المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 19 آب/2013

عناوين النشرة

*رسالة أفسس الفصل 05/من 01حتى20/الحياة في النور

*مصر لا تركع/أحمد الجارالله/السياسة

*شكرا لكم يا أقباط مصر/أحمد الجارالله/السياسة

*السيسي: العنف لن يركع الدولة ولن نسكت أمام تدمير البلاد/لم نغدر أو نخن أو نكد والشرعية ملك للشعب ومصر تتسع للجميع" 

*الإخوان المسلمين" ليسوا أصدقاء للديمقراطية/جون بولتون/السياسة

*مصر لا تركع/أحمد الجارالله/السياسة

*حركة تمرد لأوباما: خذوا مساعداتكم واذهبوا إلى الجحيم

*الطيب لـ "الإخوان": الشرعية لاتكتسب بإراقة الدماء

*الأمن الداخلي ينفي تفكيك سيارة مفخخة قرب منزل المدير العام ابراهيم بصبوص

*الابرهيمي: مسؤولية خطيرة لـ"حزب الله" في الانخراط في سوريا

*شعبة المعلومات في دائرة التهديد./طارق نجم/موقع 14 آذار

*حزب الله" خسر معركته "الاستباقية"!

*مقتل القيادي حسام علي نسر الملقب ب "أمين من حزب الله في سورية

*حادثة لاسا على لسان أحد أبنائها توقيف مسلحَين تلاه رصاص على حاجز الجيش وقطع طريق فمفاوضات

*الحل: الانسحاب من سوريا وتسليم السلاح/علي حمادة /النهار

*نصرالله: الشيعة فداء الأسد!/احمد عياش/النهار

*هل يمتلك نصر الله شجاعة قتال أبطال الشام /داود البصري/السياسة

*المتحالفون في سوريا متناقضون في مصر وأميركا مربكة عدائية غربية تجاه التحول المصري تساهم في الفوضى/روزانا بومنصف/النهار

*بندُ وحيد: كيف نوقف القتل!/سمير منصور/النهار

*ضاهر لـ"السياسة": نحذر من مؤامرة ضد عرسال

*المعارضة السورية: "نصرالله يقود ميليشياته التكفيرية إلى محرقة"

*نديم الجميل يحمّله مسؤولية التفجيرات

*قوى الأمن: الموقوفون الثلاثة في قضية خطف الطيارين بصحة جيدة ومن يريد زيارتهم عليه الاستحصال على اذن

*سقوط 3 صواريخ على الهرمل وآخر في محيط القاع

*قوى الأمن نفت تعرض محمد صالح للضرب: التحقيقات مع الموقوفين الثلاثة جرت وفقا للقوانين والأنظمة المرعية الاجراء وأيا منهم لم يصب بأذى

*بيان لقوى الأمن حول سيارة الناعمة: بين المواد المضبوطة فيها 5 كلغ من مادة متفجرة مجهولة النوع يجري العمل على تحليلها

*ميشال معوض: لتشغيل مطار رينه معوض في القليعات لحماية اللبنانيين شعار نصرالله بالقتال في سوريا لحماية لبنان وظهر المقاومة سقط

*على مسؤوليتي مع الدكتور رضوان السيد

*يزبك: على البيئة التي تحتضن المجرمين أن تلفظهم كي نعيش معا

*يزبك مستقبلا مفتي بعلبك: واجبنا أن نكون معا للقضاء على الفتنة الرفاعي: المطلوب عدم السماح بتحقيق الأهداف المتوخاة من وراء التفجير

*محمد رعد: السبيل الوحيد لتشكيل الحكومة هو سبيل الوحدة الوطنية لا خيار يدفع العدوان عن لبنان أو يكف التهديدات عنه سوى خيار المقاومة

*دو فريج: نحن مع محاربة التكفيريين قبل حزب الله والحزب يحارب في سوريا باسم مشروعه المذهبي وليس باسم الوطن

*القواس: السعودية أصل البلاء في الأمة

*حفل زفاف في ساحة الانفجار وسط شارع الرويس

*وهاب يبشّر: سليمان أعطى الارضية الصالحة للتفجيرات وغدا دور المسيحيين والسّنّة واليونفيل

*الجوزو: لا يوجد لبناني واحد يوافق على استهداف الضاحية

*شهيب: الحوار يحفظ البلد وأي حكومة أفضل من الفراغ عوامل العجز السياسي والانكشاف الأمني أديا الى تفجير الرويس

*كيروز: تفجير الضاحية يدل أن لا احد يحمي لبنان وابناءه الا الدولة وسلاحها

*تهدئة" لا يتواضع لها نصر الله/عبد السلام موسى/ المستقبل

*عائشة أم المؤمنين في الضاحية/محمد السماك/المستقبل

*قياديون في «حزب الله» لـ «الراي»: دهم في برج البراجنة تعقباً لفرضية تفخيخ السيارة في المخيم وخروجها منه

*تحدثوا عن امتلاكهم «بنك أهداف شخصية في البيئة التكفيرية»

*«واشنطن بوست»: الكويت والسعودية وقطر والإمارات ترسل أموالاً إلى مصر أكثر من أميركا

*«الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون كانوا على وشك التوصل إلى تسوية»

*الجوزو: حسن نصرالله من التكفيريين

*تفجير "الرويس": لماذا التعتيم على أسماء القتلى وعددهم؟

*صفقة" عونية مع السعودية للإبتعاد تدريجياً عن حزب الله!/مروان طاهر/الشفاف

*نصر الله يقول: الآتي أعظم/مصطفى علوش/المستقبل

*جنبلاط ألغى مهرجان عاليه: "سيارات ملغومة" كشفتها الأجهزة "بسرعة خارقة"!

*11 قتيلاً جراء استهداف "جبهة النصرة" حواجز وقرى مسيحية بريف حمص 

*مصرع 18 في هجمات لجهاديين على مناطق كردية شمال سورية

*ألمانيا تدعو إلى حماية المسيحيين

*قيادي صدري لـ "السياسة": هدف إيران تهديد الأمن القومي لدول الخليجي  

*خامنئي طلب من "الحرس الثوري" دعم "الإخوان" في مصر عسكرياً

*نقل السلاح عبر البحر الأحمر من اليمن والحدود مع السودان وليبيا وإدخال "القسام" إلى معارك سيناء

*الأزمة السورية.. والمدى المفتوح/ربى كبّارة/المستقبل

*أسئلة اللبنانيين عن الحاضر.. ولا إجابات!/محمد مشموشي/ المستقبل

*التقرير الاسبوعي حول اللاجئين السوريين: أكثر من 7000 نازح إلى لبنان خلال الأسبوع الماضي

*ايران مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية

*الامير الوليد يطرد مدير عام قناة الرسالة بسبب انتمائه لجماعة الاخوان المسلمين

*بان كي مون يندد بالاستخدام المفرط للقوة في مصر

*مقتل عمار نجل مرشد "الإخوان"

*لندن تدين اعمال العنف والهجمات على دور العبادة في مصر

*هل يستفيد الأسد مما يحدث في مصر؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*جعجع لـ"النهار": "حزب الله" قال كلمته الإلهية الإستراتيجية ومشى على بقية اللبنانيين أن يقولوا كلمتهم بالحوار وتشكيل الحكومة/ايلي الحاج/النهار

*بيروت على طريق بغداد/غسان شربل/الحياة

*المسؤولية عن تفجير الضاحية/الياس حرفوش/الحياة

*السيّد لو ذَهَبَ إلى المنازلة... لوحده/وسام سعادة/المستقبل

*موقفان سديدان/"المستقبل" اليوم

*لبنان: الجلسة النيابية غداً مرجحة للتأجيل واستئناف الحوار يخفف الاحتقان المذهبي

*حزب الله» وعنق الزجاجة/عصام عبد الله/جريدة الجمهورية

*مهمّة سلام في «العناية الفائقة»/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*هل الحكومة والحوار يضعان حدّاً للانكشاف الأمني؟/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*قد لا يبقى حجر على حجر... لكنّ «الحزب» باقٍ في سوريا/طونى عيسى/جريدة الجمهورية

*لقاء للسفراء العرب في الديمان في 27 آب

*الراعي من عشقوت: نطالب بحق الدماء البريئة التي أريقت بتأليف حكومة ووضع قانون جديد للانتخاب ودعم الجيش مع رفض الأمن الذاتي والكف عن الاتهامات

*لمراقبة الحدود مع سورية وإحباط مخطط لـ "القاعدة" لنقل ألف مقاتل إلى العراق 

*إيران و"حزب الله" يعرضان على المالكي تزويده بطائرات استطلاع

*المعلومات تجمع على حدوث انفجار هائل في المنطقة وتقارير غربية تحذر من حرب أهلية في لبنان/حميد غريافي: السياسة

*من جريدة السياسة/مقابلة مع النائب مروان حماده/19 آب/13

*من مجلة الشراع/مقابلة مع النائب أحمد فتفت/ما ينتظر لبنان أكبر من 7 أيار وحزب الله يفكر بالاستيلاء على الحكم  

*نبيه بري يلعن الظلام ويضيء بروجكتور/حسن صبرا/الشراع

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة أفسس الفصل 05/من 01حتى20/الحياة في النور

فاقتدوا بالله كأبناء أحباء، وسيروا في المحبة سيرة المسيح الذي أحبنا وضحى بنفسه من أجلنا قربانا وذبيحة لله طيبة الرائحة. أما الزنى والفسق والفجور على أنواعها فلا يليق بالقديسين حتى ذكر أسمائها. لا سفاهة ولا سخافة ولا هزل، فهذا لا يليق بكم، بل التسبيح بحمد الله. فأنتم تعلمون أن الزاني والفاسق والفاجر، وهو عابد أوثان، لا ميراث له في ملكوت المسيح والله. لا يخدعكم أحد بالكلام الباطل، لأن ذلك يسبب غضب الله على أبناء المعصية.

فلا تكونوا لهم شركاء. بالأمس كنتم ظلاما، وأنتم اليوم نور في الرب. فسيروا سيرة أبناء النور، فثمر النور يكون في كل صلاح وتقوى وحق. فتعلموا ما يرضي الرب ، ولا تشاركوا في أعمال الظلام الباطلة، بل الأولى أن تكشفوها. فما يعملونه في الخفية نخجل حتى من ذكره. ولكن كل ما انكشف ظهر في النور، وكل ما ظهر فهو نور. ولذلك قيل: إنهض أيها النائم وقم من بين الأموات يضيء لك المسيح فانتبهوا جيدا كيف تسيرون سيرة العقلاء لا سيرة الجهلاء، واغتنموا الفرصة السانحة، لأن هذه الأيام شر كلها. فلا تكونوا حمقى، بل افهموا ما هي مشيئة الرب. لا تسكروا بالخمرة، ففيها الخلاعة، بل امتلئوا بالروح وتحدثوا بكلام المزامير والتسابيح والأناشيد الروحية. رتلوا وسبحوا للرب من أعماق قلوبكم واحمدوا الله الآب حمدا دائما على كل شيء، باسم ربنا يسوع المسيح.

 

مصر لا تركع

أحمد الجارالله/السياسة

الشعب المصري حسم قراره, وعلى هديه سارت مؤسسات الدولة كافة, الرئاسة الموقتة والحكومة والجيش, فهو شعب ليس قاصرا, ولم تسيره في يوم من الايام مواقف الدول.

هذا ما يجب ان تدركه دول الاتحاد الاوروبي ومن خلفها الولايات المتحدة الاميركية, وبعض العرب, لتتيقن ان مصر ليست جمهورية موز يرعبها بيان صادر من وزارة خارجية هنا او هناك, ولا تصريح لهذا الرئيس او ذاك, فتنهار على إثره الحكومات وتشتعل رؤوس الجنرالات فيقبضون على السلطة, بل هي دولة مؤسسات يصنع قرارها شعبها الذي ثار على الفاشية المتسترة بعباءة الدين, محاولة السطو على ثورته, وسلبه الحكم عبر انتخابات لم يعد خافيا على أحد ما جرى خلالها. المصريون, ومهما تعاظمت المواقف السياسية المشبوهة لمعسكر دعم الارهابيين المتأسلمين, لن يسمحوا بعودة عقارب الساعة الى الوراء, بل هم مستمرون في صناعة مستقبلهم وإعادة بناء مؤسساتهم وفقا لرؤيتهم وحاجاتهم, وليس على قياس مصالح واشنطن او لندن او باريس او أنقرة والدوحة, لهذا على من يركبون موجة البكاء والعويل على سقوط حكم مرشد الارهاب والقتل والاقصاء ان يوفروا دموعهم فلن تفيدهم في شيء. مصر هي صاحبة قرارها شاء من شاء وأبى من أبى, ولن ترهبها محاولات البعض تهديدها بمجلس الأمن الدولي, هذا المجلس العاجز الذي لم يفد سابقا, الشعب الايراني الذي تعرض لواحدة من أبشع مجازر العصر الحديث حين خرج رافضا تزوير انتخابات العام ,2009 بل يومها التزمت تلك الدول الصمت, ما شجع نظام الملالي على المضي في طريق القمع والقتل. هذا المجلس الذي لم يرفع سكين المجازر اليومية عن الشعب العراقي, ولم يمنع ما يتعرض له الشعب السوري من قتل يومي على أيدي قوات الحرس الثوري و"حزب الله", ولا استطاع, قبل كل هذا, ردع اسرائيل عن تهويد القدس والتنكيل بالشعب الفلسطيني طوال العقود الستة الماضية, بل ان قراراته في هذا الشأن لا تساوي عند الاسرائيلي الحبر الذي كتبت فيه, فهل يعتقد مسؤولو تلك الدول ان فرائص الشعب المصري سترتجف حين يهددونه بمجلس الأمن او غيره من المؤسسات الدولية العاجزة? هذا شعب, كما قال وزير دفاعه عبدالفتاح السيسي, هو صاحب الشرعية يمنحها لمن يشاء ويحجبها عمن يشاء. اليوم اتضحت الصورة, وعرف الشعب المصري من يقف الى جانبه ويسانده في قراراته من شعوب ودول كانت في طليعتها غالبية دول "مجلس التعاون" الخليجي التي أيدته ودعمته منذ اللحظة الاولى لاعلانه قراره التاريخي في إنهاء حالة شاذة كادت تودي بمصر الى التقسيم والحروب الاهلية, وبات يعلم أيضا من هي الدول التي تعمل على تقويض استقراره وزعزعة أمنه, فهو لمس لمس اليد ما قاله مدير الاستخبارات الاميركية السابق في العام 2006 عن السعي الاميركي الى زعزعة مصر والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى وإجبارها على الرضوخ للولايات المتحدة, فكان رد هذا الشعب العظيم بحجم التحدي وأسقط المسعى الاميركي, بل هو سيسقط بثباته على موقفه كل مساعي التخريبيين في الداخل والخارج.

 

 

 

شكرا لكم يا أقباط مصر

أحمد الجارالله/السياسة

شكرا يا أقباط مصر، شكرا يا من أحبطتم مخطط الفتنة الاخوانية في أرض الكنانة، فهذا عهدنا بكم منذ الفتح الاسلامي، طلاب وحدة، حماة وطن، مؤمنون بالتعايش الوحدوي بين أبناء الشعب من دون تفرقة، تتعالون على جراح يتسبب بها جهلة متطرفون حاقدون على الانسانية، وليس فقط على من يخالفونهم الرأي. شكرا لك سيادة البابا تواضروس الثاني، فأنت على خطى مار مرقس الذي نشر المسيحية في مصر منذ 1900 عام، تسير في طريقه التي عبّدها بالمحبة والوحدة، بمجاورة المسجد والكنيسة على الايمان بالله الواحد ولهذا معكم نصلي "بحق الإله الواحد الذي نعبده جميعاً من أجل كل مواطن مصري ليكون درعاً لحماية الوطن من كل إرهاب ومن كل عنف"، كما معكم" نصلي من أجل أن يسود الهدوء والسلام بقاع مصر المحروسة في يد الله القوي والقادر والذي لا يعسر عليه أمر".

مرة اخرى تتجلى الصورة المصرية الحقيقية بالموقف البابوي الذي فوت على الفتنويين الفرصة في شق الصف، فالاعتداء على بيوت الله، أيا كانت هويتها هو اعتداء على البشرية جمعاء، ومن يقدم القرابين على مذابح الوطنية برصّ الصفوف، لن يحصد إلا الخير الوفير، وهو خير بشرنا به، أتقياء حملوا رسالة سلام ووطنية صادقة على مر العصور، فكانوا خير حراس لوطنهم.

لقد أدركتم قصد الارهابيين الاخوانيين من حرق الكنائس فقدمتموها قربانا على مذبح وحدة الوطن، ولم تأخذكم حماسة الانتقام ولا الاحساس بالضعف، بل كنتم ومازلتم أقوياء بوطنكم المحتاج اليوم الى أصوات الحكمة والعقل التي تجلت في موقفكم المتنزه عن كل مآرب، غير التشبث بأرض استمدت اسمها منكم، ولم تنزلقوا في لعبة الامم التي تريد جماعة الفسق والقتل والتخريب زج مصر بها عبر استدراج تدخلات خارجية تحت يافطة حماية الاقباط والاقليات، لايمانكم أن الانتماء الى الوطن لا يحتاج الى حماية الخارج الساعي الى تنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه على حساب الدم المصري.

في موقفكم التاريخي هذا وضعتم النقاط على الحروف، وأظهرتم للعالم اجمع ان هدف "الاخوان" ليس وحدة أرض الكنانة، ولا استقرار هبة النيل، إنما التقسيم والخراب والدمار، وهو للاسف ما لم تدركه بعض القوى التي لا تزال ترفع لواء الدفاع عن جماعة إرهابية يزدحم تاريخها بالدم والاغتيالات، وحاضرها مليء بالتآمر والخيانة، ورغم ذلك فان بعض السلطات الغربية والعربية تكيل بعشرات المكاييل، فلا هي تتخذ موقفا أخلاقيا او سياسيا محقا، ولا رأت ما فعلته أيدي عصابة الكذابين القتلة من قتل وتخريب طوال الاشهر الماضية في مصر، بل وقفت ضد العالم، المسيحي والمسلم، المؤيد للشعب المصري في انتفاضته على حكم مرشد التكفير والارهاب، فهل حافظت فرنسا على ثوابت ثورتها في الحرية والعدالة والمساواة، أم كانت بريطانيا في تحيزها الى جانب الآتين من كهوف القرون الوسطى تناصر الديمقراطية، أم أن الولايات المتحدة الاميركية المتأرجحة مواقفها كالزئبق رأت ملايين المصريين الرافضين لتلك الظلامية الارهابية التي حاول "الاخوان" تكريسها، أم كانت قطر تؤيد التضامن والاستقرار حين دعمت وحدها تلك الجماعة؟

واذا كنا لا نستغرب موقف رجب طيب أردوغان لأنه مجبول بالطينة الاخوانية نفسها، إلا أننا نمقت من يدعون أنهم عالم حر مناصر لحقوق الانسان الذين غضوا نظرهم عن المجرزة التي ارتكبها ضد التظاهرات المعارضة له في اسطنبول وأنقرة، واليوم يستنكرون فرض سلطات الدولة الشرعية الأمن وتنفيذ القانون، وتفريق اعتصام بلطجية وإرهابيين عاثوا في مصر فسادا.

لا تفسير لمواقف تلك الدول غير أنها تسعى الى تمكين الجماعات الارهابية من حكم مصر والعالم العربي، تنفيذا للخطة الصهيونية اليهودية القائمة على أساس واحد لا غير، وهو تمزيق العالم العربي الى دويلات ومعسكرات طائفية ومذهبية.

 

السيسي: العنف لن يركع الدولة ولن نسكت أمام تدمير البلاد/لم نغدر أو نخن أو نكد والشرعية ملك للشعب ومصر تتسع للجميع" 

الشعب المصري لن ينسى المواقف الداعمة من السعودية والإمارات والكويت والأردن والبحرين

شرف حماية إرادة الشعب أعز من حكم مصر وليست في سبيل رغبة وسلطان أو إقصاء لأحد

فرص الحلول ضاعت أمام التعنت والصلف للنظام السابق وعدم الاستجابة لأي نصح حقيقي

القاهرة - وكالات: أكد رجل مصر القوي وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي, أمس, أن أعمال العنف "لن تركع الدولة", وأن القوات المسلحة "لن تسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن", داعياً "الإخوان" إلى مراجعة مواقفهم وأن يعوا أن "الشرعية ملك للشعب يمنحها لمن يشاء ويسلبها متى يشاء". وفي كلمة له خلال لقائه رجال المنطقة المركزية بحضور وزير الداخلية محمد إبراهيم وعدد من القيادات الشرطية, شدد السيسي على أن "من يتصور أن العنف سيركع الدولة والمصريين يجب أن يراجع نفسه, وإننا لن نسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن وترويع الآمنين ونقل صورة خطأ للإعلام الغربي بوجود اقتتال داخل الشارع".

ورداً على الاتهامات الموجهة للجيش, أضاف: "إننا جميعاً جيشا وشرطة شرفاء وأوفياء لمصر لم نغدر أو نخن أو نكد, وكنا أمناء في كل شيء وحذرنا من أن الصراع السياسي سيقود مصر للدخول في نفق مظلم, وسيتحول إلى اقتتال وصراع على أساس ديني, وإن ما قمنا به من إجراءات كانت شفافة وأمينة ونزيهة وبمنتهى الفهم والتقدير الدقيق للمواقف والأحداث وانعكاساتها على الأمن القومي".

ووجه رسالة لأنصار النظام السابق مفادها أن "مصر تتسع للجميع وأننا حريصون على كل نقطة دم مصري", وطالبهم بمراجعة مواقفهم الوطنية و"أن يعوا جيدا أن الشرعية ملك للشعب يمنحها لمن يشاء ويسلبها متى يشاء, وأن حماية الدولة ستبقى أمانة في أعناق الجيش والشرطة والشعب المصري". وأكد السيسي أنه لم يتم التنسيق أو التعاون خارجياً مع أي دولة في الشأن المصري و"أن المصلحة العليا للوطن تقتضي وضع مصلحة مصر وأمنها القومي فوق كل اعتبار", وتقدم بـ"الشكر والتقدير لكل من قدم العون لمصر من الأشقاء في السعودية والإمارات والكويت والأردن والبحرين", مؤكداً أن "الشعب المصري لن ينسى لهم ذلك".

ورداً على الاتهامات الموجهة للجيش بأنه يريد الاستيلاء على السلطة, شدد السيسي على أن "شرف حماية إرادة الشعب أعز من حكم مصر, وليست في سبيل رغبة وسلطان أو إقصاء لأحد", مضيفاً "إننا أكثر حرصاً على الإسلام بمفهومه الصحيح الذي لم يكن أبداً أداة للتخويف والترويع والترهيب للآمنين, وإننا سنقف جميعا أمام الله وسيحاسبنا على المهمة المكلفين بها في حماية أمن الوطن والمواطنين", في إشارة إلى جماعة "الإخوان" التي استغلت الإسلام أبشع استغلال للوصول إلى السلطة, وفي محاولة استعادتها بعد سقوط نظامها. وتطرق وزير الدفاع إلى الفرص الضائعة من النظام السابق وأتباعه خلال العام الماضي لتعديل المسار السياسي وإيجاد مساحة من التفاهم بين النظام والقوى السياسية والرأي العام من خلال العديد من المقترحات التي ضاعت أمام التعنت والصلف وعدم الاستجابة لأي نصح حقيقي يخرج البلاد من دائرة الأزمات, مشيراً إلى أن "الاخوان" كانوا يعتقدون بتآمر الجميع عليهم و"أنهم على الحق المبين والباقي على الضلال".  وفي إشارة إلى رفض الرئيس المخلوع محمد مرسي إجراء استفتاء شعبي, قال السيسي: "إن من يقود الدولة ويريد الحفاظ على مصالحها العليا لابد أن يقبل باستفتاء على بقائه أو رفضه من قبل الشعب", متسائلاً "هل الواجب والمسؤولية والأمانة تقتضي سقوط البلاد وتغيير الواقع بالقوة وترويع المواطنين نتيجة تصور خطأ لمفهوم الإفساد والإصلاح في الأرض"?

كما تحدث عن الفرصة التي أعطتها الدولة لـ"الاخوان" لفض اعتصاميهم في رابعة العدوية والنهضة بعدما تحولا بؤرتين لتخزين الأسلحة وقاعدتين لانطلاق الأعمال التخريبية, قائلاً" "إننا أعطينا فرصاً كبيرة للقاصي والداني للمشاركة لإنهاء الأزمة بشكل سلمي كامل ودعوة أتباع النظام السابق للمشاركة في إعادة بناء المسار الديمقراطي والانخراط في العملية السياسية وفقاً لخريطة الطريق بدلاً من المواجهة وتدمير الدولة المصرية".

وأشار إلى أن الدعوة التي وجهها لنزول المواطنين لتفويض القوات المسلحة للتعامل مع الارهاب, "كانت رسالة للعالم والإعلام الخارجي الذي أنكر على ملايين المصريين حرية إرادتهم ورغبتهم الحقيقية في التغيير, ورسالة للآخرين بأن يعدلوا مفاهيمهم وأفكارهم وأن يستجيبوا لإرادة الشعب, وحتى يدرك كل فرد في القوات المسلحة والشرطة حجم الأمانة الملقاة على عاتقهم", مشيداً بالدور الوطني المشرف لرجال القوات المسلحة والشرطة المدنية لتأمين الجبهة الداخلية ومواجهة التحديات الأمنية بكل قوة وثبات وإصرار على حماية الأمن القومي. وأضاف ان حجم التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تمر بها مصر أكبر من قدرة مصر كدولة ولكنها ليست أكبر من قدرات المصريين كشعب ووطن, مؤكداً أن "مصر أمانة في رقبة الجميع ويجب علينا كجيش وشرطة أن نحفظ الأمانة ونحمي مصر وشعبها".

 

الإخوان المسلمين" ليسوا أصدقاء للديمقراطية

جون بولتون/السياسة

 تحركت قوات الامن في مصر بشكل حاسم لازالة مخيمات احتجاج الاخوان المسلمين في القاهرة متسببة في سفك دماء نجمت عن مواجهات يومية بين انصار "الاخوان" والمعارضين, اذ بعد ستة اسابيع على الاطاحة بالرئيس محمد مرسي, لا تزال مصر منقسمة على نفسها بعمق وعنف - والسياسة الاميركية مترددة وغير حاسمة. لكن, مع ان الارتباك او التردد ليسا أمرا جديدا على ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما, فإن هذا ليس المكان المناسب لترتبك فيه هذه الادارة او ترتكب اخطاء ستراتيجية, يجب ان نحدد بالضبط ما اولويات الولايات المتحدة في ضوء اهمية مصر الستراتيجية, وامكانية ممارسة اعمال عدائية يطول امدها هناك بين متقاتلين مسلحين?

من خلال تحديد مصالحنا, يمكننا ان نركز طاقاتنا ومواردنا على النهوض بهذه المصالح بطرق عملية,  وتجنب المناقشات الاكاديمية حول قضايا لا يمكننا ان نؤثر فيها أساساً بشكل ملحوظ. وبسبب محدودية مواردنا, علينا ان نركز اهتمامنا ووقتنا السياسي وقدراتنا الاكثر واقعية على المكان الذي يمكن ان تعمل فيه هذه الامكانات بشكل أفضل.

أولاً: استمرار التزام مصر باتفاقيات "كامب ديفيد" للسلام مع اسرائيل عام 1979 امر ضروري, وكان قرار انور السادات الشجاع بالتفاوض المباشر مع اسرائيل حاسماً, ليس فقط لاعتماد هذه السياسة الاميركية في الشرق الاوسط عموماً, بل ايضا للتحول الكبير في مصر, بعد وفاة الديكتاتور جمال عبدالناصر, والابتعاد عن الاتحاد السوفياتي. تغير ولاء السادات كان بمثابة ثغرة استخدمتها الولايات المتحدة لتقويض نفوذ موسكو الاقليمي الواسع, وكان مؤشراً مبكراً على ان الحرب الباردة كان يمكن كسبها تماماً.

في عام ,1981 اغتال الاخوان المسلمين السادات بسبب مشكلاته معهم, وهو ما يعكس ان جماعة "الاخوان" في ذلك الحين, كما هي الحال اليوم, ازدرت فقط القادة المصريين الذين يسعون الى تحقيق السلام مع اسرائيل, ولو ان مرسي استمر فترة اطول قليلا في مكتب الرئاسة لكان من المرجح ان يلغي اتفاقيات "كامب ديفيد" تماماً. إن الغاء تلك المعاهدة قد يقلص نفوذ الولايات المتحدة في جميع انحاء الشرق الاوسط, ويجدد الفرصة لمناهضة الولايات المتحدة ولمعاداة اسرائيل من متشددين, بالاضافة الى التهديدات التي تتعرض لها الانظمة العربية الصديقة, والتي هي على استعداد للتعايش مع معاهدات السلام المصرية والاردنية مع اسرائيل. لا نخطئ في هذا, فإذا اعتبرت واشنطن معاهدة "كامب ديفيد" مفروغا منها فستختفي وبسرعة. ثانيا: تدير مصر قناة السويس الحيوية اقتصاديا. واذا حظر المرور كما حصل في ازمة قناة السويس في العام ,1956 او بعد حرب الايام الستة العام ,1967 فإن اوروبا واميركا لابد ان تعانيان, وكذلك مصر ستعاني. ان سنوات عدم الاستقرار الداخلي بالفعل في شبه جزيرة سيناء وفرت ملاذا للارهابيين ودمرت الاقتصاد المصري, من حيث الاستثمار الاجنبي وتراجعت ايرادات السياحة, وحتى يستعاد الاستقرار السياسي, فإن الناتج المحلي الاجمالي للبلاد لابد ان يستمر في التآكل, ما يتسبب في افقار المجتمع بأسره وزيادة في اضعاف التماسك الاجتماعي الضعيف أصلاً.

ما تحتاج واشنطن الى فعله واضح. سياسة الولايات المتحدة ينبغي ان تركز فقط على دعم القادة المصريين الملتزمين بشكل لا لبس فيه باتفاقية "كامب ديفيد" نظراً الى ظروفها واهميتها الاقليمية الاوسع على حد سواء. ويجب علينا مساعدة أولئك الذين يضعون أولوية قصوى لاصلاح الاقتصاد المصري الضعيف بشدة, وتأمين الالتزامات الاقتصادية الدولية ولاسيما المرور الآمن عبر قناة السويس.

الجيش في مصر والعناصر "المؤيدة للديمقراطية" يدعمان "كامب ديفيد", في حين لا يفعل "الاخوان" ذلك. فليس هناك, وفقاً لهذا, اي سبب يدعونا لمناصرة جماعة الاخوان المسلمين بما في ذلك ضمن "تحالف" حكومي, بصراحة, او حتى الترحيب بهم في العملية السياسية على الاطلاق. بعد الحرب العالمية الثانية, ناضلنا بلا هواجس للحؤول دون فوز الاحزاب الشيوعية في الانتخابات الاوروبية الغربية, وهناك كل ما يدعو الى تأدية الدور نفسه هنا. وهذا يعني الابقاء على تدفق المساعدات للجيش المصري, والتي جذبت منذ العام 1979 قيادة هذا الجيش وجعلتها مقربة من واشنطن. يجب ان نعالج كل المشكلات القانونية الاميركية, ونشجع أوروبا والدول العربية الصديقة ان تحذو حذونا. كما ندع ايضا للاصدقاء المصريين المرونة اللازمة في المناقشات السياسية الداخلية. وهذا لا يعني منحهم شيكا على بياض تماما. ما يعني رفض نهج اوباما بدعم جماعة الاخوان المسلمين أساساً, التي بقدر ما هي ميليشيا مسلحة فهي حزب سياسي, وتدين الحكومة الموقتة. ما يحدث في مصر الان ليس جيداً. فعلينا الحرص على ان جهودنا لتحسين الامور لا تسيء الى الوضع وتفاقمه, او تعطل مصالحنا الاقليمية والعالمية الاوسع.

* سفير الولايات المتحدة السابق لدى الامم المتحدة, والمقالة نشرت في "نيويورك ديلي نيوز"

 

حركة تمرد لأوباما: خذوا مساعداتكم واذهبوا إلى الجحيم

   القاهرة - رويترز: أعلن المنسق العام لحركة "تمرد" محمود بدر أن الضحايا الذين قتلوا بعد خلع الرئيس محمد مرسي, ثمن ضروري لإنقاذ مصر من الجماعة الفاشية التي سعت إلى الهيمنة على السلطة وإقصاء الجميع.

وقال بدر في مقابلة مع وكالة "رويترز" نشرتها, أمس, إن لديه رسالة للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أبدى انزعاجه للحملة العنيفة على "الإخوان" التي قتل فيها نحو 700 شخص. وخاطب بدر الرئيس الأميركي, قائلاً "لا تحاضرنا عن كيفية التعامل مع إرهاب الجماعة". وبشأن أموال المساعدات الأميركية, قال بدر إن أوباما يمكنه الاحتفاظ بها أو "فليذهب إلى الجحيم", معرباً عن استيائه من تصريحات أوباما التي دان فيها حملة الجيش على معتصمي "الإخوان" في ميداني رابعة والنهضة, وإلغاء مناورات "النجم الساطع" مع الجيش وقراره تأجيل تسليم أربع مقاتلات أميركية من طراز "اف 16" لمصر على خلفية فض الاعتصامين. واتهم واشنطن بأنها تتدخل بشكل غير مقبول في الشؤون الداخلية لمصر, موضحاً أن حركة "تمرد" اتفقت على دعم الدعوة لجمع توقيعات على وثيقة تطالب بوقف المعونات الأميركية لمصر. ورأى أن البلاد ربما تنزلق إلى حرب أهلية أو وقوع بعض الاغتيالات السياسية خلال الأسابيع المقبلة, مضيفاً "سننتصر على الإرهاب والحرب الأهلية في النهاية". وأشار إلى أن ما تمر به مصر حالياً يعتبر ثمناً باهظاً للتخلص من "الإخوان الفاشية قبل أن تهيمن على كل شيء وتقصي الجميع", معتبراً أن عزل الرئيس الأول المنتخب بإرادة حرة كان القرار الصحيح, وأن الجيش تعامل مع أعمال العنف التي تبعت خلع مرسي بحكمة. وشدد على أن الجيش لم يخطئ في اتخاذ قراراته, موضحاً أن القوات المسلحة لم تتدخل في السياسة وأنه شاهد على ذلك. وأكد أنه يدعم قرارات الجيش من نفسه ومن دون أي إملاءات لأنه يعتقد أنها قرارات صائبة وتذهب بمصر إلى حيث يريد المصريون. وإذ أكد بدر أن متظاهري "الإخوان" مسلحون ويهاجمون الناس مستنداً إلى سقوط ضحايا بين رجال الشرطة, إلا أنه أشار إلى عدم سقوط ضحايا من رجال الشرطة في تظاهرات "تمرد" التي أسقطت نظام "الإخوان". واتهم بدر أيضاً نائب الرئيس الموقت للعلاقات الدولية المستقيل محمد البرادعي بتقويض ثورة "25 يناير" ,2011 قائلاً إن قرار الاستقالة هز صورة الثورة وأظهرها بمظهر الضعف.

 

الطيب لـ "الإخوان": الشرعية لاتكتسب بإراقة الدماء

القاهرة - د ب ا, أ ش أ: دعا شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب المصريين جميعاً من مختلف التيارات والقوى الحزبية إلى فتح باب التصالح والتعاون من أجل وحدة أبناء الوطن واستقراره وأمنه وتجاوز الفترة الراهنة, مطالباً جماعة "الإخوان" بترك العنف والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة. وناشد الطيب في كلمة متلفزة ليل أول من أمس, مختلف التيارات والقوى الحزبية فتح باب التصالح والتعاون من أجل وحدة أبناء الوطن واستقراره وأمنه.

وأشار إلى "أن الاختلاف سنة الله في الكون وفي الخليقة لكنه لا يقدح في وطنية أحد ولا يصمه بالعداء والتخوين وإني أناشدكم أن تفتحوا أبواب التصالح وأن ترتادوا آفاق التعاون من أجل وحدة البناء واستقرار مصر المستقبل".

وحض "الإخوان" على الجنوح إلى السلم والجلوس إلى مائدة الحل السلمي والمسارعة من أجل حماية مصر, قائلاً للجماعة والمتحالفين معها "إن مشاهد العنف لن تكسب استحقاقاً لأحد والشرعية لا تكتسب بدماء تسيل ولا بفوضى تنتشر في البلاد والعباد". وأضاف "نحن على ثقة كبيرة في أنه لا تزال هناك فرصة ولايزال هناك أمل ومتسع للكثيرين منكم ممن لم يثبت تحريضه على العنف والتخريب أن يجنح إلى السلم وأن يدعى للجلوس إلى مائدة الحل السلمي" من أجل "حماية هذا البلد من الانزلاق إلى نماذج من الفتنة العمياء التي أحدقت ببلاد نعرفها جميعاً وأتت على الأخضر واليابس". وأضاف "يناشدكم الأزهر الذي يقف خلفكم أن تتوخوا الحذر والدقة وأنتم تنشرون الأمن والأمان في ربوع البلاد وتفرقون في حذر شديد بين من يتظاهر سلمياً ومن يتظاهر بالعنف والتخريب والقتل والدمار". وشدد على أن الحفاظ على أرواح المسالمين هي المسؤولية الكبرى للجيش والأمن, مناشداً إياهم "التحلي بالصبر الجميل الذي عهدناه فيكم تجاه انفعالات بعض المتظاهرين ما داموا لم يعتدوا على مقدرات الوطن وأمن المواطنين, فإن خرجوا على كل ذلك فأنتم بهم خير كفيل في إطار القانون". ووجه الطيب رسالة إلى الأقباط, مؤكداً حرمة كنائسهم ودور عباداتهم وأن "تخريبها أو مسها بسوء ليس من الإسلام في قليل ولا كثير والإسلام يبرأ من كل هذه التجاوزات". كما تحدث شيخ الأزهر إلى أصدقاء مصر في العالم الخارجي, مؤكداً قدرة مصر على تجاوز هذه المرحلة وإعادة ترتيب شؤونها الداخلية, ومطالباً بعدم التدخل في الشأن المصري.

 

الأمن الداخلي ينفي تفكيك سيارة مفخخة قرب منزل المدير العام ابراهيم بصبوص

نهارنت/نفى المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن العثور على سيارة مفخخة قرب منزله. كذلك نفى وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل عبر "صوت لبنان 93.3" المعلومة داعيا وسائل الإعلام إلى "توخي الدقة في نشر الأنباء ومراجعة صاحب العلاقة مباشرة". وكانت قد أفادت قناة الـ"MTV" ظهر الأحد عن "تفكيك سيارة مفخخة قرب منزل بصبوص" في شحيم. إلا أن القناة عادت وأوردت خبرا مفاده أن "السيارة التي وجدت في شحيم تبين أنها تحتوي على إصبع ديناميت وصاعق". من جهتها اكدت مصادر امنية لقناة الـ"LBCI" انه "ليس هناك من سيارة مفخخة قرب منزل العميد بصبوص في شحيم بل كل ما في اﻷمر هو اﻹشتباه بسيارة مصابة بطلق ناري ومتوقفة بعيدا عن منزله". وتبيّن أنّ السيارة "تعود لعسكري وكانت متوقفة في داريا، تم نقلها باتجاه شحيم وبداخلها اصبع ديناميت" بحسب الـ"LBCI". وتأتي هذه المعلومات بعد سلسلة تفجيرات شهدها لبنان ومنها بئر العبد في التاسع من تموز الفائت التي أوقع 53 جريحا وآخر يعتبر الأكثر دموية منذ الحرب الأهلية ووقع الخميس الفائت في الرويس بالضاحية الجنوبية أيضا وأسفر عن سقوط 27 قتيلا على الأقل وأكثر من 280 جريحا في هذا لم ينته المسح للأضرار. كذلك عثر مساء السبت على سيارة مفخخة في منطقة الناعمة تحوي على أكثر من 250 كلغ من مادة "تي.إن.تي" المتفجرة.

 

الابرهيمي: مسؤولية خطيرة لـ"حزب الله" في الانخراط في سوريا

موقع 14 آذار/جدد الموفد الاممي- العربي المشترك الاخضر الابرهيمي دعوته الاطراف المتنازعة الى ايجاد حل سياسي للازمة في سوريا. وذكر في مقابلة ضمن النشرة الدورية الصادرة عن القسم السياسي للامم المتحدة انه لم يزر سوريا منذ كانون الاول 2012 مكررا ان خطاب الرئيس السوري بشار الاسد في كانون الثاني 2013 كان مخيبا للآمال. ورأى ان الاعلام السوري لم يكتفي بانتقاد تصاريحه وحسب انما كان "مهينا". واذ اشار الى العمل الذي يقوم به المكتب الاممي في سوريا، اعتبر ان قنوات الاتصال قائمة مع كل الاطراف هناك ضمنها المجتمع المدني. واذ اسف لان لا "مناقشات جدية" حيال السلام، اوضح ان الاطار الوحيد الذي نوقش فيه الموضوع كان في موسكو ضمن اللقاء الذي جمع وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في ايار الماضي، ومكررا ان رسالته للسوريين ركزت عل عدم توافر حل عسكري للنزاع.وتحدث الابرهيمي عن الجهود المتواصلة لعقد مؤتمر "جنيف 2"، كاشفا ان الامم المتحدة تعمل مع روسيا والامم المتحدة لاطلاق المؤتمر. وقال ان "الهدف الآني يتمثل في حضور وفدين سوريين (المؤتمر)، واحد يمثل النظام وثان المعارضة كي يبدآ النقاش حال كيفية تطبيق "بيان جنيف" الصادر في 30 حزيران 2012." وجدد المطالبة بوقف تدفق السلاح، مبديا تخوفه من تدمير سوريا كليا وازدياد الطابع الطائفي للحرب فتوسع الازمة في اتجاه دول الجوار ولاسيما لبنان. وقال :" لقد اتخذ "حزب الله " مسؤولية خطيرة في الانخراط عسكريا في النزاع وسيعاني من التداعيات. لبنان يعاني اساسا من التداعيات المرضية وفي شكل جدي لهذا الانخراط." اضاف:" يمكن ان نلمس النتائج (في سوريا) بعيدا من الحدود السورية. لنتذكر 11 ايلول. لقد شكل نتيجة مباشرة لاهمال النزاع في افغانستان."

 

شعبة المعلومات في دائرة التهديد.

طارق نجم/موقع 14 آذار

كلّما حوصر حزب الله خارجياً، أدار وجته الى الداخل اللبناني وحضّر لمعارك على المستوى المحلي، على غرار كل عقلية توتاليتارية على مرّ التاريخ، والتي تتستر بوجود ما تسميه أعداءّ داخليين بغية تغطية إخفاقاتها الخارجية. الآن عاد حزب الله للتصويب مجدداً على شعبة المعلومات: فبالرغم من التنسيق المستمر الذي حرص عليه الشهيد اللواء وسام الحسن مع أمن المقاومة ممثلة بوفيق صفا، فإنّ الشعبة لم تسلم من استنفار دائم تجاهها وحملات خيانة موسمية طالتها، من أجل تقويض عملها، تسهيلاً لإطلاق اليد لأجهزة أمن تعمل بمشيئة الممانعة ودولها. وحين سقط وسام الحسن غير بعيد من مقر الشعبة، لم يخف غالبية المعسكر الخارج عن سلطة الدولة فرحه حين أبعد من طريقهم عقبة كانت تحول دون احتكارهم للأمن في جمهورية تدعى لبنان، برع حزب الله حتى هذه اللحظة في ابتزازه أمنياً وسياسياً.

وتفيد مصادر أمنية مطلعة، أنّ اعتقال المشتبه بتورطهم في خطف التركيين من على طريق المطار يمثل فرصة أخرى لحزب الله كي يوجه ضربة لشعبة المعلومات. ووفق هذه المصادر، فإنّ الحزب قد يدفع لاحقاً بهذه الجمهرة من النساء التي يواكبها ويوجها رجال من بعد ومن الوراء إلى الاشتباك مع حرس المقر العام للأمن الداخلي حيث تقع شعبة المعلومات بغية ايقاع ضحايا بين المتظاهرين. وهذه هي إحدى السيناريوهات المفضلة لدى حزب الله، ما يتيح له إظهار مظلوميته وأنّ جمهوره هو الضحية الدائمة في حال كان أعزلاً من سلاحه. حيلة دفع الجمهور الأعزل للاشتباك مع القوى الأمنية سبق وطبقت بنجاح من قبل الحزب في 3 مناسبات على الأقل إحداها عند جسر المطار في 13 أيلول من العام 1993، والأخرى في حي السلم خلال مظاهرة في أيار 2004، والثالثة جرت في الشياح- مارمخايل في كانون الثاني من العام 2008.

وإذا ما تكرر هذا الأمر من جديد، فذلك من شأنهّ أنّ يؤدي لاحقاً الى تصعيد الوضع وتعبئة شارع حزب الله تجاه الشعبة، والقيام بضغوط سياسية لجهة اتخاذ إجرآت أقلّها تحجيم نشاط الشعبة وحجمها ونفوذها والقيام بمناقلات لضباطها ولأفرادها، وأكثرها ازاحة العميد عماد عثمان من على رأسها وصولاً لالغائها تماماً من خلال حلّها، خصوصاً أنّ الشعبة أثبتت بعد استشهاد اللواء الحسن أنها مؤسسة أمنية بامتياز قد تتأثر بمقتل أبرز قادتها ولكنها تتابع عملها بكفاءة. من أجل ذلك، بدأ الحزب في اوساطه الشعبية، المعبأة أصلاً، ببث جملة دسائس عن أنّ شعبة المعلومات قد أمنت غطاءً ما لمن وضع المتفجرتين في الضاحية الجنوبية ولمن أطلق الصواريخ مؤخراً.

وفي هذا الاطار، أكدت هذه المصادر أيضاً أنّ من كان وراء عملية خطلف التركيين هددت ووضعت خططاً لخطف عناصر من الشعبة بغية الحصول على معلومات تتعلق بالقضية وربما للضغط لمبادلتهم بالمعتقلين تحت مسميات مختلفة لأجنحة عسكرية تبدأ مع آل المقداد ولا تنتهي مع آخر هذه المجموعات "زوار الإمام الرضا" المتورطة في خطف الطياريين التركيين.

وتوضح تلك المصادر أنّ هذه ستكون الحجة الظاهرية لعمليات الخطف المتوقعة، أما في في الواقع فإنّ الحزب لا تزال عينه على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وبالتحديد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث تعتبر الشعبة مصدراً أساسياً للكثير من الأدلة والمعطيات التي يملكها القضاء الدولي ضد حزب الله. أضف الى ذلك أنّ مسؤولي حزب الله يتداولون ما يسمونه شكوكاً عن أن شعبة المعلومات قد تعاونت في مكان ما مع أجهزة أمنية اوروبية فيما خصّ العملية التي نفذت في بلغاريا، والتي اتهم عناصر من حزب الله بالتورط بها، وبناء عليه تمّ وضع الجناح العسكري للحزب على لائحة الإرهاب الأوروبية.

 

حزب الله" خسر معركته "الاستباقية"!

موقع 14 آذار/"إذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الإرهابيين التكفيرين أن أذهب أنا وكل حزب الله إلى سوريا، سنذهب إلى سوريا"، جملة نطقها الأمين العام السيد حسن نصر الله، في خطابه الأخير، وأثارت حال من الاستغراب لدى المواطنين الذين سبق ورفضوا زيارة الشيخ أحمد الأسير، المطلوب بمذكرة توقيف، إلى القصير وحمله السلاح بوجه قوات النظام السوري. إذا ها هو اليوم نصر الله يسير على خطى الأسير في طرح احتمال ذهابه شخصيا إلى سوريا في حال استمرت التفجيرات في الضاحية. خطاب نصر الله الأخير، الذي استهله بكلام لبناني وانهاه بكلام إيراني – سوري، ما زال يجذب العديد من الانتقادات، إذ لاحظت مصادر قيادية في "14 آذار"، "مدى التجييش الذي استخدمه نصر الله في خطابه، خصوصاً في اللحظة التي تحدى بها المجرمين بإرساله 10 ألاف مقاتل بدلاً من 5 آلاف"، معتبرة أن "الصواريخ التي طالت الهرمل أمس، إضافة إلى الكشف عن سيارات مفخخة إضافية في بعض المناطق، هي الرد الواضح على كلام نصر الله، لأنه حتى بخطابه لا يجذب سوى المشاكل". وسألت المصادر نصر الله: "ما حجم الدماء التي تريد أن تراها حتى تقرر الانسحاب من سوريا؟ ألا يكفي ما جرى ويجري في الضاحية؟ ألا يكفي قتل المزيد من الأبرياء"، مشددة على "ضرورة ضبط الأمن في كل الحالات، أكان في ملاحقة مرتكبي جريمة الضاحية أو ملاحقة محاول اغتيال النائب بطرس حرب أو رئيس القوات سمير جعجع".

واعتبرت أنه "لا بد من تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن ليخرج لبنان من عقدة تصريف الأعمال ويبدأ الوزراء بتسهيل أمور المواطنين وحل المشاكل العالقة وبالتالي العمل على خطط امنية تزيل الأوساخ التي جذبها نصر الله إلينا". وعلقت المصادر على مصطلح "الحرب الاستباقية"، معتبرة أن "حزب الله فشل في حربه الاستباقية مع التكفيريين، لأنه لم تعد الحرب استباقية لحماية لبنان، بعدما وصلت التفجيرات إلى قلب الضاحية وبين نفوس المواطنين، والأجدر له الانسحاب من سوريا لحماية لبنان واللبنانيين من الأعظم"، مضيفة: "دخل نصر الله الحرب بحجة منع وصول التكفيريين إلى لبنان، ها هم وصلوا، وبتنا يوميا نسمع بأخبار السيارات المفخخة، فما جدوى وجوده في سوريا؟ وهل الحرب الاستباقية باتت حربا علانية مع كل مجموعة التكفير في العالم؟". وشددت على "وجوب عودة حزب الله إلى لبنانيته، والاهتمام بالشأن اللبناني، والالتزام بإعلان بعبدا وكل المواثيق التي غدر بها وخرج عنها، واعتبرها "حبر على ورق" كما قال النائب محمد رعد"، مشيرة إلى أن "حزب الله أغرق نفسه بوحول وسخة لبنان، وأدخل إلى لبنان عدو لن يواجهه هذا الوطن من قبل، فتفجير الضاحية أعادنا إلى زمن تفجيرات الـ 2005، التي كانت تستهدف الشخصيات، فيما اليوم بتنا نسمع بتفجيرات تستهدف الأبرياء تشابه تفجيرات العراق من حيث الرسائل المذهبية".

 

مقتل القيادي حسام علي نسر الملقب ب "أمين من حزب الله في سورية

بيروت - "السياسة": شيع "حزب الله" أمس أحد أبرز قادته العسكريين حسام علي نسر الملقب ب¯"أمين" في بلدة بجنوب لبنان, بعد مقتله في سورية مع عدد آخر من عناصر الحزب خلال الاشتباكات مع "الجيش السوري الحر" قرب دمشق. وكان الحزب شيع أمس في بلدة الغسانية أحد مقاتليه داود حردج الذي قضى في الانفجار الذي وقع في الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت الخميس الماضي.

 

حادثة لاسا على لسان أحد أبنائها توقيف مسلحَين تلاه رصاص على حاجز الجيش وقطع طريق فمفاوضات

خاص- "النهار"/روى أحد سكان بلدة لاسا في قضاء جبيل لموقع "النهار" منذ قليل ما جرى في تلك البلدة الجردية، فقال إن حاجز الجيش الذي أقيم منذ شهور عند مفترق المطرانية المارونية في وسط لاسا أوقف شابين من أبناء البلدة نحو التاسعة مساء أمس لتنقلهما بأسلحة حربية، هما نجل إمام البلدة الشيخ محمد العيتاوي واسمه علي، وشاب من آل المقداد، وذلك بعد تلاسن معهما. لكن المسألة لم تنته عند هذا الحد إذ تعرض حاجز الجيش نفسه لإطلاق نار ليلا من مكان مجهول. ولدى علم عائلتي الموقوفين وآخرين في البلدة بأن الجيش يلاحق اثنين آخرين منها وينوي تنفيذ حملة دهم أقدمت جماعة الشيخ العيتاوي عند السابعة والنصف صباحاً على إقفال الطريق العام بالإطارات والسيارات، علماً أنها تربط بلدة ميروبا في جرود كسروان ببلدة العاقورة في جرود جبيل. وعلى الأثر حضر من كسروان إلى لاسا القائد العسكري للمنطقة وجرت مفاوضات فتحت بنتيجتها الطريق.

 

الحل: الانسحاب من سوريا وتسليم السلاح

علي حمادة /النهار

كنا تمنينا لو ان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خرج في خطابه الاخيرغداة تفجيرالرويس بمبادرة وطنية حقيقية تقطع الطرق على الفتنة الداخلية، والحريق الآتي من الخارج. وبدلاً من ذلك جاء كلامه المكابر، والمستكبر نموذجا "امنياً" لمسار طويل انتهجه الحزب في تدميره للكيان اللبناني على مدى اعوام متعاقبة.

كنا تمنينا لو ان السيد نصرالله وهو ينظر على شاشات التلفزة الى الدماء التي سالت في قلب الضاحية الجنوبية، اندفع نحو باقي اللبنانيين بمشروع ايجابي انفتاحي انقاذي يلاقي الفئات الاخرى والبيئات المتنوعة في لبنان في هواجسها ومخاوفها على الوطن، ولكنه امعن في الغرق في مشروع دفع اللبنانيين الى الاقتتال، وفي فتح مشروع حرب مئة عام مع السوريين الثائرين على قاتل الاطفال بشار الاسد.

ربما كنا بسطاء للحظة وتوهمنا ان دماء ناسه يمكن ان تلج الى قلب نصرالله وقادة حزبه الذين يسوقون شعبهم الى التهلكة المؤكدة. لكن ظننا خاب واعلن انه سيسوقهم ويسوق معهم لبنان الى مزيد من الحروب والآلام والدماء العبثية في اطار وظيفته الخارجية. فلقد اوصد كل الابواب امام حد ادنى من التوافق لانقاذ لبنان، واندفع بقوة نحو "جهنم" سوريا، وهي ستحرقه وتحرق الجميع معه.

في خطاب السيد حسن نصرالله صد لكل مبادرة توفيقية في حدودها الدنيا في شأن حكومة حيادية ترعى شؤون الناس وتخفف الاحتقان الذي تسببت به حكومة نجيب ميقاتي، وفيه دفن لـ"اعلان بعبدا" الداعي الى النأي بالنفس عن الأزمة السورية، وتهديد سافر للبنانيين بأن ما جنته وستجنيه اعمال الحزب وارتكاباته في سوريا من ردود سترتد على اللبنانيين الرافضين لسلوكه واعماله الخارجة على الشرعية. والحال ان تورط "حزب الله" المتمادي في قتل السوريين على ارضهم سيجر اعمالا انتقامية جديدة.

نحن لا نبرر تفجير الرويس ولن نبرر، ولن نعطيه اسبابا تخفيفية مهما صار. لكن كيف لنا ان نتغاضى على ارهاب "حزب الله" الداخلي والخارجي؟ وكيف لنا ان ننسى مساره التخويني التكفيري في حق شرفاء هذا البلد واستقلالييه؟ وكيف لنا ان نتجاهل امعانه في تدمير كل مقومات الوطن والكيان والعيش المشترك؟ وكيف لنا الاّ نتوقف امام رفض هذه الميليشيا للشرعية التي ارتضيناها جميعا؟

ان سلاح "حزب الله" غير شرعي، وهو قاتل. وحربه في سوريا مثل حروبه في الداخل عبثية ومؤداها شلالات من الدماء في لبنان. وهذا ما نأسف له كثيرا. وسوف يثبت المستقبل الثمن الذي سندفعه جميعاً باهظاً جداً.

كلمة اخيرة نوجهها الى البيئة الحاضنة لـ"حزب الله": ليس ثمة مقاومة. والسلاح خارج على الشرعية، وعلى اسسس المواطنة والعيش المشترك. فهو يعطيهم شعورا بالقوة والغلبة، والحق انه شعور واهم لن يؤدي بهم وبنا إلا الى خراب ما بعده خراب. ان الحل في لبنان للجميع بلا استثناء يكون بالانسحاب من سوريا وتسليم السلاح الى الدولة ليس إلاّ.

 

نصرالله: الشيعة فداء الأسد!

احمد عياش/النهار

شاعت خلال حرب 2006 عبارة "فدا السيد" تدليلاً من بعض أنصار الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على تأييده في السراء والضراء. واليوم، يشيع نصرالله بنفسه عبارة "فدا الاسد" في مواجهة المحنة العظيمة التي بدأ لبنان ينزلق اليها بسبب تورط "حزب الله" في حرب سوريا دعماً لنظام بشار الاسد ضد الشعب السوري. والاّ ما معنى ان يختم نصرالله خطابه الاخير بعبارة انه اذا لزم الامر "ان اذهب انا وكل حزب الله الى سوريا سنذهب الى سوريا؟". كثيرون فوجئوا بهذه الخلاصة التي انتهى اليها نصرالله في الرد على الانفجار الرهيب الذي وقع في الضاحية الجنوبية. الفرق كبير جداً بين ان يطلق بعضهم عبارة "فدا السيد" تأكيداً لالتزام موقف العداء لاسرائيل، حتى لو أخطأ نصرالله في ادارة الصراع معها، وبين ان يقول نصرالله ما يشبه عبارة "فدا الاسد" في حرب بدأ اللبنانيون عموماً والشيعة خصوصاً يدفعون اثمانها الباهظة. لو كان لضحايا انفجار الضاحية ان ينطقوا ومنهم الزميل الحبيب في "النهار" محمد صفا لقالوا "فدا لبنان" وحده. فبأي حق يندفع نصرالله الى التضحية بالدم اللبناني على هذا النحو المثير للاشمئزاز دعماً لسفاح سوريا الذي سيكتب التاريخ عنه ان نيرون طأطأ رأسه عندما شاهد ما فعله الاسد ببلاده وشعبه.منذ ان جاهر نصرالله اول مرة بالقتال في سوريا ادرك اللبنانيون ان الاعصار الذي يضرب سوريا وقبلها العراق وعدداً من الاقطار العربية سيضرب بلادهم عاجلاً أم آجلاً. ولم تنفع كل التحذيرات التي أطلقت في لبنان وخارجه لثني "حزب الله" عن الركوب في مركب الخطر هذا. الى درجة ان احد الناطقين بلسان هذا الحزب وصف اعلان بعبدا الشهير الذي يكرس سياسة حياد لبنان وبتوقيع من الحزب نفسه بأنه مجرد "حبر على ورق". علماً ان مجلس الامن الدولي انطلق من هذا الاعلان وبالاجماع لكي يدين انفجار الضاحية وليدعو "حزب الله" بصورة غير مباشرة للتوقف عن التورط في الحرب السورية. لا احد يجهل ان نصرالله بتكليف من مرشد الثورة الجمهورية الاسلامية الايرانية ماضٍ بلا هوادة في التورط في الحرب السورية. وهو لهذه الغاية لم يجد غضاضة في اعفاء اسرائيل من المسؤولية المباشرة عن انفجار الضاحية! حبذا لو عاد نصرالله الى مشاهدة التسجيل لمؤتمره الصحافي الشهير الذي مارس فيه دور الخبير الاستراتيجي للبرهان على تورط اسرائيل في اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 فيما وجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الاتهام الى عناصر في حزب نصرالله بتدبير الاغتيال. في أي حال ان نصرالله الذي لن يقرأ هذه السطور ولا ما يشبهها قرر الاستمرار في التورط بالحرب السورية ولو اقتضى الامر ذهابه شخصياً الى سوريا! ما فهمه المتابعون وفقاً للملحق التفسيري ان نصرالله قبل ان يصل الى سوريا سيعرّج على منطقة لبنانية جديدة على غرار عبرا في صيدا بجنوب لبنان. وهناك من يشير بوضوح الى مجدل عنجر وعرسال البقاعيتين. اذا فعلها نصرالله، وعلى الارجح سيفعلها، معنى ذلك انه ذاهب الى سوريا فوق خراب لبنان ولا بد ان جهة ما في العالم "ترشده" بطريقة إلى جادة الصواب.

 

هل يمتلك نصر الله شجاعة قتال أبطال الشام

داود البصري/السياسة

في تصريح عنتري من تصريحاته الزاعقة والمعبرة عن أزمة وجودية خانقة, لم يتردد زعيم عصابة حزب الشيطان الارهابية الايرانية حسن نصر الله عن التصريح العلني بمصيرية وقفته وحزبه في معركة المصير الواحد مع النظام السوري المجرم بقوله »انه وحزبه على استعداد للقتال شخصيا« ضد احرار الشام الذين اطلق عليهم صفة الارهابيين!, وطبعا كنا سنصدق عنترياته وتبجحاته تلك لو انه اقرنها بالافعال المباشرة والميدانية! ولكنه كعادته واقرانه من المرتزقة يطلق العنان لعضلات اللسان فيما يختفي كالقطط وراء شاشات البلازما الضخمة التي يطل بها على جماهيره او يتحرك كالمذعور وسط فيالق حمايته الايرانية, ويعيش محميا في اقبية المخابرات السورية, ثم يصرخ بالصوت العالي مهددا بالويل والثبور, وراسما ستراتيجيات خيالية ومعارك وهمية في خياله المريض.

بكل تاكيد ان احرار الشام الذين علموه, وامثاله ومعلميه في دمشق وطهران معنى الرجولة و الحرية والكرامة, هم في اشد حالات الشوق لاستقبال نصر الله كمقاتل مرتزق يدافع عن النظام في دمشق, وسيخصونه باستقبال محترم يليق بمكانته! ولكنهم يعلمون علم اليقين انه لن يقاتل ابدا لا ضد احرار الشام ولا ضد اي طرف اخر, فمهمته الرئيسية تنحصر في اثارة الفتنة واشعال نيران الحرب الطائفية القذرة, وتنفيذ اجندات المخابرات الايرانية والسورية, والتخفي كالاشباح والتنقل بعد ذلك كاللصوص, لقد غامر نصر الله بكل شيء من اجل نصرة قتلة الشام, وهو اليوم يضع لبنان باسره على كف عفريت من اجل مطامعه واهداف النظام السوري التدميرية, وهو لايمتلك الحد الادنى من المصداقية والشجاعة لتنفيذ تعهداته واقواله بالقتال في سورية لكونه سيهرب مع قوافل الهاربين بعد سقوط النظام في دمشق, فدماء الشعب السوري ليست ماء ويتحمل هو شخصيا وعصابته ومن يحالفهم مسؤولية جنائية كبرى لن يفلت منها ولن تحميه عمائم ملالي طهران, ولا كل جيوشه الهشة وعصاباته المتوحشة من مطالبات الشعب السوري بالقصاص منه.

 ننصحه بتنفيذ اقواله ونقل متاعه للشام للقتال هناك فالنتائج معروفة! ولكنه لن يفعل, ورب الكعبة, لان تلك ليست مهمته الحقيقية ولكن قوته الحقيقية تكمن في عضلات لسانه المفتوله!, ولو كان يمتلك نصر الله ذرة من المصداقية لتخلى عن الوقوف خلف البلازما, ولتحرك كما يفعل كل الشجعان والمؤمنين بربهم من دون فيالق الحماية واجراءات الامن المبالغ بها, فهل يستطيع من يخاف مواجهة جماهيره علنا ومباشرة ان يحمل السلاح ويقاتل اسود الشام الذين يحققون كل يوم رغم نقص العدة وتامر المجتمع الدولي بطولات بدرجة الاساطير في مواجهة نظام مجرم مدجج بالسلاح ويدعمه تحالف مافيوزي شرير يمتد من موسكو الى طهران وبغداد? نتمنى فعلا ان يفي نصر الله بما وعد به لنرى كيف ستكون النهاية? ولكنه كما اسلفت لن يفعل ويكتفي بتهييج المشاعر ومداعبة احلام البسطاء والسذج الذين يرسلون ابناءهم من اللبنانيين ليكونوا قرابين رخيصة لعرش مافيوزي هو اليوم بصدد الدخول الى مزبلة التاريخ التي ستضمه وجميع حلفائه في نهاية المطاف.                

لقد اعلنها نصر الله حربا نهائية, وبين موقفه النهائي والحاسم من الثورة الشعبية السورية, واعلن عداءه التام والمطلق للشعب السوري وعداءه الفظ لحقه في تقرير مساره ومستقبله, وهو بذلك بات يصنف ضمن خانة اعداء الشعب السوري الذي لايخاف لا منه ولا من حلفائه وهو يحقق كل يوم تقدما و مكاسبا ميدانية يكسبها بدماء ابطاله ومقاتليه من الرجال الرجال وليس من المتخاذلين والجبناء الذين يخاطبون القوم من وراء الحجاب او من السراديب.  تهديدات حسن نصر الله بالقتال في الشام ليست سوى فقاعات هوائية تفضح عمالته وارتهانه لأسياده في طهران الذين ورطوه وحزبه في محرقة الحرب ضد الشعب السوري والتي سيخرجون منها بفضيحة تاريخية وبهزيمة مدوية ستكون درسا لكل العملاء... نتمنى على حسن نصر الله التحلي برجولة الفعل ليقاتل في ارض الشام ان كان صادقا! ومكروا ومكر الله, والله خير الماكرين, وسحقا للقوم المجرمين, وسيدوس احرار الشام باقدامهم على كل عملاء ودهاقنة النظام الايراني الخبيث وفي طليعتهم حسن بلازما... فافعلها ياحسن ان كنت رجلا.

* كاتب عراقي                                   

 

المتحالفون في سوريا متناقضون في مصر وأميركا مربكة عدائية غربية تجاه التحول المصري تساهم في الفوضى

روزانا بومنصف/النهار

اكتسبت التطورات الجارية في مصر في اليومين الاخيرين أهمية مصيرية في تحديد الاتجاهات التي يمكن ان يذهب اليها الوضع في ظل مخاوف المراقبين من الخارج ان يتجه هذا الوضع الى الفوضى المديدة التي يمكن ان تخرب مصر وتنهك مؤسساتها في عملية الكباش الجارية على الارض، في محاولة اعادة تعديل ميزان القوى لمصلحة الاخوان المسلمين. يخشى كثر على مصر من ان يصيبها ما اصاب سوريا. ولا تساعد جملة مواقف اقليمية ودولية الوضع في مصر وفق ما يبدو، بل على العكس من ذلك تساهم في تعقيده الى حد يمكن معه اعتبار انها تصب الزيت على النار. يندرج في هذا السياق الموقف المعلن لتركيا ومسؤوليها الكبار منذ اطاحة ثورة 30 يونيو حكم الاخواني محمد مرسي. وتخوض تركيا الاردوغانية مع الاخوان في مصر معركة مصيرية لجهة احد خيارين احدهما تعميم المد الاخواني الاسلامي في المنطقة وفق ما بدا من وصول الاخوان الى السلطة في مصر وكذلك في تونس حيث تفجرت الاستعدادات لتعميم هذا الخيار في دول المنطقة او قطع عصب هذا المد والحؤول دون توسعه بناء على ما اصاب حكم الاخوان في مصر، فلم يهدأ المسؤولون الاتراك في لعب دور السياسة الخارجية للاخوان ان في حض الدول الكبرى على مواقف مناهضة للحكم الانتقالي الذي اطاح مرسي او في حض المجتمع الدولي وصولاً الى مجلس الامن. وثمة من يدرج مواقف قطر ايضاً في سياق دعمها للاخوان، بحيث يعتمد هؤلاء على هذا الدعم من اجل تصعيد معارضتهم في الشارع. لكن نقطة الاستياء المصرية المتعاظمة تبدو على حد سواء من الدول الغربية ومن وسائل الاعلام الغربية التي لم تعطَ فرصة حتى الآن للتغيير الحاصل ان يثبت نفسه وتتجاهل الملايين الذين نزلوا الى الشارع في مصر رفضاً لحكم مرسي وفق ما تكشف مصادر مصرية عليمة. اذ ان هذه الوسائل المهمة والمؤثرة لا تخفي عدائيتها ازاء التحول الذي حصل في مصر في تعاطف واضح ومعلن مع الاخوان، خصوصاً ان ذلك بدأ منذ اللحظات الاولى لهذا التحول والضغوط او النقاش الضاغط حول وجوب تسمية ما حصل بالانقلاب العسكري ام لا. وفيما تقول مصادر ديبلوماسية ان الولايات المتحدة تبدو مرتبكة جداً في موضوع مصر، بحيث لا ترغب في ان يعود الاخوان الى العمل السري، وان تحفظ لهم ماء الوجه في الوقت نفسه، فان هذا الارباك تعزوه مصادر عليمة الى واقع مراهنة الولايات المتحدة منذ ما بعد احداث 11 ايلول 2001 الارهابية على تيارات اسلامية ارادت العمل معها في اطار العمل على ردع الارهاب والاسلام الاصولي المتطرف فكانت مصر الباب المؤهل لذلك، خصوصاً في ظل حكم الرئيس المصري حسني مبارك الذي لم ينفك الاميركيون من القلق على من يخلفه في ضوء كلام على توريث نجله وعدم تهيئة مبارك المجال، لأن يخلفه من يمكن ان يكون أهلاً لذلك. فمدت الخيوط مع الاخوان وفي الخلفية حكم الاخوان المعتدل في تركيا وبمعاونة هذه الاخيرة. ولذلك لم يعد خافياً مع صعود الاخوان في مصر وامساكهم بالسلطة ان لا ينزعج الاميركيون للتعامل مع الحكم الجديد بمقدار ما كان يعتقد كثر في الوقت الذي غضت الادارة الاميركية النظر عن ممارسات مربكة لمرسي وقد اربكها ملايين المصريين الذي نزلوا الى الشارع رفضاً لحكم الاخوان.

وتقول هذه المصادر ان الارتباك الاميركي يعود الى عدم قدرة الادارة الاميركية على التخلي عن الجيش المصري والذي يعتبر مصلحة حيوية للولايات المتحدة في المنطقة في الوقت الذي يدرك جميع من يتعامل مع الولايات المتحدة والدول الغربية انها ستضطر جميعها في نهاية الامر الى الاقرار بالامر الواقع والرضوخ له أياً تكن التحفظات او الاعتراضات التي تبديها. كما هي لا تستطيع التخلي عن رهانها على الاخوان في الوقت الذي تتناقض مصالح حلفائها الاقليميين في النظرة الى الوضع في مصر وسبل التعامل معه على غير ما هي حال هؤلاء بالنسبة الى الوضع السوري مثلا. فازاء موقف تلتقي عليه تركيا مع الدول العربية المؤثرة كلها تقريباً، ولا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي من الوضع في سوريا لجهة دعم المعارضة في وجه النظام السوري ورئيسه بشار الاسد، فان هذه المواقف تبدو على نقيض الوضع المصري بين تركيا وقطر من جهة والمملكة السعودية من جهة اخرى، مما لا يسهل الامور، بل يجعلها اكثر تعقيداً.

الا ان الاسئلة التي تبدو مهمة بالنسبة الى هذه المصادر جنباً الى جنب مع خطورة الوضع المصري والتأثيرات عليه، هي تلك التي تتصل بمدى تأثر الاستراتيجية او قل السياسة الاميركية، باعتبار ان كثراً ينفون على الولايات المتحدة وجود استراتيجية واضحة في الشرق الاوسط في عهد الرئيس باراك اوباما، بما يجري في مصر واحتمال انعكاس ذلك على الوضع السوري نظراً الى ان سقوط حكم الاخوان اسقط استراتيجية اميركية كان يعمل عليها منذ اعوام. يضاف الى ذلك ان الامر تم اقناع اسرائيل به على اساس انه البديل المحتمل الذي يمكن الرهان للعمل معه ولا خوف كبيراً من وصوله الى السلطة. فمع الأخذ في الاعتبار ان النظام السوري اعتبر ان اطاحة مرسي هو انهاء للاسلام السياسي وان هذا الامر يصب في مصلحته، فهل ان واشنطن ستضطر الى اعادة النظر في رهانها على المعارضة السورية وعلى دعمها خصوصاً في ظل كلام على خلافات بين رئيس الائتلاف احمد الجربا وواشنطن على خلفية الرغبة الاميركية في عقد جنيف 2 لاحراج النظام ورفض الجربا ذلك في انتظار تحقيق تقدم ميداني على الارض، بالاضافة الى تذمر واشنطن من تشظي المعارضة السورية معارضات وحصول انشقاقات تستمر في منع الرهان عليها ام ان الوضع في شأن سوريا سيكون مختلفاً عن مصر. فوصول الاخوان الى الحكم في مصر كان مفيداً وفق ما يعتقد كثر كونه اظهر فشلهم في ادارة السلطة وان ورثوها ديموقراطياً واجهض الرهانات على ان في وصولهم الى السلطة يكمن الانقاذ، وتالياً تم دحض كل الاوهام وكل المطالبات المستقبلية في هذا الاطار. اما مع الوضع في سوريا فان التساؤل مربك لجهة سقوط خيار الاسلام المعتدل وعدم امكان الاسد السيطرة مجدداً اياً تكن قدراته ورفض المجتمع الدولي السماح له بالحكم نظرا للعدد الهائل من الضحايا السوريين الذين يتحمل مسؤوليتهم، اضافة الى واقع ان الخيارات في القيادة العسكرية السورية لا تبدو متاحة، كما هي الحال بالنسبة الى مصر ولا ايضا في الجيش السوري المنخرط في المواجهات ضد الشعب في سوريا.

 

بندُ وحيد: كيف نوقف القتل!

سمير منصور/النهار

مطلع الثمانينيات شهدت العاصمة اللبنانية سلسلة تفجيرات وسيارات مفخخة لم تكن تستهدف شخصية سياسية أو حزبية أو موقعاً ذا طابع سياسي أو ديبلوماسي، بل كان الهدف منها قتل أكبر عدد ممكن من الناس. وشهدت مناطق أخرى ولاسيما في صيدا والجنوب عموماً تفجيرات واشتباكات محدودة وكبيرة لم يكن لها أي تفسير سياسي، فحيّرت الجميع، ولم يكن من نتائجها سوى القتل والتدمير، الى أن جاء الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، وثبت بما لا يقبل الشك أن الهدف من تلك التفجيرات لم يكن سوى تحضير الناس نفسياً لتقبّل الاجتياح وعدم مقاومته من خلال العمل على إحباطهم وتكفيرهم، ولطالما تم تداول عبارة سرت في الأوساط الشعبية من العاصمة الى الجنوب وفحواها: "فلتأت الشياطين... المهم أن نتخلص من هذه الحال"! وقد تزامنت تلك التفجيرات مع حالة فلتان أمني وفوضى سلاح و"تفريخ" مجموعات وتنظيمات مسلحة، كفر بها الناس وشوهت صورة المقاومة. وكان ذلك زمن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة "فتح" ومنظمات أخرى، وبلغت الفوضى ذروتها بالإنقسام بين "فتح الانتفاضة" بقيادة أبو موسى والموالية لسوريا، وفتح التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات. ما أعاد الى الذاكرة تلك المرحلة، كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل يومين لدى تطرقه الى جريمة التفجير الجماعية في الرويس قبيل غروب الخميس الماضي، وعندما قال: "كان الهدف قتل الناس وليس اغتيال قيادي أو استهداف مركز أو كادر حزبي"، وإذ حرص على عدم إسقاط فرضية أن يكون التفجير اسرائيلي المنشأ والمصدر، أو أن يكون فريق ثالث دخل على الخط ليصب الزيت على نار التحريض على فتنة طائفية ومذهبية، فإنه في اشارته الى احتمال أن يكون وراء التفجير جماعة تكفيرية، جزم بأن الجهة التي تقف وراءها "تشتغل عند اسرائيل" داعياً الى الكف عن التحريض الطائفي والمذهبي، ومذكراً بأن "الجماعات التكفيرية قتلت من السنة أكثر مما قتلت من الشيعة". الخلاف عميق بين "حزب الله" وخصومه السياسيين، ولاسيما على خلفية "تورطه العسكري في الحرب السورية دعماً للنظام" واتهامه بـ"استجرار الحرب السورية الى لبنان ووضع البلاد على حافة الهاوية". فليكن الخلاف محصوراً بالملف السوري، كما يدعو دائماً النائب وليد جنبلاط، وهو على حق. ولتكن دعوة السيد نصرالله الى تحقيق "هدف وطني" بعنوان "كيف نمنع الاعتداءات الارهابية" بنداً وحيداً على طاولة حوار في أقرب وقت ممكن. ينبغي التقاط تلك الفرصة والتفاهم، أقله على منع قتل الناس في بيوتهم وعلى قارعة الطريق... وحدهم الناس أياً يكن انتماؤهم، هم الوقود!

 

ضاهر لـ"السياسة": نحذر من مؤامرة ضد عرسال

 بيروت - "السياسة":  اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر أن النبرة العالية للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله, في خطابه أول من أمس, يمثل تهديداً صريحاً للبنانيين, وأن إعلانه الاستعداد للقتال شخصياً في سورية هو محاولة للهروب إلى الأمام بعد تفجير الرويس بسبب تورط الحزب في الحرب السورية. وقال ضاهر لـ"السياسة" ان بيان وزير الدفاع فايز غصن الذي صدر قبل ساعات من خطاب نصر الله وأعلن فيه عن اعتقال لبنانيين وسوريين متورطين في أعمال إرهابية من بينها تفجير بئر العبد في يوليو الماضي, "يهدف إلى تبرير ما يسعى إليه "حزب الله" من مخطط تآمري ضد مدينة عرسال" في البقاع. وأضاف ان "هذا الكلام يؤشر على مؤامرة ضد هذه المدينة التي ما زالت صامدة رغم كل المؤامرات ضدها منذ ما قبل سقوط القصير وبعدها", مبدياً خشيته بأن يكون بيان وزير الدفاع "غب الطلب لتبرير ما قد تتعرض له هذه المدينة, ومحاولة في الوقت عينه للتخفيف من المأزق الذي يمر به "حزب الله", وبهدف طمأنة الدول التي تمنع رعايها من السفر إلى لبنان, بأن الأمن ممسوك

 

المعارضة السورية: "نصرالله يقود ميليشياته التكفيرية إلى محرقة"

استنكر الائتلاف الوطني السوري المعارض تصريحات الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله الأخيرة وتلويجه بإرسال المزيد من مقاتليه إلى سوريا بعد تفجير ضاحية بيروت، واصفا إياه بأنه زعيم "ميليشيا طائفية تكفيرية" واتهمه بالمشاركة في "الجرائم والمذابح" بسوريا، كما قال إن قواته المتجهة إلى سوريا ستذهب إلى "محرقة." وأكد الائتلاف في بيان له لاستهداف المدنيين وإدانته لتفجير ضاحية بيروت، وفي الوقت نفسه استنكاره لـ"تهديدات نصر الله بحق الشعب السوري، والتبريرات التي قدمها لخوض ميليشيا حزب الله في الدم السوري" مضيفا أنه قد سبق له تحذير نصرالله من " مغبة الاشتراك مع نظام الأسد في قتل السوريين، وقمع ثورتهم."

وحذر الائتلاف من أن تصرفات نصرالله قد تؤدي إلى إدخال لبنان في دوامة من العنف مضيفا: "شاركت ميليشيا حزب الله في كل الجرائم والمذابح التي قام بها النظام ضد شعبنا منذ بدأت دخولها العلني إلى ريف حمص، ثم إلى معظم الجبهات في مختلف المناطق السورية.. ما حصل في القصير وأحياء حمص القديمة... لوقائع يندى لها الجبين." واتهم الائتلاف الحزب بالقتال على "خلفية طائفية عمياء لا تخضع إلاَّ لغريزة الانتقام" مضيفا: "على قادة حزب الله أن يدركوا أن ذاكرة السوريين ليست قصيرة" ورد على تهديدات نصرالله بإرسال المزيد من قواته إلى سوريا بالقول: "لن يكون بمقدور ميليشيا طائفية تكفيرية صغيرة مثل حزب الله أن تكون قادرة على التأثير على مصير بلد كبير بحجم سوريا، وإن تصوروا أن بإمكانهم فعل ذلك فهم واهمون دون شك." يشار إلى أن نصرالله كان قد تحدث الجمعة حول تفجير ضاحية بيروت الذي أوقع أكثر من 20 قتيلا و300 جريح، متهما مجموعات وصفها بأنها "تكفيرية" في سوريا بالوقوف وراء العملية. وأعلن نصرالله أن رد حزبه سيكون بمضاعفة عدد عناصره الذين يقاتلون إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.   CNN

 

نديم الجميل يحمّله مسؤولية التفجيرات

المستقبل/اشار عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل، الى ان "مسلسل التفجيرات كان يحضر له منذ فترة"، معتبراً أن المسؤول هو الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، "لأنه بارك هذا المسلسل من خلال قوله انه سيواصل قتاله في سوريا". وأكد في حديث الى اذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة" أمس، ان "لبنان سيدخل في دوامة جديدة من التفجيرات العشوائية، والمهم نزع الفتيل الذي يسبب هذا التفجير"، قائلاً: "لومي على السيد نصرالله لأنه يورّط لبنان والشعب اللبناني بأكمله في حرب لا دخل له بها وذلك من اجل الدفاع عن ايران وسوريا. التفجيرات بدأت عندما قرر نصرالله ان يتدخل في الأزمة السورية، ونحن نرفض كل أنواع التفجيرات وسقوط أبرياء لا دخل لهم في كل هذا". ورأى ان "نصرالله يتحمل المسؤولية المباشرة للتفجيرات، التي تحصل في الضاحية الجنوبية"، مشدداً على انه "إذا كنا نريد ان نبني دولة فيجب ان نبني قضاء ومحاسبة أولاً". ولفت الى ان "مصلحة حزب الله تتضارب مع مصلحة الشيعة في لبنان"، موضحاً أن "مشروع حزب الله غير شرعي ويتناقض مع الدستور ومنطق الدولة، وتأليف الحكومة كان معرقلاً حتى قبل الحوادث الأمنية الأخيرة".

 

قوى الأمن: الموقوفون الثلاثة في قضية خطف الطيارين بصحة جيدة ومن يريد زيارتهم عليه الاستحصال على اذن

النهار/اعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي- شعبة العلاقات العامة، في بيان انه  "إلحاقا لبلاغنا السابق المتعلق بصحة الموقوفين الثلاثة في قضية خطف الطيارين التركيين، الذين تم نقلهم الى سجن روميه، ما زالت بعض وسائل الإعلام تعمل على نقل أخبار من مصادر غير موثوقة حول صحة أحد الموقوفين، وبأن طبيب سجن رومية رفض استقباله على مسؤوليته، نظرا للكسور الكثيرة الناتجة عن تعرضه للضرب أثناء التحقيق. واضافت "أمام هذا الواقع وقطعا لدابر الإشاعات، يهم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن تؤكد على أن لا صحة لهذه الأكاذيب، وأن حالة الموقوفين الصحية جيدة، وهم لم يتعرضوا لأي أذى، وانه  بإمكان ذوي الموقوفين زيارتهم في سجن روميه والإطمئنان الى صحتهم في أي وقت يشاؤون بعد الاستحصال على إذن من النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، وفقا للأصول المنصوص عليها في نظام السجون". الأكثر قراءةالضحايا إلى 30 وهاجس التفجيرات إلى اتساع الحريري لنصرالله: حماية لبنان قرار مشتركإكتشاف أحدث كائن ثديينصرالله: الشيعة فداء الأسد!الشرطة البريطانية تحقق في معلومات جديدة خاصة بوفاة الأميرة ديانا لين لن تعرف وجوليا لن تسأل ورانيا لا تصدق!

 

سقوط 3 صواريخ على الهرمل وآخر في محيط القاع

المستقبل/سقط صاروخان مصدرهما الأراضي السورية، على مدينة الهرمل امس، الأول في منطقة تعرف باسم ضهور الهرمل، والثاني قرب مؤسسة "المبرات الخيرية الإسلامية"، واقتصرت أضرارهما على الماديات. كما سقط صاروخ ثالث مساء لم يحدد مكانه. وأعلنت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه في بيان، أنه "اعتباراً من الساعة 18,00 تعرضت مدينة الهرمل لسقوط ثلاثة صواريخ مصدرها الجانب السوري ما ادى الى حصول اضرار مادية من دون تسجيل اصابات في الارواح. كما سقط صاروخ رابع مصدره الجانب السوري في محيط بلدة القاع، وقد باشرت قوى الجيش الكشف على أمكنة سقوط الصواريخ لتحديد مصدرها ونوعها بدقة، كما اتخذت الاجراءات الميدانية المناسبة، وتقوم بتسيير دوريات على امتداد حدود المنطقة". وتفقد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي، مكان سقوط الصواريخ الثلاثة في مدينة الهرمل، وعاين الاضرار واطمأن الى وضع الاهالي. وقال في تصريح: "منذ يومين استهدفت الضاحية بتفجير ارهابي، واليوم تسقط الصواريخ على الهرمل ومنطقتها، نحن أصبحنا على يقين وعلى قناعة بأن من يطلق الصواريخ ويرسل السيارات المفخخة هو مصدر واحد". وشدد على أن "هذه الافعال لن تغير من مواقفنا وقناعة المقاومة، ونقول بالصوت العالي اننا لن نغير قناعاتنا، وانتم حمقى وأغبياء إن اعتقدتم ان الدماء سوف تثنينا عن عملنا، بل على العكس لن تخيفنا، وستجعلنا أكثر يقينا اننا على صواب وعلى حق وسنكمل الطريق".

 

قوى الأمن نفت تعرض محمد صالح للضرب: التحقيقات مع الموقوفين الثلاثة جرت وفقا للقوانين والأنظمة المرعية الاجراء وأيا منهم لم يصب بأذى

وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة، البلاغ التالي: "تناولت بعض وسائل الاعلام نقلا عن إحدى أقرباء مخطوفي اعزاز خبرا مفاده "ان طبيب سجن رومية رفض استقبال محمد صالح في السجن على مسؤوليته، نظرا للكسور الكثيرة الناتجة عن تعرضه للضرب خلال التحقيق معه في فرع المعلومات، وقد تم إعادته الى مقر الفرع في الاشرفية".  يهم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ان تؤكد ان هذا الخبر عار من الصحة جملة وتفصيلا، وان التحقيقات مع الموقوفين الثلاثة جرت وفقا للقوانين والأنظمة المرعية الاجراء، وايا منهم لم يصب بأذى ونقلوا الى السجن المركزي في رومية وهم بصحة جيدة، وأحدهم يعاني من إلتهاب في الحنجرة وتمت معاينته من قبل طبيب السجن وقدم له العلاج اللازم".

 

بيان لقوى الأمن حول سيارة الناعمة: بين المواد المضبوطة فيها 5 كلغ من مادة متفجرة مجهولة النوع يجري العمل على تحليلها

وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي- شعبة العلاقات العامة، البلاغ التالي: "ضمن إطار التنسيق القائم بين الأجهزة الأمنية، وردت معلومات من المديرية العامة للأمن العام حول قيام مجموعة أشخاص بنقل كمية من المتفجرات داخل سيارة من نوع أودي لون رصاصي تحمل لوحة مزورة. وبعد أن عممت غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي مواصفات السيارة المذكورة على الدوريات والحواجز والقطعات الاستعلامية التابعة لها، ونتيجة للتحريات والاستقصاءات المكثفة، تمكنت دورية من مفرزة استقصاء درك جبل لبنان من العثور على السيارة عند الساعة 18,00 من تاريخ 17/8/2013، مركونة داخل مرآب إحدى المباني في بلدة الناعمة بالقرب من مبنى البلدية. ضبط بداخلها كمية من المتفجرات غير معدة للتفجير، وهي عبارة عن: خمسة صناديق من مادة الديناميت زنة كل صندوق 25 كلغ، كمية من مادة النيترات زنة حوالي 50 كلغ، صاعقان شهابان، أجهزة تفجير كهربائية مع عدة التفجير، إضافة الى حوالي 5 كلغ من مادة متفجرة مجهولة النوع يجري العمل على تحليلها. التحقيقات جارية بإشراف القضاء المختص".  

 

ميشال معوض: لتشغيل مطار رينه معوض في القليعات لحماية اللبنانيين شعار نصرالله بالقتال في سوريا لحماية لبنان وظهر المقاومة سقط

وطنية - أقامت "جمعية المساعدات الاجتماعية" حفل عشائها السنوي، في مجمع اهدن كاونتري كلوب، في حضور الوزيرة السابقة نايلة معوض ونجلها رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، النائب السابق جواد بولس، عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار المحامي يوسف الدويهي، منسق حزب "القوات اللبنانية" في قضاء زغرتا ماريوس البعيني ومسؤول العلاقات السياسية في القضاء سركيس الدويهي، ممثل حزب "الكتائب اللبنانية" ميشال باخوس الدويهي، ممثل "تيار المستقبل" طارق عجاج، رئيس الجامعة الثقافية في العالم ميشال الدويهي، أسعد كرم ودونالد العبد، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير ورؤساء الجمعيات والفاعليات الدينية والحزبية والاقتصادية والاجتماعية والنقابية والثقافية والتربوية في زغرتا - الزاوية، وعدد من أعضاء وكوادر "حركة الاستقلال" وحشد شعبي من أبناء زغرتا الزاوية في لبنان وبلاد الاغتراب. بعد النشيد الوطني وكلمة الترحيب والتعريف عن الجمعية، وبعد تكريم الجمعية لعدد من الناجحين والمبدعين في زغرتا - الزاوية، ألقى ميشال معوض كلمة جاء فيها: "الخميس تم استهداف منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية بانفجار إرهابي سقط بنتيجته حوالى 30 شهيدا و300 جريح. ولا بد لي بداية من أن أتوجه بالتعزية الى أهالي الشهداء وأن أتمنى للجرحى الشفاء العاجل وأن أؤكد ان ما حصل يصيبهم ويصيبنا، وان استهداف اي مواطن لبناني هو استهداف لنا جميعا، كما أن استهداف أي منطقة لبنانية هو استهداف لكل لبنان. العمل الارهابي الذي طال الضاحية مدان ومرفوض وأيضا العمل الذي أقدمت عليه بعض المجموعات في بعض المناطق اللبنانية من اطلاق نار ابتهاجا مدان ومرفوض أيضا".

اضاف: "الذين استشهدوا في الضاحية هم مواطنون لبنانيون أبرياء، وفي المحصلة تزول الخلافات، وما يبقى هو حتمية العيش معا تحت راية وطن واحد اسمه لبنان.

الذين استشهدوا لبنانيون أبرياء واللبناني لم يبخل يوما بتقديم أغلى التضحيات في سبيل وطنه. ولكن للاسف الذين استشهدوا بالامس كالذين قتلوا في القصير أو حمص أو حلب أو غيرها من المدن السورية ضحوا بحياتهم من أجل مشاريع ليس لها علاقة لا بلبنان ولا بمصالح اللبنانيين. الذي وصلنا اليه اليوم، وكل خوفنا أن يكون الآتي أعظم، هو بصراحة نتيجة حتمية لتدخل "حزب الله" في الحرب في سوريا خدمة لايران.

والذي وصلنا اليه اليوم يؤكد ان شعار التدخل العسكري في سوريا من أجل حماية لبنان وظهر المقاومة من الخطر التكفيري هو شعار واهم وبعيد كل البعد عن الاسباب الحقيقية للانغماس في سوريا".

واردف: "أريد أن أذكركم بكلام قلته في 26 أيار الماضي أي بعد يوم واحد من اعلان السيد حسن المشاركة في معركة القصير في سوريا: "الحقيقة هي أن اسقاط الحدود بين لبنان وسوريا وقتال "حزب الله" المباشر في سوريا على أسس مذهبية من أجل المصالح الايرانية كما ضرب أسس الدولة في لبنان، كل هذا لا يمكن أن يحمي لبنان ولا ظهر المقاومة بل يستجلب الخطر التكفيري وغيره من الاخطار الى الساحة اللبنانية. نعم ان التدخل في سوريا لا يحمي لبنان ولا يحمي ظهرالمقاومة بل يستجلب الاخطار الى الساحة اللبنانية. سنبقى نكرر ان السلاح لا يحمي السلاح وان الامن الذاتي لا يمكنه أن يكون بديلا عن الدولة ومؤسساتها.المكابرة لم تعد تفيد والهروب الى الامام لم يعد يفيد. إنني أدعو من على هذا المنبر السيد حسن نصرالله الى الانسحاب فورا من التدخل القاتل في سوريا والعودة الى مسار الدولة التي لا يمكن أن تقوم في ظل ازدواجية السلاح.

إنني أدعو "حزب الله" وكل القوى اللبنانية للتعاون من أجل انقاذ لبنان قبل فوات الاوان. وأدعوهم للالتفاف حول رئيس الجمهورية الذي يشكل اليوم آخر معقل للشرعية.

إنني أدعوهم للالتفاف حول الجيش وتأمين الغطاء حتى يكون هذا الجيش قوة سيادية تطبق القانون على الجميع وليس قوة فصل ترعى الامن بالتراضي. كما أنني أدعو الى تشكيل حكومة حيادية تعيد النبض الى قلب الدولة وتحمي مصالح لبنان واللبنانيين، والى الذهاب الى حوار جدي تحت رعاية رئيس الجمهورية حول الاستراتيجية الدفاعية التي لا تكون الا في كنف الدولة وبإدارتها". وتابع معوض: "قبل انتخابات ال 2009 حين كنا في خضم الحملة الانتخابية كثر منكم سألوني: اذا أعدنا الاكثرية ل 14 آذار هل قادرة أن تحكم؟ وحينها أجبتكم بصراحة وقلت لكم لا. لا يمكن ل 14 آذار ولا لأي قوة سلمية ديمقراطية أن تحكم بوجود سلاح مسلط عليها وعلى النظام اللبناني برمته. ولكن في الوقت نفسه قلت إن هناك ضرورة لأن تنال 14 آذار الاكثرية ليس من باب فئوي ولكن لمنع سقوط الشرعية بيد السلاح غير الشرعي وحينها يخرب لبنان.

هذا الذي حذرت منه، ولسوء الحظ هذا الذي حصل. استطاع "حزب الله" وقمصانه السود في مطلع ال2011 أن يضع يده على الحكومة ومن خلالها على قرار الدولة برغم وجود قوى رفضت وضع اليد على الحكومة وانتفضت ما أدى الى استقالة الحكومة. إذا وضع "حزب الله" يده على الحكومة، ما سهل عملياته الخارجية في سوريا والخليج وقبلها بلغاريا وقبرص وغيرها، ما وضع لبنان في مواجهة مع كل العالم حتى صار حمل جواز السفر اللبناني بمثابة تهمة في أكثرية مطارات العالم. وعرض مصالح ملايين اللبنانيين المنتشرين في العالم للخطر، والذين لولاهم ما كان بقي لبنان صامدا. ان وضع يد "حزب الله" على الدولة لم يؤد لا الى إصلاح ولا الى تغيير ولا أعاد زغرتا الى الصف الاول، بل ارتد كارثة على كل بيت لبناني أيا كانت طائفته أو انتماؤه السياسي". وسأل: "هل من بيت لبناني لا يشعر ان لبنان أصبح بلا حدود وبلا دولة وبلا قانون يحمي الناس؟ هل من بيت لبناني لا يشعر بوزر السلاح المنتشر في المدن والبلدات على حساب أمنه واستقراره؟ هل من بيت لبناني لا يشعر بتحول المجتمع اللبناني، المعتدل بطبيعته والذي يحب الحياة، مجتمعا أكثر عنفا وتطرفا يخضع تدريجيا لحملة السلاح وفارضي الخوات؟ هل من أحد منكم لا يقلق عند وداع أو استقبال أقرباء له على المطار؟ ولسخرية القدر أن الخوف بات في حقيقته من طريق المطار، من غير المقبول ان تتحول طريق مطارنا الدولي الوحيد بازارا لاستدراج عروض اقليمية لمصلحة ايران. من غير المقبول ان نشوه العلاقات اللبنانية - التركية لترميم العلاقات الايرانية - التركية. لكل هذه الاسباب كما للاسباب المتعلقة بإنماء الشمال، أصبح من الضروري ان نشغل مطار "رينه معوض" في القليعات. ولا يجوز ان تقتصر المطالبة بتشغيل هذا المطار على رد فعل اعلامي كلما وقعت مشكلة على طريق مطار رفيق الحريري الدولي. هذا المطلب استراتيجي للبنان أولا وللشمال ثانيا، ويجب أن يتعاطى معه الحلفاء قبل الأخصام بحزم وبخطة جدية".

وقال معوض: "اعود الى "حزب الله" لأقول إن مشروع ايران - "حزب الله" في لبنان لا يواجه مذهبيا، لا شيعيا ولا سنيا بمنطق التكفير أو بمنطق السلاح بوجه السلاح، ولا يواجه درزيا أو مسيحيا أو ارثوذكسيا. هذا المشروع لا يواجه إلا وطنيا بالشراكة المسيحية الاسلامية وبالالتفاف حول الدولة. ولا شك انه في هذه المواجهة تتحمل 14 آذار مسؤولية مفصلية وتاريخية. لذلك لا يمكن ل14 آذار أن تستمر كما هي عليه، ولا يكفي أن تأخذ مواقف مبدئية من السلاح. نريد خطة عمل ومشروعا واضحا. نحن ك"حركة استقلال" نعتبر أن مبادىء 14 آذار مجبولة بدم رينه معوض ونحن في صلب 14 آذار حين تكون 14 آذار ثابتة وواضحة وعلى قدر طموح جمهورها. ولكن نحن ضد 14 آذار حين تتخاذل وتناقض نفسها وتساوم. نحن في صلب 14 آذار عندما تدافع عن الشرعية وعن الدولة وعندما تحمي الاستحقاقات الدستورية. ونحن ضد 14 آذار عندما تشارك أو تغطي تمديدا غير دستوري للمجلس النيابي، أو تتساهل مع سياسة الفراغ التي يحاول فرضها "حزب الله" على مؤسسات الدولة".

وتطرق معوض الى الاوضاع في زغرتا الزاوية، فقال: "إن زغرتا الزاوية لا يمكن أن تكون بخير إلا عندما يكون لبنان بخير وعندما تكون الدولة اللبنانية بخير. وهنا للتذكير فقط، فإن "حزب الله" تمكن من وضع يده على الدولة والحكومة بواسطة القمصان السود وأوصلنا الى ما نحن عليه بفضل نائبين أو 3 نواب على الأكثر بحيث كان يمكن لنواب زغرتا - الزاوية وحدهم أن يمنعوا الانقلاب. فهل الدفاع المستميت لنواب زغرتا - الزاوية المنتخبين عن النظام السوري ومشروع "حزب الله" على حساب الدولة يصب في مصلحة أهل زغرتا- الزاوية؟ قلت وأكرر أيضا إن زغرتا - الزاوية لا تكون بخير الا عندما تكون طرابلس بخير والاعتدال في طرابلس بخير.

وهنا أريد أن أطرح السؤال التالي: هل مساهمة نواب زغرتا الزاوية في حرب الالغاء ضد تيار المستقبل وإضعاف الاعتدال السني ما وضع طرابلس رهينة التطرف يصب في مصلحة المسيحيين وفي مصلحة زغرتا الزاوية؟

وهل التعاطي مع بشري بإثارة النعرات ساعة يشاؤون، أو التعاطي مع الكورة والبترون على أساس نحن اقطاع وهولاء أزلامنا يصب في مصلحة زغرتا الزاوية؟

نحن نعلن أنه إذا أراد أي شخص أو مجموعة من أي منطقة التعدي على أمن زغرتا أو كرامة زغرتا فسنكون في طليعة المدافعين عن أهلنا في زغرتا - الزاوية. انما وبالعزيمة نفسها لا يمكن أن نقبل أن يعتدي أي فرد أو مجموعة أو قوة سياسية في زغرتا- الزاوية على أمن وكرامة جيراننا وأحبائنا في طرابلس أوفي أي منطقة أخرى لاسباب لا علاقة لها بلبنان". واضاف: "ليس هناك أي مشكلة بين زغرتا - الزاوية وطرابلس. نصف اهالي منطقتنا مصالحهم مرتبطة بطرابلس، وكثر من أهالي طرابلس يصطافون في اهدن. نحن أهل وسنبقى أهل شاء من شاء وأبى من أبى. لا لزوم لا للكاميرات ولا لمجموعات أمنية. المطلوب أمر واحد وهو عدم التدخل في شؤون طرابلس أو أي منطقة لصالح نظام بشار الاسد. وزغرتا - الزاوية لن تكون بخير أيضا الا بمصالحة حقيقية وشراكة فعلية بين زغرتا والزاوية، والا عندما تتحول الزاوية من زاوية الى حجر زاوية وشريكة اساسية وحرة في تحديد المصير. اطلقنا كل هذه المواقف الثوابت فأجابونا بأنهم هم وحدهم القادرون على اعادة زغرتا- الزاوية الى الصف الاول. وبأنهم هم وحدهم القادرون أن يواجهوا التحديات التي تعيشها منطقتنا. زغرتا الزاوية ممثلة اليوم بوزيرين، أحدهما وزير دفاع، إضافة الى 3 نواب. وتيار المردة يحتكر السلطة البلدية في زغرتا وفي اتحاد البلديات. فهل استطاع هؤلاء كلهم بأدائهم، أي الوزيرين والثلاثة نواب وبلدية زغرتا واتحاد البلديات أن يعيدوا زغرتا- الزاوية الى الصف الاول؟ أو أننا بتنا نعيش عصرغياب وافلاس حقيقي ان على مستوى التمثيل السياسي أو على المستوى الانمائي، وذلك بلسان حال حتى جمهورهم؟" وختم معوض: "المضحك المبكي أنه حين رأوا أن مشروعهم فشل بتنا نسمع كلاما من نوع "أين هم زعماء زغرتا"؟ لا يجوز تغطية السموات بالقبوات. فالمسؤولون عن ما وصلنا اليه ليسوا "زعماء زغرتا"، بل من احتكر تمثيل زغرتا في الحكومة والمجلس النيابي والبلديات على مدى الاربع سنوات الماضية ناهيك عن السلطة المطلقة التي مارسوها زمن الوصاية السورية. فالمطلوب محاسبة نواب زغرتا المنتخبين الذين ارادوا احتكار السلطة ففشلوا وكان فشلهم عظيما".

 

على مسؤوليتي مع الدكتور رضوان السيد

صوت لبنان الكتائبي

يحتار  المرء هل يكون من الايجابي أم يطلق الآن سراح سراح الذين اختطفوا في أعزاز في مقابل اطلاق سراح الطيارين التركيين وليس مرد ذلك الى أن المرء عتادت هذا الاسلوب:الابتزاز واستخدام القوة أو استخدام وهجها ووهج السلاح في كل شيئ تقوم به وليس تجاه الأجانب أو غير العرب أو غير المسلمين بل بالتحديد تجاه اللبنانيين مسلمين وغير مسلمين من التهديد الى الانذار الى الابتزاز الى الاغتيال ودائما تتحقق الأغراض التي أرادتها من وراء هذا الأمر العنيف أو ذاك.وآخر هذه الفصول المهولة ليس خطف التركيين بل التدخل في سوريا ومباشرة قتل السوريين وسقوط  قتلة وضحايا من حزب الله أيضا ومن كتائب أخرى أدخلها الايرانيون من أنصاره من لبنان والعراق واليمن وكل الجماعات الشيعية في العالم العربي ويقولون انهم يواجهون التكفيريين ويقول الذين يسمون بالتكفيريين أو السلفيين أو بالجهاديين أنهم يواجهون الشيعة.كل منهما يزعم أن فعله ما هو الا ردة فعل على ما قام أو يقوم به الآخرون انما الفرق الشاسع والقاطع أن حزب الله تابع لدولة يتمكن سؤالها ومحاسبتها وحصارها كما يحصل منذ سنوات والاستنكار أيضا لما تقوم به دولة من ارهاب,ارهاب الدولة الايرانية والاسرائيلية والدول المشابهة التي رعت حركات مثل حزب الله.بينما هؤلاء الآخرون ليس هناك أحد يخضع للقانون الدولي أو يعترف بالقانون الدولي يمكن سؤاله.هذه ليس سؤالا فرعيا توصلت اليه في مسألة القانون الدولي ومسألة الخضوع أو عدم الخضوع له انما ما يقوم به حزب الله فضلا عن أنه ضد اللبنانيين وضد العرب هو أيضا ارهاب دولة وارهاب الدولة هذا يكافئ في كل مرة يقوم به الحزب أو يقوم به احد أزرعه وهذا هو السبب,سبب السؤال:هل ينبغي أن نفرح باطلاق مخطوفي أعزاز في مقابل الطيارين التركيين أو أنه ينبغي علينا أن نفكر دائما أن ما يقوم به حزب الله حتى لجهة السعي في مسألة خطف الشيعة في أعزاز أو زوار الأمام الرضى كما يقولون هو مسألة تستدعي التفكير في سياق ما عرفناه عن حزب الله وعن طريقته في التصرف منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 ؟ وكل عام وانتم بخير.

 

يزبك: على البيئة التي تحتضن المجرمين أن تلفظهم كي نعيش معا

وطنية - طالب رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك "البيئة التي تحتضن المجرمين الذين قاموا بالمجازر وباتوا معروفين أن تلفظهم كي نعيش معا"، محذرا بالقول: "حقنا لا يضيع، فإسرائيل نلاحقها وننتقم منها مهما كانت الأدوات وأينما كانت هذه الأدوات". كما طالب، خلال الحفل التأبيني الذي نظمه "حزب الله" في أربعين الشهيد حسام محمد الزركلي في بعلبك، الدولة ب"أن تقوم بمسؤوليتها، وعندها: كفى الله المؤمنين شر القتال. أما إذا قصرت وزورت الحقائق كما صرح البعض بأن التفجيرات من صنع حزب الله لتقوية موقفه، أو بأن سياسة حزب الله هي السبب، فهناك مواقف أخرى"، داعيا الى "أن يكون الناس في بعلبك والبقاع وكل لبنان العين الساهرة للمحافظة على الأمن وأن لا يسمحوا لخفافيش الليل بإحداث فتنة هنا أو هناك، لا خوفا من موت بل لقطع دابر الفتنة". وسأل يزبك "ما المقصود بهذه التفجيرات؟ أليس من أجل قتل أكبر عدد من الأبرياء؟ ولمصلحة من؟ أليس من أجل أن يشفوا غليل إسرائيل؟ ومهما فعلوا، فلن يحولوا مسيرة المقاومة عن فلسطين، ففلسطين هي القبلة".

 

يزبك مستقبلا مفتي بعلبك: واجبنا أن نكون معا للقضاء على الفتنة الرفاعي: المطلوب عدم السماح بتحقيق الأهداف المتوخاة من وراء التفجير

وطنية - بعلبك - استقبل الوكيل الشرعي العام للسيد الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، في مكتبه في مدينة بعلبك، مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ بكر الرفاعي على رأس وفد ضم علماء من دار الفتوى، رابطة علماء فلسطين، رئيس بلدية بعلبك الدكتور حمد حسن وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير بعلبك وفاعليات، لاستنكار حادث التفجير في الرويس.

يزبك

رحب يزبك بالوفد، وقال: "المستفيد من تفجير الضاحية هو العدو الصهيوني، والهدف كان قتل الناس، ومن بين الضحايا سنة وشيعة ومسيحيين، لأن الذي فجر لا يبالي بأحد، ومن يقوم بمثل هذا العمل المجرم والآثم ليس له مذهب ولا دين ولا وطن ولا هوية". وأردف: "واجبنا الشرعي والإنساني والأخلاقي والوطني بأن نكون جنبا إلى جنب للقضاء على الفتنة، كرامتنا من بعضنا البعض، والمخيم مخيمنا وبيتنا بكل فصائله وعلمائه، وأي شيء يضيمه يضيمنا. المطلوب اليقظة مما يخطط له خفافيش الليل". أضاف: "نحن نفتش عن مدخل لنلتقي مع أهلنا الطيبين في عرسال الذين كانوا أول من قدم الدماء في سبيل القضية الفلسطينية، وإذا أساء أحد من أبناء البلدة أو المقيمين فيها فلا نقبل بأن تحمل عرسال وزر ذلك، أهل عرسال ناسنا وأهلنا". وتابع: "للحفاظ على الوحدة الوطنية والإسلامية، ولنكون جنبا إلى جنب، خصوصا في بعلبك، سيدعو مسؤول منطقة البقاع محمد ياغي إلى لقاء عام لنتشاور جميعا، ولا نفسح المجال لمن يريد أن يزرع أي بلبلة تبعد الناس عن بعضهم البعض، والمطلوب ألا نسمح بأن يشغلنا أي شيء عن عدونا الصهيوني". ورأى أن "المستهدف من الفوضى التي تشهدها المنطقة هي فلسطين، وكل المصائب في مجتمعاتنا هي من أميركا وربيبتها إسرائيل ومن الذين انحازوا إلى هذا الفكر وإلى هذه الرؤية على حساب أمتهم. وقد استبشرنا خيرا بالربيع العربي بأن تكون وجهته فلسطين وأن يكون المنطلق لتوحيد الأمة بمواجهة إسرائيل، ولكن للأسف الفتنة في تونس حتى لا تكون في المحور الذي ينبغي أن تكون فيه، وليبيا، من يحكمها الآن وقد تحولت إلى دويلات، ومصر أم العرب، بل أم الدنيا وأم الإسلام بأزهرها وشعبها، حتى الآن ننتظر أن يكون لفلسطين نصيبها. أما سوريا فالمؤامرة عليها لإسقاط محور المقاومة لمصلحة العدو الإسرائيلي، ونحن لا نرضى بذلك، فلا يختلف أحد منا بالنسبة لحقوق الشعب السوري، ولكن نحن مع رفع اليد عن سوريا ليحل السوريون مشاكلهم بأنفسهم".

الرفاعي

وإثر اللقاء صرح الرفاعي قائلا: "بعد الحادث الإرهابي الذي طاول أهلنا في الرويس في الضاحية الجنوبية، قام وفد من دار الفتوى ورابطة علماء فلسطين وأعضاء المجالس البلدية والاختيارية بزيارة رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله سماحة الشيخ محمد يزبك وأكد الوفد على ما يلي:

1- إن الاعتداء الإرهابي هو اعتداء على كل مواطن وعلى أمن الوطن كله، والدين والمسلمون براء منه، وهو اعتداء على ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وهو اعتداء على صحابة النبي وعلى أمهات المؤمنين، والأيدي الصهيونية تقف خلفه وهي تبتغي تفتيت ما هو مفتت، وتجزئة ما هو مجزأ، تارة بعناوين مذهبية وأخرى عرقية وثالثة قومية.

2- نؤكد على الدور الإيجابي لإخواننا في المخيمات، أصحاب المبادرات والرؤى المتقدمة، وعدم الزج بهم في أتون الصراع والفتنة.

3- بعلبك والمنطقة قائمة على التنوع والتعدد، وهي صورة عن لبنان الذي نحلم به، وجميعنا عائلة واحدة قوتها من قوة بعضها، وعائلاتها وعشائرها ستبقى السد المنيع بوجه أي محاولة للنيل من وحدتها. وسنبقى في حالة متابعة لإزالة أي بؤرة توتر ومحاصرتها وعدم السماح لأحد بالإنطلاق منها أو الاستثمار فيها.

4- المطلوب تفويت الفرصة وعدم السماح بتحقيق الأهداف المتوخاة من وراء التفجير، وهذا يتطلب تغيير بعض المقاربات، وإجراء حوار شامل بين كل المكونات يحمي الساحة الداخلية ويصونها ويمنع النيران المشتعلة والمتنقلة من الوصول إلى الداخل، ويقيم الحواجز التي تحول دونها.

5- الأمن بات واجبا عينيا لا كفائيا على كل مواطن، فكل مواطن خفير، كل في موقعه

 

محمد رعد: السبيل الوحيد لتشكيل الحكومة هو سبيل الوحدة الوطنية لا خيار يدفع العدوان عن لبنان أو يكف التهديدات عنه سوى خيار المقاومة

وطنية - اقامت مديرية العمل البلدي في "حزب الله" لقاء خاصا برؤساء وأعضاء الإتحادات والمجالس البلدية والهيئات الإختيارية، في عدد من قرى وبلدات أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون، برعاية رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، جرى خلاله تقييم البرامج المقررة لثلاث سنوات مضت، ووضع الخطط اللازمة للسنوات الثلاث المتبقية من ولاية هذه المجالس، كما تم تكريم رؤساء ونواب البلديات المنتهية ولايتهم، وذلك في حسينية بلدة حناويه، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، وفد من مكتب الشؤون البلدية والإختيارية لحركة أمل، قائمقام صور حسن عيديبي، عدد من علماء الدين وفاعليات إجتماعية ومهنية وتربوية. بداية القرآن الكريم والنشيدان الوطني وحزب الله، ثم عرض لفيلم يوثق لأهم الإنجازات والأعمال في هذه البلدات والقرى. بعدها القى رعد كلمة تناول فيها عددا من الأفكار التنموية والتطويرية على مستوى عمل البلديات، كما تطرق للشأن السياسي فقال: "إن لبنان الذي قدم نموذجا متميزا وفريدا في المقاومة، وشكل مثالا يحتذى به في معظم دول العالم التي تحترم سيادتها واستقلالها، يحاول فيه بعض اللبنانيين أن يطيحوا بهذا النموذج أو يستخفوا به إرضاء لسياسات وأجندات خارجية، وإن هذه الدول التي استفادت من المقاومة وتجربتها وتعلمت منه كل ما يصلح لبلدها من أجل أن تحفظ سيادتها، نجدها تكابر وتريد أن تسقط هذا النموذج في لبنان".

اضاف: "نحن لا يمكن أن نجاري هؤلاء في دعواهم، التي يتماهون فيها مع دعوى العدو الإسرائيلي، الذي يشكل تحديا وجوديا للبنان بل تحديا لكل المنطقة من حولنا، ومن هنا نتمسك بخيار المقاومة الذي يتمتع بالجدوى الوحيدة التي تنسجم مع خصوصية الوضع في لبنان، من النواحي الجغرافية والديموغرافية والسياسية وما يحيط به". واكد ان "لا خيار يمكن أن يدفع العدوان عن لبنان أو أن يكف التهديدات المعادية عنه سوى هذا الخيار، ولذلك فإن الذي يريد أن يسقط المقاومة وخيارها، إنما يريد أن يسقط لبنان ويهدد وجوده، وإننا ندعو هؤلاء الى ان يعيدوا النظر ويقلبوا الأمور، لأن وجودهم سيصبح في خطر، ولأن المناطق والطوائف في هذا البلد ستصبح مستهدفة من قبل العدو الذي يستسهل الإعتداء عليها إذا لم يجد ما يردعه". وتابع رعد: "إن تضييع الوقت وعدم تشكيل الحكومة من شأنه أن يزيد من الإحتقان والاشتباك النفسي والسياسي بين الناس بلا جدوى، ولن يكون لهذا الإشتباك أفق إلا دفع البلاد نحو الفوضى وعدم الإستقرار، وإن السبيل الوحيد لتشكيل الحكومة المناسبة التي يمكن أن تنهض بمسؤولية منع الفراغ في هذه اللحظة الحساسة والدقيقة التي يمر بها لبنان، هو سبيل الوحدة الوطنية أو الإجماع الوطني أو التكامل الوطني حين تصطف كل القوى السياسية الوازنة، التي لها تمثيل حقيقي وجدي ولو بالمجلس النيابي بهذه الفترة من أجل أن تكون هناك حكومة وطنية جامعة تستطيع أن تعبر بلبنان من خانة الأزمة والإحتقان، إلى خانة التفكير والبحث عن حلول واقعية وجدية تتناسب مع الإمكانات الموجودة في البلد". اضاف: "إننا نقول هذا من موقع مسؤوليتنا وخبرتنا ومن موقع الناصح للرئيس المكلف بأنه لن يجد السبيل الذي ينهض بلبنان من خانة الأزمة إلى خانة التفكير بالعلاج إلا عبر تكامل عقول جميع اللبنانيين بكافة قواهم السياسية، وتمثيل هذه العقول بحسب حجمها النيابي الموجود، وأن هذا ما أردنا أن نؤكد عليه، خصوصا وأن الرهان على ديموقراطيات تنتج في العواصم من حولنا وتستند إلى تحالفات أو تفاهمات مع دول إقليمية ودولية تحمي التجربة يبدو أنها رهانات باتت في مهب الريح. نحن بعد الحراك الشعبي الذي شهدناه في المنطقة خلال فترة السنتين الماضيتين، بدأنا نشعر بالخيبة، وبأن هناك جليدا يراد أن يضع خيارات الناس في الثلاجة، لأن هذه الخيارات أمكن للقوى الدولية والإستكبارية والإقليمية أن تتفاهم فيما بينها من أجل الإلتفاف عليها وإسقاطها وتدجين أصحابها وتوظيفها في خدمة المصالح الدولية والإقليمية بعيدا عن مصالح الوطنية لهذا الوطن أو ذاك". وختم: "دعونا نصنع تجربتنا في لبنان، فنحن أهل التجربة والثبات والصمود والعزم والإدارة، وما صنعناه في المقاومة لم يصنعه شعب من قبلنا، وصحيح أن بلدنا صغير في حجمه وأن شعبنا قليل في عدد سكانه، لكن إرادة هذا الشعب تنبع من مدرسة لا تعرف إلا الثبات والعزم والصمود والتضحية والعطاء، وهذا ما تحتاجه الأوطان من أجل أن تستمر ومن أجل أن تستقر".

ثم كانت كلمة لمديرية العمل البلدي، شكر فيها فؤاد حنجول الجهود المخلصة لرؤساء وأعضاء المجالس البلدية ورؤساء الإتحادات والهيئات الإختيارية والموظفين الأكفاء، ورأى أن جملة من الأهداف قد تحققت بصورة جيدة، عبرت عنها نسبة المنجزات والمؤشرات المتقدمة في اعتماد الأصول والقوانين وارتفاع نسبة الجباية، وإن بشكل متفاوت بين بلدية وأخرى، والتصدي المباشر لإحتياجات المواطنين في مجالي المياه والكهرباء وغيرها، وتطور العناية بالكساء الأخضر وحملة التوعية والورش التدريبية، لكننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الجهود في مجال تفعيل اللجان الأساسية في المجالس البلدية والإهتمام بالتواصل مع الأهالي ودراسة الإحتياجات واعتماد التخطيط الإستراتيجي في الإتحادات والبلديات الكبرى التي اعتمدت في العام 2013. وفي الختام، تم توزيع الدروع التقديرية على رؤساء ونواب البلديات المنتهية ولايتهم.

 

دو فريج: نحن مع محاربة التكفيريين قبل حزب الله والحزب يحارب في سوريا باسم مشروعه المذهبي وليس باسم الوطن

وطنية - رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دو فريج أن "الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله يحاول ان يبرر انه لم ينس اسرائيل، في حين أنه نسي الجبهة الاسرائيلية"، معتبرا ان "عملية اللبونة كانت ليغطي انه ما زال مقاومة ضد اسرائيل". وأكد دو فريج، في حديث إلى محطة "أم تي في"، أن "حزب الله يأخذ اليوم مكان الدولة. كل ما نطلبه اليوم انه في حال وجد قرار لفتح اي جبهة ضد اسرائيل يكون القرار لبنانيا وليس قرارا حزبيا"، مضيفا "في حال لم يفكر حزب الله لبنانيا اولا، فلا يوجد خلاص لهذا البلد، لبنان لا يعيش إلا بالإعتدال، أما التطرف فيخلق تطرفا آخر". وإذ تساءل: "هل فوجئ احد بتفجير الرويس؟ قال: "لا، التفجير كان متوقعا بعد تدخل حزب الله في الحرب السورية، لماذا يدفع الشعب اللبناني ثمن المشاكل الامنية في سوريا؟ وهذا لمصلحة من؟". كما تساءل: "باسم من يحارب حزب الله في سوريا؟ هو يحارب باسم مشروعه المذهبي وليس باسم الوطن، وهذا المشروع ليس مقبولا من الوطن"، مذكرا أن "هناك مسؤولين في "حزب الله" باعوا سلاحا للمعارضة السورية وتم سجنهم". أضاف: "كيف يتمكن مقاتل حزب الله عند محاربته الى جانب النظام السوري، من معرفة التكفيري من غير التكفيري والمواطن البريء؟ يجب ان نفكر بالمستقبل، لا يمكن للبنان ان يعيش من دون ان تكون لديه علاقات جيدة مع سوريا اقتصاديا واجتماعيا. من الواضح اليوم انه في النهاية، حتى لو بقي بالاسم بشار، النظام السوري سيتغير". وأشار إلى ان "حماية لبنان من التكفيريين هو تفكير سني قبل ان يكون لبنانيا. هدف التكفيريين الاساسي اشخاص كنجيب ميقاتي وتمام سلام وسعد الحريري وفؤاد السنيورة، وهؤلاء مقتنعون بان الاعتدال في لبنان هو خشبة الخلاص، في المقابل، حزب الله حزب شيعي متطرف، التطرف الشيعي ليس خطرا بقدر التطرف التكفيري، بالمعنى الجسدي او السيارات المفخخة".

واسترسل: "كل ما يسمى تطرف في هذا البلد هو سرطان، لا يعيش هذا البلد الا بالاعتدال. نحن مع محاربة التكفيريين قبل حزب الله، وكذلك نحن مع محاربة من يأتي بهم الى لبنان ومن يعطيهم عذرا لوجودهم في لبنان".

وتطرق إلى ما ذكره ابراهيم الامين في صحيفة "الأخبار"، فأعرب عن تخوفه على بلدة عرسال، خصوصا أن ابراهيم الأمين ليس صحافيا بل هو ناطق رسمي، وهدد بالامس، بان هناك خطرا على عرسال لان كل التكفيريين موجودون فيها، من اين يأتي بمعلوماته؟ هناك اجهزة امنية تقوم بعملها. كذلك هو يكتب مقالات في جريدة "الاخبار" تهدد وليد جنبلاط بان القصير اصعب من الشوف وعاليه اذا سرت بحكومة حيادية". وعن كلام الرئيس سعد الحريري بالامس في رده على السيد حسن نصر الله ان الدفاع عن لبنان امر مشترك، قال: "يتحدث بالمشترك عن القرار السياسي وليس عن الاجهزة الامنية. لبنان بلد لديه دستور، ويوجد تفاهم بين كل المكونات السياسية، لماذا يطالبون بحكومة وفاق وطني في حين يتخذون قرارا بفتح معركة من دون أن يسألوا الحكومة؟ في اي منطق هذا؟" لافتا إلى ان "الحزب يعتبر نفسه اليوم انه الدولة". وتابع دوفريج: "عندما يقول وئام وهاب ان لا انتخابات رئاسة جمهورية، بالتأكيد هذا الكلام ليس من عنده"، ولفت الى ان "حزب الله في مأزق كبير تجاه الشعب اللبناني والشعب العربي كله، وهو يفقد صورة المقاومة". وأوضح ان "الناس يقولون لنا يا قوى 14 آذار وتيار مستقبل كفى تنازلا، نحن لا نتنازل بل نحاول ايجاد مصلحة وحدة اللبنانيين، كم مرة مددنا يدنا وكسروها لنا؟ نحن نخاف على لبنان، نعرف انه في حال دخل اي طرف لبناني الى سوريا وحارب فيها فهو يأتي بالويلات على لبنان". وإذ أعرب عن تخوفه من عمليات انتحارية وتفجير في كل مناطق لبنان، اعتبر أن "السبيل الوحيد لانهاء الأزمة اللبنانية هو الجلوس جميعا ونقول كيف نحمي هذا البلد؟. وعن خطف التركيين على طريق المطار، قال: "ما ذنبهما ليتم خطفهما؟ هذه العملية مستنكرة ولا نقبل بها أبدا"، مؤيدا في الوقت ذاته "فتح مطار آخر غير مطار بيروت، وذلك لضرورات عدة منها إقتصادية، تجارية، وليست فقط لأسباب أمنية".

 

القواس: السعودية أصل البلاء في الأمة

وطنية - اعتبر أمين الهيئة العامة لحزب البعث العربي الإشتراكي محمد شاكر القواس في بيان اليوم أن "السعودية هي أصل البلاء في الأمة". وطالب "القوى الوطنية والتقدمية في الوطن العربي بتحديد مواقفها بشكل واضح من الخونة المتآمرين على تاريخ الأمة العربية وحاضرها ومستقبلها وحضارتها الإسلامية". وأشار إلى أن "تيار المستقبل هو جرثومة الحياة السياسية في لبنان".

 

حفل زفاف في ساحة الانفجار وسط شارع الرويس

وطنية - احتفل العروسان علي علاء الدين وفاطمة عجروش، بزفافهما في شارع الرويس، وتحديدا في المكان الذي وقع فيه الانفجار يوم الخميس الماضي. وشاركهما في احتفال تأكيد استمرار الحياة وسط الدمار، حشد من أبناء المنطقة الذين رددوا مع العروسين عبارات تأييد المقاومة والتنديد بالتكفيريين. وقد زينت السيارة التي أقلت العروسين وهي من نوع شيفروليه صفراء اللوان، بباقات الورد، كما نثرت أوراق الورد على علاء الدين وعجروش اللذين أطلقا حماما أبيض في الأجواء وحملاء مجسمات لفراشتين زهريتي اللون.

 

وهاب يبشّر: سليمان أعطى الارضية الصالحة للتفجيرات وغدا دور المسيحيين والسّنّة واليونفيل

موقع 14 آذار/إعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب أن وطن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري حقيبته التي تستطيع أن تنقله إلى أي مكان ساعة يشاء. وقال وهاب في حديث عبر المنار ان سعد الحريري لا يملك قراره اصلا حتى يقوم بطرح مبادرة سياسية والرئيس ميشال سليمان من دون ان يدري اعطى الارضية الصالحة للتفجيرات. ورأى أن رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري مسؤولان عن تغطية الإرهاب في صيدا، وهما من خلال ذلك مسؤولان عن الذي يحصل على الساحة اللبنانية. وأشار وهاب إلى أن "لبنان إنتقل من بلد أرض نصرة لدى الجماعات التكفيرية يأخذون منه المجاهدين الى مكان آخر إلى أرض جهاد ساحته موجودة"، لافتاً إلى أن "الهدف اليوم حزب الله غداً قد يكون المسيحيين أو السنة أو اليونيفيل".

 

الجوزو: لا يوجد لبناني واحد يوافق على استهداف الضاحية

وطنية - اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان "ما حدث في الرويس، وما تعرضت له الضاحية، ليس موجها ضد حزب الله فقط، بل لكل اللبنانيين، لان سكان الضاحية ليسوا من الشيعة وحدهم، بل من السنة ايضا، كما ان هناك عائلات مسيحية تسكن في الرويس". وأشار الى ان "خطاب السيد حسن نصر الله، كان خطابا مذهبيا بامتياز، عنصريا بامتياز، فارسيا بامتياز، وهو يهاجم التكفيريين وهو منهم، لانه يفرق بين السنة والشيعة، ويعمل على إثارة النزعة المذهبية، ويزرع الكراهية بين المسلمين". وسأل "ما ذنب اطفال الضاحية ونسائها وشبابها حتى يذهبوا ضحية صراع تقوده ايران ضد العرب وضد المسلمين؟ وما ذنب اطفال سوريا ونسائها وشبابها حتى يذهبوا ضحية هذا الصراع تماما كأطفال الضاحية؟ ولماذا أدخلنا حزب الله في هذه المعركة وزج بلبنان كله فيها، وعرض لبنان لأخطار كثيرة، منها الخطف والخطف المتبادل، ومنها تحويل طريق المطار الى وادي الحرير، لا أمن فيه ولا أمان، ومنها السيارات المفخخة، ومنها خطف ابناء رجال الاعمال في البقاع للحصول على فديات من أهلهم؟ ولماذا عمت الفوضى السياسية والاقتصادية والطائفية والمذهبية لبنان؟ ولماذا قاطعه السواح العرب والمستثمرون العرب وغير العرب؟ ولماذا تتعرض الشركات للافلاس؟ ومن المسؤول عن هذا كله سوى حزب الله؟. وتوجه الى نصرالله قائلا: "ألست انت المسؤول عن هذا كله يا سيد حسن؟ لا يوجد لبناني واحد يوافق على استهداف الضاحية لان الانسانية تقتضي ذلك، ولان الوطنية تقتضي ذلك، فلماذا يكون هذا حقا للبنانيين ولا يكون هذا حقا للسوريين في بلادهم؟. وختم: "يا سيد حسن راجع نفسك، راجع ضميرك، ولا تحلم بالانتصار الوهمي، فانتصارك هزيمة لكل المبادىء والقيم الانسانية والاخلاقية، عد الى لبنان، عد الى بلدك، الى أصلك، الى أهلك ولا تبالغ في قدرتك على النصر، فالأمر أكبر مما تتصور، ولن يسمح أحد لك بذلك".

 

شهيب: الحوار يحفظ البلد وأي حكومة أفضل من الفراغ عوامل العجز السياسي والانكشاف الأمني أديا الى تفجير الرويس

وطنية - اعتبر النائب أكرم شهيب أن "أي حكومة في الوضع الراهن أفضل من الفراغ"، داعيا الى "البحث عن تشكيلة حكومية تجمع كل الأطراف في المرحلة القصيرة الفاصلة عن استحقاق الانتخابات الرئاسية"، وقال: "التأليف لا يزال بعيد المنال حتى الساعة ولن نسمح بالفراغ في موقع الرئاسة". وأكد في حديث إلى "صوت لبنان 93,3" "سعي جبهة النضال الوطني للتنسيق بين مختلف الأفرقاء"، ناقلا "خوف رئيس الجمهورية من الفراغ، لانه إذا تعطل التشكيل، تعطل المجلس النيابي"، وقال: "اذا تشكلت حكومة تكنوقراط، فستمثل مشكلة إضافية". وشدد على "ضرورة حفظ البلد عبر الحكومة والحوار"، وقال: "لن نترك رئاسة الجمهورية من دون انتخاب، وندعو مختلف الأفرقاء الى حفظ بعضهم البعض لا سيما في ظل ما يحضر من تقسيم للمنطقة. وندعو الى الحوار لتحديد الخيارات الاساسية والاتفاق على ان لبنان لا يستطيع ان يكون جزءا من محاور الصراع".

وعن تفجير الرويس، اعتبر ان "عوامل العجز السياسي والانكشاف الأمني غير المسبوق والتأثير التصاعدي لما يجري في المحيط، أدت كلها الى تفجير الرويس، والمستفيد منه ومن كل ما يجري في المنطقة هي اسرائيل، من دون استبعاد ضلوع التكفيريين وان يطال مسلسل السيارات المفخخة مناطق لبنانية أخرى". وقال: "من الواضح ان السيد حسن نصرالله لن يتنازل في الموضوع السوري، وتصنيفه معظم الشعب السوري بالتكفيري هو معطى جديد يغير المعطى الاول للذهاب الى سوريا". أضاف: "اليوم منطق النظام في سوريا، الدولة مقابل الارهاب، وهذا الارهاب بالنسبة للنظام هو كل المعارضين. وما يجري اليوم من تدخل للحزب في سوريا لا يبرر، ودخوله في الحرب السورية هو أفضل الوسائل لانهاء دوره المقاوم ضد اسرائيل، فانخراطه مقتل له وللمقاومة ومقتل للبنان كدولة، ونأمل بعودة المقاومة الى النسيج اللبناني والى دورها العسكري بوجه اسرائيل. لا حل بقوة السلاح، الحل بالتفاهم وبالاحتضان العربي والدولي للبنان". وعن حادثة خطف التركيين، اعتبر انها "دفعت بالنقاش بين لبنان وتركيا وقطر الى مزيد من الجدية"، متحدثا عن ان "المبادرة التي كانت قائمة لتبادل المخطوفين تعطلت، رغم انه كان هناك قبول لدى النظام السوري لاطلاق السيدات المعتقلات لديه"، ولفت الى ان "التواصل التركي - الايراني قوي، ما يؤكد قدرة ايران على التأثير في هذه القضية". وعن الشأن المصري، اعتبر ان "هناك خلافا اليوم بين اميركا والسعودية حول مصر، إضافة الى ما يشبه الحرب الباردة العربية"، وقال: "ان أخونة الدولة أدى الى تدهور على مختلف الصعد، فالاخوان يؤمنون بأن مصلحة الجماعة فوق مصلحة الدولة، وهم كانوا عطشى للحكم وعندما استلموه سقطوا. الدولة في مصر ستنتصر على منطق الارهاب والجيش المصري سيستمر بدوره الداعم للثورة خلف الستار".

 

كيروز: تفجير الضاحية يدل أن لا احد يحمي لبنان وابناءه الا الدولة وسلاحها

وطنية - تسلمت بلدية دير الاحمر سيارة لجمع النفايات في قرى المنطقة، من برنامج الامم المتحدة الانمائي، الممثلة بالممثل المقيم للبرنامج وليد عطاالله، في احتفال أقيم في ثانوية دير الاحمر الرسمية، حضر الاحتفال النائب ايلي كيروز، راعي أبرشية بعلبك والبقاع الشمالي للموارنة المطران سمعان عطاالله، مسؤول "القوات اللبنانية" في المنطقة مسعود رحمة، رؤساء بلديات واتحادات، مخاتير وفاعليات.

كيروز

والقى كيروز كلمة رئيس حزب "القوات" سمير جعجع قال فيها ان "ما يجمعنا هو المعاناة الطويلة مع الاهمال والتهميش من الدولة ومسؤوليها، ومع ذلك فاننا حاسمون جازمون واضحون في التمسك بخيار الدولة اولا واخيرا وفي الوقوف الى جانب هذه المنطقة التي يعتبرها البعض من الاطراف، ولكنها كانت وستبقى دائما في موقع القلب ورغم كل الصعاب، فاننا مطمئنون الى ان المنطقة بأيد أمينة برعاية المطران سمعان عطاالله".

واستنكر "جريمة التفجير الاخيرة في الضاحية الجنوبية، التي ان دلت على شيء، فعلى ان لا احد يحمي لبنان وابناءه الا الدولة اللبنانية بسلاحها الشرعي دون سواه". وأبدى "استعداده لتوفير اي دعم على صعيد الإنماء وبما يتناسب تلبية اية حاجة وتوفير اي دعم وفق لإمكيانات، لان لهذه المنطقة مكانة خاصة لا يمكن التفريط بها رغم العراقيل والمصاعب والإمكانات". واعتبر أن "خطوة اليوم، رغم رمزيتها لكنها مهمة لحاجات المنطقة، وهي خطوة مسيرة الالف ميل، وهي جزء يسير من طموحنا لدعمكم والى مواعيد إنجازات جديدة لان منطقة دير الاحمر تستحق".

عاقوري

وألقى رئيس اتحاد بلديات دير الاحمر ميلاد عاقوري كلمة رأى فيها ان "هذا المشروع يشكل حلقة من سلسلة متكاملة في الحفاظ على البيئة تبدأ من عملية الفرز المنزلي للنفايات، وتنتهي بعملية الفرز في معمل الفرز بما يخفف التلوث البيئي، وسوف نبدأ بتطبيق هذا المشروع بعد اكتمال كل عناصره".

سلامة

وألقى سفير النوايا الحسنة فادي سلامة كلمة دعا فيها الى "مساعدة دير الاحمر التي تعاني الحرمان المزمن وصعوبة العيش، التي رفض أهلها هجرتها إيمانا منهم بقدسية العلاقة مع الارض".

عطا الله

والقى عطاالله كلمة توجه فيها ب"الشكر إلى سفير النوايا الحسنة على اهتمامه بتعزيز المناطق الاكثر حرمانا في أرجاء لبنان، وبنك بيروت والبلاد العربية على تغطية أجور فريق عمل البرنامد السنوية".

عبد الساتر

والقى مندوب بنك بيروت والبلاد العربية اسامة عبد الساتر كلمة رأى فيها ان "في لبنان أزمة لها تأثيرات سلبية، وهي ازمة النفايات، وما نقوم به اليوم هو خطوة على طريق الحل".

 

تهدئة" لا يتواضع لها نصر الله

عبد السلام موسى/ المستقبل

لم تكن التهدئة تنتظر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله كي يطالب بها. كانت التهدئة تطالبه أن يتواضع لها، ولو لمرة واحدة، ما دامت دماء شهداء "الضاحية الضحية" لم تجف بعد. كانت التهدئة سبقته بأشواط، شقت "أوتوسترادات" شاء نصر الله أن يقطعها مجدداً، عندما أصر على أن لا يهدأ لزوم "تهدئة جمهور المقاومة"، وأن يهرب إلى مزيد من المكابرة بعدم الإعتراف بأن "واجبه الجهادي" في سوريا استجر "واجباً جهادياً مضاداً" ضده في لبنان، وأن يمعن في المزيد من توريط لبنان في النار السورية المشتعلة.  لم يتواضع نصر الله للتهدئة، بدليل أن كلامه عن "الكف عن التحريض الطائفي والمذهبي"، سرعان ما نقضه بإعلانه مضاعفة "الواجب الجهادي" في سوريا، "حتى ولو استدعى الأمر أن أذهب بنفسي وكل "حزب الله" إلى القتال هناك"، كما لو أنه يصر على أن يصب الزيت على نار التحريض الطائفي والمذهبي، الذي يعلم نصر الله اكثر من غيره، أنه يتغذى من ممارساته التي تقاتل في سوريا دفاعاً عن نظام يمارس أبشع أنواع الإرهاب بحق شعبه، ومن عدم مسؤوليته في دعوة اللبنانيين إلى الإقتتال هناك، ومن الإستفزار في الإحتفال بالإنتصار بسقوط القصير على أساس انها تل أبيب أو كريات شمونة. لم يتواضع نصر الله للتهدئة، رغم أن دماء شهداء "الضاحية الضحية" كانت تستصرخه أن يتواضع لها، وأن يسخرها لحماية لبنان، لا أن يزج بها في المزيد من تشريع لبنان أمام احتمالات أمنية مقلقة، من سخرية القدر أنه أسهب في تفنيدها، لكنه لم يُعدل في طريقة مواجهتها، وفي الإعتراف بأن مقاومته لها فاشلة، بعدما تبين للملأ أن قتاله في سوريا لم يحمِ ظهر المقاومة، ولم يحمِ لبنان، بل جعل أمنه تحت رحمة الإرهاب، أياً تكن هويته الفتنوية أو التكفيرية. لم يتواضع نصر الله للتهدئة، وكذلك "اخوانه" في صحفهم وقنواتهم. قالوا بأمانة ما لم يقله الأمين العام، ومارسوا تحريضاً ممنهجاً موجه حصراً ضد الطائفة السنية، ومناطقها، وأحد أبرز مكوناتها السياسية المتمثلة بـ"تيار المستقبل"، لدرجة أنهم عابوا على التيار تضامنه مع "الضاحية الضحية"، وأدانوه!. الأمانة تقتضي القول أن نصر الله كان على حق، حين قال إن " الدعوة الى تهدئة لا تسير لأن بعض الناس تنقطع اجورها اذا توقفت عن الشتم". وكما ذُكر في بداية المقال، شقت التهدئة "أوتوسترادات"، لكن "الإخوان" سارعوا إلى حرق الإطارات على "أوتوسترادات التهدئة"، وقالوا ما يدينهم ولا يعينهم، لأنه كما قال سيدهم :"اذا حصلت تهدئة، واذا لم يشتموا على الشاشات والصحف، لن يأخذوا معاشات". يبدو أن نصر الله أخطأ في العنوان، "لا تهدئة" كذلك ما دام "إخوانه" يأخذون "معاشات".. وحبة مسك.

 

عائشة أم المؤمنين في الضاحية

محمد السماك/المستقبل

عائشة أم المؤمنين ليست أمّاً للتكفيريين، ولا هي أم للإرهابيين. الذين ارتكبوا جريمة التفجير في الضاحية، ارتكبوا في الواقع جريمتين. جريمة سفك دماء أبرياء، والقرآن الكريم يقول "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً". لقد قتل المجرمون أنفساً بريئة وعاثوا في المنطقة فساداً، ولذلك فإن جريمتهم هي جريمة ضد الإنسانية، وفق الوصف القرآني. أما الجريمة الثانية فهي استخدام اسم عائشة أم المؤمنين عنواناً لهذه الجريمة النكراء. فعائشة كانت إحدى زوجات النبي عليه السلام ولذلك فإن إقحامها في جريمة ضد الإنسانية فيه انتهاك لحرمات دينية. ولو كانت السيدة عائشة حية اليوم لسارعت الى الضاحية تضمد الجراح وتواسي المنكوبين. ولبادرت ليس فقط الى إدانة استخدام اسمها ولقبها الديني، ولكن الى إدانة الجريمة المنكرة والى إدانة مرتكبيها. لم يشأ المجرمون الاكتفاء بالجريمة الجماعية التي ارتكبوها في الضاحية، ولكنهم أرادوا من خلال استخدام اسم عائشة أم المؤمنين أن يجعلوا من هذه الجريمة عود ثقاب لإشعال فتنة كبرى.. ولذلك فإن جريمتهم مزدوجة. فهي لا تقف عند حدود القتل والقتل الجماعي فقط، ولكنها تتجاوز ذلك، على فداحته، الى التخطيط للقتل المستدام عبر فتنة إذا اشتعلت لا سمح الله فإنها لا تبقي ولا تذر. من هنا فإن الوعي الوطني والإسلامي بأبعاد الجريمة والذي عبرت عنه المواقف الإجماعية بإدانة الجريمة ومرتكبيها، يفشل الهدف الأبعد والأشد تدميراً الذي يسعى اليه المجرمون.

إن بعض الجرائم الكبرى تخطط بحيث يرتكبها ضحاياها أنفسهم. غير أن الوعي هو الذي يُفشل هذا المخطط وأهله.

 

قياديون في «حزب الله» لـ «الراي»: دهم في برج البراجنة تعقباً لفرضية تفخيخ السيارة في المخيم وخروجها منه

تحدثوا عن امتلاكهم «بنك أهداف شخصية في البيئة التكفيرية»

خاص – الراي/كشفت مصادر قيادية امنية في «حزب الله» لـ «الراي» عن «ان مخابرات الجيش اللبناني دخلت للمرة الأولى الى مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين الواقع في نطاق الضاحية الجنوبية لبيروت، وقامت بعمليات دهم امنية محددة استناداً الى معلومات أمنية تساعد في مسار التحقيق في التفجير الذي ضرب منطقة الرويس في الضاحية غروب الخميس الماضي». وأشارت هذه المصادر الى «ان العقيد الفلسطيني محمود عبد الحميد عيسى، المعروف باللينو (أحد الضباط الكبار في حركة فتح) توجه الى هناك للوقوف على سير العملية، وفي شكل لا يتعارض مع المهمة الموكلة الى مخابرات الجيش اللبناني، والمرتبطة بتعقب خيوط على صلة بتفجير الرويس (اوقع نحو 28 قتيلاً و300 جريح)». وأشارت المصادر الى «ان عمليات الدهم التي نفذها الجيش تأتي في اطار متابعة احدى الفرضيات المحتملة، وهي ان السيارة التي انفجرت في الرويس اعدت في مخيم برج البراجنة وخرجت منه»، لافتة الى «ان حزب الله يتعاون في شكل كامل مع الاجهزة الامنية اللبنانية، ولا سيما مع مخابرات الجيش التي تبذل جهداً حقيقياً للإسراع في الكشف عن الجناة». وذكرت هذه المصادر بما قاله الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه اول من امس حين طالب الاجهزة الامنية اللبنانية بعدم الاكتفاء بـ «الامن الوقائي» بل العمل على كشف الجماعات التكفيرية وتفكيكها والقضاء عليها، موضحة «ان حزب الله يملك بنك اهداف من اكثر من 205 اهداف شخصية في البيئة التكفيرية، وهو لن يتوانى ولو للحظة واحدة من التعامل معها جميعها في وقت واحد، في حال فشلت الاجهزة اللبنانية في الامساك بزمام الامور بيدها، ما دامت حرب التكفيريين ومن يدعمهم على حزب الله ظاهرة للعيان».

 

«واشنطن بوست»: الكويت والسعودية وقطر والإمارات ترسل أموالاً إلى مصر أكثر من أميركا

«الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون كانوا على وشك التوصل إلى تسوية»

واشنطن - ا ف ب - كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، امس، ان الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين والخليجيين كانوا على وشك التوصل الى اعلان تسوية قبل اسبوعين بين مؤيدي الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي والجيش المصري. ومشروع الاتفاق يدعو انصار الرئيس المخلوع الى اخلاء مواقع اعتصامهم في الشوارع مقابل وعد بعدم لجوء السلطات الى العنف، كما ذكرت الصحيفة نقلا عن برناندينو ليون، سفير الاتحاد الاوروبي في مصر. وقال ليون للصحيفة ان مشروع الاتفاق الذي كان يشمل ايضا التحقيق في مزاعم بالعنف، كان يفترض ان يكون «خريطة طريق» للمحادثات بين الحكومة الانتقالية وجماعة «الاخوان المسلمين»، لكن نائب الرئيس السابق محمد البرادعي لم يتمكن كما يبدو من اقناع رئيس الاركان ووزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي بالموافقة على الامر.والاتفاق المقترح حسب ما ذكرت الصحيفة، تم التوصل اليه بعد اسابيع من زيارات للقاهرة وعمل مكثف قام به ديبلوماسيون بينهم ليون ونائب وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز ووزيرا خارجية قطر والامارات. وقال مسؤولون للصحيفة ان قطر والامارات الى جانب السعودية والكويت ترسلان اموالا الى مصر اكثر مما تفعل الولايات المتحدة. وحسب الصحيفة فان قطر كانت ابرز جهة داعمة لـ «الاخوان». وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى للصحيفة رافضا كشف اسمه «من الطبيعي ان نكون اقمنا تعاونا مع هذه الدول لانها هي اللاعب الرئيسي ولديها علاقات قوية في مصر».

 

 الجوزو: حسن نصرالله من التكفيريين

اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان "ما حدث في الرويس، وما تعرضت له الضاحية، ليس موجها ضد حزب الله فقط، بل لكل اللبنانيين، لان سكان الضاحية ليسوا من الشيعة وحدهم، بل من السنة ايضا، كما ان هناك عائلات مسيحية تسكن في الرويس". وأشار الى ان "خطاب السيد حسن نصر الله، كان خطابا مذهبيا بامتياز، عنصريا بامتياز، فارسيا بامتياز، وهو يهاجم التكفيريين وهو منهم، لانه يفرق بين السنة والشيعة، ويعمل على إثارة النزعة المذهبية، ويزرع الكراهية بين المسلمين". وسأل "ما ذنب اطفال الضاحية ونسائها وشبابها حتى يذهبوا ضحية صراع تقوده ايران ضد العرب وضد المسلمين؟ وما ذنب اطفال سوريا ونسائها وشبابها حتى يذهبوا ضحية هذا الصراع تماما كأطفال الضاحية؟ ولماذا أدخلنا حزب الله في هذه المعركة وزج بلبنان كله فيها، وعرض لبنان لأخطار كثيرة، منها الخطف والخطف المتبادل، ومنها تحويل طريق المطار الى وادي الحرير، لا أمن فيه ولا أمان، ومنها السيارات المفخخة، ومنها خطف ابناء رجال الاعمال في البقاع للحصول على فديات من أهلهم؟ ولماذا عمت الفوضى السياسية والاقتصادية والطائفية والمذهبية لبنان؟ ولماذا قاطعه السواح العرب والمستثمرون العرب وغير العرب؟ ولماذا تتعرض الشركات للافلاس؟ ومن المسؤول عن هذا كله سوى حزب الله؟. وتوجه الى نصرالله قائلا: "ألست انت المسؤول عن هذا كله يا سيد حسن؟ لا يوجد لبناني واحد يوافق على استهداف الضاحية لان الانسانية تقتضي ذلك، ولان الوطنية تقتضي ذلك، فلماذا يكون هذا حقا للبنانيين ولا يكون هذا حقا للسوريين في بلادهم؟. وختم: "يا سيد حسن راجع نفسك، راجع ضميرك، ولا تحلم بالانتصار الوهمي، فانتصارك هزيمة لكل المبادىء والقيم الانسانية والاخلاقية، عد الى لبنان، عد الى بلدك، الى أصلك، الى أهلك ولا تبالغ في قدرتك على النصر، فالأمر أكبر مما تتصور، ولن يسمح أحد لك بذلك".

 

تفجير "الرويس": لماذا التعتيم على أسماء القتلى وعددهم؟

خاص بـ"الشفاف"/حتى الساعة لم يعرف من اسماء ضحايا تفجير بئر العبد سوى العدد القليل، ما يثير الربية حول اهداف التفجير وما إذا كانت قيادات حزبية مستهدفة، خصوصا ان عناصر حزب الله يضربون طوقا امنيا حول مستشفى الرسول الاعظم ويمنعون الدخول منه واليه، وهو المستشفى الذي استقبل العدد الاكبر من قتلى الانفجار وجرحاه. حتى الساعة ايضا هناك تكتم على عدد الذين سقطوا في التفجير بين قائل إنهم 24 قتيلا و300 جريح الى قائل بأن العدد تجاوز 50 قتيلا وعشرات الجرحى، ما يضع علامة استفهام حول هوية وعدد الذين قتلوا، خصوصا ان الحزب شييّع اليوم احد قيادييه مشيرا الى انه سقط في تفجير الرويس. وعدا ما سبق، لا بد من التوقف عند بعض الملاحظات التي تزامنت مع إطلالة امين عام حزب الله حسن نصرالله شارحا ومفسرا التفجيرات وإطلاق الصواريخ التي استهدفت "بيئة" حزب الله. أشار نصرالله الى سلسة الاحداث بتسلسل وقوعها منذ إطلاق صاروخين على الضاحية وصولا الى تفجير الرويس ومرورا بتفجير بير العبد. كما مر على إطلاق الصواريخ على القصر الجمهوري في بعبدا ووزارة الدفاع عقب إعلان الرئيس ميشال سليمان موقفه من حزب الله وسلاحه وخروجه على إعلان بعبدا الذي وقّعه محمد رعد نائب حزب الله. إلا أن نصرالله لم يشرح من هي الجهة التي قصفت قصر بعبدا، بل استفاض في تعظيم بيئته وإظهارها في موقع المستهدف. (مع أن تصريحات ميشال عون لجريدة "الحياة" يوم السبت بدت وكأنها تتّهم حزب الله بإطلاق الصواريخ "الرمزية" على قصر بعبدا!) بطريقة او بأخرى، برأ نصرالله إسرائيل، وهي علة وجوده، من الاستهدافات والتفجيرات خصوصا تفجير الرويس. أي أنه، عن قصد او غير قصد، فقدَ مبرر حمله للسلاح هو وحزبه، خصوصا أن قتال العدو الاسرائيلي محل إجماع لبناني مع حزب الله او بدونه. اما القتال الى جانب بشار الاسد في سوريا فهو مسألة خلافية، وإذا كانت إسرائيل لا تستهدف حزب الله بعمليات عسكرية، وإذا كان التكفيريون هم الذين يستهدفونه، فهذا أقله يثبت صحة ما ذهب اليه مواطنوه في لبنان بتحذيره من مغبة استدراج اي طرف عسكري سوري الى لبنان جراء إرسال نصرالله قواته الى سوريا.

تصريحات فايز غصن مهّدت عمداً لخطاب نصرالله!  كان لافتا التواطوء بين وزير الدفاع اللبناني فايز غصن ونصرالله حين استبق غصن خطاب نصرالله بكشف وقائع واسماء من اتهمهم وزير الدفاع بالوقوف وراء تفجير بئر العبد وإطلاق الصواريخ على الضاحية، ما سمح لنصرالله بتبني طروحات غصن والتأسيس عليها لاتهام من وصفهم بـ"الجهات التكفيرية" بالوقوف وراء الاعتداءات على الضاحية. علما ان نصرالله تبجح في خطابه حين أشار الى ان اجهزته تجمع معطيات وفرضيات بشأن هوية من يقف وراء الاعتداءت، إلا ان اجهزته أخفقت على ما يبدو في التوصل الى استنتاجات منطقية توصل الى الفاعلين، وكل ما توصلت اليه شهادة براءة لاسرائيل، واعتماد حديث فايز غصن الانقاذي لاتهام التكفيريين. أخيرا بدا نصرالله مهزوما مع مكابرته، فهو طالب الدولة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها، ولكنه أغفل ان الدولة هو وحزبه من يمنعها من آداء مهامها.

 

صفقة" عونية مع السعودية للإبتعاد تدريجياً عن حزب الله!

مروان طاهر/الشفاف

للمرة الاولى يرفع الجنرال عون من سقف انتقاداته العلنية لتدخل حزب الله في سوريا متعمدا توجيه رسالة مزدوجة من خلال اختيار صحف ووسائل اعلام سعودية (جريدة "الحياة" اليوم)، وقبلها صحيفة "الشرق الاوسط"، الى القيادة في المملكة، من جهة، وللحليف المحلي حزب الله من جهة ثانية. المعلومات تشير الى ان عون أخذ خياره بالابتعاد عن حزب الله تدريجيا، بالتزامن مع معلومات غير مؤكدة عن "صفقة" أعدها الجنرال مع القيادة السعودية لم تعرف تفاصيلها بعد! وتضيف المعلومات نقلا عن صالون "الرابية" ان عون لا يخفي انتقاداته اليومية لحزب الله، وهو ينطلق من البدايات مع توقيع ورقة التفاهم مع الحزب الالهي، مشيرا الى انه استطاع من خلال ورقة التفاهم هذه تجنيب المناطق المسيحية فتنة مع الشيعة، معللاً بأن الوضع بين عين الرمانة والشياح كان مثل "بعل محسن" و"باب التبانة"! وينقل زوار الجنرال عنه القول إنه، وإن كان يختلف مع حزب الله في الاستراتيجيا التي يعتمدها الحزب، فهو ايضا يختلف معه في موقفه من الدولة ومن الاصلاح والتغيير والفساد، ومؤكدا في الوقت نفسه صوابية التوجه في توقيع ورقة التفاهم، التي ومع الاضرار التي تسببت بها، إلا أنها قللت من مخاطر انفجار فتنة مسيحية شيعية وأبقت المناطق المسيحية آمنة نسبيا قياسا بسائر المناطق التي تشهد تماسا بين السنة والشيعة. ويقول زوار الجنرال إنه اليوم غير مستعد لتحمل تبعات سياسات حزب الله الخارجية وتدخله في "القصير"، مستدرجا من وصفهم بـ"الجماعات التكفيرية" الى لبنان، مشيرا الى انه لا يريد إستدراج التكفيريين الى المناطق المسيحية، بعد الصرخة الاقتصادية التي بدأت ترتفع في وجه الجنرال من رجال الاعمال المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما، نتيجة سياسات حزب الله وممارساته. وينقل الزوار عن الجنرال انه يعمل على إيجاد مسافة بينه وبين حزب الله. وهو سوف يرفع من وتيرة إنتقاداته للحزب وصولا الى فك التحالف تدريجيا معه بعد أن أمـّن جانب المملكة العربية السعودية. وفي سياق متصل أشارت المعلومات الى ان استراتيجية عون الجديدة استدرجت إنتقادات عنيفة من الوزير والنائب سليمان فرنجية المتمسك بـ"الخط"! أي التحالف الاستراتيجي مع الرئيس الرئيس السوري بشار الاسد "ظالما كان ام مظلوما"!

 

نصر الله يقول: الآتي أعظم

مصطفى علوش/المستقبل

"ولا ينبيك عن خلق الليالي كمن فقد الأحبة والصحابا ومن يغتر بالدنيا فإني لبست بها فأبليت الثيابا" (أحمد شوقي)

في البداية لا يمكن إلا الوقوف بكثير من الحزن أمام هول المأساة التي ضربت الناس الآمنين في الضاحية الجنوبية والغضب من بشاعة هذا العمل الذي لا يمكن وصفه إلا بالجبان والإرهابي، وهو عمل يضاف على المستوى الوطني والإنساني إلى سلسلة العمليات الإرهابية الطويلة التي طالت لبنان منذ محاولة اغتيال مروان حمادة مروراً باغتيال رفيق الحريري وسائر الإغتيالات وعمليات التفجير.

في الوقت نفسه، لا بد من القول ان مشاهد الإحتفال المحدودة التي نقلتها بعض وسائل الإعلام لا تعبّر إلا عن الغباء والنذالة والإستقالة من الإنتماء إلى صنف البشر والإنتساب إلى صنف الوحوش.

قد ينبري البعض إلى القول ان ما يبرر هذا السلوك المخزي هو أن جمهور "حزب الله" لم يخجل من الإحتفال العلني وتوزيع الحلوى بعد بعض الإنفجارات التي طالت نواب قوى آذار وقيادييها، ولكن النذالة لا تواجه بمثلها.

أما بالعودة إلى الوقائع فنرى أن حسن نصر الله أخرس كل المحللين الموظفين لديه الذين أصروا على اتهام إسرائيل بالجريمة وإبعاد الشبهة عن أساس المشكل وهو تورط حزب ولاية الفقيه في الدم السوري.

لقد صرح نصر الله بأن اتهام إسرائيل واجب، ولكنه ركز على توجيه الإتهام وتصعيد التهديد باتجاه من سمّاهم "التكفيريين في سوريا"، بالطبع فقد حاول أيضاً التلميح الى أن يكون هؤلاء عملاء لاسرائيل.

الواقع هو أنه قد يكون مع نصر الله بعض الحق، فقد استفادت إسرائيل إلى أبعد الحدود من التطرف ومظاهره والخطابات العنترية والشعارات التي تنضح حقداً وكراهية، وقد استخدمتها دولة الظلم والعنصرية إلى أقصى الحدود لتبرير وحشيتها ضد الفلسطينيين وفي تعنتها وإصرارها على تجنب أية تسويات.

لذلك فإن كانت "جبهة النصرة" ومثيلاتها من مخلفات جنون تنظيم "القاعدة" قامت بواجباتها في تشويه صورة المسلمين المهزوزة أصلاً وبالتالي في خدمة قضية الصهيونية، فإن عنتريات نصر الله وتهديدات الحرس الثوري كانت المدخل لنوائب سبقت وستلحق في المستقبل.

لم يكن من الصعب كشف التناقض الفاضح والمقارنات الركيكة في خطابه الأخير، فهو من جهة حث جمهوره على تجنب الفتنة وفي الوقت نفسه أصر على الإستمرار في مسبباتها. وحذر من وجود لبنان على حافة الهاوية وأصر على أنه سيبقي لبنان على شفيرها. وشدد على مسؤولية الدولة عن الأمن والإدارة وأكد أنه سيستمر في التصرف على هواه في الأمن والسياسة والعسكر، وهذا كله قمة النفاق.

أما المقارنات الركيكة فكانت عند قوله ان حزبه يقتل السوريين بأخلاق عالية ومهنية لا شائبة فيها!، في حين أن التكفيريين يقتلون البشر بوحشية، وبصراحة لم أفهم الفرق بين القتل بمهنية والقتل الوحشي؟.

كل ذلك لا يمكنه أن يوحي بأن براميل بشار المتفجرة وصواريخ السكود تمارس القتل الرحيم أو الإنتقائي فتنتقي التكفيري وتترك الليبرالي، أو تقتل البالغين من الذكور القادرين على حمل السلاح وتعفو عن النساء والأطفال!.

وماذا يقول نصر الله عن ممارسات شركائه من الشبيحة، فهل الذبح الذي مارسوه كان حلالاً في حين نسي أعضاء "جماعة النصرة" أن يبسملوا عند ضحاياهم؟.

الواقع أن كل ذلك لن يفيد في تغيير شيء في المعادلة القائمة، فنصر الله لن ينتصر في سوريا مهما كابر واستكبر، ولن تتمكن كل التضحيات بدماء اللبنانيين من ميليشياته من إنقاذ بشار. كل ما يحدث اليوم هو إطالة عمر المأساة وزيادة عدد الضحايا ومضاعفة حجم الدمار، وأكثر من ذلك الإيغال في إذكاء نار الحقد والكراهية وبالتالي تفلت الفتنة من القدرة على السيطرة عليها، كما قال هو نفسه في خطابه.

كل ما وعد به هو أنه سيستمر في مكابرته وفي تورطه في خدمة مشروع الولي الفقيه الأسطوري وسيذهب هو نفسه إلى سوريا، وبالتالي وعده الصادق اليوم لجمهوره وللبنان بأن الآتي الأعظم.

() عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش()

 

جنبلاط ألغى مهرجان عاليه: "سيارات ملغومة" كشفتها الأجهزة "بسرعة خارقة"!

وجدي ضاهر /الشفاف

توقفت مصادر لبنانية متابعة امام نشاط الاجهزة الامنية اللبنانية المكثف في خلال اليومين الماضيين و"قدرتها المذهلة" على كشف أكثر من سيارة معدة للتفجير وملاذات لمسلحين و"ارهابيين" مفترضين خلال اقل من اربع وعشرين ساعة بعد خطاب امين عام حزب الله حسن نصرالله الذي اتهم فيه من وصفهم ب "الجماعات التكفيرية" بالوقوف وراء الهجمات على "بيئة" نصرالله! المصادر تساءلت عن تزامن الكشف عن "السيارات المعدة للتفجير" مع إلغاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط المهرجان الذي كان دعا اليه الحزب التقدمي الاشتراكي في مدينة عالية قبل ظهر اليوم الاحد، حيث كان يرتقب ان يلقي جنبلاط كلمة وصفت بأنها على قدر من الاهمية!

وربطت المصادر بين كشف السيارات والمهرجان المُلغى مشيرة الى ان هذه السيارات كانت معدة لزعزعة امن الجبل بعد تهديدات حزب الله على عبر جريدة المدعو ابراهيم الامين بأن "الشوف وعاليه، ليسا اكبر من القصير السورية". وأضافت المصادر ان حزب الله كان يراقب بحذر شديد التحضيرات التي يجريها الحزب الاشتراكي والحشود المرتقب مشاركتها في المهرجان من سائر المناطق اللبنانية، ما يعطي جنبلاط زخما ودفعا معنويا فعليا ليطلق مواقفه التي استعاض عنها بمؤتمر صحفي لقائد جيش التحرير الشعبي – قوات الشهيد كمال جنبلاط المقدم المتقاعد شريف فياض والذي شغل منصب امين السر العام في الحزب الاشتراكي.

تململ درزي من "التهديدات"

المصادر تضيف ان التهديدات الالهية بلغت مسامع جنبلاط، الواقع بين نارين: تهديدات الحزب من جهة، وحال التململ الكبيرة في صفوف ابناء طائفة الموحدين الدروز، وخصوصا ما يعرف بـ"المشايخ"، الذين ابلغوا جنبلاط انهم لن يسكتوا بعد اليوم عن اي تجاوز او تهديد للجبل مهما كانت التضحيات، وانهم سيردون الصاع صاعين وثلاثة لاي تجاوز على كراماتهم واعراضهم وارزاقهم.

وابلغ المشايخ الزعيم وليد جنبلاط ان كرامة الجبل لم ولن تُمتمهن، وما شهده الجبل أثناء الاجتياح الاسرائيلي لا يقل خطورة وجسامة عن ما يشهده اليوم، وخرج الدروز من المحنة اقوى وأصلب محافظين على كرامتهم على الرغم من جسامة التضحيات. جنبلاط الذي الغى المهرجان، وصلته رسائل التطمين "الالهية" بكشف ما كان يعّـد له ولانصاره في الناعمة وبرج البراجنة وصيدا، من سيارات ملغومة، كانت ربما ستستهدف المواكب الحزبية المتوجهة الى المهرجان.

كلمة جنبلاط في يوم شهداء الحزب بمهرجان "عاليه" الذي تم إلغاؤه

تحية خاصة للشعب السوري وتضحياته.. ونحيي شهداء كل القوى السياسيّة التي تواجهنا معها في الخنادق، فهم أيضاً آمنوا بقضية لبنان كما فهموها

لطالما كانت مدينة عاليه وتبقى عنواناً للصمود والعنفوان، وقد سجلّت مع قرى وبلدات الوطن، من الجنوب إلى عكار، من وادي التيم وكل البقاع إلى بيروت والضاحية، من الشوف إلى الشويفات، من الاقليم إلى المتن، ومن الجرد إلى الشحار، سجلت ملاحم بطوليّة دفاعاً عن لبنان. عاليه التي إرتبطت بعلاقة وثيقة مع المعلم الشهيد كمال جنبلاط، شهيد الحزب التقدمي الاشتراكي والحركة الوطنيّة والثورة الفلسطينيّة، شهيد عروبة لبنان وسيادته وإستقلاله، شهيد الحرية والكرامة الانسانيّة والعدالة الاجتماعيّة.

لقد روى شهداء الحزب التقدمي الاشتراكي بدمائهم أرض لبنان دفاعاً عن وحدته وعروبته في مواجهة إسرائيل ومشاريعها، وتصدوا ببسالة للدخول السوري إلى لبنان الذي هدف لمصادرة السيادة والاستقلال والقرار الوطني الفلسطيني المستقل، إلى جانب رفاقهم في الحركة الوطنيّة اللبنانيّة الذين سقطوا في سبيل مشروعٍ إصلاحي، لو نجح، لكان دفع لبنان نحو إرساء قواعد عصريّة تتجاوز النظام الطائفي والمذهبي.

في هذه المناسبة، نقول لكل شهداء الحزب، منذ إنطلاقة مسيرته، منذ سقوط شهداء الباروك ملحم أبو عاصي وحمزة أبو علوان وفايز فليحان ومعهم الضابط بهيج الشحوري ولاحقاً مع حسان أبو إسماعيل ومصطفى نصرالله الذي إستقوى على جراحه لسنواتٍ طويلة، ولشهيد المصالحة الوطنية الذي سقط قبل حلول أوانها، الشهيد أنور الفطايري؛ ولنقول لشهداء جيش التحرير الشعبي، إن تضحياتهم لم تذهب هدراً، وإنهم أناروا الطريق نحو لبنان جديد.

فشهادتهم هي التي فتحت طريق المقاومين إلى الجنوب والاقليم وبيروت، هي التي أسقطت إتفاق السابع عشر من أيّار، هي التي مهدّت للتسوية السياسيّة الكبرى التي أقرّت في الطائف من خلال قافلة من الرجال الأشداء الشجعان فوق تلال هذه الجبال وسواحلها وتخوم بلداتها، من عاليه إلى سوق الغرب وعيتات والشحار، من الاقليم إلى بيروت وضاحيتها، إلى كل موقع روته دماء شهداء الحزب وجيش التحرير الشعبي والحركة الوطنيّة والثورة الفلسطينية.

وفي هذه المناسبة، نوجّه التحيّة أيضاً إلى شهداء الحركة الوطنيّة والمقاومة الفلسطينيّة في الجنوب وإلى شهداء حركة أمل، وإلى شهداء الجيش العربي السوري الذين واجهوا الاحتلال الاسرائيلي في العام 1982 من بيروت إلى عين زحلتا إلى السلطان يعقوب. وفوق الخلافات السياسيّة، وترسيخاً لمصالحة الجبل التاريخيّة، وتأكيداً على تمسكنا بالسلم الأهلي وطي صفحة الماضي، نحيي شهداء كل القوى السياسيّة التي تواجهنا معها في الخنادق، فهم أيضاً آمنوا بقضية لبنان كما فهموها وناضلوا في سبيلها…

وفوق التعارض السياسي حيال توريط بندقيّة المقاومة في النزاع السوري إلى جانب النظام، فإن ذلك لا يلغي توجيه التحيّة إلى الشهداء المقاومين من أهل الجنوب والعسكريين والمواطنين الأبرياء الذين سقطوا في العدوان الاسرائيلي في تموز 2006، وحبذا لو تذكر بعضهم وقفة أهالي الجبل واللبنانيين أجمعين في إحتضان الجنوبيين، وهذا واجبهم، خلال تلك الحرب القاسية والمدمرة! أتذكرون التساؤل الشهير الذي أعلناه لمّن سيُهدى الانتصار؟ هو السؤال ذاته يعيد تكرار نفسه حتى يومنا هذا.

في عيد شهداء الحزب التقدمي الاشتراكي، نتوجه بالتحيّة أيضاً إلى شهداء الجيش اللبناني وهو جيش لكل اللبنانيين، بذل ويبذل تضحياتٍ جسيمةٍ في لحظةٍ سياسيّة شديدة التوتر وفي ظل إنقساماتٍ غير مسبوقة بين اللبنانيين، ومن واجبنا جميعاً أن ندعم المؤسسة العسكريّة فعلاً وليس قولاً. من هنا، فإن محاولات مذهبة وتطييف الأجهزة الأمنية والعسكريّة وتحويلها إلى جزرٍ لحماية هذه الطائفة أو تلك هو بمثابة ضربة قاسية للحصون الأخيرة التي لا تزال تحمي لبنان وتحول دون إنجراره إلى أتون النيران الاقليميّة.

والشهادة هي للأبطال، للأبرار، للكبار الكبار، فألف تحيّة للشهداء أجمعين، وألف تحيّة أيضاً لعائلاتهم وأبنائهم الذين فهموا أيضاً سمو الدور الذي قام به من فقدوهم وإفتقدوهم لكي يحيا لبنان عربياً حراً ديمقراطيّاً، وصبروا على معاناتهم وألمهم.

وإذا كان الاعتراف بأثمان التضحيات التي قدمها الشهداء، شهداء الحزب، كما سائر الشهداء، هو من باب الوفاء وإعادة قراءة الماضي، فإن مسؤوليّة دراسة أسباب الحرب القاسية وظروفها وخلفياتها، تبقى مسؤوليّة اللبنانيين جميعاً، وما لم يقبلوا عليها بجرأة وإقدام، فإن لعنة معاودة الاقتتال ستلاحقهم إلى الأبد، دون حلول أو مخارج لأزماتٍ يكاد بعضها يتحوّل وجودياً كما هي المرحلة الراهنة.

وكم هي متقدمة تلك الشعوب التي تستخلص العبر من حروبها ونزاعاتها المسلحة كي تتلافى السقوط مجدداً في الهاوية أو في أفخاخ ينصبها لها الآخرون، فتتحوّل عندئذٍ الى حروب الآخرين على أرضها.

لقد أكد الحزب التقدمي الاشتراكي دائماً تمسكه بثوابت سياسيّة في طليعتها التنوع والتعدديّة، الحريّات والديمقراطيّة، وضرورة تجاوز النظام الطائفي والمذهبي للتأكيد على المساواة التامة بين المواطنين، بصرف النظر عن إنتماءاتهم، وسعى لترجمتها عمليّاً من خلال رفضه الانجرار إلى الفتنة، أو ضرب الاستقرار والسلم الأهلي، وهو الذي حقق المصالحة التاريخيّة في الجبل مع البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، لطي صفحة الحرب نهائيّاً وتضميد الجراح البليغة التي أصابت لبنان. وهو يؤكد اليوم مجدداً أنه لن يتوقف عند مقالات أو رسائل تُبعث في بعض الصحف المأجورة لأن تمسكه بالاستقرار فوق كل إعتبار. كما يدعو مجدداً، لقيام حكومة مصلحة وطنيّة، بمشاركة جامعة، لأن الاستمرار في حالة الفراغ يعطل شؤون الناس ويعيق إمكانيات التقدم ومعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

كما وقف الحزب دائماً إلى جانب الديمقراطية والحريّة ورفض محاولات تحويل النظام اللبناني إلى نظام أمني أسوةً بالسجون العربيّة الكبيرة التي دفع كمال جنبلاط حياته ثمناً لرفض دخولها. ولا يزال الحزب يؤكد مرة أخرى إنحيازه للحريات العامة، وحرية التعبير عن الرأي والتجمع والتظاهر. ألم يكن مؤسس الحزب الشهيد كمال جنبلاط هو من منح التراخيص للعديد من الأحزاب السياسية التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا؟

إن الحزب التقدمي الاشتراكي الذي قدّم عبر تاريخه النضالي الطويل قافلة من الشهداء في سبيل مشروع بناء الدولة، لم يتوانَ عن التضحية وبذل كل الجهد اللازم في سبيل الحفاظ على لبنان وعبّر عن ذلك في كل المحطات المفصليّة التي خاض فيها معارك ونضالات شرسة لمواجهة التقوقع تارةً والاحتلال تارةً أخرى، كما واجه محاولات إبعاده وإستبعاده، فكان في كل مرة ينتصر، لأن “الحياة إنتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء”.

قدرُ هذا الحزب أن يعاند الرياح العاتية منذ مقصلة 1977 التي إستهدفت المعلم الشهيد كمال جنبلاط. فإذا بالحزب ينتصر على المقصلة. كانت المقصلة التي قتلت كمال جنبلاط تريد أن تقتل الحزب ونهجه ومواقفه ونضاله في سبيل نظام سياسي متطور، متحرّر من القيود الطائفيّة والمذهبيّة، عروبي، إستقلالي، يُطبّقُ العدالة الاجتماعيّة، والتنمية المناطقيّة، يمتلك ما يكفي من القدرة على مواجهة إسرائيل دون أن يقبل بجعل لبنان ساحة لتبادل الرسائل الاقليميّة والدوليّة.

وها هي المقصلة التي إستهدفت كمال جنبلاط وعشرات الساسة ورجال الاعلام والفكر وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تتداعى وتحارب في سبيل بقائها حتى آخر قطرة دم، وآخر حجرة في عمارة، وآخر شارع في قرية. ها هي المقصلة تكشف عن وجهها الحقيقي والبشع، تلاحق آخر مواطن في آخر بلدة لأنه كسر حاجز الخوف مطالباً بالحريّة والكرامة والديمقراطيّة ورافضاً للاذلال والظلم والقمع. من أجل كل ذلك، نحن إلى جانب الثورة السوريّة!

وكم هو ملفتٌ ذاك الفارق بين شهداء الجيش العربي السوري الذين سقطوا في مواجهة إسرائيل في بيروت وعين زحلتا والسلطان يعقوب، وما يقوم به الجيش النظامي اليوم في دك المدن السوريّة وتحويل بندقيته من مواجهة إسرائيل إلى مواجهة الشعب السوري. ألم تكن كل تلك الأسلحة والصواريخ الفتاكة كفيلة بتحرير الجولان المحتل مرات ومرات؟ إنها لعنة التاريخ ستلاحق هذا النظام إلى أبد الآبدين.

من هنا، تحية خاصة للشعب السوري وتضحياته في مواجهة آلة الطغيان، ودعوة متجددة للمعارضة السورية لتوحيد بندقيتها تحت سقف برنامج وطني ديمقراطي. ليس الشعب السوري بحاجةٍ للمزيد من الجهاديين أو القتلة المأجورين، هو الأعلم في كيفية مواجهة النظام ورسم مستقبل جديد لسوريا يحافظ على وحدتها ويحترم التنوع والمشاركة الديمقراطية في مؤسساتها.

سينتصر الحق، في نهاية المطاف، ولن يصح إلا الصحيح!

في يوم شهداء الحزب التقدمي الاشتراكي، نؤكد أننا مستمرون، رغم أن المسيرة طويلة، والتضحيات المطلوبة لا تزال كبيرة، والتحديات الماثلة أمامنا إستثنائيّة، ولكن كما لم نتراجع يوماً في مراحل الحرب القاسية، لن نتراجع الآن عن ثوابتنا. لن نتراجع عن الحوار، لن نتراجع عن التمسك بالسلم الأهلي مهما كانت الأثمان، لن نتراجع عن الاستقرار.

تحيّة إلى شهداء الحزب التقدمي الاشتراكي وجيش التحرير الشعبي،

تحيّة إلى جرحى الحزب والمعوقين وكل المناضلين،

تحيّة إلى شهداء الحركة الوطنيّة اللبنانيّة والثورة الفلسطينية،

تحيّة إلى شهداء كل القوى اللبنانيّة، حتى ولو كانت في مواقع مختلفة ومتبانية مع رأينا السياسي،

تحية إلى كبير الشهداء، المعلم الشهيد كمال جنبلاط.

 

11 قتيلاً جراء استهداف "جبهة النصرة" حواجز وقرى مسيحية بريف حمص 

مصرع 18 في هجمات لجهاديين على مناطق كردية شمال سورية

 دمشق - وكالات:  شن مقاتلون جهاديون مرتبطون بتنظيم "القاعدة" هجوماً جديداً على مناطق ذات غالبية كردية في شمال سورية, في معارك أدت إلى مقتل 18 شخصاً ونزوح العديد من السكان. وذكر ناشطون أن المقاتلين الجهاديين يسعون إلى استعادة السيطرة على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا, والتي طردوا منها في يوليو الماضي اثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد. وفي حلب بالشمال, أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 شخصاً قضوا في قصف للقوات النظامية أول من أمس, على أحد أحياء المدينة. وأضاف المرصد في بريد الكتروني أن "مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام هاجموا أمس, قرية الأسدية على طريق راس العين-الدرباسية, التي يقطنها مواطنون أكراد من الديانة الأيزيدية, حيث دارت اشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية وأهالي القرية". وأشار إلى أن الاشتباكات التي بدأت منذ أول من أمس, أدت إلى "حركة نزوح لأهالي الأسدية".

من جهته, قال الناشط هفيدرا في تصريح صحافي إن مقاتلي "الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة" شنوا بدءا من أول من أمس "هجوماً بالأسلحة الثقيلة والدبابات على مدينة رأس العين" الواقعة في محافظة الحسكة (شمال شرق), في محاولة منهم للسيطرة على البوابة الحدودية مع تركيا. ولفت إلى أن اشتباكات متقطعة دارت أمس, في محيط بلدتي أصفر نجار وتل حلف القريبتين من رأس العين, موضحاً أن وحدات الحماية الشعبية الكردية "صدت الهجوم" على المدينة. وأشار إلى "تزايد موجة نزوح أهالي المدينة إلى القرى والمدن التركية عبر الحدود, نتيجة الخوف والهلع" جراء القصف, مؤكداً أن الاشتباكات في مناطق عدة أدت إلى مقتل 18 شخصا, بينهم 11 مقاتلا جهاديا وخمسة مقاتلين أكراد, أحدهم مسلح من قرية الأسدية, إضافة الى سائق سيارة إسعاف ومسعف كرديين.

وشهدت الأسابيع الماضية اشتباكات عنيفة بين المقاتلين الأكراد والجهاديين في شمال وشمال شرق البلاد, ويحاول الأكراد عموماً إبقاء مناطقهم في منأى من النزاع المستمر منذ نحو عامين بين النظام ومعارضيه.

وفي الشمال, قتل 16 مدنياً بينهم أربعة اطفال وسيدتان في قصف للقوات النظامية أول من أمس على حي الكلاسة جنوب حلب, كبرى مدن الشمال السوري.

وفي محافظة حمص بالوسط, أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل خمسة عناصر من قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام واستشهاد ستة مدنيين بينهم سيدتان اثر هجوم نفذه مقاتلون من الكتائب المقاتلة على حواجز للدفاع الوطني على طريق الدير وطريق عين العجوز-الناصرة, والواقعة في منطقة وادي النصارى ذات الغالبية المسيحية.

من جهتها, ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" أن "ارهابيين ارتكبوا مجزرة قرب مفرق قرية عين العجوز على طريق الحواش-الناصرة في ريف حمص راح ضحيتها 11 مواطنا بينهم أطفال ونساء".

ويستخدم نظام الرئيس بشار الاسد عبارة "ارهابيين" في إشارة الى مقاتلي المعارضة.

وأدت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة أول من أمس, إلى مقتل 182 شخصا, حسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سورية.

من جهة أخرى, اعتبرت منظمة "العفو الدولية" أن الفنان السوري يوسف عبدلكي وعدنان الديس اللذين ينتميان إلى حزب "العمل الشيوعي" واعتقلا في 18 يوليو الماضي في مدينة طرطوس الساحلية هما "معتقلا رأي".

إلى ذلك, قتل 11 شخصاً, أمس, برصاص عناصر من "جبهة النصرة" المتمركزة في قلعة الحصن غرب حمص, الذين هاجموا حواجز لحماية القرى في وادي النصارى ذات الغالبية المسيحية, كما قتلوا مدنيين في مطعم قرب دير مار جرجس الحميراء الشهير في المشتاية. وقال مصدر محلي في وادي النصارى إن مسلحي "جبهة النصرة", وهم يضمون عدداً كبيراً من جنسيات غير سورية ويسيطرون على قلعة الحصن هاجموا حواجز الدفاع الوطني السان جورج والفاروق والنافعة وقتلوا عدداً من الشبان. وأضاف المصدر أن المسلحين هاجموا مطعم "المونزا" قرب دير مار جرجس الحميراء وقتلوا عددا من رواده, كما استخدموا الأسلحة القناصة على المدنيين على كل الجهات المشرفة على قرى الوادي من عناز والحواش وعين العجوز إلى الناصرة و الطريق من الناصرة حتى المشتاية. وأكد أن أربعة من القتلى هم من بلدة مرمريتا, وتوزع الآخرون على قرى أخرى في وادي النصارى.

 

ألمانيا تدعو إلى حماية المسيحيين

برلين - ا ف ب: دعت ألمانيا إلى حماية المسيحيين في مصر على خلفية الهجمات المتواصلة لجماعة "الإخوان" على الكنائس والأقباط. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله في بيان, أمس, "يجب حماية الأقلية المسيحية في مصر" في حين يتعرض الأقباط والكنائس أكثر وأكثر لهجمات في هذا البلد. وقال في مقابلة مع مجلة "فوكس" الألمانية إنه لا ينحاز إلى المؤسسة العسكرية في مصر أو "الإخوان", مضيفاً "لسنا إلى جانب قوة سياسية, ونقف إلى جانب الشعب المطالب بالحرية والقيم الديمقراطية وبمجتمع منفتح". وأكد أن الحكومة الألمانية لا تنوي تسليم أسلحة لهذا البلد, قائلاً "في ما يخصنا تخضع سياستنا المتعلقة بالتصدير لقيود وسيبقى الأمر كذلك خصوصاً في ضوء التطورات الحالية إلى ذلك, ندد فسترفيله خلال لقائه نظيره القطري خالد بن محمد العطية, أمس, في برلين بتصاعد العنف في مصر, وطالبا كل القوى السياسية بحل الأزمة من خلال الحوار.

وقال وزير الخارجية الألماني "نحن قلقون جداً للعنف المستمر والوحشي في مصر", مضيفاً "ليس هناك من حل أخر لمصر سوى الحوار الذي يشمل كل الأطراف السياسية, وإلا فإن الخطر كبير جداً بأن تهرق مزيد من الدماء, وأن تلوح مخاطر حرب أهلية". من جهته قال لعطية "نحن في قطر قلقون جداً إزاء العدد الكبير للضحايا ولأعمال العنف", داعياً إلى "وقف العنف والحوار بين كل الأطراف" وكذلك "الإفراج عن المعتقلين السياسيين".

 

قيادي صدري لـ "السياسة": هدف إيران تهديد الأمن القومي لدول الخليجي  

خامنئي طلب من "الحرس الثوري" دعم "الإخوان" في مصر عسكرياً

 نقل السلاح عبر البحر الأحمر من اليمن والحدود مع السودان وليبيا وإدخال "القسام" إلى معارك سيناء

 بغداد - باسل محمد:  كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر لـ"السياسة" عن ان المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي طلب من مسؤول العمليات الخارجية في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني توجيه قسم كبير من جهود العمليات الاستخباراتية لدعم الجناح العسكري لجماعة "الإخوان" في مصر. وأوضح القيادي الصدري أن النظام الإيراني قرر دعم "إخوان" مصر لسببين رئيسيين: الأول بهدف جعل التحالف معهم ومع حركة "حماس" في غزة امتداداً للتحالف التقليدي مع النظام السوري و"حزب الله", إذ توجد قناعة لدى خامنئي ان نجاح سليماني في دعم "الإخوان" بالسلاح سيؤدي إلى ضمان عودتهم للسلطة مجدداً والأهم سيؤدي في المستقبل الى إقامة ديكتاتوريات اسلامية أو ديكتاتوريات باسم الاسلام تدور في فلك السياسات الايرانية.  أما السبب الثاني فهو أن طهران تعتبر انتصار الجماعة في حربها مع الجيش المصري ضرورة ستراتيجية لأنها ستمثل, بحسب المصدر, بداية نهاية النفوذ السعودي في مصر والمنطقة, وذلك أعطى خامنئي تعلميات صارمة إلى الجهات الايرانية كافة, وفي مقدمها قسم العمليات الخارجية في "الحرس الثوري", بضرورة عدم السماح بهزيمة "الإخوان".

وكشف المصدر عن أن الاتصالات السرية في الأسابيع القليلة الماضية بين إيران وبين "حماس" و"الإخوان" أفضت الى قرارات خطيرة جداً منها: تأمين خطوط نقل السلاح الى "الإخوان" عن طريق اليمن باتجاه البحر الاحمر وطريق الحدود المصرية مع السودان و ليبيا, وتحضر "كتائب عز الدين القسام", الجناح العسكري لـ"حماس" في غزة, لدفعه الى حرب استنزاف ضد القوات المسلحة المصرية في منطقة الحدود وداخل صحراء سيناء المصرية.

ومن أبرز الأهداف الأخرى لإيران, بحسب المصدر, أنها تسعى لإشعال حرب طويلة في مصر, بهدف حرف الأنظار عن الأزمة السورية, وبدرجة أكبر بهدف تهديد الأمن القومي لدول مجلس التعاون الخليجي, على اعتبار أن بعض الخلايا التابعة لـ"الإخوان" في هذه الدول ستتحرك لزعزعة الاستقرار فيها, سيما بعد الموقف التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالوقوف إلى جانب مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة.

وكشف القيادي الصدري عن أن طهران تسعى من خلال دعم "الاخوان" إلى التوصل لصفقة مع فرعهم في سورية لإبرام تسوية تسمح ببقاء حليفهم نظام الأسد, مشيراً إلى أن رئيس مجلس الأمن القومي الايراني سعيد جليلي نجح في التوصل إلى تفاهمات استثنائية لتسوية التناقضات بين محور الأسد - "حزب الله" ومحور "حماس" - "الاخوان", وبالتالي تعتقد القيادة الإيرانية أنها ستفعل أموراً عبقرية من داخل هذه المتناقضات تفاجئء بها خصومها وتحول مسار الأحداث في المنطقة لخدمة مصالحها. ولفت إلى أن النظام الايراني يسعى أيضاً إلى استثمار المخاوف المتبادلة بين "حماس" و"الإخوان" وبين التنظيمات السلفية التكفيرية بقيادة تنظيم "القاعدة", بحيث أرغم قيادتي الحركة الفلسطينية والجماعة المصرية على التعاون مع مخططه الاقليمي مقابل تقديم الدعم لمواجهة هذه الجماعات التكفيرية التي تحاول إطاحة حكم "حماس" والسيطرة على غزة.

وفي السياق نفسه, فرضت هذه الجماعات التكفيرية على قيادة "الإخوان" في مصر سيناريوهات معينة للتنسيق العسكري في سيناء ومناطق الصعيد المصري لأهداف مشتركة.

ووفق المصدر, فإن طهران اعتبرت سقوط حكم "الاخوان" في مصر فرصة ذهبية كي تفرض شروطها عليهم وعلى "حماس", بهدف تشكيل تحالف في ملفات المنطقة خاصة سورية واليمن والعراق إضافة إلى الموقف من دول الخليج العربي. ووفق معلومات القيادي الصدري, فإن القيادة الايرانية تريد التعاون مع قيادتي "حماس" و"الاخوان" باتجاهات مختلفة منها ضرب الاجنحة المعارضة لها داخل الحركة والجماعة, كما أنها تنوي تحييد بعض التيارات السلفية المتشددة لكسبها وضمها إلى الحرب ضد القوات المسلحة المصرية, لذلك اعطي قاسم سليماني الضوء الاخضر من خامنئي كي يعقد اتفاقات تكتيكية مع بعض جماعات تنظيم "القاعدة" في هذه المرحلة, سيما ان مثل هذه الاتفاقات ستفيد إيران في تهديد أمن واستقرار دول الخليج العربي.

 

الأزمة السورية.. والمدى المفتوح

ربى كبّارة/المستقبل

 تدل المؤشرات على أن الأزمة السورية الى تصاعد لمدى زمني غير محدد. ومن أبرز الأسباب انعدام أي أفق، حتى الآن، لإمكانية التوصل الى تفاهم أميركي-روسي بشأنها. فموسكو مصرّة على المحافظة على نظام بشار الأسد بهدف تأمين مكاسب استراتيجية في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط، ومن خلفها الإصرار نفسه لدى طهران أملاً بحل ملفاتها الخلافية مع العالم الغربي وأبرزها الملف النووي.

يقابل ذلك تردد وذبذبة وغموض في موقف الولايات المتحدة والغرب عموماً من دعم الثوار ليتخلصوا من نظام الأسد بذرائع مختلفة من خشية وقوع السلاح الفعال في أيدي متشددين تكفيريين الى عدم الرغبة في تورط مباشر بعد تجارب أفغانستان والعراق. ويرى مصدر لبناني مسؤول مقرب من النظام السوري ومطلع عبره على حيثيات الزيارة التي قام بها أواخر الشهر الماضي رئيس المخابرات العامة في السعودية الأمير بندر بن سلطان الى روسيا بأن التردد الأميركي دفع بالمملكة العربية السعودية، التي تتصدر الدول الراغبة بالتخلص من نظام الأسد، الى البحث عن آفاق جديدة للتوصل الى حلول ترتكز على رحيل الأسد لما يشكله ذلك من خسارة لإيران بما يكف يدها فعلياً عن محاولات التلاعب باستقرار دول الخليج. ويروى بأن العرض السعودي لم يقتصر على صفقات أسلحة واستثمارات وبالحفاظ على تصدير الموارد النفطية الروسية بل تضمن تعهدات بتكريس دور بارز لها في المنطقة، مقابل تخليها عن الأسد وضمانها كف يد إيران عن دول المنطقة. ويشير المصدر نفسه الى ان المحادثات لم تتوصل الى نتائج حاسمة، رغم حفاوة الاستقبال التي شملت الرئيس فلاديمير بوتين نفسه، لأن موسكو تخشى أن تكون مهمة الأمير السعودي، بسبب علاقاته الوثيقة بواشنطن خلال سنوات عمله الطويلة كسفير لبلاده، مجرد جسّ نبض أميركي. وهي بالتالي تفضل انتظار رسائل مباشرة من الأميركيين أنفسهم.

وقد ترافق انسداد أفق الحل السياسي والديبلوماسي لما تشهده سوريا مع إرادة ميدانية للنظام بتوسيع دائرة مكتسباته العسكرية الأخيرة وتدعيمها، وبتعاظم الدعم الإيراني المباشر عبر "حزب الله" وميليشيات عراقية. يقابل ذلك دعم سعودي بدا يتكشف نقابه خصوصاً عبر الجبهة الأردنية ويتضمن أسلحة فعالة ظهرت نتائجها بوضوح في ريف دمشق وريف اللاذقية وفي درعا.

وهي المرة الأولى، منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، التي تحاول فيها روسيا جدّياً أن تفرض نفسها كقطب عالمي مقابل القطب الأميركي، الموقع الذي فقدته في نهاية الحرب الباردة والذي يناضل بوتين لاستعادته. وترى موسكو بأن نجاحها في الاحتفاظ بمواقعها ومكتسباتها في سوريا، التي تشهد منذ ثلاث سنوات حرباً بين النظام والثوار، يشكل دليلاً ساطعاً على هذه الاستعادة.

منذ نشوب الأزمة السورية لم تتردد موسكو في تقديم كامل الدعم الديبلوماسي للأسد خصوصاً باستخدامها ثلاث مرات حق النقض في مجلس الأمن الدولي وتمسكها بتبني مقولات الأسد بأنه يقمع "مؤمرات خارجية" ومجموعات أصولية "تكفيرية" تخشى موسكو تمددها الى القوقاز، الغني بالنفط والغاز، والذي يحتضن غالبية مسلمة كما الى الجمهوريات المسلمة الدائرة في فلكها وكانت منضوية تحت لواء الاتحاد السوفياتي. والى مواصلتها الدعم العسكري، متذرعة بتطبيق اتفاقات سابقة، فهي تتمسك بقراءتها الخاصة لبنود بيان "جنيف واحد" في ما يتعلق بمشاركة الأسد في الحلّ ولا تعترف بانتقال الصلاحيات الى حكومة مؤقتة جامعة.

ومما يزيد من حدة مطالبة روسيا بنفوذ أساسي في سوريا تردد الرئيس الأميركي باراك أوباما بانتهاج سياسة حوار موضوعية حول مستقبل النظام السوري كونه يقع في تناقضات جمة. فهو يريد الحفاظ على المؤسسات حتى لا تنهار الدولة كما جرى معه في العراق، آملاً أن يصيب الإنهاك جميع الأطراف، النظام السوري وإيران و"حزب الله" و"الجهاديين"، مما يساعده على فرض رؤيته لتوزيع الحصص في سوريا والشرق الأوسط بطريقة أكثر سهولة وبما يحفظ مصالح إسرائيل. وفي مقابل التردد الأميركي بالانخراط المباشر في أزمات المنطقة ثمة تساهل أميركي تجاه مدّ قيام آخرين بتزويد المعارضة السورية المعتدلة بالأسلحة خصوصاً عبر الأردن، وهو ما تقوم به السعودية، إضافة الى الانتقاد العنيف للإسلاميين خصوصاً "جبهة النصرة". لكنّ كل هذه المعطيات تمدّ في زمن المواجهات العسكرية مع سعي كل طرف الى تحسين أوضاعه الميدانية. فإنجازات النظام الأخيرة في القصير وحمص وبعض ريف دمشق التي حققها، بعد أن أعادت روسيا وبمساعدة إيران تأهيل قواته العسكرية، تبشر بمواجهات حامية بعد أن نجح الثوار في استعادة التوازن. فاستخدام النظام القدرات العسكرية وصل الى أعلى سقف له كما تبين إنجازات المعارضة الأخيرة، ولم يعد بإمكانه تحقيق نجاحات ملموسة في معارك باتت مجرد حرب مواقع. والحال نفسه عند المعارضة التي تواجه صعوبات في بلورة هوية معتدلة. فهي لم تنجح بعد في فرض رؤية موحدة وهي تقاتل للاحتفاظ بمواقعها.

 

أسئلة اللبنانيين عن الحاضر.. ولا إجابات!

محمد مشموشي/ المستقبل

ليس على ألسنة من يقولون إنهم حريصون على "لبنان القوي بمقاومته"، وعلى لبنان التغيير والإصلاح، وعلى لبنان المتحفز دائماً لضرب المشروع الأميركي في المنطقة، سوى الرفض القاطع لتشكيل حكومة لا تكون ممثلة للاستقطاب السياسي الحاد، بحسب "الأحجام والأوزان" كما يرونها، وسوى الخوف من احتمال دخول البلد في الفراغ عندما يحين موعد انتخابات رئاسة الجمهورية في شهر أيار من العام المقبل.

لا يعني هؤلاء شيئاً أن يكون لبنان يمر الآن في أزمة اقتصادية خانقة تنذر بالانهيار الكامل، ولا أن تكون غالبية اللبنانيين تخشى يومها وغدها على الصعد الأمنية والاقتصادية الاجتماعية والحياتية كلها، ولا أن يكون هم اللبناني في الفترة الحالية يقتصر على البحث عن لقمة عيش كريم له في الداخل أو ربما فرصة عمل في الخارج، ولا بعد ذلك كله أن يبقى لبنان كما عرفه أهله منذ استقلاله قبل سبعين عاماً أو لا يبقى على الإطلاق.

أكثر من ذلك، لا يعني هؤلاء أنهم هم أنفسهم من عطلوا حكومات "الوحدة الوطنية" التي شكلت في الأعوام الماضية ومنعوها من القيام حتى بأدنى مهامها، وأنهم هم بدورهم من أدخلوا لبنان في الفراغ وحالوا دون انتخاب رئيس للجمهورية على مدى عامين، بل وأنهم هم قبل غيرهم من يتحملون مسؤولية ما بلغه لبنان ووصلت اليه حال اللبنانيين في هذه المرحلة من حياتهم.

وليس على ألسنة هؤلاء، لا سيما في الأيام الأخيرة، سوى تحرير القدس والعمل بكل وسيلة للحيلولة دون "بيع فلسطين" من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد استئناف المفاوضات مع إسرائيل برعاية واشنطن، وسوى الدفاع عن النظامين السوري والإيراني بوصفهما أساس ما يسمى "المقاومة والممانعة" في وجه ما يسمى بدوره "مشروع الشرق الأوسط الكبير"، وصولاً في المدة الأخيرة الى بعبع التكفيريين الذي يجري تكبيره والتعظيم من خطره، ليس في سوريا والعراق فقط وإنما في لبنان أيضاً.

وليس جديداً القول إن ما تلهج به هذه الألسنة في العلن يتم بثه شعبياً كذلك وعلى أكثر من مستوى، طائفي ومذهبي ومناطقي، على مساحة مناطق لبنان كلها، في الوقت الذي تتصاعد فيه حملة عنصرية بشعة ضد النازحين السوريين ومطالبة البعض بإقفال حدود لبنان في وجوههم وحتى بطرد من يتواجد منهم فيه الى أماكن أخرى في العالم العربي، كما يجري تعظيم شأن التكفيريين فيه، أو إمكان وصولهم اليه، والمخاطر التي يشكلونها على الأقليات فيه. لكأن الخطر على لبنان غير موجود إلا في الخارج، الإسرائيلي والتكفيري والأميركي، ولا يأتي عملياً إلا منه!. ولكأن سلسلة الانهيارات التي ضربت اللبنانيين في أسس حياتهم وأنزلت الى ما يقرب من الكارثة مستوى معيشتهم، فضلاً عن أمنهم العام والشخصي، هي من فعل هذا الخارج ولا علاقة لقواهم السياسية هذه بها من قريب أو بعيد!. أو لكأن خلاص لبنان من أزماته لا يمكن أن يأتي الا بانتصار جبهة "المقاومة والممانعة"، أو أقله بمنع محمود عباس من "بيع فلسطين" للإسرائيليين أو إفشال مشروع الهيمنة الأميركية على المنطقة!.

لكن لماذا هذا "النأي بالنفس"(بدعة هؤلاء تجاه سوريا، بغض النظر عن كيفية تطبيقها) عن لبنان واللبنانيين بينما الحال اللبنانية على ما هي عليه من تدهور على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والمالية والحياتية كلها؟.

لا مبالغة في القول إن الطرف الأول بين هؤلاء، "حزب الله"، لا يرى نفسه إلا في حرب استراتيجية دائمة، ساخنة تارة وباردة تارة أخرى، على مساحة المنطقة وحتى العالم كله، وهو لذلك لا يرى لبنان إلا من هذه الزاوية من دون ما عداها. وإذا كانت "المقاومة" عنواناً و"الممانعة" عنواناً آخر، فلم يعد يخفى على أحد أن مضمونهما يعني بالنسبة للبنان إبقاء البلد وأهله ومستقبله رهن انتهاء هذه الحرب... إذا كانت لهذه الحرب نهاية في يوم قريب أو بعيد. هكذا كانت الحال في خلال الأعوام الماضية، سواء كان الشعار تحرير الجنوب والبقاع الغربي أو لاحقاً ما بقي تحت الاحتلال من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، أو كان كما في المدة الأخيرة القتال في سوريا دفاعاً عن النظام فيها أو محاربة التكفيريين هناك قبل وصولهم الى لبنان. وعملياً، فإذا كان من تفسير لقول أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله أخيراً "أن شيعة علي بن أبي طالب في العالم (ليس في لبنان وحده) لن ينسوا القدس"، فهو هذا المعنى ولا شيء غيره. أما الأطراف الأخرى، وكلها تنضوي الى قوى 8 آذار، فلا حاجة للقول كذلك إن آخر ما يهمها هو لبنان ومستقبله وإن كانت تختبئ وراء لافتات تحمل هذا الشعار. بينها من لا يرى لبنان إلا من خلال مشاركته الفاعلة في الحكومة الآن، ولاحقاً من خلال ما يعتبره أحقيته الاستثنائية برئاسة الجمهورية. وبينها من لا يرى لبنان إلا من زاوية المقولة التي أطلقها نظام حافظ وبشارالأسد عن "وحدة المسار والمصير"، وبالتالي تحكمه بالسياسة والسلطة والثروة فيه من خلال علاقته بصاحب هذه المقولة. لكن بينها دائماً وأخيراً، من أمكنه على مدى الفترة الماضية أن يجير لصالحه وجماعته حالة الفوضى في الإدارة والقضاء ومؤسسات الدولة والحدود السائبة والجمارك والصناعات الممنوعة وما اليها. هل تجيب السطور السابقة عن أسئلة اللبنانيين لماذا هم متروكون لقدرهم؟. بل لماذا لا يهتم أحد بوضعهم الحياتي المزري على كل صعيد، أقله بتسهيل تشكيل حكومة، فيما لا حديث يصل الى مسامعهم إلا حديث الفراغ السياسي في الداخل والحرب الدائمة في الخارج؟.

 

التقرير الاسبوعي حول اللاجئين السوريين: أكثر من 7000 نازح إلى لبنان خلال الأسبوع الماضي

وطنية - أفادت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها الاسبوعي أن "أكثر من 11000 شخص تم تسجيلهم لدى المفوضية خلال الأسبوع الماضي، فبلغ مجموع عدد النازحين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها أكثر من 688000 لاجىء (أكثر من 576000 لاجئ مسجل و131000 لاجىء في انتظار التسجيل)".

وذكر التقرير"أن اللاجئين المسجلين لدى المفوضية يتوزعون حاليا على الشكل التالي: شمال لبنان: 194000- 33%، البقاع: 197000- 34%، بيروت وجنوب لبنان: 111000- 18%، جنوب لبنان: 74000- 13%، ولا يزال معدل فترات الانتظار في مختلف أنحاء البلاد يبلغ نحو 39 يوما، وذلك بسبب جدولة عدد أقل من المواعيد في اليوم خلال شهر رمضان، كما ظل معدل التخلف عن الحضور أعلى نسبيا من المعتاد بسبب الاحتفال بعيد الفطر. ومن المتوقع أن تشهد فترات الانتظار انخفاضا تدريجيا في الأسابيع المقبلة".

الحماية

وأفادت السلطات المحلية والبلديات عن "وصول أكثر من 7000 نازح إلى لبنان خلال الأسبوع الماضي. وقد شهدت فترة العيد مغادرة عدد من المواطنين السوريين إلى سوريا من أجل قضاء العطلة مع أحبائهم. كما ارتفع عدد الوافدين في الأيام التي تلت العيد- خاصة من خلال المعبر الحدودي في المصنع- بما في ذلك العديد من الأشخاص الذين كانوا قد غادروا لبنان وعادوا إليه".

من جهة أخرى لفت التقرير إلى أن "النازحون السوريون الذين يحملون وثائق ثبوتية صالحة، ما زالوا قادرين على الوصول إلى لبنان والحصول على الإغاثة الإنسانية من دون عراقيل. ونظرا إلى تعزيز عملية تدقيق المسؤولين في الوثائق عند نقاط التفتيش الحدودية، لوحظت زيادة في نسبة الرفض خلال هذا الأسبوع. تهدف هذه التدابير إلى ضمان عدم السماح بدخول الأشخاص الذين لدى السلطات أسباب تحملها على الاعتقاد بأنهم لا يلتمسون اللجوء إلى لبنان لدواع إنسانية مشروعة. حافظت المفوضية على تواجدها في منطقة المصنع الحدودية، وهي تعمل في ظل تعاون وثيق مع الحكومة اللبنانية من أجل دعم جهودها الرامية إلى التوصل إلى توازن مقبول بين الشواغل الأمنية الوطنية المشروعة واستدامة قدرة وصول الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية إلى لبنان".

واشار إلى أن "موظفي مركز الأجانب في جمعية كاريتاس- لبنان أنشأوا مكتبا للمساعدة عند نقطة المصنع الحدودية، مع دوام عمل من الساعة 8 صباحا حتى منتصف الليل. من خلال هذا المكتب، يقوم موظفو كاريتاس بتوفير الإرشادات حول الخدمات المتاحة وتوزيع النشرات الإرشادية على الأشخاص الذين يدخلون لبنان وتقديم الإسعافات الأولية للمحتاجين وإحالة الأشخاص المعرضين للخطر إلى مراكز التسجيل التابعة للمفوضية في مختلف أنحاء البلاد والجهات الفاعلة الصحية المتخصصة للحصول على الدعم الطبي".

وأفاد أنه "تم افتتاح ملجأين للنساء في البقاع وشمال لبنان خلال هذا الأسبوع وهما يعملان حاليا بشكل كامل. يتم نقل الناجيات من العنف القائم على نوع الجنس والنساء المستضعفات على الفور وبشكل مؤقت إلى هذه البيئات الآمنة في انتظار إيجاد حلول طويلة الأجل مناسبة لهن. توفر هذه الملاجئ السلامة البدنية، فضلا عن الدعم النفسي والاجتماعي (المشورة الفردية والعلاج عن طريق الفن ودعم الأقران) وحيثما تدعو الحاجة، الإحالة إلى الخدمات الصحة النفسية المناسبة وذلك من خلال عدد من الوكالات المتخصصة والعيادات. كما افتتحت جمعية كاريتاس- سويسرا ملجأ آمنا للناجيات من العنف القائم على نوع الجنس في جبل لبنان، وهو من شأنه المساعدة على توسيع نطاق خدمات الحماية المقدمة إلى النازحات المستضعفات في لبنان".

الأمن

وأوضح أن "تدهور الوضع الأمني في البقاع الشمالي هذا الأسبوع، حيث عمد مسلحون مجهولون إلى نصب كمين لموكب رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، مما أسفر عن إصابته مع اثنين آخرين بجروح ومقتل حارسه الشخصي. أدى إلى زيادة معدلات التخلف عن الحضور لمواعيد التسجيل، إذ أن عددا كبيرا من النازحين المقيمين في المنطقة كانوا خائفين من الذهاب إلى البقاع الأوسط. وقد انتشر الجيش اللبناني بدوره بكثافة في منطقة بعلبك - الهرمل في محاولة لتجنب تصاعد التوتر".

التوزيع

وكشف أن "أكثر من 26000 شخص تلقوا السلل الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي، وذلك عبر منظمة الرؤية العالمية والمجلس الدنماركي للاجئين. بالإضافة إلى ذلك، استفاد نحو 1800 شخص من عمليات توزيع البطانيات الصيفية، والفرش وغيرها من المواد المنزلية المقدمة من المفوضية ومركز الأجانب في جمعية كاريتاس- لبنان".

التعليم

وذكر ان "أكثر من 2000 طالب لبناني وسوري استفادوا من برامج التعليم التعويضية وصفوف التقوية التي تقدمها المفوضية والمجلس الدنماركي للاجئين ومنظمة الرؤية العالمية، ومؤسسة عامل خلال هذا الأسبوع. ويجري تزويد الطلاب بصفوف للغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم واللغة العربية، بالإضافة إلى أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي. كما شارك أكثر من 350 طفلا في الأنشطة الترفيهية التي قدمتها منظمة الرؤية العالمية خلال هذا الأسبوع في البقاع. التقت كل من وزارة التربية والتعليم العالي والمفوضية وجمعية كاريتاس في صيدا لوضع خطة من أجل اعتماد دوام مدرسي في فترة بعد الظهر خلال السنة الدراسية القادمة في الجنوب، بعدما أثبتت هذه التجربة نجاحها في المناطق الأخرى. كما تتولى المفوضية التنسيق بين منسقي المدارس في الجنوب ورئيس لجنة التعليم في البرلمان لاستكشاف مختلف الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز تسجيل الأطفال في المدارس خلال العام الدراسي المقبل".

الصحة

وأفاد أن "أكثر من 2100 نازح تلقى على صعيد البلد ككل خدمات في مجال الرعاية الصحية الأولية خلال هذا الأسبوع، بما في ذلك المعاينات والعلاج وعمليات الإحالة والأدوية واللقاحات والفحوص والتحاليل التشخيصية المقدمة من وزارة الصحة العامة والمفوضية والهيئة الطبية الدولية ومؤسسة عامل ومنظمة الأولوية الملحة. بالإضافة إلى ذلك، تم إدخال أكثر من 560 مريضا إلى المستشفيات المدعومة خلال هذا الأسبوع. وابتداء من هذا الأسبوع أيضا، ستتم إحالة حالات سوء التغذية إلى مستشفى الريان في البقاع وستتكفل المفوضية والهيئة الطبية الدولية بكامل النفقات. كما استفاد 1073 طفلا من اللقاح ضد الحصبة وشلل الأطفال في مركز التسجيل التابع للمفوضية في البقاع فضلا عن تلقي الفيتامين (أ) من خلال اليونيسيف. كما استفاد نحو 704 أشخاص من المعاينات السريرية والاجتماعية المقدمة من وحدة الصحة العقلية والنفسية التابعة للهيئة الطبية الدولية، وذلك من خلال خدمات الاتصال والتوعية وتلك المقدمة في المراكز، من بينهم 64 كانوا يعانون من حالات نفسية وعقلية".

وأوضح أنه "خلال هذا الأسبوع أيضا، شارك أكثر من 1800 شخص في جلسات توعية صحية تم تنظيمها من قبل كل من المفوضية والهيئة الطبية الدولية ومنظمة الأولوية الملحة، وذلك من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية والزيارات المتنقلة. تمحورت هذه الجلسات حول الصحة العقلية والنفسية والتغذية والزواج المبكر وأهمية الرضاعة الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد حالتين من داء الليشمانيا وثماني حالات من الجرب وإحدى عشرة حالة من القمل من قبل الهيئة الطبية الدولية في الشمال وفي البقاع. تمت إحالة المرضى إلى وزارة الصحة العامة لتلقي العلاج، كما أنهم قد استفادوا من توزيع الشامبو الخاص لمكافحة القمل".

المأوى

وكشف أنه "خلال هذا الأسبوع استفاد 2458 شخصا من المساعدات في مجال الإيواء، بما في ذلك مبالغ نقدية لتسديد الإيجار ومبالغ نقدية للأسر المضيفة ودعم لمستوطنات الخيام غير الرسمية وإعادة تأهيل الملاجئ الجماعية، والمقدمة من جانب المنظمات في مختلف أنحاء البلاد. كما باشر المجلس الدنماركي للاجئين مع منظمة CONCERN أعمال إعادة تأهيل 10 مزارع في عكار حيث سيتم إيواء 2250 شخصا (450 عائلة) بحلول نهاية العام. كما سينتقل 450 شخصا آخرين إلى أربع مدارس تم تحديدها مؤخرا لاستخدامها كملاجئ جماعية في منطقة البقاع فور انتهاء المجلس الدنماركي للاجئين من ترميمها. فتضاف هذه الملاجئ إلى مجموع الملاجئ الجماعية التي تستضيف حاليا نازحين سوريين والذي يفوق الـ100 ملجأ. استأنفت جمعية كاريتاس برنامج تقديم المبالغ النقدية لتسديد الإيجار والذي يستهدف 150 أسرة في البقاع الأوسط، مع تقديم مبلغ قدره 150 دولار أميركي في الشهر على مدى فترة شهرين. سيستهدف هذا البرنامج الأسر التي لم يتم تسجيلها بعد والتي لا تملك أي حلول إيواء بديلة".

المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية

وختم أن "أكثر من 2600 نازح استفاد من توزيع مجموعات مستلزمات النظافة الصحية ورعاية الأطفال المقدمة من قبل المفوضية ومنظمة الرؤية العالمية ومنظمة "شيلد" ومركز الأجانب في جمعية كاريتاس- لبنان خلال هذا الأسبوع. ومن المبادرات الأخرى التي تم تنفيذها في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، إنشاء 4 مراحيض ومغسلة في جبل لبنان من قبل منظمة الأولوية الملحة، بالإضافة إلى توزيع 21 خزان مياه و26 مرحاضا و304 قسائم مياه في البقاع من قبل منظمة الرؤية العالمية".

 

ايران مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية

وطنية - طهران - اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، في اتصال هاتفي مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، ان ايران مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية مع القوى الكبرى.

وقال ظريف ان "جمهورية ايران الاسلامية مستعدة لبدء مفاوضات وفق برنامج زمني محدد، وان وجود ارادة سياسية جدية لدى القوى العظمى بالاعتراف بالحقوق النووية المشروعة لايران، سيكون طرحا جديدا لتسوية هذه المسألة".

 

الامير الوليد يطرد مدير عام قناة الرسالة بسبب انتمائه لجماعة الاخوان المسلمين

وطنية - الرياض - اعلن الامير الوليد بن طلال مالك مجموعة روتانا التلفزيونية طرد الداعية الاسلامي طارق السويدان مدير عام قناة "الرسالة" بسبب انتمائه لجماعة الاخوان المسلمين "الارهابية". وابلغ الامير في رسالة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر السويدان بانهاء خدماته كمدير عام لقناة الرسالة الفضائية، مؤكدا ان "لا مكان لاي اخواني في مجموعتنا".

 

بان كي مون يندد بالاستخدام المفرط للقوة في مصر

وطنية - دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى وقف التظاهرات العنيفة في مصر منددا بـ"الاستخدام المفرط للقوة" من جانب السلطات. وقال المتحدث باسم بان في بيان "ان الامين العام "يندد بقوة بالهجمات على الكنائس والمستشفيات والمنشآت العامة الاخرى ويعتبرها غير مقبولة". اضاف البيان: "ايا كانت الاعتراضات، لا يوجد اي مبرر لتدمير بنى تحتية ومبان بهذه الاهمية بالنسبة لمستقبل مصر". وشدد على ان "الاولوية الكبرى في هذه المرحلة الخطيرة يجب ان تكون منع سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في مصر". كما دعا الاشخاص الموجودين في الشارع والسلطات الى "اظهار حد اقصى من ضبط النفس والبدء فورا بخفض حدة العنف".

ووجه بان "نداء الى السلطات والقادة السياسيين كي يقروا خطة ذات مصداقية بغية السيطرة على اعمال العنف واعادة اطلاق العملية السياسية التي تضررت بفعل العنف".

 

مقتل عمار نجل مرشد "الإخوان"

 القاهرة - رويترز, أ ش أ: أعلن حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة "الإخوان" في مصر, أمس, عن مقتل عمار نجل المرشد العام للجماعة محمد بديع, قتل خلال اشتباكات بين أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي والسلطات في "جمعة الغضب" بمنطقة غمرة القريبة من رمسيس في القاهرة. وذكر الحزب في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن عمار شارك في التظاهرات التي وقعت في محيط مسجد الفتح أول من أمس, في منطقة رمسيس, مضيفاً أنه قتل برصاصتين في العين والرأس. وعمار هو الابن الأوسط لبديع, ويبلغ من العمر 38 عاماً, وهو يعمل مهندس كمبيوتر ومتزوج ولديه طفلان. وشهد محيط مسجد الفتح اشتباكات عنيفة بين "الإخوان" والأهالي والشرطة والجيش بعد أن حاول أنصار مرسي اقتحام أقسام شرطة في محيط منطقة رمسيس وأضرموا النار في عدد من المباني.

 

لندن تدين اعمال العنف والهجمات على دور العبادة في مصر

وطنية - دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعمال العنف في مصر، سواء من جانب الشرطة او المتظاهرين، منددا بالهجمات "غير المقبولة" على المساجد والكنائس. واوضحت الخارجية البريطانية في بيان ان هيغ اطلق هذه المواقف خلال اتصال مع نظيره المصري نبيل فهمي.

 

هل يستفيد الأسد مما يحدث في مصر؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

هناك حالة فرز شديدة في المواقف؛ عربيا وإقليميا ودوليا، حيال ما يحدث بمصر، وهو فرز ينطوي على تناقضات من شأنها إحداث انقلابات حادة في المواقف، فهل يستفيد بشار الأسد من ذلك؛ خصوصا أن هناك محاولات لتصوير ما يحدث بمصر على أنه مشابه لما يحدث في سوريا؟ هذا ما تفعله قطر وتركيا الآن، إضافة لبعض المواقف الغربية المدفوعة إما بجهل أو تخبط، أو لأسباب أخرى منها الاستثمار الطويل في العلاقات مع «الإخوان»، التي تعمقت في فترة أوباما بجهود تركية. ومما عزز التقارب الأميركي - الإخواني أيضا جهل بعض دوائر واشنطن بحقيقة «الإخوان»، حيث من السهل خداع الأميركيين بشعارات براقة مثل الديمقراطية والحريات وغيرها دون ضمانات جادة للتنفيذ، كما فعل «الإخوان» مع واشنطن، أو كما يفعل نوري المالكي الآن! والأهم في العلاقات الأميركية - الإخوانية بالطبع هو ضمان أمن إسرائيل بصبغة إسلامية، وهو ما أجاده «الإخوان» طوال عام من حكمهم لمصر. والحق أن «الإخوان» نجحوا مطولا في خداع واشنطن؛ حين قدموا أنفسهم كـ«معتدلين» بعد أحداث سبتمبر (أيلول) الإرهابية بنيويورك، رغم أن جل قيادات «القاعدة» كانت إما من المنتمين لـ«الإخوان» سابقا، أو قريبة منهم، وها هي طالبان اليوم تدين إسقاط «الإخوان»! وبالطبع نجح الخداع الإخواني بذريعة «النموذج التركي» الذي لم يخدع الغرب فحسب؛ بل وكثرا بمنطقتنا ممن تناسوا أن «انفتاح» أردوغان لم يتبلور في الأروقة السياسية، بل في السجن بسبب «عصا» الجيش التركي! حسنا، تذكر الآن كل الجهود التي يبذلها الأسد لتصوير ما يحدث بسوريا على أنه إرهاب، وأنه، أي الأسد، آخر معاقل العلمانية بالمنطقة، لتجد أن الصورة باتت أشد تعقيدا! كيف نفسر معاداة تركيا وقطر للأسد ومعاداتهما في الوقت نفسه لمصر الآن؟ كيف تشرح للغرب وسط هذا التضليل والصراخ، كالذي يفعله بعض الساسة في تركيا، أن ما يحدث بمصر هو محاولة للحفاظ على الدولة من الإرهاب الإخواني؟ وكيف تشرح هبة الغرب لنجدة «الإخوان» ضد رغبة ملايين المصريين بينما يتخلى الغرب عن السوريين الرافضين للأسد الذي قتل ما يفوق المائة ألف سوري؟ بل كيف يطالب الغرب المعارضة السورية بنبذ الإرهابيين، بينما يدافع الغرب عن إرهاب «الإخوان» بمصر، متجاهلا، مثلا، صوت مؤسسة بحجم الأزهر؟ إنها صورة قاتمة شديدة التعقيد، ويزيدها سوءا التشنج والتضليل الذي يقوم به «إخوان الخليج»، حيث يضفي ذلك بعدا سيئا على الثورة السورية، ويكفي ملاحظة أن أحدا لم يكترث بتصريحات حسن نصر الله الطائفية حيال قتال حزبه بسوريا، بما في ذلك الغرب الذي يدعي الخوف على مصر الآن! ومن هنا، فإن المؤكد هو أن ما يحدث بمصر لن يكون طوق نجاة للأسد، لكنه مضر بالثورة السورية دون شك، وهذه معادلة معقدة، ولكي ندرك أبعادها فعلينا أن نتساءل، مثلا: كيف سيكون بمقدور تركيا التعامل الآن مع حلفائها العرب ضد الأسد بعد كل تصريحات أردوغان الأخيرة حيال مصر؟

 

جعجع لـ"النهار": "حزب الله" قال كلمته الإلهية الإستراتيجية ومشى على بقية اللبنانيين أن يقولوا كلمتهم بالحوار وتشكيل الحكومة

ايلي الحاج/عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "النهار" نظرته إلى التطورات، الدامية والسياسية التي عاشها اللبنانيون أخيراً، لا سيما في ضوء الكلام الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله.

يبدي جعجع استهلالاً ارتياحه إلى مقاربة نصرالله للمسألة السنية - الشيعية، "عندما نبه جماعته إلى عدم اتهام السنة بأنهم وراء جريمة التفجير في الرويس"، لكن رئيس "القوات" يتدارك بالقول إنه لم يفهم حديث نصرالله عن احتمال عدم التمكن من ضبط ردود الفعل إذا تكرر التفجير المجرم لا سمح الله. يقول إن "هذا نوع من تهديد ولكن ضد الشعب اللبناني. تهديد غير مفهوم ما دام الرجل يعلم شكوكه الكبيرة الواصلة حد اليقين بأن المرتكبين هم التكفيريون. فلماذا يهدّد غيرهم؟ حرام الشعب اللبناني. ثم إنه ليس مكسر عصا. هذا الكلام لا هو مفهوم ولا مقبول. استنكرنا وسنظل نستنكر جريمة التفجير وأي اعتداء على الآمنين، وموجة التضامن مع أهل الضاحية واسعة وشاملة جميع المواطنين. لذلك أتمنى ألا يكون السيّد حسن قصد قول شيء من هذا القبيل". ثمة نقطة أخرى في كلام نصرالله لا تقل خطورة بحسب رأي جعجع: "عندما قال إنه مستعد للقتال شخصياً في سوريا إذا لزم الأمر زاد الوضع سوءاً. اعتقادي الشخصي أن الكثير مما يحصل في لبنان، وليس الضاحية وحدها، سببه تورط "حزب الله" في القتال في سوريا. حل هذه المسألة لا يكون على طريقة "وداوني بالتي كانت هي الداء" أي المزيد من التورط هناك". قتال "حزب الله"، يقول جعجع، "يتعارض مع الدستور اللبناني ومقررات الحوار الوطني وحتى مع مفهوم الوطن والميثاق الوطني. لا يعقل أن ينفرد فريق من اللبنانيين بقرار استراتيجي خطير في هذا المستوى ويفرض تداعياته الأمنية الخطيرة جداً على كل اللبنانيين. لذلك، قرار الحزب المشكو منه بالمشاركة في حرب سوريا ليس خطأ فحسب. إنه خطيئة".

يلفت رئيس "القوات" هنا إلى عدم تصديقه أن "حزب الله" كان في وارد التزام أي نقطة من مقررات جلسات الحوار الوطني، لا "إعلان بعبدا" ولا غيره، لذلك قلت إنها مضيعة وقت أراد منها الحزب توفير تغطية سياسية لما يفعل. من ينسى أنه وافق في 5 دقائق على إنشاء المحكمة الدولية وبعد ذلك أقام الدنيا ولم يقعدها ضد المحكمة وعلى مدى سنوات؟ وترسيم الحدود؟ وتسليم السلاح خارج المخيمات، وغيرها؟"

لكن الأفق غير مغلق، يقول جعجع. فالمعنيون بتشكيل الحكومة، تحديداً رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام "يسعيان بقوة من أجل تشكيلها في أقرب وقت ولهما الحق المطلق في ذلك. ويجب أن يحزما أمرهما. والكلام على تشكيل الحكومة وفقاً لحجم كل كتلة نيابية غير دستوري. قد يكون عرفاً فرضه زمن الوصاية، لكنه غير دستوري ولا علاقة له بتطبيق القوانين". ويرى في المحصلة أن "حزب الله" قال كلمته "الإلهية والإستراتيجية" ومشى. و"في هذه الحال على بقية اللبنانيين أن يقولوا كلمتهم من خلال الحوار والاتفاق على تشكيل حكومة. على الكتل النيابية الباقية (غير كتلة حزب الله)، "جبهة النضال الوطني" وسواها أن تحزم أمرها هي أيضاً وتعطي الثقة". هل يلمح هنا إلى مواقف أخيرة للنائب الجنرال ميشال عون مغايرة عما سبق، في موضوع القتال داخل سوريا والموقف من فريق 14 آذار؟ يجيب جعجع: "أتمنى ترجمة لما قاله بموقف من تشكيل الحكومة". ثم يوجه رسالة إلى جميع القوى: "من ينتظر طويلاً جداً قد يظل منتظراً على قارعة الطريق". بالعودة إلى السيارات المفخخة والشائعات، هل هي عودة إلى حقبة سوداء من الثمانينيات؟" لا. فالشعب اللبناني ليس في مواجهة شاملة بعضه ضد بعضه الآخر كما كان في تلك الأيام. ما يحصل اليوم للأسف الشديد أن "حزب الله" وضع نفسه وطائفته وكل لبنان في وضع حرج وخطير ودقيق جداً. سنحاول أن نساعده في الخروج من هذا الوضع، إذا قدرنا". وماذا عن الموقف من التكفيريين؟ "نحن ضدهم وضد بشار الأسد. النظام السوري رعى التكفيريين من 2003 إلى 2010 للضغط على الأميركيين في العراق، هذه موثقة في تقارير أميركية رسمية. واليوم ارتدوا عليه. هذا منطق التاريخ (...) أما نحن فمع الثورة السورية بمبادئها الأولى وتطلعاتها الأساسية، عندما نزلت إلى الشوارع بلا سلاح، من أجل دولة ديموقراطية مدنية تحترم الحريات وكرامة الإنسان".

 

بيروت على طريق بغداد

غسان شربل/الحياة

لنترك التهذيب جانباً. لن نغطي الجروح بالمناديل. ولا الطعنات بالتمنيات. مزقت المأساة السورية المعادلة اللبنانية من الوريد إلى الوريد. لم نشهد تمزقاً بهذا العمق منذ ولادة لبنان المستقل. كانت الثقوب السابقة مختلفة وأقل حدة وخطورة. وكانت سورية المستقرة قادرة على ضبط الميول الانتحارية في لبنان وإن أذكتها أحياناً وتقاضت ثمناً مرتفعاً للجمها. إننا اليوم في تفكك داخلي غير مسبوق يضاعف من خطورته التفكك السوري المفتوح على كل الأخطار. لم يحدث سابقاً أن أبحر المكونان الرئيسيان في لبنان في اتجاهين متناقضين ومتنابذين إلى هذا الحد وفي غياب كامل لصمامات الأمان الداخلية والإقليمية. يعيش السنّة والشيعة حالياً على شفير الفتنة وعلى وقع نزاعات تتجاوز الحدود اللبنانية إلى مسرح ممتد على مدى الإقليم الذي يشهد سقوط التعايش وسقوط الحدود أيضاً. الانقسام حقيقي وعميق. تعرف مذهب المتحدث إن كان الحديث عن اليمن. أو البحرين. أو العراق. أما إذا كان الحديث عن سورية فيتعذر على المتحدث ضبط مشاعره وستر تبريراته مهما حاول تقديم نفسه في صورة مراقب أو متابع أو محلل. ثم إنه ليس من أمارات الصحة أن يمتلك بلد هذه الترسانة الضخمة من المحللين الاستراتيجيين خصوصاً منهم من يحللون ارتكاب المجازر سواء كانت من إنجازات النظام أم خصومه.

لنترك التهذيب جانباً. حين اندلعت النار في سورية أبحر كل مذهب في اتجاه وبغض النظر عن مجريات الأحداث. شعر السنّي في صيدا بأنه أقرب إلى السنّي في حمص منه إلى الشيعي الذي يعيش في حارة صيدا على بعد مئات الأمتار. شعر ابن حارة صيدا بأنه أقرب إلى العلوي في سورية منه إلى جاره السنّي في المدينة التي ولد فيها وكبر. شعر ابن الطريق الجديدة في بيروت بأنه أقرب إلى ابن الرستن في سورية منه إلى ابن الضاحية الجنوبية في بيروت والتي لا تبعد عنه أكثر من مئات الأمتار. شعر السنّي بأن الثورة هناك ثورته وشعر الشيعي بأن النظام هناك نظامه. شعر كل واحد منهما بأن الحرب حربه وبأن نتيجتها ستُحدد موقعه وتمس أمنه وسلامته.

جرفت المشاعر الحدود اللبنانية - السورية. بدت المؤسسات اللبنانية مهلهلة وعتيقة. ضاعف من هذا المناخ وجود حكومة اعتبرتها غالبية السنّة حكومة الآخرين لأنها قامت على أنقاض إقصاء زعيمهم الأول سعد الحريري، اعتبرتها غالبية السنّة حكومة السيد حسن نصرالله الزعيم الأول لطائفته. يدفع لبنان ثمن إقصاء القيادة السنّية المعتدلة. ففي هذا المناخ عبر شاب شمالي إلى الأراضي السورية للانخراط في الثورة، وعبر شاب بقاعي إليها للانخراط في التصدي للمؤامرة. وذهبت الأمور أبعد حين أعلن «حزب الله» رسمياً خوض الحرب على الأرض السورية. ولا يستغرب القرار من يعرف عمق علاقات الحزب بالنظام السوري والدور الذي لعبه نصرالله في تركيز قواعد التحالف السوري - الإيراني خصوصاً بعد غزو العراق. وعلى وقع انتظار نتائج الحرب في سورية، وهي طويلة بطبيعتها ومختلفة عن تونس وليبيا ومصر واليمن بسبب نقطة الارتكاز الفعلية للنظام السوري، تخلّع ما بقي من الدولة اللبنانية واضعاً المؤسسات وحياة اللبنانيين في عهدة العجز والتفكك والجنرال فراغ. هكذا، راح لبنان يستجمع شروط «العرقنة» مسجلاً في الأيام الأخيرة تقدماً ملحوظاً مخيفاً.

مع الجريمة الإرهابية الوحشية التي استهدفت الضاحية الجنوبية من بيروت. ومع رد «حزب الله» بإعلان الحرب المفتوحة مع التكفيريين والتحاق الساحة اللبنانية بالسورية بعد إسقاط الحدود. ومع إدراك ضآلة الأوراق التي يملكها الرئيس اللبناني وضآلة إمكانات الجيش اللبناني في بلد تمزقت معادلته ومؤسساته. ومع شيوع المخاوف من السيارات المفخخة. في ضوء كل ذلك يصبح من حق اللبناني أن يخشى أن تكون بيروت على طريق بغداد. طبعاً مع الالتفات إلى أن من يتوهم الخروج رابحاً من موسم «العرقنة» اللبناني يرتكب خطأ مذهلاً. «عرقنة» لبنان لا تنجب إلا خاسرين. مسكين لبنان. تُقلقه سورية القوية. تقتله سورية المضرجة بثاراتها. تمزقت معادلته وفاحت رائحة الطلاق بين السنّة والشيعة. المسيحيون فيه مساكين. «العرقنة» قد تضاعف من اقتلاع جذورهم. أمواج الإقليم عاتية وزعماؤهم تدربوا على السباحة في البرك المحلية. لو توافر لهم زعيم استثنائي صاحب رؤية وصدقية خارج طائفته لساهم على الأقل في الاعتراض على «العرقنة» وتأخيرها. أنصح الرجل الذي سيزعجه هذا الكلام بطرد مستشاريه.

 

المسؤولية عن تفجير الضاحية

الياس حرفوش/الحياة

هل كان في امكان لبنان ان يتجنب الارتدادات السياسية والامنية التي كان لا بد من ان ينتهي اليها تدخل «حزب الله» في الحرب السورية؟ حتى السيد حسن نصرالله نفسه لم يخفِ عندما اعلن للمرة الاولى مشاركة عناصر حزبه في القتال في القصير، انه مستعد لدفع الثمن ولتحمّل تبعات تلك المشاركة وما ستؤدي اليه من ردود فعل. وفي خطابه الاخير بمناسبة ذكرى حرب العام 2006، اكد نصرالله مرة اخرى ما كان متداولاً ومعروفاً من ان التفجيرات الاخيرة التي استهدفت مناطق نفوذ الحزب، وآخرها التفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، هدفها الرد على مشاركة الحزب في الحرب السورية الى جانب النظام. غير ان ذلك لم يدفع نصرالله الى اعادة النظر في موقفه من تلك المشاركة، بل على العكس، فقد هدد من سمّاهم «الارهابيين التكفيريين» بأن تدخل «حزب الله» سيتضاعف وبأن نصرالله مستعد للدخول شخصياً في هذه الحرب، «من اجل سورية وشعبها».

ما يغفله هذا التهديد من جانب «حزب الله» بتصعيد تدخله في الحرب السورية هو ان الخلاف العميق والانقسام القائم في هذا البلد هو بالتحديد حول مصلحة سورية ومستقبل شعبها. ومع اتساع النزاع في سورية، ومواجهة النظام للتظاهرات السلمية التي قام بها معارضوه في بداية الازمة بالعنف والقمع الدموي، تطور النزاع من مواجهات بين المعارضة والحكم الى حرب طائفية ومذهبية يقف فيها النظام ومعظم طائفته في خندق، فيما تقف اكثرية السوريين المعارضين من الطائفة الاخرى في الخندق المعادي.

وأي محاولة لإغفال هذا الواقع وإعطاء النزاع صفة اخرى، سواء كانت هذه الصفة وطنية او «ممانعة»، كما تحاول الادوات الاعلامية لـ «حزب الله» ان تصفها، لا تغير في واقع الامر شيئاً. فالواقع ان تدخل «حزب الله» لنصرة النظام في هذه الحرب، ادى الى استعداء اكثرية السوريين، من معارضين ومواطنين عاديين، من الذين يرون ان مستقبل بلدهم لا يضمنه سوى تغيير هذا النظام. فوق ذلك، وبسبب الطبيعة المذهبية للحرب الدائرة في سورية، فقد تحول تدخل «حزب الله» الى نصير لطائفة ضد اخرى، وزاد من وضوح هذه الصورة الخطاب الذي اخذ يطغى على المواقف الاخيرة للحزب ولأمينه العام والتي ما عادت تتردد في التأكيد والمفاخرة بهويته المذهبية، وهو ما كان «حزب الله» يحرص على تجنبه في كل النزاعات التي خاضها في الماضي، مفضلاً اعطاء نفسه صورة الحزب الذي يدافع عن مشروع «وطني» ويعتبر مقاومة اسرائيل الهدف الوحيد لنشاطه السياسي والعسكري.

هذا التراجع في طبيعة خطاب «حزب الله» انتهى به الى استبعاد اسرائيل من دائرة الاتهام بالمسؤولية عن التفجير الاخير في الضاحية، بعد ان حوّل اصابع الاتهام كلها باتجاه هذه الجماعات «التكفيرية»، من دون ان يكرر الاتهام التقليدي بأن هذه الجماعات تعمل عند اسرائيل. بالطبع لا يجوز استبعاد دخول «التكفيريين» على خط اعمال العنف والارهاب في لبنان وفي دول اخرى في المنطقة، من التي اصبحت ساحات للمواجهات والتفجيرات والهجمات الانتحارية، التي تأخذ اليوم طابعاً مذهبياً واضحاً. وبسبب هذه المخاوف كانت الدعوات العاقلة منذ البداية الى ابقاء لبنان في مأمن من هذه المواجهات، من طريق عدم إقحام البلد او اي طرف من اطرافه في الحرب السورية، بسبب ردود الفعل الخطيرة التي يرتبها ذلك على العلاقات الهشّة القائمة بين الطوائف اللبنانية.

غير ان مواجهة الفكر «التكفيري» وقطع الطريق على دخول لبنان في أتون الحرب المذهبية، التي قال نصرالله ان «التكفيريين» يريدون جرّه اليها، لا يكونا إلا من طريق الابتعاد عن لغة «التخوين»، اي تخوين مواطنين لبنانيين آخرين، لمجرد أن لهم رأياً مخالفاً لرأي الحزب. فالتخوين هو الوجه الآخر للتكفير، اذ انه يرتكز الى الفكر الإقصائي نفسه الذي يحرم الآخر من حقه في الرأي... وصولاً الى حرمانه من حقه في الحياة.

اما الوسيلة الاخرى لمواجهة «التكفيريين» فتكون من خلال مد اليد الى الاصوات المعتدلة التي ترفض هي ايضاً هذا الفكر في كل الطوائف، وعلى الاخص داخل الطائفة السنّية. ذلك ان محاربة هذه الاصوات ومحاولة القضاء عليها، واتهامها بالعمالة مرة وتخوينها مرات اخرى لا تبقي في الواجهة سوى الاصوات والتيارات المتطرفة، التي يقول «حزب الله» اليوم انه بات ضحية ارهابها.

 

السيّد لو ذَهَبَ إلى المنازلة... لوحده

وسام سعادة/المستقبل

لم يكد السيد حسن نصر الله يفرغ من بلورة تعريفه الجديد للصراع العربي ـ الصهيوني في يوم القدس العالمي كصراع تنافسي، تناحري، بين السنّة والشيعة، لمعرفة من منهم الأقدر على حمل راية فلسطين، حتى دفعه التفجير الإرهابي الأخير في الضاحية الجنوبية إلى تحديد مزيد لجوهر هذا الصراع: فهو يقتضي المواقعة، أو المنازلة، بين "البطل المهدويّ" وبين "التكفيريّ الكافر"، وجهاً لوجه، كلّ على صهوة جواده. وإلا فما معنى كلام السيد عن تأهّبه للذهاب بنفسه للقتال في سوريا؟ منسوب "المهدويّة" يتضاعف في كلام السيد في الآونة الأخيرة. المعركة تزداد احتداماً عنده بين الخير والشرّ. الخير والشرّ يتحرّران أكثر فأكثر من صورهما التاريخية. يصبح بالإمكان اختصارهما في المنازلة المنتظرة بين فردين يلخّصان التاريخ: السيد حسن نصر الله بالنيابة عن الخير من ناحية، وأبو محمد الجولاني أو أبو بكر البغدادي أو أيمن الظواهري بالنيابة عن الشر من ناحية ثانية.

اللافت، أنه كلّما ارتفع منسوب المهدوية في مواقف السيد، كلّما قلّت الحاجة إلى الاستعانة بآثار الأئمة من آل البيت، بل اضمحلّت الحاجة إلى المقولات الخمينية نفسها.

فالخمينية، رغم كل شيء، لا تطلق العنان للنزعة المهدوية من دون ضوابط. هي معنية بتسيير أحوال الناس في فترة الغيبة الكبرى للإمام الغائب قدر ما هي تتشوّق لعلامات ظهوره وتتحيّنها. وبهذا المعنى، فإن إيران بعد الثورة تنقّلت بين فترات تطلق فيها العنان للنزعة المهدوية التعجيلية للخلاص، وبين فترات تعيدُ فيها الاعتبار لفضائل الانتظار ومستلزماته. في المقابل، تكاد أن تنعدم مشروعيّة الانتظار في الأداء الخطابي الأخير لحسن نصر الله. يبدو الشخص في عجلة من أمره، يريد تحرير الجليل، والجولان، ويريد الذهاب للقتال بنفسه في سوريا ضدّ "التكفيريين الجهاديين". ومع انعدام مشروعية الانتظار، يصير السيد في دوره الخطابي أكثر احتكاماً إلى طرائف الحداثة: نزعة تفاؤلية مفرطة في تمسّكها بالحتمية التاريخية، معمّدة، ستراً وغطاء، كـ"نصر إلهيّ"، في حين أنها لا تترك مجالاً للامتحان الإلهيّ، وللمشيئة الربّانية. "سلاحٌ" يجري الاسترسال في وصف أحواله كأنّه جسم ملكوتيّ، بل جبروتيّ، مستقلّ بذاته عمّن يصنعه وعمّن يُحارِبُ ويُحارَب به. وإذا كان تمجيد "الحتمية التاريخية" في صيغة "النصر الإلهيّ"، يتسلّل الى خطاب السيد حسن نصر الله، بالتواتر، من معين الماركسية اللينينية، وإذا كان تمجيد "السلاح" يأتيه، أيضاً بالتواتر، من معين الحركات الفاشية الأوروبية أو حركات التحرّر الوطنيّ العالمثالثية على حدّ سواء، فإنّ الأكثر إشكالية هو أخذه بمفهوم "الإرهاب"، وهذا يأتيه، بالشكل الإطلاقيّ والمعمّم من دون فحص ولا نظر، من عند دونالد رامسفيلد وعتاة المحافظين الجدد. وإذا كان السيد حسن قد عمل في نهاية حرب تموز إلى المقولة الاصطفائية "أشرف الناس"، فإن لهذه المقولة دلالتين: واحدة استعلائية، على الملل والأقوام اللبنانية الأخرى من ناحية، وثانية، تواصلية، انسيابية، بين الحزب والطائفة الشيعية من ناحية. وإذا كان اشتداد النزعة المهدوية في خطاب السيد هو في جزء أساسيّ منه، من باب رفع مستوى التأكيد، على الوحدة المطلقة بين الحزب والطائفة، فإنّ ثنائية الجمع لدى "حزب الله" بين انتهاج الإرهاب على طريقة الثمانينات من ناحية، وبين مكافحته، على الطريقة الرامسفيلدية من ناحية، إنّما تبقي مجالاً، ولو ضيّقاً، لتسلّل السؤال: هل تريدُ يا سيّد أن تذهب قبل سواك للمنازلة والفصل بين الخير والشرّ في سوريا، أو أنّ الفحوى من كلامك، هو إرسال شباب الضاحية كلّهم الى هناك؟ بعض المهدوية يراد منه الجمع بين مقولتين: "أشرف الناس"... و"التجنيد الإجباري"!

 

موقفان سديدان

"المستقبل" اليوم

موقفان سديدان أطلقهما بالأمس كل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط. فصاحب الغبطة، أعاد ضبط النقاش السياسي بعد التفجير الإرهابي في الرويس إلى حيث ينبغي أن يكون، ذلك أنّ الإسعاف الحقيقي للجسد اللبنانيّ المستهدف يكون بالإسراع في تشكيل حكومة، وفي وضع قانون جديد للانتخاب، وفي دعم الجيش، ورفض الأمن الذاتي، والكفّ عن التهديدات.

وما أظهرته الوقائع المفجعة الأخيرة ينسجم تماماً مع مقاربة البطريرك، ذلك أن المطالبين بالأمن الذاتي يظلمون الآخرين من دون أن يتمكّنوا من حماية بيئتهم الأهلية، بل على العكس، يعرّضونها لمزيد من المخاطر، ويريدون تعريضها لتبعات مغامرات جديدة لا تنتهي. أما النائب جنبلاط، فهو التقط بدوره لحظة ما بعد التفجير الدمويّ الإرهابي، للتأكيد على أنّ التسريع بتشكيل الحكومة المرادُ منه الاستقرار لا التصادم، ودرء الأخطار عن البيئة الأهلية بالذات التي تتعرّض للاستهداف نتيجة تورّط "حزب الله" في سوريا. من هنا، استعادة الخطاب الجنبلاطي لسؤال حرب تمّوز "لمن تهدي النصر؟"، في مرحلة بالنسبة الى "حزب الله" هي أقرب ما تكون للاستنزاف المضني، والمكابر على نفسه. من هنا أيضاً، هذا الردّ المفحم على التهديدات بتأكيد جنبلاط أنه "لن يتوقف عند مقالات أو رسائل تبعث في بعض الصحف المأجورة لأن تمسّكه بالاستقرار فوق كل اعتبار". الإسراع بتشكيل الحكومة هو المدخل الصحيح لإحقاق مظلومية الضحايا ولحقن المزيد من الدماء. بالأمس، سمعنا موقفين سديدين. فهل للجميع آذان؟

 

لبنان: الجلسة النيابية غداً مرجحة للتأجيل واستئناف الحوار يخفف الاحتقان المذهبي

بيروت - محمد شقير/الحياة

يسأل مراقبون لسير التطورات الأمنية التي باتت تهدد الاستقرار العام في لبنان، ما العمل لخفض منسوب التوتر والاحتقان المذهبي والطائفي الذي بلغ ذروته مع التفجير الإرهابي الذي استهدف حي الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهل أن ما يحصل الآن مع اكتشاف مسلسل الإعداد لعبوات يراد تفجيرها في أماكن معينة، يقود إلى السؤال عن الحماية الدولية للبلد وما إذا كانت لا تزال قائمة أم إنها أخذت تتراجع تدريجاً لمصلحة إخلاء الساحة اللبنانية لمصلحة أطراف إقليميين يتصارعون على النفوذ فيها؟ويقول المراقبون أنفسهم إن حملات التنديد والاستنكار التي رافقت التفجير الإرهابي الأخير لم تكن مسبوقة من قبل، لكن هل هذه الحملات التضامنية تأتي من باب رفع العتب بغية حجب الأنظار عن تراجع الاهتمام الدولي بلبنان؟ وإلا أين تترجم في توفير شبكة الأمان الأمنية والسياسية لهذا البلد، وكأنه لا يكفيه التأزم السياسي الذي يشكل عقبة في وجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام بعد أن أوصدت الأبواب، حتى إشعار آخر، أمام تسهيل مهمته، لتضاف على عاتقه هموم أخرى تتمثل في عودة مسلسل تفجير العبوات التي تسببت في إحداث شلل في الحياة العامة.

ويسأل هؤلاء هل يمكن دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي ألغى زيارته الخاصة إلى الخارج، إلى استئناف الحوار الوطني أن تساهم في تبديد أجواء الاحتقان بدءاً بوقف الحملات السياسية والإعلامية التعبوية وتبادل الاتهامات بين طرفي النزاع؟ ويقولون إن هناك حاجة ماسة لإعادة الاعتبار إلى الحوار حتى لو لم يؤدِّ إلى نتائج عملية تتعلق بمسألة الاستراتيجية الدفاعية للبنان ومن خلالها سلاح «حزب الله» التي ما زالت نقطة الاختلاف الأساسية التي تتفرع منها جملة من الشروط والشروط المضادة الخاصة بالمواقف من تشكيل الحكومة العتيدة.

ويرى المراقبون أن لا بديل من استئناف الحوار الذي سيدفع غيابه في اتجاه المزيد من الاحتقان المذهبي والطائفي، وأن مجرد جلوس الأطراف المشاركين فيه إلى الطاولة سيؤدي إلى خفض منسوب التوتر الذي يسمح بمعاودة المشاورات لتشكيل الحكومة، خصوصاً أن جميع المدعوين لم يشترطوا تأليف الحكومة أولاً كمدخل لتلبية دعوة الرئيس سليمان إلى استئناف الحوار.

ويؤكد هؤلاء أن معاودة مسلسل التفجير الإرهابي لم يمنع من الإبقاء على خيط رفيع للتواصل بين قوى 14 آذار وبين قوى 8 آذار من خلال رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ويقولون إن هناك حاجة، ليس للإبقاء على هذا الخيط فحسب، وإنما لتطويره لعله يقود إلى تفعيل المشاورات بحثاً عن تأليف حكومة مهمتها الأولى أن تتشكل من فريق عمل متجانس يكمن دوره الأساسي في إعلان حال طوارئ اقتصادية واجتماعية تولي اهتمامها لوقف التدهور الاقتصادي والمعيشي على أن يوضع الملف السياسي في عهدة طاولة الحوار. ويعتقد المراقبون أن صرف سليمان النظر عن زيارة عائلية خاصة إلى الخارج وعودة الرئيس بري في الساعات المقبلة إلى بيروت يساعدان على تأمين اكتمال النصاب السياسي لتحضير الأجواء أمام جولة جديدة من المشاورات، لعلها تقود إلى التوافق على تشكيل حكومة، ليس بالضرورة أن تكون فضفاضة، شرط أن يكون لا لوم عليها أو لون لها.

ويكشف هؤلاء أن رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة أجرى اتصالاً بسليمان في الساعات الماضية تمحور حول تبادل أفكار عدة للخروج من حال المراوحة التي أدت إلى تجميد المشاورات في خصوص تشكيل الحكومة.

تكثيف المشاورات

وفي هذا السياق علمت «الحياة» أن مشاورات التأليف ستتكثف مع عودة بري التي سبقتها عودة وفد الحزب التقدمي الاشتراكي المؤلف من تيمور وليد جنبلاط ووزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور من المملكة العربية السعودية بعد أن أجريا محادثات تتعلق بالأوضاع السائدة في المنطقة ومنها لبنان توجت باجتماعهما بالأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي، رئيس الاستخبارات العامة الأمير بندر بن سلطان. وهما التقيا فور عودتهما رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط الذي نقل عنه ارتياحه إلى الأجواء التي سادت هذه المحادثات.

لكن، هناك من يعتقد أن تكثيف المشاورات حول الملف الحكومي يتوقف على مصير الجلسة النيابية التشريعية التي تعقد غداً الثلثاء بدعوة من بري وسط أجواء بدأت ترجح أن يبادر الأخير إلى تأجيلها الى موعد آخر.

وتعزو مصادر نيابية السبب إلى أن الدعوة إلى الجلسة النيابية كانت قائمة، لكن قبل حصول التفجيرات الأخيرة وأن من يعرف بري عن كثب يؤكد أنه ليس من الذين يغامرون بمصير آخر ورقة للتلاقي تحت قبة البرلمان، بالتالي لن يتردد في تأجيلها، على رغم أنه كان تحادث مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس السنيورة في شأن الجلسة إنما قبل حصول التفجير الإرهابي في حي الرويس.

وعلمت «الحياة» أن بري سأل ميقاتي ما إذا كان سيحضر الجلسة التشريعية فأجابه بأنه لن يشارك فيها وأن من الأفضل تأجيلها، وردّ بري: لا تتكلوا علي في تأجيلها... لكن ميقاتي عاد وقال له: من لا يعرفك يمكن أن يقول إن الجلسة ستعقد، لكن من يعرفك لن يتردد في التأكيد أنك لن توافق على عقدها. كما علمت «الحياة» أن جانباً من هذا الحوار كان دار بين السنيورة وبري الذي لم يستبعد في حينها مشاركة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في الجلسة، لكن كل ما قيل في هذا الخصوص، كما تقول مصادر نيابية، أصبح من الماضي ورئيس المجلس يقرأ جيداً الأجواء ويتخذ قراره المناسب، ليس لغياب الغالبية العظمى من النواب السنّة عن الجلسة فحسب، وإنما لأنه لن يعطي الاحتقان المذهبي والطائفي «جرعة» تزيد من ارتفاع منسوبه... لذلك، فإن الجواء العامة باتت ترجح تأجيل الجلسة، هذا إذا ما أخذنا في الاعتبار موقف «جبهة النضال الوطني» التي تدرك أن الظروف الراهنة ليست مؤاتية لانعقادها، مع أن النواب المنتمين إليها كانوا حضروا إلى البرلمان للمشاركة في جلستين تعذر انعقادهما بسبب غياب ميقاتي وقوى 14 آذار وتكتل التغيير عنهما ما أفقدهما النصاب القانوني لهما.

 موقف «حزب الله» وعليه، يسأل المراقبون عن موقف «حزب الله» من اقتراح يجرى حالياً التداول فيه، إنما في نطاق ضيق، وينطلق من تشكيل حكومة متوسطة من 14 وزيراً، يشكلون مجتمعين هيئة طوارئ اقتصادية، لا يمكن أن تعطي ذريعة لهذا الفريق أو ذاك للومها أو الحذر منها على خلفية أن لونها السياسي فاقع؟

فهل يمشي «حزب الله» بهذه الصيغة وماذا سيكون موقف الرئيس بري، خصوصاً إذا ما تعامل معها الأول، وكردّ فعل، على أنها محاولة لاستبعاده من التمثيل المباشر استجابة لطلب خارجي فيما يشارك إلى جانب النظام السوري في مواجهة المعارضة في سورية؟ إضافة إلى أن أصحاب هذا لاقتراح يستبعدون توزير أسماء فاقعة فيها أو المجيء بأشخاص يشكلون عبئاً على الحكومة يضطرها إلى الدفاع عنهم بدلاً من أن تقدم نفسها للرأي العام على أنها مقبولة وقادرة على الإنتاج. ويتردد في الوسط السياسي أن «حزب الله» لن يغطي مثل هذه الحكومة، لكنه لن يشن الحرب السياسية عليها ويترك مهمة المواجهة على عاتق الرئيس بري لأنه ليس في وارد - كما يقول المراقبون - الدخول في معركة طالما أنه يتعامل مع معركته في سورية على أنها ضرورية للدفاع عن مواقعه في مواجهة من يسميهم بالمجموعات التكفيرية والإرهابية.

ويأخذ المراقبون على الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، أنه لم يكن مضطراً في خطابه الأخير إلى تسليط الضوء على حجم مشاركته العسكرية في سورية لما ترتب عليها من تداعيات على الوضع الداخلي في لبنان استدعت ردوداً سياسية بدّدت الشق الأول من خطابه الذي كان موضع ترحيب من خصومه السياسيين.

 

حزب الله» وعنق الزجاجة

عصام عبد الله/جريدة الجمهورية

أسوأ وأبشع أنواع الحروب تلك التي تتخذ من الشوارع الآهلة بالسكان المدنيين والمحال التجارية الباحثة عن الرزق، مسرحاً للسيارات المفخخة، والتفجيرات التدميرية، والقتل لمجرد إيصال رسائل الى أصحاب الشأن.

هذا النوع من الحروب، تتداخل فيه حسابات الكل، وتتقاطع به مصالح كلّ المتضررين والمنتفعين من توتير الاجواء. وهذا النوع من الحروب، يبني "انتصاراته" على دماء الابرياء، ولا يقيم وزناً للارواح البشرية او الخسائر المادية. ويركّز العاملون في هذا النوع من الحروب على اختيار الامكنة المكتظة بالسكان ليلحقوا اكبر خسائر ممكنة بين ابناء المجتمع المناهض لهم. في الاسباب المباشرة التي يتمّ تداولها في الغرب عن الجهة التي تقف خلف انفجار الرويس، الثاني في الضاحية الجنوبية خلال نحو شهر، انّ الإنفجارين جاءا عقب إعلان "حزب الله" مشاركته في العمليات العسكرية في سوريا. وبالتالي، فإن الاعتقاد السائد أنّ اركان المعارضة السورية، ولا سيما منها التنظيمات المتشددة، قد تكون الجهة المنفذة لمثل هذا النوع من التفجير. وهذا النوع من التفجيرات، على رغم الخسائر الكبيرة التي يلحقها، هو من اسهل عمليات التحضير والاعداد، قياساً على العمليات الاقتحامية او حروب المواقع والجبهات، ومنع حصولها قد يكون بمحض الصدفة او وفق معلومات ومتابعات لجهات امنية. مثال، ما حصل مع الوزير الأسبق ميشال سماحة.

وما امكن ملاحظته، انّ السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي كانت أسرع من عدد من المسؤولين اللبنانيين في إدانة تفجير الرويس. وفي ذلك، وفق العارفين، تأكيد للدور الاميركي الذي ابلغ في وقت مسبق الى المعارضة السورية بضرورة تجنيب لبنان انعكاسات الصراع السوري على الساحة اللبنانية. وفي التقديرات الغربية لهذا التفجير الجديد، أنه يصب في خانة المناخات الارهابية التي ارتفعت وتيرتها في المنطقة أخيراً، وانّ "حزب الله" يدرك قبل غيره أنه لن يكون بمنأى عن مثل هذه النتائج طالما انه ارتأى لنفسه توسيع دائرة عمله العسكري، ما يستدعي ترقب احداث في مواقع انتشاره.

وفي المتابعة المعمّقة لتفجير الرويس انّ من نفّذ يملك حرية التحرك بشكل اساسي. فاختيار المكان لا يتمّ عشوائياً، ومعنى ذلك انّ هناك من قام بدور المتابعة والمراقبة وتحديد المكان.

كما انّ من عمل على تجهيز المتفجرات ووضعها في السيارة، يعمل ضمن إطار فريق عمل مختلف عن فريق المتابعة. وبالتأكيد فإن الفريقين لا يعرفان بعضهما البعض، بل يرتبطان بحلقة قوامها قائد او آمر فرقة. أما بالنسبة الى التنفيذ، فثمة فريق ثالث يتولى مواكبة نقل السيارة الى المكان المحدد، والتأكد من تفجيرها، وتغطية الخروج الآمن لمن في السيارة، أو التأكد من تفجير نفسه بها، أو اخراجه من المكان، إذا اكتُشف أمره. ووفق المراقبين، فإنّ مثل هذا العمل يتطلب فريقاً مكوناً من ستة اشخاص على الارض على الاقل، بحيث يُصار الى إخلاء المكان والتأكد من عدم ترك آثار تدل على الجهة المنفذة. لذلك، فإنّ أول عمل تقوم به الجهات الأمنية الرسمية او الحزبية، هو المتابعة الفورية وملاحقة ومراقبة المداخل والمخارج للمنطقة التي استُهدفت، والأمل في ذلك أن يكون المنفذون قد علقوا في زحمة سير بفعل الانفجار ونتائجه، أو بفعل أي خطأ قد يسمح لهذه الجهات الأمنية بإلقاء القبض على الجناة أو قتلهم أو الإشتباك معهم. وتميل الجهات الغربية الى توقع مزيد من الاختراقات الأمنية في لبنان، طالما انّ الباب شُرع امام مشاركة "حزب الله" في الشأن السوري. وبذلك تصبح المناطق اللبنانية على اختلافها مشرعة بدورها على تفجيرات مماثلة يقوم بها متضررون من الحزب ودوره في سوريا، وعلى الساحة اللبنانية لاتهام الحزب بتنفيذها، واستطراداً، إدخال لبنان في متاهة التفجيرات والسيارات المفخخة وعدم استبعاد شبح الإغتيالات السياسية. ويعتقد الغرب انّ توسيع "حزب الله" دائرة عمله العسكري وضَعَه في عنق الزجاجة، وبات عليه ترقب النتائج. قد تكون الإستنكارات والإدانات شاملة في هذه المرحلة، لكنها لن تكون كذلك بعد وقوع عشرات التفجيرات، فالمنفذون يعملون على ايجاد مناخ غاضب وناقم على الحزب وسياساته في معقله، ثم في كل لبنان.

 

مهمّة سلام في «العناية الفائقة»

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

إذا كانَ الرئيس المكلّف تمّام سلام قد بدأ مهمّته باتّهامه بأنّ الأمير بندَر بن سلطان سمّاه، فكيف ستكون نهاية هذه المهمّة مع اتهام «حزب الله»، الأمير السعودي بالواسطة الإعلامية والسياسية، بالوقوف وراء تفجيرات الضاحية الجنوبية؟

مرَّ بمراحل انتظارية، ساهمت بتآكل مهمّته

أصبَحت مهمّة سلام أكثر تعقيداً، وهي تقترب من نهاياتها الحتمية، على رغم أنّ الخيار ضاقَ بين احتمالين، الاعتذار أو التأليف لتجاوز كل المخاطر.

ليس سرّاً أنّ سلام مرَّ بمراحل انتظار، ساهمت في تآكل مهمّته، لكن لم تمسّ حتى الآن بمصداقيته. فالثوابت التي وضعها لتأليف الحكومة لا تزال ثابتة، ولكنها لم تعد تعني الكثير، بعد التهديد الذي تلقاه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، على شكل دراسة مقارنة في المساحات الجغرافية بين القُصير ومنطقتي الشوف وعاليه.

وتبعاً للدراسة عينها التي سرَّبتها غرفة عمليات "حزب الله"، لا تكاد دارة المصيطبة المحاطة بظواهر السابع من أيار، تظهر على الخريطة، ولن تسعفها رمزية الرئيس صائب سلام لتنجو من غضب مُسلط على كل من يفكر في تأليف حكومة حيادية. وتبعاً لذلك، سيصبح من الصعب جداً على سلام أن يبادر حيث أحجَم جنبلاط، الذي أوفد ابنه تيمور، والوزير وائل أبو فاعور الى السعودية لإقناعها في السير بحكومة شراكة مع "حزب الله"، وليس للاقتناع منها بخيار تأليف حكومة حيادية. لقد استنفدت مهمّة الرئيس المكلف الانتظار. فهو عندما سُمِّي بإجماع مفخَّخ، وضَع معايير لم يعد بإمكانه التراجع عنها، حتى ولو أخرَج ساحرٌ كرئيس مجلس النواب نبيه برّي أرنبه الشهير من تحت القبعة. استنفدت هذه المهمة عندما امتنع سلام عن الافراج عن تشكيلته الحكومية في الأيام الأولى، فأدخلت عمداً في المهل المتتالية، وأغرقت بالتطورات التي أتت على عجل، فكانت زيارة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى طهران وإعلان التدخل في سوريا، حجراً ثقيلاً على ظهر هذا التأليف، حيث ضاقت قدرة سلام على تقبّل مشاركة الحزب في الحكومة، لأنها ستعني تأمين غطاء لقتاله في سوريا. بعد ذلك، دخلت المهمة في انتظار آخر ووعد سلام بالتأليف فور التمديد للمجلس النيابي، وكان لسان حاله يقول: "لن أنتظر لا شهر ولا شهرين"، ولكنّ الانتظار فرَض نفسه مرة ثانية، وكاد أن يتحوّل الى مفاجأة مع المواقف الأخيرة لجنبلاط الذي حاول تحريك ملف التأليف، ليتبيَّن بعد ساعات أنه غير جاهز لمغامرة من هذا النوع، وأنّ سلام غير قادر على أن يغامر بلا جنبلاط، وأنّ "حزب الله" كان قبل تفجير الرويس في كامل الجهوزية لتهديد جنبلاط، فكيف بعد هذا الانفجار الذي عطّل دور جنبلاط أكثر، وشكّل محاولة فرض حال طوارئ وترهيب سياسية، ستُلقي بثقلها ليس فقط على ملف تأليف الحكومة، إنما على الكثير من الملفات الأمنية.

إزاء هذا الواقع المقفل، دخلت مهمة سلام عملياً غرفة العناية الفائقة. صحيح أنه لم يستنفد المهل الطويلة التي تطلَّبها تأليف حكومتَي الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، لكنه بات أمام لحظة حقيقة صعبة تُملي عليه الاختيار بين الاعتذار والإقدام، ولكلا الخيارين أكلافهما الشخصية والسياسية والوطنية. ففي ظلّ التأكد من تراجع جنبلاط عن السير في الحكومة الحيادية، وإثر تمسّك سلام بمعاييره التي تصطدم بما يريده "حزب الله"، وبفعل ظواهر العرقنة التي شهدتها الضاحية الجنوبية، بات تأليف الحكومة وفق هذه المعايير أمراً مستحيلاً، فهل سيلقي سلام تشكيلته الحكومية تحت عنوان "اللهم أشهد أني قد بلغت"، مع علمه مسبقاً أنها ستلقى الرفض والمواجهة، أم سيتجرّع كأس الاعتذار الذي يشبه ختام رحلة لم تبدأ؟ بالتأكيد سيسلك سلام أحد الخيارين، لأنَّ تكرار استعمال عبارة: "لن أنتظر لا شهر ولا شهرين"، لم يعد ينطبق عليه توصيف الانتظار.

 

هل الحكومة والحوار يضعان حدّاً للانكشاف الأمني؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

مع كلّ انفجار أو اهتزاز أمني تتصاعد الأصوات الداعية إلى الإسراع في تأليف حكومة وحدة وطنية والذهاب إلى الحوار من أجل توفير مظلّة أمان سياسية للبلاد تضع حدّاً للانكشاف الأمني الحاصل. فهل هذه الدعوات في محلّها؟ بالتأكيد كلّا. والسبب أنّ الأزمة من طبيعة إقليمية، لا محلّية، ومردُّها بشكل مباشر إلى دور "حزب الله" في سوريا، ودفاعه الواضح عن النظام السوري بالسلاح والرجال، وبالتالي الأزمة في لبنان تخطّت تأليف حكومة أو الذهاب إلى الحوار، بفعل إدخال الحزب لبنانَ على خط التوتر الإقليمي، وإسقاطه كلّ المخارج والحلول المحلية وفي طليعتها "إعلان بعبدا" وسياسة النأي بالنفس. فلا خطوات سياسية محلّية إذاً بإمكانها الحدّ من المواجهة بين القوى المتصارعة على الأرض اللبنانية ضدّ النظام ودعماً له باستثناء إعلان صريح من الحزب الخروج من سوريا، هذا الإعلان الذي جاء معاكساً تماماً بعد ذهاب السيّد حسن نصرالله مسافات وأشواطاً إلى الأمام بقوله: "إذا احتاجت المعركة مع هؤلاء التكفيريين ذهابي وكلّ "حزب الله" إلى سوريا فسنفعل". ولا بل إنّ أيّ حكومة مع الحزب ستجعل المواجهة مع كلّ لبنان، وتمتد من الضاحية الجنوبية إلى كلّ الجغرافيا اللبنانية، فيما اللبنانيون غير معنيّين بالمواجهة بين "حزب الله" والتكفيريين، لا بل هم بغنى عن هذه المواجهة التي تسبَّب بها الحزب واضعاً لبنان في عين العاصفة، وبالتالي لا مصلحة في تظليل "حزب الله" سياسيّاً وتحمّل تبعات هذه الخطوة، في الوقت الذي لم يكلّف نفسه الأخذ برأي اللبنانيين لا عند إعلانه الحرب على التكفيريين، ولا عند إصراره على مواصلة هذه الحرب، على رغم الاعتراضات الداخلية الواسعة.

وهذا الكلام يعني ضرورة التمييز والفصل بين مسألتين أساسيتين، أي الفصل بين استنكار الانفجارات الإرهابية وإدانتها، كون استخدام العنف أمر غير مقبول ويقتضي مواجهته ورفض تبريره تحت أيّ عنوان وذريعة، وبين الموقف السياسي من هذا الفريق الذي لا يجب أن يتبدّل إلّا بتبدّل المعطيات والظروف، وبالتالي خلط بعض القوى السياسية بين البعدين الإنساني والسياسي أمر مسيء ويشكّل خدمة مجانية لـ"حزب الله"، إذ إنّ التضامن هو تضامن إنسانيّ رفضاً للعنف والإرهاب، وهو موقف مبدئيّ ثابت وصارم، وأمّا تحويله إلى تضامن سياسيّ يصل إلى حدّ الموافقة على المشاركة مع الحزب في الحكومة في ظلّ إمعانه في نهجه وخطابه وممارسته، فهو قمّة الخضوع والخنوع وتبدية المصلحة الذاتية على المصلحة الوطنية. ومن هنا أيّ حكومة يجب أن تكون حيادية، والأوضاع الأمنية، على رغم مأسويتها، لا يجب أن تشكّل مبرّراً ودافعاً للتراجع عن مسلّمات وثوابت وتوجّهات سياسية، إلّا في حال تراجع الطرف الآخر عن مواقفه وقراراته التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه، وخلاف ذلك يعني أنّ التراجع حصل من جهة واحدة، فيما يجب أن يكون من الجهتين بغية الالتقاء في منتصف الطريق.

ولكن تأليف حكومة حيادية لا يعني إطلاقاً قدرة الأخيرة على معالجة الانكشاف الأمني المرشّح للاتساع، إنّما أقصى المطلوب منها التعويض في مجالات أخرى للحدّ من الخسائر والأضرار، وتحويل الانهيار الشامل إلى انهيار جزئي. وإذا كان النائب وليد جنبلاط قد تراجع عن الحكومة الحيادية بعد رسالة "القصير أكبر من الشوف وعاليه"، فلا يبدو أنّ الرئيس ميشال سليمان في هذا الوارد لجملة اعتبارات، تبدأ من دوره كرئيس جمهورية ولا تنتهي بالدور الذي يتطلّع إليه بعد انتهاء ولايته، وذلك على رغم ترحيله هذه الخطوة إلى وقت لاحق، وكما إدراكه أنّ موقف جنبلاط يحرمها ثقة مجلس النواب ويجعلها حصراً حكومة تصريف أعمال.

ولكنّ السؤال الذي طرح نفسه بقوّة بعد انفجار الرويس يتمثّل بالآتي: هل سيردّ "حزب الله"؟ وأين؟ ولعلّ الأرجح أنّ الحزب سيردّ، والردّ لا يمكن أن يكون إلّا في لبنان، لحاجته إلى شدّ عصب بيئته ونقل المواجهة من أرضه إلى أرض أخرى، لأنّ التركيز على الضاحية ينعكس على معنويات هذه البيئة التي يرفض الحزب إبقاءَها تحت المجهر، ما يجعل احتمالات وقوع أحداث أمنية قريباً واسعة جدّاً، وذلك لحرف الأنظار عن الانفجار الأخير.

 

قد لا يبقى حجر على حجر... لكنّ «الحزب» باقٍ في سوريا

طونى عيسى/جريدة الجمهورية

إذا ثبُتَ أنّ القائمين بعمليات التفجير ومحاولات التفجير في مناطق «حزب الله» يستهدفون دفعَه إلى الإنسحاب من سوريا فسيكتشفون العكس. وفيما دم الرويس سائل، والنار مندلعة، توعَّد السيّد حسن نصرالله بمضاعفة المشاركة، وبالذهاب شخصيّاً للقتال في سوريا. ومن دون شكّ، إنّه لا يناور. لم يفاجَأ «حزب الله» بانفجار الرويس ولم يؤخَذ فيه على حين غفلة (ا ف ب)

بالنسبة إلى العديد من المحللين، بدأت الآن تظهر الخلفيات الحقيقية لإطلاق الصواريخ على منطقة مار مخايل في 26 أيار، وتفجير بئر العبد في 9 تموز. لقد ثَبُت لهؤلاء أنّهما كانتا من العلامات التمهيدية التي سبقت إنفجار الرويس. فالأولى ربّما رسالة تحذيرية، أمّا الثانية فقد تكون رسالة تحذير أو عملية دموية فاشلة. هذا بالنسبة إلى المحللين. أمّا "حزب الله" فهو منذ اللحظة الأولى كان يدرك الحقيقة: لقد بدأت الحرب. وهو يحاول في الأشهر الأخيرة، أي منذ معركة القُصير... وخصوصاً منذ معركة عبرا، إتخاذ الإجراءات التي تمنع إختراق مناطقه، في الضاحية أوّلاً وفي الجنوب والبقاع ثانياً. ولعلَّ قرار "حزب الله" وضع حدٍّ لإنتشار المدنيين السوريين واللاجئين في هذه المناطق، والذي إستجابت له الدولة بأسرها، كان الغطاء لخطوات عميقة يتخذها "الحزب" لحماية أمنه. لكنّ "الحزب" الذي يتمتع بالقدرات المعلوماتية الأرفع مستوى في لبنان، والذي يستفيد من أجهزة ومؤسّسات عدة، يدرك جيّداً أن لا حصانة لأيّ منطقة مهما كانت مغلقة أمنيّاً أو منسجمة ديموغرافياً، إذا تعرّضت لأسلوب "حرب العصابات" الإنتحاري. فلا الولايات المتحدة ولا حليفاتها الغربيات إستطاعت مواجهة "القاعدة" بعد 11 أيلول 2001، ولا حتى إسرائيل بتفوُّقها العسكري تستطيع منع فلسطيني من القيام بعملية إنتحارية في أيّ مكان يختاره. لذلك، لم يفاجَأ "حزب الله" بإنفجار الرويس ولم يؤخذ فيه على حين غفلة، بل كان يتوقّعه وما زال يتوقع مثيلاً له في أيّ لحظة، في أيّ منطقة أخرى من مناطقه. وإثبات ذلك جاء بعد يوم واحد من الإنفجار، عندما اكتُشفت السيّارة المشحونة بكمّية من المواد المتفجّرة، والمُعدَّة للإنتقال إلى جهة معيّنة. وهذه الكمّية، إذا كان يراد لها الإنفجار في مكان واحد، ودفعة واحدة، قادرة على إحداث زلزال يفوق إنفجار الرويس دمويةً ودماراً. لكنّ "حزب الله"، على رغم كلّ المعطيات المخيفة قبل إنفجار الرويس، لم يتراجع في سوريا. وبعد الإنفجار، أكّد أمينه العام إصراره على التحدّي بمضاعفة التدخّل... إلى حدّ الإستعداد لإنتقاله شخصياً إلى الميدان السوري إذا إقتضت الحاجة. وللإثبات، تمّ الإعلان في اليوم عينه عن سقوط أحد مسؤولي "الحزب" الرفيعي المستوى خلال قتاله في دمشق.

وهذا يعني أنّ القرار المتخذ على المستوى القيادي في "الحزب" هو البقاء في سوريا، ولو أصبح ثمن الدفاع عن النظام ومناطقه في سوريا هو أمن "الحزب" ومناطقه في لبنان. وهذه المعادلة تجعل المسألة العلوية في سوريا، بالنسبة إلى "الحزب"، مساوية في الأهمية للمعادلة الشيعية في لبنان. وعلى مدى سنوات طويلة، قام النظام السوري بالأمر إيّاه في لبنان: فبناء قوّة "حزب الله" الأحادية على الساحة اللبنانية كانت أولوية له. وهذا ما استدعى تحطيم كلّ قوّة أخرى، حتى لو رفعت عنوان "حزب الله" الخاص، أي المقاومة ضدّ إسرائيل. وأحزاب "الحركة الوطنية" لا تنسى ذلك.

وعندما يدفع "حزب الله" بالآلاف من مقاتليه إلى سوريا، لتحقيق الإنجازات العسكرية كما في القُصير وأرياف دمشق وحمص وسواهما، متكبّداً الحجم الكبير من الخسائر البشرية، يدرك أنّ الثمن الذي يدفعه يستحق الدفع، وأنّ تحقيق الهدف من المعركة يستحق أكثر من ذلك بكثير، سواءٌ في سوريا أو في لبنان. بالنسبة إلى "حزب الله"، القتال في القُصير وحمص ودمشق وحلب واللاذقية يؤمّن الحماية للضاحية والجنوب والبقاع أكثر من القتال في هذه المناطق الثلاث دفاعاً عنها، أو بالمقدار نفسه على الأقل. والمقولة التي بها يُقنع "الحزب" جماهيره ومقاتليه وذويهم هي الآتية: إذا لم نقاتل كأقوياء في سوريا فسنكون مضطرّين غداً للقتال كضعفاء في لبنان... فعلينا الإختيار الصعب! لذلك، وبعيداً عن الأوهام، لن ينسحب "حزب الله" ولو لم يبقَ حجر على حجر، لا في سوريا ولا في لبنان. وواضحٌ أنّ المحور المقابل يجهّز نفسه لحرب لا هوادة فيها، لكن فيها الكثير من الدم والنار في لبنان وسوريا. والآتي أعظم. وستكون هناك لعبة عضّ للأصابع موجعة جداً، وقد يتّسع مداها ليشمل آخرين. فمن سيصرخ أوّلاً، وماذا سيبقى ليتصارع عليه المتصارعون... في لبنان وفي سوريا؟

 

لقاء للسفراء العرب في الديمان في 27 آب

"النهار" – خاص/أبلغت مصادر على صلة بالبطريركية المارونية "النهار" ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعا جميع السفراء العرب في لبنان الى لقاء الثلثاء المقبل في 27 آب الجاري، في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، للتشاور حول مآل الوضع في المنطقة ولا سيما تطورات الموقف في سوريا وانعكاساته وتداعياته في لبنان، وسبل تحصين البلاد وحمايتها.

وعلم أيضا ان بعض السفراء المدعوين اعترضوا على موضوع مشاركة السفير السوري علي عبد الكريم علي، لكن البطريرك الراعي اصر على مشاركته لاعتبارات عدة اساسية ومنها ما يتصل بموضوع اللقاء والغاية منه.

 

الراعي من عشقوت: نطالب بحق الدماء البريئة التي أريقت بتأليف حكومة ووضع قانون جديد للانتخاب ودعم الجيش مع رفض الأمن الذاتي والكف عن الاتهامات

وطنية - استكمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية لمنطقة كسروان، يرافقه المطرانان بولس الصياح وبولس روحانا، المونسينيور نبيه الترس والمونسينيور جوزف بواري، فزار بلدة عشقوت وكان في استقباله في كنيسة سيدة النجاة رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، كاهن الرعية الاب انطوان القاموع، رئيس البلدية الدكتور جان رزق، المختاران شربل فهد وجورج مسعد وحشد من اهالي البلدة وسكانها. ثم انتقل الراعي الى كنيسة مار غريغوريوس المنور في حي جوار البواشق، حيث ألقى الاب القاموع كلمة ترحيبية منوها بأهمية الزائر والزيارة ما تحمل من معنى. وترأس البطريرك القداس في كنيسة مار يوحنا المعمدان- عشقوت، وكان في استقباله فيها ممثل النائب العماد ميشال عون النائب فريد الياس الخازن، النائبان نعمة الله ابي نصر وجيلبيرت زوين، الوزير السابق يوسف سلامة، النائب السابق فريد هيكل الخازن، المطران فرنسوا عيد والخوري عبدو مبارك، قائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي العميد عبدو نجيم، الدكتور انطوان زخيا صفير، رئيس رابطة مخاتير كسروان المختارة جوزيان خليل، نقيب المقاولين في لبنان فؤاد الخازن، المدير العام لرئاسة الجمهوريةالدكتور انطوان شقير، رئيس تجمع الصناعيين المهندس نعمت افرام، رئيس اتحاد بلديات كسروان- الفتوح نهاد نوفل، هيئات مجتمع مدني ورؤساء روابط وأخويات وحشد كبير من المصلين.

العظة

بعد تلاوة فصل من الانجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "المطلوب واحد"، وجاء فيها: "يسوع المسيح هو "المطلوب الواحد" الأساسي لكل إنسان. ينبغي البحث عنه وسماع كلامه. مريم ذهبت إليه مباشرة، إذ جلست عند قدميه تسمع كلامه كأول أمر يجب فعله. أما مرتا فسعت إليه عن طريق تكريمه بضيافة لائقة. لا تناقض بين الموقفين بل تكامل. يتضح من كلام يسوع أن الأولوية هي لسماع كلامه لأنه ينير كل عمل ونشاط نقوم به. هذه القاعدة اختارها القديس بنديكتوس لرهبانيته: صلاة وعمل. اليوم، والمجتمعات في تفكك وضياع، والانسان محاط بأزمات وصعوبات وتساؤلات، ندرك أننا بحاجة إلى هذا "المطلوب الواحد"، يسوع المسيح كمثال بشخصه، ونور هاد بكلامه، وقدوة شافية بنعمة أسراره". أضاف: "يسعدنا أن نلبي دعوة سيادة أخينا المطران بولس روحانا، نائبنا البطريركي العام في نيابة صربا، ونقوم بهذه الزيارة الراعوية لرعية مار يوحنا المعمدان في عشقوت العزيزة، بعد أن بدأناها بزيارة رعية سيدة النجاة- بيت عيد، ورعية مار غريغوريوس المنور- جوار البواشق. إنني أحييكم جميعا، راعيا كهنة ورهبانا وراهبات ومؤمنين. وأعرب عن شكري لكم وبخاصة لكل الذين أعدوا هذه الزيارة والاستقبال، وعلى رأسهم راعي الأبرشية وكهنة الرعايا ورئيس المجلس البلدي والمخاتير ومجالسهم.

نحتفل معكم بالليتورجيا الإلهية، ونرفعها ذبيحة شكر لله على جودته وعطاياه، وذبيحة تشفع من أجلكم جميعا، صغارا وكبارا، ذاكرين مرضاكم والمسنين مع التماس الشفاء لهم وتقديس الذات. ونرفعها ذبيحة تعويض لراحة نفوس موتاكم، معربين عن تعازينا لجميع الحزانى والمصابين بألم. لا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أتذكر بفرح العلاقات الروحية والاجتماعية والراعوية والتربوية، التي تربطني شخصيا بعشقوت العزيزة ورعاياها الثلاث. لقد التقينا في السابق مرات عديدة، عندما كنت ألقي مواعظ رياضات الصوم في عهد المثلث الرحمة المطران مخايل ضومط كراهب مريمي، والتقينا معكم كأسقف في الكثير من المناسبات المفرحة والمحزنة. هذا فضلا عن الأعداد الكبيرة من أبنائكم الذين أمنا لهم العلم والتربية في مدرسة سيدة اللويزة وفي جامعتها. ولا أنسى الأساتذة والإداريين من عندكم الذين تعاونت معهم في هاتين المؤسستين. ولا بد من أن أذكر بالخير العلاقة بين عشقوت والرهبانية المارونية المريمية عبر دير مار سركيس وباخوس. ونذكر فضل بلدة عشقوت على الرهبانيات والأبرشيات والكنيسة بما أعطت من أساقفة ورؤساء عامين وكهنة ورهبان وراهبات. دعوني أذكر من بينهم من كان له الفضل في توجيه حياتي الرهبانية والكهنوتية المرحوم الرئيس العام الأباتي بطرس فهد. وأذكر، كبطريرك، سلفي الكبير المثلث الرحمة البطريرك بولس مسعد، المعروف بحنكته وحكمته وحسن تدبيره. إنني أحييكم من صميم القلب وأشكركم على حضوركم وصلاتكم وعلى عاطفتكم ومحبتكم وطيب الاستقبال، وعلى سخائكم في زينة الشوراع بالأعلام والصور واليافطات الترحيبية". وتابع: "المطلوب واحد" في حياة البشر هو يسوع المسيح، الله الحاضر بيننا ومعنا، معلما وفاديا ومخلصا. إنه مبتغى الشعوب وتوق الأجيال. تبقى حياة الانسان لغزا إذا لم تلتق كلمة الله يسوع المسيح. نعيش في لبنان وبلدان الشرق الأوسط حالة تفكك وضياع، مع نزاعات وحروب وممارسات عنف، فلا بد من البحث عن الرب يسوع والاستنجاد بكلام إنجيله الذي يعلمنا الحقيقة ويُضيء على الأحداث الجارية، فنُحسن قراءتها. عندما كانت رياح البحر تعصف بسفينة التلاميذ، كانوا يستنجدون بالرب، فيأمر الرياح لتهدأ. فكان يسود الهدوء، ويعجب التلاميذ. عندما زار يسوع مرة أخرى بيت مرتا ومريم بعد موت أخيهما لعازر، وأعربت إحداهما له ببكاء ودموع عن إيمانها بقدرته: "يا رب، لو كنت هنا لما مات أخي" (يو11: 21)، تأثر يسوع، وأظهر مجد ألوهيته، وأقام لعازر من الموت. بهذه الآية أعطانا الدلالة على أنه يقيم العقول الميتة عن الحقيقة والضائعة في الكذب والازدواجية والتضليل؛ وأنه يقيم الإرادات الميتة عن الخير والجودة، والمأسورة في ارتكاب الشر، والمتعثرة في حبائله؛ وأنه يقيم الضمائر الميتة التي تخنق صوت الله في أعماق الإنسان الداعي إلى صنع الخير وتجنب الشر؛ وأنه يقيم القلوب الميتة عن الحب والرحمة والمشاعر الانسانية، وتعشعش فيها الاحقاد والضغائن والبغضاء".

وقال: "ما زال اللبنانيون يحملون في العمق الجرح الذي أصابهم بالانفجار في الضاحية الجنوبية من بيروت. إننا نجدد معكم التعازي لأهالي الضحايا البريئة، والدعاء بشفاء الجرحى والمصابين، والتعويض لجميع المتضررين. ونجدد النداء إلى تكوين وحدتنا الوطنية حول شخص رئيس البلاد، ضامن هذه الوحدة. ونطالب، بحق الدماء البريئة التي أريقت، بتأليف حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن وبوضع قانون جديد للانتخابات واجراء الانتخابات النيابية، وبدعم الجيش والأجهزة الأمنية، مع رفض الأمن الذاتي، والكف عن التراشق بالاتهامات. إننا نحتاج حقا إلى كلام يعزي ويشجع ويجمع.

"المطلوب الواحد"، لكي نخرج من أزماتنا، هو البحث عن الرب يسوع، نورا لدروبنا ولحل أزماتنا العائلية والاجتماعية والوطنية. إنه، كما نقرأ في مستهل إنجيل يوحنا "النور الذي ينير كل إنسان آت إلى العالم. نور مملوء نعمة وحقا" (يو1: 17). نور المسيح يعلم عقولنا الحقيقة التي تحرر وتجمع. نوره يوجه إراداتنا إلى الخير والعدل والسلام. نوره يحرك قلوبنا بالحب والمشاعر الإنسانية، فتدفعنا إلى البذل والعطاء".

أضاف: "هذه هي رسالة الكنيسة، برعاتها وشعبها ومؤسساتها، وهي أن تستنير بشخص المسيح وبكلامه وآياته وأفعاله. لن نجد، أيها الأخوة والأخوات، مخرجا من أزماتنا في لبنان، إلا بيسوع المسيح. إنني أناشد المسيحيين ليدركوا مسؤوليتهم ودورهم في هذا الظرف الدقيق من حياتنا اللبنانية. الكنيسة تجدد نداء الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني، في إرشاده الرسولي "رجاء جديد للبنان"، للمسيحيين بقوله: "إن التزام المسيحيين في ورشة إعادة بناء لبنان مُهمة للغاية، نظرا لجذور لبنان الدينية، والمسيحية بخاصة، ولهوية لبنان الوطنية والسياسية"(فقرة1). ويضيف: "المسيح هو رجاء المسيحيين، بشخصه كراع صالح، ونور حقيقي هادي، وقدرة الله الفاعلة في التاريخ" (فقرة27). اننا بحاجة إلى هذا الايمان بالمسيح، لكي يقوم المسيحيون بدورهم البناء في عملية نهوض لبنان، بالتعاون مع جميع شركائهم في الوطن. بالعودة إلى الإرشاد الرسولي المذكور نؤكد ونشدد بأن مكونات المجتمع اللبناني المتنوعة مدعوة كلها للعمل معا على إعادة إحياء لبنان، كمهمة مشتركة(الفقرة1). في هذا الإطار، ينتظر من المسيحيين أخذ المبادرة. فإن النزاع السياسي- المذهبي في لبنان، كنتيجة للنزاع الاقليمي مع روابطه الدولية، يستدعي مبادرة منا نحن المسيحيين. إنها المناسبة الفريدة لكي نؤدي دورنا البناء، لأننا لسنا في نزاع مع أحد في الداخل وفي الخارج. وإذ يتكلمون اليوم عن "ربيع عربي"، فإني مؤمن بأن هذا "الربيع" يمر عبر "الربيع المسيحي" من جهة، إذا عاش المسيحيون الشركة والشهادة تجاه جميع المسلمين كما دعانا البابا بندكتوس السادس عشر في الإرشاد الذي سلمنا أياه في أيلول الماضي. كما يمر "الربيع العربي" عبر "الربيع اللبناني" الذي يتحقق في تجديد لبنان في كيانه وميثاقه وصيغته ودوره النهضوي في العالم العربي".

وتابع: "إننا نصلي لكي يعي اللبنانيون عامة والمسيحيون بخاصة أهمية دروهم أولا في لبنان، ثم في العالم العربي، عبر التزامهم المحايد. أعني التزامهم قضايا العدالة والسلام وحقوق الانسان وحوار الاديان والحضارات، بعيدا عن المحاور والاحلاف التصادمية إقليميا ودوليا. فلا ننسى أن لبنان صاحب رسالة في محيطه. فسماه بعضهم "لبنان النموذج الحضاري"، وبعضهم "لبنان القيمة المضافة بالتنوع والتعددية"، وبعضهم "عامل استقرار في محيطه"، وبعضهم "ناقل أفكار الحرية والحداثة للعرب والمسلمين". ويصفه البعض الآخر بأنه "رئة الحرية والحداثة"، و"مصدر سلام للمنطقة". ويرى فيه آخرون أنه "صاحب دور كبير في تظهير الصورة الحقيقية للعالم العربي"، بل قالوا فيه أنه "المنارة للعروبة المتنورة". أمام هذه النظرة إلى لبنان في حقيقة هويته ودوره ورسالته، لا يحق للمسؤولين السياسيين أن يتركوا لبنان في "غرفة نظارة" "ورهينة" حسابات سياسية- مذهبية، ريثما ينجلي مصير الأحداث في سوريا. هذا أمر معيب ومشين بحق لبنان واللبنانيين، وبحق كرامتهم، وقيمة وجودهم التاريخي الفاعل في الأسرتين العربية والدولية".

وختم الراعي: "أجل، "المطلوب واحد". وهو يسوع المسيح بالنسبة إلينا كمسيحيين. إنه مطلوبنا الأساسي الذي نبحث عنه لكي نستنير بشخصه وكلامه وبتعليم كنيسته، فنهتدي إلى إيجاد الحلول لأزماتنا الداخلية. "والمطلوب واحد" بالنسبة إلينا كلبنانيين هو ايضا لبنان- الوطن ولبنان- الرسالة. ويجدر أن نعلن هذا الإيمان ببعديه من هنا، من عشقوت من قلب كسروان، من هذه المنطقة التي تحتل مكان القلب في لبنان، والتي أعطته وجوها تاريخية من أبنائه، ساهمت إسهاما أساسيا في إرساء أسس الكيان اللبناني، بفضل ثقافتهم المسيحية. يا رب، إليك نرفع صلاتنا، بشفاعة أمنا مريم العذراء ومار يوحنا المعمدان، من أجل أن يلتزم اللبنانيون، مسيحيون ومسلمون، بإداء دورهم المسؤول في إعادة إحياء لبنان، بكيانه ومؤسساته الدستورية، لكي يتمكن من أن يكون عامل استقرار وسلام في عالمنا المشرقي. واقبل يا رب صلاتنا من أجل إحلال السلام في سوريا ومصر والعراق، بإيقاف دوامة العنف والحرب والارهاب، واعتماد الوسائل السلمية للبلوغ إلى سلام عادل وشامل ودائم. فنرفع المجد والشكر للآب والابن والروح القدس، إلى الأبد، آمين.

روحانا

والقى روحانا كلمة قال فيها: "بفرح روحي عميق يسرني ان أرحب بكم يا صاحب الغبطة والنيافة، باسم هذا الجمع الحاضرن وبخاصةباسم رعايا وبلدات فيطرون، ريفون، القليعات وعشقوت، ونحن نلتقي معكم نحولكم لنتقاسم "غداء الشركة والمحبة" تتويجا للزيارة الراعوية لقسم من رعايا قطاع الوسط في نيابة صربا البطريركية، قد حللتم في ما بيننا حاملين "البشرى الحلوة" باسم يسوع الذي فرزكم راعيا وأبا ومدبرا لنا جميعا".

أضاف: نلتقي اليوم يا صاحب الغبطة ونحن على عتبة هذا الكرسي العريق الذي شهد في الماضي لقاءات استقبالات رسمية وشعبية حاشدة، فيعي المؤمنون بوحدانية الله التي هي أساس وحدة العائلة البشرية ان اله من البدء كائن شراكة ومحبة وان الحوار والعمل معا لتحقيق الخير العام هما الطريق الوحيد لتحقيق دعوة الله هذه". وختم روحانا: "اني اذ أشكركم يا صاحب الغبطة على زيارتكم الابوية والمدعوين لمشاركتهم فرحة اللقاء هذا، وأنوه بروح التعاون العالي الذي ساد بين البلديات والرعايا، وان دل هذا الامر على شيء، فهو ان المجتمع المدني من جهة، والكنيسة "الخبيرة بالانسانية" وفق قول احد الباباوات، من جهة اخرى، ينشدان معا خدمة الخير العام ونصرة كرامة الشخص البشري، قدرنا الله ان نتابع المسيرة هذه يدا بيد، تحت نظر الله الواحد، وعلى خطى القديس بولس شفيع هذا الكرسي، وببركتكم صاحب الغبطة وتعاون اصحاب الارادات الصالحة". وفي الختام قدم القاضي فهد للراعي مفتاح بلدة عشقوت المذهب عربون محبة وتقدير.

 

لمراقبة الحدود مع سورية وإحباط مخطط لـ "القاعدة" لنقل ألف مقاتل إلى العراق 

إيران و"حزب الله" يعرضان على المالكي تزويده بطائرات استطلاع

 سوريون أكراد يتدافعون للحصول على الطعام في مخيم للاجئين بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق (ا.ف.ب)بغداد - باسل محمد:

 كشف مصدر حكومي عراقي لـ"السياسة", أمس, عن أن قيادتي "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني عرضتا على رئيس الوزراء نوري المالكي تزويد قواته في مناطق الحدود بين العراق وسورية بطائرات صغيرة من دون طيار, بهدف مراقبة ورصد أنشطة العناصر المسلحة التابعة لتنظيم "القاعدة" في هذه المنطقة, كما عرض الحزب إرسال خبراء للإشراف على طريقة عمل الطائرات وتحليل صورها ومعلوماتها, مشيراً إلى أن المالكي يدرس الاقتراحين. وفي الإطار نفسه, كشف المصدر أن المالكي أصدر تعليمات صارمة إلى القادة الأمنيين باعتبار جميع مناطق الحدود العراقية - السورية, منطقة عسكرية واحدة تخضع لقيادة عسكرية واحدة ولها قناة مباشرة معه, لمواجهة أي طارئ ولتسهيل اتخاذ القرارات العسكرية المهمة في الوقت المناسب.

وأوضح أن المالكي اتخذ هذا القرار لسببين: الأول يرتبط بتصاعد الهجمات الإرهابية في بغداد وبقية المدن العراقية وبالتالي يمكن لهذا الاجراء ان يتيح للقوات الأمنية تنفيذ عمليات استباقية واسعة من دون التقيد بقنوات قيادة العمليات في وزارة الدفاع. والثاني, يتعلق بمعلومات وصلت القيادة العراقية تفيد ان زعيم "الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام" أبو بكر البغدادي أمر بإرسال قرابة ألف مقاتل من سورية الى محافظتي نينوى والأنبار العراقيتين, للتحضير لعملية إرهابية استثانية في الفترة القريبة المقبلة.

وأضاف المصدر ان دولاً صديقة للحكومة العراقية سلمت تقارير استخباراتية على مستوى بالغ الخطورة الى جهات أمنية عراقية, تؤكد تفاقم الخلافات بين البغدادي وبين زعيم "جبهة النصرة" السورية ابو محمد الجولاني, ولذلك قام الاول بتعيين المدعو أبو محمد العدناني وهو سوري الجنسية من مدينة ادلب أميراً لتنظيم "الدولة الاسلامية في بلاد الشام", ما يمثل ضربة للجولاني, لأن هذا الاخير أصبح عملياً تحت إمرة العدناني, وبالتالي يمكن لهذه الخطوة ان تسهم في تقوية الرأي القائل انه يجب نقل قسم كبير من نشاط "القاعدة" في سورية الى الداخل العراقي, سيما أن العدناني يؤيد موقف البغدادي فيما يصر الجولاني على التركيز على الساحة السورية في مواجهة قوات نظام الاسد. وبحسب معلومات المصدر العراقي, فإن خطة البغدادي ـ العدناني تقضي بتحويل أكثر من 70 في المئة من قوة تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام" من سورية الى العراق, لتعزيز الحرب على قوات المالكي, على اعتبار أن إسقاطه سيؤدي الى انهيار النظام السوري بشكل أسرع وفق قناعة البغدادي والعدناني, إلا أن الجولاني يعتقد ان هذه الخطوة تحمل مخاطر جدية لأن بعض الكتائب المسلحة التابعة لـ"الجيش السوري الحر" وبقية الفصائل منها الفصائل الكردية ستستثمر ذلك باتجاه استعادة المناطق التي تسيطر عليها "القاعدة" في سورية, وخاصة في المناطق الشمالية.

واعتبر المصدر أن انتقال 70 في المئة من مقاتلي "جبهة النصرة" او تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام" الى العراق, سيؤدي إلى تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية, ما يشكل تهديداً مدمراً للوضع الأمني الذي يواجه في الاساس الكثير من الإرباكات والإخفاقات, مشيراً إلى أن قرار البغدادي والعدناني في حال نفذ على الأرض سيكون احد اهم المؤشرات التي تعني ان بعض المناطق الحدودية العراقية بينها معبر ربيعة لجهة محافظة نينوى ومعبري الوليد والقائم لجهة محافظة الانبار سيجري احتلالها من قبل مئات المسلحين التابعين لـ"القاعدة". ولفت المصدر إلى وجود اتصالات بين الحكومة العراقية من جهة وبين الحكومات في سورية والأردن والولايات المتحدة وايران وروسيا من جهة ثانية لبحث ملف الحدود مع سورية, لكونه الملف الأمني الأكثر خطورة على العراق والمنطقة, سيما أن القوات العراقية لا تملك الوسائل الفعالة لمعالجته من دون دعم وتعاون من الدول الأخرى. 

 

المعلومات تجمع على حدوث انفجار هائل في المنطقة وتقارير غربية تحذر من حرب أهلية في لبنان

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

  وصف الأمين العام لـ"المجلس العالمي لثورة الأرز" في واشنطن المهندس طوم حرب انفجار الضاحية الجنوبية من بيروت, "قلب حسن نصرالله النابض", بأنه "يجلب الحزن والأسى للحالة المهترئة التي وصل إليها لبنان تحت هيمنة حزب الله وإيران والنظام السوري المتداعي, وكان الأجدر برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اعلان الحداد على لبنان لا على ضحايا انفجار الرويس, لأن الإيرانيين يعملون على تحويله جثة هامدة يمكن التصرف بها من دون مقاومة أو دفاع, ولأن صوت ذلك الانفجار ذكر اللبنانيين خصوصا بأصوات انفجارات قنابل الألف رطل الإسرائيلية التي ألقيت على حارة حريك والرويس وبرج البراجنة وتوابعها في حرب 2006".

وقال حرب لـ"السياسة", أمس, إن "لبنان الذي حوله حزب الله وطهران إلى المحمية الإيرانية الارهابية الاولى في الشرق الأوسط, بات خارجاً بالفعل على النظام الدولي المتعارف عليه, وأصبح من الأجدى لقيادته السياسية إعلانه "دولة فاشلة" بفضل نصر الله ونبيه بري وتلك الطغمة السوداء التي لا تقتات إلا بالدماء والاغتيالات والحروب والتفجيرات".

ونقل عن ديبلوماسيين عرب في واشنطن مخاوفهم من أن "يصحو اللبنانيون والعالم ذات صباح قريب على أصوات المدافع والصواريخ والرشاشات في شوارع بيروت والمدن الرئيسية الأخرى إيذاناً باندلاع حرب أهلية", سيما أن "معظم التقارير والأحداث والمعلومات الواردة من لبنان سورية واسرائيل تجمع على حدوث انفجار هائل في المنطقة".

وبحسب معلومات الاستخبارات المركزية الأميركية "سي اي ايه", فإن الانفجار "ستنفجر صاعقته من بيروت تحديداً, لتشمل سورية واسرائيل, بحيث تندلع حرب تبدأ ثلاثية وقد تتوسع لتشمل المنطقة بأسرها".

وقال ديبلوماسيون أميركيون ان "كل شيء اتخذ شكله النهائي لهذه الحرب بعد انفجار الضاحية الجنوبية الخميس الماضي, إذ غادر من تبقى من رعايا خليجيين واميركيين وأوروبيين الاراضي اللبنانية بشكل يكاد يكون تاماً, وأقفل 50 في المئة على الاقل من فنادق لبنان أبوابه, وهبطت نسبة المسافرين الى لبنان بمعدل 80 في المئة, وتوقف حجم التجارة اللبنانية مع الخارج بمعدل 90 في المئة, وهي أمور مجتمعة ترسم الصورة القاتمة الدموية للحرب المقبلة اذا لم يرتدع "حزب الله" بسحر ساحر, سيما في ظل الاستعدادات الاسرائيلية العسكرية على حدود لبنان وسورية".

وأضاف الديبلوماسيون انه مادام قادة الحكم في لبنان غير قادرين حتى على تشغيل مطار مدني آخر, وطالما انهم عاجزون عن اقناع او حمل "حزب الله" على التقيد بما وقع عليه في "إعلان بعبدا", لجهة "النأي بالنفس" عن الأزمة السورية, وطالما ان الدولة بكاملها تقف مكتوفة الايدي أمام محاولات الحزب تغطيس لبنان في أتون النار السورية, "فإن لبنان قد يكون بلغ الهاوية ولم يعد واقفاً على الهاوية, وعلى من تبقى من أهله فيه ان يستعدوا لما هو اسوأ من الحرب الاهلية الاولى العام 1975".

 

من جريدة السياسة/مقابلة مع النائب مروان حماده/19 آب/13

أعلن أنه لم يفاجأ بتفجير الضاحية مؤكداً أن انغماس "حزب الله" في سورية سيؤدي إلى مزيد من الكوارث والاغتيالات 

حمادة لـ"السياسة": لنذهب إلى حكومة كفاءات لا نشارك فيها جميعاً بغير ذلك سنذهب إلى الأعظم والفراغ ربما يصل إلى رئاسة الجمهورية

لنتعظ مما جرى ولنتجاوز بالحوار أسباب الانقسام ولننسحب من الأتون السوري!

"حزب الله" يمارس التهويل على سليمان وسلام ليمنعهما من إعلان التشكيل الحكومي

الحزب يسعى إلى تفريغ مؤسسات الدولة ثم عقد مؤتمر تأسيس لصالحه بقوة السلاح

بيروت - من عمر البردان:

 قال النائب مروان حمادة في مقابلة مع "السياسة" إنه لم يفاجأ بانفجار الضاحية الجنوبية الذي وصفه بـ"العمل الارهابي المدان", لأن انغماس "حزب الله" في سورية كان لابد سيجر ردة فعل على لبنان كله. ودعا "حزب الله" مجدداً الى "الانسحاب من الأتون السوري لتجاوز أسباب الانقسام على الساحة اللبنانية", واكد حمادة ان "حزب الله" يسعى الى تفريغ مؤسسات الدولة ويدفع باتجاه مؤتمر تأسيسي يفرض خلاله ما يريد بقوة السلاح.

أما في ما خص تشكيل الحكومة, فقال حمادة انها تشكَل "اذا تغلب الوعي على الكيدية", وان تأجيلها لم يكن الا بسبب التهويل الذي مارسه "حزب الله" على الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام, وان انفجار الضاحية يجب أن يشكل الحافز للاسراع في تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن, "لا تحمل اللبنانيين وزرَ ما يريده "حزب الله" وأسياده الايرانيون", محذراً من أن البلد متجه الى الأعظم اذا بقي من دون حكومة.

وبخصوص عودة الرئيس الحريري من منفاه الاختياري في باريس, قال: "الحريري لن يعود ليستقبلوه بسيارة مفخخة", معتبراً أن "النظام السوري انتهى, لكنهم لم يتفقوا على مراسم الدفن".

 ما قراءتك لانفجار الضاحية الجنوبية, وهل ترى فيه بدايةً لمسلسل اغراق لبنان بالفوضى على غرار ما يحصل في سورية?

 لابد أولاً من القول ان الجريمة صعقتنا وأوقعت في أنفسنا أبلغ الأسى, خصوصاً أن مكان الانفجار حي مدني, والشهداء والجرحى الذين سقطوا هم من المدنيين, هذا العمل ارهابي بامتياز, وهو - كما ردد معظم زعماء لبنان- يصيب كل لبنان وكل شعبه, بغض النظر عن الانتماءات الحزبية والمناطقية والفئوية والمذهبية.

النقطة الثانية هي أننا لم نفاجأ بذلك, فمن جهة هناك التآمر الاسرائيلي المستمر الذي ينتظر أي ثغرة في جدار التوافق اللبناني لكي يتسلل منها ويزيد الأمور فتنة وانقساماً, ومن جهة أخرى, نحن كنا ننبه على الدوام الى أن انغماس أي طرف في سورية بالشكل الذي زج "حزب الله" فيه نفسه, لابد سيستجر, ليس على الضحايا فحسب بل على لبنان كله, المآسي. ان ما شهدناه بعد التدخل السافر من حزب الله الى جانب نظام بشار الأسد المجرم, هو تداعيات هذا التدخل ليس في الضاحية فقط, بل في طرابلس وعبرا وصيدا وعرسال والبقاع الغربي ووادي خالد وجنوب لبنان, وبالتالي فاننا لم نفاجأ, وقد سبق أن حذرنا من ذلك, ورفضنا نأي حكومة نجيب ميقاتي الصوري, وهذا ما أدركه منذ البداية رئيس الجمهورية ميشال سليمان ودعا اليه وأتى بالفرقاء الى طاولة الحوار في بعبدا, كما دفعهم بالاقناع والروية الى توقيع اعلان بعبدا. ولكن السؤال هو: ما الذي جرى بعد ذلك? لماذا الكلام عن الغاء اعلان بعبدا? ولماذا الكلام عن رفض أي حكومة تتخذ اعلان بعبدا جزءاً من بيانها الوزاري? ألم نشكل عبر هذا الموقف السلبي تهيئة وتوطئة لتدخُل المجرمين على الساحة اللبنانية?

نحن اليوم على مفترق طرق, فاما أن نتعظ من هذه الظاهرة, لا لكي نذعن الى الارهاب ولكن لنتجاوز أسباب الانقسام ونعيد الأمور الى نصابها, فننسحب من الأتون السوري بكل جوانبه, بما فيها الانسحاب الاعلامي بعد الانسحاب الميداني على وجه الخصوص, الذي لا يزال "حزب الله" غارقاً فيه شمالَ سورية وفي ضواحي دمشق, فاذا ما ذهبنا في هذا الاتجاه, يكون ما جرى نقطةَ تحول نحو وعي اللبنانيين وعودتهم الى وحدتهم.

يجب الاتعاظ بما جرى في الضاحية, الذي ندينه أشد الادانة لأننا أول من وقع ضحيته عبر الانفجارات المتتالية والسيارات المفخخة, والا فان اللعب بالنار يعود بالنار على البلد, ونحن ندعو أنفسنا قبل الجميع الى التوقف عن اللعب بالنار.

الرد بالتحاور

هل يمكن أن يتعظ "حزب الله" مما جرى?

 هذا السؤال لا أستطيع أن أجيب عليه افتراضياً, ونحن بانتظار مواقف "حزب الله", ولكن أدعو بسرعة الاعلام اللبناني الى اغلاق الباب أمام الأبواق التي تستفيد من مثل هذه الحادثة, عبر صب الزيت على النار. وقد سمعنا خلال الساعات الماضية الأبواق عينها التي أطلت علينا بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبعد الحوادث الكبرى التي وقعت في لبنان وبعد 7 مايو وغيره, لتزيد الطين بلة والانقسام انقساماً. الاعلام اللبناني مدعو الى لعب دور, كما أن الرئيس سليمان مطالَب بدعوة الأطراف فوراً الى حوار, والرئيس المكلف تمام سلام كذلك الى تشكيل حكومة المصلحة الوطنية غير الحزبية التي تستطيع لملمة الجراح وتهدئة النفوس وتعمل على خدمة الناس في مرحلة بالغة الصعوبة.

 تتوقع تسهيلاً لعملية تأليف الحكومة بعد الذي جرى?

 اذا تغلب الوعي على الكيدية والحقد عند الجميع ونظرنا الى هؤلاء الشهداء, شهداء لبنان, وكذلك اذا نظرنا الى ما سقط من شهداء في سورية, وللأسف على أيدٍ لبنانية واتعظنا من كل ذلك, فلابد أن نعود الى رشدنا والى ما دعونا اليه وهو حياد لبنان بين المحاور الاقليمية والدولية التي تعصف الآن بالشرق الأوسط خراباً ودماراً.

حكومة مستقلين

لماذا يعرقل "حزب الله" تشكيل الحكومة?

 "حزب الله" يريد أن يكون شريكاً كاملاً في الحكومة, نحن لا نريد عزله ولا تغييبه, ولكن نقول إن أي حكومة ننقل اليها المتاريس الموجودة حالياً على الساحة السياسية ستُعطَل وتُعطِل نفسها, وبالتالي فاننا ندعو الى انكفائنا جميعاً عن الحكومة, ولتأت حكومة قادرة من المواهب والكفاءات وتقوم بمعالجة الأمور الملحة في لبنان, بينما ينطلق الحوار برعاية رئيس الجمهورية حول الأمور الشائكة جداً ومنها قضية القضايا, عنيت بها سلاح "حزب الله".

 لماذا لا يمارس رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف صلاحياتهما ويشكلان حكومة واقعية?

 لأنه جرى التهويل عليهما, خصوصاً في الأيام القليلة الماضية, وبالتالي فان هذا التهويل, ربما دفع الرئيسين الى التمهل, ولكن ما جرى في الضاحية يجب أن يدفع الرئيسين الى الاسراع في تأليف الحكومة المنشودة من قبل اللبنانيين.

جنبلاط و"14 آذار"

هل صحيح أن النائب وليد جنبلاط تراجع عن تأييد الحكومة الحيادية?

الوزير جنبلاط لم يصف الحكومات المنشودة ب¯"الحيادية", تحدث عن حكومة المصلحة الوطنية, وهذه المصلحة, طبعاً مطاطة, في نظري أنه يستطيع أن يكون في الحكومة كفاءات وشخصيات مرموقة قريبة أو على صلة أو على تواصل مع القوى السياسية, ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا أعضاء في أحزاب, لأن وجود "حزب الله" في الحكومة يعني تحميل لبنان كل أعباء تصرفاته في سورية والعراق وقبرص وبلغاريا وأفريقيا وأوروبا الغربية والأميركيين. لا, حكومة لبنان يجب أن تخدم اللبنانيين, لا أن تحملهم وزر ما يريده "حزب الله" أو أسياده في طهران.

  كقوى "14 آذار", ما زلتم مصرين على عدم مشاركة "حزب الله" في الحكومة?

 نحن مصرون على حكومة لا يشارك فيها أحد, لا 8 ولا 14 آذار, نريد حكومة لكل لبنان, ولو ليست في الأساس حكومة كل لبنان, بل تكون لكل لبنان.

منطق السلاح

ماذا لو بقي البلد من دون حكومة

 سنذهب الى الأعظم, وقد يكون ذلك فراغاً كاملاً يمتد الى رئاسة الجمهورية. الذين يريدون الخراب للبنان أو وضع اليد عليه, يريدون أن يفرغوا المؤسسات الدستورية, وبالتالي الدعوة الى مؤتمر تأسيسي يفرض فيه بقوة السلاح, ربما شروطاً جديدة ستدمر الوحدة اللبنانية وتدفع بلبنان الى التفتيت.

 كيف قرأت دعوة الرئيس بري للرئيس سعد الحريري للعودة الى لبنان

 يمكن أن تكون هذه الدعوة بحسن نية مطلقة, وهذا ما أتوقعه من الرئيس بري, ولكن الى ماذا ندعو الرئيس الحريري? للاتيان على بيروت, وانتظار أول سيارة مفخخة أو أول صاروخ على منزله أو أول كمين على طريق المطار.

 لماذا تجاهل فريق "8 آذار" مبادرة الرئيس الحريري

قوى "8 آذار" أصبحت عدة فرقاء, هناك فريق يمثل أبواق المخابرات السورية التي تتصرف عند الطلب, وهناك قوى لها قاعدتها الشعبية وهناك أيضاً قوى دافعة, قاطرة ومسلحة, هي "حزب الله" الخارج عن العرف اللبناني بأن تكون الحياة الديمقرطية بعيدة من السلاح.

التنصل من إعلان بعبدا

ماذا يخفي تنصل "حزب الله" من اعلان بعبدا?

 "حزب الله" ارتكب خطأ كبيراً بتنصله من اعلان بعبدا, خاصة أن رئيس كتلته النيابية محمد رعد الذي وافق على اعلان بعبدا خلال مشاركته في جلسات الحوار, وعندها ماذا يبقى من مصداقية الحوار ونتائجه, عندما لا نقضي فقط على قرارات الحوار التي تمت, برئاسة الرئيس بري, ولكن أيضاً على أحدث مقررات الحوار التي تمت برعاية الرئيس سليمان.

هل تتوقع تقارباً سعودياً ايرانياً قد يفضي الى حلحلة في لبنان?

 السعودية لم تتدخل في لبنان مطلقاً ولم تفرض حكومات على اللبنانيين, بالرغم من الحملات التي تواجهها من قبل بعض الأطراف اللبنانية. المملكة العربية السعودية دولة أساسية في المنطقة, ولكن ماذا تريد ايران, فهل تعمل بعد انهيار العراق وتمزق سورية وتفتيت لبنان, على القضاء على آخر مواقع المناعة العربية والاسلامية, أي السعودية ودول الخليج الأساسية المنضوية تحت لواء مجلس التعاون الخليجي.

 هل ترى أن صوت العقل قادر على محاصرة تداعيات أي فتنة مذهبية?

 الى الآن, كان صوت العقل صادراً فقط من جانبنا, وسيستمر صوت العقل صادراً من جانبنا, ولن نبادر الى أي عمل سلبي. كنا التزمنا بذلك ولا نزال وبعد اغتيال الرئيس الحريري لجأنا الى التظاهر السلمي وسنبقى على هذا المنهج. صوت العقل يجب أن يصدر الآن من الطرف الآخر.

 عودة الاغتيالات وسقوط بشار

  هل ما زال لديكم خشية من الاغتيالات?

 كل شيء مطروح, منذ أكثر من سنة تعرض الدكتور سمير جعجع لمحاولة اغتيال. زميلنا النائب بطرس حرب تعرض أيضاً لمحاولة اغتيال, الرئيس سعد الحريري مجبر على البقاء في الخارج بسبب احتمالات الاغتيال.

 كيف تنظر الى مسار الأمور في سورية?

 النظام السوري انتهى, مشكلته أنهم لم يتفقوا بعد على مراسم الدفن. نرى بوضوح اليوم كيف أن الجيش السوري النظامي يتقهقر رغم دعم "حزب الله" وايران وروسيا, في كل المناطق السورية. القذائف وصلت الى قصر الرئاسة السورية في دمشق, كما أن المعارضة السورية وصلت الى قرب مسقط الرئيس السوري, القرداحة بعدما أصبح الجيش السوري الحر على مقربة من اللاذقية.

 ما مصير "حزب الله" اذا سقط النظام السوري?

 "حزب الله" مكون سياسي لبناني ويمكنه أن يلعب دوراً أساسياً, أما بالنسبة الى سلاحه فيجب أن يسلم الى الجيش اللبناني.

 

من مجلة الشراع/مقابلة مع النائب أحمد فتفت/ما ينتظر لبنان أكبر من 7 أيار وحزب الله يفكر بالاستيلاء على الحكم  

*ما ينتظر لبنان أكبر من 7 أيار وحزب الله يفكر بالاستيلاء على الحكم  

*حزب الله هو الذي يحدد أجندة الحوار

*إما المجابهة العسكرية مع حزب الله أو المقاطعة نختار بينهما الحوار

*حزب الله مهتم بالدور الايراني في الشرق الأوسط أكثر من اهتمامه بالقضية الفلسطينية

*ما من أحد حمى حدود إسرائيل غير الرئيسين حافظ وبشار الأسد

*لقاء جدة روتيني للنقاش حول مواضيع تتعلق بالتيار

*تيار المستقبل يمر بصعوبات كبيرة لأن عدداً من أطره جاء في لحظة اندفاع ولم يتم بناء ثقافة سياسية معهم

*إذا استمرت إيران في ممارسة السياسة الامبريالية التي تمارسها في لبنان فإن التفاهم الإيراني – السعودي لن ينجح

*حزب الله مصـرّ على أن يكون في الحكومة لأسباب انتهازية

*العقل الإلغائي يسيطر على حزب الله وهو عقل تكفيري

*حزب الله هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ طالما انه يصر على بقاء السلاح غير الشرعي

*حزب الله إذا انقلب سينقلب على الرئيس بري

يعتبر عضو كتلة المستقبل النائب الدكتور أحمد فتفت ان الحل الأنجح لكل ما يمر به البلد من شبه فراغ وفلتان أمني وتراجع اقتصادي ومشاكل اجتماعية هو الحوار، بما انه الحل الوسط للتلاقي مع الطرف الآخر ويعتبر ان العلاقة مع حزب الله تتطلب إما المجابهة العسكرية أو المقاطعة، ويختار بينهما تيار المستقبل الحوار علماً ان حزب الله هو الذي يحدد أجندة الحوار.

ويحمّل فتفت سلاح حزب الله مسؤولية كل ما يجري في البلاد من تفشي السلاح غير الشرعي إلى الاحداث الأمنية والتي تكللت بمشاركة حزب الله في الاحداث السورية.

ويشير فتفت إلى ان لقاءات جدة تمحورت حول مواضيع تتعلق بالتيار وهي لقاءات روتينية ليس أكثر ولكنها أخذت أكثر من حجمها.

خطاب الرئيس سعد الحريري وكلمة السيد حسن نصرالله والتفاهم الايراني – السعودي وموقع رئاسة الجمهورية وغيرها من المواضيع تحدث فيها فتفت خلال هذا الحوار.

((شبق)) السلطة

# كلمة الرئيس سعد الحريري الأخيرة تضمنت دعوة صريحة للحوار. كيف تقرأ هذه الكلمة؟

- بالتأكيد هذه الكلمة كانت بمثابة تقييم موضوعي لكل المرحلة السابقة، وقدم خطوة كبيرة ومشروع وخارطة طريق واضحة تشمل عدة أمور. ولربما هذه الكلمة جعلت الفريق الآخر يسكت، فلم نشهد ردود فعل على كلمته وأظن انهم محرجون في طرحه.

هذه الكلمة أظهرت ان الكلام عن عزل حزب الله الذي يتردد غير صحيح، ولكن هناك حلاً للبلد على أن تكون كل الاطراف الحزبية خارج الحكومة.

وبالتالي قال اننا نقدم تضحية عندما لا نكون في الحكومة، فليقدم الطرف الآخر التضحية أيضاً. واعتقد ان هذه النقطة مهمة جداً لأن حزب الله و8 آذار/مارس يتهمون الرئيس الحريري منذ عامين بأن سبب اعتراضه عليهم كي يعود إلى السلطة. كان جوابه واضحاً ان هناك شبقاً للسلطة ولكن هذا الشبق موجود لدى الطرف الآخر، وحزب الله هو المصر لأن يكون في الحكومة.

وفي موضوع الحكومة، عندما طرح الرئيس الحريري حكومة من هذا النوع فإنه يلامس شؤون الناس الحياتية واليومية والاقتصادية والموضوع الأمني والانماء والكهرباء والمياه وكل ما يعانيه الناس، خصوصاً اننا أصبحنا نسمع اليوم المشاكل في مالية الدولة.

لذا هناك إشكاليات بحاجة إلى حكومة بشكل سريع، وهنا الفرق بين من يقدم طرحاً وطنياً ومن للأسف ذهب في خطابه في اليوم نفسه بمنحى طائفي ومذهبـي تحت عنوان فلسطين، فعلاً كان هناك تناقض كبير في الطرحين، فيما يخص الحوار، أريد أن أذكر ان الرئيس الحريري وانطلاقاً من كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي قال انه يجب أن يلي تشكيل الحكومة حوار، كان هناك موافقة على الحوار.

لربما في 14 آذار/مارس هناك أكثر من وجهة نظر، وإحدى هذه الوجهات تقول ان حزب الله هو الذي يحدد الأجندة للحوار وهي أجندة خارج إطار الحوار. بمعنى في العام 2006 أخذنا حزب الله للحوار وكان يحضر لحرب العام 2006 وجر البلد إلى الدمار. وفي العام 2007 رجع إلى الحوار ودخلنا إلى أيار/مايو 2008 وفي العام 2010 ذهبنا إلى الحوار وانقلب على حكومة الرئيس سعد الحريري.

فما هي أجندة حزب الله، وهناك سؤال كبير حول هذه النقطة.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى لماذا الحوار؟ فمنذ العام 2006 ونحن نتحاور واتفقنا على أمور كثيرة ولم يُـنفذ شيء على الاطلاق لأن حزب الله والسيد حسن نصرالله عنده سهولة كبيرة في أن يلتزم بشيء ويعمل عكسه. مثلما التزم بأن يكون صيف 2006 هادئاً وجرنا بعدها إلى الحرب. ومثلما التزم في آب/أغسطس في النقاط السبع وتنكر لها بعد خمسة أيام.

هذه الأمور التي نعيشها وكيف يمكن أن نتجه إلى الحوار مع طرف لم يلتزم بأي شيء ومنها إعلان بعبدا.

شعرة معاوية

# ولكن هل هناك حل آخر؟

- انطلاقاً من رؤية الرئيس الحريري وتيار المستقبل ونظرته إلى الدولة اللبنانية وقضايا الناس، نجد ان هناك صعوبة كبيرة في أي شيء آخر غير الحوار مع حزب الله، لأن الشيء الآخر إما المجابهة العسكرية أو المقاطعة.

لذا يبقى الحوار هو فسحة الأمل الوحيدة رغم عدم صدقية حزب الله وحلفائه في الحوار، لأننا أصلاً في حالة قطيعة والحرب ستؤدي إلى دمار.

لذا نريد أن نبقى معلقين بحبل صغير أو بـ((شعرة معاوية)) بالإذن منهم اذا أزعجهم التعبير، لأنه وبكل صراحة مصلحة البلد تعني لنا بعكسهم لأنهم مهتمون بالأجندة الايرانية وأهمية الدور الايراني في الشرق الأوسط أكثر من اهتمامهم بالقضية الفلسطينية.

واضح جداً ان السيد نصرالله كان يدافع عن الدور الايراني في القضية الفلسطينية أكثر من القضية نفسها لذا اليوم منطق الالتزام بالحوار انه فسحة الأمل الوحيدة المفتوحة أمامنا.

# هل ستضعون شروطاً للحوار؟

- ما من شروط للحوار، لأن هناك حواراً وجدول أعمال معروفاً من استراتيجية دفاعية واعلان بعبدا فنحن انطلاقاً من كلام رئيس الجمهورية لن نضع أي شروط، رئيس الجمهورية دعا إلى الحوار بعد الحكومة وبإعلان بعبدا والاستراتيجية الدفاعية، فنحن موافقون على كل هذه الأمور مسبقاً.

ولكن الواضح انهم هم من يضعون الشروط للحوار ولا يتكلمون بالسلاح وسمعنا كلاماً للنائب محمد رعد الذي يقول ان هذا السلاح خارج إطار البحث. ويبدو انه لديهم مشروع وطن ثانٍ. واعتقد ان كلام السيد نصرالله في هذا الاطار، يتوجه إلى فئة واحدة من الناس ومذهب واحد وكأنهم وحدهم من يهتم بالقضية الفلسطينية وغيرهم خونة.

# فإذن تقرأ كلمة السيد نصرالله بهذا المنحى خصوصاً انك أشرت إلى ان هناك تناقضاً بينها وبين كلمة الرئيس سعد الحريري؟

- طبعاً هناك تناقض كبير في الهم الوطني فالرئيس الحريري يحمل هماً وطنياً ويبني مشروعاً سياسياً لإخراج البلد من الازمة أما الجهة الثانية فهمها مذهبة وتطييف الخطاب السياسي، بحيث كان واضحاً انه يتكلم بخطاب شيعي – إيراني.

وهو يتغطى بالقضية الفلسطينية كي يعطي لإيران دوراً في المنطقة.

هذا هو الواقع الذي نعرفه ولكنه يتكلم بشكل صريح جداً، وربما علينا أن نتشكر السيد حسن انه أثبت في كلامه الأخير ما كنا نقوله سابقاً، وكانا يتهموننا بأننا مذهبيون، ولكن في الواقع هذا ما قاله.

# هناك تزامن ما بين كلمة الرئيس الحريري والسيد نصرالله، ما السبب؟

- اعتقد ان الموضوع صدفة، ولكن ((رب صدفة خير من ألف ميعاد)) لأنها سمحت للشعب اللبناني أن يقوم بمقارنة بين شخصيتين سياسيتين ومن لديه هم وطني ومن ليس لديه هذا الهم، ومن يريد أن يغرقنا بحروب لا تنتهي من أجل المشروع الإيراني في المنطقة تحت عنوان مزور اسمه ((قضية فلسطين)) فما من أحد قاتل فلسطين أكثر من المشروع الإيراني، وما من أحد ألغى المقاومة الفلسطينية إلا هم وحليفهم السوري في لبنان، وما من أحد حمى حدود إسرائيل غير الرئيس حافظ الأسد وبشار الأسد عام 1973.

كما انه ما من أحد حمى حدود إسرائيل كما حصل منذ العام 2006 حتى اليوم، فبعد سبع سنوات لم توجه رصاصة ضد إسرائيل بسبب حرب 2006 التي يدعون انهم انتصروا فيها. النصر كان بتوقف العمليات العسكرية ضد إسرائيل وفي المقابل شهدت إسرائيل ازدهاراً على الصعيد السياحي والاقتصادي بسبب السلام الكامل، بوجود اليونيفيل واليوم ما يقوم به حزب الله في سورية يشير إلى مدى وجود تلاقي مصالح بين حزب الله وإسرائيل.

لقاءات جدة

# هل كواليس لقاءات جدة تعكس وجود خارطة طريق جديدة لتيار المستقبل، خصوصاً انك أشرت إلى ان تصريح الرئيس الحريري الأخير هو بمثابة خارطة طريق؟

- لقاءات جدة أعطيت أكثر من حجمها، فطبيعي أن نلتقي رئيس التيار بين الوقت والآخر، وما حصل ان أحد الصحفيين تسربت المعلومات إليه فأعطاها حجماً كبيراً في جريدة ((النهار)) وبدأت تنشر في بقية الجرائد.

هذا اللقاء روتيني ودرس الأمور بشكل عادي للتناقش حول مواضيع وهذا دليل على متابعته اليومية والدقيقة لكل الأمور.

# هل هناك خارطة جديدة لتيار المستقبل الآن؟

- خارطة الطريق يرسمها الرئيس ولكن ما قاله الرئيس تكلمنا به منذ شهرين، بحيث طالبنا بالحوار ومع حكومة حيادية لا يوجد فيها أحزاب ومع حكومة تهتم بشؤون الناس ومع حوار على موضوع السلاح والاستراتيجية الدفاعية.

وهذا ثاني مشروع كبير يقدمه الرئيس الحريري هذا العام بعد المشروع الكبير الذي قدمه كل الافرقاء بمن فيهم حلفاؤنا بخصوص قانون الانتخابات ومجلس الشيوخ واللامركزية الادارية ومع ذلك لم يتلقفوه.

هذا المشروع برأيي على صعيد الحل الوطني لا ادري ان كان حزب الله او حركة امل او التيار الوطني الحر فهموا رسالته.

# ألا تعتبر ان وجود حكومة من غير الحزبيين امر صعب تطبيقه والسير به؟

- لم لا، هناك أمثلة على ذلك، الرئيس ميقاتي فعل ذلك عام 2005 وهناك كفاءات كثيرة في هذا البلد خارج الاحزاب، والاحزاب لديها دورها في مجلس النواب وعملها السياسي.

هناك حكومات كثيرة جاءت بدون احزاب، فنحن امام مرحلة موقتة والناس لم تعد تحتمل على كل الاصعدة وهي بحاجة لمعالجة، حتى شؤون البلديات التي تحتاج الى تواقيع من رئاسة مجلس الوزراء متوقفة، وهذا الامر غير طبيعي.

# ما صحة المعلومات عن قدوم الرئيس سعد الحريري الى بيروت في ايلو/ سبتمبر المقبل؟

- اولاً ليس لدي معلومات بهذا الموضوع، الرئيس الحريري وحده يمتلك توقيت العودة الى لبنان، وهذا ينطلق من قراءته للواقع اللبناني وما يسمح به امنياً، اذا وجد ان حضوره الى لبنان مفيد اكثر من غيابه، وهو طبعاً مفيد، دون ان يشكل الخرق الامني عندها ممكن ان يأتي.

ولكن اذا أراد ان يأتي ليكون ضحية اضافية بعد كل ما شاهدناه، فنحن ضد ذلك.

# كيف تصف وضع تيار المستقبل؟

- تيار المستقبل ليس حزباً تقليدياً ولا عقائدياً، بل هو تيار نحاول ان نجد له أطر تنظيمية. نمر في صعوبات كبيرة لأن عدد كبير من أطره لم يتم بناء ثقافة سياسية معهم بل جاؤوا في لحظة اندفاع.

لذا نعمل على تثقيف الاطر، وطبيعي ان نواجه مشاكل وصعوبات بين الوقت والآخر، ولكن كل مرة نكتشف ان الناس مقتنعة بمشروع الاعتدال في البلد وسنسمع الكلام التهويلي من قبل الصحافة كما حصل قبل انتخابات عام 2005 و2009.

فقبل انتخابات 2009 السيد حسن نصرالله اعتبر نفسه منتصراً في الانتخابات ليتفاجأ في النتيجة مع كل الامكانات الموجودة لديه ومراكز الدراسات، نحن واثقون من جمهورنا لأننا نعلم انه ملتزم بقضايا لبنان لأننا ملتزمون بها.

ونواجه مشاكل تثقيفية وتنظيمية ومادية، الوضع احياناً يتحسن وأحياناً ينتكس، ولكن في السياسة الناس معنا والدليل على ذلك افطارات رمضان حيث حضر 30% اضافة عن عدد المدعوين.

ايراني – سعودي

# يتم الحديث عن تفاهم ايراني – سعودي، ما رأيك به؟

- اولاً نحن نتمنى ان يكون هناك سلام وتفاهم وهدوء في المنطقة مع كل الدول، ولكن هذا يتطلب التعديل في العقلية الايرانية ولا ادري ان كان الرئيس الجديد سيتبع الطريق نفسه، واذا استمرت ايران في ممارسة السياسة الامبريالية التي تمارسها في لبنان، فإن الامور لن تنجح ولن يحصل اي تفاهم.

المملكة معروفة في طريقة تعاطيها بالشأن السياسي وهي منفتحة جداً على كل الطروحات ولكن نريد الطرف الآخر ان يكون منفتحاً ايضاً ومستعداً.

# هل يمكن ان ينتهي بنا المطاف الى حكومة امر واقع، وهل هي الامثل في ظل الظروف الراهنة؟

- هذه الحكومة أسميها حكومة الضرورة لمصالح الناس مثلما سماها الرئيس تمام سلام حكومة ((المصلحة الوطنية)). اي حكومة يجب ان تكون حكومة مصلحة وطنية اي كما تقتضي هذه المصلحة.

بعد العام 2009 كان بإمكاننا ان نعمل حكومة 14 آذار/ مارس، ولكن الرئيس الحريري قال ان المصلحة الوطنية تقتضي حكومة وحدة وطنية، وللأسف فشلوها وعرقلوا عمله.

اليوم المصلحة الوطنية تقتضي عدم وضع الاطراف السياسية المتنازعة على طاولة مجلس الوزراء، لأنه بذلك ننقل مشاكل الشارع الى مجلس الوزراء كما قال الرئيس وليد جنبلاط. لا يمكن ان نسمح للمشاكل ان تدخل الى مجلس الوزراء لأننا بحاجة الى مجلس وزراء فاعل ونشيط ويتخذ قرارات مهمة وجريئة. هل يعقل اننا غير قادرين على تعيين موظف من ثلاث سنوات.

حكومة اللون الواحد لم تنجح لأن حزب الله كان عنده مشروع وحليفه العوني كذلك الامر.

المخرج بحكومة من هذا النوع، نحن نحب ان نكون في الوزارة ولكن الجو غير ملائم لذلك.

فإما ان ندخل في حكومة من طرف واحد وسنكون بمجابهة مع الحزب وان ندخل مع الحزب الى الحكومة وتصبح المواجهة على طاولة مجلس الوزراء وعندها تفشل الحكومة، السؤال الكبير: لماذا حزب الله مصـرّ على ان يكون في الحكومة؟

ظننت انه يسعى لتأمين غطاء فقط لما يفعله في سورية ولبنان، ولكن يبدو ان هناك ممارسات انتهازية كبيرة وتوظيفات بالمئات تحت عناوين مختلفة في وزارة الزراعة ووزارة الصحة. هذا هو شبق السلطة الذي لم يمارسه الرئيس رفيق الحريري او الرئيس سعد الحريري او الرئيس فؤاد السنيورة.

# لاقى الكلام الاخير لرئيس الجمهورية انتقاداً من قبل حزب الله، كيف تقيم هذه الكلمة؟

- حزب الله لم ينتقده بشكل مباشر، ولكنه فـلّـت أزلامه من الاعلاميين وغير الاعلاميين بكلام خطير جداً بحيث خونوا الجيش.

فعنوان جريدة ((الديار)) كان ان الشرعي فقط هو سلاح المقاومة، او الدعوة الى الانقلاب في جريدة ((الاخبار)) والعنوان كان ((ارحل)) او ((فارحل الآن)).

هذا كله دليل على ان العقل الالغائي هو المسيطر على حزب الله وأركانه، وهذا العقل الالغائي يتلاقى مع العقل التكفيري. هذا بالمنهج السياسي، العقائدي، بالمصلحة السياسية شعر حزب الله انه يفقد غطاء عنه ويشعر انه لا يستطيع ان يستمر في سياسته المستمرة اي ان يقوم بما يريد بفعل قوته العسكرية.

اليوم حشر رئيس الجمهورية في زاوية مما اضطره للكلام، عندها اضطر الحزب لأن ينكفىء.

ولكن الاخطر من ذلك هو عدم اشارة السيد نصرالله الى كلام رئيس الجمهورية وهذا دليل استخفاف اي انه غير معني بأي كلام وسيعمل كل شيء، وبالتالي الاستعلاء والاستكبار وصل الى مرحلة خطيرة جداً تنذر بكل سيىء.

فأحد المراجع قال انه اذا شكلت حكومة أمر واقع سيحصل 7 ايار/ مايو، وأنا أعتقد انه سيحصل اكبر من ذلك فهم ربما يفكرون جدياً بالاستيلاء على الحكم فتدخل الحزب بسورية بشكل فاضح يعني ان الحزب ألغى اي مصلحة لبنانية، ويعتبر القضية الايرانية أهم من المصلحة اللبنانية.

جدياً لأول مرة نشعر ان هناك طرفاً لبنانياً مسلحاً لم تعد تهتم اجندته بالطرف اللبناني، فالحزب لا يعني له اذا أفلست الدولة والمعاشات لا تدفع او اذا كان هناك تراجعاً اقتصادياً.

وهل الحزب سيكتفي بما لديه ام سيسعى لوضع اليد على البلد، فعندما نرى ما يقوم به الحزب في سرايا المقاومة والمؤسسات الامنية اخشى ما اخشاه ان الحزب تجاوز المثالثة واصبح يفكر كيف يضع يده على البلد بكامله.

7 ايار

# هل تخشى من 7 ايار/ مايو جديد؟

- 7 ايار/ مايو 2 لا، 7 ايار/ سخيف ولم يؤد لهم النتيجة المطلوبة. لقد تجاوزوا ذلك ويتكلمون عن تعديل دستوري وبآفاق جديدة وهم لا يصغون لأي قوى سياسية ويحاربون في بلغاريا وقبرص وفي كل البلدان.

# هل نحن قادمون على الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية؟

- هذا الموضوع ملائم لتفكير حزب الله، فمن سعى سابقاً ليكون فراغ في مجلس النواب ومجلس الوزراء، وسعى سابقاً لفراغ في رئاسة الجمهورية، قد يهمه الامر.

فمن يمنع الفراغ في رئاسة الجمهورية هو حكومة حيادية.

# من المسؤول عن إطلاق الصواريخ التي أطلقت مؤخراً؟

- واضح انه تم استخدام تقنيات كبيرة من قاذفات صواريخ، ومن يمتلكها اما القيادة العامة او حزب الله.

ولكن بغض النظر عمن أطلق الصواريخ فهي تعبر عن انتشار السلاح غير الشرعي في لبنان وأدى الى ايذاء الجيش ورئاسة الجمهورية.

وبغض النظر عمن أطلق الصواريخ، حزب الله هو المسؤول لأنه مصر على ابقاء السلاح غير الشرعي ويبرر كل سلاح غير شرعي. انا لا أتهمهم طبعاً والموضوع قيد التحقيق ولم يأت تبريرها الا لأن هناك سلاحاً غير شرعي بيد حزب الله. وطالما ان هذا السلاح موجود يكون حزب الله مسؤولاً عن اي خلل امني يحصل.

# سمعنا في الآونة الاخيرة مصطلح ((السلطة المجلسية)) هل ستتجه الامور في لبنان نحو هذا المنحى؟

- في لبنان ما من شيء اسمه ((سلطة مجلسية)) وفق الدستور ولكن اخشى ان تبدأ حكومة تصريف الاعمال بالتصرف كأنها موجودة نظراً للضرورات، من الموضوع المالي الى النفط. وفي المقابل مجلس النواب يسن القوانين لتأمين المخالفة الدستورية واستمراريتها، وانما في الدستور اللبناني هناك توازن للسلطات، هناك رئيس جمهورية ومجلس نواب ولكن لا يوجد حكومة. ومن أفشل حكومة وحدة وطنية هو الذي يمنع تأمين حكومة فاعلة في البلد.

لا اتصور اننا سنتجه نحو سلطة مجلسية لأن ذلك انقلاب على الطائف وعلى البلد.

ولكن هل سيأتي الانقلاب بهذه الطريقة؟ لا اتصور لأن حزب الله اذا انقلب سينقلب على الرئيس نبيه بري ايضاً.

# كيف تصف وضع فريق 14 آذار/ مارس ولا سيما ان وهجه تراجع؟

- 14 آذار/ مارس واقع سياسي موجود ولديه مشروع وحقق انجازات من خروج الجيش السوري الى المحكمة والمحافظة على الديموقراطية والفوز في انتخابات 2005 و2009، وهي لم تستطع استكمال مشروعها بسبب السلاح وفضلنا تقديم التنازلات كي لا نصل الى الحرب.

بالنسبة لشعب 14 آذار/ مارس نزل بحلم أكبر مما تحقق ولكن، هناك واقع سياسي وأمني وسلاح لجم من الطموح الديموقراطي والحريات لدى قيادات 14 آذار/ مارس ولكن هذا الجمهور يعلم ان قيادات 14 آذار/ مارس تمثله، العلاقة مع اعضاء 14 آذار/ مارس جيدة جداً وتحسنت جداً وهناك اجتماعات تنسيقية شبه دائمة، وربما نكون بحاجة الى انتفاضة جديدة لكي يتم نـزع السلاح غير الشرعي.

حوار: فاطمة فصاعي   

 

 مقابلة/العلامة السيد علي فضل الله لـ((الشراع)): تدخل أي جهة لبنانية في سورية سينعكس أحقاداً وأزمة بين البلدين  

 *المشكلة ليست بالدين بل بالاستغلال الديني والطائفية والطائفيين

*أنا مع كل دعوة للحوار وفي أي وقت

*دور العلماء أساسي

*يوجد حديث حول أن يكون لإسرائيل دور في متفجرة بئر العبد ولكن حتى الآن لا يوجد حسم للجهة

*ما يجري في الخارج يحمل بعداً مذهبياً وطائفياً ويُخشى أن يكون له تداعيات على الساحة اللبنانية

*من طبيعة لبنان انه يتنفس مشاكل المنطقة وسمومها

*ندعو الاتحاد الأوروبي إلى التفكير بكيفية منع التداعيات بعد قراره

*الاعلان عن المفاوضات يمهّد لمناخ معين في المنطقة

*أدعو الفلسطينيين إلى عدم تكرار سياسة المفاوضات لأن إسرائيل تريد كسب الوقت

*يراد لمشاكل المنطقة أن تشتعل لتحل بصفقة واحدة

بهدوئه وتواضع أبيه وانفتاحه على الحوار والدين والحياة أثبت مقولة ان ((الولد سر أبيه)). العلامة السيد علي فضل الله يُطل عبر صفحات ((الشراع)) ويعلن جملة مواقف دينية وسياسية واجتماعية، معتبراً ان الدين ليس مشكلة بل هي باستغلاله وبالطائفية والمذهبية.

ويشير إلى ان ما يجري حولنا يحمل بعداً مذهبياً وطائفياً ويخشى ان يكون له تداعيات على الساحة اللبنانية.

هذه المواضيع وغيرها تحدث عنها السيد فضل الله في هذا الحوار:

# هل توجد لديكم مخاوف من احتمال حدوث فتنة؟

- نخشى أن يكون هذا التوتر الموجود في النفوس والذي هو ناتج عن تداعيات ما يجري في الخارج، أو طبيعة الخطاب السياسي اللبناني المتشنج والمتوتر غالباً، نخشى أن يكون لهذا الأمر تداعيات أو سبباً لفتنة تحصل في الداخل اللبناني. وكنا دائماً نؤكد انه حتى الآن ليس هناك من قرار لدى من يملكون أمر الساحة والتأثير عليها بأن يكون هناك فتنة، بالطبع مع الأسف فإن المناخ مهيّأ، والاجواء أيضاً، ولكن حتى الآن لا يوجد قرار بهذا الشأن. وهنا دور الواعين أن يعملوا خلال هذه الفترة بأن يطفئوا النيران الموجودة في القلوب وفي العقول وفي مفردات الساحة. ونحن دائماً رهاننا على الواعين والعاقلين والاطفائيين وإن كان دورهم في هذه المرحلة قد لا يكون بارزاً أو مؤثراً، ولكنني أعتقد ان كلمة الوحدة وتقريب القلوب والقواسم المشتركة، وتأكيد ان ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا.

# أي إطفائيين تقصد، في الداخل أم في الخارج؟

- نحن نريد أولاً الاطفائيين في الداخل، أما الخارج فهو حتى الآن لم يصدر قراره. وطبيعي ان ندعو لأن نكون بمنأى عن الذين يعملون في الخارج على إثارة الفتن.

# وما هو المطلوب لتدارك الوقوع في محظوراتها، خاصة بعد مشاركة حزب الله في سورية وأحداث عبرا؟

- على مستوى الساحة اللبنانية المطلوب هو دراسة الأسباب يعني لا بد من أن تعالج الأسباب التي تؤدي إلى أجواء الفتنة، وهنا دور الواعين أن يدرسوا ويعالجوا هذا التوتر. لذلك نحن ندعو دائماً للحوار الداخلي بين الذين يملكون قرار الساحة للحد من الخطاب الذي وصلنا إليه.

# انفجار بئر العبد مؤشر خطير على إمكان استهداف المناطق الشيعية السكانية المكتظة، هل تتخوفون من تكرارها؟ وما هو المطلوب للحؤول دون معاودتها؟

- هناك أكثر من كلام حول الجهة التي نفذت هذا الانفجار. يوجد حديث عن ان لإسرائيل دوراً أساسياً، ولا سيما في هذه المرحلة، مرحلة ما بعد حرب تموز/يوليو ويهمها دائماً ان تضعف المواقع التي كان لها دور في هزيمتها، كما يهمها دائماً أن تدخل على خط الفتنة وتسعيرها، وهذا أمر يؤخذ في الاعتبار. وقد يكون السبب له علاقة بما يحدث في سورية، ويوجد كلام في هذا الاتجاه، وقد تكون هناك أسباب أخرى، فأحياناً تكتشف في لبنان أمور أخرى لم تكن ضمن الحسابات، يوجد مَن يريد إثارة الفتنة الداخلية بعيداً عن أية حسابات، بل فقط من أجل أن يكون لبنان جزءاً من هذه الفتنة الموجودة الآن على مستوى المنطقة، أو تهيئة مناخات لها. على كل حال، نحن نقول انه لا بد من أن تدرس من كل الجوانب ما دام ليس هناك حتى الآن حسم للجهة، ويؤخذ في الاعتبار كل ذلك الواقع وتدرس السبل التي تمنع أن يكون هذا بداية مسلسل.

وقاية لبنان هي الأساس

# سبق وحذرتم من انخراط اللبنانيين في الازمة السورية، وقلتم انه قد يؤدي إلى توتر العلاقات بين لبنان والعالم العربي، برأيكم هل التطورات التي تحدث الآن لها علاقة بهذه المشاركة؟

- حتى الآن ليس لدينا معطيات واضحة، لكن في النهاية نحن ذكرنا ان نعمل بكل جهدنا على أن نكون بمنأى عن كل ما يحدث في العالم العربي وكل ما يؤدي إلى توتير الساحة اللبنانية، لأنه في النهاية، ما يجري في الخارج، يحمل بعداً مذهبياً وطائفياً، ويُخشى أن يكون له تداعيات على الساحة اللبنانية، دائماً كنا نحذر أن من حق كل إنسان أن يكون له موقفه ورأيه ولكن لا بد دائماً أن نكون حريصين على أن نكون بمنأى عن إدخال هذا البلد في أتون فتنة، لا يتمنى الكثير أن يكون لبنان ساحة لها. ووقاية لبنان هي الأساس، من كل تداعيات ما يجري في المنطقة وحتى في العالم، ومن طبيعة لبنان انه يتنفس مشاكل المنطقة وسمومها، لذلك المطلوب من اللبنانيين ألا يسمحوا لهذه السموم أن تنتقل إليهم هذه المرة، وكنا دائماً نقول، ان على اللبنانيين أن يستفيدوا من هذه المرحلة، لأن العالم كله مشغول في مشاكله الداخلية وبما يجري في المحيط، لكي يجدوا صيغة تضمن لهذا البلد الاستقرار والوحدة في داخله وحلّ الكثير من المشاكل، البلد يضج بالمشاكل التي لا تنحصر فقط بالسياسة، بل يوجد مشاكل اقتصادية واجتماعية ومشاكل النازحين الذين يفدون إليه بأعداد كبيرة.

# الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعا للحوار. ما هو رأيكم؟

- نحن من الناس الذين يدعون دائماً للحوار في كل مرحلة، في النهاية الاختلاف طبيعة الحياة، ولا بد من العمل على حل الاختلاف بالحوار، لأن العنف في النهاية مهما كان، لا يؤدي إلا إلى مزيد من التشنج والمشاكل، ونحن في لبنان عانينا كثيراً من هذا العنف الذي جربناه على مختلف المستويات طائفياً ومذهبياً وسياسياً، واختلفنا وتنازعنا وجرّبنا كل شيء، ولم ننجح إلا ان دُعينا إلى طاولات الحوار وتوافقنا، وأصبحنا نتكلم بكلام مختلف كثيراً عما كنا سابقاً نتحدث به، في النهاية نقول ان كل دعوة حوار تستلزم تحضير مناخات وأجواء واستعداد للوصول إلى نتائج وأنا بالتأكيد مع كل دعوة حوار وفي أي وقت من الاوقات، وجيد أن يتلاقى الجميع في هذه المرحلة حتى يدرس الواقع اللبناني بكل ما ينتج من الخارج من نتائج عليه.

لقاء علماء سنّة

# هل من لقاءات علمائية سنية – شيعية تدعون لها لبحث الاوضاع المتفاقمة؟

- نحن من الناس الذين يعملون ويتواصلون في هذا الاطار ونلتقي دائماً مع علماء السنّة وكذلك الأمر بالنسبة للعلماء السنة حيث يلتقون بالعلماء الشيعة ودور العلماء هو دور أساسي ولكن الأمور أصبحت أكبر من دور العلماء، الواقع السياسي الموجود هو محك الأزمة والمشكلة الذي يستخدم الجانب المذهبـي والطائفي في الحسابات السياسية التي يعمل عليها. ودائماً نقول في النهاية ان دور العلماء هو دور أساسي على الأقل إذا لم يستطيعوا أن يعالجوا المشاكل السياسية التي أصبح لها بُعد إقليمي ودولي، فإنهم يمنعون ان يستخدم الدين في تسعير الجو السياسي والخلاف ونحن سبق وقمنا بمبادرات في عدة مناطق في مراحل سابقة وذهبنا إلى طرابلس وصيدا وعدة مناطق، والآن الأمور بحاجة للعمل على هذا الإطار أكثر.

# هل تؤيدون قيام نظام علماني في لبنان، أو إيجاد طريقة ما لفصل الدين عن الدولة للحد من التدخلات السياسية في الدين؟

- ليست المشكلة في الدين، بل المشكلة هي في الاستغلال الديني. ونحن نقول انه حتى لو كان يوجد لدينا نظام علماني، وإذا أراد أحد أن يستغل الدين فسيفعل لأن الدين لن يلغى من وجدان الناس، وليست المشكلة من الدين، بل أساس المشكلة من الواقع السياسي. وما نقوله انه بالنسبة للدين فأي دين نريد، دين المتعصب، المنغلق أو الذي يكفّر الآخر أم الدين الذي ندعو إليه والذي هو فعلاً الدين المنفتح على الآخر، والذي يسعى دائماً إلى مد جسور التواصل مع الآخر ويقبل به ويشاركه. ولكن للأسف فإن التجارب الدينية الموجودة الآن، قدمت صورة مشوّهة عن الدين. وبالتالي أصبح البعض يقول يا جماعة دعونا نلغي الاسلام السياسي. ونحن نقول ان ليس هذا هو الحل، في النهاية الدين هو واقع حياة الناس، الحل هو في أن نُحسن تقديم الدين، ودائماً كان يقول سماحة السيد (الوالد) رحمه الله ونحن بالطبع نتابع هذا القول، ان المشكلة ليست في الدين، بل على العكس لو عدنا إلى الدين لكنا حلّينا الكثير من المشاكل. بل المشكلة هي في الطائفية وفي الطائفيين والانغلاقيين والمتعصبين والتكفيريين. فهؤلاء مشكلة الحياة.

الاتحاد الأوروبي

# قرار الاتحاد الأوروبي باعتبار الجناح المسلّح لحزب الله منظمة إرهابية. ما هو تأثيرها على لبنان والطائفة الشيعية؟

- كنا نأمل أن يُدرس هذا القرار في تداعياته أكثر، ففي النهاية الاتحاد الأوروبي ننظر إليه دائماً أنه أقرب إلى العرب وإلى العالم العربي، وهو قريب على مستوى الجغرافية وحتى على مستوى قضايا الشعوب العربية كان دائماً يتميز بمواقفه عن أميركا. بالطبع نحن نخشى من تداعيات هذا القرار، وكما ذكرت كنا نأمل من الاتحاد الأوروبي أن يدرس تداعيات هذا القرار على الداخل اللبناني وألا يساهم بزيادة الشرخ في الساحة اللبنانية. ونخشى أيضاً كما يخشى البعض أن يترك هذا الأمر تأثيره على تعامل الكيان الصهيوني مع الساحة اللبنانية، ويصبح لديه حرية أكثر وإن كان الاتحاد الأوروبي قال بأن هذا الموضوع ليس داخلياً، ولكن في النهاية أصبحت الصورة كما تبدو عليه الآن. وأيضاً تداعيات هذا الموضوع على الطائفة الشيعية، لأنه في النهاية حزب الله هو جزء من هذا النسيج في الطائفة وهذا الأمر يؤدي إلى الشعور بأن هناك مشكلة تحصل للطائفة، وبالتالي يؤدي إلى التشنج في الموقف من الاتحاد الأوروبي أو إلى الخوف على المستقبل، لأنه في النهاية يوجد تداخل في هذا العالم، ولم يعد أحد قادراً على أن يكون في مكان وينعزل عن الامكنة الأخرى، لذلك، فإن هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة، وندعو الاتحاد الأوروبي إلى أن يفكر جدياً بكيفية منع كل هذه التداعيات، ونفضل أن يتم التراجع عن قراره، وعلاج أي أمر يحصل لا بد أن يدرس بطريقة أخرى لا تؤدي إلى هذا الجو لأن تداعياته قد تكون صعبة في الداخل اللبناني وعلى مستوى العلاقة مع أوروبا.

# الفراغ بعد التمديد لمجلس النواب ثم لقائد الجيش، والحكومة مؤجلة حتى إشعار آخر ورئاسة الجمهورية إما إلى الفراغ أو التمديد أيضاً، هل نحتاج برأيكم إلى مؤتمر تأسيسي جديد ودوحة جديدة؟

- نحن نقول دائماً انه لا بد من التجديد في الحياة السياسية، دائماً هناك رغبة بإعادة النظر، وإن لم نعد النظر سيأتي ما يعكس تلك العواصف التي نراها في الخارج على الساحة اللبنانية، المطلوب هو التجديد دائماً في هذه الساحة، لكن ما يحصل فيها الآن له علاقة بالجو العام بما يجري في المنطقة، وفي العالم حتى. لذلك فإن علاج القضايا في لبنان ليس داخلياً ولا يحلّها مؤتمر تأسيسي. ونحن نقول ان الحوار جيد للتخفيف ولتبريد الاجواء، ولكن في النهاية قرر بعض الواقع السياسي في لبنان أن تكون أجسادهم في لبنان وعقولهم وقلوبهم في مواقع أخرى، وبالتالي نحن نقول ان العلاج هناك. وما يحصل في لبنان والمنطقة يمهّد لشيء ما يُدرس في الجو الدولي الآن، ولن تكون الحلول التي ستأتي حلولاً جزئية، بل أبعد منها. وهذا ما نراه الآن في الاعلان عن المفاوضات التي لا نرى منها نتائج لكنها على الأقل تمهّد لمناخ معين يحصل لرسم جوّ في المنطقة. البعض يقول بإعادة النظر في سايكس بيكو او حل معين يجري في المنطقة. وبالتأكيد هذا الحل لا يأتي من اجل اهل المنطقة، بل لحساب السياسات الكبرى. فعندما يحكى عن مؤتمر جنيف بين روسيا واميركا، فإنه بالتأكيد لن يحل الازمة السورية فقط، بل سيحل ازمة المنطقة بشكل عام. فالأزمات الآن كأنه يراد لها ان تشتعل حتى تحل بصفقة واحدة، وهذا ما نراه نحن في هذا الاطار.

# ما هو المطلوب في هذه الظروف من القيادات الدينية الكبرى؟

- القيادات الدينية الكبرى دورها ان تكون على مستوى كونها قيادات كبرى، وان لا تتحرك بعقلية القضايا الصغيرة والهامشية بل بعقلية القضايا الكبيرة التي تواجه لبنان او المنطقة بشكل عام.

وللأسف نحن نجد هذا الامر يتم على اساس انه بدل ان يكون التعامل دائماً على الاستراتيجية يكون على التكتيك وحتى الاستراتيجية تكون احياناً خارج الدائرة، وعندما نغرق في التفاصيل اليومية فإننا نضيع الطريق.

مؤسسات فضل الله

# وضع مؤسسات سماحة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله، هل من خطر عليها؟

- لا ليس من خطر عليها لأنها في النهاية مؤسسات مبنية على اساس ان تكون ((مؤسسات)) وحتى سماحة السيد كان يرفض ان يقال ((مؤسساته))، اي ليس على اساس شخصي، كان يحرص على ان يبني مؤسسة في الداخل، وبالتالي فهي والحمد لله رغم كل الظروف مستمرة مع الاخذ في الاعتبار ان غياب سماحة السيد كان له اثر، وهي كانت حريصة على ان لا ترتبط بأية جهة بل كانت وما تزال من الناس وإليهم، والحمد لله ثقة الناس بها ما تزال موجودة وهي التي تشكل الضمانة.

# هل تعترضكم عقبات ما، في السياسة او العقيدة او الوضع المالي؟

- الحمد لله وكما ذكرت نحن اعتدنا على الناس الذين ساهموا في وجودها ويساهمون الآن في استمرارها، ونحن بالتأكيد لدينا رأينا وما زلنا نتحدث بكل شيء في الهواء الطلق وليس في الزوايا والاماكن الضيقة حتى اننا بدأنا شهر رمضان هذه السنة وحدنا الثلاثاء في الوقت الذي كانت فيه اغلبية العالم العربي الاربعاء، وكذلك ممكن ان نعيّد منفصلين. في النهاية ما زلنا نسير بالاتجاه الذي رسمه سماحة السيد وتعلمنا ان نعمل بكل حرية.

# هل تقومون بدور معين تجاه النازحين السوريين؟

- هذا الموضوع اكبر بكثير من امكاناتنا وقدراتنا لأنه يحتاج الى جهود كبيرة، ولكن على مستوى العمل الميداني فإن مؤسساتنا ومكاتب الخدمات الاجتماعية الموجودة في كل المناطق تحرص على تقديم ما نستطيع، ولكن ليس بالشكل الواسع والكبير، وانما بشكل فعال.

# كيف ترى مستقبل الوضع في سورية وانعكاساته على لبنان؟

- الوضع في سورية اصبح جزءاً من صراع اقليمي ودولي وحله لن يكون الا بحل عام، قد تكون سورية جزءاً منه فلذلك نقول ان سورية محكومة في نهاية الامر بالحوار، لأنه يوجد تجاذب دولي واقليمي ومن الصعب ان يحسم على الاقل في هذه المرحلة ويبدو ان كل الحديث الآن انه لن يكون هناك حسم وبالتالي فإن الامور محكومة بحوار، ومع الاسف كنا نتمنى لو ان هذا الحوار يجري في الداخل السوري وبين السوريين انفسهم هم يحلون المشكلة الحاصلة عندهم، لكن الآن، الحوار سيكون على مستوى اكبر من هذا الاطار.

# والانعكاسات على لبنان؟

- هنا دور اللبنانيين ان يمنعوا الانعكاسات، وكنا نخاف من دخول اللبنانيين وليس جهة واحدة بل بشكل عام وبطريقة او بأخرى على خط الساحة السورية، نخشى ان ينعكس احقاداً ونوعاً من الازمة بين لبنان وسورية سواء كان هذا الفريق او ذاك. ونراهن على وعي اللبنانيين ووعي السوريين لأن لبنان يؤثر في سورية وهي تؤثر في لبنان سواء في المرحلة السابقة او الحاضرة او في المستقبل.

# وما رأيكم في اعتبار البعض ان الحرب في سورية هي بين العلويين والسنة، يعني حرباً مذهبية بامتياز؟

- كما كان الحال في لبنان، الصراع الموجود سابقاً كان سياسياً عندما بدأت الحرب اللبنانية، ويراد من خلاله حل القضية الفلسطينية او تصفيتها كما يقال. لكن أفيد من جانب الخوف المسيحي او الاسلامي، خصوصاً ان البعض كان يعتبر ان الفلسطينيين يشكلون قوة للمسلمين، والآن يوجد الوضعية نفسها ويعمل عليها حتى تستمر هذه الفتنة وتتأجج وتتحول الى مجازر وكل هذا الجو يحصل عندما يتوافر المناخ المذهبـي، ولكن القضية هي أبعد حتى من موضوع الحقوق التي كان يطالب بها الناس وأيّدناها لأننا نقول انه يجب ان يعيش الانسان بعزته وحريته ولكن في النهاية اصبح لهذه القضية بُـعد دولي، وأصبحت تداخلاتها تأخذ هذا الاطار وتحصل نتيجة هذا الجو. ولم نعد نستطيع القول لماذا هذا الفريق او ذاك تدخل، لأنه معروف ان كل فريق له ارتباطاته وداخل في محور من هذه المحاور، وعندما يكون الصراع بين المحاور سينتقل الى الاطراف المرتبطة بها.

# دعوت الفلسطينيين الى عدم تكرار سياسة المفاوضات لماذا؟

- لأن اسرائيل تريد في المرحلة الحاضرة ان تكسب الوقت وتجمّل صورتها، لذلك نرى ان المفاوضات الآن هي لمصلحة الاسرائيليين.

# قلتم انكم تخشون من وجود مخطط لإدخال مصر في دوامة الفوضى والاهتزاز الامني والسياسي الذي يضرب المنطقة العربية بكاملها، ويشكل اكبر هدية تقدم للكيان الصهيوني، ربما منذ نشأة هذا الكيان، هل تشرح لنا ذلك؟

- بطبيعة الحال مصر تشكل عمق العالم العربي، وكان السعي لإخراجها من دائرة الصراع حتى ينتهي من خلالها الصراع العربي - الإسرائيلي، ولا يعود هناك اي قوة للعالم العربي، والآن السعي لإخراج مصر اكثر من اي دور تقوم به في العالم العربي، ودائماً كان لها دور فاعل وتشكل نقطة تواصل، وحتى على المستوى الاسلامي كانت تشكل الاسلام المتوازن غير المتطرف، ويراد لها ان تدخل في فتنة كي لا تؤدي هذا الدور واستفاد هؤلاء من اخطاء وتشنج موجود في الداخل المصري واسبابه متعددة، لذلك يراد الآن اخراج مصر من ان يكون لها دور، ويخشى ان تعود لأن تؤدي دوراً على مستوى المنطقة في الصراع العربي – الاسرائيلي في مرحلة من المراحل القادمة، ولذلك يراد ان يضعف الشارع المصري والجيش ايضاً.

# كذلك سبق وذكرت ان مشكلتنا مع هذا العالم المستكبر انه يحكم من اشخاص لا يملكون الاحساس ولا المشاعر الانسانية تجاه الآخرين، ونجدهم في كل القرارات التي يطلقونها لا يأبهون لمصالح الشعوب وحقوقها، بل الهدف اضعافها خدمة للكيان الصهيوني ومشاريع الاستيطان الصهيونية، من تقصدون تحديداً، ولماذا؟

- كنا نحكي عن الدول الكبرى بشكل عام، وقمة الثمانية الكبار او غيرهم من الكبار، فهم لا يلتقون ليدرسوا مصالح الشعوب المستضعفة وثرواتها وحاجتها الى التنمية والعيش بحريتها، بل يفكرون بتقاسم النفوذ في العالم. وهم يدرسون كيف يخرجون الصراع فيما بينهم ليدخلوا الصراع الى داخل الشعوب وهم لا يفكرون بقلوب ومشاعر بل بالمصالح وهذا واقع، مثل كيف نسيطر على النفط هنا، ونتقاسم النفوذ ونسيطر ايضاً على المواقع الاستراتيجية، هذا دليل على التفكير بمصالحهم فقط ورفاهيتهم ومصالح شعوبهم ومستقبل اوطانهم. ولكن في النهاية هذا العالم لن يبقى مستضعفاً الى ما لا نهاية، وعليهم ان يحترموا حاجات الشعوب وإراداتها حتى تحترمهم.

# وسط هذا المشهد، هل سماحتكم متفائل؟

- نشعر بأن الانسان العربي بدأ يفكر ويعي، وقد لا تكون النتائج قريبة ولكنها أول الطريق للحلول، لأنه يعيد النظر اليه، وعندما يبدأ باكتشاف الاخطاء الموجودة فإنه سيصل الى مبتغاه بالتأكيد ونحن متفائلون بمستقبل العالم العربي والاسلامي ولا اقول ان الامور ستسير دائماً كما نشتهي او ينبغي ان تكون، ولكن في النهاية نقول ان التفكير اولاً هو الاساس في الحل.

حوار: هلا بلوط   

 

نبيه بري يلعن الظلام ويضيء بروجكتور  

حسن صبرا/الشراع

نبيه رئيس مجلس النواب في اختيار المصطلحات والشعارات المعبرة، والأهم انه يلتقط اللحظة الطائرة كعصفور دوري يجيد الهروب من الدبق وخداع الصياد. أطلق شعار سين – سين منذ عدة سنوات، ولم ينعه عندما سقط نصفه الاشقى نظام بشار حين بدأت ثورة السوريين ضده.. فالتقط بحذاقته المشهودة لـب الأمر والآمر.. انه هناك في طهران وكان الاجرأ اسلامياً ووطنياً وشيعياً حين قال وأعاد انه سني الهوى شيعي الهوية.. فهو كان يوصل رسالة مزدوجة متقاربة في المسافة وهادفة الى النجاح واضعاً الجميع امام مسؤولياتهم. ومن يريد ان يقدم شعاراً جديداً بمضمون أكثر فعالية، مثل الرهان الصحيح والوحيد هو على تفاهم سعودي – ايراني.. يفعل تماماً مثلما يفعل او يقول نبيه بري في حواره المميز مع زميلنا زين حمود في عدد ((الشراع)) السابق. أنزل النبيه ماءً باردة على الرؤوس الحامية.. أليست هذه وسيلة من يريد انقاذ المتورط الغبـي، من المزيد من الرعونة، ومن الوصول الى حافة الانتحار؟ فالمشكلة هنا ان الانتحار يتجاوز الحالة الفردية الى الانتحار الجماعي، فهدم المعبد لم يقتل شمشون وحده. وهذا ما يحذر منه نبيه بري.

هذا اولاً.. وربما في القول.في الفعل يحتاج نبيه بري الى تجاوب حقيقي وسريع وفعال معه.. اولاً من الداخل. ونحن نكاد نبدي تحفظنا على قدرة الداخل على تفعيل التجاوب اذا حصل، نسارع الى لـب الموضوع فهو هناك في الرياض وفي طهران. قدم نبيه بري السبت منتظراً الاحد.. وعلى المترددين ان يصدقوه: أنا نبيه بري، سني الهوى شيعي الهوية عربي الانتماء.. قالها ثانية عبر ((الشراع)).

ونحن نتنسم سبل تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بإنشاء لجنة الحوار بين المذاهب الاسلامية.. انه نداء استغاثة.. بل اغاثة للجميع.. صحيح؟ فلنقرأ:

ينطلق نبيه بري من المكان الاكثر حساسية لانفجار معمل انتاج البارود.. لبنان.. وهو يعرف انهم يعرفون انه اذا انفجر المعمل، فإن ما فيه من مقذوفات سيطال كل ركن من اركان المعمورة الاسلامية.. هذا هو التحذير الاهم.

لذا نبيه بري مهدد بالقتل.. لكنه لا يدافع عن نفسه فيما يدعو اليه.. لأنه مستعد للذهاب الى الرياض والى طهران لإبعاد الوقود عن عود الثقاب. كتب نبيه بري الرسالتين.. في انتظار الجوابين.

من الرياض جواب منتظر طال بعض الشيء.. وهو لا يمكن الا ان يكون ايجابياً.. انها ليست على طريقة يا طويل العمر.. فلبنان المسلم في العناية الفائقة وكلما طال في الغيبوبة، فقد الامل في امكانية بقاء الخلايا الحية على حالها. اما طهران فعندها الحيوية والفعالية.. وعندها القرار، ونحن نعتقد انه مثلما مطلوب من الرياض سرعة المبادرة، فإن اصابع طهران طويلة ومتماسكة وقادرة على سحب عود الثقاب الى أبعد مدى ممكن.. اذا أرادت.. وهنا بيت القصيد. لنجاح تفاهم إيراني – سعودي.. يجب أن تقتنع طهران بما تفعله السعودية.. فالرياض تحب لبنان واللبنانيين، وتريدهم مستقلين وتبالغ بهذه الاستقلالية، إلى درجة ان اللبنانيين أنفسهم ما اعتادوا مثلها.

أما طهران فإنها تستتبع بعض اللبنانيين، إلى درجة ان هؤلاء المستتبعين يترحمون على أيام تبعيتهم لآل الأسد في سورية..

ثم ان المسألة تتجاوز لبنان.. حتى لو كانت بدأت عنده عندما التزمت طهران مقاومة احتلال إسرائيل له.. ولزمته من الباطن لمقاول انشأته لهذه المهمة.

المسألة بدأت في العراق والبحرين واليمن.. وكلها خطط وضعت في مكتب علي خامنئي لمحاصرة السعودية.. وكل تفاهم بين طهران والرياض، يجب أن يبدأ بتمزيق هذه الخطط ورفع البيارق السوداء على خارطة المنطقة.. عندها يفتح الطريق نحو حل في لبنان.. يسبقه حل في سورية.

ولإثبات حسن نية إيران فعلاً.. فالأمر يبدأ بتحرير حزب الله من قرار إرساله للعدوان على الشعب السوري فينجو لبنان.. وينجح نبيه بري.. لأنه يستخدم أنوار البروجكتور.. ليطفىء وقود الفتنة.