المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 13 نيسان/2013

عناوين النشرة

*رسالة القديس يعقوب/الفصل 04/13حتى17/الاتكال على الله

*من جريدة السياسة عدد السبت/ لا للراعي ولكل رجال الدين الذين لا يفرقون بين الظالم والمظلوم/إلياس بجاني

*13 نيسان وبوسطة عين الرمانة: ذكرى وعبر/الياس بجاني

*هذا ما جرى في عين الرمانة الأحد 13 نيسان 1975/نبيل يوسف

*عين الرّمانة... «بوسطة جبهات» تجول كلّ لبنان

*مقتل مواطن في طرابلس جراء اطلاق نار

ذكرى الحرب اللبنانية...سوريا لم تنأ بنفسها يوما

*رئيس الجمهورية وقع مشروع قانون تعليق المهل الإنتخابية

*في ذكرى 13 نيسان/الحرب لم تنتهِ لأننا لم نُقِم الدولة بعد والقيّمون على الأمور يريدون دولة بلا مؤسسات ووطناً بلا مواطنين

*التغيير الديموقراطي في ذكرى 13 نيسان: لا بديل عن الإصلاح السياسي والإقتصادي

*اللقاء الروحي نظم تجمعا بذكرى 13 نيسان في ساحة الشهداء

*الافراج عن حسين جعفر وتبادل للمخطوفين في اللبوة

*خَطَفَك السيّد يا رَجوتي": حالات فرار لأبناء "الهرمل" من "سفر برلك" ريف "القصير""!

*قذائف من الجانب السوري على النورا والدبابية

*اهالي المخطوفين في اعزاز اعتصموا في ساحة الشهداء واعلنوا عن اعتصام مفتوح امام السفارة التركية

*ماضي التقى رئيس قلم المحكمة الدولية وبحث معه مسألة نشر اسماء الشهود السريين المزعومين

*القضاء اللبناني يبلغ محكمة الحريري استعداده لكشف ناشري أسماء الشهود

*السنيورة: نشر أسماء وصور الشهود في المحكمة هدفه تعطيل العدالة وعدم كشف المجرمين

*كونيلي من المصيطبة: عملية تشكيل الحكومة لبنانية بحتة

*سلام يعكف على التأليف وتوجه نحو حكومة حيادية من 24 وزيرا/حبيش: «المستقبل» لا يتدخل بعمل الرئيس المكلف.. وأستبعد الاتفاق بشأن قانون الانتخاب

*تأليف حكومة "المصلحة الوطنية" يدخل مرحلة "جوجلة" الأفكار

*سلام يتجه لإعلان حكومة أمر واقع فهل تُحرجه 8 آذار فتُخرجه؟ /إيران ترغب بشراكة مع سنّة لبنان والسعودية تريد منْع الفوضى

*نائب لبناني سابق «ضاع» ... وجدوه... ولم يَظهر

*لجنة الانتخابات الفرعية توظف مناخ التقارب للتوافق على القانون المختلط /لبنان: توقعات بإبصار حكومة سلام المصغرة النور خلال أيام

*ما الذي يجمع احمد الأسير بجميل السيد؟ '

*باريس اعلنت عن مشاورات حول احتمال ادراج جبهة النصرة على قائمة الارهاب

*الاحرار: لحكومة تكنوقراط حيادية لاجراء الانتخابات ونشر الجيش على الحدود مع سوريا مدعوما بقوات دولية

*مجلس نقابة المحامين: تمديد ولاية المجلس النيابي محظور في الدستور ومخالف للقانون

*مفوضية كسروان في الاحرار: اقل واجبات اي وزير خدمة المواطن من دون انتظار الشكر

*السنيورة استقبل سفيرة كندا

*الراعي زار مقر الأونيسكو في باريس وترأس قداسا في كنيسة سيدة لبنان والتقى أبناء الجالية

*الأسير نظم مسيرة في عبرا: لن نهدأ قبل استرجاع كرامتنا

*غريغوريوس الثالث في نداء الى العالم من اجل سوريا: كم من العذابات ستفرض قبل إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا؟

*محمد المراد: عدم الذهاب الى انتخاب المجلس الشرعي الأحد يشكل إحتراما لسلطة القضاء ولمنطق الدولة

*سليمان استقبل وفد الليبيرالية العالمية وابراهيم وقرعة ونصري خوري:لاعادة النظر في الديموقراطية الاكثرية واشراك مكونات المجتمعات في ادارة الشأن السياسي

*مطر عرض الاوضاع مع وفد كتائبي

*قباني في كتاب الى ديوان المحاسبة عن تلزيم معمل دير عمار 2:نستغرب موافقة الديوان على المناقصة غير القانونية ونطلب إعادة النظر وتصحيح القرار

*حزب الله الإرهابي والموقف الخليجي الموحد

*لأن ثلث ولايته ضاع في الأزمات سليمان يحاول التعويض بحكومات منتجة/اميل خوري

*كلام سليمان يدكّ .. "فزّاعة" النظام

*الراعي يلتقي في باريس السفير البابوي وأبناء الجالية

*البطريرك لحام في نداء ثانٍ لأجل سوريا: مستقبل المسيحيين مهدّد بسبب الأزمة

*نيسان لبنان: أين كنّا وأين أصبحنا؟

*عودة البيك تمام سلام تلبّـي مزاجاً بيروتيا

*كتب شوقي عمار على الفايس بوك:  "بتعرف يا يسوع؟!!"

*أوباما أفرج عن مساعدة غير قتالية للمعارضة: الوضع بلغ "نقطة حاسمة"/واشنطن تحدث خططها لتدخل عسكري مباشر ضد النظام السوري

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة القديس يعقوب/الفصل 04/13حتى17/الاتكال على الله

ويا أيها الذين يقولون: سنذهب اليوم أو غدا إلى هذه المدينة أو تلك، فنقيم سنة نتاجر ونربح، أنتم لا تعرفون شيئا عن الغد. فما هي حياتكم؟ أنتم بخار يظهر قليلا ثم يختفي. لذلك يجب أن تقولوا: إن شاء الله، نعيش ونعمل هذا أو ذاك!  ولكنكم الآن تباهون بتكبركم، ومثل هذه المباهاة شر كلها. فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ.

 

من جريدة السياسة عدد السبت/ لا للراعي ولكل رجال الدين الذين لا يفرقون بين الظالم والمظلوم/إلياس بجاني

http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/239527/reftab/36/Default.aspx

 

13 نيسان وبوسطة عين الرمانة: ذكرى وعبر

بقلم/الياس بجاني

تحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود. إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن وحر يرتضي طوعاً أن يكون "مشروع شهيد" وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: "ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه" (يوحنا 15/13).

لولا تضحيات الشهداء لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. "فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟ الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء (روميه08/31). ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم". (متى10-31). إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام. إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبعدم رهن قرارنا للغريب وبالشهادة للحق وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان. والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة منذ 38 سنة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة. الهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه وتفكيك دولته ومؤسساتها وتهميش هويته وتزوير تاريخه وإرهابه وسرقة ممتلكاته ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة "أهل الذمة" دون قرار وحرية وكرامة. بدأت المؤامرة مع "بوسطة عين الرمانة" وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي بواسطة سلاحه ودويلته ومحور الشر الإيراني-السوري وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين طرواديين واسخريوتيين. إن المواجهة مستمرة وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين وسيفشل الأبالسة ويلعن الله والملائكة كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار "لبنان أولاً" وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن. إن حال الأحرار في وطننا الأم وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: "سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب". "لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي". لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى "بوسطة عين الرمانة" العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها. نختم مع رسول الأمم (رومية08/37-39): "فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا.وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا".

هذا ما جرى في عين الرمانة الأحد 13 نيسان 1975
نبيل يوسف
 إعتباراً من ظهر الأحد 13 نيسان 1975 راح الناس يتناقلون معلومات مصدرها عين الرمانة في ضاحية بيروت الشرقية. بعضها يقول أن رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل تعرض لمحاولة إغتيال هناك وإستشهد مرافقه، وأخرى تقول أن مقاتلين فلسطينيين خرجوا من مخيم تل الزعتر وحاولوا إقتحام عين الرمانة. وفي بيروت الغربية سرت إشاعات أن مقاتلي حزبي الكتائب والأحرار إرتكبوا مجزرة بحق العشرات من المدنيين الفلسطينيين. سرعان ما رافق هذه الاشاعات إطلاق زخات كثيفة من الرصاص وتفجير أصابع الديناميت في العديد من شوارع بيروت وضواحيها.
فقد الناس عقولهم، فعندما تبدأ أصوات الرصاص والديناميت والقنابل والصواريخ تملأ الأسماع، وتستفز الناس لحمل السلاح، لا يستطيع أحد أن يسمع صوت العقل.
ولكن ماذا حدث تحديداً في عين الرمانة قبل ظهر ذلك الأحد؟

1- كان مقرراً أن يبدأ عند الساعة الحادية عشر من قبل الظهر إحتفال تدشين كنيسة سيدة الخلاص للروم الكاثوليك في شارع مار مارون المتفرع من شارع بيار الجميل، بحضور رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل.

2- طلبت قوة للمحافظة على السير، فحضر عناصر من مفرزة السيّار المحلية.

3- في الوقت ذاته كانت منظمة التحرير الفلسطينية تحتفل بمهرجان تأبيني لشهداء الثورة الفلسطينية أقيم في مخيم صبرا ، اشتركت فيه جميع الفصائل الفلسطينية.

4- نحو الساعة العاشرة تقريباً، وصلت إلى عين الرمانة سيارة فولكسفاغن يقودها لبناني إسمه منتصر احمد ناصر، كانت لوحتها مكشوفة ومعروفة بأنها تابعة للكفاح المسلّح الفلسطيني.

5- حاول رجال السير منعه من التقدم إلى حيث يقام الاحتفال فتجاوزهم، ليصطدم بشباب الكتائب الذين حاولوا أيضاً منعه من المرور، لكنه لم يذعن وأكمل طريقه بسرعة، فأطلقت عليه النار، فتوقف ونزل من سيارته بسرعة، وإذ به يسقط على الأرض ويجرح في كفه.

6- نقل الجريح إلى مستشفى القدس الذي تشرف عليه المقاومة الفلسطينية. وبحسب تقرير قوى الأمن الداخلي إختفى من المستشفى صباح اليوم التالي.

7- بعد ثلثي الساعة تقريباً أي قبل بدء الاحتفال بنحو ربع ساعة، وصلت إلى مكان الاحتفال سيارة فيات حمراء غطيت لوحتها الأمامية بأوراق تحمل شعارات فلسطينية، فيما نزعت اللوحة الخلفية. وداخلها أربعة مسلحين، فتجاوزت حاجز الدرك الذي أقيم إثر عملية إطلاق النار السابقة، وأخذ من فيها يطلق النار عشوائياً على الناس المتجمعين عند مدخل الكنيسة فسقط شهيداً كل من: جوزف كميل أبو عاصي مرافق الشيخ بيار الجميل وكتائبي آخر هو أنطوان ميشال الحسيني وديب يوسف عساف وإبراهيم حنا أبو خاطر. وأصيب سبعة أشخاص. تجدر الإشارة إلى أن الطفل بشير جوزف أبي عاصي كان سيتقبل بعد الظهر سر العماد المقدس

8- ردّ أبناء المحلة ومن بينهم عناصر من حزبي الكتائب والأحرار بالرصاص على السيارة عندما حاولت الهرب، فقتل فدائي وأصيب اثنان نقلتهما قوى الدرك إلى مستشفى القدس، بينما نقل الجرحى من أبناء عين الرمانة إلى مستشفى الحياة.

9- فور وقوع الحادث شاع الخبر بأن مسلّحين فلسطينيين إستهدفوا الشيخ بيار الجميل في محاولة لإغتياله ومن ثم إنتشر المسلحون، الذين كانوا موجودين بكثافة في المنطقة، في الشوارع المحيطة.

10- في هذا الجو المشحون والمتوتر جداً وبعد أقل من ساعة على مقتل الواقفين أمام الكنيسة، وفيما الأهالي ما زالوا مذهولين مما جرى ويحاولون لملمة آثار ما حدث، والرجال يقفون على أعصابهم المشدودة، إقتحمت فجأة الشارع الخالي حافلةٌ مزدحمة بالمسلّحين الفلسطينيين كانوا متوجهين إلى مخيم تل الزعتر، وبنادقهم وثيابهم المرقطة وأعلامهم ظاهرة من نوافذ الأوتوبيس، وهم ينشدون الأناشيد الحماسية. فاعتقد الأهالي أن هجوماً مفاجئاً تتعرض له عين الرمانة.

11- لحظات وإنهال الرصاص على الحافلة، الأمر الذي أدّى إلى مقتل 27 راكباً ونجا السائق واثنان من رجال المقاومة بأعجوبة بعد أن غطتهم الجثث.

12- على أثر حادث الأوتوبيس أقيمت حواجز في عين الرمانة وفرن الشباك، وأشعلت دواليب كاوتشوك لقطع الطرق، وانتشر المسلحون في الشوارع.

13- خلال ساعات معدودة، امتلأت المناطق المسيحية بالإشاعات، تدب الصوت قائلة: أن الشيخ بيار الجميل تعرض للإغتيال على أيدي الفلسطينيين، واثنين من مرافقيه قتلا. بينما راحت الاشاعات تنتشر في المناطق الإسلامية تقول أن الكتائب هاجمت مخيم تل الزعتر.

14- من عين الرمانة توجه الشيخ بيار الجميل إلى البيت المركزي في الصيفي، حيث تلقى إتصالاً من رئيس الحكومة رشيد الصلح الموجود في مبنى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي يتمنى عليه الحضور إلى المقر مع وزيري الكتائب لويس أبو شرف وجورج سعاده للتداول فيما حصل.

16- بعد وصوله إلى البيت المركزي أدلى الشيخ بيار الجميل بأول تصريح أعلن فيه أننا نلاحظ منذ شهرين أن هناك أيادي مجرمة قد لا تكون فلسطينية تعمل على إشعال الفتنة في لبنان. معدداً الحوادث التي حصلت قبل أيام قليلة من محاولة خطف الشيخ أمين الجميل إلى نسف خمسة مراكز للحزب في مناطق مختلفة إلى إطلاق النار على شبان من سيارة مرسيدس مسرعة وإصابة أحدهم بجروح في عنقه. وختم تصريحه مؤكداً أن العقلاء الفلسطينيين لا يريدون ذلك ولا يقدمون على مثل هذه الأعمال. ولم يستبعد أن تكون اسرائيل هي التي تحاول إشعال الفتنة لضرب لبنان.

17- بهدف السعي لتطويق ما يجري غادر الشيخ بيار الجميل البيت المركزي يرافقه وزيرا حزب الكتائب ورئيس إقليم عاليه الكتائبي طانيوس سابا.

18- في مقر قيادة قوى الأمن الداخلي كان رئيس الحكومة والوزراء: ميشال ساسين، فيليب تقلا، نديم نعيم، محمود عمار، عباس خلف، زكي مزبودي، سورين خان أميريان، إضافة إلى مدعي عام التمييز والمدعي العام العسكري ومدير عام الأمن العام والمدير العام لقوى الأمن الداخلي وعدد من ضباط الجيش وقوى الأمن والمحققين.

19- خلال الإجتماع وصلت أخبار عن تدهور الوضع في منطقة فرن الشباك فغادر الشيخ بيار الجميل إلى هناك يرافقه ممثل حزب الأحرار الوزير ميشال ساسين والسيد طانيوس سابا وكانت الساعة تشير إلى نحو الخامسة والنصف من بعد الظهر. فيما استمر باقي الوزراء في اجتماعهم.

20- خلال المداولات راح عدد من المسؤولين الأمنيين يضعون المجتمعين في الأجواء الحقيقية للحادثة، كلٌّ بحسب المعلومات التي وصلته والتي كانت متناقضة في غالبيتها، وكان يستدل من البحث الجاري أن الهم الأوحد خاصة لدى رئيس الحكومة البحث عن مخرج للأزمة وافتداء ما حصل بضحية دون البحث عن الأسباب الحقيقية للحادثة في حد ذاتها.

21- حاول وزيرا الكتائب الدخول إلى عمق ما جرى، فسألا المسؤولين الأمنيين صراحة لماذا اتخذت عين الرمانة طريقاً للاوتوبيس وبالشكل الاستفزازي المعروف؟ مع أن مديرية الأمن الداخلي كانت تلقت برقيات من المسؤولين عن الأمن وقبل حصول الحادثة تحذر من كارثة قد تحصل بعد ما رافق مرور سيارة الفيات. لكن أسئلة الوزيرين بقيت من دون أجوبة.

22- خلال الاجتماع قال المحقق العسكري: "مع علمي بأن الكتائب ليست هي البادئة بالعملية فأنا أطلب إلى ممثلي الكتائب التعاون لتظهير صورة ما جرى". فيما طلب الرئيس الصلح من وزيري الكتائب تسليمه "كم شخص" متعهداً بتسلم العناصر التي أطلقت الرصاص من سيارة الفيات. فأكد الوزيران سعاده وأبو شرف أن لا معلومات لدى الحزب عن الذين شاركوا في أحداث عين الرمانة معلنين التزام الحزب تسليم أي كتائبي تثبت علاقته بالموضوع. فطلب رئيس الحكومة من المدير العام لقوى الامن الداخلي تحضير لائحة ببعض الأسماء "كيفما كان" استعمالاً للاخراج التمويهي الذي خطط له منذ البدء وقال بوضوح أن المقصود تقديم بعض الأشخاص للتهدئة.

23- غاب المدير العام لقوى الأمن وعاد قرابة منتصف الليل ومعه لائحة بسبعة أسماء، فطلب الرئيس الصلح قطع مذكرات توقيف بحقهم، فاعترض وزيرا الكتائب وسأل الدكتور جورج سعاده عن الأدلة بحق هؤلاء الأشخاص، وإن كانوا فعلاً على علاقة بما جرى في عين الرمانة، فصمت المدير العام لقوى الأمن الداخلي قليلاً ثم قال: "لا لكن هذه الأسماء موجودة في الأرشيف لأشخاص من عين الرمانة، ولا دليل عليهم والأسماء أخذت من الملفات وهي لبعض القبضايات".

24-  في هذا الوقت عاد الوزير ميشال ساسين ليبلغ الحاضرين أنه تمت تهدئة الحالة في منطقة فرن الشباك وتم وضع الرئيس شمعون الموجود في السعديات بالأجواء. وكان رئيس الأحرار يشارك يومها في جناز أقيم في دير القمر للدركي ناصيف بويز الذي كان قتل أواخر شهر آذار في الشياح، وفور تبلغه ما جرى في عين الرمانة انتقل إلى السعديات وأجرى سلسلة اتصالات لاحتواء الأزمة. وبحسب عماد يونس في كتابه "سلسلة الوثايق الأساسية للأزمة اللبنانية" الجزء الثالث صفحة 82 فقد اتصل الرئيس شمعون بآمر فصيلة درك عاليه الذي يتسلم قيادة سرية بعبدا بالوكالة بسبب غياب قائد السرية العقيد سليم درويش في مصر في مهمة، وطلب منه العمل على تعزيز قوى الأمن في عين الرمانة لمحاولة احتواء الوضع. وعصراً دخلت إلى عين الرمانة قوة من الدرك تمركزت في شارع بيار الجميل، لكن مساءً اتصل الرئيس الصلح بقيادة الدرك وطلب سحب القوة وأعفى آمر فصيلة عاليه من قيادة سرية بعبدا وعيّن الضابط ميشال خوري قائداً للسرية بالوكالة.

25- رفض الأطباء اطلاع الرئيس سليمان فرنجية الذي كان أدخل نهار السبت 12 نيسان إلى الجامعة الأميركية لإجراء عملية إستئصال المرارة، على ما حصل خوفاً من تدهور صحته.

26- رغم تحفظهم على طريقة معالجة الوضع، غادر وزيرا الكتائب، يرافقهما وزراء حزب الأحرار: ميشال ساسين ونديم نعيم ومحمود عمار إلى البيت المركزي حاملين الأسماء المطلوبة، وهناك كانت القيادة الكتائبية مستنفرة، وكانت تباشير الفجر بدأت تلوح. فيما بقي الرئيس الصلح في مبنى السيّار مع عدد من الوزراء والقادة الأمنيين الذين بقوا على اتصال دائم مع البيت المركزي.

27- قدم الوزير سعاده للمسؤولين في الحزب لائحة بأسماء المطلوبين فتبين أن أحدهم موجود خارج لبنان منذ أكثر من شهر ونصف، وآخر يعالج منذ أسبوع في إحدى المستشفيات، والمضحك أن أحد الأسماء قد تكون لشخص متوفٍ. ومن بين الأسماء السبعة يوجد فقط كتائبيان لم يكونا في عين الرمانة ساعة وقوع الحادث. من هنا وضحت الطريقة التي تعالج بواسطتها الأحداث الضخمة.

28- بعد حصوله على هذه المعلومات إتصل الوزير سعاده فجراً برئيس الحكومة وأطلعه على معلومات الكتائب فرجاه الرئيس الصلح تسليم الكتائبيين مع الوعد الجازم بتسليم المسؤولين من الفريق الآخر متعهداً بإطلاقهما خلال أيام معدودة في محاولة لإطفاء المشكل.

29- راحت الأخبار تصل تلك الليلة إلى البيت المركزي عن أصوات طلقات تسمع في محيط سيّار الدرك وعدة أحياء في بيروت. كما مرت سيارة أطلق من فيها الرصاص على الواقفين أمام سينما سلوى على كورنيش المزرعة، وتعرضت محلات نعوم أبي راشد في محلة باب ادريس للتفجير. وتعرض بيت الكتائب في حارة حريك لانفجار عبوة بالقرب منه. وراحت أصوات الانفجارات تزداد مع تقدم الوقت، والإشاعات تنتشر بين الناس بسرعة البرق ومعظمها لا أساس له من الصحة.     

30- في مقابل ذلك، دعا قادة الأحزاب اليسارية إلى إجتماع عقد السادسة من مساء ذلك الأحد في منزل الزعيم كمال جنبلاط، لكن بسبب إنقطاع الكهرباء إنتقلوا إلى منزل محسن دلول. شارك فيه: كمال جنبلاط وتوفيق سلطان وداود حامد وعبد الله شيا (الحزب التقدمي الأشتراكي)، نقولا الفرزلي ورغيد الصلح (البعث العراقي)، اسامة فاخوري وعزت حرب وعصام نعمان (الهيئات الاسلامية)، انعام رعد (رئيس الحزب القومي)، جورج حاوي (أمين عام الحزب الشيوعي)، محمد قانصوه (البعث السوري)، محسن إبراهيم وحكمت السيد (منظمة العمل الشيوعي)، وجان عبيد.

31- أصدرت القوى اليسارية المجتمعة بياناً هاجمت فيه حزب الكتائب، وإتهمته بتدبير ما أسمته مجزرة عين الرمانة، وتوصلوا في النتيجة إلى قرار عزل الكتائب، وطالبوا بحلّه.

32- لم تكد تشرق شمس الاثنين 14 نيسان 1975 حتى كانت جميع طرق ضاحية بيروت الجنوبية قطعت، بسبب الإنتشار الكثيف للمسلحين وأحراق الدواليب. وبدأ توسع القتال. وهكذا اندلعت الحرب اللبنانية.

هذه كانت تفاصيل ما جرى ذلك الأحد بحسب ما روته الصحف الصادرة يومها والكتب التي أرّخت للحرب اللبنانية، ولكن يبقى ذكر خلفيات وأسرار ما جرى يومها التي انكشف بعضها فيما البعض الاخر ما يزال يلفه الغموض.

فما هي أسرار ما جرى يومها؟.

1- في تحليل هادئ للأحداث التي جرت في عين الرمانة ذلك الأحد، تبين لاحقاً أن السلطات الأمنية اللبنانية، تحسباً منها لما قد يحدث ذلك النهار (الإحتفال الفلسطيني وإحتفال عين الرمانة)، كانت وقّعت نهار 2 نيسان اتفاقاً مع ممثلي المنظمات الفلسطينية (تمثلت فتح بأبو حسن سلامة)، منع بموجبه مرور المواكب الفلسطينية في عين الرمانة ذلك النهار.

2- لمن يعرف المنطقة فالمتوجه من مخيم صبرا حيث كان الاحتفال الفلسطيني إلى مخيم تل الزعتر حيث كانت متوجهة الحافلة، لم يكن ليمر في عين الرمانة، وتحديداً في هذا الشارع.

3- من هنا يصبح السؤال ملحاً، لماذا سلك سائق الحافلة وهو لبناني يعرف طرقات المنطقة جيداً هذه الطريق التي تمر في عين الرمانة؟

4- السؤال الأهم لماذا لم تخطره القيادة الفلسطينية بتجنب المرور في أحياء عين الرمانة وهو ما تمّ الاتفاق عليه قبل أيام؟.

5- من بين الأجوبة كان جواب سائق الحافلة، الذي أوضح في التحقيق معه أنه سلك هذا الطريق بتوجيه من أحد رجال الشرطة البلدية وذلك حين وصلت الحافلة إلى مفترق شارع غنوم – مارون مارون وشارع سعيد الأسعد.

6- من هو هذا الشرطي البلدي وما قصة وجوده في ذلك الموقع؟

7- يقول الدكتور فريد الخازن في كتابه تفكك أوصال الدولة اللبنانية في الصفحة 381 أن ذلك الشرطي البلدي لم تعرف هويته إطلاقاً ولا أحد عرف كيف وجد في تلك النقطة وكيف أختفى منها فجأة، كما لو كان شبحاً. وبقي سرّه لغزاً من ألغاز الحرب اللبنانية لا تفسير له.

8- حاولت السلطات اللبنانية أن تذهب في التحقيق إلى عمق الأحداث، لا الوقوف عند مظاهرها. فتبين لها أن منتصر أحمد ناصر راكب سيارة الفولكسن فاغن، الذي افتعل المشكل هو من الجنوب من مقاتلي جبهة التحرير العربية المدعومة من العراق، كذلك هم معظم ركاب الأوتوبيس.

9- يقول الصحافي نقولا ناصيف في كتابه "المكتب الثاني حاكم في الظل" في الصفحة 497 أنه على أثر شريط الأحداث الذي حصل نهار الأحد 13 نيسان 1975 أظهرت المعلومات المتوفرة للشعبة الثانية في الجيش اللبناني وجود عناصر عملت على تأزيم الوضع كلما مال إلى الهدوء، مدفوعة من جهات غريبة. ففي أثناء الأحداث إعتقل ضابط في الجيش العراقي منتدب للعمل في جبهة التحرير العربية مع ثلاثة أغراب هم أردنيان وفرنسي ينتمون إلى الجبهة المذكورة. ولبنانيان ينتميان إلى الجناح العراقي في حزب البعث كانا يحاولان سرقة سيارات لإستعمالها في التخريب

10- فيما خص سيارة الفيات التي كانت تقل المسلحين الأربعة، التي أطلقت النار على جوزف أبو عاصي ومن معه، فبقيت مجهولة الهوية، لأن الجريح الذي نقل منها إلى مستشفى القدس، اختفت آثاره، ولم يعرف من هو، وبالتالي إلى أي فصيل فلسطيني ينتمي، بل هل ينتمي أصلاً إلى المقاومة؟، وإصطدم التحقيق بجدار تهريب الدليل، الذي قد يكون مفتاحاً لمعرفة منشأ الحادثة.

11- من أطلق الرصاص على ركاب الحافلة؟.

يقول جوزف أبو خليل في كتابه "قصة الموارنة في الحرب" في الصفحة 20: "لم يكن بين مطلقي النار في عين الرمانة أي كتائبي ملتزم، بل كانوا مجموعة من الأهالي الذين ما أن رأوا الموكب الفلسطيني المسلح حتى هبّ كل ّ إلى سلاحه، وقد ظنوا أنهم يتعرضون لهجومٍ، وراحوا يطلقون النار بشكل لا يعبر عن شجاعة بقدر ما يعبر عن ذعر. ولقد كانوا كلهم تقريباً لا يتبرأون من الكتائب ولا الكتائب تستطيع التبرؤ منهم. وعلى هذا النحو أصبح حزب الكتائب مسؤولاً عن حادث لم يشارك فيه ولا كانت له يد في أي واقعة من وقائعه".

12- يبقى السؤال الأهم: ما كان الهدف مما جرى في عين الرمانة يومها؟. هل كان الهدف إغتيال الشيخ بيار الجميل؟، أم إيجاد الشرارة المطلوبة لاندلاع الحرب بعد أن فشلت الشرارة الأولى في صيدا (إغتيال معروف سعد)، وبقيت مؤسسات الدولة لا سيما الجيش اللبناني متماسكة؟.        

بالفعل. نجحت حادثة عين الرمانة بأن تشكل الشرارة المطلوبة، "فها هي قوى الإنعزال والفاشية في لبنان العاملة في خدمة الإمبريالية الأميركية والصهيونية تسعى لمحاولة تصفية الثورة الفلسطينية". هكذا قرأت القيادات الفلسطينية واليسار اللبناني الأحداث.

في الختام

ما حدث يومها في عين الرمانة لم يشكل مفاجأة لكل الذين كانوا يتابعون عمليات التعبئة الطائفية، وشحن النفوس بالحقد والإثارة خلال الأسابيع السابقة. لقد كانوا يتوقعون الانفجار، بغض النظر عن حجمه وشكله وأسبابه. فعندما يكون المكان مليئاً بالمواد المشتعلة، يكفي أن تنطلق شرارة ولو من عقب سيجارة لتشتعل النار، وتمتد إلى مختلف الأرجاء.

وبدأت التفجيرات تشعل نار الفتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين، وبين اللبنانيين وأخوتهم اللبنانيين أيضاً، وبدأ لبنان يحترق والضحايا تتساقط بعشرات الآلاف، في حوادث لم يشهدها تاريخه الحديث في التفنن في الإجرام كالخطف على الهوية والقتل بعد تعذيب الضحية، فضلاً عن السلب والنهب والتدمير والتشريد، فيما خيراته ترحّل إلى البلاد المجاورة، وخيرة شبابه تحزم حقائبها وتتيه في جهات الأرض الأربع تبحث عن وطنٍ يأويها.

وكانت الحصيلة مفجعة: مئآت آلافٍ ضحايا، مئات آلاف أخرى هاجروا من دون عودة. آلاف المفقودين والمعتقلين في السجون الغريبة، ومثلهم من الشهداء الأحياء الذين لم يعد لهم غدٍ يحلمون به. إقتصاد مدمّر، خسائر بمليارات الدولارات. قرى وبلدات مدمرة بالكامل. عائلات مفككة، شباب تائه في وطنه يبحث عن منزل وفرص عمل.

بحسب تقرير أوردته صحيفة الحياة في عددها الصادر في 10 آذار 1992 فقد سقط خلال سنوات الحرب اللبنانية 144240 قتيلاً، و197506 جريحاً، و17415 مفقوداً. أما بطرس لبكي وخليل أبو رجيلي فأوردا في كتابهما "جردة حساب الحروب من أجل الآخرين على أرض لبنان" الصادر عام 2005 في الصفحة 151 أن الحرب منذ عام 1975 ولغاية آخر عام 1990 أوقعت 71521 قتيلاً و97627 جريحاً و9627 معاقاً و19860 مفقوداً، وهاجر من لبنان بين العامين المذكورين 894711 شخصاً معظمهم من فئة الشباب  

يبقى تحقيق صحفي عما جرى ذلك الأحد من المهم ذكره:

نشرت مجلة مجلة النهار العربي والدولي في عددها رقم 363 الصادر في 16 نيسان 1984 تحقيقاً عن حادثة عين الرمانة جاء فيه أن ليل 13 نيسان 1975 باشرت مجموعات فلسطينية من مخيم تل الزعتر بمحاولة اقتحام عين الرمانة، فتصدى لها الأهالي. وبعد ساعات من التراشق بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة تراجعت تلك المجموعات إلى داخل مخيمها تاركة في أرض المعركة عدة جثث لمقاتليها. ويضيف التحقيق أنه وجدت في ثياب أحد القتلى خريطة لعين الرمانة مع أمر عمليات باقتحامها من ثلاثة محاور: الأول من كنيسة مار مخايل - قصر الطيار، الثاني من شارع أسعد الأسعد باتجاه مارون مارون، الثالث من مشاتل شمص نحو الطيونة. وفي التحقيق أنه بعد سنوات على حادثة البوسطة حصلت مراجع لبنانية عليا على تقرير سري رفعه مساء 13 نيسان 1975 رئيس محطة الاستخبارات الاميركية في بيروت إلى قيادته يشير فيه إلى أن سقوط الحكم في لبنان سيتم في اليوم الثامن بعد 13 نيسان 1975 على أبعد تقدير، واعتبر المسؤول الأميركي أن الحصار المضروب على عين الرمانة وفرن الشباك وسن الفيل سيؤدي إلى سقوطها في أيدي المنظمات الفلسطينية وبالتالي سقوط العاصمة بيروت في يد المقاومة الفلسطينية وسقوط الحكم اللبناني. ويختم التحقيق: "بعد مدة قصيرة تم نقل المسؤول الأميركي من بيروت".

وبعد ثلاثة عقود على إنطلاق الحرب اللبنانية، التي كانت عين الرمانة شرارتها الرسمية، وصل هذا الوطن المصلوب إلى الإنتفاضة، وكان 14 آذار 2005 ذروة إنتفاضة جماهير ثورة الارز، الذين وقفوا بالملايين يهتفون لحرية وسيادة وإستقلال وطنهم، فأدهشوا العالم، وبدأت رحلة الإستقلال الثاني المجبولة بالدم وبنضال سنوات الاحتلال والقهر والعذاب.

 

عين الرّمانة... «بوسطة جبهات» تجول كلّ لبنان

آلان سركس/جريدة الجمهورية

اعتاد اللبنانيون في 13 نيسان إحياء ذكرى اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، التي انطلقت شرارتها من عين الرمانة، لتشمل كل لبنان، وتنتهي بتدمير الحجر وتكسير نفوس البشر.

بعد 38 عاماً على بداية المواجهة بين المسيحيين والفلسطينيّين الذين كانوا يسعون إلى إقامة وطن بديل على أرضنا بمساعدة الحركات اليسارية، فقَد محور عين الرمانة - الشيّاح أهميّته، بسبب تغيير الجبهات في الداخل وارتفاع المتاريس المذهبيّة بين الطوائف الإسلامية نفسها. فالصراع الآن ليس بين المُسلم والمسيحي، بل إنّه صراع سنّي- شيعي، وسنّي - علوي، وبين مؤيد للنظام السوري ومعارض له.

أمّا عين الرمانة فإنّ صور الحرب ما زالت عالقة في أذهانها، وعلى رغم النفضة العمرانية وإعادة الترميم إلّا أنّ الرصاص الذي اخترق الجدران ما زال ظاهراً على بعض الأبنية، وبين كنيسة الخلاص التي تعرّض أمامها الشيخ بيار الجميّل لمحاولة اغتيال سقط جرّاءها جوزف أبو عاصي أوّل شهيد كتائبي، ومزار السيدة العذراء (سيدة المراية) الذي وقعت قربه حادثة البوسطة، مئات من الأمتار غيّرت مجرى الأحداث في بلد يترنّح تحت التأثيرات الخارجية والعوامل الغريبة عن واقعه.

في عين الرمانة ترتفع أعلام "الكتائب" عند المستديرات، والنفوس ما زالت محتقنة. الخوف دائم من تجدّد الأحداث وإن كان بعض الأهالي أو الشبّان المتحمّسون لا يبدون خوفاً من اندلاع الحرب، وهم الذين يتناوبون على حراسة المنطقة حتى وقتنا هذا خوفاً من دخول عناصر مخرّبة أو حدوث إشكالات مع الجيران.

وقد قسّموا الأحياء بين بعضهم البعض، ويقولون: "صحيح أنّ الحرب إنتهت، لكن الخطر موجود، ونحن كمسيحيين نشعر به لأننا على خطوط التماس مباشرة، وهذا ما لا يشعر به المسيحيون الموجودون في مناطق العمق المسيحي مثل كسروان أو جبيل".

وعلى مقربة من عين الرمانة التي حافظت على هويتها وإنتمائها الى أحزاب اليمين الممثلة بحزبي "القوّات" و"الكتائب"، تقع الضاحية الجنوبية والمناطق المواجهة التي يفصل بينها شارع غنّوم، وهي بدورها أكلت نصيبها من الحرب، حيث كان المقاتلون الفلسطينيون وأعوانهم اللبنانيون يستعملون هذه المنطقة لمهاجمة عين الرمانة، لكن سرعان ما امتعض المواطنون الشيعة من تجاوزات "أبو عمّار"، وانقلب السحر على الساحر، وما زالت تردّداتها حتى الآن من الإشكالات التي تحصل بين أهالي الضاحية ومخيّم صبرا.

الخوف اليوم ليس من محور عين الرمانة - الشيّاح إنما من جبهة الضاحية - الطريق الجديدة التي إنفجرت في "7 أيّار"، فشبح الفتنة السنيّة - الشيعيّة يلاحق الجميع والأهالي في الجهتين يبدون الخوف نفسه، وحادثة الإعتداء على الشيخين السنيّين منذ شهر في منطقة خندق الغميق كانت كفيلة بإشعال حرب لولا وعي العقلاء من الطرفين. فيما يستبعد الأهالي أيّ حرب لأنّ الأجواء تميل نحو التهدئة بعد تسمية النائب تمام سلام لرئاسة الحكومة.

الأشرفيّة التي تذوقت طعم الحرب وصمَدت، وهزّت شوارعها الانفجارات وآخرها إغتيال الشهيد وسام الحسن، يردّد أهلها: "نحبّ الحياة"، ولا رجوع الى التقاتل، إنما مقاومتنا مستمرّة سلمياً وحضارياً. حال الأشرفية كحال سن الفيل والدكوانة والنبعة وكل خطوط التماس التي أرهقتها الحرب، فرمى المقاتلون سلاحهم، وغادر "أبو عمّار" الى الخارج بينما إنخرط اللبنانيون في مشروع الدولة.

وفي مناطق جبل لبنان الجنوبي وتحديداً في الشوف وعاليه التي شهدت مواجهات بين المسيحيين والدروز، بات النائب وليد جنبلاط يحلّل دم مَن هو مع النظام السوري، ولم تعد المختارة تحتضن اجتماعات القوى والأحزاب الوطنية، وأصبح جنبلاط يدعم حق الفلسطينيين في تحرير بلدهم عبر التفاوض والأقنية الديبلوماسية، بينما زاد التوتّر في صيدا بعد بروز ظاهرة الشيخ أحمد الأسير وإطلاقه شعار الدفاع عن أهل السنّة في وجه الشيعة و"حزب الله". فيما تنتشر قوات "اليونيفيل" والجيش اللبناني في مناطق جنوب الليطاني لضبط جبهة الجنوب ومنع استعمال الجنوب كساحة صراع إقليمية.

بالانتقال شمالاً، فإنّ أعنف المواجهات حصلت بين زغرتا وطرابلس بسبب التمدّد الفلسطيني في المناطق المسيحيّة، ومحاولتهم احتلالها، ودقّت أجراس الكنائس مرّات عدّة في الشمال، إما لنجدة زغرتا أو لتحرير الكورة التي سقطت في يد الفلسطينيين. لكنّ الجبهة تبدّلت فباتت المواجهة سنيّة - علوية، وتحديداً بين جبل محسن وباب التبانة، التي هي بركان منفجر يقذف حممه كل لحظة بمجرّد أي إشكال بسيط يحصل حتّى بين الأولاد.

هذه الجبهة التي لم تستطع الدولة إيجاد حلّ لها تأخذ متفجّراتها من رحم الأزمة السورية، فشارع سوريا الفاصل بين جبل محسن والتبانة هو طريق صيدا القديمة التي كانت تفصل بين مناطق النفوذ الفلسطيني في العام 1975 والمناطق المسيحيّة التي كانت تتعرّض للقصف، وعامل المقاومة الفلسطينية المزعومة من أجل تحرير فلسطين انتقل الى الثورة السورية، فيما انتقل الاهتمام في عكار الى الداخل السوري التي شهدت في الحرب تهجيراً لبعض البلدات المسيحية.

سنة 2013 تغيّرت الخريطة الديموغرافية للبنان، وفرزت المناطق بشكل جغرافي - مذهبي، وتراجع الحضور المسيحي في مناطق الشوف وعاليه وشرق صيدا والجنوب والأطراف، واتجه المسيحيون نحو المركز، ولم تُحلّ مشكلة النازحين الفلسطينيين الذين أضيف عليهم أكثر من 500 ألف نازح سوري جديد.

كما لم تبسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها، ولم يُجمع السلاح بشكل كامل من الأحزاب والميلشيات، والأزمات الدستورية والسياسية تتتابع على رغم اتفاق الطائف، والخطر الإسرائيلي مستمرّ، إضافة الى الخطر السوري، كل هذه الأمور تجعل الحرب أمراً واقعاً في أيّ لحظة، لأن اللبنانيّين لم ولن يتعلّموا من تجارب الماضي.

 

ذكرى الحرب اللبنانية...سوريا لم تنأ بنفسها يوما

MTV في الثالث عشر من نيسان عام 1975 كانت الشرارة التي ألهبت حربا مدمرة استمرت أكثر من 15 عاما، لم تنأ سوريا بنفسها عنها...  انتهت الحرب واتفق اللبنانيون في الطائف في السعودية، لم تنأ دمشق بنفسها أيضا عن الاتفاق فكان عهد الوصاية. في الرابع عشر من آذار عام 2005 أكثر من مليون حنجرة صرخت ضد التدخل السوري، فخرج جيش الدولة الشقيقة من لبنان، وبدأ عهد الاستقلال الثاني...

في الخامس عشر من آذار من العام 2011 بدأت الثورة السورية، تحولت نزاعا مسلحا، فحربا قاسية، نأى لبنان الرسمي بنفسه عنها. الحرب السورية لم تنته بعد ولا مؤشرات الى نهاية قريبة، اما دمشق التي تعتبر ممرا استراتيجيا للسلاح الى لبنان خلال حربه وبعدها، فتشكو اليوم من الموقف اللبناني غير الداعم لها... السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي كان من المفترض أن يتلقى رسائل عديدة من الدولة اللبنانية بسبب الاعتداءات السورية المتكررة، إستلم بعضها بعدما فضل وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة عدنان منصور الاحتفاظ ببعضها الآخر. ومع استقالة حكومة الحلفاء خرج السفير السوري في موقف استباقي شاكيا الهجوم اللبناني على سوريا وليس العكس مذكرا بالاتفاقات الناظمة للعلاقة بين البلدين. في المقابل يتابع الرئيس ميشال سليمان الاعتداءات السورية ويطلب الى قيادة الجيش تزويد وزارة الخارجية الوثائق لاجراء المقتضى. تبدلت المعطيات وتبدل معها الحديث، مرّت الحرب اللبنانية ومضى عهد على ذكرياتها، غير أن مشاهد الحرب السورية ايقظت في أذهان اللبنانيين كوابيس الماضي، وبات همهم الوحيد عدم انسحاب أزمة الاشقاء الى لبنان. ومن رفض يوما ترسيم الحدود... وتحديدها بات اليوم يشكو من تسيبها، ومن عجلة التاريخ!

 

مقتل مواطن في طرابلس جراء اطلاق نار

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس بشرى راضي، ان شابين يقودان دراجة نارية اطلقا النار على مقهى في ابي سمراء، ما ادى الى اصابة يحيى حسون. وتم نقله الى مستشفى المظلوم وما لبث ان فارق الحياة. وحضرت القوى الامنية الى المقهى وفتحت تحقيقا في الحادث.

 

رئيس الجمهورية وقع مشروع قانون تعليق المهل الإنتخابية

 وطنية - وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم، مشروع قانون تعليق المهل الإنتخابية.

 

في ذكرى 13 نيسان/الحرب لم تنتهِ لأننا لم نُقِم الدولة بعد والقيّمون على الأمور يريدون دولة بلا مؤسسات ووطناً بلا مواطنين

رلى معوض/النهار/حرب المدفع انتهت في لبنان، انما تداعياتها مستمرة لأنها ادت الى الانقسام، والعنف السياسي الذي نشهده اليوم اكبر دليل الى انها لم تنته فعليا بعد، اذ كان من المفترض ان تؤسس هذه الحرب، التي انتهت اعلانيا في التسعينات، دولة من جهة، وتؤدي الى عصرنة الحياة السياسية من جهة اخرى، انما ما حصل هو العكس تماما. هل الحرب اللبنانية انتهت فعلا؟ وما هي آثارها النفسية؟ وما العمل لعدم تكرارها؟ اجابات حصلت عليها "النهار" من سياسيين واكاديمين خبراء في العلوم السياسية والاجتماعية والنفسية.

الحسيني

رئيس مجلس النواب السابق الرئيس حسين الحسيني قال "ان الحرب لم تنته لاننا لم نقم الدولة بعد، لدينا وطن، ولكن ليس له دولة لادارة الوطن وصيانته، والسبيل الوحيد لعدم تكرار ما مررنا به هو اقامة الدولة الديمقراطية البرلمانية، المنصوص عنها في الدستور. كثر يقولون ان الشعب يريد اسقاط النظام، ولكن الشعب يريد تطبيق النظام، لاننا في مرحلة اللانظام. القيمون على الامور الان يريدون دولة بلا مؤسسات ووطنا من دون مواطنين. على الصعيد الواقعي اعلى نسبة كلام في المذهبة والطائفية والفئوية موجودة في لبنان بسبب الحريات العامة، وبنفس الوقت اعلى نسبة تسامح ديني موجودة ايضا في لبنان عكس كل دول الشرق الاوسط ومحيطه". واعتبر ان المسامحة موجودة بتكويننا لاننا شعب واحد متنوع الانتماء الطائفي والمذهبي، ولكنه ذو لغة واحدة وتطلعات وآمال واحدة. "المطلوب اعادة الحقوق للناخب والمفتاح هو قانون الانتخاب الذي هو جسر عبور من واقع شرعية القوة الى واقع قوة الشرعية. ونحن ملزمون بالوصل الى قانون انتخاب لاننا ماليا واقتصاديا واجتماعيا في وضع كارثي. الناس لم تنس بعد مآسي 16 عاما من الحرب، حتى الجيل الجديد لا يزال يذكرها".

كيوان

مديرة معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف الدكتورة فاديا كيوان اعتبرت ان الحرب اللبنانية انتهت من الناحية العسكرية، واللبنانيين عموما اخذوا عبرة ان الاعمال العسكرية ليست السبيل لتصفية الخلافات، والناس ليست على استعداد للعودة الى الحرب كما في العام 1975، و"لكن غياب الحرب العسكرية لا يعني ان السلم الاهلي مستتب، على العكس، هو غير مستتب، وانا ادق ناقوس الخطر لأن البلد مكشوفة امام حوادث امنية متفرقة، بسبب غياب هيبة الدولة، والمسايرة والخفة في تطبيق القوانين والتعاطي معها. وهناك محميات سياسية خطيرة للمخالفين والفاسدين. كل شيء يبدأ باستعادة هيبة الدولة وتطبيق القوانين بصرامة، وعلى المسؤولين ان يكونوا قدوة على كل المستويات في احترام القوانين وفي النزاهة والاستقامة. علينا العمل على تطبيق اتفاق الطائف، بما ينص عليه من اصلاحات يمكن ان تأتي بالفرج في العديد من المجالات، ومنها تخفيف الاحتقان عبر اللامركزية الادارية والانمائية، اي خطط في المناطق تقوم بها سلطات محلية منتخبة. نحن في بلد مستباح، المواطن مستباح في كل حقوقه المادية وكرامته وحياته، وهذا شيء خطير وهو يؤدي الى احداث اهلية. الحرب مثل التانغو تحتاج الى فريقين، وحاليا لا يوجد فريقان مستعدان للحرب والمواجهة المسلحة، انما الخطر من وجود حوادث امنية وخطيرة ومتفرقة وهذا ما هو حاصل".

مسرّة

عضو المجلس الدستوري والعضو المؤسس للمؤسسة اللبنانية للسلم الاهلي الدائم الدكتور انطوان مسرة تحدث عن خطة منظمة منذ بضع سنوات لاشعال الفتنة في لبنان بشكل مستور، "وهذه الخطة المستوردة حتى اليوم لم تنجح، لأن اللبنانيين مصابون بصدمة، ولا يريدون اعادة الكرة التي تنعكس سلبا على الجميع، ولكن الحرب النفسية لم تنته، وهي الاخطر، جيل الآباء والاولاد لا يكررون الحرب انما الاحفاد يكررونها، في سبيل الانتقام. المطلوب العمل في شكل جدي على كتابة تاريخ اللبنانيين ونقل ذلك في مختلف وسائل التنشئة للاجيال الجديدة، وكذلك نقل الذاكرة الجماعية وتنقية الذاكرة من خلال تعليم اخر لتاريخ اللبنانيين، وليس فقط تاريخ لبنان وتجربة لبنان غنية جدا، ربما اكثر من تجربة سويسرا، ولكن لم يتم نقلها الى الجديد الجديد، كنت عضوا في لجنة النهوض التربوي التي وضعت برامج التاريخ في اكثر من 90 صفحة، ولكن اوقف مسارها بسبب حجج وليست اسبابا. المطلوب اليوم اعادة احياء خطة النهوض التربوي، بخاصة في برامج التربية المدنية والتاريخ وبمبادرة من المجتمع والمؤسسات التعليمية".

عازوري

الطبيب والمحلل النفسي الدكتور شوقي عازوري، قال ان الحرب موجودة في قلب الانسان ولا تأتي من الخارج. الامور الاساسية التي تردعها هي الحب على الصعيد الروحي، وعلى الصعيد الاجتماعي تمنعها الثقافة والحضارة التي تأخذ قوتها من الحرب والدمار. وقال في البداية كانت الحرب، انما المجتمعات الحضارية توصلت الى السلام بتغلبها عليها واستمدت قوة سلامها من حروبها.

"حربنا انتهت كحرب اهلية واخوية الا انها لم تنته بين الاحزاب والمجموعات الدينية، وبامكانها ان تشتعل في اية لحظة. ومن ابرز تبعاتها النفسية الكره، لاننا لم نصل الى السماح. نحن نعيش تراكم احقاد من جيل لاخر، وكذلك عدم الاستقرار الناتج عن هذا الكره". وكي لا تتكرر الحرب قال: "علينا القيام بواجب الذاكرة، لأنها هي التي تجبرنا على الوصول الى السماح، وهذا لا يعني الاعتداء على الاخر واتهامه، بمعنى هو قتلني وهو اعتدى عليّ، بل ان يتحمل كل فريق مسؤوليته بالاعتراف بما ارتكبه من مجازر وغيرها، فيأتي السماح، لأن الاعتراف يسمح للضحية بالقيام بالحداد، وبغيابه نكره الميت، فلا نتمكن فعلا من القيام بالحداد الذي يقود في ما بعد الى السماح.

 

التغيير الديموقراطي في ذكرى 13 نيسان: لا بديل عن الإصلاح السياسي والإقتصادي

وطنية - رأت "الحركة الوطنية للتغيير الديموقراطي"، في الذكرى ال38 للحرب الأهلية اللبنانية، ان "هذه الذكرى تأتي، والسلم الأهلي ما زال يترنح تحت احتمالات اعادة انفجاره من جديد، كما تأتي هذه الذكرى الأليمة التي سامت الشعب اللبناني كل انواع العذاب، من قتل وتهجير وتدمير للانسان والبنى المجتمعية، لتثبت ان الخلل ما زال هو، وان الظروف التي انتجت الحرب الأهلية ما زالت كامنة، وان الطبقة السياسية الحاكمة لا تزال عاجزة عن انتاج وطن يأمن اليه المواطن فيأمن الى مستقبله ومستقبل أبنائه". اضافت: "وتأتي الذكرى الثامنة والثلاثين، ونحن على اعتاب حرب أهلية جديدة قد تكون أصعب وأشرس، فالإتحاد المافيوي لزعماء الطوائف والعشائر وأمراء الحرب لا يزال يعيد انتاج نفسه، فيعيد بذلك انتاج ظروف الحرب الأهلية مجددا". واعتبرت انه "لم يتمكن النظام الطائفي ولاد الحروب الأهلية الدائمة والمستمرة من معالجة الخلل الكامن في بنيته، وهو يرفض أي اصلاح أو تغيير. وتأتي هذه الذكرى محملة بالهواجس والمخاوف التي يعيشها المواطن بشكل يومي، فيتأكد بذلك استحالة استمرار هذا النظام الطائفي الذي أثبت عجزه منذ وجد عن معالجة أزماته البنيوية السياسية والإقتصادية والإجتماعية والوطنية، كما تؤكد ان السلم الأهلي الذي تحدثوا عنه كثيرا وتغنوا به طويلا كان سلما مزيفا". وختمت: "تأتي اخيرا هذه الذكرى الأليمة لتثبت من جديد انه لا بديل عن الإصلاح السياسي والإقتصادي ومن حل للمسألة الوطنية قبل ان ينفجر الوطن".

 

اللقاء الروحي نظم تجمعا بذكرى 13 نيسان في ساحة الشهداء

وطنية - نظم اللقاء الروحي في جبل لبنان، تجمعا امام تمثال ساحة الشهداء في بيروت، لمناسبة ذكرى الحرب الاهلية في 13 نيسان.وشارك فيه ممثلون عن 18 طائفة من رجال الدين المسيحيين والمسلمين والاقليات الذين حملوا في ايديهم ورودا بيضاء. والقى الشيخ عامر زين الدين كلمة باسم اللقاء قال فيها: "جئنا اليوم الى ساحة الشهداء، عشية ذكرى الحرب اللبنانية الاليمة، اخوة متضامنين امام الله والتاريخ. جئنا براية ايمانية شاهدة للضمير والحقيقة بواحدة من صفحات بلد الرسالة البيضاء في مشهد التعايش الاسلامي المسيحي مشهد المحبة، مشهد الانتصار في التلاقي، بصورة انسانية حضارية لنقول، لا للعنف ،لا للفتن ،لا للحرب ،نعم للوحدة الوطنية، نعم للحوار ، نعم للعيش الواحد، جئنا حاملين دفء ايماننا رسل محبة شهود حياة نصلي جميعا من اجل لبنان". ثم تلا الجميع صلاة الوحدة والسلام، وانطلقوا في مسيرة، حيث وزعوا الورود على السيارات العابرة وعلى ضباط القوى الامنية المسؤولة عن حفظ الامن.

 

الافراج عن حسين جعفر وتبادل للمخطوفين في اللبوة

وطنية- أفاد مندوب الوكالة الوطنية في بعلبك حسين درويش ان المخطوف حسين كامل جعفر وصل منذ قليل الى منزل رئيس بلدية عرسال علي الحجيري. وكانت لجنة اهالي عرسال تسلمت المخطوف جعفر من خاطفيه في الاراضي السورية وباشراف مخابرات الجيش اللبناني، على ان يفرج آل جعفر عن المخطوفين لديهم من عرسال. وافاد المفرج عنه جعفر انه لم يكن لدى الجيش السوري الحر بل كان مخطوفا لدى " حرامية " ضربوه وعذبوه قبل الافراج عنه بساعات. وتسلم ضابط في الجيش اللبناني المطلق سراحه جعفر وانتقل به الى حاجز اللبوة حيث ستتم عملية تبادل للمخطوفين. في المقابل، تسلم الرائد علي شريف مخطوفي عرسال الستة من آل جعفر وتوجه الى حاجز اللبوة لتسليمهم.

 

خَطَفَك السيّد يا رَجوتي": حالات فرار لأبناء "الهرمل" من "سفر برلك" ريف "القصير""!

حيدر الطفيلي/البقاع – خاص بـ"الشفّاف"

"خطفك السيد يا رجوتي"! صرخة اطلقتها أم هرملية والدموع تفيض من مقلتيها فوق شعر ابنها العائد من القصير" السورية". فالعائد، "محمد – ج", شاب عشريني أُخذ مع مجموعة من شباب بلدة "الهرمل" المنتمين الى حزب السيد حسن نصرالله للمشاركة في القتال الى جوار جيش بشار الاسد، وقُدِّرَ له العودة منفرداً عبر مسالك ترابية خبرها منذ الصغر. روى لي قريبه الآتي: هرب محمد منذ ايام قليلة من بين مجموعته المرابطة في جنوب "القصير" السورية، واستطاع تخطي العقبات الأمنية التي يتخذها "أمن حزب الله" لضبط عناصره في الاراضي السورية، كما تجنّب حواجز وكمائن جيش النظام السوري في المناطق الحدودية مع لبنان. كان ينام نهاراً ويتنقل ببطء وهدوء ليلاً، الى ان بلغ "الهرمل". وينقل عنه عنف المعارك في قرى "القصير"، ومشاهداته الميدانية عن خسائر بشرية كثيرة العدد اصابت مجموعات حزب الله هناك. "القصير" السورية: ماذا فعلت للسيّد حسن لتحصد كل هذا الدمار؟ويحكي "محمد" بأسف بالغ، وخوف جلي وواضح، عن تدابير قاسية وسريعة ينفذها "أمن حزب الله" في التعامل مع القتلى من عناصر الحزب. فيعمد – "الامن" – الى دفنهم فورا في اماكن محددة مسبقا، بحيث يمكنه العودة الى انتشالهم بيسر وسهولة "في الوقت المناسب"! و"الوقت المناسب"، يتابع قريبه نقلا عن "محمد"، يكون بعد "انتصار" بشار الاسد على المعارضة السورية. واذا لم يتحقق "النصر"، فالجنة مثواهم لانهم سقطوا دفاعا عن قضية عادلة"". مشاهدات "محمد" رهيبة وقاسية: على ما تابع الراوي. لكن البارز فيها اشارات الاعتراض المتصاعدة، وحالات التململ وصولا الى الفرار من بين المجموعات الكثيرة التي بعث بها حزب الله من البقاع والجنوب الى "القصير" لقتال الثوار بدل حقن دمائهم لمقاتلة العدو الاسرائيلي. و"محمد" ليس الفارّ الوحيد. فهناك العشرات ممن هربوا من قلب المعارك الدائرة في سوريا، منهم من التجأ الى اصدقاء واقارب في "البقاع" و"الضاحية"، بعيدا من اعين "أمن حزب الله"! وهذا ما يطرح اشكالية كبيرة ستواجه حزب الله لاحقاً بشان مصير الآلاف من عناصره في سوريا. ففي اي خانة سيسجل هؤلاء: قتلى، اسرى، جرحى، فارين ..؟ وما هو موقف اهاليهم؟ وما هي تبريرات الحزب لكل حالة؟

الخطف

الا ان الغريب في الرواية التي اكدها "محمد" لقريبه هو قيام القيادة الميدانية للحزب بنقل المقاتلين عنوةً الى سوريا ومن دون معرفتهم المسبقة بوجهة انتقالهم!

يفضح اسلوب "الخطف" بالاشارة الى ما حصل مع مجموعته. اذ جرى استدعاؤهم ليل الاول من الشهر الجاري الى معسكر أمني للحزب في "حوش السيد علي"، وتبلّغوا من قائد الموقع قراراً بنقلهم الى موقع للحزب في اقصى البقاع الغربي" بحجة "تبديل مقاتلين"، على ان تنتهي مهمتهم بعد اسبوع واحد من تاريخ انتقالهم". ويتابع: وُضعنا في سيارات رباعية الدفع مجهزة بحاجب للرؤية من الداخل والخارج، وانطلقنا – على ما اعتقدنا - باتجاه المواقع الامامية في "البقاع الغربي". لكن مسيرتنا لم تستغرق الوقت الذي تتطلبه هذه المهمة. فالسيارات توقفت بعيد ساعة تقريبا، حيث جرى انزالنا في منطقة علمنا فورا انها ليست مقصدنا، لاننا وجدنا انفسنا بين مجموعات مقاتلة للحزب نعرف غالبية افرادها، اضافة لسماعنا اصداء القصف المدفعي والصاروخي من اماكن ليست ببعيدة! فعلمنا ان "القيادة" دفعت بنا الى وجهة غير تلك التي ابلغتنا بها. لقد اكتشفنا، والذهول يسيطر على معظمنا، ان التبديل ليس مع مقاتلين يقال انهم في مواقع مواجهة للعدو الاسرائيلي، بل مع مقاتلين زجت بهم قيادة الحزب في القتال الى جانب بشار الاسد! ويضيف: عُوملنا بقسوة، ومُنعنا من السؤال عن سبب هذا الكذب والتدجيل. وعندما واجهت قائد الموقع بحقيقة "اختطافنا"، وما يترتب عليها عشائرياً واخلاقياً ودينياً ونفسياً، رد بالاشارة الى" الواجب الجهادي المقدس" والفتوى الصادرة من اعلى المراجع الدينية في ايران بالجهاد الى جانب بشار الاسد. والمعترض ينتظره مصير واحد لا اثنان! "محمد" قرر ورفيق له التخطيط للهرب من جحيم المعارك السورية، وفضح ما استطاع من خبايا واسرار تورط الحزب الى جانب بشار الاسد، وتنبيه اترابه الى اسلوب من اساليب عمل قيادة الحزب التي بلغت حدا عير مسبوق يقول عنه محمد انه "بداية الانهيار الكبير

 

قذائف من الجانب السوري على النورا والدبابية

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار منذر المرعبي، عن سقوط قذائف من الجانب السوري على خراج بلدتي النورا والدبابية .

 

اهالي المخطوفين في اعزاز اعتصموا في ساحة الشهداء واعلنوا عن اعتصام مفتوح امام السفارة التركية

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" نبيل ماجد ان اهالي المخطوفين اللبنانيين في اعزاز نفذوا اعتصاما بعد ظهر اليوم في ساحة الشهداء، احتجاجا على الاستمرار في اختطاف اولادهم. واتخذت القوى الامنية اجراءات مشددة امام مكاتب الخطوط الجوية التركية والمركز الثقافي التركي في منطقة اللعازارية، تلافيا لقيام اهالي المخطوفين بالاعتداء على اي من المصالح التركية في لبنان. واشار ذوو المخطوفين في بيان انهم طلبوا الى "السلطات الرسمية في لبنان تحديد الموقف بشكل واضح من هذه القضية"، مناشدين "اللبنانيين بجمع اطيافهم مقاطعة البضائع التركية من اجل الضغط على مصالح تركيا الاقتصادية في لبنان والعالم العربي". واذ اعلنوا استمرارهم في التحركات، اشاروا الى ان "التحرك المقبل سيكون اعتصاما مفتوحا امام السفارة التركية"، محملين الجمهورية التركية كل مسؤولية حول اختطاف ابنائهم.

وختم البيان: "سوف نتعامل معهم بان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة". ويستمر الاعتصام حتى السادسة من مساء اليوم.

 

ماضي التقى رئيس قلم المحكمة الدولية وبحث معه مسألة نشر اسماء الشهود السريين المزعومين

وطنية - التقى النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي ظهر اليوم رئيس قلم المحكمة الدولية هيرمان فون هيبل، وتم خلال اللقاء عرض قضايا التعاون بين المحكمة الدولية والقضاء اللبناني وجرت مناقشة مسألة نشر اسماء الشهود السريين المزعومين. وقد اكد ماضي لرئيس قلم المحكمة انه "حالما يصلنا طلب المحكمة الدولية حول نشر اسماء الشهود السريين المزعومين، سنقوم بالخطوات الكاملة لمعرفة الجهة الناشرة للاسماء"، مشيرا الى انه "طلب من المباحث الجنائية التحرك مزودا اياها بنسخة عن ما نشر". واكد ماضي انه بامكان اصحاب الاسماء المنشورة الادعاء على الجهة الناشرة. وقد طلب فون هيبل من ماضي القيام بخطوات على صعيد القضاء اللبناني حول نشر اسماء الشهود، فرد ماضي بأن القضاء مستعد لما تطلبه منه المحكمة بصورة رسمية. وابلغ فون هيبل ماضي انه سينتقل بعمله الى المحكمة الجنائية الدولية.

 

القضاء اللبناني يبلغ محكمة الحريري استعداده لكشف ناشري أسماء الشهود

بيروت: نذير رضا وكارولين عكوم

أعلن القضاء اللبناني أمس أنه جاهز للتحرك لمعرفة الجهة التي نشرت أسماء الشهود السريين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، فور وصول طلب من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في حين اعتبر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أن نشر الأسماء «هدفه ابتزاز وترهيب الشهود وعائلاتهم لضرب صدقية العدالة».

وكان موقع إلكتروني يطلق على نفسه اسم «إعلاميون من أجل الحقيقة»، نشر قبل ثلاثة أيام، لائحة مؤلفة من 169 اسما لشهود سريين للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان (كمجموعة أولى) مع صورهم وتفاصيل عملهم وأماكن سكنهم. وبرز من بينها أسماء لأشخاص يقيمون في الضاحية الجنوبية.

وأبلغ القاضي حاتم ماضي مدعي عام التمييز رئيس قلم المحكمة الدولية هيرمان فون هيبل بعد لقائه أمس، أنه «حالما يصلنا طلب المحكمة الدولية حول نشر أسماء الشهود السريين المزعومين، سنقوم بالخطوات الكاملة لمعرفة الجهة الناشرة للأسماء»، مشيرا إلى أنه «طلب من المباحث الجنائية التحرك، مزودا إياها بنسخة عما نشر». وأكد ماضي أن «بإمكان أصحاب الأسماء المنشورة الادعاء على الجهة الناشرة».

وعلى صعيد جهود رئيس الوزراء المكلف تمام سلام لتشكيل الحكومة، أشار النائب هادي حبيش في كتلة «تيار المستقبل» لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الصيغة النهائية التي يجري العمل عليها والتي يفترض أن تظهر في الأيام القليلة المقبلة، هي لحكومة من 24 وزيرا، غير سياسية، وهناك مساع جدية للتوفيق بين مختلف الأفرقاء والآراء التي تختلف بين من يطالب بأن تكون سياسية وآخر حيادية تكنوقراط أو إنقاذية.

 

السنيورة: نشر أسماء وصور الشهود في المحكمة هدفه تعطيل العدالة وعدم كشف المجرمين

وطنية - علق الرئيس فؤاد السنيورة على اقدام بعض الجهات ووسائل اعلام بنشر اسماء وصور ومعلومات عن من قالت انهم شهود في المحكة الدولية، ورأى في تصريح "ان نشر اسماء وصور ما قيل عنهم انهم شهود في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وذلك عبر جمعيات وهمية ووسائل اعلام معروفة الانتماء يكشف حقيقة ان المجرمين الذين شاركوا في قتل شهداء لبنان لم يرتدعوا بل انهم مازالوا يجهدون لإخفاء جريمتهم. والأهم من كل ذلك فان ما يجرى تحت سمع وبصر الناس يثبت الجريمة على هؤلاء بسبب تصرفاتهم وممارساتهم التي ينطبق عليها المثل القائل: "كاد المريب أن يقول خذوني". اضاف: "ان نشر الاسماء والمعلومات والصور يعد جريمة هدفها ابتزاز وترهيب الشهود وعائلاتهم بحياتهم ومستقبلهم من أجل ضرب صدقية المحكمة الدولية كأداة للعدالة. من هنا فاني اطالب الحكومة والمسؤولين ووزير العدل تحديدا بتحريك النيابات العامة للبحث عن المسربين والجهات التي تمارس الارهاب السياسي والاعلامي ومحاسبتهم، لان تصرفهم هذا يعد ارتكابا وجريمة هدفها تعطيل العدالة وايقاف العمل على كشف المجرمين الذين اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الابرار". وختم السنيورة "وحيث أنه من واجب السلطات المسؤولة التحرك لمكافحة هذه الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها، لذلك فإني أطالب المسؤولين إلى المبادرة فورا لإيقاف هذا الإجرام المتمادي ضد العدالة".

 

كونيلي من المصيطبة: عملية تشكيل الحكومة لبنانية بحتة

وطنية - استقبل الرئيس المكلف تمام سلام في دارته في المصيطبة، قبل ظهر اليوم، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية مورا كونيلي، وبحثا في العلاقات الثنائية والوضع السياسي والأمني في لبنان. وفي بيان وزعته السفارة الاميركية عن الزيارة، اشار الى ان "السفيرة كونيلي هنأت الرئيس سلام على تكليفه تأليف الحكومة، مشيرة بأنها "خطوة أولى إيجابية ضمن الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة. إن عملية تشكيل الحكومة، هي لبنانية بحتة، ويجب ان تكون كذلك. هذا وقد أعادت السفيرة تأكيد موقف الولايات المتحدة بأن الشعب اللبناني يستحق حكومة تعكس تطلعاته وتعمل على تعزيز استقرار لبنان وسيادته واستقلاله، فيما يقوم بالوفاء بالتزاماته الدولية. كما شجعت العمل المتواصل لقادة لبنانيين يعملون بمسؤولية من أجل التمسك بالأطر القانونية والدستورية في لبنان لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وجددت السفيرة كونيلي التزام الولايات المتحدة الأميركية بلبنان مستقر، سيد ومستقل".

 

سلام يعكف على التأليف وتوجه نحو حكومة حيادية من 24 وزيرا/حبيش: «المستقبل» لا يتدخل بعمل الرئيس المكلف.. وأستبعد الاتفاق بشأن قانون الانتخاب

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

على الرغم من إعلان الرئيس المكلف تمام سلام «إطفاء المحركات لأن الوقت الآن هو للعمل بصمت»، فإن محركات التسريبات والتكهنات انطلقت على أكثر من اتجاه مستفيدة من الاختلاف في وجهات نظر الفرقاء حيال الحكومة العتيدة، ومن خلفها الانقسام الحاصل على صعيد «قانون الانتخاب» الذي بات في حكم المؤجل واقتناع الجميع بأن التوصل إلى توافق بشأنه بات شبه مستحيل خلال شهر واحد، وهي الفترة التي حددت بتعليق المهل الدستورية المرتبطة بما يعرف بـ«قانون الستين». وهذا ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول مصير مسار تأليف الحكومة التي يفترض أن وظيفتها الأساسية هي إجراء الانتخابات النيابية، الأمر الذي عاد وأكد عليه رئيسها بالقول: «إذا تم التمديد للمجلس النيابي أو تعذر تأليف الحكومة فسأعتذر عن مهمتي»، كذلك تأكيد النائب وليد جنبلاط أنه لن يمنح الثقة إلا لحكومة «وحدة وطنية».

وفي حين أشار النائب هادي حبيش في كتلة «تيار المستقبل» لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الصيغة النهائية التي يتم العمل عليها والتي يفترض أن تظهر في الأيام القليلة المقبلة، هي لحكومة من 24 وزيرا، غير سياسية، وهناك مساع جدية للتوفيق بين مختلف الفرقاء والآراء التي تختلف بين من يطالب بأن تكون سياسية وآخر حيادية تكنوقراط أو إنقاذية، أكدت مصادر مقربة من الرئيس سلام أن شكل الحكومة النهائي لم يتبلور حتى الآن، نافية المعلومات التي أشارت إلى أن الأخير يستبعد من مشاوراته جهات لبنانية معينة، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الكلام لا يتلاءم مع ما أعلنه منذ اليوم الأول لتكليفه وهو يعكف على العمل بصمت مع الحرص على إبقاء خط التواصل مفتوحا مع كل الفرقاء، وبالتالي المحافظة على الجو الإيجابي الذي انعكس بتكليفه، والوصول إلى تأليف «حكومة مصلحة وطنية وفاقية». ونفى حبيش ما يحكى عن إدارة «المستقبل» لعملية التأليف، مؤكدا أن «(المستقبل) لا يتدخل بعمل الرئيس المكلف والتواصل بينه وبين التيار الذي يعتبر (عراب سلام) وأحد أعضاء كتلته النيابية، بشأن تأليف الحكومة لا يختلف عن أي فريق سياسي آخر».

من جهته، أشار النائب عن «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت إلى أن «هناك بعض الهواجس عند بعض الفرقاء، لا سيما تلك المتعلقة بالبيان الوزاري والحصص الوزارية أو وزارات بعينها، في حين كان هناك توجه لدى الرئيس المكلف تمام سلام في تبادل الوزارات، وألا تكون أسيرة فريق معين». وأوضح أن «سلام سيبقى في حوار مع القوى السياسية حتى آخر لحظة، إلا أنه ليس بوارد الخضوع». ورأى الحوت أن «تشكيل الحكومة مؤشر على جدية الفرقاء لإجراء الانتخابات، وسلام أكد انه إذا لم تكن القوى السياسية جدية بإجراء الانتخابات فإنه سيعتذر».

وفي الإطار نفسه، كانت زيارة السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي للرئيس المكلف، معلنة أن «عملية تشكيل الحكومة، هي لبنانية بحتة، ويجب أن تكون كذلك».

وبحسب بيان صادر عن السفارة الأميركية فقد أعادت السفيرة الأميركية تأكيد موقف الولايات المتحدة أن الشعب اللبناني يستحق حكومة تعكس تطلعاته وتعمل على تعزيز استقرار لبنان وسيادته واستقلاله، بينما يقوم بالوفاء بالتزاماته الدولية. كما شجعت «العمل المتواصل لقادة لبنانيين يعملون بمسؤولية من أجل التمسك بالأطر القانونية والدستورية في لبنان لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها»، مجددة التزام الولايات المتحدة الأميركية بلبنان مستقر، سيد ومستقل.

في المقابل، أكد النائب السابق حسن يعقوب، بعد لقائه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، أن «حسن النيات لا يتناسب مع تصريحات بعض القوى السياسية التي بدأت استشارات تأليف الحكومة بوضع شروط وفيتويات على رئيس الحكومة المكلف تمام سلام تجاه مواصفات التوزير أو تجاه الاعتراض على تعليق المهل لقانون الستين الميت، لأن محاولات إعادة إحياء الستين تناقض منطق التهدئة السياسية والاستقرار، وعرقلة تأليف الحكومة أو التسرع السلبي يخدم التمديد لمرحلة التراخي الأمني وإحياء الأمن بالتراضي».

ولفت إلى أن «الإسراع في تشكيل الحكومة ضرورة للآفاق الإيجابية أم التسرع فإنه ينتج أزمة كبرى»، معتبرا أن «الأجواء الإيجابية التي يحتاج إليها الشعب اللبناني الشعور بها لا بد أن تترجم من خلال الانخراط الجدي في مفاوضات تفضي لإقرار قانون انتخابي متوازن يعكس حسن التمثيل يترافق مع الإسراع في تشكيل حكومة متوازنة تستطيع إدارة المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان».

بدوره، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر، أن «إرادة الكتل النيابية هي تسهيل عمل الرئيس المكلف تشكيل حكومته الجديدة»، معتبرا أن المهم اليوم هو «التوصل إلى تشكيل حكومة تحوز ثقة جميع الكتل النيابية ليكون خروجها إلى العمل يحظى بشبه إجماع».

وعما إذا كانت كتلة «التنمية والتحرير» قد وصلت إلى مرحلة طرح الأسماء، قال جابر: «ما زلنا بعيدين عن هذه المرحلة والأولوية حاليا هي البحث في نوع الحكومة وحجمها ليصير بعد ذلك الحديث عن اختيار الأسماء التي تناسبها»، مستبعدا أن يبادر الرئيس سلام إلى «تزويد أحد بالأسماء أو وجود تشكيلة جاهزة لديه».

في المقابل، وعلى خط «قانون الانتخاب» وما يدور من مباحثات حوله في الكواليس السياسية، لفت حبيش لـ«الشرق الأوسط» إلى أن العمل والمباحثات يرتكزان اليوم على القانون المختلط الذي يجمع بين «النسبي» و«الأكثري»، مستبعدا في الوقت عينه أن يتم التوصل إلى اتفاق حياله خلال 3 أسابيع، لا سيما أن توزيع النسب بين الطرحين، أي أن يكون 50 في المائة للنسبي و50 في المائة للأكثري، أو 40 في المائة مقابل 60 في المائة، من شأنه أن يقلب المعادلة السياسية في البلد.

بدوره، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن «التوصل إلى قانون جديد للانتخابات يرتبط بتوفر حسن النيات، وعندها نتمكن خلال يومين أو ثلاثة أن نتوصل إلى صيغة مشتركة»، مؤكدا أنه «إذا مر أسبوعان من دون التوصل إلى نتيجة فإننا لن نتوصل إليها أبدا».

وأكد فتفت لـ«وكالة أخبار اليوم» أن «الترشيحات التي تقدمت محفوظة وما زالت قائمة، وأمامنا 5 أيام للترشيح ستضاف بعد 19 مايو (أيار) المقبل، وبالتالي لم يسقط حق أي شخص، بل العكس، فما حصل بالنسبة إلى تمديد المهل دليل على أن قانون الستين قائم»، مضيفا: «كل من يدعي أن قانون الستين ميت ويجب دفنه تبين لهم العكس، إذ بهم مضطرون للاعتراف به وإدخال التعديلات عليه، وبالتالي التصويت الذي جرى الثلاثاء الماضي هو اعتراف بقانون الستين». ونفى «إمكانية وجود أي ثغرة قد يطل منها حزب الله و(التيار الوطني الحر) للقول إن ما جرى هو دليل على موت قانون الستين»، مشيرا إلى أن «كلام واضح أدلى به رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة ووافق عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال الجلسة، مفاده أن الستين قائم ولا يلغى إلا بقانون جديد».

 

تأليف حكومة "المصلحة الوطنية" يدخل مرحلة "جوجلة" الأفكار

المستقبل/تتّجه الأنظار إلى المرحلة التي ستلي المشاورات النيابية الملزمة لرئيس الحكومة المكلف تمام سلام، من أجل تشكيل الحكومة. ولا بد من أن هذه المرحلة ستحمل مشاورات بين القيادات السياسية وأركان الحكم.

وسيصار إلى استفادة الرئيس المكلف من الأجواء السياسية الإيجابية، وفقاً لأوساطه، من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة مصلحة وطنية. والرئيس المكلف في طور جوجلة الأفكار والنظر في إيجاد التشكيلة المناسبة لتمرير المرحلة، والنقطة المركزية فيها هي الانتخابات النيابية. واستناداً إلى مصادر سياسية بارزة، فإن تسهيل مهمة سلام تعتمد بشكل أساسي على النيات التي ستتكشف خلال الأيام المقبلة لا سيما من جانب قوى 8 آذار، وتحديداً من "حزب الله"، وتبيان مدى التعاون الحقيقي والدعم الفعلي للرئيس المكلف كما أشارت التصريحات العلنية، أي إن تطابق النيات مع الكلام العلني هو الأساس. إنما من جانب 14 آذار، فإن هذا الفريق قدّم كل ما يسهل عملية التأليف. أي إنه لم يضع شروطاً على الحقائب والحصص، لا بل على العكس، لم يطلب أي حصة، ثم إنه يطالب بتوزير غير المرشحين للانتخابات النيابية، وأن تكون الحكومة مختصرة، ومن أسماء مرموقة. ويفترض انتظار بعض الوقت لتبيان مدى التعاون والدعم بعد المطالب التي ظهرت من فريق 8 آذار. كما أن نواب 14 آذار اقترحوا المداورة الطائفية على مستوى كافة القوى، من أجل المساعدة في تسهيل مهمة الرئيس المكلف.

المهم الآن ماذا يريد "حزب الله"؟ وذلك لأن "التيار الوطني الحرّ سيسير في خط الحزب. كما أن المهم وجود نية حقيقية لدى الحزب للتسهيل في ظل التباين في وجهتي النظر بين سلام وما يطرحه الحزب حيال الحكومة المطلوبة وليس فقط التباين بين 14 و8 حول التأليف. وأكد سلام أكثر من مرة وبطرق مختلفة أنها حكومة انتخابات. ما قد يؤشر الى أنها لن تكون أكثر من 18 مقعداً، وهي أسوة بحكومات شكّلت سابقاً لهذا الغرض وهما حكومتا الرئيسين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي السابقتين. الحزب، بحسب المصادر، يريد حكومة سياسية ما قد يعني أنها حكومة تدخل في إطار مفهوم حكومة إدارة الأزمة مماثلة لحكومة سابقة للسنيورة ولحكومة الرئيس سعد الحريري الأخيرة. إلا أن هذه التجارب، تلعب دوراً سلبياً في القبول مجدداً بهذا النوع من الحكومات لا سيما في الظرف الراهن. وإذا ما جاءت النيات صافية يفترض ان تكون الحكومة مشكلة في نهاية الأسبوع المقبل. أما اذا تخطت هذا الحد فإن الصعوبات والتعقيدات ستصبح سيدة الموقف، والمفتاح في حلحلة التعقيدات لا بد أن يكون في يد "حزب الله". وتقول أوساط ديبلوماسية، إن المفاوضات الإقليمية في ما يخص الحكومة اللبنانية وأهدافها غير واضحة. وكل ذلك مرتبط بالوضع السوري، وبمفاوضات إيران مع المجتمع الدولي حول ملفها النووي. هناك مرونة أبدتها إيران في موضوع لبنان في وقت تطبخ تسوية لمرحلة ما بعد الأسد، وكيفية إعادة التوزيع للنفوذ الاقليمي الناتج عن الفراغ السوري في الوضع اللبناني وكيفية تقاسم النفوذ في لبنان. وتفيد الأوساط، أنه يمكن لحكومة تصريف الأعمال أن تجري الانتخابات النيابية في حال تأخر تشكيل الحكومة الجديدة أشهراً. أما لناحية الاستقرار فهو حاصل في حدود معقولة ولا خوف أمنياً إذ على المستوى الأمني، فإن مصادر أمنية رفيعة، أوضحت أن لا خطر على الوضع الأمني ولا تفجير كبيراً، وذلك لسببين: الأول، وجود قرار دولي بالحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية لبنان من تداعيات الأزمة السورية والوضع المحيط في المنطقة. والثاني، هو أن الأطراف في الداخل ليست لديهم مصلحة بالتفجير ولا قرار لديهم بذلك. التفجير الكبير يحتاج الى أن يكون ممولاً خارجياً وهذا غير موجود. لا بل إن الجو الخارجي ينادي بالاستقرار، وهذا ما أُبلغ الى كل الأفرقاء في الداخل، الذين لا نيّة لديهم بالتفجير الأمني، وهناك أمل دائم في أن يستمروا في وعيهم لمخاطر الانزلاق الى التفجير. وأشارت المصادر، الى أنه يمكن توقع حصول حوادث متنقلة ومحدودة فقط، مع ما يضاف اليه من مآسي النزوح السوري الذي فاق النسب الطبيعية، وله طبعاً تداعياته، لكن الأمور تبقى تحت السيطرة، وضمن النسب المقبولة من الآثار الأمنية في البلاد، خصوصاً في ظل الظرف المحيط في منطقة عاصفة. وانتشار السلاح في لبناني يخيف حتى ولو لم يكن هناك قرار باستعماله على صعيد كبير وخطير.

ثريا شاهين

 

سلام يتجه لإعلان حكومة أمر واقع فهل تُحرجه 8 آذار فتُخرجه؟ /إيران ترغب بشراكة مع سنّة لبنان والسعودية تريد منْع الفوضى

الراي/بيروت - من ليندا عازار |

هل يُحرج الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان تمام سلام الجميع بـ«تشكيلة امر واقع» يسلّمون بها من ضمن سياسة «استيعاب الصدمة»، ام ان استراتيجية «الانحناء» امام المتغيّرات انتهت عند حدود تمرير عملية التكليف بـ«شراكةٍ» في التسمية حدّت من «أكلاف» عودة قوى 14 آذار إلى رئاسة الحكومة ومعها استعادة الرياض موقعها في المعادلة اللبنانية؟ هذا السؤال، فرض نفسه في بيروت التي تعيش أجواء استعدادات بالساعات وربما بالايام القليلة ليعلن سلام حكومته - غير الفضفاضة - «من جانب واحد» بما يراعي المعايير التي رسمها لها اي ان تكون «حكومة انتخابات» لا تضم مرشحين ولا أسماء استفزازية ولا حزبيين «فاقعين».

وإذا كان الرئيس المكلف يريد بهذه «الحركة» تفادي إغراقه في لعبة الشروط والشروط المضادة وصراع الحص والاحجام والتوازنات، فان الانظار تتجه إلى ردّ فعل قوى «8 آذار» لاسيما «حزب الله» على مثل هذا التطور الذي سيعني في مطلق الاحوال مع صدور مراسيم تشكيل الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومن دون حصولها على ثقة البرلمان انها ستصبح أقلية مسؤولة عن تصريف الاعمال في المرحلة المقبلة عوض حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة. هل يسلّم «حزب الله» بمثل هذا «السيناريو» بسهولة ام سيرفع «البطاقات الصفراء» بوجه سلام ومن ورائه «14 آذار»؟

أوساط واسعة الاطلاع في بيروت كشفت لـ «الراي» ان ضغوطا متصاعدة بدأت تُمارس من قوى «8 آذار» على الرئيس المكلف لثنيه عن اي خطوة احادية الجانب، معتبرة ان المعايير التي حددها سلام لحكومته وأشخاصها يمكن ان تُحرج «حزب الله» وحلفائه امام الرأي العام بما يجعل من الصعب رفضها او «رشْقها» بعد ولادتها.

وفي رأي هذه الأوساط ان «حزب الله» الذي دخل رسمياً إلى الحكم العام 2005 وتمرّس في لعبة السلطة والإمساك بمفاصلها وصولا إلى العام 2011 (الانقلاب على حكومة سعد الحريري) لن يتخلى بسهولة عن وجوده في الحكومة ولو الرمزي ولا عن معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، معربة عن خشيتها من حصول فوضى أمنية للضغط على سلام استباقياً اي لمنْع إعلان حكومته كما لتحقيق «هدف المرحلة» بالنسبة إلى الحزب ومن ورائه إيران وهو إعادة إحياء شراكة مع التيار السني الأبرز اي «المستقبل» ضمن حكومة وحدة وطنية لحماية او «إراحة» «ظهْره» لبنانياً وتأجيل «الصِدام» الداخلي في موازاة تفرُّغه لـ «معركته» في سورية.

وفي حين تشير الاوساط نفسها إلى ان إيران «البراغماتية» ترغب، في غمرة خروج «المارد السني من القمقم» في لبنان، بحماية «حزب الله» كـ «قيمة استراتيجية» في مشروعها الاكبر على مستوى المنطقة عبر «فك اشتباكات» داخلية تعتبر ان الحكومة الجديدة تشكل مدخلاً له، تلاحظ ان السعودي الحريصة على عدم انزلاق لبنان إلى الفوضى ترغب من جهتها في تحصين الوحدة اللبنانية وترتيب البيت السني «المبعثر» ونزع الطابع المذهبي عن الصراع «السياسي» في لبنان، ما قد يشكّل «تقاطعاً» عنوانه التهدئة او التلاقي «تحت سقف واحد».

الا ان هذه المصادر تستبعد في الوقت نفسه ان تدفع السعودية في هذه المرحلة بالذات في اتجاه حكومة وحدة وطنية «مجانية» اي من دون ان يكون «الثمن» على الأقل انكفاء «حزب الله» عن الانخراط في المعارك داخل سورية وتجنيب لبنان مخاطر ان يكون في «الخط الامامي» للمواجهة الكبرى في المنطقة، لتستنتج ان الامور مفتوحة على احتمالات عدة في الموضوع الحكومي بينها ان يسلّم «حزب الله» بالامر الواقع بحال إعلان حكومة غير سياسية فيحافظ على «الستاتيكو» القائم بانتظار ساعة محاولة تغيير الوقائع تبعاً للظروف المقبلة ومقتضياتها.

وفي غمرة هذه السيناريوات، عاشت بيروت أجواء ان الرئيس سلام حدد لنفسه سقفاً زمنياً لولادة «حكومة الانتخابات»، بين يوم وآخر، بعدما سمع من مختلف الكتل البرلمانية تصوراتها وشروطها وحملها إلى رئيس الجمهورية، وسط سباق ارتسم تلقائياً بين الملف الحكومي ومسار قانون الانتخاب «المعلّق» في انتظار جلسة 15 مايو المقبل، وفي ظل معلومات لـ «الراي» عن ان قوى 8 آذار تفاوض سلام على هذا القانون من ضمن «سلّة واحدة» مع ملف الحكومة الامر الذي يرفضه الرئيس المكلف. وحسب تقارير في بيروت فان سلام ينسّق خطواته مع الرئيس ميشال سليمان، في حين انتعشت لعبة التسريبات لتشكيلات «جاهزة» تارة لحكومة تكنوقراط من 14 وزيراً (7 مسلمين و7 مسيحيين)، وطوراً لأسماء من امثال (عن الشيعة) النائب الاول لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين (ابن شقيقة الامام موسى الصدر السيدة رباب)، يوسف خليل (مدير في المصرف المركزي) النائب السابق ناصر نصرالله، و(السنّة) رئيس لجنة مكافحة تبييض الاموال في المصرف المركزي عبد منصور، محمد المشنوق (احد مستشاري سلام)، اللواء اشرف ريفي، الوزير السابق خالد قباني و(الموارنة) وزير الطاقة السابق في حكومة نجيب ميقاتي عام 2005 بسام يمّين، وزير المال السابق جهاد ازعور، جوزف طربية، ناجي البستاني، الوزير السابق زياد بارود، الوزير السابق جان عبيد، الرئيس السابق للرابطة المارونية جوزف طربية، الرئيس الحالي للرابطة سمير أبي اللمع، نقيب المحامين السابق رمزي جريج، و(الدروز) بهيج ابو حمزة لوزارة الطاقة، القاضي المتقاعد عباس الحلبي، و(الكاثوليك) فايز الحاج شاهين، و(الارثوذكس) نقولا نحاس.

وفي هذه الأثناء، قامت السفيرة الاميركية في بيروت مورا كونيلي امس، بأوّل زيارة تهنئة لسلام، مشيرة إلى ان تكليفه «خطوة أولى إيجابية ضمن الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة»، ومؤكدة «ان عملية تشكيل الحكومة، هي لبنانية بحتة، ويجب ان تكون كذلك». وشددت على ان «الشعب اللبناني يستحق حكومة تعكس تطلعاته وتعمل على تعزيز استقرار لبنان وسيادته واستقلاله، فيما يقوم بالوفاء بالتزاماته الدولية. كما شجعت العمل المتواصل لقادة لبنانيين يعملون بمسؤولية من أجل التمسك بالأطر القانونية والدستورية في لبنان لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها».

 

نائب لبناني سابق «ضاع» ... وجدوه... ولم يَظهر

بيروت - «الراي»: «ضاع»، وجدوه، ولم يَظهر. هكذا يمكن وصْف قضية «اختفاء» النائب السابق يغيا جرجيان (كان في كتلة «المستقبل») الذي شغل الرأي العام اللبناني بعد عدم عودته الى منزله وفقدان الاتصال به لساعات قبل ان يتم كشف عدم وجود اي عمل جرمي في هذه القضية. وكان الاتصال بـ جرجيان فُقد منذ عصر الاربعاء، بعدما اتصل بزوجته وأبلغ اليها أنه آت من مكتبه في الاشرفية الى منزله الكائن في منطقة اليسار - قضاء المتن الشمالي. وعندما لم يصل الى المنزل بعد فترة طويلة من آخر اتصال بها، حاولت الاتصال به مرات عدة وكان هاتفه دائما خارج الخدمة، فأبلغت القوى الأمنية لاعتقادها انه خُطف. ونُقل عن مصدر أمني أن النائب السابق بات ليلته في أحد فنادق بيروت (المنارة) لأسباب غير معروفة، وغادره الثامنة والنصف صباح الخميس، لكن هاتفه بقي خارج الخدمة، في حين أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية ان التحقيقات الاولية حول فقدان الاتصال بـ جرجيان أكدت عدم وجود اي عمل جرمي في عدم عودته الى منزله.

 

لجنة الانتخابات الفرعية توظف مناخ التقارب للتوافق على القانون المختلط /لبنان: توقعات بإبصار حكومة سلام المصغرة النور خلال أيام

"السياسة" والمركزية: يطوي الرئيس تمام سلام اليوم صفحة الأسبوع الأول على تكليفه تشكيل الحكومة اللبنانية وسط أجواء تفاؤلية يرتفع منسوبها يومياً بإمكان ابصار "حكومة المصلحة الوطنية" النور خلال أيام, استناداً الى مناخات التقارب التي حكمت مرحلة التكليف وعزم سلام على تجاوز العقبات والعقد التي يحاول بعض القوى السياسية وضعها في طريق التأليف من بوابة الحصص وتوزيع الحقائب, وإن كان التعبير عنها يتفاوت تحت تسميات مختلفة. ووسط تحصن سلام خلف جدران الصمت والكتمان بعدما أطفأ كل المحركات, تحولت المصيطبة (حيث منزل الرئيس المكلف) إلى خلية نحل وشبكة اتصالات مع المقار المعنية لجوجلة الاسماء المقترحة وإسقاطها على الحقائب في الحكومة التي يريدها سلام مصغرة منسجمة تضم الجميع من دون وجوه استفزازية. وأشارت مصادر مطلعة ل¯"السياسة" إلى أن سلام سيزور رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا خلال الساعات المقبلة ليضعه في آخر تطورات التأليف وتشكيلة الحكومة التي ستكون حكومة تكنوقراط من غير المرشحين للانتخابات النيابية. وأكدت أوساط الرئيس المكلف أنه سيلتزم بما ينص عليه الدستور في ما يتصل بعملية التأليف ويرفض سياسة إملاء الشروط, مرجحة أن تبصر الحكومة النور الأسبوع المقبل إذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها. وأشارت إلى أن هناك مجموعة من الأسماء التي يجري جوجلتها لاختيار توليفة تعمل كفريق عمل موحد لا يشكل استفزازاً للقوى السياسية, خاصة وأن هدف الحكومة الأساسي هو إجراء الانتخابات النيابية وفق قانون جديد. وسجلت أمس زيارة تهنئة للسفيرة الأميركية مورا كونيللي لسلام, حيث جددت التأكيد أن "عملية تشكيل الحكومة لبنانية بحتة, ويجب أن تكون كذلك", مشيرة إلى أن "الشعب اللبناني يستحق حكومة تعكس تطلعاته وتعمل على تعزيز استقرار لبنان وسيادته واستقلاله, وأن تفي بالتزاماتها الدولية".

وشجعت "العمل المتواصل لقادة لبنانيين يعملون بمسؤولية من أجل التمسك بالأطر القانونية والدستورية في لبنان لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها".

من جهته, نقل النائب عماد الحوت عن الرئيس المكلف إصراره على تشكيل حكومة لا ترتبط أو تقيد بطرف, لافتاً إلى أن سلام ورغم تفاؤله, إلا أنه تخوف من بعض الأطراف بشأن البيان الوزاري والستراتيجية الدفاعية والحصص الوزارية. ورغم المؤشرات على اعتراض قوى "8 آذار" على حكومة تكنوقراط وإصرارها على حكومة سياسية, توقعت مصادر في هذه القوى أن تبصر الحكومة النور خلال الايام الثلاثة المقبلة, مرجحة أن يكون ذلك مساء الأحد المقبل أو يوم الاثنين الذي يليه. ونقلت "وكالة الأنباء المركزية" عن المصادر قولها ان الرئيس المكلف سيفاجئ الاوساط بحكومة بين 18 و20 وزيرا تضم وجوها توزر للمرة الاولى, ويعتبرها من القيادات المستقلة في حين هي معروفة الرأي والانتماء. كما توقعت أن تلقى التشكيلة المرتقبة حملة من ردود الفعل القوية خصوصا من قيادات قوى "8 آذار" التي لن ترى في الاسماء الموزرة وسطية أو حيادية, إنما تعتبرها موالية حتى العظم لهذا أو ذاك من الفرقاء والقيادات. من جهة ثانية, علقت مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري أهمية على البيان الوزاري للحكومة أكثر من شكلها ولونها, إذ أنها ستمثل في النهاية أمام المجلس النيابي لنيل الثقة.

وأكدت أن بري سعى في التكليف كما في التأليف الى الصيغة التوافقية الأكثر رواجا وقبولا, وهو يأمل ان تنسحب هذه القاعدة على المشاريع الانتخابية ليحظى لبنان بقانون قبل الخامس عشر من مايو المقبل ليجري الاستحقاق على اساسه. وفي حين أكدت مصادر مطلعة ان سلام لن يقدم على اي دعسة ناقصة او خطوة عشوائية في مسار التأليف, فإن ملف قانون الانتخاب سيعود الى الواجهة مجددا مع استئناف اللجنة الفرعية النيابية اجتماعاتها اعتبارا من الثلاثاء المقبل بحثاً عن القانون التوافقي. وقال رئيس اللجنة النائب روبير غانم ان اجتماع الثلاثاء تشاوري و"نراهن على نجاح عمل هذه اللجنة من خلال المناخ التوافقي الجديد السائد في البلد والنيات الحسنة التي ظهرت في تكليف الرئيس سلام اضافة الى قرار بكركي بتجميد قانون اللقاء الارثوذكسي". وأكد غانم ان البحث سيتم فقط في القانون "المختلط" الجامع بين النظامين الاكثري والنسبي باعتباره لاقى إجماعاً من مختلف الاطراف السياسية, مشددا على ان اجتماعات اللجنة لن تكون مفتوحة لأن مجلس النواب علق العمل بمهل الترشح وفق "الستين" حتى 19 مايو المقبل "بما يجعلنا محكومين بالضغط الزمني".

 

ما الذي يجمع احمد الأسير بجميل السيد؟

 كشفت مصادر قطرية معارضة ل"الشراع" أن والد زوجة ابن جميل السيد القطري من أصل فلسطيني محمد العقر هو من أوائل الداعمين للشيخ احمد الاسير في تحركه ضد سلاح حزب الله في لبنان. والعقر هو رجل أعمال، كون ثروته من علاقته برئيس وزراء قطر حمد بن جاسم بن جبر، بعد أن كان موظفاً في تشارترد بنك في الدوحة.. قبل أن يتعرف بحمد بن جاسم ويقربه هذا منه لإدارة بعض مشاريعه التي نجح العقر في تطويرها. والجدير بالذكر ان العقر والسيد وافقا على عقد قرأن نجليهما في دبي بدل بيروت والدوحة.. لماذا؟ لان عدداً كبيراً من المدعومين لا يستطيعون دخول مشيخة قطر، ولا تسمح المشيخة بدخولهم وهم من اصدقاء جميل السيد من قيادات حزب الله والحزب السوري والاستخبارات السورية.

 

باريس اعلنت عن مشاورات حول احتمال ادراج جبهة النصرة على قائمة الارهاب

وطنية - اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، ان محادثات "غير رسمية" بدأت الاربعاء والخميس، في لندن على هامش اجتماعات مجموعة الثماني، حول ما اذا كانت جبهة النصرة الاسلامية السورية ستصنف ك"منظمة ارهابية"، على ان تستأنف هذه المشاورات في الامم المتحدة في وقت لاحق. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في مؤتمر صحافي "ان هذا الامر احد المواضيع التي تم التطرق اليها خلال اجتماعات مجموعة الثماني او على هامش هذه الاجتماعات الا ان هذا ليس الاطار الذي يمكن ان يتخذ ضمنه قرار بهذا الشأن". واضاف "ان هذه المحادثات لا تزال في بدايتها وهي ستتواصل في الاطار الطبيعي الذي هو مجلس الامن.وان ادراج جبهة النصرة على لائحة المنظمات الارهابية في الامم المتحدة اجراء نقوم بدرسه بالتشاور مع شركائنا الاساسيين في اطار مجلس الامن وايضا مع محاورينا في الائتلاف الوطني السوري". واعتبر ان " هناك خيارا محتملا يقضي بادراج جبهة النصرة على لائحة لجنة العقوبات بناء على قرار مجلس الامن 1267 المتعلق بالقاعدة".موضحا "ان طلبا مماثلا امام لجنة 1267 لم يقدم رسميا من قبل الحكومة السورية ".

 

الاحرار: لحكومة تكنوقراط حيادية لاجراء الانتخابات ونشر الجيش على الحدود مع سوريا مدعوما بقوات دولية

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع، صدر بيان جاء فيه: "نعتبر ان الظروف الراهنة تفرض على الجميع تسهيل مهمة الرئيس المكلف الاستاذ تمام سلام وجعل الإجماع الذي تجلى في التكليف ينسحب على التأليف. ومهما قيل حتى الآن في الحكومة العتيدة تبقى أساسا حكومة انتخابات، ومن هنا مطالبتنا بان تكون حكومة تكنوقراط حيادية أي من خارج الاصطفافات المعروفة، وان ينطلق بيانها الوزاري من اعلان بعبدا. علما ان ذلك لا ينفي بأي شكل من الأشكال الصفة السياسية عنها، انطلاقا من مهماتها، من جهة، ومن تأييدها من الكتل النيابية والقوى السياسية، من جهة أخرى. إلا اننا نخشى ان تكون مواقف قوى 8 آذار التي تزعم الحرص على المصلحة اللبنانية عبر حكومة وحدة وطنية ترجمة لنية العرقلة او استعادة لأدائها في حكومتي الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري، مما يؤدي إلى إضعاف مناعة لبنان في مواجهة الأخطار المحدقة به سواء بالنسبة إلى تداعيات الأزمة السورية أو إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية".

واضاف البيان: "نأمل في ان يكون تعليق مهل الترشج للانتخابات حتى التاسع عشر من ايار حافزا للوصول إلى قانون انتخاب جديد عادل ومتوازن يضمن صحة التمثيل، ويسهم في تجديد الحياة السياسية عبر تداول السلطة ديموقراطيا. ونرى في اقتراب معظم الأفرقاء للتلاقي حول قانون انتخاب يجمع بين النظامين النسبي والأكثري ايجابية يجب التأسيس عليها لتذليل الصعوبات بحيث لا يتعدى تأجيل الانتخابات بضعة اشهر فقط. ونحذر من خطر ضرب الاستحقاقات الدستورية بتصعيد المواقف من الصيغ القانونية الجامعة الذي من شأنه تأزيم الوضع والدفع في اتجاه الفراغ وتمديد ولاية المجلس النيابي الحالي، وهذا ما نرفضه رفضا قاطعا مؤكدين ان إجراء الانتخابات ايا يكن القانون خير من عدم إجرائها أو تأجيلها لفترة طويلة".  وتابع: "توقفنا امام الانباء المتداولة في موضوع سقوط مزيد من القتلى ل"حزب الله" في سوريا كدليل تورطه المتدرج في الأحداث الدائرة رغم توقيعه إعلان بعبدا وادعائه احترامه. إننا، إذ نرفض ممارساته، ندعوه إلى الكف عنها لتفادي التداعيات على لبنان خصوصا على مستوى سلمه الأهلي. ونكرر المطالبة بنشر الجيش على الحدود اللبنانية ـ السورية مدعوما من القوات الدولية استنادا الى القرار 1701، وبإحجام كل الأفرقاء اللبنانيين عن التدخل في القتال الدائر علما ان انعكاسات تدخلهم السلبية عليهم وعلى الوطن تفوق ايجابية دعمهم لهذا الفريق أو ذاك. وندين استمرار اعتداءات الجيش السوري على الأراضي اللبنانية على طول الحدود". وأسف "للحوادث الدموية الأخيرة في مصر وللتعرض لدور العبادة للأقباط في شكل بات يخشى معه على الوحدة الوطنية". واذ لفت إلى "تكرار هذه الحوادث"، أهاب بالقوى السياسية المصرية "العمل على ترسيخ العيش المشترك الإسلامي ـ المسيحي وعلى حماية تنوع المجتمع وتعدديته". وناشد السلطات الرسمية "بذل قصاراها لوضع حد نهائي لهذه الحوادث بتطبيق القوانين بعدل وحزم والحض على قبول الآخر، وتشجيع التفاعل الإيجابي معه ضمن شراكة وطنية حقيقية".

 

مجلس نقابة المحامين: تمديد ولاية المجلس النيابي محظور في الدستور ومخالف للقانون

وطنية - عقد مجلس نقابة المحامين في بيروت، اجتماعه الدوري اليوم برئاسة النقيب نهاد جبر وحضور الأعضاء، وأصدر بيان هنأ فيه "رئيس مجلس الوزراء المكلف السيد تمام سلام، متمنيا له التوفيق في مهمته تشكيل الحكومة العتيدة". وذكر بأن "من المهام الرئيسية لهذه الحكومة إجراء الإنتخابات النيابية في مواعيدها المحددة، الأمر الذي يوجب على الجميع تسهيل التأليف بعيدا عن أية مطالب أو تجاذبات، وإيجاد المناخات الملائمة لتشكيلها بأسرع وقت ممكن". وسبق لمجلس النقابة أن "نبه في بياناته من خطورة عدم إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها، ويكرر التنبيه نظرا لما يشكله عدم إجرائها من خرق فاضح للدستور والمبادىء الديمقراطية، ويذكر السادة النواب بأن الشعب أعطاهم وكالة لتمثيله لمدة محددة لا يجوز لهم تمديدها، خصوصا من طرف واحد، وإلا كان تمثيلهم لهذا الشعب بعد إنقضاء مدة التوكيل، باطلا ومجافيا لأبسط قواعد التمثيل الديمقراطي".

وكرر المجلس القول أن "تمديد ولاية المجلس النيابي محظور في الدستور والنظام الديمقراطي اللبناني ومخالف للقانون والقواعد القانونية التي ترعى الوكالة المحددة المدة، وطلب من السادة النواب، وخصوصا المحامين منهم، استغلال المتسع من الوقت المتاح لهم للتوافق على إجراء الإنتخابات النيابية في مواعيدها".

 

مفوضية كسروان في الاحرار: اقل واجبات اي وزير خدمة المواطن من دون انتظار الشكر

وطنية - استغربت مفوضية كسروان في حزب الوطنيين الاحرار رفع لافتات في قضاء كسروان لشكر وزير الطاقة والمياه جبران باسيل على تنفيذه مشاريع انمائية للمنطقة، مشيرة الى أن "هذه المشاريع سبق ودرست من قبل أسلافه منذ سنين، ومن موقع باسيل كوزير في الجمهورية اللبنانية عليه ان يقوم بمثل هذه الامور لمصلحة المواطن، وان اقل واجبات اي وزير هو خدمة المواطن دون انتظار الشكر". واعطت مثلا على ذلك ان "الرئيس كميل شمعون عندما اتاه وفد من احد المناطق الكسروانية لشكره على تنفيذ احد المطالب الانمائية، قال لهم: اذا كانت الزيارة للشكر على ما تم تنفيذه فأنا ارفضها، ام غير ذلك فاهلا وسهلا بكم في اي وقت، لان اقل ما يفعله المسؤول هو الخدمة دون منة". واكدت المفوضية أن "كسروان وفية، وليست كما صوروها وفية فقط لبعض المشاريع التي تخدم مصلحة وزير او نائب على ابواب الانتخابات النيابية".

 

السنيورة استقبل سفيرة كندا

وطنية - استقبل رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة صباح اليوم في مكتبه في بلس، سفيرة كندا في لبنان هيلاري تشايلد آدمز، وكان بحث في اوضاع لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

الراعي زار مقر الأونيسكو في باريس وترأس قداسا في كنيسة سيدة لبنان والتقى أبناء الجالية

وطنية - زار البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم مقر منظمة الأونيسكو في فرنسا، برفقة سفير لبنان المندوب الدائم لدى الأونيسكو البروفيسور خليل كرم، حيث كان في استقباله رئيسة المجلس التنفيذي ألكسندرا كومينز والمديرة العامة إيرينا بوكوفا، في حضور: سفير الفاتيكان المونسينيور فرانشيسكو فولو وسفير فرنسا لدى الأونيسكو دانيال روندو وسفير المملكة العربية السعودية لدى الأونيسكو الدكتور زياد إدريس ونائب رئيس المجلس التنفيذي وسفير الأرجنتين لدى الأونيسكو اللبناني الأصل ميشال أنجيل استريلا وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الأونيسكو دايفد كيليون. بعدها، انتقل الراعي والوفد المرافق إلى مقر البعثة اللبنانية الدائمة لدى الأونيسكو في شارع ميوليس، حيث التقى الطاقم الديبلوماسي والإداري وهنأهم على عملهم الدؤوب لرفع شأن لبنان في هذا المحفل الدولي الهام. وكان الراعي ترأس صباحا الذبيحة الإلهية في كنيسة سيدة لبنان في باريس، ثم التقى عددا من أبناء الجالية اللبنانية وممثلي عدد من المنظمات والمؤسسات اللبنانية والمارونية. وظهرا، أقام سفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر حفل استقبال على شرفه في حضور عدد من الديبلوماسيين والمسؤولين الفرنسيين.

 

الأسير نظم مسيرة في عبرا: لن نهدأ قبل استرجاع كرامتنا

وطنية - نظم إمام مسجد بلال بن رباح في عبرا الشيخ أحمد الأسير وأنصاره، مسيرة بعد صلاة الجمعة الى منطقة كوع الخروبي في بلدة عبرا شرق مدينة صيدا، وسط تدابير امنية مشددة اتخذتها وحدات من الجيش وعناصر قوى الامن الداخلي. وجدد الاسير في كلمة هجومه على "حزب الله" وسلاحه، مؤكدا الاستمرار بالتحركات ومعلنا عن تحرك يوم الاحد المقبل، وقال: "مضت ايام الاعياد عند جيراننا المسيحيين بسلام، ونسأل الله ان تكون كل ايامهم وايامنا بسلام، وحتى تكون كذلك، انتفضنا. لا أحد يقبل أن يعتدى عليه ويبقى ساكتا. نفهم أن الكثير من اللبنانيين يتساءلون ما قصة الاسير والاعتصامات والتظاهرات، الكل يجب أن يعرف ويتفهم أننا صابرون على الكثير من الامور، ولكن لم نعد نحتمل اهانة كرامتنا وزج شبابنا في السجون ظلما". أضاف: "بعض اللبنانيين أثناء الوصاية السورية تعرضوا للظلم من المجرم النظام السوري، ونحن منهم، ولكن الكل تكلم في الموضوع والكل انتفض، ونحن منذ سنين نتعرض لاهانات على يد الشبيحة. من حقنا أن نعبر عن رأينا وأن نطالب بكرامتنا كاملة، وليسمع الجميع أننا لن نتراجع عن كرامتنا مهما حصل، وأكبر دليل على ذلك ما يحدث كل لحظة".

وتابع: "لن نهدأ ولن نرتاح ولن نتراجع، كرامتنا لا أحد يسأل عنها، الكل يتمنون زوالنا من الوجود ويعتبروننا عبئا عليهم واننا لسنا من لبنان،. نريد أن يتأكد الجميع أننا قادرون بإذن الله وباعتمادنا عليه أن نسترد كرامتنا. شكلوا اتحادا في البلدية ضدنا، وساعة يضغطون هنا وساعة هناك. أريد ان اقول للجميع، قسما بالله، مهما فعلتم لن نهدأ قبل ان استرجع الكرامة كاملة للبنان واعادة التوازن الى لبنان وإغلاق شقق الفتنة".

وختم: "حتى اللحظة حراكنا سلمي، ونحن على موعد الاحد الساعة الخامسة والنصف على دوار الكرامة".

 

غريغوريوس الثالث في نداء الى العالم من اجل سوريا: كم من العذابات ستفرض قبل إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا؟

وطنية - وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث نداء الى العالم للعمل من أجل إحلال السلام في سوريا، جاء فيه: "يوم الجمعة العظيمة (29/3/2013) وجهت نداء إلى قداسة البابا فرنسيس، بابا روما المتصدرة بالمحبة. واليوم أوجه نداء إلى العالم بأسره، ولا سيما إلى رؤساء الدول في العالم العربي، وفي أوروبا الغربية والشرقية، وأميركا الشمالية والجنوبية... وإلى المؤسسات العالمية، وإلى حاملي جائزة نوبل للسلام. وأطوي لكم رسالتي لقداسة البابا، إنه النداء نفسه أطلقه كمواطن عربي سوري، وكمسيحي، وكبطريرك كاثوليكي مركزه دمشق.

تعيش سورية درب صليب دام، مؤلم وطويل. ويمتد إلى كل دروب سورية! جميع السوريين، مسلمين ومسيحيين: الدولة، المعارضة، الجهات المسلحة... كلهم يحملون الصليب نفسه منذ أكثر من سنتين.

لقد تجاوزت آلامنا كل الحدود، الأزمة تحصد الآلاف المؤلفة: قوى الجيش، المعارضين، المدنيين، شيوخا، كهنة، مسلمين ومسيحيين. سورية بأسرها تحولت إلى ساحة حرب. أصبحت مكانا للمتاجرة وتبادل الغنائم لأجل المال ومصالح شخصية. وكل ما يسمى ديمقراطية، حقوق الإنسان، الحرية، العلمانية، المواطنة... كلها ضاعت ولا أحد يهتم بها. وبالعكس نرى التضليل، الكذب والرياء والنفاق. إنها حرب بلا وجه، ومحاربون بلا وجه.

لا مكان آمن في سورية|، وفي كل مكان آمن في سورية يمكن أن يكون المواطن ضحية تفجير، قنبلة، صاروخ، رصاصة قناص، أو خطف غادر، أو رهينة لأجل فدية باهظة، أو قتل أو اغتيال، الفوضى تهدد الجميع، في كل مكان وزمان.  الأخطار تترصد كل المواطنين، لا سيما المدنيين، وذلك بسبب الفوضى وزعزعة الأمن في الأحياء السكنية (مثلا حمص وريفها ودمشق وضواحيها، بلدتي داريا...) وبسبب استغلال المواطنين، لا سيما المسيحيين وجميع الطوائف. هناك أيضا خطر أن يصبح المرء ترسا، ترسا بشريا، حجرا... الكنيسة، الجامع... وهناك خطر زرع الفتن الاصطناعية، ولا سيما بين المسيحيين والمسلمين والدروز الموحدين.

هذا الخطر يهدد جميع المواطنين، ولا سيما المسيحيين، الذين هم الحلقة الضعيفة، السريعة العطب... أمام كل هذه الأخطار والآلام والفواجع التي ترهق جميع المواطنين، يتساءل المرء: ألا توجد طريقة أخرى، ألا يوجد صوت آخر، غير الحرب والسلاح والعنف والحقد والثأر؟... إننا كلنا بحاجة إلى حل! وقد أطلقنا منذ عدة أشهر (آب 2012) نداءنا: "المصالحة خشبة الخلاص الوحيدة لسوريا". ولا نزال ننادي وندعو إلى المحبة والحوار والتصافي والتوافق والسلام. إننا متأكدون بالرغم من كل آلامهم، فإن السوريين (دولة + أحزاب سياسية) مسلمين، شيعة، سنة، دروز، مسيحيين... قادرون على الحوار لأجل المسيرة الوطنية الواحدة. وإنني أعتبر أنه من مسؤوليتي كبطريرك، ونحن كمسيحيين، أن أقوم بهذا الدور. ولهذا السبب نطلق هذا النداء. وأرى من المناسب أن أعرض عليكم بعض التفاصيل حول أوضاع المسيحيين. دمشق هي مقر بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك. كما هي مقر بطريركية الروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس. في سورية بين مليون ونصف ومليونين من المسيحيين، من مختلف الطوائف. باستثناء مصر، عدد المسيحيين في سورية أكثر من أي بلد عربي آخر بما فيه لبنان. مستقبل مسيحيي الشرق الأوسط مرتبط بمستقبل مسيحيي سورية. وقد لجأ عدد كبير من المسيحيين إلى سورية في الأعوام 1975 - 1992 و2006. وكذلك عدد كبير من العراقيين لجأوا إلى سورية، وكثيرون باقون فيها حتى الآن.

إن مستقبل المسيحيين في سورية مهدد، ليس بسبب المسلمين، ولكن بسبب الأزمة الراهنة، وبسبب الفوضى العارمة في هذه الأزمة، وبسبب تغلغل فرق إسلامية أصولية متعصبة متشددة متناحرة... وهي التي تتسبب في الإعتداءات على المسيحيين.

التهديد أكثر شرا وأكثر خطورة على المسلمين مما على المسيحيين، بسبب الخلافات الدموية بين الفرق الإسلامية على مدى العصور. اوضاع المسيحيين متردية، وهذا واقع مؤلم: أكثر من ألف ضحية (في الجيش، بين المدنيين، كهنة، رجال، نساء، أطفال)، مئات الآلاف من النازحين والمهاجرين، داخل سورية، في لبنان، في الأردن، في مصر والعراق وتركيا وسواهم، بأعداد كبيرة (ولكن ليس لدينا أرقام دقيقة) غادروا إلى أوروبا (لا سيما إلى السويد)، إلى كندا، إلى الولايات المتحدة الأميركية... ما مجموعه بين 250 ألفا إلى 400,000 شخص. الخسارات المادية جسيمة جدا. ليس لدينا إحصائيات مفصلة، ولكننا نعرف أن هناك حوالي عشرين كنيسة مهدمة أو متضررة، ومؤسسات اجتماعية (مياتم، مآوي عجزة، مدارس) كانت مكرسة خدماتها لجميع المواطنين، مسيحيين ومسلمين.

هذا ناهيك عن الخسارات الكبيرة في أماكن العمل (مصانع، حوانيت، عمارات) وفي بيوت رعايانا، حيث اضطروا إلى مغادرة مدنهم وقراهم وأحيائهم على عجلة، دون التمكن من اصطحاب إلا اليسير أو لا شيء!

وبالعموم، فإن البيوت والممتلكات التي خلفوها وراءهم هدمت أو سرقت ونهبت! هذا كله يشكل خسارات تقدر بالملايين من الدولارات. وهناك قرى بأسرها أفرغت من سكانها المسيحيين (مثل بلدتي داريا وقرى سواها).

مواطنونا المسلمون هم في الأوضاع نفسها، وخساراتهم أكثر وأضخم من خساراتنا، بسبب أعدادهم التي تفوق بما لا يحد أعداد رعايانا المسيحيين. ولكن الخطر الأكبر علينا جميعا هو الفوضى!

يوم عيد الفصح المجيد أطلق قداسة البابا فرنسيس نداء "لأجل إيقاف العنف"، لا سيما في سورية الحبيبة جدا، لأجل مواطنيها. المجروحين بالأزمة، وبسبب العدد الكبير من النازحين الذين ينتظرون مساعدة وتعزية... كم من الدماء سفكت! وكم من العذابات ستفرض بعد، قبل التمكن من إيجاد حل سياسي للأزمة. إننا نصلي لكي يسمع العالم صوت قداسة البابا،إننا نصلي لأجلكم أيها الملوك ورؤساء الدول والحكومات في كل صقاع الأرض.ونطلب إلى الله لأجلكم أيها الأصدقاء لكي تسمعوا صوت السيد المسيح: "طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يدعون". نصلي لكي تكونوا مستحقين لهذه الطوبى، بأن تكونوا صانعي سلام!".

 

محمد المراد: عدم الذهاب الى انتخاب المجلس الشرعي الأحد يشكل إحتراما لسلطة القضاء ولمنطق الدولة

وطنية - عرض عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى المحامي محمد المراد قضية دعوة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني إلى إجراء إنتخابات المجلس في 14 الحالي في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه بطرابلس، أشارف فيه الى ان "هذه المسألة أثير حولها كثير من الإلتباس سواء بالنسبة لمدى قانونية هذه الإنتخابات وهل هناك أحكام قضائية مانعة لإجرائها، وهل هذه الأحكام ملزمة أم لا".

وقال: "جوابا على ذلك لا بد لي من توضيح الحقائق الآتية: هناك قرار صدر عن مجلس شورى الدولة بتاريخ 28 آذار 2013 قضى بوقف تنفيذ قرار سماحة مفتي الجمهورية بالدعوى إلى انتخابات المجلس الشرعي بتاريخ 14 الحالي أي أن هناك قرارا يمنع إجراءها، وعندما تم إبلاغ سماحته بالقرار عاد واحتكم إلى مجلس شورى الدولة وتقدم بطلب أمامه من أجل الرجوع عن القرار القاضي بوقف تنفيذ الإنتخابات، وهذا الأمر ثابت بطلب سماحته من المديرية العامة للأوقاف. والذي أريد أن أوضحه للرأي العام أنه بتاريخ 11 نيسان 2013 صدر قرار تأكيدي عن مجلس شورى الدولة برد طلب سماحة المفتي بالرجوع عن القرار القاضي بوقف التنفيذ بعد ما أدلى به من دفوع ودفاع وكل ما نسمعه عبر وسائل الإعلام قال أكثر من ذلك من الناحية القانونية إلا أن هذا الطلب قد رد لعدم صحته وقانونيته. وهناك صورة عن هذا القرار يمكن لمن يريد الإطلاع عليه".

أضاف: "يتبين من ذلك أن رد طلب الرجوع الذي تقدم به سماحة المفتي والطرق القانونية والوسائل التي سلكها سماحة المفتي، وبالتالي أن مجلس شورى الدولة اعتبر أن كل ما أدلى به سماحة المفتي ومديرية الأوقاف لا يقع في محله القانوني وأصر مجلس الشورى على عدم جواز إجراء الإنتخابات المزمع إجراؤها في 14 الحالي. ان هذا القرار القاضي بوقف الإنتخابات قد أحيل إلى الدولة اللبنانية من أجل تنفيذه وهنا أقصد هيئة القضايا في وزارة العدل التي تمثل الدولة اللبنانية من الناحية القانونية بعلم القانون الإداري. وأريد أن أوضح للرأي العام وبالذات للأخوة الناخبين في المجلس الشرعي، أن هناك طلبا من هيئة القضايا في وزارة العدل موجها إلى رئاسة مجلس الوزراء تحت رقم 109 وموضوعه وقف تنفيذ الإنتخابات وهذا الكتاب مدون عليه عبارة عاجل جدا حيث يطلب رئيس هيئة القضايا في وزارة العدل من مقام رئاسة مجلس الوزراء الإطلاع على قرار مجلس شورى الدولة القاضي بوقف التنفيذ من أجل إتخاذ الإجراء القانوني المناسب وقد تبلغت رئاسة مجلس الوزراء هذا القرار صبيحة اليوم الجمعة".

وأشار الى رسالة موجهة من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إلى مفتي الجمهورية تتضمن مسألتين: "الأولى التذكير بأن رئاسة الحكومة تجدد الدعوة لسماحته للموافقة والسير بما ارتآه رؤساء الحكومات وأكدوا عليه تكرارا. والثانية هي نوع من التنبيه والتحذير"، لافتا الى ان الرسالة أشارت الى "ان عدم الإلتزام، والكلام موجه لسماحة المفتي، بما تقضي به الأحكام القضائية الصادرة عن مجلس شورى الدولى ستعتبر خروجا عن سيادة القانون وإحترام سلطة القضاء مع ما سيترتب على ذلك من نتائج سلبية لا نرتضيها بحق مقام دار الإفتاء". وذكر ان الرسالة تضمنت ما خلاصته ان "أي إنتخاب لأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى سيكون باطلا بطلانا مطلقا ومن الطبيعي أنه لن تعطى له أية مفاعيل، وهذا لا نرضاه لمقام الإفتاء وقطعا لن يحقق المصلحة العليا للطائفة السنية التي ما خرجت يوما على منطق الدولة وإحترام القانون". وختم المراد متوجها إلى أعضاء الهيئة الناخبة في المجلس الشرعي بالقول: "في ظل صدور أحكام قضائية وتأكيدية على عدم إجراء الإنتخابات، وفي ظل مطالبة هيئة القضايا في وزارة العدل من مقام رئاسة الحكومة من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة بموضوع الإنتخابات في ما لو حصلت، وفي ضوء تلك الرسالة الموجهة من دولة رئيس مجلس الوزراء إلى سماحة مفتي الجمهورية، بات لزوما علينا جميعا نحن كأعضاء هيئة ناخبة وكمسلمين أن ندرك مدى الخطورة التي وصلنا إليها بفعل الإصرار على إجراء الإنتخابات وبالتالي فإن عدم الذهاب يوم الأحد إلى الإنتخابات يشكل إحتراما لسلطة القضاء كما يشكل إحتراما لمنطق الدولة ومشروع الدولة كما هو تاريخ طائفتنا، وأيضا يشكل إحتراما لإرادتنا ولمؤسساتنا كما يشكل حفاظا على المصلحة الإسلامية العليا ووحدة المسلمين لا سيما أن هناك كثيرا من المرشحين الذين أدركوا الحقائق كلها فسحبوا ترشيحاتهم، وبالتالي المصلحة تقتضي منا أن ندرك المسؤولية ونعمل وفق ما تقتضيه المصلحة الإسلامية الشرعية العليا".

 

سليمان استقبل وفد الليبيرالية العالمية وابراهيم وقرعة ونصري خوري:لاعادة النظر في الديموقراطية الاكثرية واشراك مكونات المجتمعات في ادارة الشأن السياسي

وطنية - رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "ان ما تمر به منطقة الشرق الاوسط خصوصا والعالم عموما يحتم على القادة والمسؤولين التفكير في اعادة النظر بالعديد من الانظمة المرعية في ضوء تطور تقنيات الاتصال والمعلومات وفي ضوء العولمة التي بدأت تدخل كل مفاصل الحياة اليومية للشعوب". واعتبر في خلال استقباله وفدا من الليبيرالية العالمية برئاسة هانز فان بالن "ان على المسؤولين في دول العالم وفي ضوء هذه المعطيات اعادة النظر في مسألة الديموقراطية الاكثرية واشراك مكونات المجتمعات في ادارة الشأن السياسي والشأن العام، وكذلك النظام المالي وجعله اكثر انسانية اضافة الى النظم الاجتماعية المتصلة بالتربية والثقافة، لأن من شأن ذلك الدفع في اتجاه ترسيخ السلام بين الشعوب والمساعدة في سيادة مفهوم العدالة ومبدأ الحرية بين الامم وشعوبها". ولفت الى انه "اذا لم تتحقق الديموقراطية في فلسطين فلن يكون هناك تطبيق حقيقي للديموقراطية في المنطقة العربية حيث يحل الاعتدال محل التطرف والتعصب". من جهته اطلع بالن الرئيس سليمان على المؤتمر الذي تعقده الليبيرالية في بيروت على مدى يومين من اجل الاطلاع على كيفية مساعدة لبنان والمنطقة من اجل احلال السلام والديموقراطية، لافتا الى "ان الشرق الاوسط يحتاج هذه الليبيرالية بشدة". ونوه بالن "بالسياسة التي يتبعها لبنان حيال تطورات المنطقة والتي حفظت سلمه واستقراره".

كما تناول اللقاء عرض للتطورات في المنطقة وفي سوريا واهمية وقف دورة العنف وايجاد حل سياسي متوافق عليه بين الافرقاء.

ابراهيم

واطلع الرئيس سليمان من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على التدابير المتخذة لضبط حركة الدخول والخروج على المعابر، اضافة الى مسار الاتصالات الجارية المتصلة بقضية المخطوفين اللبنانيين في اعزاز.

قرعة

كذلك اطلع من مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة على عمل المديرية في هذه المرحلة.

امين عام المجلس اللبناني - السوري

وتناول رئيس الجمهورية مع الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني- السوري نصري خوري الشؤون المشتركة التي تهم البلدين، واطلع منه على الاوضاع السائدة في سوريا راهنا، كما بحث معه موضوع الشاحنات المتوقفة على جانبي الحدود وضرورة مواكبتها امنيا لتسهيل انتقالها في الاتجاهين.

الزين

وزار بعبدا رئيس المؤسسة الاسلامية الاجتماعية في داكار في السنغال الشيخ عبد المنعم الزين الذي نقل اليه تحيات الجالية وشكرها للزيارة التي قام بها الرئيس سليمان للسنغال وما تمثله من اهمية في التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، والتمني بتكثيف زيارات المسؤولين للمغتربات.

 

مطر عرض الاوضاع مع وفد كتائبي

وطنية - زار وفد من المكتب السياسي الكتائبي برئاسة نائب الرئيس شاكر عون وضم اعضاء المكتب السياسي ، فدوى يعقوب، ساسين ساسين وتوماس واكيم المطران بولس مطر في مقره بمطرانية بيروت للموارنة.

وتم خلال اللقاء التداول في شؤون الساعة وبدقة المرحلة وخصوصا موضوع تأليف الحكومة وكان هناك توافق في دعم الرئيس المكلف بمهمته، لا سيما وان الاستحقاق الأولى هو في ان تتم الانتخابات النيابية في أقرب وقت وفقاً لقانون انتخاب عصري يؤمن حسن التمثيل المنشود. وكذلك جرى بحث في الاوضاع الاجتماعية الصعبة التي تواجه فئات واسعة من ابناء العاصمة خصوصا ولبنان عموما .

 

قباني في كتاب الى ديوان المحاسبة عن تلزيم معمل دير عمار 2:نستغرب موافقة الديوان على المناقصة غير القانونية ونطلب إعادة النظر وتصحيح القرار

وطنية - وجه رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب محمد قباني كتابا الى رئيس ديوان المحاسبة يتعلق بموضوع تلزيم معمل انتاج الكهرباء دير عمار 2. وجاء فيه :"فوجئنا في وسائل الاعلام بموافقة ديوان المحاسبة على صفقة تلزيم معمل دير عمار 2 واستغربنا هذا القرار لأننا أرسلنا لكم عدة معطيات حول لا قانونية التلزيم.

أولا: في الاخبار الأول أكدنا على:

1 -إن المنافسة كانت بين شركتين هما " جي بي افاكس " اليونانية و"سايكو" الصينية. وعندما لم تتجاوب الوزارة مع ملاحظات واعتراضات الشركة الصينية، انسحبت من حضور المناقصة. وبالتالي حضرت شركة واحدة، مما يجعل المناقصة غير قانونية.

2 -إن تخفيضا كبيرا للاشغال تم وليس صحيحا أن توفيرا في التلزيم حصل كما ادعى وزير الطاقة. وبالتالي فنحن أمام مناقصة جديدة لا يمكن مقارنة أسعارها بالمناقصة السابقة.

3 - لقد شطب من المناقصة مسألة توفير قطع الغيار للمعمل وتجهيزاته بالإضافة إلى حذف تجهيزات الإمدادات النفطية الضرورية جداً لتغذية المعمل.

4 - إن ما فعله هو تجزئة غير قانونية وهروب من دور البرلمان الرقابي. وإن كان سيعود إلى تلزيم النواقص على حدة فمعنى ذلك أن لا توفير بالإضافة اإلى التجزئة.

5 - تم تقصير داخون المعمل إلى 60 مترا بدل 120 مترا كما تقتضي الشروط البيئية. ثم إن المعمل سيحرق الوقود الثقيل "HFO" الشديد التلوث. فهل المعالجة بتقصير الداخون؟ هذا يعني أننا أمام مجزرة ترتكب بحق سكان المنطقة المحيطة بالمعمل وصحتهم وحياتهم؟

ثانيا: ألحقنا الاخبار الأول وبتاريخ 21/3/2013 بمستندات تشير إلى أن مستندات التلزيم تؤكد وجوب أن تكون الشركة المتقدمة للمناقصة قد نفذت على الأقل محطتين مماثلتين بقوة أكبر من MW 250 لكل منها. وقد قدمت الشركة المشاركة إفادة تقول أنها نفذت في قبرص مشروعين في Vasilikos بقوة MW 254.4لكل منها (المستند الأصلي في الملف )، مقابل ذلك تثبت المستندات المرفقة والصادرة عن شركة كهرباء قبرص ان محطة كهرباء Vasilikos تحتوي على Combine Cycle Gas Turbines (C.C.G.T) بقوة MW 220 ميغاوات، وبالتالي لا وجود لدى Vasilikos في قبرص لمحطة توليد فيها CCGT بقوة MW 250 كحد أدنى كما أفادت الشركة التي رست عليها المناصقة. مما يعني أن المستندات التي قدمتها الشركة هي كاذبة ومزورة.

إن الوقت المعطى لهذه المناصقة "العالمية" هو ثلاثة أسابيع وهو أمر مستحيل إلا إذا كانت النتيجة معدة سلفا.

ثم إن العناصر الأساسية لأية مناقصة هي الشفافية والعلنية والتنافسية وهي غائبة عن هذه المناقصة.

لذلك فإننا نستغرب موافقة الديوان على هذه المناقصة غير القانونية ونؤكد مرة ثانية أن المعطيات لدينا صحيحة، ونطلب إعادة النظر وتصحيح القرار".

كما وجه قباني نسخة إلى: رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام.

 

حزب الله الإرهابي والموقف الخليجي الموحد

داود البصري/السياسة/لا مناص من القول أن خطوة حكومة مملكة البحرين بإدراج "حزب الله" اللبناني ذي المرجعية الإيرانية في قوائم المنظمات الإرهابية والتخريبية, هي حالة متقدمة من المواجهة العلنية الشجاعة والمباشرة مع أسوأ منتوج إيراني وهو بمثابة فيروس طائفي إرهابي محض يستهدف الخلايا الحية للمجتمعات العربية والإسلامية وتحت وابل مكثف من القصف الإعلامي التمويهي, وخلق القيادات الكرتونية التي يلبسونها لباس المقاومة والبطولة رياء وبهتانا بقصد خلق مناطق نفوذ وهيمنة من خلال استجداء العواطف الشعبية واللعب على أوتار القضايا المركزية للأمة. خطوة مملكة البحرين الشجاعة والمتقدمة سرعان مارد عليها الصفويون عبر عملائهم في البحرين ردا إرهابيا مباشرا وشنيعا من خلال استهداف إرهابي لمقر الحكومة ولوزارة الخارجية البحرينية بالذات التي تؤدي اليوم دورا مركزيا في مقاومة المشروع الإرهابي الصفوي العدواني الطموح  والمعزز بعملاء ووكلاء تاريخيين للنظام الإيراني تم تعبئتهم طائفيا وتدريبهم لسنوات طويلة في معامل النظام للفتنة الطائفية المريضة وإعدادهم لليوم الإيراني الموعود. الإيرانيون لايخفون أبدا مشاريعهم التعبوية وسعيهم الدائم الى انشاء فروع ميدانية عاملة ل"حزب الله" على والنمط اللبناني ويحدث ذلك في العراق المحتل إيرانيا ولكن دون تحقيق نتائج مشابهة لما تم إنجازه في لبنان , فالحزب اللبناني يمثل درة التاج الإيراني لكونه قد تخطى حدود التنظيم الحزبي كما حصل مع حزب "الدعوة" أو المجلس الأعل ¯ الإيراني في العراق , ف¯ "حزب الله" اللبناني تحول لإمبراطورية و"مافيوزية" قوية وفاعلة, ويمتلك أذرعا اقتصادية وسياسية وأمنية وتتداخل في أنشطته التجارية الواسعة مصالح وتوجهات لرجال أعمال عرب ودوليين , وتمكن من تنظيم شبكة واسعة تمتد من جنوب القارة الأميركية وتستمر في سلسلة المطاعم في المغرب, وتتواصل في القارة الأوروبية مع شركات ومؤسسات وتصل في العالم العربي والخليج العربي والكويت تحديدا من خلال واجهات اللوبي الإيراني المعروفة والمشخصة جيدا والتي لا أرى داعيا لذكر أسمائها ومسمياتها! واللبيب من الإشارة يفهم!, ومن يتابع الحملات الإعلامية القذرة الموجهة ضد مملكة البحرين من إعلام الجماعات الإيرانية في المنطقة, يعلم ويحيط حتما بالدور المركزي ل¯"حزب الله" في قيادة الحملة وتوجيهها نحو غاياتها المشبوهة وهي تسليم المنطقة الخليجية بقضها وقضيضها للنفوذ الإيراني, فالمعركة الدائرة في الشام في جزء منها هي معركة إدامة وتعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة وحيث بات "حزب الله" يقدم العديد من عناصره كخسائر بشرية منظورة في معركة المصير الفاشي الواحد تلك , والهجمة على البحرين لا تقف حدودها وأبعادها عند مملكة البحرين فقط بل أنها تتجاوزها بكثير في مخطط صفوي واسع المعالم يشمل كل الخليج العربي ويستهدف إختراق السعودية بعد إسقاط البحرين لاسمح الله , ومن ثم التمدد جنوبا عبر اليمن للوصول الى مكة فيما تستمر الشركات ورؤوس الأموال العاملة في الخليج والتابعة ل¯"حزب الله" والحرس الثوري الإيراني في متابعة وتنفيذ الجزء الآخر من سيناريو التغلغل الإيراني , ومن الناحية الستراتيجية الصرفة فإن انضمام بقية دول مجلس التعاون الخليجي للجهود البحرينية يعزز الأمن القومي في الخليج العربي ويحاصر بالكامل كل ثقوب التغلغل الصفوي , ويخلق جبهة خليجية قوية ومتماسكة باستطاعتها إجهاض كل المخططات الإيرانية الهادفة الى دق إسفين الفرقة والخلاف بين شعب الخليج العربي في دوله المختلفة , لابديل جديا وحقيقيا اليوم عن بلورة سياسة أمنية خليجية مشتركة تعزل "حزب الله" وتحاصر نشاطاته وتراقب لوبياته وعناصره العاملة ضمن المجتمعات الخليجية, والتركيز الخليجي على إرهابية "حزب الله", وتبني سياسة عزله ومحاصرته هو أقل ما يمكن عمله من أجل تدارك الموقف ولجم العدوان الإيراني وإفشال كل مخططات وبرامج اليوم الموعود... "حزب الله" بعد تدخله العسكري الفج في الشام وإعلانه الحرب على الشعب السوري الحربات يمثل جبهة عدوانية مناوئة لقوى الحرية والتقدم والسلام بعد أن كشر عن أنيابه الصفوية المسمومة , والخطوة البحرينية الشجاعة هي ضربة معلم ينبغي تعزيزها ورفدها خليجيا وعدم ترك البحرين وحيدة في ساحة المعركة المصيرية على مصير ومستقبل الخليج العربي.

 الخليج العربي اليوم يقف على فوهة البركان , فلنجعل الحمم والأحقاد تحرق مثيريها , ولنتحرك بشكل فاعل من أجل إدارة جماعية مسؤولة للأزمة تكون أهم عناصرها عزل ومحاصرة اللوبي الإيراني ووكلاء الحرس الثوري وتلك مهمة سهلة لاتعوزها سوى الإرادة... فما ترانا فاعلون ? وهل ستتحرك منظومة "التعاون الخليجي لاعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية إتقاء لشرور لايعلم سوى الله مداها... فتنبهوا واستفيقوا أيها العرب , ولتكن مملكة البحرين بمثابة السم الزعاف لدهاقنة الصفوية الصهيونية المجرمة.

 

لأن ثلث ولايته ضاع في الأزمات سليمان يحاول التعويض بحكومات منتجة

اميل خوري/هل يمكن القول إن جعبة قوى 8 آذار فرغت من وسائل وضع البلاد أمام خطر التعطيل حيناً وخطر الفراغ حيناً آخر لجعل عهد الرئيس ميشال سليمان أول عهد في تاريخ لبنان السياسي يضيع ثلثه على معالجة الأزمات الوزارية والاهتزازات الأمنية، والمناكفات السياسية، إذ ما من حكومة يتم التوصل الى تأليفها، إلا بعد مرور ستة أشهر أو أكثر بسبب تبادل الشروط شبه التعجيزية بين قوى 8 و14 آذار. فمن خلاف على تسمية الرئيس المكلف إلى خلاف على تسمية الوزراء وحصة كل طرف، إلى خلاف على توزيع الحقائب والى خلاف على مضمون البيان الوزاري، ثم الى خلاف لا ينتهي على المشاريع الواردة في هذا البيان، فما لا يصير توافق عليها تجمد تحت طائلة تعطيل إقرارها بواسطة ثلث عدد الوزراء المختارين لهذه الغاية، بحيث بات التصويت لا يحسم شيئاً، وهذا ما جعل الرئيس سليمان يطلب اقرار مشروع فصل النيابة عن الوزارة بحيث يصبح تشكيل الحكومات سهلا ولا يظل خاضعاً لشروط الاحزاب والكتل. لكن هذا المشروع ينام في الادراج بدعوى ان إقراره يحتاج الى تعديل دستوري وهو السبب المعلن الذي يمكن ازالته، اما السبب الحقيقي المعلن فهو ان اكثرية النواب ليست مع فصل النيابة عن الوزارة حبا بالمكاسب المصلحية التي تتأمن بجمع السلطة التشريعية مع السلطة التنفيذية في آن واحد وان يتعطل بالتالي دور المحاسبة والمساءلة عند ارتكابهم اخطاء ومخالفات. والدليل على ذلك ان قوى سياسية تصر حالياً على المشاركة في الحكومة مع انها حكومة انتخابات ومن الطبيعي ان يكون الوزراء فيها مستقلين وغير مرشحين لضمان حريتها ونزاهتها. وحجة المنادين بحكومة انقاذ او وحدة وطنية هي ان حكومة من حياديين ومستقلين ليست على مستوى دقة الظروف وخطورتها في المنطقة واحتمال ارتدادها على لبنان، مع ان اي حكومة ايا كان شكلها عندما تكون مدعومة من كل القوى السياسية الاساسية في البلاد دعماً حقيقياً وصادقاً وتحظى بثقة الشعب بأعمالها وانجازاتها تستطيع ان تكون على المستوى المطلوب وان تحافظ على الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي، في حين ان حكومة تتألف من أقطاب ولا تكون متجانسة وتقع في كل جلسة لمجلس الوزراء مناكفات ومشاحنات بدوافع سياسية او حزبية او شخصية فإنها تكون حكومة فاشلة لا تستطيع المحافظة على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي ويسأم منها الشعب وينقم عليها ولا يتفق اعضاؤها حتى على الاهتمام بأولويات الناس. وتشكيل حكومة حياديين ومستقلين للاشراف على الانتخابات، هل تنال ثقة من يعارضونها لأنهم يريدون ان يتمثلوا فيها؟ وما العمل اذا لم تنل الثقة؟ هل تستمر لتتحول حكومة تصريف أعمال ويبقى من حقها الاشراف على الانتخابات، ام ان الرئيس تمام سلام لن يقبل ذلك ويفضل الاستقالة، وعندها تعود البلاد لتدخل نفق ازمة يصعب الخروج منها؟ وما العمل ايضا اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على قانون جديد للانتخاب خلال المهلة الجديدة المحددة لذلك؟ هل يتم التمديد لمجلس النواب ريثما تصبح الظروف مؤاتية للاتفاق على القانون واجراء انتخابات على أساسه؟ وإذا كانت الاكثرية ترفض التمديد كما تعلن الآن، هل يكون المخرج طرح مشاريع القوانين على مجلس النواب حتى اذا ما نال أحدها أكثرية الاصوات المطلوبة تجرى الانتخابات على أساسه؟ والمشاريع الجاهزة للطرح على التصويت حتى الآن هي: "المشروع الارثوذكسي"، مشروع الحكومة الذي يعتمد النسبية ويقسم لبنان 13 دائرة، المشروع المختلط الذي يعتمد الاكثرية والنسبية، وهو الذي يُحسَم الخلاف عليه بالتصويت لجهة الدوائر التي تطبق فيها الاكثرية وتلك التي تطبق فيها النسبية؟ وما العمل اذا تعذر بت هذه المشاريع في مجلس النواب لسبب من الاسباب، هل يصبح قانون الستين الذي يبقى نافذاً حتى بعد تعليق المهل فيه صالحاً لاجراء الانتخابات النيابية على اساسه وذلك بتخيير النواب بين القبول به كأمر واقع او مواجهة الفراغ التشريعي مع شبه فراغ تنفيذي؟ إن قوى 8 آذار، على ما يعتقد بعض المراقبين، لا يزال لديها من الفخاخ والالغام ما تستطيع بها فرض التعطيل او الفراغ خصوصاً إذا وجدت الظروف غير ملائمة لخوض انتخابات لا تكون نتائجها في مصلحتها الا اذا كان لكتلة "حزب الله" او لكتلة النائب وليد جنبلاط موقف يرجح كفة منح الحكومة الثقة للحؤول دون ادخال البلاد في ازمة مستعصية والتصويت الى جانب مشروع قانون للانتخاب ملائم لهما. لذلك فإن مصير الحكومة العتيدة ومصير الانتخابات النيابية رهن بموقف "بيضتي القبان": "حزب الله" أو جنبلاط.

 

كلام سليمان يدكّ .. "فزّاعة" النظام

المستقبل/"القصف الذي طال عرسال غير مبرر نهائيا" لا صوت يعلو فوق صوت رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ولا مواقف "دخيلة" تناقض حمايته لبنان واللبنانيين، حتى المذكرات تبطل قيمتها، وهي أصلا غير ذات قيمة وأقل من عادية، حين يطلق الصرخة الرجل الوحيد الذي أقسم "يمين الإخلاص للأمة والدستور".. وكلام الرئيس مدعّم بالبراهين والأدلة من قيادة الجيش ويستند الى وقائع تؤكد أن القصف السوري يستهدف اللبنانيين الحدوديين وكان آخرهم أبناء بلدة عرسال البقاعية وعلى مسافة كيلومترين داخل اراضيها. ففي قاموس وزير الخارجية عدنان منصور يبقى مضمون الرسالة التي وجهتها "الخارجية" الى السفارة السورية "سرياً"، أي أنه يمنع على المواطنين اللبنانيين أن يطّلعوا على ما تقوم به الوزارة، وكأن عمل الوزارات هو عمل مخابراتي بحت.. فكيف يحاسب إذاً المواطن في أي بلد الوزير الذي من المفترض أنه يرعى شؤونه إن كانت الوزارة تعتبر أن شأن المصلحة العامة هو عمل سري؟! غير أن "تخمين" ما تتضمنه تلك الرسالة يأتي ضمن تصريح منصور نفسه حين يكمل قائلاً "إنّ تبادل الرسائل الأمنية عملية يومية"، لافتاً إلى "وجود لجنة عسكرية مشتركة ولجان اتّصال تعمل منذ العام 1991 الى اليوم، عدا التواصل عبر سفارتي البلدين". والخلاصة تكون أن الوزير يرى أن العلاقة بين لبنان وسوريا لم تتبدّل، بفضل جهود الخير العام التي يبذلها، وهي إذاً صورة عن عهد الوصاية السورية وتشبه النظام الأمني المخابراتي الذي كان قائما طيلة تلك الفترة.. وكلام الوزير جاء في سياق التتمة لكلام السفير. أحداث كثيرة تضافرت بدّلت مجريات الأمور في لبنان وصعّدت معها لهجة السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي رافعاً مستوى سقف "النقمة" على لبنان. فالسفير "الكريم" بالاستفزاز، ومع استقالة حكومة بشار الأسد، فَقَدَ منبر وزارة الخارجية فارتفع معه منسوب التهديد والتهويل والاتهامات، وهو يدرك تماماً أن الظروف التي كانت تشرّع له قصر بسترس لمهاجمة لبنان قد تعيده في أبسط الاحتمالات الى قصر الشعب في سوريا تحت مرمى نيران الجيش السوري الحرّ.

وبغض النظر عن المكان الذي يطلق منه علي تحليلاته البعثية العبثية، فهو ما زال متمسكاً بـ"العلاقة الأخوية بين سوريا ولبنان(..) وبالاتفاقات الناظمة لهذه العلاقة"، وكأن لبنان مجبر على دفع ثمن الاستبداد الذي ألحقه رئيسه بشار الأسد ووالده بالشعبين اللبناني والسوري طيلة عقود من السجن والقمع والملاحقة.. إنه تمسّك من طرف واحد، فالشعب اللبناني باختياره رئيس حكومته الجديد تمام سلام يكون قد نفض يديه من بشار الأسد ونظامه وكل الجرائم التي يريد أن يزّجه فيها. "الاعتداءات من لبنان وليس من سوريا، والهجمات تأتي من لبنان باتجاه سوريا وليس بالعكس وينفذها المسلحون يومياً من الأراضي اللبنانية" يقول السفير ويكرر هذه اللازمة في كل مرة يعتدي جيش بشار الأسد على لبنان وعلى المواطنين الآمنين الذين يقطنون على الحدود.. كلام السفير يأتي رداً على رفض رئيس الجمهورية وبعض الوزراء في الحكومة المستقيلة إقفال الحدود في وجه النازحين الهاربين من نيران النظام السوري، والواقع أن النظام يُعاقب لبنان على رفضه الامتثال لتعليماته التي تصل تباعاً عبر حلفاء النظام في لبنان والذين كانوا يمسكون بزمام الحكم..

ويأتي أيضاً كلام السفير في ردّ واضح على موقف رئيس الجمهورية وتصريحات كل سفراء الدول الغربية والعربية الذين طالبوا باحترام السيادة اللبنانية، علماً أن النظام الأمني اللبناني-السوري الذي كان ممسكاً بالحكم إبان عهد الوصاية عمل لإضعاف الأمن اللبناني الشرعي على الحدود ودعم تسليح "حزب الله" في المقابل لتسهيل تمرير السلاح والعصابات الإرهابية عبر الحدود اللبنانية-السورية.. فالنظام السوري كان ينمو على حساب الشعب اللبناني وهو لن يتعب من أداء دور "دراكولا" حتى اليوم الأخير من حياته.

وفي تصريحه، يظهر التهديد بكل وضوح وكأن السفير يريد "قرص" الحكومة واستباق تشكيلها معتبراً أن شيئاً لم يتغيّر وبرأيه فإن العلاقات يجب أن تستمر بينه وبين الحكومة الجديدة كما كانت في عهد حكومة السلاح قائلاً "لا نرى انقلاباً في موازين القوى". ولا بدّ أن يخلق هذا الكلام تحدّياً بالنسبة الى الحكومة الجديدة وأن يزيد من التصميم والإصرار على فكّ الخناق عن عنق لبنان، خصوصاً أن الرئيس المكلّف لم يخفِ دعمه لثورة الشعب السوري. وعلى عكس سلام الذي يبدو كتاباً مفتوحاً، فإن تحذير علي ينطلق من هذا الإطار "(..) هذا يفرض على البلدين التفكير بأمنهما واستقرارهما ومصالحهما المشتركة لأن أمامهما عدواً واحداً يتربص بهما، ولا يستطيع لبنان أن يشكل حاضنة اقتصادية وملاذاً للأمن والاستقرار من دون التكامل والعلاقة الجيدة مع سوريا"، متمنياً لسلام "النجاح"!

لا شكّ بأن النجاح سيُكتب للبنان حين يكفّ النظام السوري يده عن الوطن الصغير، وحين تتشكل حكومة لا تعرقلها مطامع حلفاء بشار الأسد، ويعتمد اللبنانيون في ذلك على الرئيس المكلف كي لا تتكرر تجربة الحكومة المستقيلة التي لم يتحرّك فيها وزير الخارجية لاستدعاء السفير بناء على طلب رئيس الجمهورية الذي استند الى معلومات أمنية موثقة ليعلن احتجاجه على اعتداءات النظام السوري عبر الحدود الشمالية والشرقية مع لبنان.

في هذا الإطار، وجهت وزارة الخارجية يوم الاثنين الماضي مذكرة الى السفارة السورية ويندرج هذا الاحتجاج في سياق الاحتجاج العادي، بحسب ما نصّت عليه اتفاقية فيينا التي صدرت في العام 1961 وتنظم العلاقات الديبلوماسية بين الدول. ولا بدّ من أن تكون المذكرة التي أرسلت من الخارجية الى السفارة خطية وأن تتوجه بعدها الى الخارجية في دمشق، أو الى السفارة اللبنانية في العاصمة السورية لتسليمها أو إرسالها الى الخارجية. ويكون الاحتجاج أقل من عادي بتكليف السفير اللبناني في سوريا أو ديبلوماسي آخر نقل المذكرة الى الخارجية السورية. وفي كل الدول، تكون المذكرة بالرد بالمثل في حال تجدد مثل هذا القصف، وهي ليست الحال بالنسبة الى لبنان، وهذا كفيل بأن يكون كلام السفير السوري مردود إليه.. كارلا خطار

 

الراعي يلتقي في باريس السفير البابوي وأبناء الجالية

المستقبل/واصل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي زيارته فرنسا أمس، واقام سفير لبنان لدى الاونيسكو خليل كرم لقاء تكريميا على شرفه في دارته شارك فيه مدير مكتب وزير الخارجية الفرنسية دوني بييتون، المستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي ايمانويل بون، امين عام الاكاديمية الديبلوماسية العالمية جان كلود كوسران، المستشار في مكتب وزير الخارجية الفرنسية كريستيان نخله، مستشار الاعمال الدينية في وزارة الخارجية الفرنسية رولان دوبيرتران، سفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر، المطرانان بولس صياح وناصر الجميل، الوزير السابق زياد بارود، مدير مؤسسة عصام فارس العميد وليم مجلي ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، المونسنيور امين شاهين، المونسنيور جوزف البواري، الاب ريمون باسيل، الاب عبدو ابو كسم، مدير الاعلام والبروتوكول في بكركي وليد غياض، والاعلاميون المواكبون لزيارة الراعي الى فرنسا. وتمت خلال اللقاء مناقشة علاقة لبنان بالاونيسكو من خلال عناية المنظمة الدولية بموقع الوادي المقدس المصنف من قبلها في لائحة التراث العالمي، وعرض المدير التنفيذي لمشروع المسح الشامل لتراث الوادي المقدس الزميل جورج عرب لبرامج المشروع الذي تنفذه رابطة قنوبين، وقد تحققت سلسلة اصدارات كتابية وافلام وثائقية بخمس لغات تطبيقا لتوصيات المجمع البطريركي الداعية الى نقل التراث الى بلدان الانتشار بالاضافة الى تأسيس مكتبة ومعرض الوادي المقدس، فيما يتابع التحضير لاقامة مبنى المتحف لجمع التقنيات التراثية ذات الصلة بالوادي المقدس، وقدم البطريرك الراعي لمديرة ومسؤولي الاونيسكو الفيلم الاول وسلسلة افلام الوادي المقدس ودعاهم الى زيارته صيفا. وكانت كلمة للسفير كرم حيا فيها "الجهود المبذولة لابراز تراث الوادي المقدس والمحافظة عليه ارثا ثقافيا للانسانية جمعاء"، وعرض ما يقوم به من اتصالات ومتابعة مع الاجهزة المختصة في الاونيسكو "لتعزيز عنايتها في هذا الموقع الفريد". بدوره، تحدث الراعي عن اهمية الوادي المقدس و"التراث الروحي والوطني الذي يحتضنه وهو تراث مشترك بين كل الكنائس والطوائف يبرز قراءة الهوية الروحية ورسالة المسيحيين التي تشكلت في حقبة الوادي المقدس وقوامها عيش المحبة والانفتاح والحوار وقبول الاخر وتقاسم خيرات الارض".  وشكر الراعي كل "المهتمين بملف الوادي المقدس من الاجهزة الحكومية والبطريركية"، معتبرا "وجود السفير كرم اسهاما في توسيع حلقة الاهتمام بالوادي بالامور اللبنانية". وشدد على "العلاقات التاريخية التي تربط فرنسا بلبنان". وجدد شكره للسفير كرم "لحسن الضيافة وهذا اللقاء المميز". يشار في هذا الاطار الى ان الراعي وكرم والوفد المرافق زاروا مقر الاونيسكو في باريس وعقدوا اجتماعا تناول مجمل اهتمامات المنظمة الدولية وعلاقتها بالوادي المقدس وغيره. وعصرا، التقى الراعي في البيت اللبناني في باريس الجالية اللبنانية، والقى حديثه الدوري في التنشئة المسيحية، عارضا محطات لقاءاته في فرنسا التي جمعته مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس والرئيس سعد الحريري ونائب رئيس مجلس الوزراء الاسبق عصام فارس الذي وجه له البطريرك الراعي تحية شكر وتقدير لاستضافته اياه والوفد المرافق طوال زيارته فرنسا. وكان البطريرك الراعي استقبل في مقر اقامته قبل ذلك السفير البابوي في فرنسا المونسنيور لويجي فانتورا. كما تلقى اتصالا من مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.

 

البطريرك لحام في نداء ثانٍ لأجل سوريا: مستقبل المسيحيين مهدّد بسبب الأزمة

جدّد بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام دعوة العالم للعمل من أجل إحلال السلام في سوريا، مشيراً الى "أننا نصلي لكي يسمع العالم صوت قداسة البابا فرنسيس الذي أطلق يوم عيد الفصح المجيد نداء "لأجل إيقاف العنف" خصوصاً في سوريا الحبيبة جدا".  وقال في نداء ثان: "إننا نصلي لأجلكم أيها الملوك ورؤساء الدول والحكومات في كل أصقاع الأرض. ونطلب إلى الله لأجلكم أيها الأصدقاء كي تسمعوا صوت السيد المسيح: "طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يدعون". نصلي لكي تكونوا مستحقين لهذه الطوبى، بأن تكونوا صانعي سلام(...) إننا متأكدون من أنهم رغم كل آلامهم، فإن السوريين (دولة + أحزاب سياسية) مسلمين، شيعة، سنة، دروزاً، مسيحيين... قادرون على الحوار لأجل المسيرة الوطنية الواحدة". وأضاف: "دمشق هي مقر بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك، كما هي مقر بطريركية الروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس. في سوريا بين مليون ونصف ومليونين من المسيحيين، من مختلف الطوائف. وفي ما عدا مصر، عدد المسيحيين في سوريا أكثر من أي بلد عربي آخر بما فيها لبنان”. وأكد أن "مستقبل المسيحيين في سوريا مهدد، ليس بسبب المسلمين ولكن بسبب الأزمة الراهنة، وبسبب الفوضى العارمة في هذه الأزمة، وبسبب تغلغل فرق إسلامية أصولية متعصبة متشددة متناحرة... وهي التي تتسبب بالإعتداءات على المسيحيين. التهديد أكثر شرا وأكثر خطورة على المسلمين مما هو على المسيحيين، بسبب الخلافات الدموية بين الفرق الإسلامية مدى العصور". ولفت الى ان "اوضاع المسيحيين متردية، وهذا واقع مؤلم: أكثر من ألف ضحية (في الجيش، بين المدنيين، كهنة، رجال، نساء، أطفال)، مئات الآلاف من النازحين والمهاجرين، داخل سوريا، في لبنان، في الأردن، في مصر والعراق وتركيا وسواها، بأعداد كبيرة (ولكن ليست لدينا أرقام دقيقة) غادروا إلى أوروبا (ولاسيما منها أسوج)، إلى كندا، إلى الولايات المتحدة الأميركية... ما مجموعه بين 250 ألفاً إلى 400 ألف شخص”. وقال: "الخسارات الماديَّة جسيمة جداً. ليست لدينا إحصاءات مفصَّلة، ولكنَّنا نعرف أنَّ هناك حوالى عشرين كنيسة مهدَّمة أو متضرِّرة، ومؤسَّسات اجتماعيَّة (مياتم، مآوى عجزة، مسنّين، مدارس) كانت مكرِّسة خدماتها لجميع المواطنين، مسيحيين ومسلمين، ناهيك بالخسارات الكبيرة في أماكن العمل (مصانع، حوانيت، عمارات) وفي بيوت رعايانا، حيث اضطروا إلى مغادرة مدنهم وقراهم وأحيائهم على عجلة، دون التمكن من اصطحاب إلا اليسير أو لا شيء. وبالعموم، فإن البيوت والممتلكات التي خلفوها وراءهم هدمت أو سرقت ونهبت. هذا كله يشكل خسارات تقدر بالملايين من الدولارات. وهناك قرى بأسرها أفرغت من سكانها المسيحيين (مثل بلدتي داريا وقرى سواها)".

 

نيسان لبنان: أين كنّا وأين أصبحنا؟

محمد علي فرحات /الحياة

13 نيسان (أبريل) 1975، بدء الحرب/ الحروب اللبنانية التي تداخلت مع حروب إقليمية ودولية على أرض لبنان. أين كنتَ في ذلك اليوم الربيعي المشؤوم؟ سؤال يجيب عنه مقيمون قلة ومهاجرون كثر يضعون رؤوسهم على وسائد الحنين في أوروبا ووراء المحيطات.

يحتاج اللبنانيون إلى تنشيط الذاكرة ليتفادوا الدخول في حلقة جديدة من مسلسل حروبهم، على رغم مغريات إيديولوجية وسلطوية لدى الذين ضعفت ذاكراتهم أو أنهم كانوا أطفالاً في مطلع حروب لبنان المديدة.

كان البعض يأخذ على المجتمع اللبناني أنه يحيا في اقتصاد خدمات لا اقتصاد إنتاج، فلما انطوت سنوات على الحرب حتى صار اقتصاد الخدمات نمطاً مرغوباً في العالم، خصوصاً بعد التقدم في وسائل الاتصال والمعلومات، وكانت ديموقراطية الطوائف مأخذاً سياسياً على النظام اللبناني فأدت العولمة بعد عقدين من حرب لبنان إلى تعزيز الإدارات المحلية القائمة على بيئات متجانسة إثنياً أو دينياً أو طائفياً.

منذ 13 نيسان 1975 تأكد لنا أن الحرب، أي حرب، لا تنتهي، وأنها تستمر بأشكال متعددة، وصار من الماضي أن نـستـخدم تعبـير «مـا بـعد الحرب» كما استخدمه معظم البشر، خصوصاً في الحروب العالمية التي استندت الى روزنامتها دراسات السياسة أو الفنون والآداب أو الاقتصاد أو العمران. لم تنته حربنا إنما كاد ما قبلها ينتهي من الذاكرة، تلك الأيام والسنوات السعيدة من حياة اللبنانيين، حين عاش الغني والفقير في مستويين متقاربين، وحين تجاورت أساليب العيش وتشابهت، وحين حظي الجميع بحرية الفكر والتعليم والتملّك والسفر والاستثمار، فوصلت الطوائف الى مستويات من التداخل غير مسبوقة، وصار المسلم اللبناني متخصصاً في معرفة مواطنه المسيحي ومتسامحاً تجاهه، والأمر نفسه ينطبق على المسيحي اللبناني. هذا الـ «ما قبل الحرب» اللبناني يكاد يمّحي من الذاكرة نتيجة استيلاء المحاربين على جسد الدولة، وجرى تطبيق اتفاق الطائف في رعاية النظام السوري الراغب دائماً في بقاء التناقضات كي تكون لعبته في السيطرة على المجتمع اللبناني والوصاية، لأن هذا المجتمع يستدعيه في مواسم صراع القيادات وما أكثرها. نص اتفاق الطائف على استيعاب الميليشيات في القوى الأمنية وفي الوظائف الدنيا في الإدارة، فجرى تطبيقه بإدخال الميليشيات هذه إلى درجات السلّم الإداري كلها وصولاً الى القيادة السياسية، وما يترتب على ذلك من انتشار افكار الميليشيات كأنها ايديولوجيا الدولة الجديدة، وهي تقوم على الانكفاء والتعصّب والتحامل وهدر المال العام والاستقواء بالحلفاء الخارجيين على شركاء الداخل. حرب لبنان/ حروبه لم تنته إنما تحوّلت. إنه قانون الكيمياء نطبقه في السياسة والاجتماع والثقافة والاقتصاد. حروب باردة نرجو ألا تسخن، وهي تجد راغبين كثراً داخل لبنان وخارجه، لأن لبنان الديموقراطي تحوّل منذ زمن مديد الى مسرح أفكار ثم إلى مسرح صراعات مرشحة لتكون حروباً. وهي ضريبة الديموقراطية دفع ثمنها اللبنانيون ويدفعون، في انتظار انتشارها في محيط لبنان العربي، فبماذا يعد ربيع هذا المحيط؟ 13 نيسان 1975، كنتُ أقود سيارتي الصغيرة «الرينو ماجور» على بولفار كميل شمعون متجهاً الى منطقة سن الفيل. فجـأة يـزدحم السير فـأسأل الدركي عن السبـب، يقول: إنه حادث بـاص في عين الرمانة وربما سقط قتـلى وجرحى. كانت «البوسطة» في الشارع الجانبي، فلم أتـوقـف وواصلتُ طريقي في الشارع الرئيسي متجهاً إلى بيتي الذي صـار بيوتاً عدة في لبنان والمهاجر، كما صارت بيوت لبنانيين آخرين.

كاتب لبناني من أسرة «الحياة»

 

عودة البيك تمام سلام تلبّـي مزاجاً بيروتيا

بيسان الشيخ /الحياة

الاحتفالات التي رافقت تكليف النائب تمام سلام تأليف الحكومة اللبنانية اعادت الى الاذهان زمنا بيروتياً مضى ولغة انقرضت، أو كادت ان تنقرض. فمشاهد تنظيف مداخل قصر آل سلام في منطقة المصيطبة، وتلميع الزجاج فيه ونفض الغبار عن أثاثه استعداداً لعودة الحياة اليه، ثم الزفة التي استقبلت سلام والمهنئين، كلها مظاهر ترجع الى زمن كانت الزعامات السياسية فيه تنطلق من الحارات الشعبية وتقوم على ناسها. ثمة احتضان متبادل وتراتبية اجتماعية تتلاشى حيناً وتعود لترتسم أحياناً لكنها لا تغيب لحظة عن الطرفين. يكفي أن «البيك» فور عودته الى «بيت العائلة» رفض تفتيش رجال الأمن المتوافدين لتهنئته، كما رفض تحويل المنطقة مربعاً أمنياً آخر، ملمّحاً إلى أنه لا يخشى على نفسه وسط أهله. والواقع ان في إعادة افتتاح بيت سياسي يعود تاريخه الى أكثر من مئة عام في منطقة شعبية مكتظة دلالات سياسية لا تبتعد كثيراً عن مظاهر الفرح الذي انتاب البيروتيين بعودة رئاسة الحكومة ومن ورائها الزعامة السنّية اليهم. فمن شهد المعانقات وتبادل التهنئة يوم إعلان سلام رئيساً مكلفاً للحكومة العتيدة، لا يمكنه إلا أن يــتوقف عند عقدين من الزعامة الحريرية التي تبين أنـــها لم تخترق العمق البيروتي. فظهر فجأة أن العتب المضمر على الحريري الاب، والحريري الابن من بعده حول «إغلاق بيوتات سياســـية» و «إنهاء زعامات عريقة» ليس مما تجاوزه أبناء العاصـــمة كما بدا طوال العقدين الماضيين، تماماً كما لم تتجاوزه العائلات الصيداوية التقليدية. وانسحبت تلك الحالة الشعورية على اللغة المستخدمة في وصف استعادة الزعامة المفقودة سواء في الخطاب الشعبي أو الاعلامي الذي رافقها. فيكفي تمام سلام أنه الامتداد الطبيعي لوالده وجدّه ومواقفهما. إنه «ابن المصيطبة» و«النائب البيروتي» وليس «عن بيروت»، كما أنه سليل سياسة «التفهم والتفاهم» و «لا غالب ولا مغلوب»، وغيرهما من الشعارات التي تبدو أقرب الى الحكم الشعبية والمقولات الشائعة منها إلى المواقف السياسية الواضحة. وذلك هو السياق الفضفاض نفسه الذي يندرج فيه شعار المرحلة المقبلة «حكومة المصلحة العامة».

وفي وقت يشبّه كثيرون اختيار سلام اليوم باختيار سليم الحص غداة حرب السنتين، محذرين من جولة معارك محتملة، جاءت الحريرية لتطوي صفحة الحرب الاهلية وترسي مفاهيم ما بعد الطائف. كان ذلك زمن زعامة الاقتصاد ورجال المال والأعمال والدور المستحدث لبيروت عاصمة للسياحة والإعلام والتسوق وكل ما يبعد عن السياسة المحلية أو الاقليمية. ذلك زمن التسوية الكبرى، حين كان لبنان «أصغر من أن يُبتلع وأكبر من أن يُجزّأ». وهكذا، فإن الحريرية التي لم تتسلل الى مزاج اهالي البسطة والمصيطبة ورأس بيروت، بنت لنفسها «معاقل» مثل فردان وسوليدير وقريطم تاركة خلفها شرائح اجتماعية وسياسية يمثلها اليوم سلام «البيروتي» كما مثلها يوم عزف عن الترشح للانتخابات النيابية في 1992 تضامناً مع مقاطعة المسيحيين. لكن، أياً يكن من أمر، فإن الزعامة السنية التي هددتها «حداثة» الحريرية وما شكّلته من وعي سياسي واقتصادي وأنماط اجتماعية واستهلاكية عادت اليوم الى كنف العائلة. ثمة شعور بالدفء والطمأنينة واعتزال المعارك تبثها تلك العودة في اوصال البيروتيين، كأن يتهامسوا في سرّهم حكمة أخرى من حكمهم بأنه «لا يصح إلا الصحيح».

إنها ببساطة العائلة مقابل الشركة، البيك مقابل الشيخ، المصيطبة مقابل سوليدير.

* صحافية من أسرة «الحياة»

 

كتب شوقي عمار على الفايس بوك:  "بتعرف يا يسوع؟!!"

كلّ ما إجا ع الدّني "كانون أوّل"، بكون أول حدا ناطر صدى روح كلماتك يفلشو جناحن على قلوب الناس!

شو بحسّني مسكون ب حروفك، مش إنت يلّي قلت: "خلّو الأطفال يجو ل عندي، يسكنو قلبي!"...

وهيدا أنا الطفل اللي ما كان يعرف يكبر ت يضلّو يعيش دهشة كلماتك...

مش إنت يلي قسمت الخبز والفرح بينك وبين المساكين ت تكون نعمتك طريق الحب ع قلوبن!؟!

يا هاك الإنت اللي بعدك فيي، وبتخايلو صوتك جايي على

هالأرض ما بدّها مسيح كبير،

ولا بيحرزو ناسها عجقة أنبياء!

هالأرض بدّا دجال يشبه ناسها!

بتعرف يا يسوع،

ما بقا يطلعلك دور تعمل شمّاس ع قد ما كبرو رجال الدين ب الشرق،

يعني ما فيني خبرك!

ب الشرق لكل مواطن فنان ورقاصة ورجل دين وآي فون! آياي ياي ع الشرق!

بتعرف يا "يسوع"!

ما بنصحك تجي السنة ع الشرق،

اسماع مني وخليك هونيك مرتاح مطرح ما إنت! ما تخدعك كلماتن! بيحكو ب إسمك ليل نهار وما حملو من غبرة إسمة شي، لا تعرّفو ع حب، لا انسكنو ب سلام، ولا لامس قلبن مصالحة مع حالن!

مش إنت قلت: "إسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم"!

وحياتك يا يسوع ما بقا تظبط معي: "لا بدي إسمع أقوالن ولا إتعرف على أشكالن"!

بتعرف يا "يسُوع"!

هيدا اللي قلتلو ب هالزمانات البعيدي: "لو كنت ع قربانك، وتذكرت إنو خيّك إلو حق عليك، أو زعلا منك، اتروك قربانك وروح تصالح معو ورجاع"!

هيدي كانت وصيتك...

بس هات ت خبرك شو صار!

هوي فلّ وما عاد رجع، ولما راح أول شي عملو حاول يقلع خيو، واللي بيقلك غير هيك، قلو عن لساني: "كذاب"...

بخبرك كم الف طفل بيموت كل يوم ب العالم من البرد والجوع والأمراض والتشرد والحرب؟

بخبرك كم مليون انسان ماتو من يوم اللي قلت كلمتك ل اليوم؟ ع شرط ما بيموتو هيك متل ما لازم يموتو! يعني بيموتو ب أبشع وسائل التعذيب...

بتعرف كم عملية إجهاض داخل الأسرة وخارج الأسرة بينعمل كل يوم؟ بحبح أرقام قد ما بدك...

بتعرف كم مليار صليب ذهب مشغول ع إسمك ومحمولين ب رقاب الناس، واللي أثمانن بترد الحياة لأطفال نسيتهن النعمي!

بتعرف يا يسوع!

ما بعرف يا يسوع لو عم تحضر قداديس الصلا! ما بظن رح تقبل..

طولو الطريق كتير مع الله... يعني ما بعرف هودي اللي حكيت عنن وين منلاقيهن؟ البسطاء، المساكين، الأنقيا،

 

أوباما أفرج عن مساعدة غير قتالية للمعارضة: الوضع بلغ "نقطة حاسمة"/واشنطن تحدث خططها لتدخل عسكري مباشر ضد النظام السوري

واشنطن - يو بي اي - ا ف ب: كشفت مصادر عسكرية مطلعة ان الولايات المتحدة تعمل على تحديث خططها العسكرية لتدخل مباشر في سورية يشمل توجيه ضربات عسكرية.

وقالت المصادر لشبكة "سي إن إن" الأميركية, امس, ان ضباط القيادة الأميركية الوسطى وقيادة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع "البنتاغون", عملوا بضغط من النواب الديمقراطيين والجمهوريين على تحديث خطط عسكرية تتضمن تدخلاً مباشراً في سورية, تتنوع أشكاله بين توفير المساعدات الإنسانية وتوجيه الضربات العسكرية المباشرة. وقالت المصادر ان الملامح الأولية للخطة التي تتضمن أدواراً واسعة للقوات الأميركية قد تظهر خلال الأسبوع المقبل, مع الشهادة المرتقبة لوزير الدفاع تشاك هاغل, ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي, أمام الكونغرس, مع التشديد على ان الخيارات المطروحة تأتي في إطار تحديث الخطط العسكرية, وانها لا تدل بالتالي على ان البيت الأبيض على وشك توجيه أوامر بتنفيذها. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية, طلب عدم كشف اسمه, إن الفريق الأمني في البيت الأبيض على علم بالخطط الجديدة, لكنه شدد على أنها لا تختلف كثيراً عن تلك التي سبق للرئاسة الأميركية أن درستها, مضيفاً "نقول منذ فترة طويلة إننا ندرس كل الخيارات الممكنة من أجل إنهاء العنف وتسريع الانتقال السياسي في سورية". وبحسب المصادر, فإن بين الخيارات المطروحة استخدام صواريخ "كروز" لضرب القدرات الجوية السورية, وكذلك استخدام الطائرات العسكرية الضخمة لنقل مساعدات إنسانية, وصولاً إلى إقامة منطقة عازلة داخل سورية, ولكنها كلها خيارات قد تعترضها تحديات كبيرة عند التطبيق.

وكانت "سي إن إن" قد كشفت قبل أيام ان واشنطن قررت تقديم حزمة جديدة من المساعدات غير الفتاكة إلى المعارضة السورية, يعتقد ان بينها سترات واقية ومناظير ليليّة, ولكنها تبقى أقل بكثير مما يطالب به عدد من النواب الأميركيين الذين كانوا قد دعوا الرئيس باراك أوباما إلى التفكير في "خيارات عسكرية محدودة" لا تتضمن إرسال جنود إلى سورية. وحض نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الإدارة الأميركية في رسالة موقعة بتاريخ 21 مارس الماضي على التفكير في خيارات لضرب سلاح الجو والقدرات الصاروخية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. في سياق متصل, اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما أن الحرب في سورية وصلت نقطة "حاسمة", وأمر بالافراج عن 10 ملايين دولار لتزويد المعارضة مباشرة مساعدة غير قاتلة مثل الاغذية والادوية, وفقاً لإعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري نهاية فبراير الماضي.

واستقبل الرئيس الاميركي في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض, ليل اول من امس, الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وبحث معه الوضع في سورية. وقال اوباما "بالتأكيد, الازمة الانسانية تتفاقم والامين العام بان وأنا متفقان على القول باننا في وقت حاسم واننا نعلق اهمية على عملية انتقالية سياسية فعالة تحترم حقوق جميع السوريين". وطلب من بان تعاون الولايات المتحدة والامم المتحدة "ليس من اجل تسوية كاملة للازمة ولكن على الاقل من اجل تحسين الوضع بالنسبة للشعب السوري, نحو عملية سياسية انتقالية". من ناحيته, طلب بان كي مون "من الرئيس اوباما القيام بكل ما يمكنه القيام به من اجل العمل مع الشركاء الاساسيين داخل مجلس الامن" المنقسم كليا منذ اشهر بين غربيين من جهة وروس وصينيين من جهة اخرى. وقبل استقباله بان كي مون وفي مذكرة الى وزيري الخارجية والدفاع, امر اوباما تقديم مبلغ يصل "حتى 10 ملايين دولار لتقديم مساعدة طبية وغذائية الى الائتلاف السوري المعارض والى المجلس العسكري الاعلى" السوري الذي يشرف على "الجيش السوري الحر". وكان جون كيري اعلن عن المساعدة المباشرة الى المعارضة السورية بشكل مواد طبية ووجبات غذائية, في ختام اجتماع "اصدقاء سورية" في روما بتاريخ 28 فبراير الماضي. وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كايتلن هايدن ان هذا المبلغ الذي "قد يصل الى 10 ملايين دولار, يضاف الى 117 مليون دولار كمساعدة قدمت للائتلاف السوري المعارض". وتقدم الولايات المتحدة ايضا مبلغ 385 مليون دولار كمساعدة انسانية لسورية مخصصة لنحو أربعة ملايين نازح سوري في الدول المجاورة لسورية.