المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 06 كانون الأول/2013

عناوين النشرة

*البابا فرنسيس/إن القداسة لا تعني القيام بأشياء خارقة، بل القيام بالأشياء الاعتيادية بمحبة وبإيمان.

*الزوادة الإيمانية/رسالة القديس بطرس الأولى 02/01-10/الحجر الحي والشعب المقدس

*لبنان بحاجة إلى سياسيين سياديين وأحرار من خامة الدكتور مصطفى علوش

*بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة مع الدكتور مصطفى علوش/موجز الأخبار ومقدمة للياس بجاني/05 كانون الأول/13

*فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مع الدكتور مصطفى علوش/05 كانون الأول/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/05 كانون الأول/13

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*الدكتور علوش قماشة سياسة لبنانية قلباً وقالباً وعلماً وممارسة/الياس بجاني

*هدوء تام في طرابلس والجيش ازال الدشم من محور الستاركو جبل محسن

*مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ادعى على 3 موقوفين من جبل محسن لتورطهم بحوادث طرابلس واحالهم على القضاء العسكري

*الشعار رحب بالخطة الامنية في طرابلس وحذر من خطورة المرحلة: لاعتماد الخطاب الهادىء والكلمة الطيبة

*"حسان اللقيس"...الصديق اللدود لنصرالله و"مبدع" طائرات التجسس لدى "حزب الله"

*عمر بكري: اسرائيل لا علاقة لها باغتيال اللقيس "الكافر"

*هل يتحالف "الجيش الحر" مع القوات النظامية لمحاربة "داعش"؟!

*حسان اللقيس: دور تقني في الإغتيالات، وخلية مصر

*"هجوم نصرالله على السعودية وتوقيته.. فهل في الامر تبادل الادوار مع ايران؟

*قيادة الجيش طلبت الابلاغ عن سيارة مستأجرة شاركت في تنفيذ عمل ارهابي

*مروان حمادة: نصرالله يهاجم الحريري لقرب محاكمة كوادره

*"الوفاء للمقاومة" لتكفّ "14 آذار"عن احتضان التكفيريين

*"أمراء الكيماوي" يتّهمون 14 آذار بـ"أمراء الأزقة"/كارلا خطار/ المستقبل

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: 8 آذار تعطل دور الجيش

حزب الله" يدير ظهره لأوجاع أهالي الضحايا/علي الحسيني/ المستقبل

*14 آذار تتخوف من إحياء حكومة ميقاتي لتتولى الرئاسة بعد تعذر انتخاب بديل سليمان

*اغتيال اللقيس: اختيار القاتل/حسام عيتاني/الحياة

*قلق نصرالله/وليد شقير/الحياة

*ماروني لموقعنا: نصر الله يشوه العلاقات اللبنانية – السعودية لابراز الدور الايراني

*الراعي استقبل 3 سفراء وعرض وزوار بكركي أمورا وطنية ونواب المنية اثاروا مسألة الاراضي في الضنية

*سليمان اطلع من غصن على اجراءات الجيش لحفظ الامن في طرابلس وتابع التدابير لتدارك ما قد تخلفه العاصفة

*سلام عرض الاوضاع مع سفير كوريا الجنوبية والاحدب

*بري: الربيع العربي أرجعنا الى القرون الوسطى

*جعجع: لوضع معلولا تحت الحماية الدولية

*جنبلاط: كان من المستحسن اتهام إسرائيل بانفجار سفارة ايران لا السعودية 

*مروان حمادة: نصرالله يشعر بأن 14 ك2 سيكون بداية محاكمة كادراته في اغتيال الحريري

*هادي حبيش : اين وقائع اتهامات نصرالله للسعودية ؟.

*دوفريج: حزب الله يواجه تحديات وكلام نصر الله غير مقبول سياسيا

*زهرمان: لجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح

*شهيب وآلان عون بعد الاجتماع الثاني لنواب الوطني الحر وجبهة النضال: للحوار والتلاقي منعا لامتداد الفتنة الى لبنان

*الفرزلي من الرابية: لا حكومة جديدة حاليا ويريدون استئصال الوجود المسيحي من المنطقة

*داعش" تُهدد شربل: سنُضحّي به بإذن الله

*الراي": تحقيقات عن مجيء منفذي اغتيال اللقيس من الخارج اسرائيل كمن يقول لحزب الله" تعالَ قاتِلني"

*واشنطن بوست": اغتيـال اللقيس استفزاز قد يقوض السلام في المنطقة

*"غارديان": بريطانيا متورطة في الحروب الأميركية مواجهـة الإرهاب حملة لا نهاية لها

*البابا يشكل لجنة لحماية القاصرين من التحرش الجنسي

*روحاني أمل بعد لقائه المالكي ان يؤول مؤتمر جنيف 2 الى انتخابات حرة في سوريا

*وزير الخارجية القطري:الأسد يجب أن يواجه المحاكمة وليس مؤتمرا‹ للسلام

*هكذا سيكون سيناريو الحرب بين إيران وإسرائيل إذا وقعت

*إيران نددت بالهجوم على بلدة معلولا ودعت إلى الإفراج فورا عن الراهبات المخطوفات

*إيران تُخصِّب الطاقةَ الديبلوماسية الأميركية/سجعان قزي/الجمهورية

*أمن إيران من لا أمن لبنان، أم العكس/منى فياض/النهار

*مصادر أمنية لبنانية: "حزب الله" أعدم اللقيس لعمالته لإسرائيل كما تخلص من ثمانية قادة بينهم رجلا دين فيما يعتقل عشرات آخرين/السياسة/حميد غريافي

*سياسة طهران الجديدة بين الحقيقة والتطبيل/مهى عون/السياسة

*تيار المستقبل ينتفِض على جنبلاط/كريستينا شطح/جريدة الجمهورية

*حزب الله» ونها(ئـ)يّة الكيان اللبناني/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*مستجدات العلاقة الأميركية - الإيرانية أمام القمة الخليجية/راغدة درغام/الحياة

*مانديلا: زعيم من زمن آخر... في ذمة الله

 

تفاصيل النشرة

 

البابا فرنسيس

إن القداسة لا تعني القيام بأشياء خارقة، بل القيام بالأشياء الاعتيادية بمحبة وبإيمان.

 

الزوادة الإيمانية/رسالة القديس بطرس الأولى 02/01-10/الحجر الحي والشعب المقدس

فانزعوا عنكم كل خبث ومكر ونفاق وحسد ونميمة، وارغبوا كالأطفال الرضع في اللبن الروحي الصافي، حتى تنموا به للخلاص. إن ذقتم ما أطيب الرب ، كما يقول الكتاب. فاقتربوا من الرب، فهو الحجر الحي المرفوض عند الناس ، المختار الكريم عند الله. وأنتم أيضا حجارة حية في بناء مسكن روحي، فكونوا كهنوتا وقدموا ذبائح روحية يقبلها الله بيسوع المسيح. فالكتاب يقول: ها أنا أضع في صهيون حجر زاوية كريما مختارا، فمن آمن به لا يخيب. فهو كريم لكم أنتم المؤمنين. أما لغير المؤمنين، فهو الحجر الذي رفضه البناؤون وصار رأس الزاوية، وهو حجر عثرة وصخرة سقوط. وهم يعثرون لأنهم لا يؤمنون بكلمة الله: هذا هو مصيرهم! أما أنتم فنسل مختار وكهنوت ملوكي وأمة مقدسة وشعب اقتناه الله لإعلان فضائله، وهو الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب.  وما كنتم شعبا من قبل، وأما اليوم فأنتم شعب الله. كنتم لا تنالون رحمة الله، وأما الآن فنلتموها.

 

المطران إيلي نصار هو الراعي والراعي هو نصار

الياس بجاني/05 كانون الأول/13/رأى المتابعين عن قرب لمسرحية الراعي-نصار أن الاثنين هما وجهان لمشروع واحد عنوانه وهم حلف الأقليات والذي من أهم أهدافه التهجم على القوات اللبنانية بشخص الدكتور جعجع لوقوفه بقوة ضد هذا المشروع المدمر، إضافة إلى أبلسة زرع أسافين الفتنة والفرقة بين الموارنة وتخويفهم وإرهابهم وتصوير الأسد الكيماوي بالمنقذ والمخلص وحرق جعجع رئاسياً والتسوّيق للساقط في كل تجارب رئيس الشياطين،لاسيفورس، ميشال عون. من هنا وكما أفادت مصادر كنسية اتصلنا بها ولم ترد أن تذكر هويتها خوفاً من انتقام الراعي منها فإن عدم اتخاذ الراعي موقفاً تأديبياً بحق نصار وتحويل هرطقاته على مجلس المطارنة، هو بالواقع هروب إلى الأمام ومحاولة مكشوفة لامتصاص النقمة الشعبية دون أي إجراء مستقبلي ضد نصار. وقالت نفس المصادر إنه ليس من صلاحيات مجلس المطارنة التعاطي مع هكذا مخالفات التي هي من مسؤولية البطريرك شخصياً. باختصار إن نصار الفج والسياسي بامتياز والعوني بغباء هو لسان حال الراعي والعكس صحيح، كما أن استقبال نصار وفد من ربع عون علناً قبل أيام تأييداً لهرطقاته ضد القوات ورئيسها يعكس ارتياح هذا النصار إلى أن كل مسرحية تحويل ملفه إلى مجلس المطارنة هي خداع بخداع. باختصار الصرح البطريركي في ظل الراعي هو غريب ومغرب عن ثوابت الصرح التاريخية ولكن يهوا المنتقم العادل هو الكفيل بإعادة الأمور إلى نصابها ومعاقبة الواقعين في تجارب إبليس.  يهوا الذي هو الله لن يرحم من يعمل ضد الانسان الذي هو ابنه وقد خلقه على صورته ومثاله. الحساب يوم الحساب سوف يكون عسيراً بشكل خاص لأصحاب الوزنات من رجال الدين تحديداً الذين تحولوا إلى مسحاء دجالين وخانوا جوهر الدعوة الكهنوتية. في لبنان رزمة من هؤلاء الفجار يعيثون فيه فساداً وافساداً إلا أن نهايتهم على يد يهوا لن تطول.

 

لبنان بحاجة إلى سياسيين سياديين وأحرار من خامة الدكتور مصطفى علوش
بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة مع الدكتور مصطفى علوش/موجز الأخبار ومقدمة للياس بجاني/05 كانون الأول/13

فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مع الدكتور مصطفى علوش/05 كانون الأول/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/05 كانون الأول/13
English LCCC News bulletin for December 05/13 نشرة الأخبار بالإنكليزية

 

الدكتور علوش قماشة سياسة لبنانية قلباً وقالباً وعلماً وممارسة

الياس بجاني/04 كانون الأول/13/نحن نفتخر بالدكتور علوش هذا الإنسان المميز، فهو طبيب ناجح، وسياسي صادق، ووطني وسيادي بامتياز، ومتذوق مرهف للفن اللبناني الأصيل، كما أنه كاتب ومعلق سياسي من الطراز الأول. عرفناه منذ عدة سنوات ورأينا فيه ما يشبه اللبناني العادي بتطلعاته وأمانيه وصدقه وتواضعه، وهو باق زمحافظ على صفاته هذه دون تبدل أو تلون. مواقفه الوطنية العالية السقف سمت حزب الله ومنذ 10 سنوات بالإرهابي والنازي يوم كان معظم ربع 14 آذار وغالبية أفراد تيار المستقبل يتغنون على خلفية الذمية والحربائية والجبن بمقاومة حزب الله النفاق. براحة ضمير نقول أن لبنان في وضعه المأساوي الحالي هو بحاجة لسياسيين من خامة وقماشة مصطفى علوش. في هذه المقابلة يكمل علوش شهادته للحق وللبنان ويتابع بجرأة تعرية مشروع ملالي إيران الإرهابي الهادف إلى إلغاء لبنان الإنسان والكيان والهوية والرسالة. تحية من القلب لعلوش ولكل قيادي وسياسي ومواطن لبناني يعشق وطن الأرز ويدافع عن قضيته ويسمي الأشياء بأسمائها ويمقت كل ما هو تقية وذمية وأنانية واستكبار ومتاجرة بدم وأمن وسلام وقميص لبنان.

 

هدوء تام في طرابلس والجيش ازال الدشم من محور الستاركو جبل محسن

وطنية - افاد مندوب " الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس محسن السقال ان وحدات الجيش تواصل تعزيز اجراءاتها الامنية في المدينة من اجل فرض الامن واعادة الهدوء التام لاحيائها. وصباح اليوم ازال الجيش الدشم والمتاريس من جانب سينما الاهرام وتحديدا عند محور الستاركو جبل محسن. وتشهد اسواق المدينة وشوارعها حركة طبيعية.

 

مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ادعى على 3 موقوفين من جبل محسن لتورطهم بحوادث طرابلس واحالهم على القضاء العسكري

وطنية - إدعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 3 موقوفين من جبل محسن بجرم تأليف فريقين متنازعين سياسيا وعسكريا، بهدف القيام بأعمال إرهابية وتبادل إطلاق النار بين باب التبانة وجبل محسن، وقتل ومحاولة قتل مدنيين وعسكريين وتدمير مبان وتخريب منشآت عامة وخاصة، وأحالهم تبعا للادعاء الأساسي الى القاضي العسكري الأول رياض أبو غيدا.

 

الشعار رحب بالخطة الامنية في طرابلس وحذر من خطورة المرحلة: لاعتماد الخطاب الهادىء والكلمة الطيبة

وطنية - عقد مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار في مكتبه في دار الفتوى، لقاء علمائيا لأئمة وخطباء المساجد، في حضور أمين الفتوى الشيخ محمد إمام ورجال دين.

اثر اللقاء، اشار المفتي الشعار الى ان "المرحلة التي نمر بها حرجة جدا وعصيبة"، آملا "أن يبعد الله تعالى عنا وعن سائر بلادنا السوء والأذى. فلبنان ليس بمعزل عن محيطه العربي ولا الإقليمي ولا حتى الدولي، وطرابلس تشتد إليها الأنظار، واللافت جدا التركيز على هذه المدينة وعلى هذا الشمال للفت النظر إلى أن طرابلس زورا وبهتانا محضنا للقاعدة والارهاب والتطرف، حتى يكون ذلك مقدمات ل"فتح إسلام جديد"، داعيا الى ان "يعي السياسيين واهل طرابلس ومرجعياتها خطورة الأيام المقبلة". وقال: "احمل هما كبيرا لبلدي، وقد سبق لقاءنا هذا، إجتماع حصل في بيتي بدعوة من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وبطلب مني، وذكرت أمام الحضور وقلت بالحرف، ان لدي معلومات، وليس مجرد هواجس، أن هناك أياما مقبلة تستهدف فيها مناطق متعددة في الشمال، وقدرتنا نستمدها من الله عز وجل ومن ديننا الذي يفرض علينا الحكمة والأناة حتى نقطع الطريق على من يريد ببلدنا سوءا فلا نمكنهم من ذلك ". وشدد على ان "قوتنا في حسن التدبير وحسن إختيار الكلمة والموقف، ونحن نملك أكبر قوة من خلال الكلمة الطيبة التي تحول دون وقوع الكارثة على بلدنا أو على فريق من بلدنا أو على مطلق إنسان فيه، والمعنيون إبتداء بحمل هذه الكلمة الطيبة، هم أهل وطلبة العلم، الذين هيأ الله لهم مساحة لتوجيه الآخرين، ونكون خدمة لديننا كلما درأنا المفاسد وكلما حلنا بين السوء الذي يراد لنا ولمدينتنا من خلال الكلمة الطيبة والأناة". اضاف: "كثيرون يتحججون بأنه حدث كذا وكذا وآن الأوان ونحن مظلومون.. لا أريد أن أناقش هذا الموضوع أبدا، لأني لست على خلاف مع أحد فيها، لكن هذه الأمور تفرض علينا، هذه قناعاتنا، نحن أرباب حق ولا يمكن أن ننجر إلى المعركة التي يريدون جرنا إليها. أنا ناصح أمين، أبرىء ذمتي أمام الله عز وجل عندما أتحدث مع كل المسؤولين بهذه اللغة والحرارة، وهذا الصدق والدقة الذي أتحدث به معكم، إخواني، المرحلة تقتضي هدوء بالغا وأن لا نعطي مبررا لأحد. الآن دخل الجيش والقوى الأمنية، ولا أريد أن أقول بأن هذا كان مرفوضا لدى البعض في يوم من الأيام. فما يهمني ان الجميع اعلنوا موافقتهم على الامر، من سياسيين ومن هم على الأرض وعلماء ومرجعيات، كلهم باركوا دخول الجيش والأجهزة والقوى الأمنية، وثقوا بأن الجيش والقوى الأمنية ابناء بلدنا ونحن قادرون بإذن الله أن ندرأ أي سوء يمكن أن يصل إلينا من خلالهم وعبرهم وعبر التفاهم معهم".

واوضح "رغبت أن يكون هذا اللقاء اليوم الخميس، لان غدا لدينا خطب الجمعة، وآمل من الأخوة جميعا أن يكون كل واحد منهم إطفائيا وداعية للهدوء وللترحيب بالجيش والقوى الأمنية وبالخطة الأمنية، حتى لا يكون هناك من مبرر. وكلنا يعلم أن لا كل ما يعلم يقال، لكن أنا أخشى أن يصل إلى بلدنا أناس من الخارج لإفساد ما نحن فيه، حتى يكون مقدمة لشر كبير. مثلكم تكفيه الإشارة وعلماء الأصول قالوا: الإشارة أبلغ من العبارة. وأنتم أهل علم ورأي وحكمة، وأتمنى عليكم وكان ينبغي أن أقول وأطلب منكم جميعا، فالمرحلة حرجة جدا، كما أتمنى على الجميع ان يتماسك وان لا ننجر ضمن قناعات وليدة بعض الأحداث التي تفتح، ولنا تجارب متعددة، وكل تجربة كانت أقسى من الأخرى، آمل أن يكون تعقلنا وحكمتنا وهدوؤنا ووعينا ورباطة جأشنا، ونحن عندما نملا الفراغ نسد الطريق على أي مخل بالأمن".

وطالب ب"ان تعود المساجد إلى دورها، وأن يؤدي أهل العلم رسالتهم ودورهم في بيوت الله تعالى، وأن يكون كل واحد منا موجها ومرشدا يضيىء الطريق أمام أخوانه. فحذاري أن يكون أحدنا طرفا. لا لان الآخرين ليس لديهم وجهة نظر، وليسوا على حق. ينبغي أن يكون دورنا دور المرشد العالم والمسدد والموجه ونحن نلتزم الحكمة كما قال ربنا عز وجل. رغبت أن يكون هذا اللقاء اليوم الخميس، حتى نؤدي رسالة في الغد يشعر بها أهل الشمال خاصة ونوصل الصوت إلى كل الوطن، بأن طرابلس ليست محضنا للارهاب وليست ضد الدولة وليست على خلاف، لا مع الجيش ولا مع قوى الأمن ولا مع أي جهاز من أجهزة الدولة".

واكد ان "طرابلس إبنة الوطن والعاصمة الثانية، لكن بودي مع ذلك وقد ركزت على هذه المقدمات ولن يغيب عن بالي أبدا من أن ألفت النظر وقد فعلت ذلك شبه يوميا في اللقاءات الإعلامية والصحافية، وأركز بأن الأمن لا يكتمل ولا يتحقق وذكرت يوما أنه لا يبدأ، إلآ من خلال توقيف المجرمين الفاعلين لأخطر تفجيرين حدثا في طرابلس، والدولة أمام إستحقاق يدل على مصداقيتها وقوتها، وينبغي أن نلفت النظر إلى هذا الأمر وأن لا يغيب عن بالنا، لكن حتى عندما نتبنى ونحن في مقدمة من يعلن المطالبة بحقوق المدينة، لا يجوز أن يشعر الناس أننا أعداء الدولة أو أن الدولة عدوة لنا. لدينا نواب وسياسيون ورؤساء ونستطيع أن نفعل الكثير، والخطوة الثانية هي أن نلفت النظر إلى أن نفوس أهل المدينة لن تهدأ ولن تستريح وهذا أعلنته البارحة ومنذ إسبوع وبشكل دائم، أننا لن نستريح إلآ عندما نرى بأن المجرمين قد إستطاعت الدولة أن توقفهم، والتحقيق معهم وأن يأخذ القضاء مجراه. وآمل أن ننوه أخيرا بالقضاء وأن ندعوه الى ممارسة دوره وينبغي أن يكون دورنا متكاملا وأن لا يقتصر على واحدة من هذه المفردات".

وتابع: "ينبغي أن يعود أهل العلم إلى دورهم المعني في الدرجة الأولى، بأن يقوموا بواجب التوجيه والدعوة والإرشاد والتوعية، وهو أنتم، وقد هيأ الله تعالى لنا جميعا منابر ومساجد. نحن الأصل وكلما تباطأنا وتراجعنا، كلما ملأ الفراغ سواكم، لذلك آمل أن يعود كل إلى دوره وأن يعطي خطبة الجمعة حقها من الإعداد، وأن يسمع الناس دائما منا جديدا، وأن نشد الناس إلينا حتى نعود إلى دورنا القيادي"، مضيفا: "لا أريد أن أتناول كل القضايا التي في الذهن أو التي ينبغي أن نتحادث وإياكم ونتدارسها مع بعضنا، أريد أن أركز على هذا الإستحقاق، لأن البداية جيدة جدا، وثقوا أني أتابع الموضوع على مدار الساعة. فالبداية جيدة وممتازة وتؤدي إلى خير ولنختار ما نستطيع".

وشدد على انه "ينبغي أن ننمي هذا الأمل وأن ندرأ عن إخواننا وأهلنا وأنفسنا كل سوء ومفسدة وأذى وأن نعود إلى دورنا القيادي، فلا يجوز أن يبقى التسيب في هذا الوضع أبدا. لكن حتى العودة نعود بهدوء دون أن نصطدم مع الآخرين، وكل أبناء بلدنا يحملون جزأ كبيرا من الخير، تارة يخطىء بعضهم، والأمر يحتاج منا التسديد ولفت نظر ليدركوا أننا لسنا خصما لأحد. نحن نحمل مشعل الخير ونريد أن نحتضن جميع أبنائنا وأهل بلدنا. من كان منهم من خير نعمل على انمائه ونبارك فعله، ومن كان غير ذلك نسدد ما إستطعنا إلى ذلك سبيلا". واردف: "لسنا بصدد الإصطدام مع أحد، لا مع السياسيين ولا مع حملة السلاح ولا مع الحركات والجهات الإسلامية أو قادة المجتمع المدني، سيراد كثيرا أن توجد مشاكل جديدة أو ان ننجر إلى مشاكل جديدة حتى نشغل بالجديد وننسى ما منيت به مدينتنا، العقلاء الحكماء اهل البصائر هم الذين يدركون هذا، فلا ينجرون إلى مطلق معركة، أيا كان الخطاب وأيا كانت الإساءة الموجهة إلينا، المهم أن نفعل خيرا وأن نراقب الله عز وجل في كل كلمة، والمهم أن نؤدي واجبنا. لن نستطيع أن نرضي كل الناس، المهم أن نرضي وجها واحدا، المهم أن نرضي ربنا وأن نؤدي واجباتنا وأن نقوم بما كلفنا الله عز وجل به، وكل من يسيء إلينا سنقابله بالإحسان وسندفع بالتي هي أحسن معه ومع سواه، سيملون من صبرنا، وهذا لا يحدث إلآ إذا كنا أرباب رسالة بحق ولا يستطيع أحدنا أن يتحمل كل هذا التحمل إلآ إذا كان موصولا بربه، وإلآ إذا كان يطلب مدده من الله عز وجل وإلآ إذا كان صادقا".

 

"حسان اللقيس"...الصديق اللدود لنصرالله و"مبدع" طائرات التجسس لدى "حزب الله"

جريدة الجمهورية/أفاد مصدر رفيع متابع للتحقيق  في قضية اغتيال القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس لـ"الجمهورية" بأنّ التحقيقات في اغتيال اللقيس بوشرت تحت إشراف المدّعي العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم، الذي كلّف الأدلّة الجنائية ومفرزة إستقصاء جبل لبنان بمسح مكان الجريمة وجمع الأدلّة، وقد أمر كرم بسحب كاميرات المراقبة المثبتة في المكان، فضلاً عن الإستعانة بداتا الإتصالات لمراقبة أيّ حركة مشبوهة، من شأنها أن تساعد في كشف ملابسات العملية. وفي وقت نفى المصدر أن يكون "حزب الله" أبلغ السلطات الرسمية بإجرائه أيّ تحقيق في العملية، أو بتوصّله الى أيّ نتيجة، أفاد أن لا موقوفين في العملية بعد وأنّ التحقيقات لا زالت في طور جمع الأدلّة، وأنّه من المبكر التوصّل إلى الاشتباه بأيّ شخص. وعن إعلان مجموعتين مختلفتين مسؤوليتهما عن عملية الإغتيال، قال المصدر إنّ الحسابات الإلكترونية باسم هاتين المجموعتين هي تحت المراقبة، والتحقيق سيشمل التحرّي عنهما، وما إذا كانتا مجموعتين وهميتين أو حقيقيتين. ولم يستبعد المصدر إحتمال وقوف طرف ثالث وراء العملية، مستخدماً هذين الإسمين واجهة له للتضليل.

إلى ذلك، أفاد المصدر بأنّ مخابرات الجيش قد تساعد في تقصّي الحقائق وتقديم المعلومات التي قد تتوصّل إليها إذا طُلب منها ذلك. وفي ظلّ التكتّم الشديد حول "هوية" اللقيس والمنصب الذي يتولّاه، ذكرت مصادر "حزب الله" أنّ اللقيس نجح غير مرّة في إفشال محاولات قتله، وأنّ أبرز هذه المحاولات خلال عدوان تمّوز 2006، عندما رصدته إحدى الطائرات الإسرائيلية خارجاً من الضاحية الجنوبية باتجاه كاليري سمعان، فأطلقت صاروخاً موجّهاً باتجاه سيارته، لكنّه نجا من محاولة الإغتيال. ولفتت إلى أنّه أبدع "لأكثر من عقدين في ضرب الكيان الصهيوني، وقد تميّز بدقّة عمله وجرأة قراراته." في الموازاة، تفيد بعض المعلومات أنّ اللقيس كان قريباً جدّاً من السيّد نصر الله، وكان قائداً "مبدعاً" بالفعل في الحزب، ويشغل منصباً مهمّاً في وحدة الطيران التابعة له والتي لها علاقة بطائرات الإستطلاع كـ"أيوب" ومرصاد وغيرهما من الطائرات، وكان المسؤول عن الوحدات التي كانت مكلّفة بالتجسّس على إسرائيل.  وفي معلومات أخرى أنّ اللقيس هو من الرؤوس المدبّرة في قيادة الحزب التي أوكلت إليه مهمّة التنسيق مع النظام السوري في ما يتعلق بالمعارك في سوريا، وهو الصديق اللدود للأمين العام لـ"حزب الله".

 

عمر بكري: اسرائيل لا علاقة لها باغتيال اللقيس "الكافر"

نفى الشيخ عمر بكري فستق علمه بالمجموعة التي تبنت عملية اغتيال القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس قائلاً "هي اسماء جديدة لم اسمع بها من قبل، يمكن ان تكون وهمية ويمكن ان تكون صحيحة، لكن الحركات الاسلامية في العادة تكون لديها دعوة قبل تنفيذ اي عملية، وليس للمجموعتين المتبنيتين اي دعوة سابقة". واستبعد فستق ان "تكون لاسرائيل علاقة بالاغتيال، لانه ليس من مصلحتها فتح جبهة في هذا الوقت مع الحزب، قد يكون النظام السوري قام بالامر، او يكون عبارة عن تصفية داخلية". واضاف ان عملية الاغتيال "بالنسبة لنا وللتيار السلفي تحديداً هي فضل من عند الله، بغض النظر عن الذي نفذها، وانا هنا اتحدث كخبير في الشؤون الاسلامية، اما رأي الشخصي هو ان من قتل هو احد قادة من يوالون المجرم بشار، انا لن احزن ولن افرح، لكنني اتعاطى مع الموضوع وفق قاعدة لا تأسفنّ على القوم الكافرين". النهار

 

هل يتحالف "الجيش الحر" مع القوات النظامية لمحاربة "داعش"؟!

نفى اللواء سليم إدريس، رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، ما تناقلته صحف بريطانية عن أن الجيش الحر سيتحالف مع قوات النظام في حربه ضد التنظيمات المتشددة داخل سوريا كـ"داعش".

وأعلن إدريس إن "كل ما نسب له في جريدة "التايمز" هو كذب وتلفيق، ولا يمكن القبول إلا بتنحي المجرم بشار الأسد، ولا يمكن أن نتحالف مع جيش النظام فهو جيش خائن للوطن والشعب."

وأشار إلى أنه بعد سقوط النظام سيكون لسورية جيش وطني موحد من الثوار ومن لم تتلطخ أيديه بالدماء وسيحارب كل من يعتدي على السوريين، وكل من يعتدي على الشعب حتى لو كان من الجيش الحر، و"لن نقبل ببشار الأسد رئيساً لفترة انتقالية بأي شكل من الأشكال".

وكانت بعض الصحف البريطانية كـ"التايمز" نشرت تصريحات قالت إنها لرئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، أعلن فيها حرباً مفتوحة على "داعش" تشمل تحالفاً مع قوات النظام.

 

حسان اللقيس: دور تقني في الإغتيالات، وخلية مصر

خاص بالشفاف

كشفت مصادر خاصة لـ"الشفّاف" أن المسؤول في حزب الله، "حسان اللقيس" الذي تم اغتياله في ليلة الثلاثاء-الأربعاء في بيروت يملك ماضياً "حافلاً" جعله مستهدفاً من أكثر من جهة. فهو، أولاً، لعب دوراً في تهريب السلاح إلى مصر، وإلى غزّة أيضاً، في قضية "خلية حزب الله" المعروفة. كما أنه لعب دوراً في تطوير تقنية الطائرات بدون طيّار التي يستخدمها حزب الله ضد إسرائيل، ولكنه يستخدمها في سوريا أيضاً. وهذا عدا مشاركته "القيادية"، داخل سوريا نفسها، في حرب حزب الله ضد الشعب السوري الثائر

الجنرال وسام الحسن: "تبخّر" في عملية إغتيال مريعة لم تُبقِ له أثراً. منذ اغتياله، لم يتم كشف أية شبكة إسرائيلية! وثالثا، قالت المصادر أن "حسان اللقيس" لعب دراً في تطوير "تقنيّات الإغتيالات" العديدة التي يُتّهم بها حزب الله، من اغتيال الرئيس الحريري إلى اغتيال سمير قصير وجبران التويني وانتهاء باغتيال الجنرال وسام الحسن! وبناءً عليه، فإن اغتياله يمكن أن يكون عملية إسرائيلية، علماً أن بيان حزب الله الذي قال فيه أن إسرائيل هي المتهمة "حُكماً" بدا ضعيف اللهجة! وعلماً بأنه يصعب تصديق أن "فريقاً إسرائيلياً من ٣ أو ٤ عناصر" تسلّل إلى منطقة "الحدث" وكَمَنَ لمسؤول في حزب الله واغتاله بكل سهولة! طبعاً، يظل الإحتمال الآخر وهو أن "حسان اللقيس" كان "يعرف الكثير"، وأن "تصفيته" تُسكِت "شاهداً أساسياً في عمليات إغتيالات كثيرة، خصوصاً مع اقتراب موعد افتتاح المحكمة الدولية!

مسؤولون وخبراء في "الحرس الثوري" قُتلوا في تفجير سفارة إيران!

من جهة أخرى، كشفت مصادر خاصة لـ"الشفاف" أن عدد قتلى تفجير سفارة إيران في بيروت يفوق العدد المعلن، وأن بين القتلى "مرافقين" للسفير وعدداً من "الخبراء" و"الضباط" في الحرس الثوري الإيراني كانوا موجودين في بيروت إستعداداً لمعركة "القلمون" في سوريا! وكانت جريدة "الأخبار" المقربة من حزب الله، والنظام السوري، أشارت إلى وجود قتلى لم يتم الإعلان عن هويتهم في عملية تفجير السفارة!

*جديد: ضابط الإرتباط الرئيسي بين إيران وحزب الله

حسب مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، فإن "اللقيس" كان من مسؤولي الظل في حزب الله، ولكن يُعتقد أنه كان مسؤول ارتباط بين الحزب وأسياده في إيران. "ومع تصاعد عمليات حزب الله لدعم نظام بشار الأسد في سوريا، فإنه يمكن أن يكون قد أصبح مستهدفاً من خصوم حزب الله في المنطقة، خصوصاً السعودية التي تخوض حرب نفوذ إقليمي شرسة بالوكالة"." وكان نصرالله قد اتهم السعودية، يوم أمس، بالمسؤولية عن تفجير سفارة إيران في بيروت الشهر الماضي.

ونقلت عن الكاتب العسكري الإسرائيلي "رونين بيرغمان" أن "اللقيس" كان الشخصية الرئيسية التي تمرّ عبرها تعليمات إيران، وأنه درس في إيران "الحرب الإلكترونية"، و"مكافحة الإرهاب"، ثم وضع معارفه في خدمة حزب الله، وبناءً عليه فإنه كان أحد القنوات التي تمرّ بها مساعدات إيران لحزب الله". وفي لندن، قال المحلّل "تشارلز ليستر" أن طريقة اغتيال "اللقيس" تشير إلى أنه "عملية محترفة وتستند إلى معلومات إستخبارية مسبقة".

وذكر مراسل "البي بي سي" في بيروت، "جيم موير"، أن هنالك معلومات تفيد أن "اللقيس" كان يعمل ضمن وحدة من وحدات حزب الله متخصصة بالتنسيق مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وهذا عدا أنه كان خبيراً بالأسلحة وخبيراً بالمتفجرات.

وكان أحد رفاقه في الوحدة نفسها، وهو "غالب عوالي"، قد قتل بسيارة مفخخة في جنوب لبنان في العام ٢٠٠٤. وفي حينه اتهم الحزب إسرائيل باغتياله. واستبعد المراسل البريطاني أن يكون "اللقيس" هدفاً للجماعات السورية المتطرفة التي تندّد بدور حزب الله في سوريا.

*حزب الله يقول إن أحد قادته اغتيل في بيروت ويتهم إسرائيل

بيروت (رويترز) - قالت جماعة حزب الله اللبنانية يوم الأربعاء إن أحد قادتها العسكريين الذين شاركوا في الحرب الأهلية في سوريا اغتيل امام منزله في بيروت ليل الثلاثاء واتهمت اسرائيل بقتله.

ونفت إسرائيل أي دور لها في اغتيال حسان اللقيس. وقال مصدر قريب من حزب الله إن اللقيس قتل وهو في سيارته برصاص أطلق من مسافة قريبة من سلاح مزود بكاتم للصوت لحظة وصوله إلى منزله عند منتصف الليل تقريبا في منطقة الحدث بجنوب بيروت. وخاض حزب الله حربا دامت 34 يوما مع اسرائيل عام 2006 كما أرسل مقاتلين الى سوريا لمساندة الرئيس بشار الأسد في مواجهته مع معارضة مسلحة أغلب أفرادها من السنة مما زاد من التوتر الطائفي داخل لبنان. وأعلنت جماعة لم يسمع بها من قبل اسمها "لواء أحرار السنة بعلبك" مسؤوليتها عن الهجوم في رسالة على موقع تويتر. ولم يتسن التحقق من صحة الإعلان لكن اسم الجماعة المزعومة يشير إلى أنها لها صلات بالسنة اللبنانيين. وأظهرت لقطات من موقع الهجوم بثها تلفزيون المنار التابع لحزب الله يوم الأربعاء أثر رصاصتين على جدار وبصمات أصابع ملوثة بالطين قال إنها ربما تكون بصمات أكثر من مهاجم.

ووصف حزب الله اللقيس الذي سيدفن يوم الأربعاء في مدينة بعلبك بسهل البقاع اللقيس بأنه "أحد قادة المقاومة الإسلامية" ضد إسرائيل التي قال حزب الله إنها استهدفته عدة مرات.

حسان اللقيس وإبنه الذي قتل في حرب ٢٠٠٦

وأضاف حزب الله في بيان أن اللقيس موجود في الحزب منذ إنشائه في الثمانينات وأن ابنه قتل في حرب عام 2006 .

وجاء في البيان أن اللقيس "أمضى شبابه وقضى كل عمره في هذه المقاومة الشريفة منذ أيامها الأولى وحتى ساعات عمره الأخيرة." وأضاف البيان "إن الاتهام المباشر يتجه الى العدو الاسرائيلي... والذي حاول أن ينال من أخينا الشهيد مرات عديدة في اكثر من منطقة وفشلت محاولاته تلك الى ان كانت عملية الاغتيال الغادرة ليل امس." وقال "على هذا العدو أن يتحمل كامل المسؤولية وجميع تبعات هذه الجريمة النكراء وهذا الاستهداف المتكرر لقادة المقاومة وكوادرها الأعزاء." لكن إسرائيل نفت أي دور. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يجال بالمور "هذا ليس له أي علاقة من قريب أو بعيد بإسرائيل." وقال "خدع حزب الله نفسه في الماضي بهذه الاتهامات الآلية التي لا أساس لها من الصحة ضد إسرائيل... إذا كانوا يبحثون عن تفسير لما يحدث لهم فعليهم أن ينظروا إلى أفعالهم." وقال المصدر المقرب من حزب الله إن اللقيس شارك في عدة معارك داخل سوريا.

وقتل عماد مغنية وهو قائد عسكري كبير في حزب الله في تفجير سيارة ملغومة في دمشق وألقى حزب الله بالمسؤولية على إسرائيل وتوعد بالثأر. وقال المصدر القريب من حزب الله إن هجوم يوم الأربعاء يحمل بصمات إسرائيل وقال المحلل تشارلز ليستر من مؤسسة آي إس اتش جينز ومقرها لندن إن الهجوم يشير إلى عنصر "الاحتراف وجمع المعلومات المخابراتية مسبقا." لكنه استطرد قائلا "من الواضح تماما أن هذا الهجوم يأتي في سياق حزب الله ودوره في سوريا... كان من المتوقع أن يلقي حزب الله باللائمة على إسرائيل لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا هو الوضع." وتأجج الصراع الطائفي بلبنان لعوامل منها دور مقاتلي حزب الله العلني في الحرب السورية وانضمام لبنانيين سنة إلى صفوف المقاتلين المناهضين للأسد. وأوقعت سيارات ملغومة عشرات القتلى في بيروت في أغسطس آب وأودى هجوم انتحاري مزدوج على سفارة إيران الداعمة لحزب الله بحياة 25 شخصا على الأقل الشهر الماضي. واتهمت متحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل بتدبير ذلك الهجوم لكن جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة مقرها لبنان أعلنت مسؤوليتها عنه وهي كتائب عبد الله عزام. وأعرب زعيم حزب الله حسن نصر الله عن اعتقاده بأن تلك الجماعة تتلقى دعما من السعودية خصم إيران الرئيسي في المنطقة والتي زج بها دعمها لمعارضي الأسد في حرب بالوكالة في سوريا ضد طهران. وقال نصر الله في مقابلة أذاعتها قناة (أو.تي.في) اللبنانية ليل الثلاثاء "تقول لي من الجهة التي تقف خلف الانتحاريين في السفارة اقول لك كتائب عبد الله عزام. هذا ليس اسما وهميا ... هذه جهة موجودة بالفعل لها اميرها واميرها سعودي ولها قياداتها وأنا قناعتي انها مرتبطة بالمخابرات السعودية." وأضاف "المخابرات السعودية هي التي تدير هذا النوع من الجماعات في اكثر من مكان في العالم."

 

"هجوم نصرالله على السعودية وتوقيته.. فهل في الامر تبادل الادوار مع ايران؟

افرغ الامين العالم لحزب الله السيد حسن نصرالله كل ما في صدره من عوامل الكراهية التي يكنّها  للسعودية وقيادتها، واتهمها بالوقوف وراء تفجير السفارة السعودية، في وقت تسعى ايران إلى التقرب والانفتاح من الغرب والدول العربية، خصوصا السعودية.  وفي رد على الامين العام لحزب الله، من دون ان يسميه إعتبر رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، انه كان من المستحسنِ التأكيد أن إسرائيل تقف وراء تفجيري السفارة الإيرانية، أسوة بالموقف الذي صدر عن ايران، عوضا عن إتهام المملكة العربيّة السعوديّة، واشار الى ان إصدار مثل هذه المواقف والاتهامات، قد يؤدي إلى جرّ البلاد نحو المزيد من التوتر والتشنج، ويدفع نحو إقحام لبنان أكثر فأكثر في الصراعات المحتدمة للمحاور الاقليمية، بالاضافة الى تحويله مرة جديدة ساحة لتصفية تلك الصراعات وتبادل الرسائل السياسية والامنية. بالتالي، وفيما تعلن ايران انها تسعى الى الحوار مع المسؤولين السعوديين، شن الامين العام لحزب الله هجوما عنيفا على المملكة، الأمر الذي يرى فيه كثيرون انه توزيع للأدوار.  

 

قيادة الجيش طلبت الابلاغ عن سيارة مستأجرة شاركت في تنفيذ عمل ارهابي

صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: "اقدمت سيارة تحمل لوحة مكتب تأجير على تنفيذ عمل ارهابي معاد على الاراضي اللبنانية ليل 3/12/2013. تتمنى قيادة الجيش على اصحاب مكاتب تأجير السيارات الابلاغ الفوري عن:

- سيارة تم استئجارها مؤخرا، وفقد الاتصال بمستأجرها، او تبلغ المكتب صاحب العلاقة بوجودها مركونة في مكان عام بتاريخ اليوم او امس.

- سيارة تم استئجارها واعيدت للمكتب صاحب العلاقة بتاريخ اليوم او امس وفي داخلها بقايا وحول واتربة.

كما تطلب من محطات المحروقات ومغاسل السيارات الافادة عن اي سيارة جرى غسلها بتاريخ اليوم او امس، وفي داخلها بقايا وحول واتربة.

وتأمل من اصحاب شركات تأجير السيارات الاستحصال من الزبائن على نسخ من المستندات الشخصية بعد التأكد من قانونيتها وصور شمسية عائدة لهم".

 

مروان حمادة: نصرالله يهاجم الحريري لقرب محاكمة كوادره

المستقبل/أكد النائب مروان حمادة أن "الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله يهاجم الرئيس سعد الحريري، لأنه يشعر أن 14 كانون الثاني 2014 سيكون بداية محاكمة أنصاره وكادراته، في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وأوضح أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان إضطر الى الرد على الأمين العام لـ"حزب الله" السيد نصرالله، من أجل إنقاذ العلاقات اللبنانية ـ العربية، لا سيما مع المملكة العربية السعودية"، مؤكداً ان "المطلوب خروج "حزب الله" من سوريا، والتوصل الى وقف اطلاق نار ميداني في سوريا، في ضوء الاتفاق الايراني ـ الأميركي".وأوضح في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3" أمس، أن "هناك دعوى بحق الحزب، عن كل الجرائم التي ارتكبت في لبنان منذ عشر سنوات، ولذلك بدأ هجوما على الرئيس الحريري، والنائب عقاب صقر"، معتبرا انهما "يمولان ويزودان الثورة السورية بالسلاح، فيما الجسور الجوية البرية والبحرية هي التي تمول سوريا بالسلاح، ولا علاقة للرئيس الحريري بها، وهذا يعرفه السيد نصرالله". وأشار الى ان "الهجوم المباشر على المملكة العربية السعودية، وما قيل عن قضية التنصت الاسرائيلي، والعودة الى كل هذه الأمور، بما فيها قضية حسان اللقيس، سواء أكانت خرقا أو تصفية، أمور تجرنا الى السؤال عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، لافتا الى أن "رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، تأخر كثيرا في عملية تعويم حكومة، ولا يمكن أن تعوم لا دستوريا ولا حكوميا، وفي النتيجة، سنكون قد عومنا مجموعة تناقضات، ستزيد من الأزمة اختناقا". وشدد على أن "عدم انعقاد الحكومة ليس هو من يوتر الوضع في طرابلس، لأن الأهم هو العمل على تشكيل حكومة جديدة، لمعالجة الأمور التي حلت بالبلاد أمس (أول من أمس)". وذكر أن "ما جرى عمل مخابراتي إسرائيلي متقن، استفاد من تعثر الأجهزة اللبنانية، والفوضى العارمة في شوارع لبنان، واضطر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الرد على الأمين العام لـ"حزب الله" السيد نصرالله، من أجل إنقاذ العلاقات اللبنانية ـ العربية، لا سيما مع المملكة العربية السعودية"، مؤكدا ان "المطلوب اليوم، هو أن يخرج "حزب الله" من سوريا، من أجل أن نتوصل الى وقف اطلاق نار ميداني في سوريا، في ضوء الاتفاق الايراني ـ الأميركي، وفي وقف اطلاق نار سياسي في لبنان، والا فإن "حزب الله" سيبقى يجرّ لبنان الى الويلات".

 

"الوفاء للمقاومة" لتكفّ "14 آذار"عن احتضان التكفيريين

المستقبل/ وصفت كتلة "الوفاء للمقاومة"، اغتيال القائد الأمني حسان اللقيس، بأنه "عدوان صهيوني موصوف ينطوي على أكثر من دلالة خطيرة تستدعي المزيد من الدقة والحزم في مواجهة سياق تآمري معقد تتشابك خيوطه للنيل من المقاومة وقادتها"، ورأت أن "تنامي الارهاب التكفيري في لبنان تحت سقف مرجعيات معروفة داخل الحدود وخارجها، أمر يستدعي من جميع القوى والجهات المعنية ببقاء الدولة في لبنان وباستنهاض حكم القانون والمؤسسات فيها"، داعية قوى 14 آذار الى "تحمل مسؤولياتها ورفع الغطاء كلياً عن هؤلاء والكف عن احتضانهم واختلاق التبريرات لهم ولعبثهم". ورأت الكتلة في اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك أمس، برئاسة النائب محمد رعد ان "الاستهداف الارهابي الذي أدى الى استشهاد القائد المجاهد الحاج حسان هولو اللقيس عدواناً صهيونياً موصوفاً ينطوي على أكثر من دلالة خطيرة ". ورأت أن "على لبنان ودول المنطقة العربية التفاعل المنفتح والمسؤول مع الاتفاق حول الملف النووي الايراني بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول الغرب المتمثلة بمجموعة الـ5+1 بما ينعكس إيجاباً على صعيد التوازنات والعلاقات الدولية. واعتبرت أن "تفاقم الفوضى والتوترات الأمنية في طرابلس هو الفائض الطبيعي للعبث الناجم عن احتضان فريق 14 آذار لأمراء الازقة وتوفيره الغطاء لظاهرة التكفيريين ومجموعاتهم، ونهجهم وممارساتهم وايجاد التبريرات والاسباب التخفيفية لارتكاباتهم". ورأت "في تنامي الارهاب التكفيري في لبنان عموماً وتفشي ظاهرة المجموعات العنقودية التي تعمل بشكل لا مركزي تحت سقف مرجعيات معروفة داخل الحدود وخارجها، أمراً يستدعي من جميع القوى والجهات المعنية ببقاء الدولة في لبنان وباستنهاض حكم القانون والمؤسسات فيها، وقفة وطنية شجاعة تستجيب لأولوية راهنة تتوازى مع أولوية الدفاع عن الوطن وتفرض التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة المهددة للكيان اللبناني فضلاً عن تهديدها لأمن اللبنانيين وتنوعهم واستقرارهم". وقالت: "لذلك فإننا ندعو الجميع، وخصوصاً فريق 14 آذار والقوى الوازنة فيه الى تحمل مسؤولياتهم ورفع الغطاء كلياًوبشكل عملي واضح وصريح عن هؤلاء والكف عن احتضانهم واختلاق التبريرات لهم ولعبثهم".

 

"أمراء الكيماوي" يتّهمون 14 آذار بـ"أمراء الأزقة"

كارلا خطار/ المستقبل

يجد "حزب الله" دائماً وسيلة للتنصّل من مسؤولياته والتهرّب من "الهمّ" الذي يلاحق لبنان جرّاء تدخّله في سوريا، برمي ذنوبه على قوى 14 آذار ويتّهمهم بـ"احتضان أمراء الأزقة". يقولها "حزب الله" بالفصحى والمعنى الحقيقي بأنّ قوى 14 آذار تحتضن "أولاد شوارع" كما يقال بالعامية، لكنّه صنّفهم من فئة الأمراء أي الحاكمين. إن خوف "حزب الله" من أن تنهار "إمارة" بشار الكيماوي في طرابلس، أي في جبل محسن، يحمل الحزب على "النأي" بآل عيد عن اتهاماتهم وتشويه صورة أبناء طرابلس وفريق 14 آذار "وتوفيره الغطاء لظاهرة التكفيريين ومجموعاتهم". لا يقصّر "حزب الله" في توزيع الصفات كما الاتهامات، فأداؤه في هذا المجال تحوّل على حد قول المثل اللبناني "كرَم عَ درب" وبات سياسته اليومية لا أبعد ما يكون عن السياسة الخدماتية إلا في ما يتعلق بتأمين خدمات قاتل الأطفال "ديليفري" من لبنان إلى سوريا، وكل ما عدا ذلك ينطوي على أحجيات "القيل والقال"، فلا أدلة على اتهاماته ولا براهين حسّية على كلامه. مهما سيركز "حزب الله" أبحاثه واستطلاعاته فهو لن يقرن كلامه بالدليل القاطع، لأن اتهاماته باطلة وتنطوي على هروب مرّة من الباب ومرّة من الشباك، فالحزب لا يخطئ لأنه مرفّع عن الخطأ ولا يُتَّهم لأنّه بريء من كل التهم ولا يُعاقَب لأنه فوق القانون. أليس "حزب الله" مَن قتل الشهيد الطيار سامر حنا وشهيد الكلمة الحرة هاشم السلمان؟ الحزب لا يعترف ولا ينكر في الوقت عينه، لكن كلمة "عفوياً" وحدها قادرة على غسل يديه من مثل هذه القضايا. أمّا في طرابلس، فيمكنه بكل سهولة اتهام قوى 14 آذار بما يقوم به مجرمو جبل محسن لمجرّد أن أبناء طرابلس هم جزء لا يتجزأ من قوى 14 آذار، وهم ينتمون إلى "تيّار المستقبل" تحديداً.

أبناء طرابلس لم يتوقفوا عن توجيه النداءات إلى الدولة اللبنانية لبسط سلطتها ونشر جيشها وإلقاء القبض على مَن تتصدّر صور بشار الأسد مكاتبهم، وأن تعاقب مَن فجّر مساجدهم. في منطق "حزب الله" اللامنطقي، لا يحق لـ"تيّار المستقبل" وبالتالي للطائفة السنّية أن تدافع عن وجودها وأن تقاتل مَن يتسابقون في ولائهم للخارج حفاظاً على لبنان واحتراماً للجنسية اللبنانية، بينما يحق للحزب أن يدافع عن بشار الأسد، الذي يدّعي حماية الأقليات في حين لم يجهد نفسه لانقاذ بلدة معلولا.. ولمَ سيفعل إن كان عالماً بأنّ نظامه سيسقط وبأنّه لن يحتاج إلى أصوات الناخبين بعد اليوم! لو كان "حزب الله" يقاتل لقناعته بقضية ما، مهما كان نوعها لكان عرف معنى التضحية من أجل تلك القضية ولما كان اتهم أبناء طرابلس بـ"أمراء الأزقة".. فعناصر الحزب لا يؤدون "واجبهم الجهادي" في سوريا في نادٍ مخصص للقتل، إنّما في شوارع الشعب السوري وبين منازله، وهو لا يخصّهم ولا يمتّ إليهم بصلة قرابة ولا بصفة قانونية أو عسكرية. فالدفاع عن الوجود الذي تلتزم به قوى 14 آذار في كل مواقفها وتدعو الدولة فيه إلى بسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية لا ينطبق على "أمراء أزقة" وإلاّ لكان الوصف الدقيق لقتال "حزب الله" في سوريا "أمراء حرب" أو "أمراء كيماوي". وعلى لسان الحزب المقبل على نهاية محتّمة في سوريا، تأتي الدعوة لقوى 14 آذار "بتحمّل المسؤوليات ورفع الغطاء كلياً عن هؤلاء (المجموعات العنقودية) والكفّ عن احتضانهم واختلاق التبريرات لهم ولعبثهم"، ويطلق دعوات أخرى تتعلق بحكم القانون والمؤسسات. يعرف "حزب الله" بأن دعواته لن تلقى الآذان الصاغية ولن تجد صدى لها عند قوى 14 آذار، ليس لأنّ الأخيرة ترفض الرأي الآخر، بل لأنها جرّبت التعاطي مع فريق 8 آذار من خلال طاولة الحوار، وتثبتت بعدها من سوء نوايا الحزب الذي يرفض حتى مناقشة مصير سلاحه. وعلى مَن يدعو إلى رفع "الأغطية" عليه أن يتنبّه إلى أنّ الغطاء الذي انكشف عنه في سوريا وقبله في 7 أيار جرّده من أي دور رسمي، وليس عليه سوى أن يرفع الغطاء عن أسماء الأشخاص الذين وردت صورهم إلى مخفر الاوزاعي بقضية هاشم السلمان بعد مرور 6 أشهر على قتله، فما هي الاتهامات الجديدة التي سيستنبطها "حزب الله" لمحاولة إزاحة 14 آذار؟

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: 8 آذار تعطل دور الجيش

المستقبل/ رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، أن "شعار "الموت لإسرائيل وأميركا" عند "حزب الله" وعند أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله انتهى، وأصبح اليوم شعارهم "الموت للسعودية"، لافتا إلى أن "إيران ترسل تهديدا الى المملكة العربية السعودية عبر نصر الله". ولفت في حديث إلى إذاعة "الشرق" أمس، إلى أن "فريق الثامن من آذار يعطّل كل شيء في البلد من عملية الحوار وتشكيل الحكومة وصولا الى انتشار الجيش في طرابلس، ومن اليوم بدأ الجيش بالتحرر نوعا ما، لكن ليس الاكيد أنه سيستطيع أن يعالج المشكلة بالكامل". وعلق على مشهد غرق السيارات أول من أمس من جراء سقوط الامطار، فقال: "للاسف الجميع يعرف أن الدولة اللبنانية تتفكك. وسبب تفككها هو الميليشيات التي تنتشر والسلاح والاموال التي تأتي من الخارج، خصوصا الاموال الايرانية، بالتالي نحن امام مشهد الحكومة الواحدة أو الحزب الواحد أو حكومة "حزب الله" والذي مضى على وجودها نحو ثلاث سنوات وخلال هذه المدة صرفت الدولة سنويا ما يقارب 16 مليارا، لكن للاسف صرفتهم على تفككها وليس على مصلحة الشعب اللبناني". أضاف: "الثلاثي الحاكم المتمثل بـ "حزب الله" و"حركة امل" و(رئيس تكتل "التغيير والإصلاح") النائب ميشال عون حكموا البلد لمدة ثلاث سنوات عبر حكومة اللون الواحد وأثبتوا فشلهم، ورغم ذلك ما زالوا يضعون شروطهم على البلد".

وعن الدور الذي يقوم به مجلس النواب، وعلى من تقع مسؤولية ما حصل أمس للطرق بسبب هطول الامطار؟، أجاب: "للاسف المجلس النيابي في لبنان لا يجتمع الا مرتين في السنة، ورئيسه لا يدعوه الى الاجتماع إلاّ مرتين في السنة وفقط من اجل التصويت على صفقة تكون جاهزة من خارج المجلس هذا من جهة. ومن جهة ثانية فان رئيس المجلس النيابي يتعمد من نحو الثماني سنوات أن لا يتم التصويت على الموازنة". وطالب وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي والنواب ايضا بأن يوضحوا للاعلام ما هي قيمة الصرف التي قامت بها وزارته خلال الثلاث سنوات من حكمه، وعلى ماذا صرفوهم. وايضا السؤال يوجه الى وزير الاشغال العامة، خصوصا انه المسؤول الاول عما حصل بالامس، ولكن للاسف ليس هناك من قرار بالمعالجة". وعن اغتيال القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس، أكد بيضون أن "ليس هناك من جريمة تحصل الا هي مدانة ومستنكرة. اما الجهة التي قامت بالاغتيال فإن "حزب الله" هو من يحددها". وأشار الى أن "الحزب مشارك في القتال الدائر في سوريا ويعرف تاريخ الكوادر الموجودة عنده. ومن الواضح جدا أن "حزب الله" ليس اليوم في وارد أن يقول أي شيء حقيقي عن تورطه بالقتال الدائر في سوريا، وسيدّعي أن هذه العملية لها علاقة باسرائيل وهو تكتيك يتبعه "حزب الله" في هذه الايام".

وعما إذا كان "حزب الله" سيرد على عملية الاغتيال هذه عبر جنوب لبنان كما سرّبت بعض وسائل الاعلام المؤيدة لفريق الثامن من آذار، أجاب: "هذا التهديد غير جدي و"حزب الله" لن يطلق اي طلقة على اسرائيل بعد القرار 1701، خصوصا أنه يعرف جيدا أن فتح اي بوابة مع اسرائيل ستكلفه ليس فقط الوضع الداخلي في لبنان، بل اكثر من ذلك وضع النظام السوري، لاسيما أن النظام السوري اصبح في نهاياته". وتابع: "من الواضح أن شعار "الموت لإسرائيل وأميركا" عند "حزب الله" وعند السيد حسن نصرالله انتهى، وأصبح اليوم شعارهم "الموت للسعودية"، وهم يسعون لأن يكونوا بأقصى درجات الهدوء مع اسرائيل في هذه المرحلة، ويكونوا في المقابل بأقصى درجات التوتر في الصراع المذهبي الذي فتحته ايران بالمنطقة". وعن سبب اتهام نصر الله للمملكة العربية السعودية بكل ما يحصل في لبنان والمنطقة، رأى بيضون أن "هناك شقين بالموضوع شق ايراني يتلخص بأن إيران ترسل تهديدا الى المملكة العربية السعودية عبر نصر الله، واكثر من ذلك لم يكن السيد حسن في مقابلته "بنفس" لبناني بل كان يتحدث من موقع ايراني ومن موقع الحرس الثوري الايراني". أضاف: "لقد أغرقت إيران المنطقة العربية بصراع مذهبي كبير من خلال تمويلها ميليشيات في اليمن والبحرين والسعودية ولبنان وسوريا وشقت الوحدة الوطنية بكل الدول، والسعودية الدولة الوحيدة التي تتصدى لهذه العملية. والشق الآخر هو خوف "حزب الله" وايران من المعركة في سوريا خصوصا انهما يعتبران أن السعودية هي من تسعى الى إزاحة بشار الاسد عن السلطة. في الوقت الذي دفعا فيه الكثير من اجل ابقائه في الحكم، إضافة الى وجود وهم بدءا من المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية مرورا بالسيد حسن نصر الله مفاده أنه باستطاعتهم أن يبقوا الاسد رئيسا على سوريا أو على قسم منها".

 

حزب الله" يدير ظهره لأوجاع أهالي الضحايا

علي الحسيني/ المستقبل

تقف عند البوابة الخارجية لمنزلهم تسترجع ذكريات كانت حاضرة بالأمس داخل بيت متواضع تكاد حيطانه تسقط لولا دعم الذكريات التي يحملها في زواياه المحدودة، تحتار من أين تبدأ بإلقاء نظراتها على الأماكن التي كان يقف فيها ليتحدث مع هذا الجار عند عودته من عمله او ذاك الراعي لحظة مروره من أمام منزلهم عند الصباح ليرعى قطيعه، لتعود وتدخل الى المنزل حيث الوجع على فراق شقيق غاب عن الدنيا مخلّفاً وراءه حكايات لن تكون له ذريّة تسمعها بعدما ناداه الرحيل قبل شهر واحد من يوم زفافه.

تُخبر مريم عن وجع عائلتها، عن وجع والد ووالدة قطفوا أولى ثمرات زواجهم بعد عشرة أعوام على الزواج فكان علي، لتلحقه هي بعد سنتين والمفارقة أن الشقيقين ولدا في اليوم ذاته، "لكن علي ولد عند الفجر فكانت خلقته كالبدر" لتعود وتكفكف دموعاً تأبى ان تتوقف ومتخذة من جيوش العالم كلها قاعدة تقول إن الشاب الوحيد لدى اهله لا يؤخذ للحرب "فكيف بمن هم من لحمنا ودمنا؟ كل هذا والوالد لم تخرج منه كلمة واحدة لكنه بدا وكأن العمر تقدم به مئة عام مع غياب ولده ترافقه في حزنه أم مفجوعة لم تخلع عنها الأسود منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً ولسان حالها يقول: "تقبرني يا ماما كنت تقلّي دايماً شلحي الأسود، هلأ رح البسوا كل العمر يا عيوني".

عاطفة غريبة يشعر بها كل من يدخل هذا البيت الجنوبي الذي خلا من اية صورة لأي زعيم مهما كبر أو صغر حجمه، وحدها صور علي وشقيقته احتلت جدران المنزل مع صورة صغيرة للأم والاب بالأبيض والاسود من زمن الشباب، فجأة يخرج الوالد عن صمته تشعر مريم بالارتياح فهو لم ينطق سوى مرتين منذ تلقيه خبر مقتل ولده في سوريا الاسبوع الماضي، حديث يُدمي القلب ويوجعه أكثر: "من فترة قريبي خبّرني إنو قرر يروح عند خالو على افريقيا بعد ما يتزوج، اخيراً اقتنع انو هالبلد ما فيها شي، يا ريتو سافر كل العمر وما شفتو ولا يروح مني على غفلة". أب لا يقوى على الوقوف يُبكي الحاضرين في عزاء جنوبي بسيط لا وجوه بارزة فيه ولا كلمات سياسية تُحاضر بالعفة والاستقواء، يقرر البعض الخروج من المنزل الى باحة البيت حيث كانت مريم تتفقد خيال شقيقها قبل ساعة، لكن المشهد خارجاً بدا وكأنه صورة مشابهة لما يجري في الداخل. بعض الشُبان كانوا يسألون ما إذا كان علي فعلاً ينتمي الى "حزب الله"، أجوبة وتكهنات لم تكن متطابقة، بعضهم اكد انه خضع لدورة خفيفة منذ خمسة اشهر في خراج البلدة. وآخرون قالوا ان مسؤول الحزب في القرية الحاج هاشم هو من أقنعه بالالتحاق مع خمسة آخرين من شبان القرية بالذهاب الى مرقد "الست زينب" كحارس فقط من دون أن يشترك بالمعارك. أحاديث أخرى بين مجموعة من الشباب الحزبيين وعدد من الاهالي تتداخل جميعها ببعضها البعض، "الإصابات كثيرة كانت خلال الايام الماضية هناك أكثر من خمسين "شهيداً" وأكثر من مئتي جريح معظم اصابتهم حرجة"، سيدة اتشحت بالسواد تُخبر عن قريب لها جاء منذ يومين لزيارة أهله بعد غياب لأكثر من أربعة أشهر في سوريا وعلمت أنه عاد الى لبنان مع مجموعة كبيرة من الشباب لإجراء فحوصات طبيّة "عم بيقولوا انو في عدد كبير منهم مصابين بأمراض متعددة ومنها الجرب، وهناك حالات استدعت ابقاء بعضهم بلبنان لتتم معالجتهم بالمستشفيات التابعة للحزب".

خلال ساعتين أو أقل يتحوّل منزل علي الى محجّة للأقارب وأهل القرية ومعه بدأت الأحاديث تتكاثر وتتعاظم، "المعركة في سوريا طويلة والانتصار صعب". يُحاول البعض أن يُضفي بعض المعنويات بين الجموع التي توافدت" صحيح أن لدينا "شهداء كثراً، لكن هناك آلاف القتلى في صفوف التكفيريين ولدى الحزب أسرى من جميع الجنسيات وأكثرهم سعوديون وأفغان", وشبان يحاولون الايحاء بأن دورهم قد حان للالتحاق بمراكزهم في سوريا، لكن كل هذه المعنويات تبقى مجرّد معنويات لا أكثر ولا أقل خصوصاً عندما تسمع من أحدهم "أن عناصر من الحزب تطلق الرصاص على أرجلها وأيديها هرباً من الخدمة في سوريا".

 

14 آذار تتخوف من إحياء حكومة ميقاتي لتتولى الرئاسة بعد تعذر انتخاب بديل سليمان

بيروت - محمد شقير/الحياة/تتخوف قيادات من قوى 14 آذار من وجود مخطط لدى بعض الأطراف في 8 آذار يقضي بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وتأجيلها الى حين إجراء الانتخابات النيابية على أساس إقرار مشروع قانون انتخاب جديد بذريعة ان المجلس النيابي الحالي الممد له يشكو من الانقسام العامودي الذي يمكن ان يتمدد في اتجاه الاستحقاق الرئاسي، ما يصعب على الكتل النيابية التوافق على رئيس جديد خلفاً للرئيس ميشال سليمان. وتؤكد القيادات نفسها كما تقول لـ «الحياة» ان الأطراف المنتمية الى 8 آذار والمؤيدة لهذا المخطط، باشرت بعيداً من الأضواء الترويج له في لقاءاتها مع عدد من المرجعيات الروحية، وتقول ان البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي لا يحبذ مقاربته أو الدخول فيه لأنه يخشى من حصول فراغ في رئاسة الجمهورية إذا ما ربطت انتخاباتها بإجراء الانتخابات النيابية أولاً. وتكشف أن أصحاب هذا المخطط أخذوا يتحركون لتعويم حكومة تصريف الأعمال، لجهة معاودة مجلس الوزراء استئناف جلساته الدورية، باعتبار ان هناك قضايا ملحّة ومشكلات طارئة لم يعد من الجائز إبقاءها معلقة، مع تعذر التفاهم على تسهيل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام، خصوصاً أن التطورات المتلاحقة في المنطقة باتت تستدعي وجود سلطة تنفيذية قادرة على اتخاذ القرارات بدلاً من ان يبقى التعاطي معها خاضعاً للاجتهاد. وتعتقد القيادات عينها بأن الهدف من تعويم حكومة تصريف الأعمال يكمن بالدرجة الأولى في ان تكون هي السلطة الجامعة التي ستوكل اليها إدارة شؤون البلد فور انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي في 25 أيار (مايو) المقبل. وتضيف: «من مهام الحكومة الحالية بعد تعويمها، العمل لإقرار قانون انتخاب جديد وإنما هذه المرة من خلال اقتراح قانون يقر في البرلمان يتيح لقوى 8 آذار الفوز بأكثر من نصف أعضائه، من دون رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط، الذي لا بد من التوصل معه الى اتفاق من شأنه ان يشكل قوة ضاغطة للتحكم بمعركة رئاسة الجمهورية». وتؤكد هذه القيادات أنها ستقف بالمرصاد في وجه هذا المخطط وأنها ستعمل على إحباطه قبل ان يرى النور، لا سيما أن مجرد حصول فراغ في الرئاسة الأولى يمكن ان يمهد لبقاء حكومة تصريف الأعمال لفترة طويلة وبالتالي الإمساك بمقاليد السلطة في البلد، ما يفتح الباب أمام أطراف رئيسة في 8 آذار للمضي قدماً في تغيير قواعد اللعبة السياسية.

ويبدو أن قيادات 14 آذار قررت القيام بهجوم سياسي مضاد يستهدف مشروع قانون الانتخاب الذي يجري حالياً الترويج له، معتبرة انه أقرب الى المشروع الأرثوذكسي الذي يقول بانتخاب كل مذهب لنوابه من أي مشروع آخر.

وتعتقد 14 آذار ان الذين أعدوا مثل هذا المشروع لا يزالون يراهنون على إمكانية العودة بالأرثوذكسي من نافذة البرلمان بعد أن أحبطته الأكثرية النيابية وأخرجته من لائحة المشاريع المطروحة لقوانين الانتخاب.

وتقول ان هذا المشروع «أرثوذكسي بامتياز مع أن من أعده يجد صعوبة في الدفاع عنه لأنه يعيد الاعتبار للمشروع نفسه وإن كان مقنعاً هذه المرة». وتؤكد «ان إلقاء النظرة عليه ستبين للمعنيين بقانون الانتخاب ان من يروج له يتطلع اليه كخريطة طريق لوضع اليد على رئاسة الجمهورية». وتسأل قيادات في 14 آذار في معرض هجومها على هذا المشروع، عن الجدوى من تقسيمه الدوائر الانتخابية الى طبقتين، الأولى تأخذ في الاعتبار إجراء الانتخابات على أساس اعتماد نظام الأقضية المعمول به حالياًَ مع تعديله بما يسمح بتطبيقه على الدوائر الانتخابية التي تتمتع بطغيان طائفة على أخرى في الأقضية التي هي من لون واحد.

وتؤكد هذه القيادات أن المقصود بالأقضية التي هي من لون واحد على سبيل المثال أن الناخبين في دائرة النبطية يحق لهم جميعاً الاشتراك في انتخاب 3 نواب شيعة، وكذلك الأمر بالنسبة الى أقضية زغرتا، البترون، بشري، صور، بنت جبيل، الكورة، الضنية، صيدا وكسروان. أما المقصود بالطبقة الثانية من هذا المشروع، كما تقول قيادات 14 آذار، فجميع المناطق المختلطة التي يوجد فيها ناخبون من كل الطوائف ومقاعد نيابية لأكثر من مذهب أو طائفة. ويقضي المشروع الذي يجري التداول فيه بحصر انتخاب المرشح بالناخبين المنتمين الى طائفته، اي أن يحق للناخب في منطقة مختلطة مثل بيروت انتخاب أي مرشح من غير طائفته. وهذا ما نص عليه الأرثوذكسي.

وترى أن معظم الذين كانت لهم اليد الطولى في هذا المشروع سارعوا الى غسل أيديهم منه، على رغم انه تردد أن الوزيرين السابقين زياد بارود ومخايل الضاهر كانا شاركا في وضع بعض أفكاره.

وتنقل عن أحدهم قوله أن «ناقل الكفر ليس بكافر وأنا لست متحمساً له». وتقول إن قيادات في 14 آذار ناقشت أحد الذين قيل انه كان وراء من وضع بعض الأفكار فيه، وأنها فوجئت بمبادرته الى التبرؤ منه.

ويبدو هذا المشروع وكأنه يتيم، لغياب من يدافع عنه، وهذا ما توصلت اليه هذه القيادات من خلال اجتماعاتها مع البطريرك الراعي الذي أكد لها أن لا علاقة له بالمشروع وأن هناك من جاء واقترحه عليه فأبلغه أنه يجب مناقشته مع الأطراف السياسية الرئيسة في البلد. وفُهم من كلام الراعي أنه لم يتبنّه وهذا ما لمسه أيضاً عدد من نواب كتلة «المستقبل» الذين كانوا في عداد الوفد الذي رافق رئيس الكتلة فؤاد السنيورة في اجتماعه الأخير بالبطريرك الماروني، حيث أبلغه أنه يشتمّ من هذا المشروع رائحة الأرثوذكسي وأن الكتلة لن توافق عليه وسترفضه لأنه يعود بالبلد الى الوراء، ويقضي على الآمال المعقودة على قانون جديد يحقق الحد الأدنى من الانصهار الوطني وشراكة الطوائف في انتخاب النواب الذين هم ليسوا من طائفتهم.

 

اغتيال اللقيس: اختيار القاتل

حسام عيتاني/الحياة

الجمعة ٦ ديسمبر ٢٠١٣على عكس الهجمات التي استهدفته في الشهور الماضية، سارع «حزب الله» إلى اتهام إسرائيل باغتيال القيادي حسان هولو اللقيس بعدما اعتاد على إلقاء اللوم على «التكفيريين» أو عملاء دول خليجية.

بعد التفجيرات الإرهابية السابقة التي أودت بحياة عشرات الأبرياء في الضاحية الجنوبية، كان الحزب ووسائل إعلامه يؤكدون «فشل» الهجوم أو الانفجار في تحقيق أهدافه. وبلغت الحماسة ببعض المتحدثين الحزبيين حد اعتبار الهجمات «انتصارات» جديدة تضاف إلى رصيد «المقاومة» وحزبها وقيادتها وذلك قبل أن تجف دماء الضحايا وتُرفع الأشلاء من الشوارع. في اغتيال اللقيس لم تصدر تصريحات رعناء كهذه. التزمت كتيبة المتحدثين بالإعلان الرسمي الحزبي أن الجهة المسؤولة عن الجريمة هي أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وأن تبنّي الهجوم في بيانين مقتضبين لا قيمة له لصدورهما عن جهتين وهميتين. لا تتيح المعلومات المتوافرة اليوم القطع بهوية مرتكبي الاغتيال. بيد أن ثمة ما يوحي أن الحزب يفضل، اختياراً، أن تكون إسرائيل هي المسؤول عن الجريمة. فهنا كان «الإنجاز» (بالمعنى التنفيذي) صريحاً لا لبس فيه. مستوى التخطيط واختيار الهدف والرصد والانسحاب، كلها معطيات تقول بدرجة عالية من الاحتراف لدى المنفذين. ولا يود الحزب أن يرى هذا النوع من الكفاءات موجوداً لدى خصومه الجدد. ناهيك عن اضطراره للاعتراف بقدرة هؤلاء على الإحاطة بتفاصيل الهيكلية الأمنية والقيادية التي يحرص الحزب عليها حرصاً شديداً. لذا، من الأسهل منح الاعتراف بهذه الكفاءات إلى إسرائيل صاحبة القدرات الكبيرة غير المشكوك فيها في مجال العمل الاستخباري بدلاً من استدخال لاعبين خطرين غير معروفين إلى ساحة المواجهة الأمنية. ولا يرمي هذا الكلام، بطبيعة الحال، إلى تبرئة إسرائيل التي تبقى طرفاً نشطاً في الصراع في المنطقة والتي لم تتردد في قصف الكثير من قوافل الأسلحة التي كانت تتجه إلى لبنان من سورية في العامين الماضين. بل يطرح السؤال عن السرعة في تحديد الجهة المنفذة واستبعاد أطراف أخرى. لم يأتِ استبعاد «التكفيريين» ومن دأب الحزب على اتهامهم في الأحداث السابقة، حرصاً على صفاء المناخ الداخلي أو رغبة في المصالحة مع الطرف المقابل، بل على العكس. فقد أفاض الأمين العام للحزب قبل ساعات من الإعلان عن اغتيال اللقيس في توجيه رسائل التحدي الداخلية والخارجية. الأقرب إلى المنطق أن الحزب لا يرى في هؤلاء نداً له في الصراع. وبما أنه يعجز عن القول إن الاغتيال فشل في تحقيق هدفه، على نحو ما قال بعد محاولة تفجير السفارة الإيرانية، فلا بد أن يكون القاتل يوازي الحزب في الندية. وليس يحتل هذه المرتبة غير إسرائيل.

وما دام المجال مجال تكهنات وفرضيات، لا بأس من القول إن الندية تعني أن الحزب ينظر إلى منفذي الاغتيال بعين ذاته. بكلمات ثانية، إن الجرأة والاحتراف والدقة، هي ميزاته هو ولا يستطيع أن يتنازل عنها لغير مستحقيها من المستجدين على الساحة كـ «التكفيريين» ومن هم في تعريفهم. عليه، لا يبقى أمام الحزب غير التشديد على اتهام إسرائيل وتوعدها بالرد «في المكان والزمان المناسبين». نتائج التحقيق والمعطيات الموضوعية لا علاقة لها بهذا «المنطق».

 

قلق نصرالله

وليد شقير/الحياة

ذكّرت إسرائيل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بوجودها وباستمرار ملاحقتها قادة الحزب ونشاطاته، باغتيالها القيادي في الحزب حسان اللقيس ليل الثلثاء – الأربعاء الماضي.

فالحزب منشغل عنها وعن خططها لاستهداف قادته وبنيته العسكرية، بالقتال في سورية، بل هو بات يبرر غرقه في «المستنقع» الدموي السوري والخسائر التي يتعرض لها وتضحيات مقاتليه ومناضليه، بافتعال مواجهة مع إسرائيل هناك، للإبقاء على تعبئة جمهوره في تلك المواجهة العبثية التي يخوضها، وسيلة لإقناع هذا الجمهور بأحقية الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وواقع الأمر أنه على رغم ارتياح إسرائيل الى استنزاف الحزب وإيران في سورية ومعهما سائر القوى الإسلامية المتطرفة الخصمة لهما والتي تتوجس تل أبيب ومعها أميركا من أن يكون هؤلاء بديلاً للنظام، فإنها لا تكتفي بذلك، بل هي تواصل تركيز نشاطها على ملاحقة قادة الحزب لاغتيال من تستطيع منهم. ولربما أنها التقطت حالة من الاسترخاء حيالها، ومن الالتهاء عنها، لدى الحزب، سمحت بثغرات يستفاد منها لأجل تنفيذ اغتيال اللقيس وتصفيته. ولا يحتاج الأمر الى كبير عناء لاكتشاف مدى الانصراف لدى الحزب عن همّ مواجهة إسرائيل طالما أن السيد نصرالله نفسه اعتبر - كما قال - أن مشاركة حزبه في القتال في سورية لها شعبية وقبول لدى الرأي العام العربي أكبر بكثير من التأييد الذي حصدته المقاومة ضد إسرائيل بين العام 1982 وصولاً الى 2006. وفضلاً عن أن هذا الاستنتاج مدعاة للاستغراب، فإنه وهم سعى الى إقناع نفسه وجمهوره به، ويشكل دليلاً آخر على أن الحاجة الى تطويع الوقائع تفرضها الأولوية الجديدة التي تطغى على أي شيء آخر في خطط الحزب واهتماماته، وهي إنقاذ نظام الأسد بغض النظر عما يرتبه ذلك من انصراف عن مقتضيات المواجهة مع إسرائيل. صحيح أن نصرالله أكد في خطبه العاشورائية منتصف الشهر الماضي على دور المقاومة في مواجهة العدو، وعلى القضية الفلسطينية، إلا أنه في مقابلته التلفزيونية الطويلة ليل الثلثاء، قبل ساعتين من اغتيال اللقيس، لم يأت على ذكر إسرائيل ومقاومتها مرة واحدة. كانت سورية هي المحور والموضوع، كذلك ما يحيط بتلك المواجهة التي يخوضها هناك بالتحالف مع إيران. وكان همّه إقناع المشاهدين بانتصاره وحلفائه، لمجرد أنه نجح عبر القتال في سورية في منع سقوط نظام الأسد، وبفشل الآخرين في خططهم ضده. وكان تركيزه على تظهير التفاهمات الدولية، لا سيما مع إيران، على أن الأخيرة خرجت منها الدولة الأقوى في المنطقة، إذا أضيف إليها النجاح في منع سقوط الأسد، ثم على «غضب» المملكة العربية السعودية من بعض هذه التفاهمات.

يستعجل «حزب الله» استثمار بداية التحولات الإقليمية والإفادة منها لحصد ثمار اشتراكه في القتال في سورية، إما لأنه يغفل عن أن الحرب على أرضها كرّ وفرّ، يحتمل أن يبدّل من اللحظة الراهنة على صعيد موقع النظام الذي يتمسك به، أو لأنه يدرك ذلك بوضوح ولا يريد احتساب موقعه، بعد أن تتبدل الموازين مرة أخرى. أما على صعيد التفاهمات الدولية مع إيران فمن حقه أن يخشى من أن تقود الى تنازلات تشمل الدور الإقليمي لطهران تصعّب على الحزب أن يعكس فائض القوة الإيراني في مواقع النفوذ المحلية. فالسيد نصرالله يعيب على خصومه أنهم يسعون الى الإفادة من الوقت لتعديل الواقع العسكري في سورية، والذي أفاد منه الأسد في الأشهر الثلاثة الماضية، قبل عقد مؤتمر «جنيف – 2» في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل، متناسياً أن جُل ما يفعله هو والقيادة الإيرانية والنظام السوري، هو الإفادة من الوقت الفاصل عن استحقاق المؤتمر، لاستعادة المزيد من المناطق التي كانت سيطرت عليها المعارضة، واستغلال انقساماتها لتغليب دور التكفيريين على موقع «الجيش السوري الحر» والمعارضة المعتدلة، قبل أن تتوصل موسكو وواشنطن الى صيغة انتقالية للحكم ترسم معالم الحل السياسي.

بات «حزب الله» يعيش اللحظة الراهنة، وسط الشطط عن اهتمامه الاستراتيجي الإسرائيلي الذي يكون عادة مرتاحاً أكثر في التعاطي معه. ولا شك في أنها لحظة مقلقة له قد تنقله الى حافة الغضب إذا صح ما يقال عن أن مواقفه الأخيرة، هي انعكاس لتبادل الضغوط في إيران نفسها، بين «الحرس الثوري» وبين الجهاز الحكومي برئاسة الرئيس حسن روحاني، حول التسويات الإقليمية والمدى الذي يجب أن تذهب طهران في السعي إليها.

 

ماروني: نصر الله يشوه العلاقات اللبنانية – السعودية لابراز الدور الايراني

منذ تدخل "حزب الله" بالأزمة السورية ومساندته النظام السوري في قتل السوريين، لم يشهد لبنان يوماً هادئاً، فإما يقدم "حزب الله" على اشعال المعارك في طرابلس، أو يتعرض لتفجير ارهابي أو يتم اغتيال أحد قادته، وآخر العنقود اغتيال القيادي في الحزب حسان اللقيس هولو اللقياس في عقر دار "حزب الله"، فضلاً عن مواصلته في معاركه السياسية مستغلاً سلاحه كورقة ضغط على الخارج والداخل. ومع ذلك يواصل حملته ضد السعودية واتهمها بتفجيري السفارة الايرانية تطبيقاً لما اعتادت عليه السياسة الايرانية في فبركة الاتهامات والتجني على الدول الداعمة للبنان وسيادته. وفي ضوء ذلك، علّق عضو كتلة "الكتائب" النائب إيلي ماروني على حادثة اغتيال حسان اللقليس، ولاحظ أن "حصول العملية في وضح النهار وفي منطقة تحت سيطرة حزب الله تؤكد ان لا أمن فوق أمن الدولة التي هي وحدها إذا كانت قادرة ستؤمن حماية المواطنين".

وقال ماروني لموقع "14 آذار": "لا أحد بعد اليوم يحدثنا عن اسطورة أمن "حزب الله" الحديدي لأن هذا الأمن يخرق دائما، ما يؤكد وجهة نظرنا بضرورة تسليم سلاحه والغاء دويلته والعودة إلى مبدأ الدولة القوية القادرة على حماية المواطنين". وفي شأن اتهام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله السعودية بتفجيري السفارة الايرانية، اعتبر أن الأمر "محاولة غير ناجحة لخربطت العلاقات اللبنانية - السعودية التي كانت دائما تقف إلى جانب سيادة لبنان واستقلاله وداعمة لاقتصاده"، معتبراً أن اتهام نصر الله: "كلام يشوه العلاقات بين البلدين ويسيء لها وغايته ابراز الدور الايراني في لبنان على حساب الدور السعودي وبالتالي نؤكد أهمية العلاقات اللبنانية السعودية وما قيل مرفوض". متى سينسحب "حزب الله" من سوريا؟ أجاب ماروني: "عندما يتفق الكبار يدفع الثمن الصغار، وإذا انجز الاتفاق الاميركي - الايراني بأكمله، لأننا نعلم أن الاتفاق لا يزال في المرحلة المبدئية، كما إذا حصلت لقاءات سعودية - إيرانية وحصل اتفاق اقليمي، لا اعتقد أن "حزب الله" سيبقى حراً في القتال إلى جانب النظام السوري وفي الهيمنة بسلاحه على الدولة وعلى الداخل اللبناني"، ورأى أنه "في أول تسوية دولية اقليمية سيعود "حزب الله" إلى حجمه الطبيعي".14 آذار

 

الراعي استقبل 3 سفراء وعرض وزوار بكركي أمورا وطنية ونواب المنية اثاروا مسألة الاراضي في الضنية

وطنية -استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي النائب زياد القادري الذي اشار الى ان "الزيارة للبحث مع غبطته في الامور الوطنية الكثيرة، والاستحقاقات الاساسية التي نمر فيها والمرتقبة".

وقال: "ان لبنان يمر في مرحلة حرجة نتيجة التداعيات والازمات الحاصلة في المحيط والاقليم، ونحن امام محطة مفصلية يمكن ان تؤثر على مصير البلد وجوهر رسالة لبنان". اضاف: "لبكركي ولغبطته تاريخ اساسي على الصعيد الوطني لابقاء البوصلة في الاتجاه الصحيح في سبيل حماية البلد واستقراره وحفظ سيادته واستقلاله، ولا بد ان ننطلق من نقطة ارتكاز اساسية وهي وثيقة الميثاق الوطني واتفاق الطائف، بما يعني حماية وحفظ التعايش اللبناني- اللبناني في شقيه المسيحي- الاسلامي والاسلامي- الاسلامي، في ظل خطورة ما يجري وماثل امامنا من محاولات مرفوضة لافراغ هذا الشرق من المسيحيين والسعي الى خلق الفتنة السنية- الشيعية". وأعلن انه "تم التطرق الى الاستحقاقات المقبلة، وقال: "نحن متمسكون الى اقصى درجة ممكنه بمسألة النظام البرلماني الديموقراطي الذي وجد لحماية الصنيعة اللبنانية من خلال التمسك بالديموقراطية، ونحن نسعى جاهدين لتجنب الفراغ على الصعيد الحكومي واجراء انتخابات نيابية، وطبعا انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المواعيد الدستورية". وشدد على "اهمية حماية لبنان من المخاطر المحدقة فيه"، وقال: "اكدت وجهة نظري عن اهمية الدور الوطني المسؤول الذي يقوم به رئيس الجمهورية وذلك من خلال التأكيد على وجوب احترام ما اتفق عليه على طاولة الحوار الوطني الذي ترجم الى ما يسمى اعلان بعبدا".

نواب المنية الضنية

بعدها، استقبل الراعي نواب قضاء المنية - الضنية: احمد فتفت، قاسم عبدالعزيز وكاظم الخير وتم عرض لموضوع مسألة الاراضي في الضنية. وكان الاتفاق مع غبطة البطريرك ان يحل هذا الموضوع برعايته وباشراف المطران جورج ابو جودة واعطاء كل صاحب حق حقه. وابدى النواب كل استعداد ومساهمة في حل هذا الموضوع معتبرين ان "المنطقة لابنائها جميعا".

سفير الارجنتين

والتقى البطريرك الراعي سفير الارجنتين الجديد في لبنان ريكاردو لارييرا في زيارة بروتوكولية وكانت مناسبة لعرض العلاقات الثنائية بين البلدين.

لجنة الحوار

واستقبل امين عام اللجنة الوطنية المسيحية- الاسلامية للحوار الامير حارس شهاب الذي وضع البطريرك الراعي في اجواء المؤتمرات الثلاثة الذي شارك فيها في فيينا والتي تمحورت حول العلاقات الاسلامية - المسيحية وآفاق الوجود المسيحي في هذه المنطقة، وقال: "نقلت الى غبطته تطلعات العديد من الوفود المشاركة الذين يمثلون 91 دولة والذين ينظرون الى دور لبنان الرسالة باكبار واعجاب، ولكن لاحظت ان القلق يزداد لدى الكثيرين منهم حول الدور اللبناني المميز". اضاف: "في الشأن الداخلي، تزودت بتوجيهات صاحب الغبطة حول موضوع عقد قمة روحية الذي يزداد الحاحا بعدما بلغ تردي الاحوال في وطننا حدا لا يطاق، ولا شك في ان رؤساء الطوائف اللبنانية لهم موقف مؤثر وايجابي وموحد". وتابع: "لقد شدد غبطته على ان لبنان لن يجتاز هذا القطوع الخطير الا بوحدة ابنائه وتعاضدهم واستعادته لسلطة المعايير المغيبة حاليا".

سفير رومانيا

كما استقبل الراعي سفير رومانيا الجديد فيكتور مارشا في زيارة بروتوكولية وجرى عرض العلاقات الثنائية بين البلدين.

سفير اميركا

واستقبل البطريرك الراعي سفير الولايات المتحدة الاميركية ديفيد هيل. وعرض معه للتطورات والمستجدات على الساحتين المحلية والاقليمية.

 

سليمان اطلع من غصن على اجراءات الجيش لحفظ الامن في طرابلس وتابع التدابير لتدارك ما قد تخلفه العاصفة

وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أمس واليوم، الاجراءات والتدابير لتدارك ما قد تخلفه العاصفة التي تضرب لبنان، وطلب من المعنيين استنفار الاجهزة التابعة للوزارات والمؤسسات للقيام بواجبها في مثل هذه الظروف.

وزير البيئة

وعرض الرئيس سليمان مع وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري للأوضاع الراهنة إضافة الى عمل وزارته في هذه المرحلة.

وزير الدفاع

واطلع رئيس الجمهورية من وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن على الوضع في مدينة طرابلس ومحيطها والتدابير التي ينفذها الجيش بعد تكليفه مهمة حفظ الامن ووضع القوى الامنية في تصرفه.

وزير الخارجية والمغتربين

وتناول الرئيس سليمان مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور علاقات لبنان الخارجية وما تقوم به الوزارة في هذه الفترة.

 

سلام عرض الاوضاع مع سفير كوريا الجنوبية والاحدب

وطنية - استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام في دارته في المصيطبة سفير كوريا الجنوبية شوي جونغ ايل في زيارة تعارف. ومن زوار الرئيس سلام النائب السابق مصباح الاحدب، ورئيس ديوان المحاسبة القاضي عوني رمضان، والصحافي نبيل براكس، والمحامي جوزيف ابو شرف، ومدير صندوق المهجرين فادي عرموني.

 

بري: الربيع العربي أرجعنا الى القرون الوسطى

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل ظهر اليوم في عين التينة، قائد الجيش العماد جان قهوجي وعرض معه الاوضاع الامنية في البلاد وسير الخطة الامنية في طرابلس، وحضر اللقاء احمد بعلبكي.

وظهرا، استقبل الرئيس بري ظهرا ابنة الثائر العالمي تشي غيفارة أليدا غيفارا والسفير الكوبي رينيه سيبالوبراتس والزميلين غسان بن جدو وسامي كليب.

ورحب الرئيس بري بالسيدة أليدا والوفد، وحيا نضال والدها وباقي المناضلين في العالم قائلا: "أنتم لا تشرفون لبنان والزمن الحاضر فحسب بل تشرفون أيضا التاريخ، وان كل نقطة جهاد تمر بغيفارا وكاسترو وجميلة بو حيرد وباقي المناضلين في العالم". وشكر فضائية "الميادين" على هذه المبادرة قائلا: "الميادين أعادت هذا العصر الذي نتحسر الآن على أيامه، لأن ما يسمى ب"الربيع العربي" مع الأسف لا يمت الى الربيع بصلة. لقد كنا نعتقد أن هناك تغييرات ستحصل فتبين أن هناك رجوعا الى القرون الوسطى. في زمنكم كانت تقودنا العروبة ويقودنا النضال لاستعادة فلسطين، كانت تجمعنا مع غيفارا من دون لقاء، ومع كاسترو مع لقاء، قضية فلسطين أولا، واليوم أصبحنا ننسى كل هذا الموضوع ونبحث عن مواضيع مذهبية وطائفية وفئوية بدلا من الإنفتاح والنضال ضد خلاصة الإستعمار وعصارته أي اسرائيل. أصبحنا نناضل ضد أنفسنا، وقد أعادت "الميادين" تلك الذكريات والتحنان الذي يتجسد بمثل غيفارا وجميلة بو حيرد وغيرهما من المناضلين الشرفاء".

ثم قدم الرئيس بري الى أليدا هدية رمزية.

سفير مصر

واستقبل الرئيس بري، بعد الظهر، السفير المصري اشرف حمدي، في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان، وعرض معه للأوضاع الراهنة اقليميا ودوليا.

الحوت

كذلك التقى رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت وعرض معه أوضاع الشركة.

وقال الحوت بعد اللقاء: "تشرفت بزيارة دولة الرئيس بري وأطلعته على أوضاع الشركة وتطور أعمالها وقدرتها على تخطي الصعوبات والاوضاع الصعبة والحرجة التي يمر بها لبنان، واستمرارها في النمو والتقدم بفضل جهود جميع المسؤولين في الدولة، وفي طليعتهم أخص الرئيس بري الذي لم يقصر يوما في تقديم الدعم لشركة طيران الشرق الاوسط منذ ان توليت هذه المهمة. وأكد دولته انه مستعد لتلبية أي شيء تطلبه الشركة دون تردد كعادته، وقد أخذنا توجيهاته في شأن التعامل في المرحلة المقبلة".

واستقبل بري لاحقا الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات في لبنان والمنطقة.

 

جعجع: لوضع معلولا تحت الحماية الدولية

وطنية - صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع البيان الآتي: "أولا: إن ما تتعرض له بلدة معلولا في سوريا بما تحمله من قيمة روحية مسيحية وإرث حضاري وتاريخي فريد يستدعي تحييدها عن الصراع الدائر، خصوصا عندما يكون بين نظام جائر وتنظيمات متطرفة ترفض التنوع، وتخرج عن جوهر الثورة السورية وعن مقررات واعلانات المجلس والائتلاف الوطنيين، بل وتخدم اعداء هذه الثورة. ولذلك، ألفت إلى ضرورة مسارعة الأمم المتحدة عبر هيئاتها المعنية إلى وضع معلولا تحت الحماية الدولية وتكريس ذلك بقرارات واضحة من مجلس الامن الدولي بالذات، حفاظا على أهلها وعلى معالمها التي تشكل كنزا للإنسانية جمعاء. وإنني أستهجن بشدة قيام تنظيمات متطرفة أيا كانت تسميتها وانتماؤها على خطف الاخوات الراهبات اللواتي صمدن في أديرتهن منكبين على الصلاة ومساعدة الأهالي، وأدعو إلى إطلاقهن فورا، لأن ما تعرضن له يشكل إساءة فظيعة وإهانة منكرة ومرفوضة، بقدر ما يسيء الى روحية الثورة وإلى الإسلام. ثانيا: إنني على صعيد آخر، أثمن عاليا موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالرد على الكلام الذي تناول المملكة العربية السعودية باتهامات باطلة ومن دون سبب أو مبرر منطقي، مثبتا مرة أخرى أنه القيم الأول على الوطن والدولة في وجه الحملات والانتقادات النافرة التي تسيء إلى علاقات لبنان الدولية والإقليمية وتعرضها للمخاطر والتداعيات السلبية، خصوصا عندما تكون تلك الحملات والانتقادات صادرة عن جهات يتسم أداؤها بالتوتر والعصبية والفئوية في خدمة حسابات تتخطى حجمها ودورها. كفى لبنان مصائب فوق مصائب، ولا سيما أن المملكة وقفت دائما إلى جانب لبنان وقدمت له الدعم على مختلف الصعد بكل طوائفه وفئاته ومناطقه، سواء لمواجهة مأساة الحرب ومعالجة آثارها وصولا الى اتفاق اللبنانيين في مدينة الطائف في السعودية، أو لمساعدتنا اخيرا على النهوض من تداعيات أكثر من عدوان وبالأخص بعد حرب تموز".

 

جنبلاط: كان من المستحسن اتهام إسرائيل بانفجار سفارة ايران لا السعودية 

رأى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ان "إغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس أتى بعد سلسلة من التفجيرات المتنقلة التي ترمي الى إذكاء روح الفتنة وتأجيج مشاعر الانقسام، وهو ما يصب أيضا في مصلحة إسرائيل التي تتفرج على المنطقة العربية والاسلامية تنزلق رويدا رويدا نحو التوتر والاقتتال المذهبي وهو المسار الذي يتنامى في عدد من البلدان العربية". أما فيما يتعلق بالمواقف التي تلت تفجير السفارة الايرانيّة في بيروت، فرأى جنبلاط انه "كان من المستحسن التأكيد أن إسرائيل تقف وراء التفجير أسوة بالموقف الذي صدر عن الجمهورية الاسلامية عوضا عن إتهام السعودية، مع العلم بأن إصدار هذه المواقف والاتهامات قد يؤدي إلى جر البلاد نحو المزيد من التوتر والتشنج ويدفع نحو إقحام لبنان أكثر فأكثر في الصراعات المحتدمة للمحاور الاقليمية التي تفوق قدرته على التأثير بها بالاضافة الى تحويله مرة جديدة ساحة لتصفية تلك الصراعات وتبادل الرسائل السياسية والامنية ويجعل إنكشافه الأمني مطلقا خصوصا مع غياب المنافسة التي سبق أن شهدناها بين الاجهزة الأمنية لكشف الشبكات التجسسية الاسرائيلية والتي توقفت فجأة وإذ بالأجهزة تغرق في الوحول الداخلية اللبنانية عن قصد أو غير قصد". وذكر "كل أطراف المجتمع السياسي اللبناني بضرورة عدم نسيان إسرائيل وحقدها التاريخي ضد لبنان"، داعيا "لاعطاء الجهات القضائية المختصة وقتها للقيام بمهامها لكشف كل المتورطين في الاعمال المخلة بالأمن والاغتيالات والتفجيرات وسوقهم إلى العدالة وإنزال أشد العقوبات بهم" مشيرا الى ان "الركون إلى أجهزة الدولة هو المسار الوحيد الذي يحد من التوتر ويؤدي إلى ضبط، ولو غير مكتمل، للوضع المترهل والمتهالك تدريجيا".

 

مروان حمادة: نصرالله يشعر بأن 14 ك2 سيكون بداية محاكمة كادراته في اغتيال الحريري

وطنية - اعتبر النائب مروان حمادة، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3"، ان "الرئيس نجيب ميقاتي تأخر كثيرا في عملية تعويم حكومة لا يمكن أن تعوم لا دستوريا ولا حكوميا، وفي النتيجة سنكون قد عومنا مجموعة تناقضات ستزيد من الأزمة اختناقا"، لافتا الى ان "عدم انعقاد الحكومة ليس هو من يوتر الوضع في طرابلس أو ضاق باللبنانيين أمس على الطرقات لان الأهم هو العمل على تشكيل حكومة جديدة لمعالجة الأمور التي حلت بالبلاد أمس". ولفت الى ان "ما جرى في من عمل مخابراتي اسرائيلي متقن استفاد من تعثر الأجهزة اللبنانية، والفوضى العارمة في شوارع لبنان، واضطر رئيس الجمهورية للرد على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لانقاذ العلاقات اللبنانية العربية لا سيما مع المملكة العربية السعودية"، مشيرا الى ان "المطلوب اليوم أن يخرج حزب الله من سوريا لكي نتوصل الى وقف اطلاق نار ميداني في سوريا في ضوء الاتفاق الايراني - الأميركي، وفي وقف اطلاق نار سياسي في لبنان، والا فإن حزب الله سيبقى يجر لبنان الى الويلات". وردا على مواقف نصرالله الأخيرة، اعتبر أن "السيد نصرالله يشعر بأن 14 كانون الثاني 2014 سيكون بداية محاكمة أنصاره وكادراته في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لأنها دعوى بحق الحزب عن كل الجرائم التي ارتكبت في لبنان منذ عشر سنوات، وبالتالي بدأ هجوما على الرئيس الحريري بتهمة أنه والنائب عقاب صقر يمولون ويزودون الثورة السورية بالسلاح فيما الجسور الجوية البرية والبحرية هي التي تمول سوريا بالسلاح ولا علاقة للرئيس الحريري بها، وهذا يعرفه السيد حسن نصرالله"، مشيرا الى ان "الهجوم المباشر على السعودية الى جانب ما قيل عن قضية التنصت الاسرائيلي والعودة الى كل هذه الأمور بما فيها قضية حسان اللقيس سواء أكانت خرقا أو تصفية، كل ذلك يجرنا الى السؤال عن المحكمة الدولية". وختم حمادة شاكرا "ميقاتي على تمويله المحكمة لهذه السنة".

 

هادي حبيش : اين وقائع اتهامات نصرالله للسعودية ؟.

وطنية - شدد عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، على "وجوب أن يكون هناك جهاز دائم للكشف على صيانة الطرقات الرئيسية والعامة، بغض النظر على من تقع مسؤولية طوفان الطرقات بمياه الامطار". ورأى أن "اتهام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله للمملكة العربية السعودية هو اتهام سياسي، ويعبر عن وجهة نظر حزب الله".وقال: "أول من كانوا يفجرون انفسهم بالعدو الاسرائيلي هم حزب الله، أما المملكة العربية السعودية فلم نسمع يوما أنها كانت ترسل أشخاصا ليقوموا بتفجيرات في مكان معين". وسأل "أين وقائع اتهامات نصرالله للسعودية؟"، مشيرا الى أن "نصرالله لن يطلق الاتهامات باتجاه السعودية من دون ان يكون قد أخذ موافقة إيران في هذا الموضوع". وأشار حبيش الى أن "التكفيريين والارهابيين هم انتاج النظام السوري"، وقال: "نحن لا ننسى ان النظام السوري أرسل شاكر العبسي الى لبنان، ولا ننسى من وضع خطا أحمر للجيش اللبناني كي لا يتعرض لشاكر العبسي الذي كان محكوما عشر سنوات في سوريا، لكنه خرج من السجن بعد سنتين وأتى الى لبنان ليترأس تنظيم فتح الاسلام في لبنان". أما عن قضية معلولا وخطف الراهبات، فأكد أن "هذا الأمر مرفوض ونحن ضد خطف اي مدني، وبالنهاية معلولا ضيعة سورية وهناك حرب يدفع ثمنها المسيحيون كما السنة الذين دفعوا اكبر ثمن حتى اليوم". وعن الاستحقاق الرئاسي المقبل، شدد على أنه "غير مقبول وحرام ان نصل في كل مرة الى الفراغ في مركز رئاسة الجمهورية". أضاف: "لدي رأي قانوني ودستوري وهو في طور الدراسة من اجل كيفية تفادي الوصول الى فراغ في موقع الرئاسة الاولى". وتابع: "أنا أدرس اقتراح دستوري باتجاهين ولم أصل الى خواتم في اي اتجاه سأسلكه أو حل إلزامية حضور النائب جلسة مجلس النواب المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية فقط، خصوصا انه رأس الدولة ورمز الوحدة الوطنية وحامي الدستور من غير المقبول ان يكون شاغرا وهو امر لا يمكن ان يحصل". وأوضح ان "القول ان الصلاحيات الخاصة برئاسة الجمهورية عندما يشغر المركز تنتقل الى الحكومة أمر صحيح، ولكن تنتقل الى الحكومة مجتمعة وهذا يعني انه صحيح رئيس الحكومة هو من يرأس مجلس الوزراء ولكن من يمضي عن صلاحية رئيس الجمهورية هم الوزراء". وأكد أنه "في حال حصل توافق مسيحي جامع على إسم لرئاسة الجمهورية فان كتلة المستقبل تسير به، والبحث مع البطريرك الراعي كان من اجل تفادي الوصول الى الفراغ في رئاسة الجمهورية منعا للتجربة السيئة التي مررنا بها من خلال تعطيل قوى الثامن من اذار للبلد لفترة ستة اشهر".

 

دوفريج: حزب الله يواجه تحديات وكلام نصر الله غير مقبول سياسيا

وطنية - رأى عضو كتلة المستقبل النائب نبيل دو فريج، في حديث الى تلفزيون "المستقبل" ان "هناك تحديات كبيرة من حزب الله والكلام الذي قاله امينه العام منذ يومين غير مقبول منطقيا وسياسيا، ولكن لا يجب ان ندخل نحن في ردة الفعل التي يريدها". وعلق على اغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس، وقال :"سنسمع آراء كثيرة اولها ان اسرائيل متهمة وقد تكون اسرائيل الفاعلة ولكن قد يتهمون غدا فريقنا او المملكة العربية السعودية او قطر". ورأى ان "حزب الله يعرف جيدا ان لديه مشاكل، خصوصا بعد دخوله الى سوريا، فالمتطرفين لم يخجلوا من قول إنهم سيلحقون حزب الله الى حيث هو". واوضح ان "التصعيد الحاصل، كالمؤتمرات الصحافية الأخيرة لوزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال نقولا صحناوي وحزب الله، يهدف الى القول إن اسرائيل تستطيع ان تعبث بالداتا"، لافتا "الى الاجتماع الذي حصل في اللجان النيابية لهيئة الاتصالات بوجود السفراء الاجانب للاضاءة على خروقات اسرائيل، وبالتأكيد هذا يتعلق بمسألة المحكمة الدولية". وأكد "ان "حزب الله" واقع في مأزق في سوريا، وسيأتيه فوق ذلك بدء المحاكمة في المحكمة الدولية. وعن موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بشأن هجوم نصرالله على السعودية، قال: "المشكلة تكمن في انه اذا مجد احد من طرفنا بالرئيس سليمان سيقولون إنه تابع الى قوى 14 آذار، رئيس الجمهورية يسير بطرح الـ9-9-6 بينما ترفضه 14 آذار وهنا يصبح رئيس الجمهورية بطلا. رئيس الجمهورية هو رئيس لكل لبنان". وعن تشكيل الحكومة، تمنى دو فريج ان "يستتبع موقف الرئيس سليمان بتشكيلة حكومية وهذا متوقف على الرئيس المكلف تمام سلام والرئيس سليمان".

 

زهرمان: لجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح

وطنية - أوضح عضو كتلة المستقبل النائب خالد زهرمان، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 93,3" أنه "حصلت أمس مداهمات وتوقيفات في طرابلس، وتم ضبط بعض مخازن الاسلحة من قبل الجيش، إلا أننا لا يمكننا التفاؤل كثيرا لأن الخطة الامنية لا تشمل نزع السلاح من الكل، الامر الذي يبقي الساحة الطرابلسية معرضة للانفجار"، مشددا على أن "الحل الوحيد في طرابلس بجعلها مدينة منزوعة السلاح". وتطرق الى اغتيال القيادي في حزب الله حسان هولو اللقيس، فأشار الى أن "هذه العملية فيها الكثير من الاحتراف ولا اعتقد أن مجموعة مبتدئة وغير محترفة قادرة على القيام بها". وعن تشكيل الحكومة، قال :"العوامل التي كانت تمنع التشكيل لا تزال موجودة وليس في الافق بوادر حل للخروج من الشروط والشروط المضادة. بالتالي لا يبدو أن هناك حكومة". وختم زهرمان: "الحكومة الحالية قادرة على أن تصرف الاعمال بالمعنى الضيق جدا، أما الكلام عن تعويم الحكومة للقيام بدور طبيعي وكأن لا رئيس مكلف ولا خلاف حاد على عملية التشكيل، فهذا أمر غير مقبول وفيه تخط للمؤسسات وتعد على الدستور وعلى صلاحيات رئيس الجمهورية والرئيس المكلف".

 

شهيب وآلان عون بعد الاجتماع الثاني لنواب الوطني الحر وجبهة النضال: للحوار والتلاقي منعا لامتداد الفتنة الى لبنان

وطنية - عقد في الثالثة من بعد ظهر اليوم، اجتماع في مجلس النواب، بين نواب "التيار الوطني الحر" و"جبهة النضال الوطني"، هو الثاني بعد اجتماع اول عقد في تشرين الاول الماضي، في اطار المبادرة التي اطلقها "تكتل التغيير والاصلاح" خلال خلوة دير القلعة تجاه مختلف الكتل النيابية لفصل العمل التشريعي عن الخلافات السياسية. وحضر عن التيار النواب: أمين سر التكتل ابراهيم كنعان، زياد اسود، الان عون وسيمون ابي رميا. وعن جبهة النضال الوزيران وائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو والنائبان اكرم شهيب وايلي عون.

شهيب

وتحدث شهيب باسم "جبهة النضال" اثر الاجتماع الذي انتهى في الخامسة، فقال: "الجميع قلق وخائف على مصير البلد في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة والتي لها انعكاسات واضحة على الواقع اللبناني في هذه الايام. ونحن لطالما دعونا الى الحوار والتلاقي، وقبة البرلمان هي المكان الصالح لا بل الاصلح لتلاقي الجميع والحوار الذي يمكن ان يوصلنا الى خلاص البلد. لقد طرح الزملاء في التيار الوطني الحر امكانية الوصول الى دينامية تعيد للمجلس النيابي حركته وفعاليته وسهولة التوصل اذا أمكن، الى حكومة مع خارطة طريق تعزز وضع المؤسسات في البلد. نحن بالتأكيد مع تفعيل عمل المؤسسات وندعو دائما الى تعزيز كل المؤسسات في جميع المناطق اللبنانية، وان تبقى هي العنوان الاول ليبقى هذا الوطن". أضاف: "نحن نؤكد دائما انه لا يمكن لفريق في هذا البلد ان يلغي اي فريق آخر، ولا بد من التلاقي والحوار، وهمنا الاول والاخير من خلال موقعنا الذي اتخذناه بعد أيار الماضي، أي الموقع الوسطي، حماية البلد وحفط المؤسسات ومنع امتداد الفتنة الى هذا الوطن، خصوصا في هذا الظرف، ونتيجة تأثيرات وترددات الواقع السوري التي تنعكس علينا فإن التلاقي ضروري بين جميع الافرقاء اللبنانيين". وتابع: "نتمنى ان تعود المؤسسات الي فعاليتها والى دورها وان تشكل الحكومة في اقرب وقت ويكون الجميع ممثلا فيها، وفي الوقت نفسه نشد على يدي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بدعوته الدائمة الى الحوار بين الافرقاء اللبنانيين لان التواصل هو الطريق الاقرب والاقصر الى الحوار. واجتماعنا اليوم يمكن ان يكون جزءا من هذا التواصل، كما اننا حاولنا وسندعو وسنصر دائما على عمل المؤسسات والمطالبة بتفعيل دور الوزارات لخدمة الناس الذين همهم لقمة العيش والمدرسة والمستشفى في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة والضاغطة التي نمر بها".

وختم: "كما تطرقنا الى موضوع الجبل، ومعلوم ان هناك لجانا مشتركة لكل الاطراف السياسية في الجبل فهو جزء اساسي من هذا الوطن. واكدنا على مسيرة العودة وتعزيزها من خلال التلاقي بين اللبنانيين، فهذا امر مطلوب ونتمنى ان تعم صورة الجبل في كل الناطق اللبنانية".

عون

بدوره، قال عون باسم نواب التيار: "انطلاقا من خلوة دير القلعة التي عقدها تكتل التغيير والاصلاح بتنظيم من امانة سره، واستكمالا للقاءاتنا مع كل الكتل النيابية، التقينا اليوم مع كتلة جبهة النضال الوطني لنبحث معها كيفية الخروج من الازمة التي نعيشها حاليا".أضاف: "كانت لدينا قراءة مشتركة للمرحلة التي نمر بها في البلد من حيث ظروفها ومخاطرها وحاجاتها، وتوافقنا على الوعي والمسؤولية المشتركين لضرورة حماية لبنان من خلال هذه المبادرات اللبنانية - اللبنانية التي تسمح بإحداث خرق في جدار الازمة السائدة والتخفيف من وطأة ازمة المنطقة وتداعياتها وكل ما تعكسه من مشاكل وويلات. ومن جملة ما توافقنا عليه، وهو اصلا في جوهر مبادرتنا، تفعيل عمل مجلس النواب خصوصا في هذه المرحلة، مع حرصنا على انضمام جميع الكتل الى هذا الموضوع من دون استثناء اي فريق، لاننا نحتاج حاليا الى عمل مؤسسات تجمعنا تحت سقفها، وبالتالي تفعل قضايا وامور المواطنين وحاجاتهم الضرورية وتوفر شبكة أمان لهم". وتابع: "توافقنا ايضا على ضرورة تشكيل حكومة جديدة وفقا للمعايير بالتزامن مع اطلاق الحوار الوطني المطلوب لادارة الملفات الخلافية الوطنية. وفي حال تعذر تشكيل حكومة جيدة توافقنا على المطالبة بعقد جلسات ذات طابع استثنائي لحكومة تصريف الاعمال لمتابعة الملفات الحساسة الاساسية الملحة التي لا يجوز ان تبقى عالقة بين سندان تشكيل حكومة جديدة ومطرقة المراوحة التي تعيشها من دون اي انتاجية". وقال: "كما توافقنا على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري منعا للفراغ واحتراما لهذا الاستحقاق ولتجنيب البلد الانزلاق الى مزيد من التعقيدات والتأزيمات الاضافية. ان هاجسنا وتفكيرنا مشتركان حول كيفية خلق الظروف الملائمة لانجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري ومنع الذهاب الى الفراغ الذي نخشاه. كذلك تطرقنا الى ضرورة تفعيل دور الوزارات في كل المناطق والعمل على تطوير واعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات الضرورية وتحديدا في منطقة الجبل لتأمين الخدمات الضرورية". أضاف: "لقد اعتبرنا ان اجتماعاتنا مفتوحة وبحاجة الى استتباع، وسيكون لنا لقاء لاحق يحدد قريبا لاستكمال ما بدأناه اليوم من حوار جدي وعميق، وكل منا سينقل الافكار التي تبادلناها الى قيادته في محاولة لتحقيق خرق عبر هذه اللقاءات التي نجريها مع كل الكتل". وقال ردا على سؤال عما اذا كان هدف اللقاءات التحضير للانتخابات الرئاسية: "هذا تقزيم كبير لمشكلة أعظم وأكبر الا وهي الازمة التي نعيشها اليوم والتي تهدد مصير الجمهورية بحد ذاتها وليس رئاسة الجمهورسة فحسب، فالجمهورية كلها بخطر وعلينا في هذه المرحلة بالتحديد ان نسعى لنخلصها. لاحقا هناك وقت للتحدث عن الاستحقاق الرئاسي تفصيليا، اما ما يهمنا الان، ألا نذهب الى مزيد من الفراغ حتى لا يطير الاستحقاق الرئاسي كما طار الاستحقاق النيابي والتعيينات الادارية والحكومة وكل الاستحقاقات السابقة. هذا هو همنا الوحيد في المرحلة المقبلة أي حماية الجمهورية لا الدخول في حسابات سياسية قد تكون مشروعة ولكن يمكن ان ندركها في ما بعد". وعن اللقاء مع "القوات اللبنانية"، قال عون: "لقد طلبنا موعدا مع كتلة نواب القوات اللبنانية ولكن حتى الان ليس لديهم جهوزية او قابلية للقائنا. نحن مستعدون للحوار مع الجميع فجوهر مبادرتنا هو ان نلتقي مع الجميع وننفتح عليهم".وأفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" تمام حمدان ان المجتمعين تطرقوا الى "تدخل "حزب الله" بالقتال في سوريا والاحتقان السني - الشيعي في الشارع، وبحثوا كيفية الافادة من الموقع الوسطي للحزب التقدمي الاشتراكي والموقع المؤثر "للتيار الوطني الحر" مع "حزب الله" بغية إيجاد مخارج للازمة الراهنة وتضييق الخلافات الداخلية قدر المستطاع لمواجهة ما يخطط للبنان والانعكاسات الخطيرة عليه مما يجري في سوريا".

 

الفرزلي من الرابية: لا حكومة جديدة حاليا ويريدون استئصال الوجود المسيحي من المنطقة

وطنية - استقبل رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون صباح اليوم، في دارته في الرابية، كلا من نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي ومسعود الاشقر.

الفرزلي

اثر اللقاء تحدث الفرزلي الى الصحافيين، فرد على سؤال حول الاصابة المباشرة للمسيحيين اليوم في المنطقة باستهدافهم امنيا وتهجيرهم، ورأى ان "ذلك هو استمرار لمسلكية حاول البعض إنكار وجودها، على أن يسخفها ويهزلها ويجعلها مسألة ليست أساسية ومن دون أهمية، لكن في الحقيقة كانت موجودة وعبرت عن نفسها وتجسدت بهذه الأفعال. ويراد من ذلك استئصال الوجود المسيحي من هذه المنطقة بالذات، وسمعنا أصواتا كثيرة تسأل: لماذا تضخيم الأمور؟ هذه ثقافة تهدد وتصل لعملية استئصال ممنهج، واعتقد اليوم ان الوجود المسيحي في الشرق هو قناعة الإسلام الحق"، مؤكدا ان "الإستهداف والمؤامرة أدتا الى هذا الإستئصال".

وعما اذا كان الدور المسيحي اليوم في صلب التسوية في المنطقة؟ اعتبر ان "الدول الكبرى عبرت عن هذا، وتحديدا روسيا، حيث عبرت ان وجود الأقليات في المنطقة أمر لا بد منه، ودور المسيحيين في المنطقة دور استثنائي، وان المسيحية المشرقية هي من الابناء الأصيلين لهذه المنطقة، وسكانها وهم الجسر الحقيقي بين الغرب والشرق. ولولا هذا الدور لكان بدأ صراع الحضارات الحقيقي. أما ما يعمل له من إصابة للمسيحيين فيهدف الى استقرار إسرائيل، لأن هذا الإستئصال اليوم هو هم صهيوني مدمر ومبرمج". وعما اذا كان مسلسل الاغتيالات مستمر؟ قال:"كل تفكير لا يقرأ المنطقة ككل، هو تفكير متخلف عن قراءة الأمور بصورة موضوعية. فالمنطقة من لبنان حتى العراق، هي ساحة متاحة للجميع، انما نشعر بهذا الأمر أكثر في سوريا لأنها اليوم ساحة التركيز، لكن نشعر ان كل هذه الأمور في العراق وفي لبنان وغدا في مناطق أخرى مجاورة"، واعتبر انه "في المرحلة المقبلة سنشهد تحالفا على مستوى السلطات والانظمة برعاية دولية مقابل جهة أخرى، وستسقط الحدود بين هذه الدول في هذه الحرب بين الأنظمة، ولن يبقى للحدود قيمة في لعبة الصراع بين المتطرفين والأنظمة".

وردا على سؤال، رأى ان "لا حكومة جديدة حاليا، فالامر أصبح واضحا للعيان بانه إرادة إقليمية. اما مسألة رئاسة الجمهورية، فمن الآن لغاية شهر أيار ستكون التطورات كبيرة ومتلاحقة وسريعة. وما نراه اليوم انه مستحيل فسنرى الغد انه معقول"، مشددا على ان "الإستحقاق الرئاسي يجب أن يجري في موعده وهو حاجة"، معتبرا ان "هناك مشاورات ستجري في الدول المؤثرة لاجراء الإنتخابات"، موضحا ان "التطورات كبيرة، بحيث ان الأطراف المحلية لا تستطيع أن تحتمل الفراغ الرئاسي، لأن لذلك انعكاسات سلبية على الصيغة التي تم الإتفاق عليها في الطائف"، مشيرا الى ان "قراءة الدستور يجب ان تحترم بشكل واضح، وأعتقد ان الإنتخابات الرئاسية ستجري وأي تمديد ليس فقط كارثة على لبنان بل كارثة على المسيحيين ايضا".

الأشقر

واعتبر مسعود الاشقر بعد لقائه العماد عون، انه "لا يجوز أن يهجر المسيحيين من أراضيهم، واستهدافهم بهذه الطريقة في سوريا ومصر والعراق"، مؤكدا "نحن لسنا مع أحد من الطرفين، انما مع الشعب المسيحي المضطهد، والشعب لا يريد ما يحصل في سوريا. لماذا استهداف المسيحيين في البيوت والمناطق واستهداف راهبات ومطرانين؟ هل هي خطة لترحيلهم من الشرق؟". ورأى ان "أصحاب داعش والتكفيريين في لبنان، يخففون من وطأة الأمر الذي يحصل في الشرق، لا سيما اليوم في معلولا، لأن ليس من صالحهم التحدث عن هذا الواقع". وسأل: "هل سيبقى لبنان معلقا لرغبات الخارج؟ أين الحكومة الجديدة؟ لماذا لا تؤلف؟ لماذا يكون تصريف الأعمال مزاجي؟ هل علينا انتظار ما سيحدث في سوريا لتأليف الحكومة؟ ماذا حصل بالأمس عند أول شتوية؟ هل يحتاج الناس ايضاالى مشاكل إضافية؟ أليسوا في ضائقة مالية واجتماعية؟ أليس لديهم أمورهم ومشاكلهم؟ فهم ايضا بحاجة الى كوارث جديدة والحكومة لا تتحمل مسؤولياتها؟. وقال: "نحن مع الشعب ويجب أن تقف الحكومة الى جانب شعبها في كل لبنان. فالشعب اللبناني "يتبهدل" على كل الاصعدة الأمنية منها والإقتصادية". وقال: "لسوء الحظ الجميع ينتظر التسوية. ومن سوء حظنا اليوم، اننا نرتبط بكل ما يحصل في المنطقة"، مشددا على انه "يجب ان تكون الاولوية لمصلحة لبنان اليوم، قبل سوريا والعراق وفلسطين ومصر، فمتى سينظر المسؤولون الى مصلحة هذا الوطن، لا الى للمصالح الخارجية؟".

 

داعش" تُهدد شربل: سنُضحّي به بإذن الله

المركزية- بثّت محطة "ال.بي.سي" تسجيلاً صوتياً جديدا لاحد قياديي تنظيم "داعش" يُهدد فيه وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل. ويقول "اننا قادمون الى ارض لبنان". وجاء في التسجيل "انظروا الى هنا اهل السنّة والجماعة دولة الاسلام في بلاد الرافدين كيف نكّلوا اليوم باعداء الدين هؤلاء الابطال الاستشهاديون الانغماسيون، هؤلاء عشرات بل مئات والله قادمون الى ارض لبنان بإذن الله، والله اني اراها اشهرا بإذن الله، وستعلمون يا لبنانيين ويا عدو الله الوزير شربل ما قاله امس، يريد ان نبقى في السجن كي نخرج صالحين". نعم سنخرج صالحين وسنُقيم شرع الله عزّ وجلّ وسنضحّي به بإذن الله".

 

دوليات

 

الراي": تحقيقات عن مجيء منفذي اغتيال اللقيس من الخارج اسرائيل كمن يقول لحزب الله" تعالَ قاتِلني"

المركزية- افادت معلومات لصحيفة "الراي" الكويتية، ان "عمليات التدقيق تجري للتأكد من احتمال مجيء منفذي اغتيال القيادي البارز في "حزب الله" حسان هولو اللقيس من الخارج، ثم مغادرة بيروت بعدما نفذوا مهمتهم".

ورأت اوساط قريبة من "حزب الله" في عملية اغتيال اللقيس، "انها محاولة من اسرائيل لاستدراج رد فعل من "حزب الله" على النحو الذي يفضي الى افتعال حرب تعيد خلط الاوراق في المنطقة"، مشيرة الى ان "تجربة "حزب الله" دلت على انه لا يقوم بردود فعل انفعالية بل يختار الزمان والمكان المناسبيْن".ولفتت الاوساط لـ "الراي" الى ان "اسرائيل بدت وكأنها تقول لـ"حزب الله" تعالَ قاتِلني"، مشيرة الى ان "اسرائيل المنزعجة من الاتفاق الغربي - الايراني، غاضبة من نظرة الغرب الجديدة لـ"حزب الله" كقوة يجمعها مع المجتمع الدولي العداء للتكفيريين، وتالياً فان هدفها من عملية الاغتيال جر الحزب الى مواجهة تتيح لتل ابيب القول للغرب: ها هو "حزب الله" ما زال منظمة ارهابية". واكد مصدر امني اوروبي لـ"الراي" ان "اللقيس كان خطيرا جدا وعلى علاقة بتطوير الطائرات بلا طيار لدى "حزب الله" بالاضافة الى تهريب السلاح الى مصر ومنها الى غزة وله علاقات جيدة بالفصائل الفلسطينية الموجودة في غزة، كما انه خبير في تقنية الاغتيال بالمتفجرات".

 

واشنطن بوست": اغتيـال اللقيس استفزاز قد يقوض السلام في المنطقة

المركزية- ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية ان اغتيال أحد كبار قادة حزب الله في ضواحي بيروت حسان اللقيس هو مثال للاستفزازات التي يمكن أن تقوض آفاق السلام. ولفتت الى ان "حزب الله" اتهم بسرعة اسرائيل التي بدورها نفت مسؤوليتها، فيما سبق أن تبنت الهجوم الذي ادى الى قتل اللقيس مجموعة اسلامية سنية لبنانية غير معروفة". وقالت الصحيفة ان "الهجوم جاء في أعقاب عدة مؤشرات تدل على أن الاعلان عن اتفاق في شأن ايران، الذي أشاد به الرئيس باراك أوباما باعتباره فرصة لانهاء عقود من العداء بين واشنطن وطهران، له أيضاً القدرة على اندلاع صراعات إقليمية وكما له أيضاً القدرة على تسهيل المبادرات الايرانية باتجاه الدول العربية السنية". واعتبرت الصحيفة أن زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال هذا الاسبوع الى قطر والكويت وعمان، وزيارة نظيره الاماراتي الى طهران في الاسبوع الفائت، هي علامات اولى لذوبان الجليد في العلاقات بين الدول العربية في الخليج والحكومة الايرانية منذ ان استقطبت المنطقة الثورة المستمرة ضد الرئيس السوري بشار الاسد على أسس طائفية.

 

"غارديان": بريطانيا متورطة في الحروب الأميركية مواجهـة الإرهاب حملة لا نهاية لها

المركزية- نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالاً بعنوان "بريطانيا متورطة كثيراً في الحروب الأميركية القذرة وفرق الموت التابعة لها"، وقالت الصحيفة ان "الحرب على الإرهاب أضحت حملة لا نهاية لها من الطائرات من دون طيار وعمليات قتل سرية، الأمر الذي يهدد بمستقبل أكثر خطورة. ورأت أن "العالم قد يعتقد أنه بعد مرور 12 عاماً على شن الولايات المتحدة حروباً تحت عنوان "الحرب على الارهاب" بنتائجها الكارثية، قالت إنها ستتلاشى تدريجياً، مضيفة، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعطى انطباعاً بداية العام الحالي أن "هذه الحروب، كغيرها من الحروب، يجب أن تنتهي، إلا أن سياسة الحرب على الارهاب مستمرة وبنحو متزايد، فالضربات الجوية للطائرات من دون طيار أضحت اليوم منتشرة من باكستان إلى شمال افريقيا. وتطرقت "غارديان" إلى الفيلم الأميركي "الحروب القذرة"، وهو فيلم جديد ومؤثر للصحافي الأميركي جيرمي سكاهيل، يظهر بوضوح عمليات القتل التي تقوم بها القوات الاميركية السرية الخاصة، وأمراء الحرب والمرتزقة في عدة بلدان.

 

البابا يشكل لجنة لحماية القاصرين من التحرش الجنسي

وطنية - قرر البابا فرنسيس تشكيل لجنة خاصة لحماية القاصرين في الكنيسة من قضايا التحرش الجنسي، على ما اعلن الكاردينال الاميركي المونسنيور شون اومالي اسقف بوسطن والعضو في مجموعة الكرادلة الثمانية الكبار.

وقال: "ان على هذه اللجنة ان تقدم اقتراحات لمبادرات جديدة بالتعاون مع الاساقفة والمجالس الاسقفية"، موضحا ان التشكيلة "ستعلن في مستقبل قريب ضمن وثيقة مناسبة". واضاف ان هذا الاقتراح الذي يندرج "في اطار قرارات" البابا المعتزل بنديكتوس السادس عشر، قدمته أمس مجموعة الكرادلة الثمانية الكبار وان البابا فرنسيس قبله اليوم. واوضح الكاردينال اومالي المعروف بتصديه الحازم للتجاوزات ضد الاطفال في الكنيسة الاميركية، ان "لجنة الخبراء ستتألف بالتأكيد من اثني عشر شخصا". واشار الى ان "صلاحيات هذه اللجنة الجديدة ستشمل برامج تأهيل رجال الدين وسلامة بيئة القاصرين والتحقق من كفايات الكهنة في الحياة الكهنوتية وتقديم الرعاية الى لضحايا وإيلاء القوانين المدنية العناية اللازمة". واضاف: "تم التشديد حتى الان على الاجراءات القانونية وبصورة اقل على المعالجة الرعوية"، مشيرا الى الطابع "الراعوي" للمبادرة الجديدة. وتابع: "لا شك في ان الكفاية (لمعالجة التجاوزات الجنسية لرجال الدين) هي كفاية الاساقفة والمؤتمرات الرعوية"، موضحا ان "مسؤولية مجمع عقيدة الايمان لن تتغير".

 

روحاني أمل بعد لقائه المالكي ان يؤول مؤتمر جنيف 2 الى انتخابات حرة في سوريا

وطنية - أعرب الرئيس الايراني حسن روحاني عن رغبته في ان "يؤول المؤتمر الدولي للسلام في سوريا المقرر قريبا الى انتخابات حرة في البلاد".  وقال على هامش لقاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: "على مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 كانون الثاني/يناير في جنيف ان يمهد الطريق لاجراء انتخابات حرة بالكامل وبلا شروط مسبقة. من مسؤوليتنا المتبادلة الدفاع عن المثل العليا ومطالب الشعب السوري ولا سيما اثناء جنيف-2". واشار الى ان "على مؤتمر السلام التشديد على طرد كامل للارهابيين".

المالكي

من جهته، رحب المالكي ب"الاتفاق المبرم في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر بين ايران والقوى الكبرى بخصوص برنامجها النووي"، معتبرا انه "اتفاق مهم وثمين بالنسبة الى ايران ودول المنطقة"، لافتا الى ان "الحكومة العراقية تأمل ان ترى نتائجه على الاستقرار الاقليمي على المدى الطويل".ودعا الى ان "تنشىء كل من الدولتين لجنة لحل المشاكل الحدودية وتطبيق اتفاق 1975 حول شط العرب الذي يفصل بينهما

 

وزير الخارجية القطري:الأسد يجب أن يواجه المحاكمة وليس مؤتمرا‹ للسلام

وطنية - دان وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية الجهود الدولية للتوصل إلى حل عن طريق التفاوض للحرب في سوريا، واعتبر ان الرئيس بشار الأسد يجب أن يواجه محاكمة جرائم حرب وليس مؤتمرا للسلام.

ونسبت صحيفة ديلي تليغراف اليوم إلى العطية قوله أمام المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتم هاوس) في لندن إنه "يستبعد التوصل إلى نتيجة مرضية لمؤتمر (جنيف 2) حول سوريا الذي أعلنت الأمم المتحدة عقده في 22 كانون الثاني المقبل ولا يمكن أن تكون قطر جزءا من لعبة انتظار غير اخلاقية لمحادثات مطولة مع نظام مسؤول عن ارتكاب جرائم منهجية ضد شعبه". واضاف : "إن الرئيس بشار الأسد فقد أي اهتمام في التوصل إلى حل سياسي ويجب أن يذهب إلى لاهاي مع كل من تلطخت أيديهم بالدماء ويذهب الآخرون إلى جنيف". واشار إلى "أن قطر كانت تؤيد (الرئيس) الأسد إلى أن بدأ يقتل شعبه، لذلك فإن النتيجة الوحيدة المقبولة للمحادثات الجديدة (في جنيف) هي تنحيه عن السلطة". وقال العطية :"إننا ننسى شعب سوريا ويتعين على أصدقاء سوريا أن يبذلوا ما في وسعهم لحمايته من بطش النظام ويفرضوا ممرات إنسانية"، منتقدا "الاقتراحات بأن دعم قطر للمقاتلين الاسلاميين في سوريا أدى إلى تزايد عدد الفصائل المرتبطة بتنظيم القاعدة". وتساءل "من صنع هؤلاء المتطرفين"، مضيفا "هؤلاء الناس يشاهدون أطفالهم يموتون كل يوم وبعد ذلك نصنفهم على أنهم متطرفون وعلينا أن نسأل كيف يأتي الارهابيون إلى سوريا". وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي صرح بأن "الرئيس الأسد لن يتنحى وسيقود المرحلة الانتقالية وسيبقى رئيس سوريا وإذا كان هناك أي شخص يعتقد أننا ذاهبون إلى (جنيف 2) من أجل تسليم مفاتيح دمشق للمعارضة فعليه ألا يذهب إلى هناك".

 

هكذا سيكون سيناريو الحرب بين إيران وإسرائيل إذا وقعت

موقع الجمهورية/وضعت دراسة إسرائيلية تصوراً لسيناريو حرب وشيكة بين إيران وإسرائيل، واستبعد معدا الدراسة نشوب حرب إقليمية على خلفية المواجهة المحتملة، وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يدلين إن رد فعل إيران على الضربة سيكون ضعيفاً باستثناء احتمالات توجيه "حزب الله" صواريخه لمفاعل "ديمونا" النووي.

وخيمت على إسرائيل أجواء من القلق والترقب في أعقاب توقيع اتفاق نووي بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا برعاية الولايات المتحدة، وبعد توقيع الاتفاق في جنيف، افترض المراقبون في تل أبيب عدة سيناريوهات، جاء في طليعتها احتمالية نشوب مواجهة مسلحة وشيكة بين تل أبيب وطهران، انطلاقاً من انعدام رغبة إسرائيل في تبني الحلول الدبلوماسية في التعاطي مع البرنامج النووي الإيراني.

وتشير معطيات نشرها مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) إلى أن رئيس المركز الجنرال المتقاعد عاموس يدلين، رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، والخبير الأمني الإسرائيلي "ابنار غولوب"، وضعا تصوراً للطريقة التي من الممكن أن ترد بها حكومة طهران على هجوم إسرائيلي مرتقب.

وقسّم الخبيران الإسرائيليان تقديراتهما لجبهتين رئيسيتين، من المتوقع أن تستخدمهما إيران في الرد على هجوم إسرائيلي، احدهما توجيه ضربة مباشرة لإسرائيل، والثانية تسديد ضربات خاطفة للولايات المتحدة أو حلفائها في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك دول الخليج العربية المحسوبة على المعسكر السُنّي.

صواريخ إيران هي التهديد الأعنف على إسرائيل

ويرى الخبيران في الدراسة التي نشرها مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن التهديد الأعنف على إسرائيل خلال المواجهة المرتقبة، يكمن في الصواريخ الإيرانية (ارض– ارض)، فالطرازان اللذان تمتلكهما إيران ("شهاب3" الذي يزيد مداه عن 1.300 كيلو متر، وصواريخ "جدير"، التي يبلغ مداها 1.600 كيلو متر)، يمكنهما إلحاق خسائر فادحة بإسرائيل.

احتمالات الرد البحري الإيراني واردة لكنها ضعيفة للغاية

وبعيداً عن الصواريخ، يرى الخبيران الإسرائيليان أن فرص اعتماد الإيرانيين على سلاح الجو ستكون ضئيلة للغاية، ويعود ذلك إلى إدراك طهران لتفوّق سلاح الجو الإسرائيلي على نظيره الإيراني، فمن المستبعد حال رد إيران على ضربة إسرائيلية محتملة أن تعتمد على طائراتها الحربية، ولا حتى على طائرات بدون طيّار، فطراز الطائرات الإيرانية "سوخوي 24"، لن يسمح للإيرانيين بضرب أهداف بعيدة المدى من دون تزود الطائرات بالوقود في الطريق للهدف، بالإضافة إلى أن آليات الطائرات من دون طيّار الإيرانية ليست متقدمة بما يكفي.

وتؤكد الدراسة الإسرائيلية أن احتمالات رد إيران على هجوم إسرائيلي عبر البحر واردة، لكنها في الوقت عينه ضعيفة جداً، إذ يعتقد يدلين وغولوب أن الإيرانيين يمتلكون غواصات روسية لا تبحر بشكل ثابت في مياه البحر الأبيض المتوسط، وأن تلك الغواصات لا تمارس نشاطها إلا في مياه المحيط الهندي والخليج العربي، وتواجه إيران صعوبة في الوصول لمسافات طويلة المدى، فضلاً عن أنه لا يبدو واضحاً كيف ستصل غواصاتها في وقت الحرب إلى البحر الأبيض عبر قناة السويس، كما أنها إذا عبرت القناة وتوجهت قبالة سواحل ايلات، فستواجه بزخّات هائلة من صواريخ بحر – بحر المتقدمة، التي يمتلكها سلاح البحرية الإسرائيلي، لذلك لا يستبعد الخبيران الإسرائيليان أن يطلق الإيرانيون حال اندلاع الحرب مع إسرائيل صواريخ بحر – ارض من مياه البحر الأبيض عبر سفينة، اغلب الظن أنها ستكون مدنيّة، أو من خلال غواصات صغيرة محمولة على آلية بحرية مدنيّة، ويمكن توصيف العمليات من هذا النوع بأنها عمليات انتحارية.

"السهم"، "القبة الحديدية"، و"العصا السحرية" في انتظار إيران

وفي نهاية حديثهما عن سيناريو المعارك المرتقبة بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي، يرى الخبيران الإسرائيليان، أن الرد الإيراني على هجوم إسرائيلي مرتقب سيكون تحت سيطرة تل أبيب، وسيكون رد طهران بعيداً تماماً عن "الحرب الضارية"، التي يحذر الإيرانيون طيلة الوقت منها، ولن يتجاوز رد طهران سوى سقف التأثير النفسي على وجه الخصوص، كما أن منظومات الدفاع الصاروخية الإسرائيلية "السهم"، "القبّة الحديدية"، و"العصا السحرية"، ستُحبط إلى حد كبير قدرة طهران على المساس بإسرائيل، إذا قررت الأخيرة قصف منشآت إيران النووية.

بعيداً عن التهديد الإيراني لإسرائيل بشكل مباشر، يلوح في الأفق "سيناريو التهديدات"، بما في ذلك توجيه ضربات إرهابية لأهداف إسرائيلية ويهودية في مختلف أرجاء العالم، فـ"قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي يقودها قاسم سليماني، طورت خلال السنوات الفائتة قدرتها على تنفيذ عمليات إرهابية في مختلف أنحاء العالم، ومنها على سبيل المثال ما تعرضت له سفارة إسرائيل لدى بيونس ايريس عام 1992، والعملية الإرهابية في المركز اليهودي عام 1994، كما إن الإيرانيين ضالعون حتى الآن بسلسلة العمليات الإرهابية الأخيرة، التي استهدفت دبلوماسيين إسرائيليين عام 2012، فضلاً عن محاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير. فإسرائيل تضع في حسبانها جيداً إن احتمالات توجيهها ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، قد تترتب عليها عمليات إرهابية إيرانية ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في مختلف دول العالم.

استهداف منشآت نووية إسرائيلية بمنطق "العين بالعين"

ويعرب معدا الدراسة عن تقديراتهما بأنه إذا وجهت إسرائيل ضربة عسكرية بغطاء أميركي لإيران، فستتعامل طهران مع الضربة على أنها عمل مشترك، وستضع في حسبانها رد فعل الولايات المتحدة وإسرائيل معاً، إذا قررت حكومة طهران تبني الخيار العسكري في الرد على الهجوم الإسرائيلي، أما إذا تمحورت التقديرات الإيرانية حول رغبة الولايات المتحدة في الرد عليها بقوة في محاولة لإسقاط النظام في طهران، فسيضطر الإيرانيون إلى تقليص معدل المحظورات، وسيضاعفون حدة رد الفعل.

وبحسب الخبيرين الإسرائيليين، ستعمل إيران حال هذا السيناريو على إطلاق صواريخ من إيران، ومن الجنوب اللبناني عبر "حزب الله" باتجاه مفاعل "ديمونا" النووي في صحراء النقب الإسرائيلية، أو باتجاه أهداف إسرائيلية أخرى، يمكن تصنيفها على أنها نووية، لتمرير رسالة لإسرائيل تحمل عنوان "العين بالعين"، وهو السيناريو الذي ربما يقود لتصعيد إقليمي، يلزم الولايات المتحدة بالتدخل، وفي هذه الحالة وفقاً للخبيرين الإسرائيليين سيتغيّر ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط.

 ضلوع الأسد و"حزب الله" في الحرب المحتملة

وتطرقت الدراسة إلى احتمالية تكليف طهران لحلفائها وربما أذرعها الإقليمية، بالضلوع في المواجهة المرتقبة، ومن بين هؤلاء الأذرع حزب الله، الذي يمتلك ترسانة تضم عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، كما أنه من غير المستبعد أن تطلب إيران من النظام السوري الانضمام للحرب اعتماداً على صواريخ بشار الأسد، التي تشكل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل.

 

إيران نددت بالهجوم على بلدة معلولا ودعت إلى الإفراج فورا عن الراهبات المخطوفات

وطنية - نددت إيران اليوم بهجوم المجموعات الإرهابية المسلحة على بلدة معلولا التاريخية في سوريا والاعتداء على أماكن العبادة للمسيحيين فيها، داعية إلى "الإفراج فورا عن الراهبات اللواتي خطفتهم مجموعات مسلحة معارضة في البلدة". وذكرت قناة العالم الإيرانية ان المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم "نددت بهجوم المجموعات الإرهابية المسلحة على بلدة معلولا والاعتداء على أماكن العبادة للمسيحيين فيها وخاصة اختطاف 12 راهبة"، ودعت إلى "الإفراج الفوري عنهن دون قيد أو شرط". واعتبرت أن "هذا الاعتداء يهدف إلى إثارة الفتنة بين أتباع الأديان السماوية في سوريا من الذين عاشوا بسلام جنبا إلى جنب منذ قرون". ودعت أفخم "المحافل والمنظمات الدولية إلى القيام بواجبها الإنساني والقانوني للحيلولة دون تكرار مثل هذه الممارسات الإجرامية ضد الشعب السوري".

 

 

مقالات

 

إيران تُخصِّب الطاقةَ الديبلوماسية الأميركية

سجعان قزي/الجمهورية

من يَعتمد التاريخَ معيارَ العلاقات السياسية يكتشف أن الصراعَ الفارسي/ الغربي هو استثناءٌ وأن التقاءَ المصالح بينهما هو القاعدة. فمنذ بروز الشيعية الصَفويّة في بلاد فارس سنةَ 1501، كانت الدولةُ الفارسية الحليفَ الخلفيَّ للغرب الأوروبي ضدّ العثمانيين، ثم أصبحت دولةُ إيران البهلويّة الحليفَ الأماميَّ للغرب الأميركي ضدّ الاتحاد السوفياتي. ما لم يحدث تطورّ راديكاليّ داخل النظام، تتجه إيرانُ اليومَ لاحترامِ الاتفاق الجديد وما كانت فترةُ الثورةِ الخمينيّة (1979 - 2013) سوى فاصلٍ تأهّلَت فيه إيران عربياً وثوروياً للعبِ دورٍ إسلامي وأسيوي وعالمي بعباءةٍ جديدةٍ تعطّل تشكيك العرب، وتحديداً السنّة، بأصالةِ إسلامها. وها هي إيران الخمينيةُ تَدخل اليوم السياسةَ الغربية من دون الحُلّة الغربية التي كان يرتديها الشاه محمد رضا بهلوي. إن الشكلَ والأسلوبَ هما جزءٌ أساسي في الفكر الفارسي القديم من زرادشت مروراً بابن سينا ووصولاً إلى الشيرازي والطوسي والتبريزي.

انجازات مثار جدل

أثناء تأهّلها «الثوروي» اتبعت إيران سياسةً متطرفة وتوسعيّة واحتكمت إلى العنف بكل تسمياته، فأزعجت محيطَها والعالم. اتهمها الغربُ بممارسةِ الارهاب، ففرض عليها عقوباتٍ اقتصاديةً ونفطية وحصاراً تجارياً، ووضعتها واشنطن على رأس محور الشر. رغم ذلك، حقَّقت إيران إنجازاتٍ مَثارَ جدلٍ مثل: إحياءُ المشروع الشيعي الفارسي، اختراقُ العالم العربي، بلوغُ البحر المتوسط، إنشاءُ الصناعات العسكرية، امتلاكُ الطاقة النووية، توسيعُ مداها الشيعي الحيوي إلى العراق وسوريا ولبنان، تبنّي القضيةَ الفلسطينية من منظارٍ مقاوِم، وإنشاءُ رابطة دول بحر قزوين. انطلاقاً من هذه «الانجازات» ومن موقعِ القوةِ الإقليمية المستقلَّة طرحت إيرانُ الخمينية نفسَها محاوراً فشريكاً في صناعة الشرق الأوسط الكبير (بما فيه العالم العربي)، الأمر الذي أخفقت تركيا في تحقيقه. بغض النظر عن الوسائل التي اتَّبعتها، نجحت إيران في تكوين مِحفظةِ أوراقٍ سياسية وجيو استراتيجية عربياً وإسلامياً وآسيوياً. هكذا بَدت مفاوِضاً لا بد منه مع أميركا في حربَي أفغانستان والعراق، مع روسيا وتركيا في مصيرِ الجمهورياتِ الآسيوية الخارجةِ من الاتحاد السوفياتي، مع الدول العربية في حلِّ (أو عدمِ حلّ) القضيةِ الفلسطينية والثورات العربية والصراع الإسلامي، مع لبنان في مواضيعِ الجنوب وسلاحِ حزب الله والمحكمةِ الدولية، ومع أوروبا وأسيا في تنظيم حركةِ النفط من بحر قزوين وعبرَ مضيقِ هرمز، ومع المجتمع الدولي عموماً في قضايا وقف الارهاب واحترام حقوق الانسان والديمقراطية.

ولوج الشرعية الدولية

طَوال أربعٍ وثلاثين سنةً لعِبت إيران مختلَف هذه الأدوار بمواجهةِ المجتمع الدولي. أما اليوم، فتُحوز على فرصةِ أن تلعبَ دورَها - إيجابياً هذه المرة - بالتفاهمِ مع المجتمعِ الدولي، وفي طليعته الولايات المتحدة.

وبالتالي، يُفترض أن يكون اتفاقُ جنيف (24 تشرين الثاني الماضي) نقطةَ تحوّلٍ في إيران ولإيران ولمحيطِها، كما يُفترض أن يكون مدخلاً لإقامة توازنِ قُوى جديدٍ في الشرق الأوسط يرتكز على تعاونِ دول المِنطقة في إطارٍ حضاري بعيداً عن استئثار المحاور، وعلى العدالة والتعددية وحقِّ الشعوب في تقرير مصيرها، إنْ كان حقُّ الشعب الفلسطيني تجاه إسرائيل، أو حقُّ الشعوب الثائرة على أنظمتها أو المصدومةِ من ثوراتها، أو حقُّ الشعوبِ الخائفةِ على خصوصيَّتها، ومن بينها المسيحيون والدروز والأكراد. ما تمّ التوقيعُ عليه في جنيف بين إيران والدولِ الكبرى (5+1)، ليس سوى الاتفاقِ التقنيّ المحصورِ بالملف النووي، أما الاتفاق السياسي الذي يشمل دورَ إيران و»تأهّلَها السلمي» وسلوكَها في المنطقة، فهو مشروعٌ لا تزال إيران والولاياتُ المتحدة الأميركية (1+1) تتفاوضان بشأنه في أجواء منشرِحة. بدأت المفاوضاتُ السرية بين واشنطن وطهران قبيل إنهاء الانسحاب الأميركي من العراق نهاية سنة 2011، تواصلت مع قرار الانسحاب من أفغانستان أيضاً المحدَّد نهاية سنة 2014، تعـزّزت مع فشلِ الثورةِ السورية وصعود تيارات القاعدة سنةَ 2012، تَثبَّتت مع تعثّرِ تجربةِ الإخوان المسلمين في مصر وتركيا والمغرب العربي سنةَ 2013، وتُوِّجت مع التفاهم الأميركي الروسي في 14 أيلول الماضي. لذا، خلافاً لما يَظنّه البعضُ، ليس اتفاقُ جنيف ثمرةَ انتخابِ الرئيس حسن روحاني (17 حزيران 2013)، بل إن انتخابَ روحاني هو ثمرةُ تقدّم المفاوضات الإيرانية الأميركية التي كانت تحتاج إلى رئيس مثل روحاني، المعروفِ بانفتاحه، لكي يُخَرِّج الاتفاقَ التقني ويواكبَ مشروعَ الاتفاقِ السياسي اللذين يرعاهما مرشدُ الثورة آية الله خامنئي. ما جرى في جنيف (5+1) هو أهم اتفاق إيراني/ غربي، لكنه ليس التفاهمَ الأولَ حول الملف النووي، فسبق لإيران أن وقّعت سنة 2003 مع الغرب، عبر وكالة الطاقة النووية في فيينا، معاهدةَ الحدِّ من انتشار الأسلحة النووية، لكن سرعان ما اكتشفت واشنطن أن إيران تملِك مشروعاً نووياً آخَرَ سرياً، «ناتَنْز»، فسقط الاتفاق.

عا السكين يا جنيف

لذلك خضع الاتفاقُ المرحليّ في جنيف لمهلة ستة أشهر؛ ففي خلالِ هذه الفترة لن تَمتحنَ مجموعةُ الـ (5+1) مدى التزامِ إيران ببنودِ الاتفاق التقنيّ فقط، بل سيختبر الغربُ عموماً، وأميركا تحديداً، مدى اتّباعِ إيران نهجاً سياسياً داخلياً جديداً (الديمقراطية وحقوق الانسان)، ومدى مقاربتِها بشكل بنّاء وسلميّ قضايا الشرقِ الأوسط وصراعاتِه. إذا نجحت إيران في المرحلة التجريبية يصبحُ اتفاقُ جنيف المرحلي اتفاقاً نهائياً، فتتشجع أميركا، وهي ليست بحاجةٍ إلى تشجيع، فتستكملُ المفاوضات السياسية مع طهران حيال قضايا المنطقة. الخشيةُ هنا أن تلجأَ إيران إلى استنزافِ الديبلوماسية الأميركية من خلال تقسيطِ الملفات وفصلِها عِوض الاتفاقِ على كل قضايا المنطقة حزمةً واحدة. فإيران أيضاً تريد اختبار النيات الأميركية.

اللافتُ أن فترةَ الستةِ أشهر البادئةَ مليئةٌ بالاستحقاقات والتطورات المعنية إيران بها. على صعيد الاستحقاقات الدستورية يُفترض أن تحصُلَ الانتخاباتُ الرئاسية والنيابية في مِصر (بين شباط وأذار) والرئاسيةُ في لبنان (أيار) وفي سوريا (حزيران) والنيابيةُ في العراق (بين أذار ونيسان) وفي أفغانستان (نيسان). وعلى صعيدِ الاستحقاقات السياسية والعسكرية يُنتظر انعقادُ مؤتمرِ «جنيف 2» من أجل سوريا، وتنفيذُ خريطة الطريق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. أما الاستحقاق الأهم في خلال هذه الأشهر الستة، فهي ولادة يسوعُ. فكيف ستتصرف إيرانُ حيال الحدث السماوي؟ هل سترسل إليه هذه المرة أيضاً المَجوسَ حاملين ذهباً ولُباناً ومرّاً؟ سنراقب.

اتفاق مصالح لا مبادئ

في هذا الوقت، الإدارة الأميركية مصمِّمةٌ في هذه «الفترة الانتقالية» على إقناعِ المملكةِ العربية السعودية بالانضمام - لا الالتحاق - إلى المسيرةِ الجديدة لتكونَ شريكاً كاملَ العضوية في مجلس رعاية الشرق الأوسط الجديد. فواشنطن وإن كانت تعتبر نفسَها حقّقت إنجازاً بتطويع إيران (إنجاز فيه نظر)، فهي حريصةٌ على الاحتفاظِ بالتحالفِ الاستراتيجي بينها وبين السعودية نظراً لصدقِ العائلةِ المالكة مع مختلف الإدارات الأميركية على مدى سبعين عاماً رغم الانحيازِ الأميركي الدائم لإسرائيل. غير أن تعويمَ الوِدِّ السعودي الأميركي قد يستدعي تغييراً في بعضِ مراكز القرار في كل من واشنطن والرياض. الحِرصُ نفسُه تُبديه أميركا تجاه إسرائيل، لكن إقناعَ تل أبيب يَبقى أقلَّ مشقةٍ من اقناعِ السعودية؛ ذلك أن ما تحقّق في جنيف الروسي/ الأميركي (14 أيلول) وفي جنيف الإيراني/ الدولي (24 تشرين الثاني)، يَصُبّ مباشرةً في مصلحةِ إسرائيل رغم احتجاجِ قادةِ الدولة اليهودية، فهُم يُضخّمون رفضَهم ليقبُضوا تعويضاً مضخَّماً في ملفات أخرى. أما السعودية فتشعر بأنها «الحليفُ المخدوع» وبأن أوباما جعلَ إيران الدولةَ الأولى في الحل، بعدما كان يعتبرها المصدرَ الأول للمشاكل. وأساساً، ما كان كل ذلك ليحدثَ لولا إصرار باراك أوباما على استعمالِ «الطاقة الديبلوماسية» لمعالجةِ قضايا العالم، ولو على حساب الحرية والديمقراطية. ما لم يحدث تطورّ راديكاليّ داخل النظام، وهو أمرٌ مستبعد، تتجه إيرانُ اليومَ لاحترامِ الاتفاق الجديد، إذ أنها لا تستطيع من جهةٍ تحمّلَ العقوبات الاقتصادية المتصاعدة، ولا تريد من جهة ثانية الذَهابَ بتخصيبِ الأورانيوم حدَّ بلوغِ القدرةِ على انتاج قنبلة نووية نظراً لانعكاساتِه البيئية وتكاليفِه المالية وأخطارِه العسكرية. عملياً، تنازلت إيران عن شيء لا تملِكه (القنبلة النووية) واحتفظت بما تريده (الطاقة النووية)، فرفَعت عنها عقوباتٍ تُهلِكها، وأبعدت عنها تهديداً عسكرياً تخشاه، ودخلت كالعروس المغفورةِ خطايا عزوبيَّتِها إلى «قفص» المجتمع الدولي. ما حصل في جنيف هو اتفاقُ مصالحَ لا اتفاقَ مبادئ. وهو أقرب إلى اتفاقاتِ أوسلو (القابلةِ للتعديل) منه إلى معاهدة «كمب دايفيد» (المبرَمة للتنفيذ). في كل الأحوال، شعوبُ المِنطقة تحكم عليه انطلاقاً من انعكاسِه على استقرارِ الشرق الأوسط واختصارِ عذابات الشعوب العربية ولجمِ الصراع السني الشيعي. أما نحن اللبنانيين الذين رحّبنا به فوراً، فنُبقي تأييدنَا قيدَ المراجعة بانتظارِ معرفة نوعيةِ تأثير التفاهمِ الأميركي/ الإيراني على مصير لبنان، بدءاً من استحقاق رئاسة الجمهورية وصولاً إلى استحقاق تقاعد سلاح «حزب الله». فإذا كان القرار 1701 سنة 2006 عطّل نصفَ سلاحِ حزب الله، فهل يُعطِّل اتفاقُ جنيف اليومَ نصفَه الآخر؟

 

أمن إيران من لا أمن لبنان، أم العكس؟

منى فياض/النهار

لا نشك بالنية الحسنة للسفير الايراني، خصوصاً أنه نجا بأعجوبة من الانفجار الانتحاري اخيرا، في أنه يرغب بالحفاظ على أمن لبنان. لكن الأمر لا يتعلق بالتمنيات ولا بالرغبات، بل بالوقائع والأوضاع العامة وتطور الأحداث في لبنان وسوريا والمنطقة عموماً.

فبماذا تنبئنا الوقائع وتسلسلها؟

لا أكشف أو أكتشف شيئاً عندما أشير إلى أن لإيران حلما ازليا في الوصول الى شواطئ البحر الأبيض المتوسط؛ منذ أيام داريوش والاسكندر المقدوني.

ولا أتجنى على أحد، وبالتالي لا داعي للتعجيل بوسمي بالعنصرية، إذا استذكرت العداء او المنافسة أو الصراع، بحسب المرحلة واللاعبين، بين العالم العربي والعالم الفارسي. ولي تجربتي في إيران و معاينتي، على الأقل، لعدم "الاستلطاف" بين العربي والايراني وبعدم الاحترام الكافي للعربي و"حضارته البدوية".

ولا أخترع أي بارود عندما أذكّر بإرادة النظام الايراني الاسلامي في نشر ثورته الاسلامية وتوزيعها على العالم أجمع، بدءاً من الجيرة القريبة والمسلمة.

من هنا نلاحظ أن إيران، منذ انتصار الثورة الايرانية، عملت بجهد على إيجاد امتداد عضوي لها في لبنان؛ عبر تأسيسها لـ"حزب الله" ومدّه بكل ما يلزم لتقويته ودعمه وإيجاد الروابط بينه وبين بيئته الحاضنة، أي محيط الطائفة الشيعية، وتمتينها، وفرضه لاحقاً على المجتمع اللبناني عبر حصر المقاومة اللبنانية في يده وتنحية المقاومات الأخرى مع مساعدة النظام الأسدي وتواطئه.

وهذا ما سمح باستخدام لبنان، ومنذ مطلع الثمانينات، كساحة وكصندوق بريد لنقل وتنفيذ إرادات النظام الإسلامي الإيراني وما يفيد سياساته والدفاع عنه سواء عبر تفجير المارينز او القوات الفرنسية او خطف الرهائن الأجانب في موازاة ما كان يحصل في طهران ومعها. ولقد ساهمت إيران بالطبع في مساعدة لبنان مشكورة، عبر مساعدتها لـ"حزب الله" ومقاومته وعبر نظام الأسد، على تحرير لبنان وهذا ما لا ينكره أي لبناني يتمتع بالحس الوطني السليم. لكن هل المقاومة وسيلة ام غاية؟ وهل غاية المقاومة تحرير لبنان؟ أم غايتها تقديس نفسها وتأبيدها وتحويل لبنان كله الى مقاوم للأبد؟ وكإستنتاج مما تلا التحرير ماذا نجد؟!

أنه بدل أن يصبح لبنان وطناً سيداً حراً مستقلاً ويبدأ ببناء نفسه للتعويض عن سنوات الاحتلال، قيل انه لم يتحرر بعد. فشبعا محتلة (ويبدو أنها لم تعد محتلة الآن!). وعليه يجب أن تبقى المقاومة وسلاحها. ثم حصل تحوير لمهمات المقاومة ووجهتها فحوّلت نشاطها وسلاحها إلى الداخل السياسي اللبناني - بعد أن كانت الساحة الداخلية متروكة لحركة أمل - وأدّى كل ذلك إلى الإمساك بمفاصل لبنان ووضع اليد عليه بالتدريج الممل والانتقال الى أخذه رهينة للدفاع عن سياسات إيران وبرنامجها النووي وهي التي تستخدمه كوسيلة للاستقواء به لفرض هيمنتها على المنطقة، الحلم الايراني الأزلي!!

فماذا يحصل منذ حرب 2006 التي "فوجئ" السيد نصرالله بها وأطلق جملته الشهيرة "لو كنت أعلم"؟

حرب 2006 تزامنت مع إرادة المجتمع الدولي زيادة الضغط على إيران! فانشغل العالم بالحرب اللبنانية وترك إيران تتفرغ لإنجاز برنامجها النووي. وهنا يجب أن أؤكد أن لا اعتراض خاص على امتلاك إيران لهذه القدرة النووية بالمطلق، وأن من يريد إيقاف إيران عن التسلح النووي عليه على الأقل العمل على جعل المنطقة، وخاصة إسرائيل، منزوعة السلاح النووي. لكن الاعتراض على أخذ الشعب اللبناني والشعب السوري وسيلة ورهينة للدفاع عن النظام الإيراني وبرنامجه النووي.

النظام الإيراني المعرّض للانهيار من الداخل تحت وطأة العقوبات الاقتصادية، وهو الذي يحارب من أجل بقائه وتوسيع نفوذه في المنطقة – العراق وسوريا ولبنان - ومنخرط في الدفاع عن النظام السوري المنهار، ألزم "حزب الله" بالانخراط في حرب مفتوحة على الشعب السوري، تحت شعار مكافحة التكفيريين لحماية لبنان!! الأمر الذي ورّط كل لبنان وخصوصاً الطائفة الشيعية التي أصبحت مثلها مثل لبنان "كبالع الموسى"، غير آبهين بمصلحة لبنان أو اقتصاده أو سلامه أو أمنه.

والآن ذهبت إيران إلى جنيف للتخلص من عبء العقوبات الغربية التي تثقل كاهل النظام عبر وزيرها الذي يفهم العقلية الغربية، بعد أن جاءت بروحاني للرئاسة، من أجل تخفيف القيود عن الشعب الايراني الذي أعطته بعض "الحريات الشخصية" كي ترضيه في الداخل وتؤخر التهديد بثورة قد تكون مقبلة على الأرجح؛ فتتفرغ للحرب في سوريا. إذن في الوقت الذي تنفتح فيه إيران وتخفف من غلواء تشددها نجد أن النائب محمد رعد يكتشف أن "لبنان الملاهي والفلتان" انتهى لأنه يريد أن يفرض "لبنان المقاوم" الأبدي على الأرجح!!

وكأن خالد علوان منفذ عملية الويمبي كان شيخاً معمماً لا يترك فرض صلاة ولا يعرف الملاهي!!

أليس لبنان الحريات والمقاهي والملاهي والسياحة هو نفسه لبنان المقاوم؟ وحريته وديموقراطيته هما اللتان سمحتا ببروز ظاهرة "حزب الله"؟؛ ولبنان المقاوم هو لبنان الكوسموبوليتي المنفتح على العالم وليس لبنان المنغلق والفارغ من السياح وذا الاقتصاد المتهاوي والأزمة الاجتماعية المتفشية؛ وليس لبنان الخائف من تفجيرات "القاعدة" التي استدعاها تدخله في سوريا. لبنان الذي يُفرض حالياً هو ضد – مقاوم. المقاوم يجب أن يكون حراً. ولبنان كله مستعبد. المقاوم يجب أن تكون كرامته محفوظة. واللبناني يشعر أنه من دون كرامة.

كيف تحمي إيران لبنان إذن؟ عبر فرضها لهذا اللبنان؟ لبنان المتأرجح بين عنف التفجيرات والخوف من التفجير المذهبي وتهديد شخصيات "حزب الله" واستبداده وحربه على الشعب السوري؟ فهل حقاً أمن لبنان من أمن إيران؟ أم أن شرط أمن إيران هو هذا الوضع اللبناني السائد؟ وهل لبنان أكثر أمناً مع الأجندة الإيرانية والحزب اللهوي أم من دونهما؟

طبعاً لن تغير الكتابة الوقائع على الأرض ولا سياسات الدول. لكننا نقول إننا شهود زور فقط لا غير.

 

مصادر أمنية لبنانية: "حزب الله" أعدم اللقيس لعمالته لإسرائيل كما تخلص من ثمانية قادة بينهم رجلا دين فيما يعتقل عشرات آخرين

لندن - "السياسة": حميد غريافي/أعربت مصادر أمنية حكومية وحزبية لبنانية عن قناعتها بأن القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس "لم يقتل لا على أيدي الاسرائيليين ولا على أيدي التكفيريين ولا على أيدي أي جهة لبنانية أو اقليمية يجري التكهن بها, وإنما تم إعدامه على أيدي فرقة من "حزب الله" مكونة من أربعة عناصر كانوا يراقبونه منذ ترك مكتبه في ضاحية بيروت الجنوبية بعد انتهاء فترة عمله ذلك اليوم (الثلاثاء الماضي), فيما كان عناصر آخرون يكمنون له في مرآب العمارة التي يسكنها في حي سان تيريز بالحدث" على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت. ونقلت المصادر الأمنية عن تقارير استخبارية فرنسية وردت أجهزة أمن دول الاتحاد الاوروبي خلال الشهرين الماضيين ان "اسم اللقيس ورد مراراً خلال التحقيقات مع بعض عملاء إسرائيل الذين سقطوا في أفخاخ الأجهزة الأمنية الداخلية اللبنانية خلال العامين الماضيين, وعلى الرغم من إخطار "حزب الله" بالأمر, استغرقت مراقبته للقيس أكثر من سنة, قبل أن يبعده عن الملف السوري المتفجر الذي كان قد ساهم في التخطيط للانخراط فيه". وأضافت المصادر ان الأمين العام للحزب "حسن نصر الله وأعضاء بطانته والاستخبارات الايرانية في بيروت, التي كانت اخطرت بهذه المفاجئة غير السارة, اتفقوا على قتل اللقيس وطمر قصة تعامله مع العدو الإسرائيلي كالعشرات الذين اعتقلوا بتهم التعامل وجلهم من "حزب الله" أو مقربين منه, كي لا يثبت كشف النقاب عنه لاحقاً ان هذا الحزب مخترق أمنياً إلى أبعد الحدود". وكشفت المصادر الأمنية اللبنانية ل¯"السياسة" عن أنه "لم يكن هناك أي خرق لأمن الحزب في الضاحية, إذ ان طريقة اغتيال اللقيس بإطلاق النار على رأسه من مسافة لا تتعدى المتر الواحد تؤشر على أنه يعرف قتلته جيداً وكان مطمئناً إلى لقائهم في المرآب, كما كانوا هم مطمئنين ولا يخشون شيئاً". وقالت المصادر "ان لا اسرائيل ولا السلفيين المتطرفين الذين تبنوا عملية الاغتيال يفكرون في اسلوب الاغتيال هذا من دون متفجرات أو هجوم انتحاري, في الظروف الأكثر تشدداً أمنياً في الضاحية الجنوبية". وكشفت التقارير الاستخبارية الفرنسية والألمانية والخليجية في بيروت طوال الاشهر الثمانية عشر الفائتة, التي تم خلالها كشف شبكات التجسس الاسرائيلية بطريقة لا تصدق, عن أن "حزب الله" وحركة "أمل" "أعدما أكثر من ثمانية من قادة الكوادر بينهم رجلا دين, بعدما ثبتت عمالتهم لإسرائيل, حيث آثر نصر الله التخلص منهم من دون ان تكشف شعبة المعلومات والاستخبارات اللبنانية عنهم لأن الإعلان عن أسمائهم يصيب الحزب وكوادره وقياداته وعناصره بأضرار بالغة ويشوه صورته أكثر مما هي مشوهة الآن". وقالت المصادر اللبنانية ان "الأجهزة الأمنية اللبنانية والحزبية ملمة تماماً بوجود عشرات العملاء لاسرائيل ولتنظيم "القاعدة" و"جبهة النصرة" في معتقلات الحزب, الذي انتهى من استجوابهم لكنه يحتفظ بهم لمنع انتشار الفضيحة ولمنع إثبات معلومات التقارير الغربية والعربية التي تفيد أن "حزب الله" مخترق بأكثر من 150 عميلاً إسرائيلياً وأن "حركة أمل" مخترقة هي الأخرى بعشرات العملاء". 

 

سياسة طهران الجديدة بين الحقيقة والتطبيل

مهى عون/السياسة

منذ اختتام مؤتمر جنيف الأخير باتفاق "إعلامي" لطهران مع الدول الست الكبرى (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) على الحد من نسبة تخصيبها إلى حدود الـ 5 في المئة, ومنذ أن عاد وزير الخارجية الإيراني في نهاية المؤتمر إلى بلاده واستُقبل استقبالَ الأبطال, وطهرانُ ماضيةٌ في الترويج لاتفاق وشيك مع العرب, وتحديداً مع دول مجلس التعاون الخليجي, مع التركيز على "مغازلة" الجانب السعودي,ولكن من دون بذل أي مجهود لتشجيع المملكة على المضي في سياق هذه المبادرة, عبر تقديم أي تنازلات أو الدفع باتجاه نمو وتطور إيجابيين على مستوى العلاقات بين البلدين.

وللتذكير, ففي سياق سياسة طهران الجديدة التقرب من دول مجلس التعاون الخليجي, نشير إلى جولة الوزير الإيراني الأخيرة على الكويت وسلطنة عمان وقطر, في محاولة من إيران لإطلاع دول الخليج على فحوى اتفاق 24 نوفمبر المبرم في جنيف بينها وبين الدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني. وفي ما خصَّ السعودية, فلقد أعلنت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بأن زيارة ظريف إلى السعودية "مطروحة على جدول الأعمال", موضحة أن هذه الزيارة ستتم في "الوقت المناسب", ومعتبرة أن "نهج الجمهورية الإسلامية يرتكز على فتح صفحة جديدة في العلاقات مع دول الجوار", مضيفة: "إننا نعتقد ببلورة شكل جديد من التعاون لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة, وقد أعلنت إيران دوماً أن أولويتها في العلاقات هي دول الجوار, وهي عازمة على فتح صفحة جديدة معها".

كلام جيد لو كان قابلاً للتصديق, فالتضارب القائم بين ما يُقال وما نراه حاصلاً على أرض الواقع لا يشجع كثيراً على التسليم بصدقية نوايا طهران, إذ لا بد من أن يسبق هذه البروباغندا الإعلامية الباهرة اتفاق حقيقي بين قادة إيران أنفسهم يحد من التصعيد الإعلامي ضد المملكة العربية السعودية. ناهيك بالتصعيد الميداني الذي تفاقم في الآونة الأخيرة على الحدود العراقية السعودية ومن غير المستبعد أن تكون إيران هي المحرك الأساسي فيه.

لذا, وقبل البدء بالتطبيل الإعلامي لبداية بزوغ عهد جديد في سياستها مع جوارها العربي, على طهران أن تبادر إلى تبديل جوهري في سياستها وستراتيجيتها السابقة, فإذا بدأنا بالحقل الإعلامي نقول: كيف لطهران المراهنة على عهد جديد من العلاقات المميزة مع هذا الجوار ما دامت أبواق الممانعة تمعن تهشيماً في السعودية, وآخرها ما سمعناه على لسان أجنحة الحرس الثوري الإيراني "حزب الله", في اتهام السعودية بشكل واضح بالوقوف وراء التفجيرات التي طالت السفارة الإيرانية في بيروت?

ربما نسيت الديبلوماسية الإيرانية, التي تتعمد ذر الرماد في العيون, أو تناست خلال ترويج الكلام المعسول حول حلول واتفاقات وشيكة على مختلف الملفات العالقة بين العرب وبينها, أن هذه الملفات لم تُحَل حتى الساعة, ونسيت أيضاً أو تتناسى أن من السذاجة بمكان المراهنة على عزل السعودية عن محيطها العربي, والخليجي على وجه التحديد, عن طريق الترويج لقرب النجاح في إنجاز اتفاقيات جانبية مع الدول الأخرى التي شهدت في الآونة الأخيرة زيارات متبادلة على مستوى وزراء الخارجية. كما أنه من السذاجة تصور أن تقبل خمس دول من مجلس التعاون الخليجي المقترحات الإيرانية وتتجاهل الموقف السعودي, فكل القضايا العالقة بين طهران والعالم العربي لم نر لها بوادر حلحلة حتى الساعة, وإيران تهيمن على صناعة القرار في العراق وتتدخل بشكل سافر في معارك الدم في سورية لمصلحة نظام جائر وقاتل, وتمعن في تعطيل العملية السياسية في لبنان فماذا عن ملف الجزر الإماراتية? وماذا عن السعي لزعزعة الأمن في البحرين واليمن ومصر? وماذا عن احتلالها الأهواز العربي? عن أي اتفاق وشيك تتكلم طهران? وكيف تروج لاتفاق وشيك بينما تبقى عالقة ًقضايا بهذه الأهمية وهي لا يمكن حلها بين ليلة وضحاها? لو أن طهران -مثلاً- بدأت بإعلان نية سحب "حزب الله" من الداخل السوري, لكانت مهدت فعلاً لبدء تقارب مع السعودية, ولكانت حملتها الإعلامية المطبلة والمزمرة لاتفاقات وشيكة مع دول الخليج أقرب إلى الواقع منه إلى الوهم.  في الحقيقة لابد من التسليم, بأن الدعاية التي سبقت انتخاب الرئيس روحاني ورافقتها واستمرت بعدها, والتي تلقفتها الولايات المتحدة على حماوتها وأكملت فصولها في ما سمي باتفاق جنيف, الذي وضعته على نار حامية مع نية واضحة في تخطي كل العوائق من أجل الخروج باتفاق ما مع طهران, هذه الدعاية بالذات لا يمكن البناء عليها, كونها هشة ولا تصلح لترميم ما خربته طهران على مدى عقود, إن في سياستها التوسعية للهيمنة على بلدان الجوار أو في تعنتها حيال المجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي. لذا, قد يكون أي قرار للعرب, وعلى رأسهم السعودية, للذهاب في مسار مجاراة المجتمع الدولي في انسياقه الساذج وراء دعاية طهران وادعاءاتها الطوباوية, هو من باب الارتماء في حضن الشيطان أو الذهاب إلى المجهول, خصوصاً وأنه لم يصدر حتى الساعة أي مبادرات حسية ميدانية تشجع على المضي في مصافحة اليد الإيرانية المخملية الممدودة, وغني عن البيان ما يخفيه القفاز المخملي الإيراني عادة. وعلى سبيل المثال لا الحصر, لم لا تكون فاتحة مبادرة حسن النوايا من قبل طهران قراراً برفع يد "حزب الله" عن التدخل في سورية? فهل تقبل طهران هذا الطلب-"التحدي"?

 

حزب الله» ونها(ئـ)يّة الكيان اللبناني

شارل جبور/جريدة الجمهورية

إعتبر البعض أن تأكيد السيّد حسن نصرالله «نهائية الكيان اللبناني» فرصة تاريخية يجب التقاطها «لإعادة تجديد التسوية اللبنانية التاريخية»، ولكن المشكلة مع «حزب الله» منذ اتفاق الطائف إلى اليوم تكمن في سلاحه ورؤيته للبنان لا لنهائيته.

المطلوب الإقرار بتسليم سلاح «حزب الله» للدولة لا بنهائية الكيان

الخلاف الذي رافق نشأة الكيان اللبناني بين المسيحيين والمسلمين حول عروبة الدولة ونهائيّة الكيان، والذي جاء اتفاق الطائف ليحسم هذا الخلاف عبر تطمينات متبادلة تمّ إدخالها في مقدمة الدستور تضمن للمسيحيين نهائية الكيان وتبدد هواجسهم من ضَمّ لبنان وإلحاقه، وتضمن للمسلمين عروبة الانتماء والهوية وتبدّد هواجسهم من فصل لبنان عن محيطه، لم يكن في الحقيقة خلافاً مسيحياً-إسلامياً بقدر ما كان خلافاً مسيحياً-سنياً، فيما الشيعة كانوا منقسمين بين فئة صغيرة تؤيّد المسيحيين وأخرى تؤيّد السنّة من باب الحركة الوطنية ربطاً بالصراع مع إسرائيل، إلى أن جاء السيّد موسى الصدر وبدأ بتكوين حيثية شيعية نضالية أقرّت منذ العام 1974 في الوثيقة الصادرة عن حركة "أمل" بنهائية الكيان اللبناني.

فالخلاف تاريخياً حول مفهوم الكيان لم يكن مع الشيعة، إنما مع السنة، ورفض "حزب الله" تضمين هذا المصطلح الخلافي في وثيقتيه عامَي 1985 و2009 مردّه إلى عدم إقراره بتسوية "الطائف"، فضلاً عن عقيدته الإسلامية التي ترفض تجزئة أرض الإسلام إلى كيانات. وبالتالي، بمعزل عن تناقض هذه العقيدة مع الدستور اللبناني ومحاولته التكيّف مع المعطيات الراهنة وطبيعة المرحلة بانتظار اللحظة المناسبة للانقلاب عليها، تبقى المشكلة الأساسية مع الحزب في سلاحه ودوره ونظرته للبنان.

وإذا كان اتفاق الطائف حسم النهائية والهوية دستورياً، غير أنّ الجامعة العربية أعادت تحديد مفهوم العروبة باعتبارها رابطة ثقافية، وجاءت انتفاضة الاستقلال لتوحّد مشاعر اللبنانيين وأهدافهم ونظرتهم، ومن ثم الثورات العربية التي أكّدت البُعد الوطني لا القومي، ووضعت حداً نهائياً لكلّ مقولات الأمة ووحدتها، وأخيراً الثورة السورية التي أزالت كلّ أحلام الوحدة مع لبنان وضمّه إلى سوريا.

وبالتالي، المسألة الخلافية اليوم ليست من الطبيعة ذاتها التي فرزت اللبنانيين على مدى عقود، بدليل أنّ الخلاف المركزي منذ الخروج السوري من لبنان يتمحور حول سلاح "حزب الله" ومشتقاته ومتفرّعاته، وأيّ كلام آخر من قبيل إقرار السيد نصرالله بنهائية الكيان هو كناية عن "شيك" من دون رصيد، أو بالأحرى من رصيد الطرف الآخر في محاولة مكشوفة لتقديم تنازل وهميّ مقابل الحصول على تنازلات فعلية تتصِل بسيادة لبنان واستعادة الدولة لقرارها. فالمطلوب اليوم من السيّد نصرالله إعطاء تطمينات من نوع آخر، وعدم الكلام عن قضية انتهى مفعولها وزمنها. ولكن لا يبدو في الواقع أنّ "حزب الله" قادر أو لديه النيّة على اجتراح تسوية شبيهة بالعام 1943 على قاعدة "لا شرق ولا غرب"، أو التي تمّ تجديدها في العام 1989 بالمَزج بين البعدَين اللبناني والعروبي وبين السيادة والإصلاحات. ومن هنا فإنّ أيّ كلام خارج عن السلاح ودور الحزب لا يخرج عن سياق التشاطُر وإمعان الحزب في مواصلة مشروعه الذي يُبقي لبنان مخطوفاً والدولة معلّقة.

ومن ثم الالتزام بنهائية الكيان يتجاوز الإقرار الشكلي إلى الممارسة العملية، ولهذا الالتزام شروطه التي لا تخرج عن القواعد الميثاقية التاريخية بين اللبنانيين وفي طليعتها تحييده عن المحاور وصراعاتها، وجعل الدولة المرجعية الأولى والأخيرة. وبالتالي، أين "حزب الله" من هاتين القاعدتين؟

وعن أيّ نهائية كيان يتحدّث عندما يُرسل مقاتليه إلى البوسنة والهرسك، ويتدخّل في الشؤون الفلسطينية، وينتهك السيادة المصرية بإرسال مجموعات لمواجهة إسرائيل انطلاقاً من الأراضي المصرية، واتهامه بتفجير بورغاس في بلغاريا وتفجير آخر في قبرص ونَشر شبكاته في كل العواصم العربية، واتهامات غربية موثقة على مَدّ العين والنظر؟ وعن أيّ نهائية كيان يتحدث عندما ينتقل بكلّ قوته إلى سوريا دفاعاً عن النظام السوري؟

وعن أيّ نهائية كيان يتحدث عندما يعرض علاقات لبنان الخارجية وتحديداً مع المملكة العربية السعودية للقطع؟ وعن أيّ نهائيّة كيان يتحدث عندما يرفض تسليم سلاحه ويعلن أنّ من أهدافه إزالة إسرائيل؟

ومن أهداف إدخال هذا المعطى على الحياة السياسية تبييض صورة "حزب الله" عبر تصوير مقاومته بأنها في خدمة نهائية الكيان اللبناني، أو الدفاع عن "لبنان أولاً". وبالتالي، محاولة لتشريع سلاحه من منطلق الدفاع عن الكيان في مواجهة إسرائيل وأخيراً التكفيريين وكلّ هذه المعزوفة، فيما القاصي والداني يعلمان أنّ سلاحه يصبّ في خدمة المشروع الإيراني الإقليمي، ولبنان مجرد ساحة من ساحات هذا المشروع.

ومن أهدافه أيضاً تحوير النقاش عن القضية الأساسية المتمثلة بالسلاح وإعادة الاعتبار لعناوين وإشكاليات غير موجودة، الغاية منها تحسين شروط "حزب الله" التفاوضية وتحصين وضعيته الداخلية في اللحظة التي فقد فيها كلّ ما راكَمه عربياً وإسلامياً، وأخيراً مسيحياً، وتكفي المقارنة بين وضعه في العام 2006 واليوم.

ومن هنا، فإنّ الإقرار بنهائية الكيان لا يضيف شيئاً اليوم، وإذا كان هناك أيضاً من إصلاحات يتطلب إدخالها على النظام، تبقى هذه الإصلاحات ثانوية مقابل الإشكالية الأساسية المتمثّلة بالسلاح، والتي توازي بأهميتها وربما أكثر إشكالية "لا شرق ولا غرب" في العام 1943، وإشكالية النهائية والهوية في العام 1989، حيث أنّ القضية الرئيسية المطروحة على طاولة البحث، والتي تُعيق قيام الدولة والوفاق الوطني، تتمَثّل بسلاح "حزب الله"، ولا أمل بعودة الاستقرار السياسي وانتظام العمل الدولَتي المؤسساتي قبل إمساك الدولة وحدها بالسلاح والقرار الاستراتيجي للبنان.

يستطيع السيّد نصرالله أن يقول ما يريد، وأن يعلن ما يشاء، ولكن ما هو مطلوب من "حزب الله" حقيقة ليس انتسابُه إلى نهائية الكيان، إنما الالتزام بمقتضى هذا الإعلان قبل فوات الأوان، لأنّ دوره سيقود إلى نهاية لبنان لا الى تثبيت نهائية الكيان.

 

 تيار المستقبل ينتفِض على جنبلاط

كريستينا شطح/جريدة الجمهورية

شهدت العلاقة بين تيّار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي تباينات وخلافات وانتكاسات، كان أشدّها لحظة تسمية كتلة النائب وليد جنبلاط الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة وخروجها عن التحالف مع الرئيس سعد الحريري و 14 آذار لبنانيّاً، ومع السعودية إقليميّاً.

العلاقة لن تعود يوماً كما كانت عليه

واذا كانت هذه العلاقة قد شهدت صعوداً وهبوطاً بين لحظة تكليف ميقاتي واليوم، إلّا أنّ موقف جنبلاط الأخير شكّل صدمة كبيرة داخل تيّار "المستقبل" وقوى 14 آذار، حددت مصادر "مستقبيلة" أسبابها بالآتي:

ـ أولاً، يدرك جنبلاط جيّداً أن تيّار "المستقبل" هو تيّار اعتدال وأنّه الأكثر تضرّراً من التطرّف الاسلامي، بل على العكس يضع نفسه ويجنّد كلّ طاقاته لإرساء مناخات اعتدال داخل الطائفة السنيّة وفي لبنان.

وقد دفع هذا التيّار ثمن اعتداله بإخراجه من السلطة والتحريض المتواصل عليه لكي يتبنّى خيارات بعيدة عن الخيارات اللبنانيّة، وبالتالي اتهامه بأنّه يشجّع تنظيمات وأطرافاً أصوليّة بعيدة من الواقع ولا تمتّ الى حقيقته بصِلة، لسبب بسيط هو أنّ توسّع دور هذه الأطراف وحجمها سيكون بالدرجة الأولى على حسابه، فضلاً عن أنّه مقتنع بأن لبنان لا يمكن أن ينهض الّا بتحالف قوى الإعتدال داخل الطوائف كلّها.

ثانياً، يدرك جنبلاط جيّداً أهميّة شعبة المعلومات بالنسبة الى "المستقبل" و"14 آذار"، هذه الشعبة التي دفعت ثمن سلوكها الأمني وإنجازاتها الشهيدين: رئيسها اللواء وسام الحسن والرائد وسام عيد، ورفض التمديد للواء أشرف ريفي في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، فضلاً عن الهجمات عليها منذ العام 2005 بُغية تدجينها وضربها وإلغائها.

وبالتالي، فإن تيّار "المستقبل" وكلّ مكوّنات "14 آذار" التي دافعت عن هذه الشعبة انطلاقاً من إيمانها بدورها الوطني وليس على قاعدة أنّها أقرب الى قوى "14 آذار" من الطرف الآخر، لأنّ قربها من "14 آذار" ناتج من أنّ هذه القوى لا تتدخل في عملها وتتقاطع معها على عنوان إبعاد المخاطر عن لبنان وتثبيت الأمن اللبناني ومَنع العبث بالاستقرار، ومن هنا يأتي هجوم جنبلاط على شعبة المعلومات وضرب "الخطوط الحمر" في العلاقة مع قوى "14 آذار" و"المستقبل". وبالإضافة الى ذلك، يحاول جنبلاط القيام بالدور الذي يحلو له القيام به، وهو التوفيق في موقفه بين "حزب الله" و"المستقبل". فاختار في هذه اللحظة الهجوم على "المستقبل" وتغطية مواقف الحزب التصعيدية، لا بل الاشتراك معه في هذه الحملة. واذا كان الخوف يتملّك جنبلاط ويشعر بأنّه مضطر الى تقديم أوراق اعتماد حفاظاً على حياته، فليس مقبولاً منه الطعن بتاريخ العلاقة بين الطرفين والذهاب في موقفه الى حدّ التحوّل خصماً في موقفه الوطني. فمِن حقّه إعادة التموضع والتقلّب في موقفه جَرياً على عادته، ولكن لا يحق له المساس بـ"الخطوط الحمر" وتشويه الحقائق وتزوير التاريخ.

رابعاً، الملاحظ أن جنبلاط بدأ استدارة في الموضوع السوري عَبر قوله "إنّنا بدأنا نخاف ونخشى من بديل النظام السوري"، وهذا الموقف عدا عن أنه لا ينسجم مع المواقف التي أطلقها منذ بداية الثورة، فإنه يدلّ على أنّ الرجل يشعر بأنّ النظام السوري سينتصر على المعارضة، وأنّه يريد استباق هذا الانتصار على غرار ترويجه لِما يسمّى "انتصار تموز 2006". وبالتالي، التمهيد لإعادة الوصل مع الرئيس السوري وطَيّ صفحة الانتظار عند حافّة النهر. وتضيف مصادر "المستقبل": "ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتراجع فيها جنبلاط عن مبادئه وثوابته، ويُجري فيها قراءات خاطئة على المستوى الاقليمي وتوقعات بعيدة عن الواقع، تزامناً مع اللحظة التي بدأ فيها البحث في "جنيف ـ 2" ووضعت المرحلة الانتقالية على نار حاميّة، وكلّ المؤشرات تدلّ، بعد قبول النظام السوري بتسليم سلاحه الكيماوي وقبول النظام الايراني بتسليم السلاح النووي، الى أنّ الدور الايراني آيل الى تراجع، وانّ الأسد لا مستقبل له في سوريا الجديدة". ومن هنا يبقى السؤال الأساسي: أين مصلحة جنبلاط في حرق مراكبه مع الجميع؟ وهل بات يرضى بألّا يتعاطى معه أيّ طرف في لبنان وخارجه على قاعدة مبدئيّة، انّما على قاعدة خضوعه لنظام القوى الاقليمي والمحلي؟ تقول مصادر بارزة في تيّار "المستقبل" إنه على رغم حاجته وقوى "14 آذار" الى كتلة جنبلاط حكوميّاً ورئاسيّاً، فإنّ العلاقة مع جنبلاط لن تعود يوماً كما كانت عليه، والجامع الوحيد في هذه العلاقة سيكون المصلحة الآنية لا استراتيجيّة بناء الدولة. أمّا موقفه الذي ردّ فيه على الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، رافضاً اتهام السعودية بتفجير السفارة الايرانيّة، فهو ليس الّا محاولة تعويضيّة عن مواقفه السابقة في محاولة لإعادة ترميم الضرر الذي تسبّبت به مواقفه.

 

إيران: «أكبر شاه».. ومحاولات لتكرار التاريخ

امير طاهري/المستقبل

الأسبوع الماضي قمت بإثارة موضوع هوية «الوثيقة»، التي وقعها الرئيس حسن روحاني مع مجموعة «5+1» في جنيف. ومع الادعاء بتحقيق واحد من «أعظم الانتصارات الدبلوماسية» في التاريخ الإسلامي، زعم روحاني أن هذه «الوثيقة» «حطمت إيوان العقوبات» المفروضة على إيران. وفضلا عن ذلك، ادعى روحاني أنه حقق «انتصاره» من دون تقديم تنازلات..

وفي المقابل، نجد المدافعين عن الوثيقة في العواصم الغربية قد كرروا المزاعم نفسها لتصوير عالم خيالي سيعمل فيه روحاني، مع رفسنجاني بوصفه محرك الدمى، على طي صفحة الثورة وإغلاقها، مع إزاحة خامنئي عن منصبه الذي يشغله «المرشد الأعلى» كما لو كان هو من أراد ذلك وتحويل الجمهورية الإسلامية إلى حليف لأميركا نفسها يروضه باراك أوباما.

وعلى الرغم من هذه المبالغة وتلك الضجة، فقد استُقبل هذا «الانتصار التاريخي» بشكل فاتر، ولا نقول عدائيا، في إيران، بل وحتى داخل المؤسسة الخمينية.

وكرد فعل على ما يتعلق بجنيف، يمكن للشخص أن يقسم النخبة الخمينية الحاكمة إلى ثلاثة معسكرات..

يتكون المعسكر الأول من زمرة رفسنجاني، التي يكون روحاني عضوا فيها. وفي البداية، يحاول المتحمسون الآن تخفيف نغمة ادعاءاتهم. وفي الوقت الحالي، يقول نائب وزير الخارجية الإيراني

عباس عراقجي، رجل طهران الرئيسي في مباحثات جنيف، إن «الوثيقة» لم تكن معاهدة وليست «ملزمة قانونيا»، بل هي بيان سياسي.

وذهبت مرضية أفخم، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إلى ما هو أبعد من ذلك قائلة «إن الوثيقة هي مجرد صحيفة بيانات» و«بيان نوايا». ولذا، فلا يوجد بشكل رسمي في الوقت الحالي أي اتفاقية أو اتفاق، وبالتأكيد ليست هناك أي معاهدة. كل ما لدينا هو قائمة لنسخ من الأمنيات غير المتضاربة.

وما زال الوضع سيئا، فآلية إنجاز الأهداف المرجوة غير موجودة. ولقد عبر يوكيا أمانو، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن هذا الأمر بشكل صريح ومن دون تردد قائلا «ليس لدينا الأشخاص والأموال للتحقق ما إذا كانت إيران ستفي بتعهداتها أم لا». وعلاوة على ذلك، فإن الهيئة التي يجب أن توقع على الشيكات لإنفاق جزء من دخل إيران غير المجمد من النفط لم يجرِ تأسيسها بعد، على الرغم من ذكر اسم دبلوماسي فرنسي على أنه رئيسها المحتمل.

ويتكون المعسكر الثاني من هؤلاء الذين يراوغون أو يلتزمون الصمت لأنهم يعتبرون أن «الوثيقة»، أيا كان الوصف الموسومة به، ممارسة غير مؤدبة في العلاقات العامة. ومن بين هؤلاء الرافضين للمصادقة والتسليم بـ«الوثيقة» المرشد الأعلى علي خامنئي.

وفي هذا الصدد، كتب روحاني خطابا طويلا إلى خامنئي متباهيا بشأن «الانتصار الدبلوماسي». ورد خامنئي بمذكرة مقتضبة سرد فيها بعض ادعاءات روحاني، بيد أنه أضاف قائلا «يجب أن تستمر مقاومة المطالب الزائدة بإفراط (لمجموعة 5+1) لتكون المعيار للمسار الثابت للمسؤولين المعنيين، وسيكون الأمر، إن شاء الله، كذلك».

توقع روحاني أن يتلقى رسالة من خامنئي مفادها «أحسنت صنعا». غير أن هذا الأمر لم يحدث.

ومن خلال انتهاج نفس تصرف «المرشد»، رفض أيضا القادة العسكريون، لا سيما قوات حرس الثورة الإسلامية، أن يقدموا الثناء والإطراء الذي رغبه روحاني. وكان الجنرال نقدي، قائد قوات الباسيج (التعبئة) وهي وحدات شبه عسكرية، من بين الشخصيات العسكرية القليلة التي عقبت على ذلك، حيث قال «لقد جعلوا الشعب مشغولا بهذه المباحثات، إلا أنها ليست سوى تحويل عن المسار المألوف».

ويتضمن معسكر الصمت أيضا بشكل افتراضي جميع الملالي البارزين، بمن في ذلك المستفيدون من الحكومة بشكل مباشر أو غير مباشر. وفي هذا السياق، أرسل روحاني وزير الخارجية ظريف إلى قم لمحاولة إقناع الملالي بقبول «الوثيقة»، وبالفعل استمع له الملالي لكنهم لم يثنوا على ذلك مثلما كان يأمل روحاني. وكان الملا الوحيد البارز الذي عبر عن موقف إيجابي تجاه ذلك هو رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي أكبر ناطق نوري الذي قال «لم يكن لدينا خيار سوى قبول (بعض التنازلات) لكي يتسنى إعادة الهدوء إلى البلاد».

لقد مارس بعض النبلاء في النظام مراوغات. ومن بين هؤلاء الأخوان لاريجاني، حيث قال الأخ الأكبر علي لاريجاني، رئيس البرلمان، إنه يجب على روحاني محاولة «الحفاظ على البنية الأساسية لمشروعنا النووي»، وينطوي ذلك ضمنيا على أن وثيقة جنيف تهدد ذلك الأمر. وقال الأخ الآخر صادق، الذي يترأس السلطة القضائية «يجب ألا نضحي بقيمنا من أجل رفع العقوبات»، أيا كان ما يعنيه ذلك.

وفي هذا الصدد، وصف حسن عباسي، الباحث النظري الموالي للنظام في المجال الجيوسياسي والمعروف أيضا باسم «كيسنجر الإسلام»، هذه «الوثيقة» بأنها «تراجع تكتيكي لمدة ستة أشهر»، وهو وصف بعيد كل البعد عن ادعاء روحاني أنها «انتصار تاريخي».

ولقد لفت وزير الخارجية السابق أكبر صالحي الانتباه إلى اتفاقات «التجميد» السابقة التي وقعها روحاني في فترة حكم الرئيس خاتمي. وبعد ذلك جمدت إيران برنامجها النووي، بيد أنها لم تحصل على أي شيء مقابل ذلك. وأضاف صالحي «نأمل ألا تكون الأشهر الستة الجديدة المقبلة مثل نظيرتها السابقة».

وعلاوة على ذلك، التزم المرشحون البارزون في الانتخابات الرئاسية الماضية، التي جرت في يونيو (حزيران)، الصمت حيال هذا الأمر، ومن بينهم سعيد جليلي، المفاوض النووي السابق، ومحمد بكر قاليباف، عمدة طهران.

ويتكون المعسكر الثالث من هؤلاء الذين يعدون ادعاءات روحاني حيلة ساخرة.

والجدير بالذكر أن روح الله حسينيان، عضو مجلس الشورى الإسلامي، تحدى روحاني أن «يخبره بشأن ما الذي قدمه بالفعل وكذلك ما حصل عليه حقا»، مضيفا «نحن قلقون بشأن عواقب معاهدتك». وطلبت جريدة «المشرق» اليومية من روحاني نشر النص الكامل «للاتفاقية» وإخبار العالم بالنسخة الحقيقية. وتصف صحيفة «كيهان» اليومية هذا الحدث بأنه «أكبر ضجة بشأن اتفاقية استغرقت ساعة واحدة فقط». وتتهكم «كيهان» على استخدام مفتاح ذهبي كرمز لحملة روحاني قائلة «تصور روحاني أنه سيجلب لنا المفتاح من نيويورك، والآن من جنيف».

ويعد محمد وحيدي، رئيس وحدات الباسيج المؤلفة من الطلبة، أكثر صراحة، حيث يتساءل «هل يعد هذا الاتفاق علامة على نهاية المقاومة؟». ويدعي آية الله علم الهدى «اننا قدمنا أكثر مما وُعدنا بتلقيه». ويرى الكاتب الصحافي حسين شمسيان أن إبرام الوثيقة مؤامرة «لإقصاء إيران من تشكيلات توازن القوى في السياسة الإقليمية».

وتردد صحيفة «سرات» اليومية الشيء نفسه قائلة «هذه الاتفاقية تعني تقهقرنا إلى الوراء، فهي تعني نهاية المقاومة وطرح إنجازات الثورة جانبا». وبالإضافة إلى ذلك، يدعي الأستاذ الجامعي مجتبى زاري شيئا آخر وهو «اننا وضعنا غذاءنا وإمداداتنا الطبية تحت سيطرة عدونا الذي لا يرحم في البيت الأبيض».

ويزعم منوشهر محمدي، المستشار السياسي لخامنئي، أنه «لا يمكن الثقة في القادة المجرمين لأميركا»، وأن اتفاق جنيف جزء من مؤامرة من أجل «تغيير النظام» في إيران. ووفقا للتسريبات الصادرة عن الأصدقاء والأقارب، أعرب أيضا رئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، عن معارضتهما لهذه الوثيقة. ويرى موسوي أن حلقة جنيف عبارة عن جزء من قصة طويلة بدأت بمحاولة رفسنجاني عام 1985 استخدام الدعم الأميركي في محاولته للحصول على السلطة في إيران. وانهارت المباحثات السرية لرفسنجاني مع إدارة ريغان بسبب فضيحة «إيران - كونترا».

وبالنسبة لأحمدي نجاد، فقد دعا روحاني إلى إجراء مناظرة تبث مباشرة على التلفزيون لتقييم «الأيام المائة الأولى من ولايته».

هل سنرجع مرة أخرى إلى فترة ثمانينات القرن الماضي مع زمرة رفسنجاني على أمل اللعب بالورقة الأميركية لسحق المنافسين داخل المؤسسة الخمينية؟

أيا كانت الإجابة، فإن هذه الاستراتيجية محكوم عليه بالفشل. والآن، تعد إيران مختلفة للغاية عن تلك الأيام التي روج فيها رفسنجاني لنفسه على أنه «أكبر شاه».

 

مستجدات العلاقة الأميركية - الإيرانية أمام القمة الخليجية

راغدة درغام/الحياة

الجمعة ٦ ديسمبر ٢٠١٣ليس سراً أن هناك تبايناً في الآراء بين الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي نحو كيفية التعاطي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأصابعها الأخطبوطية الممتدة من العراق إلى سورية إلى اليمن إلى لبنان. القمة الخليجية المزمع عقدها في الكويت الأسبوع المقبل لن تقفز على «الفيل في الغرفة»، بالذات بعد الاختراق في العلاقة الأميركية - الإيرانية عبر الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وطهران. التحدي الكبير الذي يواجه قادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات هو تحديد نوعية الخطاب السياسي الخليجي على ضوء التطورات التاريخية الأخيرة. قادة ايران يتحدثون بنبرة الطمأنة وبلغة «مأسسة التعاون» فيما يوزعون الأدوار التصعيدية على حلفائهم في العراق وسورية واليمن ولبنان. هذا الأسلوب يفرض على قادة دول مجلس التعاون الخليجي ضبط النفس والانضباط قليلاً أمام السياسة الإيرانية الجديدة ذات الابتسامة العريضة جداً وتلك التقليدية بأذرع الأخطبوط الممتدة في المنطقة العربية وما بعد. أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح تعمد اتخاذ خطوة ضرورية في لمّ الشمل الخليجي فبادر إلى عقد قمة ثلاثية مصغرة جمعته مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة. تلك القمة المصغرة تشكل حجر أساس للرئاسة الكويتية لمجلس التعاون الخليجي في مساعي إزالة الشوائب في العلاقات الخليجية - الخليجية والخليجية - الإيرانية، والخليجية - المصرية، والخليجية - السورية، والخليجية - اليمنية، والخليجية - العراقية فالهدف الكويتي هو أن تكون قمة الكويت خليجية بامتياز بلا تواجد إيراني أو دولي - كمراقب - كما حدث سابقاً.

الشيخ صباح الأحمد اكتسب عبر السنوات سمعة حسن قراءة الخريطة العربية وإتقان فن التهدئة والوساطة. ما تسعى وراءه الديبلوماسية الكويتية هو أن تكون القمة الخليجية الأولى منذ الاتفاق النووي وإطلاق ديبلوماسية الابتسامة العريضة الإيرانية - قمة السياسة الواقعية. دولة الإمارات أخذت منعطفاً في هذا الاتجاه منذ أدركت أن الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا مع ايران ليس موقتاً ولا عابراً. فالديبلوماسية الإماراتية استنتجت أن تحولاً جذرياً طرأ على العلاقة الأميركية - الإيرانية، كما على موقع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الخريطة الإقليمية وفي إطار العلاقات الدولية. وعلى أساس هذا الاستنتاج، أضفت الديبلوماسية الإماراتية الواقعية السياسية على استراتيجيتها نحو طهران وانطلقت الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات بين البلدين.

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أصبح وجه سياسة الابتسامة العريضة زار أبو ظبي هذا الأسبوع ونقلت وكالات الأنباء عنه أنه حضّ على «مأسسة التعاون» بين الجانبين مؤكداً أن بلاده تريد «الاعتدال والوسطية والعقلانية في العلاقات الدولية»، بما يتيح «تضافر الجهود لتسوية القضايا الإقليمية» معتبراً أن «الاستقرار والأمن مرهونان باعتماد السبل السياسية بدل تلك العسكرية».

الملفت هو أن تصريحات الجانبين خلت من الإشارة إلى الجزر الإماراتية الثلاث التي تعتبرها الإمارات مُحتلة من قِبَل ايران وترفض طهران هكذا وصف لوضعها. تحدّثا في أمور «التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف والإقليمي مع كل دول المنطقة» وشددا على «إزالة أي عقبات» وعلى «إمكان زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين»، كل هذا في الوقت الذي كانت اختلفت سياسة البلدين جذرياً علناً بالذات نحو سورية، بالأمس القريب. أما بعد قراءة موقع ايران الجديد على الساحة الدولية، تبدو الديبلوماسية الإماراتية جاهزة لاستنباض آفاق التفاهم مع طهران لعله يكون الأسلوب الأنجع في إحداث تغيير في أنماط السياسة الإيرانية نحو سورية وغيرها في المنطقة العربية.

عُمان منذ البداية تبنّت موقفاً مختلفاً عن بقية دول مجلس التعاون الخليجي نحو ايران وفي سورية. عُمان استضافت المفاوضات السرّية الأميركية - الإيرانية. وطهران اعتبرت زيارة السلطان قابوس بن سعيد لها أخيراً «منعطفاً في العلاقات» العمانية - الإيرانية. إلا أن الديبلوماسية العمانية، ومنذ زمن طويل، اعتمدت الحوار وترطيب الأجواء مع ايران سياسة أساسية لها، على أي حال، ما يجعل وصف العلاقات بأنها وصلت «منعطفاً» جديداً ملفتاً، سيما عشية القمة الخليجية. البحرين توافق الديبلوماسية السعودية تشخيصها للدور الإيراني وهي تشعر أنها في واجهة الضرر الإيراني لاستقرار الخليج. ما تركز عليه ديبلوماسية البحرين ويعتزم مؤتمر «حوار المنامة» - الذي يعقد خلال هذه العطلة الأسبوعية - التركيز عليه هو الأمن الخليجي بعد الاختراق الذي حدث في العلاقة الأميركية - الإيرانية. مشاركة وزير الدفاع الأميركي، تشك هايغل، في «أحوال الممانعة» إنما هو دليل على الرغبة الأميركية في التحدث إلى دول مجلس التعاون الخليجي عن استمرار الاهتمام الأميركي بالأمن الخليجي - حتى ولو كان على أسس مختلفة.

أما قطر فإن مواقفها نحو مصر هي البارزة في خروجها عن الدائرة الخليجية. ومواقفها نحو ايران في العهد الجديد عادت إلى التآخي سيما بعدما استنتجت الديبلوماسية القطرية أن الولايات المتحدة قفزت إلى علاقة نوعية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية تشكّل منعطفاً بأبعادٍ مهمة لها في أماكن مثل سورية. التراخي في الديبلوماسية القطرية نحو الملف السوري - الذي كان شكّل لها نقطة افتراق مع ايران - إنما يشكل سياسة جديدة للدوحة. كذلك الكلام عن احتمال استعادة الدوحة دور الموفِّق في لبنان عبر مد الأيادي إلى «حزب الله» التابع لإيران مع وقف التنفيذ. والسبب هو التصريحات الأخيرة للسيد حسن نصرالله، الأمين العام لـ «حزب الله»، والتي وجهت الاتهام إلى المملكة العربية السعودية بالضلوع بعملية تفجير السفارة الإيرانية في بيروت. ففي مثل هذه الحالات، يصطف الخليجيون معاً رفضاً لمثل هذا الاتهام لأحدهم.

توقيت تصريحات «حزب الله» التصعيدية نحو السعودية يتزامن مع حملة الطمأنة الإيرانية عبر جولة جواد ظريف الخليجية أثار الشكوك بأن طهران تتعمد توزيع الأدوار لإبلاغ الرسائل المتضاربة. ثم إن التدقيق في ما يقوله جواد ظريف حول نوعية التفاهم الذي يدعو إليه مع دول مجلس التعاون يثير الحفيظة الخليجية. فهو يتحدث عن نوعٍ من العقد بين دول مجلس التعاون والعراق وإيران، ينهي الوجود العسكري الأميركي والقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة. كذلك يقرأه الخليجيون بأنه كلام ملغوم هدفه رهن استقرار الخليج بالدور الإيراني الإقليمي ووضع المنطقة المهمة دولياً كممر دولي للطاقة تحت سلطة القرار الإيراني.

هذه المسائل ستبرز في القمة الخليجية في الكويت لأن الدول الست - مع اختلاف مواقفها وعلاقاتها مع طهران - تدرك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تخرج من القمقم جنية ساحرة جديدة وإنما سياساتها الإقليمية لم تتغير قطعاً. ما تغيّر هو التقبل الدولي لإيران الانفتاح. ما تبدّل هو الموقف الأميركي من طهران ومن الدول الخليجية.

وعليه، إن ما ستتطرق إليه القمة الخليجية هو محاولة التعرّف إلى وسع أو ضيق المساحة الجديدة في العلاقات الأميركية - الخليجية على ضوء مستجدات العلاقة الأميركية - الإيرانية. فمن ضمن التحديات الكبرى للدول الخليجية هو التعرف إلى الرادع الأمني العسكري لمنطقة الخليج إذا كان هناك استعداد للتوقف عن الاعتماد الحصري على الولايات المتحدة. روسيا لن تكون البديل عن الولايات المتحدة. فموسكو هي الحليف لإيران قبل واشنطن. أوروبا مترهلة ولن تكون البديل. ولعل قمة الكويت تطلق الحديث الضروري عن إنماء الاعتماد الذاتي في تأمين الرادع الأمني العسكري لها.

ستبحث القمة في الوضع الخطير في اليمن لأنه بوابة الاستقرار في الجيرة الخليجية ولأن ايران مستمرة في دعم الحوثيين وتوزيع أدوار أخرى لها عبر حلفائها - بمن فيهم «حزب الله» - في الحرب اليمنية. لعل القمة الخليجية تتطرق إلى المسبّبات في تدهور الوضع في اليمن. وهناك من يدعو إلى إجماع ضروري بين الدول الخليجية حول اليمن. المهم، أن اليمن عادت إلى صدارة القلق الخليجي وهي أيضاً مرآة لذراع من الأذرع الأخطبوطية الإيرانية في الدول العربية. إنما على القمة الخليجية ألاّ تقع في فخ الذعر من ايران الانفتاح أو من العلاقة الأميركية - الإيرانية. وعليها أن تواجه الخلافات بين الدول الست واختلاف وسائل مواجهتها للتوغّل الإيراني في الدول العربية. وهي، بالضرورة، مُطالبة بالتفكير العميق في وسائل غير تلك القائمة على مواجهة التطرف بالتطرف والنار بالنار، إن كان في سورية أو لبنان أو العراق أو اليمن. فإنماء التطرف سيما عبر المتطوعين الجهاديين الجدد سيرتد على مَن يقوم بإنمائه. فهذه مجموعات لا أمان بها ولها ارتداد. حال اللاستقرار والشعور باللاأمن ليسا فقط حال الشرق الأوسط وإنما هما أيضاً حال الخليج مع اختلاف المسببات والنسب. على القمة الخليجية التنبه إلى ضرورة التطرق إلى الأمن والاستقرار بمفهوم جديد وبتصور تجددي. فالشعوب العربية - بما فيها الخليجية - تتوق إلى تمكنها يوماً من العيش بطبيعية بدلاً من القفز الدائم على أنغام اللاأمن وأوتار اللااستقرار. وهذا يتطلب رؤيوية جديدة يجدر بالقمة الخليجية في الكويت الجرأة على الخوض في صياغتها.

 

 مانديلا: زعيم من زمن آخر... في ذمة الله

بيروت - منى حمدان/الحياة

ولد نيلسون مانديلا في قرية مغيزو، في منطقة ترانسكي جنوب جوهانسبورغ، في 18 تموز (يوليو) 1918، واسمه الأصلي روليهلاهلا داليبهونغا. كان والده زعيماً قبلياً، ورث الزعامة عن أجداده الذين كانوا يعتبرون ملوكاً، غير أن مانديلا لم يعش عيشة الملوك، بل على العكس منها عاش طفولة قلقة بعد طرد والده من منصبه كشيخ للقبيلة. قضى مانديلا طفولته متنقلاً بين منزل والدته، ومنازل زوجات أبيه، ربما كان ذلك سبب قوله لاحقاً إنه "في جميع مراحل حياته، كان يشعر بالراحة مع النساء". كان مانديلا يسمع أخبار أجداده ملوك شعب التمبو، فيشعر أنه في زمن لا يعترف بالملكيات الغابرة، خصوصاً في ظل وجود التمييز العنصري وانهيار المجتمع الزراعي التقليدي.

أما سبب اعتماده اسم نيلسون بدلاً من اسمه الاصلي، فيعود إلى معلمه في المدرسة التبشيرية الذي أطلق عليه اسم نيلسون، في سياق اختيار البعثات التبشيرية للتلاميذ السود أسماء أبطال إنكليز. وحين أنهى دراساته العليا، كانت الحياة الجامعية أعطته تجربة قيادية من خلال النشاط الطالبي ذات البعد السياسي اضافة الى اختلاطه بطلاب من مختلف الاعراق، لينتقل بعدها إلى جوهانسبورغ المدينة الرئيسية في البلاد.

عمل مانديلا في جوهانسبورغ مساعداً لأحد المحامين كما مارس نشاطاً سياسياً، فشارك سنة 1942 في حملة ناجحة لمقاطعات الحافلات احتجاجاً على رفع ثمن التذاكر. وشكل ذلك بداية ارتباطه بحزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الذي كان تأسس عام 1912، فشكّل المؤتمر إطاراً لنشاطه السياسي والاجتماعي. وبسبب حظر "المؤتمر الوطني الأفريقي" بقرار من حكومة الفصل العنصري التي يقودها البيض، والتي قامت بفرض نظام "الفصل العنصري" (الأبارتهايد)، مارس مانديلا عمله سراً مع المؤتمر. في تلك المرحلة، طرأ تحول على فكر مانديلا، وأصبحت المقاومة السلمية شعاراً ينتمي إلى بدايات النضال، فراح ينظّم مع رفاقه في الحزب حملات عنف لتخريب وتعطيل الدورة الاقتصادية في بلده جنوب أفريقيا. وأدى ذلك إلى اعتقاله وإحالته إلى المحاكمة، بتهمة التآمر لإطاحة نظام الحكم. وفي تشرين الأول (أكتوبر) عام 1963 بدأت المحكمة النظر بقضيته، وسط اهتمام عام وعالمي بهذه القضية. أثناء المحاكمة، ألقى مانديلا خطاباً دفاعاً عن نفسه، استغرق 5 ساعات، واعتبر الأعمق وقعاً في حياة مانديلا السياسية كلها، إذ أبرزه بوضوح زعيماً ليس فقط للمؤتمر الوطني الافريقي، وإنما للمعارضة متعددة الأعراق والمعادية للتفرقة العنصرية. ولعل أهم ما جاء في خطابه، هذه العبارة التي عبرت عن أفق واسع وتسامح مارسه في ما بعد مع سجانيه ومضطهديه وأبناء جلدته، حين خرج من السجن وأنهى نظام الفصل العنصري وانتخب رئيساً للبلاد، فقال: "كرّست حياتي لكفاح الشعب الأفريقي وحاربت هيمنة البيض بقدر ما حاربت فكرة هيمنة السود. كنت دائماً أرفع عالياً نموذج المجتمع الديموقراطي الحر، حيث الجميع يعطون فرصاً متعادلة ومنسجمة. وإذا اقتضى الأمر سأموت من أجل هذا الهدف". في العام 1985 عرضت عليه صفقة تشمل إطلاق سراحه مقابل وقف المقاومة المسلحة، إلاّ أنه رفض العرض، وبقي في السجن حتى 11 شباط (فبراير) 1990، أي نحو 27 سنة، إلى أن أدت الضغوط المحلية والدولية إلى إطلاقه، بأمر من رئيس الجمهورية فردريك دوكليرك، الذي شارك مانديلا في العام 1993 جائزة نوبل للسلام.

أصبح نيلسون مانديلا في 10 أيار (مايو) 1994 أول رئيس أسود لجمهورية جنوب أفريقيا، وذلك بعد فوز حزبه "المؤتمر الوطني الأفريقي"، بأكثرية ساحقة في أول انتخابات متعددة الأعراق، في بلد كان يشكل آخر قلاع التمييز العنصري. وفي العام 1999 قرر مانديلا التقاعد بعدما انتهت مدة ولايته، ورفض أن يتم التمديد له، فتنحى عن الحكم، لكنه تابع نشاطه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم.

وبعد 12 عاماً من تركه الحكم، أدخل مانديلا إلى المستشفى عام 2011 لتعرضه لالتهاب حاد في التنفس، وبدأ صراعاً مع المرض أدخله إلى المستشفى مرات عدة، كانت آخرها في الثامن من حزيران (يونيو) الماضي، عند إصابته مجدداً بعدوى في الرئة.اليوم رحل نيلسوم مانديلا، وأعلن وفاته رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما.