المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 17 آب/2013

عناوين النشرة

*رسالة أفسس الفصل 04/من 17حتى32/الحياة الجديدة في المسيح

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في انفجار الضاحية وفي مسؤولية حزب الله ومن يغطيه من اللبنانيين/أهم الأخبار/13

*الإرهاب مستنكر مهما كان مصدره ولا فرق بين ضحاياه كائن من كانوا

*آذار وامتهان الخيبات وردات الأفعال/الياس بجاني

*على ذمة 14 آذار الواسعة جداً: البطريرك الراعي يتقدم بمواقفه على رئيس الجمهورية و"14 آذار"

*عودوا إلى الدولة... عودوا إلى الرشد/ علي حماده/النهار

*تفجير الرويس يرفع المخاوف إلى ذروتها ولبنان بين الإرهاب التصعيدي واستراتيجية الردّ/روزانا بومنصف/النهار

*فرع المعلومات دهم الطريق الجديدة وأوقف لبنانيين وسوريين وفلسطينيين مشتبهين

*قياديون في حزب الله للراي: الانتحاري جاء من مكان قريب إلى الضاحية

*مسيحيون تحت خط الرعب في مصر وقالوا إن استهداف الكنائس مدبر و«خطاب الكراهية» من المتطرفين صار علنيا

*الملك السعودي: السعودية تقف مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال

*مع مصر أو ضدها/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*تهديد الإخوان للغرب بالعنف/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*مسؤول إسرائيلي: لا علاقة لنا بتفجير الضاحية أقوال سليمان من ورقة رســائل "حـزب الله"

*"يديعوت أحرونوت": الضربة الى "حزب الله" غير مفاجئة

*المجلس الاعلى للدفاع برئاسة سليمان: للتصدي للاعمال الارهابية وتأمين حاجات الامن الوقائي

*سلام استقبل كاربوني وتسلم من وفد شبابي مذكرة طالبت بالاسراع في تشكيل الحكومة

*سليمان بحث مع السنيورة الاوضاع الراهنة

*الجيش دعا ذوي المفقودين في تفجير الرويس إلى إجراء فحوص DNA

*عمار: 24 شهيدا و250 جريحا ولا مراكز لحزب الله في مكان التفجير

*"حزب الله" حول الضاحية ثكنة عسكرية وأقام الحواجز على مداخلها

*فارس سعيد يحذر عبر "السياسة" من مخاطر توسيع "حزب الله" مربعاته الأمنية

*توقيف لبنانيين وسوريين متورطين في استهداف الجيش وعمليات إرهابية

*من فجّرها، أم من تسبب بها /محمد سلام

*سييرا للوطنية: لتحديد مرتكبي جريمة الرويس وتقديمهم للعدالة

*سلام عرض التطورات مع قهوجي وابراهيم

*الافراج عن المختطفين من وادي خالد وبيت جعفر

*حرب انتقد "الردود الغرائزية الصادرة عن موتورين" ابتهاجا بالتفجير

*الاشتراكي ارجأ مهرجان تكريم شهدائه جنبلاط: اطلاق النار ابتهاجا بعد انفجار الضاحية عمل غير أخلاقي

*مرعب" ..تنظيم "حزب الله"

*شبكة اتصالات لحزب الله في عكار؟!

*جنبلاط اتهم اسرائيل بانفجار الرويس: لنتواضع ونخرج بصيغة وحوار مشتركين وحكومة مصلحة وطنية لتفادي الانجرار الى الآتون السوري والعراقي

*غصن كشف عن معطيات أمنية تتعلق بتحقيقات مع موقوفين بجرائم تفجير في البقاع وقتل عسكريين

*ستريدا جعجع وكيروز طالبا بتوقيف المعتدي على مدير مستشفى بشري

*اطلاق نار على سوريين في ابي سمرا طرابلس

*ميقاتي التقى نحاس واطلع من حمود وكرم على مجريات التحقيق بتفجير الرويس

*قوى الامن نعت المؤهل أول صالح عباس وابنتيه ضحايا تفجير الرويس

*نصرالله من عيتا الشعب: عبوة الرويس زنتها اكثر من 100 كلغ والهدف منها إلحاق اكبر ضرر بالناس

*حزب الله وبلدة الغسانية شيعا الشهيد داوود سليمان حدرج احدى ضحايا تفجير الرويس

*الشيوعي واهالي كفررمان شيعا عفيف سعيد ضاهر احد شهداء تفجير الرويس

*قاطيشا لـ”الشرق الأوسط”: ما يريده حزب الله هو تبرير وجود المقاومة وما اعلنه نصرالله عن حادثة اللبونة مجرد ادعاءات

*الراعي ألغى احتفالية حديقة البطاركة واستعاض عنها بقداس: نناشد السياسيين وكل الافرقاء الاتعاظ من انفجار الضاحية ومن خفاياه

*حمادة: للانخراط في مشروع انقاذي عنوانه حكومة مصلحة وطنية

*بزي زار الجميل : لحكومة وحدة وطنية ومصالحة شاملة بين مختلف المكونات

*مطر في قداس على نية فرنسا: لحوار صريح يعيد الصحة إلى حياتنا السياسية

*إسرائيل تسعى إلى تحويل كمين اللبونة إلى فخ دبلوماسي للبنان أمام المجتمع الدولي

*آشتون دعت اوروبا الى الاتفاق على اجراءات مناسبة بشأن مصر

*منظمة العفو الدولية: تفجير الضاحية انتهاك لكل مبادىء حقوق الإنسان

*عون لـ«الحياة»: أطراف سياسية لبنانية تدخلت لمنعي من زيارة السعودية

*نصرالله من عيتا الشعب: أيدينا ستصل الى القتلة ولم يعد مسموحا لاي جندي اسرائيلي ان يدنس ارضنا

*عضو كتلة المستقبل النائب أمين وهبي: خطاب نصر الله يضم الشيء ونقيضه وليس المطلوب تحرير فلسطين نيابة عن الشعب الفلسطيني

*الخارجية الفرنسية نددت بتفجير الضاحية وطالبت بكشف حقيقته

*مصر ألغت تدريبات عسكرية مع تركيا احتجاجا على التدخل في شؤونها

*وزارة الصحة المصرية: 12 قتيلا في الاشتباكات بين مؤيدي مرسي وقوات الامن

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة أفسس الفصل 04/من 17حتى32/الحياة الجديدة في المسيح

فأقول لكم وأشهد في الرب أن لا تسيروا بعد الآن سيرة الوثنيين الذين يفكرون باطلا، وهم في ظلام بصائرهم وجهلهم وقساوة قلوبهم غرباء عن حياة الله. فلما فقدوا كل حس استسلموا إلى الفجور، فانغمسوا في كل فسق ولا يشبعون. أما أنتم فما هكذا تعلمتم ما هو المسيح، إذا كنتم سمعتم به وتلقيتم تعليما مطابقا للحقيقة التي في يسوع. فاتركوا سيرتكم الأولى بترك الإنسان القديم الذي أفسدته الشهوات الخادعة، وتجددوا روحا وعقلا،

والبسوا الإنسان الجديد الذي خلقه الله على صورته في البر وقداسة الحق. لذلك امتنعوا عن الكذب، وليتكلم كل واحد منكم كلام الصدق مع قريبه لأننا كلنا أعضاء، بعضنا لبعض. وإذا غضبتم لا تخطئوا ولا تغرب الشمس على غضبكم. لا تعطوا إبليس مكانا. من كان يسرق فليمتنع عن السرقة، بل عليه أن يتعب ويعمل الخير بيديه ليكون قادرا على مساعدة المحتاجين. لا تخرج كلمة شر من أفواهكم، بل كل كلمة صالحة للبنيان عند الحاجة وتفيد السامعين. لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء. تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور، وليكن بعضكم لبعض ملاطفا رحيما غافرا كما غفر الله لكم في المسيح.

 

اتهام إسرائيل بتفجير الضاحية هو تعامي عن واقع احتلال حزب الله للبنان وهروب من تحمل المسؤولية
بالصوت/قراءة للياس بجاني في انفجار الضاحية وفي مسؤولية حزب الله ومن يغطيه من اللبنانيين/أهم الأخبار/13
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/16 آب/13
English LCCC News bulletin for August 16/13نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
من ضمن النشرة/بالصوت بيان سرايا عائشة أم المؤمنين التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير الضاحية/بالصوت مداخة للرئيس سلام تتناول انفجار الضاحية/مداخلة للنائب وليد جنبلاط تتناول انفجار الضاحية/ قراءة لمقطع من مقالة محمد سلام تتناول انفجار الضاحية/قراءة لبياننا حول انفجار الضاحية/متفرقات/تأملات إيمانية في مفهوم التواضع والوحدة مستوحاة من رسالة أفسس الفصل 04/من 01حتى163/: "فأطلب إليكم، أنا السجين في الرب، أن تعيشوا عيشة تليق بالدعوة التي دعاكم الله إليها، وأن تكونوا متواضعين ولطفاء وصبورين. فاحتملوا بعضكم بعضا بمحبة، واجتهدوا في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام. فأنتم جسد واحد وروح واحد، مثلما دعاكم الله إلى رجاء واحد. ولكم رب واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة وإله واحد أب للجميع وفوقهم، يعمل فيهم جميعا وهو فيهم جميعا. لكل واحد منا نصيبه من النعمة على مقدار ما وهب له المسيح".

 

الإرهاب مستنكر مهما كان مصدره ولا فرق بين ضحاياه كائن من كانوا

الياس بجاني/16 آب/13/إن الإرهاب مستنكر وعمل إجرامي مهما كان مصدره، كما أن لا فرق بين ضحاياه كائن من كانوا، ونحن نؤمن بصدق أن أي استهداف لأي لبناني هو استهداف لكل اللبنانيين. من هنا نستنكر بشدة العمل الإرهابي الذي وقع يوم أمس في الضاحية الجنوبية من عاصمة وطننا الغالي، وطن الأرز والرسالة، هذا الوطن الجريح والمحتل من قبل قوى محور الشر السورية والإيرانية. نتقدم بأحر التعازي من ذوى الضحايا ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل. إن هذا العمل الإرهابي يتحمل مسؤولية وقوعه حزب الله المتورط بأوامر إيرانية مباشرة في الحرب السورية إلى جانب نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه وينكل به ويهجره. من مسؤولية الدولة اللبنانية بسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية بواسطة قواها الشرعية وحصر السلاح فقط وفقط بهذه القوى دون سواها. حادثة أمس الإرهابية هي عارض من أعراض المرض الذي هو احتلال لبنان من قبل قوى الشر الإيرانية والسورية بواسطة حزب الله الإرهابي والمذهبي، وأي علاج للأعراض دون علاج المرض نفسه لن يجدي نفعاً. المطلوب قيام الدولة وإنهاء الدويلات، ونقطة على السطر

 

آذار وامتهان الخيبات وردات الأفعال

بقلم/الياس بجاني

مما لا شك فيه أن تجمع 14 آذار هو نظرياً سيادي ووطني وسلمي ومؤمن بالدولة وبالقانون وقد قدم كوكبة كبيرة من الشهداء فداءً لشعار لبنان أولا قولاً وممارسات.

نعم القضية التي يحملها التجمع مقدسة لأنها قضية وطن ومواطنين وحريات وديموقراطية وسيادة وشهداء، إلا أن نجاحاته تكاد لا تذكر في حين أن إخفاقاته لا تعد ولا تحصى وكلها كانت ولا تزال كارثية وجاءت بنتيجة التردد والخوف والأنانية وعدم وضوح الرؤية والاعتماد على ردات الأفعال وليس على الأفعال، والأمثلة كثيرة ومعروفة من الجميع وكان أخرها التجديد اللا قانوني للمجلس النيابي.

أما أخطر إخفاقات تجمع 14 آذار فيكمن في ضعفه غير المبرر في مواجهة نفاق وحربائية نبيه بري الذي هو أداة قاتلة بيد محور الشر السوري- الإيراني، أداة قاتلة ومدمرة للحياة الديموقراطية والبرلمانية. جدد له مرتين والمرة الثالثة على الطريق ودائماً يتملقه ويسايره وينفش ريشه في حين هذا البري يعطل كل تحركات 14 آذار ويفشل كل مساعيها المحقة ويهاجم مكوناتها ويحقرهم في العديد من المناسبات.

هذا وقد إستُّنسخ هذا التعاطي ل 14 آذار مع بري ليتم إسقاطه وبنفس النمط الاستجدائي على البطريرك الراعي الذي علناً يساند نظام الأسد وسلاح حزب الله ويساوي بين 14 و8 آذار، أي أنه يساوي بين القاتل والقتيل وبين المجرم والضحية، في حين أن مكونات 14 آذار، (الكتائب والقوات والمستقبل والمستقلين)، يسايرونه ويتملقونه ولا يردون على هرطقاته التي تطاولهم وتحقر شهادة الشهداء.

في مقابلة مع جريدة الجمهورية نشرت يوم الأربعاء في 14 آب/13 أجاب الدكتور سمير جعجع عن علاقته بالراعي بالتالي:

*هل ستلبّون دعوة البطريرك الراعي إلى لقاء ماروني جديد؟

-العلاقة مع بكركي على أفضل ما يكون، لكن اللقاءات المسيحية أمر مغاير، لأنّ التجربة السابقة في موضوع قانون الانتخاب لم تكن ناجحة إنما كانت تجربة مُرّة، انتهت بطعننا في الظهر، وبالتالي يجب توضيح الماضي قبل التفكير في خطوات للمستقبل.

*هل البطريرك غيَّر في مواقفه؟

-أنا لا أنظر إلى الموضوع من هذه الزاوية. فالبطريرك عاش ما عاشه الرئيس سليمان لجهة أنه حاول استيعاب الوضع وترميمه والوصول به إلى شاطئ أمان الدولة، وهو كان يردد دائماً مواقفه العلنية اليوم في مجالسه الخاصة.

بدوره وبعد زيارة لعدد من نواب تيار المستقبل للراعي في الديمان يوم الأربعاء 14 آب/13 (وكالة الأنباء الوطنية) قال النائب أحمد فتفت: "مواقف الراعي تعبر فعلاً عن طموح اللبنانيين، خصوصاً أننا يجب أن نتصارح كلبنانيين كي نصل إلى حل، وإلا سنصل إلى خراب البلد".

نسأل تجمع 14 آذار بكل مكوناته هل يوافق على اتهامات الراعي له بتخريب البلد والسعي إلى المصالح الخاصة مثله مثل 8 آذار؟ وهل يوافق التجمع على أن سلاح حزب الله شرعي (تصريح المطران بولس الصياح لجريدة النهار بتاريخ 10 تموز/13)، وأن الربيع العربي هو خريف، وأن الأسد هو حامي الأقليات، وأن نظامه هو الديموقراطية الوحيدة في المنطقة؟

من المحزن أن 14 آذار تستنسخ مواقفها من بري وتسقطها على الراعي وهذا أمر لا يُفرح ولا يبشر بالخير!!

أما كيف سيكون موقف 14 آذار من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أشهر فالأرجح سيكون "شي تعتير" واستسلامي بامتياز كون أكثر من 15 شخصية مارونية على الأقل من ضمن 14 آذار يحضرون أنفسهم للجلوس على كرسي بعبدا وهم يقيسون ويفصلون ويبدلون كل مواقفهم ومواقف أحزابهم الشركات العائلية بما يخدم فرصهم الرئاسية.

هذا الواقع الماروني وال 14 آذاري التعيس سوف يهمش قرار 14 آذار الرئاسي ويترك لحزب الله والسعودية وإيران مهمة تسمية الرئيس المقبل، هذا في حال سمح محور الشر السوري-الإيراني بإجراء الانتخابات الرئاسية ولم يفرض الفراغ الذي يسعى إليه تمهيداً لإسقاط الدولة اللبنانية وإقامة جمهورية ملالوية على أنقاضها.

من هنا مهم جداً أن يصحح تجمع 14 آذار مساره ويبدأ منذ الآن بوضع خطة عملية قابلة للتطبيق تحفظ له دوراً فاعلاً في الانتخابات الرئاسية، على أن يتواضع القادة الموارنة الكبار ولو لمرة واحدة في حياتهم ويعلنون جدياً أنهم غير مرشحين ويعملون على التوافق على ماروني ملتزم لبنانياً وماضيه مشرّف ويتمتع بالمواصفات التي تحتاجها الظروف الصعبة التي يواجهها لبنان والتي تهدد وجوده ومصيره وهويته وتعايشه.

في الخلاصة إن كرسي الرئاسة الأولى هي حلم وهوس وجنون القادة الموارنة الكبار ولذلك نراهم يتلونون ويسايرون ويتملقون ويبيعون ويشترون ويركعون على أمل أن يكون الكرسي من نصيبهم.

هذه الأوهام الرئاسية سببت ولا تزال تسبب الكوارث للموارنة وللبنان.  الأمل كل الأمل أن يتعظ هؤلاء القادة ولو لمرة واحدة ويغلِّبون مصلحة الوطن على جنون حلمهم المدمر!!

رابط المقالة في جريدة السياسة الكويتة

http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/256928/reftab/36/Default.aspx

 

الياس بجاني/في أسفل خبر هرطقي بامتياز ذات صلة بالمقالةأعلاه  يبين كم أن 14 آذار غائبة ومغيبة عن الواقع

على ذمة 14 آذار الواسعة جداً: البطريرك الراعي يتقدم بمواقفه على رئيس الجمهورية و"14 آذار"

 15 آب/13/موقع 14 آذار/ترى اوساط مطلعة ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اصبح الى يمين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقوى 14 آذار. وتقول الاوساط المذكورة لموقع 14 آذار انه يمكن تصنيف الراعي بمؤسس قوى 15آذار نسبة الى مواقفه المتقدمة في موضوعي سلاح حزب الله وتشكيل الحكومة. وتشير الاوساط الى ان الراعي يؤكد بوضوح تام ان ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لم تعد قائمة وان الدولة هي المرجع الاول والاخير لكل اللبنانيين. ويوضح الراعي امام زواره انه يتكلم بلسان كل اللبنانيين الذين يرون ان الاوضاع اللبنانية لم تعد تطاق خصوصا تفشي السلاح غير الشرعي من دون استثناء والفوضى والخطف ونسف الدولة والاستقرار والتردي الاقتصادي والاجتماعي. وتلفت الاوساط الى ان موقف الراعي من سلاح حزب الله متقدم جدا على موقفي سليمان و14 آذار والى انه يشدد على جلوس اللبنانيين الى طاولة الحوار من دون قيد او شرط لانقاذ لبنان. ويدعو الراعي الى تطبيق اتفاق الطائف نصا وروحا والالتزام بالميثاق الوطني الى جانب تعديل ما يصوب اداء المؤسسات ويمكن المسؤولين من تفعيل دورهم وانتاجية المؤسسات والتوازن بين الصلاحيات والمسؤوليات ويرى الراعي امام زواره ان الحرب في سوريا طويلة وانه على اللبنانيين ان يلتزموا بالحياد على هذا الصعيد وان ينصرفوا الى تدبر شؤونهم في ظل الاوضاع الحساسة على مختلف المستويات. الراعي متمسك بالحكومة الحيادية لئلا نصل الى حكومة المتاريس التي يريدها رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون. موقع 14 آذار".

 

عودوا إلى الدولة... عودوا إلى الرشد

 علي حماده/النهار

لا يختلف اثنان في لبنان على ان تفجير الضاحية في الرويس بالامس عمل ارهابي بامتياز، طاول مدنيين عزل لبنانيين سقطوا في لحظة انكشاف كبير للبنان. ولا يختلف اثنان في لبنان على ان الارهاب هو الارهاب كيفما أتى وأينما ضرب. بالامس كانت الضاحية، وقبلها بكثير كانت بيروت وقادة استقلاليين كبارا قضوا بالارهاب الذي لا لون له وهوية. قتل نفس بريئة عمل اجرامي ولا جدل في الامر ايا تكن الاسباب والموجبات والمبررات. لا تبرير للقتل ولا تبرير للارهاب ايا تكن الظروف والتحديات. نقول هذا بكل صدق وامانة وبكل محبة لكل لبناني بصرف النظر عن أي خلاف في السياسة والخيارات الوطنية. ومع ان الخلاف مع "حزب الله" كبير وكبير جدا حول هوية لبنان، ووظيفة لبنان، وامن لبنان، ومستقبل لبنان، وكل الاساليب التي اعتمدت حتى الآن في مواجهة الاستقلال الثاني، ما من لبناني مهما ناصب "حزب الله" الخصومة، ومهما عانى منه، ومن اعماله، وارتكاباته مدى السنوات الماضية يقبل ان تصاب بيئة لبنانية بما اصيبت به بيئات لبنانية اخرى من ظلم وجور، ولا سيما من بين من عانوا الارهاب ووجع القتل المجرم منذ بدء مرحلة الاغتيالات حتى اليوم. وما حصل في الضاحية مساء الخميس من ظلم وجور واجرام لا نقبل به ولن نقبل به يوما. نختلف مع "حزب الله" في الكثير من الامور، نعتبره عنصرا مهددا لامن اللبنانيين، ونعتبر انه بتورطه في دماء السوريين انما ارتكب خطيئة كبرى وقد توقعنا وتخوفنا كثيرا من ان يأتي يوم يمتد فيه الحريق السوري الى قلب لبنان. ومع ذلك ما تمنينا يوما ان يذوق لبناني نختلف معه حول الكثير طعم ما ذاقه لبنانيون مدنيون عزل في الرويس مساء الخميس.

و قد تمنينا ان تكون متفجرة الرويس مناسبة لكي نتمهل قليلا في التفكير، وننحو في اتجاه العقلنة في الداخل، ولكي نعيد جميعا حساباتنا صونا للبنان، ولكل لبناني. فالارهاب الذي اصاب اهل الضاحية، قد يصيب غيرهم ممن عانوا الامرين من "حزب الله"، وهؤلاء مدعوون الى التفكير بانسانية لا بالسياسة. من عانى ويعاني الظلم ولو من اهل القربى، لا يتمنى لاحد ان يعاني مهما صار. وليتنا سمعنا من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلاما مختلفا متضمنا مبادرة وطنية حقيقية. ولكن ما حصل انه ذهب الى ابعد في مسألة التورط في سوريا بقوله انه مستعد هو شخصيا وكل الحزب للذهاب الى القتال هناك، وقد غابت عن خطابه اي مبادرة سياسية لانقاذ لبنان من حريق سوريا الآتي علينا. وقد اشتم الكثيرون لهجة تهديدية بشأن مصير لبنان. قصارى القول ان استمرار تورط "حزب الله" الدموي في سوريا سيحرق لبنان، وبقاء السلاح غير الشرعي بيد مليشياته سيحول لبنان خراباً. عودوا الى الدولة... عودوا الى الرشد ! رحم الله شهداء لبنان في الرويس...

 

تفجير الرويس يرفع المخاوف إلى ذروتها ولبنان بين الإرهاب التصعيدي واستراتيجية الردّ

روزانا بومنصف/النهار

رفع التفجير الارهابي الذي وقع في الرويس وتسبب بسقوط ابرياء كثر بين قتيل وجريح منسوب المخاوف السياسية والامنية على لبنان في هذه المرحلة مع اقترابه تدريجا وعلى نحو تصاعدي مما يعتبره كثر امتدادا افقيا وعموديا لما يجري في العراق وسوريا خصوصا والمنطقة عموما في ظل عجز سياسي داخلي متماد عن اقران هذه المخاوف بتنازلات او توافقات سياسية تنقذ لبنان مما يتجه اليه اكان عبر التوجه الى حكومة جديدة او الى حوار بين الافرقاء السياسيين. كان للتفجير الوقع المخيف في افراغ الطرق من المواطنين كما في زمن الحرب. فالتفجيرات الارهابية المماثلة التي عرفها لبنان خلال مراحل مختلفة من الحرب منذ 1975 وصولا الى مرحلة 2005 وما بعدها لم تكن غالبا مجرد احداث عابرة مقدار ما كانت تمهد لمراحل اكثر خطورة لا يزال لبنان يعيش نتائج التفجيرات المماثلة حتى الان.

ومع ان الكثير مما يجري في دول المنطقة بات يتسم بطابع الصراع السني الشيعي الذي يجهد جميع الافرقاء في لبنان على وأده في مهده ومنع تفاقمه وفق ما برز في الادانات السياسية كلها التي توافقت على اظهار اسرائيل، وعن حق، مسؤولة او مستفيدة من هذا الواقع، يخشى مراقبون كثر الا يكون لبنان بعيدا من هذا السياق المتصاعد في المنطقة. اذ يتفق مراقبون محليون واجانب على ادراج الانفجار المأسوي والمفجع في الرويس في شكل اولي في اطار التداعيات التي تترتب على تورط " حزب الله" في سوريا شأنه في ذلك شأن الانفجار الذي وقع الشهر الماضي في بئر العبد والذي زامن وزير الدفاع الاعلان عن مشتبه فيه سوري الجنسية في هذا الانفجار الاخير مع لملمة اثار انفجار الرويس في ايحاء يصب في تعزيز هذا الاعتقاد. وكان مهما بالنسبة الى هؤلاء المراقبين معرفة تفاعل الجمهور الشيعي المؤيد للحزب مع الكلفة الباهظة التي رتبها هذا التدخل ومنذ سقوط عناصر كثيرة للحزب في القصير، وما اذا كان ذلك يمكن ان يؤدي الى امكان مراجعة الحزب لسياسة تدخله في سوريا وتاليا اعادة الاعتبار لاعلان بعبدا وتخفيف الضغوط على لبنان والانقسامات فيه. وهذا التساؤل طرح مرة جديدة بعد الانفجار الضخم والمأسوي في الرويس على قاعدة اذا كان جمهور الحزب في الاساس سيسائله في هذا الاطار. ويعود ذلك الى اعتقاد بان الحزب تدخل علنا من اجل مساعدة النظام السوري على تعديل موازين القوى على الارض في القصير وجوارها تمهيدا لتعزيز اوراقه قبيل مؤتمر جنيف 2 الذي كان يفترض ان ينعقد في مطلع الصيف وان اطاحة فرصة انعقاد هذا المؤتمر ساهمت في توريط الحزب في وحول الحرب السورية الطويلة من دون استراتيجية خروج من المعركة بما ينعكس مزيدا من الانعكاسات السلبية على لبنان. وعلى رغم ان التساؤلات برزت حول ما اذا كان التفجير الذي اودى بابرياء يندرج فقط في اطار رد الفعل في الموضوع السوري او ان في مضمونه رسائل اخرى تتعدى ذلك الى استهداف ابعد مدى شخصي او معنوي لقيادات في الحزب، فانه من الصعب بالنسبة الى هؤلاء المراقبين الاقتناع بمنطق معاكس من ناحية الكلفة التي بات يدفعها لبنان والحزب تحديدا تبعا لتدخل الاخير في سوريا او الاقتناع بان الامر لا يرتب مخاطر تتعاظم اكثر فاكثر على لبنان.

ولا يبدو الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله متجاهلا لهذه التوقعات السياسية والديبلوماسية من التفجيرين المتعاقبين في منطقة الضاحية الجنوبية والتي تترجم دوليا ومحليا بالدعوة الى العودة الى سياسة النأي بالنفس والتزام اعلان بعبدا وفقا لما جاء في بيان الادانة الذي اصدره مجلس الامن الدولي بسرعة بعد ساعات معدودة على تفجير الرويس. فذهب في اتجاه دحض هذا المنطق اي ان يكون هناك كلفة باهظة تترتب على الضاحية او على الجمهور الشيعي نتيجة تدخل الحزب في سوريا نحو وضع معركته في سوريا في اطار الصورة الكبيرة في المنطقة المتمثلة في مواجهة التكفيريين في كل من العراق وسوريا. لم يأت على ذكر ايران او نظام بشار الاسد في خطابه بالامس وتعليقا على انفجار الرويس من زاوية ان المسألة ليست طائفية او عقائدية بل ادرج مشاركته في الحرب في اطار مواجهة التكفيريين والدفاع عن النفس في مواجهة المخاوف والمخاطر التي يشكلها هؤلاء في رأيه. فكما ان السلاح والمقاومة رادع لمواجهة اسرائيل كعدو متربص فالتدخل الاستباقي في سوريا وفق ما كان ادرجه هو لمواجهة عدو مماثل يبدو انه بات فاعلا في رأيه في لبنان ايضا مما يتعين الذهاب وراءه وليس اتخاذ اجراءات لردعه فقط. الحرب في سوريا ضد التكفيريين توسعت اذا وامتدت الى لبنان. وقد لا يتوقع احد موقفا مختلفا من الامين العام للحزب غداة تفجير مأسوي في الضاحية في معرض اجابته لاهل المنطقة بانه لن يسكت على الاعتداءات انما باثباته امام جمهوره احقية معركته في سوريا وتاليا في لبنان حيث وضع خارطة طريق تمثل نقلة نوعية في نشاطه بعدم الوقوف في موقع المتلقي بل اعتماد استراتيجية اعتماد المعركة نفسها في لبنان بالمشاركة مع الدولة او من دونها يفتح الباب على افق مقلق وخطير على حد سواء.

 

فرع المعلومات دهم الطريق الجديدة وأوقف لبنانيين وسوريين وفلسطينيين مشتبهين

قياديون في حزب الله للراي: الانتحاري جاء من مكان قريب إلى الضاحية

خاص - «الراي/علمت «الراي» ان المستويات القيادية في «حزب الله» تحوّلت الى ما يشبه «خلية أزمة» امنية - سياسية، تدقّق في التقارير والمعلومات عن الطبيعة «اللوجستية» للانفجار الارهابي الذي ضرب معقل الحزب وبيئته الحاضنة في الضاحية الجنوبية لبيروت وتسبب بـ «مجزرة حقيقية»، وتتداول بـ «أفكار» محتملة للرد على هذا النوع الدموي من التحدي بعد عمليتيْ التفجير اللتين اخترقتا الاجراءات الاحترازية، الاولى كانت في التاسع من الشهر الماضي والثانية الاكثر ايلاماً حدثت غروب اول من امس.وعلمت «الراي» أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي نفذ ليل أمس ثلاث عمليات دهم في الطريق الجديدة وأوقف لبنانيين وسوريين وفلسطينيين يشتبه بعلاقتهم بتفجير الرويس، استنادا الى حركة الاتصالات.

وكشفت مصادر قيادية امنية في «حزب الله» لـ «الراي» ان «فرضية الانتحاري في التفجير، الذي استهدف منطقة الرويس، ارتفعت جداً بعدما تأكد ان الحفرة التي أحدثها انفجار السيارة المفخخة تقع وسط الطريق»، مشيرة الى ان «التقديرات الاولية تشير الى ان زنة العبوة تزيد على 100 كليوغرام، وكانت متصلة بمواد حارقة، إما بدائية كالغاز والبنزين، وإما كيماوية سريعة الاشتعال، بدليل ان الحرائق سرعان ما شبت لحظة وقوع الانفجار».

ورجحت المصادر القيادية المتابعة للتحقيقات «ان يكون مجمع سيد الشهداء (يحتضن المناسبات السياسية والدينية لحزب الله، وشهد اطلالة شخصية لامينه العام السيد حسن نصرالله قبل نحو خمسة عشر يوماً) هدفاً لعملية التفجير التي حالت الاجراءات الامنية المشددة حوله دون الوصول اليه»، مشيرة الى ان «محيط مجمع سيد الشهداء يخضع لعمليات تفتيش دقيقة بمشاركة كلاب بوليسية متعددة الاختصاص».

وتحدثت المصادر القريبة من «حزب الله» عن ان «التحقيقات الاولية دلت على ان الانتحاري الذي قاد السيارة المفخخة قام بعمليات استطلاع لاختيار مكان آخر غير مجمع سيد الشهداء»، لافتة الى ان «السيارة المفخخة انطلقت الى ساحة الجريمة من بيئة حاضنة في مكان قريب جداً، خوفاً من فشل المهاجمين في تنفيذ جريمتهم».

وبدت هذه المصادر مرتابة من خطر تكرار «السيناريو العراقي» حين اكدت ان «عناصر اللجان الشعبية المولجة حماية الضاحية الجنوبية سارعت الى مكان الانفجار لحضّ الناس على الابتعاد، وأطلقت صيحات تحذيرية من وجود عبوة ثانية، تفادياً لتكرار تفجيرات على الطريقة العراقية لقتل عدد اكبر من الاهالي والمسعفين بعد تجمعهم».

وأشارت المصادر عينها الى «اجراءات تحوّط في غاية الشدة اتُخذت منذ الصباح الباكر (امس) في الضاحية الجنوبية وعلى مداخلها، تشمل جميع السيارات والمتجولين من دون ان تستثني كوادر «حزب الله» وسياراتهم وعائلاتهم. فالتعليمات صارمة بأن ما من احد فوق تلك الاجراءات»، مشيرة الى «تدابير خاصة ومشددة ستُتخذ حول المساجد ايام الجمعة تفادياً لاستهداف جموع المصلين».

ورغم هذه «الاحترازية العالية» فإن المصادر القريبة من «حزب الله» تقرّ بأنه «من الصعب منع تكرار عمليات التفجير، فالجهات التكفيرية في العراق غالباً ما عملت على تجاوز الاجراءات الامنية لتنفيذ عمليات التفجير من خلال الافراد المزنّرين بالأحزمة الناسفة او استخدام الحيوانات كالحمير وتفخيخها، واللجوء احياناً الى المنقّبات للقيام بعمليات انتحارية او عمليات تفخيخ او وضع السيارات الملغومة».

ولم تستبعد هذه المصادر «ان يدفع التشدد في الاجراءات الامنية في الضاحية الجنوبية بالمهاجمين الى نقل ساحة عملياتهم الى مناطق اخرى كالجنوب والبقاع (اي مناطق ذات غالبية شيعية) او الى مناطق ذات غالبية مسيحية على غرار ما جرى في العراق وما يجري في سورية». وعكست هذه المصادر خلاصة تقويم الجانب العملاني من تفجير اول من امس داخل المستويات القيادية في «حزب الله» عبر قولها لـ «الراي» ان «ثمة اختلافاً في الاحتراف والاداء والاهداف بين تفجير بئر العبد في التاسع من الشهر الماضي وتفجير اول من امس في الرويس، رغم ان العامل المشترك بينهما هو ان التمويل اقليمي وليس من الداخل».

وكشفت هذه المصادر عن ان المناقشات في المستويات القيادية في «حزب الله» تأخذ في الاعتبار «ان الجهة التي تقف وراء التفجير ستحاول دفع الحزب او بيئته الحاضنة الى ردات فعل مستقبلية لضمان خسارة المقاومة لحلفائها في الطائفة السنية الكريمة على الاقل، وهذا ما سيعمل حزب الله جاهداً من اجل عدم الانجرار اليه وتجنبه تفادياً ايضاً لإظهار الصراع وكأنه صراع مذهبي صرف، وحرصاً منه على ان تبقى المعركة ضد التكفيريين وحلفائهم المحليين والاقليميين». وأشارت المصادر عينها الى «ان الجماعات التكفيرية كانت تتحضر منذ زمن بعيد في لبنان الذي اعتبرته في بادئ الامر ممراً لوجستياً الى العراق وساحة نصرة، الى ان تأمنت لها البيئة الحاضنة لتحويله ساحة جهاد»، لافتة الى «ان الخلايا التكفيرية موجودة على اطراف الضاحية الجنوبية لضمان سهولة حركتها والوصول الى اهدافها».

اما في قراءة الرسائل الدموية وأبعادها والجهات التي تقف خلفها، فإن المصادر القريبة من «حزب الله» قالت «انه رغم سياسة ضبط النفس التي يعتمدها حزب الله والأخذ في الاعتبار الوضع في سورية والجهة التي تدعم سياسياً وعسكرياً وأمنياً وفكرياً التكفيريين اينما كانوا، خصوصاً في سورية وفي لبنان، فإن الافكار المتداولة والاصوات التي تعالت تطرح بقوة فكرة خيار الرد بالضربة الامنية من دون المساس بالمدنيين»، مشيرة الى «ان الافكار المتداولة في شأن الرد تتجه الى ضرب هؤلاء في عقر دارهم او ضرب مصالحهم اينما وُجدت، وتالياً فإن ثمة افكاراً كثيرة في هذا المجال تنتظر حسمها، خصوصاً وان حزب الله يعي بأن مسلسل التفجيرات لن يتوقف، ولن يكون في وسعه البقاء مكتوفاً «فللصبر حدود».

 

مسيحيون تحت خط الرعب في مصر وقالوا إن استهداف الكنائس مدبر و«خطاب الكراهية» من المتطرفين صار علنيا

لندن: أحمد الغمراوي/الشرق الأوسط

يتخوف كثير من مسيحيي مصر من تزايد عمليات عنف طائفية ضدهم خلال الأيام المقبلة، وبخاصة بعد تعدد حوادث استهداف كنائس ومنشآت تابعة لدور عبادتهم في مختلف المحافظات، وبخاصة في صعيد مصر جنوب العاصمة. وعلى مدار سنوات بعيدة، شهدت مصر العديد من الأحداث التي يمكن وصفها بالطائفية تجاه مواطنين مسيحيين، لكن تلك الأحداث التي شهدت ذروتها في التسعينات من القرن الماضي، تكثفت على مدار الأيام الماضية إثر بدء قوات الأمن المصرية في عملية فض اعتصامين لجماعة الإخوان المسلمين. وقال منير نجيب، وهو محام مسيحي يقطن في القاهرة من أصول تنتمي لمحافظة المنيا، إن «الجماعات المتطرفة استهدفت نحو 52 منشأة مسيحية، بينها كنائس وأديرة وحتى مراكز خدمية، في أكثر من 9 محافظات مصرية منذ يوم الأربعاء الماضي». وأشار نجيب، في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «بداية الأحداث المتزامنة توضح أن الاستهداف لم يكن عشوائيا.. لا يمكن أن تتحرك مسيرات مسلحة في أكثر من 40 موقعا في مدن وقرى في ذات اللحظة دون أن تكون مبرمجة مسبقا.. هذا مستحيل ولا يمكن تصديقه».

وبالتزامن مع البدء في عملية فض الاعتصامين، شهدت العديد من المحافظات المصرية اعتداءات من مسيرات لمتشددين إسلاميين على عدد من المنشآت الحكومية والملكيات الخاصة للسكان، واستهدافا موسعا لعدد من الكنائس، إذ أشارت تقارير إلى استهداف كنائس في محافظات سوهاج والمنيا وبني سويف والفيوم وأسيوط والإسكندرية وشمال سيناء والسويس والقاهرة، بدرجات متفاوتة، بدءا من محاولات لاقتحامها، وصولا إلى حرق بعضها بالكامل. من جانبها، أكدت ماريان جورج، وهي ناشطة حقوقية مسيحية، أن هناك عددا من الحالات المسجلة والموثقة لاعتداءات استهدفت ممتلكات لأسر مسيحية. وقالت لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «كان هناك استهداف عمدي وبخاصة في الصعيد لمتاجر وممتلكات لأسر قبطية.. شاهدت في المنيا مسيرة لملتحين مسلحين اقتحمت محلات وصيدليات مغلقة وأشعلتها بالمولوتوف (الزجاجات الحارقة) لمجرد أن واجهتها تحمل سما مسيحيا». وفي ذات السياق، قال تقرير صادر أمس عن «غرفة العمليات المركزية لاتحاد شباب ماسبيرو»، وهو مجموعة مسيحية تم تكوينها عقب واقعة اشتباك شهيرة بين قوات عسكرية ومسيحيين معتصمين في منطقة ماسبيرو بالقاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2011، إنه قام برصد وتوثيق 63 واقعة اعتداء على كنائس ومبان تابعة لها ومدارس قبطية، إلى جانب عشرات الاعتداءات على منازل ومحال وصيدليات وفنادق وحافلات مملوكة للكنائس والأقباط. وقال التقرير: «تستمر وتزداد الأعمال الإجرامية والإرهابية التي ترتكبها جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم تجاه الشعب المصري العظيم يوما بعد يوم. وبالأخص ضد أقباط مصر الذين يتعرضون لانتهاكات عدة بين حرق وهدم كنائسهم وسلب ونهب ممتلكاتهم وقتلهم والتمثيل بجثثهم ويصل الأمر للتهجير القسري والاختطاف للأقباط في بعض المناطق». وتابع التقرير منتقدا أنه «رغم هذا نجد أعضاء المجتمع الدولي يغضون البصر والبصيرة عن تلك الاعتداءات الجسيمة، بل وأكثر من ذلك يساندون إرهابيين ينتهكون حقوق الإنسان وحرياته».

وكان القائد العام للجيش، وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، قد وجه الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة يوم الخميس الماضي بسرعة إعادة بناء وترميم جميع الكنائس، التي تم الاعتداء عليها خلال الأحداث على نفقة القوات المسلحة. وأوضحت ماريان أن «العديد من المساجد التي يسيطر عليها المتشددون في المنيا، دعت علنا عقب الصلوات - وفي مكبرات الصوت - إلى الانتقام من المسيحيين ووجوب هدم كنائسهم وديارهم وتهجيرهم، كونهم ساندوا الانقلاب على الشرعية الإسلامية؛ بحسب قولهم»، مشيرة إلى أن لديها تأكيدات على تكرار ذلك في محافظات أخرى في الصعيد.

وكان بابا الكنيسة القبطية، بطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، قد أيد رمزيا عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وذلك عبر حضوره مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لبيان العزل الذي ألقاه الفريق السيسي يوم 3 يوليو (تموز) الماضي. ورغم أن ماريان أشارت إلى أنها تخشى الآن الخروج من بيتها هي وأسرتها، فإنها تابعت قائلة: «نعم نحيا في رعب.. لكن جيراننا المسلمين يحمون بيوتنا بقدر ما يستطيعون. المشكلة أن المعتدين مسلحون بمسدسات ورشاشات. لكن أهل المناطق المختلفة الآن أكثر استعدادا إذا فكر هؤلاء في المهاجمة مرة أخرى».

 

الملك السعودي: السعودية تقف مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال

مصر الرسمية والشعبية ترحب.. والرئيس منصور: الأوقات العصيبة تكشف المعادن الحقيقية للقادة * الإمارات والبحرين والأردن تشيد وتدعم موقف الملك عبد الله

جدة - لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: وليد عبد الرحمن وسوسن أبو حسين

قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «إن من تدخل في شؤون مصر الداخلية يوقد نار الفتنة، ويؤيدون الإرهاب الذي يدّعون محاربته»، مشددا في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية أمس حول الشأن المصري على القول «ليعلم العالم أجمع أن السعودية شعبا وحكومة وقفت وتقف اليوم مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية، في عزمها وقوتها وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس». وقال «ليعلم كل من تدخل في شؤونها الداخلية أنهم بذلك يوقدون نار الفتنة، ويؤيدون الإرهاب الذي يدّعون محاربته، آملا منهم أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان، فمصر الإسلام، والعروبة، والتاريخ المجيد، لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك، وأنها قادرة على العبور إلى بر الأمان، يومها سيدرك هؤلاء أنهم أخطأوا يوم لا ينفع الندم».

و ثمنت مصر موقف الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقالت الرئاسة المصرية إن «القاهرة لن تنسى أبدا الموقف التاريخي لخادم الحرمين الشريفين، وإن الشعب المصري سيذكر دوما أن له في المملكة أشقاء وأصدقاء وحلفاء». و اعرب الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور عن تقديره لموقف خادم الحرمين الشريفين. وقال منصور «إن الأوقات العصيبة التي تشهدها الشعوب والأمم هي التي تكشف عن المعادن الحقيقية للقادة والشعوب ومن ثم فان بيان خادم الحرمين الشريفين جاء ليؤكد من جديد على أصالة موقف الملك عبد الله وشعب وحكومة المملكة الشقيقة فأبى إلا أن ينطق بالحق».

وعبر مجلس الوزراء المصري عن بالغ الشكر والتقدير للموقف المشرف لخادم الحرمين الشريفين في دعمه لمصر ولحكومتها في مكافحة الإرهاب ورفض التدخل الخارجي في شؤونها. وبينما قال الأزهر الشريف: «نجد في هذا التوجه حقيقة الأخوة العربية والإسلامية والمؤازرة لبلد كان وما زال يعطي الكثير وهو مستعد دائما للبذل»، أكدت وزارة الخارجية أهمية الموقف السعودي في دعم مصر في الظروف الدقيقة التي تمر بها مصر ومحاولات الخارج للنيل منها واستهدافها. كما حيا سياسيون وحركات سياسية مصرية موقف الملك عبد الله بن العزيز.

وفي هذا السياق أعربت دولة الإمارات عن تأييدها ودعمها الكامل لتصريح خادم الحرمين الشريفين حول الأحداث المصرية, وقالت «هذا ما عهدناه من خادم الحرمين الشريفين من صلابة في الموقف وجرأة في قول الحق وطرح عقلاني هدفه مصلحة المنطقة واستقرارها وخير شعوبها». كما أشاد الأردن بموقف خادم الحرمين الشريفين، مشددا على أن موقف الملك عبد الله بن عبد العزيز أكد أن على المصريين والعرب والمسلمين التصدي لكل من يحاول زعزعة أمن مصر وشعبها. ومن جهته قال الشيخ خالد آل خليفة وزير الخارجية البحريني إن «كلمة خادم الحرمين عن الأوضاع في مصر تجسد التضامن العربي في أروع صوره»، وعده «موقفا أصيلا ضد التدخل الأجنبي الذي يزرع الشقاق والفتنة».

 

مع مصر أو ضدها!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

ملخص ما حدث في مصر، وبعد فض اعتصامات الإخوان المسلمين هناك، هو أنه جرت استعادة الدولة المصرية والباقي تفاصيل، سواء أعمال العنف التي يقوم بها الإخوان، أو ردود الفعل الدولية التي تبدو للحظة محاولات للقول لقد فعلنا ما بوسعنا، سواء من قبل أميركا، أو أوروبا. اليوم في مصر واقع جديد لا ينكره إلا متعام؛ واقع يقول لنا إن الإخوان لا يواجهون الجيش، بل إنهم يواجهون السواد الأعظم من المصريين، مسلمين ومسيحيين، ويواجهون، أي الإخوان، المؤسسات المصرية كافة، ويكفي هنا تأمل احترام المصريين لعملية حظر التجول المطبقة الآن، ففي أيام مرسي الأخيرة كان حظر التجول الذي فرضه المعزول مجرد مدعاة للسخرية، بينما اليوم نجد أن حظر التجول يحظى باحترام كل المصريين. صحيح أنه لا أحد يرضى بإراقة الدماء، ولا أحد يبرر القتل، كما يحاول البعض القول الآن في عملية التباكي على الإخوان، لكن الحقائق تقول لنا إن الإخوان هم من لجأوا للعنف، وهم من يقومون بإحراق مصر في عملية ابتزاز قد يستجيب لها الغرب، لكن ليس المصريين! ومن هنا فإنه من غير المهم ما يقوله أوباما اليوم، أو الغرب، بل الأهم هو أن الشعب المصري ملتف حول مؤسسات الدولة ضد عبث الإخوان الذين تغولوا على كل مصر، وها هم يريدون إحراقها اليوم ما دام لم يتسنَ لهم حكمها كما يريدون، وهو الحكم الذي أضاعه الإخوان برعونتهم السياسية، وعنادهم، يوم اعتقدوا أن مصر غنيمة، وليست دولة تحكم من دون إقصاء أو تغول. ولذا فإن ما يحدث بمصر، وحتى كتابة المقال، هو أنه جرت استعادة هيبة الدولة، والالتفاف حولها من جديد في لحمة شعبية، واليوم نحن أمام إرادة مصر، والمصريين، وليس ما يريده الغرب، أو المرشد، أو تركيا، أو من هم في الدوحة. اليوم المصريون هم من يمتلكون قرارهم، ويرسمون مستقبلهم، وواجب الدول العربية، والعقلاء، مساعدة مصر والمصريين، ليس بجهود مصالحة مزعومة، أو تدخل في الشؤون الداخلية، وإنما بالوقوف مع مصر دبلوماسيا في الخارج، ومساعدة المشاريع الاقتصادية المعطلة بالداخل، وهذه ليست مساعدة لمصر وحدها بقدر ما أنها مساعدة للمنطقة ككل لتتخلص من آفة التدخل الخارجي غربياً كان أو إيرانياً أو تركياً!

اليوم مصر، والمنطقة، أمام واقع جديد جرت فيه استعادة الدولة المصرية، والقرار المصري، لكن هذا الواقع خطير بالطبع، ويتطلب الكثير من الحذر والحكمة، لأن حمالة الحطب في كل مكان، سواء بالخليج، أو تركيا وإيران، وكذلك في الغرب. اليوم ليس يوم إمساك العصا من المنتصف، بل إنه يوم من هو مع مصر ومن هو ضدها، فاستقرار مصر أمر لا يقبل المساومة، وأيا كانت المبررات، حيث قضي الأمر وجرت استعادة الدولة، وكل ما نشاهده ونسمعه الآن هو تفاصيل، وبالطبع فإن الشيطان في التفاصيل، كما يقال، والمطلوب مزيد من الانضباط والعقلانية من قِبل السلطة الحاكمة بمصر، ومزيد من الوضوح والحسم في المواقف الداعمة للدولة المصرية، والمصريين.

 

تهديد الإخوان للغرب بالعنف!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

يكاد معظم التعليقات الغربية المحذرة من إقصاء الإخوان من الرئاسة في مصر تجمع على الشعور بان جماعة الإخوان في يدها مفتاح الإرهاب، هي من يشعله وهي من يطفئه! ولا أفهم كيف استنتج الغرب أن جماعة الإخوان فعلا يديرون تنظيم القاعدة، أو يملكون مفاتيح الفتوى الدينية السياسية الموجهة للجماعات المسلحة، أو أن وجودهم في الحكم ضمانة الإرهاب في العالم! الحقيقة ان هذا هراء، فلا الإخوان استطاعوا في زمن أسامة بن لابن، ونشاط «القاعدة» المنظم، فرض كلمتهم ولا نجحت علاقاتهم بوقف شيء من العنف، ولم ينجحوا قط في دعم القاعدة» في أي من عملياتها، وكان الإخوان يفاخرون بأنهم يمثلون النصف الآخر من الإسلاميين الحركيين. العنف المستمر منذ التسعينات يقوم به جماعات إسلامية متطرفة تعبر عن نفسها، وأفكارها، وبرنامجها، ولها قياداتها، وأتباعها، ووسائل دعوتها ودعايتها. ولا يمكن الخلط بينها وبين الإخوان المسلمين في مصر، أو الجبهة القومية الإسلامية في السودان، أو حركة النهضة في تونس، أو غيرها من الجماعات السياسية المنخرطة في العمل الحركي. «القاعدة»، وبقية الجماعات الجهادية لا تعترف بالإخوان وأمثالها من الحركات السياسية، التي تعدّها متواطئة مع الأنظمة. الجانب الآخر، لماذا يعتقد الغرب ان على العرب، والمسلمين، القبول بجماعات سياسية مهما ارتكبت من تجاوزات للحقوق وسعت للهيمنة على المؤسسات، ويجب السكوت عنها والتنازل لها، كما حدث في مصر، فقط لان الغرب يخاف إغضابها خشية الإرهاب الذي يمكن ان تحرض عليه؟ لماذا هذا الاستعداد للتنازل لهم نتيجة ابتزاز قياداتها للغرب؛ إما الاستجابة لمطالبها أو العنف ضدكم! وهذا ما حرصت قيادات تتحدث باسم جماعة الإخوان في مصر، سعت لتضخيم تهديداتها على القنوات الناطقة بالانجليزية لإسماع الجالسين في العواصم الغربية.

أعظم أخطار تنظيم الإرهاب يأتي من الجماعات المنتمية لـ«القاعدة» في سوريا اليوم، وهذه ليست مرتبطة لا بالجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد نظام الأسد، ولا ترتبط بأي رابط مع الإخوان المسلمين سواء في سوريا أو مصر أو غيرها. ولا علاقة للجماعات الجهادية المسلحة في ليبيا والجزائر، هي الأخرى، بأي من الأحزاب الإسلامية في هذه الدول. ان الغرب، عندما يساند الإخوان المسلمين في مصر اليوم، ويطلق التصريحات المتضامنة معهم، إضافة إلى نية الاتحاد الأوروبي عقد اجتماعه الأسبوع المقبل أيضاً لهذا الغرض، فإنه يتسبب في خلق مشكلتين؛ الأولى، انه يساند القيادات المتطرفة داخل الإخوان التي ورطت الجماعة بممارساتها التي لم تراع قواعد الحكم وكل همها كان الهيمنة على الدولة. وهناك قيادات كبيرة، مثل عبد المنعم أبو الفتوح، انشقت عن الإخوان بسبب تطرف قيادتها. في حين المتوقع ان يدعم العالم، لا الغرب وحده، دفع القوى الإخوانية نحو تأييد قيادات معتدلة شبابية وتاريخية، وليس مثل المرشد الحالي وخيرت الشاطر والبلتاجي وصفوت حجازي وبقية المتطرفين. والمشكلة الثانية، تخريب أي إمكانية للتصالح سياسيا، حيث يشعر المتطرفون أنهم قادرون على فرض حل على المصريين من الخارج. أخيرا، ان الرضوخ لابتزاز الجماعات المتطرفة، لم ينجح في الماضي في تعديل سلوك هذه الجماعات، ولن يفلح اليوم، بل سيعزز أصوات الإرهاب التي ترى ان الغرب مستعد للتنازل لها في اكبر دولة عربية! هذه جماعات فاشية تريد إخضاع المنطقة لما هو أسوأ مما يظن الغرب انه يعرفه، فكيف سيكون الحال معها وهي تحكم مصر غداً، بشروطها؟!

 

مسؤول إسرائيلي: لا علاقة لنا بتفجير الضاحية أقوال سليمان من ورقة رســائل "حـزب الله"

المركزية- نفت إسرائيل وجود أي علاقة لها بالانفجار الذي وقع أمسفي الضاحية الجنوبية في بيروت، ووصف رئيس الموساد الأسبق، داني ياتوم، اتهامات مسؤولين لبنانيين لإسرائيل بأنها تقف وراء هذا التفجير بأنها "غير جدية". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله ان "حزب الله موجود في ضائقة ويوجه الاتهامات لإسرائيل بصورة أوتوماتيكية" وأنه "كان واضحا أن الانتقام من "حزب الله" سيأتي على ضوء ضلوعه في القتال في سوريا". وأضاف المسؤول الإسرائيلي معقبا على اتهام الرئيس العماد ميشال سليمان لإسرائيل وتحميلها مسؤولية الانفجار، أن "أقوال الرئيس اللبناني بدت كأنه يقرأ من ورقة رسائل حزب الله وفيما المسدس ملتصق برأسه، وواضح أنه هو بنفسه لا يصدق الأقوال التي خرجت من فمه".

 

"يديعوت أحرونوت": الضربة الى "حزب الله" غير مفاجئة

المركزية- أشار صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية أن "الضربة التي تلقاها "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لم تفاجئ المسؤولين الامنيين الاسرائيليين". ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي إشارته الى أن "الهجمات ضد "حزب الله" ستستمر".

 

المجلس الاعلى للدفاع برئاسة سليمان: للتصدي للاعمال الارهابية وتأمين حاجات الامن الوقائي

وطنية - ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، اجتماعا للمجلس الاعلى للدفاع للبحث في الاوضاع الامنية وتداعيات التفجير الارهابي في الضاحية والخطوات اللازمة لمعالجة الوضع. حضر الاجتماع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وزراء: الخارجية والمغتربين عدنان منصور، العدل شكيب قرطباوي، الداخلية والبلديات مروان شربل، الدفاع الوطني فايز غصن، والمال محمد الصفدي، الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس. كما حضر كل من: قائد الجيش العماد جان قهوجي، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة ، امين عام المجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، مدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمار، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل، مدير عام قوى الامن الداخلي بالانابة العميد ابراهيم بصبوص، رئيس فرع المعلومات العقيد عماد عثمان، المستشار العسكري لرئاسة الجمهورية العميد الركن عبد المطلب الحناوي، والمستشار الاداري العميد الركن سالم ابو ضاهر. في بداية الاجتماع، دعا رئيس الجمهورية اعضاء المجلس الى الوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح الشهداء الذين سقطوا في الضاحية امس ثم باشر المجلس اجتماعه.

البيان

وبعد انتهاء الجلسة، تلا الامين العام للمجلس اللواء محمد خير، البيان الاتي: "بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية، عقد المجلس الأعلى للدفاع إجتماعا العاشرة والنصف من يوم الجمعة الواقع فيه 16 آب 2013 رأسه فخامة الرئيس وحضره دولة رئيس مجلس الوزراء ووزراء الخارجية والدفاع الوطني والداخلية والبلديات والمالية والإقتصاد والتجارة ووزير العدل. ودعي الى الإجتماع كل من قائد الجيش ومدير عام الأمن العام ومدير عام أمن الدولة ومدير عام قوى الأمن الداخلي بالإنابة ومدير المخابرات. بعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء بحث المجلس في الأخطار الناجمة عن الأعمال الإرهابية المتنقلة من منطقة الى أخرى إن كان بإطلاق الصواريخ المشبوهة بإتجاه رمز الشرعية والأمن القومي أو بإستهداف المناطق الآهلة بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة وكان آخرها يوم أمس في الضاحية الجنوبية. واستمع المجلس من قادة الأجهزة الأمنية الى المعلومات التي توفرت لديهم عن هذه الأعمال الإرهابية والتدابير التي تقوم بها هذه الأجهزة للتصدي لها ومتابعة احداث الخطف، وطلب المجلس من هذه الأجهزة القيام بأقصى ما يمكنهم فعله لكشف المخططين والمنفذين لهذا العمل وسوقهم الى القضاء المختص لإتخاذ التدابير القانونية في حقهم. واستمع المجلس الى عرض مدير عام الأمن العام للتدابير والمعايير المعتمدة على المعابر الحدودية لضبط دخول وخروج النازحين السوريين وطلب المجلس من المديرية العامة للأمن العام متابعة تنفيذ الإجراءات المتخذة. واستمع المجلس من وزير الخارجية والمغتربين الى ما آلت اليه متابعة الشكوى التي تقدم بها لبنان ضد العملية العدوانية التي أقدم عليها العدو في منطقة اللبونة في الجنوب خارقا السيادة اللبنانية ومتجاوزا القوانين والأعراف الدولية والقرار الرقم 1701 ومندرجاته. وبحث المجلس أخيرا في تأمين الطلبات الملحة للقوى الأمنية ولا سيما منها تلك التي يتطلبها الأمن الوقائي والإستعلام عن تحركات الإرهاب.

واتخذ المجلس القرارات الملائمة لمعالجة القضايا التي بحث فيها وأعطى توجيهاته لهذه الغاية وقام بتوزيع المهام على الوزارات المعنية.وأبقى المجلس على قراراته سرية وفق القانون".

ميقاتي

وسبق اجتماع المجلس لقاء بين الرئيس سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تشاورا في خلاله في آخر التطورات الراهنة سياسيا وأمنيا.

الرئيس السنيورة

وكان رئيس الجمهورية استقبل صباحا، وبناء على موعد مسبق، الرئيس فؤاد السنيورة وعرض معه للاوضاع العامة.

 

سلام استقبل كاربوني وتسلم من وفد شبابي مذكرة طالبت بالاسراع في تشكيل الحكومة

وطنية - استقبل الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام في دارته في المصيطبة، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان فابريزيو كاربوني واطلعه على طبيعة عمل البعثة في لبنان .

واستقبل سلام السيدة ليا بارودي على رأس وفد شبابي من هيئات المجتمع المدني، سلمته مذكرة تطالب "بالاسراع في تشكيل الحكومة وان يكون بيانها الوزاري اعلان بعبدا واجراء انتخابات نيابية في شهر نيسان عام 2014 واعتماد اجراءات فعالة لتحريك الوضع الاقتصادي". كما تطالب المذكرة "بوضع خطة طوارئ وطنية لادارة اوضاع النازحين السوريين والاشراف على انسحاب كافة المشاركين اللبنانيين في الصراع العسكري في

 

سليمان بحث مع السنيورة الاوضاع الراهنة

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري قبل ظهر اليوم ،رئيس "كتلة المستقبل النيابية" الرئيس فؤاد السنيورة وبحث معه المستجدات السياسية والتطورات الامنية الراهنة.

 

الجيش دعا ذوي المفقودين في تفجير الرويس إلى إجراء فحوص DNA

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:

إلحاقا لبيانها السابق المتعلق بالتفجير الذي حصل يوم أمس في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية، وبناء على إشارة القضاء المختص، تدعو قيادة الجيش أهالي المفقودين من جراء الانفجار إلى التقدم من قيادة شرطة منطقة بيروت، الكائنة في محلة المتحف، إلى إجراء فحوص الحمض النووي DNA، بغية التعرف على ذويهم من المفقودين، وذلك اعتبارا من تاريخه وخلال الدوام الرسمي.

 

عمار: 24 شهيدا و250 جريحا ولا مراكز لحزب الله في مكان التفجير

وطنية - أعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار بعد جولة قام بها على الجرحى في مستشفيات الساحل والرسول الاعظم وبهمن، ان آخر احصاء للضحايا يشير الى ان هناك 24 شهيدا و250 جريحا، خرج معظم الجرحى من المستشفيات بعد تلقي العلاج وهناك حوالى 20 حالة لا تزال قيد المعالجة"، مشيرا الى "ان هناك قسما من الشهداء ما زالوا مجهولي الهوية". وأكد عمار ان "ليس هناك في مكان التفجير اي مركز ل"حزب الله" ما يؤكد ان الاستهداف هو للمدنيين والمحال التجارية في ساعة الذروة". وردا على سؤال عما هو ذنب الضحايا، قال: "الجواب، عند قوى الظلام والارهاب والحقد والضغينة الفاقدة للقيم الوطنية والانسانية". وقال: "ذنب هؤلاء الناس انهم يسعون الى لقمة عيشهم، ذنبهم انهم يجسدون الانتماء للهوية الوطنية، هزموا اسرائيل وهم ملتفون حول منطق الدولة ومؤسساتها ولا يريدون للبنان واللبنانيين سوى السيادة والعزة".

 

"حزب الله" حول الضاحية ثكنة عسكرية وأقام الحواجز على مداخلها

 بيروت - "السياسة" والوكالات: أرخى انفجار الرويس بضاحية بيروت الجنوبية, وهو الثاني في غضون شهر ونصف تقريباً, بتداعياته على مجمل المشهد الداخلي, بما أثاره من أجواء قلق ومخاوف كبيرة من دخول لبنان في أتون الصراع السوري.وبحسب حصيلة غير نهائية بسبب وجود مفقودين وجرحى بحال خطرة, فإن الانفجار الذي وقع مساء أول من أمس في منطقة الرويس بالضاحية أسفر عن سقوط نحو 24 قتيلاً و350 جريحاً.

وتحولت الضاحية, أمس, إلى ما يشبه الثكنة العسكرية, حيث نشر "حزب الله" عناصره باللباس العسكري والمدني وأقاموا الحواجز على مداخل الضاحية من جميع الجهات, وأخضعوا السيارات إلى تفتيش دقيق, سائلين الركاب عن هوياتهم وأسباب دخولهم إلى الضاحية. في هذه الأثناء, انعقد مجلس الدفاع الأعلى, في اجتماع طارئ, برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء المختصين ورؤساء الأجهزة الأمنية لبحث تفجير الرويس وتداعياته. وبحث المجلس في "الأخطار الناجمة عن الأعمال الإرهابية المتنقلة من منطقة إلى أخرى, إن كان بالسيارات المفخخة أو بالصواريخ المشبوهة باتجاه رمز الشرعية والأمن القومي أو باستهداف المناطق الآهلة بالسيارات المخففة والعبوات الناسفة وكان آخرها يوم أمس في الضاحية الجنوبية. واستمع المجلس من قادة الأجهزة الأمنية إلى المعلومات التي توافرت لديهم عن هذه الأعمال الإرهابية والتدابير التي تقوم بها هذه الأجهزة للتصدي لها ومتابعة أحداث الخطف, وطلب من هذه الأجهزة القيام بأقصى ما يمكنهم فعله لكشف المخططين والمنفذين لهذا العمل وسوقهم إلى القضاء المختص لاتخاذ التدابير القانونية بحقهم.

وفي السياق, سارعت المراجع السياسية والأمنية الى تطويق ذيول الجريمة والوقوف على خلفياتها في ظل السيناريوهات المتعددة التي أنتجتها في توقيتها وشكلها ومضمونها والأهداف المحتملة لها, فحلت سلسلة من السيناريوهات المقنعة على مساحة البحث في الكثير من الاتجاهات الإقليمية والعربية والدولية كما الداخلية منها, كآخر الخيارات المطروحة.

وقالت مصادر واسعة الإطلاع ان المناقشات الجارية في أكثر من موقع أمني وسياسي أبقت الدوافع الداخلية لدى مجموعة صغيرة من اللبنانيين تسعى الى الإفادة من العملية لإستخدامها في الإطار الداخلي وهي امور لا يمكن احتسابها بأي شكل من الأشكال في ميزان العوارض الأمنية والسياسية لما يجري في سورية, بالإضافة الى النتائج المترتبة على اعتراف "حزب الله" بعملية اللبونة (إصابة 4 جنود اسرائيليين بانفجار لغم اثر تجاوزهم الحدود اللبنانية في الأسبوع الأول من الشهر الجاري) والكشف عن تفاصيلها بالشكل الذي عبر عنه الأمين العام للحزب قبل أيام, وصولا الى تداعيات تورطه في العمليات العسكرية في سورية.

وعلى هذه الخلفيات بوشرت التحقيقات في مجالات تقنية وجنائية محددة, وقالت مصادر أمنية ان الحديث عن نتائج فحوصات الـ"دي آن آي" قبل ظهر يوم السبت المقبل ضرب من الخيال وإستباق للتحقيقات الجارية بشأن هوية الأشلاء التي عثر عليها في مكان الإنفجار والتي ستبقى نتائجها رهن بجمع نتائج الفحوصات التي أجريت على باقي الضحايا والمصابين وأهالي المفقودين قبل البحث في هوية أصحابها, وخصوصا ان هناك 14 جثة مجهولة الهوية الى ما بعد ظهر امس, وتحديد النتائج المترتبة على كونه من الضحايا او منفذ الجريمة. كما بالنسبة الى التثبت من كونه انتحاريا أو أنه كان مسيراً فتم تفجيره عن بعد.

وسط هذه الأجواء, لم تتوضح بعد الكثير من المعطيات التي يمكن ان تقود الى تحديد الظروف التي رافقت العملية وتحديد الجهات التي يمكن ان تكون وراءها قبل بلوغ التحقيقات مراحل متقدمة وبعدما تكون المعطيات قد حسمت الخيارات المطروحة على أكثر من مستوى. ولفتت المصادر الى أن البحث عن دور إسرائيلي في العملية لا يمكن تجاهله وان الحجم الذي اعطاه "حزب الله" لعملية اللبونة وتخصيصه بجزء كبير من حديث نصرالله يمكن ان يبرر او ان يكون سببا في رد فعل إسرائيلي سريع وقوي, ولذلك قد يكون تم إختيار بشري لتنفيذ العملية هو الممكن في اللحظة الحالية, باعتبار ان الوقت لم يكن ليسمح بعملية موضعية تستهدف مسؤولا في الحزب او غير هدف شامل يؤدي الى توجيه رسالة مدوية الى مجتمع بأكمله وليس لشخصية معينة او قيادي في الحزب. وإذا ثبت انها من تداعيات الحرب الدائرة في سورية وردا على الدور الذي يقوم به "حزب الله" هناك, فإن العملية لن تقف عند هذه الحدود وقد تكون بداية لمسلسل رهيب سيضرب الضاحية الجنوبية سعيا الى نوع من الشقاق بين اهلها وقيادة الحزب, وهو امر لم تسقطه التحقيقات من حساباتها في ظل المعطيات التي يمكن ان تعكس وجود مخطط يستنسخ مما يجري في سورية وما جرى في العراق من قبل على طريق الفتنة السنية - الشيعية. وعليه, حذرت المصادر من اعتبار الضاحية "مربعا امنيا لحزب الله" وحده مستهدف في البلاد, فهناك ساحات أخرى مرشحة لتكون هدفاً لمثل هذه العمليات, وحذرت من ان تكون عملية تستدرج عمليات أخرى في "مجمعات مذهبية وطائفية" لبنانية من صنف آخر في محاولة لإستدراج اللبنانيين الى نوع من الفتنة تقودهم الى حيث هدف مفجرو السيارة, فتكون هذه العملية سببا لجر مناطق أخرى الى أتون الصراع المذهبي رغم الصعوبات التي يمكن مواجهتها وخصوصا إذا ما بقيت الساحة محكومة بالهدوء المرغوب به اقليميا ودوليا بحيث ستبقى الساحة اللبنانية بمنأى عن الفعل وردات الفعل المنتظرة. من جهته, أجرى رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري, أمس, اتصالاً برئيس مجلس النواب نبيه بري الموجود خارج لبنان في إجازة خاصة منذ الإثنين الماضي وسط توقعات توحي بأنه باق هناك حتى مطلع الأسبوع المقبل. وتم خلاله التداول في جريمة التفجير الارهابي التي استهدفت المواطنين الابرياء في الضاحية الجنوبية اول من امس. وعبر الرئيس الحريري خلال المكالمة عن تعازيه الحارة للرئيس بري ولأهالي ولعائلات الضحايا الذين سقطوا, مشدداً على أهمية تضافر الجهود في سبيل درء المخاطر التي تتهدد لبنان والعمل على معالجة اسباب الاحتقان السائد وعقلنة الخطاب السياسي في مواجهة الاوضاع الدقيقة التي تمر بها البلاد.

 

فارس سعيد يحذر عبر "السياسة" من مخاطر توسيع "حزب الله" مربعاته الأمنية

بيروت - "السياسة":  دعا منسق الأمانة العامة لـ"14 آذار" النائب السابق فارس سعيد, عبر "السياسة", إلى "التضامن في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان, واعتبار ما جرى (انفجار الرويس) ليس استهدافاً لمنطقة معينة, بل هو استهداف للأمن في لبنان, كل لبنان, بعيداً عن التجاذب السياسي القائم والاختلاف في المواقف بين هذا الفريق وذاك", داعياً اللبنانيين "إلى التضامن والتأمل, بمعنى أن البلد لا يمكن أن يستمر كما هو عليه, وبالأخص إذا قرر حزب الله توسيع المربع الأمني الذي يتواجد فيه". وذكر بأن "رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات أقدم على هذه الخطوة, عندما قامت إسرائيل في العام 1969 بالتسلل إلى بيروت واغتيال ثلاثة من قادة فتح, لكن عملية توسيع المربع الأمني لحماية عرفات وجماعته لم توصل إلى شيء, بل أوصلت إلى المزيد من الاغتيالات والاعتداءات المتكررة, وصولاً إلى اجتياح لبنان واقتلاع منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. ولذلك المطلوب من حزب الله بدل الذهاب باتجاه توسيع مربعاته الأمنية العودة إلى الدولة بشروط الدولة, حتى لا نقول بعد 40 يوماً إن الحزب تعرض للاستهداف مرة ثالثة أو رابعة, وهذا ما سيحصل إذا ما تمسك الحزب بتوسيع مربعاته الأمنية, لأن الجهة التي تستهدفه لن تتوقف عند حدود توسيع المربعات طالما أنها قادرة على الاختراق". وقال: "أهم شيء أن يكون هناك مرجعية واحدة اسمها حكومة لبنان. وليس مرجعيتان ورأيان مختلفان".

وعن الجهة المنفذة للتفجير, قال سعيد: "بالأمس أطل علينا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليقول إنه كان يعرف نمرة حذاء الجندي الإسرائيلي الذي دخل اللبونة. مطلوب منه إذاً, هو دون غيره, أن يعرف الجهة التي أرسلت السيارة المفخخة والانتحاري إلى محلة الرويس". ورأى أن "ما يقوله نصر الله لا يتناسب مع الواقع, فإما أننا لم نعد نفهمه وإما أنه هو لم يعد يفهم نفسه. ونحن نقول هذا الكلام ليس من باب الشماتة, لكن الناس بعد أن تمر هذه القصة ستعود إلى وضعها الطبيعي وتسأل من يقف وراء ما جرى". وتمنى سعيد "أن تكون إسرائيل هي الفاعلة وليس أية جهة عربية أخرى". وقال: "أعتقد أن النائب وليد جنبلاط كان مصيباً عندما اتهم إسرائيل بهذا الاعتداء". وسأل: "لماذا لم يتعظ حزب الله حتى الآن? من المؤسف أن تكون الطائفة الشيعية ترتكب الخطأ الذي وقع فيه الموارنة في العام 1975 عينه, وربما أكثر".

 

توقيف لبنانيين وسوريين متورطين في استهداف الجيش وعمليات إرهابية

بيروت - وكالات: أعلن وزير الدفاع اللبناني فايز غصن, أمس, تمكن الجيش اللبناني من تحديد هوية أفراد لبنانيين وسوريين متهمين بتحضير سيارات مفخخة واستهداف الجيش و"حزب الله", محذراً من أن لبنان "بدأ يقع في قبضة الارهاب". وقال وزير الدفاع, في بيان, "ان مديرية المخابرات اعتقلت بتاريخ 27 يوليو 2013 المدعو حسن حسين رايد الذي اعترف بأنه وبالاشتراك مع عمر احمد الاطرش وآخرين, قام بتنفيذ بعض العمليات الارهابية وتحضير سيارات مفخخة". واوضح ان رايد اعترف بمشاركته مع خمسة لبنانيين واربعة سوريين "بقتل عدد من العسكريين (ثلاثة) على حاجز للجيش اللبناني في محلة وادي حميد" في بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سورية, في 28 مايو الماضي. كما "اعترف رايد بمشاركته مع لبنانيين اثنين وأربعة سوريين بقتل ثلاثة لبنانيين شيعة وشخص تركي في محلة وادي رافق" التي تشكل امتدادا لبلدة القاع الحدودية مع سورية, بتاريخ 16 يونيو الماضي.

وبحسب البيان, أقر الموقوف بمشاركته في اعداد وتفجير عبوتين ناسفتين في 7 يوليو الماضي في منطقة الهرمل (شرق), استهدفت إحداهما سيارة للجيش اللبناني, ما ادى الى جرح ثلاثة اشخاص بينهم عسكريان.

واضاف الوزير ان الموقوف رايد اطلع على قيام خمسة لبنانيين, بينهم عمر الاطرش الذي شارك في كل العمليات الآنفة الذكر, "بتجهيز عدد من السيارات المفخخة لتفجيرها في الضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق اللبنانية". واوضح غصن انه "تبين من خلال التحقيقات التي اجرتها مديرية المخابرات ان عمر الاطرش هو الرأس المدبر لهذه المجموعة, وتوافرت معلومات للمديرية ايضا عن عدد من المشتبه بهم المتورطين في اعداد ووضع متفجرة بئر العبد الاولى (في الضاحية الجنوبية لبيروت) بتاريخ 9 يوليو 2013", ما أدى الى جرح أكثر من 50 شخصاً. وأشار إلى أن مخابرات الجيش أوقفت شخصاً سوري الجنسية "تبين انه على علاقة بأشخاص آخرين يشتبه بعلاقتهم بمتفجرة بئر العبد الاولى". ولم يحدد البيان ما اذا كان ثمة علاقة لهؤلاء بتفجير السيارة المفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت اول من امس. وقال غصن "تحدثت في السابق عن تسلل عناصر ارهابية الى لبنان, وها هي الايام تثبت صحة ما حذرنا منه سابقا", محذرا من ان لبنان "بدأ يقع في قبضة الارهاب وعلى الجميع وعي دقة المرحلة

 

من فجّرها، أم من تسبب بها

محمد سلام

الحزب الإرهابي "والدولة" اللبنانية هما ولا أي طرف غيرهما، تسببا معاً، الأول بإدراك وتصميم والثاني ربما بغباء وجهل، بتفجير الضاحية بغض النظر عما إذا كان المنفذ هو إسرائيل أو "عائشة."

نحن، المحللون، لا نعرف من نفّذ. هذه وظيفة "الدولة" التي لن تعرف، لأنها سابقاً ... ما عرفت وربما ما أرادت أن تعرف، أو ما أرادت أن نعرف أنها عرفت...!!!!!!!

أما من تسبب بالتفجير، فنحن نعرفه بالتحليل، لأنه هو من خالف القانون، ولم تردعه الدولة، وأرسل شبيحته لقتال الشعب السوري على الأرض السورية، فجاءت "عائشة" لتقاتله على أرضه التي يفترض أنها لبنانية.

الذي تسبب بالتفجير جميعنا نعرفه، هو الذي خالف القانون وقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وتجاوز سيادة "الدولة" اللبنانية وأعلن عن مسؤوليته عن عملية تفجير اللبونة بدورية إسرائيلية، ولم تردعه "الدولة" اللبنانية، فجاء العدو الإسرائيلي ليرد عليه على أرضه التي يفترض أنها لبنانية، لكنها غير خاضعة للدولة اللبنانية. هذا إذا كانت عملية اللبونة قد حصلت، وإذا كانت إسرائيل قد ردت.

كلنا نعرف المتسبب، أي الحزب الإرهابي، وكلنا نعرف الضحايا الأبرياء الذين أهدر دمهم الحزب الإرهابي "والدولة" اللبنانية بتغاضيها عن تجاوزات هذا الحزب، وكلنا لن نعرف المنفذ، كما لم نعرف من أطلق الصواريخ على القصر الجمهوري، ولم نعرف من إحتل بيوت المدنيين الآمنين في عبرا بتغاض من "الدولة" اللبنانية، ولم نعرف من "كمن" لرئيس بلدية عرسال علي الحجيري، وكما لم نعرف من دهم عرسال في المرة الأولى.

الأكثر خطورة اليوم هو أن "الدولة" اللبنانية التي حاضرت علينا لسنين في نظرية تقول إن الأمن هو قرار سياسي وليس قراراً أمنياً، هذه "الدولة" صارت تتجه الآن إلى إتخاذ قرار أمني لحماية الضاحية-الضحية أمنياً، ما يعني عملياً تغطية وحماية الحزب الإرهابي بأمن "الدولة" اللبنانية، وليس بقرارها السياسي فقط.

لو كانت "الدولة" تريد حماية لبنان، لكانت منعت، أو على الأقل حاولت منع، الحزب الإرهابي من إرسال 20 ألف مقاتل على الأقل إلى سوريا لقتل الشعب السوري على الأرض السورية، تحت شعارات سخيفة ليس أقلها دعوة سيد الإرهاب حسن نصر الله إلى اللبنانيين: خلينا نتقاتل بسوريا.

فمن لم يمنع الحزب الإرهابي من قتل السوريين على الأرض السورية هل يستطيع أن يمنع "عائشة" سوريا من مهاجمة الإرهابيين على أرض الإرهاب التي يفترض أنها لبنانية؟

وماذا عن الأبرياء؟

نعم الأبرياء هم أبرياء، سواء على الأرض السورية أو على الأرض اللبنانية، والذي قتل الأبرياء على الأرض السورية هو الذي تسبب بقتل الأبرياء على الأرض اللبنانية، هذا إذا كانت عائشة" سوريا هي التي قتلتهم.

أما "الدولة" اللبنانية، التي لم تمنع الحزب الإرهابي من قتل الأبرياء على الأرض السورية ولم تعرف من أطلق الصواريخ على قصر بعبدا ولم تعرف من "كمن" لرئيس بلدية عرسال، ولا تريد أن تعرف من استباح بيوت الأبرياء في عبرا وصيدا، ولا تريد إخراج الحزب الإرهابي من صيدا وغيرها، فتشبه من يذهب إلى الحج والناس راجعة.

ضمان أمن اللبنانيين يكون بقرار سياسي وطني يمنع الحزب الإرهابي من ممارسة إرهابه سواء في سوريا أو في لبنان، كما يمنعه من تجاوز "الدولة" اللبنانية في منطقة عمليات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 (جنوب الليطاني) بتبني عملية اللبونة -هذا إذا كانت قد حصلت فعلاً- .

ضمان أمن الضحايا الأبرياء في الضاحية الجنوبية لبيروت يكون بضمان أمن الضحايا في عبرا وعرسال وطرابلس، هذا إذا كنا نريد حصر المسؤولية بالتراب الوطني اللبناني. ويكون بمنع الاعتداء على المواطنين السوريين على الأرض السورية.

وضمان أمن الأبرياء على الأرض اللبنانية يكون بالنأي بالنفس ليس عن الحرب السورية فقط، كما دعا مجلس الأمن الدولي في بيانه الملفت، بل يكون بالنأي بالنفس اللبنانية عن الحزب الإرهابي.

سخافة ضمان أمن الضاحية الجنوبية لبيروت بالأمن الرسمي تشبه سخافة ضمان أمن مطار رفيق الحريري الدولي، كما تشبه سخافة ضمان أمن عبرا وصيدا، كما تشبه سخافة ضمان أمن طرابلس، كما تشبه سخافة ضمان أمن القصر الجمهوري من الصواريخ)، كما تشبه سخافة ضمان أمن معقبي المعاملات الملتحين على طريق الحدث-كفرشيما، كما تشبه سخافة ضمان أمن الدوائر العقارية في بعبدا وبيروت، كما تشبه سخافة ضمان أمن كل لبنان بالأمن الرسمي.

لا يستطيع أي أمن أن يضمن أمن أحد. جل ما يمكن تحقيقه –إذا كان هناك من يجرؤ- هو النأي بالنفس اللبنانية عن الحزب الإرهابي، كي لا يدفع اللبنانيون جميعاً ثمن الممارسات الإرهابية لهذا الحزب.

ألم نكتب في مقالنا السابق أن لبنان الذي نعرفه قد مات، وأن الصراع على التركة يدور أثناء الجنازة قبل الدفن؟

هي جنازات ما قبل الدفن في الضاحية، كما في عبرا وصيدا، كما في عرسال وطرابلس، وكما في تلك الجنازة الصامتة التي لم تنطلق –ونسأل الله ألا تنطلق- بعد صواريخ بعبدا.

الحقائق على الأرض اللبنانية باتت واضحة حتى للأعمى: حقيقة إرهابية يمثلها الحزب الإرهابي، وحقيقة شيعية هي ضحية الحقيقة الإرهابية، وحقيقة مسيحية خارج الصراع تقف تحت مظلة الجيش اللبناني الذي تعرف أنه سيحميها إذا وقع الأسوأ، وحقيقة درزية تحمي نفسها لأنها انتصرت على الإرهاب في أيار العام 2008.

وحدها الحقيقة السنية هي ضحية الحزب الإرهابي على مساحة الوطن، لا تحظى بعطف إعلامي كما الحقيقة الشيعية الضحية، ولا تستند إلى حماية يؤمنها الجيش للحقيقة المسيحية إذا دقت ساعة الحقيقة، ولا تتمتع بحماية ذاتية كما الحقيقة الدرزية .

 =س= وتسألون من وزّع بقلاوة بعد متفجرة الضاحية الجنوبية يوم أمس؟

 =ج= البيئة التي خلقها تواطؤ بعض الدولة مع الحزب الإرهابي ضد السنّة هي التي "فجّرت بقلاوة" ....

السؤال الذي يجب طرحه ليس من فعلها، بل من تسبب بها؟ ومن تسبب بخلق بيئة "تفجر بقلاوة" ... "وماسورة ماء"؟

المعالجة لا تكون بتأمين حماية أمنية "علنية" للحزب الإرهابي إضافة إلى الحماية السياسية، بل بالنأي بالنفس اللبنانية عن إرهابه ووقف إضطهاد السنّة قبل أن يتراكم الحقد وينفجر ... "صدر الكنافة."

 

سييرا للوطنية: لتحديد مرتكبي جريمة الرويس وتقديمهم للعدالة

وطنية - دان رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام اللواء الجنرال باولو سييرا في حديث الى مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور جمال خليل، "الهجوم الاجرامي الذي استهدف المدنيين الابرياء في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت". وقال: "في هذه اللحظة من الحزن العميق، ونحن نحزن للخسارة المأسوية في الأرواح الغالية، مشاعرنا هي مع أسر الضحايا المفجوعة ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى".

وأضاف: "إننا في اليونيفيل، نقف بحزم إلى جانب مضيفينا اللبنانيين في سعينا المشترك من أجل السلام والأمن. إن مثل هذه اللحظات تقوي عزيمتنا وتعزز تصميمنا"، آملا أن "تنجح السلطات اللبنانية في تحديد مرتكبي هذه الجريمة النكراء وتقديمهم إلى العدالة في أقرب وقت ممكن". وقدم التعازي لكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وللشعب اللبناني معبرا بإسمه وبإسم حفظة السلام العاملين في اليونيفيل، عن عميق تعاطفهم وتعازيهم لعائلات الضحايا الذين سقطوا.

سوريا".

 

سلام عرض التطورات مع قهوجي وابراهيم

وطنية - استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام بعد ظهر اليوم، قائد الجيش العماد جان قهوجي وتم عرض للتطورات.

واستقبل سلام عند السادسة مساء، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وتم البحث في التطورات.

 

الافراج عن المختطفين من وادي خالد وبيت جعفر

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار ميشال حلاق، ان عملية الافراج عن المختطفين من ابناء منطقتي وادي خالد وبيت جعفر انتهت، وتم التسلم في منزل ياسين علي جعفر، وتم نقلهما الى بلدتهما رجم حسين في وادي خالد، وافرج عن احد ابناء بيت جعفر، في حضور احمدالشيخ والمشايخ محمد العلي واحمد ابراهيم ابوسمير ومحمد دباح وطلال حمود.

 

حرب انتقد "الردود الغرائزية الصادرة عن موتورين" ابتهاجا بالتفجير

وطنية - انتقد النائب بطرس حرب، في تصريح بعد ظهر اليوم، ما وصفه ب"ردود الفعل الغرائزية الصادرة عن بعض الحاقدين والموتورين ابتهاجا بالتفجير"، وقال:"بقدر ما آلمنا وقوع الضحايا البريئة في العملية الإرهابية البربرية التي حصدت عددا هائلا من أهلنا في منطقة الرويس ، فبالقدر عينه او اكثر آلمنا بعض ردود الفعل الغرائزية والبربرية التي صدرت عن بعض الحاقدين والموتورين ابتهاجا بالتفجير".

اضاف:"لقد شعرت بالخجل والقرف عندما صدرت هذه الممارسات اللاإنسانية واللاوطنية عن بعض من يشارك الضحايا الابرياء الانتماء الوطني والإنساني . ان هذه الممارسات الشاذة مرفوضة ومدانة بقسوة لانها تتعارض مع كل القيم الأخلاقية والانسانية التي تقوم عليها المجتمعات البشرية.انها نقيض لكل تراثنا الحضاري والثقافي، انها ظاهرة الانحلال الأخلاقي والوطني ما لا يجوز السكوت عنه او التظاهر بعدم حصوله".

وسأل: فإلى أهل الرأي والريادة أتوجه وأقول :ماذا سنستفيد من الانتصارات الواهية التي يعمل البعض على السعي لتحقيقها اذا خسرنا الانسان والقيم في لبنان ؟ وأي وطن نبني اذا سقطت القيم والإنسانية فيه؟ فلنتعظ ولنستفق قبل فوات الأوان لأننا اذا استمرينا في مسارنا الانحداري الذي بات بعضنا أسيرا له سيسقط الهيكل على رأس الجميع وعندها لا يعود ينفع الندم . حرام لبنان وحرام اللبنانيين لأنهم يستحقون مصيرا افضل".

 

الاشتراكي ارجأ مهرجان تكريم شهدائه جنبلاط: اطلاق النار ابتهاجا بعد انفجار الضاحية عمل غير أخلاقي

وطنية - صدر عن مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي البيان التالي: "نظرا إلى الظروف الراهنة والتطورات والمستجدات السياسية والأمنية المضطربة، وبعد الانفجار الآثم الذي إستهدف الضاحية الجنوبية، وحرصا على تلافي أي حوادث قد تتسبب بمزيد من البلبلة الأمنية، يعلن الحزب التقدمي الاشتراكي عن تأجيل المهرجان المركزي التكريمي لشهدائه الذي كان سيقام ظهر الأحد المقبل في مدينة عاليه"، مؤكدا "حرصه الدائم على شهدائه وعائلاتهم وعلى شهداء كل الوطن". واعتبر البيان "أن أفضل تكريم للشهداء يتمثل بتحمل مسؤولية متابعة قضايا أسرهم بصورة متواصلة، وهو ما يسعى الحزب جاهدا القيام به منذ سنوات، بالاضافة إلى المهرجانات التكريمية الدورية". وأعلن رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط أنه كان ينوي تكليف المقدم شريف فياض تمثيله في عاليه، موجها التحية إلى "شهداء الحزب التقدمي الاشتراكي وهم الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية والعروبة وكرامة الانسان ودفاعا عن وحدة لبنان والقضية الفلسطينية وشاركوا مع رفاقهم في الحركة الوطنية اللبنانية في مقاومة إسرائيل". وأكد جنبلاط أن "المقدم فياض مناضل قديم وعريق، واكب كمال جنبلاط في أدق ظروف الحرب اللبنانية ومن أبرز محطاتها التصدي للدخول السوري سنة 1976 دفاعا عن إستقلال لبنان والقرار الوطني الفلسطيني المستقل، ثم وقف إلى جانبي في مسيرة طويلة وصعبة وشاقة خلال سنوات الحرب المعقدة والمظلمة ومن أبرز محطاتها مواجهة الاحتلال الاسرائيلي سنة 1982 وصولا إلى المصالحة التاريخية في الجبل". أضاف جنبلاط "المقدم شريف فياض، رفيق الدرب وصديق العائلة، الذي تحمل مسؤوليات حزبية وعسكرية وسياسية صعبة، وأثبت عن وفاء إستثنائي، وولاء غير محدود، دون أن يطلب لنفسه شيئا، أو يبحث عن جاه ووجاهة وعز، ناضل بصمت وثقة وروح عالية دون أن يتعب أو يمل، أسس مع كوكبة من الرفاق جيش التحرير الشعبي وتولى قيادته في أحلك الظروف، تنقل في العديد من المواقع القتالية ولاحقا التنظيمية، فترك في كل منها بصمات وعلامات فارقة، لم يشتك يوما من أمر عام أو خاص، بل كان مثال التفاني والاخلاص والثقة". من ناحية أخرى، أعرب جنبلاط عن إستنكاره لما نشر من أنباء عن إطلاق النار إبتهاجا في بعض المناطق اللبنانية بعد تفجير الضاحية الجنوبية، معتبرا أن "إحتفال أي منطقة لبنانية بسقوط شهداء في منطقة لبنانية أخرى هو عمل غير أخلاقي بالمطلق ولا يجوز تكراره بصرف النظر عن المنطقة المستهدفة أو الشهداء الذين سقطوا".

 

مرعب" ..تنظيم "حزب الله"

 ذكرت صحيفة "النهار" ان تنظيم "حزب الله" مرعب. فهو وبسرعة قياسية وبتنظيم مبالغ فيه، انتشر عناصره في الضاحية. امام كل المراكز، وفي كل المفارق حواجز ثابتة، تمنع اي كان من الدخول. حول كل المستشفيات اخذ "حزب الله" مسؤولية الامن، نظم دخول من له عمل ومنع الآخرين. حمل اصحاب الشارات الصفراء اجهزتهم اللاسلكية وتواصلوا. لا مشاكل تذكر. كل شيء مضبوط. هم في كل مكان.  

 

شبكة اتصالات لحزب الله في عكار؟!

 اعلن النائب خالد زهرمان ان وزارة الاتصالات تقوم منذ أشهر بتمديد شبكات في بلدات عكار تحت حجة الـ "dsl"، مشككا بطبيعة هذه الشبكات ومتخوفاً من ان تكون شبكات تابعة لحزب الله ولكن بغطاء من وزارة الاتصالات.

وطالب زهرمان في حديث عبر المستقبل، رئيسي الجمهورية والحكومة بفتح تحقيق بالموضوع وتوضيح طبيعة تمديدات وزارة الاتصالات في عكار.

 

جنبلاط اتهم اسرائيل بانفجار الرويس: لنتواضع ونخرج بصيغة وحوار مشتركين وحكومة مصلحة وطنية لتفادي الانجرار الى الآتون السوري والعراقي

وطنية - اعتبر النائب وليد جنبلاط في حديث إلى تلفزيون المنار تعليقا على انفجار الرويس اليوم أن "هذا التفجير يستهدف جميع اللبنانيين، وعلينا أن نرى الصورة بشكل عريض، هذا هو التفجير الثاني، نعم في الضاحية جغرافيا، لكن هذا التفجير تخريبي إرهابي يستهدف جميع اللبنانيين إذا كان هناك من إستنتاج، أن لا نغرق في التحاليل من وراء هذا التفجير".

وقال: "إنني أتهم مباشرة إسرائيل، لأن لإسرائيل هي المستفيدة الأولى من هذا التفجير خاصة اليوم، ونحيي النضال، ونحيي جميع الشعب اللبناني والمقاومة في صمودها البطولي والأسطوري عام 2006، عندما تصدت لإسرائيل، وأحيي الجنوب، وأحيي كل لبنان عندما تصدينا وانتصرنا جميعا كل على طريقته، بتضامننا وبتأييدنا إنتصرنا على إسرائيل بذلك، هذا التفجير يطال الأمن والإستقرار اللبناني".

وسأل "من المستفيد الأول من فتنة إذا ما وقعت بين المسلمين، نعم بين المسلمين أو بين اللبنانيين، فلنقل بين اللبنانيين، من المستفيد الأول إلا إسرائيل؟، ماذا يحدث في العراق، معدل القتلى والجرحى الشهري أصبح تقريبا 4000 قتيل وجريح في الشهر؟، ماذا يجري في سوريا نتيجة تلكؤ الدول الكبرى، ونتيجة غياب الحل السياسي، ونتيجة طبعا -رغم موقفي المعادي للنظام- لكن ما يجري اليوم تدمير منهجي لسوريا؟، فلماذا نحن لا نستطيع أن نتواضع ولو بالحد الأدنى ونخرج بصيغة مشتركة بحوار مشترك بحكومة مصلحة وطنية ووحدة وطنية، من أجل تفادي أن (نصبح) أن ننجر الى الآتون السوري والعراقي".

وأوضح "لا أملك أدلة، لكن أكبر مستفيد لما يجري في المنطقة، وهذه المنطقة التي تفرق إربا إربا في الفتنة المذهبية والطائفية هي إسرائيل". وإذ رأى أن "الانفجار مؤشر خطر لدخول لبنان آتون الفتنة والدمار والخراب، قال "أعلم اليوم أن الآخرين أو بعض من الآخرين، أننا سندخل في دوامة التنظير والتنظير المضاد، والإتهام والإتهام المضاد ونضيع الجوهر، وهي كيف نستطيع أن نرعى خلافاتنا بالحد الأدنى في حكومة وحدة وطنية ومصلحة وطنية، ونوحد الجهد الأمني، قلتها لغيرها من شاشات التلفزة نعم نوحد، الذي يريد التنسيق بالشأن الأمني بين الأجهزة اللبنانية، وحتى إذا لزم تكون هناك غرفة عمليات مشتركة بين الإستخبارات العسكرية والأمن العام وأمن الدولة وحتى جهاز أمن المعلومات، أيضا دفعنا فواتير في الماضي، على هذا العمل الإرهابي ودفع كل لبنان آنذاك، ودفعت الضاحية عندما حاولت إسرائيل إستهداف السيد محمد حسين فضل الله، وكان دمارا هائلا، نعم دفعنا في الماضي، لذلك فلنعتبر من الماضي ونتوجه للمستقبل". ولفت إلى أنه "إذا إستفحلنا في النقاش الداخلي، والإتهام والإتهام المضاد والتنظير ووضع الحواجز، طبعا لا تلوموا الدول، الدول لا تبالي، من يبالي بلبنان، من يبالي حتى بكل المنطقة في الشرق الأوسط العربي والإسلامي، يبالون فقط في شيئا واحدا مصلحة إسرائيل دائما، وسيبقى الهم الغربي متفاوت طبعا، لكن بشكل مجمل همهم أمن إسرائيل".

 

غصن كشف عن معطيات أمنية تتعلق بتحقيقات مع موقوفين بجرائم تفجير في البقاع وقتل عسكريين

وطنية - أعلن وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن في بيان، جملة معطيات أمنية تتعلق بالتحقيقات الجارية مع عدد من الموقوفين على خلفية قيامهم بعمليات أمنية في عدد من المناطق اللبنانية، وجاء في البيان:

"إنني كوزير للدفاع الوطني اؤكد ان ما سأقدمه ليس تحليلا ولا تكهنات انما حقائق مستندة الى تحقيقات اجرتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وتضمنت اعترافات ادلى بها الموقوفون.

قد يسأل البعض عن قرارنا الادلاء بما توصلنا اليه من معلومات خصوصا ان المعلومات الامنية الحساسة عادة ما تبقى بحوزة الاجهزة الامنية، وهنا يهمني ان اؤكد ان هذا القرار جاء نتيجة الاقتناع بمدى الحاجة الان لتسمية الامور بمسمياتها. وذلك لوضع حد للتكهنات والفرضيات والتحليلات التي تعمد في جانب منها الى اشاحة الانظار عن الحقائق واحداث بلبلة في صفوف الرأي العام اللبناني.

وفي المعلومات: ان مديرية المخابرات قد اعتلقت بتاريخ 27/7/2013 المدعو حسن حسين رايد الذي اعترف انه وبالاشتراك مع عمر احمد الاطرش وآخرين، قام بتنفيذ بعض العمليات الارهابية وتحضير سيارات مفخخة ومن ضمن اعترافاته:

اولا: المشاركة بتاريخ 28/5/2013 مع كل من عمر احمد الاطرش وسامي احمد الاطرش وعبيدة مصطفى الحجيري واحمد عبد الكريم حميد وسامح البريدي واربعة سوريين آخرين بقتل عدد من العسكريين على حاجز للجيش اللبناني في محلة وادي حميد.

ثانيا: المشاركة بتاريخ 16/6/2013 مع كل من عمر وسامي الاطرش واربعة سوريين آخرين بقتل اربعة اشخاص (اثنان منهم من آل جعفر وواحد من آل امهز وآخر تركي الجنسية) في محلة وادي رافق.

ثالثا: المشاركة في اعداد وتفجير العبوتين الناسفتين على طريق الهرمل بتاريخ 7/7/2013 حيث تم تفجير الاولى في سيارة لسيدة من آل ناصر الدين والثانية بدورية للجيش اللبناني ادت الى جرح ضابط وعدد من العسكريين.

رابعا: اطلاع المدعو حسن حسين رايد على قيام كل من عمر وسامي الاطرش وزهير حسين امون وسامح البريدي واحمد عبد الكريم حميد بتجهيز عدد من السيارات المفخخة لتفجيرها في الضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق اللبنانية.

كما تبين من خلال التحقيقات التي اجرتها مديرية المخابرات ان عمر الاطرش هو الرأس المدبر لهذه المجموعة، وقد توافرت معلومات للمديرية ايضا عن عدد من المشتبه بهم المتورطين في اعداد ووضع متفجرة بئر العبد الاولى بتاريخ 9/7/2013.

ولدينا معلومات تؤكد ان السيارة التي انفجرت آنذاك في بئر العبد هي من (نوع كيا) تمت سرقتها ليلة وقوع الانفجار من منطقة خلدة، عبر الاستيلاء عليها بقوة السلاح وقد تم تجهيزها ليلا ومن ثم وضعها في موقف السيارات حيث وقع التفجير، وقد اعتقلت مديرية المخابرات شخصا سوري الجنسية ويدعى حسام دياب غانم ابو حلق وتبين انه على علاقة بأشخاص آخرين يشتبه بعلاقتهم بمتفجرة بئر العبد الاولى.

كما يهمنا ان نوضح للرأي العام ان مديرية المخابرات لديها خيوط قوية في قضية اطلاق الصاروخين على الضاحية الجنوبية بتاريخ 26/5/2013، وانها تتعقب احد المتورطين.

كما ان لدى المديرية معلومات دقيقة عن محركي هؤلاء الاشخاص والرأس المدبر والمجموعات المحيطة به وانتماءاتهم وجنسياتهم أكانوا لبنانيين او سوريين او غير ذلك.

هذا بعض ما تمتلكه مديرية المخابرات في الجيش، ويهمني هنا كوزير للدفاع ان اؤكد للرأي العام ان الجيش اللبناني ومديرية المخابرات هما عين الوطن الساهرة، وهذه المديرية تقوم بجهد جبار تشكر عليه، علما انه كان بالامكان للتحقيقات ان تسير بخطى متسارعة اكثر من ذلك لولا قيام البعض بتصويب سلاحه باتجاه المؤسسة العسكرية.

اننا وحرصا منا على السلم الاهلي وادراكا منا لخطورة المعلومات التي بحوزة الجيش اللبناني والتي كشفنا اليوم عن جزء يسير منها، ارتأينا انه المفيد ان نضع امام الرأي العام بعض هذه الحقائق وذلك بهدف قطع دابر الفتنة خصوصا اننا بدأنا منذ الامس نسمع اصواتا تروج لانفجار آخر قد يقع في منطقة اخرى من لبنان لا سمح الله، بهدف الايقاع بين اللبنانيين واشعال فتنة ستودي بالبلد الى الكارثة.

انني حين تحدثت في السابق عن تسلل عناصر ارهابية الى لبنان قامت حينها الدنيا ولم تقعد، وها هي الايام تثبت صحة ما حذرنا منه سابقا. وانا اليوم من موقعي ادق ناقوس الخطر لأقول ان لبنان بدأ يقع في قبضة الارهاب وعلى الجميع وعي دقة المرحلة، فلا يزايدن احد علينا في مواقفنا الوطنية وينغمس في التحليل بهدف تحويل اتجاه البوصلة الى مكان آخر ويعمد الى التصويب علينا وتغيير كلامنا وتحويره، فالوضع لا يحتمل وليتحمل كل انسان مسؤوليته الوطنية ولترفع الحواجز السياسية عن عمل المؤسسة العسكرية.

كما انني ادعو جميع اللبنانيين، الى اي منطقة انتموا، للوقوف خلف المؤسسة العسكرية ودعمها وعدم ايواء هؤلاء المطلوبين والمساعدة في القبض عليهم وعدم تأمين بيئة حاضنة لهم لنحمي الوطن ونرسخ امنه ونمنع استهداف المدنيين الابرياء الذين ينتمون الى كل الطوائف اللبنانية، بأعمال ضد الانسانية وضد الاديان، ولنعمل يدا واحدة لترسيخ وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك الذي من خلاله نحمي البلد ونجنبه المزيد من الدماء التي تسيل في اكثر من منطقة ونقطع دابر الفتنة التي يتمناها العدو الاسرائيلي".

 

ستريدا جعجع وكيروز طالبا بتوقيف المعتدي على مدير مستشفى بشري

وطنية - استنكر نائبا جبة بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز، في بيان مشترك "أشد الاستنكار الاعتداء الذي تعرض له الدكتور يوسف طوق مدير مستشفى بشري الحكومي والناشط البيئي المعروف على خلفية موقفه المعترض على الأشغال الجارية في جوار غابة الارز". واعتبرا أن "ما يزيد من الاستنكار هو أن الدكتور طوق أعطى بشري طوال ثلاثين عاما من ذاته وطبب أبناءها من دون مقابل، وتحول في عهده مستشفى بشري من مجرد مستوصف إلى مستشفى فعلي". وطالبا "الأجهزة الأمنية والقضائية بالتحرك السريع وإجراء التحقيقات اللازمة من أجل ملاحقة الفاعل وتوقيفه". واستهجن نائبا جبة بشري "التشويه الفاضح الذي يطاول المحيط المباشر لغابة الأرز التاريخية، خصوصا وأنه يعرض الغابة للخطر ولإمكانية شطبها من لائحة التراث العالمي كمحمية فريدة". ودعا النائبان جعجع وكيروز بلدية بشري ولجنة أصدقاء غابة الأرز إلى "اتخاذ موقف من هذا التعدي الخطير". كما طالبا وزارات البيئة والثقافة والسياحة والزراعة "بوضع يدها على هذه القضية وإعادة الوضع إلى ما كان عليه في أقرب وقت ممكن".

 

اطلاق نار على سوريين في ابي سمرا طرابلس

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس عبد الكريم فياض ان مسلحين أطلقوا النار على شابين من الجنسية السورية في منطقة أبي سمراء قرب ساحة سعدون مما أدى الى إصابتهما باقدامهما، ونقلا الى مستشفى الشفاء في أبي سمرا وحضرت القوى الأمنية الى المكان للتحقيق.

 

ميقاتي التقى نحاس واطلع من حمود وكرم على مجريات التحقيق بتفجير الرويس

وطنية - تابع رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي مجريات الأوضاع السياسية والأمنية والقضائية مع زواره في السرايا بعد ظهر اليوم، حيث استقبل وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، ثم النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود يرافقه مدعي عام جبل لبنان القاضي كلود كرم وإطلع منهما على مجريات التحقيق المتعلق بتفجير منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية . وإستقبل ميقاتي الوزير السابق يوسف تقلا .

 

قوى الامن نعت المؤهل أول صالح عباس وابنتيه ضحايا تفجير الرويس

وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة البلاغ الآتي: "تنعي المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، شهيدها المؤهل أول صالح عباس وابنتيه مريم (12 سنة) وملاك (10 سنوات)، الذين إستشهدوا يوم أمس 15/8/2013، أثناء تواجدهم في محلة الرويس حيث وقع الإنفجار الإرهابي. الشهيد صالح حسين عباس من مواليد 4/6/1966 بلدة حانين - بنت جبيل، متأهل وأب لأربعة أولاد. وقد دخل السلك بتاريخ 16/8/1988، وتدرج بالرتبة حتى رتبة مؤهل أول بتاريخ 1/5/2012.

- خدم في عدة مراكز منها: معهد قوى الأمن الداخلي - مفرزة طوارىء بعبدا - جهاز أمن السفارات - الشرطة القضائية (فرع الخدمة والعمليات) - فرع المعلومات والتحليل - مكتب السجل العدلي المركزي - مكتب سجل عدلي صيدا.

- حائز على وسامي فجر الجنوب والوحدة الوطنية والاستحقاق اللبناني درجة رابعة وثالثة والميدالية العسكرية.

- عدة تنويهات من اللواء المدير العام وقائد الدرك الاقليمي وقائد الشرطة القضائية".

 

نصرالله من عيتا الشعب: عبوة الرويس زنتها اكثر من 100 كلغ والهدف منها إلحاق اكبر ضرر بالناس

وطنية - ألقى الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عصر اليوم، كلمة في الذكرى السابعة لانتصار تموز 2006، خلال حفل جماهيري وسياسي اقيم في بلدة عيتا الشعب المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة.

بعد النشيد الوطني ونشيد "حزب الله"، وكلمات ممسرحة عن عيتا الشعب للفنان حسن حمدان، كانت كلمة عريف الحفل الزميل حيدر دقماق وأناشيد من وحي المناسبة أدتها فرقة "الرضوان الجهادية".

ثم تحدث نصر الله فشكر الحضور على مشاركتهم "في ظل الظروف، في هذه البلدة الحدودية المجاورة لفلسطين المحتلة"، معزيا عائلات ضحايا "الاعتداء الارهابي الكبير والخطير"، متمنيا الشفاء للجرحى". ونوه "بصبر أهل الضاحية"، شاكرا "كل من اتصل من سياسيين ورجال دين واعلام ودول وحكومات للمواساة"، لافتا الى "صمت بعض الدول حيال الجريمة والتي قد تكشف الايام دورها".

وعن ذكرى حرب تموز، قال: "أحببنا احياءها في بلدة عيتا الشعب لان هواءها هواء فلسطين ولما للمكان من دلالة حيث انه على مرمى حجر من العدو. وان صمود البلدة خلال 33 يوما كان فوق التكليف والقانون والقدرة. فقد رفض المقاومون ترك البلدة خلال تموز 2006 حتى آخر طلقة ليقدموا صورة حقيقية عن هوية هذه المقاومة".

أضاف: "ان انتصار 25 أيار عام 2000 كان انهاء لمشروع اسرائيل الكبرى، ثم كان الانتصار التاريخي في 14 آب 2006 اجهازا على اسرائيل العظمى المهيمنة المتكبرة والتي تفرض شروطها على الفلسطينيين وشعوب المنطقة وايران. في 14 آب 2006 سقطت اسطورة الخوف من جيش اسرائيل، اذ انها انسحبت خاسرة، فاشلة، ضعيفة، مهزومة وهي لا تزال تعالج جراحها باعتراف قادتها".

وتحدث عن "الانتصار الاول وكيف ان شعب هذا الانتصار قادر على التحرير"، مشيرا الى ان "هذه نتيجة استراتيجية، اما النتيجة الثانية في حرب تموز فأكدت بوضوح ان المقاومة المحتضنة من شعبها هي قوة حقيقية"، واصفا نتائج حرب تموز ب"المدرسة التي تعتمد في الاكاديميات العسكرية في دول أخرى"، مجددا "الالتزام بهذه المدرسة وهذه المقاومة لتحرير ما تبقى من ارضنا والدفاع عن شعبنا وعن لبنان وسيادته وارضه ومقدراته".

واعتبر ان "أقوى وافضل ما يملكه لبنان اليوم هو المعادلة الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة"، وقال: "سنبقى قرب الشريط الشائك على الحدود ونبني بيوتنا لصقا به، بالاذن من اليونيفيل، كما سنستخرج نفطنا ولن يستطيع الاسرائيلي فعل شيء".

وعن عملية اللبونة، جدد القول انه "لم يعد مسموحا لأي جندي اسرائيلي بأن يخطو خطوة تدنس ارضنا التي طهرتها دماء الشهداء"، متوجها الى الاسرائيليين بالقول: "ان زمن السياحة داخل ارض لبنان انتهى وبلا رجعة"، مشددا على ان "المقاومة وبالرغم من كل ما جرى في السنوات السبع الماضية القاسية، هي اقوى من اي زمن مضى واكثر عدة وأوفر عديدا واصلب ارادة".

وتطرق الى التفجيرات التي طالت منطقة الضاحية الجنوبية، فقال: "كان العدو يلجأ الى قصف الناس عندما يفشل في مواجهتنا عسكريا، وان العلاقة بين المقاومة والناس هي علاقة روحية واخلاقية".

أضاف: "من قام بعملية التفجير في الضاحية هدفه إلحاق اكبر ضرر بالناس، فالعبوة زنتها أكثر من مئة كلغ. ان هذه المجزرة تأتي في سياق هذه الحرب المفتوحة، فطالما هناك فريق يقاوم ويرفض الاستسلام للارادة الدولية فهو وبيئته الحاضنة مستهدفان". وتابع: "الصواريخ التي سقطت سابقا على قرى الهرمل وبعلبك وجوارها كان مصدرها الاراضي السورية والفاعل كان معروفا، ثم حصلت تفجيرات على طريق الهرمل واصابت جنودا، ثم على طريق مجدل عنجر، واطلقت صواريخ على الضاحية الى ان حصلت متفجرة الضاحية في 9/7 تلتها صواريخ على اليرزة ثم المجزرة الرهيبة التي وقعت بالامس. وهذه الاحداث كانت تستهدفنا باستثناء صواريخ الجبل التي لم تحدد بعد وجهتها، ورغم ذلك لم نقم بأي رد فعل ولم نقفل طرقات ولم نتهم احدا. ونحن ننوه بوعي الناس وصبرهم".

 

حزب الله وبلدة الغسانية شيعا الشهيد داوود سليمان حدرج احدى ضحايا تفجير الرويس

وطنية - شيع "حزب الله" وأهالي بلدة الغسانية والقرى المجاورة الشهيد داوود سليمان حدرج الذي قضى في التفجير الإرهابي الذي وقع في محلة الرويس في الضاحية الجنوبية. انطلق موكب التشييع من أمام مدخل البلدة، تقدمه مسؤول المنطقة الثانية في الحزب علي عمار وشخصيات وفعاليات وعلماء دين وحشد من المواطنين. واخترق الموكب شوارع البلدة وصولا إلى الجبانة وسط اللطميات الحسينية والشعارات الكربلائية، وصلى على الجثمان عضو المجلس السياسي في "حزب الله" الشيخ محمد كوثراني قبل أن يوارى الثرى في جبانة البلدة.

 

الشيوعي واهالي كفررمان شيعا عفيف سعيد ضاهر احد شهداء تفجير الرويس

وطنية - شيع "الحزب الشيوعي اللبناني"، وأهالي بلدة كفررمان الجنوبية الشهيد عفيف سعيد ضاهر الذي قضى في التفجير الذي وقع في محلة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت. وشارك في التشييع النائب عبد اللطيف الزين، الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة، رئيس هيئة التنسيق النقابية حنا غريب وشخصيات وفاعليات. وجاب موكب التشييع شوارع البلدة وصولا إلى باحة الجبانة، حيث صلى امام بلدة كفررمان الشيخ غالب ضاهر على الجثمان ليوارى الثرى بعد ذلك. ورأى حدادة في تصريح له بعد انتهاء مراسم التشييع ان "العملية الإرهابية في الضاحية الجنوبية هي محاولة للانتقام من النصر الذي حققته المقاومة على العدو الصهيوني ومحاولة لسرقة النصر من الشعب اللبناني". ورأى في التفجير "محاولة لجر الحرب الاهلية والفتنة المذهبية إلى بلدنا"، مؤكدا "ان لا حل في لبنان إلا بقطع دابر التعبئة المذهبية وإلا بمؤتمر تأسيسي ونظام جديد".

 

قاطيشا لـ”الشرق الأوسط”: ما يريده حزب الله هو تبرير وجود المقاومة وما اعلنه نصرالله عن حادثة اللبونة مجرد ادعاءات

قلّلل مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبي قاطيشا من أهمية مواقف الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله التي أطلقها عبر قناة “الميادين” على خلفية تسلل دورية عسكرية إسرائيلية إلى محلة اللبونة داخل الأراضي اللبنانية الأسبوع الفائت وإصابة أربعة من عناصرها، وقال لـ”الشرق الأوسط”: “إن ما عرفناه هو أن دورية إسرائيلية تعرضت لانفجار، من جراء لغم قديم مزروع أو لغم تحمله أرادت زرعه، وجاء نصر الله بعد الكشف عنها ليقول إنه هو من زرع العبوة”، معتبرا أن “حزب الله” أراد استغلال حادثة لا علاقة له بها ليبرر قتاله للعدو الإسرائيلي”. وأكّد قاطيشا لـ”الشرق الأوسط” أن “نصر الله لم يبرهن بالعلم العسكري أنه قام بزرع العبوة وليس كلامه بمقنع، مما يرجح أن ما أعلنه ليس إلا مجرد ادعاءات واستغلال، والمشكلة أنه لا أحد قادر على أن يدحض ادعاءاته بغياب جهاز عسكري قادر على التحقيق وتبيان ظروف الحادثة، باعتبار أن الجيش لا يواجه الأحزاب”.  وخلص إلى أن “ما يريده حزب الله هو تبرير وجود المقاومة واستمرار مهمتها في جنوب لبنان”.

 

الراعي ألغى احتفالية حديقة البطاركة واستعاض عنها بقداس: نناشد السياسيين وكل الافرقاء الاتعاظ من انفجار الضاحية ومن خفاياه

وطنية - ألغى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الانشطة الاحتفالية لحديقة البطاركة التي كانت مقررة اليوم في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي غاب نظرا الى الاوضاع الراهنة وأوفد وزير البيئة ناظم الخوري ممثلا عنه. واقتصرت النشاطات داخل الصرح البطريركي حيث ترأس الراعي قداس التضامن مع شهداء انفجار الضاحية، عاونه المطرانان بولس الصياح ومارون العمار، في حضور ممثل رئيس الجمهورية، وليم مجلي ممثلا النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس، النائب فريد الخازن، الوزيرين السابقين سليمان طرابلسي وابراهيم الضاهر، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، نقيب المحامين في الشمال ميشال خوري، قائمقام بشري رولا البايع، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، رئيس رابطة تجمع الصناعيين نعمة افرام، رئيس "كاريتاس - الشرق الاوسط وشمال افريقيا" المحامي جوزف فرح، الامين العام ل"رابطة قنوبين للرسالة والتراث" نوفل الشدراوي، قادة الاجهزة الامنية والعسكرية في المنطقة ورؤساء البلديات.

وخدمت القداس جوقة قاديشا بقيادة الاب يوسف طنوس.

الراعي

والقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "ارتفعت كالأرز في لبنان"، فقال: "صاحب المعالي ممثل فخامة رئيس الجمهورية، لقد آلمتنا كما آلمت فخامة رئيس الجمهورية وكل اللبنانيين جريمة الانفجار بعد ظهر أمس في ضاحية بيروت الجنوبية بين الرويس وبئر العبد. وقد أوقعت ما يفوق العشرين قتيلا من المواطنين الأبرياء ومئات الجرحى وأضرارا مادية فادحة، وطعنة مؤلمة في قلب لبنان. وما آلمنا بالأكثر، أنها وقعت في يوم عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى المجد السماوي، في ما كان المؤمنون يرفعون الصلوات من كل كنائس الأرض ولا سيما من لبنان، ملتمسين من سيدة لبنان السلام والاستقرار لوطننا ولبلدان الشرق الأوسط".

ودان الراعي "بشدة هذه الجريمة الجسيمة، سائلين العدل الإلهي أن يكف أيادي الأشرار ومرتكبيها ومرتكبي أمثالها، وطالبين من العدالة البشرية ضبط الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بحقهم. وإننا نعزي أهالي الضحايا ونشدد الجرحى والمتضررين. ونقدم هذه الذبيحة المقدسة من أجلهم جميعا ومن أجل سلامة لبنان وشعبه".

اضاف: "كان من المتوقع أن يكون هذا الاحتفال ككل سنة في حديقة البطاركة مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، للاطلاع على انجازات رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وإزاحة الستار عن خمسة تماثيل جدد لبطاركة موارنة، تضاف على تلك التي رفعت خلال السنوات العشر من عمر الحديقة. لكن حدادا على ضحايا الانفجار اعتذر فخامته عن عدم الحضور وآثرنا نزع طابع الاحتفال عن هذه المناسبة. فأوفد مشكورا معالي وزير البيئة ناظم الخوري، لكي يمثله في المناسبة المقتصرة على عرض الإنجازات للمسح الثقافي الشامل في وادي القديسين، وعلى القداس الإلهي على نية العاملين في مشروع هذا المسح الثقافي والمحسنين، ومن أجل ضحايا الانفجار، من قتلى وجرحى ومصابين ومتضررين، ومن أجل السلام في لبنان".

وشكر الراعي "حضوركم صاحب المعالي، ونرجو أن تعربوا لفخامة الرئيس عن قربنا منه في هذا الظرف الصعب، وعن تعازينا بضحايا الانفجار. ونسأل لفخامته النجاح في سعيه الدؤوب إلى شد أواصر الوحدة الوطنية، وإطلاق الحوار الإنقاذي الشامل بروح المصارحة والمصالحة، وتأليف حكومة جديدة تتولى مسؤوليات الساعة الخطيرة، بعيدا عن التجاذبات السياسية، الفئوية والمذهبية، وإعادة الحياة للمؤسسات الدستورية الأخرى، ومواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والأمنية"، مناشدا "المسؤولين السياسيين والأفرقاء المتنازعين الاتعاظ من انفجار الضاحية ومن أبعاده وخفاياه. فدماء الضحايا البريئة تستصرخ ضمائرهم لكي يجلسوا كرجالات دولة جديرين إلى طاولة الحوار في ظرف يدعوهم إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية. ولا يكفي استنكار الانفجار وتعزية الحزانى بكلمات من الشفاه، فيما لغة العقل والقلب، أي لغة الحقيقة والمحبة، معطلة؛ وفيما مبادرات الحلول المسؤولة مبعدة".

وتابع: "ارتفعت كالأرز في لبنان. إن الاحتفال بالليتورجيا الإلهية في ذكرى انتقال أمنا وسيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى مجد السماء، يرفعنا إلى قمم الروح، تقودنا إليه كلمة الكتاب المقدس في سفر يشوع بن سيراخ عن حكمة الله المتجسدة بشخص يسوع المسيح، والمطبقة على مريم أمه التي صارت له مسكنا مقدسا: ارتفعت كالأرز في لبنان (بن سيراخ 24: 13). إنه لفخر ودعوة لنا نحن اللبنانيين، أن تشبه رفعة الحكمة الإلهية والسيدة العذراء مريم، أشرف نساء العالمين والمباركة بين النساء بارتفاع الأرز في لبنان. أجل، فخر لنا أن يقترن أرز لبنان بحكمة الله المتجسدة في التاريخ بشخص يسوع المسيح، فادي الإنسان ومخلص العالم، لأنه قدس أرض لبنان بحضوره وآياته في نواحي صور وصيدا، وأن يقترن بشخص مريم سيدة لبنان، التي كرسنا لقلبها الطاهر وطننا لبنان وبلدان الشرق الأوسط باحتفال رسمي كنسي ووطني في 16 حزيران الماضي. فمريم، مذ قبلت ابن الله بروحها وجسدها وصارت مسكنا له وللحكمة الإلهية، وبعد حياة مليئة بالنعمة والقداسة، ومميزة بالاتحاد الكامل بشخص المسيح ابنها بالجسد، رفعتها الحكمة الإلهية كالأرز في لبنان، ونقلتها بالنفس والجسد إلى مجد السماء، سلطانة على جميع القديسين، وملكة السماء والأرض".

واردف: "إنها دعوة لنا نحن اللبنانيين، أن نرتفع مثل أرزنا بالحكمة والكرامة والقيم، وأن نصمد في التضامن ووحدة العيش معا، وسط المحن والأزمات، مثل الأرز الذي يصمد ويقوى كلما هزته الرياح وتراكمت عليه الثلوج. من هذا المنظار الإلهي ومن منظار الافتخار والدعوة، ينبغي على اللبنانيين أن ينظروا إلى وطنهم. لقد أعطي لبنان لهم لؤلؤة بتكوينه الجغرافي، وبمسيرته التاريخية، وبنظامه السياسي الديموقراطي التعايشي المنفتح على دول الشرق والغرب والمميز عنهما، بكونه متوسطا بين التيوقراطية الشرقية والعلمانية الغربية، حتى أضحى، بتعبير للطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني: نموذجا للشرق كما للغرب وصاحب رسالة تجاههما. فلا يحق لأحد أن يكسر هذه اللؤلؤة بزعزعة الكيان اللبناني الموصوف في الدستور بأنه دولة مستقلة حرة وذات سيادة تامة، وبأنه واحد أرضا وشعبا ومؤسسات من دون تجزئة؛ وبأن الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية (المقدمة، أ، د؛ مادة 1)".

وقال: "انطلاقا من هذا الوصف الدستوري للكيان اللبناني، أرجو منكم معالي الوزير ممثل فخامة الرئيس، أن تنقلوا إليه ما أعرفه في العمق، أعني أولا بطروحاته الإنقاذية ولا سيما في خطابه التاريخي المسؤول بمناسبة عيد الجيش؛ وثانيا مطلب الشعب بأن يبادر الأفرقاء السياسيون والمفكرون واساتذة الجامعات ورجال العلم والاقتصاد والأعمال إلى حوار وطني مسؤول لإيجاد الحلول للقضايا المطروحة من الرئيس. يديننا ويدينهم شعبنا وأجيالنا الطالعة والتاريخ، إذا استمرينا في حالة العجز والقصور والإهمال والتأجيل والتسويف والتلاعب بمصير هذا الوطن وكيانه وشعبه ومصيره. أنقل، معالي الوزير إلى فخامة الرئيس، رفض الشعب تسخير لبنان - اللؤلؤة وكيانه لمصالح شخصية وفئوية ومذهبية، استقواء بالنفوذ السياسي أو بالمال أو بالسلاح أو بالخارج. الشعب يرفض تعطيل المؤسسات الدستورية وعدم تأليف حكومة تتولى مصالح الشعب والبلاد. الشعب يرفض حكومة ترعى مصالح السياسيين ومذاهبهم وأهدافهم الخاصة، على حساب المصلحة الوطنية العليا. الشعب يرفض أن تكون حياته ومصلحته ومصيره ومستقبله رهينة لخلافات السياسيين وغاياتهم الخاصة، الفئوية والمذهبية".

ولفت الى ان "مؤسساتنا التربوية والاجتماعية والاستشفائية التي تحتضن اليتيم والمعوق والمريض والفقير والمهمل، ترفض تقاعس الوزارات عن دفع المستحقات المالية المتراكمة سنة بعد سنة والتمييز المذهبي والحزبي والمناطقي في ما تدفع منها. مدارسنا المتضامنة مع هيئاتها التعليمية التي تشكل معها ومع الأهل أسرا تربوية مسؤولة عن أجيالنا الطالعة وعن تأمين مستقبلها، تطالب بحقوق المعلمين، ولكنها ترفض الزيادات العشوائية وغير المحقة. وترفض رفضا باتا ما يسمى بالمفعول الرجعي، وهو ظلم مالي صارخ بحق الأهل والمدارس، وبدعة قانونية، ولا يمكن قبوله كجائزة لتقاعس الدولة عن بت الأمور في حينها. الشعب يرفض تمويل سلسلة الرتب والرواتب بإضافة ضرائب جديدة عليه، وهو مرهق بالفقر والعوز، بل يطالب بإجراء جباية الضرائب والمستحقات من جميع المواطنين وفي كل المناطق. الشعب يطالب بفصل الشؤون الاقتصادية عن نزاعات السياسيين، مع ما يستدعي الإنقاذ الاقتصادي من صدقية وإعادة ثقة لجذب الاستثمار، ومن استقرار أمني، وفرص عمل استثمارية جديدة".

واعلن ان "رابطة قنوبين ترفع اليوم للرسالة بالتراث في حديقة البطاركة خمسة تماثيل لبطاركة عظام تميز كل واحد منهم بمساهمة خاصة تاريخية في تكوين لبنان السياسي. إنا، فيما نشكر للرابطة والناحتين ومقدمي التماثيل هذه المبادرة الكريمة، أعتبر مساهمات هؤلاء البطاركة خريطة طريق تسلكها البطريركية حفاظا على هذا الوطن صاحب الرسالة والنموذج. التمثال الأول للبطريرك يوحنا مخلوف (1608-1634) ابن إهدن، المعروف بميزتين: الأولى أنه أرسى أسس الكيان اللبناني مع الأمير فخر الدين الثاني الكبير موطدا علاقاته بالغرب ومعززا تعاونه مع الموارنة على المستوى الإداري والسياسي، فساد العمران في البلاد. والثانية أنه اهتم بتعزيز الثقافة والعلم فأسس مدرسة حوقا لإعداد الأجيال الطالعة وإرسالهم في ما بعد إلى المدرسة المارونية في روما، هذه التي خرجت رواد النهضة العربية. كما استجلب من أوروبا إلى دير مار أنطونيوس قزحيا أول مطبعة سنة 1610. التمثال الثاني، للبطريرك جرجس عميرة الإهدني (1634-1644) أول خرِيجي المدرسة المارونية في روما. حمل مع الموارنة معاناة الاضطرابات والاضطهاد والفقر والجوع وعدم الاستقرار، بالإضافة إلى كوارث طبيعية، وخلافات. تميز عهده باثنتين: تعزيز روابط التواصل بين الأمير فخر الدين الثاني الكبير والغرب، حتى سماه البابا أورباونس الثامن: "نور الكنيسة الشرقية"؛ ودفاعه عن الكنيسة المارونية وعقيدتها مع النهضة العلمية قبل إحداثها في الشرق".

اضاف: "التمثال الثالث للبطريرك ضرغام الخازن الغوسطاوي (1733-1742)، اقترنت بطريركيته بحدث مؤسس هو انعقاد المجمع اللبناني سنة 1736 في دير سيدة اللويزه. يشكل هذا المجمع دستور الكنيسة المارونية الذي يضم كل ما صدر قبله من تعاليم مجمعية وإصلاحات كنسية وتطور سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، وأسس لكل المجامع التي أتت من بعده. ويظل محور حياة الكنيسة المارونية تقاليدها وروحانيتها ورسالتها. التمثال الرابع للبطريرك الياس الحويك (1899-1931) من حلتا (البترون) باني الكرسي البطريركي في الديمان، ومؤسس معبد سيدة لبنان حريصا ومقتني الوكالات البطريركية في باريس ومرسيليا وروما مع مدرستها المارونية والقدس. عزز الحياة الإكليريكية وأسس جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات".

وتابع: "أبو الفقراء ورجل العناية الإلهية والفضيلة والصلاة. أبو لبنان الكبير والاستقلال وقد رئس الوفد اللبناني إلى مؤتمر الصلح في باريس سنة 1919 الذي أقرت فيه دولة لبنان الكبير. فطالب في 2 أيار 1919 بأربعة: الاعتراف باستقلال لبنان، إعادة لبنان إلى حدوده التاريخية والطبيعية بإرجاع المناطق التي سلختها تركيا عنه، معاقبة مقترني المظالم والمحرضين في لبنان من قبل السلطات التركمانية مع التعويضات المتوجبة على تركيا لإعادة لبنان إلى عمرانه وكثرة سكانه، التماس الانتداب الفرنسي للفترة الانتقالية، التمثال الخامس للبطريرك أنطونيوس خريش (1975-1986) ابن عين ابل. حمل أوزار الحرب اللبنانية التي اندلعت في بداية عهده وأسس كاريتاس - لبنان كجهاز اجتماعي وإنمائي للكنيسة. واجه الأحداث بحكمة وواقعية وبعد نظر، لما له من خبرة ومعرفة ونظرة ثاقبة وموضوعية للأمور، وقاد المشاريع الإصلاحية الدستورية، مع تحصين الميثاق الوطني والنظام والكيان وحياد لبنان وصونه من كل تبعية ومن كل تدخل من أي دولة في شؤونه الداخلية".

واوضح ان "هؤلاء البطاركة الخمسة تعاقبوا على أربعة قرون: السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين. لقد ساروا على خط واحد مثل أسلافهم بالمحافظة على الأغليين: الإيمان المسيحي الصافي والموحد، ولبنان بميثاقه وكيانه القائم على الوحدة والسيادة والاستقلال، بعيدا عن التبعية لأي دولة في الشرق أو في الغرب. هذان الأغليان هما دائما قبلة نظرنا وهدف سعينا ومن ثوابتنا الأساسية في البطريركية المارونية".

وقال: "في هذا اليوم الدامي من حياة لبنان، أود أن أوجه نداء إلى الإخوة المسلمين في لبنان وبلدان الشرق الأوسط. نعيش معا، مسلمين ومسيحيين، منذ ألف وأربعماية سنة. حضورنا معا ليس عارضا بل تاريخيا: بنينا ثقافة مشتركة وأوطانا أغنيناها بالقيم الإسلامية والمسيحية، الروحية والأخلاقية والإجتماعية، وأطلقنا عروبة قائمة على الإنسان وكرامته وحقوقه؛ وسهرنا معا على مصيرنا الواحد المشترك. يؤلمنا جدا وفي صميم القلب أن تتقاتلوا فيما بينكم، وتهدموا أوطانكم وحضارتكم وثقافتكم بأيديكم، خدمة لأعدائكم، وتنفيذا لمشاريع مرسومة في الخارج لهدم أوطانكم، وهدر ثرواتكم وسلبها ووضع اليد الغريبة عليها. نحن كمسيحيين شركاء في المواطنة والثقافة والمصير، نرفض المس بقيم الإسلام الذي تشاركه المسيحية من جهتها في عبادة الله الواحد والتسليم لإرادته والخضوع لدينونته والإيمان بالآخرة وبالثواب والعقاب، ويشارك الإسلام مسيحيتنا من جهته في تكريم ربنا يسوع كنبي مميز، وتكرم مريم العذراء أمه كأشرف نساء العالمين (الكنيسة في الشرق الأوسط، 23-24)، "فتعالوا إلى كلمة سواء".

وختم: "أرموا أيها الإخوة السلاح المستورد، فلستم ولسنا من مستهلكي سلاح الغرباء، وليست حضارتكم وحضارتنا القتل والدمار، بل تعزيز الحياة البشرية وبناء مدينة الأرض على قيم السماء. حضارتنا المشتركة تأبى التخاطب بالسلاح والعنف والإرهاب. لقد وهبنا الله عقلا وقلبا ولسانا لكي نتحاور بلغة الحقيقة والمحبة والعدالة ونجد السبل للبناء وحل النزاعات. صلاتنا اليوم إلى الله أن يمس ضمائر الجميع. فدماء الأبرياء الذين سقطوا بالأمس وقبل على أرضنا ويسقطون كل يوم على أرضه في سوريا ومصر والعراق، تصرخ إليه وتطلب عدالة وسلاما ومحبة على الأرض. استجب يا رب صراخهم وصراخنا".

فيلم "مغاور الوادي المقدس"

وبعد القداس تم العرض الأول لفيلم "مغاور الوادي المقدس" للمخرج ميلاد طوق، بدعم "مؤسسة فارس"، وحمل الفيلم بداية رسالة من نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس تناول فيها الهدف من انتاج هذا الفيلم، الذي يكشف وجهنا الحقيقي للعالم، وجه الروحانية في مواجهة تحدياتهم الراهنة.

وسلم مدير عام "مؤسسة فارس" العميد وليام مجلي النسخ المميزة لكل من ممثل الرئيس سليمان الوزير خوري والبطريرك الراعي والكاردينال صفير. وسلمه البطريرك الراعي "منحوتة وحدة المسيحيين" التي تمثل كنيستي سيدة قنوبين وسيدة حماطورة للنحات نصري طوق تقديرا لفارس ودوره في إبراز التراث المسيحي المشترك.

بعدها انتقل الجميع الى صالون الصرح حيث تم تقديم نتاج رابطة قنوبين الثقافي الى ممثل الرئيس سليمان والبطريرك الراعي والكاردينال صفير، فقدمت النسخة المذهبة من الجزء الأول من كتاب "مغاور الوادي المقدس" ولوحات مغاور الوادي لعدد من المصورين العاملين في مشروع المسح الثقافي لتراث الوادي، قدمها الأب يوسف طنوس والسيد وديع العبسي داعم البرنامج، ثم النسخ المميزة من كتاب "المسيحيون والوادي المقدس" باللغة الانكليزية، إعداد: المطران انطوان طربيه، الأب أنطوان ضو، الأب هاني مطر، الدكتور يوسف كمال الحاج، بدعم شفيق تابت، قدمها الأب انطوان ضو.

ثم كانت إضاءة تاريخية من النائب فريد الخازن، مقدم تماثيل بطاركة آل الخازن، على هؤلاء البطاركة، وقدم لكل من ممثل الرئيس سليمان والبطريرك الراعي والكاردينال صفير كتاب أوقاف وأديار آل الخازن في كسروان، فشهادة عن البطريرك الحويك من مقدم تمثاله المحامي لوران عون.

وأشارت "رابطة قنوبين للرسالة والتراث"، المسؤولة عن إدارة حديقة البطاركة الى أن "النشاطات التي كانت مقررة وهي وضع الحجر الأساس لمبنى معرض الوادي المقدس، تقدمه جوزف غصوب، ومبنى متحف الوادي المقدس، تقدمة سليم الزعني، وإزاحة الستارة عن تماثيل البطاركة يوحنا مخلوف، جرجس عميرة، يوسف ضرغام الخازن، الياس الحويك وانطونيوس خريش، وإزاحة الستارة عن المجسم الفني لمشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، المنفذ تحية الرئيس ميشال سليمان، ستقام في موعد آخر يعلن عنه لاحقا".

 

حمادة: للانخراط في مشروع انقاذي عنوانه حكومة مصلحة وطنية

وطنية - أدلى النائب مروان حماده بالآتي: "مرة اخرى، ندين، بأقسى العبارات واشدها، التفجير الارهابي الآثم الذي استهدف اهلنا في الضاحية الجنوبية. هو حقيقة اصاب كل لبنان الذي لا يألو جهدا للبقاء في منأى عما يعصف محيطه من اخطار وتحديات تتهدد وحدته وكيانه ومؤسساته الدستورية الشرعية". اضاف :"نأمل ان تكون دماء اخوتنا الشهداء الابرار حافزا لجميع اللبنانيين، مسؤولين وقيادات وافرادا، كي يتكاتفوا وينخرطوا في مشروع انقاذي لوطننا ينشله مما يخطط له من انقسامات وفتن، وعنوانه حكومة مصلحة وطنية قادرة ومتمكنة، بعيدة عن المتاريس المعهودة، تؤسس لحال من التلاقي والحوار تحت رعاية رئيس الجمهورية، وترمم ما تشقق في الهيكل اللبناني نتيجة هذه الانقسامات والتباينات".

 

بزي زار الجميل : لحكومة وحدة وطنية ومصالحة شاملة بين مختلف المكونات

وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا النائب علي بزي يرافقه عضو المكتب السياسي ل "حركة أمل" الدكتور حسن اللقيس وتم خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع في لبنان. وقال النائب بزي بعد اللقاء :"التقينا الرئيس الجميل كوفد من حركة أمل ووجهنا له ولحزب الكتائب دعوة للمشاركة في يوم الوفاء للامام المغيب السيد موسى الصدر في 31 آب. وتخلل اللقاء حديث حول مجمل الأوضاع والتطورات في البلد. وكانت وجهات النظر متطابقة لجهة توطيد أواصر الوحدة الوطنية الداخلية في لحظة سياسية حرجة بالغة الخطورة والتعقيد. ولضرورة ايجاد حكومة قادرة وجامعة لا تستثني احدا، وطي صفحة الإنقسامات والتجاذبات والخلافات والقراءة في كتاب واحد، عنوانه الحفاظ على مصالح البلاد، فضلا عن إجراء مصالحة شاملة بين مختلف المكونات السياسية نتيجة حراجة اللحظة السياسية". وقال :"تطرقنا الى موضوعات ذات صلة بين حركة أمل وحزب الكتائب، وإن شاء الله تشهد الأيام المقبلة تطورا في العلاقات بين كافة الشرائح اللبنانية بما فيه خير اللبنانيين على المستويات كافة". ولفت إلى أن "البيان الذي صدر عن الرئيس نبيه بري بالأمس كان واضحا وحمل دلالات عدة ومنها: ضرورة الوعي والحذر لدى اللبنانيين وعدم الإستدراج الى عروض الفتنة المتنقلة التي يحاول أعداء البلد ايقاظها في اكثر من منطقة. التأكيد على ضرورة تعزيز اواصر الوحدة الوطنية والإستقرار السياسي والسلم الأهلي، وثالثا البصمات الإسرائيلية الواضحة في كل التفجيرات الإجرامية الإرهابية التي تحصل في البلد والتي تتنقل من مكان إلى آخر من أجل الإيقاع بين اللبنانيين، من هنا كان النداء الذي صدر عن الرئيس بري من اجل تنبيه كل اللبنانيين لخطورة هذا المشهد". وتابع:"نقدم أسمى آيات التعازي الى عائلات وأهالي الشهداء ونتمنى للمصابين والجرحى الشفاء العاجل ونسأل الله ألا تطاول يد الإجرام والإرهاب مناطق لبنانية أخرى"، مثنيا على "العاطفة اللبنانية الجياشة وعلى الإجماع الوطني بالتنديد وباستنكار هذا العمل الإجرامي"، معتبرا أن "المطلوب ترجمة هذه العاطفة الى وقائع ملموسة من أجل تأكيد تعزيز الوحدة".

وعن الشأن الحكومي، قال:" كنا دوما من المسهلين لعملية الإسراع في تأليف حكومة وحدة وطنية لا تستثني أحدا وتأخذ في الإعتبار هواجس اللبنانيين ومتطلباتهم، حكومة شراكة حقيقية ووحدة وطنية، وكنا دائما رافعة لكل الحكومات ولم نكن يوما عقبة، ونتمنى من أصحاب الشأن الإسراع في عملية التأليف".

ساسين

واستقبل الرئيس الجميل رئيس مصرف الإسكان جوزف ساسين وكان حديث حول الوضع الإجتماعي وتطوير التعاونيات الإسكانية.

 

مطر في قداس على نية فرنسا: لحوار صريح يعيد الصحة إلى حياتنا السياسية

وطنية - إحتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر يحيط به النائب العام لأبرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج ورئيس الإكليريكية المارونية المونسنيور عصام أبي خليل، بالذبيحة الإلهية على نية فرنسا، كما جرت العادة منذ عقود من الزمن، في مناسبة عيد إنتقال السيدة العذراء إلى السماء بالنفس والجسد في الكنيسة التي تحمل اسمها في المقر الصيفي لأبرشية بيروت المارونية في عين سعاده. شارك في القداس القائم بأعمال السفارة الفرنسية جيروم كوشار وأركان السفارة ونواب وشخصيات سياسية وإجتماعية وقانونية.

مطر

بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران مطر عظة روحية تحدث فيها عن السيدة العذراء وإنتقالها إلى السماء بالنفس والجسد، وقال: "إن عيد انتقال العذراء هو عيد كبير لفرنسا كما للبنان. ففي كل من بلدينا زرعت مريم في قلوبنا مشاعر التعلق البنوي بهذه الأم التي تعلمنا أن ندعوها منذ الصغر. أولم يدرج هذا العيد على روزنامة الأيام العظيمة في الجمهورية الفرنسية؟ وكذلك في لبنان، أولم تعتبر الحكومة اللبنانية، منذ خمس سنوات خلت، عيد بشارة مريم عيدا وطنيا يحتفل فيه المسلمون والمسيحيون على السواء". اضاف: "وبعيدا عن مشاعرنا الشخصية، فإن العقل ذاته هو من يناجي فينا الإيمان ويبحث عن معرفة المكانة التي يجب أن تكون لمريم في حياتنا، انعكاسا لمكانتها في حياة الكنيسة ولرسالتها أيضا. إن هذه المكانة هي جزء من إيماننا بالله ومن عمله الخلاصي تجاه البشرية جمعاء".

وتابع: "إننا، بغية تسليط الضوء على هذا الدور العظيم لمريم في حياتنا الإيمانية، نستعيد أولا صورتها الأساسية في تجسد الكلمة في شخصها كأم، تمهيدا لدخولها في مسارنا التاريخي. بتلك "النعم" التي قالتها للملاك حين بشرها بالحبل الإلهي، ارتفعت مريم - وكأنه انتقالها الأول- إلى مصاف حواء الجديدة. لقد عوضت فعلا رفض المشيئة الإلهية من قبل حواء الأولى، وما جرته الخطيئة الأولى من نسيان العالم للاله الخالق. وهكذا أصبحت مريم مثالا لكل المؤمنين بالله، يحتذى بها من قبل الراغبين في لقاء السيد وفي الاستعداد لخدمته".

وأردف: "لقد توطدت مكانة مريم في ما بعد عند بداية الحياة العلنية للطفل الإلهي، وهي من سهرت عليه واعتنت به صبيا حتى سن الثلاثين، حين كان يعيش في الخفاء، وهي من علمته على التأمل واكتشاف سره الفائق الوصف، وقد ظهرت شفاعتها لديه في عرس قانا الجليل. وهنا تبرز كرامة مريم عند الرب حيث اجترح أعجوبة تحويل الماء إلى خمر بناء على طلبها، ما أدخل الفرح إلى قلوب المدعوين. إن دور مريم يكمن في الصلاة لأجلنا نحن الخطأة كي يرأف بنا الرب ويدخلنا إلى الحياة الأبدية". واعتبر مطر "ان مكانة مريم قد تركزت أيضا في مفهومنا الإيماني وهي عند أقدام الصليب. لقد كانت مريم ترافق يسوع، بخفاء ولكن بانتباه، على مدى السنوات الثلاث من حياته العلنية. وقد كانت حاضرة بنوع خاص على الجلجلة، تضم آلامها إلى آلام ابنها لخلاص العالم. وهنا أيضا تم تثبيتها من قبل الرب أما ليوحنا الرسول كما صار تثبيت هذا الأخير ابنا لها. ونتيجة ذلك فقد سلمنا المسيح جميعنا إلى عاطفة أمه كأخوة وأخوات لهذا الرسول الحبيب يوحنا". وقال: "يؤكد التقليد الكنسي أن العذراء مريم كانت حاضرة مع الرسل بعد القيامة عند حلول الروح القدس عليهم في العلية. منذ تلك اللحظة، ابتدأت رسالة الكنيسة في العالم وشرعت مريم ترافق بصلواتها وشفاعتها هذه الكنيسة التي أصبحت صورتها والأم الحامية. وقد تكللت مريم، بالمجد لدى صعودها إلى السماء حيث أعلنها ابنها ملكة الخليقة كلها. لقد أصبحت رمز البشرية المتصالحة مع الرب، والمخلصة بنعمته، والسائرة باتجاه هذا الملكوت الذي نسعى إلى بلوغه جميعا".

اضاف: "من خلال قراءة هذه المكانة التي لمريم في معتقدنا وفي رسالتنا كمؤمنين، نستطيع استخراج أكثر من أمثولة تنير عملنا لكل يوم وكذلك انتظاراتنا. أما النتيجة الأولى فتعني إيماننا بالذات. فبفضل مريم، نكتسب إيمانا قويا قادرا على أن ينقل العالم من الانقسام الذي نعيشه إلى مكان تسود فيه رحمته. في الأزمنة التي نجتاز، وأمام هول الحروب الأخوية التي تجتاح شرقنا الأوسط، يبقى الإيمان بالله المخلص منقذا لنا من الوقوع في اليأس ومبشرا بسلام صادق وأخوي لا بد من أن يأتي. إن مأساة قايين وهابيل تتكرر اليوم أمام أعيننا وتأخذ أبعادا مأساوية. غير أننا نؤمن، تجاه مشاهد الحقد والقهر هذه، بأن موت المسيح وقيامته يعطياننا قوة الإيمان بأن الحقد ورفض الآخر يمكن تخطيهما. وعوض أن نأخذ موقفا مع هذا أو ذاك من المتصارعين، فليكن عندنا شجاعة العمل سواء مع أقوياء هذا العمل أم بالصلاة، أفرادا وجماعات، من أجل وقف الحروب والمصالحة الحقيقية بين الجميع. وإن العذراء مريم التي نحيي اليوم انتقالها إلى السماء توصينا بذلك باسم محبتها لنا وباسم محبتنا لها أيضا".

ورأى "ان إيماننا هو أيضا جزء لا ينفصل عن رجائنا. فالإيمان بالسلام هو إيمان بإمكانية تحقيقه وبحلوله الأكيد. لقد نبهنا المسيح في إنجيله من أننا سنواجه في العالم ضيقات ومن أنه نفسه غلب العالم وقوى الشرير. وبالنتيجة، فكما أننا نؤمن بنجمه، يمكننا أن نؤمن أيضا بشمس العدل أي بالمسيح بالذات وأن نعمل تحت سلطانه".

وقال: "ممنوع علينا اليوم أن ننظر إلى قايين وهابيل يتقاتلان حتى الإلغاء دون أن يكون لنا دور. بل أن علينا واجب خلاص الأخوين معا من مصيرهما الملعون بفضل الرجاء المسيحي. إن نظرية "فرق تسد"، لم تكن مرة ذات قيمة سلوكية وأن على كبار هذا العالم أن يتصرفوا باتجاه بناء تاريخ مفيد وليس باتجاه هدم كل مفهوم للإنسانية. فبين الوجود والعدم علينا أن نغلب الوجود وننقذه. بهذه الفضيلة يكمل الإيمان والرجاء، وهي الأهم من كل الفضائل، إنها المحبة". وختم: "في هذا القداس الذي نقيمه تقليديا على نية فرنسا، نصلي معا، فرنسيين ولبنانيين، من أجل السلام في العالم، السلام الذي يحبه شعبانا والذي يرغبان في خدمته. وإن انتقال العذراء يدعونا إلى تخطي ذواتنا في التزاماتنا تجاه السلام، ومن هذا المنطلق نحن واثقون من أن فرنسا ذات التقليد المرتبط بالحقوق الكونية ستستمر في جهودها الدولية في خدمة هذا المجتمع الكوني، ولئن كانت دائما متحالفة مع حقوق الشعوب، فإن لها نظرة أخوية على هذا الشرق، بكل مكوناته، ولن تهمل أيا من حاجاته المطلوبة. فلتساعد سيدة الانتقال فرنسا للقيام بدور الصداقة المعد لها تجاه الجميع، وليبارك الرب هذه الأمة الصديقة ولتحفظ سيدة لبنان بلدينا من كل شر. آمين".

مأدبة غداء

وأولم المطران مطر تكريما لأركان السفارة الفرنسية في حضور ضيوف الأبرشية وأصدقائها، وألقى كلمة تحدث فيها عن علاقة لبنان واللبنانيين بفرنسا، وقال: "في العام 2020، أي بعد سبع من الآن نحتفل بمئوية "إعلان لبنان الكبير" من على المنصة التاريخية لقصر الصنوبر في بيروت". اضاف: "قرأ الجنرال غورو النص الرسمي في حضور البطريرك الماروني مار الياس الحويك، وسائر رؤساء الطوائف، مسيحيين ومسلمين، اضافة إلى نخبة من رجالات البلاد الذين تفانوا باسم شعبهم في سبيل لبنان سيد ومستقل. وفي المقابل كان ثمة أصوات خافتة تهمس معترضة، وتقول بالحفاظ على لبنان الصغير بحدوده المحددة سنة 1860، مفضلة التجانس على التعايش. أما البطريرك الحويك، بكل سلطته المعنوية والروحية، فقد حسم الجدل لمصلحة العيش المشترك على اللون الواحد. لقد كان ذلك، بالنسبة لغبطته، هو الخيار المسبق "للبنان الرسالة" تجاه جيرانه وتجاه بلدان العالم التي تشبه بلدنا في تركيبنها الديموغرافية. ومع هذا التوجه البطريركي عملنا على خيار الدولة - دولة الحق - والعدالة بين المواطنين، والحريات المدنية، الفردية والجماعية، ولا سيما حرية الدين والمعتقد والإيمان".

وتابع: "إنه للمرة الأولى في تاريخ المنطقة يضم دستور، هو دستور لبنان 1926، حرية الضمير إلى بنوده الأساسية. صحيح أنه ثمة صعوبات داخلية من الناحية السياسية قد حصلت على مدى العقود المنصرفة، غير أن روح لبنان قد بقيت هي هي، تغذي إيمانا عميقا بقيمته الفريدة ورجاء دائم التجدد في مستقبله ومصيره".

وأشار الى انه "في العام 2011 دعا الكرسي الرسولي إلى سينودوس من أجل الشرق الأوسط، وقد شغل اهتمام المشاركين محواري رئيسان: الأول حول المواطنية والثاني عن الحرية الدينية بكل أبعادها". وقال: "لقد غمرنا فرح لا يوصف، نحن اللبنانيين، حين أطلعنا على أن ما أعلن لمصلحة المنطقة كان موجودا في التجربة اللبنانية منذ قرون. من المؤكد أن تجربتنا هذه لم تلامس الكمال غير أننا لواثقون أنها كانت بالاتجاه المفيد لتقدم التاريخ، وذلك في الوقت الذي وقفت فيه معظم بلدان المنطقة في فخ الحركة المعاكسة التي قادت وتقود إلى تفكيك الهويات الوطنية وخلق حدود اصطناعية مركزة على قواعد طائفية تنفرق ليس بين المسيحيين والمسلمين، فقط بل بين أتباع الديانة الواحدة". وأعلن "ان السينودوس من أجل الشرق لم يتمن أن تتطاير أنظمة بلدان المنطقة بانفجار مجتمعاتها التعددية، بل على العكس تماما، نادى بالعمل من أجل مواطنية قادرة في جميع الطوائف المتعددة في انتماء سياسي مشترك، يحترم وحدة النسيج الإجتماعي وتنوعه في آن". وقال: "لقد انطلق "الربيع العربي" في عدد من بلدان المنطقة بعد ثلاثة أشهر من اختتام السينودوس، وكانت تلفح المنطقة رياح حرية، وبرز لأول مرة في تاريخ هذه البلدان حكام يدفعون إلى تأدية الحساب عن أعمالهم أثناء الحكم. وإننا نعرف، مع الأسف، كيف تطورت هذه الحركات التي يجب أن تكون واعدة. فقد اجتاحت هذه البلدان موجة تطرف عارمة، وضعت في خطر الموت حكم المواطنية والحرية والعدالة للجميع. وهكذا باتت هذه البلدان في مجابهة صعبة بين أتباع السلفيين والشبيبة التي لا تزال تؤمن بالحرية".

واضاف: "تجاه أزمة الهوية هذه، ولنقل أزمة النمو، التي يعيشها العالم العربي، كان يفترض من لبنان أن يتمكن من لعب دور الموجه أو المثال الحي لبلد اعتاد على الديموقراطية وقادر على أن يخلق التوازن والإنسجام بين الوحدة الوطنية والتعددية الدينية والثقافية. إلا أن هذا الدور قد أصبح، لسوء الحظ، معطلا أو على الأقل معلقا بسبب الانقسامات السياسية التي لا تزال تنهش نسيجنا الاجتماعي".

وتابع: "كم يبدو مؤسفا مشهد لبنان العاجز عن لعب دور رائد في محيطه الذي هو بأمس الحاجة إلى من يخرجه من قلب المعمعة، من هنا نرى الحاجة إلى عودة لبنان إلى حالته الطبيعية من أجله ومن أجل جيرانه أيضا. إنها مسؤوليتنا نحن اللبنانيين أولا، ومسؤولية أصدقائنا تاليا، ولا سيما فرنسا، من أجل تخطي أزمتنا الحالية في احترام للثوابت التي قام عليها لبنان. وإنه لا بد من الاعتراف بأن الأزمة الحالية عندنا ليست أزمة نظام سياسي فحسب إنما هي بالأحرى أزمة عميقة تطال ميثاقنا الإجتماعي.. إن في الأجواء إشكالية فقدان الثقة المتبادلة بين الجميع، وهذه تتطلب حلا، حيث أن علينا أن نعيد اكتساب هذه الثقة بواسطة حوار صريح ومباشر بين كل مكونات الوطن. إنه شرط لا بد منه لعودة الصحة إلى حياتنا السياسية، وهذا يتطلب أيضا وجود أصدقائنا الذين يعملون بتجرد وإخلاص ولا يتدخلون بتفاصيل خلافاتنا الصغيرة ولا يفاضلون بين فئة منا وأخرى. من هنا ننظر إلى صداقة فرنسا التي يلتقي حولها جميع اللبنانيين بدون استثناء، وهذا ما يشكل عنصرا اساسيا للعمل على إعادة الثقة بينهم. وإنه لا يمكن البتة أن يكون حل للأزمة اللبنانية على حساب طرف أو لمصلحة آخر".

وقال: "وكذلك بالنسبة إلى أزمة "الربيع العربي" فإنه لا يمكنها أن تجد حلولا لها على حساب فريق من المواطنين، لأنه إذا كانت الديموقراطية تعني حكم الشعب، فإن ذلك يفترض أن يكون هذا الشعب موحدا ومجتمعا لكي يتمكن أن يكون المرجع الأعلى أو الهيئة الأسمى التي تنبثق منها السلطات. وهذا ما يجعلنا نعتقد بأن الأساسي بالنسبة للشعوب العربية هو في بلوغ الحرية عن طريق الحرية. إن خيارات هذه الشعوب هي سهلة: فأما أن تتناثر إلى مذاهب متخاصمة في عودة إلى القرون الوسطى، وإما أن تدخل إلى الحداثة بذهنية القبول المتبادل. وهنا فإن على القوى العظمى أن تقوم بدور إيجابي وتقدم لها النصائح اللازمة. لم يعد من حق هذه الدول أن تعمل في المنطقة بحسب مصالحها الخاصة فقط، فالسياسة هنا، لا يمكن فصلها عن الأخلاقيات".

وأكد "ان بين فرنسا ولبنان صداقة عميقة تربطهما، صداقة لم تبن على تلاقي المصالح بل على التشارك بالقيم الأساسية، كما أن ثمة علاقات مشابهة ربطت فرنسا بدول هذه المنطقة، اتسمت بالاتزان والإيجابية، وذلك بفضل نظرة بلادكم الصائبة إلى الأمور. إننا نتمنى أن تقوم فرنسا في هذه المنطقة بدور الوسيط بين الذي تخطى حدود النقاش الحالي إلى مساحة يتكامل فيها السياسي مع الثقافي، إنطلاقا من مبادرات جديدة تستند إلى رواية صحيحة للأشياء وانفتاح غني للقلوب من أجل سلام دائم بين الشعوب والدول، كي تتلاقى وتتعاون".

وختم: "تقديرا لهذه الصداقة الوثيقة بين فرنسا ولبنان، وبينها وبين كنيستنا المارونية، وبينها وبين أبرشيتنا البيروتية هذه، التي تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، أرفع نخبي واتمنى من صميم القلب أن تعيش فرنسا، وأن يعيش لبنان".

كوشار

ثم ألقى القائم بأعمال السفارة الفرنسية كوشار كلمة اكد فيها إستمرار دعم فرنسا للبنان، وقال: "في كل سنة، يقدم لنا عيد انتقال السيدة العذراء، وهي المناسبة التي نحتفل فيها بقداس على نية فرنسا، إطارا للقاء ودي ولمشاطرة الطائفة المارونية وفرنسا للقيم الروحية". اضاف: "اسمحوا لي، سيادة المطران، أن أعبر لكم عن سروري الكبير واعتزازي العميق لمساهمتي وللمرة الأولى في ديمومة هذا التقليد ولتمثيل بلدي في هذه المناسبة المهيبة والودية والأخوية. إن استضافتكم لنا ومشاعركم الطيبة تجاهنا وكذلك الصلوات التي رفعتموها على نية فرنسا إنما تؤثر في وفي زملائي وإننا نشكركم على ذلك".

وأكد "ان هذا اليوم لهو يوم رمزي من حيث نواح عديدة. بداية، إنه يذكرنا بمدى قوة الروابط التي تجمع بين لبنان وفرنسا وإن هذه الروابط ستبقى قوية. إلى ذلك، نحن نحتفل اليوم بالصداقة والاحترام والثقة الموجودة بين فرنسا والطائفة المارونية. فكل فرد موجود هنا يدرك أن طائفتكم لم تنفك عن تعزيز هذه الروابط التي تعود إلى قرون من الزمن".

وأشار الى "ان اللقاء الذي جمع غبطة البطريرك الراعي إلى الرئيس فرنسوا هولاند في التاسع من نيسان الماضي إنما يشهد على تمسك فرنسا بالكنيسة المارونية". وقال: "وفي هذه المناسبة، ذكر الرئيس الفرنسي بقوة الروابط التي تجمع بلدنا بالموارنة في لبنان وكذلك بالبطريركية المارونية. إن هذه الروابط القديمة ولدت مما لا شك فيه تلاقيا، مسلطة الضوء على مرجعيات مشتركة. في هذا الإطار، يتبادر إلى ذهني حس النقد والطوق إلى الحرية. وإذ يعي رئيس الجمهورية القلق الذي يساور المسيحيين لجهة احترام هويتهم ومستقبلهم في لبنان، فهو أبدى اهتماما خاصا تجاه مسيحيي الشرق الأوسط وبشكل خاص تجاه مسيحيي لبنان الذين يشكلون مكونا أساسيا في المجتمع اللبناني، الذي ينعم من خلالهم بتعايش فريد من نوعه، يمكن وصفه بالمثالي رغم خوضه تجارب عدة ومروره بخضات على مر العقود".

اضاف: "أصاب أحد الآباء عندما أشار ذات مرة إلى ما يلي: "ان الطائفة المارونية في لبنان التي استضيفت في زمن بعيد على هذه الأرض الروحانية تدرك انطلاقا من تجربتها ما معنى أن يتواجد المرء على أرض وطنه من دون إقصاء الآخرين". ومن أدرى منكم أن الإيمان ينذر بفجر أيام أفضل، عندما يمتزج العقل بالمشاعر والمعرفة بالرجاء والالتزام بالصفاء! نتشاطر واللبنانيون، من كافة الطوائف، الفكرة التي مفادها أن كل عمل مناف للتسامح إنما يشوه الروح. نحن ندرك إلى إي مدى تسعى طائفتكم جاهدة في سبيل لبنان متعدد ومتسامح، بحيث يكون واحة للاحترام والتفاهم المتبادل بين جميع القوى السياسية والدينية فيه".

وتابع: "صاحب السيادة، منذ سنة خلت، أي منذ 15 آب 2012، ألقى طيف الريبة بثقله أكثر فأكثر على لبنان. برزت مجددا أعمال العنف على المستوى السياسي بموازاة عرقلة العمل السياسي. ولكي يتفادى اللبنانيون استرجاع أحلك الأيام في تاريخهم، إن فرنسا تدعو كل الأطراف اللبنانية للعمل باتجاه التخفيف من حدة الاحتقان، من خلال التحلي بحس المسؤولية وحرصا على المصلحة الوطنية".

وأكد ان فرنسا ستظل، كما كانت دوما، إلى جانب لبنان من دون دوافع خفية. فهي تقدم الدعم للجيش الذي يشكل الكيان الوحيد الشرعي المخول امتلاك قوة مسلحة واستخدامها، كما هي الحالة في كل البلدان الديمقراطية". وقال: "إن فرنسا تدعم جهود فخامة رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، وهو رمز وحدة البلاد. كما تذكر فرنسا بأهمية احترام إعلان بعبدا - 12 حزيران 2012 - الذي اعتمدته كل الأحزاب السياسية اللبنانية والذي يكرس مبدأ النأي بالنفس، لكي يكون لبنان بمنأى عن تبعات حرب ليست حربه، والتي ستنعكس على استقراره".

وأضاف: "لقد عبرنا مجددا عن دعمنا هذا لاستقرار لبنان وأمنه وسيادته في العاشر من تموز في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عبر اعتماد بيان رئاسي مخصص للبنان وذلك بمبادرة فرنسية. إن فرنسا تدعم المحكمة الخاصة بلبنان بهدف وضع حد للإفلات من العقاب. كما هي من ضمن الدول الأساسية المشاركة في قوات اليونيفيل".

وتابع: "مرة أخرى، إن الأزمات تهز المنطقة. وهي تذكر مجددا كم أن لبنان محاط بالمطامع وبأنه غير قادر على بناء نفسه بنفسه بشكل معزول كليا عن الخضات الخارجية، كونه يشكل، على حد قول ميشال شيحا، ملتقى القيم الروحية والمشاريع الزمنية. في الوقت الحالي، كثيرة هي التحديات، واستضافة اللبنانيين للاجئين القادمين من سوريا إنما هي مدعاة شرف لكم. اعلموا أن فرنسا والاتحاد الأوروبي يقفان إلى جانبكم لتسهيل هذه الاستضافة ولمساعدتكم على تحمل التكاليف الباهظة المترتبة عنها. ولكن اسمحوا لي أعبر عن مشاعرنا والقول أنه يجب على لبنان ألا يستدرج إلى نزاعات ليست نزاعاته".

وقال: "صاحب السيادة، إن تعاوننا معكم في لبنان غني ومتنوع. لكن أكثر مجال أهمية بالنسبة إلينا هو قطاع التعليم، كونه يعني إعداد ما هو أعز شيء على قلوبنا، أي الأطفال، بمعنى آخر مستقبلنا. لبنان كان دوما متعدد اللغات، مما يثريه بميزات عدة. لكن تمكن لبنان أيضا من ترسيخ فرنكوفونيته وأنتم ساهمتم بحد كبير في ذلك، من خلال دفاعكم بشغف عن الفرنكوفونية في مدارسكم وجامعاتكم. لقد تم توأمة العديد من مؤسساتكم التربوية. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الاعتراف بجودة التعليم باللغة الفرنسية وبالدور الأساسي الذي تلعبونه في الحفاظ على التقليد الفرنكوفوني في لبنان. أنتم تساهمون بنقل اللغة الفرنسية التي تذهب إلى ما هو أبعد من الكلمات لتحمل قيما جوهرية، تتمثل بالكرامة والعدالة والتسامح والأخوة والسخاء".

وتابع: "كم يسرنا أن نرى مدى حيوية الفرنكوفونية في لبنان! وإن القدرة على التبادل من خلال كلمات تخلق لحظات من الحياة المشتركة هي أكثر من فرصة، إنها نعمة. بعد النجاح الذي حققه هذه السنة أيضا شهر الفرنكوفونية، نأمل أن نلتقي بكم بأعداد كبيرة في معرض الكتاب الفرنسي، للاحتفال، مرة أخرى، بغنى الأدب اللبناني الناطق باللغة الفرنسية. اسمحوا لي أن أقتبس الروائي اللبناني الفرنسي أمين معلوف الذي يرمز دخوله إلى الأكاديمية الفرنسية إلى العلاقات التي تربط بلدينا: "على كل فرد منا أن يتشجع للاقرار بتنوعه الخاص ولاعتباره عصارة انتماءاته المتنوعة، بدلا من اختزاله بهوية واحدة ونصبها كالانتماء الأسمى الوحيد وكأداة إقصاء وأحيانا كأداة حرب"، (الهويات القاتلة ). إن الإمعان في قراءة هذه الكلمات يتيح الملاحظة بأنها تحدد لبنان. ليس لبنان المثالي أو الذي نود الإضفاء عليه الطابع المثالي، إنما لبنان كما كان عليه في الكثير من حقبات تاريخه".

وقال: "قبل أن أنهي كلامي، أود أن أقتبس كلاما آخر قد تكون رسالة مفيدة في هذا النهار الواقع في 15 آب. كان قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر أشار خلال زيارته إلى لبنان في أيلول/سيتمبر الماضي إلى أي مدى: "يجب على التعايش الرائع اللبناني أن يبرهن إلى منطقة الشرق الأوسط وإلى باقي دول العالم أنه يمكن على أرض وطن أن يوجد التعاون بين مختلف الكنائس، )...( في روح من الأخوة والوحدة مع باقي المسيحيين، وأن نجد في نفس الوقت التعايش وحوار المحترم بين المسيحيين وأشقائهم من الأديان الأخرى"، مؤكدا "ان هذا التوازن دقيق جدا، ولا بد من صون هذا التوازن بشكل يومي وكونوا على يقين بأن فرنسا ستبقى إلى جانبكم في مسيرة استكمال مصيركم المثالي والثمين هذا". وختم: "صاحب السيادة، أسمحوا لي أن أحيي الشخصيات البارزة التي تشرفنا بوجودها اليوم معنا وأود أن أعرب مرة أخرى عن شكري العميق لكم لاستضافتكم لنا".

 

إسرائيل تسعى إلى تحويل كمين اللبونة إلى فخ دبلوماسي للبنان أمام المجتمع الدولي

نوفل ضو/نكبت السلطات اللبنانية الرسمية الرئاسية والحكومية والعسكرية في غضون الأيام القليلة الماضية على دراسة جميع الجوانب المتعلقة بالشكوى اللبنانية الى مجلس الأمن الدولي في شأن الخرق الإسرائيلي للحدود اللبنانية في منطقة اللبونة الأسبوع الماضي. وبحسب معلومات مصادر معنية بالملف، فإن المسؤولين اللبنانيين أبدوا حرصا على مبدأ الشكوى منذ اللحظة الأولى للخرق بما من شأنه أن يثبت مرة جديدة تعمد إسرائيل عدم الالتزام بالقرار 1701 من خلال خروقاتها للحدود اللبنانية ليس فقط من خلال الطلعات الجوية، بل من خلال التجاوز البري للخط الأزرق. لكن المعنيين الدبلوماسيين والعسكريين لم يكتفوا بدراسة جميع الجوانب المتعلقة بوقائع الخرق الإسرائيلي وأهدافه الأمنية والعسكرية، بل استعرضوا كذلك الأهداف الدبلوماسية التي يمكن أن تكون وراء الخرق الإسرائيلي للحدود البرية. وأبدى مسؤولون لبنانيون رسميون خلال المناقشات والدراسات خشيتهم من فخ إسرائيلي دبلوماسي يمكن أن ينصب للبنان أمام المجتمع الدولي بحيث تتحول إسرائيل من معتدية الى ضحية. وأوضحوا لـــ»الجريدة» أن الجانب اللبناني تحسب لرواية اسرائيلية يمكن ان تتذرع بها تل أبيب أمام المجتمع الدولي لتبرير خرقها للحدود اللبنانية البرية، وهي تقوم على ادعاء رصد الجيش الاسرائيلي لتحركات عسكرية لحزب الله على مقربة من حدودها خلافا للقرار 1701 الذي ينص على ان تكون المناطق الجنوبية خالية من اي وجود عسكري باستثناء الجيش اللبناني الشرعي مدعوما بقوات اليونيفيل المؤقتة. ويبدو أن الجهات اللبنانية الرسمية تلقت معلومات عن الموقف الإسرائيلي المرتقب تشير الى أن إسرائيل ستبلغ مجلس الأمن الدولي ردا على الشكوى اللبنانية أنها لم تكن المبادرة الى خرق القرار 1701، وأن تحركها داخل الحدود اللبنانية جاء في إطار الدفاع عن النفس ردا على خرق حزب الله والجانب اللبناني للقرار 1701 من خلال السماح لحزب الله بالقيام بعمليات عسكرية قرب الحدود مع إسرائيل من خلال زرع العبوات الناسفة التي انفجرت بالوحدة العسكرية الإسرائيلية. وتفسر الجهات اللبنانية الرسمية الصمت الإسرائيلي المطبق على ما رافق العملية العسكرية، ليس فقط بالخسائر البشرية التي منيت بها الوحدة العسكرية المتسللة، ولا بفشل العملية بحد ذاتها، وإنما بعملية دبلوماسية استلحاقية تهدف الى تحويل النكسة العسكرية الى مكسب سياسي ودبلوماسي يتمثل في سعي اسرائيل لكي تثبت أمام مجلس الأمن الدولي أن القوات الدولية لا تقوم بما هو مطلوب منها في منع اي وجود مسلح غير شرعي في منطقة عملياتها، وأن الجيش اللبناني وبالتالي الدولة اللبنانية متواطئان مع حزب الله الذي لايزال يحتفظ بقدرات عسكرية في المنطقة التي يشملها القرار 1701. وتبدي المراجع اللبنانية الرسمية مخاوفها من أن تكون عملية التسلل الإسرائيلية أبعد من تحرك موضعي محدود في المكان والزمان والأهداف الميدانية، وإنما في إطار تحضير الرأي العام الإسرائيلي والدولي للتعاطف مع عمليات عسكرية إسرائيلية أوسع ضد لبنان في المستقبل القريب بحجة خرق لبنان للقرار 1701 وعجز قوات اليونيفيل عن تنفيذ مضمون القرار لناحية منع حزب الله من القيام بنشاطات عسكرية والاحتفاظ بمعدات حربية في منطقة عمل اليونيفيل، خصوصا في ظل قرار تركيا سحب وحدتها البرية العاملة في جنوب لبنان، وفي ظل المخاوف الأوروبية من ردات فعل حزب الله على الوحدات الأوروبية العاملة في اليونيفيل بعد قرار الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري لحزب الله على القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية.

 

آشتون دعت اوروبا الى الاتفاق على اجراءات مناسبة بشأن مصر

وطنية - اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون انها "طلبت من دول الاتحاد ال28 الاتفاق على اجراءات مناسبة للرد على العنف المتصاعد في مصر".

وقالت في بيان: "كنت على اتصال دائم بوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي وطلبت من ممثلي الدول الاعضاء مناقشة وتنسيق الاجراءات المناسبة التي يجب ان يتخذها الاتحاد الاوروبي بشأن الوضع في مصر".

 

منظمة العفو الدولية: تفجير الضاحية انتهاك لكل مبادىء حقوق الإنسان

وطنية - أكدت منظمة العفو الدولية في بيان اليوم، أنه "يتعين على من يقفون وراء التفجير الدامي الذي استهدف الخميس، منطقة الضاحية الجنوبية من بيروت، التي يسيطر عليها "حزب الله"، التوقف عن استهداف المدنيين، وذلك عقب مقتل ما يربو على 20 شخصا في ثالث حادثة حصلت في هذه المنطقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وقد أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "سرايا عائشة أم المؤمنين"، والتي لا يعرف عنها إلا القليل، مسؤوليتها عن التفجير، قائلة إنه رد على دور "حزب الله" في دعم الحكومة السورية. ففي شريط فيديو نشر على "يوتيوب" تعهد أحدهم ومعه رجلان يحملون الأسلحة وجميعهم مقنعون، بأن يشنوا المزيد من الهجمات ضد ما أسموه "مستعمرات إيران" في لبنان، في إشارة واضحة إلى معاقل "حزب الله". بيد أن هناك شكوكا في شأن احتمال أن لا تكون هذه الجماعة غير المعروفة وراء الهجوم الدموي، الذي وقع في منطقة تخضع لتدابير أمنية قوية من بيروت". وفي هذا السياق، نقل البيان عن مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية فيليب لوثر قوله: "أيما كانت الجهة المسؤولة عن الهجوم، فقد أظهرت بصورة مطلقة عدم وجود أدنى اعتبار لديها للانسانية، وانتهكت كل مبادىء حقوق الإنسان. ومهما كان شعورها قويا حيال دور حزب الله في النزاع المسلح في سوريا، فمن غير الممكن إطلاقا تبرير استهداف المدنيين. والهجوم الذي استهدف المنطقة السكنية المكتظة من جنوب بيروت، التي يسيطر عليها "حزب الله"، أدى كذلك إلى جرح ما يربو على 300 شخص، وهو الثالث خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. ووقع تفجير أقل شدة في الضاحية الجنوبية من بيروت في يوليو، وأدى، حسبما ذكر، إلى جرح ما يربو على 50 شخصا. وفي مايو، تعرضت الضاحية الجنوبية للقصف بالصواريخ. وعلى ما يبدو، فقد استهدفت الهجمات الثلاث سكان ضاحية بيروت الجنوبية، الذين يرى فيهم من يستهدفهم بأنهم أنصار ل"حزب الله". وقد أعلنت "كتائب عائشة أم المؤمنين" مسؤوليتها أيضا عن التفجير الذي وقع في يوليو. وأعلنت السلطات اللبنانية عن فتح تحقيق في تفجير الخميس. وينبغي أن يتمتع التحقيق في الجرائم المشينة التي وقعت بالحيادية. كما يتعين تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى قوس العدالة".

 

عون لـ«الحياة»: أطراف سياسية لبنانية تدخلت لمنعي من زيارة السعودية

بيروت - ناصر الحقباني/الحياة

أكد زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي اللبناني العماد ميشال عون معارضته مشاركة عناصر من «حزب الله» إلى جانب النظام السوري ضد الثوار السوريين في مدينة القصير، موضحاً أن هذا التدخل للحزب، الذي وقع معه عون ورقة تفاهم، خارج الأراضي اللبنانية هو مبادرة خاصة بـ «حزب الله».

وأوضح عون في حديث الى «الحياة» قبل الانفجار الذي استهدف منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت أول من أمس، أن هناك أطرافاً سياسية لبنانية تدخلت لمنعه من زيارة السعودية عام 2006، مؤكداً أن «ليس هناك أي خلاف في جوهر العلاقات مع السعودية التي تعمل على مساعدة لبنان على الاستقرار وبناء جيش قوي»، وقال: «سأقبل بدعوة زيارة للمملكة في حال قدمت لي». ولفت عون إلى أن تنظيم «القاعدة» موجود في لبنان، ولكن بتسميات مختلفة»، معتبراً أن هناك تقصيراً من الجيش اللبناني على الحدود البرية، «لكن مع الأسف الوسائل محدودة».

وهنا نص الحديث:

> كيف ترى وقع الوضع الإقليمي والدولي المحتقن وتطورات الأوضاع في سورية، على لبنان؟

- الوضع في سورية نعتبره خطر جداً، نحن نريد الديموقراطية في سورية، ونحن مؤمنون بها، وفي الوقت نفسه هناك أفكار بعض الجماعات من بينها «جبهة النصرة» في سورية؛ والمتطرفون عندنا قسم منهم في طرابلس، ونخشى أن تقوى مثل هذه الجماعات في سورية، لأن قوتها وتمركزها في سورية سيكون لهما تأثير سلبي في لبنان، نحن نريد الديموقراطية ولا نريد النصر للمتطرفين.

> مع وجود الاحتقان في المنطقة في شكل عام وفي لبنان في شكل خاص، وفي ضوء الخشية من فتنة سنية - شيعية في لبنان، كيف ترى مصير المسيحيين في هذا البلد؟

- أعتقد أن الضرر على لبنان كله وليس على المسيحيين، أي تصادم بين السنة والشيعة يعني جميع اللبنانيين، لذلك وضعنا ثقلنا السياسي في الميزان كي لا يحدث تصادم، ولنا تجربة سابقة في السبعينات عندما صارت صدامات مسلحة طويلة، ولا تزال أثر تلك الحرب باقية.

نحاول إبعاد لبنان عن الصدام، وفي الوقت الحالي نجحنا مع إرادات أشخاص استطاعوا التأثير في الداخل اللبناني، أقصد دولاً خارجية، والوضع لا يبشر بانفجار.

> أين الصوت الإسلامي أو المسيحي المعتدل في لبنان؟ وهل تخشى من تطرف ديني في لبنان؟

- نعتبر أنفسنا من المعتدلين في لبنان، لأننا نريد لبنان للبنانيين كلهم، ولكن يبدو أحياناً أن انتقادنا لرئيس الحكومة أو بعض الموظفين الذين نعتبرهم فاسدين، ولديهم حماية من رئيس الحكومة، ما أدى ذلك إلى خلل في الممارسة في الحكم... يفسر بأننا ضد السنة، والصحيح أننا مع الحكم الصالح وليس ضد السنة، ولو أن رئيس حكومتنا مسيحي لانتقدناه.

وممارسة الحكم والمعارضة في مجلس النواب، ليس لها أي علاقة بالسنة، نحن ننتقد ما يجب أن ينتقد عندما تحدث أخطاء، وندعم من يجب دعمه.

> هل تؤكد وجود «القاعدة» والجماعات المتطرفة في لبنان؟ وأين؟

- «القاعدة» موجودة في لبنان ولكن بتسميات مختلفة، وفي النهاية هم مرتبطون بمكان معيّن، لأن كل منظمة تتفرع إلى تسميات مختلفة، وهناك التنظيم الأم الذي يرجع له قادة «القاعدة»، والموقع الإعلامي والإعلاني يرجع لـ «القاعدة».

> أليس من الأفضل بعد ظاهرة الشيخ أحمد الأسير أن يكون تفاعلكم أساسياً وفي شكل أقوى مع القوى السنية المعتدلة؟

- لا نعارض القوى السنية، ونحاول تأمين توازن لحفظ الاستقرار في لبنان، ونحن شعب لا نريد تحالفاً أو صداماً مع الشيعة، وغايتنا الأساسية أن نمنع الصدام أو اندلاع الحريق في لبنان، ونريد أن يكون هناك توافق بين السنة والشيعة، ويمكن بفضل ورقة التفاهم الموقعة مع حزب الله كثير من الأمور في لبنان لم تؤد إلى اندلاع الحريق، والآن يمكن أن نكون الوسيط النزيه، كي نثبت الاستقرار ونصل إلى تفاهم حول المواضيع التي عليها إشكالات، ولكن لا نريد أن نشجع التفاهمات التي توصل إلى صدام سني - شيعي أو مسيحي - إسلامي، في النهاية نحن أعداء الصدام في لبنان، وجميعنا نستعمل قوتنا السياسية من أجل التفاهم.

تشكيل الحكومة

> على الصعيد الداخلي اللبناني، كيف ترى تشكيل الحكومة وإلى أين وصل؟ وكيف تقوم مهمة الرئيس اللبناني المكلف تمام سلام؟

- الرئيس تمام سلام وضع شروطاً مسبقة حول من يريد معه في الحكومة، وهذا يخالف النظام اللبناني خصوصاً اتفاق الطائف عام 1989، الذي ينص على أن تكليف رئيس الحكومة يكون بعد استشارات، ويكون هناك تعاون بينه وبين النواب، لأنه بالأساس لا أحد يستطيع منحه الثقة إلا مجلس النواب، ولا يستطيع أن يفرض الوزراء على مجلس النواب، لأن الوزير يمثل الكتلة النيابية التي تخوله الترشح للوزارة، ومسؤولية الوزير يتحملها التجمع النيابي الذي صوت له للوزارة وليس رئيس الحكومة، ورئيس الحكومة مسؤول إجمالاً عن إدارة الحكم، وليس هو مسؤولاً عن فشل أو نجاح الوزراء، والوزير في لبنان يتمتع بصلاحية واسعة.

وهذا الموضوع كانت بدايته خطأ ولا يزال هناك إصرار عليه، لكن هناك عائقاً ثانياً وكأن الرئيس تمام سلام ينتظر ضوءاً أخضر من مكان ما، كي يرجع عملية تأليف الحكومة إلى شكل طبيعي.

> ماذا تقصد بمكان ما؟

- طبعاً من خارج لبنان، وأتمنى أن نعرف هذا المكان كي نستطيع أن نعرف متى تحل الأزمة. عرقلة تأليف الحكومة تنسب إلى أحاديث بأن فلاناً لا يريد فلاناً فيها، وآخر لا يريد حزب الله، وثالث يقترح خروج كل الأحزاب، وكأنها لعبة، والجميع على علم بأن ليس هناك حكومة، ينتظرون شيئاً ما، مثلاً نهاية الحرب في سورية وأي جهة ستحسم الحرب.

أنا لا أنتظر أي حدث خارجي، أو ليس لدي انتساب لجهة خارجية، وأعتقد أننا قادرون على بناء وطن في لبنان، من دون أن نهتم بمن يربح ويخسر في سورية، نحن تأثرنا بما يحدث في دول الجوار، وقادرون على أن ندير نتائج الحرب بجوارنا، وفي الوقت نفسه نكمل بناء بلدنا، لكن مع الأسف أشعر بالأسف والأسى، وحين تتألف حكومة نتابع نشاطنا في شكل طبيعي.

> ذكرت أن الرئيس سلام يخالف اتفاق الطائف، لكن ألا تعتقد أن اللبنانيين لم يطبقوا هذا الاتفاق في شكل كامل؟

صحيح، نظام الطائف لم يطبق في شكل كامل. وفي إحدى جلسات الحوار طرحت شخصياً توضيح بعض الالتباسات التي صار عليها خلاف في تفسير بعض المواد إلى صيغة في اتفاق «الطائف» ولكن طرحي قوبل بالرفض، وتمسك كل فريق بالمواد بمفهومه، ولكن إصلاح الأخطاء هذه يكون في توافر الإرادة لدى الجميع.

> بعد أن أدرج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لـ «حزب الله» على لائحة الإرهاب، كيف ترى انعكاسه على لبنان وموقفه من العالم الخارجي؟

- ليس هناك أي توجه أوروبي لفرض أي عقوبة على لبنان حتى الآن، وهذا الموقف بحسب رأي الأوروبيين أنفسهم بشخص السفيرة التي تمثل الاتحاد الأوروبي في لبنان، ليس له انعكاسات على لبنان، وبمفهومنا أن الإدراج سيشكل ضغطاً كبيراً على حزب الله، وهذا يتعلق بالسلاح الموجه إلى إسرائيل أكثر من أي سلاح آخر، والإحراج سينطلق من هذه النقطة... هناك مشاكل كبيرة على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، والجيش اللبناني ليس قادراً على هذه المهمة.

هناك تقصير من القوات المسلحة، وكل اللبنانيين يتمنون أن يكون الجيش المسؤول الأول والوحيد عن الأراضي اللبنانية، لكن مع الأسف وسائلنا محدودة، وهناك وجهة نظر تقول إن سلاح حزب الله ضروري في ردع أي اعتداء إسرائيلي على الأراضي اللبنانية.

> وما نظرة العالم الخارجي للبنان؟

- بالطبع ستتغير نظرة العالم الخارجي تجاه لبنان، ولكن هذا الموضوع فيه وجهات نظر متعددة في لبنان وخارجها، وحدث ضغط أميركي أوصله إلى داخل لبنان، ومؤكد أن في قلب كل لبناني توجد مقاومة، وفي قلب كل لبناني تمنٍ أن يكون الجيش اللبناني هو المقاوم.

العلاقة مع «حزب الله» والسعودية

> كيف تصف العلاقة بينك وبين «حزب الله» خصوصاً الوقت الحالي؟

- هناك تباين في وجهات النظر حول قضايا عدة، خصوصاً في ما يتعلق في بناء الدولة، والتوافق والديموقراطية وتسوية أوضاع الجنوب والقضية الفلسطينية وسورية، والبند العاشر من التفاهم هو سلاح حزب الله الذي يتضمن العمل على حوار في شأن استراتيجية دفاعية كي نتأكد مما إذا كان هناك دور لسلاح حزب الله، وإذا لم يتبين ذلك يتطلب سحبه.

الحوار لم يؤدِ إلى نتيجة، وأخذ أشكالاً مختلفة وتمت معالجته سياسياً ولم يعالج وطنياً، ونحن في بناء الدولة لسنا ضد أحد، لأن المسلمين السُّنة اعتبروا أن هذا التفاهم الموقع مع حزب الله ضدهم، وتعاملوا معه على هذا الأساس وعقدوا المشكلة بهذا الطرح، وفي حال توقيع المسلمين السنة على التفاهم معنا ما كان حصل هذا الاختلاف، وجميعاً نتحاور على سلاح حزب الله. المعالجة السياسية على سلاح حزب الله أنه ضد السنة نتجت منه تفاعلات كثيرة سلبية على أرض الوطن.

> هل لقاؤك مع السفير السعودي لدى لبنان علي عسيري، هو بداية تحول في علاقتكم مع السعودية؟

- ليس هناك أي عوائق في جوهر العلاقات مع السعودية، ولكن هناك أطرافاً سياسية لبنانية، أعطت الصورة أن العماد ميشال عون ضد السعودية، وإذا راجعنا علاقاتنا مع السعودية فليس هناك حواجز، والسعودية تساعد لبنان على الاستقرار وبناء جيش قوي.

> ما هي أهداف هذه الأطراف اللبنانية التي تقصدها؟

- كنت أنوي زيارة المملكة في 2006، وتم تأخير الزيارة، وتدخلوا لمنع زيارتي حتى تأجلت ومن ثم اختفت الدعوة، والسبب أن موضوع التفاهم تمت معالجته سياسياً بأنه موجه ضد السُّنة.

> هل تقصد الرئيس سعد الحريري؟

- أول الخصوم من «تيار المستقبل» سعد الحريري، وكانت لدي مجموعة من الأصدقاء تدخلوا ولم ينجحوا.

> كيف تصف علاقتكم بالرئيس سعد الحريري الآن؟

- كانت عندنا وجهات نظر مختلفة حينها، وكان هناك خلاف في الماضي تقدمنا على ضوء ذلك باستقالتنا من الحكومة، والآن انتهى، وإذا رجع الحريري فهذا وطنه، لأنه زعيم سياسي وله وجود سياسي.

> هل سنرى العماد عون قريباً في زيارة إلى السعودية؟

- لِمَ لا؟ وما هي الموانع التي ستمنعني؟

> هل ستلبي الدعوة حتى لو لم تلقَ ترحيباً لدى حلفائك؟

- قبولي للدعوة هو الأهم. أنا حريتي لم تمت بعد، لدينا تفاهم وليس تحالفاً، نحن انتقلنا من مرحلة التفاهم إلى التحالف إعلامياً فقط في حرب تموز عندما أخذت موقفاً، وكان معظم دول العالم هناك ضد، وآخرون مع الاعتداء، ومن وطنيتي وواجباتي أن أدعم الحزب على أرض وطني، وثلث الشعب اللبناني إذا كان الشيعة وحزب الله هم المقصودون.

> هل لقاؤك الأخير مع الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، كان بسبب التطورات الأخيرة التي بدأت بعد زيارة السفير السعودي عسيري للرابية؟

- في شكل دوري نلتقي على فترات مختلفة، وكان مضى وقت طويل من دون ان نلتقي، وقررنا اللقاء لنتفاهم على بناء الدولة.

> كثيرون فسّروا لقاءك مع السيد نصرالله بأنه ترجمة لقلق إيراني من الانفتاح السعودي. كيف ترى ذلك؟

- لا أعتقد ذلك.

التدخل في سورية

> نعود إلى الموضوع السوري، كيف تبرر دخول «حزب الله» حليفكم إلى مدينة القصير السورية، واستمرار مشاركته في القتال هناك، خصوصاً أن هذا يخالف سياسة النأي بالنفس التي تتبعها الحكومة اللبنانية؟ وما هو موقفكم في شأن تدخله في شؤون بلد عربي؟

- هذه مبادرة فـردية من حزب الله، وفي هذا الموضوع ليـس هـناك أي تـفاهم بيننا وبينهم، ونحن ضد التدخل خارج الأراضي اللبنانية، وما حصل في مدينة القصير الـسـورية أن الحـدود اللبـنانية انفتحت بســبب الـمشــكلات بـين السـوريـين واللـبـنانـيـين فـي بلـدتي عرسـال والهـرمل، وصار هناك خـطـف بـيـن الـشيعة في هرمل والسُّــنة في عرسـال، ما أدى إلى تدخل حزب الله في الموضوع. وأصبحت المنطقة مفتوحة، وهناك وجهتا نظر، الأولى إبعاد المشكلات عن الأراضي اللبـنانيـة، كـي لا تـحدث حرب أهلية، لأن عمليات الخطف والخطف المـعاكس ستــعيدنا إلى أحداث 1975، وهـناك وجهة نـظر أخرى وهي عدم التدخل، وهذا في النهاية يـعبّر عن الانقـسام اللـبناني في التدخل من عدمه، وفي الأساس الانفلات الأمني للحدود اللبنانية قادنا إلى هذه المرحلة.

> الجميع ينظر إلى «التيار الوطني الحر» كمحرك أساسي في التركيبة السياسية في لبنان، ألا تعتقد أن هذا التيار بحاجة إلى مساحة أو هامش حرية، أسوة بما يتمتع به حلفاؤكم في 8 آذار، خصوصاً بعد مشاركة «حزب الله» في سورية وإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لا يعد نفسه عضواً في تحالف 8 آذار؟

- ليس لدينا في 8 آذار غير ورقة التفاهم فقط مع «حزب الله»، نحن ليس لدينا استقرار في الجنوب، لكن حينما ثارت الحرب التي وقعت على الحدود كانت لها أسباب وجيهة، والآن هناك استقرار في المناطق.

> ماذا سيقول السيد نصرالله إذا ما قرر العماد عون يوماً التراجع عن وثيقة التفاهم؟

- لا أعرف بالنوايا.

> أين هي المقاومة اليوم، إذ عرفنا عن المقاومة أنها ضد إسرائيل واليوم تقاتل سورية وتقتل أطفال السوريين ونساءهم؟

- نحن لسنا جزءاً من هذا التفاهم، وجود المقاومة في سورية هو تفاهم بينهم وبين السوريين.

> ألا تجد تبايناً بين موقفكم وموقف حلفائكم وانعدام رؤية مشتركة في مواضيع عدة في الداخل، منها التمديد في المجلس النيابي، ولقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي؟

- هذا خلاف واضح وامتد إلى أكثر من ذلك حتى وصل إلى المواضيع الداخلية. نحن تحركنا لمعالجته، ونحن أحرار في ان نستعمل مواقفنا، وقصة التمديد لمجلس النواب والعماد قهوجي نعتبرها أساسية، وتعطيل المجـلس الدسـتوري والقانون، مع الأسف الجميع اتفقوا على عـزلي من هـذا الموضوع. لغاية الآن، أنا واقع في نوع من الذهول، لأن القانون والدستور هما المعلم الوحيد للحاكم من أجل أن يحترمهما في الحكم، وبالتالي ألغيا، واجتمع الأضداد ضدي، ولدي صدامات كثيرة مع الحلفاء والخصوم في السـياسية حول احترام القوانين. حتى ان هناك قسماً في «تكتل التغير والإصلاح» وهو ليس بكبير، صوت معهم، أصبت بنوع من الذهول، لأني خسرت المعركة، ولـست أعـرف الآن كيف يكون لنواب في المـجلس النيابي أن يحافظوا على التشريع واحترام الدسـتور ومـراقبة الحكومة ويسلموها الثقة القوية، ويحجبوا الثقة عنها إذا خالفت القوانين.

مواقف سليمان

> أثارت المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في احتفال عيد الجيش اللبناني، موجه عارمة بين مؤيدة ومنتقده. كيف تقوّم كلمة الرئيـس وخصوصاً أن لكم موقفاً بارزاً من الصواريخ التي سقطت في بعبدا أخيراً؟

- موقفنا واضح من عملية إطلاق الصواريخ أو إطلاق النار تجاه رمز الدولة اللبنانية، وهو ليس خطاباً سياسياً، أنا معارض لرئيس الجمهورية، ولكن الخطاب لا يكون بالصواريخ حتى ولو كان رمزياً، أنا ضد ذلك.

أعرف علاقة رئيس الجمهورية مع «حزب الله» الذي أيده لحظة انتخابه، ونحن فوجئنا بالموقف، ولدينا اجتماع مجلس النواب لبحث المعطيات الجديدة.

> هل ترى في انطلاقة العهد الإيراني الجديد مع انتخاب حسن روحاني ملامح تسوية شاملة في المنطقة؟

- بالتأكيد الكل يبحث عن ملامح تسوية، لكن رئيس الجمهورية اللبناني ليس هو العامل الأساسي فيها، ملامح التسوية هي بين المملكة وإيران والتي سينعكس أثرها على معظم الدول العربية.

المزيد عن:ميشال عون الازمة اللبنانية آخر تحديث:السبت ١٧ أغسطس ٢٠١٣

 

نصرالله من عيتا الشعب: أيدينا ستصل الى القتلة ولم يعد مسموحا لاي جندي اسرائيلي ان يدنس ارضنا

الجمعة 16 آب 2013

وطنية - أقام "حزب الله" احتفالا مركزيا، في بلدة عيتا الشعب الحدودية، في الذكرى السابعة لانتصار تموز 2006. وتحدث في الاحتفال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وحضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي النائب أيوب حميد، وعدد من الوزراء والنواب من مختلف الكتل النيابية، ولفيف من رجال الدين من مختلف الطوائف الدينية، وممثلون عن الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية والقضائية، وممثلون عن البعثات الديبلوماسية، والعديد من الشخصيات الحزبية، وممثلون عن مختلف الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية، ووفود مثلت أحزابا من عدد من الدول العربية، إضافة إلى عوائل الشهداء والأسرى، ووفود من الجرحى والمحررين، ووفود من مختلف المجالس البلدية والإختيارية، وحشود غفيرة من مختلف المدن والبلدات والقرى الجنوبية.

وقد ازدانت بلدة عيتا والطرقات المؤدية إليها بمئات اللافتات والرايات وصور القادة والشهداء. كما غصت ساحة الاحتفال الضخمة بالمواطنين الذين فرشت لهم عشرات آلاف الكراسي. وتوسطت مكان الاحتفال منصة كبيرة حملت شعار المناسبة لهذا العام "قرارنا مقاومة"، مع عدد من الصور التي تبرز انتصارات المقاومة ومفاجآتها في مقابل صور أخرى تعكس هزيمة العدو وجنوده.

قدم برنامج الاحتفال الزميل حيدر دقماق، وكانت البداية مع القرآن الكريم للقارىء مصطفى كريم.

وبعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد "حزب الله"، قدم الفنان حسن حمدان فقرة فنية حول عيتا والقرى الجنوبية في حرب تموز. ثم كانت وصلة إنشادية لفرقة الرضوان.

نصر الله

وألقى نصرالله الكلمة الآتية: "بالبداية، أتوجه إليكم، إلى هذا الحضور الكبير والكريم، بالشكر الجزيل على حضوركم في مثل هذه الأجواء وهذه الظروف، وخصوصا إلى هذه البلدة الحدودية الملاصقة للشريط الشائك، إلى جانب الكيان الغاصب المحتل لأرض فلسطين العزيزة.

أشكر لكم هذا الحضور، وأتوجه إليكم بكل التحايا، ولا بد في البداية أيضا من أن نستحضر ما جرى بالأمس، ونتوجه بالدعاء، بطلب الرحمة وعلو الدرجات للشهداء المظلومين الذين قضوا في التفجير الإرهابي في الضاحية الجنوبية، وأن أتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بالشفاء العاجل لكل جرحى هذا الإعتداء الإرهابي الكبير والخطير، والتعزية والتعبير عن أسمى مشاعر المواساة لعوائل الشهداء وعائلات الجرحى ولكل من أصيب جسديا ونفسيا وروحيا وماديا يوم أمس في هذا العدوان، كما يجب أن أقدر عاليا بخشوع وخضوع واحترام أمام صبر الناس، أمام أهل الضاحية وصبرهم وتحملهم للمسؤولية ووعيهم الكبير وسلوكهم المنضبط والحضاري. ونتوجه بالشكر أيضا إلى كل من تضامن وأدان وعبر عن مشاعره اتجاه هذه الحادثة الأليمة من رؤساء ووزراء وقادة دينيين وسياسيين ونواب وأحزاب وجماعات وأشخاص ووسائل إعلام ودول وحكومات، ويجب أن ندين أيضا صمت الدول الساكتة والتي قد تكشف الأيام أنها داعمة للإرهاب والقتل والجريمة التي تجري في كل منطقتنا.

كلامي اليوم في مقطعين، الأول يرتبط بمناسبة الذكرى السنوية لهذه الحرب، حرب تموز، سموها ما شئتم : حرب الوعد الصادق حرب لبنان الثانية كما أسماها العدو، والمقطع الثاني أود أن أتحدث فيه عن الأوضاع الداخلية، انطلاقا من المجزرة الإرهابية التي ارتكبت بحق أهلنا في الضاحية يوم أمس، وما سبقها من اعتداءات صاروخية وتفجيرية، خصوصا في المقطع الثاني وأنا أخاطبكم أنتم مباشرة ولكن أخاطب من خلالكم كل الذين يستمعون الآن ويتابعون في مختلف المناطق والبلدان. اسمحوا لي أن أتحدث بوضوح وبهدوء وبمسوؤلية وبشفافية، وأن أسمي الأشياء بأسمائها، وأن أرسم خارطة طريق لنتعاون معا من أجل تعطيل هذا المشروع الإرهابي التدميري الفتنوي.

 

هذه السنة أحببنا أن نحيي هذه الذكرى في بلدة عيتا، الملاصقة الواقعة على الشريط الشائك، على الحدود المطلة على فلسطين المحتلة، والتي هواها هواء فلسطين ونسماتها نسمات فلسطين، ومن حيث أنتم تشمون عبق رائحة فلسطين المحتلة، بما لانتخاب هذا المكان من دلالة، أنتم الآن الرجال والنساء والكبار والصغار والشخصيات السياسية والدينية والعسكرية والأمنية الذين تحتشدون في هذا المكان، أنتم على مرمى حجر من العدو، هذا الإحتشاد بعد 65 سنة من قيام الكيان الغاصب له معان ودلالات كبيرة جيدا تعرفونها ويعرفها كل من يشاهد هذا المنبر.

أحببنا أن نجتمع اليوم، ونحيي الذكرى في عيتا كرمز، عيتا ككل بلداتنا وقرانا وأحيائنا ومدننا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وبقية المناطق اللبنانية،هي رمز لكل هؤلاء، رمز بأهلها الطيبين الصامدين، المتمسكين بأرضهم، ومقاوميها الأبطال الشجعان، وشهدائها الأحياء عند ربهم، وجرحاها الصابرين، وأسراها المحررين، هي رمز لكل البلدات التي قاتلت ثلاثة وثلاثين يوما، وصمدت ولم تنهزم. عيتا هي رمز لهذا الثبات ولهذه الشجاعة ولهذا الإصرار، بل هي عنوان للقتال من موقع البصيرة، وللقتال والتضحية من موقع العشق. ما جرى في عيتا خلال ثلاثة وثلاثين يوما كان من حيث قيمته المعنوية ما فوق التكليف، وما فوق الواجب الوطني أو الواجب القومي أو الواجب الديني، ما فوق التكليف وما فوق القانون، كان يعبر عن القيمة الإنسانية والأخلاقية لهذه المقاومة ولشعب هذه المقاومة ولأرض هذه المقاومة، ولذلك أقول إن خلفية هذا الصمود وهذا القتال كانت المعرفة والعشق. وأنا لا أنسى في تلك الأيام عندما دمرت أغلب بيوتها، وكانت تتعرض لقصف وحشي من قبل سلاح الجو والمدفعية الإسرائيلية، والهجمات المتكررة من قبل الدبابات الإسرائيلية، وكانت في خطر شديد، وكان مقاتلوها ومعهم بعض أهلها في خطر شديد أن يقتلوا جميعا، وقلنا لهم، أنا أرسلت لهم، عبر الإخوة المسؤولين المباشرين: أنتم لستم ملزمين أن تبقوا في عيتا، ولستم مجبرين أن تبقوا في قرية على الحدود، لن يلومكم أحد، وهذا لا يتناقض مع إستراتيجيتنا التي ما قامت على التمسك بالجغرافيا، وإنما على قتال حرب العصابات، التي تريد أن تلحق أكبر قدر من الخسائر بالعدو. ولكنهم هم ، هؤلاء المقاومون الشجعان الأبطال، هم الذين قرروا أن يبقوا في القرية الحدودية عند الحدود، ويقاتلوا حتى آخر طلقة وآخر قذيفة وآخر قطرة دم وآخر نفس ليقدموا رسالة إلى اللبنانيين ولكل العالم، عن الهوية المعنوية والقيمية الحقيقية لهذه المقاومة ولهذا الشعب. وأنا عندما أتذكر هذا الموقف يحضرني أصحاب الحسين (عليه السلام) ليلة العاشر من المحرم، عندما قال لهم:"ألا إن هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل واحد منكم رجلا من أهل بيتي ودعوني وهؤلاء القوم"، مع أن المقاومة لم تقل للمقاتلين في عيتا إذهبوا فهذا الليل قد غشيكم، طلبت منهم أن ينتقلوا إلى موقع قتال آخر، ولكنهم أصروا أن يبقوا في الموقع الأمامي، وكأني بأرواحهم وقلوبهم وأجسادهم وخلاياهم والدم الذي كان يجري في عروقهم في كل ساعات الثلاثة وثلاثين يوما في عيتا الشعب، كان نداءهم في الليل والنهار لبيك يا حسين. عيتا هي رمز للقرية التي عاد أهلها كما عاد كل الأهلين عند أول ساعة من وقف إطلاق النار، عادوا إلى بيوتهم المهدمة، وافترشوا حصرهم، ونصبوا خيمهم، وسكنوا بين الدمار، وأصروا على البقاء في أرضهم، وأعادوا إعمار بيوتهم وزرع حقولهم، وأعادوا الحياة الكريمة التي قدمها لهم الشهداء الأعزاء من أبنائهم، عيتا اليوم هي البلدة الجميلة والوفية والشامخة ككل بلداتنا الجميلة والوفية والشامخة، وهي هذا وأكثر.

أيها الإخوة والأخوات، كان إنتصاركم التاريخي في 25 آيار 2000 كما قلنا قبل أيام وفي أكثر من مناسبة، كان إنهاء وإجهازا على مشروع إسرائيل الكبرى، لأن إسرائيل وجيشها الذي لا يستطيع أن يبقى في لبنان الدولة العربية الأضعف، الأضعف بلا نقاش في ظاهر الحال، لا يستطيع أن يقيم دولة من النيل إلى الفرات، وكان إنتصاركم التاريخي في 14 آب 2006 إنهاء وإجهازا على مشروع إسرائيل العظمى، التي كانت تريد أن تفرض نفسها كقوة مقتدرة ومتكبرة ومهيمنة، تفرض شروطها على الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والأردنيين والمصريين وكل العرب وكل شعوب المنطقة أو على إيران، وأن تكون قوة مخيفة ومرعبة ترتجف عند ذكر جيشها أو إسمها القلوب والأعصاب. هذا سقط في 14 آب 2006، أنتم الذين تحتشدون في عيتا اليوم تثبتون أن هذا سقط، إسرائيل هذه خرجت من حرب تموز بإعتراف زعمائها وجنرالاتها وشعبها خاسرة وفاشلة وضعيفة ومهزومة، وما زالت تعالج جراحها حتى اليوم، بالتدريب والمناورات والتخطيط و.. و..، لكن في محصلة هذين الإنتصارين الكبيرين، هناك نتيجتان إستراتيجيتان للبنان ولشعوب وحكومات المنطقة: النتيجة الأولى من الإنتصار الأول، أن المقاومة الشعبية والمنظمة والمسلحة والمحتضنة من شعبها وأهلها، هي قادرة على فعل التحرير، ولا نريد أن نتكلم نظريات فلسفية، والدليل 25 آيار 2000 وما حصل في قطاع غزة لاحقا، فهذه هي نتيجة إستراتيجية على المستوى الفكري وعلى مستوى الخيارات وعلى مستوى الرؤية وعلى مستوى الفعل، وأما النتيجة الثانية المترتبة عن الإنتصار الثاني ـ لأنه قد يقول البعض نعم المقاومة الشعبية هي قوة تحرير لأنها تعتمد حرب العصابات والنفس الطويل وإستنزاف العدو وإستخدام الزمن وتنوع التكتيكات وعدم قدرة العدو على الإحتمال لوقت طويل فتفرض عليه أن ينسحب، ولكن المقاومة الشعبية لا تستطيع أن تكون قوة دفاع، أمام هجمة عسكرية شرسة وقوية ومتعددة الأبعاد والمستويات ـ حرب تموز وتجربة هذه الحرب أيضا قالت بوضوح إن المقاومة الشعبية المنظمة والمحتضنة من شعبها، هي قادرة أن تكون قوة دفاع حقيقية في الزمن الذي لا يملك فيه البلد المعتدى عليه الإمكانيات العسكرية والتكنولوجية والعدة والعديد والعتاد الذي يملكه العدو المهاجم، والدليل ما حصل في حرب تموز.

وقدمت حرب تموز مدرسة كاملة تدرس الآن في مراكز الدراسات في العالم منذ ذلك الوقت، وتدرس أيضا في أكاديميات العالم العسكرية، وإن كان البعض هنا يراهن على التخلص من هذه المدرسة أو التخلي عنها.

إننا اليوم نؤكد التزامنا بهذه المدرسة وبهذا الطريق، طريق المقاومة لتحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة وللدفاع عن شعبنا وأهلنا وقرانا ووطننا لبنان وسيادته وأرضه ومياهه وخيراته ومقدراته ونؤكد إيماننا القاطع واعتقادنا الجازم الذي أثبتته تجارب السنوات الطويلة وعلى مدى 65 سنة، لأن ما نحن فيه الآن هو حصيلة كل هذه التجارب التي عاشتها حكومات المنطقة وشعوب المنطقة وجيوش المنطقة وأحزاب المنطقة وفصائل وحركات المقاومة في المنطقة، نصل إلى القناعة الجازمة بأن أغلى ما يملكه لبنان الآن وأفضل ما يملكه لبنان الآن وأقوى ما يملكه لبنان الآن هو المعادلة الذهبية التي تقول: الجيش والشعب والمقاومة.

هذا نؤكد عليه اليوم، ونقول للعدو وللصديق: نحن باقون هنا، عند الحدود وفي القرى الحدودية، فضلا عن الأعماق، في المناطق الخلفية، باقون هنا، نزرع حقولنا بأيدينا عند الحدود، نبني بيوتنا، ليس عند الحدود فقط، بل عند الشريط الشائك، بالإذن من اليونيفيل وبالإذن من غير اليونيفيل، عند الشريط الشائك نريد أن نبني بيوتنا، وبنيتم بيوتكم، وسوف نحفظ مياه أنهارنا، ولو غارت في الأرض أو ضاعت في البحر، لكن لن نسمح أن تسرق من العدو وسنستخرج ـ طبعا دولتنا يجب أن تستخرج نفطها وغازها ـ من بحرنا وعند حدودنا البحرية مع فلسطين المحتلة، والإسرائيلي لن يستطيع أن يفعل معنا شيئا، واليوم أقول لكم أكثر من ذلك، مع رسالة الكمين النوعي والعملية النوعية في اللبونة، اليوم أيضا أجدد ما قلته قبل أيام: لم يعد مسموحا لأي جندي إسرائيلي تحت أي عنوان من العناوين أو تساهل من التساهلات أو تسامح من المسامحات أن يخطو خطوة واحدة ليدنس أرضنا اللبنانية التي طهرت بدماء شهدائنا، هذه الأقدام ستقطع مع الرقاب.

نحن لن نتسامح بالدفاع عن قرانا وعن أرضنا وعن أهلنا وأقول للاسرائيليين: إن زمن السياحة العسكرية الإسرائيلية على الحدود اللبنانية وداخل الأراضي اللبنانية، هذا الزمن انتهى بلا عودة وبلا رجعة.

ولأؤكد لكم أيها الإخوة والأخوات إن مقاومتكم اليوم، وبعد سبع سنوات من إنتصار حرب تموز، وبالرغم من كل ما جرى خلال هذه السنوات القاسية، أؤكد لكم ـ ليس من موقع المجاملة ولا من موقع رفع المعنويات وإنما بالأرقام والإحصائيات والمعلومات الدقيقة ـ إن مقاومتكم هذه اليوم هي أقوى من أي زمن مضى، وهي أكثر عدة من أي زمن مضى، وهي أوفر عديدا من أي زمن مضى، وهي أصلب إرادة وعزما من أي زمن مضى.

انتقل إلى المقطع الثاني، وسنتحدث بهدوء حتى نحمل مع بعضنا المسؤولية، أن يستهدف هذا الجمهور، هؤلاء الناس، هذه البيئة، هؤلاء الأطفال والنساء والرجال والشيوخ وأصحاب المحلات والدكاكين في الضاحية أو في غير الضاحية، هذا ليس أمرا جديدا مع العدو، كان دائما ـ أي عدو وطبعا التجربة الإسرائيلية ـ كان دائما عندما يفشل في مواجهة المقاومين يلجأ إلى ضرب الناس، جمهور المقاومة، شعب المقاومة، حاضنة المقاومة، حتى الناس الذين ربما لا يكونون مع المقاومة، لكن "خلص" هم موجودون في هذا البلد، في هذه المناطق، وتاريخ الحروب الإسرائيلية والمجازر الإسرائيلية، قانا الأولى، قانا الثانية، وما جرى قبل ذلك، وبعد ذلك في سحمر والنبطية الفوقا في حولا في البدايات، في كثير من البلدات، في الضاحية، في الشياح، في بعلبك، في النبي شيث، في علي النهري، في كثير من الأماكن، خلال حرب تموز، الشاهد واضح.

طبعا، العدو يتصرف بهذه المسألة، لأن هذه نقطة ضعفنا، هنا نتوجع، هذا يؤلمنا فيضغط علينا هنا، عندما يفشل في مواجهتنا عسكريا. هذه نقطة ضعف لكن هي نقطة إعتزاز، لأن هذه على ماذا تدل؟ تدل على أن العلاقة بين المقاومة، بين قادة المقاومة ورجال المقاومة، وبين الناس هي علاقة عاطفية وإنسانية وأخلاقية وروحية ومعنوية وأنهم واحد.

هذه المقاومة في لبنان لم تتصرف في يوم من الأيام أنها قادمة مثلا من أدغال أفريقيا أو مستوردة ـ مثل بعض المقاتلين في هذه الأيام ـ مستوردة من أماكن أخرى في العالم، وبالتالي ماذا يحصل، ماذا يجري للناس هو لا يعنيها أبدا، ولذلك في طوال عشرات السنوات من أداء وسلوك المقاومة كانت حريصة، وهذا أحد أسباب إلتفاف الناس حول المقاومة، ما كانت تعمل بعمل عسكري ومقاوم بمعزل عن حساب ردات الفعل وحماية الناس والمدنيين، إلى أن جاء تفاهم نيسان الذي استطاع بدرجة كبيرة جدا أن يفرض معادلة حماية الناس خصوصا في الجنوب في مقابل المستوطنات والمستعمرات الإسرائيلية.

إذا، عندما يكون هناك مقاومة وناس تبادلها المشاعر، تفرح لفرحهم، تحزن لحزنهم، تتألم لألمهم، يسعدها ما يسعدهم، هذه نقطة قوة من زاوية، وهي نقطة ضعف يستغلها العدو. من ناحية أخرى يمكن أن يكون هناك جهات لا يعنيها الناس، المهم الزعيم بخير، عائلته الخاصة بخير، بقية الناس ما هي الأكلاف التي تتحملها قد لا يعنيها هذا الأمر شيئا.

ما جرى بالأمس أيها الإخوة والأخوات في الضاحية الجنوبية كان استهدافا للناس، لم يكن عملية اغتيال، لم يكن هناك كادر أو قيادي في حزب الله هو المستهدف، لم يكن هناك مركز أو مقر أو مؤسسة لحزب الله هي المستهدفة، وإنما من ارتكب هذه المجزرة أمس في الضاحية الجنوبية كان يريد عامدا متعمدا قاصدا عالما عارفا أن يلحق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف النساء والأطفال والناس المدنيين، هذا كان الهدف.

طبعا، ما قيل حتى الآن في بعض وسائل الإعلام إن العبوة 50 كيلو، 60 كيلو، هي أكثر من هذا بكثير، لاحقا الإخوة إن شاء الله يعلنون عن الأرقام الحقيقية، أكثر من مئة كيلو، وفي هذا المكان بالتحديد، كما كان الحال في المتفجرة السابقة في بئر العبد، والتي كانت تريد أيضا أن تقتل وأن وأن وأن... وكان الهدف هو قتل الناس وليس اغتيال قيادي أو كادر أو استهداف مركز أو ما شاكل.

على كل، هذه المجزرة تأتي في سياق هذه المعركة الكبيرة المفتوحة منذ عشرات السنين، قبل حزب الله ومع حزب الله، طالما هذا الصراع موجود، هذه من أدوات وتفاصيل هذه المعركة، ما دام هناك فريق يقاوم ويرفض الاستسلام للإرادة الدولية وللإرادة الصهيونية، وما دام هناك بيئة حاضنة لهذا الفريق، الفريق وبيئته الحاضنة من الطبيعي أنهم يتحملون التبعات والتضحيات، وهذا ليس بالجديد.

نحن نحتاج الآن لوقفة وتفصيل كي نحدد المسؤوليات، وكما قلنا خارطة طريق، لأنه اليوم لا نود الوقوف على الإطلال، ولا في أي يوم نحن تعودنا أن نقف على الأطلال، نحن نرفع شهداءنا على الأكتاف، ندفنهم باعتزاز وبألم، خصوصا هؤلاء الشهداء، خصوصا هؤلاء الشهداء، ونداوي جرحنا ونعمر بيوتنا، ونحن سنكون ـ الدولة طبعا مسؤولياتها أن تكون إلى جانب المتضررينـ لكن نحن أيضا سنكون إلى جانبهم ولن نتركهم، هذا ما نفعله ولكن علينا ان نمضي في مواجهة ما هو آت. ليست هذه بداية الدنيا ولا هذه نهاية الدنيا ولا بداية المعركة ولا نهاية المعركة، هي حلقة في هذا الطريق الطويل، خلال الأشهر والأسابيع الماضية في البقاع سقطت صواريخ على الهرمل وبعض قرى الهرمل وعلى سرعين والنبي شيث، أو في جوار النبي شيث، وعلى مدينة بعلبك، كان معروفا من الذي أطلق الصواريخ، لأن الصواريخ أطلقت من داخل الأراضي السورية، إذا، ما يسمى بالجماعات، جماعات المعارضة السورية المسلحة، الجماعات المسلحة هي التي أطلقت الصواريخ، هنا الفاعل معروف، وليس هناك داع أن نفتش وأن نجمع معلومات وأن نحلل ونضع فرضيات، الفاعل معروف.

حصلت أمور أخرى، حصلت تفجيرات على طريق الهرمل، على الطريق العام، أصابت مدنيين وأصابت أيضا قوة من الجيش اللبناني، حصل تفجير على طريق مجدل عنجر، حصل تفجير على طريق زحلة، أطلقت صواريخ على الضاحية الجنوبية، إلى أن بتاريخ 9-7 كانت المتفجرة في بئر العبد، بعدها الصواريخ التي أطلقت من داخل بعض المناطق في ضواحي بيروت الشرقية باتجاه الجبل، وقبل الأخير صواريخ باتجاه منطقة اليرزة ـ بعبدا، والخاتمة كانت أمس، في المجزرة الرهيبة التي ارتكبت في الضاحية الجنوبية .

الآن دعوني أتكلم عن ما قبل التفجير أمس.

حسنا، نحن كيف تصرفنا؟ العبوات كانت تستهدفنا، على طريق الهرمل، على طريق مجدل عنجر، على طريق الزحلة. الصواريخ التي قصفت الضاحية كانت تستهدفنا، الصواريخ الأخرى التي قيل إنها سقطت في الجبل ليس معروفا بعد إن كان المقصود بها الضاحية أو لا. الإنفجار الكبير الذي حصل في 9-7 وأدى إلى جرح 50 وكان ممكن أن يؤدي إلى مجزرة رهيبة، أيضا واضح انه يستهدف ناسنا ومنطقتنا وبيئتنا.

نحن ماذا فعلنا؟ أريد أن أقول ماذا فعلنا لنؤسس عليه. أولا، لم نقم بأي رد فعل متسرع. تعرفون في لبنان، يحصل حادث في أي مكان، ترى الناس قد نزلت وبدأت بقطع الطرقات، طرقات عامة، طرقات دولية، واعتدت على السيارات وكسرت وسألت عن هويات وضربت وآذت، إلى آخره... لم نقم بأي رد فعل، وهنا يجب التنويه بالناس، ببصيرتهم، بوعيهم، هذا الذي سأؤكد عليه بخارطة الطريق بعد قليل.

حسنا، ثانيا، لم نتهم أحدا، لم نتهم أحدا، وأنا في ذلك الوقت طلبت من الأخوة، أنه يا أخوان، ليس هناك داع أن "نعمل تصريحات و لا شيء"، حتى أنا الآن لم أتكلم بموضوع بئر العبد أو بموضوع التفجيرات أو بموضوع الصواريخ على الضاحية، وأتينا وعملنا علميا كما كنا نطالب من يعتدى عليه بعملية إغتيال أو تفجير أو يتعرض لأي حادث. ماذا كنا نقول لهم؟ لماذا توجهون إتهامات؟ تكون الحادثة "بعدها بأرضها" ترى الإتهامت قد صدرت، ليس فقط إتهامات، إتهامات وإدانات وأحكام ومطلوب العالم أن تذهب إلى السجون، مثل ما يحصل دائما. حتى في متفجرة بئر العبد، قيل كلام ولو خجول، في متفجرة 9-7، قيل كلام من بعض الأوساط اللبنانية للأسف، ولو خجول، إن هذه السيارة وضعها حزب الله، حتى يأخذها ذريعة لأنه يريد أن يقوم بأحداث وأعمال ويريد أن يقلب الطاولة في البلد. يعني، أكثر من هكذا إفتراء وظلم، والله، " يعني عم نحلف يمين ونحن الآن لسنا محتاجين أن نحلف يمين"، لن تجدوا أحدا يحب هؤلاء الناس، ويعشق هؤلاء الناس، ويتألم لهؤلاء الناس، ويتواضع لهؤلاء الناس، ويقبل التراب تحت أقدام هؤلاء الناس مثل حزب الله وقيادة حزب الله. ثم يأتي بعض السفهاء السفلة، ليقولوا في تصريحات أو مقابلات أو مواقع أنترنت إن المتفجرة في 9-7 في بئر العبد، هذه من حزب الله، هو قام بذلك، والدليل أنه لم يمت أحد، أنتم تعملون هذا، أجهزة المخابرات التي أنتم تعملون معها هي التي تعمل هذا، حزب الله لا يعمل هكذا، والذي مثل حزب الله لا يعمل هكذا.

حسنا، جئنا وضعنا إحتمالات، أنه يا أخوان، كما نطالب الآخرين نحن يجب أن نعمل، سوف نضع فرضيات، تعالوا لنرى، من الذي وضع هذه السيارة في بئر العبد ـ مركز التعاون الإسلامي؟ من الذي ضرب علينا صواريخ؟ من الذي وضع لنا العبوات على طريق الهرمل وعلى طريق مجدل عنجر؟

يوجد فرضيات . طبعا، الأجهزة الأمنية، خصوصا مديرية المخابرات التي بذلت جهود خاصة تشكر عليها، هم كانوا يعملون على نفس الملفات، ونحن كنا نعمل على نفس الملفات بعد ذلك قاطعنا هذه المعطيات وهذه المعلومات.

حسنا، نحن، جاء إخواننا لكي نضع فرضيات. الفرضية الأولى إسرائيل، يوجد ثأر كبير بيننا وبين إسرائيل، يوجد معركة مفتوحة بيننا وبين إسرائيل، فالفرضية الأولى والمنطقية خصوصا عند حزب الله، وحسب عقليته ومنهجيته يضع أول شيئ إسرائيل. حسنا، تعالوا لنفتش، عملاء إسرائيل، الآن لا أريد أن أقول نحن كيف نفتش، أنه ما هي الإشارات التي تجعل هذا الإحتمال قويا أو ضعيفا؟ عملنا على المؤشرات، "ما مبين معنا" لكن تبقى كفرضية، لا نستطيع نفيها وليس لدينا شيئ يثبتها.

الفرضية الثانية، هي الجماعات التكفيرية التي أعلنت في مناسبات كثيرة، وليس بعد دخول حزب الله إلى القصير، بل من الأيام الأولى للصراع في سوريا، أعلنت حربها، أنها هي آتية لنا وستقاتلكم وستدفعكم الثمن وانتم ماجوس وأنتم فرس وأنتم وأنتم... حسنا، هذه الفرضية الثانية، لنفتش في هذه الفرضية، أيضا، المؤشرات ، المعطيات، دعونا نذهب ونجمع، بوسائل الجمع المختلفة.

يوجد فرضية ثالثة، أن تكون جهة أخرى دخلت على الخط، تعتبر أنه يوجد معركة بيننا وبين إسرائيل، يوجد تهديد من قبل الجماعات التكفيرية لنا، فمن الممكن طرف ثالث دخل على الخط حتى يعمل على تصعيد الجو مع الإسرائيلي أو إلى فتنة وقتال داخلي وصراع داخلي على أساس مذهبي أو طائفي. حسنا، هذه أيضا فرضية، بمعزل من هي هذه الجهة الثالثة التي من الممكن أن تكون ألف، باء، تاء، إلى آخره.

ولم نسارع إلى توجيه أي إتهام إلى اليوم.

أنا اليوم أريد أن أتهم، أنا اليوم أريد أن أتهم، لكن حتى الأمس نحن لم نتهم أحد، يعني بعد أكثر من ثلاثين يوما على متفجرة بئر العبد، وأكثر على الصواريخ وأكثر على العبوات بالطرقات، لأنه نحن جمعنا معطياتنا، وبعد ذلك، ومن الإنصاف أيضا، أن مديرية المخابرات اعتقلت أشخاصا، ليس بناء على معطيات نحن قدمناها، هي ذهبت، بناء على معطياتها، اعتقلت أشخاصا وحققت معهم، واعترفوا بمعطيات قاطعناها مع معطياتنا، وصلت لصورة واضحة.

بكل وضوح أقول لكم اليوم، لنبدأ بالتدرج، إن من وضع العبوتين على طريق الهرمل بات معروفا بالأسماء، وأحدهم معتقل، وهذا طبعا، يعني بعض ما سأذكره الآن، قيل في بيان صدر اليوم عن معالي وزير الدفاع الوطني، وأنا أشكر وزير الدفاع على هذا البيان وعلى هذا التوضيح الذي يعبر عن شجاعة ومسؤولية وطنية كبيرة وإحساس كبير بالمسؤولية وجرأة. المفترض أن الناس قد سمعوا البيان جيدا، والذي لم يسمعه فليسمعه ويقرأه ويدقق فيه.

أحد أفراد المجموعة التي وضعت العبوتين على طريق الهرمل أعتقل لدى مخابرات الجيش، واعترف على بقية المجموعة بالإسم، واعترف أيضا، وهذا ما ذكره اليوم أيضا بيان وزير الدفاع، عن الأشخاص، وهو واحد منهم، الذين قتلوا الشباب الأربعة في جرود المنطقة هناك، يعني الشهيدان المظلومان من آل جعفر والشهيد المظلوم من آل أمهز، والشهيد الرابع، التركي الجنسية، الذي هو على كل حال من أهلنا، "نحن أهل واحد". هؤلاء الشباب الأربعة، الآن أصبح قاتلهم معروفا، وهنا بين هلالين، يعني إن شاء الله أعود لها، يعني لدي كلمة مع آل جعفر وآل أمهز، صح أنا أتكلم من بيروت إلى عيتا، لكن في بعلبك من المفترض يسمعوننا.

من وضع العبوة في مجدل عنجر بات معروفا بالاسماء، من أطلق الصواريخ على الضاحية الجنوبية بات معروفا بالاسماء، ومن وضع العبوة المتفجرة في بئر العبد بتاريخ 9ـ7 بات معروفا بالاسماء، هنا أريد ان أحتاط لأقول 99.99 %، يعني أريد ان أترك 0.1 % من باب براءة الدمة.

حسنا من هم هؤلاء ؟هل ثبت حتى الآن في التحقيقات والمتابعات أنهم عملاء لاسرائيل؟

كلا، ممكن أن يثبت ذلك في ما بعد، ممكن، يعني أنا ما زلت لم أنف فرضية أن هؤلاء هم عملاء لإسرائيل، لأن إسرائيل تشغل كل الناس، ليس لديها مشكلة في ذلك، لكن مما ثبت حتى الآن وبشكل قطعي أنهم مجموعات تنتمي إلى اتجاه تكفيري محدد، ينتمون إلى جماعات تكفيرية محددة، وهم معروفون بالأسماء، ومعروف من يشغلهم ومن يدعمهم ومن يديرهم، هذا صار معروفا. بيان معالي وزير الدفاع ذكر بعض الأسماء، وهناك بعض الأسماء لم تذكر، بعض هؤلاء اعتقل وبعض هؤلاء لم يعتقل، وفي جنسيتهم بعضهم لبنانيون للأسف، وبعضهم سوريون للأسف، وبعضهم فلسطينيون للاسف.

حسنا، في متفجرة الأمس كل المؤشرات والخيوط والمعطيات تؤدي إلى هذه المجموعات نفسها، وكانت هذه المؤشرات والمعطيات متوفرة لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية التي أبلغتنا أيضا عن معلومات ومعطيات لديها، عن أماكن محددة وعن أسماء محددة تقوم بإعداد سيارات مفخخة وبكميات كبيرة لإرسالها إلى الضاحية الجنوبية، بالتحديد إلى الضاحية الجنوبية، وكل الإجراءات التي قمنا بها في الضاحية وأزعجنا الناس، و"نزلنا" على المكشوف إلى الطرقات وأقمنا حواجز و"طلع من يتفلسف علينا" بقصة الأمن الذاتي، لأن معلوماتنا ومعلومات الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية أن هناك من يعد ومن سيرسل خلال أيام سيارة مفخخة الى الضاحية الجنوبية.

طبعا، هم قاموا بالذي يقدرون عليه، ونحن بدورنا قمنا بالذي نقدر عليه، وحصل الذي حصل أمس، لا أريد ان أحسم الآن وأقول إن متفجرة الأمس هي مسؤولية الجماعات التكفيرية، ولكن أقول لكم: الترجيح الكبير جدا هو هذا، بحسب المعطيات والمؤشرات وكل ما يتوفر لدينان حتى لا نختبئ وراء إصبعنا، هل هذه الجماعات التكفيرية تعمل لدى إسرائيل؟ أكيد تعمل عند إسرائيل، حتى لا يخرج اليوم من يقول فلان (سماحة السيد نصر الله) يضع إسرائيل خارج الموضوع. كلا، إسرائيل أحيانا تشغل شبكات ومجموعات، وأحيانا أخرى تشغل جماعات بكاملها، ولا شك عندنا باختراق أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية وبعض المخابرات الإقليمية لهذه الجماعات، بل لا شك عندنا بالتشغيل المباشر لهذه الجماعات لمصلحة إسرائيل، لكن الجهات المنفذة هي هذه الجماعات التكفيرية.

حسنا، هذا بالاتهام، ماذا يمكننا أن نفعل للمستقبل؟ يعني حتى فرضية الانتحاري ما زالت فرضية قابلة للنقاش، ولكن نريد أن نرى فنيا الذين يعملون على الارض ما هي النتيجة التي سيصلون إليها لأنه تم تداول هذا في وسائل الاعلام، ونحن لا نستطيع أن ننفي حتى هذه اللحظة فرضية الانتحاري، أنه سيارة مفخخة بأكثر من 100 كلغ من الـ "تي أن تي" وهذا الذي قيل محسوم. أما حكاية أنه إنتحاري أو ليس انتحاريا، هذا مفترض أن يظهر مع التحقيق، ما هو المطلوب الآن، هنا دعونا نتكلم بمسؤولية، هناك هدف وطني علينا جميعا أن نضعه أمامنا ، وهذا كان اليوم على طاولة مجلس الدفاع الأعلى في قصر بعبدا، هناك هدف وطني اسمه كيف نمنع تكرار هذه الاعتداءات الارهابية وهذه المجازر، لأنه أمس (الفاعل) وضعها بالضاحية وبتاريخ 9ـ7 وضعها في الضاحية، ولكن أين سيضعها في الغد؟ لا يوجد مانع إذا كان الاسرائيلي ـ الاسرائيلي لا فرق عنده الضاحية أو غير الضاحية أهل ضاحية وأهل غير ضاحية ـ وإذا كان التكفيري أيها الاخوة والاخوات أيضا لا فرق لديه، لأن هذه نقطة سأعود إليها بالاسماء بعد قليل، هؤلاء التكفريون يقتلون المسلمون، كما يقتلون الشيعة، ويقتلون المسلمين كما يقتلون المسيحيين، ويفجرون المساجد كما يفجرون الكنائس، ويرسلون إنتحاريين الى المساجد السنية كما يرسلون انتحاريين الى داخل مساجد الشيعة، هذا العراق أمامكم، هذه سوريا أمامكم وهذه باكستان وأفغانستان امامكم والصومال أيضا ويوجد أيضا الكثير من الشواهد قادمة على الطريق.

إذا، أن يأتي من يفترض أنه إذا كانت الجماعات التكفيرية هي من وضعت السيارة في الضاحية الجنوبية إذا هي لن تضع السيارات إلا في المناطق الشيعية، هو مخطىء ومشتبه ويختبىء خلف إصبعه.

إذا يوجد هدف وطني، الهدف الوطني يقول كيف نعمل كلبنانيين جميعا على منع تكرار هذا المجازر وهذه الاعتداءات الإرهابية التي طالت اليوم الضاحية الجنوبية وقد تطال أي منطقة أخرى من لبنان، هذا ليس حادثا أمنيا وهذا ليس اغتيالا، وهنا درجة المسؤولية يجب أن ترتفع لأنه أريد أن أكون واضحا وصريحا جدا: العبوة الأولى تم السيطرة على الوضع، مجزرة أمس تمت السيطرة على الوضع، ولكن نحن لا نعلم ـ أنا أقول للمسؤوليين اللبنانيين، للسياسيين اللبنانيين، لقيادة الجيش والأجهزة الأمنية، لكل اللبنانيين لكل المرجعيات الدينية ـ لبنان إذا إستمرت هذه التفجيرات، شئنا أو أبينا، أحببنا أم كرهنا، هو على حافة الهاوية. يجب التصرف بمسؤولية من هذا المستوى، ومن هذا الفهم للتهديد الذي يواجهه لبنان. والذي يعتبر أو يصدق أن هذا التهديد هو لطائفة أو لحزب أو لجماعة محددة، هو مخطئ وهو مشتبه، الذي يدمر المنطقة كلها الآن أخذ قرارا بأن يدمر لبنان، وهذه هي بعض البدايات. من هذا الموقع يجب مقاربة الأحداث الجديدة. حسنا لتحقيق هذا الهدف ما هو الاجراء الذي يجب أن نقوم به؟ هذا يحتاج إلى تعاون، هو مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى وأجهزة الدولة العسكرية والامنية، وأيضا تعاون الناس، الناس في كل المناطق وتعاون القوى السياسية في كل المناطق والأماكن مع أجهزة الدولة، يعمل على خطين. وهذا الذي سأتكلم عنه ليس اختراعنا، هذا ـ مثل ما يقولون ـ المعتمد في كل العالم، الخط الأول هو الإجراءات الوقائية الاحترازية، تفتيش وحواجز وإجراءات وبحث عن إمكانيات عمل هنا وإمكانيات عمل هناك والخ... معروف ما هي الإجراءات الأمنية الاحترازية الوقائية، هذا موجود "ستاندرد" في كل العالم ولا يوجد اختلاف فيه في المدارس، هناك تجارب حديثة ومتطورة اليوم.

حسنا، مسؤولية الدولة وأجهزتها أن تقوم بهذه الإجراءات، وكلنا مسؤوليتنا أن نساعدهم، لكن بكل صراحة أقول لكم وبكل مسؤولية: هذا الخط الأول ليس كافيا، لا يستطيع أحد في لبنان، لا رئيس ولا وزير ولا قائد جيش ولا مدير عام ولا حزب ولا حركة ولا تنظيم يستطيع أن يقول إن هذه الإجراءات الاحترازية الوقائية التي نقوم بها، هذه تمنع السيارات المفخخة أو تمنع العمليات الانتحارية، نعم تحد منها، تخففها، قد تقلل من أضرارها، من خسائرها، ولكن أن تمنع بالمطلق، وهذا في كل العالم أيضا، في أقوى دول العالم أمنيا، الإجراءات الاحترازية الوقائية لا تكفي ولا تحل مشكلة.

إذا، المطلوب الثاني، ان لم يكن أهم يساويه بالأهمية، هو العمل على كشف هذه الجماعات ومحاصرتها وتفكيكها وإلقاء القبض عليها والقضاء عليها. هكذا يعملون في العالم، وهذا أيضا "ستاندرد". لا يجلس الناس وينتظرون، هنا حواجز وهناك إجراءات وهناك تفتيش أيمتى تأتي الينا السيارة المفخخة؟! أو أيمتى يأتي إلينا الانتحاري؟ الجهات الامنية المسؤولة يجب أن تذهب وتفتش: الانتحاري من هو؟ وهذه الجماعة التي تعد السيارة المفخخة لكي ترسلها من هي؟ لكي تعتقلها وتمنع إرسال السيارة المفخخة وتمنع إرسال الانتحاري. في العالم هكذا يكافح الارهاب.

إذا الخط الثاني هو المطلوب. طبعا هذا يحتاج إلى جهد من الجميع، وإلى جهد كبير جدا، جهد أمني وفني وشعبي وسياسي، وفي هذا السياق عندما نتحدث عن التعاون المطلوب نتحدث أيضا عن أهمية أن لا يتم تغطية هذه الجماعات ولا حمايتها سياسيا أو أمنيا، ولا الدفاع عنها ولا تبرئتها ولا التساهل والتسامح معها، ليس من أجلنا ولا من أجل الضاحية، بل من أجل لبنان، لأن هذه الجماعات تريد أن تأخذ لبنان إلى الدمار، تريد أن تأخذ الشعب اللبناني إلى الحرب الاهلية.

عليكم أن تمنعوا أخذ لبنان إلى الحرب الأهلية، وهذا هو الطريق.

أيضا في هذا السياق المطلوب الكف عن التحريض الطائفي والمذهبي. هناك صراع سياسي بيننا، اتركوه سياسيا. نحكي سياسة، نهجم على بعضنا بالسياسة، لأن الدعوة إلى تهدئة وهدنة لم تنجح، هناك أناس تنقطع عليهم (معاشاتهم) رواتبهم إذا تحققت هدنة وتهدئة، وإذا لم يسبوا على التلفزيونات، ولم يكتبوا مقالات شتائم بالصحف، لن يحصلوا على رواتب (ماشي الحال احصلوا على رواتب) يا اخي اشتموا بالسياسة، لكن اتركوا حكاية شيعة وسنة وطوائف ومذاهب، دعوها جانبا، تجنب التحريض الطائفي والمذهبي، وعدم الاكتفاء بإدانة المجزرة عندما تقع المجزرة. هذا المطلوب بالإطار العام، بالمواجهة المباشرة، بتحقيق هذا الهدف.

هناك شيء مطلوب أيضا من الناس، أو كلام للناس، يعني بعد عندي كلمة للناس، وكلمة للقتلة.

كلمة للناس خصوصا الذين أصيبوا بالأمس وعائلاتهم، والآن كل هذه المناطق تعيش التهديد وتواجه التهديد. نحن نعرف صبركم وشجاعتكم، ونعرف بصيرتكم ووفائكم، وهذا ليس كلاما عاطفيا. نحن خبرنا هذا خلال عشرات السنين، والامتحان الأعظم والأكبر كان في حرب تموز في مثل هذه الايام، ردة فعل هؤلاء الناس أثناء الحرب وبعد انتهاء الحرب عندما عادوا ووجدوا بيوتهم وأرزاقهم وحقولهم ومحلاتهم وأسواقهم مهدمة مدمرة، وهذه تجربتنا سويا في المحن الأقسى والمحن الأشد. هم يريدون النيل من عزيمتكم، من إرادتكم، من إيمانكم، من وفائكم، من التزامكم بهذه المقاومة، ونحن كلنا على ثقة من إيمانكم ووفائكم والتزامكم وصبركم واستعدادكم للتضحية، ولذلك هذا الهدف سيفشل، أنتم أفشلتموه دائما وستفشلونه في المستقبل أيضا، لكن الأخطر، أنا لست خائفا لا من وفاء الناس ولا من صبر الناس ولا من إرادتهم ولا من عزمهم ولا من التزامهم ولا من تمسكهم بالمقاومة، لأن رأينا أن تمسك هؤلاء الناس بالمقاومة بعد حرب تموز كان أقوى وأشد من أي زمن مضى. هكذا هم الناس.

ما نخشى منه أيها الناس، وهو من أهداف هؤلاء القتلة، ومن يقف خلف هؤلاء القتلة، هو جركم إلى ردات فعل انفعالية عاطفية غير محسوبة تؤدي إلى الفتنة وإلى خراب البلد، هذا الذي نريد الانتباه له.

إلى الآن "ماشي الحال" وإلى الآن الناس تمسك جراحها وعلى آلامها وعلى أحزانها وعلى لوعتها و"ماشي الحال" سنبقى متماسكين، هم ماذا سيأتون ويقولون؟

الآن عندما تأتي وتستعرض الأسماء (هنا بالإذن اسمحوا لي أن أتكلم بصراحة) عندما تتبين الأسماء، لبناني وسوري وفلسطيني، سوف يتبين حسب الانتماء المذهبي أنهم من أبناء الطائفة السنية الكريمة، سوف يأتي من يقول لكم السنة هم من قصفوا عليكم الصواريخ على الضاحية، والسنة هم الذين وضعوا لكم العبوات على الطريق، والسنة هم الذين أرسلوا السيارات المفخخة إلى الضاحية، وهم الذين ارتكبوا المجزرة بالأمس. كل من يتكلم بهذا المنطق هو إسرائيلي، وهو شريك للقاتل في تحقيق أهداف القتل والمجزرة، وأنا على مسؤوليتي أقول لكم هؤلاء ليسوا سنة، هؤلاء لا دين لهم ولا مذهب لهم ولا وطن لهم ولا قوم لهم، هؤلاء ليسوا سوريين ولا فلسطينيين ولا عرب ولا مسلمين ولا سنة، هؤلاء قتلة قتلة، من فكر القتلة، وهؤلاء قتلوا من السنة ـ كما قلت في الكثير من الخطب ـ أكثر مما قتلوا من الشيعة، قتلوا من السنة أكثر مما قتلوا من المسيحيين، واذا اردتم أبين لكم إحصائيات وأرقام، قتلوا من علماء السنة أكثر مما قتلوا من علماء الشيعة، بالأرقام. ولذلك ما أرجوه من أهلنا في لبنان وخصوصا من الشيعة، رغم أنه أمس أن المتفجرة (وبالحد الأدنى، بإحصاءات الشهداء، هناك شهيد فلسطيني على ما لاحظت بالاحصاءات الاولية، وهناك جرحى من أهل السنة، وهذه المنطقة فيها سنة، فيها سكان سنة، فيه شهداء سنة، وفيه جرحى سنة، وفيه شهداء فلسطينيين، وفيه جرحى سوريين. أيضا في التفجير الذي حصل بالأمس، لا يأتين أحد ليقول لكم إن السوريين (هم من قتلوكم) حتى نقوم بردة فعل على السوريين الموجودين في البلد، لاجئين ونازحيين، هم وعيالهم وأولادهم ونساؤهم، أو فلان الفلسطيني وفلان الفلسطيني، هناك أناس يعملون لكي يوجدوا صراعا مع المخيمات ومحيط المخيمات، ويدخلوا اللبنانيين في قتال مع الفلسطينيين وإدخال الفلسطيينن في قتال مع اللبنانين. لا، هذا الفلسطيني لا تعنيه فلسطين، وهذا السوري لا تعنيه سوريا، وهذا اللبناني لا يعنيه لبنان، هؤلاء مجموعة من التكفيريين، عمي القلوب والأبصار والبصائر. وهؤلاء القتلة أصحاب مشروع تدميري في كل المنطقة، ليس فقط في لبنان، أنظروا حول الذي يحصل في المنطقة، هؤلاء ليس عندهم مشروع آخر ولا عندهم برنامج ولا عندهم خطاب غير التدمير، قتل قتل قتل ، وأنا أجزم لكم، وحتى في العراق والإخوان بالعراق هم يتحدثون متى يشاؤون، عندهم معطيات أكيدة وواضحة من هي أجهزة المخابرات الغربية والعربية والإسرائيلية التي تدير جماعات القتل والتفجير في العراق، وهذا سوف يتضح أيضا في لبنان.

إذا، "اعملوا معروف"، نريد أن نحمل هنا، لا نريد أن نقع في الفخ. هنا تضيع دماء شهدائنا. الله سبحانه وتعالى يقول لنا "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، والله تعالى يقول لنا "الفتنة اشد من القتل". لا نذهب الى الفتنة ولا نعتدي على أبرياء ولا نحمل أبرياء مسؤوليات أعمال لم يشاركوا فيها، وليس لهم نصيب منها، هذه مسؤولية كبيرة جدا، هذه بحاجة لوعي وصبر وحكمة وتحمل، لا تدعوا أحدا يجرنا ويجركم إلى هذه الامكنة.

هنا الشيء الذي قلته "بين هلالين" أريد أن أتكلم به إلى إخواننا آل جعفر وآل أمهز، اقول لهم الآن اتضح من هو القاتل لأولادكم في الجرود، واحد منهم معتقل عند الدولة اللبنانية، واعترف على بقية القتلة. لذلك وقبل ذلك وبعد ذلك، لا يجوز أن تحملوا مسؤولية هذه الدماء لأشخاص لا علاقة لهم بالقتل، ولأشخاص لم يظهر التحقيق بأنهم شركاء في القتل، ويجب ممارسة أعلى درجات المسؤولية وضبط النفس لأن أي تصرف ـ غير مسؤول وغير شرعي ـ سواء من أي انتماء لعائلة أو عشيرة أو قرية في منطقة البقاع الشمالي سيؤدي إلى نتائج خطيرة ودامية. اليوم دعوتي للناس، في مقطع الناس، إلى الوعي والصبر والبصيرة والتحمل وتوجيه رسالة واضحة، كما رسالتنا واضحة، أن التفجير والقتل لن يمس بإرادتنا، يجب أن تكون ايضا رسالتنا واضحة أن التفجير والقتل لن يدفعنا إلى الوقوع في فخ الفتنة.

لكن طبعا أقول مجددا هذه ليست مسؤوليتنا، وحدنا هذه مسؤولية الجميع في لبنان، لأنه - أعيد وأكرر وأنا لا أحب أن أكذب على أحد - الأمور إذا استمرت على هذا الشكل قد تصل إلى حافة الهاوية التي تخرج عن سيطرة الجميع. اما للقتلة، أقول لهم: إن كنتم تعملون مباشرة عند الاسرائيلي "ماشي الحال"، عرفناكم وسنعرفكم ويوجد دولة ومطلوب أن تعتقلكم وتقاصصكم وتقاضيكم، وفي كل الاحوال "أيدينا ستصل اليكم"، إذا الدولة أهملتكم "ايدينا ستصل اليكم". نحن لسنا بديلا عن الدولة – أبدا – لا في الدفاع عن لبنان ولا في الأمن، ولكن في كل مرحلة أو مجال لن تتحمل الدولة مسؤوليتها، أنا لا أجامل أحدا، والذي يريد أن يعترض، فليعترض نحن سنتحمل مسؤولية.

إذا كنتم تدعون – أيضا سأكون شفافا - إذا كنتم تدعون أنكم تدافعون هكذا كما تدعون عن الشعب السوري، هل تريدون وضوحا اكثر من هذا؟ انتم تعاقبون حزب الله – هذه واحدة من الفرضيات والتحليلات – أنتم تعاقبون حزب الله على تدخله في سوريا، أريد أن أقول نقطتين:

أولا: أنتم "الجماعات التكفيرية" الأشد فتكا بالشعب السوري، وليس فقط بموالي النظام، بل حتى بالمعارضين للنظام، أشد فتكا بالشعب السوري، رجال الدين المسحيين الذين معكم ويؤيدون المعارضة تقومون بخطفهم وقتلهم، أنتم تفجرون المساجد، انتم تقتلون الأطفال، انتم ترسلون سيارات مفخخة إلى المدن السورية، دون حساب ودون كتاب، ألستم كذلك؟ انتم الذين تدعون بأنكم تدافعون عن الشعب السوري، أنتم الأشد والأكثر فتكا وقتلا بأبناء الشعب السوري، هذا أولا.

ثانيا: بالنسبة لنا ـ أيضا بشفافية ووضوح ـ نحن دخلنا في مكان ما أو أمكنة محددة، وبحدود ما إلى القتال في سوريا، ولأول مرة أريد أن أتكلم بهذا الوضوح الشديد هذا. نحن حيث نقاتل بقيمنا وبضوابطنا، نحن لم نجهز على جريح وأنتم تجهزون على الجرحى، نحن لم نقتل أسيرا وأنتم توقفون الأسرى على الحيطان وأمام الكاميرات وتعدمونهم في وضح النهار، نحن لم نقتل المدنيين، نحن في بعض معاركنا من أجل تجنب المدنيين سقط لنا المزيد من الشهداء، وكل ما قيل خلال الاشهر الماضية ويقال عبر بعض الفضائيات العربية من أننا قصفنا وقتلنا وفعلنا وارتكبنا مجازر هي أكاذيب وافتراءات.

على كل حال، اليوم ـ اسمحوا لي بعد بدقيقتين أو ثلاثة ـ بين هلالين وأعرف أن بعض الإخوة سيقولون لي لماذا تسمي؟ أنا أريد أن أسمي، يوجد قناة الجزيرة وقناة العربية، اجتمعتا على سوريا واجتمعتا على العراق واجتمعتا على إيران واجتمعتا علينا في لبنان، وكان يقبل في العالم العربي ما تقوله العربية والجزيرة.

الآن بعد الانقسام في مصر، بعد الانقسام في تونس، بعد الانقسام في أكثر من بلد عربي، الجزيرة مع ناس ـ انا لا أريد أن أدخل في تقييم هذه الحادثة، أريد أن أتكلم من زاوية إعلامية ـ والعربية مع ناس، افتحوا على الجهتين، هؤلاء يتكلمون ضد هؤلاء، معلومات مناقضة تماما، هنا يكون 4000 قتيل وعند هؤلاء 50 قتيل، عند هؤلاء فلان قد قتل وعند هؤلاء فلان ما زال حيا يرزق. من ستصدقون؟

اليوم هذا الانقسام أكيد بالرأي العالم العربي، يوجد أناس ما زالوا يسمعون للجزيرة ويشتمون العربية، وأناس يسمعون للعربية ويشتمون الجزيرة، لماذا تقبلون منهم؟

من يعارض العربية في مصر أو يعارض الجزيرة في مصر، لماذا تقبل؟ لا تقبل منهم أخبارهم المصرية وتقبل منهم أخبارهم الشامية، هذه القنوات ـ اسمحوا لي رغم ان حرية الإعلام مفتوحة ـ ولكن للاسف الشديد انحدر الإعلام العربي خصوصا في السنوات الاخيرة إلى مستوى من – ليس الكذب ونقل الأخبار الكاذبة – بل فبركة الأكاذيب.

نحن، حزب الله، عندما نأتي يوم القيامة لنقف بين يدي الله سبحانه وتعالى سوف ترى الأشهاد، على رؤوس الاشهاد، سوف يشهد العالم كله أننا لم نقاتل إلا الجماعات المسلحة التكفيرية.

نقطة على أول السطر.

نعود لموضوعنا، على كل حال، أنتم لا تدافعون عن الشعب السوري، ولكن إن كنتم تظنون أنكم بقتلكم لنسائنا وبقتلكم لأطفالنا وبقتلكم لأبريائنا، وبقتلكم وتدميركم لأحيائنا وقرانا ومدننا، يمكن أن نتراجع عن رؤية أو بصيرة أو موقف اتخذناه، أنتم مشتبهون. أيها الحمقى اقرأوا تجربتنا خلال 30 عاما مع إسرائيل، اقرأوا هذه التجربة، أنتم مشتبهون.

أنا أقول لكم: إن ردنا على أي تفجير من هذا النوع، أحد ردودنا على أي تفجير من هذا النوع ـ وبكل شفافية أيضا ـ إذا كان لدينا 100 مقاتل في سوريا سيصبحون 200، وإذا كان لدينا 1000 مقاتل في سوريا سيصبحون 2000، وإذا كان لدينا 5000 مقاتل في سوريا سيصبحون 10000 ، أنتم مشتبهون، أنتم تضربون في المكان الخطأ، أنتم تضربون في المكان الخطأ.

وإذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الإرهابيين التكفيرين أن أذهب أنا وكل حزب الله إلى سوريا، سنذهب إلى سوريا، وسنذهب إلى سوريا كما ذهبنا من أجل سوريا وشعبها، من أجل لبنان وشعب لبنان، والله من أجل كل اللبنانين، من مسلمين ومسيحين، الذين يختبئون خلف إصبعهم، من أجل فلسطين والقدس، من أجل القضية المركزية.

لذلك لا أحد يفترض أنه إذا فتح معركة معنا هو الذي يحسم المعركة، نحن الذين نحسم المعركة، نحن الذين نوقت ختام المعركة، نحن في 25 أيار كنا أصحاب الطلقة الأخيرة، في 1996 في عناقيد الغضب كنا أصحاب الطلقة الأخيرة، في 14 آب 2006 كنا أصحاب الطلقة الأخيرة. وكما انتصرنا في كل حروبنا مع إسرائيل، إذا أردتم أن ندخل هذه المعركة معكم بكل قوة، أنا أقول للبنانيين وللسوريين وللفلسطينيين ولكل شعوب المنطقة، نحن أيضا سننتصر في المعركة ضد الإرهاب التكفيري التدميري إن شاء الله، وأنا على يقين من ذلك. ستكون هذه المعركة مكلفة؟ نعم، ولكنها أقل كلفة من أن نذبح كالنعاج وأقل كلفة من أن ننتظر القتلة والمجرمين ليأتوا إلى بيوتنا وإلى عقر دارنا، بالتأكيد هي أقل كلفة، ونحن في كل معركة هي دفاع عن كرامة وعزة وشرف وعرض ودماء ووجود، نحن رجال هذه المعركة ونساء هذه المعركة، وصغارنا هم كبار في هذه المعركة، ولن يثنينا لا قتل ولا دم، ونحن أصحاب مقولة "انتصار الدم على السيف" منذ أعماق التاريخ .

 

عضو كتلة المستقبل النائب أمين وهبي: خطاب نصر الله يضم الشيء ونقيضه وليس المطلوب تحرير فلسطين نيابة عن الشعب الفلسطيني

وطنية - توجه عضو كتلة المستقبل النائب أمين وهبي "بالتعازي لأهالي الشهداء"، متمنياً "الشفاء العاجل للجرحى وان تعوض الدولة عن كل المتضررين".

وقال وهبي في حديث الى تلفزيون المستقبل: "نستنكر هذا العمل الجبان اذ اننا لا نعتبر ان الخلافات السياسية تحل بهكذا طريقة، الخلاف السياسي يعالج بالسياسة".

وعن عدم تواجده على الارض كونه نائب عن مقعد شيعي قال النائب وهبي: "المنطق يقول ان اي نائب هو ممثل الشعب اللبناني ونائب الامة ويُنتخب من كل اللبنانيي".انا احب ان اكون مع الناس لكن هناك ظروف في البلد ومستوى من التعبئة السياسية والحقن السياسي، ورأينا ما حصل مع الوزير شربل عندما نزل لمواساة الناس، اعتقد ان هذا المستوى من الحقن يضرب بجميع اللبنانيين ويضر بامكانية تضامن اللبنانيين بعضهم مع بعض".

وأكد أن "كل الشعب اللبناني متضامن مع الضحايا، وهؤلاء ابناء شعبنا والاصطفافات السياسية موضوع متحرك"، مضيفا "القوى السياسية تعودت ان تخاطب جمهورها على انها الحق المطلق وعلى ان الخصم السياسي هو الشر المطلق"، مشيراً الى أن "الطائفة الشيعية مليئة بمن يفكرون وطنيا وليس مذهبيا".

واعتير أن "السيد نصر الله اليوم استنجد بمنطق الانظمة العربية بالخطاب القومي، اي الانظمة العربية التي كانت تخبئ كل مشاكلها خلف قضية فلسطين".

وقال: "نحن كلنا مع القضية الفلسطينية بدون استثناء، وليس مطلوب من احد تحرير فلسطين نيابة عن الشعب الفلسطيني".

أضاف: "النظام السوري بتقتيله وتعذيبه للفلسطينيين، وازى تقريبا عمل اسرائيل"، معتبرا أن "النظام السوري استعمل القضية الفلسطينية ليخبئ غيرها".ولفت الى أن "من يريد تحرير فلسطين لا يقسم الشعب اللبناني الى ملل ومذاهب متناحرة تنتج الهواجس والعداوات".

وأكد أن "نصر الله في سوريا ينفذ استراتيجية ايرانية وقرار الخروج والدخول الى سوريا ليس له، فلا امكانية بأن يكون خطابه اقل طراوة وحدة"، معتبراً أن " نصر الله حاول ان يضخ في جمهور حزب الله مستوى من التمسك بالخطوات التي انتهجها، وحاول ان يوحي الى الناس بأنه يقاتل قضية عادلة وهم تعودوا في هكذا قضايا ان لا يتراجعوا من اجل ان يبقى الجو التعبوي سليم،ومن اجل ان يبقى الاستنفار كما يريد".

وقال: "خطاب نصر الله كان يضم الشيء ونقيضه، فهو تكلم عن المذهبية والطائفية، وشتم او هاجم كل من يتكلم بلهجة طائفية"، متسائلاً: "من هو الذي يساهم في المذهبية أكثر، مجرد ان يتكلم رجل سياسي مذهبيا ويحرض او طرف سياسي آخر يظهر حالة مذهبية بعدتها وسلاحها وتعبئتها واساستها وبامكانية ان تبتلع الدولة، من الذي نتيجة هواجس مذهبية، الذي يظهر حالة مذهبية في هذا الحجم او الذي يتكلم خطاب مذهبي؟".

أضاف: "نحن ندين اي خطاب مذهبي من اي جهة، ولكن ان تظهر حالة مذهبية على هذا المستوى من التسليح والتدريب والتعبئة وعلى هذ المستوى من القدرة في تجاوز الدولة اللبنانية ولتحديد ساحات للمعارك في 4 جهات ساعة يشاء". وسأل "من يساهم في انتاج هواجس مذهبية متقابلة؟ صاحب خطاب مذهبي لا يملك شيئا، ام صاحب حالة مذهبية نعبر عن نفسها؟".

وعن كلام نصرالله ان البعض قد يقول لاهالي الرويس ان السنة هم من نفذوا العملية قال: "هذا الجزء ايجابي، لانه كان لديه اصرار في هذا الجزء على محاربة الفتنة بشكل واضح وحاسم، ولكنه قال ان هؤلاء ليسوا بسنة، وهو نسي شيء ان من واجه التكفرييين هم المعتدلون في الطائفة السنية. من شكل التغطية للجيش اللبناني في مواجهة التكفيريين في نهر البارد وحالة أحمد الأسير".

ورأى أن "حالة أحمد الاسير هي المولود الشرعي لسياسة حزب الله، والحالات المذهبية تغذي بعضها بعضا".

وعن اتهام تيار المستقبل بالتحريض قال وهبي: "تيارالمستقبل لا يتحدث بلغة مذهبية، فهو تيار موجود في كل المناطق ولديه ارجحية داخل الطائفة السنية"، مضيفاً "رمي التهم امر سهل، ولكن الم يلفت احد تهجم احمد الاسير في تسجيله الاخير على تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري".

وتابع: "منذ 2004 ولغاية اليوم الخطر يلاحق 14 آذار، نصرالله تكلم عن التكفيرين وقال ان لديه معلومات نسبتها تصل الى 99.99% ورأى نصر الله ان على الدولة اللبنانية ان تكتشفهم لتحمي اللبنانيين، ولكنه قال اذا لم تذهب الدولة الى هناك سنذهب نحن السؤال على يسمح الحزب للدولة ان تذهب وتفرض سيطرتها".

وأردف: "هو يمنع بناء الدولة والانتظام العام وهيبة القانون، ويطبق الدستور استنسابياً ويقول بعد شل الدولة اذا لم تحل الدولة الامور نحن سنحلها، ومن ثم يتحدث عن الفتنة المذهبية ويشتم من يشكلون الحالات المذهبية في البلد، فمن يدفع لتشكيل هكذا حالات هو من يظهر للبنانيين ان هناك فئة محددة لديها كل هذا الجبروت والاستكبار والقدرة على الغاء الدولة والتصرف كما يحلو لها".

واعتبر أن "سيناريو الرد من قبل حزب الله مستمر، التورط في سوريا وشلل الدولة اللبنانية وتعزيز قدرة الحزب على الارض وتصبح الدولة غطاء شفاف لا طاقة ولا قدرة لها، ويصبح هو القوة التي اوصلت الى الفراغ في كل شيء وربما قد يكون السيناريو لدى الحزب هو الدعوة الى مؤتمر تأسيسي".

وذكر ان "حزب الله هو جزء عضوي من مشروع ايراني كبير وهو يشكل هذا الذراع على حدود فلسطين المحتلة وهو من يترجم الاستراتيجية الارانية على هذه الساحة، وزيادة سطوة حزب الله داخل لبنان هو تقدم لمصلحة الرؤية الايرانية في المنطقة".

وعن موقف النائب وليد جنبلاط قال وهبي: "حزب الله هو ناظم الوضع اللبناني بمعنى انه يمارس دور النظام السوري في فرض ساعة يشاء في استعمال القوة"، معتبراً أن "ما يعانيه وليد جنبلاط هو ما يعانيه كل اللبنانيين".

ولفت الى أن "جنبلاط يريد السلم الاهلي والمحافظة على التمسك بالامور الاساسية، فمن غير المفيد فرز القوى السياسية في لبنان. جنبلاط غير بعيد عن الرأي العام اللبناني وهو يريد ان يكون في لبنان دولة صاحبة قرار".

 

الخارجية الفرنسية نددت بتفجير الضاحية وطالبت بكشف حقيقته

وطنية - دانت فرنسا اليوم، "بأكبر قدر من الحزم، الاعتداء بسيارة مفخخة أمس في الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت"، داعية الى "كشف حقيقته". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فنسان فرولياني: "ان فرنسا تدين بأكبر قدر من الحزم" هذا الاعتداء". اضاف: "من الضروري كشف الحقيقة كاملة حول هذا الاعتداء واحالة المسؤولين عنه على القضاء".

 

مصر ألغت تدريبات عسكرية مع تركيا احتجاجا على التدخل في شؤونها

وطنية - قررت مصر الغاء تدريبات عسكرية بحرية مشتركة مع تركيا احتجاجا على "التدخل في الشان المصري"، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية اليوم، بعد ساعات من تبادل سحب السفراء بين البلدين.

وقالت الوزارة في بيان:"ان مصر قررت الغاء التدريب البحري المشترك مع الجانب التركي تحت اسم "بحر صداقة" والذي كان من المقرر تنظيمه من 21 الى 28 تشرين الاول 2013 في تركيا".

واضافت ان "هذا القرار يأتي احتجاجا على التصريحات والممارسات التركية غير المقبولة والتي تمثل تدخلا صريحا في الشأن المصري وتقف ضد ارادة الشعب المصري".

 

وزارة الصحة المصرية: 12 قتيلا في الاشتباكات بين مؤيدي مرسي وقوات الامن

وطنية - أعلنت وزارة الصحة المصرية ان "12 شخصا قتلوا اليوم في اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الامن في انحاء مختلفة من البلاد"، في حين اعلنت جماعة الاخوان المسلمين ان "25 على الاقل من انصارها قتلوا واصيب اكثر من مئة اخرين في هجوم للشرطة على مسيرة للاسلاميين في ميدان رمسيس". وقال رئيس هيئة الاسعاف المصرية:"ان 4 اشخاص قتلوا في مدينة الاسماعيلية على قناة السويس فيما قتل ثمانية آخرون في مدينة دمياط شمال البلاد".