المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 01 نيسان/2013

عناوين النشرة

*إشعيا الفصل 9/12-20/غضب الرب

*تعليق نشر على موقع ال بي سي/مرحبا مقاومة ومرحبا انتفاخ كياني/الياس بجاني

*البابا يدعو الى حل سياسي في سوريا ويندد بالنزاعات الدامية

*قذائف من الجانب السوري على خراج 3 بلدات عكارية

*إصابة 5 عمال سوريين طعنا وضربا بإشكال في طيردبا

*تشييع جاد البعيني في مزرعة الشوف وهاب: لتهدئة النفوس ولتأخذ التحقيقات مجراها لمعاقبة القاتل

*مقتل فتى برصاصة من بندقية صيد كان يلهو بها

*ارسلان: نعمل لتطويق كل ذيول حادث بقعاتا لن ألتزم بتسمية أي رئيس حكومة إلا بعد التشاور مع جنبلاط

*رئيس الجمهورية: لن اوقع على قانون التمديد للمجلس الحالي عدم اجراء الانتخابات خطيئة كبيرة والدخول في الفراغ خطيئة مميتة

*لبنان: سليمان يحبذ حكومة حيادية

*سليمان: سأدعو للحوار ومساره مستقل عن مسألة تشكيل الحكومة

*السفن الروسية تفرغ الذخائر ببيروت والجيش "والحزب" يواكبها حتى "المصنع و"الدبوسية"

*وأخيراً: فرنسا تعتبر الجناح العسكري لحزب الله "إرهابياً"

*"صناعة" الخطف ناجحة في دولة سليمان الفاشلة: اطلاق سراح المخطوف عامر ابو شاهين

*قتيل وجرحى في مشكل بين جنبلاطيين ووهابيين في "بقعاتا الشوف "

*الشيخ الحرفاني: رفض تأجير أرضه لشبكة إتصالات "حزب الله".. فقُتِل بـ٥ا رصاصات!

*شمعون: لا يجوز أن يبقى البلد من دون حكومة

*جعجع هنأ اللبنانيين بالفصح: الانتخابات تتطلب حكومة حيادية

*"القوات": وهاب يصر على الاساءة لـ"القوات" ورئيسها حتى في يوم الفصح

*علوش: حماية لبنان هي بقرار ذهاب حزب الله لحوار جدي حول سلاحه وتحالفاته

*رعد: مطلوب من أي حكومة مقبلة أن تعيد ترسيم الثوابت الوطنية معادلة الشعب والجيش والمقاومة ستبقى الأقدر على مواجهة التهديدات

*نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: المطلوب من أي حكومة جديدة الا تطعن بظهر المقاومة والا تكون خنجرا بخاصرة سوريا

*السنيورة والوفد المرافق عادوا من الرياض وابو فاعور وطعمة غادرا الى جدة

*في ذكرى 2 نيسان… 14 آذار ونواب زحلة: لمقاطعة الاحتفال الذي يضم الضحية والجلاد و المشاركة بالذكرى في ساحة الشهداء

*بعد اعلان الجيش الحر مقتل بشار الأسد.. ماذا كشف فرنجية؟

*تقارير: نواب "الاشتراكي" سيتقدمون بترشيحاتهم للإنتخابات النيابية الثلاثاء

*جنبلاط المغرد أبدا خارج السرب استكمل ونواب كتلته المستندات اللازمة وباتوا جاهزين لساعة الصفر ساعة تقديم طلبات الترشيح للانتخابات

*فرنجية اتصل بالاسد: الرئيس السوري "بألف خير، وهو بصحة تامة"

*تجمعات شيعية معارضة لحزب الله

*دار الفتوى على مفترق التقسيم/ماجدة صبرا/الشراع

*الطوائف اللبنانية في نعيمها الاقتصادي/حسام عيتاني/الحياة

*إدمون رزق لـ«الحياة»: مُدَّد للبرلمان اللبناني 8 مرات والظروف الضاغطة تحتم التاسعة... لسنة واحدة

*مصدر ديبلوماسي روسي لـ"الحياة": إعلان بعبدا أساس للنهج السياسي المطلوب في لبنان

*٢٠٠٠-٥٠٠٠ "جهادي" في سوريا معظمهم "مواطنون أوروبيون"

*زيباري وسوريا.. وقفة للتصحيح/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*موقف جنبلاط من الحكومة يحدد أفق الأزمة السياسية ومعادلة «الجيش والشعب والمقاومة» تناقض «إعلان بعبدا»

*الخليج واحتواء الإخوان المسلمين!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*نحن... وإيران/افتتاحية «الشرق الأوسط»

*مئات الدروز في جيش الاحتياط الإسرائيلي يهددون بدخول سوريا لمحاربة «النصرة»

*فاتيكان "البابا فرنسيس" لا يناسب بطريرك الموارنة/مروان طاهر/الشفاف

*روسيا وتجارة الدماء/عبدالله إسكندر/الحياة/يمثل

*فتوى «جهاد النكاح» بين زعران الحروب و... مجاهديها/حازم الأمين/الحياة

*الراعي تلقى اتصالات تهنئة من ميقاتي والحريري والسنيورة واتصل ببري مطمئنا

*الراعي في قداس الفصح: نصلي كي يدحرج المسيح عنا حجر الموت والعنف سليمان: اذا كانت الانتخابات على قانون الستين خطأ كبيرا فالتمديد خطيئة

*مسيحيو سوريا احتفلوا بالفصح لحام: ندعو إلى المحبة لإيقاف نزيف الدم

*مطر مترئسا قداس الفصح: استحقاقات كثيرة تنتظر قادة بلادنا لا يفكرن أحد من أبناء شعبنا بقهر سواه أو إخراجه من المعادلة

*معوض في قداس الفصح من زغرتا: بدون المسيح لا يمكنني الانتصار على الشر

*خيرالله في قداس الفصح من تنورين: الكنيسة في لبنان ثابتة وصامدة رغم التحديات والاحتلالات

*آرام الأول: الانتخابات والحكومة أساسيان وملحان الطائفة الأرمنية دائما بجانب الشرعية والعدالة والتعايش

*راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون: المحبة الحقيقية هي التي يحتاجها وطننا

*بسترس في قداس الفصح: من غير المقبول ان يبقى ممثلو الأمة مختلفين على قانون الانتخابات وينطلقوا من اختلافهم ليمددوا لأنفسهم

 

تفاصيل النشرة

 

إشعيا الفصل 9/12-20/غضب الرب

لأنهم لم يتوبوا بعد إلى الرب القدير الذي عاقبهم ولا طلبوه فيقطع من بني إسرائيل الرأس والذنب، والنخل والقصب، في يوم واحد. الشيخ والوجيه هو الرأس، والنبي الذي يعلم بالكذب هو الذنب. فقادة هذا الشعب هم يضللونه، والذين ينقادون إليهم يبادون. لذلك لا يرضى الرب عن شبانهم، ولا يرحم أيتامهم وأراملهم، لأن الجميع ينافقون ويفعلون الشر، وكل واحد فيهم ينطق بالحماقة. مع هذا كله لم يرتد غضب الرب، بل بقيت يده مرفوعة عليهم. شرورهم تشتعل كالنار، فتأكل الأشواك والعليق وتحرق أدغال الغابة وتلتف كعمود من الدخان. وبغضب الرب القدير تلتهب الأرض، فيكون الشعب مثل وقود النار لا يشفق واحد على أخيه. ينهش على اليمين ويبقى جائعا، ويلتهم على الشمال ولا يشبع. يأكلون كل واحد لحم ذراعه: منسى يقوم على أفرايم، وأفرايم يقوم على منسى، وكلاهما يقومان على يهوذا. ومع هذا كله لم يرتد غضب الرب، بل بقيت يده مرفوعة عليهم.

 

تعليق نشر على موقع ال بي سي/مرحبا مقاومة ومرحبا انتفاخ كياني

http://www.lbcgroup.tv/watch/9771/%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84?xid=LBCI-ProgramsEpisodes-9771

الياس بجاني/عيب أن تتكلمون عن المقاومة وانتم لا تمتون لها بصلة وبعيدون عنها بعد الأرض عن السماء. بربكم أي مقاومة تلك التي تتباهون فيها وهل وصل بكم مرض الانفصام إلى هذا الحد من التغرب والغربة عن الواقع والحقيقة؟ وهل حزب الله طبقاً لكل معايير المقاومة في العالم القديمة والحديثة تنتطبق عليه صفة مقاوم؟ المقاومة هي أعمال إيمان وصدق وشفافية وعطاء وانسانية وتحرير وفداء. فهل أي من هذه الأعمال هي من ضمن ممارسات حزب الله وخطابه وأهدافه ومرجعته الملالوية؟

عيب أن تستمرون في الغرق بمرض الانتفاخ الكياني القاتل، وحرام أن تتابعون العيش في الأوهام وأحلام اليقظة، لأن الحقائق الملموسة والمعاشة في غير مصلحتكم وهي 100% تعاكس منطقكم المتعالي والمتوهم والمريض.

ترى هل المقاومة هي الجهاد ضد الشعب السوري مساندة لنظام قاتل ومجرم وشمولي؟

ترى هل المقاومة هي في خلق دويلات ومافيات وعصابات وفي الخطف والخوات والتهريب وتبيض الأموال؟

ترى هل المقاومة في تزوير الأدوية والتهرب من القانون واتباع ثقافة شرعة الغاب؟

هل سمعت عن الثمانية امهات الواتي فقدن حياتهن بسبب أدوية حزب الله المزورة؟

المقاومة تبني ولا تهدم، المقاومة هي الشعب وليس المأجورين التابعين لدولة أخرى والعاملين عسكر في جيشها الإرهابي.
عيب استحوا وعودوا إلى لبنان وإلى الحقيقية وكفى تعال وكبرياء وغربة عن لبنان وعن اللبنانيين، والأهم  ان تعودوا من الغربة عن العقل والحقائق.

في النهاية لن يصح إلا الصحيح والصحيح هو لبنان الحرية والإنسان والكيان،ـ والصحيح أيضاً هو أن نهاية الشر والأشرار آتية لا محالة.

عاش لبنان وعاشت الحرية

 

البابا يدعو الى حل سياسي في سوريا ويندد بالنزاعات الدامية

وطنية - الفاتيكان - دعا البابا فرنسيس اليوم في اول رسالة لمناسبة عيد الفصح الى "السلام" في سوريا وفي العراق وانهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، والى التفاهم في شبه الجزيرة الكورية. وقال البابا امام مئات الاف المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وجادة ديلا كونشيلياتسيوني متحدثا للمرة الاولى بشأن النزاع السوري، "كم من الدماء سفكت، وكم من العذابات ستفرض بعد قبل التمكن من ايجاد حل سياسي للازمة؟".  ودعا البابا الى "السلام لسوريا الحبيبة، من اجل شعبها الجريح بسبب النزاع ومن اجل العديد من اللاجئين الذين ينتظرون المساعدة والتعزية". وصلى ايضا من اجل السلام في العراق، كما دعا الفلسطينيين والاسرائيليين الى سلوك "طريق الوفاق" من اجل "وضع حد لنزاع مستمر منذ زمن بعيد".وفي ما يتعلق بافريقيا، دعا الى استعادة مالي "وحدتها وارساء الاستقرار" فيها، وذكر جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية افريقيا الوسطى حيث "يضطر عديدون لمغادرة منازلهم والعيش في الخوف".وندد باحتجاز العديد من الرهائن لدى مجموعات ارهابية في نيجيريا، موجها نداء من اجل الاطفال يتعلق خصوصا بعائلة فرنسية مخطوفة. ودعا الى السلام في آسيا خصوصا في شبه الجزيرة الكورية من اجل تجاوز الخلافات ونضوج روح متجددة من المصالحة. وفي نهاية رسالته، ندد البابا بقوة بالاتجار بالبشر، واعتبره الاستعباد الاكثر انتشارا في القرن الحادي والعشرين. وانتقد بقوة العنف المرتبط بتهريب المخدرات والاستغلال غير المنصف للموارد الطبيعية، مذكرا باحدى مقولاته "فليجعل منا يسوع حراسا مسؤولين عن الكون".

 

قذائف من الجانب السوري على خراج 3 بلدات عكارية

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار منذر المرعبي، ان قذائف مصدرها الجانب السوري، ونتيجة الاشتباكات داخل الأراضي السورية، سقطت مساء اليوم على خراج بلدات الدبابية والنورا وحكر جنين.

 

إصابة 5 عمال سوريين طعنا وضربا بإشكال في طيردبا

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صور حسين معنى، ان إشكالا وقع بين مجموعة شبان من بلدة طيردبا، وعدد من العمال السوريين، تطور إلى استخدام العصي والسكاكين، وإلى إصابة خمسة عمال سوريين عرف منهم: يوسف السيد إصابته خطرة، ومحمد السيد وابراهيم الحجار اللذان وصفت إصابتاهما بالمتوسطة، وقد نقلوا إلى مستشفى جبل عامل في صور.

وحضرت القوى الأمنية والعسكرية إلى مكان الحادث، وباشرت التحقيقات اللازمة لتحديد المسؤوليات وتعقب المتسببين.

 

تشييع جاد البعيني في مزرعة الشوف وهاب: لتهدئة النفوس ولتأخذ التحقيقات مجراها لمعاقبة القاتل

وطنية - شيعت بلدة مزرعة الشوف، بعد ظهر اليوم، الجندي المغوار جاد البعيني، الذي قضى في حادثة بقعاتا أمس، بمأتم شعبي حاشد شارك فيه وفد عسكري من قيادة الجيش وممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي النقيب جورج فاضل، رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، وعائلة الفقيد وحشد من اهالي المنطقة. وألقى وهاب كلمة، توجه فيها إلى أهل الفقيد، مشددا على وحدة الطائفة الدرزية والجبل وأمنه واستقراره. ودعا إلى تهدئة النفوس، وإلى أن "تأخذ التحقيقات مجراها القانوني لمعاقبة القاتل". كما ألقى ممثل قائد الجيش كلمة حيا فيها "روح الشهيد البطل"، منوها به لما حازه من شهادات تقدير أثناء قيامه بمهامه العسكرية.

وألقى جهاد ذبيان كلمة بإسم البلدة، كما تحدث معين البعيني بإسم العائلة، اللذان أكدا على التهدئة ووحدة الجبل "واستقراره الذي دفع ثمنه المغدور جاد البعيني غاليا". كذلك رثى الشاعر نزيه أبو الزور الفقيد، معددا صفاته ومزاياه.

وخلال التأبين توجه عم الفقيد، أبو علي يوسف البعيني، بكلمة الى "المشايخ الأجلاء"، شدد فيها على وحدة الطائفة، داعيا المشايخ إلى "التدخل لدرء أبناء الطائفة عن أتون المشاحنات السياسية التي لن تؤدي إلا الى زهق أرواح أبنائنا". وبعد الصلاة على الجثمان، ووري في الثرى في مدافن البلدة. ثم تقبلت العائلة التعازي. وأفاد مندوب الوكالة الوطنية في الشوف عامر زين الدين، ان حادثة بقعاتا الذي ذهب ضحيتها جاد، واصيب خلالها أيضا شقيقه التوأم وصديقهما كفاح هاني، أرخت بظلالها على المنطقة، حيث انتشرت وحدات من الجيش في الساحات العامة وعلى مفارق الطرقات.

 

مقتل فتى برصاصة من بندقية صيد كان يلهو بها

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صور جمال خليل، أن الفتى بلال محمد سقلاوي (15 عاما)، قضى بطلق ناري انطلق من بندقية صيد كان يلهو بها، وأصابه في صدره. وقد نقلت جثته من بلدته دير قانون رأس العين، إلى المستشفى اللبناني - الإيطالي. وفتحت القوى الأمنية المختصة، تحقيقا بالحادث.

 

ارسلان: نعمل لتطويق كل ذيول حادث بقعاتا لن ألتزم بتسمية أي رئيس حكومة إلا بعد التشاور مع جنبلاط

وطنية - استقبل رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، في السرايا ألأرسلانية في الشويفات، وفودا شعبية، وتحدث للصحافيين عن الوضع الحكومي فقال: "هناك تشاور حاصل في البلد بين كل الأفرقاء، إن كان 8 آذار أو 14 آذار أو من في الوسط والتشاور مستمر، وبالنسبة لي إني أتشاور مع حلفائنا في هذا الموضوع حول تسمية رئيس الحكومة وإن التسمية حتى الآن لا تزال غير واضحة، وإني لن ألتزم بتسمية أي رئيس حكومة إلا بعد التشاور مع وليد بك جنبلاط في الموضوع". أضاف: "نتمنى أن يحصل تفاهم في الحد الأدنى حول مسألة الحكومة، لأن الناس أصبحت بأمس الحاجة لهذا الموضوع، إنما هذا في الوضع السياسي اللبناني العام يبقى في إطار التمنيات. أتمنى على الجميع الالتزام بشخصية سياسية معينة يتفق عليها لتاليف الحكومة بأقل خسائر ممكنة. آسف حسب ما تبين حتى الآن اننا من الممكن أن نتوصل الى إسم لرئاسة الحكومة، لكن مسألة تأليف الحكومة ستكون طويلة". وأسف أرسلان لحادث بقعاتا وإستنكره وقال: "ما حصل في بقعاتا هو حادث فردي، وقد إتصل بي وليد بك البارحة ليلا، وإننا نعمل سويا لتطويق كل ذيول هذا الحادث لأننا متفقون على أن لا نسمح لبذور الفتنة للدخول الى الوضع الدرزي والى الجبل. الجبل سيبقى محصنا، لن نسمح للفتنة بأي شكل من الأشكال أن تدخل الى صفوف أبناء الجبل. صحيح في السياسة هناك تباين في وجهات النظر ومواقف متعددة، إنما أمن الجبل والناس فوق أي إعتبار".

 

رئيس الجمهورية: لن اوقع على قانون التمديد للمجلس الحالي عدم اجراء الانتخابات خطيئة كبيرة والدخول في الفراغ خطيئة مميتة

وطنية - قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد الخلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، "نتفق مع الراعي على اجراء الانتخابات باي ثمن وفي موعدها. مهمة الحكومة اجراء الانتخابات وصيانة السلم والامن في لبنان والحد من تداعيات الازمة السورية على لبنان". اضاف: "معظم اللبنانيين لا يريدون قانون ال60، لكن جميع اللبنانيين يريدون الانتخابات. ان عدم اجراء الانتخابات خطيئة كبيرة والدخول في الفراغ خطيئة مميتة، فلا مفر من اقرار قانون انتخاب جديد ومكونات هذا القانون جاهزة وحاضرة". وتابع: "لن اوقع على قانون التمديد للمجلس النيابي الحالي. والمسؤول عن الوضع الفرقاء السياسيين".

 

لبنان: سليمان يحبذ حكومة حيادية

بيروت – «الحياة»/يُنتظر أن تساهم الاتصالات التي ستُجرى خلال عطلة اليومين المقبلين لمناسبة عيد الفصح في تحديد ملامح اسم الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة وسط اعتقاد مصادر معظم الفرقاء، ومنها قوى 14 آذار وتيار «المستقبل»، أن اسم الرئيس العتيد للحكومة الجديدة سيظهر عشية الاستشارات النيابية الرسمية التي دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان إليها في 5 و6 نيسان (ابريل) المقبل وليس قبل ذلك.

وفيما يتبع الفرقاء سياسة انتظار ما سيقترحه الخصم لتسمية الرئيس المكلف، فإن الأنظار تتجه الى المشاورات التي يجريها وفد رفيع من تيار «المستقبل» برئاسة فؤاد السنيورة مع زعيم التيار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في الرياض التي غادر إليها السنيورة ظهر أمس بعدما اجتمع مع الرئيس سليمان، يرافقه الوزير السابق محمد شطح والنائب نهاد المشنوق وقياديون آخرون من التيار.

وسبق لقاء السنيورة مع سليمان وسفره الى الرياض اجتماع للجنة المصغرة التي شكلتها قوى 14 آذار للبحث في تنسيق الموقف من الموضوع الحكومي ومن قانون الانتخاب برئاسته وحضور النواب: مروان حمادة، بطرس حرب، جورج عدوان وسامي الجميل، أول من أمس، انتهى الى التوافق على الإصرار على «تشكيل حكومة حيادية، تشرف على إجراء الانتخابات النيابية في أقرب وقت». وأوضحت مصادر في قوى 14 آذار لـ «الحياة» أن أعضاء اللجنة اعتبروا أن «هذا الخيار هو الأفضل لأن اقتراح قيام حكومة وحدة وطنية يريدها الفريق الآخر من أجل تأجيل مديد للانتخابات وهذا ما ترفضه قوى 14 آذار، فضلاً عن صعوبة توقع نتائج من حكومة الوحدة في هذه الظروف، طالما أن نتائج قرارات هيئة الحوار الوطني لم تر النور ولم تُحترم». أما النقطة الثانية التي اتفق عليها أعضاء اللجنة فهي المتعلقة بتسريع الخطى للتوصل الى توافق بين قوى 14 آذار على مشروع قانون الانتخاب وبالتعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي، يقوم على اعتماد الصيغة المختلطة بين النظامين النسبي والأكثري. وفيما ذكرت مصادر مطلعة أن فكرة اعتماد الحكومة الحيادية، للإشراف على انتخابات نيابية قريبة، أخذت تلقى المزيد من التأييد، أوضحت المصادر نفسها أن الرئيس سليمان لم يعد بعيداً من تأييد حكومة كهذه، فيما ترى مصادر زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون أن الحكومة الحيادية هي «حكومة وحدة وطنية مقنعة، طالما أن الفرقاء السياسيين هم الذين سيسمون الوزراء فيها». في هذا الوقت أعطى «حزب الله» أمس إشارة الى مواصفات إسم رئيس الحكومة المقبل حين قال أحد نوابه حسن فضل الله إن «المرحلة تحتاج الى رئيس حكومة متوازن لا يشكل استفزازاً لشريحة كبيرة من اللبنانيين»، وأضاف «الذين مارسوا خطاباً تحريضياً واتهامياً عندما سمّينا رئيساً للحكومة وشكّل حكومة في المرحلة الماضية، سنرى ماذا سيقولون عندما يأتي رئيس من أكثرية نيابية لا تتوافق مع وجهة نظرهم والتكليف الجديد سيسقط كل ذلك الخطاب، والذين اعتقدوا أنهم ربحوا باستقالة الحكومة سنرى موقفهم بعد الاستشارات». ورأت مصادر مراقبة أن موقف «حزب الله» هذا يؤشر الى أنه سيتفق مجدداً مع رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط الذي يصر على إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة المقبلة، فيما أعلن أكثر من قيادي ونائب في تيار «المستقبل» استبعاده رئيس الحكومة المستقيل نظراً الى سلبيات التجربة السابقة معه، معتبرين أن من غير الوارد ترشيحه الى رئاسة الحكومة مجدداً. وتقول مصادر متابعة للمداولات التمهيدية أنه إذا رسا توافق «حزب الله» وجنبلاط على ترشيح ميقاتي فهذا يعني تكريس الأكثرية التي نشأت عام 2011 بعد إسقاط حكومة الحريري. إلا أن المصادر نفسها دعت الى ترقب موقف العماد عون من دعم ترشيح ميقاتي، خصوصاً أن لديه شروطاً حول الكثير من الأمور المتعلقة بتركيبة الحكومة هي أن تشرف على انتخابات نيابية قريبة، (وهنا يتقاطع عون مع 14 آذار في تسريع إجراء الانتخابات) وكيفية توزيع الحقائب، خصوصاً التي يطالب بها لفريقه، انتهاء بقانون الانتخاب الذي ستجرى على أساسه الانتخابات. وعلمت «الحياة» أن عون يصر على تأجيل تقني للانتخابات (3 الى 4 أشهر) ويعارض اقتراح حليفيه «حزب الله» ورئيس البرلمان نبيه بري تأجيلها لمدة سنتين. من جهة أخرى، سلّم أمس المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي تنتهي مدة خدمته القانونية اليوم مهمات المديرية الى نائبه العميد روجيه سالم ليتولاها بالوكالة، في انتظار تعيين خلف له أو إقرار التمديد لريفي وفق اقتراح قانون موجود في المجلس النيابي، مع غيره من القادة الأمنيين. وألقى ريفي كلمة عدد فيها الإنجازات التي حققتها قوى الأمن في عهده والتحديات التي واجهتها قائلاً «أغادر وضميري مرتاح». وأمضى ريفي 8 سنوات في منصبه شهدت مؤسسة قوى الأمن خلالها تطوراً كبيراً وتحديثاً لعملها. وعمل رئيس فرع المعلومات الشهيد اللواء وسام الحسن تحت قيادته وبالتعاون معه. على صعيد الترشيحات للانتخابات وفق إعلان وزارة الداخلية لمهلة التقدم بها (تنتهي في 9 نيسان)، علمت «الحياة» أن مرشحي «الحزب التقدمي الاشتراكي»، يتقدمهم النائب جنبلاط وقّعوا طلبات ترشحهم، لتقديمها الثلثاء المقبل، استناداً الى القانون النافذ الحالي، الذي ترفضه قوى 8 آذار وعون وحزبا «الكتائب» و «القوات اللبنانية». وأعلن نواب من تيار «المستقبل» أنهم لن يتقدموا بترشيحاتهم انسجاماً مع سعيهم للتوصل الى قانون انتخاب جديد.

 

سليمان: سأدعو للحوار ومساره مستقل عن مسألة تشكيل الحكومة

أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد الخلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أنه يتفق مع الراعي على اجراء الانتخابات باي ثمن وفي موعدها، مشيراً إلى أن 'مهمة الحكومة اجراء الانتخابات وصيانة السلم والامن في لبنان والحد من تداعيات الازمة السورية على لبنان”. واضاف: 'معظم اللبنانيين لا يريدون قانون الـ60، لكن جميع اللبنانيين يريدون الانتخابات”، معتبراً أن 'عدم اجراء الانتخابات خطيئة كبيرة والدخول في الفراغ خطيئة مميتة، فلا مفر من اقرار قانون انتخاب جديد ومكونات هذا القانون جاهزة وحاضرة”. ورداً على سؤال أكّد سليمان أنه لن يوقع على قانون التمديد للمجلس النيابي الحالي، محملاً مسؤولية الوضع القائم للفرقاء السياسيين. وأضاف: 'سأدعو للحوار إلا أن مساره مستقل عن مسألة تشكيل الحكومة”. ورداً على سؤال، قال سليمان: 'إن مهمة رئيس الجمهوريّة هي أن يناقش ويوجه إلا أن الدستور ينص على الإستشارات الملزمة”، مشدداً على وجوب اتفاق الأفرقاء على قانون إنتخاب جديد 'ولا مفر من إقراره ومكوناته جاهزة وحاضرة فقانون الحكومة له الحظ الأوفر”.

 

السفن الروسية تفرغ الذخائر ببيروت والجيش "والحزب" يواكبها حتى "المصنع و"الدبوسية"

لاخذ العلم حمولات ذخيرة تفرغ في ميناء بيروت، من البواخر الروسية وتنقل في برادات ليلا وبشكل يومي الى معابر المصنع، والدبوسية بمواكبة وحراسة مشددة من الجيش اللبناني ومرافقة من عناصرحزب اللات، بسيارات جيب بدون أرقام. وبنفس الطريقة، ايضا يتم نقل المازوت بصهاريج مغطاة بشوادر، ووضع اخشاب فوقها للتمويه. كلنا شركاء -بيروت

 

وأخيراً: فرنسا تعتبر الجناح العسكري لحزب الله "إرهابياً"

حسب جريدة "الحياة" اللندنية، كشف مصدر فرنسي مطلع على الأوضاع في الشرق الأوسط أن موقف فرنسا إزاء وضع الجناح العسكري لـ «حزب الله» على لائحة الإرهاب الأوروبية تطور الى الموافقة على هذا المبدأ بسبب «الجرائم التي حصلت على الأرض الأوروبية في بلغاريا»، ومشاركة الحزب في القتال الى جانب النظام في سورية. وقال المصدر إن الموضوع تم التطرق إليه خلال فطور بين وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس في الخارجية الفرنسية في طريق عودة الأول من جولته في الشرق الأوسط. وأعرب فابيوس لضيفه الأميركي عن استعداد فرنسا للموافقة على وضع الجناح العسكري للحزب على لائحة الإرهاب الأوروبية على غرار القرار البريطاني.

بسبب قتال الحزب في سوريا

ولفت المصدر الى أن التوافق الأوروبي في البداية كان على وضع المتهمين من عناصر «حزب الله» من جانب القضاء البلغاري على لائحة الإرهاب الأوروبية من دون وضع الجناح العسكري على اللائحة، إلا أن الموقف الفرنسي تطور بسبب قتال الحزب مع النظام السوري على الأرض في سورية.

ملاحقة قنوات التمويل والتبييض؟

واعتبر المصدر أن هذه الخطوة ستكون ذات تأثير رمزي أكثر منه فاعلاً لأن الاتحاد الأوروبي لن يدرج المنظمة السياسية للحزب على لائحة الإرهاب الأوروبية. وأشار الى أن كيري أصر، بكلام شديد اللهجة، على ضرورة ملاحقة قنوات التمويل والتبييض العاملة لمصلحة «حزب الله».

 

"صناعة" الخطف ناجحة في دولة سليمان الفاشلة: اطلاق سراح المخطوف عامر ابو شاهين

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك حسين درويش انه عند الثانية من فجر اليوم، تم اطلاق سراح عامر ابو شاهين الذي خطف في دورس من داخل سيارة نوع رابيد اثناء قيامه بتوزيع فلاتر لتكرير المياه.

وتسلم فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي المخطوف شاهين وتم نقله الى بيروت، بعد اسبوع من الاحتجاز. وكان الخاطفون طلبوا 600 الف دولار مقابل الافراج عنه، وبعد الضغط الامني تم الافراج عنه من دون مقابل.

 

قتيل وجرحى في مشكل بين جنبلاطيين ووهابيين في "بقعاتا الشوف "

الشفاف/وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام، عن سقوط 3 جرحى، في إشكال بين مناصرين ل"الحزب التقدمي الإشتراكي" وآخرين ل"تيار التوحيد العربي" في بلدة بقعاتا - الشوف، وان الجرحى الثلاثة أصيبوا بإطلاق نار على أرجلهم. وأصدرت أمانة الإعلام في "حزب التوحيد العربي"، البيان التالي: "على إثر إشكال فردي بين مروان الأشقر وكفاح هاني صاحب أحد المطاعم في بلدة بقعاتا الشوف، تدخل أحد المسؤولين الأمنيين في الحزب التقدمي الاشتراكي ويدعى أيمن الفطايري، وقام بدون أن يكون له أي علاقة بالإشكال، بإطلاق النار على كفاح هاني والجندي في فوج المكافحة جاد البعيني والعضو في حزب التوحيد العربي بشار البعيني، وهما نجلا نقيب التعبئة في منطقة الشوف الأعلى نزار البعيني، وفر هاربا باتجاه بلدة المختارة. إن حزب التوحيد العربي، الحريص كل الحرص على أمن الجبل، يدعو الجميع الى عدم القيام بأي رد فعل، كما يدعو معالي الأستاذ وليد جنبلاط إلى تسليم الفاعل الى السلطات الأمنية والقضائية المختصة، منعا لتطور المشكل، وهو واثق كل الثقة بأن الوزير جنبلاط سيبادر الى ذلك".

الشيخ الحرفاني: رفض تأجير أرضه لشبكة إتصالات "حزب الله".. فقُتِل بـ٥ا رصاصات!

خاص بـ"الشفاف" /اتهمت جهات في حاصبيا عناصر من "حزب الله" بالوقوف وراء اغتيال الشيخ الدرزي "سلمان توفيق الحرفاني"(٦١ عاماً) قبل ايام، حيث وجد الشيخ الحرفاني جثة هامدة مصابا بخمس طلقات نارية من مسدس عيار 6 ملم. المعلومات تشير الى ان الشيخ الحرفاني ناشط في المنطقة وبين جمهور المشايخ الدروز، وهو يملك قطعة ارض مرتفعة ومشرفة، يؤجر قسما منها لشركات الاتصالات والمحطات الاذاعية لتركيب هوائيات بث ولاقطات اعادة إرسال. وتضيف المعلومات ان "حزب الله" قصد ارض الشيخ الحرفاني لتركيب محطات للتجسس، فكان ان رفض الشيخ القتيل ان يستخدم الحزب الالهي ارضه لتركيب منصات لاتصالاته او للتجسس على المواطنين، وتلاسن مع عناصر الحزب الالهي ومنعهم من تركيب محطاتهم في ارضه. وتشير المعلومات الى ان الواقعة كانت كافية ليجد اهالي الشخ القتيل ورفاقه الشيخ الحرفاني جثة هامدة، طبعا من دون ان يتم التعرف الى هوية القاتل. اتهمت جهات في حاصبيا عناصر من الحزب الالهي بالوقوف وراء اغتيال الشيخ الدرزي سلمان توفيق الحرفاني قبل ايام، حيث وجد الشيخ الحرفاني جثة هامدة مصابا بخمس طلقات نارية من مسدس عيار 6 ملم.

المعلومات تشير الى ان الشيخ الحرفاني ناشط في المنطقية وبين جمهور المشايخ الدروز، وهو يملك قطعة ارض مرتفعة ومشرفة، يؤجر قسما منها لشركات الاتصالات والمحطات الاذاعية لتركيب هوائيات بث ولاقطات إاعادة إرسال. وتضيف المعلومات ان حزب الله قصد ارض الشيخ الحرفاني لتركيب محطات للتجسس، فكان ان رفض الشيخ القتيل ان يستخدم الحزب الالهي ارضه لتركيب منصات لاتصالاته او للتجسس على المواطنين، وتلاسن مع عناصر الحزب الالهي ومنعهم من تركيب محطاتهم في ارضه. وتشير المعلومات الى ان الواقعة كانت كافية ليجد اهالي الشخ القتيل ورفاقة الشيخ الحرفاني جثة هامدة، طبعا من دون ان يتم التعرف الى هوية القاتل.

جماعة وئام وهّاب أم "حنا السكران؟ سياق متصل شهدت بلدة بقعاتا الشوف اليوم توترا امنيا، بين عنر من الحزب التقدمي الاشتراكي وثلاثة من اتباع وئام وهاب. المعلومات اشارت الى ان اتباع وهاب وهم من عائلة "البعيني" من "مزرعة الشوف"، كانوا تلاسنوا مع ايمن الفطايري، في "مطعم السنابل"، بعد ان حاول الفطايري التدخل لردع الاشقاء "بعيني" عن الاعتداء على احد المشايخ في المطعم بعد ان افقدهم شرب الكحول توازنهم.ووتضيف المعلومات ان الشبان الثلاثة تبعوا الفطايري الى بلدة "بقعاتا" حيث قطعوا الطريق عليه بسيارتهم وترجلوا محاولين الاعتداء عليه، قبادرهم باطلاق النار على ارجلهم. وعلى الفور ساد جو من التوتر البلدة والجوار وسط انتشار للجيش اللبناني على الطرقات ومفارق القرى، في حين سلم الفطايري نفسه للقوى الامنية.

 

شمعون: لا يجوز أن يبقى البلد من دون حكومة

وطنية - أكد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون "أن الإتجاه هو من أجل القيام بمشاورات بشأن الحكومة من أجل التوصل إلى تأليفها من التكنوقراط كي تشرف على الإنتخابات"، متوقعا "أن يجري هذا الحوار على شكل إستشارات وليس كحوار بكل ما للكلمة من معنى". وردا على سؤال عما إذا كان يؤيد الجلوس إلى طاولة الحوار لمناقشة موضوع تأليف الحكومة، قال: "أنا أؤيد أن يتم هذا التأليف لأنه لا يجوز أن يبقى البلد من دون حكومة"، مشيرا إلى "أن قوى "14 آذار" لطالما طالبت باستبدال الحكومة المستقيلة بأخرى حيادية مؤلفة من تكنوقراط من أجل تصريف الأعمال حتى إقرار قانون إنتخابي جديد وإجراء الإنتخابات، ونحن لا نطلب أكثر من هذا الأمر" . وعما إذا كان الحوار مع الفريق الآخر مجديا، شدد شمعون على رفضه الجلوس مع الفريق الآخر من أجل البحث في قضايا وطنية شاملة، مكررا أنه يظن أن ما يتم العمل عليه هو نوع من الإستشارات وليس أكثر. وأضاف: "يجب أن نصل إلى تأليف حكومة جديدة إن لم يكن الفريق الآخر قد اتخذ قرار تخريب البلاد، لأن مصالح الناس ترتبط بهذا الأمر وهؤلاء يريدون عيش حياة طبيعية كريمة وليس استمرار الأوضاع على ما هي عليه اليوم". وختم شمعون: "يجب أن يتطلع الجميع إلى مصالح الشعب وتسهيل تشكيل حكومة جديدة".

 

جعجع هنأ اللبنانيين بالفصح: الانتخابات تتطلب حكومة حيادية

وطنية - تمنى رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع "لو أتى العيد على لبنان والمنطقة والعالم والأوضاع أفضل مما هي عليه اليوم"، معتبرا أن "الأمور لم تمر بكثير من التعقيد، في ظل الهدية الصغيرة التي حصل عليها اللبنانيون وهي استقالة الحكومة". وشبه في حديث ل "لبنان الحر" الأوضاع في لبنان "بطريق الجلجلة والصلب الحقيقي في المجالات كافة، الاجتماعية والمعيشية والأمنية والاقتصادية"، وأكد أن "القيامة آتية لا محالة بعد هذه الجلجلة وهذا الصلب الحقيقي"، داعيا إلى "عدم فقدان إيمانهم والاستمرار في العمل للوصول إلى تحقيق القيامة". وعن الموضوع الحكومي، لفت إلى أن "إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي هو إحدى الطروحات، لكنه جدد التأكيد ان المحطة الرئيسية بالنسبة للقوات وقوى 14 آذار، هي الانتخابات التي لا يجب القفز عنها أو التحايل عليها وتتطلب حكومة لا يمكن إلا أن تكون حيادية، مع أخصائيين اقتصاديين لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية التي وصلنا إليها"، واستبعد أن "يكونوا كل الأطراف في فريق 8 آذار مؤيدين لإعادة تسمية ميقاتي". في الختام، توجه جعجع بالمعايدة إلى اللبنانيين والعرب وخصوصا المسيحيين من بينهم أينما وجدوا، متمنيا لهم أعيادا هنيئة تملأها الخير والبركة.

 

"القوات": وهاب يصر على الاساءة لـ"القوات" ورئيسها حتى في يوم الفصح

ردت الدائرة الاعلامية في "القوات اللبنانية" على رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير الأسبق وئام وهاب، لافتة الى أنه "يصر على الإساءة الى القوات اللبنانية ورئيسها حتى في يوم الفصح". وأضافت: "لأن اليوم هو يوم الربّ نكتفي بالطلب من الوزير وهاب ان يحوّل ما يصرّ عليه من تحقيق إعلامي حول نقل المازوت الى سوريا الى تحقيق قضائي لدحض الشكّ باليقين والتأكّد أنّ ما من فساد أعظم من فساد الأكثرية من حلفائه في هذه الحكومة الراحلة من المازوت الى الأدوية وحدّث".وأشار الى أنه "ما دام الكلام عن سوريا، عسى أن يصوم نظام القتل والجريمة المنظمة التي بدأت قبل كمال جنبلاط ولم تنته عند بشير الجميّل ورفيق الحريري والشعب السوري، عسى أن يصوم عن القتل ولو ليوم واحد".

 

علوش: حماية لبنان هي بقرار ذهاب حزب الله لحوار جدي حول سلاحه وتحالفاته

 أشار عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش إلى انه "لا يمكن حصر أسباب إنطلاقة الثورات العربية بحدث واحد أو حتى جملة من الأحداث أو الأسباب، لأن ما حدث هو واقع تراكمي جمع الإحباط مع الحرمان مع الدين والسياسة واليأس"، لافتاً إلى ان "الجامع المشترك بين هذه الثورات كان دائماً وجود سلطة واحدة على مدى عقود طويلة وفساد وغياب الديمقراطية وإستبداد وفقر وذل، ولكن لكل من دول الربيع خصوصياتها الجغرافية والديمغرافية والتاريخية، مما يعقد إنتاج تحليل واحد لكل مواقع الحراك". وخلال ندوة سياسية أقامتها منسقية الضنية في تيار "المستقبل"، رأى انه "لا يمكن التأكيد أن الثقافة والممارسة الديمقراطية الشفافة والحديثة ستحل بسحر ساحر على هذه الثورات لأسباب متعددة وتتعلق بكل بلد على حدة"، معتبراً ان "مستقبل مصر لا يزال غامضاً في ظل وضع إقتصادي غير قابل للمعالجة وتنافس سلبي قائم بين المكونات السياسية هناك".

كما أكد أن "حماية لبنان من تداعيات الفوضى القاتلة الآتية هي بقرار تاريخي غير محتمل بأن يذهب "حزب الله" إلى حوار جدي حول سلاحه وحول تحالفاته يؤدي إلى إعادة تثبيت الدولة وإعطاء فرصة لإتمام العقد الوطني وتطويره على البارد، لكن ذلك كله، وبواقعية مرهون بجملة من التطورات العسكرية على الحدود وإحتمالاتها المفتوحة اليوم جنوباً وشمالاً وشرقاً"، قائلاً: "لقد مضى عهد العقائد الجامدة في إدارة شؤون الناس وتطورت الأمور ليصبح الإقتصاد المدير الأول، ومن الواجب اليوم الخروج من منطق الزعامات وشطحاتها الشعبوية إلى منطق الدولة ورجال الدولة".

 

رعد: مطلوب من أي حكومة مقبلة أن تعيد ترسيم الثوابت الوطنية معادلة الشعب والجيش والمقاومة ستبقى الأقدر على مواجهة التهديدات

وطنية - أقامت جمعية الإمام الصادق لإحياء التراث العلمائي بالتعاون مع اتحاد بلديات جبل عامل المؤتمر الفكري السابع بعنوان "جبل عامل وعهد الجزار بين النكبة والنهضة"، في النادي الحسيني لبلدة مجدل سلم الجنوبية، برعاية رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، وحضوره الى ممثل سفير ايران المستشار السياسي مسعود صابري زادة، عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين، عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ حسن بغدادي، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب السيد أحمد صفي الدين، مسؤول إقليم جبل عامل في حركة "أمل" محمد غزال، رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين الشيخ أحمد الزين، رئيس جمعية منتدى الوحدة للتعاون الاجتماعي الشيخ عادل التركي، رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين، إلى جانب رؤساء وأعضاء مجالس بلدية وإختيارية وعلماء وشخصيات وفاعليات سياسية واجتماعية وفكرية وثقافية وتربوية.

وألقى رعد كلمة قال فيها: "ننظر بتقدير كبير إلى كل جهد معاصر يهدف إلى تأريخ وتقييم الوقائع والاحداث والأدوار التي تزخر بها مرحلتنا الراهنة وحفظها والإكثار من تداولها والإحاطة بها من مختلف الجوانب من أجل أن تصل إلى أجيالنا المقبلة عن طريقنا، بدل من أن تصل إليهم مزورة ومفبركة ومشوهة عن طريق خصومنا وأعدائنا". أضاف: "الحاضر هو امتداد للماضي وما نواجهه اليوم من تهديدات ينبغي ان نحولها الى فرص للانتصار والتقدم إذ لا مجال للتردد والتهاون في التصدي للغزاة والمتآمرين على وطننا لبنان. نحن وبالاستناد الى الخصائص العاملية تمكنا وسنتمكن من مواجهة الاستهدافات الراهنة ومن يقف وراءها ومن يستخدم فيها، وفي الوقت الذي تستنزف فيه قدرات امتنا العربية بنزاعات جانبية خارج دائرة المواجهة للعدو الحقيقي للأمة يبقى المقاومون من ابناء جبل عامل ونظراؤهم من كل لبنان الدرع الحصين الذي يقي البلاد والمنطقة من شرور الاعتداءات الاسرائيلية". وأكد أن "معادلة الشعب والجيش والمقاومة ستبقى هي الاقدر على مواجهة كل التهديدات والاعتداءات خصوصا بعدما اثبتت هذه المعادلة جدواها في الصراع وحفظت لبنان ودحرت مشروع الغزو الصهيوني المدعوم من قوى الاستكبار الغربي والنظام العربي المتواطىء، وأن بلدا يمتلك مثل هذه المعادلة لمواجهة العدو لا شك ان ابناءه الوطنيين يزدرون المشهد الرسمي للنظام العربي الذي ظهر أخيرا في الدوحة حيث انعقد هناك مؤتمر للذل والعار والبؤس والهزيمة واستبدلت قضية فلسطين بقضية السلام مع العدو الصهيوني ولوث الزيف والتآمر نضالات شعوب المنطقة واحرارها".

وتابع: "هذا المشهد يكشف حجم الوهن الذي اصاب انظمة الخنوع في ما اكد ضرورة حفظ المقاومة في لبنان لصون الروح الوطنية وازكاء الامل في نفوس الشرفاء من العرب والمسلمين. ان استنزاف سوريا ومحاولة اسقاط موقعها سيرتد سلبا على كل بلدان المنطقة، وان اللبنانيين خصوصا بعد مستجدات الوضع الحكومي الاخيرة وغياب التوافق على قانون الانتخاب مدعوون الى مستوى المسؤولية التاريخية الوطنية والقومية ومواجهة هذه المرحلة بمزيد من الحرص على التفاهم والتماسك وتجاوز الشأنيات والطموحات والمكتسبات الخاصة والفئوية والتشبث بأسباب الانتصارات التي حققها لبنان في السنوات الماضية ضد العدو الصهيوني واسياده الدوليين".

وشدد على ان "أي حكومة مقبلة ايا يكن رئيسها المكلف تشكيلها مطلوب منها ان تعيد ترسيم الثوابت الوطنية التالية المتمثلة بالحفاظ على معادلة القوة التي تقوم على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، واعتماد قانون انتخاب يؤمن تمثيلا عادلا يضمن مناصفة حقيقية بين المسلمين والمسيحيين، وتحقيق مشاركة واقعية تسهم في تعزيز الاستقرار الداخلي وتسقط اداعاءات الاستهداف عند البعض وتحفظ الاوزان الحقيقية للقوى الاخرى، وتأكيد ان اسرائيل هي العدو الاساسي بل الوحيد للبنان، وترجمة ذلك عمليا وبشكل جدي وواضح في السياسات الداخلية والخارجية، وحماية السيادة الوطنية ورفض الخنوع لأي ابتزاز اقليمي ودولي يمس لبنان في سيادته الوطنية وخياراته السياسية وكرامة ابنائه اللبنانيين".

وكانت كلمة للشيخ حسن بغدادي باسم الجهة المنظمة، فرحب بالمشاركين في المؤتمر وشكر جهود المحاضرين الذين قدموا بحوث المؤتمر، وتطرق إلى بحث عن النهضة العلمية لجبل عامل بعد النكبة، فرأى أن "جبل عامل لم يستقل في تلك المرحلة عن حوزة النجف رغم ان فيها وفرة بعلماء كبار ليس لأن هناك علة فيهم بل لأنهم لم يجتمعوا في مكان واحد، ولم يعلنوا حوزة واحدة ولم يتفرغوا الى العلم كما تفرغ علماء النجف بل كانوا دائما يعملون بالتبليغ وحل الخصومات والارشاد واصلاح ذات البين"، معتبرا أن "هذا دينهم فهم وحتى عندما كانوا في النجف كان مراجع الدين يرسلوهم الى جنوب العراق للتبليغ الديني في الوقت الذي ما كان أبناء العراق يذهبون بل كانوا يجلسون في النجف الاشرف للدراسة".

الجلسات

افتتحت الجلسة الأولى من المؤتمر بكلمة لرئيس الجلسة الشيخ علي ياسين، فاعتبر أن "هذه الارض التي ظلمها كتاب التاريخ والسيرة واتهم أهلها بالتعصب وأهملوا تاريخها وهي التي كانت الوحيدة في ايام الاحتلالات تعيش شبه اسقلال ذاتي، والسبب في ذلك ربما يعود إلى أنها كانت معارضة للماليك والعثمانيين ورافضة لظلمهم فجهلوا تاريخها وأحرق ما كتب عنها في مكتبات علمائها ورجالها".

ولفت إلى أن "هذا المؤتمر قد يضيء على هذه النقطة والحقبة المهمة جدا التي تناهز تلك الحقبات حيث سجلت المقاومة انتصارات حتى لا يكتب التاريخ غدا مقاومينا وشهدائنا على أنهم قطاع طرق كما فعل البعض بصادق حمزة وادهم خنجر".

وتحدث أستاذ التاريخ واللغة التركية في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد نور الدين عن جبل عامل في العهد العثماني، مستعرضا مرحلة أحمد باشا الجزار كنموذج، وقال: "لم يكن لجبل عامل خصوصية كيانية محددة عندما دخل العثمانيون واستمر في ما يشبه الحكم الذاتي يؤدي الضريبة للدولة العثمانية من دون الهيمنة عليه مباشرة لا من المعنيين ولا الشهابيين خلا فترات محدودة في هذا الاطار، وقد وصلت ذروة الحكم الوطني في جبل عامل في الفترة التي وصل فيها الشيخ ناصيف النصار شيخ مشايخ هذه المنطقة، وهي الفترة التي ظهر فيها ايضا ظاهر عمر الزيداني في فلسطين، والتي بلغ شأنا عاليا في الاستقلال عن الدولة العثمانية، وقد جمع عامل الاستقلالية بينهما فتحالفا بل وصل الامر الى عقد معاهدة تحالف بينهما".

أضاف: "ان تعامل الدولة العثمانية كان الى حد كبير مذهبي وكانوا يتعاملون على اساس التعامل الاقطاعي التي كان يحكم من خلاله العثمانيون، وأنه رغم الاستقلال الذاتي الذي كان يعيشه العامليون كانوا واعين لحجمهم الاقلوي في الدولة العثمانية والمنطقة ولذلك لم يكن لديهم مشكلة في التعامل والتعاهد مع الدولة لحماية الوجود وانتظار فرصة للحكم من جديد".

وتحدث الأستاذ الجامعي الدكتور محمد كوراني عن الظروف التي عاشها جبل عامل إبان محنة الجزار، فلفت إلى أن "سياسية الأتراك في بلاد العرب كانت تدور على إضعاف قوى الأمة وإذلالها وتعرية مدنها من ذخائر العلم والبضاعة، وأن ما اصاب العامليون من بلاء انما اكثره من انعكاس للحروب بين الترك والصفويون لا لشيء ولكن لكون اهل عامل على نفس المذهب الذي كانت عليه الدولة الصفوية فخاضوا الحروب وذرفوا الدماء واستماتوا في الدفاع عن وطنهم، وقد تركت هذه الحروب في نفوسهم شعبا باسلا يهزأ بالمنايا ويرى الموت حياة خالدة تحت شفار السيوف، كما وكان الولاة العثمانيين عبر حكام المناطق المجاورة لا يتركون للعامليين بارقة استقرار لارغامهم على ترك مناطقهم واضعافهم والقضاء عليهم".

وتطرق رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين إلى العوامل التي أدت إلى سقوط جبل عامل بيد الجزار، فرأى أن "ما حصل سابقا هو نفسه يحصل الآن، ولو حذفنا بعض الاسماء والتواريخ والحوادث التي حصلت سابقا ووضعنا اسماء وتواريخ وحوادث تحصل الآن لما اختلفت الصورة كثيرا إذ أنه ليس هناك من فارق بين احمد باشا الجزار آنذاك واحمد داوود اوغلو اليوم سوى ان تركيا حاولت استعمال قوتها الناعمة التي اكتسبتها من اتصالها بالحضارة الغربية إلا أنها وعندما فشلت عادت سريعا الى جوهرها الاصلي، ولو نظرنا الى انماط عمل بعض القوى الوطنية وقارنا بينها وبين سلوكيات وتصرفات لامارات المعنية والشهابية للهيمنة على جبل عامل لما وجدنا فارقا جوهريا سوى اختلاف الاسماء والالقاب".

وتحدثت الباحثة والمتخصصة في الفلسفة الدكتورة جويدة غانم عن المهمة التاريخية للجزار في لبنان، فأشارت إلى أن "الدراسات التاريخية لتاريخ العامليين لاحظ تشويها لصورة المقاومة بوصف حركة الطياح التي كانت حركة مقاومة بأنها مجموعة عصابات استفزت المواطنين، وإذا سلمنا بهذا الأمر فعلى المقاومة في لبنان السلام، لأن المقاومة يجب ان يكون لها قاعدة في التاريخ وإذا لم تستند على المقاومات السالفة فلا يوجد قاعدة متأصلة لها في التاريخ". وقالت: "قضية الجزار والتواجد التركي وحكمه في المنطقة يشترط علينا ان نقرأ التاريخ بقراءة تراثية وحداثية تستجمع بقراءة استراتيجية وأننا اذا لم نفعل ذلك فإننا لن نفقه من الواقع شيء".

وترأس الجلسة الثانية السيد حسين حجازي، فقال: "نحن في جبل عامل حيث يشكل كل يوم منه تاريخ مستقلا، يحتاج الى جملة من الكتاب في كافة الاختصاصات، في هذا التاريخ العريق الذي اقترن فيه القلم بالدم، وجميلة في تاريخ الشعوب ان يقترن القلم بالدم والجهاد في سبيل الله تبارك الله وتعالى، وأتمنى لو أننا استبقنا الظلم والتزوير والتحريف المتوقع حصوله في هذا الزمان وبدأنا بالكتابة عن انجازات حرب تموز حتى لا نقع في المحظور اكثر من مرة". وقدم الأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور مصطفى بزي مداخلة عن الخسائر التي مني بها جبل عامل جراء حكم الجزاء، وقال: "ان الموقع الجغرافي لجبل عامل الذي يحتله منذ القدم حتى اليوم كان له اكبر الاثر في تطور حياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية خاصة وانه يحتل منطقة مركزية في الصراع بين سوريا وفلسطين وجبل الدروز سابقا، وأنه تبعا لتطور الظروف العسكرية والسياسية في هذه المنطقة كلها فان جبل عامل كان حكما يتاثر الى حد كبير بتقلبات موازين القوى في المحيط والجوار".

وأشار إلى أن "هناك العديد من الحركات الإستقلالية التي ظهرت أواخر الدولة العثمانية، وأنه قد أعطي للعامليين نوع من الاستقلال الذاتي والتصرف الحر في تقسيم مقاطاعاتهم بين الزعماء، في الوقت التي كانت سياسة الدولة العثمانية تحاول القضاء على هذا الجبل فوجدت أن الجزار هو خير من يقوم بهذه المهمة في حين أنه كان ينتظر الفرصة السانحة له للانقضاض على هذه المنطقة".

وتطرق الأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور منذ جابر إلى مسألة جبل عامل في مواجهة الجزار، فقال: "ان حركة الطياحة العاملية قد ارتدت الى مواقف داخلية تنال من سلطة آل الصغير خاصة بعد ان رأت هذه الجماعة العاميلة وجودها مهددة جراء تواجد الاغراب الذين استقدمهم الجزار بالاكراد وارناؤوط، واول عمل اقدم عليه الجزار بعد احتلال جبل عامل هو المجيء بشذاذ آفاق الدولة العثمانية العسكر المرتزقة واسكانهم في جبل عامل مما أدى إلى امتعاض العامليين في طياحة مقاومة مسلحة.

 

نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: المطلوب من أي حكومة جديدة الا تطعن بظهر المقاومة والا تكون خنجرا بخاصرة سوريا

ثةوطنية - أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، إلى أن "عين المقاومة ساهرة على الحدود وأنه في الوقت الذي تراهن فيه إسرائيل على الأزمة السورية لتغيير معادلات المواجهة، تراهن قوى 14 آذار الغارقة في الأوهام على تلك الأزمة لتغيير المعادلات السياسية الداخلية، متوهمة بأن المعادلة في لبنان من الممكن أن تتغير في ظلها، وبأن الأبواب قد باتت مشرعة أمام وصاية أميركية جديدة، وأمام إستكمال الإمساك بالسلطة". ورأى قاووق خلال احتفال تأبيني في بلدة الصوانة الجنوبية، ان "أوهام 14 آذار وإلتزاماتهم الخارجية جعلتهم يراهنون على قلب المعادلات" ، معتبرين أن الإنتخابات النيابية القادمة تشكل الفرصة الإستراتيجية لقلبها داخليا، مما يدل على جهل سياسي وعلى أن شهوة السلطة قد أعمت أعينهم"، مشيرا إلى أنهم "قد مارسوا سياسة المماطلة وتقطيع الوقت والتسويف لحشر اللبنانيين بين قانون الستين والتمديد، وهو ما يعتبر عملا مقصودا من قبل هذا الفريق، الذي لا يريد الوصول إلى قانون جديد لا يعطيه الأكثرية، في حين أنه قد غاب عنهم أن لبنان لا يحتمل حكومة تناصب العداء للمقاومة وتحرض على الفتنة، وأن معادلة المقاومة هي أقوى من أن تهزها تغييرات حكومية أو قوانين أو استحقاقات إنتخابية أو أزمة سورية أو إملاءات أميركية، وهو الأمر الذي عجزت عنه إسرائيل عام 2006 بالغارات والقصف والمجازر والحديد والنار". وشدد على أن "المطلوب من أي حكومة جديدة الا تطعن بظهر المقاومة والا تحرض على الفتنة وألا تكون خنجرا بخاصرة سوريا"، متسائلا "أي ثورة تلك التي تحصل في سوريا والتي يراد لها أن تمثل الشعب السوري إذا كانت قراراتها في أميركا وجرحاها في نهاريا وحيفا وخطابها فتنويا؟ ولفت الى أن "ما يحصل اليوم في سوريا هو مطلب اميركي اسرائيلي بامتياز لتحييد سوريا عن خارطة الصراع مع اسرائيل، وأن من يدير المعارضة المسلحة فيها لا يريد حلا سياسيا للأزمة، فهم يؤججون النار ويمولون سياسة السيارات المفخخة والرؤوس المقطعة باسم الديموقراطية، في حين أنهم أشد من يقمع الديموقراطية في بلدانهم". أضاف: "هؤلاء لا يريدون خيرا لشعب سوريا وإلا لعملوا للحل السياسي ووقف القتال وحماية سوريا من التفتت والانهيار ومعالجة واقعها لمستقبل افضل".

 

السنيورة والوفد المرافق عادوا من الرياض وابو فاعور وطعمة غادرا الى جدة

وطنية - عاد الى بيروت فجر اليوم الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، النائبان بهية الحريري ونهاد المشنوق، الوزير السابق محمد شطح قادمين من الرياض على متن طائرة خاصة، بعدما التقوا بالرئيس الحريري وبحثوا معه المستجدات. كذلك، غادر بيروت قبل ظهر اليوم وزير الشسؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور والنائب نعمة طعمة متوجهين الى جدة على متن طائرة خاصة. وغادر بيروت سفير لبنان الجديد في قطر حسن نجم متوجها الى الدوحة، لتسلم مهامه الدبلومساية كسفير للبنان هناك.

 

في ذكرى 2 نيسان… 14 آذار ونواب زحلة: لمقاطعة الاحتفال الذي يضم الضحية والجلاد و المشاركة بالذكرى في ساحة الشهداء

 موقع القوات اللبنانية/أعلن نواب زحلة واحزاب “14 آذار” مقاطعتهم قداس ذكرى 2 نيسان وذلك بسبب ما حصل في السنة الماضية أثناء القداس وما يحصل اليوم من ترتيبات وتنظيم مشبوه، أدى ويؤدي الى فقدان الذكرى مضمونها، إذ أن هنالك محاولات لجمع الضحية والجلاد في مكان واحد ويعطون حلفاء النظام السوري الذي دك المدينة واسقط الشهداء فرصة المزايدات بعيداً عن روحية المناسبة ودون احترام لمشاعر أهالي الشهداء.

لذلك قرر المجتمعون مع احترامهم الكامل لمجلس أساقفة المدينة عدم  المشاركة في القداس متعهدين أن السنة المقبلة ستكون سنة انتصار الشهداء. وأضاف النواب الذين عقدوا اجتماعاً في مقر منسقية حزب “القوات اللبنانية” في زحلة ضم كلّ من: طوني ابو خاطر، جوزف معلوف، شانت جنجنيان، ايلي ماروني والوزير سليم وردة، كما وحضر ممثلون عن احزاب القوات اللبنانية، الكتائب اللبنانية، الوطنيون الاحرار، الاتحاد السرياني، أن “الذكرى تبقى خالدة في القلوب والضمائر وتبقى قضية المجتمعين الاولى الوفاء والاحترام لمن استشهد دفاعاً عن حرية وكرامة زحلة ولبنان”. ودعا المجتمعون الى المشاركة الكثيفة في ذكرى 2 نيسان المقامة في ساحة الشهداء الساعة السابعة مساء الثلثاء ومن ثم التوجه لوضع اكاليل الورد على نصب الشهداء امام اقليم زحلة الكتائبي.

 

بعد اعلان الجيش الحر مقتل بشار الأسد.. ماذا كشف فرنجية؟

اتصل رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، بالرئيس السوري بشار الأسد واطمأن الى صحته، وتحدثا في شأن ما ورد من شائعات تناولت شخص الرئيس الاسد وتعرضه لمحاولة اغتيال.

وأكد فرنجية في حديث صحافي ان الرئيس السوري "بألف خير، وهو بصحة تامة"، وان "ما تناقلته بعض وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية عن محاولة لاغتياله، هو محض اشاعات".

 

تقارير: نواب "الاشتراكي" سيتقدمون بترشيحاتهم للإنتخابات النيابية الثلاثاء

نهارنت/سيتقدم نواب الحزب التقدمي الاشتراكي بترشيحاتهم للانتخابات النيابية وفق قانون الستين "بعد عطلة عيد الفصح"، بحسب ما أفادت مصادر عدة. وقال أمين السر العام في الحزب التقدمي ظافر ناصر لقناة الـ 'mtv" : نواب الحزب سيتقدمون بترشيحاتهم بعد عطلة العيد رفضا لتأجيل الانتخابات وللتمديد للمجلس". ونقلت قناة الـ "LBCI" معلومات مفادها أن رئيس حزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ، ونواب جبهة النضال الوطني وعددهم بالإضافة الى جنبلاط ستة نواب ، إضافة الى مرشحين آخرين وقعوا على طلبات الترشيح".  وأفادت المعلومات أنهم "استكملوا كل المستندات اللآزمة حتى باتوا جاهزين لساعة الصفر، ساعة تقديم طلبات الترشيح للانتخابات قبل التاسع من نيسان"، مشيرة الى أنه "من المرجح ان يكون موعد تقديم الطلبات الثلاثاء المقبل". وقالت مصادر الإشتراكي للقناة عينها ان الخطوة" تأتي تأكيداً على مضي الحزب في الانتخابات، واصراره على حصول هذا الاستحقاق الدستوري في موعده وفق قانون الستين".وأشارت المصادر عينها الى أن الخطوة "تشدد على أن قانون الستين ساري المفعول، وهو دستوري وقانوني"، واصفة اياها "بالداعمة والمتكاملة مع موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومطلبه تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات ورفضه تأجيل الانتخابات، والتمديد للمجلس النيابي". وكان جنبلاط أعلن في وقت سابق في حديث الى صحيفة "الأخبار"، على انه لن يحضر أي جلسة تشريعية يُطرَح فيها الأورثوذكسي ، قائلاً "الستين قائم. وسنترشح قبل 9 نيسان". واكد انه "لا يقبل أي قانون انتخابي سوى المختلط بين النسبي والأكثري، بالتوافق"، معرباً عن اعتقاده بأنه "ما زلنا قادرين على إجراء الانتخابات في موعدها. والتأجيل التقني مسموح، اما السياسي فغير مقبول". يشار الى أن سليمان و رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقعا مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات في التاسع من حزيران المقبل، كما فُتح باب الترشح من 11 آذار حتى 11 نيسان، ما يعني اجراء الانتخابات وفق قانون الستين، اذا لم يتم الاتفاق على قانون جديد، الذي يلاقي رفض معظم الافرقاء.

 

جنبلاط المغرد أبدا خارج السرب استكمل ونواب كتلته المستندات اللازمة وباتوا جاهزين لساعة الصفر ساعة تقديم طلبات الترشيح للانتخابات

يغرد النائب وليد جنبلاط خارج السرب هو الذي يصف نفسه بالوسطي، نأى بنفسه عن كل التجاذبات القائمة حول قانون الانتخاب، وشرعية قانون الستين، ليقدم طلبات ترشيح كتلته، الاسبوع المقبل. وبحسب معلومات للـLBCI   فان جنبلاط ونواب جبهة النضال وعددهم الى جنبلاط ستة نواب اضافة الى مرشحين آخرين وقعوا على طلبات الترشيح واستكملوا كل المستندات اللآزمة حتى باتوا جاهزين لساعة الصفر، ساعة تقديم طلبات الترشيح للانتخابات، قبل التاسع من نيسان، ومن  المرجح ان يكون موعد تقديم الطلبات الثلاثاء المقبل. تقول مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي  للـLBCI  انها تأتي تأكيداً على مضي الحزب في الانتخابات، واصراره على حصول هذا الاستحقاق الدستوري في موعده وفق قانون الستين. خطوة تشير المصادر الى انها تشدد على ان قانون الستين ساري المفعول، وهو دستوري وقانوني ، واصفة اياها بالداعمة والمتكاملة مع موقف رئيس الجمهورية ومطلبه تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات، ورفضه تأجيل الانتخابات، والتمديد للمجلس النيابي.

 

فرنجية اتصل بالاسد: الرئيس السوري "بألف خير، وهو بصحة تامة"

نهارنت/نفى رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ما اشيع عن تعرّض الرئيس السوري بشار الاسد، لمحاولة اغتيال وذلك بعد اتصال اجراه به، السبت. واتصل فرنجية بالاسد، مطمئناً الى "صحته، وكانت دردشة حول ما ورد من شائعات تناولت شخص الرئيس الاسد وتعرضه لمحاولة اغتيال". كما اكد فرنجية عبر موقع "المردة" ان الاسد "بألف خير، وهو بصحة تامة"، وان "ما تناقلته بعض وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية عن محاولة لاغتياله، هو محض اشاعات". وتشهد سوريا منذ آذار 2011، حركة احتجاجية مطالبة برحيل نظام الاسد، الامر الذي أدى الى مقتل عدد كبير من الاشخاص، فضلاً عن نزوح آخرين الى البلدان المجاورة وبالاخص لبنان.

 

تجمعات شيعية معارضة لحزب الله

الشراع/نتيجة انغماس حزب الله وتورطه في الوضع السوري واستمراره بمصادرة القرار الشيعي بدأت منطقة بعلبك الهرمل تشهد ظهور حالات شيعية وتجمعات ومجموعات اعتراضية على سياسة الحزب وعلى هيمنته على القرار السياسي في المنطقة، وهذه الحالات تتجلى في تجمعات ومجموعات تتخذ الطابع السياسي والانمائي والمطلبي، ومنها:

حركة قرار بعلبك – الهرمل التي يترأسها علي صبري حمادة ( نجل رئيس مجلس النواب السابق صبري حمادة) وتضم الدكتور عباس ياغي، العميد المتقاعد علي دندش، الدكتور عبدالله الشل، حسن مظلوم، الدكتور مارون نجيم، عاصم عباس، الدكتور سامي الطفيلي.. وعدداً من الشخصيات والفعاليات.

تجمع أبناء بعلبك برئاسة رئيس بلدية بعلبك السابق المحامي غالب ياغي ويصدر التجمع جريدة هموم الناس.

اللقاء التشاوري يضم شخصيات مسيحية واسلامية ومن أحزاب القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي وشخصيات وطنية ومستقلين وناشطين.

الحركة الامامية الجعفرية وتضم شخصيات شيعية من عشائر المقداد وزعيتر وجعفر..

التيار الشيعي الحر برئاسة الشيخ محمد الحاج حسن. اللقاء العلمائي برئاسة الشيخ عباس الجوهري. وبرأي أوساط ان هذه التجمعات تحدث حالة اعتراضية على حزب الله وان كانت تفتقر الى الدعم المادي والفعالية بوجه حزب الله صاحب الترسانة العسكرية والمالية والبشرية. إلا انها تحدث نوعاً من التمرد داخل منطقة بعلبك على هيمنة الحزب ومصادرته قرار المنطقة السياسي.      

       

دار الفتوى على مفترق التقسيم

ماجدة صبرا/الشراع

 *حزب الله احتضن موقف المفتـي بمواجهة المجلس الشرعي

*مصادر مطلعة: يريدون لدار الفتوى ان تكون ملحقة بسفارة ايران

*تمديد المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى لنفسه ليس سابقة

*مع المفتي حسن خالد عاشت دار الفتوى عصرها الذهبـي

كانت دار الفتوى الاسلامية في لبنان تعتبر المكان الرحب الذي تلتقي فيه القيادات لتتعاون لحل المشاكل بين هذه القيادات.. وكانت دار الفتوى ملتقى كل القيادات الاسلامية والوطنية المسيحية والاسلامية.. كانت تلتقي لإيجاد القواسم المشتركة لأي خلافات برعاية دار الفتوى، للمساعدة في النهوض ومنع الفتن وهذا ما كان يحدث في ايام المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد.. ما الذي يجري الآن في دار الفتوى وإلى اين تتجه هذه الدار التي كانت محور كل اللقاءات للقيادات السورية والفلسطينية واللبنانية خلال الاحداث التي عصفت بلبنان ابتداءً من العام 1975 وكان المفتي مظلة وصديقاً للجميع. المشكلة الآن كما تقول مصادر مطلعة في دار الفتوى تكمن في شخص المفتي محمد رشيد قباني، فدار الفتوى التي كانت تاريخياً مؤتمنة وحريصة على الوجود الاسلامي ووحدة المسلمين والمؤتمنة على الدور الوطني والعروبي للبنان، تقف على مفترق طرق بعد ان عصفت الخلافات بين المفتي من جهة والمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى من جهة ثانية، وباتت مهددة بأن يصبح هناك مجلسان اذا ما جرت الانتخابات التي دعا اليها المفتي في 14 نيسان/ ابريل بعد ان مدد المجلس الشرعي الحالي لنفسه في نهاية العام الماضي ولمدة سنة واحدة تنتهي مع انتهاء هذا العام.

تعيد المصادر المطلعة في دار الفتوى اتساع الخلاف ما بين المفتي والمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى وتحوله الى صراع ما بين جناحي 8 و14 آذار/ مارس بامتداداتهما الاقليمية، اذ احتضن حزب الله وفريق 8 آذار/ مارس موقف المفتي بمواجهة المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى القريب من 14 آذار/ مارس.

كيف بدأت هذه الخلافات وكيف جرى التحول؟

الملف الاول الذي كان وراء الخلافات، وقد بات معروفاً، هو الملف المالي الذي يتعلق بنجل مفتي الجمهورية، عندما لـزّم المفتي شركة نجله مجموعة من المشاريع تقدر قيمتها بمليون و900 الف دولار، علماً انه في القانون لا يجوز ان يتم تعيين او تلزيم مشاريع لأقرباء المفتي حتى الدرجة الرابعة.

وعندما انتشرت اخبار هذه التلزيمات تدخل المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ووضع يده على هذا الملف وشكل رئيس الوزراء (آنذاك) فؤاد السنيورة لجنة برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي باعتباره عضواً في المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى مع مجموعة من الاشخاص، وكلفت دار الهندسة لتقدير المشاريع التي أنجزت فتبين ان المشاريع التي أنجزتها شركة نجل المفتي (جي 5) بمئتي الف دولار، اما المبلغ الباقي مليون وسبعمئة الف دولار فقد أصرت اللجنة المختصة يومها ان يعاد المبلغ كاملاً الى صندوق الدار فأُعيد منه خمسمئة وخمسين الف دولار يضاف اليه مبلغ المئتي الف دولار التي صُـرفت على المشاريع. هذه اللجنة كلفت شركتي الصيداني وموفق اليافي للتدقيق بالحسابات فخرجت بملاحظات متعددة وبملف مالي مليء بالثغرات، وبقي هذا الملف لدى الرئيس السنيورة مع طلب بإعادة النظر في أنظمة دار الفتوى بحيث تتحول الى عمل مؤسساتي لا ان تكون منوطة بشخص المفتي.

فتم تشكيل لجنة لإعادة النظر بالنظام الداخلي وقدمت مشروعاً جديداً للمرسوم الاشتراعي رقم (18) وبقيت فقرة واحدة لم تقاربها اللجنة والمتعلقة بسن التقاعد لمفتي الجمهورية وهو 72 سنة، فكان رأي المفتي ان يعاد النظر بكل النظام الداخلي بما فيها هذه الفقرة، لكن اللجنة رفضت لأن المفتي انتخب على هذا الاساس. اما وجهة نظر المفتي اعادة هذه الفقرة الى ما كانت عليه ايام المفتي الشيخ حسن خالد اي (مدى الحياة)، الا اذا أصيب المفتي بمرض يمنعه من اداء مهامه فيجتمع المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى وينتخب مفتياً جديداً وهذا ما حصل فعلاً مع المفتي المرحوم الشيخ محمد علايا عندما أصيب بمرض الشيخوخة فاجتمع المجلس وانتخب المرحوم الشيخ حسن خالد.

ويذكر انه عندما نشأت مشكلة الملف المالي لنجل المفتي فإن الرئيس السنيورة وفيما بعد الرئيس سعد الحريري احتضنا المفتي حفاظاً على رمزية هذا المقام لدى المسلمين السنة وان على المفتي ان يكمل ولايته، بينما طالب، يومها، الرئيس سليم الحص والرئيس عمر كرامي باستقالة المفتي.

ومع ذلك فإن الرئيسين السنيورة والحريري حسما مسألة ان لا ولاية للمفتي مدى الحياة بل عند بلوغ سن التقاعد. مصادر مطلعة قريبة من المفتي قالت ان تحول المفتي بدأ مع شعوره بأن الملف المالي لم يغلق بعد وان التمديد بات مستحيلاً، فبدأ بالابتعاد عن خط السنيورة – الحريري، وبدأ يفتح خطوطاً مع حزب الله الذي احتضن نجل المفتي وعلى ذمة المصادر، عبر اغراءات مادية.

وعلى اثر صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان واتهام اربعة من أطر حزب الله في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، استقبل المفتي رشيد قباني وفداً من حزب الله، اعتبرته المصادر وكأنه تغطية للحزب، كما فتح خطاً مع القيادة السورية عبر استقباله السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي، على اثر مجازر حماه وحمص، وهكذا بدأ مفتي الجمهورية يسجل ابتعاداً عن خط 14 آذار/ مارس ويقترب خطوة خطوة نحو 8 آذار/ مارس. ويأتي المطلعون بدلائل عن اقتراب المفتي من خط 8 آذار/ مارس ان وسائل الاعلام التابعة والموالية لحزب الله محتضنة لقضية المفتي.

التمديد ليس سابقة

هذا التقارب ما بين المفتي وحزب الله دفع بالمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الى رفض اجراء انتخابات لمجلس جديد خوفاً من اختراق المجلس من قبل موالين لإيران ولحزب الله، وكان المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى مـدّد لنفسه في زمن المفتي المرحوم الشيخ حسن خالد لمدة 27 عاماً خوفاً من ان يخترق المجلس الاحزاب التي كانت فاعلة على الارض من احزاب الحركة الوطنية والاحزاب اليسارية، فكان التمديد، اي ان التمديد ليس سابقة.

احد المقربين من المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى ابدى تخوفه من انتخاب مجلس جديد يكون موالياً للمفتي في خطه الجديد خصوصاً وان هناك 90 عضواً في المجالس الادارية عينهم المفتي تعييناً بشكل مخالف للقانون وهم بحكم مراكزهم من الهيئة الناخبة وكانت حجة المفتي دائماً انه غير قادر على اجراء الانتخابات، وهؤلاء، حسب المصادر، سيكون ولاءهم للمفتي وهم في دائرة اوقاف طرابلس والكرخ وجبل لبنان وبيروت وبعلبك والبقاع وحاصبيا ومرجعيون وصيدا وصور. كما كان المفتي قباني قد عين مفتيين محليين، دون العودة الى المجلس، وكانت هناك معالجات صامتة اثناء الجلسات كي لا تخرج الخلافات الى خارج البيت الواحد. وكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير، كما تقول مصادر المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى عندما قرر المفتي قباني اجراء انتخابات جديدة، ورفضه لدعوه المجلس الى الانعقاد، وعندما راجع امين عام المجلس الشيخ خلدون عريمط المفتي وبأن هناك 21 عضواً يطلبون اجتماع المجلس رفض رفضاً قاطعاً دون ان يبدي اي سبب. فأرسل عندها نائب الرئيس عمر مسقاوي رسالة خطية الى الامين العام يطلب منه ان يدعو المجلس بناء على طلب نائب الرئيس، فقام الامين العام بتوجيه الدعوة لانعقاد المجلس بناء على طلب نائب الرئيس، فكان رد فعل المفتي قباني ان عزل الامين العام الشيخ خلدون عريمط من منصبه وعين احد المشايخ القريبين منه ومن 8 آذار/ مارس.

ثم بدأ الصراع بين المفتي والامين العام للمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى لأن المفتي اعتبر ان الامين العام موال ومتعاون مع المجلس فما كان من المجلس الا ان رفض هذا العزل واعتبر ان المفتي ليس له الحق في اقصاء الامين العام الا بعد موافقة المجلس، لذلك اجتمع المجلس برئاسة نائب الرئيس ومدد لنفسه لمدة عام اي تنتهي ولايته في 31/12/2013، وأرسل نائب الرئيس وبـلّـغ الامين العام بالتمديد.

مفتي الجمهورية رفض التمديد واعتبر وكأنه لم يكن، ونشر التمديد في الجريدة الرسمية، بينما استمر المفتي بالدعوة الى الانتخابات، فأرسلت اللجنة القانونية في المجلس شكوى الى مجلس شورى الدولة بأن المفتي ليس له الحق بالدعوة للانتخابات طالما لم يدع المجلس، مجلس شورى الدولة أصدر قراراً بإيقاف الدعوة الى الانتخابات.

بعد ايقاف الدعوة الى الانتخابات، بدأ المجلس الشرعي يجتمع من وقت الى آخر، وينص القانون على ان يجتمع المجلس اول سبت من كل شهر داخل دار الفتوى فرفض المفتي ان يجتمع المجلس داخل دار الفتوى. وجرت عدة محاولات من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لأن يجتمع المجلس برئاسة المفتي وبحضور رؤساء الحكومات باعتبارهم اعضاء في المجلس، لدرس الدعوة الى الانتخابات الا ان المفتي قباني رفض رفضاً قاطعاً، ودعا الى الانتخابات في 14 نيسان/ ابريل المقبل.

المجلس الشرعي اعترض على هذه الدعوة لأنه ليس للمفتي حق الدعوة للانتخابات الا بالتشاور مع المجلس، بينما هو لا يعترف بهذا المجلس.

مصادر مطلعة تفيد بأن الصراع داخل دار الفتوى تحول الآن الى صراع ما بين جناحي 8 و14 آذار/ مارس بامتداداتهما الاقليمية، فهناك احتضان من فريق 8 آذار/ مارس وحزب الله، لموقف المفتي، بينما المجلس الشرعي أقرب إلى 14 آذار/مارس. وتؤكد المصادر المطلعة ان مفتي الجمهورية رشيد قباني أصبح جزءاً من محور 8 آذار وان أي خطوة سيتخذها المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى لتقصير ولاية المفتي أو لتصويب الأمور سيستخدم حزب الله القوى السنية القريبة منه للتمسك بموقف المفتي، فبعد الاجتماع الذي حصل الاسبوع الماضي وضم رؤساء الحكومات السابقين ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووجهوا انذاراً للمفتي بدعوة المجلس الشرعي للاجتماع للتهيئة للانتخابات، وإلا ستتخذ إجراءات معينة وهي ان تجتمع الهيئة الناخبة وعددها (107) أشخاص للاجتماع وتضم رؤساء حكومات ووزراء ونواباً وقضاة شرعيين حاليين وسابقين لتقصير ولاية المفتي وانتخاب مفتٍ جديد، إلا ان رد المفتي كان ان هذا الانذار لا قيمة له وتقدم بدعوى ضد أعضاء المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى للنيابة العامة، وفي الوقت نفسه تدخل حزب الله من خلال إرسال موفدين إلى الرئيس سليم الحص والرئيس عمر كرامي، وتمنوا عليهما الحفاظ على موقف المفتي وعدم تقصير ولايته، فأصدر الرئيس سليم الحص بياناً بضرورة ان يبقى المفتي حتى نهاية ولايته، وبذلك أُحبط المشروع الذي كان يعد لخروج دار الفتوى من هذا المأزق.

وفي الوقت عينه تحركت الجماعات الموالية لحزب الله مثل الوزير السابق عبد الرحيم مراد ومصطفى حمدان والشيخ عبدالناصر جبري وعصام غندور.. وأرسلوا بعض الشبان الذين تظاهروا دعماً للمفتي.

وتخلص المصادر الى القول ان المفتي أصبح ورقة بيد حزب الله، فمعظم الفريق المختص حول المفتي موالٍ لحزب الله وهم مجموعة مؤثرة ومقربة منه، ومنهم نجله والشيخ هشام خليفة والشيخ شادي المصري وهشام مكحل وفؤاد مطرجي وراغب قباني كما قرّب منه الشيخ ماهر حمود والشيخ أحمد الزين والمشايخ والعلماء زهير جعيد وخالد عثمان وماهر مزهر القريبين من تجمع العلماء المسلمين الموالي لإيران. وأبعد كل الاشخاص القريبين من 14 آذار/مارس ومنهم الأمين العام للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الشيخ خلدون عريمط، وصلاح سلام ود. رضوان السيد ومحمد بركات، ومفتي البقاع الشيخ خليل الميس، ومفتي صيدا سليم سوسان والشيخ أسامة الرفاعي ومفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار.

أما تسليم دار الفتوى للعلماء المسلمين فاعتبرها البعض خدعة طالما ان معظم المرافق التابعة لدار الفتوى من إدارة الاوقاف إلى الشؤون الادارية يستلمها علماء من دار الفتوى الموظفين في الدار.

نحو تقسيم المجلس

دار الفتوى إلى أين؟ هذا ما هو المطروح الآن المصادر تفيد انه إذا بقي على رأيه ولم يتراجع فالأمور تسير نحو مجلسين شرعيين، والمفتي نفسه قال انه لن يتراجع عن الانتخابات حتى ولو تدخل مجلس الامن فسيكون هناك مجلس منتخب أكثريته للمفتي قباني ومجلس شرعي ممدد له، فالمفتي يقول الأمر لي، وأنا صاحب القرار وكأنه نسي ((وأمرهم شورى بينهم)).

المخلصون في دار الفتوى يعبرون عن مرارتهم فالأمين العام السابق للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الشيخ خلدون عريمط يبدي حزنه وألمه لما آل إليه الحال بعد ان خدم 37 عاماً في دار الفتوى وعاصرها في عصرها الذهبـي في عهد الشيخ حسن خالد. ويقول مطلعون على شؤون الدار انهم يريدونها ان تعود إلى دورها الاسلامي الشامل والعربي والوطني والجامع، لكن قوى إقليمية تدخلت على الخط، فنحن لا نجابه المفتي رشيد قباني وإنما من هم وراءه محور إقليمي شرس ومقاتل، فدار الفتوى التي نحلم بها هي ان تكون داراً لكل المسلمين، والمؤتمنة على عروبة لبنان، فدور المسلمين هو المحبة والاخوة والتواصل والتكامل مع محيطه العربي، لا أن تكون دار الفتوى ملحقة بسفارة إيرانية أو حديقة خلفية للمشروع الايراني في المنطقة، ومن المؤسف ان كل الدول العربية دورها محدوداً جداً ولا تملك شيئاً على الارض.

                       

الطوائف اللبنانية في نعيمها الاقتصادي

حسام عيتاني/الحياة

لا شيء يشبه رحلة البحث عن الأرقام في الجمهورية اللبنانية. فرغم كثرة الادعاءات بالديموقراطية والشفافية والانفتاح، تُظهر التجربة ان الحصول على رقم بسيط يتعلق بالاقتصاد اللبناني، مسألة تتجاوز كثيراً بداهات المعطيات المتاحة. السبب وراء البحث عن الأرقام هو محاولة بناء صورة واقعية عن لبنان انطلاقاً من اقتصاده ومراقبة أوجه المداخيل والانفاق لمؤسساته وافراده لتركيب مشهد عام للاقتصاد السياسي اللبناني. تبدأ المشكلة من عدد السكان. وعلى ما هو معروف، أجري آخر احصاء للمواطنين اللبنانيين في 1932، من قبل سلطات الانتداب الفرنسي. امتنعت السلطات منذ ذلك الحين عن تعداد المواطنين للحيلولة دون ارتفاع مطالب ربط التمثيل السياسي بالوزن السكاني. وما زالت على هذا الموقف. الحصول على أرقام عن لبنان يتطلب الانتقال الى مصادر دولية. فيبدأ البحث في تقارير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبرنامج الامم المتحدة للتنمية. تستند هذه المصادر إلى تقديرات من الدولة اللبنانية، وتضعها في اطر قابلة للفهم ليعود الاقتصاديون اللبنانيون الى استخدامها في انتاج قراراتهم اليومية. عليه، لا يبدو غريباً ان يعتمد بعض النشرات الاسبوعية التي تصدرها المصارف المحلية على ارقام المؤسسات الدولية. مثال على ذلك: التقرير عن تحويلات المغتربين اللبنانيين الذي اصدره البنك الدولي ونقلته الصحف اليومية عن نشرة مصرفية.

التقرير ذاته يقول ان المقيمين اللبنانيين في الخارج حوّلوا الى بلدهم في 2012، 7.58 بليون دولار، أي ما يعادل 18.1 في المئة من اجمالي الناتج المحلي. بحساب بسيط، ومع الأخذ في الاعتبار ان البنك الدولي (مرة ثانية) يقدر عدد اللبنانيين في 2012 بـ4.259 مليون نسمة، يظهر ان 850 الفاً من مواطني الجمهورية اللبنانية يعتمدون كلياً على التحويلات الخارجية.

تتطلب هذه الارقام توضيحاً. فمعلوم ان اجمالي الناتج المحلي، خصوصاً في بلد لم يعرف موازنة عامة للدولة منذ 2006، لا تدخل في تكوينه الأموال غير المنظورة مما يُعرف في لبنان بـ «المال السياسي» الذي تدفعه جهات خارجية لرعاية وحماية مصالحها واتباعها في لبنان. يفتح المال السياسي الباب عريضاً امام خيال المحللين المفتقرين الى ارقام دقيقة. فهناك من قدّر حجم الاموال التي انفقت على الانتخابات النيابية في 2009 ببليون دولار. وثمة مَنْ يحدد موازنة حزب مسلح بثلاثمئة مليون دولار شهرياً، تدفع على شكل رواتب للمتفرغين الحزبيين ومساهمات في بناء شبكة امان اجتماعية لأنصار الحزب، تشمل مدارس ومستشفيات ومخازن استهلاكية الى جانب وسائل الاعلام الخاصة. حاصل جمع تحويلات اللبنانيين في الخارج مع «المال السياسي» يعطي انطباعاً عن جزء من الاقتصاد اللبناني غير القائم على الانتاج بأي معنى من المعاني. انه نوع من الطفيلية على الاقارب من جهة، وعلى أولياء الأمر السياسي من جهة ثانية. لقائل ان يقول ان المواطن اللبناني يستفيد من هذا الواقع على نحو ما طالما انه، في نهاية المطاف، يتلقى هذا المال السياسي وينفقه على معاشه. القائل هذا مخطئ. فجزء من الضرائب التي يدفعها اللبنانيون الى دولتهم (128 بليون ليرة اي اكثر من 800 مليون دولار) تعيدها هذه الى المؤسسات الطائفية والحزبية التي تتخذ من سلسلة طويلة من «الجمعيات الخيرية» واجهات لتخصيص الضرائب ومصادرتها واعادة تقديمها الى انصارها على شكل هبات وتقديمات من الزعامات الطائفية (تقرير رشا ابو زكي «تمويل المذهبية»، موقع «المدن»، 14/3/2013). يفسر هذا بعضاً من المظاهر غير المعقولة في الحياة اليومية اللبنانية. ذلك ان اثمان الشقق في مناطق متوسطة في بيروت قد تجاوزت المليون دولار، أي ما يعادل الفي مرة الحد الأدنى للأجور، فيما تتجاوز اسعار الشقق في المناطق «الراقية» من العاصمة الستة ملايين دولار بسهولة. هذه الأسعار تُطرح في بلد لا كهرباء على مدار الساعة فيه وتعاني خدماته الاساسية من تدهور مستمر، ما يدعو أي مشترٍ لشقة بهذه الاثمان الى توقع مصاريف اضافية لتأمين الكهرباء والماء، في مستهل لائحة لا تنتهي من الخدمات التي يتوقع ان توفرها الدولة بدل الضرائب التي تجبيها. يساهم «المال السياسي» الآتي من وراء الحدود وتحويلات اللبنانيين في الخارج وممارسات ريعية أخرى (مثل غسيل الأموال غير المعروفة المصادر) في تكريس نوع من الرفاهية غير المستحقة لأعداد من اللبنانيين الذين باتوا في اغتراب كامل عن الانتاج الحقيقي. وليس سراً ان تفتت مصادر الدخل ووجود اعداد من الدورات الاقتصادية المتجاورة التي لا علاقات ولا أي قدر من التفاعل في ما بينها، يعمقان الانقسام بين «المجتمعات» المستفيدة من الاموال التي يبقى التحكم بها غير مرتبط بالعمل بمعناه الاقتصادي المفهوم. فلا يعود من العجب ألا يبالي اللبنانيون بمآلات اجتماعهم وسياستهم ومؤسساتهم المشتركة، طالما انهم غير موحدين في السعي الى لقمة العيش، وطالما ان قسماً كبيراً منهم مطمئن الى بقاء موارده المالية في منأى عن اي اضطراب داخلي. لذا، تبدو الجدران المتزايدة الارتفاع بين اللبنانيين ذات اساس موضوعي يصمد امام كل انواع النقد الاخلاقي الخطابي للطائفية. فهذه، الى جانب امتلاكها ادواتها السـياسـية والاقتصادية المحلية، تنعم بتمويل خارجي يبرر لها بقاءها واستمرار امساكها بجمهورها الذي لا يبدو عليه الاستياء الشديد، في كل الأحوال.

 

إدمون رزق لـ«الحياة»: مُدَّد للبرلمان اللبناني 8 مرات والظروف الضاغطة تحتم التاسعة... لسنة واحدة

بيروت - غالب أشمر/الحياة/دخل الاستحقاق الانتخابي المقرر في 9 حزيران (يونيو) المقبل في لبنان دائرة خطر التأجيل، في ظل عدم تفاهم الفرقاء السياسيين على صيغة توافقية تفضي الى قانون جديد. وفي وقت تزداد الخشية، مع اقتراب انتهاء ولاية المجلس النيابي من الوقوع في فراغ قاتل قد يهدد النظام بكل مكوناته، فإن الواقع يشي وفق مصادر نيابية بأن ما يدور خلف الكواليس الانتخابية، سيسلك احد المسارين: إما تأجيل تقني لبضعة اشهر، وإما التمديد للبرلمان سنة او اثنتين. ولأن التمديد ليس سابقة في تاريخ لبنان، يستذكر الوزير والنائب السابق ادمون رزق الذي اختير في عداد اعضاء لجنة صوغ اتفاق الطائف، المرات التي مدد فيها للمجلس، وبلغت ثماني، ربطاً بالظروف والأوضاع التي كانت سائدة آنذاك، يقول رزق لـ «الحياة»، ويضيف مفصلاً: «اول تمديد حصل في 13 آذار (مارس) 1976 بسبب الوضع الامني، والتمديد الثاني عام 1978 والثالث عام 1980 والرابع 1983، تلاه تمديد خامس في الـ 1984 وسادس في الـ 1986 وسابع في الـ 1987، وكان آخر تمديد في 7 كانون الاول /ديسمبر 1989». ويوضح: «كان يفترض ان يكمل المجلس المدة الممدد له فيها حتى آخر العام 1994، اذ كان ينبغي وفقاً لاتفاق الطائف وضمناً للمواعيد التي كنا اتفقنا عليها ان نكون انتهينا في هذه الفترة من الاحتلال الاسرائيلي والوجود السوري، لكن أُجريت الانتخابات في ظل الاحتلالين، اذ جاؤوا بقانون معلب عام 1992، فحلّ المجلس القائم نفسه خلافاً للدستور وللطائف وعُيّنت الانتخابات ولم تُجر، خصوصاً بعد تعيين 40 نائباً ليصبح المجلس في يد سلطة الوصاية، اذ حصلت حينها مقاطعة تجاوزت الـ85 في المئة، ومنذ ذلك الحين بدأوا ينتظرون حتى الاسابيع الاخيرة من موعد كل انتخابات، فيعملون على تعليب قانون يستنسخون من خلاله المجلس استنساخاً».

رزق الذي كلف حين توليه وزارة العدل وضع مشروع التعديل الدستوري بصيغته الحالية، يؤكد ان «التمديد كان يتم بموجب اقتراح قانون معجل مكرر يتقدم به نائب او اكثر، فيطرحه رئيس المجلس بصفة الاستعجال المكرر ويعطى هذه الصفة، وبعد اقراره يتم التصويت على الاقتراح بمادة وحيدة ويصبح نافذاً». ويشير الى ان اقتراحات التمديد كانت تتم بالتوافق بسبب استحالة إجراء الانتخابات في موعدها وتجنباً للوقوع في الفراغ مع اقتراب انتهاء ولاية المجلس. وهنا يلفت الى انه «لو لم يتم التمديد للمجلس آنذاك، لكنا وصلنا الى فراغ في كل المؤسسات، اذ إن رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس امين الجميل، شغرت مع الأسف بتواطؤ ماروني مع السوري، وأصبحت لدينا حكومتان وجيشان». لكن المجلس الحالي، يقول رزق: «لا توجد فيه اكثرية وفق النظام الديموقراطي، وإنما اكثرية ظرفية وفقاً للترهيب والترغيب. فمثلاً يجري تخويف (النائب وليد) جنبلاط فيترك الاكثرية، فيتم ترغيبه، فيعود اليها، فتصبح الاكثرية اقلية والاقلية اكثرية». ولأن الدولة يقول رزق: «في وضعها الحاضر تبدو عاجزة عن ضمان الامن لتأمين حرية الانتخابات»، فإنه يحذر من انه «اذا لم تجر في موعدها ولم يمدد للمجلس، سنصبح في حال انقلابية، وسنقع في فراغ مؤسسة دستورية، وليس فراغاً دستورياً كما يشاع لأن الدستور يظل قائماً. لكن تصبح سلامة البلد مهددة برمتها لا النظام وحده». ويستدرك قائلاً: «تبقى الاولوية لدى حكومة تصريف الأعمال تأمين انتخابات وفقاً للقانون المرعي الإجراء (الستين)، اذ حينها توجد استحالة في تغيير القانون». وبصفته مرجعاً قانونياً، يقترح رزق «التمديد سنة واحدة للمجلس، اذ في هذه الاثناء يكون توضّح الوضع الاقليمي، وفي الداخل نكون توصلنا الى صيغة توافقية»، ويصر على ان التمديد «لا يجوز ان يتجاوز السنة لأننا لسنا في حال حرب، وإنما في حال تعذر، وهذا يوازي الاستحالة. اما في حال الاصرار على الانتخابات في ظل الوضع القائم ووفقاً لقانون الستين فسنفاجأ بتركيبة نيابية مثيلة للتي حصلت عام 1992 فيفوز النائب بأربعين صوتاً كما حصل سابقاً». ويرى رزق ان «الحل يكمن في ان ينهض رئيس الجمهورية بالقيادة، فيصارح الشعب بحقيقة الوضع ويستنفره، فيتكون رأي عام كبير الى جانبه يساعده على حل الأزمة، ويأتي بحكومة مؤهلة توحي بالثقة، وهذه تكون خطوة أولى لإجراء انتخابات حرة ونزيهة». لكنه يبدي اعتقاده بأنه «لا يمكن الركون الى أي انتخابات تجرى من دون رقابة دولية». ويشير رزق الى ان «كل الاقتراحات التي قدمت باستثناء مشروع الحكومة هدفها تأمين مقاعد لأصحابها وليس تمكين الناس من انتخاب نواب، بينما اتفاق الطائف يلحظ قانون انتخاب يؤمّن التمثيل الصحيح». وإذ سئل كيف ستجرى الانتخابات في ظل الوضع المتفلت، والدولة عاجزة عن تحرير مخطوف وجلب خاطف؟ قال جازماً: «حتى لو تم التوصل الى قانون، فمن غير الممكن تطبيقه بعدل في هذه المرحلة، لأن اسقاطات الوضع الاقليمي ضاغطة على البلد على الحدود وفي الداخل».

 

مصدر ديبلوماسي روسي لـ"الحياة": إعلان بعبدا أساس للنهج السياسي المطلوب في لبنان

بيروت - وليد شقير/الحياة/قال مصدر ديبلوماسي روسي إن أفضل شيء للبنان في هذه المرحلة هو أن يحصل توافق بين القوى اللبنانية الرئيسية على تشكيل الحكومة الجديدة. فالتوافق هو عنصر أساسي لحفظ الاستقرار في لبنان وهناك إعلان بعبدا الصادر عن هيئة الحوار الوطني الذي يشكل أساساً للنهج السياسي الذي يفترض أن يقوم في لبنان. وإذ ترفض موسكو التدخلات الخارجية في العملية السياسية اللبنانية وفق المصدر الديبلوماسي، فإنها تقر بأن مرحلة سياسية جديدة بدأت في لبنان بعد استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، استناداً إلى ثوابت في سياستها أهمها تأييد إعلان بعبدا لأن اللبنانيين توافقوا عليه وهذا يؤمن الاستقرار. ويضيف المصدر: «موقفنا هو أننا نتمنى ألا يطول التوصل إلى توافق بين الفرقاء اللبنانيين. وبالنسبة إلى الأطراف الخارجيين فإن أهم شيء هو أن يبقوا موحدين كما حصل في مجلس الأمن وبيانه الأخير وهذا يعني تشجيع الفرقاء اللبنانيين على التشاور وممارسة نهج تحييد لبنان عن التوترات في المنطقة والأزمة السورية، واتخاذ الإجراءات المطلوبة في هذا الصدد». ويرفض المصدر الروسي الدخول في تحليلات وتكهنات حول أسباب استقالة الحكومة واتصالها بما يجري في المنقطة ويقول: «نحن نتعامل مع الحدث وفق حصوله. ونقدر في شكل إيجابي الدعوة إلى الحوار ونعطي أهمية لبقاء الأطراف الخارجيين موحدين حول تأييد الاستقرار وتشكيل حكومة والتوافق على إجراء الانتخابات».

وحين يسأل المصدر إذا كانت موسكو تستطيع بذل جهود مع أطراف لبنانيين كي يلتزموا سياسة النأي بالنـفس وتـحـييد لبنان وفق بيان مجلس الأمن، مثل «حزب الله» الذي يشارك في القتال في سورية يقول: «علاقتنا هي مع الدولة اللبنانية، والإجراءات تتخذها الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، وفي ما يتعلق بمجلس الأمن نحن نبحث الأمور من هذه الزاوية، استناداً إلى الموقف اللبناني الرسمي مما يحدث في شأن تأثير النزاع الـسـوري عـى الوضـع اللبناني ونولي أهمية لعدم استخدام الأراضي اللبنانية للتدخل في النزاع السوري. نأخذ الموقف في ضـوء المـواقـف الرسمـية والـمعلـومات الـواردة رسمياً».

ورداً على سؤال حول كيفية التوفيق بين تأييد روسيا ومجلس الأمن لإعلان بعبدا وبين طرح فريق لبناني ضرورة أن يستند برنامج الحكومة إلى معادلة الجيش والشعب والمقاومة، قال المصدر الديبلوماسي الروسي: «هذا أمر داخلي، ليس شأننا الاختيار بين الاثنين. نحن نؤيد إعلان بعبدا لأنه ينسجم مع الحاجة إلى الاستقرار».

وعن قول السفير الروسي ألكسندر زاسبكين إن إجراء الانتخابات في موعدها يعني أن تتم على أساس قانون الستين أوضح المصدر الديبلوماسي الروسي: «موقفنا مبدئي. نؤيد التوافق على إجراء الانتخابات في موعدها. وإذا قلنا ذلـك، فبغض النظر إن حصلت أو لم تحصل على أساس هذا القانون، فهذا يعني أن عدم التوافق على القانون أنها ستكون حتماً على أساس قـانون السـتيـن، كأن هذا الأمر إجباري للبنانيين. لا نظن أن رأي الخارج مهم بالنسبة إلى هذه المسألة. على كل حال، الآن هناك حالة جديدة بعد الاستقالة وندعو إلى لتوافق».

وعن الأزمة السورية قال المصدر إن «التقدم في معالجتها استناداً إلى الجهود الروسية من أجل التوصل إلى حل سياسي ليس كبيراً وإيجابياً. فبعدما حصل تفاؤل نتيجة التفاهم الروسي الأميركي الأوروبي على الحل السياسي، كان هناك انطباع بأن النشاط البناء سيتغلب على العوامل السلبية. لكن بعدها حصلت ردود فعل ومواقف سلبية معروفة مثل إعطاء مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة وتعيين رئيس الحكومة الموقتة من المعارضة والحديث عن تسليح بعض الدول للمعارضة. هذا شكل تراجعاً عما اتفق عليه، كما رأينا أنه كيف جرت محاولة في الأمم المتحدة لتشكيل فريق للتحقيق في استخدام سلاح كيماوي يشمل حادث 19 آذار/مارس وكل الحوادث الأخرى. فما هي هذه الحوادث الأخرى؟ هناك حادث 19 آذار الذي أرسل السوريون طلباً رسمياً إلى الأمم المتحدة لطلب التحقيق فيه».

وأضاف: «نحن ننتقد الإجراءات التي أعقبت اتفاقنا على الحل السياسي مع الدول الغربية، ونحن قمنا بجهد من جهتنا وسعينا من أجل تسمية وفود من الجانبين من أجل الحوار بين المعارضة والنظام وعقدنا اجتماعات مع المعارضين لهذا الغرض ونظرنا بإيجابية إلى تصريح رئيس الائتلاف الوطني السوري في شأن الاستعداد للحوار ورضينا بموقفه... لكن الأمور عادت بعدها فتراجعت بسبب الإجراءات المعاكسة».

وقال إنه إزاء طلب موسكو تعيين فريق للحوار «أبلغنا النظام أنه عيّن فريقاً والمعارضة لم تفعل»، مشيراً إلى الخلافات بين مكوناتها على هذه المسألة.

ورداً على سؤال عن اشتراط المعارضة عدم الحوار مع الرئيس بشار الأسد واشتراط الأخير أن يتم الحوار مع من يلقون السلاح قال المصدر: «موقفنا واضح. المعارضة يجب أن تكون جاهزة للحوار مع النظام ككل والرئيس من ضمنه. وكوسيلة للحوار كان يجب تعيين فريق من كلا الجانبين. وهناك مجموعات في معارضة الداخل مستعدة للحوار مثل الذين اجتمعوا قبل أيام في دمشق. ونحن لا نوافق على اشتراط تنحي الرئيس الأسد ورأينا كان ألا يعرقل مطلب تنحي الأسد الحوار مع النظام. همنا هو أن يحصل توافق على إتاحة الفرصة للشعب السوري كي يختار مستقبله».

ويرفض المصدر ربط التسوية السياسية بتغيير التوازنات على الأرض قائلاً: «هذا لا يؤدي إلى تسوية، يجب التفاهم بين القوى الخارجية حول موقف موحد يؤيد الحوار بدلاً من البحث عن تعديل ميزان القوى لأن هذا سيؤدي إلى تصعيد وانتشار أوسع للتطرف. وعندما يتحدثون عن تسليح المعارضة لإعادة التوازن فهذا لا يؤدي إلى تسوية. كان يفترض أن تتخذ القوى الخارجية موقفاً حاسماً بالضغط السياسي على الفريقين السلطة والمعارضة ليحصل الحوار». وعن الضغوط التي مارستها موسكو قال المصدر: «طلبنا الأمور التي تسهل الحوار والموافقة عليه من دون شروط وقال لنا النظام إنه جاهز للحوار وعيّن فريقاً له. لكن المعارضة حصل خلاف داخلها. ثم حصلت الأمور السلبية الأخرى التي ذكرناها. نحن أكدنا بوضوح أننا لا نضغط على النظام في شأن تنحي الرئيس». وعن مدى تأثير مفاوضات دول 1+5 مع إيران على التفاوض حول الأزمة السورية قال المصدر الديبلوماسي الروسي: «موقفنا أنه من المفيد مناقشة كل قضايا المنطقة مع إيران. لكن في ما يخص ملفها النووي هناك بنود ملموسة في جدول الأعمال وهي بنود تحتاج إلى معالجة بحد ذاتها وليس على حساب القضايا الأخرى».

 

٢٠٠٠-٥٠٠٠ "جهادي" في سوريا معظمهم "مواطنون أوروبيون"

خاص بـ"الشفاف" /قتل شابان مسلمان من بلجيكا في سورية، حيث كانا يقاتلان في صفوف المعارضة هناك، حسبما ذكرت وسائل إعلام بلجيكية اليوم الجمعة 29 مارس/آذار نقلا عن تصريح للنائب في البرلمان الفيدرالي البلجيكي دينيس ديوكارم. وقد أكد ممثلو رابطة المسلمين ببروكسل لديوكارم نبأ وفاة الشابين اللذين كانا يقيمان في أحياء مختلفة بالعاصمة البلجيكية. كم عدد "الجهاديين" الأجانب المشاركين في القتال الدائر في سوريا؟ وبعضهم في "جبهة النصرة" التي اعتبرتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية؟ العدد الإجمالي يتراوح بين ٢٠٠٠ و٥٠٠٠ "أجنبي"، معظمهم من أصول عربية أو إسلامية. وضمن هذا العدد بضع مئات من "الجهاديين" المصريين والليبيين والتونسيين بصورة خاصة. والأرجح أن هؤلاء الجهاديين العرب هم من "أبناء" المجاهدين الذين قاتلوا في أفغانستان أو البوسنة او العراق. وفي مقال لمراسلها في "بروكسيل"، ذكرت جريدة "لوموند" الفرنسية أن السلطات البلجيكية تقدّر بأن ما يتراوح بين ٥٠ و٨٠ مواطناً بلجيكياً (معظمهم من أصول عربية) يقاتلون في سوريا الآن. وبين هؤلاء بلجيكيان من "الفلامند" اعتنقا الدين الإسلامي حديثاً. وتعتقد سلطات هولندا أن ٣ من رعاياها قتلوا أثناء مشاركتهم في القتال السوري. أما عدد البريطانيين المتواجدين في سوريا فيمكن أن يصل إلى ما بين ٧٠ ١٠٠و شخص. ويقدّر "أرون زيلين"، الباحث في "معهد واشنطن"، أن ما يتراوح بين ٢٥٠٠ و٥٠٠٠ أجنبي يتواجدون في سوريا الآن. وبين هؤلاء عدة مئات من دول البلقان، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، حسب تقدير "جيل دو كيرشوف"، منسّق الإتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب. ويقول هذا المسؤول الأوروبي أن دوافع هؤلاء المجاهدين متنوعة جداً: "فهنالك الإيديولوجيون، والمثاليون، والراغبون في التضامن مع ثورة نحن (الإتحاد الأوروبي) ندعمها رسمياً. ولكنه يضيف أن "معظم عمليات التجنيد تقوم بها الجماعات المتطرفة. إن الذين يسافرون للجهاد لا يكونوا مؤهلين عسكرياً في البداية، ولكنهم في سوريا يمكن أن يتعرفوا إلى العناصر الأكثر خطورة في نزاع يبدو أنه سيستمر لفترة طويلة". وعدا شبكات التجنيد الأصولية، فإن بعض الأوروبيين يسافرون إلى سوريا بمبادرة فردية. ويمكن أن ينتقلوا بطائرة "تشارتر" من ألمانيا إلى "أنطاليا" مثلا. وغالباً ما يكون لديهم عنوان شخص في المنطقة الحدودية يتصلون به فور وصولهم. في جميع الأحوال، فإن اعداد غير السوريين المشاركين في الحرب السورية تظل ضئيلة جداً، ولو أن بعض المجموعات الجهادية، مثل "النصرة" تبدو أكثر كفاءة وحماسة للقتال.

 

زيباري وسوريا.. وقفة للتصحيح!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

أكن للسيد هوشيار زيباري، وزير خارجية العراق، احتراما كبيرا، لكن تصريحاته الأخيرة حول الأوضاع بسوريا، وتحديدا تسليح الثوار، تحتاج إلى وقفة، خصوصا أن زيباري تحدث عن موقف بلاده من النظام الأسدي من باب «لا تقربوا الصلاة»! يقول السيد زيباري، في مقابلة مع قناة «العربية»، إن العراق اشتكى عام 2009 النظام الأسدي للأمم المتحدة على خلفية التفجيرات الإرهابية الضخمة التي استهدفت بغداد، مضيفا أن العراق كان يقف وحيدا وقتها ضد الأسد، بينما كان العرب جميعا ضد بغداد. ويقول زيباري: «اليوم يتهموننا بالوقوف مع الأسد، فيا سبحان الله».. إلى أن يقول بأن تسليح الثورة السورية سيكون بمثابة كرة اللهب على كل المنطقة. وحديث السيد زيباري عن شكوى العراق للأمم المتحدة في 2009 صحيح لكنه منقوص، والمعلومات عن اللجوء للأمم المتحدة منقوصة أيضا. وبالنسبة للتفجيرات الإرهابية التي طالت بغداد، فقد كان السيد زيباري نفسه أول من اتهم الحكومة العراقية بالتقصير وقتها، وهذا ليس كل شيء، بل إن زيباري نفسه قال في مقابلة مع صحيفة «الشرق الأوسط» في 11 سبتمبر (أيلول) 2009، وردا على سؤال محدد للصحيفة وهو: «هل اتهمت المذكرة التي قدمها العراق لمجلس الأمن سوريا تحديدا؟» فكانت إجابته كالتالي: «هذه الرسالة التي وجهت إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كانت رسالة صريحة وواضحة ولم تذكر سوريا إطلاقا لا من قريب أو من بعيد، وقلنا إن هذه التفجيرات تهدد الأمن والسلم الدوليين، خاصة أنها استهدفت قلب الحكومة العراقية ومؤسسات الدولة»! وعليه، فكيف يقول زيباري إن العراق كان يقف وحيدا ضد الأسد، وهو نفسه، أي زيباري، نفى أن تكون الرسالة التي بعث بها العراق للأمم المتحدة لشكوى سوريا أو الأسد؟ والجميع بالطبع يعرف أن إيران كانت تضغط من أجل عدم التصعيد وقتها! والأدهى من كل ذلك أن وزير الخارجية العراقي يحذر من تسليح الثورة السورية الآن، ومن الخطر الطائفي، مثلما يحذر المالكي، أو المحسوبون عليه، من خطورة تسلل إرهابيين للعراق بسبب ما يحدث بسوريا، بينما لزيباري حوار منشور بصحيفة «الشرق الأوسط» أيضا في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 يقول فيه ما نصه: «عشنا في سوريا، ونعرف كيف يعمل النظام السوري. وأحد خلافاتنا مع الأميركيين أنهم بعقليتهم وتفكيرهم لا يفهمون كيف أن تنظيمات حزب البعث، أو الحرس الجمهوري السابق، أو الحرس الخاص، وقيادات التصنيع العسكري المدربة على التعامل مع المواد الكيماوية والنووية والمهارات التفجيرية يمكن أن تتعامل مع تنظيمات إسلامية متشددة مثل (القاعدة) باعتبار أن حزب البعث علماني وقومي، وبالتالي لا يمكن أن يتعاون مع جهاديين»! فكيف بعد كل ذلك يحذر زيباري من تسليح الثورة بينما النظام الأسدي يسلح ليل نهار من قبل روسيا وإيران وحزب الله، وبتغاضٍ عراقي مفضوح؟ بل أيهما الأقرب للدقة بالحديث عن نظام الأسد: زيباري 2009 أم زيباري 2013؟

 

موقف جنبلاط من الحكومة يحدد أفق الأزمة السياسية ومعادلة «الجيش والشعب والمقاومة» تناقض «إعلان بعبدا»

بيروت - محمد شقير/الحياة

قالت مصادر نيابية بارزة إن المعادلة السياسية في لبنان محكومة وقبل أيام من موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة العتيدة، بكون الصعوبة لا تكمن في التسمية وإنما في التأليف، تماماً كما هي الحال السائدة في البرلمان، إذ إن الدعوة لعقد جلسة نيابية يمكن أن تكون سهلة، لكن عقدها يواجه صعوبة بسبب افتقادها إلى الميثاقية إذا ما تقرر حصر جدول أعمالها بمناقشة مشروع «اللقاء الأرثوذكسي» لقانون الانتخاب واضطرار النواب المنتمين إلى «جبهة النضال الوطني» بزعامة وليد جنبلاط والآخرين من «تيار المستقبل» بقيادة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، إلى مقاطعتها.

وأكدت المصادر النيابية لـ «الحياة»، أن تكليف أي شخص بتشكيل الحكومة الجديدة سيواجه مشكلة في تأليفها بين فريق يتمسك بموقفه الداعي إلى المجيء بحكومة حيادية انتقالية لفترة محدودة تتولى الإشراف على إجراء الانتخابات النيابية، وآخر يصر على تشكيل حكومة وحدة وطنية باعتبارها المعبر الوحيد للتوافق على مخرج لتأجيل الانتخابات. ولفتت المصادر عينها إلى ان جنبلاط الذي تتعامل معه الكتل النيابية على أنه يشكل بيضة القبان في حسم مسألتي التكليف والتشكيل، كان أعلن سابقاً وقبل استقالة الحكومة، أنه والرئيس نجيب ميقاتي في مركب واحد ينجوان معاً أو يغرقان معاً، وهو في الوقت الحاضر يتريث في تحديد موقفه النهائي على رغم انه يميل إلى التعاطف مع رئيس الحكومة المستقيلة. وينتظر جنبلاط الآن الموقف النهائي الذي سيصدر عن «المستقبل» في ضوء المشاورات التي يرعاها الحريري في الرياض بالمملكة العربية السعودية، فيما سارع حليفه رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى تأييده قيام حكومة حيادية برنامجها الوحيد الإشراف على اجراء الانتخابات في موعدها. وقالت المصادر إن قيادة «حزب الله» وان كانت تحرص على إطلاق إشارات سياسية في اتجاه إعادة تعويم التحالف السياسي الذي كان وراء المجيء بالحكومة المستقيلة التي قاطعت تشكيلها الأطراف المنتمية الى «قوى 14 آذار»، فإن المصادر المواكبة للمشاورات التمهيدية الجارية حالياً على أكثر من صعيد تجزم بأن لا شيء نهائياً في هذا الخصوص، وتؤكد أن الاجتماع الذي عقد أخيراً بين وزير الأشغال العامة في الحكومة المستقيلة غازي العريضي ومسؤول التعبئة والتنظيم في «حزب الله» وفيق صفا يأتي في إطار التواصل ولم ينته إلى موقف مشترك من تشكيل الحكومة الجديدة. ورأت المصادر المواكبة أن هناك ضرورة للتريث في تحديد العناوين الرئيسة لخريطة الطريق التي سيعتمدها جنبلاط في تعاطيه مع ملف الحكومة الجديدة، وقالت إنها تتوقع ان تكون له إطلالة الخميس المقبل عبر برنامج «كلام الناس» الذي تبثه المؤسسة اللبنانية للإرسال في مقابلة يجريها معه الزميل مرسال غانم. وفي هذا السياق، سألت المصادر: «هل يعيد جنبلاط النظر في تموضعه السياسي لجهة عدم احتسابه مع فريق دون الآخر، وهو كان ألمح بعد استقالة الحكومة إلى انه لن يكون في مقدور أحد الضغط عليه كما حصل عام 2011 يوم اضطر إلى تسمية ميقاتي رئيساً للحكومة؟».وتابعت: «هل يأخذ جنبلاط في تعامله مع ملف الحكومة بعين الاعتبار أن موازين القوى التي كانت وراء تشكيل حكومة ميقاتي تبدلت، إضافة إلى أن مخاوفه على الوضع الاقتصادي أخذت تزداد يوماً بعد يوم؟». وأضافت: «هل يقحم جنبلاط نفسه في مشكلة، في حال تأييده حكومة وحدة وطنية تكون بمثابة نسخة طبق الأصل عن الحكومة المستقيلة بسبب مقاطعة قوى 14 آذار لها، وبالتالي يدخل في جولة جديدة من الاختلاف مع الحريري بعدما نجحت الاتصالات في إعادة تطبيع العلاقة بينهما من جهة، وفي إعادة التواصل مع المملكة العربية السعودية من جهة ثانية؟».

وأكدت المصادر المواكبة ان جنبلاط وإن كان لا يحبذ جنوح بعض أطراف المعارضة إلى الغلو لئلا يدخل في مشكلة مع «حزب الله» بعدما نجح في تنظيم الاختلاف معه حول المواقف المتعارضة من الأحداث الجارية في سورية، فإنه في المقابل لن يسلم «رقبته» لأي فريق من الفريقين، وبالتالي لا يبدي استعداداً وحتى إشعار آخر، للتسليم بتوجهات الحزب من الحكومة الجديدة... إضافة إلى اعتراضه على تسليم وزارتي الاتصالات والطاقة لوزيرين من «التيار العبثي»، وفق قوله، في إشارة إلى «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون.

اجتماعات الرياض

وكشفت أن اجتماعات الرياض بين الحريري ورئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في حضور عدد من أركان الكتلة وقيادات التيار، تأتي في سياق التشاور، وقالت: «يخطئ من يعتقد بأنها خصصت للبحث في أسماء المرشحين أو في شكل الحكومة العتيدة». وقالت إن الحريري أصر على عدم الدخول في الأسماء أو في تركيبة الحكومة، وأكدت أنه كان شديد التحفظ في هذا المجال، انطلاقاً من ان اجتماعات الرياض خصصت للتداول في طبيعة المرحلة السياسية، وكانت مناسبة لتبادل الآراء في هذا الشأن قبل أن ينصرف الحريري للتشاور مع حلفائه حزبي «الكتائب و «القوات» والمستقلين في 14 آذار.

وأوضحت المصادر أن الحريري سيجري جولة جديدة من التواصل مع السنيورة وقيادات «المستقبل» بعد التشاور مع حلفائه حول الأمور المتعلقة بتشكيل الحكومة وطبيعتها والمهمات التي ستوكل اليها، على قاعدة الإصرار على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وقالت ان لدى قيادات 14 آذار رغبة في توظيف مناسبة تشكيل حكومة جديدة لتأكيد تماسكها وانسجامها من جهة، ولإبلاغ من يعنيهم الأمر بأنها تجاوزت الاختلاف الطارئ حول قانون الانتخاب من جهة ثانية. ومع أن هذه المصادر رفضت الانسياق منذ الآن في لعبة حرق المراحل المتعلقة بتسمية اسم الرئيس المكلف أو بتركيبة الحكومة، فإنها سألت عن «أي بيان وزاري يمكن أي حكومة ان تتوافق عليه وتتقدم به من البرلمان طلباً لنيل ثقته؟ فهل ستتبنى الحكومة «اعلان بعبدا» كبيان وزاري وحيد؟ أم أنها ستقوم بجهد فوق العادة للتوافق على صيغة مركبة تجمع بين هذا الإعلان وبين إصرار «حزب الله» على تكريس معادلة الجيش والشعب والمقاومة مع أنهما على طرفي نقيض؟». وبكلام آخر، قالت المصادر المواكبة إن «إعلان بعبدا» يحصر مرجعية السلاح بالدولة اللبنانية وهو يتناقض كلياً مع معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ليس لأن هذا الإعلان يحظى بتأييد دولي وإقليمي فحسب، وإنما لأنه لقي إجماعاً في هيئة الحوار، و «بالتالي ماذا سيعني قول رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية (حزب الله) محمد رعد، إن تشكيل الحكومة يوفر مناسبة لإعادة تكريس الثوابت الوطنية للحفاظ على المعادلة الذهبية التي تجمع بين الجيش والشعب والمقاومة تحت سقف واحد؟». لذلك، فإن التكهنات حول موقف جنبلاط من الحكومة ستبقى قائمة لكنْ لأمد قصير، وسيبادر إلى بلورة موقفه قبل بدء الاستشارات النيابية للتأكد مما إذا كان باقياً على موقفه المبدئي بتأييد ميقاتي أو أنه سيكون له موقف آخر، رغم ان مصادر نيابية لفتت في السابق إلى تناغمه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في موقفه من رئيس الحكومة المستقيلة، وأن «حزب الله» لن يكون بعيداً منه، وأن المشكلة تكمن في موقف رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون المعترض على اعادة تسميته، مع أن تدخّل بعض الجهات كان وراء اضطرار النواب المنتمين إلى التكتل للتخفيف من حملاتهم السياسية والإعلامية ضده.

ويبقى السؤال: أين يقف رئيس الجمهورية من كل هذه التجاذبات ولعبة شد الحبال التي تعتبر طبيعية مع تشكيل أي حكومة؟ في الإجابة على السؤال، قالت مصادر رسمية إن رئيس الجمهورية يتخذ لنفسه موقف المراقب لأنه سيتدخل في الوقت المناسب من دون أن يتراجع عن إصراره على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، «وإذا كان هناك من يريد تأجيلها فليتحمل مسؤولية موقفه». ولفتت المصادر إلى أن سليمان يميل إلى قيام حكومة حيادية للإشراف على اجراء الانتخابات، وأن لا مانع لديه من تشكيل حكومة وحدة وطنية بكل معنى الكلمة، بينما قالت مصادر نيابية إن المجيء بحكومة حيادية يبقى اقل كلفة بالمعنيَيْن السياسي والاقتصادي على البلد، وعزت السبب إلى انها تدفع في اتجاه ترحيل المشكلة وتأجيل التأزم.

ورأت هذه المصادر أن هناك حاجة ماسة للبنان لشراء الوقت على الأقل في المدى المنظور، ريثما تتوضح المعالم النهائية للمسار الذي ستبلغه الأزمة في سورية، إضافة إلى ان مثل هذه الحكومة تساهم في خفض منسوب التوتر لدى الطائفة السنية إذا ما شعرت بأن هناك من يبدي استعداداً لمراعاة موقفها، بدءاً بالأخذ برأي أكثرية النواب المنتمين اليها وانتهاء بعدم إشعارها بأنها غير مؤثرة في المعادلة السياسية، وأن هناك من ينوب عنها في حسم الموقف من الحكومة من دون العودة اليها. وعليه، فإن التغلب على مسألة التكليف لا يعني أن الطريق معبدة سياسياً أمام تأليف الحكومة الذي قد يمر بمحطات عصيبة أين منها المحطات السابقة التي شهدها لبنان في المشاورات التي أجراها الحريري ومن بعده خَلَفُه ميقاتي لتأمين الأجواء لولادة طبيعية لحكومتيهما انتهت إلى «قيصرية» بامتياز!

 

الخليج واحتواء الإخوان المسلمين!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

مع إقلاع أول رحلة طيران تجاري مباشر بين مصر وإيران من القاهرة، ومنذ أكثر من 34 عاما، عاد الحديث الآن إلى ضرورة أن تحتوي دول الخليج العربي مصر، بمعنى أن تقدم لها مساعدات مالية تساعد فيها الإخوان المسلمين للخروج من ورطتهم الكبرى. وهذا الحديث لا يدل على عقلانية سياسية بقدر ما يدل على نفاق فج. فدول الخليج كانت تتهم، وإلى فترة قريبة، بدعمها لنظام مبارك رغم النقمة الشعبية ضده، كما كان يقال وقتها، وحتى إبان ثورة 25 يناير، وكان ذلك أيضا حديث الإدارة الأميركية ومن خلال التسريبات الصحافية، واليوم يطالب أنصار الإخوان المسلمين دول الخليج باحتواء إخوان مصر ودعمهم ماديا، بحجة عدم دفع الإخوان للارتماء بأحضان إيران، ورغم كل ما يفعله الإخوان من قمع وتهميش لشريحة عريضة لا يستهان بها من المصريين، بدلا من لجوء الإخوان لحلول سياسية عقلانية توحد الصف، وتجمع الفرقاء بالقاهرة! وأفضل وصف سمعته لما يحدث بمصر كان من رئيس وزراء عربي؛ حيث يقول إن الرئيس محمد مرسي «يتصرف وكأنه جاء بانقلاب وليس بصناديق الانتخاب»! ويكفي تأمل ملاحقة أجهزة مصر الديمقراطية اليوم لمقدم برامج ساخر وهو الدكتور باسم يوسف! فبدلا من أن يدين المناصرون للإخوان المسلمين تسيير رحلات تجارية بين مصر وإيران في الوقت الذي قامت به قوات الجيش الحر السوري قبل يومين باستهداف طائرة إيرانية كانت تنقل أسلحة لقوات بشار الأسد من أجل قمع وقتل السوريين، يقوم مناصرو الإخوان بتحميل دول الخليج المسؤولية على ارتماء إخوان مصر بأحضان ملالي طهران، وهذا أمر عجيب لا يمكن فهمه، أو تفسيره إلا أنه نفاق سياسي، فكان الأحرى بمحبي مصر أن يحملوا الإخوان مسؤولية ما يحدث بمصر بدلا من تخويف وابتزاز دول الخليج العربي بالقول بأنه في حال لم تدعموا إخوان مصر فإن أرض الكنانة ستصبح شيعية، أو صفوية.

وقصة الاحتواء بالدعم هذه ليست جديدة، بل تمت تجربتها مرارا من قبل دول الخليج بمنطقتنا وفشلت سواء عربيا أو إسلاميا، فقد فشل الاحتواء المادي والسياسي مع صدام حسين، وبشار الأسد، وبشير السودان، وصالح اليمن، وياسر عرفات، وبعده حماس، وطالبان، والجماعات الإسلامية كلها، ومنها الإخوان المسلمون وغيرهم، خصوصا في قصة تحرير الكويت بعد احتلال العراق لها، كما فشلت تجربة احتواء ودعم المقاومة الكذابة، وخصوصا حزب الله في لبنان، والتي تزعمتها قطر، وانطلت حتى على تركيا، فلماذا على دول الخليج أن تكرر اليوم تجربة ثبت فشلها مرارا وتحت عناوين مختلفة؟ وعليه فالمفروض اليوم أن يقوم محبو مصر، إن كانوا صادقين، بتوجيه اللوم للسياسات الإخوانية الفاشلة، والتي أحوجت القاهرة إلى أن تتوسل الدعم الدولي، والمفروض أن ينتقدوا الإقصاء الإخواني بحق شريحة عريضة من المصريين، كما يجب أن ينتقدوا ارتماء مصر بأحضان إيران التي تدعم الأسد بكل جرائمه المرتكبة بحق السوريين بدلا من انتقاد دول الخليج العربي.

 

نحن... وإيران/افتتاحية «الشرق الأوسط»

التوتر في العلاقات بين إيران وبقية دول الخليج العربية، وحتى بعض الدول العربية غير المطلة على هذا الحوض المائي الملتهب، ليس وليد اليوم والليلة. لا نريد الإيغال في التاريخ البعيد ولا الوسيط، بل نذكر بالتاريخ القريب، أي منذ نجح رجل الدين الإيراني الشهير آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني، في قيادة تمرد جماهيري وإعلامي أفضى إلى إسقاط عرش الشاه، ونتف ريش الطاوس الساساني، ليحل محله حكم آيات الله. كان هذا الكلام 1979.. وأدى نجاح الإطاحة بحكم الشاه إلى زلزال سياسي وعاطفي، لم يقتصر على المنطقة بل تعداها إلى العالم كله، في حالة انفعالية تشبه ما شهدناه إقليميا وعالميا مع موسم الاضطراب العربي الكبير منذ ديسمبر (كانون الأول) 2010، بعدما فرض بائع الخضار التونسي محمد البوعزيزي نفسه على تاريخ المنطقة.

بيد أن الأمر في زلزال إيران لم يقتصر على الجانب العاطفي والميل المثالي لثورة قدمت نفسها إلى العالم باعتبارها ثورة الثورات، وتغنى بها فلاسفة غربيون، مثل الفرنسي ميشال فوكو، فعلى الأرض كانت الصورة أكثر واقعية بالنسبة لدول الخليج والعراق، حيث شهدت المنطقة مدا راديكاليا للحركات الأصولية السياسية، خصوصا، لا حصرا، منها الشيعية، حيث كانت صولة الثورة الإسلامية برعاية آية الله الخميني وقودا لحركات وأحزاب مثل: الدعوة، وحزب الله. وكان لدول الخليج نصيبها من هذه النار، إن بشكل مباشر مع الدولة الإيرانية في عهدها الثوري، أو بشكل غير مباشر مع الحركات والتيارات المنضوية تحت الخيمة الثورية الإيرانية.

كل عام منذ 1979 لدينا أزمة أو أكثر في المنطقة، غالبا يكون لإيران ضلع فيها، هذا ما لم نتحدث عن الحرب الطويلة مع العراق. لدينا حرب الناقلات في الخليج، وحرب الطائرات، وتفجير المنشآت النفطية في شرق السعودية، وتفجيرات المقاهي في الكويت، وضرب موكب أميرها، وخطف الطائرة الكويتية، وأحداث حج 1987، وهجمات نفق المعيصم المريعة في موسم حج 1990، وأكثر من كشف لمتفجرات مهربة مع حجاج إيرانيين، بعلمهم أو من دونه ربما، وتفجيرات أبراج الخبر 1996 التي يعرف الجميع أن عناصر محسوبة على إيران كانت خلفها، إلى شبكات التجسس المقبوض عليها في الكويت والبحرين واليمن. والأخيرة لم يقتصر الأمر فيها على التجسس، بل وصل إلى تدفق السلاح ودعم الحوثيين، مرورا باستهداف السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير من قبل عناصر تابعة للأمن الإيراني، ووصولا إلى شبكة التجسس الخطيرة التي كشفت عنها السلطات السعودية قبل عدة أيام. كل هذه المعطيات وغيرها، تكشف عن «منهج» إيراني مستمر في الهجوم الأمني والسياسي والإعلامي على منطقة الخليج والجوار العربي، إما بغرض تصدير الثورة، أو بغرض مشاغلة الغرب ومقايضته بالاستقرار الإقليمي، أو بغرض تصدير أزمات داخلية في إيران. في النهاية، إيران دولة كبيرة تمثل تاريخا عريقا وثقافة شامخة في المنطقة، كما أنها تشكل وزنا في سوق الطاقة العالمي، وبالتالي فإن الحوار والتفاهم معها أمر حتمي في نهاية الأمر، ليس لأسباب أخلاقية وحسب، بل لأسباب عملية للجميع على ضفتي الخليج، ولكن هذا بشرط ألا يكون على أمن وسلامة وسيادة دول الخليج.

 

مئات الدروز في جيش الاحتياط الإسرائيلي يهددون بدخول سوريا لمحاربة «النصرة»

قالوا: فعلنا ذلك في لبنان في الثمانينات.. ومستعدون لتكرار الأمر في سوريا

تل أبيب: نظير مجلي /الشرق الأوسط

أعلن الرئيس الروحي للطائفة العربية الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، أن مئات الشبان من أبناء الطائفة توجهوا إليه مبدين الاستعداد لدخول الأراضي السورية لمحاربة «جبهة النصرة»، التي تعتدي، كما قال، على عائلات درزية في المناطق التي ينسحب منها جيش النظام. وجاءت هذه الأقوال بعد مشاركة الشيخ طريف في مظاهرة ضمت آلاف الدروز من إسرائيل وهضبة الجولان السورية المحتلة، الذين احتجوا على الاعتداءات التي تعرض لها أهالي قرية الخضر في سوريا على يد عناصر تنظيم جبهة النصرة «بشكل عدواني فظ ومن دون أي سبب»، كما قال سليم الصفدي، أحد المتظاهرين، وهو أحد القلائل من سكان الهضبة الذي حصل على جنسية إسرائيلية وحصل على وظيفة رئيس مجلس قروي في قرية مسعدة. وروى سعيد سطاوي، أحد منظمي المظاهرة، في حديث لصحيفة «معاري» الإسرائيلية، أن الدروز في سوريا اتخذوا من البداية موقفا محايدا من الأحداث، وواصلوا الانشغال في فلاحة أراضيهم والبحث عن مصادر رزقهم، ولم يناصروا نظام بشار الأسد ولا المعارضة، باستثناء قلة من الدروز انضم بعضهم إلى النظام، وآخرين ضده. لكن قادة جبهة النصرة الذين يتهمون بالموالاة لتنظيم القاعدة، أرادوا تغيير هذا الموقف طالبين أن يقف الدروز معهم أو ضدهم. وعندما أصروا على موقف حيادي، أبلغوهم بأنهم يرون فيهم أعداء الثورة الجديدة. فدخلوا قرية الخضر، الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود في الجولان، قبل عشرة أيام، واعتدوا عليهم بالضرب وأطلقوا الرصاص عليهم، فقتلوا عددا منهم وجرحوا عددا آخر و«مارسوا الإهانات التي لا يقبلها أي شخص يتمتع بالكرامة»، وفقا لسطاوي.

يذكر أن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان والجليل الفلسطيني الواقع في تخوم إسرائيل، هم من أصل واحد. وتربط بينهم أواصر القربى. وهم يحافظون على تواصل كل الوقت، على الرغم من أن كل شريحة منهم تنتمي إلى دولة أخرى وتؤدي واجباتها للدولة التي تعيش فيها. ففي إسرائيل، يخدم الشبان الدروز في الجيش بشكل إلزامي، مع العلم بأن أكثر من نصفهم يتمرد على هذه الخدمة ويرفضها، والآلاف منهم يدخلون السجون بسبب هذا الرفض. وقد أبلغهم أقرباؤهم بأن بعض قوى المعارضة السورية تضايقهم. وعندما وقع الاعتداء عليهم من جبهة النصرة، راحوا يتحدثون عن ضائقة. ومنذ عدة أسابيع يتداول عدد من الضباط السابقين في الجيش الإسرائيلي فكرة مناصرة الدروز في سوريا. وحسب الشيخ موفق طريف، فإن مئات الشبان وصلوا إليه أو اتصلوا به هاتفيا يعربون عن استعدادهم فورا إلى تنظيم «فرق إنقاذ لإخوتنا في الطرف الشرقي من الحدود». وأكد أنه حاول تهدئة الشبان بتوجيههم أولا إلى تنظيم حملة تبرعات مالية ومادية وطبية وإنسانية لإغاثة الأهل والأقارب في سوريا «لكنني وجدتهم مستعدين لتقديم كل مساعدة أيا كانت، بما في ذلك المساعدة العسكريةِ». وأضاف «إنني آمل ألا نحتاج إلى الدخول مضطرين إلى سوريا لحماية إخوتنا الدروز هناك. لكن على جميع السوريين أن يعرفوا أن من يعتدي على إخواننا يكون دمه في رأسه. فنحن لا نطمع في سلطة ولا في مصالح خاصة، لكننا نحذر من أي اعتداء على إخواننا بأنه سيؤدي إلى رد فعل مضاعف من طرفنا». وانضم إلى التهديد مندي صفدي، وهو من سكان الجولان المحتل، الذي يعمل مساعدا لنائب الوزير اليميني السابق، أيوب قرا، فقال «لقد سبق وتعرض الدروز في لبنان إلى مذابح من تنظيمات مسلحة مسيحية في سنوات الثمانين. فدخل الجنود الدروز في الجيش الإسرائيلي إلى لبنان وزودوا إخوانهم الدروز بالأسلحة ودربوهم وحاربوا إلى جانبهم في المناطق التي كانت تحت حكم إسرائيل في لبنان. واليوم، يوجد الجيش الإسرائيلي في الجولان، وشباننا مستعدون لاجتياز الحدود والتحرك في سوريا من دون أي عائق والانتقام لإخوتنا هناك»

 

فاتيكان "البابا فرنسيس" لا يناسب بطريرك الموارنة!

مروان طاهر/الشفاف

بين “بابا” كنيسة الفقراء والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي هوة بدأت بالاتساع نظرا لاختلاف رؤية كلا منهما الى دوره والى دور الكنيسة في المجتمع!

فقد أشارت معلومات من حاضرة الفاتيكان الى ان البابا الجديد يمثل حربا على الفساد في الكنيسة خصوصا بين رجال الدين، الكبار منهم تحديدا، وهو أعلن حربه على جميع انواع الفساد في الكنيسة، الجنسي والمالي ومظاهر الترف والبذخ التي يعيشها رجال الدين الكاثوليك في العالم على مختلف مستوياتهم ومراتبهم سواء كانوا في الفاتيكان او في ابرشياتهم.

اما لبنانيا فيبدو ان غبطة البطريرك الكاردينال تراجعت طموحاته السياسية والزعاماتية الى حدها الادنى. فابتعد عن وسائل الإعلام بعد انتخاب قداسة البابا الجديد، وقلل من تصريحاته السياسية بانتظار خطوات الاصلاح الكنسي، التي يبدو، وحسب معلومات من الفاتيكان، انه قد ضمن مرماها.

المعلومات تشير الى ان الاجتماع الاخير للقادة الموارنة في بكركي شهد تراجعا دراماتيكيا لدور البطريرك الذي تلخص فقط بنقل رسالة من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، الى المسيحيين. مفاد الرسالة أن ميقاتي وبري اقترحا عليه أن يرأس اجتماع الموارنة ويخرج باتفاق على صيغة قانون جديد للانتخابات يكون هو “عرابه”، وأنهما يوافقان على اي صيغة يقترحها الراعي.

تضيف المعلومات ان ما جرى في اجتماع بكركي لم يطابق توقعات ميقاتي وبري، حيث ابلغ الراعي المجتمعين الرسالة، وقال لهم” اتفقوا في ما بينكم، انا لست معنيا سوى باتفاقكم، ولن اتدخل في السياسة” من دون ان يبدي اي وجهة نظر في تداولات المجتمعين. كما كان لافتا سحب الراعي يده من ما يسمى بـ"قانون اللقاء الارثوذكسي"، بعد ان كان الحبور يعتلي وجهه لدى حديثه عن رعايته لاتفاق القادة الموارنة على قانون "الفرزلي".

و تشير المعلومات الى ان البطريرك سيغادر لبنان في جولة راعوية، الى اميركا الجنوبية، قد تمتد الى ثلاثة أشهر! وفي الظرف السياسي الدقيق الذي يجتازه لبنان، فإن هذه “الغيبة” تشير الى قرار بابتعاده عن التعاطي في الشأن السياسي بعد ان كان يدلي بدلوه يوميا، واكثر من مرة احيانا، بمواقف مثيرة للجدل، مؤيدة لفريق 8 آذار او للنظام السوري، يجهد في تبريرها لاحقا!

الى ذلك أشارت مصادر فاتيكانية الى ان الوضع المالي للكنيسة المارونية في عهد البطريرك الراعي سيكون تحت المجهر في ظل ما يشاع عن تنفيعات لمحظيين يقيمون في الصرح البطريركي الى جانب غبطته، وفي مخالفة لتقاليد درجت عليها الكنيسة المارونية منذ نشأتها. وقالت المصادر ان مقتضيات الحداثة لا تعني بالضرورة الاستعانة بمدنيين ومدنيات للقيام بأعمال كنسية ودينية، خصوصا ان الطائفة المارونية تزخر برجال الدين الشباب من المتعلمين وأصحاب الكفاءات. كما ان مقتضيات الحداثة لا تعني الاستعانة بمصممي أزياء في الصرح البطريركي لتصميم أزياء لغبطته، بعد ان رفض البابا إضافة اي زخرفة على ثوبه الابيض.

فساد في الكنيسة؟ وتشير المعلومات ان غزو عائلة محظية للصرح البطريركي بات يثير جدلا بين ابناء الطائفة المارونية بشأن الخدمات التي تقدمها العائلة الكريمة للموارنة وللصرح البطريركي ولغبطة الكاردينال، خصوصا ان رواتب العائلة مجتمعة من صندوق بكركي تقدر بـ 15000 دولار شهريا؟! ومن دون ان يتوقف الحديث عن الرواتب تضيف المعلومات ان اوامر صدرت بنقل مولدات الكهرباء من مكانها قرب الصرح بتكلفة بلغت 10000 دولار اميركي من اجل توسيع مقر إقامة الناطور لبناء فيلا لاحد افراد العائلة المحظية، فضلا عن ان الاوامر قضت ايضا بتخصيص عقار لشقيق المحظي من املاك الطائفة المارونية في ساحل علما لبناء فيلا ايضا!

الى ما سبق تشير معلومات الى ان قضايا أخرى تتصل بوضع الموارنة وكنيستهم وبطريركهم وضعت على طاولة البحث في الفاتيكان مع وصول البابا الجديد ومنها ما يتصل بما اورده الكاتب انطوان بصبوص في كتابه الاخير.

قلق في الصرح البطريركي الزم غبطة البطريرك الكاردينال بشارة الراعي إخفاء صليبه الذهبي بعد عودته من روما تحت جبته البطريركية بعد ان رفض خليفة القديس بطرس مظاهر الترف واستفزاز فقراء المسيحيين، واستعاض عن الذهب بصليب خشبي وعكس بسلوكه وموافقه إرادة صلبة في إحداث تحول جذري في الكنيسة الكاثوليكية لجعلها فعلا لا قولا كنيسة الفقراء. فهل تنسحب مواقف البابا فرنسيس على كنيسة الموارنة في لبنان؟

 

روسيا وتجارة الدماء

عبدالله إسكندر/الحياة/يمثل إعلان كوريا الشمالية أنها «في حال حرب» مع الشطر الجنوبي و «الإمبريالية» الأميركية، إشهار إفلاس سياسي وأخلاقي أكثر من كونه رغبة في القتال، إذ إن الدفع بالأمور إلى حافة الهاوية في بلد نووي يملك ترسانة أسلحة صاروخية واستراتيجية، يعتبر الابتزاز الأجدى في استمرار استقطاب المساعدات والمعونات من دون تقديم أي تنازل من الطغمة العسكرية الحاكمة. نجحت بيونغيانغ سابقاً في هكذا نوع من الابتزاز، وحصلت على المعونات المالية السخية من «الإمبرياليين» في الشطر الجنوبي واليابان، وتلقت مساعدات من «الأصدقاء» في روسيا، والمواد الغذائية والإغاثية والنصائح من «الرفاق الصينيين».

ويبدو أن شراهة عدد كبير جداً من الجنرالات في الحكم الديكتاتوري في كوريا الشمالية للبذخ والرفاه، إضافة إلى عائلة كيم وحاشيتها، تدفع إلى مزيد من التهديد العسكري لابتزاز المزيد من المساعدات، التي تصرف بكاملها إما من اجل تجديد الآلة الحربية أو ضمان العيش الرغد لقلة من القائمين على الحكم الديكتاتوري، في حين تعيش الغالبية الساحقة من الكوريين الشماليين في الفقر المدقع، وآخر أشكال هذا الابتزاز التجربة النووية الأخيرة التي قوبلت بعقوبات دولية جديدة، وبموافقة روسيا والصين. لكن، ورغم القناعة الدولية بأن التصعيد من بيونغيانغ يقع فعلاً في دائرة الابتزاز، وصولاً إلى حوار يحقق أغراض هذا الابتزاز، كما يظهر من ردود كل المعنيين، وخصوصاً كوريا الجنوبية والصين، فإن احتمال الانزلاق إلى حرب فعلية، بفعل أي خطأ غير محسوب، يظل قائماً. وفي مثل هذه الحال، تتحمل موسكو مسؤولية أخلاقية وسياسية، بسبب خضّها النظام الديكتاتوري في كوريا الشمالية على اعتماد سياسة التصعيد بدل الحوار الذي طُرح عليه مراراً من سيول ومن واشنطن على السواء. تتحمل موسكو مسؤولية اندفاع الجنرالات في بيونغيانغ الى التسلح، وتسريب أسلحة دمار شامل، بدل الاهتمام بالتنمية الداخلية وتحسين الوضع المعيشي لمواطنيهم، وتكون هذه المسؤولية أكبر عندما يكون واضحاً أن تثبيت حكم كيم الثالث يمر عبر طرح التحدي الكامل في مواجهة «الامبرياليين»، أي كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

فموسكو تضع هذه الأزمة في إطار المنافسة الكبرى مع الولايات المتحدة، بل هي تريد العودة إلى العمل بميزان القوى الذي رسا عليه العالم بعد الحرب العالمية الثانية، كما أعلن لمناسبة القمة الروسية-الصينية الأخيرة، اي تريد أن تنال حصة الاتحاد السوفياتي السابق، في الوقت الذي جرى تغير هائل في ميزان القوى هذا، وفي مقدمه انتهاء هذا الاتحاد وكتلته الشرقية، وصعود قوى كبرى جديدة، في مقدمها الصين والهند، اللتان ترتبطان اقتصادياً بشبكة معقدة من العلاقات مع العالم «الإمبريالي» السابق. لذلك، تبدو العودة إلى تقاسم العالم على اساس ميزان قوى لم يعد موجوداً وتبددت عناصره، ونشوء معطيات وقوى جديدة، غير ممكنة إلا في ظل استعار التوتر والتهديد بالحروب، أو حتى نشوبها في بعض الأماكن، فالحرب الكورية الثانية في حال حصولها، ستكون جزءاً من استراتيجية الدفع في اتجاه العودة الى ميزان قوى ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي منطقتنا، تمثَّلَ الجهد الروسي الآنف الذكر بدعم النظام السوري، الذي لا يشبهه في العالم سوى النظام الكوري الشمالي، وهو دعم أدى إلى الكارثة المعروفة. وتأسيساً على ذلك، يمكن توقُّع أن أي كارثة مماثلة في آسيا لن تكون رادعا لموقف روسي يستسهل تجارة الدماء.

 

فتوى «جهاد النكاح» بين زعران الحروب و... مجاهديها

حازم الأمين/الحياة

الإسلاميون مثلنا، أهل دنيا، وها هي فتوى «نكاح الجهاد» تُبشر بالزمن الذي افتتحوه في أعقاب حركة التـغيـير التي شـهدهـا الـعالم العـربي، بـعد أن كانت بواكيرها فـتاوى إرضاع الـكبـير ومعاشرة الزوجـة بعد موتـها وقـتـل ميكي ماوس وغـيرها. هم أهـل دنيا وأهـل آخرة، وفي هـذا طمـع لا يـستقيم معه الإيـمان الذي يـدّعونه. فالشراهة التي أبداها هؤلاء في الإقـبال على المـلذات تبدو مدهشة في تفوقها على ما نبديه من إقبال، ذاك أننا وفي سياق إقبالنا الخـجول والـمرتـبك على مـا نريد من مـتع، نـبدو غـير مـحـصنين بـغير شـطـطنا الذي أمـلته عـلينا حـداثة متـعثرة لم تجد لنفسها نصاً ولا أثراً في ما ورثناه وما تـعلمناه وما عـشـناه. أما هم فسائرون إلى المتع بتصميم لا يهزه خجل، ولا يعتريه تردد. فالفـتوى أقـوى وإن جـاءت من خارج الـثقافة ومن خارج القيم.

لقد سبق أن ذهبنا إلى حروب كثيرة محمَّلين بنزواتنا ورغباتنا، لكن واحداً منا لم يقوَ على طلب المتعة في الحرب. كثيرون منا مارسوا متعاً، لكنهم مارسوها في العراء غير محصنين بنصوص، وكانوا كمن يسرق شيئاً ثم يعيده. طلبوا متعاً من خارج قيم الحرب التي خاضوها. القيم البشعة للحرب لم تكن تحتمل طلباً معلناً للمتعة على رغم بشاعتها. اليوم يأتي من يقول إن من حق المقاتل البعيد عن أهله أن يفعلها.

والحال أننا في ارتباكنا بمتعنا وفي تبديدنا إياها في حروب أخرى، نشبه أنفسنا أكثر مما يشبه الإسلاميون طالبو المتعة ومُفتوها أنفسهم. وعلى الأرجح أننا في ارتباكنا وترددنا أصبنا منها أكثر مما أصابوا هم. فالفعلة بالنسبة إليهم ليست تبادلية، هي تنفيذ لمضمون فتوى، وإحقاق لحق المجاهد، وفي هذا حرمان لها وله من الكثير من أوجهها.

ثم إن هذيان الفتاوى وما رافقه من صور وفيديوات وسجالات، أنزل الإسلاميين إلى سوية لم يسبق أن بلغناها، نحن زعران الحروب العادية وغير «الجهادية» ممن قاتلوا في الحروب اللبنانية السابقة أو مثيلاتها في بلدان أخرى. فهم في تظهيرهم رغباتهم وفي شطط كلامهم تولوا تهشيم صورة الشيخ التي خرجوا منها أصلاً. إنهم طالبو متعة وطالبو جهاد في آن، بينما نحن ذهبنا إلى «الجهاد» مخبئين متعنا وخجلين منها وسارقينها، معتقدين أنها تخالف نصوص الحرب التي ذهبنا لخوضها. والشيوخ على ما تُظهرهم فضائياتهم وفيديواتهم، فقيرو خيال ومعرفة في ما يتكلمون. هم تماماً كما موجات المغنين غير الأكفاء، وإذا كان بعضهم وصل إلى المجلس النيابي في بلده على نحو ما جرى للشيخ السلفي الذي أصلح أنفه في مصر، أو تمكن من حجز منبر في مسجد كبير على نحو ما فعل شيخ «نكاح الجهاد» في تونس، فإن المغنين غير الأكفاء لا يقلون تأثيراً في مجتمعاتهم. ذاك أن شعبان عبدالرحيم وإن شكل إهانة للوجدان الطربي المصري، إلا أنه صار على كل شفة ولسان في القاهرة.

ونزع شيوخ الفتاوى عن سياق صعود الإسلاميين في ظل «الربيع العربي»، وهي مهمة يحاول بعض مثقفي «الإخوان المسلمين» القيام بها، مهمة من المستحيل إنجازها. إنهم أبناء شرعيون لهذا الصعود، و «الإخوان» أنفسهم في سعيهم إلى طرد هؤلاء من موجة صعودهم، يعودون للتحالف معهم في أوقات الضيق. فالشيوخ السلفيون هم مَنْ يتولى الدفاع عن الرئيس المصري محمد مرسي في الفضائيات الدينية، ثم إن الأخير لا يخلو أداؤه من سقطات شيوخ الفتاوى، ذاك أن اللغة التي لا تسعفه في الكثير من خطبه، إنما تفعل ذلك بسبب انتمائها إلى قاموس شيوخ الفتاوى، وهي بذلك عاجزة عن تلبية مَنْ يرغب في مخاطبة المصريين وغير المصريين من غير جمهور الشيوخ. فالرجل تعثر باللغة الإنكليزية على رغم أنه درس في أميركا، وهو أتى بحركات لا يأتي بها الرئيس أثناء وقوفه إلى جانب رئيسة بلد آخر (انغيلا مركل) لأنه سليل بداهة في الأداء الجسماني، لا نص ولا فتوى تنزع عنها شرعيتها. والفتاوى، سليلة صعود الإسلاميين، إنما أيضاً المؤشر الأبرز على صعوبة صمودهم في ما وصلوا إليه، ذاك أنها غريبة فعلاً عن الثقافة التي يدعون تمثيلها. ولا نعني هنا الثقافة الإسلامية، إنما ثقافة المجتمعات التي صدروا عنها. فـ «إرضاع الكبير» أصاب من الذهول في الوعي المحلي ما يفوق ما أصابه في الوعي العالمي، وها هو «جهاد النكاح» يترنح تحت وطأة السخرية التي خلفها. بل إن الاقتراب من نقاش تلك الفتوى بغير السخرية يعرّض المُقدم عليه لأن يصيبه شيء من السخرية، فها هو وزير الشؤون الدينية التونسي نور الدين الخاتمي عرضة لسهام الضحك الأسود نتيجة رده على مفتي «جهاد النكاح» بعبارة: «إن هذه الفتوى لا تُلزم غير مُطلِقها من الشعب التونسي ومن مؤسسات الدولة». كم يبدو طلب المتعة في «بلاد الجهاد» صورة عن السلطة المرتجاة، وكم تبدو الفتوى مؤشراً إلى نوعها وإلى مضمونها، وكم يبدو ذلك غير شرعي إذا ما قسناه بقيم الثورات التي انطلقت طالبة شرعيتها من الحق في المساواة وفي التعبير، وفي كسر احتكار التمثيل وتزويره. فطلب المتعة ينطوي بصيغته هذه على مقدار من العسف والاحتكار والتسلط، ذاك أنه مطلب بحق بدهي يتمثل في «إمتاع المجاهد»، على ما يرمز الأخير من صُوَر للسلطة وللذكورة ولادعاء الحق، فيما تذهب السيدات من تونس إلى سورية بـ «إرادتهن» المزورة قاطعات الحدود وواصلات إلى مدن السكود... فقط من أجل «المجاهدين».

قد لا تكون هذه هي الحقيقة، إنما هي صورة عن الحقيقة المرتجاة كما يشتهيها شيوخ «الجهاد» ومفتوهم. إنهم ذاهبون إلى الدنيا، وليسوا ذاهبين لملاقاة وجه ربهم. لكن دنياهم غير دنيانا، فهي واضحة وحادة وغير مترددة ومسنودة بنص يدعي الحق بكل شيء، فيما دنيانا عاثرة ومترددة، غير واثقة من حقها بشيء. نحن زعران الحروب... وهم مجاهدوها.

 

الراعي تلقى اتصالات تهنئة من ميقاتي والحريري والسنيورة واتصل ببري مطمئنا

وطنية - تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، سلسلة اتصالات للتهنئة بعيد الفصح المجيد، أبرزها من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الرئيس سعد الحريري، الرئيس فؤاد السنيورة، النائب مروان حمادة، عصام فارس، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والسيدة ليلى الصلح حمادة. كما أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس نبيه بري اطمئن فيه الى صحته وبادله بري بتقديم التهاني بالعيد.

 

الراعي في قداس الفصح: نصلي كي يدحرج المسيح عنا حجر الموت والعنف سليمان: اذا كانت الانتخابات على قانون الستين خطأ كبيرا فالتمديد خطيئة

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الفصح "أحد القيامة" على مذبح الباحة الخارجية للصرح "كابيلا القيامة"، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح، المطارنة: سمير مظلوم، حنا علوان، طانيوس الخوري، امين سر البطريرك الاب نبيه الترس، القيم البطريركي العام المونسينيور جوزف البواري، بمشاركة الكاردينال نصر الله صفير، السفير البابوي في لبنان المونسينيور غابريال كاتشيا، النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميشال ابرص، الاباتي انطوان خليفة، بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء، وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري، النائب عاطف مجدلاني، الوزيرين السابقين زياد بارود ويوسف سلامة، النائب السابق اميل نوفل، رئيس الرابطة المارونية سمير ابي اللمع، محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر، مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان المهندس كمال حايك، قائمقام كسروان-الفتوح جوزف منصور، قائمقام جبيل نجوى سويدان، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، مدير عام قوى الامن الداخلي بالوكالة العميد روجيه سالم، قائد الدرك العميد جوزف الدويهي، مدير عام القصر الجمهوري الدكتور انطوان شقير، قائد لواء الحرس الجمهوري العميد وديع غفري، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان في الجيش اللبناني العميد الركن ريشار حلو، قائد القوى السيارة في قوى الامن الداخلي العميد الياس سعادة، قائد سرية جونيه العقيد فؤاد الخوري، آمر فصيلة جونيه المقدم طوني متى، رئيس مكتب كسروان للامن العام الرائد الياس كرم، مدير الدفاع المدني العميد ريمون خطار، امين عام الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم طوني قديسي، رئيس جمعية تجار جونيه كسروان الفتوح روجيه كيروز، الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان حواط،، رئيس منظمة لبنان للامم المتحدة سمير الضاهر، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "لا تخفن" قال فيها:

أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب، إنه قام، وهو ليس هنا".

اضاف: " فخامة الرئيس، يسعدني أن أرحب بكم، مع إخواني السادة المطارنة والآباء وهذه الجماعة المصلية، كما نرحب بأصحاب المعالي والسعادة الوزراء والنواب وسائر معاونيكم العاملين في الحقل العام. وأنتم، يا فخامة الرئيس، تتقدمون، مع السيدة عقيلتكم اللبنانية الأولى، هذا الجمهور كعادتكم، لنرفع الصلاة معا إحتفالا بعيد قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات. لقد ارتضى الموت على الصليب تكفيرا عن خطايانا وخطايا البشر، وقام من بين الأموات ليهبنا الحياة الجديدة ويقدسنا. وبهذين الحدثين زرع السلام في القلوب، وانتزع منها الخوف، وافتتح على الأرض زمنا جديدا مرضيا لله، هو زمن المحبة والأخوة والمصالحة والسلام. هذا هو مضمون بشرى الملاك للنسوة من داخل القبر الفارغ: "لا تخفن! أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب، إنه قام، وهو ليس هنا" (مر16: 6).

وتابع: "إننا نصلي من أجلكم، فخامة الرئيس، لكي يعضدكم المسيح القائم من الموت، وأنتم تقودون سفينة الوطن، لكي تصلوا به إلى شاطئ الأمان. إننا نعيش في لبنان والمشرق ظرفا شديد الخطورة بسبب الأحداث الجارية في سوريا والمنطقة وتداعياتها عندنا. تكتنفنا ظلال الموت من كل جانب، سياسيا واقتصاديا وأمنيا، فنصلي معا إلى المسيح الذي هو نورنا وسلامنا، لكي يدحرج عنا وعن المنطقة حجر الموت والعنف والقتل والتدمير، كما دحرج الحجر الكبير عن باب قبره، فيلهم الجميع إلى مخارج التفاهم والتعاون والسلام" .

اضاف: "إن النسوة اللواتي قبلن بشرى القيامة، لشدة الإنذهال من الحدث وصدمة الصلب وعدم الفهم، "خرجن من القبر ولم يقلن لأحد شيئا (مر16: 8). لقد وقف كثير من الناس مذهولين، عبر الأجيال، أمام حدث موت الرب وقيامته. فما استطاعوا تقبل فكرة صلب المسيح وموته، ولا استطاعوا إدراك سر قيامته، فحرموا نفوسهم من ثمار هذا السر الخلاصي. وربما نحن مثلهم ولو من نوع آخر. فإن تقبلنا الحدثين، من باب الإيمان، ربما لا نتقبل الالتزام بمقتضياتهما، فلا نسعى إلى نيل ثمار موت المسيح وقيامته الخلاصية. نحن نؤمن أن يسوع صلب ومات فداء عنا وتكفيرا عن خطايانا. فهل نعود إلى الله تائبين حقا عن الخطايا، وملتمسين الغفران عنها من خدمة كهنة الكنيسة الذين سلموا سلطان الحل منها باسم المسيح الكاهن الأسمى؟ نحن نؤمن أن يسوع قام من الموت ومنحنا الحياة الجديدة لتقديسنا. فهل نمارس أسرار الخلاص لقبول هذه الحياة الإلهية ولتحقيق قيامتنا لحياة جديدة؟ فالإيمان الذي نعلنه بالفم ينبغي أن يصبح إيمانا في القلب، لكي يدفع بنا إلى التماس نعمة التقديس والحياة الجديدة، كما يقول بولس الرسول: "إن اعترفت بفمك أن يسوع هو رب، وآمنت في قلبك أن الله أقامه من بين الأموات تخلص. لأن الإيمان بالقلب يقود إلى البر، والاعتراف بالفم يقود إلى الخلاص" (روم10: 9-10).

واردف: " لكي يكون الإيمان حقيقيا وكاملا، لا يكفي أن يكون معرفة على مستوى العقل، بل ينبغي أن يظهر في الأفعال على مستوى الإرادة، وأن يكتمل في القلب حبا للمسيح وسعيا إلى لقاء شخصي وجداني معه. هذا اللقاء يغير الإنسان ويبدله ويقدسه. ألمؤمنون الحقيقيون قادرون أن يبنوا مستقبلا أفضل يتوق إليه الجميع، وأن يتكلموا لغة جديدة تجمع وتطمئن، وأن يجدوا الحلول العادلة للأزمات. كم نحن بحاجة إلى مسؤولين مؤمنين يدركون أنهم دعوا لشرف خدمة الخير العام بالتجرد وبذل الذات! ألم يقل الرب يسوع: "من أراد أن يكون فيكم كبيرا، فليكن لكم خادما؟ ومن اراد أن يكون الأول، فليكن للجميع عبدا؟" وأعطانا القدوة بنفسه قائلا: "فإن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم، ويبذل نفسه فدى عن الكثيرين"(مر10: 43-45). وهكذا شكلت الخدمة المتفانية على مثال المسيح الفادي منزلة الشرف" .

وقال: "موت المسيح وقيامته حدث تاريخي يغير وجه العالم ويبدل وضع الإنسان. وقد جعل يسوع المسيح مقياسا للانسان ولحياة الشعوب. موته يندرج في تصميم الله الخلاصي، لأنه تكفير عن خطايا كل إنسان، وفداء للجنس البشري. يختلف موته عن موت البشر، بني آدم. فموت هؤلاء قصاص على خطيئتهم وادعائهم وكبريائهم ومزاحمتهم لله سيدهم؛ أما موت المسيح، الذي لم يرتكب خطيئة، فينبع من صميم محبته وتواضعه، هو الذي انحدر نحو الإنسان لكي يجتذبه من جديد إلى قمم الروح، ويرفعه إليه. ولكنه في الوقت نفسه، حمل خطايا البشر وجعل نفسه كأنه خطيئة، وأرضى عدالة الله، فارتضى الآلام والموت المذل على الصليب فداء عن الجميع، وصالح الله مع البشر أجمعين، وأصبح هو الغفران الذي يغسل خطيئة كل إنسان يتوب إلى ربه" .

واشار الى ان "البشر يموتون ولن يقوموا إلا في آخر الأزمنة، أما يسوع فمات ليقوم في اليوم الثالث كما جاء في الكتب، ولكي تولد البشرية الجديدة، المتمثلة بالكنيسة، التي هي المسيح الكلي أو المسيح السري، بالنسبة إلى المسيح التاريخي. مات لنقوم نحن به لحياة جديدة. لقد شبه هذا السر "بحبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت فتعطي ثمرا كثيرا"(يو12: 24). وهكذا أصبح الموت والقيامة نهج حياة لكل إنسان، على كل من المستوى الروحي والاجتماعي، العائلي والوطني. أصبحت كل آلام البشر آلام مخاض من أجل ولادة حياة جديدة وواقع جديد. هكذا نتطلع إلى آلامنا الشخصية والاجتماعية والوطنية. وكم رددنا عن شهدائنا أنهم "ماتوا لنحيا".

وتابع: "قيامة يسوع تختلف أيضا عن قيامة الموتى الذين أعادهم هو إلى الحياة، كآيات إستباقية لقيامته العتيدة. نذكر قيامة الشاب إبن أرملة نائين (لو7: 11-17)، والصبية إبنة يائيرس (مر5: 22: 24؛ 35-43)، ولعازر شقيق مرتا ومريم من بيت عنيا (يو11: 1-44). هؤلاء أعادهم يسوع إلى حياتهم البيولوجية العادية السابقة، ثم ماتوا من جديد بعد زمن معين. أما قيامة يسوع من بين الأموات فكانت خروجا نحو حياة جديدة بكليتها، لا تخضع بعد الآن لشريعة الموت والصيرورة. إنها حالة تخط للمكان والزمان والمادة، وحضور إلهي دائم في تاريخ البشر ليقوده إلى نهايته، وفي حياة كل إنسان ليقوده إلى ذاته وإلى مصيره الأخير. لقد وضعنا، نحن البشر، في حالة قيامة. وفي كل مرة نكون مصلوبين، فإننا قياميون" .

اضاف: "لقد ختمنا في المعمودية بختم الموت والقيامة، روحيا وحسيا ومعنويا، على ما قال بولس الرسول: "لقد دفنا مع المسيح بالمعمودية للموت، حتى إننا، كما أقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآب، كذلك نسلك نحن أيضا في جدة الحياة. لأنا اتحدنا معه بشبه موته، نصير أيضا بشبه قيامته، عالمين أن إنساننا العتيق قد صلب معه، لكي يتلاشى جسد الخطيئة، بحيث لا نستعبد بعد للخطيئة، لأن الذي يموت يتحرر من الخطيئة(روم6: 4-7). لقد علمنا يسوع المسيح، بتجسده وموته وقيامته، أن للانسان قيمة مطلقة عند الله، لأن الله خلقه على صورته ومثاله، لكي يعكس وجهه غير المنظور، وابن الله يسوع المسيح افتداه بدمه الزكي على الصليب، والروح القدس جعله هيكلا مقدسا. لذا كان الإنسان، كل إنسان، طريق المسيح، إذ من أجله تجسد وهو ابن الله، واحتمل الآلام ومات على الصليب وقام من بين الأموات. وجعله طريق الكنيسة وغاية رسالتها، فهي تتنبه لما يهدد الانسان من أخطار، وترفع الصوت عاليا للدفاع عنه، ولإعطاء صوت لمن لا صوت لهم (يوحنا بولس الثانين فادي الانسان، 14). إن ما نشهده من تحقير لكرامة الإنسان عندنا وفي بلدان الشرق الأوسط، ومن اعتداء على حياته وقتله وتعذيبه وتهجيره وتشريده وتجويعه وحرمانه حقوقه الأساسية، ومن تلاعب بمصير أجيالنا الطالعة، إنما يشكل جرما فظيعا ضد الإنسانية" .

وقال: "إن السلطة السياسية، التي وجدت لخدمة الانسان المواطن والخير العام، في ما يختص بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية والإجرائية والإدارية والقضائية، ملزمة بتوجيه كل نشاطاتها إلى تعزيز إنماء الشخص البشري وكرامته وحقوقه الأساسية المرتكزة على الشريعتين الإلهية والطبيعية المكتوبة في قلب الإنسان. وليدرك أصحاب السلطة السياسية أنهم، على ما يقول بولس الرسول "خدام الله للشعب وللخير"(روم13: 4). وفيما نقدم أطيب التهاني بالعيد مع أخلص التمنيات لكم، فخامة الرئيس وللسيدة اللبنانية الأولى، ولجميع الحاضرين، ومن خلالكم لكل اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة المتواجدين في بلدان المشرق وعالم الانتشار، نتذكر موت المسيح الفادي وقيامته من بين الأموات من اجل كل إنسان، مدركين أن سر الموت والقيامة أصبح نهج كل مسؤول. فهو مدعو لأن "يموت" عن مصالحه وحساباته الخاصة، "ويقوم" لحياة التفاني والبذل والعطاء، من أجل "قيامة" الوطن والمواطنين. وعلى هذا الاساس نتبادل تحية الفصح: المسيح قام! حقا قام! آمين" .

رئيس الجمهورية

وكان رئيس الجمهورية وصل الى الصرح البطريركي في بكركي عند التاسعة والثلث حيث كان في استقباله على مدخل الصرح الخارجي النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح، المطران حنا علوان، القيم البطريركي المونسينيور جوزف البواري والمسؤول الاعلامي في الصرح المحامي وليد غياض. وتوجه الرئيس سليمان على الفور الى مدخل الصرح الداخلي حيث كان في استقباله البطريرك الراعي والمطران سمير مظلوم وتوجه الجميع الى صالون الصرح حيث جرى تبادل التهاني بالفصح المجيد والتقاط الصور التذكارية.

ثم عقدت خلوة بين سليمان والراعي في مكتب الاخير استمرت قرابة النصف ساعة وتناولت التطورات والاوضاع الراهنة كافة. وانتقل بعدها رئيس الجمهورية والبطريرك الراعي الى صالون الصرح حيث انضم اليهما الكاردينال نصر الله صفير واللبنانية الاولى السيدة وفاء.

وقبيل توجه الرئيس سليمان الى كنيسة الصرح الخارجية "كابيلا القيامة" رد على أسئلة الصحافيين فقال:" كان كلام البطريرك واضحا حول عدم تعطيل المسار الدستوري، ونحن متفقون معه انه يجب إجراء الانتخابات النيابية بأي ثمن وفي موعدها".

وعن شكل الحكومة المقبلة قال:" نجري الاستشارات النيابية اولا، ومهمة الحكومة المقبلة إجراء الانتخابات وصيانة السلم والامن في لبنان والحد من تداعيات الازمة السورية وتطبيق إعلان بعبدا".

وردا على سؤال قال: "انا والبطريرك الراعي متفاهمان، ومعظم اللبنانيين لا يريدون قانون الستين، وكل اللبنانيين يريدون الانتخابات والممارسة الديمقراطية وتداول السلطة، فاذا كانت الانتخابات على قانون الستين هي خطأ كبير فان عدم إجراء الانتخابات والتمديد هو خطيئة كبيرة وعدم إجراء الانتخابات والدخول في الفراغ هو خطيئة مميتة. من هنا على الجميع ان يعتبروا في هذا الامر، والبطريرك الراعي دعا الى إجراء الانتخابات".

وردا على سؤال قال:" لن أوقع على مرسوم التمديد للمجلس النيابي، والتمديد مرفوض".

سئل: من يتحمل مسؤولية الأوضاع والازمة التي وصلنا اليها اليوم؟

أجاب:" الفرقاء السياسيون وبمن فيهم المجلس النيابي بالدرجة الاولى".

وأكد الرئيس سليمان ردا على سؤال "ان حكومة تصريف الاعمال تستطيع إجراء الانتخابات النيابية التي ينص عليها الدستور ولا يمكن لأحد ان يعطلها أو يوقفها ولا يوجد أي أمر يمنع حصولها لا أداريا ولا نوعية الحكومة" .أضاف: "ان حكومة تصريف الأعمال يمكن ان تجتمع لأي أمر استثنائي".

سئل: هناك من يقول انه لا يشارك في طاولة الحوار قبل تأليف الحكومة؟

أجاب: "سأدعو الى الحوار، فهو مسار مستقل عن تشكيل الحكومة فهما مساران مستقلان، سأدعو الى الحوار طبعا، وبالأمس طالب البطريرك الراعي بان تصبح هيئة الحوار هيئة وطنية دائمة".

وردا على سؤال قال: "يحق لرئيس الجمهورية ان يناقش ويوجه ولكنه يلتزم الدستور الذي ينص على إجراء الاستشارات وهي ملزمة في أن تحصل، وعلى الرئيس واجب ان يتناقش مع النواب وربما يصل في بعض الأوقات الى تغيير آراء البعض او يوجههم باتجاه معين".

وأكد ردا على سؤال "انه يجب ان يتفق السياسيون على قانون للانتخابات ولا مفر من إقرار قانون انتخاب جديد، ومكونات هذا القانون جاهزة وحاضرة وعليهم ان يقرروا ويعتمدوا على قانون".

سئل: هناك القانون الارثوذكسي؟

أجاب:" أي قانون يقرونه يكونون بذلك قاموا بواجباتهم، وهناك ايضا القانون النسبي الذي رفعته الحكومة وله الأفضلية الكبرى، ومكونات الحكومة كافة وافقت عليه، وهذا القانون له الحظ الأكبر، وتم الحديث ايضا عن قانون مختلط فلا بأس اذا توصلوا الى هذا القانون".

وقال: "نحن نؤمن برجاء القيامة، بكلام قداسة البابا في مسيرة درب الصليب تكلم عن علاقة رجاء كبيرة في الشرق الاوسط من جراء التأملات التي تلاها الشباب اللبناني الذين شاركوا في درب الصليب في الفاتيكان وايضا من جراء المشاركة والتضامن الاسلامي وقت زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر، وهذا كلام مهم جدا وهو برسم اللبنانيين بان يعرفوا بان لديهم أمل كبير جدا، وما زلنا نشعر بان مستقبل لبنان واعد، واذا مرت علينا ظروف اقتصادية صعبة موقتا فسيأتي يوم وسيكون أفضل".

بعد القداس، توجه الرئيس سليمان والبطريرك الراعي الى صالون الصرح حيث تقبلا التهاني بالفصح المجيد.

 

مسيحيو سوريا احتفلوا بالفصح لحام: ندعو إلى المحبة لإيقاف نزيف الدم

وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في دمشق جومانة خوري أن الطوائف المسيحية في سوريا احتفلت اليوم بعيد الفصح المجيد، فأقيمت الصلوات والقداديس في مختلف الكنائس. ففي كاتدرائية الروم الكاثوليك في دمشق، ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام قداس الفصح، وألقى عظة تحدث فيها عن "المعاني السامية لعيد قيامة السيد المسيح، إله المحبة والسلام"، وقال: "بلادنا سوريا ارض الانجيل والقيامة ولد فيها السيد المسيح وبها عاش وعلم فيها ومنها انتشر نور الانجيل ليعم العالم أجمع". ودعا الى "اتخاذ تعاليم الانجيل المقدس نبراسا لنشر المحبة والسلام وخصوصا في هذه الايام العصيبة التي تمر بها سوريا وأن نسترشد بوحيه ونتابع نشر الامل والفرح والحوار والاصلاح والالفة والمحبة، فمن هنا من بلادنا ومن شرقنا انطلق المسيح نور العالم ليعم العالم وعلينا أن نستمد من تعاليمه أملا وعزما ورجاء وان ننشرها بين ابناء الوطن جميعا". وقال: "كما انتهى درب صلب السيد المسيح بالقيامة نرجو الله ان ينتهي درب صلب عالمنا العربي بالقيامة ولاسيما درب سوريا. وندعو أبناء سوريا الى مزيد من المحبة وان يعملوا يدا واحدة لايقاف نزيف الدم السوري".

ولفت الى أنه أرسل رسالة الى البابا فرنسيس دعاه فيها "وكل الشرفاء في العالم الى العمل من أجل سلام وأمن واستقرار سوريا".

 

مطر مترئسا قداس الفصح: استحقاقات كثيرة تنتظر قادة بلادنا لا يفكرن أحد من أبناء شعبنا بقهر سواه أو إخراجه من المعادلة

وطنية - إحتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، قبل ظهر اليوم، بقداس القيامة المجيدة في كاتدرائية مار جرجس في بيروت عاونه فيه النائب العام للأبرشية المونسنيور جوزف مرهج وخادم الكاتدرائية المونسنيور إغناطيوس ألأسمر والأبوان جو دكاش وجان مارك نمر، بحضور النواب: نديم الجميل، إبراهيم كنعان، إيلي عون، فؤاد السعد، سليم سلهب وآلان عون، الوزراء السابقين: رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار ميشال إده، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، غطاس خوري وروجيه ديب، الأمينين العامين للجنة الحوار المسيحي الإسلامي محمد السماك وحارث شهاب، مدير الأعلام والبروتوكول في السفارة الفرنسية فرانسوا أبي صعب، مسعود الأشقر وجورج شهوان. بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران مطر عظة العيد وجاء فيها:

"كم هي رائعة تلك اللحظة التي رأت فيها المجدلية يسوع القائم من الموت، عندما زارت القبر الذي وجدته فارغا. وقد حولها الرب في الحال إلى أول مبشرة بالانجيل حين كلفها نقل الخبر السار إلى تلاميذه. وكم كانت مذهلة تلك اللحظة الثانية التي تراءى فيها الرب للأحد عشر حين دخل عليهم في عصر ذلك اليوم إلى مكان اجتماعهم، ليعلن لهم قيامته من بين الأموات. وقد بدأ بهذا الإعلان تهيئة قلوبهم للانقلاب العظيم الذي سيتحولون فيه بقوة الروح القدس إلى أبطال وإلى مؤسسين للكنيسة. وكم هي عجيبة أيضا قصة لقاء الرب في مساء اليوم عينه مع اثنين من أتباعه كانا عائدين إلى قريتهما عماوس، وقد ملأتهما الخيبة مما جرى للمعلم. فلما دخل بيتهما وكسر لهما الخبز، تحول يأسهما للتو إلى رجاء، ولم ينتظرا طلوع الصبح بل رجعا ليلا إلى أورشليم ليخبرا الرسل بقيامة يسوع".

واضاف: "كل هذه الأمور جرت في ذلك الأحد المجيد، من صباحه إلى مسائه وليله. وكان الرب ينتقل فيه من مكان إلى مكان ليزيل عن قلوب محبيه صدمة الأحزان ويضعهم في قلب واقع جديد هو واقع القيامة ومفاعيلها الخلاصية. وهذا ما نريد نحن أيضا أن نجدد إيماننا به في هذا العيد لنجني منه ثمارا لنفوسنا ونلتمس نعمة القيامة في الزمن الراهن الذي نحياه، وهو لنا جميعا زمن عصيب".

واردف مطر: "أول من أمس، في الجمعة العظيمة، سجدنا مع المؤمنين في العالم للصليب المقدس وللمصلوب الذي علق عليه. وتأملنا بذلك الحب الفياض الذي تجلى بتجسد الابن الآتي إلينا، وهو الخالق، ليحمل أثقال خليقته. وتذكرنا ما قاله فيه يوحنا السابق لدى عماده على الأردن معلنا أنه حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم. وأدركنا معنى صلبه وموته بفضل كلامه الحي القائل: "ما من حب أعظم من هذا وهو أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه". كما توج تأملنا بسر الفداء مع مجريات العشاء السري، حيث قال الرب على الخبز: "هذا هو جسدي الذي يكسر لأجلكم"، وعلى الخمر: "هذا هو دمي الذي يراق عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا". فوضح أن المسيح يموت عنا ويفتدينا بموته مانحا إيانا صك براءة عن كل آثامنا. وبهذه الروح احتفلنا بسر فدائنا الذي أقمناه بالعرفان والمحبة والشكر. وها نحن اليوم، يوم أحد القيامة، نحيا اكتمالا رائعا لسر الفداء وتتويجا له بما لا يقاس ولا يتصور. فلقد قام المسيح من القبر، بعد موته بثلاثة أيام، وأطلقت قيامته لنا وللعالم كله وضعا جديدا لا بل عهدا جديدا وخليقة جديدة، لأنه غلب الموت بالموت وجدد لنا وللعالم بفعل انتصاره فرص الحياة".

وتابع: "إنه السر العظيم الذي يقسم تاريخ البشرية بين ماض كان قبل القيامة ومستقبل جديد نستشرفه بعدها بفضل قوتها التي لا توصف. فالمسيح القائم من الموت كسر حلقة الشر التي أوقعت البشرية تحت نير الأنانية والعداوة والاستعباد والقتل. وفتح لأهل الأرض كلهم طريقا جديدا هو طريق المحبة والأخوة والتعاون والسلام. لقد كان العالم قبل المسيح يحلم بسلوك مثل هذا الطريق وبالأهداف السامية التي طالما علل النفس بها، لكنه كان عاجزا عن الوصول إليها، إذ كانت تنقصه نعمة الله التي تنير وحدها قلبه وتقوي إرادته، والتي لا تستحق إلا بخلاص المسيح ولا توهب إلا بالتوبة إليه تعالى وبالتواصل الجديد معه كمخلوق يعود إلى طاعة الخالق، وإلى تمجيده وإكرامه.

المسيح القائم من الموت يدعونا إذن للتطلع نحو الأمام، جاعلا من كل مستحيل ممكنا بفضل محبته التي يريدها القوة الوحيدة التي نلجأ إليها في صنع الإنسانية الجديدة. فالسائل عن الكرامة يبلغها بالحب إذا صار كريما في عيني الرب. والساعي إلى الحرية يصل بالحب إلى مبتغاه إذا دخل في حرية أبناء الله. وهكذا أيضا من يطلب الخبز فهو يناله في جو من الأخوة الصافية التي تخلق روح التضامن الشامل، فلا يحرم بفضلها أحد من رزق الله ومن خيره العميم. طبعا نحن لم نصل بعد إلى اكتمال سلطة المحبة، لذلك نصلي كل يوم طالبين أن يأتي ملكوت الله. ولكننا متيقنون من أن قيامة المسيح قد حسمت معركة الزمن في طريقه إلى الأبد. وسنبقى أهل الرجاء إلى نهاية الدهر ولن نترك طريق المحبة من أجل أي طريق سواه، ذاكرين على الدوام تنبيهه لنا في الإنجيل أنه: "سيكون لكم في العالم ضيق، لكن تقووا أنا غلبت العالم.

بهذه الروح القيامية عينها، وبالرجاء الذي لا يخيب صاحبه أبدا، نريد في هذا الظرف العصيب من تاريخ بلادنا ومنطقتنا أن نجدد إيماننا بالله وثقتنا بقدرة المحبة التي استودعها في صدورنا لتكون سلاحنا الأمضى في كسب رهان الحياة". وقال: "استحقاقات كثيرة ومتراكمة تنتظر قادة بلادنا في المرحلة الراهنة. فنتمنى عليهم أولا أن يواجهوها بتغليب المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة سواها. ولا يفكرن أحد من أبناء شعبنا بقهر سواه أو بإخراجه من المعادلة. فالمغلوب عندذاك سيكون لبنان ومعه كل أبنائه من دون استثناء. ولا يتطلعن أحد نحو الخارج على حساب الشراكة الوطنية أو لتغيير معالمها واتجاهاتها. فلبنان على مستوى الحضارة هو بكل فخر عنوان للمنطقة بأسرها، وهو مثالها الكبير ومحط آمال أجيالها الطالعة. فإذا أردتم الحرية لهذه المنطقة وشعوبها، والعيش المشترك والمساواة وكرامة الإنسان في كل دولة من دولها، فما عليكم إلا الحفاظ على لبنان بكل خصائصه. أما إذا فشلتم اليوم بإنقاذ البلاد باتحادكم وتفاهمكم العميق حيال دوره وقيادته، فإن ذلك سيعني أنكم لا تستأهلونه، لا سمح الله. فأي مسؤولية جسيمة تقع عليكم أيها المسؤولون؟ إنها تاريخية وحضارية وإنسانية بامتياز. وهي تتطلب منكم شبك الأيدي لا اشتباكها، وأن يتنازل كل منكم عن بعض مطالبه من أجل لبنان، "فأخذ الحق كله مر" كما يقولون، ولن تكون أية تضحية كبيرة على لبنان إذا كان المقصود أن يسلم ويبقى.

أما في البلدان العربية الشقيقة فإننا نسأل الله أولا أن يزول كل خصام بين أهل الأمة الواحدة والدين الواحد والأرض الواحدة، وإلا ذهبت خيراتهم هباء وحرقت بالنار. كما ندعو لأن يتوقف هدر دم الأبرياء في سوريا وأن يعود المتخاصمون فيها إلى العقل وإلى الروح الوطنية الجامعة. إن للسوريين الحق في اختيار ما يريدون لبلدهم. لكن الذين يتدخلون في إزكاء الصراع القائم بينهم ليس لهم الحق في استعمال دم الناس وسيلة لفرض الغايات الخاصة أو للوصول إليها سيرا على الجماجم. إن المتخاصمين اليوم في سوريا سيعيشون معا على أرضهم في القابل من الأيام. فلماذا تضييع هذا المستقبل أو تعريضه لشتى الأخطار؟".

وختم مطر: "إن قيامة المسيح من الموت تعرض علينا أن نسلك طريقا في الحياة هي غير طريق القوة والقهر. فهو الذي هدم العداوة بصليبه وجعل من البعيدين والقريبين شعبا واحدا، وأقام الغفران قاعدة تصرف سميا في الوجود. فلنستبدل حضارة العنف والموت بحضارة المحبة المنتصرة في قيامة ابن الله له المجد، وهي كفيلة باستعادة السمة الإنسانية لعالم أنكرها بخفة وأضاعها بجهل. عندئذ يتحقق الخلاص البشري ويتم معنى العيد الذي نتمناه عليكم وعلى لبنان والمنطقة والعالم عيدا مجيدا وينبوع فرح لا ينضب. وليسكب الله عليكم في عيشكم لقيامة الرب وانتصاره فيضا سخيا من نعمه وبركاته. آمين".

 

معوض في قداس الفصح من زغرتا: بدون المسيح لا يمكنني الانتصار على الشر

وطنية - أقيمت القداديس الاحتفالية في مختلف كنائس زغرتا - الزاوية بمناسبة عيد الفصح المجيد لدى الطوائف التي تعتمد التقويم الغربي، ففي كاتدرائية مار يوحنا المعمدان ترأس المطران جوزيف معوض القداس يعاونه الخوري اسطفان فرنجية والخوري حنا عبود، وخدمت جوقة الرعية، في حضور طوني سليمان فرنجية وحشد من المؤمنين. بعد الانجيل ألقى معوض عظة قال فيها: "يسعدني أن أتوجه اليكم جميعا في هذا الصباح المبارك لأتمنى للجميع عيدا مباركا، وأسأل الرب أن يفيض خيراته ونعمه عليكم جميعا، وعلى عائلاتكم وعلى هذه النيابة الكريمة. كما نطلب من ربنا أن يفيض نعمه وخلاصه على هذا الوطن".

أضاف: "في هذا الصباح نحن نتأمل بقيامة سيدنا يسوع المسيح من بين الاموات ، هذه القيامة هي البشرى السارة الذي نحن كمسيحيين نعلنها للعالم، ومن هنا كلمة انجيل التي هي لفظة من أصل يوناني وتعني البشرى السارة، هذه البشرى نحن ننقلها للعالم ،أي أن يسوع المسيح قام من بين الاموات وانتصر على الموت. لماذا بشرى سارة؟ لانه هو الوحيد في التاريخ البشري الذي انتصر على الموت، والرسل عندما حل عليهم الروح القدس يوم العنصرة انطلقوا وبدأوا يبشرون، وأول حقيقة اعلنها الرسل هي أن يسوع مات وقام من بين الاموات وكل من يؤمن بهذه الحقيقة يخلص، والعيد الاول الذي بدأ المسيحيون الاحتفال به من أول ظهور المسيحية هو عيد القيامة الذين كانوا يحتفلون به اسبوعيا ولذلك كان يوم الاحد يسمى الفصح الاسبوعي. ومع مرور الوقت، وباكرا جدا بتاريخ المسيحية برز يوم أحد في السنة خصص لعيد القيامة. فما معنى قيامة يسوع المسيح من بين الاموات التي نعلنها اليوم في كل قداس خاصة في قانون الايمان حين نقول "مات وقبر وقام في اليوم الثالث"؟"

وتابع: "ان هذه القيامة هي أولا واقع متسام عن العالم ،أي أن يسوع بعد قيامته لم يعد الى الحياة البشرية العادية، ونحن نتذكر كيف أن يسوع خلال حياته على الارض أقام ثلاثة أشخاص من الموت: أقام ابنة يئيروس والشاب فينئين واليعازر ولكن هؤلاء الاشخاص الذين أقامهم يسوع اقامهم لحياة بشرية عادية بعدما أن انهوا دورهم في هذه الحياة عادوا وماتوا من جديد. أما يسوع المسيح فلم يقم من بين الاموات كما فعل مع هؤلاء الاشخاص الثلاثة انما قيامته هي انتقال من حالة الى حالة أخرى ، هذه القيامة نستطيع تسميتها عبور وتحول اذ ان يسوع المسيح عندما قام عبر من هذا العالم الى عالم الآب، من هذا العالم المحسوس المنظور الى عالم الآب السماوي غير المنظور وغير المحسوس . وهو نفسه حين تكلم عن ذاته قال خرجت من الآب وأتيت الى هذا العالم وأترك هذا العالم وأعود الى الآب".

وقال: "ان هذه القيامة ليست فقط عبور الى الآب انما هي أيضا تحول ، يسوع المسيح تحول بالقيامة بطبيعته البشرية هذه الطبيعة البشرية بالقيامة أصبحت طبيعة ممجدة ، روحانية غير قابلة للالم ، غير قابلة للموت . لقد أصبحت طبيعته البشرية مشاركة لطبيعة الآب السماوي الالهية . ولكن هذه القيامة التي هي واقع متسام هي أيضا حدث تاريخي لانها تركت علامات في قلب تاريخنا وقلب عالمنا. ومن هذه العلامات علامتان، الاولى القبر الفارغ فلقد سمعنا في الانجيل كيف أن النسوة المريميات عندما أتين الى القبر وجدنه فارغا وكن آتيات ليطيبن الجثمان، وحين نقرأ انجيل يوحنا فانه يخبرنا كيف أن يوحنا نفسه عندما أتى الى القبر مع بطرس وجدا القبر فارغا ويقول يوحنا عن نفسه في الانجيل انه عندما رأى القبر فارغا آمن. والقبر الفارغ هو علامة على أن يسوع المسيح لم يبق في الموت، غير أن هذه العلامة وحدها لا تكفي البعض لانها عرضة للكثير من التفسيرات".

أضاف: "الثانية هي الظهورات، ويسوع المسيح كان يظهر لتلاميذه وفي هذه الظهورات فان التلاميذ الرسل الاثني عشرة التقوا بالقائم من بين الاموات وبفضل هذا اللقاء آمنوا به. الظهور هو الذي جعل التلاميذ يؤمنون بأن يسوع المسيح قام من بين الاموات، وانطلق الرسل الاثني عشرة وبدأوا يشهدون أمام العالم كله بأن يسوع قام من بين الاموات وبفضل شهادتهم بدأ العالم يؤمن بقيامة يسوع من الموت، وهذه الشهادة بدأت بتناقلها الاجيال من جيل الى جيل الى أن وصلت الينا". وتابع: "نحن اذا اليوم نؤمن بأن يسوع قام من بين الاموات فايماننا مستند على شهادة الرسل وعلى عمل الروح القدس الذي يجعلنا نقبل هذه الشهادة ونؤمن بها على أساس أن هذه القيامة هي من الله .أما ما معنى القيامة بالنسبة لنا كمسيحيين وبماذا يفيدني ذلك ؟ ان قيامة يسوع شيء رائع وحقيقة تتخطى المنطق وتصورنا البشري ولكن ماذا يفيدني ذلك ؟ ان قيامة المسيح هي أولا بالنسبة لي أساس ايماني المسيحي ولولا قيامته من الموت لسنا اليوم هنا ولم يكن هناك شيء اسمه المسيحية. ومار بولس قال: "لو لم يقم يسوع المسيح لكان ايماننا باطلا وكنا لا نزال في خطايانا". في هذا المجال نتذكر تلميذي عماوس اللذين حين قام المسيح لم يكونا قد علما بذلك وهما يمشيان والمسيح يمشي معهما، وكانا يشعران بنوع من خيبة الامل لانهما شعرا ان كل شيء انتهى بموت المسيح على الصليب وقالا للمسيح الذي يسير معهما، وهما لا يعرفان انه هو: "كنا نحن نفكر أنه هو من سيأتي ليعطي الخلاص للبشرية ولكنه مات على الصليب". وبعد أن عرفا ان المسيح قام من بين الاموات تجدد ايمانهما لان القيامة تثبت هوية يسوع انه هو ابن الله والله اقامه من بين الاموات لانه اباه، وتثبت رسالة يسوع ان هذه الرسالة هي من الله وهي التي تعطي الخلاص ، اي كل شيء علمه المسيح وعمله هو يؤدي الى الخلاص والى القيامة من بين الاموات. وقيامة يسوع هي ايضا عربون لقيامتي انا الفرد المسيحي المؤمن لانه قام من بين الاموات". أضاف:"انا كمسيحي اصبحت قادرا على أن أترجى أنه بعد موتي انا ايضا يمكنني أن أقوم من بين الاموات وقيامتي الشخصية أصبحت ممكنة بفضل قيامة يسوع المسيح لانه هو وحد مصيري بمصيره. فانا حين اعمد واشترك بالافخارستية، وحين اعيش حياتي ليسوع يصبح مصيري الشخصي بعد الموت كمصير المسيح، أي أنا أيضا أصبح مدعوا الى القيامة من بين الاموات ،أي أن أعبر من هذا العالم وأتحول من طبيعتي البشرية التي أنا الان فيها أتالم وأموت تصبح طبيعة ممجدة وروحانية ولا تموت ولا تتألم انما تكون تشارك الله بمجده الالهي. وأيضا قيامة يسوع المسيح هي مصدر تجددي الروحي أي أن المسيح القائم من بين الاموات هو المسيح المنتصر على الموت وعلى الخطيئة. وهذا المنتصر على الموت هو معي ومعنا جميعا ، وهو الذي يعطينا القوة لنا كبشر ان ننتصر على الخطيئة في حياتنا وان ننتصر على الشر في قلوبنا. بدون المسيح لا يمكنني الانتصار على الشر الذي في ولا على الخطيئة. اما مع يسوع المسيح فأنا استطيع أن أنتصر على الشر ولذلك فالقيامة هي مصدر لتجددنا الروحي وهي التي تجعلنا نعيش حياتنا امناء لله في كل وقت من اوقات الحياة".

وختم معوض: "في هذا الصباح المبارك الذي هو اساس ايماننا واساس حياتنا المسيحية، نطلب من الرب أن يعطينا القوة لنؤمن بانه قام من بين الاموات ولنترجى بأنه يوما ما وبعد الموت سوف نقوم من بين الاموات".

بعد القداس تقبل معوض وكهنة الرعية التهاني بعيد الفصح في قاعة الاستقبال في بيت الكهنة زغرتا.

 

خيرالله في قداس الفصح من تنورين: الكنيسة في لبنان ثابتة وصامدة رغم التحديات والاحتلالات

وطنية - احتفلت الطوائف المسيحية في منطقة البترون بقيامة السيد المسيح فأقيمت القداديس والزياحات وعمت التطوافات ورتبة السلام الكنائس والاديار، وألقيت عظات دعت الى المحبة والتكاتف والتضامن لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد لبنان واللبنانيين. وترأس راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداس منتصف الليل في كنيسة سيدة الانتقال في تنورين الفوقا، في حضور حشد من المؤمنين، وعاونه خادم الرعية الاب اغناطيوس داغر والخوري بطرس بو فرنسيس، وخدمت القداس جوقة الرعية. وبعد تلاوة الانجيل ألقى خيرالله عظة بعنوان "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر" وقال فيها: "بفرح كبير وبرجاء نحتفل معا بقيامة الرب يسوع، ونحن ايضا يحق لنا ان نتساءل مع النساء اللواتي أتين باكرا الى القبر وهن يحملن الحنوط لتحنيط جسد يسوع، لكي يحافظن عليه ويبقى معهن وكان سؤالهن الكبير وهمهم الوحيد: من يدحرج لنا الحجر؟ سؤال يطرح لأن الحجر كبير وهن نساء. هذا كان الهم الوحيد بالنسبة اليهن، أن يحافظن على جسد يسوع الميت وكما كان قبلهن بقليل كان الاحبار والفريسيون الذي اتوا الى بيلاطس يقولون له: نحن نريد حراسا لحراسة القبر لأننا تذكرنا ان يسوع قال لنا وهو حي انه سيموت على الصليب وفي اليوم الثالث سيقوم. نريد حراسا يحرسون القبر جيدا كي لا يأتي الرسل والتلاميذ ويسرقوه في الليل ويقولوا للناس انه قام من بين الاموات".

وتابع: "انظروا اين هو همهم، بينما يسوع كان اصبح في مكان آخر والعلامة ان النساء وصلن الى القبر وفوجئن بأن القبر فارغ والحجر قد تدحرج، لم يجدن احدا في الداخل بل هناك ملاك بلباس ابيض وقال لهم: انتن تطلبن يسوع الناصري؟ جئتن تطلبن الحي بين الاموات؟ فهو قد قام وليس هنا وانتن مخطئات فيما تفتشن عنه في هذا المكان، لقد سبقكن، فاذهبن اذا واخبرن الرسل انه ينتظرهم في الجليل في المكان الذي اعطاهم فيه الموعد. لا تفتشن عنه بين الاموات. كذلك حراس القبر تفاجأوا مع انهم كانوا يحرسون القبر بشكل متقن وبلباسهم الكامل بينما يسوع قام بنور عظيم. انبهروا بنوره فلم يعرفوا ان يفسروا شيئا".

أضاف: "في حين نحتفل الليلة بقيامة الرب يسوع، جئنا حاملين كل همومنا ونقول اننا يا رب نعيش بصعوبة وازمات كبيرة، وعائلاتنا وشبيبتنا وشعبنا يتألم، نحن في لبنان وشعوبنا في الشرق الاوسط كلنا نعيش ومنذ سنوات، الحرب تلو الاخرى ونتألم ونعاني. شبيبتنا تسافر وتتركنا، انت يا يسوع أين أنت؟ جئنا اليوم ونحن نحتفل بعيد قيامتك نفتش عن طريقة حراسة القبر الذي أنت فيه والارض التي أنت قدستها، نبحث عنك في مكان لست موجودا فيه، وأنت أصبحت بين الاحياء لأنك رب الحياة. نحن أخطأنا، حملنا همومنا وجئنا اليك بينما أنت في مكان آخر. يا يسوع نريد ان نقول لك: لا، نحن اليوم نريد ان ننسى همومنا الصغيرة للحظات مقابل قيامتك والقوة التي ستعطينا اياها اليوم وكل يوم كما أعطيتها لرسلك وتلاميذك وكنيستك خلال الفي سنة ، تقول لنا اليوم: لا تخافوا أنا غلبت العالم. لا تفتشوا عن همومكم الصغيرة في هذا العالم، أنتم اصبحتم ابناء الحياة، وبعد موتي وقيامتي انتصرتم على الموت وعلى الخطيئة والشر بالعالم، أنتم اصبحتم اقوى وأكبر من كل همومكم الصغيرة. انظروا الى فوق، انظروا الى الكنيسة التي بنيتها على صخرة الايمان، ايمان بطرس والرسل، كنيسة ثابتة رغم مرورها بمراحل كثيرة في تاريخها. كنسيتكم انتم في لبنان ثابتة وصامدة رغم مواجهتها لتحديات كثيرة واحتلالات وحروب وبقيت ثابتة وستبقى. لا تخافوا أنتم أقوياء بايمانكم، انتم اقوياء برجائكم وبالحياة وبمجد القيامة. لماذا انتم خائفون وعلى ماذا أنتم خائفون؟ هل انتم خائفون من خسارة كل ما تملكون في هذه الدنيا؟ وما قيمة هذه الاشياء ، فكلها اصبحت مثل القبر الفارغ، باقية هنا على هذه الارض من دون قيمة. أنتم الذين لكم قيمتكم ، آمنوا بي واثبتوا في تكونون ابناء ابيكم في السماء وتعرفون ان تكونوا أبناء الحياة."

وقال: "هذا هو نداء يسوع لنا اليوم، أن نسيطر على الخوف واليأس والهموم التي نحملها في قلوبنا فنقول: يا ربنا يسوع أنت سبقتنا واعطيتنا موعدا في الملكوت وحجزت لنا مكانا بجانبك ، نحن كلنا ننظر معك أن نلتقي بكل الذين سبقونا بملكوت ابينا في السماء. نحن معك يا يسوع ولا نخاف على شيء في هذه الدنيا ونحن معك يا يسوع رجاؤنا كبير لأنك بموتك وقيامتك جعلتنا أقوياء بك ومنتصرين على الشر وعلى الخطيئة اللذين لا يزالان موجودين في هذا العالم، وننتصر على همومنا اليومية ونعرف أن نحمل كل ما لدينا، نحمل عائلاتنا وشبيبتنا وأطفالنا، نحملهم معنا لنقدمهم لك اليوم في يوم قيامتك فنصير كلنا شعبك وكنيستك ونعرف ان ابواب الجحيم لن تقوى عليها". وختم: "ندائي في هذه الليلة اليكم انتم شبيبتنا وأنتم كثر بيننا وحضوركم كبير ومهم وعظيم وطالما لا تزال لدينا شبيبة مثلكم تحمل ايمانها وتريد أن تعيشه رغم كل التحديات نحن غير خائفين لا عليكم ولا على كنيستنا ولا على وطننا لبنان. نحن اقوياء بكم وكلنا رجاء أنكم ستتحملون مسؤوليتكم، مسؤولية كنيستكم ووطنكم، انتم مستقبلهما ومستقبلنا. لا تخافوا وكل آمالنا فيكم ان تبقوا حاملين هذا الايمان وهذا الرجاء ويسوع يقول لكم اليوم لا تخافوا انا غلبت العالم وانتم ستغلبون العالم". بعد رتبة السلام أقيم تطواف بصليب يسوع القائم من الموت وبالرايات البيضاء. وفي ختام القداس تبارك المؤمنون من الصليب وتبادلوا التهاني بالعيد.

 

آرام الأول: الانتخابات والحكومة أساسيان وملحان الطائفة الأرمنية دائما بجانب الشرعية والعدالة والتعايش

وطنية - احتفل الكاثوليكوس آرام الأول بقداس عيد القيامة في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في انطلياس، في حضور السفير الأرمني أشوت كوتشاريان، النائبين جان اوغاسابيان وارتور نازاريان، النائب السابق هاغوب قصرجيان، أعضاء المجلس المركزي لكاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس وممثلين للأحزاب الأرمنية ورؤساء جمعيات وفاعليات الطائفة الأرمنية وحشد كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى الكاثوليكوس آرام الأول عظة بعنوان "قيامة يسوع المسيح هي انتصار العدالة"، قال فيها: "كان من المفروض أن يكون واقع الكون مليء بالسلام والعدالة والحق، إلا أن حياة الإنسان باتت مليئة اليوم بالظلم والعنف والخداع. لقد ابتعد الإنسان عن الرب، وما صنعه الرب قد بات عرضة لأعمال الظلم والشر وأصبح الظلم يسود على حياة الإنسان".

أضاف: "جاء إبن الله ليخلق الإنسان والدنيا من جديد، بمعنى آخر، جاء يسوع المسيح لتثبيت العدالة. فما العدالة إذا إلا معرفة واحترام حقوق ما صنعه الرب. كما أنها معرفة وإحترام الحقوق المتبادلة للناس والشعوب، وكذلك معرفة وإحترام قيم الحرية والكرامة والسلام. فالعدالة هي هبة من الرب ومحورها الرب ذاته. ووجود العدالة إذن هو حضور الرب وغيابها هو غيابه. كما أن رفض العدالة هو رفض الخالق".

وتابع: "إن يسوع المسيح بصلبه وقيامته لم يرفض الظلم فحسب إنما إنتصر عليه بترسيخ عدالته. لقد إنتصر يسوع المسيح على الكون كما قال بنفسه. فالمسيح حقا إنتصر على الكون بترسيخ العدالة وتحرير الإنسان من قيود الظلم والإضطهاد والشر. هذه هي رسالة قيامة يسوع المسيح. أما الايمان بقيامة يسوع المسيح فهو العيش مع الرب والإحتفال بقيامته يعني العمل من أجل العدالة".

ثم تطرق إلى الأوضاع في الشرق الأوسط وقال: "العدالة هي محور الإيمان ورسالة الديانات السماوية الثلاث. ويجب أن تترسخ العدالة في كل مجالات المجتمع الإنساني. نحن ننتظر أن تحترم كافة حقوق الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط كمواطنين لهم حقوق متساوية لكونها متجذرة في تاريخ ومجتمعات هذه المنطقة. كما وننتظر أن يترسخ التعايش الإسلامي المسيحي بعيدا عن كل ما يخلق حساسيات سلبية. يجب أن تترسخ العدالة في الشرق الأوسط الذي يعيش في السنين الأخيرة تغيرات جذرية".وحيا "مساعي رؤساء الوطن، من سياسيين وروحيين، إلى النأي بالنفس عن التقلبات السلبية في المنطقة"، وقال: "انطلاقا من هذا المبدأ يجب توطيد الوحدة الداخلية كركيزة للوحدة الوطنية". أضاف: "نعتبر صياغة القانون الانتخابي الجديد وإجراء الإنتخابات النيابية وتشكيل حكومة جديدة أمرا أساسيا وملحا".

وختم: "الطائفة الأرمنية في لبنان، كما في الدول المجاورة، لم تكن يوما مع جهة ضد الأخرى بل هي ومن دون تردد مع الشعب دوما لأنها تعتبره مصدر الشرعية وضمان العدالة. وفي لبنان بالاخص كانت الطائفة الأرمنية ولا تزال إلى جانب الشرعية والعدالة والتعايش السلمي ومن هذا المنطلق سوف تشارك مشاركة فعالة في كل المساعي الهادفة إلى تقوية هذا الوطن العزيز وإزدهاره".

 

راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون: المحبة الحقيقية هي التي يحتاجها وطننا

وطنية - ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون قداس أحد القيامة في كاتدرائية مار بطرس جبيل، عاونه فيه كاهن الرعية المونسينيور حليم عبدالله وحضره حشد من المؤمينن.

بعد الانجيل المقدس، ألقى عون عظة شدد فيها على "أن أهمية حدث القيامة لا تكمن في التأكيد أن المسيح لم يبق في القبر الذي وجد فارغا، بل في اللقاء مع الرب القائم الذي ملا تلاميذه بروحه القدوس، فجعلهم يختبرون أن هذه الحياة الجديدة ثمرة قيامته". وقال: "إن اختبار القيامة هو ما جعل الكنيسة في الماضي ويجعلها اليوم أيضا تعيش الحب والوحدة والصفح والسلام، وسط الاضطهاد والصعاب بقوة ذاك الذي يملك القدرة على دحر الموت، ويسوع المسيح الذي حطم الموت بقيامته، هو الذي يمنحنا قوة الحب الذي يقهر الموت، لنعلم أننا قادرون معه على عيش المحبة المجبولة بالغفران وعطاء الذات بلا حدود"، واكد أنه "هذه هي الحضارة الجديدة حضارة المحبة التي تعلنها المسيحية، والتي هي مسؤوليتنا جماعة وافرادا. ان المحبة الحقيقية هي التي لا ترتبط بالمصالح، وهي التي يحتاجها وطننا في أيامنا الحاضرة ليخرج من الظلمة الى النور، ومن الاحقاد الى الحوار والتلاقي، وكم يلزمنا من القوة التي تأتينا من الله لنختار أن نكون من بناة حضارة المحبة في وطننا لبنان، عاملين لغايات سامية وليس لمكاسب خسيسة".

وشدد على "أن لبنان الذي نريده وطنا نهائيا لابنائه الذين اختاروا الحرية نهجا، لن يبنى الا على قيم المحبة بتضامن أبنائه الذين يرسون بناء قويا ثابتا على الصخرة بقدر ما يكونون عواميد صلبة في بنيان حضارة المحبة"، لافتا الى "أن لبنان القيامة الذي نتطلع اليه هو لبنان الذي تعود فتنتصر فيه المحبة فوق انانيات المصالح الشخصية، يوم يلتقي الانسان بأخيه الانسان ليعمل بحسب رغبة قلب الله، يوم يجدد كل منا ايمانه بالله على أنه الاله الوحيد، والمخلص الوحيد الذي يلهم خياراتنا لمل فيه خير الوطن والانسان".

وقال: "كم يلزمنا من الايمان والشجاعة والقوة والتجرد لنشهد لهذه القيم المسيحية,وكم نحن بحاجة الى الروح القدس، الذي نستقبله في الصلاة والتأمل بكلمة الله، لنميز ما يريده الله كخير اسمى لتكون لنا الحياة وافرة ونبلغ بالتالي السلام الذي نتوق اليه". وسأل: "الا ترون معي أن عالم اليوم يحتاج حقا الى مثل هؤلاء الشهود؟ الا يحتاج مجتمعنا المتعطش الى الحب مؤمينن حقيقيين تتحقق فيهم دعوة الرب يسوع ليكونوا ملحا للارض ونورا في العالم,فيضيئوا بمثلهم ظلمة الجهل والانانية". وختم: "نصل الى الرب طالبين منه بشفاعة أمنا العذراء وجميع القديسين نعمة أن نكون من هؤلاء المؤمينن الحقيقيين الذين يشهدون لقيامته بعيش المحبة، فيؤمن العالم مجددا بأن المسيح المنتصر على الموت والخطيئة لا يزال يغلب الحقد بالغفران، ولا يزال يغلب الانانية بالعطاء، ولا يزال يغلب الموت بالمحبة من خلال المؤمينن الذين يقبلون كل يوم روحه القدوس".

 

بسترس في قداس الفصح: من غير المقبول ان يبقى ممثلو الأمة مختلفين على قانون الانتخابات وينطلقوا من اختلافهم ليمددوا لأنفسهم

وطنية - تراس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الكاثوليك المطران كيرلس سليم بسترس، قداس عيد الفصح، في كنيسة القديس يوحنا الذهبي الفم، طريق الشام، والقى عظة بعنوان "من الصليب الى القيامة ومن الموت الى الحياة"، قال فيها: "أمس صلبت معك أيها المسيح، واليوم أنهض معك بقيامتك. أمس دفنت معك، فأنت يا مخلص مجدني معك في ملكوتك" أيها الأحباء! في الأسبوع العظيم المقدس احتفلنا بآلام المسيح وموته على الصليب. وها نحن اليوم نحتفل بقيامة المسيح من بين الأموات. فقيامة المسيح تؤكد لنا أن الموت، بالنسبة إلى الإنسان المخلوق على صورة الله، ليس نهاية كل شيء. الصليب، في المسيحية، هو طريق القيامة. المسيح القائم من الموت هو مصير الإنسان. قال يوحنا الذهبي الفم: "إذا أردت أن تعرف هوية الإنسان وكرامته، لا تذهب إلى قصور الملوك، بل اصعد إلى عرش الله حيث يقيم المسيح جالسا عن يمين الله الآب في المجد".

اضاف: "يسوع هو ابن الإنسان. مصيره هو مصير كل إنسان: موت وحياة. قبل الموت لكي يقول لنا إننا نحن أيضًا مائتون. فلندرك حقيقة كياننا. كثيرًا ما نعيش في قبور أوهامنا، في قبور أنانيتنا وشهوتنا، في قبور غرورنا وكبريائنا، في قبور انقساماتنا وخلافاتنا ونزاعاتنا. إلى هذه القبور نزل يسوع ليقيمنا منها، ليوضح لنا هويتنا الحقيقية، ليقول لنا إن حياتنا ليس في تلك القبور، ليقول لنا: أنتم لم تخلقوا للموت بل للحياة، أنتم لم تخلقوا للبغض بل للمحبة، أنتم أبناء الله، أنتم أبناء القيامة، أنتم أبناء الحياة. آلامنا وعذاباتنا وخطايانا هي علامة ضعف طبيعتنا البشرية. وهذا الضعف هو ما يظهر للخارج. لكن هذا الضعف لا يشكل جوهر الإنسان. جوهر الإنسان لا يرى بأعين الجسد بل يرى بأعين الإيمان. جوهر الإنسان هو المسيح القائم من بين الأموات والمنتصر على الخطيئة وعلى الموت. نزل إلى عمق عبوديتنا للخطيئة ليحررنا من خطايانا، هو الذي قال: "من يرتكب الخطيئة هو عبد للخطيئة، والعبد لا يقيم في البيت على الدوام. فإذا حرركم الابن صرتم في الحقيقة أحرارًا". المسيح القائم من الموت يريد أن يدخل إلى أعماق قلبنا ليملأه من نوره الذي لا يغيب. إن فضاء قلوبنا السري، عندما يسكنه يسوع القائم من الموت، لا تعود له حدود، بل يتسع، كما يقول بولس الرسول، على مدى "محبة المسيح التي تفوق كل إدراك، فيمتلئ هكذا من كل ملء الله".

وتابع: "في صبيحة هذا اليوم، الذي هو فجر الحياة الجديدة، نطلب إلى المسيح المنتصر على الخطيئة والموت أن يقيمنا معه إلى حياة المحبة والمغفرة، وأن يرد إليه قلوب جميع اللبنانيين ولا سيما المسؤولين في الدولة، ليحافظوا على رسالة لبنان بإنماء المحبة بين جميع المواطنين، ويتعالوا على المصالح الشخصية والحزبية والمذهبية. وفي هذا الصدد من غير المقبول على الإطلاق أن يبقى ممثلو الأمة مختلفين على قانون الانتخابات، وينطلقوا من اختلافهم ليمددوا لأنفسهم، مخالفين بذلك أبسط قواعد الديموقراطية. كما نطالب بالإسراع في تشكيل حكومة جديدة تعنى بهموم المواطنين وتعمل على تطوير مؤسسات الدولة بما يعود للخير على جميع أبناء هذا الوطن".