المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 12 آب/2013

 

عناوين النشرة

*رسالة أفسس الفصل 1/من15حتى23/ صلاة بولس

*بالصوت/مقابلة من تلفزيون المر مع رئيس تحرير مجلة المسيرة الإعلامي البشيري أمجد اسكندر/مع مقدمة للياس بجاني/11 آب/13
*فيديو/مقابلة من تلفزيون المر مع رئيس تحرير مجلة المسيرة الإعلامي البشيري أمجد اسكندر/11 آب/13

*بارك الله بكل بشيري ووطني وحامل مشعل لبنان الحرية والسيادة والإستقلال/الياس بجاني

*غبي وساذج كل من يسأل كيف تم اختراق امن المطار ومحيطه واختطاف الطيار التركي ومساعده/الياس بجاني

*النهار/مَنْ اخترق المطار وطريقه وخطف الطيارَين؟ تركيا تغادر لبنان وتصاعد المطالبة بالقليعات/11 آب/13

* رئيس الجمهورية تابع قضية الطفل الرضيع في عكار وتأمين نقله بالتنسيق مع وزارة الصحة إلى مستشفى في بيروت

*سليمان تابع مع المسؤولين الأمنيين ملابسات حادثة اللبوة: لاتخاذ اقصى تدابير ضبط الوضع وتوقيف الفاعلين واحالتهم على القضاء

*سليمان وميقاتي وسلام ... يستنفرون

*سلام اطلع من شربل على تفاصيل التعرض لرئيس بلدية عرسال: للتعامل بحزم مع هذا العمل وملاحقة الفاعلين وسوقهم الى العدالة

*الحريري اتصل بقهوجي والحجيري: لعدم الانجرار لما يريده الداعون للفتنة

*الجيش: قتيل و3 جرحى في كمين البقاع الشمالي وخطف شخصين سوريين

*ميقاتي تابع حادثة اللبوة في سلسلة اتصالات مع المعنيين: لمعالجة تداعياتها ومنع اي محاولات لافتعال فتنة بين أبناء المنطقة

*المخابرات النيجيرية تعتقل اللبناني حسين علي رضا

*بعد المطار... شعبة المعلومات هي الهدف

*تسليم وتسلم للمخطوفين بين آل المقداد وأهالي عرسال 

*وفد عرسال: يا فرحة ما اكتملت

*ميدان الخيل الروماني مهدد!في السنتين الماضيتين بدأت قصة في وسط

*دعوات لإبعاد مطار بيروت عن سيطرة ونفوذ "حزب الله"

*نائب عن كتلة سعد الحريري انتقد بشدة عملية اختطاف طيارين تركيين من المطار

*الشيخ عباس زغيب: من حق الدولة التدخل لإطلاق سراح الطيار التركي ومساعده

*توقيف قريب أحد مخطوفي أعزاز للاشتباه بارتباطه بخطف الطيارين التركيين

*عين سعادة تقاوم بالمخطط التوجيهي مخرز تغيير هويتها البلدة خسرت 27 في المئة من أرضها والآتي أعظم

*بيار عطاالله/النهار/11 آب/13

*مطار رفيق الحريري... مطار خامنئيئ/ علي حماده/النهار

*اخترق المطار وطريقه وخطف الطيارَين؟ تركيا تغادر لبنان وتصاعد المطالبة بالقليعات

*الرئيس الجميل: لا مجال لتغيير النظام اللبناني ومصر لا يمكن أن يحكمها نظام متقوقع

*الراعي دان خطف التركيين ودعا الى عدم الاستهتار بالامن: كفى استهتارا بمصالح الناس وكفى المسؤولين خلافات شخصية على حساب لبنان

*نعيم حسن استنكر خطف التركيين ودعا الى معالجة ملف مخطوفي أعزاز

*النائب انطوان سعد: لعدم تحويل المطار الى جزيرة امنية خاصة ولمعالجة الملف الحكومي بعيدا من الاشتراطات

*ميدان الخيل الروماني مهدد!

*الإخوان يريدونها «كربلائية» في «رابعة»/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*لبنان يركز تحقيقاته في خطف الطيارين التركيين على سائق الحافلة وموظفي المطار

*مطالبات سياسية بإطلاق سراحهما.. ونعي رسمي لموسم السياحة

*الرؤساء استنكروا وأكدوا بذل الجهود للإفراج عنهما.. وأوزيلديز زار شربل والسنيورة/خطف طيار تركي ومساعده على "الكوكودي" و"زوار الإمام الرضا" تتبنى العملية

*مواقف تصف العملية بـ "الإرهابية" وتؤكد أن المطار "مخترَق"

*زيارة عون لزحلة: لم يبقَ له صاحب إلا.. علي حيدر

*علوش: رحيل الديكتاتور عن سوريا اقترب

*المطران جوزيف معوض معوض في قداس شهداء الجيش في حريصا: نرفع صلواتنا على نية المسؤولين لايجاد الحلول لما نواجهه

*عون اختتم جولته في زحلة بحضور قداس في كاتدرائية مار مارون حبيقة: لبنان يتحول من أرض مقدسة الى أرض استقرارها مهتز والمطلوب الانقاذ اولا

*ارسلان في عشاء للديموقراطي: ممنوع المساس بالمقاومة ولا بسلاحها والمطلوب حوار وطني وحكومة سياسية موسعة تتحمل المسؤوليات

*الوضع السوري من "طاولة" مجلس الأمن إلى.. "المائدة" الروسية ـ الأميركية/ثريا شاهين/المستقبل

*طريق مصر نحو مستقبل أفضل/جون ماكين _ ليندسي غراهام

*الخلاف بين "التيارالوطني الحر" و"المردة" دخل مرحلة الطلاق البائن بعد الانتقال من السياسي الى الشخصي/اسكندر شاهين/المصدرالديار

*الرئيس نبيه بري لـ((الشراع)): لبنان حارة ((كل مين إيدو إلو)) والرهان الصحيح والوحيد هو على تفاهم سعودي – إيراني

*الجامعة اللبنانية الثقافية تكرم وزير الاعلام الداعوق: المغترب ثروتنا وبدعمه صمد الوطن

 

تفاصيل النشرة

 

 

رسالة أفسس الفصل 1/من15حتى23/ صلاة بولس

لذلك، ما إن سمعت بإيمانكم بالرب يسوع وبمحبتكم لجميع الإخوة القديسين، حتى أخذت أشكر الله بلا انقطاع لأجلكم وأذكركم في صلواتي وأطلب من إله ربنا يسوع المسيح، الآب المجيد، أن يهب لكم روح حكمة يكشف لكم عنه لتعرفوه حق المعرفة، وأن ينير بصائر قلوبكم لتدركوا إلى أي رجاء دعاكم وأي كنوز مجد جعلها لكم ميراثا بين القديسين وأي قوة عظيمة فائقة تعمل لأجلنا نحن المؤمنين وهي قدرة الله الجبارة التي أظهرها في المسيح حين أقامه من بين الأموات وأجلسه إلى يمينه في السماوات، فوق كل رئاسة وسلطان وقوة وسيادة، وفوق كل اسم يسمى، لا في هذا الدهر فقط، بل في الدهر الآتي أيضا، وجعل كل شيء تحت قدميه ورفعه فوق كل شيء رأسا للكنيسة

التي هي جسده وملؤه، وهو الذي يملأ كل شيء في كل شيء.

الإعلامي المميز أمجد اسكندر يسمي الأشياء بأسمائها ويشهد للبنان الرسالة
بالصوت/مقابلة من تلفزيون المر مع رئيس تحرير مجلة المسيرة الإعلامي البشيري أمجد اسكندر/مع مقدمة للياس بجاني/11 آب/13

فيديو/مقابلة من تلفزيون المر مع رئيس تحرير مجلة المسيرة الإعلامي البشيري أمجد اسكندر/11 آب/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/11 آب/13
English LCCC News bulletin for August 11/13نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
تخلل المقابلة مداخلة للنائب فادي كرم/ المقابلة تلقي الأضواء من مفهوم سيادي وحر وشرعي على كل الملفات التي تشغل اللبنانيين بدءاً بعملية خطف التركيين مروراً بنفاق وطروادية ميشال عون وانتهاءَ بتشكيل الحكومة وكفر عصابات حزب الله
بارك الله بكل بشيري ووطني وحامل مشعل لبنان الحرية والسيادة والإستقلال
الياس بجاني/
11 آب/13/مقابلة أكثر من مميزة مع إعلامي أكثر من مميز بشجاعته وإيمانه وعلمه. أمجد اسكندر يشبهنا بوجداننا وضميرنا ومحبتنا للبنان القداسة وهو بصدق يعبر عن كل ما يجول بأفكارنا ويتحسس أوجاعنا ويدرك ويجسد بقلمه وصوته طموحاتنا وأمانينا. أمجد اسكندر مثل الياس الزغبي وانطوان مراد وشارل جبور وعلي حماده وغيرهم كثر من الإعلاميين البشيريين والسياديين هم الخميرة التي بإذن الله سوف تخمر كل عجين إعلام وطن الأرز وتصونه من ادران وجهل وجحود إعلام محور الشر والمرتزقة والطرواديين ليبق وطناً للحريات والأحرار، ووطناً للرسالة والحق والإنسانية.

غبي وساذج كل من يسأل كيف تم اختراق امن المطار ومحيطه واختطاف الطيار التركي ومساعده

النهار/مَنْ اخترق المطار وطريقه وخطف الطيارَين؟ تركيا تغادر لبنان وتصاعد المطالبة بالقليعات/11 آب/13

http://newspaper.annahar.com/article/56977-من-اخترق-المطار-وطريقه-وخطف-الطيارين-تركيا-تغادر-لبنان-وتصاعد-المطالبة-بالقليعات

الياس بجاني/11 آب/13/نعم غبي وساذج كل من يسأل كيف تم اختراق امن المطار ومحيطه واختطاف الطيار التركي ومساعده. غبي نعم لأن المطار ومنذ أن انسحب الجيش السوري سنة 2005 من لبنان سلمه لحزب الله وليس للدولة التي لا سلطة لها عليه. وكلنا يتذكر غزوة بيروت والجبل وكان أحد أسبابها محاولة الحكومة نقل الضابط المسؤول عن المطار التابع مباشرة للحزب. وكلنا يتذكر كيف تم اغتيال انطوان غانم وجبران التويني بعد أن رصدت عودتهما كميرات الحزب في المطار. ومن منا نسي عملية خطف جوزيف صادر الذي لا زال مصيره مجهولاً. ومن لا يعرف أن أمن المطار وادارته ومحيطه يتبعون لحزب الله مباشرة وليس للدول, كل ما يُدخٍله حزب الله عن طريق المطار لا سلطة للدولة عليه وكل ما يخرج من المطار الدولة آخر من يعلم بأمره. من هنا حزب الله هو من نفذ عملية الخطف للطيار ومساعده ومن قرأ تفاصيل العملية أدرك كم أن العملية هي من عمل محترفين وكم أن من قام بها كان مرتاحاً على وضعه ولم يحسب أي حساب للدولة أو لقواها الأمنية. باختصار المطار محتل بالكامل من قبل حزب الله وكذلك الدولة اللبنانية، ومن هنا التحقيق الذي يتبجح بأمره أبو ملحم  وزارة الداخلية، مروان شربل هو نفاق وأوهام وذر للرماد في العيون. اختصار إن كل عمليات الرقيع لم تعد تجدي لأن البلد بكامله ومع دولته والمؤسسات يحتلهم حزب الله وعسكره . أمس وفي وضح النهار ومن مسافة لا تبعد 100 متر عن حاجز للجيش في محيط المطار قام عنصران من عناصر فرسان الدويلة بسرقة مواطن في محيط المطار بينما كان ينتظر زائراً قادما من بلد أوروبي لزيارة الشركة التي يعمل فيها هذا المواطن. السرقة تمنت بوقاحة وع المكشوف حيث طلب العنصران من المواطن هويته على أساس إنهم من أمن حزب الله وعندما فتح المواطن محفظته ليخرج هويته نشل احد الفارسين الهوية وأخذ منها كل ما كان بداخلها من مال ومن ثم رماها بوجه المواطن وهو موجهاً سكينا كبيرا إلى رقبته. هذه هي المقاومة وهذه هي الممانعة وهؤلاء هم أشرف الناس. مرة أخرى لبنان بلد مارق وفاشل ومحتل ولم يعد بمقدور اللبنانيين تحرير بلدهم دون تدخل مجلس الأمن والقوات الدولية على أساس أن لبنان دولة فاشلة ومارقة. لم يعد ينقص جماعة المقاومة المنافقين شيء فهم يمارسون كل ما هو اجرام وارهاب وبلطجة وسرقات وغزوات ومويؤات بعد أن امست ثقافتهم هي ثقافة شرعة الغاب وتعاطيهم مع الغير حتى من هم داخل بيئتهم يتم على اساس مد الإيد والقوي بياكل الضعيف. انهيار أخلاقي فظيع سيكون من أهم أسباب نهاية هذه المقاومة الهمجية والمافياوية.

 

رئيس الجمهورية تابع قضية الطفل الرضيع في عكار وتأمين نقله بالتنسيق مع وزارة الصحة إلى مستشفى في بيروت

وطنية - عكار - أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اهتماما خاصا بنداء الاستغاثة الذي أطلقه عاهد رجبية، لانقاذ وليده المريض الذي لم يتمكن من ادخاله الى اي من مستشفيات عكار بحجة عدم تامين تغطية مالية من وزراة الصحة. فبتوجيهات من الرئيس سليمان، اتصل المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، بوالد الطفل مستفسرا عن وضعه الحالي، وأبلغه اهتمام رئيس الجمهورية بهذا الموضوع. وقد أثمرت متابعة رئاسة الجمهورية، وكذلك وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، عن تأمين الإجراءات الضرورية لاستقبال الطفل في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، وتعمل حاليا سيارة إسعاف تابعة لمركز الصليب الأحمر اللبناني في القبيات، على نقل الطفل الرضيع من أمام إحدى المستشفيات في عكار، حيث تنتظر عائلة رجبية، إلى المستشفى في بيروت.

 

سليمان تابع مع المسؤولين الأمنيين ملابسات حادثة اللبوة: لاتخاذ اقصى تدابير ضبط الوضع وتوقيف الفاعلين واحالتهم على القضاء

وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اليوم، مع المسؤولين الامنيين المعنيين، ملابسات حادثة اللبوة وتطوراتها وتفاصيلها، وطلب اتخاذ اقصى التدابير لضبط الوضع والقبض على الفاعلين واحالتهم على القضاء المختص. واعتبر سليمان ان "اللجوء الى مثل هذه الاساليب، في وقت كانت قضية الافراج عن المخطوفين تشهد تقدما، يزيد الامور تعقيدا ويخلق مشكلات جديدة تراكم قضية المخطوفين ولا تؤدي الى حلها".

 

سليمان وميقاتي وسلام ... يستنفرون

ام تي في/تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ملابسات حادثة اللبوة وتطوراتها وتفاصيلها، وطلب اتخاذ اقصى التدابير لضبط الوضع والقبض على الفاعلين واحالتهم على القضاء المختص. بدوره شدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على "ضرورة التعاون بين جميع أبناء المنطقة لمعالجة تداعيات الحادث ومنع اي محاولات لافتعال فتنة بينهم". الى ذلك، فقد دعا الرئيس المكلف تمام سلام الجيش والقوى الأمنية الى التعامل مع هذا العمل بأقصى درجات الحزم وملاحقة الفاعلين وسوقهم الى العدالة.

 

سلام اطلع من شربل على تفاصيل التعرض لرئيس بلدية عرسال: للتعامل بحزم مع هذا العمل وملاحقة الفاعلين وسوقهم الى العدالة

وطنية - اطلع الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام، من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، على تفاصيل الحادث الذي تعرض له موكب رئيس بلدية عرسال محمد الحجيري في بلدة اللبوة البقاعية، وتابع معه التدابير التي تتخذها الاجهزة الامنية لملاحقة الفاعلين، داعيا الجيش والقوى الامنية الى التعامل مع هذا العمل بأقصى درجات الحزم وملاحقة الفاعلين وسوقهم الى العدالة. وأدلى سلام بتصريح قال فيه "في الوقت الذي كانت تبذل فيه الجهود لتبادل مخطوفين واجراء مصالحة بين عائلات عرسال واللبوة، جاء هذا الكمين الذي تعرض له رئيس بلدية عرسال ومرافقوه، ليكشف مرة جديدة هشاشة الواقع القائم في منطقة البقاع ودقته، والحاجة الملحة لتضافر جهود جميع الأطراف السياسية والأهلية للتصدي لكل محاولات الفتنة وهز الاستقرار والسلم الاهلي". أضاف: "إننا اذ نهنىء رئيس بلدية عرسال بسلامته ونترحم على الضحية التي سقطت في الكمين، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، نستنكر اشد الاستنكار هذا العمل المدفوع بنوايا خبيثة على البقاع واهله، وندعو جميع العقلاء من ابناء هذه المنطقة الى التزام الحكمة وعدم توفير أي جهد لتفويت الفرصة على الراغبين في العبث بأمنهم وامن البلاد".

 

الحريري اتصل بقهوجي والحجيري: لعدم الانجرار لما يريده الداعون للفتنة

وطنية - أجرى الرئيس سعد الحريري، عصر اليوم، اتصالا بقائد الجيش العماد جان قهوجي، وتداول معه بالهجوم الذي تعرض له موكب رئيس بلدية عرسال علي الحجيري في البقاع اليوم. وقد شدد الحريري على "وجوب اتخاذ الاجراءات الكفيلة بملاحقة المعتدين"، معتبرا ان "هذا الحادث يقع في اطار المحاولات المستمرة لجر البلاد الى مزيد من الاحتقان".  كما أجرى الحريري اتصالا بالحجيري الذي وضعه بتفاصيل الهجوم الذي تعرض له. واكد الحريري استنكاره لهذا الاعتداء مشددا على "اهمية عدم الانجرار الى ما يريده الداعون الى الفتنة والعاملون على اشعالها".

 

الجيش: قتيل و3 جرحى في كمين البقاع الشمالي وخطف شخصين سوريين

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "بتاريخة بعد ظهر اليوم، حوالي الساعة 15,00 ولدى مرور موكب سيارات يستقله أشخاص من أهالي بلدة عرسال على طريق بعلبك - الهرمل، تعرض لإطلاق نار من قبل مجموعة من المسلحين، ما أدى الى إصابة أربعة بجروح مختلفة، ما لبث أن فارق الحياة أحدهم متأثرا بجروحه، كما أقدم المسلحون على خطف شخصين من التابعية السورية كانو ضمن الموكب الذكور.

على أثر ذلك اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في جميع مناطق البقاع، وخصوصا في منطقة البقاع الشمالي، تدابير إستثنائية لمنع تفاقم الأوضاع، بما في ذلك إقامة حواجز ثابتة ومتحركة وتسيير دوريات، كما باشرت الوحدات تنفيذ عمليات بحث وتحر واسعة لتحديد هوية المرتكبين وتوقيفهم وإحالتهم الى القضاء المختص".

 

ميقاتي تابع حادثة اللبوة في سلسلة اتصالات مع المعنيين: لمعالجة تداعياتها ومنع اي محاولات لافتعال فتنة بين أبناء المنطقة

وطنية - تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الحادث الامني الذي وقع بعد ظهر اليوم في منطقة اللبوة في البقاع الشمالي، عبر سلسة من الاتصالات مع كل من وزير الدفاع الوطني فايز غصن، وزير الداخلية والبلديات مروان شربل ورئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء الركن وليد سلمان ووجهاء بلدة عرسال وفاعلياتها. وشدد ميقاتي على "ضرورة التعاون بين جميع أبناء المنطقة لمعالجة تداعيات الحادث ومنع اي محاولات لافتعال فتنة بينهم". وأكد ان الاجهزة الامنية "تقوم بواجبها في العمل على توقيف المعتدين واحالتهم على القضاء".

 

المخابرات النيجيرية تعتقل اللبناني حسين علي رضا

خاص بـ"الشفاف" / أشارت معلومات الى ان جهاز المخابرات النيجيري القى القبض منذ اكثر من اسبوعين على المغترب اللبناني حسين علي رضا 40 عاما. اقارب الموقوف رضا قالوا :"أن المخابرات النيجيرية القت القبض على قريبهم في مدينة "كانو" حيث مكث في مقر المخابرات لمدة اسبوع قبل ان يتم نقله بعد ذلك الى "ابوجا" حيث انقطعت اخباره". واشار اقارب رضا الى "ان هناك صلة قرابة تربطه مع احد المتهمين اللبنانيين الاربعة في نيجيريا بالانتماء الى حزب الله والذين يحاكمون هناك بتهمة اقتناء اسلحة ومتفجرات". وقال الاقارب "ان عددا من ابناء العائلة يعمل على توكيل محام للدفاع عنه في حال توجيه اي تهمة اليه". يشار الى ان المعتقل رضا متحدر من بلدة "جويا" في قضاء صور، وهو ابن شقيق رئيس بلدية "جويا"، جواد رضا و حمل الجنسية النيجيرية بالولادة.

 

بعد المطار... شعبة المعلومات هي الهدف

ام تي في/هم أكدوا مرارا وتكرارا ان لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بعملية خطف الطيارين التركيين على طريق المطار... الا ان اهالي مخطوفي اعزاز لم يخفوا في اكثر من مناسبة غبطتهم بما حل بالاتراك علّه يترك آثارا ايجابية على قضية ابنائهم.الا ان المعلومات الامنية التي انتشرت مساء الاحد دحضت كل الاقاويل السابقة، بعدما اقدمت استخبارات الجيش على توقيف أحد اقارب مخطوفي اعزاز ويدعي محمد صالح بعد رصد اتصالات بينه وبين خاطفي التركيين، فما كان من الاهالي الا ان امهلوا الاجهزة المعنية ساعة واحدة للافراج عن صالح تحت طائلة عرقلة حركة الملاحة في مطار رفيق الحريري الدولي، ليعودوا عن قرارهم بعد حين ويقرروا التظاهر امام مبنى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي.

 

تسليم وتسلم للمخطوفين بين آل المقداد وأهالي عرسال 

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" بأنه تم تسليم المخطوفين الـ 13 من بلدة عرسال، من قبل آل المقداد، واستلام يوسف المقداد، في مركز إستخبارات الجيش اللبناني في رأس بعلبك.

 

وفد عرسال: يا فرحة ما اكتملت

ام تي في/بالفعل.. لم تكتمل فرحة العرساليين العائدين من عملية تسلم وتسليم للمخطوفين "باءت جزئيا بالنجاح"... اذ ان عددا من المسلحين كانوا يقبعون على طريق بعلبك - الهرمل ليبدأوا جزءا جديدا من مسلسل الخطف البقاعي. المكمن المسلح في اللبوة استهدف اربع سيارات كانت تقل الوفد من رأس بعلبك وقد ادى الى مقتل محمد حسن الحجيري وجرح احمد خالد الحجيري الذي نقل الى مستشفى العبدالله وهو في حال مستقرة كما تسبب الحادث باصابة رئيس بلدية عرسال علي الحجيري بجروح طفيفة. من جانبه، باشر الجيش على الفور بتسيير دوريات راجلة ومؤللة في المنطقة لتقفي آثار المسلحين، وقد اعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أنه عند "نحو الساعة الثالثة من بعد ظهر الأحد ولدى مرور موكب سيارات يستقله أشخاص من أهالي بلدة عرسال على طريق بعلبك - الهرمل تعرض لإطلاق نار من قبل مجموعة من المسلحين، ما أدى الى اصابة أربعة بجروح مختلفة ما لبث أن فارق الحياة احدهم متأثرا بجروحه، كما أقدم المسلحون على خطف شخصين من التابعية السورية كانوا من ضمن الموكب المذكور. على أثر ذلك اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في جميع مناطق البقاع وخصوصا في منطقة البقاع الشمالي تدابير أمنية استثنائية لمنع تفاقم الأوضاع، بما في ذلك إقامة حواجز ثابتة ومتحركة وتسيير دوريات، كما باشرت الوحدات تنفيذ عمليات بحث وتحر واسعة لتحديد هوية المرتكبين وتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص".

 

ميدان الخيل الروماني مهدد!في السنتين الماضيتين بدأت قصة في وسط

ام تي في/بيروت استغربها الفقهاء في علم التاريخ والآثار في لبنان  كما في العالم, وهي الاستخفاف باحد اكبر الاكتشافات الرومانية في عصرنا الحديث ومحاولة تفكيكه ودمجه ببناء جديد.  اكتشاف بقايا ميدان سباق خيل روماني منتشر على عدة عقارات خاصة في منطقة ميناء الحصن في وسط بيروت, ولحسن الحظ , القسم الاكبر من هذا الميدان الروماني المهدد اليوم والمنتشر على  عقارات ثلاثة رقم 1370 ورقم 834 و 1410 لم يبنَ عليهم اي مشروع سكني او تجاري. وبحسب المعلومات العقار رقم 1370 يخص احد المقربين والداعمين لاحد الاحزاب السياسية في لبنان ويدعى علي ناظم أحمد, حصل على اذن من وزير الثقافة غابي ليون لتنفيذ مشروع في عقاره الاثري لكن وزراء الثقافة السابقين طارق متري وتمام سلام وسليم وردة كانوا له بالمرصاد مع جمعية تجمع الحفاظ على التراث اللبناني الذين اوقفوا قرار فك ودمج الآثارات , من خلال طعن تقدموا به أمام  مجلس شورى الدولة. والجديد اليوم ان العقار رقم 834 التابع مع العقار الآخر رقم 1410 لشركة rhr الخاصة بالوزير مروان خير الدين ووالده وشقيقه معرض اليوم للانتهاك نفسه. وهنا طعن جديد بقرار الفك والدمج بالعقار رقم 834  قُدم لوزارة الثقافة فلم يلق صدى عند  الوزير ليون فأصدر قرارا بتاريخ 6 آب 2013  بالتأكيد والتسريع بعملية الفك والدمج معتبرا انه هو صاحب السلطة والمرجعية وليس مديرية الآثار، الامر المنافي للقوانين بحسب تجمع الحفاظ على التراث اللبناني. ومن ميدان تاريخي ممتد على آلاف الامتار سيتم فك هذا الحائط المكشوف من الميدان، بالاضافة الى هذين القسمين الصغيرين وتركيبهم على هذا النحو بحسب دراسات تجمع الحفاظ على التراث اللبناني,  في وقت كان مطلوبا التنقيب عن الاقسام المستترة واعادة ترميم ميدان سباق خيل تاريخي يمكن أن يشكل قبلة للسياح من كافة انحاء العالم....

 

دعوات لإبعاد مطار بيروت عن سيطرة ونفوذ "حزب الله"

نائب عن كتلة سعد الحريري انتقد بشدة عملية اختطاف طيارين تركيين من المطار

العربية/دعا نائب لبناني سُنّي بارز، في بيان نشرته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، الحكومة إلى فتح مطار القريعات غير المستخدم حالياً في شمال البلاد أمام الملاحة الجوية المدنية، في ظل عدم سيطرتها على مطار رفيق الحريري ببيروت، الذي يسيطر عليه "حزب الله". وقال محمد كبارة، النائب عن كتلة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، إن "مطار بيروت الدولي خاضع لسيطرة حزب الله"، واصفاً إياه بـ"الحزب الإرهابي،" ومعتبراً أن عملية خطف الطيارين التركيين على بعد أمتار من حاجز للجيش قرب مطار بيروت "تدقّ أكثر من جرس إنذار". وأضاف كبارة أن خطف الطيارين التركيين "يطرح أكثر من طلب يعبر عن حق المواطنين اللبنانيين، كما هو حق زوار لبنان وليس زوار الإمام الرضا، بمطار آمن وطريق آمنة وقضاء غير متحيز، وأمن لا يتغافل عن إرهاب لصالح إرهاب آخر، كيلا نقول يتحالف مع إرهاب ضد آخر". وقال كبارة أيضاً إن عملية الخطف هي "إرهابية بامتياز، نفذت على مرأى من أمن لا يحارب هذا الإرهاب ولا يحمي الضحايا من اعتداءات الإرهاب"، مضيفاً أن مطار بيروت "مخترق من قبل الإرهابيين، من برجه إلى حماليه، مروراً بكل أقسامه." ولاحظ كبارة بقوله: "نجدد مطالبتنا التاريخية، وبإلحاح، بضرورة تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينه معوض في عكار كي نؤمن للبنانيين وزوارهم من غير الإرهابيين مطاراً آمناً، بعدما قاربت الدولة اللبنانية الانزلاق إلى مرتبة الدولة المارقة الداعمة للإرهاب نتيجة تغاضيها عن ممارسات الحزب الإرهابي، كي لا نقول نتيجة حمايتها له وتعاطف بعض الأمن معه".

فتفت: إيران تحاول الضغط على الدول الغربية

وفي سياق متصل، قال النائب في البرلمان اللبناني أحمد فتفت، في تصريح لقناة "العربية": "إن حزب الله يسيطر بالكامل على المنطقة التي يقع فيها المطار، ولذلك نحن في حاجة ماسة لمطار آخر وهناك مطار القليعات، ولكن حزب الله دائماً ما يمنع تجهيز هذا المطار، وما يقوم به الحزب هو عمليات إرهابية تؤثر على الشعب والاقتصاد اللبناني". وأضاف: "وجود المطار الآخر مطلب وطني وبالطبع لن يؤثر على الطوائف والمذاهب المختلفة في المنطقة، ومطار القليعات كان يستخدم في الثمانينات لنقل الركاب والمسافرين ما يعني جاهزيته، ومع ذلك يجب تحرير مطار رفيق الحريري وأن لا يتم السكوت على ذلك، وقد جرت محادثات سابقة حول هذا الأمر ولم نجد سوى التصريحات فقط". وأوضح فتفت أن "ما نشهده الآن هو محاولات إيرانية للضغط على الدول الغربية، كما فعلت سابقاً وبنفس الطريقة التي استعملت نفس المطار وقامت باختطاف الأتراك، وهذا أمر واضح جداً، حيث إن خطف الطيار تم في منطقة يسيطر عليها حزب الله أمنياً ولم يصدر الحزب عن هذه العملية أي بيان أو تصريح".

 

الشيخ عباس زغيب: من حق الدولة التدخل لإطلاق سراح الطيار التركي ومساعده

رأى المكلف من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بمتابعة ملف مخطوفي أعزاز الشيخ عباس زغيب أنه " من حق الدولة اللبنانية ان تتدخل لإطلاق سراح الطيار التركي ومساعده"، مردفاً أنه "إذا كان هناك من خرق أمني فهو بسبب تقاعس الدولة والسياسيين ومجموعة 14 آذار". واشار زغيب في حديث لصحيفة "الأنباء" نشر الأحد، الى ان "غياب المواقف الرسمية الحاسمة للدولة اللبنانية دفع بمجموعة "زوار الامام الرضا" الى الانتفاضة لكرامة المخطوفين وأهاليهم، عبر اختطاف الطيار التركي ومساعده قرب مطار بيروت"، معتبرا ان "مجموعة الرضا وإن كانت مجهولة حتى الساعة لا تلام على فعلتها مادام قد انحصر هدفها في تحرير المخطوفين وليس في مطلب آخر". وأضاف ان "اي عمل يقوم به ذوو المخطوفين ضد المصالح التركية مبرر". ولفت في المقابل الى ان "الجهة الوحيدة التي يجب إلقاء اللوم عليها لا بل إدانتها ومحاسبتها هي الدولة التركية لمحاولتها التسويف والمماطلة في اطلاق سراح المخطوفين، فضلا عن ان قوى 14 آذار من هذا الملف الإنساني تعزز الموقف التركي، عبر بياناتها المسيئة لها قبل ان تكون مسيئة لكرامة مخطوفي اعزاز وأهاليهم"، معتبراً ان "تعاطي القوى المذكورة مع هذا الملف الإنساني مبرر وغير ملام كونه يقوم على قاعدة "العبد لا يلام على حب سيده". وأردف زغيب في السياق نفسه الى ان "بيان قوى 14 آذار المدين لعملية خطف الطيار التركي ومساعده هو مجرد كلام سياسي فارغ ولا يمكن ادراجه سوى في إطار الحملات الاعلامية المسعورة والمبرمجة ضد حزب الله، وذلك في محاولة يائسة من القوى المذكورة لاتهام الحزب بعملية الخطف بذريعة انها حصلت ضمن المنطقة الشيعية". وأسف زغيب أيضاً "لمحاولات قوى 14 آذار استغلال الأحداث الأمنية أيا تكن وأينما تقع على الأراضي اللبنانية حتى التي تقع منها داخل ما يسميه البعض بالمربع الأمني لحزب الله، وذلك لاستعمالها في عمليات التحامل والتجني على الحزب والفريق السياسي المتحالف معه"، مؤكدا انه "لا يمكن لحزب الله ان يأخذ مكان الدولة ويحل مكان الأجهزة الأمنية، فإذا كان هناك من خرق امني فهو نتيجة تقاعس الدولة والسياسيين ومجموعة 14 آذار وتقصيرهم في واجباتهم حيال إعادة مخطوفي اعزاز الى بلدهم وأهلهم وذويهم". وتساءل "اين هيبة الدولة وسيادتها في ظل وجود تسعة لبنانيين مخطوفين منذ سنة ونصف السنة لدى مجموعات مسلحة في سورية تأتمر بالنظام التركي الذي يعتبر لبنان مقاطعة عثمانية"؟ وشدد زغيب على أن "الحق كل الحق في التحرك الذي يراه أهالي المخطوفين بأعزاز مناسبا للإضرار بالمصالح التركية في لبنان، وأي عمل يقومون به في هذا الإطار سيكون مشروعا ومحقا وعادلا"، معتبرا من جهة ثانية ان "من حق الدولة اللبنانية ان تتدخل مع مجموعة "زوار الرضا" لإطلاق سراح الطيار التركي ومساعده لكن عليها في المقابل ألا تنظر بعين واحدة وفقط باتجاه الدولة التركية لاسترضائها، بل عليها ان تتعامل مع الملف بطريقة متكاملة". وكانت رأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن "حادثة اختطاف الطيار التركي ومساعده تضرب ما تبقى من مصداقية الدولة اللبنانية في الحفاظ على أمن لبنان وعلاقاته مع الدول العربية والأجنبية"، مردفة أن "الحادثة تعرض مطار بيروت لتصنيفه على لائحة المطارات الخطيرة". وخطف طيار تركي ومساعده صباح الجمعة على جسر كوكودي وذلك عقب قطع مجموعة مسلحة طريق باص للركاب كانا موجودين فيه.

وتبنت مجموعة أطلقت على نفسها اسم "زوار الامام الرضا" عملية الخطف، مطالبة بـ"إعادة مخطوفي أعزاز الى ذويهم من أجل تحرير المخطوفين التركيين

 

توقيف قريب أحد مخطوفي أعزاز للاشتباه بارتباطه بخطف الطيارين التركيين

نهارنت/تم توقيف قريب أحد أقارب مخطوفي أعزاز المواطن محمد صالح مساء اليوم الأحد، وذلك بعد الاشتباه بارتباطه بعملية خطف الطيارين التركيين، في حين يطالب أهالي المخطوفين بإطلاق سراحه "تحت طائلة تصعيد التحركات". وقالت قناة "المستقبل"، أن "شعبة المعلومات توصلت الى معرفة كافة منفذي عملية خطف التركيين، وأوقفت محمد صالح للاشتباه بضلوعه في العملية". وأوضحت الـ LBCI ان محمد صالح الذي اوقف تبين انه كان يرحب بخطف التركيين. و أعلن المفتي الشيخ عباس زغيب، المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بمتابعة قضية الزوار اللبنانيين المخطوفين في اعزاز، أن جهازا أمنيا لبنانيا أوقف ما بين السادسة والسابعة مساء اليوم، محمد صالح، وهو قريب لأحد المخطوفين، بينما كان في سيارته في نزهة مع عائلته. وسأل زغيب "على أي أساس تم توقيف صالح، وما هي الحجة والدليل القانوني لتوقيفه؟ وقال: "إذا كان توقيفه بزعم ضبط اتصالات في قضية خطف التركيين، فعليهم إذا إلقاء القبض على كل الشرفاء في لبنان". وذكر أن "أهالي المخطوفي في اعزاز يطالبون بإطلاق صالح، تحت طائلة تصعيد التحركات بدءا من الشارع، نافيا تحديدهم لأي مهلة لذلك. وأكد أن حالة غليان تسود صفوفهم وانه يعمل على تهدئتهم. و أكد زغيب أن أهالي المخطوفين، لن يقوموا بأي تحركات تصعيدية، إفساحا في المجال أمام المعالجات.  وكانت معلومات شابقة أشارت الى أن اهالي المخطوفين في اعزاز يطالبون بالافراج عن صالح في غضون ساعة ، ولوالا عرقلوا حركة الملاحة وقطعوا طريق المطار. وعليه، أفادت "المستقبل" أن "الجيش ينفذ تدابير أمينة مشددة على كل طريق المطار ويمنع السيارات من التوقف على جانب الطريق". وفي هذا السياق، قال المواطن أدهم زغيب لإذاعة صوت لبنان (93.3): نطمئن المواطنين ان لا قطع لطريق المطار بل تجمعات امام مديرية قوى الامن. كما أضاف زغيب: "قامت القيامة سابقا بسبب توقيف متهم بالإرهاب، وتجند وزراء ورؤساء لإطلاقه ونقله بسياراتهم، فبأي حق يلقى القبض ويتم توقيف شخص كل تهمته أن لديه قريبا مخطوفا منذ أكثر من سنة ولا من يسأل؟". ولقد خطف طيار تركي ومساعده صباح الجمعة على جسر كوكودي، وذلك عقب قطع مجموعة مسلحة طريق باص للركاب كانا موجودين فيه. وتبنت مجموعة أطلقت على نفسها اسم "زوار الامام الرضا" عملية الخطف، مطالبة بـ"إعادة مخطوفي أعزاز الى ذويهم من أجل تحرير المخطوفين التركيين". يُشار الى انه تم الافراج عن إثنين من المخطوفين الـ11 في سوريا وهما حسين علي عمر، اواخر آب، وعوض ابراهيم في ايلول الفائت، وذلك بعد خطفهم في 22 ايار الفائت مع تسعة آخرين في منطقة أعزاز بسوريا اثر عودتهم من رحلة حج الى ايران. ومذ ذلك الحين يعتصم أهالي المخطوفين وقطعون طرق المطار والطريق المؤدي لوزارة الداخلية من أجل معرفة مصير أبنائهم.

 

عين سعادة تقاوم بالمخطط التوجيهي مخرز تغيير هويتها البلدة خسرت 27 في المئة من أرضها والآتي أعظم

بيار عطاالله/النهار/11 آب/13

في عين سعادة مشكلات كثيرة ادارية وبلدية ومحلية وحزبية، لكنها جميعاً في كفة، ومشكلة التغيير الذي يصيب هوية البلدة في كفة اخرى. الامر لا يبدو فاقعاً وظاهراً للعيان الا ان الامور تتم بهدوء والتغيير قائم على قدم وساق في نموذج عن الاستهتار باللبنانيين وكرامتهم ووجودهم والقيم التي قام عليها لبنان باحترام التنوع والتعددية.

تختصر مشكلة عين سعادة في عناوين "السمسرة" و"الطمع" و"تأمين المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة والوطنية" والعملة الخضراء التي تهون امامها كل الامور. لا يجرؤ كثير من الناس على الكلام في عين سعادة وتجاوز الخوف من "البعبع" ورهاب التعرض لكل من يجرؤ على الكلام شبه معمم لا فرق بين عوني وكتائبي ومستقل. والمسألة تختصر على ألسنة متابعي الموضوع بأن بلدية عين سعادة اعتمدت مخططاً توجيهياً يقضي بخفض عامل الاستثمار بالتعاون مع التنظيم المدني الى معدل 15-30. وفي بال البلدية التي تضم اطياف الاحزاب المسيحية، ان هذه الخطوة المدروسة بعناية وبالتشاور مع خبراء التنظيم المدني ستؤدي الى الحد من هجمة الباطون وبشاعة العمران على البلدة التي ارتفعت فيها اسعار العقارات غير المبنية وتلك المبنية من ابنية وشقق. ولم يكن في البال عند وضع القرار ان ثمة متضررين من الموضوع لا يكترثون للمساحات الخضراء ولا لاشجار الصنوبر التي يقتصر استخدامها لديهم على الترويج لمشاريعهم التجارية. وهكذا انطلقت حملة مسعورة خفية وبواسطة الوسطاء لثني البلدية عن القرار والتراجع عنه. واكبر المتضررين من خفض عامل الاستثمار وعلى ما يبدو كان اصحاب العقار 2678 من المستثمرين الخليجيين الذين كانوا قد تقدموا بخرائط من البلدية لبناء مجمع سكني ضخم في العقار الذي تبلغ مساحته 68 الف متر مربع، على اساس عامل استثمار 30 – 90، ومن جملة مقومات هذا المجمع كان بناء مسجد في احد اقسامه للترويج للمشروع لدى الزبائن الخليجيين.

روى احد المتابعين لموضوع عين سعادة ما جرى ويجري في البلدة خلال اجتماع مشترك ضم رئيس مؤسسة "لابورا" الاب طوني خضرا، ورئيس حركة "الارض" طلال الدويهي وكاتب هذه السطور، وابرز الشخص المعني جدولاً اسمياً بالعقارات المباعة الى لبنانيين وخليجيين تظهر انهم يستحوذون على نسبة 27 في المئة من البلدة. كما ابرز الشخص المعني خريطة هندسية لمشروع البناء على العقار 2678 يظهر موقع "مقام ديني".

يقول احد المسؤولين المحليين في الاحزاب في عين سعادة، ان ما قامت به البلدية بخفض عامل الاستثمار امر جيد ويحفظ طابع البلدة وبيئتها ولا يستهدف مشروع المجمع السكني الخليجي، وان المخطط التوجيهي يشمل المسيحيين قبل المسلمين على رغم خصوصية المنطقة وطابعها الماروني والارثوذكسي التقليدي. لكن، ورغم ذلك، يبدو ان ثمة اصراراً على اعادة العمل بالتصنيف القديم من وكلاء المصرف وممثليه المحليين الذين يصرون على تنفيذ المشروع اياً تكن الاعتبارات. والمثير في الامر على ما يروي العارفون ان الاتصالات اخذت تنهال على عين سعادة من اجل اقناع اعضاء البلدية بتغيير موقفهم من المشروع ودفعهم الى الاعلان انهم لا يتعرضون للضغوط. وكان للامور ان تتوقف عند هذا الحد لولا تدخل احد النافذين على مستوى الدولة من خلال الايحاء بأن رفض المشروع وخفض التصنيف "انما هو امر طائفي مرفوض وفيه الكثير من التصرفات الطائفية"، ويقول المسؤول الحزبي: "كيف يكون خفض التصنيف وحفظ البيئة عملاً طائفياً، وهل خفض التصنيف يستهدف المسلمين دون المسيحيين؟".

وفي الرواية التي اصبحت معروفة في عين سعادة ان الامور وصلت الى مستوى ارسال مندوبين وسماسرة ومحامين في محاولات للاغراء واعادة النظر في الامور، لكن تكاتف اعضاء المجلس البلدي والتوتر الذي تسببت به تفاصيل مشروع المجمع السكني المثير للجدل وضعا الموضوع في دائرة "التجميد والانتظار" اذا صح الكلام. ورست الصورة النهائية في عين سعادة على مشهد هو التالي: تخوض البلدة معركة الحفاظ على هويتها في مواجهة حملة واسعة من الترغيب والترهيب يقودها البنك الخليجي ومعه كل المنتفعين والمستفيدين، والسؤال الكبير الذي يطرحه اهالي عين سعادة ببساطة: "اين هم الزعماء المسيحيون والكنيسة وسط كل هذا الخضم الكبير، ولماذا لا يتحركون دفاعاً عن هوية عين سعادة"؟

 

مطار رفيق الحريري... مطار خامنئي

 علي حماده/النهار

يأتي خطف طيارين تركيين على مسافة خمسين مترا من حاجز الجيش امام مطار رفيق الحريري الدولي، ليزيد اقتناع اللبنانيين اننا نعيش جميعا في غاب من صنع أيدي "حزب الله"، الذي كسر كل المحرمات وضرب هيبة الدولة، وصولا الى ان يعود او تعود بعض بيئته الى الارهاب على مستوى الدول. فاختطاف الطيارين عمل ارهابي لا اسباب تخفيفية له ايا تكن الظروف والمبررات.

في الاساس كنا وما زلنا ضد اختطاف المواطنين اللبنانيين في سوريا، ونعتبر هذا العمل ارهابيا اسوة بكل عمل مشابه. نتضامن في هذا المجال مع العائلات وكل المطالبين والعاملين على فك اسر اللبنانيين في اعزاز. وتأييدنا للثورة السورية لا يمكن ان يدفعنا الى القبول بأن يختطف مواطنون مدنيون عزل على طرق سوريا. واستنادا الى ما تقدم، نقول ان معالجة قضية مخطوفي اعزاز لا تكون بسلوك ارهابي، فالضرر الاكبر يقع على اللبنانيين اولا، وقبل غيرهم، لأنه يستكمل تدمير مقومات الدولة، ويلحق الاذى ليس بمختطفي اللبنانيين ولا بتركيا، بل بملايين اللبنانيين العاملين في الخارج، وكثيرون يذكرون مرحلة الخطف في لبنان في ثمانينات القرن الماضي، عندما تحول شعب لبنان كله محموعة متسولين على ابواب السفارات، ومجموعة مشبوهين في مطارات العالم اجمع. من المسوؤل؟ اولا الدولة او ما تبقى منها. فالى ان تعلن دولة فاشلة تبقى المرجع لكل ما يحصل على اراضيها. ومن هنا ضرورة تعجيل كل الاجهزة الامنية في معالجة الامر، لأن لا توازي بين خطف اللبنانيين في اعزاز، واختطاف طيارين تركيين على طريق مطار بيروت. الموازاة مرفوضة ويجب العمل على اطلاق المخطوفين التركيين اليوم قبل غد. المسؤول الثاني، مسؤول أول بالنظر الى مواصلته تدمير الدولة اللبنانية، وخلق بؤر ارهابية تحت سلطته، وفي معازله الامنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما في كل مكان يمتد اليه نفوذه. "حزب الله" مسؤول لانه من الناحية العملية يسيطر على المنطقة التي اختطفوا فيها، كما انه مسؤول لانهم اينما احتجزوا سيكون مكانهم في مناطق نفوذ الحزب. إذاً المطلوب من "حزب الله" التعجيل في اطلاق المخطوفين ايا تكن الظروف. بصرف النظر عما اذا كان الحزب بريئا او متورطا في هذه العملية. نعرف ان "حزب الله" الذي يقيم تنظيماً عسكريا وامنيا مخيفا في لبنان، يمكنه ان ينهي المسألة بسرعة، وان يجنب لبنان مزيدا من الضرر يضاف الى الضرر الكبير جراء سلوكه وسياساته منذ اعوام. الخلاصة ان عملية الاختطاف هذه فعل تذكير بان مطار بيروت واقع ايضا تحت احتلال "حزب الله"، وان كل من يستخدمه يضع نفسه بضع ساعات تحت رحمة تنظيم جرى تصنيفه في معظم الدول العربية، وكل اوروبا واميركا بأنه ارهابي. هذه حقيقة تستدعي معاودة التفكير بفتح مطار القليعات من اجل منح الناس متنفسا اخر خارج اطار سيطرة "حزب الله"، وذلك بعدما تحول مطار رفيق الحريري الدولي عمليا مطار علي خامنئي الدولي. هذه حقيقة.

 

مَنْ اخترق المطار وطريقه وخطف الطيارَين؟ تركيا تغادر لبنان وتصاعد المطالبة بالقليعات

النهار/بدا طبيعيا ان يفتح ملف الامن المخترق على طريق المطار وان تتصاعد المطالب المتجددة بتشغيل مطار القليعات عقب يومين من الغموض والالتباس واطلاق الاشارات والرسائل المبطنة بعد فجر الخطف الذي طاول طيارا تركيا ومعاونه على بعد اقل من 200 متر من مطار رفيق الحريري الدولي صبيحة ثاني ايام الفطر.

ذلك ان تداعيات الحادث المدبر وملابساته التي لم تكن معزولة عن "الاتقان" الاحترافي في ترصد وصول الطائرة التركية ونصب مكمن الخطف من دون خشية من عيون او مراقبة او منع محتمل بالقوة الشرعية سرعان ما فاقت الحسابات واعادت الى الواجهة الخطر الاكبر المتمثل في تعميم صورة التهديد الامني الذي يترصد طريق المطار ولا تقلل خطورتها مسألة المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز منذ اكثر من سنة وشهرين التي بدت ظاهرا الدافع الاساسي لخطف الطيار التركي ومعاونه وقت سعى الناطقون باسم اهالي المخطوفين في اعزاز الى نفي مسؤوليتهم عن الحادث والتزم "حزب الله" الصمت المطبق حياله.

وبعد اكثر من 48 ساعة على الحادث لم يتوافر لدى اي من المعنيين اي جواب على السؤال الكبير والمقلق وهو كيف تمكن ناصبو المكمن المسلح على جسر الكوكودي من ان يقيموا حاجزا ويحولوا وجهة سير السيارات العابرة من المطار الى اوتوستراد المدينة الرياضية نحو بيروت وان ينفذوا عملية الخطف برباطة جأش وبرودة اعصاب دون اي خشية ؟ ثم كيف اتفق ان عرف الخاطفون بكل الدقائق والتفاصيل المتعلقة بساعة وصول الطائرة التركية والمدى الزمني الذي استلزمه هبوط طاقمها ومغادرته حرم المطار حتى بلوغ جسر الكوكودي؟وهل تمكنت التحقيقات الفورية التي قيل انها تشمل الاتصالات الهاتفية التي اجريت قبيل هبوط الطائرة وبعد هبوطها من رصد معلومات كافية عن هوية الخاطفين والوجهة المحتملة التي تواروا اليها علما ان المعلومات تفيد ان المخطوفين نقلا الى خارج بيروت؟

مجمل هذه الاسئلة والمعطيات بدت حيالها الدولة بمراجعها السياسية والامنية شديدة الاحراج امام اختراق امني شديد الاذى لحصوله خصوصا عند بوابة لبنان الى العالم معيدا اشد التجارب سوءاً واذية سواء على الصعيد الامني او الديبلوماسي او السياحي. ولم تكفل التعهدات المتكررة للمعنيين ولا سيما منهم وزير الداخلية مروان شربل ببذل كل الوسائل المتاحة للافراج عن المخطوفين التركيين احتواء التداعيات السلبية لهذا التطور بل بدت اقرب الى شيكات من دون رصيد بدليل ان الدولة التركية سارعت الى سحب رعاياها من لبنان والتهيؤ لسحب كتيبتها العاملة في الجنوب ضمن قوات اليونيفيل .

وعلمت "النهار" ان المعطيات التي تجمعت عند أكثر من طرف داخلي بناء على معلومات بالتقاطع مع الاتصالات مع السفير التركي في لبنان اينان اوزيلديز تفيد ان منفذي عملية خطف المواطنين التركيين هم من المحترفين وليسوا من الهواة مما يسقط كليا فرضية ان الخاطفين ينتمون الى اهالي مخطوفي اعزاز.

واذ شغل الحادث كبار المسؤولين وكان محور اتصالات اجريت بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس التركي عبدالله غول اعلن الوزير شربل بعد لقائه امس السفير التركي "اننا كدولة لبنانية نعمل بكل قوانا لتحرير المخطوفين التركيين وعندما نعرف مكان وجودهما لن نقصر وسنأتي بهما" غير انه لم يجزم بارتباط خطفهما بقضية مخطوفي اعزاز وان لم يستبعد هذا الارتباط وقال: "رب ضارة نافعة وننهي هذا الموضوع وتنتهي مشكلة التسعة الموجودين في اعزاز".

وقالت اوساط رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة لـ"النهار" ان الاتصالات التي اجراها مع الرؤساء سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي ثم استقباله السفير التركي تمحورت حول سبل اطلاق المخطوفيّن التركيين سريعاً نظرا لخطورة الحادث وتأثيره على لبنان سياسيا واقتصاديا والتأكيد لتركيا ان الشعب اللبناني براء من الحادث ولا يتحمل تبعاته وتاليا يجب حمايته من اية ردة فعل تستهدف اللبنانيين جراء ما تعرّض له الطيار التركي ومساعده.

وبعدما دعت الخارجية التركية رعاياها الموجودين في لبنان والذين يقدرون بـ 600 شخص الى مغادرته وعدم التوجه اليه الا في حال الضرورة افادت مصادر تركية واخرى من الامم المتحدة ان تركيا تعتزم سحب قسم من قواتها المساهمة في القوة الدولية العاملة في الجنوب. وقال مصدر تركي في انقرة لوكالة الصحافة الفرنسية ان نحو 250 شخصا من كتيبة الهندسة العسكرية سينسحبون قريباً من اليونيفيل. لكن المصادر التركية ومصادر الامم المتحدة اشارت الى ان قرار الانسحاب اتخذ فعلا قبل خطف الطيارين التركيين. وقال المتحدث باسم اليونيفيل اندريا تينيتي انه في السادس من آب "تبلغنا من قسم عمليات حفظ السلام ان الحكومة التركية قررت سحب وحدة الهندسة والبناء من اليونيفيل مع ابقاء حضورها في القوة البحرية". واوضح ان "تركيا لن تنسحب في شكل كامل " مشيرا الى "نحو 60 عنصرا سيتابعون مهماتهم في القوة البحرية في حين سيغادر نحو 280 عنصرا يشكلون عديد كتيبة الهندسة".

البقاع الشمالي

على صعيد امني آخر لم تغب الاضطرابات الامنية عن البقاع الشمالي في عطلة عيد الفطر حيث سجل احباط محاولة تفجير استهدفت الجيش من جهة وحادث خطف من جهة اخرى. وافاد مراسل "النهار" في بعلبك ان قوة من الجيش أحبطت ليل الجمعة عملية تفجير انتحارية كانت تستهدف حاجز حميد للجيش في جرود عرسال حيث اوقف السوري حسن سلمان الخالد والفلسطيني عبده قاسم الشهابي والدانماركي من اصل فلسطيني جيمس حسين كيجد وكانوا في سيارة ميتسوبيشي زيتية من دون لوحات او اوراق ثبوتية آتين من الاراضي السورية. وترجل احد الفلسطينيين وهو يضع زنارا متفجرا محاولا تفجير نفسه بحامية الحاجز غير ان العسكريين عاجلوه برشقات قاتلة واوقفوا رفيقيه وضبط في حوزتهم رشاش كلاشنيكوف وحزام ناسف آخر زنته ثلاثة كيلوغرامات موصولا برمانة يدوية. كذلك قامت مجموعة سورية مسلحة بخطف ثلاثة لبنانيين من محلة عين القرقوز في جرود بلدة بريتال فيما تمكن عم المخطوفين الثلاثة من الفرار في اتجاه جرود البلدة.

 

الرئيس الجميل: لا مجال لتغيير النظام اللبناني ومصر لا يمكن أن يحكمها نظام متقوقع

وطنية - أكد رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل أن "الشعب المصري هو شعب الاعتدال والانفتاح والسلام ولا يتحمل الأنظمة التي تعتمد الانغلاق أو التقوقع سواء دينيا أو سياسيا"، مؤكدا "رفض الدعوات إلى الإنقلاب أو تغيير النظام اللبناني الحالي بل يجب تطويره". وأمل في حديث إلى وكالة "أنباء الشرق الأوسط" في بيروت في أن "يستقر الوضع في مصر بأقرب وقت وتعود الديموقراطية فيها سنة الحكم وتعود مصر لدورها الطليعي في العالمين العربي والإسلامي". وقال: "نتطلع لأن تكون مصر بوصلة للعالم العربي والإسلامي لجهة الانفتاح والاعتدال، وتعود مثالا لكل مجتمعاتنا، وأن تلعب دورها في إحلال السلام في الشرق الأوسط وانفتاح العالم العربي على كل العالم، على الغرب والشرق، وبالتالي يكون هذا عنصر استقرار في المنطقة العربية بأكملها".

أضاف: "إن كل لبناني قلبه مع مصر ونتمنى لها العزة والكرامة والنصر، فلكل لبناني موطىء قدم في مصر والعكس، وهناك روابط عائلية بين الشعبين، فنحن آل الجميل لنا صلة وثيقة بمصر، ووالدتي من المنصورة، وإذا كانت مصر بخير فكل الأمة العربية بخير، لذلك نفرح لانتصارات مصر وتدمي قلوبنا إذا حدثت فيها مأساة وسقطت ضحية من أي جانب كان".

وتابع: "نحن لا نتدخل بشؤون مصر الداخلية وخيارات الشعب المصري، والأهم أن يرتاح الشعب المصري لحكامه. كانت لدينا علاقات وتعاون وتواصل مع كل العهود في مصر واستمرت العلاقات مع كل الاطراف الذين تعاقبوا، ونتمنى لمصر أن تخرج بأسرع وقت من هذا الواقع الأليم الذي تعيشه. وننتظر بارتياح للجهود التي تبذل لتوحيد الساحة المصرية والعودة إلى الديموقراطية، والعودة إلى ما يطمح إليه شعب مصر من الانفتاح ومواكبة الحداثة ، والدخول في العالم المتطور خاصة في عصر العولمة لا أن تتقوقع مصر على نفسها وتنعزل على مسار التاريخ. وعندما نتحدث عن انفتاح مصر واعتدالها، دائما نعود إلى كلام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فهذه المواقف والبيانات والمواثيق الصادرة عن الأزهر تصلح لأن تكون نموذجا يقتدي به كل المسؤولين العرب والمسلمين لكونها استخلصت العبر من التجارب الماضية ورسمت طريق الحداثة والتطور لمصر وكل المسلمين. وكلما التقيت الدكتور أحمد الطيب، كلما أطمأننت على مستقبل مصر طالما أنه على رأس هذا الصرح، كما انني أتفق مع مواقفه ونسعى إلى ان نتكامل معها، وأنوه بمبادرة الدكتور أحمد الطيب الأخيرة لتحقيق المصالحة الوطنية".

وردا على سؤال عما إذا أصبحت قضية الانتماء العربي للبنان مسألة محسومة لمسيحيي لبنان أجاب: "أرفض التشكيك في هذا الأمر، فلبنان منذ البداية في طليعة النهضة الثقافية العربية، ولا ننسى فترة بطرس البستاني وأشقائه وابراهيم اليازجي وغيرهم من رواد هذه النهضة في القرن التاسع عشر. ولا ننسى أن رئيس تحرير الأهرام كان لفترة طويلة أنطوان الجميل، وفي كثير من مؤتمرات القمة العربية كان يكلف الرئيس اللبناني بزيارة الأمم المتحدة والمحافل الدولية للدفاع عن القضايا العربية ولا سيما القضية الأم القضية الفلسطينية".

وقال: "لا يمكن فصل لبنان عن القضية الفلسطينية، فلبنان أول من استضاف النازحين الفلسطينيين، والجيش اللبناني أول من دافع عن الشعب الفلسطيني، وما زال لبنان يدفع ثمنا باهظا للدفاع عن القضية الفلسطينية".

وردا على سؤال عن إمكانية أن تزدهر الديموقراطية في لبنان في ظل النظام الحالي من محاصصة طائفية وتلميح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى عقد مؤتمر تأسيسي جديد للبنان أجاب: "البعض ينظر دائما للنظام اللبناني بنظرة تشاؤمية أو سلبية، فلنعترف بأنه حتى الآن لم يتمكن أحد سواء من الداخل أو الخارج أن يطرح على اللبنانيين نظاما بديلا عن نظامنا الديموقراطي الحالي، ولا ننسى أن الدستور اللبناني من أوائل الدساتير في العالم العربي وأقر عام 1926، واستمر وصمد، ومنذ ذلك الحين ولبنان ينعم بدستور يحقق الديمقراطية والعدالة والمساواة ، وهو سر الاستقرار النسبي الذي نعم به لبنان. هذا النظام صمد بوجه نكبة 1948 وبوجه الإنقلابات في كثير من الدول العربية التي أسقطت عروش عربية كثيرة، كما صمد في حربي 67 و 73 ، والاجتياح الإسرائيلي عام 1982 ، هذا يدل على أنه نظام غير مصطنع".

وأكد أن "طرح عقد مؤتمر تأسيسي غير مقبول"، وسأل: "تأسيس ماذا؟ الكيان اللبناني كيان عريق وصمد في وجه كل التحديات والعواصف، ولسنا بمعرض الإنقلاب لا على الكيان أو المؤسسات، فلا مجال لتأسيس جديد للبنان، أما النظام اللبناني والمؤسسات، لا شك أنها بحاجة الى تطوير. والبرنامج الانتخابي لحزب الكتائب نص على تطوير النظام اللبناني الذي يحتاج إلى العديد من الإصلاحات. ان لبنان يشكل تحديا للديكتاتورية والأحادية في المنطقة لأنه البلد الوحيد في المنطقة الذي يمارس الديموقراطية والحرية". وردا على طرح "التيار الوطني الحر" ضرورة أن يكون الرئيس اللبناني هو رجل المسيحيين القوي وليس رئيسا توافقيا مقبولا من الجميع أجاب: "لا يمنع ان يكون الرئيس الماروني قويا ويمثل طائفته وأن يكون توافقيا، وأنا خلال عهدي اعتقد أني مارست صلاحيتي بقوة وكنت رئيسا قويا، وفي نفس الوقت أول حكومة وحدة وطنية شكلت بعد الحرب اللبنانية كانت الحكومة التي شكلتها عام 1984 وكان رئيسها رشيد كرامي. من الطبيعي أن يجسد رئيس الجمهورية مشاعر طائفته وأن يكون لكل لبنان، ولا تناقض بين مشاعر المسيحيين وبين باقي اللبنانيين".

وردا على سؤال عما إذا حقق الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان معادلة الرئيس التوافقي والرجل القوي الممثل لطائفته، أجاب: الرئيس سليمان رجل يمارس صلاحيته ويدافع عن كرامة الشعب اللبناني وحصانة مؤسساته وسيادة وطنه". وأكد الجميل أن "الجيش اللبناني يجسد الوحدة الوطنية ويحظى بتأييد شامل من كل الشعب اللبناني، ولبنان بأسره يحاول أن يدعم هذا الجيش ويعتبره الملاذ الأخير، وموضوع تسليح الجيش ليس بمقدور لبنان لأن هذا يحتاج إلى إمكانات ضخمة نعرف كم من الأموال التي حصلت عليها سوريا لبناء جيشها، والعديد من الدول العربية لجأت للأشقاء العرب لبناء ترسانتها العسكرية، ولبنان لم يحظ بمثل هذا الدعم، وإمكاناته الذاتية لا تمكنه من حيازة السلاح الاستراتيجي. كما أن العديد من الدول الغربية أيضا لا تريد تسليح الجيش اللبناني ليقوم بدوره بمواجهة حربية مع إسرائيل".

 

الراعي دان خطف التركيين ودعا الى عدم الاستهتار بالامن: كفى استهتارا بمصالح الناس وكفى المسؤولين خلافات شخصية على حساب لبنان

وطنية - إحتفل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالقداس الالهي في كنيسة مار تقلا في المروج في اطار جولته في أعالي المتن الشمالي، عاونه في القداس النائب البطريركي العام رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ، النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة، كاهن الرعية جوزف علم ولفيف من الكهنة.

حضر القداس ممثل الرئيس أمين الجميل انطوان قاصوف ، ممثل النائب ابراهيم كنعان بول كنعان ، النائب السابق انطوان حداد ، رئيس بلدية المروج زياد خراط ، المقدم فادي صليبا ، رئيس جمعية "سيدروس" وليد ابو سليمان ، رئيس حركة "مستقلون" رازي الحاج، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات المنطقة وحشد من المؤمنين .

العظة

وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "الزرع هو كلمة الله"، ومما جاء فيها: "إنجيل يسوع المسيح هو الزرع الجيد، زرع كلمة الله، الذي زرعه الرب ورسله الاثنا عشر في حقل هذا العالم. وما زالت الكنيسة، برعاتها وأبنائها وبناتها المؤمنين الملتزمين ومؤسساتها، تزرعه في ثقافتنا وثقافات الشعوب. إنه زرع جيد يزرع منذ ألفي سنة عندنا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط. وهو زرع الحقيقة المثلثة: حقيقة الله والإنسان والتاريخ. هذا الزرع سقط في قلب القديسة تقلا، شفيعة المروج العزيزة، من فم بولس الرسول، فكانت أولى الشهيدات، ومثال التجدد بسماع كلمة الله، وباكتساب ثقافة الروح والقيم".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الذبيحة الإلهية في كنيسة القديسة تقلا -المروج، مفتتحين اليوم الثاني من زيارتنا الراعوية التي تشمل قسما متنيا جبليا من أبرشية بيروت، بدعوة كريمة من سيادة أخينا المطران بولس مطر، راعي الأبرشية، الذي أحييه من صميم القلب. كما أحيي كاهن الرعية ومن خلاله الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، التي تولى أبناؤها مشكورين خدمتها منذ سنة 1792. كما نحيي بالشكر والامتنان راهبات القلبين الأقدسين اللواتي يخدمن أجيالنا الجديدة علميا وتربويا في مدرستهن الزاهرة، والآباء أبناء الرهبانية الأنطونية الجليلة الذين يعتنون علميا وتربويا بالحالات الخاصة. ويسعدني أن أحييكم أنتم جميعا أيها الحاضرون، شاكرا لكم عاطفتكم وحسن استقبالكم. ويطيب لي أن أقدم هذه الذبيحة المقدسة من أجلكم، صغارا وكبارا، لكي يفيض الله عليكم، بشفاعة القديسة تقلا أولى الشهيدات فيض الخير والنعم".

وتابع: "إني أصلي معكم من أجل المرضى والمسنين راجين لهم الشفاء والصحة وتقديس الذات. كما أذكر جميع موتاكم ملتمسين لهم الراحة في الملكوت السماوي ولذويهم العزاء الإلهي. وفيما يعيش وطننا لبنان ظرفا دقيقا، نصلي إلى الله ملتمسين الاستقرار فيه، والخروج من أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية. كما نلتمس لبلدان الشرق الأوسط، التي تمر بظروف دقيقة للغاية، السلام والتفاهم والحوار بعيدا عن العنف والحرب والإرهاب، ولا سيما في العراق ومصر وسوريا".

وقال: "يشبه الرب يسوع، في إنجيل اليوم، كلمة الله بالحب الذي يزرع في الأرض. فكما حب القمح بحاجة إلى أرض جيدة لكي ينمو ويثمر مئة ضعف، هكذا كلمة الله تحتاج إلى قلوب صالحة نقية محبة، وإلى عقول تواقة إلى معرفة الحقيقة، لكي تثمر فينا إنسانا جديدا. فيصير كلام الإنجيل وتعليم الكنيسة ثقافة مشعة بالقيم الروحية والأخلاقية والوطنية، وحضارة في حياة المجتمع والوطن".

أضاف: "ينبهنا الرب يسوع على تجنب ثلاثة مواقف أو حالات تعطل قيمة كلمة الله وتعليم الكنيسة وحيويتها، وهي:

اللامبالاة المتمثلة "بالحب الواقع على جانب الطريق". وهي علامة الإهمال وعدم الاكتراث لكلام الله والآخرين.

والسطحية المتمثلة "بالحب الذي يقع على الصخرة". وهي علامة التحجر في العقول والقلوب، وفقدان المناعة والحيوية، والنقص في النظرة إلى عمق الأمور، وفي حسن قراءة أحداث الحياة.

والانهماك في الشؤون المادية، المتمثل "بالحب الواقع بين الأشواك". وهو علامة حصر الاهتمام بالمصلحة الخاصة والمكاسب الرخيصة، والمغانم المادية، بعيدا عن أي تطلع إلى القيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية، أو توق للعمل والتفاني في سبيل الخير العام".

وتابع: "قال لنا قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في إرشاده الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"، أن الحضور المسيحي في لبنان وبلدان الشرق الأوسط البيبلية لا يرتبط فقط بانتماء سوسيولوجي واقتصادي وثقافي وبإنجازات على هذه الأصعدة، بل هو وجود يتخذ القوة والمناعة من كلام الله في الكتاب المقدس، ومن تعليم الكنيسة اللاهوتي والأخلاقي. فكلمة الله هي روح الحياة المسيحية وأساسها. فلا بد من العودة إليها والتأمل فيها لكي نحسن قراءة أحداث النهار ونتصرف في ضوئها بوعي وفطنة وحكمة (راجع الفقرة 71)".

وقال: "نقرأ في الإرشاد الرسولي "كلمة الرب" للبابا بندكتوس السادس عشر أيضا أن كلام الله ينير الوجود الإنساني ويدعو ضمير كل واحد للنظر بعمق في حياته الشخصية، لأن تاريخ البشر كله خاضع لحكم الله ودينونته (راجع متى 25: 31-32). وكلام الله يعطي قيمة للحظة التي نعيشها، فتصبح ذات أهمية كبرى لمستقبل الإنسان والمجتمع والوطن، فتعاش بحرارة وتثمر أفعالا بناءة في كل يوم (راجع الفقرة 99)".

أضاف: "عندما ننظر إلى واقعنا في لبنان، نجد، وبكل أسف، أن لا قيمة لكلام الله وتعليم الكنيسة في الحياة اليومية لدى معظم المسؤولين عن الحياة العامة. فكل شيء عندهم مؤجل: تأليف حكومة جديدة، وإجراء الانتخابات النيابية ووضع قانون عادل ومنصف لها، وإصدار التعيينات والقرارات الإجرائية والتشريعات، والبت في الأمور القضائية، ومواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية، ودرء الأخطار الأمنية المتأتية من تداعيات الحرب في سوريا وتكاثر عدد النازحين منها إلى لبنان بعدد يقارب نصف سكانه. وها بالأمس الأول، يوصم الأمن على طريق مطار بيروت بوصمة عار تشوه وجه لبنان، بخطف الطيارين التركيين بدقة واتقان احترافي، فيما أمن الدولة غائب ومغفل. إننا نندد بشدة بهذا الخطف المشين والمسيء للبنان وندينه. ونقول للمسؤولين في الدولة اللبنانية: كفى استهتارا بالأمن ومصالح الناس واحترام الغرباء. كفاكم خلافات شخصية على حساب لبنان ومؤسساته وشعبه. إننا نطالب بالإفراج عن الطيارين المخطوفين في أسرع وقت ممكن. ونجدد النداء بالإفراج عن اللبنانيين المخطوفين في أعزاز، والمطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم والكهنة الثلاثة المخطوفين في الأراضي السورية. ونصلي على هذه النية".

وتابع: "لقد بات لزاما على المسؤولين السياسيين في لبنان، أكانوا داخل السلطة أم خارجها، أن يستلهموا القيم الروحية، ويصغوا لكلام الله. فالله الخالق وضع للعالم نظاما، لكي يعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا في تدبير شؤون مدينة الأرض، فينعم الجميع بالخير والعدل. ولقد أنذرهم الله بلسان الأنبياء، بسبب تقصيرهم وظلمهم للشعب، قائلا: "ويل للذين يشترعون فرائض للاثم والظلم، ليسلبوا حق ضعفاء شعبي" (أشعيا 10: 1-2). ولقد نسوا شريعة الله التي شاءت قيام السلطة في المجتمعات البشرية لكي "يقضي حامل السلطة بالصلاح والعدل للشعب، وبالإنصاف للضعفاء" (مز72: 2) (شرعة العمل السياسي، ص5)".

وقال: "أجل، كل مسؤول في العائلة والمجتمع، كما في الكنيسة والدولة، مدعو ليسمع كلام الله، ويقبله في عقله المنفتح على الحقيقة، وفي قلبه المنفتح على الثقة والحب، ويحفظ الكلام الإلهي ويتأمل فيه، ويجسده في الأفعال والمواقف والمبادرات، ويجعل منه ثقافة عائلية واجتماعية وكنسية ووطنية".

وتابع: "إن واقعنا في لبنان، المعروف بالتنوع الديني والثقافي، يقتضي أن نعيش معا جمال الشركة والمحبة، من أجل التكامل والتفاعل والاغتناء المتبادل. وليدرك كل فرد وجماعة، ويقر للآخر وللآخرين، بأنهم يشكلون قيمة مضافة في نسيج المجتمع والوطن.

هذه هي الأسس التي جعلت وتجعل من لبنان وطن الحوار السياسي والثقافي والديني. وبين أيدينا إرشادان رسوليان يرسمان خطوط هذا الحوار المثلث، أكان على المستوى المسكوني بين الكنائس، أم على مستوى الحوار بين الأديان. أعني الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" للطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني (10 أيار 1997) والإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة" للبابا بندكتوس السادس عشر ( 14 أيلول 2012)".

أضاف: "في إطار قبول كلمة الله وتعليم الكنيسة، في العقول والضمائر والقلوب، كقبول الأرض الجيدة حبات القمح فتثمر مئة ضعف، لا بد من أن نذكر المسيحيين الملتزمين في الحياة السياسية، بتعليم الإرشاد الرسولي: "رجاء جديد للبنان" وبأن التزامهم السياسي إنما يهدف إلى إنعاش النظام الزمني بالروح المسيحية التي هي خدمة الشخص المواطن والمجتمع، بأفعال اقتصادية واجتماعية وتشريعية وإدارية وثقافية، بغية تعزيز الخير العام بواسطة المؤسسات العامة (فقرة112)".

أضاف: "نذكر السياسيين المسيحيين بأنهم مدعوون ليؤدوا خدمة حقيقية لكل مواطن وللجماعة الوطنية بحكم معموديتهم والميرون التي تشركهم في وظيفة المسيح المثلثة الأبعاد نبويا وكهنوتيا وملوكيا:

فنبويا، يشيعون بأقوالهم ومواقفهم جدة الإنجيل في حياتهم اليومية: الشخصية والعائلية، الاجتماعية والوطنية، وهي جدة الحقيقة والعدالة، والمحبة والحرية، كأساس للسلام العادل والشامل.

وكهنوتيا يجعلون من أفعالهم ومبادراتهم، المتفانية في سبيل الخير العام، قرابين روحية، بها يمجدون الله، ويقدسون ذواتهم، ويرضون ضمائرهم، ويبنون مجتمعا ووطنا أكثر إنسانية وجمالا.

وملوكيا، يسعون بكل قواهم للانتصار على الخطيئة والشر، ولخدمة المحبة الاجتماعية، ولتوطيد العدالة والاستقرار، وللتنديد بالظلم والاستبداد والاستكبار (راجع رجاء جديد للبنان، 113)".

وتابع: "إذا التزم المسيحيون السياسيون العيش بمقتضيات معموديتهم والميرون، تمكنوا من المساهمة بالحوار الوجداني المسؤول، مع شركائهم في الوطن، من إيجاد السبل الكفيلة بالخروج مما نعاني من أزمات، عددها كلها فخامة رئيس الجمهورية بصراحة ووضوح ومسؤولية في خطاب عيد الجيش في الأول من آب الجاري. نأمل أن يأخذها جميع الفرقاء السياسيين بروح الجدية والإخلاص للوطن ولكيانه وخير شعبه، ولتعزيز رسالته ودوره في منطقتنا العربية".

وختم الراعي: "إننا نودع كل هذه الأمنيات قلب المسيح الرب وأمنا مريم العذراء سيدة لبنان، التي كرسنا لبنان والشرق الأوسط لقلبها الطاهر في 16 حزيران الماضي. ونلتمس شفاعة القديسة تقلا، أولى الشهيدات، لكي نكون جميعنا شهودا للحقيقة والمحبة. وهكذا نستحق أن نرفع نشيد المجد والشكر للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

نعيم حسن استنكر خطف التركيين ودعا الى معالجة ملف مخطوفي أعزاز

وطنية - أسف شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن ل "ما آل اليه انفلات الوضع الأمني في البلاد"، مستنكرا حادثة خطف المواطنين التركيين "التي تعطي صورة سيئة توحي بغياب الدولة في لبنان".

ودعا الأجهزة المعنية إلى "العمل الحثيث للافراج عنهما"، وأكد "وجوب ان تبادر الدولة الى معالجة فورية ونهائية لملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، الذي لو عولج بشكل صحيح لما بلغت الأمور هذا الدرك الذي وصلت اليه".

 

النائب انطوان سعد: لعدم تحويل المطار الى جزيرة امنية خاصة ولمعالجة الملف الحكومي بعيدا من الاشتراطات

وطنية - دعا النائب انطوان سعد، الى "حماية مطار رفيق الحريري الدولي من تحويله الى جزيرة امنية خاصة، وتكثيف الإجراءات الامنية لاعادة بعض الثقة المفقودة، جراء عمليات الخطف المتنقلة والتي بلغت حدا لا يجوز السكوت عليه، ازاء هذا العمل الميلشياوي الذي استهدف الطيار التركي ومساعده على طريق المطار"، معتبرا ان "ما حصل عمل ارهابي منظم وله رأس مدبر ومخطط، بهدف زعزعة الامن والاستقرار والقضاء على ما تبقى من هيبة الدولة والمؤسسات والايحاء بأن لبنان بلد غير آمن ويجب ان يبقى خاضعا للوصايات الخارجية في محاولة لفرض الوصاية الايرانية بعد ان كسر الشعب اللبناني عبر ثورة الاستقلال الوصاية السورية".

وإذ لفت في تصريح، الى "ان قضية المخطوفين اللبنانيين في اعزاز هي قضية لبنانية ويجب أن تحل عبر الدولة اللبنانية واجهزتها، رفض سعد ان "تتخذ هذه القضية كذريعة لالغاء منطق الدولة والاستقواء على الشرعية والايحاء بان ما حصل هو ردة فعل ازاء مطلب ذوي المخطوفين اللبنانيين، الذين اعلنوا اساسا ان لا علاقة لهم بعملية الخطف"، رافضا "منطق العودة الى اساليب الخطف التي سادت قبيل اندلاع الحرب الاهلية في لبنان لأنها اساليب معروفة النتائج والى اين تقود البلد". ودعا الى "معالجة الملف الحكومي بعيدا عن الاشتراطات القاتلة والتي تقيد انطلاق عجلة التأليف عبر استيلاد الازمات الى لبنان وفرض منطق الاستكبار وتحدي ارادة اللبنانيين عبر المشاركة في الحكومة والسلطة من جهة، وتحدي ارادة المجتمع الدولي والمحلي والتدخل العسكري في سوريا من جهة ثانية، ورفض مسبق لاي مناقشة بموضوع السلاح الذي فقد شرعيته المقاومة للاحتلال الاسرائيلي وبات سلاحا لقتل المقاومة السورية وجمهورها الرافض لديكتاتورية بشار الاسد ونظامه القاتل". وهنأ سعد اللبنانيين عموما والمسلمين بشكل بعيد الفطر، داعيا الى ان "ينعم هذا الشعب بشيء من الامن والاستقرار المفقود منذ سنوات، وأن يحقق الشعب السوري مطلب الحرية والخلاص من نظام عاث فسادا في البلاد على مدى اكثر من اربعين عاما".

 

ميدان الخيل الروماني مهدد!

أن تي في/ لم يعد ينقص جماعة المقاومة المنافقين شيء فهم يمارسون كل ما هو اجرام وارهاب وبلطجة وسرقات وغزوات ومويؤات بعد أن امست ثقافتهم هي ثقافة شرعة الغاب وتعاطيهم مع الغير حتى من هم داخل بيئتهم يتم على اساس مد الإيد والقوي بياكل الضعيف. انهيار أخلاقي فظيع سيكون من أهم أسباب نهاية هذه المقاومة الهمجية والمافياوية. ميدان الخيل الروماني مهدد!في السنتين الماضيتين بدأت قصة في وسط بيروت استغربها الفقهاء في علم التاريخ والآثار في لبنان  كما في العالم, وهي الاستخفاف باحد اكبر الاكتشافات الرومانية في عصرنا الحديث ومحاولة تفكيكه ودمجه ببناء جديد. اكتشاف بقايا ميدان سباق خيل روماني منتشر على عدة عقارات خاصة في منطقة ميناء الحصن في وسط بيروت, ولحسن الحظ , القسم الاكبر من هذا الميدان الروماني المهدد اليوم والمنتشر على  عقارات ثلاثة رقم 1370 ورقم 834 و 1410 لم يبنَ عليهم اي مشروع سكني او تجاري. وبحسب المعلومات العقار رقم 1370 يخص احد المقربين والداعمين لاحد الاحزاب السياسية في لبنان ويدعى علي ناظم أحمد, حصل على اذن من وزير الثقافة غابي ليون لتنفيذ مشروع في عقاره الاثري لكن وزراء الثقافة السابقين طارق متري وتمام سلام وسليم وردة كانوا له بالمرصاد مع جمعية تجمع الحفاظ على التراث اللبناني الذين اوقفوا قرار فك ودمج الآثارات , من خلال طعن تقدموا به أمام  مجلس شورى الدولة. والجديد اليوم ان العقار رقم 834 التابع مع العقار الآخر رقم 1410 لشركة rhr الخاصة بالوزير مروان خير الدين ووالده وشقيقه معرض اليوم للانتهاك نفسه. وهنا طعن جديد بقرار الفك والدمج بالعقار رقم 834  قُدم لوزارة الثقافة فلم يلق صدى عند  الوزير ليون فأصدر قرارا بتاريخ 6 آب 2013  بالتأكيد والتسريع بعملية الفك والدمج معتبرا انه هو صاحب السلطة والمرجعية وليس مديرية الآثار، الامر المنافي للقوانين بحسب تجمع الحفاظ على التراث اللبناني. ومن ميدان تاريخي ممتد على آلاف الامتار سيتم فك هذا الحائط المكشوف من الميدان، بالاضافة الى هذين القسمين الصغيرين وتركيبهم على هذا النحو بحسب دراسات تجمع الحفاظ على التراث اللبناني,  في وقت كان مطلوبا التنقيب عن الاقسام المستترة واعادة ترميم ميدان سباق خيل تاريخي يمكن أن يشكل قبلة للسياح من كافة انحاء العالم....

 

الإخوان يريدونها «كربلائية» في «رابعة»

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

يتمنى متطرفو قيادات الإخوان المسلمين في مصر ما يهددهم به الجيش، أن تفض اعتصاماتهم بالقوة، حتى تصبح شأنا دوليا، يستطيعون تحويلها إلى جنائز «لطم»، ومَظْلَمة طويلة الزمن. وإقحامهم الأطفال والنساء، حتى أصبحوا نحو نصف عدد المعتصمين، ليس درعا لحماية الرجال المحتجين فقط، بل لأنهم الصورة الإعلامية الأفضل، الضحايا الأبرياء، الأكثر استحقاقا للغضب والتعاطف في الإعلام والعالم.

وأكثر ما يخشاه متطرفو الإخوان أن ينساهم الناس معتصمين في شارع رابعة العدوية وميدان النهضة، لهذا ينظمون المسيرات، ويقطعون الطرق، ويهددون الإعلام.

لقد خدمتهم السلطات المصرية في جانبين؛ التهديد بفض الاعتصام بالقوة، حتى تجمع في الميدانين أكبر معسكر للإعلام العالمي، في انتظار ساعة الصفر ونقل الاقتتال حيا على الهواء للخارج. والشق الثاني، أبقت الحكومة الإخوان قضية حية بالحديث عنهم، واعتصاماتهم، ونسيت مشروعها للمستقبل، الدستور والانتخابات والحديث عن بقية التسعين مليون مصري.

صقور الإخوان هم من يسيطر على ساحات الاعتصام، ويقود الاحتجاج، يتغذون على ردود فعل الطرف الآخر، بالجدل والتهديدات المتبادلة. ولو أن جبهة الإنقاذ والشباب وتحالف 30 يونيو (حزيران) العريض، وهو يمثل نحو ثمانين في المائة من القوى السياسية في مصر، باشر نشاطه السياسي بالإعداد للمشروع الديمقراطي الموعود والانتخابات، لانقلبت المعادلة، وأصبح الإخوان هم من يريد فض التجمع وليس العكس.

نجح متطرفو الإخوان في استراتيجيتهم بشل حكومة الببلاوي، وجعلوا الجيش رهينة لرابعة العدوية، حتى أصبحت معظم تصريحاتهم واهتماماتهم تنصب على الرد على ما يقال، أو ما يجب فعله هناك! وحسنا فعل الجيش أن لم ينجر بعد إلى فخ الإخوان بفض الاعتصام بالقوة، لأنه لو سالت الدماء فسيحولونها إلى «كربلائية»، يبررون بها العنف والتطرف من جانبهم، وسيكون حديث العالم أن الجيش عزل مرسي وقتل المتظاهرين السلميين!

ما الذي يحدث لو أن الجيش تركهم في ميادينهم، والحكومة تجاهلت تعليقاتهم، وجبهة الإنقاذ كثفت نشاطها لتقديم نموذج سياسي ناجح لمصر المستقبل؟ في تصوري، ستموت حركة الاعتصام تدريجيا، وستضعف قبضة متطرفي قيادة الإخوان على الإخوان، وستخرج من رحم الحركة الاحتجاجية قيادة أكثر تعقلا وانسجاما ما دام الباب بقي مفتوحا لهم للانضمام إلى المتحاورين والمشاركة في الانتخابات.

الانصراف عن مسرح رابعة العدوية، والصبر على لغو القول وأذى الإخوان، والتحول نحو قضايا الناس الحقيقية، هو الإنجاز المطلوب. وعلى القوى السياسية الأخرى أن تعترف بفضل الإخوان عليها، فالحركة الاحتجاجية الإخوانية وحدت الشباب مع الناصريين، والثوريين مع الوفديين، والأزهريين مع بعض السلفيين والأقباط، والليبراليين مع اليسار، والعسكريين مع المدنيين. الإخوان هم من وحّد هذا الصف الطويل المتناقض، الذي جمعه تهديد الإخوان لهم في الحكم، عندما كتب الإخوان الدستور على مقاسهم، وأرادوا الاستيلاء على الدولة. وقد لا تتكرر اللحظة التي يمكن أن يلتقوا فيها رأيا وقيادات.

 

لبنان يركز تحقيقاته في خطف الطيارين التركيين على سائق الحافلة وموظفي المطار

مطالبات سياسية بإطلاق سراحهما.. ونعي رسمي لموسم السياحة

بيروت: «الشرق الأوسط» /لم تفصح السلطات اللبنانية عن إحراز أي تقدم في نتائج التحقيقات التي تجريها بشأن اختطاف طيارين تركيين من قبل مسلحين مجهولين بعد مغادرتهما مطار بيروت الدولي فجر أول من أمس، في محاولة لحث تركيا على ممارسة دور أكبر في تحرير تسعة لبنانيين محتجزين منذ عام ونصف العام في منطقة أعزاز السورية. وقال إينان أوزيلديز، السفير التركي لدى لبنان، غداة لقائه عددا من المسؤولين اللبنانيين، أمس، إن السلطات اللبنانية لم تعط بلاده أي معلومات جديدة عن التركيين المخطوفين. وكان مسلحون مجهولون اعترضوا، فجر الجمعة، حافلة نقل لبنانية تقل طاقم طائرة مدنية تركية من مطار بيروت إلى أحد فنادق بيروت، وذلك بعد دقائق من خروجها من حرم المطار، واحتجزوا الطيار ومساعده، فيما تركوا باقي أفراد طاقم الطائرة التابعة للخطوط التركية. وتجري السلطات اللبنانية تحقيقاتها من أجل جلاء ظروف حادثة الخطف، وتشمل التحقيقات بشكل أساسي سائق الحافلة اللبناني، وموظفين في المطار وبرج المراقبة. وقال وزير الداخلية اللبناني أمس بعد استقباله سفير تركيا «إننا سنستكمل التحقيق في موضوع التركيين وسنسترجعهما عندما نحدد موقعهما»، مؤكدا أن «لبنان يرفض الخطف والدولة تسعى بكل قواها إلى تحرير المخطوفين». وتبنت مجموعة مجهولة تطلق على نفسها اسم «زوار الإمام الرضا» عملية الخطف، مشترطة تحريرهما مقابل تحرير اللبنانيين التسعة المحتجزين في أعزاز، فيما أكد المتحدثون باسم أهالي المخطوفين أنهم لا علاقة لهم بعملية الخطف، مبدين في الوقت ذاته ترحيبهم بها.

ويعود الترابط بين مخطوفي أعزاز (عددهم 11 أطلق اثنان منهم في وقت لاحق) الذين احتجزوا في حلب، شمال سوريا، لدى عودتهم من زيارة للعتبات المقدسة في إيران في 22 مايو (أيار) 2012، وبين تركيا، إلى دخول الأخيرة على خط المفاوضات لإطلاق سراحهم، بعد أيام من اختطافهم. ففي 25 مايو 2012، أبلغ وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو كلا من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور بأن «اللبنانيين الذين تم خطفهم في سوريا هم بخير وباتوا في تركيا». وأرسل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، الذي بذل جهودا في المفاوضات، طائرة خاصة إلى تركيا لنقل المخطوفين في الليلة ذاتها، فيما عمت المظاهر الاحتفالية في بيروت. لكن تطورات مفاجئة لم يتضح مضمونها حالت دون وصول الطائرة في موعدها المحدد إلى بيروت، على الرغم من توجه المسؤولين والأهالي إلى المطار. وأدى ذلك إلى ردود فعل سلبية في بيروت، حيث أطلق أهالي المخطوفين اللبنانيين سلسلة تحركات مناهضة للمصالح التركية في بيروت، وخطف ما يسمى بالجناح العسكري لآل المقداد مواطنا تركيا تم إطلاق سراحه لاحقا. وباتت تركيا في نظر الأهالي منذ تلك الفترة جهة حاضنة لخاطفي اللبنانيين.

من ناحيته، شدد السفير التركي لدى لبنان، في تصريحات صحافية، على «ثقته في دور السلطات اللبنانية في التوصل إلى إطلاق سراح الطيارين»، نافيا أن «تكون بلاده قد أرسلت أي فريق للتحقيق في حادثة اختطاف التركيين». ولاقى خطف الطيارين التركيين ردود فعل منددة في لبنان، حيث طلب رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية، من السفير التركي بعد استقباله أمس أن «ينقل إلى المسؤولين الأتراك موقف تيار المستقبل» بـ«إدانة هذه الجريمة، واعتبارها موجهة ضد لبنان قبل تركيا». وقال السنيورة، الذي تداول خلال اتصال هاتفي برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في «مخاطر» هذه «الجريمة»، إنها «لا تمثل لا لبنان ولا اللبنانيين، بل تضر بالاستقرار وهدفها إلحاق الضرر بالعلاقات بين البلدين».

في موازاة ذلك، أطلق وزير السياحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود صرخة أمس في تصريحات عدة، اعتبر خلالها أن «عملية خطف الطيار التركي ومساعده كانت المسمار الأخير في نعش السياحة». وقال إن «الأثر الاقتصادي والسياسي في موضوع الخطف سلبي جدا ولا يتماشى أبدا مع السياحة»، مشيرا إلى «وجود أكثر من خمسمائة سائح تركي حاليا في لبنان تم اتخاذ إجراءات أمنية احترازية لحمايتهم».

ويسلط تكرار حوادث الخطف وقطع الطريق المؤدية إلى مطار بيروت، والواقعة في منطقة خاضعة عمليا لنفوذ حزب الله، الضوء على أهمية اتخاذ تدابير أمنية مشددة لحماية المسافرين والوافدين إلى لبنان، بعد أن ثبت فشل كل التعهدات التي سبق أن التزم بها كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس البرلمان اللبناني لناحية عدم قطع طريق المطار أو التعرض لسالكيه.

وفي حين طالب رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه في البرلمان النائب محمد قباني «الدولة اللبنانية بحماية المطار والشركات التي تستعمله، وشركة الطيران التركية وطواقمها»، قال زميله في كتلة المستقبل النائب محمد كبارة إن «عملية الخطف على بعد أمتار قليلة من حاجز الجيش اللبناني المكلف بحماية حرم المطار تدق أكثر من جرس إنذار، وتطرح أكثر من طلب يعبر عن حق المواطنين اللبنانيين كما حق زوار لبنان، في مطار آمن وأمن لا يتغافل عن إرهاب لصالح إرهاب آخر». وجدد كبارة في بيان صادر عنه أمس المطالبة بتشغيل مطار القليعات العسكري في منطقة عكار شمال لبنان «لنؤمن للبنانيين وزوارهم من غير الإرهابيين مطارا آمنا، لا سيما بعدما قاربت الدولة اللبنانية على الانزلاق إلى مرتبة الدولة المارقة الداعمة للإرهاب، نتيجة تغاضيها عن ممارسات الحزب الإرهابي»، في إشارة لحزب الله

 

الرؤساء استنكروا وأكدوا بذل الجهود للإفراج عنهما.. وأوزيلديز زار شربل والسنيورة/خطف طيار تركي ومساعده على "الكوكودي" و"زوار الإمام الرضا" تتبنى العملية

المستقبل/أقدم مسلحون يستقلون سيارتين على اعتراض باص تابع للخطوط الجوية التركية على جسر الكوكودي أول من أمس، وخطفوا من داخله الكابتن طيار مراد اكبينار ومساعده مراد آغا، اللذين يعملان في شركة الطيران التركية، بعد مغادرتهم مطار رفيق الحريري الدولي. وسيرت الأجهزة الأمنية دوريات في المنطقة، وانتشر الجيش على مدخل جسر الكوكودي حيث جرت العملية واتخذ إجراءات أمنية مشددة. وفي وقت لاحق أصدرت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "مجموعة زوار الإمام الرضا"، بياناً تتبنى فيه خطف الطيارين، وتربط الإفراج عنهما بإطلاق المخطوفين اللبنانيين في أعزاز.

وفي التفاصيل، أن ثمانية مسلحين كانوا يستقلون سيارة "كيا بيكانتو" وجيب "اكس تريل" اعترضوا فجر أول من أمس باصاً تابعاً لأحد الفنادق في منطقة عين المريسة كان في طريقه من المطار الى الفندق، فأوقفوه وصعدوا الى داخله وقاموا بخطف الطيارين، فيما تركوا طاقم الطائرة الباقي وهم من الأتراك أيضاً. وقامت سيارتان من نوع "بي أم دبليو" قديمتا الطراز بتأمين مداخل الجسر وقطع الطريق المؤدية اليه، فيما زعم أحد الاشخاص وجود حادث سير. واستمعت الأجهزة الأمنية إلى إفادة سائق الباص ماهر محمد زعيتر، الذي أكد أنه لم يستطع التملص أو المناورة خوفاً من إطلاق المسلحين النار عليه أو على ابنه، الذي كان موجوداً معه، مشيراً إلى أن "المسلحين طلبوا تحديداً من قائد الطائرة ومساعده النزول من الباص وتركوا المضيفات". وتبنت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "مجموعة زوار الإمام الرضا"، خطف الطيارين، وربطت الإفراج عنهما بإطلاق الزوار. وأعلنت أن الطيارين هما "ضيوف لدينا الى حين إطلاق سراح اخوتنا زوار الأماكن المقدسة والمخطوفين في اعزاز، والذين تتحمل تركيا المسؤولية المباشرة عن حريتهم"، متوجهة الى الجانب التركي برسالة واحدة: "أمان ربي أمان، بيرجع زوار بيطلع قبطان". ونفت عائلات المخطوفين اللبنانيين أي علاقة مباشرة لها بالعملية. وقالت حياة عوالي، زوجة أحد المحتجزين في سوريا، في تصريحات تلفزيونية: "ندين الخطف ولا نقبل به، لكن هذا الخطف بالذات نحن معه ونؤيده ونشد على أيدي منفذيه". وشكرت الخاطفين على "هذه الخطوة الصعبة التي لم يكن هناك قدرة على القيام بها".

وأكد الشيخ عباس زغيب المكلف من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى متابعة قضية مخطوفي اعزاز للوكالة "الوطنية للإعلام"، أن "لا علاقة حتى الآن للأهالي بموضوع خطف قائد الطائرة التركية ومساعده، ولكن لو كنا على علم لشجعنا هذا الأمر من دون أي مواربة. لقد مضى على خطف اللبنانيين أكثر من عام والأتراك يتلاعبون بعواطف اللبنانيين، ولا يقيمون أي اعتبار لا للبنان الرسمي ولا الشعبي، وإن كان هدف الجهة الخاطفة للأتراك هو إنهاء ملف اعزاز فنحن ندعو الجميع الى الوقوف الى جانبها". وقال: "تحركاتنا سلمية، ولا أظن أن للأهالي علاقة بالموضوع. الشرفاء الموجودون في لبنان كثر. وسننتظر لنرى أهداف الخاطفين، ولا نريد لهذا الموضوع أن يُستغل". وأوضح أن اسم المجموعة التي تبنت العملية تردد سابقاً أثناء عمليات عسكرية.

أما المتحدث باسم أهالي المخطوفين دانيال شعيب، فقال: "ليست لنا علاقة، ولا معرفة بالموضوع، وتفأجانا مثل جميع الناس بالخبر عبر الاعلام. إذا كانت العملية ذات أبعاد شخصية فنحن لا نؤيدها. خطواتنا معروفة وكنا نحضر لاعتصام كبير أمام السفارة التركية ونحن لا نؤيد عمليات الخطف". وبارك في حديث الى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة"، "خطف الأتراك إذا صح"، مؤكداً أنه "لا يتبناه ولا علاقة لهم كأهالي مخطوفين به مطلقاً، وأن تصعيدهم مقتصر على الأمور السلمية". وفي حديث إلى الوكالة "الوطنية للإعلام"، شكر شعيب المجموعة التي أطلقت على نفسها "زوار الإمام الرضا"، متمنياً عليها "المحافظة على المخطوفين ومعاملتهما معاملة حسنة كما يوصي الدين والأخلاق". من جهته، قال أدهم زغيب نجل المخطوف علي زغيب في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال: "نحن أضعف من القيام بعملية الخطف، وبعد الفطر سنعود الى تحركاتنا وسنقفل المؤسسات الاقتصادية التركية".

اتصالات رسمية

وجرى اتصال بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس التركي عبدالله غول، تم خلاله تناول موضوع المخطوفين الأتراك واللبنانيين، وغيابهم عن ذويهم لمناسبة العيد. وعبّر سليمان خلال الاتصال عن رفض الخطف الذي حصل، مشيراً الى أن "هناك مساعٍ جدية ومتواصلة لمعرفة مكان المخطوفين والتأكد من سلامتهم والعمل على تحريرهم".

وإذ تم تبادل التهاني بعيد الفطر، أشار غول من جهته الى الجهود التي قامت وتقوم بها تركيا لإطلاق مخطوفي اعزاز، ومتابعة هذه الجهود، متمنياً أن يتم إطلاقهم وعودتهم الى عائلاتهم وأهلهم في أقرب وقت.

وكان سليمان، فور تبلغه عملية الخطف، أجرى سلسلة اتصالات بالمسؤولين الأمنيين والقضائيين للمتابعة والتأكيد على القوى الأمنية اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين سلامة طريق المطار، وفقاً لقرار مجلس الوزراء في هذا الصدد.

بدوره، اتصل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو برئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، اللذين استنكرا الحادثة، وأكدا بذل كل الجهود للإفراج عن الطيارين.

وقال ميقاتي لوكالة "فرانس برس": "عبرنا عن استنكارنا لعملية الخطف ونعمل كل جهدنا لمعرفة هوية الخاطفين، ونجري الاتصالات الأمنية من أجل ذلك خصوصاً بعدما نفى أهالي المخطوفين أن يكونوا على علم بهذا الاختطاف". وأكّد أنّ "الأجهزة الأمنية اللبنانية كلّها مستنفرة للبحث عن المخطوفين وإطلاق سراحهما"، معتبراً أنّ "أعمال الخطف مرفوضة أيّاً تكن تبريراتها، وأنّ معالجة أي قضية إنسانية محقّة، لا يمكن أن تتم على حساب النيل من هيبة الدولة وسلطة القانون وكرامة الإنسان".

وتابع ميقاتي حادثة الخطف مع كل من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، ومدّعي عام التمييز بالوكالة القاضي سمير حمود، وقادة الأجهزة الأمنية، وسفير تركيا في لبنان اينان اوزيلديز.

كما استنكر رئيس الحكومة المكلّف تمّام سلام في تصريح، "عمليات الخطف وحجز الحريات، وكلّ ما يؤدّي إلى مزيد من التوترات في لبنان". وقال: "سبق واستنكرنا عملية خطف الزوّار اللبنانيين في سوريا، وطالبنا باستمرار ببذل الجهود المكثفة لإطلاقهم بالتعاون مع السلطات التركية، إلا أنّ حادثة الخطف اليوم، لا يمكن السكوت عنها لما فيها من إساءة إلى صورة لبنان وسمعته". وأكد أن "على السلطات الرسمية متابعة حادثة الاختطاف، وملف المختطفين بجدية وحزم"، داعياً القوى السياسية إلى "مساندة هذه الجهود لما لها من نفوذ، وما تستطيع القيام به من وساطات لإطلاق المختطفين".

وزار سفير تركيا رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في منزله في بلس أمس، وبحث في تداعيات جريمة الخطف، وما تطرحه من احتمالات ومخاطر على المستويين السياسي والاقتصادي. وأعرب السنيورة عن استنكاره لهذه الجريمة، طالباً من السفير التركي أن ينقل الى المسؤولين الأتراك "موقف تيار المستقبل بإدانة هذه الجريمة وباعتبارها موجهة ضد لبنان قبل تركيا، وأنها جريمة لا تمثل لا لبنان ولا اللبنانيين وهي تضر بالاستقرار في لبنان وهدفها إلحاق الضرر بالعلاقات بين البلدين". كما طالب بأن "لا يتم الربط بين الشعب اللبناني والذين قاموا بهذه الجريمة.

وطلب من أوزيلديز نقل تضامنه مع عائلات المختطفين التركيين، كما سبق أن تضامن مع عائلات المختطفين اللبنانيين في اعزاز، ونقل موقفه الرافض والمستنكر لهذه الجريمة، الى المسؤولين الأتراك، آملاً في أن "لا تؤثر هذه الجريمة على العلاقات بين البلدين، لأن من ارتكبها هدفه الإضرار بهذه العلاقات". وكان السنيورة أجرى ليل أول من أمس اتصالاً بالرئيس بري تداولا فيه في مخاطر جريمة الخطف هذه.

ولاحقاً، زار أوزيلديز الوزير شربل في دارته في الحازمية. وقال شربل للصحافيين: "اغتنم هذه المناسبة لأعيد كل اللبنانيين، وبدلاً من أن نفرح بالعيد انشغلنا بموضوع آخر. الدولة اللبنانية تستنكر أي عمل خطف من هذا النوع على الأراضي اللبنانية وهذا ما أبلغته الى السفير التركي. تكلمنا عن حماية الأتراك في لبنان، فنحن مجبرون على حماية الجميع وحتى اللبنانيين، وهذا يتم بمساعدة الأجهزة اللبنانية والسياسيين الذين من المفترض أن تكون خطاباتهم هادئة لتمرير المرحلة الصعبة التي نمر بها. تكلمنا أيضاً عن مسألة خطف التركيين، والتحقيق يكمل في هذا الشأن، وعندما نعرف مكان وجودهما لن نقصر وسنأتي بهما. لبنان يرفض الخطف، ولن نقول بأن هذا مقابل ذاك أو سنتبادل هذا مع ذاك. نحن كدولة لبنانية نعمل بكل قوانا لتحريرهما ونتمنى على كل شخص يؤثر على تحرير اللبنانيين التسعة المخطوفين في اعزاز بمن فيهم الدولة التركية مساعدتنا ونشكرها على الموضوع".

وعن المجموعة التي خطفتهما، قال: "هناك أسماء وهمية ليست موجودة لدينا في السجلات. لا تهمنا المجموعة، بل يهمنا أن نعرف أين هما التركيان وأنهما لم يتعرضا لأي سوء".

ورداً على ما قيل إنهما في مكانين منفصلين، أجاب: "من قال ذلك؟، إذا كانت الصحف أو وسائل الإعلام تعرف فلتخبرنا. التحقيق لم ينته ولا زلنا نعمل. الجميع يتعاون معنا، كل الأحزاب، لنعرف أين هما". وأوضح أن "من يغادر (من الأتراك) هو من أتى لمدة معينة إلى لبنان، وهناك بعض الأتراك لا زال هنا والمواكبة الأمنية هي نوع من الحماية، ونحن مستعدون، من أجل السياحة في لبنان، لتأمين الحماية لأي شخص يشعر بأنه يمكن أن يكون معرضاً". وعن انسحاب الكتيبة التركية العاملة في الجنوب، قال: "سيتم الحديث عن هذا الموضوع، وإن شاء الله لا يسحب الأتراك قواتهم من اليونيفيل لأنهم يقومون بدور مهم جداً في جنوب لبنان، وأهالي الجنوب يحبونهم ويعرفون بأن علاقتهم طيبة معهم". وأجرى شربل اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية أطلعه فيه على المعلومات الأمنية المتوافرة عن عملية الخطف.

اما أوزيلديز فأشار في حديث إلى "فرانس برس"، بعد قطعه إجازته في تركيا والعودة الى لبنان، إلى أن أفراد الطاقم "نقلوا عن المسلحين قولهم إن عملية الخطف مرتبطة بقضية مخطوفي اعزاز". وقال: "لا أعرف لماذا جرى هذا الأمر في وقت تستمر المفاوضات لإطلاق سراح مخطوفي اعزاز". وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان أنه "نظراً الى الوضع الراهن، ينبغي على مواطنينا أن يتجنبوا السفر الى لبنان إلا في حال الضرورة". ونصحت الموجودين بـ"العودة الى تركيا إذا كانوا قادرين على ذلك، أو اتخاذ كل الإجراءات من أجل ضمان سلامتهم الشخصية والتيقظ في حال قرروا البقاء"، متوقعة من الحكومة اللبنانية اتخاذ "كل الإجراءات من أجل ضمان أمن المواطنين (الأتراك) المقيمين في لبنان".

 

مواقف تصف العملية بـ "الإرهابية" وتؤكد أن المطار "مخترَق"

المستقبل/توالت ردود الفعل المحلية المستنكرة لعملية خطف الطيار التركي ومساعده على جسر الكوكودي، معتبرة أنها "عملية إرهابية بامتياز". وجددت المطالبة بـ"ضرورة تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينه معوض في عكار كي نؤمن للبنانيين وزوارهم من غير الإرهابيين مطاراً آمناً"، مؤكدة أن مطار رفيق الحريري الدولي "مخترق" من الإرهابيين". [ رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة في بيان، أن "عملية خطف الطيار التركي ومساعده على بعد أمتار قليلة من حاجز الجيش اللبناني المكلف حماية حرم مطار رفيق الحريري الدولي، تدق أكثر من جرس إنذار وتطرح أكثر من طلب يعبر عن حق المواطنين اللبنانيين كما حق زوار لبنان وليس زوار الإمام الرضا، بمطار آمن وطريق آمنة وقضاء غير متحيز وأمن لا يتغافل عن إرهاب لصالح إرهاب آخر، كي لا نقول يتحالف مع إرهاب ضد آخر". وقال: "خطف التركيين هو عملية إرهابية بامتياز، نفذت على مرأى من أمن لا يحارب هذا الإرهاب ولا يحمي الضحايا من اعتداءات الإرهاب. إن مطار رفيق الحريري الدولي مخترق من قبل الإرهابيين، من برجه إلى حماليه، مروراً بكل أقسامه. هذه حقيقة لا فائدة من نكرانها، أما التذاكي للفلفتها فهو جريمة موصوفة عنوانها التغاضي عن الإرهاب". أضاف: "أي مزاعم ووعود براقة بضمان أمن المطار ومحيطه وطريقه هي أشبه بوعد إبليس بالجنة. لذلك نجدد مطالبتنا التاريخية، وبإلحاح، بضرورة تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينه معوض في عكار كي نؤمن للبنانيين وزوارهم من غير الإرهابيين مطاراً آمناً هو حق لهم على دولتهم وسلطاتها ومؤسساتها، ولا سيما بعدما قاربت الدولة اللبنانية الإنزلاق إلى مرتبة الدولة المارقة الداعمة للإرهاب نتيجة تغاضيها عن ممارسات الحزب الإرهابي، كي لا نقول نتيجة حمايتها له وتعاطف بعض الأمن معه".

ورأى أنه "حان الوقت لكي ينفذ فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعوده للشعب اللبناني. فليترجم فخامته خطابه الوطني بمناسبة عيد الجيش وليأمر هو، لا غيره، بتشغيل مطار الرئيس الشهيد رينه معوض، أقله كي يعطي الشعب اللبناني مطاراً آمناً بعيداً عن تسلط الحزب الإرهابي"، متسائلاً "تريد دولة لبنان الخضوع للحزب الإرهابي يا فخامة الرئيس، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر على تصنيف لبنان، دولة ومؤسسات"؟.

وختم: "إذا كنتم يا فخامة الرئيس عاجزين عن ضرب الحزب الإرهابي، وإذا كنتم غير قادرين على حماية الشعب اللبناني من شرور الحزب الإرهابي، فأضعف الإيمان هو أن تؤمنوا للبنانيين ولزوار لبنان مطاراً آمناً غير مطار رفيق الحريري الذي يحتله الإرهاب ويقع ضمن دولة الإرهاب والطريق إليه تحت سيطرة حزب الإرهاب، وانتشار القوى الأمنية ضمن حرمه ومحيطه خاضع حصرياً لإرادة الحزب الإرهابي".

[ أكد عضو الكتلة النائب جان أوغاسابيان في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان ـ ضبيه"، أن "أي عمل أمني لا يمكن أن يحصل من دون علم حزب الله"، مشيراً الى أن "المنطقة التي حصلت فيها عملية خطف الطيارين التركيين خاضعة لسلطته". واعتبر أن "طريق المطار أصبحت أداة ورهينة لدى الحزب". ولفت الى "وجود تراخٍ أمني من قبل الحكومة"، معلناً أن "لا خطوط حمراً بعد ما حصل في الكوكودي".

وذكر بالمساعي "الحثيثة التي قام بها الرئيس سعد الحريري للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز"، قائلاً: "إن المخطوفين أصبحوا مادة للابتزاز بين النظام والمعارضة".

[ استنكر عضو الكتلة النائب محمد قباني في بيان، خطف الطيارين التركيين، معتبراً أن "معالجة قضية إنسانية هي مخطوفي أعزاز يجب أن تستكمل من خلال الدولة اللبنانية فقط وليس بطريقة الخطف للمبادلة".

وطالب الدولة اللبنانية "بحماية مطار رفيق الحريري الدولي وطريقه والشركات التي تستعمله وبالطبع شركة الطيران التركية وطواقمها". لافتاً إلى "وجوب أن تشمل الحماية فضلاً عن المؤسسات التركية باخرتي الطاقة الكهربائية التركية الأولى الراسية في الذوق والثانية الآتية إلى الجية".

وقال: "لقد كانت لنا ملاحظات وتحفظات عن العقد الموقع مع الشركة التركية، لكن حماية هاتين الباخرتين من مسؤوليتنا، وواجب علينا أن ندعو الدولة اللبنانية وقواها الأمنية للقيام بها".

[ اعتبرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في بيان، أن اختطاف المواطنين التركيين "يهدف أولاً وآخراً إلى ضرب ما تبقى من صدقية الدولة اللبنانية في الحفاظ على أمن لبنان وعلاقاته مع الدول العربية والأجنبية"، واصفة هذا الحادث بأنه "بالغ الخطورة، لأنه يعرض مطار بيروت، لما يمثله من شريان حيوي ورئيسي للبنان، لتصنيفه على لائحة المطارات الخطيرة وغير الآمنة، مع ما يستتبع ذلك من تداعيات على جميع المواطنين اللبنانيين المقيمين والمغتربين".

وطلبت من الدولة اللبنانية "الاستنفار الفوري على كل المستويات من أجل وضع حد لهذا التمادي، والعمل على كشف من دبر عملية الاختطاف وتسليم المواطنين الأتراك إلى سفارتهم في بيروت فوراً".

[ أشار رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض في تصريح، الى أنه "في مرحلة دقيقة وحساسة من عمر لبنان، شهدنا جريمة خطف لمواطنين تركيين على طريق المطار، والمنطقة التي حصلت فيها جريمة الخطف خاضعة أمنياً واستخبارتياً لتنظيم ميليشياوي معروف، من هنا التشديد على أن الجهة الخاطفة اختارت الموقع الحساس أي طريق مطار بيروت الدولي لتنفذ الجريمة، وبذلك تكون الجهة الخاطفة اصطادت عصفورين بحجر واحد.. في الحجر الأول وجهت رسالة للدولة التركية المعنية ولو بشكل غير مباشر بملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا، وفي الحجر الثاني تكون أكدت للقاصي والداني أن الجهة الخاطفة هي التي تمسك بلعبة الأمن بخاصة وأن طريق المطار شريان حيوي على المستويات كافة".

وجزم بأن "حزب الله بإمكانه حتماً لعب دور الوسيط لإنهاء هذه الحادثة، وبالتالي يكون الحزب قد حقق رغبته بأن نادى الجميع عبر رسالته الواضحة "من منكم يريد التفاوض فليفاوضني أنا".

[ دان رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن في بيان، "الجريمة الدولية التي أرخت بثقلها على الدولة اللبنانية والشعب اللبناني". وقال: "إننا نرفض تلطي الخاطفين ببيانات تحمل اسم أئمة أهل البيت، ليشكلوا إساءة إليهم".

[ طالب النائب البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت يوحنا حداد في بيان، الحكومة التركية بـ"التحرك السريع والفاعل من أجل إطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين في أعزاز واعتبار هذه القضية إنسانية من الدرجة الأولى". ودعا الخاطفين الى "معاملة القبطان وزميله بطريقة لائقة وعدم المساس بهما".

[ استنكرت نقابة الطيارين اللبنانيين في بيان، "عملية الخطف التي تعرض لها الطياران التركيان في بيروت".

وبصفتها عضواً في اتحاد نقابات الطيارين العالميين (LFALPA)، أهابت بالخاطفين "ضرورة إطلاق سراحهما فورا"، لافتة إلى أن "عمل الملاحة الجوية يتخطى الحدود، ويرتبط بحياة الملايين من الناس حول العالم بمعزل عن جنسيتهم، لذلك يجب الحفاظ على سلامة العاملين فيه، وعدم التعرض لهم تحت أي ذريعة". [ استنكرت "الجمعية اللبنانية ـ التركية" في بيان، "غياب الأمن والأمان الذي أدى إلى خطف إثنين من ضيوفنا الأتراك"، داعية الدولة اللبنانية إلى "تحمل مسؤولياتها، والسعي جاهدة إلى الإفراج عن المخطوفين، وإنزال أقسى العقوبات بالخاطفين".

 

زيارة عون لزحلة: لم يبقَ له صاحب إلا.. علي حيدر

المستقبل/بين نصفه الآخر "الجميل طبعاً"، ونصف طريق زحلة ـ ترشيش، احتار أهل زحلة في توصيف زيارة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون لمدينتهم أمس، وتحت أي عنوان يمكن إدراجها. إنها "دويخة"، قال مراقب زحلي عتيق، مضيفاً: "عجيب أمر الجنرال، شو بدو من زحلة؟". الإجابة لم تتأخر كثيراً، فالجنرال الذي استهل زيارته الى "عرين القوات" بلقاء المطرانين منصور حبيقة واسبيريدون خوري في دار مطرانية الروم الكاثوليك، وبعدما استمع الى كلمة ترحيبية من راعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش ضمنها الأخير تمهيداً لكلمته (الجنرال) عن "الحاجة الى تعبيد طريق زحلة ـ ترشيش"، أشار الى "مساعٍ يقوم بها مع نوابه لتحقيق هذا المطلب". حسناً إذاً، انتهى الشق "الإنمائي" من برنامج الزيارة. "خلص المزح"، وهيا بنا الى المعارك الكبرى!. بشرى سارة زفها الجنرال الى المطران درويش: "قريباً سنقدم حلولاً لموضوع النازحين السوريين. لقد التقيت وزير المصالحة السوري (علي حيدر) الذي عبّر عن استعداد سوريا لتأمين المنازل وكل الأمور الحياتية من أجل عودة النازحين من دون أن تكون هناك شروط مسبقة". علي حيدر؟ سأل الزحلي العتيق، وتابع: "لماذا لم يتصل الجنرال بوزير الصحة اللبناني مثلاً، أو بوزير الشؤون الاجتماعية، أو أو...؟ وأين كان وزراؤه ووزراء حليفه الاستراتيجي ـ حزب الله ـ في الحكومة التي شنت الحرب على سوريا تحت عباءة النأي بالنفس؟".

وقال الزحلي العتيق: "أصلاً شو قصة علي حيدر مع الجنرال، وشو موقعو بحكومة بشار الأسد؟. غريب أمر الجنرال، هل نسي صواريخ السكود على رؤوس السوريين، والبراميل المتفجرة؟ آه عفواً، وعسكر حليفه في القصير وحلب والسيدة زينب؟ فعلاً إنه سياسي "بيطوش" الراس". لقاء المطرانية كان ليبقى من دون "هيبة" لولا الرتوش العوني لوزراء من تكتل "التغيير والإصلاح" مجدوا "الزعيم المشرقي"، بحسب وصف وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي. أما وزير الثقافة غابي ليون فأعلن أنه "أينما حل الجنرال فنحن في ضيافته". أعقبت المواقف خلوة ضمت الى الجنرال المطرانين عصام درويش واسبيريدون خوري والوزيرين جريصاتي وليون والنائب السابق سليم عون ومنسق التيار في زحلة كميل شديد. ومن هناك الى أوتيل "قادري الكبير" حيث الاستقبال الشعبي لم يكن بمستوى "النفخ" العوني، وأتى فقيراً متراجعاً عن مستواه خلال الزيارة السابقة للجنرال، حتى أنه لم يمثل نسبة العشرة في المئة من حجم المشاركين وعددهم في العشاء السنوي التقليدي الذي أقامه حزب "القوات اللبنانية" في كسارة قبيل وصول الجنرال بساعات.

هناك، في "القادري الكبير" التقى الجنرال عدداً من الأهالي وكوادر التيار، وتحدث أمامهم عن "التيار الذي يخوض المعارك المستحيلة ويربح. المعارك الصغيرة نخسرها، لأننا لا نضيع جهداً عليها". وعقد بعد ذلك اجتماعاً موسعاً مع قياديي أقضية البقاع ومنسقيها خصص لمناقشة أوضاع التيار . معلومات قيادي "منشق" عن النائب السابق سليم عون، أن زيارة الجنرال، وحتى ساعة متاخرة من مساء أول من أمس، لم تفلح في حل الخلافات المستعصية بين قياديي التيار ومنسقيه في أقضية البقاع، خصوصاً في زحلة، جديتا، قب الياس، تل ذنوب، صغبين وغيرها. وتوقع لها فشلاً ذريعاً على هذا الصعيد، لا سيما وأن العديد من كوادر التيار وأعضائه آثروا الابتعاد عن الجسم التنظيمي لأسباب تتعلق بالموقف السياسي للتيار من القضايا السياسية الراهنة وفي مقدمها الأزمة السورية، فضلاً عن التخبط الذي يسود العلاقة مع حلفاء الجنرال، ونسفه (الجنرال) أسس العمل الحزبي وأبسط قواعد التنظيم، كرمى لعين الصهر"ين" والأقارب!.

ولأن "الزعل" هو عنوان المرحلة في مسار الجنرال، يتابع القيادي المنشق، فإن لقاءاته لن تتجاوز الحلقات الحزبية لـ"إصلاح وتغيير" ما يمكن إصلاحه من فساد الهيكلية التنظيمية لتياره، وتبعيته العمياء للنظام السوري. وكان للزيارة أن تحقق بعض أهدافها في الجانب التنظيمي، على ما قال منكفئون من التيار، لولا التصريحات "الهادفة" للنائب السابق سليم عون قبيل الزيارة بساعات، والتي دافع فيها عن النظام السوري، وحمّل اللبنانيين مسؤولية تحريض السوريين على اللبنانيين، الأمر الذي أثار استهجان قواعد التيار، وصعّب من مهمة الجنرال العائد اليوم من عاصمة الكثلكة على زعل (استراتيجي) مع قاعدته الحزبية، وبطبيعة الحال مع "القوات اللبنانية" وقوى 14 آذار، ومع أحد أبرز قادة زحلة التقليديين النائب السابق ايلي سكاف، ومع الوزير السابق خليل الهراوي ومع المجلس البلدي لمدينة زحلة، ومع القاعدة الأرمنية في البقاع التي غابت عن استقباله، ومع "رفقاء" الدرب من "مردة" وحركة "أمل" و"حزب الله"، وحتماً مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وما يمثل.. و... "فعلاً، سياسة الجنرال "بتطوش"، ما بقي ألو صاحب إلا الرفيق علي حيدر. "مبروك جنرال"، ختم القيادي العوني المنشق.

أحمد كموني ـ زحلة

 

علوش: رحيل الديكتاتور عن سوريا اقترب

أكد منسق عام "تيار المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش ان "طرابلس لكل أهلها الشرفاء، وان الشارع الطرابلسي ليس للمتطرفين أو المخربين، وكل زاوية من شوارع طرابلس، من باب التبانة الى الأسواق هي ملك الناس وملك أجدادنا وملك اهلنا الذين ضحوا على مدى سنوات للحفاظ عليها ولن نسلمها لأحد أبداً"، لافتاً الى ان "المطلوب منا جميعاً أن نستمر بالعيش في شوارع طرابلس وتحدي الخوف والرصاص العشوائي، ومن يحاول أن يفرض علينا عصر الخوف والرعب". واعتبر ان "الطريقة الوحيدة لمواجهة هذا الخوف والرعب هو الفرح والإحتفال، في حين أن هدف الديكتاتور على مر العصور هو محاولة قتل الأمل والإستقرار في قلوب الناس وقتل التطلع الى المستقبل"، مشدداً على أنه "لن يكون في وسع الديكتاتور امام الفرح والأمل إلا الرحيل، ومن هنا إقتربت الإحتفالات في سوريا واقترب رحيل الديكتاتور منها". وقال خلال مأدبة تكريمية أقيمت على شرف قيادات "تيار المستقبل" وكوادره في طرابلس الذين ساهموا في تنظيم إفطار معرض رشيد كرامي الدولي، والذي تحدث فيه الرئيس سعد الحريري: "نحن نتابع مسيرة الأمل التي استشهد من أجلها رفيق الحريري من اجل اولادنا واجيالنا القادمة، وندرك أنه لا يمكن إلغاء إي مجموعة في البلد مهما استقوينا، ولكن لا يمكن الجلوس الى طاولة مع مستكبر جربناه على مدى السنوات الماضية ووجدنا انه يصافح بيد بينما تحت عباءته سكين يغرزها في الظهر، وما علينا إلا أن ننظر الى لائحة الشهداء لندرك ذلك، فكيف ومن المتهم بارتكاب جرائم الإغتيال ومن أطلق عليهم صفة القديسين؟ إنه ببساطة السجل الإرهابي والإجرامي لهذا الحزب الذي ندرك طبعاً أنه يمثل جزءاً من المجتمع اللبناني، لكن السيد حسن (نصر الله) وعلى قاعدة أن المفلس يفتح دفاتره القديمة، عاد ليستعمل المفردات الخشبية التي استعملتها القيادات على مدى سبعين سنة، فيصور لنفسه كل أنواع المبيضات بحجة أنه يريد تحرير القدس، في حين أن كذبته وصلت الى نهايتها ولم يعد أحد يصدقه. وبالتأكيد كلنا لاحظنا تحت عمامته، أزمة حزب الله، حزب ولاية الفقيه، فهذا الحديث المفلس لم يعد ينفع شيئاً خصوصاً مع من كانوا يجلسون أمامه ولم يعودوا يصدقون كلامه". واشار الى "اننا نعيش اليوم متغيرات واضحة على المستوى العسكري بعد الأوضاع التي شاهدناها إثر سقوط القصير، لكن زمام المبادرة ومنذ الإسبوع الماضي واضح انه عاد الى الثورة السورية، وللأسف ان الحل الوحيد هو إعادة تغيير الواقع الجغرافي في سوريا، وهذا أمر قد يكون مؤقتاً أو دائماً، ولكن نحن لا نشك في أن ليس الشعب السوري المناضل والثائر هو المسؤول عن هذا الواقع، بل المسؤول عنه هو ديكتاتور أحمق، هو بشار الأسد". ورأى أن "ما حصل مؤخراً على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية لن يقف هنا، فنحن كنا نردد منذ أكثر من سنة أنه سيكون هناك دخول للعدو الإسرائيلي على خط الأزمة طالما أن حزب ولاية الفقيه مستمر بالطريقة نفسها، وبالتالي سيدفع لبنان بأسره الثمن، وللأسف سيكون جمهور حزب الله هو الضحية الأولى لعناد حزب ولاية الفقيه واستكباره واستمراره بالإثم والأهم بالنسبة الينا الإلتزام بالوعي الإنساني".

وعن الواقع الطرابلسي، قال: "الشائعات لم تتوقف، ولكن من موقع المسؤول أؤكد أنه لا يوجد أي مؤشر أمني يحدد موعداً لعودة القلاقل الى الشارع، وكل من يشيع هذه الآفة والأفكار يسعى الى تخريب البلد بهدف منعكم من ممارسة حياتكم اليومية والعادية ولمنع الأمل فيكم. ومن هنا ندعو الطرابلسيين للنزول الى الشارع وممارسة نشاطاتهم اليومية ولو في حدها الأدنى نكايةً بمن لا يريدون ذلك. فبصمودنا وبتمسكنا بمبادئ تيار المستقبل سوف نقتنص لحظة الفرح من أيدي التطرف والإرهاب". طرابلس ـ "المستقبل"

 

المطران جوزيف معوض معوض في قداس شهداء الجيش في حريصا: نرفع صلواتنا على نية المسؤولين لايجاد الحلول لما نواجهه

وطنية - ترأس المطران جوزيف معوض قداسا في بازيليك سيدة لبنان في حريصا عن راحة أنفس شهداء الجيش، دعت اليه جمعية "أنصار الوطن"، عاونه فيه رئيس مزار سيدة لبنان حريصا الاب حنا علوان والاب جان خليفة من جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، في حضور ممثل وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي العميد بسام خوري، قائد فوج المغاوير العميد الركن شامل روكز، قائد فوج المجوقل العميد جورج نادر، ممثل مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل العقيد انطوان جريج، قائد سرية درك جونية ممثلا قائد الدرك العميد جوزيف الدويهي المقدم جوني داغر، قائد فوج المدرعات الاول العميد جان عرجا، قائد فوج مغاوير البحر العميد عبد الكريم هاشم، قائد المدرسة الحربية العميد شربل فغالي، العميد جورج شريم، الرائد المتقاعد فؤاد مالك، القيادي السابق في "القوات اللبنانية" حنا عتيق، حشد من الضباط والرتباء والعناصر وأهالي الشهداء وهيئات المجتمع المدني ورؤساء الروابط والاندية الاجتماعية، وتولت جوقة مزار سيدة حريصا بقيادة جوزف مهنا خدمة القداس الالهي.

العظة

بعد تلاوة فصل من الانجيل المقدس، ألقى معوض عظة جاء فيها: "نجتمع اليوم في حريصا في مزار العذراء مريم سيدة لبنان ، لنقدم هذه الذبيحة الالهية ، لراحة انفس شهداء الجيش لا سيما الذين سقطوا للاسف في الاحداث الاخيرة التي حصلت في طرابلس وصيدا". وقال: "في هذه المناسبة أتوجه بالشكر الى جمعية انصار الوطن التي دعت الى هذا الاحتفال. هذه الجمعية هي ذات علم وخبر من وزارة الداخلية اللبنانية رقم (1612) ومن ضمن اهدافها تعزيز معرفة المجتمع المدني بالجيش بزيارة ثكناته خصوصا، وتشجيع المواطنين للتطوع في الجيش وتقديم الدعم الممكن له، والقيام بنشاطات اجتماعية في معالجة الادمان على المخدرات ومساعدة المعوزين".

وتابع : "يسعدني ان أحيي جميع المشاركين في القداس، واخص بالذكر قيادة الجيش والعسكريين مع كل التقدير لحضورهم وجهودهم، واهالي الشهداء الذين نتقدم منهم بالتعزية على فقدهم لأعزاء على قلوبهم. ولكن نؤكد ايضا على تهنئة الجيش في عيده الثامن والستين الذي احتفلنا به في الاول من آب المنصرم معترفين بتضحياته من اجل الوطن وبما قدم من شهداء لاستتباب السلام". أضاف: "ان الجيش هو المؤسسة الشرعية مع باقي القوى الامنية، التي تحفظ أمن المواطن ليحظى بحياة مستقرة يتمكن فيها من عيش حياة اجتماعية هانئة، ومن المساهمة في مسيرة الانماء والجيش مولج بحماية سيادة الدولة اللبنانية ، وهو بذلك حامي لهيبتها وكرامتها. والجيش رمز الوحدة الوطنية التي تشكل جوهر الهوية اللبنانية فهو لا يسعى الى مصلحة فئوية لان مصلحته الخير العام، ولا يرتبط بقوى خارجية بل بالوطن، ولا يدافع عن طائفة بل عن لبنان جامع الطوائف في وحدة حضارية تجعله نموذجا للشرق والغرب".

وقال: "الجيش يساهم مساهمة فعالة في حماية نظامنا الديموقراطي الذي يحترم حرية المواطنين والاطراف السياسية في التعبير عن آرائهم وتطلعاتهم المتنوعة ، وفي العمل بالطرق الشرعية لتحقيقها. وهو بالمقابل يتقوى بوجود مناخ سياسي تنتظم فيه حركة المؤسسة الدستورية بسير طبيعي يوفر تداول السلطة. ولكن الواقع المعاش مختلف عن الواقع المنشود. وفي هذا السياق اعرب سينودوس الاساقفة الموارنة في بيانهم الشهري في 7 آب 2013، عن قلقهم وقلق الشعب اللبناني من الشلل السياسي الذي يضرب المؤسسات الدستورية بسبب الانقسام العمودي الحاد في الطبقة السياسية بين جبهتين متواجهتين، وهذا يعرقل التوصل الى قرارات مشتركة حول قضايا مصيرية. لذا ان معالجة هذه الاوضاع تقتضي الاسراع في تشكيل حكومة فاعلة ، وفي وضع قانون عادل للانتخابات النيابية واجراء هذه الانتخابات في اقرب وقت ممكن".

وتابع: "اننا كمؤمنين بالله الواحد، نرفع صلواتنا اليه تعالى على نية الجيش اللبناني ليحفظه في تأدية مهامه ، وعلى نية هذا الوطن بكل مكوناته ، وعلى نية المسؤولين السياسيين لايجاد حلول لما نواجهه من صعوبات بالجلوس الى طاولة الحوار بروح المصارحة والمصالحة".

وقال: "يستطيع الجميع ان يجد في كلمة الله التي تحدث عنها السيد المسيح في انجيل هذا الاحد، القوة والنور، فهي توجهنا لنسير بالامانة لله وبالمحبة للآخر في كل مجالات الحياة لا سيما الوطنية والسياسية والاجتماعية منها. لقد اعلن السيد المسيح هذه الكلمة في تجواله في المدن والقرى واوكل اعلانها للكنيسة التي تستمدها (منح التقليد المقدس) ومن الكتاب المقدس حيث حفظت كتابه على مر الاجيال.

اذا الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد مؤلف من الله ومن البشر. وقد ألفه الله لانه بكامله ، كتب بإلهام من الروح القدس، والإلهام هو المعونة والنور الذي يعطيه الروح القدس للكاتب البشري حتى ينقل بامانة وبدون خطأ الحقيقة التي اراد الله ان يكشفها لنا، لذلك ان الكتاب المقدس هو معصوم من الخطأ في كل ما يتعلق بالحقيقة الدينية والايمانية. والكتاب المقدس ألفه بشر مختارون من الله، استعملوا قدراتهم واساليبهم الشخصية في كتابة النص كمؤلفين حقيقيين للكتاب. والله بالالهام عمل فيهم مخاطبا ايانا بالكلمات المكتوبة من خلال البشر وبطريقة البشر(راجع الفاتيكاني الثاني "و ل" 11 و12)".

أضاف: "ان الفهم الصحيح للكتاب المقدس يتطلب الاستعانة بالروح القدس الذي ألهمه والاستفادة بتعليم الكنيسة التي اوكل اليها يسوع بهذه المهمة (مهمة التعليم) والتي ثبتت عبر التاريخ قانونية الكتب المقدسة، والتي نقرؤها على نور التقليد المقدس. وفي هذا المجال يقول القديس اغوسطينوس:" لولا السلطة في الكنيسة لما آمنت بانجيلك".() لا غرو في ذلك فالكتاب المقدس تكون في الكنيسة ، وتعلنه وتنقله الكنيسة وتشرحه الكنيسة".

وتابع: "ان هذه الكلمة المدونة تعلن في الليتورجيا لا سيما القداس، وتقدم لنا لنقرأها ونتأملها والسيد المسيح في هذا الانجيل يبين موقف السامع لها، وقد رمز اليها بالحب الذي يلقيه الزارع الذي يرمز الى يسوع المسيح نفسه. فالحب الذي وقع على جانب الطريق يمثل من اهمل سماع الكلمة او حتى ولو كان قد سمعها، فانه لم يكترث لها.والحب الذي وقع على الصخرة والذي لا اصل له، فيمثل من يقبل الكلمة ولكنه لا يثبت على الالتزام بها امام الصعوبات ، امام المؤمن الحقيقي يعمل بموجب كلمة الله ولو تتطلب ذلك منه احتمال الصليب. والحب الذي خنقه الشوك يمثل من يسمع الكلمة، ولكن هموم الحياة والمغريات، كالمادية والاستهلاكية في عصرنا، تقوى عليه فلا يثمر.

والحب الذي وقع في الارض الطيبة يمثل من يسمعون الكلمة ويحفظونها ويعملون بها. ان سماع الكلمة بل الاصغاء اليها هو مطلب من السيد المسيح الذي قال :"من له اذنان سامعتان فليسمع" والاصغاء يحتاج الى صبر وجهد".

أضاف: "حفظ الكلمة يحمل على التأمل فيها لاكتشاف معانيها الروحية، ولترسيخها في الوجدان فتكون ملهمة للمقاصد والمشاعر والاقوال والتصرف والعمل بها هو دعوة للالتزام حياتيا بما تدعو اليه كلمة الله، هذا الالتزام هو المقياس للايمان الحقيقي الذي يبهر صاحبه".

وختم معوض: "نسأل الله ان نكون الارض الجيدة، نقبل كلمته ونهتدي بها فنكون شهودا للايمان، وبناة للمجتمع على أسس التآخي والعدالة والسلام والالتزام المتبادل، وهذا المجتمع هو الذي بذل الشهداء من أجله دماءهم".

طويل

وبعد الانتهاء من القداس ، ألقى العميد بسام طويل كلمة، قال فيها: "تناديتم الى اللقاء في هذا الصرح المقدس، في مناسبة يتحد فيها الجلال والخشوع، مع البطولة والمجد والعنفوان، مناسبة تؤكدون من خلالها المشاعر الصادقة التي كنتم قد عبرتم عنها في مناسبات متفرقة توزعتم خلالها هنا وهناك في ساحات المدن والارياف، تودعون شهداء مؤسستكم العسكرية شهيدا شهيدا وبطلا بطلا، واليوم تجتمعون لكي تتذكروا مع الاهل والرفاق، قوافل شهداء الجيش منذ انطلاق مسيرة الشرف والتضحية والوفاء وصولا الى الشهداء الذين سقطوا خلال هذا العام في عبرا وغيرها من المناطق اللبنانية".

أضاف: "ان شهداء المؤسسة العسكرية هم شهداؤكم، شباب تربوا بينكم، ونشأوا في رعايتكم احبوا بلادهم بقراها وترابها قبل ان يتزينوا بالبزة العسكرية. انتم، أما وأبا اخا واختا معلما ومواطنا، زرعتم في نفوسهم الخميرة الاولى من معالم الاخلاص والوفاء، والاستعداد للبذل والعطاء، الى ان أمسكت المدرسة العسكرية بسواعدهم، وصقلت مواهبهم، ومالت الى عزائمهم تزيد صلابتها، واستمعت الى ما تفيض به نفوسهم من آيات المحبة للبنان، والايمان بوحدة شعبه وقدسية أرضه، وراحت تغنيها بالإعداد والتوجيه واستلهام للتاريخ، والاضاءة على الدروس والعبر السمتقاة من المهمات والإنجازات".

وقال: "كيف لا تتواصل المهمات عندنا، ولا تفيض الإنجازات ووحداتنا في ذهاب وإياب لا ينقطعان بين شرق البلاد وغربها، وشمالها وجنوبها، فالأمكنة تتوحد في خيال العسكري، كل جزء منها هو جزء من وطنه شبيه بالجزء الآخر، وهو يشبه أكثر ما يشبه المكان الذي ولد فيه، او الذي يحيا بين ربوعه وزواياه. كل جزء من الوطن يخصه ويعنيه. كل جزء هو مسقط رأسه، ويستحق ان يضحي من اجله وان يستشهد في سبيله. من هنا فأنتم تلتقون اليوم لكي تؤكدوا الانتساب الوطني للشهيد، والولاء الوطني المستمر من قبل رفاقه، كما انكم تؤكدون بذلك انتماءكم الطوعي لهذه البلاد بجميع نواحيها، وتشيرون بالتالي الى ان هذا المكان المقدس هو مكان عبادة للجميع، وما يحصل فيه هو اختصار لخريطة الانتماء الصحيح الى لبنان، هذا الوطن الذي تعانقت فيه كنيسته مع مسجده ولا تزالان، وتضامن مؤمنوه من كل اتجاه لمؤازرة جيشهم في التصدي لاعتداءات العدو الاسرائيلي عند الحدود، وفي درء الفتن ودحر الارهاب في الداخل، ولعل شهداءنا لو سئلوا عن امنياتهم الحاضرة لقالوا، انها لا تتعدى التأكد من تضامن اللبنانيين ووفاقهم، وهذا ما نراه فيكم اليوم، وفي كل زمان ومكان".

وختم: "باسم حضرة العماد جان قهوجي قائد الجيش، أحيي الحاضرين بيننا اليوم وأخص عائلات الشهداء الأبية المخلصة، كما أتوجه بالشكر الى جمعية أنصار الوطن رئيسا واعضاء، والآباء الأجلاء ومعهم جميع الذين شاركوا في إحياء هذا القداس المبارك لراحة أنفس الشهداء. وعهدنا لكم ان تبقى المؤسسة العسكرية وفية لدماء هؤلاء الابطال، مستلهمة من مآثرهم الخالدة، العزم على متابعة مسيرة الدفاع عن لبنان، كائنة ما كانت المصاعب والتضحيات".

وفي الختام ، ألقت أمين سر جمعية "أنصار الوطن" لور بسام يزبك كلمة قالت فيها: "نحن ابناء القيامة والنور نقدم للرب في هذه الذبيحة الالهية اخوتنا شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا من أجل قضية عنوانها وهدفها لبنان الموحد لمنحهم نعمة ملكوتك السماوي، لنغلب في زمن الحروب والانقسامات قوة الحب على حب القوة، ونقدم لك يا رب في هذا اليوم بدلة شهيد كرمز للشرف الذي يرفعه كل شهيد على جبينه مع السيف الذي هو صوت الحق الذي يتغلب على قوة الشر، ليكون كل انتصار بساحات الشرف انتصارا لصوت الضمير".

 

عون اختتم جولته في زحلة بحضور قداس في كاتدرائية مار مارون حبيقة: لبنان يتحول من أرض مقدسة الى أرض استقرارها مهتز والمطلوب الانقاذ اولا

وطنية - تابع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون جولته في زحلة لليوم الثاني، وتوجه وعقيلته نادية إلى كاتدرائية مار مارون في زحلة، يرافقهما وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غابي ليون، المنسق العام في "التيار الوطني الحر" بيار رفول، منسق العلاقة مع السلطات الروحية في التيار غابي جبرايل، لحضور الذبيحة الإلهية التي ترأسها رئيس اساقفة أبرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة، بحضور كل من النائب الاسبق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، النائب والوزير نقولا فتوش، النائب نبيل نقولا، النائب إميل رحمة، النائب السابق سليم عون، الأب جورج اسكندر ممثلا المطران عصام درويش، وممثلين عن الأحزاب السياسية، رئيس بلدية زحلة جوزف دياب المعلوف، رؤساء بلديات ومخاتير وسفراء ومدراء عامين وفعاليات من المنطقة، هيئة قضاء زحلة في التيار الوطني الحر، بعض منسقي هيئات التيار المحلية في المنطقة، قياديين وناشطين من التيار ووفود شعبية.

وبعد الانجيل المقدس ألقى حبيقة عظة جاء فيها: "يطيب لي أن أرحب بكم يا دولة الرئيس في هذه الكاتدرائية التي تقصدونها بمناسبة زيارتكم الى زحلة لكي تشاركوا في القداس الألهي، الذي يأتي في طليعة اهتماماتكم في هذا الأحد، مهما كان برنامج النهار مكثفا.

كما أرحب بأصحاب المعالي والدولة والسعادة وكل المسؤولين والمشاركين في هذا القداس سائلا الله أن يفيض على الجميع مزيد نعمه وبركاته، وأن يلهمنا أن نكون طوال حياتنا كلها تلك الأرض الطيبة التي تقبل كلمة الله وتعمل بها على ما جاء في الانجيل المقدس الذي تلوناه".

واضاف: "يبدو السيد المسيح في مثل الزارع، كأنه يقيم الوقع الذي حظى به تعليمه ويحظى به في كل عصر. يشبه التعليم، أو الكلمة، البذور التي ينثرها الزارع في حقله. فالعبرة في نمو البذور مرتبطة بنوعية الموضع الذي تقع فيه، وقيمة الكلام من قيمة المتلقي. فهناك بذور تقع على الطريق فتدوسها الناس وتنقدها العصافير فهي لا موسم لها وهي بالتمام ضائعة، كما يضيع الكلام عندما يلقى على السامع السطحي، الموصوف بهذا الوصف لقلة مخزونه العقلي أو لعدم مبالاته، كأن مسألة الايمان لا تعنيه، لأنه فضل مجد العالم على مجد الله، على حد قول الانجيل. وهؤلاء كثر في كل عصر وتحت كل سماء، ومنهم فلاسفة ومفكرون، وفي عصر الأنوار في فرنسا، منهم من حاربوا الدين في حياتهم بشتى أشكال المحاربة، ولكنهم استدعوا الكاهن قبل وفاتهم ليسمع اعترافهم لشعورهم أنهم لا بد ماثلون في حضرة الله الذي أنكروه. ولكن هل يموت لله من لم يعش له؟

وهناك بذور تقع على أرض حجرة ليس لها عمق تراب فلا تلبث أن تنبت ولكن سرعان ما تجف وتموت لنقص الرطوبة. وهي حال المؤمن الانفعالي الذي يتحمس للكلمة بعاطفته ولكن سرعان ما يسقط حماسه عندما يوجد أمام الصعوبة أو الامتحان فيتراجع عن ايمانه أو تقواه لضعف عزمه وخوار عزيمته وينحو باللائمة على الله، الذي يبدو له بعيدا أو لا يسمع أو يعتب على الكنيسة أو خدام الله أو الذين لم يعلموه التعليم المسيحي في صغره أو علموه إياه بتصلب ويحمِّل من يتوفر له من هؤلاء مسؤولية تخاذله في عيش الايمان. ولكن هل يعذر الله من يحاول التنصل من مسؤوليته بأي ثمن؟

أما الفئة الثالثة من المتلقين، وهي كثيرة غير قليلة، فحالها كحال الحبوب التي تقع بين الأشواك، التي ما ان تنبت حتى يخنقها الشوك. وقال السيد المسيح: المقصود بالشوك هموم هذا العالم الداخلية والخارجية. وضعف الانسان الداخلي يتمثل في أنه يحمل نفسا تواقة لله وللخلود في حياة جديدة والاتحاد به حتى مشاركته في الألوهية من جهة، وطماعة في الوقت نفسه بكل ما يستطيع العالم أن يقدمه لها من مغريات: كاللذة والتمتع والغنى والسلطان وبسطه على الآخر والاستئثار به وحب الذات. وضعفه الخارجي بعدوانيته المتمثلة بكل ما نفرضه على الآخر من غير وجه حق لتحقيق مبتغانا الذي يتخطى حقوقنا على حساب حقوقه، سواء تم ذلك بالترغيب أو الترهيب أو السيطرة على العقول والتضليل وتسخيف الحق وتعظيم الباطل وقلب سلم القيم والغاء الصداقة والمودة وتبديد التصافي بين الناس ليحل محله الحذر والتجافي. كل هذا وما شابهه ضرب من ضروب التخريب الهادف والفاعل، الضارب أطنابه في عالم اليوم والمستهدف كلمة الله بكل شكل ووسيلة. ووراء هذا السعي المادية المفرطة والالحاد الناشط.

ولكن هناك والحمد لله الأرض الخصبة والنظيفة التي تتلقى الزرع وتنميه فتعطي فيها الحبة عشرة وعشرين أو مائة. وهي الأرض التي يطلب منها أن تعوض عن غيرها وتنقذ العالم، وهي بمثابة الخمير في العجين. وهي هذا المجتمع المؤمن المبارك الذي يقدم لبنان عينة عنه. فعلينا قبل سوانا تقع مسؤولية سماع كلمة الله والعمل بها في وجه من يسعون جاهدين للاستئثار بالساحة العالمية دون المؤمنين بل دون الله عينه".

واشار الى ان "لبنان يتحول من بيئة لها مثل هذه الصفات المميزة، ومن أرض مقدسة داسها السيد المسيح وزارها وأعطت القديسين الكثر على مر الأجيال، الى أرض استقرارها مهتز ووطن مستقبله في خطر، وحاله في وضع يستدعي غيرة كل المسؤولين عليه لأنقاذه وتأمين صموده في وجه الأنواء التي تعصف به، لأن الوقت استثنائي ولا مجال فيه للتنافس لتأمين مصالح خاصة وان كان يتوقع منها أن تصب في المصلحة العامة على أمد بعيد، بل المطلوب الانقاذ اولا، وبعد أن يتم انقاذ السفينة لا بد أن يتولى الدفة ويتعاطى المسؤولية المنقذون قبل سواهم .

ان تفعيل المؤسسات التشريعية والتنفيذية لا يحمل التأجيل. وكذلك ملء الشواغر في مواقع القرار المختلفة. وقيام الدولة بأعبائها المالية وبالخدمات المطلوبة منها على كل صعيد هو السبيل الطبيعي لبعث ثقة المواطن بالمسؤولين عنه وللتفاؤل بيومه وغده". وختم حبيقة: "أننا يا دولة الرئيس نسأل الله لكم ولصحبكم بمناسبة زيارتكم أن يوفقكم تعالى لما تصبون اليه وتعملون على تحقيقه من أجل خدمة الوطن والمواطنين. حماكم الله ووقاكم. آمين".

بعدها، انتقل العماد عون والوفد المرافق إلى صالة كاتدرائية مار مارون حيث استقبل شخصيات سياسية وفعاليات رسمية وحشود شعبية.

ثم كانت جلسة للعماد عون والوفد المرافق مع المطران حبيقة بحضور المطران اسكندر. هذا وأثنى المطران حبيقة على خطابات العماد عون مشيرا إلى أنها تتضمن عمقا دينيا لشخص متعمق في كلام يسوع المسيح والإنجيل المقدس. وختاما انتقل العماد عون والوفد المرافق إلى مطعم عرابي حيث دعاه الوزير ليون إلى مأدبة الغداء بحضور وزراء ونواب وفعاليات سياسية ورسمية، ويكون بذلك قد أنهى يومه الثاني وزيارته إلى منطقة زحلة التي استمرت ليومين.

 

ارسلان في عشاء للديموقراطي: ممنوع المساس بالمقاومة ولا بسلاحها والمطلوب حوار وطني وحكومة سياسية موسعة تتحمل المسؤوليات

وطنية - رعى رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان، حفل العشاء السنوي الأول لدائرة راشيا والبقاع الغربي، الذي أقيم في مجمع الكنز السياحي في راشيا، بحضور النائب قاسم هاشم، الامين العام للحزب وليد بركات، الشيخ زياد شبلي العريان، رئيس الدائرة مفيد سرحال، رئيس دائرة حاصبيا وسام شروف، ممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية وفعاليات ورجال دين، وشخصيات سياسية وهيئات محلية وحشد من المحازبين والأنصار وأبناء المنطقة. استهل الإحتفال بتكريم نخبة من المبدعين في مجالات الفكر والأدب والفن في المنطقة، ثم قدمت ليليان سرايا الخطباء، فتحدث مفيد سرحال، مؤكدا "تعميم ثقافة الوحدة والتلاقي بين أبناء المنطقة الواحدة والوطن الواحد"، مشددا على "العروبة الإنسانية الجامعة المانعة للفرقة المذهبية والطائفية". ورأى أن "خيار المقاومة يبقى السلاح الأمضى لمواجهة العدو الإسرائيلي والتفكير بنزع هذا السلاح يعني إستباحة لبنان أمام العدو".

ارسلان

ثم كانت كلمة لارسلان جاء فيها: "كم يطيب لي الكلام ولقاء الأحباء في هذا المكان بالذات، من هنا أجد نفسي في بيت القصيد وفي عرين الاستقلال، الاستقلال الذي تؤام هذه المدينة مع بشامون ومع خلدة ومع قرى الجبل، ومع بيروت، ومع كل بقعة لبنانية إحتضنت أبطال الاستقلال الذين خطوا لنا طريقا سلكناه واثقين بمشروع بناء الوطن الذي أرادوه لنا، فنجحنا حينا وفشلنا أحيانا. وكم يطيب لي أن أقف في عاصمة وادي التيم، هذه الأرض المقدسة التي سلكها الموحدون في دعوتهم التاريخية، الدعوة المباركة التي لعبت دورا اساسيا، لا بل رياديا في تاريخ لبنان القديم والحديث".

وتابع: "يطيب الكلام عنك يا راشيا ويطول لأنك ولادة الأبطال، وولادة المقاومين وولادة المبدعين والأدباء والمفكرين والكتاب وأصحاب الرأي السديد الذين ما تاهوا يوما بين حق وباطل وما ضيعوا بين ولاء للوطن وولاء للتبعية أو بين التزام بنهج التحرير والمقاومة وبين نهج التسلي بلعبة الأمم، كما أرادها لنا المغرضون.

نعم لقد كنتم دائما يا "ذهب" الرجال تلعبون دور الثبات في المواقف الكبيرة التي يحسدكم عليها الكثر الكثر من أبناء هذا الوطن المضللين. إنكم يا "ذهب" الرجال متؤامون مع أهلكم وإخوانكم في حاصبيا وفي جبل لبنان، منهم أنتم وهم منكم، مدعاة فخر وكبر وكرامة، ملتزمون القضايا المشتركة وإحترام التنوع الاجتماعي والمذهبي والمناطقي، فضربتم المثل الأعلى في المحبة وفي التآخي وفي التفاني من أجل لبنان. نعم انتم "ذهب" الرجال الرجال، أقولها بكل ثقة وفخر يا أبناء وادي التيم المبارك".

واضاف: "ما يسعدني اليوم أيضا، أن دائرة راشيا في الحزب الديموقراطي اللبناني خصت المبدعين من هذه المنطقة بالتكريم لإنجازاتهم الكبيرة في مجالات العلم والمعرفة والعطاء، في زمن أهملت فيه الدولة أبناءها وغفلت عن مثقفيها وتوارت عن أنظارهم، في وقت ما شاؤوا هم التواري عن أنظارها فتمسكوا بها وآزروا مشروعها الإصلاحي وتمسكوا بأخلاقيات دستورها وآزروا جيشها البطل يدا بيد وروحا بروح ودفعوا الشهداء في مواقع البطولة وملاحم الفكر والشعر والآدب والعلوم. كم جميل هذا اليوم الذي أقف فيه لأكرم هذه الشخصيات الاستثنائية، إنه حقا لشرف لي أن أصافحكم في زمن أصبحت المصافحة من علامات الممالقة والمجاملة والكذب، هذا طبعا بمقياس هذا الزمن الرديء وليس بمقياس الاصول والاخوة والتآخي والتقدير، لقد انقلبت المعايير الاجتماعية رأسا على عقب، فقد ضربت عادات الغرب المستندة الى سيادة المال والاعمال على كل القيم الآخرى، ضربت في النفوس الضعيفة، في وطننا ومنطقتنا، فما عادوا يخجلون ويفاخرون بانتمائهم الى نهج الحروب ومشاريع تفتيت المنطقة، مشاريع سيادة القوي على الضعيف والغني على الفقير والمجرم على البريء والمحتل على الحر والميليشيات والتكفير على مشروع الدولة وأديان الله جمعاء، والفلتان على القانون".

وقال: "نعم، لقد صدق جبران خليل جبران عندما قال في حق هؤلاء: "إنكم تبتهجون حين توقعون القوانين، ولكنكم تبتهجون أكثر حين تخرجون عليها، إنكم كالصبية يلعبون بالرمال على شاطىء البحر"، يا للآسف، يا للآسف على هذا الزمن الرديء. يلعبون بالرمال ولا يعرفون أن موج البحر يمكن أن يبتلعهم في يوم من الايام، عندما يعود الوطن الى أصحابه الأصليين، ويستتب الأمن على قاعدة مشروع الدولة ونصرة القضية وزوال الإحتلالات السياسية والاقتصادية وكذلك الاحتلالات الوهمية المستوطنة قلوب الضعفاء. هؤلاء الصبية الذين يلعبون برمال الوطن وبمؤسسات البلد وبدستور البلد، أسألكم: الى أين انتم ذاهبون في مشاريعكم المشبوهة؟".

وتابع: "لبنان لم يعد يحتمل وشعب لبنان لم يعد يحتمل، فلا مساواة بين الناس، لا على المستوى الاجتماعي ولا على المستوى التمثيلي في مجلس النواب ولا في تشكيل الحكومات ولا على مستوى فرص العمل للطاقات وللشباب وللمبدعين. ولا مساواة بين الانسان والانسان ولا أعتقد أن حقوق الانسان تنتهك في أي بلد في العالم مثلما تنتهك في لبنان، حتى أصبحنا أقرب الى مجتمع التمييز العنصري، أكثر منه الى المجتمع العادل. ولا مساواة في الحقوق والواجبات، فالواجبات فرض على الجميع دون تفرقة، والحقوق عرضة للظروف والأمزجة الغربية، والعقول المعطلة التي تسيطر على مؤسسات الدولة. من حيث المبدأ كل هذا يدفع الى فكرة الثورة الاجتماعية قبل أن تكون ثورة سياسية، وأبشركم أنها قد ابتدأت في نفوسكم وأنا ألمسها لمسا قاطعا وهي ثورة لا عودة عنها لاسقاط هذا النظام السياسي الفاسد الذي يولد الأزمات وينتج الفتن لا بل ينتج العار على الشعوب الحية وليس من أحد يخجل، يا للآسف. كل هذا يحدث وما زلنا نأمل بالتغيير ولا زالت فكرة الاعتدال غالبة على فكرة التغيير القسري، خوفا على الأمن وعلى أرواح الناس في ظل هذه الأزمات والأحداث المفروضة المستوردة الى منطقتنا. وفكرة الاعتدال السياسي عادت لتسود اليوم حيث لا مجال للكسر ومن ثم للجبر في كل مرة نريد فيها تغيير حالة أو تصحيح مسار، اي أنه تخلي واضح عن فكرة التدمير إفساحا في المجال لفكرة التغيير والتسيير، تسيير الامور بشكل أو بآخر، وحتى إشعار أخر. لذا نحن نشد على أيدي الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني الذي أرسى مفهوما جديدا طليعيا في كيفية مقاربة الامور على المستوى الدولي لاستنفاذ كل الوسائل السلمية، عل المفسدون يقعون في دور الكشف". وقال: "في سوريا نشهد اعتدال الرئيس الاسد في مقاربة الحوار الوطني مع من هم أهلا للحوار من المعارضة البناءة التي تسعى الى حقوق بديهية، حقوق غير تدميرية وغير تقسيمية لقطر عربي يتعرض اليوم الى أعتى حملة كونية تتعرض لها دولة في كيانها واقتصادها وأرواح ابنائها، وسوريا صامدة بجيشها العربي البطل التي يسطر ما يسطر من ايات البطولة والصبر ولا مجال للحل إلا من خلال الحوار الوطني البناء على قاعدة وحدة أبناء الوطن وليس عبر إشراك أولئك المرتزقة التكفيريين المستوردين لتقرير مصير أرض الفتوحات الاسلامية، أرض صلاح الدين والسوريين الأشراف. وفي لبنان، أليس إعتدالا هذا الخطاب الموزون الذي يلتزمه سماحة سيد المقاومة حسن نصرالله في انفتاحه ودعوته الجميع الى إيجاد الحلول التي تكرس الوحدة الوطنية؟ طبعا ليس على حساب سلاح المقاومة، سلاح الشرف والكرامة والتحرير والبطولة والفداء، نعم، لولا هذا السلاح وتوازن الرعب الذي يفرضه هذا السلاح على اسرائيل لما رأينا أدنى مشروع، أو أية فكرة للوحدة الوطنية بل لرأينا ميليشات وعصابات تسعى لسيادة طرف على أخر ومذهب على مذهب وتجمع على تجمع ومنطقة على منطقة لا بل عائلة على عائلة. سلاح المقاومة هو عامل الاستقرار وليس الفوضى، وليسمع من لا يريد أن يسمع، نعم فليسمع من لا يريد أن يسمع".

وسأل: "أليس إعتدالا انفتاح الرئيس بري على كل الأفرقاء حرصا على الحوار ومشروع الانقاذ الوطني؟ وفي المقابل ماذا نرى؟ إنغلاقا وتعنتا وتكفيرا وتعطيلا وارهابا يطال الدولة والناس والمؤسسات وعلى رأسها مؤسسة الجيش البطل الذي أتوجه منه ومن شهدائه من بلدة قلعة الاستقلال راشيا بأسمى آيات التقدير والامتنان، إنه حقا جيش لبنان واللبنانيين والمقاومين. لا مجال بعد اليوم للمجاملة في المواضيع المصيرية والاعتدال لا يعني غشاوة على الأعين تعيق الرؤية ولا مجال إلا لقول كلمة الحق، فقط كلمة الحق، وبكل ايجابية. لقد ضقنا ذرعا بغياب المؤسسات وعلى رأسها المؤسسة التنفيذية ولم يعد مقبولا المماطلة بتشكيل الحكومة، هذه حكومة من أجل لبنان، فكيف يمكن التهاون والرضوخ لمبدأ انهمار الغيث من الخارج حتى يتمكن لبناني ابن لبناني أن يشكل حكومة".

وقال ارسلان: "من هنا أدعو الصديق، ابن البيت العريق، الاخ تمام سلام أن يسرع بتشكيل هذه الحكومة على قاعدة الواقعية السياسية وعلى قاعدة التوازن بين القوى السياسية. ما يحكم التشكيلة الحكومية هي المهمة التي يتوقع أن تقوم بها الحكومة والتي تصيغ على أساسها البيان الوزاري، وللتذكير فإن خيار حكومة المصلحة الوطنية الاول اندرج في سياق ضرورة تشكيل حكومة انتخابات، وعلى الدنيا السلام. أما اليوم وبعد التمديد القسري لمجلس النواب فقد انتفى هذا السبب وأصبح من الضروري تشكيل حكومة جدية تتجاوب مع متطلبات المرحلة الراهنة، وعلى رأسها الأمن والاستقرار وهموم الناس الاقتصادية والاجتماعية والمهام الكبيرة التي يرتبها ملف النازحين على كاهل الدولة وغيرها من القضايا الجدية، يعني اننا نتكلم عن حكومة سنة ونصف في الحالات العادية وحتى يتم انتخاب مجلس نيابي جديد".

وسأل: "هل ستتمكن حكومة حيادية أن تقوم بهذه المهمة؟ وهل المطلوب ايجاد مفردات جديدة في الحياة السياسية اللبنانية (مبارح كان عنا 14 و8 يميني ويساري ووسطي) واليوم حيادي؟ وكيف سيتمكن الحيادي من وضع بيان وزاري بمعزل عن كل القوى السياسية، يعني بيان وزاري حيادي، ليس مع المقاومة ولا ضدها، ليس مع سلسلة الرتب والرواتب ولا ضدها، ليس مع استخراج البترول ولا ضده، ليس مع النسبية ولا ضدها، ليس مع الارثوذكسي ولا ضده، حكومة ليست مع نفسها ولا ضدها ولا مع لبنان وليست ضده. شر البلية ما يضحك، وانني اعتبر أن حكومة مجهولة الاب والأم لا يمكن أن تمنح هوية لبنانية، لأنها ستكون حكومة مهزلة وطنية وليست حكومة حيادية وطنية. وهل من سيتجرأ في هذه الحكومة أو غيرها أن يقول أو أن يسمح لنفسه أن يفكر إذا كان سيتبنى شرعية المقاومة أو لا يتبنى. كل الموضوع ايها الاخوة نزع الشرعية عن المقاومة نزولا عند واقع الحيادية.. وبالتالي إعطاء الغرب سببا آخر لحصار لبنان".

وقال: "ممنوع المساس بالمقاومة ولا بسلاح المقاومة، ولا بذكرى شهداء المقاومة ولا بدور المقاومة ولا بأهداف المقاومة ولا بقادة المقاومة، وهذا لن يمر لا بحكومة حيادية ولا بحكومة غير حيادية و"يخيطوا بغير هالمسلة". المطلوب حالة حوار وطني وحكومة سياسية موسعة لائقة، نعم على القوى السياسية أن تنتدب شخصيات لها من الكفاءة والوطنية والاخلاق والمهنية ما يكفي لتحمل المسؤوليات وهذا يفي بالغرض على خير وجه".

وختم ارسلان: "أخيرا أود أن أشكر من جديد دائرة راشيا على هذه الامسية الطيبة، كما أتوجه من كل اللبنانيين الاحباء بالتهاني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، عيد المسلمين الحقيقيين الذين شاؤوا في هذا الشهر المبارك عبادة وتقوى ومحبة ولم يعيثوا في الأرض وفي الأوطان فسادا والله ولي التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله".

 

الوضع السوري من "طاولة" مجلس الأمن إلى.. "المائدة" الروسية ـ الأميركية

ثريا شاهين/المستقبل

بعد أكثر من شهر على اتخاذ الغرب قراراً بتسليح المعارضة السورية، يبدو أن هناك صعوبات كبيرة ومتنوعة لترجمة القرار على الأرض. القرار اتّخذ لكن المخاطر وراءه بالنسبة الى الغربيين لا تزال تتحكم بتطبيقه، الأمر الذي يحول دون تقدّم فعلي للمعارضة أو حتى تحقيق توازن عسكري في الواقع. السلاح، وفقاً لمصادر ديبلوماسية دولية يصل الى المعارضة، وإذا كان ذلك ليس من الغرب مباشرة بمعظمه، لكنه يتم بإيعاز غربي، إنما ليس بالكمية والنوعية التي تستطيع أن تحرز تغييراً على الأرض. الوضع في سوريا على الأرض ليس فقط "ستاتيكو"، لا بل إنه أكثر من ذلك نسبة الى سقوط كل من القصير وأجزاء من حمص في يد النظام، ما يعني تراجعاً سلبياً من ناحية مصلحة المعارضة. ومع أن ذلك لا يمكن تسميته بإعادة سيطرة النظام على كامل سوريا، إنما يعني أن النزاع هناك سيطول عمره عسكرياً على الأرض، وأن الحل السياسي بات أبعد، وبات يحتاج أيضاً الى وقت إضافي. هذا ما انعكس الى حدّ ما على انعقاد مؤتمر "جنيف2"، والذي قد لا يتم في أيلول كما يُعتقد، بل أن يتم إرجاؤه الى أبعد من هذا التاريخ. المهم في انعقاده، معرفة وجهة الحل، والمخرج الذي يمكن التوصل إليه، من خلال المؤتمر، وما الحل الذي سيبلوره ويرسيه لاحقاً.

الموضوع السوري في المرحلة الراهنة، تمّ إخراجه من مجلس الأمن الدولي، ووضعه في إطار العلاقة الأميركية الروسية والبحث الثنائي بين هذين الطرفين، حيث إذا جرى التوافق حول تفاصيله وحول حل ما، تسير الأسرة الدولية بذلك. حتى الآن لا توجد تطورات بارزة في بحث العملية السياسية في سوريا. جرت ثلاث محاولات غربية عبر مجلس الأمن لتحقيق حل في سوريا وفرضه لكن تلك المحاولات فشلت. الروس أفشلوها، لأنهم يعتبرون أن المجلس ليس المكان الصالح لبحث الأزمة السورية. وموسكو تدفع في اتجاه الحل داخل سوريا عبر الحوار بين الأطراف المتنازعة، والغرب لا يزال يتمسك بأن يصدر المجلس قراراً يضع بموجبه حلاً يُفرض على سوريا. الروس يوافقون إذا تدخل مجلس الأمن وفقاً لـ"جنيف1"، لكن لديهم خشية من تدخله لفرض حلّ ملتبس غير واضح المعالم، ويختلف عن مضمون "جنيف1". إذ إن روسيا لن تقف الى جانب تدخل دولي في سوريا على غرار التدخل في ليبيا، لذلك تخاف من قرار مبهم يعطي رخصة للغرب بهذا التدخل، وحجّة وغطاء لضرب سوريا عسكرياً. بعد مؤتمر "جنيف1" في 2012 وفي خريف تلك السنة، قدمت فرنسا مشروع قرار الى مجلس الأمن لإرساء حلّ في سوريا، عمدت موسكو إزاءه الى اللجوء الى "الفيتو" وكان الثالث من نوعه. أول فيتو روسي كان في أيلول 2011 والثاني في شباط 2012. وبحسب رأي الروس، إن "جنيف1" يفترض أن يكون قاعدة لأي حل في سوريا، وهم يعارضون أي مشروع قرار يكون مخالفاً لذلك، ولتفسيرهم لـ"جنيف1". وأي توافق أميركي روسي في مؤتمر "جنيف2" لدى انعقاده حول حل ما، يمكن أن توافق روسيا على أن تشكل بلورة هذا الحل، عنصراً في معادلة ايجاد قرار جديد في مجلس الأمن حول الحل في سوريا. مسألة التوازن على الأرض تؤثر بشكل بالغ في الموقف الروسي في التفاوض مع الولايات المتحدة والغرب. عندما حصلت حرب تموز 2006 الإسرائيلية على لبنان، كانت مشاريع القرارات التي تُقدم الى مجلس الأمن في بداية الحرب مختلفة تماماً عما تم التفاهم حوله قبل انتهائها. وهذا يشابه الموقف في سوريا بالنسبة الى التعاطي الدولي مع الأزمة.

لا يزال الغرب يعتقد أن التوازن على الأرض في سوريا هو لصالح النظام. وبالتالي، ليس له مصلحة بانعقاد مؤتمر "جنيف2"، لأنه سيكون لصالح النظام. ويرى الغرب، وفقاً للمصادر أنه يجب عدم عقده إلا عندما يتحسن وضع المعارضة على الأرض.

قبل سنتين كان يتطلع الغرب الى ضرورة مساعدة المعارضة نظراً الى أهمية أهدافها. بعد سنتين بات الرأي العام الغربي ينظر الى الأزمة السورية على الأغلب أنها باتت حرباً أهلية، وليست ثورة. لذلك هناك تردد في العمل لتسليح طرف ضد آخر. هذا من بين أبرز أسباب التلكؤ في التسليح بعد القرار الذي اتخذ في هذا الشأن. الرأي العام البريطاني ضد التسليح ومجلس العموم أيضاً، فتراجعت الحكومة عن الكلام عن سلاح نوعي للمعارضة بشكل تدريجي، الكونغرس الأميركي أذِنَ للحكومة تسليح المعارضة "الجيدة". الإدارة حتى الآن لم تطبّق هذا القرار. واشنطن على العموم تريد تسليح المعارض بسلاح لتحمي نفسها. أما ما هي نوعية السلاح فهي غير معروفة، إنما من المؤكد ليس سلاحاً استراتيجياً. ليس لدى واشنطن "ثقة" ببعض المعارضة السورية، التي بحسب المصادر، قد تبيع السلاح في السوق السوداء، أو قد يصل عبرها الى أيدٍ غير تلك التي يُراد ايصالها لها.

ومن التعقيدات أيضاً، من يستلم السلاح، والأهداف التي تحققها هذه الجهة، وعلاقتها المحتملة مع كردستان من جهة، ومع المنظمات المتطرفة من جهة ثانية. نوعية السلاح لم تُحدد بعد، ولا أهداف تقديمه. وهناك مخاوف من أن يصبح للسلاح المعطى مصير كمصير السلاح الذي أعطي في ليبيا والذي وصل الى المتطرفين، وكذلك الخوف من استعماله للتمدد الى أراضٍ لدول أخرى وليس للدفاع عن النفس.

 

طريق مصر نحو مستقبل أفضل

جون ماكين _ ليندسي غراهام

توجهنا إلى القاهرة هذا الأسبوع لتعزيز الجهود الأميركية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة السياسية، والتقينا قادة الحكومة والقوات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والإخوان المسلمين. وعدنا ونحن نحمل قناعة بأن الوقت ينفد سريعا لحل هذه الأزمة، لكن لا تزال هناك فرصة للقيام بذلك إذا توحد المصريون ذوو النوايا الحسنة من أجل بلدهم، قلب العالم العربي وموطن ربع سكانه.

نحن أصدقاء قدامى لمصر وقواتها المسلحة منذ وقت طويل. وقد حاربنا بقوة على مدى سنوات للحفاظ على مساعداتنا الخارجية الحيوية لها. وكنا من أوائل الداعمين لثورة عام 2011 وأيدنا الطموحات الديمقراطية للشعب المصري. وقد انتقدنا بشدة الإجراءات غير الديمقراطية التي قام بها الرئيس السابق محمد مرسي، وتعاطفنا مع ملايين المصريين الذين نزلوا إلى الشوارع الشهر الماضي للتظاهر ضد انتهاكات مرسي للسلطة. لكن كما قلنا في القاهرة هذا الأسبوع، لا يمكن وصف الظروف التي أطيح فيها بمرسي من منصبه عدا كونها انقلابا. ينبغي على القادة غير الناجحين في أي بلد ديمقراطي أن يتركوا مناصبهم عبر الانتخابات.

رسالتنا الرئيسة في القاهرة كانت بسيطة ومباشرة: الديمقراطية هي المسار الحيوي الوحيد لاستقرار دائم ومصالحة وطنية وتنمية اقتصادية مستدامة وعودة الاستثمار والسياحة إلى مصر. إن الديمقراطية تعني ما هو أكثر من الانتخابات؛ إنها تعني حكما ديمقراطيا، أي عملية سياسية شاملة يتمتع فيها كل المصريين بالحرية والقدرة على المشاركة ما داموا يقومون بذلك بشكل سلمي، وحماية حقوق الإنسان الأساسية عبر سيادة القانون والدستور، ودولة تحمي مجتمعا مدنيا فاعلا.

هذا هو المستقبل الديمقراطي الذي يريده غالبية المصريين، بحسب اعتقادنا، لكن الخطر الآن يتمثل في وجود قوى متطرفة ورجعية في صفوف الحكومة المصرية المؤقتة ومن ضمن أنصار مرسي على حد سواء تحاول جر البلاد إلى طريق مظلم من العنف والقمع والانتقام، مما يؤدي إلى الكارثة وفشل الجميع. وهو ما من شأنه أن يزيد المشكلات التي تواجهها مصر سوءا ويهدد في النهاية مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائنا.

ينبغي علينا أن نتذكر - وخاصة عندما يعيد الأميركيون النظر في التهديد الدائم والحقيقي الذي تمثله «القاعدة» - أن زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين المصرية، وأن الظواهري لم يتحول إلى التطرف العنيف إلا بعد تعرض قيادات الجماعة للقمع والاعتقالات من جانب الأنظمة المصرية السابقة. وأن تكرار أخطاء الماضي ذاتها ستدفع بمصر إلى مستقبل طويل من عدم الاستقرار والركود، وسيؤدي إلى نشأة جيل من أعضاء التنظيمات الإرهابية مثل «القاعدة».

ونحن نعتقد أنه لا يزال هناك الكثير من الأفراد ذوي النوايا الحسنة والوطنية على كلا الجانبين الذين يريدون مستقبلا أفضل بالنسبة لمصر. وقد سمعنا الكثير من التصريحات المشجعة في اجتماعاتنا، وطالبنا جميع الأطراف بتعزيز تصريحاتهم هذه بخطوات بناءة، وطالبناهم أيضا بالقيام بذلك بسرعة لأن الوقت ينفد.

يجب على جميع الأفراد والأحزاب في مصر أن يتطلعوا لحل خلافاتهم بصورة سلمية عبر الحوار الشامل وعقد تسويات صعبة وتضحيات مؤلمة تشكل ضرورة لإنقاذ الوطن.

وينبغي على أنصار مرسي، بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين، الاعتراف بأن ما اتخذه من إجراءات تسببت في غضب شعبي واسع، وأنه لن يعود لمنصبه رئيسا مرة أخرى. كما ينبغي عليهم الامتناع عن القيام بأعمال العنف والتحريض عليه، وأنهم في نهاية المطاف سيكونون بحاجة لترك الشوارع والعودة إلى العملية السياسية، لأنه لا يوجد بديل جيد أو فعال لتحقيق مصالحهم.

في الوقت ذاته، ينبغي على الحكومة والقوات المسلحة إدراك أنه مهما بلغت كراهيتهم لأنصار مرسي إلا أنهم مصريون أيضا، ولا ينبغي استثناؤهم من الحياة السياسية في البلاد، وإلى ضرورة التعامل معهم ومع أنصار مرسي برحابة صدر وليس بطريقة انتقامية، وهذا يعني وضع جدول زمني محدد لتحقيق الانتقال إلى الديمقراطية وتمكين كل المصريين من المشاركة في تعديل الدستور، كما يعني تمكين المنظمات الدولية والمصرية ذات المصداقية من مراقبة الحملات والانتخابات القادمة، ويعني أيضا إطلاق سراح السجناء السياسيين بما في ذلك مؤيدو مرسي.

إن ما سيجري في مصر خلال الأسابيع القادمة سيكون له تأثير حاسم على مستقبل مصر والشرق الأوسط. لقد كانت مصر زعيمة بين جيرانها. ولا نزال نعتقد بأن مصر تستطيع أن تكون نموذجا للديمقراطية الشاملة تلهم المنطقة والعالم، ولتحقيق ذلك يجب على الولايات المتحدة أن تواصل تقديم دعمها.

* جون ماكين وليندسي غراهام، جمهوريان يمثلان ولايتي أريزونا وكارولينا الجنوبية في مجلس الشيوخ الأميركي على التوالي

* خدمة «واشنطن بوست»

 

الخلاف بين "التيارالوطني الحر" و"المردة" دخل مرحلة الطلاق البائن بعد الانتقال من السياسي الى الشخصي

اسكندر شاهين/المصدرالديار

هل بدأ «التيار الوطني الحر» يودع عهده الذهبي اثر التحول السياسي في علاقته مع الحلفاء في فريق 8 آذار وفي طليعتهم «حزب الله» الذي اعطى الجنرال ميشال عون ما لم يعطه لأي سياسي مسيحي خلال فترة تحالفهما الى حد ان الحزب منحه الثلث المعطل في الحكومة المستقيلة التي كان حجم التيار البرتقالي اكبر الاحجام على صعيد الحقائب الوزارية حيث منح عشرة منها، ولكن اذا كان بعض منظري «التيار» يحاولون تجميل خسارتهم على خلفية اللعب على الوتر المسيحي محاولين التعويض عن خسارتهم الحليف الاقوى، بكسب عواطف المسيحيين كما حصل ايام التحالف الرباعي الذي حصل في العام 2005 في الانتخابات النيابية، الا ان فذلكة المنظرين تعجز عن الهروب او تلميع الصورة اثر الخلاف بين الحليف الآخر المسيحي المتمثل بـ «تيار المردة»، حيث بات الطرفان في مربعين متقابلين لا يجمعهما سوى التقاصف المكبوت والذي انفجر عنيفاً وسط قواعد الطرفين، لا سيما وأن كل طموحات الجنرال اصطدمت بمواقف النائب سليمان فرنجيه من التمديد للمجلس النيابي الى التمديد لقائد الجيش، وصولاً الى مسالة الكرسي الاولى حيث يعتبر فرنجيه المرشح الابرز لها والذي تفوق اسهمه بكثير اسهم عون التي استهلكها قبل «مؤتمر الدوحة» وبعده دون ان تعبد له شبراً واحداً على طريق بعبدا .

اوساط في «التيار الوطني الحر» تصف الخلاف مع «المردة» بأنه لن يؤثر على قواعد «التيار» معتبرين ان قوة التيار الزغرتاوي لا تتعدى منطقة زغرتا الزاوية، وان تمدد الفريق المذكور الى جبل لبنان وزحلة كانت ثمرة تساهل البرتقاليين في هذا التمدد حيث كانوا يؤمنون الحضور في المناسبات التي كان يفتتح فيها «تيار المردة» مراكز له، بينما العونيون هم تيار عريض موجود بفاعلية على الساحة المسيحية من اقصاها الى ادناها ولم يكن البرتقاليون بحاجة الى دعم «تيار المردة» في اي بقعة او منطقة لبنانية، وان الخلاف بين الطرفين يعتبر خسارة كبيرة للتيار الشمالي.

اما الاوساط المواكبة لـ «تيار المردة» فتقول ان التيار البرتقالي مرحلة آنية محكومة بالزوال على عكس التيار الزغرتاوي فآل فرنجيه بيت عريق في التاريخ السياسي، وهم ابرز دعائم لبنان منذ الاستقلال ومن لا يعرف حميد فرنجيه ومن بعده الرئيس الراحل سليمان فرنجيه، الذي لم يركع في حياته الا مرتين واحدة لربه واخرى لاطلاق النار على اعداء لبنان، ولم يعرف المسيحيون عزاً ووهجاً كما الفوه ايام حكم الرئيس فرنجيه، لقد كانوا حكام لبنان بالفعل وكان الموقع الرئاسي الاول يضاهي بصلاحياته الاباطرة ان لم يكن اكثر، بينما وبفضل عنجهية الجنرال عون وحروبه العبثية اهدانا «الطائف» بامتياز حيث جرمت صلاحيات الرئاسة ولم يبق منها الا الصورة المعلقة في الدوائر الرسمية ومن باب البروتوكول كما قال ذات مرة الرئيس الياس الهراوي، ان «الطائف» حصر بالرئيس «استقبل وودع، اما على صعيد الصلاحيات فالى الوراء در» .

وتضيف الاوساط ان عون غالباً ما يحاضر بالفساد والاصلاح الا ان الواقع داخل «التيار» فهو على فساد كبير حيث لا ديمقراطية في القرارات على طريقة الملك لويس الرابع عشر «انا الدولة والدولة انا» وعلى هذه المقولة يتم اتخاذ القرارات داخل «التيار» حيث الكلمة الاولى والاخيرة تعود للجنرال بعد ان يتشاور مع صهره الوزير جبران باسيل، اما بقية القيادات والكوادر البرتقالية فهي ليست اكثر من ديكور وتكملة عدد، فلا اقطاعية تشبه الاقطاعية داخل التيار البرتقالي . وتقول الاوساط ان ما ساقته عمة النائب فرنجيه السيدة صونيا فرنجيه الراسي في حديث تلفزيوني اصاب مقتلاً من «التيار» لا سيما وانها بصراحتها المعهودة وضعت النقاط على الحروف بالشجاعة المعروفة لدى آل فرنجيه، فقد اكدت «ان اقطاع آل فرنجيه لا يرضى بأن يأتمر بأزلامه وكسرى باسيل عم جبران كان طوال حياته زلمتنا ونحن نلاحظ وجود محاولة لاغلاق باب الاقطاع التقليدي في الشمال على الاقطاع الجديد الذي يسعى ان يكرسه عون بواسطة صهره جبران باسيل» اما عن العلاقة مع وزير الطاقة فقالت السيدة الراسي «كسرى باسيل كان زلمة آل فرنجيه في البترون وبالنسبة للكهرباء انتهت الحرب منذ زمن طويل فلماذا لا يوجد عندنا كهرباء، اما التبجح عن اكتشاف النفط والغاز في البحر، هل تسمح لنا الولايات المتحدة باستثمار هذه الثروة « مؤكدة ان لا تواصل مع باسيل او مع عون وان بيت فرنجيه اذا سألناهم عن عون قالوا من هو؟ لا يهمنا لأننا اهم منه بكثير، آل فرنجيه عاشوا مع حميد فمن هو ميشال عون بالنسبة لهم، نحن لدينا حيثية خاصة، جبران باسيل لم يكن يملك سيارة فهل اقبل ان يأتي ليتكبر علي».

كلام السيدة الراسي ان دل على شيء فعلى عمق الخلاف فهل زيارة فرنجيه للوزير فريد هيكل الخازن بداية جولة على قيادات جبل لبنان المسيحية بهدف تعويمها بعدما حاول الغاءها عون يوم «التسونامي» الشهير الايام المقبلة تجيب عن هذا السؤال.

 

 في أول حوار من نوعه حول ((الربيع العربي)) و((تسونامي)) الثورة في مصر والمخاوف من تقسيم سورية والفتنة ومبادرة خادم الحرمين الشريفين

 الرئيس نبيه بري لـ((الشراع)): لبنان حارة ((كل مين إيدو إلو)) والرهان الصحيح والوحيد هو على تفاهم سعودي – إيراني

*تسونامي الثورة في مصر لإصلاح غلطة السماح بسرقة أو خطف الثورة

*((الربيع العربي)) سيعيد إصلاح نفسه لتنتج شعوبنا نظامها من دون املاءات

*روسيا أقامت الحد في سورية وأعادت ترسيم دورها وصولاً إلى الاعتراف بعالم متعدد الاقطاب

*أنا متخوف من تقسيم المقسم وتمزيق وحدة الشعوب والجغرافيا والمؤسسات

*الرهان يبقى دائماً على مصر وشعبها لاستعادة دورها في المنطقة

*الشرق الأوسط وشمال افريقيا أمام تقسيم مماثل للسودان وفدراليات وكونفدراليات

*الدين معاملة قبل أن يكون مشروعاً حزبياً تنظيمياً أو مشروعاً سياسياً

*مصر لن تقع في الفوضى وجيشها يضبط الايقاع ودور الأزهر أساسي

*هناك دول رئيسية مستهدفة هي مصر وسورية والسعودية والعراق

*العراق تحول إلى عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة وساحة حرب للإرهاب وعصابات الجريمة

*سورية مهددة بالانقسام وفق النموذج الكوري مع دولة عرقية وحزام أمني إسرائيلي

*جل ما أطمح إليه هو ما يشير إليه العقيد ضاحي الخلفان لوقف تمويل انتحارنا وتجفيف مصادر تمويل الفتنة داخل أقطارنا

*استعادة فعالية النظام العربي متوقفة على استعادة مصر وسورية لدورهما وتفاهمهما مع السعودية

*لا بد من حوار وتفاهم بين السعودية وإيران لمصلحة المسلمين

*الفتنة تواجه بالوحدة وعلى القيادات عدم الانخراط فيها بالتفرج والحياد

*أطالب رئيس البلاد بحوار مفتوح حول كل القضايا الخلافية

*لسنا ذاهبين إلى الفتنة والرأي العام أقوى من ثقافتها ومن الذين يحاولون زرع بذور الشقاق

*نحن اليوم أحوج ما نكون إلى تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء لجنة حوار بين المذاهب

*شكلت لجنة للتحضير لمؤتمر مرجعي للطوائف والمذاهب لكن شيخ الأزهر طلب تأجيله لأنه كان بصدد التحضير لمؤتمر إسلامي – مسيحي

*لبنان واقع في الفراغ وحالنا يشبه القطبة المثقوبة التي كلما رتيناها من مكان انثقبت في مكان

*لبنان يشبه ((حارة كل مين إيدو إلو)) وتبدو فيه ((كل عنـزة معلقة بكرعوبها))

*هناك من يدير حرب عصابات سياسية وأمنية ضد وحدة البلد

*أقول للجميع: الرهان على غالب ومغلوب في لبنان أو في سورية لن يؤدي إلى نتيجة

*لبنان لن يبقى من دون رئيس جمهورية.. وعقدة الانتخابات الرئاسية لها حل

*اتفاق الطائف عقد علينا العمل به وأدعو إلى إعلانات دستورية مكملة تبدأ بإقرار المنظمة الوطنية لحقوق الانسان

*علينا السير بالطائف وليس تحويل البلد إلى مصالح مستقلة خاصة للسلطة التنفيذية والادعاء بأن المجلس يؤسس لسلطة مجلسية

*المطلوب خضوع السلطة التنفيذية لرقابة مجلس النواب وليس التسلل كل عام بالموازنة من دون عرضها كما يجري منذ سنوات

*إعلان بعبدا ما زال صالحاً للتقليل من انعكاس الأزمة السورية على لبنان

*لا أرى أفقاً قريباً لحل سياسي في سورية والصراع عليها سيستمر

*أحذر من استمرار السوريين في لحس المبرد واستمرار الحرب حتى آخر سوري

*انخراط لبنان في المسألة السورية لن يحدث فرقاً ولن يغير المعادلات وجغرافية الحرب السورية لا تتأثر بتقدم أو تراجع على محور

*لبنان في الازمة السورية يشبه ((دوري هدا على ظهر فيل))

أجرى الحوار: زين حمود

((نعم هناك أزمة، ولبنان حالياً يراوح مكانه وهو واقع في الفراغ ويبدو ان حالنا يشبه حال القطبة المثقوبة التي كلما رتيناها من مكان انثقبت في مكان)).

بهذه الكلمات المعبرة، يشخص رئيس مجلس النواب نبيه بري الواقع القائم في لبنان، في حوار شامل وطويل مع ((الشراع))، فرضه كم الاسئلة المطروح عن واقع المنطقة برمتها وحجم المخاطر التي تتعرض لها و((تسونامي)) الثورة في مصر كما يصفه بري لإصلاح غلطة السماح بسرقة أو خطف الثورة، وصولاً إلى مآل ما سمي ((الربيع العربي)) والمخاوف من تقسيم سورية وفق النموذج الكوري مع دولة عرقية وحزام أمني إسرائيلي، والانعكاسات الخطرة للتداخل بين الازمتين في لبنان وسورية.

هذا الحوار مع الرئيس بري، لا يختص بيوميات السياسة في لبنان، وان كان يجملها بتوصيفات يبرع فيها عادة بحكم امتلاكه ناصية البلاغة في الايجاز، وإسقاطه ما في الذاكرة من أقوال مأثورة وأمثلة شعبية تنطق بما لا تنطق به المطولات.

في هذا الحوار الرؤيوي البعيد عن حرتقات السجالات والحملات الضيقة يستفيض الرئيس بري في تشخيص مكامن الداء إسلامياً وعربياً ولبنانياً، بدءاً من الحديث عما هو مكتوب ومحضّر من مشاريع تستهدف تقسيم المقسم في دول المنطقة وتعميم نموذج تقسيم السودان، مروراً بالإضاءة على أسباب ما أصاب النظام العربي الرسمي من تفكك وتراجع وسبل الخروج من ذلك عبر استعادة مصر وسورية دورهما واستعادة تفاهمهما مع المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى التحذير من مخاطر الفتنة المذهبية وأهمية الحوار والتفاهم بين السعودية وإيران لمصلحة المسلمين، منوهاً بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بين المذاهب الاسلامية، والتأكيد بأننا ((اليوم أحوج ما نكون إلى تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء لجنة حوار بين المذاهب الاسلامية)).

في هذا الحوار، يقف بري في قلب الحدث اللبناني والعربي، قارئاً لأبعاده من زواياه العديدة والمختلفة، نابذاً قوالب المواقف الجاهزة الدارجة هذه الأيام لدى السياسيين والزعماء والقادة، مقدماً لصورة ((الاستاذ)) الذائع الصيت بها، المفكر، صاحب الرؤية، مستعيناً بما يختزنه من تجارب وخبرات راكمها كزعيم سياسي لبناني – عربي مخضرم صاغ لنفسه هوية عابرة للخلافات والانقسامات والحدود عندما قال انه سني الهوى وشيعي الهوية وعربي الانتماء، ليس بهدف توسل مشروعية ما بل لتقديم نموذج للوحدة كمواطن عربي أثقلته عوامل التفرقة والانقسام والاملاءات الخارجية ويتطلع إلى نيل حقه كعربي بين الأمم.

لا يملك بري عصا موسى وهو القائل في هذا الحوار ان ((العطار لا يستطيع أن يصلح ما يفسده الدهر، إلا انه مثل الكوى الذي يعثر على القطب المخفية في الطرابيش)) ولهذا فإن الانظار تبقى شاخصة إليه من الحلفاء والخصوم على السواء لابتداع مخارج تفضي إلى حلول ولو مؤقتة أو جزئية لمشاكل وخلافات مستعصية.

وعندما يتحدث بري عن مشكلات الداخل يسهب في توصيفاته اللاذعة، خاصة عندما يقول ان لبنان ((حارة كل مين إيدو إلو)) وتبدو فيه ((كل عنـزة معلقة بكرعوبها))، مشيراً إلى ان هناك من يدير حرب عصابات سياسية وأمنية ضد وحدة البلد وفي الوقت نفسه يبدو كمن يملك خارطة طريق للانفراجات المنشودة رسم خطوطها بحرفية لشق دروب مفتوحة بديلة للطرق المسدودة أمام عودة الحوار والتفاهم بين اللبنانيين، قبل أن يؤكد بثقة لدى الحديث عن الفراغ ان يكون للبنان رئيس للجمهورية وان عقدة الرئاسة في لبنان لها حل.

ولا يفوت الرئيس بري التحذير من مخاطر استمرار الأزمة السورية على الوضع في لبنان، مشدداً على ان انخراط لبنان في المسألة السورية لن يحدث خرقاً ولن يغير المعادلات لأن جغرافية الحرب السورية لا تتأثر بتقدم أو تراجع في محور، أكد ان اعلان بعبدا ما زال صالحاً للتقليل من انعكاس الازمة السورية على لبنان.

وفي ما يلي نص الحوار:

# شكل الغزو الاميركي لبغداد عام 2003 بداية لحقبة جديدة في المنطقة نجمت عنها الزلازل التي تضرب عدداً من دول المنطقة اليوم بعناوين مختلفة منها ثورات الربيع العربي وهي عناوين مواربة لمفهوم الفوضى الخلاقة او الهدامة مثلما أسس الغزو بنتائجه ضربة للزعامة الاحادية التي حكمت العالم لمصلحة قيام عالم متعدد الاقطاب، هل توافقون اولاً على ان ما نعيشه اليوم هو من نتائج الغزو الاميركي وتداعياته؟ وهل نحن امام اتفاقية جديدة غير معلنة من نوع سايكس بيكو. هل نحن بالتالي على أعتاب اتفاق يالطا جديد لتقسيم العالم الى مناطق نفوذ بين القوى العظمى؟

- الغزو الاميركي لأفغانستان ومن ثم للعراق لم يأت من دون مقدمات. ولا أقصد بالمقدمات الاسباب والنوازع والمبررات التي استخدمتها الولايات المتحدة وتحالف الراغبين لغزو أفغانستان لتصفية ما وصف بقواعد ارتكاز الارهاب فيها ومن ثم العراق تحت ستار إزالة أسلحة الدمار الشامل، وهو الامر الذي ثبت فيما بعد انه غير صحيح، اذن ما أقصده بالمقدمات، هو وجود مشروع اميركي مكتوب بل مشاريع غربية مكتوبة للسيطرة على المنطقة جاء الغزو في إطارها او للتمهيد لتحقيقها.

أود في هذا السياق ان أعود قليلاً الى الوراء، لأذكّـر ان نفعت الذكرى، بالمندرجات التي أدت الى تفاهم الدول الصناعية الكبرى وتحديداً الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا الغربية على مشروع الشرق الاوسط الكبير وهو الأمر الذي لم تكن اسرائيل بعيدة عنه بل تستطيع التأكيد ان فكرة المشروع والمشروعات الاقتصادية في سياقه هي اسرائيلية مئة بالمئة طبعاً باستثناء سيطرة الولايات المتحدة على مصادر النفط وطرق إمداده.

ربما يكون رئيس الكيان الصهوني شمعون بيريز هو أول من كشف عن هذا المشروع في مطلع السبعينيات ثم بعد سنوات طويلة (عام 2002) أطلق وزير الخارجية الاميركي آنذاك كولن باول مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة والشرق الاوسط ثم تبع ذلك عام 2004 إعلان الرئيس بوش مبادرة لإقامة منطقة تجارة حرة بين الولايات المتحدة والشرق الاوسط.

عربياً قد يكون الفضل لمركز الدراسات الفلسطيني الذي كشف في احدى نشراته عن مشروع اسرائيلي للشرق الاوسط ممول اميركياً او مدفوع بمشروع مارشال اميركي وتبع ذلك جريدة ((الحياة)) في 13/3/2013 في تقرير من باريس تحدث عن ملامح مشروع أميركي لشرق اوسط موسع.

ثم بدأت تنكشف شراكة بعيدة المدى عما وصف بالتنمية البشرية العربية في اطار مشروع اميركي يجري توليده.

في هذا الوقت كانت اوروبا تواكب حركة المشروع الاميركي قبل ان يصبح المشروع مشتركاً حيث ظهرت عام 2002 ورقة المفوضية الاوروبية بعنوان ((اوروبا الوسطى والجوار الجديد)) ثم مبادرة دانماركية وبعدها ألمانية وبعدها ألمانية - فرنسية مشتركة ثم إقرار المجلس الاوروبي عام 2003 مشروع اوروبي للشرق الاوسط ثم ورقة بريطانية لإصلاح الشرق الاوسط والعالم العربي ثم مبادرة يابانية للتقريب بين العالم العربي وواشنطن وصولاً الى توافق (سي ايلاند) بين الدول الصناعية حول الشرق الاوسط الكبير والضمانات الاميركية لحضور اسرائيل في الشرق الاوسط وبداية طرح مشاريع التشابك الاقليمي في إطار نظام الشرق الاوسط الجديد.

كان لا بد من هذه الذاكرة من اجل توجيه الانتباه الى ان غزو العراق لم يكن بداية لحقبة بل كان خطوة في اطار مشروع مطروح منذ مطلع السبعينيات تعمل مراكز دراسات اميركية عليه بالتعاون مع اسرائيل صاحبة المصلحة في هكذا مشروع ثم جاءت فيما بعد استتباعات غزو العراق والحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006 والحرب المماثلة على غزة، ثم بدء تفكك النظام العربي تحت وقع ما وصف بالربيع العربي او تحت ضغط ظل الفوضى الخلاقة التي جرت في اطارها كإستراتيجية معتمدة إثارة التوترات السياسية والعرقية والطائفية والمذهبية.

الآن نحن في ذروة مواجهة التحديات التي يطرحها المشروع الذي يموه نياته بتعزيز الديموقراطية وبناء المجتمع المدني وحكم القانون والشفافية والمحاسبة وسد فجوة المعرفة ومشاركة المرأة.. الخ، ونحن على مساحة حركة الربيع العربي وقفنا امام سؤال: هل ان ما يجري حركة تثوير غربية لمجتمعاتنا وهل ان التغيير مهمة امبريالية؟ ام ان التغيير مهمة وطنية وان المطلوب صناعة الديموقراطية والحكم الرشيد وطنياً؟

انا أعتقد انه تم المزج بين الخيارين وفرض بدائل للنظام العربي الرسمي عن طريق تركيب المعارضة الرسمية للنظام العربي مما ادى الى عدم استقرار النظام العام وهذا ما نلمسه في مصر وتونس وليبيا و.. غداً ؟

أعتقد ان ((التسونامي)) الشعبية التـي شهدتها مصر في 30 حزيران/ يونيو الماضي ثم في 26 تموز/ يوليو تحاول إصلاح غلطة السماح بسرقة الثورة او خطف الثورة والسلطة وان ما جاء به الربيع العربي سواء كان من نتاج مشروع الشرق الاوسط الكبير ام كان مصادفة فإنه سيعيد إصلاح نفسه وستتمكن شعوبنا من إنتاج نظامها السياسي من دون الخضوع لإملاءات.

من جهة اخرى كان من ابرز الانعكاسات الدولية ((الانتفاضة)) الروسية - الصينية على خلفية الربيع العربي في بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا بعد الخديعة التي تعرضت لها روسيا في غير مكان خصوصاً عبر تهديد مصالحها في ليبيا.

روسيا حسب المصطلح الشرقي ((أقامت الحد)) في سورية ورسمت خطوطاً حمراء امام الحركة الاميركية الاوروبية والحركة الاقليمية العربية لإنتاج سورية وفق السيناريوهات التي جرت من اليمن الى مصر وليبيا وتونس و..

الصين تقف في صف روسيا خصوصاً وان المصالح الروسية - الصينية في الشرق الاوسط متماثلة والصين تبحث عن أسواق وهي تجد في الشرق الاوسط أسواقاً طبيعية وبيئة صديقة.

روسيا استطاعت بفضل صمود سورية وسقوط الرهانات على سقوط نظامها من كسب الوقت وإعادة تنظيم صفوفها وتوزيع أساطيلها في البحار المحاذية وإعادة ترسيم دورها وصولاً الى الاعتراف الاميركي بعالم متعدد الاقطاب وبالاستعداد لمساومة روسيا وهذا ما يعبر عنه الاتفاق على ((جنيف 2)) الذي لا بد ان ينعقد.

يبقى هل نحن امام اتفاقية جديدة غير معلنه من نوع سايكس بيكو؟ او امام يالطا جديدة؟

في هذه اللحظة السياسية يبدو الشرق الاوسط وشمال افريقيا وكأنهما امام تقسيم مماثل للسودان أي امام الوقوع في تجربة فدراليات او كونفدراليات.

انا متخوف من تقسيم المقسم كما سبق واستخدمت هذا المصطلح. الخوف ليس من إطاحة الأنظمة. الخوف الآن من تمزيق وحدة الشعوب والجغرافية والمؤسسات.

يبقى ان الرهان على مصر.. على شعب مصر في الحفاظ على وحدة البلد وفي استعادة دور مصر في نظام المنطقة.

المشكلة في النظام العربي

# الزلازل المتعاقبة في المنطقة طرحت أسئلة مشروعة عن اخفاق أبناء المنطقة العرب وثانياً العالم الاسلامي في بناء الدولة الحديثة والديموقراطية بعد سقوط الدولة التوتاليتارية التي حكمت المنطقة لعقود بعناوين قومية او بعناوين تتصل بالصراع مع اسرائيل هل المشكلة تكمن في بنى هذه الدول او في ثقافاتها المتخلفة ام في طبيعتها التابعة لأنظمة التحكم والسيطرة في العالم؟ وبمعنى آخر هل ان ما فنده ابن خلدون حول منطق العصبيات والقبائل الطاغي على تطبيقات الاسلام ما زال الفيصل في صياغة الحياة العامة لشعوب المنطقة؟

- المشكلة تكمن في النظام الذي حكم الوطن العربي. وكما تكمن في مختلف أنماط السلطات التي كانت ترى وتلمس التحولات الدولية، وترى ان العالم بات محكوماً الى المصالح التي يجري تقريرها في منظمة التجارة العالمية وان هناك قوى كبرى أصبحت أصغر من حجم الحركة التجارية لشركات دولية عابرة للقارات.

أود ان أشير الى ان القمم العربية وكل مؤسسات جامعة الدول العربية، كانت تأخذ قرارات منذ مطلع الخمسينيات بينها اتفاقيات اقتصادية كالسوق العربية المشتركة مثلاً واتفاقيات أمنية كاتفاقية الدفاع العربي المشترك مثلاً وصولاً الى تمكن لجان الجامعة من وضع مشاريع في كل المجالات التي تمكن النظام العربي من تحرير الانظمة المتعلقة بقوة العمل والانتاج وحماية الاسواق وفتح فرص العمل وبناء الثقة بالجوار الاسلامي وتحرير التجارة وفتح الاسواق ولكن كل الاتفاقيات بقيت حبراً على ورق.

قرارات قمة تونس السادسة عشرة والتي انعقدت في العام 2004 تضمنت ثلاثة عشر بنداً خاصاً بمسيرة التحديث والتطوير والاصلاح ومثلت فرصة دولية اخيرة امام هذا النظام ليعيد انتاج نفسه وليعيد عصرنة وتحديث نفسه وليعزز المؤسسات الديموقراطية ولكنه كالعادة اتخذ قرارات مع وقف التنفيذ.

كان يكفي ان يرفع الغرب يده عن هذا النظام ليسقط وينهار وهذا ما حدث في اكثر من مكان.

على المستوى القطري لم تكن هذه الانظمة قوية وقائمة بفضل الاستثمار على العداء لإسرائيل. تونس مثلاً لا تقع على خط تماس التاريخ والجغرافية مع فلسطين ونظام القذافي البائد كان يطرح مشروع اسراطين والنظام في مصر كان محكوماً الى اتفاقية ((كامب ديفيد)). فلسطين ليست حجة ولا سبباً لا لبقاء ولا لزعزعة النظام العربي. السبب ضعف المعارضة وغيابها والدعم الدولي لاستمرار الأنظمة المتخلفة التي كانت تقسم كل شيء على اثنين حتى الانسان.

بالنسبة الى ما فنده ابن خلدون حول ما رآه فإن الشرق ما زال قبائل وشعوباً لم نتعارف بعد ولكن الاسلام لم يطرح كمقرر تربوي ولا سياسي. الآن الاسلام السياسي يطرح كبديل ولكن القائمين على هذا الطرح لا ينتبهون الى ان الدين معاملة قبل ان يكون مشروعاً حزبياً تنظيمياً او مشروعاً سياسياً.

الدولة ضمن الدولة

# برز مع سقوط مبدأ الدولة الشاملة ان ما يراد تعميمه هو مبدأ الدولة ضمن الدولة اي دولة الجماعة او الفئة الحاكمة في ميدان الدولة العامة. ومثال مصر خير برهان على هذه النظرية التي تسقط اليوم ولكن لحساب الفوضى والمثل لا ينطبق على مصر فقط فقد سبقها الى ذلك كثيرون في عدد من الدول من تونس الى ليبيا الى لبنان والعراق واليوم سورية اضافة طبعاً الى فلسطين بين السلطة الوطنية وحركة حماس هل توافق على هذا التوصيف؟ وهل بات العرب امام اما الدولة الديكتاتورية او الدولتين ضمن الدولة الواحدة او الفوضى؟ وهل من سبيل للخروج من هذه الدوامة القاتلة؟

- في السؤال ان الدولة في مصر تسقط لحساب الفوضى انا لا ارى ذلك، انا رأيت تظاهرة مليونية بالفعل في 30 حزيران/ يونيو وكذلك الامر بتـاريخ 25 تموز/ يوليو هي الاكبر في التاريخ كانت الاكثر سلمية وتنظيماً.

تاريخياً الجيش في مصر حامي النظام. أتمنى الانتباه الى ان عمر الدولة ومشروع الدولة في مصر هو آلاف السنين، وان مصر مرت بأطوار كثيرة منها المجاعة وقد أخرجها منها النبي يوسف (عليه السلام) بتنظيم اقتصاد الدولة ومنها غزوات الهكسوس وغزوات الافرنجة والتتار الى الشرق وكانت مصر المنقذة للمنطقة ثم انها وقفت في الخندق من اجل فلسطين منذ عام 1948 - 1973 وهي ما زالت الى جانب فلسطين بأشكال متعددة.

الجيش المصري الذي أدى أدواراً عبر كل هذا التاريخ ما زال يضبط الايقاع وان شاء الله لن تقع مصر في الفوضى.

بالنسبة الى موضوع السؤال: نعم نحن امام انقسامات عمودية وأفقية، نحن امام أخطار اسرائيليات عبر تقسيم المقسم، نحن امام تهديد دويلات عرقية وطائفية ومذهبية وجهوية.

انا خائف، ولكن الآمال معلقة على مصر من جهة ومن جهة ثانية الانتباه الى درس فلسطين وانتباه الفلسطينيين اولاً الى ان السلاح الامضى في يدهم هو سلاح الوحدة.

# لطالما قيل ان مصر والسعودية وسورية هي المثلث العربي الضامن لقوة العرب وقيام نظام عربي رسمي قادر على الاضطلاع بمواجهة كل التحديات. وبرزت حيوية وفعالية هذا المثلث على وجه الخصوص في حرب تشرين المجيدة عام 1973 وفي مواقف اخرى مهمة بدورها. في ظل الوضع الراهن والمأساوي عربياً ومن خلال تجربتك كقيادي عربي بارز له صولاته وجولاته في ميادين العمل العربي المشترك وخصوصاً في مجالات العمل البرلماني كيف ترى إمكان استعادة ولو شيء من فعالية النظام العربي والعمل المشترك في ظل الاخطار التي تتربص بالمنطقة الدوائر؟

- الخطر الشديد يقع في تبديد قوة النظام العربي العسكرية والمادية. هناك اربع دول رئيسية مستهدفة هي مصر وسورية والسعودية والعراق.

أود ان أنبه الى عدم تجاهل العراق كقوة اقتصادية وكقوة تاريخية وإلى موقع بلاد ما بين النهرين وموقع بغداد التاريخي.

هنا أود ان أذكر بدرس الحرب الاهلية في لبنان وكيف قسّم لبنان ووضع على خط تماس طائفي ثم جرى تقسيم المقسم من طوائف ومذاهب تناحرت وأدخلت في حروب صغيرة لتبديد القوة.

اليوم العراق تحول الى عبوة ناسفة او سيارة مفخخة، هو ساحة حرب للإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة التي تمنع الاستقرار في نظامه العام.

سورية في واقع الامر في حرب دموية أنجاها الله منها ومكّنها من الخروج سريعاً حتى لا تنقسم الى ما يشبه الانموذج الكوري مع دولة عرقية على هامشها ومع حزام أمني اسرائيلي.

مصر مهددة بما هو مخطط لها في شمال وجنوب سيناء، وكذلك مهددة بمحاولة جرّها الى فتنة طائفية او سياسية مع تأكيدنا ان دور الازهر الشريف والمؤسسات في مصر سيحمي وحدتها الى جانب الجيش، القضاء والدولة.

هذه هي صورة المشهد اضافة الى ما يجري في تونس وليبيا والجزائر و.. ولكن صورة الحالة القلقة المشوشة المضطربة والدموية لا تعني ان كل شيء انتهى. ما يجري على ساحاتنا مخطط واحد في سياق مشروع الشرق الاوسط الكبير.

مرة واحدة سمعنا مصطلحاً في المقابل: الشرق الاوسط الاسلامي الكبير ولكن احداً لم يبادر الى كتابة مشروع نظري حول ذلك.

والآن ما نسمعه مشاريع قُـطرية لمواجهة الحالة الخاصة داخل الاقطار العربية وبينما يلتهي الجميع بمشكلاتهم ويجري مزاد علني لتصفية القضية الفلسطينية وأنا هنا لا اقصد سياسياً اتهام احد فأنا أدرى بالوقائع الفلسطينية التي يزيد من مأساتها الانقسام الفلسطيني.

انا الآن لا أطمح للحديث عن إمكانية عمل عربي مشترك ولا تنسيق عربي. جل ما أطمح اليه هو ما يشير اليه العقيد ضاحي الخلفان وقف تمويل انتحارنا وتجفيف مصادر تمويل الفتنة داخل أقطارنا. إعادة بناء الثقة داخل أقطارنا لتمكينها من صناعة تفاهمات، وتأكيد وحدة الاقطار العربية شعباً وأرضاً ومؤسسات وتعزيز الحوار بين مرجعيات الطوائف والمذاهب ليس للتقريب فيما بينها فهي ليست مختلفة، ولكن للبحث في السبل الكفيلة بمنع الاستثمار على الدين وزيادة الوعي حول مصادر الفتاوى.

بالنسبة الى استعادة فعالية النظام العربي فإن هذا الامر متوقف على استعادة مصر وسورية لدورهما العربي وعلى تفاهمهما مع السعودية، وعلى صعيد المنطقة فإنه لا بد من حوار وتفاهم بين السعودية وايران وهذا لمصلحة المسلمين.

الوحدة في وجه الفتنة

# سني الهوى وشيعي الهوية وعربي الانتماء هو شعارك الذي لقي أصداء واسعة ودفع شرائح واسعة على مستوى النخب الى تبنيه كيف يمكن تحويله الى حجر رحى بين أحجار رحى عديدة تصدياً لفتنة تكاد ان تقع في اي لحظة هذا اذا لم نقل انها بدأت كمناخات تعمم وبراثن تنهش الكثير من المجتمعات التي ما عرفت على مدى قرون الانقسامات التي تشهدها اليوم؟

- هذا الامر متوقف اولاً على القيادات وعلى دورها في عدم الانخراط في الفتنة وثانياً في نبذ الفتنة ليس بمعنى التفرج والحياد تجاه الفتنة وانما درؤها وتأكيد على الوحدة مقابل الفتنة.

ثانياً يجب ان لا ننكر ان وسائل إعلام البلد المسموعة والمرئية والمؤسسات التربوية والمساجد والكنائس وحتى الملصقات ولوحات الاعلان وجريدة كل حائط والتعاميم والتسريبات وما توشوش به العصافير مصدره القوى السياسية خصوصاً القوى الرسمية البرلمانية، وهي بإمكانها وقف الشحن وخفض سقف التوترات، بإمكانها البناء على نقاط الائتلاف، وبإمكانها إدارة الاختلاف، وبإمكاننا جميعاً السير في الحوار.

قد يقول قائل ليكن، ولكن الحوار يجب ان يتم على طاولة مجلس الوزراء او في مجلس النواب ان هذا كلام حق ولكنه ليس كافياً، انا باسم من أمثل أطالب ان يتولى رئيس البلاد إدارة حوار مفتوح حول كل القضايا الخلافية من الحكومة الى الدين العام وإدارته والاوضاع الاقتصادية وسبل استيعاب أزمة اللاجئين والنازحين من سورية وصولاً الى استراتيجية الدفاع الوطني.

ثم ان الحوار والوفاق تربية شأنهما شأن الديموقراطية، يحتاجان مثلها الى تربية الى مشاركة المدرسة والجامعة ومؤسسات الرأي العام الاعلامية والثقافية وكل من هو شريك في تربية أولادنا.

انا عندما أعلنت انني سني الهوى وشيعي الهوية وعربي الانتماء كنت أعبر عن ثقافتي التي شاركت في بنائها المؤسسات التربوية التي انتميت اليها وأقصد المدرسة الرسمية والمدارس الخاصة الجعفرية والمقاصد والحكمة. كنت أعبر عن وسط ثقافي وعن أندية ثقافية أسستها او كنت عضواً فيها من تبنين الى بنت جبيل وعين ابل وعيناتا وشقرا ومدارس حزبية وسياسية. كنت أعبر عما تعلمته من الامام موسى الصدر شخصياً الذي سلك درب الامام شرف الدين في ((المراجعات)) وشارك في القاهرة في مؤتمرات التقريب بين المذاهب وكان إماماً للتعايش وقف على منابر الكنائس وفي محرابها كما المساجد وأوقد في الظلمة شموع الحوار والوفاق وطالب بوقف الحرب الاهلية.

اليوم أنا ألمس ان الرأي العام أقوى من ثقافة الفتنة. أقوى من الذين يحاولون زرع بذور الشقاق وأقول رغم بعض الحوادث التي وقعت ورغم المسألة السورية العابرة للحدود ورغم المحاولة الجارية لتحويل وجهة الصراع من عربي اسرائيلي الى عربي فارسي او سني شيعي، رغم كل ذلك فنحن وأنا شخصياً بما أمـثّـل لسنا ذاهبين الى الفتنة، وقد قلت في الجامعة الانطونية ربما في آخر كلمة علنية لي اننا تعلمنا من أهلنا الذين تعلموا على أهلهم وأجدادهم ان فتنة الشرق ستدخل كل بيت وان القاعد فيها خير من القائم فكيف ترانا نقع في الفتنة؟

رسالة خادم الحرمين

# كان لخادم الحرمين الشريفين مبادرة بإنشاء لجنة الحوار بين المذاهب الاسلامية في مؤتمر القمة الاسلامي الاخير الذي عقد في مكة ما هو المطلوب برأيكم لدفع هذه المبادرة الى الأمام ونجاحها في لجم تفاقم الانقسامات والخلافات المذهبية؟ وماذا عما كان تردد عن انك بصدد الدعوة الى طاولة حوار اسلامي - اسلامي في لبنان؟

- خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عندما طرح مبادرته جاء حاملاً رسالة من الامة الاسلامية من علمائها ومفكريها، رسالة شددت على ان الاسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح. رسالة تدعو الى الحوار البـنّـاء عند أتباع الاديان وتبشر بفتح صفحة الوئام محل الصراع.

منذ إطلاق المبادرة قبل خمس سنوات عام 2008، ونحن نتنسم سبل تفعيلها وإرساء المبادىء التي تضمنتها لجهة نبذ العنصرية وتباين الطوائف الانسانية وتنوعها. وقد كان لهذه المبادرة أصداء في العالمين الاسلامي والعربي وكان لها صدى دولي وصل الى البيت الابيض ولدى منظمة ((اليونيسكو)) والعديد من المنظمات والمؤسسات الفكرية.

ان هذه المبادرة يمكنها ان تتحول الى مؤسسة دولية والمملكة لديها الامكانات، ثم لديها موقع إشعاع هو مكة المكرمة، اضافة الى ان المبادرة نفسها بحثت في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي العديد من المنتديات العالمية ونحن اليوم أحوج ما نكون الى تفعيل هذه المبادرة وإعطائها الزخم المطلوب.

بالنسبة إلـيّ شكلت منذ حوالى عام ونصف العام لجنة من شخصيات موثوقة معروفة في عملها من اجل الحوار كانت مهمتها التحضير لمؤتمر مرجعي للطوائف والمذاهب كان سيعقد لو تحقق في مجلس النواب اللبناني.

وقد جرت في هذا الاطار الاتصالات بالازهر الشريف والفاتيكان والنجف الاشرف وقم المقدسة وشخصيات دولية مختصة، ووضعنا أوراق عمل ومحاور للمؤتمر الذي كان سيرتكز في أعماله على دعم القمة الروحية في لبنان ومقرراتها وتوصياتها ووثيقة الازهر حول مستقبل مصر وبيان الازهر والمثقفين لدعم إرادة الشعوب ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ورجاء جديد للبنان الذي وجهه البابا يوحنا بولس الثاني وسينودس الاساقفة من اجل الشرق الاوسط واستراتيجية التقريب بين المذاهب الاسلامية وبيانات المرجع الاكبر في النجف حول أحوال الامة.

كان القصد من هذا المؤتمر المرجعي استباق الامور الحاصلة اليوم على خلفية استشعار الاخطار عن بعد خصوصاً تلك التي تهدد مسيحيي الشرق والتي تحاول ان تؤجج فتنة بين السنة والشيعة.

يومها طلب شيخ الازهر الشريف الاستاذ الدكتور احمد الطيب تأجيل المؤتمر لأن الازهر كان بصدد التحضير لمؤتمر اسلامي - مسيحي، ثم جاءت زيارة البابا الى لبنان في الصيف الماضي ورأينا ان الدور الذي قامت به المرجعيات يساهم في تحقيق الاهداف التي توخيناها.

مجدداً ومنذ أشهر وعلى خلفية التطورات التي كانت تنذر وربما ما تزال تنذر بالفتنة فكرنا بعقد مؤتمر اسلامي من اجل استخلاص الدروس مما يجري في العالم الاسلامي وفي لبنان، واتخاذ قرارات مرجعية من شأنها لـمّ الشمل وتعزيز الوحدة، ولكن الفراغ الذي يشهده لبنان وتحلل السلطة جعلنا ننصرف الى مسؤولية وطنية موازية تهدف الى منع اشتعال النار بأطراف الثوب اللبناني ومنع الفراغ.

مرآة الشرق

# كل ست سنوات يعيش لبنان مشكلة الوقوع في الفراغ من جراء صعوبة الاتفاق على انتخاب رئيس جمهورية جديد وبعد التمديد اخيراً للمجلس النيابي والتمديد المتوقع لقائد الجيش صار الامر وكأنه يشمل كل مرفق او مؤسسة عامة بدليل ان تشكيل حكومة جديدة في لبنان لا يحتاج فقط الى الكثير من الوقت وانما يحتاج ايضاً الى توافق خارجي ما وهذا ما يحصل حالياً مع الرئيس المكلف تمام سلام. هل ان المشكلة مشكلة بنيوية في النظام وتحتاج دائماً الى جرعات رعاية خارجية سواء كانت سورية كما في التسعينيات من القرن الماضي، او الى دوحة ما في ظل ما يقال اليوم عن ان الوضع لن يستقيم الا بتفاهم سعودي - ايراني ما رأيك؟

- نعم هناك ازمة، ولبنان حالياً يراوح مكانه وهو واقع في الفراغ ويبدو ان حالنا يشبه حال ((القطبة المثقوبة التي كلما رتيناها من مكان انثقبت في مكان)).

لبنان هو مرآة الشرق التي تنعكس فيه صورة قضايا ومسائل وملفات وأحوال المنطقة، وهو بهذا المعنى ليس مشهد موزاييك لمكونات لبنان فقط وانما مشهد أسطوري للحروب الصغيرة والكبيرة الجارية في أقطار المنطقة وعبر حدودها وعبر حدودنا.

الآن يشبه لبنان كما في مراحل مشابهة ((حارة كل مين إيدو الو)) وتبدو فيه ((كل عنـزة معلقة بكرعوبها)) وكل ينتظر ان يأتي الفرج من هنا ومن هناك دون السعي لإيجاد حلول وطنية.

اكثر من مرة كنت أرى الفرصة مؤاتية وكنت أسعى لتدوير الزوايا وللتقريب بين الفرقاء ولكن ((لا يصلح العطار ما أفسده الدهر)).

الآن المشكلة أعمق، هناك من يدير حرب عصابات سياسية وأمنية في لبنان ضد وحدة البلد، والمبادرة ليس السياسية فحسب بل الامنية مفقودة وهذا الأمر ينعكس على الاوضاع الاجتماعية وعلى إمكانية الاستثمار على واقع لبنان المضطرب.

الآن اتوجه الى الجميع وأقول بصراحة ان الرهان على غالب ومغلوب في سورية او على غالب ومغلوب في لبنان لن يؤدي الى نتيجة، الا ان حرق الوقت ومفاقمة المشكلات في لبنان وتكاثر الاجنحة العسكرية والعصابات والمافيات والقوى الميليشياوية ونمو القوى الطفيلية التي ستتجه لتكون قوى أصولية راديكالية متطرفة.

وأؤكد ان الرهان الوحيد الصحيح هو تفاهم سعودي - ايراني ونحن بإنتظار الزيارة الموعودة للرئيس الايراني حجة الاسلام الشيخ حسن روحاني الى المملكة ولقاء أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز اذ ربما تجد الازمة الراهنة في لبنان والكثير من قضايا المنطقة تفاهمات تتيح لها حلولاً ممكنة.

كل عقدة لها حلال

# هل تخشى ان يدخل لبنان مرحلة الفراغ الرئاسي في الربيع المقبل ام ان هناك إمكانية لتجاوز هذه المشكلة التي ستبقى ماثلة طالما لم تتوافر كلمة سر معينة إقليمياً ودولياً؟

- ((لنوصل اليه (الاستحقاق الرئاسي) بنصلي عليه)) كما يقول المثل. هناك دائماً قطبة مخفية في كل طربوش لا يعرف سرها الا الكوى، وكل عقدة ولها حلال وعقـدة الانتخابات الرئاسية لها حل كما وان عقداً اخرى وجدت طريقها الى الحل.

لبنان لن يبقى دون رئيس للجمهورية الا اذا كان هناك فريق يسعى لفرط البلاد وانا أنفي ذلك. كلنا لنا مصلحة في بقاء لبنان وفي ان يكون لبنان وطناً نهائياً، الامور تحتاج منا جميعاً ان نسلك الطريق للعبور الى الدولة وان نقدم تنازلات لمصلحة مشروع الدولة وان نحترم الدستور.

# هل بات النظام اللبناني باعتباره نظام تسويات بحاجة الى ربيع جديد من نوع مؤتمر تأسيسي يرفضه كثيرون ويدعو اليه كثيرون لتوليد إرادة لبنانية حرة تعمل لصالح لبنان بمعزل عن ضغوط او مؤثرات الخارج؟

- انا ما زلت ارى ان اتفاق الطائف يمثل عقداً يجب العمل به بين اللبنانيين. ولكن ادعو الى إعلانات دستورية مكملة تبدأ بإقرار الخطة الوطنية لحقوق الانسان التي وضعتها اللجنة النيابية لحقوق الانسان بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الاقليمي وهذا لا يعني الحاجة الى مؤتمر تأسيسي لهذا الامر، هذا الامر بحاجة الى نقاش وإقرار من قبل مجلس النواب، وإقرار مثل هذه الخطة يعادل ثورة في اي مكان تطالب بوضع خطة لإقامة النظام لأنها تضع نظام حقوق يقارب الانظمة الدولية الداعية لحقوق الانسان.

الجوهر الاساس المتمثل باتفاق الطائف بشقيه الدستوري والاصلاحي يتطلب السير بهما وليس تحويل البلد الى مصالح مستقلة خاضعة للسلطة التنفيذية ثم الادعاء على المجلس النيابي بأنه يؤسس لسلطة مجلسية. المطلوب خضوع السلطة التنفيذية لرقابة مجلس النواب وليس التسلل كل عام بالموازنة من دون عرضها كما يجري منذ بضع سنوات الى آخر ما يمكن ان نحتج عليه او نتمناه لبلدنا.

# هل فقد لبنان بعد سلسلة التطورات التي شهدها ويشهدها دوره كرسالة للعيش المشترك والواحد بين مختلف الاديان والطوائف والملل وأصبح الانقسام فيه نموذجاً للتعميم حتى صارت اللبننة مرضاً يضرب اي مجتمع قريب او بعيد بأوبئة الانقسامات والتفتيت؟

- مصطلح اللبننة اصبح طي النسيان وطفت على السطح مصطلحات اخرى اكثر جاذبية مثل العرقنة والصوملة والآن ربما سيجري اشتقاقات جديدة من الوقائع التونسية كالتونسة او المصرنة او.. كما يعود الحديث لتعميم الانموذج الجزائري فيما ما زال نظامنا الشرق اوسطي والعربي تحديداً لا يجد نظاماً انموذجاً يحتذى به.

بالنسبة الى لبنان فهو ما زال موحداً رغم انه يشبه فدراليات طوائف وجهات وعشائر وعائلات ومع وجود خارجين على صيغة العيش المشترك.

هناك تشكيلات لا تقبل بشيء وتفتي بحرمة الدولة القائمة وتجرمها وتقتل عسكريين وتشكل امتداداً لتشكيلات على الساحة العربية.

نحن نؤكد ان لبنان سيتمكن من الاستمرار والصمود والمضي قدماً في حمل رسالة التعايش وفي ان يكون انموذج العيش المشترك في القرية الكونية.

وأود ان ألفت نظر الجميع الى ان الضغط على صيغة التعايش كما هي في لبنان او صيغة التعددية كما هي في امكنة اخرى هو ضغط قائم وموجود على خلفية نظرية صراع الحضارات وعلى خلفية النظام الكوني المطروح الذي يحول الانسان الى إنسان رقمي خاضع لنظام الليبرالية الجديدة.

المطلوب دولة مدنية

# ثمة محاولات من قبل بعض الاطراف المسيحية لإعادة قسم من الصلاحيات لممثلي الطوائف المسيحية وخصوصاً موقع الرئاسة وذلك لحفظ التوازنات بين السنة والشيعة وضمان عدم تحلل المؤسسات بحكم التنافس ان لم نقل الصراع السني - الشيعي هل يمكن ان يكون ذلك ضمانة للكل؟ ام ان مشروعك لإلغاء الطائفية السياسية ما زال يصلح لمعالجة مشكلات البلد المستفحلة وبناء دولة المواطنة الحقيقية؟

- المطلوب إيجاد الدولة المدنية بالتصدي للطائفية. المطلوب ان نخضع للدستور. ان نتخذ الخطوات للوصول الى نظام برلماني ديموقراطي حقيقي ان نقبل بقانون انتخابات عصري على اساس النسبية في المحافظات كما ينص الدستور ان يتم إقرار قانون اللامركزية الادارية وقانون للأحزاب.

في كل الحالات أقول ما كان يقوله الامام الصدر دائماً: بديل الانهيار في لبنان هو الوفاق، والوفاق طريقه الحقيقي بناء مشاركة حقيقية للمواطن في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع، مشاركة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وان يحلق لبنان بجناحيه المقيم والمغترب من اجل تأسيس وطن مبدع يتناسب مع طموحات أبنائه وتاريخهم وتنوع آرائهم وأحاسيسهم.

اود ان أشير اخيـراً الى ان الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية تمثل اعلاناً دستورياً يتضمنه الدستور ويضع آليته، وإلغاء الطائفية يفتح الباب لوضع تعريفات موحَدة وموحِدة للوطن والمواطن والعاصمة والحدود، ويعطي المجال لتشريع قانون مواطنة ويفتح الباب لبناء دولة المواطنية او الدولة المدنية ولأدوار الدولة المتنوعة.

جدل بيزنطي

# طاولة الحوار في لبنان التي سبق وأطلقتها في ظل الظروف الصعبة السابقة هل ما زالت تمثل حلاً ولو مرحلياً للتوافق على حد أدنى من الاستقرار في كل المجالات؟

- الحوار هو البديل عن التشنج والتوتر السياسي وجعل القضايا ((شارعية)). الحوار هو السبيل للتفاهم او للإختلاف وهو يضع أسس إدارة الاختلاف او الائتلاف كما أسلفت. لهذه الأسباب قمت بالدعوة الى الحوار في مجلس النواب وجلسات الحوار مشهودة وهي قـرّبت المواقف الى حد الذوبان فيما قررته تلك الجلسات.

بعد انتخابات الرئاسة تسـلّـم راية الحوار فخامة رئيس الجمهورية وهو بدوره من حقه عندما يرى الحوار ضرورياً الدعوة اليه.

سبق الازمة الراهنة: أزمة التأليف بعد التكليف للرئيس سلام وسبق التمديد والآن منع وقوع قيادة الجيش في الفراغ، سبق ذلك ان اقترحت على فخامة الرئيس وعلى القيادات اللبنانية العودة الى الحوار.

حجة بعض الاطراف كانت انهم لا يذهبون في ظل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. هذه الحكومة استقالت. الآن يقولون الحوار بعد التأليف ونحن عدنا ووقعنا في النقاش على جنس الملائكة وعلى الدجاجة قبل البيضة وبالعكس.

اعتقد اننا أدخلنا بلدنا في متاهة ونحن واقعون في جدل بيزنطي عقيم في الشارع وعبر اللافتات السياسية ومانشتات الصحف، والمطلوب رفع الحوار من الشارع الى طاولة الحوار في القصر الجمهوري والاتفاق على جدول اعمال والا فإن الجمود والمراوحة سيبقيان عنوان المرحلة.

# لا يمكن عزل لبنان عن محيطه وخصوصاً عن سورية. وقد أصبح التداخل بين الازمتين اللبنانية والسورية اليوم شديداً على مستويات عديدة . هل ما يزال أمر تجنيب لبنان الحريق السوري ممكناً وكيف؟ وهل إعلان بعبدا ما يزال صالحاً بعد تورط اكثر من طرف لبناني في الحرب السورية الدائرة ؟

- كل يوم يمضي وتشتد فيه المسألة السورية واستتباعاتها الدموية ستدخل تلك المسألة في اعماق الساحة اللبنانية وستحمل الينا المزيد من الانقسام.

قلنا منذ زمن بعيد تعالوا نتفاهم مع الجغرافية اذا كنا مختلفين على التاريخ، وقلنا عدونا اسرائيل من امامنا والبحر من حولنا وسورية من خلفنا وهي عمقنا العربي والاسلامي ولكن لا حياة لمن تنادي.

هناك من يريد تجاهل الجغرافية وتأثيرها في صنع السياسة والاقتصاد وبالاساس الثقافة. هناك من يريد اقتلاع لبنان من محيطه ومن التأثير الواقعي لمحيطه.

طبعاً أغلبنا لا يقرأ التاريخ. بل لا يقرأ في اي كتاب ولا يريد ان يعرف ان العالم بات مكشوفاً امام ابنائنا بواسطة وسائل الاتصال العصرية، وان التأثير المعنوي والنفسي والسياسي للمسألة السورية بكل أبعادها تنعكس على المواطنين الذين باتوا مشدودين الى شاشات الفضائيات ويعرفون اكثر من السياسيين.

انا شخصياً انشأت غرفة متابعة اعلامية لأكون في صورة أي تطور يفرض ربما خلط الاوراق وإعادة بناء النتائج.

هل يمكن مثلاً تجاهل الحدث المصري ونتائجه منذ 30 حزيران/يونيو. الآن ونحن خط التماس الجغرافي مع سورية هل يمكن لنا ان نغمض أعيننا عن رؤية التطورات على جبهات ريف دمشق وحمص وبقية المدن السورية وصولاً الى حفلة الاعدام الجماعية في خان العسل؟ هل يمكن لنا إلا ان ندعم الخطوات نحو حل سياسي في سورية؟

انا أقول تجار الحروب وتحديداً تجار الاسلحة العابرة للحدود استثمروا على لبنان وحدوده ومواطنيه، وجعلوا لبنان ينخرط في المسألة السورية ثم بدأ تدفق المجموعات المسلحة ((الشقيقة)) والاجنبية عبر لبنان على سورية، ثم بدأ الموت يصل الى لبنان.

أنا كنت من دعاة سياسة النأي بالنفس وأنا اليوم مع وقف شحن السلاح والمسلحين الى سورية عبر كل الحدود وأنا احذر من استمرار السوريين في لحس المبرد ومن استمرار اطراف دولية واقليمية وعربية بخوض الحرب السورية حتى آخر سوري.

أقول بصراحة ان انخراط لبنان في المسألة السورية لن يحدث فرقاً وهو لن يغير المعادلات. جغرافية الحرب السورية لا تتأثر بتقدم على محور او تراجع على محور، ولبنان في هذه الازمة يشبه ((دوري هـدّا على ظهر فيل)).

أنا أرى ان إعلان بعبدا ما زال صالحاً للتقليل من انعكاس المسألة السورية على لبنان خصوصاً ودفع ما أمكن من الضرر من لبنان.

# الازمة في سورية وصرف النظر عن الاعتبارات الداخلية الهامة والاساسية المحركة لها هي تعبير عن صراع قديم قدم التاريخ على سورية وهو صراع متجدد وآخذ في التصاعد هل ترون أفقاً قريباً لحل سياسي؟ وكيف؟ أم ان هذا الصراع سيتفاقم أكثر فأكثر منذراً بأزمة تمتد لسنوات طويلة لن تنتهي إلا بتدميرها؟

- أنا لا أرى أفقاً قريباً لحل سياسي رغم اني ألمس الدفع الاميركي - الروسي نحو جنيف 2 حتى إذا انعقد هذا المؤتمر قد تكون هناك حاجة الى جنيف 3 و4 و5 و.. الخ.

الصراع على سورية ليس جديداً وهو قديم قدم التاريخ نحن في بلاد الشام. وفي المثلث الماسي لبنان وسورية وفلسطين شهدنا عبر التاريخ الى اليوم مئات الغزوات الأممية وليس آخرها الغزوات الصليبية ووضع المنطقة تحت الانتداب وليس آخرها الغزوة الصهيونية الاممية الراهنة.

الصراع على سورية سيستمر حتى نهاية التاريخ ونحن نشهد عادة نوعاً من الاستقرار بين عهدين من الغزوات مثلاً في الفترة بين الغزوات الافرنجية وغزو التتار يومها برز قادة عظام مثل صلاح الدين والظاهر بيبرس وقادا مقاومتنا للغزوات المذكورة.

في منتصف القـرن المـاضي وفي فترة إزالة الاستعمار والانتداب عن الشرق وشمال افريقيا برز عبدالناصر ثم حافظ الأسد وقد تنامى الشعور القومي وشعرنا بالكثير من الاعتزاز مع بروز المقاومة الفلسطينية. قبل ذلك عاش الشرق على أمجاد المقاومين للاستعمار وعلى الوعود التي أُحبطت بقيام الدولة العربية.

الآن يتجدد الصراع على سورية ويتخذ طابعاً اقليمياً أممياً ودموياً تستخدم فيه كل أنواع الاسلحة فيما نشهد دمار سورية وإزالة معالمها التاريخية وإنهاء دورها الاقليمي.

وأهم الاهداف حفظ اسرائيل وأكثر من ذلك لقطع طريق المقاومة.

أنا مؤمن بأن قيامة سورية ممكنة ولو كانت مكلفة لقد كانت هذه القيامة ممكنة عبر التاريخ وفي مراحل متعددة.

العالم كله سيجد نفسه أمام حتمية الحل السياسي للوضع في سورية ووضعها على باب المستقبل ولا بد من الاستفادة من درس مصر وليبيا حالياً، لأن البديل سيكون نشوء اسرائيليات وستتشظى سورية وستصاب دول الجوار بما في ذلك لبنان جراء ذلك وستصبح كل دول الجوار السوري مرشحة للتفكك.

# إكتشاف النفط والغاز في لبنان يشكل قيمة استراتيجية كبرى له في كل المجالات السياسية والامنية إضافة بالطبع الى المجالات الاقتصادية والمالية. والكثير من اللبنانيين لم يتعاط مع هذه القضية بما تستحق من أهمية خاصة وان البعض يتعاطى معها من زاوية مصلحية ضيقة. كيف يمكن تحويل هذه القيمة الاستراتيجية الكبرى الى عامل توحيدي وجامع؟

- كنت من أوائل من تكلم عن هذه الثروة. طبعاً الثروة البحرية المشار إليها هي كنـز فتحه الله أمام لبنان. والطريق الى استثماره ما زال شائكاً ودونه عقبات اسرائيلية كثيرة أولها ترسيم الحدود البحرية وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة.

طبعاً تفسير حلم استخراج الثروة البحرية يحتاج الى تضافر جهود وطنية والتوحد حول حقوق لبنان واتخاذ كل الاجراءات التي يتطلبها القانون الدولي لحفظ هذه الحقوق وصولاً الى التأكيد اننا سنحفظ حدودنا السيادية البحرية ولن نسمح لإسرائيل بسرقة ثرواتنا كما تمكنا من حفظ حدودنا السيادية البرية وأكدنا اننا سنردع العدوانية الاسرائيلية.

التعاطي من زاوية مصلحة ضيقة في لبنان تجاه هذه القضية يشكل خدمة للعدو، هذا الامر يحتاج الى ان نتصرف كدولة ولو لمرة واحدة، كيد واحدة مجتمعة القبضة، وان نتفهم الاهمية المعلقة على هذا الموضوع الذي سيتيح للبنان سداد دينه الخارجي والدخول في مرحلة من الازدهار وفتح أبواب أسواق العمل امام شبابنا.

أما كيف يمكن تحويل هذه القيمة الاستراتيجية الكبرى الى عامل توحيدي، فأرى ان ذلك يحتاج الى تأكيد التوزيع العادل للثروة المستخرجة التي ستوقف نزف الموازنات العامة في عملية خدمة الدين، والتي ستتوقف الاستدانة على مستقبل أولادنا بل أحفادنا، وتفهم الجميع ان هناك مصلحة وطنية عليا في الحفاظ على ثروة لبنان الجديدة من نفط وغاز كما حفظنا بدمائنا ثروة لبنان المائية وأسقطنا أهداف الغزو الاسرائيلي للبنان عامي 1978 و1982 والتي كان من عناوينه البارزة الليطاني.

ولكن ما أود ان أشير إليه هو ان التشكل السياسي والوحدة السياسية لا تتحلق حول القيمة الاستراتيجية التي تمثلها اي ثروة وطنية، فتاريخ لبنان وثروته الانسانية تمثل قيمة استراتيجية. استثمار مياه لبنان والمساحات غير المزروعة تمثل قيمة استراتيجية0 ونحن لا نريد ان نكون مجرد حراس وعمال في إطار عملية الاستثمار على هذه الثروة. نحن لا نريد ان يتحول لبنان الى شركة نفطية، نريد وطناً بكل معنى الكلمة موحد الكلمة حول دولة القانون، ونريد ان يعود مدرسة للقانون وحديقة للحرية وانموذجاً ديموقراطياً لنظام منطقته وهذه هي ثروات لبنان الحقيقية.      

 

الجامعة اللبنانية الثقافية تكرم وزير الاعلام الداعوق: المغترب ثروتنا وبدعمه صمد الوطن

وطنية - أقامت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عشاءها السنوي في فندق "لو رويال" في ضبيه كرمت خلاله وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال وليد الداعوق في حضور ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران ادغار ماضي، وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال فريج صابونجيان، ممثلة وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل نانا فيصل، السفير الأوسترالي ليكس بارتلم، النائبين نعمة الله ابي نصر واسطفان الدويهي، ممثل النائب سامي الجميل نبيل عيراني، ممثلة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية فيرا يمين، الوزير السابق سليم الصايغ، النائب السابق جواد بولس، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد الركن وليد عون، ممثل المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة المعاون اول بيار براك، قائد الدرك العميد جوزيف الدويهي، السفير اللبناني في اوستراليا جون دانيال، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، مستشار وزير الاعلام اندريه قصاص، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، ممثل الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري عضو المكتب السياسي وليد يونس، ممثل رئيس مجلس ادارة "بنك بيروت" سليم صفير جورج عواد، وشخصيات سياسية وحزبية واقتصادية واعلامية واغترابية اضافة الى ملكات جمال بلاد الاغتراب اللواتي تبارين في حفل انتخاب ملكة جمال المغتربين في ضهور الشوير.

افتتاحا النشيد الوطني، وبعد الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الجيش، ألقى الامين العام للجامعة طوني قديسي كلمة ترحيبية خاصا بها المغتربين "الذين اتوا الى لبنان رغم الظروف الصعبة والدقيقة لانهم يؤمنون ببلدهم وبانتمائهم للبنان الرسالة"، مشيرا الى ان "الحدث الاغترابي الاجتماعي الثقافي والوطني اللبناني موجود في كل مدينة اغترابية بهدف جمع اللبنانيين في بلاد الانتشار"، لافتا الى ان "الجامعة تشهد وتشارك في احداث ومحطات مهمة كان آخرها زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى اميركا اللاتينية والتي كانت مؤثرة في قلوب المغتربين".

وتطرق الى النشاطات التي ستقوم بها الجامعة هذا الصيف في لبنان اهمها لقاء حوالى 100 شاب وشابة متحدرين من اصل لبناني من كل قارات العالم في دير سيدة الجبل وتنظيم مؤتمر يتخله لقاء تعارف مع عدد من الجامعيين اللبنانيين بهدف التعارف والتواصل في ما بينهم. وناشد المغتربين مساعدة بلدهم وانعاشه سياحيا واقتصاديا.

الدويهي

ثم القى رئيس الجامعة ميشال الدويهي كلمة قال فيها: "اسمحوا لي ان ارحب بكم وان احاكيكم بلغة البساطة، لغة المحبة ، لغة الوجع ، لغة الصراحة ، اسمحوا لي ان اتحاور معكم من خلال كلمتي هذه لان لغة التفاهم بين بعض مكونات المجتمع اللبناني شبه معدومة حول اهم الامور مثل السيادة والدستور والاستراتيجية الدفاعية لا بل حول اي لبنان نريد، واكثر من ذلك وللاسف الشديد، حول حقنا كمنتشرين ، حقنا المكتسب الطبيعي من دون منة من احد وهو كرامة هذا الوطن العزيز. نعم البعض يدافع عن هذا الحق وآخرون يحاربونه". وتابع: "لبنان في خطر وهذا امر تعرفونه جيدا وندائي لكم: اذا كان الداخل بتركيبته السياسية فشل في التفاهم على المصير وعلى اي لبنان نريد فسأحدد موقف الجامعة حول اي لبنان يريد الانتشار: لبنان السيادة غير الخاضعة لاية وصاية شرقية او غربية قريبة او بعيدة، شبعنا احتلالات ووصايات. لبنان الجيش الواحد الموحد وليس لبنان الجيوش المتعددة والاسلحة المتعددة. لبنان الجناحين المقيم والمغترب وخلصنا من تسمية لبنان المسيحي والمسلم، شبعنا متاجرة بهذا اللبنان. لبنان الحياة وليس لبنان الموت، نحن ابناء النور، نحن الفكر والابداع بالحرف والريشة ولذلك نريد ان نعيش والا نصبح قوافل توابيت تنتقل هنا وهناك. لبنان مواقف فخامة الرئيس ميشال سليمان واعلان بعبدا والنأي بالنفس عن الازمة السورية عمليا. لبنان الاعتماد على الانتشار كقوة احتياطية واذا فشلوا اليوم ولاسباب معروفة في تشكيل حكومة حيادية فنحن في الانتشار نملك الطاقات الكبيرة لتشكيل حكومة انتقالية". وختم: "نريد دولة علمانية لا طائفية ولا مذهبية، دولة لا دويليات، دولة ترفض الفتنة باسم الدين. نريد ان تظل الكنائس تقرع اجراس الحرية والايمان وان تبقى المساجد واحة للتسامح والتلاقي. نريد وطنا يحترم شهداءه الذين سقطوا حتى يظل لبنان وطنا موحدا. واخيرا اقول ببساطة نريد لبنان اللبناني فقط".

عواد

ثم ألقى عواد كلمة رئيس مجلس ادارة بنك بيروت الداعم لهذا الاحتفال فقال: "مجددا نلتقي في رحاب الوطن الذي يحتاج الى الجهود الصادقة من كل أبنائه من أجل ضمان طريق الإنقاذ والخلاص، وقد طالت معاناته ومعاناتنا كمواطنيه. واذا كان من درس يستفاد منه في هذا الاطار، فهو من خلال تشبثكم بروحكم اللبنانية وبارتباطكم بأرض أبائكم وأجدادكم، على الرغم من بعد المسافات التي تفصلكم عنها، وعلى الرغم من تعاقب سنوات الهجرة. وليت كل أبناء لبنان يصابون بعدواكم هذه، ليعوا حجم المخاطر المحدقة بوطن أرز الرب". وتابع: "ليس من باب الصدف أن نجتمع على هذا التقاطع، فأنتم متمسكون بتراثكم ووطنكم الأم، ونحن في "بنك بيروت" آلينا على أنفسنا أن نكون جسر عبور بين واقعكم و مرتجاكم، بين أرض إقامتكم وأرض أحلامكم ومرتع آبائكم، لنتمم رسالتنا الوطنية في خدمة لبنان الذي نفخر بحمل اسم عاصمته شعارا وهوية".

وختم: "من هنا تلاقينا، ومن هنا حرص "بنك بيروت" على رعاية هذا العرس الذي تشاؤونه في كل سنة مناسبة لإعلاء شأن وطني، واخترتم هذا العام إبراز وجه الجمال اللبناني في العالم فيه، من خلال دعوة الملكات، اللواتي نتمنى لهن كل خير في إرتقاء عرش ملكة جمال الإغتراب بعد يومين في ضهور الشوير. علما أننا نرعى هذا المهرجان الاغترابي السنوي في الضهور، إيمانا منا بأهمية دور المغتربين في حياة لبنان وديمومته وثبات اقتصاده، فهم، حيثما كانوا واينما حلوا، فخر للبنان".

ماضي

وكانت كلمة للمطران ادغار ماضي قال فيها: "لبنان يتنفس برئتيه، رئة المقيمين ورئة المنتشرين. فكما لبنان بحاجة الى الانتشار كذلك الانتشار بحاجة الى لبنان وما اختيار لبنان لهذا الحدث الا خير دليل على ذلك".

اضاف:"ان الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تكرم هذه السنة معالي وزير الاعلام وليد الداعوق، رجل التعايش ، وزير الاعلام والكلمة الحرة ، ناقل صورة لبنان الحقيقية التي نريد ان نحافظ عليها ، فهنيئا على هذا الاختيار وهنيئا للبنان بابنائه المقيمين والمنتشرين الذين يرفعون اسمه عاليا حاملين تاريخ حضارة عمرها ستة آلاف سنة سارية في عروقكم ودمائكم والتي جعلتكم تنجحون وتتفوقون في العالم. فعلينا الحفاظ عليها ونقلها الى اولادنا، علينا الحفاظ على قيمنا واعطائها للبلدان التي نقيم فيها". وختم: "علينا ان نفتخر بوطننا لبنان ونعطي اولادنا حب الوطن والجنسية للمتحدرين ونقول لذواتنا "سجل ما تؤجل"، علينا تشجيع استهلاك منتوجات وطننا لبنان هنا وفي بلاد الانتشار ونفتخر بهذا الانتاج ونقول صنع في لبنان".

الداعوق

بدوره ألقى الداعوق كلمة قال فيها: "لست مستحقا هذا التكريم الذي أرادته الجامعة الثقافية في العالم هذه السنة، بعدما كرمت عمالقة لسنوات خلت منهم الوزير ميشال اده والشيخ بطرس حرب والأستاذ نعمة الله أبي نصر، الذين كانت لهم صولات وجولات في الميدان الاغترابي، في حين أن لا احد من آل الداعوق متحدر من جذور اغترابية ولا صلة مباشرة لهم به، بل نحن عائلة بيروتية راسخة في الوطن منذ مئات السنين لأجله ولخدمة الإنسان فيه ورفاهيته، وتؤمن بأن لبنان لا يحلق إلا بجناحيه المغترب والمقيم، وتجسد العيش المشترك الصافي والعفوي بين جميع ابنائه".

أضاف: "يمكن أن ما قمت به من ضمن واجباتي الوطنية وإيماني بقضية الاغتراب قد لاقى استحسانا لدى القيمين على الجامعة، وفي طليعتهم رئيسها العالمي الشيخ ميشال الدويهي وأمينها العام الاستاذ طوني قديسي، والرئيس السابق الاستاذ عيد الشدراوي، فارتأوا تكريمي، فلهم مني كل الشكر والامتنان. وإن كان لا بد من كلمة شكر فلهذه الجامعة بفروعها ال 360، وبوجودها الفاعل داخل منظمة الأمم المتحدة، لحرصها على إبقاء جسر التواصل بين لبنانيناالمقيم والمنتشر متماسكا وصلبا، ولأنها سهرت على مدى عقود طويلة، ولا تزال، على غرس حب الوطن في نفوس الشباب المتحدر، وربطه بما يمثله وطنهم الأم من قيم وتقاليد وعادات".

وتابع: "الشكر كل الشكر ايضا لهذه الجامعة التي لم تحل المعوقات السياسية والحرتقات الصغيرة دون اندفاعها في العمل بجد وصمت من اجل توحيد كلمة المغتربين، من دون تفرقة أو استثناء، وأينما وجدوا في العالم، ومن اجل أن يكون للبنان المكانة العالمية والحضور الفاعل في دول الانتشار، وأن يكون صوته مسموعا في عواصم القرار، وأن تكون قضيته المحقة محط اهتمام ومن ضمن الأولويات في ما يرسم للمنطقة، لمواجهة التحديات وتذليل الصعوبات. وفي هذه المناسبة فإننا نشد على أيديكم بقوة وندعم بحزم خطواتكم الحوارية مع سائر المهتمين بالشأن الاغترابي لتوحيد الكلمة والرؤية والتطلعات، فتنصب كل الجهود في خانة دعم الاغتراب وحماية اهله والمحافظة على مصالحهم وحقوقهم". وقال: "الشكر لجامعة الانجازات والحركة الدائمة في الوطن والمغتربات، التي سعت إلى إقرار حق الانتخاب للمغتربين في الخارج، واسترداد الجنسية اللبنانية، وعقد المؤتمرات الدائمة والاجتماعات الدورية، ورعاية النشاطات الاغترابية، بما فيها التصويت بكثافة لصالح مغارة جعيتا في العام 2011، وإصدار الطابع البريدي، واعتماد تمثال المغترب وإقامته في بيروت وملبورن ومكسيكو سيتي وفكتوريا في كندا، وتكريم الشخصيات الفاعلة في دنيا الاغتراب وإقامة المهرجانات التراثية والندوات الفكرية والثقافية والجمالية والسياحية".

أضاف: "ما تقومون به إنما هو عمل للحاضر والمستقبل، مستفيدين من تجارب الماضي، من خلال احتضانكم للشباب المتحدر من أصل لبناني، وتعريفهم على وطن أجدادهم، وتنظيم رحلات موسمية إلى ربوعه، وتعليمهم لغة آبائهم وأجدادهم، من اجل ترسيخ أسس تعلقهم به، كوطن يفتخر الإنسان بالانتماء إليه، وبما يجسده من عراقة تاريخية وحضارية. قلتها في أكثر من مناسبة وأرددها اليوم أن اللبنانيين المنتشرين في أصقاع الدنيا هم ثروتنا الحقيقية ونفط لبنان الذي لا ينضب، ولولا دعمهم المستمر، معنويا وماديا، لما استطاع لبنان أن يصمد في وجه الأعاصير والأزمات، ولاسيما الاقتصادية منها، حيث يحول المغتربون ما يعادل السبعة مليارات من الدولارات سنويا، بما يحقق توازنا في استقراره النقدي". وختم الداعوق: "انتم للوطن، لكل الوطن، وليس لجزء منه. انتم مع الدولة القوية ومؤسساتها الشرعية، التي تقوى بكم وبدعمكم وغيرتكم وتفانيكم. بهذه الروحية يعيش الاغتراب اللبناني ويعيش لبنان". بعد ذلك سلم الدويهي الداعوق درع الجامعة تكريما له.