الحريري بحكومة جامعة على رغم فداحة خسارة محمد شطح. ودعا الى حوار إيراني – سعودي إذا أمكن للتخفيف من الاحتقان السني – الشيعي. ورأى جنبلاط بعد تقديمه التعزية للسنيورة وعائلة الشهيد شطح ظهر أمس أن «لا خيار سوى الحوار والاعتدال وإلا وقعنا جميعاً في الفخ المطلوب في لعبة الأمم في التطاحن كما في العراق وسورية...».

وإذ أمّت جامع محمد الأمين وفود كثيرة وسفراء للتعزية بالمغدور، كان السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي قال إن الجريمة لا تخدم سوى العدو الصهيوني، ودعا الى «التركيز على المشتركات والعدو الصهيوني هو العدو المشترك فلماذا هذا الخلاف؟». ولفت تصريح لعضو كتلة «المستقبل» النيابية نبيل دي فريج اعتبر فيه أن السبب الأساسي لاغتيال شطح أنه «كان يعمل منذ مدة مع السفراء على وثيقة مدروسة بموافقة البطريرك الماروني بشارة الراعي وإجماع لبناني على أن يكون هناك نوع من الحياد للبنان عما يجري في سورية. وهذه الوثيقة أزعجت بعض الناس». وكشف زميله في الكتلة النائب أحمد فتفت أن هذه الوثيقة بعنوان «القضية اللبنانية» كانت تهدف الى «قيام جبهة دولية لتحييد لبنان عن المنطقة تشمل السعي الى توقيع إيران عليها أيضاً». وتواصلت تحقيقات الأجهزة الأمنية وجمعها المعلومات من مسرح الجريمة في وسط بيروت وتركزت على جملة وقائع أبرزها السعي الى معرفة هوية السيارة التي كانت ركنت لحجز مكان للسيارة المفخخة التي ركنت مكانها بعد سحبها من قبل أحد السائقين، وهوية السائقين عبر الكاميرات الكثيرة المثبتة على عدد من الأبنية من قبل الشركات والمحال التجارية هناك. وإذ صدرت معلومات عن السيارتين المسروقتين منذ عام 2012 بأن إحداهما دخلت مخيم عين الحلوة، صدرت توضيحات في هذا الشأن ورفضت فاعليات في المخيم توجيه الأصابع نحوه في الجريمة.

وأصدرت قيادة الجيش بياناً أكدت فيه أنها تنفي أن تكون وزعت أي معلومات حول سير التحقيق وتتمنى على وسائل الإعلام توخي الدقة في نشر المعلومات حول التحقيق الذي لا يزال سرياً. وكانت صدرت مواقف استنكار إضافية من عواصم دولية وإقليمية عدة لجريمة اغتيال شطح ليل أول من أمس ابرزها في وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي عرف الشهيد وقال إنه خسارة للبنان وللولايات المتحدة الأميركية مؤكداً الدعم الكامل لعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون اللبنانيين الى التعاون ووضع خلافاتهم جانباً. وزار السفير الأميركي ديفيد هيل ميقاتي أمس معلناً تضامن بلاده مع لبنان إثر اغتيال شطح.

 

ميشال سليمان لـ «الراي»: شطح رجل العقل والاعتدال

بيروت من آمنة منصور/الراي

وصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان الوزير السابق محمد شطح الذي اغتيل اول من امس في وسط بيروت، بأنه «رجل الاعتدال». وقال لـ «الراي» ان «الوزير شطح، وكما يردد الجميع، كان رجل الاعتدال والحوار ورجل العقل والعلم، ورجل الفكر». وجاء كلام الرئيس سليمان لـ «الراي» خلال تقديمه واجب العزاء بمستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الخارجية الدكتور شطح، في مسجد محمد الامين في وسط العاصمة اللبنانية، مجدداً تنديده بـ «الجريمة الارهابية التي اودت بحياة الوزير شطح، الشخصية الحوارية المعتدلة». وعندما سألته «الراي»: ألم يحن الوقت لتشكيل حكومة في هذا الظرف الطارئ؟ اجاب الرئيس سليمان: «الوقت حان لتشكيل الحكومة قبل هذا الظرف»، وهو الموقف الذي أبلغه الى «الراي» قبيل اجتماع عقده مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، من دون ان ترشح اي معلومات عن مصير الحكومة العتيدة، التي تضغط قوى «14 اذار» من اجل إخراجها سريعاً الى دائرة الضوء، كرد عملي على جريمة اغتيال شطح. وكان الرئيس سليمان وصف اغتيال شطح بعيد وقوع الجريمة بـ «العمل الجبان»، معتبراً انه «مهما كانت الرسائل التي يحملها هذا العمل فإنها لن تزيد اللبنانيين الا اصرارا على الحفاظ على بلدهم واحة سلام واستقرار وحوار في وجه الارهابيين الذين لا يعرفون سوى القتل والتفجير والتخريب وسيلة لإثبات وجودهم»، داعياً اللبنانيين، قيادات ورأيا عاما، «الى التضامن والتكاتف والمساعدة في تشكيل حكومة جديدة تتولى مسؤولياتها الوطنية في هذه المرحلة»، لافتاً الى «ان استمرار الوضع على ما هو عليه يضع الجميع امام مسؤولياتهم وامام التاريخ الذي لا يرحم». 

 

رئيس الجمهورية ترأس اجتماع المجلس الأعلى للدفاع والتقى سلام ميقاتي:الرهان على حكمة القيادات وندعو لتشكيل حكومة وإحياء التزام النأي بالنفس

وطنية - ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، التاسعة صباح اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، اجتماع المجلس الاعلى للدفاع، وتم الاطلاع على الاوضاع الامنية والمعلومات المتوفرة عن العملية الارهابية التي اودت بالوزير السابق محمد شطح وعدد من المواطنين بالأمس في بيروت، والتدابير التي تنفذها القوى الامنية المعنية.

بعد الاجتماع، تلا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الكلمة الآتية: "في هذا اليوم الحزين أتقدم أولا بالتعزية باستشهاد الوزير السابق محمد شطح من جميع اللبنانيين ومن عائلته الصغيرة زوجته نينا وأولاده راني، إحسان وعمر واشقائه حسن وجلال، وشقيقتيه سناء وهدى. باستشهاد محمد شطح غاب رجل حوار وإعتدال، دمث الاخلاق، كان يملك مخزونا فكريا وسياسيا راقيا، جعله محاورا سياسيا مميزا. كما اتقدم بالتعزية من ذوي جميع الشهداء الذين سقطوا في هذه الجريمة النكراء واتمنى للجرحى الشفاء العاجل".

أضاف: "إن هذه الجريمة النكراء هزتنا جميعا وهي تشكل ضربة جديدة للاستقرار النسبي الذي نعيشه في لبنان، في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة، ووسط العواصف السياسية والأمنية الخطيرة التي تحصل، وقد نجح من خطط ونفذ هذه الجريمة في رفع منسوب التوتر على كل المستويات. الا ان الرهان الحقيقي يبقى على حكمة القيادات اللبنانية ووعيها لخطورة المرحلة والسعي، كل من موقعه، لسحب فتيل التفجير الكبير عبر تخفيف حدة الخطاب السياسي ومحاولة لملمة الوضع الداخلي في لبنان، رأفة بهذا الوطن وأبنائه".

وتابع: "أيها اللبنانيون ليس الوقت للتساجل الذي لم يوصل إلا إلى اليأس والقنوط او للاتهام والاتهام المضاد، المرحلة ليست مرحلة تصفية حسابات سياسية. النار المشتعلة في الجوار باتت تلفح داخلنا اللبناني وتهدد بالمزيد من الحرائق ولم يعد مقبولا الابتعاد عن المعالجة بالتساجل واطلاق المواقف والاتهامات. العيش الواحد في لبنان تتهدده المواقف الانفعالية وصيحات الغضب رغم أحقية وجع مطلقيها. عودة الثقة بين الأطراف اللبنانية بات أولوية ملحة، لأن إستمرار التباعد الحاصل والتمترس خلف شروط وشروط مضادة سيودي بنا جميعا إلى الهلاك. اذا كانت كل الدروب المنظورة تؤدي الى الهاوية فعلينا التفتيش عن درب لا يؤدي اليها، وعليه فالمصلحة الوطنية تقتضي منا جميعا العودة إلى الحوار والتلاقي سبيلا وحيدا للخروج من المآزق الراهن".

وقال: "يجب تشكيل حكومة جديدة في لبنان اليوم قبل الغد، وهذا الملف بات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، لأن الظرف استثنائي ويحتاج إلى حكومة لا تستثني احدا، تتعاطى مع الوقائع اليومية الاستثنائية وتشرف على الاستحقاقات المقبلة. لا يجوز الإستمرار في دوامة الشروط والشروط المضادة، او التوقف على تفصيل من هنا وتشبث من هناك. ندائي اليوم إلى جميع اللبنانيين لنحيي الالتزام بمبدأ النأي بالنفس فننزع فتائل التفجير التي تهدد أمان اللبنانيين وأمنهم وتحافظ على الحد الأدنى من الاستقرار. إبتعادنا جميعا نحن اللبنانيين عما يجري في سوريا يمنع استدراج الفتن والصراعات إلى أرضنا، ويشكل سياجا يحمي لبنان ويمنع استخدامه ساحة منازلة إضافية لما يجري في سوريا. منذ سنوات ونحن نشهد الانقسام ذاته، واللبنانيون ضاقوا ذرعا بالإصطفاف القائم ويريدون حياة هانئة يبنون فيها حاضرهم ومستقبلهم".

وختم ميقاتي: "باختصار نحن نمر بالأشهر الأصعب وغدا تحصل التسويات وعليه تعالوا، اليوم قبل الغد، نتعاون لحماية وطننا قبل فوات الأوان وحيث لا يعود ينفع الندم."

سئل: يحكى عن شروط وشروط مضادة في ما يتعلق بتشكيل حكومة جديدة اليوم. أمام هذا العجز عن تشكيل حكومة جديدة يقول الرئيس حسين الحسيني إنه على الحكومة أن تفعل اجتماعاتها وتعود الى الاجتماع لأن مرسوم استقالتها لم يصدر بعد. الى متى نرمي على الأجهزة الأمنية المسؤوليات السياسية الملقاة على حكومتكم؟

أجاب: "هذه الحكومة تقوم بواجبها كما يقتضي الدستور والقوانين بما يختص بتصريف الأعمال. نحن نتولى تصريف الأعمال بكل ما هو مطلوب منا ولم نتقاعس لحظة عن القيام بواجبنا. لقد مرت تسعة اشهر على الاستقالة، ونحن ندعو كل يوم الى تشكيل حكومة جديدة. نحن لا نتقاعس ونقوم بواجباتنا كاملة، وهذه الحوادث التي تحصل حدث مثيل لها في السابق، ويعلم الجميع الممارسات والأجواء السياسية التي تؤدي الى حصول مثل هذا الحادث".

سئل: هل سيحال ملف هذا الاغتيال الى المجلس العدلي؟

أجاب: "خلال الاجتماع الذي حصل بيني وبين فخامة الرئيس إنضم الينا معالي وزير العدل وطلبنا منه تهيئة وتحضير المراسيم اللازمة لإحالة جريمة الاغتيال والتفجيرات والجرائم التي حصلت في الآونة الأخيرة الى المجلس العدلي. وقد أبلغنا خلال اجتماع المجلس الاعلى للدفاع عن هذا القرار وهو يحضر إحالة هذه الجريمة والجرائم التي حصلت أخيرا الى المجلس العدلي، بموافقة إستثنائية ومراسيم إستثنائية موقعة من فخامة الرئيس ومني شخصيا".

سئل: لماذا كل دعوة الى الحوار تحصل بعد التفجيرات؟

أجاب: "هذا ما قصدته، ماذا ننتظر لنمد ايدينا لبعضنا البعض ونتحاور؟ هل علينا ان ننتظر وصول البلد الى هذه الحالة من عدم الاستقرار؟ المسؤولية الحقيقية توجب علينا التلاقي والتحاور والسعي لتشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن لكي تقوم بادارة شؤون البلاد والاشراف على استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية".

وردا على سؤال أجاب: "انا لن أتقاعس لحظة في مد يد العون لاي طرف من اجل المصلحة اللبنانية العليا، وفي أي موقع أكون فيه، سواء رئيسا للوزراء او نائبا او رئيسا للحكومة يصرف الاعمال او رئيسا سابقا للوزراء،انا ساكون الى جانب كل لبناني مخلص سعيا لانهاء الوضع المتأزم القائم".

بيان المجلس

بعد ذلك تلا الامين العام للمجلس اللواء الركن محمد خير البيان الآتي:

"بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية عقد المجلس الأعلى للدفاع إجتماعا التاسعة من صباح اليوم السبت الواقع فيه 28/ كانون الأول 2013، رأسه فخامة الرئيس في حضور دولة رئيس مجلس الوزراء ووزراء المال والخارجية والمغتربين والدفاع الوطني والداخلية والبلديات والإقتصاد والتجارة والعدل. ودعي الى الإجتماع كل من قائد الجيش ومدعي عام التمييز ومدير عام أمن الدولة ومدير عام الأمن العام ومدير عام قوى الأمن الداخلي بالإنابة ومدير المخابرات.

بعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، دان المجلس بقوة التفجير الإرهابي الذي استهدف الوزير السابق محمد شطح في وسط بيروت مطاولا لبنان وسلمه الأهلي وأمن مواطنيه. وشدد المجلس على المضي قدما في التصدي لكل محاولات الإرهاب للنيل من لبنان، الذي كان وما يزال مصمما على موقفه الوطني الثابت بمكافحة الجريمة والإرهاب الذي يشكل الوجه الآخر للعدوان الإسرائيلي المستمر.

واستمع المجلس من قادة الأجهزة الأمنية الى المعلومات التي توفرت لديهم عن هذه الجريمة، والى المعلومات الإضافية عن الأعمال الإرهابية السابقة، وأكد المجلس وجوب التنسيق بين القوى الأمنية والإستمرار بالتدابير الميدانية والإستعلامية للتصدي لمثل هذه الجرائم قبل حصولها، للحفاظ على النظام وحماية المواطنين والمؤسسات والأملاك العامة والخاصة ودور العبادة ومقرات البعثات الديبلوماسية.

كما اطلع المجلس من دولة الرئيس على الإجراءات العملية التي قامت بها هيئة إدارة الكوارث لمعالجة نتائج الانفجار. كما اطلع المجلس من وزير العدل ومدعي عام التمييز على التحقيقات الأولية، وطلب من وزير العدل تحضير الاجراءات القانونية اللازمة لإحالة التفجيرات التي حصلت في الآونة الأخيرة الى المجلس العدلي.

وطلب المجلس من الهيئة العليا للاغاثة بالتنسيق مع الجيش اللبناني إحصاء الأضرار المادية تمهيدا للتعويض عنها وفقا للأصول. وبعد المداولات اتخذ المجلس القرارات المناسبة واعطى توجيهاته حيالها، كما قام بتوزيع المهام على الوزارات والإدارات والأجهزة المختصة. وأبقى المجلس على مقرراته سرية تنفيذا للقانون".

لقاء الرئيسين

وقبل انعقاد المجلس، التقى سليمان ميقاتي وجرى بحث في الأوضاع العامة، وقد انضم الى الاجتماع وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال شكيب قرطباوي.

سلام

وفي نشاطه، التقى رئيس الجمهورية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، وكان بحث في المشاورات من اجل تشكيل الحكومة العتيدة.

وفد اقتصادي

ومن زوار بعبدا، وفد اقتصادي ضم رئيس جمعية المصارف الدكتور فرنسوا باسيل، رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة محمد شقير ورئيس جمعية ترخيص الامتياز شارل عربيد، وعرضوا للوضع الاقتصادي وخطوات مواجهة المرحلة المقبلة.

 

مذكرة باعلان الحداد العام غدا على شطح

وطنية - أصدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مذكرة قضت باعلان الحداد العام غدا على الوزير السابق محمد شطح، هنا نصها: "يعلن الحداد العام يوم الأحد الواقع فيه 29 كانون الأول 2013، على فقيد لبنان السفير والوزير السابق الدكتور محمد شطح وعلى أرواح الشهداء الضحايا الذين سقطوا صباح يوم الجمعة الواقع فيه 27 كانون الأول 2013، نتيجة للتفجير الإرهابي الآثم في وسط بيروت - منطقة دار المريسة (محيط مبنى ستاركو). لذلك، تعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون لمدة ساعة ظهر هذا اليوم بما يتناسب مع هذه الواقعة الأليمة، وعلى أن يقف اللبنانيون لمدة خمس دقائق عند الساعة الثانية عشرة (12.00) ، حيثما وجدوا، استنكارا لهذه الجريمة النكراء وتعبيرا لبنانيا ووطنيا شاملا ضد الإرهاب وتضامنا مع عائلات الشهداء الأبرار والجرحى وعائلاتهم. تغمد الله الشهداء الأبرار بواسع رحمته وأنزلهم فسيح جناته".

 

إرتفاع عدد شهداء تفجير ستاركو الى سبعة بعد وفاة الشاب محمد الشعار

توفي الشاب محمد الشعار متأثرا بجراحه وهو الذي ظهر في صورة وخلفه السيارة المفخخة قبل الانفجار في ستاركو، ما يرفع عدد الشهداء في التفجير الى 7 أشخاص.

 

التحقيقات في اغتيال شطح مستمرة وصقر امر بتلسيم الجثث الى ذويها

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم ان التحقيقات في حادثة اغتيال الوزير السابق الشهيد محمد شطح تستمر باشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.

وتتركز على معرفة الاشخاص الذين انتقلت اليهم السيارة المفخخة بعدما سرقت من اصحابها. كما تتركز ايضا ويتم تحليل كاميرات المراقبة وكل الكاميرات المحيطة بمكان التفجير لجهة السيارة الرباعية الدفع التي حجزت المكان للسيارة المفخخة. هذا واتخذ القاضي صقر قرارا بتسليم جثث الضحايا والشهداء الى اصحابها.

 

الجيش: التحقيق في جريمة اغتيال شطح مازال سريا وعلى وسائل الاعلام توخي الدقة

وطنية - أصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: "تنفي قيادة الجيش نفيا قاطعا، ان تكون قد وزعت اي معلومات حول سير التحقيق الجاري في جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح، وتتمنى على وسائل الاعلام كافة توخي الدقة، في نشر المعلومات حول التحقيق الذي لا يزال سريا، وفي عهدة الاجهزة الامنية المكلفة به، بناء على اشارة القضاء المختص".

 

ويليامز: شطح خسارة كبيرة للبنان والعالم العربي

وطنية - اعتبر المنسق السابق للأمم المتحدة في لبنان لورد مايكل ويليامز، في بيان، ان "رحيل الوزير السابق محمد شطح خسارة كبيرة للبنان والعالم العربي المعاصر"، مؤكدا انه "خلال سنوات عملي في لبنان، كان شطح أحكم المستشارين".

 

المكتب الإعلامي لسلام: لم يقل لا تلميحا ولا تصريحا إنه سيعتذر إذا انعقد مجلس الوزراء

وطنية - نفى المكتب الإعلامي للرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، كلاما منسوبا إليه بأنه سيعتذر إذا انعقد مجلس الوزراء. وجاء في بيان أصدره المكتب: "تعليقا على كلام نقلته "المؤسسة اللبنانية للارسال" عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ومفاده ان عدم دعوته الى عقد جلسة لمجلس الوزراء يعود إلى سببين: الأول ان الأولوية لتشكيل حكومة ولا نريد مشكلة اضافية، والثاني ان الرئيس المكلف تمام سلام أعلن انه سيعتذر اذا انعقد مجلس الوزراء. يهمنا ان نؤكد ان الكلام المنسوب إلى الرئيس تمام سلام لا أساس له من الصحة، وانه لم يصدر عنه اي قول من هذا القبيل لا تلميحا ولا تصريحا".

 

 

السنيورة: نؤمن بالحوار والبلد سيبقى صامدا رغم القتل والارهاب

وطنية - أكد رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أن "البلد سيبقى صامدا مهما استعملوا العنف والقتل والارهاب، وسيبقى التزامنا بالمبادىء التي قام عليها لبنان مستمرا، وهذه الاعمال لن تنال من اللبنانيين وإيمانهم بلبنان وبضرورة عودة الدولة صاحبة السلطة الوحيدة على كامل الاراضي". وقال في حديث إلى تلفزيون "المستقبل" خلال تقبل التعازي بالشهيد محمد شطح في مسجد محمد الأمين: "هناك في لبنان مجموعتان من المشاكل والقضايا التي يجب التطرق إليها. المجموعة الاولى تتعلق بنظرة "حزب الله" الى الدولة وسلاحه وتورطه في المعارك السورية، وما يسود من انقسام بين اللبنانيين حولها، لذلك كان الرأي أنه يجب إحالة كل المسائل المتعلقة بهذه المجموعة الى طاولة الحوار، وصحيح اننا لم نحقق أي أمر نتيجة الحوار منذ عام 2006 وأننا اتفقنا على عدد من القضايا ولم يجر تنفيذ أي منها، وآخر هذه الامور العودة عما اتفقنا عليه في "اعلان بعبدا"، لكن على الرغم من ذلك نؤمن بوجوب السير في طريق الحوار، ومقاربتنا في الأساس مقاربة سليمة وسياسية، وليست بأي طريقة من الطرق عنفية. هذه المسائل يجب أن تحال الى الحوار، وإن يكن صحيحا انه لا يمكن تحقيق شيء، ولكن في ذلك اصرار منا على مد اليد والحوار والتحاور مع الآخرين وتجنب القطيعة". أضاف: "المجموعة الثانية من المشاكل تتعلق بإدارة الدولة والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، وهذا ما يحتاج إلى طرق من اجل خفض مستويات التوتر. في الماضي، إن في حكومتي الثانية أو حكومة الرئيس سعد الحريري أو حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لم يتحقق أي من هذه الامور، وفي تاريخ لبنان هناك تجارب عديدة من الحكومات المؤلفة من غير الحزبيين، لذا نحن نقترح حكومة من غير الحزبيين تؤدي إلى معالجة هذه المشاكل, وما زلنا عند اقتراحنا، وفي ضوء متغيرات الامس هناك وجهات نظر تعرض في هذا الشأن، وينبغي التوقف عندها، لكن يبقى الطرح الاساسي هو المطروح".

وعما يشاع عن اقتراب الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام من تشكيل الحكومة، قال: "لدينا ثلاثة أيام من التعازي، وبعدها نرى كيف نعالج الأمور".

            

بالصور - حزب الله ينعي قتيلين جدد في سوريا

نعى حزب الله اليوم اثنين من عناصره الذين قضوا في سوريا وهما حسين موسى بركات الملقب بـ “أبو حمزة”، وهو من بلدة الغازية الجنوبية وشيع عند ال 9:30 من صباح اليوم الى جبانة بلدته. والعنصر وحيد عرب الملقب بـ”سامر نجم” وهو من بلدة ليف الجنوبية وسيشع عند ظهر اليوم في روضة الشهيدين الجديدة.

 

لبنان: اتفاق بين سليمان وسلام على تسريع تأليف حكومة «ترعى الأمن»

الحريري طالب بتمثيل «14 آذار» فقط.. وجنبلاط متمسك بـ«صيغة وطنية»

بيروت: ليال أبو رحال/الشرق الأوسط

استنفر الرئيس اللبناني ميشال سليمان، والرئيس المكلف تمام سلام، أمس، جهودهما من أجل وضع تشكيل الحكومة اللبنانية على «نار حامية»، غداة اغتيال وزير المال السابق محمد شطح، أحد أبرز مستشاري رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ورفع الأخير من سقف شروطه الحكومية، من المطالبة بحكومة «حيادية» إلى حكومة تضم حصرا ممثلين عن «14 آذار» وتستثني حزب الله الذي اتهمه ضمنيا باغتيال شطح.

وفي حين كشفت مصادر سلام لـ«الشرق الأوسط»، بشأن الاجتماع التشاوري الذي عقده الرئيس المكلف والرئيس اللبناني أمس، أن «موضوع التشكيلة الحكومية وضع على نار حامية والنقاش تمحور حول الإقدام على تشكيل حكومة تتولى مصالح الناس وشؤون الأمن»، أكدت مصادر الرئيس اللبناني لـ«الشرق الأوسط» أن «البحث جدي بأنه آن الأوان لتشكيل الحكومة»، لكنه قال إنه «لا بحث جديا بعد في صيغة الحكومة، والأمر متوقف على همّة الرئيس المكلف». واعتبرت مصادر سلام أن «مسألة التأليف وصلت إلى خواتيمها واستُنفدت المحاولات كافة لإيجاد صيغة مشتركة»، مشيرة إلى أن مشاورات سليمان وسلام أمس تأتي استكمالا لما سبق أن أعلنه سليمان من بكركي، في إشارة إلى مواقف يوم عيد الميلاد، لناحية تحديده موعد 25 مارس (آذار) المقبل موعدا نهائيا لتأليف الحكومة، معتبرا إياه «خطا أحمر»، إذ «لا يجوز تعطيل الديمقراطية كرمى لأحد». وأشارت إلى أن «كل القوى تضع فيتوهات، وهذا هو المأزق، وبالتالي لا بد من إيجاد صيغة بين الرئيسين». وفي حين رفضت الخوض في تفاصيل حول شكل الحكومة وصيغتها، قالت المصادر ذاتها إن «التوجه للإقدام على تشكيل حكومة تتولى شؤون الأمن ومصالح الناس بات أمرا ملحا، على أن تُترك القضايا الخلافية لهيئة الحوار الوطني بين مختلف الأفرقاء السياسيين». وشددت مصادر سلام على أنه «لم يعد جائزا إبقاء البلد لوقت أطول من دون حكومة، في ظل التردي الأمني وآخر فصوله اغتيال شطح، فضلا عن الشلل السياسي وتعطيل المؤسسات». ورأت أن «كل ذلك يجعل البلد غير محصن، ويتيح الفرصة لمخططي الهجمات الإرهابية، بغض النظر عن هويتهم، للاستفادة من حالة التحلل القائمة»، مضيفة «حان الوقت لحكومة تلم الوضع». وصعدت قوى «14 آذار» من سقف مطالبها الحكومية، إثر اغتيال شطح أول من أمس، مطالبة باستبعاد حزب الله عن التشكيلة الحكومية. ويراهن قياديون في صفوف هذا الفريق وتراهن قوى 14 آذار على الرئيسين سليمان وسلام لتشكيل حكومة تسمى بـ«حكومة الأمر الواقع»، من دون الوقوف عند آراء الأفرقاء السياسيين. لكن وبحسب الدستور اللبناني، لا يمكن لأي حكومة أن تباشر عملها وتمارس صلاحياتها قبل المرور في البرلمان اللبناني والحصول على ثقة أكثرية الثلثين من أعضائه. لكن في الوضع الراهن وفي ظل الانقسامات القائمة على الساحة اللبنانية، لا يمكن لأي حكومة الحصول على ثقة أكثرية ثلثي أعضاء البرلمان من دون كتلة النائب الدرزي وليد جنبلاط، لأن فريقي الصراع، أي 8 و14 آذار، لا يملكان الأكثرية المطلقة، مما يعني أن من شأن أصوات نواب جنبلاط أن ترجح الكفة لصالح هذا الفريق أو ذاك.

وفي موازاة مطالبة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بصيغة حكومية تستثني حزب الله وحلفاءه في «8 آذار»، رد جنبلاط سريعا بالدعوة إلى «تجنب الفتنة» وإلى «تسوية تقوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية»، أي حكومة تضم كل الأفرقاء السياسيين، وهو ما يتمسك به حزب الله. وأكد الحريري، في مداخلة تلفزيونية ليل الجمعة - السبت، أنه «لا شيء سيخيفنا أو يردعنا عن المطالبة بلبنان أولا»، وقال «على العكس. بالأمس، كنا نطالب بحكومة حيادية، قد نطالب غدا بحكومة من 14 آذار». لكن رئيس كتلة المستقبل البرلمانية، رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، جدد أمس اقتراح «حكومة من غير الحزبيين»، لافتا إلى أنه «في ضوء متغيرات هناك وجهات نظر تعرض في هذا الشأن، وينبغي التوقف عندها، لكن يبقى الطرح الأساسي هو المطروح».

وبدا حلفاء المستقبل المسيحيين أكثر تشددا في مطالبهم، حيث اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه «ما دام فريق 14 آذار هو المستهدف، فأقل الإيمان أن يتسلم المفاصل والوزارات الأمنية في الحكومة»، فيما قال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس «لم نعد نريد حكومة حيادية، نريد حكومة تكون فيها الحقائب الأمنية لقوى 14 آذار لنتمكن من حماية أنفسنا وحماية المواطن اللبناني».

وسبق أن تولى وزراء محسوبون على الرئيس اللبناني حقيبة «الداخلية» في حكومات نجيب ميقاتي (مروان شربل) والحريري وفؤاد السنيورة (زياد بارود)، بعد أن تسلم وزيرا «المستقبل» حسن السبع وأحمد فتفت الحقيبة ذاتها في أول حكومتين بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في فبراير (شباط) 2005. ودرجت العادة قبل هذا التاريخ على أن يتولى مقربون من النظام السوري حقيبة الداخلية، وكان آخرهم عند اغتيال الحريري الوزير الأسبق سليمان فرنجية، الحليف المسيحي الأقوى للرئيس السوري بشار الأسد. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي شدد أمس على أن «الأولوية لتشكيل حكومة»، مشيرا إلى أنه «لم يدع لاجتماع مجلس الوزراء لأننا لا نريد مشكلة إضافية، خصوصا أن الرئيس سلام أعلن أنه سيعتذر إذا انعقد مجلس الوزراء». واعتبر ميقاتي في كلمة بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع أمس، أن «تشكيل حكومة جديدة بات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، لأن الظرف استثنائي ويحتاج إلى حكومة لا تستثني أحدا»، مشددا على أنه «لا يجوز الاستمرار في دوامة الشروط والشروط المضادة».

 

الحريري: قد نطالب بحكومة "14 آذار" ومن يتكبر على اللبنانيين "سـيفك رقبته"

اعتبر رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري أنه " يمكن ان نطالب بحكومة 14 آذار في الايام المقبلة"، مردفاً أن "الذي يتكبر علينا وعلى اللبنانيين لن يصل الى المكان الذي يريد، بل سيقع في النهاية "ويفك رقبته".

وأشار الحريري في مداخلة له عبر قناة الـLBCI، الجمعة، الى أن "(وزير المالية السابق ومستشار الحريري) محمد شطح يدعونا دائما الى الحوار حتى وان وجدت صعوبات من قبل الطرف الآخر بالتحدي، وكان يقول انك اذا اردت التحاور معي فلتتحاور مع الذين انت مختلف معهم، وكنا وقتها جاهزين للحوار، لكن كنا بحاجة الى من يسمع ويتفاعل مع هذا الحوار". ولفت الى أن "عمليات الاغتيال لن تخيفنا ولن تردعنا عن المطالبة بلبنان اولا، ولن توقف في لحظة من اللحظات المحكمة الدولية"، مضيفاً " كنا نطالب بحكومة حيادية، ربما نطالب بأمر آخر الآن، اذ يمكن ان نطالب بحكومة 14 آذار في الايام المقبلة". واكد الحريري أن "هذا الاغتيال في وضح النهار لن يذهب سدى ولا يفكرن احد انه سيذهب سدى، ومن يظن انه كبير ويحمل سلاحاً وانه يستطيع القيام بما يشاء في لبنان لن يستطيع القيام بشيء. واذا اردنا ان نكون متطرفين سنكون متطرفين للاعتدال، والاعتدال لا يعني ان ليس لدينا موقفاً بلى لدينا مواقف". كذلك، رأى الحريري في مداخلة هاتفية له عبر قناة "المستقبل"، أن "الذي يتكبر علينا وعلى اللبنانيين لن يصل الى المكان الذي يريد، بل سيقع في النهاية "ويفك رقبته". وأضاف "نحن لسنا "حبتين" ولن نستسلم". وأشار الى أن"القتل هو جُبن، ولا يستطيعون ان يوصلوا الرسالة، يريدون ان يتخلصوا منا جسدياً وهذا يزيد من عزيمتنا كي نستطيع القيام بما استشهدوا من اجله، إن شطح أو كل شهداء ثورة الأرز". وكان الحريري قد أشار في بيان له عقب عملية الإغتيال صباح الجمعة، الى أن ""الذين قتلوا محمد شطح هم الذين اغتالوا (رئيس الحكومة السابق) رفيق الحريري، والذين يريدون اغتيال لبنان"، مردفاً أن " المتهمين هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية"، ومؤكداً أن "اسم شطح سيكون مدويا في افتتاح جلسات المحكمة الدولية". وأكد الحريري في بيان له الجمعة أن "الاغتيال رسالة إرهابية جديدة لنا، نحن أحرار لبنان في تيار المستقبل وقوى ١٤ آذار"، مردفاً أنه "الحقد بعينه على أي إنسان يحمل رايات الرئيس الشهيد رفيق الحريري وينادي بقيام دولة لا شريك لها في القرار الوطني". وأشار الى أن "شطح غصن كبير يسقط من شجرة رفيق الحريري وجرح عميق أصابنا في قلوبنا، وعقل متوقد بأفكار الخير والسلام والعدالة، خطط لتفجيره أعداء الخير والسلام والعدالة". وأكد أن "اسم شطح سيكون مدويا في افتتاح جلسات المحكمة الدولية بعد ايام في لاهاي، وسيبقى هذا الاسم منارة متوهجة من منارات لبنان الحضارة والتقدم والمستقبل". يشار الى أن انفجاراً وقع عند العاشرة الا ثلث من صباح الجمعة في منطقة ستاركة بوسط بيروت قرب بيت الوسط استهدف شطح وأودى بحياته، فضلاً عن سقوط 15 شخصاً بين قتيل وجريح. وكانت قد قررت المحكمة إجراء المحاكمات الغيابية في 16 كانون الثاني المقبل.

 

ميقاتي تبلغ من هيل تضامن واشنطن مع لبنان في هذا الظرف الصعب

وطنية - استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، السفير الأميركي دايفيد هيل، بعد ظهر اليوم في السرايا، وتم البحث في التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.

وفي خلال اللقاء عبر السفير الأميركي عن تعازيه باغتيال الوزير السابق محمد شطح، وعن تضامن الولايات المتحدة الأميركية مع لبنان في هذا الظرف الصعب".

نصري خوري

 

واستقبل ميقاتي الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري، وبحث معه في عمل الأمانة العامة للمجلس والملفات المطروحة.

حمود وصقر

والتقى أيضا المدعي العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اللذين وضعاه في أجواء التحقيقات الجارية في ملف اغتيال شطح، وسائر التحقيقات في الجرائم والتفجيرات التي حصلت مؤخرا. وشدد ميقاتي على الاسراع في التحقيقات لتبيان العدالة واحالة المرتكبين على القضاء.

ابراهيم

كما استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وعرض معه الأوضاع الأمنية.

 

الرياض والدوحة وواشنطن تدين الاعتداء "الإرهابي المشين"

بان كي مون ومجلس الأمن يعربان عن القلق على الاستقرار

عواصم - وكالات: دانت المملكة العربية السعودية وقطر والولايات المتحدة "التفجير الارهابي" بالسيارة المفخخة الذي وقع في وسط بيروت وأودى بحياة الوزير السابق محمد شطح. ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر سعودي مسؤول قوله إن "المملكة العربية السعودية تابعت بقلق وانزعاج كبيرين حادث التفجير الإرهابي الشنيع الذي شهدته بيروت, وذهب ضحيته عدد من الأرواح البريئة والمصابين". وأضاف ان "المملكة إذ تستنكر وبشدة هذا العمل الإجرامي الجبان, فإنها في نفس الوقت تجدد دعوتها لكافة الأطراف اللبنانية بالاستماع إلى لغة العقل والمنطق وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية الضيقة, التي ما فتئت تستنزف لبنان ومقدراته وتهدد أمن واستقرار شعبه". وأوضح المصدر ان السعودية "تؤكد على ضرورة بسط سلطة الدولة وجيشها على الأراضي اللبنانية لإيقاف هذا العبث بأمن لبنان واللبنانيين". بدورها, دانت قطر ايضا الهجوم, حيث جاء في بيان لوزارة الخارجية إن "دولة قطر تدين بشدة مثل هذه الاعمال الاجرامية التي تتناقض مع كل القيم الانسانية, والتي من شأنها جر المنطقة الى الفوضى وعدم الاستقرار". وشددت الوزارة في بيانها الذي اوردته وكالة الانباء القطرية, على "موقف دولة قطر الثابت بنبذ العنف بمختلف أشكاله وصوره أيا كان مصدره ودوافعه". وفي واشنطن, دان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاعتداء "الارهابي المشين". وقال كيري في بيان إن "اغتيال" شطح يعتبر "خسارة فظيعة للبنان وللشعب اللبناني والولايات المتحدة". وأضاف كيري الذي يعرف شطح منذ كان سيناتورا اميركيا, ان الوزير اللبناني السابق كان "صوتا عقلانيا ومسؤولا ومعتدلا, وكان يدعو الى لبنان موحد من دون عنف طائفي ولا تدخلات تزعزع استقراره". وشدد على ان الادارة الاميركية "تدعم لبنان لإحالة المسؤولين عن هذا الاعتداء الحاقد والجبان الى القضاء", داعيا الى الحفاظ على "سيادة لبنان واستقراره". إلى ذلك, أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن عن القلق من زعزعة الاستقرار في لبنان بعد اغتيال الشهيد محمد شطح. وقال بان كي مون ان المجتمع الدولي مصمم على الدفاع عن "امن واستقرار" لبنان بعد التفجير الذي اودى بحياة شطح. ودان الامين العام "بأقصى العبارات" هذا الاعتداء. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسركي ان "الامين العام يشعر بقلق شديد حيال اعمال الارهاب في لبنان التي تشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار البلاد والتلاحم الوطني". واشاد بان كي مون بجهود السلطات اللبنانية وقوات الامن في "حماية البلاد من تأثير الازمة في سورية المجاورة", داعيا جميع الاطراف الى ضبط النفس. وكرر الامين العام "تصميم المجتمع الدولي على الدفاع عن امن واستقرار لبنان". واشاد بان كي مون بمحمد شطح, معتبرا انه "صوت دعا بلا كلل الى التسامح والتنوع والاعتدال" وأن موته "يشكل خسارة رهيبة للبنان". من جهته, دعا مجلس الامن في بيان اللبنانيين الى "الحفاظ على وحدتهم الوطنية بمواجهة محاولات زعزعة الاستقرار". وشدد على أهمية "احترام وحدة البلد وعدم التورط في الازمة السورية".

 

اوغاسبيان: اللبنانيون متخوفون من مرحلة ارهابية كبيرة مقبلة

وطنية - اعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب جان اوغاسبيان، في حديث الى اذاعة "صوت المدى"، أن اغتيال الوزير السابق محمد شطح "أتى في ظل احتدام الخلافات والانقسامات السياسية حول 4 مسائل اساسية: انغماس حزب الله في الحرب السورية، الخلاف حول تشكيل الحكومة الجديدة وعودة الحزب الى اعتماد موجة التهويل، اقتراب موعد انطلاق المحاكمات في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانتخاب رئيس جديد للجمهورية". ورأى أن "القرار الذي اتخذ في المجلس الاعلى للدفاع والذي دعا الى احالة التفجيرات على المجلس العدلي، جيد ومطلوب، لكن هذا لا يمنع احالة هذه الجريمة على المحكمة الدولية، فنحن نعتبر أنها تقع في خانة الاغتيالات التي طالت شخصيات قوى 14 آذار". وقال: "جميع اللبنانيين متخوفين من مرحلة ارهابية كبيرة مقبلة، في ظل غياب ضمانات وضوابط عربية وعدم ادراج لبنان في سلم الاولويات الاممية. ثمة من يسعى لجعل لبنان ساحة حرب ودمار وتطرف". أضاف: "لا يمكن انتظام العمل السياسي في البلد في ظل وجود فريق يملك سلاحا، لذا نحن بحاجة لهيئة الحوار ولبحث المسائل بجدية لأن الأمور لا تحصل بالتهويل".

وتابع: "الشهيد شطح كان موضع ثقة عند الكثيرين من قيادات 14 آذار، وكان احد كبار مستشاري الرئيس سعد الحريري، وهو صديق، ومستشار أساسي للرئيس فؤاد السنيورة، وهو قد يكون دفع ثمن برنامج ومشروع كان يسوق في 14 آذار وهو تحييد لبنان". وذكر أن شطح "كان السباق منذ بداية الحرب السورية في التحذير من أنها قد تدوم لسنوات طويلة، كما كان دائما يقول أن لبنان سيتأثر سياسيا وديموغرافيا واقتصاديا وامنيا وعسكريا، بالتالي لا يمكن انتظار انتهاء الحرب السورية لايجاد حلول للداخل اللبناني". من جهة أخرى، رأى أن "أهمية تيار المستقبل هي في وجود النقاشات الدائمة والواضحة فيه، والتزام الجميع بالقرارات التي تتخذ"، موضحا أن "موقفنا من الحكومة واضح فنحن نطالب بحكومة حيادية". وشدد على انه "لا يمكن لأحد ان يجبرنا أن نكون في خانة دول الممانعة"، متسائلا "عن اي ممانعة يتحدثون؟ فالايراني تخلى عن النووي، والسوري عن الكيماوي، واسرائيل تتوسع بالاستيطان، والحرب ضد الشيطان الاكبر انتهت واصبحت ضد الارهاب والتكفيرين، خلقوا عدوا جديدا". وختم اوغاسبيان: "الاغتيالات تطال فريقنا السياسي، ومن حقنا كسياسيين نتعرض لهذه الاغتيالات ان نقوم بإتهام سياسي. الاغتيالات مرفوضة بالنسبة الينا".

 

فتفت: مستمرون في مشروع الشهيد شطح مهما كانت التضحيات لن يكون هناك أمن في لبنان ولا استقرار طالما هناك سلاح خارج سلطة الدولة

وطنية - رأى عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت، أن "هناك هاجسا أمنيا كبيرا لا يمكن تبديده الآن بسهولة، بعد عودة الاغتيالات، إلا إذا قبل "حزب الله"، المتهم الرئيسي في هذه القضية، بأن يرضخ للعدالتين الدولية واللبنانية، وأن يسلم سلاحه الى الدولة". وقال، في حديث إلى قناة "العربية": "طالما ان هناك سلاحا متفلتا خارج الدولة اللبنانية، لن يكون هناك أمن في لبنان ولا استقرار". وقال "حزب الله جرنا إلى الحرب السورية على الرغم من أنف اللبنانيين، واتخذ قرار القتال في سوريا ضد الشعب السوري، وهو الآن متهم رئيسي في قضية اغتيال الشهيد محمد شطح، لأنه يرفض التعاون مع المحكمة الدولية، ويرفض تسليمها المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، كما يرفض تسليم محمود الحايك المتهم بتدبير محاولة اغتيال النائب بطرس حرب إلى القضاء اللبناني. والأهم من ذلك أن "حزب الله" يرفض التعاون مع منطق الدولة اللبنانية ويوجه التهديدات الدائمة من حسن نصرالله ونعيم قاسم وحلفائه". أضاف: "نحن في وضع صعب جدا، وكنا ننتظر ان يظهر الاتفاق الدولي، الذي حصل مع ايران، بوادر خير، ولكن يبدو ان انعكاسه على لبنان حتى الآن سيء جدا، وبدأنا نجر ذيول تدخل "حزب الله" في سوريا، وذيول التفكير الميليشيوي والتفكير الالغائي السائد اليوم لدى الحزب".

وتحدث عن وجود "نية واضحة لدى "حزب الله" لالغاء حتى أكبر اعتدال في لبنان، إذ لم يكن بالامكان ان يكون هناك شخص اكثر اعتدالا من الشهيد محمد شطح، وعلى الرغم من ذلك جرى إغتياله بالأمس".

وسأل: "هل يريدون قتل الاعتدال وجر لبنان الى الحرب والفوضى وتدمير المؤسسات اللبنانية واقفال المجلس النيابي وعدم تأليف حكومة وربما سنصل بعد اربعة اشهر الى عدم امكان انتخاب رئيس للجمهورية وعند ذلك سيصبح الأمر للأقوى بسلاحه و"حزب الله" يعتبر انه سيكون الأقوى، لكنني اعتقد انه سيجر عليه ذيول الخيبة والدمار كما يحصل في سوريا الآن".

ورأى فتفت على أن "الحل الوحيد هو الذهاب باتجاه العملية السياسية التي كان يدرسها الشهيد شطح، اي تحييد لبنان فعليا عما يجري في المنطقة من خلال الالتزام بالقرارات الدولية كالقرار 1701 واعلان بعبدا".

واوضح ان "السبيل الى ذلك بأن تكون هناك قوى سياسية كبيرة، ونحن بدأنا تحركا على هذا المستوى باتجاه الدول العربية دول مجلس الأمن الدول زائد ألمانيا التي فاوضت ايران لكي يكون هناك دعم لفكرة تحييد لبنان، ولكن هذا يحتاج ايضا الى توافق داخلي، ويبدو ان "حزب الله" يرفض حتى هذه اللحظة التوافق الداخلي، ولا ندري ما اذا كانت حساباته مجرد حسابات داخلية او ربما هي حسابات ايرانية، بمعنى انه ينتمي الى "الحرس الثوري"، وربما انه يحاول تقويض ما يجري بين ايران والدول الغربية لكي يمهد لسيطرة "الحرس الثوري" على ايران والمنطقة. نحن أمام مرحلة صعبة جدا تصعب قراءتها اذا لم تحسن النيات لدى "حزب الله" في الداخل اللبناني".

واعلن أن "قوى الرابع عشر من آذار بدأت بالتحرك وربما ذهب الوزير شطح ضحية هذا التحرك لتحييد لبنان ولالتزام ايران والمجتمع الدولي بالقرارات الدولية، خصوصا القرار1701، بمعنى ان تكون هناك قوات دولية عند الحدود مع سوريا كما هي موجودة عند الحدود مع فلسطين المحتلة، وتحييد لبنان عن الصراع في المنطقة عبر "اعلان بعبدا"، الذي تبناه مجلس الأمن".

وتابع فتفت في هذا السياق: "لن نتحرك كـ"تيار مستقبل"، بل سنتحرك كقوى الرابع عشر من آذار ومع كل اللبنانيين المستعدين لدعم هذه الخطوة من اجل انقاذ لبنان. والخطوة المطلوبة الآن خطوة انقاذية حقيقية، والوزير شطح كان سار بشكل متقدم في هذا المشروع وربما هذا ما سرع في قتله، لأنه كان انجز مشروعا سياسيا أسماه القضية اللبنانية، وكان قد عرضه على البطريرك بشارة الراعي، وعلى القوى السياسية في الرابع عشر من آذار، والجميع وافق عليه". وأشار إلى أن "الأسس التي سننطلق منها هي تلك التي تركها لنا الشهيد شطح، والقرار السياسي في قوى الرابع عشر من آذار، ونحن سنستمر مهما كانت التضحيات، ونعلم ان حياتنا جميعا معرضة للخطر، ولكن هناك استعداد للتضحية لأن هذا البلد لا يمكن انقاذه الا بالتضحية الفعلية. نحن في مرحلة حرجة لكننا مصممون ومستمرون في معركة الدفاع السلمي والسياسي عن لبنان في وجه السلاح الغاصب".

وفي شأن الحكومة قال فتفت: "نحن نحاول منذ أشهر عدة ان تنجز حكومة اسميناها حكومة حيادية لا نشارك نحن فيها ولا "حزب الله"، على أمل ان تدير هذه الحكومة الشأن الداخلي، وان تساعد في دعم الاقتصاد اللبناني، وانقاذ كل ما يمكن انقاذه على الصعيد الداخلي، ولكن "حزب الله" يضع كل العراقيل الممكنة، وهو مصر على المشاركة في الحكومة، وعلى فرض رأيه، ويريد الثلث المعطل في الحكومة، اي ان يتمكن من حق "الفيتو" دائما فيها واسقاطها عندما يريد، وهو مصر ايضا على ان نشارك وان نبارك خطواته في سوريا فيما يرفض ان نناقش تدخله في سوريا. حزب الله يتحدث عن المشاركة لكنه يفرض كل شيء على الآخرين ويقول، اما ان تقبلوا بما اريد والا الويل والثبور وعظائم الأمور، وهذا ما رأيناه بالأمس".

ورأى أن "عدم وجود حكومة سيؤدي الى مزيد من الاهتراء، وعلى الرغم من كل ذلك فإن الحكومة لن تنقذ كل شيء، لأن ذلك يتطلب تحييد لبنان عما يجري حوله، اي ان نكون حياديين عما يجري في المنطقة ما عدا القضية الفلسطينية". واسترسل: "حزب الله يسعى إلى الدمار في لبنان، لأنه يرى انه الوسيلة الوحيدة لكي يتمكن من السيطرة على البلد والهيمنة عليه خدمة للمشروع الايراني في المنطقة. ليس هناك سبيل كامل مئة في المئة لايقاف الاغتيالات في لبنان، هناك وسائل الوقاية التي نعتمدها نحن على صعيدنا كسياسيين ونحاول ان نتقي شر المغتالين الذين يتجولون في شوارعنا ويحملون السلاح تحت عنوان المقاومة".

واعرب عن إعتقاده أن "الدولة والاجهزة الامنية اللبنانية عليها مسؤولية، وان المجتمع الدولي قصر جدا بحقنا عندما أعاد الاعتبار لعلاقته مع نظام بشار الأسد ومع "حزب الله" من دون أن يأخذ في عين الاعتبار ما يصيب لبنان واللبنانيين من مصائب نتيجة سياسة الرئيس الأسد و"حزب الله".

وختم فتفت: "هناك واجب على الدول العربية والمجتمع الدولي بأن تقوم بخطوات كبيرة لحماية لبنان، وربما قد تكون الخطوة الاهم ان يجتمع مجلس الامن الدولي ليعيد تفعيل المحكمة الدولية، ونحن نطالب بنشر القوات الدولية عند الحدود مع سوريا لمنع مرور السلاح والمسلحين من لبنان ومن سوريا".

 

فارس سعيد: لحكومة تضم ممثلين عن 14 آذار ووسطيين فقط

طالبت قيادات في قوى 14 آذار المناهضة لدمشق بتشكيل حكومة من دون حزب الله الذي تتهمه بسلسلة اغتيالات في لبنان طال آخرها الجمعة الوزير السابق محمد شطح، وذلك بعد اكثر من ثمانية اشهر من الفراغ الحكومي. وقال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد لوكالة فرانس برس اليوم السبت "طرحنا فكرة تشكيل حكومة تضم ممثلين عن فريقنا ووسطيين. لم نعد نريد حكومة حيادية، نريد حكومة تكون فيها الحقائب الامنية لقوى 14 آذار لنتمكن من حماية انفسنا وحماية المواطن اللبناني". واشار الى ان الطرح "قيد الدرس تمهيدا لاحتمال تبنيه رسميا" من تحالف الشخصيات والاحزاب الذي كان ينتمي اليه شطح.

واستقالت حكومة تصريف الاعمال الحالية التي يرأسها نجيب ميقاتي في 22 آذار2013، وسمي النائب تمام سلام المنتمي الى تحالف قوى 14 آذار لتشكيل حكومة جديدة. لكن لم يتمكن من انجاز ذلك بسبب الضغوط التي يمارسها حزب الله المطالب بحكومة وحدة وطنية. ورفضت قوى 14 آذار منذ البداية المشاركة في حكومة الى جانب حزب الله، وطرحت تشكيل حكومة حيادية من مستقلين او تكنوقراط. بعد اغتيال محمد شطح امس في تفجير ضخم في بيروت، وجهت قوى 14 آذار اصابع الاتهام الى حزب الله المدعوم من ايران والى النظام السوري، وسجل تصعيد في المواقف من الحكومة. وقال سعيد "الموضوع لا ينحصر بالمسألة الحكومية. محمد شطح لم يستشهد من اجل حكومة، بل استشهد لان هذا البلد هو اسير الحرس الثوري الايراني ومحاولة عودة الاحتلال السوري". وتابع "الحكومة جزء من حالة مقاومة مدنية لبنانية في وجه هذا الاحتلال". وحزب الله هو القوة الوحيدة في لبنان التي تملك ترسانة عسكرية، غير القوات الشرعية. ويتهمه خصومه باستخدام هذا السلاح للضغط وفرض ارادته على الحياة السياسية. واوضح سعيد ان قوى 14 آذار "لم تترك مبادرة لم تقم بها تجاه حزب الله، حكومات وحدة وطنية وتسويات وانتخابات وفق لقوانين توافقية وطاولات حوار... كل ذلك من أجل اقناعه بعدم استخدام العنف والقتل لتنفيذ مآربه السياسية، لكن آلة القتل لم تتوقف، وذلك منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة قبل عشر سنوات". وتابع "لا نريد ان نبقى مكشوفين- ليس فقط كقوى 14 آذار انما كمواطنين- كاهداف بشرية امام آلة قتل حزب الله". ونجا حمادة من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة في تشرين الاول 2004. وقتل بعده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري و22 شخصا آخرين في تفجير انتحاري في وسط بيروت في شباط 2005، ما اثار موجة من الغضب الشعبي والتضامن الدولي نجحت في اخراج الجيش السوري من لبنان بعد حوالى ثلاثين سنة من التواجد. وتلت ذلك تفجيرات واغتيالات نالت من تسع شخصيات سياسية واعلامية في قوى 14 آذار، بالاضافة الى ثلاث شخصيات عسكرية وامنية، اثنتان منها محسوبتان على تيار الحريري. ووجهت المحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت بموجب قرار من مجلس الامن وتتخذ من لايدشندام قرب لاهاي مقرا وتنظر في اغتيال الحريري اتهامات الى خمسة عناصر من حزب الله بالتورط في العملية.

مصدروكالة الصحافة الفرنسية.

 

زهرا: بعدما استهلكوا التهديدات عادوا الى الاغتيالات ولن نتردد في بذل كل ما يجب لكي نؤمن الاستقرار

وطنية - أكد النائب انطوان زهرا ان "القوات اللبنانية لن تتردد في بذل كل ما يجب لكي تؤمن الاستقرار والحياة الكريمة لعائلتنا ومجتمعنا وبلدنا وعلى الرغم من كل ما عانيناه فإننا لم نصل بعد الى هذا الهدف، واليوم تحديدا رأينا ضربة جديدة للقتلة في اغتيال الوزير محمد شطح ولا أدري ما إذا كان هذا هو الرد العملي على اعتبار إعلان طرابلس هو إعلان حرب، ولا أعرف ما اذا كان هذا أول رد على التحذير بأن "ما تمزحوا معانا" و"ما تجربونا" و"مش فاضينلكم". وقال خلال لقاء بتروني دعا اليه رفيق ابراهيم وحضره منسق منطقة البترون في القوات الدكتور شفيق نعمه ومسؤولون قواتيون: "من يصنف الاعلان الحضاري الذي صدر عن لقاء طرابلس الاسبوع الماضي بأنه اعلان حرب، فان اقل شيء يمكن ان نتوقعه منه هو ان يستهدف من اعلنوا اعلان طرابلس وقالوا انها مدينة للحضارة والوفاق والانفتاح والتعايش وانها ليست "تورا بورا" ولا مركزا للارهاب، وأكيد يجب ان ننتظر من هذا الفريق ان يكمل على كل من يظهر وجها حضريا معتدلا في لبنان لكي تخلوا الساحة للتكفيريين امثاله ويبرر حمله للسلاح الى ما شاء الله".

أضاف: "ولا مرة اخطأنا في تقييم هذا الفريق ومشروعه ولا انغشينا بأن امرنا وامر بلدنا ومجتمعنا واستقرارنا يهمه، ودائما كنا نعرف ان ما يهمه هو ان نموت من الجوع ونعود الى الوراء كي يشتري الناس بتقديماته ويكونون وقودا لمشروعه غير العربي وغير الاسلامي وغير اللبناني وهو مشروع مذهبي فارسي يريد الهيمنة على الشرق لاوسط ووضع اليد بالكامل على لبنان. هم اليوم وبعد ان استنفدوا وسائل التهديد والتهويل اليومي بحق كل المعنيين، من رئيس الجمهورية الى الرئيس المكلف وقوى 14 اذار وبعد ان تبين انه نتيجة الحوار الايراني - الدولي لا يستطيعون ان ينفذوا 7 ايار جديدا وبعد ان استهلكوا التهديدات عادوا الى الاغتيالات لانهم لا يستطيعون النزول الى الارض وعرقلة معلمهم وولي امرهم ونعمتهم في ايران والذي يقيم حوارا مع العالم للعودة الى المجتمع الدولي وللتخفيف من معاناة شعبه الذي يشتكي من انه يموت جوعا فيما نصرالله وجماعاته اثرياء بأموالهم".

وتابع: "يجب ان ننتظر في كل لحظة وكلما انبرى أحد من قياداتنا واعلن ما نراه حقا وعدلا ان يستهدف، ولاننا في القوات نأخذ اقصى التدابير الممكنة فقد وصلوا في فجورهم الى بيت سمير جعجع في محاولة اغتياله التي تدخلت العناية الالهية لإفشالها. نحن جميعا مستهدفون نتيجة مواقفنا الوطنية وليس لاسباب شخصية وقد عملنا معا انتخابات في العامين 2005 و2009 والفارق الذي تحقق جاء نتيجة عملنا الجماعي الذي اثمر لاننا اولاد مؤسسة ونسعى الى قيام حزب ديموقراطي حديث وجديد في هذا الشرق الذي لم يتعود الا على احزاب تقام على مقاس مؤسسيها".

وشدد على ان "الفارق الذي تحقق عند المسيحيين في بلاد البترون معناه ان القوات متى تواجدت وعملت وتواصلت وقامت بواجباتها تصل الى حيث يجب على الرغم من ان اخصامها في السلطة يستخدمونها بشكل معيب جدا ومع ذلك لا يقنعون الناس". ودعا الى "العودة الى الاساس فشعبنا مسيس جدا وواع جدا ولا نحتاج الى الكثير ولكن لان نظامنا ديموقراطي فإننا لا نستطيع ان نكون اقل من 51 % ولذلك ليس مقبولا ألا يحرك كل منا كي نكون غالبية ويصل مشروعنا السياسي بالغالبية الشعبية". وختم زهرا: "نحن في زمن الميلاد ويتبادر الى ذهننا شيء من تراثنا المسيحي الذي هو في اساس ارشادنا، وما اجمل ان يجتمع الاخوة تحت سقف واحد".

 

قاطيشا لـ”عكاظ”: منظمة واحدة تقوم برصد قيادات 14 آذار وتحظى بتغطية من بعض الأجهزة في الدولة اللبنانية

كشف مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد الركن المتقاعد وهبي قاطيشا لـ”عكاظ” أن عملية اغتيال الوزير محمد شطح يقف خلف تنفيذها جهاز كامل يعود إما لدولة أو لمنظمة وليست عملية عدد من الأفراد.

وأضاف قاطيشا أن مثل هكذا عملية تحتاج أولا لسيارة تبعد عنها كخطوة أولى كل الشبهات حتى يمكنوا من نقلها، ثم تجري عملية تفخيخ السيارات، وفي الوقت ذاته هناك فريق يعمل بجهة مقابلة لرصد الشخصية المستهدفة والطرق التي يرتادها ورصد تحركاته، وفي يوم التنفيذ تحتاج إلى فريق آخر مهمته تأمين انسحاب الذي سيفجر السيارة عن بعد. وعن المنطقة (موقع الجريمة) المجهزة بكاميرات مراقبة قال قاطيشا: “لقد تم تأمين هذا الجانب أيضا فهذه المنظمة والتي تبدو أنها واحدة لا ثاني لها، تقوم برصد قيادات 14 آذار، وتحظى بتغطية من بعض الأجهزة في الدولة اللبنانية، وإن وجدت الكاميرات فسيتم إخفاؤها كما حصل مع أكثر من ضحية سبقت الوزير شطح، فغدا ستمتنع وزارة الاتصالات عن تسليم داتا الاتصالات، وسيتم العبث بأدوات وموقع الجريمة، نحن ننتظر كما جرت العادة إخفاء أي دليل، والسبب سياسي بحت”. المصدر: عكاظ

 

شطح في حديثه الأخير: لا يحق لإيران استعمال لبنان ساحة سياسية وأمنية

أطلق الوزير الشهيد محمد شطح في آخر حديث له عبر "مانشيت المساء" من إذاعة "صوت لبنان ـ 100.5" مساء أول من أمس، قبل ساعات قليلة على استشهاده، سلسلة من المواقف، دعا فيها الى "مواجهة تحوّل لبنان الى مرآة للأزمة السورية لأن ذلك يعتبر استسلاماً مرفوضاً"، مؤكداً أن "مهمتنا الكبرى تحييد لبنان وحمايته ممّا يحصل في سوريا بغض النظر عن شعورنا تجاه الشعب السوري". ورأى أنه "لا حق لايران ولا لأي بلد آخر باستعمال الساحة اللبنانية سياسياً وأمنياً كما يحصل". وقال: "علينا الإستعانة بما قال به القرار الدولي 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 12 آب 2006 لضبط الحدود بالتعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية المعززة لمنع تسرّب المسلحين من والى سوريا ولوقف نقل تداعيات ما يجري في سوريا على لبنان". واعتبر أنه "لا يُمكن الحديث عن دولة سيدة في حال وجود سلاح في يد بعض المجموعات داخلها، وهذا السبب الأساسي لعدم وجود حكومة رغم مرور تسعة أشهر على تكليف الرئيس تمام سلام مهمة تشكيل الحكومة الجديدة".

أضاف: "الفترة التي يعيشها لبنان اليوم مفصلية وانتقالية وهناك مشكلة حقيقية بعدم تحييده وهو يستعمل كمسرح مناسب لنزاعات حقيقية كبيرة. ويجب تحييد لبنان وإلزام الآخرين بتحييده إضافة إلى تنفيذ القرار 1701, وهذان عنصران مهمان لمعالجة ما يهدد لبنان وحمايته". وشدد على أهمية "أن تطالب الدولة اللبنانية عبر المرافق الدولية بالتزام الفرقاء بتحييد لبنان"، معتبراً أنه "لا حق لإيران ولا لأي بلد آخر باستعمال الساحة اللبنانية سياسياً وأمنياً كما يحصل". واستبعد حلاً في سوريا في الوقت القريب، مؤكداً أن "النظام السوري لا يمكن أن يحكم سوريا من جديد ولا شراكة معه في الحكم في المرحلة المقبلة". وقال: "السلطة السورية تعودت في سوريا وإلى درجة كبيرة في لبنان لمدة 30 عاماً على ادارة الأضداد ومن كانوا معها بطريقة ليس لها مثيل في التاريخ. وهذا النظام بطبيعته أمني وهو استثنائي لجهة الجذور الأمنية التي خلقها في المجتمع وهو قال منذ اليوم انه سيذهب ويأخذ البلد معه". وأسف "لاستعمال الأرض السورية كساحة أساسية لمحاربة الحركات التكفيرية التي تستعمل كـ"غول" لدفع دول الغرب الى طلب الشراكة مع ايران وحزب الله كي يحصلوا على نوع من الشرعية لوجودهم، والنظام السوري هو من سهّل وصول هذه الحركات الى سوريا". ورأى أن "إيران هي اللاعب الأساسي في سوريا مباشرة وعبر حزب الله، ومؤتمر جنيف 2 لن يكون محطة الحل بل محطة من محطات عديدة".

وفي قراءته للتطورات العربية والمحطات الأساسية التي شهدها العام 2013، أشار الى أن "هناك عملية تحول ضخمة من شمال إفريقيا الى العالم العربي، الطريق معقّد لجهة الأنظمة في هذه البلدان. ونحن في صدد الانتقال في بعض البلدان من أنظمة ديكتاتورية من دون ديموقراطية الى ديموقراطية من دون نظام والأمل ألا نتأخر للوصول الى نظام ديموقراطي".

أضاف: "هناك عوامل أخرى تعقد عوامل التقدم في هذه البلدان وأحدها ما يسمى "الإسلام السياسي"، الذي يخوض تجربة، والمجتمعات العربية التي تعيش تجربة الفصل بين الدين والدولة. كما أن هناك النزاع الجيوستراتيجي الضخم بين إيران والخصوم السياسيين لها في المنطقة. أضف الى ذلك عامل تقاسم الدول الكبرى الدول الصغرى، الذي انتهى ولم يعد من الممكن التحكم بمصائر الشعوب". ولفت الى "ظاهرة ثابتة تقول إن تأثير الدول الكبرى على قرارات الشعوب لم تعد بالقوة التي كانت فيها بالأمس"، مشيراً الى أن "الديموقراطية لم تعد خياراً لأن الشعب أساس الحكم وإدارة البلد، ولكن يمكن للديموقراطية أيضاً أن تعني انفلاشاً ومن المؤكد أننا سنصل الى الديموقراطية المنتظمة".

وقال في قراءة للتطورات على الساحة المصرية: "تجربة الإخوان المسلمين في مصر أثبتت فشلها، والتجربة المصرية لم تنته بعد. وهناك عامل أمني وإرهابي يؤثّر على الأرض وهذا وضع خطير لأن الإرهاب يحاول ارتداء قميص ديني والبلدان العربية الأخرى في حاجة الى مصر، التي يربك انشغالها في السياسة الداخلية والأمنية الجميع، خصوصاً الدول الصغيرة في العالم العربي ومنها لبنان والتي اعتمدت تاريخياً ولو بطريقة غير مباشرة على الوزن المصري". اما في الملف التونسي، فأوضح أن "تونس لطالما كانت في مرحلة متقدمة بالنسبة الى بلدان أخرى في المنطقة، والمجتمع التونسي مطلع أكثر ومنفتح ما سهّل عملية الانتقال من نظام الى آخر"، لكنه رأى أن "الوضع الليبي هو النقيض تماماً لعدم وجود أي نظام بل كان هناك تسلط كامل"، قائلاً: "لم يكن هناك دولة في ليبيا ولم تكن هناك مؤسسات بل كان هناك نظام قبلي حكم ليبيا وأدار (الرئيس الراحل معمر) القذافي دولة من دون مؤسسات، ولذلك فإن أمام قيام الدولة في ليبيا مسيرة شاقة". المستقبل

 

هكذا حرّضوا على اغتياله..

على قاعدة "كاد المريب أن يقول خذوني"، وقياسًا على ما درج عليه بعض حملة لواء "قوى الممانعة" والمتفوهين باسمها من تصريحات تقع في خانة "أسرارهم من صغارهم" قبيل كل عملية اغتيال تطال رمزًا من رموز قوى الرابع عشر من آذار.. لفت الإنتباه تصريحان لكل من قائد الحرس الجمهوري إبان عهد الرئيس السابق إميل لحود العميد مصطفى حمدان وأحد إعلاميي قوى 8 آذار جوزيف أبو فاضل يحرضان إعلاميًا على الوزير الشهيد محمد شطح.  مصطفى حمدان، وفي حديث لإذاعة "النور" ، تطرق إلى ما وصفه "مشروعًا أميركيًا يقضي بإقامة حكومة جديدة"، في لبنان، ليخلص إلى أنّ "المرحلة القادمة والحكومة القادمة ستكون حكومة تكنوقراط بقيادة العميل الأميركي محمد شطح"، متهمًا الشهيد بأنه "أهم عميل أميركي، ومعلم فؤاد السنيورة في الخيانة"، مع تشديده على أنّ "سعد الحريري وفؤاد السنيورة بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية قد ماتوا".

أما جوزيف أبو فاضل، وضمن حديث برنامج "آخر كلام" عبر قناة "NBN" فاعتبر أنّ "رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لن يأتي إلى لبنان ولن يرى الحكومة بعد اليوم، ولن يعود رئيسًا للحكومة"، مسميًا في المقابل الوزير الشهيد شطح بوصفه "مرشحًا لهذا المنصب.. وشخصية مرضي عنها أميركياً وسعودياً". المستقبل

 

محمد الشعار مات.."كيف سينجو اولادنا؟"

قصة الشاب محمد الشعار بمثابة الفجيعة. كل من رأى امس الصورة المركبة التي جمعت بين صورتين، احدهما تظهر محمد سليماً مع رفاقه قبل لحظات من انفجار "ستاركو"، والاخرى التي يبدو فيها فيها ممدداً على الارض مضرجاً بالدم الذي يسيل من رأسه، كل من رأى هذه الصورة، تيّقن الثمن الكبير للصمود على ارض هذا الوطن-الجلجلة. كل من رأى الصورة، تساءل بحرقة "كيف سينجو اولادي غداً"؟، والتفجيرات باتت تضرب للبنانيين موعداً في كل منطقة وتوقيت، ومسارها الزمني المفتوح مرتبط بلعبة امم وادواتها من لبنانيين لا يرحمون ابناء شعبهم. محمد، التلميذ في مدرسة "الحريري الثانية"، الذي امتلك احلاما كبيرة للدراسة والعمل، الذي احبه اصدقاءه وكل من عرفه، فارق الحياة. توفي محمد بعد اصابته البالغة في الرأس، كما اعلنت مستشفى الجامعة الاميركية هذا الصباح، لتقطع بذلك رجاء كل من امضى الليل يتضرع لله من اجل ان يشفي محمد ويعيده الى عائلته واصدقائه الذين تداولوا بالامس الصورة التي جمعت الاصحاب قبل الانفجار، وتلك التي فرقتهم، آملين ان يعودوا ليلتقوا مجدداً. لموت محمد خاصية الكابوس الذي يسيطر على كل لبناني يذهب اولاده الى المدرسة والجامعة والعمل كل صباح، ولا يعرف ان كانوا سيعودون. هل من فجيعة اكبر؟ موت محمد يجعل من "اسئلة النجاة" اولوية. ماذا نفعل لينجوَ اولادنا؟ ما السبيل؟ هل نهاجر؟ وماذا عن الذين لا يمتلكون القدرة على ارسال اولادهم الى الخارج وابعادهم عن جحيم الموت والظلام؟. رحم الله محمد وساعد اهله واصدقاءه على تحمل مأساة فقدانه. النهار

 

دو فريج: وثيقة كان يحضر لها شطح هي السبب في اغتياله

وطنية - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دو فريج أن "لبنان أمام حلين لا ثالث لهما فإما أن نناضل بالوسائل السلمية والديموقراطية وهذا الكلام لا يعجب الجمهور كثيرا، أما الحل الثاني فهو الاسهل، أن نحضر بواخر الاسلحة وتبدأ الحرب بيننا وبين الضاحية، حتى نصل الى لا شيء، ولو كان الحل العسكري معقولا، لما استطاع احد ان يقف في وجهنا، ولكنه ليس حلا، ورغم ذلك يهدد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ويرفع اصبعه ويحلل دمنا". وقال في حديث الى قناة "المستقبل": "كلام حزب الله من حسن نصرالله الى نعيم قاسم الى نواب حزب الله، يحلل قتلنا، ومن جهة أخرى لا يريدون تشكيل حكومة بدوننا. لماذا يصرون على المشاركة في الحكومة معنا إذا كنا نحن القتلة ونحن من فجرنا السفارة ونحن التكفيريين ونحن البيئة الحاضنة؟ لا يوجد ميزة سيئة إلا وهي موجودة فينا بحسب فريق حزب الله، لماذا يصرون على عمل حكومة معنا؟"

أضاف: "هناك فريق في لبنان يكاد يملي علينا ماذا نلبس، ويريد تأليف حكومة، ويريد ان يستلم يوما ما وزارة الاعلام، وسيعمل بكل قوته حتى ينال وزارة التربية لأنه يعتبر أن ثقافة المقاومة يجب أن تكون موجودة في المدارس. يريد ان يحول لبنان الى بلد مماثل لطهران والشام. لماذا يريدون أن يعودوا بنا الى الوراء؟ فليروا ما الذي يحصل في العالم".

ولفت الى أن "محمد شطح هو المثل غير الصالح من وجهة نظر "حزب الله"، ونحن نقول إنه اللبناني المعتدل الذي نريده نحن، والذي لا يريدونه هم، والآن سيقولون انني اتهمهم مباشرة، ألم يعد لي الحق بأن أتهم حتى؟ أجل أنا أتهم". وشدد على أن "هذا البلد لا يريد زعرانا، بدأ يحتاج الى أوادم مثال محمد شطح، والمشكلة مع حزب الله ومعاونيه انهم لا يقرأون تاريخ لبنان، وهم يعلمون أنهم اذا قرأوا تاريخ لبنان الحقيقي لن يتمكنوا من السيطرة على البلد". وقال: "كلنا معرضون للاغتيال، خاصة كل شخص معتدل بات عليه خطر اكثر من غيره، لان الاعتدال بالنسبة لهم لا يجب ان يبقى في لبنان، كي يبقى الوضع متشنجا وكي يزول لبنان حوار الثقافات وملتقى الحضارات".

ورأى أن "السبب الاساسي لاغتيال محمد شطح هو أنه كان يعمل منذ فترة مع كل السفراء بصفته مستشار الرئيس الحريري على نوع من الوثيقة المدروسة، بموافقة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وتقوم هذه الوثيقة على ان يكون هناك نوع من الإجماع اللبناني على حياد لبنان عما يجري في سوريا، وشطح كان يعمل عليها ليلا نهارا حتى يتمكن من جعل أكثر الاحزاب والفعاليات والنواب يوقعون عليها. وسمعت بالامس من السفراء الذين أتوا الى بيت الوسط للتعزية، أنهم كانوا متحمسين جدا للعمل الاخير الذي كان يحضره شطح بالنسبة لخلاص لبنان. وهذه الوثيقة التي كان يعدها شطح أزعجت بعض الناس، لانها كانت بدأت تأخذ مفعولا وكان بدأ الكلام بشأنها في الدوائر في الامم المتحدة". ولفت الى ان "فريق 8 اذار ابتكر حكومة ولم تنجح، وأصبح من حق 14 آذار أن تشكل حكومة بمفردها إذ لم تقم بذلك حتى اليوم، خصوصا أننا رأينا ان كل الحكومات لم توفر الامن لفريق 14 اذار أو تمنع الاغتيالات والسيارات المفخخة. لم لا نستلم نحن الحكم ونؤلف حكومة من 14 اذار، حزب الله لن يسكت عن هذا وليس مستبعدا ان ينزل الى الشارع ولكن بامكاننا ان نطالب بذلك لان هذا من حقنا فنحن من يدفع دم الاستقلال ووحدة لبنان". واعتبر أن "حزب الله يدين نفسه بتصاريحه والكلام الذي قيل عن الوزير شطح والهجوم المركز عليه يذكر تماما بما حصل عام 2004 قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري، واليوم نعيش الايام نفسها والتصاريح نفسها".

 

السفير الإيراني: جريمة الاغتيال لا تخدم سوى العدو الصهيوني

وطنية - قدم سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور غضنفر ركن أبادي تعازيه الى عائلة الشهيد محمد شطح وجميع عوائل الشهداء الذين سقطوا في هذا الانفجار الآثم، وأعرب عن استنكاره وإدانته للاغتيال، وأكد ان "هذه الجريمة لا تخدم سوى العدو الصهيوني الذي يعمل على زرع الفتنة والتفرقة ليس فقط في لبنان وإنما في بلدان المنطقة توصلا الى أهدافه المتوخاة".

وقال: "ما يحدث في لبنان منذ خمسة اشهر الى الآن، يدل على اننا في أمس الحاجة الى الحوار والتركيز على المشتركات، وطالما ان العدو الصهيوني هو العدو المشترك للجميع في هذا البلد، فلماذا هذا الخلاف؟"

 

دوليات

 

الأسد وجه رسالة إلى البابا فرنسيس شاكرا مواقفه من سوريا: مكافحة الإرهاب ضد السوريين هو أمر حاسم لنجاح أي حل سلمي للأزمة في سوريا

وطنية - وجه الرئيس السوري بشار الأسد، رسالة خطية إلى البابا فرنسيس الأول، نقلها وزير الدولة السوري جوزيف سويد، خلال استقبال رئيس وزراء حاضرة الفاتيكان المونسنيور بيترو بارولين، له اليوم.

وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" ان الرسالة تضمنت "شكر وتقدير سوريا، قيادة وشعبا، لمواقف قداسته إزاء ما تتعرض له سوريا، ولموقفه الواضح ضد العدوان عليها والذي عبر عنه بدعوته للصلاة والصوم من أجل "سورية الحبيبة". كما تضمنت الرسالة التأكيد على حل الأزمة في سوريا من خلال الحوار الوطني بين السوريين وبقيادة سورية، من دون تدخلات خارجية وبما يمكن الشعب السوري "صاحب الحق الدستوري الوحيد في تقرير مستقبل بلده واختيار قيادته" من التعبير عن خياراته عبر صناديق الاقتراع. وبينت الرسالة، بحسب سانا، أنه "انطلاقا من هذه القناعة فإن الحكومة السورية أكدت استعدادها للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا "جنيف2" مع التأكيد على أن مكافحة الإرهاب الذي يستهدف المواطنين السوريين هو أمر حاسم لنجاح أي حل سلمي للأزمة في سوريا".

كما "أكدت الرسالة أن وقف الإرهاب يتطلب امتناع الدول المتورطة في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة عن تقديم أي نوع من أنواع الدعم العسكري والمادي واللوجستي والإيواء والتدريب الذي توفره بعض دول الجوار ودول أخرى معروفة في المنطقة وخارجها". وأعلن الأسد في رسالته "حرص الدولة السورية على ممارسة واجبها الدستوري في حماية مواطنيها بكافة انتماءاتهم الدينية والعرقية، من جرائم العصابات التكفيرية التي تطول منازل المواطنين ومدارسهم ودور عبادتهم عبر تفجيرات إرهابية وقذائف عشوائية تستهدف أحياءهم". ونقلت "سانا" عن بارولين تأكيده خلال اللقاء على "اهتمام قداسة البابا ومتابعته الدائمة للأوضاع في سوريا وقلقه الشديد إزاء ما يتعرض له الشعب السوري، وتأكيده على ضرورة حل الأزمة في سوريا من خلال الحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي". وحمل بارولين الوزير السوري تحيات البابا إلى الأسد "ودعواته وصلواته لعودة السلام إلى سوريا مهد الحضارات والديانات السماوية". حضر اللقاء وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور دومينيك مامبرتي، ومعاون وزير الخارجية والمغتربين السوري حسام الدين آلا.

 

السفير الإيراني: جريمة الاغتيال لا تخدم سوى العدو الصهيوني

وطنية - قدم سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور غضنفر ركن أبادي تعازيه الى عائلة الشهيد محمد شطح وجميع عوائل الشهداء الذين سقطوا في هذا الانفجار الآثم، وأعرب عن استنكاره وإدانته للاغتيال، وأكد ان "هذه الجريمة لا تخدم سوى العدو الصهيوني الذي يعمل على زرع الفتنة والتفرقة ليس فقط في لبنان وإنما في بلدان المنطقة توصلا الى أهدافه المتوخاة".وقال: "ما يحدث في لبنان منذ خمسة اشهر الى الآن، يدل على اننا في أمس الحاجة الى الحوار والتركيز على المشتركات، وطالما ان العدو الصهيوني هو العدو المشترك للجميع في هذا البلد، فلماذا هذا الخلاف؟"

 

هولاند لـ «الحياة»: سأبحث والملك عبدالله الملف الإيراني والحل السياسي في سورية

باريس - رندة تقي الدين/الحياة

يصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى الرياض بعد ظهر اليوم في زيارة رسمية هي الثانية الى المملكة ويتوجه فوراً الى روضة خريم للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإجراء محادثات معه.

وقال هولاند لـ «الحياة» عشية الزيارة عن العلاقة مع السعودية «ان التعاون الثنائي بيننا يتعزز في المجالات كافة» وإن «فرنسا والمملكة شريكتان في العمل من اجل السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط». وإنه سيتناول مع العاهل السعودي المفاوضات في شأن الملف النووي الإيراني وسبل التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية وضرورة صيانة استقرار لبنان وشراكة فرنسا مع المملكة في مجال الدفاع. وأكد هولاند ان ما من حل سياسي للأزمة السورية ببقاء بشار الأسد قائلاً «ان الأسد لا يحارب الإسلاميين المتطرفين لكنه يستخدمهم للضغط على المعارضة المعتدلة». وقال ان فرنسا تقدم مساعدات انسانية الى الشعب السوري وترد على احتياجات الدول المجاورة لسورية من بينها الأردن ولبنان حيث لجأ اليهما مليونا نازح. وشدد على أن فرنسا مستمرة في العمل على ايجاد مخرج سياسي في سورية بالتنسيق مع القوى المعارضة المعتدلة. ورأى انه ينبغي ان يسمح مؤتمر «جنيف ٢» بالتأسيس لعملية انتقالية حقيقية متمنياً وحدة الأسرة الدولية حول هذا الهدف كي لا يتسع نطاق الفوضى في سورية والمنطقة. ودان هولاند «بأقصى قدر من الحزم الاعتداء الذي أودى بحياة محمد شطح رجل الحوار والسلام». ودعا الى وقف تصاعد العنف الذي يعرض وحدة لبنان للخطر. وحض الأطراف كافة على ابداء روح المسؤولية والعمل معاً لإيجاد اجماع ضروري لحلحلة الوضع الحالي واحترام الاستحقاقات الدستورية خصوصاً الانتخابات الرئاسية مؤكداً انه سيثير هذا الموضوع مع خادم الحرمين الشريفين. ودعا الأطراف كافة في لبنان الى احترام دقيق لمهمة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بموجب قرار مجلس الأمن ١٧٥٧. وأعرب عن سروره لانعقاد الجلسة الأولى للمحكمة في ١٥ كانون الثاني (يناير). وقال انه يجب استغلال مهلة الاتفاق الموقت بين الدول الست وإيران لتعليق البرنامج النووي لإيجاد اتفاق كامل مرفق بكل الصمانات داعياً ايران الى دور بناء لحل الأزمة السورية وقبول مضمون بيان «جنيف ١» حول الانتقال السياسي في سورية. ورأى ان موعد الاستفتاء الدستوري في مصر مرحلة مهمة لتطبيق خريطة الطريق لإعادة احلال سلطة مدنية، مؤكداً ضرورة احترام الحريات والحقوق الأساسية على ان تشارك التيارات السياسية كافة التي تنبذ العنف في النهج الانتقالي مؤكداً ان فرنسا تقف الى جانب مصر في المرحلة الدقيقة الحالية من تاريخها.

 

 

مقالات

 

محمد شطح شهيداً... إنها حرب الترويع مجدّداً

بين رمزية المكان الذي اغتيل فيه مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح في قلب بيروت، والمكانة الكبيرة المرموقة التي يتمتع بها سياسيا وديبلوماسيا واقتصاديا، وكذلك اعلاميا، آخر ضحايا حرب الاغتيالات على قوى 14 آذار، صار الدكتور محمد شطح شهيد الاعتدال بحق على ما أجمعت عليه ردود الفعل الداخلية والخارجية متخوفة من ان يكون اغتيال هذا النخبوي التطوير الاشد قتامة لوسائل الترويع والترهيب الدموي. ذلك ان اختيار مكان الاغتيال، وإن أملته على الارجح مراقبة بالغة الاحتراف لتحركات الوزير السابق، الذي عُرف بأنه من غير المتشددين في اتخاذ تدابير الحيطة والتحسب، نظرا الى صفاته وخصائصه البعيدة من عالم الامن، اكتسب بعدا شديد الوطأة باعتبار انه اغتيل في بقعة وسطية في قلب بيروت لا تبعد إلا مئات الامتار عن مكان اغتيال الرئيس رفيق الحريري امام فندق "السان جورج"، كما لا تتجاوز المسافة بين المكان و"بيت الوسط" مئات الامتار ايضا. ثم ان الوزير السابق شطح الذي يعد منذ استقالة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة احد كبار المستشارين للرئيس الحريري، وهو الصديق الاكثر وثوقا ايضا للرئيس السنيورة، كان يشكل أحد الوجوه النخبوية المنفتحة والمعتدلة والمجرّبة، وصاحب باع طويل في العلاقات والخبرات الديبلوماسية والاقتصادية داخليا وخارجيا، ناهيك بمراس اعلامي جعله مقصدا للمنابر التلفزيونية والصحافية وخصوصا بعد اندلاع الحرب السورية.

ويمكن القول إن اغتيال محمد شطح بدا "حمال أوجه" ومتعدد الهدف، نظرا الى شخصه وموقعه الوثيق الصلة بالرئيس سعد الحريري من جهة، والظروف البالغة التعقيد والخطورة التي تُطْبق على لبنان من جهة اخرى. غير ان الطابع الأشد اثارة للخشية تمثل في ادراج الاغتيال في اطار تزامنين داخليين هما احتدام الانقسامات السياسية حول تشكيل حكومة جديدة، واقتراب موعد انطلاق المحاكمات في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه أمام المحكمة الخاصة بلبنان في 16 كانون الثاني 2014. وإذ برز هذان البعدان بوضوح كبير في ردود قوى 14 آذار على استشهاد شطح غيلة، تخوف معنيون من ان يكون اغتياله عنوان عودة الى حرب الاغتيالات التي استهدفت شخصيات سياسية ونيابية ورموزا أمنية في هذا الفريق منذ 2004 علما ان محمد شطح هو الشهيد الحادي عشر من صفوف قوى 14 آذار. وتساءل هؤلاء عما اذا كان هذا التطور الارهابي الدامي الذي حصل في قلب بيروت قبل أربعة أيام من انصرام السنة 2013 واضعا دمغة ارهابية كبيرة على خواتيمها ينذر بمطالع أشد قتامة للسنة الطالعة. وأي ضمانات سياسية او أمنية يمكن توفيرها لمنع الانزلاق نحو مراحل أشد خطورة ما دام استنفار عسكري وأمني غير مسبوق اتخذ منذ ليلة عيد الميلاد أمكن اختراقه امس ونفذت الجريمة الكاملة في قلب بيروت في وضح الصباح؟

الحريري و14 آذار

في أي حال، كان للاغتيال وقع الصاعقة على قوى 14 آذار و"بيت الوسط" الذي كان مقصده الاخير حين تمكن منه الجناة على الطريق الذي سلكه قرب مبنى "الستاركو". وصدر رد الفعل الاول عن الرئيس سعد الحريري الذي رأى "ان الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريغ أنف الدولة بالذل والضعف والفراغ". وقال: "إنها رسالة ارهابية جديدة لنا (...) ارهابيون وقتلة ومجرمون يواصلون قتلنا امام بيوتنا ومكاتبنا وفي مدننا وساحاتنا وشوارعنا (...) إن المتهمين بالنسبة الينا وحتى اشعار آخر هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية ويرفضون المثول امام المحكمة الدولية".

ثم أذاع الرئيس السنيورة من "بيت الوسط" محاطا بنواب وشخصيات من 14 آذار بيان نعي شطح ومما جاء فيه "ان القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني (...) هو وحلفاؤه اللبنانيون يستهدف أبطال لبنان منذ تشرين 2004 الى اليوم". وأضاف: "وصلت الرسالة المكتوبة بالدماء وجوابنا الى العالم والعرب واللبنانيين: لبنان الحرية والكرامة والعيش المشترك لبنان باق والطغاة الى زوال".

وقال مصدر في قوى 14 آذار لـ"النهار"، ان الردّ على الجريمة سيكون في "الحكومة والمحكمة". وعندما سئل عن امكان ايصال ملف الانفجار الى المحكمة الخاصة كما طالبت بذلك قوى 14 آذار، أجاب: "سيكون عبر الحكومة الجديدة". ولفت الى "ان اللقاء المفصل سيكون في 16 كانون الثاني المقبل موعد انطلاق محاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه".

وفيما دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع يعقد في التاسعة صباح اليوم أظهرت التحقيقات الاولية في الانفجار الذي أودى بالوزير السابق شطح ومرافقه واربعة آخرين ان سيارة مفخخة بنحو 60 كيلوغراماً من مادة "تي ان تي" من طراز "هوندا س ار في" موديل 2012 استخدمت في التفجير، وانها ركنت في مكان التفجير بعدما كانت سيارة اخرى حجزت لها المكان منذ الصباح. واذ يرجح ان يكون التفجير حصل من بعد، وزعت معلومات مساء عن السيارة المفخخة تفيد انها كانت مسروقة منذ 2012 من ساحل الشوف بعد ايام من سرقة السيارة الاولى ايضا.

ولفتت مصادر مواكبة للتحقيق الى شبه بين الطريقة التي نفذ بها الانفجار الذي استهدف الوزير السابق شطح والانفجار الذي استهدف اللواء وسام الحسن، وذلك من خلال استخدام سيارتيّن في كل من الاغتيالين، تولى الجناة ركن الواحدة منهما تلو الاخرى في مسرح الانفجار على ان تكون السيارة الثانية هي المعدة للتفجير.

ومن المقرر ان يقام تشييع رسمي وشعبي للوزير السايق شطح ظهر غد الأحد في مسجد محمد الامين في وسط بيروت على ان يدفن قرب ضريح الرئيس رفيق الحريري.

ردود دولية

وأثار اغتيال شطح ردودا دولية كان أبرزها بيان لمجلس الامن دان بشدة "الهجوم الارهابي في بيروت الذي ادى الى اغتيال الوزير السابق محمد شطح"، محذرا من انه يهدف الى "زعزعة استقرار لبنان"، ودعا جميع اللبنانيين الى "مواصلة احترام سياسة النأي بالنفس والامتناع عن اي تدخل في الازمة السورية بما يتناسب واعلان بعبدا"، كما طالب "بوضع حد فوري لاستخدام الترهيب والعنف ضد الشخصيات السياسية". كذلك ندّد الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون "بأقسى العبارات" لهذا الاعتداء وأعرب عن قلقه الشديد من اعمال الارهاب في لبنان "التي تشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار البلاد والتلاحم الوطني ".

وأفاد مراسل "النهار" في واشنطن، ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري استنكر باسمه وباسم الرئيس اوباما والولايات المتحدة "وبأقوى لهجة ممكنة الهجوم الارهابي المشين الذي ادى الى اغتيال الوزير اللبناني السابق محمد شطح في بيروت". وقال في بيان صدر باسمه ان حكومته "تدعم بشكل كامل نشاط المحكمة الدولية الخاصة وجهودها الرامية الى محاسبة المسؤولين عن هذه الاعمال التي تستحق الاستنكار والتي تسبب الاضطرابات". ووصف اغتيال شطح بأنه "خسارة مروعة للبنان وللشعب اللبناني وللولايات المتحدة”. وذكر كيري بأنه كان يجتمع دائماً مع شطح خلال زياراته للبنان عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ، وان شطح "كان دائما يمثل صوت العقل والمسؤولية والاعتدال"، وان حضوره سيفتقد، "لكن رؤيته للبنان موحد ومتحرر من العنف المذهبي والتدخّل الذي يسبب الاضطرابات سوف تستمر في هداية جهودنا".

وكان شطح، قد اقام علاقات واسعة في واشنطن مع السياسيين والمحللين في مراكز الابحاث والاعلاميين خلال خدمته في واشنطن سفيراً للبنان اواخر التسعينات من القرن الماضي، وخلال عمله في صندوق النقد الدولي.

وشدد كيري على ان مثل هذه الأعمال "تعزز قوة التزامنا دعم قوات الأمن الشرعية والموحّدة في لبنان، مثل القوات اللبنانية المسلحة، وتبين أهمية التزام جميع الاطراف اتفاق الطائف واتفاق بعبدا وقرارات مجلس الامن الدولي 1559 و1710 وتطبيق الالتزام لكل مبادئها من اجل ان يصون لبنان سيادته واستقراره". النهار

 

الياس الزغبي - الإغتيال الفاصل

ليس لأنّ الشهيد محمّد شطح أهمّ أو أرقى مرتبةً من رفاقه شهداء "ثورة الأرز" الذين سبقوه، سيكون لاستشهاده أثر بليغ في الوضع السياسي اللبناني . فشهداء انتفاضة الاستقلال الثاني هم من الطينة الوطنيّة الصافية نفسها، ومن أهل الرسالة الواحدة لبناء دولة الحق والسيادة. لكنّ استشهاد من سبقوه كان في مرحلة صعود القاتل وتقدّم مشروعه واستشراس قيادته، بينما يأتي اغتياله في مرحلة الهبوط والسقوط، والمساومة على ثمنه.

صحيح أنّ المجرم يصبح أشدّ أذى وإيلاماً في لحظة حشرته وتراجعه وضعفه، ويحاول تحويل خسارته إلى انتقام أعمى وخبط عشواء، وهذا ما يمكن توقّعه من النظام السوري وملحقيه في لبنان خلال المرحلة المزدوجة التي تسبق بدء المحكمة ومؤتمر "جنيف 2 ". هذا لا يعني أنّ اختيار القاتل للوزير شطح كان مجرّد صدفة، أو لممارسة القتل كهواية أو للترهيب فقط. لقد درس القاتل هدفه بدقّة، واختاره بعناية من بين الأسماء الأكثر عقلانيّة وهدوءاً واعتدالاً. ما يؤكّد أنّه يبحث عمّا يساعده في الخروج من مأزقه، عبر خطّة لإضعاف الاعتدال وتقوية التطرّف. هذا ما فعله نظام الأسد في سوريّا، ونجح نسبيّاً فيه، وما يدأب على تكراره في لبنان عبر أدواته. إنّ مسألة استهداف الطليعة المعتدلة المحاورة المنفتحة من السنّة، باتت شديدة الوضوح، وبات تواطؤ القاتل مع المتطرّفين بتسريب المال والسلاح إليهم مكشوفاً جدّاً. ولم يعُدْ الحديث عن تحالف طرفَيْ التكفير ضرباً من الخيال. مثلاً، في اغتيال شطح، بماذا يمكن أن يجيب مسؤول في "8 آذار" عن هويّة الجهة القاتلة؟ ينفي فوراً علاقتهم وعلاقة النظام السوري وإيران، ويذهب إلى أحد احتمالَيْن، (إذا قبل استبعاد فرضيّة الانتحار) : إمّا إسرائيل، وهذا لا يناسبه كثيراً بعدما تمادى في تخوين "14 آذار" ووصمها بالعمالة، وإمّا إلى يافطته الجديدة، "التكفيريّين". وبالتأكيد سيستسهل الاتهام الأخير الذي جهّزه، منذ مدّة، لاستخدامه كغطاء أو تبرير أو لباس لكلّ ارتكاباته. ولكنّ اتهام "التكفيريّين" باغتيال الشهيد شطح يرتدّ على القائلين به، لأنّه يجعلهم حلفاء موضوعيّين للقتلة، فالطرفان يستهدفان "العدوّ" المعتدل نفسه، وقد تمادى "حزب الله" في تكفير تيّار "المستقبل" و"14 آذار" منذ سنوات، وفي حال طرأ تكفير جديد يستهدفهما فإنّه يكمّل ما سبقه، ويكون التكفير واحداً بجناحيه الشيعي والسنّي، وبكون هناك حلف موضوعي بينهما. لذلك، يبدو"حزب الله" والنظام في حال ارتباك تجاه توجيه التهمة للجهة التي اغتالت محمّد شطح، ولعلّ المخرج الوحيد هو في كلام إنشائي عام، وردح تقليدي عن التضامن و"انتظار التحقيق"! وهكذا، يشكّل اغتيال الشهيد الجديد نهاية للعبة "العدوّ الإسرائيلي"، ولعبة تهريب القاتل وتمويهه، ولعبة تحميل الشهيد مسؤوليّة دمه، ولعبة حماية القاتل وتقديسه، ولعبة القتل والسير في جنازة الضحيّة. كانت هذه اللعبة المركّبة تخدع البسطاء وتُرضي المتواطئين، لكنّها لم تنطلِ يوماً على النبهاء وأهل الشهداء، ومالكي الأدلّة والقرائن وقواعد الإثبات.

فبعد هذا الاغتيال، هناك اتجاه آخر وتعامل آخر. ف"14 آذار" إلى مزيد من الصلابة، ورئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف إلى مزيد من الحزم، والمحكمة الدوليّة إلى الشروع في محاكمة المجرمين، ولبنان إلى مزيد من إدراك أزمته وتدارك انزلاقه في وحول سوريّا وإنقاذ جمهوريّته من مؤامرة الفراغ. أمّا فريق القتل والاغتيالات، فإلى عريه التام من آخر ما يستر عوراته. وللمرّة الأولى ربّما، يشعر اللبنانيّون أنّ القتيل أقوى من القاتل.. وأبقى.

 

حزب الله" يرد بلغة الدم

سعيد ب. علم الدين

برلين في 2013.12.28

القتل عند "حزب الله" عادة، أما العدة التي يستعملها في حذف أحرار لبنان المناوئين له ولبشار ولولاية الفقيه، وشطبهم من المعادلة السياسية واسكات أصواتهم الهادئة الراقية وعقولهم الذكية البارعة، وانهاء وجود شخصياتهم الناجحة اللامعة والوطنية الجامعة، وقتل قدرتهم الإيجابية الفاعلة والديمقراطية السلمية بالتعاون والتنسيق التام مع أزلام بشار ومخابراته القذرة في لبنان أصبحت مكشوفة لجميع اللبنانيين ولكل من يهتم بالسياسة اللبنانية من عرب واجانب. آثار الأصابع وبالوقائع المتكررة والأدلة الواضحة تترك بصمات حزب القتل والاجرام وبالتنسيق مع مخابرات بشار ومنذ عام 2004 على كل عمليات الاغتيال الارهابية البشعة التي تعرضت لها رموز الحرية والسلام والسيادة الوطنية والاعتدال في قوى 14 آذار.  فمن يحارب المحكمة الدولية وبكل الوسائل والامكانات ويعمل على عدم إقرارها يكون قاتلا. وهذه فعلها نصرالله علنا عشرات بل مئات المرات قولا وتصريحا وخطابة وصراخا وفعلا باغلاق البرلمان وتعطيل حكومة السنيورة واحتلال وسط بيروت وحتى متابعة الاغتيالات وغيرها من الأفعال الاجرامية التي كانت كلها تصب في وقف المحكمة الدولية وعرقلة عملها في كشف الحقيقة، وحذف كل من يدعمها على الساحة السياسية اللبنانية:  بالموقف كالشهيد النائب وليد عيدو والشهيد الوزير الشاب بيار الجميل، وبالدور العملي الجنائي البحثي كالشهيد الرائد وسام عيد وقبله العقيد سمير شحادة وبعده اللواء الشهيد وسام الحسن.

ومن يحمي المجرمين يكون مجرما، وهذه فعلها نصرالله علنا في مناسبات عدة ومنها حماية المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب الفاشلة.

ومن لا يسلِّم المتهمين الى المحكمة يكون متهما، وهذه ايضا فعلها نصرالله علنا وباستكبار في رفضه تسليم المتهمين الخمسة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واعتبارهم وبكل خسة وحقارة مباركين وقدسين وابطال ميامين.

وعدة القتل التي اشرنا إليها تعمل بشكل محترف اجرامي ومهني فعال فعندما يقرر حسن نصر الله ومعه بشار ابن حافظ اغتيال أحد القادة الديمقراطيين الأحرار من رموز 14 آذار. يأمر أحدهم عدة القتل بالشغل!

وهكذا تبدأ عدة الشغل التحضيرية بالعمل ففي الوقت الذي يخطط ويدرس ويحضر ويفكر ويراقب فريق العمل كيفية اختيار الزمان والمكان المناسبين لاقتناص الضحية، تقوم عدة الشغل الإعلامية، اي الجوقة الصحافية كجريدة "الأخبار"والفضائيات" كقنوات المنار والميادين والجديد"، وعدة الشغل السياسية التابعة لهم كميشال عون وسليمان فرنجية ومصطفى حمدان ووئام وهاب وناصر قنديل وغيرهم في شن حملة تخوين وتشهير بالمستهدف واعتباره عميلا امريكيا واسرائيليا، أي تشريعهم لقتله وتحليل دمه حيث يصبح اغتياله عملا بطوليا لضرب المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.

وعندما تنفذ عدة القتل الجريمة النكراء بدقة متناهية واحترافية عالية مشهود لها، كيف لا وهي مدربة تدريبا مهنيا في معسكرات الحرس الإجرامي الإيراني. وتتم اغتيال الضحية في المكان الموجع لفريقه. أي تفجيره مع قتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء في محاولة لإرهاب المجتمع، كيف لا والمكان بالنسبة لهم هي منطقة معادية. أي انهم يقتلون العدد الأكبر من الأعداء ويدمرون الدمار الأكبر في منطقتهم.

فالقتلة هنا لا يريدون اغتيال غريمهم برصاصة قناص وهم قادرون وبسهولة على ذلك، وانما بعملية تفجير مروعة لترويع وارهاب وتركيع اللبنانيين. نبشر القتلة بأن كل عملية اغتيال لن تزيد الشعب اللبناني الا صلابة وقوة واصرارا وشموخا على الصمود والممانعة والانتصار على ثقافة الاجرام والموت السوداء.

المهم عدة القتل تتابع خريطة طريقها المرسومة لها بدقة بعد نجاح عملية الاغتيال:

أولا ، وكالفاتحة في القران يتم اتهام اسرائيل وانها المستفيد الوحيد، حيث انه بهذه الاسطوانة المشروخة لم يعد يصدقهم احد. وهذا ما فعلته جوقة حزب الله وبحجج ركيكة.

ثانيا ، يبدؤون بذرف دموع التماسيح على الضحية واستنكار العملية الاجرامية والتنديد بها بأشد العبارات واعتبار المغدور شهيدا، وهذا ما فعله ما يسمى "حزب الله"  فهو وبكل حقارة يقتل القتيل ويمشي بجنازته وكل الحق على القتيل نفسه. ثالثا ، تقوم فورا عدة الشغل السياسية، أي جوقة الابواق التلفزيونية والصحافية بإعادة اعتبار للضحية والتظاهر بالحزن المزيف واستنكار هكذا جرائم لا تخدم الا العدو، وكل ذلك في محاولة يائسة منهم ومكشوفة للتضليل وإبعاد التهمة اللاصقة بعصابة حسن نصر الله وشبيحة المجرم بشار. ولكن بعد عشرات الاغتيالات التي اصابت احرار 14 آذار يصبح فريق الممانعة والمقاومة الشمولي الدكتاتوري الرافض للآخر بقيادة ميليشيات حزب الله والتنسيق مع عصابات بشار هو المنفذ الأول والمستفيد الوحيد من كل عمليات الاغتيال التي أصابت احرار لبنان ومنذ عام 2004 ، التي بدأت بمحاولة اغتيال النائب الديمقراطي الحر والوطني المسالم مروان حماده.

فمن يلطخ وجه بيروت الأبيض الحضاري من جديد بسواد قلبه الحاقد  على رموز الحرية والاعتدال في لبنان، ويغتال في وضح النهار الشهيد الوزير الأستاذ محمد شطح سوى حزب نصرالله الإرهابي؟

فحزب الله الفاقد للحجة والمنطق غير قادر ان يرد على معارضيه الا بلغة العنف والدم.  وهل هناك لغة اخرى يجيدها هذا الحزب الإيراني المذهبي الحاقد غير هذه اللغة ؟

 رحم الله الوزير الشهيد الأستاذ محمد شطح، الذي كان مواطنا طرابلسيا طيبا، لبنانيا سياديا وطنيا نخبويا، وعربيا اصيلا وديمقراطيا انسانيا بامتياز. فعمليات الاغتيال التي يرتكبها هذا الحزب الإيراني لقتل الروح اللبنانية الوطنية واغتيال لبنان الحر، هي عمليات جبن وخسة ونذالة بكل المعايير. وضعف حجة الحزب امام منطق قوى 14 اذار تدفعه الى الرد عليهم بلغة الدم التي يتقنها. وهكذا جاءت هذه الجريمة الدموية النكراء كرد من الحزب على إعلان طرابلس الذي اصدرته قوى 14آذار في منتصف شهر ديسمبر، ووصف نصرالله الإعلان، بأنه "غير مسبوق وخطير." وفي إشارة إلى ما تضمنه الإعلان من حديث عن "التطرف"، قال : "المقصود في هذا النص نحن، وهم وصفونا بأننا تكفيريون وإقصائيون، وأننا مفجرون وقتلة". معتبرا بيان طرابلس اعلان حرب! قوى 14 آذار تواجه مخططاته الاجرامية لأيرنة لبنان بالكلمة الحرة الوطنية السلمية المنطقية السليمة، أما هو فيحاربها بتصفية رموزها من خلال عمليات اغتيال بشعة ارهابية. ".ويتابع قائلا "نحن ليس لدينا الوقت لكم، وعدونا اسرائيل". ان من يغتال احرار لبنان من الطوائف الأخرى ويسيل لعابه لاغتيال زعماء الطائفة السنية، ويعتبر معركته مع الشعب السوري معركة وجود لا يمكن بعد ذلك ان تكون اسرائيل عدوة له. على العكس هو معها في تحالف اقليات استراتيجي بشاري فارسي ضد الامة العربية. وهكذا جاءت هذه الجريمة الدموية النكراء أيضا كرد من الحزب على بيان  كتلة المستقبل النيابية قبل أيام والتي اعتبرت فيه ان حزب الله والمنظمات التكفيرية وجهان لعملة واحدة. هذا التوصيف لا يمكن ان ينام عليه نصرالله قبل ان يرد بتصفية احد قيادات تيار المستقبل.

وهكذا جاءت هذه الجريمة الدموية النكراء كرد بلغة الدم من الحزب على رئيس الجمهورية الذي رفض تهديدات حسن ونعيم مقررا كرئيس للبلاد تأليف حكومة تمثل القرار اللبناني وليس القرار البشاري الايراني الذي يريد فرضه حزب الله على لبنان. وكان حزب الله قد رد بلغة الدم على بيان الشهيد النائب وليد عيدو في 13 ايار 2007، باغتياله بالضبط بعد شهر في 13 حزيران 2007. هذا بالمفرق أما بالجملة فإن كل عمليات الاغتيال تأتي ردا على قيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

 

تموضعكم ساقط، فكيف ستنتصرون

محمد سلام

التموضع هو أساس النتيجة، نجاحاً أو فشلاً، في التجارة، في المال، في الاقتصاد، في السياسة، في العسكر ... وفي الأمن. ولأن تموضع 14 آذار ساقط عسكرياً وأمنياً، سقط محمد شطح في أسهل عملية إغتيال عرفها لبنان.

نعم. سقط الدكتور محمد شطح لأنه كان يداوم في مكتب بمنطقة ستاركو ببيروت الغربية المحتلة منذ 7 أيار العام 2008، محاطاً بأربعة مراكز إستطلاع ورصد لحزب القتلة.

وسقط محمد شطح في أسهل عملية إغتيال لأنه قتل في منطقة أمنية يسيطر عليها عدوه. وسقط في أسهل عملية إغتيال لأنه كان متوجهاً إلى إجتماع في مقر يقع في منطقة محتلة عسكرياً وأمنياً، ولا يمكن ولوجه أو مغادرته إلا تحت نظر مراصد أعدائه.  وسقط الدكتور شطح في نقطة أمنية مر منها قبله الرئيس فؤاد السنيورة، والنائب الدكتور أحمد فتفت، والنائب أنطوان زهرا وعدد من الذين كانوا مدعوين إلى إجتماع أمانة 14 آذار في بيت الوسط، فلو أرادوا قتل غيره ... لقتلوه.  والسيارة المفخخة ركنت في تلك النقطة لأكثر من ساعتين، ما يعني أن المجرم كان "مرتاحاً" في تصرفه، مطمئناً إلى البيئة الحاضنة لجريمته. ولو قارنّا إغتيال الدكتور شطح بالقنبلتين البشريتين اللتين فُجّرتا في ساحة السفارة الإيرانية بضاحية الجناح لتبين لنا بوضوح أن من نفذ تلك كان مستعجلاً لأنه يعلم أنه في بيئة معادية، فيما من قتل الدكتور شطح كان "مرتاحاً على وضعه" لأنه يعلم أنه في بيئة أمنية حاضنة لجريمته.  ألم يسقط الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله بتفجير شاحنة ميتسوبيشي ركنت براحة وطمأنينة للبيئة الحاضنة للجريمة في محيط المنطقة التي سقط فيها الشهيد شطح؟  القتلة سيقتلون مجدداً، لأن تموضع 14 آذار في بيروت الغربية ساقط، عسكرياً وأمنياً. راجعوا مقالتنا بعنوان "لبنان والسنّة والبقاء" في زاوية "تحقيقات" على موقع "الوكالة الاتحادية للأنباء" بتاريخ 4 أيلول 2013 والذي فصّلنا فيه إنتشار حزب القتلة الأمني والعسكري من بيروت إلى صيدا، فيتبين لكم كم حذرنا، وحذرنا، وحذرنا، ونستمر في التحذير من مخاطر التموضع الساقط.

 وبما أن التموضع الأمني لقوى 14 آذار في بيروت الغربية ساقط، فكيف سينجح تموضعها السياسي طالما أنها لا تستطيع تأمين الموقع الحصين للقرار السيادي السليم؟  يا جماعة، رأفة بكم وخوفاً عليكم، وحرصاً على وجودكم، وخوفاً من الخيارات التي ستكون ملاذنا الإلزامي الوحيد إذا هزمتم لا قدّر الله، أستحلفكم بالله وبشفاعة كل رسله وأنبيائه وملائكته وأديانه، أمّنوا تموضعاً حصيناً أمنياً كي تتمكنوا من إتخاذ قرارات سيادية سليمة. فالقرارات هي إبنة بيئتها، إذا كانت البيئة ساقطة، تكون القرارات ساقطة.  أنتم تنتقدون من يجلس إلى طاولة الحوار ويضع  المسدس أمامه، وتتساءلون كيف نحاورك ومسدسك على الطاولة؟ طيب. كيف ستتخذون قرارات سيادية سليمة وأنتم محاطون بسيارات مفخخة ومراصد أمنية لحزب القتلة؟  أليس صحيحاً أن محطات تلفزة عدة بدأت تنتقل إلى مواقع في بيروت الشرقية وضواحيها لأن ضيوف برامجها السياسية صاروا يعتذرون عن عدم الحضور إلى استديوهاتها في بيروت الغربية المحتلة نظراً للمخاطر الأمنية التي تهددهم؟  أتعلمون أنكم حيث تتقبلون التعازي بالشهيد محمد شطح في مسجد محمد الأمين تبعدون قرابة 300 متر عن مرصد أمني لحزب القتلة على شكل كشك شاي وقهوة ومرطبات في شارع بشارة الخوري مقابل مبنى وزارة المالية يديره الشبيح حالق ذقون مشايخ السنة الذي أخرج من السجن. ويوجد داخل الكشك صندوق يحتوي على قرابة 20 بندقية آلية مع مماشطها لزوم الشبيحة الذي يراقبونكم عندما تدعو الحاجة ويصدر الأمر؟  تنتقدون المفتي الشيخ محمد راغب قباني لأن قراراته غير سيادية، وإدارته غير سيادية، وهذا صحيح. ولكن كيف يكون قراره سياديا وأداؤه سياديا وكيف تتمكنون من إزاحته فيما هو كما دار الفتوى وإذاعة القرآن الكريم  في منطقة ساقطة عسكريا وأمنياً وإجتماعياً؟

 بل، وبصراحة، كيف تتوقعون ممن يعيش في دار بمنطقة محتلة إسمها المصيطبة، تحيط به مراصد القتلة من كل حدب وصوب. ويمسك القتلة بمداخل داره، ومخارجه. كيف تريدون منه تأليف حكومة تستثني القتلة؟

 كونوا واقعيين، حباً بالله.  لا أشكك في رجولة أو شهامة أو كرامة أو عزم أو رؤية دولة الرئيس المكلف تمام سلام. فالرجل رجل بكل معاني الكلمة، وهو إبن رجل ما ركع يوماً لغير الله، وغادر البلد كي لا يخضع. رحمه الله وطيب ثراه.  لماذا الدكتور سمير جعجع يتمايز في صلابته عن بقيتكم؟  لأنه يتموضع في حصن.  لا أقول إن المكان الذي لا يقدرون على الوصول إليه بتاتاً متوفر في لبنان. فقد وصلوا إلى الشهيد وسام الحسن في الأشرفية، وأطلقوا رصاصات القنص على الدكتور جعجع في معراب، وحاولوا تفخيخ مصعد الوزير بطرس حرب في بدارو، وفجّروا المسجدين في طرابلس.  ولكن، الفرق كبير بين أن تكون متموضعاً تحت "دلفهم،" يقتلونك عندما يريدون، وبين أن يجبرهم تموضعك الحصين على التسلل إليك ... والحامي الله.  إذا كنتم لا تصدقون أننا نحبكم ونخاف عليكم، فرجاء صدقوا أننا نخاف من الخيار الإلزامي الذي سنجد أنفسنا مجبرين على إعتناقه إذا قتلوكم أو هزموكم، لا سمح الله.  قال الزميل نديم قطيش على شاشة تلفزيون المر إثر مقتل الشهيد شطح إن أي عملية إغتيال أخرى ستجعل الجولاني، أمير النصرة، أميراً على كل الشرق.  وأقول إن المشهد المتوقع أكثر خطورة. أي إغتيال آخر لشخصية سنية سيادية سيحول الجولاني إلى تلميذ في مدرسة ما ستنتجه الأرض اللبنانية المقهورة.  لقد عودتموهم على التنازل بعد كل عملية قتل. لذلك وصلوا في تماديهم إلى هنا.  رجاءاً، أعيدوا النظر في تموضعكم، أقله كي يبقى منكم من ينفذ أحكام المحكمة الدولية عندما ... تصدر.  يريدون قتلكم. يريدون إبادتكم إذا لم تخضعوا. فهل تريدون أن تخضعوا كي تبقوا أحياء؟  تستطيعون البقاء أحياء من دون خضوع إذا بدّلتم تموضعكم وخرجتم من البيئة الحاضنة للقتلة. عندها، وعندها فقط، تستطيعون إتخاذ قرار مواجهة سيادي. مواجهة بالموقف، بالسياسة، بالاقتصاد، وإذا اضطر الأمر ... بأي شيء آخر.  لا نريد شراكة مع القتلة. ولا نريد حواراً مع قتلة أهلنا. ولن نسامح في دماء أهلنا.

 

لأنه النقيض

بشارة شربل/ليبانون نيوز

مهما قيل في محمد شطح. فلن يوفى حقه. محبوه امتدحوا خصاله. ومن لم يحاوروه أو خاصموه اعترفوا بأنه رجل اليد الممدودة والاعتدال... والواقع ان النص يعفي من المعرفة الشخصية. ونص محمد شطح لا يحتاج إلى توقيع :"الأسلوب هو الرجل". شطب محمد شطح هو اغتيال مزدوج. أكبر من إلغاء شخصية صف أول في طرف سياسي، وأفدح من خسارة أهله وأحبائه لمُحاورٍ بارع ورجل موقف وعقل بارد ومثقف عميق. إنه اغتيال للفكرة التي تأسس عليها لبنان وهي الاعتراف المتبادل والاحترام الراقي بين مكوناته، والجسر بين الشرق والغرب، ثم اغتيال للحلم الذي يأمل اللبنانيون بتحقيقه وهو إعادة التأسيس على الفكرة نفسها. قاتل محمد شطح أراد تحقيق جملة أهداف. يمكن أن تبدأ بإبلاغ رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف بأن ثمن "حكومة الأمر الواقع" ليس تهديداً ولا كلاماً مرتفعاً ولا تهويلاً بفعل لن يتحقق، بل تنفيذ للوعيد بالحديد والنار والدم.

والرسالة بطبيعة الحال موجهة إلى "14 آذار" باعتبار أن شطح هو أحد قياداتها الفاعلة التي لا تكتفي بإرساء الأساس النظري لعملها بل تساهم من الموقع الذي هي فيه في تحقيق الأهداف البعيدة بخطوات صغيرة. وإذا صح ان محمد شطح كان يؤسس لـــ "قضية لبنانية" لها مرتكزاتها ومتطلباتها الدبلوماسية والقانونية في المحافل الدولية، فإن إزالته من الطريق مكسب للمتضرر من إعادة إحياء لبنان على خريطة المجتمع الدولي ومنعه من التحول جرماً في فلك النفوذ الاقليمي. من تابع محمد شطح، ولو عبر لقاءاته التلفزيونية، يعلم أن الرجل كان قادراً على نسج تصورات من هذا القبيل وعلى العمل الدؤوب للحؤول دون تحويل لبنان تفصيلاً في التصور الامبراطوري وجائزة على مذبح التخلي المزدوج عن "النووي" و"الكيماوي". وبهذا المعنى كان شطح المسالم خطراً على مشروع الهيمنة وعقبة تتوجب إزاحتها من الطريق. يُستهدف بعض الأشخاص لقوتهم أو أدوارهم. لكن استهداف شطح سببه فرادته. فهو ليس سياسياً يحل محل سياسي ولا أمنياً يعمل بكفاءة أعلى من كفاءة زميل أمني. هو نسج وحده. خليط من العلم والفهم والاعتدال والعقل الإيجابي. وهو قبل كل شيء مؤسس لغة وطنية لا علاقة لها بالسجال السياسي. لغة تدل تمايزاتها على تميز من يستخدمها، وهي تؤسس لاتجاه ولقوة ناعمة تنقض لغة الخصم على كل صعيد. اغتيل شطح لأنه النقيض. الهدوء نقيض الغضب. والتهدئة نقيض التحريض. والانفتاح عكس الانغلاق. ومد اليد عكس قطع الأيدي. والفكر الحر مقابل الفكر الظلامي. الثقافة عكس التجهيل. والإيمان بالحداثة غير الحقد عليها واستخدامها للتدمير. الحرية نقيض الاستبداد. ولبنان الواحد نقيض لبنانات الطوائف والمذاهب والميليشيات. ولبنان الدولة الطبيعية غير لبنان الدويلات والمشاريع الفئوية. لبنان العيش المشترك غير لبنان التنابذ والطلاق. والقتلة يريدون الطلاق إن لم يستطيعوا متابعة الاغتصاب بلا رقيب ولا حساب ولا حسيب. ألف حكومة لا تكفي ديّة لهذا القتيل.

 

غابة لبنان: الوحوش والغزلان!

فارس خشّان/يقال نت

كأن قيادات 14 آذار وشخصياتها مجرد غزلان في غابة تعج بالوحوش، فإذا جاع وحش، إنقض على أسمنها! لا تفسير آخر، لما يحصل! ما من أحد محمي. رفيق الحريري، لم يكن ليقتل بعبوة عادية، فصنعت له واحدة ب1800 كيلوغرام من المتفجرات يقودها إنتحاري، من تلك الفرقة التي ضربت السفارات والمقرات العسكرية وارتبط اسمها بعماد مغنية الذي سيعود ويقتل بمتفجرة في محميته الدمشقية. بيار الجميل أتعب السيارة المفخخة، فهوجم بالرصاص. كل الحمايات وهمية. فالوحوش تملك الغابة اللبنانية وتعرف أسرارها! ولن تترك الوحوش هذه الغزلان تفرض شريعة القانون، لأن شريعة مماثلة تساوي بين القوي والضعيف،و بين المسلح والسلمي، وبين المحارب والمدني. والوحوش، إن شبعت لفترة، إلا أنها تجوع لفترات. هدوؤها لا يعني أنها تخلّت عن طبيعتها الكاسرة، بل حاجتها الى الضحية تكون متدنية. كيف تواجه الغزلان الوحوش؟ ألف سؤال وسؤال، والجواب غير متوافر، كلاسيكيا! الحلول التي يجري تقديمها تتراوح بين حدين: تحويل الغزلان الى وحوش أو خضوع الغزلان لإرادة الوحوش، بحيث تقدم لها ما تسد به جوعها، حتى لا تكون هي الطعام! والطرحان لا يستقيمان، فالغزلان أعجز من أن تغيّر طبيعتها، من جهة أولى، ويستحيل عليها أن تتعهّد مهمة الإصطياد نيابة عن الوحوش، لإنقاذ الذات، مستحيل، من جهة ثانية! ما العمل؟ هل تغادر كلها الغابة؟ في عالم الغابات، لا يحمي الفئة غير المتوحشة، سوى تجمعها. إن تجمعت إبتعدت عنها الوحوش. وإن تفرقت تصبح فريسة سهلة. في أحد الأيام، هذا ما حصل، بالتحديد، فحققت الغزلان، لمرة أولى – وأخيرة- إنجازات حقيقية. كان ذلك في الفترة الممتدة من 14 شباط حتى 14 آذار 2005. كل من يتغاضى عن هذا الحل، يكون قد استسهل وضع نفسه بين أنياب الوحش!

 

فليسقط وليد جنبلاط

عطا الله وهبي/لبنان الآن

فليسقط وليد جنبلاط .أمقت من المقيت هو تأكيد الأصدقاء الثلاثة أحمد فتفت وعلي حمادة وتوفيق الهندي على صوابية ما قاله وليد بيك عن ضرورة تشكيل حكومة جامعة ،مقيت طلب وليد جنبلاط وأمقت هو تأكيد الأصدقاء على صوابيته ، خرج وليد جنبلاط من ضميرنا نهائياً وقرر أن يكون وئام وهاب بمعنى أن يحجز مكان له في اللعبة السياسية ولو على حساب لبنان ، لا أريد أن يحجز مقعدي في السياسة كدرزي على حساب لبنان ، وليد جنبلاط سوسة سياسية يجب أن تواجه من 14 اذار بواقعها ، لسنا كأبناء جبل كومسينجيي سياسين ولن تحفظ لنا بهلوانيات وليد جنبلاط دورنا "كمؤسسين" للكيان اللبناني وهو بتحويله الدروز من أوصياء على الجمهورية يأخذهم ليكونوا هنود حمر يتنازلون عن دورهم التاريخي في إنقاذ الجمهورية ليتحولوا إلى مستندين على وجودهم على تناقضات موازين القوى التي قد تتغير ، الدروز " دور" وليس "وجود " ، يجب أن نحافظ على دورنا وليس وجودنا الدور يحفظ لنا وجودنا ووليد بيك يفرط بهذا الدور . ليس هدفنا بضعة وزارات ، ليس بالوزارات يستمر الدروز ، أنا مع تحطيم مبدأ بيضة القبان "إ لأنه سرعان ما سيصبح قبان بلا بيضة. وليد جنبلاط بإعلانه عن الحكومة الجامعة والمبدأ التسووي إستقال كلياً من السياسة اللبنانية ألا اننا كموحدين دروز نعلن اننا من صلب ثورة الأرز ومخلصين لكل افكارنا الصيادية الأستقلالية ولن نحيد . فليسقط وليد جنبلاط

 

الآتي من غير زماننا

مروان حماده- المستقبل

لبناني بتألق، عربي بامتياز، ديموقراطي في الطبيعة، كان محمد شطح آتياً من غير زماننا ومتوجهاً الى ما بعد عصرنا. وكان القدر وضع فجأة بيننا أميراً لا يشبه أمراء الحرب اليوم، ديبلوماسياً خارج النمط المتدني لخارجية اليوم، اقتصادياً خيّط قماشة معرفته بشبيك خبرته، غير محتالي ومبيضي الأموال اليوم. ذقنه الأنيقة تخلو من شياطين الذقون المروعة. كلامه المنمق يختلف عن خطاب شتامي الشاشة من مهدّدين ومحرّضين.

مبادرته الوفاقية لا تتألق بالباطنية القاتلة أو الادعاء الفارغ. محمد شطح مزيج من طينة فؤاد بطرس في الديبلوماسية ومزايا باسل فليحان في الاقتصاد.  صباح أمس عند وقوع الانفجار، اتصلت بكل رفاقي في الرابع عشر من آذار، كلهم ما عدا محمد شطح. لم يخطر في بالي لحظة أنه مرشّح للاستهداف والقتل. كان على يميننا في الانفتاح وعلى يسارنا في الاعتدال. فقلت في نفسي ولنفسي: من لا يتحمّل محمد شطح حياً لن يتحمّله شهيداً. سنلاحقه حتى إحباط مشروعه الأسود في لبنان ودنيا العرب. والموعد الأول، بعد أيام أمام المحكمة في لاهاي

 

ايران في العام 2014 : لا تتوقعوا ان يحدث روحاني أي تغيير

مايكل روبين/السياسة

تميز العام الماضي بالتغيير في ايران, اذ توجه الايرانيون الى صناديق الاقتراع وانتخبوا حسن روحاني الذي اعاد الرئاسة الايرانية الى الاصلاحيين بعد ثماني سنوات من رئاسة محمود أحمدي نجاد.

تطلب الهجم الديبلوماسي الساحر الذي شنه روحاني ومكالمته الهاتفية مع الرئيس باراك اوباما والصفقة النووية الموقتة موقفا دوليا جديدا, ولكن ما يقوم به روحاني من افعال واجراءات على الصعيد الداخلي يحظى بالقدر نفسه من الاهمية. خلال سنوات حكم احمدي نجاد اكتسب فيلق الحرس الثوري الاسلامي قوة سياسية واقتصادية غير مسبوقة, وكان الكثير من البرلمانيين والمحافظين ونواب المحافظين, والوزراء ونواب الوزراء ينتمون الى قدامى المحاربين في الحرس الثوري الايراني اكثر من اي وقت مضى في تاريخ الجمهورية الاسلامية, وكان احمدي نجاد نفسه اول رئيس يكتسب شرعيته من الفترة الذي قضاها في الجيش خلال الحرب بين ايران والعراق وليس في الدوائر الدينية الثورية, واصبح الماضي حاضرا عبر شبكات غير رسمية من رفاق المعركة وخنادق الحرب الايرانية العراقية, ما تسبب في خداع السلك السياسي الرسمي الذي يساهم في صنع قرار الجمهورية الاسلامية.

هنا يكمن التحدي ففي حين تكثر التوقعات بان روحاني سوف يغير الجمهورية الاسلامية في الداخل وعلى الساحة الديبلوماسية ليس من الواضح ان بوسعه ان يفعل ذلك او حتى يريد ان يفعله.

صحيح ان روحاني يتحرك بهدوء لابعاد الحرس الثوري عن السياسة الايرانية, اذ غير وزراء ومحافظين كانوا قد عملوا في الحرس الثوري - في كثير من الحالات - مع قدامى المحاربين في جهاز المخابرات ممن لا يعاملون بالتساوي كالايرانيين من خلفيات عادية, في الواقع, سيكون من الصعب اخراج الحرس الثوري من الاقتصاد: اذ يتحكم الجناح الاقتصادي للحرس الثوري (خاتم الانبياء) بنحو 40 في المئة من الاقتصاد الايراني, وكان احمدي نجاد منح هذه المجموعة المليارات عبر عقود من دون مناقصات في قطاع الطاقة وحده خلال ادارته, وبناء على ذلك فمن غير المرجح ان يتخلى الحرس الثوري عن هذا الوضع الذي يعطيه فعليا استقلالية في الميزانية العسكرية للنخبة. العام المقبل سوف يكون حاسما بالنسبة الى الرئيس الجديد الذي انهى تقريبا فترة شهر العسل, صبر الشعب الايراني ليس نهائيا, وروحاني يجب ان يتذكر تجربة الرئيس السابق محمد خاتمي الذي أسر المخيلة الشعبية في العام 1997 بخطاب الاصلاح وبدعوته الى الحوار الحضاري. الجمهور الايراني صمد وصبر على امل في التغيير حتى العام 1999 عندما خرج الجمهور انذاك في اكبر تظاهرة مناهضة للحكومة في ايران منذ الثورة على خلفية اغلاق متكرر لصحف, وهجوم من قبل قوات الامن على مساكن الطلبة, كنت في طهران في ذلك الوقت وشهدت ما حصل في اعقاب ذلك تجمع الايرانيون العاديون في المنازل وعند واجهات المحلات والفنادق لمشاهدة خطاب المرشد الأعلى علي خامنئي ورد فعله على الاحتجاجات. كانوا يأملون انه سيدعو الى تأييد العدالة والاصلاحيات, لكن بدلا من ذلك, انتقد المتظاهرين ودعم بالكامل قوات الامن التي كانت مسيئة جدا في الايام السابقة, وكان الايرانيون يحدوهم الامل ان يتحدث خاتمي عن حقوقهم, ولكن الاصلاحي ظل صامتا يبتسم في الوقت الذي تعتقل فيه قوات الامن الالاف ويتعرض المئات للاساءة المهينة, وعند هذه النقطة, ادرك الايرانيون ان امالهم المعقودة على خاتمي كانت سابقة لاوانها في احسن الاحوال, ان لم تكن في غير محلها تماما. كان مصلحة المرشد الاعلى والمصلحة الخاصة للحرس القديم كبيرة جدا, وتم ببساطة تجاوز تلك التظاهرات, واصبح خاتمي مثل احمدي نجاد من بعده, بطة عرجاء, وكان هذا قد تم وفق المراد, فالمرشد الاعلى يفضل عدم القضاء على منافسيه, بل اضعافهم الى درجة العجز, الوقت امام روحاني محدود.

ليس من المستغرب ان تنتشر السخرية في ايران, الايرانيون تبنوا روحاني, ولكن صبرهم لا يدوم, لا سيما بالنظر الى الفجوة بين توقعات الجمهور وواقع السياسة, اذ سجل روحاني اصلاحا غير متناسق في احسن الاحوال: ففي حين نجح في الافراج عن بعض المعارضين البارزين في الداخل, لا تزال قوات الامن تعتقل اخرين, ثم ان النظام زاد من وتيرة الاعدامات العلنية, لكي يضمن - على ما يبدو - الا يخلط المواطنون العاديون بين التوعية الديبلوماسية في الخارج وبين تراجع الالتزام بالايديولوجية الثورية في الداخل, كما لم تغب عن بال الجمهور الايراني رمزية رفض النظام السماح لخاتمي بالسفر لحضور مراسم تأبين نيلسون مانديلا, والاستمرار على نحو فعال بمنعه من السفر. ينتظر الايرانيون ايضا معرفة ما اذا كان روحاني سيفي بوعوده في اصلاح الاقتصاد الايراني المختصر, وفقا لمركز الاحصاء في ايران, انكمش الاقتصاد الايراني 5.4 في المئة خلال العام الماضي في حين تصل التضخم رسميا الى 30 في المئة, وارتفعت اسعار المواد الغذائية وفق مؤشر اسعار البنك المركزي الايراني - مثل الخضروات والارز والفاكهة واللحوم والشاي بين 50 و70 في المئة.

العقوبات قد لا توفر لدى الكثير من الايرانيين الهدف الذين يسعون اليه, رغم تأثير العقوبات الدولية, لكن ليس سرا بين الايرانيين ان السبب الحقيقي في ضعف اداء الاقتصاد الايراني هو سياسات الدولة, وسوء الادارة, وسياسة الدعم غير المنضبطة والشعبوية. العام المقبل سوف يظهر بشكل حاسم ان يقف روحاني بالنسبة الى اولويات الاستثمار. ان اعلان وزارة النفط في 14 ديسمبر الجاري ان متوسط عائدات النفط كانت 11 في المئة فوق ال¯92 دولارا للبرميل بناء على الافتراض الذي بموجبه يضع المسؤولون الايرانيون الميزانية - يفرض قرارا حول ما يجب ان يفعلوا بهذا الفائض, هل تحول هذه الاموال للبرنامج النووي, والمشاريع العسكرية, او لدعم ميلشيات "حزب الله" والاسد في سورية? هناك ما يوحي بان روحاني غير قادر او غير راغب في احداث تغيير, هناك سابقة لخيبة امل كهذه, خلال فترة ولاية خاتمي الثانية تضاعفت تقريبا تجارة ايران مع الاتحاد الاوروبي, وارتفع سعر برميل النفط في الوقت نفسه, وبدلا من استثمار العملة الصعبة الناجمة عن ذلك في الاقتصاد الايراني, ذهب نصيب الاسد منها لبرنامج ايران النووي السري, انذاك, والى الصواريخ الباليستية, ما يوحي اما بكذب خاتمي او امكانية انه كان صادقا ولكنه غير ممسك بزمام السلطة. روحاني قد يكون صادقا, وقد يرغب حقا في حل المشكلات الداخلية التي لا تعد ولا تحصى في ايران بالاضافة الى الازمات الخارجية, ولكن رؤساء ايران عادة اقوى في بداية تسلمهم الرئاسة, لكنهم سرعان ما يفقدون قوتهم وسلطتهم مع مرور الوقت, لا اصلاحيين ديمقراطيين ولا ليبراليين كما يوصفون في الخارج في كثير من الاحيان, بل مجرد اعضاء في نظام ديني يريدون بكل بساطة تطبيقه بالكامل. الشعب الايراني والمجتمع الدولي قد يأملان في التغيير, ولكن قد يكون العام 2014 العام الذي يكتشفون فيه ان الامبراطور لم يكن يرتدي اي ملابس. فكيف ستكون ردود فعل الديبلوماسيين الايرانيين والغربيين على حد سواء ازاء توقعات لم تتحقق في رقم اعمال في ايران سيكون كالعادة مسألة 64 مليون ريال. * كاتب أميركي والمقالة نشرت على موقع "سي ان ان"

 

بيان صادر عن البرلمان الأوروبي بشأن إيران

د.حمود الحطاب/السياسة

في ما يأتي ترجمة بيان صحافي صادر عن مجموعة أصدقاء ايران حرة في البرلمان الأوروبي بعنوان "انتهاك حقوق الانسان في ايران والاتفاق النووي في جنيف, ومجزرة واحتجاز الرهائن المختطفين من "أشرف" مؤتمر بشأن ايران في التضامن مع المعارضة الديمقراطية الايرانية". في مؤتمر موسع عقد يوم الأربعاء في الرابع من ديسمبر الجاري في البرلمان الأوروبي, تمت مناقشة انتهاك حقوق الانسان في ايران والاتفاق النووي في جنيف ,ومجزرة واحتجاز الرهائن المختطفين من "أشرف" بحضور عدد كبير من نواب البرلمان الأوروبي من مختلف المجموعات السياسية, وبحضور مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية. وتكلم في هذه الجلسة التي ترأسها النائب استراون استيفنسون عدد من كبار النواب في البرلمان الأوروبي بينهم آلخو فيدال كوادراس نائب رئيس البرلمان واستفان هيوز أول نائب رئيس لمجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين, وجيم هيغينز عضو مكتب البرلمان و السيدة ريتا زوسموت الرئيسة السابقة للبرلمان الألماني. وأكد المشاركون في الجلسة على النقاط التالية:

1- في اتفاق 24 نوفمبر 2013 في جنيف أعطت للنظام الايراني الدول 5+1 وخصوصا الاتحاد الأوروبي وأميركا تنازلات غير مبررة منها السماح بالتخصيب وعدم قبول البروتوكول الاضافي أو التفتيش المفاجئ حيث يترك مفتاح تصنيع القنبلة بيد النظام.

2- الديكتاتورية الدينية الحاكمة في ايران, وتحت وقع العقوبات الدولية وخشيتها من اعادة اندلاع الانتفاضات الموسعة على غرار ما حصل في العام 2009 اضطرت على مضض الى تراجع, ولكن اذا لم يتجه المجتمع الدولي نحو تنفيذ كامل قرارات مجلس الأمن ومنها وقف كامل التخصيب وقبول البروتوكول الاضافي فان النظام الايراني سيعيد تمرير نشاطاته لانتاج القنبلة من خلال انتهاج سياسة التمويه.

الملالي يعتمدون على السياسة الهزيلة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي وأميركا حيث تمكنهم من المضي قدما نحو غايتهم النووية الاقتحامية.

بالتأكيد فان التعامل المرن من قبل الغرب مع النظام الايراني, سيما بعد الكشف عن المواقع النووية في نطنز وأراك من قبل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في عام2002 أسفر عن اقتراب ايران من تصنيع القنبلة النووية. بينما اعتماد الحزم والقاطعية تجاه حكومة طهران هو من ضروريات السلام والهدوء في المنطقة والعالم.

3- المناقشة الحالية لا تنحصر في المشروع النووي, وانما النظام الايراني يعرف بسمات خاصة وهي: اولا: بسبب الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان, ونفي الحريات الأساسية, وقتل المعارضة الايرانية في العراق, وثانيا: مخطط الملالي للهيمنة على المنطقة برمتها وتصدير الارهاب والتطرف, وثالثا: مشروع التسلح النووي.

4- بعد مضي خمسة أشهر ونصف الشهر على مهزلة الانتخابات الرئاسية غير الديمقراطية ومجيء حسن روحاني زاد انتهاك حقوق الانسان, وكذلك تصدير الارهاب والتطرف. وفي ولاية روحاني بما يسمى بـ "الاعتدالية" فقد بلغ عدد الاعدامات المسجلة 400 حالة.

قرار اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة في العشرين من نوفمبر الماضي يكشف عن استمرار الواقع المأسوي لحقوق الانسان وزيادة عدد الاعدامات, سيما اعدام الأطفال تحت الـ18 عاما, والاعدامات الجماعية السرية وفرض الرقابة على مواقع الانترنت والشبكات الاجتماعية وبث التشويش على الفضائيات.

5- خلال هذه المدة أخدت تدخلات النظام الايراني في سورية أبعادا مروعة. وقبل وقت قريب كشف عضو في لجنة الأمن في برلمان النظام الايراني أن "مئات الكتائب من ايران موجودة في سورية. وقد تسمعون أنباء عن انتصارات على لسان قائد عسكري سوري, الا أن القوات الايرانية تقف خلف تلك الانتصارات". كما تدخلات النظام الايراني في العراق ولبنان واليمن والبحرين و... تزداد يوما بعد يوم.

إن عدم المبالاة تجاه الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان في ايران, وتصدير الارهاب والتطرف بسبب المفاوضات النووية خطأ كبير يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف الى جعل مواقف الملالي أكثر اقتحاميا في المجال النووي.

المشاركون في المؤتمر أجمعوا على المطالب التالية:

أ- يطالبون الدول 5"1 وخصوصا الولايات المتحدة والدول الأوروبية والسيدة اشتون وضع حد لاعطاء تنازلات للنظام الايراني, ويطالبون بتنفيذ كامل لقرارات مجلس الأمن, ووقف كامل لتخصيب اليورانيوم, ووقف مشاريع انتاج البلوتونيوم وقبول البروتوكول الاضافي, وأعمال التفتيش المفاجئ والحر للمواقع المشتبه بها.

ب- يطالبون باحالة ملف انتهاك حقوق الانسان في ايران, وتدخلات النظام الايراني في المنطقة, واثارة الحروب, وتصدير الارهاب الى الدول الأخرى الى مجلس الأمن وفرض العقوبات واجراءات عقابية جدية على النظام.

وهناك مطالبات كثيرة لا يتسع المجال لنقلها لحضراتكم كما وصلتني.

إلى اللقاء

* كاتب كويتي

 

عبقرية القاتل إذ لا تكمن في فن القتل، بل في ابتذاله

حازم الأمين/الحياة

راجت مقولة في أعقاب قصف النظام السوري الغوطة الشرقية في ريف دمشق بأسلحة كيماوية قبل أشهر، ونجاته من العقاب الدولي، مؤداها أن النظام نجح في رفع سقف عدد القتلى في اليوم الواحد إلى حدود الألف، وأخذ تفويضاً دولياً بذلك، شرط أن يكون القتل «غير كيماوي». وما جرى قبل أيام في حلب يُثبت صحة هذه المقولة، ذاك أن أكثر من مئتي قتيل سقطوا نتيجة قصف المدينة بالبراميل المتفجرة لم يُحركوا أحداًَ.

إنها إحدى قصص نجاح نظام «البعث». استدراج الصمت في أعقاب المجزرة. عبقرية القاتل هنا لا تكمن في فن القتل، بل في ابتذال القتل، وفي جعله عادياً وفي استنفاد صوره في أقل من لحظات سريعة.

أن تقتل «داعش» رجلاً في حلب حدث أقوى من أن يقتل النظام مئتين في المدينة. دعك من الإجرام الواحد الذي يقف خلف الواقعتين، فهذا لا يُلغي أن عبقرية مجرمة ومبدعة جعلت من هذا أمراً ممكناً. عبقرية لا تستدرج الإعجاب، إنما الذهول والخوف، وهي إذ تُحسن توظيف القتل في الإمعان في الصمت، تُضاعف كل يوم عنفها مدركة أن حدود المعادلة صارت مفتوحة.

والحال أن ابتذال القتل لا يجعل منه فعلاً عادياً. النظام نفسه لا يريد من القتل أن يُصبح فعلاً عادياً، فهو يُدرك أن ذلك يُفقده قوة الإبداع وسلطة الموت. يريد أن يُمارسه بصفته أفقاً وعلاقة تربطه برعاياه ومواطنيه. هذا دأبه أصلاً منذ أكثر من أربعين عاماً.

قد تُحدث مقولة إن النظام أبدع في القتل استياء وذهولاً، وقد تُخلّف شعوراً بأننا نعترف له بقوته وبقدرته، وهو أيضاً يطلب اعترافنا بشرعيته مستعيناً بهذه المقولة. ولكن، لا بد لنا من أن نعترف له. فهو اخترع القتل الجزئي والنخبوي ليكتسب شرعية القتل الجماعي. إعدامات «داعش» تُجيز إعدامات جماعية، وحرق كنيسة يجيز حرق المساجد كلها، وخطف رزان زيتونة أنسَانا سجوناً تمتد من صيدنايا إلى تدمر.

لنكاشف أنفسنا بهذه الحقيقة. فعندما أقدم «لواء الإسلام» على خطف ناشطي مركز مراقبة الانتهاكات، أصابنا ضعف في انشغالنا بسجن صيدنايا وبفرع فلسطين وغيرهما من مراكز الاعتقال. هذا إنجاز جوهري للنظام. وعندما تقدمت «كتائب إسلامية» نحو سجن حلب صار همّ الناشطين سلامة المساجين لا ظلامة سَجنهم.

إذاً، اخترع النظام الموت الجزئي في مواجهة الموت العام. الصورة المجتزأة لوجه القتيل في مواجهة صورة الموت الجماعي. موت الفرد الواحد أقوى إذا ما كان صورة. هو موت أقرب إلينا وأكثر فعالية وقدرة على أن يتفشى في المخيلة وفي الضمير.

وبينما دفعنا النظام إلى ذلك حوّل موتنا إلى رقم عادي ومبتذل. مئتا قتيل في حلب. إنه مجرد رقم، بينما تلك الراهبة التي خطفتها «داعش» وربما قتلتها أو ستقتلها، فهي وجه واسم وسبحة وإيمان، وهي مظلومة حقاً، انتهك حقها في أن تعيش وأن تُصلي وان تكون. ولكن، ماذا فعلنا نحن لقتلانا؟ وماذا عن نجاح النظام في تصوير «قتيله» وفشلنا في ضخ حياة في رقم قتلانا؟ ناهيك عن أن الراهبة قتيلتنا وليست قتيلته، لكننا مرشحون أيضاً لمصير مشابه لمصيره، أي أن يسرق النظام ظلامتنا، وأن تُقدمنا «داعش» هدية له. أليس هذا تماماً ما جرى للأب باولو، فقد سرق النظام ظلامته بعد أن كان طرده من كنيسته في القلمون.

يجب الكف عن ندب الحظ واتهام العالم بانعدام الضمير. هذا لا يُفيد بشيء الآن. ليس العالم وحده من أنتج «داعش»، نحن أيضاً لم نملك المناعة الكافية، ولم نُصدق حين قال النظام إن في جعبته أسلحة لا تنتهي. صحيح أن العالم لم يعد مكترثاً لعدد قتلانا، وأن السياسة عمل لا أخلاقي في كثير من الأحيان، لكن جهلنا بذلك يُشبه جهلنا بقوة وجه القتيل في مقابل رتابة الرقم.

من غير العادل فعلاً أن ينتصر قتيل على آلاف القتلى، ولكن من الجهل أيضاً أن نهدي للنظام قتيلنا. أن نشك للحظة في أن «داعش» و «النصرة» وألوية الأمراء الإسلاميين المفرج عنهم من سجن النظام لكي يدخلوا في بطوننا، يمكن أن يُقاتلوا إلى جانبنا. ومن غير العادل أيضاً أن تذوي قضية على هذا المقدار من العدالة ومن السطوع، وأن يكون القاتل سافراً إلى هذا الحد. أن يقول جهاراً نهاراً: هذا أنا، وهذا ما أفعله وما سأفعله، وأن يكون الجواب نصيحة بأن نذهب إلى «جنيف - 2»، ولا خيار أمامنا سوى أن نذهب. فمن غير السياسة أن نقول إننا لن نذهب.

المشهد مقفل فعلاً. الصواب هو أن يذهب الجميع للقاء القاتل هناك في جنيف. هذه حقيقة لا راد لها. ولن يكون ما يرتكبه النظام ذخيرة له على تلك الطاولة، لا بل إنه يلقي بالبراميل مستبقاً الطاولة بهدف إطاحتها. لكن ذلك لا يلغي أننا مدعوون إلى وليمة واحدة معه.

نجح النظام في رفع سقف عدد القتلى. في حلب قتل قبل أيام أكثر من مئتين في ليلة واحدة. الاستنكار جاء باهتاً، هزيلاً وروتينياً، وما ترتب على ليلة البراميل لم يعدُ كونه تثاؤب ضمير. وثمة من يدعونا للإعجاب بذلك، والاقتناع بأن النظام باقٍ، لأن العالم قبل به على رغم ذلك.

لا يمكن أن يصح ذلك. لا سابقة له في التاريخ الحديث. أن يُقنع نظامٌ العالم بأنه ضرورة، بدليل تمكنه من قتل كل هؤلاء، فهذا يدفع إلى الشك بكل شيء. صحيح أنه جهّز لهذه المهمة فريقاً إعلامياً هائلاً، واستثمر في ميل العالم لعدم غفران أخطائنا، وفي معرفته القوية بمكامن ضعفنا وخوائنا، ولكن يبقى أن من المستحيل أن يستقيم القتل في ضمير البشرية.

لا خيار لنا سوى أن نذهب الى «جنيف - 2»، وأن لا نستجيب لنداء البراميل. من القسوة أن نُقر بذلك، ولكن من السياسة أيضاً أن نذهب.

 

جنبلاط: وقعنا في الفخ!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

اغتيال الوزير والمستشار اللبناني محمد شطح، أحد العقول المفكرة في معسكر الاعتدال السني «الوطني» في لبنان، اغتيال لفكرة «الوطنية» نفسها. وليد جنبلاط، يعتبر من أكثر الساسة اللبنانيين استبصارا وقدرة على التقاط الإشارات، واسترواح اتجاهات الرياح وما تحمله من رشات المطر وعواصف النار. من أجل ذلك لفتني تعليقه، وهو يقدم واجب العزاء في محمد شطح، حيث قال لوسائل الإعلام إن اغتيال شطح «يدل على أننا وقعنا في فخ لعبة الأمم القائمة على التقاتل كما يجري في سوريا والعراق وبعض الدول العربية إذا كان لا يزال هناك دول عربية». شطح كما نشر في مراثيه، كان ذاهبا لحوار يضم قوى 14 آذار، المعارضة لجبهة حزب الله وبري وعون والبقية. وكان يعد لخطة سياسية لشق طريق سياسي للدولة اللبنانية. ضع اغتيال شطح، مع خبر آخر حصل في الشرق من لبنان، في العراق، حيث انقضت قوات نوري المالكي، بشهية طائفية، على المعارضة في الغرب العراقي، المعارضة السنية السياسية. لا نتحدث عن «القاعدة» ودولة «داعش» وجماعات أبو بكر البغدادي، بل عن نواب ووزراء وساسة عراقيين، من أنصار الدولة الوطنية، تم ضربهم وقتلهم وسجنهم وشطبهم من المشهد السياسي. اعتقلت قوات نوري المالكي النائب الدكتور أحمد العلواني، أحد قادة المظاهرات ضد حكومة المالكي في الأنبار، وقتلت شقيقه. والعلواني هو أحد الشخصيات السياسية البارزة التي تدعم مظاهرات العرب السنة ضد سلطة المالكي الطائفية، وكان فاعلا في الاحتجاجات التي اندلعت ضد المالكي على خلفية اعتقال حراس السياسي السني الآخر الوزير، في حكومة المالكي، رافع العيساوي. ماذا يعني كل هذا؟ يعني ازدهار التطرف السني، لأنه إذا أزحت الساسة والتيارات المدنية المؤمنة بفكرة الدولة الوطنية من المشهد، بسبب ضيقك من معارضتهم، فإنك بسهولة تتيح المجال لمن يريد الانقضاض على فكرة الدولة نفسها، والقضاء عليك بوصفك كافرا خائنا، وهو ما يعزز في الطرف الآخر دعايات التطرف الشيعي أيضا، حيث الصورة لديهم أن الخصوم هم أعداء آل البيت في استعادة لأجواء الطف وكربلاء والدماء و«مقاتل الطالبيين». كان رئيس الحكومة العراقية السابق، إياد علاوي، وهو من أنصار الفكرة الوطنية المدنية، وهو أيضا ينتمي لخلفية عائلية شيعية، محقا وهو يقول في قناة «سي إن إن» للمذيعة الأميركية كريستيان أمانبور: «إن السنّة فقدوا ثقتهم بالعملية السياسية والانتخابات بعد تجاهل نتائج الانتخابات السابقة، معتبرا أن ذلك أعاد القوة لتنظيم القاعدة». المتطرفون لا يقدرون على الحوار مع المعتدلين، لذا يبحثون عمن يشبههم، خصما، فهذا أسهل للفهم. «وقعنا في الفخ» كما قال «عراف لبنان» وليد جنبلاط.

 

اغتيال شطح برسم المحكمة وحكومة "الأجندة الإقليمية"

ثريا شاهين/المستقبل

عندما تصل يد الإجرام إلى الوزير محمد شطح، فهذا يعني أنّ الخطورة باتت كبيرة على الوطن. توقيت الاغتيال مخيف. جاء قبل انطلاق جلسات المحكمة الخاصة بلبنان بأسبوعين تقريباً. وجاء أيضاً، وفقاً لمصادر ديبلوماسية، بعد الكلام الأخير لرئيس الجمهورية ميشال سليمان مباشرة، وبعد عشرة أيام على خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والذي عبّر فيه عن مواقف مفصلية بالنسبة إلى الحزب. لكن من غير المسموح تحت أي اعتبار الوصول إلى هذا النحو من الأداء، إمّا أن يسير الآخرون مع توجه طرف ما، أو يموتون. البديل عن اغتيال الاعتدال هو التطرّف. فإذا كانت عملية الاغتيال في إطار سعي أطراف خارجية إلى إعادة التموضع قبل استحقاقات داهمة فهذه مشكلة كبيرة. وإذا كانت العملية ما يسمّى "فلتة شوط" فالمشكلة أكبر. في كلتا الحالتين، البلد كان قبل هذا الاغتيال مكشوفاً أمنياً، والآن بات أكثر انكشافاً. ومنذ عملية اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن انكشف الوضع الأمني بصورة واضحة. يريد الذين اغتالوا الوزير شطح من الآن فصاعداً، بحسب المصادر، أن يحسبوا مَن سيشكل الحكومة مئة حساب قبل تشكيلها، وإرسال رسالة مباشرة إلى مَن لديه الجرأة باتخاذ خطوة في هذا المجال تتعارض مع الأجندة الإقليمية، أن يقوم بإعادة تقويم حساباته. بعد الارتياح على المستوى الدولي الإيراني بدأ الإعداد للتفاوض السوري السوري لحلّ الأزمة. وطالما أنّ المعركة تشتد في سوريا قبيل ثلاثة أسابيع تقريباً على موعد مؤتمر "جنيف2" للحلّ في سوريا، فهناك انتقال للتصعيد إلى داخل الساحة اللبنانية، وذلك من أجل أن يتم الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروط ثابتة. ويأتي الاغتيال في سياق هذا الانتقال، وهو يتزامن مع تصعيد على الحدود اللبنانية السورية، ووضع قلق في طرابلس، وغليان في مخيم عين الحلوة، فضلاً عن الوضع جنوباً لناحية ما حصل قبل أسبوع من الآن. ما يعني أنّ هناك انتقالاً من مرحلة إلى أخرى يتأثر لبنان بها مع تثبيت الحزب وتبنّيه مبدأ الدفاع عن النفس من حيث المشاركة في القتال في سوريا. هناك انتقال في سوريا من مرحلة سابقة طرحت علامات استفهام حول خروج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، أم لا. الآن لم يعد هذا التساؤل مطروحاً، لكن هناك مؤتمر "جنيف2"، والسؤال كيف يمكن للنظام تثبيت شروطه من الآن وحتى 22 كانون الثاني موعد المؤتمر؟ وكيف يمكن الانتقال من الحوار الغربي الإيراني، إلى الملف السوري؟ وماذا يمكن أن تفعل الدول بمقررات "جنيف1" والسلطة الانتقالية ودور الأسد حالياً؟ كل ذلك يتطلب مكاسب على الأرض. العمليات العسكرية في حلب هي في إطار السعي إلى تحقيق مكاسب على الأرض، فضلاً عمّا يحصل من توتّرات في لبنان وآخرها اغتيال الوزير شطح.

كل ذلك يأتي في سياق الضغوط لإعادة التموضع قبل "جنيف2". من هنا خطورة الوضع اللبناني والسعي الإقليمي إلى جعله ورقة يمكن أن تؤثّر في الحسابات الدولية.

سوريا والدول تذهب إلى التفاوض، ماذا تريد الولايات المتحدة، وماذا تريد إيران، وماذا تريد السعودية؟ الجميع معني كما بدا من خلال المسعى الدولي للتفاهم مع إيران على حل البرنامج النووي. والترجمة الفعلية التي تريدها إيران هي أنّه لا بد من دعوتها إلى المشاركة في "جنيف2". الولايات المتحدة ومعها المملكة لا تريدان دعوتها كي لا يُصار إلى الاعتراف بها شريكاً في الحل وفي العملية السياسية، لأنّ ذلك يعني إعطاءها دوراً إقليمياً، أي دوراً في كل المواقع في المنطقة من العراق إلى سوريا وصولاً إلى لبنان وغزة. الغرب يعتبرها شريكاً في المشكلة، لذا لا يريد لها أي دور. الغرب اختار الاتفاق مع إيران، وهذا يؤخّر الحل العسكري ويؤجّله، ما يعني خلق مساحات من التفاوض والسياسة البراغماتية التي توصل إلى نتائج على الدول في المنطقة قد لا تكون مثالية، إنّما قادرة على التعايش معها. خطورة الوضع اللبناني تكمن في أنّ وضع الأوراق على طاولة التفاوض في "جنيف2" وإعادة التموضع للإقليمي، سيكلفان لبنان ثمناً باهظاً، لأنّه كلما اشتدت المعركة في سوريا زادت خطورة الموقف في لبنان، والمخاطر الأمنية، و"جنيف2" لن ينتهي في جلسة واحدة، إنّما قد يمتد إلى جلسات حوارية طويلة المدى. وبالتالي، لا بديل عن الحوار الداخلي ولا حل سواه. الهدف من الحوار، بحسب المصادر، عدم خسارة البلد، وعدم تحويله إلى ساحة للصراع يتموضع فيها الأطراف الخارجيون ويحققون مكاسب عبر الانزلاقات الأمنية، الحوار يتناول الخلافات ويحولها من الشارع إلى السياسة. إذا كان هدف الأطراف حماية البلد فيمكنها العمل معاً مثلما تم التوصل إلى "إعلان بعبدا"، شرط عدم تجاوزه من جديد. وهذا هو الحد الأدنى المطلوب، لكنه لا يحصل إلاّ بالحوار. يجب أن يكون الحوار مسألة ضاغطة. الدول غير مرتاحة للوضع اللبناني الذي يدفع أثماناً، أقلها مسألة اللاجئين السوريين، وحكومة مستقيلة وتفلّت أمني.

 

محمد شطح واضح .. قبل أن يكون رجل اعتدال

خيرالله خيرالله/المستقبل

كان طبيعياً استهداف شخصية لبنانية مثل محمد شطح مستشار رئيس "تيّار المستقبل" ورئيس مجلس الوزراء اللبناني السابق سعد الدين رفيق الحريري. كان طبيعياً اغتيال شخص نذر حياته من أجل لبنان. فلبنان هو المستهدف في نهاية المطاف. كانت ثقافة الحياة ولا تزال هي المستهدفة نظراً إلى أنّ المطلوب القضاء على الوطن الصغير. ولكن لماذا جاء اغتيال محمد شطح في هذا التوقيت بالذات؟ لماذا في هذا المكان بالذات، قرب "بيت الوسط" حيث مقرّ إقامة سعد الحريري الموجود حالياً في السعودية، وهو المكان الذي تعقد فيه أيضاً معظم اجتماعات قيادات الرابع عشر من آذار؟ لماذا بهذه الطريقة بالذات، أي بواسطة سيارة مفخخة؟ هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها بعد عودة مسلسل الاغتيالات إلى لبنان. قبل كل شيء كان محمد شطح في كل وقت هدفاً سهلاً نظراً إلى أنّه لا يأخذ إجراءات أمنية استثنائية. كان يحرص على المشي يومياً في مكان مكشوف من بيروت ليس بعيداً عن الشاطئ.

ولكن، يبدو أنّه كان هناك إصرار على قتله بالطريقة التي قُتل بها عن طريق سيارة مفخخة بما يزيد على ستين كيلوغراماً من المتفجرات في مكان قريب من "بيت الوسط"، الذي يرمز إلى وسط بيروت الذي هو وسط لبنان. يعني ذلك أنّ لبنان هو المستهدف. قلب لبنان هو المستهدف بكل بساطة. كان محمد شطح رجل حوار استطاع إقامة شبكة علاقات دولية في غاية الأهمية وذلك بعدما تعلّم كيفية مخاطبة العالم، خصوصاً الأميركيين. هل لهذا السبب اغتالوه بدل الاستفادة من قدرته على مخاطبة النافذين في واشنطن الذين كان يتكلم لغتهم بطلاقة؟

أمّا على الصعيد اللبناني، فكان رجلاً واضحاً كلّ الوضوح. لم يمنعه وضوحه من أن يكون جسراً للتواصل بين كل مكوّنات الرابع عشر من آذار، خصوصاً بين "تيار المستقبل" والقوى المسيحية التي هي جزء لا يتجزأ من عصب تيّار الاستقلال والسيادة والحرية في لبنان. لعب دوراً في المحافظة على تماسك قوى الرابع عشر من آذار من منطلق قدرته على الحوار واستخدام لغة المنطق. كان يتقن لغة المنطق من جهة، كما لم يكن هناك يوماً أي غبار على وطنيته اللبنانية العربية. فمحمد شطح لم يغرق يوماً في الشعارات العروبية وغير العروبية التي غرق فيها لبنانيون كثيرون، خصوصاً من أهل السنّة. كان دائماً مع التوجّه العربي المستنير ذي البُعد الحضاري. كان شعاره دائماً، منذ كان طالباً في الجامعة الأميركية في بيروت "لبنان أولاً". لم يحد عن هذا الشعار يوماً. في النهاية، تبيّن كم كان على حق عندما قدّم لبنانيته على كل ما عداها.

لماذا في هذا التوقيت بالذات ولماذا في هذا المكان ولماذا بواسطة سيارة مفخخة؟ قد يكون الأمر مرتبطاً إلى حدّ ما بقرب بدء جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. مَن اغتال محمد شطح في مكان قريب من مكان اغتيال رفيق الحريري ورفاقه ومن "بيت الوسط" وبالطريقة نفسها تقريباً، وهي طريقة التفجير، أراد توجيه رسالة واضحة. فحوى الرسالة أنّ المحكمة الدولية لن تمنع تكرار مسلسل الجرائم في لبنان وانّ "حزب الله" يستطيع أن يفعل ما يشاء حيث يشاء في التوقيت الذي يشاء. لعلّ أخطر ما في اغتيال محمد شطح أنّ الجهة المنفذة تعتبر نفسها فوق القانون وفوق الدستور اللبناني وأنّ المطلوب من أي حكومة لبنانية جديدة تغطية التدخّل السافر لـ"حزب الله" في سوريا إلى جانب نظام طائفي أخذ على عاتقه ارتكاب المجزرة تلو الأخرى في حقّ شعبه.

كان كافياً أن تصدر تهديدات محدّدة عن هذه الجهة، أو تلك، من نوع التهديدات التي صدرت قبل أيام عن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، كي لا يعود محمد شطح موجوداً. وإذا لم يفهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء والرابع عشر من آذار، مغزى التهديدات، ستكون هناك عمليات اغتيال أخرى وستعمّ الفوضى البلد. لم يعد في لبنان دستور أو قانون. هناك فقط ما يقرّره سلاح "حزب الله" ومَن يديرونه من طهران.

الجديد في اغتيال محمد شطح ليس أسلوب التفجير، أسلوب التفجير من بُعد. اغتيل اللواء وسام الحسن بالطريقة نفسها قبل أربعة عشر شهراً، كذلك النائب وليد عيدو والنائب انطوان غانم والزميل جبران تويني والرائد وسام عيد واللواء فرنسوا الحاج وآخرون. الجديد ان الاغتيال جاء بعد التهديدات المباشرة والواضحة الصادرة عن قياديي "حزب الله". لماذا كل هذا الشعور بالثقة لدى الحزب في أنّه قادر على القيام بكل ما يريد في لبنان وخارجه من دون حسيب أو رقيب ومن دون أخذ في الاعتبار للمحكمة الدولية؟ هنا أيضاً لا بدّ من التساؤل: هل هذا عائد إلى زيادة الفائض في القوّة لدى "حزب الله" بعد الاتفاق الأميركي الإيراني، بغطاء أوروبي، في شأن الملف النووي الإيراني؟ هل هذا عائد إلى شعور الحزب أنّ الاتفاق هذا يسمح لإيران بالتصرّف على هواها في المنطقة؟

قد يكون ذلك جائزاً. لكن الملفت وسط كل ما يجري أنّ هناك إدارة أميركية تتصرّف وكأنّ الشرق الأوسط إقطاعاً إيرانياً وأنّ النظرة إلى المنطقة لا تجوز إلاّ من خلال الملف النووي الإيراني من جهة وأمن إسرائيل من جهة أخرى. كان كافياً تخلي النظام السوري عن السلاح الكيميائي حتى يكون هناك صرف للنظر عن البراميل المتفجّرة التي تستهدف المدن السورية..

هناك اختزال للشرق الأوسط بهاتين النقطتين. فما دام "حزب الله" يحترم القرار 1701 بحرفيته، في الجانب المتعلق بإسرائيل منه وليس الجانب الذي يحمي لبنان طبعاً، لا مانع في أن يفعل ما يشاء في الوطن الصغير، بما في ذلك أخذ البلد إلى الفراغ الحكومي والرئاسي ومنع أي عربي من الاستثمار فيه أو المجيء إليه لمجرّد السياحة أو الاستجمام أو العلاج.

هل يدفع لبنان ثمن هذا الجهل الأميركي في المنطقة، وهو جهل كان أشخاص مثل محمد شطح يستطيعون تنبيه المعنيين في واشنطن إليه؟

ذلك هو السؤال الذي يثيره اغتيال محمد شطح، الرجل الذي كان يعرف دائماً أنّ لا مستقبل للبنان ما دام هناك حزب مذهبي مسلح يفرض نفسه وخياراته على اللبنانيين الآخرين.. فمحمد شطح، الذي سبق له أن اعترض على السلاح الفلسطيني في لبنان، كان رجلاً واضحاً في مواقفه السياسية وخياراته قبل أن يكون رجل اعتدال!.

 

عندما تعود حرب الاغتيال بدم بارد

كارلا خطار/المستقبل/ترك الوزير الشهيد محمد شطح لبنان، لكن ما تركه هو فائض اعتداله، بين اللبنانيين. فائض أيقظهم، قد يشعل فيهم ربّما 14 شباط ثانٍ، فمن يدري. ليس سهلاً أن تفقد قوى 14 آذار الرجل المدني، أي المؤمن بالدولة المدنية، محمد شطح، فلا هو مجرّد عدد ولا هم يتخلّصون من بعضهم كما حاولت إحدى قنوات الممانعة أن تبث في نشرة الأخبار مستخدمة في حجّتها تحريك المحكمة الدولية.

اسم الوزير الشهيد، كما قال الرئيس سعد الحريري، سيكون "مدوّياً" في المحكمة، اسمه الذي أرجف المهدّدين بالقتل وبقطع الأيدي والرؤوس، يدوّي في لبنان وسيدوّي اليوم في ساحة الحرية، ساحة ثورة الأرز. محمد شطح أيقظ خوف اللبنانيين، ذكّرهم بحلمهم، أشعل حرّيتهم، أعادهم الى يوم تحرّروا من النظام السوري، وأذكى فيهم النار المتوقّدة على من قتلوه وقتلوا كل الشهداء بدءاً من الرئيس الشهيد رفيق الحريري. هم يضرمون لهيب الخصومة والفتنة والطائفية ويبثّون الأحقاد، أما هو فسيبقى قلب ثورة الأرز وسفيرها الذي سيمثّلها خير تمثيل بالاعتدال والموضوعية والرصانة. محمد شطح يشكّل اليوم بالنسبة الى قوى 14 آذار، قيادة وشعباً، صدمة، يحاولون استيعابها. من قتلوه سيكتشفون بعد المحكمة الدولية أنهم مخطئون، وإن نجحوا مرحلياً في إعادة اللبنانيين الى حقبة الاغتيالات السياسية. لقد باتوا بارعين في الإجرام، محترفين، مبدعين في تهيئة ساحات القتل، كيف لا وقد وسّعوا نشاطاتهم الى خارج الحدود اللبنانية!. حساباتهم خاسرة إن اعتقدوا أن التصفية الجسدية ستنال من عزيمة اللبنانيين المطالبين بالدولة، ولو استقووا بسلاحهم. نعم هم نفسهم من يحملون السلاح ومن يدعمون القتلة المجرمين والمهرّبين والفاسدين، ومن غيرهم؟ فهل بإمكان حزب أعزل أو مواطنين مسالمين أن يحضّروا عملية اغتيال بحجم تلك التي اغتيل فيها محمد شطح! طبعاً لا، فمثل هذه العملية الإجرامية الكبيرة تتطلّب "جهوداً" استثنائية كالتي قام بها ميشال سماحة، "تضحية" كالتي يقوم بها النظام السوري في قتل شعبه، ومنفّذين محلّيين "مخلصين".

في إطلالته الأخيرة، سأل القيّم على الحزب المسلّح قوى 14 آذار إن كانت تريد الحرب! وعلى الرغم من أن لا وقت لحزبه لقوى 14 آذار، فقد خصّص 7 دقائق من كلمته للحديث عنهم وعن إعلان طرابلس، وأخطأ قراءته عمداً فرأى فيه إعلان حرب! قوى 14 آذار لا تريد الحرب، لكنّها في الوقت عينه لا تريد حواراً كاذباً على شاكلة الحوار الذي يريده "حزب الله". وكأن حزب السلاح تتملّكه حساسية ضدّ الإعلانات السياسية الناتجة عن الحوار، أي حوار، إن كان برعاية رئيس الجمهورية أم حوار على مستوى حزب أو فريق. فلا إعلان بعبدا يُعجبهم، ولا الحوار الذي أفضى إلى ذاك الإعلان الذي هو برأيهم "حبر على ورق"، ولا إعلان طرابلس يُقنعهم، ولا قوى 14 آذار التي ناقشته.. فما هو نوع هذا الحوار الذي يريدونه؟ وهل أساساً يريدون الحوار أم ينادون به كشعار وعنوان للعب على وتر التفرقة وبث الفتن؟.

"حزب الله" حرّم على اللبنانيين أن يتنعّموا بصيف دافئ وعيد سعيد، حرمهم من أحبّاء سياسيين ومرافقين ومواطنين. يسألهم إن كانوا يريدون الحرب ويفرض عليهم حالة حرب.. يشعر اللبنانيون اليوم بأنهم في حالة حرب غير معلنة، حرب الاغتيال بدم بارد، والتصفية الجسدية، والتهديد بالقتل والتقطيع، والاتهامات بالعمالة الخارجية، صراع لإخضاع لبنان لإيران وإنقاذ النظام السوري الميت. لا، ما يريده اللبنانيون هو الحياد الذي تحدث عنه الوزير الشهيد في ملف يجول في أروقة الأمم المتحدة. قد تكون المواجهة مستحيلة، لكن الأمل بأن تتحقق العدالة حاضر دوماً. وقد تكون الخسائر أكبر عند المواجهة وربّما تكون النتيجة حاسمة، وهذا ما يلجأ اليه "حزب الله" دوماً كلّما أراد أن يحقق حسماً لصالحه، كما في 7 أيار. قد تهتزّ الدولة، وقد اهتزّت مراراً، لكنّها لن تنهار. وحده "حزب الله" من فقد الأمل من إمكانية مواجهة اللبنانيين فكرياً، فالفكر القائم على الشرّ لا يبلغ القلب، على عكس صدق محمد شطح الذي يدخل العقل والقلب معاً، وهذا الأهم لأنه موثّق في كل "الانتصارات الإلهية" التي يدّعي "حزب الله" أنه حقّقها في لبنان وسوريا. إنه صاحب الانتصارات المفخّخة، هو لم "يخترع" البارود، إنما فقط استخدمه، ولا بدّ لسلاحه أن ينكسر، كما لا بدّ لليل أن ينجلي.

الوزير الشهيد شطح سيبقى مُلهم اللبنانيين.

 

حزب الولي الفقيه  ونقطة على السطر

محمد مشموشي/المستقبل

ماذا يعني أن يقول الكاتب العربي محمد حسنين هيكل انه تسلم من الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله رسالة من المرشد الايراني السيد علي خامنئي يدعوه فيها لزيارة طهران؟. لماذا لم يتسلم هيكل هذه الدعوة مثلاً من السفير الايراني في بيروت، أو حتى من السفير الايراني في القاهرة أو من ينوب عنه اذا لم يكن لـ "الولي الفقيه" فيها سفير بعد فشل تجربة "جماعة الاخوان المسلمين" وخروجهم من السلطة في مصر؟.

وماذا يعني أن يقول نصرالله قبل لقائه مع هيكل، وبعده أيضاً، ان المملكة العربية السعودية ودول الخليج هي التي تتآمر على لبنان وسوريا، وان "الحرب التكفيرية" التي تشنها فيهما وعليهما تقتضي من اللبنانيين والسوريين، فضلاً عن العرب كلهم، أن يقفوا سداً منيعاً في وجهها؟.

وماذا يعني أن يلجأ نصرالله، في سياق ذلك كله، الى تحذير رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة المكلف تمام سلام من تشكيل حكومة لا تلبي مطالبه و"نقطة على السطر" كما قال بالحرف؟، ثم أن يرفع نائبه نعيم قاسم ورئيس كتلته النيابية محمد رعد سبابتيهما في وجوه اللبنانيين جميعاً مهددين بالويل والثبور وعظائم الأمور اذا تم ذلك لأي سبب، وتحت أية حجة أو ظروف سياسية أو دستورية مهما كانت؟.

وفي ظل ذلك، ماذا يعني أن يستمر "حزب الله" ومعه فريق 8 آذار في الحديث عن "تسوية" في لبنان، أو حتى عن "تسوية" سياسية في سوريا، ما دامت عناصره المسلحة تشن حرباً غير مسبوقة فيهما، عسكرية وبمختلف أنواع الأسلحة في سوريا، وسياسية تعطيلية كاملة الأوصاف في لبنان، بأمر مباشر من "الولي الفقيه" الجالس خارج حدود البلدين؟.

واستطراداً فقط، ماذا يعني أن يكتفي هيكل، بالرغم من ذلك كله، بأن يصف "حزب الله" بأنه حزب لبناني وبأن له حيثيته وشعبيته اللتين لا بد أن تؤخذا في الاعتبار عندما يتعلق الأمر بالحديث عن حاضر لبنان ومستقبله السياسي؟. هذه الأسئلة، وما يتناسل منها سياسياً وعسكرياً وأمنياً، ومحلياً واقليمياً وعربياً ودولياً كذلك، هي ما يكشف حقيقة الأزمة اللبنانية المستعطية ليس في الفترة الحالية فقط بل منذ أعوام عديدة أيضاً. ومنها تحديداً ينبغي الانطلاق للبحث في ما اذا كان هناك امكان للحديث عن أي "تسوية" محتملة في لبنان.

ذلك أن كل ما يتعلق بلبنان حالياً، بما في ذلك تشكيل الحكومة الذي توضع عراقيل في وجهه منذ أكثر من ثمانية شهور أو انتخاب رئيس للجمهورية في موعده الدستوري بعد نحو أربعة شهور، يبدأ وينتهي عند تبعية "حزب الله" المطلقة ولائياً للخارج الايراني في أمور لبنان والمنطقة على حد سواء. وهذه التبعية هي ما يجعل لبنان يدور في حلقة مفرغة بانتظار مسألتين لا علاقة له بهما: الاتفاق بين ايران والدول الـ 5+1 في مرحلته النهائية المقبلة من جهة أولى، وتطورات الحرب السورية ومستقبل النظام فيها من جهة ثانية.

ألا يعبر عن ذلك صراحة وبوضوح "احتفال" الحزب وحلفائه، منذ انحسار التهديد الأميركي بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري في مقابل تخليه عن أسلحته الكيميائية، ثم بعد ذلك توقيع الاتفاق الأولي بين ايران والدول الست، تحت عنوان "انتصار الخط" الذي يمثلونه في المنطقة؟. بل وأكثر، ألا يعبر عنه بوضوح أيضاً رفض الحزب تشكيل حكومة حيادية، أو غير سياسية، بدعوى أن مثل هذه الحكومة لا تجسد "الوقائع على الأرض" (أية وقائع مفترضة، أو مأمولة في هذه الحال!) لا في لبنان ولا في المنطقة؟.

لا يريد الحزب حكومة حيادية، أو غير سياسية، في هذا البلد لسببين اثنين في وقت واحد: أولاً، لأن خطته تقضي بدفع البلاد الى فراغ في منصب الرئاسة (كما كان شأنه بعد خروج اميل لحود منها في العام 2007) ما دام عاجزاً عن الاتيان برئيس من فريقه، فضلاً عن أنه يعتبر الحياد في حد ذاته مناقضاً لما يسميه "محور المقاومة والممانعة" في لبنان والمنطقة. وثانياً، لأنه يريد الحصول على "شهادة حسن سلوك" من اللبنانيين كلهم من خلال الموافقة على إشراكه في الحكومة على الرغم من تورطه المشين في قتل الشعب السوري والدفاع عن نظام بشار الأسد.

فـ"الحياد" لبنانياً، حتى على مستوى تشكيل حكومة تكنوقراط أو من غير السياسيين، يتناقض مع ما سمي "جبهة الشعوب المقاومة" التي أعلنها نصر الله، والى جانبه حليفاه بشار الأسد ومحمود أحمدي نجاد، من دمشق قبل أعوام. وهو، بهذا المعنى، يؤكد مجدداً تهافت مقولة "المقاومة" في لبنان بعد حرب العام 2006 والقرار الدولي الرقم 1701، وتالياً تحول الحزب الى مجرد ميليشيا وسلاحه الى سلاح غير شرعي.

ولا يسمح الحزب باعادة بناء الدولة، ولا بعودة مؤسساتها الشرعية الى العمل تلبية لأدنى حد من مطالبات اللبنانيين، لا لشيء الا لأنه بذلك يفقد قدرته على ابقاء لبنان، كما هو منذ أعوام، ساحة مفتوحة له ولحليفيه في طهران ودمشق من أجل تحقيق أهداف وطموحات النظامين فيهما. وفي الظروف الراهنة تحديداً، فلا حاجة الى القول ان المحافظة على هذا "اللبنان" ("لبنان نصرالله"، على طريقة "سوريا الأسد") هي أكثر ما يهم هذين النظامين انتظاراً لما سيؤول اليه البازار السياسي المفتوح الذي دخلا فيه مع المجتمع الدولي.

هو الخارج الايراني أولاً وأخيراً ما يتحكم حالياً بلبنان، لبنان السياسي والأمني والاقتصادي ـ الاجتماعي، وليس "حزب الله" الا مجرد أداة في يد هذا الخارج.

أما حلفاء الحزب في الداخل اللبناني، فتنطبق عليهم صفة "شهود زور" لا أكثر ولا أقل.