المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 02 كانون الأول/2013

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/رسالة بطرس الأولى الفصل01/01-12/رجاء حي

*من تلفزيون المستقبل مقابلة مع علي صبري حماده رئيس حركة قرار بعلبك – الهرمل

*فيديو/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع علي صبري حماده رئيس حركة قرار بعلبك – الهرمل مع مداخلة هاتفية تنناول الوضع في طرابلس للنائب السابق مصطفى علوش/01 كانون الأول/13

*بالصوت/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع علي صبري حماده رئيس حركة قرار بعلبك – الهرمل مع مقدمة للياس بجاني ومداخلة هاتفية تتناول الوضع في طرابلس للنائب السابق مصطفى علوش/01 كانون الأول/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/01 كانون الأول/13

* نشرة الأخبار الإنكليزية

*راعي يأكل غنمه ونصار يناصر محور الشر ومظلوم يظلم الحق وقلة شاردة من رهبان وأباء ومطارنة هم نموذجاً نافراً للإسخريوتي/الياس بجاني

*خاص – عندما تورط السياسة رجال الدين: هكذا سيدفع المطران الياس نصار الثمن

*الفيحاء ليس هذا قدرها

*الأولى طرابلس: الجولة الـ 18 تهدّد السلم الأهلي

*استشهاد عسكري في طرابلس وجرح مدني

*نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت: المسلحون يتمتعون بغطاء أمني

*جبل محسن ليس "غيتو" فرصوفيا/وسام سعادة/المستقبل

*قنّاصة الفتنة ... بنجاح باهر/نبيل بومنصف/النهار

*حزب الله نفى وجود عناصر منه في جبل محسن: ادعاءات باطلة لا تستند إلى أي أساس أو دليل

*علوش: أمن طرابلس مسؤولية الجيش

*اللواء اشرف ريفي لميقاتي: اعتكف وارفع الصوت عاليا لوقف الاقتتال في طرابلس

*طلال المرعبي: تورط بعض الفرقاء في حرب سوريا يزج اللبنانيين بأتون الفتنة

*حزب الله" وشبّيحة الأسد مجدّداً يفجر طرابلس

*نضال طعمة: إذا صحت آمال المراهنين على الخارج تكون الشعوب العربية وأولها الشعب اللبناني قد سبيت من جديد

*السنيورة: هناك من يعمل لابقاء طرابلس جرحا نازفا على حزب الله الإنسحاب من سوريا اتقاء للشرور الممكن ان تأتي الى لبنان

*النائب خالد الضاهر: إذا لم يتم إيقاف مطلقي النار على طرابلس خلال 48 ساعة سأكون مع الشعب في الدفاع عن نفسه

*بري يزور السعودية في الأسبوعين المقبلين ويشرح للسنيورة "الوساطة" التي كلفته بها إيران

*بالأسماء ت2 ..الشهر الأكثر دموية على حزب الله بعد معارك القصير

*خطة قاسم سليماني لحرب في لبنان موازية لمعركة القلمون  

*حزب الله" وشبّيحة الأسد مجدّداً يفجر طرابلس

*السنيورة من عين التينة: الأجواء جيدة وسنتابع اللقاءات

*بري بحث مع هيكل التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية

*اللواء اشرف ريفي لميقاتي: اعتكف وارفع الصوت عاليا لوقف الاقتتال في طرابلس

*طلال المرعبي: تورط بعض الفرقاء في حرب سوريا يزج اللبنانيين بأتون الفتنة

*نضال طعمة: إذا صحت آمال المراهنين على الخارج تكون الشعوب العربية وأولها الشعب اللبناني قد سبيت من جديد

*قتيل وجريحان في عين الحلوة برصاص مسلح مقنع

*الرئيس الجميل لبى دعوة أبادي الى العشاء واتفاق على ابقاء التواصل

*ماروني: من حقنا أن نقول طفح الكيل لحزب الله والحملة على السعودية بأوامر خارجية

*نواب في تكتل "التغيير والاصلاح عون والراعي ينسقان في استحقاق الرئاسة

*النائب الايراني منصور حقيقت بور: الاستخبارات السعودية وراء تفجير السفارة في بيروت!

*النائب نواف الموسوي: إذا سقط لبنان في فخ الإنغلاق والتعصب فسيتحول إلى مستنقع تكفيري يتناسل حروبا تطيح به شعبا ووطنا

*بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي  ترأس قداسا في البلمند لمرور عام على وفاة هزيم

*اجراس انطاكيا اجراس محبة لا تسكتها وعورة التاريخ ولا تنيخها صعوبات الحاضر

*قداس في شرتون لراحة نفس بيار الجميل وسمير الشرتوني

*مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: ما ذنب لبنان حتى يدفع ثمن طموحات نصر الله وتطلعاته المذهبية

*الراعي: لا يمكننا تجاهل ما يجري في طرابلس وجولة العنف المتفجر أمس باتت تنذر بانكشاف أمني خطير

*رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير ر: بامتناع الخليجيين عن المجيء إلى لبنان نخسر الكثير ايام الحرب كانت افضل من اليوم وأينما اتجهت لا يطالعك غير الفاسدين

*النائب ايلي كيروز افتتح التحويرة الثانية في منطقة الارز/ستريدا جعجع: خطوة متقدمة لتعزيز الارز كمعلم سياحي وثقافي

*الثقة المرتقبة بإيران ترخي بظلالها على الاستحقاق الرئاسي/ثريا شاهين/المستقبل

*لبنان لن يخرج من وضعه الشاذ ما لم تحل مشكلة السلاح خارج الدولة/اميل خوري/النهار

*ايران - السعودية": ماذا يُراد للمعادلة الجديدة لبنانياً؟/روزانا بومنصف/النهار

*باريس لا تحبذ استضافة سان كلو - 2 لأن ظروف لبنان والخارج غير ناضجة/بيروت - محمد شقير/النهار/

*تشريح "دي أن أي" الديماغوجي/مصطفى علوش/المستقبل

*لم يسقط النظامان السوري والإيراني فلتحتفل الأمة بالانتصار/محمد مشموشي/المستقبل

*من مجلة الشراع/مقابلة مع االنائب احمد فتفت  

*نتنياهو يزور روما لعقد اول لقاء مع البابا فرنسيس

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/رسالة بطرس الأولى الفصل01/01-12/رجاء حي

تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح لأنه شملنا بفائق رحمته، فولدنا بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات ولادة ثانية لرجاء حي ولميراث لا يفسد ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ لكم في السماوات، أنتم الذين بالإيمان تحرسكم قدرة الله لخلاص سينكشف في اليوم الأخير، به تبتهجون، مع أنكم لا بد أن تحزنوا حينا بما يصيبكم الآن من أنواع المحن التي تمتحن إيمانكم كما تمتحن النار الذهب، وهو أثمن من الذهب الفاني، فيكون أهلا للمديح والمجد والإكرام يوم ظهور يسوع المسيح. أنتم تحبونه وما رأيتموه، وتؤمنون به ولا ترونه الآن، فتفرحون فرحا مجيدا لا يوصف، واثقين ببلوغ غاية إيمانكم وهي خلاص نفوسكم. عن هذا الخلاص فتش الأنبياء وبحثوا، فأنبأوا بالنعمة التي نلتموها. وحاولوا أن يعرفوا الوقت وكيف تجيء هذه النعمة التي دل عليها روح المسيح فيهم، حين شهد من قبل بآلام المسيح وما يتلوها من مجد. وانكشف لهم أنهم كانوا يعملون، لا من أجلهم، بل من أجلكم، لهذه الأمور التي أعلنها الآن لكم الذين بشروكم بها، يؤيدهم الروح القدس المرسل من السماء، والملائكة يتمنون أن ينظروا إليها.

 

من تلفزيون المستقبل مقابلة مع علي صبري حماده رئيس حركة قرار بعلبك – الهرمل
فيديو/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع علي صبري حماده رئيس حركة قرار بعلبك – الهرمل مع
مداخلة هاتفية تنناول الوضع في طرابلس للنائب السابق مصطفى علوش/01 كانون الأول/13
بالصوت/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع علي صبري حماده رئيس حركة قرار بعلبك – الهرمل مع مقدمة للياس بجاني ومداخلة هاتفية تتناول الوضع في طرابلس للنائب السابق مصطفى علوش/01 كانون الأول/13
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/01 كانون الأول/13
English LCCC News bulletin for December 01/13

 

      

راعي يأكل غنمه ونصار يناصر محور الشر ومظلوم يظلم الحق وقلة شاردة من رهبان وأباء ومطارنة هم نموذجاً نافراً للإسخريوتي

الياس بجاني/01 كانون الأول/13/ من المعروف والمؤكد طبياً أن الجسم المريض والفاقد للمناعة هو عرضة للأمراض على أنواعها. انطلاقاً من هذه الثابتة العلمية نقول إن كنيستنا المارونية التي أعطي لها مجد لبنان تمر اليوم بوضعية غير مسبوقة في تاريخها منذ 1500 سنة وما يزيد، وضعية مرّضية وهشة وغير محصنة من جراء تبعيتها العمياء لأعداء الكنيسة نفسها وللموارنة وللبنان الوطن والرسالة. أنه ومع وصول البطريرك الراعي إلى سدة البطريركية وقع الصرح في أوحال التبعية والتخلي عن دور الرعاية والسير في وهم حلف الأقليات والتحالف مع محور الشر السوري-الإيراني. نعم ودون ذمية ومسايرة وتجابن نقول إن العلة هي في خيارات الراعي السياسية والوطنية والتحالفية المعادية لثورة الأرز، وفي جهله لمستلزمات الوطنية الحقة وفي مواقفه المناقضة كلياً لثوابت بكركي التاريخية. مع قدوم الراعي هيمن على قرار الصرح فريق ديني وسياسي وإعلامي هو من أيتام النظام السوري المخابراتي وتحولت الكنيسة المارونية معه إلى قاطرة مقطورة بقرارات محور الشر وفقدت استقلاليتها. لم يعد سراً أنه من أكثر الفاجرين في التسويّق لمحور الشر إضافة إلى الراعي المطارنة سمير مظلوم وايلي نصار وبولس الصياح في العلن وعدد لا بأس به بالخفاء ومعهم مجموعة مرتدة من الأباء المسورنين قلباً وقالباً. هذه هو المرض دون مواربة وهذا هو الكفر والجحود. أما العلاج فيكمن في عدم مسايرة الراعي وربعه الشارد والوقوف بوجههم بقوة وعلانية وكشف عوراتهم كافة دون حسابات للمصالح الشخصية. كما أنه من الضرورة بمكان رفع الأمر جدياً وقانونياً إلى قداسة البابا فرنسيس شخصياً وليس للمجمع الشرقي حيث القيم عليه هو عراب وهم حلف الأقليات وهو أبشع من الراعي بخياراته المؤيدة لمحور الشر. المطلوب من القيادات المارونية من الصف الأول تحديداً وضع حلم كرسي الرئاسة جانباً والتفرغ لإعادة بكركي إلى ذاتها وإلا الكارثة، لا بل الكوارث آتية لا محالة. في الخلاصة التاريخ لن يرحم كل  قيادي ماروني سيادي مهادن لهرطقات الراعي وساكت عن خطيئة ترك الصرح الماروني يغرّب عن دوره التاريخي.

علمنا أن وفداً من رعية المطران نصار في صيدا ودير القمر والشوف قد زار بكركي اليوم ورفع هرطقاته إلى الراعي وأن الرعي وعد الرعية بعرض القضية على اجتماع المطارنة الشهري. بمحبة نقول إن نصار هو لسان حال الراعي والناطق بكرهه وحقدة وبالتالي لا نتيجة من الاحتجاج للراعي لأنه هو العلة وهو الكارثة وهو الحقد كل الحقد وسامحونا

 

خاص – عندما تورط السياسة رجال الدين: هكذا سيدفع المطران الياس نصار الثمن

Alkalimaonline طوني بولس

استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة الراعي الاحد وفداً من فعاليات منطقة جزين وصيدا والشوف للتعبير عن استيائهم لما صدر عن راعي ابرشية صيدا للموارنة مطران الياس نصار من مواقف سياسية تتناقض وموقعه الروحي "الجامع" بين ابناء الرعية ولا سيما في منطقة حساسة يعاني فيها المسيحيون ظروف استثنائية. وفي هذا السياق اشارت مصادر مواكبة لموقع الكلمة اونلاين ان البطريرك الراعي تفهم استياء ابناء الابرشية ووعدهم بإتخاذ اجراء بحق المطران نصار يوم الاربعاء في اجتماع مجلس المطارنة الموارنة، مشيرة الى ان الراعي ابدى استياء شديداً من تصرفات المطران نصار لاسيما انها ليست المرة الاولى التي يتسبب فيها بإشكالات داخل الابرشية. ولفتت المصادر الى ان الراعي وعد بتعيين "مدبر" لتسيير شؤون الرعية الأربعاء المقبل ولمرحلة معينة وتجنب النفور الحاصل بين نصار وابناء رعيته، اضافة لنقل شكوى ابناء الابرشية الى الفاتيكان حيث من المتوقع ان يتم استدعاء المطران نصار واقالته في حال ارتأت روما ذلك، كما وعد بإرسال تعميم الى كافة الابرشيات لمنع الخطب السياسية في الكنائس. وكان الوفد قد عبر للراعي عن استياء كبير من تدخل المطران نصار في الشؤون السياسية، وتصريحاته الحاقدة من على مذبح الكنيسة الامر الذي يسيء للمسيحيين والسينودس وتعاليم المسيحية الجامعة والتي تدعو الى المسامحة والمحبة بحسب المصادر نفسها. ورأت المصادر ان وجود المطران نصار على رأس ابرشية صيدا للموارنة اصبح عبئاً على المسيحيين في المنطقة، معتبرة ان المسيحيين بحاجة الى مطران ينفتح على كافة ابناء الرعية ويجمع في ما بينهم بدل تشتيت ما تبقى منهم وشرذمتهم، شاكرة تفهم البطرك الراعي لشكوى الاهالي متوقعين اجراء سريعاً بحق المطران لانه في نهاية المطاف لا يصح الا الصحيح.

 

الفيحاء ليس هذا قدرها

المستقبل اليوم/الفيحاء ليس هذا قدرها. ليس قدرها أبداً أن تستسلم لحفل الجنون والاقتتال الأهلي والاحتراق بسموم الفتنة. ما تتعرّض له عاصمة الشمال ينبغي وضعه في اطاره الاستراتيجي: هي منظومة الحقد الأسدية تبطش وتنكّل بأبناء المدينة، وتحاول بجهد محموم وخبيث اخراج المدينة من عقالها، وجرّها الى مستنقع الانفعالية والاستنزاف المتواصل. لكنه ليس قدر طرابلس الأبية. طرابلس التي كان لها موقع متصدّر في مسيرة استعادة استقلال لبنان وثورة الأرز، وكان لها موقع متقدّم في التضامن مع الشعب السوري الثائر ضد النظام البعثي الأسدي الذي يطعن بحرية وكرامة أبناء المدينة انطلاقاً من قاعدته المتقدمة في جبل محسن. الخروج من هذا المستنقع، من هذا الكابوس، هو ما تطمح اليه طرابلس اليوم. ليس الحل بالأمن بالتراضي، ولا بالأمن الذاتي، ولا بإقامة خطوط تماس تذكّر بمشاهد الحرب الاهلية. لأجل ذلك، وجب ان يُرفع الصوت أكثر فأكثر، حتى يتكرّس المطلب بإعلان المدينة منزوعة السلاح، وبإشراف سلاح الشرعية اللبنانية على هذه الاستعادة لمدينة طرابلس الى مساحة السلم الأهلي.

 

الأولى طرابلس: الجولة الـ 18 تهدّد السلم الأهلي

النهار/على رغم تواتر معلومات من مصادر رسمية عن سعي جدي لتوفير حل يعيد طرابلس الى أجواء الهدنة ليس أكثر، فان الجولة الـ 18 كانت بمثابة الانكشاف الشامل المخيف للوضع. سقطت الدولة هناك، ومعها كل المرجعيات والقيادات، لتصير المدينة رهينة قادة محاور لدى الطرفين المتصارعين بما ينذر بانجرارها الى حرب أهلية استعملت فيها في اليومين الاخيرين كل أنواع الاسلحة بما فيها التفجيرات والقنابل المضيئة ليلا. وكانت حصيلة أمس 15 قتيلا ونحو 40 جريحا، منهم 9 جرحى للجيش بينهم ضابطان. وعلمت "النهار" ان أحد العسكريين الجرحى في حال حرجة. وفي الحصيلة ايضا مزيد من الاحتقان السياسي المذهبي الطائفي، اضافة الى ضعف الثقة بالاجهزة الامنية وبدورها عبّر عنه مفتي المدينة الشيخ مالك الشعار الذي قال: ان "جميع قادة المحاور في طرابلس في أحضان الاجهزة الامنية والاجهزة الامنية تعلم علم اليقين كل ما يحدث وفي أي محور وهي على علاقة بما يحدث بطرابلس". ابتداء من اليوم ستكون الامرة كاملة للجيش اللبناني لضبط الوضع، علما ان الجيش يسابق الانهيار الشامل بعمليات دهم من الجانبين، لكن الشكوك كبيرة في قدرته على ضبط التدهور الكبير سريعا. والقرار الذي تحدث عنه الرئيس نجيب ميقاتي اثر الاجتماع الامني السبت كان صحيحا، وسيترجم اليوم بمرسوم عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال لتكريس هذه الامرة، اضافة الى قرار بارسال 600 رجل من قوى الامن الداخلي والامن العام الى المدينة. لكن الواقع الميداني يختلف كثيرا عن واقع الاجتماعات، فالتصعيد على الارض وفي التهديد بفرض حصار على مدينة طرابلس بدءا من صباح اليوم ممن سموا أنفسهم قادة المحاور في جبل محسن، والذين أعلنوا في بيان نيتهم "فرض حصار كامل على مدينة طرابلس حتى تسليم كل من حرض وهدر دم أبناء جبل محسن"، جعل منسوب التوتر مرتفعا ليل امس، اذ استعد قادة محاور التبانة لنهار جديد يتوقعون فيه اشتداد وتيرة القصف ليطاول شوارع في المدينة من خارج محاور القتال المعهودة. وأبلغ أحد قادة محاور التبانة "النهار" ليلا ان "لا مؤشرات لحلول. لم يتصل بنا أحد حتى الساعة ويطلب الاجتماع معنا للنظر في وقف النار. القذائف تتساقط علينا ولا يمكن ان نواجهها بالتهدئة". أما المسؤول في "الحزب العربي الديموقراطي" أحمد فضة فقال لـ"النهار" إنه لا يمكن تأكيد صحة البيان الذي هدد بحصار المدينة من اليوم و"لكن نؤكد كحزب ان الامور خرجت من أيدينا بعد سلسلة الاعتداءات على أهالي الجبل الذين يقومون الآن بحركة شعبية غير منظمة للدفاع عن أنفسهم". وأكد عضو المجلس الاسلامي العلوي الشيخ أحمد الضايع صحة المعلومات المتداولة عن التصعيد في اتجاه حصار طرابلس. وقال لـ "النهار": "ناشدنا الدولة والجميع ومنهم خصومنا ان يتوقفوا عن الاعتداء على أبناء الجبل، وعن فرض حصار علينا، لكن دون جدوى، وكان كل يوم جديد يحمل قصة اعتداء جديد على أهلنا الذين طفح بهم الكيل وبدأوا الدفاع عن أنفسهم، وهم ذاهبون الى الاخير لمنع تكرار الاعتداءات عليهم ما دامت الدولة لم تستطع حمايتهم". وتوقع الضايع تصعيداً للمعركة الدائرة، معتبراً بدوره ان الامور خرجت من السيطرة. في المقابل، رأى الشيخ نبيل رحيم في اتصال مع "النهار" ان "الحزب العربي الديموقراطي" يرتكب "مجزرة في حق أبناء طرابلس، فقد سقط لنا 14 شهيداً حتى اللحظة، وأصيب أكثر من 40 شخصاً بجروح". وقال إن الجيش يرد على مصادر النيران، مشيراً الى عدم مشاركة كل القوى المسلحة الطرابلسية في المعركة الدائرة حتى اللحظة. وحذر من تفاقم الامور مع استمرار سقوط الشهداء والتهديد بحصار طرابلس.

 

استشهاد عسكري في طرابلس وجرح مدني

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس عبد الكريم فياض ان عسكريا في الجيش اللبناني ويدعى عبد الله احمد عجاج استشهد بينما كان في منطقة البقار في طريقه الى منزله بلباسه المدني.

كما جرح المواطن اسامة الرفاعي اثر اصابته بشظية في سوق القمح ونقل الى المستشفى وحالته مستقرة.

 

نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت: المسلحون يتمتعون بغطاء أمني

المستقبل/ اعتبر نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت "ان ما يحصل في طرابلس محاولة لخلق فتنة بين العلويين والسنة"، داعيا الدولة الى "حسم امرها وحماية امن المواطن ومحاسبة الخارجين عن القانون". واكد أن "المسلحين في طرابلس يتمتعون بغطاء من قبل بعض الاجهزة الامنية، لتصبح المدينة صندوق بريد بين الداخل والخارج". واذ دعا الحوت في حديث الى برنامج "لقاء الاحد" عبر "صوت لبنان" الى "رفع الغطاء عن كل المخلين بالامن الى اي جهة انتموا"، سأل "لماذا لم يتم حتى الساعة القاء القبض على النائب السابق علي عيد ونجله رفعت عيد؟ قائلا: "ان اللجوء الى الامن الذاتي هو من اخطر وجوه غياب الدولة"، مطالبا السياسيين بـ "تغليب مصلحة لبنان الوطنية على مصالحهم الشخصية الضيقة". واضاف: "علينا مساعدة الاجهزة الامنية لتنظيف نفسها من مراكز النفوس". واكد "ان السعودية لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية"، معتبرا "ان القرار اليوم اصبح في طهران"، آملا في "ان ينعكس الحوار السعودي الايراني خيرا على لبنان". ورأى "ان حزب الله مستفيد من بقاء حكومة تصريف الاعمال بالحكم"، مشيرا الى "ان اي حكومة جديدة ستشكل لن يتمكن الحزب من التحكم بمفاصلها كما يفعل اليوم"، محذرا في هذا السياق من "الفراغ في الرئاسة الاولى في خلال بضعة اشهر".

 

جبل محسن ليس "غيتو" فرصوفيا

وسام سعادة/المستقبل

تسمّي نفسها ممانعة. نسمّيها ممانعة. لكن الأصل فيها الفجور، والفجور يحطّم رقماً قياسيّاً جديداً اليوم في إطار الافتراء على مدينة طرابلس، والمنافحة عن قاعدة بشّار الأسد في جبل محسن.

تهبّ الإسقاطات. هذا يقارن "صمود" جبل محسن بمخيم تل الزعتر، وذاك بغيتو فرصوفيا الذي انفجر مقاومة يائسة بوجه آلة الإبادة النازية. من لم ينبس ببنت شفة وقت تفجير مسجدي "التقوى" و"السلام" أخذ الآن يحدّثك عن "التطهير العرقي" الذي يتهدّد جبل محسن. أكثر من ذلك، هناك من يسعى إلى إلباس مدينة طرابلس بأكثريتها السنية، "عباءة فاشستية أو نازية" ضدّ هذه الواحة المتعطّشة للتنوير والعقلانية والتقدّم، ضدّ هذا الحصن الأبلق للديموقراطية. ما دام حزب علي ورفعت عيد يتسمّى "عربياً ديموقراطياً" وجب أن يكون خصمه "نازياً". في الواقع ما يفعل الممانعون هو عين الدعاية "النازية": فالنازيون هم من روّجوا تباعاً إلى أن اليهود والبولونيين والسوفيات في صدد التطهير العرقي للشعب الألماني إنْ هو لم يسارع للاقتصاص العرقي الاستباقي. الاستخدام الإصطلاحي للمفردات له معايير. هناك فارق بين جرائم حرب، وتطهير عرقي، وجرائم ضد الانسانية، وجرائم إبادة جماعية. لكن ذلك كله يتحوّل إلى مجرّد نعوت في هذه البلاد. تساق ضد الخصم، وتبرأ منها الذات وحليفاتها. في هذا يتشارك الجميع بلا شك. انما كل شيء تحدّده النسب. والنسب متفاوتة في شكل كبير، وفي مسائل التنكيل والبطش كلّ شيء يتقرّر بموجب المعايير والنسب، وليس بسوق القول على عواهنه. أما من كان لا يفوّت كبيرة وصغيرة للتشكيك في هذه المجزرة أو تلك من جملة جرائم نظام الأسد، ومن سكت عن قتل الناس بالكيماوي في الغوطتين، إنما يسارع إلى رمي طرابلس بالتهم الشنيعة. ومن يدلو بدلوه بهذا الشكل لا يقيم وزناً لأي بعد تاريخي معاصر للمسألة في طرابلس، وتحديداً للعلاقات غير السوية بين مكونات المدينة كما كانت قائمة في فترة الوصاية السورية المديدة، فضلاً عن اتصال قاعدة بشار الأسد بجبل محسن بالمنظومة الأمنية والعسكرية للنظام السوري و"حزب الله" في لبنان. هذا لا يلغي أبداً وجوب الرفض، وبشكل حيوي، لكل ما من شأنه التحريض على العلويين كعلويين في لبنان، فهذه الطائفة الصغيرة لها ما للطوائف الأخرى تحت سقف الميثاق اللبناني، والتهميش الذي يعانيه أبناؤها اقتصادياً واجتماعياً هو واقعة لا مجال للمكابرة عليها، رغم أن فترة الوصاية السورية المديدة أطلقت يد ميليشيا متحدرة من نسيج هذه الطائفة، وبشكل أساء إلى ذاكرة المدينة وأهلها وعمّق الشقاق، إنما من دون أن يؤدي ذلك إلى أي تحسّن في الوضع الاجتماعي لأبناء جبل محسن بشكل جدّي، حتى ولو أن الطائفة كطائفة أعطي لها مقعدان في الندوة البرلمانية، وبشكل يجعلها حاصلة على تمثيل كامل "وحبّة مسك" في هذا الإطار. ويقيناً، أنّه كلّما اتخذ الطرف المقابل لجبل محسن لوناً ايديولوجياً دينياً فان هذا يساهم بتعقيد الأمور بلا شك، وفي الابتعاد عن منظار حقوق الإنسان عند مقاربة مشكلات المدينة، وهذا طبعاً ينبغي رفع الصوت عالياً ضده ورفضه بشدّة، خصوصاً أن الشعارات المتوترة والمحتقنة، غير الخاضعة لضابطة منهجية، ولا لرؤية سياسية حقيقية، والمحاكية لمظلومية الأقليات، إنما من موقع ابتداع مظلومية النسيج الأكثري، إنما تعطي نقاطاً مجانية لقوى الممانعة.

 

قنّاصة الفتنة ... بنجاح باهر!

نبيل بومنصف/النهار

ابتكر محترفو اشعال الفتنة في طرابلس نمطا لم يتبع في سائر حقبات القتال الاهلي في لبنان لا ماضيا ولا حاضرا باعتبار انه لم يعد ممكنا وصف محنة طرابلس سوى بأنها حرب اهلية. كانت الوسيلة الاكثر نجاعة وفعالية في اشعال خطوط التماس التقليدية في بيروت الحرب الاهلية بعد ١٩٧٥ بيد القناصة الذين شكلوا الامراء الميدانيين الحقيقيين في مراكمة عشرات ألوف الضحايا على امتداد ١٥ عاما. في الايام الاخيرة ابتدع "مجهولون - معلومون" على ما يقال في طرابلس قناصة الاقدام لا الرؤوس. كان يمكن هؤلاء الاشاوس ان يخطفوا الضحايا او يقتلوا من يقع ضحية مكامنهم. لكن اطلاق الرصاص على الاقدام بدا اشد اشعالا للحقد واثارة للرغبة في الثأر وتاليا نجح مبتكر التقليعة نجاحا باهرا في اشعال طرابلس مجددا. بالمفردات المذهبية "الصافية" بلغ الاحتراب السني - العلوي ذروة غير مسبوقة وهو تطور محسوب بعد خمس سنوات من جولات القتال التي بلغت الرقم ١٨ منذ ٢٠٠٨.

تحولت طرابلس الآن ستالينغراد مذهبية بكل المعايير والوقائع التي تختزل سقوط الدولة والطبقة السياسية والامن الشرعي فيها. استعصت الفتنة المتعملقة على الجميع حتى لو ارادوا اخمادها فكيف اذا صح ان معارك حقيرة من نوع تصفية حسابات وضيعة تواكب جلجلة المدينة؟ هو أمر مفزع فعلا ان يغدو ربط لبنان ربطا جهنميا بالميدانيات السورية بهذا القدر المتعاقب والتسلسلي. يجري نفخ الفتنة الى الاقصى في طرابلس ويبدأ التعداد الرقمي للضحايا اسوة بتعداد الجولات فيما تشهد مقالب اخرى من لبنان مواكب تشييع ضحايا آخرين من مقاتلي "حزب الله" في سوريا. وما بين الجبهتين اللتين تنفثان حمم الاحتقان المذهبي الى سقوف غير متصورة لا تملك الدولة اللبنانية حتى مجرد مسح للضحايا في فصول الموت وجولاته . واقصى ما بات يعلق على خطط امنية تسابق في تعدادها جولات القتال انها بالكاد تقوى على منع اجتياح مسلح لمنطقة سنية من هنا او علوية من هناك.

لن تختلف الجولة الطالعة في طرابلس عن سابقاتها الا باثبات المثبت وهو انها عنوان موت الدولة اللبنانية مع ضحايا الحرب الاقليمية بالواسطة التي استباحت كل رمق للحياة في المدينة. واذا كان يجوز الحديث عن مفارقات وسط هذه المأساة فان المفارقة الاكثر بشاعة تتمثل في ان هذه المدينة التي حملت طويلا لقب "طرابلس الشام" الذي تباهت بدلالته العروبية في زمن القوميات تذوي الآن وتتعرض للخراب العميم بفعل انفجارها تحت وطأة الفتنة المذهبية والحرب السورية كأنها البؤرة المفتوحة ابدا ما دام مصير لبنان ارتهن بالقوة والنار لمصير الشام ولا من يصدقون ذلك على رغم كل هذا الويل.

 

حزب الله نفى وجود عناصر منه في جبل محسن: ادعاءات باطلة لا تستند إلى أي أساس أو دليل

وطنية - نفى "حزب الله"، "ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن وجود عناصر وخبراء عسكريين من حزب الله في جبل محسن ـ طرابلس"، واصفا ذلك ب"الادعادات الباطلة التي لا تستند إلى أي أساس أو دليل".

وجاء في بيان أصدره الحزب مساء اليوم: "تدأب بعض وسائل الإعلام بين وقت وآخر، على الزج بإسم حزب الله في أحداث طرابلس، وكان آخر ذلك، ما نشرته إحدى الصحف المحلية عن وجود عناصر من حزب الله وخبراء عسكريين في جبل محسن بحسب زعمها. يهم حزب الله أن ينفي هذه الادعاءات الباطلة التي لا تستند إلى أي أساس أو دليل، ويرى فيها محاولة يائسة لإعطاء ما يجري من أحداث أليمة ومؤسفة أبعادا أخرى لتضليل الرأي العام عن حقيقة ما يجري". أضاف: "إن حزب الله، الذي طالما دعا إلى تغليب منطق الحكمة والعقل، وإفساح المجال أمام القوى الأمنية وأجهزة الدولة للقيام بواجباتها في حماية المواطنين وأرزاقهم وحفظ أمنهم، يؤكد مرة أخرى أن الحل السياسي المدعوم من الجميع هو الذي ينهي هذا النزيف القاتل في المدينة، ويعيد الأمن والسلام إلى ربوعها، ويوقف العصابات الإجرامية عن التمادي في اعتداءاتها بحق المدينة وأهلها".

 

علوش: أمن طرابلس مسؤولية الجيش

 المستقبل/رأى عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، أنه "طالما الخطط الامنية التي وضعت لم تعالج المسألة الاساسية وهي ازالة السلاح غير الشرعي في لبنان كله، فستبقى طرابلس رهينة للتجاذبات"، مشدداً على أنه "لا أمن بالتراضي والجيش هو المسؤول عن الوضع الأمني في طرابلس". وقال علوش في حديث لقناة الـ"otv " أمس: "كل المعطيات التي قيلت على مدى السنوات الثلاث الماضية، أكدت ان لا علاقة لتيار المستقبل بموضوع السلاح، والمسألة يجب توجيهها الى السلطة الامنية، اي ان على قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني ان يقوما بما يلزم لوقف الاعتداءات". وشدد على "أنه لا يوجد امن بالتراضي، والقوى السياسية في طرابلس اعلنت في اكثر من مناسبة ان الجيش هو المسؤول عن الشأن الامني في المدينة، وان عليه ان يتصرف بما هو لازم لضبط الامن". ورأى ان "الحديث عن توافق سياسي يجب ان يكون على مستوى البلد أجمع، فمسألة السلاح غير الشرعي معممة في كل البلد، بدءا من "حزب الله"، وصولا الى اي مجموعة مسلحة موجودة في البلد. وبالنسبة إلى طرابلس هناك وضع خاص، لكنه مرتبط ايضا بالوضع الموجود في لبنان وبالوضع القائم في المنطقة كلها، والمشكلة الاساسية ان هناك مجموعة مسلحة في بعل محسن مرتبطة بالمخابرات السورية". وفي حديث إلى قناة الـ"MTV" قال علوش: " قد يكون الغباء والتخلف هما اللذان دفعا بعض الناس إلى اطلاق النار على أرجل العلويين، ولكن في الوقت عينه المستفيد هو من يحاول اظهار مدينة طرابلس كأنها مدينة ارهاب وتطرف، اي عملياً "حزب الله" وبشار الاسد هما المستفيدان من هذا الجو". أضاف: "أحد الأمور التي تزيد الجو احتقانا هو عدم مثول رفعت عيد للاستجواب وعلي عيد الذي هو جزء من عملية تفجير المسجدين . طالما ان هذا الوضع قائم فهذا يعني ان صغار النفوس قد يأخذون هذه القضية كذرائع حتى يطلقوا الرصاص على ارجل الآخرين". وختم: "لا يمكن نزع السلاح من اي فئة قبل نزعه من كل الفئات، وهذا ليس دفاعاً عن السلاح الموجود في طرابلس، ولكن هناك نظرة عملية إلى الأمور" .

 

اللواء اشرف ريفي لميقاتي: اعتكف وارفع الصوت عاليا لوقف الاقتتال في طرابلس

وطنية - دعا المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي الرئيس نجيب ميقاتي الى "الاعتكاف ورفع الصوت لوقف الاقتتال في طرابلس"، وقال في بيان: "سبق لنا أن نبهنا المسؤولين السياسيين والأمنيين في الدولة، إلى خطورة ترك الوضع في طرابلس لفوضى السلاح التي زرعها النظام السوري وحلفاؤه في المدينة، ولكن تبين أن من هم في موقع المسؤولية لا يتحلون بالمسؤولية، ليدركوا أن التآمر أو التقصير في اتخاذ القرار بمنع تكرار الاعتداء على طرابلس، ستكون له نتائج وخيمة". واضاف: "لقد دعونا في جولة الاعتداء الأخيرة على طرابلس، الرئيس نجيب ميقاتي ووزراءه الطرابلسيين الى الاعتكاف في المدينة، لكنه استمر في سياسة غط الرأس في رمال هذه المؤامرة، التي تنفذ بأعصاب باردة، والتي ذهب ضحيتها مئات الأبرياء فضلا عن الجرحى والأضرار الاقتصادية، فماذا تنتظر يا دولة الرئيس؟ اعتكف وارفع الصوت واتخذ القرار لوقف هذه الجريمة، وإلا فلن تقبل منك طرابلس أنت وكل المقصرين أو المتآمرين من أمنيين وسياسيين، أقل من الرحيل، لأن دماء الأبرياء لا ترحم". وشدد على انه "ليس مقبولا أن تعيش طرابلس 13 جولة قتال منذ أن شكلت هذه الحكومة، فطرابلس تشعر اليوم من هم في السلطة غرباء عنها، وهي بالتأكيد ستحاسب من فشل بحمايتها، من سياسيين وأمنيين يفترض أن يدفعوا ثمن تقصيرهم أو تآمرهم، أو الاثنين معا. أما عن السلوك المشبوه لبعض الأمنيين في التفرج على الاعتداء على طرابلس فنقول: الأمن لا يكون بالنظر بعين واحدة، بل بتطبيق القانون وفرض الاجراءات الأمنية لحماية المدينة، على الجميع سواسية ومن دون استثناء، وهذا يجب أن يتم فورا، عبر امساك الدولة بشكل كامل بأمن المدينة".

وختم ريفي: "لن نتوقف للحظة عن ملاحقة قضية تفجير مسجدي السلام والتقوى، مطلبنا العدالة، وجلب المعتدين والمتورطين الى القضاء لمحاسبتهم، لأنهم أطلقوا النار على رأس طرابلس. وبالإصرار نفسه، نرفض بشكل قاطع ممارسات إطلاق النار على أرجل الأبرياء.طرابلس تنتظر من الجميع موقفا واضحا، والا سيكون لها كلمة واضحة".

 

طلال المرعبي: تورط بعض الفرقاء في حرب سوريا يزج اللبنانيين بأتون الفتنة

وطنية - رأى رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، خلال استقبالاته في دارته في بلدة عيون الغزلان- عكار، ان "الاصرار على الاستمرار بالتشنج والخطاب السياسي التصعيدي يزيد من انعكاس الاوضاع السلبية، وآخرها ما يحصل داخل الجامعات، والاحداث الامنية التي اصبحت مستوطنة في طرابلس وتزداد تأزما وتذهب الى مزيد من سيل دماء الابرياء، في غياب أي حلول جذرية وفعالة، وان استمرار الفراغ الوزاري والنيابي وغياب الحوار يرسخ هذا الجو المأزوم، وهيبة الدولة تتآكل يوما بعد يوم". واعتبر أن "أحداث طرابلس تؤكد عمق غياب الرؤية بين الافرقاء السياسين، اذ فقدت كل القوى السياسية سيطرتها على الارض وباتت طرابلس رهينة، بانتظار الاوضاع في سوريا، وان استمرار تورط بعض الفرقاء اللبنانين في حرب سوريا واحداثها تزيد التوتر وتزج باللبنانيين اكثر فاكثر في اتون الفتنة". وقال: "لا أدري اذا كانت انتخابات الرئاسة الاولى احد اسباب التوترات، لكن على الجميع ادراك الخطر الداهم وعدم التوهم بانتصارات لا تمت الي الواقع بصلة". أضاف: "ان ما يجري في طرابلس جريمة بحق المدينة واهلها. لمصلحة من كل ذلك ولماذا وضع طرابلس في موقع تصفية الحسابات السياسية؟ لماذا الدولة غائبة عن طرابلس والشمال وعكار ولماذا لا احد يكترث لما يحصل، وكأن الأمر أصبح على طريقة فالج لا تعالج، فهل كانت الدولة ستقف وقفة المتفرج اذا وقعت هذه الاحداث الدامية في منطقة اخرى لا سمح الله"؟ وطالب ب "وقف تهميش دور المؤسسات والعمل على المحافظة على ما تبقى من هيبة الدولة وانقاذ طرابلس والشمال من هذه الحرب العبثية العقيمة".

وختم المرعبي: "لبنان هو بلد الحريات والاعلام وعلى الجميع المحافظة على هذه الميزة كما على العيش الواحد ونبذ الطائفية والمذهبية وارساء روح الوطنية الصادقة في نفس الاجيال الصاعدة".

 

حزب الله" وشبّيحة الأسد مجدّداً يفجر طرابلس

المستقبل اليوم/فعلها "حزب الله" وشبّيحة الأسد مجدّداً في طرابلس، ونفّذوا التهديدات التي وجّهوها للمدينة وأهلها، مستفيدين من تصرّفات رعناء فردية مارستها عناصر لن يكون غريباً على الاطلاق إذا ما تأكد أنها مدسوسة ومطلوب منها أن تمارس تلك الاعتداءات المشينة. لكن للتوضيح، والتوضيح واجب، فإنّ شبّيحة الأسد لا ينتظرون مبرّراً للاعتداء على طرابلس وأهلها. لم يفعلوا ذلك سابقاً ولن يفعلوه اليوم، بل إنهم والحق يُقال، ملتزمون حرفياً ما يقرّره رئيسهم الكيماوي في دمشق، وما يطلبه منهم ويأمرهم به، وهذا ليس اتهاماً افتراضياً، وإنما إعادة تأكيد وتكرار لما يقوله قادة هؤلاء الشبّيحة علناً وجهاراً. وللتوضيح أيضاً، فإنّ "حزب الله" بدوره لم ينتظر سابقاً ولا ينتظر الآن، مبرّرات من الآخرين لتنفيذ أجندته ومتابعة سلوكه الخاص به وبتحالفاته وارتباطاته وأهدافه. والواضح تماماً اليوم، أنّه يبحث عن دخان حريق محلي ليغطّي النكبة التي أصابته جراء انخراطه الدموي في حرب بشار الكيماوي ضدّ شعب سوريا. مصيبة طرابلس ليست هيّنة ولا بسيطة، فهي كانت ولا تزال مستهدَفة بالفتنة والاشتعال، والاستخدام كساحة يحاول فيها بشار الكيماوي وأتباعه، توجيه رسائل إلى الداخل والخارج من خلالها، واعتمادها كمجال رحب لإشعال حرائق يفترض هؤلاء أنها تحرف الأنظار عن الجحيم الذي يجتاح السلطة الفئوية في دمشق. كل ذلك لا يعني ترك المدينة وأهلها لذلك العبث الفتنوي المدمّر. بل تستطيع القوى الشرعية العسكرية والأمنية فعلياً وعملياً، وضع حدّ لما يحصل، وتلبية نداء ورغبات وآمال الطرابلسيين، كل الطرابلسيين، بحضور الدولة حضوراً فاعلاً وحقيقياً وملموساً وأكيداً. فمتى يحين موعد ذلك؟

 

نضال طعمة: إذا صحت آمال المراهنين على الخارج تكون الشعوب العربية وأولها الشعب اللبناني قد سبيت من جديد

وطنية - رأى النائب نضال طعمة، في تصريح، أن "قرار توتير الشارع، حين يمسي بيد هذا أو ذاك، وتمسي الدولة مجرد إطفائي يحاول أن يخفف الأضرار والخسائر أو يحد منها، من الطبيعي أن يشعر المواطن بالخوف على أمنه ورزقه ومستقبله، ويصبح الهروب سمته، فالقادر على الهجرة يترك البلد غير آسف، أما غير القادر فسوف يبحث عن زاروب، وغير آسف أيضا، سيلهث وراء البندقية غير الشرعية، سيخترع زعيما لشارعه إن لم يكن هناك من تطوع سلفا لأداء هذه المهمة". وقال: "يبدو أن الطرف الداخلي اللبناني الذي يربط نفسه بمحور يسوق لانتصار ما على مستوى صفقة دولية، يريد أن يستفيد من الوضع القائم ليعيد ترتيب أوراقه وفق استراتيجية مصالحه الجديدة، في ظل رعاية الأقليات التي يسوقونها لإحدى الدول الشريكة في تقسيم الجبنة، وإن صح هذا الكلام الموهوم، فإن قبول اللبنانيين بأن يكرس وجودهم في سجن الهوية الطائفية الأقلوية، بعد كل ما جرى في البلد، ما هو إلا بصم على مسير هذه الأقليات إلى نهاياتها المحتومة، ومسير البلد إلى المزيد من التفتت. وإذا صحت آمال المراهنين على الخارج، نقول إذا صحت، لأن تبادل المغانم وارد في ناموس هذه الأرض، فتكون الشعوب العربية، وأولها الشعب اللبناني الذي أطلق شرارة التحرر، قد سبيت من جديد، واقتيدت إلى زمن انحطاط جديد، لا أحد يعرف متى يبزغ فجره". أضاف: "كل ذلك يمكن أن يحصل، وقد يكون في اتجاه الحصول، فقط لأننا ما زلنا عاجزين عن مصارحة بعضنا، ما زلنا غير قادرين على الاستماع لغيرنا، وكيف نستمع لمن لا نراه موجودا أصلا، ما زلنا مصرين على كسر شريكنا، وبئس المصير. لذلك نقولها، وبالفم الملآن، بتنا نجد صعوبة كبيرة في إقناع كثيرين أنهم استدرجوا إلى مستنقع البؤس، لأن معظمهم بات أب شهيد أو أخ شهيد، وذاكرته اختزنت وتختزن الصور العنفية، ليمتلك قناعة لا تقبل الشك بأنه يقوم بواجبه، وأن تهاونه هو انتقاص من كرامته ومن قيمته. في ظل هذه الأجواء، من هو القادر على إيقاف أتون النار؟ وحده القرار بالتنازل عن قهر الناس، والقائم على اعتماد لغة شركوية، والملتزم الابتعاد عن مصادرة إرادة الشعوب، هو القادر على وضع حد للجنون المتنقل، وللموت المتنقل الذي يشتهي بشره، ويهدد في غير مكان". وختم طعمة: "يا أيها القادرون، يا أيها المستقوون، يا أيها المالكون لميزان رعب داخلي لا يستهان به، هل هناك ثمة أمل بأن تقولوا كلمة تعبر عن القرار الشجاع؟ لقد سئمنا لغة الاستنكار كلما سقط شهيد، ومللنا الدعوة إلى التزام مرجعية الدولة، فهل ستتركون صمتكم يجعل اللبنانيين بين خيار الانتحار الجماعي، أو خيار تجديد نضال رؤيوي، يسعى لتثبيت بصمته وسط تلاطم الأفكار المتضاربة".

 

السنيورة: هناك من يعمل لابقاء طرابلس جرحا نازفا على حزب الله الإنسحاب من سوريا اتقاء للشرور الممكن ان تأتي الى لبنان

وطنية - اعتبر رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أن "هناك من يعمل من أجل ابقاء طرابلس جرحا نازفا"، ورأى ان "هناك حاجة لأن تعمد الدولة الى سحب السلاح من الجميع في طرابلس". ورأى ان "التراخي الأمني منذ تفجيري المسجدين دفع بالبعض لأن يحاول ان ياخذ زمام الامر بيده، ولأن يستعمل السلاح للقصاص ممن ليسوا هم مسؤولون عن هذا الامر"، وقال: "هذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا، ونعرف انه لا يجوز لا بالقانون ولا بالشرع ولا بالانسانية ..فلا تزر وازرة وزر اخرى"، معتبرا ان "هذا يشكل مظهرا من مظاهر تردي دور الدولة وحضورها وهيبتها". كلام الرئيس السنيورة جاء خلال ندوة صحفية عقدها في مكتبه في الهلالية - صيدا على هامش استقباله وفودا من رابطة مخاتير صيدا برئاسة المختار ابراهيم عنتر والمجلس الأهلي لمكافحة الادمان برئاسة السيدة عرب كلش ومنسقية تيار المستقبل في الجنوب برئاسة منسق الجنوب الدكتور ناصر حمود. ورأى الرئيس السنيورة انه "من غير المقبول ان يؤشر بالأسماء الى الذين اطلقوا النار على أرجل بعض الابرياء ولا يصار الى اعتقالهم"، مطالبا ايضا بالمبادرة لإعتقال الذين تسببوا بحادثة جريمة تفجير المسجدين. وقال: "ان الوضع في طرابلس لم يعد بالإمكان مداواته بالمراهم وبالإجراءات الظرفية او العابرة، وان هناك حاجة من أجل اتخاذ قرارات حازمة، يتم تنفيذها حتى لو اقتضى الامر تغيير رؤساء الاجهزة الامنية والعسكرية في المدينة، من اجل ان يسود شعور ان هناك امرا جديدا سيتم تطبيقه". وفي موضوع تفجيري السفارة الايرانية، شدد السنيورة على "ضرورة اتخاذ الاجراءات كافة لمتابعة التحقيقات في هذين التفجيرين، من اجل معرفة واعتقال من دبر هذه العملية وعمل على تسهيلها والجهة التي تقف وراء الانتحاريين"، مؤكدا ان "مدينة صيدا بكافة فاعلياتها وابنائها رفضت وترفض هذه الاعمال وتدينها"، لكنه رأى ان "ما اوصلنا الى هنا هو ممارسات خاطئة تؤدي الى حالة من التشنج والى حالة من التوتر، وانه قد يكون هؤلاء من القاعدة، ولكن هناك ايضا ما يتم فعله لإقحام لبنان في آتون ما يجري في سوريا، عن طريق التدخل العسكري المباشر، وعن طريق شحن السلاح او ارسال المقاتلين الى سوريا".

واعتبر أن "هناك مصلحة وسريعة في ان يبادر "حزب الله" الى الإنسحاب من سوريا اقتداء بمصلحته بداية، وثانيا لمنع المزيد من التدهور في العلاقات اللبنانية -اللبنانية، وبالتالي اتقاء للشرور التي يمكن ان تاتي الى لبنان بمجرد ان فتحنا الابواب على مصراعيها لدخول هذه العواصف والرياح الشديدة الى لبنان".

واكد موقف تيار المستقبل "المتمسك بالشراكة اللبنانية والعمل من اجل خفض مستويات التوتر في لبنان، وضرورة تشكيل حكومة انتقالية، لا سيما واننا على وشك مرحلة انتخاب رئيس للجمهورية"، معتبرا أن "القضية ليست قضية اعداد وليست هي جبنة لتقاسمها 9-9-6 ، فلا يزال هناك قضايا نحن مختلفون عليها، تعالوا لكي نأخذها الى المكان الذي نستطيع ان نتحاور بشأنه بالعودة الى الحوار". وقال: "سنختلف على هذه الجبنة وفي نهاية الأمر لن يبقى هناك جبنة" . وعن الاتفاق النووي الايراني الغربي، رأى السنيورة انه "خطوة اولى على طريق طويل يجب ان يكون مزروعا ليس فقط بالنيات الطيبة، بل وبالجهود الطيبة والجادة، وان على ايران ان تأخذ قرارا بأنها تريد ان تكون جزءا من المجتمع الدولي، لافتا الى ان الاتفاق ورفع العقوبات لا ينحصر فقط في موضوع الغاء التخصيب للأغراض غير السلمية، بل ايضا في احترام ايران للشرعية الدولية". وقال: "علينا ان نعمل من اجل اعادة بناء الثقة وبناء التعاون بيننا وبين ايران، ولكن هذا يتطلب بداية ان تتوقف ايران عن انكار المخاوف لدى الدول العربية نتيجة تدخلها على مدى سنوات طويلة في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتلك النظرة التي تريد ان تهيمن على المنطقة" . واعتبر ان "المطلوب من العالم العربي بذل الجهد والقيام بعمل نشط سياسي ودبلوماسي مع كل دول العالم لإظهار رغبتنا الحقيقية والصادقة لأن نبني علاقات صحيحة مع الجمهورية الاسلامية، مبنية على الاحترام المتبادل وابتعادها عن التدخل في الشؤون الداخلية واي امر يتعرض لسيادة الدول"، وقال: "هكذا يصبح هذا الاتفاق خطوة على الطريق الصحيح المؤدي الى تحسين الأجواء في المنطقة العربية وفي علاقتها مع ايران وازالة جو الشكوك وجو هذا التوتر الذي ان استمر سيؤدي الى مزيد من الشرور على كل الأصعدة للجميع".

الوضع في طرابلس

وردا على سؤال عن المستجدات الامنية الاخيرة في طرابلس قال السنيورة: "لقد كنا نقول دائما ان هناك من يعمل من اجل ابقاء طرابلس جرحا نازفا يستطيع ان يدفعه الى ان تسيل الدماء من هذا الجرح في اللحظة التي يريد، من اجل ابقاء الاوضاع في هذه المنطقة غير مستقرة وان يبقي ايضا الاوضاع الامنية في لبنان غير مستقرة. ولذلك كنا نطالب منذ فترة طويلة بان هناك حاجة من اجل ان تأخذ الدولة دورها وان تعمد الى اتخاذ كل الاجراءات التي تؤدي الى سحب السلاح من الجميع، من كل ما له علاقة بمدينة طرابلس، وجبل محسن جزء من مدينة طرابلس. شهدنا هناك جولات عديدة واتفاقات عديدة لوقف اطلاق النار وبلغ عدد الجولات اكثر من 18 جولة، وبالتالي تبين انها لم تؤت ثمارها. على العكس من ذلك بقي الذين يتولون الشارع ويتولون ايضا حمل السلاح في جبل محسن لا زالوا موجودين لم يتغير شيء. اضافة الى ذلك شهدنا ما حصل في جريمة تفجير المسجدين، والتي ذهب ضحيتها اكثر من خمسين شهيدا وحوالي الـ500 جريح، وبالتالي من خلال التحقيقات تبين من الذي شارك وكان وراء هذه العملية، وبالتالي لم يجر عمل حقيقي من اجل اعتقال هذه المجموعات التي هي وراء هذا التفجير، بالعكس اصبح هناك تراخ مما دفع البعض بان يحاول ان ياخذ زمام الامر في يده، وهذا امر مرفوض جملة وتفصيلا، ولجأ بان استعمل السلاح للقصاص ممن ليسوا هم مسؤولون عن هذا الامر، ونعرف انه لا يجوز لا بالقانون ولا بالشرع ولا بالانسانية، فلا تزر وازرة وزر اخرى، وبالتالي شهدنا اليوم محاولة اخرى ايضا للاقتصاص من مدينة طرابلس على ما فعله اخرون " ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا " .. وبالتالي هذا الامر لا يمكن قبوله وهذا هو احد مظاهر التي تبين عن تردي دور الدولة وحضورها وهيبتها وعدم تحويل هذه القرارات الى فعل جازم تتولاه السلطات الامنية. فمن غير المقبول ان يؤشر بالاسماء الى الذين ارتكبوا هذه الحادثة باطلاق النار على ارجل بعض الابرياء ولم يصر الى اعتقالهم، وانا البارحة دنت هذا الموقف باسم تيار المستقبل وكتلة المستقبل النيابية، كما استنكرت عدم المبادرة من اجل القيام بما ينبغي لاعتقال الذين تسببوا بحادثة جريمة تفجير المسجدين" .

اضاف: "ما العمل الآن ؟ لم يعد بالامكان مداواة المشكلة بالمراهم وبالاجراءات الظرفية او العابرة، وبالتالي ننتقل من جولة الى جولة، هذا الامر اصبح غير مقبول وبالتالي هناك حاجة من اجل اتخاذ قرارات حازمة وتنفذ، واذا اقتضى الأمر تغيير رؤساء الاجهزة الامنية والعسكرية الموجودة حتى يسود شعور ان هناك امرا جديدا ينبغي ان يصار الى تطبيقه. اما اذا استمررنا بهذا الاسلوب، فانما نكون نعد لجولات جديدة وهذا امر لم يعد يستطيع المواطنون ان يتحملوه، وهذا ليس في صالح الدولة وحضورها واستمرار هيبتها ولا يؤدي على الاطلاق الى معالجة المشكلة، بل يؤدي الى تفاقمها ويؤدي بعد ذلك الى توسعها لتشمل مناطق اخرى في لبنان. يجب ان نتنبه من هذا الموضوع لانه اذا ادى هذا الامر الى اعتقال الابرياء والى معاملة الناس هذا ابن ست وهذا ابن جارية وهذا نعتقله وهذا لا نعتقله، هذا امر لم يعد ممكنا ويجب ان يكون واضحا للجميع بان هذا الامر يجب ان يتوقف فورا لان ذلك لم يعد مقبولا من قبل الناس" .

تفجيرا السفارة الايرانية

وردا على سؤال عن تفجيري السفارة الايرانية، وعن ان احد الانتحاريين من مدينة صيدا قال الرئيس السنيورة: "عبرت عن هذا الموضوع بشكل واضح وصريح، اولا نحن استنكرنا باللحظة ذاتها هذه الجريمة النكراء، التي تتسبب بقتل الابرياء والذي يقوم بهذا العمل هو عمل جبان وهذا عمل ارهابي ومرفوض ومدان، ويجب ان تتخذ كل الاجراءات لمتابعة التحقيقات في هذا الشأن، الذي ظننا انه ارتكب قتل، لكن هناك من هم وراءه ويجب ان تكشف هذه العملية ويجب ان يكون هناك موقف حازم في هذا الشأن، لكن ايضا يجب ان نتطلع بشكل واضح الى هذه الاوضاع.

بالنسبة الى مدينة صيدا وازاء ان الذي ارتكب هذه العملية من ابناء المدينة، شهدنا بوضوح ان هناك ادانة وعدم قبول ورفض لما فعله هذا الشخص اكان من عائلته الصغيرة ام عائلته الكبيرة ام من ابناء صيدا، وبالتالي كان هناك موقف واضح بادانة هذا العمل ورفضه، وبالتالي ضرورة ان يصار الى متابعة كل الذين واعتقال كل الذين يمكن ان يكونوا وراء هذه العملية او تدبيرها او التسهيل لحصولها".

وتابع: "اعود واقول: ما الذي اوصلنا الى هنا، ما اوصلنا ممارسات خاطئة تؤدي الى حالة من التشنج والتوتر، وليس هذا الامر فقط ان نرده الى القاعدة، يمكن ان يكون هؤلاء من القاعدة وصحيح انهم من القاعدة ولكن ايضا هناك من جوانب ما يتم فعله لإقحام لبنان في اتون ما يجري في المنطقة، والذي لا نهاية له. وكنا قد حذرنا في الماضي بان هذا العمل الذي يؤدي الى اقحام لبنان بما يجري في سوريا عن طريق التدخل العسكري المباشر، وعن طريق شحن السلاح او ارسال المقاتلين الى سوريا، هذا امر له اضرار بالغة على اللبنانيين وعلى النسيج الوطني في لبنان، وبالتالي نحن نعتقد ان هناك مصلحة وسريعة في ان يبادر حزب الله الى الانسحاب اقتداء بمصلحته بالبداية، وثانيا لمنع المزيد من التدهور في العلاقات اللبنانية -اللبنانية، وبالتالي اتقاء للشرور التي يمكن ان تأتي الى لبنان بمجرد ان فتحنا الابواب على مصراعيها لدخول هذه العواصف والرياح الشديدة الى لبنان. ان الحكمة هي ان نتجنب ما يجري في سوريا وان نعمل على تعزيز العلاقات والانفتاح بين اللبنانيين، وطرحنا نحن طروحات عديدة وافكارا مختلفة وكلها تحت بند اساسي وهو حماية لبنان، ومنع لبنان من ان ينجرف بنتيجة افعال البعض او اتخاذ القرارات التي ينبغي اساسا ان تؤخذ على صعيد اللبنانيين. كيف ان هناك فريقا لبنانيا الذي هو جزء اساسي من النسيج اللبناني وايضا هذا الفريق اللبناني اي حزب الله الذي جلس مع باقي الفرقاء في جلسات الحوار، وكان اخرها ما جرى التفاهم عليه في ما يسمى باعلان بعبدا، ودون ان يستشير باقي اللبنانيين ودون ان يقف على رايهم، بل انه على العكس من ذلك يباهي باننا لا ننتظر رايكم لا البارحة ولا اليوم ولا غدا. ما هي هذه الشراكة، بالنسبة الينا نحن متمسكون بهذه الشراكة وانه لا بديل عنها، والذي يتفلت من هذه الشراكة فانه لا يدري ماذا يفعل، اي لا يعلم الضرر الذي يلحقه بنفسه وبشركائه بالوطن وبالوطن ككل وبالعلاقات الاسلامية - الاسلامية" .

وتابع: "يجب ان يكون موقفنا واضحا، اننا نرفض هذا التدخل، نؤكد على الشراكة اللبنانية، وبالتالي نعمل من اجل خفض مستويات التوتر في لبنان. ولذلك كان لنا اقتراحات على مدى هذه الفترة الماضية، من اجل الخروج من هذا المأزق الذي نحن فيه بالنسبة الى موضوع تأليف الحكومة بالطريقة التي نقترحها. القصة ليست قصة اعداد، القصة نظرتنا الى لبنان ودور لبنان وعلاقته في محيطه وعلاقة اللبنانيين فيما بينهم. ليست هي جبنة لتقاسمها 9-9-6 ، ولا تزال هناك قضايا كثيرة نحن مختلفون عليها. تعالوا لنأخذ الامور التي يوجد انقسام حولها الى المكان الذي نستطيع ان نتحاور بشأنه، مع اننا لم ننجح حتى الان في ان نصل الى نتائج يصار الى تطبيقها، اتفقنا على عديد من الامور في جلسات الحوار، ولكن اما جرى العودة والتفلت منها او انه لم يجر التقيد بها والعمل على تطبيقها. نحن نقول بالعودة الى الحوار لأن هذه وسيلة اننا نتواصل مع بعضنا ونظل متمسكين بالشراكة الوطنية، ونظل نلتقي ونتحدث، لن يحصل نتيجة سريعة، ولكن على الاقل هذا الامر يجعلنا دائما متمسكين بهذه الشراكة ونمتنع عن اتخاذ اي وسيلة من وسائل العنف الكلامي او غير الكلامي لمعالجة هذه المشكلة.

لكن تبقى هناك قضايا ومسائل تهم المواطنين، ونحن بهذه الطريقة التي نمشي بها البلد واقتصاده ونسيجه الوطني وأمنه كما نرى ماذا يجري في طرابلس، هو ينحدر يوميا اكثر واكثر وتنحدر معه الدولة وحضورها وهيبتها واحترام الناس لها واحترام الاخرين لها، وعدم قدرتنا ايضا اننا نعطي صورة عن ان هذا البلد كيف يستطيع ان يحل مشاكله ويطلب من الاخرين ان يساعدوه، لدينا مشكلة اللاجئين السوريين كيف لنا ان نحلها، عندما نصل الى ان نطالب الاخرين بمساعدتنا، يقول البعض انكم ليس لديكم حكومة مسؤولة تتولى هذه العملية، وهناك مسائل عديدة ايضا يجب ان تبت بها حكومة مسؤولة، ونحن الان امامنا فترة انتقالية وعلى وشك ان تبدأ مرحلة انتخابات رئيس الجمهورية. فبالتالي ايضا بحاجة الى هذه الحكومة الانتقالية التي من خلالها نمهد لإنتخابات رئيس الجمهورية، وبعدها لكي تكون مرحلة جديدة مع انتخاب رئيس الجمهورية. نأمل ان يعود اللبنانيون كل اللبنانيين الى رشدهم والى تعقلهم والى التنبه الى اي منزلق ينزلقون. ان هذا الامر والظن باننا نستطيع ان نستمر، بان البلد قادرة ان تبقى لا تسال عن شيء، وبالتالي تجعل الامور تتفلت أمنيا واقتصاديا وماليا ونقديا واجتماعيا يكونون واهمين من يفكرون هكذا. الوضع من سيىء الى اسوأ، ولبنان بحكم ظروفه يقطع بطريقة او باخرى علاقاته مع اشقائه العرب ومع العالم، وسيصبح بعد قليل ما يسمى دولة فاشلة. فالى اين ناخذ بلدنا بهذا الموضوع؟. اعتقد ان الذين يراهنون على انه بهذه الطريقة اصروا على هذه العملية وبانهم لا يقبلون الا ان ندخل ونفعل، سنختلف على هذه الجبنة وفي نهاية الأمر لن يبقى هناك جبنة" .

الاتفاق الايراني الغربي

وعن الاتفاق الايراني الغربي حول برنامج طهران النووي قال: "منذ اليوم الأول، عبرنا بصراحة ووضوح اننا نرحب من حيث المبدأ بهذا الاتفاق، لأنه فعليا محاولة استبدال اللجوء الى العمل العسكري الذي يؤدي فعليا الى خسائر في الأرواح والممتلكات ويؤثر على المنطقة ونسيجها وعلى تعامل مختلف دول المنطقة مع بعضها البعض ومع العالم وبالتالي هذا الأمر ليس مفيدا".

دعونا ننظر، نحن الآن لدينا ما نشر عن طبيعة الاتفاقات ولا ندري اذا كان هناك من اتفاقات سرية، لكن على الأقل بما نشر من هذه العملية، طبيعي صار واضحا ان هناك لقاء توقف ايران عن التخصيب في هذه الفترة المرحلية تمهيدا لإتفاق آخر، وهم قالوا ان هذا الاتفاق لا يعتبر اتفاقا نهائيا الا عند التوصل الى اتفاق، فإذا لا اتفاق الا عند التوصل الى اتفاق نهائي، وعلى الأقل خلال هذه الستة اشهر تقول ايران انه لم يعد هناك تخصيب وايضا تدمير كل المواد المخصبة التي هي بحدود 20% التي ستدمر وبالتالي انهاء برنامج ايران النووي للاغراض غير السلمية. من حق ايران ان تخصب للأغراض السلمية ومن حق كل دولة في العالم ان يكون لديها تخصيب للأغراض السلمية واستعمال الذرة للأغراض السلمية" . وتابع السنيورة: "جوهر هذا الموضوع ان ايران التي كانت على مدى 30 سنة خارج اطار المجتمع الدولي وفي حالة خصام بينها وبينه، كانت هذه الخصومة تزيد، فجاء هذا الاتفاق ليقول لإيران اننا على استعداد لأن نفتح الباب لإيران من اجل ان تعود الى المجتمع الدولي. ولكن الدخول الى المجتمع الدولي يتطلب طريقة بالتعامل من ايران مع المجتمع الدولي، اي بعبارة اخرى ان ايران يجب ان تأخذ قرارا حقيقة. هذا هو بيت القصيد، ان تأخذ قرارا بأنها تريد ان تكون جزءا من المجتمع الدولي وان تكون دولة متعاونة مع المجتمع الدولي وليست دولة مشاكسة في المجتمع الدولي.

هذا الأمر وبعبارة أخرى ايضا كما قال احدهم ان ايران عليها ان تأخذ دورا، هل تريد ان تكون دولة ام حاملة لقضية بغض النظر عن صوابية هذه القضية بكليتها او بجزئيتها .. فهي لا تستطيع ان تكون دولة وفي الوقت نفسه تعتمد شيئا يتنافى مع القوانين الدولية ومع احترام القوانين الدولية، اي بالنسبة لإحترام سيادة الدول على ارضها. خلال هذه السنوات الماضية، خرجت ايران من حرب ضروس وكان هناك رأي على ما يبدو ان لحماية ايران فأفضل طريقة ان تلجأ الى اسلوب ما يسمى تصدير الثورة الى الخارج، ولتعطي هذه النظرية لباسها الديني منسجمة مع الأفكار التي تعتمدها الدولة الايرانية، فكانت نظرية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية، وفي ذلك ما يخالف الشرعية الدولية. اي انه اصبح من يجلس في طهران لديه القدرة على ان يوجه تعليماته واوامره الى اناس خارج طهران، موجودين في اي بلد من البلدان التي هو يعتقد ان لديه مجموعات في هذا الشأن، وهذا يخالف الشرعية الدولية. وبالتالي اصبح هناك الحرس الثوري، والحرس الثوري انبثق منه حزب الله، وحزب الله لديه علاقة مباشرة مع سيادة المرشد وهكذا".

وقال: "اعتقد ان هذه العملية بداية ما يبدو انه جرى، ان الغاء مشروع ايران النووي للأغراض غير السلمية وبالتالي التدرج في ازالة العقوبات، هناك عقوبات طويلة عريضة ولا ترفع - وهذا هو القرار وليس نحن تدخلنا بهذا الموضوع - لا ترفع الا اذا تثبت ان ايران تخطو خطوات تدرج، ليس فقط في موضوع الغاء التخصيب للأغراض غير السلمية، بل ايضا في كونها جزءا من المجتمع الدولي وتحترم الشرعية الدولية.

من جهة اخرى، كان هناك ردود فعل اولية تعبر عن مخاوف، وهذه المخاوف نتيجة ممارسات على مدى سنوات طويلة، من خلال التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وتلك النظرة التي تريد ان تهيمن على المنطقة. نحن نعتقد ان هذه مشكلة حقيقية، وان الذي جرى لربما يولد فرصة، ولكن هذه الفرصة هناك من ينبغي له ان يسعى ليلتقطها واعني بذلك من جانب اول لإيران، نحن كدول عربية وكلبنان نعتقد ان بيننا وبين ايران تاريخا طويلا وجغرافيا وما يسمى ثقافة ودينا وتجارب ومصالح، وبالتالي علينا ان نعمل حقيقة وبنية صادقة من اجل اعادة بناء الثقة وبناء التعاون بيننا وبين ايران، ولكن هذا يتطلب بداية ان تتوقف ايران عن انكار هذه المخاوف لدى الدول العربية وتتعامل بما فيه مصلحة لها ومصلحة للدول العربية، بما يمكنهم جميعا من ان ينشئوا واحة من التعاون المجدي والخلاق لشعوب هذه المنطقة" .

واردف: "اما الظن بأن ايران ستستمر في فرض سلطتها وتدخلها اكان في العراق او سوريا او لبنان او البحرين او اليمن او في مناطق اخرى من دول العالم، فبالتالي هذه دعوة لا تنتهي الى الخصام والى الشجار والى هدر الفرص وهدر الثروات وهدر الوقت الذي ليس في مصلحة أحد. نحن نظرنا في المحصلة الى هذا الاتفاق على انه من حيث المبدأ جيد، وخطوة اولى على طريق طويل، عليه ان يكون مزروعا ليس فقط بالنيات الطيبة، بل بالجهود الطيبة والجادة. على الصعيد العربي اعتقد ان هناك جهودا يجب ان تبذل على صعيد الدول العربية لتعزيز التضامن العربي في شتى الحقول وفي عودة مصر الى العالم العربي والسعي الى تعزيز صداقاتنا وعلاقاتنا كدول عربية مع جوارنا، اعتقد بداية مع تركيا وكذلك ايضا افساح المجال لإيران التي وجدت نفسها في موقع صعب. بغض النظر عمن حقق انتصارات، ودعونا من الأمور التي تستعمل للأغراض الداخلية ولإظهار النظام بأنه حقق انجازات، لا نريد ان ندخل في انه ضيع 30 سنة وأخذ البلد .. كما ان سوريا قامت بقصة السلاح النووي على مدى 30 سنة وان هذا السلاح يجعل هناك توازنا استراتيجيا بين سوريا واسرائيل، واذا وجدنا ان هذا السلاح سلمناه في نصف ساعة.. 30 سنة من هذا البناء للناس بأنه ماذا فعلنا وفعلنا وفعلنا، سلمناه في نصف ساعة لحماية النظام وحماية رأس الرئيس الأسد، الأمر نفسه بالنسبة لإيران، القصة ليست الآن قصة تحقيق انتصارات من على من، هل نستطيع ان نحقق انتصارات سوية لمنطقتنا، ولهذه العلاقة التي تربطنا سوية، هذا يتطلب من العالم العربي ايضا ان يبذل جهدا حقيقيا سياسيا في ما يسمى مسعى مبادرا وعملا نشطا جدا في العمل السياسي والدبلوماسي مع كل دول العالم لإظهار صوابية موقفنا وأحقيته، وبالتالي رغبتنا الحقيقية والصادقة لأن نبني علاقات صحيحة مع جوارنا، واعني بذلك الجمهورية الاسلامية، علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية واي امر يتعرض لسيادة الدول المختلفة. هكذا تكون العلاقة وهكذا يصبح هذا الاتفاق خطوة على الطريق الصحيح المؤدي الى تحسين الأجواء في المنطقة العربية وفي علاقتها مع ايران وازالة جو الشكوك وجو هذا التوتر، الذي ان استمر سيؤدي الى مزيد من الشرور على كل الأصعدة للجميع".

 

النائب خالد الضاهر: إذا لم يتم إيقاف مطلقي النار على طرابلس خلال 48 ساعة سأكون مع الشعب في الدفاع عن نفسه

وطنية - عكار - أعلن النائب خالد الضاهر، أنه "اذا لم تقم أجهزة الدولة الرسمية وخلال 48 ساعة بايقاف هؤلاء القتلة والمجرمين ومن يطلق النار على طرابلس ورصاص القنص الذي يقتل الناس، انني سأكون مع الشعب في الدفاع عن نفسه، لأن هذا التهديد اللئيم وهذا العبث الأمني لأمن طرابلس لن يمر مرور الكرام". جاء ذلك في كلمة ألقاها الضاهر خلال حفل تكريمي أقامه تيار "المستقبل" في عكار للحجاج من أبناء المنطقة والذي اقيم في مطعم الارجوان في بلدة القنطرة، في حضور عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" المحامي محمد المراد، منسق التيار في عكار عصام عبدالقادر وحشد كبير من فاعليات المنطقة ورؤساء بلديات ومخاتير.

بعد آيات من القرآن الكريم، كانت كلمة للشيخ عبدالكريم مسعود باسم الحجاج، شاكرا تيار "المستقبل" على مبادرته التي يقوم بها للسنة الثانية على التوالي.

عبد القادر

ثم ألقى منسق عام "تيار المستقبل" في عكار كلمة قال فيها: "إننا في منسقية تيار المستقبل نفرح لمشاركتكم فرحتكم في اكمال وإتمام هذه الفريضة والتي يحلم كل فرد منا بإتمامها لما لها من معان عظيمة ومقاصد نبيلة، وهذا العام كسرت خواطر كثيرة لعدم مقدرة أحباب لنا على الحصول على تأشيرات الحاج، عسى ان يتمم الله فضله العام القادم عليهم بأداء فريضتهم. ومن أسرار الحج ومقاصده: تربية النفوس على جملة من معاني الخير ومكارم الأخلاق، إذ تتدرب نفس الحاج على الصبر والتحمل، والصفح والعفو، والنفقة والبذل والإحسان، وتعليم الجاهل، والدعوة للخير، وهذه المعاني والمكتسبات الخلقية، ونحوها، يمارسها الحاج ويحتاج إلى التعامل بها مع رفقته الأقربين، ومع سائر الحجاج من إخوانه المسلمين".

المراد

ثم ألقى المراد كلمة هنأ فيها الحجاج وبارك لهم "حجهم المبرور وسعيهم المشكور"، متناولا الاوضاع السياسية العامة ولا سيما ما يحصل في طرابلس. وقال: "انها جولة من جولات الجرم والجرائم ارادها حافظ الاسد لطرابلس لان تكون في حالة من الاستنزاف الدائم. فاستطاع في السبعينيات واستمر هذا المشروع حتى بعد الحرب الاهلية وهو قد جدد بعد غزوة بيروت. والسؤال الكبير لماذا قرر يوم امس من قرر ان يعلن الحرب مجددا على طرابلس؟ ليس الكلام صحيحا ان هناك اقتتالا في طرابلس، بل هناك حرب في طرابلس من اجل تدمير بنيتها الاقتصادية والثقافية والتاريخية".

أضاف: "هذا القرار اتخذ عطفا على قرار سابق عندما قرر بشار الاسد ارسال من ارسل لتفجير المسجدين في طرابلس فكان الهدف اشعال الفتنة على مستوى كل لبنان. لكن دولة الرئيس سعد الحريري وقيادات 14 اذار وقيادات طرابلس، التي تؤمن بخط الاعتدال وتؤمن بمشروع الدولة، استطاعوا ان يفوتوا مشروع واهداف التفجيرين في طرابلس. وهذا اول ما مني به راس الاجرام في سوريا بانه فوتت عليه الفرصة وان هذين التفجيرين قد كشفا حقيقة من قام ومن حرض، وقد استطاعت شعبة المعلومات ان تكشف تفاصيل هذين التفجيرين. فالتحقيقات تشير بكثير من الشبهة الى رفعت عيد وتشير بكثير من الدليل الى والده المجرم على مدى ربع قرن علي عيد والى ملحقاته المتمثلين بالذين نفذوا والواسطة كانت "سكينة" التي كانت لها الدور الرئيس بين القرار والتنفيذ في عملية التفجير".

وختم بالقول: "ولحرف النظر عن هاتين الجريمتين الارهابيتين، ان الذي اعتدى على بعض الاخوة العلويين، الذي لا علاقة لهم بما يحصل، امر مدان. واننا نسأل من له مصلحة بذلك ومن الذي قام بذلك؟ ان من قام بذلك هو من يمهد لاعلان حرب على طرابلس والمسماة اليوم بالحرب ال 18. من قام بهذه الافعال هو من يستفيد من هذه الافعال اليوم، ويبرر لنفسه ان يقصف طرابلس".

وقال الضاهر في كلمته: "ان الايادي الخارجية كانت ولا تزال تريد ضرب هذا البلد وضرب استقراره ووحدته، وهي اياد لا تزال تعبث بهذا البلد. وان سمعتم بعض الاصوات الشاذة، التي تسيىء الى البلد، فما هي الا صدى لمن خلفها على المستوى الاقليمي الذي يريد العبث والضغط والاساءة لامن لبنان لتحقيق المكاسب الفئوية والاقليمية والخاصة. فكما هو معروف، وكما ترون اليوم في طرابلس من اعتداءات سافرة على المدينة واهلها وجوارها. هذا الامر ليس بجديد، وهو مستمر منذ منتصف السبعينات عندما دخل جيش النظام السوري الى لبنان وهو يعبث بالتوازنات الوطنية، ويعبث بامن لبنان ويريد الاساءة الى امن لبنان واستقراره عبر استثارة الطوائف على بعضها، مسلمين ومسيحيين، المسلمين في ما بينهم والمسيحيون في ما بينهم".

أضاف: "واليوم ما نراه هو امتداد لذلك التاريخ عندما كان النظام السوري يريد االهيمنة على لبنان وضرب القضية الفلسطينية والاستئثار بورقة فلسطين للمتاجرة والبيع والشراء ولمحاولات الكسب الاقليمي والمحلي وليعلن عن نفسه انه شرطي في المنطقة يخدم المشروع الامريكي والصهيوني. نجد اليوم الامر نفسه، لان ايران والنظام السوري يريدان مكاسب في الخليج العربي من اجل مشروعهم النووي ومن اجل هيمنتهم على المنطقة. يعبثون بأمن لبنان كي يستسلم لبنان. وحزب الله وفريق الثامن من اذار في لبنان اليوم يعبثون بالامن من اجل الهيمنة على الحكومة وعلى كل مقدرات هذا البلد. وجرائم هذا الفريق بحق كل القيادات الوطنية والاعلامية على مستوى كل لبنان امر واضح وجلي".  وتابع ضاهر: "لقد خرج جيش النظام السوري ومخابراته مهزومين من لبنان، لكنهم تركوا عصابات ومجموعات ارهابية تعبث بأمن لبنان تريد اخضاعنا لهذا النظام لكننا نقول لهم: "لن ترهبنا كل محاولات الاغتيال التي قمتم بها ولن نخاف من جرائمكم، التي تمكنتم عبرها من النيل من شخصياتنا ومن قياداتنا. فنحن صامدون وصابرون للدفاع عن ارضنا وسيادتنا واستقلالنا وحرياتنا من اجل بناء مستقبل هذا البلد والمحافظة على عروبته امام هذا الاستهداف الفارسي الايراني". أضاف: "اليوم يضغطون علينا من خلال التهويل لان الرئيس الاميركي اوباما اتصل بالرئيس الايراني، فبدأوا يشيعون ويضحكون ويتكلمون بلهجة استعلاء لانهم اصبحوا الاقوى لمجرد ان الشيطان الاكبر قد تبسم في وجوه من يسمون بالممانعة، مع انهم يجب ان يحزنوا ويستحون على انفسهم كونهم قد خضعوا للشيطان الاكبر فسلموا سلاحهم النووي في ايران. ومع ذلك يريدون التهويل والضغط علينا كما يحصل في طرابلس،ان ما يحصل في طرابلس هو صدى، ليست قضية بين المسلمين والعلويين ولا بين مسلمين ومسيحيين، القضية في لبنان ان هناك من يعبث بامننا من الخارج. وان كل هذا التهويل لن يخضعنا ولن نفرط بحقنا في بناء لبنان ولن نخضع للنظام السوري الذي اسقطه الشعب السوري". وازاء ما يحصل في طرابلس قال ضاهر: "نحن ما زلنا ننتظر مؤسسات الدولة ولا زلنا نطالب الدولة بمؤسساتها من جيش وقوى امن داخلي وسائر المؤسسات ان تحافظ على امن الوطن. واقولها بصراحة، بعد كل التهديدات التي تفوهت بها عصابات الاجرام من شبيحة بشار الاسد ومن القتلة المتهمين بقتل قياداتنا، اقولها وبصراحة، انه امام هذا العبث الامني وامام تلكؤ الحكومة اللبنانية الحالية وتواطوئها في الامساك بالمرتكبين من رفعت وعلي عيد، اللذين يمارسان القتل بدم بارد ويهددان وينفذان وعيدهما على مدينة تعد اكثر من مليون نسمة، وهما يشكلان مجرد عصابة وشرذمة لا تتعدى ال 300 شخص". تابع: "اقولها وبصراحة، انه اذا لم تقم اجهزة الدولة الرسمية، وخلال 48 ساعة، بايقاف هؤلاء القتلة والمجرمين والدولة تعرف والمخابرات تعرف والمعلومات تعرف والامن العام يعرف ان من يطلق النار على طرابلس ورصاص القنص الذي يقتل الناس، اني ساكون مع الشعب في الدفاع عن نفسه، لان هذا التهديد اللئيم وهذا العبث الامني لامن طرابلس لن يمر مرور الكرام ابدا. واقسم بالله العظيم اذا لم تقم مؤسسات الدولة بالدفاع عن اهلنا في طرابلس وفي كل لبنان سنقوم بما يتوجب علينا وفق القانون ووفق الشرع ووفق الاصول في الدفاع عن امن هذا البلد ولن نسمح لعصابات بشار الاسد ان تخضعنا بمنطق الاجرام. وعلى الدولة ومؤسساتها ان لا تستعرض قواتها، بل عليها ان تمسك بالمجرمين".

 

بري يزور السعودية في الأسبوعين المقبلين ويشرح للسنيورة "الوساطة" التي كلفته بها إيران

نهارنت/إلتقى رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة الأحد رئيس مجلس النواب نبيه بري وذلك بعدما أراد الأخير وضع السنيورة في إطار "الوساطة" الجديدة التي كلف بها في طهران. وفي التفاصيل، قال السنيورة بعد اللقاء من عين التينة "انطلاقا من ما بدأناه باللقاءات المتتالية للبحث في شتى القضايا المطروحة، كان هذا الاجتماع استمرارا لهذا المناخ، والأجواء جيدة وسنتابع هذه اللقاءات". وفي حين لم يشأ السنيورة التصريح بأكثر من ذلك، قالت قناة الـ"MTV" مساء الأحد أن اللقاء الذي دام ساعتين ونصف تطرق إلى أكثر من ما تكلم عنه السنيورة باقتضاب. وكشفت القناة أنم "بري الذي زار إيران أبرز قبوله لدى قياداتها بمهمة التقارب الإيراني من السعودية". وعليه "كُلف بري بالملف". وبحسب الـ"MTV" لم يشأ بري "تخطي تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري في الوساطة مع السعودية فكان اللقاء مع السنيورة". ونقلت القناة عن مصادر عين التية قولها أن "بري يزور المملكة العربية السعودية في الأسبوعين المقبلين على ابعد تقدير" في إطار بدء هذه الوساطة. وكانت صحيفة "النهار"، قد أشارت صباح الاحد، الى أن السنيورة الذي سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري، سيبحث معه في وسائل التهدئة السياسية والأمنية. وأوضحت أن هذه الخطوات ستكون عبر ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت والعودة إلى الحوار واستئناف عمل مجلس النواب وعدم جواز الاستسلام للفراغ، وانجاز قانون عادل للانتخابات واجراء الاستحقاق الرئاسي في وقته. الى ذلك، كشف نائب في كتلة "المستقبل"، عن زيارة للسنيورة منتصف الاسبوع المقبل الى بكركي للقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لاستكمال البحث في ملف الانتخابات الرئاسية تجنبا للفراغ في هذا الموقع. يُذكر ان السنيورة كان قد زار بري في عين التينة بتشرين الأول الفائت، حيث أكد أن "اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كان مفيداً وبناء"، مردفاً أنه " سيصار الى عقد لقاءات متتابعة بينهما في القريب العاجل". وفي حديث الى صحيفة "الجمهورية"، السبت أكد بري أنه "لن يتحدث عن استحقاق رئاسة الجمهورية قبل 25 آذار المقبل".

 

بالأسماء ت2 ..الشهر الأكثر دموية على حزب الله بعد معارك القصير

لارا صقر/يقال نت/سوريا اليوم/سيستقر هذا التاريخ في ذاكرة حزب الله .. فربما لن يكون الأخير لكنه الشهر الأكثر دموية عليه بعد معركة القصير ومنذ مشاركته في الحرب السورية الى جانب نظام الأسد , فقد خسر الحزب في هذا الشهر 35 عنصرا بينهم 6 قياديين برغم أن ثوار سوريا أعلنوا أن خسارة الحزب أضعاف مضاعفة لهذا الرقم غير أن 35 قتيلا هو ما أعلن عنه الحزب رسميا وقد نعاهم الحزب تباعا منذ بداية تشرين الثاني , معظمهم قضى في معارك القلمون والغوطة الشرقية وهم :

القيادي حسن محمد مرعي والملقب بـ " أبو ربيع " من النبطية

القيادي علي شبيب محمود والملقب بـ"ابو تراب الرويس" من بلدة لبّايا في البقاع الغربي.

القيادي حسن نعمة ملقب بـ"باقر"

القيادي موسى أحمد صقر من الهرمل

القيادي علي اسكندر

القيادي وسام شرف الدين ملقب بـ"السيد نصرالله"

كمال علي حدرج والملقب بجعفر وهومن بلدة الغسانية الجنوبية

حسين علي علوش من دير الزهراني

محمد مهدي قانصو ملقب بـ"أبو زهراء" من بلدة كفرمان

حسن أحمد بلاغي " أبو صادق "من بلدة معركة الجنوبية

أكرم صادق ‏حوراني من بلدة عين بعال الجنوبية

حسن خضر مصطفى من بلدة مجدلون قضاء بعلبك

علي الشيخ رضا حجازي

محمد أحمد سيف الدين والملقب بـ"ساجد" من تحويطة الغدير –شويفات

جعفر حسين هاشم من بلدة عين التينة – البقاع الغربي

محمد علي جمال خراساني والملقب بـ"باسل"

حسن يحيى مشهدية والملقب بـ"كرار"

علي حسين ناصر

محمد زغيب

الياس أحمد حيدر

حسين محمد الحاج علي

محمد نصر الدين

محسن حسين الفن

علي عزالدين هزيم

ﺭ ﻋﻠﻲ ﺎﻟ

ﺤﻤ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻋﻠﻲ

ذو الفقار عزالدين

صلاح الدين علي يوسف

فؤاد علي حسن

جعفر رعد

عباس محمد ادريس

حسين رغدة

علي رضا فؤاد الحاج حسن (ابن أخ وزير الزراعة حسين الحاج حسن)

محمد المقداد

محمود بدوي

أيضا فقد الحزب 4 عناصر في تفجير السفارة الايرانية في بيروت بينهم المسؤول عن أمن السفارة , وهم :

مسؤول أمن السفارة الحاج رضوان فارس(الحاج رضا)

محمد عدنان هاشم من بلدة حاروف الجنوبية

أحمد زراقط من بلدة مركبا الجنوبية

بلال محمود زراقط ملقب بـ"سائر" من بلدة مركبا

 

خطة قاسم سليماني لحرب في لبنان موازية لمعركة القلمون  

خاص – الشراع

  *حزب الله يستعد لخوض قتال على جبهتين في لبنان وسورية

*الحزب يحشد آلاف المقاتلين للمعركة وقوات الاسد تتولى عمليات القصف البعيد

*7 ايار جديدة يحضّر لها ولكن بشكل أقسى

*قاسم سليماني كلف مندوباً في السفارة لمتابعة تنفيذ خطته

*عمليات تخزين للحزب وتذخير ومواقع مستحدثة في لبنان

*نصرالله خرج من مخبئه لتوجيه رسائل للداخل وتعبئة أنصاره

فتحت معركة القلمون جبهة موازية لها هي الجبهة اللبنانية انطلاقاً من واقع ان حزب الله وسّـع ميدان الدفاع عن النظام السوري ليشمل لبنان ايضاً، بوصفه أصبح ساحة خلفية للجهد اللوجستي لخوض عدة معارك في سورية في آن معاً: معركة السيدة زينب في الريف الجنوبي اللصيق بالعاصمة دمشق، ومعركة ريف حلب، وايضاً معركة القلمون .

ولكن المعركة الاخيرة تعتبر اكثر إلتصاقاً لجهة تداعياتها على الامن اللبناني الداخلي من كل المعارك السابقة وضمنها معركة القصير .التي شهدت تورطاً مباشراً للحزب بشكل تم التعبير عنه من خلال القول انه لو لم يتدخل الحزب في هذه المعركة لكان القتال ما زال مستمراً على جبهتها بين قوات النظام وقوات المعارضة.

ومن وجهة نظر حزب الله فإن معركة القلمون سيكون لها نتائج عسكرية سيتم تسييلها على شكل رسائل سياسية للداخل اللبناني. وايضاً سيكون لها نتائج مباشرة لمصلحة ايران تفيد منها الاخيرة في محادثاتها الدولية الراهنة من اجل نيل جوائز ترضية اقليمية .

وكل هذه المعايير السابقة تجعل معركة القلمون من وجهة نظر حزب الله أم معاركه داخل الميدان السوري وأيضاً داخل حرب الإرادات التي تقوم بها طهران لإثبات حضورها في لحظة التسويات الدولية الكبرى الجارية في جنيف على مراحل وبشكل استتباعي .هذا مع العلم ان هناك من يعتبر ان التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الايرانية في بيروت يأتيان في سياق محاولة قطع الطريق من ((القاعدة)) ومتفرعاتها على معركة القلمون.

أهداف إيرانية

ماذا يريد حزب الله من معركة القلمون سورياً وإيرانياً ولبنانياً؟

يتوخى الحزب من وراء ذلك تحقيق مجموعة من الاهداف, وقد مهّد لها من خلال ترتيبات وإجراءات عديدة اهمها:

اولاً- يعتبر حزب الله مشاركته في هذه المعركة أساسية إن لجهة تخطيطها او توقيتها او بالنسبة لبنيته العسكرية المشاركة فيها.

وفي المعلومات انه حشد لها آلاف المقاتلين مع رديفهم اللوجستي الكامل مما يرفع عدد مشاركته بشكل كبير. يضاف اليهم نحو ٧٠٠ مقاتل من عصائب الحق العراقية. وهي ميليشيا شيعية عراقية.

وتضيف هذه المعلومات ان حزب الله أنشأ خطوط حماية لوجستية خلفية لهذه الجبهة داخل المناطق اللبنانية المحاذية لمنطقة القلمون. وهي تتضمن مشافي ميدانية وكمائن وقوات إمداد بالسلاح والعتاد والعديد.

اما خطة الهجوم التي يعتمدها حزب الله فتقوم على ان الجيش السوري يوفر الغطاء الناري المدفعي والجوي فيما الحزب مسؤول عن تنفيذ عمليات التقدم البري.

ثانياً- بموازاة معركة القلمون أعلن حزب الله الاستنفار في صفوف كل قواته في لبنان، وذلك ضمن خطة للإنقضاض على مناطق معينة (كالخط الساحلي الجنوبي) في حال اقتضى الامر ذلك. بالاضافة لمناطق محددة قريبة لمناطق تواجده الشيعية في البقاع والجنوب.

اجتماعات سفارة ايران

وتقول المصادر القريبة من حزب الله ان الاخير يتصرف في هذه المرحلة على انه في حالة حرب حقيقية. وهو رسم سيناريو مركباً لخوضها في وقت واحد داخل سورية ولبنان معاً اذا اقتضى الامر.

ثالثاً- في المعلومات المتوافرة أيضاً انه خلال الايام القليلة الماضية جرت سلسلة اجتماعات في السفارة الإيرانية في بيروت حضرها مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني قدموا الى لبنان خصيصاً من طهران. وكان على جدول اعمال هذه الاجتماعات النقاط التالية:

أ- وضع اللمسات الاخيرة على خطة حرب القلمون لا سيما المتعلق منها بمهام الحزب وعصائب أهل الحق العراقية.

ب- تدارس إمكانية إحضار المزيد من عناصر شيعية من العراق للمشاركة في تدعيم قوات حزب الله سواء في سورية ولبنان، وذلك بالنظر لاحتمالات توسع المواجهة في المقبل من الأسابيع التالية.

ج- إجراء تغييرات على مستوى القيادة العسكرية الوسطية في حزب الله، لجهة تطعيمها بنشطاء عسكريين ضباط من الحرس الثوري الإيراني.

د- علم ان قائد فيلق القدس قاسم سليماني عين مندوباً دائماً له في السفارة الإيرانية في بيروت للإشراف على تنفيذ البنود الآنفة التي أقرت في اجتماعات السفارة خلال الأسابيع الماضية، وهي جرت تحت عنوان معركة القلمون واحتياجاتها المالية والعسكرية وتدارس خطط لمواجهة تداعياتها اللبنانية ورسم سيناريو لكيفية الإفادة من نتائجها سياسياً في لبنان.

أساليب جديدة

وتقول مصادر مقربة من حزب الله ان الاخير قرر اجراء تعديلات على خطته الاعلامية والسياسية العسكرية في معركة القلمون مستفيداً من عبر حصلها خلال معركة القصير. وأبرزها الكف عن نقل أخبار تشييع قتلاه فيها على فضائيته التلفزيونية، بمعنى آخر فرض نوع من التعتيم الإعلامي على خسائره البشرية التي يقال ان الحزب يقدرها بخمسمائة قتيل.

الامر الآخر الذي طالته هذه التعديلات يتعلق باتخاذ الحزب قراراً بالرد العسكري على اي عمل يستهدفه في لبنان وذلك بما يتناسب مع طبيعة هذا العمل.

الامر الثالث يتعلق باتخاذ إجراءات سياسية سيلجأ اليها من قبيل رفع وتيرة التصعيد السياسي ضد ١٤ آذار وايضاً موقع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وإنشاء رابط بين زيارته للسعودية وتعقيدات الوضع السياسي الداخلي والتصعيد الحاصل حالياً. كما ان الحزب قرر بأن يكون لأجندة معركة القلمون أبعادها السياسية اللبنانية من نوع الاستثمار في الفراغ السياسي اللبناني الذي يخطط الحزب ليشمل أيضاً موقع رئاسة الجمهورية. وايضا القيام بـ٧ أيار جديدة ولكن بأسلوب أقسى هذه المرة. والهدف من ذلك أخذ القوى السياسية اللبنانية الى إبرام عقد تأسيسي جديد للنظام السياسي في لبنان يكرس فيه الحزب تفوقه العسكري على نحو سياسي.

وتتوقع هذه المصادر ان يكون للحزب في الايام المقبلة أجندة تصعيد امني وسياسي لافتة داخل لبنان، وذلك على نحو ليس تكتيكياً بل يخدم تقدمه باتجاه فرض شروطه السياسية المعروفة.

قصف سياسي تمهيدي

وتضيف هذه المصادر ان تصريحات النائب محمد رعد النارية الاخيرة لم تكن عبثية بل هي تحضير للمسرح السياسي اللبناني الداخلي لبدء مرحلة التسخين. كما ان خطابي نصرالله الاخيرين خلال عاشوراء وظهوره العلني فيهما وتعمده في هذه الظروف الخروج من مخبئه متجاوزاً كل ما يقال عن أخطار أمنية تتهدده، استهدفا استنهاض الحالة الشعبية الشيعية على نحو يواكب رفع حالة الاستنفار العسكري داخل الحزب. وعدا هذا الامر ومن وجهة نظر متابعين لحزب الله فإن خطوة نصرالله هي باتجاه تعبئة الجبهة الداخلية الخاصة بالحزب لمواكبة معركته المقبلة التي اتخذ الإيراني القرار بخوضها. عدا ذلك فإن امين عام حزب الله أراد توجيه رسالة الى الداخل اللبناني من خلال ظهوره المباشر أبرز ما فيها ان مرحلة جديدة قد بدأت على قاعدة ما قاله في خطاب اخير له حول ان ما يقبل به الحزب في هذه المرحلة لن يقبل فيه في المرحلة المقبلة.

بكلام موجز فإن الحزب حضر المسرح السوري واللبناني مؤخراً لبدء هجومه المركب السياسي والعسكري في كل من القلمون والداخل اللبناني، وذلك في مرحلة تعتبرها ايران حيوية لها اقليمياً ودولياً.

وتفيد معلومات متصلة، ان الحزب قام مؤخراً بعمليات تخزين غذائي وتذخير عسكري في بعض مواقعه المستحدثة داخل مناطق عدة في لبنان، ما يعزز الثقة بمعلومات متداولة عن تحضيره عملية عسكرية داخل لبنان بالتوازي مع المعركة التي يخوضها في القلمون.

  

السنيورة من عين التينة: الأجواء جيدة وسنتابع اللقاءات

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الثانية عشرة والنصف ظهرا في عين التينة الكاتب والاعلامي والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل ومصطفى ناصر، بحضور المستشار الاعلامي علي حمدان وكانت جولة أفق في التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية. واستقبل الرئيس بري عند الثانية بعد الظهر في عين التينة رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة واستبقاه الى مائدة الغداء وكانت مناسبة لعرض الأوضاع والتطورات الراهنة وعدد من الملفات المطروحة. ودام الاجتماع حتى الرابعة والنصف بعد الظهر حيث اكتفى الرئيس السنيورة بالقول: "انطلاقا من ما بدأناه باللقاءات المتتالية للبحث في شتى القضايا المطروحة، كان هذا الاجتماع استمرارا لهذا المناخ، والأجواء جيدة وسنتابع هذه اللقاءات".

 

بري بحث مع هيكل التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الثانية عشر والنصف من بعد الظهر في عين التينة، الكاتب والاعلامي والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل والسيد مصطفى ناصر، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان. وكانت جولة أفق في التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية.

 

قتيل وجريحان في عين الحلوة برصاص مسلح مقنع

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صيدا عفيف محمودي "ان مخيم عين الحلوة يشهد حركة خجولة بعدما أقدم مقنع على إطلاق النار على محمد عبد القادري عبد الحميد وحمود الرامي الملقب بالسعدي وعبد الحميد اليوسف، الذين أصيبوا إصابات مباشرة. وتم نقل محمد عبد القادر عبد الحميد، واصابته في الرأس، الى مستشفى الراعي في صيدا حيث ما لبث ان فارق الحياة. كما نقل كل من محمد اليوسف الذي أصيب في رجله وحمود السعدي الى مستشفى "النداء الانساني"

 

الرئيس الجميل لبى دعوة أبادي الى العشاء واتفاق على ابقاء التواصل

وطنية - لبى الرئيس أمين الجميل دعوة سفير إيران غضنفر ركن أبادي إلى مأدبة عشاء في منزله مساء أمس، رافقه نائب رئيس الحزب سجعان قزي وعضو المكتب السياسي الوزير السابق سليم الصايغ. وحضر كذلك المستشار الأول في السفارة محمد حسن جاويد ومدير القسم الفارسي في الجامعة اللبنانية الدكتور فيكتور الكك. وصدر عن الطرفين بيان مشترك جاء فيه أن اللقاء "كان مناسبة ليجدد الرئيس الجميل تعازيه بالضحايا الذين سقطوا في الاعتداء الانتحاري على السفارة الإيرانية في بيروت، وليهنئ بالمقابل دولة إيران بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن الملف النووي بينها وبين مجموعة الخمسة زائد واحد في جنيف. وأعرب الرئيس الجميل عن ثقته بأن يكون هذا الاتفاق بداية مسار جديد من شأنه أن يعزز علاقات إيران مع المجتمع الدولي وأن ينعكس إيجابا على علاقاتها مع محيطها، كما دعا جميع الأطراف إلى التعاطي بموضوعية مع هذا التطور الكبير. وأمل الجميل بأن توظف إيران هذا الاتفاق في مشروع الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط ولبنان، نظرا لدورها التاريخي ولعلاقاتها الخاصة مع عدد من الأطراف لاسيما في لبنان. وقد شكر السفير غضنفر ركن أبادي الرئيس الجميل على مواقفه عموما وأشاد بمسيرة حزب الكتائب الثابتة على الانفتاح". أضاف البيان أن "الرئيس الجميل والسفير الإيراني تداولا بالوضع السوري، فأيدا خيار الحلول السياسية والديبلوماسية من خلال تسريع انعقاد مؤتمر جنيف 2. وفي هذا الإطار شدد الرئيس الجميل على موقف حزب الكتائب المؤيد لحياد لبنان من الصراعات الدائرة والحريص على وقف تدمير سوريا وعلى سلامة كل مكونات الشعب السوري. كما تناول الحديث الوضع اللبناني حيث أكد السفير الإيراني دعم دولته لتعزيز الوحدة الوطنية في لبنان والحفاظ على استقرار الدولة اللبنانية، وتمنياته أن تتألف حكومة ليتمكن لبنان من مواصلة دوره الريادي في المنطقة والعالم. وإذ ثمن الرئيس الجميل هذا الموقف، حرص على أن تتلاقى جهود الدول المؤثرة في لبنان من أجل خلق مناخ وفاقي يحد من التشنج القائم ويساعد على نهوض لبنان بمؤسساته". وختم البيان أن "الجانبين اتفقا في نهاية اللقاء على إبقاء التواصل لاستكشاف فرص التعاون والتنسيق".

 

ماروني: من حقنا أن نقول طفح الكيل لحزب الله والحملة على السعودية بأوامر خارجية

وطنية - أوضح عضو "كتلة نواب الكتائب" النائب ايلي ماروني في حوار شامل لصحيفة "اللواء" ينشر غدا "ان استقدام حزب الله حزبيين من خندق الغميق، وزقاق البلاط لمحاصرة الجامعة اليسوعية، يدل على انه خطط لإشكال معنا، ومع القوات، علما أنه ليس لدينا موقف مسبق من الحزب، لكن عندما نضرب أكثر من مرة من حقنا، ان نقول له طفح الكيل". وقال: "إن الخلاف مع حزب الله حول تشكيل الحكومة، يتمحور حول شروطه التي لا تنتهي، ولن نكون شهود زور على جر لبنان الى نيران الاحداث السورية". وذكر "عندما كانت المقاومة تقاتل ضد المحتل الاسرائيلي كنا معها، وبعد 2006 تحول سلاحها إلى قمع اللبنانيين والهيمنة على القرار السياسي، واليوم تحول الى قتل الشعب السوري"، سائلا "عن اي مقاومة يتكلمون". ورأى أن "الحكومة لم تلتزم بسياسة النأي بالنفس التي أعلنتها، بل نأت بنفسها عن معالجة وتنظيم النازحين السوريين، حتى تفاقمت المشكلة، وباتت تفوق قدرات لبنان".

ولفت إلى أن "محاربة وإضعاف الاعتدال السني الممثل بالرئيس سعد الحريري والمستقبل، كان لصالح المتطرفين، ومشاركة حزب الله في القتال ضد الشعب السوري استقدمت المتطرفين والتكفيريين الى لبنان". وأشار إلى أن "الحملة على المملكة العربية السعودية، تحمل إدعاءات كاذبة. فالمملكة السعودية كانت دائما داعمة لاستقرار واقتصاد لبنان، وقوى 8 آذار تقف وراء هذه الحملة، وهي تتحرك بالروموت كونترول الايراني، وأميركا لم تعد لديهم شيطانا أكبر". وأكد ان "تهجم النائب سليمان فرنجية، على الرئيس ميشال سليمان، يعود إلى رفض رئيس الجمهورية ما يقوم به النظام السوري، ضد الشعبين اللبناني والسوري".

 

نواب في تكتل "التغيير والاصلاح عون والراعي ينسقان في استحقاق الرئاسة

المستقبل/أوضح نواب في تكتل "التغيير والاصلاح" امس، أن "سياسة الانفتاح التي ينتهجها التيار مع سائر الفرقاء السياسيين لا تعني الخروج من الذات أو الإبتعاد عن المبادئ بقدر ما هي مسعى لتفعيل مؤسسات الدولة التي يضربها الفراغ"، مشيرين الى لقاء مع الحزب "التقدمي الاشتراكي" غداً الاثنين في مجلس النواب، ولقاءين آخرين خلال الاسبوع مع "حزب الله" و"القوات اللبنانية". وأشاروا الى أن رئيس التكتل النائب ميشال عون على تواصل دائم مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في ملف رئاسة الجمهورية"، معتبرين أن الإتفاق الإيراني ـ الدولي في الملف النووي "سينعكس حتماً إستقراراً سياسياً وأمنياً في لبنان".

[ أعلن عضو التكتل النائب سليم سلهب في حديث الى وكالة "الانباء المركزية"، أن لقاء سيجمع "التيار الوطني الحر" مع الحزب "التقدمي" بعد ظهر غد الاثنين في مجلس النواب، "ويتمحور حول كيفية تفعيل عمل المؤسسات خصوصاً مجلس النواب، وسنناقش كيفية فصل المسار التشريعي عن السياسي داخل المجلس لالتئام الهيئة العامة"، مشيراً الى "اننا سنتطرق الى أطر معالجة الازمة الحكومية والاتفاق على آلية لتفعيل عمل مجلس الوزراء". وقال: "بعد لقائنا الاشتراكي الاثنين، سيكون لنا لقاءان آخران مع حزب الله والقوات اللبنانية في بحر الاسبوع المقبل أيضاً".

وعن اللقاءات الشاملة التي يقوم بها البطريرك الراعي منعاً للفراغ الرئاسي، لفت سلهب الى أن "هناك لقاءات دورية بين التكتل والبطريركية، والعماد ميشال عون على تواصل دائم مع البطريرك الراعي ومن الممكن ان يتم هذا التشاور شخصياً وثنائياً بين الرجلين"، مؤكداً أن "التنسيق قائم بين الطرفين في ملف رئاسة الجمهورية". ورأى أن "التسريع في حلحلة العقد اللبنانية والتشديد على تفعيل عمل المؤسسات يزيدان من الاستقرار الأمني في البلد، ما يضمن بالتالي، عودة الشعب اللبناني الى المؤسسات والخروج من الشارع".

[ اعتبر عضو التكتل النائب سيمون أبي رميا خلال لقاء عقده مع هيئة "التيار الحر" في الشياح، أن "الإتفاق الإيراني الدولي في الملف النووي ستكون له تداعيات على المنطقة عموماً وسينعكس حتماً إستقراراً سياسياً وأمنياً في لبنان". وأكد أن "سياسة الانفتاح التي ينتهجها التيار مع سائر الفرقاء السياسيين لا تعني الخروج من الذات أو الإبتعاد عن المبادئ بقدر ما هي مسعى لتفعيل مؤسسات الدولة التي بات يضربها الفراغ من كل النواحي". وأمل في أن "يفك بعض الاطراف اللبنانية حبل الارتهان مع الخارج، وأن يبدأ بالتفكير لبنانياً من أجل بناء جمهورية حرة، سيدة، مستقلة"، مشدداً على "وجوب تحمل اللبنانيين لمسؤولياتهم في دعم مسيرة التغيير والاصلاح".

 

النائب الايراني منصور حقيقت بور: الاستخبارات السعودية وراء تفجير السفارة في بيروت!

 طهران - يو بي أي - اتهم عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الايراني منصور حقيقت بور، أمس، «الاستخبارات السعودية بالوقوف وراء التفجير» الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت الشهر الماضي. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية «ارنا» عن حقيقت بور قوله للصحافيين: «اننا نمتلك أدلة وشواهد تشير الى ان الاعتداء الارهابي الأخير أمام السفارة الايرانية في بيروت نفذته التيارات التكفيرية التابعة لجهاز الاستخبارات السعودي».

 

النائب نواف الموسوي: إذا سقط لبنان في فخ الإنغلاق والتعصب فسيتحول إلى مستنقع تكفيري يتناسل حروبا تطيح به شعبا ووطنا

وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، أننا "نشهد اليوم عودة للفاشية الطائفية حيث تظهر في عقلية الفيتو والكانتون، والتي عاودت لتطفو على السطح بعد أن ظننا أنها قد سقطت، ونشهد ممارسات تناقض العيش المشترك على مساحة ملعب في جامعة أرادت أن تكون جامعة للبنانيين كلهم، فإذا بالعقلية الفاشية تريدها فيتو ثقافي أو طائفي مغلق". أضاف خلال احتفال تأبيني في بلدة أرزون الجنوبية: "أردنا للبنان أن يكون بلدا تعيش فيه الطوائف والمذاهب في تجربة من التنوع الذي يمكن أن يقدم على أنه نموذج للانسانية في تنوعها، فإذا بنا نرى أن عاصمة لبنان الثانية تتحول إلى كانتون طائفي بفعل ممارسة التصفية الجسدية المستمرة يوما بعد يوم دون مواجهة فعالة، وإزاء ما نشهده من ممارسات لا يسعنا إلا أن نسأل الفريق الآخر الذي يتحمل المسؤولية السياسية والمعنوية والميدانية عن هذه الممارسات، وليس بوسعه أن يتبرأ منها بوصفها أعمال تقوم بها ثلة غير معروفة، فالأسماء والفاعلون معروفون". وتابع: "هل هذه هي الدولة التي رفعتم شعار العبور إليها تكون السلطة فيها إما لكم أو لا تكون الدولة أبدا، فتقطعون طريق الحوار وتسدّون أبواب التواصل إلا بشرط أن يكتب لكم الحكم منفردين ومنعزلين ومستبدين، وتحولون الشعب فيها إلى مجاميع طائفية ومذهبية تثيرون بينها البغضاء والحقد من خلال خطابات تحريض مذهبية وطائفية التي تطلقونها عبر وسائل إعلامكم وألسنتكم على مدار الساعة، أهذا هو الشعب اللبناني الذي ينبغي أن يكون موحدا فتحولونه إلى مجموعات يتربص بعضها ببعض، بل يغادر التربص إلى محاولة القتل والإعتداء المباشر، هل هذه هي الدولة التي تحولون فيها الأرض التي ينبغي أن تكون موحدة مفتوحة أمام اللبنانيين جميعا على ما ينص عليه دستورنا، فإذا بكم تحولون الأراضي اللبنانية إلى كانتونات وفيتوات حيث ممنوع على من لا ينتمي إلى الطائفة بعينها أن يدخل إلى هذه المنطقة بعينها، وإلا كان مصيره إما القتل وإما الإعاقة بعد الإهانة والإعتداء". وقال: "ينكشف اليوم المشروع السياسي للفريق الآخر من خلال الممارسات التي حدثت في الجامعة اليسوعية والتي تحدث في طرابلس، وهذه الممارسات لا تنسب إلى مجموعات هامشية، بل إنها تحظى بالتغطية السياسية، وهذه الممارسات تحظى بتغطية الأمر الواقع إن لم تكن بالموافقة المضمرة وأحيانا العلنية من شخصيات سياسية كان يفترض بها أن تنزل على الأرض في طرابلس لتمنع هذه الممارسات التي تنتمي إلى عهد الحرب الأهلية والتي توافقنا على عدم جواز العودة إليها أيا كانت الظروف، فلذلك ينكشف مشروع العبور إلى الدولة، فإذا هي دولة الكانتونات والمجموعات الطائفية المتناقضة ودولة السلطة الأحادية الاستكبارية".

أضاف: "نحن لم نقدم التضحيات في مواجهة العدوان الإسرائيلي لكي نستيقظ على وطن ممزق بشعبه وبأرضه وبمؤسساته المشلولة، فلذلك أخذنا على عاتقنا أن نواجه المشروع الفاشي الذي يهدف إلى تقسيم لبنان في زمن التفتيت الإقليمي والدولي، ولذلك آلينا على أنفسنا أنه مهما جرى من تحامل علينا فلن نغادر موقعنا المتمسك بالعيش المشترك بين اللبنانيين جميعا، لأن نقيض الصيغة اللبنانية هي الصهيونية القائمة على أحادية العرق والدين، وإن مواجهة الفكرة الصهيونية لا تكون فقط بالمقاومة المسلحة الضرورية بل بالقدرة على تقديم نموذج من العيش المشترك بين أتباع الأديان والطوائف ليكون بديلا لمن يريد أن تكون دولته قائمة على صفاء انتمائها الطائفي أو الديني". وتابع: "كنا الحريصين على الدعوة للحوار ولا نزال مصرين بجميع قوانا السياسية في فريقنا على الدعوة للحوار، لأن التجربة بينت في لبنان أنه مهما طال أمد المواجهات السياسية فإننا محكومون بالضرورة للعودة إلى التفاهم عبر طريق الحوار، فلذلك لماذا علينا أن نمر مرة أخرى باختبار المواجهة القاسية التي يمكن أن تأخذ شكل الحرب الأهلية لكي نصل في الختام إلى الحوار ثم التفاهم، فلما لا نبدأ من الحوار والتفاهم الآن، وإننا إذ ندعو الى الحوار والتفاهم فهذا ليس اننا غافلين عن صعوبة إطلاقه في هذه الفترة، والسبب في ذلك بات معلوما إذ أن القرار عند الفريق الآخر ليس قرارا وطنيا مستقلا، بل هو مستحوذ عليه بالكامل من جانب دولة اقليمية لا تريد أن ترى في لبنان إلا ساحة للتعويض عن هزيمة ميدانية وسياسية في سوريا، ولا تستطيع أن ترى في لبنان إلا ورقة يمكن أن توضع على طاولة التفاوض لتحسين ما تعتبر أنها خسرته من مكاسب جراء توصل إيران والمجتمع الدولي إلى اتفاق نووي". أضاف: "فلذلك على الرغم من إدراكنا لصعوبة إطلاق الحوار، إلا أننا لن نفرط في عيشنا المشترك، ومن يواجه شعائرنا وعقائدنا وسلوكياتنا بالإفتراء والإعتداء لن نقابله بالإعتداء على مقدساته ورموزه كما حصل لدى إخواننا واخواتنا في الجامعات جراء ما يتلقونه من أذى في عقائدهم وشعائرهم في هذا البلد الذي يفترض أن يكفل حرية العقيدة والرأي والإنتماء أيا كانت العقيدة والرأي والإنتماء، فإننا سنظل على صبرنا لأننا لا نريد أن نقع في فخ التماثل مع الآخر في فاشيته أو تعصبه وانغلاقه، لأننا نعرف أن لبنان إذا سقط في فخ الإنغلاق والتعصب فسيتحول بأسره إلى مستنقع تكفيري يتناسل حروبا تطيح بلبنان دولة وشعبا ووطنا".

وختم الموسوي: "نقول لمن يراهن على الإرهاب التكفيري، إنك تكرر الخيبة مرة أخرى، لأننا سننتصر وسيبقى لبنان بلد العيش المشترك والوفاق الوطني والمقاومة التي تعطيه المنعة والعزة في مواجهة التهديد الإسرائيلي".

 

بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي  ترأس قداسا في البلمند لمرور عام على وفاة هزيم

اجراس انطاكيا اجراس محبة لا تسكتها وعورة التاريخ ولا تنيخها صعوبات الحاضر

وطنية - ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي القداس الالهي والجناز، لمناسبة مرور عام على انتقال المثلث الرحمة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، بدعوة من البطريركية في كنيسة رقاد والدة الاله في البلمند، بمعاونة كل من المطارنة جاورجيوس خضر، الياس الكفوري، جاورجيوس ابو زخم، باسيليوس منصور، افرام كرياكوس وكل من الاساقفة رئيس دير سيدة البلمند غطاس هزيم، نقولا بعلبك وكوستا كيال ولفيف من الكهنة والشمامسة. كما حضر العميد وليم مجلي ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن، وزير الثقافة كابي ليون، الوزير السابق جاك صراف، حسان صقر ممثلا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان، النواب نضال طعمة، رياض رحال، فادي كرم، سفيرة اليونان كاترين بورا، الرئيس السابق لمرفأ طرابلس انطوان حبيب، مجلس امناء جامعة البلمند، عمداء ومدراء الجامعة، مديرا مدرستي البلمند الفرنسية والانكليزية وافراد الهيئتين التعليمية والادارية، رؤساء بلديات وشخصيات وعائلة البطريرك الراحل وحشد من المؤمنين.

وبعد الانجيل المقدس، القى يازجي عظة قال فيها: "انسان هذه المنطقة حبيبنا. نحن من هذه الارض نطلع فنتصاعد الى السماء. نذهب حتى جذور تاريخها ونمتد الى غدها على مركبة الرجاء. نحن لسنا طائفة يقف همها عند حدودها. نحن ومضة ونبض ونسغ حتى يتألق الجميع ويطمئن الجميع. ونحن على المصلوبية حتى لا ينوء احد سوانا تحت الصليب. وان لنا من الحب والرؤى اللاهوتية ومن ممارسة هذه البلاد ما يجعلنا نشعر باننا لحمة بين طوائفها جميعا". واضاف: "هذا ما قلته يا سيدنا اغناطيوس في الكنيسة المريمية يوم قلدت عصا الرعاية والابوة اواخر سبعينيات القرن الماضي. وهذا ما تردد صداه قلوب المؤمنين المجتمعين ها هنا كما جدران هذه الكنيسة الشاهدة على عراقة واصالة ايمان كنيسة الانطاكيين".

لسنا هنا لنرثي اغناطيوس الرابع بل لنستذكر من خلال حياته ما له ان يترع قلوبنا رجاء ويلهبها غيرة وحمية. حين يتكلم المرء عن اغناطيوس الرابع يجد ان الكلمات تخونه وتخذله في ذكرى ذلك الطفل والشاب والطفل والشيخ الوقور الذي التقم منذ صباه محبة الرب من اهل وديرة طيبة فاعتجن بخير التواضع وتنهنه على صاج محبة الرب فافاح عرف طيبه للعالم كله".

ورأى انه "حين يتكلم المرء عن الاغناطيوس، عن الناري اسما - كما يدل معنى اسمه في اللاتينية - وعن الناري فعلا وموقفا، فان نار الغيرة الربانية تلظي قلبه بذكر ذلك الفتى حبيب الذي احتضنته كنيسته محردة مرتلا متتلمذا على يد ابيه. ونار الغيرة هذه ترسمه في مخيلة كل منا مغادرا بلدته سنة 1936 وهو ابن ال16 ربيعا وقاصدا طرابلس ومنها الى بيروت حيث راى ما سمته كتب ذلك العصر الحداثة، وفي بيروت عرف الفتى كيف يكون كالنحلة الحكيمة التي يتكلم عنها القديس باسيليوس الكبير، والتي ترى كل شيء وتنظر كل المروج لكنها لا تنغمس في كل شيء، بل تنتقي بديع الازهار فترتشف رحيقها وتبث محيطها عسلا خالصا مختمرا بحب الرب وعشق كنيسته المقدسة". ولفت الى ان "الشاب درس في بيروت واحتضنته محبة راعيها آنذاك، فعرفت الجامعة الاميركية ذالك الشاب الذي لم يخجل يوما بثوبه الكهنوتي في رحابها ولم يأل جهدا في تلقف كل العلوم الانسانية. وهنا قد يقول قائل ان علم العلوم ومحجة المعارف هي الصلاة والصلاة وحدها وهذا صحيح. الا ان الجواب هنا يأتي من الاباء من امثال الذهبي الفم وغيره الذين توسلوا علوم الدنيا الارضية باسرها ليوصلوا اسم الرب الى الشفاه ويوطنوه افئدة الناس وكيانهم. من بيروت آثر الشاب، الذي صار الشماس اغناطيوس، طلب العلم اللاهوتي في فرنسا وفي معهد القديس سارجيوس، فدرس هناك ونال اعلى الشهادات، وعاد الى مطرانه ليتسلم ادارة مدرسة البشارة".

واضاف: "سيم كاهنا وارشمندريتا ومن ثم اسقفا سنة 1962، وفي السنة عينها انتدبه البطريرك بناء على رغبته هو لرئاسة دير سيدة البلمند. ولم تكن التلة البلمندية حينها تتخيل انها ستتجلى بحضور اسقف بلميرا وتنفض عن شرارة روحها غبار الزمن وترهل الماضي. وفي البلمند سقى الاسقف الشاب كنيسة المسيح بعرق اتعابه، فاشرف على بناء المدرسة واصطبغ ذكره بمعهد اللاهوت. ومن البلمند انتدبه المجمع مطرانا على اللاذقية وفيها ربانا واحتضننا فتيانا يفعاء مرشدا خطانا الى ديار الرب". وقال: "في تموز عام 1979 اختارته المشيئة الالهية خلفا للمثلث الرحمة الياس الرابع وسائسا عرش الرسولين.

وذكر في فترة بطريركيته حادثة رأها تعبر عن وجه اغناطيوس الرابع حتى يومنا بالقول: في سنة 1988 وفي ذروة احداث لبنان المريرة اطلق غبطته مشروع جامعة البلمند. يومها قيل له اتراها ظروفا واحوالا مناسبة تلك التي تكتنفنا لنبني معاهد وجامعات؟ فاجاب اذا كان قدرهم ان يدمروا فان قدرنا ان نبني ونبقى. وهذا بالفعل ما يختصر حالنا الان في المشرق كله. ان كل مشاهد الموت والدمار لن تقتلعنا نحن المسيحيين من ارضنا، لان ارض مسيحيي انطاكيا هي كينونتهم. وان اجراس كنائسنا التي قرعت وتقرع من غابر الايام ستقرع دوما بعنفوان وقوة وستسمع صوت المحبة والتآخي مع الغير الى اقاصي الارض. اجراس انطاكيا اجراس محبة وتآخي لا تسكتها وعورة التاريخ ولا تنيخها صعوبات الحاضر التي لن تزيدنا الا تشبثا بالارض ورجاء وطيدا يمحو رماد التجارب".

وتوجه بالطلب من البطريرك اغناطيوس، من على هذا المنبر، من البلمند الذي سقيته من اكسير محبتك، والذي اعتادك ابا وواعظا ومدبرا لعروسة المسيح، ان تذكر هذا المشرق والعالم كله في صلاتك. اسألك بكلمات شفيعك القديس اغناطيوس الانطاكي ان تصلي من اجل الكنيسة التي في سوريا التي المسيح ناظرها ومحبتك. اسال المخلص ان ينزل على سوريا الحبيبة سلامه الالهي وسله ايضا الرأفة بانسان هذه البلاد والشفقة بالذين اخطأوا. واعوزهم مجد الله. قل له اننا لا نخشى التجارب لاننا نستمد من محياه مواطن القوة، لكننا بالنهاية بشر تجتاحنا الرهبة امام تجرع كأس الالام. قل للمخلص اننا نفتقد اخوينا المطرانين يوحنا وبولس ونسألك حفظهم وردهم وسائر المخطوفين سالمين معافين". وختم" ارنا يا سيدي من عليائك وتعهد لبنان الغالي، وسل المخلص ان يغرس سلامه في ربوعه وفي قلوب بنيه، فيعرفوا جميعا انهم مؤتمنون على بلد الارز الغالي ويتعلموا من الارز الذي يبسط افنانه افقيا ويرتقي اعلى الجبال، ان بلوغ المجد والعلى والرقي بالدولة والمجتمع يتم بمد اليد افقيا وبملاقاة الاخر وقبوله والنهوض معه باعباء هذا الزمان. لقد ائتمنك المخلص يا سيدي على كنيستنا التي، على عهدك لملمت جراحها واستعادت وحدة كنسية صدعتها اهواؤنا. صل الى الرب ان يمسحنا جميعنا ببلسم حكمته لنصون هذه الكنيسة واحدة لا غضن فيها ولا شائبة. صل اليه ان يفقه ابناءك في انطاكيا ويزرع في قلوبهم ان كنيسة من تسموا اولا مسيحيين جديرة وتستحق منهم كل الجهود التي تصونها واحدة يتجلى فيها رونق وبهاء الرب يسوع. سله ان يقتنف عالمنا وبلداننا بظل جبروته الالهي ويمسحها بفيض شفقته الربانية، هو المبارك والممجد اب الدهر آمين".

ثم افتتح معرض صور تذكارية في قاعة الدير عن البطريرك الراحل. ومن ثم تقبل البطريرك اليازجي وعائلة الراحل اغناطيوس التعازي في قاعة استقبال الدير. هذا ويفتتح اليازجي غدا مؤتمرا جامعيا حول "البطريرك اغناطيوس الرابع: الانسان وميراثه"، ويستمر لمدة ثلاثة ايام.

 

قداس في شرتون لراحة نفس بيار الجميل وسمير الشرتوني

وطنية - اقام حزب "الكتائب اللبنانية" واهالي بلدة شرتون - قضاء عاليه قداسا الهيا لراحة نفس الشهيدين بيار امين الجميل ومرافقه سمير امين الشرتوني، في قاعة كنيسة مار شليطا في البلدة، ترأسه كاهن الرعية الاب يوسف مبارك، وحضره النائب فادي الهبر، السيدة جويس امين الجميل وباتريسيا بيار الجميل، رئيس بلدية شرتون جوزف مارون وابناء البلدة والمحيط وحشد من الحضور. بعد القداس القى مبارك عظة قال فيها: "الانجيل الذي نسمعه كل عام هو حال المسيحيين، المسيحيون في الارض قاطبة هم شعب يؤمن بالله ويعيش التواضع. والتواضع هو ليس فقط انحناء امام الاخر بصورة مبطنة، الانحناء هو تواضع بكل معنى الكلمة، الانحناء الى الرب ومحبة مفعمة صادرة من عمق اعماق الانسان، والتواضع يعلمنا عدم العنف، وعدم الاخذ بالثأر، التواضع يعلمنا قبول المصيبة ونصلي لربنا، والانسان معرض كل دقيقة لمخاطر وامور مفاجئة تحدث معه، هذا حالنا وحال اجتماعنا اليوم، التواضع امام العالم وامام الناس والله. ونقول له يا رب هذه هي مشيئتك". واضاف: "ربنا وضع فينا الفرح والحزن لنقبلهما في ذات الوقت، الحزن على فراق شابين عزيزين كافحا في بناء هذا الوطن، ميراثا عن الاجداد والآباء اطال الله في عمرهم. وبتواضعهم المسيحي كانوا يجدون بحسن تدبير وانفتاح على الاخر، لكن يد الغدر كانت ظالمة والتي نسلمها الى ربنا لينتقم بطريقته الالهية، وعندما نتحدث عن شهدائنا المسيحيين شهداء حقيقيين نعي بالكلمة بعد ابعادها لاننا ولا يوم من الايام قلنا لانسان اذهب واقتل حالك لنعتبرك شهيدا". وتابع: "مجتمعنا المسيحي يقول للانسان اسع في البناء واذا سقطت في منتصف الطريق فانت شهيد، لهذا السبب نرى شهداءنا "نظاف" يلمعون ببياض الدم، الدم الاحمر ولكن يتألق بياضا، هذا البياض الالهي هو يدافع وهو يعطي وهو يستجيب لنا". وختم مبارك: "هذه الصلاة نرفعها لاجل هذين الشهيدين، وطلب امين وصادق يعطينا كما نريد لهما على ذات الارادة الالهية ان يكونا سعيدين وسط الابرار والصديقين". بعد ذلك توجه الحضور الى المدافن حيث وضعوا اكاليل الزهر. وكانت قد اقيمت حواجز محبة في بحمدون الضيعة وشرتون وزعت خلالها الورود البيضاء على المارة مرفقة مع صورة للشهيدين بيار وسمير.

 

مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: ما ذنب لبنان حتى يدفع ثمن طموحات نصر الله وتطلعاته المذهبية

وطنية - اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، في تصريح، ان "ما يقوم به حزب الله حرام وألف حرام، من تقديم القرابين لولي الفقيه في ايران من اجل إتمام صفقاته الدولية والاقليمية"، سائلا "أما آن للشعب اللبناني ان يستريح من إهدار الدماء وإهدار الأموال وإهدار الكرامة على مذبح ولي الفقيه؟ لماذا تشتعل نار الحقد الاسود في سوريا؟ لماذا تشتعل نار الحقد في طرابلس؟ لماذا تشتعل نار الحقد في الضاحية؟ لماذا يعيش لبنان على فوهة بركان؟ لماذا يفقد لبنان كيانه ووجوده ودولته واستقراره الامني والاقتصادي والاجتماعي، ولماذا يراد له ان يظل في ضياع مستمر من أجل ان يرضى ولي الفقيه". وقال: "عجيب أمر حسن نصر الله، في كل يوم يرسل بعشرات التوابيت الى القرى الشيعية لدفن زهرة شباب هذه القرى إرضاء لسياسة ولي الفقيه في سوريا. لماذا إثارة الأحقاد التاريخية والفتن المذهبية والقلاقل والحروب، ويسقط الشباب وتشرد النساء وتدمر المدن وتخرب البيوت الآمنة، وتحرق بنار الجنون الاجرامي لسفاح سوريا، من اجل إرضاء ولي الفقيه في ايران؟ أعتقد ان واجب حسن نصر الله الوطني ان يعيد الهدوء والاستقرار الى وطنه لبنان، والى أهله في الجنوب، والى الناس الابرياء في طرابلس، وان يقدم خدمة لوطنه بان يوقف أنهار الدماء ليحل محلها الامن والامان والاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان وسوريا في آن واحد". أضاف: "لقد حققت ايران ما تريد، فهل يحقق الشعب اللبناني ما يريد ويتخلص من هذا الكابوس الامني الذي يسمى حزب الله، والذي يزعزع الامن في كل أنحاء لبنان؟ أماآن لهذاالوطن ان يستريح، أما آن لهذا الفارس ان يترجل". وختم الجوزو: "ما ذنب لبنان وما ذنب شعب لبنان حتى يدفع ثمن طموحات حسن نصر الله وتطلعاته المذهبية والشوفانية وتعطشه لمزيد من الدم ومزيد من الخراب ومزيد من شباب لبنان الذي يذهب ضحية غروره".

 

الراعي: لا يمكننا تجاهل ما يجري في طرابلس وجولة العنف المتفجر أمس باتت تنذر بانكشاف أمني خطير

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، يوسف بشارة، حنا علوان وعاد ابي كرم ولفيف من الكهنة. حضر القداس محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر، قائمقام كسروان -الفتوح جوزف منصور، رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان طلال المقدسي، عضو المؤسسة المارونية للانتشار لوران عون، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، النائب السابق انطوان حداد، وفد من أهالي جزين عرض معه ردود الفعل التي اثارها حديث المطران الياس نصار، الامينة العامة للمؤسسة المارونية للانتشار هيام البستاني، رئيس منظمة لبنان للامم المتحدة سمير الضاهر، العقيد ميشال كرم، المحامي جو صوما ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "ذهبت مريم مسرعة الى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات، وقال فيها: "تذكر الكنيسة في هذا الأحد زيارة مريم العذراء لنسيبتها إليصابات، بعد بشارة الملاك جبرائيل لها بأنها ستكون أم الإله المتجسد، وإعلامها بأن إليصابات العاقر حبلى هي أيضا بابن في شيخوختها، وهي في شهرها السادس. سافرت مريم مسرعة من الناصرة بلدتها إلى عين كارم بلدة إليصابات، قرب أورشليم، وهي حامل بالرب يسوع، وممتلئة من الروح القدس، لكي تتقاسم مع إليصابات فرح الإيمان بما أوحاه الله في البشارتين، لزكريا ومريم، ولكي تشهد لإيمانها بمحبة الله وعنايته في خدمة إليصابات العجوز الحامل بيوحنا. نصلي اليوم لكي يملأ قلب المسيحيين فرح سر المسيح، فيعيشون الحياة الجديدة المعطاة لهم بنعمة الأسرار، وينشرون هذا الفرح في خدمة ما هو حقٌ وخيرٌ وسلام، ويبنون بيئة إنسانية تعمل على إنماءِ الشخص البشري إنماء إنسانيا شاملا، وإنماء المجتمع ثقافيا وأخلاقيا واقتصاديا". اضاف: "يسعدني أن أحييكم جميعا وبخاصة جمعية الفكر الأخضر، رئيسة وأعضاء، بمناسبة إطلاق حملة المليون شجرة من الصنوبر المثمر، تُزرع في مختلف المناطق اللبنانية، في إطار الإستراتيجية الوطنية لإعادةِ التحريج في لبنان. إننا نهنئُ الجمعية على المبادرة ونباركُها ونُشددُ على رموزها ومعانيها وعلى أهميتها البيئية والوطنية.

ففي الكتاب المقدس، أنشد المزمور 72 الحياة الوافرة التي يعطيها المسيحُ الملك الآتي: "وفُرت الحنطةُ في البلاد، وتموجت على رؤوس الجبال، كلبنان إذ أخرج ثماره وأزهاره، وأخرجت أرضُه عشبها" (مز 72: 16). وتنبأ أشعيا أن مع المسيح الآتي ينتصرُ الحقُ ويحلُ الخيرُ والبر: "أليس عما قليل يتحول لبنان جنة، والجنةُ غابا!"(أش 29: 17). وبشر هوشع النبي بالخلاص النهائي على يد المسيح الآتي للذين يتوبون إلى الرب توبة صادقة: "أشفيهم وأحبُهم بسخاء، لأن غضبي انصرف عن الشعب. أكون له كالندى، فيزهر كالسوسن ويغرز جذوره كلبنان، وتنتشر فروعه، ويكون بهاؤه كالزيتون ورائحته كلبنان... ويزهرون كالكرمة فيكونُ ذكرُه كخمر لبنان"(هو14: 5-8).

أما من ناحية البيئة فإن تحريج لبنان يحافظ على جماله الطبيعي الأخضر، فيظل منسجما مع الصور التي تأخذها الكتب المقدسة منه لتبين لجميع الأجيال جمال الله. والتحريج يندرج في خط الرموز التي تشير إلى البيئة الطبيعية حيث نعيش، والتي تطبع ثقافتنا وميزتنا، حسب القول المأثور: "قُلْ لي في أي بيئة تعيش، أقول لك من أنت". وتابع: "إنكم بهذه المبادرة تعيدون للأرض اللبنانية بهاءها وجمالها، وتدعون للمحافظة عليها. هي التي انتقلت إلينا إرثا ماديا وروحيا وتاريخيا وحضاريا. عليها كتبنا تاريخنا، وهي شكلت هويتنا، وحددت رسالتنا في هذا المشرق، فإنْ خسرناها، خسرنا ذواتنا، ويصح فينا قول الرب يسوع: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"(متى 16: 26). وفوق ذلك، ترتبط البيئةُ الطبيعية عضويا بالبيئة البشرية. فتنوُع أشجارِها وأزهارِها وكرومِها وزيتونِها إنما يدل على تنوع ثقافة مجتمعها. فها البيئة اللبنانية تتميز بالتنوع في الوحدة، وينبغي الحفاظ على هذه الميزة. لبنان أرض العيش معا، وأرض تلاقي الأديان والثقافات المنظم في الدستور الذي يحافظ على المكونات الاجتماعية، فلا تذوب أيٌ منها في الأخرى. كلها تؤلف بيئة وطنية واحدة قوامها الحوار والتعاضد والتضامن، ويسودها نظامٌ ديموقراطيٌ يحترم الحريات العامة وحقوق الإنسان، وتُغنيه ثقافةُ التواصل التي تنبذ وترفض لغة الحرب والعنف والإرهاب. فلا بد من المحافظة على هذه البيئة الوطنية التي تُميز لبنان ومجتمعه، وتُحبِب به الأجانب الذين يعيشون فيه أو يقصدونه، أعربا كانوا أم غربيين. ولكن لا يمكن حماية هذه البيئة الوطنية، إلا بإنسانها المزين بالحقيقة والأخلاقية والحرية، وبمؤسساتها الدستورية المنظمة والمُنزهة من أي فساد والمُحترمة من جميع المواطنين بدءا من القيمين عليها".

وقال: "في هذا الإطار، لا يمكننا ان نتجاهل ما يجري ويا للاسف في طرابلس العزيزة. إن جولة العنف المتفجر ليلة أمس باتت تنذر بانكشاف أمنيٍ خطير، رغم خطة الانتشار التي تبذلها الأجهزة الأمنية مع الجيش مع ما يرافقها من توافق سياسي لتنفيذها. إن أخطر ما في الأمر هو عمليات القنص التي تشعل المدينة وتجعلها رهينة بيد قناص قد لا يكون لا من باب التبانة ولا من جبل محسن. يؤسفنا أن بيئتنا حاضنة لأسباب التفجر، ما يجعلها، في أكثر الأحيان ضحية سياستها الضيقة. وقى الله لبنان شر هذه الأيام". وتابع الراعي: "ذهبت مريم مسرعة إلى بيت إليصابات". إن مريم، في زيارتها لإليصابات هي صورة الكنيسة وصورة كل مؤمن ومؤمنة. هي أول رسول وأول مبشر بسر المسيح. ولذلك سُميت "نجمة الكرازة بالإنجيل". إنها أول من تبلغ إنجيل يسوع المسيح، وأول من بشر به. لكن الإنجيل ليس في الأساس كتابا، بل هو شخص يسوع المسيح، "كلمة الله الذي صار بشرا" (يو1: 14)، جنينا في حشاها. فكان التفاعل بين الجنينين: يسوع ويوحنا، كما عبرت إليصابات لمريم: "ما إن وقع صوت سلامك في أذني حتى ارتكض الجنين من الابتهاج في بطني" (لو1: 41). وكان امتلاء إليصابات من الروح القدس، وكانت تحيتها النبوية لمريم المباركة في النساء، وأمِ ربها، وامرأة الإيمان (راجع لو1: 41-45).

حيث مريم هناك يسوع المسيح. وحيث المسيح هناك الروح القدس والفرح وقراءة علامات الأزمنة. هذه هي رسالة الكنيسة والمسيحيين في لبنان وعلى أرض الشرق الأوسط، التي أنجبت مريم، والتي عليها تجلى سر المسيح والروح القدس وانتشر الفرح الحقيقي والسلام الآتيين من السماء. بهذا المعنى قال البابا فرنسيس في لقائه مع بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية ورؤسائها الأعلين في 21 تشرين الثاني المنصرم: "لا يمكن التفكير بالشرق الأوسط من دون مسيحيين. هم الذين منذ ألفي سنة يعلنون فيه اسم يسوع، ويتأصلون كمواطنين أصيلين في حياة بلدانهم الاجتماعية والثقافية والدينية". ووجه النداء إلى الدول "لاحترام حق الجميع بحياة كريمة، وبإعلان إيمانهم الخاص بحرية". ودعا "الكنيسة للصلاة من أجل نيل المصالحة والسلام من قلب الله الرحوم. فالصلاة تُجرد الجاهل من سلاحه، وتولد الحوار حيث يوجد النزاع. إذا كانت صلاتنا مخلصة ومثابرة، جعلت صوتنا الوضيع والحازم مسموعا لدى المسؤولين عن الأمم". وقال: "فليكن وجودنا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط مثل زيارة مريم لإليصابات، وجود تقاسم مزدوج. نتقاسم حقيقة المسيح مع جميع الناس والشعوب والثقافات. فنكون جماعة الحقيقة التي تُحرر وتجمع. هذه هي الرسالة التي تسلمتها الكنيسة من الله. كنيستنا رسولية، وجودنا رسولي نحمل للجميع بشرى إنجيل الخلاص والحقيقة والمحبة وكرامة الإنسان وقدسية الحياة البشرية في زمن باتت فيه شريعة القتل مباحة. ونتقاسم معهم خيرات الأرض المعدة من الله لجميع الناس، أكانت ملكية خاصة أم مكلية عامة أم مالا عاما. نتقاسمها بممارسة العدالة الاجتماعية وبالتضامن وبالمحبة التي تحركهما، ولاسيما تجاه الفقراء والمحتاجين على تنوع فقرهم الروحي والمادي والثقافي والاجتماعي. مريم العذراء في زيارتها لأليصابات مثال لنا في تقاسم حقيقة المسيح والفرح بنشيد "تعظم نفسي الرب"، وبخدمتها لأليصابات طيلة ثلاثة أشهر، حتى مولد يوحنا (راجع لو1: 46 و56). وختم الراعي: "تعالوا نفتح في هذه الذبيحة الإلهية قلوبنا إلى الله الذي يقاسمنا ذاته وخيور السماء بالمسيح في القربان، فندخل في شركة أفقية في ما بيننا ومع جميع الناس، ونتقاسم معهم خيورنا الروحية والمادية والثقافية. ونرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، الذي منه كل عطية صالحة، إلى الأبد، آمين". بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية. كما التقى وفدا من حزب الخضر برئاسة السيدة ندى زعرور لإطلاق حملة المليون شجرة بأوقاف الكنيسة المارونية، برعاية الراعي، لإعادة تحريج لبنان من ضمن الحملة الوطنية، وبالتعاون مع جمعية الثروة الحرجية والتنمية.

 

رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير ر: بامتناع الخليجيين عن المجيء إلى لبنان نخسر الكثير ايام الحرب كانت افضل من اليوم وأينما اتجهت لا يطالعك غير الفاسدين

وطنية - عقدت الهيئة الإدارية لجمعية الإعلاميين الاقتصاديين لقاء إعلاميا مع رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، جرى خلاله حوار حول الأوضاع الاقتصادية في ظل الفراغ الحكومي والتشريعي القائم، وفي ظل الانعكاسات السلبية الناتجة من الأوضاع الإقليمية والمحلية الراهنة.

شقير

استهل شقير اللقاء، فعرض "للتراجع الاقتصادي الخطير التي تشهده معظم القطاعات، سواء في الصناعة والتجارة أو في الخدمات وبخاصة القطاع السياحي. وتوقف بالتفصيل عند العامل الخليجي وتأثيراته على الاقتصاد جراء امتناع الخليجيين عن المجيء إلى لبنان وقال: "الواقع الذي لا يمكن لأحد إنكاره إن بلدان الخليج، وبخاصة السعودية، تشكل العمق الاقتصادي للبنان. فللخليجيين الحصة الكبرى في تدفق الاستثمارات إلى لبنان، كما إنهم يشكلون الركن الأساسي للسياحة أعدادا وإنفاقا، فضلا عن أن الخليج هو سوق رئيسي أمام الصادرات الصناعية اللبنانية. أضاف: "بامتناع الخليجيين عن المجيء إلى لبنان، يخسر لبنان الكثير، بما في ذلك تحويلات اللبنانيين، حيث أن أكثر من 60 في المئة منها يأتي من العاملين في بلدان الخليج. فلماذا الإمعان في توتير العلاقات الخليجية - اللبنانية بدل بذل المساعي لخلق أجواء أفضل؟" وأشار إلى أن "الهيئات الاقتصادية نبهت ولا تزال إلى هذا الوضع الخطير الذي يهدد المؤسسات ويعرض العمالة اللبنانية للمزيد من البطالة". وقال: "كلما أطلقنا صرخة تم اتهامنا بأننا نتحدث سياسة. نحن لا نتحدث سياسيا بل اقتصاديا ونعرض أرقاما ومؤشرات تدل على منحى التدهور الحاصل". وسئل عن جدوى تحرك الهيئات في ظل غياب حكومي وفي ظل مجلس نيابي لا يجتمع، فقال: "إن تصريف الأعمال يتم اعتماده لمعالجة أوضاع طارئة واستثنائية، وليس المطلوب من مجلس الوزراء إقرار مشاريع جديدة، بل اتخاذ إجراءات عادية للانقاذ وتطبيق القوانين النافذة، ونعتقد أن مثل هذه الإجراءات الملحة أكثر فائدة من عمليات التوظيف التي يمارسها بعض الوزراء". وتطرق إلى موضوع سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام، فأكد أن الجميع يدرك خطورة هذه الخطوة على المالية العامة لكنه قال: "إذا كنا أمام خيارين كلاهما مر؛ البطالة أو التضخم، فإنني بالتأكيد مع التضخم الذي يمكن معالجته، ولأن خسارته على العامل جزئية بينما البطالة خسارتها كاملة". وتطرق الى موضوع الفساد، معتبرا "أن كلمة فساد كانت صالحة لما كان يجري سابقا وربما منذ الاستقلال، إلا أن ما يجري اليوم فيحتاج إلى مصطلح آخر غير كلمة "فساد" وقال: "في المطار فساد، في المرفأ فساد. أينما اتجهت لا يطالعك إلا الفاسدون والمفسدون، حتى بعض القطاع الخاص يسهم في هذا المضمار، لأن الدولة لا تؤمن له الحصانة والمناعة وتكافؤ الفرص. وهنا لا بد من التساؤل: هل كل الشركات تدفع الضرائب، هل كل الشركات تلتزم بتشغيل اليد العاملة اللبنانية؟ وهل تصرح عن عمالها للضمان؟"

الصناعة

وتناول في هذا المجال ما تعاني منه الصناعة اللبنانية قائلا: "لدي عشرات الشكاوى من منافسة الصناعيين السوريين للصناعيين اللبنانيين، وبالأخص في منطقة البقاع. فأنا لست ضد أي استثمار خارجي من شقيق أو صديق، ولكن ما أطلبه أن يعامل الصناعي الغريب كما يعامل الصناعي اللبناني، ولا نريد أكثر من ذلك، وتسألونني عن وجود مصانع لبنانية عديدة غير مرخصة، فأنا أجزم بأن كل المصانع غير المرخصة مستعدة للالتزام بالقوانين إذا وفرت لها الدولة الظروف الملائمة، وأنا كنت أحمل مشروعا في هذا الخصوص لقيت كل ترحيب به من وزراء الصناعة والمال والاقتصاد في الحكومة السابقة، لكن زعماء الفراغ عطلوا كل شيء، وأنا أجزم بأن الحل الوحيد لشرعية هذه المصانع يكمن في عدم محاسبتها على الماضي، والانطلاق من الآن فصاعدا".

وعن أفق العام 2014، قال: "في 2013 ترحمنا على ال2012 وإن شاء الله لا نترحم على 2013. صدقوني إن أيام الحرب كانت أفضل مما هي اليوم، في الحرب كان هناك مال سياسي. مال غير شرعي. أما اليوم فالضائقة تشد الخناق على الجميع".

وردا على سؤال عن الأسبوع اللبناني الذي سيقام في مدينة جده قال: "اخترنا جده لاسباب عدة أولها كون السعودية أكبر سوق عربية، وأكبر سوق بالنسبة إلى لبنان، ثانيها إن المملكة مقبلة في السنوات المقبلة على طفرة كبيرة بسبب المشاريع الضخمة الجاري تنفيذها، وثالثها اهتمامنا بالشعب السعودي الذي يحذر في هذا الظرف من المجيء إلى ربوعنا، فآلينا على أنفسنا كقطاع خاص أن نذهب نحن إليه. والسياسة غير وارد أن تفرقنا، وكلمة حق تقال ان الحكومتين اللبنانية والسعودية سهلتا إعطاءنا الرخص الضرورية لإقامة معرض، ولعل أهم الأسباب أيضا كون الاقتصاد اللبناني يقوم على قاعدة خليجية. وتقتضي الإشارة هنا إلى أن غرفة بيروت قررت أن تساهم بنسبة 50 في المئة في كلفة أجنحة 100 عارض لبناني".

وفي ما خص المبادرات التي يقوم بها مصرف لبنان في شأن ضخ السيولة في السوق قال: "صدقوني أنني كلما استيقظت صباحا أدعو للحاكم بالخير، وقبل خلودي إلى النوم أفعل الشيء نفسه. ودائما نكرر أن قطاع المصارف هو العمود الفقري لاقتصاد البلد، والذي يؤمن الحماية للدولة والقطاع الخاص، ولذلك يجب عدم تحميله أكثر مما يحتمل. وحتى الآن لم نتلمس بعد ما آلت إليه المبادرة الأخيرة، أما بالنسبة إلى المبادرة الأسبق والتي تضمنت ملياري و500 ألف ليرة لم يتم الإقبال سوى على 300 مليون ليرة فحسب. لأن كل القطاعات مأزومة، خذ السياحة مثلا، كانت نسبة الإشغال الفندقي 30 في المئة بعد انفجار السفارة الإيرانية هبطت إلى 10 في المئة".

وطالب بإعادة نظر في كل القوانين، بما فيها قانون الاستثمار الذي أطلقه الرئيس رفيق الحريري قبل 14 عاما وأبدى تفاؤله بأن يكون للبناني دور أساسي في إعادة إعمار سورية.

 

النائب ايلي كيروز افتتح التحويرة الثانية في منطقة الارز/ستريدا جعجع: خطوة متقدمة لتعزيز الارز كمعلم سياحي وثقافي

وطنية - افتتح نائبا بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز التحويرة الثانية في منطقة الأرز، في حضور المطران مارون العمار، قائمقام بشري بالتكليف ربى شفشق، رئيس إتحاد بلديات القضاء إيلي مخلوف، رئيس بلدية بشري أنطوان الخوري طوق وحشد من رؤساء البلديات، المخاتير، النقيب المهندس جوزف إسحق، منسقي القوات ومسؤولي الجمعيات البيئية وكهنة وقادة الأجهزة الأمنية في القضاء، مديري المدارس وحشد من القواتيين.

وأقيم بالمناسبة إحتفال شارك فيه بفاعلية الكشاف الماروني الذي عزف بداية النشيد الوطني ونشيد التشريفات، ليقص بعدها النائبان والمطران ورؤساء البلديات الشريط التقليدي ثم ألقت الزميلة ديامان رحمة كلمة أكدت فيها "أن منطقة الجبة باتت بفضل نائبيها جعجع وكيروز تخرج الى النور بعد سنين الحرمان التي عاشتها طوال زمن الوصاية".

الخوري

ثم ألقى رئيس بلدية بشري أنطوان الخوري كلمة حيا فيها النائبين وجهودهما في سبيل إنماء المنطقة، وقال: "إن إجتماعنا اليوم هنا هو احتفاء بحلقة أخرى من سلسلة حلقات إنمائية تشهدها بشري والقضاء منذ ثماني سنوات وحتى اليوم من مشاريع بنى تحتية تطاول شبكات مياه الشفة ومحطات الصرف الصحي وشق الطرقات وإنشاء سدود الري كما تطاول القطاع التربوي عبر بناء ودعم المدارس العاملة في بشري والقضاء وبناء بيت للطلاب في بيروت وإنشاء الحدائق العامة والمراكز الثقافية والتربوية عبر تأهيل الملاعب تنشيطا للقطاع الرياضي، كما تطاول القطاع الصحي عبر تجهيز وتفعيل المستشفى الحكومي وتجهيز مستشفى مار ماما".

وأضاف: "إنها ورشة إنمائية حقيقية لم تعرفها مدينة بشري وقضاء بشري منذ عقود طويلة من الزمن نتيجة السعي الدؤوب والملاحقة اليومية في الوزارات والإدارات المختصة والجهات الدولية المانحة وذلك من قبل نائبي بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز وعبر التنسيق الدائم مع البلديات والجمعيات الأهلية والأندية والفاعليات التربوية والروحية والشبابية".

وأشار الى أنه "لمتابعة وتمويل وتنفيذ هذه المشاريع مذاق خاص في ظل الشلل الحكومي والإداري والظروف السياسية والأمنية والإقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان. إذ أن كل مشروع من هذه المشاريع يستلزم جهودا مضنية من حيث التمويل والتنفيذ في الظروف العادية، فكيف هي الحال إذا في مثل هذه الظروف؟"

وتابع: "إن هذه المقدمة ليست من باب المجاملات أو الكلام الإنشائي في مثل هذه المناسبات وإنما كلمة حق تقال وشهادة شهود عيان للمثابرة والمتابعة والجهود اليومية المضنية. فشكرا لسعادة نائبي بشري والوزارات المعنية والجهات المانحة فنحن كما تعرفون كنا نعاني من حرمان مزمن منذ عقود طويلة من الزمن وذلك لأسباب عديدة سأكتفي منها بذكر ثلاثة أسباب: الأول لانعدام وجود رؤية إنمائية ولغياب أي خطة أو أستراتيجية إنمائية لبشري والمنطقة واليوم عندما نتحدث عن بشري فإنما عن بشري الكبرى التي تضم كل بلدات القضاء، والثاني كان قصاصا وعقابا لهذه الناحية من لبنان نتيجة خياراتها الوطنية الصحيحة والثابتة، والثالث يعود إلى إهمال الدولة اللبنانية للأطراف والمناطق الريفية بحيث تعززت المركزية القوية على حساب اللامركزية فخلت الأرياف من ساكنيها في حركة نزوح داخلي وهجرة خارجية".

وقال الخوري: "أما في ما يخص المشروع الذي نحتفل بتدشينه اليوم فأني أود أن أورد الملاحظات الآتية: خلافا لكل ما يشاع ويقال همسا وعلنا فإنه لا يوجد وراء شق هذه الطريق أي مشروع سري مشبوه، ولا نية عند أحد للتضييق على أحد أو حشر أحد أو تهجير أحد من أهلنا الموجودين هنا"، لافتا الى "ان الهدف من هذه الطريق أو هذه التحويرة أو سموها ما شئتم ينحصر فقط في تنشيط الحركة السياحية عبر تنظيم حركة المرور خلال موسم التزلج للوصول إلى مدارج التزلج. فنحن نعرف جميعا أنه لولا هذه المدارج لما كانت هناك أي حركة سياحية طيلة فصل الشتاء إن كان في الفنادق، الشاليهات أو المطاعم. إذا هناك مصلحة للجميع في تنظيم الحياة هنا، وكلنا شهود على أزدحام السير وانزلاق السيارات على الطريق الحالية خلال موسم التزلج لاسيما عندما تتراكم طبقات الجليد بحيث يقتضي الوصول من هذه النقطة إلى مدارج التزلج ساعات طويلة من الإنتظار والتذمر والفوضى حتى أن كثيرين كانوا يعودون أدراجهم وآخرون كانوا يستبدلون مدارج الأرز بفاريا أو اللقلوق أو فقرا الأقرب إلى بيروت والأكثر تنظيما واستجابة لرغبات الزوار والمتزلجين وبالتالي فإن هذه الطريق ستفتح أمام السير صعودا فقط خلال موسم التزلج وستقفل صيفا حفاظاً على البيئة ومشاريع التحريج وسيمنع قيام أي إنشاءات على جانبي هذه الطريق".

وأضاف: "كان من الصعب توسيع الطريق الحالية لأن توسيعها يمينا كان سيقضي على أشجار الأرز المعمرة وتوسيعها يسارا كان سيقضي على المصالح الموجودة. لذا تم اللجوء إلى هذا الخيار. وخلافا لكل ما يقال ويشاع ليس هنالك من مخالفة بيئية كما يرد على بعض الألسن أو في بعض المراسلات، إذ قبل الشروع في شق هذه الطريق كانت قد تمت استشارة الجمعيات البيئية لمعرفة مدى التأثير البيئي وتم اخذ موافقتهم قبل شق الطريق. وكل ما جرى اقتلاعه هو ثماني شجرات أرز تم التعويض عنها بزراعة مئتي شجرة أرز جديدة إضافة إلى العشرات من الأشجار الحرجية التي ستتم زراعتها قريبا على جانبي الطريق من النوع الذي تتساقط أوراقه شتاء منعا لتكون طبقات الجليد. وهنا أود أن أشير إلى أنه لولا جهود هيئة الحفاظ على البيئة وبالتحديد جهود الدكتور يوسف طوق وجهود لجنة أصدقاء غابة الأرز لكانت هذه البقعة صحراء قاحلة، وإننا سنشهد في المدى المنظور أكبر غابة أرز في لبنان في هذا المحيط بالذات".

وأردف: "إن منطقة الأرز بحاجة إلى خطة استراتيجية إنمائية تأخذ في الأعتبار خصوصية المنطقة والمحافظة على طبيعتها وجماليتها وبيئتها والمحافظة على وجود أهلنا وحياتهم ومستقبل أولادهم عبر التوفيق بين العام والخاص بحيث لا تتم التضحية بمصلحة أحد على حساب الآخر. فنحن في منطقة الأرز نملك ثروة حقيقية وكنزا جماليا وذلك بشهادة كل من يقصد هذه المنطقة من لبنانيين وأجانب، ولكن هذه الثروة تذهب هدرا نتيجة سوء التخطيط والتنظيم والعمران العشوائي والنزاعات العقارية. فلا بد إذا من المباشرة بوضع خطة متكاملة نشترك في وضعها جميعا ليتم النهوض بهذه المنطقة التي بوسعها أن تؤمن فرص عمل هائلة"، مشيرا الى "ان مجلس بلدية بشري وتقديرا منه للجهود الإنمائية التي تبذلها النائب ستريدا جعجع عبر اقتراح المشاريع وملاحقتها ومتابعة تمويلها وتنفيذها قد قرر بعد موافقة السلطات المختصة تسمية الشارع الجديد الممتد من التقاطع أمام مخفر الأرز ولغاية نادي الضباط باسم النائب ستريدا جعجع".

وختم: "أخيرا نشكر حضوركم وإلى اللقاء لإفتتاح مشروع إنمائي آخر في منطقة الأرز أو في بشري أو في القضاء إذ في الجعبة الإنمائية للنائب ستريدا مشاريع كثيرة يتم الإعداد لها وسنشهد تنفيذها قريبا. وبوركت العقول والأيدي المتعاونة التي تخطط لغد أفضل ومستقبل أفضل لنا ولأولادنا".

جعجع

بدورها، ألقت جعجع كلمة تمنت في بدايتها على بلدية بشري إطلاق إسم الدكتور سمير جعجع عوضا عن إسمها على الشارع الجديد لأنه يمثل شموخ الأرز شاكرة للبلدية مبادرتهم وللمشاركين حضورهم، طالبة الوقوف دقيقة صمت عن روح عضو المجلس البلدي هاني رحمة. ثم قالت: "ان المناسبة اليوم هي مناسبة تجمع بين الارض والسماء، بين الوعد والبناء، بين الارادة والانماء. كيف لا، وهي مناسبة لا تخص مدينة بشري وجبتها فحسب، بل تخص لبنان بأسره، لانها تتعلق بالارز، رمز لبنان وعنفوانه وصموده وعلامة تجذرنا بالارض. ان انجاز تحويرة الارز بقسميها الاول والثاني، يشكل خطوة متقدمة لتعزيز الارز كمعلم سياحي وثقافي وتاريخي، فالارز، أرز الرب، مهمل منذ عقود، وهذا الاهمال، كان يجعل الوصول الى الارز أصعب واطول، ولا سيما بسبب اختناق حركة السير". وأضافت: "اما اليوم، فقد اصبح الدخول الى منطقة الارز والخروج منها، أسهل بكثير وأفضل تنظيما، ويريح الزوار والسياح والاهالي على السواء، من عناء المسافة والزحمة، فمع كل مشروع نسعى الى تنفيذه، تصادفنا الصعوبات على اختلافها، وفي كل مرة نجاهد ونكابر من أجل تأمين الاموال اللازمة، خصوصاً في هذه الظروف السياسية والأمنية والإقتصادية الدقيقة وهي مسألة غير سهلة ولاسيما ان تحويرة الارز بقسميها بلغت كلفتها 3,700,000 (ثلاثة ملايين وسبعمئة ألف) دولار أميركي، ومع ذلك فإن ما يدعو الى الحزن الكبير، هو أننا نصطدم بمناسبة كل مشروع مع البعض القليل من أهلنا الاحباء، بسبب عدم تقديرهم لاهمية المشاريع التي ننجزها في سبيل المصلحة العامة، وفي سبيل مصلحتهم هم أولاً وليس في سبيل المصالح الشخصية والحسابات الانتخابية الضيقة". وتابعت: "لقد كنا عند إنشاء التحويرة امام خيارات أخرى، لكننا حرصنا على تجنبها، لأنها كانت ستؤدي الى ازالة المنازل والمحال التجارية على جانب الطريق كما الى ازالة عدد كبير من أشجار الارز لذلك فضلنا اعتماد الخيار الحالي الذي خسرنا فيه ثماني أرزات فقط لكن في المقابل نظمنا حملة تشجير، وبدلا من الأشجار الثمانية غرسنا ثمانين أرزة على الجانب الشمالي للطريق". وختمت جعجع: "في هذه المناسبة، أريد أن أشكر باسم زميلي ايلي كيروز وباسمي الناشطين البيئيين لاصرارهم على الحفاظ على الارز رمزنا الوطني ورمز العلم اللبناني، وأحيي جهودهم الدائمة لابقاء غابة الارز شامخة نضرة وخضراء، كما أشكر مكتب حميد كيروز لجهده من أجل الانتهاء من انجاز التحويرة قبل الشتاء، كذلك أشكر الكشاف الماروني الذي يواكبنا في أكثر نشاطاتنا، ولا بد من أن انوه برئيس بلدية بشري انطوان الخوري طوق وأعضاء المجلس البلدي لتعاونهم الكبير في هذا المشروع كما أوجه تحية كبيرة لرفاقنا في القوات اللبنانية في مدينة بشري الذين بجهودهم وتعبهم نتمكن من افتتاح وانجاز كل هذه المشاريع". بعد ذلك شارك الكشاف الماروني مع المطران العمار والنائبين جعجع وكيروز ورئيس الإتحاد ورئيس بلدية بشري والنقيب إسحق والقائمقام في غرس ست أشجار أرز على جانب الطريق.

 

مقالات

 

الثقة المرتقبة بإيران ترخي بظلالها على الاستحقاق الرئاسي

ثريا شاهين/المستقبل

يبدو أنّ ملف الانتخابات الرئاسية قد فتح على الأقل على المستوى الداخلي. ويأتي هذا الاستحقاق بالتزامن مع تغييرات في العلاقات الدولية الاقليمية وتحديداً الإيرانية، فضلاً عن أنّه يتزامن مع الانتخابات الرئاسية السورية في أيار المقبل. تعرب المصادر الديبلوماسية المطلعة عن اعتقادها ان الموقف الإيرني سيكون مؤثراً في ظل الوضع المستجد لإيران في تفاهمها مع الدول الكبرى، بحيث انه عندما يتعزز موقع الرئيس حسن روحاني يضعف تشدّد المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي. الحوار الدولي مع إيران قد يفضي إلى التفاهم الخارجي على رئيس للجمهورية في لبنان وعلى وجوب حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها واحترام الموعد الدستوري، وعدم السماح بحصول الفراغ، لكن من المؤكد ان إيران لن تختار الرئيس. كما انه بالنسبة إلى النظام السوري، فلم يعد لديه موقع في مجال اختيار الرئيس، إذ ان همّه ينحصر في مصيره.

النظام السوري وعلى الرغم من استعادته بعض المواقع، لا يزال غير قوي بحسب المصادر، ذلك أنّ الحرب في سوريا دائرة وهناك صعوبة في الحسم على الأرض، والنظام في النهاية ليس مسيطراً على بلده، والمعارضة لا تزال موجودة بغض النظر عن خسارتها للعديد من المواقع، ولكن لا يمكن القول ان النظام يسيطر على الوضع العسكري. النفوذ السوري أغلبه من خلال "حزب الله"، المرتبط ارتباطاً عضوياً بإيران التي تعود إليها الكلمة الفصل في توجهاته، وليس النظام السوري الذي لن يستطيع تعديل موقف إيران من أي مسألة إذا ما جرى تفاهم حولها مع الدول الكبرى. وهذا ما ينطبق على بلورة أي توجه إيراني بالنسبة إلى الاستحقاقات اللبنانية الكبرى.

القوة الوازنة في 8 آذار هي "حزب الله"، لكنه وحده في البرلمان لا يستطيع أن يأتي برئيس جمهورية. كل قوى 8 آذار الأخرى، تعمد إلى تليين مواقفها والاتجاه نحو الاعتدال تحسباً لما يمكن أن يبلوره الاتفاق الدولي الإيراني على صعيد الوضع اللبناني. وهناك التقارب المسيحي من جانب 8 آذار مع المسيحي في 14 آذار، فضلاً عن التقارب المسيحي في 8 آذار مع قوى أخرى في 14 آذار ومنها "تيّار المستقبل".

ولذلك موقف الحزب من الاستحقاق مرتبط بإيران، وبالوضع الذي ستكون عليه بعد نحو ستة أشهر، أي بعد انتهاء مرحلة بناء الثقة بينها وبين الغرب والنتائج التي قد تحملها هذه المرحلة. وفي حالة عدم النجاح، توضح المصادر، فإنّ الحزب يستطيع ان يعرقل الاستحقاق، لكنه لا يستطيع فرض رئيس جمهورية، داخل "التيار الوطني الحر" توجهات متعددة وتفاوت في النظرة إلى العديد من الامور لا سيما حول خلافة النائب ميشال عون. رئيس مجلس النواب نبيه بري حاول إظهار موقف معتدل من خلال الاعراب عن استعداده للتوسط لتقارب سعودي إيراني.

وتتوقع المصادر بعد ستة أشهر، وعندما يبدأ العد العكسي للاستحقاق اللبناني أن يتم التفاهم بين الدول الكبرى وإيران على انتخاب رئيس جديد للبنان، وسيصار الى طرح أسماء جدية لا تقوم ايران بمعارضتها. هذا في اطار توقع تفاهمات على مسائل محددة في ملفات المنطقة، ومن بينها التفاهم على مرحلة انتقالية في سوريا من دون رأس النظام الرئيس بشار الأسد. وبالتالي لن يكون هناك رئيس جمهورية موالٍ لإيران. طهران باتت في تفاهم مع الغرب، وتريد أن تجني ثمارها على مستوى الوضع الداخلي لا سيما ازالة العقوبات الدولية بما فيها عقوبات مجلس الأمن. وقد تستطيع المشاركة في قرارات مهمة في ملفات المنطقة المفتوحة ومن بينها لبنان، لكنها لن تتمكن من ان تختار وتفرض خيارها. ايران والغرب يجتازان طريق بناء الثقة، ما يعني ان الثقة حالياً غير مكتملة. وبعد ستة أشهر إذا ما أثبتت إيران ان إجراءات بناء الثقة معها مثمرة، فإنّ الغرب سيطلب منها "ضبضبة" "حزب الله"، والحد من نفوذه، وبأن يتخلى عن الجهاد العسكري ويصبح حزباً سياسياً مثل غيره من الأحزاب اللبنانية. "حزب الله" بحسب المصادر، لا يناسبه الفراغ في الرئاسة الأولى، إذ يعتريه الخوف على الأمن ولديه هم أساسي هو الأمن في المرحلة الحاضرة، ويسعى الآن إلى الضغط للمشاركة في الحكومة، و14 آذار لا تريد أن يشارك ولا هي، وباقية على موقفها. ويرى الحزب انه وحده لا يمكنه تأليف حكومة. و14 آذار لا تريد ان يفرض أي طرف شروطه على التأليف، لذلك استطاع الحزب عرقلة التأليف لكنه لم يستطع فرض شروطه. إذا ما تغيّرت المعادلات الخارجية من الآن وحتى ستة أشهر نتيجة تعاون إيران دولياً فستتغير معطيات كثيرة بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي.

 

لبنان لن يخرج من وضعه الشاذ ما لم تحل مشكلة السلاح خارج الدولة

اميل خوري/النهار

بات واضحاً للجميع، في الداخل والخارج، أن المشكلة في لبنان ليست مشكلة نظام ولا مشكلة خلافات سياسية ومذهبية إنما في حقيقتها هي مشكلة سلاح تحمله فئة وترفعه في وجه فئة أخرى غير مسلحة، وإذا تسلحت مثلها وقعت الحرب الأهلية كما وقعت عام 1975 عندما أصبح السلاح في أيدي الفلسطينيين وجميع اللبنانيين. هذه هي المشكلة التي تواجهها قوى 14 آذار مع قوى 8 آذار وتحار كيف السبيل للرد على استفزازاتها وتحدياتها، فإذا ظلّت ساكتة على ذلك استضعفتها وتمادت في ممارسة سياسة التحدي والاستفزاز، وإن هي ردّت عليها بالمثل، فالرد يحتاج الى السلاح والسلاح يحوّل المواجهة السياسية الى مواجهة عسكرية تشعل فتنة تدمر لبنان مرة اخرى وتقضي على ما بقي له من عافية واقتصاد هش لا تعود له بعدها قيامة. هذا هو الموقف الحرج الذي تواجهه قوى 14 آذار مع قوى 8 آذار منذ عام 2005 الى اليوم، فإن هي سكتت مصيبة وإذا لم تسكت فالمصيبة أعظم. وقد تكون قوى 8 آذار تتمنى أن تقع هذه المصيبة لتجعل 14 آذار تفعل ما تريد هي أن تفعله حتى لو زال لبنان من الوجود. الواقع أن سلاح "حزب الله" هو الذي منع "ثورة الأرز" من أن تكمل انتصارها ويكون لها الحكم، اذ استطاع أن يحتفظ بنصف السلطة في مواجهة النصف الآخر لـ 14 آذار، وأملت قوى 14 آذار في أن تحسم نتائج الانتخابات النيابية حكم المناصفة بينها وبين 8 آذار، لكن الأخيرة لم تعترف بقوة سلاح "حزب الله" بنتائج الانتخابات وابتدعت وضعاً للأكثرية التي فازت بها قوى 14 آذار بالقول أنها أكثرية نيابية وليست أكثرية شعبية... واستناداً الى ذلك رفضت قوى 8 آذار المشاركة في أي حكومة ما لم تكن حكومة وحدة وطنية ولو بالاسم وأن تكون ممثلة فيها بالثلث المعطل، وقد سمّته تلطفاً "الثلث الضامن" الذي لم يضمن مصلحة الوطن والمواطن بل مصالح 8 آذار تحت طائلة التهديد بالاستقالة إذا لم يتحقق ذلك.

ولم يكن في إمكان أكثرية قوى 14 آذار تشكيل حكومة من دون موافقة قوى 8 آذار والا كانت حكومة غير ميثاقية، ليس بقوة السلاح فقط إنما بقوة التحالف الثنائي الشيعي المؤلف من "حزب الله" وحركة "أمل"، وهو تحالف استطاع قطع الطريق على تمثيل الطائفة الشيعية بأي وزير من خارج هذا التحالف. وهكذا عاش لبنان منذ عام 2005 الى اليوم بين 8 و14 آذار زواج الاكراه، وهو زواج لا ينجب أولاداً... وهو ما حصل فعلاً، فما من حكومة سميت حكومة "وحدة وطنية" إلا وكانت عاقراً، ولا انتخابات نيابية حسمت نتائجها هذا الوضع الشاذ الذي لا يزال سائداً حتى اليوم ويجعل الرئيس المكلّف تمام سلام عاجزاً عن تشكيل أي حكومة إذا لم تكن حكومة "وحدة وطنية" كما كانت تؤلف دائماً وضربت رقماً قياسياً بفشلها. وتصر قوى 8 آذار على تشكيل مثل هذه الحكومة وإلا فلا حكومة، وقد تصر على أن تكون موافقة على شخص رئيس الجمهورية المقبل وإلا فلا رئيس، ولا يهمها أن يواجه لبنان الفراغ الشامل الذي قد يذهب به الى المجهول، ويصر "حزب الله" على أن يبقى يقاتل في سوريا ويرفض سحب مقاتليه ويصر في الوقت عينه على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإن فاشلة.

المشكلة إذاً في لبنان هي مشكلة سلاح يصر "حزب الله" على الاحتفاظ به الى أن يتحقق السلام الشامل في المنطقة ويزول خطر إسرائيل، وهي أيضاً مشكلة التحالف الثنائي الشيعي الذي يحتكر قرار الطائفة ويرفض المشاركة في أي حكومة، إلا بشروطه وإلا فلتبق البلاد بدون حكومة وبدون رئاسة وبدون مجلس نواب...لقد أدى تدخل سوريا عسكرياً في لبنان الى وقف الاقتتال في لبنان والى حل مشكلة السلاح الفلسطيني فيه باخراجه الى تونس، فهل يؤدي التقارب الأميركي – الايراني والتقارب الاميركي – الروسي الى حل مشكلة سلاح "حزب الله" في لبنان بوضعه في كنف الدولة وعندما يتحقق التوازن الداخلي بوجود سلاح واحد هو سلاح الدولة عوض أن يتحقق هذا التوازن بانتشار السلاح بين أيدي كل اللبنانيين ليقوم عندئذ حكم الأمن الذاتي في كل منطقة ويعود حكم الدويلات مكان حكم الدولة وتجدد الحرب الداخلية؟

إن مسؤولية إخراج لبنان من الوضع الشاذ أُلقيت في الماضي على سوريا بعد التوصل الى اتفاق عُرف باتفاق الطائف، فهل تلقى المسؤولية هذه المرة على ايران ولكن بموجب أي اتفاق جديد، وهل من السهل التفاهم عليه؟

إن عدم التوصل الى حل مشكلة سلاح "حزب الله" سوف يجعل تشكيل الحكومات مشكلة، وإجراء انتخابات نيابية مشكلة وانتخاب رئيس للجمهورية مشكلة والحفاظ على وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات مشكلة... فكيف سيكون الحل ومن سيأتي به؟

 

ايران - السعودية": ماذا يُراد للمعادلة الجديدة لبنانياً؟

روزانا بومنصف/النهار

على رغم الانتصارات التي يحققها النظام السوري على معارضيه وفق ما يقول حلفاؤه في لبنان، فان هؤلاء استبدلوه للرعاية السياسية للبنان بايران بمعادلة "الالف سين" اي ايران والسعودية كمعادلة من اجل اعادة ارساء التوافق السياسي الداخلي مكان السين السين اي "سوريا - السعودية" التي روج لها لاعوام قبل ان ينقلب عليها النظام السوري من خلال تدبير الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية التي تم التوافق عليها في الدوحة. انتهى النظام السوري من حيث القدرة على ان يكون مقررا وحاسما في لبنان بحسب حلفائه فيما يخوض المؤثرون من هؤلاء حربا الى جانبه من اجل ابقائه مستمرا حتى اوان التسوية في سوريا دوليا واقليميا، في حين يبقى في نظر خصومه في لبنان قادر على الاذية والسلبية إما مباشرة او بالوساطة. هذا التحول المباشر كان رئيس مجلس النواب نبيه بري اول من اطلقه باعتباره اول من تحدث عن ضرورة التوافق السعودي الايراني من اجل تسيير الشأن الحكومي المعلق وكرره اخيرا سياسيون ورسميون كثر، البعض عن وعي وادراك لما يعنيه ذلك والبعض الاخر عن تسليم بكل ما من شأنه انقاذ البلد مما يؤول اليه وباعتباره الامر الواقع الجديد الذي لا يمكن القفز فوقه على رغم ان ايران مؤثرة في الشأن الداخلي منذ اعوام من خلال "حزب الله"، لكن سوريا كانت المسؤولة مباشرة عن التعاطي المباشر في التفاصيل اللبنانية. ترث ايران النظام السوري بهذا المعنى في لبنان وفق ما يريد سياسيون كثر، في حين يقول آخرون بان الامر غير مقبول وسبق ان اوضحوا الامر للسفير الايراني مباشرة على قاعدة ان ايران لا قدرة لها على التوفيق بين اللبنانيين ولا تتمتع بالقدرة على التأثير او لعب دور بهذا المعنى في الوقت الذي يريد كثر من ايران ليس التدخل في لبنان بل لجم طموحاتها فيه وضبط نفوذ "حزب الله" ليس الا. والاسئلة التي تثار على هذا الصعيد لا تتصل بالشأن الحكومي فحسب بل من زاوية الاستحقاق الرئاسي ايضا. اذ ان افرقاء مسيحيين كثرا كانوا سلموا بتأثير سوريا على الانتخابات الرئاسية نظرا الى اعتبارات كثيرة ليس متاحا تفصيلها في هذا السياق، لكن ابرزها عدم القدرة على التمرد على جوار جغرافي مؤثر ويفرض قواعد لعبته في لبنان الاصغر والتسليم بهذا الواقع طوعا او قسرا. والكلام على الانتخابات الرئاسية واحتمال او ترجيح تأجيلها بات يربطه البعض في هذا السياق باعتبارات متصلة بمحاولة ايجاد حل للازمة السورية وانعكاس ذلك حتما على لبنان تماما كما يحصل في المسائل السياسية الاخرى لكنها تربط ايضا بالاستحقاقات الايرانية اقليميا وعجزها عن التعاطي مع الموضوع اللبناني في زحمة استحقاقاتها المتمثلة بالانتخابات التشريعية في العراق التي يحين موعدها في الربيع والتي بدأت تحتدم الاستعدادات لها في ظل الجهد الايراني لابقاء بشار الاسد في موقعه في الانتخابات السورية المقبلة ايضا، مما يحتم تأجيل التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي اللبناني كما جرى تأجيل الانتخابات النيابية . ذلك ما لم يكن التأجيل والكلام عليه منذ الان وسيلة ضغط لدخول ايران مفاوضا بدلا من النظام السوري على خط تسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان وحتى وصول شخصيات مقبولة منها او من "حزب الله" ان لم يكن اكثر كما كان يفعل النظام السوري. فهل هذا ما يتم السعي اليه في العلاقات الغربية المرتقب تطويرها مع ايران في المرحلة المقبلة؟ هذه الاسئلة تقض مضاجع مراقبين كثر يخشون الى جانب هذه الاسئلة انعدام اي وزن للمسيحيين واي تأثير كما في الصراع السني الشيعي القائم حاليا.

 

باريس لا تحبذ استضافة سان كلو - 2 لأن ظروف لبنان والخارج غير ناضجة

بيروت - محمد شقير/النهار

تتريث فرنسا في اتخاذ موقف من دعوتها لرعاية حوار لبناني - لبناني يشارك فيه أطراف النزاع على غرار استضافتها في السابق لمؤتمر «سان كلو»، ولا تحبذ في الوقت الحاضر الدخول على خط الاتصالات لتوفير الدعم لتشكيل حكومة جديدة في لبنان على أساس صيغة 9+9+6 مع أنها لن تتوقف عن مطالبتها بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها لتفادي حصول فراغ في الرئاسة الأولى.

وتقول مصادر نيابية مواكبة للمحادثات التي أجراها أخيراً في باريس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وشملت أعضاء في فريق عمل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس، وللاتصالات الأخرى التي شاركت فيها شخصيات بارزة من قوى 14 آذار، بأن فرنسا تشدد باستمرار على أهمية تشكيل حكومة جديدة واستعادة المؤسسات اللبنانية عملها وانتظامه، واحترام الاستحقاقات الدستورية لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لكنها تتريث في القيام بأي خطوة باعتـــبار أن المشهد السياسي ليس مكتملاً وبالتالي فهي بحاجة إلى إجراء مشاورات مع جميع الأطراف للتأكد من الإمكانات المتاحة للتوافق بين اللبنانيين. وتؤكد المصادر نفسها لـ «الحياة» بأن الظروف التي كانت وراء مبادرة فرنسا لاستضافة ممثلين عن أطراف النزاع في لبنان في «سان كلو» لم تعد قائمة الآن، خصوصاً أن الحوار يرعاه حالياً رئيس الجمهورية ميشال سليمان بينما كان متعذراً في السابق. وتضيف بأن الأطراف المحلية تشعر بحال من الإحراج في حال قررت الاستجابة لعقد «سان كلو-2» فيما تتردد في دعوة سليمان لاستئناف الحوار، إضافة إلى أن الحوار الذي رعاه الأخير أدى إلى التوافق على مجموعة من الخطوات لا يزال تطبيقها عالقاً، بينما الحوار الأول في «سان كلو» لم يكن أكثر من تأكيد للتواصل والتشاور في القضايا اللبنانية الساخنة، لذلك فإن باريس ليست في وارد الالتفاف على دور سليمان خصوصاً أن الظروف اللبنانية والخارجية غير مؤاتية وهي في غنى عن القيام بخطوة في المجهول.

فرنسا والحكومة

وفي خصوص الطلب من فرنسا التحرك لتسهيل تشكيل حكومة من «9+9+6» - تقول المصادر عينها - بأن شخصيات في «14 آذار» أبلغت الجهات المعنية في باريس بأن المشكلة «ليست رقمية» ومن يريد مثل هذه الحكومة من دون أي تفاهم سياسي فليشكلها ويتحمل مسؤوليته ونحن لن نشارك فيها. ونقلت المصادر عن هذه الشخصيات قولها بأن «14 آذار» كانت وستبقى مع الحوار وهي منفتحة على الجميع وأن الفريق الآخر هو الذي أوقفه بعد أن امتنع عن التزامه «بإعلان بعبدا» الذي حظي بإجماع المشاركين في طاولة الحوار برعاية سليمان. وتتابع: أن هناك خريطة طريق للوصول إلى تفاهم حول تشكيل الحكومة وأن لها ممرين إجباريين لا ثالث لهما، الأول يقضي بخروج «حزب الله» من سورية والتفاهم على قيام حكومة وحدة وطنية تقود حتماً إلى تهيئة الأجواء لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بينما الثاني ينطلق من العودة إلى الحوار للبحث في كل المشكلات على أن تشكل في هذه الأثناء حكومة حيادية. وتقول هذه المصادر بأن الفريق الفرنسي المعني بالوضع اللبناني وإن كان يبدي استعداداً لمساعدة لبنان على تهيئة الظروف لتمرير استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، فإنه في المقابل يتجنب في الوقت الحاضر القيام بأي خطوة يمكن أن تؤدي إلى حرق المراحل قبل أوانها، خصوصاً أن المشهد السياسي ليس مكتملاً، لأن الوضع اللبناني مرتبط بصورة أو بأخرى بالتطورات الجارية في المنطقة. وتؤكد بأن فرنسا تتطلع قبل أن تأخذ على عاتقها التحرك في اتجاه الساحة اللبنانية إلى ضرورة توفير الحصانة لتحركها بتأمين الدعم الخارجي له وهذا يستدعي الترقب لمواكبة ما ستؤول إليه التطورات في المنطقة.

انشغال إقليمي

وتضيف أن لبنان يحظى باهتمام دولي لكن الأولويات الإقليمية والخارجية منصرفة إلى مواكبة استحقاقين سيكون لهما تأثيرهما على الوضع الداخلي في لبنان، الأول يتعلق بانعقاد مؤتم جنيف - 2 - من أجل سورية في 22 الشهر المقبل، والثاني بمراقبة المراحل التي سيمر فيها اختبار الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه بين طهران والدول الخمس الكبرى زائد ألمانيا، ومن خلال مواكبة السلوك الإيراني حيال الأزمة في سورية. وترى هذه المصادر أن القفز فوق كل هذه الاعتبارات يمكن أن يذهب بلبنان إلى مزيد من التأزم وتقول إن الوقت لم يحن حتى الساعة لتشكيل الحكومة الجديدة، وإن الاتصالات الجارية حالياً ما زالت تدور في حلقة مفرغة لكن لا بد في نهاية المطاف من تأليفها لأن هناك صعوبة في الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال مع الاقتراب من موعد الاستحقاق الرئاسي. لذلك فإن سليمان لن ينقطع عن التشاور مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام، لكن هذه الحكومة سترى النور في الوقت المناسب وأن الظروف الراهنة لا تخدم تأليفها، ويمكن أن تتبدل لمصلحة تشكيلها. والتريث في تشكيل الحكومة، لا يمنع رئيس الجمهورية من الالتفات إلى تزخيم الجهود السياسية والديبلوماسية لتظهير النتائج المرجوة من انعقاد المؤتمر الدولي من أجل لبنان لدعم النازحين السوريين والذي شارك فيه شخصياً على هامش حضوره على رأس الوفد اللبناني إلى دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول (سبتمبر) الماضي. وفي هذا السياق تقول مصادر وزارية لـ «الحياة» إن البيان الذي صدر أخيراً عن مجلس الأمن تبنى الخطوات التي توافقت على تنفيذها المجموعة الدولية لدعم لبنان في أيلول الفائت وتعتبر أن هذا البيان يؤكد مرة جديدة نجاح لبنان في إقامة شبكة أمان لدعم استقراره وجهوده لمعالجة مشكلة النازحين السوريين، إضافة إلى مناشدته اللبنانيين المحافظة على الوحدة الوطنية والالتزام بسياسة النأي بالنفس والامتناع عن أي تورط في سورية والانخراط في تسهيل تشكيل حكومة جديدة. وتكشف المصادر بأن هذا الأسبوع سيشهد تحركاً لرئيس الجمهورية تحضيراً للاجتماع الدولي المرتقب في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل والمخصص لتوفير الدعم للبنان لمعالجة مشكلة النازحين، وتؤكد بأنه سيلتقي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبللي وسفراء الدول الكبرى والأخرى المانحة بغية وضع ملف الدعم على نار حامية.

 

تشريح "دي أن أي" الديماغوجي

مصطفى علوش/المستقبل

"مر الكلام زي الحسام يقطع مكان ما يمر أما المديح سهل ومريح يخدع لكن بيضر والكلمة دين من غير ايدين بس الوفا علحر" (أحمد فؤاد نجم)

أصل كلمة ديماغوجية مركب من كلمتين يونانيتين، وتعني قيادة الشعب. أما من الناحية التقنية فالكلمة تلخص مجموعة من الأساليب والخطابات يلجأ إليها سياسيون لإغراء الجماهير بوعود تتناسب مع آمالهم وتطلعاتهم بغض النظر عن إمكان تحقيقها. يستند الديماغوجي في خطابه إلى معرفة دقيقة بالقناعات والأساطير الشعبية ويستعمل تلك المعرفة لبناء منطق مبني على الأفكار الشعبية المسبقة.

يقوم على هذا الأساس بإطراء وتملق الطموحات والعواطف الشعبية مستعملاً التعابير والمصطلحات المألوفة للجمهور مستغرقاً في الشعبوية ويلجأ إلى السير بين الناس والجلوس معهم كلما سنحت الفرصة تعبيراً عن تواضعه.

من هنا يبني الديماغوجي علاقة عاطفية مع جمهوره تمكنه من تخطي قواعد المنطق في خطابه ومن إخفاء التناقض الواضح في طروحاته والذي يصل إلى حدود النفاق، معتمداً على كاريزما شخصه التي تقترب أحياناً من القداسة المطلقة. أفضل ما وجدته في اللغة العربية كمعنى للديماغوجي كان كلمة "المضلل". ما قد يزيد في خطورة الوضع هو عندما يتمتع الديماغوجي بالقدرة على استعمال وسائل القمع لترهيب المشككين والمحللين وأصحاب الرأي الذين يعارضونه فيضربون "هيبته" ويخربون الإجماع الشعبي على شخصه وكراماته. في فترة وهم ما سمي "س ـ س" وما فرضه هذا الواقع من ضغوط وإحباطات على قوى آذار ومؤيديها، بقيت بعض الرؤوس العنيدة تجاهر برفضها تصديق بشار الأسد واستمرت في مجاهرتها بتعرية نظام عائلة الأسد وفضح تاريخها وممارساتها مؤكدة أن التسويات الدولية لن تؤدي إلا إلى تمادي بشار في المخادعة والمراوغة وشراء الوقت.

أحد الأصدقاء من هؤلاء دعاه مسؤول أمني كبير على عجل، بعد عودته من اجتماع في دمشق. قال الامني "إسمع يا صديقي، بشار الأسد يقول إنه إذا لم تسكت عن مهاجمة نظامه فسوف يسكتك هو، وأنا أظن أنه يعني ما يقول!" أجابه الصديق "ومن أنا في الأهمية يهددني رئيس دولة وهو الذي يجتمع مع زعماء العالم؟. أجابه الأمني "يا صديقي هذا نظام يعيش على الهيبة، يعني أن لا يتجرأ أحد على تسمية الأشياء بأسمائها بخصوصه، وأنت بمعرفتك الواضحة بأسرار هذا النظام وتاريخه، وباستعمالك كلمات واضحة في وصفك له تضرب هيبته وتشجع آخرين على اللاامتثال بك. أظن أنه جدي في تهديده لك وأنصحك بأخذ ذلك على محمل الجد، لأننا لن نكون قادرين على حمايتك منه أو حتى الإحتجاج عليه إن هو نال منك!" من هنا ومن الواضح أن عدو الديماغوجي في موقع السلطة هو الكلمة الواضحة والصريحة والمبنية على الوقائع والتي تكشف التناقض في خطابه وتعري السقوط الأخلاقي والنفاق الملازمين لتصرفاته ويفضح المنطق المشوه الذي يستعمله في إقناع الناس بعظمته وفطنته. الكلمة هي الضربة الأولى لتقويض هيبة الديماغوجي وبالتالي تشجيع الناس على كشف خداعه والثورة عليه.

ليس سهلاً أن يقدم المرء برنامجاً متلفزاً شبه يومي متخصص في تشريح الديماغوجي، والأصعب هو أن تحافظ على الدقة والموضوعية والإعتماد على الوثائق في بناء الحجة، وبالتالي ضرب مصداقية المتنطحين بشكل يومي للدفاع عن القاتل والجزار والديكتاتور ومتصنعي العفّة والرحمة والاخلاق. برنامج واحد تمكن من ذلك هو برنامج "دي أن أي" الذي يقدمه نديم قطيش على تلفزيون المستقبل. نديم قطيش يقدم البرنامج في إطار ظريف غير متصنع لا يعتمد على النكات المصطنعة ويتجنب اللغة الساقطة ويعتمد على إدانة الكذاب بكلامه الموثق. سنة اكتشف العالمان "واطسون" و"كريك" التركيبة الكيميائية للحمض النووي "دي أن ايه" ليكشفا سر الخلية الحيّة، في برنامج "دي أن اي" يشرح نديم قطيش الديماغوجي لكشف ريائه. () عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل"

 

لم يسقط النظامان السوري والإيراني فلتحتفل الأمة بالانتصار

محمد مشموشي/المستقبل

لا تفسير لـ"صفقة العصر" بين إيران و"الشيطان الأكبر" بشأن ملفها النووي إلا في ضوء زميلتها الأخرى التي عقدها النظام السوري قبل شهرين تقريباً، ومع الشيطان نفسه، بشأن ترسانته من الأسلحة الكيميائية. كلتاهما، كما تقول المعلومات والوقائع على الأرض، ليست سوى مقايضة مكشوفة ثمنها بقاء النظام الحاكم في كلا البلدين، أو إطالة عمره مرحلياً على الأقل.

في كلام الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني مع رئيس مجلس النواب، رئيس حركة "أمل" نبيه بري، إشارة واضحة الى أن بديل بلاده عن اتفاق جنيف مع الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي زائداً ألمانيا كان واحداً من اثنين: انهيار النظام أو الحرب لتفادي هذا الانهيار. كما في إعلان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني أن الاتفاق أنقذ إيران ما يؤكد ذلك. ومثلهما تماماً كان الاستنتاج الأهم لمقال على الموقع الالكتروني لمجلة "فورين أفيرز" الأميركية فضلاً عن عدد آخر من المقالات والتقارير في بعض أجهزة الإعلام في العالم.

ولا حاجة الى القول إن البديل نفسه كان خيار النظام السوري عشية قراره التخلي عن أسلحته الكيميائية، وبعد توصله الى "صفقة العصر" المماثلة مع "الشيطان الأكبر" نفسه، تصرف نظام بشار الأسد على أساس أنه حقق "انتصاراً" على الثورة ضده، فيما كان "حزب الله" يردد أمام القاصي والداني أن حليفه في دمشق كان على وشك السقوط خلال ساعات لولا أنه هرع لمساعدته. وهكذا لا تكون "صفقة" الأسد بشأن سلاحه الكيميائي، ومع رمز "الاستكبار العالمي" نفسه، إلا أحد عناصر "فائض القوة" التي يعتز بها حزب "المقاومة" واستخدمها هذه المرة لإنقاذ حليفه في دمشق من الانهيار.

مع ذلك فلا يجد الناطقون باسم "جبهة المقاومة والممانعة" ما يقولونه عن حروبهم، إن في إيران أو سوريا أو في العراق أو في لبنان، إلا أنهم يحققون "الانتصار تلو الانتصار"، ولا يبقى في نظرهم ألا أن يعترف الآخرون بهزائمهم الكاملة في هذه الحروب لكي تعم المنطقة، وحتى العالم كله، منظومة مفاهيم "المقاومة والممانعة" (ضد من بعد الآن؟!) من جهة وأنظمة الحكم القائمة على أساسها من جهة ثانية.

وهكذا تتحول كل صغيرة وكبيرة، وفي كل بلد من هذه البلدان، الى "انتصار" محقق أو أقله الى إنجاز لا مفر من الاستسلام له. هل نسي أحد بعد دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اللبنانيين الى قبول عرضه تشكيل حكومة على أساس صيغة 9ـ 9ـ 6 وإلا فلن يحصلوا على شيء بعد ذلك؟.

آخر ما قيل في هذا السياق، إن التفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت أخيراً ليس إلا "انتصاراً" آخر، ولو أنه انتصار سلبي هذه المرة. كيف؟، لمجرد أن الانتحاريين فشلا في تحقيق ما كانا ينويان القيام به... أي اقتحام مبنى السفارة وتفجير السيارة المفخخة داخله. فشل الاقتحام، إذاً تحقق "الانتصار"، ويصح فيه هنا أن يكون إلهياً أيضاً!.

قبله كان "انتصار" الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني، بينما كان الأخير متجهاً بسيارته الى مطار نيويورك في طريق العودة الى بلاده. ولم تتورع الجوقة يومها عن وصف ما حدث بأنه كان "استجداء" من الأول لمجرد الحديث مع الثاني.

وقبلهما، أو بعدهما لا فرق، جاء "الانتصار" الكبير الآخر بقرار بعض الديبلوماسيين الأوروبيين العودة الى دمشق لمتابعة أعمالهم فيها، ولو بصورة مؤقتة، بعد أن انتقلوا في وقت سابق الى بيروت أو الى عمان أو الى أنقرة. وقد وضعه الممانعون في خانة استعادة النظام لعلاقته مع هؤلاء الديبلوماسيين ومع بلدانهم بعد مرحلة من فقدان الرؤية لديهم... ولكن أولاً وقبل ذلك بعد إعادة إمساك النظام بزمام المبادرة على الأرض في الداخل، وفي السياسة الدولية في الخارج. حتى أن الخلاف بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة هو "انتصار"، ومثله تبادل طرد السفراء بين مصر وتركيا (المؤيدة للثورة السورية)، ولا يختلف عنه كذلك قيام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بزيارة لروسيا وقيام وزير خارجيته أحمد داود أوغلو بزيارة بغداد وطهران... حتى لا ننسى زيارة أحد النواب اللبنانيين عن "حزب الله" الى باريس واستقباله بحفاوة هناك.

... وألم يسمع اللبنانيون نائباً آخر من الحزب يقول إن أحداث الجامعة اليسوعية قبل أيام ليست سوى تعبير عن إحباط الخصوم وشعورهم بالهزيمة نتيجة "انتصارات" الحزب وحلفائه في المنطقة وعلى مساحة الكرة الأرضية؟.

لكن لماذا هذا كله؟!. في علم النفس، إن من يصطدم بجدار مسدود يحاول دائماً أن يعثر على ثغرة في الجدار، حتى إذا وجدها توهم أنه قادر على توسيعها أو أقله على النفاذ منها في محاولته البقاء والمحافظة على وجوده... وتكون في مخيلته عندها نوعاً من الانتصار. وفي الواقع السياسي، إن بائعي الشعارات لم يتعلموا شيئاً من دروس الماضي ولا حتى يريدون أن يتعلموا لا الآن ولا في المستقبل. في العام 1967، أوهموا الناس بأن هدف الحرب الإسرائيلية على كل من مصر وسوريا والأردن كان إسقاط الأنظمة فيها، وبأن هذه الحرب فشلت لمجرد أن الأنظمة بقيت "صامدة" ولم تسقط. وفي العام 1973، احتفلوا وما زالوا يحتفلون سنوياً حتى الآن بما سموه "انتصار تشرين/أكتوبر"، على الرغم مما يعرفه الجميع عن بقاء الأراضي المحتلة كما كانت قبله. وفي المرحلة الحالية، هو "الانتصار" مرة أخرى لأن النظامين في إيران وسوريا تمكنا من البقاء، ولو أنهما دفعا ثمن ذلك من قوت ودماء وتهجير الشعبين فيهما (والشعب اللبناني أيضاً؟!)، ومما كانوا يعتبرونه رمز كبرياء الشعبين وعنصر التوازن الاستراتيجي مع العدو: السلاح الكيميائي السوري، والبرنامج النووي في إيران.

وهذا هو معنى "الانتصار" الذي يتحدثون عنه ليل نهار: بقاء أنظمة الشعارات تحت عنوان "المقاومة" في مكان و"الممانعة" في مكان آخر، ومحاربة "الاستكبار العالمي" في كل مكان!. و"شكراً أوباما"... عفواً "الشيطان الأكبر"!.

 

من مجلة الشراع/مقابلة مع االنائب احمد فتفت 

*الوضع خطير جداً وأخشى ارتداد حزب الله الى الداخل  

*خطاب نصرالله الاخير ذكرني بالاحتفالات النازية الهتلرية وظهوره العلني يعني انه مطمئن للنوايا الاسرائيلية

*حزب الله يتقاطع مع اسرائيل في اصراره على بقاء الاسد

*هناك تناقض ما بين كلام نصرالله ورعد

*لن ننجر الى التدمير وسنواجه حزب الله بالسياسة

*حوارنا مع التيار الوطني الحر ((جس نبض)) وسيتم استكماله

*هناك محاولة لتهميش الطائفة السنية والقضاء على مراكزها

*0حزب الله لا يريد حكومة ويريد ان يتجه نحو الفراغ والسيطرة على لبنان وتعديل الدستور

*لم يظهر نصرالله الى العلن الا بعد ان حصل على OK من اسرائيل

*الوضع السوري سيبقى على هذه الحال طويلاً وسوف يتدحرج على الشكل العراقي

*طرابلس ستبقى صندوق بريد لحزب الله والنظام السوري

*اذا لم يتم إلغاء ميليشيا الحزب العربي الديموقراطي نحن امام وضع امني خطير جداً

*قد تشهد المملكة العربية السعودية احداثاً أمنية تحدثها ايران او حزب الله

*عامر الحسن يحمي الحزب العربي الديموقراطي ويمول بعض قادة المحاور

يرى عضو كتلة ((المستقبل)) النائب احمد فتفت ان الوضع في لبنان يتجه نحو الأسوأ اذا لم يتم وضع حد للفلتان الذي يحصل على الصعيد الامني والسياسي. ويضع فتفت تصعيد حزب الله في الآونة الاخيرة من خطابات السيد حسن نصرالله الى تصريحات النائب محمد رعد في محاولة السيطرة على لبنان والوقوف في وجه تشكيل الحكومة، وخصوصاً بعد ان وصل نفوذ الحزب الى شمال لبنان وهو يدير اللعبة من طرابلس في محاولة سيطرة شاملة.

ويعتبر بأن هناك تقاطعاً في المصالح بين اسرائيل وايران وعلى هذا الاساس كان نصرالله مطمئناً في ظهوره العلني امام الجماهير.

ويصف وضع الطائفة السنية بـ((المهمشة))، مبدياً خشيته ان يتحول هذا التهميش الى المزيد من التطرف، ومع ذلك يصر على مواجهة تيار المستقبل لحزب الله بالسياسة وبطريقة حضارية وديموقراطية.

هذه المواضيع وسواها تحدث عنها النائب فتفت في هذا الحوار.

# فلنبدأ بخطاب نصرالله الاخير الذي وصف بالتصعيدي، كيف تقرأ هذا الخطاب؟ وهل هو بالفعل تصعيدي؟

- اولاً اريد ان أعلق على نقطتين. منظر السيد نصرالله وخطابه الجماهيري وردة الفعل، بكل صراحة ذكرني هذا المنظر بالاحتفالات النازية الهتلرية. وأعتقد ان التفكير الشمولي لدى السيد نصرالله اصبح قوياً جداً وهو يعمل على ترسيخه في جزء كبير من جمهوره. وبالتالي الخطاب لم يكن تصعيدياً فقط، لا بل مفصلي في التصعيد من الناحية الثقافية ومن الناحية الخطابية حتى اكثر من المحتوى السياسي، لأنه في المحتوى السياسي وصل الى درجة إلغاء الآخر نهائياً، بحيث اعتبر انه ليس بحاجة الى احد في لبنان انما هو من يقرر في كل شيء ويتخذ المواقف الاساسية التي تخص الدولة اللبنانية وكل ما يخص السيادة والتدخل في سورية.

ومنذ ايام اشار في مداخلة له الى انه لا يستفتي قلوب او عقول اللبنانيين انما يستفتي فقط الولي الفقيه، اي حدد انه ايراني الهوية والانتماء والقرار بالكامل وتخلى عملياً عن كل ما له علاقة بلبنان والمصلحة الوطنية اللبنانية.

نحن امام مفصل تاريخي كبير في طريقة تفكير حزب الله الذي يقول ما من شيء اسمه لبنان وهو يقاتل من اجل قضية اقليمية دون ان يأخذ بعين الاعتبار الحدود او السيادة او اي شيء آخر.

في الداخل هو إلغائي بالكامل واستغنائي عن كل اللبنانيين، وهذه رسالة خطيرة جداً ونحن نشعر بها منذ زمن، ان حزب الله يحاول بمرحلة من المراحل ان لا يستغني بمعنى ان يقبل اللبنانيون شروطهم، وعندما أيقن بأنه ما من قبول لشروطه اصبح يستغني عنهم ويقرر لوحده ويعمل بالسياسة التي يراها في المنطقة.

هناك نقطة ثانية في خطاب نصرالله بالشكل ألا وهو حضوره الشخصي للمرة الثانية خلال 24 ساعة وهذا يعني انه مطمئن جداً للنوايا الاسرائيلية، وهذا يؤكد تقاطع المصالح الاسرائيلية – الايرانية في المنطقة، وحزب الله يمثل هذا التقاطع من خلال الهدوء الكبير الموجود في جنوب لبنان وتحديداً في شمال اسرائيل حيث اصبحت اكثر منطقة نامية سكانياً واقتصادياً.

فهو متقاطع مع اسرائيل في اصراره على بقاء الرئيس الاسد لأنه عمل على تأمين حدودها على مدى 40 عاماً، ومتقاطع من خلال اصراره على استمرار الحرب في سورية، واعتبر ايضاً ان تسليم السلاح الكيميائي هو انتصار بينما هو انتصار لاسرائيل بعد ان تخلينا عن سلاح استراتيجي، وغداً عندما تقبل ايران التخلي عن السلاح النووي بشكل او بآخر، عندها تكون اسرائيل قد حققت كل المكاسب الاستراتيجية التي تريدها في المنطقة عن طريق حزب الله.

لذا ظهوره غير مستغرب بعد ان ايقن ان الاسرائيلي اصبح بحاجة للسيد نصرالله وحزب الله في لبنان كي ينفذ طموحاته الاستراتيجية التي تجعله بمنأى عن اي خطر خلال العقود القادمة وهذه ليست تهمة انما نحلل الواقع كما هو وكما ظهر، في ظل تجاهل كامل للمصلحة الوطنية.

رعد والقلمون

# هل هناك تقاطع ما بين خطاب نصرالله وتصريحات رعد في الآونة الاخيرة؟

- كي يستغني السيد نصرالله عن اللبنانيين، فهذا يعني انه يشعر بأنه اقوى بكثير اقليمياً وسورياً، وهذا الاستقواء يريد ان يجسده الآن في مكاسب على الارض لبنانياً، وكأن التاريخ لم يعلمه ان ما من احد استطاع ان يجسد مكاسب على الارض اللبنانية بالسياسات التي اعتمدت من الخارج سواء كان الخارج اسرائيل ام الفلسطيني ام اي احد آخر.

خطاب رعد هو تكملة لهذا المنطق بالتفكير انما كان هناك تناقض بين التصريحين. النائب رعد يقول انه لا يمكن ان تقوم اي حكومة الا بجيش وشعب ومقاومة، في حين ان نصرالله يقول انا لست بحاجة الى جيش وشعب ومقاومة ويمكنني ان أعمل غطائي بنفسي. وثمة تناقض آخر فيقولون انهم لا يقبلون الا بصيغة 9 – 9 – 6 الحكومية، وفي الوقت نفسه يقول انه غير مستعد ان يقايض مقاعد وزارية بأي شيء فوق مصلحة سورية وما شابه. الغريب انه لا يدرك اننا غير مستعدين ان نقايض المصلحة الوطنية اللبنانية بأي مقاعد وزارية. فهو يعرض علينا ان نقايض المقاعد الوزارية بمصلحة لبنان، وهذا الامر لسنا مستعدين لكي نوقع عليه لا حاضراًَ ولا مستقبلاً لذا فإن الرسائل التي يرسلها كلا الطرفين قد يكون لها اهداف خارج الاطار اللبناني، قد يكون لها اهداف من اجل تعبئة جمهوره لأجل الحرب في القلمون وايضاً لإرسال رسالة الى الداخل الايراني والى الجهة المفاوضة مع الولايات المتحدة بأن لا تقدم تنازلات بخصوص حزب الله لأن حزب الله ينتمي الى الخط الآخر الى خط الحرس الثوري غير المتحمس كثيراً للمفاوضات مع الولايات المتحدة.

هرمية 8 آذار

# ماذا عن تيار المستقبل، هل هزم التيار؟

- تيار المستقبل عندما يهزم فهذا يعني ان الدولة اللبنانية هزمت، الدولة اللبنانية لم تهزم بعد ولكن تمر بمراحل صعبة.

تيار المستقبل ليس لديه مشروعه الخاص كما حزب الله، مشروعه هو الدولة اللبنانية والمؤسسات اللبنانية. مررنا بمرحلة الهزيمة في العام 1982 اثر الاجتياح الاسرائيلي، لا اعتبر ان هناك مشروعاً هزم انما هناك سيطرة واستقواء بالسلاح يعتمد عليها حزب الله وحلفائه وايران في المنطقة، هذا هو الواقع الذي نعيشه.

هذا الواقع الخيار امامه يقع في اطارين:

- اما ان نحمل السلاح وهذا ما يريده حزب الله كي نواجهه ويدمر لبنان ويبرر سلاحه، وبذلك يخدم اسرائيل.

- اما ان نواجهه بالسياسة وهذا ما نقوم به ونعتمد على الصمود. وأعتقد ان الرأي العام معنا في هذا التوجه والدليل على ذلك النجاحات التي نحققها في المجتمع المدني والنقابات. بالامس الفوز الذي حققناه في نقابة المحامين وقبلها نقابة المحامين في طرابلس، هو دليل على ان المجتمع المدني يشعر بأن مشروع 14 آذار/ مارس هو مشروع الدولة وهو الذي يسمح له بالصمود وان كان المشروع الآخر اقوى بمنطق السلاح والتدمير، ونحن لن ننجر الى التدمير.

# هل تعتبر ان 14 آذار/ مارس ما زالت متماسكة؟

- طبيعي وكل المراحل التي مررنا بها من انتخابات فرعية ونقابية تدل على ان 14 آذار/ مارس متماسكة.

هناك فرق بين 8 و14 آذار/ مارس، 8 آذار/ مارس هي جسم واحد هرمي على رأسه حسن نصرالله يطلق الاوامر والكل ينفذ من ميشال عون الى نبيه بري، في حين ان 14 آذار/ مارس فالتحالف ديموقراطي ومن الطبيعي ان يكون هناك اختلاف بين الافرقاء لأننا نتفق على الاساسيات من:

*استمرار النظام اللبناني.

*وضع السلاح بيد الدولة.

*اتفاق الطائف.

*المحكمة الدولية.

ما عدا ذلك في الامور التفصيلية قد نتفق وقد نختلف وهذا لا يؤدي الى خلاف. اما بالنسبة اليهم فالتفصيل مهم.

اعتبر ان 14 آذار/ مارس في وضع جيد والرأي العام مؤمن اننا نسعى لإنقاذ لبنان، ولا يمكن وضع 8 و14 في سلة واحدة.

هناك مشروع سيادي في لبنان، الشعب اللبناني مؤمن فيه و14 آذار/ مارس تعبر عنه، الرأي العام ليس مع 14 آذار/ مارس بل مع سيادة لبنان، اذا عبرت عنه 14 آذار/ مارس كان به واذا لم تعبر عنه 14 آذار/ مارس هناك من سيقوم بذلك.

المستقبل – الحر

# هل تعتبر ان لقاء كل من تيار المستقبل والتيار الوطني الحر قد يكون مقدمة لخروج التيار الوطني الحر من تحالفه مع حزب الله او 8 آذار/ مارس؟

- المشكلة تكون في الاساسيات، تبين لنا ان التيار الوطني الحر يسعى لعقد اتفاقات بالمفرق مع كافة الاطراف السياسية. يجتمع مع النائب وليد جنبلاط ليقوم بشيء في الجبل ويجتمع معنا ليعمل شيئاً في مجلس النواب ويمرر بعض القوانين ويجتمع مع طرف آخر ليعمل مفاوضات.

قلنا ونقول ان المشكلة بالجملة وليست بالمفرق، فإذا كان عندهم مشروع بناء الدولة فليقولوا لنا كيف يمكن بناء الدولة في ظل وجود سلاح، كيف يمكن ان تبنى الدولة وهناك ميليشيات في البلد وتدخل في سورية. نحن نطرح الموضوع بالجملة ونحن نواجه بالمفرق.

أعتقد انها بداية حوار جيدة كانت بمثابة جس نبض لمعرفة بماذا يفكر كل طرف وسيتم استكماله فيما بعد.

# نحن على ابواب الاستحقاق الرئاسي، هل تخشى ان ينضم هذا الاستحقاق الى تعطيل تشكيل الحكومة؟

- لا اخشى بل أتوقع لأن حزب الله وبكل صراحة واضح جداً ان مشروعه يكمن في الفراغ في كل المؤسسات ما عدا رئاسة مجلس النواب، وان تستمر رئاسة مجلس النواب كسلطة وحيدة في لبنان، وهذا الامر خطير جداً لأنه ينم عن تناقض مع الميثاق الوطني، وأود ان اقول اكثر من ذلك فإذا شعر المسيحيون في وقت من الاوقات انه اثناء الوجود السوري جرى تهميشهم، فإن الطائفة السنية تشعر بذلك ايضاً، اذ ان هناك محاولة لتهميش دورها والقضاء على مراكزها بحيث جرى احتلال بيروت عام 2008 وجرى احتلال صيدا بعد عبرا من قبل سرايا المقاومة ويحاولون ان يدمروا طرابلس لأنهم غير قادرين على احتلالها ويحاولون ضرب المواقع الاساسية للطائفة السنية في الدولة مثل موقع اشرف ريفي وصولاً الى موقع رئاسة الحكومة، حتى مع الرئيس نجيب ميقاتي لم يسمحوا له بفعل شيء على الاطلاق، اليوم اذا نظر ميقاتي الى المرآة سيرى انه لم يستطع ان يؤمن لطرابلس الا 12 جولة قتال. حتى حلفاؤهم من الطائفة السنية لم يقدموا لهم شيئاً، ويحاولون ايضاً ضرب المعاني الدستورية للميثاق الوطني بمعنى يريدون ان يسحبوا صلاحيات رئيس الحكومة المكلف كأن يفرضوا عليه شكل الحكومة وأسماء الوزراء وأسماء الحقائب، ويحاولون ايضاً ان يسحبوا الصلاحية الرئيسية من رئيس الجمهورية وضرب كل الاطراف الاخرى.

لذا هناك محاولة للهيمنة والسيطرة علينا نتنبه لها جيداً، لأن هذا سيؤدي الى ثورة لدى الناس والقضاء على منطق الاعتدال وتوجه الناس الى التطرف.

قد يكون حزب الله يريد هذا المسعى الذي يشبه مسعى بشار الاسد والذي نجح به بالفعل، فبعد مرور ثمانية اشهر على الثورة السلمية لم يرد على الشعب، اصبح هناك جيش سوري حر ولم يرد ايضاً، أطلق المتطرفين من سجونه كي يعملوا حركات متطرفة، وأعتقد ان حزب الله يقوم بالأمر نفسه ليوحي يوماً ما انه القوة ضد التطرف ويستطيع أن يكبح التطرف في المنطقة ولكن خطورة هذا الأمر تكمن في تدمير لبنان كما دمرت سورية.

حزب الله والفراغ

# إلى متى سيستمر الوضع الحكومي على حاله؟

- هذه الحكومة بحاجة إلى قرار جريء من الرئيس المكلف تمام سلام ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، بكل صراحة يجب ان يكون هناك قوى حيادية لا تمثل فيها القوى السياسية، لأن حزب الله يضع شروطه وهي انه لا يقبل حكومة إلا ان يكون بالبيان الوزاري (جيش، شعب، مقاومة) إضافة إلى وجود نسبة معينة له وحق الفيتو وان تكون الوزارات الأساسية قريبة منه أو بيد حلفائه.

حزب الله لا يريد حكومة لأنه مرتاح الى الوضع الحالي ويريد ان يتجه نحو الفراغ. القضايا الأساسية التي تواجهها اي حكومة هي قضايا سياسية وقضايا معيشية.

فلنركز على حكومة تهتم بشؤون الناس والوضع الاقتصادي والاجتماعي والصحة والاتصالات ولتبق الخلافات السياسية الأساسية مثل سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية والتدخل في سورية مواضيع تناقش على طاولة الحوار. ولكن يبدو ان حزب الله مصر ويعتبر ان الفرصة قد أتيحت له حيث ان لديه وضعاً أمنياً معيناً ويريد أن يحقق فيه مكاسب استراتيجية في السياسة اللبنانية قد تصل إلى تعديل الدستور والمثالثة أو ما شابه أو أكثر من ذلك. اعتقد ان حزب الله يريد أكثر من المثالثة ويريد السيطرة الكاملة على لبنان، واعتقد ان حزب الله أصبح لديه هذا المشروع.

# أين النائب عقاب صقر ولماذا حجب؟

- لا أعرف حقيقة ولكنه ظهر منذ فترة في الاعلام، عقاب صقر لديه مهمة وهو يعمل على الصعيد الانساني مع المعارضة السورية، واختار هذا الخيار. هذا السؤال يوجه إليه ولديه رقم هاتف.

# تطالبون حزب الله بالانسحاب من سورية في حين ان هناك أطرافاً أخرى لبنانية تقاتل في سورية؟

- نحن نطالب بتطبيق اعلان بعبدا الذي ينص على منع أي لبناني من التدخل أمنياً في سورية، نحن نطالب بإنسحاب كامل لكل من يمارس أي عمل أمني في سورية ولذلك اقترحنا عند بداية الحرب أن ينتشر الجيش على كل الحدود وقد رفض حزب الله هذا الأمر.

نحن ضد أي تدخل أمني في سورية، في حين ان اعلان بعبدا يقول ان المواقف الأخرى السياسية والانسانية والاعلامية هي حرة ولا يمكن لأحد أن يقمعها لأنها حريته في لبنان، ولكن التدخل الأمني ممنوع.

إذا كان المقصود وجود أشخاص لبنانيين يحاربون مع الثوار فنحن ضدهم وضد أي مشاركة أمنية من قبل أي لبناني لأن هذا الأمر يؤدي إلى أذى كبير.

# أليس لديكم تدخل غير مباشر بذلك؟

- لا مباشر ولا غير مباشر لأنه ليس لدينا الامكانيات المادية أو حتى السلاح، وكل الناس تعرف ذلك ولكننا معنيون بالدعم الاعلامي والانساني والسياسي.

مؤامرة كونية

# ماذا ينتظر سورية خلال الأيام المقبلة؟ ولأي متى سيستمر الوضع هناك؟

- من المؤسف جداً ان أقول ان بشار الأسد لديه الحق عندما قال ان هناك مؤامرة كونية ولكن المؤامرة الكونية ليست عليه بل على الشعب السوري وكل الشعوب العربية التي تريد أن تتحرك. واليوم هناك تقاطع مصالح إسرائيلي – إيراني كبير ضد الشعوب العربية، وهذا التقاطع يجعل السيد حسن نصرالله يظهر في المناسبات بالعلن وبحرية وهو مطمئن ان إسرائيل لن تغتاله. فالكلام على ان الصاروخ من إسرائيل يحتاج إلى 22 دقيقة كي يصل إلى الاراضي اللبنانية هو كلام غير صحيح لأنه يحتاج إلى دقيقتين. فالسيد نصرالله لم يظهر إلى العلن إلا بعد ان حصل على ok إسرائيلي.

هذا التقاطع الإسرائيلي – الإيراني ضد الشعب يحاول أن يقسم المنطقة، بحيث تأخذ إسرائيل السلاح الاستراتيجي العربي، والايراني يسيطر على السلاح الكيماوي والنووي.

وبعدها تصبح فلسطين قضية ثانوية وتترك لإيران مجالها الحيوي الذي يمتد من طهران إلى دمشق وربما إلى بيروت، لذا أرى ان الأمور ستكون طويلة جداً في سورية وفي المنطقة وسوف تتدحرج على الشكل العراقي وتتجه إلى وضع مأساوي إلا إذا أدرك المجتمع الدولي انه يرتكب جريمة كبيرة.

# ذكرت ان السيد نصرالله لم يظهر إلى العلن إلا بعد ان اطمأن لناحية الجانب الإسرائيلي ماذا يعني هذا الكلام هل هناك لعب من تحت الطاولة ما بين الطرفين؟

- أصبح هناك تقاطع مصالح بين إيران وحزب الله وإسرائيل ففي الجنوب لم يطلق حزب الله رصاصة تجاه إسرائيل وشمال إسرائيل يزدهر. القضية الفلسطينية أصبحنا نسمعها في الخطابات وما من شيء بالفعل. يريدون أن يحافظوا على الرئيس الأسد سوياً لأنه حمى لهم الجولان ويريدون أن يدمروا سورية كي لا تشكل أي خطر استراتيجي على إسرائيل. وهذا ما ينفذه حزب الله، وإذا استمر على هذا الحال سيؤدي ذلك إلى حرب أهلية وتدمير لبنان وسيكون الخدمة الكبرى لإسرائيل بحيث لا يصبح لإسرائيل منافس اقتصادي وتجاري في المنطقة وحتى في موضوع النفط.

حزب الله أصبح ولا أعلم ان كان مدركاً ذلك، وسط شراكة إيرانية – إسرائيلية وهي التي تتخذ القرار. ما من لعب تحت الطاولة لا بل ان هناك مصالح مشتركة بين حزب الله وإيران من جهة وإسرائيل من جهة ثانية.

# هل المطلوب ان يتحرش حزب الله بإسرائيل ويبادر بشن حرب عليها كي يعبر عن عكس ذلك، في الوقت الذي ألقي عليه اللوم بعد ان خطف الجنديين الإسرائيليين اللذين كانا فتيل حرب تموز/ يوليو؟

- لا ليس المطلوب ذلك ولكن ليس المطلوب ان يوجه إلى الداخل اللبناني، فهو يدعي ان هذا السلاح لقتال إسرائيل وتبين فيما بعد ان هذا السلاح هو لبيروت وصيدا وعبرا وطرابلس وتسليح الميليشيات في كل الاماكن والذهاب إلى سورية والدفاع عن بشار الأسد.

نحن لا نطلب منه افتعال حرب مع إسرائيل، ولكننا نقول له ان من يدعي ان هذا السلاح هو لقتال إسرائيل فهو كذبة كبيرة.

((دمّلة)) طرابلس

# لماذا طرابلس هي الخاصرة الرخوة دائماً في لبنان، وانتهاء الجولات العسكرية فيها بماذا يرتبط؟

- في الثلاث السنوات الأخيرة حينما تسلم الرئيس ميقاتي رئاسة الحكومة عاشت طرابلس 12 جولة دائماً كل جولة كانت مرتبطة بجو سياسي معين وحتى أحياناً بخلافات في مجلس الوزراء. ولكن لماذا طرابلس؟

بيروت تم تدجينها في 7 أيار/مايو وصيدا تمت السيطرة عليها من قبل سرايا المقاومة، في حين ان طرابلس رفضت ذلك وبقيت متبنية لموقف 14 آذار/مارس. طرابلس عندها ((دمّلة)) موجودة منذ العام 1976 أوجدها النظام السوري وطورها الحزب العربي الديموقراطي في جبل محسن الذي يتخذ من الطائفة العلوية رهينة.

هذه الميليشيا ترفض تسليم سلاحها إلى الدولة اللبنانية والدولة عاجزة عن السيطرة على هذا السلاح.

لذا ستبقى طرابلس صندوق بريد لحزب الله والنظام السوري لتوجيه رسائل داخلية واقليمية عند الضرورة. ولكن هذا الموضوع جعل الطائفة السنية تشعر بالغبن والقهر وقد فسر ذلك الكلام الذي سمعتموه في مهرجان طرابلس الأخير، وقد يترجم هذا بتطرف متزايد وهذا ما يريده حزب الله.

# هل تستبشر خيراً بالخطة الأمنية في طرابلس؟

- لا، لأننا سمعنا كثيراً عن خطط أمنية، فإذا لم نصل إلى خطة أمنية تبدأ بمعالجة الأساس، فاليوم هناك مجرمان اسماهما رفعت عيد وعلي عيد وهما متلبسان بقضية تفجير المساجد والدولة غير قادرة على فعل شيء، كيف ستنجح الخطة الأمنية.

وإذا لم يحصل دخول فاعل إلى جبل محسن وإلغاء وجود ميليشيا الحزب العربي الديموقراطي بدل حمايته لأن هناك جزءاً من استخبارات الجيش اللبناني يحمي الحزب العربي الديموقراطي وتحديداً استخبارات الشمال وتحديداً العميد عامر الحسن الذي يعمل على تمويل بعض قادة المحاور كي يستعملهم عند الضرورة.

نحن أمام وضع أمني خطر جداً، جرى العمل على عدد من الخطط الأمنية ولكن مع ذلك ابن طرابلس لا يرى إلا ان الدولة غائبة عن طرابلس، الدولة لن تعود إلى طرابلس إلا إذا عوقب من قتل الضحايا في المساجد، واعتبر ان حزب الله لا يريد أن تكون موجودة هناك.

# هل حزب الله متورط في ذلك؟

- حزب الله هو الذي يمول ويجهز الميليشيا هناك سواء عند سليمان فرنجية أو الحزب العربي الديموقراطي ولديه بعض القوى الموجودة على الأرض.

# هل طرابلس هي من ضمن الخطة التي تحدثت عنها والتي تقضي باستيلاء حزب الله على لبنان من الشمال إلى الجنوب.

- طبيعي لبنان كله 10452كم2، إذا بشار الأسد سيطر على سورية كلها فما يمنع حزب الله من السيطرة على لبنان كله، واعتقد ان حزب الله لا يريد المثالثة لا بل السيطرة على الدولة اللبنانية كلها وخطاب نصرالله الأخير هو دليل على انه مستغنٍ عن كل الناس.

استهداف المملكة

# لماذا هذا التحامل كله على المملكة العربية السعودية؟

- لأن المملكة العربية السعودية وقفت بالمرصاد أمام الخطة التي تحاول أن تكرس المؤامرة الدولية ضد الشعب السوري وتحاول أن تحافظ على الوجود الإيراني في المنطقة وتأمين مصالح إسرائيل. كلام المملكة العالي النبرة وصولاً إلى الاعتذار عن موقعها في مجلس الأمن جعل البعض يشعر بالخوف من فشل مخططهم. من هنا وجب ضرب المملكة العربية السعودية عبر التحامل لأنه ربما قد تشهد أحداثاً أمنية تخوضها إيران أو حزب الله بشكل تدريجي في المرحلة القادمة.

فما قدمته المملكة العربية السعودية على الصعيد الانمائي للبنان لم تقدمه إيران ولا اي دولة، ولكن للأسف هناك جحود كبير نتيجة الكراهية التي لها بعد طائفي ومذهبـي وإيراني. المعركة الحقيقية الآن هل ما زال للعرب وجود أو ان التقاطع الايراني – الإسرائيلي في المنطقة بعد تحييد تركيا يحاول تحجيم دور الخليج كي يقضوا على الدور العربي الفاعل.

# لماذا اتخذت المملكة هذا الموقف؟

- لأنها تشعر بخطر كبير على الوجود العربي ومن الطبيعي ان تنتفض المملكة وإلا لعتبنا عليها.

# هل تخشى من تصعيد أمني في لبنان امتداداً للأزمة السورية سواء بعودة الاغتيالات والتفجيرات؟

- الاغتيالات لم تتوقف حيث تم اغتيال اللواء الحسن، صحيح مر عام على هذا الاغتيال ولكن العقل الاجرامي الذي شاهدناه في مراحل وأماكن عديدة قادر ان يطور الأمور باتجاه أمني أكثر. هناك معركة بدأت في القلمون وقد تمتد إلى عرسال تلك المنطقة المعزولة في البقاع. أخشى كثيراً ان يرتد حزب الله إلى الداخل إذا شعر بأي ضغط كي يحصل على التوقيع الذي لم يحصل عليه بالصراخ وبالاعلان عن الانتصارات الكاذبة التي قام بها. أي انتصار لحزب الله لا قيمة له، برأيهم إلا إذا كرسه مكاسب في السياسة اللبنانية وان لم يوقع أحد عليها فلا قيمة لها ونحن لن نوقع وهنا قد يلجأ حزب الله إلى الاغتيالات والتفجيرات كي يحول المكسب الأمني إلى سياسي.

حوار: فاطمة فصاعي

  

نتنياهو يزور روما لعقد اول لقاء مع البابا فرنسيس

توجه رئيس وزراء اسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الى ايطاليا في زيارة تستمر يومين ويلتقي في خلالها للمرة الاولى البابا فرنسيس.ويرافق نتانياهو عدد من الوزراء بينهم وزيرا الخارجية افيغدور ليبرمان والطاقة سيلفان شالوم، فيما يرتقب عقد لقاء حكومي اثناء الزيارة.