المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 27 آب/2013

عناوين النشرة

*سفر إشعياء/الفصل 33/01حتى02/مصير الأشرار

*أطفال عائلة عبوس الثلاثة... شهداء يختصرون صورة المأساة

*علي حماده/الحرب على سوريا

*ماذا أراد سليمان من الدعوة إلى حكومة جامعة؟ المبادرة أحرجت سلام والمستقبل ولم ترضِ حزب الله/سابين عويس/النهار

*قالها القذافي قبل الأسد!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*ما بعد الكيماوي/غسان شربل/النهار

*نواة تحالف دولي للقضاء على نظام الأسد والتدخل براً وجواً ونائب بريطاني كشف لـ "السياسة" تفاصيل السيناريوهات الغربية 

*فرقة ماهر الأسد شنت الهجوم الكيميائي على ريف دمشق 

*توماهوك... الورقة الرابحة لحسم التدخل العسكري الاميركي في سوريا   موقع 14 آذار

*التدخل العسكري الغربي في سوريا: فرنسا وبريطانيا تعلنان إمكان الخروج عن الإجماع الأممي وتركيا تنضم قبل اتخاذ القرار 

*الأسد: التدخل العسكري الاميركي "سيصطدم بالفشل"

*طهران: تداعيات شديدة على البيت الأبيض إذا تجاوز حدود «الخط الاحمر» لجبهة سورية 

*بيريس لنزع أسلحتها الكيماوية... والاستخبارات تستبعد هجوماً سورياً/نتنياهو محذّراً دمشق: الإصبع على النبض ووقت الحاجة ينتقل إلى الزناد

*قناصة يطلقون النار على مفتشي الكيماوي في معضمية الشام... هل يحاول الأسد عرقلة التحقيقات؟ 

*رئيس الوزراء البريطاني قطع اجازته لمتابعة الملف السوري

*سورية تهدد باستهداف تركيا والأردن والسعودية

*المخبر في تفجيري طرابلس كشف أن شيخاً يخطط لاستهداف شخصيات بالمدينة

*من حلّ محل سماحة؟: المناطق المسيحية مرشّحة لتفجيرات واغتيالات!

*لبنان بات مربوطاً بالصاعق» السوري ومخاوف من أثمان كبرى مع اشتداد

*معلومات عن «خيوط» وتقدُّم في التحقيق وتراجُع احتمالات ضلوع الشيخ الغريب ... والراعي زار عاصمة الشمال معزياً

*طرابلس «الثكلى» ... حكايا عن موت باغت الأطفال وحملة «السلام والتقوى» تحاول بلْسمة الجراح

*جعجع: لا يمكن الجلوس حاليا مع حزب الله في حكومة واحدة ووجوده على طاولة الحوار لم يعد يتلاءم مع الدولة

*قاسم: الإنفجارات المفخخة ما كانت لتحصل لولا انكشاف لبنان السياسي بسبب الخطاب التحريضي والفتنوي

*شيخ العقل زار قباني وقبلان واتصل بميقاتي وسلام والشعار معزيا: تشكيل حكومة وحدة وطنية ضرورة ملحة

*الراعي معزيا في المجلس الشيعي: للتفاهم والحوار والتصالح لان الجميع يدفعون ثمن الانقسامات

*مفتشو الامم المتحدة عادوا الى دمشق بعد زيارة معضمية الشام

*موقف سليمان من الحكومة الجامعة والحوار يؤكد تلازمهما مع «اعلان بعبدا»

*موقف سليمان من الحكومة الجامعة والحوار يؤكد تلازمهما مع «اعلان بعبدا»

*الشيخ بلال المصري لـ "ليبانون ديبايت": نصرالله هدد ونجح في رسالته

*هل يشكل سلام حكومة عسكرية؟

*إنذار الى مارسيل غانم لإثارته الغرائز وتحريضه على الإخلال بالسلم الأهلي"

*المؤتمر الشعبي في طرابلس حيا الراعي والمجلس الشيعي: لرفض الأمن الذاتي

*خالد الضاهر: بصمات 'حزب الله” واضحة على مفخختي طرابلس 

*تيار المستقبل وزيارة الراعي لطرابلس

*الراعي من طرابلس: هذه الكارثة تكفي للجلوس على طاولة الحوار معا والتصالح من أجل لبنان

*الكتائب يدعو حزب الله الى المشاركة في انتاج حكومة: الامن الذاتي يمهد للافتعالات الامنية

*د. فادي سعد القواتي: للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً يكون لبنان على المحك والحل بحكومة حيادية  

*الوزير السابق سليم الصايغ: سليمان حدد خارطة الطريق فكم ينبغي ان ننتظر من تفجير ودم لانضاج مبادرته؟ 

*النائب سمير الجسر: من الممكن للجميع التسمية داخل الحكومة من دون المشاركة فيها 

*قباني بعد اجتماع نواب بيروت: للاسراع في تركيب الكاميرات وتفعيل عمل الحرس البلدي

*الصواريخ على إسرائيل والردّ على الناعمة تعيد طرح ملف السلاح الفلسطيني

*"الجبهة الشعبية" لا تملك صفة للحوار - رامز: حاضرون لكل ما يُطلب منّا

*حيث سقط السفاح!/ نبيل بومنصف/النهار

*هل ينتشل اجتماع نيويورك لبنان من الهاوية؟ معالجة عملية لقضية اللاجئين السوريين/ خليل فليحان/النهار

*لا خروج لنار الفتنة من لبنان ولا حكومة إلا بسحب "حزب الله" مقاتليه من سوريا/نزع الأسلحة الكيميائية السورية/علي بردى/النهار

*بين فشل "الإخوان" في الاستبداد ونجاح بشار الأسد في فشله

*الرافعي لـ"السياسة": نطالب الدولة بحماية المواطنين بدل التضييق عليهم

*التقرير الاسبوعي لمفوضية اللاجئين: أكثر من 703000 نازح سوري يتلقون المساعدة

*هل تراجع الأسد؟/طارق الحميد

*الادعاء على 15 لبنانياً حصلوا على الجنسية الاسرائيلية

*مكاري لـ"السياسة": مبادرة سليمان الحل الوحيد

*قرار بعلبك - الهرمل": لانسحاب "حزب الله" من سوريا

*"ضربة كف" لبشار الأسد قريباً... وإليكم ما جرى مع اللجنة الأممية قبل دخولها المعضمية!   

*لبنان ليس جاهزاً للسيناريوات السورية 4 تفجيرات إرهابية لا تحرّك اختراقاً سياسياً/روزانا بومنصف/النهار

*هل يتأثّر لبنان بالقصف الأميركي لسوريا وهل انتقل التفخيخ إلى السياسة؟/خليل فليحان/النهار

*هل بدّلت موسكو ثوبها؟/ امين قمورية/النهار

*مطالبة بتوقيف "بائعة الوحي" البصارة ليلى عبد اللطيف

*بوادر تحالف دولي ضد الأسد... وروسيا «لن تحارب»

*ضاهر لـ"السياسة": لبنان بعين الاستهداف الإيراني -السوري - الحزب اللاوي

*«الملف الكيماوي» يضع سورية بين «نموذج كوسوفو» و«ثعلب الصحراء»

*الراعي: اللبنانيون يدفعون ثمن الانقسامات

*المناطق المسيحية".. حيث الخوف يتمدّد ويوحّد اللبنانيين/كارلا خطار/المستقبل

*"الصدق" الروسي!/علي نون/ المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

 

سفر إشعياء/الفصل 33/01حتى02/مصير الأشرار

"ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك" يارب، تراءف علينا . إياك انتظرنا. كن عضدهم في الغدوات. خلاصنا أيضا في وقت الشدة

 

أطفال عائلة عبوس الثلاثة... شهداء يختصرون صورة المأساة

 المستقبل/ما جرى في طرابلس يوم الجمعة يفوق الوصف، عاش في خلاله أبناء طرابلس ألماً حاداً ويحاولون بشتى الوسائل شق الطريق بإرادة صلبة لإعادة الحياة الى دورتها، لكن هذا الوجع طال عدداً من أطفال المدينة الذين بقي بعضهم مفقوداً، واستشهد البعض الآخر ومنهم الشاب هيثم صالح الذي شيّع مساء الجمعة، والفتى أحمد غمراوي وغيرهما الكثير من الذين عثر عليهم نهاية الاسبوع في مستشفيات المدينة حيث نقلوا اليها على وجه السرعة من دون معرفة ذويهم، وبعضهم ما زال أشلاء، لأن الإرباك الذي حصل عقب التفجيرين أصاب الجميع. وبعض الأطفال ما برح يعالج في المستشفيات لشدة إصابته.

تختصر مأساة أحمد عبوس الرجل الخمسيني المعروف بأبو عشير التي تتناقلها الألسن وتتابعها وسائل الإعلام كافة، هول المجزرة التي أصابت طرابلس يوم الجمعة الماضي وعلى وجه التحديد الأطفال، فهو خسر ولده محمد وولدي ابنته الاثنين "سعيد وآمنة عبوس" خلال الانفجار، وجدهم في السيارة محترقين يعانقون بعضهم البعض. يقول أحمد "أردت ترفيه الأطفال ووعدتهم بالذهاب الى البحر بعد صلاة الظهر، وحتى نستفيد من الوقت قلت لهم انتظروني في السيارة كي أصلي الجمعة في جامع التقوى... حضرت متأخراً وركنت سيارتي وبداخلها الأولاد الثلاثة بجانب الجامع وطلبت من أحد باعة البسطات أن يبقي عينه على الأولاد. ونحن ما زلنا داخل الجامع نتابع خطبة الشيخ سالم الرافعي دوى الانفجار، وقد أصبنا بحالة من الإرباك والذهول فجأة عم الخراب ضحايا وجرحى ودماء في كل مكان. لا يمكن وصف المشهد، فكيف لي أن أصف مشهد الأطفال الثلاثة والذي كان أشد حرقة، الأطفال الثلاثة ماتوا داخل السيارة وهم يعانقون بعضهم البعض "متفحمين" عملنا على انتشالهم ونزعهم لدفنهم في مقبرة الشيخ زناد ـ عكار". أضاف: "ما يعزيني انني دفنت حفيديّ ودفنت ابني محمد بجانب والدته، قلت لهم أحسدكم وجدتم رباً رحيماً، وهنا أريد أن أسأل ما الذي يفرقنا نحن البشر؟ لا محمد ولا المسيح ! كلهم يجمعوننا! لماذا عدنا لقتل بعضنا البعض؟ ولماذا كل هذا العنف والإجرام؟ عدونا هو المستفيد الاول والاخير من كل ما يجري! صورة أطفالي الثلاثة وهم يموتون بالنار تقلقني وتنغص حياتي وتقتلني في كل يوم ألف مرة، حسبي الله ونعم الوكيل". أبو عشير الذي يسكن في منطقة باب التبانة فقد ثلاثة من أطفاله ومعهم فقد باب رزقه "الباص" الذي كان يعمل عليه لنقل الطلاب الى مدارسهم والذي اشتعل بمن فيه، حيث لم يعد يملك شيئاً سوى رحمة الله.

في جولة ميدانية على موقعي التفجير بدأت الحياة تدب شيئاً فشيئاً في ظل إصرار شباب المدينة الذي انخرطوا معاً في العمل لإزالة الركام والانقاض، توسعت حملتهم باتجاه مساعدة أهالي المنازل والمحال المتضررة بعد أن جرى فتح الطرقات وإزالة حطام السيارات وانتهاء الأجهزة الأمنية المختصة من تحقيقاتها. شارك فيها شباب المستقبل ، وشباب من الجمعية الطبية وبالتعاون مع بلدية طرابلس في عمليات رفع الانقاض وتنظيف الطرقات والمساجد المتضررة، كما شارك عشرات المتطوعين بإزالة آثار التفجيرين وتنظيف الطرقات والبيوت المحيطة بأماكن التفجير كما أقام مسعفو جهاز الطوارئ والإغاثة نقاطاً ثابتة لتغيير جروح المصابين اضافة لزيارة البيوت المتضررة ومساعدة الاهالي في ملء الاستمارات الخاصة لمسح الأضرار. وأعلن الجهاز انه نقل 14 شهيداً وأسعف ونقل 64 جريحاً الى مستشفيات المدينة.

هذا ما أكده داعم حملة تقوى وسلام الدكتور جمال بدوي، الذي قال: "إن أحداً لن يستطيع كسر إرادة أبناء طرابلس والشباب قرروا بإعادة الحياة الى شارع السلام كما كان، صحيح أن الكارثة كبيرة والدولة متأخرة جداً عن مواكبة المفجوعين والمتضررين، الا أنه عندما يصمم الشباب فإن عزيمتهم أقوى وأفعل من كل شيء وهذا ما سيكون". بدوره منسق تجمع الحملات المدنية الياس خلاط، أشار الى ان "المدينة تنفض الركام عن كاهلها، ونحن من ضمن الجمعيات ساعدنا ووضعنا خطة سوف ننطلق بها اليوم الاثنين ، كارثة كبيرة حلت في المدينة ولكن الجرح آخذ الى الشفاء كما حال المدينة المصرة على النهوض ومتابعة الحياة". يقول الناشط عمر عساف نحن كشباب لم ننتظر وصول أجهزة الدولة، بل فتحنا باب التطوع للعمل فاذا بالكل يسبقنا الى الساحة يريد تقديم المساعدة مهما كان حجمها، نساعد في إزالة الركام من المنازل". بدوره فادي ميقاتي من حملة سلام وتقوى يؤكد أن "كل الشباب صمموا على إعادة الحياة الى المدينة مهما كان الأمر, صحيح أن المبادرة فردية ولكن بإمكانها أن تفعل وتساعد الكثير". طرابلس ـ علاء بشير

 

الحرب على سوريا

 علي حماده/النهار

إذا صحّت التوقعات والمعلومات المتقاطعة من مصادر عدة، ولم تكن مجرّد حملة للضغط النفسي، فإن تحالفاً دولياً - عربياً واسعاً قد يضم نحو ثلاثين دولة سوف يشكل غطاء لحملة عسكرية أميركية – أوروبية – عربية – تركية لتوجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد رداً على استخدامه أسلحة كيميائية ضد منطقة غوطة دمشق الشرقية والتي ذهب ضحيتها ما يزيد على ألف وثلاثمئة قتيل معظمهم من المدنيين أطفالاً ونساء. وقياساً على موقف روسيا الذي أعلنه وزير خارجيتها سيرغي لافروف بعد ظهر يوم أمس، ومفادها أن روسيا لن تخوض حرباً مع أي طرف في حال توجيه ضربة عسكرية للنظام، مما يعني أن موسكو لن تواجه الولايات المتحدة في هذه الحالة.

كل المؤشرات في واشنطن تشي بأن الإدارة الأميركية اتخذت قراراً بتوجيه الضربة العسكرية، وهي تبحث الآن عن الأسس القانونية والغطاء الدولي الأوسع للقيام بذلك. وقد شكّل استخدام النظام أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية قرب دمشق الحد الفاصل بين مرحلة ومرحلة. لا شك في أننا دخلنا مرحلة جديدة ومختلفة كلياً في مسار الأزمة السورية. السؤال المطروح الآن: ما هي حدود الضربة؟ هل ستكون تأديبية محدودة، الهدف منها توجيه رسالة حازمة لتذكير النظام بقواعد اللعبة المسموح بها دولياً؟ أم انها ستتجاوز هذا الحد لتصبح حملة عسكرية تضعف النظام وربما تسقطه بعد تدمير أهم قطعاته العسكرية العاملة؟ في كلتا الحالتين، سوف تؤثر الضربة في وضع النظام، وفي قدراته العسكرية، وستضعفه حتى لو كانت تأديبية تذكيرية بقواعد اللعبة. في المقابل، ثمة تكهنات تفيد بأن الضربة أكثر من مجرد تأديب، وأنها تمهد لسقوط النظام بمعنى رحيل بشار الأسد وبطانته، وحلول مجموعة أخرى من المقربين من النظام مكانه ممن فتحوا قنوات اتصال مع الاميركيين والأوروبيين منذ أشهر وينتظرون الفرصة السانحة للتخلص من آل الأسد ومحيطهم المباشر. أما روسيا فقد لا تكون بعيدة من هذا السيناريو الذي يحفظ لها مكاناً حول طاولة جنيف – 2 الى جانب الولايات المتحدة، لتنطلق أعمال هذا المؤتمر من "ما بعد بشار". أما الإيرانيون، بحسب هذا السيناريو، فيخرجون من سوريا، ومن مستقبل سوريا، ليزداد التصاقهم بروسيا بعد أن يروا كيف يتسارع الانهيار متى انتحت موسكو جانباً في أي صراع دولي. بناء على ما تقدم، لن تكون موسكو خارج اللعبة، بل في أساسها، وموقعها في سوريا ما بعد بشار مضمون بتوافقات غير معلنة مع الأميركيين، ومع العرب الداعمين للمعارضة السورية. ماذا عن لبنان ولا سيما "حزب الله"؟ قلنا منذ أن تورّط الحزب في سوريا إنه سوف يهزم فيها. وسوف يهزم حتى لو أتت الضربة المتوقعة محدودة وتأديبية؟ لا مكان لـ"حزب الله" في سوريا. ولا مستقبل لسلاحه لا خارج الحدود ولا داخل لبنان. انتهت وظيفة نظام الأسد الاقليمية، وسوف تسقط وظيفة "حزب الله" الاقليمية أيضاً. من هنا دعوتنا قيادة الحزب الى الانسحاب فوراً من سوريا، والدخول في حل سياسي لبناني داخلي أساسه حل معضلة السلاح.

 

ماذا أراد سليمان من الدعوة إلى "حكومة جامعة"؟ المبادرة أحرجت سلام و"المستقبل" ولم ترضِ "حزب الله"

 سابين عويس/النهار

قد تكون الظروف الامنية والسياسية التي أعقبت تفجيرات الرويس وطرابلس استدعت من رئيس الجمهورية ميشال سليمان موقفا يخرق من خلاله جدار الأزمة السياسية، الا ان المبادرة التي طرحها من خلال رسالته الى اللبنانيين وضمنها دعوة عامة، اذا جاز التعبير، الى انعقاد طاولة الحوار من دون شروط مسبقة وتشكيل حكومة جامعة، أثارت أكثر من اشكالية في الوسط السياسي، بحيث جاءت ردود الفعل عليها ضعيفة ولا توحي بأن ثمة اتجاها لدى اي فريق سياسي الى تلقفها. فهي وبحسب مصادر سياسية مطلعة، أحرجت أفرقاء من دون أن ترضي آخرين. وفي رأي هذه المصادر ان ثمة أكثر من سبب ومبرر لردود الفعل المشار اليها.

فرئيس الجمهورية طرح عناوين عريضة لمبادرته من دون أن يقرنها بأي اجراءات عملية أو برنامج زمني واضح ومحدد يترجم من خلاله آليات عقد الحوار وتشكيل الحكومة.

في موضوع الحوار، دعا سليمان الى انعقاده من دون شروط مسبقة على رغم ادراكه التام أن تحقيق ذلك دونه عقبات. لقد جرّب ذلك سابقا ولم يفلح في جمع أمراء الطوائف والاحزاب حول طاولة واحدة. وهو يدفع باقتراحه اليوم على رغم ادراكه ان مصير الحوار لن يكون غير ما كان عليه سابقا وفي ظروف لا تقل قساوة عن الظروف الراهنة. والمعلوم ان دعوة سليمان الى الحوار كانت شهدت اكثر من تأجيل أبرزها المواعيد المضروبة بين مطلع تشرين الثاني 2012 وكانون الثاني 2013 حيث تم تأجيله ثلاث مرات متتالية! "تيار المستقبل" والى جانبه حلفاؤه في قوى 14 آذار لم يغيروا مواقفهم من الحوار. فالتيار يرى ان الحوار يجب أن ينطلق من حيث انتهى جدول أعماله العالق على بند السلاح. وفي رأي مراجع بارزة فيه، أن لا جدوى من الحوار مشروطا كان أو غير مشروط اذا لم يقترن بالتزام أركانه احترام مقرراته. وفي هذا المجال، تذكر المراجع بالكلام الاخير لنائب حزب الله محمد رعد الذي نعى "اعلان بعبدا" ودعا الى "بلّه وشرب مائه". وسألت اذا كانت كل قرارات الحوار "لبلّها وشرب مائها"، فما الداعي اليه؟ وعلام سنتحاور مع حزب ينفذ مشروعا خارج لبنان؟".

من هنا، تطالب هذه المراجع بضرورة أن يضع رئيس الجمهورية جدول أعمال وقواعد واضحة للحوار لكي يؤتي ثماره، خصوصا أن التجارب السابقة في الدعوة الى الحوار لم تكن في غالبيتها ناجحة، بل كان مصيرها التأجيل او عدم التزام المقررات. لا تختلف مقاربة المصادر السياسية للملف الحكومي عن تلك المتعلقة بالحوار. وفي رأي هذه المصادر أن دعوة سليمان الى حكومة جامعة أحبطت كل المساعي التي كان يبذلها رئيس الحكومة المكلف تمام سلام من اجل تشكيل حكومة سياسية حيادية غير استفزازية. لا يغفل سلام في مقاربته للموضوع الحكومي أهمية قيام سلطة سياسية تأخذ على عاتقها مسؤولية ادارة شؤون البلاد ومواجهة الاستحقاقات الداهمة. لكنه في الوقت عينه، وانطلاقا من الشروط والشروط المضادة التي عطلت مهمته في ظل رفض "تيار المستقبل" حكومة سياسية يتمثل فيها "حزب الله" ما لم يخرج اولا من سوريا، وفي ظل تصلب الحزب بمطلبه الحصول على الثلث المعطل للحكومة، طرح خيار الحكومة الحيادية كمخرج لتشكيل حكومته بحيث تعنى مثل هكذا حكومة بالملفات الاقتصادية والمعيشية وتترك الملفات السياسية والامنية لطاولة الحوار.

لقي طرح سلام تجاوبا من رئيس الجمهورية، بل تناغما ما لبث ان تراجع عنه رئيس الجمهورية لمصلحة الحكومة الجامعة. علما ان سليمان في طرحه هذا أحرج سلام كما أحرج "تيار المستقبل" الداعم لحكومة حيادية، من دون أن يحظى في المقابل بتنويه "حزب الله" بمثل هذه الحكومة التي هي عمليا توصيف واضح لحكومة الوحدة التي يطالب بها الحزب. لم يتلقف الحزب فورا مبادرة سليمان بل سارع على لسان نائبه محمد رعد الى التهديد بأن حكومة أمر واقع تصب الزيت على النار وتنفذ قرار تأجيج الفتنة وتفجير البلد. وهذا يكشف بوضوح بحسب المصادر، النية الواضحة للحزب لعدم السير بأي حكومة أيا يكن توصيفها.

واذا كان رعد أبدى ليونة أمس في موقف جديد أطلقه حيال مبادرة رئيس الجمهورية، الا ان المصادر لم تر فيه ما يغير في موقف الحزب أو يدفع الامور خطوة الى الامام. وبالتالي، فإن التأليف في رأيها لا يزال يدور في المربع الاول، على رغم الاجواء التي سادت قبل تفجيري طرابلس وبعدهما عن وضع الملف الحكومي على نار قوية. تؤكد المصادر السياسية المطلعة أن حركة الاتصالات في بداية هذا الاسبوع لا توحي أن ثمة دفعاً جديا نحو التأليف، وأن شهر آب قد ينقضي ومعه كل توقعات المصيطبة بمخاض وشيك.

 

قالها القذافي قبل الأسد!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

مع تزايد فرص التدخل العسكري الدولي ضد نظام بشار الأسد خرج وزير إعلامه مهددا بأن التدخل لن يكون نزهة، و«سيترك تداعيات خطيرة جدا في مقدمتها فوضى، وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته»! فهل لمثل هذه التصريحات أي قيمة؟ الإجابة: لا! منذ بدء الثورة السورية والأسد يهدد بإحراق المنطقة ككل، والحاصل على الأرض هو أن الأسد نفسه يترنح، وبقاءه للحظة مرهون بالدعم الإيراني، وقتال حزب الله إلى جانبه، فرغم كل تهديدات الأسد فإنه محاصر بدمشق، وفاقد للسيطرة على أكثر من نصف سوريا، ويحدث كل ذلك من دون تدخل عسكري جاد من قِبل المجتمع الدولي، وإنما بسبب المواجهات مع الجيش الحر الذي يعاني من نقص الأسلحة النوعية، فكيف بعد كل ذلك يكون بمقدور الأسد إحراق المنطقة؟ الحقيقة أن تهديدات الأسد لا تختلف كثيرا عن تهديدات معمر القذافي من قبل، ورأينا كيف انتهى القذافي شر نهاية، فما الجديد اليوم لدى الأسد حتى يهدد بإحراق المنطقة؟ لا شيء! هل يحاول الأسد، مثلا، إشعال الحرب الأهلية في لبنان؟ حينها لن يكون هو الخاسر الوحيد، بل حليفاه إيران وحزب الله! وهل ينوي الأسد القيام بعمليات إرهابية في الخليج؟ من شأن ذلك أن يكون بمثابة قاصمة الظهر لعملاء إيران هناك! إذن ما خيارات الأسد؟ ليس أمامه إلا الانتحار، بمعنى استخدام ما لديه من أسلحة كيماوية بسوريا، أو إسرائيل، وهذا يعني أيضا خسارة فادحة ليس للأسد وحده، وإنما لإيران وحزب الله، عربيا ودوليا، فحينها ستكون العواقب تاريخية، لا آنية وحسب. وإذا كان الأسد يعوّل، مثلا، على تدخل عسكري على الأرض فإن أحدا لا يطالب بذلك، وإنما المؤشرات تقول إن باباً من جحيم سيفتح فوق الأجواء السورية على الأسد وقواته، وحينها قد نسمع أول تسجيل صوتي للأسد، مثله مثل القذافي! ومن الصعب أيضا توقع تدخل إيراني عسكري ضد المجتمع الدولي دفاعا عن الأسد، لأن إيران تدرك عواقب ذلك عليها وعلى حزب الله، وإنما علينا توقع الرد الإيراني بعد سقوط الأسد، فحينها ستفعل طهران المستحيل لجعل سوريا دولة فاشلة ما لم يكن لها دور هناك يضمن مصالحها، ويفك الحصار عن حزب الله، وهذا ما يجب التنبه له الآن، وليس تهديدات الأسد التي لا قيمة لها. ويكفي أن نلاحظ أن من يناور بإعلان موافقة الأسد على التفتيش حول استخدام الكيماوي في الغوطة هو وزير الخارجية الإيراني وليس وليد المعلم، رغم اتصال وزير الخارجية الأميركي بالمعلم، الذي يبدو اتصال الفرصة الأخيرة، على غرار لقاء جيمس بيكر وطارق عزيز في جنيف قبل حرب عاصفة الصحراء! ولذا فلا قيمة الآن للتهديدات الصادرة من الأسد ونظامه حول التدخل العسكري الدولي المرتقب، كما ليس مهما التهديدات الإيرانية الآنية، الأهم هو التحسب من الآن للدور الإيراني التخريبي في سوريا ما بعد الأسد.

 

ما بعد الكيماوي

غسان شربل/النهار

الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٣ماذا لو استيقظنا على أنباء انهمار صواريخ أميركية أو غربية على مواقع حساسة للنظام السوري؟ وكيف يرد النظام الذي حذر أمس من أن أي هجوم أميركي عليه سيتسبب بـ «كتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته»؟ ما هي الخيارات التي تملكها دمشق في هذا السياق؟ هل تطلق صواريخها في اتجاه إسرائيل؟ وماذا لو ردت الدولة العبرية باستهداف عصب النظام، أي الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة؟ هل تتخذ دمشق قراراً بتوسيع النزاع كأن تطلق صواريخ في اتجاه تركيا الأطلسية أم باتجاه الأردن؟ وهل تستطيع مواجهة تبعات مثل هذا السلوك؟ ماذا تفعل إيران إذا انهمرت الصواريخ الأميركية على أهداف سورية؟ هل يطلق «حزب الله» اللبناني المنخرط في الحريق السوري صواريخه على إسرائيل وهل يستطيع حالياً خوض مواجهة من هذا النوع؟ هل تولد فجأة منظمات مجهولة - معلومة وتستهدف قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان؟ وهل باستطاعة روسيا أن تفعل أكثر من التنديد والتحذير من «الخطأ التاريخي» والعرقلة في مجلس الأمن؟ قبل أيام فقط لم تكن مثل هذه التساؤلات مطروحة أو مسموحاً تداولها. لكن الأزمة السورية دخلت بالتأكيد مرحلة جديدة مختلفة. ولا مبالغة في القول إن مرحلة ما بعد الكيماوي لا تشبه ما قبله. وأي متابع لهذه الأزمة يدرك أن صور جثث أطفال الغوطتين التي طافت العالم وتصدرت صفحاته وشاشاته فتحت في الأزمة السورية الصفحة الأشد خطراً وهولاً. وخير دليل على دقة الأيام أن سورية وافقت على توجه المفتشين الى المنطقة المنكوبة وجنبت الوزير وليد المعلم، بعد المحادثة الهاتفية اللافتة مع نظيره الأميركي جون كيري، الخطأ الذي ارتكبه طارق عزيز بأوامر من صدام حسين خلال لقائه الشهير مع جيمس بيكر. قبل الكيماوي تعايش العالم مع المذبحة المفتوحة في سورية. تعايشت عواصم الغرب مع مشاهد الدمار والمجازر الجوالة والبراميل المتساقطة. عثرت هذه العواصم على أسباب تبرر تحفظها والابتعاد عن الانغماس في النار السورية. انزلقت الثورة بفعل براعات النظام الى ما يشبه الحرب الأهلية. وقدمت «جبهة النصرة» هدية قيمة لباراك اوباما وزعماء غربيين. صار باستطاعتهم القول: «لن نسقط الأسد لنسلم سورية لتلامذة تنظيم القاعدة». امتنعت عواصم غربية حتى عن تنفيذ ما وعدت به وبحجة عدم وقوع الأسلحة في الأيدي الخطأ.

لنترك جانباً الجدار الروسي - الصيني في مجلس الأمن. لم يكن الرأي العام الغربي مستعداً لتقبل انغماس الحكومات الغربية في عمل عسكري على الأرض السورية خصوصاً في ظل تعذر استصدار مثل هذا القرار عن مجلس الأمن. لكن مع نشر صور ما سمي «المجزرة الكيماوية» عاد الملف السوري الى التقدم على الملفات الأخرى بعدما كانت الأحداث في مصر سرقت الأضواء منه. وقع ما لا يمكن لقادة الغرب التساهل فيه. لا يستطيع اوباما اعتبار استخدام الكيماوي حدثاً عابراً خصوصاً انه جاء بعد عام تماماً من حديثه عن «الخط الأحمر». الأمر نفسه بالنسبة الى كامرون وهولاند وزعماء آخرين.

كان لما أعلنته منظمة «أطباء بلا حدود» دوي قوي في العالم. أكدت وفاة 355 شخصاً بعدما ظهرت عليهم «أعراض تسمم عصبي» وتحدثت عن الآف الإصابات. لم يعد استخدام السلاح الكيماوي موضع شك. الرئيس الايراني حسن روحاني عبر عن ألمه لسقوط أبرياء بسبب «عناصر كيماوية». تتصرف واشنطن ولندن وباريس على أساس أن «لدى النظام السوري ما يخفيه» وأن استخدامه السلاح الكيماوي «شبه مؤكد». لم تأخذ جدياً اتهامه المعارضة باستخدام السلاح الكيماوي. اذا عززت معلومات المفتشين شكوك هذه العواصم ومعلوماتها سيجد النظام السوري نفسه في وضع يشبه أوضاع نظام صدام حسين. ستطرح مسألة ترسانته الكيماوية وستظهر مطالبات بإخضاعها للتفتيش. سيضطر الى بدء سلسلة من التنازلات وإلا مواجهة ضربات. وضع النظام بعد مجزرة الغوطتين لا يمكن أن يكون كما كان قبلها. روسيا نفسها لا تستطيع التصرف كأن المجزرة لم تقع. إسرائيل القريبة من مسرح الأحداث ستعيد تقويم حساباتها. لا شيء يشير الى اننا في الطريق الى تدخل عسكري بري في سورية. لكن الأكيد هو أن العالم سيضع يده على هذا الملف. سيكون العقاب أكيداً إذا ثبت أن النظام استخدم ترسانته الكيماوية. أغلب الظن أن هدف العقاب سيكون اقتياده الى طاولة المفاوضات ليوافق على ما كان يرفض مجرد التلميح إليه. ولهذا يجري التذكير بخيار كوسوفو و «اتفاق دايتون». سيكون من الصعب على روسيا أن تتصرف بعد الكيماوي كما كانت تتصرف قبله إلا إذا كانت لا تعارض قيام «دولة للأقليات» على جزء من سورية وهو ما لمّح إليه بوتين من باب التخوف من حصوله خلال لقاء له مع مسؤول عربي رفيع.

 

نواة تحالف دولي للقضاء على نظام الأسد والتدخل براً وجواً ونائب بريطاني كشف لـ "السياسة" تفاصيل السيناريوهات الغربية 

حميد غريافي/كشفت مصادر نيابية في مجلس العموم البريطاني, أمس, أن "نواة تحالف عسكري دولي" ستعلن تفاصيلها اليوم الاثنين, خلال الاجتماع العسكري عالي المستوى الذي سيعقد في عمان, لوضع توجهات الدول الغربية الرئيسية حول الوضع العام في الشرق الاوسط واطراف افريقيا وآسيا موضع التنفيذ, في ضوء تطورات الحرب في سورية, ودخول عامل الاسلحة الكيماوية المدمر للمرة الثانية بعد العراق, منذ الحرب العالمية الاولى قبل نحو مئة عام على أيدي بشار الأسد الذي "يتحمل حتى الآن وزر انهار من الدماء غطت مختلف محافظات بلده, وكان آخرها "مجزرة الغوطتين" الشرقية والغربية الكيماوية.

وأماط أحد اعضاء لجنة العلاقات الخارجية والدفاع البريطانية اللثام لـ "السياسة", عن ان رئاسات اركان جيوش الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا وكندا والمملكة العربية السعودية وتركيا وقطر "ستباشر فور انتهاء اجتماع عمان العسكري ابتداء من الخميس المقبل, تقديم سيناريوهات وزارات دفاعها المرسوم سلفاً لتدخل عسكري في سورية بعد ثبوت استخدام نظامها أسلحة الدمار الشامل ضد سكانها, ومنعاً لتشجيع دول مارقة أخرى مثل ايران والسودان وكوريا الشمالية وبعض جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق التي تمتلك كلها كيماويات وبيولوجيات, على استخدامها ضد شعوبها أو ضد دول معادية لها مستقبلاً".

وأكد النائب ان "القرار الدولي بشن حرب جوية على سورية على غرار حربي ليبيا قبل حوالي عامين لإطاحة معمر القذافي وتحرير كوسوفو من اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش في مارس 1999 قد اتخذ اخيراً, اولاً داخل الدوائر الضيقة في البيت الابيض اثباتاً بأن تهديدات الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل اشهر هي تهديدات صادقة وقابلة للتنفيذ اذا ثبت تورط نظام الاسد البعثي العلوي باستخدام الكيماويات ضد المدنيين السوريين, ثم جرى تعميمه بسرعة على دول "حلف شمال الاطلسي", وبعض الحلفاء العرب والآسيويين والافريقيين, كي يستعدوا لحرب جوية قد لا يتجاوز موعدها الشهرين, وقد اتجهت بالفعل قوات وقطع بحرية عسكرية اميركية واطلسية الى البحر المتوسط المرابطة امام الساحلين السوري واللبناني وجزء من الساحل التركي الجنوبي, تضم سفناً تحمل صواريخ "توماهوك - كروز" التي اثبتت جدارتها ودقة اصاباتها خلال استخدامها خلال العشرين عاماً الماضية".

وأضاف النائب البريطاني انه "على الرغم من تجاهل وزارات الدفاع الاميركي والغربية الاجابة على سؤال: هل سيكون هناك غزو بري لسورية تحت الغطاء الجوي الكثيف? الا ان معلوماتنا من قيادة "حلف شمال الاطلسي" في بروكسل تتحدث عن اجتياحين بريين لحدود سورية من الاردن ومن تركيا, اي للمناطق الواقعة منذ اكثر من عام ونصف في ايدي قوات الثورة المعارضة للأسد, تشارك فيهما آليات ومدرعات ودبابات عربية, من دون ان تكون هناك حاجة الى انشاء مناطق حظر جوي او ممرات آمنة, لأن بداية الحرب على سورية تعني انهاءها في أقل من ثلاثة اسابيع بإطاحة النظام وتدمير مفاصله العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية, وتجميع المعارضات في الداخل والخارج لتسلم الحكم". وعلى الرغم من إشارة صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اول من أمس, نقلا عن مصدر مسؤول في ادارة اوباما, إلى ان النقاش حول سيناريو كوسوفو كان احد المواضيع التي بحثتها القيادة الاميركية برئاسة اوباما الخميس الماضي حول خيارات الحرب وعواقبها المحتملة على دول الطوق السوري مثل لبنان والاردن وتركيا واسرائيل, إلا أن عددا من السيناريوهات الأخرى الموضوعة بين يدي الرئاسة الأميركية لإقفال الملف السوري بأقل اضرار وضحايا ممكنة بعد الآن, جرى البحث فيها تفصيلياً. وكشف البرلماني البريطاني النقاب لـ"السياسة" عن ان قرار الحرب على الاسد قد اتخذ بالفعل دون الاخذ كثيراً بعين الاعتبار اي موقف معارض لروسيا في هذا الشأن.

 

فرقة ماهر الأسد شنت الهجوم الكيميائي على ريف دمشق 

المصدر : elaph /تشير تقديرات إلى أن الفرقة المدرعة رقم 4 والتي يقودها ماهر الأسد هي التي نفذت الهجوم بالأسلحة الكيميائية على ريف دمشق، وانطلق الهجوم من خلال الكتيبة 155 من قاعدة عسكرية في سلسلة جبلية غرب العاصمة. كشف تقرير بثه التلفزيون الإسرائيلي النقاب عن أن الأسلحة الكيميائية التي استخدمت في قتل المئات من المدنيين السوريين من جانب نظام الرئيس بشار الأسد يوم الأربعاء الماضي قد أطلقت من جانب الكتيبة رقم 155 التابعة للفرقة المدرعة رقم 4 في الجيش السوري والتي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري. وأضاف التقرير الذي بثته القناة الثانية الإسرائيلية أن قذائف غاز الأعصاب، التي استخدمت في الهجوم، أطلقت من قاعدة عسكرية في سلسلة جبال تقع غرب دمشق. وأشار إلى أن المخاوف تتزايد لدى إسرائيل من استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ومن احتمالية وصول تلك الأسلحة إلى أيدى العناصر التي لا تزال أكثر خطورة من قوات الأسد. وهي المخاوف التي نقلتها إسرائيل بوضوح للولايات المتحدة. وفي أول تعقيب له على الهجوم، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن إيران ستراقب عن قرب الطريقة التي ستتعامل من خلالها دول العالم مع الهجوم. وأعقب بقوله :" باتت سوريا بمثابة أرض التجارب لإيران، وطهران إذ تراقب عن قرب الطريقة التي سيتعامل من خلالها العالم مع الفظاعات التي تم ارتكابها هناك على يد دولتها العميلة سوريا وحليفها حزب الله ضد المواطنين المدنيين الأبرياء في سوريا". كما أكد نتانياهو في سياق التصريحات التي أدلى بها أن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السوريين يوم الأربعاء الماضي يثبت مرة أخرى أنه لا يمكن لنا أن نسمح للأنظمة الأكثر خطورة في العالم بامتلاك الأسلحة الأكثر خطورة في العالم. وكانت جماعات تابعة للمعارضة السورية قد أشارت يوم الأربعاء إلى أن وصول عدد ضحايا الهجوم الكيميائي إلى ما يقرب من 1300 شخص في ضواحي دمشق الشرقية. وتم نشر صور وفيديوهات توضح طبيعة الفاجعة خاصة صور الأطفال القتلى. وقال نتانياهو إن تلك التقارير التي تناولت ذلك الهجوم جاءت لتثير احتمالية تنفيذ النظام السوري لجريمة غاية في الخطورة ضد مواطنيه المدنيين. وأكمل "يضيف هذا الهجوم لقائمة الجرائم المرتكبة من جانب النظام السوري بمساعدة إيران وحزب الله". ولفت نتانياهو إلى أنه من السخافة أن يتم منع المحققين الأمميين المتواجدين في دمشق الآن للتحقيق في واقعة سابقة من الوصول إلى المناطق التي شهدت الهجوم الأخير.

 

توماهوك... الورقة الرابحة لحسم التدخل العسكري الاميركي في سوريا   موقع 14 آذار

استبعد مراقبون خوض الولايات المتحدة حرباً برية في سوريا، وبات الخيار الافضل هو قصف المواقع الكيميائية التي يشتبه في تبعيتها لنظام بشار الاسد، وستعتمد واشنطن في ذلك على 4 مدمرات تحمل صواريخ متطورة من طراز توماهوك، وترابض كل منها قبالة السواحل السورية منذ فترة. القاهرة: يصل خيار التعامل العسكري الاميركي عبر القوات البرية مع نظام بشار الاسد الى نسبة الصفر، فتجربة واشنطن في الحربين العراقية والافغانية، اللتان حصدتا الكثير من ارواح الجنود الاميركيين، تشي بضرورة توخي الحذر وعدم تكرار اخطاء الماضي، فإذا كان من اللازم تبني الخيار العسكري في ردع بشار الاسد ومنعه من استخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه وفقاً للمعارضة السورية ودوائر غربية، فإنه من اللازم استخدام آليات عسكرية بعينها في عملية القصف، وتفادي السقوط في خوض حرب برية، بحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية.

ويؤكد الخبراء في واشنطن ان الادارة الاميركية لن تخاطر بخوض حرب برية في سوريا وذلك لسببين، اولهما: ان نتائج استطلاع الراي التي جرت مؤخراً في الولايات المتحدة، تعكس رفض الجماهير الاميركية للقيام بعملية برية في سوريا، إذ ان السنوات الـ12 الماضية تؤكد سقوط الولايات المتحدة في مستنقع الحروب، التي دارت رحاها في افغانستان والعراق، فلم تقتصر خسائر تلك الحروب على فقدان الالاف من ارواح الجنود الاميركيين، وانما كبّدت الاقتصاد الاميركي خسائر غير مسبوقة.

تحذيرات حثيثة من اوباما لحكومة دمشق

وإذا ثبت استخدام نظام الاسلحة للاسلحة الكيميائية ضد شعبه، رغم التحذيرات الحثيثة التي ساقها اوباما لحكومة دمشق، فلا يعني ذلك الا ان نظام الاسد يتعمد جر الولايات المتحدة الى حرب برية، ربما تلعب فيها روسيا وايران دوراً الوكيل على الاراضي السورية، لذلك بات اوباما بين خيار واحد وهو، تلقين الرئيس السوري درساً ربما يعيد هيبة الردع الاميركية للأنظمة المارقة في منطقة الشرق الاوسط، وتفادي خوض حرب برية عبر اللجوء الى اطلاق الصواريخ البحرية على مواقع الاسلحة الكيميائية في دمشق ومختلف المدن، التي لازالت تسيطر عليها قوات بشار الاسد.

وتفيد التقديرات بأن الادارة الاميركية ستعتمد في تعاملها العسكري مع سوريا على عدة سيناريوهات، يأتي في طليعتها الهجوم الجوي على الوحدات العسكرية السورية، التي تستخدم الاسلحة الكيميائية ضد المدنيين، ثانياً: الاعتماد على القوات الجوية عينها في قصف وحدات قوات الجو السورية وقواعد الصواريخ الباليستية، ثالثاً: خلق منطقة واسعة يحظر فيها على سلاح الجو السوري الطيران، رابعاً: السيطرة على مواقع الاسلحة الكيميائية في سوريا.

من هذا المنطلق تؤكد المؤشرات العسكرية في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون"، ان التعامل عسكرياً مع نظام الاسد سيكون من خلال اطلاق صواريخ عن بعد مع الاحتفاظ بالدقة في اصابة الهدف المرصود، لذلك وضعت الادارة الاميركية قبالة السواحل السورية اربعة مدمرات، تستطيع كل واحدة منهن تنفيذ عمليات عسكرية نوعية، يأتي في مقدمتها اطلاق صواريخ من طراز "توماهوك"، وهو الطراز عينه الذي استخدمه الاسطول الاميركي منذ حرب الخليج الاولى عام 1991 ضد اهداف عراقية، وكذلك في افغانستان وليبيا واليمن ويوغوسلافيا، وحققت عمليات القصف التي يدور الحديث عنها نجاحاً كبيراً في اصابة الاهداف.

قدرات الصواريخ الاميركية توماهوك

المعطيات العسكرية الموثقة تشير الى ان صاروخ توماهوك يستطيع الوصول الى مدى 2.500 كيلومتراً بسرعة تصل الى 880 كيلومتر في الساعة، كما ان طول الصاروخ لا يتجاوز 5.5 متراً، ويصل وزن رأسه المتفجرة الى 450 كيلوغراماً، وهو ما يقرب من ثلث وزن الصاروخ العادي، ويمكن اطلاق الصاروخ من آلية طيران عامودية، ويعد الصاروخ من اكثر الصواريخ دقة في اصابة الهدف، إذ يعتمد في توجيهه على منظومة رادار ذكية، تقوم بتوجيهه بدقة متناهية صوب الهدف المرصود، وكانت الولايات المتحدة قد رفضت في وقت سابق امداد اسرائيل بهذا النوع من الصواريخ عالية التقنية، إذ انها لم تدخل حتى الان الا في تسليح الجيش الاميركي، وكذلك سلاح البحرية الاميركي، بالاضافة الى سلاح البحرية البريطاني. ووفقاً للمعلومات المتداولة عبر دوائر عسكرية، ترابض اربعة مدمرات اميركية قبالة السواحل السورية تحمل جميعها صواريخ من طراز توماهوك، وتأتي في مقدمتها المدمرة "باري"، التي دخلت الخدمة العسكرية منذ عام 1991، وانطلقت منذ هذا التاريخ من ميناء فرجينيا العسكري، ويبلغ طولها 154 متراً، وتتحرك بسرعة 56 كيلومتراً في الساعة، وكانت اولى المهام العسكرية التي قامت بها المدمرة في هاييتي، وفي عام 1994 وصلت للمرة الاولى الى مياه البحر الابيض المتوسط، وشاركت في تطبيق منطقة حظر الطيران في البوسنة، ثم مالبثت ان قامت بمهام عسكرية في مياه الخليج العربي.

وفي حرب لبنان الثانية كانت المدمرة مرابضة في منطقة الشرق الاوسط، وساعدت في اخلاء الرعايا الاميركيين من لبنان، وفي عام 2011 قامت المدمرة باري بمهمة اخرى قامت خلالها باطلاق صواريخ من طراز توماهوك على الاراضي الليبية.

مدمرة ترسو في ميناء حيفا الاسرائيلي

المدمرة الاميركية الثانية التي ستعتمد عليها الولايات المتحدة في التعامل عسكرياً مع سوريا هى المدمرة "راماغ"، ودخلت الخدمة العسكرية منذ عام 1994، ويصل طولها الى 154 متراً وتتحرك بسرعة 56 كيلومتر في الساعة، وقامت المدمرة بالعديد من المهام العسكرية في مياه البحر الابيض المتوسط، والخليج العربي، واثيوبيا، والصومال، وتحمل المدمرة على متنها العديد من منصات اطلاق صواريخ توماهوك، وكانت ترسو في كثير من الاحيان بميناء حيفا الاسرائيلي، وقبل ما يقرب من شهر رابطت قبالة السواحل السورية، ضمن القوات البحرية العاملة في اطار الاسطول السادس الاميركي.

اما المدمرة الاميركية الثالثة فهى "مهان"، التي دخلت الخدمة عام 1996، ويبلغ طولها هى الاخرى 154 متراً وتتحرك بنفس سرعة سابقتيها، الا انها تحمل على متنها بالاضافة الى صواريخ توماهوك، صواريخ اخرى من طراز هرفون وصواريخ اخى متطورة، كما يمكن لاية مروحية صغيرة الهبوط على سطحها بسهولة. وكانت المدمرة تقوم بعملية عسكرية في مياه البحر الابيض المتوسط، وبعد الانتهاء من العملية كان من المقرر ان تعود الى قاعدتها على سواحل فرجينيا، الا انه بسبب الاوضاع الراهنة في سوريا تقرر بقاؤها في مياه البحر الابيض انتظاراً لقرار سياسي قد يصدر قريباً عن البيت الابيض للتعامل عسكرياً مع نظام بشار الاسد.

اما المدمرة الرابعة التي ترابض هى الاخرى قبالة السواحل السورية، فهى المدمرة "غرايفلي"، وتم بناؤها عام 2009، ويبلغ طولها 155 متراً، ولا تختلف سرعتها عن سرعة سابقيها من المدمرات الاميركية، وتحمل المدمرة اسم "صموئيل غرايبلي" وهو اول اميركي من اصول افريقية يقود مدمرة، فضلاً عن قيادته في وقت لاحق للاسطول الثالث الاميركي، وشاركت المدمرة الأميركية الرابعة في مناورات عسكرية مشتركة مع اسرائيل.

 

التدخل العسكري الغربي في سوريا: فرنسا وبريطانيا تعلنان إمكان الخروج عن الإجماع الأممي وتركيا تنضم قبل اتخاذ القرار 

موقع 14 آذار/تزايدت التوقعات باحتمال توجيه ضربات عسكرية للنظام السوري بعد الهجوم الكيميائي على الغوطة في ريف دمشق الأسبوع الماضي، وسط تعزيز واشنطن لقواتها في المتوسط بعد إعلان البنتاغون استعداده للتحرك ومواقف دوليّة لا تنفي إمكان التدخل عسكرياً من دون موافقة مجلس الأمن. كل ذلك بالتزامن مع اجتماع انطلق مساء الأحد لقادة جيوش غربية وعربية بالأردن، في حين حذرت دمشق وموسكو وطهران من حريق قد يشعل المنطقة في حال مهاجمة سوريا. في هذا الإطار، أكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أنه 'من الممكن الرد على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا دون موافقة مجلس الأمن بالإجماع”، معتبراً أن مجلس الأمن لم يتحمل مسؤولياته إزاء ما يحدث في سوريا. من ناحيته، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان 'رداً غربياً سيحسم في الايام المقبلة على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا في 21 آب”، مؤكداً انه لم 'يتم بعد اتخاذ اي قرار”. وأضاف لاذاعة 'اوروبا 1 بشأن احتمال 'رد بإستخدام القوة”:”ان القرار في هذا الشأن لم يتخذ بعد”، موضحاً أنه 'يجب ان تكون الردود مناسبة”. أما وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو فقد أكّد ان 'بلاده ستنضم الى اي تحالف ضد سوريا حتى اذا لم يتسن التوصل الى توافق أوسع في الاراء في مجلس الامن التابع للامم المتحدة”، مشيراً إلى أنهم 'دائما ما يعطون أولوية للتحرك مع المجتمع الدولي بقرارات من الامم المتحدة، لكن اذا لم يتبلور مثل هذا القرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة فإن بدائل أخرى ستدخل في الاجندة”. وأضاف: 'حالياً هناك 36 او 37 دولة تبحث هذه البدائل، اذا تشكل تحالف ضد سوريا في هذه العملية ستأخذ تركيا مكانها في هذا التحالف”.

تأكد من استخدام النظام للكيميائي

وفيما أعلنت فرنسا أنها متأكدة من أستخدام النظام السوري لأسلحة كيمياوية في قصف الغوطة يوم الأربعاء الماضي، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس الأحد إن (البنتاغون) مستعد للخيار العسكري بسوريا إذا تلقى أمرا من الرئيس باراك أوباما بذلك. وأضاف هيغل في تصريحات لصحفيين رافقوه إلى ماليزيا -التي يزورها ضمن جولة بجنوب شرق آسيا- إن أوباما طلب من وزارة الدفاع إعداد خيارات لجميع الحالات الطارئة، مضيفا أن الوزارة أعدت تلك الخيارات، وأنها مستعدة للقيام بأي خيار إذا قرر الرئيس الأميركي ذلك.

وترافقت تصريحات هيغل مع تأكيدات لمسؤول في البنتاغون السبت تشير إلى تعزيز الولايات المتحدة لقطعها البحرية في البحر المتوسط بمدمرة رابعة مجهزة بصواريخ 'كروز”، وذلك بسبب تطورات الأوضاع في سوريا.

وفي هذا السياق، انطلق في وقت متأخر من مساء الأحد اجتماع في الأردن بشأن سوريا يحضره رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، ورؤساء هيئات الأركان في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا والسعودية وقطر وتركيا، لبحث تداعيات الأزمة السورية وتأثيراتها خصوصا بعد المجزرة الكيمياوية في ريف دمشق.

وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قد قال الأحد: 'إن الولايات المتحدة تكاد تجزم الآن بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية بريف دمشق الأسبوع الماضي”. فيما نقلت وكالة دوليّة عن المسؤول: 'استنادا إلى عدد الضحايا المذكور والأعراض الواردة لمن قتلوا أو أصيبوا وروايات الشهود وحقائق أخرى جمعتها مصادر عامة وأجهزة المخابرات الأميركية وشركاؤها الدوليون فما من شك يذكر في هذه المرحلة في أن النظام السوري استخدم سلاحا كيميائيا ضد مدنيين في هذه الواقعة”.

وتابع: 'نحن مستمرون في تقييم الحقائق حتى يتمكن الرئيس باراك أوباما من اتخاذ قرار مدروس بشأن كيفية الرد على هذا الاستخدام دون تمييز لأسلحة كيمياوية”.

وكان أوباما قد صرّح الجمعة عن أن الوقت يقترب بشأن اتخاذ رد محدد على 'الأعمال الوحشية” من قبل النظام السوري.

وبرغم ان سوريا وافقت على قيام فريق المحققين التابعين للأمم المتحدة بالتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق، إلا أن مسؤولاً اميركياً اعتبر الموافقة 'متأخرة وليست ذات صدقية”، كما أن وزير خارجية بريطانيا قال إن الادلة على أستخدام الكيمياوي قد تكون دمرت بالقصف المستمر للمنطقة.

الخيار العسكري

تقول واشنطن ولندن وباريس إن هناك علامات متزايدة على أن القوات السورية شنت هجوما كيمياويا على الغوطتين الشرقية والغربية فجر الأربعاء الماضي، وإن ذلك -إذا تأكد بشكل قاطع- يستدعي ردا قويا.

وأفادت 'الجزيرة” أن اتصالات أوباما مع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون وقادة آخرين، فضلا عن تعزيز الأسطول الحربي الأميركي في البحر المتوسط، مؤشرة على عمل عسكري محتمل ضد سوريا، مشيرةً إلى أن واشنطن تبدو جادة هذه المرة بسبب بشاعة ما حدث في سوريا، ولأن مصداقية أوباما على المحك بعدما قال مرارا من قبل إن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا خط أحمر.

سفينة حربية رابعة

وفي هذه الأثناء، قالت صحيفة 'ذي إندبندنت أوف صنداي” البريطانية إن تدخلا عسكريا دوليا ضد نظام بشار الأسد بدأ يلوح في الأفق، وإن أوباما وكاميرون تباحثا على الهاتف أربعين دقيقة البارحة (…)، وأكدت أن الخيار العسكري الدولي صار على الطاولة. وأوضحت الصحيفة أن واشنطن أرسلت سفينة حربية رابعة مزودة بصواريخ كروز إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأن العملية قد تشمل إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين السوريين، وشن حملة جوية على قوات الأسد. وأشارت إلى أن أوباما اجتمع في البيت الأبيض مع مستشاريه للأمن القومي لبحث الخيارات المتاحة للرد على الأسد، مضيفة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل الموجودين في آسيا شاركا في الاجتماع من خلال دائرة اتصال مغلقة.

قادة جيوش

وفي الإطار ذاته، دعا وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الأحد إلى معاقبة من يثبت تورطه في استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا، قبل يوم من اجتماع قادة جيوش أميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وتركيا والسعودية وقطر والأردن في عمان.

وقال جودة في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري نبيل فهمي 'أجدد إدانة الأردن واستنكاره للقتل المروع الذي شهدته منطقة الغوطة الشرقية والتأكيد على ضرورة أن يتحمل من يثبت أنه استخدم أسلحة كيمياوية أو غير تقليدية المسؤولية عن هذا العمل الإجرامي”. وبشأن الاجتماع العسكري الذي سيعقد في المملكة، قال جودة إن 'هذا الاجتماع العسكري مبرمج له منذ أسابيع وأشهر وأجندته معروفة”، وأضاف 'لا شك أن اجتماعا لقادة عسكريين حتى وإن كان مبرمجا منذ مدة لابد أن يتعامل مع تطورات الموقف على الأرض، وأن يكون هناك حديث شامل عن كل السيناريوهات المطروحة في المنطقة وتأثيرها على أمن واستقرار الدول المعنية”.

من جانبه، قال الوزير المصري إن 'الوضع في سوريا يزداد ألما وأسفا كل يوم ونشهد تطورات لا يمكن أن تكون في صالح أي من الأطراف”.

تحذير روسي إيراني

وحذرت روسيا وإيران من التدخل العسكري في سوريا، وقالت موسكو من أن 'حربا غير شرعية” على سوريا ستكون مدمرة لأمن المنطقة، ودعا المتحدث باسم الخارجية الروسية إلى عدم تكرار ما سماه 'المغامرة” التي خاضتها الدول الغربية ضد العراق في سوريا هذه المرة. ودعا المتحدث الروسي الولايات المتحدة لعدم تجاوز الأمم المتحدة 'كما فعلت في العراق قبل عشر سنوات تحت ذريعة معلومات كاذبة”.

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي أليكسي بوشكوف قد اعتبر أن الرئيس الأميركي يدفع الولايات المتحدة باتجاه 'حرب غير مشروعة” في سوريا، في ما يشبه تحركات الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش قبل غزو العراق عام 2003. وكتب بوشكوف على موقع التواصل الاجتماعي تويتر 'يقترب أوباما بشكل حتمي من حرب في سوريا تماما كما فعل بوش في العراق”، وأضاف 'تماما كما حدث في العراق، فلن تكون هذه الحرب شرعية وأوباما سيصبح استنساخا لبوش”. كما حذرت إيران من أي تدخل دولي في سوريا، وقال الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية إن 'أميركا تعلم حد الخط الأحمر للجبهة السورية”، مضيفا أن أي تجاوز لهذا الخط من قبل واشنطن 'ستكون له عواقب وخيمة على البيت الأبيض”.

فاشل… سيحرق المنطقة

وكانت سوريا قد حذرت الأحد من أن مهاجمتها بحجة استخدام السلاح الكيميائي ضد شعبها 'ستحرق المنطقة”، فيما اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان 'الاتهامات الغربية الموجهة الى نظامه بشن هجوم بأسلحة كيميائية في ريف دمشق تخالف العقل والمنطق”، وحذر الولايات المتحدة بـ”أن خططها لشن عمل عسكري في سوريا ستصطدم بالفشل”، وذلك في مقابلة اجرتها معه صحيفة ايزفستيا الروسية.

ورأى الأسد أن قيادات الدول الغربية لن تشن حملة عسكرية ضد سوريا، معتبراً أن 'الجميع يدرك أن ما يحصل في سوريا ليس ثورة شعبية ولا مطالبات بالاصلاح بل إرهاب”. وأضاف: 'في هذه الحالة لن يستطيع زعماء الدول الغربية ان يقولوا لمواطنيهم 'نحن سنذهب إلى سورية لتأييد الأرهاب”. وتابع الأسد: 'إن ماهية عمل القوات المسلحة والشرطة في البلاد هي مكافحة الإرهاب”، مؤكداً أن 'ضربات الإرهابيين في سوريا تهدد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”. وأضاف: 'إن الإرهابيين توغلوا إلى القرى والبلدات يقتلون المواطنين الآمنين ويدمرون البنى التحتية”. من ناحيته، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية إن تدخلا عسكريا أميركيا محتملا في بلاده سيترك تداعيات خطيرة في مقدمتها 'فوضى وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته”. وأضاف أن الاعتداء على سوريا لن يكون نزهة لأي طرف في ظل التوازنات الإقليمية والمعطيات الحقيقية على الأرض.

 

الأسد: التدخل العسكري الاميركي "سيصطدم بالفشل"

بيروت - "الحياة"/اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان الاتهامات الغربية الموجهة الى نظامه بشن هجوم باسلحة كيماوية في ريف دمشق "تخالف العقل والمنطق" وحذر الولايات المتحدة بان خططها لشن عمل عسكري في سورية "ستصطدم بالفشل". وقال الأسد في مقابلة حصرية  مع جريدة "ايزفستيا" الروسية، أن الأمن السوري يتعامل اليوم مع مجموعات فردية، ومع جيوش إرهابية كونهم أولاً يتبعون الأيديولوجيا الراديكالية نفسها، أمثال الظواهري، وثانياً لأنهم يحصلون على المال من المصادر نفسها. وحول موضوع الربط ما بين سورية وإسرائيل، رأى الأسد أن العلاقة تتوضح أكثر امام الرأي العام ما بين "الإرهابيين" والدولة الإسرائيلية، من خلال استقبال جرحاهم، موضحاً انه "اذا كانت تلك المجموعات الإرهابية تكره إسرائيل فعلاً، فلماذا تلجأ إلى مستشفياتها، ولماذا يحاربون الدولة في كل من مصر وسورية بدل من أن تفتح عملياتها ضد إسرائيل؟ ودعنا لا ننسى أن من أسس هذه المجموعات هي الولايات المتحدة الاميركية في بادئ الأمر". وتوجه الرئيس الأسد إلى رؤساء دول العالم، ميشراً إلى أنه كان يجدر بهم التعلم من دروس الـ50 سنة الماضية للتنبه من أن الحروب كافة، منذ حرب فيتنام، فشلت حتى الآن، وأن تلك الحروب لا تجلب سوى الفوضى وعدم الإستقرار في الشرق الأوسط والعالم. وأضاف الأسد: "أود أن أوضح أن الإرهاب ليس ورقة رابحة في الجيب يمكن استخدامها متى تشاء، ثم وضعها جانباً مرة أخرى. ولذلك، فإنه لا يمكن أن يكون المرء مع الإرهاب في سورية، وضده في مالي. لا يمكنك دعم الإرهاب في الشيشان وشن حرب ضده في أفغانستان".

وشدد الأسد قائلاً: "لن تتحول سورية إلى دمية في يد الغرب، نحن دولة مستقلة، وسنحارب الإرهاب، سوف نبني بحرية العلاقات مع تلك البلدان التي نرغب بها من أجل الشعب السوري".

اما بشأن استعمال السلاح الكيماوي، فرأى الأسد أن التصريحات الغربية بهذا الشأن هي إهانة للحس السليم، واصفاً الكلام الغربي بـ"الهراء". وطرح الأسد مجموعة من الأسئلة في هذا الشأن، فسأل "كيف يعتزمون جمع الأدلة وبيننا مسافة قارات وليس فقط دول؟". كما تساءل الأسد "اتهمنا بالكيماوي وبعد يومين فقط أعلنت الحكومة الأميركية بداية جمع الأدلة؟"ورداً على الإتهامات بإستخدام الكيماوي، سأل الأسد "كيف يمكن للحكومة استخدام الكيماوي - أو أي من أسلحة الدمار الشامل الأخرى - في مكان حيث تتركز قواتها؟" وأعاد الأسد التأكيد أنه هو أول من طالب بلجنة دولية للتحقيق في جرائم الحرب في سورية، لافتاً إلى أن روسيا لن تسمح بمرور تفسير للوثائق على وتر المصالح السياسات الأميركية والغربية. وفي موضوع التدخل العسكري، لفت الأسد إلى أنها ليست المرة الأولى التي يلوح الغرب بالتدخل، "واليوم حاولوا إقناع روسيا والصين في مجلس الأمن ولكنهم فشلوا،.. إن الوضع هنا يختلف عن الوضع في مصر وتونس، فسيناريو <الثورة العربية> لم يعد مقنعاً". وأشار الأسد إلى أن العقبة الاخرى التي تقف أمام التدخل العسكري هو أنه في حال حصوله، يمكن لقادة الغرب القول "نحن نذهب إلى سورية من أجل دعم الإرهاب." وأضاف الأسد: "يمكن للقوى العظمى أن تطلق العنان للحرب، ولكن هل يمكنها الفوز؟". وفي سياق آخر، لفت الرئيس السوري أنه من الممكن أن قد يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الفترة المقبلة من أن اجل بذل كل جهد ممكن لحل الأزمة السورية، مؤكداً أن هدف الولايات المتحدة هو تقليص دور روسيا في الساحة الدولية، معتبراً ان هدف روسيا اليوم "ليس حماية الرئيس أو حكومة بشار الأسد والشعب السوري، يمكن أن تختار أي رئيس وأي حكومة، من أجل الدفاع عن مصالحها في المنطقة". وعن الأسلحة الروسية ومنها عقد صواريخ S-300، اعتبر ان جميع العقود المبرمة مع روسيا تنفذ، ولا الأزمة ولا ضغوط الولايات المتحدة وأوروبا قادرة على منع تنفيذها:"روسيا تزود سورية ما هو مطلوب لحمايتها، وحماية شعبها". اما عن مؤتمر جنيف 2، توقع الأسد فشل مساعي الحوار بشأن الإتجاه السياسي حتى يتوقف دعم الإرهاب في الخارج

 

طهران: تداعيات شديدة على البيت الأبيض إذا تجاوز حدود «الخط الاحمر» لجبهة سورية 

طهران من أحمد أمين /الراي/في معرض ردها علي تصريحات وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل حول استعداد أميركا للقيام بعمل عسكري في سورية وكذلك تصريحات غربية مشابهة، اكدت طهران أنه «لايوجد أي قرار دولي يسمح بالتدخل العسكري في هذا البلد». وجاء التحذير على لسان الناطق باسم الخارجية عباس عراقجي الذي حذر ايضا من «إطلاق التصريحات التي تؤجج التوترات في المنطقة»، مشيرا إلي مواقف بلاده الرافضة للحل العسكري لأزمة سورية «كون هذا الحل يعقد الأوضاع في المنطقة أكثر فأكثر». ورأى بأن الحل الوحيد للأزمة التي تعيشها سورية، هو «التوصل إلي حل سلمي عبر إطلاق الحوار». كما اعرب عن أمله في أن يتحلى البيت الأبيض بالعقلانية، وقال «أن إطلاق تصريحات محرضة من قبل المسؤولين الأميركيين أو إرسال بوارج حربية لن يؤدي إلي تسوية الملف بل يزيد الطين بلة».

كما تحدث عراقجي عن «وجود وثائق تشير إلي قيام المجموعات المسلحة في سورية بإستخدام الأسلحة الكيماوية تزامنا مع حضور مفتشي منظمة الأمم المتحدة في البلاد»، لافتا الى ان طهران «تواصل إتصالاتها مع بعض الدول وتحديدا دمشق عن كثب للكشف عن حيثيات الأمور». واشار مساعد هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية العميد مسعود جزائري، الى التصريحات الاخيرة للاميركيين حول سورية، واكد بان «اميركا تعرف حدود الخط الاحمر لجبهة سورية، وان اي عبور منه ستكون له تداعيات شديدة على البيت الابيض»، واضاف «ان كل المتعاونين مع اميركا والكيان الصهيوني في الحرب الارهابية ضد سورية واجهوا مشاكل، وان الذين يؤججون هذه النيران ويوسعون نطاقها لن يظلوا في مأمن من انتقام الشعوب». من جانبه، اكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو «إن الحكومة السورية أبلغت طهران أنها ستسمح لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة المواقع التي تعرضت لهجوم بأسلحة كيماوية»، واضاف «ان طهران على اتصال وثيق بالحكومة السورية التي أكدت أنها لم تستخدم قط مثل هذه الأسلحة غير الإنسانية وستتعاون بشكل كامل مع خبراء الأمم المتحدة في زيارة الأماكن التي تعرضت للهجوم». وفي سياق متصل، دان رئيس البرلمان علي لاريجاني «المخططات الاميركية والاسرائيلية الرامية الى تاجيج النزاعات واثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار في بلدان المنطقة»، وقال تحت قبة البرلمان «ان الاحداث والادلة تثبت ان البلدان المتغطرسة والمعتدية حينما رأت ان التطورات التي تشهدها المنطقة لاتسير وفق مصالحها بدأت بوضع المخططات الرامية الى اثارة القلاقل والفوضى وزعزعة الاستقرار وتاجيج نيران النزاعات في المنطقة»، مشددا على «ان مايحدث في هذا الايام في مصر وسورية ولبنان لاسيما الوحشية التي شوهدت في تفجيرات لبنان الاخيرة، واستخدام المجموعات الارهابية في سورية للاسلحة الكيمياوية، يمهد الارضية لاستغلال اميركا والكيان الصهيوني الفرصة لتأجيج نيران النزاعات والحروب بين مختلف الطوائف القومية والدينية وصنع سلام كاذب في فلسطين وبدء مرحلة جديدة من الاضطهاد على الشعب الفلسطيني المظلوم». وتابع «ان استعراض القوة وقرع طبول الحرب الذي تقوم به اميركا حاليا الى جانب شنها حملات دعائية مضللة والاكاذيب الاعلامية، جلب الفضائح عليها»، وتساءل عما «اذا كانت اميركا قد جنت شيئا من حربيها في افغانستان والعراق حتى تقرع على طبول الحرب في الشرق الاوسط مرة اخرى»، وقال «ان شعوب المنطقة استيقظت وتحلت بالوعي الآن، وعلى سبيل المثال نجد ان طرفي النزاع في مصر يرفعان شعارات تناهض التدخل الاميركي في بلادهم حيث ان الساحة لاتطيق فرض القوى الهيمنة تدخّلاتها على الشعوب بل تحولت الى ساحة مطالبة المسلمين بحقوقهم، وفي غير ذلك فان هذه القوى ستغطس في وحل المعركة التي ستحدد المصير النهائي».

 

بيريس لنزع أسلحتها الكيماوية... والاستخبارات تستبعد هجوماً سورياً/نتنياهو محذّراً دمشق: الإصبع على النبض ووقت الحاجة ينتقل إلى الزناد

 القدس - من محمد ابو خضير وزكي ابو الحلاوة:وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، امس، تهديدا مبطنا إلى سورية عقب تردد اتهامات بأن النظام السوري استخدم سلاحا كيماويا، وأشار إلى أن «إسرائيل لن تتردد في الرد على هجمات ضدها من جانب سورية». وقال لدى افتتاحه الإجتماع الأسبوعي للحكومة: «سنعرف كيف ندافع عن مواطنينا ودولتنا ضد أولئك الذين يحاولون المس بنا»، وأن «اصبعنا على النبض دائما، وبمسؤولية... ووقت الحاجة بإمكانه الانتقال إلى الزناد». ووصف مقتل المئات عقب الأنباء عن استخدام سلاح كيماوي في سورية بأنه «مأساة مروعة وجريمة بشعة» وأنه «أصيب أطفال وأولاد ومواطنون بشكل قاس من استخدام أسلحة دمار شامل». وأضاف أنه «يحظر أن يستمر هذا الوضع، ويحظر أن تكون الأسلحة الأخطر في العالم بأيدي الأنظمة الأكثر خطورة في العالم، ونحن نتوقع طبعا أن يتوقف هذا الأمر لكننا نتذكر دائما المبدأ القديم الذي قاله حكماؤنا وهو إن لم أعمل من أجل نفسي، فمن سيعمل من أجلي؟». وتشير تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أنه يُستبعد أن تشن سورية هجمات صاروخية ضد إسرائيل في حال تعرضها لهجوم أميركي.

وقال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس، لإذاعة الجيش في وقت سابق: «لست متأكدا من أنه سيكون هناك رد فعل سوري ضد إسرائيل على أي هجوم أميركي في سورية»، مضيفا أنه «في كل الأحوال علينا أن نكون مستعدين من الناحية الهجومية ومن الناحية الدفاعية». واعتبر أن «واشنطن لا يمكنها التغاضي عن استخدام نظام الرئيس (السوري بشار) الأسد للسلاح الكيماوي ويتوقع أن ينفذ الغرب عملية (عسكرية)، وفي حال شن هجوم أميركي فإنه سيتم إخطار إسرائيل مسبقا». من ناحيته، دعا الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، امس، الى جهود دولية «لنزع» الاسلحة الكيماوية من سورية بعد اتهامات باستخدام النظام السوري لها وقال بيريس قبل لقائه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في القدس: «حان الوقت للقيام بمحاولة دولية لنزع كل الاسلحة الكيماوية في سورية» دون ن يوضح ان كان يقصد شن ضربات عسكرية او غير ذلك.

 

قناصة يطلقون النار على مفتشي الكيماوي في معضمية الشام... هل يحاول الأسد عرقلة التحقيقات؟ 

موقع 14 آذار/أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة أن قناصة مجهولين أطلقوا النار على خبراء الأمم المتحدة في الأسلحة الكيماوية، الاثنين، ما أرغمهم على تعليق محاولتهم التحقق من اتهامات المعارضة السورية للنظام بشن هجوم كيماوي في ريف دمشق. وقال المتحدث مارتن نسيركي: "إن السيارة الأولى لفريق التحقيق بالأسلحة الكيماوية تعرضت لإطلاق نار متعمد عدة مرات من قبل قناصة مجهولين"، مشيراً إلى أنه لم تقع إصابات.

وبعد أيام من المجزرة المروعة التي ارتكبها نظام الأسد في غوطة دمشق بالكيماوي بدأ فريق من الخبراء الأمميين زيارة إلى موقع المجزرة بعد موافقة دمشق للمفتشين على زيارة الموقع. وفي هذه الأثناء أعلن الجيش الحر وقف كافة عملياته العسكرية في الغوطة. وأعلن قائد المجلس الثوري للغوطة الشرقية النقيب عبد الناصر شمير عن موافقة المجلس من دخول لجنة التحقيق الدولية وتأمين زيارتها إلى كافة المناطق المستهدفة في الغوطة الشرقية كما أعلن قائد المجلس عن إيقاف كافة الأعمال الحربية خلال زيارة لجنة التحقيق المقررة وتقديم كافة التسهيلات والمساعدة لها. هذا وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين أن "كل ساعة تحتسب" بالنسبة إلى عمل فريق المفتشين التابع للأمم المتحدة الذي سمح له النظام السوري الأحد بالتوجه إلى ريف دمشق للتحقيق في الهجوم الكيماوي المفترض الذي استهدف غوطة دمشق الأربعاء الماضي.

وقال إن للصحافيين في سيول قبيل ساعات من بدء فريق المحققين عملهم: "كل ساعة تحتسب. لا يمكننا تحمل أي تأخير إضافي". وبعد أربعة أيام على وقوع الهجوم الكيماوي المفترض سمح النظام السوري للمحققين الدوليين الأحد بالتوجه إلى الغوطة للتحقيق في هذا الهجوم الذي تتهم المعارضة قوات النظام بشنه مما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص كما تقول. غير أن واشنطن ولندن اعتبرتا أن هذه الموافقة أتت متأخرة جداً وربما تكون الأدلة على استخدام السلاح الكيماوي في الهجوم قد "أتلفت". وأضاف بان كي مون الذي يقوم بزيارة تستمر خمسة أيام الى وطنه كوريا الجنوبية إن "العالم يراقب سوريا"، مشدداً مجدداً على وجوب السماح لمفتشي الأمم المتحدة بإجراء تحقيق "كامل وشامل وبدون عراقيل". وأكد الأمين العام أنه "لا يمكننا السماح بالإفلات من العقاب في ما يبدو أنه جريمة خطرة ضد الإنسانية". واعتبر بان أن نجاح التحقيق الدولي هو "لمصلحة الجميع" وسيكون له "تأثير ردعي" على أية محاولة في المستقبل لاستخدام السلاح الكيماوي. وأضاف: "إذا تأكد ذلك فإن أي استخدام للسلاح الكيماوي في أي ظرف كان هو انتهاك خطير للقانون الدولي وجريمة شنيعة".

من ناحية أخرى وقع انفجار قوي في العاصمة السورية دمشق الاثنين، على مقربة من الموقع الذي يخطط فريق التفتيش الدولي التابع للأمم المتحدة زيارته الاثنين، وقال شهود عيان لـCNN إن الانفجار ناجم عن سقوط جسم متفجر، مرجحين أن يكون ذلك عبارة عن قذيفة هاون. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن بعثتها في سوريا ستبدأ الاثنين بزيارة مواقع القصف الكيمياوي في منطقة الغوطة بالقرب من دمشق بعد أو توصلت إلى اتفاق بهذا الشأن مع الحكومة السورية. وأعلن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في بيان أن سوريا تعهدت بوقف إطلاق النار في الموقع في ضواحي دمشق في الوقت الذي يبدأ فيه الفريق الأممي نشاطاته الخاصة بتقصي الحقائق في الموقع، بينما صدر بيان مشابه من المعارضة السورية التي تعهدت بدورها بوقف إطلاق النار.

 

رئيس الوزراء البريطاني قطع اجازته لمتابعة الملف السوري

وطنية - قرر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قطع اجازته "لمتابعة تطورات النزاع السوري بما يشمل ترؤس اجتماع لمجلس الامن القومي"، كما اعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية، اليوم، واضاف: "سيعمل من داونينغ ستريت الثلثاء"

 

سورية تهدد باستهداف تركيا والأردن والسعودية

الراي/دمشق - من جانبلات شكاي/بعد التسريبات الأميركية باحتمال توجيه ضربة صاروخية انتقائية الى بعض الأهداف السورية على خلفية اتهام النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق الأربعاء الماضي (1300 قتيل)، لجأت دمشق إلى حملة تهديدات مضادة «تحرق الشرق الأوسط بكامله» وتطول الأردن وتركيا والسعودية، وجاءت بالتوافق مع تهديدات إيرانية مشابهة. ففي تصريحات له نقلتها قناة «الميادين»، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي «إن نظرية التدخل العسكري الخارجي سقطت لأن سورية لا تزال دولة قائمة موجودة ولديها مؤسساتها وجيشها وقوتها الذاتية كما لديها أيضا أصدقاؤها وحلفاؤها وأشقاؤها الشرفاء في المنطقة من الشعوب العربية» مبيناً أنه «في حال حدوث أي تدخل عسكري خارجي أميركي فإن ذلك سيترك تداعيات خطيرة جدا في مقدمتها فوضى وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته».

وفي معرض حملة التهديدات المضادة، أدلى أمس، رئيس «اتحاد غرف الصناعة» في سورية فارس الشهابي بسلسلة تصريحات بدت التهديدات فيها أكثر وضوحا وتحديدا من وزير الإعلام، حيث قال الشهابي في تعليقه الأول إن «التوازن الاستراتيجي مع العدو يعني ببساطة المعادلة في أن أي اعتداء على قلب محور المقاومة (ويقصد سورية) سيقابله هجوم على قلب محور الانبطاح. وجميعنا يدرك أن قلب محور الانبطاح ليس بالضرورة إسرائيل إنما السعودية». وفي تعليق آخر كتب الشهابي، الصناعي الحلبي الذي يتربع على قائمة الذين طالتهم العقوبات الأميركية لدعمه النظام السوري: «أظن أن التهديد الجدي بضرب اسطنبول وسدودها ومعسكرات إرهابييها وكذلك ضرب قصر عَمّان سيلجم جماح اي مقامر مغامر ضدنا». تهديدات الزعبي - الشهابي، قابلها إذعان من النظام السوري، الذي أعلن موافقته على السماح لفريق الامم المتحدة الموجود في سورية بالتحقيق في الاتهامات حول استخدام اسلحة كيماوية في ريف دمشق، حسب ما اعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية امس، الذي أشار الى أنه «تم الاتفاق اليوم (أمس) في دمشق بين حكومة الجمهورية العربية السورية والامم المتحدة (...) على تفاهم مشترك يدخل حيز التنفيذ على الفور حول السماح لفريق الامم المتحدة برئاسة البروفيسور آكي سيلستروم بالتحقيق في ادعاءات استخدام الاسلحة الكيماوية» في ريف دمشق. وأوضح المصدر ان «الاتفاق تم خلال اجتماع بين ممثلة الامم المتحدة لقضايا نزع السلاح انجيلا كين ووزير الخارجية وليد المعلم» صباح امس. واشار الى انه سيتم «التنسيق مع الحكومة السورية حول تاريخ وساعة زيارة الفريق للاماكن التي تم الاتفاق عليها».

وتابع المصدر ان المعلم اكد خلال الاجتماع «استعداد سورية للتعاون مع فريق المحققين لكشف كذب ادعاءات المجموعات الارهابية باستخدام القوات السورية للاسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية».

 

المخبر في تفجيري طرابلس كشف أن شيخاً يخطط لاستهداف شخصيات بالمدينة

نهارنت/أظهرت التحقيقات الجارية في انفجاري طرابلس، عن علاقة المشتبه به، بمخطط يطال النائب عن كتلة "المستقبل" خالد الضاهر، والشيخ السلفي سالم الرافعي والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، وفق ما كشفته المعلومات الصحافية. وأفادت صحيفة "الجمهورية"، الاثنين، أن شخصاً يدعى مصطفى ح.، إتصل قبل شهر بشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي قائلاً لديه معلومات مهمة جداً، واتخذ صفة "مُخبِر".

وبلّغ عن شيخ في طرابلس يُدعى احمد الغريب، يخطط لعمل ما ضد الضاهر وريفي والرافعي، مضيفاً أن الشيخ يسعى باهتمام شديد الى جمع معلومات تتعلّق بهم، وأوضح أن الغريب "يريد تصفية الضاهر وريفي والرافعي".

وقتل 45 شخصا واصيب 500 بجروح الجمعة في انفجارين استهدفا مسجدين في طرابلس ذات الغالبية السنية، وذلك بعد اسبوع من انفجار مماثل اوقع 27 قتيلا في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.

وتتابع "الجمهورية"، كاشفة أن مصطفى ابلغ شعبة المعلومات قبل يومين من انفجاري طرابلس أن "هناك انفجاراً أو أكثر سيحصل في طرابلس وأن الغريب قد يكون متورّطاً فيه". ولفتت الى أن الشعبة كانت ترصد حركة الغريب عن كثب تحوّطاً لأن تكون معلومات مصطفى صحيحة، وبعد الانفجارين، تم توقيف مصطفى والغريب على ذمة التحقيق لجلاء الحقيقة وكشف ملابسات الجريمة الإرهابية. الى ذلك، لفتت الصحيفة الى أنه وأثناء التحقيق الأولي اعترف الغريب بصلته بمصطفى وأنهما كانا على علاقة عمل في سوريا، الا أنه أضاف انّ مصطفى احتال عليه وأخذ أمواله في العمل بينهما وانه على علاقة بالمخابرات السورية. وتابع أن مصطفى هو الذي ذكر الضاهر وريفي والرافعي "وأنا في حياتي ما جبت سيرتهم على لساني". من هنا، أشارت الصحيفة الى أن مصطفى لم يكشف في افاداته واستجوابه قصّة الدَين الذي عليه للغريب وعلاقته بالمخابرات السورية. وقامت شعبة المعلومات باطلاع مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على مضمون افادات الغريب ومصطفى، فأمر بابقائهما موقوفين الى الاثنين لاستكمال استجوابهما.

 

من حلّ محل سماحة؟: المناطق المسيحية مرشّحة لتفجيرات واغتيالات!

خاص بـ"الشفاف" /تحدثت معلومات عن إحياء مخطط ميشال سماحة-علي المملوك، بعد ان نجح المملوك على ما يبدو في استبدال سماحة الموقوف في السجن، بشخصية "معروفة" تشبه سماحة في مواصفاتها السياسية، على المستوى "الإعلامي" اللبناني، وبقربها اللصيق من النظام السوري. المعلومات تشير الى ان مسلسل التفجيرات لن يتوقف، وأن الهدف المقبل سيكون المناطق المسيحية التي قد تشهد تفجيرات مماثلة لتلك التي ضربت ضاحية بيروت الجنوبية ومدينة طرابلس. أي ان التفجير يهدف الى قتل اكبر عدد من المواطنين، والحاق الدمار باكبر عدد من الممتلكات، بحيث تغطي اخباره، وقائع المجازر التي ترتكب في سوريا، وتدفع باللبنانيين الى السير قدما نحو فرضيات "الامن الذاتي"، التي تستهوي بعض الاحزاب والميليشيات، خصوصا ان حزب الله افتتح بازار الامن الذاتي في مناطق نفوذه. تضيف المعلومات ان مسلسل الاغتيالات عاد الى الواجهة أيضا بهدف استثارة عصبيات وغرائز اعتقد اللبنانيون انها نامت منذ سنوات. وإذا تم اغتيال اي شخصية سياسية من قوى 14 بعد تفجير الآمنين في المساجد وفي الاسواق التجارية، فسينفلت الوضع الامني، ويدخل الوضع اللبناني برمته في المجهول. المعلومات تشير ايضا الى ان التهديدات بلغت مسامع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، خصوصا ما نقل عن احد المخبرين السوريين، من ان التفجيرات لن تتوقف، فسعى الى الخروج بمبادرة الحد من الاضرار ووقف مسلسل الموت المجاني. حكومة "وحدة وطنية" لتغطية مغامرات نصرالله في سوريا! وتقول المعلومات ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعا جميع الاطراف الى التنازل لمصلحة الوطن، من خلال تشكيل حكومة جامعة لم يحدد الرئيس مواصفاتها، إلا أنها تعني في السياسة اللبنانية، حكومة تضم وزراء لحزب الله. وهذا ترفضه قوى 14 آذار، لأن حزب يريد من "حكومة الوحد الوطنية" المزعومة أن "تغطي" مغامراته الدموية في سوريا! كما دعا الرئيس ايضا الى طاولة الحوار، من دون ان يحدد موعد انعقادها، قبل تشكيل الحكومة او بعده او بالتزامن مع اعلان التشكيلة الحكومية. مصادر سياسية في بيروت قالت إن الرئيس سليمان يدرك حجم ما ينتظر اللبنانيين من اهوال، يحاول تجنيب البلاد ما استطاع منها، بمبادرته هذه، إذا ما قيض لها النجاح.

 

لبنان بات مربوطاً بالصاعق» السوري ومخاوف من أثمان كبرى مع اشتداد

بيروت «الراي/يطلّ المشهد اللبناني بعد ثلاثة أيام من المجزرة الارهابية التي استهدفت طرابلس يوم الجمعة على تصاعُد المخاوف من مزيد من حلقاتٍ تفجيرية باتت تشكل هاجس اللبنانيين من دون منازع وتنذر بعودة البلاد الى حقبات سوداء شهدتها في تاريخ الحرب الأهلية وبعدها. ومع فداحة الخسائر البشرية والأضرار المادية التي خلفها التفجيران اللذان ضربا عاصمة الشمال، تقول مصادر على صلة بالاجتماعات الامنية والسياسية التي عقدت اول من امس في طرابلس والقصر الجمهوري في بعبدا لـ «الراي» ان المسؤولين الرسميين والقيادات الأمنية باتوا أمام واقع غير مسبوق يحتم معالجات أمنية استباقية هي أقرب الى حالة استنفار شاملة وسباق محموم مع يد الارهاب التي لوحظ انها كثفت وتيرة ضرباتها بمعدلات غير محسوبة. وبحسب هذه المصادر فإن ثمة تقويمات رسمية وسياسية برزت في اليومين الأخيرين تتخوّف من ان يكون لبنان على مشارف مرحلة الربط الحاسم بكل تطورات الأزمة السورية وميدانياتها بدليل ان تطوراً لافتاً حصل في الاستهدافات الارهابية على ساحته اذ حصل التفجيران هذه المرة امام مسجديْن في طرابلس على نحو متزامن مع انفجار تداعيات مجزرة الغوطة في سورية، وهو مؤشر شديد الخطورة حيال المستقبل القريب للبنان الذي قد يشهد مزيداً من أثمان ربطه بالأزمة السورية التي تطلّ بدورها على منقلب جديد مع التهديدات الاميركية والغربية بإمكان توجيه ضربات جوية الى قوات النظام السوري والتهديد الايراني المقابِل بان تجاوُز الخطوط الحمر في سورية سيؤدي الى «عواقب وخيمة» اضافة الى اعلان دمشق ان اي إجراء عسكري ضدها سيُحرق الشرق الأوسط برمّته.

وفي ظلّ هذه المخاوف المتصاعدة جاءت دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى تشكيل حكومة جامعة والعودة الى الحوار من دون شروط مسبقة لتعيد المسار السياسي الى الحياة بعد جمود طويل لكل الجهود التي اصطدمت بجدار الشروط والشروط المضادة. ولكن الاوساط المواكبة للكلمة التي ألقاها سليمان مساء السبت لا تزال على حذر كبير في إسباغ التوقعات المسبقة حيال ما ستسفر عنه دعوته الى تشكيل حكومة جامعة.

وتقول هذه الاوساط ان الاسبوع الطالع قد يشكل فسحة على جانب من الأهمية لبلورة الاتجاهات السياسية المختلفة من مبادرة رئيس الجمهورية وما اذا كانت موجة المخاوف المتصاعدة لدى الجميع ستشكل الحافز الحاسم لكسر الأزمة السياسية والتوافق على طبيعة الحكومة الجديدة، علماً ان الرئيس سليمان عقد امس لقاء مع الرئيس المكلف تمام سلام عشية الاجتماع المقرر اليوم لمجلس الدفاع الاعلى وذلك للبحث في امكان الانطلاق مجدداً في مشاورات مع مختلف القوى السياسية على قاعدة تشكيل حكومة انقاذية تمثل الغطاء السياسي الضروري لمواجهة التحديات الإرهابية والأمنية التي تتربص بالبلاد.

ولا تخفي الاوساط شكوكها في إمكان النجاح في مسعى تشكيل الحكومة الجديدة لكنها لا تُسقط ايضاً أهمية نشوء عوامل جديدة وشديدة الخطورة على الجميع من شأنها ان تساعد هذه المرة في تدوير زوايا المواقف المتصلبة والشروط التعجيزية التي حالت دون تشكيل الحكومة الجديدة.

وتقول الاوساط عيْنها ان سليمان بدا مدركاً تماماً ان العقبة الاساسية أمام تشكيل الحكومة تعود الى الارتباطات الخارجية وانعكاس حرب المحاور الدائرة في سورية على لبنان، وهو لهذه الغاية تعمّد دعوة الأطراف الى تجاوز الاعتبارات الخارجية والاستجابة لما يفرضه الخطر المحدق بلبنان من قرارات إنقاذية.

وفي اعتقاد الاوساط نفسها ان مناخ القلق المتصاعد في البلاد سيشكل عاملاً ضاغطاً بقوة على مختلف الاطراف لإبداء الاستعداد لتقديم تنازلات سياسية تتيح اطلاق التفاوض مجدداً على الحكومة الجديدة. وهذا الاختبار ستتضح معالمه في الايام القليلة المقبلة ويبقى مرهوناً بنقطة مركزية هي القدرة على ايجاد مخرج للخلاف الكبير حول تورط «حزب الله» في سورية الذي تَسبب باستعصاء التوافق على الحكومة الجديدة منذ تكليف سلام تشكيلها. والسؤال المطروح الآن هو عما اذا كانت الأخطار الأمنية المتعاظمة والتي تهدد الجميع ستجعل سقف الشروط ينخفض لدى الجميع ام تتجه البلاد الى مصير أكثر قتامة؟

وكان رئيس الجمهورية حدّد في كلمته للبنانيين مساء اول من امس الأخطار التي تواجه لبنان «وتهدد الوطن وتستبيح إراقة الدم بلا تمييز بوقفة» داعياً جميع الأطراف الى «وقفة شجاعة وقرار وطني مسؤول ينأى عن المصالح الخارجية والاقليمية ويأخذ في الاعتبار المصلحة الوطنية الداخلية»، مطالباً تبعاً لذلك بـ «الالتقاء فوراً ضمن حكومة جامعة وحول طاولة هيئة الحوار الوطني من دون شروط مسبقة لانجاز هذه الاستحقاقات». وقال: «لنعمل على تجاوز الاعتبارات الخارجية كلها حتى لا تضيع الفرصة ونخسر السلام والاستقرار»، طالباً من القوى العسكرية والامنية «رفع نسبة جهوزيتها الى الدرجات القصوى من اجل مراقبة المجرمين والارهابيين واي متربص بأمن اللبنانيين وسلامتهم وسلمهم وملاحقتهم». وفي موازاة ذلك، اعتبر وزير «حزب الله» (للزراعة) في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن «أننا نعيش في مرحلة صعبة وحساسة ودقيقة، ولا سيما بعدما امتدّت يد الإجرام والإرهاب القاتلة والمجرمة إلى بئر العبد ومن ثم إلى الرويس وبالأمس إلى طرابلس». واضاف: «الجميع في لبنان دانوا التفجير في الرويس كما دانوه في طرابلس وهذا الموقف بديهي ومنطقي ومسؤول، لكن المشكلة تبقى في كيفية مواجهة هذه التحديات الأمنية ومواجهة الوضع السياسي وكل التحديات القائمة أمام اللبنانيين». وسأل «الذين لم يتغير خطابهم لا بعد تفجير الرويس ولا بعد تفجير طرابلس أيهما أفضل للبنان في ظل التحديات التي تواجهنا كلبنانيين بالسياسة والأمن والإقتصاد، هل المزيد من التباعد والتشكيك والتصعيد والإقصاء والخصام أم المزيد من الوحدة واللقاء والنقاش الهادئ والمسؤول، تعطيل المؤسسات أم تفعيلها، تشكيل حكومة وحدة وطنية أم تعطيل تشكيلها؟»، لافتا إلى أن «من البديهي والمنطقي والمسؤولية القول إن تفعيل المؤسسات وتشكيل حكومة وحدة وطنية والحوار بين اللبنانيين والتلاقي بينهم هو أحد أهم الردود في مواجهة الإرهاب والقتل إلى جانب الإجراءات الأمنية». ودعا في ظل التحديات ومواجهة الإرهاب والقتل والإجرام إلى «تفعيل المؤسسات وتشكيل حكومة وحدة وطنية والحوار بين اللبنانيين الى جانب الإجراءات الأمنية، التي هي ضرورة، ولكنها تبقى ناقصة إذا لم يتم تحصين الوضع السياسي في البلد من خلال إعادة تفعيل العمل في المجلس النيابي وفي الحكومة وإعادة تفعيل الحوار بين اللبنانيين». ونبّه «الأشقاء في الوطن من الفتنة والدسائس والمؤامرات التي تحيكها أجهزة المخابرات الإقليمية، ومنها الدولية للايقاع بين اللبنانيين وقتلهم بأيدي المجرمين الإرهابيين». اما وزير «حزب الله» لشؤون التنمية الادارية فاعلن «إن الدماء التي سفكت والضحايا الذين سقطوا في الضاحية الجنوبية هم أشقاء وإخوة للدماء والضحايا التي سقطت في طرابلس أو في أي منطقة أخرى»، معتبراً ان «من المعيب أخلاقياً أن يتحدث البعض بالسياسة ويستثمر هذه الدماء لغايات سياسية، ومَن يربط بين هذه التفجيرات وبين ما قمنا به من ضرورة الدفاع عن بلدنا (في سورية)، فهو يحاول تقديم تبرير وذريعة لهؤلاء المجرمين والقتلة. وهم يعلمون بعدم استطاعتهم مهما بلغت التضحية أن يصلوا إلى مبتغاهم السياسي بالمقايضة على سلاح المقاومة».

 معلومات عن «خيوط» وتقدُّم في التحقيق وتراجُع احتمالات ضلوع الشيخ الغريب ... والراعي زار عاصمة الشمال معزياً

طرابلس «الثكلى» ... حكايا عن موت باغت الأطفال وحملة «السلام والتقوى» تحاول بلْسمة الجراح

بيروت - «الراي/فركتْ طرابلس «المنكوبة» امس «عينيْها» لليوم الثاني على التوالي على مشهدٍ مفجع لم تعرفه حتى ابان الحرب الاهلية. فـ «الرياح الساخنة» التي هبّت على عاصمة الشمال في «جمعة الموت» الذي دهم مسجديْ السلام والتقوى، تركت على وجهها مسْحة حزنٍ صار مساحةً لغضبٍ تطاير مع السيارتين المفخختين اللتين حوّلتا موقعيْ انفجارهما ركاماً من دم ودمار. كأنّها «ليالي الشمال الحزينة» أطلت بـ «رأسها» من طرابلس «الثكلى» التي كانت امس عيناً على مسرحيْ الجريمة وانتهاء عمليات مسحهما وانتشال الجثث وبدء إزالة الركام، وعيناً أخرى على التحقيقات التي افضت الى توقيف شخصيْن استناداً الى ما أظهرته الكاميرات في محيط مسجديْ السلام والتقوى والمسح الاولي لـ «داتا» الاتصالات في المنطقة. امس لم يكن هناك مكان كثير للتحليلات حول هوية منفذي التفجير المزدوج، فالاولوية كانت لا تزال لكشف هوية كل الجثث او «بقايا الجثث» التي تم انتشالها، وتحديد مصير مفقودين كانت عيون ذويهم تبحث عنهم تحت الركام، الى جانب تردُّد دوي الحزن الذي كان رافق مواكب التشييع (يوم السبت) التي ارتدت معها طرابلس «ثوب الحداد» الذي لفّ ايضاً مواقع التواصل الاجتماعي.

سعيد عبوس الذي خسر في التفجير امام مسجد التقوى حفيدته آمنة (في السادسة من عمرها) وشقيقها محمد بهاء الدين (7 سنوات) وخالهما حسين (11 عاماً)، لم يأبه لما اعلنه تنظيم «القاعدة» الذي اتهم «حزب الله» بالوقوف وراء تفجيري طرابلس وتوعُّده بـ «أن العقاب سينزل به قريباً».

فـ سعيد الذي كان يصلي في المسجد، عاد الى باب التبانة التي شيّعت ضحاياها على وقع «رصاص الحزن» من دون الاطفال الثلاثة. ولم يتمالك دموعه وهو يروي كيف انه «حين خرجتُ الى باحة المسجد شاهدت كماً من الجثث، وعلمت ان الاطفال الثلاثة قضوا وعثرنا عليهم معانقين بعضهم البعض وكانوا متفحمين»، مضيفاً: «قادوني الى منزل قريب لتهدئتي. وقالوا لي بعدها ان الاولاد باتوا في الجنة».

وعبوس هو واحد من عشراتٍ فُجعوا بتفجيريْ الجمعة اللذين اصابا طرابلس «في قلبها» وعززا الخشية من انزلاقها الى انفجار مذهبي هي التي «تحتضن» «خط تماس» مزمن بين جبل محسن (العلوية) وباب التبانة (السنية)، وكاد ان يشتعل اول من امس مع المعلومات عن مقتل أحد الاشخاص برصاص القنص. وغداة الحداد الوطني الذي اعلنه لبنان، ساد طرابلس احتقان كبير وسط تعزيز الجيش اللبناني اجراءاته، فيما بدأت الحياة تعود الى المدينة وسط فتح الطرق المؤدية الى مسجديْ التقوى وسط طرابلس والسلام قرب مينائها بعد انتهاء عمليات المسح وانطلاق اعمال ازالة الركام ورفع الانقاض وسحب السيارات المحترقة وتنظيف الشوارع من ضمن حملة مدنية حملت اسم «السلام والتقوى» وجمعت من خلال موقع «فيسبوك» نحو 600 متطوّع هدفهم بلسمة جراح المواطنين الذين تضرروا ومساعدتهم للعودة الى منازلهم المتضررة.

وفيما جاب جنود راجلون ومدرعات شوارع المدينة، كانت القوى الامنية توقف وتفتش كل سيارة مشبوهة، تم ردم الحفرة امام مسجد السلام، حيث كان اشخاص عديدون يبحثون عن اقربائهم. علماً ان مسؤولاً امنياً افاد ان ثمة العديد من الجثث المحترقة والأشلاء البشرية التي لم يتم التعرف الى اصحابها حتى الآن وهو ما جعل الاجهزة الامنية تطلب من الاهالي التقدم للخضوع لفحوص dna.

وعلى وقع سؤال «الانفجار التالي» اين ومتى، بدا السباق فعلياً بين محاولات فاعليات طرابلس وأد اي فتنة وضبط ردات الفعل وبين الدعوات من بعض الشارع لاعتماد الامن الذاتي، وهو ما رفضته الاحزاب الاكثر حضوراً في المدينة، التي تدعم بغالبيتها الثورة السورية، اي «تيار المستقبل» علماً ان النائبة بهية الحريري زارت امس موقع التفجيرين في عاصمة الشمال وقالت «ان جريمة طرابلس لا دين لها ولا مذهب، وقد تأثرنا بما جرى هنا كما تأثرنا بما شهدته الرويس»، مشددة على ان «علينا أن نصبر كي نعيش بأمان»، ولافتة الى أن كلمة الرئيس ميشال سليمان أوّل من امس «جامعة ووطنيّة وهو المواطن الكبير في دولة لبنان الكبير».

ومن خلف «غبار» التفجيرين، تلقف الطرابلسيون كما الاوساط السياسية بارتياح بالغ المعلومات عن تقدم بالتحقيق في «مجزرة المسجدين»، رغم التقارير التي اشارت الى ان الشيخ احمد الغريب الذي اوقفته شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي وينتمي الى حركة التوحيد الاسلامي (القريبة من النظام السوري و«حزب الله») والشيخ الثاني (قيل ان اسمه عبد الرزاق.ح) الذي جرى القبض عليه في الملف نفسه ليسا متهَمين حتى الساعة بل موقوفان على ذمة التحقيق لمعرفة اذا كانت لديهما معطيات او ما من شأنه افادة التحقيق. واشارت تقارير الى ان الغريب الذي كانت حركة «التوحيد» اعلنت انه لا ينتمي اليها ولكنه «مكلف من رئيس مجلس القيادة الشيخ هاشم منقارة، بمتابعة أحد الملفات العالقة مع النظام السوري»، شوهد شخص يشبهه في اشرطة كاميرات مراقبة في محيط مسجد السلام وهو يتحدث على الهاتف، وان معلومات تلقتها الاجهزة الامنية اشارت الى انه سبق ان تحدث مرات عدة امام آخرين عن امكان حصول تفجيرات تستهدف مساجد في عاصمة الشمال.

ويمكن اختصار ما يرافق التحقيقات في هذا الملف بالآتي:

* اعلان وزير الداخلية مراون شربل ان «الافادة الخاصة بالشيخين اللذين تم القاء القبض عليهما بعد تفجيري طربلس، بينت انهما غير متهمين، والقضاء من يحدد اطلاق سراحهما او لا»، كاشفاً ان «السيارتين اللتين استخدمتا في تفجيري طرابلس رباعيتا الدفع، وان والعبوتين لا تقلان عن 100 كغ من مواد شديدة الانفجار والاشتعال وتتضمن مسامير وحديداً»، ومعلناً انه «عرف مبدئياً مَن وضع السيارة امام مسجد السلام، وهناك تشابه يشير الى ان الفاعل واحد». * اشارت قناة «المستقبل» الى انه «تمت معرفة الجهة المنفذة لتفجيري طرابلس وهي قريبة من النظام السوري، والبحث جار عن منفذ الجريمة»، لافتة الى ان «هناك خيوطا لهذه الجريمة»، ومتحدثة عن «امكان ان تكون العبوة انفجرت بساعة توقيت» وموضحة انه «يمكن الافراج عن احد الاشخاص (الشيخ الغريب) الذين تم توقيفهم نظرا لعدم علاقته بالموضوع».

وكانت التحقيقات في التفجيريْن افضت الى ان السيارة التي انفجرت امام مسجد السلام هي فورد زيتية اللون رباعية الدفع وكانت مجهزة بعبوة تتجاوز زنتها 170 كيلوغراماً وهي مباعة من شخص لآخر ولم يتم التوصل بعد الى هوية الشاري الأخير. اما مسجد التقوى في منطقة نهر ابو علي، فالانفجار الذي دوى امامه قبل خمس دقائق من الثاني، نتج من سيارة مفخخة بعبوة اصغر من التي انفجرت امام مسجد السلام وُضعت في سيارة رباعية الدفع نوع «gmc» وتم ركنها في موقف مخصص للسيارات بجانب المسجد ليحصد العديد من الشهداء والأبرياء وينشر حالة من الهلع في نفوس المواطنين والمارة.

واشارت معلومات الى ان سائق هذه السيارة قام بعد ركنها بالمرور على بائع عصير اشترى منه كوباً ودفع ثمنه نحو 13 دولاراً وغادر على عجل، ما دفع صاحب المحل الى اللحاق به لإعادة ما تبقى له من مال في ذمّته الا انه لم يلحق به اذ استقل سيارة اخرى وغادر مسرعاً ليدوي الانفجار بعد لحظات. واشارت تقارير الى ان المسح الاولي لموقع التفجير أظهر اختلافه عن انفجار الرويس في الضاحية الجنوبية، حيث انّ العبوة تحتوي على تي ان تي ممزوجاً بالنيترات، الأمر الذي يفسّر الشهب النارية التي تصاعدت في كل الاتجاهات ونتج عنها تفحّم جثث بعض الشهداء، ناقلة عن مصادر التحقيق أنّ متفجّرة السلام تنطبق عليها مواصفات المتفجّرة نفسها التي أودت بحياة جبران تويني في 12 ديمسبر 2005.  ومساء زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي طرابلس معزياً.

 

جعجع: لا يمكن الجلوس حاليا مع حزب الله في حكومة واحدة ووجوده على طاولة الحوار لم يعد يتلاءم مع الدولة

وطنية - سأل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مقابلة خاصة ضمن أخبار تلفزيون المستقبل، "في مواجهة موجة التفجيرات المتنقلة، ماذا يجب أن نقول للناس؟ هل نكرر أنفسنا ونستنكر ثم نستنكر؟ في حين أنه يتعين علينا كمسؤولين سياسيين عدم الاستنكار بل كشف الفاعلين أمام الرأي العام واتخاذ التدابير اللازمة والمطلوبة لوقف هذه العمليات". وجدد التأكيد أنه "في ظل غياب الدولة الفعلية والقرار الوطني وفي ظل تصرف حزب الله على الشكل الذي يتصرف به، كإرسال طائرة الى اسرائيل ساعة يشاء أو إرسال مقاتلين الى سوريا وربما قد يقوم بإرسال غطاسين الى قبرص ولا أحد يعلم ماذا سيفعل لاحقا، سنكون كلنا بانتظار مصيرنا وقدرنا دون أن يكون نملك قدرة التأثير فيه". ورأى أن "الحل الوحيد يكون باستدراك الدولة للأمر، فالدولة في الوقت الراهن لم يتبق فيها سوى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام اللذين يجب أن يقوما بتشكيل حكومة جدية لا تكون معطلة أو مشلولة أو خاضعة للارهاب بل حكومة تتخذ كل الخطوات اللازمة لوقف التفجيرات...". وعن شكل الحكومة العتيدة، أكد جعجع أن "لا إمكانية في الوقت الراهن لتشكيل حكومة وحدة وطنية لسبب بسيط هو أن حزب الله يصادر القرار بنفسه دون مشاركة من أحد، فحين قرر الحزب القتال في سوريا، هل أشرك أحدا بهذا القرار الاستراتيجي؟ أين كانت الوحدة الوطنية حينها؟ أو حين أرسل طائرة أيوب الى اسرائيل، هل تشاور في هذا القرار مع حلفائه في الحكومة؟، اذا فإن حزب الله هو عمليا يتصرف عكس ما يصرح به، فإذا كان يريد فعلا وحدة وطنية من المفترض أن يؤمن بالشراكة الوطنية ويترجمها بتصرفاته اليومية"، متسائلا :"مؤخرا عندما أقام الحزب الحواجز على مداخل الضاحية، هل استشار الجهات الأمنية التي أبدت استياءها من هذه الخطوة؟". واذ لفت الى أنه "لا يمكن الجلوس حاليا مع حزب الله في حكومة واحدة لأنه أصبح الآن في مكان أبعد بكثير من الحكومة اللبنانية"، كرر جعجع مطالبته بتشكيل حكومة حيادية من خارج قوى 8 و14 آذار ترعى شؤون الناس وتهتم بأمورهم المعيشية. وعن دعوة رئيس الجمهورية الى تشكيل حكومة جامعة والى طاولة حوار، قال جعجع:" نريد حكومة لبنانية، ولتكون الحكومة لبنانية لا يمكن أن تضم حزب الله انطلاقا من التزامات الأخير الخارجية، فكيف يمكن أن يكون حزب الله ممثلا داخل الحكومة اللبنانية بينما لديه قوات تقاتل على أرض سوريا؟ لا يمكن أن تضم الحكومة طرفا يحارب في سوريا". أضاف: "في ما يتعلق بطاولة الحوار، فقد صرح النائب محمد رعد مؤخرا أن اعلان بعبدا ولد ميتا وكأنه لم يكن، عدا عن الممارسات السابقة لهذا الفريق على طاولة الحوار، فحين تطرح المسألة وكأن الفريق الآخر هو فريق حوار بامتياز فهذا خطأ لأنه في الواقع هذا الفريق يتسلى بالحوار ويضيع الوقت ويناور، مع العلم أن فريقنا السياسي أي فريق 14 آذار هو فريق الحوار بامتياز..."، مشيرا الى أنه "لا حلول فعلية على طاولة الحوار كما يعتقد البعض، فحزب الله حدد موقفه قبل طاولة الحوار، ووجوده لم يعد يتلاءم مع وجود دولة في لبنان". وعن تفجيرات الضاحية وطرابلس، أعرب جعجع عن تفهمه ل"قول البعض أن هناك يدا واحدة وراء هذه الأعمال الارهابية، ولكن أنا صراحة لست مع هذه الفرضية، فانفجار الضاحية كما قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أنهم أمسكوا بخيوط تتعلق بالفاعلين وحتى أن بعض أسماء المنفذين قد عرفت ويظهر أنهم ينتمون الى بعض المجموعات التكفيرية الصغيرة بحسب قوله. أما في ما يتعلق بمتفجرتي طرابلس، فلا أرى حتى إشعارٍ آخر أن يدا واحدة هي التي قامت بها وبتفجير الرويس، فلننتظر التحقيق وما الذي ستكشفه الوقائع، مع العلم أن المؤشر الوحيد الذي أملكه في هذا الخصوص هي آخر محاولة حصلت لزرع تفجيرات في طرابلس والمرتبطة بمخطط الوزير السابق ميشال سماحة، وأعتقد أن التحقيق يجب أن يبدأ من هذا المؤشر".

 

قاسم: الإنفجارات المفخخة ما كانت لتحصل لولا انكشاف لبنان السياسي بسبب الخطاب التحريضي والفتنوي

وطنية - قال نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حفل تكريم المتفوقين في الشهادات الرسمية في "مدارس المصطفى" الذي أقيم اليوم في مطعم "الساحة": "نحن اليوم في لبنان نمر بمرحلة جديدة، وهذه المرحلة تجلت بالانفجارات العشوائية التي طالت الناس في الضاحية الجنوبية وفي طرابلس على وجه الخصوص، وهذه المرحلة هي مرحلة عجز المخابرات الأجنبية والعربية فسعت في القيام بسياسات تؤدي إلى هيمنتها وسيطرتها، فلجأت إلى خفافيش الليل، وإلى تلك الأعمال البشعة التي تطال المدنيين من الرجال والأطفال والنساء والآمنين في منازلهم ومحالهم والسائرين في الشوارع المختلفة، هذه الانفجارات التي حصلت بالسيارات المفخخة هي نتيجة لقرار كبير يستهدف إحداث الفوضى في لبنان، وليس عملا عابرا يمر وينتهي، ولذا هناك احتمالات أن تتكرر مثل هذه الأعمال في أبنية مختلفة وفي أماكن مختلفة، خاصة أن هناك من يحاول أن يدخل على خط التفجيرات ليساهم بمساهماته المختلفة ويحقق أهدافه، لأنه عندما نصبح أمام أعمال في الظلام لا يمكن أن نعرف تماما كل الذين يشاركون وكل الذين يساهمون".

أضاف: "هذه الإنفجارات المفخخة ما كانت لتحصل لولا انكشاف لبنان السياسي بسبب الخطاب التحريضي والفتنوي، وبسبب التحليلات السياسية التي تحاول التغطية على المرتكبين، وبسبب تعطيل المؤسسات واحدة تلو الأخرى بحجج مختلفة، واليوم لبنان من دون إدارة، ولبنان من دون حكومة، ومن دون أداء للمؤسسات المنتظمة، يعني أننا في حالة فراغ قاتلة وخطرة إذا استمرت على النحو الذي نحن عليه".

وتابع: "في هذا للقاء أدعو إلى البحث عن الحلول بدل أن نندب حظنا ونوصف الأخطار التي تدمي القلوب وتعطل العقول، والحلول هي التي يجب أن تكون الهدف الأساس حتى لا نحقق للمفسدين أهدافهم، وحتى لا نقع في إطار مشاريعهم التي يريدونها، في الوقت الذي نوجه فيه كل التحية لكل الشرفاء في هذا البلد، وندعو الله تعالى أن يرحم الشهداء الضحايا وأن يشفي الجرحى في كل المناطق اللبنانية التي سقطوا فيها نتيجة هذه الأعمال الإجرامية اللئيمة التي لا تمتلك لا قلبا ولا عقلا، على قاعدة أن ننطلق من الألم للبحث عن الحل لا أن نبقى في إطار الشكوى. وأعتقد أن الحل يتضمن عدة نقاط:

أولا: يجب أن نبحث عن الحل السياسي المركزي، الذي يؤدي إلى تشكيل حكومة جامعة لكل الأطياف والقوى السياسية الموجودة في هذا البلد من دون شروط تؤدي إلى التعجيز والاستئثار والإقصاء، والاقتصار على التمثيل الموضوعي الذي انعكس من خلال الانتخابات النيابية، وبالتالي عندما يجلس الجميع على طاولة واحدة في الحكومة يتداولون ويتفاعلون ويرفعون الغطاء عن المرتكبين، ويسلكون خطوات فيها البناء التدريجي. وكل هذه الإدعاءات التي ذكرها البعض من أن الحكومة يجب أن لا يكون فيها أوزان ولا قوى فاعلة هذا يعني أن هؤلاء لا يريدون بناء البلد، وإلاَّ لماذا يخافون من الأوزان طالما أن التعاون سيحصل مع الجميع وأن التفاهم سيكون سيد الموقف، وأنه في النهاية لا بد من وجود قوى فاعلة تتفاهم من أجل أن تعطي النتيجة المطلوبة.

ثانيا: إيقاف الخطاب السياسي الفتنوي والتحريضي الذي يسلكه البعض، لأن هذا الخطاب يوفر الغطاء للمرتكبين، ولأن هذا الخطاب يؤدي إلى تعبئة سياسية غير واقعية وغير موضوعية، ويجعل الناس أعداء لبعضهم في الوقت الذي يجب أن نبحث فيه عن الخطاب الحواري والذي يقرب القلوب، وعدم توفير المناخ الملائم سياسيا أو شعبيا أو مذهبيا أو طائفيا لحماية أولئك الخارجين على القانون.

وهنا وفي هذا المقام أريد أن أنوه ببعض خطاب جماعة 14 آذار بعد تفجيري طرابلس الذي كان عقلانيا وموزونا في مقابل خطابات أخرى كانت سيئة وسلبية للغاية، ولكن أدعو هؤلاء العقلاء أن يجروا غير العقلاء إليهم، ومن ناحية أخرى أن يترجموا هذا الخطاب بتطبيقات سياسية تؤدي إلى أن نجلس معا على طاولة واحدة في حكومة واحدة من أجل أن نقوم بالمعالجات المطلوبة لأن البلد لا يقوم إلا بكل الدعامات والجميع بحاجة إليها، وإذا خرب البلد فسيخرب على رؤوس الجميع. نحن ندعو إلى إنتقاء الفرصة المناسبة وإلى انتقاء اللحظة التي نتعاون معها، وأن نخرج تلك الأبواق التي تبث الفتنة إلى هذه اللحظة، والتي تشوه الحقائق وتدعي إدعاءات كبيرة، تعالوا نجلس الى طاولة واحدة لنعالج لأن الأمور لم تعد تحتمل، ولأن الآتي أعظم مع التطورات في المنطقة إذا لم نضع حدا في لبنان لهذه المهزلة المستمرة منذ فترة من الزمن.

ثالثا: هناك حل أمني بحيث تقوم الأجهزة الأمنية المختصة في الدولة اللبنانية بواجباتها الوقائية والرادعة والميدانية، باعتقال المرتكبين ومحاسبتهم، واتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تمنع تنقلاتهم وتحركهم، وبالتالي نحن بحاجة إلى أن نرفض تدخل القوى السياسية في الحماية المذهبية التي تعطل أعمال الدولة، ليس صحيحا أن نعود إلى الوراء إلى ما كنا عليه في بعض الأحيان، حيث يصدر حكم الإعدام على شخص فيؤخرون إعدامه ليجدوا من طائفة أخرى من أجل حماية الـ 6 والـ 6 مكرر، المجرم مجرم، والقاتل لا طائفة له، وعليكم أيها المسؤولون في الطوائف وأيها المسؤولون السياسيون أن ترفعوا الغطاء عن أي مجرم يثبت عليه الإجرام من أجل أن يحاسب ويعاقب، عندها نستطيع أن نضمن حماية أفضل.

رابعا: علينا التركيز على الأولوية في المواجهة وهي إسرائيل، يبدو أن كثيرا من الناس نسوا أن العدو إسرائيل، ونسوا أنه يخطط في الداخل اللبناني، ونسوا أنه يلعب دورا مهما في كل مشاكل المنطقة وفي مشكلة لبنان، نسوا بأنه يمول ويسيس ويتدخل دوليا ويمر عبر أميركا وأوروبا وبأشكال مختلفة من أجل أن يخرب علينا في بلدنا، يجب أن نعيد النظر إلى إسرائيل وأن نوجه البوصلة نحوها، وعلينا بالتالي ألا ننصرف إلى خلافاتنا الداخلية فنصعبها إلى درجة أن تكون لها الأولوية.

خامسا: أتمنى لو أننا نعترف بحقوق بعضنا في أن نختلف مع بعضنا، ولكل منا أن نختار، لا أحد يمنع أحد من أن يختلف سياسيا مع الطرف الآخر، لكن لنكن موضوعيين عندما نتحدث عن الخلاف السياسي، الآن يأتي من يقول بأن الخلاف السياسي في لبنان سببه التدخل في سوريا، وبعضهم يقول ان الخلاف السياسي في لبنان سببه ما يحصل في مصر، والبعض الآخر يعتبر أن المشاكل الإقليمية هي التي تسبب المشاكل في لبنان. لا، لا تضحكوا على الناس، الخلاف السياسي في لبنان لو لم تكن له أرضية مناسبة وأطماع خاصة وارتباطات خارجية لا يمكن لأي حدث في المنطقة أن يؤثر على الخلافات السياسية، تعالوا نعالج شؤوننا بألا نرد النتائج إلى أسباب واهية، وألا نرقد إلى النتائج وننسى المبررات والمقدمات. فالمشكلة في لبنان قبل سوريا وموجودة بعد سوريا، خرج السوري من لبنان والمشكلة كانت قائمة، والخلافات السياسية على الحكومة قائمة بمعزل عما يحصل، نعم هناك من راهن أن التطورات في سوريا ستتغير باتجاه ستؤثر سلبا على مؤيدي الحكم في سوريا أو النظام في سوريا وبالتالي يستطيعون كسب الغلبة بالغلبة الخارجية".

وختم: "تعالوا نبحث داخليا عن المعالجة، وسأكون صريحا: تبين بعد التجربة أن المؤيدين لهذا الطرف لا يزيدون ولا ينقصون، والمؤيدين للطرف الآخر لا يزيدون ولا ينقصون، فلا تراهنوا على زيادة الأوزان، راهنوا على الحلول التي تغير القلوب، نحن ندعو إلى حوار هادىء وموضوعي، فلبنان لا يمكن إدارته من جهة واحدة، ولا يمكن أن يكون مزرعة لأحد، ولا يمكن أن يلغي أحد أحدا، ولا يمكن أن ننتظر تطورات المنطقة لأن تطوراتها لا تنتهي كلما رتقت فتقت، وكلما انتهينا من مشكلة جاءت مشكلة أخرى أكبر من أختها، وبالتالي المراهنة ستكون ضياعا".

 

شيخ العقل زار قباني وقبلان واتصل بميقاتي وسلام والشعار معزيا: تشكيل حكومة وحدة وطنية ضرورة ملحة

وطنية - زار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على رأس وفد من المجلس المذهبي الدرزي وقضاة المذهب، دار الفتوى حيث كان في استقبالهم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني وعدد من العلماء. وبعد اللقاء قال حسن: "زيارتنا لدار الفتوى، دار المسلمين واللبنانيين جميعا، هي للمشاركة وللتعبير عن الألم الذي حصل في طرابلس وفي الضاحية وفي كل لبنان، وأتمنى على جميع المسؤولين السياسيين والروحيين العمل على وحدة الكلمة والعودة إلى الحوار والتعجيل في تشكيل حكومة وحدة وطنية، حكومة المصالحة الوطنية، والالتفاف حول مؤسسات الدولة من رئاسة الجمهورية والجيش لضمان أمن واستقرار لبنان".

اتصالات

وأجرى شيخ العقل اتصالات للتعزية بضحايا طرابلس، بكل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وبرئيس الحكومة المكلف تمام سلام، وبمفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.

في المجلس الشيعي

ثم انتقل والوفد المرافق إلى مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث قدم التعازي لنائب رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان بضحايا التفجيرات، وبعد اللقاء أمل الشيخ حسن أن "تكون الأحداث الأليمة التي وقعت في بعض المناطق اللبنانية فرصة للعودة للتلاقي والحوار ودعم المؤسسات". وأكد أن "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية أصبح ضرورة ملحة، وكذلك الوقوف الى جانب رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومبادرة الحوار، ودعم الجيش اللبناني"، مشددا أن "على المسؤولين التحلي بهذه المسؤولية والدعوة الى الحوار".

 

الراعي معزيا في المجلس الشيعي: للتفاهم والحوار والتصالح لان الجميع يدفعون ثمن الانقسامات

وطنية - رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان "كل اللبنانيين يدفعون ثمن الإنقسامات على المستوى الإجتماعي، والمآسي الإقتصادية والإنمائية وعلى كل المستويات"، ودعا الى "التفاهم والحوار والتصارح والتصالح، وإلا فإن الثمن الذي سندفعه غالٍ جدا"، معتبرا ان "السياسيين لو إلتقوا وتفاهموا، لما حصلت تفجيرات الضاحية الجنوبية وطرابلس". واشار في كلمة له اثناء تقديم التغازي بضحايا التفجيرات في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى إلى ان "التفجير الذي حصل في 15 آب في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية وتفجيري طرابلس يوم الجمعة الماضي، اصاب كل لبنان، وقال: "اننا عائلة واحدة وما يصيب جزء منها يصيب الكل". واذ اكد الراعي "تعاطفه وتعاونه وتصامنه مع الجميع"، قال: "أريد ان تكون زيارتي اليوم للرجاء وليس فقط للعزاء بضحايا التفجيرات، فلا شيء يمكنه تعويض خسائر التفجيرات، إلا إذا قام أصحاب السلطة والأفرقاء، فعلا بحركة تكون على مستوى الدماء التي سقطت وعلى مستوى الثمن الغالي الذي دفع".

 

مفتشو الامم المتحدة عادوا الى دمشق بعد زيارة معضمية الشام

وطنية - عاد مفتشو الامم المتحدة بعد ظهر اليوم الى مقر اقامتهم في أحد فنادق العاصمة السورية، بعد زيارتهم موقع هجوم كيميائي مفترض قرب دمشق. ووصل المفتشون الى فندق "فور سيزنز" في دمشق ضمن موكب مؤلف من 6 سيارات، رافضين الادلاء بأي تصريح حول زيارتهم الى مدينة معضمية الشام والتي استمرت نحو ثلاث ساعات.

 

موقف سليمان من الحكومة الجامعة والحوار يؤكد تلازمهما مع «اعلان بعبدا»

بيروت - محمد شقير/الحياة/يتوخى الرئيس اللبناني ميشال سليمان من المبادرة التي أطلقها ودعا فيها إلى الالتقاء ضمن حكومة جامعة وحول طاولة هيئة الحوار الوطني من دون شروط مسبقة لدرء المخاطر التي تهدد الوطن وباستباحة إراقة الدم بلا تمييز، إعادةَ تشغيل المحركات لإطلاق جولة جديدة من المشاورات يقوم بها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام مع الأطراف السياسيين الأساسيين لعلها تنتج توافقاً يسهّل عملية تأليفها.

وتؤكد مصادر سياسية في معرض تقويمها الأفكار التي أوردها سليمان في رسالته إلى اللبنانيين، أنها لم تحمل أي جديد وأنه سبق وتناولها في أكثر من خطاب كان آخرها أمام دفعة من الضباط المتخرجين لمناسبة عيد الجيش اللبناني، لكن أهميتها تكمن في أنه عاود طرحها في ظروف استثنائية بعدما تصاعدت وتيرة التفجيرات الإرهابية. وتضيف أن رسالة سليمان جاءت أيضاً في ظروف صعبة ودقيقة للغاية، ليس لأن لبنان يصارع من أجل البقاء في وجه المخاطر التي أخذت تتهدده فحسب، وإنما لأن المنطقة ككل تقف الآن أمام مرحلة سياسية يمكن أن تترتب عليها تداعيات أمنية، انطلاقاً من أن الظروف التي كانت سائدة فيها وقبل استخدام السلاح الكيماوي في الحرب الدائرة في سورية بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة السورية هي غيرها الآن.

وترى المصادر نفسها أن الجديد في رسالة رئيس الجمهورية إلى اللبنانيين يتعلق بدعوته الأطراف السياسيين إلى الالتقاء ضمن حكومة جامعة، وتقول إن طرح هذه الفكرة في الظروف الراهنة ينمّ عن رغبته في عدم الاستسلام للرياح العاتية التي تهب على البلد تحت وطأة ارتدادات الأزمة السورية على الداخل اللبناني، لئلا يدخل لبنان في «موت سريري» يصعب معه إنقاذه وبالتالي لا بد من إعادة تنشيط المشاورات السياسية، لأن من غير الجائز أن يبقى مكتوف اليدين ولا يحرك ساكناً. وتعتبر أن لا مشكلة في استئناف الحوار في ضوء مبادرة رئيس الحكومة السابق زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري إلى عدم ربطه بعملية تأليف الحكومة، وأن العائق الوحيد لمعاودته يكمن في موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي كان اشترط خروج «حزب الله» من القتال في سورية. وتقول إن موقف «القوات اللبنانية» قابل للتعديل، لكن لا بد من توضيح ما هو المطلوب من استئناف الحوار، وهل يراد منه العودة الى نقطة الصفر في ضوء قول رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النائب محمد رعد، إن مفاعيل «إعلان بعبدا» الذي أجمع عليه المشاركون في طاولة الحوار انتهت، وما عليهم إلا أن «يبلوه ويشربوا ميتو». وتضيف أن موقف جعجع من الحوار لن يعيق استئنافه، لكن ما هي المواضيع التي ستطرح؟ وكيف سيتم التعامل مع انقلاب «حزب الله» على «إعلان بعبدا» الذي يدعو ضمناً إلى انسحاب الحزب من سورية؟

وتؤكد المصادر عينها أن معظم القيادات اللبنانية كانت في صورة الموقف الذي سيعلنه سليمان في رسالته إلى اللبنانيين، وتقول إن عدم الربط بين معاودة الحوار وتشكيل الحكومة لا يعني الموافقة على دفن «إعلان بعبدا» والتعامل معه وكأنه لم يكن.

وتكشف أن هناك من أوعز الى سليمان بأن يصار إلى التحضير لاستئناف الحوار بإجراء حوارات ثنائية بغية استكشاف النيات الحقيقية للأطراف المدعوين للجلوس الى الطاولة للتأكد من المواقف النهائية من «إعلان بعبدا»، بغية الوقوف على رأي «حزب الله» منه، وهل أن ما صدر عن رعد جاء إبان احتدام الاحتقان السياسي وتصاعد موجة التوتير، وبالتالي يمكن الحزب أن يعيد النظر فيه، أم أنه ينم عن قرار نهائي غير قابل للتعديل؟

وتضيف المصادر أن العودة بالحوار الى نقطة الصفر ستدفع في اتجاه نقل المتاريس السياسية من الشارع إلى طاولة الحوار «وعندها نكون قد فرطنا بهذه الورقة التي يمكن الرهان عليها كاحتياط لإعادة لملمة الوضع. وألا نكون فتحنا الباب أمام تبادل القصف السياسي الذي سيأخذ البلد إلى مكان آخر». وفي هذا السياق، تشدد المصادر على حاجة البلد إلى التهدئة بدلاً من إقحامه في دورة جديدة من العنف السياسي فيما العواصف قادمة إلى المنطقة. وتقول إن التسليم بنسف «إعلان بعبدا» يعني تلقائياً أن «حزب الله» تمكن من أن ينتزع من المشاركين في الحوار موافقتهم على القتال في سورية، وهذا ما ترفضه قوى 14 آذار «ولا نظن أن رئيس الجمهورية في هذا الوارد أيضاً».

وتعتقد أن هناك إمكاناً للتوصل إلى تفاهم يقوم على ربط نزاع يتعلق بالأمور المختلف عليها، لأن اللبنانيين في حاجة إلى فرصة يستطيعون من خلالها أن يلتقطوا أنفاسهم ولو اقتصر الأمر على التوافق على هدنة مديدة.

لكن المصادر تسأل ما المقصود من دعوة رئيس الجمهورية إلى الالتقاء ضمن حكومة جامعة؟ وما السبيل للوصول إليها؟ وهل يمكن المشاركين فيها التوافق على بيانها الوزاري حتى لو اتفقوا على مبدأ التمثيل وتوزيع الحقائب فيها؟ وأين هذا البيان من «إعلان بعبدا» الذي يفترض أن يشكل الإطار السياسي العام له؟

وتتابع أن من حق الرئيس سليمان أن يبادر إلى رمي حجر في المياه الراكدة لعله يساهم في إعادة تحريكها، من خلال تنشيط المشاورات بعد أن توقفت منذ أكثر من شهرين، وتعزو السبب إلى رفضه التعايش مع الأمر الواقع إلى ما لا نهاية، وهو يريد من رسالته إلى اللبنانيين تحميل الجميع مسؤولية تستدعي منهم تضافر الجهود قبل فوات الأوان، لأن الآتي سيكون أعظم إذا لم يتم تدارك الخطر والمبادرة إلى التوافق على صيغة حتى لو أدت إلى تأمين الحد الأدنى من الاستقرار السياسي والتهدئة الأمنية. وبكلام آخر، أراد رئيس الجمهورية أن يدق ناقوس الخطر، وهو اختار، كما تقول المصادر، اللحظة الدقيقة ليطلق تحذيره، وبالتالي يترك للرئيس المكلف القيام بمشاورات جديدة حول صيغة الحكومة العتيدة. لكن أوساطاً نيابية ووزارية تعتقد أن هناك صعوبة في التسويق لتشكيل حكومة حيادية أو حكومة تكنوقراط، وتعزو السبب إلى أن هناك حاجة لقيام حكومة سياسية تأخذ في عين الاعتبار، منذ الآن، إمكان تعذر انتخاب رئيس جديدة خلفاً للرئيس الحالي الذي تنتهي ولايته في أيار (مايو) المقبل. وتؤكد المصادر ضرورة التوافق على خطوة استباقية لملء الفراغ إذا ما تعذر انتخاب رئيس جديد. وتقول إن هناك صعوبة في إيكال المهمة إلى حكومة حيادية أو حكومة تكنوقراط لأنها لا تستطيع أن تحكم الى حين تبدل الظروف التي تسمح بانتخابه حتى لو انتقلت صلاحيات الرئيس إلى مجلس الوزراء مجتمعاً.

كما أن البلد -وفق هذه المصادر- لا يستطيع أن يبقى بلا حكومة مع انكشافه أمنياً وسياسياً، في ظل وجود حكومة تصريف أعمال غير معروف إلى متى يبقى رئيسها نجيب ميقاتي يصرف أعمالها إلى جانب وجود رئيس مكلف. إضافة إلى أن حكومة مستقيلة لن تكون قادرة على ملء الفراغ في الرئاسة الأولى، خصوصاً أن فريقاً أساسياً يتمثل بقوى 14 آذار لا يشارك فيها. وعليه، فإن سليمان أراد أن يستبق إمكان الوصول بالبلد الى طريق مسدود بسبب تعذر انتخاب رئيس جديد، وهو توخى من رسالته إلى اللبنانيين الضغط على الأطراف السياسيين لاتخاذ قرار شجاع أقوى من أي اعتبار آخر حتى لا يقع البلد في تجربة الانقسام والتقاتل مرة جديدة، وهذا ما ركز عليه في رسالته، على رغم أن البعض يعتبر أن عدم الربط بين استئناف الحوار وتشكيل الحكومة لا يعني أن التلازم بينهما قائم وعماده الأساسي «إعلان بعبدا»، وإلا ماذا ستقول الحكومة العتيدة في بيانها الوزاري، هذا إذا ما اعتبرنا أن مهمة الرئيس المكلف ستكون أسهل الآن مما كانت عليه في الأشهر الأولى من تكليفه مع أن هذا التقدير قد لا يكون في محله، وأن المخاوف قائمة من إعادة توليد أزمة التأليف.

 

مقابلة /«ما لم يخرج حزب الله من الصراع العسكري في سورية ونمدّ أيدينا الى بعضنا البعض»

ريفي لـ «الراي»: الآتي أعظم على لبنان

 | بيروت - من آمنة منصور: حذّر المدير العام السابق لقوى الامن الداخي اللواء اشرف ريفي من ان «الآتي اعظم» في لبنان ما لم يتخذ «حزب الله» القرار الشجاع «بالخروج من الصراع العسكري في سورية» وما لم «نمدّ أيدينا الى بعضنا البعض»، معتبراً ان هاتين الخطوتين «توفران الحماية للبلد». هذا الموقف أطلقه ريفي في حديث الى «الراي» التي زارته في منزله المقابل لمسجد السلام حيث وقع احد الانفجارين اللذين ضربا طرابلس الجمعة الماضي، والذي تعرّض لأضرار كبيرة، وسط تقارير لم تستبعد ان يكون المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي هو المستهدَف من السيارة المفخخة.

وفي ما يأتي نص الحوار مع ريفي:

 • بين المعلومات الصحافية والامنية تم الحديث عن استهداف مسجد السلام ومن ثم استهدافك شخصياً، كيف تعلّق على هذا الامر؟

- لبنان كله مستهدف وطرابلس مستهدفة والمساجد مستهدفة.

• حذرت سابقاً عندما كنت في موقعك الامني من خطر امني على لبنان، لماذا لم تؤخذ تحذيراتك على محمل الجد؟

- بكل بساطة كل فعل له رد فعل. حزب الله اتخذ قراراً بالدخول الى سورية حيث يقاتل عسكرياً وعليه توقع ان مَن يقاتله سيقاتله في المقابل، لذلك التوقعات كانت بضرورة ان يتوقع ردة فعل مقابلة.

• حكي عن يد واحدة تقف خلف التفجيرات في طرابلس والضاحية...

- لا، لم تصدر تحقيقات تؤكد بعد ان يداً واحدة تقف وراء التفجيرات. هذا افتراض، علينا انتظار التحقيقات لنعرف اذا كانت هناك يد واحدة ام اكثر من يد.

• ماذا عن الامن الذاتي في طرابلس؟

- هذا امر غير مطروح نهائياً ولن نسمح بالأمن الذاتي في طرابلس، نحن جزء من لبنان ونعتز بذلك وسنبقى جزءاً من لبنان. كان هناك رد فعل عند أناس لا يمثلون شيئاً على الارض وتحدثوا عن الامن الذاتي ولكن هذا امر مرفوض ولا يمثل طرابلس. هناك امن الدولة اللبنانية فقط لا غير. نحن نقف في وجه «حزب الله» لأنه يحاول إقامة دويلة في قلب الدولة. نحن نريد الدولة والدولة فقط لا غير. ومن غير المسموح لا بأمن ذاتي ولا بالامارة ولا اي شيء آخر. نحن جزء من الجمهورية اللبنانية.

• الرئيس سعد الحريري موجود في الخارج لدواعٍ امنية والخطر المتربص بك بات قريباً جداً، هل سيدفعك هذا الامر الى مغادرة البلاد؟

- لا ابداً فأنا امني لا سياسي وسأبقى في لبنان.

• لكنك مستهدف؟

- اعلم انني مستهدف، ومنذ 6 سنوات وانا مستهدف لكن عملي هو مواجهة المصاعب. الرئيس الحريري نحن نصحناه بمغادرة البلاد كي نحافظ عليه كرمز سياسي. لكن كأمنيين اذا غادرنا البلاد «العوض بسلامتك» حينها.

• عندما يجري الحديث عن «سوْرنة» او «عرْقنة» لبنان، يعني وجود طرفين متنازعين ومتقاتلين، هل هذا ينطبق على واقع الحال في لبنان؟

- لا، هناك فارق. ثمة فريق مسلح خارج اطار النظام والقانون وفريق آخر لا يملك السلاح، بل هناك سلاح فردي في ايدي بعض المواطنين من خارج اي اطار تنظيمي. لذلك ليست لعبة سلاح بل هي لعبة موقف في رأيي اكثر منها عملية سلاح. وأعوّل على المسؤولية الوطنية لدى اللبنانيين كي لا يتركوا الامور تتمادى. وسبق ان قلت ان المطلوب هو خطوتان: خروج «حزب الله» من الصراع العسكري السوري وان نمدّ ايدينا الى بعضنا البعض. وهاتان الخطوتان تحميان في رأيي البلد.

• ماذا عن اتهام «حزب الله» للمخابرات السعودية بالوقوف خلف تفجير الضاحية، كيف يكون المنفذ واحداً في المكانين كما يقال؟

- المنفذ ليس واحداً، لكن لا بد من انتظار التحقيقات. هذا الكلام بعيد عن الواقع. فالسعوديون لطالما كانوا يرعون البلد ايجابياً وليس لديهم لعبة عسكرية او امنية وهذا الكلام افتراء.

• بدأت الخيوط الاولى في جريمة الضاحية تُكتشف هل من الممكن ألا ينطبق هذا الامر على طرابلس وتُسجل التفجيرات باسم مجهول؟

- لا شك ان العمليات الارهابية ليست عمليات بسيطة وهي محترفة، وكشْفها يتطلب بحثاً طويل جداً وانما ربّنا بحكمته يقول انه ليست هناك جريمة كاملة. وبوجود جهاز امني محترف سنصل الى كشف هذه الجريمة.

• هل من الممكن ان نصل الى مكان تقف فيه الامور عند حد معيّن كما حصل مع مسألة المطلوبين في قضية الرئيس رفيق الحريري؟

- طالما عُرفوا «حيجوا» مهما كلف الامر، هناك عدالة ربنا وعدالة الارض كذلك الامر. عندما يُعرف المتهَم لا يمكنه الهروب وسيدفع ثمن دم الشهداء غالياً جداً.

• ماذا عن ترك مسرح الجريمة سائباً لوقت طويل في طرابلس؟

- لا احد ينتظر انه بكبسة زر ستأتي القوى الامنية، يتطلب الامر بعض الوقت للسيطرة على مسرح الجريمة. سابقاً لم تكن لدينا الخبرة واليوم باتت لدينا خبرة في الامر. ولكن الاهالي كانوا في حالة غضب كبير ولا سيما في محيط مسجد التقوى وتطلب الامر بعض الوقت.

• هل علمتم شيئاً عن التحقيقات؟

- انا خارج اطار التحقيقات وبات هناك اشخاص مسؤولون عنها.

• هل دخلنا في المجهول ام ليس بعد؟

- لا. دخلنا خطوات ليس في المجهول بل في الخطر المعلوم. ولذلك نحذر ونقول: ايها الاخوان لدينا خسائر معينة والوقت لم يتأخر لاتخاذ قرار شجاع يوفر حماية البلد من الآتي الذي نراه أعظم اذا لم يُتخذ هذا القرار.

 

الشيخ بلال المصري لـ "ليبانون ديبايت": نصرالله هدد ونجح في رسالته

خاص "ليبانون ديبايت": طالب الشيخ السلفي الطرابلسي بلال المصري الدولة بالقيام بدورها في حفظ الأمن في طرابلس حتّى لا تلجأ لحماية نفسها، قائلاً "نحن بالطبع مع رفض سياسة "الأمن الذاتي" في كل المناطق اللبنانية وليس فقط في طرابلس". واعتبر المصري، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، انه في ظل عجز الدولة اللبنانية عن منع التفجيرات من الطبيعي أن لا نمنع أبناء المدينة من حماية منازلهم وأحياءهم ومساجدهم ومناطقهم لأننا لم نرى تسيير دوريات تابعة للجيش أو لقوى الأمن الداخلي وحواجز وتفتيش للسيارات. وسأل المصري: لماذا لم تأخذ تدابير الأمن الذاتي التي قام بها "حزب الله" في الضاحية هذه الضجة الاعلامية؟ وأشار الى ان "حسن عدو الله" (الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله) نفّذ التهديدات التي أطلقها، بعد ان اتّهمنا بالتكفيريين والكفرة، وقد نجح في رسالته. وأكّد ان أصابع الاتّهام في انفجاري طرابلس موجّهة لـ"حزب الله" والرئيس السوري بشار الأسد وكل الخطوط والبراهين تشير الى ذلك، مشيراً الى ان رئيس حركة التوحيد العربي وئام وهاب قال: "التكفيريين سيفجرون مواقع السنة ونحن لن نسكت"، فيما كفّر نصرالله في خطابه الناس وضرب أهل السنة كما ضربوا الشيعة في الضاحية قبل. واستبعد أن يقوم الأسد بهذه العمليات من دون أن يخبر نصرالله وقال: وما كان نصرالله ليتحدث على التلفزيونات ويهدّد كما فعل رئيس كتلة الوفاء "للمقاولة" (المقاومة) النائب محمد رعد، وكأنهم يقولون انهم سيفجّروا بطريقة ما وهذا ما حصل. وتخوّف من أن يقوم نصرالله والأسد بتفجير عند المسيحيين كي تكتمل رسالتهم. ورأى المصري ان انفجار الضاحية وغيره حصل بسبب تدخل "حزب الله" في سوريا وقتل الشعب السوري، معتبراً ان من حق هذا الأخير ان يردّ ضربته لحسن نصرالله فلينسحب من سوريا وينتهي الموضوع. وقال: هناك فرضية ان يكون النظام السوري وراء انفجار الضاحية حتى يغطي أعمال نصرالله ويشترك معه بالتفجيرات، ولا يجب ان ننسى موضوع سماحة الذي لم ينتهِ بعد. واعتبر ان كل حلفاء النظام السوري أي كل "8 آذار"، باستثناء جماعة رئيس تكتّل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي وصفه بـ"المجنون" الذي يستخدموه ليغطيهم مسيحياً، هم شركاء بالانفجارات، من رئيس مجلس النواب نبيه برّي وصولاً الى حلفائه، ومن ليس شريكاً هو على علم بالموضوع. وأضاف: الاحتمالات كلها مفتوحة، ولكن كل أحزاب الفريق حلف واحد وكلها أحزاب تابعة للاستخبارات الدولية وعملها كله منظّم، تحظى بتمويل واحد وتجتمع دورياً لتنسّق، واذا نفذ أحدهم اي تفجير يكون بعلم الجميع، والموقوفون حتى الساعة هم من الحزب القومي وحركة التوحيد الاسلامي وحزب البعث، وعدّد: الشيخ الغريب، أحمد الخير، شاب من عائلة عزالدين (على صلة قرابة بالوزير الراحل حسن عز الدين - الحزب القومي السوري) وشاب من منطقة جبرايل - عكار. وقال: اما ان يكون لبنان تحت إمرة لـ"حزب الله" والنظام السوري واما سيخربوه ويحرقوه. واعتبر انه يسهل معرفة منفّذي التفجير لأنهم في لبنان، ولو سمحوا للمعلومات أن يقوموا بمهامهم في الضاحية لكانوا استطاعوا كشف الفاعلين اذا أرادوا القاء القبض على الفاعلين. وعن المخاوف من اندلاع الاشتباكات من جديد بين جبل محسن وباب التبانة، قال المصري: لا نريد اشتباكات بيننا وبين جبل محسن فمشكلتنا ليست مع ابناء الجبل مشكلتنا مع حزب معين في البلد واذا اشتبكنا مع ابناء الجبل لن يموت غير الأبرياء. وأكّد عدم الانجرار الى المعارك الا في حال اعتدى أبناء الجبل على ابناء التبانة الأمر المستبعد الآن. ميساء الخوري | ليبانون ديبايت

 

هل يشكل سلام حكومة عسكرية؟

 تحدثت مصادر مواكبة لـ"المركزية" عن ان الحكومة الجامعة لا تعني بالضرورة حكومة سياسية، ملمحة الى امكان اللجوء الى خيار الحكومة الجامعة غير السياسية، وقد تضم شخصيات عسكرية من بين كبار الضباط المتقاعدين المشهود لخبراتهم الواسعة في اكثر من مجال لا سيما العسكري والامني بما يناسب طبيعة المرحلة راهنا. وتحدثت المصادر عن ان التطورات الاخيرة التي وضعت تشكيل الحكومة في رأس هرم الاولويات بعد الوضع الامني، حملت الرئيس نجيب ميقاتي على العدول عن فكرة عقد جلسة لحكومة تصريف الاعمال تخصص للامور الطارئة والاستثنائية.

 

إنذار الى مارسيل غانم لإثارته الغرائز وتحريضه على الإخلال بالسلم الأهلي"

 طلب وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال وليد الداعوق في كتاب الى رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع، "توجيه انذار فورا، وبأقصى سرعة الى معد برنامج "كلام الناس" السيد مارسيل غانم في المؤسسة اللبنانية للارسال، لما تضمنه برنامجه من إثارة للغرائز وتأجيج النفوس، واذكاء للنعرات وتحريض على الاخلال بالسلم الاهلي والاستقرار العام في البلاد، في حلقة 23 آب الجاري". وجاء في الكتاب:"لا يخفى عليكم ما أثارته الصور التي بثها الاعلامي مارسيل غانم في حلقة "كلام الناس" من على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال مساء يوم الجمعة في 23 آب الجاري، على أثر الانفجارين اللذين استهدفا مدينة طرابلس، من مشاعر غضب واستنكار من الرأي العام. وبعيدا عن الحد الادنى من المهنية الاعلامية، وتوخي الدقة في نقل المعلومة، واستخفافا بعقول المشاهدين وبصدقية العمل الاعلامي الصحيح، وخلافا لما تضمنه ميثاق الشرف الذي وقعته المؤسسة المشار اليها، قام الاعلامي مارسيل غانم بعرض صور لجثث مفحمة، زعم أنها عائدة الى ضحايا الانفجارين في طرابلس. وتبين لاحقا أن الصور المعروضة عائدة الى شهداء حركة 20 فبراير الذين تفحموا في حريق في أحد المصارف في مدينة الحسيمة في المغرب، يوم الجمعة في 20 شباط من العام 2011، والتي يربأ الاعلام المتحضر عن بث مثل هذه المشاهد. لذلك، ونظرا الى خطورة الموضوع، نطلب من الملجس الوطني للاعلام المرئي والمسموع توجيه إنذار فورا، وبأقصى سرعة، الى معد برنامج "كلام الناس" السيد مارسيل غانم في المؤسسة اللبنانية للارسال، لما تضمنه برنامجه من إثارة للغرائز وتأجيج النفوس، وإذكاء للنعرات وتحريض على الاخلال بالسلم الاهلي والاستقرار العام في البلاد، وذلك مخالفة صريحة لدفتر الشروط الذي على أساسه أعطيت هذه المؤسسة الترخيص بالبث، ولحثيثيات القانون 382 /94 (قانون الاعلام المرئي والمسموع)".

 

المؤتمر الشعبي في طرابلس حيا الراعي والمجلس الشيعي: لرفض الأمن الذاتي

وطنية - حيا "المؤتمر الشعبي اللبناني" - مجلس طرابلس، في بيان اثر اجتماع تدارس فيه تداعيات التفجيرين اللذين استهدفا مسجدي السلام والتقوى، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "على الزيارة التضامنية وقيامه بواجب العزاء الامر الذي ترك الأثر الطيب في نفوس الطرابلسيين، وتقبل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان التعازي بشهداء طرابلس والرويس والذي ترك الأثر نفسه"، ورأى ان "هؤلاء الكبار جسدوا بحركتهم ومواقفهم الروح الوطنية العالية والوحدة الوطنية بأبهى صورها بما يعزز التلاقي بين اللبنانيين ويفوت الفرصه على المجرمين الذين يريدون للبنان الشرور، وحبذا لو تقتضي بعض القوى السياسية بهذه المواقف الوطنية الجامعة حتى نحصن الوطن في هذه الظروف الصعبة". وحيا المجلس "مواقف أهل المدينة وفعالياتها وقواها الحية التي رفضت نظرية الأمن الذاتي، معلنة تمسكها بوحدة الوطن والمؤسسات الشرعية"، واعتبر أنه "إذا كان تمسك الطرابلسيين بوطنهم واجبا فإن من واجب السلطة السياسية ومؤسسات الدولة المختلفة ان تلتفت للمدينة وأهلها وتقدم كل أشكال العون والإغاثة وفق خطة واضحة دون اي تأخير أو إنتقائية وإرتجال، فمن حق طرابلس أن تشعر بأنها جزء عزيز من الوطن".

 

خالد الضاهر: بصمات 'حزب الله” واضحة على مفخختي طرابلس 

موقع 14 آذار /رأى عضو كتلة 'المستقبل” النائب خالد الضاهر ان مسلسل التفجيرات ليس بحاجة لا الى محققين أمنيين وعدليين ولا الى منجمين لمعرفة هوية العدو التكفيري الحقيقي الذي يعصف باللبنانيين ارهابا ويقذف ببلدهم في اتون جهنميات الأسد والخامنئي، معتبرا بالتالي ان بصمات حزب الله واضحة وضوح الشمس على مفخختي طرابلس اللتين اتتا ترجمة دقيقة لكلام السيد نصرالله في خطابه الأخير، ولما جاء في بيان كتلة الوفاء للمقاومة من تهديد واضح وصريح للبنانيين، واللتين اضيفتا الى سجل الحزب المشهود له بالعمليات الارهابية، بدءا من تفجير مقر البحرية الاميركية والسفارة الفرنسية في بيروت، مرورا باغتيال الرئيس رفيق الحريري بطن من المواد المتفجرة ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب، وصولا الى استهداف القصر الجمهوري بالصواريخ بعد ساعات من اعلان الرئيس سليمان مشكورا رفضه تلازم سلاح الحرب مع سلاح الشرعية، ناهيك عن ممارسته للارهاب السياسي من خلال نشر عصاباته المسلحة ذوي القمصان السود في شوارع بيروت، واحتلال الساحات في الوسط التجاري، وتعطيل تشكيل الحكومة بوهج سلاحه، ناهيك عن انتشاره المسلح والعلني في الضاحية لضرب هيبة المؤسسات العسكرية والأمنية تحت شعار الأمني الذاتي. ولفت النائب الضاهر في تصريح لـ”الأنباء” الى ان المشكلة الحقيقية في لبنان ليست طائفية ولا مذهبية، انما هي مشكلة وطنية وسيادية بامتياز وتعين جميع اللبنانيين الى اي دين او مذهب انتموا، وتكمن بمحاولات الدولة الصفوية العبث ليس بأمن لبنان فحسب، انما بأمن المجتمع العربي على اتساع مساحته من العراق الى اليمن، وهو ما يحاول حزب الله تعمية اللبنانيين عنه من خلال اختلاقه بدعة التكفيريين وزرعه بالتالي المتفجرات حتى ضمن بيئته للتأكيد على نظريته المضللة للرأي العام المحلي والعربي والدولي، مستدركا بالقول انه اذا صح الكلام عن وجود تكفيريين في لبنان فليس هناك من كافر وارهابي أكثر من حزب الله نفسه، بدليل دفاعه المستميت عن شبكة «سماحة ـ مملوك» الارهابية وزج ابناء الطائفة الشيعية في اللعبة الايرانية للموت كمرتزقة في شوارع سورية دفاعا عن عصابات نظام الاسد التي تجبر الشعب السوري على النطق بشهادة 'لا إله إلا بشار”. واضاف النائب الضاهر انها ليست المرة الاولى التي تتجرأ فيها عصابات الاسد الارهابية وصبيته في لبنان على تفجير دور العبادة ونثر اجساد المصلين فيها، مذكرا بعملية تفجير كنيسة 'سيدة النجاة” في ذوق مصبح التي نفذها النظام الأمين السابق في لبنان اثناء حكم الوصاية بهدف النيل من سمير جعجع وحل حزب القوات اللبنانية، مع فارق كبير اليوم ان الهدف من تفجير مسجدي السلام والتقوى في طرابلس هو النيل من لبنان ككل، وحل كيانه عبر اشعال نار الفتنة السنية ـ الشيعية عملا بمتطلبات المشروع الصفوي الفارسي الايراني في لبنان والمنطقة العربية.

ولفت النائب الضاهر الى انه من الطبيعي ان يكون لاسرائيل مصلحة بتفجير الوضع الامني في لبنان والدول العربية، الا انها غير مضطرة للتدخل مباشرة في ظل وجود عميلها الاساسي في المنطقة، اي ما يسمى بمحور الممانعة، بدليل كلام رئيس الاستخبارات الاسرائيلية السابق افرايم هاليفي ان 'الاسد رجل اسرائيل في دمشق”، مستدركا بالقول ان اسرائيل مرتاحة لغباء الاسد ولغباء الحرس الثوري الايراني وحزب الله في لبنان، كونهما يحققان لها ودون جهد وعناء ما كانت تحلم به منذ وعد بلفور واتفاقية سايكس ـ بيكو حتى اليوم، بمعنى آخر يعتبر الضاهر ان: محور الاسد ـ حزب الله والكيان الاسرائيلي وجهان لعملة واحدة واهدافهما مشتركة في ضرب العالم العربي وتفتيته، وان اختلفا في الطريقة والاسلوب.

وردا على سؤال حول الاصوات المنادية بالأمن الذاتي في طرابلس بعيد وقوع التفجيرين، اكد النائب الضاهر: ان طرابلس والشمال لن ترضى يوما الا بالدولة اللبنانية حامية لها، ولن تعترف الا بسلطة الاجهزة الأمنية ليس في طرابلس وحسب، انما على كامل الاراضي اللبنانية، معتبرا بالتالي ان الكلام عن أمن ذاتي في طرابلس وان كان ناتجا عن ردة فعل متألمة، الا انه يخدم ولو عن غير قصد هدف حزب الله بإقامة الدويلة الفارسية، في لبنان، والممتدة من الضاحية الجنوبية الى الحدود مع اسرائيل جنوبا، ومن خراج مدينة زحلة حتى الحدود السورية بقاعا، وهي الدويلة التي يحاول حزب الله اليوم التأكيد على استقلاليتها من خلال اطلاقه عملية الأمن الذاتي داخلها بمعزل عن القوى الأمنية الشرعية. وختم الضاهر بالقول 'شبعنا تملقا وتكاذبا، وسئمنا سياسة التلطي وراء الشعارات الرنانة لتجهيل الارهابيين والتكفيريين الحقيقيين خوفا من السلاح ونتائجه، لقد آن الأوان لوضع الاصبع على الجرح والدلالة على مكمن الوجع الحقيقي في الجسدين اللبناني والعربي، آن الأوان للمؤسسات الدستورية والقضائية والعسكرية ان تنتفض في وجه حزب الله لتخيره اما بين خضوعه للسلطة والشرعية اللبنانية، واما بقاؤه ملتحقا بالركب الايراني ـ الاسدي، فتتعامل معه على اساس انه عنصر غريب عن الكيان اللبناني وهويته”.

 

تيار المستقبل وزيارة الراعي لطرابلس

"المستقبل" اليوم/ خطوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بزيارة طرابلس لتقديم التعزية بشهدائها والمشاركة بتقبّل العزاء بهم، تدلّ على أن الإرهاب الذي أريد له أن يدقّ اسفيناً جديداً في بنيان وحدة اللبنانيين، فشل في ذلك؛ كما تدلّ على أن البطريرك الراعي، هذا الرجل الشجاع، إنما أراد بشكل مباشر الردّ على الارهاب والارهابيين على طريقته.

طريقة التأكيد على ما يجمع اللبنانيين ويوحّدهم، وعلى ضرورة ومركزية وأهمية دور الشرعية اللبنانية ومؤسساتها العسكرية والأمنية في حماية السلم الأهلي، ودرء ما أمكن من مخاطر وويلات ونكبات، سبّبها ويسبّبها اعداء لبنان وتجار الدم فيه. وما قاله البطريرك الراعي في طرابلس هو أن لبنان الذي يمرّ في واحدة من أخطر مراحله، يحتاج أولاً وأخيراً إلى الحوار السياسي، بقدر حاجته إلى الاستقرار الأمني، وأن ذلك لا يتحقّق إلا عبر تشكيل حكومة تتحمّل كامل مسؤولياتها، وتضع الجميع أمام الهدف المقدّس والذي كان وسيبقى، منع الفتنة ولجم أفاعيها، والرأفة باللبنانيين، وإعادة تفعيل ما أجمعوا عليه "نظرياً" في بعبدا لجهة النأي بالنفس فعلياً وعملياً عن الأتون السوري. يبلسم الجراح البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. يضيء شمعة في وجه الظلام والظلاميين، ويفتح باباً للأمل في مقابل الأبواب التي يسدّها صنّاع اليأس والارهاب والاجرام ... رحم الله شهداء الفيحاء الأبية والصابرة، الباحثة دائماً وأبداً عما يجمع ولا يفرّق، ويوحّد ولا يقسّم، مؤكدة مرة تلو المرة، أنها كانت وستبقى مدينة للحياة والحرية، وموئلاً عزيزاً للبنان الواحد الموحّد، الباقي بقاء الدهر، والعاصي على الطغيان والاستبداد والاجرام والارهاب، أيا كانت صورته ولغته.

 

الراعي من طرابلس: هذه الكارثة تكفي للجلوس على طاولة الحوار معا والتصالح من أجل لبنان

دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جميع الأفرقاء السياسيين الى الجلوس معا الى طوالة الحوار، والتصالح من اجل لبنان، معتبرا ان ما اوصلنا الى هذه الكارثة هو "عدم التوافق والمصارحة بين بعضن البعض".

ورأى الراعي في كلمة له من مسجد التقوى بعد تقديمة واجب العزاء بضحايا التفجيرين في طرابلس، أن "كل الذين سقطوا هو نتيجة عدم التوافق والمصارحة وعدم الجلوس معا نحن اللبنانيين كي نواجه التحديات".

وقال: "لو كنا متماسكون ونتحمل مسؤولية بناء الدولة ما كنا وصلنا الى الكوارث التي حلت بنا اليوم". وعليه، توجه الراعي الى "كل الفارقاء السياسيين المتنازعين في لبنان"، بنداء قال في "ان التنديد وحده لا يكفي فالدم الذي أريق يصتصرخ ضمائرنا وضمائركم انتم الافرقاء المتنازعة". وإذ شدد على ان "هذا المصاب الذي حل بكل من الضاحية الجنوبية وطرابلس هو مصاب جميع اللبنانيين لأننا عائلة واحدة وجسم واحد متنوع "، سأل الراعي "أصحاب السلطة": الا تكفي كل هذه الشهداء وهذه الدماء كي نتصالح؟". وسأل أيضا "الا تستحق هذه الكوارث لنجلس سويا على طاولة الحوار الوطني ليستعيد لبنان دوره في هذا الشرق"، داعيا في هذا الاطار الى "بناء خطة إنقاذية من اجل لبنان". وكان الراعي شدد اليوم بعظة الأحد ان على "أصحاب السلطة في لبنان والأفرقاء المتنازعين الرافضين الجلوس معا إلى طاولة الحوار، أن "يدركوا أنهم هم أنفسهم المسؤولون عن الفلتان الأمني وتفشي السلاح غير الشرعي، وتنقل السيارات المفخخة من منطقة إلى أخرى، وعن التسبب بالإنفجارات". وأكد أن "مسؤولية المرجعيات السياسية توجب عليهم تلبية دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى اتخاذ قرار وطني مسؤول يؤدي إلى المصالحة الوطنية، وإلى تسهيل التأليف لحكومة جديدة قادرة، وإلى الجلوس إلى طاولة الحوار الوطني من دون شروط". وأوضح الراعي أن "الحوار الوطني المخلص والمتجرد يصل في إيجابياته ونتائجه إلى ما يفوق كل الشروط". يشار الى ان سليمان كان قد دعا امس السبت الى "تجاوز الاعتبارات الخارجية وعدم ربط لبنان بالمصالح الاقليمية"، مردفاً أنه "من الضروري الالتقاء فورا ضمن حكومة جامعة وحول طاولة هيئة الحوار الوطني من دون شروط مسبقة". الى ذلك، أشار الراعي الى أن "المصالحة هي حاجة مجتمعنا اللبناني وكل المجتمعات البشرية. فالمصالحة والغفران هما نقطة الانطلاق نحو مستقبل جديد أفضل".

واستنكر الراعي خلال العظة "بشدة الإنفجارين المروعين في طرابلس عاصمة الشمال الجمعة"، داعياً "المواطنين ولا سيما في الضاحية وطرابلس الى الوعي والتروي وأخذ الأمثولة البناءة، والإلتزام في شد أواصر الوحدة الداخلية وفي دعم الجيش والقوى العسكرية والأمنية التي وحدها تحمي الجميع". كما لفت الى أن لا أحد من الشعب اللبناني يريد استبدال هذه القوى بـ"الأمن الذاتي المرفوض من الجميع".

 

الكتائب يدعو حزب الله الى المشاركة في انتاج حكومة: الامن الذاتي يمهد للافتعالات الامنية

نهارنت/دعا حزب الكتائب اللبنانية حزب الله الى "المشاركة في انتاج حكومة صنعت في لبنان تعطى أوسع الصلاحيات لضمان الامن والاستقرار وابعاد الفتنة"، محذرا في الوقت عينه من خطورة ظاهرة الامن الذاتي "التي مهد لمجموعة افتعالات أمنية". ونبه المكتب السياسي الكتائبي في بيان صارد عنه بعد اجتماعه الاسبوعي الدوري عصر اليوم الاثنين، الى" قتامة الوضع وخطورة الفتنة الزاحفة الى البلد من خلال الاستباحة الامنية وتعميم الرعب والفوضى"، مشددا على أن ذلك "يستدعي عملا انقاذيا ملحا".  وإذ أعرب عن ارتياحه "للتضامن الوطني العريض ازاء المصاب الذي حل بمدينة طرابلس بعد الانفجارين"، نوه حزب الكتائب "بخطاب الفيحاء الذي تعالى عن الوجع ورفض ظاهرة الامن الذاتي وطالب بالدولة بكل مؤسساتها واجهزتها". وعليه، حلفت الحزب الى "خطورة هذه الظاهرة، محذرا "من تعميم هذه الحالة الشاذة على غير منطقة في الضاحية والجنوب والبقاع"، مشيرا الى أنها "تمهّد لمجموعة افتعالات أمنية تضاف الى الانكشاف السياسي السائد". وقال: "هذا ما يهدد بعواقب بالغة الخطورة ما لم تحزم السلطة امرها وتسلمّ كل القوى بآلة الدولة ومفهومها وسلطانها".

كما دعا الكتائب الى "معالجة جذرية للعوارض التي تقف عائقا أمام تشكيل الحكومة"، داعيا أيضا حزب الله الى "العودة الى مكانه الطبيعي في لبنان والمشاركة في انتاج حكومة صنعت في لبنان تعطى أوسع الصلاحيات لضمان الامن والاستقرار وابعاد شبح الفتنة". كما راى "في النداء الذي وجهه رئيس الجمهورية ميشال سليمان للبنانيين، خارطة طريق صالحة للخروج من الازمة"، مؤكدا أهمية "الاحتكام الى اعلان بعبدا والالتقاء حول حكومة جامعة وحول هيئة الحوار الوطني". وأضاف: "هذه ثوابت طالما نادت الكتائب على الالتزام بها خلاصا للبنان". وكان سليمان دعا السبت الى "تجاوز الاعتبارات الخارجية وعدم ربط لبنان بالمصالح الاقليمية"،مشددا على ضرورة "الالتقاء فورا ضمن حكومة جامعة وحول طاولة هيئة الحوار الوطني من دون شروط مسبقة". وفي هذا السياق، تمنى حزب الكتائب "على جميع الاطراف التجاوب مع الدعوة الرئاسية من دون توجيه انذارات أو رسم سقوف عالية". وطلب الحزب "الانخراط في ورشة وطنية لصوغ قانون للانتخاب يراعي معياري صحة التمثيل والشراكة الوطنية، ويكون آذنا بتقصير الولاية الممدة واجراء الانتخابات صوناً لحق الناخب ولمبدأ تداول السلطة".

وحول التقارير التي تحدثت عن استخدام الاسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق، قال أنه "ينتهك القانون الانساني الدولي الذي يمنع استخدام الاسلحة المحرّمة تحت أي ظرف من الظروف". وحثّ حزب الكائب في بيانه "المجتمع الدولي على وضع يده على هذه المأساة بما يسمح لفريق الامم المتحدة معاينة المنطقة المنكوبة كيميائياً وجمع الادلة الحسية ضمن تحقيق دولي يفضي الى قرار دولي حاسم".وكالة الصحافة الفرنسية.

 

د. فادي سعد القواتي: للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً يكون لبنان على المحك والحل بحكومة حيادية 

أعلن الأمين العام لحزب 'القوات اللبنانية” د. فادي سعد أنه للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً يكون لبنان على المحك وعلى كل فريق في لبنان تحمل مسؤولياته لأن لا أحد يعرف أين سيوصلنا هذا الوضع، معتبراً أن الحل اليوم بحكومة حيادية وقول النائب محمد رعد ان 'تشكيل حكومة غير سياسية هي تفجير للبنان” يعني أنهم لا يريدون حكومة، مشيراً الى ان تدخل حزب الله في سوريا هو انتحار مشكلتنا الأكبر معه سلاحه الخارج عن اطار الدولة.

سعد وفي حديث لـ”لبنان الحر”، رأى ان من يعمل على زعزعة الأمن في لبنان هو فريق واحد وتحييد البلد عن مشاكل المنطقة يكون بعدم تدخل حزب الله في سوريا. وأضاف: 'منطق السلاح يجر منطق سلاح آخر وسياسة الأمن الذاتي تجر سياسة أمن ذاتي أخرى”. وشدد سعد على أن كل لبنان مهدد وعلى الأجهزة الامنية أن تكون على مسافة واحدة من الجميع، وقال: ” لن ننجر للغة العنف والسلاح وسنحاول جر حزب الله الى لغتنا

 

الوزير السابق سليم الصايغ: سليمان حدد خارطة الطريق فكم ينبغي ان ننتظر من تفجير ودم لانضاج مبادرته؟ 

اعتبر الوزير السابق سليم الصايغ، في تصريح اليوم، "أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حدد في كلمته المسار وخارطة الطريق وقال علنا "الأمر لي" للجيش اللبناني والقوى الأمنية، بما في ذلك من أخذ للمبادرة وطمأنة للناس بأن هنالك قبطانا للسفينة، وذلك بعد خطابه الشهير في عيد الجيش اللبناني في الأول من آب". وقال الصايغ: "يتحدث الرئيس سليمان اليوم بالأمن السياسي لسحب فتيل التفجير السياسي وإعادة إحياء طاولة الحوار من دون شروط لبحث كل القضايا من الداخل ومنع فتيل الفتنة والعمل لتشكيل حكومة قادرة وجامعة قدر الإمكان"، متسائلا "كم ينبغي أن ننتظر من تفجير ودم للمستقبل لإنضاج هكذا مبادرة؟". وأمل الصايغ "حصول صحوة أخلاقية ووعي لدى المسؤولين لنزع الفيتو عن بعضهم البعض وحصول ديناميكية والتفاف وطني لا سيما بعد تفجيري طرابلس وتفجيري الضاحية قبلهما"، مشيرا الى "ان الرئيس ما كان ليطلق هذه الدعوة لولا قراءته لإمكانية تحقيق هذه الديناميكية، وذلك تزامنا مع الأحداث المتسارعة في سوريا، حيث لا بد أن يكون لأي ضربة عسكرية تداعيات ينبغي العمل على تداركها في لبنان منذ الآن".

وختم بالقول: "لا يمكن لأي فريق أن يصادر القرار اللبناني ويجر الجميع الى حيث يريد، وهذا الموقف هو الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية والذي ينبغي تحصينه من قبل الجميع، وهذا ما يحصل فعلا مع موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالأمس الذي صب في نفس اتجاه وموقف حزب الكتائب الذي هو في الأساس في هذا الخط، والنائبة بهية الحريري التي شدت على يد الرئيس أيضا، ما يعكس أن كرة ثلج تكبر باتجاه تأليف حكومة قريب في لبنان". 

 

النائب سمير الجسر: من الممكن للجميع التسمية داخل الحكومة من دون المشاركة فيها 

رأى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب سمير الجسر ان المهم ان تكون هناك حكومة في البلد وعلى الجميع ان يتنازل من أجل الوطن. وأكد ضرورة تشكيل حكومة ولكن من دون خلق تجاذبات في داخلها كما من المفروض ان نتنازل من أجل الوطن . الجسر وفي حديث لصوت لبنان 100.5لفت الى ان هناك شعوراً لدى الجميع بضرورة عدم الوصول الى الفراغ وإعتبر انه من الممكن للجميع ان يشارك بالتسمية داخل الحكومة وليس بالضرورة ان يشارك فيها في حال اراد إنقاذ البلد . وقال ان مبادرة الرئيس سعد الحريري، في عملية التنازل كانت خطوة كبيرة ، مشيراً الى ان المتفجرات في الآونة الاخيرة تأتي ضمن مسلسل تفجير متواصل ، ولا بد في هذا الإطار من خطوة ما .

 

قباني بعد اجتماع نواب بيروت: للاسراع في تركيب الكاميرات وتفعيل عمل الحرس البلدي

وطنية - عقد نواب بيروت اجتماعا استثنائيا ظهر اليوم في المجلس النيابي، حضره النواب: محمد قباني، عاطف مجدلاني، نبيل دي فريج، جان اوغاسابيان، عمار الحوري، سيبوه قلباكيان، باسم الشاب، ارتيور نظريان، نديم الجميل، رئيس بلدية بيروت بلال حمد، محافظ بيروت ناصيف قالوش، قائد شرطة بيروت العميد ديب طبيلي، رئيس فرع العمليات في قيادة شرطة بيروت المقدم ايلي كلاس.

قباني

بعد الاجتماع، قال النائب قباني: "كان اجتماع نواب بيروت مخصصا لدرس موضوع الامن الوقائي للعاصمة بيروت، وبحثنا في قرار سياسي اساسي يفترض ان يتخذ لوضع خطة امنية للعاصمة يكون أبرز ما فيها موضوع تركيب كاميرات لمختلف الشوارع وأماكن التجمع. وطلبنا ذلك من المجلس البلدي، الذي سيعقد اجتماعا طارئا يوم الخميس المقبل لدرس هذا الموضوع، كما يعقد محافظ بيروت اجتماعا اليوم يخصص لدرس هذا الامر".

اضاف قباني:" اطلعنا من زميلنا جان اوغاسابيان اليوم على ما قامت به الحكومة عام 2006، خصوصا وان الزميل اوغاسابيان كان مكلفا بدرس موضوع الكاميرات، ووضعت آنذاك خطة واقرت، وقد تبرعت دولة الامارات العربية لهذا الموضوع وهي مشكورة، لكن وللأسف هذا القرار لم ينفذ فطلبنا التشدد القرار، وبالتالي الاسراع في تنفيذ تركيب الكاميرات". وأشار الى انه تم البحث ايضا في موضوع الحرس البلدي التابع لبلدية بيروت، وقال: "طلبنا تفعيل عمل هذا الحرس بالتنسيق مع قوى الامن الداخلي وشرطة بيروت بحيث يكون هذا الحرس بمثابة العيون الرسمية، لانه غير مؤهل ان يكون قوة قمع، لكن باستطاعته ان يكون عينا ساهرة لاعطاء المعلومات الى الشرطة، من خلال مراكز الحرس البلدي ال 14 في مدينة بيروت فهناك حوالى ستمائة عنصر يعملون في هذا الاطار وعليهم ان تكون عيونهم مركزة في اماكن التجمعات خصوصا يومي الجمعة في المساجد والاحد امام الكنائس". اضاف قباني: "كما تأكدنا من جهوزية فوج الاطفاء التابع لمدينة بيروت، وتبين لنا بأن هذا الفوج مجهز ويقوم بالمساعدة في الطوارىء، حتى التي تحصل في اماكن اخرى من ضواحي بيروت او في بعض المدن القريبة من العاصمة. وتم البحث في اقتراحات متعددة منها على سبيل المثال الاسراع في سحب السيارات المهملة والمركونة في الشوارع، خصوصا وان هناك العديد منها مركون ومهمل، وبالتالي من شأنها ان تشكل خطرا بحد ذاتها من ان تستعمل في امور مضرة بالامن. كما سيتم الاتصال بكل المصارف لانها مجهزة بكاميرات. وفي العام 2006 كان هناك تركيز على المصارف ليس فقط من حيث المال بل لانها مجهزة بكاميرات وهي موجودة في كل الشوارع ولديها كهرباء 24 على 24 ساعة والكاميرات تحتاج الى الكهرباء 24 ساعة، المهم ان هذا الموضوع سيتابع بجدية من قبل كل من رئيس المجلس البلدي ومحافظ بيروت وقيادة شرطة بيروت. وسنتابع نحن كنواب من اجل الدعم السياسي، وقد سبق ان أبلغنا وزير الداخلية مروان شربل انه حاضر لكي يتابع التوصيات الصادرة عن نواب بيروت".

 

الصواريخ على إسرائيل والردّ على الناعمة تعيد طرح ملف السلاح الفلسطيني - "المستقبل":

"الجبهة الشعبية" لا تملك صفة للحوار - رامز: حاضرون لكل ما يُطلب منّا

النهار/ محمد /حلّت "لعنة" التفجيرات على لبنان. وبعد تفجيري طرابلس بات أكيداً أن كل لبنان مستهدف وليست الضاحية الجنوبية فحسب. قبل حادثة المساجد، رفعت الأجهزة الأمنية جهوزها، من أجل منع حصول أي تفجير كالذي حصل في الرويس، وبدأت بتعقب المجرمين. منهم من صوّر عرسال على انها الحاضنة للمجموعات "التكفيرية". وعاد وانتقل تصنيف المناطق إلى الناعمة بعد العثور على سيارة تحتوي على 250 كلغ من المتفجرات، ورغم ضبط المتفجرات وتوقيف مطلوبين، استمر المسلسل الإجرامي. هي نفسها الناعمة تعرضت لصواريخ استهدفت مواقع "للجبهة الشعبية – القيادة العامة"، رداً على الصواريخ التي أطلقت من منطقة الحوش في صور على إسرائيل، ورغم تبني كتائب عبد الله عزام مسؤولية إطلاق الصواريخ، من خلال تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اثيرت التساؤلات عن سبب الغارة الإسرائيلية على موقع "الجبهة الشعبية"، كما عادت التساؤلات عن الجهة التي تغطي الجبهة في لبنان، وما الذي يمنع دخول الدولة إلى مواقعها، خصوصا أنها ليست في مخيم فلسطيني رسمي، وما حجم السلاح الموجود في الداخل؟

بالعودة إلى مقررات الحوار الوطني في ما يخص السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، فإنه "بناء على قرار مجلس الوزراء في موضوع معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتزامه لجهة إنهاء وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في مهلة قدرها بستة أشهر، ومعالجة قضية السلاح داخل المخيمات مع تأكيد مسؤولية الدولة اللبنانية والتزامها حماية المخيمات الفلسطينية من اي اعتداء، التزم المجتمعون العمل الجدي لتنفيذ ما ورد أعلاه ودعم جهود الحكومة للتوصل الى ذلك من طريق الحوار".

قاعدة خلفية للضاحية

"تيار المستقبل" استنكر الاعتداء الاسرئيلي على الناعمة، وقال عضو كتلة التيار النائب أحمد فتفت لـ"النهار": "نحن ضد أي اعتداء إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، ولا يمكن أن نقبل به حتى لو كان موجها الى ما نعتبره احتلالاً غير لبناني لأرض لبنانية". "هي قاعدة فلسطينية، سلاحها خارج المخيمات"، هكذا وصف فتفت مواقع "الجبهة الشعبية" في الناعمة، مذكراً بـ"توافق لبناني، مبدئي بالكلام على نزع السلاح خارج المخيمات، لكن عندما بات الموضوع جدياً، اعترض "حزب الله"، إلى أن اعتبر، بحسب أحد صحافيي 8 آذار أن نزع السلاح خارج المخيمات بداية لنزع سلاح المقاومة"، مضيفاً: "رغم كل التوافق كان واضحاً رفضهم نزع السلاح خارج المخيمات".

واعتبر أن "الجبهة الشعبية في الناعمة نوع من قاعدة تهديدية، وموقعها له بعد استراتيجي، لأن الناعمة تبعد كيلو مترات قليلة عن مطار رفيق الحريري الدولي، وتستطيع من هناك قصف المطار والدولة متى تريد". ولفت إلى أن "العمل كان على منظمتين، الجبهة الشعبية - القيادة العامة وفتح الانتفاضة، والاثنتان كانتا في ظل النظام السوري، الثانية لم تعد موجودة فيما الأولى ما زالت مستقرة في الناعمة". وأضاف: "الجبهة الشعبية – القيادة العامة حليفة النظام السوري تركت كبؤرة مثل كل القواعد العسكرية على الحدود اللبنانية السورية، وتعتبر قواعد سورية متقدمة في الأراضي اللبنانية وخارج المخيمات، علماً أن لا دخل لها بالمخيمات الفلسطينية لأن القيادة العامة لا تأثير فعلياً لها على المخيمات". "الجبهة الشعبية –القيادة العامة" و"حزب الله" حلف واحد يسمى حلف الممانعة، ورغم موافقة الأخير في الحوار على سحب السلاح، إلا أنه عند التنفيذ لم يلق الجيش الدعم"، ولاحظ فتفت أن "هذه المنطقة مهمة وحساسة بالنسبة إلى "حزب الله" وهي عبارة عن قاعدة خلفية للضاحية الجنوبية، بالتالي لم يكن "حزب الله" على استعداد لتسهيل عملية سحب هذا السلاح". فتفت لا يعرف حجم السلاح والمسلحين في مواقع الجبهة في الناعمة، وقال: "لا أحد يعرف ذلك، لكن اعتقد أن حجم السلاح أكبر من حجم المسلحين، فهي قاعدة قد يكون فيها مخازن أسلحة مهمة جدا".

"الجبهة الشعبية" تعتبر أن الجهة اللبنانية بعد ما تم اقراره في الحوار الوطني، لم يحاورها أحد، ويعلق فتفت على الأمر: "لن يحاورها أحد لأنها لا تملك صفة للحوار، بل هي طرف معتد على الدولة والسيادة اللبنانية، وكان من المفترض أن يقوم "حزب الله" بهذا الحوار، وهذا لم يحصل، كما أذكر أنه جرت محاولات للتحاور مع "الجبهة الشعبية" عبر زعيمها الذي التقى الرئيس سعد الحريري، ومع ذلك لم يؤد الأمر إلى نتيجة، فهناك أطراف لبنانيون لا يوافقون على تسليم هذا السلاح".

حليف "حزب الله" الاستراتيجي

من الطرف الآخر، اعتبر المسؤول في "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" في لبنان "أبو عماد رامز" أن "عملية اطلاق صواريخ على شمال فلسطين المحتلة، في هذا التوقيت تضع علامات استفهام ترتقي الى حد الشبهة"، ونفى أن يكون للجبهة علاقة بـ"اطلاق الصواريخ "وهناك من تبنى العملية ليل الخميس تحت عنوان كتائب عبد الله عزام، وبعد ساعات أتت الغارة على الناعمة".

واعتبر أن "الرسالة الإسرائيلية أتت في اتجاهين، الأول للدولة اللبنانية والحكومة، وقد اتهمتهما اسرائيل بأنهما مسؤولتان عن اطلاق الصواريخ، باعتبار ان الدولة لم تبسط السيطرة على كل لبنان، وأن مواقعنا جزء من هذا الموضوع، وكأن هناك من يذكر بالقرار1559، فضلاً عن زرع الفتنة والشقاق والخلاف بيننا وبين الدولة اللبنانية"، أضاف: "الرسالة الثانية في اتجاه المقاومة، فعندما يذهب الاسرائيلي في التقويم الأولي بأن لا علاقة للحزب في هذه العملية، وعندما يشن غارة على الجبهة الشعبية - القيادة العامة، الحليف الاستراتيجي لهذه المقاومة، فانه يتهم بشكل غير مباشر حزب الله بأنه وراء هذا الموضوع، وهذا غير صحيح، بل هناك معلومات قالت ان كتائب عبد الله عزام فعلتها، فلماذا أغارت على الناعمة؟".

بحسب "الجبهة الشعبية – القيادة العامة" فإن قضية دخول الدولة مواقع الجبهة وتسليم السلاح "له علاقة بالحوار والاتفاق مع الدولة التي لسنا بعيدين عنها، وله علاقة بلجنة الحوار الفلسطيني - اللبناني واعتبار ان عناوين الملف الفلسطيني في لبنان في سلة واحدة متكاملة، وان لا فصل ولا انفصال بين العناوين، وألا يكون هناك انتقائية في التنفيذ وما تم الاتفاق عليه". وذكر بأن "قرار طاولة الحوار عام 2006 كان واضحاً ويقضي بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في مهلة ستة اشهر، وبالحوار، وحتى الآن لم يستدعنا أي احد من اجل اجراء الحوار، وعندما يجرى الحوار ونتفق على عنوانه كسلة واحدة كفلسطينيين وقوى فلسطينية مع الدولة اللبنانية فنحن حاضرون وسننفذ ما نتفق عليه من دون اعتراضات". "هل الناعمة مهددة بوجودكم؟"، يجيب عزام: "كل لبنان أصبح مهدداً ان كنا موجودين او لا، والاعتداء الأخير الذي حصل في طرابلس والذي نستنكره لأنه يريح العدو الإسرائيلي، إضافة إلى الهجوم الارهابي في الضاحية الجنوبية، أكبر دليل على ذلك، وهل الجبهة الشعبية منتشرة في هذه المناطق لتكون السبب في التهديد الأمني؟ المسألة ليست لها علاقة بوجود القيادة العامة أو لا، العدو الاسرائيلي يستهدف الجميع، اللبناني والفلسطيني، وهو المستفيد مما يجري في كل المنطقة". وختم: "نحن حاضرون للإستجابة والتعاون والتجاوب مع كل القضايا إلى أقصى الحدود، والتجارب السابقة تشهد على ذلك، وسبق ان تعاونا مع الدولة في أكثر من مرحلة، واذا كان لدينا مطلوب فنحن جاهزون لتسليمه".

 

حيث سقط السفاح!

 نبيل بومنصف/النهار

يصعب في مناخ الرعب الذي عممه التفجير المزدوج في طرابلس أي كلام بارد. لكن هذا الهول الذي حصد عشرات الشهداء ومئات الجرحى في صفوف ثانية أكبر المدن اللبنانية واكثرها فقرا انقلب على السفاح لأنه أقام ما لم يحسب له اطلاقا في جريمته الجماعية التي اراد منها اشعال العنف المذهبي على مستوى وطني شامل. لم تكن المرة الاولى تتظهر معالم رفض اللبنانيين للفتنة والسقوط في حرب اهلية، ولكنها كانت ذروة التعبير هذه المرة. رأى كل لبناني لم تطله يد السفاح بعد نفسه الضحية التالية كما استحضر كل لبناني سبق ان احرقته مفخخات السفاح المعاناة المرعبة. قد لا يقيم السفاح اعتبارا للورود التي تعاقبت نسوة الضاحية الجنوبية على وضعها على نصب ضحايا الرويس وطرابلس في الرويس لأن عقلا نازيا كهذا لا يفقه معنى وحدة الدم. وقد لا يصل الى مسامعه ان المجلس الاسلامي الشيعي يقيم مجلس عزاء على ضحايا الشيعة والسنة في المنطقتين اللتين توأمتهما الشهادة الاكبر في تاريخ ربط لبنان عنوة وقسرا بالحرب السورية. وهو قطعاً لا يدرك معنى شعارات مسيحية سرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل تدعو المسلمين الى الصلاة في الكنائس بعدما رفع السفاح وتيرة ارهابه في استهداف المساجد. هذا السفاح، الذي تكشف خطة استباحته الارهابية للبنان انه صاحب المراس الاطول في ترويع لبنان، سقط البارحة وسيسقط في اي تجربة جديدة يعرف الجميع انه سيمضي اليها في ما لم يحسب له لا هو ولا حتى كثر من اللبنانيين انفسهم. الناس في لبنان باتوا هم القضية. ولأنهم الضحايا المتروكة من دون دولة والعزل من الحماية والمفتقرون الى عمالقة رجال الدولة المنقذين باتوا يملكون السلاح الامضى لرد هدف السفاح الى نحره. هو سلاح رفض السقوط في الهوة مهما كلف الثمن، مع كل ما ينتابهم من أمراض الطائفية والمذهبية والعصبية السائدة. قد يكون مشهد نقل الاشلاء في طرابلس على عربات الخضر يختصر مأساة المدينة المفتقرة الى الحد الدنى من البنى أكثر من أي شيء آخر. مع ذلك نهضت هذه المدينة من الكارثة تنادي بالدولة وترفض الامن الذاتي. سقط السفاح كذلك حين استعاد الناس في غمرة الحداد والحزن العارم كلاما كدنا نظنّ أنه غادر لبنان الى غير رجعة، كلام الوحدة في الدم والحياة والمعاناة. يقولون إن بعضه الكثير تكاذب. ولكن متى نثق بأن الناس يرفضون الفتنة اذا لم نفعل اليوم؟ لبنان الناس كله يقاوم الفتنة ولو لم يكن كذلك لما شن عليه السفاح حربه الارهابية، ولا قيمة بعد هذا لأي تنظير وثرثرة. كل هذا رسمه نهر دماء، والمهمّ أن نصدق ان اللبنانيين يقلبون المعادلة.

 

هل ينتشل اجتماع نيويورك لبنان من الهاوية؟ معالجة عملية لقضية اللاجئين السوريين

 خليل فليحان/النهار

سباق بين "عرقنة" لبنان ومحاولة إنقاذه عبر اجتماع دولي رفيع المستوى دعت اليه فرنسا بالتعاون مع الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون سيعقد في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة، وذلك في 25 ايلول المقبل مبدئيا، لمناقشة تحصين لبنان وتوفير المساعدات التي يحتاج اليها في اكثر من مجال، وفي مقدمها وضع اللاجئين السوريين، وهو الملف الاكثر الحاحا، بالنسبة الى العدد الضخم الذي تجاوز حتى الان المليون و300 الف نسمة بين مسجلين في سجلات المفوضية العليا التابعة للامم المتحدة وأولئك الذين ينتظرون تسجيلهم وعدد كبير غير مسجل يعمل في كل المجالات. وسيضعون آلية تنفيذية للمواضيع التي ستقرر كي لا تبقى أدبا سياسيا وحبرا على ورق، نظرا الى الحالة السيئة التي بلغتها الامور في البلاد نتيجة للمؤثرات السلبية للازمة السورية. الأزمة في لبنان مطروحة امام المجتمع الدولي في نيويورك في الثلث الاخير من الشهر المقبل. وتجدر الاشارة الى ان امكان نجاح هذا الاجتماع كبير نظرا الى المكانة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان للنهج الذي يتبعه في حماية البلاد من الغرق في آتون الاقتتال المذهبي كما هو الحال في سوريا. ومرتكزات النهج السليماني ثلاثة: النأي بالنفس عن الأزمة السورية التي أقرتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ومعارضته للتدخل العسكري اللبناني في المعارك العسكرية في سوريا، "اعلان بعبدا" الذي أقرته هيئة الحوار الوطني والذي يشكل حماية للجميع ومحاولاته التي لا تعرف الكلل لاستئناف الحوار من دون ان يلقى التجاوب من الفاعليات المؤثرة. ويؤمل من هذا الاجتماع انشاء صندوق مع البنك الدولي يؤمن المبالغ المالية للنازحين السوريين والفلسطينيين، اضافة الى التعويل على مؤتمر سيعقد في جنيف قريبا للاجئين والنازحين السوريين تلي ذلك لقاءات ومؤتمرات للأمور المنفصلة عن البيان.

وسيكون اجتماع نيويورك حول لبنان عبارة عن تحرك دولي للحفاظ على لبنان ووحدته واستقراره ونقلة الى الامام بعد البيان الرئاسي. وسترتفع حرارة الاتصالات بحلول أيلول المقبل لتركيز مواضيع جدول الاعمال وتثبيت الموعد النهائي ومستوى التمثيل، الذي على الأرجح سيكون على مستوى وزراء الخارجية وهو مفتوح لرؤساء الدول والحكومات. سيترأس الاجتماع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على رأس وفد وزاري يضم ليس فقط وزير الخارجية والمغتربين بل ايضا وزراء الاختصاص للملفات التي ستثار، ومن بينهم وزير الشؤون الاجتماعية وذوو اختصاص آخرون. ومن المتوقع ان يحدد القضايا التي تستوجب المعالجة وهي كثيرة، فإضافة الى ملف النازحين السوريين هناك مسألة ضمان المساحة الكاملة للبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تحوي آبار النفط والغاز، ويقدّر مردودها المالي بمليارات الدولارات، وقضمت منها اسرائيل 670 كيلومترا، وسيكون هناك تشديد على إعادتها الى لبنان، مع التذكير بأن الولايات المتحدة أبدت اهتمامها بهذه الثروة الطبيعية وبذلت المساعي الحميدة بين لبنان واميركا لمعالجة الخلاف الحاد بين لبنان واسرائيل والبدء باستثمار كل من الجانبين في المنطقة غير المتنازع عليها، الى ان يوجد لها الحل المقبول من الطرفين، لان الدولة العبرية تمتنع عن الانسحاب من المساحة التي تخص لبنان في تلك المنطقة. وسيركز الاجتماع على ضرورة تقديم المساعدات العاجلة لتقوية القوات المسلحة التي هي العماد الاساسي للأمن القومي اللبناني، ومدّها بالأسلحة الممنوع اقتناؤها، بضغط من اسرائيل، كالطائرات الحربية على سبيل المثال لا الحصر وتأهيل المطارات العسكرية الهرمة نتيجة لسنوات الحرب الطويلة، وحظر الجيش السوري من استعمالها الجوي كمطار رياق والقليعات. والمطلوب أيضاً تنشيط الحركة الاقتصادية من طريق التوظيفات والاستثمارات.

ويرى مصدر مطلع ان مفتاح الحل يبدأ بالضغط على اسرائيل لتنفيذ ما تبقى من بنود القرار 1701، اي اعلان وقف اطلاق النار مع لبنان الذي لم تقبل تنفيذه الى الآن، علماً ان لبنان نفذ كل ما كان مطلوبا منه في هذا البند. وعلى الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن ان تضع كل ثقلها لإرغام الدولة العبرية على الانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، سواء في الجزء المتعلق ببلدة الغجر او في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وفي حال تحقق ذلك سيكون المنطلق لجمع السلاح غير الشرعي في لبنان، والذي سيشكل القاعدة الصلبة لتسلم القوات الشرعية الامن في أنحاء البلد من دون وجود اي سلاح آخر. والعائق أمام تنفيذ اي مخطط سيقره اجتماع نيويورك استمرار الاستقطاب الايراني - السعودي المتعثر الذي يضغط على الوضع الداخلي ويمنع تشكيل الحكومة وسير الحياة البرلمانية بشكل طبيعي.

 

لا خروج لنار الفتنة من لبنان ولا حكومة إلا بسحب "حزب الله" مقاتليه من سوريا

 اميل خوري/النهار/كيف السبيل الى إخراج لبنان من نار الفتنة التي امتدت اليه، وتشكيل حكومة تكون قادرة على إخماد هذه النار، حتى وإن كان ثمة قرار خارجي بتدمير لبنان كسائر دول المنطقة والذهاب به الى الهاوية كما يعتقد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله؟ ثمة من يقول ان تدخل "حزب الله" عسكريا في سوريا لمساندة النظام وتمكين المحور الإيراني من الانتصار على المحور الأميركي ومن معه، هو الذي ادخل نار الحرب الى لبنان وصوّر الرد على هذا التدخل بأنه ردود فعل متبادلة بين الشيعة المؤيدين للمحور الإيراني والسنة المناهضين له. واذا لم يكن كذلك، فليقرر "حزب الله" سحب مقاتليه من سوريا لكشف الحقيقة، فإذا توقفت اعمال العنف في لبنان بعد سحبهم يكون ذلك هو سبب القيام بهذه الاعمال، واذا لم تتوقف يصح القول عندئذ انه قرار خارجي لتدمير لبنان مع غيره من دول المنطقة من اجل اقامة شرق اوسط جديد يغير وجهه الحالي. فهل يقدم "حزب الله" رحمة بلبنان، على هذه الخطوة ولا يظل متهما بأنه هو سبب إدخال اعمال العنف اليه وتدميره؟ ويذكّر اصحاب هذا الرأي بحرب تموز 2006 التي ما كانت لتقع لو لم يخطف "حزب الله" جنديين اسرائيليين، ولم يقتنع كثيرون بقول الحزب في حينه ان اسرائيل كانت تتهيأ لهذه الحرب ولا تحتاج الى ذريعة، وظلوا مقتنعين بأن تلك الحرب ما كانت لتقع، وفي ذاك الوقت بالذات، لو لم يخطف الحزب الجنديين، ولما كان امينه العام قال بعد وقوعها وإلحاقها بلبنان خسائر بشرية ومادية جسيمة: "لو كنت أعلم...". المطلوب إذاً من "حزب الله" سحب مقاتليه من سوريا، فإذا اخرج ذلك لبنان من آتون النار، واستقر الوضع فيه، تكون مشاركته في الحرب السورية هي السبب، واذا لم يغير سحب هؤلاء المقاتلين شيئا من الوضع في لبنان وبقي هدفا لاعمال العنف، فإن الحزب يكون قد قام بما عليه حيال الشعب اللبناني الذي يرى بغالبيته ان تدخله المباشر في الحرب السورية هو الذي جر على لبنان ذيول الفتنة وسبب له الويلات والدمار والخراب، وعندها يصح الاعتقاد ان قرارا خارجيا متخذا بتدمير لبنان ودول اخرى في المنطقة خدمة لاسرائيل ولمشروع تفكيك دول فيها تمهيدا لتقسيمها واقامة دويلات طائفية وعرقية فيها تغير وجه المنطقة وتصبح اسرائيل هي الدولة الاقوى عسكريا واقتصاديا فيها. ولكي يثبت "حزب الله" ان ليس تدخله عسكريا في سوريا هو الذي جاء بدب الفتنة الى لبنان، انما ما جاء به هو قرار خارجي سواء كان دوليا او اقليميا، فما عليه سوى ان يتخذ القرار الوطني الجريء بسحب مقاتليه من سوريا ليبرئ ذمته حيال الشعب اللبناني الغاضب على كل من يحمّله وزر حرب جديدة لأنه لم يعد قادرا على حمله ولا على تحملها.

هل يقدم الامين العام لـ"حزب الله" على اتخاذ هذا القرار انقاذا للبنان، فيكون له الفضل في انقاذه، ويسهل تشكيل حكومة وحدة وطنية تعطي الغطاء السياسي للقوات المسلحة لتقوم بدورها من دون عوائق ومداخلات، وتبسط شبكة امان فوق لبنان بكل قطاعاته بحيث لا يستطيع اي قرار اقليمي او دولي خرقه، فالشعب عندما يكون صفا واحدا وقلبا واحدا لا يستطيع احد خرقه، اما عندما يكون متفرقا ومشرذما فإن الاعداء يكثرون في الداخل وفي الخارج؟

اما اذا لم يستطع "حزب الله" الاقدام على هذه الخطوة لأن القرار ليس قراره انما لإيران، او لانه لا يعتبر ان مشاركته في الحرب السورية هي سبب امتداد نار الفتنة اليه انما السبب هو قرار خارجي، فإن الحزب سيظل يتحمل في نظر غالبية اللبنانيين مسؤولية اشعال نار الفتنة في لبنان لأنه لم يسحب مقاتليه من سوريا، كما ظل يحمّله مسؤولية اشعال حرب تموز مع اسرائيل لأنه كان البادئ بها عندما اقدم على خطف جنديين اسرائيليين، وهذه الغالبية ليست مقتنعة بالقول ان قرارا خارجيا متخذا بتدمير لبنان شأنه شأن دول عديدة في المنطقة تنفيذا لمخطط اميركي – صهيوني، لأن كل المعلومات تؤكد ان الدول الكبرى هي مع امن لبنان واستقراره وتؤيد سياسة النأي بالنفس عما يجري حوله، وقد ابدت علنا حياده من خلال تأييدها "اعلان بعبدا" ليكون لبنان في المنطقة كما سويسرا في اوروبا. لذلك لا خروج من نار الفتنة التي دخلت الى لبنان الا بقرار جريء وتاريخي يصدر عن "حزب الله" بسحب مقاتليه من سوريا، حتى اذا ما ظلت هذه النار مشتعلة، يكون القرار عندئذ قرارا خارجيا ويكون الحزب قد برأ ذمته حيال الشعب ولا يظل متهما بأنه هو السبب وعندما يصبح اللبنانيون شعبا واحدا موحدا فإنهم يستطيعون مواجهة اي قرار خارجي والتصدي له، فالعدو داخل البيت اقوى من مئة عدو خارجه. واذا كان قرار "حزب الله" يحتاج الى سعي لبنان وسعي اشقاء واصدقاء له لدى ايران تسهيلا لصدوره، فليتم الاتفاق على ذلك بين القيادات اللبنانية في هيئة الحوار الوطني. والخلاصة ان من يخرج لبنان من نار الفتنة هو "حزب الله" ومعه يكون التعاون الواسع للتصدي لأي جهة خارجية تريد اذكاء نارها، وعندها لا يعود خلاف حتى على معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، لأنها تكون معادلة في خدمة لبنان من شر الداخل والخارج وليس خدمة لسواه وخصوصا لاسرائيل المستفيدة مما يجري في المنطقة ومن لبنان ايا تكن هوية من يفجر ويغتال.

 

نزع الأسلحة الكيميائية السورية؟

علي بردى/النهار

اقترب الرئيس الأميركي باراك أوباما أكثر من أي وقت مضى من اتخاذ قرار حاسم في شأن الأزمة السورية. أساء البعض تقدير تحذيراته من تجاوز الخط الأحمر الذي رسمه حيال استخدام الأسلحة الكيميائية. تردد كثيراً. بيد أن حيلته قلّت. صار سلاح الدمار الشامل هذا جزءاً من لعبة الموت الرهيبة في سوريا. بعد الإتهامات المتبادلة في ظل التقارير المذهلة عن سقوط مئات الضحايا أخيراً في ضواحي دمشق، توافرت للولايات المتحدة وحلفائها مبدئياً عناصر التدخل و"مشروعيته" على رغم شلل مجلس الأمن بسبب مواقف روسيا. ستتعالى قريباً الدعوات الى نزع كل الأسلحة الكيميائية في سوريا ومنع وصولها الى أطراف آخرين.

يشتبه العالم من زمان في أن سوريا الأسد (الرئيس الراحل حافظ ووريث حكمه الرئيس بشار) تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة المحرمة دولياً. لم توقع مع أربع دول أخرى فقط، هي مصر وأنغولا وكوريا الشمالية وجنوب السودان، معاهدة عام 1993 للحد من تطوير الأسلحة الكيميائية وانتاجها وتخزينها واستخدامها والعمل على تدميرها. تخلفت حتى عن اسرائيل وميانمار، البلدين الوحيدين اللذين وقعا من غير أن يبرما المعاهدة حتى الآن. اسرائيل بخبثها تمكنت أيضاً حتى الآن من التنصل من المسؤولية عن اخفاء برنامجها النووي، على رغم ما يشاع عن امتلاكها أسلحة ذرية. لم يمسك لسانه وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال العام الماضي إذ أعلن أن بلاده لن تستخدم الأسلحة الكيميائية، قبل أن يستدرك لاحقاً بعبارة "إن وجدت". إقرار في معرض النفي والتذاكي والتهديد. ذر النظام البعثي الرماد في عيون المصطفّين في "محور الممانعة" قبل سواهم أن هذه الترسانة القاتلة ستستخدم "في الوقت المناسب" ضد العدو الإسرائيلي، فإذا بأصابع الإتهام، من الولايات المتحدة وغيرها، توجه اليه بأنه يستخدمها ضد معارضيه. يمثل استخدام أي طرف هذه الأسلحة انتهاكاً صارخاً لبروتوكول جنيف الخاص بحظر الإستخدام الحربي للغازات الخانقة والسامة وغيرها من الأسلحة الجرثومية لعام 1925 وغيره من المواثيق والعهود والقرارات الدولية المتعلقة بمنع استخدام السلاح الكيميائي، ومنها على الأخص القرار 620 التي يحيل هذه القضايا على مجلس الأمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. سيسعى البعض الى ختم من الأمم المتحدة على أي اجراء في سوريا. سيحاول آخرون في مجلس الأمن مرة أخرى. لم يعد يمكن القول إن "الحق على الأميركان" بعدما كان "الحق على الطليان". الحق علينا لأن السلاح في اليد الخطأ يجرح!

 

بين فشل "الإخوان" في الاستبداد ونجاح بشار الأسد في فشله

وسام سعادة/المستقبل/ما سرّع بنكبة الإخوان المسلمين في مصر بعد أن ابتسمت لهم الصناديق لثلاثة استحقاقات انتخابية متتالية، كان فشلهم الذريع في إدارة أي شأن، بما في ذلك إدارة المعركة مع أخصامهم المتربّصين بهم في الداخل والإقليم. فقبل الانتفاضة الشعبية عليهم، وقبل الانقلاب العسكري بهم، وقبل القمع الدامي لجموعهم، ارتسمت معالم الفشل بسرعة قياسية على "حكم الإخوان"، وسيّان في ذلك القول إنّ الآخرين لم يتيحوا لهم المجال، فعلم السياسة يخسر في تعريفه من هذا "الاستعباط". الفشل الأخوانيّ كان بالمحصلة مزدوجاً على كل صعيد: فشل في نفي تهمة الاستئثار والجنوح الى الاستبداد عنهم، وفشل في الوقت نفسه في إيجاد موطئ جديّ لاستبدادهم، ومن جهة ثانية، مكابرتهم على حقيقة أنّ عمق السلطة لم يسلّمه العسكر لهم في أي يوم، في مقابل وعيهم لأنّ الحملة المضادة لهم متجذّرة في جهاز الدولة المصريّ. كذلك كان الفشل نصيبهم سواء قدّموا أنفسهم على رأس ثورة متحججين بمنطقها ضد "النظام القديم" وضد "الشباب الفوضوي"، أم تظاهرة بالانتقال من منطق الثورة إلى منطق الدولة، إذ ليس بمحاصرة مقرّ المحكمة الدستورية، ولا بتحصين قرارات الرئيس من قابلية الطعن، يتأمّن هكذا انتقال. لكن في المحصّلة، ما أطاح بحكم الإخوان لم يكن استبدادهم، فهذا عجزوا عن ترجمته على أرض الواقع، وتحوّلوا من ثمّ إلى وقود لنهوض حالة خطيرة من العسكريتاريا والشعبوية، عسى أن يخفّف مرور الوقت بعض غلوائها، فتعود الأمور إلى جادة السياسة، والبحث عن آفاق ميثاقية سليمة لاستئناف الديموقراطية... الشهيدة.

هذا في أرض الكنانة حيث فشل الإخوان في الاستبداد ونجحوا في تحطيم الأرقام القياسية للفشل، وبسرعة قياسية. أما في الشام، فالنظام البعثي يسجّل يوماً بعد يوم نجاحه في الجمع بين اثنتين: الطغيان الدموي المتمادي، وصولاً الى اللحظة "السارينية"، والفشل الذريع المستفحل. فمن بعد الفشل في إطالة عهد الاستبداد الأسدي كنظام حرب أهلية من جانب واحد على امتداد عقود، كان نجاح في تحويل الثورة الشعبية الى حرب أهلية، لكن هذه الحرب الأهلية وإن لم تكن تجلياً للروح الثوروية، كحال الحروب الأهلية المرتبطة بالثورات الكبرى، من فرنسية وروسية وصينية، إلا أنها صارت عنواناً لفشل النظام عن أي حسم لها في أي منطقة أساسية، باستثناء "نجاته" من سقوطه المحقق لو فشل في معركة القصير. لكن الكارثي في هذا المجال، أنّ هذا النظام يتعامل مع فشله الذريع على أنه مصدر قوة له، ولسنا نعني فقط فشله في الحفاظ على استبداده "السلميّ" السابق، بل وفشله أيضاً في الحرب الأهلية نفسها. نحن أمام أوّل نظام في التاريخ يتعامل مع أكبر كارثة إنسانية في غرب آسيا منذ المجازر الأرمنية، وهي الكارثة التي تسببت بتهجير ملايين السوريين، على أنّها حجّة لهم لا عليه. نحن أمام أوّل نظام يستبشر خيراً من ظهور أي نزعة عنصرية ضد اللاجئين من بلاده في هذه العاصمة أو تلك. والكيماوي؟ نحن أمام نظام ليس بعد خسّته خسّة. عندما ضرب نظام صدّام حسين الأكراد بالكيماوي، برّر ذلك في سياق الحرب العراقية ـ الإيرانية، ولم يقل إن الأكراد ضربوا أنفسهم بها. لكنه اليوم نظام له بعد عالميٌ: يطرح خساسته هذه، الناتجة عن جمعه بين منتهى الطغيان ومنتهى الفشل، كرسالة عالمية: فالعالم الذي يسمح لهكذا نظام بالاستمرار في الوجود، هو في نهاية المطاف، عالمٌ يحتوي على نذر غير قليل من الخسّة.

 

الرافعي لـ"السياسة": نطالب الدولة بحماية المواطنين بدل التضييق عليهم

 بيروت - "السياسة": اعتبر رئيس هيئة العلماء المسلمين في طرابلس الشيخ سالم الرافعي أن الدولة مقصرة في حماية مواطنيها. وسأل الرافعي في تصريح لـ"السياسة" "ما الفائدة عندما يتم ابلاغنا بأننا على لائحة الاغتيال والقول بوجود سيارات مفخخة ولا تقوم الأجهزة بملاحقة هؤلاء المجرمين?, فهذا هو التقصير بعينه, خاصة وأن هناك شخصيات دينية وسياسية مهددة, فماذا فعلت الدولة لحمايتهم?". ورأى أن استهداف المساجد ودور العبادة قمة الاجرام, متهما النظام السوري بالوقوف وراء كل ما يجري على الساحة اللبنانية, لأنها عادته منذ دخوله الى لبنان, وهو يمارس الأسلوب نفسه في الاغتيالات وتفجير السيارات, مطالباً بحماية الناس بدل التضييق عليهم. وتساءل "أيهما أخطر, ملاحقة المخالفين أم حماية الناس?", وسأل "من أين أتت السيارات المفخخة لتوقع أمام المساجد, ولماذا تتم مراقبتها وتوقيفها, والى متى سيبقى الأمن آمنين?", مضيفاً "لاشك بأن الأجهزة ما تزال مخترقة بعناصر تسهل وصول المتآمرين إلى أهدافهم". وعن تشكيكه بوجود ضباط وعناصر تعمل خارج اطار الأوامر العسكرية المعطاة اليهم, قال إن "هذه هي الحقيقة, فالمشكلة في هذا الصراع المذهبي والطائفي الذي بات بداخل كل مؤسسات الدولة, ومن ضمنها المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية". وأضاف "لذلك هنا الخوف وهنا التخوف بأن تبقى المناطق السنية في عكار وفي البقاع الأوسط عرضة للاعتداء عليهم, من دون ان يتمكن الجيش من منع هذه الاعتداءات, لأن الجيش بحاجة لقرار سياسي", فعلى سبيل المثال صادر الجيش في الأيام الماضية أقنعة كانت مرسلة للجيش السوري الحر لتوزع على المواطنين بعد تهديد النظام السوري لهم بضربهم بالغازات السامة, وفي الوقت نفسه نجد الجيش يسمح بدخول السلاح والمقاتلين التابعين لـ"حزب الله" الى سورية, وهذا يعني أن الجيش دخل في اللعبة السياسية, فيتشدد هنا ويتساهل هناك. وأكد الرافعي رفضه الأمن الذاتي لكن في الوقت عينه طالب الدولة أن تحسم أمرها بحماية مواطنيها وإحباط كل المؤمرات التي تستهدف الناس سواء بالسيارات المفخخة, أو بالاغتيال الجسدي. وأشار إلى أن بعض الأجهزة أبلغته أن اسمه وارد على لائحة الاغتيالات, إلا أن هذه الأجهزة وغيرها لم تفعل شيئا, بدليل حصول هذا الانفجار الكبير قرب منزله ما يعني أنه كان مستهدفا بالفعل, هو وغيره من الشخصيات التي تسكن في تلك المنطقة. ودعا اللبنانيين لتوحيد الصفوف ولم الشمل, وتوحيد البلد من الشمال إلى الجنوب, مطالباً "حزب الله" بسحب قواته من سورية, والجلوس إلى مائدة واحدة والتفكير بمنطق العقل والدين. وأضاف "إذا اختلفنا يجب أن ننظم خلافنا, لا أن نتصارع وكل واحد منا يأخذ البلد الى جانبه", معتبراً أن الحرب بين المذاهب والطوائف لا تؤدي الى نتيجة, فيجب على كل طائفة أن تتمتع بحقوقها, انطلاقا من مبدأ العيش المشترك والوحدة الوطنية وأنه ضد الشعور بالغلبة لأية طائفة". ورأى الرافعي من جهة ثانية, أن اتهام النظام السوري السعودية وقطر بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة الكيماوية كاذب لأن "الجيش السوري الحر" لا يملك الأسلحة الكيماوية, وهو بحاجة للسلاح للدفاع عن النفس ولوجرى تسليحه كما يجب لكان حسم المعركة منذ زمن. وأضاف "لو كان لدى الجيش السوري الحر أسلحة كيماوية فهل يقتلون شعبهم بها?", واصفا هذه الاتهامات بـ"الباطلة والمفترية". وعن رأيه بخطاب رئيس الجمهورية ميشال سلمان, أشاد الرافعي بالمواقف الجريئة للرئيس سليمان, قائلاً "هذه ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها سليمان أنه رئيس جمهورية ورجل مسؤول بكل ما للكلمة من معنى, فقد سبق له ودعا حزب الله للانسحاب من سورية, وكانت له مواقف طيبة في هذا المجال, وان دعوته الى الحوار في هذا الوقت مهمة, لأن الناس مازالت قادرة على التعايش, أو فلتذهب كل طائفة لتحافظ على منطقتها". وعبر عن أسفه لأن "حزب الله لم يشعر أنه يغرق في المستنقع السوري, مع العلم أن العناصر التي أرسلها الى سورية لا تغطى أية مساحة في أرض المعركة, لكنه كلما تعمق في المستنقع السوري زاد تعمقه بقسمة اللبنانيين وانشقاقاتهم".

 

التقرير الاسبوعي لمفوضية اللاجئين: أكثر من 703000 نازح سوري يتلقون المساعدة

وطنية - اوضح التقرير الاسبوعي الذي تصدره مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، ان عدد النازحين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها، بلغ أكثر من 703000 نازح (أكثر من 592000 لاجىء مسجلين و110000 نازحا في انتظار التسجيل). ويتوزع اللاجئون المسجلون حاليا على المناطق اللبنانية كافة وفق التالي:

شمال لبنان: 198000 - 33%.

البقاع: 201000 - 34%.

بيروت وجبل لبنان: 115000 - 18%.

جنوب لبنان: 77000 - 13%.

وتجاوز عدد الأطفال السوريين المسجلين كنازحين في المنطقة المليون اليوم. في لبنان، هناك أكثر من 300000 طفل مسجلين، أي ما يمثل زيادة بنسبة أربعة أضعاف مقارنة بشهر كانون الثاني من هذا العام. أكثر من 200000 منهم هم دون الـ11 عاما. يستضيف لبنان أكبر عدد من الأطفال السوريين النازحين في المنطقة.

على صعيد الحماية قال التقرير: "لا تزال الرقابة المشددة المفروضة على الحدود منذ بضعة أسابيع مستمرة. وتفيد التقارير أن النازحين الفلسطينيين القادمين من سوريا يواجهون صعوبات أكبر عند محاولتهم الدخول. وعلى الرغم من دخول النازحين الآخرين إلى لبنان على أساس دواع إنسانية، غير أن الضوابط وعمليات التفتيش الجديدة تسفر عن فترات انتظار أطول. بالإضافة إلى ذلك، تشير السلطات إلى أنه يتم حرمان بعض الأشخاص من الدخول في حال عدم امتلاكهم الوثائق الثبوتية المطلوبة أو إذا لم تعتبر الغاية من دخولهم مشروعة".

اضاف: "تواصل المفوضية العمل مع الحكومة على إرساء إجراءات حدودية آمنة ومراعية للحماية. لقد وضعت منظمات الحماية أداة خاصة للمساعدة على تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإخلاء من أماكن إقامتهم. فمن خلال تسريع عملية تحديد هؤلاء الأشخاص، ستزداد قدرة المنظمات على وضع استجابات استراتيجية من أجل تحسين ضمان الحيازة، بما في ذلك التفاوض نيابة عنهم أو إيجاد مأوى بديل عند الضرورة".

وأجرت المفوضية هذا الأسبوع "دورات تدريبية للمتطوعين في مجال التواصل مع النازحين الجدد في كل من النبطية وحلبا، مع التركيز على بناء شراكات مع المجتمع المحلي وتحديد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة".

وبالنسبة للواقع الامني قال التقرير: "استمر تأثير عدم استقرار الوضع الأمني في سائر أنحاء البلاد على البرامج كافة، فأدى إلى إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق، خاصة في البقاع الشمالي ووادي خالد".

اما بالنسبة الى التوزيع، فافاد التقرير انه "تلقى أكثر من 83000 شخص القسائم الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي والتي تم توزيعها من خلال منظمة الرؤية العالمية والمجلس الدنماركي للاجئين. بالإضافة إلى ذلك، استفاد أكثر من 10000 شخص من عمليات توزيع البطانيات الصيفية والفرش وغيرها من المواد المنزلية المقدمة من المفوضية ومركز الأجانب في جمعية كاريتاس - لبنان والمجلس الدنماركي للاجئين".

وانتهى "برنامج الأغذية العالمي مؤخرا، بالتعاون مع المفوضية واليونيسيف وغيرها من الوكالات الشريكة، من تقييم يرمي إلى تحديد الفئات الأكثر ضعفا بين السكان النازحين السوريين. ويتم استخدام نتائج هذا التقييم لتحديد طريقة توزيع المواد الغذائية ومجموعات مستلزمات النظافة الصحية ورعاية الأطفال في الأشهر المقبلة. خلافا للسابق حيث كان يتم توزيع هذه المواد على سائر عائلات النازحين، ستكون عمليات التوزيع محددة الهدف بشكل أكبر، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفا والأشخاص الذين لا يمتلكون أي وسائل أخرى لإعالة أنفسهم. إنه أمر حتمي لضمان تركيز الموارد المحدودة على الفئات الأكثر عرضة للخطر ومنحها الأولوية".

اضاف التقرير انه "سبق وتم الشروع في تنفيذ استراتيجية إعلامية عامة لإبلاغ النازحين والسلطات المحلية والمركزية عن هذه التغييرات.

وفي مجال التعليم، افاد التقرير انه "تم إجراء الدورة الثانية من الامتحانات الرسمية خلال هذا الأسبوع، مما منح الأطفال اللبنانيين والسوريين الذين لم ينجحوا في الدورة الأولى فرصة ثانية. مع اقتراب موسم الصيف من نهايته، تركز الوكالات على وضع اللمسات الأخيرة على برنامج التعليم لكل من الأطفال السوريين واللبنانيين من أجل العام الدراسي المقبل. تعمل وزارة التربية والتعليم العالي مع المفوضية واليونيسيف والمنظمات الشريكة على اعتماد دوامات خلال فترة بعد الظهر - وهو نهج سبق وتمت تجربته بنجاح في عرسال خلال السنة الماضية - في 70 مدرسة رسمية في لبنان. ستسمح هذه الدوامات للمدارس باستقبال المزيد من الأطفال الذين لا يمكن استيعابهم في الدوامات الصباحية العادية. كما سينطوي برنامج العام المقبل على توفير مجموعات لوازم "المدرسة في علبة" التي تحتوي على مواد القرطاسية وسائر المواد الأخرى اللازمة في الصفوف، فضلا عن صفوف التقوية الرامية إلى مساعدة الطلاب السوريين على التكيف مع المناهج الدراسية في لبنان.

ويشارك حاليا 45000 طالب في برامج التعليم الصيفية والأنشطة الترفيهية التي تقدمها المفوضية واليونيسيف ومؤسسة عامل ومنظمة الرؤية العالمية والمجلس الدنماركي للاجئين وجمعية كاريتاس من أجل إعدادهم للعام الدراسي المقبل. ويجري تنفيذ هذه الأنشطة في المدارس ومراكز الخدمات المجتمعية، كما تم تنفيذها مؤخرا في مستوطنات الخيام غير الرسمية حيث الأطفال عرضة للخطر بشكل خاص.

وازاء معالجة الاوضاع الصحية للنازحين اوضح التقرير ان "أكثر من 7100 نازح تلقوا خدمات في مجال الرعاية الصحية الأولية خلال هذا الأسبوع، بما في ذلك المعاينات والعلاج وعمليات الإحالة والأدوية واللقاحات والفحوص والتحاليل التشخيصية المقدمة من وزارة الصحة العامة والمفوضية واليونيسيف ومنظمة أطباء بلا حدود - سويسرا والهيئة الطبية الدولية ومؤسسة عامل ومركز الأجانب في جمعية كاريتاس - لبنان ومنظمة الأولوية الملحة والجمعية الخيرية الأرثوذكسية الدولية. بالإضافة إلى ذلك، تم إدخال أكثر من 640 مريضا إلى المستشفيات المدعومة.

واستفاد نحو 887 شخصا من المعاينات السريرية والاجتماعية المقدمة من وحدة الصحة العقلية والنفسية التابعة للهيئة الطبية الدولية، وذلك من خلال خدمات الاتصال والتوعية وتلك المقدمة في المراكز. خلال هذا الأسبوع أيضا، استفاد أكثر من 2300 شخص من دورات التوعية الصحية المقدمة من قبل المفوضية والهيئة الطبية الدولية ومنظمة الأولوية الملحة والجمعية الخيرية الأرثوذكسية الدولية. تمحورت هذه الدورات حول الصحة العقلية والنفسية والتغذية والزواج المبكر وأهمية الرضاعة الطبيعية". وعلى صعيد تامين المأوى اكد التقرير بانه "قد استفاد خلال هذا الأسبوع نحو 2500 شخص من المساعدات في مجال الإيواء، بما في ذلك مبالغ نقدية لتسديد الإيجار ومبالغ نقدية للأسر المضيفة وعمليات لإعادة التأهيل ودعم لمستوطنات الخيام غير الرسمية وإعادة تأهيل الملاجئ الجماعية، والمقدمة من جانب المنظمات في مختلف أنحاء البلاد.

في الوقت نفسه، تواصل الوكالات منح الأولوية لوضع الخطط للاستعداد لفصل الشتاء، بما في ذلك تحديد الملاجىء الآمنة للنازحين الذين يعيشون في المناطق المعرضة للفيضانات والتخطيط لتوفير الأغطية البلاستيكية والمواقد وقسائم الوقود والبطانيات وغيرها من المواد اللازمة". وفي مجال تامين المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية اشار التقرير الى انه "استفاد أكثر من 129000 نازح من توزيع مجموعات مستلزمات النظافة الصحية ورعاية الأطفال المقدمة من قبل المفوضية والمجلس الدنماركي للاجئين ومنظمة الرؤية العالمية ومؤسسة مخزومي ومنظمة "شيلد" ومركز الأجانب في جمعية كاريتاس - لبنان خلال هذا الأسبوع. بالإضافة إلى ذلك، استفاد 10300 شخص من توزيع خزانات للمياه ومستوعبات للقمامة وقسائم مياه مقدمة من قبل اليونيسيف ومنظمة الأولوية الملحة ومنظم العمل لمكافحة الجوع". ولفت التقرير الى انه "من المبادرات الأخرى التي تم تنفيذها في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، توزيع 204 خزانات مياه وإنشاء 54 مرحاضا في البقاع من قبل منظمة الرؤية العالمية".

 

هل تراجع الأسد؟

طارق الحميد

هل يمكن القول بأن بشار الأسد قد تراجع بموافقته السماح بدخول المحققين الدوليين للغوطة الشرقية من أجل التحقيق حول استخدام الأسلحة الكيماوية هناك؟ بالتأكيد لا! فما فعله الأسد لا يعدو أن يكون مناورة جديدة، وليس تراجعا! المتأمل لنهج الأسد، ومنذ وصوله للسلطة، سيلحظ سمة واحدة للأسد ونظامه وهي التذاكي والكذب، وفي كل الملفات بدءا من الوعود الإصلاحية التي أطلقها بسوريا نفسها، وكذلك في لبنان قبل وبعد اغتيال رفيق الحريري، سواء مع اللبنانيين أو السعوديين، والأمر نفسه فعله في عراق ما بعد صدام حسين، حيث كان يتعاون مع الأميركيين نهارا، ويصدر الإرهابيين للعراق في الليل، وفعل الأمر نفسه مع مصر في غزة، وتلاعب مطولا بأردوغان تركيا، وضحك على فرنسا بمساعدة قطرية، واستخدم الفلسطينيين قفازا لارتكاب الجرائم مثلما دمر لبنان ببندقية حزب الله! فعل الأسد كل ذلك مستغلا انشغال دول المنطقة بقضاياها الداخلية، واستغلالا للمتغيرات الدولية، أميركيا وأوروبيا، وبدعم من إيران، واعتمادا على سياسة التهور التي يتجنبها العقلاء، حيث لا فرق بين الأسد ومعمر القذافي، الذي قال عنه عبد السلام جلود ذات مرة في برنامج «الذاكرة السياسية» على قناة «العربية» إن «الطاغية يعتقد أن الدبلوماسية هي الكذب»، وهذا ما يؤمن به الأسد تماما، وهذا ما فعله ويفعله طوال سنوات حكمه لسوريا.اليوم، وبعد السماح بدخول فريق المفتشين الدوليين، فإن الأسد يفعل الأمر نفسه، حيث يقوم بمناورة جديدة؛ فالسياسة أو الدبلوماسية بالنسبة للأسد هي الكذب فقط، وهذا ما ثبت في تعامله مع الثورة السورية منذ بدايتها. الآن وصل فريق المفتشين للغوطة بحثا عن أدلة على استخدام الكيماوي، وبعد إحراق قوات الأسد لموقع الجريمة بعمليات قصف مستمرة طوال الأيام الماضية، وحتى لو وجد الفريق الأدلة التي يبحث عنها فإن ذلك لا يعني إدانة النظام فورا، بل إن الأسد سيجادل أنه لم يستخدمها، وتصبح المسألة حينها ليس في استخدام الكيماوي من عدمه، بل في إثبات من الذي قام باستخدامه، وهذا ما تفعله روسيا الآن مساعدة للأسد، حيث تجادل موسكو المجتمع الدولي تارة بأنه لا دليل على استخدام الكيماوي، وتارة أخرى بأن المعارضة هي من قام باستخدامه، في عملية كذب وتخبط واضحة لا تقف عند هذا الحد وحسب، بل بالأمس جرى استهداف المحققين الدوليين برصاص قناصة وبادر نظام الأسد لاتهام المعارضة بالوقوف خلف تلك الهجمات، فهل هناك عبث أكثر من هذا؟! وعليه فإن موافقة الأسد على دخول المفتشين الدوليين ما هي إلا مناورة وكذبة جديدة الهدف منها تخفيف الضغط الدولي، ومنح روسيا مساحة للتسويف والمماطلة على أمل تعطيل التدخل العسكري الدولي المرتقب ضد الأسد الذي على الغرب أن يعي جيدا أنه، أي الأسد، لا يفهم إلا لغة القوة، التي لا تعني عملا عسكريا محدودا، بل عملا عسكريا يجعل ما بعده ليس كما قبله في سوريا، والمنطقة ككل.

 

الادعاء على 15 لبنانياً حصلوا على الجنسية الاسرائيلية

بيروت - يو بي آي: ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في لبنان القاضي صقر صقر, أمس, على 15 لبنانياً دخلوا الى إسرائيل وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية. وقالت مصادر قضائية, إن الادعاء تم غيابياً, بموجب مواد تصل عقوبتها بالسجن حتى 15 عاماً. وأحال القاضي صقر القضية الى قاضي التحقيق العسكري.

 

مكاري لـ"السياسة": مبادرة سليمان الحل الوحيد

بيروت - "السياسة": أكد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ"السياسة", أن "كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان معبر عن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين, فهو كلام مسؤول ورجل دولة من الطراز الأول ورجل وطني من الطراز الأول", لافتاً إلى أن ما قاله الرئيس سليمان يعبر عن حرصه على البلد, ومعرباً عن أمله في أن تستجيب الأطراف اللبنانية جميعها لنداء رئيس الجمهورية, باعتباره الحل الوحيد لما نمر به في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان. وأشار إلى أنه كان يتمنى أن يدعو الرئيس سليمان إلى الحوار فوراً من أجل بحث ما تفضل وطرحه للخروج من المأزق الذي يواجهه لبنان, وليتحمل كل طرف مسؤوليته في هذا الإطار.

ورداً على مواقف قادة "حزب الله" من الملف الحكومي, شدد مكاري على "أنه بعد الذي مررنا به في الضاحية الجنوبية وطرابلس, لا يجوز أن نتكلم بهذه الطريقة, وعلينا أن نجد حلولاً, سواء عبر حكومة تكنوقراط أو حكومة وطنية أو حكومة تمثل كل الأطراف السياسية, فهذا موضوع يبحث, أما المواقف السلبية المعلنة مسبقاً فإنها تصب الزيت على النار". ولفت إلى أن لديه قناعة بأن قوى "14 آذار" ستوافق على مبادرة رئيس الجمهورية, "وإن كنت لا أجزم بموقف هذه القوى النهائي, لكنني أشعر بأنها ستستجيب لطلب الرئيس سليمان", مؤكداً أن "صاحب القرار في التفجيرات التي تستهدف لبنان هو واحد, سواء في الضاحية أو في طرابلس, أو من خلال عملية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل, وكذلك إطلاق صواريخ باتجاه القصر الجمهوري, وأعني به الفريق الذي كلف ميشال سماحة بالتفجير في لبنان

 

قرار بعلبك - الهرمل": لانسحاب "حزب الله" من سوريا

بعلبك - "النهار"/استنكرت "حركة قرار بعلبك – الهرمل" في بيان "التفجيرات المجرمة، وتقدمت من أهالي الشهداء بالعزاء وتمنت للجرحى الشفاء". وطالبت بانسحاب ""حزب الله" من الأتون السوري والإسراع في تشكيل حكومة قادرة على التصدي للأزمات الأمنية والسياسية". وحذّرت من "اعتماد الأمن الذاتي كبديل من الأمن الشرعي

 

"ضربة كف" لبشار الأسد قريباً... وإليكم ما جرى مع اللجنة الأممية قبل دخولها المعضمية!   

باتت امكانية توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري شبه مؤكدة، خصوصا بعد تأكيد وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري نية الرئيس الأميركي باراك أوباما محاسبة مستخدم السلاح الكيميائي المحظور في الغوطة، في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف عدم نيتها مقاتلة أحد، ما يعني أنها ستصرف النظر عن الضربة المقبلة التي اجتمت على تنفيذها أميركا وفرنسا وبريطانيا، من دون تفويض مجلس الأمن، بعد التأكد من أن النظام وراء هذه العملية. علها "ضربة كف" سيتلقاها النظام قريباً، فالجميع يتفق على أن الضربة لن تكسر "ظهر" النظام السوري، وقد لا تؤلمه حتى، إنما فقط لحفظ ماء الوجه أمام الشعب السوري، ورجح المحللون على ألا ترد سوريا على مثل هذه الضربة التي قد تضرب بعض المواقع العسكرية للنظام، فيما تخوف آخرون من أن يكون رد النظام على دول مجاورة ومنها إسرائيل ولبنان وتركيا، حينها سيكون ضرب المسمار الأخير في نعشه. في هذا الوقت، ومع الهجوم الدولي على النظام، يواصل المفتشون الأمميون البحث عن دلائل على استخدام الكيميائي في سوريا، إضافة إلى مقابلة الضحايا، وذلك بحماية النظام في مناطقه والجيش الحر في المناطق المحررة، ورغم ذلك، تعرض الفريق الأممي إلى اعتداء قبل دخوله منطقة المعضمية، فماذا جرى؟

الناطق الاعلامي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية أويس الشامي رجح في حديث خاص لموقع "14 آذار" أن "يزور المفتشون اليوم منطقة الغوطة"، وقال: "كان من المفترض أن يزوروها أمس، لكن تفاجأ الجميع بالقصف العنيف من قبل النظام السوري على الغوطة، موقعاً 20 شهيداً بين 8 أطفال، كم انصدم الأهالي بذهاب اللجنة إلى المعضمية"، وأضاف: "يبدو أن اللجنة مسيرة من قبل النظام".

ونقل الشامي ما تداوله نشطاء رافقوا اللجنة في المعضمية، قائلاً: "دخلت اللجنة المدينة عند الساعة 2.30 بعد ظهر الاثنين، وتم فرز وحدة خاصة من الجيش السوري الحر لمرافقتها إلى مكان القصف والمقبرة لتأخذ العينات ولمقابلة بعض المصابين في النقاط الطبية"، وأضاف: "أول تصريح لهم امام الاطباء كان بأن هذا القصف يتحمل مسؤليته النظام السوري، وبعد انتهاء الجولة خرجت اللجنة من المدينة،ليتم قصف الأخيرة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بشكل عنيف من قبل الفرقة الرابعة واللجان الشعبية المحيطة بالمدينة".

وفي شأن الاعتداء الذي تعرضت له اللجنة قبل دخولها المعضمية، قال الشامي: "في المنطقة الشرقية لمعضمية الشام هناك منطقة موالية للنظام، قريبة من مطار المزة العسكري، ويتم دخول المناطق المحررة من خلالها"، وتابع: "اللجنة دخلت هذه المنطقة من أجل الوصول إلى المعضمية، فتم اعاقة الموكب لمدة 3 ساعات، عبر فوضى أحدثها مدنيون عمداً، ونصب العديد من الحواجز، وقبل الوصول الى المناطق المحررة تم استهداف الموكب بخمس رصاصات، فتعطلت سيارة من الموكب، فتوقف الموكب لمدة نصف ساعة وبعدها استئنف مسيره"، مشيراً إلى أن "اللجنة وبعد انتهاء عملها في المعضمية عادت إلى الفندق في دمشق، وننتظر قدومها غدا الى الغوطة". ولفت إلى أن "الجيش الحر أعلن في بيان وقف عملياته في الوقت الذي يقرر الأممين دخول الغوطة، كما أن الإعلاميين والعسكريين جاهزون لاستقبال اللجنة". وذكر بأن "الحصيلة النهائية لشهداء هجوم الكيميائي وبحسب المكاتب الحقوقية والنقاط الطبية بلغت 1455 شهيداً". وبالعودة إلى الحراك الدولي جراء الهجوم بالكيمايئي، قال الشامي: "الشعب يتابع بحذر ما يجري في الخارج وينتابه الملل من التصريحات والتنديدات ولا يأبه لما يسمعه هنا وهناك"، وأضاف: "أغلب الناس تقول: الغرب لا يتدخل من أجل دماء أطفالنا بل لأن مصلحته تقتضي التدخل". وأشار إلى أن "الشعب في الداخل يستبعد ضربة قاضية للنظام، بل ممكن ضربة لبعض المواقع للتغطية على جرائم الاسد، بختصار الغرب يدعم النظام السوري". موقع 14 آذار

 

لبنان ليس جاهزاً للسيناريوات السورية 4 تفجيرات إرهابية لا تحرّك اختراقاً سياسياً

روزانا بومنصف/النهار

مع الاستعدادات التي بدأتها اعلاميا الدول الغربية للرد على احتمال استخدام النظام السوري الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، أعلنت الدولتان المجاورتان للبنان أي اسرائيل وسوريا كل من جهتها جهوزيتها لمواجهة كل السيناريوات الممكنة في هذا التطور السوري والتعامل معها على اختلاف الوضع بين النظام السوري المستهدف والمعني الأساسي بالاتهامات حول استخدام الاسلحة الكيميائية واسرائيل كبلد يقف في الموقع المعادي. فاسرائيل التي تستبعد رداً عسكرياً من النظام تظهر في الوقت نفسه استعدادها لكل الاحتمالات للدفاع عن نفسها في مقابل اعلان مصدر أمني سوري أن النظام جاهز للتعامل مع كل السيناريوات في موازاة التحذير من اشعال الشرق الاوسط. غابت هذه التطورات المتصلة بسوريا طوعا عن مواقف المسؤولين اللبنانيين الذين انشغلوا في المقابل بلملمة ومعالجة تداعيات التفجيرين في ظل استنزاف لقدرات اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتحميله مسؤولية درء المخاطر عن البلد. في الوقت الذي تثير أوساط سياسية تساؤلات اذا كان لبنان جاهزاً للتعامل مع السيناريوات التي تلوح معالمها بالنسبة الى سوريا كما جارتيه ام لا مع الارجحية للخيار الثاني اي عدم جهوزيته لذلك بل على العكس.

حتى الامس القريب كانت أوساط سياسية عدة على اقتناع بأن الموضوع الحكومي لن يتجه الى تحريك جدي الا بأحداث جسيمة مؤلمة على الساحة الداخلية تفرض انتقالا قسرياً الى التعاطي مع تأليف حكومة جديدة بمقاربة مختلفة عن المقاربة والمنطق اللذين تم التعامل بهما حتى الآن. لكن التفجيرين في بئر العبد والرويس وبعدهما التفجيرين الاخيرين في طرابلس لم تكف على جسامتها لتحريك هذا الموضوع. اذ تجزم مصادر معنية أن لا شيء فعلا يتحرك على هذا الصعيد وراء الكواليس كما في الواجهة على رغم أمرين أحدهما هو خريطة الطريق التي حددها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الكلمة التي ألقاها أواخر الاسبوع الماضي تحت عنواني الحكومة الجامعة التي تترك مجالا لارضاء الطرفين المعترض أحدهما على حكومة سياسية من دون الأحزاب والمطالب بحكومة تجمع كل الأفرقاء من دون أن ترضيهما فعلا الى جانب الحوار الوطني. والآخر هو الحركة الاستشارية التي يستأنفها الرئيس المكلف تمام سلام بناء على أن أي عنصر جديد على الساحة يفرض معطيات متغيرة قد يمكن الاستفادة منها من اجل الذهاب الى تأليف الحكومة. فالتفجيرات الاخيرة في طرابلس اثارت ضغوطا اكثر جدية من السابق ويمكن القول انها كسرت بمعنى ما مأسوي ومؤسف حصرية الاستئثار او التوظيف بذريعة ان الطرف الذي استهدف في تفجيري بئر العبد والرويس يستطيع ان يفرض شروطه ما دام مستهدفا ماديا ومعنويا. فالتوازن الذي احدثه تعميم التفجيرات على فريقي الشيعة والسنة في 8 و14 آذار هو توازن سلبي. وأضحت ذريعة التفجيرات فاعلة وصالحة للاستخدام في تنازلات متبادلة ضرورية من اجل تأليف الحكومة من دون ارجحية لفريق او لآخر او على آخر.

مرت ايام على التفجيرين الاخيرين في طرابلس وتصاعدت الآمال بأن يعيد الافرقاء مراجعة مواقفهم من أجل وقف آلة القتل والارهاب من جهة والذهاب الى تحصين البلد من جهة اخرى. لكن على رغم الالحاح والخطورة اللذين بات عليهما الوضع في ضوء هذه التفجيرات الخطيرة، فان مصادر سياسية معنية تكشف استمرار المراوحة نفسها من دون تقدم بل تخشى حسابات اقليمية جديدة حتمية في ضوء التطورات على الصعيد السوري تشمل لبنان من ضمنها وتؤثر بدورها على الحسابات اللبنانية وتمدد مرحلة تأليف الحكومة العتيدة الى أمد غير منظور على عكس الآمال التي علقها كثر على استفزاز التفجيرات الامنية تنازلات للخروج من الوضع الراهن. وتخشى هذه المصادر ان يشبه ما يذهب اليه لبنان راهناً مرحلة الاغتيالات التي تعاقبت في فترة ما بعد 2005 انما بعمليات ارهابية مختلفة. ولعل المواقف التي ادلى بها غالبية الافرقاء في لبنان غداة التطورات الاخيرة كشفت استمرار الأمور على حالها من دون تغيير جوهري وان مع ايجابية كبيرة تمثلت في التضامن اللبناني الطوائفي والمذهبي في وجه الارهاب الذي يطاول الآمنين. لا بل تخشى المصادر المعنية ان يكون ثمة ارادة لابقاء الوضع اللبناني من دون حكومة مسؤولة في هذه المرحلة من ضمن الجهوزية الاقليمية التي قد يحتاجها النظام السوري او حلفاؤه ايضا للرد او للدفاع عن النظام بما يجعل الرهان صعبا على جهوزية لبنان الرسمي كدولة لمواجهة السيناريوات الاقليمية المقبلة ايا تكن طبيعتها. فهو لم يكن جاهزا بالامس ولن يكون جاهزا غدا واعتباره من البعض جزءا من الاستراتيجية الاقليمية المتصلة بالنظام او ما يسمى منظومته تحد من قدراته على تبني سياسة تحميه في المرحلة المقبلة بما يهدد بابقائه ساحة للضغوط على الاقل ومجالا مفتوحا على استخدامه وفق الحاجة اليه وفق ما ظهر في الاسابيع القليلة الماضية. اللهم ما لم يدخل لبنان من ضمن عملية حصر الاضرار او استيعاب ردود الفعل الغربية الغاضبة على استخدام الاسلحة الكيميائية كما في قبول توجه وفد المحققين الدوليين الى الغوطة فيتم تسهيل الاوضاع فيه بما في ذلك تأليف حكومة جديدة . وهذا ما يجب انتظار بعض الوقت لاتضاحه.

 

هل يتأثّر لبنان بالقصف الأميركي لسوريا وهل انتقل التفخيخ إلى السياسة؟

خليل فليحان/النهار

لم يسجل اي تحرك رسمي في اتجاه الولايات المتحدة الاميركية للتفاهم معها على تحصين البلاد اذا ما ارادت واشنطن قصف سوريا من البحر بصواريخ وتحديد التأثيرات المحتملة على لبنان اذا شنّ الهجوم على سوريا، كما أن دولا مجاورة اخرى لها ستتأثر كالاردن وتركيا ومصر. ويفترض تكثيف الاتصالات تحسباً لوقاية البلاد من اي قصف تحصل فيه أخطاء. وقد نصح أكثر من مسؤول اجنبي بعدم التأخر في الاتصالات الديبلوماسية والعسكرية لتجنيب البلاد مزيدا من الحوادث. وتوقع وزراء في حكومة تصريف الاعمال انه اذا قصفت اميركا ودول من الحلف الاطلسي سوريا، فان المزيد من اللاجئين سيتجهون الى لبنان الذي لم يعد يتحمل أي لاجىء، وان الدول المانحة لم تف الى الآن بوعودها. والكابوس الذي يعيشه الناس كبير جدا، ويكاد العدد الكبير منهم لا يتنقل بسبب الهاجس من انفجار سيارة مفخخة. ومن الملاحظ أن بعض الطرق التي كانت تشهد زحمات سير خانقة، كادت تصبح فارغة. واستغرب الذين اصيبوا بانفجارات السيارات المفخخة سواء في طرابلس او في الرويس كيف ان بعض المسؤولين الامنيين يعتبرون ان الامن جيد بالمقارنة مع ما يجري في محيط لبنان. وسألوا ألا يكفي هؤلاء المسؤولين هذا العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا اينما وجدوا مع خروجهم من المسجد بعد صلاة الجمعة او بعد عودتهم الى منازلهم او اثناء وجودهم في مراكز اعمالهم؟ وهل يعلم هؤلاء انه اضافة الى الضحايا الذين قتلوا، مئات من الذين تأثروا من جراء انفجار السيارات المفخخة اصبحوا من دون منازل او من دون عمل بعد اصابة المحال التجارية التي يملكونها او يعملون فيها؟

ولعل ما يثبط عزائم الناس في الوقت الحاضر ان ايا من جرائم التفجير لم تتمكن الاجهزة المختصة من كشف منفذيها او المخططين لها.

ومما يؤسف له أن زعماء البلاد على انقساماتهم، مما يجعل التوتر السياسي يتصاعد، والتباعد بين القوى السياسية يزاداد حدة مع تبادل اتهامات وانتقادات بعيدة عن ان يكون هدفها تصحيح المسار وتحسس ما يمكن ان تتعرض له البلاد من خضات عسكرية لا علاقة له بها، بل تفرض عليه. وما يزيد الطين بلة أن لا أحد يتنازل عن شروطه من اجل تأليف حكومة جديدة او التجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية الى استئناف طاولة الحوار على الرغم من ان الوضع الناشىء ليس فقط غير آمن، انما يشهد قتل المدنيين وتهديد اي مواطن حيثما وجد. واللافت انه لولا وعي بعض الفاعليات والناس ايضا، لما توافرت الاسس الضامنة للتعايش والتي ضمنت عدم القيام بردات فعل ثأرية أو غرائزية في عدد من القضايا الحساسة المطروحة. ولعلّ ما يجعل الوضع في البلاد هشاً هو انسداد الافق في وجه المشاريع والاقتراحات التي تكفل تحصين البلاد من السلبيات المهيمنة في أكثر من مجال، نتيجة للعجز الرسمي في التصدي للقضايا المطروحة بعزم وحزم، وأيا تكن الاحتجاجات والذرائع. واذا بقيت التشنجات على حالها، فإن المستقبل القريب للبلاد يبشر بمزيد من المشاكل.

 

هل بدّلت موسكو ثوبها؟

 امين قمورية/النهار

استخدام الكيميائي في غوطتي دمشق، اذا ثبت فعلا بالادلة والقرائن، لن يكون حدثا عابرا. اللجوء الى سلاح الدمار الشامل يسقط كل "الخطوط الحمر". ما حدث في الغوطتين منعطف خطير في مسار الازمة من شأنه ان يدفع اللاعبين الكبار والصغار نحو تغيير "قواعد اللعبة". الغرب بات يتصرف وكأن امر استخدام السلاح الخانق شبه مؤكد. وبدا ايضا كأنه يعد العدة للعبة اكبر واوسع واعنف. وسيكون صعبا على روسيا ان تتصرف كما كانت تتصرف من قبل اذا قدر للمفتشين الدوليين ان يثبتوا مسؤولية النظام عما ارتكب. الغرب يلوح بخيار كوسوفو او بخيارات اخرى تطغى عليها القوة. لافروف يحذر من التدخل العسكري "لان ذلك لن يوقف الحرب الاهلية بل يغذيها". موسكو تلوّح مجددا باللجوء الى الفيتو لصد اي تفويض اممي لاستخدام القوة. لكن وزير خارجيتها يفاجىء اهل النظام في دمشق وحلفاءهم بان روسيا "لا تعتزم خوض قتال مع احد" اذا ما تقررت الحرب من جانب واحد ومن دون تفويض. هل يعني ذلك ان موسكو تخلت ايضا عن "خطوطها الحمر" واكتفت بالتحذير من مخاطر التدخل ومترتباته على استقرار الشرق الاوسط وخرائطه، عوض التصدي مباشرة له، وتاليا تركت حليفها وحيدا ليقلع شوكه الاخير بيديه؟ ام ان صفقة سياسية كبيرة باتت في طور النضج ومن شأنها ان تضع كل الاطراف المتقاتلين في سوريا وعليها على سكة الحل السياسي الذي رسمت معالمه في "جنيف - 1" خوفا من فراغ في السلطة او من بديل من النظام الحالي مجهول المعالم والشكل او متطرف بدأ سلوك جماعاته يقلق الاقليم برمته؟ وهل كان اللقاء المثير للتكهنات للامير بندر والرئيس بوتين، ومن ثم الزيارة اللافتة والنادرة للسلطان قابوس لطهران، من ممهدات هذه الصفقة؟ ام ان روسيا تخلت عن تحفظها عن "دولة الاقليات" في جزء من سوريا بعدما عبر قيصر الكرملين عن تخوفه من قيامها؟ لاشيء ينبئ بالتحضير لتدخل عسكري بري في سوريا على الطريقة العراقية، بل لضغوط شديدة من كل الانواع على النظام بما في ذلك ضغوط الاصدقاء والحلفاء. وهدفها على الارجح جر النظام الى طاولة المفاوضات وارغامه على الاذعان لما كان يرفضه على الدوام، وخصوصا قبول مبدأ مشاركة معارضيه في السلطة والصلاحيات الامنية والعسكرية بتأليف حكومة تعددية تضم كل اطياف النسيج الوطني والمتقاتلين في انتظار اجراء انتخابات ديموقراطية، ذلك ان سوريا ما قبل مجزرة "الفجر الكيميائي" المفترضة شيء، وسوريا ما بعدها شيء آخر.

 

مطالبة بتوقيف "بائعة الوحي" البصارة ليلى عبد اللطيف

  "أحذّر من التجمّعات في بيروت والحمرا والجميزيه وجونيه، السيارات المفخخة إلى عرسال، خضّة وجيش في محيط المطار والإرهاب يطال بيروت ولبنان في حداد 3 أيام وحريق يطال إحدى الشاشات و المزيد من سفك الدماء في طرابلس وعودة مسلسل الإغتيالات". هذا غيض من فيض توقّعات البصارة ليلى عبد اللطيف، التي أصبحت في الآونة الأخيرة المنافسة الأولى لميشال حايك بعد أن إختفى نجم مايك فغالي، ففي كل فترة يظهر علينا أبطالاً تفرزهم جهات معيّنة ليكونوا صندوق بريد لهؤلاء وتوصيل رسائل هدفها نشر البلبلة والذعر في وسط الناس.

على الرغم من أن المواطنين بكافة مستواهم الفكري والتعليمي والعملي يدركون مسبقاً أنه "كذب المنجمون ولو صدقوا"، غير أنّ غالبيتهم يتسمّرون أمام الشاشات ليجمعوا أكبر قدر ممكن من ما يُعرف بالتنبؤات، لاسيما الأمنية منها ليعرفوا مصيرهم، إلا أن بعد كل حلقة وتحديداً كما حصل ليلة الأحد الفائت، حين أطلّت عبداللطيف لتتلي توقعاتها والتي هي أشبه بمن يسمّع الدرس، أدخلت الرعب والذعر إلى قلوب المواطنين المتمسكين بقشة أمل تنسيهم التوتر الذي يعيشه لبنان بأكمله. من تابع عبد اللطيف أدرك أنها تتمنع عن ذكر تفاصيل ولكنها تذكر معلومات مقتضبة وكأن من أوكلها المهمة قصد ذلك، لأن من يراقب هذه التوقعات وغيرها يكتشف أنها لا تنم عن الهام روحي منزل من السماء بل هي سرد أحداث وتحليلات معظمها تم نشرها في الصحف، ومنها ما هو جديد تم بناؤه على أساس أنه توقّع بينما فعلياً هو إخبارية مسبقة.

في إتصال لموقع "14 آذار" مع المحللة النفسية هدى مكّي لمعرفة أسباب تعلّق اللبنانيون بهذه الظاهرة ومدى تأثيرها عليهم قالت علم النفس يعتبر أن هناك العديد من المنافقين يختبئون خلف مصطلح الإلهام والإدراك والعقل الباطني بينما فعلياً يقومون بتحليل معلومات سياسية على انها توقعات، مشيرة إلى أنّ سبب تعلق الناس بتلك التوقعات هو الأمل بتغيير الوضع ونقص في التحليلات مما يؤدي مع التوقعات إلى إراحة الناس من وجهة نظرهم كونهم يلمسون المستقبل.

وتلفت إلى أن اللبنانيين اليوم أمام حائط مسدود، لا يعرفون إلى من يلجأون، ويفترضون أنه يوجد آخر غير مرئي يستطيع حل مشكلاتهم. لكن التنجيم عموماً متصل بالماورائيات غير الملموسة، فهي تخاطب الإنسان الذي يريد أن يجد تفسيراً غير اعتيادي سحري لوقع الحياة عليه، فيعتقد أنه يجد حلحلة لمشكلاته في معظم الأحيان بالتمسك بما يقوله المنجمون، أو حلحلة وقائع مؤذية أو غير سارة أو مؤذية.

وتضيف أن الإنسان المرتاح إلى وضعه لا يبحث عن الحل من خلال هذه الظاهرة، لكن الإنسان أمام ضعفه عموماً، يحتاج الى أوضاع أخرى تحمل تفسيرات بعيداً عن العلم الجاف.

توقعات التي أطلقتها عبد اللطيف في آخر إطلالة لها كانت حديث الناس على مواقع التواصل الإجتماعي، وكانت هذه المرة جدّية حيث كتبت رويدا ركين، وهي موظفة في شارع السارولا أن حركة المارة كانت خفيفة في هذا اليوم (الإثنين) وأن جميع الموظفين في السنتر كانوا يتبادلون طوال الوقت مسألة وقوع متفجرة في شارع الحمراء، أما رواد مقهى "الكوستا" لم يفوتهم نقل الطابع العام لشارع الحمراء، إذ قال الناشط هاني توبة في تدوينة له أن " الناس فعلاً تتناقل التوقّعات طوال الوقت في المقهى المذكور وأنها حديث اليوم"، أما أهل الصحافة لم يفوتهم تخصيص تعليقات تسخر من عبد اللطيف منهمالصحافي جاد مطر الذي طلب القبض على عبد اللطيف ومنعها من الظهور لا هي ولاغيرها عبر الإعلام لانها ظهورهم يثير الإشمئزاز والخوف أكثر مما يعطي تحذيرات، وأصلاً (بحسب مطر) لم تعطي تفاصيل سوى "لن أقول أكثر، لا أعرف ، ربما" أي مجرّد رمي جمل مفرقعة لزعزعة الوضع الأمني وتعقيد حياة المواطنين أكثر مما هي مُعقّدة.

من جهة أخرى وفي إتصال مع وزير الإعلام وليد الداعوق للوقوف عند رأي الوزارة ومجلس الوطني للإعلام حول هذه البرامج قال "أن حرّية التعبير والإعلام في لبنان تكفل للمحطات حرية بث ما يريدون شرط أن لا تخدش الحياء المتعارف عليه، ونحن رغم معرفتنا بأنها تخمينات كاذبة إلا أن ذلك لا يعطينا الحق في توقيف أي برنامج، ونضع اللوم الأساسي على المحطات التي تروّج لهذه البرامج وشركات الإعلان التي تختار وضع إعلاناتها في فترة بث برامج التوقعات، غير ذلك الوزارة لا تستطيع كبح هذه الظاهرة".  موقع 14 آذار

 

بوادر تحالف دولي ضد الأسد... وروسيا «لن تحارب»

واشنطن - جويس كرم؛ موسكو - رائد جبر؛ عمان - تامر الصمادي

الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٣

لندن، باريس، نيويورك، أنقرة، برلين - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - بدأت تتشكل ملامح تحالف دولي لمعاقبة الرئيس بشار الاسد على استخدام السلاح الكيماوي في الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق يوم الاربعاء الماضي، في وقت اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده «لن تدخل في حرب ضد أحد» إذا تبنى الغرب الخيار العسكري في سورية.

في غضون ذلك، زار مفتشو الامم المتحدة لفترة قصيرة امس منطقة معضمية الشام لاستكشاف الآثار المتبقية من استخدام الاسلحة الكيماوية. ونقلت مصادر اعلامية من المنطقة انه كان يفترض بقاؤهم في الغوطة ست ساعات غير انهم أبلغوا من مسؤولين في النظام بعد ساعة ونصف بوجوب اخلاء المنطقة، «لأنه لم يعد قادراً على ضمان سلامتهم». وكان المفتشون تعرضوا لاطلاق نار من قناصة بعد خروجهم من الفندق كما سقطت قذائف هاون قرب الفندق الذي يقيمون فيه في دمشق. وجدد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته أمس برئاسة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز مناشدة السعودية المجتمع الدولي «الاضطلاع بمسؤولياته الإنسانية تجاه ما يشهده الشعب السوري من مآسٍ ومجازر مروعة يرتكبها النظام ضد شعبه بمختلف أنواع الأسلحة، بما فيها السلاح الكيماوي المحرم دولياً»، محذراً من أن «استمرار التخاذل وعدم اتخاذ قرار واضح ورادع يضع حداً لهذه المجازر البشعة سيؤدي إلى المزيد من هذه المآسي ضد أبناء الشعب السوري من النظام».

وعلى رغم بدء المفتشين الدوليين عملهم، اعلنت الادارة الأميركية ان «تعاون» النظام جاء متأخراً. واكد مسؤول أميركي أنه «ما من شك في هذه المرحلة في أن النظام استخدم سلاحاً كيماوياً ضد مدنيين». واضاف المسؤول للصحافيين، الذين يرافقون وزير الدفاع تشاك هاغل أن واشنطن «تدرس خياراتها بالتشاور مع شركائنا الدوليين».

وكان وزير الدفاع الاميركي اكد في مؤتمر صحافي في جاكرتا أن اي تحرك ضد سورية سيتقرر بالتعاون مع الشركاء الدوليين وعلى أسس مشروعة. وقال عقب محادثات مع نظيره الاندونيسي بورنومو يوسغيانتورو: «اذا تقرر اتخاذ اي عمل، فانه سيتم بالتنسيق مع المجتمع الدولي وفي اطار التبريرات القانونية». وتأتي تصريحات هاغل كأحدث مؤشر الى ان الولايات المتحدة وحلفاءها يتجهون الى احتمال شن ضربات عسكرية ضد دمشق بسبب استخدام اسلحة كيماوية سبق ان اعتبرها الرئيس الاميركي باراك اوباما بمثابة «خط احمر». وقال المسؤول الاميركي ان معاملة النظام السوري لفريق المفتشين الدوليين تعد «تكتيكات تأخير كلاسيكية». واوضح انه «مع مرور الوقت، يصبح من الأصعب جمع وفحص وتحليل المعلومات والتوصل الى استنتاج بشأن استخدام هذه الاسلحة «.

ورجحت الصحف الأميركية أن يأتي التحرك على شكل شن ضربات بصواريخ «كروز» ضد نظام الأسد يمكن اطلاقها من سفن حربية في البحر المتوسط. وتزامن ذلك مع وصول رئيس الاركان الاميركي مارتن ديمبسي الى الأردن لبدء اجتماعات عسكرية على نطاق دولي شاركت فيها كندا وألمانيا وفرنسا والسعودية وقطر وتركيا وايطاليا حول سورية.

وفي عمان، قالت مصادر رفيعة لـ»الحياة» إن الاجتماع «سعى لبحث أمن المنطقة وتداعيات الملف السوري». وأضافت «المتوقع أن ينتهي اليوم، لكن ربما يتم تمديده يوماً آخر». وأوضحت أنه «سيناقش سيناريوهات التدخل العسكري في سورية، وإمكان تسليح المعارضة السورية المعتدلة (الجيش الحر)، إضافة إلى بناء تحالف دولي جديد خارج إطار مجلس الأمن»، مؤكدة أن الأردن سيقدم «التسهيلات المطلوبة» إذا ما استدعت الحاجة لاستخدام أراضيه في مرحلة متقدمة. وفي السياق، أكدت مصادر رسمية أن المجتمعين «سيبحثون أيضا إمكان توجيه ضربات قوية إلى التنظيمات السلفية المتشددة داخل الأراضي السورية».

من جهة اخرى اعلن الكرملين ان الرئيس فلاديمير بوتين تحادث امس هاتفيا مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كامرون وبحثا الوضع في سورية. وكان كامرون قطع إجازته كي يترأس اجتماعاً للجنة الأزمات (كوبرا) اليوم، واكد على ضرورة القيام بـ «رد جدي» على الهجوم الكيماوي. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعتبر في وقت سابق أمس، أن «من الممكن» الرد من دون إجماع كامل في مجلس الأمن، لكنه رفض إطلاق «تكهنات» حول سبل التحرك التي تدرسها دول غربية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه لم يُتخذ قرار بعد في شأن التدخل العسكري في سورية. واضاف «الواضح الآن بفضل الروايات الواردة، هو وقوع ما أصفه بأنه مذبحة كيماوية. ومن الواضح أيضاً أن هذه المذبحة جاءت من ناحية نظام بشار الأسد. ويجب أن يكون هناك رد متناسب وعمل بتصميم وهدوء، وهذا ما سيتم تقريره خلال الأيام القليلة المقبلة».

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لصحيفة «ميلييت» أمس، إنه «ينبغي أن تتخذ الأمم المتحدة قراراً حول عقوبات. لقد فضلنا على الدوام تحركاً تحت غطاء الأمم المتحدة ومع المجموعة الدولية. وإذا لم يُتخذ مثل هذا القرار هناك خيارات أخرى على الطاولة». وشدد الوزير التركي على أن «نحو 36 أو 37 دولة تناقش هذه الخيارات».

وأكد وزير الخارجية الروسي لافروف أن بلاده «لن تدخل في حرب ضد أحد» إذا تبنى الغرب الخيار العسكري في سورية. لكنه قال إن شن عمليات عسكرية خارج مجلس الأمن «مخالفة جسيمة للقانون الدولي وتداعياتها جربت في العراق وليبيا»، وعبر عن قناعة بأن «إطاحة النظام السوري لن تنهي الحرب الأهلية في هذا البلد». وكان لافروف حذّر في حديث هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري قبل أقل من 24 ساعة من «عواقب وخيمة» قد تسفر عن التصعيد العسكري في سورية. ونقلت وكالة انباء «تاس» عن مصدر بوزارة الدفاع، أن موسكو لم تضع خططا لتعزيز تواجد سفنها الحربية في البحر المتوسط على خلفية تصاعد التوتر حول سورية. كما لم تنظر في إمكان إجلاء الخبراء الروس العاملين في قاعدة طرطوس حيث تحتفظ موسكو بمركز صيانة وتموين للسفن.

وفي نيويورك، أكدت الأمم المتحدة أن لجنة التحقيق ستواصل أعمالها اليوم في الغوطتين «بعد جمعها عينات ومعلومات مهمة أمس خلال زيارة مستشفيين ومعاينة ضحايا رغم تعرض إحدى سياراتها للقنص». وقال مصدر ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن «المعلومات تؤكد أن أسلحة كيماوية استخدمت بالفعل في الهجمات الأخيرة في الغوطة ولسنا في حاجة الى انتظار نتائج عمل لجنة التحقيق للبت في ما إن كانت تلك الأسلحة قد استخدمت أم لا». وحمل المصدر نفسه «النظام السوري مسؤولية عرقلة وصول المحققين الدوليين الى المواقع التي تعرضت للقصف لمدة خمسة أيام ومحاولة طمس معالم الجريمة من خلال القصف الثقيل والمركز على تلك المواقع بهدف تدمير الأدلة». وقال ديبلوماسيون إن «اللجنة ستقدم تقريراً بنتائج تحقيقاتها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في أسرع وقت بعد انتهاء تحليل العينات التي جمعتها وهو ما يتطلب التحضير للمرحلة المقبلة لتحديد الجهة المسؤولة عن استخدام أسلحة كيماوية ومحاسبتها». ودان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «ما قامت به ميليشيات اللجان الشعبية التابعة لنظام الأسد (...) باستهداف سيارات تقل طاقم اللجنة الأممية برصاص القناصة، لتخويفها ومنعها من رصد الحقيقة التي ستثبت ارتكاب نظام الأسد جرائم ضد الإنسانية». ورفض مسؤولون في «الائتلاف» التحدث عن امكان عقد مؤتمر جنيف 2، وأكدوا على ضرورة معاقبة «بشار الكيماوي» وبعد ذلك نتحدث عن جنيف». وقال رئيس «الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي» عبد الحميد درويش لـ «الحياة» ان محادثات بين «المجلس الوطني الكردي» بزعامة عبدالحكيم بشار و»الائتلاف الوطني السوري» المعارض بزعامة احمد الجربا أسفرت عن اتفاق اولي، تضمن الاعتراف بالحقوق الدستورية للشعب الكردي واطلاق اسم «الجمهورية السورية» بدلاً من «الجمهورية العربية السورية».

ميدانيا، قطع مقاتلو المعارضة طريق الامداد الوحيدة لقوات النظام الى محافظة حلب، بسيطرتهم امس على بلدة خناصر الاستراتيجية شرق حلب، بعد معارك ادت الى مقتل 53 عنصرا نظاميا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي تحدث عن مقتل قائد «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام. اعتبر الشيخ الغريب ميشال سماحة الثاني  27/08/2013

 

ضاهر لـ"السياسة": لبنان بعين الاستهداف الإيراني -السوري - الحزب اللاوي

 بيروت - "السياسة":  اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر في اتصال مع "السياسة" أن لبنان بات في عين الاستهداف الإيراني - السوري - الحزب اللاوي, وهذه التهديدات لم تعد تخفى على أحد, مذكراً بالتهديدات التي سبق للرئيس السوري بشار الأسد أن أطلقها في بداية الأحداث السورية, والقول بأن الحرب في سورية ستكون لها ارتدادات على المنطقة العربية كلها. وأشار إلى أن ما يحصل في لبنان تأكيد على جدية تلك التهديدات المدعومة من المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي الذي أعلن أكثر من مرة أن إيران لن تسمح بإسقاط النظام السوري. وهذا ما يفعله "حزب الله" من خلال تورطه في الدفاع عن النظام المجرم وقتل الشعب السوري ومنع تشكيل حكومة حيادية. وتساءل "كيف يمكننا أن نقبل بحكومة يشارك فيها حزب موضوع على لائحة الإرهاب ومتهم بعدد من العمليات التي حصلت في العالم, إضافة إلى قيامه باغتيال كبار الشخصيات اللبنانية وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري?". ولفت إلى أن "حزب الله" عودنا على القتل وزرع الخلايا التآمرية في كل العالم العربي وفي الداخل يملك العديد من الأذرع الأمنية تحت عنوان "سراي المقاومة" وغيرها. وأضاف ضاهر "إننا نواجه حزب الله في لبنان ونواجه أكبر مشروع إقليمي في المنطقة يعتمد على سياسة مجرمة تريد العبث بأمن المنطقة, ولبنان جزء منها, وهذا الحزب ينفذ أوامر الولي الفقيه الإيراني على حساب لبنان وإضعافه وتدمير اقتصاده وتعطيل المؤسسات الدستورية, بدءاً من الحكومة وصولاً إلى رئاسة الجمهورية ويرتكب المجازر تحت حجة ضرب التكفيريين وهو أول تكفيري في المنطقة وفي العالم". وفي مسألة توقيف الشيخ أحمد الغريب للاشتباه به, أوضح ضاهر أن الشيخ الغريب يدعى أحمد العياش والملقب بأحمد الغريب وهو مرتبط ارتباطاً عضوياً ب¯"حزب الله" والنظام السوري, وهو جزء من هذا المشروع التآمري على أهل السنة. وإن هواه وميوله إيرانية-سورية ومعروف بخطه السياسي, واصفاً إياه بميشال سماحة الثاني وهو ليس برجل دين, إلا من خلال المظهر الخارجي فقط ويبدو أنه مرتبط أمنياً بالمخابرات السورية وب¯"حزب الله" ويعمل بهذا المجال لا أكثر ولا أقل.

 

«الملف الكيماوي» يضع سورية بين «نموذج كوسوفو» و«ثعلب الصحراء»

لندن - ابراهيم حميدي/الحياة

وضع «الملف الكيماوي» سورية أمام خيار الضربات الجوية بين سيناريو «خيار كوسوفر» للوصول الى «دايتون سوري»، وعملية «ثعلب الصحراء» في العراق العام 1998، بحيث ترمي الاتصالات الجارية بين الدول الكبرى وحلفائها الاقليميين لتحديد «بوصلة القيادة السياسية» في الفترة المقبلة بعدما حُسم الامر باتجاه «فرض الاجندة» على النظام السوري انطلاقاً من «الدينامية الجديدة».

وقال مسؤول غربي رفيع المستوى لـ «الحياة» أمس: «لم يعد مهماً من استعمل الكيماوي في الغوطتين الغربية والشرقية. المهم انه اُستعمل، وهذا يتعلق بأمن المنطقة والعالم، ولا بد من الرد على ذلك»، لافتاً الى ان الدول الكبرى «ستفرض الاجندة» على النظام السوري و»لن تسمح له فرضها كما حصل سابقاً». وبعد وقوع مجزرة الغوطتين الاربعاء الماضي، كان الرد الاميركي الاولي «مائعاً» بالحديث عن «عدم وجود تأكيدات» لاستخدام السلاح الكيماوي وان لا «خطوط حمر» لدى ادارة الرئيس باراك اوباما الذي كلف اجهزة الاستخبارات التحقق بالموضوع، اضافة الى اتصال وزير الخارجية جون كيري بنظيره السوري وليد المعلم.

ورأت مصادر مطلعة ان هذا الاتصال «حمّال اوجه» بين اعتباره مشابهاً للقاء وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر في بداية 1991 مع طارق عزيز الذي تضمن «الانذار الاخير» للرئيس الراحل صدام حسين قبل الحرب، بحيث انه كان الانذار الاخير للرئيس السوري بشار الاسد قبل التصعيد العسكري، وبين الحديث عن ضرورة التركيز على «مضمون الاتصال» مع وزير في نظام كان الرئيس اوباما اعتبره «غير شرعي».

وكانت دمشق نفت استخدام «الكيماوي» وسمحت لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة الغوطتين. وقال المسؤول الغربي: «ان تصعيداً ظهر بعد ضغوطات في اميركا ومن حلفائها الاقليميين ومن الامم المتحدة، والتأكيد لاوباما ان الامر بات يتعلق بصدقية أميركا ككل ودورها والامن الاقليمي والدولي، الامر الذي دفع اوباما الى التفكير جدياً بالخيار العسكري واعتبار ذلك يمس جوهر المصلحة القومية لأميركا».

ولاحظ مسؤول غربي آخر ثلاثة تطورات:

الاول، التغير الكبير في موقف الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يريد دوراً قياديا وألا يسجل التاريخ انه كان شاهداً على مجازر كبرى.

الثاني، تحول في موقف وسائل الاعلام الغربية الكبرى من التركيز على «الجهاديين» و»تشتت المعارضة» في الصراع السوري الى المشاهد الدموية وضحايا المجزرتين.

الثالث، تجاوز جزء من الانقسام داخل المؤسسات الامنية والعسكرية والسياسية والتشريعية في كل من اميركا وبريطانيا وفرنسا، حيث بدا واضحاً انتقال نواب ومسؤولين من ضفة معارضة التدخل العسكري الى الحديث عن «ضرورة معاقبة النظام السوري».

واوضح المسؤول الغربي «ان الاتصالات البريطانية - الفرنسية - الاميركية مع الحلفاء الاقليميين، اسفرت عن الاتفاق على ضرورة «فرض الاجندة السياسية على النظام السوري، ووضعه في خانة ردة الفعل وليس المبادرة والبناء على الدينامية التي انطلقت من فتح الملف الكيماوي»، مشيراً الى حديث قادة الدول الكبرى عن «أدلة تؤكد مسؤولية النظام عن الهجوم الكيماوي». وقال ان «قرار الرد العسكري اتخذ، وان النقاشات تتناول الآن حجمه وموعده واهدافه النهائية، وما اذا كان سيكون هناك مسار سياسي بعد ام انه فقط مسار عسكري».

واضافة الى لقاء رؤساء أركان الجيوش في الدول الكبرى ودول اقليمية الذي بدأ في الاردن امس، انطلق بالتوازي معه لقاء «مجموعة لندن» في اسطنبول يوم امس، بمشاركة كبار موظفي الدول الاساسية الـ 11 في «مجموعة اصدقاء سورية». وقال مصدر ان اتصالات تجرى لاحتمال عقد اجتماع على المستوى الوزاري لهذه المجموعة في لندن، بالتزامن مع زيارة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا العاصمة البريطانية في 4 و5 الشهر المقبل بعد زيارته برلين في 3 و4 من الشهر ذاته. وتسبق هذا الاتصالات اجتماعات الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» يومي 11 و12 من الشهر المقبل والهيئة العامة يومي 14 و15 منه.

واوضح معارض بارز ان مسؤولي دول اتصلوا بقادة «الجيش الحر» للبحث في الاهداف العسكرية المحتمل توجيه الضربات العسكرية اليها من مدمرات في البحر الابيض المتوسط، وهي تشمل في شكل رئيسي مواقع منصات الصواريخ والقدرات الجوية و»مراكز التحكم والقيادة»،

وقال مسؤول غربي ان احتمالات التدخل الغربي تقع بين خياري «كوسوفو» في آذار (مارس) 1999 للوصول الى «اتفاق دايتون سوري» مماثل للاتفاق الذي أُنجز بين اطراف النزاع في البوسنة والهرسك في نهاية 1995 وبين عملية «ثعلب الصحراء» التي شنت لبضعة ايام على العراق في نهاية 1998.

واوضح المسؤول ان المسارين، يختلفان في هدف «الضربة» وليس في سبل تنفيذها عبر صواريخ، موضحاً ان السؤال الراهن يتناول ما اذا كان الهدف هو فرض «دايتون سوري» عبر دفع الاطراف السورية من عسكريين وسياسيين للوصول الى اتفاق على «مرحلة اننقالية» في مؤتمر «جنيف -2»، وهو الامر الذي تدفع نحوه بعض الدول الاقليمية والغربية، وبين نموذج «ثعلب الصحراء» الذي يرمي الى الضغط للقيام بعمليات تفتيش على السلاح الكيماوي ونقل الملف الى مجلس الامن عبر جولات من التفتيش كما حصل في العراق في التسعينات، لاصدار قرار دولي لـ»تفكيك الكيماوي وفرض عقوبات على النظام السوري وتحويل المتورطين الى محكمة الجنايات الدولية». وتساءل المسؤول «هل ستسير الامور نحو التدخل من خارج مجلس الامن وتصاعد المواجهة الروسية - الاميركية، ام ان الضربات تشكل ضغطاً للإبقاء على التعاون بين الدولتين الكبرييين؟»، في حين قال مسؤول آخر ان شن ضربات جوية يعني بداية تشكيل تحالف دولي من خارج مجلس الامن، ذلك ان اكثر من 35 دولة كبرى واقليمية أبدت «استعداداً» للدخول في تحالف كهذا عبر تشكيل «تحالف الراغبين» انطلاقاً من مبدأ «المسؤولية في حماية» المدنيين، الذي اعتمد في الامم المتحدة في العام 2005.

 

الراعي: اللبنانيون يدفعون ثمن الانقسامات

المستقبل/رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أن "كل اللبنانيين يدفعون ثمن الانقسامات على المستوى الاجتماعي والمآسي الاقتصادية والإنمائية وعلى كل المستويات"، داعياً الى "التفاهم والحوار والتصارح والتصالح، وإلا فإن الثمن الذي سندفعه غالٍ جداً"، معتبراً أن "السياسيين لو التقوا وتفاهموا، لما حصلت تفجيرات الضاحية الجنوبية وطرابلس". وأشار أثناء تقديم التغازي بضحايا التفجيرات في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أمس، إلى أن "التفجير الذي حصل في 15 آب في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية وتفجيري طرابلس يوم الجمعة الماضي، أصاب كل لبنان، وقال: "إننا عائلة واحدة وما يصيب جزء منها يصيب الكل". وأكد "تعاطفه وتعاونه وتصامنه مع الجميع". قال: "أريد أن تكون زيارتي اليوم للرجاء وليس فقط للعزاء بضحايا التفجيرات، فلا شيء يمكنه تعويض خسائر التفجيرات، إلا إذا قام أصحاب السلطة والأفرقاء، فعلاً بحركة تكون على مستوى الدماء التي سقطت وعلى مستوى الثمن الغالي الذي دفع". وفي نشاطه، التقى الراعي في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان وفداً من لقاء سيدة الجبل الذي ضم النائبين السابقين سمير فرنجية وصلاح حنين وأمين سر اللقاء بهجت سلامة. وأوضح فرنجية بعد اللقاء أن "الزيارة تأتي تكملة لزيارة سابقة في إطار التشاور في المبادرات المطروحة لمنع تجدد الحرب الأهلية في لبنان، وكانت مناسبة هنأنا خلالها غبطته على زيارته طرابلس، ما ساعد في بلسمة الجراح وتخفيف التشنجات وتجاوز آثار المحنة التي حلت بعاصمة الشمال. ونحن نأمل من حركة المشاورات المستمرة من قبل جميع الأطراف بالخروج بشيء يساعد في حلحلة الأوضاع". وأشار إلى أن "المسيحيين بكل أحزابهم وانتماءاتهم يوافقون على عقد لقاء تحت سقف بكركي والأجواء جيدة، وربما يكون موعد اللقاء الموسع قريباً". وتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس المكلف تمام سلام تداولا خلاله في مسألة تشكيل الحكومة الجديدة وفي الأوضاع الراهنة على الساحة اللبنانية. وقد شكر الرئيس المكلف للبطريرك الراعي زيارته طرابلس، مقدراً الدور الوطني الكبير الذي يلعبه البطريرك الراعي ومواقفه الوطنية الصادقة والمخلصة التي تعبر عما في نفوس جميع اللبنانيين. ورأس اجتماع المجمع الدائم للبطريركية المارونية الذي يضم المطارنة: بولس مطر، شكرالله الحاج، حنا علوان ومنصور حبيقة. وشارك في جانب من الاجتماع الوزير السابق ابراهيم الضاهر والمونسنيور سعيد سعيد والقيم البطريركي في بكركي المونسنيور جوزف البواري.

 

المناطق المسيحية".. حيث الخوف يتمدّد ويوحّد اللبنانيين

كارلا خطار/المستقبل

قد تكون طرابلس بعيدة عن الأشرفية مثلاً. لكن مخاوف أبناء الأشرفية وطرابلس متقاربة. وقد "يدقّ الخطر عَ البواب" في أي وقت، في أي منطقة مسيحية، من المتن الى بعبدا. وقد يقول قائل بأن المسيحيين مرتاحون وبعيدون كل البعد عن الفتنة التي تحاك للإيقاع بين السنة والشيعة. لكن جولة سريعة في الشارع المسيحي تكفي للاستنتاج بأن الخوف وحّد اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، خصوصاً وأن المناطق ما عادت مطبوعة بلون واحد كما كانت في السابق. تبدّل اللبنانيون فتغيّر نبض الشارع، من حركة السير الى المواقف، الى عدد المستهلكين. فالقدرة الشرائية لم تعد محصورة بالمستوى المعيشي أو بالراتب المحدود، إنما أيضاً بخطورة ارتياد الأسواق والمجمّعات التجارية. وإن كان لا بدّ من ذكر ناحية إيجابية واحدة، وسط سواد الأجواء والقلوب، فإن سرعة المواصلات وحدها التي "تفشّ خلق" المواطن.. 15 دقيقة فقط تستغرق الرحلة من عين الرمانة مثلاً الى سوق البوشرية، هناك حيث دمّر تفجير سابق أحد الأبنية في أول السوق. ويتفنّن اللبناني في تفسير التفجير، ويستبق الأمور بالتكهّن لمكان وقوعه والتوقيت، لكنه يعود ليقاطع نفسه قائلاً: "الله وحدو بيعرف". صحيح. فمن كان يعرف بأن الحقد والبغض قد يحملان إنساناً على زرع متفجرات على بعد أمتار من جامعين في طرابلس ليقتل مؤمنين ومصلّين، اختاروا درب الله بالتقوى، بينما آخرون اختاروا طريق القتل والدمار والخراب والفتن.

ولا ينكر المسيحيون بأن خوفهم تضاعف بعد استهداف المساجد، لأن هناك من "بشّر" بتفجيرات في المساجد والكنائس، وهناك أيضاً من رفض حصر التفجيرات بمنطقة معيّنة وهدّد بأنها ستتمدّد الى مناطق أخرى. في كل الأحوال، فإن استهداف المسلم في لبنان هو استهداف للمسيحي منذ أن قررا أن يتشاركا الحيّ ذاته والمبنى نفسه، ومنذ أن اتّحد الصليب مع الهلال وحمل المواطنون الإنجيل الى جانب القرآن. حال المسيحيين في هذا البلد من حال مسلميه، ومصيرهما واحد ومشترك. الخوف يسيطر... لكن المغامرة ليست مرجلة والمخاطرة لا تجعل من المواطن "قبضاي"...

فمنذ تفجيري طرابلس، توالت الأحداث وتواترت الأخبار عن سيارات محتمل أن تكون مفخخة، وجاءت النتائج مختلفة بحسب ما يصدر عن السلطات المختصة. وأن يعرف اللبنانيون بأن السيارة خالية من أي مواد متفجّرة، فهذا لا يطمئنهم ولا يعيد إليهم حياتهم الطبيعية ولا يبعد عنهم الخوف والفزع اللذين بلغا حدّ الهوس! "الله يبعد عنا ولاد الحرام" يرددون, ويعقّبون "فترة وبتمرق". لكن ما أثار خوف أبناء عين الرمانة تحديداً هي السيارة التي وجدت قرب ثكنة قاصارجيان وفي داخلها إيرانيان بحوزتهما خرائط، فألقي القبض على أحدهما من دون أن يعرف القاطنون هناك شيئاً عن مصير الثاني، كما لم يعرفوا ما آلت إليه التحقيقات مع الأول، وعمّا كانا ينويان فعله.

ويحلل شربل الموقف قائلاً: "إن كانت السيارة وُجدت قرب ثكنة صربا مفخخة كما تمّ التوضيح، فلا بدّ من أن هناك العديد من السيارات التي أعدّت لتفجيرها قرب الثكنات، خصوصاً وأن السلطات المعنية ضبطت منذ أشهر سيارة قرب مركز الدفاع المدني الى جانب مركز للجيش". وتقول جارته نوال بأن "أخباراً أشيعت منذ فترة بأن سيارات عدة كانت مركونة الى جانب مدرسة الحكمة، ونحن نطلب من القوى الأمنية المعنية أن تؤكد الأخبار أو تنفيها رسمياً وليس عبر الإعلام، حتى نعرف مستوى الخطر الذي بلغناه".

وفي فرن الشباك، لا يختلف الوضع، لا بل إن القصة تزداد تعقيداً، فهي مزيج من المشاكل الأمنية والاجتماعية والاقتصادية التي اجتمعت كلّها فمنعت المواطنين من زيارة السوق فتراجعت نسبة المبيعات. أولغا قصدت فرن الشباك آتية من منطقة عين الرمانة. وتقول عن غرض زيارتها للسوق بأنها ما كانت لتخرج من المنزل لولا أنها كانت على موعد مع مدير إحدى الشركات في السوق لأنها تبحث عن عمل. وتشرح قائلة: "رفضت كل فرص العمل التي وجدتها لأنها بعيدة عن منزلي ومنها فرصة لا تعوّض في إحدى الشركات في مطار بيروت، وأنا أحسب حساباً للهروب في حال وقع أي خطر". وتعلّق ممازحة: "في هذه الظروف، أتجنّب أن أقصد الدكان قرب منزلي. لا أحد يعرف موعد التفجيرات ولا إذا كان الهدف من السيارات التي عاينتها السلطات زرع التفجيرات أم أنها فقط لإلهاء الناس عن مناطق ثم تفجير أهداف أخرى".

من فرن الشباك الى منطقة الأشرفية التي حضنت اللواء الشهيد وسام الحسن وعدداً من أبنائها. الزحمة هي هي حتى تكاد في بعض الأحيان تطغى على الخوف لأسباب عدة منها بأنه سيكون من الغباء استهداف المنطقة نفسها مرتين، لكن هذه الفرضية تنفيها ريتا التي تقطن منذ سنوات قرب مستشفى أوتيل ديو قائلة: "لا يمكننا استبعاد أي فرضية خصوصاً وأن الأشرفية هي نقطة وصل بين مناطق عدة وفيها أحد أهم مراكز قوى الأمن الداخلي في بيروت، لكننا نعتمد على المسؤولين الذي يحترمون مواقعهم ولا يسمحون لأنفسهم بتهديد الآمنين والمؤمنين".

ويغوص شارلي، من جهته، في تفاصيل الحبكة حتى ليحسب المستمع بأنه يجالس تحرّياً أو مخبراً! يقول: "منذ العام 2005 اعتدت على مراقبة الداخلين والخارجين الى الحيّ حيث أسكن وحيث أعمل أيضاً، وهو جزء من عملي اليومي. وهذا ما يقوم به غالبية شباب الأشرفية في غياب الدولة. يكفي أن مراقبة الوجوه والسيارات تبقيني على قيد الحياة لأن هناك من يريد وضع حدّ لحياتنا بعبوة مليئة بالحقد". ولا ينكر شارلي بأن هناك أماكن عدة يتجنّبها اليوم أبناء الأشرفية كأحد المجمّعات التجارية في المنطقة، وساحة ساسين والجمّيزة". ويتابع: "وحده الله يحمينا ونحن لا نطلب من الدولة سوى أن تكون قوية وقادرة على بسط سلطتها ونرفض الأمن الذاتي.. لكن من يحمينا؟!".

من الأشرفية الى منطقة السبتية في المتن حيث تقام مهرجانات بعلبك، وتقفل المداخل والمخارج المؤدية الى مستشفى بيطار، فالمدارس باتت تستخدم مواقف سيارات. وعلى الرغم من أن قوى الأمن منتشرة وهناك من يفتّش السيارات ويتفحّصها، إلا أن أبناء المنطقة متخوّفون من أن يركن أحدهم سيارة مفخخة وسط المنازل من دون أن يتنبّه أحد. وتقول ماري بأنها كانت في زيارة لأحد المجمّعات التجارية في الضبيه منذ أيام، حين لاحظت أن الكل يهرع الى مكان الخروج، وحين سألت قيل لها بأن القوى الأمنية تعاين سيارة مفخخة في الخارج، ولم يصدر أي توضيح في هذا الخصوص عن القوى الأمنية".

ويقول إيلي بأن "أكثر ما يثير الخوف في المنطقة قربها من منطقة الفنار وما يعرف فيها بالزعيترية". وقال بأنه يتجنّب "تلك المنطقة بالإضافة الى زحلة". ويشعر بأنه مأسور لأنه اعتاد أن يزور في كل نهاية أسبوع منطقة في لبنان مع زوجته ستيفاني. ويضيف: "الحيّ حيث نسكن يحافظ على حركته الطبيعية، وألاحظ بأن كثراً باتوا يلازمون المنزل حتى لم نعد نجد مكاناً لركن السيارة على الرغم من أنه فصل الصيف!".

 

"الصدق" الروسي!

علي نون/ المستقبل

ربّما تكون الجملة الصادقة الوحيدة التي نطق بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ اندلاع الثورة السورية: "روسيا لن تنخرط في حرب ضدّ أحد في حال التدخّل الغربي في سوريا".. والأرجح أنّ صدقه هنا لم يكن خياراً بقدر ما كان ضرورة لتلطيف الواقع القائل إنّ موسكو (مثل إيران بالمناسبة) ليست مستعدة لأن "تقاتل" مباشرة دفاعاً عن الأسد ولن تفتح حرباً مع دول الغرب وحلف الأطلسي (ولم يسبق أن فعلت ذلك) لا من أجله ولا من أجل غيره ولا من أجل كاسترو قبله!وبالاذن من منظّري الممانعة الأسدية وتخريصاتهم التي راحت في الوهم وصولاً إلى "محور البريكس" (مَن يتذكر؟) فإنّ موقف موسكو من الوضع السوري أساساً، جاء نتيجة حسابات مصالح خاصة بها وليس لأنّها تعتبر نظام "البعث" بديلاً من "نظام لينين" الذي هرّ في ليلة لا ضوء قمر فيها! وفي ذلك الاحتكام إلى حسابات المصالح، لا تستوي المقارنة، وبأي منطق، بين العلاقات مع أوروبا والغرب وتلك القائمة مع الأسد وبطانته، فكيف الحال بحديث الحرب؟!.. حدود المناورة الروسية من أساسها لم ترسمها موسكو، بل واشنطن: عدم وجود قرار أميركي بالتدخّل في الوضع السوري هو مَن سمح للدبّ الروسي بأن يمدّ يديه إلى خارج صحنه! والإيحاء مجدداً بأنّ زمن الحرب الباردة عاد بحرارة! وأنّ الرفيق لينين عاد من غربته، وأنّ أحفاد ملهمه كارل ماركس تخلّوا عن "لجوئهم الفكري" إلى معسكر آدم سميث وعادوا إلى "الحتمية التاريخية" التي يحملها الصراع الطبقي إياه!

وأكثر من ذلك، حتى في ذروة الحرب الباردة بين الغرب من جهة و"المعسكر الاشتراكي وعلى رأسه الاتحاد السوفياتي العظيم" من جهة ثانية، لم تحصل المواجهة المباشرة ولا مرّة في التاريخ!.. حصلت مع بدايات الثورة البلشفية خلال الحرب العالمية الأولى مواجهات مع دول غرب أوروبا جاءت استكمالاً للحرب التي كان نظام القيصر منخرطاً فيها، وردّاً على الثورة عليه وحصاراً لها، وفي تلك المواجهة كانت معاهدة "بريست ليتوفسك" التي أنهتها، وصمة عار في ملف "ثورة العمال والفلاحين المظفرة".. معاهدة كانت في حقيقتها استسلاماً وإذعاناً أكثر من كونها تسوية، خصوصاً وأنّ البلاشفة تخلّوا بموجبها عن أجزاء واسعة من الامبراطورية.. والأهم من ذلك أنّهم تخلوا عن طموحات بعض قادتهم بتصدير الثورة، قبل أن يتخلوا عن صاحب ذلك الطموح "الرفيق تروتسكي" ويرسلوه إلى المنفى وصولاً إلى المكسيك، حيث تكفّل به "الرفيق ستالين" أخيراً على طريقته المألوفة!

.. بل أكثر من ذلك وفوقه، فإنّ موسكو في كل تاريخ النزاع العربي الإسرائيلي لم تطلق رصاصة واحدة مباشرة مع العرب ضدّ أعدائهم. ولا طلقة! بل إنّ المفارقة العجيبة تكمن في أنّ العرب خسروا أرضهم في ذلك النزاع (بعد النكبة) في عزّ قوّة "الاتحاد السوفياتي" ومنظومته الملحقة به، وفي ذروة تحالفهم معهما، ولم يسترجعوا شبراً واحداً إلاّ بعد انهيار تلك المنظومة وانتهاء الحرب الباردة دفعة واحدة!

الجملة الصادقة التي قالها لافروف، قالها مُكرهاً.. لكنه قالها، في حين أنّ الأمر ذاته ينسحب على الموقف الإيراني، فمتى يُعلن؟ وهل من ضرورة لذلك أصلاً؟!