المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 13 آب/2013

عناوين النشرة

*رسالة أفسس الفصل 02/من01حتى10/من الموت الى الحياة

*الياس بجني/الساكت على علته العلة تقتله

*لا تؤخروا فتح مطار رينيه معوض/علي حماده/النهار

*زمن الحاجّة حياة/راشد فايد/النهار

*أبعد من الخطف على طريق المطار التعامل مع "طائفة قلقة" معضلة مزمنة مَنْ يحلّها؟/ايلي الحاج/النهار/

*الجنرال ديمبسي يبحث في اسرائيل قضايا المنطقة ويزور الأردن ايضاً لتفقد القوات الأميركية

*عرسال تشيع قتيلها وسط أجواء غضب ومخاوف من صراع سني - شيعي

*جنبلاط: عدم معالجة ذيول حادثة سابقة قد تكون سبب تكوين المناخات السلبية

*رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ"السياسة": "حزب الله" وآل أمهز وراء محاولة اغتيالي

*باراك: الأسد يتجه نحو الهاوية

*لواء سوري منشق للسياسة: 40 ألف مقاتل من حزب الله في سورية

*ادريس تفقد جبهة ريف اللاذقية لدعم الثوار في معركة تحرير الساحل

*أهالي مخطوفي أعزاز يتوعدون الأتراك في الضاحيةوأنقرة تغلق مركزها الثقافي في بيروت.. والبحث مستمر عن الطيارين

*لا علاقة بمخطوفي "أعزاز": خطف التركيين ردّ على تقدم الثوار في ريف اللاذقية

*اللواء عن مصدر أمني: أدلة حيّة توّرط علي جميل صالح بخطف التركيين

*المعتقلون اللبنانيون في سوريا.. حقيقة أم خيال؟

*الحياة: القتيل في مكمن اللبوة – النبي عثمان كان له دور في الإفراج عن مخطوفين بين بلدتي مقنة واللبوة

*الجمهورية: أنقرة تسعى إلى "إبقاء قضية خطف التركيين أمنيّة" وترفض "لفلفتها"

*هل يعاد فتح مطار القليعات؟

*وزير دفاع إيران الجديد متهم بتفجير المارينز الانتحاري في لبنان

*فضل شاكر يموّل 250 عنصرا من جند الشام في حي الطوارئ

*سليمان انتقل الى المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين: الاستحقاقات الدستورية تقترب ويجب تشكيل حكومة تواكب هيئة الحوار

*سليمان تابع موضوع المخطوفين وحادث اللبوة والتقى شخصيات

*'الجمهورية”: تخوّف جدّي من مقاطعة شركات طيران عالمية مطار بيروت تضامناً مع تركيا 

*"المستقبل": شعبة المعلومات توصلت الى معرفة هويات كل منفذي عملية خطف التركيين

*أمن مطار بيروت مجدّداً في قبضة الضاحية "لواء عاصفة الشمال" لا يفاوض على التركيين

*مقتل 42 من «حزب الله» وإيرانيين و«شبّيحة» بـ «عملية نوعية» لـ«الجيش الحر» في قلب دمشق

*حماده: الوضع يتطلب معالجة سريعة والحكومة باتت ضرورة ملحة

*سامي الجميل : للاسراع بالحوار قبل خراب الهيكل على من فيه

*زهرا: فتح مطار القليعات حاجة اقتصادية لأنه لا جزيرة في العالم تتنفس من رئة اقتصادية واحدة    

*جعجع: الخطف تم في دويلة حزب الله الذي لا يمكن ان يغيب عنه اي تفصيل امني 

*حذّر من مذهبة الاجهزة الامنية... جنبلاط: غياب الحل السياسي يحوّل سوريا إلى جزر متنافرة تهدد وحدتها   

*ماروني: عدد مستقبلي عون في زحلة كان قليلا وهو اجتمع مع ازلامه فقط 

*همروجة" زيارة عون لزحلة

*لقاء لعائلة أمهز في اللبوة تداول بحادثة امس: ملتزمون تسليم الأجهزة الأمنية والقضائية وتمنيات قيادة المقاومة

*فتفت: فخور بما فعلته في مرجعيون ومستعد للجلوس امام اي كان بستنداتي

*وهبي بعد لقائه جعجع: ما زلنا متفائلين بتشكيل حكومة جديدة

*كونيللي خلال تكريم غرفة التجارة اللبنانية الأميركية لها: الأزمة السياسية تشكل خطرا على مؤسسات الدولة

*تركيا طالبت طهران بالتدخل لإطلاق الطيارين

*استرجاع الدولة من الدويلة واستعادة هيبتها"/حوري: الحوادث الامنية بـرعاية "حزب الله"

*تفاصيل مكمن اللبوة...

*من اعتدى على كنيسة مار يوسف في "العطشانة"؟

*دان الخطف وشريعة الغـاب فـي لبنـان وحذّر من "مذهبة وتطييف" الأجهزة الامنية/جنبلاط: لحكومة تنظم الخلاف السياســي

*سعيد: 14 آذار تقرر طبيعة تحركها المقبل بعد الاطلاع علـــى اوضاع عرسال غدا

*بين ملف اعزاز وخطف التركييـن ضغط أمنـي أم مضاعفـات سوريــة؟/داتا الاتصالات حددت المتورطين ومكان المخطوفين والتحقيقات في خواتيمها

*احباط عملية تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون

*الراعي: وضع لبنان لا يتحمل الانتظار ولا يمكن ربطه بأحداث سوريا ومصر والعراق

*زياد اسود: لم نفاجأ بما حدث في عرسال فمن أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ

*الكتائب: الفلتان الأمني بلغ حدود الخطر والمطلوب تدابير استثنائية تعيد القرار الى السلطة

*حرب: لفتح مطارات مدنية إضافية تفاديا لمخاطر أمنية يتسبب بها من يقبضون على مطار بيروت

*فارس سعيد يعتبر أن خطف الطيارين رسالة من الحزب إلى العالم/فادي كرم: نسعى إلى بناء دولة مقابل دويلة "حزب الله"

*لبنان رهينة أزمة مفتوحة على تصعيد تصاعُدي/خطف التركييْن أظهر عجز الدولة عن حماية المطار ورضوخها لقواعد «الأمر الواقع»

*بيروت نفت الطلب من رعاياها في تركيا المغادرة

*استحقاقات نيابية قريبة تتطلب توافقاً بين الفرقاء: الجلسة التشريعية وانتخاب اللجان ورئيس البرلمان

*"الجيش الحر" يستهدف تجمعاً للإيرانيين و"حزب الله" في دمشق بسيارة مفخخة/30 قتيلاً غالبيتهم مدنيون في غارات جوية على معاقل المعارضة في ريف اللاذقية والرقة

*مخطط الفتنة المطلوب من بشار الأسد ونظامه القاتل

*على أبواب القرداحة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هل مسعى جنبلاط .. ضرب من الخيال/ صلاح تقي الدين/المستقبل

*من القصير.. إلى اللاذقية/علي نون/المستقبل

*انفلاش السلاح يرفع منسوب العنف ويدمّر العقد الاجتماعي/ فادي شامية /المستقبل

*"قرار وضع الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب واضح ولا حاجة لتحليله"/السفير البريطاني في لبنان لـ "المستقبل": زمن الاستعمار ولّى والكلام عن المؤامرة من الماضي

*لبنان مات/محمد سلام  

"حزب الله حوّل مطار بيروت رهينة لابتزاز لبنان والعالم"/نواب "المستقبل": خطف الطيارَين مرتبط بالملف الإيراني

فتفت: "حزب الله" يتّخذ المطار رهينة وسكوت برّي عن الخطف رسالة كبيرة

سامي الجميّل: البديل من الحوار الخراب ولإقفال ملف المبعدين إلى اسرائيل

مصالحة فرنجية - عون إلى حائط مسدود

حتى لا يتحوّل "الثأر" إلى حرب مذهبية

حتى لا يتحوّل "الثأر" إلى حرب مذهبية/اسعد حيدر

ضاهر لـ "المستقبل": "حزب الله" يوقظ الفتنة بحجة المقاومة

استحقاقات نيابية قريبة تتطلب توافقاً بين الفرقاء: الجلسة التشريعية وانتخاب اللجان ورئيس البرلمان

 

تفاصيل النشرة

 

 

رسالة أفسس الفصل 02/من01حتى10/من الموت الى الحياة

وفيما مضى كنتم أمواتا بزلاتكم وخطاياكم التي كنتم تسيرون فيها سيرة هذا العالم، خاضعين لرئيس القوات الشريرة في الفضاء، أي الروح الذي يتحكم الآن بالمتمردين على الله. وكنا نحن كلنا من هؤلاء نعيش في شهوات جسدنا تابعين رغباته وأهواءه، ولذلك كنا بطبيعتنا أبناء الغضب كسائر البشر.ولكن الله بواسع رحمته وفائق محبته لنا أحيانا مع المسيح بعدما كنا أمواتا بزلاتنا. فبنعمة الله نلتم الخلاص، وفي المسيح يسوع أقامنا معه وأجلسنا في السماوات، ليظهر في الأجيال الآتية غنى نعمته الفائقة في الرأفة التي أبداها لنا في المسيح يسوع. فبنعمة الله نلتم الخلاص بالإيمان. فما هذا منكم، بل هو هبة من الله، ولا فضل فيه للأعمال حتى يحق لأحد أن يفاخر.

نحن خليقة الله، خلقنا في المسيح يسوع للأعمال الصالحة التي أعدها الله لنا من قبل لنسلك فيها.

 

الساكت على علته العلة تقتله
الياس بجاني/12 آب/13/دولة تعتير ورجال دين أكثر تعتيراً وأحزاب شركات تجارية ومواطن غنمي ومصلجي. ترى في أوحال وأدران هذا التعتير والأنانية هل من المنطق أن تحصد غير الذل والعبودية والفوضى؟ بالطبع لا. أما السبب فهو الحجود والكفر وعبادة تراب الأرض وعدم مخافة الله ويوم الحساب الأخير. عاهتنا تكمن في فقدان الإيمان وخور الرجاء والغرائزية ويوم نعالج العلل هذه تعود لنا الكرامة ويعود معها الوطن، وإلا فالج لا تعالج ومن كارثة إلى كوارث.

 

لا تؤخروا فتح مطار رينيه معوض

علي حماده/النهار

مطار بيروت كان ولا يزال وسيبقى مطار رفيق الحريري الدولي، ولو وصلت مباني الضاحية الجنوبية الى وسط المدرج، ولو انتقل مقر الامانة العامة لـ"حزب الله" الى قاعة المسافرين، فالقوة والبلطجة لا تجلب بالضرورة شرعية لمن لا شرعية له، وخصوصا ان مصدرها خارجون على القانون، بينهم القتلة، وبينهم المجرمون، وبينهم المهربون، والرعاع، والمزورون، والارهابيون، ومبيضو الاموال. كل ذلك تحت شعارات الممانعة والمقاومة المزيفة التي ترمى في وجوه الشرفاء في الوطن من اجل دفعهم الى الاستسلام، والقبول بالامر الواقع. ولذلك نقول لكل هؤلاء: لبنان ليس لكم، ولن نتركه لكم ايا يكن الثمن.

لماذا نتحدث عن وضع مطار رفيق الحريري الدولي؟ ببساطة، لأنه غير آمن في ظل سيطرة أمن "حزب الله" عليه، وفي ظل تكاثر "البلطجيين" المستظلين شعارات ما يسمى "مقاومة ". ولعل آخر حادثة تمثلت في خطف الطيارين التركيين، أعادت طرح وضعه بناء على تجارب العام الماضي، حيث جرى قطع الطريق مرارا من رعاع يستخدمهم "حزب الله" في اعمال من هذا القبيل لا يريد ان يتحمل مسوؤليتها المباشرة. وقد اتى خطف الطيارين ليعيد فتح ملف المطار، الذي يسيطر عليه من الناحية العملية "حزب الله"، اما بالحضور المباشر في الداخل، واما بالسيطرة على جهاز امن المطار، وكل الاجهزة العاملة هناك، وأولها مخابرات الجيش المخترقة بشكل خطير جدا. اضف الى ذلك ان مطار رفيق الحريري تحول معبرا لجميع انواع التهريب، وصولا الى وضع "حزب الله" يده مباشرة على بواباته الشرقية المحاذية لبرج البراجنة، حيث يمكن الدخول والخروج مباشرة. هذه هي الحقيقة. ان مطار رفيق الحريري الدولي الذي يعتبر بوابتنا الجوية الوحيدة مسيطر عليه في الداخل وفي محيطه، من تنظيم صار على لوائح الارهاب في معظم الدول العربية، وكل اوروبا، واميركا. كل هذا والدولة اما مستسلمة، او انها غائبة طواعية، وبعضها متواطئ بشكل او بآخر.

في مطلق الاحوال، وبما ان خطف الطيارين التركيين في وضح النهار على مسافة مئة متر من حرم المطار اعاد فتح مسألة أمن مستخدمي المطار، لا بد لنا من التذكير بأن في لبنان مطارا دوليا آخر هو مطار رينه معوض الدولي، ينبغي لنا ان نعجل في اعادة تأهيله وفتحه في وجه الملاحة الجوية، لكي يكون متنفسا موازيا لمطار بيروت الذي تحول "مطار علي خامنئي" بممارسات "حزب الله" اصالة او وكالة. لم يعد مقبولا التهاون في موضوع فتح مطار رينيه معوض، ولم يعد جائزا التأخير فيه، لان لبنان كله رهينة في قضية المطار هذه، ولا يبدو ان للحالة الشاذة نهاية قريبة.

من المؤسف حقا ان يصير البلد رهينة "حزب الله" الممعن في تدمير مقوماته. واليوم نتحدث عن مطار بيروت، واما مرفأ بيروت فحدث ولا حرج... والبقية تأتي.

 

زمن الحاجّة حياة!

راشد فايد/النهار/معيب في حق الحزب الحاكم، وفي حق اللبنانيين، هذا المستوى من الاستغباء، الذي يحيل الدولة، من رأسها حتى أصغر مؤسسة ومسؤول فيها، الى كومبارس فاشل في مسرحية مستعادة من زمن الثمانينات الغابرة، تُبكي تفاهتها وسطحيتها، ويثير اداء ممثليها الشفقة. فليس خاطفو فريق الطائرة التركية، من المزايدين على الحزب، ولا من معارضيه، و"أُلفتهم" مع طريق المطار تحدد هويتهم. فهذه الطريق لم تعد مكانا. صارت هي الزمن. كما الحاجّة حياة لم تعد مجرد كائن بشري، بل صارت عنوان مرحلة. زمن يتجلى في ابقاء آليات السلطة على حالها ظاهراً، وإلغاء دورها فعلياً، أو استتباعها والاستيلاء على قرارها وقدراتها لتحقق مصلحة "الحزب الحاكم". زمن، كانت صورته الأوضح في خطاب الامين العام باستقطابه المذهبي المتشدد، والمصر على تجريد الآخرين من "الشرعية"، لبنانيا وعربيا واسلاميا، بحيث يقفل الأفق على اي رغبة في التوصل الى قاعدة مشتركة، لا سيما في الأزمة الداخلية. لكن،أساسا، هل لدى "الحزب الحاكم" رغبة في التوصل الى مصالحة وطنية؟ وقبل ذلك، هل هو معني بمستقبل لبنان الدولة المستقلة، أم إن هذا الوطن بند في مشروعه الاكبر، ليس اليوم أوانه، ان كان له أوان مستقل؟ لا يبدو الامر كذلك. فشروطه لتخطي عقدة تشكيل الحكومة تجعل أمرها بعيد المنال، وتقطع الطريق على الحلول الخلاقة، لا سيما اقتراح الرئيس سعد الحريري. وفي الموازاة خطاب "فاشي" في يوم القدس، ينضح بالأنا الجماعية التي تستجرّ وهما بالتفوق، وبامتلاك القوة المطلقة، أو ما اعتاد اللبنانيون تسميته فائض القوة. في زمن الحاجة حياة، يتحصن الحزب بـ"الأهالي" لـ"يضبط" عمل قوة الطوارئ الدولية في الجنوب، بحيث يجني سلام القرار 1701، من دون رقابته على تدفق السلاح. وفي زمن الحاجة حياة، تتحرك "الكتيبة النسائية" لـ"صد" لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عن دخول عيادة نسائية.

وفي تجليات زمن الحاجة نفسها، يخطف "الأهالي" الطيار التركي ومساعده، وتنتشر اعمال الخطف والثأر وقطع الطرق، ليقول الحزب للعالم إن البيئة الحاضنة تحميه في وجه الظلم الاوروبي، وإن الدولة اللبنانية يمكنها ان تستنكر وترفض، أو يمكنها ان تؤيد مواربة، كما الوزير سليم جريصاتي، لا اكثر، وانه قادر على تشليعها في كل لحظة، وعلى إلحاقها بالأزمة السورية. في زمن الحاجة حياة، اوحى فائض القوة لـ"الحزب الحاكم" أن يتقدم خطوة في تحدي المجتمع الدولي، كشفت مدى فائض الأوهام السياسية لديه، وعلى حساب اللبنانيين. للتذكير: كان "ابو عمار" يردد "نحن الرقم الصعب في معادلات المنطقة"، حتى خاطبه الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كورت فالدهايم بـ"فخامة الرئيس". … يا حاجة، زمن الارقام الصعبة انقضى، و"أبو عمار" لن يتكرر، وفالدهايم لن يعود!

 

أبعد من الخطف على طريق المطار التعامل مع "طائفة قلقة" معضلة مزمنة مَنْ يحلّها؟

ايلي الحاج/النهار/تفاصيل تفاصيل الأخبار الأمنية عن المطار وطريق المطار والضاحية ومناطق بقاعية وجنوبية. لو لم تكن المشكلة اليوم قضية مخطوفي أعزاز لكانت الأملاك المبنية على أرض الدولة والغير، أو المطلوبين في قضايا سلاح وتهريب وتجارة ممنوعات وسرقات سيارات وسوى ذلك. ثمة جماعة قلقة في البلاد تخوض تحديات جمّة عن يمينها ويسارها، أمامها وخلفها، ولطالما شكّل التعامل معها معضلة لمن توالوا على حكم لبنان من خارج وللعهود من داخل، ولبقية شركاء الجماعة في الوطن. ما العمل؟ تصدى فؤاد شهاب لمسألة نزوع قسم من الشيعة في الأطراف إلى الخروج على القانون والتشبث بمنطق العشيرة والعائلة بمحاولة إدخال نخبها في الدولة لتنشر جواً مختلفاً. الطبقة السياسية، آل حمادة والأسعد وعسيران والخليل وسواها كان سبق أن دخلت هيكل النظام لكن القاعدة الشديدة الحرمان بقيت في الخارج. أتى شهاب في 1960 بعلي بزي، دكتور في الحقوق درس في باريس وخال المرجع الراحل محمد حسين فضل الله وعيّنه وزيراً للصحة. للمرة الأولى في لبنان نظم بزي القطاع الصحي في لبنان وأطلق المستشفيات الحكومية، الكرنتينا وضهر الباشق وبعبدا بداية. جاء شهاب أيضاً بالدكتور رضا وحيد وأوكل إليه تنظيم الضمان الإجتماعي فلمع فيه، ودعم ترشيح فضل الله دندش الذي جذب عائلته إلى التعامل مع الدولة إيجاباً ونقل معاناتها إلى مراكز القرار. في سياق سياسة إدخال المتعلمين الواعدين إلى الدولة فكر شهاب أيضاً، على ما يذكر من يترحمون على تلك الحقبة بأن يرشح للنيابة في جبيل حسين المقداد من مقنة- بعلبك. فامتعض بشدة السيّاد آل الحسيني. لم تتجاوب الجماعة كفاية مع تطلعات شهاب لأسباب تعود على الارجح إلى عمق الشعور بالغبن، شعور مزمن قد يعكسه غياب آثار دينية مهمة للطائفة في بيروت والجبل والبقاع وحتى الجنوب لشدة قساوة الإضطهاد زمن العثمانيين وما قبل قبل العثمانيين. الحسينيات والمنشآت العائدة للطائفة جديدة نسبيا في معظمها مقارنة بغيرها. وقد يكون موقف المحاذر عائداً جزئياً إلى أن تركيبة لبنان السياسية الحديثة قامت على تفاهم مسيحي، ماروني تحديداً- مسلم سنّي. انحازت الطائفة تالياً إلى كمال جنبلاط زعيم الطائفة التي تهمش دورها هي أيضاً من قبل لبنان الكبير. صار شباب الشيعة خزان اليسار، وحتى المنظمات الفلسطينية إلى حد ما قبل أن ينقلهم الإمام موسى الصدر إلى ضفة أخرى من مسيرتهم: الشعور بالهوية الذاتية الأساسية بناءً على المذهب. سيجيء بعده مطلع الثمانينيات "حزب الله" ويربطهم بمشروع إقليمي كبير يمنحهم بدوره شعوراً بالقوة لا ينفك يتعاظم إلى درجة أن سيدة ("الحاجة حياة"، الشهيرة) باتت تهدد الدولة بل دولاً، وشاباً معمّماً متوسط العمر والمؤهلات يصنّف الأجهزة الأمنية بين خيّرة وشريرة، بصرف النظر عن إنسانية قضية مخطوفي أعزاز المحقة. سيسجل أطراف آخرون هذه المظاهر المتمادية ويضيفونها إلى سلسلة ما يرونه تجاوزات فاقعة بل اعتداءات على الدولة في وجودها يمارسها "حزب الله" بمجرد حمله السلاح وشنه حروباً وعمليات داخل لبنان وخارجه، في سوريا تحديدا. سيصل الأمر - وصل أمس - إلى درجة قول شخصية بارزة ومؤثرة في 14 آذار إن السلاح غير الشرعي، سلاح "حزب الله"، تحوّل سرطاناً حقيقياً يمارس القوة بإفراط وصار أقوى من جسم لبنان مما يهدده بالموت. لذلك مطلوب من كل المعنيين موقف استراتيجي منه وإلا "راحت على لبنان". لكن المعضلة باقية صامدة في وجه عاجزين بل رافضين، عن مبدأ، منطق السلاح ومقارعته بالسلاح، وعاجزين حتى عن موقف موحد من قضية أمن "مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري" والطريق إليه. يسرد بعضهم لائحة مخالفات بل اعتداءات على الدولة وبقية اللبنانيين انطلقت من هناك، منها قضية كاميرات المراقبة على المدرج 9 التي قادت إلى قراري 5 أيار الحكوميين ورد "حزب الله" بعملية 7 أيار الشهيرة، إلى ظاهرة "الجناح العسكري لعائلة المقداد" إلى قطع الطرق بالدواليب المحترقة مراراً بسبب وبلا سبب. لينتهي الرأي إلى رأيين. بعضهم يقول فلنعد إلى مطالباتنا بفتح مطار القليعات وكل المطارات، فمن حق اللبنانيين جميعاً أن يسافروا ويعودوا إلى بلادهم بأمان واطمئنان، وبعضهم يقول لا. يجب ألا نترك لهم المطار بذريعة أنه جزء من الضاحية. إنه لكل لبنان. إلى مستوى اليأس هذا من الطائفة القلقة وصل البقية، والحزب وجمهوره والحلفاء لا يأبهون.

 

الجنرال ديمبسي يبحث في اسرائيل قضايا المنطقة ويزور الأردن ايضاً لتفقد القوات الأميركية

تل أبيب: «الشرق الأوسط» /وصل رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أمس إلى إسرائيل بدعوة من نظيره الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الجنرال ديمبسي سيجري مباحثات مع كبار ضباط الجيش الإسرائيلي حول السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين الجيشين بالإضافة إلى مسائل أمنية إقليمية. وأضافت أن الجنرال ديمبسي سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون لبحث الملفين الإيراني والسوري والوضع في مصر وسبل التعاون بين البلدين في محاربة الإرهاب. يشار إلى أن الملف النووي الإيراني يثير قلق الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث يشتبه في أنه ستار لتصنيع سلاح نووي وهو ما تنفيه إيران. ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخرا إلى «زيادة الضغوط» على طهران التي تملك - على حد قوله - سبعة آلاف جهاز طرد مركزي. وفي 14 يوليو (تموز) حذر في حديث لقناة تلفزيونية أميركية من أن إسرائيل قد تتدخل عسكريا قبل الولايات المتحدة، واصفا الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بأنه «ذئب في ثوب حمل». وسيبحث رئيس أركان الجيوش الأميركية أيضا مع محاوريه الوضع في سوريا. ويبدي الجنرال ديمبسي تحفظا في التدخل العسكري الأميركي في هذا البلد ومنذ بداية الأزمة في مارس (آذار) 2011 اكتفت واشنطن بتقديم مساعدة غير قاتلة لمقاتلي المعارضة السوريين ومساعدات إنسانية.

ووعدت إدارة أوباما بزيادة مساعدتها العسكرية لمقاتلي المعارضة في يونيو (حزيران) بعد أن اتهمت نظام بشار الأسد باستخدام أسلحة كيميائية. وسيكون الوضع في سيناء بمصر، حيث ضاعف الإسلاميون هجماتهم منذ إزاحة الجيش للرئيس محمد مرسي مطلع يوليو على جدول المباحثات بحسب رئاسة الأركان. ومن المقرر أن يزور الجنرال ديمبسي الأردن أيضا بعد انتهاء زيارته إلى إسرائيل لتفقد قواته المنتشرة في المملكة التي تستقبل 550 ألف لاجئ سوري على أراضيها. وواشنطن قلقة من احتمال توسع النزاع السوري إلى الأردن ونشرت ألف جندي وطائرات «إف - 16» وصواريخ «باتريوت» في البلاد لتعزيز أمنها والقيام بمهمات تدريب.

 

عرسال تشيع قتيلها وسط أجواء غضب ومخاوف من صراع سني - شيعي

جنبلاط: عدم معالجة ذيول حادثة سابقة قد تكون سبب تكوين المناخات السلبية

بيروت: «الشرق الأوسط/ شيعت بلدة عرسال البقاعية أمس القتيل محمد الحجيري، الذي توفي متأثرا بجراح أصيب بها خلال كمين مسلح استهدف موكب رئيس بلدية عرسال على طريق بلدتي اللبوة - النبي عثمان، أول من أمس، وسط أجواء من التوتر عمت المنطقة وأثارت مخاوف من مواجهات طائفية بين البلدة السنية ومحيطها الشيعي، بعد سلسلة من الأحداث المرتبطة بالملف السوري. وسير الجيش اللبناني دوريات في عرسال ومحيطها، خصوصا لناحية بلدة اللبوة المجاورة، بالتزامن مع اتصالات ومفاوضات حثيثة أجرتها عشائر المنطقة وأفضت إلى إطلاق سراح السوري محمد عباس، الذي اختطفه المسلحون بعد إطلاقهم النار على موكب أهالي عرسال. وكان عباس من المساهمين في المفاوضات التي أدت إلى إطلاق سراح مخطوف من آل المقداد كان محتجزا في سوريا. وكان رئيس بلدية عرسال علي الحجيري قد اتهم أفرادا من عشيرتي آل أمهز وآل جعفر بالوقوف خلف الكمين الذي استهدف موكبه، إثر عودته وعدد من أهالي البلدة من إتمام عملية تبادل مخطوفين بين عرسال وآل المقداد. فيما ربطت مصادر أمنية بين هذا الكمين وكمين آخر قبل نحو شهرين أودى بأربعة أشخاص على خلفية خلافات حول التهريب. وفي إطار مساعي التهدئة، زار وفد من نواب المستقبل، ضم النائبين جمال الجراح وعاصم عراجي بلدة عرسال موفدا من قوى «14 آذار». وقال الجراح إن «هناك من يريد توريط بلدة عرسال في الفتنة» بعد الاعتداء الذي تعرض له رئيس بلديتها، مؤكدا أن «العمل جار لإفشال هذا المخطط». وفي موازاة تشديد الجراح على أن «رهاننا على الدولة والجيش اللبناني في إلقاء القبض على المجرمين المعروفين من قبل أهل عرسال بالأسماء»، مطالبا «القوى الأمنية سوقهم إلى العدالة»، لفت عراجي إلى أن «المنطقة تعيش توترا بعد الكمين»، معتبرا أن «الطابع العشائري عاد إلى البقاع بسبب غياب الدولة»، ومؤكدا «السعي إلى التهدئة لتجنب الفتنة في البقاع الشمالي». وفي موقف لافت، رأى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أن يكون عدم معالجة ذيول الحادثة السابقة التي تم خلالها التعرض للجيش واستشهاد ضابط وعسكريين (منذ أشهر في بلدة عرسال) هي من أسباب تكوين هذه المناخات السلبية وأدت بشكل أو بآخر إلى التوتر وتفاقم حالات الخطف والخطف المضاد وصولا إلى الاعتداء على وفد بلدية عرسال، مبديا في الوقت نفسه استنكار تعرض رئيس بلدية عرسال والوفد المرافق لكمين مسلح في البقاع الشمالي ورفضه هذه «الأساليب المافياوية». واعتبر أنه «لو أن القضاء والأجهزة الرسمية المختصة استكملت تحقيقاتها في الملف السابق وحاسبت المسؤولين عن الاعتداء على الجيش لربما ما وصلت الأمور إلى هذا الحد»، في إشارة إلى ما يتردد عن تورط عدد من أهالي عرسال، بتغطية من رئيس البلدية، المطلوب بمذكرات قضائية في قتل ثلاثة عناصر من الجيش اللبناني في غرود عرسال، خلال شهر فبراير (شباط) الماضي.

 

رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ"السياسة": "حزب الله" وآل أمهز وراء محاولة اغتيالي

بيروت - "السياسة": انصبت الجهود الرسمية والحزبية, أمس, على تطويق تداعيات الكمين الذي تعرض له, أول من أمس, رئيس بلدية عرسال علي الحجيري على طريق اللبوة في البقاع البناني وأدى إلى مقتل مرافقه وجرح آخرين, خوفاً من ردود فعل قد تتخذ منحى طائفياً بين أبناء عرسال السنية والقرى الشيعية المجاورة. ونشطت الاتصالات على أكثر من صعيد لتخفيف حدة الاحتقان في المنطقة, فيما اتخذ الجيش إجراءات أمنية استثنائية بين عرسال واللبوة والقرى المجاورة وأقام حواجز ثابتة ومؤللة. وأكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ل¯"السياسة" أن "حزب الله" وآل أمهز يقفان وراء الكمين الذي تعرض له على طريق اللبوة, مشيراً إلى أن لا قرار لدى أهالي عرسال بعد, سواء بالرد على الكمين المسلح الذي استهدفه, أو بسلوك طريق التهدئة.  وقال إن هناك وساطات جارية, لكن لا نتائج حتى الآن, مشدداً على أن أهالي عرسال لا يغادرون البلدة بانتظار جلاء كافة الملابسات المتعلقة بالجريمة التي أودت بحياة أحد أبنائها وإصابة آخرين بجروح. ووسط أجواء من الغضب العارم, شيع أهالي عرسال, أمس, محمد حسن الحجيري الذي كان قتل في الكمين اول من امس. من جهة أخرى, لم تفلح الجهود الأمنية في كشف مصير المخطوفين التركيين, بالرغم من توصل الأجهزة الأمنية إلى معرفة كامل هوية المجموعة الخاطفة التي يترأسها علي جميل صالح, نجل أحد المخطوفين في أعزاز, بعد توقيف المدعو محمد صالح لضلوعه في تنفيذ العملية. وبعد ورود معلومات عن احتمال تعرض المصالح التركية لأعمال شغب من قبل أهالي مخطوفي أعزاز, اتخذت القوى الأمنية المزيد من التدابير, سيما في بناية العازارية حيث مكتب الطيران التركي والمركز الثقافي قرب مجلس النواب. كما عمد الجيش إلى اتخاذ تدابير أمنية استثنائية على طريق مطار رفيق الحريري الدولي لمنع إقفاله بعد التهديدات التي أطلقها أهالي مخطوفي أعزاز بوقف الملاحة في المطار إذا لم يتم إطلاق المدعو محمد صالح الذي أوقفته القوى الأمنية لعلاقته بخطف المواطنين التركيين

 

باراك: الأسد يتجه نحو الهاوية

القدس - سي إن إن:  أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك, أنه أخطأ في تصوره السابق بشأن سرعة سقوط الرئيس السوري بشار الأسد, وذلك بسبب سوء تقييمه لدور إيران و"حزب الله". وقال باراك "أرى أنه (الأسد) يتجه نحو الهاوية, أنا كنت قد توقعت سقوطه خلال أسابيع ولكنني أخطأت في تقييم ثقل تدخل إيران وحزب الله لدعمه". وأضاف "يجب إعلان عدم شرعيته (الأسد) وجلبه إلى لاهاي (مقر محكمة الجنايات الدولية), لقد جرى جلب زعماء إلى لاهاي لمحاكمتهم على جرائم أقل بكثير من تلك التي اقترفها, فقد قتل عشرات الآلاف من أبناء شعبه." ورأى أن "الوقت حان للقول بوضوح أنه يجب فرض منطقة آمنة وحظر طيران عند الحدود مع الأردن ومع تركيا, وشخصيا كنت سأقوم قبل فرض ذلك بالنظر مباشرة إلى عيني (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ومعرفة ما يريده".

 

لواء سوري منشق للسياسة: 40 ألف مقاتل من حزب الله في سورية

ادريس تفقد جبهة ريف اللاذقية لدعم الثوار في معركة تحرير الساحل

كتب عادل محمود:  دمشق - وكالات:  كشف ضابط سوري رفيع المستوى برتبة لواء, انشق أخيراً عن قوات النظام, ل¯"السياسة" أمس, عن أن قوات "حزب الله" المتواجدة في سورية تقدر ب¯40 ألفاً, وأن هؤلاء المقاتلين موزعون على ثلاث مناطق هي دمشق وحلب وحمص. وأكد اللواء, الذي طلب عدم كشف اسمه, في تصريحات خاصة إلى "السياسة" أن عدم سقوط النظام السوري مرده إلى استعانته بقوات الحرس الجمهوري إضافة إلى "حزب الله" والميليشيات العراقية التي قدر عدد مقاتليها في سورية بنحو 20 ألفاً. وإذ لفت إلى أن النظام يتلقى بانتظام دعماً مالياً وعسكرياً مكثفاً من إيران وروسيا, كشف المصدر عن أن وزير الدفاع السوري الحالي فهد جاسم الفريج شكا إليه, قبل انشقاقه, أنه ليس صاحب القرارات العسكرية الميدانية التي ينفذها بل تأتيه التعليمات مكتوبة من الرئيس بشار الأسد والدائرة الإيرانية المحيطة به.

وحذر الضباط رفيع المستوى من مغبة دخول "الجيش السوري الحر" الى المناطقة الآمنة كاللاذقية كون "حزب الله" والنظام يخططان لإيقاع الثوار في فخ عسكري تكون نتائجه كارثية كنتائج معركة القصير في ريف حمص.

وبشأن عدد الضحايا, أكد الضابط المنشق, الذي كان مطلعاً على مجريات الأحداث داخل صناعة القرار في سورية, أن عدد الشهداء منذ اندلاع الثورة في منتصف مارس 2011 تجاوز 300 ألف, فيما قدر عدد الجرحى بنحو 400 ألف وعدد المعتقلين بأكثر من 300 ألف. ميدانياً, تفقد رئيس أركان "الجيش السوري الحر" اللواء سليم ادريس مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في ريف اللاذقية, التي تعد نقطة ثقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وقال الناشط عمر الجبلاوي ان ادريس "زار منطقة كفر دلبة في جبل الأكراد" أول من أمس, مشيراً إلى أن قيادة الاركان قدمت للمقاتلين المعارضين "بعض الذخيرة, لكن الكمية غير كافية".

وأظهر شريط فيديو بث على موقع "يوتيوب" ادريس الذي ارتدى ملابس مدنية سوداء اللون ووضع قبعة رمادية, وهو برفقة عدد من المقاتلين وأشخاص بلباس مدني في ريف اللاذقية.

وقال ادريس في الشريط انه يزور اللاذقية "للاطلاع على حقيقة الانجازات الهامة والانتصارات الكبيرة التي حققها إخوتنا الثوار على جبهة الساحل", مضيفاً "نحن اليوم موجودون لنؤكد أن رئاسة الاركان تنسق بشكل كامل ومتواصل مع قيادة الجبهة الساحلية بخصوص العمليات العسكرية, وسنواصل العمل بزخم عال في الجبهة الساحلية". وجاءت زيارة ادريس بعد نحو أسبوع من إطلاق مقاتلي المعارضة "معركة تحرير الساحل", حيث حققوا خلال الايام الماضية تقدماً في المحافظة الساحلية, وسيطروا على 11 قرية ذات غالبية علوية, بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. إلى ذلك, أفاد المرصد أن مقاتلين معارضين احتجزوا أول من أمس 13 مدنياً من الأكراد في محافظة حلب, ثم سلموهم إلى مقاتلي "جبهة النصرة" المتطرفة التي لا تزال تحتجز اكثر من 250 كرديا في هذه المنطقة. في سياق متصل, نقلت صحيفة "اندبندنت" البريطانية الصادرة أمس, عن وثائق رسمية, أن الغرب أرسل أسلحة إلى الثوار في سورية, تقاسمتها الجماعات الاسلامية والفصائل الأكثر اعتدالاً. وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا, ووفقاً للوثائق الرسمية التي حصلت عليها, أرسلت حتى الآن ما قيمته 8 ملايين جنيه استرليني من المعدات غير الفتاكة للفصائل المسلحة المعارضة في سورية, تشمل 5 سيارات رباعية الدفع مقاومة للقذائف, و20 مجموعة من الدروع الواقية من الرصاص, و4 شاحنات تزن ثلاث منها 25 طناً والرابعة 20 طناً, و4 سيارات رباعية الدفع, و5 شاحنات غير مدرعة, ومركبة لعمليات الانقاذ, و4 رافعات, و3 مجموعات من الأطقم المتقدمة المصممة لعمليات انقاذ الناس في حالات الطوارئ, و130 بطارية تعمل بالطاقة الشمسية, و400 جهاز لاسلكي, ومعدات لتنقية المياه وجمع القمامة, وأجهزة كمبيوتر محمولة, وأنظمة الأقمار الاصطناعية الصغيرة لأغراض الاتصالات وطابعات. وأضافت أن هذه المعدات تم نقلها إلى "الجيش السوري الحر" لاستخدامها من قبل قوات المعارضة لكن تأثيرها سيكون محدوداً في العمليات القتالية, كما أن معدات مكافحة هجمات الأسلحة الكيماوية قد لا تكون ذات فائدة كبيرة من دون تدريب على طرق وكيفية استخدامها.

 

أهالي مخطوفي أعزاز يتوعدون الأتراك في الضاحيةوأنقرة تغلق مركزها الثقافي في بيروت.. والبحث مستمر عن الطيارين

بيروت: «الشرق الأوسط» /تواصلت في لبنان عمليات البحث عن طيارين مدنيين تركيين اختطفهما مجهولون يطالبون بإطلاق سراح 9 لبنانيين تحتجزهم جماعة سورية معارضة تتخذ من ريف حلب المحاذي للحدود التركية مقرا لها. وفي حين كانت المفاوضات غير المباشرة بين السلطات اللبنانية والخاطفين السوريين تعود إليها بعض الروح بعد توقف طويل، أغلقت السفارة التركية في بيروت أمس مركزها الثقافي في وسط بيروت، بالإضافة إلى مركز شركة الطيران التركية. وقالت صحيفة «جمهورييت» التركية، إن «أنقرة اتصلت بكبار المسؤولين الإيرانيين داعية طهران للتدخل في هذا الملف من أجل حله وتسويته عبر الاتصال مع الجهات السياسية اللبنانية المشتبه بضلوعها في عملية اختطاف الطيارين التركيين». ورأى وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، أنه ليس هناك من أحد في لبنان يقتنع بأن السلطات التركية لا تستطيع أن تقوم بعمل لإطلاق سراح مخطوفي أعزاز. وقال إن «ما يجري على الأرض بقضية مخطوفي أعزاز عملية ابتزاز»، لافتا إلى أن المجموعة المسلحة التي اختطفت اللبنانيين تطالب لبنان بالطلب من السلطات السورية إطلاق سراح معتقلات، لكن سوريا لا دخل لها بعملية اختطاف اللبنانيين ولبنان كجهة لا يستطيع الطلب من السلطات السورية أن تطلق سراح عدد محدد من الجهة الخاطفة، مشيرا إلى أن المماطلة ما زالت مستمرة من أكثر من جهة بهذه القضية. وفي المقابل، تراجع أهالي المخطوفين اللبنانيين عن مخطط لقطع طريق مطار بيروت للضغط على السلطات اللبنانية للإفراج عن نجل أحد المختطفين الذي أوقفته السلطات اللبنانية بعد وصول «رسالة تهنئة» إلى هاتفه الجوال بعملية الخطف وهو ما اعتبره المدنيون احتمالا لاشتراكه في الجريمة. وأشارت المعلومات إلى أن رئيس البرلمان نبيه بري ضغط باتجاه منع قطع الطريق انطلاقا من التزامه بـ«تأمينه في كل الظروف». وقال عضو لجنة متابعة ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز دانيال شعيب بعد لقائهم وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل في وزارة الداخلية أنه سيتم الإفراج عن محمد صالح لأنه تم الاشتباه باتصال تهنئة وتبريك. وأشار إلى أن «علي جميل صالح الذي قيل إنه منفذ عملية الخطف مصاب بشلل نصفي أصلا»، وأمل أن لا يكون الموضوع «تصفية حسابات من قبل فرع المعلومات (في قوى الأمن الداخلي) معنا». وأعلنت عضو لجنة المتابعة حياة عوالي بعد اجتماع لأهالي المخطوفين في مقر حملة بدر الكبرى، أن «أي مواطن تركي في الضاحية الجنوبية وفي مدينة بيروت هو هدف لأهالي المخطوفين»، لافتة إلى أن «كل مواطن تركي في لبنان يتحمل مسؤوليته فرع المعلومات». ودعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني إلى «إطلاق جميع المخطوفين، سواء كان الطيار التركي ومساعده أو المخطوفين اللبنانيين في أعزاز أو المخطوفين داخليا بين اللبنانيين»، لافتا إلى أن «خطف الأشخاص أيا كانوا، وأيا كانت الجهة الخاطفة هو عمل مدان ومستنكر باعتباره احتجازا لحرية أشخاص أبرياء»، معتبرا أن «خطف جنسيات غير لبنانية أمر يتجاوز الشأن الداخلي ويمس علاقة الدولة اللبنانية مع الدول الأخرى».

 

لا علاقة بمخطوفي "أعزاز": خطف التركيين ردّ على تقدم الثوار في ريف اللاذقية

الشفاف/أثار خطف الطيار التركي ومعاونه على طريق مطار رفيق الحريري الدولي بتوقيته استغراب الاوساط السياسية اللبنانية، خصوصا ان الخاطفين بما ظهر لديهم من قدرات عملانية، كان في استطاعتهم تنفيذ اي عملية خطف في اي وقت، فضلا عن ان الطيران التركي لم يفارق الاجواء اللبنانية ولا الزوار الاتراك. معلومات أشارت الى ان الخاطفين تحركوا بأوامر سورية وليس بناء على طلب من حزب الله، وإن كانت الماكينة العسكرية لحزب الله هي التي أمنت التسهيلات اللوجيستية للخاطفين للقيام يمهمتهم. وتضيف المعلومات ان تقدم الجيش السوري الحر والثوار على الجبهة الجديدة في ريفت اللاذقية وصولا الى ساحلها وعلى بعد 20 كيلومترا عن بلدة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الاسد، شكل ضربة معنوية إيجابية للثوار وسلبية للغاية للنظام السوري، الذي لم يكن يحسب حسابا لفتح جبهة جديدة في عمق "دويلته العلوية" المرتقبة. وتضيف المعلومات ان تقدم الثوار على جبهة اللاذقية من شأنه ان يتسبب بتقويض حلم الدويلة العلوية من جهة، ومن جهة ثانية، قطع أي طريق للتواصل بين العلويين في "الدويلة" المزعومة، وأقرانهم الذين يتواجدون في لواء الاسكندرون. وتشير الى انه وفي حال آلت الامور في سوريا الى إنشار دويلات ، فإن الدويلة العلوية سوف تكوت متصلة بلواء الاسكندرون، وتاليا ستسبب مصدر قلالقل واضطرابات للدولة التركية. ولذلك حمـّل النظام السوري تركيا مسؤولية دعم الثوار ودفعهم في اتجاه السيطرة على منطقة اللاذقية وجبالها، من اجل تشكيل منطقة عازلة بين العلويين في سوريا وفي لواء الاسكندرون. وتضيف المعلومات ان عملية خطف الطيار التركي لا علاقة لها بمخطوفي إعزاز ولا بـ"مراجل" المدعوة "حياة العوالي"، بل هي رسالة سورية الى الجانب التركي، ومفادها ان مصالح تركيا في لبنان وربما في اي مكان آخر هي مهددة في حال استمر الدعم التركي للثوار في جبهة اللاذقية. وفي سياق متصل أشارت مصادر سياسية في بيروت الى ان حزب الله والنظام السوري لا يريدان حل مسالة مخطوفي إعزاز، بل يهدفان إلى الزج بأهالي المخطوفين على الطرقات وفي واجهة التعرض للمصالح التركية كلما دعت حاجة النظام السوري الى ذلك.  وتضيف المصادر السياسية ان حزب الله الذي خسر مئات القتلى على الجبهات في سوريا، يستطيع ان "يمون" على النظام السوري من اجل إطلاق سراح بضع عشرات من "النسوة"، وليس من ضباط الجيش الحر المنشقين او سواهم، من اجل حل مسالة مخطوفي إعزاز! إلا أنه يبدو ان المدعوة "حياة عوالي" والشيخ المستتر "زغيب"، بدل ان يتوجها الى امين عام حزب الله حسن نصرالله لحل مسالة استمرار حجز اقاربهم في سوريا، يفضلان العراضات على الطرقات وتهديد مصالح لبنان وعلاقاته الدولية للخطر. وتشير المعلومات الى ان مفتاح حل قضية المخطوفين اللبنانيين في إعزاز في يد نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد، وليس في يد الدولة التركية، وتاليا على اهالي المخطوفين الاعتصام امام مقرات الحزب الالهي وسفارة علي عبد الكريم علي، ووزارة عدنان منصور، بدل الاستعراض التافه على الطرقات.

 

اللواء عن مصدر أمني: أدلة حيّة توّرط علي جميل صالح بخطف التركيين

نقلت صحيفة "اللواء" عن مصدر أمني إشارته إلى أنّ "هناك أدلة حيّة تظهر تورط علي جميل صالح، وهو ابن المخطوف جميل في أعزاز في عملية خطف الطيارين الأتراك" على طريق مطار بيروت الدولي، مضيفاً أنّه "العقل المدبر لهذه العملية، إلا أنّ الذي ظهر على شاشات التلفزة في الضاحية الجنوبية، نفى ذلك، مشيراً إلى أنّه يعاني من شلل نصفي، وانه معاق جزئياً، لكنه ربط تسليم نفسه بالافراج عن والده". كما نقلت الصحيفة عن المصدر تأكّيده أنّ "ثمة خيوطاً مهمة توافرت للأجهزة الأمنية حول قضية خطف الطيارين الأتراك"، مشيراً إلى أنّ "التحقيق يتركز على مسألتين: الأولى تحديد مكان المخطوفين والعمل على تحريرهما والثانية كشف هوية الخاطفين وتوقيفهم". ولفت المصدر إلى أنّ "التحقيق مع المشتبه به محمد صالح مرتبط بالخيوط المتوافرة وهو يخضع للإستجواب حول أمور مرتبطة بعملية الخطف والتثبت من مدي ارتباطه بالخاطفين، متوقعاً التوصل إلى نتائج مهمة في غضون ساعات". وشدد المصدر على أنّ مسألة الإفراج عن صالح أو أبنائه رهن بما يتوصل إليه التحقيق وليس خاضعاً للضغوط التي يمارسها اهالي مخطوفي اعزاز على الدولة وأجهزتها الأمنية، والتهديد باقفال طريق المطار، أو المصالح التركية".

 

المعتقلون اللبنانيون في سوريا.. حقيقة أم خيال؟

أم تي في/هو ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية لم يُحرّك ولم يطرأ عليه جديد لا مع النظام ولا مع المعارضة، ملفٌ لا يزال يراوح مكانه فيما تستمر الأزمة السورية بالتفاقم، العتب كبير على المسؤولين اللبنانيين، ورئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن يأسف للامبالاتهم، مطالبا عناصر الجيش السوري الحر بالكشف عن المعلومات التي يعرفونها كما يوجّه نداءً للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بإسم أهالي المعتقلين بأن يساعد في العمل على إطلاق جميع المعتقلين اللبنانيين. ويقول أبو دهن أن "السيّد نصرالله هو من قال أنه يساعد السلطات السورية من خلال القتال في سوريا، لكن لا أعرف لماذا لا يقوم شبابه بالهجوم على معتقل فرع فلسطين مثلا أو غيره من المعتقلات السورية التابعة للنظام ويقومون بالإفراج عن اللبنانيين المعتقلين هناك، عندها سيحظى شباب حزب الله بالدعاء من قبل جميع اللبنانيين".  منذ الإنشقاقات التي حصلت في الجيش السوري والعفو العام الذي صدر عن الرئيس السوري، تم تناقل الأخبار عن وجود معتقلين لبنانيين على قيد الحياة. ويقول أبو دهن أن "أحدهم ذكر بعد الإتصال فيه أن السلطات السورية نقلته إضافة إلى سجناء آخرين إلى القطيفة وهي منطقة تبعد حوالي الـ 45 كلم عن الشام إلى معسكر 2 وج30 الفرقة الثانية وهناك التقى بلنانيين كثر. والمعتقل الذي أفرج عنه يدعى شادي شكري الخطيب، وهو فلسطيني ويقيم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وخرج من السجون السورية بفعل العفو الثاني الذي أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد في الـ 2011 بعد 6 أعوام على اعتقاله".  ويدعو أبو دهن اللبنانيين إلى عدم ضرب السجانين السوريين السابقين الموجودين حاليا في لبنان وإلى محاولة أخذ المعلومات القيمة منهم.  جويل قزيلي

 

الحياة: القتيل في مكمن اللبوة – النبي عثمان كان له دور في الإفراج عن مخطوفين بين بلدتي مقنة واللبوة

شيّعت بلدة عرسال الاثنين وسط غضب شديد وإقفال عام، محمد حسن الحجيري، الذي قتل الاحد في مكمن استهدف موكب رئيس بلدية البلدة (علي الحجيري) على طريق اللبوة – النبي عثمان، فيما كان أُفرج فجراً عن السوريين محمد عباس ونبيل رشاء، اللذين خطفا أثناء المكمن ذاته. وسلم الاثنان إلى مديرية المخابرات في الجيش بعد مساع بذلت من قبل عشائر المنطقة. وعلمت صحيفة «الحياة» من مصادر أمنية أن «القتيل كان له دور في الإفراج عن مخطوفين بين بلدتي مقنة واللبوة، فيما الجريح يعتبر من وجهاء البلدة ويوصف براعي المصالحات، إذ يدفع من ماله الخاص للإفراج عن مخطوفين لبنانيين داخل الأراضي السورية». وأوضحت أن عدم توقف الموكب لدى تعرضه إلى إطلاق النار في المكمن ساهم في الحد من الإصابات.

 

الجمهورية: أنقرة تسعى إلى "إبقاء قضية خطف التركيين أمنيّة" وترفض "لفلفتها"

علمت صحيفة "الجمهورية" أنّ التحقيقات التي أجرتها شعبة المعلومات مع الموقوف محمد صالح في قضية خطف التركيين على طريق مطار بيروت الدولي "كشفت أموراً دقيقة ودامغة"، مضيفةً أنّه "يبدو أنّ المراجع التركية التي كانت على اتصال مع الأجهزة اللبنانية تبلّغت بنتائج التحقيقات، ممّا عقّد محاولة إطلاق سراح الموقوف في إطار مساومة سياسيّة كانت مدار بحث بسبب الضغوطات التي مارسها الأطراف الذين يقفون وراء الخاطفين على الدولة اللبنانية". وعلمت الصحيفة أيضاً أنّ "السلطات التركية التي كانت طوال يوم أمس على اتصال سياسيّ وديبلوماسي وأمني مع السلطات اللبنانية المعنية بهذه المستويات الثلاثة، أبلغت الى الحكومة اللبنانية بأنّها وإن كانت لا تسمح لنفسها بالتدخّل في شؤون التحقيق الأمني أو العدلي بما يختصّ بخطف الطيّارين التركيين، فإنّها لا تقبل بأن يصار إلى لفلفة الموضوع كما تجري العادة، وتصرّ على أن يأخذ التحقيق مجراه من دون أيّ تدخّلات".

كما أفادت "الجمهورية" أنّ "السلطات التركية التي حرصت حتى الآن على عدم تحويل عملية الخطف من حادث إلى قضية سياسية وإعلامية، وحرصت كذلك على عدم اتّخاذ أيّ إجراء معيّن يمسّ بالعلاقات الثنائية، وأكّدت للحكومة اللبنانية بأنّ أيّ تهاون في شأن التحقيق بخطف الطيّارين سيدفع بالحكومة التركية إلى اتّخاذ قرارات لم تتّخذها بعد، من نوع الطيران من وإلى بيروت واسطنبول. كما يمكن أن تتّخذ تدابير تحدّ من الوجود التجاري اللبناني في تركيا، خصوصاً وأنّ هناك جالية لبنانية تجارية واقتصادية مهمّة في اسطنبول ومدن تركية أخرى. وقد أخذت السلطات اللبنانية على محمل الجدّ الموقف التركي، خصوصاً أنّ تركيا سبق أن اتّخذت مثل هذه التدابير سنة 2010 إثر حادثة سفينة "مرمرة" مع إسرائيل". إلى ذلك، كشفت مصادر مُطلعة لـ"الجمهوريّة" أنّ اتصالات جرت ليل أمس على مستوى عالٍ بين أنقرة وبيروت لإبقاء الموضوع في إطاره الأمني، ولكنّ تركيا أبلغت الجهات اللبنانيّة بأنّ سياسة ضبط النفس لن تستمرّ طويلاً ما لم يُصَر إلى إطلاق سراح الطيّارين. لكنّ السلطات اللبنانية لم تتمكّن من إبلاغ الجهات التركية أيّ التزام بإمكانية الإفراج عن المخطوفين، لا بل إنّ الحكومة اللبنانية ليست مرتاحة الى تطوّر هذا الملف الذي يتبيّن بعد مرور خمسة أيام على حصوله بأنّه يخفي وراءه قضايا سياسيّة".

 

هل يعاد فتح مطار القليعات؟

اختطاف اتراك تلويح بتعطيل الملاحة الجوية, انه الامن المفقود في محيط مطار رفيق الحريري الدولي الذي يبدو انه تحول من بوابة لبنان نحو العالم الى رهينة. العامل الامني غير الثابت والمقلق اعاد فتح ملف مطار القليعات في عكار على مصراعيه في ظل تخوّف جدّي من مقاطعة شركات طيران عالمية مطار بيروت تضامنا مع تركيا خصوصا أنّها دولة عضو في حلف "الناتو" وعضو مراقب في المجلس النيابي الاوروبي في وقت تتحضر منظمة الطيران الدولية "أياتا" ونقابة الطيّارين الدوليين للتحرك قريبا. كاميرا الـ"mtv"  تفقدت مطار القليعات الذي يشغله الجيش اللبناني. هذا المطار الذي يقع وسط سهل عكار على بعد 105 كلم من بيروت و25 كلم شمال مدينة طرابلس, تبلغ مساحته 5،5 مليون متر مربع ويعتبر متخصصون ان موقعه اهم من موقع مطار بيروت لعدم تعرضه للعواصف والتقلبات المناخية كذلك لم تنشأ  في محيطه الابنية التي تعيق حركة الطيران.

دخلنا بعمق كيلومترين على طول حدوده المسيجة بالاسلاك الشائكة, وبانت علينا مراكز المراقبة والمستودعات والمباني وهنغارات الصيانة علما ان المطار مجهز بمدرج طوله 3200 متر قابل للتطوير الى 4000 متر. وكان من الملاحظ خلال جولتنا ان الطائرات تستطيع الاقلاع والهبوط من دون موجه حتى في أسوأ الأحوال الجوية. بالأرقام, تشير المعلومات الى ان كلفة مشروع تأهيله وفق دراسة اعدتها ايدال التابعة لرئاسة مجلس الوزراء تبلغ 90 مليون دولار وقدرت كلفة المرحلة الأولى المتضمنة تأهيل المدارج والمنشآت والتجهيز بـ 45 مليون دولار. وكان مجلس الوزراء قد طلب من وزير الاشغال العامة غازي العريضي وضع تقرير عن المطار المعروف ايضا بمطار الرئيس الشهيد رينيه معوض تمهيدا لإعادة تشغيله, لكن الإعتبارات السياسية فرضت على المشروع أن يبقى في الأدراج. نخلة عضيمة

 

وزير دفاع إيران الجديد متهم بتفجير المارينز الانتحاري في لبنان

كشفت صحيفة «واشنطن فري بيكون» الإلكترونية الأميركية، نقلاً عن مسؤول استخباراتي إسرائيلي سابق، أن حسين دهقان الذي رشحه الرئيس المنتخب حسن روحاني لشغل منصب وزير الدفاع الإيراني «كان متورطًا في تفجيرات 1983 في لبنان والتي أودت بحياة 241 جنديًا أميركيًا». وأفادت «واشنطن فري بيكون»، في تقرير لها على موقعها، حسب ما ذكر المسؤول الإسرائيلي السابق بأن «طهران هي من أعطت التعليمات الى السفير الإيراني في دمشق بالهجوم على قوات المتعددة الجنسية والذي بدوره مرره إلى قوات الحرس الثوري في لبنان وحلفائهم الشيعيين اللبنانيين». وأفاد المسؤول الاستخباراتي الإسرائيلي أنه «تم نقل الأمر بتنفيذ العملية وتمويلها والتدريب عليها بمساعدة الحرس الثوري في لبنان وتحت قيادة حسين دهقان». وكان حسين دهقان، واحداً من أصغر القادة العسكريين عندما تولى مسؤولية مجموعات الحرس الثوري التي دخلت لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، لتدريب النواة الأولى للمقاومة الإسلامية في لبنان. ولم يكن حينذاك تجاوز الخامسة والعشرين، لكنه كان يختزل في شخصيته تصميماً، وجدية جعلته بعد خمسة أعوام نائباً لقائد القوة الجوية، ثم قائداً لسلاح الجو الإيراني في العام 1990. وأشار التقرير إلى أنه «في تشرين الاول 1983، وبعد صدور القرار بالضرب بشهر، قام شيعي بعملية انتحارية داخل سيارة مفخخة في ثكنة عسكرية تابعة للقوات البحرية الأميركية في بيروت وأسفرت عن مقتل 241 من قوات البحرية وفي الوقت نفسه قام شيعي بشن هجوم انتحاري آخر على ثكنات القوات الفرنسية في بيروت، والذي أودى بحياة 84 شخصاً». وفي السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن قائد سابق في البحرية الأميركية «إن وكالة الأمن القومي الأميركي اعترضت في ايلول 1983 أمراً من إيران بشن الهجوم».

 

فضل شاكر يموّل 250 عنصرا من جند الشام في حي الطوارئ

ذكرت صحيفة "المركزية" على الانترنت، ان احد قياديي جند الشام في حي الطوارئ بلال بدر قام الليل الماضي وفجر اليوم، بتوزيع عناصر الحراسة التابعة للجند على حدود الحي المذكور، للمرة الأولى، ما يؤكد ان جند الشام متخوفون من عمل امني يستهدفهم في حي الطوارئ، او انهم يحضّرون بدورهم لعمل امني ضد تعمير عين الحلوة الذي تنتشر فيه سرايا المقاومة، الامر الذي دفع الجيش اللبناني لتعزيز اجراءاته الامنية بشكل وقائي عند مداخل مخيم عين الحلوة، تحسبا لاي طارئ. واكدت المصادر ان بدر قام ايضا بحراسات لجماعة جند الشام ليل الاحد - الاثنين، فيما شددت على ان شاكر ما زال في حي الطوارئ في عين الحلوة وان نفي القوى الاسلامية الفلسطينية لوجوده في الحي هو للتخفيف من توجه الانظار الى مخيم عين الحلوة على انه يؤوي مطلوبين للعدالة اللبنانية، مشيرة الى ان الاجهزة الامنية تبلغت وجوده في احد منازل الطوارئ، وهو يضع الكوفية على رأسه ويعرف السكان على انه الحاج فضل شاكر وهو يدعوهم الى التأهب وانتظار مفاجآت قادمة. واشارت مصادر فلسطينية الى انها لم تعد تشاهد فضل شاكر في حي الطوارئ منذ 3 ايام بعدما كان شاهده الفلسطينيون منذ عشرة ايام يتجول بعد الافطار بحراسة امير حي الطوارئ في جند الشام هيثم الشعبي، لافتة الى تسرب معلومات تتحدث عن انه اختبأ في الطوارئ مفضلا عدم الظهور العلني بعد الحديث عن ان وجوده في الحي، بات يشكل حالة تفجيرية لأمن مخيم عين الحلوة، "حسبما تؤكد الدولة والاجهزة الامنية باستمرار وحسب المصادر الفلسطينية". وأكدت ان الطوارئ في عين الحلوة خارج سلطة وانتشار الجيش اللبناني وهو حي متداخل مع حي تعمير عين الحلوة، الذي ينتشر الجيش اللبناني عند مداخله، مؤكدة ان تعزيز القوة الامنية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة ما زال قيد الاتصالات بين القوى الفلسطينية كافة من اسلامية ووطنية والكل مجمع على اهمية ودور هذه القوة والمشاركة فيها كي تساهم في بسط الامن والاستقرار في احياء عين الحلوة على ان تتوسع صلاحياتها لاحقا لتشمل حي الطوارئ في المخيم. وقالت مصادر امنية ان جند الشام في حي الطوارئ يتلقون التمويل من فضل شاكر وهو الذي ساعد على تأسيسها وتسليمها الى شقيقه ابو العبد شمندور، والاثنان مطلوبان للدولة اللبنانية بمذكرات عدلية، مؤكدة ان "الجند" تتدرب وهي زادت من قوة سلاحها الذي تخطى الخفيف الى المتوسط ، وان عددها ارتفع ليصل الى 250 عنصرا بعد فرار مجموعات من انصار الشيخ احمد الاسير اثر معارك عبرا مع الجيش اللبناني الى حي الطوارئ وان بين هؤلاء العناصر من قاتل الجيش في نهر البارد تحت مسمى فتح الاسلام ولجأ الى حي الطوارئ لانه مطلوب للقضاء اللبناني وان معظم الموجودين في الطوارئ مطلوبون ايضا للدولة اللبنانية .

وقالت مصادر معنية بالوضع في عين الحلوة ان ابو طارق السعدي احد قياديي عصبة الانصار، القى خطابا في العيد وصف بانه تحد لحزب الله حينما قال "لقد تعرض مخيم عين الحلوة للقصف مدة 3 ايام من المدفعية والرشاشات المتمركزة على ذالك الجبل في اشارة الى تلة مار الياس ولو رددنا عليهم لكنا ذبحناهم في ذلك الجبل، انما جنبنا المخيم اي فتنة"، وعزت المصادر كلامه الى انه يأتي على خلفية حوادث عبرا، مستغربة اعادة نكء الجراح والتهديد في الوقت الذي تعمل فيه فاعليات صيدا على طي صفحة الماضي. وحصلت "المركزية" على الكلام الحرفي للسعدي حيث وضع الجمهور في اجواء الايام الماضية وما جرى من اتصالات و محادثات وقال "اطلقوا النار على مخيم عين الحلوة لمدة ثلاثة ايام كنا نستطيع ان نذبحهم في ذاك الجبل الموجودة عليه الرشاشات و مرابض المدفعية، و لكننا حرصا على امن مخيمنا واهله واستقراره رفضنا وصبرنا صبر سيدنا يوسف عليه السلام، اذ اننا رأينا التجارب السابقة في المخيمات والتي نرفضها ونرفض ان نصل اليها ومن غير المسموح لاي شخص او جهة او طائفة في لبنان او في المجتمع الفلسطيني جرنا الى دمار المخيم، مشددا على لاءات ثلاث، لا للقتال الفلسطيني الفلسطيني، لا للقتال الفلسطيني اللبناني، لا للقتال السني الشيعي في لبنان، ومن يرد ان يتصارع سياسيا وعسكريا فليتصارع على ارضه وليترك المخيمات امنة مطمئنة تعد عدتها لعدوها المحتل ارضها".

وفسرت مصادر مراقبة اشارته الى الجبل اي تلة مار الياس في حارة صيدا ما دفع للقول انه يوجه كلامه لحزب الله على خلفية احداث عبرا ما يعني ان الامور بين الحزب وعصبة الانصار الى فراق بعدما التقيا في شهر رمضان في الحارة ولم يتفقا سياسيا خصوصا بعدما اعلنت العصبة انها ضد قتال الحزب في سوريا. من هي عصبة الانصار؟ اشارة الى ان عصبة الانصار في مخيم عين الحلوة تتمتع بحضور جماهيري فلسطيني اسلامي ولها نفوذ عسكري قوي يعادل فتح داخل المخيم، وان العصبة تتولى مسؤولية الامن في حي الطوارئ، وتقيم حاجزا عسكريا على مدخله وهي لها مونة من المنظار الاسلامي على جماعات جند الشام في الحي وكانت تقوم دائما بوقف اي اشتباك بين فتح وجند الشام، من خلال التواصل مع اميرهم بلال بدر لانها تحرم الاقتتال الفلسطيني، كما ان للعصبة علاقات تنسيقية مع الجيش اللبناني، الا انها تعتبر ان القتال الى جانب الثورة السورية واجب من الناحية الشرعية ضد نظام ظالم ومستبد ضد شعبه وهي تأسست على يد الشيخ هشام شريدي العام 1980 تحت عنوان حكم الله على الارض وتحرير فلسطين من منطلق اسلامي وشرعي وليس يساريا وبعد تأسيها توفي شريدي ليتسلم مهام العصبة احمد عبد الكريم السعدي (ابو محجن) الذي توارى وما زال العام 1995على رأس مجموعات من العصبة بعد اغتيال الشيخ نزار الحلبي رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في بيروت ويتولى امارة العصبة اليوم الشيخ ابو طارق السعدي شقيق ابو محجن.

 

سليمان وميقاتي وسلام يدرسون إمكانية تشغيل مطار القليعات بعد خطف الطيارين التركيين

تقارير دولية تحذر من انهيار الدولة اللبنانية خلال أشهر نتيجة إرهاب "حزب الله"

حميد غريافي/السياسة/أكدت أوساط ديبلوماسية لبنانية في الدوحة أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام "يدرسون جدياً مسألة تشغيل مطار القليعات شمال لبنان", بعد إقدام "حزب الله" وعصاباته على خطف الطيارين التركيين الجمعة الماضي على طريق مطار بيروت. وقال ديبلوماسي لبناني في الامم المتحدة ل¯"السياسة", أمس, إن آخر التقارير المتداولة داخل المنظمة الدولية, ومجلس الأمن خصوصاً, الواردة من لبنان وتركيا ودول الخليج العربي, "ترسم صورة قاتمة للغاية عن إمكانية انهيار الدولة اللبنانية سياسياً واقتصادياً في غضون أشهر, بعدما استكمل "حزب الله" ومن ورائه النظام الايراني خطة زحفهم القاضم للمؤسسات اللبنانية الواحدة تلو الاخرى". وأشار إلى أن "قطع شريان مطار بيروت, الأكثر حيوية للاقتصاد والسياحة, يحول لبنان إلى شبه محميات أو مربعات إرهابية على غرار محافظات ابين اليمنية ودير الزور والقامشلي السوريتين, ولكن بطريقة أكثر انتشاراً, إذ لا وجود لأي رادع عسكري في وجه الحزب على مختلف الاراضي اللبنانية, وهو يدير شؤون لبنان حسب مصالحه وأهوائه وبموجب الأوامر الإيرانية". وتؤكد المعطيات أن لبنان يواجه خطراً من إمكانية حدوث مقاطعة دولية لمطار بيروت تضامناً مع تركيا التي أوقفت نحو 15 رحلة جوية أسبوعياً بين بيروت واسطنبول وبالعكس, إذ أبدت أوساط ديبلوماسية تركية في نيويورك مخاوف من أن تلجأ منظمة الطيران الدولية وطياروها في انحاء العالم الى التضامن مع الطيران التركي, وتوقف رحلات الدول الاعضاء فيها الى بيروت, أو على الأقل تخفض عدد الرحلات بصورة مؤذية, تحسباً لإصابة ركابها بما اصاب الطياران التركيان على ايدي عصابات "حزب الله" الارهابية, خصوصاً أن هناك معلومات من اسرائيل وتركيا معاً تؤكد أن اختطاف الطيارين التركيين مرده إلى سببين رئيسيين هما:

1- الدور الذي لعبته حكومة رجب طيب أردوغان في إدراج "حزب الله" على لائحة الإرهاب الأوروبية.

2- تعتبر جماعات ايران, وعلى رأسها "حزب الله", أن المواقف التركية المساندة للثورة السورية بمثابة "إعلان حرب" عليهم.

ولم تستبعد الأوساط التركية في الأمم المتحدة, حسب الديبلوماسي اللبناني, أن يعمد اردوغان الى اقفال البعثات التركية الديبلوماسية والاقتصادية والتجارية في لبنان وسحب الديبلوماسيين وموظفي الحكومة ومصالح بلاده, وإلى طرد الديبلوماسيين اللبنانيين الواقعين تحت هيمنة "حزب الله".

وفي هذا الإطار, أعلن السفير التركي في بيروت اينان اويلديز, أمس, أن بلاده أغلقت مركزها الثقافي ومكتبها التجاري في بيروت "لأسباب امنية".

ونقل الديبلوماسي اللبناني ل¯"السياسة" ما أسماها "التساؤلات المحيرة الكبيرة" لدى الأوساط الدولية في مجلس الأمن بشأن أسباب عدم اتخاذ الرئيس سليمان ورئيس الحكومة وقائد الجيش, قرار نشر الجيش في مطار بيروت وحوله وعلى الطرقات المؤدية إليه طالما لبنان يعاني من إرهاب "حزب الله".

كما استغربت الأوساط عدم اتخاذ السلطات اللبنانية القرار "الجريء" بتشغيل مطار أو مطارات أخرى في الاراضي اللبنانية لتسهيل مصالح الدول والمواطنين وتعزيز أموال الخزينة اللبنانية.

ومن واشنطن, أيضا اصدر أمين عام "المجلس العالمي لثورة الأرز المهندس طوم حرب بياناً أكد فيه ان المجلس "يستنكر خطف التركيين ويحذر من مخاطر تجدد الخطف لأن ذلك سيضع لبنان بمعزل عن المجتمع الدولي مثلما حصل في الثمانينات ودفع غالياً ثمن هذا العزل لبنانيو الاغتراب, كما تدهور الاقتصاد لدرجة لم يسبق لها مثيل". وطالب المجلس رئيس الجمهورية وقائد الجيش ب¯"اتخاذ قرار تنفيذي بتشغيل مطار حامات أو مطار القليعات للملاحة الجوية, بمراقبة من قوى الجيش والامن ومعها وحدات من قوات "اليونيفيل", إذ بات يبدو من السخف بمكان أن تقيم دول أصغر حجماً من لبنان, وأقل أهمية سياحية واغترابية, مطارات عدة في أراضيها فيما لبنان ممنوع عليه ذلك من النظامين الايراني والسوري".

 

اشتباكات طائفية بين الأقباط والمسلمين في بني سويف

القاهرة - يو بي آي:  بعد يوم واحد على إنهاء نزاع طائفي بين مسلمين ومسيحيين في محافظة المنيا, شهدت محافظة بني سويف جنوب القاهرة, اشتباكات طائفية بين مسلمي وأقباط قرية الديابية الوسطى التابعة لمركز الواسطى شمال المحافظة, بسبب خلاف على إقامة أحد المطبات الصناعية أمام أحد منازل الأقباط. وأسفرت الاشتباكات التي وقعت أول من أمس, عن إصابة 30 من أبناء القرية من الجهتين, بينهم شاب مسلم في حالة خطيرة, واحتراق تسعة منازل للمسيحيين ومنزلين للمسلمين وكنيسة وسيارة و12 دراجة بخارية. وعززت الشرطة الإجراءات الأمنية حول القرية وداخلها, لمنع تجدد الاشتباكات, في حين شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة لأطراف النزاع وضبطت 25 من الطرفين, ثم فتشت العديد من المنازل لمصادرة الأسلحة النارية والبيضاء وقنابل "المولوتوف". إلى ذلك, حذَّر الحزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي", من خطورة العنف الطائفي الذي تشهده البلاد, معتبراً أنه يعكس مؤامرات تُحاك ضد الشعب المصري. وذكر الحزب في بيان, أمس, أن "أحداث العنف الطائفي التي اندلعت في محافظتي المنيا وبني سويف, تدق ناقوس الخطر في الشارع المصري", محذِّراً من "وجود مؤامرات تُحاك ضد الشعب وضد ثورة 30 يونيو (التي أطاحت نظام الرئيس السابق محمد مرسي), وأنها (المؤامرات) تتلخص في إشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد

 

مسيحيو مصر يشكون «غياب الدولة» مع تزايد الأزمات الطائفية بعد 30 يونيو

البابا ناشد المواطنين ضبط النفس.. والحكومة: سنتصدى بحزم لنشر الفتنة

القاهرة: محمد حسن شعبان /الشرق الأوسط/خرج البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عن صمته مناشدا كل مصري «تحكيم العقل وضبط النفس ومنع أي عنف أو اعتداء أو تهور ضد إنسان، أو ضد مكان». وتأتي تصريحات البابا تواضروس بعد أن تزايدت التوترات الطائفية في صعيد البلاد؛ التي تعاني من أزمة سياسية عميقة على خلفية عزل أول رئيس إسلامي منتخب.. لكن الحكومة المصرية توعدت أمس بالتصدي بحزم لمحاولات «نشر الفتنة». ويشكو المسيحيون في مصر بشكل عام مما يعتبرونه «غيابا للدولة» عن ملف الأحداث الطائفية، لكن مشاركة البابا تواضروس في اجتماع قادة الجيش مع رموز دينية وسياسية، والذي أعقبه قرار عزل مرسي، أضفى بعدا جديدا لأزمة ممتدة منذ عقود. وقال البابا تواضروس في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أناشد الجميع وبكل محبة، الحفاظ على الدم المصري». ويسود الود العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر بصفة عامة، لكن تطرأ بين الحين والآخر بعض الخلافات والنزاعات لعدة أسباب؛ أبرزها نزاع على ملكية أراض أو بناء وتوسعة كنائس، أو علاقات زواج بين الطرفين. وخلال الأيام الماضية تفجرت أحداث عنف طائفي في كل من محافظتي المنيا وبني سويف (جنوب القاهرة) خلفت عشرات الجرحى، وأحرق خلالها منازل ومتاجر لمسيحيين، كما اعتدي على كنائسهم.

وتبدأ الاشتباكات لأسباب تبدو واهية، لكن سرعان ما تتحول لأزمة طائفية. ففي قرية الديابية بمحافظة بني سويف (جنوب القاهرة) تفجرت الاشتباكات قبل يومين، عقب قيام مسيحي بإقامة «مطب صناعي» أمام منزله، مما آثار اعتراض جيرانه من المسلمين، وسرعان ما تحولت الاعتراضات لاشتباكات ذات بعد طائفي.

وأسفرت الاشتباكات التي استخدمت فيها الزجاجات الحارقة في بني سويف عن جرح 30 شخصا واحتراق ستة منازل وجمعية قبطية تستخدم كنيسة للصلاة، ومتجر وطاحونة غلال يملكها مسيحيون.

وقبل نحو أسبوع اندلعت اشتباكات طائفية في قرية بني أحمد الشرقية في محافظة المنيا على مدار ثلاثة أيام على خلفية شجار بين شخصين أحدهما مسلم والآخر مسيحي، بسبب أغنية تشيد بالجيش وقائده العام عبد الفتاح السيسي. ودانت الحكومة المصرية الأحداث التي اندلعت في محافظة بني سويف. وقال شريف شوقي المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء في تصريحات صحافية له أمس إن «الحكومة ستتصدى بكل حسم وحزم لكل محاولات بث الفرقة ونشر الفتنة». وأضاف أن المجلس ناشد المواطنين بمزيد من الحرص على دعائم الوحدة الوطنية، وطالب المواطنين بأن «يكونوا على وعي بالمحاولات التي يبذلها البعض لتشتيت الصف الوطني في هذه المرحلة الهامة والحرجة التي تتطلب من الجميع ضبط النفس». ورغم التصريحات الحكومية، لا تبدو الدولة حاضرة في معالجة الأزمات الطائفية التي غالبا ما تنتهي بمصالحات عرفية. وقال الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا عقب جلسة صلح حضرها كبار العائلات والآباء الكهنة ومؤيدين للرئيس المعزول مرسي، على خلفية أحداث العنف التي وقعت بقرية بني أحمد الشرقية أنه تم الصلح دون ضمانات ودون تعويض للأقباط. وقال الأنبا مكاريوس في تصريحات صحافية أمس إنه «لاحظ استياء البعض على شبكات التواصل الاجتماعي من هذا الصلح، الذي تم دون ضمانات ودون تعويض للأقباط».

وأشار إلى أن الحكومة لم تشر إلى تعويضات الأقباط عن خسائرهم في هذه الأحداث، لافتا إلى أن التركيز الأساسي كان على محاولات تجاوز الأزمة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لعدم تكرارها مرة أخرى، معربا عن اعتقاده بأن الأوضاع في البلاد قابلة للاشتعال في أي مكان على خلفية الاحتقان في الشارع بسبب الأزمة السياسية. وكان الفريق أول السيسي قد دعا في كلمة الشهر الماضي، المصريين بالعودة إلى الميادين لتفويض الجيش في التصدي إلى ما وصفه بـ«الإرهاب والعنف المحتمل» من قبل المؤيدين لمرسي، ودعا نشطاء أقباط حينها إلى صيام المسيحيين مشاركة للمسلمين في رمضان، وهي الدعوة التي وجدت استجابة واسعة بين الأقباط، كما دقت أجراس الكنائس بالتزامن مع أذان المغرب. ومنذ المظاهرات الحاشدة التي خرجت في 30 يونيو (حزيران) للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، رصدت منظمات حقوقية تنامي أحداث طائفية في صعيد البلاد. وحمل بيان أصدرته أمس 17 منظمة حقوقية مسيحية السلطات المصرية مسؤولية استهداف المسيحيين خلال الفترة الأخيرة.

وقال البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه منذ 30 يونيو تم رصد: «مقتل قس بشمال سيناء، وثمانية أقباط بالأقصر (جنوب القاهرة)، والاعتداء على الأقباط بالمنيا وهدم منازلهم، ورفع علم تنظيم القاعدة على كنيسة (مار جرجس) بسوهاج، والاعتداء على مسيحيين ببني سويف وحرق كنيسة وهدم منازل الأقباط، وضع ملصقات وكتابة شعارات على الجدران والكنائس تتهم البابا تواضروس الثاني بالتواطؤ والخيانة».

واستنكرت قوى سياسية مدنية الأحداث الطائفية الأخيرة، وحملت مسؤولية استمرارها وتفاقمها لسلطات البلاد المؤقتة وجماعة الإخوان المسلمين. وأبدى الحزب «الاشتراكي المصري» أمس انزعاجه وإدانته لما وصفه بـ«التجاهل والتراخي الكبيرين في تعامل السلطات مع العمليات الإجرامية الرامية إلى ترويع أقباط مصر».

قال الحزب، في بيان له أمس إنه «إذا كان من حق السلطة أن تحدد الطرق والتوقيتات التي تراها في التعامل الأمني مع الإرهاب في سيناء، وإلى حد ما مع جرائم جماعة الإخوان وحلفائهم في الشارع المصري، فإن ممارسة الكراهية والقتل والإرهاب بحق المواطنين الأقباط مسألة لا يمكن السكوت عليها».

وطالب الحزب السلطات بالتحرك العاجل لاعتقال المحرضين على الفتن وعدم الاكتفاء بجلسات الصلح الشكلية، وعقد محاكمات عاجلة وعادلة لكل المتورطين في الشحن والاقتتال الطائفي.

وتنفي جماعة الإخوان المسلمين الاتهامات التي توجه لها بتغذية العنف الطائفي، وتبرز الجماعة - التي تعتصم منذ نحو شهر ونصف الشهر في ميداني رابعة العدوية (شرق القاهرة)، ونهضة مصر بمحافظة الجيزة المتاخمة للعاصمة - حضور نشطاء مسيحيين في اعتصامها ممن يرفضون ما يصفونه بـ«الانقلاب العسكري».

 

 

سليمان انتقل الى المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين: الاستحقاقات الدستورية تقترب ويجب تشكيل حكومة تواكب هيئة الحوار

وطنية - سأل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، عن السبب الذي يجعل اللبنانيين يظهرون وبشكل مجاني ان لبنان دولة فاشلة، في بلد يمتلك ديموقراطية يتقاتل الجميع من حولنا من اجلها، فيما نحن نحاول الاطاحة بها؟. ورأى "ان الالتزام بإعلان بعبدا هو الذي يحمي وحدة لبنان واستقراره كما الالتزام بالاستراتيجية الدفاعية الذي يحمي لبنان من اسرائيل، و"اقول يحمي لبنان وارض لبنان فقط."

وشدد على "ان المعادلة التي وردت في البيانات الوزارية وهي الجيش والشعب والمقاومة، تحمي لبنان شرط ان يكون لها مدير او جهة تدير هذه العلاقة، ومن اجدى وادرى بادارة هذه المعادلة غير الدولة اللبنانية؟ وهذه المعادلة هي للتطبيق ولكن دون التفرد بالتطبيق". واضاف: "من اجل المقاومة ومن اجل تحصينها، يجب ان نلتزم بإدارة هذه المعادلة التي اعتمدناها. فلنعد جميعا الى الداخل، الى الوطن، فلندعم الجيش اللبناني ولا نغدر به، ولا نتهمه ونصعب مهمته، كما قلت في عيد الجيش عن طريق ايجاد مسلحين واسلحة ومنظمات تتصرف على هواها. ان القدرات الوطنية اي الجيش، الدولة، المقاومة، ليست لفئة وليست لطائفة، بل هي ملك الوطن لا يمكنها ان تنحاز، وعلى الوطن ان يقرر كيف يتصرف بهذه القدرات". ولفت رئيس الجمهورية الى "ان الاستحقاقات الدستورية تقترب، بالأمس اجلنا الانتخابات النيابية من اجل ايجاد قانون جديد، نأمل في اقراره وقريبا يبدأ السباق الى رئاسة الجمهورية والوقت ينفذ ولا يمكن الانتظار طويلا. اردنا دائما حكومة جامعة من كل الاطياف اللبنانية، شرط الا يصبح هذا المبدأ متراسا لرفع المطالب او تعجيز تأليف الحكومة".

واكد "ان الدستور يعطي صلاحية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ان يؤلفا الحكومة كما يريان مصلحة البلد". وقال: "لا يمكن ان اتخلى عن صلاحية تشكيل الحكومة. ففي وقت نطالب بتحسين وتطوير صلاحيات رئيس الجمهورية، هناك صلاحية اساسية في تشكيل الحكومة، فيجب ان تشكل الحكومة في اقرب الآجال، هذا ما اقوله للجميع". وشدد الرئيس سليمان على وجوب تشكيل حكومة تواكب هيئة الحوار الوطني، هيئة الحوار للمصارحة، كفى تكاذبا، علينا ان نتصارح على طاولة الحوار". واضاف: "سأقول ما يفكر به الناس والشعب، كفى كذبا، فننظر الى الامور كما هي ونعالجها، فلنعش بواقعية ونقبل الرأي الآخر، فنفهم هواجس الآخرين، يجب ان نقول ما يريد الناس قوله". مواقف الرئيس سليمان اتت لمناسبة انتقاله الى المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، حيث كان في استقباله النواب: محمد الحجار، ايلي عون واكرم شهيب، اضافة الى الوزير السابق ناجي البستاني وقادة المناطق والالوية العسكرية والامنية، ورؤساء المكاتب الامنية، وفاعليات سياسية ودينية وعسكرية من المنطقة، ورؤساء بلديات ومخاتير ووفود شعبية، ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير ورؤساء المكتب والمستشارين في القصر. والقيت كلمات لكل من: رئيس بلدية الفريديس-الباروك ايلي نخله، رئيسة بلدية عين وزين نهلة الحسينة، رئيس بلدية الوردانية حسين بيرم، مختار البرجين عدنان ابو عرم. ورحبت الكلمات بالرئيس سليمان في ربوع المنطقة، وتمنت له اقامة هنيئة، واثنت على مواقفه الوطنية النابعة من حرصه على مصلحة لبنان وشعبه.

كلمة الرئيس سليمان

والقى الرئيس سليمان كلمة جاء فيها: "الحقيقة، للسنة الخامسة على التوالي اكون سعيدا وانتظر هذا الموعد الذي اتي فيه الى بيت الدين وامارس مهامي من قلب الجبل الاشم، من قلب الشوف، من قلب المنطقة التي اشعر فيها فعليا انها منطقة الدولة اللبنانية، منطقة دولة القانون والعدالة. من قلب منطقة العيش المشترك العيش الواحد الذي هو اساس فكرة قيام الكيان اللبناني.

انا اعتز بهذه المرحلة التي امر فيها في بيت الدين في كل عام، ولكن يا للاسف، جاء عيد الفطر مرتين على التوالي والوضع في لبنان مضطرب، ويعاني مما يعانيه الوضع في الشرق الاوسط، وخصوصا في سوريا الشقيقة.

والوضع اللبناني مضطرب باقتصاده وبفكر ابنائه وقلقهم على مصير الوطن، مضطرب بوجود مخطوفين داخل الوطن، مخطوفين من داخل الوطن وفي داخل الوطن، ومخطوفين من الوطن خارج الوطن، ومخطوفين ايضا من خارج لبنان واصدقاء لبنان داخل الوطن. لمناسبة عيد الفطر السعيد الذي اتمنى ان يكون مباركا على الجميع، عشنا الشهر الفائت بفرح، عشنا معا كلبنانيين وفرحنا بالعيد معا بعادات مختلطة في لبنان والاعياد مشتركة في لبنان، ولكن هناك مناسبة لنتساءل دائما لماذا لا تتابع هذه الاجواء؟ لماذا لا تجعلنا الاعياد نتابع سويا امورنا المصيرية؟ وتجعلنا نتساءل ونسأل مع الناس ونحن ايضا ليس لدينا الجواب الشافي. لماذا لا نستطيع بناء دولة؟ ما هو السبب؟ لماذا بنينا دول الاغتراب؟ لماذا لا نستطيع بناء دولة في لبنان، ماذا ينقصنا؟ لماذا نظهر بشكل مجاني ان لبنان دولة فاشلة؟ من يأتي الى لبنان رغم كل شيء يجد ان الوضع بألف خير لكن نحن نريد ان نبرهن للعالم اننا دولة فاشلة لا نستطيع القيام بأي شيء. خطابنا الاعلامي يقول كذلك، تصرفاتنا وخطابنا الاعلامي يدمر مكونات الوطن. السؤال بلا جواب. نحن لدينا ديموقراطية منذ عشرات السنين، هذه الديموقراطية التي يبحثون عنها في دول الجوار، نحن دفعنا ثمنها من شبابنا واقتصادنا ورفاهيتنا، كان لبنان ساحة للصراع، صراع الامم القريبة والبعيدة. هذا يكفي. هل من الضروري ان ندفع ايضا ثمن ديموقراطية الآخرين؟

انهم يتقاتلون ليحصلوا على الديموقراطية حولنا، هل نتقاتل نحن لالغاء الديموقراطية التي لدينا؟ ابدا، هذا الامر يدعو فعلا الى التساؤل. لماذا علينا ان نقدم لبنان واقتصاده وثقافته وامنه وحرية شعبه، حرية التعبير، حرية الممارسة فدية على مذبح ديموقراطية الآخرين؟ السؤال يتكرر، نحن لدينا اتفاق مهم، لدينا الميثاق الوطني الذي تجدد عبر اتفاق الطائف الذي انبثق عنه دستور ارسى معادلة ميثاقية سياسية بين جميع الطوائف اشركت الجميع في السياسة والجميع راضون وهذا المثال هو صالح لعالم الغد. هذه الديموقراطية التي نمارسها، صالحة للعالم المتنوع المتعدد، العالم الجديد. والسؤال نفسه: لماذا لا نطبق هذا النظام بشكل صحيح؟

الطائف اوصى باتفاقات وعلاقات مميزة مع سوريا، واوصى بالحفاظ وعدم تعريض امن الدولتين من الدول الاخرى. لا نحن نتعرض لامن سوريا ولا سوريا تتعرض لامننا. جاء اعلان بعبدا وثبت هذه المبادىء التي نص عليها الطائف، وكنا اتفقنا جميعا في هذا الاعلان على تحييد لبنان عما يجري من صراعات حوله وعن عدم السماح بأن يكون لبنان منطقة عازلة او آمنة للتدخل في سوريا لا عن طريق استقبال المسلحين وايوائهم ولا عن طريق ارسال المسلحين وايوائهم. اتفقنا في اعلان بعبدا على ضبط الحدود من قبل الجميع ولمصلحة الجميع، ولكن لم يتم تطبيق الاعلان كما يجب.

ايها الاخوة، الالتزام بإعلان بعبدا هو الذي يحمي وحدة لبنان واستقراره كما الالتزام بالاستراتيجية الدفاعية التي قدمناها بعد اعلان بعبدا ووضعنا التصور على الطاولة وبتصرف الشعب اللبناني، وايضا الالتزام بالاستراتيجية الدفاعية يحمي لبنان من اسرائيل واقول يحمي لبنان وارض لبنان فقط. تكلمنا عن المعادلة التي وردت في البيانات الوزارية وهي الجيش والشعب والمقاومة، وان هذه المعادلة تحمي لبنان شرط ان يكون لها مدير او جهة تدير هذه العلاقة، ومن اجدى وادرى بادارة هذه المعادلة غير الدولة اللبنانية؟ وهذه المعادلة هي للتطبيق ولكن دون التفرد بالتطبيق

واقول اليوم ان الدولة اذا لم تقم بواجباتها، طبعا يفقد الجيش هيبته وتنكشف حصانة المقاومة، واذا لم يدافع الجيش عن الارض ضد الاعتداءات الاسرائيلية ولم يقم بواجبه في حفظ الامن بشكل جيد، فهو ايضا يكشف المقاومة ويضعف الدولة. كذلك الامر لا يمكن للمقاومة ان تتفرد بالتدخل في الشؤون الخارجية او الداخلية. فمن اجل المقاومة ومن اجل تحصينها، يجب ان نلتزم بإدارة هذه المعادلة التي اعتمدناها لان هيبة الدولة تسقط وتحرج الجيش وتشله وتسقط ايضا هيئة الحوار الوطني التي قامت بهذا الانجاز الذي يستوجب التطبيق. فلنعد جميعا الى الداخل، الى الوطن، ونخصص قدراتنا وقوتنا وامكاناتنا من اجل الوطن والدفاع عنه. فلندعم الجيش اللبناني ولا نغدر به، ولا نتهمه ونصعب مهمته، كما قلت في عيد الجيش عن طريق ايجاد مسلحين واسلحة ومنظمات تتصرف على هواها. فلندعم هذا الجيش حتى يصبح الجهة الوحيدة التي تملك السلاح ومقدرات الدفاع عن الوطن. اريد ان اقول ان القدرات الوطنية واعني الجيش، الدولة، المقاومة، ليست لفئة وليست لطائفة، بل هي ملك الوطن لا يمكنها ان تنحاز، وعلى الوطن ان يقرر كيف يتصرف بهذه القدرات. ان كان ببطولات الرجال او بعقولهم ودمائهم، والدولة الاساس لهذه المعادلة وهي تمثل الشعب وهي المسؤولة عن ايجاد حكومة لهذا العشب تدير شؤونه وتسهل اموره الحياتية وتحافظ على امنه وكرامته وسيادته. حكومة اردناها دائما وبشكل مستمر، حكومة جامعة من كل الاطياف اللبنانية، شرط الا يصبح هذا المبدأ متراسا لرفع المطالب او تعجيز تأليف الحكومة.

الاستحقاقات الدستورية تقترب، بالأمس اجلنا الانتخابات النيابية من اجل ايجاد قانون جديد، نأمل في اقراره وقريبا يبدأ السباق الى رئاسة الجمهورية والوقت ينفذ ولا يمكن الانتظار طويلا. يجب تأليف حكومة تدير شؤون الشعب، هكذا يقول الدستور، وهو يعطي صلاحية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ان يؤلفا هذه الحكومة كما يريان مصلحة البلد. لا يمكن ان اتخلى عن صلاحية تشكيل الحكومة. ففي وقت نطالب بتحسين وتطوير صلاحيات رئيس الجمهورية، هناك صلاحية اساسية في تشكيل الحكومة، فيجب ان تشكل الحكومة في اقرب الآجال، هذا ما اقوله للجميع.

بالامس شكلنا حكومة وبأكثرية من فريق واحد، ولم تعتد على حقوق بقية الافرقاء، فرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ملزمان بالدستور الحفاظ على مصلحة الشعب اللبناني اكان اي فريق ممثلا بالحكومة ام لا. نحن الضمانة وضماننا يتعلق بمصلحة المواطن والحياة والعيش، فلا يجوز ان يتراجع لبنان بهذا الشكل في وقت يتعرض لصعوبات. حكومة تعالج المشكلات الحياتية، الامنية، موضوع النازحين الذي اصبح يشكل ضغطا كبيرا على المواطن والوطن. هذا الوعاء الصغير، لا يمكن ان يتسع لهذا العدد من النازحين، فمن اجل الجميع ومن اجل اللبنانيين جميعا، ومن اجل النازحين ايضا، يجب معالجة هذا النزوح وضبطه.

وتبقى ايضا المشاريع الاصلاحية واهمها يتعلق باللامركزية الادارية التي تعني البلديات. هذه المشاريع يجب ان تعود لتدرج في جدول اعمال الحكومة. انا اعلم انه لا يمكن في ما تبقى من وقت اقرار كافة المشاريع والقوانين، ولكن على الاقل يجب اطلاق هذه المشاريع وهذه القوانين، يجب تشكيل حكومة تواكب هيئة الحوار الوطني التي تجمع كافة الاطراف والتي يجب ان تنطلق ايضا بسرعة وتعود الى النظر باعلان بعبدا لتطبيق كافة بنوده تطبيقا صحيحا وصادقا، هيئة الحوار للمصارحة، كفى تكاذبا، علينا ان نتصارح على طاولة الحوار. بدأنا هذا العمل ولكن اجتماعات الهيئة توقفت، وانا سأصارح الشعب اللبناني والاطراف اللبنانيين، سأقول ما يفكر به الناس والشعب، كفى كذبا، فننظر الى الامور كما هي ونعالجها، فلنعش بواقعية ونقبل الرأي الآخر، فنفهم هواجس الآخرين، يجب ان نقول ما يريد الناس قوله. هل حقا لا يستحق الشعب اللبناني دولة؟ نعم الشعب اللبناني يستحق دولة، كما قلت في البداية، اللبنانيون في الاغتراب بنوا ممالك وامبراطوريات، فكيف بهم لا يستطيعون بناء دولة؟ اللبنانيون حرروا لبنان من اعتى عدو في هذه المنطقة، فكيف لا يستطيعون ان يبنوا دولة في لبنان؟ هل الخطف هو من شيمة لبنان؟ او الغدر بالجيش؟ هل التكفير هو دين اللبنانيين؟ هل الكمائن والتربص هي عهد اللبناني على شريكه في الوطن؟ ما نراه في هذه الايام امر غريب خارج عن كل معتقداتنا وتربيتنا منذ الاستقلال ولغاية اليوم.

اعود واكرر انني سأقول الحقيقة وكثيرون من اللبنانيين الى جانبي في هذه الحقيقة. والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والنائب وليد بيك جنبلاط الى جانبي في هذه الحقيقة. سميت هذين الشخصين فقط لانني اريد ان انوه بالجهد الذي بذلاه اكان النائب جنبلاط او بكركي، من اجل اتمام المصالحات في الجبل ان شاء الله هذا العام، واقامتي هنا تنتهي باقامة مصالحة بلدة بريح.

اشكركم جميعا واشكر حضوركم في هذا الاستقبال الذي اصبح له رمزية كبيرة جدا بالنسبة الى الجبل والدولة اللبنانية ورئاسة الجمهورية. اشكر كل شعارات الترحيب المرفوعة على الطرقات، في البلدات المجاورة واتمنى لكم سنة طيبة وكل عام وانتم بخير". وبعد الانتهاء من القاء كلمته، صافح الرئيس سليمان الموجودين فردا فردا، وعقد اجتماعا لفريق العمل في مقر الرئاسة الصيفي جريا على عادته كل سنة، اطلع خلالها على ابرز المواضيع والقضايا.

 

سليمان تابع موضوع المخطوفين وحادث اللبوة والتقى شخصيات

وطنية - أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم سلسلة اتصالات مع مسؤولين سياسيين وأمنيين في اطار متابعة موضوع المخطوفين والحادث الامني الذي وقع في منطقة اللبوة أمس.

وزراء

وعرض الرئيس سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع كل من وزيري الثقافة غابي ليون والدولة مروان خير الدين في حكومة تصريف الاعمال للاوضاع السياسية والحكومية والامنية السائدة راهنا على الساحة الداخلية.

تقلا

وتناول مع الوزير السابق يوسف تقلا الاوضاع العامة.

حوار الاديان

واستقبل رئيس الجمهورية وفدا من جامعة اللويزة اطلعه على مشروع إنشاء المؤسسة التي ستتابع موضوع اعتماد لبنان مقرا للحوار بين الاديان والحضارات ليكون نموذجا لمثل هذا الحوار.

وطلب الوفد في رسالة رفعها الى الرئيس سليمان ان يكون رئيسا فخريا للمؤسسة باعتباره صاحب الاقتراح واعلنه في خطابه امام الجمعية العمومية للامم المتحدة.

حمود

واطلع الرئيس سليمان من مدعي عام التمييز بالوكالة القاضي سمير حمود على عمل النيابات العامة والمحاكم في بيروت والمناطق.

مرتضى

واستقبل رئيس الجمهورية سفير لبنان لدى بلجيكا والاتحاد الاوروبي رامي مرتضى الذي اطلعه على آخر التطورات وموقف الاتحاد حيال قضايا ومسائل تتعلق بلبنان والتعاون معه.

 

'الجمهورية”: تخوّف جدّي من مقاطعة شركات طيران عالمية مطار بيروت تضامناً مع تركيا 

أكّدت مصادر سياسية مطلعة لـ”الجمهورية” أنّ 'الشقّ اللبناني الداخلي من عملية خطف الطيارين التركيين، والمتمثل بربطها بالمخطوفين اللبنانيين في أعزاز، ليس إلّا تغطية للخلفية السياسية الحقيقية للعملية والمتمثلة بالنزاع السوري ـ التركي والنزاع الإيراني ـ السعودي حول لبنان وسوريا والذي ينعكس تأخيراً في تأليف الحكومة”. وفي معلومات لـ”الجمهورية” أنّ 'تركيا اتّصلت بالسلطات الإيرانية على أعلى المستويات وطلبت تدخّلها لدى الأطراف السياسية في لبنان والتي تشتبه بوقوفها وراء خطف الطيّارين التركيين. فيما تحدّثت معلومات عن تخوّف جدّي من مقاطعة شركات طيران عالمية مطار بيروت تضامناً مع تركيا، خصوصاً أنّها دولة عضو في حلف 'الناتو” وعضو مراقب في المجلس النيابي الاوروبي، وقد طلبت الإنضمام الى الإتحاد الأوروبي الذي وضع أخيراً 'الجناح العسكري” لـ”حزب الله” على لائحة الارهاب، ملمّحاً إلى إمكان اتّخاذ إجراءات جديدة ضدّ الحزب عند حصول تطوّرات أخرى. وعلمت 'الجمهورية” أنّ منظمة الطيران الدولية 'أياتا” ونقابة الطيّارين الدوليين ونقابة طيّاري شركة طيران الشرق الأوسط 'الميدل ايست” ستتحرّك قريباً، لأنّ طيّاريهم يتوجّهون دوماً إلى تركيا ويتخوّفون من إقدام أيّ جهة متضرّرة في اسطنبول أو في غيرها من المناطق التركية على خطف أيّ طيار لبناني، علماً أنّ شركة 'الميدل ايست” ظلت طوال الأحداث خارج النزاعات.

لكنّ مصادر مطلعة عزت عدم حصول التصعيد في الوقت الراهن الى الرغبة في إفساح المجال للاتصالات والوساطات الجارية لإطلاق الطيارين المخطوفين على ان يبدأ التحرّك إذا لم يحصل أيّ تطوّر إيجابي في هذا الصدد.

وفتحت الأمانة العامة لقوى 14 آذار قنوات التشاور مع كلّ الأحزاب والشخصيات المنضوية في الحركة الاستقلالية لدرس اقتراح عقد اجتماع في حرم مطار رفيق الحريري الدولي أسوةً بالاجتماعات المناطقية التي كانت دعت إليها على أثر وقوع أحداث أمنية اتّخذت طابعاً مذهبياً، وذلك بهدف وضع المشكلة في إطارها الوطني وتحديد أطر المعالجة في مربّع وطني لا مذهبي، وعُلم أنّ النقاش يتركّز على إثارة موضوعين أساسيين: أمن المطار عبر إعادة التشديد على اعتبار هذا الشريان الحيوي من الخطوط الحمر الممنوع المساس بها، وملفّ مخطوفي أعزاز عبر إعادة التشديد على ضرورة إقفال هذا الملف سريعاً، فضلاً عن اعتبار هذين الموضوعين مسؤولية وطنية مشتركة.

 

"المستقبل": شعبة المعلومات توصلت الى معرفة هويات كل منفذي عملية خطف التركيين

 أكدت مصادر أمنية لـ"المستقبل"، ان شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي توصلت الى معرفة هويات كل منفذي عملية خطف التركيين وهي أوقفت المدعو محمد صالح أحد أقارب مخطوفي اعزاز، للاشتباه في ضلوعه بالعملية، في حين أن المسؤول الأول عن المجموعة الخاطفة هو علي جميل صالح نجل احد المخطوفين. وافادت معلومات لـ"النهار" انه تم "التوصل الى خيط قد يؤدي الى كشف المجموعة التي اقدمت على خطف التركيين". ونفت وجود معلومات عن فصل المخطوفين ونقل احدهما الى بعلبك. وقال وزير الداخلية مروان شربل لـ"السفير" ان التحقيق المستمر في ملابسات عملية الخطف حقق تقدما وإن كان بطيئا، رافضا الخوض في الاحتمالات والاجتهادات قبل اكتمال التحقيق. واضاف: في السياسة تُوجه الاتهامات شمالا ويمينا وتقال اشياء كثيرة، ولكن على أرض الواقع نحن لا نأخذ إلا بالمعطيات الملموسة والحقائق الثابتة. وأكد ان التفاوض مع تركيا سيتواصل للإفراج عن اللبنانيين المختطفين في أعزاز، بمعزل عن حادثة خطف التركيين على طريق المطار.

 

أمن مطار بيروت مجدّداً في قبضة الضاحية "لواء عاصفة الشمال" لا يفاوض على التركيين

الراي/لم تكد الانظار تخرج من دائرة محيط مطار بيروت الدولي التي شهدت عملية خطف طيار تركي ومساعده صباح الجمعة الماضي، وتتجه ناحية بعلبك الهرمل امس، حتى عاد الاهتمام ليلاً الى المكان عينه مع التلويح باقفال طريق المطار مجدداً، الأمر الذي يؤكد ان هذه الطريق تبقى في قبضة الضاحية الجنوبية لبيروت بحكم الواقع الجغرافي، وفي قبضة قوى الامر الواقع المسيطرة على الضاحية، بما يستدعي وجود مطار ثان للبنان.

وقد ادت التدخلات السياسية - العسكرية، الى ارجاء التحرك الذي اعلنه اهالي المخطوفين في اعزاز على طريق المطار واعاقة الملاحة فيه، بعد توقيف قوى الامن الداخلي محمد صالح واحالته على التحقيق لدى شعبة المعلومات. وصالح هو قريب احد المخطوفين في أعزاز وقد أوقف "بعد رصد اتصالات له تكشف ارتباطه بخاطفي الأتراك". لكن اخراج الملف، وفق معلومات "النهار"، قضى بالاتفاق على اطلاقه اليوم بعد اقفال ملف التحقيق معه ليتبيّن انه تلقى التهانئ بعملية الخطف عبر الهاتف، وان دوره توقف عند هذا الحد. وقد سيّر الجيش اللبناني دوريات مكثفة لمنع اقفال الطريق وأبلغ المعنيين قراراً حاسماً في هذا الشأن، مما استدعى تريثاً وإرجاء للتحرك.

مكمن في البقاع

أما بقاعاً، فما ان انتشر خبر حسم قضية يوسف المقداد وابناء عرسال باطلاق كل المخطوفين، حتى فوجئ الجميع بمكمن انتقامي نصبه مسلحون عند طريق فرعية بين بلدتي اللبوة والنبي عثمان في البقاع الشمالي، ذهب ضحيته مواطن وعدد من الجرحى بينهم رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، اضافة الى خطف سوريين. وقد أراد منه المسلحون الثأر لمقتل أربعة مواطنين من آل جعفر وآل امهز سقطوا في 16 حزيران الماضي في وادي رافق بجرود بلدة عرسال. ودفع المكمن الى حركة اتصالات سياسية لمنع تداعياته المذهبية والطائفية، الى علاقة عرسال بمحيطها. ووصف رئيس بلدية عرسال علي الحجيري حادثة اللبوة بأنها مكمن مسلح "مات من مات وسلم من سلم والمسؤول هم آل جعفر وآل أمهز كلهم، وبعد دفن محمد الحجيري سنرى ماذا سيحصل".

وكانت قضية المقداد الذي خطف قبل أيام في جرود عرسال، حسمت بعملية التبادل بين الخاطفين وعشيرة آل المقداد. وانتهت مسألة الخطف والخطف المضاد ظهراً بعد إتمام عملية التسليم والتسلم بين المخطوف المقداد والمخطوفين العشرة من بلدة عرسال الذين خطفهم آل المقداد قبل ايام حيث تسلّم المقدم ملحم حدشيتي وضباط مخابرات الجيش في مركز المخابرات في بلدة رأس بعلبك، المخطوف المقداد من رئيس بلدية عرسال ووجهاء من البلدة وبلدتي المعرة ورنكوس السوريتين الحدوديتين، فيما تسلم المركز في الوقت عينه المخطوفين العشرة لدى آل المقداد.

وليلاً أُفيد عن نجاح وساطة مخابرات الجيش في تسليم آل جعفر المخطوف السوري محمد عباس بعدما تسلموه من آل امهز. ولكن تبين ان عباس لم يطلق حتى منتصف الليل، وتردد ان مساعي عشائر المنطقة أثمرت وعداً باطلاقه ربما في ساعات الصباح الاولى.

مخطوفو اعزاز والتركيان

وفي ملف المخطوفين التركيين، افادت معلومات لـ"النهار" انه تم "التوصل الى خيط قد يؤدي الى كشف المجموعة التي اقدمت على خطف التركيين". ونفت وجود معلومات عن فصل المخطوفين ونقل احدهما الى بعلبك.

وفي حين بثت قناة "الميادين" خبراً لم يتأكد عن نقل المخطوفين التسعة من الاراضي السورية المتاخمة لتركيا الى قرية كليس في الداخل التركي، صدر بيان عن "لواء عاصفة الشمال" اكد الاستعداد لاطلاق الدفعة الاولى من المخطوفين في مقابل اطلاق المعتقلات الـ 127 في السجون السورية، "وان لا شيء غير ذلك نفاوض عليه"، في اشارة الى المخطوفين التركيين.

وجاء في بيان المكتب العسكري لـ"لواء عاصفة الشمال" أنه "في تاريخ 31 - 5 - 2013 تم تسليم قوائم أسماء المعتقلات في سجون النظام السوري المطلوب اطلاقهن، في حضور وزير الداخلية (في حكومة تصريف الأعمال) مروان شربل ورئيس الاستخبارات اللبناني (المدير العام للأمن العام) عباس إبرهيم وحضور الموفد القطري وحضور رئيس الاستخبارات التركي، وأبدى الطرف اللبناني حماسته للمبادلة ووصف مطلبنا بتحرير المعتقلات بأنه انساني وبعد اعطائهم أكثر من 500 اسم معتقلة، بلغنا الوفد اللبناني عن طريق الأتراك قبول اطلاق 127 معتقلة فقط من أصل 500 اسم".

وأضاف المكتب في بيان نشره في صفحته الرسمية بموقع "فايسبوك": "مع قبولنا بهذه الأسماء واستعدادنا للتسليم بدأت المماطلة من حزب إيران (حزب الله) وعرقلة التسليم، وارسال حزب إيران وساطات غير ديبلوماسية للمساومة على اطلاقهم بغير مطلب المعتقلات، واتهامنا من ممثل أهالي المخطوفين وممثل حزب إيران بعرقلة المفاوضات".

من جهة أخرى، نفى وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور لـ"النهار" المعلومات التي ترددت عن توجيه السفارة اللبنانية في انقرة رسائل نصية عبر الخليوي الى اللبنانيين في تركيا تدعوهم فيها الى مغادرتها. وأوضح انه تلقى اكثر من اتصال من السفير في تركيا منصور عبدالله واكد له ان لا صحة لكل المعلومات عن تضييق يستهدف اللبنانيين في تركيا.

اما في لبنان، فقد صرح السفير التركي في لبنان إينان اوزيلديز لـ"النهار": "أقفلنا موقتا المركز التجاري التركي ابتداء من يوم الجمعة الماضي وكذلك المركز الثقافي الكائن في بناية اللعازرية المعطل منذ ان تعرض لتكسير بابه وأشياء اخرى من محتوياته". واعتبر ان التراجع السلبي في العلاقات الثنائية تجسد في الدعوة الرسمية لوزارة خارجية بلاده لعدم توجه الرعايا الاتراك الى لبنان للسياحة او لتمضية فرص والطلب من السياح الاتراك الموجودين في لبنان مغادرته.

 

مقتل 42 من «حزب الله» وإيرانيين و«شبّيحة» بـ «عملية نوعية» لـ«الجيش الحر» في قلب دمشق

 عواصم - وكالات - أعلن «الجيش السوري الحر» إنه استهدف تجمعاً للإيرانيين و«حزب الله» والشبيحة في قلب دمشق عبر «عملية نوعية»، تزامنا مع تواصل المعارك مع قوات النظام في أكثر من منطقة. وبينما تستمر المعارك في أكثر من جبهة في سورية، أعلن «المجلس العسكري» في دمشق أن «الجيش الحر استهدف بواسطة سيارة مفخخة تجمعاً كبيراً لوفد إيراني وعناصر حزب الله والشبيحة في شارع الأمين في حي الشاغور في قلب العاصمة دمشق، ما أسفر عن مقتل 42 منهم». من جانبه بث التلفزيون السوري صوراً أكد إنها لانفجار عبوة ناسفة ألصقت بسيارة في منطقة البزورية في دمشق، أسفرت عن إصابات وأضرار مادية.

وفي دمشق، اورد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «عبوة متفجرة مزروعة في سيارة انفجرت في منطقة مئذنة الشحم في حي الشاغور، حيث وردت أنباء عن سقوط عدد من الجرحى بينهم ثلاثة أطفال».

وفي سياق متصل، سقطت قذيفة هاون على سوق الهال في منطقة الزبلطاني في دمشق، ما أدى إلى إصابة ثلاثة، إضافة إلى وقوع أضرار مادية بأحد المحلات، حسب ما نقلت وكالة «سانا» الرسمية للأنباء.

وأضافت «سانا» أن «قذيفتي هاون سقطتا خلف جامع الثقفي في منطقة باب توما، وأسفرتا عن أضرار مادية فقط». على الصعيد ذاته نشرت مواقع على الإنترنت صوراً أوضحت إنها لقصف «الجيش الحر» لمطار النيرب العسكري في حلب. يأتي ذلك في وقت يشهد ريف اللاذقية اشتباكات بين «الجيش الحر» وقوات النظام اعتبرها المنسق الإعلامي باسم «الجيش الحر» بأنها ستكون «حاسمة».

وكان ناشطون قالوا إن الطيران المروحي التابع للنظام ألقى أربعة براميل متفجرة في مناطق مختلفة من الرقة أدت إلى مقتل وجرح مدنيين، في وقت أعلن «الجيش الحر» سيطرته على مبان ومقار للنظام في الحويقة في دير الزور. وفي شمال البلاد، قتل 13 مدنيا بينهم سبعة اطفال، في غارة جوية نفذها الجيش النظامي على مدينة الرقة التي لا تزال تحت سيطرة مسلحي المعارضة كما افاد «المرصد السوري».

واضاف ان 30 شخصا اصيبوا ايضا في هذه الغارة على الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ان «الجيش حاول قصف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام في المدينة لكنه اصاب مدنيين». وفي مارس الماضي، حقق مسلحو المعارضة اكبر نصر لهم منذ بدء الانتفاضة عبر استيلائهم على كبرى مدن محافظة الرقة الخارجة بغالبيتها عن سيطرة النظام باستثناء بعض المواقع العسكرية.

 

حماده: الوضع يتطلب معالجة سريعة والحكومة باتت ضرورة ملحة

وطنية - وصف النائب مروان حماده في حديث لإذاعة "صوت لبنان - الحرية والكرامة" ما نعيشه "بالمسلسل المستمر"، معتبرا "ان الوضع يتطلب معالجة سريعة والحكومة باتت ضرورة ملحة". وقال :"ان واقع الضرورة يفرض تشكيل حكومة متوازنة بعيدة عن الأحزاب في انتماءات الوزراء، وقادرة على اتخاذ قرارات تغطي فيها الجيش، لأن المطلوب عدم تلاشي قرار الجيش وفعله"، رافضا "تشكيل حكومة من الأطراف، لأنها ستفاوض على نفسها وتنقل متاريسها الى داخل مجلس الوزراء."أضاف :"إذا تركنا الأمور كما هي، فنحن نتجه الى إفلاس يهدد معاشات الموظفين وشلل نهائي في مجلس النواب والى جيش نحنا نتمنى ان نراه أكثر فعالية على الأرض".

 

سامي الجميل : للاسراع بالحوار قبل خراب الهيكل على من فيه

وطنية - رأى النائب سامي الجميل "ان الحوار هو السبيل الوحيد امام اللبنانيين قبل خراب الهيكل على من فيه، وان ما يجري من احداث في المنطقة يجب ان يكون حافزا من اجل مناقشة جملة المسائل العالقة والمختلف عليها تحفظ حاضر لبنان ومستقبل اجياله، لأن البديل هو خراب هذه البلاد". واشار الجميل خلال كلمة عبر الهاتف القاها في حفل عشاء اقامه قسم مرجعيون الكتائبي لمناسبة ذكرى تأسيسه ال 45 في 8 آب 1968 الى "تخلي الدولة اللبنانية عن مسؤولياتها تجاه اهالي الجنوب"، معتبرا ان "الانماء الشامل ومعالجة الحرمان في شكل جدي وعميق أنما يحتاج الى اعتماد اللامركزية الموسعة التي تعزز صمود اهالي جميع المناطق في ارضهم، وتتيح لهم تطوير قدراتهم وامكاناتهم بما يتناسب مع حاجاتهم في قطاعات التربية والتعليم والصناعة والزراعة والبيئة وغيرها الامر الذي يمنع الهجرة وبيع الاراضي ويوفر الكثير من الهدر ويعالج الفساد من خلال رقابة المواطنين المباشرة ومحاسبتهم للمسؤولين". وقال :"ان تخلي الدولة عن مسؤولياتها ادى الى ترك اهالي الشريط الحدودي امام خيارات صعبة بين الموت حصارا وجوعا او التعاطي مع العدو الاسرائيلي وهذا ما شكل اسوأ الخيارات"، داعيا الى "استكمال المصالحات والعفو الذي جرى العام 1990 واقفال ملف المبعدين الى اسرائيل بموافقة ورضا جميع الاطراف من خلال تطبيق القانون"، ومؤكدا "ان كتلة الكتائب تقدمت بأقتراح عفو لكي يترجم الجميع كلامهم من هذا الموضوع على ارض الواقع". واشار الى انه "لا يمكن اعادة النساء والاولاد من دون الرجال وان العفو يجب ان يشمل الجميل بأستثناء من ارتكبوا جرائم حرب وضد مواطنيهم وعليهم ان يخضعوا للقانون اللبناني الذي يحدد اطر التعامل مع هذه الحالات".

 

زهرا: فتح مطار القليعات حاجة اقتصادية لأنه لا جزيرة في العالم تتنفس من رئة اقتصادية واحدة    

طرحت قضية خطف القبطان التركي مراد اكبينار ومساعده مراد اغجا على طريق المطار أسئلة عدّة عن مسار الوضع الأمني في لبنان الذي يشبه أكثر فأكثر فترة الحرب الأهلية، خصوصاً أنّ المنطقة مخروقة أمنيّاً، ما سهّل عملية الخطف التي تشير كلّ الوقائع إلى أنّها نُفّذت بإتقان وحِرفيّة، وأعادت إلى الواجهة المطالبة بإعادة فتح مطار القليعات. لا معلومات جديدة عن مصير الطيارين، حسب ما يؤكد مصدر أمني في وزارة الداخلية لـ”الجمهورية”، إلّا أنّ الخطر الذي يواجه لبنان يكمن في إمكان اتخاذ المنظمة الدولية للطيران المدني قراراً يصنّف مطار بيروت الدولي بأنّه من المطارات غير الآمنة، ما يزيد معاناة اللبنانيين ويقضي على ما تبقّى من الاقتصاد الذي يواجه أصلاً صعوبات، كما يدفع شركات الطيران العالمية الى رفع سعر تذاكر السفر، على اعتبار أنّ المجيء الى لبنان فيه الكثير من المخاطرة، وقد تتّخذ المنظمة هذا القرار نتيجة تكرار حوادث الخطف على طريق المطار، حيث توجّه الاتهامات الى الجهة التي تبسط سيطرتها على المنطقة المحاذية وتملك إمكانات المراقبة والخطف.

الاتصالات الديبلوماسية

في وقت تضغط الخارجية التركية على الدولة اللبنانية من أجل القيام بعملها والإفراج عن المخطوفين، حيث عبّر السفير التركي في بيروت اينان اوزيلديز عن استيائه ممّا حصل، في ظلّ استمرار المفاوضات لإطلاق مخطوفي إعزاز، يوضح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور لـ”الجمهورية” أنّ 'وزير الداخلية مروان شربل والأجهزة الامنية يتابعان عن كثب هذا الموضوع للتوصّل إلى كشف الفاعلين، وبالتالي العمل على إطلاق الطيّارَين”، معلناً أنّ وزارة الخارجية تتواصل ديبلوماسياً مع الاتراك، وقد قابل سفير تركيا في لبنان مدير البروتوكول في الوزارة سعد زخيا”. ويلفت الى أنّ 'التواصل قائم بين السفارة والخارجية”، نافياً توافر معلومات جديدة حول عملية الخطف. من جهة أخرى، يؤكّد منصور أنّ 'وضع اللبنانيين في تركيا طبيعيّ جداً”، مضيفاً: 'المعلومات التي نُشرت عارية عن الصحة تماما، وليس لها أيّ أساس، وقد تواصلتُ شخصياً مع سفير لبنان في أنقرة منصور عبدالله وأفادني أن لا رسائل هاتفية جرت مع اللبنانيين، والخبر لا أساس له من الصحة”. بدوره، أكّد رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت، أنّ 'الميدل – ايست” تسيّر رحلاتها النظامية بمعدّل رحلتين يوميّاً إلى اسطنبول والساحل التركي بشكل عادي وطبيعي”.

الخاطفون والمخطوفون

لم يمرّ وقت طويل، حتى أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم 'زوّار الإمام الرضا” تبنّيها عملية الخطف، واضعة إيّاها في إطار الردّ على استمرار خطف اللبنانيين في أعزاز. وقد شهد يوم أمس تحرّكاً لأهالي مخطوفي أعزاز بعدما ألقت القوى الأمنية القبض على محمد صالح أحد أقارب المخطوفين في أعزاز، بعد رصد تهديد مسجّل على هاتفه ضدّ الأتراك. وفي هذا الإطار، قال أحد أقارب مخطوفي أعزاز أدهم زغيب لـ”الجمهورية”، إنّ 'هناك نساء ورجالاً وأطفالاً هدَّدوا طوال سنة وثلاثة أشهر، وإذا أرادوا اعتقالنا لهذا السبب فلن يبقى منّا واحد في منزله، فليتفضّلوا ويأخذونا جميعاً”، معلناً 'أنّهم أمهلوا فرع المعلومات ساعة من الوقت للإفراج عن صالح وإلّا سنعمد إلى عرقلة حركة الملاحة في مطار بيروت”. وأضاف: 'تهديدنا هو ضد فرع المعلومات وتحديداً '14 آذار” لأنّهم يزجّوننا في السياسة وبتهمة كبيرة”.

ورأى زغيب أنّهم 'يحاولون إلصاق تهمة اختطاف التركيين بنا، وبالنسبة إلينا هذا الموضوع ليس معيباً، وهذا شرف لم نستطع القيام به، وقد قام به أحد غيرنا، ونحن مستعدّون لنتبنّى الجهة الخاطفة”، كاشفاً عن التوجّه الى إقفال المصالح التركية اليوم 'من دون السماح بإعادة فتحها، وإذا بقي الوضع على ما هو عليه سيكون تحرّكنا ضد بعض الأجهزة الامنية التي تحاول إلصاق التهمة بنا”.

ومساء، شهد مقر 'حملة بدر الكبرى” ومحيطه في منطقة بئر العبد، تجمعاً كبيراً لأهالي المخطوفين، والمتضامنين معهم، للمطالبة بإطلاق صالح. وبعدما كان الأهالي أمهلوا فرع المعلومات ساعة للإفراج عنه، أعلن دانيال شعيب أنّ 'الأهالي جمّدوا مبدئياً خطواتهم التصعيدية إفساحاً في المجال أمام المساعي السياسية”، لافتاً إلى أن 'المتضامنين في عدد من المناطق يتصلون بهم، معربين عن استعدادهم للمشاركة في أي تحرك لمؤازرة، 'هذه القضية الإنسانية”. من جهتها، أكدت قيادة 'لواء عاصفة الشمال” أنها المتصرفة الوحيدة في ملف مخطوفي اعزاز ومستعدة لاطلاق الدفعة الاولى مقابل المعتقلات الـ 127 على وجه السرعة، موضحة أن لا شيء نفاوض عليه غير المعتقلات، والتفاوض لا يتم الا عن طريق اللجنة الدولية المكلفة هذا الامر.

وقد ردّ الشيخ عباس زغيب، المكلف من المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى متابعة قضية المخطوفين، على البيان، معتبراً أنّ هذا الكلام 'دليل واضح على أن تركيا مسؤولة عن هذا الملف، وعن اعادة المخطوفين اللبنانيين الى لبنان”.

مطار جديد

ومع تصاعد مطالبة اللبنانيين وفريق '14 آذار” بتشغيل مطار القليعات، بعدما أثبتت التجربة في 7 أيّار أنّ مطار بيروت الدولي يقع تحت سيطرة 'حزب الله”، كما أنّ طريقه تُقطع ساعة يشاء الحزب أو أهل الضاحية إذا أرادوا الاحتجاج على أيّ أمر بسيط، يرى عضو كتلة 'القوّات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا لـ”الجمهورية” أنّ 'خطف الطيّارين التركيّين يأتي ضمن جزء صغير من خطف 'حزب الله” الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية ومؤسّسات الدولة، بدعم من المحور السوري – الإيراني”، مؤكّداً لـ”الجمهورية” أنّ 'فتح مطار القليعات أو أيّ مطار آخر هو حاجة اقتصادية لأنه لا جزيرة في العالم تتنفس من رئة اقتصادية واحدة، وهذا في البلدان العادية، فكيف الحال بالنسبة الى بلد مثل لبنان، أمنه مخطوف؟”. ويلفت زهرا إلى أنّ 'العملية وقعت على بعد 200 متر من المطار، فيما الأجهزة الأمنية نائمة، وهذه العملية تأتي بعد سنوات على خطف المواطن جوزف صادر على طريق المطار، وهذا يدلّ على أنّ الأمن مفقود في نقطة حسّاسة يجب ان تكون الإجراءات الأمنية فيها مشدّدة، مع تأكيد رفضنا لكلّ عمليات الخطف التي حصلت، حيث نطالب الدولة بالعمل على إطلاق مخطوفي أعزاز وإنهاء هذا الملف”.

ويعتبر زهرا أنّه 'إذا كان 'حزب الله” لا يتحمّل المسؤولية مباشرة إلّا أنّه مسؤول عن إضعاف الدولة والتسيّب الأمني وتغذية البؤر الخارجة عن الشرعية”، مؤكّداً أنّ 'موضوع إعادة فتح مطار القليعات مطروح منذ سنوات، وهو لن يتوقّف ونتعاطى معه جدّياً”.

القانون الدولي

لخطف الطيّارين تداعيات قانونية على لبنان، فهما يتمتّعان بحصانة دولية، وفي هذا الإطار، يوضح الأستاذ المحاضر في القانون الدولي الدكتور أنطوان صفير لـ”الجمهورية” أنّ 'القانون الدولي يحدّد الخطف بأنّه احتجاز حرّية الإنسان بشخصه بطريقة غير مشروعة وبأسلوب غير مشروع بغية المطالبة إمّا بفدية مالية أو الحصول على مطالب سياسية، وفي كلّ الأحوال عندما يكون الخطف كرسالة ضغط على مؤسّسات أو الدول أو الاشخاص أو منظمات دولية يصنّف من ضمن الجريمة الإرهابية”، مشيراً إلى 'قرار صدر عام 2002 عن مجلس الاتحاد الاوروبي يتعلق بمكافحة الإرهاب، وقد حدّد بوضوح أنّ جريمة خطف واحتجاز رهائن هي عمليات إرهابية، وبالتالي يُبنى على الشيء مقتضاه، وقد أشارت الاتفاقية الاوروبية لمكافحة الإرهاب عام 1977 إلى أنّ خطف الطيّارين يأتي ضمن هذا السياق لأنّهم يتمتّعون بحماية دولية”.

يضيف: 'أمّا على صعيد الأمم المتحدة فقد صدر قرار عام 2004 بالاتفاق مع الأمين العام، أنّ الخطف هو جريمة إرهابية. وعلى الصعيد الدولي هناك اتفاقات عدة تتعلق بالإرهاب منذ سبعينات القرن الماضي وقد أشارت معظمها إلى أنّ خطف رهائن على متن طائرة أو خطف طاقمها من طيّارين وعاملين فيها وهم عزّل هو جريمة إرهابية بغضّ النظر عن القوانين الداخلية للبلد الذين خطفوا فيه. لتعقد بعدها اتفاقات دولية متتالية في الامم المتحدة من أجل الحدّ من هذه الظاهرة ومعاقبة الخاطفين”. ويعتبر صفير أنّ 'مسؤولية الدولة تكون في أنّها مسؤولة عن إقليمها البرّي والبحري والجوّي وتوضع تحت طائلة المسؤولية، أمّا في حال قالت الدولة إنّها غير قادرة على مكافحة الخطف يصبح الوضع حسّاساً ودقيقاً، إذ يتوجّب عليها، على الأقلّ، ملاحقة الخاطفين لتبرئة ذمّتها، وإلّا تُصنّف ضمن الدول القاصرة، وهذا ما يعرّض مطار بيروت لخطر تصنيفه من المنظّمة العالمية للطيران المدني بأنّه مطار غير آمن، ممّا يضرب سمعة لبنان ويضرّه اقتصادياً”. إذاً، الخوف الرئيسي هو من استمرار السير في نفق الخطف المظلم، في وقت تعجز الأجهزة الأمنية عن ضبط الأمن المتفلّت، ممّا يزيد المخاوف من التداعيات السلبية على لبنان إذا لم يعالج الموضوع بسرعة وبشكل حازم، وعلى مخطوفي أعزاز كذلك، والساعات المقبلة تحدّد مسار الأمور، فما على اللبنانيين إلّا الانتظار.

 

جعجع: الخطف تم في دويلة حزب الله الذي لا يمكن ان يغيب عنه اي تفصيل امني 

اتهم رئيس حزب 'القوات اللبنانية” سمير جعجع 'حزب الله” بان له علاقة بشكل من الأشكال بحادثة الخطف، مشيرا الى انه انطلق في هذا الاتهام من تحليل وليس من معلومات. ولفت جعجع لـ”السفير”، الى ان 'الخطف تم في دويلة 'حزب الله” الذي لا يمكن ان يغيب عنه أي تفصيل أمني، والعملية نُفذت عن سابق تصور وتصميم وبحرفية لا يمكن ان تملكها الا جهة منظمة”، مبديا قلقه على التصنيف الدولي للمطار بعد الآن. وأشار الى ان 'قضية المخطوفين اللبنانيين في أعزاز هي شريفة ومحقة، لكن هناك قضايا أخرى تشبهها مثل اختطاف المطرانين اليازجي وابراهيم، وإذا كانت كل فئة ستتصرف وفق اعتباراتها الخاصة لتحصيل حقها، فستعم الفوضى وتسقط الدولة”.

 

حذّر من مذهبة الاجهزة الامنية... جنبلاط: غياب الحل السياسي يحوّل سوريا إلى جزر متنافرة تهدد وحدتها   

أدلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الالكترونيّة جاء فيه: "نستنكر بشدة خطف الطيارين التركيين كما سبق وإستنكرنا وعبّرنا عن رفضنا لاختطاف اللبنانيين في أعزاز، لأن أسلوب الخطف والخطف المضاد ومفهوم إحتجاز الحريات الشخصيّة لم يكن يوماً مبرراً أو مقبولاً، ولأن التساهل في محاسبة القائمين به من شأنه أن يمهّد لتطبيق شريعة الغاب، وقد دخل لبنان جانباً منها من خلال أحداث الخطف شبه اليوميّة وبعضها له طابع فردي والآخر ينطوي على طابع سياسي. وبات واضحاً أن المعالجات الملتوية لهذا الملف ولدت نتائج ملتوية. فتدخل بعض الدول والاستعراضات والزيارات الاعلاميّة والمقابلات مع الخاطفين والرشى التي عُرضت من كل حدبٍ وصوب أدّت إلى فشل صفقات الافراج عن هؤلاء المواطنين اللبنانيين، على الرغم من أن صفقات إفراج عن مختطفين آخرين في سوريا سارت بسلاسة وهدوء وحققت نجاحاتٍ باهرة لعل أبرزها كان صفقة الافراج عن المسؤولين العسكريين الايرانيين الذين ناهز عددهم الاربعين وعادوا سالمين إلى بلادهم، دون أن يلقى المخطوفون اللبنانيون المصير ذاته للأسف لأسباب تعكس عدم إكتراث بعض الدول الاقليميّة إلا لمصالحها المباشرة دون الاهتمام بحلفائها. وكل ذلك أعاد طرح مسألة طريق المطار وإحتمالات عودتها إلى وضع سابق لا تكون آمنة فيه، وهي مسألة غير مقبولة على الاطلاق لأنها تعرّض الأمن والاستقرار للاهتزاز فضلاً عن أنها تعكس صورة في غاية السلبيّة عن لبنان واللبنانيين في الخارج. وتُشكر كل المرجعيّات التي تدخلت في السابق وعادت وتدخلت مجدداً للحيلولة دون قطع هذه الطريق مرة أخرى، وهي من المفترض أن تكون من الخطوط الحمراء. في مجال آخر، مع إستنكار تعرّض رئيس بلديّة عرسال (على الحجيري) والوفد المرافق لمكمن مسلح في البقاع الشمالي ورفض هذه الأساليب المافياوية، لكن أيضاً قد يكون عدم معالجة ذيول الحادثة السابقة التي تم خلالها التعرّض للجيش وإستشهاد ضابط وعسكريين هي من أسباب تكوين هذه المناخات السلبيّة وأدت بشكل أو بآخر إلى التوتر وتفاقم حالات الخطف والخطف المضاد وصولاً إلى الاعتداء على وفد بلدية عرسال. لو أن القضاء والأجهزة الرسميّة المختصة إستكملت تحقيقاتها في الملف السابق وحاسبت المسؤولين عن الاعتداء على الجيش لربما ما وصلت الأمور إلى هذا الحد.

أما الكلام الذي صدر حول الأجهزة الأمنيّة من البعض، فحذار مذهبة وتطييف الأجهزة وتحويلها الى جزر لحماية هذه الطائفة أو تلك، فهي الحصن الأخير الباقي من هيكل الدولة المتداعي، وهي تسعى للقيام بواجباتها على أكمل وجه بالرغم من الانقسامات السياسيّة الحادة والتوتر الميداني في أكثر من منطقة. لذلك، المطلوب أكثر من أي وقتٍ مضى دعم الأجهزة والابتعاد عن إلصاق التهم أو الشبهات غير الواقعيّة بها. وحبذا لو أن هذا الواقع المتردي والمناخات الأمنيّة السلبيّة تشكل حافزاً للذين لا يزالون يمارسون رفاهيّة النقاش السياسي والفكري حول شكل الحكومة وهويتها ودورها وحصصها وأوزانها، فهي ليست أول ولا آخر حكومة تُشكل في لبنان. أليس من الأفضل تأليف حكومة تنظم الخلاف السياسي وتحد من حال التدهور الأمني والانكشاف شبه التام والتراجع الاقتصادي بدل البقاء في حالة المراوحة المدمرة أمنياً وسياسياً وإقتصاديّاً وإجتماعياً ومعيشياً وبيئيّاً؟ وهل لبنان في منأى عما يجري في سوريا أو العراق أو المنطقة العربيّة بشكلٍ عام؟ على مستوى الأزمة السوريّة، وبقطع النظر عن الجهة التي تحقق تقدماً ميدانيّاً، إن كان النظام أو سواه، فبغياب الحل السياسي الذي تبدو أفقه مسدودة بفعل الخلاف الأميركي- الروسي، تتحوّل سوريا مناطق نفوذ وجزر متنافرة تهدد وحدة سوريا برمتها. لذلك، لا مفر من حل سياسي يفضي إلى خروج المنظومة الحاكمة ومحاسبة المسوؤلين منها عن الارتكابات والمجازر، والحفاظ على الجيش السوري بعد تطهيره من عناصر الشبيحة، والسعي لحماية ما تبقى من مؤسسات تمثل الدولة السورية التي سينذر إنهيارها التام المرتقب بعواقب وخيمة على مستوى وحدة سوريا ومستقبل المنطقة بأكملها.

 

ماروني: عدد مستقبلي عون في زحلة كان قليلا وهو اجتمع مع ازلامه فقط 

راى عضو كتلة نواب الكتائب النائب ايلي ماروني ان عرسال باتت وكأنها جزيرة سنية في منطقة حزب الله ولذلك قد تكون مستهدفة آملا ألا يؤدّي كمين الامس الى الفتنة. وأشار في حديث للبنان الحر الى أن وفدًا نيابيًا من 14 اذار توجه الى عرسال تضامنا. وأضاف: 'عندما اتهمت عرسال بانها قاعدة كان لنا تحرك مسيحي اسلامي نيابي لنؤكد ان عرسال اثبتت حضورها الوطني والنيابي في كل المحطات لافتًا الى أنّ حزب الله يعتبر ان عرسال شوكة في خاصرته و نحن نقول ان اهالي عرسال هم من اللبنانيين ومن حقهم ان يبقوا في ارضهم وبيوتهم. وتابع قائلا: العماد عون اختار لنفسه الخط السوري والخط الايراني وللاسف عدد كبير من المسيحين انتقلوا معه متناسين معاناتنا مع هذا النظام”. ماروني تحدث عن تمسك الكتائب بمبادئ 14 اذار وطالب بحل لمسألة مطار بيروت الذي بات في قبضة الضاحية داعيا الى فتح مطار بديل لا سيما مطار القليعات. وعن زيارة عون الى زحلة قال ماروني: 'نحن نستنكر الاجراءات على بولفار زحلة التي خنقت المدينة وأزعجت الزحليين مع العلم اننا نرحب بالجميع ولو كان اوباما يزور زحلة ما كانت هذه الاجراءات لتنفذ . وأضاف: 'ان عدد المستقبلين كان خجولا وهو اجتمع فقط مع أزلامه ولم يتواصل مع احد حتى مع حلفائه السابقين”.

 

همروجة" زيارة عون لزحلة

المستقبل/كعادته، بدأها بـ"همروجة" وأنهاها بواحدة مماثلة، قبل أن يغادر دار السلام زحلة مع مجلسه العسكري، الى الرابية. هكذا هو الجنرال ميشال عون وفريق عمله الزحلي ـ المنقسم على نفسه هذه الايام ـ أو المركزي، فالمسألة ليست مناطقية، بل هي تعبّر عن ذهنية ونهج درج عليهما فريق "التغيير والاصلاح" منذ ما قبل ورقة التفاهم مع "حزب الله". قبيل زيارته لعاصمة الكثلكة، مثقلاً بملفات خلافية حادة مع حلفائه، وبثقل "صراع الديوك" داخل تياره، خصوصاً في البقاع، قبيل الزيارة، حاول إعلامه التسويق لها بواسطة أسلوب قديم ـ خشبي يطمح الى اثارة عاطفة الجمهور الزحلي، فاخترع حادثة حرق صورة عملاقة حملت رسم الجنرال عند مدخل المدينة، لكن سرعة القبض على مشتبه به، ذكرت معلومات صحافية انه مقرب من النائب السابق سليم عون، "نفّست" بالون "التجييش" العوني، وأعادت تحضيرات منسقية زحلة الى الصفر، مع العلم أن الشارع الزحلي يمتلك حنكة سياسية غير عادية، يصعب إزاءها التلاعب بحركته وتفاعله مع اي حدث سياسي، خصوصاً وأنه يمتلك خيارات سياسية استقلالية وسيادية لا يمكن اختزالها بـ"أضحوكة" حرق صوره لاستنفاره .

هذا قبيل الزيارة، أما خلالها فان فريق الجنرال أبى الا ان يودع عروس البقاع بفعل ميليشيوي كاد أن يؤدي الى كارثة في حوش الامراء.

تفاصيل الفعل العوني كما رواها شهود عيان، أن سيارات رباعية الدفع "مفيّمة" تقل مسلحين، وتعدادها سبع، دخلت الى حي حوش الأمراء في حركة استعراضية في الثانية من فجر أمس، أي في اليوم الثاني للزيارة، الأمر الذي أثار خوف الاهالي ودفعهم الى قرع الاجراس طلباً لـ"العونة" من شباب الحي. وهكذا كان، اذ تدفق الأهالي الى الشارع الرئيسي في الحي، وعمدوا الى اقفال الطريق وهددوا بتصعيد التحرك اذا لم تقدم القوى الأمنية تفسيراً مقنعاً حول الموكب المسلح، هويته، وهدفه من الحركات الاستعراضية في الحي. وفعلاً، وبعد اتصالات تولتها فاعليات حوش الأمراء مع القوى الأمنية، أعيد فتح الطريق بعدما كشفت القوى هوية الموكب المسلح، الذي تبين أنه يعود الى فريق من الفرق المواكبة للجنرال عون، وهو الفريق نفسه الذي حاول افتعال إشكال أمني مع شبان من حي كسارة ـ زحلة. "اذاً نجت زحلة من قطوع أمني دبر لها في ليل"، قال قطب زحلي في معرض تعليقه على الاجواء الامنية التي سبقت زيارة الجنرال ورافقتها، وأمل في ان تتغير ذهنية رجالات "التغيير والاصلاح" في ما يتعلق بالعلاقة مع الشارع الزحلي، فـ"الحب والعطف" لا يأتيان "بالعافية"، وزحلة تعرف موقعها، وتعرف أيضاً كيف تحاسب، ولا ينفع مع خياراتها لا حرق صور لاستدرار العطف، ولا مواكب مسلحة لزرع الخوف. والى أن يقتنع جهابذة "التيار الوطني الحر" بهذه الحقيقة، فإن النتائج الأولية لزيارة الجنرال "التنظيمية"، أظهرت عجز القيادة عن الإمساك بالملفات الخلافية التي تعصف بالهيكلية التنظيمية في منسقيات البقاع، و"رتوش" لقاء بعض الكوادر مع "الزعيم" لم يصلح ما أفسدته قيادة التيار في زحلة والبقاع.

أعقبت اللقاءات التنظيمية للجنرال مشاركته وعقيلته في قداس أقيم في كاتدرائية مار مارون بمشاركة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل وغابي ليون ونقولا فتوش، النائبين نبيل نقولا واميل رحمة، النائبين السابقين سليم عون وايلي الفرزلي، الأب جورج اسكندر. وترأس القداس المطران منصور حبيقة الذي دعا الى تفعيل المؤسسات التشريعية والتنفيذية، لأنه لا يحتمل التاجيل. وأعقب القداس استقبال لوفود وشخصيات في صالون الكنيسة، ثم غداء في "كازينو عرابي" أقامه ليون على شرف عون.زحلة ـ أحمد كموني

 

لقاء لعائلة أمهز في اللبوة تداول بحادثة امس: ملتزمون تسليم الأجهزة الأمنية والقضائية وتمنيات قيادة المقاومة

وطنية - عقدت عائلة أمهز في بلدة اللبوة لقاء للعائلة تدارست فيه حادثة الامس في البلدة. وعلى الأثر، تلا رئيس البلدية رامز امهز بيانا باسم العائلة جاء فيه: "بعد وقوع مذبحة وادي رافق في جرود عرسال، والتداعيات التي تلت المجزرة الأليمة بالشباب الأربعة، وما سبقها من مذابح ارتكبت بحق الجيش اللبناني، كان خطابنا واضحا، فقد طالبنا القوى المختصة بملاحقة ومتابعة المجرمين أينما كانوا، وطالبنا أهالي عرسال بأن يأخذوا دورهم الفعال في تسليم المجرمين. وبعد ذلك، بقي رئيس بلدية عرسال يتحرك بسلاحه الكامل ومرافقوه بطريقة استفزازية وتهديدات متكررة أوقعت هذه الفتنة التي يتحمل مسؤوليتها الكاملة رئيس بلدية عرسال". أضاف: "ما زلنا ملتزمين تسليم الأجهزة الأمنية والقضائية لتأخذ دورها. كما إننا ملتزمون تمنيات قيادة المقاومة التي طلبت منا الحذر من الوقوع في الفتنة المدبرة لمنطقتنا، ونحن نشكر كل الغيارى من اهلنا وعشائرنا وقياداتنا على حرصهم علينا وعلى منطقتنا".

 

فتفت: فخور بما فعلته في مرجعيون ومستعد للجلوس امام اي كان بستنداتي

وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب احمد فتفت "أن ما يحكى عن موضوع مرجعيون وتقديم الشاي إلى جنود العدو الاسرائيلي اثناء عدوان تموز 2006 "كذبة كبيرة". وقال في حديث إلى تلفزيون "الجديد": "انا فخور جدا، كوزير للداخلية آنذاك، بما قمت به في مرجعيون، ولا يمكن ان اطلب تقديم الشاي إلى الاسرائيلي".أضاف: "هناك عسكري ارتكب مخالفة، وحتى اليوم هناك ضباط في الجيش اللبناني يفاوضون الاسرائيلي بشكل دائم وضابط في الأسر لا يمكنه تقرير الحديث مع العدو او عدمه". وشدد على أن "لا ارتكاب ولا خيانة، بل خطأ حصل عندما إستجاب عسكري مأسور لتوجيهات ضابط من الأمم المتحدة، وليس ضابطا اسرائيليا". وتابع: "عندها قمت بتوقيف الضابط عدنان داود لثلاثة ايام بانتظار التحقيق، واتى تقريرالتفتيش في قوى الامن الداخلي ليقول إن لا ارتكابات مخالفة للقانون، وأن أيام التوقيف الثلاثة كافية". وقال: "قلت حينها إذا كانت هناك مسؤولية على الوزير، فلتشكل لجنة تحقيق برلمانية، وقد رفضت الاطراف السياسية، التي تبتز هذا الموضوع اليوم إلى أقصى درجة، وطالبت بتحويل هذا الأمر الى القضاء العسكري، الذي لم يجد شيئا مخالفا عندما اطلع على الملف". وذكر بأنه "في جلستي مع الرئيس نبيه بري آنذاك كان جوابه ليتهم (عناصر القوة اللبنانية) اطلقوا الرصاص، فقلت له ان هذه القوة لا تملك سلاحا وهي اشبه بعناصر الدفاع المدني". وختم: "مستعد للجلوس مقابل اي كان بمستنداتي ومستنداته ومن لديه الجرأة فليتفضل".

 

وهبي بعد لقائه جعجع: ما زلنا متفائلين بتشكيل حكومة جديدة

وطنية - استقبل رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، عضو كتلة "المستقبل" النائب أمين وهبي، بحضور منسق "القوات" في البقاع الغربي إيلي لحود. وقال وهبي عقب اللقاء: "أننا ما زلنا حتى اليوم متفائلين بتشكيل حكومة جديدة تعيد تحصين الوضع اللبناني وتنعش الاقتصاد، فبالرغم من وجود أمل ما، إلا أنه يبدو أن هناك صعوبات أمام اللبنانيين والرئيس المكلف تمام سلام، نتمنى أن تذلل". ورأى أن "هناك إصرارا على المطالبة بحكومة تشكل نسبيا وفق حجم الكتل النيابية، وقد جربنا هذه الصيغة وكانت كناية عن مجلس نيابي مصغر وأثبتت فشلها، فبالأمس سمعنا كلاما من النائب ميشال عون يحذر فيه اللبنانيين من حكومة ذات طابع تكنوقراطي أو حكومة حيادية، لأنه يعتبر أنها لا تعالج الأمور، وكأن الحكومة السابقة كانت تحل المعضلات". وأمل وهبي أن "تبدد هذه العقبات التي هي من صنيعة الفريق الآخر لكي نتمكن من تأليف حكومة تطمئن اللبنانيين وتنقذ ما يمكن إنقاذه، ومن ثم يذهب اللبنانيون الى طاولة الحوار الوطني لإكمال جدول أعمالها". وعن عمليات الخطف ولاسيما في عرسال وعلى طريق المطار، وصف وهبي هذه العمليات ب "العوارض المباشرة لظاهرة انتشار السلاح خارج الشرعية الذي سيجد لنفسه دائما قضية "مقدسة" بين مزدوجين، ولكن في الحقيقة ان القضية المقدسة الوحيدة والحقيقية هي أن يعي اللبنانيون أنه لا يمكن الا للدولة اللبنانية صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح حماية أمنهم ومجتمعهم".

 

كونيللي خلال تكريم غرفة التجارة اللبنانية الأميركية لها: الأزمة السياسية تشكل خطرا على مؤسسات الدولة

وطنية - أقامت غرفة التجارة اللبنانية - الأميركية مأدبة غداء في مطعم EAU DE VIE في فندق "انتركونتينناتل فينيسيا"، على شرف سفيرة الولايات المتحدة الاميركية مورا كونيللي، بمناسبة انتهاء عملها في لبنان، في حضور الوزراء في حكومة تصريف الاعمال: المال محمد الصفدي، الإقتصاد والتجارة نقولا نحاس، السياحة فادي عبود والصناعة فريج صابونجيان الوزير السابق سامي حداد وسفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد.

وحضر كذلك رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية جوزف طربيه، رئيس اتحاد رجال الأعمال المتوسطي جاك صراف، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، رئيس غرفة التجارة الدولية وجيه البزري، نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر ورئيس جمعية رجال الأعمال اللبنانية - الهولندية محمد سنو.

الزعني

بدءا، ألقى رئيس غرفة التجارة الأميركية اللبنانية سليم الزعني كلمة اشاد فيها بـ"الجهود الدؤوبة التي بذلتها كونيللي لتعزيز العلاقة بين القطاع الخاص اللبناني والسفارة الأميركية، ولزيادة التبادل التجاري بين لبنان والولايات المتحدة". وذكر أن "العلاقات التي تربط لبنان بالولايات المتحدة تاريخية، وتعود إلى القرن التاسع عشر". وشدد الزعني على أن هذه العلاقات "في نمو متواصل لأن البلدين يتشاركان في شكل أساسي بعض أهم القيم القائمة على حرية المعتقد وحرية الفكر وحرية التجارة".

كونيللي

ثم القت كونيللي كلمة وزعت السفارة الاميركية نصها وجاء فيها: "لبنان مكان مثير ومليء بالتحديات بالنسبة للسفير الأميركي. فيما أنظر الى المواهب، والطاقة، والخبرة المجتمعة في هذه الغرفة، أرى إمكانيات لبنان الهائلة. إن وجود شركات اميركية كبرى في لبنان مثل مايكروسوفت، وسيسكو، وفيديكس، وجنرال الكتريك، وفايزر، وMSD، وكوكا كولا، وبيبسي كولا، وسيتي بنك وغيرهاالكثير لهو دليل دامغ بأن الشركات الاميركية تؤمن بإمكانيات لبنان المحتملة. إن ديناميكية واندفاع الشعب اللبناني تجعل من لبنان بلدا يستحوذ على الفكر، هذا البلد الذي يتشارك معنا، اي الولايات المتحدة، العديد من القيم والتطلعات".

اضافت: "خلال فترة وجودي هنا، جندت السفارة طاقتها للدعوة الى بيئة تتسم بالشفافية والمنافسة العادلة، حيث تزدهر عروضات الشركات الأميركية. وشهدنا بعض النجاح عندما فاز العرض الذي شمل ثلاث توربينات من جنرال الكتريك بالعقد لبناء محطة جديدة لتوليد الكهرباء في دير عمار قرب طرابلس. في العام 2009، أي قبل وصولي الى بيروت، بلغت قيمة الصادرات الأميركية إلى لبنان نحو 1,7 مليار دولار. ولكن هذه الصادرات تجاوزت العام الماضي، 2,3 مليار دولار، أي زيادة قدرها 35 بالمائة، معززة بذلك موقف الولايات المتحدة باعتبارها الشريك التجاري الاول للبنان".

وتابعت: "للأسف، لا تزال هناك عقبات في لبنان تعوق قدرات الشركات الأميركية للقيام بأعمال تجارية هنا. ان هذه المشاكل مألوفة لديكم بطبيعة الحال. في بعض الحالات، البيروقراطية الحكومية، والفساد، وعدم توفير الحماية الكافية لحقوق الملكية الفكرية تشكل عقبات رئيسية أمام الاستثمار والنشاط التجاري، مما يشير إلى أن لبنان ليس مفتوحا بالكامل للاستثمارات الأجنبية. وبالنسبة لآخرين، فإن تكلفة الإنتاج لا تزال مرتفعة بشكل غير مقبول، سواء كان ذلك بسبب ارتفاع تكاليف الكهرباء، على سبيل المثال، أو بطء سرعة الإنترنت. هذه العوامل تضعف من قدرات الشركات اللبنانية والأميركية على المنافسة في هذا السوق وخلق فرص للعمل يتوق شبابكم الموهوب لملئه".

واردفت: "بالنسبة لكم كأعضاء في مجتمع الأعمال في لبنان، إن الإصلاح، ومحاربة الفساد، وإزالة الحواجز أمام الاستثمار ينبغي أن يكون، وهو على كل حال، كما بالنسبة لنا، من الاولويات. أنا أعلم أنكم تجرون حوارا مع القيادة السياسية في لبنان حول هذه القضايا ولكن عملية الإصلاح تسير كالجليد فيما يحتاج لبنان واقتصاده إلى إجراءات عاجلة، خاصة في ضوء تدفق اللاجئين السوريين. تقدم الولايات المتحدة المساعدة بعدد من الطرق من خلال برامج الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (USAID) وغيرها". وقالت: "إن البرامج القائمة من أجل تعزيز النمو الاقتصادي، تعمل على توسيع الأنشطة لخلق فرص العمل وتوليد الدخل في كافة أنحاء البلاد، بشكل خاص في البقاع والشمال حيث العديد من المجتمعات المحلية اللبنانية التي تستضيف اللاجئين السوريين. تساعد المنح الصغيرة المزارعين على زراعة المنتجات للبيع، ونحن نساعد النساء على العمل على انتاج الصابون وبيعه في الأسواق كما غيره من المنتجات. وتقدر الوكالة الأميركية للتنمية أن هذه الانشطة تساعد أكثر من ألف عائلة لبنانية. وتعمل الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (USAID) ايضا على تنمية القروض الصغيرة من اجل مساعدة شركات الاعمال اللبنانية الصغيرة على العمل في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهونها. العديد من هذه القروض تذهب لصاحبات المشاريع، والشباب الذين يحاولون إطلاق أعمال تجارية. وقد ساعدت القروض في الأشهر الستة الماضية في الحفاظ أو خلق ما يقارب خمسمائة وظيفة في المجتمعات المضيفة". اضافت: "تقدم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أيضا 11 مليون دولار لإعادة تأهيل العديد من المساكن على نطاق صغير، بالاضافة الى العيادات الصحية، والمدارس، والمناطق المجتمعية، فضلا عن المساعدة في بناء قدرات البلديات المحلية على التعامل بشكل أفضل مع تأثير اللاجئين على مجتمعاتهم. بالاضافة الى ذلك، هناك برامج أخرى تساعد المجتمعات المحلية على التعامل مع التوترات التي نشأت في بعض الأحيان بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة، وأنا أشعر بالفخر للجهود التي تبذل من قبل زملائي اللبنانيين والأميركيين في السفارة في هذا السبيل".

وتابعت: "فيما أصل إلى ختام مهمتي هنا، أغادر لبنان مع أيمان كبير بالشعب اللبناني، بمواهبه وطاقته ومرونته واقباله الفطري على الأعمال التجارية الحرة. بطريقة ما، يبدو أن اللبنانيين يعلمون منذ ولادتهم كيفية أدارة الأعمال التجارية في حين أن بقيتنا عليه تعلم ذلك. ولكنني أغادر أيضا بقلق من أن المأزق السياسي الحالي قد قوض مؤسسات الدولة من أجل خدمة مصالح حزب الله أولا وراعيه الإيراني. وأخشى من أن يؤدي هذا الاتجاه بلبنان نحو مسار خطير. إن حزب الله قد أثبت مرارا استهانته بمعايير السلوك الدولية، التي أدت مؤخرا إلى تصنيفه من قبل الاتحاد الأوروبي، ولكنه يعبر اليوم أيضا عن ازدرائه لقواعد اللعبة اللبنانية. إن انتهاك حزب الله لإعلان بعبدا يقوض الدولة اللبنانية ويخاطر بتحويل لبنان من بلد يتعامل مع تأثيرات امتداد الازمة السورية اليه الى بلد متورط بشكل صريح في صراع سوري أوسع".

وختمت: "آمل أنكم، أنتم مجتمع الأعمال، بالاضافة الى الساعين للحفاظ على توازن المصالح الهش في هذا البلد، بأن تعملوا بشكل حاسم لحماية لبنان. الخطوة الأولى هي الإصرار على تشكيل حكومة محترمة وكفوءة، والخطوة الأخرى هي العمل على قانون انتخابي مقبول يسمح بإجراء الانتخابات عمليا في أقرب وقت ممكن. تحتاج الديمقراطية اللبنانية بأن تستعاد لضمان امكانية استمرار مجتمع الأعمال اللبناني، أي شريان الحياة في لبنان، بالعمل على الحفاظ على قوة هذا البلد.أغادركم مع أطيب تمنياتي والتزام الولايات المتحدة الدائم بلبنان سيد ومستقل ومستقر".

 

تركيا طالبت طهران بالتدخل لإطلاق الطيارين

المركزية- نقلت صحيفة "الجمهورية" التركية عن مصدر سياسي مطلع قوله ان "الخلاف السوري- التركي والخلاف الايراني- السعودي حول لبنان وسوريا هو وراء اختطاف الطيارين التركيين في لبنان".

وكشفت الصحيفة ان "تركيا إتصلت بكبار المسؤولين الايرانيين داعية طهران للتدخل في هذا الملف من اجل حلّه وتسويته عبر الاتصال مع الجهات السياسية اللبنانية المشتبه بضلوعها في عملية اختطاف الطيارين التركيين".

 

"استرجاع الدولة من الدويلة واستعادة هيبتها"/حوري: الحوادث الامنية بـرعاية "حزب الله"

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان "المطلوب بالعنوان العريض استرجاع الدولة من الدويلة واستعادة هيبتها، في اشارة الى الحوادث الامنية التي حصلت مؤخراً". واذ دان في حديث اذاعي "عمليات الخطف من اي جهة كانت سواء اختطاف اللبنانيين في اعزاز او الأتراك في لبنان او اللبنانيين في سجون النظام السوري"، اكّد ان "ما يحدث على الصعيد الأمني هو برعاية وتوجيه مما سماها قوى الأمر الواقع وتحديدا "حزب الله"". واستغرب "عدم صدور اي إدانة او استنكار لعملية خطف الطيّار التركي ومساعده من قبل "حزب الله""، مشيرا إلى "قرائن تستدعي موقفا من الحزب وابرزها ان منطقة طريق المطار امنية بامتياز لمصلحته"، مشداً على ان "الحوادث الأمنية الأخيرة تستدعي العجلة في تأليف حكومة تتحمل المسؤولية، وتكون غير استفزازية وتحظى باحترام الجميع"، وآملا ان "يتم تشكيلها في اقرب وقت". وقال "سمعة لبنان في الخارج اصبحت بمرتبة لا يحسد عليها، وسيطرة "حزب الله" على طريق المطار جعلت وضع المطار دوليا تحت علامة استفهام"، مشددا في هذا الإطار على "ضرورة تشغيل مطار آخر هو مطار رينيه معوض في الشمال ليعطي امانا للبنانيين". وعن كمين عرسال وتكرار عمليات الخطف، اكد حوري "استحالة الأمن بالتراضي، وضرورة عدم وجود سلاح غير سلاح الدولة الشرعي"، لافتا إلى ان "المطلوب فرض هيبة الدولة، وترجمة ما تم الاتفاق عليه في "إعلان بعبدا" على ارض الواقع وفي كل المناطق".

 

تفاصيل مكمن اللبوة...

روى أحد الأشخاص الذين كانوا في الموكب الذي تعرض لمكمن مسلح في النبي عثمان، والذي أودى بحياة محمد الحجيري وأصاب ثلاثة آخرين، بينهم رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ، تفاصيل المكمن لصحيفة "الجمهورية"، فقال: "كنا في وفد مؤلف من عشرة أشخاص من فاعليات بلدة عرسال فضلا عن اثنين من بلدة المعرة السورية، وفي طريق عودتنا من مركز مخابرات الجيش في رأس بعلبك الذي سلمنا فيه المخطوف يوسف المقداد واستملنا المخطوفين من عرسال، وصلنا الى حي آل أمهز في بلدة اللبوة، ليفاجئنا "مكمن مثلث"، يضم اكثر من عشرين مسلحا، فينهال علينا الرصاص بكثافة من ثلاث جهات"، معتبرا أن المقصود، كان "القضاء على كل من كان في الموكب، لكن العناية الإلهية، حالت دون ذلك في وقت قتل محمد الحجيري، وأصيب ثلاثة آخرون من بينهم رئيس بلدية عرسال".  ولفت الى أن "المكمن بدا محضرا بإحتراف واتقان، وأن الذين أطلقوا النار، راقبوا السيارات ويعرفون من تضم"، موضحا أن "المسلحين لم يكونوا جميعهم ملثمين بل كانوا في غالبيتهم مكشوفي الوجه، ومن السهل على القوى الأمنية معرفتهم خصوصا أن المنطقة تحت سيطرة آل أمهز".  وإذ وضع الراوي الحادثة في إطار رد الفعل على مقتل الشبان الأربعة في وادي رافق في الهرمل قبل أشهر، أوضح أنّ "أهالي عرسال لم يتحسبوا لمثل هذه الحوادث ضدهم، خصوصا أن رئيس البلدية كان أعلن عن أسماء المتورطين في قتل الشبان الأربعة، فاستبعدنا أي رد فعل عشوائي تجاهنا، لكن المسلحين أرادوا اصطياد فاعليات عرسال لتوجيه رسالة عنيفة الى كل البلدة"، كاشفا أن فاعليات البلدة يتباحثون في رفع شكوى شخصية ضد مطلقي النار.

المصدرالجمهورية

 

من اعتدى على كنيسة مار يوسف في "العطشانة"؟

"صحيح أننا أبناء "العطشانة"، إلا أننا لم نعطش يوما إلى الأمان". ردة فعل عفوية جماعية رددها أهالي قرية العطشانة مستنكرين محاولة الإعتداء التي تعرضت لها كنيسة رعية مار يوسف، ورافضين في الوقت عينه تحول قريتهم إلى ساحة مستباحة لكل من ساورته نفسه التطاول عليها.  إستفاق أهالي منطقة "العطشانة" ليفاجأوا بمشهد زجاج باب كنيسة مار يوسف مكسورا، ومشحات من الدماء تملأ المكان، إضافة إلى زيح من الدماء أشبه بحزام يلف جدران مبنى الصالون المحازي للكنيسة.  بين "ضرب رذالة"، "هذه فعلة شهود يهوه"، "إنهم عبدة الشيطان"… إختلفت تفسيرات الأهالي الذين استفزّتهم الحادثة وأغضبهم مشهد الدماء.

من جهتها، توضح عائلة كوركيس التي يبعد منزلها نحو 20 مترا عن الكنيسة أن الحادثة جرت ليل الأحد، فيخبر رب الأسرة لـ"الجمهورية": "لم نلحظ أي مشهد غير إعتيادي قبل صباح اليوم، خصوصا وانه لا يمكننا الوصول إلى منزلنا إلا عبر المرور أمام باب الكنيسة".  ويضيف: "شخصيا أمر يوميا وأقبّل أحد جدران الكنيسة وأتكل على الله قبل ذهابي إلى عملي، إلا أن الأحد يوم عطلة، أشارك مع المؤمنين في القداس قبل الظهر، وعندها انتبهنا إلى أنّ الزجاج مكسور والدماء منتشرة، ومجهولاً حاول خلع الكنيسة وسرقتها".  في المقابل، يستغرب الابن جوليانو الحادثة، مستبعدا أن تعود الدماء لإنسان، فيخبر: "كيف يمكن لإنسان النزف إلى هذا الحد… ألا يفقد وعيه!، لذا أرجح أن العمل تخريبي، ربما أحدهم ذبح هرة أو أي حيوان آخر فقط لتشويه الكنيسة وخلق ذعر في نفوس الأهالي".  أما بالنسبة إلى رئيس لجنة الوقف جان جبور، فيتحدث لصحيفة "الجمهورية" عن تفاصيل مغايرة، قائلا: "أعتقد أن المسألة تختلف عما يتداوله بعض أبناء القرية، وأستبعد أن تكون الحادثة قد وقعت الأحد إنما السبت، وفي وضح النهار، وذلك بناء على ما حدث مع شقيقتي ظهر السبت. فهي وبينما كانت تعبر الطريق امام المنزل الذي يبعد نحو 200 متر عن الكنيسة، مر رجل بالقرب منها ويده مجروحة تنزف دما، يسألها عن أقرب صيدلية". ويضيف: "للوهلة الأولى لم تبال شقيقتي أو تخبر أحدا، خصوصا وأن وجه الرجل الخمسيني غريب عن البلدة، لا يعرف محلاتها. لذا يصعب عليّ عدم ربط ما حدث بالإعتداء على الكنيسة".  وفي اتصال مع خادم كنيسة مار يوسف في العطشانة، يقول الكاهن شربل الحاج لـ"الجمهورية": "منذ نحو عامين أخدم في الرعية ولم يُسجل أي حادثة إعتداء أو ما يثير الريبة، لا شك في أننا نستنكر وندين هذا النوع من الإعتداء على المقامات الدينية". ويتابع: "جرت العادة ان نحتفل يوم الاحد عند الحادية عشرة والنصف بالذبيحة الإلهية، وقد وصلت اليوم (أمس) قبل القداس بعشر دقائق لأرى المؤمنين محتشدين على باب الكنيسة مستنفرين، وما أن اقتربت حتى رأيت الزجاج مكسورا ونقاطا من الدماء منتشرة على العتبة. وبعدما استفسرت عمّا جرى تبين لنا أن أحدهم حاول الإعتداء على الكنيسة، فاتصلنا على الفور بالجهات الأمنية المعنية وكذلك بالأدلة الجنائية". وبجدية لا متناهية يضيف: "أيا تكن الظروف، لا يمكن لأحد ثنينا عن دورنا، أو أن يكبح عزيمتنا، فما حدث يزيدنا إصراراً لنروي عطشنا بالمسيح".

لا يخفي الكاهن إستغرابه من ظروف الحادثة، قائلا: "صحيح أنها ليست أول كنيسة تتعرض لإعتداء، ولكن ما تبعها يثير العجب، خصوصا وأن المعتدي عمد إلى مسح دمه على طول جدران الكنيسة، وكذلك عَبَر الطريق حتى وصل بالقرب من شرفة أحد الجيران في الطابق الأرضي ومسح يده بالستار وفرَ إلى جهة مجهولة".  بدوره، يستنكر النائب البطريركي المطران سمير مظلوم حادثة الإعتداء، قائلا: "ندين ما تعرضت له كنيسة مار يوسف في العطشانة، كما ندين أي عملية إعتداء على دور العبادة سواء أكان جامعا أم كنيسة، كما نستنكر الاعتداء على أمن المواطنين". وبنبرة حاسمة يوضح لـ"الجمهورية": "هذا الإعتداء ليس إلا جزءا من الفلتان الأمني الذي يتخبّط فيه لبنان في ظل تنامي عمليات السرقة لمصالح خاصة، بالتزامن مع تضاعف أعداد الغرباء على أرضه". ويضيف: "صحيح أن الحادثة ليست في إطار حملة عامة لإضطهاد الكنيسة، لكن لا يمكن التراخي وعلى الأجهزة الأمنية التقصّي عن الموضوع ومعاقبة الجاني".  في السياق عينه، يشدد مظلوم على أن "دور العبادة، بصرف النظر عن هويتها، ليست مسرحاً للّعب أو التخريب، لذا نتمنى على الدولة حزم أمرها والضرب بيد من حديد، وتوفير ما أمكنها من قنوات لضبط الفلتان، أقلّه على الصعيد الأمني".  وفي وقت تحسد "العطشانة" على النعيم الذي تعيش فيه، وعدم السماع "بضربة كف"، لا يخفي الأهالي خشيتهم من تنامي الحوادث الأمنية في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع تضاعف أعداد العمال الأجانب، الذين تجاوز عددهم الـ 800 عامل في المشاريع المحيطة بهم. لذا يناشد الأهالي الجهات المعنية الإسراع في كشف ملابسات الحادثة، لكي لا تتحوّل دور العبادة "مكسر عصا".

المصدرالجمهورية

 

دان الخطف وشريعة الغـاب فـي لبنـان وحذّر من "مذهبة وتطييف" الأجهزة الامنية/جنبلاط: لحكومة تنظم الخلاف السياســي

المركزية- استنكر رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط خطف الطيارين التركيين"، مشيراً الى ان "اسلوب الخطف والخطف المضاد ومفهوم إحتجاز الحريات الشخصيّة لم يكن يوماً مبرراً او مقبولاً"، ومعتبراً ان "التساهل في محاسبة القائمين به من شأنه ان يمهّد لتطبيق شريعة الغاب، وقد دخل لبنان جانباً منها من خلال حوادث الخطف شبه اليوميّة وبعضها له طابع فردي والآخر ينطوي على طابع سياسي".

وقال في حديثه الاسبوعي لجريدة "الانباء الالكترونية" "بات واضحاً ان المعالجات الملتوية لهذا الملف ولدت نتائج ملتوية. فتدخل بعض الدول والاستعراضات والزيارات الاعلامية والمقابلات مع الخاطفين والرشاوى التي عُرضت من كل حدبٍ وصوب ادّت إلى فشل صفقات الافراج عن هؤلاء المواطنين اللبنانيين، على رغم ان صفقات إفراج عن مختطفين آخرين في سوريا سارت بسلاسة وهدوء وحققت نجاحات باهرة لعل ابرزها كان صفقة الافراج عن المسؤولين العسكريين الايرانيين الذين ناهز عددهم الاربعين وعادوا سالمين إلى بلادهم، من دون ان يلقى المخطوفون اللبنانيون المصير ذاته للأسف لأسباب تعكس عدم إكتراث بعض الدول الاقليمية إلا لمصالحها المباشرة من دون الاهتمام بحلفائها". اضاف "وكل ذلك اعاد طرح مسألة طريق المطار وإحتمالات عودتها إلى وضع سابق لا تكون آمنة فيه، وهي مسألة غير مقبولة على الاطلاق لأنها تعرّض الأمن والاستقرار للاهتزاز فضلاً عن انها تعكس صورة في غاية السلبية عن لبنان واللبنانيين في الخارج"، شاكراً "كل المرجعيات التي تدخلت في السابق وعادت وتدخلت مجدداً للحيلولة دون قطع هذه الطريق مرة اخرى، وهي من المفترض ان تكون من الخطوط الحمراء". وإذ دان جنبلاط "تعرّض رئيس بلدية عرسال والوفد المرافق لكمين مسلح في البقاع الشمالي ورفض هذه الأساليب المافياوية"، اعتبر ان "عدم معالجة ذيول الحادثة السابقة التي تم خلالها التعرّض للجيش وإستشهاد ضابط وعسكريين هي من اسباب تكوين هذه المناخات السلبية وادت في شكل او بآخر إلى التوتر وتفاقم حالات الخطف والخطف المضاد وصولاً إلى الاعتداء على وفد بلدية عرسال"، ولافتاً الى انه "لو ان القضاء والأجهزة الرسمية المختصة إستكملت تحقيقاتها في الملف السابق وحاسبت المسؤولين عن الاعتداء على الجيش لربما ما وصلت الأمور إلى هذا الحد".

اما في شأن الكلام الذي صدر حول الأجهزة الأمنية من قبل البعض، فحذّر رئيس الحزب "التقدمي" من "مذهبة وتطييف الأجهزة وتحويلها الى جزر لحماية هذه الطائفة او تلك"، مؤكداً انها "الحصن الأخير الباقي من هيكل الدولة المتداعي، وهي تسعى للقيام بواجباتها على اكمل وجه على رغم الانقسامات السياسية الحادة والتوتر الميداني في اكثر من منطقة"، مشدداً على اهمية "دعم الأجهزة والابتعاد عن إلصاق التهم او الشبهات غير الواقعية بها".

وتمنّى لو ان "هذا الواقع المتردي والمناخات الأمنيّة السلبيّة تشكل حافزاً للذين لا يزالون يمارسون رفاهيّة النقاش السياسي والفكري حول شكل الحكومة وهويتها ودورها وحصصها واوزانها، فهي ليست اوّل ولا آخر حكومة تُشكل في لبنان"، سائلاً "اليس من الأفضل تأليف حكومة تنظم الخلاف السياسي وتحد من حالة التدهور الأمني والانكشاف شبه التام والتراجع الاقتصادي بدل البقاء في حالة المراوحة المدمرة امنياً وسياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً ومعيشياً وبيئيّاً؟ وهل لبنان بمنأى عمّا يجري في سوريا او العراق او المنطقة العربيّة في شكلٍ عام"؟. وفي الشأن السوري، ختم جنبلاط قائلاً "بقطع النظر عن الجهة التي تحقق تقدماً ميدانيّاً، إن كان النظام او سواه، فبغياب الحل السياسي الذي تبدو افقه مسدودة بفعل الخلاف الأميركي- الروسي، تتحوّل سوريا إلى مناطق نفوذ وجزر متنافرة تهدد وحدة سوريا برمتها. لذلك، لا مفرّ من حل سياسي يفضي إلى خروج المنظومة الحاكمة ومحاسبة المسؤولين منها عن الارتكابات والمجازر، والحفاظ على الجيش السوري بعد تطهيره من عناصر الشبيحة، والسعي لحماية ما تبقى من مؤسسات تمثل الدولة السورية التي سينذر إنهيارها التام المرتقب بعواقب وخيمة على مستوى وحدة سوريا ومستقبل المنطقة بأكملها".

 

سعيد: 14 آذار تقرر طبيعة تحركها المقبل بعد الاطلاع علـــى اوضاع عرسال غدا

المركزية- بعد الزيارة التضامنية التي قام بها النائبان جمال الجراح وعاصم عراجي الى بلدة عرسال موفدين من قوى "14 آذار" للاطلاع على الاوضاع بعد الكمين المسلّح الذي تعرّض له رئيس بلدية عرسال وبعض ابناء البلدة على طريق اللبوة، اعلن منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد ان "الامانة العامة ستجتمع غداً بالنائبين الجراح وعراجي لاطلاعنا على حيثيات الزيارة ووضعنا في اجواء بلدة عرسال وعلى ضوء ذلك نُقرر طبيعة تحرّكنا المقبل". واكد لـ"المركزية" ان "كل مناطق البقاع مسؤولية وطنية مشتركة"، معتبراً ان "الحوادث الامنية التي وقعت خلال عطلة عيد الفطر لا علاقة لها بمسألة تشكيل الحكومة كما يُحلّل البعض لانها اكبر من الحكومة ومن المحليات اللبنانية

 

بين ملف اعزاز وخطف التركييـن ضغط أمنـي أم مضاعفـات سوريــة؟/داتا الاتصالات حددت المتورطين ومكان المخطوفين والتحقيقات في خواتيمها

المركزية- من بوابة داتا الاتصالات مجددا تمكنت الاجهزة الامنية من كشف خيوط على مستوى من الاهمية تتصل بعملية خطف الطيار التركي ومساعده صباح الجمعة الفائت وحددت المتورطين ومكان وجودهم. وبحسب ما اكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ"المركزية" فان عدد هؤلاء لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة وقد نقلوا المخطوفين الى احدى المناطق الجنوبية من دون الافصاح عن المزيد من التفاصيل في انتظار نتيجة الاتصالات والتحقيقات التي تجريها الاجهزة المعنية، واوضحت ان توقيف محمد صالح جاء على خلفية علاقته بقضية المخطوفين التركيين وليس في ملف مخطوفي اعزاز كما تردد، وان التحقيقات معه افضت الى معلومات مهمة من شأنها الاضاءة على جوانب عدة في الموضوع. وتحدثت المصادر عن ان عملية الخطف تمت بحرفية ومهارة بما مكن الخاطفين من خرق النطاق الامني لمطار رفيق الحريري حيث يتواجد اكثر من جهاز عسكري وامني.

ومع ان اكثر من جهة اكدت عدم وجود علاقة بين خطف الطيارين التركيين وقضية مخطوفي اعزاز وذهبت الى ربط الحادثة بتطورات الوضع السوري بعدما حققت المعارضة انتصارات في مناطق قريبة من بعض القرى الشيعية، فان ملف مخطوفي اعزاز عاد الى دائرة الضوء مستفيدا من الظرف المستجد عبر تقديم السلطات التركية ضمانات باطلاق المخطوفين مقابل الافراج عن النسوة المعتقلات الـ127 من السجون السورية والا فان الطيارين سيدخلان بازار المفاوضات على الصفقة. وكشفت المصادر ان المفاوضات بين المسؤولين اللبنانيين والمكلف من المجموعة الخاطفة التفاوض الملقب بسمير العموري وصلت الى نقطة تم خلالها التوافق على اطلاق سراح مخطوفين من اصل 9 من مخطوفي اعزاز عند تسليم المعتقلات الـ127 على ان يطلق سائر المخطوفين السبعة خلال عشرة ايام. واكد العموري للمفاوضين اللبنانيين ان لا جهة سياسية او امنية يمكن ان تؤثر على قرارهم او مفاوضاتهم او تفاوض عنهم واي تواصل حول الملف يجب ان يتم معه مباشرة. لكن الجانب اللبناني طلب منه ضمانة لم يقدمها، فتمنى على الجانب التركي ضمان اطلاق المخطوفين السبعة بعد تسليم المعتقلات محذرا من ضم الطيارين التركيين الى صفقة الخطف بكاملها، خصوصا ان اتفاقا كان تم في مرحلة سابقة قضى باطلاق السلطات السورية 131 معتقلة اعترفت بوجودهن في سجونها مقابل اطلاق المخطوفين التسعة، لكن الخاطفين اخلّوا بالوعد ولم يلتزموا مبدأ العاملة بالمثل بعدما افرجت سوريا عن 32 معتقلة انهين مدة محكوميتهن، لا بل عمدوا الى رفع سقف المطالب والشروط ما حمل الجانب اللبناني على وضع حد لسياسة الابتزاز وفرض الشروط وقد ابلغ مدير عام الامن العام هذا الموقف انذاك للمفاوضين الاتراك.

 

احباط عملية تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن مكتب مكافحة المخدرات المركزي في وحدة ااشرطة القضائية أحبط ظهر اليوم، عملية تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون المخدرة، وتقدر بالملايين، وكانت موضبة بطريقة محترفة ضمن معدات ضخمة للتكييف، وكان مقررا تهريبها عبر مرفأ بيروت إلى إحدى الدول الخليجية ، وقد تم توقبف عدد من المتورطين .

 

الراعي: وضع لبنان لا يتحمل الانتظار ولا يمكن ربطه بأحداث سوريا ومصر والعراق

وطنية - إختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي زيارته الرعوية لرعايا أبرشية بيروت المارونية في المتن الأعلى، والتي رافقه فيها رئيس آساقفة بيروت المطران بولس مطر والنائب البطريركي العام المطران بولس صياح، بقداس إلهي في ساحة المتين بعدما كان زار بيت الموحدين الدروز في المتين وكنيسة سيدة الخلاص في مشيخا وكنيسة مار شربل (قيد الإنشاء) ومركز الصليب الأحمر في وطى المروج- غابة بولونيا وكنيسة مار مخائيل في بنابيل. وشارك في الذبيحة الإلهية أكثر من 3 آلاف شخص بينهم وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود والنائبان سليم سلهب ونبيل نقولا ووفد من الموحدين الدروز في المتين والجوار ورئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع ورئيس بلدية المتين زهير أبي نادر.

وبعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة جاء فيها: "أسرار ملكوت الله هي المختصة بسر علاقة الله بالعالم وبتاريخ البشر. وهي: أسرار الخلق والعناية الإلهية، وتجسد ابن الله وخلاص الجنس البشري بالفداء والقيامة، وحلول الروح القدس وولادة الكنيسة، أداة الخلاص الشامل وعلامته، الفاعلة والشاهدة بقوة الروح القدس. فيؤكد الرب يسوع في إنجيل اليوم أن المؤمنين والمؤمنات "يُعطون أن يعرفوا أسرار ملكوت الله" (لو8: 10)، التي يشرحها بالأمثال، ومن بينهم مثل الزارع". وأضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الذبيحة الإلهية هنا في ساحة المتين العزيزة، في ختام اليوم الثاني من الزيارة الراعوية لقسم جبلي متني من أبرشية بيروت العزيزة، بدعوة كريمة من سيادة أخينا المطران بولس مطر، راعي الأبرشية. ولقد زرنا اليوم بكثير من الفرح كلا من رعية المروج حيث احتفلنا بالذبيحة الإلهية، ومار مخايل بنابيل حيث التقينا برعايا الخله وعين الصفصاف، ثم زرنا رعيتي وطى المروج ومشيخا. وقد خرج أبناء كل هذه الرعايا وبناتها لاستقبالنا بكل محبة وابتهاج. فإني أحييكم وأحييهم بمحبة كبيرة وأشكركم على حضوركم وحسن استقبالكم وعلى اليافطات الغنية بمضامينها. كما أحيي الأب شربل خادم هذه الرعية وجميع الآباء من الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة الذين يخدمون رعايا المنطقة. كما أُسعدت بزيارة الأخوة الموحدين الدروز في خلوتهم، شاكرا حسن استقبالهم وكلماتهم اللطيفة، واحيي صاحب السماحة شيخ العقل الذي يمثله بيننا فضيلة الشيخ القاضي غاندي مكارم. إني أُحيي رئيس البلدية ومجلسها والمخاتير وسائر فعاليات المتين المدنية والكنسية، وأشكرهم على الترتيبات المختصة بالزيارة. وأُعرب عن شكرنا وامتناننا للمواكبة الأمنية التي أمنها ويؤمنها الجيش والدرك وشرطة البلديات.

ويطيب لي أن أقدم معكم هذه الذبيحة المقدسة أجلكم، صغارا وكبارا في المتين وسائر البلدات التي زرناها والتقيناها، ملتمسين لكم فيض النعم الإلهية. ونصلي من أجل المرضى والمسنين، طالبين لهم الصحة والشفاء وتقديس الذات. ونذكر موتاكم راجين لهم الراحة في الملكوت السماوي، وللمحزونين العزاء عن فقدهم. ونصلي من أجل لبنان وشعبه، طالبين له الاستقرار والسلام، والخروج من أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية. كما نصلي من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما في العراق ومصر وسوريا".

وتابع: "تحية كبيرة للمتين العزيزة وأهلها، مسيحيين وموحدين دروزا. فالمتين أم قرى المتن. دعيت بهذا الاسم لأنها كانت قاعدة الأمراء أبي اللمع، وقد جعلوها قبلة إمارتهم ومركز سكنهم، وبنوا لهم كنيسة، وشيدوا قصورا رائعة الجمال هندسيا وفنيا، حول ساحتها الكبرى هذه أو الميدان، وكان أكبرها قصر الأمير قبلان، لرئاسة مجلس إدارة جبل لبنان. وتجملت البلدة ببيوتها الحجرية اللبنانية الجميلة بهندستها، وبجنائنها ومياهها، فضلا عما تحوي من آثار رومانية تتمثل بالأبراج والقبور والنواويس المحفورة في الصخر والأقنية. وقد اعتبرت المتين بمرسوم جمهوري صادر في سنة 1975، بلدة ذات طابع أثري.

ولا يسعنا إلا أن نذكر بنوع خاص ابن المتين، المثلث الرحمة المطران خليل أبي نادر، رئيس أساقفة بيروت السابق والكهنة والرهبان والراهبات الذين أعطتهم من عائلاتهم المسيحية الملتزمة. كما نحيي الرهبانية المارونية التي يخدم آباؤها البلدة راعويا، وتربويا بمدرستها التي تأسست في ذلك العهد. ونحيي أيضا موسيقى المتين الحاضرة في مختلف الاحتفالات الدينية والاجتماعية والوطنية".

وقال: "من مآثر هذه البلدة العزيزة كنائسها: كنيسة مار جرجس مع مذبح على اسم مار الياس التي كرسها المكرم البطريرك الكبير اسطفان الدويهي في أول نيسان 1672، وتعرضت حديثا للحريق فأعدتم تشييدها متضامنين. وكنيسة السيدة العذراء التي كرسها البطريرك يعقوب الحصروني في 9 آب 1722، وكنيسة مار يوحنا التي شُيدت في عهد المطران طوبيا عون سنة 1858".

وأضاف: "ملكوت الله هو العلاقة العضوية بين الله وعالم البشر، فالعالم صنع يديه، وموضوع فدائه والخلاص، وعليه يبني اللهُ ملكوت القداسة والنعمة، ملكوت العدالة والمحبة والسلام. يبنيه بالكلمة التي "كلم بها آباءنا منذ القديم بلسان الأنبياء مرات كثيرة وبمختلف الوسائل، كما نقرأ في مستهل الرسالة إلى العبرانيين، وفي هذه الأيام الأخيرة كلمنا بابنه يسوع المسيح الذي به خلق العالم، وهو بهاء مجده وصورة جوهره، ويحفظ الكون بقوة كلمته" (عب1: 1-3). يدعونا الرب يسوع، في إنجيل اليوم، إلى أن نبني ملكوت الله بقبولنا كلمته الموحاة كما تعلمها الكنيسة بعقيدتها، وتحتفل بها بليتورجيتها، وتعيشها حضارة أخلاقية وثقافية. ويدعونا الرب يسوع لنقبل كلمته بعقول تواقة إلى معرفة الحقيقة، وبضمائر حية تصغي لصوت الله في أعماقنا، وبقلوب منفتحة على محبة الله والناس. فإذا قبلناها كذلك وجسدناها بالأفعال والأقوال والمواقف، كنا مثل "الأرض الجيدة التي تقبل حبات القمح، فتنمو وتثمر الواحدة مئة" (راجع لو8: 15)". وذكر بأن "الرب يسوع يحذرنا في إنجيل اليوم من ثلاثة مواقف أو حالات تعطل قيمة كلمة الله وتعليم الكنيسة وحيويتها، وهي:

اللامبالاة المتمثلة "بالحب الواقع على جانب الطريق". وهي علامة الإهمال وعدم الاكتراث لكلام الله والآخرين. والسطحية المتمثلة "بالحب الذي يقع على الصخرة". وهي علامة التحجر في العقول والقلوب، وفقدان المناعة والحيوية، والنقص في النظرة إلى عمق الأمور، وحسن قراءة أحداث الحياة. والانهماك في الشؤون المادية، المتمثل "بالحب الواقع بين الأشواك". وهو علامة حصر الاهتمام بالمصلحة الخاصة والمكاسب الرخيصة، والمغانم المادية، بعيدا عن أي تطلع إلى القيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية، أو توق للعمل والتفاني في سبيل الخير العام".

وأشار الى أن "المتين وبلدات هذه المنطقة اعتادت سماع كلام الله وتعليم الكنيسة، فتقدمت دينيا وثقافيا ووطنيا. واليوم أكثر من أي يوم مضى، ترانا كلبنانيين وبخاصة المسؤولين السياسيين بحاجة لاستلهام هذا الكلام والتعليم. فزمننا الحالي زمن الضياع والانقسامات وتعطيل عمل المؤسسات الدستورية، والأخطار الأمنية، وانحراف العمل السياسي عن هدفه "كفن شريف لخدمة الانسان والخير العام. وهو فن يلتزم، من أجل هذه الغاية، النشاط الاقتصادي والاجتماعي والتشريعي والإداري والثقافي، بحيث تتوفر لجميع المواطنين أوضاع الحياة التي تمكنهم، أشخاصا وجماعات، من تحقيق ذواتهم تحقيقا أفضل" (شرعة العمل السياسي، ص 6).

من هنا، من هذه البلدة التاريخية ومن هذه المنطقة المخلصة للبنان، ندعو الأفرقاء السياسيين عندنا لتحمل مسؤوليتهم التاريخية الحاسمة. فلا يمكن أن يستمر لبنان في حالة من التفكك في أوصاله الدستورية والاقتصادية والاجتماعية. فإذا كانوا حقا رجال دولة، بكل أبعاد الكلمة، بات لزاما عليهم الخروج من متاريسهم الهدامة، وأحكامهم المسبقة ومشاريعهم المضمرة، ونواياهم غير المعلنة، وشبهات خياراتهم، والجلوس الى طاولة الحوار بروح المصارحة والمصالحة، من دون إغفال دور المثقفين وسائر فعاليات المجتمع اللبناني وهيئاته الاقتصادية والإنمائية والتربوية".

ورأى أن "لبنان اليوم، قبل الغد، في حاجة الى إعادة إنتاج كيانه في دولة منظمة وقادرة، تساهم فيها كل مكوناته، من دون إقصاء لأحد. فلا بد من اتخاذ خيارات وبدائل جديدة انطلاقا من الميثاق الوطني لعام 1943، من شأنها ان تبلور وثيقة الوفاق الوطني الصادرة في أعقاب اتفاق الطائف بنصها وروحها، وتملأ الثغرات الدستورية، وتعتمد آليات الحؤول دون تعطيل عمل المؤسسات الدستورية، وآليات تفعبلها الكفيلة وحدها بتوطيد الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. ما يقتضي إسناد المراكز الحكومية والإدارية والقضائية إلى من يتميزون بالكفاية والنزاهة والخبرة، واحترام أحكام القضاء من قبل الإدارة، وتعزيز عمل المجالس والأجهزة الرقابية، منعا لهدر المال العام. وتحقيق الموازاة بين المسؤوليات العامة والصلاحيات، وتعميم المهل الدستورية والقانونية على مستويات القرار كافة ( شرعة العمل السياسي ص 32).

لقد دعا فخامة رئيس الجمهورية الى اتخاذ هذه الخيارات والبدائل، التي حدد مساحاتها في خطاب عيد الجيش في أول آب الجاري بكل صراحة ووضوح، كرئيس للبلاد، مسؤول عن حماية الدستور ووحدة الشعب اللبناني وكيان الدولة، من أجل خير لبنان وكل اللبنانيين.

إنها خيارات وبدائل استراتيجية داخلية وخارجية، إقليمية ودولية. وقد كتب عنها الكثير، وألقيت عليها أضواء، وطرحت حلول. إن الوضع في لبنان لا يتحمل التأجيل والانتظار، ولا يمكن ربطه بما ستؤول إليه الأحداث في سوريا ومصر والعراق. بل ينبغي العمل من قبل الجميع على بناء الدولة القادرة والفاعلة، وفقا لنصوص اتفاق الطائف وروحه. بحيث تكون دولة ذات حكم توافقي قائم على سلطة مركزية قوية، تشارك فيها جميع القوى الوطنية، وعلى لامركزية إدارية موسعة". وأضاف: "ينعم لبنان بخصوصية جعلت منه قيمة حضارية ثمينة وإحدى منارات البحر الأبيض المتوسط، المنفتح على حسن العلاقات الثقافية والتجارية مع دول الشرق والغرب. فيه تلاقت المسيحية والإسلام وجعلتا منه أرضا نموذجية لحوار الحضارات والعيش المشترك على قاعدة المساواة والتنوع. ومنه انطلق الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، والنهضة الثقافية في العالم العربي، وانتشرت أفكار الحداثة بواسطة المدرسة والجامعة والصحافة. وفي رحابه تقوم المبادرات المسكونية بين الكنائس التي تعيش حوار الحقيقة والمحبة، وفي دستوره يقر الحريات العامة، ولاسيما حرية الرأي والتعبير والعبادة والمعتقد، ويلتزم شرعة حقوق الإنسان، والنظام الديمقراطي". وقال: "كم يؤسفنا أن يوصم الأمن اللبناني، أمس الأول، على طريق مطار بيروت بوصمة عار تشوه وجه لبنان، بخطف الطيارين التركيين بدقة واتقان احترافي، فيما أمن الدولة غائب ومغفل. إننا نندد بشدة بهذا الخطف المشين والمسيء للبنان وندينه. ونقول للمسؤولين في الدولة اللبنانية: كفى استهتارا بالأمن ومصالح الناس واحترام الغرباء. كفاكم خلافات شخصية على حساب لبنان ومؤسساته وشعبه. إننا نطالب بالإفراج عن الطيارين المخطوفين في أسرع وقت ممكن. ونجدد النداء بالإفراج عن اللبنانيين المخطوفين في أعزاز، والمطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم والكهنة الثلاثة المخطوفين في الأراضي السورية. ونصلي على هذه النية".

ودعا "من هذا المكان الغني بالتراث الوطني اللبناني الى جمع الشمل والقوى من أجل إعادة إحياء لبنان في كيانه وهويته ورسالته وفي علاقته بمحيطه العربي وبالأسرة الدولية. إن موقعه الجغرافي ونظامه السياسي المميز عن كل محيطه، يقتضي إبعاده عن سياسة المحاور الاقليمية والدولية، وعن التمحور في أحلاف خارجية تخوض صراع مصالح ونفوذ على أرضه وعلى حسابه، مع الحرص على انفتاحه وتفاعله مع محيطه والعالم. بالتالي ينبغي الوصول إلى إعلان حياد لبنان مع تعزيز قدراته الدفاعية، بحيث يكون ملتزما قضايا السلام والعدالة وحقوق الإنسان وترقي الشعوب، اقليميا ودوليا".

وختم: "لقد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت الله"(لو8: 10). أجل، لقد عرفنا أسرار الخلق والفداء والخلاص والتقديس. وعرفنا سر الكنيسة التي هي زرع ملكوت الله وبدايته، وهي أداة الخلاص الشامل وعلامته. لكن أسرار الملكوت لا تنحصر في الدائرة الدينية، بل تتعداها لتطال الحياة العائلية والاجتماعية والوطنية. فالإنسان والجماعات هم شركاء الله ومعاونوه في تحقيق تصميمه الخلاصي، وفي بنيان القداسة والحقيقة والمحبة والعدالة والسلام في مدينة الأرض. فيرتفع منها نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".

 

زياد اسود: لم نفاجأ بما حدث في عرسال فمن أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ

وطنية - لفت النائب زياد أسود في بيان اليوم، انه لم يفاجأ "بما حدث في عرسال فمن أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ، ولكن ألم يستغرب المسؤولون وعلى رأسهم قيادة الجيش كيف أن مطلوبا للعدالة يدخل ويخرج إلى مركز مخابرات الجيش دون أن تحرك ساكنا، لتوقيفه ولتطبيق القرارات التي تصدر لمصلحة الجيش على الأقل". اضاف: "ندعو معالي وزير العدل والقضاة المدنيين في المحكمة العسكرية إلى الانسحاب من المحكمة العسكرية لعدم جدوى احكامهم وقراراتهم ولعدم احترام القضاة والقضاء على حد سواء". وتابع:"نسأل الغيارى على الجيش اللبناني، تمتعضون من الانتقادات التي توجه لكم وللمؤسسة وترتكبون الهفوات المقصودة وغير المقصودة فما هو مبرركم اليوم؟ فمن يقتل ويسرق، ويمول الحروب ويوزع السلاح وينقل المطلوبين للعدالة بسيارته ليس افضل حال. وختم: "للرئيس المكلف تمام سلام، ليس غريبا ولا عجبا ما قمتم به فهذا هو مستوى المسؤولين في لبنان ونموذج فاقع عنه فاخجلوا".

 

الكتائب: الفلتان الأمني بلغ حدود الخطر والمطلوب تدابير استثنائية تعيد القرار الى السلطة

وطنية - عقد المكتب السياسي في حزب الكتائب اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس أمين الجميل، وناقش التطورات. وأصدر بيانا تقدم فيه "من اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا في لبنان والعالم العربي بأحر التهاني"، متمنيا "الاستقرار للبنان والهناء لشعبه". وأضاف: "في المسألتين السياسية والامنية، ومع بلوغ الفلتان الامني حدود الخطر الداهم، يدعو حزب الكتائب الى تدابير فورية وذات طابع استثنائي بما يعيد القرار الى السلطة، والامرة الى القوى الامنية الشرعية، وسحبها من أمراء الاحياء والجماعات المسلحة". وشجب حزب الكتائب "خطف المواطنين التركيين على طريق مطار بيروت الدولي، المنطقة التي يفترض ان تكون الاكثر أمانا"، ورأى في الحادثة "ضربة موجعة أصابت هيبة الدولة في عقر دارها، وانذارا خطيرا بتسييب الامن على نطاق واسع وانكشاف البلاد بشكل غير مسبوق، وتعريضا للعلاقات الخاصة اللبنانية التركية التي يقتضي حمايتها وانقاذها".

وحض السلطة على "تحرير المطار من قبضة السلاح الخاص، وضرب البيئة الحاضنة للفلتان الامني، والخروج من سياسة الامن بالتراضي أو بالتفاوض، وانتهاج سياسة فرض الامن في بيروت وكل المناطق بما ينقذ سمعة لبنان ومصالحه ويعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان وسيادته". كما حض السلطة على "متابعة قضية المواطنين اللبنانيين المخطوفين في أعزاز، والعمل مع كل الجهات المعنية على اعادتهم سالمين لذويهم، وسحب أي ذريعة غير مقبولة يمكن النفاذ منها للقيام بأعمال محظورة". ورفض "ربط القضايا الانسانية بالاستحقاقات السياسية من خلال الخطف والخطف المضاد الذي يستهدف مواطنين أبرياء ترتبط دولهم بعلاقات صداقة عالية مع لبنان".

ودعا الى "التعامل بحزم مع الحوادث المتكررة والمتنقلة، سواء في البقاع الشمالي أو في طرابلس، وهي مؤشرات خطيرة قادرة على جر البلاد الى نزاعات طائفية في حال عدم تداركها وتحريرها من منطق الثأر الشخصي أو المذهبي. وعليه، المطلوب وضع حد للفلتان الامني في طرابلس وبعض الاحياء في بيروت والبقاع، وهي مناطق مخطوفة على يد الجماعات المسلحة وأمراء السلاح والاحياء وأصحاب الخوات، والتي تشهد بين الحين والآخر مكامن مسلحة وحروب شوارع". واستعجل المكتب السياسي "إثبات وجود القوى الامنية ومنع ظاهرة اطلاق النار وأعمال الشغب واقفال الطرق وتطويق الاحياء في كل مرة يصدر فيها حكم قضائي لا تستسيغه بعض الجماعات، وهذا ما حصل ازاء أحكام المجلس العدلي بحق المتورطين بمتفجرتي التل والبحصاص عام 2008". ودعا الى "وضع حد لاستهلاك الوقت السياسي والامني وكسر الدوران في الحلقة المفرغة، والبناء على المواقف السياسية الايجابية وطرح خيارات معقولة تخرج الحكومة من مأزق التأليف الذي بات يلامس الازمة المستعصية". وجدد حزب الكتائب موقفه الثابت من قانون الانتخاب "بما يحتم انعقادا فوريا لمجلس النواب لوضع قانون عادل للانتخاب يسمح بتقصير الولاية الممددة، والاحتكام الى إرادة الناخب". وشجب "الانتهاكات الاسرائيلية للحدود اللبنانية، ويشكل التوغل الاخير في منطقة اللبونة انتهاكا سافرا للقرار 1701 وتعريضا للاستقرار الدقيق في الجنوب"، داعيا "اليونيفيل" الى "الاستمرار في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة بالتعاون مع الجيش اللبناني". وحض على "تدارك الاستحقاقات الداهمة على أبواب العام الدراسي الجديد، وذلك من خلال التعامل بمسؤولية مع سلسلة الرتب والرواتب التي أحيلت على اللجان النيابية بما يضمن إقرارها وسدادها لمستحقيها بتوافق ملح من الجهات المعنية الثلاث، أي الدولة والهيئات الاقتصادية وهيئة التنسيق النقابية".

 

حرب: لفتح مطارات مدنية إضافية تفاديا لمخاطر أمنية يتسبب بها من يقبضون على مطار بيروت

وطنية - طالب النائب بطرس حرب في تصريح اليوم، "بفتح مطارات مدنية إضافية فورا ودون أي إبطاء، تفاديا للمخاطر الأمنية التي يتسبب بها من يقبضون أمنيا على مطار بيروت وعلى الطرقات المؤدية إليه".

وقال: "مع تفهمنا معاناة أهالي مخطوفي أعزاز، وتضامنا معهم، لا يمكن أن نقبل بأن تصبح حركة الطيران في لبنان أسيرة الاوضاع الامنية الفالتة وردود فعل أهالي المخطوفين، مما يضيف عنصرا سلبيا إضافيا الى الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي نعانيه نتيجة انكفاء السياح العرب واللبنانيين في الخارج عن التوجه الى لبنان خوفا على حياتهم وسلامتهم، مع ما يصيب الموسم السياحي بأضرار بالغة وما يهدد الكثير من المؤسسات السياحية بالإفلاس، وانعكاس ذلك على العاملين فيها. ولأننا مقتنعون بأن الحكومة الحالية عاجزة عن وضع حد للانفلات الأمني الناتج من تفشي السلاح غير الشرعي وتورط الحكومة فيه، نعتبر أن من حق اللبنانيين المطالبة بفتح مطارات بديلة لمواجهة احتمالات انقطاع الطرق المؤدية الى مطار رفيق الحريري الدولي وتأمين سلامة الطيران من لبنان وإليه". أضاف حرب: "إن الحكومات اللبنانية السابقة كانت قد أقرت تشغيل مطار الرئيس رينه معوض ولم تنفذ قرارها حتى الآن لأسباب نجهلها، وهناك مطار آخر في بلدة حامات يعتمده الجيش اللبناني وهو صالح للطيران المدني ويمكن اعتماده فورا اذا ما تقرر استعماله، مما يحل مشكلة أمن مطار بيروت ولا يعرض سلامة المسافرين لأي خطر". ولفت الى أن "في كل دول العالم أكثر من مطار مدني، وان اعتماد مطاري الرئيس معوض ومطار حامات في قضاء البترون سيحقق نمو هذه المناطق ويوفر فرص عمل جديدة لشباب لبنان الذي يترك لبنان تفتيشا عن فرصة عمل كريمة. فمن هذا المنطلق أطالب بفتح مطارات مدنية إضافية فورا ودون اي إبطاء".

 

فارس سعيد يعتبر أن خطف الطيارين رسالة من الحزب إلى العالم/فادي كرم: نسعى إلى بناء دولة مقابل دويلة "حزب الله"

المستقبل/لفت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم الى أن "القوات بالتعاون مع حلفائها تسعى الى بناء دولة المؤسسات التي تحاول دويلة حزب الله منع قيامها". وانتقد الكلام الذي أطلقه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عن مشكلة اللاجئين السوريين الى لبنان، مستغرباً "عدم تحمل مسؤولية مشكلة اللاجئين وإلقاء المسؤولية على الآخرين بالرغم من وجودهم في الحكومة المستقيلة". وقال كرم خلال تمثيله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في افتتاح منطقة جبيل في حزب "القوات" مكتب بلدة قرطبا ـ عبود ـ جنة مار سركيس الجديد للحزب في قرطبا ـ قضاء جبيل أمس، في حضور منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد, منسق قضاء جبيل في الحزب شربل أبي عقل، رئيس مكتب قرطبا في الحزب هادي مرهج، رئيس مكتب عبود في الحزب سافيو بركات، حبيب بيروتي ممثلاً رئيس اتحاد بلديات جبيل رئيس بلدية قرطبا فادي مارتينوس وحشد من الفاعليات والشخصيات والمناصرين: "هل مشكلة اللاجئين جديدة وكم مرة جرى التنبيه من تفاقمها؟ أليست الحكومة هي الموكلة حل مشكلات المواطنين؟ هناك قلة مسؤولية وخداع ونفاق في موضوع اللاجئين". وأمل في أن "يتحول كل مركز للقوات الى الانطلاق من أجل توعية المجتمع والشعب وعدم تركهم للذين يحاولون خداعهم". واشار سعيد الى أن "منطقة بلاد جبيل حساسة وخطرة ومرت عليها ظروف سياسية صعبة منذ العام 2005 لغاية اليوم، وهناك من يريد أن تخضع هذه المنطقة لقراراته، ولأن هناك نفوساً ضعيفة أرادت من أجل الوصول أن تقف أمام أبواب الآخرين، فنحن نفتخر بأن تكون القوات اللبنانية حاضرة في قرطبا وفي هذا الجرد المبارك".

وتوجه بـ"تحية صداقة وتحية سياسية" الى جعجع "الذي بدخوله الى المعتقل في العام 1994 والشجاعة التي تحلى بها من أجل لبنان أعطت الفريق السيادي القوة لحمل المشعل في العام 2000 مع النداء الشهير لمجلس المطارنة الموارنة، ومع 14 آذار حتى هذه اللحظة"، مؤكداً أن "جعجع قدم للقضية اللبنانية الغالي والرخيص". ووصف حادثة خطف الطيارين التركيين على طريق مطار رفيق الحريري الدولي بأنها "بالغة الخطورة على المستويين الأمني والسياسي"، مؤكداً أن "المطلوب هو التضامن بين كل مكونات 14 آذار لأن حزب الله يفرض مشروع حرب على اللبنانيين". ورأى أن "خطف طيارين على طريق المطار رسالة من الحزب الى العالم بأن لبنان معلق بارادته"، معتبراً أن "لبنان دخل إلى مرحلة جديدة تتطلب الكثير من الوعي والشجاعة والتضامن من جانب قوى 14 آذار". وكانت كلمة لمرهج أكد فيها أن "القوات يد واحدة، وأن المكتب الجديد هو لجميع أبناء بلدة قرطبا من دون تمييز"، مشدداً على "الاستمرار في التضحية والنضال من أجل الحفاظ على لبنان". اما أبي عقل فقال: "انسان واحد في كل مكان وزمان ومكان، هذا مشروعنا، من هنا بدأنا التزامنا يوم كان الالتزام يوقع بالدم والآن وبالأهمية نفسها هو توقيع الالتزام بالعمل. بدأت الانتسابات حيث فرضت نفسها وحيث فرضها الاطار السياسي والزمني، انها تؤطر في خضم معركة سياسية تستعيد الوطن من مشوهي صورته وتستعيد الدولة من بين أشداق المستذئبين". وسأل: "أي وطن هذا من دون دولة حاضنة لمؤسساته السياسية القضائية الامنية الاقتصادية، وأي وطن هذا تعجز فيه الدولة عن الدفاع عن حرية الفرد والمجتمع والكيان؟".

 

لبنان رهينة أزمة مفتوحة على تصعيد تصاعُدي/خطف التركييْن أظهر عجز الدولة عن حماية المطار ورضوخها لقواعد «الأمر الواقع»

بيروت «الراي» / بعد عطلة عيد الفطر الطويلة التي جمّدت كل التحركات السياسية في لبنان طوال الأسبوع الماضي، يفترض ان تعود من اليوم ملامح حركة جديدة كثر الكلام عنها في مسعى لتحريك أزمة تشكيل الحكومة الجديدة ولكن من دون أوهام كبيرة. ذلك انه الى التراكمات والعقد المعروفة في هذه الأزمة أساساً والتي لم يطرأ أيّ عامل جديد من شأنه ان يبدّلها، برزت تداعيات حادث خطف الطياريْن التركييْن على طريق مطار رفيق الحريري الدولي يوم الجمعة لترسم لوحة قاتمة للغاية حيال انعكاسات هذا التطور الخطير الذي حاصر كل الدولة اللبنانية وحشرها في زاوية العجز عن مجرد حماية هذا المرفق الحيوي وعمّم على العالم تكراراً صورة الاختراقات الأمنية التي تتحكم به وتتجاوز سلطة الأجهزة الأمنية والعسكرية. وأعربت أوساط مواكبة لهذا التطور لـ «الراي» عن خشيتها الكبيرة من أن تضاف حصيلة هذا الحادث الى تداعيات أخرى سابقة في ملفات أمنية، مما يعزل لبنان تماماً ويُفقده آخر إمكانات التفهم الدولي لواقعه، ملمحة في ذلك الى ان خطف الطياريْن التركييْن جاء بعد اسابيع قليلة على القرار الاوروبي في تصنيف الجناح العسكري لـ «حزب الله»منظمة ارهابية.

ورغم ان اي اتهام مباشر لـ «حزب الله» بالوقوف وراء خطف التركييْن مورات اكنيبار ومورات آغا في محلة جسر الكوكودي (على بُعد حوالي مئتي متر عن مطار بيروت) بدا محصورا ببعض ردود من قوى 14 اذار حمّلت الحزب المسؤولية نظراً لسطوته الامنية المعروفة على محيط المطار وداخله ايضاً وطالبت بتشغيل مطار القليعات (شمال لبنان) لان مطار رفيق الحريري «ساقط عسكرياً وامنياً بيد حزب الله»، فان مجمل الانطباعات لا تزال تدور حول الدور المحتمل للحزب الذي يلزم الصمت عن الحادث.

لكن الاوساط نفسها لفتت الى جانب آخر في هذا التطوّر، يرتّب على لبنان تبعة اضافية وهو المنطق التبريري بشكل مباشر او غير مباشر لخطف التركييْن ربطاً بقضية المخطوفين اللبنانيين التسعة في منطقة أعزاز على الحدود السورية التركية منذ 22 مايو 2012، ملاحِظةً ان وزير الداخلية مروان شربل نفسه لم يبعد عن هذا المنطق عندما وصف الحادث بقوله «ربّ ضارة نافعة»، مشيراً الى امكان حصول عملية تبادل للمخطوفين.

ويذكر ان شربل الى تحدّث امس عن «قرب التوصّل إلى خاتمة سعيدة لقضية خطف الطيارين التركيين»، موضحاً إن «العمل يتمّ على تتبع حركة الإتصالات في الفترة التي سبقت وتلت عملية الخطف»، ولافتاً الى أن «كل الأطراف الفاعلة على الأرض تساعد في تتبع خيوط العملية لتأمين الإفراج عن المخطوفين بما في ذلك حزب الله».

ومعلوم ان الربط بين عملية الكوكودي ومخطوفي أعزاز فرضه اعلان مجموعة تطلق على نفسها اسم «زوار الامام الرضا» تبنيها العملية التي تُعتبر الثانية لها بعد احتجاز التركي عبد الباسط اصلان لنحو شهر صيف 2012 في اطار الضغط في الملف نفسه. مع الاشارة الى ان اللبنانيين المخطوفين في اعزاز كانوا في زيارة لمقام الامام الرضا في ايران قبل ان تحتجزتهم المعارضة السورية خلال عودتهم الى لبنان (عبر تركيا) في حلب.

وبحسب الاوساط المواكبة لقضية خطف التركييْن فان هذه الوقائع قد تؤدي الى ترسيخ الانطباع ليس عن عجز الدولة على حماية المطار ومنع ظاهرة الخطف بكل ما تحمله من أخطار فحسب، وانما ايضاً على رضوخ السلطة لقواعد الامر الواقع المفروض عليها ومسايرته على حساب صورتها المهشمة والمتداعية والتي تزيد من حجم الإرباك والضغط على الواقعين السياحي والاقتصادي من دون إغفال الأضرار المترتبة على علاقات لبنان الدولية كما على وضع قوة «اليونيفيل» في جنوب لبنان التي تستعد تركيا لسحب وحدتها العاملة فيها مطلع الشهر المقبل. مع الاشارة الى ان عملية خطف الطيار ومساعده خلال توجههما مع طاقم الطائرة التابعة للخطوط التركية الى فندق راديسون في عين المريسة لم يدفع هذه الخطوط الى تعليق رحلاتها الى بيروت وإن كانت كما علمت «الراي» باتت تفرض على طاقمها عدم مغادرة مطار رفيق الحريري في الساعات الأربع التي تفصل بين هبوط الطائرة وموعد عودة الطاقم الى المطار للانطلاق في رحلة الاياب. وفي ظل هذه المعطيات تستبعد الأوساط المواكبة اي حلحلة في المشهد الداخلي خلافاً لكل الرهانات على الجهود التي سيبذلها الرئيس المكلف تمام سلام في المرحلة المقبلة سعياً الى اقناع قوى 8 اذار بحكومة مستقلين او بحكومة حيادية.  ولاحظت الاوساط في هذا السياق ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، ورغم تراجع علاقاته مع حلفائه ولاسيما منهم الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية وبدرجة أخفّ «حزب الله»، لم يخرج أبداً على الخط العام الذي تلتزمه هذه القوى بالنسبة الى الملف الحكومي اسوة بعدم خروجه عن تبرير تورط الحزب في الصراع السوري. ذلك ان عون في الزيارة التي قام بها في عطلة الاسبوع لمدينة زحلة تجنب اولا التعليق على حادث خطف التركييْن ثم اعلن بمنتهى الوضوح رفضه بل وتحذيره من حكومة حيادية او حكومة امر واقع بما ينسجم تماماً وموقف «حزب الله».

وتعتقد الاوساط نفسها ان دوامة التصلب قد تكون مقبلة على مزيد من الفصول لان حادث المطار سيدفع بقوى 14 اذار الى مزيد من التشدد في رفض مشاركة حزب الله في الحكومة على القاعدة التي طرحها الرئيس سعد الحريري وهي عدم مشاركة الحزب وكذلك قوى 14 اذار في الحكومة والذهاب الى طاولة الحوار. وتبعاً لذلك لا تخفي هذه الاوساط خشيتها من ارتفاع وتيرة التصعيد السياسي على خلفية التطورات الامنية الجارية فيما لا شيء يبعث على الامل في ان تكون لدى القوى الوسطية وفي مقدّمها رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط ايّ قدرة على دفع عملية تشكيل الحكومة قدماً باعتبار ان لا سليمان ولا جنبلاط يبدوان في صدد الموافقة على حكومة أمر واقع رغم كل المواقف المتقدمة التي اتخذها كل منهما في الاسبوعين الاخيرين لكنها مواقف يستبعد ان ترقى الى مستوى المغامرة في إغضاب «حزب الله» ومحاصرته في الداخل اسوة بالحصار الذي تكتمل حلقاته عليه من الخارج.

 

بيروت نفت الطلب من رعاياها في تركيا المغادرة

 بيروت «الراي/نفى وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية عدنان منصور ما تردد عن طلب السفارة اللبنانية في انقرة من الرعايا اللبنانيين في تركيا مغادرتها، مؤكدا ان «الدولة اللبنانية لم ترسل اي طائرة لاعادة اللبنانيين من تركيا»، ولافتا الى ان «هذا الخبر يحدث بلبلة بين اللبنانيين في تركيا». واعلن منصور «رفضه اي حالة خطف على الاراضي اللبنانية»، معلنا «تفهمه دعوة تركيا لرعاياها لمغادرة لبنان، والى عدم السفر اليه»، وموضحاً ان «لبنان تبلغ من تركيا قبل عملية الخطف انها تنوي سحب قوتها من اليونيفيل». وكانت تقارير تحدثت عن ان السفارة اللبنانية في تركيا وجّهت رسائل sms الى الرعايا اللبنانيين دعتهم فيها الى المغادرة، وانها أعدّت طائرة لإجلائهم، وذلك غداة طلب انقرة من رعاياها في لبنان المغادرة فوراً بعد خطف الطيار التركي ومساعده على طريق مطار رفيق الحريري الدولي.

 

استحقاقات نيابية قريبة تتطلب توافقاً بين الفرقاء: الجلسة التشريعية وانتخاب اللجان ورئيس البرلمان

بيروت - وليد شقير/الحياة

تؤكد مصادر سياسية بارزة أن عودة النشاط السياسي اليوم، بانتهاء عطلة عيد الفطر، سيفتح الباب على استكمال المداولات السياسية في شأن الاستحقاق الحكومي، على ضوء المستجدات في مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومبادرة زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط بطرح خيار الحكومة الحيادية، لكن هذا لا يعني أن هذه المداولات قد تصل إلى نتائج قريبة في هذا الصدد، في ظل بقاء «قوى 8 آذار» و «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون على رفضها لهذا الخيار وتمسكها بمبدأ تمثيل الفرقاء الحزبيين في شكل مباشر ووفقاً لأحجامها في المجلس النيابي.

وترى هذه المصادر المتعددة، ومنها شخصيات تؤيد خيار الحكومة الحيادية، أن الاندفاعة التي شهدها هذا الخيار منذ كلام سليمان في 1 آب (أغسطس)، لا يعني أن هناك اختراقاً سريعاً يمكن أن يتحقق لإنهاء الفراغ الحكومي، على رغم أنه يتيح استكشاف مواقف الفرقاء من هذا الخيار وإجراء اتصالات على أساسه. ومن الأسباب الإضافية لاستمهال السير بهذا الخيار تأكيد العماد عون أول من أمس أن «حكومة التكنوقراط أو الأمر الواقع تقود البلاد إلى الخراب».

شروط الحيادية

وترى المصادر أيضاً أن الحكومة الحيادية تحتاج إلى جملة شروط منها أخذ الوقت لإنضاج اللجوء إليها في العلاقة مع «قوى 8 آذار»، إذا كان المبرر الأساسي له هو رفض الرئيس سليمان تسليم سلطاته إلى الحكومة الحالية المستقيلة مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، الذي ما زال أمامه بضعة أشهر قبل استنفاد الاتصالات في شأن حكومة يتمثل فيها الفرقاء مباشرة، هذا فضلاً عن الحاجة إلى أن يكون الوزراء الحياديون هؤلاء من نوعية كفوءة، وضمان عدم حصول رد فعل سلبي عليهم من القوى المعارضة لها.

وفي وقت يراهن بعض مؤيدي هذا الخيار على أن تدفع حال الاهتراء التي يعيشها البلد على الأصعدة كافة بفعل استمرار الفراغ الحكومي، «قوى في 8 آذار» و «حزب الله»، إلى القبول في النهاية بصيغة الحريري تقديم التنازلات المتبادلة بعدم الاشتراك في الحكومة المقبلة طالما أن التباعد ما زال كبيراً حول الموقف من الأزمة السورية، فإن من يراهنون على ذلك يقولون إن على «حزب الله» أن يأخذ في الاعتبار أن سليمان، الذي يطرح هذا الخيار، هو الذي وقف ضد قرار الاتحاد الأوروبي تصنيف جناحه العسكري على خانة الإرهاب، ويفترض مبادلته الإيجابية. إلا أن المؤيدين لخيار الحيادية بمن فيهم بعض أطراف «قوى 14 آذار»، يرون أن هذا لا يكفي للجوء إلى تنفيذ هذا الخيار قبل ضمان نجاحه، كي لا يؤدي قيام الحكومة إلى حالة تصادمية تنعكس على الوضع الأمني في البلاد. وهذا ما يفسر ما تردد عن أن الرئيس الحريري كان مع الاستمهال في اعتماد هذا الخيار في سياق حرصه على الاستقرار الذي دفعه إلى تأكيد استعداده للحضور إلى الحوار متى قرر سليمان ذلك، نظراً إلى حرصه على عدم قطع شعرة معاوية مع «حزب الله» على رغم الخصومة الكبيرة بينهما.

لكن الأوساط السياسية التي تؤيد التمهل في خيار الحكومة الحيادية، ترى أيضاً أن هناك استحقاقات أخرى تفرض جولة من الاتصالات حولها بموازاة جولات الاستكشاف حول الاستحقاق الحكومي، أبرزها المتعلقة بالدعوة الرابعة من قبل رئيس البرلمان نبيه بري إلى الجلسة النيابية التشريعية في 20 آب أي بعد 8 أيام، والتي كانت تأجلت 3 مرات بفعل الخلاف على جدول أعمالها الموسع، إذ اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنها تخل بتعاون السلطات في ظل حكومة مستقيلة بسبب وجود 45 بنداً على جدول الأعمال، ورأى أن التشريع في هذه الحال يقتصر على الضروري وأيده في ذلك فريق 14 آذار.

الجلسة النيابية و«التيار الحر»

وتقول هذه الأوساط إن الجلسات السابقة تأجلت لتعذر النصاب بفعل غياب نواب 14 آذار وفريق ميقاتي ونواب «التيار الوطني الحر» الذين كانوا اعترضوا على تضمين جدول الأعمال بند رفع سن التقاعد لكبار العسكريين بهدف التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. وتشير أوساط مقربة من الرئيس بري المصر على عدم تغيير أي حرف في جدول أعمال الجلسة النيابية قبل انعقادها، لأنه يعتبر أن المجلس سيد نفسه ويرفض أن يفرض عليه تعديل الجدول بتأثير من السلطة التنفيذية، أن نواب «التيار الحر» سيحضرون الجلسة المقبلة، ما يعني ضمان نصابها القانوني. لكن أوساط كتلة «المستقبل» ترى أن انعقاد الجلسة في ظل غياب نوابها، وغياب الرئيس ميقاتي يعني غياب المكون السنّي، ما يقود إلى اعتبار الجلسة غير ميثاقية، فهل يستمر الرئيس بري في عقدها، في وقت كان أحجم عن عقدها عند البحث في اقتراح قانون الانتخاب، إذا تغيّب النواب السنّة؟

وفي رأي هذه المصادر أن الأمر نفسه سيُطرح على كتلة نواب «جبهة النضال الوطني» برئاسة وليد جنبلاط الذي كان أيد بري في دعوته إلى الجلسة، فيما جنبلاط حريص على عدم كسر المكوّن السنّي، بقدر حرصه على علاقة التحالف والصداقة - مع الرئيس بري والمكون الشيعي.

وإذ يقترض باتصالات الأسبوع الحالي أن توضح مصير الجلسة، فإن الأوساط السياسية والنيابية التي تنبه إلى الاستحقاقات النيابية الداهمة تشير في الوقت نفسه إلى استحقاق انتخاب أول ثلثاء بعد 15 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وهو على الأبواب، الذي يفرض أمرين:

- انتخاب هيئة مكتب المجلس النيابي ورؤساء ومقرري اللجان النيابية، وإذ يميل الرئيس بري بحسب هذه الأوساط إلى الإبقاء على الأمور كما هي بالتجديد للوضع القائم طالما حصل تمديد للبرلمان 17 شهراً، ولتجنب حصول منافسات على خلفية الانقسام السياسي الحاصل في البلاد فإنها تشير إلى أن الأمر يحتاج إلى توافق يتطلب اتصالات ويحول دون التشكيك بقانونية أي خطوة.

- التمديد للبرلمان لا يلغي مفعول المادة 44 من الدستور التي تنص على انتخاب رئيس ونائب له في كل مرة يجدد انتخاب أعضاء البرلمان. وفي رأي أصحاب وجهة النظر هذه أن هذا يطرح ما إذا كان يجب انتخاب رئيس للبرلمان بعد أن انتهت ولايته المحددة في قانون الانتخاب (4 سنوات). والتي مددت بقانون في 31 أيار (مايو) الماضي، أم إن التمديد يسري أيضاً على رئاسة البرلمان؟

وحسم الموقف من هذه القضية يحتاج أيضاً إلى توافق واتصالات بين مختلف الفرقاء، في وقت تعتبر أوساط الرئيس بري أن التمديد يسري على رئاسة المجلس أيضاً.

 

"الجيش الحر" يستهدف تجمعاً للإيرانيين و"حزب الله" في دمشق بسيارة مفخخة/30 قتيلاً غالبيتهم مدنيون في غارات جوية على معاقل المعارضة في ريف اللاذقية والرقة

دمشق - وكالات: سقط عدد من القتلى والجرحى في انفجار استهدف تجمعاً لإيرانيين ومقاتلين من "حزب الله" وشبيحة النظام في دمشق, ليل اول من امس, بعد ساعات من مقتل نحو 30 شخصاً, معظمهم مدنيون, في غارات جوية شنها الطيران على معاقل لمقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية وفي مدينة الرقة. ففي عملية نوعية, أعلن المجلس العسكري في دمشق أن "الجيش الحر" استهدف بواسطة سيارة مفخخة تجمعاً كبيراً لوفد إيراني وعناصر "حزب الله" والشبيحة في شارع الأمين بحي الشاغور في قلب دمشق, فيما بث التلفزيون الرسمي السوري صوراً ذكر أنها لانفجار عبوة ناسفة ألصقت بسيارة في منطقة البزورية في دمشق, أسفرت عن إصابات وأضرار مادية.

وفي حين أفادت أنباء عن سقوط 42 قتيلاً من الإيرانيين وعناصر "حزب الله" في التفجير, ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان, الذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف أنحاء سورية, ويعتبر الجهة الأكثر صدقية في نقل الأحداث, ان "عبوة متفجرة مزروعة في سيارة انفجرت في منطقة مئذنة الشحم بحي الشاغور, حيث وردت أنباء عن سقوط عدد من الجرحى بينهم ثلاثة أطفال".

ووقع التفجير في دمشق بعد ساعات من مقتل 30 شخصاً على الأقل, غالبيتهم من المدنيين, في غارات جوية شنها الطيران السوري أول من أمس على معاقل لمقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية (غرب) وفي مدينة الرقة (شمال). وذكر المرصد في بيان ان "أكثر من عشرين شخصا سقطوا إثر القصف الذي نفذته الطائرات الحربية على بلدة سلمى بجبل الأكراد (ريف اللاذقية)", مرجحاً ارتفاع عدد القتلى "بسبب وجود جرحى بحالات خطرة ووجود أشلاء". واوضح أن من بين القتلى "ما لا يقل عن عشرة شهداء, يعتقد أنهم مدنيون تحولوا إلى أشلاء, وستة مقاتلين من الكتائب المقاتلة بالإضافة إلى أربعة مقاتلين من جنسيات غير سورية".

وتخوض القوات النظامية معارك لا هوادة فيها لاستعادة قرى سيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية, مركز ثقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الاسد.

وكان مقاتلو المعارضة قرروا فتح جبهة جديدة ردا على تعرض المناطق التي يتواجدون فيها لقصف من القرى المجاورة "التي تستخدم كمنصات لقصف المدنيين", بحسب ناشطين.

وتضم مناطق جبل الاكراد وجبل التركمان في شمال المحافظة الممتدة على الساحل السوري خليطاً من السنة والعلويين "ما يجعل من شبه المستحيل تفادي تحول النزاع فيها الى طابع مذهبي", بحسب المرصد.

وفي شمال البلاد, قتل 13 مدنياً بينهم سبعة اطفال في غارة جوية نفذها الطيران على مدينة الرقة, التي لا تزال تحت سيطرة مسلحي المعارضة.

وأفاد المرصد عن "استشهاد 13 مواطناً في مدينة الرقة من بينهم ستة اطفال إناث وطفل واحد ذكر, وثلاث سيدات ومواطن مجهول الهوية وآخر من مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة, وشاب يبلغ من العمر 28 عاما, وذلك جراء إصابتهم في قصف للطيران المروحي لمناطق في المدينة بالبراميل المتفجرة". وأضاف ان 30 شخصا اصيبوا ايضا بجروح في هذه الغارة على الرقة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام", التابع لتنظيم "القاعدة". وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "الجيش (النظامي) حاول قصف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام في المدينة لكنه أصاب مدنيين". وفي شمال البلاد أيضاً, ذكر المرصد ان القوات النظامية "أعدمت 12 مواطناً بينهم امرأة في قرية تبارة السخاني" الواقعة في ريف حلب. وتمت هذه "الاعدامات" بعد اقتحام القوات النظامية الجمعة الماضي لهذه القرية التي تبعد نحو 20 كيلومتراً جنوب بلدة خناصر التي سيطر عليها النظام الاسبوع الماضي. ووسط مخاوف المجتمع الدولي من تزايد "عمليات العنف الطائفي", تجدد الحديث عن ضرورة ايجاد حل سياسي للنزاع, حيث اتفت واشنطن وموسكو على عقد لقاء خبراء في نهاية الشهر الجاري لبحث تنظيم مؤتمر "جنيف 2" الذي يتأجل باستمرار منذ مايو الماضي.

 

مخطط الفتنة المطلوب من بشار الأسد ونظامه القاتل

المستقبل" اليوم/لا داع للتذكير أو التأكيد مجدّداً على أهمية إفشال مخطط الفتنة المطلوب من بشار الأسد ونظامه القاتل. فذلك يفترض أن يكون بمثابة قلادة معلّقة في عنق كل لبناني عموماً، وكل بقاعي خصوصاً، وكل شخص في عرسال واللبوة خصوصاً أكثر. لكن الأمر يكاد أن يفلت من أيدي العقلاء في المنطقة بمجملها، ولا بد بالتالي وكما قال الرئيس سعد الحريري بالأمس، من اتخاذ القوى الأمنية كل الإجراءات الكفيلة بملاحقة المعتدين، وفي الوقت نفسه، التشديد على عدم الوقوع في فخ الفتنة التي لا تسري عليها حسابات الربح والخسارة التقليدية، بل هي خسارة صافية لكل أطرافها. الفتنة مطلب بشار الأسد الدائم، حاول تفجيرها في أكثر من منطقة، بل وسعى مباشرة عبر ميشال سماحة وعلي المملوك إلى تفجيرها، لأنه يعتقد أن "إصابته" اللبنانية لا يشفى منها إلا بتدمير لبنان، كما يعتقد أن إشعال الحريق عندنا قد يطفئ الحريق عنده، ويجنّبه المصير المحتوم. بغض النظر عن أمراض الأسد وأعراضه وأهدافه، فإن قدر اللبنانيين المحتوم هو العيش مع بعضهم البعض. شاؤوا أم أبوا .. سبق لهم أن جرّبوا غير ذلك وكانت النتيجة أنهم صاروا يأكلون من لحوم جلودهم. .. الأمل كبير ويبقى كبيراً في أن يبقى أهل البقاع النشامى على عهدهم، وطنيين لبنانيين قبل أن يكونوا طوائف ومذاهب متناحرة. لكن وفي موازاة ذلك، فإن حادثة اللبوة أمس تبقى في أول المطاف وآخره، اعتداء على السلم الأهلي وعلى الدولة اللبنانية ومؤسساتها. والواضح أن ذلك الاعتداء له تتمة في بيروت من خلال الاستهداف المستمر لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من قبل المتضررين من انجازاتها. وما تعرّض البعض من أهالي مخطوفي أعزاز للشعبة بالأمس، سوى حلقة في هذه السلسلة .. شعبة المعلومات لا تعمل لفريق "14 آذار" ولا لغيره، وإنما للدولة اللبنانية ولكل أهلها، ومن يستهدفها، لا يريد لهذه الدولة أن تقوم، بل يريد دولة على قياسه، أي فلتانا أمنيا وغير أمني له أول وليس له آخر.

 

على أبواب القرداحة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لأنها مدينة الرئيس بشار الأسد، ومسقط رأسه، والقلعة الأكثر تحصينا، فإن الهجوم عليها يمثل قمة التحدي ومنتهى الشجاعة. كانت مفاجأة كبيرة عندما شاهدنا صور الثوار يقاتلون في بلدات في محيط مدينة القرداحة. أثارت الذعر في أوساط النظام، ورفعت معنويات المعارضة. فهل استهداف القرداحة عمل عسكري دعائي لرفع روح الثوار التي تضعضعت بعد سقوط عدد من المناطق التي كانت تحت سيطرتهم، مثل القصير وبلدات في ريف دمشق ودرعا؟ أم أنه جزء من استراتيجية الهجوم للاستيلاء على الساحل، وبالتالي محاصرة النظام بحرا، بعد أن فقد تقريبا كل معابره الحدودية البرية التي استولى عليها الجيش الحر العام الماضي؟

إن كانت القرداحة عملية استعراضية إعلامية دعائية فلا شك أنها حققت هدفها: أنست المعارضة هزائمها العسكرية والسياسية خلال الأشهر القليلة الماضية، وروعت أتباع النظام. أثبت الثوار أنهم ليسوا في تراجع، بل يتفوقون على ميليشيات العراق وإيران وحزب الله، التي انضمت إلى صفوف الجيش النظامي، بعد أن كان مدحورا بشكل كبير مطلع العام الحالي. كما رفع الهجوم على القرداحة معنويات ملايين السوريين الذين روعتهم الانتكاسة الماضية، ويقلقهم مؤتمر جنيف الدولي المقبل، الذي فرض الأسد شروطه فيه بحجة أنه المنتصر عسكريا. العلة الوحيدة أن العمليات الدعائية لا يدوم مفعولها طويلا، ما لم تفلح قيادة الثورة في تحقيق تقدم حقيقي على الجبهات الأكثر أهمية من القرداحة. دمشق وحلب وحمص مدن حاسمة، تمثل الثقل السوري، والاستيلاء على إحداها يعني تهديد النظام في وجوده، حيث يمكن الانطلاق من إحداها لمحاصرة النظام وإسقاطه. استهداف مدينة القرداحة، وما جاورها من قرى، خدم القضية السورية داخليا، وقد لا يدوم بسبب الغلبة لقوات الأسد هناك، وأتباعه، وربما ينقلب سلبيا بسبب الجماعات المتطرفة التي تخدم النظام السوري سواء بقصد أو من دونه، عندما لا تراعي أخلاق الحرب، وتديرها الأحقاد الطائفية أو الثارات الشخصية. أفعال هذه الجماعات البشعة عمليا هي التي أضعفت الثورة في أشهرها الأخيرة، وخوفت العالم منها، وخوفت حتى السوريين أنفسهم، لأن معظمهم لا يريد الخلاص من نظام وحش ليستبدل به وحشا آخر. ومع أن أكثرنا ملتفت للأحداث الخطيرة في مصر فإن الوضع في سوريا أفضل مما يظنه البعض. فقد حقق الثوار السوريون، في الأسابيع القليلة الماضية، عددا مهما من الانتصارات، لكنها لم تحظ بالاهتمام الإعلامي نفسه مثل القرداحة. فقد أخذوا خان العسل، وسيطروا على عدد المواقع العسكرية المهمة في درعا، واستولوا على مطار «منغ» العسكري بعد أشهر من القتال، وأسقطوا طائرتين، واستولوا على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة والصواريخ في قلمون، ونفذوا عمليات ناجحة في دمشق وريفها. وكل الأحداث على الأرض تقول إن النظام لا يزال عاجزا عن وقف الثوار، رغم المدد الهائل الذي حصل عليه من حلفائه. وكل ما نأمله من القيادات السياسية والعسكرية أن يتجاوز إشكالات المناصب وخلافات المجالس

 

هل مسعى جنبلاط .. ضرب من الخيال؟

 صلاح تقي الدين/المستقبل

مع انقضاء فترة عيد الفطر المبارك، يتوقع أن تعود الاتصالات السياسية المتعلقة بتشكيل الحكومة العتيدة إلى نشاطها، خصوصاً على ضوء الموقف المفاجأة الذي أطلقه رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط والذي المح من خلاله إلى احتمال قبوله بفكرة تشكيل حكومة حيادية، تأخذ على عاتقها على المدى المنظور على الأقل، معالجة المشاكل الاقتصادية والحياتية التي بدأت ترخي بثقلها الكبير على كاهل المواطنين، إذ إن استمرار المراوحة على هذا الشكل قد يدخل البلاد في نفق "المجهول" الذي لا يمكن السيطرة عليه. وإن كانت مواقف جنبلاط كالعادة تشكّل مادة دسمة للتحليلات، إلا أن الموقف الأخير للزعيم الاشتراكي الذي يجب أن "يفسّر كما هو" على ما قال بنفسه، جاء بعدما تلمّس من خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يوم عيد الجيش نيته كسر الجمود المتعلّق بمسألة التأليف، وبعدما كان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قد دعا قبلا بعد أيام قليلة إلى تكثيف الجهود لتسهيل تشكيل الحكومة، فحاول جنبلاط صاحب دور "بيضة القبان" جس نبض الفرقاء كافة من خلال التلميح إلى ذهابه في الخيار الذي كان الرئيس سليمان والرئيس المكلّف تمام سلام يبحثان فيه علناً، وليس سراً، وهو تأليف حكومة حيادية ترضي الجميع، بعدما تبيّن أن تأليف حكومة "وحدة وطنية" مسألة دونها عوائق كثيرة لا يمكن بالسهولة تجاوزها.

غير أن جنبلاط الذي نجح لغاية اليوم في تجنيب البلاد من الوقوع في الفتنة المتربصّة على الأبواب، ليس في وارد "غسل يديه" فجأة من "دماء هذا الصدّيق"، واتخاذ خيار يدرك هو قبل غيره أنه سيعجّل في تفجير الأزمة التي عمل ويعمل جاهداً على تداركها، خاصة على ضوء التطورات الأخيرة التي وقعت بدءاً من خطف الطيارين التركيين وصولاً إلى الكمين الفتنوي الذي أصاب رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أمس ونجاته بعناية إلهية، والتهديد العلني الذي أطلقه أهالي المخطوفين في أعزاز. فهل أن تشكيل حكومة حيادية ضرب من الخيال غير القابل للتحقق؟ على الأقل في ظل المعارضة الشرسة والعنيدة لـ "حزب الله" الذي يسعى بأي شكل من الأشكال لاستعادة الشرعية التي فقدها على جميع الصعد بعد تدخله في الأزمة السورية والمشاركة في حرب بشار الأسد ضد شعبه، وذلك لا يمكن أن يتحقق له إلا من خلال مشاركته في حكومة يكون له فيها الكلمة الطولى، اي امتلاك الثلث المعطل الذي يسمح له إدارة كفة عملها وتوجيهها كما يرغب ويشاء.

وما يزيد من "الطين بلة" هو أنه على الرغم من انشغال المعنيين بعطلة عيد الفطر، إلا أن أي رد إيجابي على مبادرة جنبلاط لم يصدر لغاية الساعة، لا بل على العكس، فإن موقف النائب ميشال عون كان صريحاً وسلبياً بما يكفي إذ اعتبر أنه لا يوجد حياديون في لبنان والحكومة الحيادية تدخل البلاد في أزمة، في حين أن احد مسؤولي "حزب الله" شدّد مجدّداً على أن "لا حكومة من دوننا"، فيما شدّد النائب طلال أرسلان من جهته على أن المطلوب هو "حكومة سياسية موسعة تتحمّل المسؤوليات"، بينما اعتبر نائب حركة "أمل" هاني قبيسي أن قوة الوطن تكمن في معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

لكن بالمقابل، تشير مصادر مواكبة لاتصالات الرئيس سلام إلى ان ثمة خطوة متوقعة لكسر الجمود الحاصل في عملية التشكيل يتوقع ان تظهر اعتباراً من يوم الاثنين، مستندة في ذلك على موقف جنبلاط الذي أعلن أنه لا يمكن الاستمرار في هذه الدوامة. وتؤكد الأوساط نفسها أن سلام في طريقه إلى أن يطرح على الرئيس سليمان تشكيلة حكومية ليست بأي شكل من الأشكال حكومة "أمر واقع" بل حكومة "مصلحة وطنية" كما يحلو له تسميتها، ستضم أسماءً غير حزبية وغير استفزازية وقريبة من صيغة "التكنوقراط" التي يتولى فيها أصحاب الاختصاصات وزاراتهم ليديروا من خلالها شؤون البلاد والعباد بطريقة بعيدة عن الالتزام السياسي الحزبي أو الطائفي الضيّق.

وإذا كان موقف النائب جنبلاط يعني في طياته أنه لا يمانع بمثل هذه التشكيلة الضرورية والملحّة تحت ضغط الظروف الراهنة، فالسؤال الطبيعي والمنطقي هو ماذا سيكون رد "حزب الله" وربما قبل الحزب، كيف سيكون موقف الرئيس نبيه بري من هكذا حكومة؟ وهل سيكون في الوارد أن يقدم النائب جنبلاط على تخطّي الثنائي الشيعي وتأمين صدور التشكيلة الحكومية ومنحها الثقة في المجلس النيابي؟

لقد سبق للنائب عون أن هدّد مباشرة وبالواسطة عبر الوزير السابق وئام وهاب بعدم إجراء عمليات التسلّم والتسليم للوزارات التي يتولى حقائبها، وقد يكون هذا النوع من التمرّد "أهون الشرّين"، لكن لو أن رفض الحكومة جاء على طريقة "7 أيار" أو بالحد الأدنى، اعتصامات ودعوات للتظاهر في الشوارع، فهل سيكون بالإمكان تفادي وقوع المحظور، وانفلات الوضع الأمني وصولاً إلى ما قد لا تحمد عقباه؟

ثم يجب عدم إغفال مسألة التعطيل التي باتت تشكل إحدى سمات الحياة السياسية اللبنانية بكل أسف، فهل سيتم إغلاق المجلس النيابي كما حصل في السابق؟ وبالتالي عدم تأمين شرعية انعقاد الجلسة النيابية التي ستناقش البيان الوزاري للحكومة العتيدة وصولاً إلى منحها الثقة الواجبة قبل مباشرة أعمالها؟ أسئلة كثيرة هي لسان حال المتابعين والمراقبين والمحللين السياسيين، والإجابة عنها ليست رهناً للأيام المقبلة فحسب، بل تتوقف على حنكة جنبلاط وعلى قراءته للواقع السياسي وعلى قدرته على إقناع "حزب الله" بالدرجة الأولى بأهمية الانتقال من مرحلة "تصريف الأعمال" التي وإن كانت تؤاتي الحزب فعلياً، إلا أنها لا تستطيع أن تؤمن له الشرعية التي ينشدها، والتي يكون بابها القبول بالحكومة الحيادية والانتقال إلى طاولة الحوار الكفيلة بتأمين الحل الأنسب لمعضلته.

 

من القصير.. إلى اللاذقية

 علي نون/المستقبل

بغض النظر عن تفاصيل المعارك الدائرة في ريف اللاذقية منذ أيام ونتائجها، فإنها تُعتبر التطور الميداني الأبرز والأهم منذ معركة القصير في 5 حزيران الماضي. سُجِّلت منذ ذلك التاريخ جولات ومحطات بارزة في سياق تلك الحرب، وبعضها كان شديد الأهمية بالمعاني السياسية و"التفاوضية" والعسكرية، لكن انتقال المعارك الى معقل بشار الأسد عَنَى ويعني أمرين بارزين. الأول هو أن وهم قدرة سلطته على البقاء والاستمرار تبعاً لـ"إنجازاتها" الميدانية قد انكشف عن آخره، وبان على حقيقته كما هو من دون تلوين ولا زعبرة: وهمٌ تام لا ينقصه أي تفصيل! والثاني هو أن وصول الحرب فعلياً الى الديار، بعد أن بقيت على مدى سنتين في ديار الآخرين! يفرط فعلياً وعملياً كل أهداف ونتائج معركة القصير، ويدفع الى إعادة وضع الخريطة على الطاولة و"النظر" مجدداً في السيناريو البديل عن السقوط (الآتي) في دمشق!

أُعطيت معركة 5 حزيران 2013 من قبل الممانعين أبعاداً شبيهة بحرب 5 حزيران 1967 !! أي أكبر بكثير من واقعها الفعلي: أرادت سلطة الأسد وأتباعها وداعموها جعل مصير مدينة القصير التي لا تتعدى مساحتها السكنية والعمرانية الكيلومتر المربع الواحد! أمثولة لكل الجغرافية الوطنية الثائرة في كل سوريا! وبلع كثيرون من المعارضة وغيرها ذلك الطعم وذهب بعضهم الى تصديق "مفصلية" تلك المعركة في كل الحرب الدائرة! خصوصاً وأنه بُنيت على أنقاض القصير نظريات تبدأ بـ"حماية ظهر المقاومة" وطرق إمدادها وصولاً الى سعي الأسد لإكمال رسم خريطة تمركزه المستقبلي و"تنظيفها" من شوائب الآخرين، أي تطهير عرقي شبيه بذلك الذي شهدته يوغوسلافيا في تسعينيات القرن الفائت، سوى أنه هذه المرة عابر للحدود: يمتد من الساحل السوري الى البقاع اللبناني وامتداداته الداخلية! عززت ماكينة الأسد وأتباعه تلك القراءة من خلال استئناف الهجوم في حمص، وإتلاف وإحراق مستندات الملكية العقارية بشكل مقصود وممنهج بعد دفع أصحابها إلى التيه في المنافي وتدمير أرزاقهم وبيوتهم وتخريب كل أثر زراعي أو تجاري أو صناعي لهم بشكل يجعل من عودتهم شبه مستحيلة... لكن كل ذلك الضنى التدميري الدموي الأسدي الرهيب، ذهب، أو يكاد، مع الريح الشمالية ذاتها! حملت المقاومة السورية الخريطة وفق رؤيتها هي هذه المرة، والتفّت على الكانتون الموعود من حيث لا يحتسب أصحابه وأعوانهم في القصير: انتقلت من الدفاع في أطرافه الى الهجوم في وسطه وعَصَبه دفعة واحدة وبطريقة فاجأت الكثيرين. بهذا المعنى وبغيره الكثير فإن معارك ريف اللاذقية هي واحدة من أخطر الصدمات التي أصابت سلطة الأسد في هذه الحرب، بل ربما تكون أخطرها وأقساها معنوياً وإعلامياً وسياسياً، حتى لو لم تكن كذلك عسكرياً... حتى الآن!

 

انفلاش السلاح يرفع منسوب العنف ويدمّر العقد الاجتماعي

 فادي شامية /المستقبل

ليس بين آل زعيتر وآل حجولا خلافات عقدية ولا سياسية بالمعنى الواسع للخلافات. العائلتان تنتميان إلى البيئة نفسها الحاضنة لجماعة السلاح في لبنان. في رمضان من العام الماضي تلاسن علي حجولا وسميح زعيتر لأسباب شخصية. تضاربا، ومن ثم جرا عائلتيهما إلى الاقتتال المسلح في منطقة الليلكي بالضاحية الجنوبية لبيروت. نتج عن المعركة التي دامت أكثر من ساعة قتيل هو خليل حجولا، وجريح هو ابنه إبراهيم. تدخل الوجهاء والقوى النافذة في المنطقة فتوقف إطلاق النار. بعد نحو عشرة أشهر تجددت الاشتباكات عندما أراد آل حجولا الاقتصاص من قاتلي خليل. سقط في المعركة قتيل وجريح أيضاً، من آل زعيتر هذه المرة، وأحرقت محطة محروقات لآل حجولا. قبل أيام تجددت الاشتباكات إثر وفاة مهدي زعيتر متأثراً بجراحه سبق أن توفي محمد زعيتر أيضاً في جولات سابقة من المواجهات بين العائلتين- فاندلعت اشتباكات عنيفة، أُحرقت خلالها محطة حجولا مرة ثانية، وسقط ثمانية جرحى من آل زعيتر، الذين استنفروا على نحو غير مسبوق لتعقب آل حجولا، وقد أدى غضبهم إلى اقتحام مستشفى سان تريز والاعتداء على أحد العناصر الأمنية في المستشفى (كسروا أنفه) وحبس الممرضين في غرفة... ولم تنته المسرحية المخيفة إلا بتدخل الجيش الذي حاصر المستشفى طالباً من المسلحين إخلاءها دون أن يوقف أحداً منهم!.

ازدهار العنف المجتمعي

قصة الاقتتال بين آل زعيتر وآل حجولا ليست يتيمة، ففي كل أسبوع قصة تكبرها أو تصغرها حجماً. ومع كل اقتتال عائلي أو حزبي تأكيد جديد على خطورة انتشار السلاح بين الناس وتآكل هيبة الدولة تجاه المسلحين، بحيث يصبح السلاح السبيل الأفضل للتعبير عن الغضب والكرامة العائلية. وفي التدقيق بسلوك المجتمع اللبناني يظهر أن نسبة العنف فيه ارتفعت بشكل غير مسبوق، تحديداً منذ انفلاش السلاح قبيل وبعد السابع من أيار، وأنه تصاعد بشكل أكبر في العامين الأخيرين في ظل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، مع ملاحظة أنه لم يعد مقتصراً على البيئة التي تؤيد سلاح "حزب الله"، وإنما انتقل عن طريق التقليد إلى معظم المناطق اللبنانية.

أدى هذا الواقع إلى تضرر العلاقة بين المواطن والدولة، فلا هو بات يعتبرها السبيل الوحيد لإحقاق الحق، ولا هي فعلياً قادرة على ذلك بفعل تأكل هيبتها وعجزها أمام القوى المسلحة، ما يعني مزيداً من تسلح المواطنين واعتمادهم على ذواتهم. أما بين المواطنين فالعقبة أشد نتيجة تدمير العقد الاجتماعي؛ وقد بات كثير من اللبنانيين في حال طلاق مع مكونات أخرى من مجتمعهم الوطني، فيما خفض بعضهم من توصيف علاقته بالآخر من خصم إلى عدو، وبات الإشكال الفردي بين شخصين من طائفتين مختلفتين نذير حرب أهلية. ولم يقتصر الأمر على المختلفين طائفياً أو سياسياً، فقد بات سلوك العنف المسلح مستحكماً بين أبناء الملة الواحدة والبيئة الواحدة، وعلى نحو بشع، ولأسباب تافهة... بل أصبح سلوكاً متقَبلاً بين أبناء البيت الواحد. لعل المثال الأكثر فجاجة على الدرك الذي وصل إليه سلوك اللبنانيين؛ مجزرة بلدة الخريبة- قضاء بعلبك في 31/8/2011 عندما اقتتل الخال مع أبناء شقيقته من أجل أرض مساحتها ستة أمتار، فكانت النتيجة مقتل ستة من عائلة واحدة بين أخ وزوجة أخ وابن، وعدد آخر من الجرحى (حصل خلاف مشابه على قطعة أرض قبل أيام في بلدة القصر الحدودية بين شقيقين فقُتل الأول وأصيب الثاني). وإذا كانت أكثر الاشتباكات وأبشعها تحصل في المناطق التي يسيطر عليها "حزب الله" وحلفاؤه ممن يؤيدون السلاح غير الشرعي؛ فإن الأمر بات ظاهرة عامة تحصل في غير منطقة في لبنان، وما اشتباكات ليلة عيد الفطر لهذا العام في الضنية والتي راح ضحيتها عدد من الجرحى من آل علم الدين وفتفت ببعيدة عن الذاكرة. مساوئ استعمال السلاح ليست هذه فحسب؛ فقد بات لكل ابتهاج بإطلالة زعيم ضحاياه، ولكل حزن بوفاة عزيز ضحاياه، وباتت حرمات الجامعات والمستشفيات مستباحة بالسلاح، وفرض القناعات على الآخرين وتفجير محالهم أو سياراتهم أمراً عادياً، وبات التعدي على أملاك الغير أو مشاعات الدولة أو مخالفة قوانين البناء وإجراءات السلامة العامة أمراً معهوداً... بل بات إطلاق النار على القوى الأمنية أمراً سهلاً ومتكرر الحدوث.

..والخطف ظاهرة انتشار السلاح استولدت ظاهرة أخرى بالغة الخطورة؛ الخطف. استفحلت هذه الظاهرة على نحو غير مسبوق مؤخراً وتنوعت أسبابها ما بين السياسي والجنائي.

أشهر عمليات الخطف أربعة؛ وقعت كلها بعد إسقاط حكومة الرئيس الحريري تحت تهديد السلاح في 12/1/2011: خطف الأستونيين في 23/3/2011- ولادة الجناح العسكري لآل المقداد وخطفه مجموعة كبيرة من السوريين والأتراك في آب من العام الماضي رداً على خطف شخص من آل المقداد في سوريا- توسع الاختطاف المتبادل بين أهل عرسال وجوارها اعتباراً من شهر آذار الماضي إثر خطف حسين كامل جعفر- خطف القبطانين التركيين قبل أيام على طريق المطار من قبل جماعة تطلق على نفسها اسم: زوار الإمام الرضا. ويكفي الاطلاع على سجل أبرز عمليات الخطف للعام 2013، للدلالة على حجم انتشار هذه الظاهرة المدمرة للمجتمع والدولة:

ـ في شهر شباط الماضي خُطف رجل الأعمال اللبناني نجيب يوسف في محلة أبو الأسود جنوب لبنان. في الشهر نفسه خُطف الطفل محمد عواضة ابن رجل الأعمال نضال عواضة من أمام منزله في وطى المصيطبة. بعدها بساعات خُطف قاسم حسين غادر من بلدة جدرا. في شباط أيضاً حدثت قصة خطف طريفة؛ عندما خُطف نزيه نصار من بلدة بريتال بهدف أخذ فدية، لكن الخاطفين وبعد 27 يوماً قرروا إطلاق سراحه دون فدية: "كرمال السيد حسن نصرالله الذي أجبرنا على تخلية سبيلك"، وفق ما جاء على لسان نصار نفسه!. ـ في شهر آذار سجل خطف عامر أبو شاهين من الجبل، وثمانية من علويي سوريا في وادي خالد.

ـ وتمكن جواد نصر الدين من الإفلات من خاطفه في بلدة البقيعة في راشيا الوادي، مطلع شهر نيسان. ـ وفي شهر أيار خُطفت أربع أجنبيات من ملهى ليلي في زحلة، وخطف بطرس سليم عطالله من أمام ملهى ليلي يملكه في زحلة أيضاً.

ـ في شهر تموز الماضي خطفت الفتاة شهيدة فاروق زعبي (11 عاما) من جبيل.

وآخر أعمال الخطف طالت الكابتن التركي ومساعده على طريق المطار. لكن اقتران الخطف بالكمائن المسلحة هو أحدث الظواهر وأخطرها، لأنه يجمع شرين معاً؛ الخطف والقتل. وكمين عرسال الذي تبنته مجموعة مسلحة جديدة، عقب نجاح تبادل المخطوفين بين أهالي عرسال وآل المقداد منعرج خطير في واقع البلد المضطرب ... على وقع السلاح غير الشرعي؛ علة الداء الذي فتت الدولة والمجتمع.

 

"قرار وضع الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب واضح ولا حاجة لتحليله"/السفير البريطاني في لبنان لـ "المستقبل": زمن الاستعمار ولّى والكلام عن المؤامرة من الماضي

 فاطمة حوحو/المستقبل

يسكب سفير بريطانيا في لبنان توم فليتشر الشاي لدى لقائنا معه في مجمع السفارات، استراحة الشاي ما بعد الظهر عادة انكليزية لا تتغير مع تغير السفراء، الذين ينقلون عاداتهم ويكتسبون عادات جديدة من البلد الذي يعيشون فيه مرحلة من حياتهم الديبلوماسية، فقد وزع فليتشر المغلي اللبناني في مجمع تجاري لدى ولادة الطفل الملكي، وهو يشارك في نشاطات مختلفة غير اعتيادية شبابية ونسائية واقتصادية، وينسجم الى اقصى حد في الحياة اللبنانية. لا يخفي فليتشر اعجابه بلبنان وبحيوية العمل فيه، رغم حال التخبط التي يعيش فيها، ويلفت الى أن قرار الاتحاد الاوروبي القاضي بوضع الجناح العسكري لـ"حزب الله" على قائمة الارهاب واضح وهو معاقبة المسؤولين عن حادث التفجير في بورغاس، بعد ان اكتمل عقد جمع الادلة عن تورط عناصر من الحزب في الامر، وبالتالي ليس هناك حاجة الى تحليله، والقنوات مفتوحة للحوار مع سياسيي الحزب كونه حزباً لبنانياً وممثلاً في البرلمان.

ويرد على دعوة نائب "حزب الله" نواف الموسوي لمقاومة الاستعمار الاوروبي ضاحكا: "زمن الاستعمار ولى"، منتقدا "استخدام مصطلحات من الماضي والترويج لأفكار قديمة عن المؤمرات".

وانتقد قصف المدنيين في سوريا وتهجيرهم، مؤكداً أن "الشعب السوري يستأهل الافضل" وأنه لا بد من دفع عجلة العملية السياسية الى الأمام.

[ كيف تقرأون التطورات في لبنان بعد مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان في عيد الجيش ودعوته الى الحوار وانتقاده للسلاح غير الشرعي بيد "حزب الله"؟

ـ السياسة في لبنان حيوية ولها نكهة خاصة، على الرغم من أنه من غير الاعتيادي ألا يكون العمل السياسي إجمالاً عملاً غير حيوي، وقد استنتجت بعد الاستماع لخطاب الرئيس سعد الحريري وللأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله أنه لا بد اليوم من الحوار أكثر من أي وقت مضى، فالحوار المباشر يمكن أن يزيل الجدار الموجود حالياً بين اللبنانيين والذي يمنعهم من التلاقي ويكسر الجمود الحاصل ونحن مع الرئيس سليمان في دعوته الى الحوار ونؤيدها كلياً.

حياد لبنان

[ .. ولكن هل القرار بيد اللبنانيين الآن أم هو بيد الدول المحيطة كما يقول البعض؟

ـ من المهم وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة الموجودة في لبنان وتاريخ التدخلات الخارجية في أوضاعه الداخلية، تحويل التحديات القائمة أمام لبنان الى فرص للحل. فللمرة الأولى النظام السوري مشغول بوضعه الداخلي وليس لديه القدرة على التدخل أو اللعب في الساحة اللبنانية، المجتمع الدولي من الولايات المتحدة الأميركية الى فرنسا الى بريطانيا الى روسيا وحتى الى الصين، هناك توجه ومحاولة لإحاطة لبنان من التأثيرات السورية وحمايته من المخاطر، حتى إن تصريحات المسؤولين الإيرانيين والسعوديين تصب في خانة عدم زعزعة استقرار لبنان والابتعاد عن تأزيم الوضع. وهذا الأمر يشكل فرصة للبنانيين يجب على سياسييه تلقفها والعمل من أجل إبعاد لبنان عن المشكلات وعدم السماح بحصول أي اضطراب، والتحدي الكبير أمام الزعماء السياسيين اللبنانيين هو ملء الفراغ الحاصل حالياً فالفرصة الدولية والعربية موجودة والكرة في ملعبهم.

[ في ظل عدم وجود حلحلة في أوضاع المنطقة، هل باستطاعة اللبنانيين إحراز تقدم ما في الحوار؟

ـ على اللبنانيين أن يبادروا، نحن نحاول خلق الظروف المؤاتية من أجل دفع السياسيين اللبنانيين نحو الحوار والالتزام بمقررات ما جرى الاتفاق عليه في إعلان بعبدا، الإطار واضح وجدي وموجود، أعتقد أن اللبنانيين يحتاجون الى رؤية موحدة حول وطنهم ومن السهل أن يلتقوا ويكفوا عن إلقاء اللوم على الخارج، وأنا أقول انه من السهل التطرف وأخذ مواقف متطرفة إلا أن هذه المواقف تدل على أن صاحبها يتطلع الى أفق قصير بينما المطلوب والتحدي الأكبر أمامه هو التطلع الى مستقبل لبنان على المدى الطويل، وهنا لا بد من نقاش حول النظرة الجامعة المشتركة التي توحد رؤية اللبنانيين حول وطنهم الذي يريدونه وحول مستقبل بلادهم وهذا السؤال مطروح وعلى اللبنانيين فقط الإجابة عنه، لا يجوز إلقاء اللوم على الخارج ولا على أيام "سايكس بيكو"، فهذه عادة سيئة للهروب من مواجهة الإجابة عن الأسئلة الراهنة، اللبنانيون فقط يقررون أي مستقبل يريدون.

نظريات المؤامرة

[ ألا تجد أن الانقسام الحاصل بين اللبنانيين من الصعب أن يؤدي الى ترميم العلاقات وبناء الجسور؟

ـ الانقسام في لبنان ليس بين فريقي 14 و 8 آذار وليس بين السنّة والشيعة وليس بين مؤيد للغرب وآخر مؤيد للشرق، الاختلاف هو على فكرة لبنان، على وجوده واستمراره كدولة مستقلة وذات سيادة، هناك بين اللبنانيين من استسلم ويعتمد على طائفته من أجل حمايته، وهناك من لا يزال مؤمناً بلبنان وكيانه، وهناك من فقد الأمل ورحل، أنا شخصياً أجد نفسي مع الفريق الذي يؤمن بفكرة لبنان وضرورة وجوده، وآسف لأن هناك من لا يزال يصدق نظريات المؤامرة عن خصمه السياسي، أنا أمضي الكثير من الوقت لشرح أمور الفريق الآخر الذي لديه رؤية مختلفة، يجب أن تكون هناك رؤية عقلانية معتدلة للأوضاع، وعدم أخذ الناس نحو التطرف في المجالس الخاصة، ومن أجل ذلك لدي ثقة كبيرة في إمكانية نجاح الحوار.

[ من الواضح أن هناك محاولة إذكاء للصراع السني الشيعي في المنطقة ولبنان جزء وساحة كما يبدو لتأجيج هذا الصراع الذي تعمل عليه بعض الدول، ما هو رأيكم؟

ـ ليس هناك صراع، هناك محاولة للضغط في هذا الإطار من أجل خلق المزيد من التعقيدات بين السنة والشيعة في لبنان، إضافة الى الوضع في سوريا والعراق حيث الضغوط مستمرة من أجل تأجيج الصراعات الطائفية، أنا لا أعتقد أن المسؤولين اللبنانيين يريدون زيادة التعقيدات الموجودة بين السنة والشيعة، هناك مسؤولون جديون في العمل من أجل منع تأجيج مثل هذا الصراع، واللبنانيون سواء كانوا في طرابلس أو صور لا يريدون المشكلات، هم يبحثون عن حياة آمنة ومستقرة، يريدون العيش المشترك، والقيام بوظائفهم ومتابعة الحياة العادية، يذهبون الى أعمالهم، المسؤولون الأقوياء في لبنان ليسوا بحاجة الى استخدام اللعبة الطائفية، المسؤولون الضعفاء فقط يستخدمون هذا الأسلوب من أجل شد العصب الطائفي".

القرار الأوروبي

[ ماذا وراء القرار الأوروبي بوضع الجناح العسكري لـ"حزب الله" على لائحة الإرهاب؟

ـ العديد من السياسيين اللبنانيين يحاولون أن يحوّروا قصة القرار الأوروبي، الأمور واضحة ولا يجب تحليل الأمر في غير منحاه وأخذ القرار الى ما ليس هو عليه، القرار بسيط ولا يمكن وضعه بإطار دعم إسرائيل بمواجهة "حزب الله" أو العكس، القرار لا علاقة له بهذا الصراع ولا علاقة له بتطورات الوضع في سوريا، القصة ببساطة أن هناك هجوماً نفّذ في أوروبا وأشخاصاً ماتوا في الهجوم على القافلة في بورغاس في بلغاريا ويجب عدم السماح لهم بالتهرّب من العقاب، والقرار اتخذ حتى يصعب على الأشخاص الذين يفكرون القيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية في أوروبا أن يقوموا بها، ولذلك وضعنا الجناح العسكري في "حزب الله" على لائحة الإرهاب، هذا القرار ليس عن "المقاومة" وليس عن إسرائيل وليس ضد "حزب الله"، هذا رد محدد لتجريم الفعل في انفجار بورغاس ولتجريم كل من يحاول القيام بعمليات إرهابية، ولا أساس من الصحة للكلام الذي قيل عن أن هذا القرار عدوان على لبنان أو على الشيعة، إنه قرار خاص اتخذ بسبب الحدث الذي حصل ونحن حاولنا أن ندير الأوضاع بشكل لا يكون لهذا القرار أي ارتدادات سيئة على لبنان، وأعتقد أنه من الجنون عدم اتخاذ خطوات عملية تمنع أي شخص قام بعمل إجرامي من المحاسبة.

[ يقال إن بريطانيا كانت وراء القرار الأوروبي؟

ـ بريطانيا أدرجت الجناح العسكري لـ"حزب الله" على لائحة الإرهاب قبل قرار الـ28 دولة أوروبية، نحن لم نغير موقفنا والذي حصل أن دول الاتحاد الأوروبي أدرجت الجناح العسكري للحزب على لائحة الإرهاب على خلفية الحدث البلغاري، إلا أن كل وزرائنا حين اتخذ القرار في بريطانيا شددوا على أهمية الحوار مع الجناح السياسي في "حزب الله" كونه يتمتع بشرعية ولديه مؤيدون في الساحة اللبنانية، وأنا سأذهب الى ما هو أبعد من ذلك، نحن نشجع الحوار مع "حزب الله" ونعترف بدوره على الرغم من اننا لا نتواصل معه لاسباب متعددة، ولكن نشجع زملاءنا في دول الاتحاد الأوروبي ومن خلال الدول المشاركة في قوات "اليونيفيل" على التواصل والحوار معه والتمييز بين الجناحين العسكري والسياسي، نحن لا نعتبر ان كل من هو في "حزب الله" ارهابياً. نحن لا نقفل قنوات الحوار مع هذا الحزب، ونؤمن ان باستطاعته لعب دور سياسي في لبنان ونشجع على ذلك.

[ ولكن عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي دعا الى مقاومة "الاستعمار الأوروبي"؟

ـ زمن الاستعمار ولّى، ولكن في بعض الأوقات يجد بعض السياسيين مناسبة لاستعادة مصطلحات من الماضي والترويج لافكار قديمة عن المؤامرات وهذا سؤال يجب ان يوجه الى الموسوي لمعرفة المقصود منه، يمكن ان افهم ان يكون الحزب غاضبا لانه تم كشف النشاط الأمني لجناحه العسكري في اوروبا، وأنا استمعت بدقة الى خطاب نصر الله مثلما افعل دائما وأحاول ان افهم حقيقة معاني ما يقوله ووجدت انه اختار ان يفسر القرار الأوروبي بطريقة خاطئة، "حزب الله" يحاول ان يقول للناس شيئاً آخر، وان يخلط الأمر بالموضوع الاسرائيلي وهذا خطأ.

[ هل يمكن ان يهرب "حزب الله" من جديد الى حرب مع اسرائيل مثلاً؟

ـ أنا موجود في لبنان منذ سنتين، وتعلمت انه من غير الممكن القيام بمراهنات عما قد يحصل، املي ان لا تحصل مغامرات، وأجد في هذه المرحلة حزب الله يتبع ايران في تدخله في سوريا، واسرائيل تراقب التطورات بقلق، ولا أعتقد أن الطرفين يريدان الحرب.

[ ما رأيكم بتفسير البعض القرار الأوروبي بأنه هروب من اتخاذ قرار اوروبي يدعم المعارضة السورية؟

ـ كلا، لا علاقة أبداً، الموقف من"حزب الله" يتم التداول به منذ اكثر من سنة وكان لدينا ادلة على تورطه، ولم نكن نريد التسرع باتخاذ القرار وتوجيه اصابع الاتهام، وليس له علاقة بدعمنا المعارضة السورية، ونحن نهدف الى ايصال المساعدات للمحتاجين المدنيين ونريد الدفع بالحوار بين السوريين الى الامام، وهو ليس على علاقة بموضوع دعم تسليح المعارضة او عدمه، لكننا كنا ننافش هل تسليح المعارضة يمكن ان يشجع الأطراف على حضور مؤتمر جنيف ام لا والخلاصة التي استنتجناها هي ان قرار التسليح لن يغير في هذا الوقت ولن يدفع بعجلة الحوار والحل السياسي للازمة السورية الى الامام، الحل في سوريا ليس المزيد من الاسلحة، بل المزيد من العمل السياسي وهو محور اهتمامنا.

[ الى أين تذهب الازمة السورية؟

ـ لا احد يستطيع معرفة ما قد يحصل، الأمور تتأرجح والصورة غير واضحة، تارة تسيطر قوات النظام على منطقة وتارة المعارضة، كر وفر، ولكن ما يحزنني ويغيظني ان يكون هناك اكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان وان يقع 100 الف قتيل ولا يعرف من قتلهم، الأكثرية على الأرجح قضوا على يد قوات النظام، وما يغضبني ايضا قصف المدنيين بالطائرات، من هنا نحن ندعم انسانيا الشعب السوري بمئات الملايين من الدولارات وقدمنا 120 مليونا من اجل دعم اللاجئين في لبنان وحل المشكلات حتى لا تكبر وحتى لا ندع الازمة السورية تؤثر على لبنان، لا اعرف ما هو الفصل الثاني من الازمة السورية، لكن ما اعرفه ان الشعب السوري يستحق ما هو افضل، هناك متطرفون من الجانبين، النظام والمعارضة، ونحن وضعنا "جبهة النصرة" في لائحة الارهاب، ولكن يجب ايجاد مكان في الوسط والتقدم بالحل، لا يمكن لنا ان ننتظر بعد من اجل الدفع بالعملية السياسية في سوريا الى الامام.

[ كيف تنظرون الى مشاركة "حزب الله" في القتال بسوريا؟

ـ امر محزن جداً لانه لم يلتزم سياسة النأي بالنفس التي حظيت بتأييدنا ودعت اليها حكومة يشارك فيها "حزب الله"، الذي كان يقول ان الأهم بالنسبة إليه استقرار لبنان، لكنه غير رأيه وقدم المصالح الايرانية على مصلحة لبنان وهذا ما نعتبره نكسة، اتمنى ان لا يتورط اللبنانيون اكثر في الازمة السورية، ولا اعتقد ان "حزب الله" يريد جر لبنان الى حرب أهلية.

[ هل تعتقد أن إطلاق الصواريخ على بعبدا رسالة دموية الى رئيس الجمهورية؟

ـ لا أعرف من أطلق الصواريخ ولا أريد أن أشير الى أي جهة من دون إثبات، ولكن المسؤول أراد خلق مناخ من الخوف والقلق وإذكاء الخلاف، والمهم أن يقوم اللبنانيون برد هذا الأمر، فمن قام بهذا الأمر عديم المسؤولية ويجب إحضاره للعدالة وكذلك يجب إحضار جميع المسؤولين عن الاغتيالات في لبنان، ونحن في هذا الإطار ما زلنا نتابع دعمنا للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وسنواصل دعمنا للحوار الوطني ولمشاركة "حزب الله" فيه، وعدم إقصاء أي طرف عنه، لقد عملت في إطار نشاطي الديبلوماسي لسنوات عديدة حول موضوع إيرلندا الشمالية واستنتجت أنه لا يجوز إهمال أي طرف من دائرة النقاش.

[ أعلنتم أكثر من مرة دعمكم للجيش اللبناني، هل تقرنون القول بالفعل؟

ـ الجيش اللبناني هو خط الدفاع الأول عن البلد ولذلك قررنا دعمه، فعندما نبحث مع قيادة الجيش اللبناني في طبيعة المساعدات نحاول تلبيتها بشكل سريع، وقد نبهني قائد الجيش العماد جان قهوجي أن الدول المانحة تتأخر في تقديم المساعدات نتيجة البيروقراطية القائمة، إذ نطلب حاجيات ولكن يتم تلبيتها بعد 3 سنوات وبعد إرسال لجان للكشف والتحقيق، وأنا أجبته قل لنا ماذا تريد وسنكون أول ما نلتزم وسنفعل، نحن لا نقول كلاماً بل نفعل، وقد زدنا من دعمنا عشرة أضعاف للجيش في إطار توجهنا لدعم الاستقرار في لبنان، وقدمنا مساعدات تفوق 120 مليون دولار من أجل إبعاد لبنان عن دائرة الخطر لا سيما عن خطر ما يجري في سوريا.

 

لبنان مات

محمد سلام  

 لبنان الذي نعرفه مات. مات بصيغتية (لبنان-الطائف، وما قبل الطائف). حقبة الجنازة هي التي نعيش فصولها الآن بين خطف وقتل وتهديد ومعالجات كسيحة تتدنى إلى قعر المسخرة. الدفن آت وقد سبقه صراع الورثة على التركة. مشهد المستقبل يعبّر عنه المثل الشعبي: من يعش يحكي ما حصل.  مسخرة العصر تجلّت بزيارة أعضاء لجنة الأشغال العامة والنقل "النيابية" مطار رفيق الحريري الدولي للإطلاع على أوضاعه وأوضاع العاملين فيه بعد خطف الطيار التركي ومساعده على أبواب المطار، وعلى بعد "أشبار" من نقطة للجيش مكلّفة حماية "حرم" المطار.  ليس المقصود الاستهزاء باللجنة ولا بأعضائها الكرام. بل المقصود هو الإضاءة على حقيقة أن زيارة اللجنة لمطار يحتله الحزب الإرهابي لن تأتي بنتيجة، إنطلاقاً من واقع فشل شقيقتها لجنة الدفاع “النيابية ” في إستعلام ما جرى في عبرا وصيدا.  فإذا كانت لجنة الدفاع قد فشلت حتى في "الإستعلام" عن دور الحزب الإرهابي في عبرا وصيدا بعدما أدار وزير الدفاع المصروف ظهره لها، فلماذا يمكن للجنة الأشغال أن تنجح، سواء في الاستعلام عن أحوال مطار يحتله الإرهاب، أو في إجتراع حلول لتأمين هذا المطار المحتل؟  المطار يحتله الحزب الإرهابي منذ فشلت حكومة 14 آذار في "إستئصال" إحدى كاميرات الإرهاب التي كانت تراقب مدرجاته، فعن ماذا تريد لجنة الأشغال العامة والنقل "النيابية" الإستعلام؟  أتريد أن تستعلم عن مطار يقتل من يغادره "سراً" كما قتل النائب الشهيد جبران تويني، وكما قتل الشهيد اللواء وسام الحسن؟  الدولة تنتحب، تبكي، تلوك الهواء، تضرب في الأرض ولا تستخرج الماء. إنه مشهد جنازة، طابعها الأبرز هو "اللطم" أو الرقص بالنعوش على إيقاع جوقة الحزب الإرهابي التي تتردد أصداؤها من شاطىء المطار إلى جرد عرسال مروراً بصواريخ بعبدا وقصر الجمهورية فيها. لبنان الطائف مات في تشرين الأول العام 2004 عندما حاول الحزب الإرهابي اغتيال الوزير مروان حمادة لمنع تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559، وهو مجرد نسخة دولية عن إتفاق الطائف الذي دعا إلى حل الميليشيات ولم يأت على ذكر مقاومة مزعومة كانت دوما إرهاباً. يوم صدور الطائف قتل الرئيس الشهيد رينة معوض كي لا يطبقه.  ولبنان الطائف دفن يوم اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط العام 2005، وذهبت بعده قوى 14 آذار إلى تحالف إنتخابي مع قتلته الإرهابيين.  الدولة غير قادرة على النأي بنفسها عن الحزب الإرهابي، أم ترى هي غير راغبة في ذلك. تنشر جيشها على طريق اللبوة-عرسال بعد، وليس قبل، الكمين المسلح الذي قتل شخصاً وجرح ثلاثة كانوا عائدين مع رئيس بلدية عرسال علي الحجيري من صلح عشائري برعاية مخابرات الجيش.

الدولة لا تستطيع حماية إدارة أمنية قامت بواجبها في توقيف شخص للتحقيق معه على خلفية خطف الطيار التركي ومساعده. تنشر جيشها على طريق المطار لمنع "أهالي" المخطوفين من احتلال مطار يحتله حزبهم الإرهابي أصلاً. الدولة تحمي مطاراً محتلاً! لماذا؟ ما الجدوى من حمايته؟ فليحتله الحزب الإرهابي علناً، ممثلاً بما يسمى أهالي مخطوفي أعزاز،  لعله في ذلك يفضح إرهابه أكثر بدلاً من التلطي وراء دولة ماتت وصارت ستارة للإرهاب، يرفعها السيد حسن نصر الله ساعة يشاء ويسدلها ساعة يشاء.  كشّر الحزب الإرهابي عن أنيابه، وشن حملة على شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي لأنها "تطاولت" عليه وتجرأت على توقيف شخص على خلفية خطف التركيين.  أتدرون لماذا يحقدون على شعبة المعلومات؟

لأن شعبة المعلومات هي الإدارة الأمنية الوحيدة (الوحيدة) في لبنان التي كشفت وتكشف جرائم الحزب الإرهابي، ولا تشفع لها إنجازاتها الكبرى في مجالات عدة، ليس أقلها كشف شبكات التجسس الإسرائيلية ضمن بيئة الحزب الإرهابي. بقية الإدارات الأمنية لا تقارب موضوع الحزب الإرهابي... كي لا نقول أكثر من ذلك.  المدعوة "الحاجة" حياة تفاخر بأن مجموعات من أهالي مخطوفي أعزاز يجولون البلد بحثاً عن مواطنين أتراك لخطفهم. والدولة تتفرج ولا تتحرك!  حتى أعداء الإرهاب من المسؤولين اللبنانيين، من روحيين وزمنيين، صاروا يعتبرون الإرهاب "المشين" سلطة ويطالبونه "بالإفراج"  عن المخطوفين التركيين على الأرض اللبنانية، بدلاً من المطالبة بتحرير الرهينتين التركيتينً!  صار المجتمع الدولي يحمي ظهر الإرهاب في منطقة جنوبي نهر الليطاني، وما عاد القرار 1701 يحمي لبنان. فماذا يمكن أن يحصل إذا قرر المجتمع الدولي التوقف عن حماية ظهر الإرهاب، سواء بسحب اليونيفل من الجنوب، أو بترك حرية الانسحاب للدول التي تنشر قواتها جنوبي الليطاني.

 بل ماذا يمكن أن يحصل للبلد كله إذا قررت إسرائيل أن تشن حرباً على الحزب الإرهابي؟

 هل يترك الشعب اللبناني ليدفع هو، كله، الثمن نيابة عن الحزب الإرهابي، ثم يعود الحزب الإرهابي ليحكم الشعب اللبناني كما حصل بعد حرب العام 2006.  ألا يحق لهذا الشعب المسكين بمطار غير ملوث بتهمة الإرهاب كي يبقى عاملاً يوم تستهدف إسرائيل مطار الحزب الإرهابي؟

 ألا يحق لهذا الشعب المسكين بحكومة "نظيفة" يقبل المجتمع الدولي بالتعامل معها شرط ألا يتمثل فيها الحزب الإرهابي، وشرط ألا تدافع عنه وعن إرهابه؟

 لبنان الذي نعرفه مات. كل مسؤوليه لا يتجرأون على النأي بالبلد عن الحزب الإرهابي الذي قتله. الشعب اللبناني يسير في الجنازة ويهتف: "لا نريد أن ندفع ثمن الإرهاب."فليأخذ الحزب الإرهابي مطاره، وليحصل الشعب اللبناني على مطار غير إرهابي.  فليأخذ الحزب الإرهابي حكومته، وليحصل الشعب اللبناني على حكومة غير إرهابية أو لا تحمي الإرهاب.

فليقاتل الحزب الإرهابي في أرض الأسد ضد الشعب السوري. بل فليرسل المزيد من شعبه للقتال هناك طالما أن الدولة اللبنانية الخاضعة للإرهاب غير قادرة على منعه من ذلك أو ربما غير راغبة في منعه.

هل سيؤلف تمام بيك سلام حكومة تغطي قتال الحزب الإرهابي في سوريا؟

 هل سيؤلف تمام بيك حكومة تغطي احتلال الحزب الإرهابي لمطار رفيق الحريري؟

 هل سيؤلف تمام بيك حكومة تغطي احتلال الحزب الإرهابي لبيروت، بدءاً بمحيط داره ودار أبيه وجده؟

 هل سيؤلف تمام بيك حكومة يتضمن بيانها الوزاري إعترافاً بالحزب الإرهابي على أنه "مقاومة"؟

الشعب يلطم في جنازة لبنان الذي مات ويهتف: "أنقذونا من الإرهاب."

ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يأمر بتوقيف خاطفي التركيين، وقاتلي العرساليين.

لا شك في أن فخامة الرئيس جاد وصادق، ولكن من السذاجة الاعتقاد بأن الدولة التي لم تعثر على مطلقي صواريخ بعبدا، ولم توقف قتلة رفيق الحريري، أو من حاول قتل بطرس حرب وغيرهما، ستوقف الخاطفين والكامنين.

لبنان مات. حتى حدوده المعترف بها دولياً يبدو أنها ماتت. وعلى اللبنانيين حماية وجودهم في مواجهة الإرهاب، حتى يقضي الله أمراً ما زال مجهولاً.

ونردد سؤال الزعيم الدرزي وليد بيك جنبلاط: إلى أين؟ الجواب الوحيد المتوفر هو: "يللي بيعيش بيحكي."

 

"حزب الله حوّل مطار بيروت رهينة لابتزاز لبنان والعالم"/نواب "المستقبل": خطف الطيارَين مرتبط بالملف الإيراني

المستقبل/رأى نواب في كتلة "المستقبل" أمس، أن "ما حصل في الأيام الأخيرة هو محاولة تأكيد بأن السلاح هو الوحيد المهيمن والمسيطر وصاحب القرار الأمني والسياسي في البلد"، معتبرين ان "حزب الله ومن ورائه ايران اتخذا القرار بتحطيم الدولة اللبنانية وإسقاطها كلياً كي تصبح لقمة سائغة بيدهم". ورأوا أن "الخطف الذي حصل على طريق المطار (للطيارين التركيين) والكمائن العسكرية (في اللبوة الذي استهدف رئيس بلدية عرسال) فضحت طريقة استعمال السلاح والرسائل الإقليمية الايرانية"، معتبرين أن "هذه الرسالة لها أبعاد كثيرة ومتعلقة بالملف الايراني في المنطقة وبالوضع الداخلي اللبناني، والهدف فصل لبنان عن العالم وتعطيله في حال اتخذ اي قرار سياسي ضد وجهة نظر حزب الله". وأكدوا أن "مطار القليعات بات حاجة وطنية، لأن "حزب الله" اتخذ مطار بيروت وطريقه رهينة ويعتبرها مكسباً سياسياً يبتزّ بها العالم ولبنان".

فقد رأى عضو الكتلة النائب أحمد فتفت في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، أن "ما حصل في الأيام الأخيرة هو محاولة تأكيد من قبل "السلاح" انه هو الوحيد المهيمن والمسيطر وصاحب القرار الأمني والسياسي في البلد". وأشار الى أن "ما حصل يشبه الرسالة التي استعملتها طهران أثناء الحرب الايرانية ـ العراقية في العام 1985 من خلال حملات الخطف من أجل ابتزاز العالم في موضوع الحرب في العراق، وما يحصل اليوم من أمر مشابه هو في خضمّ الحرب السورية". وأكد أن "التحقيق في خطف التركيين من شأن الدولة وحدها، ولكن "حزب الله" يعلم جيداً أن المنطقة التي حصل فيها الخطف يسيطر عليها بالكامل، والأسلوب الذي تمّ فيه يتطلب تجهيزات أمنية ولوجستية، وبالتالي كل هذه الأمور تدلّ على الأقل أنه إذا لم يكن "حزب الله" مشاركاً فيها فإنها تحصل برعايته وتحت رقابته".

وقال: "الخطف الذي حصل على طريق المطار والكمائن العسكرية فضحت طريقة استعمال السلاح والرسائل الإقليمية الايرانية، ونحن اليوم أمام لوحة واضحة جداً لمن يريد أن يرى الأمور، حيث "حزب الله" يقول لا يوجد دولة بل أنا الدولة، ولكن في المقابل نحن نصرّ على وجود الدولة واحترامها في التعاطي معها". واعتبر أن "رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يحاول الحفاظ على التوازن الهشّ، الذي يجعل منه بيضة القبّان في الحياة السياسية اللبنانية لا أكثر ولا أقل". ورأى "أننا أمام مرحلة دقيقة حيث على كل واحد ان يتحمّل مسؤولياته"، مبدياً اعتقاده ان "رئيس الجمهورية ميشال سليمان كونه المسؤول الأول لن يقبل أن ينهار البلد خلال الأشهر القادمة، خصوصاً وأننا مقبلون على قرارات تاريخية في موضوع النفط ومالية الدولة".

وأضاف: "لديّ انطباع ان "حزب الله" ومن ورائه ايران اتخذا القرار بتحطيم الدولة اللبنانية وإسقاطها كلياً كي تصبح لقمة سائغة بيدهم، فلدى "حزب الله" دولته المقابلة واقتصاده وموارده، وهو غير معني إطلاقاً بأي شيء اسمه المصلحة الوطنية اللبنانية". وتابع: "على سبيل المثال موضوع الخطف على طريق المطار مستغرب جداً، خصوصاً بعدما كان قد أعلن "حزب الله" سابقاً ان طريق المطار لن تمسّ".

وشدّد على أن "مطار القليعات حاجة للنقل في لبنان، حيث في كل دول العالم هناك مطاران استعداداً لأي طارئ"، مضيفاً: "أهمية هذا المطار إنمائية، فإنه حاجة للنقل في لبنان وقد أثبت نجاحه في فترة معينة حين أقفلت طريق طرابلس ـ بيروت خلال فترة حرب الإلغاء". وأشار الى "أننا اليوم نتكلّم عن أمر آخر وهو ان "حزب الله" اتخذ مطار بيروت او الطريق اليه رهينة ويعتبرها مكسباً سياسياً يبتزّ بها العالم ولبنان عندما يريد. ولذلك لا يعني "حزب الله" إلا مصالحه والمصالح الايرانيةً".

وأكد عضو الكتلة النائب عمار حوري في حديث إلى إذاعة "الشرق"، أن "المطلوب بالعنوان العريض استرجاع الدولة من الدويلة واستعادة هيبتها". ودان عمليات الخطف "من أي جهة كانت سواء اختطاف اللبنانيين في أعزاز أو الأتراك في لبنان أو اللبنانيين في سجون النظام السوري"، معتبراً أن "ما يحدث على الصعيد الأمني هو برعاية وتوجيه مما سماها قوى الأمر الواقع وتحديداً "حزب الله". واستغرب "عدم صدور أي إدانة أو استنكار لعملية الخطف من قبل "حزب الله"، مشيراً إلى "قرائن تستدعي موقفاً من الحزب وأبرزها أن منطقة طريق المطار أمنية بامتياز لمصلحته". ولفت إلى "ما حصل من قطع السير بالقرب من مطار رفيق الحريري وتحويله إلى مكان آخر أثناء تنفيذ العملية"، معتبراً أن "التهليل للعملية بشكل أو بآخر وعدم صدور مواقف مستنكرة عنه يؤشر إلى مسؤولية لـ"حزب الله" في ما حصل". وشدد على أن "الأحداث الأمنية الأخيرة تستدعي السرعة في تأليف حكومة تتحمل المسؤولية، وتكون غير استفزازية وتحظى باحترام الجميع".

وأعلن عضو الكتلة النائب محمد الحجار في حديث الى اذاعة "صوت لبنان ـ ضبيه"، ان "الحديث في الآونة الاخيرة كان عن قرب أو حسم ملف تشكيل الحكومة العتيدة بعد انتهاء عطلة العيد، لكن الاحداث الامنية فرضت نفسها والملف الامني فتح على مصراعيه وذلك بسبب وجود السلاح المتفلت غير الشرعي"، معتبراً أن "الرسائل الامنية التي ترسل عبر حوادث طريق المطار وحوادث عرسال يراد منها القول انه مممنوع تشكيل حكومة غير مرضي عنها في مقابل الفوضى والفلتان الامني". وتساءل عن "سبب اندلاع كل هذه الحوادث الامنية في هذه الوتيرة المتسارعة بعد قرار عدم المماطلة والذهاب الى حكومة حيادية تعالج قضايا الناس". وطالب الجيش بـ"إلقاء القبض على من أطلق النار في اللبوة، اضافة الى حسم الامن المتلفت على طريق المطار"، مؤكداً أن "المطلوب اليوم تأليف حكومة بدفتر الشروط الذي أعلنه الرئيس المكلف تمام سلام، فلا يجوز إبقاء الفراغ في هذه المؤسسة وشل البلد بهذه الطريقة".

ولفت عضو الكتلة النائب عاصم عراجي في حديث إلى إذاعة "الشرق"، إلى أن "أجواء التوتر عادت بشكل مزعج الى منطقة البقاع"، مشيراً الى "اتصالات حصلت مع نواب المنطقة للحث على تهدئة الجو خوفاً من الانجرار الى فتنة سنية ـ شيعية، لأن الفتنة إذا ما بدأت في البقاع خصوصاً إذا حصلت أعمال ثأر بين العائلات فلا يمكن وضع حد لها". وقال: "في هذا السياق سنزور عرسال كوفد نيابي من أجل التعزية بالشخص الذي توفي بالكمين, وثانياً لدراسة الوضع مع فاعليات عرسال، بشكل ندعو فيه الى التهدئة والتوصل الى آلية تريح الأجواء بين عرسال والمناطق المحيطة بها". عن حقيقة عرسال وجبهة النصرة، أشار إلى أن "هذه الاتهامات تولّد نوعاً من التشنج والخوف والقلق والتوتر عند الناس، والمفروض أن تصدر الأجهزة الأمنية البيانات وليس الصحافة". وطالب الأجهزة الأمنية والدولة بـ"وضع حد لعمليات الخطف". ورأى أن "مخطوفي أعزاز لا ذنب لهم وهم محتجزون منذ أكثر من عام"، مشيراً الى أن "عملية إطلاق سراحهم ينبغي أن تتم بشكل رسمي وأن تكون الدولة فاعلة أكثر بهذا الموضوع". وأوضح أن "الدولة لا تريد التفاوض مع الخاطفين بسبب الضغط عليها من قبل النظام السوري وليس لديهم إذن يخوّلهم التفاوض"، لافتاً الى أن "خطف الطيارين التركيين عملية خطيرة جداً لأنهم قد يصنفون مطار بيروت بأنه مطار إرهابي وغير آمن، وأن المفروض أن تكون هناك عملية ضغط كبيرة من قبل الحكومة".

 

فتفت: "حزب الله" يتّخذ المطار رهينة وسكوت برّي عن الخطف رسالة كبيرة

النهار/رأى عضو كتلة "المستقبل" احمد فتفت ان "ما حصل اخيرا هو محاولة تأكيد من "السلاح" انه هو الوحيد المهيمن والمسيطر وصاحب القرار الامني والسياسي في البلد.

واشار في حديث الى وكالة "الاخبار اليوم" الى ان ما حصل يشبه الرسالة التي استعملتها طهران اثناء الحرب الايرانية – العراقية في الثمانينات وتحديدا عام 1985 من خلال حملات الخطف التي حصلت من اجل ابتزاز العالم في موضوع الحرب في العراق، وما يحصل اليوم من امر مشابه هو في خضم الحرب السورية". واذ اكد ان التحقيق في خطف التركيين هو من شأن الدولة وحدها، قال: "حزب الله يعلم جيدا ان المنطقة التي حصل فيها الخطف يسيطر عليها بالكامل، والاسلوب الذي تمت فيه يتطلب تجهيزات امنية ولوجيستية، وتاليا كل هذه الامور تدل على الاقل انه اذا لم يكن الحزب مشاركا فيها فإنها تحصل برعايته وتحت رقابته". واعتبر ان "هذا الامر ليس ابتزازا للدولة بل يحاول الحزب القول انه الدولة، واذا كان يمكنكم فعل شيء فافعلوه، والهدف فصل لبنان عن العالم وتعطيله في حال اتخاذ اي قرار سياسي ضد رأي حزب الله". ونفى وجود كلمة سر سعودية في الملف الحكومي، مشددا على ان "الموضوع ليس مرتبطا بكلمة سر سعودية بل بارادة حزب الله وشغفه بالسلطة، وان حزب الله كان يتهم الرئيس سعد الحريري بأن لديه شغفا بالسلطة، الا انه تبين العكس، اذ إن حزب الله هو الذي لديه الشغف، فإما ان يكون في السلطة واما يمنع تأليفها". واضاف ان مبادرة الحريري لجهة ان يتنازل الجميع لمصلحة الوطن فضحت من لديه الشغف بالسلطة". وسئل عن مواقف النائب وليد جنبلاط، فأجاب بأن الاخير "يحاول الحفاظ على التوازن الهش الذي يجعل منه بيضة القبان في الحياة السياسية اللبنانية، لا اكثر ولا اقل". ورأى "اننا امام مرحلة دقيقة"، معربا عن اعتقاده ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان لن يقبل بأن ينهار البلد خلال الاشهر المقبلة، وخصوصا اننا مقبلون على قرارات تاريخية في موضوع النفط ومالية الدولة". واعتبر ان "حزب الله اتخذ مطار بيروت رهينة يبتز بها العالم عندما يريد، ولذلك لا يعني الحزب الا مصالحه والمصالح الايرانية، وان صمت الرئيس نبيه بري عن خطف التركيين في منطقة سلطة حزب الله وحركة "أمل" هو رسالة كبيرة جدا".

 

سامي الجميّل: البديل من الحوار الخراب ولإقفال ملف المبعدين إلى اسرائيل

النهار/اعتبر النائب سامي الجميّل "ان الحوار هو السبيل الوحيد امام اللبنانيين قبل خراب الهيكل على من فيه"، مشيراً الى ان "ما يجري من احداث في المنطقة يجب ان يكون حافزا من اجل مناقشة المسائل العالقة والمختلف عليها بما يحفظ حاضر لبنان ومستقبل اجياله، لأن البديل هو الخراب". ولفت في كلمة عبر الهاتف في حفل اقامه قسم مرجعيون الكتائبي لمناسبة ذكرى تأسيسه الـ45 الى "تخلي الدولة اللبنانية عن مسؤولياتها تجاه اهالي الجنوب"، مؤكداً ان "الانماء الشامل ومعالجة الحرمان في شكل جدي وعميق أنما يحتاج الى اعتماد اللامركزية الموسعة التي تعزز صمود اهالي جميع المناطق في ارضهم، وتتيح لهم تطوير قدراتهم وامكاناتهم بما يتناسب مع حاجاتهم في قطاعات التربية والتعليم والصناعة والزراعة والبيئة وغيرها، الامر الذي يمنع الهجرة وبيع الاراضي ويوفر الكثير من الهدر ويعالج الفساد من خلال رقابة المواطنين المباشرة ومحاسبتهم للمسؤولين".

واضاف: "ان تخلي الدولة عن مسؤولياتها ادى الى ترك اهالي الشريط الحدودي امام خيارات صعبة بين الموت حصارا وجوعا او التعامل مع العدو الاسرائيلي، وهذا ما شكل اسوأ الخيارات"، داعيا الى "استكمال المصالحات والعفو الذي صدر عام 1990 واقفال ملف المبعدين الى اسرائيل بموافقة جميع الاطراف من خلال تطبيق القانون". وأوضح "ان كتلة الكتائب تقدمت باقتراح عفو لكي يترجم الجميع كلامهم من هذا الموضوع على ارض الواقع". واعتبر انه "لا يمكن اعادة النساء والاولاد من دون الرجال، وان العفو يجب ان يشمل الجميع باستثناء من ارتكبوا جرائم حرب ضد مواطنيهم وعليهم ان يخضعوا للقانون اللبناني الذي يحدد اطر التعامل مع هذه الحالات".

 

مصالحة فرنجية - عون إلى حائط مسدود

فادي عيد/جريدة الجمهورية/«المارونية السياسية مصابة بمرض نحر الذات، ومن يراجع تاريخ الموارنة يجد أن معظم الدماء التي سالت هي نتيجة نزاع الموارنة في ما بينهم». بهذه العبارة يصف مصدر نيابي ماروني تاريخ النزاعات المارونية ـ المارونية المزمنة. عون يرفض أي هيكلية حزبية أو مؤسّساتية تسمح بالشراكة داخل التكتّل أو «التيار» ويقول المصدر، «إنّ ما يحملنا على هذا التشخيص المؤلم هو ما يحدث بين مسيحيي 8 آذار، وما آل إليه الخلاف بين النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية». فما هو سبب هذا الخلاف، وما هي خلفياته؟ مصادر نيابية عملت على خط الوساطة، وعلى تقريب وجهات النظر وإعادة لمّ الشمل بين القطبين المسيحيين، كشفت أنّ السبب الحقيقي يكمن في رفض الزعامات الكبيرة أي حالة سياسية أخرى أياً كان حجمها، من هنا رفض عون التحالف مع قوى مسيحية أخرى ملتزمة خط 8 آذار أو بالخط الوسطي، وتشكل حيثية مناطقية وشعبية كسليمان فرنجية الذي يمثّل زعامة مسيحية شمالية كبيرة، والوزير الأسبق الياس سكاف الذي يمثّل الزعامة الكاثوليكية الأكبر في لبنان، ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر الذي يمثّل أيضاً الزعامة الأرثوذكسية الأكبر. وهو، أي عون، يدرك أنه لو استوعب هذه القيادات كلها، لكان صاحب القرار الأوحد على الساحة المسيحية، ولكان الفريق الذي ينتمي إليه، أياً كان، يحظى بالأكثرية الشعبية المطلقة ولأصبح هو الزعيم اللبناني والمشرقي الأوحد، لكنه ومن خلال سياساته العشوائية والمتسرّعة، فشل في الوصول إلى هذا الموقع. كذلك عرضت المصادر لحيثيات العلاقة المهزوزة أصلاً والتي تعود إلى إصرار عون على التفرّد في اتخاذ القرار من دون إعطاء أي مساحة لحلفائه في التكتّل، بغض النظر عن حجمهم التمثيلي ونفوذهم السياسي والتاريخي. وفي هذا الإطار يُنقل عن فرنجية قوله إنه رضي الإنضمام إلى تكتل «التغيير والإصلاح» برئاسة عون، وفي المقابل يمتنع هذا الأخير عن إشراك فرنجية في أي قرار مهما كان حجمه. وأبرز مثال على هذا التفرّد، كان عندما حاول عون ترشيح العميد فايز كرم في الإنتخابات الأخيرة، فرفض فرنجية الأمر بحجة عدم القدرة على تسويقه، فأجابه عون بأنه لا يمون على كرم ليقنعه بالإنسحاب، وأتى الردّ بأن اتصل روبير فرنجية بالوزير جبران باسيل وأبلغ اليه أنه سيترشّح في منطقة البترون، مشدّداً على أن إبن أخيه سليمان فرنجية لا يمون عليه بأن ينسحب.

وهذه كانت شرارة الخلاف التي تبعتها إحتكاكات أخرى بين الزعيمين، خصوصاً أن فرنجية يقول إنه جيّر أصواته لتكتل عون خلال الإنتخابات، في حين أنّ العونيين لم يمنحوا أصواتهم لأي مرشّح من «المردة».

إضافة إلى ذلك، فإنّ جوهر الخلاف يكمن أيضاً في طريقة التعاطي العوني المنفرد مع الحليف الشيعي الأكبر، أي «حزب الله»، من جهة، ومن جهة ثانية مفاوضته فريق 14 آذار بمعزل عن فرنجية، وكذلك تواصل عون مع المراجع الرسمية، أي الرئاسات الأولى والثانية والثالثة، وإثارته الملفات وإعلان المواقف من قضايا مصيرية، من دون العودة إلى حليفه الأساسي داخل التكتّل وهو فرنجية الذي بدا وكأنه في حالة استتباع مطلقة لعون، وليس شريكاً في القرار، مع العلم أن فرنجية هو زعيم ماروني يتمتّع بحيثية موازية لحيثية عون، وهو لن يقبل بأن يكون وراءه في القرار، ولذلك، فضّل عدم الإستمرار في السكوت عن هذا النهج الإلغائي.

وبالتالي، ذكرت المصادر النيابية نفسها أن شخصيات عدة في فريق 8 آذار حاولت إعادة ترميم الشرخ في العلاقة بين الطرفين، وكان آخر الوساطات سعي لعقد لقاء بين الوزير جبران باسيل والوزير السابق يوسف سعادة للبحث في القواسم المشتركة ورأب الصدع، لكن هذه المحاولة فشلت بعدما وصلت إلى طريق مسدود، إنطلاقاً من رفض فرنجية إعطاء أي دور لباسيل كونه يعتبره أساس المشكلة، وإن كان في الوقت نفسه يشدّد على كل فريق «المردة» السياسي الإبقاء على خطاب المجاملة تجاه «التيار العوني» في الإعلام. وخلصت المصادر، إلى أن فرنجية يبدي تشدّداً في إعادة تطبيع العلاقات مع عون، ويشترط أن يتم ذلك من خلال التوافق على معادلة تسمح بأن يستشير عون فرنجية وأن يأخذ برأيه في كل القضايا المصيرية ولدى أي منعطف سياسي، مع العلم أنه يدرك أن عون الذي يرفض أي هيكلية حزبية أو مؤسّساتية تسمح بالشراكة داخل التكتّل أو داخل «التيار» سيرفض بقوة مثل هذه المعادلة، ما سيبقي الأمور معلّقة، في انتظار الوساطات المقبلة.

 

حتى لا يتحوّل "الثأر" إلى حرب مذهبية

عرسال كانت دائماً جزءاً من سوريا، رغم أنّها جغرافياً وانتماءً هي من تكوين لبنان. لبنانية "العراسلة"، ليست موضع فحص مختبري، لكن مثل كل البلدات في العالم التي تشكّل "نقطة قطع ووصل" بين دولتين، تكون "جسراً" لعبور كل المواد المهرّبة من وإلى الدولة الأخرى. التهريب ليس حكراً لأحد. كما يجري تحميل البرادات والغسالات والخبز في أيام السلام من عرسال إلى "النبك"، كذلك يتم تمرير صهاريج المازوت وغيرها من سوريا إلى لبنان. مثل هذه العمليات تنسج علاقات خاصة بين سكان الحدود، بحيث يصبح "العرسالي" يعرف أهالي "النبك" وغيرها فرداً فرداً، والعكس صحيح. أهل عرسال لم يكونوا خارج بيئتهم "البعلبكية" يوماً، وهم كالبعلبكيين لم يعرفوا المذهبية والتشدّد الديني، حتى دخل "حزب الله" إلى منطقة بعلبك الهرمل، ونجح في التمدّد في نسيج العائلات الفقيرة والصغيرة، دون أن ينجح في اختراق العائلات الكبيرة والعشائر. لعل النجاح الكبير جاء في دخول أصحاب العمائم إلى القرى البعلبكية وتمدّد خطابهم في أهلها. أهل البقاع الشمالي، دخلوا على التديّن والمذهبية حديثاً، عكس الجنوب حيث التديّن جزء من الحياة اليومية للجنوبيين منذ عقود طويلة. التغيير الوحيد الذي يعيشه الجنوبيون هو دخول "الثقافة المذهبية الإيرانية" بكل طقوسها على يومياتهم. أمّا "العراسلة" فإنّ "سنّيتهم" لم تتظهر موقفاً ولا ممارسة. بالعكس انتشار تسمية الأهل لأبنائهم بأسماء الأئمة علي والحسين ممارسة طبيعية، لا خلفية لها سوى هذا التزاوج الصحي الناتج عن الابتعاد عن "المرض السرطاني" أي المذهبية. ربما أكثر ما ساعد "العراسلة" على هذا الموقف والممارسة انخراط شبابهم باكراً في الأحزاب الوطنية وتقديمهم عشرات الشهداء، حتى عندما وقعت الواقعة في الستينات ودخل الحجيريون (آل الحجيري) وآل أمهز في حرب ثأرية طويلة، لم تخرج تلك "الحرب" من المتاريس، كان القتال رجالاً في مواجهة الرجال، وليس ممارسات لا علاقة لها بأخلاقيات العشائر مثل الخطف وطلب الفدية. وانتهت تلك "الحرب" الصغيرة بمصالحة عشائرية رغم سقوط عشرات القتلى من دون أن تتمذهب أو تكون بين عرسال واللبوة أو أي قرية أخرى.

اليوم، ما يجري بين عرسال وبعض العشائر مثل أمهز وجعفر والمقداد، جزء من الحرب السورية، مهما كان هذا التوصيف قاسياً. عرسال جزء من الجبهة السورية المحسوبة على الثورة بكل امتداداتها من الجيش السوري الحرّ إلى "النصرة" وإلى باقي التنظيمات الإسلامية الأصولية المستوردة والمتمدّدة داخل النسيج السوري بفعل الحرب ومآسيها وتخلي العالم عن الثورة باسم ما صنعه سواء عن قصد أو عن إهمال، أو سوء تقدير. في كل الحالات تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة.

العشائر التي وقعت في صدام مع "العراسلة" ليسوا بالضرورة أنصاراً للنظام الأسدي السوري، ولا هم "أبناء" "حزب الله" المطيعون، لكن كما يحصل في مثل هذه الحرب حيث لا يعرف أحد مَن ينصب لشقيقه، فكيف لعدوّه، الفخ تلو الفخ تحقيقاً لمصلحة معلومة أو كامنة أو حتى سرّية، فإنّ الانزلاق في فخ الصدامات يكون من نوع الغرق في الرمال المتحرّكة. ما يعزّز هذا، أنّ ما يحصل دخيل على منطقة بعلبك الهرمل. عمليات الثأر لا تجري هكذا أولاً، ثم انّ علي الحجيري رئيس بلدية عرسال، ذهب إلى رأس بعلبك التي تبعد عن عرسال حوالى ثلاثين كلم بأمان، فلماذا لم يتم ضمان أمنه حفاظاً على الاستقرار في المنطقة، وتُرِك لمصيره في كمين نُصب في موقع بين النبي عثمان واللبوة، عليه ألف سؤال وسؤال بينها: مَن أبلغ الكامنين عن وصول السيارة المستهدفة بدون حماية؟ من حق أهل المنطقة أن يعرفوا حتى لا ينزلقوا إلى الرمال المتحرّكة السورية ويغرقوا في حرب بدايتها ثأرية ونهايتها مذهبية؟ أيضاً حتى لا يتحوّل البعلبكيون والهرمليون، إلى وقود للحرب السورية بعد أن أصبح "حزب الله" "رأس حربة" للمشروع الإيراني باسم "الشراكة الكاملة لشيعة علي بن أبي طالب"؟

بعيداً من كل الانتماءات السياسية والحزبية الضيّقة، جريمة كبرى وكبيرة وقوع حرب بين عرسال ومحيطها الشيعي. مثل هذه الحرب يريدها النظام الأسدي تأكيداً لتحوّل الثورة في سوريا إلى حرب مذهبية مرفوضة. "حزب الله" لا يمكنه التنصّل من تمدّد "زيت" هذه الحرب إلى منطقة بعلبك الهرمل، تحت شعار أن لا علاقات له مع العشائر وهو غير مستعد لإحراق أصابعه في انتشال "الكستناء" العشائرية. أيضاً تقع مسؤولية كبيرة على "المستقبل"، لأنّه كما أرساه ومكّنه الرئيس الشهيد رفيق الحريري حزباً علمانياً يؤمن ويعمل لاستقلال وسيادة لبنان، في العمل مع "العراسلة" ومع الكثير من وجهاء العائلات والعشائر الشيعية، لضرب محاولات "مذهبة" الخلافات التي تتداخل فيها صفقات التهريب وأموالها الكثيرة، خصوصاً بعد أن تمدّدت من الحاجات اليومية إلى السلاح والذخائر. كان يُقال دائماً في العهد الأسدي في لبنان إنّ السوريين واللبنانيين "شعب واحد في دولتين"، ولذلك فإنّ الرابط المشترك بينهما هو "وحدة المسار والمصير". وقد نتج عن ذلك، كل جرائم المسار حتى قتلت وحدة الشعبين. ما يجري اليوم هو محاولة النظام الأسدي العودة إلى وحدة المسار والمصير في أسوأ صوره وهي الانتحار الشعبي العام. على الأقل، على اللبنانيين أن يعملوا حتى لا تشملهم وحدة المسار والمصير، لأنّ الله وحده يعرف نحو أي هاوية تنحدر سوريا تحت قيادة بشار الأسد.

 

حتى لا يتحوّل "الثأر" إلى حرب مذهبية

أسعد حيدر/المستقبل/عرسال كانت دائماً جزءاً من سوريا، رغم أنّها جغرافياً وانتماءً هي من تكوين لبنان. لبنانية "العراسلة"، ليست موضع فحص مختبري، لكن مثل كل البلدات في العالم التي تشكّل "نقطة قطع ووصل" بين دولتين، تكون "جسراً" لعبور كل المواد المهرّبة من وإلى الدولة الأخرى. التهريب ليس حكراً لأحد. كما يجري تحميل البرادات والغسالات والخبز في أيام السلام من عرسال إلى "النبك"، كذلك يتم تمرير صهاريج المازوت وغيرها من سوريا إلى لبنان. مثل هذه العمليات تنسج علاقات خاصة بين سكان الحدود، بحيث يصبح "العرسالي" يعرف أهالي "النبك" وغيرها فرداً فرداً، والعكس صحيح. أهل عرسال لم يكونوا خارج بيئتهم "البعلبكية" يوماً، وهم كالبعلبكيين لم يعرفوا المذهبية والتشدّد الديني، حتى دخل "حزب الله" إلى منطقة بعلبك الهرمل، ونجح في التمدّد في نسيج العائلات الفقيرة والصغيرة، دون أن ينجح في اختراق العائلات الكبيرة والعشائر. لعل النجاح الكبير جاء في دخول أصحاب العمائم إلى القرى البعلبكية وتمدّد خطابهم في أهلها. أهل البقاع الشمالي، دخلوا على التديّن والمذهبية حديثاً، عكس الجنوب حيث التديّن جزء من الحياة اليومية للجنوبيين منذ عقود طويلة. التغيير الوحيد الذي يعيشه الجنوبيون هو دخول "الثقافة المذهبية الإيرانية" بكل طقوسها على يومياتهم. أمّا "العراسلة" فإنّ "سنّيتهم" لم تتظهر موقفاً ولا ممارسة. بالعكس انتشار تسمية الأهل لأبنائهم بأسماء الأئمة علي والحسين ممارسة طبيعية، لا خلفية لها سوى هذا التزاوج الصحي الناتج عن الابتعاد عن "المرض السرطاني" أي المذهبية. ربما أكثر ما ساعد "العراسلة" على هذا الموقف والممارسة انخراط شبابهم باكراً في الأحزاب الوطنية وتقديمهم عشرات الشهداء، حتى عندما وقعت الواقعة في الستينات ودخل الحجيريون (آل الحجيري) وآل أمهز في حرب ثأرية طويلة، لم تخرج تلك "الحرب" من المتاريس، كان القتال رجالاً في مواجهة الرجال، وليس ممارسات لا علاقة لها بأخلاقيات العشائر مثل الخطف وطلب الفدية. وانتهت تلك "الحرب" الصغيرة بمصالحة عشائرية رغم سقوط عشرات القتلى من دون أن تتمذهب أو تكون بين عرسال واللبوة أو أي قرية أخرى.

اليوم، ما يجري بين عرسال وبعض العشائر مثل أمهز وجعفر والمقداد، جزء من الحرب السورية، مهما كان هذا التوصيف قاسياً. عرسال جزء من الجبهة السورية المحسوبة على الثورة بكل امتداداتها من الجيش السوري الحرّ إلى "النصرة" وإلى باقي التنظيمات الإسلامية الأصولية المستوردة والمتمدّدة داخل النسيج السوري بفعل الحرب ومآسيها وتخلي العالم عن الثورة باسم ما صنعه سواء عن قصد أو عن إهمال، أو سوء تقدير. في كل الحالات تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة.

العشائر التي وقعت في صدام مع "العراسلة" ليسوا بالضرورة أنصاراً للنظام الأسدي السوري، ولا هم "أبناء" "حزب الله" المطيعون، لكن كما يحصل في مثل هذه الحرب حيث لا يعرف أحد مَن ينصب لشقيقه، فكيف لعدوّه، الفخ تلو الفخ تحقيقاً لمصلحة معلومة أو كامنة أو حتى سرّية، فإنّ الانزلاق في فخ الصدامات يكون من نوع الغرق في الرمال المتحرّكة. ما يعزّز هذا، أنّ ما يحصل دخيل على منطقة بعلبك الهرمل. عمليات الثأر لا تجري هكذا أولاً، ثم انّ علي الحجيري رئيس بلدية عرسال، ذهب إلى رأس بعلبك التي تبعد عن عرسال حوالى ثلاثين كلم بأمان، فلماذا لم يتم ضمان أمنه حفاظاً على الاستقرار في المنطقة، وتُرِك لمصيره في كمين نُصب في موقع بين النبي عثمان واللبوة، عليه ألف سؤال وسؤال بينها: مَن أبلغ الكامنين عن وصول السيارة المستهدفة بدون حماية؟ من حق أهل المنطقة أن يعرفوا حتى لا ينزلقوا إلى الرمال المتحرّكة السورية ويغرقوا في حرب بدايتها ثأرية ونهايتها مذهبية؟ أيضاً حتى لا يتحوّل البعلبكيون والهرمليون، إلى وقود للحرب السورية بعد أن أصبح "حزب الله" "رأس حربة" للمشروع الإيراني باسم "الشراكة الكاملة لشيعة علي بن أبي طالب"؟

بعيداً من كل الانتماءات السياسية والحزبية الضيّقة، جريمة كبرى وكبيرة وقوع حرب بين عرسال ومحيطها الشيعي. مثل هذه الحرب يريدها النظام الأسدي تأكيداً لتحوّل الثورة في سوريا إلى حرب مذهبية مرفوضة. "حزب الله" لا يمكنه التنصّل من تمدّد "زيت" هذه الحرب إلى منطقة بعلبك الهرمل، تحت شعار أن لا علاقات له مع العشائر وهو غير مستعد لإحراق أصابعه في انتشال "الكستناء" العشائرية. أيضاً تقع مسؤولية كبيرة على "المستقبل"، لأنّه كما أرساه ومكّنه الرئيس الشهيد رفيق الحريري حزباً علمانياً يؤمن ويعمل لاستقلال وسيادة لبنان، في العمل مع "العراسلة" ومع الكثير من وجهاء العائلات والعشائر الشيعية، لضرب محاولات "مذهبة" الخلافات التي تتداخل فيها صفقات التهريب وأموالها الكثيرة، خصوصاً بعد أن تمدّدت من الحاجات اليومية إلى السلاح والذخائر. كان يُقال دائماً في العهد الأسدي في لبنان إنّ السوريين واللبنانيين "شعب واحد في دولتين"، ولذلك فإنّ الرابط المشترك بينهما هو "وحدة المسار والمصير". وقد نتج عن ذلك، كل جرائم المسار حتى قتلت وحدة الشعبين. ما يجري اليوم هو محاولة النظام الأسدي العودة إلى وحدة المسار والمصير في أسوأ صوره وهي الانتحار الشعبي العام. على الأقل، على اللبنانيين أن يعملوا حتى لا تشملهم وحدة المسار والمصير، لأنّ الله وحده يعرف نحو أي هاوية تنحدر سوريا تحت قيادة بشار الأسد.

 

ضاهر لـ "المستقبل": "حزب الله" يوقظ الفتنة بحجة المقاومة

علي الحسيني/المستقبل

تشنّج واضطراب في الشارع وإنغماس لبناني في حروب على أرض الغير لتبقى القضية هي نفسها منذ عشرات السنين، تحريض مذهبي يلوّث الجوّ والأجواء، يحكم القرارات الفردية والجماعية. كلّما حاول الناس التنفّس، جاءهم صوت بعض القادة السياسيّين ومثلهم من رجال دين شاحناً ومهيّجاً، طائفة تهاجم أخرى ومذهب يتعالى على آخر، فيعود معهم زمن الاشتباك المسلّح مخلّفاً وراءه دماراً وقتلى وجرحى ويتامى.

هي جوقة العزف على الوتر المذهبي، تأبى إلا أن تنفّذ مخطّطاً هدفه العودة بلبنان الى زمن لم يُنس بعد. هي فتنة يُراد من خلالها إشعال لبنان بحرب طائفية تعيده الى زمن الانقسام والتقاتل، إلى زمن المتاريس والمحاور والمعابر والخطف على الهوية، هي فتنة نائمة يلعن الله من يوقظها، فتنة مذهبية بدأت تطرق الأبواب في بعض المناطق ذات الأرضية الخصبة المهيّئة للإشتعال والتقاتل في اي وقت، فهل يُستجاب لطلبها ويُفتح الباب لها؟

اللبنانيون وبمختلف انتماءاتهم المذهبية يعيشون هذه الأيّام هاجس العودة الى زمن الحرب بسبب ما يحصل في سوريا التي انخرطت فيها اطراف لبنانية كانت حتى الامس القريب تدّعي النأي بالنفس وتُحذّر من الإنجرار نحو الهاوية، فإذ بها تنجر بأرجلها نحو فتنة وحده الله يعلم انعكاساتها على بلد لطالما وصف ببلد العيش المشترك ورسالة الاديان، تذبح شعب أعزل وتنخرط في مشروع عنوانه إقامة دولة "الوليّ الفقيه" الذي يُجهز اليوم على ما تبقى للدولة من هيبة، مرّة في الشمال وأخرى في بيروت إلى ان حطّ رحاله مؤخراً في مدينة صيدا والحبل على الجرّار.

عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر يؤكد أن "حزب الله" يخشى دائماً مواجهة الشعب اللبناني بالحقائق وهو يتحجّج دوماً بشيء اسمه المقاومة، مع العلم أنّنا عندما كنّا ندير دفّة المقاومة في جنوب لبنان، لم نكن يومها نستعمل قوّتنا في الداخل من أجل إثارة النعرات الطائفية، بل كان كلّ همّنا مصوّباً نحو مقاتلة العدوّ الإسرائيلي، والحزب بدأ فتنته يوم أراد تطويع مركز رئاسة مجلس الوزراء للمخطّط الإيراني السوري متناسياً أنّ هذا المركز يمثّل شريحة كبيرة من اللبنانيّين أي الطائفة السنّية".

يُكرّس "حزب الله" إثارته للفتنة السنّية - الشيعيّة من خلال انخراطه الكامل في الحرب السورية ووقوفه الى جانب الطاغية بشار الاسد ضد شعب اعزل وأيضاً من خلال دعمه الجزر الأمنية التابعة له في كل مكان والعصابات التي تحاول أن تنخر المجتمع الطرابلسي والشمالي. هذا ما يقرأه الضاهر في كل حركة يقوم بها الحزب وخير دليل على مشروع الحزب الفتنوي يقول، هو " ما حصل في مدينة صيدا بعد ان استباحة سراياه حرمة البيوت والمساجد وقصفها لمناطق اهل السُنّة"، ويسأل ألم يقم الحزب بغزوات متكررة لمناطق أهل السنّة بدءاً من برج أبي حيدر التي أحرق مسجدها وصولاً الى منطقة عائشة بكّار مروراً بيوم القمصان السود وأيضاً ما يحصل اليوم في سوريا وطرابلس؟ أليست كلّها أموراً تدلّ على إثارة الفتنة المذهبية؟.

يسترجع ضاهر ذكرى بدء زرع بذور الفتنة بين السُنّة والشيعة، فيقول: إنّ أوّل من بادر في الإساءة الى رموز أهل السنّة هو رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، يوم شبّه الجيش التابع للسيّدة عائشة زوجة النبي بالجيش الأميركي والإسرائيلي، علماً أنّه لا يوجد زعيم أو مواطن من الطائفة السنّية تهجّم على العقائد التي يؤمن بها الشيعة أو ذمّ بها، "نحن دائماً نتحدّث عن المشروع الصفوي الإيراني المعادي للعرب وللشيعة العرب أيضاً"، فمثلاً، "من يدعم الحوثيّين بالمال والسلاح من أجل الانقلاب على دولة حكمها للسنّة، ومن يحتلّ جزراً في دولة الإمارات ومن يقف في وجه الشعب السنّي في سوريا ومن يحرّض ضدّ الحكم في البحرين هو نفسه مَن يثير النعرات المذهبية في لبنان والمنطقة".

 

استحقاقات نيابية قريبة تتطلب توافقاً بين الفرقاء: الجلسة التشريعية وانتخاب اللجان ورئيس البرلمان

بيروت - وليد شقير/تؤكد مصادر سياسية بارزة أن عودة النشاط السياسي اليوم، بانتهاء عطلة عيد الفطر، سيفتح الباب على استكمال المداولات السياسية في شأن الاستحقاق الحكومي، على ضوء المستجدات في مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومبادرة زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط بطرح خيار الحكومة الحيادية، لكن هذا لا يعني أن هذه المداولات قد تصل إلى نتائج قريبة في هذا الصدد، في ظل بقاء «قوى 8 آذار» و «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون على رفضها لهذا الخيار وتمسكها بمبدأ تمثيل الفرقاء الحزبيين في شكل مباشر ووفقاً لأحجامها في المجلس النيابي.

وترى هذه المصادر المتعددة، ومنها شخصيات تؤيد خيار الحكومة الحيادية، أن الاندفاعة التي شهدها هذا الخيار منذ كلام سليمان في 1 آب (أغسطس)، لا يعني أن هناك اختراقاً سريعاً يمكن أن يتحقق لإنهاء الفراغ الحكومي، على رغم أنه يتيح استكشاف مواقف الفرقاء من هذا الخيار وإجراء اتصالات على أساسه. ومن الأسباب الإضافية لاستمهال السير بهذا الخيار تأكيد العماد عون أول من أمس أن «حكومة التكنوقراط أو الأمر الواقع تقود البلاد إلى الخراب».

 شروط الحيادية

وترى المصادر أيضاً أن الحكومة الحيادية تحتاج إلى جملة شروط منها أخذ الوقت لإنضاج اللجوء إليها في العلاقة مع «قوى 8 آذار»، إذا كان المبرر الأساسي له هو رفض الرئيس سليمان تسليم سلطاته إلى الحكومة الحالية المستقيلة مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، الذي ما زال أمامه بضعة أشهر قبل استنفاد الاتصالات في شأن حكومة يتمثل فيها الفرقاء مباشرة، هذا فضلاً عن الحاجة إلى أن يكون الوزراء الحياديون هؤلاء من نوعية كفوءة، وضمان عدم حصول رد فعل سلبي عليهم من القوى المعارضة لها.

وفي وقت يراهن بعض مؤيدي هذا الخيار على أن تدفع حال الاهتراء التي يعيشها البلد على الأصعدة كافة بفعل استمرار الفراغ الحكومي، «قوى في 8 آذار» و «حزب الله»، إلى القبول في النهاية بصيغة الحريري تقديم التنازلات المتبادلة بعدم الاشتراك في الحكومة المقبلة طالما أن التباعد ما زال كبيراً حول الموقف من الأزمة السورية، فإن من يراهنون على ذلك يقولون إن على «حزب الله» أن يأخذ في الاعتبار أن سليمان، الذي يطرح هذا الخيار، هو الذي وقف ضد قرار الاتحاد الأوروبي تصنيف جناحه العسكري على خانة الإرهاب، ويفترض مبادلته الإيجابية. إلا أن المؤيدين لخيار الحيادية بمن فيهم بعض أطراف «قوى 14 آذار»، يرون أن هذا لا يكفي للجوء إلى تنفيذ هذا الخيار قبل ضمان نجاحه، كي لا يؤدي قيام الحكومة إلى حالة تصادمية تنعكس على الوضع الأمني في البلاد. وهذا ما يفسر ما تردد عن أن الرئيس الحريري كان مع الاستمهال في اعتماد هذا الخيار في سياق حرصه على الاستقرار الذي دفعه إلى تأكيد استعداده للحضور إلى الحوار متى قرر سليمان ذلك، نظراً إلى حرصه على عدم قطع شعرة معاوية مع «حزب الله» على رغم الخصومة الكبيرة بينهما.

لكن الأوساط السياسية التي تؤيد التمهل في خيار الحكومة الحيادية، ترى أيضاً أن هناك استحقاقات أخرى تفرض جولة من الاتصالات حولها بموازاة جولات الاستكشاف حول الاستحقاق الحكومي، أبرزها المتعلقة بالدعوة الرابعة من قبل رئيس البرلمان نبيه بري إلى الجلسة النيابية التشريعية في 20 آب أي بعد 8 أيام، والتي كانت تأجلت 3 مرات بفعل الخلاف على جدول أعمالها الموسع، إذ اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنها تخل بتعاون السلطات في ظل حكومة مستقيلة بسبب وجود 45 بنداً على جدول الأعمال، ورأى أن التشريع في هذه الحال يقتصر على الضروري وأيده في ذلك فريق 14 آذار.

الجلسة النيابية و«التيار الحر» وتقول هذه الأوساط إن الجلسات السابقة تأجلت لتعذر النصاب بفعل غياب نواب 14 آذار وفريق ميقاتي ونواب «التيار الوطني الحر» الذين كانوا اعترضوا على تضمين جدول الأعمال بند رفع سن التقاعد لكبار العسكريين بهدف التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. وتشير أوساط مقربة من الرئيس بري المصر على عدم تغيير أي حرف في جدول أعمال الجلسة النيابية قبل انعقادها، لأنه يعتبر أن المجلس سيد نفسه ويرفض أن يفرض عليه تعديل الجدول بتأثير من السلطة التنفيذية، أن نواب «التيار الحر» سيحضرون الجلسة المقبلة، ما يعني ضمان نصابها القانوني. لكن أوساط كتلة «المستقبل» ترى أن انعقاد الجلسة في ظل غياب نوابها، وغياب الرئيس ميقاتي يعني غياب المكون السنّي، ما يقود إلى اعتبار الجلسة غير ميثاقية، فهل يستمر الرئيس بري في عقدها، في وقت كان أحجم عن عقدها عند البحث في اقتراح قانون الانتخاب، إذا تغيّب النواب السنّة؟

وفي رأي هذه المصادر أن الأمر نفسه سيُطرح على كتلة نواب «جبهة النضال الوطني» برئاسة وليد جنبلاط الذي كان أيد بري في دعوته إلى الجلسة، فيما جنبلاط حريص على عدم كسر المكوّن السنّي، بقدر حرصه على علاقة التحالف والصداقة - مع الرئيس بري والمكون الشيعي.

وإذ يقترض باتصالات الأسبوع الحالي أن توضح مصير الجلسة، فإن الأوساط السياسية والنيابية التي تنبه إلى الاستحقاقات النيابية الداهمة تشير في الوقت نفسه إلى استحقاق انتخاب أول ثلثاء بعد 15 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وهو على الأبواب، الذي يفرض أمرين:

- انتخاب هيئة مكتب المجلس النيابي ورؤساء ومقرري اللجان النيابية، وإذ يميل الرئيس بري بحسب هذه الأوساط إلى الإبقاء على الأمور كما هي بالتجديد للوضع القائم طالما حصل تمديد للبرلمان 17 شهراً، ولتجنب حصول منافسات على خلفية الانقسام السياسي الحاصل في البلاد فإنها تشير إلى أن الأمر يحتاج إلى توافق يتطلب اتصالات ويحول دون التشكيك بقانونية أي خطوة.

- التمديد للبرلمان لا يلغي مفعول المادة 44 من الدستور التي تنص على انتخاب رئيس ونائب له في كل مرة يجدد انتخاب أعضاء البرلمان. وفي رأي أصحاب وجهة النظر هذه أن هذا يطرح ما إذا كان يجب انتخاب رئيس للبرلمان بعد أن انتهت ولايته المحددة في قانون الانتخاب (4 سنوات). والتي مددت بقانون في 31 أيار (مايو) الماضي، أم إن التمديد يسري أيضاً على رئاسة البرلمان؟

وحسم الموقف من هذه القضية يحتاج أيضاً إلى توافق واتصالات بين مختلف الفرقاء، في وقت تعتبر أوساط الرئيس بري أن التمديد يسري على رئاسة المجلس أيضاً.