المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 30 تشرين الأول/2012

 

إنجيل القدّيس مرقس 10/46-52/بَرطيماوُس

في ذلِكَ الزَّمان: وبَينَما يَسوعُ خارِجٌ مِن أَريحا، ومعَهُ تلاميذُهُ وجَمْعٌ كثير، كانَ ابنُ طيماوُس (وهو بَرطيماوُس) الأَعْمى جالِسًا على جانِبِ الطَّريق يَستَعطي. فلمَّا سَمِعَ بِأَنَّهُ يسوعُ النَّاصِريّ، أَخذَ يَصيح: «رُحْماكَ، يا ابنَ داود، يا يَسوع!»فَانَتهَرَه أُناسٌ كثيرونَ لِيَسكُت، فَصاحَ أَشَدَّ الصِّياح: «رُحْماكَ، يا ابنَ داود!». فوَقفَ يسوعُ وقال: «اُدْعوهُ». فدَعَوا الأَعمى قالوا له: «تَشَدَّدْ وقُم فإِنَّه يَدْعوك».

فَأَلقى عنهُ رِداءَه ووَثَبَ وجاءَ إِلى يسوع. فقالَ له يسوع: «ماذا تُريدُ أَن أَصنَعَ لكَ؟» قال له الأَعمى: «رابُوني، أَن أُبصِر». فقالَ له يسوع: «اِذهَبْ! إِيمانُكَ خلَّصَكَ». فأَبصَرَ مِن وَقتِه وتَبِعَه في الطَّريق.

 

جوني عبدو : نجيب ميقاتي يتلقى اوامر بشار من خلال شقيقه طه وموسكو تفاوض على رأس الأسد وخلاف الحريري وجنبلاط عابر

 الاثنين, 29 أكتوبر 2012 22:49

أطل السفير السابق جوني عبدو، من باريس في مقابلة مباشرة مع الزميل وليد عبودعلى قناة " أم.تي.في"، بتأخير تعدى النصف ساعة، بسبب رداءة الأوضاع المناخية في العاصمة الفرنسية.

سجل عبدو المواقف الآتية:

-عن اللقاء الأخير الذي جمعه في باريس مع الشهيد وسام الحسن، قال : لقد دعيت الى العشاء من الرئيس الحريري وكان عشاء اجتماعيا بحتا، في مطعم عام، ومفتوح.وعما قيل عن مواضيع البحث في صحيفة " الأخبار" قال إنه من نسج الخيال. وأنا أعطيت رأيا علنيا وبصوت عال، بأن العملية التي ادت الى توقيف ميشال سماحة، عملية مهمة، وهي من أهم العمليات الأمنية بتاريخ لبنان، حتى حين كنت أنا في مديرية المخابرات.في السابق كان هناك ضبضبة لمواضيع أمنية تتعلق بسوريا. وسام الحسن تجرأ، حتى من دون أن يفكر بغطاء سياسي من الدولة اللبنانية. إن الحصانة التي توفرت لهذه العملية أمنها وسام الحسن بتسريب معلومات عن التحقيق وباتصال مع وفيق صفا وضعه بصورة المعطيات الحقيقية. إن رئيسي الجمهورية والحكومة بعد المعلومات التي نشرت اضطرا أن يحصناه، فحزب الله صمت ، فهل يعترض الرئيسان؟

-وسام الحسن يتخذ احتياطات منذ 7 سنوات. في أسبوع أو إثنين يمل، ويريد أن يعيش. احتياطات لمدة 7 سنوات يضجر وينغص الحياة ، بالنتيجة.في وقت ما يتراخى. يعتقد بأنه يستطيع أن يمررها.

-في لبنان هناك نظرية اسمها اغتلناكم فاصمتوا وانتظروا التحقيق.

- ما نعرفه أن علي المملكوك يراس جهازا أمنيا خطرا في سوريا، فيأتي وسام الحسن ويكشف مخططا جهنميا، فهل يسكتون له.

-بعض زملائك متورطون بالتسجيلات، والله يسترهم.

- إسرائيل يمكنها أن تغتال وسام الحسن في الخارج، وعلي مملوك صاحب المصلحة من مقتل وسام الحسن.

-  هناك أكثر من طرف لبناني قادر على تنفيذ مخطط علي مملوك. وهناك أكثر من "حزب الله" قادر أتن ينفذها.

-لو الدولة اللبنانية اصدرت مذكرة توقيف ضد علي المملوك لكان حمي وسام الحسن. الآن خافوا أكثر من قبل.

-ميشال سماحة كان يسجل للجميع. أقول للصحافيين الذين يمكن أن يكون قد سجل لهم ، إنتبهوا. سجل للصحافيين في صحيفة " الأخبار" وفي غيرها، وكان يطل كثيرا على المنار وعلى " أو.تي.في". هناك تسجيلات ستبين تورط صحافيين مع النظام السوري. هؤلاء سيفضحون كعملاء لسوريا.

-يمكن ميشال سماحة أقل قدرة من غير ميشال سماحة قدرة على التنفيذ، ولذلك انكشف.

-وسام الحسن اساسي في محاربة النظام السوري. الموضوع السوري تديره أنظمة المخابرات. هو كان مضطرا ان يكون في صلب الموضوع، ليعرف تداعياتها على لبنان.

-المحكمة الدولية لم تستطع أن تردع الإغتيالات، لأن لا مساعدة لها في لبنان، في إلقاء القبض على المتهمين، وهي سكتت عن ذلك.

-المطلوب ممن اغتال وسام الحسن دب الرعب بقلوب السياديين ودفعهم الى السير بالمحور الإيراني.

 -جميل السيد هو من ادعى أنه يعلم بكل شيء وبأن كل ما يجري في الكون يمر به. هل من أحد في لبنان يصدق أن جميل السيد يمكن ألا يعرف شيئا يعرفه ميشال سماحة. إن جميل السيد منطقيا لا يمكن أن لا يعرف ماذا يقوم به ميشال سماحة. قضائيا قد يصح ذلك. لكن سياسيا لا يمكن، ذلك.

 -الجميع يعلم أن ملف ميشال سماحة لو أحيل على مديرية المخابرات، لكانت جرت لفلفتها.

 -مديرية المخابرات لم تقل ان البطاقة التي كان يحملها عنصر الأمن في "حزب الله" المشتبه به في ملف بطرس حرب كانت مزورة.

 -معلوم أنني صدقت محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع، وفيها اثباتات. وفي قضية بطرس حرب صدقتها ونصف. " يا عمي سلمونا اللي متورط". محاولة اغتيال ميشال عون لم أسمع بها، وهي مزحة .

- حزب الله يضع عقدة تحول دون فتح مطار القليعات.

 -المعارضة في مازق، لأنها لا تستطيع أن تقنع الشريك الآخر بالسير معا في " لبنان أولا". الآن كل الدول ترفع شعار " لبنان أولا". سوريا مع " سوريا أولا". السعودية مع " السعودية أولا".

-في الحكومة هناك 23 وزيرا من أصل 30 وزيرا لا ينأون بأنفسهم عن النظام السوري. 19 مع النظام و4 ضد النظام. مع ذلك يدعى نجيب ميقاتي بأنه ينأى بنفسه.

-إن المعجبين بموقف نجيب ميقاتي من سوريا لا يعرفون ما يفعله طه ميقاتي. هو لا يذهب الى سوريا. وشقيقه الأكبر يبقى في سوريا. إننا نعلم جميعا أن ما يأمر به طه ينفذه نجيب. هناك معلومات موثقة عن اتصالات أسبوعية يقوم به طه ميقاتي في دعم النظام السوري. ونجيب يدعم النظام السوري بواسطة طه. لقد طلب منه مؤخرا ألا يستقيل، فلم يستقل.

- نجيب ميقاتي بقي 6 أشهر ولم يؤلف الحكومة، وكان هناك فراغ.لماذا لم يخافوا من الفراغ يومها يوخافون من الفراغ حاليا. إن المجتمع الدولي بموقفه هذا يؤيد حكومة "حزب الله" . 14 آذار لن ترضى أن تبقى تحت سيطرة "حزب الله" ولن ترضى أن تبقى الدولة تحت رحمة "حزب الله".

- نجيب ميقاتي تواطأ مع "حزب الله" على تمويل المحكمة من أجل أن يسوق "حزب الله" في العالم.

- سفراء الدول الكبرى تقول لنا إن الآن ليس وقتكم. نحن نرد عليهم أنتم ليس وقتكم الآن. بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع نرى أين سيكون موقفه. الدول الكبرى تطالب بأن لا نفعل لها مشاكل. الإستقرار الخلبي أي الفارغ يوفره "حزب الله". إن المملكة العربية السعودية تؤكد أنه في مواضيع لبنان وسوريا، ليس نحن من ننفذ أوامر الولايات المتحدة الدولية والمجتمع الدولي، بل هي التي تلحقنا. بعد أسبوعين نرى.

-هناك إرادة من قبل الملك السعودي بتعيين الأمير بندر بن سلطان، أن يؤكد للعالم أنه له لعاقة بما يحصل في العالم العربي. هذه الإرادة جعلت المملكة في موقع متقدم لقيادة العالم العربي. هذا الدور قد يكون في بدايته، لكن الإرادة للعب هذا الدور موجود.

- إن المملكة العربية السعودية مختلفة عن غيرها ممن تعاطوا مع لبنان، فهي لا تتدخل بالتفاصيل، كتعيين موظف هنا ونائب هناك. هي فوق هذه التفاصيل وهذه التدخلات.

- ان استقبال السعودية في العام 1982 لبشير الجميل ووقفوفها الى جانبه لم يهدف الى توفير سيطرة السنة على غير طوائف.

- أنا متحيز لسمير جعجع وسعد الحريري بسبب ىتجسيدهما الوحدة الوطنية. إن القوى المسيحية بسبب سعد الحريري وبسبب صلات مع دول عربية، جعلتها مقتنعة بإقفال اي علاقات مشبوهة.

- لو قررت قوى 14 آذار عند تشكيل الحكومة مقاطعة هذه الحكومة لكانت سقطت.

- إن حزب الله قرر إبقاء هذه الحكومة. لا اعرف إذا كان نجيب ميقاتي قادرا على أن يكمل ضد دول عربية كبرى من بينها المملكة العربية السعودية ، ليكمل . هو بعد أسبوعين سيجد نفسه وحيدا، وكونييلي وغيرها لن تنفعه.

- أنا عشت مع سعد الحريري عندما حاول أن يعود الى لبنان عند استشهاد اللواء وسام الحسن. وعشت كم تلقى من نصائح من دول صديقة بعدم التوجه الى لبنان، بسبب المخاطر.

- سعد الحريري نازل على لبنان، بسبب الإنتخابات وغيرها، ولكن هناك دول تملك معلومات عن خطط لاغتيال سعد الحريري. الآن يضغطون لنزول سعد الحريري، ولكنهم لاحقا يندمون لأنه نزل. هذا ما حصل مع جبران تويني ووسام الحسن.

-التمايز في الخطاب السياسي بين فرقاء 14 آذار بسيط، ولكنه لا يصل أبدا الى القضايا الوطنية.

-جمهور 14 آذار وطني وليس جمهورا سياسيا وعلى قوى 14 آذار أن تدعمه.

-هناك فرق بالطبع بين وليد جنبلاط وسعد الحريري. لدى جنبلاط مخاوف يعالجها بتحاشي اسباب المخاوف. سعد الحريري يريد أن يواجه المخاوف. يمكن سعد الحريري أجرأ من وليد جنبلاط لأنه في الخارج. الإثنان ناضجان ولكل واحد دوره. الخلاف بينهما عابر. أحدهما يريد انتظار الجثة. وثانيهما يريد المساهمة في وضع الجثة في النهر.

- سقوط النظام السوري أصبح قريبا. وفقا لمعلومات معينة فإن النظام الروسي لديه عروض تؤشر الى قرب سقوط الأسد. وروسيا تبحث الآن في توفير رجل النظام. الروس يتحدثون عن رحيل بشار الاسد ويريدون تأمينه.

- سيحاول "حزب الله" السيطرة على مزيد من الدولة اللبنانية لتفاوض الفريق الآخر في لبنان من موقع القوة، لذلك هناك 6 أشهر صعبة بعد سقوط النظام السوري.

- أعود الى لبنان عندما أملك القدرة على توفير الحد الأدنى من الحماية التي يمكنها أن تريح عائلتي.

 

 

عناوين النشرة

*قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين وافق على طلب الادعاء تعديل القرار الاتهامي ولائحة الاتهام الجديدة لا تشمل أسماء جديدة أو رسوم

*حفيد أخ الطوباوي الحرديني رئيسا لبلدية ساو باولو

*مفاجآة غير سارة للساقط ميشال عون في كندا

*تظاهرة عريضة في كيبيك لمقاطعة زيارة عون إلى كندا    

*الصهر الأممي/عماد موسى/لبنان الآن

*ماضي أحال إلى المباحث الجنائية إخبارا ضد نديم قطيش

*قطيش: المعركة مستمرة ولن أسكت في جمهورية السلاح.. وأعلى ما في خيلهم ليركبوه 

*القوات: لماذا لم يلاحق القضاء أبواقا حرضت يوميًا على الحسن؟

*قناة " المستقبل" وخروج "حزب الله" عن صمته

*سليمان: الحوار يبقى الوسيلة الارقى والوحيدة لحل كل المشكلات المطروحة

*بري: تعيين الراعي كاردينالا يعبر عن ثقة قداسة البابا بدوره

*مستشار الرئيس سعد الحريري محمد شطح: يراد لميقاتي أن يلعب الدور الذي لعبه عون بعد اغتيال الحريري

*أحمدي نجاد: إيران قادرة على إحلال الأمن في الخليجأكد أن بلاده لن تبدأ بحرب تشهدها المنطقة ونفى كون شعبه مهاجماً

*نائب ايراني: صور "أيوب" في حوزتنا

*"يديعوت أحرونوت": إسرائيل قصفت "اليرموك" لتصنيعه سلاحاً لـ "حزب الله" و "حماس"

*الصنداي تلغراف": خلاف داخل "حزب الله" حول دعم نظام الأسد

*سلسلة بشرية من ساحة الشهداء الى رياض الصلح/شباب 14 آذار لميقاتي: لن نترك الساحة حتى تترك السرايا

*عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض: الحكومة باقية وهي أفضل الممكن

*حزب الله والأسير: حلف جديد ضدّ الحريري/علي الأمين

*الشيخ محمد علي الجوزو: لبنان فقد سمعته بفضل الإرهاب الإيرانيو حزب الله يأخذ الشيعة إلى مكامن الخطر والفتنة"

*لبنان: الحكومة تراهن على تماسكها بإصدار دفعة تعيينات و «14 آذار» تصر على رحيلها متبعة «النفس الطويل»

*14 آذار» تشبك الأيدي لإسقاط ميقاتي

*14 آذار»: أوقفوا قتلنا

*هل أخطأت 14 آذار بالتصويب على ميقاتي؟

*الحياد الكاذب بين 8 و14 آذار

*رسائل جنبلاط بعد اغتيال الحسن: لا تَخافوا... ولا تُخَوِّفوني!

*الدولة في لبنان وجهة

*الإبراهيمي ينتمي إلى جيل لم يُعرف عنه إلا الفشل

*هل سينتقم الإسرائيليون من دولة قطر

*إيران تنقل متطوعين شيعة عراقيين إلى سوريا للقتال إلى جانب الأسد/لجان تجنيد تم تشكيلها بضغط من طهران تنشط في ديالى ومحافظات الجنوب

*إيران تحترق بقرارات الحكم المستبد

*محكمة لاهاي: إيران ارتكبت "جرائم حرب" ضد شعبهابعد 3 أيام من المحاكمة الرمزية لنظام الجمهورية الإسلامية منذ نشوئه عام 1980

*ما الرسالة من وراء تفجير مجمع «اليرموك» في الخرطوم؟

*طهران: لدينا طائرات من دون طيار أكثر تطورا من تلك التي أسقطتها إسرائيل وواشنطن تتجه لشراء سفن بلا ربان من الدولة العبرية لاستخدامها ضد إيران

*قادة عرب باعوا شعوبهم "أوهام الحرب" مع إسرائيلبدءاً من جمال عبدالناصر مروراً بالقذافي وصدام وحافظ الأسد وابنه بشار

*أقباط مصر ينتظرون البابا الجديد وطفل يحسم المعركةيختارون رأس كنيستهم من بين 5 مرشحين ومن ثم يحصر الخيار بين ثلاثة

*الراعي زار سفارة لبنان في ايطاليا واتصل برؤساء الطوائف الاسلامية مهنئا بالاضحى

*ريفي استقبل السفيرة الكندية

*المطران جورج رياشي في ذمة الله

 

تفاصيل النشرة

 

قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين وافق على طلب الادعاء تعديل القرار الاتهامي ولائحة الاتهام الجديدة لا تشمل أسماء جديدة أو رسوم

أعلنت المحكمة للدولية الخاصة بلبنان على حسابها على "تويتر" ان "قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين وافق على طلب الادعاء تعديل القرار الاتهامي بقضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري". وأشارت الى ان القرار الذي كان قد أقر في حزيران 2011 سيحال الى النيابة العامة لتعديله. وأوضحت ان "لائحة الاتهام الجديدة لا تشمل أسماء جديدة أو رسوم لكنها تشمل تعديلات على قائمة ضحايا اغتيال الحريري في 14 شباط 2005، وتصحح المزاعم القائمة والاخطاء البسيطة، ولن يكون لها تأثير على بدء محاكمة يوم 25 آذار 2013". ولفتت الى انها ستصدر سلسلة من الاسئلة والاجوبة وشرائط الفيديو لايضاح المسألة.

 

حفيد أخ الطوباوي الحرديني رئيسا لبلدية ساو باولو

وكالات/فاز فجر الاثنين لبناني الأصل برئاسة بلدية سابع مدينة في العالم من حيث عدد السكان الذين يزيدون بمرتين على سكان لبنان، وهي ساو باولو الأكبر مساحة من بيروت بأكثر من 17 مرة، ليخلف بعد الانتخابات لبناني الأصل آخر على رأس البلدية، وهو جيلبرتو كساب، حفيد أحد أشقاء نعمة الله كساب، الشهير بالحرديني في لبنان، حيث توفي في 1858 وطوبه الفاتيكان قديساً قبل 8 أعوام.

وفرناندو حداد، المولود قبل 49 سنة في ساو باولو، الموصوفة بعاصمة البرازيل الاقتصادية، هو أصلاً من قرية "عين عطا" في قضاء راشيا بالبقاع اللبناني، ووالدته نورما تيريزا غصين مولودة في البرازيل ومازالت حية للآن، وهي متحدرة لجهة الأب من مدينة زحلة.أما والده، خليل حداد، فهاجر وهو بعمر 24 سنة في 1947 إلى البرازيل برفقة والده، الخوري حبيب حداد، الذي سلك في الكهنوت الكنسي بعد وفاة زوجته واشتهر في لبنان بمحاربته للانتداب الفرنسي وتوفي في 1961 بساو باولو، المدينة التي يقيم فيها 3 ملايين مغترب ومتحدر لبناني من أصل 12 مليون نسمة، وتشكل 40% من النشاط الاقتصادي للبرازيل، سادس اقتصاد بالعالم. وسبق لفرناندو حداد أن زار لبنان للمرة الأولى عام 2006 حين كان وزيراً للتربية بدءاً من 2003 وطوال 6 أعوام زمن الرئيس البرازيلي السابق، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، واستقبلوه بحفاوة لم يكن ينتظرها، خصوصاً حين زار بيتي أجداده لأمه وأبيه. في بلدة "عين عطا" زار حداد البيت الذي وُلد فيه والده في البلدة التي تستقبل هذه الأيام لاجئين يفرّون بالعشرات من خطر الأحداث في سوريا، وهناك زرع شجرة أرز في مشاع مدرستها وأهداه أهلها حفنة من ترابها، فحملها معه إلى بيته بساو باولو التي تزيد مساحتها على 1522 كيلومتراً مربعاً وموازنتها السنوية على 20 مليار دولار، وتعتبر ثاني مدن القارة الأميركية بالسكان بعد العاصمة المكسيكية. وحداد، الذي خاض الانتخابات البلدية عن "حزب العمال" اليساري الحاكم، متزوج منذ كان عمره 25 سنة من طبيبة أسنان برازيلية اسمها آنا ستيللا، وتعرّف إليها حين كان عمرها 17 عاماً، فاقترنا بعد عامين، وأثمر الزواج عن ابنين: فريدريكو وآنا.وبفوزه بولاية من 4 سنوات وبنسبة 75، 55% من الأصوات مقابل 43، 44% لخصمه جوزيه سيرا، الاشتراكي الديمقراطي وحاكم ولاية سان باولو السابق البالغ عمره 70 عاماً، فإن الطرق نحو الرئاسة ستصبح ممهدة وسهلة أكثر أمام حداد.

 

مفاجآة غير سارة للساقط ميشال عون في كندا

فوجئ رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لدى وصوله الى حفل عشاء أعدّه له بعض أتباعه في مونتريال بتظاهرة ضخمة اقامها عدد من اللبنانيّين الكنديّين المقيمين في تلك المدينة. واضطرّ عون للتأخّر ساعتين عن المدعوين قبل الوصول الى مكان الاحتفال في منطقة لافال والدخول خلسة من الباب الخلفي للفندق تجنباً لرؤية المتظاهرين الذين رفعوا شعارات مناهضة لعون وتحالفه مع حزب الله والنظام السوري. كما ردّد المتظاهرون شعارات شديدة اللهجة تندّد بما وصفوها "سياسة عون الإنبطاحية تجاه حزب الله والأسد وتغطيته للسلاح غير الشرعي". وقد قامت الشرطة الكندية بتطويق مكان الإحتفال والتواجد بكثافة على مفارق الطريق المؤدية للفندق نظراً للحشود الغفيرة للبنانيين المؤيّدين لثورة الأرز . وقد حمل المتظاهرون أعلاما لبنانية وكندية ولافتات كتب عليها شعارات مناهضة لعون ولحزب الله و للنظام السوري. وردد المتظاهرون شعارات ضد "هذا الفريق وإجرامه" وطالبوا ببناء الدولة وبوقف الإغتيالات في لبنان . كما اعربوا عن تأييدهم للجيش اللبناني واعتراضهم على كل المظاهر المسلحة الغير شرعية وفي مقدمتهم "ميليشيا حزب الله" المصنف "إرهابياً" في كندا.

 

تظاهرة عريضة في كيبيك لمقاطعة زيارة عون إلى كندا    

في إطار الإحتجاجات على زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون ووزير الطاقة والمياه جبران باسيل إلى كندا، احتشد أكثر من مئتي شخص أمس الأحد في مدينة لافال في مقاطعة كيبيك استنكاراً للزيارة، كان قد سبقها توقيع عريضة تدعو الحكومة الكندية لمقاطعة جميع الفعاليات التي ستقام لعون على الأراضي الكندية بصفته حليفاً لحزب الله الذي تعتبره كندا منظمة إرهابية.

وفي التفاصيل، تجمع المتظاهرون من كافة أطياف قوى 14 آذار أمام فندق أوتيل لو شاتو رويال قبيل حفل العشاء الذي أقامه التيار العوني لاستقبال عون وباسيل. كما تخلل التظاهرة إطلاق شعارات تنعت التيار "العوني" بالعمالة للنظامين السوري والإيراني ورفع الأعلام اللبنانية والحزبية وحمل يافطات منددة بالزيارة وداعية إلى مقاطعتها، واصفة عون بـ "جنرال الإختلاس والفساد"، و"المحرض على القتل."

هذا وقال المتحدث باسم "ثورة الأرز" فادي بارودي في كلمة "إن التيار العوني يعزز ثقافة العنف والموت، وسبب تواجدنا اليوم هو التنبيه من خطر ميشال عون وتياره على السلم الأهلي في لبنان. لقد قام عون ببث التفرقة بين اللبنانيين وخاصة المسيحيين منهم، وها هو يحاول القيام بالأمر عينه في كندا." وكان تيار المستقبل وحزب الكتائب ومركز المعلومات اللبناني والمركز اللبناني للدراسات السياسية في كندا والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم قد نظمواعريضة تطالب الحكومة الكندية بمنع دخول عون إلى أراضيها. في ما يلي نص العريضة "نحن منظمو العريضة والموقعون أدناه، نطالب ونحث الحكومة الكندية ووزير المواطنة والهجرة والتعددية الثقافية جايسون كيني ببذل أقصى الجهود لمنع ميشال عون إلى كندا، وهو سياسي لبناني تتضمن تصريحاته دعماً مباشراً لمنظمة حزب الله الإرهابية." وبناء على نظام الهجرة في كندا والمبادرات التشريعية لمنع دخول الأشخاص الذين يمكن أن ينشروا الكراهية بين الناس مما يؤدي إلى العنف، فإننا نحث رئيس الوزراء ستيفن هاربر وجميع أعضاء الحكومة والمجلس التشريعي الكندي إلى مقاطعة جميع الفعاليات التي ستقام لميشال عون، كما ندعوهم لاتخاذ مواقف وإجراءات مناسبة لمنع إقامتها بصفتها تروج لمفاهيم الكراهية التي تتناقض مع سياسة وقوانين وقيم كندا."

 

الصهر الأممي

عماد موسى/لبنان الآن

"من صاهَر ما مات " حتى الأمثال تتغير ويلحقها التعديل كي تتوافق وواقع الحال وتعبّر عن ظواهر كبرى في حياتنا المعاصرة وعن نهج قادة عظام. فقد اثبت الصهر جبران باسيل، تكراراً، أنه طاقة في الفكر السياسي والنضال الأممي والالتزام الإنساني. فأين نلسن مانديلا كي يسمع خطبة الثورة ويستكمل دروس النضال؟ وأين "جورج واشنطن أميركا اللاتينية "سيمون بوليفار، ليقوم من قبره ويؤدي التحية لمحرر أميركا الشمالية والعالم، صهر الجنرال ميشال عون، وزير الطاقة والبواخر والعلم والفكر المستنير المناضل المشرقي جبران باسيل.

الصهر في أوتاوا. العم في تورنتو. على طريق تغيير العالم سائران. بعد كندا خطوة ثانية حيث يأخد الجنرال على عاتقه التبشير في نصف الكرة الأرضية شمال خط الإستواء ويأخذ الصهر النصف الآخر جنوبه، وصولا إلى القطبين المتجمدين.

من أوتاوا غير المتجمدة، طلع جبران وفريقه الفكري بشعارين واحد مستوحى (لفظاً وليس معنى) من خطاب لقائد المقاومة اللبنانية وآخر مستعار من أدبيات قائد المقاومة الإسلامية في لبنان.

مطلع الثمانينات قال بشير الجميل في خضم معركة البقاء والكرامة: نحن قديسو هذا الشرق وشياطينه.

بعد ثلاثين سنة رد الصهر الفيلسوف: نحن ملائكة الشرق ولسنا صليبييه. ( ملائكة بجوانح أيضاً)

ومن شعارات السيد حسن نصرالله التي استعارها جبران: " لا أمن بعد الآن في إسرائيل من دون أمن في لبنان." وجبران إن هدد فعل.

من أوتاوا الأبية أكد الصهر ـ المفكر أنه الوريث الحصري للجنرال الكوني حيث حاضر وسطّر كلمات ليست كالكلمات وإليكم المقدمة "أكتب اليوم منطلقا من انسانيتي أولاً، ومن مشرقيتي ثانياً، ومن مواطنيتي ثالثاً. انتماءات ثلاثة اذا ما انفصلت، فقدت الشخصية اللبنانية وضاعت الهوية المشرقية. ميزات بشرية ثلاث اذا ما تفككت، انشطر لبنان وتآكلت الانسانية وتهاوى العالم".

إنها لمفاجأة. أمثل هذا الدرر الفكرية تصدر عن وزير لبناني شاب أو عن فيلسوف أنجبته مدينة البترون الساحلية وصدّرته إلى العالم، لينقذ لبنان من الإنشطار والإنسانية من التآكل والعالم من التهاوي في قعر التخلف والجهل والمادية؟ أترك الجواب للمؤرخين العالميين. ما طرحه باسيل في أوتاوا ـ على المستوى الفكري ـ يتخطاني بكثير. ويتخطى الكثير من المناضلين الذين أصيبوا بالخجل عندما انطلق الصهر في سيرة النضال الحديث "ما نناضل من أجله ليس دفاعاً عن لبنان وعن مسيحييه فقط، بل هو دفاع عن الشرق الأوسط والمشرق معاً، لا بل عن العالم أجمع، بمسيحييه ومسلميه". وأسمح لنفسي أن أنصح باسيل بأن يمشي بتؤدة. ليقسّط النضال على مراحل. لينر اللبنانيين بلمبات التوفير المنتظرة أولاً. ثم لينر طريق حكومة كلنا للوطن كي لا تتعثر بالفرقدين ثانياً. ثم فليناضل

 ثالثاًـ لبسط سلطة القانون على الجميع وعلى كل الأراضي اللبنانية ثم فليستقل فيلسوف عصرنا الحديث من العمل السياسي، وينصرف إلى إغناء الروح بالشعر الصوفي بعيداً عن هذا العالم المادي المحتقر. مستعيراً نضالاً لا يشبهه، صال وجال بعربية فصحى بدت كطقم سموكينغ مبهبط على كتفيه. هز الصهر الأممي وجدان الحاضرين وضمير الغرب. أيقظ العالم من سباته. ورب سائل: ألا تستأهل أميركا الشمالية من يضيء ظلمتها الروحية للسنوات الخمس المقبلة؟ وهل جبران خليل جبران أول دماغ نصدره إلى العالم؟

 

ماضي أحال إلى المباحث الجنائية إخبارا ضد نديم قطيش

وكالات/حال النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي إلى قسم المباحث الجنائية المركزية الإخبار الذي ورد إلى النيابة العامة التمييزية ضد نديم قطيش عريف المتكلمين في خلال تشييع اللواء الشهيد وسام الحسن في وسط بيروت والذي أدى إلى محاولة اقتحام السرايا الحكومية وذلك لاجراء التحقيقات اللازمة

 

قطيش: المعركة مستمرة ولن أسكت في جمهورية السلاح.. وأعلى ما في خيلهم ليركبوه 

أعلن الإعلامي نديم قطيش تعقيبا على إحالة القاضي حاتم ماضي الى المباحث الجنائية إخبارا بحقه، ان "المعركة مستمرة وقد انتقلت الى مرحلة جديدة"، معتبرا ان "ثمة من يريد تأديب "14 آذار" بشخصي".

أضاف قطيش عبر حسابه على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك": "في الشق القضائي، احترم كل الاجراءات وكامل موجبات مسار العدالة، أمّا في السياسة فلن اسكت في جمهورية نظام السلاح وأعلى ما في خيلهم ليركبوه". وكان قطيش أشار في اتصال مع موقع "القوات اللبنانية" الى "اننا ندرس المسألة على اعتبار انها قانونية قضائية ونتريّث بالتعليق كي ندرس طبيعة القضية بهدوء لنأخذ الإجراءات اللازمة في هذا المجال، وعندها نقول الكلام الواجب قوله".

 

القوات: لماذا لم يلاحق القضاء أبواقا حرضت يوميًا على الحسن؟

أعلنت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" أنه "في الوقت الذي كنا ننتظر ملاحقة المحرضين والشتامين الذين أمعنوا لأشهر وأشهر في الحض والتحريض والكذب والافتراء وممارسة كل فنون الصحافة الصفراء وسفاهتها، قرأنا بذهول في "الوكالة الوطنية للاعلام" خبرًا مفاده ان المحامي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي قد أحال صباح اليوم على قسم المباحث الجنائية إخبارًا ورد الى النيابة العامة ضد الإعلامي نديم قطيش، عريف المتكلمين خلال تشييع اللواء الشهيد وسام الحسن في وسط بيروت والذي أدى إلى محاولة اقتحام السرايا الحكومية لإجراء التحقيقات اللازمة". وأضافت في بيان: "وعليه، يهم الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية التوقف عند هذا الإخبار ولفت المراجع القضائية الى مجموعة أسئلة يطرحها المواطن اللبناني على نفسه كل يوم في وكل وقت". وفي هذا السياق، سألت الدائرة الإعلامية: "لماذا لم يتحرك القضاء حتى الآن، ويلاحق بعض الأبواق التي ما انفكت تحرض يوميًا ولمدة طويلة من الزمن على اللواء الشهيد وسام الحسن ورفاقه في قوى الأمن الداخلي، وبالأخص بعد توقيف شبكة سماحة - مملوك للعمالة والقتل؟". وأضافت: "لماذا لا يتوقف القضاء عند هذه الوجوه الكالحة التي ضحكت في سرها لحظة انفجار الأشرفية، ووزعت الحلوى ابتهاجًا، واعتبرت أن عبء وسام الحسن قد زال؟ لماذا لا يتوقف عند هؤلاء ويوقفهم ويقتص منهم بما يتناسب مع حضهم المستمر على الكراهية، وزرعهم المستدام للحقد خدمة لمصالح خارجية واضحة، إن عبر مواصلة التهجم اليومي على اللواء الشهيد او على كل من يصر على قيام الدولة والمؤسسات وحق احتكار الجيش والقوى الامنية وحدهما للسلاح في لبنان؟". وأكمل البيان: "لماذا لا يتحرك القضاء للقضاء على الذين اختلقوا الحجج الواهية لحجب "داتا" المعلومات عن الامن اللبناني، بغية تسهيل القتل، عوض ان يسرع الى اعلامي غلبه الانفعال والغضب، وحقه وحقنا جميعًا في الغضب، على الموت وعلى القتل وعلى اباحة المواطنين لآلة الجريمة المنظمة؟". وختم بالقول: "حقًا إن لبنان يتجه ليدخل عالم العجائب واللامنطق ليصدق فيه القول المأثور: "يرضى القتيل وليس يرضى القاتل".

 

قناة " المستقبل" وخروج "حزب الله" عن صمته

ركزت قناة المستقبل في مقدمتها الإخبارية على مواقف "حزب الله" من الحكومة ، وجاء فيها الآتي: خرج "حزب الله" عن صمته معلنا بالفم الملآن،أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باق ومستمر، بغض النظر عن دماء اللواء الشهيد وسام الحسن وباقي شهداء جريمة الأشرفية. خرج "حزب الله" عن صمته وخاطب اللبنانيين أن حكومته أهم منهم وهي صمام الأمان والإستقرارا. خرج "حزب الله" عن صمته ولم يشر الى أنه وفي عهد حكومته جرت محاولة إغتيال سمير جعجع، وفي عهد حكومته جرت محاولة إغتيال بطرس حرب، ومنفذها معروف بالإسم والعنوان و"حزب الله" يحميه. خرج "حزب الله" عن صمته فاستهزأ بتحرك اللبنانيين لإسقاط حكومته، فطلب منهم الإقلاع عما أسماه خيار الضغط الذي لا يوصل الى مكان. مشهد تمسك "حزب الله" برئيس حكومته، قابله مشهد في مخيم المعتصمين أمام منزل الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس، حيث غصت الخيم بالوفود المعزية باللواء الشهيد والمطالبة برحيل الحكومة ورئيسها، كما قابله مشهد في قلب العاصمة بيروت وأمام السراي الكبير، حيث كون شباب وطلاب 14 آذار سلسلة بشرية امتدت من ساحة الشهداء وصولا إلى خيم الإعتصام في ساحة رياض الصلح.

 

سليمان: الحوار يبقى الوسيلة الارقى والوحيدة لحل كل المشكلات المطروحة

وكالات/اكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان "الحوار يبقى الوسيلة الارقى والسبيل الوحيد لحل كل المشكلات المطروحة وايجاد حلول لها". ولفت في تصريح له اليوم الاثنين، الى ان "التحاور بعقل منفتح وبقلوب ونيات صافية تنطلق من وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، يبقى الطريق الامن لتحصين وطننا ضد الاخطار الخارجية وضد العدوان الاسرائيلي وخروقاته اليومية للقرار 1701". ودعا سليمان، الجميع، الى "التبصر في الواقع الراهن والظروف الدقيقة التي تمر فيها المنطقة من اجل ابقاء لبنان بمنأى عن أي تداعيات وانعكاسات سلبية عليه، ليتمكن من اجتياز هذه المرحلة والعبور الى الدولة التي يطمح اليها الجميع والتي تعبر عن تطلعاتهم وأمانيهم". وزار وزير الداخلية مروان شربل، ظهر اليوم الاثنين، سليمان في بعبدا واطلعه الاوضاع الامنية في البلاد والخطوات الايلة الى ضبط الوضع الامني. يُشار الى ان قوى 14 آذار اعلنت مقاطعتها جلسات الحوار والجلسات البرلمانية الى حين سقوط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، خصوصاً اثر اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن في 19 الجاري في انفجار سيارة مفخخة في الاشرفية ادى الى مقتل شخصين آخرين وجرح اكثر من 100 اضافة الى الاضرار المادية التي بحقت بالمنطقة.

 

بري: تعيين الراعي كاردينالا يعبر عن ثقة قداسة البابا بدوره

وكالات/هنّأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي رئيس مجلس النواب نبيه بري بعيد الأضحى المبارك في اتصال هاتفي كما جدد الرئيس بري تهنئته لغبطته بتعيينه كاردينالا، معتبرا ان هذا التعيين يعبر عن ثقة قداسة البابا والكرسي الرسولي بجهوده ودوره على رأس الكنيسة في لبنان وكذلك بدور لبنان كرسالة في العالم والمنطقة. كما تلقى الرئيس بري اتصالا هاتفيا من عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري يهنأه بعيد الأضحى المبارك.

 

مستشار الرئيس سعد الحريري محمد شطح: يراد لميقاتي أن يلعب الدور الذي لعبه عون بعد اغتيال الحريري

أوضح مستشار الرئيس سعد الحريري محمد شطح أن "قوى 14 آذار لا تعلن عن تحركاتها لدواع أمنية بحتة"، وأن "عملية التنسيق بين قادتها هي أوسع من تحرك محدد في السياسة أو في الشارع".

وأضاف شطح في حديثٍ الى قناة "المستقبل" أن "سلطة الدولة تتآكل وأن هناك استهدافاً واضحاً من قبل النظام السوري للبنان من خلال استمرار محاولات الاغتيال"، وتابع شطح أن "حزب الله" يصر على ربط لبنان بالاستراتيجية الدفاعية الايرانية وأن إغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن يهدف الى تشديد القبضة السورية على لبنان".  وإذ لفت شطح الى أن التعاطي مع الحكومة لن يكون نفسه بسبب رفض قوى "14 آذار" للوضع الحالي، أعلن عن "الحاجة لخطة واضحة لحماية لبنان واللبنانيين في هذه الفترة الخطيرة، وأنه ستكون هناك خطوات في السياسة كما في الشارع رافضة للأمر الواقع". من جهة أخرى رأى شطح أنه "يراد لميقاتي (رئيس مجلس الوزراء) أن يلعب الدور الذي لعبه الجنرال عون (رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون) بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من خلال خرق المجتمع السني وتقسيمه كما حصل مع تقسيم الشارع المسيحي بعد عودة عون الى لبنان".(رصد NOW)

 

أحمدي نجاد: إيران قادرة على إحلال الأمن في الخليجأكد أن بلاده لن تبدأ بحرب تشهدها المنطقة ونفى كون شعبه مهاجماً

دبي - نجاح محمد علي/العربية

أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده لن تبدأ في أي حرب تشهدها منطقة الخليج، في إشارة الى الحرب الكلامية والاستخبارية الدائرة حالياً بين إيران وإسرائيل، وتهديدات الأخيرة بضرب إيران وحزب الله في لبنان. وقال أحمدي نجاد: "الشعب الإيراني لم يكن يوماً ما شعباً مهاجماً، وقد أثبت التاريخ في الوقت نفسه أنه مدافع جيد جداً، ولو أراد أي طرف أن يعتدي على وحدة الأراضي الإيرانية فإن شعبنا سيتصدى له بشكل يجعله يجر وراءه أذيال الخزي والعار". وقال أحمدي نجاد إن الأمن في الخليج تعرض في فترات للخطر فقط عندما تواجد فيه الأجانب وفي غير هذه الحالة فإن الخليج كان يتمتع بأمان كامل وهذا الأمن وفرته إيران أيضاً. وأشار الرئيس الإيراني الى قدرات إيران في إحلال الأمن في الخليج، وقال: إن الجمهورية الإسلامية في إيران ومن خلال استخدام القدرات الاقليمية بإمكانها إحلال الأمن في هذه المنطقة وأن الأجانب لن ينجحوا في هذا الأمر مهما كانت دوافعهم. ونقلت الصحف الإيرانية تصريحات أحمدي نجاد اليوم الاثنين، وذكرت أنها جاءت في حفل تكريم قائد البحرية الأميرال حبيب الله سياري بمنحه وسام الدولة، وعدد من الكوادر والمسؤولين المعنيين في مدمرة "جماران" المحلية الصنع، وقد أقيم في مدينة بندر عباس جنوبي إيران.

إنجاز بحري وبينما سرّبت مصادر إيرانية عسكرية لـ"العربية" أن إيران ستعلن قريباً عن إنجاز بحري هام يعزز قدراتها في الردع، فقد نقلت صحيفة "إيران" الحكومية هذا اليوم أن أحمدي نجاد كرّم قائد القوة البحرية للجيش الأميرال حبيب الله سياري، خاصة لدوره في صنع فرقاطات قاذفة للصواريخ من فئة (بيكان) في مسار الارتقاء بقوة الردع، وصنع المدمرتين (سهند) و(ولايت) في أسطولي الشمال والجنوب، وصنع غواصات فئة الغدير (السابحات) في مصانع المنطقة الأولى للقوة البحرية على الخليج. وبحسب الصحيفة، فإن قائد القوة البحرية استحق وسام الدولة لنشاطه في مكافحة قراصنة البحر، وإيجاد ممر آمن لخطوط مواصلات السفن التجارية وناقلات النفط، والحفاظ على آبار النفط (البرز) في منطقة الـ20% وهي حق إيران في ثروات بحر قزوين، والتواجد الناجح لفترة 70 يوماً للقوة البحرية الإيرانية في البحر الأحمر، والتواجد القوي لوحدات البحرية الإيرانية في منطقة شمال المحيط الهندي وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر. كما قام الرئيس الإيراني بتفقد مركز عمليات الجنوب للأسطول البحري، وكرّم 14 من قادة وخبراء القوة البحرية للجيش الإيراني بمنحهم شهادات تقدير لدورهم المؤثر في تصميم وصنع أكثر الأسلحة والمعدات العسكرية تعقيداً، حسب الصحيفة الايرانية الرسمية. ومن جهته قال الأميرال سياري إن البحرية الإيرانية تعمل بقوة للحفاظ على المصالح الوطنية الإيرانية في منطقة الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز.

 

نائب ايراني: صور "أيوب" في حوزتنا

المركزية- أشار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري الى أن "الصور التي التقطتها طائرة أيوب التي أطلقها حزب الله للمراكز الإسرائيلية الحساسة، باتت في حوزة إيران". وأوضح في تصريح صحافي، أن "طائرة أيوب من دون طيار التي اخترقت أجواء الكيان أخيرا، تمكنت من تصوير المراكز الحساسة لكيان الاحتلال وارسالها بشكل مباشر، وأصبحت الآن في يدنا". وشدد على أن "بامكان ايران صناعة طائرات من دون طيار قادرة على حمل السلاح"، محذرا "من أن دائرة الرد ستكون على مستوى الاقليم، اذا اقدمت اسرائيل على أقل عمل عدواني ضدنا".

وعما اذا كان "حزب الله" يملك طائرات اكثر تطورا، قال "بالتأكيد لكن الحزب لا يعلن ذلك الا عندما يرى ذلك مناسبا، ودائرة هذه الامكانات هي اوسع من ذلك بكثير".

 

"يديعوت أحرونوت": إسرائيل قصفت "اليرموك" لتصنيعه سلاحاً لـ "حزب الله" و "حماس"

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيليّة، أن "إسرائيل تمتلك معلومات أكيدة بشأن وجود قواعد عسكريّة إيرانيّة في الخرطوم، أبرزها معسكر اليرموك". وأشار المحرر العسكري للصحيفة امس، إلى أنّ "معسكر اليرموك يديره عدد من القادة والخبراء الإيرانيين، وهو ما دفع تل أبيب إلى قصفه"، لافتاً إلى أن "سبب القصف يعود إلى أن مصنع اليرموك كان ينتج أسلحة "خطيرة على أمن إسرائيل"، كانت في طريقها إلى حركة "حماس" في قطاع غزة". وأكد أن "المصابين فى هذا الهجوم هم بالأساس من الإيرانيين العاملين سراً بالسودان". وذكرت الصحيفة أن "يقظة المصريين في رقابتهم على القناة والسفن المارة فيها، دفع الإيرانيين لاختيار السودان مكاناً لإنشاء مصنعهم للأسلحة الخفيفة والذخيرة، التي يحاولون تهريبها براً إلى غزة و"حزب الله" في لبنان".

 

الصنداي تلغراف": خلاف داخل "حزب الله" حول دعم نظام الأسد

نشرت صحيفة "الصنداي تلغراف" البريطانية، تقريراً مطولاً عن "حزب الله" أمس، يصف مظاهر دعم الضاحية الجنوبية للرئيس السوري بشار الاسد، ناقلةً عن مؤيدين لـ"حزب الله" آراءهم التي تصور الأسد على أنّه "الضحية" وليس "الديكتاتور". وفصل التقرير في المعلومات الأساسية عن "حزب الله" وعلاقته بسوريا وايران. واشار إلى "خلافات بين القطاع المدني في الحزب والمقاتلين، اذ يتزايد قلق اعضاء الحزب من تأثير الاستمرار في دعم نظام الاسد على وضع الحزب ومستقبله بل وشيعة لبنان عموما". ولاحظت "الصنداي تلغراف" أن "الامين العام لـ"حزب الله" (السيد) حسن نصر الله الذي اعرب في بداية الازمة السورية علنا عن تأييده لنظام الاسد لم يعد يفعل ذلك في خطاباته الاخيرة". وبحسب التقرير إن "بعض اعضاء "حزب الله" ومنهم رجال دين شيعة، يخشون من ان دعم نظام الاسد يمكن ان يجرهم الى صدام مع المسلمين السنة". ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من دوائر القيادة في "حزب الله" قوله: "يدرك "حزب الله" وايران انهم على طريق صدام مع السنة ان لم يجسروا الهوة بينهم. والقضية الساخنة في ذلك هي سوريا، ومستقبل "حزب الله" والشيعة عموما مرتبط بسوريا. واذا كان الامر يتطلب التضحية ببشار فلنضحي به ولا نضحي بسوريا". اضافت: "أن الاشارة الاقوى على الخلاف داخل "حزب الله" بشأن سوريا هو الغاء المؤتمر العام للحزب الذي يعقد كل ثلاث سنوات، فيما تبدو انها المرة الاولى التي يلغى فيها هذا المؤتمر، ومع ان التبرير هو ان ذلك يشكل خطراً امنياً، إلا أن التقرير يقول ان المؤتمر الغي نتيجة الخلافات وخشية الامين العام الا يتمكن من احداث توافق حول الموضوع". وذكرت أن "أحداث التفجير وأعمال العنف في لبنان زادت من هذا الانقسام داخل "حزب الله" بشأن الموقف من النظام السوري، كما أن الحزب، الذي كان يحظى بشعبية غير مسبوقة في العالم العربي بسبب محاربته اسرائيل، بدأ يخسر هذا التأييد الشعبي نتيجة موقفه الداعم للنظام السوري. وربما يخشى الحزب أيضاً من خسارة تأييد اللبنانيين له وفقدانه اصواتا في أي انتخابات".

 

سلسلة بشرية من ساحة الشهداء الى رياض الصلح/شباب 14 آذار لميقاتي: لن نترك الساحة حتى تترك السرايا

هيام طوق/المستقبل

بعد أسبوع على استشهاد اللواء وسام الحسن، تبددت الغيوم السوداء لتعود السماء زرقاء صافية في بيروت مبشّرة بربيع آتٍ. مسح اللبنانيون دموعهم على فقيدهم الغالي ولملموا جراحهم مرة أخرى لأنهم يؤمنون بلبنان وبأنه "إذا الشعب يوماً اراد الحياة، فلا بدّ أن يستجيب القدر". ودماء الشهداء التي روت أرض الأشرفية نبتت وروداً بيضاء فاح عطرها من ساحة ساسين مروراً بساحة الشهداء حتى ساحة رياض الصلح. "بحياتك كنت حامياً لبنان وباستشهادك أحبَّكَ كلُّ لبنان"، شعار جسّد المشاعر بخسارة اللواء الحسن، ولعلّ التحركات السلمية التي شهدتها بيروت أمس خير دليل على إصرار أحرار لبنان على متابعة المسيرة والنضال والوفاء لكل شهداء ثورة الأرز.

خلعت العاصمة ثوبها الأسود الحزين لأن كل شاب مشارك في التجمع الذي أقامته المنظمات الشبابية والطلابية في قوى 14 آذار، تحوّل الى وسام الحسن لأن الشباب الأحرار المفعمين بالحياة والعنفوان والمثابرة لا يليق بهم الاستسلام والرضوخ والخنوع، بل انهم كما يقولون "مهما اشتدت الصعاب ومهما هددونا، مستمرون في نضالنا وفي اعتصامنا السلمي حتى إسقاط الحكومة"، فهم يريدون بناء دولة تليق بهم وبآمالهم لا تعلو سلطة فيها على سلطة الشرعية. أراد الشباب أن يكون الموعد هذه المرة في ساحة الشهداء، ساحتهم قرب ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهيد اللواء الحسن ليطمئنوهم بأن مسيرتهم الوطنية مستمرة وبأن دماءهم لن تذهب هدراً، فكانوا كثرا في الساحة وقبل الموعد وصلوا من مختلف المناطق، مسلمين ومسيحيين شبكوا الأيادي، ورفعوا الأعلام اللبنانية دون سواها، مردّدين الهتافات التي تطالب بإسقاط الحكومة وبطرد السفير السوري من لبنان كما رفعوا شعارات "الشعب يريد إسقاط الكذاب"، "الشعب يريد إسقاط الحكومة"، و"فل عالبيت"، ووضعوا مكبّرات الصوت على إحدى السيارات حيث تمّ بث أحد أحاديث الرئيس سعد الحريري التي توجه فيها الى الشباب الذي حقق الاستقلال الثاني.

شباب من "تيار المستقبل"، "القوات اللبنانية"، "الكتائب اللبنانية"، "الوطنيين الأحرار"، الجماعة الاسلامية"، "الانتماء اللبناني"، والمستقلين من المجتمع المدني يشاركهم النائب جمال الجراح، شكّلوا سلسلة "بشرية" من ساحة الشهداء حتى ساحة رياض الصلح حيث الاعتصام السلمي لشباب 14 آذار، وعلى وقع الأناشيد الوطنية، تحدث ربيع دندشلي باسم طلاب "الجماعة"، مشدداً على "اننا نريد إسقاط الحكومة ورحيل السفير السوري ونريد بناء دولة قوية تؤمن بالسيادة والحرية والاستقلال". ولفت رئيس مصلحة الطلاب في حزب "الكتائب" يوسف عبد النور الى "انهم حاولوا تشويه صورة اعتصامنا لكن نقول لهم اننا لا نقطع الطرق، بل نحن من يفتح الطرق المقطوعة. نريد أن نعيش بكرامة وأن يعيش الناس بكرامة وأن يستمروا في أعمالهم ومؤسساتهم"، مؤكداً "اننا سنكمل بناء دولة يكون السلاح بيدها وحدها. نريد بناء وطن نعيش فيه مع بعضنا ونحترم اختلافنا وتعدّديتنا". وقال رئيس منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الأحرار سيمون درغام: "لا لسلاح ولاية الفقيه على الأراضي اللبنانية، بل لسلاح الجيش والقوى الأمنية"، مشيراً الى أن "الميليشيات لا تخوّفنا ونحن مستمرون مع شباب لبنان الأحرار بتحركاتنا السلمية الحضارية".

أضاف: "حاولوا التعدّي علينا ولكن نقول لهم ان كميل شمعون هو من وجهنا وهم وجههم الرئيس أحمدي نجاد"، مؤكداً "اننا سنستمر يداً بيد لنحافظ على صورة لبنان كما نريده وليس كما يريدونه لنا".

وتحدث باسم الليبراليين المستقلين روجيه بجاني، معتبراً ان "البلد بأسره أصبح رهينة أو ضحية حزب الله"، معلناً "إنشاء المقاومة السلمية ولكن الشرسة ضد مشروع حزب الله ومن وراءه. سوف نكون على الخطوط الأمامية في المواجهة مع من احتكر حق المقاومة على حساب الشعب اللبناني".

وسأل: "حزب الله مقاومة ولكن على من؟ انه مقاومة ضد الشعب والحرية والديموقراطية والاقتصاد والسياحة والانسان وحقوقه، انه مقاومة ضد دولة القانون والمؤسسات".

ولفت الى أنه "من واجبات رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن يعلن حزب الله حزبا خارجا عن القانون".

وقال رئيس مصلحة طلاب "القوات" نديم يزبك: "اتهمنا باقتحام السرايا الحكومية لكن السرايا اقتحمت عندما نزل أصحاب القمصان السود الى الشارع وعندما استخدم حزب الله سلاحه في الداخل، نحن نحرر السرايا سلمياً من محتليها".

وأكد أن "مسيرتنا مستمرة حتى تحقيق المطالب التي تتلخص بطرد السفير السوري، سفير النظام الارهابي الذي يقتل شعبه في سوريا ويقتل شعبنا في لبنان، وقيام حكومة سيادية، عادلة، ولن ننزع خيمة من الساحة قبل رحيل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي".

وقال منسق عام قطاع الشباب في "تيار المستقبل" وسام شبلي: "دماء الشهيد وسام الحسن التي امتزجت مع دماء مواطنين في الأشرفية تشكل ركيزة الوحدة الوطنية"، لافتاً الى انه "في الـ2005، بوحدتنا، مسلمين ومسيحيين، استطعنا إخراج المحتل السوري، واليوم بعد استشهاد اللواء الحسن، في هذه الساحة التي كانت في يوم من الأيام تقول: شكراً سوريا، اليوم تقول: نعم للبنان، الحرية والديموقراطية".

وأشار الى "اننا هنا لأننا نريد حكومة لبنانية صنعت في لبنان وليس في دمشق أو طهران. نريد حكومة تمثّل الشعب اللبناني".

وتابع "معركة السيادة مستمرة حتى إسقاط كل حواجز الخوف. ما من أحد يستطيع أن يقف في وجه من يريد تحقيق دولة فعلية". أضاف: "إرادة الشعب أقوى بكثير من سلاحكم وها نحن هنا اليوم ولن نترك الساحة قبل أن يترك الرئيس ميقاتي السرايا الحكومية، وإذا كان من يطالب بالحرية والديموقراطية والدولة والاستقرار "أزعر" فنحن "أحلى زعران".

وتوجه الى الرئيس ميقاتي بالقول: "أنت مسؤول شئت أم أبيت عن اغتيال اللواء الحسن".

وألقى جناح حمود قصيدة وطنية للمناسبة.

 

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض: الحكومة باقية وهي أفضل الممكن

العديسة ـ "المستقبل"/اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، ان "هذه الحكومة باقية ومستمرة وهي افضل الممكن ولا بديل عنها"، مشيرا إلى "أنها مطالبة باستكمال متابعة كل الملفات الحيوية والتي تعنى بمصالح المواطنين وفي مقدمها سلسلة الرتب والرواتب ومتابعة كل ما يتصل بالتحضيرات للعملية الإنتخابية ومتابعة التعيينات والتشكيلات وما الى هنالك، اذا هذه الحكومة باقية وليقلعوا عن خيال الضغط الذي يزيد الوضع ارباكا". وقال خلال احتفال تابيني في العديسة أمس، انه "عندما تقع عملية اغتيال شخصية وطنية فان الرد الطبيعي على المستوى القضائي هو استكمال التحقيق بصورة عاجلة ونزيهة وعادلة بهدف كشف الجناة وهي مسؤولية الحكومة والأجهزة القضائية، اما الرد السياسي فهو تماسك اللبنانيين وحرصهم على امنهم واستقرارهم في مواجهة الفتنة، ولكن ان يلجأ البعض الى العودة الى اللغة الغرائزية والتحريك الغوغائي في الشارع والإعتداء على المواطنين وتحريك العصبيات بين المناطق والعودة الى الحواجز الطائفية والى اطلاق الرصاص على الجيش الوطني، والى السعي لشل الحكومة وتعطيل المؤسسات، كل ذلك يشكل انسياقا الى ما خطط له الجناة اساسا، وهذا انزلاق الى منطق الفتنة"، معتبرا أن "فريق 8 آذار تعاطى مع الوضع في اعلى درجات المسؤولية وضبط النفس ومن منطلق الحرص على الاستقرار لأن هذا الفريق قلبه على وحدة وامن هذا الوطن". وتابع: "الفريق الآخر الذي سعى الى اسقاط الحكومة وتعطيل البرلمان ودفع البلد الى حالة من الفراغ، يحق لنا ان نتساءل، ما هي المصلحة في ان يغامروا في دفع البلد الى الفراغ، لقد جربنا جميعا على مدى السنوات السابقة التعقيدات التي تحيط بتشكيل اية حكومة ونحن على ابواب عام انتخابي، في هذه الحالة ماذا يعني الفراغ او احتمال الفراغ او مغامرة الوصول الى الفراغ، يعني من ناحية احتمال الفوضى وانكشاف البلد على المستوى الأمني ويعني كذلك انه من المحتمل ان لا يكون هناك انتخابات".

واعتبر ان "الفريق الآخر يضعنا امام احتمالين اما فراغ وفوضى واما لا انتخابات نتيجة لهذا الوضع واما من ناحية اخرى ربما يترك الإحتياط الإستراتيجيي الذي يخبئه الى اللحظة الأخيرة ان يفرض على الجميع قانون الستين، قانون الستين الذي رفضته البطريركية المارونية ومعظم المسيحيين ورفضته قوى 8 آذار انما في المقابل يتمسك به فريق واحد بالعلن ويتمسك به افرقاء آخرون بالسر والتواطؤ"، مضيفا: "نحن ما نريد قوله ان هذه لعبة مكشوفة لن تمر، انتخابات مع قانون الستين تناقض مصلحة اللبنانيين وتتناقض مع ارادة معظم القوى الأساسية المعنية، نحن سنسعى الى استكمال الجهد في متابعة كل الملفات المطروحة". ورأى أن "الحكومة والمجلس النيابي لديهما المسؤولية المشتركة في حماية المسار الإنتخابي بدءا من اعداد قانون انتخاب جديد وصولا الى اجراء العملية الإنتخابية نفسها وفق مناخ آمن وحر ومستقر ووفق نظام انتخابي يوفر العدالة وصحة التمثيل ويستند الى ما ينص عليه اتفاق الطائف الذي يقول ان الدائرة الإنتخابية هو المحافظة".

 

حزب الله والأسير: حلف جديد ضدّ الحريري

علي الأمين

مشهد الهجوم على السراي الحكومي، خلال تشييع اللواء وسام الحسن، كان ترجمة لغضب الشارع وليس قرارا صادرا عن قوى 14 آذار او من القيادة السياسية لتيار المستقبل اللذيْن يكابران رغم انعدام الانسجام بين أطرافهما. فحتّى الآن لا خطة سياسية ترفع شعار "التغيير الديمقراطي السلمي".

تداعيات عملية اغتيال وسام الحسن اظهرت ايضا كم أن قوى 14 آذار هي اسيرة رد الفعل. فالخصم، او الذي خطط للجريمة ونفذها، لم يُفاجأ برد الفعل ولا بغضب الشارع والسنُي منه على وجه الخصوص. فمعروف ان ارتكاب هذه الجريمة سيفاقم الشعور بالغبن السياسي ويزيد من منسوب الاحتقان المتنامي منذ اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري.

كان المزاج الشعبي السني هو المحرك، هذا ما قاله سلوك قوى 14 آذار. ارتفع شعار اسقاط الحكومة، فيما بقيت الاسئلة حول الخطة بلا اجوبة منهجية. كان الحراك ابن لحظته. لكن: ما هو الهدف الاستراتيجي؟ كيف ستتعامل مع الانتخابات النيابية، قانونا وتحالفات؟ وهل قوى 14 آذار وتيار المستقبل جادة في عملية اسقاط الحكومة؟ وما هي الخطوات المطلوبة لاسقاطها والاتيان ببديل محدد وواضح وممكن؟ رغم اتهام الحريري للنائب وليد جنبلاط بالكذب لجهة مذهبة اغتيال اللواء الحسن، لم يتهيب الحريري القول لجنبلاط نفسه: إنّهم يستهدفون السنّة، فما هو موقفك من الاستمرار في الحكومة؟

الارباك سيد الموقف والحريري يريد ان يواجه الحكومة ويسعى لاسقاطها، من دون ان يستطيع إقناع محازبيه، ولا إقناع قوى 14 آذار، بامكانية ذلك بالاسلوب والمنهج المعتمد.

يقول الحريري، كما قوى 14 آذار، إنّ الحكومة هي في خدمة المشروع الايراني – السوري، كما يعلمون ان جنبلاط ليس في وارد الاستقالة كرمى لعيونهم، بينما يرى كيف أنّ المجتمع الدولي ليس متحمسا لاسقاطها ان لم يكن داعما لوجودها. وما التعديلات التي اظهرتها بعض دول مجلس الامن في موقفها الا تعديلات شكلية تكشف ان اولوياتها في مكان آخر بعيدا من تمنيات الحريري وحلفائه. الموقف العربي كذلك ليس مع 14 آذار، بل ليست هناك رغبة في اعطاء الدعم لمطلب استبدال الحكومة بأخرى محايدة او وطنية.

هذا الإرتباك والتذبذب، بين العصبية المذهبية وقيادة وبلورة مشروع وطني، يفسران انجرار الرئيس الحريري السريع الى حماية رصيده الجماهيري السني الذي يتسرب منذ سنوات نحو أوعية سياسية مذهبية متشددة. لكنه انجرار لن يخفف من هذا التسرب، ولن يحد من تنامي نفوذ التيارات المتشددة، بل سيظهر عجز تيار المستقبل، الاعتدالي بطبيعته، عن منافسة هذه التيارات الأقدر على استثمار الكبرياء السني المجروح، واستيعاب الحنق والغضب السنيين اللذين يساهم في تأجيجهما حزب الله، عبر سلوكه حيال الرئاسة الثالثة. فالطائفة السنية، باعتبارها احد طرفي "الميثاق"، يعتبر سياسيوها ان للمرة الاولى في التاريخ اللبناني الحديث يتم استضعافها باختيار ممثليها في الحكومة، رئاسة ووزراء.

وجاءت مقتلة الحسن لتفجر هذا الشعور وترسخه. وبدا السلوك الاعلامي والسياسي لدى حزب الله، وقوى 8 آذار عموما، غير آبه بتراجع تيار المستقبل سنيا، وهو تراجع ليس لصالح حليفه الرئيس ميقاتي بطبيعة الحال، ولا لحلفائه في 8 اذار، بل في اتجاه التيارات المتشددة.

ترغب قوى 8 آذار وحزب الله تحديدا، ان تحتفي بتراجع تيار المستقبل في الشارع السني وقد يكون ذلك هدفا من اهدافها. ولأننا نُجلّه عن الغباء في السياسة، لا بدّ من السؤال عما إذا كان الحزب يحتاج في هذه المرحلة إلى ترسيخ الشرخ المذهبي، وخلق مناخ ملائم لنمو تيارات مذهبية متشددة وتوسّعها، باعتبارها توفر مشروعية ومبرراً وقوة اضافية لدوام السيطرة والتحكم في الطائفة الشيعية في لبنان خصوصا ان حزب الله ينمو ويتألق في حالات التوتر والانقسام والقتال، سواء كان قتالا ضد العدو او الشريك. هذا ما تكشفه الوقائع قبل الطائف، واظهرته الاحداث بعد العام 2005 وصولا إلى 7 أيّار 2008.

"حزب الله" يبحث عن خصم عسكري، لأنّه يخسر في السياسة، ولا يربح إلا في الأمن والعسكر. في هذا السياق تتموضع المقابلة التي أجرتها جريدة "الأخبار"، مع من قال إنّه "المسؤول العسكري في تيار المستقبل". فرغم أنّ التيار الأزرق بحّت حناجر مسؤوليه وهم ينفون وجود جناح عسكريّ لتيّارهم، علنا يستدعي "حزب الله" عسكرة "التيار" من خلال تعويم منتحلي صفة. حاجة الحزب إلى خصم عسكري تدفعه إلى أكثر من ذلك، حتى إنّ همسا بدأ يدور حول دور للحزب في تسليح وتدريب وتمويل – بشكل سرّي طبعًا - مجموعات فلسطينية على هامش الطريق الجديدة من أجل رفع الحماسة السلاحية في المنطقة. في هذا المعنى يمكن القول اليوم إنّ الشيخ أحمد الأسير هو الحليف الموضوعي لحزب الله، تماما كما أنّ حزب الله هو قوّة الدفع الأساسية في نموّ ظاهرة الأسير. والحزب لا يبدو آسفا على "قتل" الإعتدال السنّي في لبنان، الأصحّ أنّه ما عاد يرغب في هذا الإعتدال، في اللحظة العربية الراهنة.

 

الشيخ محمد علي الجوزو: لبنان فقد سمعته بفضل الإرهاب الإيرانيو حزب الله يأخذ الشيعة إلى مكامن الخطر والفتنة"

المستقبل/سأل الشيخ محمد علي الجوزو: "هل من الأخلاق ومن الاسلام ان تسخّر إيران دماء الشيعة ومستقبل الشيعة لتحقيق أهدافها؟"، معتبرا أن "لبنان فقد سمعته السياحية والاقتصادية والسياسية بفضل الإرهاب الإيراني الذي يمثله "حزب الله". وقال في تصريح أمس: "لنعترف ان مغامرات "حزب الله" في لبنان، قد كلفت لبنان، وكلفت الشيعة في لبنان الكثير الكثير. وقد أحس عدد كبير من العائلات الشيعية العريقة أن "حزب الله" يأخذهم ويأخذ لبنان إلى مكامن الخطر، ويثير الحساسيات المذهبية والطائفية، ويشعل نار الفتنة، مما يهدد علاقاتهم باخوانهم ومواطنيهم بأسوأ العواقب، وينبئ بمستقبل مليء بالكراهية والحقد"، مشيرا إلى أن "شعار المقاومة أصبح شعاراً مزيفاً أمام ما يرتكب "حزب الله" من أخطاء قاتلة لا يقبلها عقل ولا منطق". وسأل: "لماذا نبش القبور وتجديد الصراعات القديمة التي أكل الدهر عليها وشرب، ولم تعد تصلح في القرن الواحد والعشرين، حيث أصبح العلم هو أساس الصراع والمنافسة، وليس الجهل والتركيز على أمور لا يقبل بها الدين ولا تقبل بها الأخلاق ولا تخدم الاسلام في شيء".

وتابع: "ان يكون لإيران طموحات سياسية في المنطقة والضرب على أوتار الفتنة المذهبية شيء آخر، وهل من الأخلاق وهل من الاسلام ان تسخّر إيران دماء الشيعة ومستقبل الشيعة لتحقيق أهدافها؟"، مشددا على أن "حزب الله" غرق إلى أذنيه في اثارة الأحقاد المذهبية، وأقدم على مغامرات كثيرة جرّت البلاد والعباد إلى فتن كثيرة، تهدد أمن لبنان واستقراره وتهدد أمن المنطقة بأكملها". أضاف: "أصبحت "المقاومة" شعاراً للفتن والمغامرات العشوائية والدعاية والإعلام الفارسي، والقتل والغدر والاغتيال من أجل خطف جنديين إسرائيليين في تموز 2006، أدخل "حزب الله" لبنان في حرب مدمرة، تسببت في خراب الجنوب وتعرض أهله لمأساة إنسانية كبرى، كذلك عمّ الخراب الضاحية، وعمّ لبنان كله، ودفع الشيعة ثمناً غالياً في هذه الحرب. وتوالت الاغتيالات والتفجيرات في لبنان وأخذت في طريقها عدداً كبيراً من زعماء لبنان المسلمين والمسيحيين، وتوجهت أصابع الاتهام إلى "حزب الله"، الذي كان ينفذ مع "حركة أمل" السياسة السورية القائمة على الديكتاتورية والقتل والإرهاب. وأخذ حاجز الكراهية يكبر ويكبر بين أبناء الشعب اللبناني، لأن الإرهاب ارتبط بالشيعة و"حزب الله" على وجه الخصوص".

وقال: "بالأمس القريب كان إرسال الطائرة الفارسية بدون طيّار فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، واعتبر هذا تحرشاً بإسرائيل من قبل "حزب الله"، وتعريضاً لأمن لبنان كله للخطر. ثم جاء اغتيال الرجل الذي كان يقف بالمرصاد لشبكات التجسس الصهيونية، ولأعوان النظام السوري الذين كانوا يسعون للتخريب وتهديد الأمن والاستقرار في لبنان، ومنها المؤامرة الخطيرة التي كان يسعى لتنفيذها ميشال سماحة. اغتالوا الحارس الأمين والرجل الناجح في كشف جميع المؤامرات التي تهدد حياة اللبنانيين، وقتلوه بأسلوب همجي بشع ذهب ضحيته عدد كبير من أبناء الأشرفية نساء وأطفالاً وشيباً وشبانا"، سائلا: "إلى إين يريد أن يأخذ "حزب الله" الشيعة في لبنان، وهل يريد أن يضعهم جميعاً في امرة الحرس الثوري الإيراني، ويهدد مستقبلهم جميعاً في المنطقة، ولماذا يحارب "حزب الله" إلى جانب النظام السوري المجرم والقاتل، ويحول المعركة بين شعب يطلب الحرية والديموقراطية وبين نظام ديكتاتوري وفاشي ظالم ومستبد؟ إلى معركة طائفية ومذهبية؟ وهل هذا يخدم الشيعة في المنطقة؟". وإذ أكد أن "مغامرات "حزب الله" أغرقت لبنان وأغرقت المنطقة بأكملها في القتل والإجرام والحقد والضغينة، واثارة الفتن"، سأل: "إلى أين يريد "حزب الله أخذ الشيعة، وهل هذا في مصلحة لبنان، أو مصلحة الشيعة في لبنان؟"، لافتا إلى أنه "بعد اغتيال الشهيد وسام الحسن أصبح السؤال المطروح على اللبنانيين: هل تحول لبنان إلى غابة تسرح فيها الوحوش وتمرح، وهل أضحى لبنان مسرحاً للاغتيالات ومطاردة الأغنياء وخطف أبنائهم للحصول على الفدية، وهل أصبحت سرقة السيارات وسرقة الأرواح معها حرفة في لبنان، وهل كان تهديد السيّاح العرب من أبناء الخليج بالخطف وسيلة لضرب الاقتصاد في لبنان؟". أضاف: "ماذا يمثل "حزب الله" في نظر اللبنانيين، وماذا يمثل في نظر العرب، وماذا يمثل في نظر الغرب؟"، معتبرا أن "لبنان فقد سمعته السياحية والاقتصادية والسياسية بفضل الإرهاب الإيراني الذي يمثله "حزب الله"، وأضحى رهينة للعصابات الفارسية في المنطقة وتحول الهلال الشيعي إلى هلال غارق في دماء المسلمين والمسيحيين، وضاع الأمن والأمان في البلاد العربية قاطبة وهذا تاريخ الشعوبية الفارسية".

 

لبنان: الحكومة تراهن على تماسكها بإصدار دفعة تعيينات و «14 آذار» تصر على رحيلها متبعة «النفس الطويل»

بيروت – محمد شقير/الحياة

نجح الرئيس اللبناني ميشال سليمان وأصدقاء مشتركون في السيطرة على التأزم الناشب بين زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط اللذين أوعزا الى فريقي عملهما بعدم الانجرار الى سجال على خلفية الاشتباك الأخير الذي اندلع بينهما الخميس الفائت، من دون أن يلوح في الأفق، حتى الساعة، استعداد وسطاء للدخول على الخط في محاولة لرأب الصدع، باعتبار أن ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما على رغم التباين في الموقف من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

وعلمت «الحياة» ان الرئيس سليمان الذي ابدى انزعاجه من تبادل الاتهامات بين الحريري وجنبلاط سارع الى الاتصال بهما سعياً الى التهدئة، وأنه لمس لديهما استعداداً للإبقاء على الاختلاف عند الحدود التي وصل اليها. ونقلت مصادر وزارية ونيابية عن الحريري قوله للذين اتصلوا به إنه لم يكن البادئ في الاختلاف مع جنبلاط وأنه كان في موقع الدفاع عن النفس وأراد توضيح بعض ما ورد عن لسانه في موضوع اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، فيما نقلت عن جنبلاط أنه ليس في وارد تصعيد الموقف وأن البلد ليس في حاجة لأن نضيف اليه مشكلة جديدة، فيكفيه ما يعانيه من أزمات ومشكلات. ولفتت المصادر نفسها الى ان العمل من أجل التهدئة كان ضرورياً وأنه لا بد من تبريد الأجواء بغية خلق مناخ يتيح للوسطاء التحرك، مع انها تعتقد ان تضميد الجرح السياسي بينهما في حاجة الى جهود تتجاوز الداخل اللبناني الى قوى عربية قادرة على إعادة ترميم العلاقة التي انكسرت وأن الرهان على ترميمها ينطلق من أن أحدهما لا يستطيع الاستغناء عن الآخر مهما طال أمد الفراق بينهما. واعتبرت ان الاختلاف الطارئ بين الحريري وجنبلاط لن يبدل من نظرتيهما الى الواقع الحكومي، فالأول يشترط إسقاطها قبل الحوار، بينما الثاني لا يتمسك ببقائها، لكنه يشترط التوافق على الحكومة البديلة لقطع الطريق على إقحام البلد في فراغ يزيد من حجم انكشافه الأمني ويدفع به الى مهب الريح. واستبعدت أن يكون لجنبلاط رد فعل يدفعه للانضمام الى قوى 8 آذار، وقالت ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يفضّل البقاء في الوسطية وأنه يتصرف على أنه مستهدف أمنياً، لكنه لا يريد ان يُحسب سياسياً على طرف ضد الآخر، وبالتالي فهو يقدر للرئيس سليمان مواقفه التي أدت الى ضبط إيقاع الحكومة والوقوف في وجه من يريد خروجها عن المسار العام انطلاقاً من سياسة النأي بلبنان عن ارتدادات الأزمة في سورية وضرورة تحييده.

المراهنة على الوقت

ورأت المصادر عينها انه لم يعد في مقدور قوى 14 آذار العودة الى الوراء وأنها ماضية في مطالبتها برحيل الحكومة على رغم انها تدرك انها أمام معركة طويلة النفس، وبالتالي فهي تراهن على أن الوقت سيكون حتماً لمصلحتها ولن تتراجع مهما كلف الأمر باعتبار ان الحديث عن ان هذه الحكومة هي الضامنة للاستقرار العام في البلد ما هو الا أكذوبة طالما ان مسلسل الاغتيالات لم يتوقف.

وأشارت المصادر الى ان الموقف العربي داعم لقيام حكومة حيادية وإلى أن هذا الموقف بدأ يعطي ثماره في التحول الذي طرأ أخيراً على مواقف دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، مؤكدة ان وزراء يعترفون بوجود مشكلة بين الحكومة ومعظم الدول العربية المناوئة للحلف الإيراني – السوري الداعم للحكومة.

ومع ان مصادر أخرى تنقل عن ميقاتي قوله أمام زواره أمس انه أول من فتح الباب أمام قيام حكومة جديدة عندما أكد أنه ليس متمسكاً بها وأن استقالتها ستحصل عاجلاً أم آجلاً، لكنه عاد وأقفل الباب عندما أخذت قوى 14 آذار تحمّله شخصياً مسؤولية دم اللواء الشهيد الحسن. ومما قاله ميقاتي: «ان موافقتي على رحيل الحكومة الآن تعني أنني أصبحت غب الطلب وموافق على تحميلي مسؤولية شخصية في اغتيال اللواء الحسن، وهذا الأمر لا يليق بي شخصياً ولا بمركز رئاسة الحكومة». وتابع: «عندما أضع البلد منذ الآن في جو ان الحكومة مستقيلة يعني أنني دخلت في مرحلة تصريف الأعمال وأن الاستقالة يجب أن تكون الحل ولن أوافق على تصريف الأعمال، وإلاّ نخرج من أزمة لندخل في أزمات». وأكد ميقاتي أنه كان أول من طالب بتشكيل حكومة جديدة استثنائية، وقال: «علينا ان نتحاور للوصول الى مخرج يؤدي الى تأليفها، لأن البلد لا يحتمل الفراغ ونحن نعيش في منطقة متأزمة والكباش الدائر فيها ينعكس على لبنان، لذلك ينصحنا الغرب بضرورة التهدئة وألا نطلب الشيء قبل أوانه».

وسأل ميقاتي، كما ينقل عنه زواره: «كيف يطلبون رحيل الحكومة ولا يريدون الحوار، وهذا ما يسعى اليه رئيس الجمهورية الذي يتحرك لتقديم موعد الحوار والقرار النهائي متروك له». وقال ان الغرب لم يقل في مرة من المرات انه مع هذه الحكومة وإنما يؤكد باستمرار أنه مع دعم الاستقرار. لذلك، فإن تحديد مصير الحوار متروك لرئيس الجمهورية الذي سيواصل مشاوراته مع الأطراف الرئيسيين فيه على رغم ان احتمال استئنافه يبقى ضئيلاً جداً، وأن عقد مجلس الوزراء برئاسة سليمان بعد غد الأربعاء لن يكون أبعد من التعبير عن المشهد التضامني للحكومة بعد الحملات التي استهدفتها وما زالت، لكن مسألة تفعيلها تبقى موضع اختبار للتأكد من قدرتها على حل المشكلات العالقة بدءاً من التعيينات الإدارية والتشكيلات الديبلوماسية.

سلة التعيينات

ومع أن رئيس الحكومة لم يحسم كلياً استبعاد التوافق على سلة جديدة من التعيينات، وربما في جلسة الأربعاء، في حال تأمن الإجماع عليها، فإن تعيين الرئيس الجديد للمجلس الأعلى للجمارك يمكن أن يعيد خلط الأوراق ويستدعي عودة المفاوضات الى نقطة الصفر بعد استبعاد أكثر من اسم مرشح لشغل هذا المنصب ومن بينها أحد المرشحين البارزين الذي أحيل منذ أسبوعين الى التفتيش المالي للتحقيق معه في صحة ما يتردد عن ارتكابه مخالفات مالية في المنصب الذي يشغله حالياً. كما ان المشاورات، وفق المعلومات التي توافرت أخيراً لـ «الحياة»، كادت تنتهي الى حسم مسألة تعيين السفراء في الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، إضافة الى سفيري لبنان في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وفي هذا السياق، أكدت المصادر أن الرأي السائد حالياً يميل الى الإبقاء على السفراء بطرس عساكر في باريس، انعام عسيران في لندن، انطوان شديد في واشنطن، نواف سلام في الأمم المتحدة، خالد زيادة في الجامعة العربية إضافة الى منصبه سفيراً للبنان في القاهرة.

وأوضحت انه تم التوافق على تعيين شوقي أبو نصار من ملاك وزارة الخارجية سفيراً في موسكو، وآخر في بكين، مؤكدة أن لا خلاف على الاسم المرشح لهذا المنصب، إضافة الى تعيين عبدالستار عيسى نجل الأمين العام السابق للخارجية رئيس بلدية الميناء محمد عيسى سفيراً في المملكة العربية السعودية خلفاً للواء مروان زين الذي أحيل الى التقاعد.

كما ان المصادر نفسها أخذت تتحدث عن توافق في الحكومة على تعيين القاضي زياد شبيب محافظاً لبيروت، إضافة الى اختيار واحد من المرشحين الثلاثة (محمد أمين كشلي، أحمد الحلبي، حسن فليفل) محافظاً لجبل لبنان، على أن يصار الى إعداد المرشحين لمحافظتي عكار، بعلبك – الهرمل اللتين استحدثنا أخيراً على أن يكونا من الأقليات والطائفة العلوية. واعتبرت المصادر انه لم يعد كافياً للحكومة أن تظهر متضامنة ومتماسكة في وجه مطالبة قوى 14 آذار برحيلها ما لم تبادر الى تحقيق إنجازات، ولو متأخرة وإنما بمفعول رجعي تتعلق بالإسراع في إصدار دفعة «دسمة» من التعيينات الإدارية والديبلوماسية، وهذا يتوقف على مدى استعداد الأطراف المشاركين فيها لتقديم «التسهيلات» التي أحجمت عنها في السابق انطلاقاً من انها في حاجة الى تحقيق مكاسب لتدعيم أوضاعها الانتخابية، لا سيما رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون. وقالت ان الحكومة التي تضم أطرافاً متناحرين باتت في حاجة ماسة لإظهار تماسكها لعل «تحالف الأضداد» ينتج إنجازاً ما زال مستعصياً عليها بسبب الاختلاف بين مكوناتها.

هل تؤجل الانتخابات النيابية؟

لكن غرق الحكومة في الإنجارات «الموعودة» ولو متأخرة لا يصرف الأنظار عن السؤال عن مصير الانتخابات النيابية في ظل العقبات الأمنية والسياسية التي تؤخر إقرار قانون الانتخاب الجديد.

وعلمت «الحياة» أنه بات يتعذر على اللجنة الفرعية المنبــثقة من اجتماعات اللجان النيابية المشتركة تأمين النصاب القانوني لمواصلة اجتماعاتها في ضوء إصرار رئيس اللجنة نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري على عدم تحمل أي مسؤولية في دعوتها الى الاجتماع باعتبار ان خمسة منها مهددون بالقتل.

وقالت مصادر نيابية ان اللجنة الفرعية باتت عاجزة عن الاجتماع، وأنه حتى لو توافرت الظروف الأمنية لمعاودة اجتماعاتها، فإنها ستحيل ما توصلت اليه حول أي نظام يمكن اعتماده في قانون الانتخاب الجديد (أكثري أو نسبي) أو بالنسبة الى تقسيم الدوائر الانتخابية الى اللجان النيابية المشتركة التي يصعب عليها الانعقاد بسبب إصرار النواب المنتمين الى 14 آذار على تعليق مشاركتهم في أي نشاط برلماني يحضره وزراء من حكومة ميقاتي. وأكدت ان تعليق اجتماعات اللجان المشتركة سيؤدي الى تأخير إقرار قانون الانتخاب، وبالتالي لا مفر من تأجيل الانتخابات النيابية الى تشرين الأول (أكتوبر) أو تشرين الثاني (نوفمبر) وهذا يحتاج الى مشروع قانون تتقدم به الحكومة لأن من غير الجائز للنواب التمديد لأنفسهم.

ورأت ان «الكباش» الذي يسيطر على الأجواء العامة في البرلمان لن ينتهي على وجه السرعة إلا في حال التوافق، كما يقول نواب في المعارضة، على رحيل الحكومة.

واستبعدت المصادر أن يؤدي الاشتباك القائم بين الحريري وجنبلاط الى اضطرار الأخير لإعادة النظر في موقفه من قانون الانتخاب في اتجاه تبني مشروع الحكومة الذي ينص على اعتماد النــظام النسبي. وقالت ان هذا الاشتباك لن يدوم وإن تأخير مداواة الجرح بينهما لن يدفع «رئيس التقدمي» الى اتخاذ موقف «كيدي» من شأنه أن يؤدي الى انكسار العلاقة نهائياً.

وأكدت ان جنبلاط ليس في وارد الدخول في معركة «كسر عظم» مع الحريري تضطره الى الموافقة على قانون انتخاب كان أول من اعترض عليه، لأنه يزيد من هواجسه ومخاوفه، وقالت انه سيبقى ثابتاً على موقفه ولن تغريه الإغراءات للانحياز الى قانون يستهدفه كما يستهدف الحريري، إلا إذا انحاز الأخير كلياً الى جانب مشروع الدوائر الصغرى، وعندها ستكون لجنبلاط حسابات سياسية أخرى.

 

14 آذار» تشبك الأيدي لإسقاط ميقاتي

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

تستمرّ الاعتصامات التي تنظّمها قوى الرابع عشر من آذار من أجل إسقاط الحكومة، واختارت هذه المرّة رسم سلسلة بشرية من أمام ضريح الشهيدين وسام الحسن ورفيق الحريري وصولاً الى ساحة رياض الصلح. في ساحة الشهداء وقبل مجيء المتظاهرين، حضرت عدّة مكافحة الشغب تحسّباً لحصول خلل ما أو خروج عن المسار السلمي المرسوم. تقف سيارة الإطفائية التابعة للدفاع المدني بالقرب من تمثال الشهداء، لأخذ الإحتياطات الضرورية، إضافة الى فرق مكافحة الشغب وانتشار للقوى الأمنية والجيش اللبناني. لكنّ صورة الجمهور الذي توافد لا يوحي بأن الإطفائية ستستعمل خراطيمها، أو مكافحة الشغب ستلجأ للعصي أو القنابل المسيّلة للدموع. نجحت 14 آذار بالحشد قياساً بالمرّات السابقة، والجمهور توزّع بين طلاب جامعات وناشطين مستقلين، وأطفال كثر مع ذويهم يحملون العلم اللبناني ويركضون فرحين. المكوّن الشيعي الذي يُعتبر ضعيفاً في صفوف المعارضة شارك أمس، فشباب تيار "الإنتماء اللبناني" التابع لأحمد الأسعد والذي نظّم تظاهرة أمام وزارة الخارجية استنكاراً لممارسات النظام السوري في لبنان، توجّه موكبه الى رياض الصلح، من ثمّ التحق مع المتجمهرين في ساحة الشهداء، ولحظة وصولهم لقوا ترحيباً حارّاً، حاملين الأعلام اللبنانية وأعلام تيارهم، عندها إقترب منسق الشباب في تيار "المستقبل" وسام شبلي من مسؤول شؤون الطلاب في "الإنتماء اللبناني" هاشم سلمان وطلب منه الإلتزام بالعلم اللبناني فقط، فوافق سلمان الذي أكد لـ"الجمهورية" انهم "يشاركون بقرار من الطلاب ومن القيادة، لكنهم لم يتخذوا قراراً نهائياً بنصب خيم أمام السرايا"، بعدها توجّهوا الى ضريح الشهيد وسام الحسن ووضعوا إكليلاً من الزهر باسم شباب "الإنتماء".

إضافة الى الأغاني الثوريّة، بثت تسجيلات صوتيّة من خطابات سابقة للرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، ومن ثم للنائب وليد جنبلاط فتحمّس الشبان للحظات فقط، ليتنبهوا أن جنبلاط لم يعد معهم، وخلافه تطوّر مع الحريري منذ بضعة أيام.

وعندما حان وقت رسم السلسلة البشرية، تجمهر الحضور وراء الضريح، ووقف حوالي 15 شاباً في عرض الطريق، وبدأت تظهر بشائر السلسلة، الأيدي تشابكت للتوجّه متحدين الى أمام السرايا، الجميع التزم المشي جانب الطريق، ورغم بعض التفكّك الذي لازم السلسلة، استطاعت في النهاية ان تصل متحدة، لتقيم تظاهرة خطابية أمام السرايا وتطالب بإسقاط سلاح "حزب الله" وميقاتي.

أمام منصّة الخطباء كان الإعلامي نديم قطيش الأكثر حركة وحيوية يحمل مكبّر الصوت لكنه لا يتكلّم، بل يعمل على تنسيق المواقف وتهدئة الأجواء، لم يطلق مواقف سياسيّة سوى مقاطعته لوسام شبلي عندما قال ان "ميقاتي مسؤول عن دمّ الحسن، وسنخرجه بوحدتنا من السرايا مثلما أخرجنا الإحتلال السوري". فعلّق قطيش قائلاً: "وسنخرج الإحتلال الإيراني أيضاً".

مسؤول الطلاب في "الجماعة الإسلامية" ربيع دندشلي وزّع نيرانه باتجاه السفير السوري ونظامه الذي يحتل دمشق، وحكومة ميقاتي. وفي وقت شدّد رئيس مصلحة الطلاب في حزب "الكتائب" يوسف عبد النور أن "المجتمعين هنا، مع ثقافة فتح الطرقات وتسيير شؤون ومصالح الناس"، اكد روجيه بجاني من حزب "الليبراليين المستقلين" الاستمرار بالثورة "بشراسة وسلمية ضد "منطق "حزب الله" الرافض للتطوّر". على الشريط الشائك امام السرايا رفع حزب "الأحرار" يافطة تطالب بحصر السلاح بيد القوى الشرعية، وبعد تدخّل رؤساء المنظمات الشبابية قام الحزب بنزعها إحتراماً للشعارات الموحّدة لـ14 آذار وعدم تعليق يافطات خاصة بالأحزاب، وما ورد على اليافطة أكد عليه رئيس منظمة الطلاب في "الأحرار" سيمون درغام، الذي أعلن رفضه "للسلاح غير الشرعي، وسلاح ولاية الفقيه، وحصره بيد الجيش اللبناني"، مطالبا "بتسليم سلاح الميليشيات التي لا تخوّفنا". وأكد ان "الاعتصام مستمر بشكل سلمي وديموقراطي وحضاري في مواجهة الإرهاب الذي يمارسه "حزب الله"، والمتفجرات التي تقتل شهداءنا، وعلينا أن نختار بين لبنان كميل شمعون او لبنان أحمدي نجاد، ولا يستطيع أحد أن يفرض علينا نمط عيشنا". "الشعب يريد إسقاط الحكومة" هذا المطلب الأساسي للمتظاهرين، لكن ايضا الخطباء يريدون رئيس مصلحة طلاب "القوات" نديم يزبك ليتحدّث، فقد نسي أنه سيلقي كلمة واسترسل بالحديث مع الشبان، ما اضطرهم إلى استعمال مكبر الصوت ومناداته ليصعد الى المنصّة، فصعد وطالب بقيام "حكومة سيادية عادلة تشرف على الانتخابات المقبلة، ونحن سنبقى هنا ولن نرحل قبل ان يكون نجيب ميقاتي قد رحل. فهذا السراي اقتُحِم عندما نزل القمصان السود الى الشارع، ونحن نسعى الى تحريرها من محتلّيها".

 

14 آذار»: أوقفوا قتلنا

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

عندما طرحت قوى 14 آذار بعد اغتيال اللواء وسام الحسن مطلب إسقاط الحكومة، لم يكن الهدف إسقاط شخص الرئيس نجيب ميقاتي، أو التضييق على النائب وليد جنبلاط، أو محاصرة رئيس الجمهورية. المطلب كان واضحاً، إسقاط الحكومة التي يشكل فيها «حزب الله» وحلفاء النظام السوري أكثريتها المقرِّرة. وجود ترابط بين النظام السوري وحلفائه اللبنانيين

هذه الاكثرية التي يغطيها ميقاتي وجنبلاط، لم تعد قادرة على إخفاء دورها في المسار الذي أدى إلى اغتيال الحسن، وبالتالي لم تعد قادرة على نفي السياق الذي تحدّث عنه ميقاتي، وهو نفسه السياق الذي بدأ قبل قضية ميشال سماحة، والذي تُوِّج بقرارِ ريفي والحسن السيرَ بملفه إلى النهاية، ما أنهى السياق باغتيال الحسن. لا يكفي صدق الاعتراف من ميقاتي بأن النظام السوري اغتال الحسن، كما لا يكفي تلميح رئيس الجمهورية إلى أن القضاء لم يستطع إكمال ملف سماحة بسبب الضغوط، لفهم السياق الطبيعي للاغتيال. يفترض العودة قليلاً إلى الوراء، لعدم القفز فوق وقائع كانت وما تزال جزءاً من السياق. من اغتيال رفيق الحريري الذي أعقبه صراع سنوات مع حزب الله، على مبدأ العدالة والحقيقة والمحكمة، إلى الاغتيالات التي تلت، والتي نَفّذ الحزب وحلفاؤه بعد كل منها، حملة تضليل سياسية كبرى، هي نفسها التي نُفذت بعد اغتيال الحسن، إلى ملف اغتيال النائب بطرس حرب الذي شكل تحولاً من خلال أدلّة مادية تركها الجناة أفضت إلى الاشتباه بأحد كوادر الحزب محمود حايك، الذي رفض تسليمه للاستماع إلى شهادته، إلى ملف ميشال سماحة الذي فضح التواطؤ الكامل لقوى الثامن من آذار مع النظام السوري، من خلال عدم إدانة المخطط الإرهابي، بادئ ذي بدء، ومن ثم من خلال الانتقال إلى تبرير النظام السوري والدفاع عنه في مرحلة لاحقة. إذا كان لرفض حزب الله تسليم المتهمين باغتيال الحريري من معنى، فهو يدل على عرقلة مقصودة للعدالة وكشف الحقيقة، وهو في المقابل لا يُسقط عن الحزب الاتهام. كما إذا كان لامتناع الحزب عن تسليم محمود حايك للاستماع إلى إفادته، في ظل وجود ملف بالبصمات والادلة الثابتة، فإن ذلك يضيف إلى ملف الحريري ملفاً آخر لا يقل خطورة، خصوصاً في ظل قيام الجهة نفسها بعرقلة التحقيق في الملفين.

وإذا كان السكوت عن حقيقة ضلوع النظام السوري بمخطط سماحة، من قبل قوى الثامن من آذار، يعني شيئاً، فهو يدل على وجود ترابط عضوي بين هذا النظام وحلفائه اللبنانيين، إلى درجة بات معها الكلام عن طرفين، امراً مشكوكاً به.من هنا لا يعود المطروح إسقاط الحكومة للاقتصاص من ميقاتي، او للضغط على وليد جنبلاط كي يرتدي سترة بلون واحد، بل يذهب هذا الهدف إلى ما هو أعمق وأخطر: إزالة الستار الذي تقف وراءه المكونات الحليفة للنظام، ونزع الغموض عن السياق إياه، الذي تحدث عنه ميقاتي والذي أدى إلى اغتيال الحسن. فهذا السياق لم يأت من العدم، بل أصبح في الأشهر الأخيرة، مساراً مكشوف الاهداف، معروفاً بأبطاله ولاعبيه، إلى درجة أن هؤلاء لم يتورعوا عن تهديد ريفي والحسن، بشكل سافر من دون تغطية الوجوه، وإلى حد أن الحسن نفسه كان اكتشف قبل اغتياله أنه كان مراقباً بشكل لصيق، في كل الطرقات التي كان يسلكها في الأشرفيّة . في 14 آذار إجماع على اتهام حزب الله باغتيال الرئيس الحريري والشهداء الآخرين الذين توسعت المحكمة الدولية في التحقيق بملفاتهم، كذلك في 14 آذار قناعة تامة بأن امتناع الحزب عن تسليم محمود حايك، يعطي المؤشر الأوضح على تورطٍ في محاولة الاغتيال. وفي 14 آذار قناعة تامة بأن مخطط سماحة المملوك الذي كشفه وسام الحسن، والذي تعامل معه حزب الله على أنه غلطة في الاداء لحليف مربك، لا يترك مجالاً بعد اليوم إلا لتحميل المسؤولية، ولوضع سياق ميقاتي في سياقه الواضح. الهدف ليس إسقاط الحكومة، وليس الحلول مكانها، ولا حتى التفكير بالانتخابات أو الطموح للفوز بها. الهدف الآن فقط، وقف القتل والاغتيال.

 

هل أخطأت 14 آذار بالتصويب على ميقاتي؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

في إطار النقاش السياسي المتواصل داخل أروقة 14 آذار هناك وجهة نظر تقول بأن التصويب على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان خطأ، فيما المطلوب كان استمالته وتحييده لدفعه إلى الاستقالة لا حشره واستفزازه، وهذا تحديدا ما أكده ميقاتي بأن استقالته كانت ممكنة قبل تحميله دم الشهيد وسام الحسن.لا يمكن إسقاط الحكومة إلا بواسطة الضغط على رئيسها)

لا تنطلق هذه المقاربة من عدم، بل تأخذ في الاعتبار المشروعية التي انتزعها رئيس الحكومة لدى دوائر القرار الخارجية عبر التزامه القرارات الدولية وفي طليعتها المحكمة وتمويلها، فضلا عن اتخاذه جملة مواقف كان آخرها إدانته إرسال "الطائرة" إلى إسرائيل واشتراطه التوافق الوطني على أي خطوة من هذا النوع، وربطه اغتيال الحسن بملف سماحة-المملوك في اتهام ضمني للنظام السوري بقتله.

وتخلص هذه المقاربة إلى القول إنه كان من الأجدى تحميل كامل المسؤولية عن الجريمة للحكومة والبحث مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان وميقاتي في خطوة الاستقالة والشروع بتشكيل حكومة من وسطيين.قد يكون ما تَقدّم صحيحاً في الشكل، ولكن في المضمون الأمور مختلفة تماما:

أولا، لا تستطيع المعارضة الرهان على "النوايا الطيبة" لرئيس الحكومة، فيما هي متأكدة بأنه لن يتجرّأ على الاستقالة، خصوصاً أن هذه الخطوة لا تتطلب تشاوراً بل إقداماً في لحظة مفصلية من حياة الوطن.

ولو كان صحيحاً بأنه كان في وارد الاستقالة، فقد جاء اغتيال الحسن ليمنحه "الفرصة" للخروج من تحت هيمنة "حزب الله" وفتح الباب أمام إعادة تصحيح الخلل في التوازن، ولكنه لم يكن ولا لحظة في هذا الوارد كونه لن يقدم على أي خطوة إلا بإذن من "حارة حريك"، لا وبل سيواصل الدور المكلّف به والمنسق مع الحزب عبر إظهار التمايز عنه في خطة مدروسة هدفها تظليل الحكومة بالشرعية الدولية التي تمكنها من الاستمرارية، ولا حاجة للتذكير بأن بقاء هذه الحكومة يشكل هدفا مركزياً للحزب.

ثانيا، من لديه النية الفعلية للاستقالة لا يسأل عن موقف من هنا وهناك للتذرع بالعدول عن خطوته، إنما يُقدم على ما يتناسب مع قناعاته بمعزل عن محاولة استثمار هذا الفريق أو استياء الفريق الآخر. فالرئيس ميقاتي، على حد قول الوزير السباق جان عبيد، ليس "أكثر براءة أو كرامة من الرئيس عمر كرامي عندما اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فاختار بكرامته واستقالته أن يفتح للبلاد باباً تلج عبره من الفتنة الى السياسة".

ثالثا، لا تستطيع المعارضة السماح بتفويت اللحظة السياسية أو الـ"momentum" المتمثل بالاغتيال، خصوصاً أن كل هدف الحكومة التي تغطي الاغتيالات امتصاص النقمة عبر الكلام الفارغ عن "الإدانة الشكليّة وانتظار التحقيقات والتضامن الوطني وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن لبنان"، وذلك من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها وكأنّ شيئاً لم يكن.

رابعاً، إن ما صدر عن 14 آذار من مواقف قبل التشييع وبعده هو أقل الإيمان والسقف الأدنى الممكن، خصوصا أن القاصي والداني يعلمان أن الرأي العام الاستقلالي اعتبر أن قيادته متخاذلة في ظل الطروحات المطالبة بالتسلّح والأمن الذاتي لمواجهة آلة القتل التي لا يمكن مواجهتها، وفق قسم من هذا الرأي العام، بتشكيل حكومة وإجراء انتخابات...

خامساً، لا يمكن إسقاط الحكومة، في ظل التمسك الأعمى لـ"حزب الله" بها، إلا بواسطة الضغط على رئيسها انطلاقاً من مستويات ثلاثة: الشارع وتحديداً في طرابلس، الموقف السعودي والموقف الدولي. وهذا تحديداً ما يتم التركيز عليه اليوم. وإذا كانت المشكلة الفعلية أعمق من الحكومة وتتجسد بسلاح الحزب ودوره وآلة القتل التي تسرح وتمرح في البلاد، فإن الرد على اغتيال الحسن يجب أن يبدأ من مكان معين، وهذا المكان هو الحكومة كهدف متاح التحقيق في الوضع السياسي الحالي. لم تخطئ 14 آذار إطلاقاً بالتصويب على ميقاتي، فهو في نهاية المطاف جزء من "عدة شغل" "حزب الله" أو ماكينته، واختياره تم انطلاقاً من مواصفاته والدور الذي يمكن أن يؤديه لتخفيف الضغط على الحزب إبان إمساكه بمفاصل السلطة في لبنان. فالدور الذي يقوم به ميقاتي بهذا المعنى أخطر من دور "حزب الله" نفسه، لأن هوية الحزب معروفة، فيما رئيس الحكومة يحاول الظهور شكلاً بمظهر يختلف عن جوهر وظيفته ودوره.

 

الحياد الكاذب بين 8 و14 آذار

وسام سعادة/المستقبل

ما عاد جائزاً تمييع ثلاثة أمور أو حرف النظر عنها: أوّلها، أنّ الحركة الاستقلالية مؤطّرة في قوى آذار في أزمة شاملة لا تعالج بالمراهم "الاستنهاضية" و"النقد ذاتية". وثانيها، أنّ المشكلة السياسية مع قوى آذار أضحت بالفعل ثانوية، يقصد بها مشكلة السلطة وتداولها او تقاسمها، قياساً على المشكلة الاخلاقية، كما هي تتجذّر اغتيالاً في اثر اغتيال، وبالشكل الذي يجعل منها مشكلة كيانية، قد يعبّر عنها بمصطلحات شتى، لكن مختصرها: كيف نعيش سوية؟

أما ثالث الأمور التي ما عاد يجوز التسويف فيها، فيتعلّق بتلك النغمة التي تبحث في كل مرّة عن نافذة لتطلّ فيها، ساعية بالرياء الانسانوي لتبييض الاغتيالات. هؤلاء معشر "لا ولا آذار"، يعتبرون مثلاً ان من يقتلون، فبنتيجة الصراعات العبثية، الطائفية، الاقليمية، يقتلون، وبالتالي القاتل والقتيل متورطان في اللعبة نفسها، والمطلوب نبذ اللعبة. لكن هذا يعني ترك القاتل يلعب اللعبة هذه مرة ثانية وثالثة ورابعة، وبمؤازرة متزايدة من "قوى المجتمع المدني" كلما هو أمعن في القتل.

وجماعة " و آذار" هذه تخلط عمداً بين مستويين. فالانضواء ضمن احد الاصطفافين الائتلافيين شيء والمماثلة بينهما شيء آخر. زد على ان الانضواء درجات.

بسبب من المماثلة بين " و " يصير أهل "الحياد" الكاذب هذا درجة من درجات آذار. أساساً هناك لغط في هذه القسمة من الأساس. فقوى الممانعة اجمالاً لا تسمّي نفسها قوى اذار الا بشكل مجتزأ وغير مستقر، ودون اي اطار تنظيمي جبهوي واضح. هذا بخلاف قوى اذار. وعموماً فان معظم قوى اذار تقدّم نفسها على انها "لا ولا - لكن مع المقاومة". هذا ما يقوله حسن نصر الله ونبيه بري وميشال عون، مع حفظ الالقاب.

هل معنى هذا انّ القسمة بين و اذار لا مخرج منها في هذا البلد؟

غير صحيح. اولا لانها قسمة غير سوية. قوى اذار مجتمعة على تصور معين لاستقلال لبنان وصيرورته بلداً كالبلدان الاخرى. قوى اذار ليس عندها اي تصور من هذا القبيل. اللحمة الأمنية لقوى اذار لا تلغي غياب اي مشترك تصوري لطبيعة حل المشكلة اللبنانية بين مكوناتها. طبعاً، ازمة اذار تتقوم في المقابل في ان عليها ان تستخرج من تصورها السليم للبنان المستقل الديموقراطي المسالم المتصالح مع محيطه، تصوراً برنامجياً فعالاً لحل المشكلة اللبنانية. وهذا متعذّر الآن لسببين اساسيين. اللحظة الحالية في الصراع بين النظام والثورة في سوريا يطغى على ما عداه. واللحظة المتعلقة باعادة تأسيس قوى آذار بشكل يستوعب دروس سنوات من الكفاح السياسي المرير ما زالت لحظة ممتنعة، أيضاً لغياب التحسّس الفعلي لضرورتها، وراهنيتها عند كثيرين، وتفضيل ركنها في جملة ما تصفه الطبقة السياسية بأنه "كلام مثقفين".

مع ذلك، تبقى هذه بيت القصيد.

 

رسائل جنبلاط بعد اغتيال الحسن: لا تَخافوا... ولا تُخَوِّفوني!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

النائب وليد جنبلاط يراجِع... فيتراجَع. لقد اكتشف أن الأيام لا تمرّ سريعاً، وأن الظروف لم تنضج لـ«تصحيح التموضع». فسارع إلى طمأنة الذين يعنيهم الأمر: ما زلتُ هنا في الوسطيّة. لن أذهب بعيداً... فلا تذهبوا بعيداً!ما زلتُ في الوسطيَّة. لن أذهب بعيداً... فلا تذهبوا بعيداً! في آب الفائت، بعد توقيف الوزير السابق ميشال سماحة، قام اللواء الشهيد وسام الحسن مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، بزيارة بيت الدين حيث أطلعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان على المعلومات التي يملكها فرع المعلومات. وكان لافتاً أنهما انتقلا بعد ذلك إلى المختارة. فجنبلاط هو القيادي الوحيد الذي حظي بزيارتهما. وقوبلت الزيارة بانتقادات من قوى 8 آذار. وتردّد أن اللواء الحسن حذّر جنبلاط من مخاطر أمنية تحيط به، ودعاه إلى التزام الحيطة. ولذلك، يلازم رئيس التقدمي دارته في المختارة في شكل شبه تام. وهو لم يغادرها في الفترة الأخيرة إلّا لعيادة والدته السيدة مي شكيب إرسلان، التي دخلت مستشفى الجامعة الأميركية على أثر وعكة صحيّة ألمَّت بها. وهو أيضاً نصح نجله تيمور بالانتقال إلى باريس منذ فترة. بعد اغتيال الحسن، التقط جنبلاط ببوصلته المعروفة اتجاه المرحلة. وأدرك أن المخاطرة اليوم بإعادة التموضع قد يكون ثمنها غالياً. وأساساً كان رئيس التقدمي قد انتقل إلى هذه الغالبية قبل عامين تحت التهديد. وعلى رغم موقفه العنيف ضد النظام في سوريا، فإن جنبلاط بقي يحمي رأسه من خلال التزامه البقاء في الحكومة، وعدم انخراطه مع فريق 14 آذار في الحملة على السلاح.

حتى اليوم، بدا جنبلاط مرتاحاً في الاختباء خلف وسطيّة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي... انتظاراً للظروف التي تتيح له "تصحيح التموضع". وجاء اغتيال اللواء الحسن ليثبت له أن لا غطاء لأحد، وأن التغيير في قواعد اللعبة ما زال غير آمن، وأن البقاء في الوسطية هو الأضمن، وأن الثمن الذي يمكن أن يدفعه مقابل أي مغامرة ليس من النوع العادي.

بالنسبة إلى فريق 8 آذار، إن سقوط هذه الغالبية وحكومتها يعني الهزيمة، أي إن اللعبة هنا هي لعبة حياة أو موت. ولا يمكن هذا الفريق أن يتحمَّل سقوط الغالبية أيّاً كانت الدوافع، وهو يتوقع من جنبلاط أن يحافظ على موقعه المتوازن داخل الغالبية، كما الرئيس سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. ومن هنا أيضاً، يستحيل على ميقاتي الاستقالة إلّا بإرادة القوى التي جاءت به إلى السراي. واغتيال الحسن هو رسالة تعني كثيرين.

الدوران بين تناقضَيْن

لذلك، تعمَّد جنبلاط عبر "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أن يثير إشكالاً مع الرئيس سعد الحريري، وأن يبرهن للمعنيين أن لا اتفاقات تحت الطاولة معه في اجتماع باريس الأخير، وأنه ملتزم الصف الوسطي. فالمشكلة مع الحريري، ولو إعلامياً، تريح القوى المعنية في 8 آذار وتطمئنها إلى أن مسيرة التقارب بينه وبين فريق 14 آذار قد توقفت. وفي ذلك، أراد جنبلاط أن يوجِّه رسالة واضحة إلى البعض: لا تخافوا... ولا تُخوِّفوني!

في ذلك، يربح جنبلاط سلامته الشخصية، ولا يخسر شيئاً في المقابل، في المفهوم البراغماتي. فالواضح أن نهاية الأزمة في سوريا ليست قريبة، وأن "الستاتيكو" في لبنان لن يتغيَّر قبلها. وأما الانتخابات النيابية، التي قد تفرض على جنبلاط أن يُنوِّع تحالفاته بين 8 آذار و14 آذار، فهي مجهولة المصير. وإلى أن تظهر ملامحها، ستكون أمور كثيرة قد تبلورت أو تغيَّرت في لبنان وسوريا.

في عبارة أخرى، ما زال جنبلاط في الإقامة الجبرية داخل سجن الغالبية، ولو كان أركان حزبه يتعمّدون إنكار التأثير الأمني على تموضعه السياسي. وفي المدى المنظور، هو لن يغامر. لقد عاد عملياً إلى البدايات، إلى خريف 2010... إلّا في الانفتاح على نظام الرئيس بشّار الأسد. وسيكون جنبلاط أمام تحدّي العيش مع المرحلة ضمن المعادلة الصعبة الآتية: عداوة شرسة ومكشوفة مع النظام، مقابل مرونة ومراعاة مفتوحة لحلفاء هذا النظام الأقوياء في لبنان. إنها معادلة تثير الدوار حتى لمحترفي الدوران، كالنائب جنبلاط. فكيف سيعالجها؟ هل بالعودة أيضاً إلى كامل الوضعية التي فُرِضت عليه قبل عامين؟ وهل هو قادر على القيام بها، أم يترك الأمور مفتوحة للعبة الخيارات الحزبية، والتي بدأت تظهر ملامحها في الاجتماع الذي عقدته جمعية المرشدين في الحزب الاشتراكي، منتصف هذا الشهر، والتي تكرِّس نمطاً جديداً من هرمية القرار في الحزب؟ مع جنبلاط، غالباً ما يكون هناك مجال للمفاجآت. ومسيرة السنوات الأخيرة تثبت ذلك. والمحور الحقيقي الذي ينتمي إليه جنبلاط هو محور جنبلاط نفسه... ولا أحد سواه!

 

الدولة في لبنان وجهة

الفضل شلق

الدولة كيان موضوعي يبدأ خارجياً وينتهي خارجياً. الطائفة كيان ذاتي، وإن كانت الذات جماعية، يبدأ داخلياً وينتهي داخلياً.

تبعاً لمقالة الأسبوع الماضي حول الهوية، كل منا متعدد الهوية، سواء كانت الطائفة أو الاثنية أو المهنية أو المناطقية... الخ. الانتماء للدولة يختلف عما عداه من الهويات في انه موضوعي الطابع والمحتوى، في حين ان جميع الهويات الأخرى ذاتية، بمعنى انها تعبر عن وجهة نظر، تعبر عن الذات، تعبر عن حقائق الذات، الواقعية والموهومة، في مواجهة ما هو خارج الذات.

تبدأ الدولة بالغلبة أو بما يشابهها، ولا تصير دولة بالمعنى الحقيقي إلا عندما تصبح عقداً اجتماعياً بين أفراد أحرار يختارون انتماءهم للدولة ويقررون مصيرهم ومصيرها. لا آخَر، «نحن» و«هم» في مجتمع الدولة، هناك فقط أفراد الى جانب أفراد يمارسون السياسة أو الحوار؛ منهم تتشكل الدولة. دولة «الرعايا» ليست دولة حقيقية؛ هي يمكن أن تكون احتمال دولة.

لبنان ما زال مجرد احتمال. ما زال مختلف الأطراف في لبنان يدعون للعبور إلى الدولة؛ يعبرون بذلك عن عدم وجود الدولة أو عدم رغبتهم بوجودها. هناك الطوائف يحتمون بها ولا يريدون العبور بها إلى مرحلة الدولة. لا تتحقق الدولة إلا عندما تتفكك الطوائف ويتحول الناس، كل الناس، من الهوية الطائفية، إلى هوية الانتماء للدولة، كهوية سياسية وحيدة.

تأسست الطائفية على الدين، تستفيد من حالة يكون فيها الدين جماعياً لا ممارسة إيمانية فردية، وتعيد تشكيل نفسها في كل مرحلة بحسب الظروف. الطائفية هي الدين، أو ما يفترض انه الجماعة الدينية في المجال العام. تحل الطائفية مكان السياسة في المجال العام، تطرد السياسة، وتزاول حرفة الخوف والتخويف؛ «نحن» في مواجهة «هم»، هم يشكلون خطراً علينا، يجب أن ندافع عن أنفسنا؛ الدفاع عن النفس يستوجب العنف في المجال العام أيضاً. العنف أساس للحرب الأهلية.

الصراع بين الطوائف ليس هو السياسة بل نقيضها، هو إلغاء السياسة. محور الصراع بين الطوائف هو تقاسم السلطة ومغانمها، وليس المنافسة من أجل إدارة شؤون المجتمع. يخلو برنامج الطوائف وممثليها من برنامج عمل لإدارة شؤون المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية. يدور عملها حول الصراع على السلطة فقط. قانون الانتخابات مثلاً هو الشغل الشاغل للطبقة السياسية في لبنان.

هذا ما نشهده في المجلس النيابي، بينما الأخطار المالية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الأخطار الخارجية، وهي كثيرة، غائبة عن النقاش والصراع. مواضيعها ليست مدار بحث. يقتصر البحث على الدوائر الانتخابية وعلى الحصص في السلطة. الفوز بالسلطة ضروري لكل طائفة، لأن كل واحدة منها تخشى الأخريات. دافع الخوف هو الذي يقرر مسار الأمور، مسار العنف الذي يصير متبادلاً.

لا تلغي الدولة الصراع على السلطة، ولا الصراع بين الطوائف والاثنيات، لكن الدولة، حين تترسخ، تجعل الصراع في إطارها لا عليها. الصراع في الدولة هو غير الصراع على الدولة. توضع الدولة خارج الصراع، تصير كياناً موضوعياً. تصير شرطاً لما عداها. الطائفة أمر ذاتي، وان كان جماعياً.

الدولة أمر موضوعي مهما اختلفت الظروف. الدولة الحديثة مرجع لما عداها، هي مجموع الأفراد في إطار ناظم؛ لكنه إطار موضوعي، واقعي، خارج الذات.

من يخرج على الدولة يستوجب العقاب، والعقاب يمكن ان يكون ظالماً أو عادلاً، ونادراً ما تتحقق العدالة في دولة ذات نظام رأسمالي. نظامنا طائفي ورأسمالي. الخروج على هذه الدولة، أو على النظام، يستدعي الحرب الأهلية، لأن من يستوجب العقاب، يجد طائفة تدافع عنه. ما حققته رأسمالية المجتمع من تقدم في ناحية، تلغيه الطائفية في نواح أخرى. لبنان تاريخه مسرح لحروب أهلية متقطعة، أو نائمة، بسبب الطائفية وغياب الدولة.

لدينا نظام، نظام طوائف؛ وليس لدينا دولة. رؤساء جمهورية ورؤساء وزارة بعد الطائف ما زالوا يتحدثون عن غياب الدولة. النظام مؤسسات؛ وهي قائمة، مؤسسات عسكرية وأمنية ومؤسسات مالية وضرائبية، ووزارات، وبيروقراطية.

الدولة ليست مؤسسات النظام. بل هي مؤسسة وحيدة قائمة في الوعي. عندما يعي الناس انها وجود موضوعي لا ذاتي (ولو كان جماعياً)، عندما يعي الناس أنها المرجع وانها شرط وجود النظام، أو عندما يتحول وعي الناس بهذا الاتجاه، فإن وجودها يتحقق. عندها يصير القانون مرجعاً، ويصير الدستور مصدراً ثابتاً للقانون. وعي الناس للدولة بأنها وجود شرعي قانون خارجي، خارج الذات، هو ما يجعل الدولة وجوداً حقيقياً. ليست الطائفة وجوداً إلا بمقدار مؤديات الصراع.

ليست الدولة وجهة نظر. الطائفة وجهة نظر؛ هي غلبة الذات والمعتقد والإيمان على الوقائع والموضوع. تستدعي الطائفية إعادة تشكيل الواقع كي يتناسب مع الذات (ذات الفرد أو الطائفة). تستدعي الدولة، أو وعي الناس بالدولة، التكيف مع الواقع والمعطيات الموضوعية. تستدعي الدولة الاعتراف بأن هناك معطيات موضوعية وبأن هذه المعطيات تفرض نفسها، وبأن التنازلات من أجل الآخرين هي في كل الأحيان اعتراف بالواقع.

ليس في الطائفية واقع؛ هناك النفس المريضة بالأوهام وحسب. لا تستطيع الطائفية التنازل عما تعتبره حقاً لها أو حقيقة. ما يبنى على الإيمان في النظرية، تتأسس فيه الممارسة على مبدأ الحق وعدم التنازل. يزداد التوتر مع إضافة الخوف من «الآخر» إلى اعتبارات «الحق» والحقوق للذات. الآخر لا يسلبك حقوقك وحسب، بل يهددك أيضاً. إذاً، عليك واجب الدفاع عنه؛ عليك واجب استخدام العنف من أجل البقاء. العنف في لبنان مسألة بنيوية تتعلق بالنظام، أكثر مما تتعلق بالفرد. يطغى النظام على الدولة، والطائفة على النظام، والعنف على الطائفة.

كل ذلك لأن الدولة وجهة نظر وليست كياناً موضوعياً في وعي اللبنانيين. ما يجعل الدولة وجهة نظر هو الطائفية. ومن يجدد الطائفية هم المستفيدون من الطائفية.

* نقلا عن "السفير" اللبنانية

 

الإبراهيمي ينتمي إلى جيل لم يُعرف عنه إلا الفشل

خالد الدخيل /العربية

لا أحد يعرف لماذا تصدى الإبراهيمي لإيجاد مخرج للأزمة السورية. هل يعرف الإبراهيمي نفسه لماذا؟ هو قال بعد تكليفه مباشرة، وفي حديث إلى فضائية الـ«بي بي سي» الإنكليزية، إنه يدرك تماماً بأن مهمته مستحيلة تقريباً. لماذا إذنْ قَبِل المهمة؟ جاءت إجابته هكذا: «للمحاولة. لا أملك الحق في أن أرفض». سئل: هل يملك حلاً، أو تصوراً لهذه المحاولة؟ فأجاب بالنفي. وترجمة ذلك، وفي ضوء أن مهمته جاءت بعد الفشل الذريع لكوفي أنان، أنه سيبدأ في هذه الحالة من الصفر. بدأ من الصفر تقريباً في اللحظة التي كان عدد القتلى في سورية وصل إلى أكثر من 20 ألف قتيل.

هل هذا الرقم يعادل صفراً؟ كأنه لم يخطر ببال الإبراهيمي أنه بمهمته هذه، وعلى هذا النحو الذي يراه هو، يمنح النظام السوري، كما يتردد، مهلة إضافية للاستمرار في الحل الأمني، ويوفر غطاءً سياسياً لجرائم القتل في سورية بغض النظر عمن يرتكب هذه الجرائم. مرّ أكثر من ثلاثة أشهر على بداية مهمته، وهي من أكثر الفترات دموية ودماراً منذ بدء الانتفاضة. هل فكر الإبراهيمي في الموضوع من هذه الزاوية؟ اضف إلى ذلك أن مهمته حتى الآن ورقة لشراء الوقت تستخدمها القوى الدولية والإقليمية، بما فيها النظام السوري، ريثما تنضج التفاهمات للحل الذي يمكن أن تلتقي حوله مصالحها وحساباتها.

هناك سؤال محير في مهمة الإبراهيمي: هل يعتقد حقاً أنه يمكن أن يتوصل مع النظام السوري إلى حل سياسي يؤمن مرحلة انتقالية؟ هل أن نظاماً يستخدم آلياته الثقيلة، ويستخدم الطيران، وبعض الأسلحة المحرمة ضد شعبه، في وارد التفكير في حل سياسي؟ في الحالات العادية، عندما تنشأ أزمة سياسية بين النظام الحاكم والشعب يكون الحل السياسي للأزمة هو الخيار الأول. في حالة سورية بدأ النظام بالحل الأمني منذ اليوم الأول للانتفاضة. وقصة أطفال درعا معروفة، ولا بد أن الإبراهيمي يعرف عن هذه القصة وحقيقتها الآن أكثر من غيره.

وفي اليوم الثاني للانتفاضة سقط أول شهدائها. كان ذلك في النصف الثاني من آذار (مارس) من العام الماضي، أي قبل من يسميهم النظام الآن بالمسلحين، والإرهابيين، بما لا يقل عن خمسة أشهر. الآن وصل ضحايا النظام من مختلف الفئات إلى مئات الآلاف. وبإضافة فئة اللاجئين يرتفع الرقم إلى خانة الملايين. هل يعتقد الإبراهيمي أن نظاماً مثل هذا يفكر حقاً في حل سياسي يقود إلى مرحلة انتقالية؟ تعني المرحلة الانتقالية أن يأتي نظام آخر، بقيادة أخرى يختارها الشعب بملء إرادته. هل يمكن أن يقبل النظام السوري هذا الحل بعدما ولغ كثيراً، وكثيراً جداً في دم الشعب؟ من يفكر بمثل هذا المخرج لا يبدأ باعتقال الأطفال، ثم ينتقل إلى تدمير الأحياء على أهلها.

النظام السوري رهينة تحالف طائفي مغلق على المستويين المحلي والإقليمي. لا يثق في كل من هو خارج هذا التحالف، سوريين أم غيرهم. جاء إلى الحكم عن طريق العنف، وجعل من العنف وسيلته الرئيسة للتعامل مع الشعب، ومع الجوار على مدى أكثر من 40 سنة. لجأ إلى العنف والدم في انتفاضة حماة عام 1982 وفي الانتفاضة الحالية.

قتل النظام السوري من السوريين فقط، وحتى الآن، أضعاف ما قُتل من السوريين والفلسطينيين واللبنانيين على يد «جيش الدفاع الإسرائيلي». تاريخ وطبيعة النظام لم تتسع قط لأية عملية سياسية في سورية. لم يدخل هذا النظام في أي حوار سياسي حقيقي إلا مع الأميركيين والإسرائيليين. لأن قيادة النظام تعرف جيداً ماذا لدى الأميركيين والإسرائيليين. المجال السياسي في سورية، كما في كثير من الدول العربية، لا يتعدى حدود قصر الرئيس. بل لا يتعدى حدود مكتب الرئيس في القصر. عن أي حل سياسي يتحدث الإبراهيمي؟!

يقال أحياناً أن الإبراهيمي يفكر في اتفاق طائف سوري. لا أعرف عن هذا الأمر شيئاً، من يفكر على هذا النحو لا يعرف سورية. التركيبة الديموغرافية لسورية على النقيض تماماً من تركيبة لبنان. ولا يمكن أن تتسع لمثل هذا الاتفاق. اتفاق على شاكلة الطائف يعني تقسيم سورية. هل هذا ما قصده وزير خارجية روسيا لافروف، عندما قال الأسبوع الماضي أن الأسد حامي الأقليات في سورية؟ أي أنه إذا أصرت المعارضة على الإطاحة بالنظام، فقد ينفصل الأسد مع الأقليات القريبة من مناطق العلويين بهدف حمايتهم. وهنا قد تأتي فكرة سايكس بيكو جديدة لسورية من بوابة الروس والإيرانيين. لكن اكثر السوريين، على الأقل، لن يقبلوا بتمرير هذا الحل.

يبدو أن الإبراهيمي لم يفكر بالشعب السوري كثيراً. صورته وهو يتبادل حديثاً ضاحكاً مع الرئيس السوري، بعد يوم من تفجير بيروت، تعني أن الرئيس استخدمه لتمرير رسالة إعلامية من خلاله من دون أن ينتبه هو لذلك. المشهد في سورية مهيب. الناس تموت يومياً. ما الذي يمكن أن يكون مدعاة لحديث ضاحك مع رئيس تدك قواته المدن والأحياء؟ الشيء الوحيد الذي يبدو أنه يحكم تفكير الإبراهيمي، وتحركاته، وخياراته، وتصريحاته، هو مواقف ومصالح الأنظمة السياسية. يجب أن يرضي جميع الدول.

اقتصرت مهارته في هذا السياق على إيجاد مساحة له بين مواقف ومصالح هذه الدول بكل تشابكاتها وتناقضاتها. طالب بإجماع أعضاء مجلس الأمن، بخاصة الأعضاء الدائمين لضمان - كما يقول - نجاح مهمته. ولأن مهمته مستحيلة - كما وصفها هو - صارت مسؤولية تحقيق هذا الإجماع تقع عليه هو، وليس على أي من هذه الدول. يجب ألا يقول شيئاً عندما يصرح، وألا يتخذ موقفاً مهما تصاعدت أنهار الدم في سورية، وألا يبدي رأياً إن فعل شيئاً من ذلك سيغضب هذه الدولة أو تلك، عندها ستتوقف مهمته أو تنتهي تماماً.

تاريخ ولادة الإبراهيمي (الأول من كانون الثاني / يناير 1934)، وتاريخ مهماته السياسية الأولى تشير إلى أنه ينتمي إلى الجيل العربي الذي لم يعرف عنه إلا الفشل في كل شيء تقريباً. فشل في السياسة، وفي الحرب. فشل في الداخل، كما في الخارج. فشل في بناء الدولة، وفي بناء وطن يعترف بإنسانية المواطن وبكرامته وحقوقه. لم ينجح هذا الجيل إلا في شيء واحد، وواحد فقط: بناء نظام سياسي مكان الدولة، لينطلق كل شيء من هناك. هذا لا يعني أن الإبراهيمي شخصياً سياسي فاشل. هو ليس كذلك. لكنه في مهمته في سورية بدأ من النظام لينتهي إليه. وهذا كعب أخيل مهمته. فشل في العراق، وحقق نصف نجاح في لبنان، ونصف نجاح في أفغانستان. ومعالم فشله في سورية تسابقه حتى قبل أن يبدأ.

السجل المهني للإبراهيمي مليء بالمناصب والمهمات، وبالتالي الخبرات. كان ممثلاً لجبهة التحرير الوطني الجزائرية في خمسينات وستينات القرن الماضي. ثم وزيراً لخارجية الجزائر ما بين 1991-1993. وهذا يعني أنه يعرف الأنظمة العربية، ويعرف طبيعتها، وتعامل معها عن قرب. وبالتالي يعرف النظام السوري. ماذا تقول له هذه المعرفة عن علاقة هذا النظام بالشعب؟ وكيف يمكن أن يتعامل مع انتفاضة شعبية؟ هل يصدق هذا النظام عندما يقول إنه وافق على هدنة عيد الأضحى؟ والإبراهيمي إلى جانب ذلك عضو في الكثير من المنظمات الدولية المعنية بمسألة الحكم الرشيد.

هل يعتقد أن النظام السوري معني بمسألة الحكم الرشيد هذه؟ ليس المطلوب من الإبراهيمي أن يجعل من محاكمة النظام جزءاً من مهمته في سورية. هذا خارج الموضوع. لكن المطلوب أن يوظف خبرته السياسية، وخلفيته القانونية، ومعرفته بالواقع العربي، ليكشف حقيقة الوضع في سورية كما يراها هو، وكما بدت له، بكل أمانة وشفافية. كشف الحقيقة يساعد كثيراً في إيجاد الحل أكثر من الديبلوماسية الباردة التي عرفت بها الأمم المتحدة، وأكثر من الديبلوماسية التي لا طعم ولا رائحة لها، والتي عرفت بها الجامعة العربية. المطلوب من الإبراهيمي أن يلتزم حرفياً بما ردده كثيراً، أن هدفه الأول والأخير هو الشعب السوري، وحقوق هذا الشعب. هذا على الأقل سيعوض الفشل السياسي لمهمته.

نقلاً عن صحيفة" الحياة اللندنية".

 

هل سينتقم الإسرائيليون من دولة قطر

 داود البصري/السياسة

لا يختلف المراقبون على تقويم طبيعة الدور السياسي الاختراقي الكبير الذي باتت تمثله دولة قطر على المستوى الدولي من خلال الستراتيجية السياسية التي رسم معالمها الأساسية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, ويدير ملفاتها المعقدة والصعبة والمتشابكة رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم, والذي أثبتت مسيرة إدارة الصراع الإقليمي طيلة العقد المنصرم أنه بات يحظى بأهمية ديبلوماسية وسياسية باتت تتجاوز كل الأطر المرسومة, وهي أهمية نبعت وانبثقت من خلال الاعتماد على ستراتيجية سياسة الواقع والتعامل مع الملفات بشفافية وأسلوب جديد غير معهود على المستوى الإقليمي سابقا ما جعل دولة قطر وسياستها محيرة للبعض ومثيرة للمتابعة والاهتمام والاعجاب المفرط من البعض, والعداء المفرط من البعض الآخر! وأضحت قطر مالئة الدنيا وشاغلة الناس, فاستثمارات الدولة السيادية في العالم قد بلغت أرقاما خرافية غير مسبوقة في عوالم الاستثمار, ومحاولة الاعتماد والبحث عن مصادر ربح جديدة قد تتجاوز مبيعات البترول والغاز, كما أن الانفتاح الكبير على العالم قد حول تلك الإمارة الصغيرة الواقعة جغرافيا بين أحضان دول كبرى وغنية وسابقة لتجربتها إلى مقاتل شرس ومشاكس يبحث له عن دور فاعل في المنطقة والاقليم, وارتفعت أسهم السمعة والديبلوماسية القطرية منذ صيف عام 1995 وحيث حملت رياح التغيير الداخلية رياحا عاتية أخرى لتغير كبير في الدورين الإقليمي والدولي, وجاءت المتغيرات الاقليمية الكبرى بعد غزو العراق عام 2003 لتفرز أوضاعا ومتغيرات جديدة ولتتبلور بوضوح مطلق نتائج التغيير في المنهج القطري لآفاق دولية أرحب وأوسع.

تصوروا ان الدولة التي أوقفت في بداية التسعينيات من القرن الماضي صدور مجلة ثقافية عريقة كمجلة "الدوحة" لأسباب مالية صرفة قد تحولت اليوم بفعل التخطيط الرائع والذكاء في إدارة الملفات لواحدة من مالكي أكبر الصناديق السيادية في العالم, ولهدف استثماري تتسابق عليه الشركات الدولية العملاقة, وتتطلع إلى بناء تنمية شاملة بما يؤهلها لدخول العصر الحديث من أوسع أبوابه من خلال الاعتماد على التعليم العالي وتنظيم الأوضاع الداخلية بما يتناسب والأوضاع الدولية الجديدة, لقد رفع القطريون قفاز التحدي بوجه التخلف من خلال سياسة تعليمية منفتحة هي الأرقى والأنجح وستفرز نتائجها المدهشة قريبا جدا, ومن الجانب الآخر كان للدور القطري المهم في دعم الربيع العربي ومساندة الثورات الشعبية التغييرية العربية موقع مهم للغاية في جلب واستحضار كل أدوات الحقد والتشويه ضد المنهج القطري المتناغم مبدئياً وستراتيجيا مع حق الشعوب في تقرير مصيرها, وكان من الطبيعي جدا أن توجه سهام الاتهامات المسمومة والتحريضات الخيالية ضد السياسة القطرية التي عرفت أين تكمن بدايات ومفاتيح التغيير وتحريك الراكد في الأوضاع والملفات الإقليمية الجامدة.

قطر بقيادتها الواعية والدؤوبة هي اليوم خلية عمل وورشة اصلاح وتغيير كبيرة جدا وهي بقدر ما تثير الاعجاب فإنها تثير حسد وبغض وتآمر قوى التخلف والشمولية وفلول الارهاب الاستبدادي والشمولي بما فيه الإرهاب الصهيوني الحاقد المسموم الذي يتهيب ويتحسب ويخاف ويرتعد من أي نهضة تعليمية حقيقية لأن في ذلك ضربة قاصمة للمشروع الصهيوني الخبيث المعتمد على وجود أنظمة سفسطائية دجالة تتكلم كثيرا وتهدد بشعارات سخيفة ولا توجه طاقتها وإمكانياتها إلا لسحق شعوبها كما يفعل جزار سورية بشار الاسد ورهطه من المجرمين القتلة المدافعين عنه, والذين سينالون جزاءهم ومصيرهم كجزاء ومصير بشار نفسه.

لقد هاجم الإرهابي الإسرائيلي, وزير خارجيتهم العدواني أفيغدور ليبرمان بوقاحة الدور القطري من خلال الزيارة الشجاعة التي قامت بها القيادة العليا في دولة قطر لمدينة غزة التي تعاني ويعاني شعبها من حصار ظالم تتجاوز نتائجه حالة الخلاف الفلسطيني الداخلي المزعجة والمؤسفة, وقدم الأمير كالعادة دعمه الكريم لمشاريع الإصلاح والتطوير ودعم التنمية والإنسان هناك وكانت بادرة كريمة تعبر عن رؤية خلاقة وإنسانية وشجاعة وهو الأمر الذي لم يرق لذلك الصهيوني الخبيث الذي حاول تشويه أهداف ونتائج الزيارة من خلال الادعاء الكاذب بأنها تدعم الإرهاب وأهله رغم أن المتحدث الصهيوني هو واحد من عتاة الإرهابيين والقتلة في إسرائيل, قطر اليوم برغم كل محاولات الاستصغار والاستهزاء قد تحولت لرقم إقليمي صعب في المعادلة الدولية المعاصرة وهي بعلاقاتها المنفتحة مع العالم بأسره وبدعمها اللامحدود للشعوب الطامعة والطامحة للتغيير نحو الأفضل ومغادرة محطات الفاشية والتسلط الدموي وبدورها التنموي وسياستها التعليمية المتقدمة قد أضحت هدفا مباشرا لمؤامرات وأحابيل رهيبة وخبيثة لأنها بحماسة وجرأة صانعي القرار فيها قد تجاوزت المحظور وكل الخطوط الحمراء المسموح بها من بعض القوى الدولية والتي تريد ترتيب الأوضاع وتكييفها وفقا لمصالحها وليس وفقا لتوجهات الشعوب الحرة, السياسة القطرية ستظل تنهج منهجا صادما للبعض ولكنه سيحقق أهدافاً كبيرة بأسرع وقت ممكن, وستكون قطر بكل تأكيد عرضة للتآمر وللحملات الإعلامية المباشرة والتسقيطية, فقوى الشر لا تريد للشعوب الصغيرة أن تخرج عن نطاق السيطرة ومحاولة اللعب مع الكبار بل وسباقهم والتفوق عليهم, ولكن لكون النفوس كباراً فسيتعب الأعداء كثيرا في كبح جماح الفرس القطري الجامح والذي يبدو أنه يسير وفقا لرؤية وتخطيط ستراتيجي عميق المباني والمعاني لا يدرك خلفياته أغبياء الشرق والغرب, قطر الصغيرة باتت ترسم اليوم معالم متغيرات إقليمية كبرى, فالصغار هم صغار العقول والنفوس والعزيمة, والكبار هم من يقبل التحدي ويقلب الطاولة على رؤوس الفراعنة والمتجبرين, وتلك هي المسألة, بكل تأكيد فإن الإسرائيليين لن يهضموا أبدا هزيمتهم المعنوية.

* كاتب عراقي

 

إيران تنقل متطوعين شيعة عراقيين إلى سوريا للقتال إلى جانب الأسد/لجان تجنيد تم تشكيلها بضغط من طهران تنشط في ديالى ومحافظات الجنوب

بغداد: ياسر غازي وتيم أرانغو*

بعد انضمام مقاتلين من الطائفة السنية العراقية منذ شهور إلى صفوف الجيش السوري الحر للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، انضم الآن مقاتلون عراقيون شيعة إلى تلك المعركة، ولكن هذه المرة إلى جانب حكومة الأسد، وهو ما قد يحول بذور الفتنة الطائفية العراقية إلى حرب أهلية مريرة تكون قائمة على أساس التناحر الديني. ويسافر بعض الشيعة العراقيين إلى طهران، ثم تقوم الحكومة الإيرانية التي تعد الحليف الرئيسي لسوريا في المنطقة، بنقلهم إلى دمشق. في حين يلجأ البعض الآخر لنقل الأسلحة والمعدات والمقاتلين بواسطة حافلات تقلهم من مدينة النجف العراقية إلى سوريا بحجة زيارة أحد أهم الأضرحة الشيعية في دمشق، والذي يتم حمايته منذ شهور من قبل عراقيين مسلحين.

وفي مقابلة عبر الهاتف، قال شاب عراقي يبلغ من العمر 25 عاما ويدعى أحمد الحساني: «انضم إلينا عشرات العراقيين، ويزداد عدد المقاتلين التابعين لفرقتنا يوما بعد يوم». وأشار الحساني إلى أنه قد وصل إلى سوريا منذ شهرين عبر طهران. وينضم المقاتلون العراقيون الشيعة إلى قوات تضم مقاتلين من لبنان وإيران، وهو ما جعل سوريا أقرب ما تكون إلى ساحة كبيرة لحرب طائفية إقليمية.

وقد توترت الأوضاع في لبنان، الذي يضم 100 ألف لاجئ سوري، خلال الشهر الجاري عقب اغتيال رئيس الاستخبارات السني وسام الحسن في انفجار بسيارة مفخخة، وألقى الكثير من اللبنانيين باللائمة على الحكومة السورية وحلفائها. وعلى الجانب الآخر، تكافح الأردن، التي تؤوي أكثر من 180 ألف لاجئ سوري، من أجل احتواء أحداث العنف الدائرة على حدودها، والتي أودت بحياة جندي أردني في تبادل لإطلاق النار مع متطرفين الأسبوع الماضي، كما تبادلت تركيا، التي تضم أكثر من 100 ألف لاجئ سوري، قذائف المدفعية مع القوات السورية عقب مقتل خمسة مدنيين أتراك جراء قصف سوري بالقرب من الحدود المشتركة بين البلدين في وقت سابق من الشهر الجاري. والآن، بات العراق، الذي ما زال يعاني من المذابح الطائفية، متورطا بصورة متزايدة في الصراع السوري. وتلعب إيران، ذات الأغلبية الشيعية مثلها في ذلك مثل العراق، دورا حاسما في تعبئة العراقيين ونقلهم إلى الأراضي السورية. ووفقا لتصريحات قادة شيعة تم إجراء مقابلات شخصية معهم هنا، يحصل المتطوعون العراقيون على أسلحة وإمدادات من الحكومتين السورية والإيرانية، كما تقوم إيران بتنظيم رحلات إلى العراقيين الذين يرغبون في القتال إلى جانب النظام السوري.

وعلاوة على ذلك، تضغط إيران على العراقيين حتى يقوموا بتنظيم لجان تكون مهمتها تجنيد مقاتلين شباب، وقد تم تشكيل هذه اللجان بالفعل في الآونة الأخيرة في معقل الشيعة بجنوب العراق وفي محافظة ديالى شمال العاصمة العراقية بغداد. ويرى الكثير من العراقيين الشيعة أن الحرب السورية – التي تثور فيها الأغلبية السنية على الحكومة التي يتحكم بها العلويون (وهم طائفة من الشيعة) – عبارة عن معركة من أجل مستقبل الشيعة. وقد برز هذا الصراع الطائفي من خلال تدفق المتطرفين السنة المتحالفين مع تنظيم القاعدة والذين انضموا للقتال إلى جانب المعارضة ضد النظام السوري، تماما كما فعلوا خلال العقد الماضي عندما كانوا يقاتلون ضد الحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية.

وقال المحلل السياسي والأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة بغداد إحسان الشمري: «أصبحت سوريا مفتوحة الآن أمام كافة المقاتلين، ويلعب تنظيم القاعدة على وتر الطائفية، وهو ما سيثير ردود فعل الشيعة، كما هو الوضع في العراق». وأضاف الشمري: «يكمن خوفي الأكبر حيال الأزمة السورية في تداعياتها المحتملة على العراق الذي لا يزال يعاني من العنف الطائفي».

وقال علي حاتم، وهو شاب عراقي يخطط للسفر إلى طهران ومنها إلى دمشق، إنه يرى أن الدعوة للقتال إلى جانب الرئيس الأسد هي جزء من «واجبه الديني».

وقال أبو محمد، وهو مسؤول في محافظة بابل بالتيار الصدري السياسي الذي يتبع الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، إنه تلقى دعوة في الآونة الأخيرة من قيادة التيار الصدري لكي يحضر اجتماعا في مدينة النجف لمناقشة الأمور المتعلقة بزيارة ضريح السيدة زينب في دمشق. وقال أبو محمد: «نعرف أن هذا ليس هو الهدف الحقيقي من الاجتماع لأن الوضع غير ملائم لمثل هذه الزيارة. وعندما ذهبنا إلى النجف، قيل لنا إن هذه دعوة للقتال في سوريا ضد السلفيين». وقال مسؤول بارز في التيار الصدري وعضو سابق في البرلمان العراقي، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الحافلات القادمة من النجف، والتي يقال: إنها تحمل حجاجا من الشيعة، تحمل أسلحة ومقاتلين إلى دمشق.

وربما تعتمد إيران، التي تتهم بإرسال أسلحة ومقاتلين إلى سوريا، على نفس الحيلة. فعقب قيام الثوار السوريين باعتقال 48 إيرانيا في دمشق في شهر أغسطس (آب) الماضي، قالت الحكومة الإيرانية إنهم من الحجاج الشيعة وأعربت عن غضبها جراء اختطافهم من قبل الثوار السوريين. ويقول مسؤولو استخبارات أميركيون إن بعض هؤلاء الحجاج هم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني.

ومع ذلك، لا يميل المحاربون الدينيون إلى هذه التفرقة طوال الوقت، ففي محافظة ديالى، التي لا تزال مركزا خصبا للتمرد السني في العراق، يقول الشيعة إنهم يبحثون عن متطوعين من أجل تشكيل «تنظيم قتالي» من أجل الدفاع عن ضريح السيدة زينب ضد «من يتبنى الآيديولوجية السلفية المتشددة والذين يتم دعمهم من قبل دول الخليج»، على حد قول أبو علي الموسوي، وهو رئيس اللجنة المسؤولة عن تجنيد الشباب لهذا الغرض، والذي أشار إلى أن 70 رجلا من محافظة ديالى قد سافروا للتوا للقتال إلى جانب النظام السوري.

وقال أبو سجاد، والذي انتقل إلى دمشق عام 2008 ويقاتل الآن إلى جانب الحكومة السورية منذ اندلاع الثورة، إنه وغيره من المقاتلين العراقيين يقاتلون في حقيقة الأمر من أجل حماية ضريح السيدة زينب. وأضاف أبو سجاد، وهو مقاتل سابق في جيش المهدي، إنه كان يحصل على الأسلحة والإمدادات من الحكومة السورية.

ومع احتدام حدة القتال، أصبح يتم قتل واختطاف العراقيين، وهو ما يذكره بالوضع الذي تركه في العراق، ولذا عاد مرة أخرى إلى مسقط رأسه بمدينة البصرة. ويقول أبو سجاد: «يمكنني القول بأن الأمور ستزداد توترا في سوريا. إنها حرب طائفية، وربما تكون أسوأ من الحرب التي كانت هنا بين الميليشيات والأحزاب السياسية، لأن الصراع السوري يشمل الجميع، ويمكنك بسهولة أن تشعر بحالة الكره الموجودة بين السنة والعلويين، حيث تقوم كل طائفة بكل ما في وسعها للتخلص من الطائفة الأخرى».

وفي بداية الأمر، لم يكن الشيعة العراقيون مع أي من الجانبين، علاوة على أن الكثير من الشيعة يحتقرون الرئيس الأسد بسبب انتمائه لحزب البعث الذي كان ينتمي إليه الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ودعمه للمقاتلين السنة خلال الحرب العراقية، ولكن بعدما تحولت الثورة السورية إلى صراع مسلح ينضم إليه المقاتلون السنة، قرر الكثير من الشيعة الانضمام إلى القتال إلى جانب النظام السوري من منطلق الدفاع عن وجودهم. وغالبا ما يصف المتدينون الشيعة في العراق الصراع السوري بأنه بداية تحقيق النبوءة الشيعية التي تنذر بنهاية العالم من خلال التنبؤ بظهور جيش تحت قيادة رجل يشبه الشيطان اسمه السفياني في سوريا ثم يقوم بقهر الشيعة في العراق.

وكان السبب الرئيسي في تصاعد وتيرة الحرب الأهلية الطائفية في العراق هو تفجير أحد أهم الأضرحة الشيعية في مدينة سامراء العراقية عام 2006. ويرى الكثير من العراقيين أن الأحداث الجارية في سوريا ما هي إلا صورة من الأحداث الدموية التي شهدها العراق، ولكن ستكون تبعاتها أخطر. وقال حسان الربيعي، وهو رجل دين شيعي من بعقوبة عاصمة محافظة ديالى: «تفجير ضريح السيدة زينب في سوريا سوف يعني بداية حرب أهلية طائفية».

خدمة «نيويورك تايمز»

 

إيران تحترق بقرارات الحكم المستبد

بهروز بهبودي/العربية

العدول عن أهداف الثورة الإيرانية وهيمنة رجال الدين وتهميش باقي المجموعات التي شاركت في انتصار الثورة مهّد لوصول حكم شمولي ينمو بشكل أعوج من الأساس لكنه قائم على أكتاف العسكر الذي لم يدخر جهداً في قمع المعارضين. وفي هذه الأثناء يدعي خامنئي أن كل شيء يسير بشكل طبيعي، ولم يواجه البلد أي طارئ. ورغم أن الوضع مؤلم لكنه علامة جيدة لقرب سقوط الديكتاتور في البلد، لكنه في غفلة من مصيره ويجد في الأوهام وسيلة للهروب من المصائب التي تحل بالبلد، وتراه يحذر دائماً من مؤامرات العدو، وفات عليه أن العدو الذي يتحدث عنه هو في الحقيقة الجهل الذي يهيمن على صناع القرار في إيران، ولم يجرؤ أحد على الاحتجاج لأنه يضفي القدسية على حكمه ويربطه في السماء. مرشد الجمهورية الإيرانية يعيش حالة النشوة عندما يرى حشوداً كبيرة تستقبله في الشوارع ليرددوا معه الشعارات التي يبني على أساسها مواقفه المختلفة، لكنه لم يعرف أن معظمهم يصطفون أمامه خشية قطع المصالح التي يحصلون عليها مقابل الولاء له. استفتاء شعبي نزيه وحده الذي يكشف مدى قبول الشعب الإيراني للمواقف والشعارات التي يعلنها مرشد الجمهورية الذي يعتبر نفسه خليفة الله في الأرض. وفي هذه الأثناء تتوافر الأرضية لمجموعة من الانتهازيين الذين یقومون بنهب الثروات الوطنية باسم الدين دون أي مساءلة ويرددون دائماً شعار "مواجهة القوى المتغطرسة" للهروب من المسؤولية، حيث يجلبون لمرشد الجمهورية بين فترة وأخرى مجموعات موالية ليرددوا شعارات رنانة أمامه.

خامنئي اعترف مؤخراً بوجود غلاء في البلاد، لكن تكبّره منعه من قبول الواقع الأليم حيث عاد وقال: "لا توجد أي قضية يعجز المسؤولون في الجمهورية الإسلامية عن حلها". لكنه لا يريد قبول هذا الواقع بأن المشكلة تكمن فيه وقراراته التي جلبت الويلات للبلاد. معروف أن جنكيز خان المغولي عندما غزا منطقة بخارى في آسيا الوسطى أمر بحرق كل ما كان أمامه، وبينما كان أحد سكان المدينة يفرّ من هول ما حل بالمدينة سأله أحدهم: ماذا حدث؟ فأجابه بكلمات أصبحت مثلاً معروفاً وهي: "جاءوا وأحرقوا وقتلوا ونهبوا وذهبوا". لعل هذا أفضل وصف لأداء الجمهورية الإسلامية، لكننا لسنا في تلك الفترة، حيث إن المحاكم الدولية مستعدة لمطاردة المتورطين بكل المصائب التي جلبوها للشعب الإيراني، وحينها سيحصي الإيرانيون حجم الدمار الهائل الذي سيخلفه النظام المستبد.

 

محكمة لاهاي: إيران ارتكبت "جرائم حرب" ضد شعبهابعد 3 أيام من المحاكمة الرمزية لنظام الجمهورية الإسلامية منذ نشوئه عام 1980

دبي - نجاح محمد علي /العربية

بعد ثلاثة أيام من المحاكمة الرمزية لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران منذ نشوئه في عام 1980، أصدرت محكمة لاهاي الدولية غير الرسمية قراراً بتحميل نظام الجمهورية الإسلامية مسؤولية ما سمّتها "جرائم حرب ضد شعبها وضد الإنسانية".

وأصدرت المحكمة قرارها بإجماع القضاة بعد ظهر السبت، وقدمت عدة توصيات، دعت فيها المنظمات الدولية ذات الصلة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية، ومتابعة ما سمّتها "جرائم النظام في إيران"، وأن تبادر الحكومات إلى محاكمة المسؤولين الإيرانيين عن هذه الجرائم.

كما قررت محكمة لاهاي تشكيل لجنة دائمة لمتابعة هذه القضية، وأكدت أن الشواهد والأدلة التي قدمت من قبل الشهود أكدت بما لا يقبل الشك أن الجمهورية الإسلامية مسؤولة عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وحضّت هذه المحكمةُ الرمزية الخاصة بإيران الأممَ المتحدة إلى التحرك وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في هذا الشأن.

وبدأت المحكمة الدولية غير الرسمية في لاهاي منذ يوم الخميس الماضي محاكمة النظام في إيران، وذلك بمساعدة ضحايا النظام الذين تعرض ذووهم للقتل جماعياً أو بشكل فردي وأولئك الذين سُجنوا أو عُذِّبوا من طرف أجهزة الأمن في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية التي انتصرت في فبراير/شباط 1979.

وجاء في حيثيات قرارها أنها قدمت استدعاءً لإيران عن طريق سفارتها في لاهاي لحضور الجلسات ودفع الاتهامات "لكن لم يأت رد منها بذلك".

وقال النائب العام بايام آخافان إن المحكمة استمعت إلى شهادات قدمها 75 من مجموع 100 تقدموا للإدلاء بإفاداتهم حول تعرض ذويهم للقتل جماعياً أو بشكل فردي، ومنهم كانوا قد سُجنوا عُذِّبوا من طرف أجهزة الأمن في أعقاب الثورة الإسلامية.  وشارك رجال قانون معروفون دولياً في المحاكمة الرمزية، منهم المحامي سير جيفري نايس عضو الاتهام في المحكمة من أجل إيران، والمدعي العام السابق أمام المحكمة الجنائية الخاصة بيوغوسلافيا سابقاً جيفري نايس.

وأدلت ملاكي مصطفائي بشهادتها، وهي كما تقول إحدى ضحايا قمع الثورة الإسلامية، وأنها تعرضت أسرتها لشبه إبادة "لقد تم قَتْلُ 9 أشخاصٍ من أفراد عائلتي، 5 من إخوتي، من بينهم 4 تم إعدامُهم، وخامس قُتِل في مواجهة، إضافةً إلى زوجي و3 من أقاربي".

شهادات شخصية جليل شرهاني شاهد من الأهواز وأبلغ جليل شرهاني في اتصال مع "العربية" أنه كان واحداً ممن تقدم بالشهادة أمام المحكمة وقدم لها وثائق عن قتل النظام 40 شخصاً من أقاربه، بينهم 17 من ذويه القريبين جداً منهم والده وشقيقه وعمه وأبناء عمومته.

وقال شرهاني: "قلت للمحكمة إن والدي كان عمره 65 عاماً حين اعتقل ونفذ فيه الإعدام، رغم أنه كان مزارعاً بسيطاً". وأضاف "نُفّذت تلك الجرائم لأن العرب الذين يشكلون غالبية سكان إقليم الأهواز المليء بالنفط والغاز يطالبون بأبسط حقوقهم القومية وهم يعانون من الحرمان".

وشرح جليل فراهاني من لندن حيث يقيم لاجئاً سياسياً "قدمت لمحكمة لاهاي أدلة على أن الإعدامات تمّت بطريقة وحشية ودون محاكمات، إذ عثرنا على الجثث ملقاة في المزارع بعد ساعة فقط من اعتقالهم".

 

ما الرسالة من وراء تفجير مجمع «اليرموك» في الخرطوم؟

عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط

قامت أربع طائرات إسرائيلية بقصف مجمع اليرموك الحربي في العاصمة السودانية الخرطوم يوم الأربعاء الماضي الموافق الرابع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول)، مما أسفر عن مقتل شخصين في انفجار ضخم هز العاصمة السودانية قبيل الفجر. وقال وزير الثقافة السوداني والمتحدث باسم الحكومة السودانية أحمد بلال: «قامت أربع طائرات قادمة من ناحية الشرق بقصف مجمع اليرموك الصناعي، مستخدمة تكنولوجيا متقدمة في ذلك». وأشار بلال إلى هجوم مماثل على قافلة أسلحة في ولاية البحر الأحمر شرق السودان عام 2009، واتهم السودان إسرائيل بالوقوف وراء هذا الهجوم آنذاك، حيث قال: «إننا متأكدون الآن من أن هذا الهجوم الصارخ قامت به نفس الدولة وهي إسرائيل، والهدف الرئيسي من ذلك هو إحباط قدراتنا العسكرية ووقف أي تنمية وإضعاف سيادتنا الوطنية في نهاية المطاف».

وكانت إسرائيل قد شنت عملية منذ نحو 31 عاما يطلق عليها اسم عملية أوبرا أو بابليون في السابع من شهر يونيو (حزيران) عام 1981، والتي قامت فيها بقصف المفاعل النووي العراقي «تموز».

وفي السادس من شهر سبتمبر (أيلول) عام 2007، قامت إسرائيل بشن هجوم على منشأة نووية في مدينة دير الزور السورية في عملية أطلق عليها اسم «بستان الفاكهة».

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: بما أن مصنع اليرموك ليس منشأة نووية، فما السبب الذي دفع إسرائيل لقصفه؟ في الواقع، لم يكن هذا الهجوم يستهدف منشأة نووية أو حتى مجمعا لإنتاج الأسلحة الثقيلة، ويقال إن هذا المصنع كان يقوم بإنتاج أسلحة خفيفة. والشيء الغريب في الأمر هو أن إسرائيل لم تؤكد أو تنف مسؤوليتها عن ذلك الهجوم، وهي الاستراتيجية التي تتبعها دائما. ورفض المتحدث الرسمي باسم قوات الدفاع الإسرائيلية التعليق على تلك الاتهامات، كما قال إيهود باراك إنه ليس لديه ما يقوله بشأن هذا الهجوم.

وفي وقت لاحق، وجدنا إسرائيل تقدم مبررات بسيطة لذلك الهجوم وهو أنه كان بمثابة رسالة لإيران! وقال معلقون عسكريون إسرائيليون، إن مجمع اليرموك كان مملوكا لإيران ويتم استخدامه لإمداد حركة حماس الفلسطينية بالأسلحة. وقيل إن هذا المدى «المثير للإعجاب» لتلك العملية السرية يثبت قدرة تل أبيب على ضرب المنشآت النووية الإيرانية - التي تقع على نفس المسافة تقريبا من إسرائيل.

وبينما تتواصل أصداء الهجوم الذي شنته تل أبيب من على مسافة 1000 ميل، لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ ضلوعها في هذا الهجوم. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك: «ليس لديّ ما أقوله بشأن ذلك الموضوع». ولكن أحد أبرز مسؤوليه أشاد بالقوات الجوية الإسرائيلية ووصف السودان بأنه «بلد إرهابي».

وتتهم إسرائيل منذ فترة طويلة الخرطوم بأنها بمثابة قاعدة لحركة حماس. وفي حديثه لإذاعة الجيش الإسرائيلي، وصف عاموس جلعاد، وهو مسؤول بارز في وزارة الدفاع الإسرائيلية، السودان بأنه «دولة إرهابية خطيرة». وثمة شعور قوي بأن إسرائيل كانت تبعث برسالة قوية لطهران، حيث كتب المعلق العسكري البارز في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية رون بن يشاي يقول: «مما لا شك فيه أن تفجير الخرطوم سيكون بمثابة مادة خصبة للتفكير، ليس فقط بالنسبة للسلطات في السودان، ولكن في غزة أيضا، ولا سيما في طهران».

وقال الخبير الاستراتيجي إفرايم إنبار: «من المنطقي للغاية أن تكون إسرائيل هي الجهة التي شنت هذا الهجوم. لقد عملنا في تلك المنطقة ردا على مجموعة من التقارير الاستخباراتية في الماضي، ولدينا القدرة بالطبع (على شن مثل هذا الهجوم). يبدو أنها كانت عملية سهلة قامت بها أربع طائرات، ولم تتطلب مجهودا يذكر بالنسبة لنا». وكتب المحلل الإسرائيلي ياكوف لابين في صحيفة «جيروزاليم بوست» في الخامس والعشرين من أكتوبر يقول، إن الهجوم على مجمع اليرموك كان رسالة واضحة وقوية لإيران، مضيفا: «لو قامت الطائرات الإسرائيلية بالطيران لمسافة 1900 كيلومتر لتصل إلى العاصمة السودانية وتقصف مصنعا لإنتاج الصواريخ، فإن هذه الخطوة ستكون بمثابة ضربة قوية للجهود الإيرانية لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، كما تعد تهديدا واضحا لإيران بما قد يحدث لو استمرت طهران في تطوير برنامجها النووي». وبالنظر إلى أن المنشآت النووية الإيرانية تقع على نفس المسافة تقريبا من إسرائيل، فإن الضربة الجوية الإسرائيلية في الخرطوم تعكس القدرات الإسرائيلية بعيدة المدى، وتجعل التهديد العسكري أمرا مطروحا بقوة على الطاولة. وعلاوة على ذلك، يبدو أن الهجوم الإسرائيلي يحمل رسالة أخرى لطهران، فكما نعرف فإن تحليق طائرة من دون طيار تابعة لحزب الله اللبناني فوق مفاعل ديمونة الإسرائيلي جاء بمثابة صدمة للإسرائيليين الذين لم يكونوا يصدقون أو يتوقعون حدوث ذلك. وفي الحقيقة، تعتمد الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة المدى على أن تكون إسرائيل هي أقوى دولة في المنطقة، ولا سيما من حيث القدرات العسكرية، ونحن نعرف بالفعل أن تل أبيب تملك نحو 400 رأس نووية. وبعبارة أخرى، تعتمد إسرائيل على سياسة التعتيم أو الغموض فيما يتعلق بترسانتها النووية، كما رفضت التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي على الرغم من الضغوط الدولية، ولكن الشيء الواضح هو أن تل أبيب تملك ما يتراوح ما بين 200 و400 رأس نووية.

ثانيا، تسعى إسرائيل إلى أن تكون أكثر الدول تقدما في المنطقة من حيث العلم والتكنولوجيا. وذات يوم، اعتقدت الحكومة الإسرائيلية أو صناع السياسات في تل أبيب، أن إسرائيل ستكون مركز الشرق الأوسط الجديد، بيد أن هذا الحلم قد تبخر تماما بعد مضى عقدين من الزمان، وأصبحنا الآن أمام شرق أوسط جديد بالفعل، ولكن لم تكن إسرائيل نقطة المركز، ولذا فإننا نواجه عسكرية وفاشية جديدة في إسرائيل. وبعد إعلان بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان عن نيتهما دمج حزبي الليكود و«إسرائيل بيتنا» الأسبوع الماضي، قالت رئيسة حزب «ميريتس» اليساري الإسرائيلي وعضو الكنيست خلال الفترة بين عامي 1999 و2009 زهافا جالون: «هذا الدمج من شأنه أن يعضد الفاشية في إسرائيل! إنه يبعث برسالة مفادها أن هناك تحريضا ضد اليسار والعرب».

ويبدو الأمر بالنسبة لي أننا نواجه إسرائيل جديدة، وأن الهجوم على مصنع «اليرموك» هو رسالة ليس فقط لإيران، ولكن أيضا للدول الإسلامية، وسيكون الوضع في منتهى الحساسية والخطورة. ولحسن الحظ أن المعارضة السورية رفضت المساعدة الإسرائيلية عندما عرضت تل أبيب ذلك، وهذا يعني أن المعارضة السورية تدرك أن إسرائيل تسعى لأن تكون الدولة المحورية في منطقتنا

 

طهران: لدينا طائرات من دون طيار أكثر تطورا من تلك التي أسقطتها إسرائيل وواشنطن تتجه لشراء سفن بلا ربان من الدولة العبرية لاستخدامها ضد إيران

دبي - تل أبيب - لندن: «الشرق الأوسط»

في تهديد ضمني جديد لإسرائيل واستعراض لقوة طهران العسكرية، قال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أمس إن لدى بلاده طائرات من دون طيار أكثر تقدما بكثير من الطائرة التي أطلقها حزب الله اللبناني، المصنوعة في إيران، إلى المجال الجوي الإسرائيلي الشهر الحالي، مجددا استخفاف بلاده بالقدرات الدفاعية الإسرائيلية. وبينما أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن منطقة الخليج آمنة «بفضل إيران»، وأن هذا الأمن لا تشوبه شائبة سوى وجود «بعض الغرباء»، في إشارة إلى الوجود الأميركي، كشفت تقارير صحافية عن أن واشنطن تفاوض الدولة العبرية لشراء سفن حربية من دون ربان لاستخدامها ضد إيران. ويعلن الجيش الإيراني بصفة منتظمة عن تطويرات دفاعية وهندسية رغم تشكك بعض المحللين في مصداقية هذه التقارير. وكانت إسرائيل أسقطت طائرة من دون طيار في وقت سابق هذا الشهر، بعد أن قطعت مسافة 55 كيلومترا في عمق مجالها الجوي. وأعلن حزب الله مسؤوليته عن إطلاق الطائرة قائلا إن أجزاءها صنعت في إيران وجمعت في لبنان.

ونقلت وكالة «رويترز» عن تقرير لوكالة أنباء «مهر» الإيرانية تأكيدات وحيدي أن الطائرة التي أسقطت لم تستخدم أحدث تكنولوجيا طورتها بلاده. وأضاف «تمتلك جمهورية إيران الإسلامية حاليا طائرات من دون طيار ذات تكنولوجيا أكثر تقدما بكثير من الطائرة من دون طيار التي أرسلتها قوات حزب الله مؤخرا للطيران في سماء النظام الصهيوني (إسرائيل)». وتابع قائلا «لا شك أن التكنولوجيا المستخدمة في الطائرة من دون طيار (التي أطلقها حزب الله).. لم تكن أحدث تكنولوجيا طورتها إيران». وقال وحيدي إن إسرائيل روجت دعاية هائلة حول نظام الدفاع الجوي والقبة الحديدية لديها، لكن طائرة حزب الله من دون طيار أهانت تل أبيب. وأكد قائلا إنه «نظرا لتوغل النظام الصهيوني المتكرر في المجال الجوي اللبناني فنحن نرى أنه من حق حزب الله الطبيعي أن تحلق طائرته من دون طيار فوق الأراضي المحتلة». وكان وحيدي قال في وقت سابق إن إطلاق الطائرة من دون طيار إلى إسرائيل كان مؤشرا يظهر القدرات العسكرية للجمهورية الإسلامية. وأعلنت إيران في أبريل (نيسان) الماضي أنها بدأت في تصنيع نسخة من طائرة الاستطلاع الأميركية من دون طيار «آر كيو - 170 سنتينل» التي استولت عليها العام الماضي بعد سقوطها قرب الحدود الأفغانية. وفي كلمة ألقاها مساء أول من أمس، سعى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى إظهار بلاده في صورة المدافع عن السلام والأمن بمنطقة الخليج، مرددا تصريحات أدلى بها قادة عسكريون إيرانيون في وقت سابق. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن أحمدي نجاد قوله خلال مراسم لتكريم القوات البحرية الإيرانية «لم تكن الأمة الإيرانية يوما أمة بادئة بالهجوم، ولكن التاريخ أظهر أنها مدافعة جيدة جدا». وأضاف «كانت جمهورية إيران الإسلامية دائما حامية الأمن في الخليج الفارسي». وكان مسؤولون إيرانيون قالوا من قبل إن البلاد قد تغلق مضيق هرمز، ذلك الممر المائي الحيوي لناقلات النفط في العالم، أو تضرب قواعد عسكرية أميركية في المنطقة في حال تعرضها لهجوم. إلى ذلك، كشفت تقارير صحافية إسرائيلية عن أن سلاح البحرية الأميركية يفاوض إسرائيل على شراء كمية من السفن الحربية بلا ربان التي طورتها المصانع العسكرية الإسرائيلية، وذلك لأجل استخدامها في أي مواجهة عسكرية قادمة مع إيران.

 

قادة عرب باعوا شعوبهم "أوهام الحرب" مع إسرائيلبدءاً من جمال عبدالناصر مروراً بالقذافي وصدام وحافظ الأسد وابنه بشار

دبي - قناة العربية

أعاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهدة وتداول تصريحات بعض القادة العرب، الذين تبنوا تهديدات صارمة ومباشرة ضد إسرائيل، معتبرين أنها مجرد "بيع كلام" على الشعوب، ولا تحمل أي دلالات جدية.  واستذكر الناشطون تلك التصريحات على خلفية هجوم سلاح الجو الإسرائيلي على مصنع اليرموك للأسلحة في العاصمة السودانية الخرطوم، وفي طليعتهم الرئيس جمال عبدالناصر، وانتهاء بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي أعلن أنه سيحرر فلسطين، ولكنه لم يحرك ساكناً حيال تل أبيب عندما استهدفت المفاعلات النووية العراقية عام 1981.

كما سلط الناشطون الضوء على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الذي يدعي مقاومة إسرائيل وأنه حصن الأمة، وعلى النقيض فإنه آثر العدول عن مهاجمة الدولة العبرية، عندما حلق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق قصره باللاذقية قبل ست سنوات، ولم يطلق رصاصة واحدة عندما تم استهداف الرادارات السورية بمنطقة البيدر عام 2001، أو حينما قصف المفاعل النووي "كبر" في دير الزور.

هضبة الجولان والأسد الأب الكاتب الصحفي الكويتي فؤاد الهاشمي حتى حافظ الأسد الراحل والد بشار، دائماً ما كان يهدد تل أبيب ولكنه فارق الدنيا من دون استرجاع هضبة الجولان من براثن الجيش الإسرائيلي. وعن ذلك، روى الكاتب الصحفي الكويتي فؤاد الهاشمي، خلال حديثه لنشرة الرابعة التي تذاع على قناة "العربية"، بعض المواقف الخاصة بتصريحات القادة العرب، حيث قال "في عام 1972 دعت السفارة الليبية في الكويت الشباب العربي من سن 18 إلى 24 عاماً، للتقدم إلى السفارة الليبية لإنشاء الجيش العربي الموحد بغية تحرير فلسطين، وفي النهاية قضى القذافي على يد شعبه".

ويضيف الهاشم: "بالنظر إلى تصريحات الراحل جمال عبدالناصر نجده هدد المملكة العربية السعودية بتدمير ست طائرات حربية في مطار نجران خلال خمس دقائق وكان ذلك عام 1963، بينما في العام 1967 دمرت إسرائيل كل القوة الجوية المصرية في غضون سبع دقائق". وتابع الهاشمي: عندما كانت الحكومة الإسرائيلية تستفز حافظ الأسد، كان الإعلام السوري دائماً يصدح بمقولته الشهيرة "لن يجرونا إلى المعركة، بل نحن من يحدد زمان الحرب". وبينما كان حافظ الأسد دؤوباً في الحديث عن ضرورة وجود توازن استراتيجي يعادل ميزان القوى مع إسرائيل، ترتسم البهجة وجه الطيارين الإسرائيليين من مطار "العفولة" وهم يشاهدون سقوط الطيران الحربي السوري. رسالة مرسي ومضى الهاشمي قائلاً "في مصر نجد الإخوان المسلمين لا يكفّون عن الأحاديث حول مشاركتهم في حرب عام 1948، وفي النهاية نجد رسالة من رئيس مصر المتحدر من حزب الحرية والعدالة، يختم فيها رسالة للرئيس الإسرائيلي بيريز بـ(صديقكم الوفي)".

وأوضح أن إيران لم تتحرك قيد أنملة عندما دكت إسرائيل قطاع غزة بالقنابل الفسفورية في عملية عرفت بالرصاص المصبوب عام 2008، كما آثرت السكون عقب هجوم إسرائيل على جنوب لبنان عام 2006. وأنهى حديثه قائلاً "الشعوب العربية متعطشة وعقلها صغير، ويجب على الشباب في جميع الأقطار العربية أن يتعلموا بسرعة شديدة، لاستيعاب ما يتفوه به الحاكم العربي من تصريحات".

وأكد أن هناك ظاهرة في العالم العربي تتجسد في تعلق الفرد بالحاكم، وشدد على ضرورة دراسة هذه الظاهرة من قبل الأكاديميين الجامعيين، لمعرفة ماهية الأسباب التي تؤدي لعشق المواطن العربي لرؤسائه، لافتاً إلى أن ارتباط الفرد بالحاكم مندثر تماماً من قواميس نظم الحكم الأمريكية والأوروبية.

 

أقباط مصر ينتظرون البابا الجديد وطفل يحسم المعركةيختارون رأس كنيستهم من بين 5 مرشحين ومن ثم يحصر الخيار بين ثلاثة

القاهرة - دينا سالم /العربية

ينتظر ملايين الأقباط في مصر، الانتخابات البابوية التي ستجرى يوم الاثنين 29 أكتوبر/تشرين الأول لاختيار البطريرك رقم 118، الذي سيقود الكنيسة القبطية في ظل ظروف سياسية صعبة تمر بها البلاد.

ويختار الأقباط البابا الجديد من بين خمسة مرشحين هم: الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، والأنبا تاوضروس أسقف عام البحيرة، والقمص رافائيل أفامينا، والقمص سارافيم السرياني، والقمص باخوميوس السرياني.

القرعة الهيكليةوتأتي بعد ذلك مرحلة القرعة الهيكلية في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بين المرشحين الثلاثة الذين فازوا بأعلى الأصوات، حيث يسحب أحد الأطفال الموجودين في الكنيسة المرقسية، وهو معصوب العينين، ورقة من صندوق زجاجي يحتوي على ورقات بأسماء المرشحين الثلاثة، ويعلن الأنبا باخوميوس اسم البطريرك رقم 118.

وعلى الرغم من الاختلافات الاجتماعية والثقافية بين الأقباط فإنهم يجمعون على أن هذا الطقس تحديداً يضفي روحانية على عملية انتخاب البابا، ويؤكد أن البطريرك اختيار إلهي، ولهذا السبب يصعب التكهن بمن سيفوز في تلك الانتخابات إلا أن كثيراً من الأقباط يرون أن الأنبا رافائيل هو الأقرب إلى الفوز لأنه أسقف وسط البلد ومعروف لدى الأوساط القبطية، إضافة إلى القمص رافائيل أفامينا، لأنه تلميذ البابا كيرلس السادس الذي كان يحظى بمكانة روحية كبيرة لدى الأقباط.

وشهدت الساحة القبطية بعض الجدل مؤخراً بعد خروج كل من الأنبا بيشوي والأنبا يؤنس من التصفية الأولى، وكان يعتقد أنهما الأكثر قرباً لتبوّؤ الكرسي المرقسي.

ويعتقد المحامي والناشط القبطي، ماجد ويلسون حنا، أن أسباباً سياسية كانت وراء استبعاد الأنبا بيشوي والأنبا يؤنس من قائمة المرشحين النهائية، وأن هناك علامة استفهام كبيرة حول اختيار المرشحين الخمسة من قبل لجنة الـ١٨ المختصة بتصفية المرشحين. ويقول إنه لم تكن هناك فترة كافية للشعب القبطي للتعرف إلى هؤلاء المرشحين.

ويضيف سامح محروس، عضو المجلس الأعلى للصحافة، أنه ربما ارتأت لجنة الـ١٨ ضرورة تجنيب الكنيسة حالة القطبية والانشقاقات، خاصة أن كلاً من الأنبا بيشوي والأنبا يؤنس يمثلان قطبين في الكنيسة، وإن كان يرى أن الشخصيات التي استبعدت في التصفية الأولى كان من حقها خوض الانتخابات ثم يختار الشعب، وفي النهاية تختار السماء من تشاء من خلال القرعة الهيكلية.

على خلاف ذلك، يرى المستشار نجيب جبرائيل، أن كثيراً من الأقباط، وخاصة الجبهة العلمانية، متخوفون من وجود بعض الأساقفة الذين توجد عليهم مآخذ نظراً لمواقف وتصريحات نسبت إليهم، وحينما ظهرت القائمة النهائية، وجدت قبولاً لدى جموع الأقباط.

ويشار إلى أن عملية اختيار البابا تخضع للائحة عام 1957 التي انتخب واختير بموجبها البابا كيرلس السادس عام ١٩٥٩، والبابا شنودة الثالث عام ١٩٧١. ويشترط فيمن يرشح للكرسي البطريركي أن يكون مصرياً قبطياً أرثوذكسياً، ومن الرهبان الذين لم يسبق لهم الزواج سواء كان مطراناً أو أسقفاً أو راهباً، وأن تتوافر فيه جميع الشروط المقررة في القوانين والقواعد والتقاليد الكنسية. كما يجب أن يكون في الأربعين من العمر على الأقل، وقضى في الرهبنة مدة لا تقل عن 15 عاماً، لكن هناك مطالبات بتطوير هذه اللائحة لتواكب الحراك المجتمعي والتطور التكنولوجي والثقافي والسياسي للمجتمع المصري.

البابا الذي يريده الأقباطويعتقد سامح محروس، عضو المجلس الأعلى للصحافة، أن نموذج البابا كيرلس السادس يجب أن يعود إلى الكنيسة القبطية. ويصف محروس الفترة التي قضاها كيرلس السادس في البابوية من ١٩٥٩ وحتى ١٩٧١ بالفترة الذهبية للكنيسة بسبب علاقة البابا الطيبة مع الرئيس جمال عبدالناصر، وبسبب قيادته الروحية التي زرعت المحبة والطمأنينة بين الناس.

من جانبه، يرى المستشار نجيب جبرائيل أن الأقباط في احتياج لبابا لديه كاريزما مثل البابا شنودة الثالث يعيد إليهم حقوقهم عن طريق الالتصاق بالدولة، فالبابا الجديد أمامه ملفات معقدة، مثل القانون الموحد لدور العبادة واختفاء الفتيات المسيحيات، ومشكلة تمثيل الأقباط في الحياة السياسية، وأيضاً الاعتداء على الكنائس. هذا إلى جانب تطوير قانون المجلس الملي ولائحة انتخاب البابا.

أما المحامي ماجد ويلسون حنا فيقول إن على البابا الجديد القضاء على الانقسام في الكنيسة القبطية. ومهما تكن النتيجة التي ستسفر عنها القرعة الهيكلية، فإن البطريرك الجديد سيكون عليه ملء فراغ كبير تركه البابا شنودة الثالث من حيث الثقل الديني والسياسي.

 

الراعي زار سفارة لبنان في ايطاليا واتصل برؤساء الطوائف الاسلامية مهنئا بالاضحى

وطنية - 29/10/2012 زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي السفارة اللبنانية في إيطاليا ويلتقي القائم بالأعمال كريم خليل، في حضور أركان السفارة.

وكان الراعي أجرى سلسلة اتصالات هاتفية بكل من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن مهنئا بعيد الأضحى المبارك، وتخلل الإتصالات عرض للأوضاع العامة وتأكيد "أهمية التواصل بين القيادات الروحية ودورها المؤثر في لم شمل العائلة اللبنانية وترسيخ أسس الوحدة الوطنية والإستقرار الداخلي في ظل الأجواء السياسيةالمشحونة التي يشهدها البلد". وجدد قباني وقبلان وحسن تهانيهم للراعي بتعيينه كاردينالا، ورأوا فيها "التفاتة كريمة من قداسة البابا للبنان، ودفعا جديدا للعمل بشعار الشركة والمحبة".

 

ريفي استقبل السفيرة الكندية

وطنية - 29/10/2012 إستقبل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بعد ظهر اليوم في مكتبه في ثكنة المقر العام، سفيرة كندا في لبنان هيلاري تشايلد آدامس، يرافقها الملحق العسكري لدى السفارة الكون، في زيارة تهدف إلى التعاون والتنسيق، جرى خلالها عرض للأوضاع الأمنية العامة في البلاد

 

المطران جورج رياشي في ذمة الله

وطنية - 29/10/2012 نعت بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك المثلث الرحمة رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج رياشي، وجاء في النعي الاتي:

"أنا القيامة والحياة"

غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث الكلي الطوبى

السادة المطارنة أعضاء المجمع المقدس لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

أبرشية طرابلس وسائر الشمال

المطران روبير رباط رئيس أساقفة أستراليا ونيوزيلندا

الأرشمندريت سمعان عبد الأحد الرئيس العام للرهبانية الباسيلية الشويرية وجميع أبنائها

عائلات إخوته وأخواته أولاد المرحوم خطار ندره الرياشي

وآل رياشي وأنسباؤهم وعموم عائلات قاع الريم في لبنان والمهجر

ينعون صاحب السيادة المثلث الرحمة المطران جورج رياشي، رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك، الذي انتقل إلى رحمته تعالى صباح الأحد في الثامن والعشرين من تشرين الأول 2012، يحتفل بالصلاة لراحة نفسه يوم الأربعاء في الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2012، الساعة الثالثة بعد الظهر في كنيسة دير مار الياس الطوق - الراسية، زحلة، ثم يوارى الثرى في دير القديس يوحنا - الخنشارة.

تقبل التعازي، قبل الدفن وبعده، ويوم الخميس في الأول من تشرين الثاني 2012 من الساعة العاشرة حتى السادسة مساء في دير مار الياس الطوق - زحلة.

ويوم الجمعة في الثاني من شهر تشرين الثاني، في دير القديس يوحنا - الخنشارة، من العاشرة صباحا حتى السادسة مساء.

ويوم السبت في الثالث من شهر تشرين الثاني، في المطرانية الجديدة - أتوستراد السامرية، ضهر العين - الكورة، طرابلس، من الساعة العاشرة صباحا حتى الواحدة ظهرا ومن الساعة الرابعة حتى الساعة السابعة مساء.

ليكن ذكره مؤبدا".