المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار12 كانون الثاني/2012

إنجيل القديس لوقا 06/46-49 /العمل بكلام المسيح

كيف تدعونني: يا رب، يا رب، ولا تعملون بما أقول؟ كل من يجيء إلي ويسمع كلامي ويعمل به أشبهه لكم برجل بنى بيتا، فحفر وعمق وجعل الأساس على الصخر. فلما فاض النهر صدم ذلك البيت، فما قدر أن يزعزعه لجودة بنائه. وأما الذي يسمع كلامي ولا يعمل به، فيشبه رجلا بنى بيته على التراب بغير أساس، فصدمه النهر، فسقط في الحال، وكان خرابه عظيما.

 

عناوين النشرة

*مؤتمر صحافي لبان كي مون الجمعة في فندق "فينيسيا"

*فارس سعيد: "حزب الله" يهاجم زيارة بان كي مون لأنه معني مباشرة بأربعة قرارات دولية 

*القبس": القرارات في حقيبة بان تجعل الحــــاكم الفعلي للبنان

*الراعي استقبل رئيس المؤسسة المارونية للانتشار ومطارنة

*سليمان شدد على الحوار لإيجاد الحلـول وأمل في تكثيف العمل الحكومي والاداري

*ميقاتي استقبل سفيرة اميركا وطبارة ونقابات الذهب ولجنة اخلاقيات علوم الحياة وهيئات

*نواب بيروت قرروا الحوار مع زملائهم في 8 آذار لنزع السـلاح من العاصــــمة

*"14 آذار": زيارة بان محكّ لإلتزام فعلي بالقرارات الدوليــة/الحكومة مدعوة لتنأى بلبنان عن ترجمة خطة النظام السوري

*الدّلهميّة في ساحل الشوف... للبيع بـ 350 مليون دولار/باسكال بطرس/الجمهورية

*اهالي المعتقلين في سوريا يطلبون لقاء بان وإعادة تظهير الملف وتشديد على مبدأ المحاسبة

*أهالي الموقوفين في سجون لبنان أمام "الدولية للصليب الأحمر": 50 سجيناً ماتوا بسبب الإهمال الطبي

*عضو المجلس السياسي لـ"حزب الله" غالب أبو زينب: فعّلنا عمل اللجنة المشتركة بين بكركي وحزب الله

*تمنى على منصور زيارة سوريا لكشف مصير المفقودين/معلوف: للمساواة بين قضية الصدر والمعتقلين

*جريدة الأخبار الناطقة باسم الراعي: لقاء حاريصا ليس برعاية بكركي وما يقوم به الراعي أبعد ما يكون عنه

*متابعة بكركي" لقانون الانتخاب تتحرك في اتجاه المسؤولين

*صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر كنسية: الفاتيكان غير راضٍ عن أداء الراعي 

*هل يتم التمديد لقائد الجيش سنتين حتى يكون مرشحًا قويًا للرئاسة؟!

*شبكات من "حزب الله" و"أمل" تهرب السلاح إلى ثوار سورية اكتشاف بعضها أدى إلى إعدامات في دمشق/ حميد غريافي/السياسة

*كتلة المستقبل: سلبية حزب الله حيال بان تزيد العزلة وتنعكس سلباً على لبنان

*شورى الدولة وافق على مشروع نحاس للأجور مع فرض ملاحظات عليه للأخذ بها

*فاعليات درزية بيروتية في دار الطائفة ونفي للشائعات عن بيع أملاك الأوقاف في العاصمة

*الناطقة باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) منتهى الأطرش تشكر جنبلاط وتتمنى منه ان يبقى على موقفه

*الوطنية للإعلام": جريحان جرّاء إطلاق نار في الجيّة 

*الاشتباه بسيارة في صور تبين انها خالية من أي مواد متفجرة 

*عدوان: خطاب الأسد أشعرنا بالصدمة.. ويجب إبعاد الجيش عن النّزاع السياسي

*عضو كتلة زحلة النائب طوني أبو خاطر للسياسة: حزب الله" ضد كل ما له علاقة بالشرعية وليست لدى الحكومة أرضية صالحة لتحكم بتجرد 

*روجيه إده: حمّام الدم يتوقف بمغادرة النظام السوري في البوارج الموجودة في طرطوس

*عضو من بعثة المراقبين العرب في سوريا بعد انسحابه: البعثة تخدم النظام السوري وتعطيه فرصة أكثر ليمارس القتل ومهمة المراقبين ميتة

*الوطن" السعودية: مكابرة "الأسد".. زيت على نار

*تعليق جريدة المستقبل على خطاب الأسد

*المعارضة وصفت مشروعه الإصلاحي بـ "خرقة بالية" وحذرت من لجوء النظام إلى ممارسات أكثر إجراماً.. وأولى ثمار ووعود الأسد 25 قتيلاً برصاص كتائبه في مختلف الميادين  

*قراءة أولية في خطاب بشار الأسد: خيّب آمال طهران وحاول رفع معنويات منهارة ودافع عن ..قوّته هو

*مسؤول سابق في الـ"سي آي أيه": الأسد لن يستمر إلى ما بعد مارس المقبل

*الخارجية الأميركية: الأسد يسعى لإنكار أي مسؤولية عن أعمال العنف في سوريا

*الأمم المتحدة: أربعمئة قتيل في سوريا منذ بدء مهمة المراقبين العرب

*جوبيه يتهم الأسد بـ"إنكار الواقع" و"الحضّ على العنف"

*جوبيه: على الجامعة العربيّة أن تقدّم تقريرًا لمجلس الأمن عن مهمة مراقبيها في سوريا

*رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز: إسرائيل تستعد لاستقبال لاجئين علويين في الجولان

*لعبة الجامعة العربية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الأسد استجداء وانفصال عن الواقع/ طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الثورة السورية ليست إرهاباً/رندة تقي الدين/الحياة

*الأسد يُكابر على خطة تتبلور لتنحيته هذا الشهر/وسام سعادة/المستقبل

*إلى مرحلة ما بعد المراقبين/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*بيان الجامعة العربية الأعوج في المسألة السورية/ داود البصري/السياسة

*بيان الجامعة العربية... الجلاد والحكم/ غسان المفلح/السياسة

*الولايات المتحدة تحذر من "تصعيد" جديد في الملف النووي الإيراني/طوكيو تطالب طهران بعدم تهديد سلامة مضيق هرمز 

*الجمهوري ميت رومني يعزز تفوقه على منافسيه الجمهوريين بفوز ثان في نيوهامشر

*شيخ الأزهر يطلق وثيقة الحريات الأساسية

*أوباما والعاهل الأردني يبحثان في عملية السلام الثلاثاء المقبل

*الاب بطرس عازار يتسلم من تابت أمانة المدارس الكاثوليكية

*عون امام وفد من "مجموعة سوريا حبيبتي - محامو طرطوس": على الشعب السوري التحلي بالوعي الكافي لصد المشاكل والفتن

*شهية المسيحيين انفتحت على التعيينات الإدارية وعون يطالب بحقّ الأقوى حكومياً في التسمية/هيام القصيفي/النهار

*معلّقة" السيّد الرئيس "مئة دقيقة.. ودقيقة/ميرفت سيوفي/الشرق 

*يا قوم إلامَ وحتّامَ/مصطفى علوش/المستقبل

*خطاب بشّار الاسد او الرهان على الوقت والزيتون/ميدل ايست أونلاين/خيرالله خيرالله

*"الكتلة الوطنية": لاستيضاح ما نقل عن الحوت لتبيان من ان لدى الجماعة الاسلامية جناح عسكري مسلح

*قوّات الفجر تخضع لإمرة الجماعة أم الحزب/علي الحسيني/الجمهورية

*جنبلاط يسعى لتواصل الحريري و«حزب الله/أسعد بشارة/الجمهورية

*علويستان/محمد سلام/لبنان الآن

 

تفاصيل النشرة

 

مؤتمر صحافي لبان كي مون الجمعة في فندق "فينيسيا"

وطنية - 11/1/2012 اعلن مركز الأمم المتحدة للاعلام في بيروت، في بيان "ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون سيعقد مؤتمرا صحافيا، عند السابعة مساء الجمعة المقبل، في قاعة قرطاج في فندق فينيسيا". وطلب البيان من "الاعلاميين تأكيد الحضور ضمن مهلة أقصاها صباح غد الخميس نظرا لمقتضيات الإجراءات الأمنية، وتضمين اسم المندوب ورقم وجهة إصدار البطاقة الصحفية، وارسالهلإ الى مريم سليمان على بريدها الالكتروني sleiman2@un.org اوالاتصال بها على 910930/03 أو 978815/01 واشار الى انه "سيتم إغلاق أبواب القاعة المخصصة للمؤتمر الصحفي عند الساعة السادسة الا 10 دقائق مساء، ولن يتم بعدها إدخال أي إعلاميين من قبل الجهات الأمنية".

 

فارس سعيد: "حزب الله" يهاجم زيارة بان كي مون لأنه معني مباشرة بأربعة قرارات دولية 

موضوع القاعدة سيكون موضع مساءلة من قبل الفريـق الدولي.. وكلام الراعي راعوي شامل أكثر مما هو كلام دقيـق في السياسة

موقع 14 آذتر/أوضح منسّق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون سيتحدث أمام المسؤولين اللبنانيين عن ضرورة الإلتزام بقرارات الشرعية الدولية. وفي حديث لوكالة "أخبار اليوم"، رأى سعيد ان هناك فريقاً لبنانياً، معنيّ مباشرة بالمساهمة في إلتزام لبنان بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، يرفض قرارات هذه الشرعية وبالتالي يرفض زيارة كي- مون الى بيروت. ولفت سعيد الى أن "حزب الله" معنيّ مباشرة بأربعة قرارات، من 7 قرارات متعلقة بلبنان، واضاف:

القرار 1575 المتعلق بالمحكمة الدولية، هناك قرار اتهامي بحق "حزب الله".

القرار 1701، ينصّ على سحب السلاح من جنوبي الليطاني،

القرار 1559 ينص ايضاً على موضوع سلاح "حزب الله".

القرار 1680 المتعلّق بترسيم الحدود، يعني "حزب الله" ايضاً، لأنه طالما الحدود سائبة طالما "حزب الله" مستفيد منها. وتابع: "انطلاقاً من هذا الترابط العضوي بين "حزب الله" وبين قرارات الشرعية الدولية، فإن الحزب يرفض جملة وتفصيلاً زيارة كي-مون، ومن هنا الهجوم المركّز عليها من قبله".

وشدّد سعيد على أننا في المقابل نعتبر ان هذه الزيارة بالغة الأهمية لأنها تذكّر لبنان واللبنانيين والمجتمع الدولي، بأن البلد لا يمكن ان يكون في وجه الشرعية الدولية. واضاف: بما أن لبنان جزء من هذه الأسرة الدولية، فيجب ان يكون جزءاً من النظام العالمي، وبالتالي هو معنيّ بتنفيذ كل قرارات الشرعية الدولية المتعلقة به منذ العام 2004 حتى هذه اللحظة.

ورداً على سؤال، رأى سعيد ان الحكومة الحالية ماهرة في التوصّل الى المخارج اللفظية امام المجتمع الدولي، إنما في الواقع، لقد دخلت في المحظور وفي فخ هائل نصبته لغيرها ووقعت فيه ألا وهو الكلام عن موضوع القاعدة قبل وصول كي- مون الى بيروت. حيث وزير الدفاع (فايز غصن) يتحدث بأن "القاعدة" تنطلق من عرسال باتجاه سوريا، في حين وزير الداخلية (مروان شربل) يقول ان القاعدة تمرّ فقط في لبنان ولكن لا تستقر فيه، وبالتالي يتوافق الوزيران على وجود ممر او قواعد انطلاق للقاعدة في لبنان.

ولفت سعيد الى أن هذا الموضوع سيكون موضع مساءلة من قبل الفريق الدولي لرئيس الجمهورية (العماد ميشال سليمان) ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) من أجل توضيح كلام الوزيرين، وسيكون ايضاً خطوة باتجاه تنفيذ القرار 1680 المتعلق بترسيم الحدود اللبنانية.

ورداً على سؤال حول ما أعلنه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بأن البطريركية المارونية بدأت رسمياً حوار مع "حزب الله"، وعندما يسلّم سلاحه سيكون عيداً كبيراً، رأى سعيد ان كلام الراعي هو كلام راعوي شامل أكثر مما هو كلام دقيق في السياسة. فالسياسة متروكة لأهل السياسة، وذكر سعيد ان الحوار بين بكركي و"حزب الله" بدأ مع نشوء اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي – المسيحي في العام 1993 بعدما حصل أول اعتداء اسرائيلي ضد الجنوب اللبناني بعد اتفاق الطائف، ثم تطورت هذه الأطر الحوارية بين بكركي والحزب حتى توصلا مع بعض المجموعات الى إنشاء اللقاء اللبناني للحوار الذي عقد أولى جلساته في مدينة مونترو في سويسرا في حزيران العام 2001. ولم تتوقف قنوات الاتصال بين "حزب الله" والبطريركية المارونية، إنما ما تغيّر هو ان البطريرك السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ظل ثابتاً في موضوع السلاح إذ لم يعطه تبريراً ولم يربط تسليمه للدولة بأي مهل أكانت معنوية او من طبيعة سياسية. اما اليوم فربما هناك تفهّم رعوي لهذا السلاح.

وعن المعلومات التي نشرت اليوم عن أن سعيد يحرّك المجلس الوطني لقوى 14 آذار، أجاب منسق الأمانة العامة، مشدداً على أهمية تطوير العمل التنظيمي داخل 14 آذار، مضيفاً: أكثر من ذلك فلن أقول أية كلمة قبل الوصول الى خواتيم الأعمال. إنما اعتقد ان ما يجب ان تقوم به قوى 14 آذار هو ليس العمل التنظيمي بل ان تطرح مشروع إنقاذي للبنان يرتكز على التنفيذ الحرفي لاتفاق الطائف الذي ينص على حصرية السلاح في أيدي الدولة اللبنانية ويكرّس المناصفة الإسلامية – المسيحية ويتجه تدريجياً باتجاه الدولة المدنية.

وقال: تداعيات السقوط الحتمي للنظام السوري في لبنان، ستعيد خلط الأوراق في الداخل اللبناني، وعلينا كلبنانيين جميع اللبنانيين ان نتنبّه الى هذه التداعيات وان نتمسك باتفاق الطائف كعقد دستوري وسياسي ينظّم العلاقات اللبنانية – اللبنانية. وأي كلام حول تعديل الطائف او تبديله او تطويره في لحظة يمتلك فيها فريق السلاح وأفرقاء آخرين لا يمتلكون السلاح هو خطوة باتجاه المجهول.

وهنا طالب سعيد كل المسؤولين اللبنانيين، التمسّك بالطائف كنص مرجعي من أجل تنظيم العلاقات اللبنانية – اللبنانية مع سقوط النظام السوري. ورأى ان قوى 14 آذار مطالبة بتجهيز نفسها باتجاه ان تكون مبادرة لإنقاذ لبنان على قاعدة التنفيذ الحرفي لإتفاق الطائف.

ورداً على سؤال، لفت سعيد الى أن الطريق الذي سلكته "حماس" في اتجاه المصالحة الفلسطينية، جاء بعدما قامت بقراءة دقيقة لموازين القوى وللتغيير الهائل الحاصل في العالم العربي وبالتحديد في سوريا، وبالتالي، "حزب الله" ايضاً مدعو ان يخطو خطوات حماس في هذا الاتجاه لتجنيب نفسه والبلد أي خضّة لأن مشروعه دون أفق وقد انتهى، بمعنى بات غير قادر على استخدام السلاح في الداخل اللبناني وغير قادر على استخدامه باتجاه اسرائيل وغير قادر على ان يستمر كأداة في أيدي اي جهة إقليمية من أجل تثبيت نفوذها في لبنان، بالتالي الحل الوحيد أمامه هو العودة الى لبنان بشروط لبنان وليس ان يذهب لبنان بشروط "حزب الله".

 

القبس": القرارات في حقيبة بان تجعل الحــــاكم الفعلي للبنان

المركزية- نقلت صحيفة "القبس" الكويتية نقلا عن أوساط سياسية تساؤلها عشية زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ماذا يستطيع لبنان ان يقدم لـ"الضيف العزيز"؟

وأشارت الى أن القرارات التي في حقيبة بان ومرافقه تيري رود - لارسن تجعل من الأمين العام الحاكم الفعلي للبنان، وهو الأمر الذي يخشاه الكثير من اللبنانيين في الوقت الحاضر، لأن المنطقة تدخل أكثر فأكثر في المجهول، والخوف من أي عود ثقاب يشعل الساحة اللبنانية التي على تفاعل يومي مع أحداث المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن الأوساط قولها ان قطبي الأزمة هما الآن سوريا وايران، فالأولى تواجه مأزقا داخليا هائلا ينذر بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر، أو بتدخل أجنبي لا يعلم احد الى أين يمكن ان ينتهي، والثانية في ذروة الاستنفار بحجة الاستعداد للحظة التي تفرض فيها العقوبات النفطية، بينما المناورات العسكرية تتلاحق كما لو ان الحرب على الأبواب. وأشارت الى أن النقطة الحساسة التي يتوقع أن يثيرها كي مون، هي أن القرار الاتهامي الثاني قد يصدر قريباً، وان هذا القرار يضم اسماء هي اهم بكثير من الاسماء (الاربعة) التي وردت في القرار الاولي لدانيال بيلمار الذي لن يغادر مقره في محكمة لاهاي قبل ان يقول كل ما لديه.

 

الراعي استقبل رئيس المؤسسة المارونية للانتشار ومطارنة

العريضي: تكريس الشراكة مسؤولية كبرى وهم كبير يتطلب رجالا كبارا

 وطنية - 11/1/2012 استقبل البطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي وزير الأشغال العامة غازي العريضي في زيارة للتهنئة بالأعياد وكانت مناسبة لعرض التطورات والمستجدات. واشار العريضي بعد اللقاء الذي استمر قرابة الساعة وعشر دقائق الى أن علاقته "بصاحب الغبطة تعود الى عقدين من الزمن ونيف، أول شخصية التقيت بها بعد فترة الانقطاع والقطيعة التي جرت في لبنان والتي آمل أن لا تتكرر وأن يتعلم منها الجميع ويستخلصوا الدروس والعبر. كان سيادة المطران آنذاك، وليس سرا القول في منزل هذا الرجل، منذ ذلك الوقت علاقتي بسيادة المطران والآن صاحب الغبطة في موقع مسؤولية كبيرة، والعنوان الذي طرحه "شركة ومحبة"، محبة من المفترض أن تكون العنوان الدائم لكل سلوكنا السياسي لأن الكره والحقد أمران يعبران عن ضعف ويجب أن لا يكون لهما مكان في حياتنا السياسية اليوم، أما الشراكة فهي المسؤولية الكبرى، تكريس الشراكة مسؤولية كبرى وهم كبير وتتطلب رجالا كبارا".

اضاف: "لبنان مميز بتنوعه وفرادته في هذا الجانب، وبالتالي بهذه الشراكة بين أبنائه الذين ينتمون الى مختلف الطوائف والمذاهب والتيارات المختلفة، لكن في النهاية نحن جميعا لبنانيون، لبنان بلد التوازنات، والتوازنات يجب أن تصان بميزان الجوهرجي. لذلك نحن بحاجة الى الكبار والعقلاء والحكماء الذين ينطلقون من محبة لتكريس الشراكة، وهذا هو التوجه الذي نلتقي عليه مع صاحب الغبطة، والنقاش تناول كل الشؤون والشجون الوطنية وما يحيط بنا تحت هذا السقف كيف نحفظ لبنان، نحن غارقون في سجالات ونقاشات، ما يجري هنا وما يجري هناك، ماذا سيحصل في لبنان، كيف نتلقى ما يجري حولنا لنتلاقى في الداخل ونحفظ لبنان، هذه هي العناوين التي ناقشناها مع صاحب الغبطة".

استقبالات

والتقى الراعي المطران بولس منجد الهاشم، ثم المحامي جوزف أبو شرف، كما استقبل عددا من المطارنة والكهنة، ورئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، وترأس اجتماعا للجنة إحياء تراث يانوح.

 

سليمان شدد على الحوار لإيجاد الحلـول وأمل في تكثيف العمل الحكومي والاداري

المركزية – شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على الحوار وأمل في ان تشهد المرحلة المقبلة كثافة العمل والانتاج على المستوى الحكومي والوزارات والادارات المعنية معرباً عن ارتياحه لسير التعاطي مع الملفات المطروحة. ورأى أمام زواره اليوم أهمية اتباع سياسة الحوار الهادئ والهادف والبنّاء لحل المشكلات والتباينات القائمة بين الافرقاء حيال عدد من المواضيع المطروحة ما يعزز الثقة بلبنان خارجياً ويشيع مناخ الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي في الداخل.

وفي نشاطه، عرض الرئيس سليمان مع النائب قاسم هاشم للتطورات الراهنة والاوضاع في الجنوب.

وتناول مع النائب السابق غطاس خوري عدداً من المواضيع المطروحة قيد التداول راهناً.

واطلع من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على عمل المديرية خصوصاً على المعابر البحرية والبرية والجوية إضافة الى شؤون المؤسسة واحتياجاتها.

واستقبل الرئيس سليمان وفد المجلس الدستوري برئاسة الدكتور عصام سليمان الذي قدم التهنئة بالاعياد باسم المجلس، وأطلعه على ما يقوم به المجلس في المرحلة الراهنة واستعداداً للمرحلة المقبلة.

إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر اليوم، كلا من الوزيرين السابقين عبدالله فرحات ويوسف سلامة، فالنواب السابقين جبران طوق، مروان أبو فاضل، عدنان طرابلسي ونادر سكر وعرض مع كل منهم التطورات السياسية الراهنة على الساحة الداخلية.

 

ميقاتي استقبل سفيرة اميركا وطبارة ونقابات الذهب ولجنة اخلاقيات علوم الحياة وهيئات

 وطنية - 11/1/2012 - إستقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية مورا كونيللي قبل ظهر اليوم في السرايا وعرض معها التطورات.

ولاحقا وزعت السفارة الاميركرية في بيروت بيانا عن لقاء الرئيس ميقاتي مع السفيرة كونيللي جاء فيه: "التقت السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اليوم في مكاتب رئيس المجلس في السراي الكبير، حيث ناقشا الوضع السياسي والأمني في لبنان والوضع الراهن في سوريا. وشددت السفيرة كونيللي على قلق الحكومة الاميركية من ان تؤدي التطورات في سوريا الى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان. كما جددت التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل".

طبارة

وإستقبل الوزير السابق بهيج طبارة وعرض معه الأوضاع العامة.

نقابات الذهب

ثم استقبل وفدا مشتركا ضم نقابة تجار الذهب في لبنان، نقابة صائغي طرابلس والشمال ونقابة صائغي بيروت عرض له أوضاع التجار والصاغة لا سيما موضوع سوق الصاغة في وسط بيروت.

وتحدث نقيب تجارالذهب في لبنان نعيم رزق بعد اللقاء ،فقال:" زيارتنا هي لإطلاع دولة الرئيس ميقاتي على ملف النزاع بيننا وبين شركة سوليدير التي ترفض اعطاءنا مفاتيح محالنا ومكاتبنا في سوق الصاغة، وطلبنا من الرئيس ميقاتي العمل وفق ما يمليه القانون والواجب في تسريع بت المسألة، وخصوصا أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء كلفا مستشارين قانونيين لمتابعة القضية". وتحدث ايضا نقيب صائغي وجوهريي طرابلس والشمال خالد عبد الحميد النمل فقال:"عرضنا على الرئيس ميقاتي مطالبنا المحقة وخصوصا أن هذه المهنة هي احد الأعمدة الاساسية للاقتصاد اللبناني، وقد وعد بتلبية مطالبنا وأجرى اتصالات في هذا الموضوع مع بعض الوزارات ذات الصلة، ونحن نشكره على استقبالنا وتلبية مطالبنا المحقة".

مؤسسة "ستاندرد أند بورز"

كما استقبل الرئيس ميقاتي وفدا من مؤسسة "ستاندرد أند بورز" العالمية المتخصصة في مجال التصنيف، وذلك في إطار جولات الوفد الدورية على كبار المسؤولين اللبنانيين للاطلاع على الأوضاع المالية والاقتصادية في لبنان وتقييمها.

لجنة اخلاقيات علوم الحياة

واستقبل الرئيس ميقاتي أعضاء "اللجنة الاستشارية الوطنية اللبنانية لاخلاقيات علوم الحياة والصحة" التابعة لرئاسة الحكومة والتي تضم وزراء سابقين وشخصيات وزودهم التوجيهات اللازمة في ما يتعلق بعملهم.

 

نواب بيروت قرروا الحوار مع زملائهم في 8 آذار لنزع السـلاح من العاصـمة

المركزية- قرر نواب بيروت الانفتاح على نواب قوى الثامن من آذار ومحاورتهم للوصول الى بيروت منزوعة السلاح، وذلك في اجتماع عقدوه قبل ظهر اليوم في المجلس النيابي لتقييم اللقاءات التي أجروها مع الرؤساء الثلاثة، لجعل العاصمة بيروت منزوعة السلاح. حضر اللقاء النواب: محمد قباني، عاطف مجدلاني، نديم الجميل، سرج طورسركيسيان، ميشال فرعون، تمام سلام، عمار الحوري، جان اوغاسبيان، غازي يوسف، نهاد المشنوق. بعد الاجتماع تحدث النائب محمد قباني فقال: بعد سلسلة لقاءات، هذا الاجتماع هو تقييمي لتحديد الخطوات المقبلة ونحن كنواب عن بيروت الادارية وتهمنا، لكن بيروت الادارية، ليست، ولا يمكن ان تكون جزيرة منفصلة في موضوع نزع السلاح، ولتحصين ذلك يجب ان نتعاطى مع بيروت الكبرى في العنوان نفسه ما يعني الانفتاح على قوى سياسية كبرى غير ممثلة في بيروت الادارية، وقد لا تكون أيضاً ممثلة في الاجتماع، ونقصد هنا حركة "أمل"، التيار العوني، "حزب الله"، الطاشناق، والحزب التقدمي الاشتراكي، وعلى هذا الاساس فإن الخطوة المقبلة هي بالحوار مع الآخرين ونحتاج الى نفس طويل، لأن الموضوع الذي نتصدى له كبير والتفاهم حوله يشكل خطوة إيجابية على الصعيد الوطني، ونأمل ان ننجح وسنستمر في مساعينا.

 

"14 آذار": زيارة بان محكّ لإلتزام فعلي بالقرارات الدوليــة/الحكومة مدعوة لتنأى بلبنان عن ترجمة خطة النظام السوري

المركزية- شددت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" على أنّ "زيارة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى لبنان، تضع المسؤولين أمام محكّ الالتزام بالقرارات الدولية من خلال خطوات عملية تتخطّى إطار التصريحات"، مطالبة على صعيد آخر "بمزيد من الخطوات العربية والدولية للجم ارتكابات رئيس النظام السوري في الداخل وترجماته في الخارج".

عقدت الأمانة العامة اجتماعها الدوري الأسبوعي، في حضور النائب عمار حوري والنائبين السابقين منسق الأمانة العامة فارس سعيد ومصطفى علوش، والسادة نوفل ضو، آدي أبي اللمع، واجيه نورباتليان، هرار هوفيفيان، يوسف الدويهي، راشد فايد، علي حماده ووليد فخر الدين.

البيان: وبعد الاجتماع تلا فايد البيان الآتي:

"أولا، تضم الأمانة العامة صوتها الى صوت الشعب السوري في مطالبة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية بتسمية الأمور بأسمائها، ونقل صورة دقيقة عن المجازر والارتكابات التي يقدم عليها النظام السوري في حق شعبه. أثبتت التجارب أن النظام السوري يسعى لاستغلال أي مبادرة دبلوماسية أو مسعى سياسي في سبيل كسب الوقت وممارسة قدر أكبر من القمع في حق مواطنيه المطالبين بالحرية والديموقراطية والكرامة الإنسانية، ما يتطلب من جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي تدخلا أكثر حزما وفاعلية لوقف المجازر اليومية التي تستهدف المدنيين العزل في مدنهم وأحيائهم ومنازلهم، والإنتقال بسوريا الى الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان.

ثانيا، إنطوى خطاب رئيس النظام في سوريا على تلويح بمزيد من العنف الدموي في الداخل والإشتباك مع المجتمعين العربي والدولي، ما يتطلّب مزيداً من الخطوات العربية والدولية لِلَجم ارتكاباته في الداخل وترجماته في الخارج. وإذا كان لبنان نأى بنفسه بلا مبرّر، عن الملف السوري في مجلس الأمن، فإن الحكومة مدعوّة اليوم أكثر من أي وقت مضى، الى أن تنأى بلبنان عن ترجمة النظام السوري لخطّته المضمرة في خطاب رئيسه.

ثالثاً، إن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المرتقبة الى لبنان تضع المسؤولين اللبنانيين أمام محك الإلتزام الفعلي بالقرارات الدولية، من خلال تدابير وخطوات تنفيذية وعملية تتجاوز إطار التصريحات والمواقف. إن قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالوضع في الجنوب واليونيفيل وبالحدود اللبنانية السورية والمحكمة الخاصة بلبنان وببسط سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها بقواتها الشرعية تتطلب من الحكومة اللبنانية وأجهزتها كافة تحمل مسؤولياتها وتطبيق التزاماتها وتعهداتها بعيدا من المناورات الإعلامية التي تخفي محاولات متكررة لإفراغ القرارات الدولية من مضمونها.

رابعاً، إن تراكم المشاكل الحياتية والخدماتية يرهق كاهل المواطن اللبناني في ظل فشل وعجز حكوميين عن إيجاد الحلول المطلوبة لقضايا الخدمات العامة لا سيما الكهرباء والطرقات والسير، وصولا الى مسرحية تصحيح الأجور التي لم تنته فصولها بعد في ظل استغلال سياسي وابتزاز حزبي مرفوضين لحاجات الناس والحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة.

وتطالب الأمانة العامة في المناسبة، نواب الأمة بمواكبة المطالب العمالية والنقابية وحركة أطراف الإنتاج والهيئات الإقتصادية، بما تتطلب من رعاية وعناية واهتمام وبتحمل مسؤولياتهم في مساءلة الحكومة ومحاسبتها على عجزها عن توفير الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي والحياتي والاجتماعي المطلوب".

 

الدّلهميّة في ساحل الشوف... للبيع بـ 350 مليون دولار

 كتبها باسكال بطرس/الجمهورية

"أرض الدلهميّة في ساحل الشوف، والتي أثارت جدلاً كبيراً لدى الرأي العام اللبناني، معروضة للبيع حاليّاً من قبل مالكها الشيعيّ علي تاج الدين، بقيمة 350 مليون دولار أميركي». هذا ما يؤكّده ريمون بولس، الذي يقول بأنّه لسان حال تاجر المجوهرات روبير معوّض ، لافتاً إلى أنّ « تاج الدين هو من كبار تجّار المواد الغذائيّة. ويواجه حاليّاً مصاعب وضغوطات من قِبل اللوبي الصهيوني في البلد الأفريقي أنغولا حيث يعمل». منذ حوالى شهر تقريباً، برزت "الدلهميّة" التابعة عقاريّاً لبلدة الدبّية في ساحل الشوف الى الواجهة، وذلك بعد أن كشفت صحيفة NewYork Times" عن "تورّط حزب الله بعمليّة تبييض أموال من خلال البنك اللبناني – الكندي". وقد قدّرت الصحيفة الأميركيّة حجم هذه العملية "بحوالى 480 مليون دولار أميركي"، مشيرة إلى أنّه "تمّ خلال العام الماضي، شراء هضبة الدلهمية المطلة على البحر، والتي تبلغ مساحتها 3 مليون و500 ألف متر مربّع، بصفقة ماليّة وصلت الى 240 مليون دولار أميركي"، لافتة الى أنّ "عمليّة شراء الأرض تمّت بموجب صفقة ألماس بين البائع وهو تاجر المجوهرات روبير معوّض والشاري وتاجر الألماس الشيعي ناظم سعيد أحمد، أحد مالكي شركة التطوير الشارية".

كما توقّفت "NewYork Times" عند "الأدوار التي لعبها علي تاج الدين، أحد أبرز المساهمين في شركة التطوير الشارية وقريب أحد قادة "حزب الله"، في شراء العقارات في بيروت، بعدما توافر له التمويل الضخم"، لافتةً إلى أنّ "الأموال تأمّنت من خلال إدارة "حزب الله" لشبكة إتجار بالمخدّرات تعمل في الأميركيتين. فيما نقلت الصحيفة عن النائب علي فيّاض نفيه أن يكون الحزب وراء هذه الصفقة او غيرها من شراء الاراضي او تهريب المخدّرات، وتأكيده أنّ "اضطهاد الشيعة هو معاقبة بسبب ربحهم حرب تمّوز".

جولة ميدانيّة

وفي لمحة موجزة عن واقع منطقة جبل لبنان الجنوبي، من المعلوم أنّ هذه المنطقة عانت الأمرّين من التهجير وتبعاته الاجتماعية والاقتصادية. و"قد أدّت الأحداث المتلاحقة في منطقة الجبل منذ اندلاع الحرب اللبنانية الى تفريغها، بشكل أو بآخر، من سكّانها المسيحيّين الذين عانوا بما فيه الكفاية عند تهجيرهم. وها هو ناقوس الخطر يدقّ اليوم مجدّداً في المنطقة، معرّضاً وجودهم لمخاطر حقيقيّة، منذراً بتهجير جديد ولكن من نوعٍ آخر". هذا ما يؤكّده رامي، ابن بلدة الدبّية، وأضاف: "إنّما هذه المرّة من دون أمل بالعودة"...

تقع بلدة الدّبيّة على بعد 30 كيلومتراً جنوب بيروت. هي من أكبر البلدات المسيحيّة في إقليم الخرّوب، وتُعتبر عقاريّا من أكبر البلدات في لبنان. تتألّف من مجموعة تلال وهضاب، من بينها هضبة الدلهميّة التي تربط مدخل منطقة الشوف عن طريق ملتقى النهرين، وتشرف على الاتوستراد الساحلي بين بيروت وصيدا وعلى مدخل إقليم الخرّوب.

ويعبّر أهالي الدبّية عن قلقهم وتخوّفهم من "تحويل قسم كبير منها، وتحديداً منطقة الدلهميّة، إلى مجمّعات مكتظّة بالسكّان من لون واحد، وهي التي كانت معدّة لتكون منطقة سياحيّة بامتياز تضمّ ملاعب للغولف ومساحات خضراء شاسعة". إنّ هذا التخوّف يبرّره، على حدّ قولهم، طلب زيادة ونقل نسب الاستثمار الذي تقدّم به استشاريّ الشركة الشارية المهندس سعد خالد إلى مركز التنظيم المدني في بيت الدين. ويشكّل هذا التعديل في معدّلات الاستثمار، برأيهم، مدخلاً لإنشاء وحدات سكنيّة قادرة على استيعاب أكثر من 40 ألف شخص.

ويتساءل أحد السكّان الذي فضّل عدم الكشف عن هويته عن "الأسباب الكامنة وراء التعاون المريب بين مكتب التنظيم المدني في بيت الدين والشركة الشارية، بحيث تمّ تحويل طلب زيادة ونقل نسب الاستثمار إلى المجلس البلدي في الدبّية في غضون يوم واحد، عِلماً أنّ هكذا عمليّة عادةً ما يستغرق تنفيذها أسابيع إن لم يكن أشهراً".

ويضيف الأهالي إلى هذا التساؤل مجموعة من علامات الاستفهام المثيرة للريبة ومن أبرزها: "بعد أن رفض المجلس البلدي في الدبّية مشروع تغيير نسب الاستثمار ونقلها، لماذا دعا المدير العام للتنظيم المدني المهندس الياس الطويل والمقرّب بدوره من النائب وليد جنبلاط، إلى اجتماع في مكتبه بتاريخ 7 كانون الأوّل من العام الماضي، ضمّ بالإضافة إلى رئيس بلدية الدبّية جورج البستاني ونائبه المهندس فادي البستاني ومستشار الشركة الشارية المهندس سعد خالد ورئيس بلدية بعدران صلاح شزبك؟ هل للضغط على المجلس البلدي في الدبّية للسير بالمشروع، خصوصاً بعد الاتّفاق الذي تمّ بين النائب جنبلاط والشركة الشارية على إبقاء جهة الدلهميّة المواجهة لمنطقة ملتقى النهرين منطقة خضراء على أن تنقل نسب الاستثمار، بعد تغييرها ورفعها، إلى القسم الآخر من الدلهميّة المواجه لإقليم الخرّوب؟"

ويصل الأمر بسكّان المنطقة إلى الاعتبار بأنّه "تمّ اختيار هذه الارض بعناية، نظراً إلى موقعها الاستراتيجي الجغرافي، فهي من جهة تلامس طريق الشوف، ومن جهة ثانية تتحكّم بمداخل الإقليم، كما أنّها تشرف على المنطقة الساحليّة من الناعمة وحتى الرميلة. فهل هذا المشروع يدخل ضمن مخطّط مدروس لربط الجنوب بضاحية بيروت؟"

شمعون يحذّر من خطورة العمليّة ديموغرافيّاً

في معرض تعليقه على احتمال تشييد مجمّعات ذات كثافة سكّانية مرتفعة في منطقة الدلهميّة، يشدّد رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون على خطورة العمليّة المذكورة، مشيراً إلى "تأثيرها على الخريطة الديموغرافيّة في ساحل الشوف". ويتابع: "إنّ كون المالك خاضعاً لأوامر "حزب الله"، فهذا يعني أنّه ليس حرّ التصرّف، وبالتالي فإنّ هذه العملية تقع ضمن مخطّطات الحزب، وهي بالتالي تؤثّر على الوضع الاجتماعي، فيضطرّ المسيحيّون إمّا إلى تنظيم صفوفهم للوقوف في وجهه، وإمّا إلى الهجرة".

ويؤكّد شمعون رفضه "تعديل قانون التصنيف المدني" لافتاً إلى "محاولات لإغراء بلديّة الدبّية بعروض ماليّة لدفعها على تبديل موقفها". ويقول: "سنعمل جاهدين لمنعهم من إجراء أيّة تعديلات، حتى لو اضطرّنا الأمر الى الاحتجاج وحتى التظاهر". وإذ يرى أنّ "من واجبات الكنيسة هنا أن ترفع الصوت وتعلن موقفها المعارض"، يختم قائلا: "إذا ما فينا نوقّف هيك مشروع، خلّينا نكبّ حالنا بالبحر".

حمادة: مخطّط استراتيجي

من جهته، يشير النائب مروان حمادة الى أنّه "لو كانت القضيّة تقتصر على الدلهميّة وعملية شرائها لكانت بدت عاديّة. غير أنّ تكاثر العمليّات المماثلة على طول الساحل بين بيروت وصيدا وعلى بعض المرتفعات المطلّة على هذا الساحل يثير التساؤل لا بل الاستغراب لدلالاته الاستراتيجيّة، التي يبدو أن لا علاقة لها بالمضاربة العقارية، انّما هي أقرب الى الإمساك بمفاصل التواصل على الساحل وفي داخل الجبل". ويتابع حمادة: "الموضوع أثير مع مرجعيّات روحيّة وسياسيّة واقتصاديّة قبل أن يدرك هؤلاء مدى الخطر المحدق وما تعنيه هكذا عمليّات، خصوصاً أنّها ارتبطت بقدرات ماليّة غير طبيعيّة مردّها حتماً إمّا إلى التمويل الخارجي وإمّا إلى تبييض الأموال". يضيف: "لا أعتقد أنّ هناك موافقة أو رفضاً من قِبل جنبلاط، إنّما متابعة دقيقة لهذه الظاهرة التي لا تقتصر على ساحل جبل لبنان الجنوبي بل شملت أيضاً مناطق واسعة في أقضية أخرى أثيرت حولها ضجّة في مراحل مختلفة ثمّ هدأت"، لافتاً إلى أنّ "الموضوع لا يجوز أن يطرح على جنبلاط، إنّما القضيّة أوسع وأبعد بكثير، وسيرفع السؤال الى مرجعيّات أخرى، كما جرى الأمر منذ أيّام بالنسبة الى بكركي". وإذ يرى أنّ " دستوريّاً وقانونيّاً لا أحد يقدر على رفض عمليّة بيع من لبنانيّ إلى لبنانيّ آخر"، يؤكّد أنّ "المعروف عن جنبلاط إصراره على الإبقاء على القيود الشديدة بالنسبة إلى التنظيم المدني لصالح الأخضر وتقديمه هذا الاعتبار على أيّ اعتبار آخر في كلّ مناطق الجبل، وسبق الفضل بالنسبة الى سهل الدامور".

ترّو يرفض التصريح

وزير المهجّرين ونائب الشوف علاء الدين ترّو رفض الإدلاء بأيّ تصريح بهذا الخصوص، عازياً رفضه الى عدم اطّلاعه على مسار الأمور في الدلهميّة.

ماريو عون

أمّا الوزير السابق ماريو عون فيعتبر بأنّها "ليست أوّل عمليّة بيع وشراء تحصل في المنطقة، وبالتحديد في الدلهميّة، مضيفاً: "يبدو أنّها حصلت بدون ضغوطات". لكنّه يسأل: "إنّ روبير معوّض أقدم على البيع نظراً لعدم استفادته من إقامة مشروع سياحي. لماذا؟ لست أدري، على الرغم من أنّني على يقين بأنّ هنالك مشاريع سياحيّة ضخمة قيد الإنشاء وستنجح"، رافضاً وضع الموضوع في إطار مخطّط لتهجير المسيحيّين"، محمّلاً الدولة والمسؤولين عن المنطقة مسؤوليّة عدم تقديم الدعم الكافي لحثّ المسيحيّين على عدم التخلّي عن أراضيهم.

ناصيف قزّي

يؤكّد مسؤول العلاقات السياسيّة مع الأحزاب في التيار الوطني الحر ناصيف قزّي أنّه "قانونيّاً

يحقّ لأيٍّ كان أن يقيم المشروع الذي يريد على أرضه، ولا أحد يستطيع منعه، خصوصا بعد أن ضرب لبنان بعرض الحائط المخطّط التوجيهي الذي وضع في عهد الرئيس فؤاد شهاب". ويسأل قزّي عن "سبب إقدام جنبلاط على تصنيف منطقة شمالي نهر الدامور بنسبة 2% فقط للبناء، فيما لم يتمّ تصنيف جنوبي النهر؟ لأنّها منطقة يريدون بيعها والسماح للغرباء بسكنها، وهذا هو مشروع التوطين!" ويشدّد على أنّ "التصنيف يجب أن يوضع انسجاما مع المخطّط العام في أيّ بلدة ومنطقة".

حكمت بو زيد

يثير موضوع بيع الأراضي لغير المسيحيّين بمساحات شاسعة في المناطق ذات الطابع المسيحي حفيظة الرابطة المارونيّة، فيأسف

عضو المجلس التنفيذي في الرابطة المارونيّة حكمت أبو زيد "لبيع ملايين الأمتار" معتبراً أنّ هذا الأسف نابع "من حرصنا على هويتنا اللبنانية أوّلاً والشوفيّة ثانياً، وهو بمثابة إنذار نطلقه لإخواننا المسيحيّبن قبل أن يجدوا أنفسهم ضيوفاً في بلدهم، وإنّ اعتراضنا على بيع ملايين الأمتار بين الطوائف ولا سيّما بيع المسيحيّين لأرضهم لا يتعارض مع حرصنا على العيش المشترك الذي نؤمن به، بل ينسجم مع إيماننا بأنّه يهدّد هذا التعايش بين الطوائف ويؤدّي إلى فقدان المسيحيّين لأرضهم وأصلهم وهويتهم وجذورهم. ولكي يبقى الأمل ولكي لا نخسر ما تبقّى، ولكي لا نعزّي بعضنا بعضاً، نحن كمسيحيّين، على فقدان هويتنا وتسليم أراضينا، فلنتضامن مع كلّ من يواجه ضغوط المال والسياسة كي نشكّل اتّحاداً قويّاً في مواجهة التحدّيات الحاليّة والمقبلة".

إبراهيم الموسوي

إزاء الاتّهامات المباشرة وغير المباشرة التي تطال حزب الله في ملفّ بيع الأراضي في منطقة ساحل الشوف تحديداً، اقتصر ردّ فعل مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله ابراهيم الموسوي على رفض التعليق والإشارة المقتضبة الى أنّه "إذا كان من حاجة سيصدر حزب الله بياناً صحافيّا".

ريمون بولس

أمّا بولس فيسأل: "هل قامت الرابطة أو من يطلق المواقف بإيجاد مموّل مارونيّ يشتري بالسعر المناسب ورفض معوّض بيعه؟" لافتاً إلى أنّ "معوّض منشغل دائما وأعماله كثيرة". ويقول: "لا أعتقد أنّ هذا مشروع لـ"حزب الله"، ولكنّ طبيعة المالك وانتماءَه وتخاذلنا نحن المسيحيّين، قد تجعل هذه الأرض ذات أغلبيّة سكّانية شيعيّة".

ويتابع: "إن لم يسعَ أحد لشراء الدلهميّة قريباً، فسوف يضطرّ المالك الى استثمار الأرض والاستفادة منها بطرق مختلفة، وهو حرّ، لأنّ الأرض أرضه". وأشار الى أنّه سبق أن اطّلع شخصيّاً على "مفاوضات تمّت مع نائب من الشوف ورجل أعمال لبناني ماروني كبير، كان يريد أن يشتريها منذ قرابة سبعة أشهر، وبعلم من جنبلاط، ولكنّ الصفقة لم تتم".

ويلفت بولس الى أنّ "مساحة الدّلهميّة هي 3 مليون و800 ألف متر مربّع فعليّا "، مؤكّداً أنّه اطّلع على خرائط فرز العقارات التي رسمتها شركة تاج الدين، وقد كشف الفرز عن مساحة أكبر للعقارات من التي كانت ضمن خرائط معوّض".

وإذ يرى أنّه " من الخطأ والمعيب توجيه انتقاد الى معوّض، صاحب التاريخ الحافل بالأعمال الخيّرة تجاه بلده وطائفته"، يلفت الى أنّ "روبير اشترى متحف فرعون في زقاق البلاط للمحافظة على محتوياته وإضفاء قيمة معنويّة وماديّة للبنان، هذا فضلا عن بناء كنائس وصروح دينية".

إذاً، تفسح عمليّة بيع الأراضي في المناطق المسيحيّة عموماً، وفي منطقة ساحل الشوف تحديداً، المجال واسعاً أمام طرح أسئلة كثيرة: هل سيُسفر اجتماع بكركي المقرّر في الحادي عشر من الجاري لبحث هذا الملفّ من جميع جوانبه، عن إيجاد حلّ جذريّ يحمي المسيحيّين؟ أم أنّ وحدها مخاوف مسيحيّي الشوف هي التي ستتحوّل إلى واقع يترجم بموجة تهجير جديدة، ولكن هذه المرّة "نهائيّة"؟

 

اهالي المعتقلين في سوريا يطلبون لقاء بان وإعادة تظهير الملف وتشديد على مبدأ المحاسبة

النهار/ينتظر اهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية تحديد موعد لهم مع الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون، وبلغ عدد الطلبات المرفوعة للقاء اعلى مرجع في هذه الهيئة الدولية اثنين، احدهما من "لجنة عائلات المعتقلين في السجون السورية" و "مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني"، والثاني من "لجنة المعتقلين السياسيين اللبنانيين السابقين في السجون السورية". وينتظر تقديم مزيد من الطلبات من هيئات حقوقية ولجان تنشط من اجل المطالبة بمعرفة مصير عشرات اللبنانيين الذين خطفتهم القوات السورية منذ دخولها الاراضي اللبنانية عام 1976 وحتى انسحاب جيش الاحتلال السوري عام 2005.

بالنسبة الى الناشطين في هذا الملف، لا شيء تغير لا على لوائح المعتقلين الطويلة ولا في ظروف الاعتقال ولا في النتائج المأسوية المترتبة على ما يجري. وجانيت خوند زوجة عضو المكتب السياسي الكتائبي بطرس خوند  لا تزال تنتظر خبراً عن زوجها مع ادراكها سلفاً أنه ليس افضل حالاً من سائر المعتقلين، وربما تلقى معاملة اسوأ لأن النظام السوري اراد الاقتصاص من الكتائب بواسطته. وهذا هو حال عائلة علي عبدالله الذي كان آخر خبر تلقته شقيقته فاطمة عنه،  بواسطة احد المفرج عنهم من معتقل تدمر والذي تقدم بشهادته امام لجنة العميد ابو اسماعيل الشهيرة. أما عائلة بشارة رومية، اقدم معتقل لبناني في سوريا، فلا تزال تؤمن بقوة ان ابنها لا يزال حياً رغم سني الاعتقال الطويلة.

ويقول الناشطون ان اهمية لقاء العائلات ولجان حقوق الانسان مع الامين العام للامم المتحدة تشكل اولاً، "اعادة اعتبار الى هذا الملف الشائك الذي عملت الحكومات اللبنانية المتعاقبة سواء من 14 او 8 آذار على طمسه، بدليل ما قامت به لجنة الوزير جان اوغاسبيان خلال حكومة الرئيس سعد الحريري، وعدم تطرق حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الى هذا الملف من قريب او بعيد سوى ما ورد من عموميات في البيان الوزاري". واهمية اللقاء تتبدى ايضا في تقديم لائحة المعتقلين مرة جديدة الى الامم المتحدة بعد المحاولات التي جرت لدمج ملف المعتقلين في سوريا وعددهم لا يتجاوز الـ 150  مع قضية المفقودين خلال الحرب الاهلية اللبنانية وعددهم يجاوز الـ 17 الفاً بهدف العمل على استغلال قضية المعتقلين سياسياً في الصراعات المحلية وخصوصاً على المستوى المسيحي في استهداف حزبي الكتائب والقوات وتحميلهما مسؤولية كل الحرب اللبنانية. ويقول الناشطون ان احداً لا يمكنه الجزم بعدد المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، لكن اللائحة المتوافرة تستند الى الاسماء التي رفعها القضاة اللبنانيون في اللجنة اللبنانية – السورية المشتركة والتي تشكلت بين الجانبين وانتهى عملها الى رفض الجانب السوري الاقرار بوجود معتقلين لبنانيين لديه والتهرب من اي مسؤولية بذريعة عدم اختصاص القضاة السوريين وعدم توافر معلومات لديهم. لكن اهم ما في اللقاء مع بان  واضافة الى تظهير معالم هذا الملف، هو تأكيد حق الاهالي في مسألة المحاسبة والمساءلة القانونية والقضائية التي تترتب على اركان النظام السوري والمسؤولين المباشرين عن عمليات الاختفاء القسري في لبنان والذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن عمليات خطف اللبنانيين قسراً، وقد كتب عنهم الضابط المتقاعد عدنان شعبان في جريدة "النهار" في 5-12-2000، ومنهم الضباط عدنان بلول، امير كنعان، برهان قدور، يوسف الاحمد، يوسف عبدالله وعلي الصغير وجميعهم كانوا مسؤولين عن معتقل عنجر الشهير، الى لائحة اخرى بمسؤولي القطاعات الامنية السورية في لبنان ومنهم: جامع جامع، سليمان شبلاق، سمير محمود، محمد جبور، حسام سكر، عبدالله الحريري، بسام مصطفى، يحيى حداد ونبيل حشيمة وغيرهم من مختلف الرتب.

 

أهالي الموقوفين في سجون لبنان أمام "الدولية للصليب الأحمر": 50 سجيناً ماتوا بسبب الإهمال الطبي

 المستقبل/نظم مركز الخيام، بالتعاون مع لجنة اهالي الموقوفين والمنظمة العالمية لحقوق الانسان، اعتصاما امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر، وسلم ممثل اللجنة الدولية علي شحرور مذكرة.

ورفع المعتصمون لافتات جاء فيها: "حاكمونا او افرجوا عنا"، "كل سجين يموت، الحكومة هي مسؤولة"، "الى متى سيكون الدواء شحادة؟"، "50 سجينا ماتوا بسبب الاهمال الطبي".

ويهدف الاعتصام الى "فتح الملف الصحي لسجن رومية والسجون اللبنانية"، والمذكرة التي أعدها مركز الخيام ولجنة اهالي الموقوفين والمنظمة العالمية لحقوق الانسان هي "جرس انذار حول الكارثة الصحية في السجون واذا لم تتداركها الحكومة فان العديد من المرضى مهددون بالموت". ودعا المعتصمون الرؤساء الثلاثة ووزير الصحة العامة ولجنة الصحة النيابية الى "زيارات عاجلة مع فريق طبي لتفقد السجون والتحقيق في أوضاع السجناء الصحية وضمان العناية الصحية الكاملة بما يليق بالكرامة الانسانية ومعالجتهم على نفقة وزارة الصحة".

وطالب صفا بـ "اسقاط الدعوى في حق الناشط علي عقيل خليل" الذي تلا المذكرة.وجاء في المذكرة:

"في لبنان 22 سجنا، اكبرها سجن روميه (كبار وأحداث)، وبقية السجون تتوزع على المناطق اللبنانية، جميع الأبنية لم تنشأ لذلك الغرض باستثناء سجن روميه المركزي بل استحدثت في مقرات لمؤسسات رسمية من سرايا وبلديات.  ونظرا الى المباني غير المجهزة او المعدة أصلا للسكن، فالوضع الصحي كارثي بامتياز". أضافت المذكرة:" إن السجون اللبنانية لا تنطبق عليها المعايير الدولية للسجون وبعضها يجب اقفالها، ولتحقيق ذلك يتطلب الامر خطة حكومية لمعالجة القضية الإنسانية البحتة والتي لم تعط الأهمية المطلوبة حتى الآن. فغياب الرعاية الصحية المنظمة وعدم وجود أطباء اختصاص أساسيين وبالتالي رقابة على العمل الطبي تتجلى مظاهره في ظهور الكثير من الأمراض وانتشارها، وبالتالي وجود وفيات، ومن ذوي الفئه العمرية الشابة نتيجة عدم الإسراع في معالجاتهم الصحية، وكان آخرهم الضحية ريمون مسلم في سجن رومية الذي توفي بتاريخ 14/12/2011 وقد بلغ عدد الذين توفوا في سجن رومية والسجون الاخرى نحو 60 سجينا. وعلى الحكومة اللبنانية ان تتقيد بالخدمات الطبية كما تنص القواعد الدنيا لمعاملة السجناء وخاصة المادة 22. والمطلوب أن ينقل السجناء الذين يتطلبون عناية متخصصة الى سجون متخصصة او الى مستشفيات مدنية، ويبقى أن تتوافر في السجون خدمات العلاج التي تقدمها المستشفيات، وان يكون في وسع كل سجين أن يستفيد من خدمات طب الاسنان، وفي سجون النساء يجب أن تتوافر المنشآت الخاصة لتوفير الرعاية والعلاج قبل الولادة وبعدها، وان تتخذ التدابير اللازمة لتوفير دار حضانة مجهزة بموظفين مؤهلين.وعلى طبيب السجن ان يقوم بصورة منتظمة بمعاينة الجوانب التالية:

- كمية الغذاء ونوعيته واعداده.

- مدى اتباع القواعد الصحية والنظافة في السجن ولدى السجناء.

- حالة المرافق الصحية والتدفئة والاضاءة والتهوئة في السجن.

- نوعية ونظافة ملابس السجناء ولوازم اسرتهم.

- مدى التقيد بالقواعد المتعلقة بالتربية الدينية والرياضة، وان يقوم بزيارات يومية وان يجعل اقامته على مقربة كافية من السجن بحيث يستطيع الحضور دون ابطاء في حالات الطوارئ".

المقترحات

واقترحت المذكرة "ربط السجون بوزارة الصحة العامة وبشبكة المستشفيات الحكومية في المحافظات، ان يتوافر في كل سجن على الاقل طبيب صحة عامة، طبيب امراض جلدية، اختصاصي نفسي، طبيب امراض نسائية في سجون النساء، ان يتوافر في كل سجن صيدلية، ادوية، براد، آلات لقياس الضغط والسكري، علاج مدمني المخدرات على نفقة وزارة الصحة، الافراج عن الحالات المرضية الشديدة التي لا أمل بشفائها، او نقلها الى مستشفيات مدنية، تنفيذ دورات تأهيل مهني، ودورات تدريبية للعاملين في السجون على كيفية المعاملة الانسانية للسجين واحترام كرامته الانسانية، الاهتمام بالبنى التحتية للسجون، تصنيف النزلاء الى فئات حسب اعمارهم وارتكاباتهم، التحقيق في أسباب كل الوفيات في السجون وعدم افلات مرتكبي التعذيب من العقاب".

 

تمنى على منصور زيارة سوريا لكشف مصير المفقودين/معلوف: للمساواة بين قضية الصدر والمعتقلين

المركزية- تمنّى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف "على وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الذي يزور ليبيا للكشف عن مصير الامام المغيّب موسى الصدر ورفيقيه، ان يقوم بزيارة الى سوريا للكشف عن مصير مفقودين لبنانيين منذ سنوات عدة". ورحّب في حديث لـ "المركزية" "بزيارة منصور الى ليبيا، خصوصاً لما يرمز اليه الامام الصدر الذي نعتبره خسارة وطنية، وكنّا نقدر دائماً المواقف التي يتّخذها"، وقال "في ظل تطور الازمة السورية، من الممكن ان يفقد ملف المفقودين مضمونه، خصوصاً ان اهاليهم يطالبون الدولة بالتعاطي مع هذا الملف بجدّية، لذلك نأمل من وزير الخارجية ان يبادر بعد عودته من ليبيا الى اخذ موقف في هذا الاتجاه، والتواصل مع السلطات السورية للسؤال عن مصير هؤلاء المفقودين في السجون السورية"، داعياً الحكومة الى "التعاطي بسواسية مع هذه الملفات، فكما نقدّر القيمة الوطنية للإمام موسى الصدر كذلك هناك لبنانيون لا يزالون مفقودين".

من جهة اخرى، اعلن معلوف ان "لا شيء محسوماً حتى الآن ما اذا كان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي يزور بيروت بعد غد الجمعة سيلتقي المعارضة"، مشيراً الى "اننا تفاجأنا بالحملة التي شنّها "حزب الله" على زيارة بان، خصوصاً انه شخص ذو رمزية دولية، وشئنا ام ابينا فهو يمثّل منبراً دولياً".وعن الاستعدادات لإحياء ذكرى 14 شباط، ختم قائلاً "التحضيرات مستمرة، لكن لا شيء نهائياً حتى الآن حول الموضوع، على ان تتوضح الرؤية قريبا".

 

عضو المجلس السياسي لـ"حزب الله" غالب أبو زينب: فعّلنا عمل اللجنة المشتركة بين بكركي وحزب الله

أكد عضو المجلس السياسي لـ"حزب الله" غالب أبو زينب على أن اللجنة المشتركة بين بكركي والحزب عاودت اتصالاتها ونشاطها، ويجري العمل على تفعيلها ووضع آليات لها. وأعلن أبو زينب الذي يمثّل "حزب الله" في اللجنة لموقع "الكلمة أون لاين" أن القاء الذي جمع أعضاء اللجنة المكوّنة من المطرانين سمير مظلوم وبولس مطر والأمير حارث شهاب، ومنه مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يدخل في اطار تفعيل دور اللجنة المشتركة وأوضح أبو زينب الى أن الحوار مفتوح على كل العناوين والمواضيع، وليس من موضع واحد ، وستعقد اللجنة اجتماعا قريبا، لجدوله المواضيع الملحة ومعالجة الملفات العالقة وأشار أبو زينب الى أن الأجواء جدا ايجابية مع بكركي، وهناك تفهم وتفاهم على أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل أي اشكال أو مشكلة وطرح كل شيء بعقل منفتح وقلب مفتوح

 

جريدة الأخبار الناطقة باسم الراعي: لقاء حاريصا ليس برعاية بكركي وما يقوم به الراعي أبعد ما يكون عنه

كتبت صحيفة الاخبار: يشدد البطريرك الماروني بشارة الراعي أمام زواره على عدم وجود أي علاقة له بلقاء حاريصا الذي عقد الأحد الماضي. وأكدت مصادر بكركي أن ما يقوم به البطريرك في إدارة الملف المسيحي هو «أبعد ما يكون عن روحية اللقاء الأرثوذكسي وما يشبهه. وحتى في قانون الانتخاب، لم يكن هدف بكركي أبداً استنساخ اللقاء الأرثوذكسي مارونياً».

 

صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر كنسية: الفاتيكان غير راضٍ عن أداء الراعي 

نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر كنسية شرقية رفيعة في الفاتيكان أنَّ "الكرسي الرسولي أبلغ البطريركية المارونية في بكركي قبل أيام قراراً يقضي بـ"إلغاء الإنتخابات" التي تمت في حزيران الماضي لتسمية ستة مطارنة موارنة خلفاً لستة من المطارنة المستقيلين بحكم بلوغهم السن القانونية (75 عاماً).

وفي المعلومات التي لن يتم الإعلان عنها رسمياً وفقاً للأعراف الكنسية، فإنَّ "مجمع الأساقفة الموارنة كان قد إنتخب ثمانية مطارنة وأرسل وفقاً للأصول المتبعة الأسماء إلى الفاتيكان للحصول على موافقته عليها. وبعد مرور نحو شهرين أبلغ الفاتيكان موافقته على إنتخاب المطرانين كميل زيدان وحنا علوان اللذين اختيرا نائبين بطريركيين إلى جانب المطران بولس صياح الذي نقل من الأراضي المقدسة (القدس) إلى بكركي، علماً أن المطارنة الثلاثة يتمتعون بعلاقات جيدة مع دوائر الفاتيكان ويحظون بتقدير خاص بالنظر إلى إنجازاتهم وتاريخهم الكهنوتي، لكن الدوائر المختصة في الكرسي الرسولي أحجمت عن الرد على بقية الأسماء الستة في خطوة نادرة إذ غالباً ما كان يأتي الجواب بالقبول أو بالرفض دفعة واحدة".

ولفتت إلى أنَّ "الأشهر القليلة الماضية شهدت إتصالات كثيرة لإيجاد المخرج الذي يوفر على البطريركية المارونية الإحراج الناجم عن رفض الفاتيكان لإإنتخاب ستة من المطارنة، إذ شكل هذا الرفض رسالة سلبية واضحة من الفاتيكان إلى البطريرك (الماروني مار بشارة بطرس) الراعي في بداية حبريته وفي أول عملية إنتخابية أشرف عليها ويفترض أنه كانت له الكلمة المؤثرة فيها إدارة ونتائج"، مشيرةً إلى أنَّه "تم التوصل إلى صيغة تقضي بالغاء العملية الإنتخابية الخاصة بالمطارنة الستة مع إعتبارهم مجرد مرشحين للدورة اللاحقة أسوة بغيرهم وبهذا المخرج يكون الفاتيكان قد حفظ كرامة المنتخبين من دون الموافقة على انتخابهم، مع رسالة ضمنية إلى مجمع الأساقفة الموارنة بضرورة انتخاب ستة غيرهم في مجمع لاحق".

وأكَّدت المصادر عينها أنَّ "الكرسي الرسولي غير راض على إداء البطريرك الراعي في مجالات إدارية وسياسية عدة، وهو عكس في قراره "إلغاء نتائج الإنتخابات" تحفظاته عن توجهات البطريرك". واللافت بحسب المعلومات أنَّ "قرار إلغاء الإنتخابات تزامن مع قرار آخر إتخذه البابا بنديكتوس السادس عشر قضى بتعيين 21 كاردينالاً جديداً من دون أن تشمل لائحة المعينين البطريرك الماروني بشارة الراعي"، في إستثناء للتقليد والعرف المتبعين منذ تعيين الفاتيكان لكل من البطاركة بولس المعوشي وأنطونيوس خريش ونصرالله صفير كرادلة في تعبير عن الشراكة بين الكنيسة المارونية والفاتيكان.

ومع أنَّ بعض رجال الدين المسيحيين اللبنانيين في الفاتيكان إعتبروا أن "عدم تعيين البطريرك الراعي كاردينالاً ناجم عن وجود كاردينال ماروني هو (البطريرك السابق مار) نصرالله (بطرس) صفير في مجمع الكرادلة وبالتالي رغبة في عدم ايجاد عرف بتعيين كاردينالين موارنة، وليس عن أي موقف آخر من البطريرك الراعي شخصياً"، إلَّا أنَّ "المطلعين أكَّدوا بأنَّ وجود الكاردينال صفير ليس سوى وجود معنوي على إعتبار أنَّه تجاوز الثمانين من عمره ولم يعد يتمتع بحق التصويت في إنتخاب البابا، وبالتالي فإنَّ عدم تعيين الراعي كاردينالاً يجب عطفه على قرار إلغاء إنتخابات المطارنة الستة كرسالة عدم رضى فاتيكاني عن أداء الراعي في إدارة الكنيسة والتعبير عن المواقف من القضايا السياسية والوطنية المتعلقة بالوضع في لبنان والشرق الأوسط".

 

متابعة بكركي" لقانون الانتخاب تتحرك في اتجاه المسؤولين

المركزية- إتفقت لجنة المتابعة المنبثقة من "لقاء بكركي" المؤلفة من النواب: بطرس حرب، جورج عدوان، الان عون، سامي جميل، والوزراء السابقين يوسف سعادة وزياد بارود، على "البدء بالاتصالات والتشاور في قانون الانتخاب انطلاقا من الاسبوع المقبل، بدءا برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيسي مجلسي النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، ثم رؤساء الكتل النيابية، من أجل التوصل الى توافق وطني حول الصيغة الفضلى لقانون انتخاب يضمن صحة التمثيل وفاعليته في إطار المناصفة التي كرسها الدستور، وذلك خلال إجتماعها اليوم في مجلس النواب، حيث تابعت البحث في آلية تنفيذ المهمة الموكلة اليها.

 

هل يتم التمديد لقائد الجيش سنتين حتى يكون مرشحًا قويًا للرئاسة؟!

الكلمة اون لاين/في تشرين الأول المنصرم، وقّع وزير الدفاع الوطني فايز غصن اقتراحاً بمشروع قانون لعرضه على مجلس الوزراء، يقضي بتمديد ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي استثنائياً سنتين أخريين قبل إحالته على التقاعد لبلوغه السنّ القانونية في أيلول 2013. ومن دون أن يتوخى الاقتراح تعديل سنّ تقاعد صاحب رتبة عماد المنصوص عليها في قانون الدفاع الوطني، وهي 60 عاماً، سيصار إلى إخراج التمديد لمرة واحدة، يستمر قهوجي في منصبه بعد تخطّيه سنّ التقاعد، في توقيت من شأنه أن يحمل أكثر من إشارة ذات مغزى. بعد الانتخابات النيابية المقرّرة صيف 2013، وقبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة ربيع 2014.  وترك التداول المحدود لفكرة تمديد ولاية قائد الجيش جان قهوجي في قيادة الجيش سنتين ردود فعل متفاوتة بين قوى 8 و14 آذار. رئيس المجلس نبيه برّي وحزب الله، والرئيس ميشال عون والنائب سليمان فرنجية يؤيدون الفكرة . ويدعم هذا الرأي أيضاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي . فيما يعارضه في المقابل تيّار المستقبل وحزب القوات اللبنانية. وانطلاقاً من موقفه "المبدئي"، المناوئ لتدخّل الجيش في السياسة، لا يتحمّس جنبلاط لتأييد التمديد لقهوجي، آخذاً في الاعتبار الأبعاد التي قد ينطوي عليها هذا الإجراء، وهو بقاء قائد الجيش في منصبه إلى أوان انتخابات الرئاسة عام 2014 كي يصبح، على جاري ما أضحت عليه استحقاقات الرئاسة منذ عام 1998، مرشحاً قوياً للانتخابات. ويتحفّظ تيّار المستقبل عن تمديد ولاية قهوجي في خلاصة مراجعته تجربته مع القائدين السابقين للجيش، لحود وسليمان، اللذين أضحيا رئيسين للجمهورية. يشعر التيّار أن التجربة كانت مخيّبة معهما في موقعيهما، رغم دوره الفاعل في وصولهما إلى رئاسة الجمهورية. أما القوات اللبنانية،  فتؤكد رفضها التمديد لقهوجي .

 

شبكات من "حزب الله" و"أمل" تهرب السلاح إلى ثوار سورية اكتشاف بعضها أدى إلى إعدامات في دمشق  

 حميد غريافي/السياسة

أكدت مصادر أمنية لبنانية, أمس, أن عشرات الكوادر والعناصر في "حزب الله" و"حركة أمل" ضالعون في تهريب السلاح عبر مختلف الحدود السورية الى الثوار في سورية, وأن بعضهم يشتري الاسلحة من الساحتين اللبنانية والليبية لصالح "الجيش السوري الحر" ويهربه عبر مرتفعات البقاعين الأوسط والشمالي القريبين من مسرى الاحداث الدامية في العاصمة دمشق ومحافظة حمص, وصولا الى محافظة درعا التي يسهل الأتراك عبور الاسلحة اليها من أراضيهم. وقالت المصادر "إن قيادتي الحزب في الضاحية الجنوبية من بيروت وفي البقاع, أوقفتا عدداً من هذه الكوادر والعناصر وصادرتا منهم شحنات من الأسلحة كانت متجهة بشاحنات متوسطة الحجم وبسيارات ذات الدفع الرباعي على المعابر الحدودية غير الشرعية التي يستخدمها الحزب عادة منذ اكثر من عشر سنوات لتهريب الاسلحة الآتية اليه من ايران عبر سورية, إلى قواعده في البقاع والجنوب, فاعترفوا بتهريب السلاح الى الثوار و"الجيش السوري الحر" بهدف المتاجرة وتحقيق ارباح مالية, كما اعترفوا بأن ضباطا من الجيش السوري التابع للنظام ومسؤولين في أجهزة امنية بريفي دمشق وحمص, من مناطق درعا على الحدود الاردنية, يسهلون دخول كميات الاسلحة المهربة الى عناصر قتالية تابعة للثورة مقابل مبالغ من المال تحسم من الأرباح التي تحققها جماعات "حزب الله" التي بينها كوادر رفيعة المستوى في الحزب".

وأماطت المصادر الأمنية اللبنانية اللثام ل¯"السياسة", عن أن "وحدات عسكرية سورية حكومية قتلت عدداً من عناصرها أثناء دهمهم بالجرم المشهود وهم يحاولون تهريب السلاح الى الثوار في بلدة الزبداني السورية القريبة من الحدود اللبنانية البقاعية, كما وقعت احداث مشابهة قرب بلدة القصير السورية الواقعة قرب حدود لبنان الشمالية حيث اعتقلت مجموعة كاملة من عناصر "حزب الله" في شاحنتي سلاح مهربتين الى احدى وحدات الجيش السوري المرابطة هناك, كما اعتقل ضابط سوري برتبة عقيد وثلاثة ضباط آخرين مع بعض عناصرهم برتب صغيرة خلال الكمين الذي نصبته وحدة الجيش السوري لعملية التهريب تلك".

ونقلت المصادر الامنية عن مسؤول سابق في "حركة أمل" تأكيده أن "هناك شخصيات سياسية في "حزب البعث" تشغل مناصب مهمة في بعض المحافظات, ضالعة في تجارة الاسلحة وتهريبها الى الثوار و"الجيش السوري الحر" من لبنان والعراق والأردن وتركيا, كما ان مصرفيين ورجال اعمال وتجاراً سوريين محليين كبارا يساهمون في تمويل شراء الاسلحة وتهريبها الى الداخل, وذلك تأمينا لمصالحهم مستقبلا في حال نجاح الثورة وسقوط نظام بشار الاسد".

وقال المسؤول السابق في الحركة الذي شغل مناصب وزارية ونيابية في الدولة اللبنانية, ثم انشق عن نبيه بري مع عشرات الشخصيات الاخرى التي انشقت بسبب "فساد قيادة الحركة واثراء افرادها, الذين باتوا يملكون الملايين كعقارات ومصالح تجارية واقتصادية في الداخل ومنازل وشقق وعقارات في دول عربية واوروبية", إن "شبكات عدة, تضم كوادر من "حزب الله" و"حركة أمل" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" وبعض عناصر فلسطينية تابعة لسورية, تشكلت خلال الأشهر الاربعة الماضية بهدف شراء السلاح من عدد واسع من المصادر الداخلية والخارجية وتهريبه إلى الفئات السورية المعارضة التي تستعد لإعلان الحرب على النظام بقيادة "الجيش الحر" ابتداء من نهاية الشهر الجاري". وأكد المسؤول السابق في "أمل" ان "حزب الله" في البقاع الشمالي كشف في اواخر الشهر الماضي عمليات سرقة لكميات كبيرة من مخازن اسلحة في بعلبك وخارجها, وفي بلدات اخرى بالبقاع الأوسط, مثل بلدتي علي النهري وتمنين الفوقا والتحتا, وكذلك من احد أهم مخازن  منطقة دورس الواقعة في مدخل بعلبك, ومعظم هذه المسروقات من الاسلحة الخفيفة (كلاشنكوفات روسية ورشاشات فال ام سكستين الأميركية) والمتوسطة مثل المدافع المضادة للطائرات التي تستخدم في قتال الشوارع والآربي جي ضد الدبابات والآليات والتحصينات. ولفت إلى أن "بلبلة كبرى مازالت مستمرة داخل قيادات "حزب الله" في بيروت والبقاع لمعرفة كيفية حدوث هذه السرقات رغم الحمايات المشددة عليها وأن العشرات من كوادر وعناصر الحزب تم اعتقالهم والتحقيق معهم لمعرفة كيفية حدوث هذه الاختراقات والجهات التي انتقلت اليها الاسلحة في سورية".

 

كتلة المستقبل: سلبية حزب الله حيال بان تزيد العزلة وتنعكس سلباً على لبنان

رأت كتلة "المستقبل" أن قضية تصحيح الأجور تحوّلت "مهزلة ومأساة بسبب التخبط الحكومي الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الحكومات إذ يتصرف وزير العمل على أساس أن المنصب الوزاري يعطيه الحق في التشاور المنفرد وفق ما يراه مناسباً، غير عابئ بأصول الممارسة الحكومية التي وضعها القانون لدور الحكومة ولا سيما بعد اتفاق أرباب العمل والعمال، كل ذلك دون مراعاة لمصالح المواطنين".

وحذرت الكتلة في بيان اثر اجتماعها الاسبوعي برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، الحكومة والمسؤولين من "أن الاستمرار في هذا الارتباك والتقاعس والتردد قد يتسبب بخطوات تصعيدية متعددة في وجه الحكومة والمسؤولين فيها لاستمرارها بالتعامل مع هذه المسألة الحياتية بطريقة لا مسؤولة". وتوقفت عند "الأهمية الاستثنائية لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي تشكل محطة أساسية في علاقة لبنان بالمنظمة الأممية وباحترام الحكومة لقرار مجلس الأمن القاضي بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان". ورأت "ان المواقف السلبية لبعض القوى في حزب الله من الزيارة تسمها بصفات سلبية تزيد عزلتها وتنعكس سلباً على لبنان وصورته، وعلى الحكومة التنبه لأخطاره". واعتبرت أن وزير الدفاع فشل في تقديم أجوبة شافية وواضحة في لجنة الدفاع في شأن بلدة عرسال، مما يحتم التحول لمساءلته.

ورأت في استمرار "التيار الوطني" في إثارة قضية "التيكوتاك التي كانت قد عولجت في حينها بما يضمن حق الخزينة والجمهور، تعبيرا عن قحط سياسي مصحوب بارتباك وتخبط كبيرين بسبب الفشل في الملفات المطروحة، وخصوصا في موضوعي تمويل المحكمة وتصحيح الأجور". وأسفت "لاستمرار تجاهل النظام السوري لخطورة التطورات التي تشهدها سوريا ومحاولة الاستقواء على الثورة الشعبية السلمية بالأساطيل الحربية الاجنبية، وتكرار مواقف النظام وتصرفاته التي تؤكد انفصاله عن الواقع الأليم الذي تعانيه سوريا والشعب السوري. "ولاحظت أن ما جاء في خطاب الرئيس بشار الاسد" يوضح تجاهل النظام السوري حجم الازمة السياسية التي يعيشها النظام واهله، اذ ان العناوين الرئيسية للثورة السورية من حرية وعدالة وكرامة وتداول سلمي للسلطة، غابت تماماً عن خطاب اليوم في الوقت الذي حضرت فيه ادانة مستمرة ومتكررة لجامعة الدول العربية ودورها في حماية المدنيين السوريين ومطالبهم المحقة". وكان السنيورة التقى في مكتبه سفيرة اليونان كاثرين بورا.

 

شورى الدولة وافق على مشروع نحاس للأجور مع فرض ملاحظات عليه للأخذ بها

نهارنت/وافق مجلس شورى الدولة برئاسة القاضي شكري صادر على مشروع الأجور الرابع الذي قدمه وزير العمل شربل نحاس مشترطاً الاخذ بملاحظاته.

وجاء في نص القرار أن "مجلس شورى الدولة وبعد الإطلاع على مشروع المرسوم المقترح، وبعد الاطلاع على تقرير المستشار المقرر، وبعد المذاكرة حسب الاصول" وافق على المشروع واضعاً ملاحظات حوله. وقال "إن تمكين صاحب العمل من استيفاء جزء من الأجر يصل الى 125 ألف ليرة مقابل تأمين وسائل النقل أو المنامة للأجير، دون موافقة هذا الاخير، يعد تدخلاً من السلطة التنفيذية لالزام الأجير بالخضوع لموجبات عقد نقل أو عقد ايواء ينشأ بارادة صاحب العمل المنفردة، الأمر الذي يتعارض مع مبدأ حرية التعاقد. ويقتضي عندها ترك العلاقة بين المؤسسات التي تقدم وسائل النقل والمنامة لاجرائها وبين هؤلاء لحرية التعاقد". وأعلن صادر في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" (93.3) أن ملاحظات مجلس شورى الدولة تمحورت حول بدل النقل وطلب من مجلس الوزراء أخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار. ورغم تكتم نحاس على نص مشروعه الرابع، كانت قد كشفت مصادر مطلعة أن "المرسوم الجديد يعطي زيادة نسبتها 100 في المئة على الشطر الاول من الراتب، و25 في المئة على الشطر الثاني، على أن تحسم من الزيادة المئتا الف ليرة التي أعطيت في العام 2008 من قيمة الزيادة الجديدة. وعلى سبيل المثال فإن الحد الأدنى هو 500 الف ليرة وبعد زيادته بنسبة 100 في المئة يصبح مليون ليرة وتحسم منه مئتا الف ليرة فيصبح 800 الف، أي أن الزيادة للحد الادنى تكون 300 الف ليرة". في حين أن الاتحاد العمالي العام والههسئات الاقتصادية قد أعلنت تمسكها بـ"اتفاق بعبدا" والذي كان قد رعاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في 21 كانون الاول الماضي والقاضي برفع الحد الأدنى للأجور الى 675 ألف ليرة لبنانية دون أن يضم بدل النقل، والذي يرفض "تكتل التغيير والاصلاح" اللجوء إليه في أي ظرف كان.

وكان وزير العمل شربل نحاس قد فاجأ الجميع في جلسة مجلس الوزراء أمس الثلاثاء في بعبدا بدعوة لجنة المؤشر الى عقد اجتماع في مكتبه في الرابعة بعد ظهر اليوم الأربعاء، في حين أن هذا الاجتماع لم يكن ضمن التوافق الذي حصل بين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون والوفد المشترك للهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام الاثنين الفائت.

 

فاعليات درزية بيروتية في دار الطائفة ونفي للشائعات عن بيع أملاك الأوقاف في العاصمة

زار وفد من عائلات وفاعليات وهيئات طائفة الموحدين الدروز في بيروت، دار الطائفة في فردان، واجتمع بشيخ العقل نعيم حسن وأعضاء مجلس إدارة المجلس المذهبي. وعرض المجتمعون "المخالفات الإدارية والمالية التي يقوم بها الرئيس الحالي لجمعية التضامن الخيري الدرزي توفيق الغاوي وبعض أعضائها، والتي أدّت حتى الآن الى تأخير كل تنمية للأوقاف في بيروت، وهذا ما منع أهلنا المحتاجين في بيروت وخارجها من الاستفادة من تلك التنمية"، على ما جاء في بيان. وأكد الشيخ حسن وأعضاء مجلس الادارة للوفد "الثوابت التي لطالما أكدوها في اكثر من مناسبة"، وقد تلاها رئيس لجنة الأوقاف في المجلس المذهبي القاضي عباس الحلبي، وأبرزها أن "تنمية الأوقاف الدرزية هي واجب والتزام من المجلس المذهبي، وخصوصاً الأوقاف الدرزية في بيروت، مع المحافظة على المدافن والمنشآت الموجودة والقاعات والمزار الديني ومبنى دار الطائف الدرزية. وهذا الالتزام نابع من اقتناع ثابت لدى مشيخة العقل والمجلس المذهبي والمراجع السياسية، وأن الشائعات المغرضة التي تتحدث عن بيع الأوقاف الدرزية هي محض افتراء. إضافة الى هذا الاقتناع فالقانون العائد الى تنظيم الأوقاف الدرزية لا يسمح لأيّ كان ببيع شبر واحد من أملاك الأوقاف الدرزية، وأن المجلس ملتزم دعم أهلنا في بيروت ومساعدتهم في جميع مشاريعهم الانمائية والتربوية والصحية وهم جزء أساسي من العائلة التوحيدية". وتحدّث باسم الوفد المختار أكرم العود، مؤكداً أن "أهل بيروت براء من ممارسات وتصرفات بعض أعضاء جمعية التضامن". وأشار الى أن "الوفد خرج مطمئناً الى النية الصادقة والجهد المتواصل من مشيخة العقل والمجلس المذهبي لتسيير شؤون الطائفة وتأمين مصلحة جميع أبنائها من دون أي تمييز، وقد وعد الوفد بالعمل على المساهمة في تذليل العقبات التي يثيرها البعض أمام هذا العمل المخلص والخيّر".

 

الناطقة باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) منتهى الأطرش تشكر جنبلاط وتتمنى منه ان يبقى على موقفه

 يقال نت/أشادت الناطقة باسم «المنظمة السورية لحقوق الإنسان» (سواسية) منتهى الأطرش عبر «الراي» بالموقف الأخير لرئيس «جبهة النضال الوطني» النائب اللبناني وليد جنبلاط الذي اعتذر فيه منها «عن التأخر في اللحاق بركب التغيير»، معلنة «شكراً لوليد جنبلاط وأنا أحييه من كل قلبي على وقوفه الى جانب حركة التغيير في سورية»، مشيرة الى «اننا نعتزّ بابن المعلم والمفكر والفيلسوف الكبير كمال جنبلاط». وكرّرت الاطرش، وهي ابنة سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى ضدّ الانتداب الفرنسي العام 1925، تمسّكها باتهام الوزير اللبناني السابق وئام وهاب بانه «يوزع السلاح على الناس»، لافتة الى أن «عدداً كبيراً من الأهالي يؤكدون ذلك».

وفي ما يأتي نص الحوار الذي أجرته «الراي» مع الأطرش:

• النائب وليد جنبلاط وجّه اليك والى الناشطات والناشطين السوريين تحية كبيرة على نضالهم السياسي قائلاً: «اعتذر عن التأخر في اللحاق بركب التغيير» وذلك رداً على المقابلة التي اجرتها «الراي» معك وقلت حينها «ان موقف الاستاذ وليد جنبلاط جيد جداً لكنه متأخر». ما رأيك بموقف رئيس «جبهة النضال» الجديد؟

- نحن نعتزّ بالاستاذ وليد جنبلاط ابن المعلم والمفكر والفيلسوف الكبير كمال جنبلاط. ورغم أن الاستاذ وليد يختلف عن والده، لكن لكل شخص مقامه. نشكر وليد جنبلاط على مواقفه مجدداً ولو أنها متأخرة. شكراً لوليد جنبلاط وانا احييه وأشكره من كل قلبي على وقوفه الى جانب حركة التغيير في سورية وأقول له: أستاذ وليد أنت ابن المعلم الكبير كمال جنبلاط الذي استشهد من أجل القضية التي آمن بها وأرجو أن تبقى متمسكاً بموقفك كما فعل والدك الشهيد الذي قتله النظام السوري الذي يدافع عنه وئام وهاب. وأقول له لن ننسى تاريخ المعلم كمال جنبلاط وذكراه ستبقى حية في قلوبنا وعقولنا.

• طالبك رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب بتقديم الأدلة بعدما أشرتِ الى أنه يوزع السلاح على الدروز في السويداء نافياً هذه المسألة على عدة قنوات فضائية ومن بينها تلفزيون «الدنيا». ما ردك على ذلك؟

- قلتُ رأيي ولن أتراجع عنه وانا مقتنعة به، وليتحدث وئام وهاب كما يريد. وهاب يلعب على الوتر الطائفي في جبل الدروز ويغري الناس للدخول في حزبه الديني ويوزع السلاح عليهم، وعدد كبير من الأهالي يؤكدون ذلك. النظام يستعمل وهاب كورقة طائفية، وهذا النظام يسعى الى إشعال الفتنة الطائفية بين السنّة والدروز خصوصاً داخل المناطق المتداخلة بين جبل العرب وحوران.

• صدر بيان عن تنسيقية محافظة السويداء أعلنت فيه «هدر دم وئام وهاب» تعليقاً على ردّه عليك عبر تلفزيون «الدنيا» حيث نفى تسليح أهالي السويداء وقال: «لن ندخل في جدال مع هذه الأنسة التي لا قيمة لها الا أنها ابنة سلطان باشا الأطرش». ما رأيك بالموقف الذي اتخذته تنسيقية محافظة السويداء؟

- لا يهمني ماذا سيحصل لوئام وهاب، رجل النظام السوري. منذ سنة ونصف تحدى وهاب شبابنا في بلدة «قرية» بعد دخوله قاعة سلطان باشا الأطرش، وكان أخي منصور قبل وفاته منعه من دخول القاعة، وهذا الحادث دفع الأجهزة الأمنية الى التحقيق مع بعض الشباب.

• كيف تقوّمين أداء بعثة المراقبين العرب؟

- بعثة فاشلة وموالية للنظام. عشرات السوريين يقتلون يومياً أمام عيون البعثة التي لن تصل الى أي نتيجة. وأقول للثوار في سورية أنا بنت هذا الشارع وانا معكم والى جانبكم.

 

الوطنية للإعلام": جريحان جرّاء إطلاق نار في الجيّة 

نقل من شارع المنشية في الجية - ساحل الشوف عند العاشرة من مساء اليوم المدعو خليل محمود الزهران مصابًا بطلقين ناريين في رجليه الى مستشفى الحريري الحكومي، حيث أدخل الى غرفة العمليات، فيما نقل إلى مستشفى جبل لبنان سامر زهران نجده (29 عاما) مصاباً بطلق ناري في وجهه، إثر اشكال حصل في البلدة نفسها. وأفيد أن شخصًا من آل ناصر الدين أطلق عليهما النار ومعه مجموعة من الشبان.وتوجه عناصر من قوى الأمن إلى مكان إطلاق النار لمعرفة الملابسات، في وقت ينتظر رجال التحقيق في مستشفى الحريري وجبل لبنان للاستماع الى إفادتي المصابين ما إن تسمح به حالتهما الصحية، بناء على إشارة القضاء. (الوطنية للإعلام)

 

الاشتباه بسيارة في صور تبين انها خالية من أي مواد متفجرة 

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان عددا من المواطنين اشتبهوا بسيارة مركونة إلى جانب الطريق العام في محلة مقهى البوصي في شارع أبو ديب، فاتصلوا بمخابرات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الذين حضروا على وجه السرعة الى المكان وضربوا طوقا امنيا وأغلقوا الشارع من كل الجهات. وتم تفتيش السيارة المركونة من نوع "نيسان" وهي عائدة للمواطن م. س.، وتبين أنها خالية من أي مواد تفجيرية. وتم الاتصال بصاحبها الذي حضر على الفور وتسلمها.

 

عدوان: خطاب الأسد أشعرنا بالصدمة.. ويجب إبعاد الجيش عن النّزاع السياسي

علَّق نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان على الأحداث التي تحدث في سوريا، بالقول: "موقفنا ممّا يتعلق في سوريا لا دخل له في التطورات والنتائج مهما كانت"، مضيفاً: "نحن نقول اليوم إنَّنا مع الشعب السوري وخياراته وإستقراره ولا يمكننا أن نقف بوجه هذا الشعب، فهو سيقرر مستقبله". عدوان، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، قال: "كلنا نعرف أنَّ هذا الرجل (الرئيس السوري بشار الأسد) لا يدرك أو يدرك ويتغاضى عما يجري حقيقةً في سوريا، وهو سواء يدرك أو يدرك ويتغاضى فالتوصيف الذي أعطاه اليوم لا يمتّ إلى الواقع بأي صلة". ورأى أنَّ "الرجل المسؤول يجب أن يدرك ويوصّف المشاكل في بلاده لحلّها، وبالتالي كل المعالجات لتوصيف خاطئ غير نافعة"، سائلاً: "هل الآلاف الذين يقتلون في سوريا من شيوخ ونساء وأطفال وشبان لهم صلة بالإرهاب كما يقول الأسد في خطاباته، وهل كل الّذين يتظاهرون في الشوارع مأجورين؟". وأكَّد في هذا السياق أنَّ "هذا النظام مصممّ على الذهاب إلى النهاية لقمع ثورة الشعب عبر الطرق الأمنيّة".

ورأى أنَّ "الدول الكبرى تتحرك من أجل مصالحها وليس عبر مبادئها"، متمنيًا "لو أنَّ النّظام السوري قد سمع ونفّذ مطالب شعبه من المرة الأولى عندما طالبه بالحوار، وبالتالي عمد إلى حلّ المشاكل داخل البلد الواحد بالطريقة السلمية"، وقال: "أنا أشعر بالصدمة من خطاب الأسد اليوم والّذي وصّف بصورة خاطئة ما حصل"، مضيفًا: "من المعروف أن الثورة تصحّح نفسها، وبالتالي لن يوجد أي خوف من عدم التقدّم بعد زوال النّظام". وفي سياقٍ متصل، قال عدوان: "بعد كل الخروقات الأمنية الحاصلة في لبنان وخصوصاً في ما يتعلّق بالوضع السوري، بدءًا من إختطاف مواطنين سوريين معارضين في بيروت وصولاً إلى تهريب الأسلحة عبر الحدود غير المرسّمة بين البلدين، أتانا اليوم تصريح وزير الدفاع فايز غصن (بشأن وجود عناصر لتنظيم "القاعدة" في لبنان) ليزيد الأمور تعقيدًا"، موضحاً أنَّ وزير الدفاع فايز غصن "أشار في استجوابه أمام لجنة الدّفاع إلى أنَّه لم يقصد بلدة عرسال في حديثه عن تنظيم "القاعدة"، لكنَّنا أكّدنا بدورنا أنَّه لا يحق لوزيريّ الدفاع والداخلية (مروان شربل) أن يُصرّحا عن أي موضوع أمني عبر الإعلام بالطريقة التي حصلت في الأيام الأخيرة، كما كان من الواجب إتّباع آلية رسمية عبر الحكومة والأجهزة المختصّة في حل مسألة كهذه، وعدم إدخال مديرية التوجيه في قيادة الجيش بالنّزاع السياسي الحاصل في البلاد". عدوان الذي لفت إلى أنَّ "وزير الدفاع تراجع (عن أقواله) أمام لجنة الدفاع لكن هذا التراجع لا يكفي"، قال: "برأيي يجب أن نذهب إلى أبعد من ذلك عبر جعله يقدم توضيحًا أكثر وضوحًا لأنّه مسّ بصورة لبنان، فتراجعه كان جزءًا من التوضيح ولكننا رغم ذلك لم نشعر بالإكتفاء". وإذ ذكَّر بأنَّه "عند الكلام عن ترسيم الحدود مع سوريا في المرحلة السابقة كان البعض يهاجمنا"، أشار عدوان إلى أن "كل اللبنانيين على حدّ سواء يشعرون بالأذى من عدم إنجاز الترسيم"، معتبراً أنَّ "هذه الحكومة هي حكومة التناقضات والدويلات وكل وزير لديه اليوم دويلته". ودعا في هذا السياق الحكومة لكي تتخذ "قرارًا علنيًا باجراءات جدّية لعدم تسلّل أو جعل لبنان "أرض إنطلاق" لأي عمل تخريبي داخل سوريا فنتوقّف عن هذه النزاعات والمماحكات الكلامية، إلا أننا على يقين أن هذه الحكومة لا تملك أي رؤية ومليئة بالتناقضات"، وأضاف: "نحن في القوات اللبنانية معنيون بالمواطن في عرسال ووادي خالد كما نحن معنيون بالمواطن في الأشرفية ونقف إلى جانب كل إنسان جريء وحُرّ على كامل الأراضي اللبنانية مثل ذلك الإنسان الذي يبيع ويصرّ على بيعه الكحول في النبطية على الرغم من محاولات منعه بالقوّة". وإذ إعتبر أنَّ "هذه الحكومة تخطو خطوة إلى الأمام وتعود لخطوتين إلى الوراء، وعلى سبيل المثال إعادة مجلس شورى الدولة مرسوم تصحيح الأجور إلى الحكومة لمرات عدة"، قال عدوان: "لا يمكن قيام دولة في ظلّ وجود السلاح لأنّه لا يمكن الإتفاق مع فريق من اللبنانيين يضع مسدسه على الطاولة". وختم مشدداً على أنَّ "الحل الوحيد هو إدخال السلاح في الدولة والذهاب إلى تضامن حكومي". (رصد  NOW Lebanon)

 

عضو كتلة زحلة النائب طوني أبو خاطر للسياسة: حزب الله" ضد كل ما له علاقة بالشرعية وليست لدى الحكومة أرضية صالحة لتحكم بتجرد 

 بيروت - "السياسة":لم يستغرب عضو كتلة زحلة النائب طوني أبو خاطر الحملة التي يقودها "حزب الله" ضد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى لبنان الاثنين المقبل. وقال في تصريح لـ"السياسة", إن اعتراض "حزب الله" على زيارة المسؤول الدولي إلى بيروت سياسي بامتياز, لأن الحزب كما هو معروف ضد كل شيء يمت للشرعية الدولية وللأمور التي لها تماس بالمحكمة الدولية, وهذا الموقف ليس بجديد بالنسبة إليه, فهو من الأساس ضد المحكمة الدولية وضد الشرعية الدولية وقراراتها حتى تلك التي تؤمن الحماية لجنوب لبنان, عازياً الأسباب التي جعلت "حزب الله" يتخذ هذه المواقف إلى ارتباطات الحزب الخارجية وتحالفه مع النظام السوري وإيران, ولذا فإنه ليس مستغرباً على "حزب الله" اتخاذ هكذا مواقف لا ضد بان كي مون ولا غيره من المسؤولين الغربيين.

من جهة ثانية, رأى أبو خاطر أن لا بديل عن الحوار والجلوس إلى الطاولة لأنه المدخل لكل الحلول المستعصية لكنه تساءل ماذا ينفع الحوار إذا لم يكن لدى المتحاورين نية التفاهم وعلى الأقل تطبيق ما تم الاتفاق عليه في جلسات الحوار السابقة أكان ما يتعلق بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه داخل المخيمات أو ما خص ترسيم الحدود مع سورية ابتداءً من مزارع شبعا?

وعن تصريحات وزير الدفاع فايز غصن حول وجود "القاعدة" في عرسال ولقائه لجنة الدفاع النيابية, سأل ما إذا كانت التبريرات التي قدمها قد أقنعت أعضاء اللجنة, مستغرباً تمسكه بموقفه في وقت نفى المسؤولون السياسيون والأمنيون نفياً قاطعاً أي وجود ل¯"القاعدة" في لبنان. وعن أسباب تقاعس الحكومة عن تأدية واجباتها تجاه المواطنين, أكد أن لا تفسير لديه حول هذه النقطة, سوى أن هذه الحكومة مركبة من أطراف عدة ليست لها أرضية صالحة كي تحكم بتجرد وهي تشكلت من أشخاص هدفهم الأساسي تأمين مصالحهم الخاصة عن طريق التعيينات وغيرها, واصفاً إياها ب¯"حكومة التحدي والساقطة من الأساس لأنها أتت بقوة السلاح, وكل شيء يبنى على باطل يبقى باطلاً, وإن الشعب اللبناني لم ينتخب نوابه لينبثق عنهم هكذا حكومة".

 

روجيه إده: حمّام الدم يتوقف بمغادرة النظام السوري في البوارج الموجودة في طرطوس

المستقبل/أكد رئيس حزب "السلام اللبناني" روجيه اده، ان "هذا العام سيكون عام الحريات مهما كان الثمن، لأن تيارها أكبر من التيارات وعمقه عمق تاريخ هذه الارض"، مشيرا الى أن "حمام الدم العربي سيتوقف اذا اتخذ النظام السوري قراره وحسم أمره وغادر البلاد في البوارج الموجودة في طرطوس". كلام اده جاء في عشاء أقامه وعقيلته أليس، لمناسبة حلول الاعياد في مجمع "اده ساندس" السياحي أول من أمس، شارك فيه سفراء بريطانيا واسبانيا والنمسا وايطاليا وتشيكيا والمانيا وباكستان، المدبر البطريركي على ابرشية جبيل المارونية المونسنيور جو معوض، النائب السابق جواد بولس، المستشار الاعلامي لوزير الداخلية ميشال كرم، منسق تيار "المستقبل" في جبيل والبترون الزميل جورج بكاسيني وفاعليات. واعتبر إده في كلمة رحب فيها بالحاضرين، ان "الذين احبوا عام 2011 سيعشقون عام 2012، والذين كرهوه سيكرهون عام 2012 أكثر، لكن هذا العام سيكون عام الحريات مهما كان الثمن، لأن تيارها أكبر من التيارات وعمقه عمق تاريخ هذه الارض". وأوضح ان "لبنان عبر التاريخ كان ملجأ للهاربين من الديكتاتوريات، واذا كان هناك من أرض للحريات في هذا العالم فهي الارض اللبنانية، ولبنان لا يمكنه إلا أن يكون سعيدا في معركة الحريات التي يشهدها العالم العربي وانتصارها مهما كان الثمن"، مشيرا الى ان "التغيير قد لا يكون سريعا كما نريده نحن، ولكن في النهاية التغيير سيكون اقوى من أصحاب العقائديات المتخلفة والتزمّت الفكري والقدرة التغييرية والتحويلية للربيع العربي، وثورة الحريات أقوى من المصائب التي تأتي من جراء هذه الثورة". ورأى أن "حمام الدم العربي سيتوقف اذا اتخذ النظام السوري قراره وحسم أمره وغادر البلاد في البوارج الموجودة في طرطوس، وما أخشاه إن لم يحصل ذلك هو أن تصبح ثورة الشعب مسلحة معممة على كل سوريا، وبالطبع فإن ذلك ليس من مصلحة لبنان

 

سوريا

 

عضو من بعثة المراقبين العرب في سوريا بعد انسحابه: البعثة تخدم النظام السوري وتعطيه فرصة أكثر ليمارس القتل ومهمة المراقبين ميتة

اعلن عضو بعثة المراقبين العرب في سوريا أنور مالك أنه انسحب من البعثة لأنه وجد أنها تخدم النظام السوري ولأنها تعطي نظام الرئيس بشار الأسد فرصة أكثر ليمارس القتل، متهما النظام بالعمل على تضليل المراقبين بشتى الطرق. وأوضح مالك في حديث لـقناة "الجزيرة" أن النظام السوري أصبح يقتل أطرافا موالية له لإقناع المراقبين بوجود من يصفهم بالإرهابيين، موضحا أنه ومن خلال مكوثه في مدينة حمص لخمسة عشر يوما لم يشهد انسحابا للآليات العسكرية من المدينة التي وصفها بالمنكوبة. واشار الى ان البيوت تهدمت وتعرضت للقصف بالأسلحة الثقيلة وان الأدلة موجودة.

وأكد مالك أن ما يقوم به نظام الأسد تجاوز جرائم الحرب، محذرا من أن سوريا تقف على شفير حرب أهلية وطائفية مدمرة إذا لم يتخل الرئيس الأسد ونظامه عن السلطة. واوضح ان جثث القتلى التي شاهدها تعود لمدنيين ومواطنين وفلاحين بسطاء، وقال: "رأينا جثثا جلدها مسلوخ ومعذبة بشكل بشع، بصورة لا يمكن أن تخطر على عقل بشر، ولا يعقل أن بشرا يعمل ببشر آخر مثل ما رأيت، وفي الحقيقة الجرائم التي رأيتها فاقت جرائم الحرب".

وسرد مالك ملابسات ما اسماها محاولة الاغتيال بحق المراقبين الذين تعرضوا يوم الاثنين لإطلاق نار، متهما النظام السوري بتدبير تلك الحادثة. وشدد على أن استمرار مهمة المراقبين أو زيادة عددهم لن يأتي بنتيجة حتى لو أرسلت الجامعة العربية مراقبا لكل مواطن سوري. ورأى ان مهمة المراقبين ميتة وان البروتوكول ميت ولا علاقة له بأرض الواقع.

وقال مالك: "الأطفال يقتلون ويتم تجويعهم وتخويفهم، رأيت أطفالا يتامى ونساء وأمهات يبكين أطفالهن، وأكثر موقف أثر فيّ وقررت بعده الانسحاب، وهو مشهد قتلني كثيرا، كان لأم عجوز عمياء تبكي ابنها ونحن رأيناه جثة وقد ظهرت عليه آثار التعذيب وجلده منزوع، كانت تبكي ابنها وتقبله وهي لا تراه تلمسه فقط وجثته متصلبة كالحجر، لا أستطيع أن أصف لك الوضع كان مأساويا". واضاف: "أنا عشت أكثر من 15 يوما في حمص، ودخلت بابا عمر ودخلت الخالدية والسلطانية وحي باب السباع، دخلت كل تلك المناطق ورأيت مشاهد يندى لها الجبين، رأيت جثثا متفحمة تعرضت للتعذيب، مسلوخة الجلد وبين اللحظة والأخرى نقف على شخص يتم قنصه، كل تلك المناظر رأيتها بأم عيني، ولا أستطيع أن أتخلص من إنسانيتي أو أدعي الاستقلالية والحياد في مثل تلك المواقف".

ووصف مالك الوضع العام في سوريا بالسيئ للغاية خصوصا في المناطق الساخنة مثل درعا وحماه، وقال: "المواقف التي وقفت عليها وشاهدتها رآها مراقبون ووقفوا عليها في مناطق أخرى، ولكن تختلف التقديرات من مراقب إلى آخر".

وردا على سؤال عن تصريح رئيس البعثة أن الأمور لم تكن بهذا السوء، رأى مالك ان رئيس البعثة يريد أن يمسك العصا من الوسط حتى لا يغضب السلطة أو يغضب أي طرف آخر، معتبرا انه يستعمل تلك الألفاظ من أجل ألا يغضب الأطراف. وتابع مالك: "أنا كنت في حمص لم تسحب أي آلية عسكرية هناك، إلا آليات عسكرية كانت محاصرة من طرف الجيش الحر، ورأى النظام أن من مصلحته سحبها لأنهم كانوا سيموتون، ووقفت على تلك الوحدة العسكرية بعد الانسحاب وشاهدت جثثا لعسكريين أعدموا، وذلك لأن الرصاص كان من الخلف، إضافة إلى شواهد أخرى أثبتت أنهم أعدموا لأنهم كانوا ينون الفرار والانشقاق". واشار مالك الى انه زار معتقلا للأمن السياسي (المخابرات)، ووجد أناسا في حال يرثى لها ومأساوية اذ يتعرضون للتعذيب والتجويع، مؤكدا انه تم اخفاء الكثير من المساجين في أماكن أخرى يحرّم على المراقبين دخولها كالمعسكرات. ووصف مالك الإفراج عن المعتقلين بمسرحية يقوم بها النظام، متهما الاخير بانه قبل أن يعلن إطلاق المساجين يختطف الناس من الشوارع عشوائيا ويتركهم في السجن لمدة أربعة أو خمسة أيام في وضع مأساوي، وبعد ذلك يستدعي المراقبين لحضور هذه المسرحية على أساس أنه تم الإفراج عن المساجين. واعلن انه لم يفرج عن الأشخاص الحقيقيين الذين طالبت البعثة بالإفراج عنهم وفقا لقوائم جاءتها من المعارضة. واكد مالك ان كل التظاهرات التي شاهدها في سوريا كانت سلمية، موضحا ان المتظاهرين كانوا يحتمون بالمراقبين، وشدد على انه لم ير أي مليشيات مسلحة في تلك التظاهرات كما يدعي النظام. وقال: "من يخرجون في التظاهرات هم من كل الفئات، طفل عمره أربع سنوات سمعته بأذني يقول: أريد إسقاط النظام، وإجماع مطلق لديهم ولا بديل عندهم إلا إسقاط النظام، وحتى الجيش الحر الذين التقيت قيادات فيه في أحد المنازل المهجورة، لا يؤمنون إلا بإسقاط النظام، وهم يرون أن كل المحاولات الأخرى من حوار ومحادثات هي مجرد خدعة من النظام من أجل تجاوز عنق الزجاجة". ولفت مالك الى انه لم يحدث اي عملية قنص أو قتل أمام المراقبين، موضحا في الوقت نفسه انهم وقفوا على عمليات قتل عقب حدوثها مباشرة وشاهدوا جثث مباشرة عقب اقتناصها وقتلها. وتابع مالك: "برأيي المشكلة تكمن في النظام السوري، نعم هناك نقص في عدد المراقبين ونقص في الإمكانيات، ولكن المشكلة لا تكمن هناك، المشكلة تكمن في أن النظام جاء بهؤلاء المراقبين ليربح الوقت، بل إنه أحيانا يخرج معنا ضباط مخابرات على أساس أنهم سائقون من أجل أن يدخلوا الأحياء والمناطق ويطلعوا على ما يجري فيها. النظام السوري الآن يستغل المراقبين من أجل بسط أجندة معينة والحفاظ على كيانه ووجوده فقط".وختم مالك: "النظام الذي رأيته في سوريا لن أثق فيه حتى وأنا في بيتي ومع أولادي، وأي مكروه يحدث لي سأحمل نظام بشار الأسد المسؤولية".

المصدر: الجزيرة

 

الوطن" السعودية: مكابرة "الأسد".. زيت على نار

صحيفة "الوطن" السعودية:

مثلما كان متوقعا، لم يحمل خطاب الرئيس السوري، أمس، جديدا، إذ جاء مكرسا لاستراتيجية القمع التي اعتمدها نظام دمشق للرد على المحتجين، فالرئيس توعد دعاة التغيير بـ"الويل والثبور" وهدد من أسماهم "القتلة والإرهابيين" بالضرب "بيد من حديد". بشار الذي تحدث حوالي ساعتين بلغة التخوين والوعيد، لم يتوان عن التأكيد مرارا في ثنايا خطابه على الرد بعنف على معارضيه. وهذا يعني بوضوح أن آلة الموت ستستمر في حصد أرواح من تسول لهم أنفسهم بقول "لا" للنظام، بل وبوتيرة أعلى مما كانت عليه. الخطاب في مجمله جاء مليئا بالثقوب والمتناقضات؛ ففي حين تحدث عن الإصلاح، تحدث أيضا عن العملاء والخونة الذين "يستنجدون بالمجتمع الدولي لحمايتهم من حملات الموت المجاني". الرئيس السوري يتغافل عن أنه لم يعد بمقدوره الآن، أن يسوق هذا الخطاب للداخل أو الخارج، لأن ذلك يستلزم أن تكون هناك نوايا حقيقية للإصلاح وليس مجرد مراوغات كما تؤكد شواهد الحال. لقد بات واضحا أن الأسد وزمرته إما إنهم يكابرون، أو إنهم لم يستوعبوا رياح التغيير العاصفة التي تمر بها المنطقة ومن ثم لم يدركوا جيدا حقائق المشهد العربي المماثلة. وبالنظر إلى أحدث محطات الربيع العربي، نلحظ أن نفس اللغة التي استخدمها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في وصف شعبه وتحديه لإرادة التغيير، يكررها بشار الآن بطريقة أخرى رغم أن المفردات ترجع إلى "قاموس واحد". إن خطاب بشار سيكون بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، فالمشهد السوري المتشظى لم يعد بحاجة للمزيد من سكب الزيت على النار حتى يشتعل بالكامل. ما يجري في أرض الشام هو موجة من موجات التاريخ ولكن بشارا، وبمثل هذا الخطاب الاستعلائي الإقصائي أراد أن يقول إنه سيهدم المعبد على من فيه. وصفوة القول؛ إن الرئيس أحرق مراكب العودة للاحتكام إلى صوت العقل والاستجابة لمطالب شعبه، ودخل في نفق النهاية المحتومة.

 

تعليق جريدة المستقبل على خطاب الأسد

طمأننا الرئيس السوري بشار الأسد أمس وطمأن الشعب السوري الشقيق أنه في موقعه "بدعم من الشعب" وطمأن الشعب أن ليس لديه في سوريا انقسام وطني وكل ما يجري من أحداث منذ عشرة أشهر "تآمر خارجي" على سوريا "المتجددة دائماً". والتآمر الخارجي عربي أيضاً والعرب قليلو الوفاء لنظام أطعمهم من قمح سوريا. ولأنه هو العروبة فإن تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية "تعليق لعروبة الجامعة". ومن غير الأسد، "القائد الى الأبد"، قادر على إعطاء شهادات في العروبة والوطنية؟. ولأن "العروبة شهادة يمنحها التاريخ" كما يقول، فإن التاريخ يسجل لـ"القائد" ونظامه تحويل جبهة الجولان محمية تنعم فيها إسرائيل بسلام لا تشوبه شائبة. ولأن بشار الأسد في موقعه "بدعم من الشعب" فإن المتظاهرين على مدار الأيام والساعات في المدن والبلدات والقرى في كل المناطق السورية، الهاتفين رغم رصاص الحقد والموت وآلة الدمار "الشعب يريد إسقاط بشار" ليسوا من الشعب السوري ودماؤهم ليست عربية سورية، إنهم "إرهابيون".والرئيس المتمسك بموقعه "بدعم من الشعب" يرفض الارهاب ويريد "الأمن الذي لا يتحقق الا بضرب الارهابيين بيد من حديد .. ولا تهاون"، لذا يقتل جيش الأسد مئات الأطفال. انهم "ارهابيون".. والعرب "متآمرون".. و"60 محطة تلفزيونية تعمل ضد سوريا".

وحده الأسد مسالم، يريد الأمن والسلام للشعب السوري ويطمئنه: "سقطت الأقنعة". ونطمئنه ان الشعب السوري الذي انتفض على الظلم والذل والمهانة والقمع أدرك منذ زمن بعيد أن الأقنعة سقطت وأن أنظمة الظلم والقمع الى سقوط.

 

المعارضة وصفت مشروعه الإصلاحي بـ "خرقة بالية" وحذرت من لجوء النظام إلى ممارسات أكثر إجراماً.. وأولى ثمار ووعود الأسد 25 قتيلاً برصاص كتائبه في مختلف الميادين  

الأسد في خطاب تقمص خلاله شخصية القذافي: المستعربون يتآمرون علينا و"الجامعة" فقدت عروبتها

أطراف إقليمية ودولية تسعى إلى زعزعة الاستقرار في سورية

 استعادة الأمن الأولوية القصوى وسنضرب الإرهاب بيد من حديد

 لا يوجد أي أمر على أي مستوى لإطلاق النار على المحتجين

 دمشق - وكالات: أكد الرئيس السوري بشار الأسد, الذي يواجه ثورة عارمة منذ مارس الماضي, هدفها إطاحة نظامه, في خطاب في دمشق, أمس, أن استعادة الأمن هي "الأولوية القصوى" للسلطات في الوقت الحالي, متهما أطرافا اقليمية ودولية بالسعي الى زعزعة استقرار سورية, كما شن هجوماً عنيفاً على الجامعة العربية, رغم المهل والمبادرات التي منحته إياها.

وأعلن الرئيس السوري في خطابه الذي استمر حوالي ساعتين وبثه التلفزيون السوري مباشرة, أن استفتاء على دستور جديد لسورية, سيجرى في مارس المقبل, تليه انتخابات تشريعية في مايو او يونيو.

وقال الأسد إن "الأولوية القصوى الآن هي استعادة الامن الذي تميزنا به لعقود حتى على المستوى العالمي وهذا لا يتحقق الا بضرب الارهابيين والقتلة ومن يحمل السلاح الآثم بيد من حديد".

وأضاف "لا اعتقد ان عاقلا يستطيع اليوم انكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والارهاب الى مستوى آخر من الإجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات".

كما أكد الأسد, في خطابه الذي أعاد إلى الأذهان خطابات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي, واعتبره مراقبون بمثابة "رقصة الديك المذبوح" أنه "لا يوجد اي امر على اي مستوى بإطلاق النار على المواطنين, وان اطلاق النار لا يتم الا في حالات الدفاع عن النفس ومواجهة المسلحين".

وقال الاسد "لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والاحداث من قبل الاطراف الاقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية", كما "لم يعد التآمر الخارجي خافيا على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحا جليا".

وأضاف "الآن انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث, وسقطت الاقنعة عن وجوه هذه الاطراف وبتنا اكثر قدرة على تفكيك البيئة الافتراضية".

ورأى أن "الهدف كان ان يدفعوا باتجاه الانهيار الداخلي, وكان المطلوب أن نصل الى حالة من الخوف وهذا الخوف يؤدي الى شلل الإرادة".

وأكد أنه "لم يعد الخداع ينطلي على أحد, الآن انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث", كما تحدث الأسد خصوصا عن "الدول العربية التي تقف ضد سورية".

وقال ان "الخارج هو مزيج من العربي والاجنبي, وللأسف العربي اكثر عداء وسوءا من الاجنبي".

واشار الى ان "الجامعة العربية هي مجرد انعكاس للوضع العربي ومرآة لحالتنا العربية المزرية", مؤكدا ان "موضوع اخراج سورية من الجامعة لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد", ومعتبراً أن "جامعة الدول العربية, لم تعد جامعة (للدول) ولا عربية, وأن هناك مستعربين, كما أن تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية معناه تعليق عروبة الجامعة".

وأضاف "الحقيقة هي أنها ذروة الانحطاط بالنسبة للوضع العربي" لكن "ما نراه من سياسات رسمية لا يعكس نهائيا ما نراه على الساحات الشعبية في العالم العربي".

وردا على مطالب محتجين وعدد من القادة الغربيين بالتنحي, قال الرئيس السوري في الخطاب الذي يأتي بعد عشرة اشهر على بدء الحركة الاحتجاجية منتصف مارس الماضي "أحكم برغبة الشعب واذا تخليت عن السلطة فسيكون برغبة الشعب".

من جهة أخرى, أكد الأسد أن "انتخابات مجلس الشعب مرتبطة بالدستور الجديد وتعطي الوقت للقوى (السياسية الجديدة) لتؤسس نفسها, والجدول الزمني مرتبط بالدستور الجديد".

كما زعم الرئيس السوري انه يسعى الى "حكومة موسعة فيها مزيج من السياسيين والتقنيين وتمثل اطياف المجتمع كله", مؤكدا انه "كلما وسعنا المشاركة في الحكومة كان ذلك افضل بالنسبة للشعور الوطني".

وعقب انتهاء الأسد من خطابه المطول, توالت ردود الفعل المنددة والمتهكمة على ما حمله من تهديد ووعيد, إلى جانب التهجم على الجامعة العربية والدول العربية.

واعتبر "المجلس الوطني السوري" المعارض, ان الخطاب يتضمن "تحريضا على العنف" ويبشر بلجوء النظام السوري الى "ممارسات أكثر اجراما", وأنه أغلق الطريق أمام كل المبادرات.

وقال رئيس المجلس برهان غليون خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة اسطنبول التركية, إن الخطاب قطع الطريق على أي مبادرة عربية أو غير عربية لتجنيب سورية الأسوأ.

وأضاف أن الخطاب كشف عن الإصرار من جانب النظام على دفع الشعب للانقسام والحرب والأهلية من خلال التلويح بمشروع إصلاح وهمي تحول مع الوقت الى "خرقة بالية" ولم يعد هناك أحد في سورية يؤمن به.

وشدد على أن النظام لم يتعلم شيئا من الأزمة التي بدأت قبل عشرة أشهر, ولا يزال مستمرا في التصعيد الإرهابي ليؤكد أنه أكثر تطرفا اليوم مما كان عليه في أي فترة سابقة.

وأوضح أن الشيء الوحيد الذي كان الشعب السوري في انتظاره, هو أن يعلن بشار تنحيه, وأن الرد الوحيد على هذا الخطاب الذي يشكل مزيجا من الثرثرة والإنكار وممارسة التضليل, هو استمرار الثورة الشعبية السلمية وتوسيعها وتعميق التلاحم بين الثورة و"الجيش السوري الحر" وكل قوى التغيير والإصلاح, والعمل على حض العالم العربي شعوبا وحكومات على دعم الشعب السوري وتصعيد الضغوط على النظام, والعمل على تعزيز الجهود لدفع المجتمع الدولي لتأمين الحماية للمدنيين السوريين في أسرع وقت. وأضاف أنه من الواضح أن الرسالة الرئيسية للنظام هي رفض خطة العمل العربي, كما أن الخطاب أعاد التذكير بأن الجاري حاليا هو مؤامرة خارجية , واتهم العرب بأنهم شركاء في المؤامرة, فالخطاب موجه تماما ضد العمل العربي. وأوضح غليون أن الخطوة المقبلة هي اللجوء للمجتمع الدولي والتوجه للجهات الدولية المعنية بحماية المدنيين. وفي أولى ثمار خطاب الأسد, الذي زعم فيه أنه "لا يوجد أي أمر على أي مستوى بإطلاق النار على المواطنين", أعلنت "الهيئة العامة للثورة السورية", سقوط 25 قتيلاً برصاص قوات الأمن خلال قمعها تظاهرات عدة, تطالب بإسقاط النظام, وعمليات توغل ودهم في مدن سورية عدة.

 

قراءة أولية في خطاب بشار الأسد: خيّب آمال طهران وحاول رفع معنويات منهارة ودافع عن ..قوّته هو

حاول الرئيس السوري بشار الأسد، في خطابه الرابع ، الذي ألقاه، في جامعة دمشق أن يوحي بأنه مرتاح وقوي، في سياق رفع معنويات الأجهزة العسكرية والأمنية والفئات الشعبية المؤيدة له.

هذه المحاولة إستدرجت سلوكيات فضح خلفياتها بنفسه، فهو على الرغم من "نشفان ريقه" الظاهر حاول الإمتناع عن شرب الماء، تماشيا مع الإنتقادات التي وجهت إليه، عندما خطب في المرة السابقة، كما أن لثغته كانت أقوى في الجزء الثاني من الخطاب، الأمر الذي يدل على حالة عصبية مكبوتة، بالإضافة طبعا الى عدم قدرته على إضحاك القاعة، عندما كان يطلق نهفات لم تضحك سواه مع قلة مجاملة.

هذا في الشكل، أما في المضمون، فكشف الأسد أن أي اتفاق لم يعقده لا مع الدول العربية ولا مع الدول الغربية ولا مع اي طرف آخر، فهجومه على جامعة الدول العربية كان غير مسبوق بحجمه وتعابيره، كما أن هجومه على جماعة الإخوان المسلمين، التي أصبح لها قوة في الشارع العربي ، بفعل الربيع العربي، فضح تأزم الأوضاع بينه وبين دول عربية اساسية وبينه وبين تركيا، يضاف الى ذلك ظهور التوتر المستمر في العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية التي اتهم إعلامها بالتزوير والفبركة!

وهذا يعني أن الأسد، بإيحاء الإرتياح حاول أن يشن حملة نفسية مضادة هدفها رفع معنويات كشف أنها بدأت تنهار!

وبدا واضحا أن الأسد يدافع عن نفسه من انتقادات " أهل البيت"، فهو كان يبرر أنه ليس ضعيفا بتوكيده أن القرارات التي اتخذها أو التي لم يستطع اتخاذها نابعة عن حكمة!

وقد تجلى ذلك، في مفاصل عدة من خطابها، لعل أبرزها  الآتي:

أولا، إيجاد تبرير للفارق بينه وبين والده الراحل حافظ الأسد. حافظ الأسد حسم الوضع مع الإخوان المسلمين ( سماهم بشار  شياطين) لأن الشعب أراد ذلك ولكن بعد ست سنوات.

ثانيا، تبرير قرارات العفو التي اتخذها !

وخلافا لما سبق وتوقعته طهران، لم يستطع الأسد أن يعلن انتصاره ولا نهاية الأزمة، مما اضطره الى الذهاب الى صياغة معادلات بلهاء: تنتهي الأزمة عندما ننتصر على الأزمة!

وكان واضحا بقوة أن الأسد يواجه ثورة شعبية حقيقية، فهو الى الإعتراف بفقدان سيطرته على مناطق في سورية، حاول تشويه سمعة الثوار، بحيث وصفهم بعبارات " بلا شرف، ولا دين، ولصوص وغدارين " وخلافه!

وفي الإقتصاد نجح بشار الأسد أن يعد السوريين بإعادتهم الى الوراء عقودا من الزمن، طالبا منهم من أجله بقائه هو في السلطة، أن يتمسكوا بكرامتهم ولا يبيعوها بالمال.

أما في السياسة، فكان واضحا أنه لا يستطيع تقديم أي شيء الآن، فالمعارضة هو  من يضع معايرها والدستور مرجأ أشهرا جديدة والإنتخابات لبداية الصيف.

مموضوع واحد حسمه الأسد: الحرب مستمرة على الثورة بحجة أنها إرهاب

 

مسؤول سابق في الـ"سي آي أيه": الأسد لن يستمر إلى ما بعد مارس المقبل

 توقع مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يبقى في السلطة إلى ما بعد مارس المقبل, وأنه سيسلم إلى المحكمة الجنائية الدولية, مرجحاً أن يتدخل "حلف شمال الأطلسي" خلال أسابيع. وكشف المسؤول السابق في الاستخبارات الاميركية روبرت بير في حوار أجرته معه مجلة "الشراع" اللبنانية أن الاسد لن يستمر طويلا في الحكم, مضيفاً ان "الأطلسي" سيتدخل بعد بضعة اسابيع لفرض مناطق عازلة, ومتوقعاً ان تشهد سورية حرباً أهلية بعد رحيل الاسد الذي "سيقبض عليه ويقدم لمحكمة الجنايات الدولية".

وعن موقف "حزب الله" من حليفه في دمشق, قال المسؤول الأميركي السابق "ألا ترى كيف أن حسن نصرالله فقد اعصابه, وهو عاجز عن القيام بأي شيء وحتى لا يمكنه بعث قواته لإنقاذ الاسد".

ونفى بير أن تكون للولايات المتحدة أية نوايا للتدخل في سورية, قائلاً إن واشنطن "لا تهتم, وقد تحول الشرق الاوسط الى منطقة غير ذات اهمية بالنسبة للولايات المتحدة", مشيرا الى أن "الخارطة تتغير في الشرق الأوسط منذ ان غزا جورج بوش الابن العراق". وضرب مثالا على ذلك بقوله "المثال في مصر حيث سيسيطر الاسلاميون على السلطة, فيما ايران وتركيا ستسيطران على الشرق الاوسط على حساب الولايات المتحدة". ولدى سؤاله عما اذا كان "حلف شمال الاطلسي" سيتدخل لفرض المناطق العازلة الاربع في سورية, قال "إن ذلك لا يمكن ان يتحقق قبل مقتل المزيد من السوريين", مستدركا "أعرف ان هذا كارثة ولكننا نتكلم عن ثورة وتتطلب المزيد من التضحيات". وقال إن الولايات المتحدة مصابة بالرعب مما يحدث في سورية, ولذلك فهي تنأى بنفسها عن التدخل, مضيفا أن "سورية ليست ليبيا السنية, وليبيا فيها 4 قبائل رئيسية مسيطرة أما في سورية فإن العلويين في كل مكان وانظر في وجودهم المتداخل في مدينة حمص وكذلك دمشق, وستكون هذه الاماكن دموية جداً".

وعند تذكيره بأن العلويين يشكلون 10 في المئة من الشعب السوري البالغ 23 مليون نسمة أي 2.3 مليون نسمة, قال "أين سيذهب هؤلاء العلويون? ان التطهير العرقي لا يمكن أن يتم بدون دماء كثيرة, ولكن قبل حدوث ذلك سنرى مجزرة كبرى مثل مجزرة حماه في ,1982 وعلى الأغلب ستحدث في حمص وعندئذ سيتورط الجميع وتفرض عندئذ المناطق العازلة لحماية المدنيين", مشيرا الى أن مرحلة المناطق العازلة في سورية "ستأتي بعد انتهاء الجامعة العربية من قضية المراقبين ويسيل المزيد من الدماء". وبشأن إمكانية قيام الولايات المتحدة بإقناع روسيا بوقف دعمها للأسد وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي, قال "ان سورية تخيف الناس والدول ان كان ذلك عن طريق الخطأ او الصواب, والروس لن يصغوا للولايات المتحدة".

 

الخارجية الأميركية: الأسد يسعى لإنكار أي مسؤولية عن أعمال العنف في سوريا

إتهمت الولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد بالسعي إلى "إنكار" أي مسؤولية له عن أعمال العنف في سوريا، وذلك تعليقاً على قوله في خطاب له اليوم أنه "لا يوجد أي أمر على أي مستوى لإطلاق النار على المحتجين". وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في تصريح إنه "من المثير الإشارة إلى أن الأسد وجّه في خطابه أصابع الإتهام إلى مؤامرة خارجية واسعة إلى حدّ أنها تضم الجامعة العربية وغالبية المعارضة السورية وكل المجتمع الدولي".وأشارت نولاند إلى أن الأسد "ينكر بقوة أي مسؤولية لدور قواته الأمنية نفسها" عن أعمال العنف في سوريا، والتي تسببت بمقتل أكثر من خمسة آلاف شخص بحسب الأمم المتحدة نفسها. (أ.ف.ب.)

 

الأمم المتحدة: أربعمئة قتيل في سوريا منذ بدء مهمة المراقبين العرب

قتل 400 شخص في سوريا منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في 26 كانون الأول الفائت، وفق ما نقلت اليوم السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس عن مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون الإنسانية بي لين باسكو خلال اجتماع لأعضاء مجلس الأمن الدولي خصص لبحث في الوضع بسوريا. وإثر اجتماع مجلس الأمن، جدد السفراء دعوتهم روسيا إلى بدء مفاوضات جديّة حول تبني قرار في شأن القمع الدامي للتظاهرات من جانب النظام السوري. وكان السفير الألماني بيتر فيتيغ إعتبر، قبل الإجتماع، أن "موقف روسيا المناهض لاستصدار قرار عن مجلس الأمن يندد بقمع النظام غير مرض". (أ.ف.ب.)

 

جوبيه يتهم الأسد بـ"إنكار الواقع" و"الحضّ على العنف"

إتهم وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الرئيس السوري بشار الأسد بـ"الحضّ على العنف" و"إنكار الواقع"، وذلك ردًا على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي اتهم فيه الدول الأجنبية والإقليمية بـ"التآمر" على سوريا، موضحًا أن "هذا الخطاب يأتي على النقيض مما كان يمكن توقعه، فهو يحضّ على العنف وعلى المواجهة بين الأطراف، وهو نوع من إنكار للواقع".(أ.ف.ب.)

 

جوبيه: على الجامعة العربيّة أن تقدّم تقريرًا لمجلس الأمن عن مهمة مراقبيها في سوريا

طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من الجامعة العربية أن "تقدّم تقريرًا إلى مجلس الأمن" عن نتائج بعثة مراقبيها في سوريا إذا ما جاءت سلبية. وقال: "نشعر بخيبة أمل لأنه حتى مع وجود مراقبين في سوريا سقط العشرات من القتلى الإضافيين لأن القمع وأعمال العنف لم تتوقف". وأكد جوبيه أن "19 كانون الثاني (موعد إعلان النتائج النهائيّة لبعثة المراقبين) يجب أن يكون المهلة الأخيرة، فنحن لا نريد أن ننزلق في ذلك إلى ما لا نهاية ونأمل في هذا الموعد أن تقدّم لنا الجامعة تقييمًا واضحًا لمدى احترام النظام السوري لما قطعه من تعهداته"، وختم بالقول: "إذا لم تكن نتائج هذا التقرير إيجابية فإننا نأمل أن ترفع الجامعة تقريرًا إلى مجلس الأمن الدولي"، متحدثاً عن ارتكاب "جرائم حقيقية ضد الإنسانية في سوريا".(أ.ف.ب.)

 

رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز: إسرائيل تستعد لاستقبال لاجئين علويين في الجولان

 القدس - ا ف ب: أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز, أمس, أنه يتوجب على اسرائيل "الاستعداد" لاستقبال لاجئين علويين سوريين في هضبة الجولان في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ونقل متحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي قول غانتز للجنة "سقوط الاسد سيقوض الطائفة العلوية ويجب أن نكون مستعدين لاستقبال لاجئين في الجولان" وهي المرة الأولى التي يثير فيها مسؤول إسرائيلي كبير احتمال أن تهرب الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري من انتقام الطوائف الأخرى في حال سقوط النظام السوري الحالي.

وأضاف غانتز "لا يستطيع الاسد مواصلة الاحتفاظ بالسلطة وسيسبب سقوطه تصدعات في المحور المتشدد" الذي يضم ايران وحركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني. ولفت إلى أنه "من المحتمل على المدى القصير ان تؤدي الاحداث في سورية الى دفع السوريين الى القيام بأعمال ضدنا". وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قال في خطاب امام اللجنة نفسها الاسبوع الماضي إنه "بقي لعائلة الاسد أسابيع عدة فقط في السلطة في سورية". واضاف باراك "لا يوجد امكانية في الوضع الحالي لتقييم ما سيحدث في اول يوم بعد سقوط بشار" الاسد. كما حذر باراك من ان سقوط عائلة الاسد سيكون له اثر على هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل. وقال في بيان وزعه مكتبه "في الشمال من المحتمل ان يكون هناك اثار من سورية على هضبة الجولان وعلى منطقة اوسع نتيجة الفلتان". ورأى باراك ايضا ان سقوط نظام الاسد سيشكل "ضربة قاسية للمحور المتشدد", مشددا على التأثير المتوقع لسقوط النظام السوري على طهران. واشار مسؤولون عسكريون اسرائيليون أخيرا الى احتمال ان تقوم جماعات اسلامية متطرفة من الاستفادة من الفوضى التي قد يحدثها سقوط الاسد للانخراط في "استفزازات" ضد اسرائيل في الجولان التي احتلتها اسرائيل في يونيو 1967 وضمتها في 1981. ويعيش حوالى عشرين الف مستوطن اسرائيلي على هذه الهضبة الستراتيجية التي تطالب دمشق بإعادتها كاملة شرطا للسلام مع اسرائيل.

 

لعبة الجامعة العربية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

علينا أن نفهم أننا أمام لعبة تديرها أطراف في الجامعة العربية لإنقاذ نظام الأسد في سوريا من إسقاطه، والتغطية على مذابحه هناك. وما إرسال المراقبين، ودعوة خالد مشعل وإيران لبدء وساطة سلمية، إلا لعبة هدفها شراء وقت لإعانة النظام على قتل المزيد وإنقاذ رقبته. لقد مدت الجامعة العربية عمر النظام بأكثر من ثلاثة أشهر منذ بدء الحديث عن دعوات التفاوض، تمكن خلالها من السيطرة على بعض المناطق المنتفضة، ولو نجحت الجامعة ومشعل وروسيا في حماية ظهر حكومة الأسد وضمنت عدم التدخل الدولي تسعة أشهر أخرى لربما تمكن من تفريغ الشوارع والميادين الثائرة، ولن يعجز خلالها عن حبس نصف مليون من النشطاء والمتظاهرين، واحتلال المدن بالقوات المسلحة والشبيحة.

التدخل الدولي لا ينافي الأخلاق أو السياسة أو العروبة أو الإسلام، بل ضرورة لموازنة بطش النظام ودعم دول تمده بالقوة والمال والرجال. لدينا نماذج أحداث مهمة كان التدخل الدولي فيها حاسما بهدف حماية السكان من أنظمة باطشة، أبرزها تدخل الناتو لإنقاذ مسلمي كوسوفو والبوسنة والهرسك، وقبلها التدخل الدولي لإنقاذ الشعب الكويتي من احتلال صدام. قبل عشرين سنة عرف العرب الجدل نفسه الذي يدور اليوم حول جواز التدخل الدولي لإنقاذ الشعب السوري من المذبحة. كان صدام قد التهم الكويت في فجر الثاني من أغسطس (آب). انقسم العرب بين فريقين؛ عرب مع احتلال صدام للكويت، وعرب يريدون طرده. فريق الاحتلال كان يعرف أن من المستحيل هزيمة قوات صدام بقوة خليجية، ويخشون من هزيمتها بتدخل دولي. والفريق الثاني يعرف أن إيران حاربت ثماني سنوات وأي قوة عربية ستحتاج إلى سنين أطول لمواجهة نظام عسكري مثل صدام، وقد ينتصر. حينها تخندق كل فريق في مكانه وسط معركة كلامية، فالمجموعة الخليجية كانت تريد التدخل الأميركي لأنها تعرف أنها قوة ضاربة قادرة على اختصار الوقت وتأمين النصر، لكن مع منحه الشرعية الدولية من خلال مجلس الأمن، حتى لا يثير حفيظة العرب عموما. والفريق الثاني كافح التدخل حتى يؤمن احتلال صدام للكويت. وصار كل من يدافع عن اللجوء إلى الحل الدولي يخوَّن ويُتهم بالعمالة. واقترحوا عوضا عنه ما سمي بالحل العربي وقوات عربية. طبعا كان هدف المشروع في حقيقة الأمر تمييع القضية.

فكرة إرسال المراقبين العرب اخترعت لغرضين؛ منع التدخل الدولي، ومنح النظام مزيدا من الوقت لينهي الثورة بقتل النشطاء وسجن المتظاهرين. العالم لم يطلب إرسال مراقبين عندما كان الصرب يذبحون مسلمي كوسوفو والبوسنة والهرسك. لقد اختصرت الحلول في إنذار نظام بلغراد آنذاك، إما وقف المذابح وإما التدخل الدولي، ورغم اعتراض الروس وبعض الأوروبيين فإن التدخل الدولي تم وهو الذي أوقف المذابح. لم يقبل أحد دعوات إرسال مراقبين ليوغوسلافيا لأن التقارير المختلفة تؤكد على حدوث المذابح وقتل المدنيين العزّل، وهو ما يحدث الآن في سوريا.

ولاحظوا أن الحالة السورية أكثر استحقاقا للتدخل من قضية كوسوفو، ففي عام 1988 كانت المشكلة بسبب إعلان الكوسوفيين انفصالهم عن دولة بلغراد، ثم تشكيلهم جيش تحرير كوسوفو الذي خاض قتالا ضد الصرب. أما في سوريا فإن الشعب يباد وهو لم يطلب انفصالا، ولم يقاتل. تقريبا كلها مظاهرات سلمية ضد النظام، ومع هذا يتم قتل الناس علانية أمام العالم، فكيف يدّعي بعض العرب أن التدخل الدولي عمل استعماري ومرفوض؟ التاريخ يعيد نفسه. اليوم العرب الذين يريدون إنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط يعتمدون استراتيجية تقوم على فكرتين؛ الأولى منع التدخل الدولي، والثانية منحه المزيد من الوقت ليقتل كل الناشطين من الشعب السوري أو يسجنهم. هذه حقيقة رفض التدخل الدولي التي تنفي أبسط حقوق الإنسان، حقه في إنقاذ حياته، ولا يجوز إنكارها عليه تحت أي مسمى. وبكل أسف، الأمين العام للجامعة العربية جعل وظيفته منع إنقاذ الشعب السوري من المذبحة، ومنح سكين النظام المزيد من الوقت للقتل.

 

الأسد استجداء وانفصال عن الواقع

 طارق الحميد/الشرق الأوسط

لا يمكن وصف خطاب بشار الأسد، الذي استغرق قرابة الساعة وأربعين دقيقة، وتجاوز 11 ألف كلمة، إلا أنه خطاب استجداء، ودليل انفصال عن الواقع، فقراءة الخطاب، وليس الاستماع إليه أو مشاهدته، تشعرك بأنك أمام رجل يعيش في عالمه الخاص، مثله مثل القذافي، وتحديدا يوم كان يخاطب أشهر عوائل ليبيا بالأسماء!

أراد الأسد أن يقول للسوريين إن هناك مؤامرة خارجية، وإنه موجود ولم يغب، حيث إن خطابه الرابع جاء بعد طول صمت، حيث يقول «أعلم أنني غبت فترة طويلة»! ثم شرع يشرح ويبرر، وينفي، فحوى حديثه مع القناة الأميركية، يوم قال إن القوات الأمنية ليست قواته، وإن من يقتل شعبه يعتبر مجنونا، وأفرط وأسهب بذلك، إلا أن اللافت أنه عاد ليكرر نفس الكلام الذي نفاه وهو أنه لم تكن هناك أوامر بالقتل! وهذا يعني أن تداعيات ذلك الحوار ما زالت متفاعلة، وتسبب له إحراجا داخل الدوائر النافذة بالنظام، خصوصا أن الأسد كان يستجدي التعاطف الشعبي للأمن، مذكّرا السوريين بأن الجنود لم يروا عوائلهم منذ شهور. ولم يكن ذلك دليل الاستجداء فقط، فحتى ما رآه البعض بأنه تهجم غير مسبوق على الجامعة العربية، والعرب، فإنه أمر غير دقيق. فهناك سوابق لهجوم النظام الأسدي تفوق ما قاله الأسد، سواء على لسانه هو سابقا، أو من خلال سفيره لدى الجامعة، لكن حديثه بالأمس كان محاولة لتبرير موقفه، ولماذا أدانه العرب، فقد كان يستجدي السوريين لأنه يعرف خطورة أن يكون منبوذا من العرب، والمجتمع الدولي، مما يرفع عنه الشرعية، ويجعله عرضة لانقلاب داخلي، ربما لن يتأخر كثيرا، وقد أفاض بذلك خصوصا عندما ادعى أن العرب يتعاملون بلطف مع إسرائيل، بينما هناك حسم وتشدد مع سوريا! وهذا أيضا يؤكد أن خطابه هو خطاب رجل منفصل عن الواقع، فهو يريد العرب أن يصمتوا عن جرائم نظامه، مثل جريمة قتل الطفلة التي لم يتجاوز عمرها خمسة أشهر، فقط لأن القاتل سوري، وليس إسرائيليا، وهذه سذاجة عمرها هو عمر النظام الأسدي في سوريا، وآن الأوان لأن تنتهي. وهذا ليس كل شيء، فدليل الانفصال عن الواقع اتضح أيضا وهو ينتقد ما حدث بحق صدام والقذافي، وهذا نفس ما فعله القذافي قبل سقوطه يوم دافع عن مبارك وبن علي! وعليه، فإن خطاب الأسد وحديثه عن العرب، والعرب المستعربة، وغيرها، لم يكن سوى استجداء، وانفصال عن الواقع، مثلما أنه نسخة مطورة عن خطاب القذافي الشهير، دار دار وزنقة زنقة، لكنها نسخة شبيهة بخطاب سيف الإسلام القذافي يوم قال انسوا الماء والكهرباء وانسوا البترول، خصوصا عندما أسهب الأسد في الحديث عن الزيت والزيتون. الحقيقة أن أبرز ملهم للثورة السورية طوال 10 أشهر هو الأسد نفسه، حيث استطاع بأخطائه الفادحة أن يساعد الثورة على أن تحافظ على زخمها الداخلي، مثلما أجبر العرب والمجتمع الدولي على ضرورة الوقوف ضده، وهذا ما كرسه بالأمس بكل اقتدار.

 

الثورة السورية ليست إرهاباً

رندة تقي الدين/الحياة

ظهر الرئيس السوري هادئاً ومرتاحاً ومتفائلاً في خطابه أمس. وأمامه مدعوون لم يحسنوا اختيار لحظات التصفيق. فهم صفقوا بعد شنّه الهجوم على الجامعة العربية وقوله إنها مجرد انعكاس للوضع المزري العربي. وهذا الهجوم ألغى المبادرة العربية وبنودها ونصائحها. كما ركز الأسد على «المؤامرة العالمية» بقيادة أحفاد سايكس بيكو ودول عربية وإقليمية وأكد أن سورية ستهزمهم جميعاً. وكما في مقابلته الشهيرة مع الصحافية الأميركية باربارا وولترز كان مضمون الخطاب إنكار واقع الحراك الشعبي السوري من أجل الحرية وحياة أفضل والتركيز على حربه ضد الإرهاب. وسمى في خطابه أكثر من أربع مئة تظاهرة في جميع أنحاء سورية بأنها 400 بؤرة. ووعد بأنه سيضرب بيد من حديد. وذكر الرئيس السوري أنه جاهز للحوار ولكن جزءاً من المعارضة غير جاهز وأنه أقر إصلاحات مهمة وهو والشعب السوري بانتظار استفتاء على الدستور الجديد. إن فحوى الانتقاد الشديد الذي وجهه الأسد للجامعة يشير إلى إلغائه أي معنى لمهمة المراقبين العرب قبل أن يضعوا تقريراً لتقييمهم للأوضاع. وكأنه يسهل رغبة التدويل التي تطالب بها المعارضة وبعض أعضاء الجامعة والدول الغربية الكبرى. إن الوضع في سورية آيل إلى المزيد من العنف والمزيد من الضحايا والمزيد من الانهيار الاقتصادي نتيجة الضغوط العالمية والعربية. وداخلياً هناك ضعف الليرة السورية وضعف التبادل التجاري وتأثر القطاع السياحي بشدة ومشاكل معيشية من نقص في الوقود وحركة المواصلات الداخلية، وكلها تعكس واقعاً صعباً لما وصلت إليه الأزمة السورية ويدفع إلى المزيد من التساؤل حول طول فترة استمرارها. لا شك في أن هناك إشكاليات ضمن المعارضة السورية ولكنها ضخمت وتم تحويرها. فالاختلافات طبيعية داخل معارضة منبثقة من تيارات فكرية مختلفة فيها. ولكن أهمية هذه المعارضة أنها صوت الحراك الداخلي المحرك الأساسي للتغيير. فلا يعقل أن يتحرك الملايين ويخاطروا بحياتهم أمام أدوات القمع ويكونون مدفوعين من الخارج. فالخارج الذي يدفع إلى المزيد من العنف والقمع هو الحليف الإيراني الذي يحمي نظاماً يمكنه من تطبيق نهجه العدواني في المنطقة والعالم. في الواقع أن ما تحتاجه حركة الشعب السوري من الدول الغربية الكبرى هو آلية عمل لمساندتها. والطرح الروسي لا يشجع حتى اليوم على موقف عملي وقوي في مجلس الأمن. وينبغي العمل على الفكرة المهمة التي أشار إليها وزير خارجية فرنسا ألان جوبيه وهي إنشاء ممرات إنسانية داخل سورية. إن موقف النظام السوري كما موقف حلفائه في لبنان هو إنكار لواقع ثورة حقيقية من أجل الحرية التي لم يحرم منها لبنان على رغم جرائم قتل شهدائه الذين سقطوا من أجل التحرر من وطأة نظام وضع أسس اللعبة السياسية في لبنان. وتثير الحزن مواقف الحلفاء اللبنانيين للنظام السوري تجاه شعب شقيق يتعرض للتعذيب والقتل ويواجه بشجاعة، في حين أن الحكم في لبنان ومن يناصرونه يؤيدون قتل هذا الشعب تحت عنوان مواجهة الإرهاب و «القاعدة». فالمستقبل القريب سيظهر قصر نظر هؤلاء الذين يقومون بالرهان الخاطئ، كما فعل بعضهم وراهن سابقاً على دعم صدام حسين.

 

الأسد يُكابر على خطة تتبلور لتنحيته هذا الشهر

وسام سعادة/المستقبل

هل يمتلك الرئيس بشّار الأسد "منطقاً" يؤمّن حدّاً أدنى من الترابط بين أجزاء كلامه بالأمس؟ نعم. هو يمتلك شيئاً من المنطق. في حدود أنّه بات يدرك تماماً ما الذي سيكون "المطلوب منه" في هذه اللحظة بالذات، أو بالأحرى في الأسبوعين المقبلين بالتحديد. هو يعلم أنّ المطلوب الآن هو تنحّيه ومغادرته البلاد فوراً، وفي مواجهة هذا الأمر تراه لا يراوغ، ولا يعاند فقط، بل يكابر تماماً، ويتحسّس تباشير "خطّة" ترتسم وتتجاوز مجرّد تلاقي الضغوط وتقاطعها، ويزعم أنّه ما زال قادراً ليس فقط على "الصمود" في وجه الرياح العاتية للثورة الشعبية والضغط الدوليّ، بل أيضاً على معاكسة الرياح الداخلية والخارجية، وإحراز الإنتصار على الجبهتين الداخلية والخارجية في الوقت نفسه. في اللحظة التي يُطلب فيها من بشّار الأسد التنحّي بشكل ضاغط ولا رجعة فيه، تراه لا يستطيع حتّى أن يراوغ على المطلوب مثلما خبرنا في الحالات التونسية والمصرية والليبية واليمنية، على اختلافها. في الحالة التونسيّة، رئيس أمنيّ "يفاوض مبكراً" على تخلّيه عن الرئاسة مدى الحياة، ثم على تحصيل ولاية إضافيّة، ثم على إكمال ولايته "الدستوريّة"، ثم يُخلي قصر قرطاج ويرحل. وفي الحالة المصريّة، رئيس يراوغ متحجّجاً بمواد دستوريّة يتلاعب بأرقامها كيفما شاء مبرّراً ذلك بإرادة تجنّب "الفراغ الدستوريّ". وفي الحالة اليمنيّة، رئيس يستفيد من تناقضات الواقع اليمنيّ، وتحديداً واقع المعارضة اليمنية، لتحصيل يوم رئاسيّ إضافيّ في كل يوم، وفي الحالة الليبية، على كاريكاتوريّتها ودمويتها في آن، فقد شهدت أيضاً رئيساً يراوغ، هذه المرة على المصطلحات، قائلاً بأنّه ليس رئيساً له حصانة وولاية، بل مواطن عادي يكتفي بقيادة الثورة وبالتالي فهو معفي من التكليف ومن المحاسبة. أمّا في الحالة السوريّة، فلا مراوغة، لا على طريقة هذا ولا على طريقة ذاك. إنّما هناك مكابرة مطلقة: هو غير مستعد للتخلّي عن يوم واحد من رئاسته مدى الحياة، وهو غير مستعد حتّى للقول مثلما فعل كل الرؤساء الآخرين في هذه الحالات بأنّه لا رئاسة مدى الحياة، أو كما في الحالة الليبية بأنّه لا رئاسة في الأصل.

لكن هل يصدّق عاقل بأنّ بشّار الأسد نفسه يصدّق بأنّه باقٍ رئيساً مدى الحياة؟ وإن لم تكن هذه هي الحال، فما الذي يريده بشّار الأسد بالتحديد، كسب كل يوم رئاسيّ بيومه، إنّما من خلال غلّة دمويّة يوميّة على الوتيرة نفسها؟ هنا، لا يستطيع "منطق" بشّار الأسد أن يبقى منطقياً. هو منطقيّ فقط، من ناحية أنّه يأخذ علماً بالتوجّه الذي يصاغ الآن داخلياً وخارجياً، ومن أدنى إلى أعلى مستوى، لإقصائه، في الأسابيع المقبلة بالتحديد، عن مركز السلطة، وهو يبقى منطقياً عندما يقول إنّه قادر على الصمود أمام هذه الضغوط، لكنّه ما دام لا يستطيع المراوغة ولو في الحدّ الأدنى في هذا الإطار، فإنّ قدرته المزعومة على الصمود تتحوّل إلى مكابرة فظّة، وتصير لامنطقية بالكامل، وشكلاً مطلقاً للهلوسة، كما لو أنّه يتصوّر أنّ الثورة لم تنشب ولم تصل إلى هذا الحد إلا لتمكّنه من قمعها ليجدّد بسحقها شبابه، وكما لو أنّه يتصوّر أنّ شبكة الضغوط والترتيبات العربية والدوليّة لم تتبلور إلا لتجعله يفلت من شباكها بيسر وببراعة.

فهل يصدّق بشّار الأسد مثلاً أنّه، من بين كل الأنظمة المومياقراطيّة التي يعصف بها مسار الربيع العربيّ سوف يحتفظ وحده بالسلطة؟ لتخيُّل كاريكاتوريّة هذا الوهم يمكن أن نتخيّل مثلاً حالة مماثلة في شرق أوروبا نهاية الثمانينيات لو أنّ الأنظمة الشيوعية سقطت في كل بلدان شرق أوروبا مثلاً ما عدا ألمانيا الشرقية.. طبعاً هذا السيناريو أشبه بالمستحيل، وهو مستحيل اكثر في الحالة السوريّة.. فالربيع العربي يعني بالدرجة الأولى، والأساسيّة، إسقاط النظام البعثيّ بالتحديد، بل إنّه مركز الثقل في مجموع زلازل الربيع، مثلما كان إسقاط النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية مركز الثقل في كامل ربيع شرق أوروبا نهاية الثمانينيات، وما كان ممكناً تصوّر أن يبقى الزلزال وقتها. الرئيس البعثي يأخذ علماً بأنّ اللحظة الداخلية والعربية والدولية باتت تستهدفه مباشرة بطلب التنحّي، ويكاد يعي بأنّ هناك مراكز في داخل نظامه باتت على صلة بتسهيل هذا المسار، لكنّه يعتقد هنا أيضاً بأنّ الغلة الدمويّة اليوميّة تكفي، بشرط زيادتها هذه المرة، تحت شعار "الضرب من حديد" ضدّ الإرهاب، أو بمعنى آخر زيادة وتيرتها الدمويّة من جهة، وطابعها الطائفيّ من جهة أخرى. هو يقول بمعنى آخر، أو بمنطق آخر: لن أرحل إلا بعد أن أخربها بمن فيها. أحياناً، يكون المنطق النافر بهذا الشكل، مدعاة لعملية جراحية "موضعيّة" سريعة. هنا أيضاً، لا يمكن لأحد النفخ في الغيب. لكن الأحداث لن تلبث أن تتحوّل في سوريا إلى "متسارعة للغاية" في هذا الإتجاه.

 

إلى مرحلة ما بعد المراقبين

عبد الوهاب بدرخان/النهار

هل أفقد النظام السوري نفسه ورقة استخدام الساحة اللبنانية في أزمته، تحديداً بسبب هذه الحكومة التي أرادها ونصّبها في لبنان، وبالتالي لم يعد في مصلحته، ولا في مصلحة حليفه الوصيف "حزب الله"، أن يخرب أمن البلد من أجل توجيه "رسائل" الى من يهمه الأمر في واشنطن وغيرها من العواصم الكبرى؟ لا شيء مؤكداً.

سؤال يمكن ان يطرح في عمق الجدل حول إقحام لبنان في موضوع تنظيم "القاعدة" او على هامشه، خصوصاً بعد تفجيرات دمشق التي ترك النظام السوري الاشتباه بها مركزاً على "القاعدة"، في حين ان "حزب الله" انفرد في المرتين باتهام "أم الارهاب" الولايات المتحدة. ورغم حرص مختلف العواصم على ادانة التفجيرات بسبب طابعها الارهابي، وكأنها خارج سياق العنف الدائر في سوريا، إلا أن المراجع الأمنية والسياسية احتفظت بتحليلاتها ربما للإفصاح عنها لاحقاً، ومنها ما يفيد بأن لبننة الحديث عن "القاعدة" ساعدت على الايحاء أن ثمة "طرفاً ثالثاً" وراء هذه الجرائم المرجح تكرارها.

هذا لا يعني، بعد، ان الساحة اللبنانية تجاوزت الخطر من تداعيات الأزمة السورية، بل انه لا يزال أمامها، وبالأخص مع اتجاه الصراع بين النظام والانتفاضة نحو مزيد من المواجهات القتالية، الى جانب التظاهرات السلمية فعلاً. والانطباع السائد حالياً ان نهاية هذا الشهر ستكون موعداً مفصلياً يقرر مصير المبادرة العربية، فقد لا تتأمن لها الظروف الملائمة لتمديد مهمّة المراقبين، اذا وجدت ضرورة لذلك. فلا النظام يستطيع أن "يلتزم" أكثر وأن "يتعاون" بأفضل مما فعل حتى الآن، وحتى لو جدد تعهده، لأنه يجازف بفقد السيطرة. ولا الانتفاضة ستواصل التعامل بالاندفاع نفسه مع المراقبين، بعدما خيّب التقرير الأول أملها بمهمتهم وأعادها الى الاصرار على المطالبة بالحماية الدولية.

ورغم أن التدويل ليس متاحاً الآن، وقد لا يكون متاحاً بعد اسابيع، إلا أن احتمال فشل الدور العربي سينذر بتصعيد العنف. ولعل اللهجة التي استخدمها الرئيس السوري، في خطابه أمس، حيال العرب، مؤشر الى انه لا يعوّل على الجامعة ومبادرتها التي تطمح الى تنظيم حوار بين النظام والمعارضة. وبالتالي فإن دمشق ستتمسك بـ"خطة الاصلاح" التي تحظى بمباركة روسية وايرانية وتقوم على "حوار" النظام مع نفسه ومع "المعارضات" التي انشأها لخدمته. لم يختلف اثنان على ان الرئيس السوري فشل في طمأنة مؤيدي النظام، لكنه اعطى دفعاً جديداً للانتفاضة. ومن كان يتوقع أن يسمع منه مبادرة مسؤولة تمهد للحوار وجده يعود الى ذهنية خطابه الأول البائس. وهو بذلك يتحدّى التدويل ويستدعيه في آن. لا شك في أنه أعلن بداية مرحلة تصعيد جديد، هي مرحلة ما بعد المراقبين العرب. أما ترجمة ذلك لبنانياً فيمكن ان تتجاوز "التواطؤ" مع النظام الى التورط معه في مغامراته الأخيرة لإخماد الانتفاضة

 

بيان الجامعة العربية الأعوج في المسألة السورية

 داود البصري/السياسة

لم نفاجأ أبدا بالبيان الأعوج الأخير لجامعة الدول العربية بعد تقرير الجنرال السوداني والذي هو اصلا تقرير غير صالح للإستهلاك البشري نظرا إلى الثقوب والخروق و نقاط الضعف التي يحملها , ونظرا إلى كون مهمة الجامعة العربية عقيمة أصلا ولاقيمة سوقية أو ستراتيجية حقيقية لها , بل تحولت مهمة المراقبين العرب إلى فضيحة تواطؤ عربي رسمي جديدة مع نظام القتلة السوري , فقد إزدادت الخسائر البشرية السورية بشكل مروع مع وجود أولئك المراقبين و تحولوا ليكونوا مجرد شرطة مرور ل¯ "شبيحة" وقتلة النظام السوري الذي لم يعبأ أصلا بكل حكاية وفود المراقبين و أعتبرها مجرد عملية تكتيكية تغطي جريمته الكبرى بمحاولة إستئصال شأفة الثوار وزرع اليأس في صفوف الشعب السوري الثائر , ومحاولة كسر الإرادة الثورية التي لاتعرف التراجع ولا الكلل والملل بل تطورت حالة الثورة لتصبح قضية مقدسة وحالة شمولية لارجعة عنها البتة مهما غلت التضحيات و تصاعدت فاتورة الشهداء وقود الثورة ونارها التي لاتنطفئ أبدا إلا بقبر النظام المجرم واحالته لمزبلة التاريخ وهو ماسيتم في نهاية المطاف , بيان الجامعة العربية الأخير مجرد تأكيد على العجز العربي المفجع وعلى عدم قدرة النظام السياسي العربي على الصعود لمستوى الحالة الثورية في سورية , فالثوار في الشام لايطلبون تقارير من جنرالات هم أصلا مشتبه بهم وبذممهم وتاريخهم الإرهابي , كما أنهم قطعا لايعولون على تقارير إعلاميين صفقوا طويلا للنظام السوري و كانوا من أصدقائه و محازبيه , الثورة السورية حالة إنسانية كبيرة لايفهمها باشوات الجامعة العربية ولايصلون أبدا لمستوى عطائها  وعندما يتحدث ذلك الجنرال السوداني عن ضرورة إطالة امد وجود المراقبين فهو إنما يعزز جهود النظام السوري الإرهابية و يوفر له التغطية العربية اللازمة للإستمرار في جرائمه , وبصراحة فإن من يعول على جهود الجامعة العربية فإنما يقامر على بيع الوهم و شراء الخديعة و يتآمر على دماء السوريين الأحرار الذين يعلمون مليا أن الله سبحانه و تعالى هو من يقف معهم و من سينصرهم مهما كانت المؤامرات الخبيثة ومهما كان حجم و درجوة التواطؤ الإقليمي و الدولي , لابديل بعد اليوم عن التدويل و مقاطعة وفود الرقابة العربية هو الحل الأنجع و نقل القضية السورية للضمير الدولي هو الحل الوحيد لتأديب النظام المجرم و إفهامه بأن التغطية العربية الفضائحية لم تعد تعني أبدا الشعب السوري الثائر الذي سيحقق الهدف و ينجز المطلوب و يحاسب القتلة و ينتقم لدماء الشهداء , فضيحة النظام السياسي العربي وخذلانه للشعب السوري هي جريمة تاريخية تؤشر على مدى العجز العربي المفجع , و كان الأسلم للجامعة العربية درءا للفضيحة وحفاظا على الحدود الدنيا من المصداقية أن تسحب يدها من الملف السوري بدلا من التورط في توفير الغطاء المشبوه لنظام القتلة وتساوي بين الضحية والجلاد في أبشع مهرجان قومي للبيع و الشراء بدماء الشعوب , تبا و سحقا لكل الأصوات النكراء المدافعة عن الباطل , وسحقا لتلك التقارير البائسة المعبرة عن مرض نفسي حقيقي لكاتبيها الذين لايراعون الله ولايتناغمون ابدا مع الحالة الثورية المقدسة التي يعيشها الشعب السوري وهو يفجر أروع و أنبل و اطهر ثورة عربية في تاريخ الشرق المعاصر , لم يعد أحرار سورية في وارد التعامل مع الجامعة العربية ووفودها العجفاء وجهودها المريضة , ولاعودة ابدا للماضي ولا وجود لاي تراخ في حسم الموقف من النظام السوري المنهار الذي لن يستطيع ابدا كسر إرادة الثوار و لا النيل من عزيمتهم الفولاذية الصلبة التي لاتعرف التراجع , السوريون الأحرار يتطلعون اليوم إلى مواقف شرفاء الأمة العربية و العالم وهم يخوضون صفحات الصراع النهائية لنظام أفلس أخلاقيا و سلوكيا و سقط إنسانيا وفقد كل مبررات وجوده و شرعيته , أما تقارير الجامعة العربية فهي مجرد أكوام تحرق في صناديق القمامة  فإرادة الثوار و تضحياتهم ودمائهم الذكية فوق الجميع , وأرواح آلاف الشهداء لم تزل عن الثأر تستفهم وهي ترفرف في عليين و تبارك تضحيات الشباب و الحرائر الذين لايعرفون المستحيل , فلتبتعد الجامعة العربية عن المشهد السوري خوفا من تلويثه بأدران التآمر و التواطؤ , وللشعب السوري رب يحميه وهو نعم المولى ونعم النصير , والنصر مرهون بإرادة الأحرار وليس عبيد الطغيان.

*كاتب عراقي

 

بيان الجامعة العربية... الجلاد والحكم

 غسان المفلح/السياسة

عقدت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية اجتماعاً على المستوى الوزاري في الثامن من الشهر الجاري في القاهرة, برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لدولة قطر, ومشاركة السيد الأمين العام والسادة رؤساء وفود الدول أعضاء اللجنة.

إن الثورة السورية بالطبع هي من الرشد السياسي, لدرجة أنها تتفهم تماما ما يواجهها, من اعداء ومتواطئين في داخل سورية وخارجها عربيا واقليميا ودوليا, فهي تعرف موقف الجزائر كحكومة لم تتخلص من ستار العسكر الجزائري الفاسد الذي تسبب في حرب أهلية لاتزال الجزائر تعيش أذيالها حتى اليوم هذا العسكر الفاسد, وواجهته البوتفليقية, منذ بداية الربيع العربي وهم ليس لديهم عدو سوى هذا الربيع وبخاصة في ليبيا وسورية, يعتقد بعض الساسة أن الموضوع له بعدا ستراتيجيا لدى عسكر الفساد الجزائري, أبدا كل الموضوع مرتبط بفساد هذا العسكر ونهبه للاقتصاد الجزائري على طريقة عسكر سورية. وتعرف هذه الثورة العظيمة الموقف الاسرائيلي الداعم للنظام, في كل المحافل الدولية, كما تعرف ثمن ألمافيا الروسية في تلك المحافل, وتعرف موقف إيران أيضا, إن أصغر متظاهر في سورية الآن تعلم عبر الأشهر العشرة التي مضت من عمر الثورة, أكثر مما تعلمت بعض المعارضة, أو ما تسمى معارضة, لأنه يعيش الحرية نمط حياة, ويخرج للتظاهر بصدر عار ليس لأنه جاهل بتواطؤ أكثرية دول العرب, وليس لأنه جاهل بكل ماذكرت, لهذا كان المتظاهر السوري يعرف مسبقا أن الطريقة التي أتت فيها لجنة المراقبة هذه, ومن وضعوا على رأسها, ودخلوا سورية قبل سحب الجيش من المدن وقبل إطلاق سراح المعتقلين, وكان موقف المتظاهر واضحا سنموت ولا عودة لبيوتنا بأقل من الحرية. إن بعض العرب الذين وقفوا مع الاجرام الأسدي, يعتقدون أن الجريمة يمكن أن تمر, وأن القتل يمكن باستمراره أن يعيد لهم نظام الأسد إلى صفوف جامعتهم الكسيحة والمتآمرة وبوضح النهار. الشعب السوري يميز بين مواقف الدول العربية, نبيل العربي موظف لدى المجلس العسكري المصري الذي يحاول اختطاف الثورة المصرية, ولدى حكومة المالكي العراقية ولدى بوتفليقة.

أناقش في هذه المقالة قضيتين:

الأولى: هي العبارة التي وردت في البيان هذا والتي تقول" مع الأخذ في الاعتبار التقدم الجزئي في تنفيذ بعض الالتزامات التي تعهدت بها الحكومة السورية بموجب خطة العمل العربية" هذه العبارة تعيد المشروعية الجزئية العربية, كغطاء على الجرائم التي اقترفها النظام الأسدي ضد شعبنا, وتريد رمي ما سبق إلى أرشيف تلك الجامعة المشاركة بالجريمة, والتي حاول بعض الأشقاء العرب ثنيها عن أن تكون مشاركة في هذه الجريمة لكنهم تعرضوا لضغوط عربية ودولية وإقليمية, إن تحول الجريمة لتقيد ضد مجهول في سورية, أخطر من الخطير, ليس مهمة الجامعة العربية أن تتحدث عن استجابة جزئية أو غير جزئية, ولم تكن هذه مهمة المراقبين, مهمتهم حماية المدنيين فقط..فهل هم حموا المدنيين أم لا? وليس مهمة الجامعة المنصوص عليها في المبادرة العربية, تقديم تقرير بما يجري على الارض!! ومن هي الاطراف, لأن الجامعة تعرف كل هذا, ولو لم تكن تعرف حجم الجريمة المرتكبة, ولو لم تكن تقر أساسا بأن النظام ارتكب جرائم ضد الانسانية كما أكد على ذلك تقرير لجنة حقوق الانسان في الأمم المتحدة, لما قدمت مبادرتها!! إذا مبادرة الجامعة العربية أتت لحماية المدنيين عبر تنفيذ بروتوكول لجنة المراقبة, وليس مهمتها أن تعيد من جديد قراءة ما يجري لكي تمحي من الذاكرة ماجرى من جريمة استدعت مجئ مراقبيها..لهذا الحديث عن أطراف هو حديث يلتقي مع تلك العبارة التي تتحدث عن استجابة جزئية من القاتل..السؤال الذي كان على الجامعة أن تسأله لنفسها وللجنة مراقبيها" هل بدخولها حمت المدنيين أم لا? هذا أولا وبعدها يتم الحديث عن أشياء أخرى فعدد الشهداء تجاوزوا ال300 شهيد خلال تواجد مراقبي الجامعة وجولاتهم السياحية, منهم أطفال والبقية من المتظاهرين السلميين..وفي التقرير المقبل وبناء على سياق هذا التقرير سيصل نبيل العربي ومراقبوه إلى نتيجة أن هناك استجابة كاملة من الحكومة السورية المجرمة!! وبالتالي حق لها العودة لتجلس إلى جانب نبيل العربي في محفله الذي يريد طمس معالم الجريمة..ولا بد أن تأتي احداث أخرى تجعلنا نعود للتعرض لهذا القضية الأخطر في تقرير هذه البعثة.

القضية الثانية- الإعلان النهائي من قبل هيئة التنسيق الوطنية, بانتقالها سياسيا وعلنا إلى صف النظام, عبر تصريحات أعمائها, عبد العزيز الخير أمام مبنى الجامعة العربية التي اصر فيها بعد ذلك التقرير والاجتماع, على رفضه لمشاركة الأمم المتحدة في حماية المدنيين, واثنى على البعثة وماقامت به, وكذلك فعل هيثم مناع, وبالتالي عودة الشرعية العربية للنظام إلى أروقة الجامعة العربية..وهذا هو مطلبهم أساسا, وبعودته نكون بذلك قد عدنا إلى نقطة الصفر ونكون أيضا قد رمينا الجريمة وتفاصيلها إلى أرشيفهم وأرشيف جامعتهم,  وقيدت ضد مجهول لكي تستقبلهم إيران بعدها.. إيران لا تتدخل في سورية, ولايعد سلوكها تدخلا دوليا.! والموقف الروسي أيضا ليس تدخلا دوليا, ومعرفة قادة هيئة التنسيق بدعم إسرائيل للنظام المجرم ليس تدخلا دوليا!! أعتقد أنه لم يعد من المفيد الحديث عن معارضة أسمها هيئة التنسيق في سورية..هم معارضة من داخل فضاء بقاء نظام آل الأسد, وثورتنا ليست كذلك ولا يوجد فيها متظاهر واحد يريد ذلك..ولتحتف بهم جامعة العرب كمعارضة!

على المجلس الوطني السوري ان يتخلص من تلك اللعنة الرجراجة, ويحسم اموره باتجاه مطالب الثورة ورؤية هذا الشارع ل¯ "هيئة التنسيق", الذي أسقطها منذ زمن ومن أعاد لها الروح هي وثيقة القاهرة المشؤومة, وعلى اعضائه وخصوصاً صفوفه الأولى أن يكونوا على قدر المسؤولية إن شعبنا مستعد للموت من أجل حريته ولن يعود للخلف وهو يعطي الفرصة للمجلس ليس لأنه يجدنا في موقع لايمكن الاستغناء عنه, فلا تدعوا شعبنا يصل لتلك النتيجة, بل هو يعطيه الفرصة لأنه يجد المجلس أقرب لمطالبه في هذه الانساق المعارضة...يجب القتال من اجل أن تتبنى الأمم المتحدة وهيئاتها قضيتنا السورية في نيل الحرية وحماية شعبنا من كل هذا الكم من الجريمة والتآمر...حتى لو طال زمن تحقيقه.

وكل ذلك لايجعلنا نضع مع كل أعضاء بعثة المراقبين العرب في الكفة نفسها فوجود عملاء للأنظمة بينهم لايلغي ان هناك غيرهم من هم اصحاب ضمير مهني وأخلاقي.

*كاتب سوري

 

ايران

فصل جديد في الحرب الباردة بين إسرائيل وإيران: اغتيال عالم نووي

مقتل العالم الايراني مصطفى احمدي روشان إثر انفجار قنبلة ألصقت بسياراته، وطهران تتهم تل أبيب بتدبير الحادث.

 ميدل ايست أونلاين

صفعة أخرى لبرنامج إيران النووي..

 طهران – اتهم نائب حاكم طهران اسرائيل بالوقوف وراء الاعتداء الذي استهدف الاربعاء العالم الايراني مصطفى احمدي روشن الذي قتل في انفجار قنبلة، وذلك في تصريح نقلته قناة العالم الايرانية التي تبث باللغة العربية. وقال سفر علي براتلو "ان الكيان الاسرائيلي يقف وراء الانفجار، انه شبيه بهجمات استهدفت اكثر من عالم نووي (ايراني)". وقد وقع الاعتداء بالقرب من جامعة العلامة الطبطبائي شرق طهران. وافادت وكالة الانباء الايرانية مهر ان روشان كان يعمل في موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم (وسط). واوردت الوكالة ان "المهندس احمدي روشان الذي حاز قبل تسع سنوات شهادة في الكيمياء في جامعة شريف كان نائب المدير التجاري لموقع نطنز". ونطنز هو الموقع الرئيسي الايراني لتخصيب اليورانيوم ويعد اكثر من ثمانية الاف جهاز للطرد المركزي. وجامعة شريف في طهران هي اشهر جامعات العلوم في ايران. وذكرت وسائل الاعلام الايرانية ان احمدي روشان قتل اثر انفجار قنبلة لاصقة بسيارة كان بداخلها برفقة راكبين اخرين. وقال نائب حاكم ولاية طهران سفر علي براتلو بحسب ما نقلت وكالة الانباء العمالية الايرانية "قام دراج ناري هذا الصباح بلصق قنبلة بسيارة بيجو 405 التي انفجرت". وقتل روشان واصيب الراكبان الاخران بجروح ونقلا الى مستشفى، بحسب المسؤول.

ونقلت وكالة فارس عن احد زملائه ان احمدي روشان كان يعمل على مشروع اغشية مكثفة تستخدم لفصل الغاز. وقتل ثلاثة علماء ايرانيين اخرين منذ كانون الثاني/يناير 2010، بينهم اثنان كانا يعملان في البرنامج النووي في ايران. وقد قتل الثلاثة في انفجار قنابل. كذلك استهدف اعتداء مماثل الرئيس الحالي للمنظمة الايرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي الذي نجا منه لخروجه بسرعة من سيارته بعد ان قام رجل على دراجة نارية بالصاق قنبلة على باب سيارته. وقتل مسعود علي محمدي عالم الفيزياء النووية المعروف عالميا في انفجار دراجة نارية مفخخة امام منزله في طهران في كانون الثاني/يناير 2010، في اعتداء نسبته ايران الى "مرتزقة" بخدمة اسرائيل والولايات المتحدة. وقتل عالم فيزياء نووية ايراني اخر هو ماجد شهرياري في انفجار قنبلة لاصقة على سيارته. وفي تموز/يوليو 2011 قتل العالم الايراني دريوش رضائي نجاد في انفجار قنبلة لاصقة على سيارته. ويحمل القادة الايرانيون اسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية هذه الاعتداءات وكذلك مسؤولية هجوم معلوماتي بفيروس ستاكسنيت الذي تسبب على ما يبدو باضطراب انشطة تخصيب اليورانيو في ايران في خريف 2010. وتواجه ايران عقوبات دولية مشددة بسبب برنامجها النووي الذي تخشى الدول الكبرى ان يخفي وراءه هدف عسكري بالرغم من نفي طهران المتكرر.

 

قبرص تعترض شحنة أسلحة روسية إلى سوريا

السلطات القبرصية تحتجز سفينة تحمل 60 طنا من الذخيرة متجهة الى ميناء اللاذقية السوري قادمة من سان بطرسبورج في روسيا.

روسيا تستمر بدعم النظام السوري سياسيا وعسكريا

ميدل ايست أونلاين

نيقوسيا - قالت وسائل اعلام قبرصية الاربعاء ان السلطات هناك اعترضت شحنة ذخيرة متجهة الى سوريا لفحصها. وقالت صحيفة بوليتيس القبرصية ان سفينة تحمل الشحنة توقفت للتزود بالوقود في ميناء في ليماسول حيث تم اعتراض الشحنة. وأضافت أن السفينة كانت تحمل 60 طنا من الذخيرة ومتجهة الى ميناء اللاذقية في سوريا قادمة من سان بطرسبورج في روسيا. وقالت صحيفة سيمريني ان التقارير الاولية تشير الى أن السفينة كانت تحمل 35 طنا من المتفجرات والاسلحة والذخائر. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين قبارصة على الفور للتعليق. وقالت الاذاعة الرسمية انه لن يسمح للسفينة بالابحار وأضافت أن السلطات تعتزم اصدار بيان. وفي عام 2009 صادرت قبرص ذخيرة من سفينة متجهة من ايران الى سوريا لانتهاكها عقوبات الامم المتحدة. وفي العام الماضي تدهورت حالة الشحنة التي خزنت في درجة حرارة مرتفعة بالقرب من اكبر محطة للكهرباء في قبرص مما أدى الى انفجارها في يوليو/تموز العام الماضي لتسقط 13 قتيلا وتدمر المحطة

 

الولايات المتحدة تحذر من "تصعيد" جديد في الملف النووي الإيراني

طوكيو تطالب طهران بعدم تهديد سلامة مضيق هرمز 

(ا. ف. ب)عواصم - وكالات: حذرت الولايات المتحدة من "تصعيد" جديد في الملف النووي الايراني, بعدما اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية, ان ايران باشرت انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في موقع فوردو الواقع في مكان حصين تحت جبل يصعب قصفه. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند, مساء أول من أمس, "إذا كان (الإيرانيون) يخصبون بنسبة عشرين في المئة في فوردو, فإنه تصعيد جديد لجهة انتهاك التزاماتهم في الموضوع النووي". وأضافت "نجدد دعوة إيران إلى وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم والتعاون في شكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتزام كل قرارات مجلس الأمن" والوكالة الذرية التي أكدت أن ايران باشرت انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في موقع فوردو الواقع في مكان حصين تحت جبل يصعب قصفه.

إلى ذلك, أعلن وزير الخارجية الياباني كوشيرو غيمبا أنه يشعر "بقلق بالغ" من التوتر بين الغرب وايران, داعيا الى "حل ديبلوماسي" للازمة.

وقال الوزير الياباني في مؤتمر صحافي في ابوظبي ردا على سؤال عن تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز أن اليابان "قلقة جدا من التطورات الاخيرة", وأن على ايران "ألا تهدد سلامة" المضيق.

وأضاف "نعتقد أن المشكلة يجب ان تحل بالوسائل الديبلوماسية والحوار مع إيران يجب أن يتواصل". في سياق متصل, ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية, نقلا عن تقرير إسرائيلي, ان الدولة العبرية تحضر نفسها لاحتمال ان تصبح ايران قوة نووية وقد وضعت نفسها في فكرة أن هذا الأمر قد يتحقق في غضون عام. وأوضحت الصحيفة ان "المعهد الوطني للدراسات الامنية" في اسرائيل وضع سيناريوهات للرد على امكان قيام ايران بتجربة نووية, وذلك بناء على طلب سفراء سابقين ومسؤولين في الاستخبارات وقادة عسكريين سابقين. واضافت ان المعهد توقع في حال حصول تجربة نووية ايرانية ان يؤدي هذا الأمر الى تغيير كبير في موازين القوى في الشرق الاوسط, مشيرة الى ان الخلاصات التي انتهى اليها المعهد في تقريره سلمت الى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. في غضون ذلك, قرر الاتحاد الاوروبي ان يقدم اسبوعا, اجتماع وزراء خارجيته الذي يفترض ان يقر سلسلة جديدة من العقوبات على ايران بسبب نشاطاتها النووية المثيرة للجدل. وذكر الاتحاد أنه "بناء على اقتراح للممثلة العليا (للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي) كاثرين اشتون سيعقد الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية في 23 يناير بسبب القمة الاوروبية في 30 يناير". وكان يفترض ان يعقد هذا الاجتماع لوزراء الخارجية في 30 يناير, لكن تمت الدعوة الى قمة للقادة الاوروبيين في اليوم نفسه للبحث في ازمة منطقة اليورو. وكلف القادة الاوروبيون في قمتهم الاخيرة في ديسمبر وزراء الخارجية إعداد سلسلة من العقوبات الجديدة لاجتماعهم المقبل تستهدف خصوصا قطاع الطاقة الايراني. وذكر ديبلوماسيون أوروبيون ان الاتحاد الاوروبي يبحث حاليا عن بديل من ايران يزوده النفط. وأكد أحد الديبلوماسيين أن "الاتحاد الأوروبي برمته يعمل مع الولايات المتحدة وغيرها من أجل إيجاد بديل". وقال آخر إن "اتصالات جارية خصوصا مع السعودية" لرصد مدى استعدادها "لتعويض وقف صادرات النفط الايراني بزيادة انتاجها مع دخول الحظر قيد التنفيذ". لكن الاوروبيين الذين اتفقوا على مبدأ فرض حظر نفطي على ايران, انقسموا خصوصا حول التوقيت المناسب لدخوله حيز التنفيذ. ولخص ديبلوماسي الأمر بالقول "هناك اتفاق مبدئي لكن المشكلة تكمن في موعد بدء التنفيذ" لأن "بعض الدول تطلب مرحلة انتقالية اطول لإنهاء العقود الجارية في حين تدعو أخرى الى تحرك سريع".

 

متفرقات

 

الجمهوري ميت رومني يعزز تفوقه على منافسيه الجمهوريين بفوز ثان في نيوهامشر

حقق الجمهوري ميت رومني الثلاثاء فوزا مدويا في الانتخابات التمهيدية في ولاية نيوهامشر معززا بذلك حظوظه في تمثيل حزبه بمواجهة الرئيس الديموقراطي باراك اوباما في تشرين الثاني.

واعلن رومني "هذا المساء كتبنا صفحة من التاريخ" مغتنما الفرصة لشن حملة عنيفة على السياسة الاقتصادية للرئيس الذي يتهمه بالسعي "لتحويل اميركا الى مجتمع من طالبي المساعدات على الطريقة الاوروبية". وفاز رجل الاعمال السابق صاحب الملايين ب38% من الاصوات متقدما على عميد المرشحين الجمهوريين رون بول المحافظ ذي وجهات النظر الخارجة عن الخط المألوف (24%) والمعتدل جون هانتسمان السفير السابق لباراك اوباما في الصين (17%)، بحسب اخر نتائج استطلاعات الرأي التي نشرتها شبكات التلفزيون. وميت رومني حاكم ماساتشوستس السابق (شمال شرق) هو الاوفر حظا ايضا في كارولاينا الجنوبية التي تنظم الانتخابات التمهيدية المقبلة في 21 كانون الثاني، غير انه سيواجه المزيد من الصعوبات في هذه الولاية حيث للديانة مكانة كبرى. وفي حال حقق فيها فوزه الثالث، فسيكون من المستبعد عندها الا يفوز بترشيح الحزب الجمهوري. وشن رومني الذي يعتبره قسم كبير من القاعدة الجمهورية معتدلا اكثر مما ينبغي، هجوما عنيفا على الرئيس المنتهية ولايته الذي يطمح لمواجهته في انتخابات السادس من تشرين الثاني. وقال على وقع هتافات انصاره المجتمعين في مقر حملته في مانشستر "قبل اربع سنوات جاء باراك اوباما الى نيوهامشر واعدا بمصالحة الناس وباصلاح النظام السياسي في واشنطن وباعادة النهوض ببلدنا، واليوم نحن امام حصيلة مخيبة للامال لرئيس فشل". وتمكن رومني الذي سبق ان ترشح عام 2008 في الانتخابات التمهيدية الجمهورية التي فاز فيها جون ماكين، من الفوز بالرغم من الهجمات اللاذعة التي استهدفته في الايام الماضية اخذة عليه اداءه على رأس شركة الاستثمار "باين كابيتال" التي حقق فيها ثروته، وقد اتهمه خصومه باعادة هيكلة شركات مفلسة اشتراها مع تسريح اعداد من الموظفين قبل اعادة بيع اسهمها باسعار مرتفعة. وكانت المنافسة شديدة على المرتبة الثانية غير ان رون بول (76 عاما) الطبيب الانعزالي المرشح للمرة الثالثة تفوق على حاكم يوتا السابق جون هانتسمان (51 عاما) المعتدل الذي القى بكل ثقله في هذه الولاية وقرر البقاء في السباق بعد تحقيقه نتيجة مشرفة بحلوله في المرتبة الثالثة. وقال رون بول مخاطبا انصاره "اننا حللنا بعده!" وجاء المرشحون الثلاثة الاخرون وهم من المحافظين المتشددين، في المراتب الاخيرة بفرق شاسع عن منافسيهم الاوائل الثلاثة وهم الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش وريك سانتوروم (10% لكل منهما) واخيرا حاكم تكساس ريك بيري (1%). واعلن غينغريتش وسانتوروم مساء الثلاثاء انهما يعتزمان البقاء في السباق. ورات الخبيرة السياسية اريكا كينغ من جامعة غراند فالي ستيت ان تشتت الاصوات بين خصوم ميت رومني المحافظين المتشددين يصب لصالحه موضحة "لا بد ان يكون معسكر رومني مسرورا لعدم وجود خصم بارز في المرتبة الثانية بعد عمليتي الاقتراع الاوليين". غير ان ديفيد بوسيتيس الخبير السياسي في المركز المشترك للدراسات السياسية والاقتصادية اشار الى انه بالرغم من فوزه في اول ولايتين تختاران مرشحهما الجمهوري، الا ان 75% من الجمهوريين لا يمنحون ميت رومني تاييدهم وقال "الجمهوريون غير متحمسين له، لكنهم غير متحمسين ايضا للمرشحين الاخرين". وتختار الولايات الواحدة تلو الاخرى المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في عملية تستمر عدة اشهر سواء في انتخابات تمهيدية او مجالس ناخبين، وصولا الى مؤتمر الحزب في الصيف الذي يتوج مرشحه لمواجهة اوباما. وتجري انتخابات تمهيدية ديموقراطية الثلاثاء في نيوهامشر في اجراء صوري سيتوج بالتاكيد اوباما في غياب اي منافس اخر. وكالة الصحافة الفرنسية.

 

شيخ الأزهر يطلق وثيقة الحريات الأساسية

القاهرة - أ ش أ, يو بي آي: أعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب, أمس, وثيقة الحريات الأساسية التي تتضمن حرية العقيدة والرأي والتعبير والبحث العلمي والفن والإبداع الأدبب لتكون أساسا يتضمنه الدستور الذي سيتم إعداده, وتعبر عن رؤية المؤسسة الدينية بالتعاون مع المثقفين والمفكرين لتلك الحريات. وأشار الطيب خلال مؤتمر صحافي, إلى وجود نصوص دينية قطعية وأصول دستورية وقانونية تكفل حرية العقيدة وما يرتبط بها من حق المواطنة الكاملة للجميع من دون أن يمس ذلك الحق في الحفاظ على العقائد السماوية وقداستها, بالاضافة إلى إقرار حرية إقامة الشعائر الدينية من دون عدوان على المشاعر أو المساس بحرمتها قولا أو فعلا ومن دون خلل بالنظام العام. وأكد حق حرية الاعتقاد والتسليم بمشروعية التعدد ورعاية حق الاختلاف ووجوب مراعاة كل مواطن مشاعر الآخرين والمساواة بينهم على أساس متين من المواطنة والشراكة وتكافؤ الفرص وجمع الحقوق والواجبات. وفي وقت لاحق, أعرب شيخ الأزهر في بيان, عقب لقائه رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية, عن استعداد للذهاب إلى فلسطين و"الاستشهاد" إذا توحدت الفصائل الفلسطينية.

 

أوباما والعاهل الأردني يبحثان في عملية السلام الثلاثاء المقبل

واشنطن - ا ف ب: أعلن البيت الأبيض, أمس, أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيستقبل في 17 يناير الحالي العاهل الاردني الملك عبد الله, لمناقشة محاولات احياء عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية.

وأوضح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني, أن الرئيس أوباما ينوي, خلال لقائه العاهل الاردني في المكتب البيضاوي بواشنطن, يوم الثلاثاء المقبل, "مناقشة جميع المسائل الثنائية والاقليمية والاقتصادية والامنية, ومنها جهود الملك عبدالله لاحراز تقدم على طريق سلام تفاوضي بين اسرائيل والفلسطينيين", وذلك عقب استضافة الاردن, منذ بداية يناير الجاري, لقاءين بين الاسرائيليين والفلسطينيين هما اول اجتماعين منذ سبتمبر 2010. وأكد كارني في بيان, أن زيارة العاهل الاردني ستكون مناسبة "يؤكد خلالها دعم الولايات المتحدة للاصلاحات التي بدأت من اجل الوصول الى حكومة اكثر شفافية, وتلبي تطلعات الاردنيين".

 

الاب بطرس عازار يتسلم من تابت أمانة المدارس الكاثوليكية

المستقبل/تسلم رئيس أساقفة أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر من المطران كميل زيدان مهام رئاسة اللجنة الاسقفية للمدارس الكاثوليكية في لبنان، في احتفال أقيم في مركز الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية في عين نجم، كما تسلم الاب بطرس عازار مهام الامانة العامة من سلفه الأب مروان تابت، في حضور الام دانييلا حروق وأعضاء الهيئتين التنفيذية والعامة في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية.

بعد صلاة افتتاحية، اكد المطران مطر أن "المدرسة الكاثوليكية هي حجر الزاوية في بناء مجتمعنا وعلينا الحفاظ عليها من خلال السعي لنتعلم اعطاء لغة الانجيل والعمل على التطوير والجودة والنوعية وعدم الارتجال والتقويم الدائم لأن كل مجتمع لا يترك مجالا للتقويم هو مجتمع ذاهب إلى الزوال".

ودعا المطران زيدان إلى "التنسيق المباشر بين الشركاء في المهمة التربوية والاهتمام بصياغة عقد اجتماعي جديد"، معتبرا "ان الانقاذ من المشاكل التي نتخبط بها هي في أن نكون معا. فالمدرسة الكاثوليكية هي قضية حياة وهي مشروع نلتزم به معا لكي نقف في وجه التحديات".

وقال الأب تابت: " أنا سعيد بأن أسلم هذه الوديعة بعد تسع سنوات في الأمانة العامة، وضعت وزناتي كلها في خدمة الكنيسة وقمت مع المخلصين بخطوات ومبادرات لكي نحفظ للمدارس الكاثوليكية صورتها الفريدة، وبالتعاون كنا نحقق ما كان يبان مستحيلا، ولذلك انجزنا الكثير من المشاريع وكان نجاحنا المشترك اننا عرفنا كيف نصلي وكيف نصغي".

وتوجه الأمين العام الجديد الأب عازار بالشكر إلى الذين اختاروه لهذه المهمة النبيلة، شاكرا الأب تابت على كل ما قام به خلال ادارته الأمانة العامة، وخصوصا الشفافية في عملية التسليم والتسلم، وأكد "أن المدرسة الكاثوليكية هي بنت الكنيسة ولذلك هي مبنية على الصخرة، وخدمتها هي مسؤولية نبيلة ودقيقة ورسالتها هي رسالة الكنيسة، ولذلك لا بد من الحفاظ على دور مؤسسات الكنيسة في العمل على تمجيد الله وفي خدمة الانسان، كل أنسان".  وبعد ذلك أقيم حفل استقبال بالمناسبة.

وتقبل الأب بطرس عازار التبريك في دير مار روكز، الرئاسة العامة للرهبانية الأنطونية في الدكوانه، محاطا برئيس عام الرهبانية الاباتي داود رعيدي والأمين العام الأب مروان تابت وعدد من الرهبان والأهل والأصدقاء.

 

عون امام وفد من "مجموعة سوريا حبيبتي - محامو طرطوس": على الشعب السوري التحلي بالوعي الكافي لصد المشاكل والفتن

ليتم الإصلاح على درجات لأن الانتقال من دون تدرج يؤدي إلى الفوضى

 وطنية - 11/1/2012 استقبل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية وفدا من "مجموعة سوريا حبيبتي - محامو طرطوس"، وشرح للوفد "المراحل التي مر بها لبنان في الآونة الأخيرة ومحاولات الفتنة التي تعرض لها والتي باءت جميعها بالفشل".

وفي سرد لمحاولات إشعال الفتنة، لفت العماد عون إلى أن "هذه المحاولات بدأت في لبنان عند محاولة إسقاط رئيس الجمهورية السابق العماد إميل لحود، ثم من خلال حرب تموز"، مثنيا على "الجهود التي قامت بها المقاومة لردع وصد العدوان الإسرائيلي على لبنان"، معتبرا ان "محاولات إشعال الفتنة ظهرت أيضا من خلال أحداث نهر البارد، لأنها هدفت إلى خلق صراع بين اللبنانيين والفلسطينيين ومعاودة ما حصل في السبعينات، لكن سرعان ما سيطر عليها الجيش اللبناني، لتنتقل محاولة الفتنة بعد ذلك إلى داخل الحكومة حيث تم أخذ قرارات إستفزازية لنزع خطوط إتصالات سرية تابعة للمقاومة، أدت الى أحداث السابع من أيار التي انتهت بدورها وأخمدت معها نيران الفتن".

وقال: "يحاولون الآن إشعال الفتنة في سوريا، فبدؤوا بزعزعة إستقرارها من خلال استمالة بعض المعارضين للحكم والشعارات المطالبة للإصلاح"، لافتا إلى أنه "كان لا بد من وقوع الإشتباكات في سوريا نظرا للجهود الدولية التي وضعتها القوى العظمى لإسقاط النظام فيها"، متمنيا أن "يتحلى الشعب السوري بالوعي الكافي لصد المشاكل والفتن التي تواجهه".

واذ عبر عون عن اقتناعه ب"ضرورة إجراء الإصلاحات في سوريا"، اثنى على "ما قام ويقوم به الرئيس بشار الأسد في هذا النطاق"، مشددا على "ضرورة أن يتم هذا الإصلاح على درجات وبطريقة متصاعدة، لأنه لا يمكن الوصول إلى الديموقراطية الحقيقية من دون أن يتم تثقيف الشعوب وتأهيلها. فالإنتقال من حالة إلى أخرى بطريقة سريعة من دون تدرج سيؤدي حتما إلى وقوع المشاكل وخلق الفوضى".

وأوضح أن "هناك محاولات لنقل الصراع من عربي - إسرائيلي إلى عربي - عربي لتفكيك الدول العربية من خلال إثارة النعرات الطائفية، ليعودوا بعد ذلك ويفرضوا عليها السلام مع إسرائيل وفقا للشروط التي تناسبهم، وهي تهجير ما تبقى من فلسطينيين وتوطينهم خارج أرضهم والسيطرة على المياه والبترول".

وحول ما تطالب به لجنة حقوق الإنسان، قال: "حقوق الإنسان باتت سلعة تجارية لديهم يتاجرون بها لتحصيل مكاسبهم السياسية، والدليل على ذلك أن لجنة حقوق الإنسان فاعلة جدا في سوريا في الفترة الأخيرة، فيما غابت وتغيب عما يعانيه الفلسطينيون من قتل وتهجير من قبل الإسرائيليين على مدى أعوام وأعوام".

وحول الإعلام، قال: "الإعلام هو تضليلي بإمتياز"، معتبرا أن "هناك ثلاثة أنواع من الدعارة من حيث هي بيع ما لا يباع لأنه عادة يوهب من دون مقابل، أولها دعارة الجسد وتعني منح الجسد مقابل بدل، بينما المفروض أن يهب المرء جسده لمن يحب وليس لمن يدفع ، والنوع الثاني هو دعارة الرأي وتعني المتاجرة بالقلم أي بيع الرأي والكلمة لمن يدفع أكثر، بينما المفروض أن يعبر المرء عن رأيه وعما يؤمن به عندما يكتب أو يتعاطى الإعلام، وثالثا دعارة الثقة وتعني المتاجرة بالصوت يوم الإنتخاب، بحيث يصوت المرء لمن يدفع له، بينما المفروض أن يمنح صوته لمن يثق به ويعبر عن تطلعاته".

وختم: "إن تذكرنا دائما هذه الأمور وعملنا على أساسها ووفقا لمبادئها، من المؤكد أن نصل إلى أرقى درجات الإصلاح في مجتمعاتنا".

حديث تلفزيوني

بعد اللقاء، اجرى العماد عون حديثا مع تلفزيوني "الدنيا" و"الإخبارية السورية"، قال فيه: "لم نكن نتمنى أن يحدث ما حدث في سوريا، لكن اليوم كلنا أمل أن يتحسن الوضع، خصوصا بعد اعلان البرنامج الاصلاحي من قبل الرئيس بشار الأسد؛ فأمنياتنا معروفة بعودة السلام والطمأنينة الى الشعب السوري"، معتبرا ان "هناك مسارا جديدا هو الخط الاصلاحي الذي اعتمد، وأعتقد انه سيوصل الى الاستقرار في ما بعد"، موضحا ان "الهدوء الكامل لا يأتي في لحظة، لكن سوريا سائرة نحو الاستقرار والسلام".

سئل: ماذا تقول عن الاعلام في هذه المرحلة؟

اجاب: "نحن نعاني الكثير من الاعلام، لأن الموجود حاليا هو التضليل الاعلامي والبروباغاندا، وليس اعلان الحقائق للجمهور. لذلك نتحفظ دائما على ما نسمعه أو ما نراه على شاشات التلفزيون لأنها كثيرا ما تكون تصريحات مجتزأة أو أخبارا مختلقة أو صورا مركبة"، داعيا الجميع الى "التنبه والتحفظ على ما يذكره الاعلام ومحاولة نقد الخبر قبل تصديقه، والطريقة الأسلم هي متابعة الخبر عن كثب لمعرفة الحقيقة اذا كان هناك من امكانية لذلك".

 

 

تعليقات

شهية المسيحيين انفتحت على التعيينات الإدارية وعون يطالب بحقّ الأقوى حكومياً في التسمية

هيام القصيفي/النهار

فتح الحديث عن التعيينات الادارية شهية القيادات والمرجعيات المسيحية من اجل الحصول على الحصة الاكبر من المناصب الادارية والديبلوماسية والقضائية. والمشكلة العالقة اليوم هي في ما تعتبره مصادر رفيعة في "تكتل التغيير والاصلاح" "شراهة" البعض للحصول على الحصة الاكبر في مناصب المسيحيين عموما والموارنة خصوصا.

فعلى رغم الاحداث الاقليمية المتسارعة، تبدو هذه القوى منصرفة الى محاولة تحسين وضعها في الادارة، على قاعدة ان مسيحيي الادارة، بمعظمهم كما تقول اوساط سياسية رافقت مسار التعيينات منذ عام 1990، لا يزالون من مخلفات العهود السابقة والوجود السوري. وما خلا بضعة تغييرات شهدتها الادارة منذ عام 2005، فإن التعيينات تشكل بالنسبة الى القيادات في الطائفة، جسر عبور الى الدولة ، وباب العودة اليها بعد الانكفاء الطويل قسرا وعمدا على السواء. من هنا ثمة حلم يرواد هذه الاوساط بمحاولة كف يد الطاقم القديم الذي سيطر على الادارة، واعادة ضخ دم جديد يشهد له بالكفاءة ونظافة الكف ويكون متفلتا من سيطرة القوى التي كانت تأتي عادة بالموظفين المسيحيين، ولا سيما في بعض الوزارات الحساسة التي كانت مطوبة لأفرقاء محددين على مدى اعوام الوصاية السورية والترويكا. وكذلك الامر بالنسبة الى تغليب القيادات المسيحية مصلحة الطائفة على المصالح الشخصية، من دون ان تتكرر تجربة جمع هذه القيادات على مشروع انتخابي هجين كما حصل مع المشروع الارثوذكسي.

وفي حين تعثرت المحاولات الخجولة التي جرت خلال الحكومات "الوطنية السابقة" ووصل" تكتل التغيير والاصلاح" الى حائط مسدود حتى مع حلفائه، في ايصال التعيينات المسيحية الى خواتيمها، تعود المحاولة اليوم مجددا ولكن على وقع كثير من التحديات.

تدخل الحكومة عصر التعيينات، وجميع الافرقاء المسلمين فيها مرتاحون الى وضعهم. فالتسميات الشيعية لم ولن تشكل معضلة، وقد قضى عرف بأن الرئيس نبيه بري يصوغها بمعرفته والتعاون مع "حزب الله"، فلا تذهب الامور الى ابعد من الدوائر الضيقة المحيطة بالمرجعيتين. اما الرئيس نجيب ميقاتي فهو حتى اليوم، اظهر تمسكه بعدم كسر الموظفين المحسوبين على تيار المستقبل" والرئيس سعد الحريري. وهو وان لم يعمد الى اختيار موظفين محسوبين على خصومه السياسيين، الا انه حكما لن يقدم على استفزاز الشارع السني او تقديم ما يمكن اعتباره تحديا  سنيا فاقعا. وينسحب هذا الامر ايضا على النائب وليد جنبلاط الذي يدوزن حصته، مسايرا النائب طلال ارسلان، فلا يعطيه الحصة الاكبر بل ما هو ضروري لبقاء الدروز بمعزل عن اي خضة لا ضرورة لها في الوقت الراهن. وهكذا تقع الواقعة مرة جديدة عند المسيحيين، اذ يخوضون تحدي التعيينات بخلاف بين الرئيس ميشال سليمان ورئيس " تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، بما يتجاوز عدم الود الشخصي بينهما، لتصبح المسألة جوهرية، لا يجزم الطرفان بأن بكركي قادرة على حلها رغم اللقاءات التي تعقدها للوساطة بينهما. تتخطى المسألة اذا التعيينات بمعناها الطوباوي الصرف، لتتحول احد اسلحة الفريقين لخوض الانتخابات في وقت مبكر، في حين ان الافرقاء الاخرين في الحكومة ثابتون في مواقعهم، ومطمئنون الى مستقبلهم الانتخابي. وكذلك فان ثمة احاديث عن خلافات صامتة بين  شركاء التكتل، اي بين "التيار الوطني الحر" و"المردة"، وبدرجة اقل مع الطاشناق حول التعيينات المسيحية.

وتؤكد مصادر رفيعة في "تكتل التغيير والاصلاح" ان "المسيحيين يجب ان يقاربوا ملف التعيينات اقوياء، وان يطرحوا اسماء مشهوداً لها بالكفاية والنظافة والعمل الجيد". لكن ما تلفت اليه هذه المصادر هو ضرورة " ان يعطى الفريق  الذي يريد ان يحقق المكاسب للمسيحيين، الفرصة لإمكان تحقيقها، وبدل اضاعة الجهد الذي يبذل، يجب ان تتيح لهذا الفريق ان يستثمر عمله لتحقيق تعيينات نظيفة وواعدة، ويأتي باشخاص اكفياء "يبيّضون الوجه".

وتشدد هذه المصادر على ضرورة "دعم الاشخاص الذين يسمون، لئلا يصبحوا بلا سند، وتاليا لا يتمكنوا من مواجهة ما يمكن ان يتعرضوا له". لذا تصبح الخلاصة بحسب المصادر، ان تتشكل وفقا لذلك "قوة ضاغطة من اجل بلوغ ملف التعيينات بقوة. ولذلك فان على الطرف الاقوى مسيحيا والممثل في الحكومة بالحصة المسيحية الاكبر ان تكون له كلمته في التعيينات".

وتعتبر ان ثمة منطقا تسوويا يريد ان يفرض نفسه، لكنه لا يساهم في تشكيل حالة دعم الذين سيعينون". ثمة شهية مفتوحة لدى بعض الافرقاء للحصول على حصة التكتل، كما تقول مصادره، لكن كمثل كل شيء "من يحسم يفترض ان يكون الطرف الاقوى حكوميا ومسيحيا، ولا سيما انه يراعي في اختياره معايير الكفاية، ولا يتطلع فقط الى حصته". ولا تستغرب هذه المصادر ان يكون ثمة من يغذي اجواء عدم الاتفاق بين رئيس الجمهورية وعون" لأن ثمة مستفيدين في الحكومة من ابقاء الحالة المسيحية في الادارة على ما هي، فنحن في التكتل متفقون على هذه التعيينات، ولا خلافات بيننا". اما العبرة فتبقى في ان "يتعظ الفريق المسيحي الآخر وان تمشي التعيينات بما يعيد الى الطائفة وجودها في الادارة بعد طول غياب".   

 

معلّقة" السيّد الرئيس "مئة دقيقة.. ودقيقة" 

ميرفت سيوفي/الشرق

وحدهم السوريّون ربما لم يترقبوا أمس خطاب رئيس يتظاهرون منذ أشهر عشرة لإسقاطه ونظامه الموروث عن أربعة عقود، فهم باتوا يذوقون فوران طعم الدماء بعد كلّ إطلالة رئاسيّة مشهدها محشوّ بالتصفيق الحادّ والهتاف السخيف، هو خطاب الخواء»، فارغ من كل قيمة إلا من التأكيد على خيار القتل، ثمّ القتل، ثمّ القتل، والسعادة الوحيدة التي تنتابك أمام هذا المشهد المكرور لسيناريو المدرج الجامعي والحشد البالي والإخراج الرديء و»المحاضرة» الرئاسيّة ـ لضرورات الهيبة الأكاديميّة للمكان ـ السعادة الوحيدة التي تنتابك أمام هذا «التقيؤ» الكلامي هو فرحة «الشماتة» بالمسماة «جامعة الدول العربيّة» التي تلقّت أمس «رشقة حذاء» جزاء مماطلتها ومراقبتها لقتل الشعب السوري عن كثب، من نظام ما زالت تغضّ الطرف عن الفرص الممنوحة له من قبلها فيما يقف رأس النظام ممعناً في إهانتها، وهي تستحقّ بامتياز هذه الإهانة، فقد سبقت حكمة زهير بن أبي سُلمى إلى الإعلان في جاهلية العرب: «ومن يصنع المعروف في غير أهله-يكن حَمْدُهُ ذمّاً عليه ويندمِ»!!

استغرقت «معلّقة» السيّد الرئيس مئة دقيقة ودقيقة لتؤكد على خيار قتل الشعب السوري، الأمر الذي يجعلك وجهاً لوجه مع ما نقله المسؤول السابق في الـ CIA الأميركية روبرت بير في حديث صحافي مؤكداً دقّة وصفه لحال النظام المتهالك ـ رغم «برودة أعصاب» يجهد في إظهارها ـ قائلاً: «النظام راحل وسوريا تقريباً تحرّرت»، مواجهة الموت تحرّر الشعوب من الخوف منه...

وخطاب «المئة دقيقة ودقيقة» و»طرّاحة» العروبة، ومضارب العرب البائدة والعاربة والمستعربة والمعروبة، أو التي لا محلّ لها من الإعراب، «ذكّرتني» بـ «خطابات حسن نصر الله» التي تضجرك وأنت تتابعها خصوصاً عندما يطلّ على من يشاهده من شاشة من خلفها شاشة، ويبدأها بموجز «مهنجي» مستوحىً من أكاديميّة علميّة لا تمّت خطبه إليها بصلة، بالأمس شاهدنا نسخة مطابقة إنما من غير جلباب ولا عمامة، نسخة «مكزوزة» عن تهم العمالة والإرهاب والخيانة، لوهلة تظنّ أن المشهد الرئاسي سيتفوّه بجملة من نوع: «النظام باقٍ باقٍ باقٍ»!!

«ستأتي مرحلة المناطق الآمنة في سوريا بعد انتهاء الأغبياء في الجامعة العربية من قضية المراقبين، وتسيل المزيد من الدماء».. هذا ما قاله «روبرت بير»، ولم يتردّد في القول رداً على سؤال: «ألا يكفي مقتل اكثر من 5 آلاف سوري وفقاً لأرقام الامم المتحدة»، قال: «هذا هو العالم وطرقه وأساليبه»، وليس على الشعب السوري إلا أن ينتظر ويحصي قتلاه في انتظار انتهاء مفعول حبّة دواء «خسئتم» التي ألقمها رأس النظام بالأمس للعالم «مضادة لجراثيم الشعب السوري»بالقول قبيل الشوط الأخير: «لست أنا من يتخلى عن مسؤولياته»!!

«لن أترك منصبي الا بطلب من الشعب»، مع أن الشعب يطالبه بذلك منذ عشرة أشهر!! وكان مشهد الخطاب الأول لمعمّر القذافي يستعاد في ذاكرة من يشاهد «معلّقة السيد الرئيس»، فالقذافي في خطابه الأول انتابته جنّونة تألهٍ فقال: «أنا مجد لا يفرط فيه الشعب الليبي ولا الأمة العربية ولا الأمة الإسلامية ولا إفريقيا واميركا اللاتينية ولا كلّ شعوب العالم»، وفي خطاب القذافي الثالث ختم بأبيات شعرية «أناوية»: «أنا لا أخاف العواصف وهي تجتاح المدى- ولا من الطـّــيايير الـّتي ترمي دمارا أسْوَدَا-أنا صامدٌ في بيتي هنـا- في خيمتي- في المـُبتــَدى-أنا صاحب الحقّ اليقيــن أصارع منـه العدَى-أنا هنا أنا هنا أنا هنـا»، ثم تراجع القذافي ليقنع بالرسائل الصوتيّة مؤكداً: «أنا أسكن في قلوب الملايين»، فيما الملايين كانت تهتف طالبة له بالإعدام والموت، لكنه لم يسمع هتافها، فالسلطة تعمي الأبصار والقلوب، تصمّ الآذان، والفارق حتى الآن صفر واحد بين قتلى سوريا الخمسة آلاف، وقتلى ليبيا الخمسون ألفا» !!

 المصدر : الشرق

 

يا قوم إلامَ وحتّامَ

مصطفى علوش/المستقبل

"ما زلنا في غرف التخدير على سرر التخدير ننام      والعام يمر وراء العام وراء العام

والأرض تميد بنا والسقف يهيد ركام فوق ركام   والكذب يغطينا من قمة هامتنا حتى الأقدام" (فدوى طوقان)

في طفولتي حدث ما زال يحفر في ذاكرتي عندما كان الأب الجليل "أدريان" مدير المدرسة، يسقط صريعاً أمام أعين التلامذة في الملعب بعد أن رمى عليه أحد الرعاع حوضاً صغيراً للورود من على سطح البناء، فأصيب مديرنا المحبوب بجروح خطيرة نجا منها بأعجوبة. كان هذا الحدث في أوائل ستينات القرن الماضي يوم اقتحم بعض المتظاهرين مدرستنا لإجبارنا على التعطيل في ذكرى يوم تأسيس "الجامعة العربية". أذكر يومها أيضاً أن المجتمع الطرابلسي انقسم بين مستهجن لتصرفات المتظاهرين غير الحضارية، وبين شامت بما حل بالمدرسة ومديرها لأن عدم التعطيل في هذا اليوم هو جزء من "المؤامرة على العرب التي تقودها أميركا والصهيونية". الواقع هو أن معظم العرب لا يعرفون أن الدول "الإمبريالية" هي أول من اقترح إنشاء منظمة تجمع العرب وتسعى الى توحيدهم. الفكرة انطلقت سنة 1941 مع "أنطوني أيدن" وزير خارجية بريطانيا عندما دعا "المفكرين العرب للسعي الى درجة من درجات الوحدة أكثر مما تتمتع به الآن. إن العرب يتطلّعون الى نيل تأييدنا في مساعيهم نحو هذا الهدف... ويبدو أنه من الطبيعي تقوية الروابط الثقافية والاقتصادية بين الدول العربية وكذلك الروابط السياسية".

بعد ذلك، دعا رئيس الوزراء المصري "مصطفى نحاس باشا" كل من رئيس الوزراء السوري "جميل مردم بك" ورئيس "الكتلة الوطنية اللبنانية" بشارة الخوري، للبحث في إقامة رابطة بين الدول العربية. في بداية المداولات تضاربت الآراء بين الدول المشاركة في النقاش حول جغرافية الوحدة وطبيعتها السياسية، وهل ستصل الى حد الكونفدرالية، أم ستبدأ بخطوات تمهيدية تحافظ على الاستقلال السياسي للدول المعنية. بعد مداولات مكثّفة توصّل المجتمعون الى ما سمي ببروتوكول الإسكندرية الذي أسس لميثاق الجامعة العربية.

على المستوى الشعبي، شكّلت الجامعة العربية حدثاً ألهم آمال الحالمين بوحدة تعيد الاعتبار لكرامة المواطنين وتحررهم من الظلم والإذلال الذي عاشوه على مدى قرون من الاستعمارات المتوالية. أما في الواقع، فقد تبيّن أن هذه الجامعة ما هي إلا تجمع لحكام متفاهمين فيما بينهم على الدعم المتبادل لدوام حكمهم الى الأبد وإلى ما بعد الأبد.

على عكس التجمعات الإقليمية والدولية المحترمة، حيث المواطن الفرد هو الأساس في تكوين الأفكار المؤسسة للوحدة، وحيث حقوقه مصانة وحريته مقدسة، فإن المواطن العربي بقي فاقداً لهويته في بحر يسمى الجماهير العربية، وغابت حقوق الفرد في فوضى السعي الى الوحدة، لا بل على العكس فقد استبيحت حقوق الفرد العربي وكرامته وحريته في ظل شعارات كاذبة ومخادعة.

لقد علّق حكام العرب قراراتهم ومواقفهم على شمّاعة اسمها "الإجماع العربي"، وترجمة هذه العبارة كانت دائماً النفاق المتبادل فيما بينهم حفاظاً على هذا الإجماع المقيت الذي ترك لظواهر كصدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي وعمر البشير في قمع وقتل وتشريد "الجماهير العربية" وليتعاملوا معها على أساس أنها ملكية خاصة. أما باقي الحكام فقد كانوا يكتفون بالتفرّج لأنهم هم أنفسهم مقتنعون بأن مواطنيهم أيضاً هم ملكية خاصة لا يحق لأحد خارج أو داخل الحدود بالتدخّل بشؤونهم.

لماذا هذا الحديث الآن؟ لأن فضيحة تعامل الجامعة العربية بهذا القدر من النفاق توشك بأن تقضي على كل ما تبقى من وجود لهذه الجامعة.

أنا هنا لن أتحدث عن الماضي وكيفية تعامل حكام العرب مع قضايا مثل الاحتلال السوري للبنان والحرب التي دارت في الجزائر، والفظائع التي ارتكبها صدام حسين في البصرة وحلبجة، والمجزرة المعروفة التي ارتكبها حافظ الأسد في حماه وسجن تدمر وغيرهما، وقضية "الجنجويد" عند الأخ عمر البشير، فكلها الآن أصبحت في ذمة التاريخ. أما الظاهر فقد كان الفرق في التعامل مع ما حدث في ليبيا اخيراً ومع سوريا. لقد كان واضحاً السرعة والحزم اللذان طبعا قرارات الجامعة العربية بالنسبة لليبيا والالتباس والتساهل لدرجة التواطؤ مع ما يحدث في سوريا.

ولو راجعنا سجلات حكم معمر القذافي وحكم آل الأسد لتساوى الحكمان في استهتارهما بحقوق الإنسان، ولكن نظام الأسد كان ولا يزال متفوقاً في كل المعايير على مستوى الوحشية في التعامل مع المواطنين. صحيح أن نزق القذافي وشخصيته النافرة سهّلت على حكام العرب معاداته، ولكن خبث ومداهنة نظام الأسد لا يجب أن تعطيه أحكاماً تخفيفية.

الواقع اليوم هو أن الجامعة العربية ولجنة مراقبتها لا تشكلان إلا رخصة لنظام بشار الأسد للاستمرار في قتل الشعب السوري الى حين تنهك الثورة ويعود حكم الديكتاتور كأن شيئاً لم يكن. إن مواقف هذه الجامعة اليوم ستجعلنا نندم على يوم إنشائها ويدفعنا بالتأكيد للاعتذار من الأب أدريان الذي أصبح اليوم في ذمة الله على ما اقترفته أيدينا لدعم وجود هذه الجامعة.

() عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"

 

خطاب بشّار الاسد... او الرهان على الوقت والزيتون!

للمرة الاولى منذ ما يزيد على ستين عاما لا مكان في الخارج يهرب اليه النظام السوري ولا لعبة توازنات يمكن ان يراهن عليها.

ميدل ايست أونلاين/بقلم: خيرالله خيرالله

لم يعد من همّ في سوريا، اقلّه بالنسبة الى النظام العائلي- البعثي، سوى كيفية كسب الوقت. كان الخطاب الاخير للرئيس بشّار الاسد اوضح دليل على ان ليس لديه ما يراهن عليه سوى الوقت، علما ان الوقت سيساهم في تفاقم الازمة العميقة التي يعاني منها النظام السوري العاجز عن حلّ اي مشكلة يعاني منها البلد. اللهمّ الاّ اذا كان القول، استنادا الى ما ورد في الخطاب، ان سوريا صارت القوة الخامسة في العالم من ناحية انتاج الزيتون يؤمن لها موقعا على خريطة التوازنات الدولية.

ربما تكمن المشكلة الاولى التي يعاني منها الرئيس السوري في عدم قدرته على استيعاب انّ الوقت لا يمكن ان ينقذ النظام. فاته ان السوريين سيستمرون في المقاومة والممانعة والثورة الى ما لا نهاية نظرا الى ان المسألة بالنسبة اليهم مسألة حياة او موت. بات السوري يفضل الموت على الظلم والقمع والذل. لم يعد مقبولا في القرن الحادي والعشرين بقاء نظام ستاليني في السلطة في بلد حيوي مثل سوريا يمتلك شعبا عظيما استطاع المحافظة على التعلّق بثقافة الحياة على الرغم من كلّ المحاولات التي استهدفت الغاءه من الوجود. ما يفترض ان يفهمه النظام السوري ان التحايل على المراقبين العرب لا يفيد في شيء، كذلك الرهان على شق صفوف المعارضة وتأجيج الخلافات بين مجموعاتها المختلفة. مثل هذا الرهان ليس في محلّه نظرا الى من يحدد اجندة الثورة الحقيقية التي يشهدها البلد هو الشعب السوري وليس هذه المجموعة المعارضة او تلك.

مرّة اخرى، لا بدّ من القول بانّ ما تعاني منه سوريا هو ازمة كيان ونظام في الوقت ذاته. كان هناك دائما شعور ما لدى المقيم على رأس هرم السلطة في دمشق ان الكيان السوري ضيّق عليه. والواقع، الذي يثبته تسلسل الاحداث، ان المشكلة لم تكن في الكيان بمقدار ما انها كانت في النظام. لم يستطع النظام السوري يوما حلّ اي مشكلة من مشاكل البلد. ولذلك، كان الانقلاب العسكري الاوّل بعد استقلال الكيانات العربية في سوريا وليس في مكان آخر. كان ذلك في العام 1949 قبل ثلاث سنوات وبضعة اشهر من الانقلاب الذي شهدته مصر واطاح النظام الملكي في تمّوز- يوليو من العام 1952.

زادت الرغبة في الاتجاه الى الخارج في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي تولّى السلطة، كل السلطة، في خريف العام 1970. كان نجاح الاسد الاب في خوض حرب تشرين- اكتوبر الى جانب انور السادات، مبررا للسعي الى دور اكبر على الصعيد العربي. عمل الاسد الاب على ثلاث جبهات هي لبنان والعراق ومصر. عمل ايضا على جبهات اخرى، بما في ذلك اقامة علاقة معينة مع الادارات الاميركية المتلاحقة. توجت العلاقة مع الاميركيين باتفاق فك الارتباط مع اسرئيل في العام 1974. امّن الهدوء والسكينة في الجولان على الرغم من انّه بقي محتلا!

نجح الاسد الاب الى حدّ كبير في تقويض مؤسسات الدولة اللبنانية عن طريق تسليح الميليشيات بغض النظر عن الحزب الذي تنتمي اليه. وكان اوّل من وقع في الفخ بعض الاحزاب المسيحية التي اضطرت الى الاستنجاد به في مرحلة معيّنة من الحرب اللبنانية ومن حروب الآخرين على ارض لبنان!

جهد في الوقت نفسه نتيجة عمل دؤوب بدأه عندما كان لا يزال وزيرا للدفاع في عملية تجميع المسلحين الفلسطينيين في لبنان واستخدام الورقة الفلسطينية ضد ياسر عرفات الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني. وقع ياسر عرفات بدوره في الفخّ الذي نصبه له النظام السوري في لبنان. لم يتعلّم الكثير من التجربة التي مرّ بها في الاردن في العام 1970 وفي السنوات التي سبقت 1970.

على الصعيد العراقي، لعب الاسد الاب ورقة معاداة صدّام حسين. نجح في ذلك الى حدّ كبير نظرا الى ان العرب كانوا في معظمهم يخشون تهوره. استطاع ايجاد حاجة عربية اليه في لعبة التوازنات الاقليمية وذلك على الرغم من الموقف السوري الداعم للنظام الايراني في حربه مع العراق ابتداء من العام 1980.

على الصعيد المصري، كان النظام السوري المستفيد الاوّل من عزل مصر في عهد انور السادات بعد زيارته القدس والقاء خطاب في الكنيست وبعد توقيعه اتفاقي كامب ديفيد ثم معاهدة السلام مع اسرائيل في آذار- مارس من العام 1979. جرّ الاسد الاب العرب، بمن فيهم العراق البعثي الذي كانت تنقص قيادته السياسية النضج السياسي، الى لعبة المزايدات التي مكّنته من لعب دور اقليمي لا افق سياسيا له.

كان الرهان في سوريا على الوقت. تغيّرت اللعبة كلّيا مع رحيل حافظ الاسد في السنة 2000 ثم مع سقوط النظام العراقي في 2003. لم يستطع النظام السوري التكيّف مع التغيير، خصوصا بعد العام 2005 عندما اضطر الى الانسحاب عسكريا من لبنان نتيجة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. لم يدرك ان هناك تطورا جذريا طرأ على التوازنات الاقليمية. يتمثل هذا التطور في ان القرار السوري صار ايرانيا وان ليس في استطاعة دمشق امتلاك اي نفوذ في لبنان لولا ما تجود به عليها طهران. لم يدرك النظام السوري انّ للتخلص من رجل في حجم رفيق الحريري ثمنا ضخما لا يمكن مقارنته الاّ بالثمن الذي دفعه صدّام حسين نتيجة احتلاله دولة مسالمة اسمها الكويت...

ما يرفض بشّار الاسد الاعتراف به هو انه مع مرور الوقت، ظهرت مشاكل سوريا على حقيقتها. مع مرور الوقت، سيتبيّن ان هناك خطرا جدّيا على الكيان السوري في غياب الترتيبات اللازمة لمرحلة انتقالية تضمن هبوطا هادئا وآمنا للطائرة السورية. انها لحظة بروز كل المشاكل في الوقت نفسه. للمرة الاولى منذ ما يزيد على ستين عاما لا مكان في الخارج يهرب اليه النظام السوري ولا لعبة توازنات يمكن ان يراهن عليها. انه في مواجهة مع شعبه لا اكثر ولا اقلّ. من يقول ان احتمال تفتت سوريا غير وارد يستطيع التمعّن في تجربة السودان!

 

"الكتلة الوطنية": لاستيضاح ما نقل عن الحوت لتبيان من ان لدى الجماعة الاسلامية جناح عسكري مسلح

 وطنية - 11/1/2012 عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية إجتماعها الدوري، ورأت في بيان اصدرته انه "بعد ان دعت لجنة الدفاع النيابية الوزير فايز غصن لإستيضاح تصريحه بشأن القاعدة في عرسال، على اللجنة ان تبادر كذلك الى إستيضاح ما نقل عن لسان النائب عماد الحوت لتبيان من ان لدى الجماعة الاسلامية جناحا عسكريا مسلحا، وذلك على الرغم من توضيحات النائب المذكور، كذلك ان حركة اللجنة النيابية لا تعفي القضاء من التحقيق والتحري لضبط الأمر وقطع دابر التسلح ومحاسبة الضالعين فيه، من دون ان ننسى ان سبب كل الاشكالات في هذا الموضوع هو سلاح حزب الله الذي سبق وحذرنا من ردات الفعل عليه". اضاف البيان "بحسب تطور الأمور، فإنه اصبح بإمكان العمال ان يطمئنوا الى ان الزيادة المحقة لهم هي قيد التحقيق. فمسلسل "الحرد والدلع" أصبح في حلقته الأخيرة بعد زيارة تطيب الخواطر التي تمت أمس لعماد الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون. على اللبنانيين عمالا وأرباب عمل ان ينتبهوا من ديماغوجية سياسيهم وخلفياتهم إذ ان شعاراتهم في واد ومصالحهم الخاصة في واد آخر". وعن بيان مديرية التوجيه في الجيش اللبناني الذي تناول به تعليقات السياسيين في المواضيع الأمنية، لفتت الكتلة الى "ان العمل السياسي يحيط بكل المسائل المتعلقة بمصالح المجتمع الاقتصادية والأمنية، بينما يقتصر عمل القوات المسلحة على الالتزام بتوجيهات السلطة السياسية وتأمين سيادة الوطن والحفاظ على أمن وممتلكات المواطنين"، متمنية "ان يقوم الجيش بدوره الذي نقدر والا يدخل في بازار السياسة ومناورات السياسيين".

 

قوّات الفجر» تخضع لإمرة «الجماعة» أم «الحزب»

علي الحسيني/الجمهورية

في كانون الأوّل الماضي أحيت «قوّات الفجر» في مدينة صيدا ذكرى استشهاد أحد قادتها جمال الحبال، يومها أعلن رئيسها الحاج عبد الله الترياقي «أنّ هذه القوّات تتمسّك بالخيارِ الجهادي وبالمقاومة كحالةٍ شعبيةٍ فاعلة وقادرةٍ على مواجهةِ الخطر الصهيوني القائمِ والدائمِ والمستمرّ على الحدود الجنوبيّة وفي قلبِ ساحتنا الداخليّة المعرّضة لكلّ أنواعِ الاختراقاتِ الأمنيّة والسياسية». اليوم ومع عودة الكلام عن إحياء دور هذه القوّات، عاد التوجّس الى قلوب اللبنانيين جرّاء امتلاك أطراف خارجة عن الشرعيّة اللبنانية لسلاح يتهدّد حياتهم بين اللحظة والاخرى، خصوصاً بعدما أكّدت الدائرة الاعلاميّة في "قوات الفجر" في بيان "أنّ قوات الفجر باقية وهي تفخر بسلاحها ومقاوميها، مستغربا "تبرّؤ البعض من السلاح والمقاومة".

اليوم اصبح عنوان "قوات الفجر" موضع خلاف بين الجماعة الإسلاميّة التي يرأسها الحاج إبراهيم المصري والتي ترى في هذا العنوان حصريّة لها ، وبين مسؤول "تيار الفجر" في المقاومة الإسلاميّة".

المسؤول السياسي للجماعة الإسلاميّة في بيروت الحاج عمر المصري اكّد لـ"الجمهورية" أنّ "الجماعة لم تصدر بياناً تشير فيه الى امتلاكها للسلاح"، موضحاً أنّ "النائب عماد الحوت سُئل في سياق احدى المحاضرات حول الموضوع فتمّ استغلال حديثه من قبل بعض الصحف".

وأضاف المصري: "نحن لا ننفي انّ هناك "قوات فجر" مسلّحة، وهي أصلاً كانت موجودة في كلّ لبنان، لكنّ دورها الآن محصور في المناطق التي توجد فيها الطائفة السنّية في الشريط الحدودي في مهمّة الدفاع عن النفس"، لافتاً الى انّ "هناك شبابا وجمهورا جاهزون لأيّ اعتداء قد ينجم عن القوّات الاسرائيلية على أراضيهم".

وكشف بأنّ "قوّات الفجر كانت قد شاركت الى جانب "حزب الله" في حرب تمّوز 2006 ضدّ اسرائيل، وبالتالي فإنّ قتال هذا العدوّ هو واجب وطنيّ وشرعي وإنساني، ونحن في هذا الامر ندافع عن انفسنا وشبابنا وجمهورنا وهذا حقّ لنا".

وأضاف: "أمّا في حال حصل اعتداء اسرائيلي على الداخل اللبناني فأنّنا وعلى رغم عدم توافر الإمكانيّات، لن نقف مكتوفي الايدي، فلدينا مقدّرات نوعاً ما للدفاع عن النفس وليس اكثر من هذا".

وإذ أكّد أنّ "السلاح الذي تمتلكه مجموعاتنا في الشريط الحدودي هو تمويل ذاتيّ وليس من حزب الله"، أبدى عتبه على الحزب الذي حصر المقاومة بفئة لبنانيّة محدّدة بعد العام 1989"، مشيراً الى أنّ "ملاحقات جرت في الماضي ضدّ عناصرنا ومواقعنا بعد القرار الإقليمي الذي حصر المقاومة بحزب الله".

وشدّد على انّهم "ضدّ نزع سلاح المقاومة فقط لنزعه، لكنّنا ضدّ أن يستعمل في الداخل على غرار ما حصل في أيّار العام 2008 "، متّهماً الشيخ عبدالله الترياقي بتلقّي مخصّصات شهريّة من حزب الله". واعلن المصري عن "تبرّؤ الجماعة من اقوال الترياقي الذي يرأس فصيلاً تحت اسم قوّات الفجر أيضاً، وهذا الفصيل يعمل تحت إمرة "حزب الله"، مؤكّداً أنّ "قوات الفجر وُلدت من رحم الجماعة الإسلاميّة، وهي الوحيدة المسؤولة عنها".

بدوره، ردّ رئيس "قوّات الفجر" الشيخ عبدالله الترياقي على كلام المصري بالقول: "فصيلنا العسكريّ لا يتبع لـ"حزب الله"، ونحن مكوّن مستقلّ عن كلّ الناس ولنا شخصيتنا المستقلة منذ العام 1982 عقب الاجتياح الاسرائيلي. وأضاف: "نحن نناضل ونجاهد معها بكلّ امكاناتنا، وكان على المصري ان يتبنّى المقاومة في زمن مقاومتنا للعدوّ الاسرائيلي، وليس الآن عندما اصبحت المقاومة عنوانا كبيرا تتمنّاه كلّ جهة"، موضحاً أنّ تمويل فصيلنا المقاوم يتمّ من قبل اصدقاء ،علماً أنّنا لم نتخلَّ عن سلاحنا منذ العام 1982"؟ وتابع: "على رغم أنّنا فصيل مستقلّ، إلّا أنّنا في تفاهم كامل مع "حزب الله" حول شأن المقاومة، ولا يمكن ان نقوم بعمل امنيّ ما ضدّ اسرائيل بمعزل عن قرارات الحزب"، مؤكّداً أنّه في حال تعرّض الحزب الى أيّ مواجهة داخليّة كانت أم خارجيّة فإنّنا سنقف الى جانبه ضدّ كلّ المؤامرات".

وعلى رغم كلّ ما قيل أو سيقال حول موضوع "قوّات الفجر"، يبقى القادم من الأيّام كفيلاً باستيضاح بعض من جوانب التصاريح التي خرجت الى العلن بشكل فاجأ معظم اللبنانيّين بتوقيته الغامض.

 

جنبلاط يسعى لـ«تواصل» الحريري و«حزب الله»

أسعد بشارة/الجمهورية

يُشبه اعتذار النائب وليد جنبلاط عن عدم دعم التغيير في سوريا شيئا من حقبة مَضت، ففي العام 2004 تمهّل جنبلاط الخطوات ليرفض التمديد، ثم ما لبث ان رفض لقاء الرئيس السوري وفق جدول إملاءات، وكان ما كان. اليوم يحاول جنبلاط التأني قبل إعلان الطلاق النهائي مع النظام السوري، والمفارقة تكمن في انه وعلى رغم كونه الطرف الاضعف في المعادلة، لا يزال يمسك بالمبادرة، فيما ينتظر الجميع، بمن فيهم النظام السوري وحزب الله، ما سيتخذه من مواقف. وعلى رغم ملاحظة ان الازمة السورية قد أدّت الى الآن الى إنتاج صورة ضبابية حول هوية الطرف الذي يمكن ان يربح الجولة، فقد قام النائب جنبلاط بحركة سريعة الى الامام تمثلت في اتخاذ موقف قد يكون من الصعب العودة عنه، على رغم أنّ قانون اللاعودة لا يطبّق على جنبلاط.

لكن الاخير بدأ، ومنذ مدة، يتلمّس واقعا جديدا في سوريا، سوف يستجد ويؤدي الى زوال حكم الرئيس السوري وعائلته، وحتى البارزين في الطائفة التي ينتمي اليها.

في سوريا مرحلة جديدة كما يوحي جنبلاط، وفي لبنان ضرورات متعددة والتزامات وخطوات يفترض القيام بها للنأي بالساحة اللبنانية عن التعرّض لآثار سقوط النظام، ويمكن بالترتيب الزمني غير المدروس القيام بالآتي:

- الترتيب لتهدئة سياسية وإعلامية بين قوى 14 آذار وحزب الله تمهّد لأن تكون مرحلة أولية لمحاولة استعادة الحوار على المستوى الوطني العام، على قاعدة حذف الملفات الخلافية مؤقتا، والكلام حول السلاح لكن من خلفية غير صدامية، والتركيز على التعامل مع مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري لبنانيّا بشيء من الواقعية الكافية لتجَنّب الوصول الى حافّة اشتباك عنيف.

- الترتيب لإعادة الاتصال بين الرئيس سعد الحريري وحزب الله، لِما لهذا الاتصال من أهمية برأي جنبلاط، في محاولة للبدء بمحو آثار تداعيات إسقاط الحكومة.

- تسليط الضوء على التجميد الواقعي لملف المحكمة الدولية، التي على أهميتها، لم تعد الآن بالنسبة لـ جنبلاط قادرة على ان تُسابق تسارُع الأحداث في المنطقة، خصوصا في الملف الايراني الذي يتحرّك بسرعة قياسية وفي ملف الوضع السوري، وهو يعتقد ان هذين الملفين يَحتلّا الاولوية، ليس فقط على مستوى المشهد العام في المنطقة، ولكن على المستوى الداخلي اللبناني، نظرا لتأثيرهما في وضع الحكومة وسير عملها وقراراتها الكبرى.

الواضح ان النائب جنبلاط في محاولته المرور الحذر بين حَدّي التنصّل من البقاء في التزام مع نظام يراه آيلاً للسقوط، والإبقاء على علاقة معقولة الحرارة مع حليفه اللبناني حزب الله، يسعى مرة ثانية لتأدية دور نموذجي عمّا قام به في العام 2005، مع إدراكه ان المقاربة اختلفت بشكل جذري، فانسحاب الجيش السوري من لبنان الذي أتاح يومها تسوية مؤقتة مع حزب الله بشروط الحزب، لا يشبه انهيار النظام السوري بشيء، والقوى التي قبلت تلك التسوية آنذاك لم تعد قابلة او قادرة على تكرار نموذج يُشبه التحالف الرباعي، وايضا قدرة جنبلاط على القيادة داخل 14 آذار لم تعد هي نفسها، ولم تعد علاقته بالرئيس الحريري (الذي بدأ يشعر انه يَتجه الى تحقيق انتصار) تحظى بالقدرة نفسها في التأثير، ناهيك بعلاقته مع المملكة العربية السعودية التي تحتاج بدورها الى وساطة .

 

علويستان

محمد سلام/لبنان الآن

وأخيرا اقتنع الرئيس بشار الأسد بأن نظامه سقط. واقتنع الأسد، أيضا، بأن الثورة هي التي أسقطت نظامه. لذلك، قرر الأسد أن يثور على الثورة. وكي يثور، عليه أن يتبع مسار الثورة. راجَعَ مسار الثورة السورية فتبين له أنها بدأت بمظاهرة. لذلك، ظهر ... وتظاهر في ساحة الأمويين بدمشق، مطلقا ثورته ليس لاستعادة استبداده على سوريا وشعبها، بل ... للاحتفاظ بدولة الساحل العلوي. ظهور الرئيس الأسد لم يُظَهّر إلا بعد ظهور البحرية الروسية في مرافئ ... الساحل العلوي. لذلك، لا بد من تأريخ يوم الأربعاء في 11 كانون الثاني/يناير، من العام 2012 على أنه يوم انطلاق الثورة الأسدية لتأسيس دولة الساحل العلوي. هل يعني ذلك أن سوريا ذاهبة إلى التقسيم الداخلي، وأن دولة علوية ما ستقوم ضمن حدودها لتكون النموذج السوري المنقول عن تجربة كردستان العراق؟

لا أحد يستطيع تقديم إجابة شافية عن التساؤل. إلا أن الفرضيات التي تنطلق من مظاهرة ساحة الأمويين تتضمن أيضا صراعا علوياً-علوياً، ولكن ليس للسيطرة على سوريا، بل للسيطرة على قيادة دولة الساحل. بالمقارنة مع كردستان العراق والاستنتاج من تجربتها، يتبين أنه لا يوجد زعيم كردي في العراق يعادي الشعب العراقي، لذلك تمكن البارزانيون (بزعامة مسعود) والطالبانيون  (بزعامة جلال) من إقامة كيان "سيادي" لا يعترض عليه أحد، ولا يشكل استفزازا لأي مكوّن عراقي ... ويبقى ضمن العراق. العدو الوحيد لأكراد العراق كان البعث الذي سقط، فسقطت معه العداوة. بينما الحليف الوحيد لعلويي الأسد (وليس لعلويي سوريا) هو البعث الذي إذا سقط ... سقطوا معه. وبالتالي، فإن أي تفكير من قبل الأسد بإدارة علويستان سوريا على قاعدة العداء للمحيط يبدو من ضروب الخيال الدرامي، الذي يبكي دماً لكثرة ما يضحك دموعاً. لذلك، هكذا وفجأة، بثت إذاعة سوا الأميركية الناطقة بالعربية يوم الأربعاء في 11 كانون الثاني/يناير العام 2012 – تاريخ الظهور والتظاهر البشاري- مقابلة مع الأسدي المبعد، رفعت، وهو عم الرئيس بشار، تحدث فيها من منفاه الباريسي عن "مبادرة عائلية" تجري صياغتها لتنحي الرئيس بشار "وإعادة السلطة من عائلة الأسد إلى الشعب السوري ليرعى مصالحه الوطنية والاجتماعية".

الملفت أن رفعت الأسد لم يطرح أسداً بديلا من بشار، أو علوياً بديلا من الأسدي، بل تحدث صراحة عن "إعادة السلطة من عائلة الأسد إلى الشعب السوري"، ولم يقل إعادة السلطة من العلويين إلى الشعب السوري، لأنه يريد أن ينأى بالطائفة العلوية عن هذا العداء مع مكونات الشعب السوري. ذلك يعني، بالاستنتاج، أن رفعت لا يريد فقط تفادي صراع أهلي بين العلويين وسائر المكونات السورية، بل هو يريد تفادي ... الأسوأ. والأسوأ، في تقدير رفعت الأسد، هو الصراع العلوي-العلوي على دولة ... الساحل العلوي، ما يعني أن العلويين سيُفنون بعضهم البعض، ولن يتمكنوا حتى من إقامة علوستان-سوريا التي يحلم بها الرئيس بشار مقرا أخيرا بدلا من ... اللجوء إلى الخارج.

رفعت الأسد تمنى لإبن شقيقه الرئيس بشار "نهاية سليمة. وأرجو له نهاية مأمونة وآمنة. وأرجو له نهاية يحترمها الجميع. وأرجو له نهاية لا تكون سببا في تراكمات أكثر لم تعد مقبولة". ما هي "التراكمات الأكثر التي لم تعد مقبولة" في رأي السيد رفعت الأسد. لم يتطرق إليها العم المبعد. ولكنها ليست بحاجة إلى كثير من الشرح والتوضيح. رفعت يرى أن علويستان سوريا تعني نهاية طائفة، لذلك يحذّر من خيارات بشار، لأنه يعتبر أن سوريا الموحدة بقيادة شعبها هي وحدها التي تحمي ... كل شعبها. هناك في سوريا علويون يرفضون خيار علويستان، بينما في لبنان  هناك من أطلق النار في بعل (جبل) محسن بطرابلس ابتهاجاً بظهور وتظاهر الرئيس بشار الأسد في ساحة الأمويين بدمشق. فهل يحلم "رفعت البعل" بأن يكون جزءاً من علويستان سوريا، أم ترى هو لم يدرك أن مظاهرة ساحة الأمويين تقود إلى ... النهاية التي لا يريدها ... حتى رفعت الأسد؟؟؟

ربما على رفعت البعل أن يعود إلى دفاتر إبيه العتيقة، ويقرأ فيها فصلاً عن حقبة الإمام موسى الصدر وتجربته مع جبل محسن الأسدي، علّه يستقرئ في سطورها مغازي ظهور الرئيس بشار ... ومنتهياتها التي يحذّر منها العم رفعت. ربما على رفعت البعل أن يعود إلى دفاتر أبيه العتيقة ليعثر بين سطورها على جذور العلويين في لبنان السابقة للظهور الأسدي الأول، وكي يتبين له أن الوجود العلوي في لبنان سيبقى بعد زوال الحيثية التشبيحية المكتسبة من طعنة في الظهر ... بخمّارة في بيروت.

Source: kataeb.org