المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 16 كانون الأول/2013

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/انجيل القديس يوحنا 02/14حتى22/يسوع يطرد الباعة من الهيكل

*المطلوب من 14 آذار أن تتكلم لغة حزب الله الذي لا يفهم لغة المؤتمرات ولا يرى في توصياتها غير خوف واستسلام من يعقدها

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في اللغة الوحيدة التي يفهمها حزب الله وهي لغة القوة/أهم الأخبار/15 كانون الأول/13

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/15 كانون الأول/13

*14 آذار واللغة البابلية العقيمة/الياس بجاني

*حزب الله لا يفهم غير لغة القوة، فهل 14 آذار مدركة لهذه الحقيقة/الياس بجاني

*جندي لبناني يقتل ضابطا اسرائيليا...

*قتل 3 مسلحين بينهم انتحاري هاجموا حاجزا للجيش شرق صيدا

*بيان للجيش عن الهجومين على حاجزي الأولي ومجدليون: استشهاد عسكري وجرح ثلاثة في الاعتداءين ومقتل انتحاري وقتل 3 مسلحين

*الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تننتي: تبلغنا عن حادثة خطرة في محيط رأس الناقورة وسييرا اتصل بنظيريه في الجيشين اللبناني والإسرائيلي وحثهما على ضبط النفس

*رئيس الجمهورية غادر الى باريس

*سليمان التقى جنبلاط وأبو فاعور في بعبدا

*لبنان من اكثر الدول فسادا في العالم... والنواب والوزراء في رأس  القائمة

*لبنان السادس في الاغتيالات

*قائد "لواء كفير" في الجيش الإسرائيلي العقيد بن لولو: "حزب الله" العدو الأكثر ذكاء الذي يقف بمواجهتنا  

*الرئيس سعد الحريري "قد يتوجه الى لاهاي لتقديم شهادته" للمحكمة الدولية

*جورج عدوان لتلفزيون أم تي في: نحن على مفترق طرق اما ننحدر الى التطرف او نختار لبنان الرسالة

*سفير الولايات المتحدة الأميركية في بيروت، ديفيد هيل: سنستمر في مساعدة اللبنانيين لتحقيق أهدافهم ومنها وجود حكومة مستقرة وعادلة

*احتراق طفل في مخيم للاجئين السوريين في راس العين صور

*رئيس لجنة حقوق الانسان النائب الدكتور ميشال موسى: لإخراج قضية جوزف صادر من السجال السياسي ومن يملك معطيات فليتوجه بها للقضاء

*طلال المرعبي: لانتاج الانتخابات الرئاسية بصناعة لبنانية وليس عبر تدخلات اجنبية

*ايلي فرنسوا الحاج: ماذا عن حاجز الدرك الذي كان في المكان وما خلفية انتحار دركيين

*ريفي: عودة قريبة للحريري.. وقد أترشح للإنتخابات النيابية

*المفتي مالك الشعار استقبل السنيورة وأثنى على مواقفه وعلى مقررات مؤتمر 14 آذار

*مروان حمادة: ما جرى في طرابلس هو عينة عن المشروع الاسدي لتقسيم لبنان وسوريا

*السنيورة في مؤتمر إعلان طرابلس: لا نقبل وصاية الشقيق ولا سيطرة الصديق ونطالب بتشكيل حكومة انتقالية من غير الحزبيين

*توصيات الاحدب لمؤتمر 14 اذار:رفع الغطاء عن اي سلطة لا تعاقب المسؤولين عن تفجير المسجدين في طرابلس وعن كل من يثبت تورطه في اي عمل ارهابي

*عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب سمير الجسر: لن نعطي "حزب الله" براءة ذمة وتعويم الحكومة مخالف للدستور

*اعتصام لشباب "حزب المشرق قرب السفارة التركية للمطالبة بطلاق المطرانين وراهبات معلولا

*فرنسا «تجس نبض» السعودية وبعدها إيران إزاء توافق إقليمي «حصري» حول لبنان

*رئيس مجلس قيادة الحركة زياد العجوز حذر من الفراغ في حال لم يتم تشكيل حكومة جديدة

*عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي: قدمنا تنازلا بقبولنا بحكومة تسوية والحريص على بقاء لبنان عليه أن يهزم المجموعات التكفيرية

*نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: ندعو المراهنين على إسقاط نظام سوريا أن يعتبروا مما يحصل فيها ولا يؤخروا تشكيل الحكومة ويعطلوا البلد

*نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم: لسنا في سوريا لندافع عن شخص أو نظام إنما عن مشروع المقاومة

*وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش: لحكومة شراكة والسعي لاجراء إستحقاق الانتخابات

*رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان رد على سليمان: مسألة تشكيل الحكومة لا تخصه وحده بل تعني كل اللبنانيين

*الامين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة: نعيش بظل دولة فاشلة والحل بدولة مدنية ديمقراطية علمانية

*آلان عون لـ"السياسة": سائرون نحو الأسوأ إذا لم تشكل الحكومة دعا القوى لمراجعة حساباتها

*نواب أميركيون لا يستبعدون اللجوء إلى الخيار العسكري ضد نظام الأسد بعد أشهر من انعقاد "جنيف -2"

*الراعي: لإعداد الاستحقاق الرئاسي واتخاذ خطوات جريئة وبطولية لإخراج لبنان من أزمته

*مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: نحتاج الى مانديلا لبناني ينقذ لبنان

*النائب ميشال فرعون: التمديد كأس مر للجميع إنما لا يمكن استبعاده لأن بين الفراغ والتمديد يبقى الثاني الأقل شرا

*الراعي أضاء مغارة الميلاد وشجرة العيد في بكركي

*رئيس الرابطة المارونية النقيب سمير أبي اللمع: لإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري ومقاربة الاستحقاق الرئاسي بالتوافق الوطني

*بلدة "حصرون" وردة الجبل

*المطران بولس مطر في ذكرى تسلمه مقاليد رئاسة اساقفة بيروت: لنشر روح المسيح في وطننا ومحيطنا

*الرهبانية المارونية المريمية احتفلت بنذور 6 من طلابها في روما  

*نلسون مانديلا وري الثرى في كونو

*وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: المعارضة السورية المعتدلة تواجه "صعوبات جدية"

*وزير الخارجية الاميركي جون كيري يعلن ان المساعدة الى الجيش السوري الحر قد تستأنف "سريعا جدا"

*ملك الأردن يفاجيء مواطناً بتخليص مركبته من الثلوج

*إيران تعلن نجاح ثاني تجاربها لإرسال قرد إلى الفضاء وعودته إلى الأرض

*سيمون ابو فاضل - ان القرار١٥٥٩يمنع التمديد و الفراغ الرئاسي ممنوع دولياً ،تكليف قطر بدور دولي - اقليمي لاستدراكه

*دستور قاسم وسلاح عون/الياس الزغبي/لبنان الآن

*20 ألف مقاتل يتصارعون في القلمون والآلاف يتوافدون على سورية توقعات باستهداف الأسد وقادة نظامه/حميد غريافي/السياسة

*لماذا لايعاقب العالم الحر نظام بشار الكيماوي/داود البصري/السياسة 

*هؤلاء أعدائي ... الأحباء /نبيل بومنصف/النهار

*من حقّ سليمان تشكيل حكومة يثق بها إذا كانت صلاحيات الرئاسة ستنتقل إليها/اميل خوري/النهار

*دلالات إيجابية لرسائل قوى 14 آذار: احتضان كل طرابلس لمواجهة التطرّف/روزانا بومنصف/النهار

*المواجهة الكبرى المقبلة بين السعودية وإيران/جمال خاشقجي/الحياة

*لمن تعمل داعش والنصرة والجبهة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*تطرف النظام وتطرف الجهاديين/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/انجيل القديس يوحنا 02/14حتى22/يسوع يطرد الباعة من الهيكل

واقترب عيد الفصح عند اليهود، فصعد يسوع إلى أورشليم. ورأى في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام، والصيارفة جالسين إلى مناضدهم، فجدل سوطا من حبال وطردهم كلهم من الهيكل مع الغنم والبقر، وبعثر نقود الصيارفة وقلب مناضدهم، وقال لباعة الحمام: إرفعوا هذا من هنا، ولا تجعلوا من بيت أبـي بيتا للتجارة. فتذكر تلاميذه هذه الآية: الغيرة على بيتك، يا الله، ستأكلني. فقال له اليهود: أرنا آية تجيز عملك هذا؟ فأجابهم يسوع: إهدموا هذا الهيكل، وأنا أبنيه في ثلاثة أيام. فقال اليهود: بني هذا الهيكل في ست وأربعين سنة، فكيف تبنيه أنت في ثلاثة أيام؟ وكان يسوع يعني بالهيكل جسده. فلما قام من بين الأموات، تذكر تلاميذه هذا الكلام، فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع.

 

المطلوب من 14 آذار أن تتكلم لغة حزب الله الذي لا يفهم لغة المؤتمرات ولا يرى في توصياتها غير خوف واستسلام من يعقدها
بالصوت/قراءة للياس بجاني في اللغة الوحيدة التي يفهمها حزب الله وهي لغة القوة/أهم الأخبار/15 كانون الأول/13

نشرة الأخبار بالإنكليزية
 نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/15
كانون الأول/13
من ضمن النشرة/قضية جوزيف صادر ومهزلة نيابة ميشال موسى وترأسه لجنة حقوق الإنسان النيابية وهو الملحق بنبيه بري/هل من يذكر اغتيال فرنسوا الحاج وأين أصبح التحقيق في الجريمة/مأساة اللاجئين السوريين/فجور نعيم قاسم ونواف الموسوي ونبيل قاووق ومحمد فنيش واستغبائهم للبنانيين/الراعي يطالب المسؤولين بما هو مطلوب منه ولا يفعله/مؤتمر 14 آذار في طرابلس لغة لا يفهما حزب الله ولا علي ورفعت عيد/لم يعد بمقدور اللبنانيين تحرير لبنان وبات على 14 آذار العمل على إعلانه بلداً محتلاً وفاشلاً والذهاب لمجلس الأمن/ألكسا عرت الوزيرين الصفدي والعريضي وفضحت الحكام/حزب الله وتبعية من يعملون تحت مسمى المسيحيين المشرقيين بإشراف المطران مظلوم/تناغم المصالح بين حزب الله وإسرائيل/إجرام نظام الأسد، تابع/متفرقات

 

14 آذار واللغة البابلية العقيمة

http://www.10452lccc.com

الياس بجاني/16 كانون الأول/13/عندما غضب الله على أهل بابل بعدما كفروا وتحدوه ورفضوا شريعته والتعاليم، ضربهم بلعنة عدم الفهم على بعضهم البعض وبات كل واحد منهم لا يفهم ما يقوله الآخر. اليوم اللعنة نفسها، أي اللغة البابلية حلت على 14 آذار وعلى محور الشر السوري-الإيراني وعلى قادة لبنان السياسيين والدينيين فهم يتكلمونها لقلة إيمانهم وخور رجائهم ولا يفهمون على بعضهم البعض. حزب الله لا يفهم غير لغة القوة والإرهاب والبلطجة والغزوات، وهي لغة لا تريد 14 آذار أن تتعلمها وتمارسها، و14 تتكلم لغة سلاح الموقف والدستور والحوار، وحزب الله يبغض هذه اللغة الحضارية ويحتقرها ولا  يحترم من يتكلمها ولا يعيرها أي اهتمام. من هنا فإن لغة التواصل  المشتركة معدومة واللغة الوحيدة المهيمنة هي لغة القوة، لغة محور الشر السوري-الإيراني. للتفاهم على الطرفين التحدث بنفس اللغة وإلا فالج لا تعالج، ونقطة على السطر.

 

حزب الله لا يفهم غير لغة القوة، فهل 14 آذار مدركة لهذه الحقيقة!!
الياس بجاني/15 كانون الأول/ أن لم تكن 14 آذار بكافة تلاوينها قد أدركت حتى الآن أن حزب الله الإرهابي ومن وراءه محور الشر لا يفهمون غير لغة القوة والردع فهي في حالة غيبوبة وموت سريري وبالتالي لا أمل ولا رجاء منها لجهة تحرير لبنان واستعادة استقلاله وسيادته. في هذا السياق نقول إنه جميل جداً أن تعقد 14 آذار مؤتمراُ وطنياً في طرابلس يوم الإثنين، ولكن نسأل هل علي عيد ورفعت عيد وكل مرتزقة الأسد وحزب الله في عاصمة الشمال يفهمون لغة هذا المؤتمر الحضارية وبالتالي هم سيخجلون ويقدرون توصياته ويلتزمون بها؟ بالطبع لا، فهؤلاء المرتزقة والإرهابيون سوف يسخرون من المؤتمر ومن اللغة السلمية والقانونية التي سيستعملها المشاركين فيه. يبقى إن الوضع لم يعد يطاق وبات من الضرورة القصوى والحتمية أن يرفع قادة 14 آذار قضية الاحتلال الملالوية والإرهابية إلى الأمم المتحدة والعمل على إعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة وترك مجلس الأمن طبقاً للقوانين المرعية الشأن استلام وطن الأرز عسكرياً لإعادة تأهيله حتى يصبح مرة جديدة قادراً على حكم نفسه. كفى 14 آذار حلولاً ترقيعية فإما أن تتكلم اللغة الوحيدة التي يفهمها محور الشر-السوري-الإيراني وهي لغة القوة، أو أن تترك الأمر برمته لمجلس الأمن

 

جندي لبناني يقتل ضابطا اسرائيليا...

ام تي في/طلقة نارية أو أكثر، كانت كفيلة بتوجيه الانظار عن التهاب الداخل باتجاه الجنوب الراقد على الجمر... فوفق المعلومات الاولية ان جنديا لبنانيا قام باطلاق النار على سيارة مدنية في رأس الناقورة كان بداخلها ضابط في سلاح البحرية الاسرائيلية مما ادى الى مقتله على الفور. الحادثة ادت الى استنفار الجانبين اللبناني والاسرائيلي، ترافق مع تحليق مكثف للطيران الاسرائيلي فوق منطقة رأس الناقورة، في وقت اعلن الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تننتي، انه "نحاول تحديد وقائع ما حدث، ولا اتزال الحالة مستمرة والقائد العام لليونيفيل الجنرال باولوا سييرا يقوم باتصالات بنظيريه من الجيشين اللبناني والإسرائيلي، ويحضهما على ضبط النفس".

واوضح تننتي انه "ووفقا للمعلومات فإن الحادثة وقعت على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، وان الأطراف يتجاوبونمع اليونيفيل". من جانبها، اسرائيل القلقة دوما على مصيرها، هالها ما حصل على الحدود، واعلن المتحدث باسم جيشها انه يصار في هذه الاثناء للتحقق من طبيعة الحادثة وما اذا كانت "ارهابية" او ان لها ظروفا اخرى ليحدد في ضوئه كيفية التصرف.

 

قتل 3 مسلحين بينهم انتحاري هاجموا حاجزا للجيش شرق صيدا

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام أن ثلاثة مسلحين هاجموا حاجزا للجيش عند مفترق مجدليون - بقسطا، حيث عمد أحدهم إلى تفجير نفسه، في حين تمكن عناصر الحاجز من قتل الإثنين الآخرين.

وقد تزامن هذا الهجوم مع إقدام مسلح على إلقاء قنبلة على حاجز الجيش عند جسر الأولي، وهو المسلح الذي تمكن الجيش من قتله بعد مطاردة في البساتين شرق الجسر.

 

بيان للجيش عن الهجومين على حاجزي الأولي ومجدليون: استشهاد عسكري وجرح ثلاثة في الاعتداءين ومقتل انتحاري وقتل 3 مسلحين

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "عند الساعة 21,15 من مساء اليوم، أقدم رجل مسلح على تجاوز حاجز الأولي التابع للجيش اللبناني - شمال صيدا ورمى قنبلة يدوية باتجاهه، ما أسفر عن إصابة عسكريين اثنين بجروح. وقد رد عناصر الحاجز بالنار على الشخص المذكور ما أدى إلى مقتله. وعند الساعة 22,00، ولدى وصول سيارة رباعية الدفع نوع (Envoy) تقل ثلاثة مسلحين إلى حاجز الجيش في محلة مجدليون - صيدا، ترجل أحدهم وأقدم على تفجير نفسه بواسطة رمانة يدوية، ما أسفر عن مقتله واستشهاد أحد العسكريين وجرح أخر، وقد قام عناصر الحاجز بإطلاق النار على المسلحين الآخرين وقتلهما.

حضر خبير عسكري للكشف على السيارة والتأكد من خلوها من أي جسم مشبوه، وباشرت الشرطة العسكرية التحقيق بإشراف القضاء المختص".

 

الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تننتي: تبلغنا عن حادثة خطرة في محيط رأس الناقورة وسييرا اتصل بنظيريه في الجيشين اللبناني والإسرائيلي وحثهما على ضبط النفس

وطنية - أعلن الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تننتي، في أول تعليق على حادثة رأس الناقورة، أن القوات الدولية "تبلغت عن حادثة خطرة على طول الخط الأزرق في محيط عام رأس الناقورة". وقال: "نحن نحاول تحديد وقائع ما حدث، ولاتزال الحالة مستمرة وان القائد العام لليونيفيل الجنرال باولوا سييرا يقوم باتصالات بنظيريه من الجيشين اللبناني والإسرائيلي، ويحثهما على ضبط النفس". وأضاف: "ووفقا للمعلومات المعطاة لنا فإن الحادثة وقعت على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، وان الأطراف يتجاوبون مع اليونيفيل". في هذا الوقت أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صور حسين معنى، عن استنفار للجيش اللبناني، يقابله استنفار اسرائيلي مع تحليق طائرة استطلاع من نوع "ام. ك" على علو منخفض فوق منطقة رأس الناقورة.

 

البابا فرنسيس: لا أبالي إذا وصفوني بأني ماركسي

مدينة الفاتيكان (روما) - د ب أ- قال بابا الفاتيكان فرنسيس الأول في مقابلة امس، إنه لا يبالي إذا وصفه الناس بأنه «ماركسي»، رغم أنه يقول إنه يعتقد بأن الأيديولوجية الماركسية خاطئة. وكان محافظون متشددون أميركيون، من بينهم المحاور الإذاعي راش ليمبو، نبذوا عظة رسولية للبابا الشهر الماضي واصفين إياها بأنها «ماركسية خالصة». وكان البابا جدّد انتقاده في هذه الوثيقة لما وصفه بأنه «الرأسمالية الجامحة». وقال البابا في مقابلة مع صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية إن «الأيديولوجية الماركسية خاطئة، لكني التقيت في حياتي مع الكثير من الماركسيين وهم أشخاص طيبون، لذلك لا أشعر بأن أحدا أساء إلي». روت «بانتظار فبراير»... فإما فتْح «نافذة» حلّ أو نفاذ إلى «أزمة حكم»

 

رئيس الجمهورية غادر الى باريس

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت درويش عمار ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان غادر الى باريس.

 

سليمان التقى جنبلاط وأبو فاعور في بعبدا

التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان مساء السبت في قصر بعبدا كل من رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل ابو فاعور. وتناول اللقاء بحسب الوكالة الوطنية للاعلام التطورات السياسية والأمنية والحكومية الراهنة، والأوضاع في المنطقة وخصوصا في سوريا. كما بحث سليمان مع جنبلاط وفاعور في ملف اللاجئين السوريين إلى لبنان.

يشار الى أن الملف الحكومي هو مدار بحث حاليا، اثر عدم التوافق على صيغة حتى الآن، إذ أعلن سليمان مرات عدة تمسكه بصيغة 8-8-8 ، ولكن مؤخرا قال مستشاره الوزير السابق خليل الهراوي أن "رئيس الجمهورية لا يعترض على أي حكومة تكون جامعة وشاملة، مشددا على أن "المهم التوافق بين القوى السياسية". وأوضح ان سليمان "يوافق على صيغة 8-8-8 وعلى 9-9-6 ، المهم حاجة البلد الى هذه الحكومة". أما جنبلاط فدعا مرات عدة الى "إعادة النظر بصيغة 8-8-8، لأنها توفق بين حسن التمثيل والعدالة في المشاركة دون الوقوع في لعبة التعطيل". و لكنه لاحقا، أعلن تمسكه بصيغة الـ9 ــ 9 ــ 6، لأنها ، موضحا انها "لا تؤدي الى تحكم طرف بعينه بالحكومة، ثلث معطل لـ"حزب الله" وفريقه، وثلث معطل لـ"14 آذار". ودعا جنبلاط في وقت سابق الى اعطاء فريقي 8 و14 آذار الثلث المعطل في الحكومة العتيدة وفق صيغة 9-9-6، حيث أن الوزراء الستة يكونون للوسطيين.ومنذ استقالة حكومة ميقاتي في آذار الفائت، لم ينجح الرئيس المكلف تمام سلام في التوصل الى صيغة تشكّل على أساسها الحكومة.

 

لبنان من اكثر الدول فسادا في العالم... والنواب والوزراء في رأس  القائمة

لبنان السادس في الاغتيالات

 

قائد "لواء كفير" في الجيش الإسرائيلي العقيد بن لولو: "حزب الله" العدو الأكثر ذكاء الذي يقف بمواجهتنا  

لبنان الحر/اعتبر قائد "لواء كفير" في الجيش الإسرائيلي العقيد بن لولو، أن "الحروب المقبلة مع إسرائيل أكثر خطورة، إذ ستتميز بحرب عصابات وعمليات هجومية من داخل المناطق السكنية، من دون مشاهدة أرتال المدرعات أو فيالق الجنود"، مشيرا إلى أن "المواجهة المقبلة باتت أمراً حتمياً، و"حزب الله" العدو الأكثر ذكاء الذي يقف في مواجهة إسرائيل اليوم، سواء من حيث مستوى المعلومات أو الوسائل والعقيدة القتالية". وفي حديث إلى صحيفة "معاريف"، قال: "يدرك العدو، وحزب الله خصوصاً والمنظمات المعادية، تفوّق الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو المتطور، علاوة على المعلومات الاستخباراتية وكثافة قدرات النيران الدقيقة والمناورة"، معتبرا أن "حزب الله والمنظمات الإرهابية سيدخلون بالتالي إلى المناطق المبنية، وسيعتمدون بشكل أقل على الاتصالات، وسيحاولون القتال من تحت الأرض بهدف إبطال تفوقنا العسكري، ما سيدفع الجيش إلى إدخال قوات قتالية إضافية إلى المعركة، بهدف السيطرة على القرى والمناطق التي يتم منها إطلاق الصواريخ". وأشار العقيد الإسرائيلي إلى أن "حزب الله عدو ذكي، ولديه شبكة أنفاق تحت الأرض، ومقاتلين أشداء، ووسائل قتالية متطورة جداً، وحركة حماس تحاول تقليد حزب الله، لكنها ليست بنفس المستوى لجهة القدرات العسكرية، أوالوسائل القتالية أو مستوى المقاتلين،  لذلك من الأصح الاستعداد لمواجهة السيناريو الأسوأ والأكثر تعقيداً"، كاشفا أن "تدريبات الجيش تشمل الدخول إلى خلف خطوط العدو، لإلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوفه، لكن سلاح المشاة هو الذي سيشكل القيمة المضافة بفضل قدرته على الوصول إلى أماكن غير مُتوقعة، وهذا ما سيقدمه لواء كفير باعتباره لواء المشاة الخامس

 

الرئيس سعد الحريري "قد يتوجه الى لاهاي لتقديم شهادته" للمحكمة الدولية

من المتوقع أن ينتقل رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري الى لاهاي لتقديم شهادته "شخصياً" أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وفق ما كشفته المعلومات الصحافية، الاحد.

فقد أفادت صحيفة "الرياض" السعودية، نقلاً عن نائب في قوى 14 آذار، أنه ومع بدء المحاكمات الرسمية بقضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري من قبل غرفة الدرجة الأولى لدى المحكمة الدولية برئاسة القاضي دايفيد راي في لاهاي-هولندا، فإن الحريري "قد ينتقل شخصياً الى هولندا لتقديم شهادته". يُذكر أن المحكمة الدولية، أعلنت الثلاثاء الفائت أن غرفة الدرجة الأولى في المحكمة عيّنت موعد بدء المحاكمة في قضية سليم عيّاش وآخرين في يوم الخميس الموافق 16 كانون الثاني 2014. ولفتت الى أن القرار اتّخذ بعد التشاور مع الفرقاء في القضية في أثناء الجلسة العلنية الأخيرة لغرفة الدرجة الأولى. وصدق قاضي الإجراءات التمهيدية لدى المحكمة الخاصة بلبنان، في تشرين الاول، قرار اتّهام بحقّ حسن حبيب مرعي المتّهم بتورّطه في اعتداء 14 شباط 2005 في بيروت. وأُرسل إلى السلطات اللبنانية قرار الاتهام المصدّق ومذكرة توقيف بصفة سريّة في 6 آب، لتتمكّن هذه السلطات من البحث عن المتّهم، وتوقيفه، ونقله إلى عهدة المحكمة. وأُعطيت السلطات اللبنانية مهلة 30 يوماً تقويمياً لتنفيذ هذا الالتزام والإبلاغ عن جهودها في موعد أقصاه 5 أيلول 2013. وكانت المحكمة قد أصدرت قرار اتهام بحق أربعة أفراد آخرين لدورهم المزعوم في اغتيال الحريري وهؤلاء هم: سليم جميل عيّاش، ومصطفى أمين بدر الدين، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا.

 

جورج عدوان لتلفزيون أم تي في: نحن على مفترق طرق اما ننحدر الى التطرف او نختار لبنان الرسالة

لبنان الحر/شار نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان الى ان “القوات” معنية بشكل مباشر بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، معلناً سعي “القوات” لتأمين مشاركة جميع النواب في هذا الاستحقاق للخروج من اشكالية النصاب، مشدداً في الوقت عينه على ضرورة احترام الدستور، ان من ناحية تأليف الحكومة التي هي من مهام وصلاحيات رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام، وان من ناحية انتخاب رئيس الجمهورية من خلال احترام المواعيد الدستورية ورفض التمديد وعدم ترشح موظفي الفئة الأولى. واكد عدوان في حديث للـmtv ان “طرابلس هي مدينة العيش المشترك وصورتها مختلفة عما يحاولون تصويره اليوم فهي لا تشبه هذا الخطاب المتشنج والحرب المذهبية”. وتابع: “المدينة بحاجة لاطار وافعال، الاطار هو لبنان ضد التطرف من اي جهة كانت وطرابلس بحاجة للدولة بمفهومها الحقيقي وكذلك تطبيق عادل للقانون ليس على صيغة 6 و6 مكرر”. ورأى عدوان ان “لبنان على مفترق طرق فإما ان ينحدر الى حروب التطرف واما ان يكون لبنان الرسالة”، واضاف: “نريد دولة يكون المسؤول فيها حازم وقادر ولا يفاوض على موقعه بالامن”، مشيراً الى ان “رئيس الجمهورية حزم امره وخطابه ينبع من مسؤوليته باحترام الدستور والمؤسسات وهو يتعرض لحملة بسبب ممارسته لمسؤولياته فعلا”.

تابع عدوان: “نحن والرئيس محسوبون على تطبيق الدستور والقانون والمؤسسات وبالتالي نحن واياه مناحزون نحو تطبيق الدستور فيما 8 آذار تنحاز لضرب الدستور وعدم الخضوع للقوانين، لذا نطلب من سليمان حكومة واقعية فيما 8 آذار تريد فرض حكومة امر واقع فعليا”. ودعا “لتحييد الوطن عما يجري في المنطقة ولا يمكن للحكومة ان تكون حكومة تعطيل بل يجب ان تهتم بشؤون الناس”. مشيراً الى ان الحكومة تمتد مهمتها لبضع اشهر فنحن مصممون على انتخاب رئيس الجمهورية”.  ولفت عدوان الى ان “سليمان يتعرض لحملة تهويل من فريق 8 آذار، في حين ان مهمة تشكيل الحكومة تعود دستوريا اليه والى الرئيس المكلف تمام سلام”. وقال: “نشهد تدميرا منهجيا للدستور والقوانين وثمة محاولة لفرض دستور جديد يملكه من يمتلك القوة على الأرض، وان استمرينا في هذا النهج “البلد راح” ونحن نريد تطبيق الدستور والقانون.

وتابع: “الرئيس سيستخدم كل الوقت الباقي في تشكيل الحكومة انما من واجباته بوقت معين تأليف الحكومة واعتقد انه لن يتخلف عن مهامه، وما صدر عن الرئيس حتى تاريخه هو رفض التمديد ونحن موقفنا ضد التمديد وضد اي تعديل في الدستور، ولا اعتقد ان التمديد وارد لديه”. ورفض نائب رئيس حزب “القوات” “استبدال الوصاية السورية بأي وصاية أخرى”، مشيراً الى التقارب الاميركي – الايراني.

وعن شكل الحكومة شدد عدوان على انه “لا يمكننا تكرار تجربة التعطيل على شكل حكومة 9 9 6، كما لا يمكننا تغطية مشاركة “حزب الله” في سوريا من خلال مشاركته في الحكومة، لذا من الأفضل أن تشكل حكومة من غير الحزبيين لتسير شؤون الناس، وقد يطرح سليمان وسلام حكومة غير حزبية على شكل 9 9 6. وفي الملف الرئاسي اكد عدوان انه “من واجب “القوات اللبنانية” أن يكون لها مقاربة أساسية في إنتخاب رئيس الجمهورية”، مشيراً الى ان “آخر إنتخابات كان عنوانها معركة نصاب (ثلثين او نصف + 1) وهذا يؤدي إلى التعطيل أو التوافق والمجيء برئيس “أبو ملحم” وحيث تتدخل كافة الدول لتسميته”.

واضاف: “العمل ينكب الآن لتأكيد مشاركة كافة النواب في إنتخاب رئيس الجمهورية لننتهي من موضوع النصاب، وبعد الانتهاء من معركة النصاب ننطلق إلى مبدأ دستوري ثاني أي لا تعديل في احقية الترشح الإنتخاب أو التمديد والتجديد، وبعدها يتم الإنتخاب وفق المواقف السياسية المعلنة ولتأخذ العملية الديمقراطية مجراها”.

ورأى عدوان ان “هناك يأس عند معظم الطبقة السياسية وإذا لم نقم بهذه المبادرة فنحن نعلن استسلامنا”، وتابع: “الناخب الأكبر خلافاً لما يعتقد البعض هو الرأي العام، والحديث مع الحلفاء بدأ وهو بحاجة لجدية وعندما نصل إلى نتيجة يكون لنا رئيس خطته واضحة”.

وعن دور بكركي، اشار الى انها “معنية وطنياً بمعركة الرئاسة وهي معنية بجوهر الموضوع من ناحية مجيء رئيس يحمل حلاً والحوار في بكركي يتم على خطوط عريضة ومواصفات وليس أسماء”.

وعن مواصفات الرئيس القوي قال عدوان: “هو من يملك رؤية واضحة وقوته تأتي من قدرته على تطبيق الدستور”. اما في احتمال التمديد لسليمان اضاف: “الدستور واضح في ولاية رئيس الجمهورية وهي 6 سنوات لذا نحن ضد التمديد”.

وعن ترشيح جعجع للرئاسة، لفت عدوان الى ان “هناك الكثير من الأشخاص لديهم المبادئ التي ننادي بها ولم ندخل بعد في التسميات انما نريد رئيساً اختبرناه في هذه المبادئ”. عدوان رد على باسيل بالقول: “الزعيم المسيحي يكون رئيس كتلة نيابية في مجلس النواب وإذا اختاره نواب الأمة يكون رئيساً وإذا لم ينتخب يكون إما إلى جانب الرئيس أو في المعارضة”. وختم عدوان “نسعى بكل لحظة أن يتم الإستحقاق في موعده هناك عدة مدارس تعتمد مبدأ الإنتظار للحل الدولي والاقليمي”، مؤكداً: “نحن من مدرسة أن يختار الشعب اللبناني رئيسه بمعزل عما يحصل في المنطقة”

 

سفير الولايات المتحدة الأميركية في بيروت، ديفيد هيل: سنستمر في مساعدة اللبنانيين لتحقيق أهدافهم ومنها وجود حكومة مستقرة وعادلة

وطنية - أكد سفير الولايات المتحدة الأميركية في بيروت، ديفيد هيل أن "الولايات المتحدة ستستمر في مساعدة اللبنانيين لتحقيق الأهداف التي يطمحون إليها، ومنها وجود حكومة مستقرة وعادلة، ومجتمعات تحترم كل الأديان، وحرية التعبير"، آملا أن "يتمكن لبنان بذلك من الوصول إلى الإستقرار والأمن". كلام هيل جاء خلال احتفال أقامته السفارة الأميركية، وجمعية "هيا بنا" في فندق هيلتون- الحبتور في سن الفيل، لتخريج الدفعة الخامسة من طالبات برنامج "الإنكليزية للنساء"، الممول من قسم الدبلوماسية العامة في السفارة الأميركية. ووزع هيل الشهادات على الخريجات اللواتي تجاوز عددهن 800، مما رفع عدد النساء اللواتي أفدن من هذا البرنامج منذ العام 2008 إلى نحو أربعة آلاف. وقال هيل: "إن السفارة تفتخر بالوقوف إلى جانب الخريجات ودعمها لهن"، وإذ اشاد ب"الجهد الذي بذلته الطالبات لتعلم الإنكليزية"، أمل أن "تساعدهن الانكليزية في تحقيق أهدافهن".

ولفت إلى أن "أهداف الناس في لبنان، هي نفسها أهداف الناس في الولايات المتحدة: وظيفة جيدة، وعائلة بصحة جيدة، وشوارع آمنة، وتعليم جيد للأولاد، وحكومة مستقرة وعادلة، ومجتمعات تحترم كل الأديان، وحرية التعبير".

وخاطب المتخرجات، فقال: "إن الولايات المتحدة والسفارة الأميركية، ستستمران في العمل معكن لمساعدتكن في تحقيق هذه الأهداف. وأنتم كعضوات ناشطات في مجتمعكن، تجسدن إمكانية التغيير في عالمنا، والرغبة في زيادة من الفهم المشترك بين مجتمعاتنا. أنتن تمثلن المستقبل المشرق الذي يمكن للنساء أن يخلقنه لأنفسهن ولعائلاتهن في لبنان". وختم "آمل في أن تبنين على نجاحكن في هذا البرنامج، وأن تواصلن تعلم المزيد من الإنكليزية واستعمالها، وأن تستمررن في اكتساب المهارات لمساعدة انفسكن وعائلاتكن ومجتمعاتكن، وفي العمل لجعل لبنان يصل الى تحقيق هذه الاهداف المتمثلة في الإستقرار والأمن".

من ناحيته لفت رئيس جمعية "هيا بنا" لقمان سليم إلى أن "الإنكليزية للنساء" برنامج يهدف إلى التعريف باللغة الإنكليزية، وتمهيد السبيل إلى اكتسابها في صفوف النساء اللبنانيات، لا سيما المقيمات منهن خارج الحواضر الكبرى".

وإذ أكد أن "الحرص على جودة المكون التربوي هو الركن الركين الذي يتأسس عليه هذا نجاح هذا البرنامج"، شدد على أن "مسلسل الاضطرابات الذي عصف بلبنان، ويمضي في عصفه، وفي غياب حلول سحرية تنقل لبنان، بين ليلة وضحاها، من الاحتراب إلى السلام، أثبت في ما يتعلق بالإنكليزية للنساء، الحاجة الملحة إلى تكثير العاملين والعاملات على نبذ ثقافة العنف من حياتنا الاجتماعية والسياسية، وزيادة معارفهم ومعارفهن ومهاراتهم ومهاراتهن"، مشيرا إلى أن "هذا ما تركزت عليه أيضا، إلى جانب المهارات التعليمية، معظم الدورات التدريبية التأهيلية التي تابعتها معلمات البرنامج، تحت العنوان العام "صناعة السلام في الصف والمجتمع".

وأوضح أن "برنامج "الإنكليزية للنساء"، من خلال نشاطاته اللاصفية، لا سيما ما يتخلله من لقاءات تعارفية بين الطالبات والشركاء من مختلف المناطق، وما يبذل من جهد في سبيل إبقاء التواصل قائما بين هؤلاء عبر وسائل التواصل الحديثة، أثبت كذلك الأهمية القصوى، في بلد معلق بين الجنة والنار، للمثابرة على نسج شبكات تعارف وتواصل من هذا القبيل، واجتراح مساحات مشتركة بين اللبنانيين واللبنانيات، تستقبلهم جميعا وترحب باختلافاتهم، ولو رأى بعض الموسوسين في هذه المبادرات التعارفية التواصلية مؤامرات كونية، أو عدوها اختراقات أمنية لانعزالياتهم ومحمياتهم وغيتواتهم الذهنية منها والجغرافية".

وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن البرنامج. وقدمت فقراته مديرة البرامج في "هيا بنا" إنغا شاي. تجدر الإشارة إلى أن هذه الدفعة ضمت طالبات من 35 بلدة من مختلف المناطق اللبنانية. وسعيا إلى تشجيع الحوار بين المناطق اللبنانية، شمل البرنامج زيارات لطالبات البرنامج إلى قرى أخرى. وتخللت البرنامج نقاشات وحوارات تناولت مواضيع عدة، بينها دور المرأة في مجتمعها، وحقوق المرأة، والتنوع، وقبول الآخر، ودور الدين في بناء السلام.

 

احتراق طفل في مخيم للاجئين السوريين في راس العين صور

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام حيدر حويلا في صور ان احتكاكا باسلاك كهربائية في عدد من الخيم للاجئين السوريين في منطقة راس العين - جنوب صور، ادى الى احتراقها كليا، حيث اتت النيران على محتوياتها، ما ادى الى احتراق الطفل حموده عمر الكامل البالغ من العمر العام ونصف العام. وحضر الدفاع المدني والجيش اللبناني والهيئة الصحية لاخماد النيران في تلك الخيم.

 

رئيس لجنة حقوق الانسان النائب الدكتور ميشال موسى: لإخراج قضية جوزف صادر من السجال السياسي ومن يملك معطيات فليتوجه بها للقضاء

وطنية - أصدر رئيس لجنة حقوق الانسان النائب الدكتور ميشال موسى البيان الاتي: "تصاعدت مؤخرا السجالات والتحليلات في ما يتعلق بخطف المهندس جوزف صادر، في استعادة لما أثير سابقا في شأن هذه القضية في جلسة لجنة حقوق الانسان النيابية، وفي هذا السياق، يهمني بصفتي رئيسا للجنة، ان اؤكد انه لم يكن هناك اي معطى جديد غير ما هو معروف وورد ابان التحقيقات، ولم يكن هناك اي اتهام لاي جهة من الجهات وخصوصا ما نسب الى زوجة صادر في موضوع استبداله في مركز في عمله. اما بصفتي الشخصية، وباعتباري ابن بلدة جوزف صادر وعلى معرفة كبيرة به وبمزاياه، فاتمنى على كل من يملك اي معطى في هذه القضية التوجه به الى القضاء المختص، آملا اخراجها من السجال السياسي احتراما لعائلته وللمأساة التي تعيشها من جرائها".

 

طلال المرعبي: لانتاج الانتخابات الرئاسية بصناعة لبنانية وليس عبر تدخلات اجنبية

وطنية - رأى رئيس تيار "القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي ان "استمرار عدم وجود حكومة جديدة في لبنان ادى الى مزيد من الفساد والشلل في العديد من الوزارات والمؤسسات والادارات الحكومية، مما يزيد من هدر الاموال، في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى دعم مالي واقتصادي، وان ما نسمعه عن بعض الادارات والسرقات التي تحصل فيها يتوجب على كل اجهزة التفتيش والتأديب اتخاذ الاجراءات التي تحد وتردع من يختلس الاموال العامة التي تخص كل المواطنين". كلام المرعبي جاء خلال قيامه بجولة تفقدية على بلدات عكار اطلع فيها على اوضاع الناس. كما عقد اجتماعات عدة في دارته في بلدة عيون الغزلان عكار مع رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات بحث معهم في تداعيات العاصفة وما اصاب البلدات. كما، استقبل وفدين من الهيئات الاقتصادية في عكار والنقابات الزراعية ووفدا من جبل اكروم. كما، استقبل المرعبي وفدين من الهيئات الاقتصادية في عكار والنقابات الزراعية ووفدا من جبل اكروم.  وقال: "نحن في أمس الحاجة الى نفضة حكومية وادارية تنهي حالة النزاع القائمة وتضع حدا للفلتان المستشري على كل الصعد". واسف المرعبي "كون الاجواء السياسية السائدة حاليا لا تبشر اطلاقا بانفراجات قريبة ونحن بحاجة الى معجزة ربانية تنقذنا مما نتخبط به وتنقذ لبنان من براثن الفتنة والفساد، وان الافلاس السياسي والشلل الحاصل في مؤسسات الدولة يجب ان يخرق بانتاج رئيس جمهورية جديد، لانه ليس هناك من عذر لا قانوني ولا دستوري ولا حتى امني يمنع النواب من القيام بواجبهم الوطني والدستوري"، وامل ان "يكون انتاج الانتخابات الرئاسية صناعة لبنانية وليس عبر تدخلات اجنبية من أي جهة اتت". وقال: "ان الشعب يراقب وينتظر بفارغ الصبر ثغرة تخرق هذا الجمود وتحرك العجلة السياسية باتجاه عودة حكم مؤسسات الدولة لا حكم المذهبية والمناطقية والعقول الضيقة، وان لبنان يتسع لجميع ابنائه، ويجب ان تظهر بالمستقبل القريب طبقة سياسية قادرة على ممارسة حقوقها ومسؤولياتها فيعود الوطن بعد غياب طويل والجميع في شوق اليه". وطالب الدول المانحة، عربية ام اجنبية، ب"أن تفي بالتزاماتها تجاه النازحين"، مشيرا الى "معاناة النازحين وبخاصة ما تعرضوا له في العاصفة الاخيرة". ودعا المرعبي الى التعويض على المزارعين في عكار من جراء خسارتهم الفادحة بالمواسم.

 

ايلي فرنسوا الحاج: ماذا عن حاجز الدرك الذي كان في المكان وما خلفية انتحار دركيين

 ست سنوات على استشهاد اللواء فرنسوا الحاج، والتحقيق يدور في حلقة مفرغة، شأن التحقيقات في اغلب الاغتيالات. العائلة المفجوعة اقامت ككل سنة في ذكرى اغتياله قداساً عن روحه، استذكرت فقيدها، ورفعت الصوت مطالبة بتفعيل التحقيق لكشف المجرمين ومستغربة ما تسميه اهمالاً للملف. ايلي فرنسوا الحاج قال لـ"النهار": "لم يبدأ تحقيق جدي ليصل الى اي مكان، صحيح ان الملف انتقل الى المجلس العدلي لكن اي تقدم لم يحرز، وتكرر الامر مع المحكمة الدولية التي تعاونا معها ايمانا بان اجهزتها قد تكون بعيدة عن الفساد وتداخل المصالح، لكن لاحقا جاءنا اتصال من المحكمة يقول الا علاقة بين اغتيال اللواء فرنسوا الحاج وعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعليه توقف العمل على الملف من المحكمة". واضاف الحاج "نحن كعائلة لدينا اسئلة نريد اجابة عليها، ومنها ماذا حلّ بصور الكاميرا التي التقطت تفاصيل الاحداث قبل الانفجار، وماذا عن حاجز الدرك الذي كان في المكان وتم نقله، وما هي خلفية انتحار دركيين تبيّن انهما يخدمان في سرايا بعبدا...". واعتبر الحاج ان ما طرحه "مجرد اسئلة قد لا تقدم اجوبتها او تؤخر في التحقيق، وقد يكون العكس صحيحاً، مشيراً الى ان وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال شكيب قرطباوي اتصل به واعدا باعادة دراسة الملف والاجابة عن اسئلة العائلة. وختم الحاج "بعد ست سنوات من استشهاد فرنسوا الحاج نصر على معرفة الحقيقة وندعو الى تحريك التحقيق من جديد وعدم التفريط بتضحيات من اسشتهدوا من اجل لبنان".

 

ريفي: عودة قريبة للحريري.. وقد أترشح للإنتخابات النيابية

 أكد المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ان طرابلس تريد تحقيق العدالة خصوصا في تفجيري مسجدي التقوى والسلام، وبسط الأمن في المدينة مشددا على ضرورة تحقيق الشرعية في طرابلس من خلال الصمود والموقف الواحد. ريفي الذي جدد في حديث لبرنامج "لقاء الأحد" عبر صوت لبنان، مطالبة طرابلس بوجود الجيش والقوى الامنية لضبط الوضع دعا بعض الاجهزة الامنية الى إسقاط منطق الدويلة والفكر السوري من عقليته معتبرا ان النظام السوري اصبح ورقة بيد ايران. ريفي اشار الى أن العلاقات جيدة بين مختلف الطوائف في طرابلس مؤكدا في هذا المجال، أنه سيصار الى إضاءة شجرة الميلاد اليوم تأكيدا على العيش المشترك في المدينة لإسقاط المشروع الاخر. أما عن الانتخابات الرئاسية، فرفض ريفي مبدأ التمديد في كل المؤسسات الرسمية متوقعا أن يشكّل الرئيس سليمان والرئيس المكلف حكومة جديدة قريبا مع المرحلة الانتقالية في سوريا والتي قال إنها ستنهي بشار الأسد. واشار الى أن العلاقات مقطوعة مع الرئيس نجيب ميقاتي على خلفية خلافات سياسية. وكشف ريفي أنه قد يترشّح للانتخابات النيابية اذا كانت الطروف مؤاتية متحدثا عن عودة قريبة للرئيس سعد الحريري الى لبنان وربما يشهد لبنان مرحلة جديدة بعد مؤتمر جنيف اثنين. وردا على سؤال عن المحكمة الدولية، رفض ريفي الكلام عن عدالة توافقية، مؤكدا ان العدالة آتية قريبا وستحدث زلزالا بناء على تحليل الداتا ووجود أدلة دامغة وقضية خطف ابو عدس. من جهة ثانية، أوضح ريفي أن رعاية السعودية لقوى 14 اذار تأتي انطلاقا من تقاطع المواقف لا سيما لناحية رفض السلاح غير الشرعي نافيا أن تكون السعودية ترسل السلاح الى فريق 14 اذار.

 

المفتي مالك الشعار استقبل السنيورة وأثنى على مواقفه وعلى مقررات مؤتمر 14 آذار

وطنية - استقبل مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، في منزله في طرابلس، الرئيس فؤاد السنيورة، يرافقة النائب مروان حمادة والوزير السابق محمد شطح، وتم خلال اللقاء البحث في ما ورد من مقررات في مؤتمر 14 آذار الذي انعقد في طرابلس. وأثنى الشعار على "مواقف الرئيس السنيورة الوطنية التي لا يمكن لحر أو مستقل أو وطني الا أن يؤيدها"، مرحبا بكلامه عن أن طرابلس هي "مدينة الاعتدال والوسطية والعيش المشترك بين كل مكوناتها". كما أثنى الشعار على مقررات المؤتمر معتبرا أنها "تعبر عن فئة كبيرة من اللبنانيين، خصوصا ما تطرق منها الى التحضير للمصالحة الوطنية"، وأعلن أنه أبلغ السنيورة أنه "سيتخذ خطوات تؤسس لمستقبل يجمع اللبينانيين جميعا".

 

مروان حمادة: ما جرى في طرابلس هو عينة عن المشروع الاسدي لتقسيم لبنان وسوريا

رأى النائب مروان حمادة ان ما جرى في طرابلس هو عينة عن المشروع الاسدي لتقسيم لبنان وسوريا الى دويلات طائفية. واضاف خلال المؤتمر الذي تقيمه قوى 14 اذار في طرابلس :"نحن هنا لنقول مسلمين ومسيحيين ان هذا البلد باق وطرابلس باقية قلعة وطنية ولبنان سيبقى عربيا بامتياز وليس فارسيا وغير ملحق باي مشروع اخر. وقال حمادة :"نحن نشد على ايادي اهل طرابلس وندعوهم للتوحد حول مبادىء لبنان".

 

السنيورة في مؤتمر إعلان طرابلس: لا نقبل وصاية الشقيق ولا سيطرة الصديق ونطالب بتشكيل حكومة انتقالية من غير الحزبيين

وطنية - إلتأم مؤتمر "إعلان طرابلس" الذي نظمته قوى 14 آذار في فندق كواليتي-إن بطرابلس، بمشاركة وحضور حوالى 200 شخصية سياسية ونيابية ونقابية، بحثوا في الأوضاع على الساحتين الطرابلسية بصورة خاصة واللبنانية بصورة عامة، في ضوء التطورات الأخيرة، لا سيما القضايا المتعلقة بالأحداث في سوريا. وافتتحت أعمال المؤتمر بالنشيد الوطني وبكلمة منسق عام قوى 14آذار النائب السابق فارس سعيد، تطرق فيها إلى الأوضاع في طرابلس وقال: "حتى اليوم قدمت طرابلس أكثر من 250 قتيلا أو شهيدا أو ضحية أو ما شئتم وأكثر من 2000 جريح، وذلك نتيجة لمؤامرة موصوفة نسجها النظام السوري وأعوانه وأدواته المحلية، ويكفي أن نذكر مؤامرة مملوك-سماحة وأهدافها الخطيرة التي أصبحت معلنة بواقع التحقيقات والإعترافات، ويكفي أن نذكر 18 جولة من الإشتباكات الدموية بين أحياء المدينة الواحدة، يكفي أن نذكر جريمة تفجير المساجد وقتل المؤمنين في أماكن العبادة، يكفي أن نذكر الخراب والدمار الهائل في البيوت والمؤسسات والإقتصاد". أضاف: "نحن مدعوون اليوم إلى تظهير الواقع الحقيقي لأبناء هذه المدينة الأبية وللشمال الصامد في معاناتهم وصبرهم وتضحياتهم الكبيرة، وتحديد المطالب من خلال المداخلات والمداولات وتبني لهذه المطالب ومتابعة تحقيقها، وإعادة التأكيد أن مشكلة طرابلس والشمال هي قضية وطنية بامتياز، ولذلك ينبغي أن يحملها كل الوطنيين المخلصين وهذا ما نعتبره أساسيا على قوى 14 آذار".

السنيورة

والقى رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة كلمة قال فيها: "طرابلس الأبية يعتصرها الألم، من التآمر والاهمال، طرابلس أبية وصامدة ولن تسمح للمتآمرين عليها ان ينتصروا، لأن انتصارهم على المدينة، يعني انهم انتصروا على كل لبنان. وطرابلس اليوم تخوض معركة كل لبنان في مواجهة المؤامرة والاستهداف والظلم".

اضاف: "اتينا اليوم الى عاصمة الشمال، لنؤكد ان طرابلس هي مدينة الاعتدال والوسطية والعيش المشترك بين كل مكوناتها. اتينا لنقول ان لا فرق بين ابناء المدينة الواحدة لأن ما يوحدهم أكبر وأكثر من الذي يفرقهم. ولنقول ان اهالي بعل محسن وباب التبانة هم عائلة واحدة يجتمعون حول لبنانيتهم، وهناك من عمل ويعمل لجعلهم يتواجهون ويقتتلون. لكن ما بناه تاريخ ووقائع العيش معا، لن تدمره دسائس ومؤامرات وشهوات التفرقة".

وتابع: "نعم نريد أن نقولها صريحة باسمي وباسم الرئيس سعد الحريري وباسم تيار المستقبل وكل قوى 14 آذار، نقولها كما يعرفها اللبنانيون وأهل المدينة، أهل باب التبانة وبعل محسن، هم جميعا اهلنا وهم عائلة واحدة. لكن من عمل ويعمل على ضرب بعضهم ببعض معروفة أهدافه ومخططاته، فهو أيضا ينفذها في دمشق وحلب وحمص وحماه واللاذقية، وكيف لا ينقلها الى طرابلس؟ لكن وبحمد الله وبإرادة اللبنانيين، فإن هذه المخططات لن تنجح، لأن العيش الواحد في المدينة وفي لبنان متأصل وجذوره ضاربة عميقا في أرض وكيان لبنان".

واوضح ان "ما جرى في المدينة ترك جروحا وندوبا وآثارا، لكن من قال إن المدينة لن تتجاوز ما جرى وتقفز فوقه وتنظر الى الأفق المشرق والواعد؟ اللبنانيون وأهل طرابلس يتذكرون جيدا تجربتهم المرة مع جيش النظام السوري وتنكيله بالمدينة وأهلها، وتجربته في بث الفرقة والشقاق مع إخوانهم في بعل محسن حيث زرع التوتر بين الاخوة لتحل الريبة نتيجة الاستقواء بعد طيب العشرة".

واشار الى ان "اهل طرابلس لن يستكينوا ويتركوا مدينتهم تدفع ثمن إجرام نظام أراد الدمار لبلده ولطرابلس في الوقت عينه"، معتبرا ان "ما تشهده هذه المدينة الحبيبة وعلى وجه الخصوص منذ ان انطلق الشعب السوري في ثورته، لم يكن الا استهدافا مباشرا ومؤامرة لضرب لبنان وإشعال الفتنة فيه. إن ما يجري في طرابلس يريدون له ان يطبع كل لبنان بطابعه وخصاله. يريدون للبنانيين ان يتقاتلوا، ويريدون للبنان ان يصبح ساحة مواجهة مرة أخرى، ويريدون ان ينقلب اهل السنة والجماعة على تاريخهم وعلى اعتدالهم وانفتاحهم وان يتحولوا نحو التطرف او نحو مواجهة مؤسسات الدولة اللبنانية وفي مقدمها الجيش اللبناني".

واعلن السنيورة "من طرابلس العاصمة الثانية للبنان، لمن يريد أن يسمع، ان المسلمين السنة في لبنان هم أهل اعتدال وحكمة ودولة، وأهل الالتزام بالقانون وتطبيقه، ولن ينجروا الى مخططات ونوايا النظام السوري في إشعال الفتنة وبث الشقاق". وناشد "جميع إخواني في طرابلس وفي كل لبنان، التمسك أكثر من اي وقت مضى بالميثاق الوطني القائم على العيش المشترك، وبالدستور واحترام القانون، وبتقديم الاعتدال في وجه التطرف والتسامح في وجه الحقد والدعوات الى الثأر والابتعاد عن التعصب والغلو والتشدد". وقال: "يريدون للبنان ان يخسر استقراره ودولته، ويريدون للمواطن اللبناني ان يخضع لهم ويعلن استسلامه. أنتم تعلمون أن هذا لن يحدث ولن يتحقق، لبنان اقوى من مخططاتهم، لبنان باق وهم الى زوال، واهل طرابلس أبقى من الأشرار والمجرمين وقطاع الطرق. وكما فشل مخطط شاكر العبسي وفتح الاسلام بانحيازكم الى الدولة وجيشها وقواها الأمنية وعلمها، وكما فشل مخطط سماحة - المملوك في تفجير الاوضاع واطلاق موجات التطرف، سيفشل المجرمون الذين خططوا لجريمة المسجدين".

اضاف: "لقد سبق للبنانيين أن انتصروا على المحنة وأعادوا بناء سلمهم الأهلي ووطنهم وتعالوا على الجراح، وهذه المرة أيضا لن تنتصر هذه المؤامرة، بل ستنتصر إرادة الحياة لدى اللبنانيين ولدى اهل طرابلس الصامدة والصابرة". وتابع السنيورة: "في ظل هذا القلق المخيم على بلادنا وهذا الشقاء والاجرام والجنون الذي يحيط بنا ويقترب منا، لا بد لنا من اعادة التأكيد على الثوابت من اجل الا نفقد البوصلة ونخسر الرؤية. اننا نتمسك بلبنان العيش المشترك، وبالحرية والنظام الديمقراطي ومبدأ التداول السلمي للسلطة وبسلمية الاساليب والوسائل، وبطبيعة الحال بلبنان وطنا نهائيا عربي الانتماء والهوية، لبنان المنفتح والمتآلف مع كل الثقافات، لا لبنان الفارسي أو الأعجمي أو الأمريكي أو الأوروبي".

وقال: "لقد واجهنا سابقا ونواجه اليوم، نظم الاستبداد والقهر والتسلط ووكلائهم المحليين، ولن نقبل بهم أو نستسلم لهم. كما أننا نرفض التطرف والتعصب والغلو من اي جهة أتى.

رفضنا ونرفض تعصب وانغلاق وضيق صدر بعض المسيحيين، كما نرفض تطرف وشطط بعض غلاة الشيعة القادم من طهران عبر سياسة ولاية الفقية العابرة للحدود السياسية، هذه السياسة التي أقصت وكفرت وفجرت وقتلت. كما أننا في الوقت عينه نرفض رفضا باتا ايضا تطرف بعض غلاة السنة وميلهم الى اعتماد أسلوب التكفير والعنف والحساب بحق اي كان.

ونقولها صريحة واضحة، ان الاعتداء على الاماكن الدينية المقدسة والمقامات الاسلامية والمسيحية عمل مجرم ومدان، كما أن الأعمال والممارسات التي استهدفت مدينة طرابلس وعلى وجه الخصوص جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام هي عمل إجرامي مرفوض ومدان ويجب الاقتصاص من الذي خطط له ونفذه أو سهل له".

واكد ان "التفجيرات التي استهدفت الضاحية الجنوبية من بيروت وبعد ذلك السفارة الايرانية من قبل بعض المتطرفين هو عمل إجرامي إرهابي مرفوض ومدان ولا يمكن أن نقبل به. وان من دمر المساجد والمقامات في سوريا عند الشيعة والسنة مجرم ومدان، ومن تهجم على الكنائس والاديرة في معلولا وغيرها مجرم مدان بل وملعون، فأين أنتم يا من تدعون الاسلام من اخلاق عمر بن الخطاب. من خطف المطرانين والاخوات الراهبات مجرم مدان يخدم اهداف النظام القاتل المسيطر في دمشق".

واردف: "منذ أن ثار الشعب السوري، عاش النظام الحاكم وأربابه وأعوانه حالة انكار معتبرين أنه لا توجد في سوريا ثورة شعبية، وأن ما يجري هو أعمال عصابات ارهابية تخريبية تكفيرية. والحقيقة التي لا تخفى على أحد، أن النظام كان وراء الكثير من هذه المجموعات والعصابات الارهابية والتكفيرية، بل هو الذي كان يطلق سراحها ويدعمها ويرسلها لارتكاب تلك الجرائم ضد الأبرياء. وما يجري في معلولا والممارسات التي شهدتها هذه البلدة وفي بعض الاماكن الأخرى انما يخدم النظام ونظرية النظام وأساليبه. لذلك، فإننا نرى أن الاستمرار في احتجاز المطرانين والراهبات هو عمل لا يخدم سوى اهداف النظام ومن ينفذه هو مجرم يخدم اعداء الثورة والشعب السوري ولا يمكن التعامل معه الا بهذه الصفة".

وقال: "إننا هنا من مدينة طرابلس وقبل أيام من انقضاء عام وإقبال عام آخر نرسم ونحدد الموقف الذي نتمسك به ولا نحيد عنه:

أولا: لقد اعلنا مع بداية الربيع العربي انحيازنا الى حركات التغيير السلمية في كل الارجاء العربية، ونحن مع هذه الحركات، نطالب بأنظمة ترعى الحرية وتطبق الديمقراطية والشفافية والمحاسبة وحماية حقوق الانسان واحترام المواطن الفرد وحرياته وحقوقه، ونؤيد العمل من اجل إقامة الدولة المدنية. هذا من دون ان ننسى قضية الشعب الفلسطيني العادلة والمحقة من اجل استعادة الحق والارض والقرار السياسي الفلسطيني على أرض فلسطين.

ثانيا: نحن لا نقبل وصاية الشقيق ولا سيطرة الصديق بل نطالب الجميع باحترام لبنان الوطن الحر السيد المستقل ومواطنيه المسالمين.

ثالثا: اعلنا ونعلن ترحيبنا بالاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه بين ايران والدول الخمس الكبرى، ونقولها صراحة ان لايران الحق في التخصيب النووي للأغراض السلمية وليس مقبولا الكيل بمكيالين وترك اسرائيل محتفظة بأسلحة الدمار الشامل من نووية وغيرها بخاصة بعد أن سلمت سوريا وقبلها العراق اسلحتهما الكيماوية. داعيا الى ان تكون منطقة الشرق الأوسط كلها خالية من أسلحة الدمار الشامل".

ودعا الى ان يتم استغلال فرصة الاتفاق بين ايران والدول الكبرى لفتح الأبواب المغلقة بين العرب وايران كأشقاء وأصدقاء في الجوار والدين والثقافة. وان تلتزم ايران سياسة حسن الجوار وعدم التدخل وأن تتوقف عن تصدير نظرية وتطبيقات ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية الى الدول العربية وحيث يشكل لبنان النموذج لإثبات صدق التوجهات الجديدة لدى ايران، والى ان تلتزم ايران بالاندماج مع المجتمع الدولي وما يقتضيه ذلك من سياسات وممارسات ومن ضمنها التقاليد التي تحترم حقوق الانسان.

وناشد "الدول العربية الى اعادة تنشيط وتحريك واطلاق القدرات العربية لحماية المصالح العربية والأمن القومي للأمة العربية في مختلف المجالات، والعمل بصدق من أجل بناء الثقة بين إيران والدول العربية. وإن الآفاق سوف تكون مشرعة على تعاون عربي إيراني وبالتالي المسارعة الى العودة الى نسج علاقات ودية وأخوية بما يسهم في إيجاد واحة من الاستقرار والنمو والتنمية في المنطقة".

وقال: "لقد طور اللبنانيون منذ الاستقلال ميثاقهم الوطني، فكانت الانطلاقة التي مهدت للاستقلال وبعدها تراكمت التسويات والتفاهمات الى أن تألقت في اتفاق الطائف الذي لم يطبق بعد بشكل كامل والذي يجب ان تكون مهمة استكمال تطبيقه هي المهمة الاساسية مع اي خطوة وطنية مستقبلية. وان مقررات الحوار الوطني يجب التمسك بها وتنفيذها لانها نقاط اجماع وتلاق وآخرها وأبرزها ما ورد في إعلان بعبدا لجهة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وتجاذباتها".

ودعا السنيورة حزب الله الى "العودة الى لبنان على مختلف المستويات السياسية والامنية، عبر وقف مشاركته في القتال في سوريا ووقف خروجه على الاجماع الوطني ووقف تحوله إلى قوة عسكرية مقاتلة حين تطلب منه طهران. ان حزب الله الذي كان له شرف المشاركة الفاعلة في قتال اسرائيل والمساهمة في تحرير الارض المحتلة حتى العام 2000 قد تحول إلى قوة احتلال وقهر عبر مشاركته في القتال الى جانب النظام السوري وقبلها قتال اللبنانيين عبر غزو بيروت وبعض المناطق". وقال: "ان حزب الله يحمل كل يوم الى اللبنانيين والى الطائفة الشيعية تحديدا جثمان شاب كان يجب ان يعيش في بلاده او قريته وبين اهله وعائلته، لا أن يموت في معركة دفاعا عن نظام غاشم ومصالح سياسية إيرانية لا يعرف اللبنانيون ولا من سقطوا صرعى عن غاياتها شيئا". ودعا الى "تشكيل حكومة انتقالية من غير الحزبيين، فحزب الله قد ارتكب معصية وطنية حين أصر على عدم الوقوف عند مصالح اللبنانيين ورغباتهم، وعليه التراجع عن هذا العناد من اجل فتح الباب امام عودة الوئام الوطني، للبحث في المسائل العالقة بين اللبنانيين وأولها مسألة التفاهم على السلاح الخارج عن الشرعية لوضعه في كنف الدولة وتحت سلطانها وسلطتها الكاملة باعتبارها دولة كل اللبنانيين، لا دولة فئة او طائفة". اضاف السنيورة: "إن مدينة طرابلس وكل الشمال لهم علينا وعلى لبنان دين كبير ونحن نرى ضرورة السير بالتوجهات التالية:

- نشر الجيش على الحدود الشمالية والشرقية ومؤازرته بقوات الطوارىء الدولية في ضبط الحدود تنفيذا للقرار 1701.

- استكمال تنفيذ الخطة الأمنية بشكل صارم وعادل في كل أحياء المدينة في باب التبانة وبعل محسن، ومنع حمل السلاح واستعماله من قبل أي طرف كان. ينبغي أن تصبح طرابلس المدينة الرائدة في كونها مدينة خالية من السلاح غير الشرعي وتتبعها مدن وبلدات لبنانية أخرى.

- تنفيذ الاستنابات القضائية بحق المتهمين بجريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام وكذلك بحق من أطلق النار على شبان أبرياء يسكنون بعل محسن.

- تشكيل لجان أهلية للمصالحة واعادة الوئام بين أهل المدينة الواحدة وعلى وجه الخصوص بين باب التبانة وبعل محسن.

- وضع مخططات لإعادة الإعمار والترميم في المدينة بالتشارك بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأشقاء والأصدقاء والمسارعة لبدء ورشة إعادة إعمار المدينة.

- الانصراف الى تنفيذ المشاريع المقررة للمدينة ومنطقة الشمال من أجل تحريك عجلة الاقتصاد والعيش في المدينة والسعي الجدي لاطلاق الطاقات الكامنة عبر برنامج فاعل وجدي تأهيل الشباب بالمهارات اللازمة في ايجاد الاجواء الملائمة للاستثمار والعمل وبالتالي في ايجاد فرص العمل الجديدة للشباب، ولا سيما المنضمين حديثا إلى سوق العمل، كذلك ايضا التفكير بإقامة المناسبات المشتركة بين اهل المدينة الواحدة للنظر الى الأمام وترسيخ المصالحة، لأن إنقاذ طرابلس هو إنقاذ للبنان ونحن وأهل طرابلس قادرون على صنع ذلك باذن الله وبارادة اهل المدينة وارادة اللبنانيين من اجل ان يبقى لبنان، وسيبقى لبنان".

ثم أعلن النائب السابق فارس سعيد عن أوراق واردة بإسم قيادات سياسية وحزبية وتم إطلاع المؤتمرين على مضمونها، ثم سلم إدارة الحوار إلى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية، حيث من المنتظر صدور بيان ختامي يتضمن مواقف من التطورات الراهنة سواء في طرابلس والشمال والأحداث الجارية في سوريا وانعكاساتها على لبنان.

معوض

والقى رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض مداخلة قال فيها: "أشارك اليوم في هذا اللقاء في طرابلس، بصفتي عضوا مؤسسا لقوى 14 آذار، ولكن الأهم بصفتي ميشال رينيه معوض، بصفتي ابن زغرتا المدرك تماما أنه حين تجرح طرابلس، تنزف زغرتا الزاوية اقتصاديا واجتماعيا، والمدرك تماما أن طرابلس هي النصف الآخر ليس فقط لزغرتا الزاوية، إنما لكل أقضية الشمال". اضاف: "لقد نشأت في بيت وبيئة علماني أنه حين تكون طرابلس بخير، أي حين يكون الاعتدال في طرابلس بخير، تكون زغرتا الزاوية وكل الشمال بخير. وانطلاقا من هذا الاقتناع لا نزال في مؤسسة رينيه معوض الى اليوم، ورغم كل الظروف الأمنية، نفتح مراكزنا الاجتماعية والتربوية في باب التبانة وننفذ مشاريع اقتصادية واجتماعية وانمائية تطال كل الشرائح الطرابلسية. وانطلاقا من هذا الاقتناع أيضا، أتينا اليوم أنا ورفاقي في "حركة الاستقلال" ومستقلين ورجال أعمال ورجال فكر وناشطين مدنيين، لنؤكد أن زغرتا الزاوية لن تقبل إلا أن تكون سندا لطرابلس، لكل طرابلس بكل مكوناتها الطائفية والمذهبية والاجتماعية، الى جانب العيش المشترك والمصالحة، وترفض أن تكون طرفا في أي مخطط يستهدف أمن طرابلس وسلامة أهلها". وشكر "الأمانة العامة مثمنا مبادرتها المهمة جدا، والاعلان الذي سيصدر عنها مهم جدا. لكن أسوأ ما يمكن أن نفعله بحق أنفسنا وبحق هذه المدينة هو أن نجتمع ونصدر بيانا، ثم نعود كل منا الى منزله. المتابعة ليست مسؤولية الأمانة العامة وحدها. الأمانة العامة بادرت والأمانة اليوم على عاتقنا، على عاتق كل واحد منا لنتابع التوصيات حتى تنفيذها لإخراج طرابلس وكل الشمال من المأساة التي نعيش فيها".

واقترح "تكوين كتلة ضغط جدية وموحدة على الدولة اللبنانية وعلى الأجهزة الأمنية، لأنه من غير المقبول أن تتحول الأجهزة الأمنية قوة فصل عوض أن تكون قوة فعل لتحافظ على السيادة. قضية طرابلس لا تحتاج الى 18 جولة ولا الى 18 خطة أمنية ولا الى 18 انتشارا للقوى الأمنية. طرابلس تحتاج الى خطة واحدة جدية يتم تطبيقها وتطبيق القانون فيها على الجميع، يعني تطبيق كل المذكرات القضائية على الجميع، من دون حسابات سياسية ومن دون خطوط حمر ولا خطوط صفر". وعلى الصعيد الاقتصادي والإنمائي، اشار الى ان "احدى الدراسات الصادرة عن الأمم المتحدة تخلص الى أن طرابلس تعتبر أفقر مدينة على الساحل الشرقي للحوض الأبيض المتوسط، أي من تركيا لمصر. وهذه الدراسة صدرت قبل بدء المشاكل الأمنية الأخيرة، يعني قبل الـ18 جولة من القتال.

ولكي نحل مشكلة الفقر والمشاكل الاجتماعية التي تتفاقم في طرابلس، ثمة مسؤولية على الدولة وثمة مسؤولية أيضا على أهل طرابلس. ومسؤولية الدولة أن تبادر الى تنفيذ مشاريع انمائية من غير المقبول أن تبقى في الأدراج. ونحن في حركة الاستقلال نطالب هذا المؤتمر بتبني إطلاق حملة ال7 ميم: مرفأ طرابلس، مطار رينيه معوض، معرض رشيد كرامي، مصفاة طرابلس، محطة القطار، محطة التسفير، ومنطقة اقتصادية حرة. يجب أن نطلق حملة سياسية- مدنية- اقتصادية- اجتماعية للضغط على أي حكومة مستقبلية حتى تباشر بتنفيذ خطة الـ7 ميم هذه. وعلى أي مرشح وأي وزير في طرابلس والشمال أن يتبنى هذه الخطة جديا وأن تتم محاسبته شعبيا على أساسها ضمن جدول زمني. وهنا تبدأ مسؤولية أهل طرابلس الذين أتوجه إليهم بالقول: ثمة مسؤولية جدية عليكم لتثبتوا هوية طرابلس الحقيقية كعاصمة الشمال المعتدل والتعددي الذي يشكل صورة مصغرة عن لبنان. طرابلس إما تكون نموذجا للتعدد والتنوع في لبنان وإما تكون فتيلا يشعل كل لبنان. إما أن تعم العدالة من طرابلس على كل لبنان وإما ستعم الفوضى من طرابلس الى كل لبنان.

لذلك يجب أن ينطلق عمل جدي من طرابلس الى كل لبنان لا أن يكون تحركا لرفع العتب. ولذلك من غير المقبول أن تهدد الأقلية الساحقة في طرابلس أمن الأكثرية الساحقة من أهل المدينة وتضرب صورة عاصمة الشمال.

يجب أن نعمل جميعا لتشكيل قوة ضغط ونجند القدرات اللازمة على كل المستويات لتظهير صورة طرابلس الحقيقية. طرابلس ليست ولن تكون صندوق بريد. طرابلس ليست قندهار وطرابلس لن تكون مدينة سائبة ليفكر أي كان باستباحتها. طرابلس الدولة وليست الميليشيات. طرابلس الاعتدال لا التطرف. يكفي تزويرا لهوية طرابلس. طرابلس ليست متروكة ولا يمكن أن نتركها وحيدة. ولا يمكن أن نترك الاعتدال في طرابلس وحيدا. نحن وأهل طرابلس، أهل الاعتدال، أكثرية". وختم داعيا جميع اللبنانيين، وخصوصا أهل الاعلام اللبناني، الى زيارة طرابلس والتعرف على طرابلس الحقيقية، طرابلس الطيبة والمسالمة والمنفتحة، طرابلس التي تعج بزينة الميلاد أكثر من الكثير من المناطق اللبنانية الأخرى". وطالب "بإدراج المقترحات التي تقدمنا بها كـ"حركة استقلال" بشقها الأمني وبخطة الـ7 ميم، ولناحية ضرورة العمل على إعادة تظهير صورة طرابلس الحقيقية، لتكون جزءا من "اعلان طرابلس".

 

توصيات الاحدب لمؤتمر 14 اذار:رفع الغطاء عن اي سلطة لا تعاقب المسؤولين عن تفجير المسجدين في طرابلس وعن كل من يثبت تورطه في اي عمل ارهابي

وطنية - تقدم رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الاحدب عبر المحامي صالح المقدم لمؤتمر 14 اذار المنعقد في طرابلس بالتوصيات التالية:"باسم لقاء الاعتدال المدني واهلنا في طرابلس نرحب بالحضور الكريم ولا بد من توجيه الشكر لكل من شارك بانجاح هذا الاجتماع الذي يهدف للوقوف الى جانب طرابلس واهلها من ناحية وتوحيد الجهود والمطالب للخروج بموقف موحد مما يجب ان تقوم به الدولة اللبنانية باجهزتها السياسية والقضائية والعسكرية والامنية والانمائية لوضع حد لهذا التدهور التي تعاني منه طرابلس ووقف الانزلاق الذي يهدد سائر المناطق اللبنانية واستمرارية الكيان اللبناني.  واننا وحرصا منا على نجاح جهود المجتمعين اليوم نأمل التوافق على جملة نقاط انقاذية من شأنها حماية طرابلس ولبنان وهي:

أولا: على الصعيد السياسي، نرى ضرورة الاتفاق كمرحلة اولى على مبدأ عدم تقديم الغطاء السياسي لاي سلطة:

- لا تعاقب المجرم المسؤول عن تفجير المسجدين في طرابلس عبر اتخاذ الاجراءات اللازمة بداية لحل الحزب العربي الديموقراطي بعد ان تبين بالصوت والصورة تورط 7 من عناصره بهذه التفجيرات.

- عدم تقديم الغطاء السياسي لاي سلطة تريد معالجة الوضع الامني في طرابلس وفقا لنموذج عبرا الاسيري أي الضرب بيد من حديد أي فريق مسلح غير محسوب عليها واعتباره ارهابيا، واطلاق العنان للمسلحين الذين يدورون في فلك ما يسمى المقاومة وسراياها، حيث بتنا اليوم نستنكر ارتكاباتهم بحق ابناء صيدا.

- عدم تقديم الغطاء السياسي لاي سلطة تعتمد سياسة النظام السوري بالصاق تهم الارهاب لكل من يخالفها التوجه وتعطي الغطاء للاجهزة القضائية بتسطير استنابات قضائية بتهمة الارهاب بحق هؤلاء فقط لانهم ليسوا معهم.

ثانيا - على الصعيد القضائي:

- من غير المبرر التأخير بمحاكمة كل من يتهم بملفات تهدد السلم الاهلي لاسيما المتهمين بتفجير مسجدي طرابلس، ومن غير المقبول ابقاء مواطنين لبنانيين موقوفين لاكثر من 5 سنوات دون تحقيق ومحاكمة فقط لانهم شبان ملتزمون دينيا بينما من ثبت جرمهم بحق مساجد طرابلس اسياد بين قومهم، واننا ندعو القضاء حفاظا منا عليه لعدم الانزلاق لمؤامرة النظام السوري الهادفة لشيطنة المسلم السني بعيون الاقليات وبالتالي عدم اعتبار كل مسلم ملتزم ارهابيا تكفيريا جهاديا يجب ان تسطر بحقه المذكرات ويعاقب باقسى العقوبات.

-ان الاستنسابية باصدار الاستنابات القضائية تضعف الثقة بالقضاء وتعرض السلم الاهلي للخطر وتضع الاجهزة الامنية بمواجهة اهلها سيما وان السلاح بات منتشرا بايدي الكثيرين.

ثالثا - على الصعيد الامني: ان المؤسسات الامنية قوامها ابناؤنا، ولكن، ومنذ سنوات ونحن نقول ان بعض القيمين على الاجهزة الامنية يرعوا مجموعات مسلحة يستخدمونها باعمال مريبة تهدد السلم الاهلي لا بل تعمل على نشوب مواجهات عسكرية على خلفية طائفية في طرابلس مما يشوه صورة مدينة باكملها ويؤدي لاتهامها بالارهاب والتكفير.

والحل ليس فقط باعطاء غطاء للاجهزة الامنية بل بسحب غطاء الاجهزة الامنية عن المسؤولين عن هذه الاعمال الاجرامية.

رابعا - على الصعيد الانمائي: ان الوضع الاقتصادي في طرابلس على شفير الهاوية سيما وان عددا كبيرا من المؤسسات التجارية تعلن افلاسها والمطلوب خطة انمائية سريعة توقف الانهيار الاقتصادي في المدينة وتوفر مخرجا لالاف الشبان الذين تورطوا بالحالة المسلحة بسبب تقاعس الدولة وعمل بعض الاطراف على تمويل الفوضى المختلقة التي تعيشها المدينة، فضلا عن الفساد في الهيئة العليا للاغاثة الذي حرم ابناء طرابلس من التعويضات العادلة.

فأي خطة امنية سيكتب لها النجاح دون تأمين مخارج للمسلحين وتعويضات للمتضررين".

وختم البيان:"اذكر انه في 19-12-1986 وقعت مجزرة في طرابلس ذهب ضحيتها مئات المواطنين الطرابلسيين على يد النظام السوري اضافة الى الاف المسجونين والمخطوفين والمفقودين وجاء ذلك بعد ان شيطن النظام السوري صورة طرابلس واقام بها عبر مخابراته امارة واخذ بذلك الغطاء الدولي لتدميرها.

واليوم ونحن على ابواب الذكرى ال 27 لهذه المجزرة نحذر من محاولات جديدة وجدية لارتكاب مجزرة جديدة في ظل ما نراه يحاك لطرابلس.

ونؤكد اننا ايمانا منا بضرورة الحفاظ على وطننا وارواح ابنائنا، لن نسمح بان تكون مؤسساتنا العسكرية والسياسية والقضائية اداة في تسهيل وتنفيذ هذه الجريمة فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".

 

عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب سمير الجسر: لن نعطي "حزب الله" براءة ذمة وتعويم الحكومة مخالف للدستور

وطنية - شدد عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب سمير الجسر في حوار شامل ل"اللواء"، ينشر غدا، على ان " تيار المستقبل، ليس لديه ميليشيا، وهناك شعور عام في طرابلس ان مخابرات الجيش منحازة"، سائلا "كيف للخطة الامنية ان تنجح من غير القاء القبض على من ساعد ونفذ تفجير المسجدين؟"، مضيفا "رفضنا مقولة اولياء الدم ودنا اطلاق النار على العمال العلويين، وتفجير بعض المحلات وراءه خوات مالية". واعتبر ان "تعويم حكومة ميقاتي مخالف للدستور وبدعة مرفوضة وعندما تستقيل الحكومة تفقد كليا ثقة مجلس النواب، وعدم تسليم الوزارات للحكومة الجديدة يعني احتلالها من حزب الله"، لافتا الى ان "عقدة تشكيل الحكومة الجديدة ليس في الارقام والحصص، ونرفض ان نشترك و"حزب الله" في حكومة واحدة قبل انسحابه من سوريا، ولن نعطيه براءة ذمة لاشتراكه في قتل الشعب السوري". ورأى ان "اعلان بعبدا ما زال صالحا لتأمين استقرار لبنان و"حزب الله" رفضه الآن ليبرر مشاركته العسكرية في سوريا وليبقى لبنان عرضة لسياسة المحاور الاقليمية". وقال: "نخشى من حصول فراغ في رئاسة الجمهورية نظرا لاهمية الموقع الاول في البلاد والفراغ يعني الحاق الضرر بالبلد كله". وختم الجسر: "اتهام السيد حسن نصرالله للسعودية بقضية السفارة الايرانية انعكاس لموقف الحرس الثوري، ورد الرئيس ميشال سليمان على نصرالله جاء في الوقت المناسب، فسليمان يمثل كل لبنان ونصرالله يمثل حزبه فقط".

 

اعتصام لشباب "حزب المشرق قرب السفارة التركية للمطالبة بطلاق المطرانين وراهبات معلولا

وطنية - المتن - اعتصم شباب "حزب المشرق" عصر اليوم قرب السفارة التركية في الرابية، تجاوبا مع دعوة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي للضغط من أجل إطلاق المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم وراهبات معلولا. وشارك في الاعتصام وفد من مخطوفي اعزاز المحررين وآخر من ابناء معلولا وحشد من محازبي "المشرق" والمواطنين. وقال رئيس الحزب رودريك الخوري في كلمة ألقاها: "من لبنان، هنا معلولا، هنا انطاكية، هنا الرها، هنا القدس، هنا كيليكيا، هنا المشرق. من هنا نطلقها صرخة ونحن مسمرون على الصليب وفجر القيامة بدأ يلوح في الافق، اياكم وتهديد المسيحي بالصلب، فانه في اليوم الثالث يقوم وانتم تموتون، اياكم وتهديده بالخطف فهو حر بقيوده وانتم مسجونون". اضاف: "معلولا، تلك المبنية على الصخر، صخرة الايمان المستقيم، لن تكون قسطنطينية جديدة، بل نعدكم بان تكون بداية النهضة المسيحية المشرقية القادمة. من رماد معلولا سينتفض ذلك الفينيق ويحلق في سماء المشرق". وتوجه الى السفير التركي قائلا: "يا ممثل السلطان الجائر اسمع هذه الرسالة جيدا: المشرق لن يسلم رقبته اليك، مقدساتنا، كنائسنا، لن نسمح للصوصك وارهابييك ان يدنسوها. آيا صوفيا كنيسة بنيت، لن نسمح لك بسرقتها واستفزاز ملايين المسيحيين في العالم. ونقولها مدوية:"سلطانك تحت اقدامنا".

وتابع: "معلولا الناطقة بلغة المسيح، لن نسمح لك بتحطيمها، ففي قلب كل مسيحي معلولا، وفي قلب كل مسلم شريف معلولا وصيدنايا، لن نسمح لتكفيرييك باحتلالها. نحن لسنا اقلية في هذا المشرق، بل نحن جزء من حضارة واسعة ممتدة من لبنان الى اثينا، الى موسكو، موسكو التي نوجه تحية لرئيسها المسيحي البطل اليوم". وقال: "نعلن من هنا ان حملة "معرفة مصير المطرانين" و"تحرير الراهبات" قد بدأت، ستشهدون حملة ضغط قادمة على مصالحكم، ليس في لبنان فقط، بل ان "حزب المشرق" واصدقاءه سيبدأون حملة لن تنتهي الا بمعرفة مصير قديسينا". وختم الخوري قائلا: "انتم تدعمون الارهاب ولا تخجلون، انتم من افرغتم تركيا من المسيحيين وهم سكانها الاصليون، لن تفرغوا هذا الشرق من مسيحييه ولو قتلتمونا جميعا".

 

فرنسا «تجس نبض» السعودية وبعدها إيران إزاء توافق إقليمي «حصري» حول لبنان

بيروت - «الراي/مع انحسار العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان الاسبوع الماضي ودفعت الى الواجهة المأساة التي يعيشها عشرات آلاف اللاجئين والنازحين السوريين، لا ينذر المشهد السياسي الداخلي بانحسار عواصفه المتلاحقة بين مدّ وجزر مرشحيْن لملء الفراغ المؤسساتي الذي يسود واقع الدولة منذ استقالة الحكومة الحالية قبل اكثر من تسعة أشهر. ولعل اللافت في هذا السياق ان مختلف القوى السياسية تلتقي على استبعاد حصول اي تطور بارز في اطار الأزمة السياسية الداخلية قبل شهر فبراير المقبل الذي تقول مصادر واسعة الاطلاع لـ «الراي» انه يشكل واقعياً آخر المهل المتاحة للنفاد بلبنان من أزمة دستورية وسياسية أكبر وأخطر من الأزمة الراهنة فيما لو لم يحصل اختراق يكفل تشكيل حكومة جديدة قبل بداية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للبلاد في 25 مارس المقبل. وتشير هذه المصادر الى ان ما يسمى حكومة امر واقع سيصبح في فبراير استحقاقاً حتمياً تحت موجبات الضرورات الدستورية التي تفرض إما حكومة انتقالية تحظى بدعم توافقي من الجميع واما حكومة محايدة من أصدقاء او حلفاء مقربين للقوى السياسية. ذلك ان المهلة الطبيعية لتشكيل هذه الحكومة هي قبل شهر على الاقل من بداية المهلة الدستورية في 25 مارس كي يتسنى للحكومة الجديدة المثول امام مجلس النواب لنيل الثقة لانه بعد هذا التاريخ سيتحول البرلمان تلقائياً هيئة انتخابية، وثمة جدل دستوري وسياسي في شأن صلاحية او عدم صلاحية الحكومة الجديدة في تولي الحكومة منصب رئاسة الجمهورية بالوكالة اذا حصل فراغ رئاسي في 25 مايو. ويبدو ان مختلف الاحتمالات التي باتت تترتب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام في الشهرين المقبلين عُرضت مساء السبت في لقاء جمع سليمان والنائب وليد جنبلاط في قصر بعبدا كما ان اتصالات جارية وراء الاضواء بقوة للبحث في طرق الخروج من مأزق تشكيل الحكومة التي لا يرغب رئيس الجمهورية في ان تكون مسبباً لتفجير الوضع السياسي ولا سيما في ظل «الخطوط الحمر» التي يرسمها «حزب الله» امامه وبلوغ الامر حد تهديد الوزير السابق وئام وهاب اياه بعدم «اللعب بالنار»، ولكن سليمان يصارح الجميع بانه لا يمكنه ان يبقى مكتوفاً متى حل موعد الاستحقاق الرئاسي ولا يمكنه تسليم البلاد الى الفراغ او الى حكومة من لون واحد هي أساساً مستقيلة.

وتقول المصادر ان فرص الرهانات على توافقات اقليمية تسهل تشكيل الحكومة الجديدة تبدو في ادنى درجاتها الآن، علماً ان الفرنسيين الذين يستعدون للعب دور بارز في مساعدة اللبنانيين على تمرير المرحلة الانتقالية المقبلة وتأمين حصول الاستحقاق الرئاسي يسعون بدورهم الى جس نبض السعودية ومن بعدها ايران في امكان قيام توافق اقليمي صعب وجانبي حول لبنان حصراً بمعزل عن خلافهما العميق حول الأزمة السورية والواقع الاقليمي برمته. وتشير المصادر الى ان باريس ورغم إدراكها مشقة التوصل الى تفاهم سعودي - ايراني حول لبنان ستحاول عبر الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للرياض في اواخر الشهر الجاري جس النبض السعودي حول الملف اللبناني كي تبني على الشيء مقتضاه لاحقاً، علماً ان سليمان انتقل امس الى باريس في زيارة «طبية» تستمر يومين ولم يُعلم اذا كانت سيتخللها لقاء مع هولاند.

ولا يبدو واقع القوى اللبنانية اقل صعوبة في تلمس السيناريوات الممكنة للمرحلة المقبلة اذ ان الحملات التي تشنها تباعا قوى 8 اذار على رئيس الجمهورية بذريعة اتهامه بالعمل على تمديد ولايته لا تعدو كونها في نظر هذه المصادر تثبيتاً لمواقف مبدئية تملأ فراغ اللحظة الراهنة وترسل رسائل الى قوى خارجية في شأن رفض التمديد. وتلفت المصادر في هذا السياق الى ان ثمة ممانعة للتمديد من جانب قوى 14 اذار ربما أكثر من خصومها في وقت لا يترك سليمان فرصة الا ويؤكد من خلالها انه يرفض اي تشكيك في اعلاناته المتكررة منذ اكثر من سنة انه لا يريد التمديد ولا يرى موجباً لعدم انتخاب رئيس جديد. ومع ذلك فان إمعان فريق 8 اذار في الحملات على سليمان بات يدفع بأطراف في قوى 14 اذار الى اعتبار مسار سليمان ومواقفه النموذج الذي ستعتمده هذه القوى في اختيار مرشحها للرئاسة الامر الذي يثير مزيداً من الريبة لدى خصومها في ان ورقة التمديد لم تسقط فعلاً ولا تزال حية وقائمة. 

 

رئيس مجلس قيادة الحركة زياد العجوز حذر من الفراغ في حال لم يتم تشكيل حكومة جديدة

وطنية - استنكرت "حركة الناصريين الأحرار"، "الحملة المبرمجة التي تستهدف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان". وأشاد رئيس مجلس قيادة الحركة زياد العجوز، في بيان، ب"المواقف التاريخية والمسؤولة للرئيس سليمان"، متمنيا عليه "أن يعمل والرئيس المكلف تمام سلام، ل"الإسراع بتشكيل حكومة جديدة قبل نهاية العام الحالي". وحذر العجوز "من فراغ شامل وكامل على مستوى كل الدولة في حال لم يتم تشكيل الحكومة في هذا الوقت، لأنها الفرصة المناسبة لذلك، وإلا سندخل الى النفق المجهول الحقيقي الذي سيشمل إيجاد فراغ في سدة رئاسة الجمهورية أيضا". وطالب العجوز ب"إيجاد مخيمات رسمية للنازحين السوريين لتأمين سبل المساعدة المنظمة لهم وفقا لإحتياجاتهم في ظل الظروف الصعبة التي تواجههم" مشيرا الى ان "قطاع الإغاثة والطوارىء في حركة الناصريين الأحرار (الهلال اللبناني العربي ) سيبقى على جهوزيته التامة للقيام بمهامه التطوعية الإنسانية لمساعدة النازحين".

 

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي: قدمنا تنازلا بقبولنا بحكومة تسوية والحريص على بقاء لبنان عليه أن يهزم المجموعات التكفيرية

وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في ذكرى أسبوع الشهيد خليل ابراهيم ضيا، في حسينية بلدة بافليه، في حضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين، أن "العدو الإسرائيلي ومعه حلفاؤه من أنظمة عربية وقوى دولية، يلجأ إلى محاولة الاعتداء على لبنان من خاصرته سوريا، وهذه المعركة تخاض وفق عناوين واضحة، وهي أن هناك من يريد اسقاط هذه الدولة الشقيقة ليتخذ من بعد سقوطها منصة للاجهاز على لبنان، فإننا نواجه عدوا لا لبس في عدائه للبنان بأسره، بل لا لبس لعدائه للانسانية كلها، فما نراه من أفعال يعكس ما نعلمه من أفكار أحالت هذه المجموعات التي تقاتل في سوريا إلى خطر يهدد كل إنسان، ولو كتب لهذه المجموعات المسلحة أن تنتصر في سوريا، لكنا قرأنا السلام على لبنان وطنا وشعبا، ولذلك نقول مجددا إن الحريص على لبنان من المخاطر التي تتهدده لا يلجأ إلى إعلان موقف التحييد والحياد، لأننا لسنا في ترف اختيار العدو، بل أن العدو يفرض نفسه فرضا علينا".

وسأل "هل أن هذه المجموعات المسلحة التكفيرية إذا اتخذنا قرارا بعدم مواجهتها فهي لن تهاجم لبنان؟ فهي بفكرها ومشروعها السياسي إنما تستهدف المنطقة بأسرها، ولذلك لا يمكن مواجهة هذا الخطر برفع شعارات يمكن أن يبدو بريقها في اللحظة الأولى، ولو قررنا أن نحيد أنفسنا عن هذه المعركة فإنها قادمة إلى ديارنا حتما، فهذا هو مشروعهم، وهذه هي أفكارهم، وبالتالي الحريص على بقاء لبنان كوطن وكشعب متعدد الإنتماءات الثقافية والفكرية والدينية والطائفية والمذهبية، عليه أن يهزم هذه المجموعات التكفيرية التي لا يمكن أن تهزم إلا من خلال المواجهة المباشرة، وقد أظهرنا حتى الآن في سياق المواجهات التي خضناها أن هذه المجموعات قابلة للهزيمة والإنكسار وليست كما يصور خطرا لا يرد. ونسأل من يرفع شعار التحييد في لبنان، هل هو على اطمئنان من أن هذا الأسلوب سيؤدي إلى الحفاظ على بلدنا؟ فإن ما تفعله المجموعات المسلحة من قتل على الهوية وارتكابات معادية للانسانية تسقط شعار التحييد، ولذلك من يرفع شعار التحييد يتصرف بطريقة طوباوية مفارقة للواقع، وإذا أصغينا إليه لوجدنا أن هذه المجموعات باتت تنشط بين ظهرانينا قتلا وسفكا للدماء وفق أشكال مروعة".

وقال: "إن اختلفنا من قبل مع البعض في لبنان حول كيفية مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وليست هي المرة الأولى التي نختلف فيها مع البعض في لبنان، فإننا اختلفنا من قبل على كيفية مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومضينا في سبيلنا حتى 25 أيار عام 2000، ووقف الجميع آنذاك ليقول أحسنتم في النهج الذي اخترتموه، ونحن على ثقة أننا حين نكرس انتصارنا على مجموعات التكفير الارهابية سيقف كل من في لبنان ليهنئنا على انتصارنا مرة أخرى، ولذلك نحن نتحمل النقد الذي يوجه إلينا، ولكننا ماضون في هذا السبيل لأن فيه حفظا لوطننا. إن ما ندعو إليه في لبنان هذه المرة هو استئصال المجموعات التي تبث الفكر التكفيري في لبنان، وإن بث هذا الفكر فضلا عن الاعتقاد به هو جريمة يعاقب عليها القانون اللبناني، لأن هذا الفكر معاد لصيغة التنوع والتعدد والقبول بالآخر والاعتراف به واحترامه والعيش معه عيشا واحدا، وحتى الآن لم نر من السلطات القضائية أو الأمنية جهدا منصبا على ملاحقة أصحاب الفكر التكفيري الذين يعتلون المنابر أو يعقدون الحلقات هنا وهناك، وإن الفكر التكفيري هو المصنع الذي يتم فيه تصنيع الانتحاريين المتفجرين، ولذلك كما نلاحق السيارة المتفجرة وأدوات التفجير، علينا أن نلاحق الفكر الذي يحرض على القتل وعلى الانتحار من باب تكفير الآخر، وإذا كان هناك من أفعال يمكن أن تقوم بها الدولة اللبنانية في هذا المجال، فهي ألا تسمح للتكفيريين أن يستغلوا مساحة الحرية الفكرية والعقائدية وحرية التعبير والرأي، وأن لا يستغلوا هذه المساحات من أجل بث فكر هو معاد لحرية الرأي والتعبير والعقائد والأفكار، ولا زلنا نسمع أصحاب الفكر التكفيري يواصلون بث أفكارهم من المنابر، والعملية الانتحارية المزدوجة الأخيرة أوضحت أن الأدوات المتفجرة هي من صناعة فكر تكفيري، فهل ما زال يجوز السكوت على أصحاب هذا الفكر أم يجب ملاحقتهم بكل أشكال الملاحقة كلها".

أضاف: "هنا في هذا المجال في ظل ما يتهدد لبنان من مخاطر كنا قد أعلنا أن ما ينبغي اعتماده هو طريق الحوار الوطني لتضييق شقة الخلاف بحيث لا ينفذ المتآمرون على لبنان من الشكوك والصدوع لكي يطوروا الصيغة اللبنانية أو يهددوا وطننا، وعلى الرغم من رفعنا المتكرر لشعار الحوار واتخاذ الخطوات الجادة في سبيله، إلا أننا لا زلنا نواجه صدودا من الفريق الآخر، ونحن على ثقة أنه لاسيما مما بدا واضحا حتى الآن من بعض القنوات الحوار القائمة، أن الفريق الآخر لو خلا ونفسه لكان سلك سبيل الحوار بل عقد تفاهمات في ما بيننا وبينه، ولكن ما يحول دون إطلاق الحوار في لبنان فضلا عن التفاهم هو إصرار دولة إقليمية على التعامل مع لبنان كساحة للتعويض عن خسارة في سوريا أو ساحة للثأر من هزيمة فيها، وهذه الدولة الإقليمية بمواقفها وبسياستها هي التي تهدد لبنان، ولذلك من كان حريصا على لبنان لاسيما إذا كان في المناصب العليا عليه أن لا يتصرف وفق ما تمليه عليه رغبات هذه الدولة الإقليمية، لأن تنفيذ رغبات هذه الدولة سوف يؤدي إلى ضرب الإستقرار في لبنان".

وتابع: "إن اعتماد سياسة الدولة الإقليمية الناقمة سيؤدي إلى المساس بالسلم الأهلي في لبنان، ولذلك لا يمكن لأحد أن ينزل عند رغبة هذه الدولة الإقليمية لتقرر شكل الحكم في لبنان، لأن قرارها يصدر عن روحية الثأر أو روحية محاولة الإستعاضة عما فقدته، ومن يريد أن يعمد إلى خطوات لاسترضاء هذه الدولة الإقليمية يكون قد أدخل لبنان في نفق الفوضى والخراب، لأن سياسات هذه الدولة الإقليمية لا تريد حوارا في لبنان، ولا تريد تفاهما فيه، بل هي لا تمانع في دفع هذا البلد إلى أقصى أنواع الإضطراب والمواجهة إعتقادا منها أن من شأن ذلك أن ينشئ توازنا في معادلة الصراع القائمة في سوريا، ومن هنا كان طرحنا بضرورة تشكيل حكومة تسوية، وكان موقفنا أن الحكومة كان يجب أن تتشكل على أساس النسب التي تحذوها الكتل البرلمانية، فيكون التوازن في الحكومة متوائما مع التوازن في المجلس النيابي، ولكننا قبلنا بصيغة وسط، وقبلنا بصيغة التسوية من خلال حكومة يعبر عنها رقميا ب9+9+6، وهذه الصيغة هي صيغة وسط وتسوية، وليست صيغة ما هو مطلوب لنا أو مرغوب لدينا، فموقفنا كان تشكيل حكومة على أساس التوازنات البرلمانية، وقدمنا تنازلا بحيث قلنا اننا نقبل بهذه الصيغة التي نعلم أن الفريق الآخر يمكن أن يحوز على الأكثرية فيها، ولكن قبلنا بهذه الصيغة لأن من شأنها أن تخرج لبنان من النفق الذي فيه الآن وهو الشلل الذي يضرب المؤسسات الدستورية، وهذه الصيغة ليست رقمية فحسب، بل هي تعني وجوب التوافق السياسي على الحكومة المزمع تأليفها على أساس 9+9+6، فالحكومة التي ستعتمد هذه الصيغة الرقمية يجب أن يكون هناك توافق عليها بحيث تنال الثقة في المجلس النيابي، وإذا نالت الثقة كان لها أن تتسلم الحكم، وأما حكومة المرسوم الذي يلقى في وجه الجميع فهي حكومة منبتة ليست قائمة وموجودة، لأنها لن تتمتع بالصفة الدستورية بعدم حيازتها الثقة، وهي غير شرعية لأنها لا تحوز على موافقة أكثرية من اللبنانيين، وهي غير ميثاقية لأنها لا تراعي مبادئ العيش المشترك، وبالتالي فإن حكومة المرسوم غير المتوافق عليها هي حكومة كأنها غير قائمة أصلا، ولذلك هي لا تستطيع أن تزاول أي عمل من الأنواع العمل الحكومي، لأن حكومة تصريف الأعمال مازالت تحظى بالشرعية الدستورية لكونها حكومة تصريف أعمال، وتحظى بالشرعية الوطنية لأنها لم تسقط أو تستقل لأنها سقطت في امتحان الثقة في المجلس النيابي، بل استقالت لأن رئيسها استقال، وأما النصاب الذي حصلت عليه في الثقة في المجلس النيابي فلايزال كما هو، وبالتالي هي لم تفقد شرعيتها الوطنية والدستورية والميثاقية، وبالتالي هي الحكومة القائمة، ولا حكومة أخرى إلا الحكومة المتوافق عليها".

وختم الموسوي: "إذا أردنا حكومة جديدة فعلينا تأليفها على أساس التوافق على صيغة التسوية ونقاش حول توزيع الحقائب، وبهذا نكون جعلنا لبنان في منأى عن سياسات خطرة سببها الحقد والثأر، ونعمل على تحييده، ونحن غير مقتنعين بنوع التحييد الذي يدعونا إليه الفريق الآخر، ولكن على الاقل عليهم أن يلتزموا بنهجهم الذي يدعون فيه إلى التحييد، وأن يحيدوا لبنان عن سياسات الحقد والثأر الإقليمية، وتحييد لبنان يكون عبر التوصل إلى هذه الحكومة عبر صيغة التسوية التي يجب التوافق عليها بحيث تنال الثقة في البرلمان وتكون مقدمة للدخول الى الإستحقاق الرئاسي. وإذ اننا لا نبتغي من وراء حكومة التوافق الوطني شغورا في سدة الرئاسة على النحو التي ترث معه حكومة التوافق صلاحيات الرئيس، بل نريد لهذا التفاهم حول حكومة أن يكون مدخلا إلى إجراء إستحقاق الإنتخابات الرئاسية، لأننا قلنا أننا مع إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وأن ينتخب رئيس للبلاد، وهذا ما ندعو إليه لأننا إذا كنا ندافع عن بلادنا في ساحات القتال فبالأولى أن ندافع عن بلادنا في ساحات النزال السياسي أو المواجهة السياسية، ولذلك لا نقبل أن نفرط ببلدنا، ولا نقبل أن يسلم الحكم في لبنان إلى الدولة الإقليمية الناقمة والغاضبة، لأن لبنان أكبر من أن يقع تحت الوصاية، ولبنان يحكمه أبناؤه على أساس التوافق والتفاهم، وليس مزرعة للانتداب الإقليمي، وسنكون حريصين في أفعالنا على تكريس إستقلالنا اللبناني ورفضنا للوصاية التي يفكر البعض بفرضها على لبنان".

 

نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: ندعو المراهنين على إسقاط نظام سوريا أن يعتبروا مما يحصل فيها ولا يؤخروا تشكيل الحكومة ويعطلوا البلد

وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال تكريمي أقامه الحزب في ذكرى أسبوع الشهيد قاسم غملوش في حسينية بلدة شقرا، أن "لا حل للأزمة في لبنان لا اليوم ولا غدا ولا بعده، إلا بحكومة مصلحة وطنية، لأن المخاطر المحدقة بلبنان والتي تحاصره لا تواجه بحكومة الانقسام والأمر الواقع، وإنما بحكومة التوافق والموقف الوطني الجامع"، داعيا "المراهنين على إسقاط النظام في سوريا الى أن يعتبروا مما يحصل في الميدان فيها، وألا يؤخروا تشكيل الحكومة ويعطلوا البلد، لأنه مر على صمود سوريا بوجه العدوان أكثر من ألف يوم وما زالت قائمة، وهذا الصمود هو الذي أنقذ لبنان والمنطقة من المتوحشين المجرمين التكفيريين". وقال: "ان ما يسمى بالجيش الحر أصبح إسما بلا مسمى، وثبتت رؤية حزب الله أن المعركة في سوريا هي ضد التكفيريين، وهذا ما بدأ يعترف به الجميع. ان أميركا التي كانت تقول إنها تقدم مساعدات غير قاتلة انفضح أمرها عند الحدود التركية السورية عندما هجم التكفيريون واستولوا على المساعدات على أنها إنسانية، فإذا بها صواريخ قاتلة". واعتبر أن "ما يحصل في سوريا يفضح حقيقة المواقف في لبنان والمنطقة، لأن المواجهة هي مع المشروع الإسرائيلي التكفيري، وفي لبنان بعد تبني القاعدة للتفجيرين في بئر حسن، انفضحت كل المواقف التي كانت تبرر أو تغطي العصابات التكفيرية، وان بعض القوى السياسية في لبنان كانت في المحاكم ترافع وتدافع عن المجموعات التكفيرية، وعندما اعتقل أحد عناصر القاعدة في طرابلس أقاموا الدنيا ولم يقعدوها". ورأى أن "هناك فريقا في لبنان قد ورط نفسه، ولبنان أصبح في مأزق كبير عندما سمح للمسلحين السوريين والتكفيريين بجعله ممرا ومقرا لاستهداف سوريا، ووصل بهم الأمر إلى استهداف الجيش اللبناني والمقاومة. إذا كان هذا الفريق يراهن على الاستقواء بالتكفيريين لتغيير المعادلة، فهذا أكبر من خطيئة بحق الوطن وهو خيانة له. ان ما عجزت عنه إسرائيل طيلة 33 يوما خلال عدوان تموز 2006، فإن أدواتها عنه أعجز، فلبنان بمعادلة المقاومة ليس الساحة المناسبة للتكفيريين ليحققوا أية مكاسب أو أهداف على حساب المقاومة". وختم قاووق: "إذا كانت 18 جولة في طرابلس لم تحقق لهم شيئا لجهة تغيير المعادلة في لبنان وسوريا، فإن أكثر من ذلك لن يغير شيئا أيضا، وإن الوقائع التي حصلت في القصير والقلمون أثبتت أن المعركة في طرابلس لم تكن لحمايتهما كما يدعون، فما يحصل من تغطية للمسلحين التكفيرين الذين ينكلون بالأبرياء في طرابلس ويقتلون الناس بشكل متوحش هو إدانة لكل من يسعى إلى تحقيق أهداف التكفيريين ومكاسبهم، فهم أخطأوا بالعنوان، لأن ساحة لبنان عصية على العدو الإسرائيلي وعلى التكفيريين وعلى الذين يراهنون على الإستقواء بهم".

 

نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم: لسنا في سوريا لندافع عن شخص أو نظام إنما عن مشروع المقاومة

وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة القاها في احتفال تأبيني للشهيدين علي نون وعلي رعد في حسينية البرجاوي، ان "مقاومتنا في كل المواقع توصل في نهاية المطاف إلى مقاومة العدو الإسرائيلي، لأن العدو تارة يقاتلنا بالمباشر وأخرى يقاتلنا بجماعته وزبانيته وأولئك الذين يعملون لمشروعه، سواء كانوا مقتنعين بهذا المشروع أو أنهم يدارون من غير أن يعلموا، وهذه مصيبة أكبر. لذلك فإن المجاهدين في أي موقع كانوا هم مجاهدون في سبيل الله، يقاتلون إسرائيل والمشروع الإسرائيلي".

وقال: "من هذه التداعيات هؤلاء التكفيريون الذين غزوا سوريا من كل أقطار العالم. أنتم ترون نموذج المعارضة السورية، لعل البعض قد التبس عليه الأمر في بداية المشكلة والأزمة في سوريا، لكن ماذا تقولون اليوم عن المعارضة، وهي التي تقطع الرؤوس وتأكل الأحشاء وتدمر المقامات وتنبش القبور وتقتل على الهوية، ولا تراعي حرمة، لا لمساجد ولا لكنائس، حتى الغرب اليوم بدأ يميز بين المعارضة المعتدلة والمتطرفة، وأكثر من ذلك، فاليوم يتكلمون عن معارضة معتدلة ولكن عاجزة، فالمتطرفة هي المسيطرة، ففي المشهد السوري اليوم ماذا ترون غير أولئك الذين يقتلون ويقطعون الرؤوس، هذا النموذج خطير على المنطقة والعالم. هل هذا هو البديل الذي يريدونه؟ نحن قلنا من اليوم الأول أن ما يحصل في سوريا هو محاولة لضرب مشروع المقاومة من البوابة السورية، بعد أن عجزوا عن ضربه من البوابة اللبنانية والبوابة الفلسطينية والبوابة الإيرانية، ولذلك هذا المشروع هو مشروع شرق أوسط جديد من بوابة سوريا لتغيير معادلة المنطقة بما يريح إسرائيل، ويجعلها متربعة على عرش هذه المنطقة وإمكاناتها، فلا يمكننا أن نتفرج والمقاومة تضرب ويخطَّط لها، نعم حن في سوريا دفاعا عن المقاومة ومشروعها، ولسنا هناك لندافع عن شخص أو نظام أو قطعة أرض، إنما لندافع عن مشروع المقاومة الذي إذا ما ضرب في مكان امتد ذلك إلى أماكن أخرى".

أضاف: "يقولون الآن أن سوريا على مشارف الحل، ونحن نعتقد أن مشارف الحل معقَّدة، وإذا انعقد جنيف 2 فسيحتاج إلى وقت طويل لينطلق وتوضع الخطوات الأولى، علما أن التكفيريين ليسوا جزءا من الحل وهم المعارضة الآن، فهم لا يؤمنون بالحل على الطريقة الغربية، فلا هم يقبلون ولا الغرب يتحملهم. بناء عليه، فنحن أمام أزمة طويلة وحلول متعذرة، وإن سارت فهي تسير على وقع التفجيرات المتنقلة في سوريا إلى أمد بعيد".

وتابع: "لم يعد خافيا أن هناك في العرب من يريد إطالة الأزمة على الرغم من فشل مشروعه، وهو لا يهتم إلا بتدمير سوريا وشعبها، كنيرون يتفرج على حرق روما. رأيتم في الأيام السابقة تلك المشكلة المتفاقمة للنازحين السوريين في لبنان، فلو صرفوا خمسة بالمئة مما يصرفونه على السلاح والقتال والتدمير في سوريا، فلن تكون لدينا مشكلة نازحين. نحن نملك الجرأة والقدرة للحلول الوطنية من دون إملاءات، ونقول لهم تعالوا لنتحاور ونشكل الحكومة ونفعل المجلس النيابي ونختار رئيس الجمهورية، ونقوم بكل الأعمال الإيجابية التي تبني لبنان وتعالج المشاكل القائمة. قرارنا بيدنا وحاضرون أن نجلس على الطاولة من دون مراجعة أحد، ونعم للإتفاقات التي نتفق عليها. أما هم فلا يتجرأون لانعدام القدرة والقرار لديهم، فالإملاءات من الخارج، وهي الآن تضع لبنان في ثلاجة الأزمة السورية ظنا منهم أن تغييرا ما يمكن أن يحصل في سوريا فينعكس إيجابا على وضعهم. أقول لهم من الآن: مهما كان التغيير في سوريا ولن يكون لمصلحتكم في كل الأحوال فلن يتغيَّر الواقع في لبنان في اتجاه تريدونه، نحن شركاء ونريد الشراكة كاملة، ونقبل بكم شركاء كاملين، لكن لا يمكن أن يكون لبنان مزرعة لأحد".

وختم قاسم: "دعونا وندعو إلى تشكيل حكومة شراكة، وهم عاجزون من دوننا عن تشكيل حكومة لهم، ومع ذلك يعطِّلون الحكومة ويتهموننا أننا الذين نعطِّل، وهم يكرِّسون حكومة تصريف الأعمال ويشتكون منها، مع العلم أن أداءهم هو الذي أبقاها ويعزِّزها. دعونا وندعو إلى تفعيل المجلس النيابي وهم معرضون عنه ويشلون البلد ويدَّعون أن شلل البلد من غيرهم. تعالوا إلى انتخاب رئيس جمهورية للبنان، ونحن حاضرون للمساهمة بفعالية لإنجاح الاستحقاق في وقته، وهذا ما يتطلب أن نتحاور ونتناقش من أجل أن نوصل الاستحقاق إلى نهايته السعيدة. أصبحت جماعة 14 آذار متخصصة بالتعطيل، هذا التعطيل المستمر بسببهم وبسبب من يرفض الشراكة يرفض بناء لبنان لحسابات خارجية، وسنستمر بدعوتهم إلى الرشد والمشاركة".

 

وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش: لحكومة شراكة والسعي لاجراء إستحقاق الانتخابات

وطنية - إعتبر وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش "أن الحديث عن تشكيل حكومة أمر واقع هو حديث يضر وأمامه عقبات كثيرة"، ناصحا الذين يفكرون بهذا الامر "ألا يرتكبوا هذا الخطأ، والخطيئة الكبيرة لأنهم سيتحملون مسؤولية العواقب، جازما أنه لن تكون هناك امكانية لتشكيل حكومة دون حكومة شراكة"، مؤكدا "أن صيغة 9+9 +6 هي صيغة الحد الادنى".

وقال خلال ذكرى أسبوع علي بزي في بلدة حارة صيدا، "نحن لم نطالب بحجم التمثيل وقبلنا أن نكون شركاء بالحد الادنى، ولكن أي كلام وأي تبرير أو ذريعة لفرض حكومة أمر واقع مردود، وأن الحديث أن الحكومة الموجودة حاليا لا تستطيع أن تمارس دور رئيس الجمهورية في حال عدم اجراء الاستحقاق الرئاسي، وأول الكلام يجب أن تحصل الانتخابات الرئاسية ويجب أن يتركز الجهد من أجل ذلك وفي موعدها، أو اذا فيما لو تأخر هذا الموضوع لاي سبب او لآخر نتيجة موقف الفريق الاخر، وأن الحكومة لا تضم كل اللبنانيين". متسائلا: "هل الحكومة التي يفكرون فيها والتي نحن نقول سلفا انها مرفوضة طالما لا تحقق لنا الشراكة الحقيقية بالحد الادنى، فكيف لحكومة لسنا شركاء فيها أن تكون قادرة على ملء الفراغ في حال حصوله؟" وقال فنيش: "ما ندعو اليه هو الاقلاع عن هذا التفكير وبذل الجهد، فيما تبقى من وقت قصير لحكومة شراكة والسعي والذهاب لاجراء استحقاق الانتخابات وأي خطوة اخرى هي كفيلة بتهديد الاستقرار، ومسؤوليتنا جميعا مع كل هذه الازمات ان نحرص على المحافظة على الاستقرار. وهذه مصلحة كل اللبنانيين وليست مصلحة فريق دون آخر، ولا دعوة من اجل منطقة دون اخرى، هي لمصالح كل اللبنانيين أن يبقى لبنان محافظا على استقراره دون تعريضه لهزات أمنية. ولذلك ندعو ونكرر الدعوة للاستفادة من الفرصة المتبقية لتشكيل حكومة شراكه وطنية بصيغة الحد الادنى 9+9+6 وبمشاركة المكونات السياسية الاساسية". ورأى "أن لبنان يمر بأزمة وسببه أن هناك إصرارا من فريق 14 اذار على تعطيل المؤسسات وأن هناك استراتيجية اتبعت بإشاعة فوضى السلاح على سلاح الفوضى يصبح مقابل سلاح المقاومة، وهذه الاستراتيجية ايضا باءت بالفشل لانها تحولت الى قادة محاور وزعران أحياء وأمراء حرب، وتحولت عبئا على أبناء البلدات والمدن في طرابلس"، كاشفا "أنه كان هناك مشروع يحضر لمدينة صيدا على غرار طرابلس لكنه باء بالفشل". ودعا فنيش فريق 14 اذار الى مراجعة حساباته وإعادة النظر في السياسات التي اتبعت وهو مطالب بأن يمتلك حرية القرار، "لأن الازمة السياسية في لبنان باتت تعطل مصالح اللبنانيين".

وقال: "لا يراهنن أحد على إمكانية تحقيق أهداف لمشروع سياسي من خلال التيارات التكفيرية الارهابية، لأن هذه التيارات اذا تمكنت ستلحق الضرر بالجميع لانها لا تحمل مشروعا لا فكريا ولا اخلاقيا ولا ثقافيا ولا سياسيا، وانما مشروع سفك الدماء واستباحة الاعراض، وهي لا تتورع عن تكفير من يختلف معها في الرأي السياسي، وما يحصل في سوريا خير دليل".

وختم حيال مشاركة "حزب الله" في سوريا: "بالتأكيد أن المقاومة لم تغادر مشروعها في مواجهة العدو، ولن تغادر هذا المشروع ولن تستطيع قوة في الارض أن تحرف بوصلة المقاومة"، مشيرا الى "أن المجاهدين لم يغيروا وجهة بندقيتهم وإنما العدو الاسرائيلي هذه المرة لم يأت وجها لوجه، وإنما جاء من الخلف وعبر هذه التيارات وتوسل هذه التيارات من أجل الاطباق على المقاومة وعلى سوريا ولبنان".

 

رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان رد على سليمان: مسألة تشكيل الحكومة لا تخصه وحده بل تعني كل اللبنانيين

وطنية - رد رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان خلال استقباله في السرايا الارسلانية وفودا من مناطق الجبل، على موقف رئيس الجمهورية بالنسبة لتشكيل الحكومة، وقال: "لا أفهم إصرار رئيس الجمهورية إدخال البلاد في مخاطرة، فإن أخطر ما يكون هو تسليم زمام الامور العصيبة التي يمر بها لبنان لأي حكومة بغض النظر ممن تتكون، بألا تأخذ ثقة المجلس النيابي وألا تمثل المجلس النيابي".

أضاف: "على رئيس الجمهورية أن يكون حريصا ليس فقط على الدستور والقوانين، إنما على سلامة البلاد. وفي آخر لقاء مع رئيس الجمهورية نبهت لهذا الموضوع الخطر الذي يخلق أزمة بين اللبنانيين ويعرض سلامة البلد وأمنه الى الخطر، كما يعرض الوحدة الوطنية الى المزيد من الانقسام العمودي خلال تلك الظروف الصعبة التي نمر بها، ونحن بغنى عنها"، متمنيا على الرئيس ميشال سليمان ألا "يأخذ الأمور في الإرتجال وبالعصبية والعشوائية، لأن مسألة تشكيل الحكومة لا تخصه وحده، بل تعني كل اللبنانيين وسلامة لبنان بالدرجة الأولى". وعن الحديث عن مقايضة التمديد للرئيس بحكومة ال 9-9-6 قال: "من يقايض من؟ لا أعرف من يقايض من؟. وهناك حديث كثير بالنسبة لهذا الموضوع. إن التمديد غير وارد ولن نسير بالتمديد، وهذا أمر ينفصل عن مسألة الحكومة، لأن في مسألة الحكومة نحن لا زلنا عند موقفنا بأن لبنان بحاجة الى حكومة وحدة وطنية، الى حكومة تخفف من حدة الاحتقان الحاصل في البلد وتحدد من حدة الانقسام العمودي الذي علق به اللبنانيون منذ فترة. ليس المهم تشكيل حكومة بأي ثمن، لأن هكذا تشكيل يفرقع البلد".

 

الامين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة: نعيش بظل دولة فاشلة والحل بدولة مدنية ديمقراطية علمانية

وطنية - أحيا "الحزب الشيوعي اللبناني" في اقليم الخروب الذكرى ال25 لاستشهاد محمود المعوش (جلال)، باحتفال في قاعة النادي الثقافي في شحيم، شارك فيه عدنان حسين ممثلا وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال علاء الدين ترو، منير السيد ممثلا النائب نعمة طعمة، عصام الحجار ممثلا النائب السابق زاهر الخطيب، الامين العام للحزب خالد حدادة، وكيل داخلية "الحزب التقدمي الاشتراكي" سليم السيد، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي الرائد محمد بهيج منصور، رئيس "النجدة الشعبية" في لبنان رمزي عواد وفاعليات وحشد من الشيوعيين.

وبعد الوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد جلال والنشيدين الوطني والشيوعي، كلمة ترحيب من عبد السلام عبد الله، ألقى بعدها رئيس بلدية سبلين محمد خالد قوير كلمة اصدقاء الشهيد، فعدد مزاياه قائلا: "الشهيد جلال يبقى مناضلا من اجل استعادة وتكريس وطن للجميع تسوده العدالة والحرية والمساواة".

كلمة عائلة الشهيد القاها نجله الدكتور وليد المعوش الذي شكر الحزب على احياء الذكرى، مؤكدا ان والده "ممن قدموا وضحوا، اعطى كل شيء ولكنه اخذ شيئا واحدا وهو لقب القائد الميداني الذي يفتقد اليه العديد ممن هم في سدة المسؤولية والقيادة، لقد رحل ورحلت معه الاحلام والقيم التي كان يسعى اليها، رحل جسدا لكنه باق في البال وراسخا في اذهان كل الشرفاء".

وكانت قصيدة من وحي المناسبة ألقاها عبد الله الجعيد.

ثم تحدث حدادة، فقال: "الشهيد جلال كان كما مانديلا، ممن عرفوا كيف يزاوجون بين حمل السلاح من اجل قضية عادلة وبين الدفاع والصمود بالاشكال كافة، بما فيها النضال السلمي من اجل هذه الحقوق، وانها جدلية يمارسها اليوم الكثير من المناضلين في العالم ممن يتعرضون للظلم ولهجمة رأس المال". أضاف: "نحن حزب امتشق استقلاليته نتيجة التزامه بقضايا الفقراء ومصلحة الطبقة العاملة ومصالح الفئات الشعبية المستقلة والمتعرضة للاضطهاد من قبل البرجوازية. ان انحيازنا لمصالح الفقراء هو الذي يحدد استقلاليتنا وليس حيادنا، لن نكون محايدين ما بين حقوق الشعب وما بين اعدائه، ولن نكون محايدين ما بين المشروع الامبريالي وطموح الشعوب العربية في التحرر، ولا بين المقاومة وبين الاستسلام والتبعية، نحن مستقلون، ولكن لن نكون ابدا محايدين، نحن مع ثورات الشعوب العربية حتى ولو تعرضت احيانا للتراجع والانتكاس".

وتطرق الى الوضع اللبناني الداخلي، فقال: "نرى ان بلدنا هو في ازمة من اخطر الازمات، ناتجة عن نظام قاد البلد بالتحالف مع الاستعمار منذ الاستقلال حتى اليوم. واليوم وسائل الاعلام التابعة لنظام بكل مكوناته ذاك يهددنا من الفراغ واخر يحاول معالجة الفراغ، ونحن نقول: لا نخشى الفراغ، فمنذ الاستقلال نصف السنوات عشناها بفراغ من السلطة وبتبعية كاملة للجماعات الطائفية، فاللبناني لا يشعر بالحاجة لا لخدمة ولا لسلطة لحل مشاكله، فهذه الدولة ما قامت يوما الا بالحروب الاهلية واثارة الازمات والتبعية للخارج وشعبنا يدفع الثمن. أين الكهرباء والماء والرغيف والعمل، لا نجد امامنا الا الفساد، ومن هم في موقع السلطة يتقاذفون التهم بالعناد، ونحن نقول لهم كلكم على حق لانكم جميعا فاسدون". وتابع: "لقد اصبحنا اكثر قناعة ان النظام اللبناني لم يعد قادرا على اعادة تنظيم البلد، فنحن نعيش في ظل دولة فاشلة، والحل لا يمكن ان يكون الا بدولة مدنية ديمقراطية علمانية بمفهومنا للعلمنة".

وتناول حدادة الوضع السوري، فرأى ان الحل "لا يكون الا في اطار حوار سياسي داخلي بين كل القوى الوطنية السورية، قائم على مبادىء ومعايير عدة منها الاصلاح والحفاظ على موقع سوريا، والعمل باتجاه سوريا الديمقراطية الرافضة للانقسام الطائفي والمنفتحة بشكل ديمقراطي في الداخل وعلى المستوى العربي والعالمي". واعتبر ان قضية النازحين السوريين "لا تحل بالنوايا الحسنة فقط"، وطالب كل القوى وسوريا ب"استعادة مواطنيها كرماء شرفاء كي لا يتعرضوا للاذلال". بعد ذلك قدم حدادة دروعا لزوجة الشهيد وللمناضلين في الحزب جهاد حمدان وياسين ياسين.

 

آلان عون لـ"السياسة": سائرون نحو الأسوأ إذا لم تشكل الحكومة دعا القوى لمراجعة حساباتها

بيروت -"السياسة": رأى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب آلان عون أن عملية تشكيل الحكومة لازالت صعبة, باعتبار أن المواقف لا زالت أيضاً متباعدة وتزداد تباعداً, الأمر الذي يجعل ولادة الحكومة مسألة معقدة.

وقال عون لـ"السياسة" إن "تشكيل أي حكومة من دون توافق سياسي أمر مستبعد, ما يجعل الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات, خاصة أنه لا توجد بارقة أمل حتى الآن بإمكانية إحداث خرق في جدار الأزمة", مضيفاً انه "في حال لم يتم التفاهم فنحن سائرون إلى الأسوأ, وهذا موضوع خطير ومقلق للغاية, لذلك لا يجب بقاء الوضع على حاله ولا بد من إيجاد توافق سياسي ولو بالحد الأدنى لإخراج الأزمة من عنق الزجاجة". وشدد على ضرورة أن تعيد الأطراف السياسية حساباتها وألا تنزلق الى مرحلة المغامرة غير المحسوبة في ما يخص الذهاب الى مواجهة سياسية جديدة, أو الذهاب الى الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية, معتبراً أن "عملية تعويم الحكومة أصبحت صعبة جداً بعدما أغلق رئيس الجمهورية الباب, وإن كنا من المؤيدين لتعويم هذه الحكومة إذا لم تشكل حكومة جديدة, خاصة أن هناك أطرافا سياسية تشترط عدم تمثيل فريق سياسي في اي حكومة قد تشكل, ما يجعل الامور اكثر تعقيداً". وأضاف عون "إننا محكومون بالشراكة بالرغم من كل مشكلاتنا, وإلا ستبقى الخلافات قائمة مع ما لذلك من انعكاسات سلبية على الوضع الداخلي". وأكد عدم وجود بوادر لإمكانية إحداث خرق على مستوى الانتخابات الرئاسية والاتفاق على شخصية الرئيس الجديد, لكنه اعتبر أنه "يجب أن تكون المدة الفاصلة عن موعد الاستحقاق الرئاسي مساحة حوار لتجنب الذهاب الى مواجهة", مشيراً إلى إمكانية أن "تحصل في الأشهر القليلة المقبلة تطورات اقليمية تدفع البعض الى اعادة مراجعة حساباته على أمل انتاج تسوية في الوقت المناسب تتيح انتخاب رئيس للجمهورية وفتح البلد أمام مرحلة سياسية جديدة". واعتبر أن بكركي تحاول من خلال الاجتماعات المسيحية التي ترعاها ان تستجمع أفكار الاطراف من أجل إيجاد قواسم مشتركة بشأن العديد من الملفات السياسية المطروحة وفي مقدمها انتخابات الرئاسة, مشيراً إلى أن ترشح النائب ميشال عون رهن بما ستشهده الأشهر المقبلة من تطورات.

 

نواب أميركيون لا يستبعدون اللجوء إلى الخيار العسكري ضد نظام الأسد بعد أشهر من انعقاد "جنيف -2"

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة/أكدت مجموعة من النواب الجمهوريين في الكونغرس الأميركي أن "الانتصارات الوهمية على الأرض التي يحاول بشار الاسد تسجيلها لفرض شروطه على المعارضة في مؤتمر "جنيف 2", لن تقدم أو تؤخر, ولن تغطي المكاسب الواسعة والجوهرية التي حصلت عليها المعارضات العسكرية (الجيش الحر) والسلفية المتطرفة والتي تتجلى ببسط سيطرة هذه المعارضات حتى الآن على أكثر من 65 في المئة من مساحة سورية". وقال أحد النواب الذين يمثلون المجموعة لـ"السياسة" ان "المعارضة السورية الداخلية والخارجية ليس في يدها وقف القتال وتوقيع اتفاق مع السلطة القمعية في مؤتمر "جنيف 2" طالما أن نحو 70 في المئة من قواها المسلحة المقاتلة رافضة للمؤتمر وستستمر في القتال إلى ما شاء الله". وكشف النائب عن أن "مسؤولين كباراً في الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وديبلوماسيين أميركيين في تركيا والأردن, عقدوا اجتماعات عدة منذ مطلع أكتوبر الماضي مع ممثلين عن منظمات إسلامية معارضة متطرفة, بينهم من ينتسب إلى "جبهة النصرة", في محاولات فشلت كلها لحمل هذه المجموعات على التنسيق مع "الجيش الحر", في وقت ما زالت الولايات المتحدة غير مسيطرة على قسم كبير من حلفائها من "الجيش الحر", رغم استدعائها عدداً من قياداته الميدانية الى واشنطن ونيويورك, وتقديم عروض "مسيلة للعاب", ووعود مستقبلية بـ"مقاعد مريحة" في النظام المقبل في دمشق".

وأكد النائب أن "أحداثاً دراماتيكية ستقع بين الولايات المتحدة وروسيا سواء انعقد "جنيف -2" أم لم ينعقد, من شأنها ان تعيد أشباح الحرب الباردة بينهما إلى ما كانت عليه قبل مطلع التسعينات, إذ يرفض كبار المحللين والعسكريين في "البنتاغون" و"سي اي ايه" ومستشارية الامن القومي كما ترفض غالبية أعضاء الكونغرس أن يسجل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يصفوه بـ"بريجنيف الجديد", نصراً سياسياً واضحاً على أميركا في سورية". والغريب في الأمر أن بعض اعضاء المجموعة النيابية الأميركية في الكونغرس مازال يأمل "استخدام القوة الدولية ضد نظام الأسد لإطاحته من السلطة, بعد مرور ثلاثة أو أربعة أشهر على عقد "جنيف 2" الذي لن يطبق هذا النظام اتفاقياته المحتملة لأنها تؤدي إلى نهايته".

 

الراعي: لإعداد الاستحقاق الرئاسي واتخاذ خطوات جريئة وبطولية لإخراج لبنان من أزمته

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح والمطران سمير مظلوم، رئيس كاريتاس لبنان الخوري سيمون فضول، أمين سر البطريرك المونسنيور نبيه الترس، في حضور حشد من المؤمنين، وخدمت القداس جوقة القديسة رفقا بقيادة الاخت مارانا من الراهبات اللبنانيات المارونيات.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "يا يوسف ابن داود، لا تخف"،(متى 1: 20) وجاء فيها: "هو الله يقود تاريخ الخلاص عبر تاريخ البشر، ويحققه يوما بعد يوم بواسطة البشر. فينتظر من كل إنسان أن يؤدي دوره الخاص في مسار التاريخ البشري، عاملا في آن على بناء مدينة الأرض وبناء مدينة الله، على إعطاء معنى للتاريخ وتحقيق مشروع الله الخلاصي. من أجل هاتين الغايتين، يختار الله، بنعمة مجانية، أشخاصا يعهد إليهم بدورٍ ورسالةٍ مميزين، من خلال دعوة جميع الناس إلى اللقاء به وإلى قداسة حياتهم. من بين هؤلاء الأشخاص أمنا وسيدتنا مريم العذراء التي اختارها الله لتكون أم الإله المتجسد، يسوع المسيح، الذي يخلص الشعب من خطاياهم، ويوسف البتول زوج مريم ليكون أبا شرعيا بالتبني ليسوع وحارسا له ولأمه مريم، وهما أثمن كنزين. أمام عظمة هذا الدور وهذه الرسالة ناداه الله وقال: "يا يوسف بن داود، لا تخف من أن تأخذ مريم امرأتك!" (متى 1: 20).

أضاف: "يسعدني أن أحييكم جميعا، ونحن نبدأ مساء اليوم تساعية المسيرة الروحية على مدى تسعة أيام نحو الاحتفال بعيد ميلاد مخلص العالم يسوع المسيح، منذ ألفين وثلاث عشرة سنة، وهو عيد السلام والرجاء والخلاص، كما سنسمع من جديد جوقة الملائكة تنشد ذلك في سماء بيت لحم. إننا ندعو الجميع للمشاركة في هذه التساعية في رعاياهم، والاستعداد للقاء المخلص الإلهي بروح التوبة والمصالحة مع الله والذات والناس، وبحفظ وصية القطاعة عن أكل اللحم والبياض، إماتة إرادية للنفس، ودعوة للذات إلى الانقطاع عن ارتكاب الخطيئة وفعل الشر، والتزاما بأعمال المحبة والرحمة تجاه الإخوة والأخوات المحتاجين ماديا وروحيا ومعنويا".

وقال: "يطيب لي أيضا أن أرحب بجوقة القديسة رفقا، بقيادة الأخت مارانا من الراهبات اللبنانيات المارونيات، وأشكرها على إحياء ترانيم هذه الذبيحة المقدسة، وأن أرحب شاكرا بالتلفزيون الألماني الذي ينقل وقائع هذه الليتورجية الإلهية". وتابع: "إننا نصلي معا من أجل عائلاتنا، لكي تظل منفتحة بالصلاة وقراءة الكتب المقدسة والإنجيل على مشروع الله الخلاصي، ومستعدة لتحقيق إرادة الله في حياتها وحياة المجتمع والوطن. وندعوها للثقة بعناية الله ولاكتشاف الدور المنتظر منها في تاريخ الخلاص. فكما نادى الله يوسف، في ليل قلقه وتفكيره، كاشفا له سر إرادته المخفية منذ الدهور، ومشجعا إياه بكلمة مطمئنة: "لا تخفْ!" كذلك ينادي عائلاتنا الدموية والوطنية في ليل القلق السياسي والاقتصادي والأمني: "لا تخافي! لا تخفْ! لا تخافوا!".

وقال: "ما أجملها كلمة يرددها الله لنا ولكل واحد منا! قالها لزكريا الكاهن عندما بشره وزوجته إليصابات العاقر، والاثنان متقدمان في السن، بولد هو يوحنا السابق والمعمد. وقالها لمريم يوم بشرها بالدعوة الإلهية لتكون الأم العذراء البتول لابن الله القدوس بقوة الروح القدس، كما قالها ليوسف. وقالها المسيح لتلاميذه يوم هاجت الأمواج والعواصف على سفينتهم في عرض البحر فهدأها بكلمة. ويقولها لنا اليوم ورياح الأزمات تعصف بوطننا لبنان وببلدان هذا الشرق، وبخاصة بسوريا ومصر والعراق".

أضاف: "فكم تؤلمنا معاناة هذه الأرض المشرقية، التي اختارها الله ليتجلى عليها في الميلاد، وعليها ومنها أعلن السلام والفرح للعالم، ودخل مباشرة في حوار مع كل إنسان، وحقق تصميم الخلاص بموت المسيح، ابن الله وابن الإنسان، وقيامته، فأعطى الحياة الجديدة بالروح القدس لكل إنسان، وأسس الكنيسة لتكون أداة هذا الخلاص الشامل، وعلامة رجاء وهداية مرفوعة أمام الجميع. وكم يؤلمنا أن تتشوه قدسية هذه الأرض بالحروب والفتن، وبممارسة العنف والإرهاب، وبارتكاب الشرور! وكأنها الجواب الخائن لمحبة الله ورحمته المتجلية على أرض هذا الشرق. وكم يؤلمنا أن يصير التعدي السافر والمتواصل على الإنسان والحياة البشرية وسكان هذه الأرض التي اختارها الله لتجليات محبته، قتلا وتهجيرا وظلما وقهرا وحرمانا. والكل لأغراضٍ سياسية واقتصادية واستيلائية، تحت ستار إدخال الإصلاحات السياسية والديموقراطية. وفي كل حال، إن ما يجري هو تعدٍ على من وهبهم الله الحياة، وكونهم على صورته، ونفخ فيهم روحا من روحه؛ وافتداهم المسيح الرب بدمه على الصليب، وينتظر الله منهم دورا ورسالة خاصة في عائلاتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم. هؤلاء كلهم نراهم، بأسف وألم كبيرين، ضحية الجرائم ضد الله والإنسانية.ألم يكتف بعد أسياد الحرب باستباحة حياة الأبرياء وكراماتهم ومصير أجيالهم في سوريا وسواها من بلدان المنطقة؟ ولماذا التمادي بهذه الحرب العبثية حيث لا آفاق تبشر بالسلام؟ هل تجارتهم بالسلاح تبرر كل هذه الاستباحات؟ ألا خافوا الله في الإنسان!"

وتابع: "يا لعار المسؤولين في بلدان هذا الشرق، ويا لهول جرائمهم وجرائم الذين، من مختلف الدول، شرقا وغربا، يخططون للحروب، ويحرضون عليها، ويمولون محاربيها بالمال، ويمدونهم بالسلاح، ويقهرون الشعوب ويرمونها فريسة الجوع والبرد والتشريد، لاجئين ونازحين ومهجرين! إنها وصمة عار في جبين التاريخ، ووصمة عار في عولمة القرن الحادي والعشرين، ووصمة عار على جبين الأسرة العربية، وعلى جبين الأسرة الدولية. إنه الضمير الميت، صوت الله المخنوق في مرتكبي الشرور والمخططين لها والمحرضين عليها.

إن وصمة العار وموت الضمير، لدى المسؤولين عندنا وفي العالم، ظاهران كالشمس في فقر ثلث الشعب اللبناني المحروم من أبسط وسائل العيش، وفي قهر العاطلين عن العمل، وفي هجرة خيرة أبناء لبنان وبناته، وفي الأخوة النازحين من سوريا الذين يعانون البرد القارص، كبارهم وشبابهم وأطفالهم، ويعيشون في بؤس خيامهم التي تتطايرها الرياح والمطر، وتسقطها الثلوج على رؤوسهم. لكن رحمة الله لا حد لها. فهي تعزي وتنحني على الجراح وترسل الخيرين المحبين، باعثي الرجاء في القلوب".

وقال: "إنا نحيي كل المبادرات الأخوية والإنسانية، تجاه الإخوة النازحين، التي تقوم بها المؤسسات المدنية والأهلية والعائلات والأفراد، وكاريتاس لبنان، جهاز الكنيسة الرسمي الاجتماعي، والصليب الأحمر اللبناني وغيرها من المؤسسات والجمعيات الخيرية المتعددة الوطنية منها والدولية. لكننا نأسف لعدم مبالاة الدول الكبيرة والغنية والقادرة بهذه الضحايا البريئة، وبدل أن تفي هذه الدول بالتزاماتها، فإن قادتها يغسلون أيديهم من مسؤولياتهم".

أضاف: "لا تخف يا يوسف بن داود" (متى1: 20). إكتفى يوسف البار بما ألهمه الملاك في الحلم وبما سمع، فانتفى الخوف من قلبه، و"لما قام النوم، صنع كما أمره ملاك الرب" (متى 1: 25). قبل إرادة الله ودعوته للمشاركة في تحقيق تدبير الله الخلاصي. فكرس كل ذاته، جسده وروحه، قواه وحبه، بتوليته وفكره، لخدمة الكنزين: مريم ويسوع، ولخدمة عمل الفداء والخلاص. وكما تولى، بحبٍ وتفانٍ، حراسة العائلة المقدسة في الناصرة، لا سيما حراسة يسوع الفادي، هكذا شاءت الكنيسة بلسان البابا الطوباوي بيوس التاسع، أن تعلنه شفيع العائلة المسيحية، وشفيع الكنيسة، وحارس جسد المسيح السري، وأمرت بلسان البابا الطوباوي يوحنا الثالث والعشرين بأن يذكر اسم القديس يوسف البتول بعد اسم الكلية القداسة مريم العذراء في ليتورجياتنا".

وتابع: "لكل مسؤول في الكنيسة والعائلة والمجتمع والدولة، يقول الرب في ذكرى القديس يوسف البتول: "لا تخف!" مع هذه الكلمة الداخلية يأتي النداء من الخارج: من حاجات الكنيسة الراعوية لإيصال إنجيل المحبة والسلام إلى قلوب الناس أجمعين، ومن حاجات العائلة إلى عيش كريم ومستقر، من حاجات المجتمع الإنمائية والثقافية والاقتصادية، ومن حاجات الدولة إلى قيام مؤسساتها الدستورية، وإصلاح إداراتها، وإزالة الفساد منها، وحماية مالها العام، وتحصين كيانها، واحترام دستورها وشعبها".

وقال: "نداء الرب موجه، بنوع خاص، إلى المسؤولين السياسيين ذوي الإرادة والنوايا الحسنة": "لا تخافوا" من اتخاذ خطوات جريئة وبطولية لإخراج لبنان من أزمته السياسية أولا بتأليف حكومة جديدة، جديرة وقادرة، اليوم قبل الغد، وبإقرار قانون جديد للانتخابات يكون على قياس خير الوطن والمواطنين وضامنا للخير العام والكرامة الوطنية، ولا يكون أبدا على قياس مصالح النافذين الصغيرة التي تحط من كراماتهم وكرامة الجميع. "لا تخافوا" من العمل الجدي والسعي الدؤوب، داخليا وإقليميا ودوليا، لإعداد الاستحقاق الرئاسي بإجراء انتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري، وبالبحث معا عن شخصية الرئيس الملائم للحقبة الزمنية التي نعيشها، بكل أبعادها الداخلية والإقليمية والدولية، والذي عليه أن يهيىء لبنان ومؤسساته وشعبه للاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان ولادته:"إعلان لبنان الكبير المستقل" في أول أيلول 1920". أضاف: "لا تخف، يا يوسف بن داود!" (متى1: 20). نداء إلهي موجه إلى كل واحد منا لكي على مثال يوسف البار المنفتح على سر الله، يقدم مساهمته بعمل بشريٍ محدود في عمل الله الخلاصي. يدعونا لنكون في حالة إصغاء دائم، مثل يوسف، لله الذي يتكلم بإنجيله وبتعليم الكنيسة، بصوت الضمير وبحاجات المجتمع، بإلهامات الروح القدس، وبالإخوة الفقراء والحزانى والمقهورين والمحتاجين. يدعونا، مثل يوسف، لحماية الكنوز الروحية والأخلاقية، كنوز الإيمان والرجاء والمحبة، ولحماية كنز الكنيسة، وكنز العائلة، وكنز الوطن". وختم الراعي: "هذه الدعوة الإلهية لعدم الخوف هي، في الحقيقة، دعوة إلى معرفة الحقيقة وإعلانها، وإلى التجرد من الذات ومصالحها الرخيصة وأميالها المنحرفة، دعوة إلى الحرية الداخلية، وإلى بطولة القرار والموقف والمبادرة، دعوة إلى شجاعة العمل من أجل المصالحة والعدالة والسلام، وإلى أن تطبع يومك وزمنك بعلامة فارقة. أيها القديس يوسف، إلتمس لنا من الله، نعمة إصغائك لكلامه وطاعتك لأوامره، نعمة مسؤوليتك في حماية كنوز الحياة والكنيسة والعائلة والوطن. فنرفع في يوم عيدك نشيد المجد والتسبيح للآب الذي دعاك، والابن الذي حرست، والروح القدس الذي قواك، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: نحتاج الى مانديلا لبناني ينقذ لبنان

وطنية - راى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان "كل فرد من افراد الشعب السوري الحر هو مانديلا ورغم ذلك تصاعدت اصوات كثيرة بتاييد هذا الشعب دون ان يتحول التأييد الى عمل رادع. كلهم يحملون شعارات الدفاع عن حقوق الانسان وكلهم يشاركون في قتل الانسان وذبح الانسان وتدميره، وبدلا من مناصرة الشعب السوري تعالت اصوات تتهمه بالارهاب والتطرف الاسلامي والعنف. لقد ساوى هؤلاء بين القتيل والقاتل، بل وقفوا الى جانب القاتل بسبب تهمة كاذبة وهي الاسلام المتطرف في سوريا. الاسلام الذي دعا الى تحرير العقل من الوثنية وعبادة الاصنام، ودعا الى تحرير الانسان من الظلم والجبروت والجهل والحياة القبلية التي تقوم على الغزو واستباحة الاموال والاعراض، الاسلام الذي نادى بالعدل، وجعله قمة من قمم الايمان بالله هذا الاسلام اصبح تهمة توجه الى من يعتنق الايمان به ويدافع عن مبادئه وقيمه". وتابع: "من اجل ذلك اتهمت الاعمال البطولية التي يقوم الجيش السوري الحر، واتهم مناصروه بانهم اسلاميون متطرفون يهددون الاقليات ويهددون مستقبل سوريا وانهوا بالارهاب. ونسي الغرب وقادة الغرب، الحملات الاستعمارية التي كانوا يقومون بها للعالم الاسلامي العربي، وما كانوا يمارسونه من ارهاب واجرام وقتل ونهب للثروات، وما يمارسونه من عنصرية دينية وطائفية ضد العالم العربي. اضاف: "ان حزب الله يعطل مسيرة الدولة، ويتمرد على الشرعية والقوانين، ويعطل تاليف الحكومة، والبرلمان، والانتخابات. اننا نحتاج الى مانديلا لبناني ينقذ لبنان مما يتخبط فيه ويستطيع ان يوحد الشعب اللبناني، للوقوف في وجه لصوص المغارة ويحاسبهم على ما يرتكبون في حق الوطن".

 

النائب ميشال فرعون: التمديد كأس مر للجميع إنما لا يمكن استبعاده لأن بين الفراغ والتمديد يبقى الثاني الأقل شرا

وطنية - اعتبر النائب ميشال فرعون "أن المخاطر التي حدقت بالوطن خلال العام 2013 ستزداد تعقيدا في سنة 2014، ومنها شلل المؤسسات الدستورية، مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي، الذي بات يطغى على الملفات السياسية من جهة، والملف الأمني الذي بدأ يتدهور منذ عامين، وبخاصة مع تفاقم الأزمة السورية ودخول فريق لبناني في المعارك داخل الأراضي السورية، والذي ينعكس على الاقتصاد ومصالح الناس وملف النازحين السوريين الذي يطغى على الأمن الاجتماعي، والذي يزداد مع اقتراب المعارك من الحدود اللبنانية في القلمون، اضافة الى استمرار الأزمة الحكومية من جهة ثانية".

وأكد أنه "يجب تجنب الفراغ الرئاسي بأي ثمن، لأن إمكان حصوله يحمل إمكان فتح أزمات مفتوحة على غرار ما حصل في الماضي، ما يحتم على المسؤولين إيجاد الحلول والالتزام بالانتخابات الرئاسية".

ورأى فرعون أن "التمديد كأس مر للجميع، بما فيه لفخامة رئيس الجمهورية، إنما لا يمكن استبعاده كليا لأن بين الفراغ والتمديد يبقى الثاني الخيار الأقل شرا، في ظل انعدام الحوار الوطني الداخلي والعربي والإقليمي والدولي حول لبنان، لإيجاد سلة تشمل الرئاسة والحكومة وقانون الانتخاب كما جرى في الدوحة، في وقت لا نزال نعيش التمديد لحقبة الدوحة، باستثناء الانقلاب الحكومي المكلف عليها من المحور السوري الإيراني في العام 2011".

وأشار الى أن "الفراغ الرئاسي له تأثير وطني ومسيحي وقد يفتح الباب على أزمات من الصعب معالجتها، في وقت لا تزال الملفات الإقليمية مفتوحة، من الأزمة النووية التي تبقى مفتوحة خلال الأشهر الستة الآتية، وملف "جنيف 2" الذي لا حلحلة له قبل بضعة أشهر في ظل استمرار الخلاف الداخلي من جراء الانقلاب على تسوية الدوحة وإعلان بعبدا من قبل حزب الله، مما يعقد مختلف الملفات الداخلية ويلقي بالثقل والتوتر على اللبنانيين، لولا حكمة بعض المرجعيات، وعلى رأسها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي يعمل على تجنيب التدهور الداخلي في صيدا وفي طرابلس وعلى الصعيد الوطني، في وقت يقوم رئيس الجمهورية باتخاذ مواقف شجاعة دفاعا عن الدستور والميثاق والدولة، وهي مواقف تشرفه وتمثل الأكثرية الصامتة من الشعب اللبناني، باستثناء من لا يريد أن يبصر ويسمع"، مشيرا الى انه "من المعيب ما نسمعه من تهديد وتهويل لرئاسة الجمهورية".

واعتبر فرعون أن "فريق 14 آذار، وعلى الرغم من بعض الخلافات المرتبطة ببعض المنافسات، لا يزال يلعب دورا أساسيا لحماية الدولة والديمقراطية وروحية الميثاق والحرية وثقافة الحياة ورسالة لبنان في وجه المشاريع الزاحفة من أصوليات وديكتاتوريات، وهذا الدور يتجاوز تكتلها السياسي ولن ينتهي إلا بالعودة الى الحوار وإعادة إطلاق المؤسسات وحل مسألة السلاح وتطبيق القانون، في وقت أصاب الفلتان الوزارات على أعلى المستويات من دون محاسبة للفضائح الرنانة ومحاولات الضغط على الإعلام، الذي بات المحاسب الوحيد بعد محاولة قمع المؤسسات الرقابية".

ولفت الى أن "الاستحقاق الحكومي ارتبط بالاستحقاق الرئاسي"، مخالفا رأي رئيس المجلس النيابي حول شرعية حكومة "أمر واقع"، مشيرا الى أن "المادة 64 من الدستور واضحة في حال صدور مرسوم تأليف الحكومة التي تصبح شرعية، إنما يبقى عملها في نطاق ضيق من تصريف الأعمال إذا لم تأخذ الثقة في مجلس النواب".

وأكد، ردا على سؤال، أن "أهل الاشرفية لديهم مشكلة حقيقية مع الوزير نقولا صحناوي، بخاصة بعد ما صرح به المدير العام السابق للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي عن ضرورة التحقيق مع صحناوي لتورطه المحتمل وتحمله المسؤولية من خلال حجب "الداتا"، التي لها صلة مباشرة بمحاولات الاغتيالات في العام 2012 واغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن في الانفجار الذي صدم منطقة الاشرفية وأهاليها وأدى إلى سقوط شهداء وجرحى ودمار".

ورأى أن "تصريح اللواء ريفي خطير وهو يملك صدقية كبيرة وما كان ليصرح بهذا الوضوح لاي اسباب سياسية لولا وجود ادلة قوية. وهذه المشكلة تتجاوز بخطورتها الفضائح المالية عبر التجاوزات والصفقات في الوزارة بملايين الدولارات، التي كشف عنها النائب غازي يوسف وغيره"، معتبرا أن "المشاكل بين أهل الاشرفية والوزير باتت تتجاوز المنافسات الانتخابية والسياسية والخدماتية، وهي منافسات شرعية".

وتابع فرعون: "أما العماد ميشال عون فبات يعاني من إحراج كبير بين دوره الحتمي في حماية الصيغة اللبنانية وتحالفه مع مشروع بدأ يهز أسس الوطن ويؤدي الى تدهور الدولة ومؤسساتها وينعكس على مصالح الناس ومختلف قوانين الحياة". أضاف: "أما حادث الجامعة اليسوعية، فليس سوى دليل على أن أعضاء هذا المشروع باتوا مصابين بغرور خطير يضر بمصالح لبنان ومصالحهم، وباتوا يتجاوزون احترام حرمة منطقة مثل الاشرفية وأهلها الآمنين". واعتبر أن "الشهيد جبران تويني سيبقى شعلة ورمزا لمعركة الحريات والحفاظ على صيغة ورسالة لبنان والقيم والمبادئ البيروتية واللبنانية والتي يتناساها البعض عند خضوعهم لتنفيذ مشاريع خارجية".

ودعا فرعون الى "تحرك دولي لوقف استهداف المعالم التراثية والدينية، والتي هي جزء من التراث العالمي، ولا تقل أهميتها عن مسألة السلاح الكيماوي، وخصوصا التراث المسيحي المستهدف من النظام وبعض المجموعات، مباشرة أو غير مباشرة"، معتبرا "أن المسيحيين دفعوا أثمانا كبيرة في لبنان وسوريا في خلال الحقبة الأخيرة ومنذ أواخر السبعينيات من جراء مشاريع لا تحترم تاريخ وحضارة ومصالح المنطقة وأهاليها، بدءا من المشروع الصهيوني".

 

الراعي أضاء مغارة الميلاد وشجرة العيد في بكركي

وطنية - أضاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم، مغارة الميلاد وشجرة العيد في باحة الصرح البطريركي، في حضور الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، قائمقام كسروان الفتوح بالتكليف جوزف منصور، رئيس بلدية جونية انطوان افرام، ورئيس مجلس الادارة المدير العام لبنك بيروت سليم صفير، وحشد من المواطنين.

وألقى الراعي كلمة شكر في مستهلها "سليم صفير الذي جاء بالشجرة من روما، خصيصا إلى بكركي"، وقال: "نقول لكل اللبنانيين، ولكل شعوب الشرق الاوسط المعذبة، لا تخافوا لأن الرب هو رفيق الدرب لكل إنسان لا يريد الحرب ولا الجوع ولا العنف والحقد". وإذ شدد البطريرك على "معاني السلام"، سأل الله أن " يعم السلام لبنان وكل الشرق، للخروج من الأزمات التي نعيشها على مختلف الصعد".

سليم صفير

بعدها، ألقى صفير كلمة أشار فيها إلى أن "هذا الوطن لبنان، لا بد من أن يقهر كل الصعوبات، ليظل ويستمر كما كان دوما". وقال: "يملأني الأمل والإيمان به، وكيف لا أكون كذلك، وأنا أرى إيمان سيد بكركي، غبطة أبينا البطريرك الراسخ بلبنان، وطن الأرز والإخضرار والحياة والأمل، هو العامل دونما كلل وملل، على تأكيد حق لبنان واللبنانيين في العيش بحرية وكرامة في وطن السلام، وطن أرز الرب، لبنان الذي أعطيت بكركي وسيدها مجده".

 

رئيس الرابطة المارونية النقيب سمير أبي اللمع: لإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري ومقاربة الاستحقاق الرئاسي بالتوافق الوطني

وطنية - دق رئيس الرابطة المارونية النقيب سمير أبي اللمع "جرس الانذار"، داعيا "جميع القيادات اللبنانية، المسيحية والاسلامية، الى اتخاذ موقف تاريخي موحد ينقذ وطنهم من التمزق والضياع في لحظة مفصلية يمر بها الشرق الاوسط، ولبنان منه في القلب، بمخاض كبير لا يمكن التكهن بنتائجه".أضاف: "ان لبنان هو اليوم على أبواب انتخابات رئاسية، وفي هذا الاستحقاق تضم الرابطة المارونية صوتها الى صوت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومجلس الأساقفة الموارنة، بوجوب إجراء هذه الانتخابات المصيرية في موعدها الدستوري، ومقاربة الاستحقاق بالقدر الاكبر من التوافق الوطني عموما، والمسيحي خصوصا، على شخصية الرئيس الجديد، والابتعاد ما أمكن عن الشروط والشروط المضادة، التي قد تعيق عملية الانتخاب في الموعد المحدد، وتضع البلاد تحت قبضة الفراغ، خصوصا في وجود حكومة تصريف أعمال غير قادرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، وحكومة مكلفة لم تؤلف بعد". كلام أبي اللمع جاء خلال ترؤسه الجمعية العمومية السنوية للرابطة المارونية التي عقدت في مبناها بالمدور قاعة ريمون روفايل، بحضور أعضاء المجلس التنفيذي، وذلك بعد توافر النصاب القانوني لعقدها. وقد تقدم المشاركين في الجمعية النائب نعمة الله أبي نصر، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الرئيس السابق للرابطة الدكتور جوزف طربيه ومحافظ الجنوب بالوكالة نقولا ابو ضاهر.

وأوجز رئيس الرابطة انجازات المجلس التنفيذي، متوقفا عند التحرك الكثيف الذي إضطلع به بعد مرور ما يقارب التسعة أشهر على انتخابه، كاشفا عن مشروع لعقد مؤتمر ماروني عالمي في لبنان، بالتعاون والتنسيق مع المؤسسة المارونية للانتشار واللجنة المعينة من البطريركية المارونية، وعقد مؤتمر وطني موسع في مطلع السنة المقبلة في إطار تصدي الرابطة لواقعة بيع الاراضي في العديد من المناطق اللبنانية، ما ينذر بتبدل ديموغرافي وجغرافي يخل بالتوازن الوطني وشركة العيش. وأكد ثوابت الرابطة في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله ورسوخ منطق الدولة على ما عداه، الدفاع عن مقام رئيس الجمهورية بوصفه رمزا لوحدة لبنان وحاميا للدستور وتعزيز صلاحياته للاضطلاع بدور الحاكم والحكم. وعرض ابي اللمع محصلة جولة الرابطة على القيادات المارونية، داعيا الى تقديم المشتركات التي تشكل قاعدة التقاء وتوافق بين الاحزاب والقيادات المسيحية والإسلامية، إذا تعذر توصلها الى وحدة موقف على مستوى الخيارات السياسية الاستراتيجية.

أبي نصر

بعد ذلك، تلا ألامين العام للرابطة المحامي فارس أبي نصر تقرير الامانة العامة الذي تضمن عرضا شاملا لنشاطات المجلس التنفيذي واللجان على مختلف الصعد. وأشار الى الخلوات التي عقدتها هذه اللجان وطرحت خلالها ملفات دقيقة وحساسة، بخاصة في مجالات التربية والتعليم والصحة والاعلام. إضافة الى الندوات والمحاضرات التي نظمتها لجنة المناطق وإنماء الريف ولجنة النشاطات، حول موضوعات في بالغ الأهمية كاللامركزية الادارية الموسعة، وإنماء الريف والانتقال من المساعدة الاجتماعية الى النهضة الاقتصادية. وتناول أبي نصر في تقريره نشاط لجنة الدراسات الدستورية والقانونية وما أنجزته من دراسات في مجال تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، وقانون الانتخاب، وميثاق مراعاة الغير. وأضاء تقرير الامين العام على موضوع بيع الاراضي، وما يحمله من أخطار على البنية الديموغرافية والجغرافية للبنان، كاشفا عن الدعوة الى مؤتمر لمعالجة هذا الوضع في مطلع العام المقبل. كما عرض للتواصل مع بلدان الانتشار من خلال التنسيق مع الابرشيات المارونية في الخارج، واعتزام المجلس التنفيذي التحرك في اتجاه هذه البلدان انسجاما مع خط الرابطة بربط المنتشرين بالوطن الام، والعمل على استعادتهم الجنسية اللبنانية، وضمان حقهم في الانتخاب.

قماطي

ختاما، تلا أمين صندوق الرابطة المحامي ميشال قماطي البيان المالي، فتمت المصادقة عليه. وخلال الجمعية وزع العدد السنوي من مجلة الرابطة المارونية الذي تضمن عرضا شاملا لكل نشاطات الرابطة المارونية خلال الاشهر التسعة المنصرمة.

وثائقي ومجلة

وتخلل الجمعية العمومية عرض فيلم وثائقي بعنوان "أرضي مش للبيع" الذي أعده الفنان غدي الرحباني، التي أسهمت الرابطة المارونية في إنجازه، كما وزع العدد السنوي من مجلة الرابطة المارونية الذي تضمن عرضا شاملا لكل نشاطات الرابطة خلال الأشهر التسعة المنصرمة.

 

بلدة "حصرون" وردة الجبل

المستقبل/حصرون "وردة الجبل ومدينة العلماء" مزدانة بالعمران التراثي وعابقة بالطبيعة الخلابة ومطلة على وادي قنوبين وشاهدة على تاريخ الموارنة. حصرون العاصمة الثقافية للموارنة ولجبة بشري التي تتألف من شريط قرى لبنانية تقليدية تنتهي عند مدخل مدينة بشري مسقط رأس جبران خليل جبران. يمتد هذا الشريط من بلدة حدث الجبة الملاصقة لتنورين و محمية الارز فيها وصولا الى بقاع كفرا اعلى البلدات المأهولة في الشرق الاوسط ومسقط رأس القديس شربل مخلوف. وعلى كتف هذا الشريط المقر الصيفي للبطريركية المارونية وحديقة البطاركة الموارنة في الديمان.

ويطل هذا الشريط على وادي قنوبين الذي احتمى فيه من الاضطهاد طيلة قرون آباء الموارنة من بطاركة ومطارنة واساقفة ومن عامة الناس وقد ادرج اليوم على لائحة الانسكو ويزوره عشرات الآلاف سنويا من لبنانيين وعرب وغربيين. وابرز ما يميز هذا الشريط قراه المتناثرة في وسط جبل المكمل فوقها القمم الشاهقة التي تنتهي عند جبال الارز والقرنة السوداء وفي اسفلها الوادي التاريخي.

اشارة الى ان جبل المكمل يبدأ من حدث الجبة ويضم اعلى القمم في لبنان التي تزيد على 3000م وفيه غابة الارز وهو من اغنى المناطق اللبنانية بالمياه.

وتشتهر حصرون بالعدد الهائل من ابنائها من قادة الكنيسة المارونية خصوصا من بطاركة ومطارنة من عائلة عواد. وقد تخرج من المدرسة المارونية التي تأسست في روما عام 1576 حوالى 140عالما وفيلسوفا من حصرون اغلبيتهم من عائلتي عواد والسمعاني حتى درجت في اوروبا من جراء ذلك مقولة "انت عالم كالماروني؟ام عالم كالسمعاني؟ وقد عمل هؤلاء العلماء في الترجمة لصالح الملوك والامراء في اوروبا وحين عادوا الى لبنان جلبوا معهم الفن المعماري التوسكاني المتميز بالقناطر والمندلون واسطح القرميد. ويعود هذا كله الى عهد الانفتاح بين الامير فخر الدين المعني الثاني الكبير والفاتيكان. وتبهر الاطلالة على وادي قنوبين من اعالي حصرون مثلا الانظار وتذهب المخيلة بعيدا بعيدا حيث يشاهد المرء بام عينيه قربه من السماء ووقوفه فوق تحف طبيعية خالدة تعلو من ناحية باتجاه الارز وتنحدر من ناحية ثانية باتجاه الوادي المقدس وحيث يحط نظره باستمرار على قصور ومنازل اسطحها من قرميد وعمرانها تراثي من القناطر والشرفات والحجر القديم والنقوش على جدرانها وتنتشر بينها الاراضي المجللة واشجار الفواكه وعلى رأسها التفاح.

يشعر المرء من هذا الموقع بروعة الخلق وعظمة الخالق وبالسكينة الكاملة ويلمس كم كان اجداده جبابرة وفنانين في ما ابدعت ايديهم.

وتقدم حصرون النموذج المعبر عن الحفاظ على العمران التراثي من جهة وتشييد المنازل الحديثة التي تقترب الى حد بعيد جدا باطلالتها من التراث الذي انتشر في كل القرى والمدن اللبنانية التي لا تزال تحتفظ باسطح قرميدية وقناطر في احيائها وداخلها وعلى اطرافها. ويشكل المنزل التاريخي لمشايخ آل عواد الذي خرج منه بطاركة ومطارنة والذي كان مقرا للحركة السياسية في جبل لبنان والذي نزل فيه كبار المسؤولين اللبنانيين والاجانب بينهم الجنرال شارل ديغول نموذجا معبرا عن البيوت الكبرى التي اشتهرت بها حصرون. ويشتهر العمران في حصرون وجوارها بالحجر القديم والقناطر والواجهة الكبيرة والمساحات الفسيحة.

وقد رمم هذا المنزل وينكب صاحبه المهندس جو عواد على تشييد قصر نموذجي في مرتفعات حصرون يجمع فيه بين الفن المعماري القديم والطابع الحديث.

جدير ذكره ان اكثر من ثلثي منازل حصرون يحافظ على طابعه التراثي التقليدي وتتراوح مساحة كل منها بين 100 و150 م2.

وهناك منازل اسيء الى عمرانها سواء باضافة اقسام اليها من الباطون فقط ام باعادة بنائها بشكل مخالف تماما لطابعها الاساسي ام بتشييد طابق ثان من الباطون ام بسقفها من الباطون وازالة القرميد...وهي كلها نماذج معبرة عن اكبر اساءة بحق تاريخ الجبل اللبناني. ويشير المهندس عواد الى ان البناء في حصرون وجوارها اعتمد على الحجارة من المنطقة كونها قادرة على مقاومة عوامل الطبيعة شتاء اما الحجارة الجبلية التي قد تستقدم من مناطق اخرى فهي ستتعرض للتفتت تلقائيا بسبب البرد القارس والثلوج. ويوضح صوما لموقع 14 آذار ان واجهة المنزل الحصروني التراثي تكون الى جهة اليسار الامر الذي يوفر درجة اكبر من الحرارة للحجارة بالتالي يتأمن الدفء اكثر ليلا اما القرميد فهو يوفر الحرارة اكبر شتاء وبرودة اهم صيفا. اما البهاء الحصروني فهو على الطريقة التوسكانية حيث يكون السقف مرتفعا والواجهة من القناطر الامر الذي يساعد على الوقاية من الثلوج الى حد بعيد جدا.

الا ان هذا التراث العمراني مهدد بمخاطر عدة في طليعتها افتقار اكثرية الناس الى الامكانيات المالية لتشييد منازل تراثية او ترميم منازل قديمة بالاسلوب نفسه.

ويعمد الكثيرون الى تشييد ابنية ومنازل وقصور لا تراعي هذا التراث بينما يجمع آخرون بين الطابعين القديم والحديث. وقد ينحصر البناء او الترميم بالمواصفات التي تحافظ على هذا التراث بالمقتدرين ماليا خصوصا المغتربين بينهم. وتغيب الدولة والبلديات والنقابات المعنية غيابا تاما عن الحفاظ على هذا التراث عدا الاماني الطيبة والتذرع بغياب الامكانيات وبالظروف الصعبة التي لا تسهل القيام باي نشاط او اقرار اي قانون يصب في هذا الاطار. كبيرة هي الشكوى من بلديات جبة بشري التي لا تقدم تصورا للحفاظ على هذا التراث ولا تقترح مخططا وان اوليا على هذا الصعيد ولا تشجع البنائين او اصحاب المنازل التراثية باي شكل من الاشكال بل تكتفي باعطاء تراخيص البناء لمن يتقدم بها وله وحده ان يحدد المواصفات سواء اكانت تراثية ام حديثة ام اي شيء. وكان المهندس عواد اقترح على بلدية حصرون ان يصار الى توأمة هذه البلدة مع بلدية في احدى الدول الغربية بغية الاسهام اكثر في احياء التراث العمراني والحفاظ على المنازل القديمة ووضع المواصفات الافضل المطلوبة من هذا القبيل الا ان البلدية لم تتجاوب.

 

المطران بولس مطر في ذكرى تسلمه مقاليد رئاسة اساقفة بيروت: لنشر روح المسيح في وطننا ومحيطنا

وطنية - صلت أبرشية بيروت المارونية على نية راعيها المطران بولس مطر في الذكرى السابعة عشرة لتسلمه مقاليد رئيس أساقفة بيروت خلفا للمطران خليل أبي نادر، وللمناسبة ترأس المطران مطر الذبيحة الإلهية في كنيسة مار يوسف - الحكمة في الأشرفية، يحيط به نائبه العام المونسنيور جوزف مرهج وخادم الرعية الخوري دومينيك لبكي، وشارك فيها كهنة الأبرشية ورهبان وراهبات ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وأعضاء المجلس الأبرشي ورؤساء لجان الأهل والمعلمين في مدارس الحكمة. وبعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران مطر عظة جاء فيها: "أشكركم جميعا من كل قلبي على مشاركتكم في هذه المناسبة وعلى الصلاة التي نصعدها معا اليوم، لا من أجل الأسقف بل من أجل الأسقف والرعية والأبرشية بكل أبنائها وبناتها. هي مناسبة لي خاصة، أعود بها إلى الله معكم لأسأله المزيد من القوة والنعمة لنقوم بواجباتنا برعاية شعبه المبارك المقدس، في هذه الأبرشية العزيزة. منذ سبعة عشرة سنة دخلت إلى كنيسة مار يوسف -الحكمة، مطرانا جديدا على الأبرشية، وهي كنيسة عزيزة على قلبي كما هي عزيزة على قلبكم. إنها ما تبقى في جزئها القديم من الحكمة العتيقة، حكمة المطران يوسف الدبس. لذلك لجدرانها وأعمدتها عبق بخور، والذي بنى هذه الكنيسة هو الذي بنى كاتدرائية مار جرجس التي كانت يوم تسلمي مقاليد الأبرشية معطلة، شهيدة في وسط بيروت لآلام شعب في حرب مدمرة كانت وزالت إلى غير رجعة إن شاء الله. والله قد أعطانا أن نعيد الكاتدرائية إلى عهدها الأول، وهي اليوم أصبحت شاهدة لقيامة لبنان إن شاء الله ولعودة السلام والوئام بين أبنائه جميعا. وكما دشنت هذه الكاتدرائية في أحد الشعانين من العام 1894 كذلك بعونه تعالى، سندشن قبتها الجديدة في أحد الشعانين من العام 2014.

بعد مرور 120 عاما على قيام الكاتدرائية، نطلب محبتكم ودعمكم لتصبح الكاتدرائية شاهدة للعيش الواحد الذي هو كنز من كنوز لبنان".

واضاف:"في هذه المناسبة، يا إخوتي، نستلهم قداسة البابا فرنسيس الذي انتخب رجل العام منذ أيام. وهذا لم يحدث لمسؤول تسلم مسؤوليته ولم يتم عليها سنة واحدة. نعمة الله سكبت عليه وفمه يشيد بحقيقة الله وحبه. ورسالته الجديدة، فرح الإنجيل ستكون دراسة لنا على مدى عام كامل، إن شاء الله، لندرك كل أبعادها ومعانيها، نحن الكهنة وكل شعب الله. علينا المسؤوليات ذاتها ولو بالتراتبية.المسؤولية الأولى أن نعلن يسوع المسيح، هي مسؤولية التعليم.أن نبشر به، أن نجعله أكثر حضورا وإشراقا أمام العالم كله. يقول قداسته: ليست هذه مسؤولية الأسقف وحده ولا الكهنة وحدهم. مسؤولية كل المؤمنين. كل واحد منا يعلن سر المسيح وحب المسيح في حياته. مسؤولية عميقة، وكل الشعب المسيحي يجب أن يبرز قيم الإنجيل في حياته وتصرفاته كلها. شعب الله كله يذيع مجد الله. ويقول البابا للآساقفة: أطلب منكم أن تصلوا وتصلوا، ثم أن تجعلوا يسوع المسيح معروفا أكثر في العالم. هذا الكلام ينسحب على جميع الكهنة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين. وأسأل نفسي، كما يسأل كل واحد منا نفسه: هل أنا اليوم أجعل يسوع المسيح معروفا أكثر بحقيقته في محيطي؟ البابا بنيديكتوس كان قال أمرا آخر، ربما تعليميا، عندما سأله صحافي: ماذا قدمت المسيحية للعالم؟ أجاب: قدمت الله.أي الله كما هو بحقيقته ومحبته، بتحنن ابنه الوحيد علينا، بفدائه.الكنيسة عرفت عن الله.

البابا فرنسيس يقول: أشدد على أن تعرفوا على يسوع المسيح. ولكن هنا أمر رعوي يبدو أكثر وضوحا.أي أن الناس بحاجة إلى معرفة يسوع الحقيقي. مطلوب مني أن أجعل يسوع المسيح معروفا أكثر".

واردف مطر: "بالنسبة للمسؤولية الثانية، مسؤولية التقديس. نحن خدام أسرار الله. نعمد ونثبت ونكلل ونرافق الناس في غفران خطاياهم، في تأسيس عيالهم، في عبورهم إلى بيت الآب. نسعى لقداستهم، نقدم لهم قربان المسيح، زاد السفر. مسؤولية عظيمة هذه. لكن، يا إخوتي من أجل نجاحها، مرهونة بتقديس ذواتنا. وهذا عمل يبدأ ولا ينتهي. نطلب من الله نعمته على جميعنا حتى، كما قال المسيح، لأجلهم أقدس ذاتي.أن نقدس كل منا ذاته ونقدس بعضنا بعضا، من أجل شعب الله والعالم بأسره. هذه مسؤولية، نطلب من الله بضعفنا وبمحدوديتنا،أن يلهمنا كيف نسير على دربه وكيف نجعل هذا العالم شيئا مقدسا. يعرف الله والله يهديه بركاته.

المسؤولية الثالثة الواقعة علينا، هي مسؤولية التدبير. طبعا، نحن كنيسة وشعب له أنظمته، له أمور وحدته، له العناية بكل إنسان، له ترتيب للجماعة كلها. هذا التدبير مسؤولية كبيرة. ولكن البابا يقول لنا: التدبير هذا يفترض منكم، أيها الكهنة والآساقفة والمؤمنون أن تسعوا إلى تدبير مكمل هو تدبير العناية بالفقراء والضعفاء، لأن هذه من مسؤولية الكنيسة ومسؤوليتكم من مسؤولية الدول أيضا. حسن التدبير يقتضي على المسيحيين وأبناء الكنيسة أن يكونوا متضامنين وأن يكونوا أهل الحب. لا تدبير خارج المحبة. القديس بولس يقول: اطيعوا مدبريكم، لأنهم يسهرون على نفوسكم. السهر على النفوس والأجسام والحاجات مطلوب منا أن ننكب عليه في أبرشيتنا وفي كنيستنا وفي العالم كله. ويجب أن يكون برنامج لنا في المجلس ألأبرشي الذي سنعيد العمل معا بعد أن أنهينا أمورا تتعلق بالأنظمة وصلاحيات اللجان، حتى نحيا المحبة لأننا كنيسة واحدة وأبرشية واحدة. تعرفون أن ألأبرشية هي جزء من شعب الله، يتجمع حول القربان والأسقف الذي يقدم القربان مع الكهنة. وكما تعلمنا في اللاهوت، القربان يصنع الكنيسة كما الكنيسة تصنع القربان.القربان له دور أساسي. التدبير يجب أن يحيا بالحب وليس بالقوانين الخالية أو التي نخليها". ولفت مطر الى ان "الحق القانوني الجديد، بعد المجمع الفاتيكاني الثاني،أصبح أقرب إلى المحبة وللعناية بعضنا ببعض مما كان عليه في الماضي.القانون الكنسي الجديد له إنسانيته وله لاهوته وله محبته وله المسيح الذي قال:السبت للانسان والإنسان ليس للسبت. كل هذه الأمور نتأمل بها معا ونحمل مسؤولياتها معا في الأبرشية العزيزة علينا وعليكم جميعا. نرجو الله أن نمر وسط الظروف الصعبة، وأي ظروف لم تكن صعبة في تاريخنا الماروني؟ منذ البداية حتى اليوم. لكننا واثقون،أننا عندما ندخل إلى كنيسة المسيح إلى سفينة يسوع المسيح، فهي سفينة لا تغرق.إذا خرجنا منها نسبح لوحدنا، فهناك خطر الغرق. ولكن الكنيسة التي يرعاها الرب والذي قال عنها:أبواب الجحيم لن تقوى عليها، لن تغرق، لأن قبطانها يسوع المسيح ومحركها الروح القدس، لتسير قدما وتكون شاهدة على خلاص العالم.الخلاص الذي تم بالمسيح والذي يتم يوما بعد يوم إلى أن يعود المسيح ثانية ليدين الأحياء والأموات. روح المسيح نتمنى أن ننشرها في محيطنا وفي مدينتا ووطننا حتى ندرك أننا محملون بيد الرب والعناية الإلهية تقودنا على الرغم من الصعاب، لأنه تفقدنا عندما كنا بالصعاب وعندما كنا خطأة ليعطينا خلاصه وقداسته. هذه قوة لنا، قوة من الإيمان والرجاء والمحبة".

 

الرهبانية المارونية المريمية احتفلت بنذور 6 من طلابها في روما  

لبنان الحر/احتفل دير مار انطونيوس الكبير في روما، التابع للرهبانية المارونية المريمية، الأحد، بإبراز النذور الرهبانية المؤبدة لـ6 إخوة من طلاب المدرسة الاكليريكية المارونية، في احتفال كبير حضره حشد من اصدقاء الرهبنة والرهبان الجدد وهم: مارك خبية، انطوان صوايا، روي عبد الله، مارتن عيد، جوزف سعد وسيزار لحود. ترأس الاحتفال الوكيل العام لدى الكرسي الرسولس الأب سليم الرجي الذي القى عظة هنأ فيها الرهبان الجدد، وتوجه اليهم بالقول: “كنيستنا المارونية رهبانية نسكية، تحمل اسم العذراء مريم. وان نذوركم المؤبدة في هذه الرهبانية تدعوكم الى التشبه بها وأخذها مثالا لحياتكم وقدوة بمسيرة تكرسكم الرهباني. أدعوكم الى التشبه بمريم المتواضعة حيث “تنازل الاله متواضعا، وصار بشرا، وتواضعت مريم وقبلت مشروعه، فظهر تواضع الخالق وتواضع المخلوق، ومن هذا التواضع ولد المسيح، ابن الله وابن الانسان معا”. كما أدعوكم الى التسليم المطلق لله لانه يكبركم وينضجكم، وتحققون معه ذاتكم ومستقبلكم. ان مريم “أمة الله الوديعة”، القدوة بالروحانية، مثال الحرية على الاطلاق، لأنها طاهرة بدون دنس، ومنكبة على خدمة الله والقريب من خلال تألقها الأمومي، فلتساعدكم لتتبعوا يسوع وتدركوا حقيقة الله وتعيشوا الحرية بحب. تطلعوا الى يسوع بعيون مريمية، اي عيشوا اللقاء مع الله المحبة الذي من اجلنا “صار جسدا ومات مصلوبا”. وختم الرجي: “في طليعة القديسين تتألق مريم الأم المتواضعة، ضعوا أيديكم بيد مريم، لتشقوا طريق القداسة صوب الملكوت، لتكون مسيرتكم مضمونة ووصولكم أكيد

 

دوليات

 

أول فتوى من قم تجيز القتال إلى جانب الأسد من آية الله العظمى كاظم الحائري

بيروت: نذير رضا وكارولين عاكوم بغداد: «الشرق الأوسط»/في أول فتوى من نوعها منذ اندلاع الأزمة في سوريا، أجاز رجل الدين الشيعي العراقي آية الله العظمى كاظم الحائري، المقيم في مدينة قم، عاصمة إيران الدينية، القتال بجانب قوات بشار الأسد في الحرب الدائرة رحاها هناك. وفي حين يقاتل كثير من المسلحين الشيعة حول ضريح السيدة زينب، جنوب العاصمة السورية دمشق، فإن فتوى الحائري تجيز للمقاتلين الشيعة القتال، ليس فقط دفاعا عن الضريح، بل دفاعا عن نظام الأسد. من جانبه، شكك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في امكانية نجاح مؤتمر «جنيف 2» للسلام, في تصريحات على هامش مؤتمر السياسة العالمي، الذي عُقد في موناكو أمس.

وميدانيا، قُتل 36 شخصا على الأقل، بعد أن أمطر الطيران السوري مناطق في حلب بالبراميل المتفجرة. وجاء ذلك بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المساعدة الأميركية غير الفتاكة للجيش السوري الحر قد تستأنف «سريعا جدا». وقال مدير المرصد السوري: «اليوم، بدلا من الثلج، تساقطت البراميل المتفجرة على رؤوس الناس».

 

نلسون مانديلا وري الثرى في كونو

ووري نلسون مانديلا الثرى الاحد في ارضه الى جانب والديه وثلاثة من ابنائه في قرية طفولته كونو مع كل التشريفات العسكرية. ووقف رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما عندما انزل النعش في القبر، فيما بقيت ارملته غراسا ماشيل وزوجته السابقة ويني مانديلا جالستين تحت خيمة بيضاء نصبت خصيصا للمناسبة. في هذه الاثناء حلقت مروحيات عسكرية وطائرات حربية فوق الموقع واطلقت المدافع طلقاتها. اما كاميرات التلفزيونات التي كانت تنقل وقائع وداع بطل النضال ضد نظام الفصل العنصري في الصباح، فتمكنت من متابعة نعشه حتى ارض اجداده على بعد مئات الامتار. وانسجاما مع رغبات العائلة ابتعدت ساعة دفنه فيما استمرت الطائرات والمروحيات في التحليق، ثم عادت بعد ثوان الى المكان الذي بات خاويا وحيث كان يوضع نعش اول رئيس اسود للبلاد. وقد توارت بعد ذلك لتترك المكان للمراسم الدينية والتقليدية في حضور 450 مدعوا تم انتقاؤهم بعناية كبيرة.

وكالة الصحافة الفرنسية

 

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: المعارضة السورية المعتدلة تواجه "صعوبات جدية"

اقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت بان المعارضة السورية المعتدلة التي تدعمها فرنسا، تعاني من "صعوبات جدية" مبديا "شكوكا" في نجاح مؤتمر السلام جنيف-2 المقرر في 22 كانون الثاني بسويسرا.

وقال فابيوس اثر منتدى ضم مسؤولين سياسيين واقتصاديين في موناكو "ان المعارضة المعتدلة التي ندعمها تعاني من صعوبات جدية". وكانت فرنسا اول قوة غربية تعترف قبل عام، بالائتلاف الوطني السوري (معارضة معتدلة) كممثل شرعي للشعب السوري. وقال فابيوس "بشان سوريا انا متشائم الى حد ما" مبديا "شكوكا" بشان نجاح مؤتمر السلام جنيف-2 المقرر في 22 كانون الثاني بسويسرا. وتعاني مجموعة الجيش السوري الحر الجناح المسلح للمعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب، من هزائم متتالية امام الجماعات الاسلامية المتطرفة المسلحة التي يتعاظم نفوذها ميدانيا. كما تعرض الجيش الحر الى خسارة اخرى مع تعليق لندن وواشنطن مساعدتهما غير المميتة بعد استيلاء الاسلاميين على معبر حدودي هام مع تركيا ومقار الجيش الحر ومخازن اسلحته. وكالة الصحافة الفرنسية

 

وزير الخارجية الاميركي جون كيري يعلن ان المساعدة الى الجيش السوري الحر قد تستأنف "سريعا جدا"

اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد ان المساعدة الاميركية غير القاتلة للجيش السوري الحر في شمال سوريا، والتي علقت قبل ايام بعد سيطرة الجبهة الاسلامية على مخازن سلاح للجيش الحر قد تستأنف "سريعا جدا". وكان مقاتلون من الجبهة الاسلامية، التي تضم التنظيمات الاسلامية باستثناء تلك المرتبطة بالقاعدة، سيطروا على مخازن للجيش السوري الحر على مقربة من الحدود مع تركيا في شمال سوريا. وردت الولايات المتحدة وبريطانيا على هذا ا لتطور بوقف ارسال المساعدات غير القاتلة مثل الاتصالات اللاسلكية والاليات الى الجيش السوري الحر في شمال البلاد. وقال كيري في مقابلة مع شبكة "اي بي سي" الاميركية ان هذه المساعدة يمكن ان تستأنف "سريعا جدا". واضاف "لكنني اعتقد انه من المطلوب توخي الحذر وضمان القيام بهذا العمل بشكل متأن. لا احد يريد ان يكتفي باعادة ملء مخزن قد يفرغ مرة اخرى". واكد كيري ان الادارة الاميركية تعتمد على الدبلوماسية لحل النزاع في سوريا مشيرا الى التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف-2 في كانون الثاني المقبل، والى الاجراءات التي اتخذت لازالة ترسانة الاسلحة الكيميائية للنظام السوري. وتابع كيري "لا احد يريد التورط في الحرب السورية لان هذا البلد كما تعلمون غارق في بازار من المواجهات الدينية مع كل انواع التدخلات". واضاف وزير الخارجية الاميركي "لا بد من العمل بالوسائل المتاحة. وهذا بالتحديد ما نقوم به عبر استخدام الادوات الدبلوماسية المتوفرة". وقال كيري ان المعارك بين اطراف المعارضة السورية اتاحت تنامي دور المجموعات المتطرفة وان بعض المناطق السورية باتت تقع بشكل كامل تحت سيطرة القاعدة. وتابع "نعم هذا صحيح تماما. ان القاعدة لم يكن لديها قبلا التأثير الذي تحظى به اليوم هناك، وهذا التهديد يتزايد. وهو تهديد سيتوجب علينا مواجهته". وشدد على ان غالبية الراي العام الاميركي تعارض تورطا اميركيااضافيا في النزاع السوري. وكالة الصحافة الفرنسية

 

ملك الأردن يفاجيء مواطناً بتخليص مركبته من الثلوج

فاجأ العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أحد المواطنين بالمساعدة في تخليص مركبته العالقة بالثلوج في العاصمة عمان. وأثناء مرور موكب العاهل الأردني في أحد شوارع العاصمة، ترجل من سيارته، وشارك عدداً من المواطنين في دفع مركبة علقت جراء تراكم الثلج. وبلغت العاصفة الثلجية في الأردن ذروتها، وتسببت في خسائر مادية قدرت بعشرات الملايين، فشركات الطيران علقت رحلاتها الجوية، وتقطعت السبل بآلاف السيارات في أنحاء العاصمة، ما استدعى تدخل القوات المسلحة بكاسحات الثلوج والمدرعات لفتح الممرات. وحذرت مديرية الأمن العام المواطنين من الخروج من منازلهم إلا في حالات الضرورة القصوى نتيجة الظروف الجوية الاستثنائية.

وكانت العاصفة "أليكسا" رغم بدء انحسارها، قد استمرت بهطولها لليوم الثالث على التوالي على عدد من دول الشرق الأوسط، صاحبتها رياح عاصفة تسببت في قطع الطرقات، وحاصرت مئات آلاف السكان وسط تدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر مع موجات صقيع.

 

إيران تعلن نجاح ثاني تجاربها لإرسال قرد إلى الفضاء وعودته إلى الأرض

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده أرسلت بنجاح قردًا إلى الفضاء للمرة الثانية هذا العام.  وذكرت وكالة أنباء «الطلبة» الإيرانية «إسنا» أن القرد ويدعى «فارجام» أطلق إلى الفضاء على متن صاروخ يستخدم الغاز المسال للمرة الأولى وعاد إلى الأرض بسلام، ولم يتسنّ الحصول على معلومات بشأن موعد الإطلاق.  وكتب «روحاني» على موقع «تويتر» الإلكتروني: «في المجمل، هذا هو ثاني قرد يرسل إلى الفضاء ويعود بصحة طيبة إلى إيران، أهنئ القائد والعلماء والأمة».  وكانت إيران قد اعلنت، في 28 يناير الماضي، إنها أرسلت قردًا إلى الفضاء وأطلقت الجمهورية الإسلامية أول أقمارها الصناعية إلى مدار فبراير 2009، وبعد ذلك بعام، قالت طهران، إنها اختبرت بنجاح صاروخًا يحمل على متنه فأرًا وسلحفاة وديدانًا إلى الفضاء.

 

مقالات

 

سيمون ابو فاضل - ان القرار١٥٥٩يمنع التمديد و الفراغ الرئاسي ممنوع دولياً ،تكليف قطر بدور دولي - اقليمي لاستدراكه

اخرج السجال الدائر بين قوى 8 و14اذار حول دستورية الحكومة المشكلة من قبل الرئيس المكلف وموافقة رئيس الجمهورية عليها بالتوقيع على تركيبتها، اخرج هذا السجال حول نطاق المهام هذه قبل وصولها الى مجلس النواب لحيازتها على ثقة اعضائه، رئيس الحكومة المكلف تمام سلام عن صمته. باعتباره، انه متى شكلت الحكومة تصبح دستورية، وهي تصدر بعد توقيع رئيس الجمهورية المراسيم الثلاثة، قبول استقالة الحكومة السابقة، مرسوم التكليف، ومرسوم التأليف والتشكيلة الوزارية، وعندها تذهب التشكيلة الى مجلس النواب لنيل الثقة، فاذا نالتها تأخذ مسارها الطبيعي، واذا لم تنلها تصبح هي حكومة تصريف الاعمال..

اذا حدد الرئيس سلام مهام حكومته منذ تشكيلها حتى سقوطها في مجلس النواب فكانت دستورية ومخولة لتولي تصريف الاعمال، بما يعني انه خطا خطوة نحو تهيئة المناخ لقراره اذا كان لا بد من الخروج من دوامة الشروط والعقبات التي تطرحها القوى السياسية وفق معايير تحمل تسهيلات اسوة بقوى 14آذار التي تؤيد خطوته هذه لنقل البلاد نحو مرحلة حكومة مخالفة للحالية، ولا تكون عندها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيل واياها مشرفة على مرحلة الاستحقاق الرئاسي المقبلة وما بعدها في حال الفراغ، في حين ترفض قوى 8 آذار على ما يعلن «حزب الله» بنوع خاص والقوى الدائرة في فلكه اية صيغة لا تعتمد قاعدة (9-9-6) على ان تسمي لاحقاً الوزراء وتختار الحقائب وفق منطق مناقض كليا لقناعة الرئيس المكلف بممارسة سلطته.

لكن الاندفاع الحكومي المدروس لدى كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف سلام لن يترجم على ما تقول اوساط سياسية مطلعة على تحركاتهما ومواقفهما الى حد، قبل انجلاء بوادر الانعكاسات لاستحقاقين يشهدهما الشهر المقبل وهما انطلاق عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وانعقاد مؤتمر جنيف (2) الذي تكثر القوى المؤىدة او الرافضة لبقاء الرئيس السوري بشار الاسد من رهانها عليه، بكون هاتين المحطتين تعكسان مدى الزخم الدولي الذي قد تستفيد منه القوى المحلية المؤىدة لبت تشكيل الحكومة واقصاء حكومة ميقاتي عن السراي والوزارات، في ظل السلوك الجديد الذي ستظهره ايران بعد الاتفاق الذي حصل بينهاوبين الدول دائمة العضوية في مجلس الامن زائد المانيا.

واعطى الرئيس المكلف تتابع الاوساط في موقفه هذا اشارة واضحة الى قوى 8 اذار انه سيقدم على خطوة تشكيل الحكومة وفق التصور الذي رسمه منذ البداية وعدل فيه مرارا نتيجة تبدل المراحل والتحديات، لكن نظراً لكون الحكومة هي التي تتولى مهام محددة من اختصاص رئاسة الجمهورية في حال الفراغ، فانه لن يفرط في مهمة هذه ولن يقبل ان يكون خارج الموقع الذي انيط به منذ حيازته على تأييد 124 نائبا في الاستشارات الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية، فحكومة ميقاتي فقدت ثقة المجلس النيابي باستقالتها ولا يحق لها العودة الى مهام تصريف الاعمال في حال لم تنل حكومة سلام هذه الثقة.

اذ ان ما سيقدم عليه الرئيس المكلف هو استعادة روحية اتفاق الدوحة الذي يدفع باتجاهه الرئيس سليمان والذي ايضا يجد في حكومة (8 - 8 - 8) استمراراً لهذا الاتفاق الذي لا يزال ساريا طالما هو رئيس للجمهورية كنتيجة لهذا التوافق حينها، رغم ان قوى 8 اذار لان نفس هذه الصغية على ما يقول قيادي فيها لكن شريطة عدم توزير «حزب الله» قبل خروجه من سوريا وعدم اعطاء قوى 8 اذار وزير «ملك« او «مخادع»، بل هي تريدها صافية من اية عوائق والغام.

ولا تجد قوى 14 اذار ان الاستحقاق الحكومي هو نهاية المطاف بالنسبة اليها، في حال عمد الرئيس سلام الى تشكيل حكومة «امر واقع» ووافق عليها الرئيس سليمان، بل لا يزال امامها عدة عناوين سياسية تتطلب ترجمة، لكن هذا لا يسقط سعيها لعدم تمكن قوى 8 اذار من فرض الفراغ على رئاسة الجمهورية، ان هذه المحطة ستكون ايضا محورية، نظرا لهوية الرئيس الذي تفضله من صفوفها اذا ما تمكنت، لكن لا ترفض التمديد لرئيس الجمهورية اذا ما كان حاجة وجاء كطلب من القوى السياسية الخارجية بامتداداتها الداخلية، لكن ما يحول دون هذه الخطوة هو ان مفاعيل القرار 1559 لا تزال سارية، وينص صراحة على تداول السلطة وعدم التمديد كما حصل للرئىس السباق اميل لحود كخيار سيء بمفاعيله الكارثية والمؤلمة على البلاد، وبذلك تتابع الاوساط ان الاستحقاق اما يشهد انتخاب رئيس توافقي واما سيفرض الفراغ رغم ان القوى المسيحية المعنية مباشرة في الاستحقاق من زاوية وجود مرشحين صف اول من عدادها، ترفض هذا الواقع وتصر كل منها على خيار الرئىس القوى على غرارما يطالب كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.

ولا تستبعد الاوساط السياسية المطلعة وصول رئيس توافقي الى قصر بعبدا خلفاً للرئىس سليمان وللحفاظ على انتظام الدولة ولأبعاد الفراغ بمفاعيله المتعددة، مشيرة الى ان الخلاف الاقليمي بين السعودية وبين ايران لا يغلق الابواب امام طلب كل منهما من فريقهما السياسي اللبناني او حليفهما المعني في تأييد رئىس توافقي..

لكن هل تقبل القوى المسيحية برئىس توافقي يصل الى قصر بعبدا بعد الشروط التي حددتها. ومن سيعمل في هذا الاتجاه في ظل هذا الخلاف الاقليمي بين طهران وبين الرياض.

ترى الاوساط ان الظروف تفرض ذاتها لكون قوى 8 آذار لن تستطيع ان توصل مرشحها وكذلك قوى 14 آذار، ولكون الفراغ الرئاسي مرفوض دولياً، فان عواصمها ستدفع في اتجاه انتخاب او وصول رئيس توافقي، ولكل موقف «معالجة» يومها تتابع الاوساط التي واكبت اجتماعات الدوحة يومها، ثم ان الدور القطري عكس هامشاً من التواصل بين الفرقاء اللبنانيين لترجمة الاتفاق الدولي على عدم الفراغ، اذ ان الموقف القطري من سوريا يأتي تكاملاً مع موقف مجلس التعاون الخليجي، لكن قطر كانت بين اول من هنأ ايران بالاتفاق النووي مع الغرب، وهي شرعت هذا الاستحقاق بتكليف ايراني ـ سعودي محلي ودولي من قبل العواصم الغربية

 

دستور قاسم وسلاح عون

الياس الزغبي/لبنان الآن

ما قاله نعيم قاسم وميشال عون هذا الأسبوع كان كافياً لكشف نيّات، بل مشروع فريق "8 آذار"، في بُعدَيْه الداخلي والخارجي. تحدّث قاسم، وكأنّه خبير دستوري لا يُشقُّ له غبار، عن مخالفة رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان للدستور إذا وقّع مرسوم حكومة جديدة لا تلتزم قرار "حزب الله" وصيغة 9 - 9 - 6 على الأقلّ، ملوّحاً بعدم تسليم الوزارات للوزراء الجدد، في تهديد واضح بانقلاب جديد. أمّا عون فأعلن، في حال انتخابه رئيساً، التزامه بقاء سلاح "حزب الله" حتّى حلّ أزمة الشرق الأوسط،  ذاهباً أبعد من نصّ "ورقة التفاهم"، ومتجاوزاً توقيعه على بندها العاشر حول حصر مهمّة السلاح في الدفاع عن لبنان. في الأساس، تضمّن البند العاشر، ولو بتعابير غامضة، هذا الالتزام بمدى مفتوح للسلاح، وقد شرحنا هذه القطبة الخطرة في حينه، ومراراً منذ شباط 2006. إذ وردت فيه عبارة "حتّى زوال تهديد إسرائيل للبنان وتوافر الظروف المناسبة..". وقد أفصح عون الآن، وبعد قرابة 8 سنوات، عن قطبة "التفاهم"، أنّ "الظروف المناسبة" هي حلّ أزمة المنطقة، وقد يكون يعني حلّ أزمة النووي الإيراني وعلاقات الإقليم بكامله وليس فقط حلّ المسألة الفلسطينيّة. إذذاك فقط يزول التهديد الإسرائيلي. وهذا يعني تأبيد سلاح "حزب الله". لا فُضَّ فوه! بين الموقفَيْن، يتّضح ما يخطّط له "حزب الله" قائد الفراغَيْن: لا حكومة إلاّ على صورته ومثاله، ولا رئاسة جمهوريّة إلاّ لمن يربط سلاحه بحلّ أزمة المنطقة، وبعدها ربّما أزمة العالم. وقد عبّر عون بتبسيط ساذج عن شهوته الرئاسيّة بقوله: "النظام السوري خلّص نفسه، وعلينا الآن تخليص أنفسنا"! ولإنجاح الخطّة بدأ "فريق الفراغَيْن" حملةً مزدوجة ضدّ الرئيس سليمان، وعبره ضدّ الرئيس المكلّف، لمنعهما من تشكيل حكومة قبل الاستحقاق الرئاسي، وضدّ "14 آذار" لتشتيت موقفها وإضعاف تأثيرها في الاستحقاقين. ومن طلائع الهجوم على الرئيس اتّهامه بالتسرّع في دفاعه عن السعوديّة، كمحاولة لمصادرة حقّه الدستوري في السياسة الخارجيّة، واتّهامه بخرق الدستور إذا وقّع مرسوم حكومة حياديّة لا تحمل لغم نسفها بالثلث المعطّل. أمّا الهجوم على "14 آذار"، فيسلك مسالك عدّة ليس أقلّها الحملة على "تيّار المستقبل" والمحكمة الدوليّة ومحاولات تشويه حقائق جريمة اغتيال رفيق الحريري. وتكليف ودائع النظام السوري و"حزب الله" لدى تكتّل عون ببثّ السموم بين المسيحيّين وضدّ حزب "القوّات اللبنانيّة" تحديداً. واللافت أنّهم افتتحوا بداية مواجهة مع مرجعيّة بكركي، على خلفيّة سعيها مع الفاتيكان لحثّ جميع النوّاب المسيحيّين على الحضور وتأمين النصاب اللازم لجلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة. فصدر كلام عن أوساط عون بمقاطعة الجلسة إذا كان الإتجاه نحو انتخاب "رئيس ضعيف". هذا يعني ببساطة: إمّا تنتخبون "القوي" عون وإمّا نقاطع! وهو موقف موجّه ضدّ بكركي والفاتيكان معاً. إنّها "المسيحيّة المشرقيّة" على قياس عون، و"المؤتمر" الذي رعاه النظام و"حزب الله". وإذا خرجت بكركي والفاتيكان عن القياس، يُصنّفان خارج المسيحيّة! وإلى ذلك، لا يُخفي هؤلاء غضبهم من تحويل أحد مطارنة البطانة على لجنة "سينودس الأساقفة" لمحاسبته على ما ارتكب في الرعيّة والسياسة. لقد انكشفت سريعاً، وبشكل دراماتيكي، لعبة انفتاح عون على الكتل النيابيّة. سقط الانفتاح بسقوط غايته، وهي تسويقه للرئاسة. هو كشف لعبته وأسقط نفسه حين أعلن ارتباطه بسلاح "حزب الله" على مدى الشرق الأوسط والعالم، واغتباطه بخلاص نظام الأسد، بحسب رأيه، بدون أن يحدّد هذه المرّة أيّ ثلثاء من أيّ أسبوع من أيّ شهر من أيّ سنة! مصيبة لبنان أنّه واقع بين مفارقات ثلاث: مفارقة إسقاط الدستور تحت شعار حمايته، ومفارقة إسقاط الرئاسة الأُولى تحت شعار قوّتها، ومفارقة إسقاط السيادة تحت شعار "قدسيّة" السلاح.  وجها أزمة لبنان كشفهما بأمانة مطلقة قاسم وعون هذا الأسبوع. هما وجها العملة - العمالة الواحدة. وكلّ من صدّق للحظة إمكان التفريق بين الوجهين، واهم. يبقيان معاً، أو معاً يرحلان.

 

20 ألف مقاتل يتصارعون في القلمون والآلاف يتوافدون على سورية توقعات باستهداف الأسد وقادة نظامه

حميد غريافي/السياسة/يتصارع نحو 20 ألف مقاتل نصفهم من أجنحة المعارضة المختلفة, في منطقة القلمون السورية قرب حدود لبنان, مع قوات النظام مدعومة من ميليشيا "حزب الله" والميليشيات العراقية والإيرانية, التي تقدر تقارير استخبارية عربية وأوروبية أعدادها بنحو عشرين ألفاً.  وأكد قيادي سوري معارض في بلدة سرغايا الحدودية مع لبنان لـ"السياسة", أمس, أن ما بين عشرة و14 ألف مقاتل من "الجيش الحر" والفصائل الإسلامية المتشددة يحتشدون منذ منتصف أكتوبر الفائت في مدن وبلدات وأرياف القلمون, حيث يخوضون معارك طاحنة وغير متكافئة مع قوات النظام والميليشيات الداعمة لها, مشيراً إلى أنه رغم عدم امتلاكهم أسلحة موازية لترسانة النظام الجوية والبرية, نجح الثوار في منع سقوط القلمون وكبدوا القوات المهاجمة خسائر فادحة, تقدر بـ1200 قتيل و1700 جريح فيما خسرت قوات المعارضة 312 قتيلا و640 جريحاً, بحسب احصاءات "الجيش الحر" في سرغايا.

وكشف الأمين العام لـ"حزب الوطنيين الأحرار" السوريين في حمص وريفها أحمد جمعة عن أن 11 ألف مقاتل من دول الشرق الاوسط واندونيسيا وباكستان وعواصم غربية وشرقية في أوروبا وصلوا تباعاً الى تركيا والاردن ولبنان خلال السبعين يوماً الماضية, وتوزعوا على مناطق الشمال والشرق ودمشق وريفها, ويشارك نحو ألفين وخمسمئة منهم في معركة القلمون, فيما يحتشد في لبنان أكثر من 3000 مقاتل اسلامي دخلوا سورية من مختلف الحدود, استعداداً لفتح جبهة على طول حدود منطقة القلمون لمنع قوات الأسد من تجاوزها إلى داخل لبنان وخصوصاً الى مناطق عكار وصولا حتى منتصف البقاع. وأكد جمعة أن الثوار مازالوا يتلقون أسلحة من مصادر مختلفة رغم قرار واشنطن ولندن تعليق المساعدات العسكرية "غير الفتاكة" إليهم, متهماً واشنطن بعقد صفقة مع الإيرانيين, تتخلى بموجبها عن دعم الثورة السورية مقابل تعليقهم تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة. من جهتها, شككت مصادر سياسية بريطانية بنجاح مؤتمر "جنيف - 2" في إيجاد حل للأزمة السورية طالما هناك أكثر من 50 الف مقاتل اسلامي يقاتلون نظام الاسد ولا يشاركون في المؤتمر, وإذا لاح أي اتفاق بين الاطراف المتصارعة على طاولة جنيف, فإن ذلك سيكون مصطنعا وكاذباً للتغطية على الفشل الذريع للمؤتمر, خصوصاً مع توقع ارتفاع منسوب العنف والقتل والتدمير من دون أمل بحل سلمي يعتقد الروس والاميركيون وحلفاؤهم انه سهل المنال". وتوقعت المصادر البريطانية عبر "السياسة" أن تشهد الاسابيع التي تعقب انتهاء مؤتمر "جنيف - 2" أحداثاً مأساوية ناجمة عن تكاتف جهود المقاتلين المعارضين وقياداتهم السياسية في الخارج مع جهود مختلف الاستخبارات العربية والاجنبية لاستهداف بشار الاسد وقادة نظامه العسكريين والسياسيين والأمنيين شخصياً, تجنباً لتكرار خطأ العراق الذي تخاذلت فيه الدول عن اغتيال صدام حسين قبل اعلان الحرب العام 2003 ولو تم ذلك لما كان الغزو ولا قتل أكثر من مليون عراقي وتدمر البلد برمته. 

 

لماذا لايعاقب العالم الحر نظام بشار الكيماوي؟ 

داود البصري/السياسة 

وأخيرا صدر التقرير الأممي عن لجنة تقصي الحقائق في استعمال الأسلحة الكيماوية في جريمة الغوطتين في 21 أغسطس المنصرم, والتي ذهب ضحيتها مئات المدنيين في جريمة بشعة لم تحرك للأسف الضمير الدولي, ولم تؤرق منام قادة الكرملين, ولا البيت الأبيض, ولا أي جهة دولية فاعلة ترفع شعارات حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات نفاقا ورياء, صدر التقرير الموعود والمنتظر, ولكنه في رأيي كان مخيبا للآمال, كعادة كل التقارير الدولية المشابهة, والتي عادة ما تفسر الماء بعد الجهد بالماء! ووفقا للنظرية الشهيرة: "كأننا والماء من حولنا.. قوم نيام حولهم ماء"! فالتقرير الأممي يؤكد استعمال الأسلحة الكيماوية, ليس في غوطتي دمشق المنكوبتين فقط, بل في مناطق سورية ساخنة أخرى, وفي خمسة مواقع ميدانية كإدلب وحلب, ولكن التقرير لم يحدد بصراحة ووضوح مسؤولية النظام السوري وعصاباته المجرمة عن استعماله! وبقي الموضوع مثارا للجدل السقيم والعقيم مع بروز احتمالات لتوجيه المسؤولية ربما إلى قوى المعارضة السورية المسلحة, والمدافعة عن شعبها, فهل لاتعلم هيئة التحقيق الدولية ان المعارضة لا تمتلك وسائل تحميل وإطلاق مثل تلك النوعية من الأسلحة التي لا يمكن تخزينها فضلا عن استعمالها إلا من خلال وسائل تقنية, ولوجستية تمتلكها الدول فقط, وليس مجموعات مقاتلة تمارس حرب العصابات, وتتبع أسلوب الكر والفر العملياتي والذي لا يتيح أبدا اي إمكانية لامتلاكه فضلا عن استعمال تلك الأسلحة النوعية القذرة, والتي لا يستعملها إلا من بلغ به السقوط القيمي والأخلاقي مبلغا لا يمكن العودة عنه ولا التراجع منه. لماذا يتردد العالم عن توجيه الاتهام الصريح نحوالطرف الفاعل, والمجرم, والذي يعرفون هويته, وحتى أرقام أسلحته, وتسلسل صواريخه المهانة؟ لماذا لايصدر قرار اتهام دولي بمسؤولية النظام بطاقميه الأمني والعسكري عن ماحدث, ومن ثم بدء التحرك لردع القتلة والمجرمين, أسوة بما فعلوه في العراق مثلا, حيث تم احتلال وتدمير العراق بالكامل, وإنهاء دوره الإقليمي لمجرد تقارير لم تثبت صحتها حتى اليوم, ولم يتم العثور أبدا على أدوات الجريمة, والاتهام رغم وقوع البلد بأسره تحت ايديهم وتحول العراق "ملطشة" دولية؟

لماذا كل هذه المعايير المزدوجة في التعامل مع نظام فاشي مجرم حقود لايتردد أبدا عن إبادة شعبه بكل ما يتوافر لديه, ثم يضطر للتراجع الذليل أمام احمرار عيون القوى الدولية الكبرى الى الدرجة التي سلم معها طواعية, وعن طيب خاطر بعضا من سلاح الجريمة الكيماوي, وحيث يحتار العالم في كيفية تدميره؟ بينما يحتفط بالبعض الآخر ليوم الحشرة, خصوصا أن حليف النظام الأساسي, وهو إلنظام الإيراني يمتلك الأدوات, والوسائل, والأسلحة الكيماوية ولربما حتى الإشعاعية, فضلا عن براميل بشار القذرة التي تحوي مالذ وطاب من أسلحة الدمار الشامل التي كانت ذات يوم مخصصة للصمود والتصدي والتوازن الستراتيجي, فإذا بها وفي حقيقتها مخصصة لإبادة الشعب السوري, وفي ظل تفرج المجتمع الدولي, وتصفيق البعض, ومحاولة البعض الآخر طمطمة الموضوع, والالتفاف على الجريمة والتغطية على الفاعل الحقيقي, بل ونشر أسطورة إن الشعب السوري الحر هو الذي يقصف نفسه بالكيمياوي! بل إن بعض الدهاقنة ربما يشيع ان قبائل الجن السفلي هي المسؤولة عن استعمال الكيماوي لأنها جزء من المؤامرة الكونية التي تتحدث عنها المخابرات السورية. إنها مهزلة العدالة الدولية العوراء وهي تتشكل بأفظع أشكالها لتحمي المجرمين وتدين الأبرياء وتكون مجرد شاهد زور على أكبر فعل إرهابي لنظام إرهابي في التاريخ, ومع ذلك لا أحد يتحدث أو يقول ويصرح بالحقيقة العارية المعروفة للجميع إلا للقوى الدولية الكبرى التي تمتلك الأرض والفضاء وتتجسس على غرف نوم الشعوب, بينما لا تعرف من استعمل السلاح الكيماوي لإبادة الشعب السوري! إنها المهزلة الكونية في زمن الحرية المعلوماتية وخرافة عصر حقوق الإنسان, الشعب السوري الحر وحده هو من سيحاسب القتلة والمجرمين, أما اللجان الدولية فهم شهود زور على فضيحة إنسانية كبرى!

 

هؤلاء أعدائي ... الأحباء

نبيل بومنصف/النهار

فيما تشير تقارير صحافية واعلامية الى مفاوضات جارية بين نظام بشار الاسد والجماعات الاصولية المتشددة في شأن اطلاق راهبات معلولا المختطفات منذ اسابيع لا يسع اللبنانيين تحديدا وهم يعاينون يوميات المأساة التي بدأت تثقل على اللاجئين السوريين عندنا الا التخوف اكثر فاكثر من التآمر الدولي المثبت على المؤامرة الجاري حبكها بين النظام وهذه الجماعات. تآمر لم يعد يحتاج الى اي ادلة وقرائن من مقلبيه بدليل ان ملايين اللاجئين السوريين متروكون في العراء في دول الجوار السوري، معظمهم في لبنان، لا يرف حيالهم جفن دولي فيما يتوزع النظام والمجموعات الاصولية مغانم ابتزاز عمليات الخطف المستهدفة المسيحيين حصرا.

قد لا يعرف التاريخ محنة لجوء مماثلة لكارثة اللجوء السوري التي تنذر بتجاوز نكبة اللجوء الفلسطيني وسط صمت دولي مريب لا تقلل منه فتات الاعانات الانسانية للامم المتحدة. ثمة على الارجح اكثر من نصف مليون لاجئ سوري باقل التقديرات يعيشون في الخيم العشوائية في البقاع والشمال وبعض المناطق الاخرى تحت عراء الصقيع عرضة لكل ما يخطر ولا يخطر ببال من المآسي. ولو قيض للبنان كله ان يهب الى نجدتهم لما امكنه وامكنهم ان يتجنبوا تداعيات الكارثة الزاحفة على موجات البؤس المتعاقبة. مع ذلك يبدو الصمت الدولي مثيرا لكل الشبهات مع الانكفاء عن اي تحرك فعال من شأنه احداث ممرات آمنة للاجئين في ارض سوريا، او على الاقل اطلاق مبادرات انقاذية واسعة ومد الدول الرازحة تحت اعباء اللجوء بالدعم الكافي.

يتساءل اللبناني الذي تعتصره عقدة الذنب وهو يعاين موت اطفال او جوع شيوخ ونساء وارتجاف فقراء تحت وطأة الصقيع، كيف لمجتمع دولي ان يقبع ساكتا على نظام تحول آلة منهجية للقتل والمجازر الجماعية والمجازر ضد الانسانية كما بات مثبتا لدى الامم المتحدة فيما هو يمعن في تهجير شعبه الى لبنان ودول الجوار ليحولهم في يوم لن يكون بعيدا قنابل عنقودية تفجر لبنان ومعه المنطقة برمتها؟ كما يتساءل كيف تراه عالم متحضر متمدن يصمت على مجموعات جاهلية اصولية تتحول بين ليلة وضحاها آلة فتك بكل مختلف عن انماطها ولا تخدم الا النظام الذي تقاتله فتغدو "المفاوض" الشرعي معه؟

ليس صحيحا ان المسألة تستحضر فقط تقاطع مصالح بين الاعداء على غرار ما عرف ويعرف لبنان. محنة اللجوء السوري الان تجاوزت ذلك الى صياغة اكبر انكشاف دولي حيال البعد السياسي والميداني والانساني للحرب السورية بما يكفل للنظام تصدير موجات النازحين تباعا وللمجموعات الاصولية الاجهاز على الاقليات بالتكافل والتضامن تحقيقا للمرغوب فيه دوليا في تصفية سوريا تماما للتمكن من فرض التسوية فيها. فهل من لا يزال يصدق ان النظام والاصوليين اعداء؟

 

من حقّ سليمان تشكيل حكومة يثق بها إذا كانت صلاحيات الرئاسة ستنتقل إليها

اميل خوري/النهار

هل بات ممنوعاً على رئيس الجمهورية استخدام ما تبقى له من صلاحيات في موضوع تشكيل الحكومات بحيث يتم تشكيلها بالاتفاق بينه وبين الرئيس المكلف وكان من حقه قبلاً تعيين الوزراء وتسمية رئيس منهم والحق في أن يقيلهم ويحل مجلس النواب، وافتتاح العقود العادية واختتامها بتوقيعه وحده ولم يكن القانون يعتبر نافذاً حكماً ووجب نشره في حال انقضاء المهلة المحددة؟ وهل بات ممنوعاً على رئيس الجمهورية بالاتفاق مع الرئيس المكلف تشكيل حكومة يثق بها إذا كانت ستناط بها صلاحياته في حال خلو سدة الرئاسة؟

إن رئيس الجمهورية كان له قبل دستور الطائف حق تعيين حكومة برئاسة ماروني لأن منصب الرئاسة الاولى هو للموارنة وينبغي المحافظة عليه سواء بالاصالة أو بالوكالة كما يحافظ السنّة على منصب رئاسة الحكومة والشيعة على منصب رئاسة المجلس بدليل أنه عندما دعي مجلس النواب الى عقد جلسات تشريعية في غياب الحكومة كونها مستقيلة، قاطع نواب هذه الجلسات ليحولوا دون اكتمال نصابها احتجاجاً على جعل مجلس النواب سلطة تنفيذية وتشريعية في آن واحد مدة وجود الحكومة مستقيلة، مذكّرين بالمادة الدستورية التي تنص على الفصل بين السلطات، ولا تزال جلسات مجلس النواب معطلة إلى الآن بسبب الخلاف على ذلك، ورفضت رئاسة المجلس تسلّم مشاريع من حكومة اعتبرتها غير ميثاقية لا بل اقفلت أبواب المجلس في وجهها.

لقد حافظ دستور ما قبل الطائف على حق رئيس الجمهورية في ان ينيط في حال خلو سدة الرئاسة لأي علّة كانت، صلاحياته وكالة بمجلس الوزراء، وكان يعين رئيساً مارونياً للخدمة وليس رئيساً سنياً لأنه ينوب عنه في منصب هو للموارنة، لذلك سلّم الرئيس بشارة الخوري عندما قدم استقالة السلطة إلى قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب بالوكالة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية.

وقبل ساعات من انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل الدستورية تعذر التوصل إلى اتفاق على تأليف حكومة انتقالية لتشرف على انتخاب رئيس للجمهورية وسط أجواء للانقسام السياسي الحاد الذي كان سائداً يومذاك، الأمر الذي اضطر الرئيس الجميل إلى تسليم سلطاته لحكومة عسكرية يرأسها العماد ميشال عون قائد الجيش واعضاؤها من كامل المجلس العسكري وهم: العماد ميشال عون رئيساً لمجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والاعلام، العقيد عصام أبو جمرا نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتعاونيات والاقتصاد والتجارة، اللواء محمود أبو ضرغم وزيراً للأشغال العامة والنقل والسياحة والعمل، العميد نبيل قريطم وزيراً للخارجية والتربية الوطنية والفنون الجميلة، العقيد لطفي جابر وزيراً للموارد المائية والكهربائية والزراعة.

ولكن فور إعلان التشكيل اعتذر كل من أبو ضرغم وقريطم وجابر، فأصبح في لبنان حكومتان واحدة شرعية ودستورية هي حكومة العماد عون وأخرى قائمة بحكم الأمر الواقع يرأسها الدكتور سليم الحص بالتكليف بعدما اغتيل رئيسها الأصيل رشيد كرامي. واستمر هذا الوضع المتردي في ظل حكومتين حتى إقرار وثيقة الوفاق الوطني في الطائف ومن ثم انتخاب رينه معوض رئيسا للجمهورية.

هل يمكن القول إن التاريخ قد يعيد نفسه اليوم في ظل الانقسامات الحادة بين 8 و14 آذار فيتم تشكيل حكومة مرة أخرى من اعضاء المجلس العسكري أو من سياسيين مستقلين خارج هذه الانقسامات حتى إذا ما ردّت عليها قوى 8 آذار وتحديداً "حزب الله" ببقاء الحكومة الحالية المستقيلة يعود الى البلاد حكم الحكومتين كما في الماضي وكأن لا شيء تغير في لبنان ولا تعلّم السياسيون شيئاً من دروس الماضي، إلا اذا كان ثمة من يريد وضع وثيقة وفاق وطني جديدة تنهي الأزمة كما انهتها وثيقة اتفاق الطائف... وهذا أخطر ما يواجهه لبنان في تاريخه إذ يدخله في المجهول إذا لم يبادر الاشقاء والاصدقاء إلى نجدته.

والسؤال المطروح هو: هل تسكت بكركي عن واقع منع رئيس الجمهورية من تشكيل حكومة ليست برئاسة ماروني كما في الماضي إنما برئاسة سنّي وبالاتفاق معه، لا لشيء سوى إن قوى 8 آذار وتحديداً "حزب الله" تريد أن تكون الحكومة على الشكل الذي تريد، حتى إذا خلا منصب الرئاسة الاولى فإن هذه الحكومة تتسلم صلاحيات الرئيس إلى حين يتم التوصل إلى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية لا يكون مقبولاً إلا إذا التزم معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" ويكون مع حياد استنسابي للبنان من صراعات المحاور... وما هو رأي الاقطاب المسيحيين في قوى 8 آذار وهم الذين لم يكلّوا عن المطالبة بتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية كي يستطيع أن يحكم، وإذا بموقف بعضهم المستهجن والمستغرب هو ضد إقدام رئيس الجمهورية على تشكيل حكومة مستقلين إذا تعذر التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة من 8 و14 آذار ويعتبرونها حكومة الأمر الواقع التي تجعلهم يهددون بالويل والثبور إذا ما تشكلت في حين أنها في الواقع حكومة" الضرورة" التي من دونها يكون خطر الفراغ الشامل. فهل نسمع صوت بكركي وصوت الاقطاب المسيحيين ولا سيما من هم في 8 آذار؟

 

دلالات إيجابية لرسائل قوى 14 آذار: احتضان كل طرابلس لمواجهة التطرّف

روزانا بومنصف/النهار

تكتسب خطوة قوى 14 آذار في احتضان مدينة طرابلس وابنائها كافة وقعا ايجابيا ربما كانت تحتاج اليه المدينة في وقت سابق مثلما تحتاجه اليوم وكما تحتاج اليه مناطق اخرى لا تقل حاجة الى الدعم المعنوي الى جانب الدعم على مستويات اخرى بحيث يتعين على هذه القوى التي لا تزال نسبة كبيرة جدا من الشعب اللبناني تنضوي تحت لوائها ان تبرز حضورها في الدرجة الاولى من اجل فئات الشعب كافة، وان تبرز وحدتها أيضاً بالمقدار نفسه. وثمة تقصير لحق بهذه القوى نتيجة الوهن السياسي الذي اصاب كل القوى والتيارات السياسية في ظل العجز عن التوافق من اجل اخراج البلد من واقعه المأزوم. لكن من المهم بالنسبة الى رأي عام لا يزال داعما لهذه القوى ان تخرج من اطار رد الفعل الذي دأبت عليه في الآونة الاخيرة الى مبادرات ولو متواضعة في الوقت الضائع والميت سياسيا، فضلا عن اظهار وحدة مواقف بعد تشرذم يظهر بين فينة واخرى حول مسائل متعددة.

وما رأت مصادر سياسية انه يكتسب اهمية او ايجابية موازية هي الرسائل التي تضمنتها الكلمات كما الحضور، ومن بينها خصوصاً تلك التي تؤكد رفض التطرف من اي جهة اتى وفق ما جاء في كلمة الرئيس فؤاد السنيورة مشددا على اعتدال اهل السنّة. وهي رسالة يتعين على "حزب الله" ان يتلقفها كونه نحا في الاونة الاخيرة في اتجاه مطالبة خصومه الى التضامن معه في مواجهة من يعتبرهم " تكفيريين" نسبة الى انضمامه الى النظام السوري في مواجهة معارضيه الذين اطلق عليهم صفة الارهاب ولاحقا التكفير بعدما زادت نسبة التطرف في هذا الجانب. والرسالة الايجابية بهذا المعنى والتي كان اطلقها "تيار المستقبل" مرات عدة سابقا تصب في خانة التلاقي المبدئي على نقطة مشتركة من دون تبني لا التوصيف ولا اسلوب المواجهة. لكنها نقطة ايجابية يمكن ان يبنى عليها كما هي الحال بالنسبة الى احتضان جميع ابناء المدينة واللبنانيين على اختلاف طوائفهم. لكن يخشى في المقابل ازاء عدم القدرة على التجاوب في هذه المرحلة لاعتبارات متعددة معروفة، ان يتم الرد على هذه المواقف من جانب من اتهمتهم قوى 14 آذار بتسعير الخلافات في المدينة باشعالها مجددا.

 

المواجهة الكبرى المقبلة بين السعودية وإيران

جمال خاشقجي/الحياة

رحب قادة الخليج في اختتام قمتهم الأخيرة بالكويت «بالتوجهات الجديدة للقيادة الإيرانية تجاه دول مجلس التعاون». من قال إن هناك توجهات جديدة لإيران؟ إنه الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد ظريف اللذان شنّا هجوماً بمعسول الكلام والابتسامات والوعود، نحو دول المجلس، كل على حدة بالطبع، فهذه سياسة إمبراطورية عتيقة «فرق تسد».

إنني متأكد أن الوفد السعودي لم يكن سعيداً وهو يشارك في صياغة هذا البند من البيان الختامي، فالسعودية تعلم أنها ستتحمل وحدها المواجهة المقبلة مع إيران والتي ستكون في سورية، وستشاركها فيها قطر فقط، في مفارقة عجيبة تعبّر عن مرحلة «السياسة الواقعية» التي ستسود بين دول المجلس في المرحلة المقبلة. وفي الغالب فإن السعودية هي من أصرّ على أن تكتمل الجملة السابقة بالشرط الآتي «آملاً أن تتبع هذه التوجهات خطوات ملموسة وبما ينعكس إيجاباً على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة».

«السياسة الواقعية» الإيرانية هي ما جاء بعد هذا البيان بيومين فقط على لسان قائد «الحرس الثوري» اللواء محمد علي جعفري الذي قال إن «سورية تمثل الخط الأمامي للجمهورية الإسلامية»، وإنهم لا يخفون وجود عناصره هناك «كمستشارين ويقدمون الدعم وفق طلب رسمي تقدم به نظام معترف به دولياً»، وإنهم سيفعلون كل ما بوسعهم للدفاع عن النظام هناك «ولو بلغ الأمر ما بلغ» بحسب قوله.

ظريف لن يتحدث بهذا الوضوح، وإنما سيفرك يديه ويبتسم ويقول شيئاً من نوع إنهم يريدون الخير للشعب السوري الذي من حقه أن يختار النظام الذي يمثله من دون تدخلات من أحد، وإن علينا جميعاً الذهاب معاً إلى جنيف للوصول إلى حل سلمي، في الوقت نفسه الذي تهبط فيه طائرات عدة محملة بأسلحة إيرانية متطورة لدعم جيش نظام يقتل شعبه، ولكنه لن يعترف بذلك وإنما سيضيف شيئاً من نوع «نحن نحارب التكفيريين في سورية، ويجب أن تتعاون معنا دول المنطقة فهذا من مصلحتها». مقابل منطق كهذا يجب ألا تجلس المملكة مع إيران الآن، وتتفاوض، قبل أن تحقق نصراً حقيقياً في سورية يعيد ترتيب الأوضاع لصالحها.

ولكن الصورة تزداد تعقيداً بشكل يستفز السعودية أكثر، فالولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا بعد يوم واحد من تصريحات جعفري، التي لم تعلّقا عليها حتى الآن، عن وقف مساعداتهما للثوار السوريين، وهي مساعدات غير قتالية أصلاً، أي ملابس عسكرية وأحذية وأجهزة اتصال، وهي على «بؤسها» تظل مفيدة وخط إمداد ظل الجميع طوال عامين يأملون أن يتسع وتصل من خلاله مساعدات عسكرية يمكن أن تغير واقع الحال لصالح ثورة الشعب السوري. سبب وقف المساعدات هو قيام «الجبهة الإسلامية» بوضع يدها على مخازن المساعدات غير القتالية التي كانت تديرها قيادة أركان «الجيش الحر» التي بدأت تخسر مواقعها على الأرض بوتيرة سريعة مع تقدم الفصائل الإسلامية، في الوقت الذي تعلم فيه الولايات المتحدة أن المملكة وقطر وتركيا شرعت منذ فترة في مساعدة هذه الفصائل - وللأسف من دون عظيم تنسيق في ما بينها - وذلك اعترافاً منهم بأنها باتت القوى الفعالة الأكثر على الأرض، وإنها الوحيدة القادرة عسكرياً وعقائدياً على وقف تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة»، التي أخذت تقترب أكثر من القوى الإسلامية المعتدلة.

التصرف الأميركي كشف عن انهيار مكتب التنسيق الذي أسس قبل أكثر من عام في أنطاكية وعمان بين القوى المهتمة بدعم الثورة السورية، وربما يعزز شكوك المملكة حيال النوايا الحقيقية للأميركيين خصوصاً في سورية، ومؤداها أن ثمة صفقة يجب أن تعقد في «جنيف 2» لحل سلمي تدفع به الولايات المتحدة، وتتعاون المملكة وإيران لفرضه على الشعب السوري! فكرة كهذه مضادة للتاريخ ولرغبة الشعب الذي يريد حريته.

عززت ذلك عندي جملة مهمة صرح بها سيد حسين موسيفيان، الأستاذ حالياً بجامعة برنستون ولكنه سياسي مقرب من القوى الإصلاحية الصاعدة بقوة في إيران، حينما ألقى كلمته في حوار المنامة بالبحرين الأسبوع الماضي، بخطابية مشوبة بالثقة والاعتداد بالنفس (أو الاعتداد بإيران) قائلاً: «على إيران والسعودية الاعتراف بالنفوذ الطبيعي لكل منهما، ودورهما ومصالحهما في المنطقة، والذي يمتد للاحترام الذي تستحقه كل منهما، وعلى الولايات المتحدة دعم علاقات سعودية - إيرانية خالية من الخلافات».

يفخر السيد موسيفيان كثيراً بصداقته مع المملكة ومعرفته بها، ويعتز بأنه كان رسول سلام بين الملك عبدالله والرئيس رفسنجاني في منتصف التسعينات، وأن تلك الاتصالات كللت بنجاح وحقبة سلام وتعاون سعودي - إيراني امتد حتى عام 2005 بحسب رأيه. سألته بعد المحاضرة عما يقصد تحديداً بالنفوذ الطبيعي للبلدين وما إذا كان يقصد تحديداً أن تتخلى المملكة عن دعم الثورة السورية فتترك سورية لإيران مقابل أن تترك إيران دولاً أخرى تقع ضمن «النفوذ الطبيعي» للمملكة، وهي نظرية أراها مصادمة لتحولات التاريخ واستقلال الدول والشعوب، وبها قدر كبير من النسم «الإمبراطوري» الذي لم تعرفه المملكة وإن عاشته إيران لأكثر من 3000 عام.

كانت إجابته مبهمة، وهو فن يبدع فيه المفاوض الإيراني، تحدث عن قوة إيران، وتميزها بثراء وعمق تاريخها بالمقارنة مع دول مجلس التعاون - بحسب قوله - وأن تعداد سكانها (80 مليوناً) يعادل ثلاثة أضعاف دول الخليج العربية مجتمعة، مع تميز في مواردها البشرية تعليماً وتدريباً وعمالة مؤهلة، وأن نصف مليون منهم يعيشون ويعملون بدولة الإمارات، وأن هناك علاقات عميقة بين ملايين العرب والإيرانيين على ضفتي الخليج، ولها نفوذ في بلدان عربية وإسلامية مثل العراق واليمن والسودان ولبنان وسورية وفلسطين، وأن القوى العسكرية، والخبرات الإيرانية في مجال القوة النووية وصناعة الصواريخ واكتفاءها الذاتي في الصناعات الدفاعية مع امتدادها الطويل على سواحل الخليج أكثر من أي بلد خليجي آخر، تجعلها لاعباً أساسياً اليوم وفي المستقبل في الخليج والشرق الأوسط وأبعد من ذلك.

انتهى كلامه الذي ترجمته «اتركوا لنا سورية»، وهو ما لا تستطيع المملكة فعله، فإضافة إلى حق الشعب السوري في الحرية، فإن سورية امتداد طبيعي ومكمل للجزيرة العربية التي تمثل السعودية أهم مكون لها، ولو وقعت تحت نفوذ إيراني بعد انتصارها هناك، سيرقى ذلك إلى حالة «الانتداب» بوجود نظام ضعيف يدين ببقائه لإيران فيعترف بفضلها عليه وحمايتها له، وبالتالي ستكون «سورية الإيرانية» مهددة للأمن القومي العربي بكامله وليس للسعودية وحدها.

إذاً هي المواجهة الكبرى بين «الشقيقتين» السعودية وإيران في ساحة «الشقيقة» سورية. بعدها، ستجلس الشقيقتان على طاولة المفاوضات والمنتصر منهما سيكتب شروط الصلح.

*إعلامي وكاتب سعودي

 

لمن تعمل داعش والنصرة والجبهة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

قتلوا محمد الحمامي، أبو بصير، من أركان الجيش الحر الذي كان يحارب قوات النظام في اللاذقية، وكذلك العسكريين المنشقين محمد جهار ومحمد القاضي على الحدود مع تركيا. وأعدموا محمد فارس مروش أحد قادة الجيش الحر. أيضا، بوحشيتهم المعروفة حزوا رأس قائد كتيبة بدانا، واستولوا على البلدة. وقتلوا أيضا اثنين من الجيش الحر، كانا يحرسان مستودع السلاح في باب الهوى واستولوا عليه. وقتلوا عبد القادر الصالح قائد كتيبة «التوحيد»، بقذيفة استهدفت مقره. خطفوا العشرات من قيادات وأفراد الجيش الحر، بينهم علي بللو من كتيبة «أحرار سوريا»، والحياني من كتيبة «شهداء بدر»، وفعلوا الشيء نفسه مع قائد الجيش الحر في أطمة. كما خطفوا الأب باولو أحد أبرز القادة المسيحيين المتعاطفين مع الثورة، ومطر أنين في حلب، ثم خدموا النظام دعائيا بخطفهم راهبات معلولا. واختطفوا اثني عشر صحافيا وناشطا إعلاميا، بينهم زملاء نذروا عامين من عمرهم في خدمة الثورة إعلاميا، وقبل أيام أسروا ناشطين حقوقيين هم من وضعوا الثورة على الخريطة، مثل رزان زيتوني. خدموا الأسد بإيذاء أحد أبرز أعدائه، المفكر والمناضل ياسين صالح، بخطف أخيه فارس وزوجته سميرة الخليل.

حارب رجال «داعش» و«النصرة»، واستولوا على مناطق للجيش الحر، التي سبق أن حررها من النظام، كالرقة، وأعزاز، وجرابلس، ومسكنة بريف حلب، وأطمة بريف إدلب، وسرمدا، ومقري قوات «الفاروق» و«اللواء 313». وآخر انتصارات «داعش» و«الجبهة الإسلامية» استيلاؤهم على المنفذ الحدودي مع تركيا، باب الهوى، قبل أسبوعين، والذي قاتل الجيش الحر من أجل تحريره لأشهر ضد قوات الأسد في العام الماضي.

هذه ليست انتصارات قوات الحكومة السورية، بل أفعال تنظيمات المتطرفين، مثل «داعش» و«جبهة النصرة»، والآن «الجبهة الإسلامية». نجحوا في تحقيق نبوءة بشار الجعفري، سفير الأسد لدى الأمم المتحدة، الذي زعم مبكرا أن الذين يقاتلون النظام ليسوا إلا تكفيريين وقتلة.

لا يمكن أن يصدق أحد أن هذه الجماعات تريد إسقاط نظام الأسد، ولا الذهاب إلى الجنة، بل من المؤكد أنها تدار من قبل النظام السوري وحلفائه من الإيرانيين، كما أدار النظام السوري جماعة «فتح الإسلام» في لبنان ليتحالفوا مع حزب الله ويقاتلوا خصومه. لقد ظهرت «جبهة النصرة» و«داعش»، في ساعات ضعفت فيها قوات الأسد. دخل أفرادها الحرب في الفترة نفسها التي وصلت إلى التراب السوري ميليشيات حزب الله اللبنانية، و«عصائب الحق» العراقية، والحرس الثوري الإيراني في أواخر العام الماضي.. كلها سارت في طريق واحد باستهداف كتائب الجيش الحر، باستثناء أن «داعش» و«النصرة» حققتا انتصارين مزدوجين.. الأول اختراق الجيش الحر، والثاني تشويه سمعة الثورة وتخويف الشعب السوري والعالم. والآن «الجبهة الإسلامية»، التي نجحت هي الأخرى في شق صف الجيش الحر، بجذب ثلاث كتائب مقاتلة ودعوتها للتمرد ضد قياداتها بدعوى دينية.

إن ما يثير الحيرة والبلبلة أن هذه الجماعات تتشكل من عرب ومسلمين يعلنون عداءهم للأسد، ويرفعون رايات إسلامية، وبالتالي كيف يمكن أن يرتكبوا هذه الجرائم البشعة ضد الشعب السوري وممثليه ممن يفترض أنهم في نفس الخندق؟! الحقيقة أن أكثرهم مغرر بهم، مجرد بيادق تديرها قيادات مرتبطة بإيران. فعدد من قادة تنظيم القاعدة لا يزالون يعيشون في إيران، ويديرون عملياتهم بالتفاهم مع الحرس الثوري، في اليمن وسوريا. وهي اليوم تقدم أكبر خدمة لنظام الأسد، الذي من خلال «داعش» و«النصرة»، وحديثا «الجبهة الإسلامية»، استطاع محاصرة كتائب الجيش الحر في أماكن عديدة. وبسبب انتصارات المتطرفين هذه، أبدى الأميركيون استعدادهم للتفاوض معهم، بحجة القبول بالأمر الواقع!

 

تطرف النظام وتطرف «الجهاديين»!

فايز سارة/الشرق الأوسط

قلة قليلة في العالم الذين لا يعترفون بأن نظام الأسد هو نظام متطرف. بل إن هذه القلة القليلة تسوق مبررات لا تخلو من أكاذيب وادعاءات في سياق رفضها حقيقة تطرف النظام في مواقفه وسياساته، كالقول إنه يواجه مؤامرة خارجية، أو إنه يصارع عصابات ومتطرفين، وراغبين في الاستيلاء على السلطة، وإنه يسعى للحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها، وغيرها من ادعاءات، أثبتت تطورات الأعوام الثلاثة الماضية كذبها وزيفها.

ومؤشرات تطرف النظام أكثر من أن يجري حصرها. ولعل أبرزها طبيعة النظام، إذ هو نظام استبدادي متشدد، يستأثر بالسلطة وينفرد بها، ويقوم على منظومة حكم تعتمد الحاكم الفرد بصلاحياته شبه المطلقة، ويمدها إلى دائرة أوسع قليلا، لتشمل العائلة من الأخ إلى أولاد الأعمام، والخال وابن الخال، ثم أبناء العمة، قبل أن تصل المنظومة إلى إطار سياسي - أمني ممثلا بالحزب الحاكم وعدد محدود من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، الذين إن كانوا يمسكون مفاصل النظام فإنهم ليسوا مقررين فيه، إنما هم مجرد أدوات ليس إلا.

ومن مؤشرات تطرف النظام علاقاته الخارجية مع متطرفين فيهم دول وجماعات. وأبرز علاقاته مع نظام المافيا الروسية ونظام الملالي في إيران ونظام العراق الذي يقوده نوري المالكي، وأبرز علاقاته مع جماعات حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس وغيرها، وحشد علاقاته لدعم تطرفه لدعم وجوده وإخضاع السوريين عبر مشاركتهم في قتل السوريين وتدمير بلدهم.

لقد تبدى تطرف نظام الأسد بممارسته أوسع عمليات عنف ضد ثورة السوريين الذين طالبوا بالحرية والكرامة، ورفض إجراء أي حوار سياسي ومعالجة سياسية للأزمة، وأطلق آلته الأمنية - العسكرية ضدهم، حيث قتلت وجرحت واعتقلت أكثر من مليون سوري، وشردت نحو اثني عشر مليونا من بيوتهم، منهم نحو خمسة ملايين صاروا لاجئين ومهجرين خارج البلاد، ودمرت على نحو واسع قرى ومدنا بصورة كاملة أو جزئية، حيث شمل التدمير بيوتا ومؤسسات خاصة وعامة، وبنى تحتية وخدمات، بما فيها خدمات الصحة والتعليم، ولم تسلم المساجد والكنائس من التدمير.

وشكل تطرف النظام وممارساته القاعدة التي قام عليها تطرف مواز في المجتمع، لم يكن معزولا عن إسناد ودعم من الخارج، ومن تلك البيئة ولد التطرف الجهادي، مستغلا التدين الشعبي في سوريا الجريح والمحبط واليائس، ليحوله إلى حاضنة للتطرف الجهادي، واستطاع الوافدون الجهاديون من بلدان عربية وإسلامية ومن وسط جاليات إسلامية تأسيس تشكيلات متطرفة، أبرزها جبهة النصرة لبلاد الشام، قبل ظهور الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، والاثنتان أعلنتا الانتماء إلى تنظيم القاعدة.

وتطرف «القاعدة» وأخواتها من النصرة وداعش، لا يحتاج إلى تأكيد، ولا سرد للوقائع والمعطيات التي تتصل بفكرة «القاعدة»، من حيث التوجه إلى إقامة نظام «إسلامي» متشدد شديد التطرف في فصله العالم إلى نسقين: مؤمن وكافر، وإقامة نظام استبدادي لا يتصل بالعالم من حوله إلا بصورة انتقائية تتوافق مع انغلاق إمارته في مواجهة كل ما خلص إليه العالم من تطورات حقوقية وعلمية وتقنية وفي أغلب المجالات.

ولا يقتصر خطر التطرف الجهادي على فكره فقط، إنما هو يرتبط بأداته المسلحة من جهة وبممارساتها على نحو ما أبرزتها الوقائع في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، حيث خلق فيها تشكيلات مسلحة للنصرة وداعش وأخواتها، أطلقت العنان لوحشيتها في ممارسة سياسة الإكراه على السوريين وأكثريتهم من ضحايا النظام، فأجبرتهم على تغيير أنماط وطريقة حياتهم، وصولا إلى محاولات تغيير معتقداتهم وعباداتهم، ومارست القتل والخطف والاعتقال وعمليات التهجير التي لم يسلم منها معارضو النظام ولا جنود الجيش الحر وتشكيلاتهم المقاومة للنظام، ولا الإعلاميون ونشطاء المجتمع المدني والمثقفون، وهي إلى كل ما سبق مارست عمليات تدمير الممتلكات الخاصة والعامة والاستيلاء عليها، وعززت التجاذبات والانقسامات القومية والدينية والطائفية والعشائرية، التي كان أطلقها النظام من عقالها، وحولت حياة السوريين في المناطق التي سيطرت عليها إلى جحيم مضاف إلى الجحيم الذي خلقه نظام الأسد باستبداده ودمويته.

لقد صار السوريون وسط نارين، أولاهما تطرف نظام الأسد، والثانية تطرف الجهاديين. ولئن استغل الأول كذبا الفكرة القومية متجاوزا كل إيجابياتها، فإن الآخر سعى للتخفي وراء الإسلام المعروف بسماحته وتسامحه ووسطيته في التعامل مع الإنسان والحياة، واشترك الاثنان، متشابهين ومتماثلين، في تدمير الإنسان وحياته انطلاقا من تبنيهما التطرف في الفكرة والأدوات والممارسة.. الأمر الذي يجعلهما في مكانة واحدة، ويتطلب حشدا موحدا للتخلص منهما معا.