المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 12 شباط/2012

انجيل القديس لوقا 17/20-37/مجيء ملكوت الله
ولما سأله الفريسيون: متى يجيء ملكوت الله؟ أجابهم: لا يجيء ملكوت الله بمشهد من أحد. ولا يقال: ها هو هنا، أو ها هو هناك، لأن ملكوت الله هو فيكم.  وقال لتلاميذه: يجيء زمان تتمنون فيه أن تروا يوما واحدا من أيام ابن الإنسان ولن تروا. وسيقال لكم: ها هو هنا، أو ها هو هناك! فلا تذهبوا ولا تتبعوا أحدا، لأن مجيء ابن الإنسان في يومه يكون مثل البرق الذي يلمع في أفق ويضيء في آخر. ولكن يجب عليه قبل ذلك أن يتألم كثيرا، وأن يرفضه هذا الجيل. وكما حدث في أيام نوح، فكذلك يحدث في أيام ابن الإنسان: كان الناس يأكلون ويشربون ويتزاوجون، إلى يوم دخل نوح السفينة، فجاء الطوفان وأهلكهم كلهم. أو كما حدث في أيام لوط: كان الناس يأكلون ويشربون، ويبيعون ويشترون، ويزرعون ويبنون، ولكن يوم خرج لوط من سدوم أمطر الله نارا وكبريتا من السماء فأهلكهم كلهم. هكذا يحدث يوم يظهر ابن الإنسان. فمن كان في ذلك اليوم على السطح، فلا ينزل إلى البيت ليأخذ حوائجه. ومن كان في الحقل فلا يرجع إلى الوراء. تذكروا امرأة لوط!  من حاول أن يحفظ حياته يخسرها، ومن خسر حياته يخلصها. أقول لكم: سيكون في تلك الليلة اثنان على سرير واحد، فيؤخذ أحدهما ويترك الآخر. وتكون امرأتان على حجر الطحن معا، فتؤخذ إحداهما وتترك الأخرى. ويكون رجلان في الحقل، فيؤخذ أحدهما ويترك الآخر. فسأله التلاميذ: أين، يا رب؟ فأجابهم: حيث تكون الجيفة تجتمع الغربان.

عناوين النشرة
*نجاد: إيران ستدشّن مشاريع نووية مهمة بالأيام المقبلة
*هنية من طهران: "حماس" لن تعترف أبداً بإسرائيل
*حزب الله ينفي معلومات سحبه جثتين وصلتا من سوريا الى صور الجمعة
*مجموعة مسلحة اعترضت سيارة سورية عند مفرق تعنايل وقامت بخطف 4 سوريين
*إحباط محاولة خطف رجل رجل الأعمال خالد محمد جميل بدرالدين في كفرجوز
*استدعاء بدر الدين لاستجوابه في محاولــة اختطافه من قبل عصابــة قبضت القوى الأمنية على 3 منها
*وفاة جريح ليلاً متأثراً بإصابته في أحداث طرابلس
*وزراء ونواب وفاعليات طرابلس يدعون الى عدم الانجرار وراء الفتنة
*عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب: نطالب بسحب السلاح من الجميع ونرفض أن تكون طرابلس صندوق بريد ونناشد الرئيس نجيب ميقاتي بأن تكون طرابلس مدينة منزوعة من السلاح".
*المفتي قباني: اشتباكات طرابلس لإثارة الفتنة.. وعلى الجيش الإسراع في بسط الأمن
*وقف إطلاق النار وتسليم الأمن للجيش في طرابلس بعد اشتباكات في المدينة
*رفعت عيد: "المستقبل" ملك السلاح ويفتعل الفتنة في طرابلس وسوريا
*علوش: لا علاقة لتيارنا بمخزن الأسلحة في أبي سمراء
*المفتي الشعّار: زيارة الراعي لطرابلس قائمة والتوتر مفتعل وعلماء المدينــة يجتمعون غداً
*النائب عن "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت: النظام السوري بأيامه الأخيرة.. وميقاتي يعيش ازدواجيةً ونصرالله أخطأ
*مصلحة في بقاء الحكومة معتكفة لتمرير البروتوكول"
*فتفت: علاقة "المستقبل" – سليمان تتطور ايجــاباً
*الرئيس الجميل: زيارة ميقاتي لفرنسا تعيد لبنان للخارطة.. والأوضاع الأمنية بغاية الخطورة
*"حزب الله دخل السلطة لحماية المقاومة"
*الموسوي: نرحب بكـــل منحى للحوار
*رعد: سوريا تعاقب على دعم المقاومة وعدم قبولها بالشروط الاسرائيلية
*الحريري استقبل ميقاتي والمشنوق وتلقى برقيتين من ملك البحرين واردوغان
*النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون،: سحب السفراء تمهيد للاعتراف بحكومة أخرى
*إضافة إلى المحكمة الدولية ووضع اليونيفيل محادثات بين ميقاتي وساركوزي محورها الأزمة في سورية
*الحساب آتٍ/علي حماده/النهار
*انصر الله لم يكن يعترف بإيرانيته!/طارق الحميد/الشرق الأوسط
*حفلة "ستربتيز" نصر اللاهية/أحمد الجارالله/السياسة
*سليمان يلبي دعوة أمير قطر في 5 آذار ويزور رومانيـا في 27 شــــباط
*الراعي ترأس قداسا في كنيسة آيا مارينا في قبرص:  نعمل مع بان واوغلو لايجاد حل لقضية الموارنة في قبرص
*الراعي زار القرى المارونية الأربع في قبرص التركية وعرض لمحن واجهــت الموارنــة في لبـــنان
*ميقاتي اختتم زيارته الرسمية الى فرنسا والتقى الجالية في حفل استقبال أقامه سفير لبنان: سمعت ما يجعلني اطمئن الى ان فرنسا مستمرة بدعم لبنان
*رحلة موارنة لبنان إلى "جزيرة الأمان"/ جليل الهاشم/النهار
*سليمان يترفّع عن "سقطات" عون/باسمة عطوي /المستقبل
*النظام السوري وإهدار الفرص/مصطفى علوش/المستقبل
*انتشار الجيش حسم اتهامات ومخاوف ولا وجود للمنشقين كمجموعات في الشمال/روزانا بومنصف/النهار
*لأن تغييرها قد يهزّ الأمن والاستقرار الحكومة باقية ما بقيت الأزمة السورية/اميل خوري/النهار
*لبنانان في تونس/الياس الزغبي
*بان كي مون أدان تفجيرَي حلب: العنف يجب أن يتوقف فوراً
*الولايات المتحدة تنشر صوراً من الأقمار الاصطناعية عن أعمال العنف بسوريا
*واشنطن: نواصل العمل لمؤتمر أصدقاء سوريا الذي يركّز على التحول الديمقراطي
*وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون: على المجتمع الدولي أن يتبنّى لغة واحدة للمطالبة بتنحّي الأسد
*السعودية وزّعت مشروع قرار على الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا
*بيان من "أحرار السويداء" إلى "أحرار حمص
*زهير الصديق يظهر كضابط في"الجيش الحر" ويعد بمفاجآت
*سوريا طلبت من طرابلس وتونس اقفال سفارتيهما في سوريا
*الجامعة سيف النظام السوري!/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط
*قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني 'يداً بيد' مع الأسد لقمع الاحتجاجات/ميدل ايست أونلاين
*المناضلة العربية السورية منتهى الأطرش: شبيحة لبنان في سوريا معروفون بعمالتهم للنظام
*دعوات لدول "الخليجي" لإرسال قوات "درع الجزيرة" إلى سورية خلال مهرجان في الدوحة
*خادم الحرمين: نحن في أيام مخيفة والثقة بالأمم المتحدة "اهتزت"
*ماذا يجري في جبل العرب الدرزي؟/فادي عيد/الحمهورية
*هل تبقي مجزرة حمص بشّار 30 سنة اخرى؟ /ميدل ايست أونلاين/بقلم: خيرالله خيرالله
*موسكو تتهم الغرب بتأجيج الأزمة السورية /تركيا: لا يجوز للمجتمع الدولي أن يقف متفرجاً أمام "المذبحة"
*الحكومة الليبية: لن نمنع أحداً من الذهاب إلى سورية للمشاركة في القتال ضد نظامها
*خطباء الجمعة طالبوا بمقاطعة البضائع الروسية والصينية /الطبطبائي يعلن من الأردن "الجهاد" ضد الأسد
*حمص بعد 400 شهيد تحت القصف الروسي/غسان المفلح/السياسة
*نظام الأسد الحِواري/بدرالدين حسن قربي/السياسة
*نظام الأسد الحِواري/بدرالدين حسن قربي/السياسة
*شباط يوم تغيّرت فيه المنطقة/أسعد حيدر/المستقبل
*المؤامرة الإيرانية المتجددة/داود البصري/السياسة
*قتيل و3 جرحى في السعودية
*الجمعيات الأميركية المتهمة في مصر تؤكد استقلاليتها
*من جريدة السياسة مقابلة مع النائب تمام سلام

تفاصيل النشرة

نجاد: إيران ستدشّن مشاريع نووية مهمة بالأيام المقبلة
شدد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في خطاب في الذكرى الثالثة والثلاثين للثورة الاسلامية في بلاده على أن إيران "لن تستلم أبداً في مواجهة لغة القوة" في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى. وقال نجاد متوجّهاً إلى الغربيين في خطابه الذي بثّه التلفزيون: "إذا استخدمتم لغة القوة أقول لكم بوضوح إن الأمة الإيرانية لن تستسلم أبدًا، وطريقكم الوحيد هو الاعتراف بحقوق الامة الايرانية (في المجال النووي) والعودة الى طاولة المفاوضات"، كاشفاً أن إيران ستدشن "في الأيام المقبلة" عدة "مشاريع نووية مهمة". إلى ذلك اعتبر نجاد أن إيران "كسرت هالة" محرقة اليهود، وأضاف: "إن الغرب والمستعمرين ولكي يهيمنوا على العالم ابتكروا صنماً أسموه النظام الصهيوني، وروح هذا الصنم هي محرقة اليهود"، ورأى أن "الأمة الإيرانية بشجاعتها ووضوح رؤيتها حطّمت الصنم وحضّرت بذلك لتحرير الشعوب الغربية".(أ.ف.ب)

هنية من طهران: "حماس" لن تعترف أبداً بإسرائيل
أعلن رئيس حكومة "حماس" المقالة في قطاع غزة اسماعيل هنية أن الحركة "لن تعترف أبداً بإسرائيل"، وذلك في خطاب في طهران في الذكرى الـ33 للثورة الاسلامية في ايران. وقال هنية في الخطاب الذي نقله التلفزيون الايراني: "إن نضال (الفلسطينيين) سيستمر حتى تحرير كامل أراضي فلسطين والقدس وعودة كافة اللاجئين الفلسطينيين" الى ديارهم.(أ.ف.ب)

حزب الله ينفي معلومات سحبه جثتين وصلتا من سوريا الى صور الجمعة
نهارنت/أفادت مصادر في منطقة صور أن مجموعة خاصة من "حزب الله" قد قامت بسحب جثتين من المستشفى اللبناني الايطالي، كانتا قد وصلتا الى المستشفى من سوريا أمس الجمعة. وكشفت المصادر لصحيفة "المستقبل" أن جثتين مجهولتين ترددت معلومات بأنهما تعودان لشخصين لقيا مصرعهما ذبحاً. وتابعت أن الأجهزة الأمنية حضرت الى المكان وحاولت فتح تحقيق بالقضية ولكنها لم تستكمل الإجراءات، لدخول طرف ثالث على الخط قام بسحب الجثتين من المستشفى وجرى نقلهما الى مكان مجهول من دون التمكن من معرفة هوية صاحبيهما. وأشارت مصادر متابعة الى أن مجموعة خاصة من "حزب الله" هي التي سحبت الجثتين. في حين أصدر "حزب الله" بياناً وتعليقاً على ما أوردته بعض وسائل الاعلام عن إحضار حزب الله لجثتين من عناصره من سوريا ، يؤكد حزب الله ان هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلاً. وكان قد كشف تلفزيون "أخبار المستقبل" أن "حزب الله" منع فريق الأدلة الجنائية الذي كلّفه المدعي العام من الكشف على الجثتين اللتين تم إحضارهما الى مدينة صور أمس الجمعة، بعد أن ضربت عناصره طوقاً عسكرياً حول المستشفى. وأفادت مصادر للتلفزيون ترجيحها أن تكون الجثتان عائدتين لعنصرين من "حزب الله" سقطا في سوريا. وأشارت الى أن الحزب يدفن كل قتلاه الذين يسقطون في سوريا بطريقة مخفية، ويطلب من فاعليات المنطقة التكتم عن هذا الأمر. ومنذ اندلاع التظاهرات في سوريا في آذار الماضي ضد النظام كثرت التقارير الصحفية التي تؤكد مساعدة حزب الله للنظام في قمع شعبه فيما ينفى الحزب ذلك مراراً. وكان قد أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن إيران وحزب الله تساعدان النظام السوري على قمع شعبه وزيادة العنف في هذا البلد.

مجموعة مسلحة اعترضت سيارة سورية عند مفرق تعنايل وقامت بخطف 4 سوريين
"صوت لبنان": مجموعة مسلحة اعترضت سيارة سورية على طريق الشام عند مفرق تعنايل وقامت بخطف 4 سوريين كانوا قد دخلوا الى لبنان من جهة المصنع منذ حوالى ربع ساعة وفرت بهم الى جهة مجهولة وعلى الفور حضر الجيش اللبناني وضرب طوقا امنيا حول المكان

إحباط محاولة خطف رجل رجل الأعمال خالد محمد جميل بدرالدين في كفرجوز
ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام"، أن دورية من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أحبطت مساء أمس محاولة اختطاف رجل الأعمال خالد محمد جميل بدرالدين (39 سنة) من أمام منزله في كفرجوز، إذ حاول أربعة مسلحين اختطافه بقوة السلاح لدى وصوله الى مدخل منزله وعندما كان يترجل من سيارته
GMC-Envoy شهروا أسلحتهم باتجاهه محاولين اختطافه، إلا أن كميناً لعناصر شعبة المعلومات تمكن من توقيفهم واقتيادهم الى مقر الشعبة في بيروت، بعد تبادل إطلاق النار بينهم وبين عناصر شعبة المعلومات، وهم من آل الشعار كانوا يستقلون سيارتين من نوع بي.ام ومرسيدس

استدعاء بدر الدين لاستجوابه في محاولــة اختطافه من قبل عصابــة قبضت القوى الأمنية على 3 منها
المركزية – استدعت النيابة العامة التمييزية في بيروت صباح اليوم رجل الاعمال خالد محمد جميل بدر الدين لاستجوابه حول عملية الخطف التي تعرّض لها ليل أمس أمام منزله في كفرجوز من قبل عصابة مؤلفة من 4 أشخاص لكن عناصر شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تمكنت من إحباط محاولة الخطف وألقت القبض على 3 من أفراد العصابة. وقالت مصادر أمنية لـ"المركزية" ان بدر الدين كان تعرّض للتهديد بالخطف من قبل أحد أفراد العصابة منذ أيام فأبلغ رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في الجنوب العقيد عبدالله سليم الذي وضع مجموعة من عناصر الشعبة لمواكبة تحركاته وتنقله من منزله في كفرجوز الى مكان عمله في النبطية. وقالت أن بدر الدين لدى وصوله ليل أمس الى منزله في كفرجوز فوجىء، بمحاولة اختطافه بقوة السلاح، فما كان من عناصر شعبة المعلومات الا ان انقضّت على أفراد العصابة وتبادلت إطلاق النار معهم وألقت القبض عليهم بعد مطاردتهم في شارع منزل بدر الدين في كفرجوز ونقلتهم الى مقر الشعبة في بيروت. وعلم أن الشعبة أوقفت ثلاثة من أفراد العصابة وما زال الرابع متوارياً والثلاثة هم حسين حسن الشعار (1970)، علي محمد الشعار (1987) والسوري صقر سليم السعودي (1979) وقد ضبط في حوزتهم سلاحان حربيان الأول مسدس والثاني كلاشنكوف وسيارتا (ب.ام) ومرسيدس واعترفوا أن خطفهم بدر الدين هدفه السطو والابتزاز المالي للمطالبة بفدية. وبحسب المعلومات أن أحد الذين يشكلون العصابة كان يعمل لدى بدر الدين في محله في النبطية، وانه كان يتشاجر معه ويهدده دائماً بالخطف.

وفاة جريح ليلاً متأثراً بإصابته في أحداث طرابلس
أفادت الوكالة الوطنية للاعلام أن الجريح نعمان دالاتي الذي وصل إلى المستشفى الاسلامي الخيري في طرابلس ليل أمس مصابا بعدة طلقات في جسمه على اثر الاحداث التي حصلت في المدينة، قد توفي في اثناء اسعافه وهو الآن في براد المستشفى.

وزراء ونواب وفاعليات طرابلس يدعون الى عدم الانجرار وراء الفتنة
المستقبل/عقد وزراء طرابلس ونوابها وممثلوهم ونائبا عكار معين مرعبي وخضر حبيب وممثل الجماعة الإسلامية وعلماء وممثلون عن الفعاليات الشعبية، اجتماًعا طارئاً في منزل النائب محمد كبارة مساء أمس، حيث تداولوا في محاولات الإخلال بالأمن التي طرأت في بعض أنحاء المدينة، والتي سبقها على مدى ليال ثلاث إطلاق قذائف الاينرغا وإلقاء بعض المتفجرات وكأن ذلك كان تمهيداً لخلق مناخ متوتر في المدينة توطئة لمحاولات التفجير الأمني. ورأى المجتمعون في بيان "أن أي محاولة إخلال بالأمن، تُرتكب عن قصد أو غير قصد، إنما هي مشروع فتنة يُراد بها أذية المدينة بسمعتها وإغراقها في الفوضى وطعن منظومة قيم التسامح والانفتاح والعيش المشترك التي طبعت هذه المدينة على مدى تاريخها وفي النهاية مطاولة الناس، وخصوصاً المستضعفين منهم، في أرزاقهم وعيشهم، بل وأكثر من ذلك وكأنما يراد صرف انظار اللبنانيين وأنظار العالم عن متابعة التحولات التي أطلقها الربيع العربي". وشدد البيان على "ان أهل المدينة بأجمعهم وخصوصاً أهل التبانة وجبل محسن هم أبناء نسيج واحد وتجمعهم قيم واحدة تحترم التعددية وحق الاختلاف في الرأي والمعتقد، ويرون في الاحتكام الى السلاح بين أبناء الوطن الواحد تنكراً لتاريخ المدينة ولنضال أبنائها". مهيباً بالجميع "عدم الإنصات الى الإشاعات والانجرار وراء الفتنة والحفاظ على وحدة المدينة والتعاون مع القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي لوأد الفتنة وفرض الأمن". وتوجه البيان الى كافة المسؤولين الحكوميين وفي مقدمهم فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء والى القيادات الأمنية "باستعمال الحزم المطلوب لإحلال الأمن والحؤول دون الانفلات الأمني، وذلك عن طريق نشر الجيش وتفعيل الأمن الوقائي، مؤكدين جميعاً على تضامنهم في رفع الغطاء السياسي عن أي مخل بالأمن. وقرر المجتمعون اعتبار اجتماعاتهم مفتوحة لتدارك أي خلل ولمعالجته.

عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب: نطالب بسحب السلاح من الجميع ونرفض أن تكون طرابلس صندوق بريد ونناشد الرئيس نجيب ميقاتي بأن تكون طرابلس مدينة منزوعة من السلاح".
طالب عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب : نطالب بسحب السلاح من الجميع ونرفض أن تكون طرابلس صندوق بريد ونناشد الرئيس نجيب ميقاتي بأن تكون طرابلس مدينة منزوعة من السلاح".  طالب في حديث إلى قناة "
lbc" "وزير الداخلية مروان شربل بمنع التظاهرات في مدينة طرابلس". وإذ اعتبر حبيب أنه "لا يجوز في كل مرة ان تشحن الاجواء وتهدد حياة المواطنين الآمنين في طرابلس"، قال "مطلوب اليوم حل جذري ونهائي ولا يجوز ان تكون مدينة طرابلس صندوق بريد، ومطلوب خطة لسحب السلاح من الجميع وأعني الجميع، فالاجهزة الامنية ومخابرات الجيش لديها الأسماء وكامل المعلومات عن الاشخاص الذين قاموا بهذه المهزلة في مدينة طرابلس" ورداً على ما أفاد به أمين عام "الحزب اليموقراطي العربي" رفعت علي عيد بأن مستودع السلاح الذي انفجر في طرابلس يعود لتيار "المستقبل" قال حبيب "السيد رفعت عيد يعرف تماماً ان تيار المستقبل تيار سياسي وليس لديه اسلحة والقوى الامنية تعرف لمن هو المستودع الذي انفجر بالامس وتعرف من هو صاحبه".(رصد NOW Lebanon)

المفتي قباني: اشتباكات طرابلس لإثارة الفتنة.. وعلى الجيش الإسراع في بسط الأمن
وصف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الاشتباكات المسلحة في مدينة طرابلس التي تحصل بين الحين والآخر بـ"المقلقة"، رأى أنها "محاولة لإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد"، داعياً الجيش اللبناني إلى "الإسراع في بسط الأمن والاستقرار في المدينة ووضع حد للعنف لتعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية". وحذّر المفتي قباني في تصريح من "أيّ خلل أمني في الظروف التي تعيشها البلاد لأنها ستنعكس سلباً على الجميع"، مشدداً على "التمسك بالدولة وبمؤسساتها الشرعية لأنها الملاذ الوطني الوحيد في حفظ الأمن والطمأنينة".(بيان)

الجيش اللبناني عزز انتشاره على الحدود الشمالية واندلاع اشتباكات بين السنة والعلويين في طرابلس
يروت - وكالات: عزز الجيش اللبناني تواجده في بعض المناطق الحدودية الساخنة مع سورية, سيما في الشمال, في حين اندلعت اشتباكات بين مسلحين سنة وآخرين علويين في منطقتي باب التبانة وجبل محسن في طرابلس, الأمر الذي أدى إلى تعاظم المخاوف من انفجار الأوضاع في لبنان, جراء الأزمة في سورية, خاصة مع استمرار تهديدات نظام الأسد بإثارة الفتنة في دول الجوار.
وقال مسؤول محلي في بلدة المقيبلة ان وحدة من الجيش اللبناني تمركزت, ليل اول من امس, في الموقع التابع للقوة الامنية المشتركة في وادي خالد, في حين بدأ تسيير دوريات داخل البلدات والقرى.
وأفاد مسؤول آخر في بلدة الكنيسة أن "وحدات من الجيش دخلت مثلث قرى الكنيسة وحنيدر وقرحا" الواقعة تماماً على الحدود. وتحدث عدد من سكان المنطقة عن اجراءات مشددة ينفذها حاجز الجيش في بلدة شدرا عند مدخل وادي خالد, التي تقع بمحاذاة الحدود اللبنانية الشمالية مع محافظة حمص السورية. من جهتها, أشارت مصادر شمالية معارضة الى أن بعض عناصر "الهجانة" السورية المنتشرين على الحدود يعمدون بنفسهم الى تسهيل تهريب السلاح والعتاد الى الداخل السوري, وصولاً الى نزع ألغام كانوا زرعوها على طول الحدود مقابل بدلات مادية, كما يؤمنون عودة معارضين سوريين يدخلون من لبنان الى سورية بعد دخولهم الأراضي السورية للتنسيق مع المعارضين هناك. وأكدت الأوساط في هذا المجال على دور الجيش في ضبط هذه العمليات, في ضوء معلومات تحدثت عن اعداد الجيش السوري لعملية واسعة في وادي خالد, مشددة على الوضع الدقيق في منطقة الشمال عموماً وطرابلس خصوصاً. ولاقى انتشار الجيش ترحيباً واسعاً من الأهالي, باعتباره مطلباً شعبياً, خاصة في ظل الاعتداءات المتكررة من قبل جيش النظام السوري, والانتهاكات المتلاحقة للسيادة اللبنانية. وفي تطور خطير, انفجر الاحتقان الطائفي في طرابلس, حيث دارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة, بعد ظهر أمس, بين مسلحين سنة وآخرين علويين في منطقتي باب التبانة وجبل محسن في طرابلس. وذكر مصدر أمني ان تبادل اطلاق النار جاء بعد سقوط قذيفتين من نوع "اينرغا" في المنطقة الفاصلة بين باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية, لم يعرف مصدرها. وتوتر الوضع اثر ذلك وسجل انتشار مسلح كثيف في الازقة الخلفية للخط الفاصل, في وقت انكفأ الجيش اللبناني من المناطق الداخلية. وكانت المنطقة شهدت توتراً, اول من امس, بعد تعليق صورة عملاقة في التبانة لبشار الأسد كتب عليها "السفاح", إلا أن الجيش تدخل وعمل على تهدئة الوضع. وحتى مساء أمس, كانت الاشتباكات لاتزال مستمرة بي ن التبانة وجبل محسن, وسط معلومات عن سقوط قتيلين و4 جرحى على الأقل. وبالتوازي مع جهود الجيش لضبط الوضع, دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان القوى العسكرية والأمنية الموجودة على الأرض في منطقة طرابلس إلى "الحزم في قمع المخلين بالأمن والسلم الأهلي, خصوصًا في الشمال وتحديدًا بين جبل محسن وباب التبانة", مشددًا على "ضرورة أن يمتثل الأهالي هناك لتعليمات الجيش والقوى الأمنية بما يؤمن سلامة الجميع ويحفظ الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية".  من جهته, طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي, الموجود حالياً في باريس في زيارة رسمية, من قائد الجيش العماد جان قهوجي العمل على إنهاء حالة التوتر الأمني في مسقط رأسه مدينة طرابلس.

وقف إطلاق النار وتسليم الأمن للجيش في طرابلس بعد اشتباكات في المدينة
نهارنت/..تم الإعلان عن وقف إطلاق النار بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس وتسليم الجيش مسؤولية الأمن في المدينة، وذلك بعد تجدد الإشتباكات اليوم السبت بين الطرفين ، غداة سقوط عدد من القتلى والجرحى من مدنيين وعسكريين يومي الجمعة والسبت. وجاء الإعلان عن الهدنة بعد اجتماع عقد في منزل النائب محمد كبارة ضم الوزير أحمد كرامي، والنائبان سمير الجسر ومعين المرعبي، وأحمد الصفدي ممثلا الوزير محمد الصفدي، إضافة الى ممثلين عن قيادة الجيش والاجهزة الامنية ومخاتير منطقة التبانة وممثلين عن الهيئات الاسلامية في طرابلس وفاعليات، وذلك إثر تجدد إطلاق النار وسقوط قذيفة ب7 بعد الإعلان عن هدنة سابقة للطرفين. وأعلن المجتمعون في بيان صادر عقب اجتماعهم استنكارهم "لأي تفجير أمني يستهدف أمن طرابلس ومصالح أهلها"، مؤكدين على "قرار وقف اطلاق النار بشكل كامل وانهاء هذه القضية و تحميل من يخل بالامن مجددا المسؤولية الكاملة". وإذ أكدوا على "قضية العيش المشترك والسلم الاهلي ونبذ الفتنة في هذا البلد"، حمل الجتمعون " الأجهزة الامنية والجيش مسؤولية الحفاظ على أمن المنطقة وكافة مناطق طرابلس"، معلنين عن نعاونهم الكامل في هذه القضية. كما رفض البيان أن "يجرنا أحد للدخول في مواجهة مع الجيش اللبناني او الاجهزة الامنية".
وأضاف: "نؤكد رفضنا لاعتقال أي من الاخوة على خلفية الاحداث الاخيرة لعدم تواطئهم في افتعال الحدث وما قاموا به كان من منطلق الدفاع عن النفس".
وأفادت إذاعة صوت لبنان عن سقوط أربعة قتلى إضافة الى عدد من الجرحى خلال الإشتباكات. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن وصول ثلاثة جرحى الى المستشفى الاسلامي الخيري في طرابلس. وقالت أن "الفتاة ياسمين أحمد العتر مواليد 1992 التي أدخلت الى غرفة العمليات فورا، وهي في وضع حرج بعد اصابتها جراء الاشتباكات.  وأفادت عن وصول الجريحان "محمد النشار مواليد 1992 التبانة وهو يخضع لعملية في رجليه، و أحمد ناصر 1985 من الغرباء - الزاهرية ،ويخضع لعملية جراحية في رقبته". وكانت الوكالة أفادت عن أن الشاب وليد بطحيش قد توفي اثر اصابة في الرأس. وأنه نقل الى المستشفى ايضا العسكري بلال عبد العزيز عيسى جريحا من جراء القصف الذي تعرض له منزله. وكان قد نقل تلفزيون الـ"
M.T.V." أن المستشفى الاسلامي الخيري في طرابلس فقد أوضحت، أنه نتيجة لاطلاق النار، وصل 3 جرحى الى المستشفى، هم: جهاد محمد السبع (مواليد 1988) ويخضع حاليا لعملية جراحية كون اصابته متوسطة، محمد علي اسعد (مواليد 1966) اصابته في البطن وخالد صيداوي (مواليد 1987) اصابته خفيفة وغادر المستشفى. هذا، وواصلت قوى الجيش تعزيز اجراءاتها الامنية في منطقة باب التبانة - جبل محسن، والقيام بعمليات دهم دقيقة لاماكن الذين شاركوا بالاشتباكات التي حصلت أمس الجمعة، حيث تمكنت من توقيف عدد من المسلحين، وضبط كميات من الاسلحة والذخائر الموجودة بحوزتهم، فيما أصيب عدد من العسكريين بجروح مختلفة، أحدهم بحال الخطر، نتيجة تعرضهم لاطلاق نار وسقوط قذيفة انيرغا بالقرب من آلية عسكرية.
وأكدت قيادة الجيش في بيان صادر لها "قرارها الحاسم بالتصدي للعابثين بالامن الى أي جهة انتموا، ومتابعة ملاحقة جميع المتورطين في الاحداث حتى توقيفهم وتسليمهم الى القضاء المختص".
وحملت ، العناصر المسلحة ومن يقف خلفهم، مسؤولية أي خسائر جسدية ومادية تقع في صفوف المدنيين أو العسكريين، محذرة من أن الاوضاع الدقيقة التي تمر بها البلاد لن تشكل في اي حال من الاحوال غطاء للمصطادين بالماء العكر، والمتطاولين على هيبة الدولة وأمن المواطنين واستقرارهم". وكانت قيادة الجيش أعلنت في بيان سابق لها مساء أمس الجمعة أنها تدخلت عقب حصول الاشتباكات، وتولت وحداتها الرد على مصادر النيران"، معلنة عن تنفيذها" لعمليات دهم واسعة لأماكن مطلقي النار".
وسيّرت دوريات كثيفة في شارع سوريا، وقد أصيب من جراء هذه الاشتباكات ثلاثة عسكريين بجروح طفيفة، وأوقف عدد من المتورطين في الحادث وضبطت كمية من الاسلحة والذخائر. بحسب بيان أمس.
وانتشرت وحدات من الفوج المجوقل واللواء الثاني في نقاط حدودية في خراج قريتي الكنَيسة وحنيدر لتهدئة المخاوف التي سادت المنطقة، وخصوصاً بعد تحذيرات أطلقها نواب في "كتلة المستقبل" من احتمال اختراق الجيش السوري المنطقة لتنفيذ عملية عسكرية. وبدأت الاشتباكات عقب صلاة الجمعة واستخدمت فيها القذائف الصاروخية وسط انتشار مسلح في منطقتي باب التبانة وجبل محسن، إضافة الى سماع دوي انفجار صغير في محلة التبانة في محيط شارع سوريا رجح انه ناتج عن قنبلة يدوية او قذيفة "انيرغا".
وأفادت إذاعة صوت لبنان عن سقوط أربعة قتلى إضافة الى عدد من الجرحى خلال الإشتباكات. وأكد مصدر أمني لوكالة "فرانس برس" طلب عدم الكشف عن هويته أن شخصين قتلا وجرح 21 آخرون، موضحا أن "سنيا وعلويا قتلا وجرح 21 شخصا آخرون في صدامات مستمرة منذ الجمعة" وأشار الى أن "من بين المصابين سبعة جنود". وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن وصول ثلاثة جرحى الى المستشفى الاسلامي الخيري في طرابلس. وقالت أن "الفتاة ياسمين أحمد العتر مواليد 1992 التي أدخلت الى غرفة العمليات فورا، وهي في وضع حرج بعد اصابتها جراء الاشتباكات.  وأفادت عن وصول الجريحان "محمد النشار مواليد 1992 التبانة وهو يخضع لعملية في رجليه، و أحمد ناصر 1985 من الغرباء - الزاهرية ،ويخضع لعملية جراحية في رقبته".
وكانت الوكالة أفادت عن أن الشاب وليد بطحيش قد توفي اثر اصابة في الرأس. وأنه نقل الى المستشفى ايضا العسكري بلال عبد العزيز عيسى جريحا من جراء القصف الذي تعرض له منزله.
وكان قد نقل تلفزيون الـ"
M.T.V." أن المستشفى الاسلامي الخيري في طرابلس فقد أوضحت، أنه نتيجة لاطلاق النار، وصل 3 جرحى الى المستشفى، هم: جهاد محمد السبع (مواليد 1988) ويخضع حاليا لعملية جراحية كون اصابته متوسطة، محمد علي اسعد (مواليد 1966) اصابته في البطن وخالد صيداوي (مواليد 1987) اصابته خفيفة وغادر المستشفى. هذا، وواصلت قوى الجيش تعزيز اجراءاتها الامنية في منطقة باب التبانة - جبل محسن، والقيام بعمليات دهم دقيقة لاماكن الذين شاركوا بالاشتباكات التي حصلت أمس الجمعة، حيث تمكنت من توقيف عدد من المسلحين، وضبط كميات من الاسلحة والذخائر الموجودة بحوزتهم، فيما أصيب عدد من العسكريين بجروح مختلفة، أحدهم بحال الخطر، نتيجة تعرضهم لاطلاق نار وسقوط قذيفة انيرغا بالقرب من آلية عسكرية. وأكدت قيادة الجيش في بيان صادر لها "قرارها الحاسم بالتصدي للعابثين بالامن الى أي جهة انتموا، ومتابعة ملاحقة جميع المتورطين في الاحداث حتى توقيفهم وتسليمهم الى القضاء المختص".
وحملت ، العناصر المسلحة ومن يقف خلفهم، مسؤولية أي خسائر جسدية ومادية تقع في صفوف المدنيين أو العسكريين، محذرة من أن الاوضاع الدقيقة التي تمر بها البلاد لن تشكل في اي حال من الاحوال غطاء للمصطادين بالماء العكر، والمتطاولين على هيبة الدولة وأمن المواطنين واستقرارهم". وكانت قيادة الجيش أعلنت في بيان سابق لها مساء أمس الجمعة أنها تدخلت عقب حصول الاشتباكات، وتولت وحداتها الرد على مصادر النيران"، معلنة عن تنفيذها" لعمليات دهم واسعة لأماكن مطلقي النار". وسيّرت دوريات كثيفة في شارع سوريا، وقد أصيب من جراء هذه الاشتباكات ثلاثة عسكريين بجروح طفيفة، وأوقف عدد من المتورطين في الحادث وضبطت كمية من الاسلحة والذخائر. بحسب بيان أمس. وانتشرت وحدات من الفوج المجوقل واللواء الثاني في نقاط حدودية في خراج قريتي الكنَيسة وحنيدر لتهدئة المخاوف التي سادت المنطقة، وخصوصاً بعد تحذيرات أطلقها نواب في "كتلة المستقبل" من احتمال اختراق الجيش السوري المنطقة لتنفيذ عملية عسكرية. وبدأت الاشتباكات عقب صلاة الجمعة واستخدمت فيها القذائف الصاروخية وسط انتشار مسلح في منطقتي باب التبانة وجبل محسن، إضافة الى سماع دوي انفجار صغير في محلة التبانة في محيط شارع سوريا رجح انه ناتج عن قنبلة يدوية او قذيفة "انيرغا".
يشار الى أن منطقة جبل محسن التي تقطنها أغلبية علوية ومنطقة باب التبانة حيث تقطن أغلبية سنية، تشهدا توترا طائفيا كبيرا وتفجيرات متقطعة في السنوات الأخيرة زادت من حدتها الإحتجاجات في سوريا التي اندلعت منذ 15 آذار الماضي وانقسام أهالي البلدتين بين مؤيد ومعارض للنظام. كما أعرب وزير الداخلية مروان شربل عن خشيته من أن تكون هذه الاشتباكات شرارة الفتنة الناجمة عن تداعيات الأحداث في سوريا، مشيراً إلى أن لبنان "يقف حالياً على باب النفق" الأمر الذي يستدعي اتخاذ مواقف حاسمة سواء من رئيس البلاد أو من القيادات السياسية.
وأشار الى أن الفرقاء الذين اتصل بهم في طرابلس كل طرف يتهم الآخر بافتعال المشكل. وتحوّل مكتب شربل إلى غرفة عمليات لمتابعة ما يجري وتطويق ذيول الاشتباكات وأجرى لهذه الغاية اتصالات عدة مع قيادات سياسية وأمنية. وغادر عدد كبير من أهالي منطقتي التبانة وجبل محسن منازلنهم الى أماكن اكثر امنا خوفا من تعرضهم لاي اصابات.
وكردة فعل على الأحداث التي تشهدها المدينة نفذت هيئات المجتمع المدني وحشد من اأناء طرابلس من شبان وشابات إعتصاما اليوم السبت أمام سراي طرابلس بدعوة من "حملة طرابلس مدينة خالية من السلاح"، التي وزعت يافطات في سائر الساحات والشوارع العامة حملت شعارات تدعو القيادات السياسية ونواب المدينة ووزرائها إلى تحمل مسؤولياتهم في الظروف الراهنة ومنع أية تصعيد أمني أو الإحتكام إلى السلاح بين أبناء المدينة. وجرى توزيع بيان خلال الإعتصام "ندد بالمعارك الهمجية بين أخوة الوطن الواحد، ودعوة الحكومة ومجلس النواب وكل الفاعليات لتقديم الدعم السياسي اللازم للجيش الوطني والقوى الأمنية بمختلف أجهزتها لإتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف عمليات الشغب والقتل وإطلاق الرصاص العشوائي في طرابلس".

رفعت عيد: "المستقبل" ملك السلاح ويفتعل الفتنة في طرابلس وسوريا
وطنية- طرابلس- 11/2/2012 عقد الأمين العام للحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد مؤتمرا صحافيا في منزله في جبل محسن فس طرابلس تناول فيه التطورات الأمنية في طرابلس، وقال: "سمعنا عبر بعض وسائل الاعلام من يقول في الفترة الاخيرة ان جبل محسن مقابل حمص كما ان هناك مجموعات كبيرة من السلفيين والوهابيين خرجت اخيرا في طرابلس وعكار، واستكمالا لموضوع التوتير ايضا جاء اطلاق قذائف الاينيرغا والقنابل والعبوات الناسفة في الايام الخمسة الاخيرة ونحن ابلغنا الاجهزة الامنية بما يحصل وقلنا كلما اقترب الحسم في حمص هناك من يريد ان يفجر الوضع في طرابلس ونعلم أن هناك حركة ناشطة جرت لفرع المعلومات في طرابلس". أضاف: "ما حصل بعد ظهر امس هو رمي لقذائف في جبل محسن، ونحن نسقنا مع الجيش والتزمنا عدم الرد الا ان ما حصل ليلا هو عبارة عن معركة قادوها ضد الجيش، ونحن نعتبر ان سلاحنا هو سلاح الجيش ونحن معه ولا نريد ان ننجر لأي فتنة مهما كان الثمن، ونحيي هنا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي والقيادة الحكيمة". وتابع: "ما حصل في أبي سمراء أمس فضيحة فقد انفجر مستودع للسلاح عند الساعة السادسة وحاولوا تغطية الامر وعقدت قوى الرابع عشر من آذار اجتماعا عند الساعة الثامنة بعد انفجار المستودع وقالوا بأنهم ضد الفتنة ومع الجيش ويريدونه التصرف بحزم مع العلم ان المستودع الذي انفجر كان يحتوي على مختلف انواع الاسلحة وهناك اصابات لأشخاص لبنانيين وسوريين معارضين كانوا في مستودع السلاح واسماؤهم معروفة وايضا معروف على من يترددون من القيادات، ونحن نسأل ماذا كان يفعل هؤلاء السوريون في مستودع السلاح في ابي سمراء؟ ان هذا المستودع هو ل"تيار المستقبل" او موجود بتغطية منه فهم ملوك السلاح ويفتعلون الفتنة في طرابلس وسوريا". وقال: "يقولون جبل محسن مقابل حمص، اقول لهم هذا الكلام يصح عندما تصبح الدوحة مقابل جبل محسن. نحن جزء من مشروع مقاوم ولنكن صريحين، لا يوجد طابور خامس ولا طابور سادس بل هناك مشروعان واحد تقسيمي مذهبي وآخر مقاوم ومع وحدة البلاد العربية، ونحن بكل وضوح ولاؤنا هو للرئيس بشار الاسد وللسيد حسن نصرالله وللرئيس أحمدي نجاد ولكل حركات المقاومة في فلسطين، ولن ننجر لأي فتنة فالجيش هو من يدافع عن هذه البلاد ونحن أبناؤه وهم اهلنا واخوتنا". وختم عيد: "ان الاجهزة الامنية هي من تورط اهلنا في التبانة وهناك اجانب اوقفوا وليسوا من التبانة ولن اتوسع في هذا الموضوع".

علوش: لا علاقة لتيارنا بمخزن الأسلحة في أبي سمراء

وطنية - 11/2/2012 نفى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، في مؤتمر صحافي عقده في مكتب التيار في طرابلس، ما صدر عن الأمين العام ل"الحزب العربي الديمقراطي" رفعت عيد بأن "مخازن الاسلحة التي تم تفجيرها بالأمس في منطقة أبي سمراء في طرابلس تابعة لتيار المستقبل". وأكد "أن طرابلس تساند الثورة السورية بشكل صريح باعتبار أن النظام السوري المجرم مارس كل أنواع القتل والتعذيب بحق اهلها الشرفاء". وقال علوش: "تعود يد الإجرام المعروفة الإنتماء الى إستهداف طرابلس من جديد وإستعمالها كورقة ابتزاز من خلال اسرها لفئة عزيزة من ابناء المدينة وربط مصير ابنائها بوجود او زوال نظام يلفظ آخر انفاسه. لذلك فإننا ندعو أبناء المدينة، وبالأخص أبناء باب التبانة الطيبين والصابرين، الى عدم الإنجرار وراء المخطط الشيطاني الذي يسعى اليه نظام القتلة من خلال إستخدام بعض فلول عصاباته وإستعمال ابناء الطائفة العلوية الكريمة كمتراس وضحايا دفاعا عنه". أضاف: "لم يكن مستغربا من قبل تيار المستقبل، تيار الشهيد رفيق الحريري، الساعي دائما الى الحفاظ على السلم الأهلي والرافض لأي سلاح خارج إطار سلطة الدولة، ان يقوم البعض بإتهامنا في كل مناسبة بكافة أنواع الترهات والاكاذيب الموحى بها من قبل مخابرات نظام القتلة، وآخرها اليوم إتهامنا بقضية أصبحت في يد القوى الامنية والتي تتعلق انفجار مخزن للأسلحة في منطقة أبي سمراء. وإننا إذ ننفي نفيا قاطعا علاقة تيارنا بأيِّ نشاط مسلح وكل ما يتعلق بتخزين او نقل السلاح، لذلك فإننا نعتبر أن ترهات مطليقها هي من قبيل الكذب المفضوح الذي لا ينطلي على احد. وعلى كل الأحوال، فإننا تحت سلطة القانون ونتمنى على السلطات المختصة ان تتابع هذه القضية حتى نهايتها وجلب المسؤولين عنها الى القضاء اللبناني".

المفتي الشعّار: زيارة الراعي لطرابلس قائمة والتوتر مفتعل وعلماء المدينــة يجتمعون غداً
المركزية- ناشد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي بان يضرب الجيش بيد من حديد، ولا يتساهل على الاطلاق في الملف الامني وان يقضي على ما يسمى بالتقنيص او حمل سلاح في منطقتي باب التبانة وجبل محسن"، متمنياً تحقيق شعار "طرابلس مدينة منزوعة السلاح".  وقال في حديث لـ "المركزية" "الصورة التي تُرسم في اذهان اللبنانيين من خارج مدينة طرابلس والشمال مبالغ فيها، فطرابلس الآن هادئة وابناؤها يزاولون عملهم في شكل طبيعي، لكن حالة التوتر محصورة فقط بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن"، مؤكداً ان "الجيش طوّق المنطقتين". وتوجّه بالشكر الى "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لسرعة مبادرته واتصاله برئيس الجمهورية وقائد الجيش لحلّ النزاع المفتعل بين المنطقتين"، مؤكداً ان "الخلاف ناتج عن انفجار الاحتقان السياسي حول الازمة السورية"، ومشيراً الى ان "مبادرة الرئيس ميقاتي ليست غريبة عنه". واعرب عن اعتقاده ان "رقعة التوتر بين المنطقتين لن تطال مدينة طرابلس ككل"، وقال "ثقتي بالجيش اللبناني كبيرة جداً، ونحن مع الرئيس شاكرين توجهه الى الجيش بضرورة احكام قبضته على المنطقة"، لافتاً الى سقوط "كل الاصوات التي كانت نشازاً امس". وفي سياق متّصل اعلن المفتي الشعّار عن اجتماع لعلماء طرابلس غداً، "سنتّخذ خلاله سلسلة خطوات". وعن زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى طرابلس في 18 و19 الجاري، وما اذا كانت ستلغى أو تؤجل بسبب التوتر الامني في المدينة، اكد المفتي الشعّار ان "الزيارة قائمة وسيتم الاعلان عن برنامجها في مؤتمر صحافي يعقد في الحادية عشرة صباح الاثنين المقبل في مطرانية طرابلس للموارنة".

النائب عن "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت: النظام السوري بأيامه الأخيرة.. وميقاتي يعيش ازدواجيةً ونصرالله أخطأ
شدد النائب من "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت على "ضرورة دعم الثوار السوريين بالمال والمواد الغذائية والمساعدات الانسانية، كون الواقع الاجتماعي صعب جداً لدى الشعب السوري، خصوصاً وأن إجرام النظام السوري وصل حده الأقصى، وقد تعرّى هذا النظام، وما يقوم به اليوم هو نزع الأيام الأخيرة". وتابع الحوت: "آن أوان إبلاغ رسائل واضحة للروس أن موقفهم مع النظام السوري سيخسّرهم باقي شعوب المنطقة، وكلمة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز (الذي انتقد الفيتو الروسي الصيني ضد مشروع قرار بمجلس الأمن يدين العنف بسوريا) هي في هذا الإطار، وباعتقادي أن الروس سيعيدون حساباتهم في ضوء هكذا رسائل، أما الموقف الإيراني فهو موقف استراتيجي خصوصاً أن سوريا هي موطئ قدم لإيران في المنطقة، لكن كلما توغل النظام السوري في القمع كلما اضطرت هذه الحكومات الداعمة له بأن تعدل بمواقفها". وأضاف الحوت: "معلوماتي أن موضوع كلمة المجلس الوطني السوري في احتفال 14 شباط (ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري) لم يحسم بعد، وبرأيي أن الاعتراف الشعبي بالمجلس أبلغ من الاعتراف الرسمي خصوصاً في بلد مثل لبنان، ونحن من الطبيعي ان نكون في ذكرى 14 شباط". وبشأن انتشار الجيش اللبناني في وادي خالد على الحدود مع سوريا، أجاب الحوت: "كان هناك إشارات جدّية عن نية للتدخل السوري تحت غطاء ملاحقة مهرّبي السلاح، وانتشار الجيش هو لتنفيذ دوره في حماية المواطنين، أما المشكلة التي حصلت مع الجيش كانت حول طريقة تنفيذ إنزاله في وادي خالد التي أقلقت المواطنين، لكن اليوم توضحت الأمور ولا مشكلة بقيام الجيش بمهامه". وحول اشتباكات طرابلس، قال الحوت: "آخر المعطيات تقول إن ما حصل بجبل محسن هو ردة فعل على ما حصل من تظاهرات أمس الجمعة تأييداً للشعب السوري، لكن في كل يوم جمعة تحصل تظاهرات، فلماذا هذه الجمعة؟ لماذا الاشتباكات أتت لحظة زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لباريس؟ هل هي رسالة عبر مدينة ميقاتي إلى ميقاتي أو غيره بعدم الخروج عن دعم النظام السوري؟ في كل حال ميقاتي ماض في سياسته بالنأي عن منع ممارسات النظام السوري كسكوته عن حصول مضايقات وخطف لمعارضين سوريين أو غيرها، وهذه الحكومة ولدت ميتة، والحياة التي فيها تأتي من النظام السوري، ومن ضرورة بعضهم لمواجهة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وقد سقط عامل المحكمة بعدما تبيّن عجر الحكومة في منعها من العمل، ويبقى الملف السوري، وهنا ميقاتي يحاول الهروب من الإملاءات السورية عبر تعطيل الحكومة ربما، وهنا يظهر ميقاتي كمن يعيش ازدواجية في الشخصية بين ما يراه مناسباً لاستقرار لبنان وما يطلبه النظام السوري وحزب الله منه، وباعتقادي أن الحكومة ستنتهي بانتهاء النظام أو ربما قبله بقليل". ورداً على سؤال، أجاب الحوت: "نحن لطالما أيّدنا الحوار لكننا نريده مُنتجاً، ومجلس النواب يصلُح لذلك، كما أن طاولة الحوار برئاسة الرئيس ميشال سليمان مع إعادة النظر في تشكيلها قد يكون مطلوباً، ولكي يكون الحوار منتجاً يجب أن يتم الأمر على مواضيع محددة وأهمها الاستراتيجية الدفاعية التي يجب أن تُبت موضوع السلاح بالداخل وإفقال الباب نهائياً بشأنه"، وتابع: "الربيع العربي ستزهر أزهاره قريباً ولا ينفع الإنكار، أما لبنان فتركبيته الطائفية تمنع الثورة على النظام، لكن انعكاسات الربيع العربي ستصيب لبنان حتماً بانعكاسات كثيرة وإيجابيات كثيرة". الحوت أوضح أنه "ليس مستغرباً أن يقف وزراء حركة "أمل" إلى جانب الرئيس ميشال سليمان في موضوع الخلاف حول عدم توقيع وزير العمل شربل نحاس لمرسوم بدل النقل، خصوصاً وأن الرئيس نبيه بري ينحو بمواقفه إلى موقع أقرب إلى سليمان من العماد ميشال عون"، معتبراً أن الخلاف بين سليمان عون يعود إلى "الحلم المستحيل لدى عون بتولي رئاسة الجمهورية". وفي مجال آخر، تمنّى الحوت لو أن أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله قال في خطابه الأخير إنّ "ضمانة حزب الله هي ما يمثله من الشعب اللبناني لا أي جهة إقليمية، لكان ذلك أبلغ وأفضل وأكرم لحزب الله ولإيران حتى"، وتابع الحوت: "باعتقادي أن ما قاله نصرالله كان خطأ وهو بشر يُخطئ، وأعتقد أن الأخوة بحزب الله هم بحالة مراجعة لموافقهم وبالتحديد من النظام السوري وهم ربما بمرحلة التفكير بما بعد النظام، وهنا يجب ان نتفق جميعاً على العداء للكيان الصهيوني وأهمية الاستقرار الداخلي".(رصد NOW Lebanon)

مصلحة في بقاء الحكومة معتكفة لتمرير البروتوكول"
فتفت: علاقة "المستقبل" – سليمان تتطور ايجــاباً

المركزية- دعا عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت "المسؤولين الى معالجة الاشكالات التي تحصل في طرابلس في اسرع وقت وتطويق ذيول هذه الحوادث المتكررة"، لافتا الى ان "ما حصل له خلفيات سياسية ومذهبية". وروى في حديث اذاعي ما حصل في طرابلس، قائلا "التوتر بدأ خلال تنظيم مظاهرة في المنطقة حيث اطلقت عليها قذائف "اينرغا" مجهولة الهوية ما اشعل الجبهة"، مشيراً الى ان "انتشار الجيش اللبناني على الحدود شمالا جاء نتيجة الضغط الذي مارسه السفير السوري علي عبد الكريم علي على المسؤولين قبل ايام تحت عنوان ان هناك قواعد للجيش السوري الحرّ في منطقة وادي خالد وبعد انزال الجيش تبين ان الإخبار كاذب، بعدها عمل الجيش على الانتشار في منطقة حنيدر بعد حادث امني في المنطقة"، واصفا ذلك "بالمؤشر الجيد الذي يجب ان يستكمل بانتشار على طول الحدود اللبنانية لحماية اللبنانيين من القناصة السوريين وان يعمل الجيش على منع استعمال الاراضي لتهريب الاسلحة على شرط ان يكون لبنان ملاذا آمنا للمواطن السوري المدني الذي يفر من بلاده من دون سلاح". واكد ان "الانتشار جاء نتيجة اخبار عن اقتحام الجيش السوري للاراضي اللبنانية وبالتالي كان هناك انذار من الجيش السوري انه اذا لم يغلق الجيش اللبناني الممرات فإنه سيجتاح منطقة وادي خالد".
وعن الوضع الحكومي، اشار فتفت الى ان "استقالة الحكومة او بقاءها بيد الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد"، معتبراً ان "رحيل الحكومة بات ضروريا"، مقترحا "تمرير المرحلة التي نعيشها بحكومة تكنوقراط". واشار الى "الانهيار الذي يحصل في وزارات تكتل "التغيير والاصلاح" من وزارة الطاقة وفضيحة المازوت الاحمر وستكشف التقارير التي ستصدر عن التفتيش ذلك وصولا الى ما يحصل في وزارة الاتصالات والخدمات الرديئة التي تطلقها الوزارة. اضاف "مواقف الرئيس ميقاتي الاخيرة تنطلق من ثلاث ضرورات: اولها سياسة انتخابية ليحسن وضعه في الشارع الاسلامي، ثانيتها موضوع انتشار الجيش في الشمال حيث نأى الرئيس ميقاتي بنفسه وفضّل ان يكون بعيداً، اما الضرورة الثالثة فهي المحكمة وبروتوكولها"، مؤكداً ان "ميقاتي يرأس حكومة زجت بنفسها في المعركة الى جانب النظام السوري وبالتالي لم يستطع ان ينأى بنفسه من خلال تصريحات بعض الوزراء فيها". وشدد على ان "الجميع لديه المصلحة في ان تبقى الحكومة معتكفة لتمرير بروتوكول المحكمة، وما نشهده مسرحية شعبوية لمصلحة ميقاتي ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون".  واذ رأى فتفت ان "العلاقة بين "تيار المستقبل" ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اكثر من جيّدة وتتطور ايجابياً، اكد في المقابل ان "طريقة تعاطي الرئيس نبيه بري في معالجة المواضيع احادية وهو يعالج الامور من منطق القوة وليس من منطق الرؤية السياسية، اما العلاقة مع رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط جيدة و"تيارالمستقبل" يتفهم مواقفه نظرا للظروف الامنية وغيرها التي يعيشها". وتخوف فتفت من "عودة الاغتيالات الى لبنان في ظل الاوضاع الاقليمية الصعبة التي نمر بها والتي نشهد فيها سقوط انظمة"، متّهما "جهات سياسية بتسهل حدوث عملية اغتيال انّ من خلال حجب "داتا" الاتصالات او من خلال الحديث عن قاعدة في لبنان. فالمنطق السياسي في البلد لا يزال متأثرا بديكتاتورية الانظمة التي تسقط". واعلن ان "تيار المستقبل" يؤيد اي مشروع مصالحة لا يقوم على الاستقواء، والمدخل الوحيد للمصالحة هو استعداد "حزب الله" لمناقشة سلاحه على الطاولة تحت شعار فرض الدولة سيادتها على كامل اراضيها". وكشف فتفت في الختام ان "تيار المستقبل" "يعدّ ورقة لتقييم المرحلة التاريخية التي يمر بها العالم العربي والتصرف على اساسها من خلال الانفتاح على الآخر وترسم المراحل المستقبلية تحت عنوان الحرية والديموقراطية والدولة التي تملك وحدها السلطة والسلاح".

الرئيس الجميل: زيارة ميقاتي لفرنسا تعيد لبنان للخارطة.. والأوضاع الأمنية بغاية الخطورة
توقّف رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل عند الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى فرنسا، فرأى أن "من شأنها أن تعزّز العلاقات مع دولة صديقة تربطها تاريخياً علاقات مميزة مع لبنان، كما من شأنها إعادة لبنان إلى الخارطة الدولية من خلال دوره الجامع لكل الحضارات والثقافات والأديان وكساحة للحوار"، وأضاف الجميل: "هذه هي صورة لبنان التي نريدها وليس صورة التناحر والاقتتال الداخلي". وأبدى الجميل في تصريح خشيّته من أن "تكون كل العراقيل والأحداث التي شهدتها الساحة اللبنانية من شأنها تشويه صورة لبنان وإعاقة مسيرته الوطنية وزعزعة الاستقرار الداخلي"، مشدداً على أن "كل جهد خارجي يجب ان يترافق مع جهد داخلي لمعالجة الوضعين الأمني والسياسي". وفي الشأن الحكومي، قال الجميل: "إن الوضع الحكومي على ما هو عليه اليوم بات يتناقض مع أبسط القواعد السياسية، إذ كيف يمكن ان تتعطل أعمال الحكومة وهي من طرف واحد وتشكلت خدمة لأهداف معينة؟ إن كانت هذه الحكومة بالذات لا يمكنها ان تجتمع فمعنى ذلك أن هناك أزمة حقيقية هي أبعد من الأزمة الراهنة ويقتضي إعادة النظر الى ما يحصل من خلال أسس النظام اللبناني بالذات". وفي ما يتعلق بالأوضاع الأمنية، رأى الجميل أنّها "في غاية الخطورة، فالتساهل مع بعض الجهات المسلحة وتشريع أسلحتها يفتح المجال لأطراف أخرى لحمل السلاح والنزول الى الشارع والادعاء بالشرعية نفسها"، ودعا الحكومة "التي لا عذر لديها في أن تتوحّد بأسرع وقت" إلى أن "تعمل على وضع خطة لمعالجة وضبط موضوع السلاح كأولوية على الصعيد الوطني لأن في ذلك مفتاح الاستقرار". وختم الرئيس الجميل بالقول: "إن ما يحصل في طرابلس من فلتان أمني هو صراع تتجاوز أهدافه الحدود اللبنانية وهو لا علاقة له بالمسألة اللبنانية"، داعياً إلى "بذل كل الجهود من اجل عدم إقحام لبنان بصراعات لا تعنيه مباشرة خشية ان يصبح من جديد هو الضحية".(الكتائب)

"حزب الله دخل السلطة لحماية المقاومة"
الموسوي: نرحب بكـــل منحى للحوار

المركزية – رحب النائب السيد نواف الموسوي بكل منحى حوار مع حزب الله الذي دخل السلطة لحماية المقاومة في حين كان اختار المقاومة على السلطة.
وقال خلال لقاء سياسي أقامته الهيئات النسائية في حزب الله في بلدة القليلة الجنوبية بمناسبة ولادة الرسول: أننا في لبنان عندما خيرنا بين المقاومة والسلطة اخترنا المقاومة، ودخلنا في السلطة لحماية هذه المقاومة لأن تعريفنا كان وسيبقى أننا نحن في حزب الله حركة مقاومة ذات هوية إيمانية تعتمد العمل السياسي في الاطر اللبنانية والإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن المشكلة في لبنان هي أن البعض الذي يحمل على المقاومة هو غير مستعد للتعايش معها، ويسعى للقضاء عليها من خلال التطورات الإقليمية بعد فشله في ذلك من خلال العدوان الإسرائيلي او الرهان على سقوط النظام السوري، وأن في لبنان نزعة تكفيرية سياسية لا تعترف بالآخر المقاوم بل تنظر إليه نظرة إستئصالية، وهذه النزعة إنما هي نزعة إنتحارية تضر بمن يحملها قبل غيره.
ورحب الموسوي بما جرى تداوله عن أن بعض الاحزاب في لبنان في صدد إصدار وثائق سياسية تنحو منحى الحوار مع حزب الله والإبتعاد عن السجال الإستئصالي معه، مؤكداّ أننا ندرك أن ثمة خلافات في الرأي والموقف في لبنان إلا أن هذا الإختلاف يجب أن يدار في إطار "توسيع المشترك وتقليص المختلف عليه" والقبول بالآخر، وأننا كنا على الدوام من دعاة الحوار الوطني في لبنان ولا زلنا نعتقد ان لبنان المتعدد لا يمكن ان يحكم بأحادية سياسية، ونرى أن البعض الذي يحاول أن يمارس الحكم بما يشبه الاحادية إنما يضر جوهريا بطبيعة بلدنا التعددية في اتفاق الطائف، الذي حول الحكم من فردي إلى جماعي متمثل بمجلس الوزراء مجتمعاً، معتبراً أن أي محاولة لإختزال الحكم الجماعي بحكم فردي على هذا النحو او ذاك هو تأسيس لمشكلة جديدة في لبنان تمس العيش المشترك، وأننا نسعى دائماً لحل الخلافات لأن الوحدة الوطنية اللبنانية ضرورة لحسم الصراع مع إسرائيل من موقع الإنتصار والإقتدار، وإن الجهود التي نقوم بها للتأليف بين مكونات الامة هي من صلب توجهنا المقاوم .
وتطرق إلى المحيط العربي، فرأى أنه في هذه اللحظة من التطورات التي تحصل في العالم العربي يجب الحفاظ على الأولويات وأهمها الحفاظ على وحدة الامة ومكوناتها، وأولوية مقاومة الهيمنة الإستكبارية فلا يمكن ان تكون ثائرا ثم لا تكون في الآن نفسه مقاوما للهيمنة الإستكبارية، وأولوية الصراع مع العدو الإسرائيلي.
ولفت إلى أن إيران التي غيرت هويتها السياسية في ثورتها الإسلامية حرصت على وحدة الإسلام والمسلمين، وهي منذ اللحظة الاولى بادرت إلى إنزال علم إسرائيل وطرد سفيرها ورفع العلم فلسطين ودعم ثورتها وهي مستمرة في ذلك إلى اليوم، بعدما رفضت مقايضة وصولها إلى السلطة بعقد صفقة مع الإستكبار الاميريكي بل سعت إلى إجهاض كل تلك المحاولات إحتواءها من خلال الحركة الثورية الشبابية الإيرانية التي بادرت إلى احتلال وكر التجسس في طهران ليقطع دابر السعي الاميركي لإعادة نفوذه إلى البلد الذي كان يعتبر من اهم قواعده في الخليج والشرق الاوسط.

رعد: سوريا تعاقب على دعم المقاومة وعدم قبولها بالشروط الاسرائيلية

وطنية- 11/2/2012 رأى رئيس كتله الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، "ان سوريا تعاقب اليوم على دعم المقاومة في لبنان وتعاقب لانها الدولة الوحيدة التي لم تقبل ان تقف الى جانب صدام حسين في حربه العدوانية على ايران وتعاقب لانها لم تخضع للشروط الامريكية ولم تقبل بالشروط الاسرائيلية التي قبل بها كثيرون من الانظمة المتداعية في هذه المنطقة". كلام النائب رعد جاء خلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله بمناسبة ولادة الرسول الاكرم محمد "ص" في بلدة سحمر البقاع الغربي في حضور رؤساء بلديات وفعاليات سياسية واجتماعية وحشد من اهالي البلدة. وقال رعد: "في سوريا هناك من يعترض على اداء النظام وسياساته لكن هؤلاء ليسوا بمستوى ان يشكلوا غالبية في الشعب السوري، حتى الذين يعترضون سلماً انما يريدون اصلاحات عن طريق الحوار ويقبلون بما طرحه النظام من اصلاحات لانهم واقعيون في تعاطيهم مع التغيير". واضاف: "هل يمكن ان يقتنع احد ان من يقوم باعمال تفجيرية ليقتل الناس من اهل وابناء سوريا يريد اصلاحاً وانقاذاً للشعب السوري؟ المطلوب هو قطع الطريق بين الثورة الاسلامية في ايران وانجازاتها وقوة المقاومة في لبنان، وبين سوريا. لكنّ المتآمرون على سوريا سيسقطون وسيتاح للشعب السوري أن يأخذ خياراته التي يريد، وهي الخيارات التي تعبر عن حقيقة مصالحه".
وختم: "نحن نشهد ان سوريا اليوم بدأت الخروج من نفق الازمة ولن تطول فترة هذا الخروج".

الحريري استقبل ميقاتي والمشنوق وتلقى برقيتين من ملك البحرين واردوغان
وطنية- 11/2/2012 اعلن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري ان الرئيس الحريري استقبل في منزله بباريس ظهر اليوم رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي اطمأن إلى صحته بعد العملية الجراحية التي أجريت له مؤخرا. وكان الرئيس الحريري استقبل في الإطار نفسه النائب نهاد المشنوق الذي يزور باريس حاليا، كما تلقى برقيتين من ملك البحرين عيسى بن خليفة ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان للإطمئنان إلى صحته.

النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون،: سحب السفراء تمهيد للاعتراف بحكومة أخرى
المستقبل/رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، أن "النظام السوري متجه الى الحل الأمني، مصعدا بأقصى الدرجات عمليات القصف والطيران، لذا يجب على المعارضة ان تتوحد". وشكر في حديث الى إذاعة "الشرق" أمس، الدول العربية على سحب سفرائها من سوريا، معتبرا ان "هذا تمهيد للاعتراف بحكومة أخرى، والحكومة الأخرى لم تتحرك". وأشار الى ان "المطلوب من المعارضة السورية على الأقل ثلاثة أشياء، أولا: ان يكون هناك حكومة تمثل جميع أطراف المعارضة وبالتالي ستحصل الحكومة على اعتراف كل الدول، ثانيا: ان يكون هناك مجلس تأسيسي، ثالثا: على المعارضة ان تُشهر دستورها"، متسائلا: "متى ستتوحد المعارضة أمام هذه المجازر".

إضافة إلى المحكمة الدولية ووضع اليونيفيل محادثات بين ميقاتي وساركوزي محورها الأزمة في سورية
ساركوزي مستقبلا ميقاتي في الأليزية (ا. ب)باريس - وكالات: أجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, في باريس أمس, محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي, تناولت العلاقات الثنائية, والأزمة في سورية, ووضع قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل", إضافة إلى ملف المحكمة الدولية وغيرها من المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وعقب لقائه ساركوزي, عقد ميقاتي جلسة محادثات مع نظيره الفرنسي فرنسوا فيون, ثم التقى وزير الخارجية آلان جوبيه الذي أقام على شرفه مأدبة عشاء تكريمية, على ان يستقبله اليوم, وفق ما اشارت مصادر مواكبة, رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. واستهل ميقاتي زيارته صباح امس من مقر رجال الاعمال الفرنسي, حيث عقد اجتماعا مع اعضائه شارك فيه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.  ورغم طابع اللقاء الاقتصادي, فإن ميقاتي حرص على اطلاق رسائل سياسية, فأكد ان لبنان لا يمكن ان يستعمل كممر للتآمر أو ليكون في خصومة مع اي دولة عربية, في إشارة إلى سورية. وذكر ميقاتي, في بيان, انه سيوضح موقف لبنان لمحاوريه الفرنسيين, مؤكدا ان المسؤولين الفرنسيين "يتفهمون تماما ظروف لبنان وموقعه الجغرافي", مشدداً على العلاقات الوثيقة بين لبنان وفرنسا. وفي مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية, أعلن ميقاتي أنه سيطلب من السلطات الافراج عن اللبناني جورج ابراهيم عبد الله المسجون منذ 27 عاماً بتهمة التواطؤ في اغتيال ديبلوماسيين اثنين. وكان عبد الله الذي نشط في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اعتقل في 24 اكتوبر 1984 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في 1987 بتهمة التواطؤ في قتل ديبلوماسيين اثنين في باريس في 1982, هما الاميركي تشارلز روبرت داي والاسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف. ورفض القضاء الفرنسي الطلب الأخير الذي قدمه عبد الله للإفراج عنه في مايو 2009 معتبرا انه "ناشط يملك التصميم", ويمكن أن يستأنف نشاطه الثوري اذا ابعد الى لبنان.

الحساب آتٍ
علي حماده/النهار
الدم المتفجّر في حمص يمثل ضريبة الحياة والحرية والكرامة. ففي الوقت الذي يدك فيه بشار الاسد حمص وعشرات المدن والبلدات الاخرى في سوريا يتولّد من الموت امل بحياة جديدة في سوريا، الغد التي لن تكون في اي حال "سوريا الاسد"! لقد اختار السوريون مستقبلهم، واختاروا سوريا التي يريدونها، واختاروا ان يكونوا أحرارا، وان يخرجوا من "مملكة الصمت"، وان ينزعوا عن جلودهم هذا الإرث المافياوي الذي خلفه الاسد الاب. ما من شك في ان النظام سقط قبل ان يسقط. وما من شك في ان المعركة الدائرة اليوم على ارض سوريا ستغيّر وجه البلاد والمنطقة. وفي مطلق الأحوال فان الحرب الدموية التي يشنها الاسد الابن على حمص والزبداني والمدن الاخرى تشي بأن النظام يلعب أوراقه الاخيرة، وان كنا نزعم ان الورقة احترقت حتى قبل ان ترمى على الطاولة. صار حكم سوريا بمعايير ما قبل الخامس عشر من آذار مستحيلاً، وصار بقاء النظام مستحيلاً، وصارت سوريا في شكل عام أشبه بحصان جامح خرج عن كل سيطرة. اما عدد الشهداء، وقد ناهز العشرة آلاف، فمرشح للارتفاع اكثر في مرحلة المقبلة، وخصوصا ان النظام الذي يسقط يعجز في الوقت عينه عن رؤية مخارج سياسية لمحنته. فلا حلول سياسية جدية، حتى ان ما يسمى "المبادرة الروسية" يكاد يكون ضرباً من ضروب الهزار الثقيل! فزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مصحوبا برئيس جهاز الاستخبارات الخارجية لم تؤد الى طرح جديد في الحلول السياسية، مع كون روسيا في نظر السواد الأعظم من الشعب السوري شريكة اولى في "قتل الاطفال " الدائر على الأرض. وقد حشرت روسيا نفسها في زاوية مقفلة ساعة طرحت الفيتو في مجلس الأمن حماية للنظام في سوريا، مما أدى الى منح بشار إجازة مفتوحة للقتل والذبح والتدمير. ان صورة المستقبل واضحة والمعركة على الارض ستحدد مصير الثورة، والعسكرة صارت أمراً لا بد منه لمواجهة جنون بشار وبطانته، فضلاً عن أن المسار الديبلوماسي سيصل بالمجلس الوطني السوري الى نيل اعتراف متدرج من دول عربية وغربية في الايام القليلة المقبلة. اما الدعم العسكري لـ"الجيش السوري الحر" فقد تم إقراره عربياً وغربياً، ولن يمر وقت طويل قبل ان تصل المعارك الى قلب دمشق وحلب. إن بشار انتهى وحبذا لو يفهم ذلك بعض اللبنانيين الذين يرفضون الخروج من السجن الذي حشروا فيه انفسهم عبيداً لقتلة الاطفال! ومن هنا اعتبارنا ان سياسة "الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي مسؤولة عن هذا التواطؤ المشين مع قتلة. وجلّ ما نطلبه هو ان يخرج بعض الدولة، ولا سيما في الجيش والأجهزة الأمنية المستتبعة من سجن القتلة هنا وهناك، فالحساب ات بأسرع مما يتوقعون. نتمنى على الرئيس ميشال سليمان ان يستجمع شجاعته ولو لمرة واحدة.

نصر الله لم يكن يعترف بإيرانيته!
طارق الحميد/الشرق الأوسط
ضجت الأوساط السياسية، والإعلامية، اللبنانية بتصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأخيرة التي قال فيها بأن الله أغناه بالمال الإيراني، حيث رفع الكثير هناك من عقيرة الصوت قائلين بأن حسن نصر الله يعترف لأول مرة بأنه تابع لإيران، ويدار، ويمول من قبلها، والحقيقة أن لا جديد في ذلك. وعندما نقول: إنه لا جديد في ذلك، فلسبب بسيط؛ فما قاله نصر الله عن علاقة حزبه بإيران أمر تثبته أفعال الحزب، طوال السنوات الماضية، ولم يكن لينطلي على لبيب، أو قارئ للتاريخ، أو للأحداث، ومنذ عام 2000. ومن دون مسحة آيديولوجية، ومن لم يكن قادرا على قراءة كل ذلك، وكل المؤشرات أيضا في سلوك حزب الله، أو نصر الله نفسه، فكان بإمكانه التأكد من تبعية حزب الله، وقائده، لإيران فقط من خلال مشاهدة شريط الفيديو الذي تسرب على الـ«يوتيوب»، وبثته بعض الفضائيات العربية، لحسن نصر الله وهو يعلن أنه ينفذ الأجندة الإيرانية بلبنان، أجندة الخميني. وعليه، فإن حديث نصر الله الأخير الذي قال فيه: «إننا في حزب الله نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1982» لم يكن القصد منه نفي التهمة القائلة بأن حزب الله يقوم بالمتاجرة بالمخدرات وغسل الأموال لتمويل أنشطته، فتلك ليست بالتهمة الجديدة حتى يتصدى لها حسن نصر الله، ويقول: إن «الله أغنانا بدولته الإسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام». بل إن ما أراد قوله حسن نصر الله، وتحديدا لجمهوره اللبناني، أمر مختلف تماما، وهنا القصة.
ففي خطابه الأخير أراد حسن نصر الله طمأنة أتباعه، ومريديه، بالقول: إن مصير حزب الله مرتبط بإيران، وليس النظام الأسدي، وإن دعم حزب الله وسر بقائه هو إيران، وليس الأسد، فإيران هي التي تقدم «الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة» لحزب الله، وليس النظام الأسدي، ومعنى ذلك أن حسن نصر الله يريد القول لأتباعه بأن لا تقلقوا في حال سقط بشار الأسد، فقوتنا لا تستمد من نظامه، بل من نظام الولي الفقيه بإيران. هذه هي رسالة حسن نصر الله لمريديه، وهذا ما أراد قوله بكل تحديد، ولذا فإن المعلومات تشير إلى أن هناك «نقمة» حادة داخل الأوساط الأسدية بعد خطاب نصر الله الأخير، وبالطبع فإن بوسع البعض في لبنان التأكد من ذلك، خصوصا عملاء النظام الأسدي، فحينها سيعرفون أن النظام الأسدي قرأ خطاب نصر الله بذلك الشكل، وليس بأي شكل آخر. وبالطبع فإن هذه هي القراءة الصحيحة لخطاب زعيم حزب الله، فنصر الله لم يكن يعترف بتبعيته لإيران، فهي أمر ثابت منذ زمن، وإنما كان يخاطب مريديه في لبنان ويقول لهم بأن لا خوف على حزبه في حال سقط الأسد، لأن من يدعمهم بكل الأشكال «الممكنة والمتاحة» هو إيران، وليس الأسد.

حفلة "ستربتيز" نصر اللاهية
أحمد الجارالله/السياسة
لم يخلع حسن نصرالله - في خطابه الأخير - ثيابه السياسية قطعة... قطعة كما هي الحال في عروض ال¯"ستربتيز", بل دفعة واحدة, ربما من اجل اثارة اكثر لمناصريه, او للتعبير عن افلاس دفعه الى استخدام الرصاصة الاخيرة في مسدس المواقف السياسية. فهذا السياسي المتخفي بعباءة رجل دين لم تفسح له الاحداث لتدبيج خطاب ناري يكيل فيه التهديد للقريب والبعيد ويمارس عرض عضلاته الذي اعتاد عليه الناس في كل طلاته الاعلامية, ما جعله يظهر على حقيقته عاريا حتى من ورقة توت تستر ما تبقى له من عورات. حين يقول نصرالله في خطابه الاخير"ان الله أغنانا بأموال دولته الاسلامية (يقصد ايران) عن كل اموال الدنيا", فهو لا يعترف فقط بأنه مأجور لنظام الملالي في طهران, بل انه يرفع الدولة الايرانية الى مصاف الالوهية, ويمنحها صفة القداسة والمعصومية, بل ويخالف أبسط مبادئ الاسلام, والفقه الشيعي تحديدا, الذي يعتبر نفسه أحد الضالعين فيه, وهو قول لم يجرؤ اي مسؤول ايراني عليه, فيما الشاطر حسن لا يمانع في الخروج على الملة لارضاء أسياده الذين باتوا, في ظل الحصار الدولي وتهاوي حصون نظام دمشق حليفهم الاوحد في المنطقة, على شفير تجرع الكأس المرة في تبدد أحلامهم وأمانيهم, كما إنها محاولة يائسة منه لرفع معنويات ما تبقى من أسرى لديه من اللبنانيين.
ربما نصرالله شخصيا لا يتاجر في المخدرات, لكنه يحمي امبراطوريات التهريب, ويغض الطرف, هو وحزبه, عن استفحال ظاهرة انتشار هذا السم المميت حتى في أوساط تلاميذ المدارس المتوسطة في غالبية المناطق التي يسيطر عليها "حزب الله", أمنيا وعسكريا, ويمنع الدولة اللبنانية من الدخول اليها, وفي هذه المناسبة لا يفوتنا التذكير بتلك الطرفة التي لا تزال غالبية الشعب اللبناني تتداولها عن رجل دين من حزب نصرالله تقاضى الزكاة من أحد المهربين كمية من المخدرات, ومسح بها لحيته مرددا"مباركة... مباركة".
أيضا من الممكن الا يكون نصرالله نفسه ممن يغسلون الاموال, لكن كل الذين تورطوا في هذه الجرائم كانوا من المقربين اليه, بل من المجيدين ب¯"الاموال النظيفة الحلال" تبرعا لحزبه فيما هم يُفقرون آلاف العائلات في الجنوب والبقاع وغيرها من المناطق, ويهربون أموالهم "الحرام شرعا الحلال في عرف نصرالله" الى الخارج من دون حسيب او رقيب لان بركات الحماية الشرعية أسبغت عليهم من"حزب المقاومة". كل هذه الموبقات التي ارتكبتها جماعة "الحزب اللاهي" ولا تزال ترتكب اكثر منها يوميا قليل مما يعد به نصرالله اللبنانيين اذا فرض سيطرته على البلاد, فحتى الحكومة التي خلع عنها قناع إنكار أنها صنيعته الذي استخدمه, عاد واعترف أنها دميته للسيطرة على القرار اللبناني حين قال "ممنوع عليها الاستقالة" . اي ان الرجل لم يبق سترا الا وكشفه, فهل كان يقدم جردة حساب أخيرة قبل ان تطوي الاحداث صفحته وتحيله الى النسيان? لا يكتمل اي عرض اثارة من دون بعض الطرائف التي يطلقها المهرج على المسرح, ومن طرائف نصرالله الهزلية إنكاره ما يرتكب النظام الممانع لحرية شعبه من مجازر في حمص ومختلف أنحاء سورية وإغماضه عينيه عن المشاهد المرعبة لمئات الاطفال والنساء والشيوخ الذين يسقطون يوميا بسلاح" شبيحة" نظام دمشق وشبيحة "حزب الله" والتي تبثها كل محطات التلفزة في العالم, واعتبارها مجرد مناوشات بين "قوات حفظ النظام" وما أسماه "مجموعات ارهابية" تريد رأس المقاومة, وهو في هذا الموقف يعبر بوضوح عن ال¯"انا" المتضخمة عندما يجعل المطالب الشعبية السورية بالانعتاق من براثن الديكتاتورية والقمع مؤامرة على حزبه, وهذا شر البلية المضحك. حفلة التعري التي أحياها نصرالله كانت مسلية فعلا لانه كشف فيها كل عوراته, ولم يبق ما يستره, فلا المقاومة التي كان يتبجح بها حضرت في خطابه ولا تدمير اسرائيل ايضا, وربما هذا ما جعل نتانياهو وباراك وقادة العدو الاسرائيلي ينامون ملء جفونهم تلك الليلة التي لم يوجه فيها "خيال المآتة" تهديده المعتاد اليهم, فيما كان يقدم مرافعة دفاع عن نفسه وعن عصابته لعل ذلك, في اعتقاده, يبقي على بعض ماء وجهه المهدور أصلا على أعتاب أسياده في طهران, لكن قديما قالوا" لا دخان من دون نار", فلماذا هذه المرافعة الآن, أليس الرجل فيها يدين نفسه من دون ان يتهمه أحد?
أحمد الجارالله

سليمان يلبي دعوة أمير قطر في 5 آذار ويزور رومانيـا في 27 شــــباط
المركزية- يلبي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في 5 آذار المقبل وفق معلومات "المركزية" دعوة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني لزيارة البلاد والمشاركة في افتتاح المؤتمر الإقليمي للسلامة على الانترنت الذي ينظمه المجلس الاعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (اي سي تي قطر) في مركز قطر الوطني للمؤتمرات بين 6 و7 آذار. ومن المتوقع ان يعقد الرئيس سليمان على هامش المؤتمر لقاءات مع الأمير محمد وكبار المسؤولين القطريين تتناول العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية في ظل الظروف الدقيقة التي تمـر بها ولا سيما في الأزمة السورية. الى رومانيا: وفي إطار برنامج جولاته الى الخارج يتوجه الرئيس سليمان في 27 شباط الى رومانيا على رأس وفد وزاري يضم وزراء الداخلية والبلديات مروان شربل، الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، والدولة مروان خير الدين في إطار زيارة رسمية تستمر يومين يلتقي خلالها كبار المسؤولين في الدولة ويوقع سلسلة اتفاقات في مجال التعاون الأمني والاقتصادي والسياحي. وأشارت المعلومات الى ان رومانيا تنوي تطوير تقديماتها للبنان في مجال الخبرات التقنية والاستخباراتية والتدريبية لتستفيد منها مؤسسة قوى الأمن الداخلي، متوقعة ان تشهد المرحلة المقبلة حركة تبادل وفود أمنية بين البلدين في هذا المجال، ولفتت الى ان حجم الجاليتين الرومانية في لبنان واللبنانية في رومانيا الذي يشكل ثقلاً ملحوظاً ويسهم في حركة البلدين على المستوى الاقتصادي يدفع في اتجاه السعي الى تعزيز العلاقات وتطويرها لمزيد من التعاون. ومن رومانيا ينتقل الرئيس سليمان الى تشيكيا في زيارة تستمر يومين يجتمع خلالها الى كبار المسؤولين التشيك، على ان يعود مباشرة الى بيروت.

الراعي ترأس قداسا في كنيسة آيا مارينا في قبرص:  نعمل مع بان واوغلو لايجاد حل لقضية الموارنة في قبرص
اننا سر يسوع وجسده في الشرق الاوسط وقوتنا الايمان والرجاء
البشر يحكمون الشعوب ولكن الحاكم المطلق هو يسوع المسيح

وطنية - 11/2/2012 اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان البطريركية المارونية تعمل على ايجاد حل لقضية الموارنة في قبرص، مشيرا الى انه بحث هذا الموضوع مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ومع وزير الخارجية التركية محمد داوود اوغلو.كلام البطريرك الراعي جاء في خلال ترؤسه القداس الاحتفالي في كنيسة آيا مارينا في بلدة آيا مارينا في شمال قبرص، بمعاونة راعي ابرشية قبرص المارونية يوسف سويف، المدبر البطريركي كميل زيدان، النائب البطريركي العام المطران بولس صياح وحضور لفيف من الكهنة من قبرص ومن الرئاسة العامة للرهبانية اللبنانية المارونية في لبنان، ممثل الموارنة في البرلمان القبرصي انطونيوس حاجي روسوف، رئيس حزب السلام روجيه اده وعقيلته، اضافة الى حشد من ابناء البلدة. قبل البدء بالذبيحة الالهية، القى رئيس دير مار الياس المطوشي الاب جوزف لاكودريس المجاور للقرية، كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي والوفد المرافق، لافتا الى الشعور المتناقض بين الفرح والكآبة عند ابناء هذه القرية امام واقعهم الاليم منذ لحظة ابعادهم عن ارضهم، وهم لم يعودوا اليها حتى اللحظة، شاكرا تضحية الرهبان الموارنة منذ سنة 1735 الذين تميزوا بالفضيلة والغيرة ونكران الذات وكرسوا ذواتهم لموارنة قبرص عموما ولهذه القرية خصوصا من الابوين مكاريوس العشقوتي وبطرس المصور القبرصي الى اباء القرن الواحد والعشرين.
ولفت الى انها المرة الثالثة التي يأتي فيها ابناء هذه القرية لزيارتها منذ 32 عاما، معبرا عن فرحه بلقاء البطريرك الراعي وعن اهمية هذه الزيارة لانها تمدهم بالامل والرجاء في العودة الى قراهم بسلام.
بعدها، كانت كلمة المطران سويف، رحب فيها بالبطريرك الراعي والوفد المرافق، معتبرا ان هذا السبت هو سبت نور، وان قبرص تنتظر فجر القيامة تماما كلبنان والعالم اجمع.
ثم بدأ الاحتفال بالذبيحة الالهية باللغتين اليونانية والعربية، وبعد تلاوة نص من الانجيل عن العذارى الجاهلات والحكيمات، القى الراعي عظة قال فيها: "حملنا اليكم سلام لبنان وسلام الكنيسة المارونية، وبخاصة تحية الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وهذه الزيارة تندرج في اطار شعار الشركة والشهادة" .
وابدى الراعي تأثره بكلمات الاب جوزف لاكورديس، مشيرا الى ان هذه الجماعة طبعت المجتمع القبرصي بتقاليدها وساهمت في حياة الجزيرة تجاريا واقتصاديا واجتماعيا. ونحن نعلم من خلال المطارنة الذين مروا في قبرص، كم اعطت هذه الجماعة هذه الجزيرة من حياتها وتقاليدها، ومن خلال التقارير التي يقدمها المطران سويف، نحن على معرفة بواقعها الاليم، وانتم محترمون من قبل السلطات الروحية والمدنية في الجزيرة. فبعد لقائي مرتين رئيس الجمهورية لمست تقديره واحترامه الكبير لكم، كذلك بعد لقائي رئيس الاساقفة لمست الاحترام والتقدير للموارنة في قبرص، فنحن نفخر بكم، انتم تمثلون الكنيسة المارونية، ونحن الكنيسة، ولسنا اقلية، بل نحن الكنيسة الكاثوليكية الجامعة في قبرص. كذلك الامر، نقول للمسيحيين في لبنان والعالم العربي، اننا سر يسوع المسيح وجسده في الشرق الاوسط، قوتنا هي الايمان والرجاء بيسوع المسيح الذي افتدى البشرية وضحى وقام لاجلها وهو سيد العالم الحقيقي. صحيح ان البشر يحكمون الشعوب ولكن الحاكم المطلق هو يسوع المسيح. ليتورجيتنا المارونية قائمة على الانتظار، المسيح الاتي هو كل يوم معنا وفي كل لحظة من افراحنا وآلامنا" .
ونوه البطريرك الراعي بكلام المطران سويف بان هذا السبت هو سبت النور، "لان حياتنا كلها سبت نور اي موت وقيامة، وهذه الليتورجيا نحن محافظون عليها، انها ليتورجيا الانتظار" .
وطلب البطريرك الراعي من الجماعة المارونية في قبرص ان تحافظ على قيمها وايمانها وعلى ما تفعله اليوم قائلا: "الى جانب الصلاة التي نتلوها معكم، نحن نعمل كبطريركية لايجاد الحل للقضية القبرصية، ففي تشرين الاول الماضي، التقينا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وحدثناه عن وضع قرانا في قبرص. فمنذ شهر ايضا، زارنا في بكركي ممثل الامين العام للامم المتحدة وذكرنا بان مذكرة موارنة قبرص لا تزال على طاولة البحث، وزارنا وزير الخارجية التركي داوود اوغلو وعرضنا له من جديد الدعوة من اجل عودتكم الى القرى، وطلبنا منه تسهيل امور هذه الزيارة. واجاب نأمل ان يستعيدوا ممتلكاتهم بالسلام والامان. وسنقدم قداس الشكر هذا للرب على كل شيء ونذكر كل عائلاتكم واجيالكم الجديدة بضرورة الحفاظ على شعلة الايمان، كما نذكر موتاكم ونصلي لاجلهم" .
وفي ختام القداس، التقى الراعي مختار القرية الذي طالبه بضرورة مساعدتهم للحصول على اذن للاحتفال بالذبيحة الالهية كل يوم احد وترميم الكنيسة.
كذلك، رحب رئيس لجنة وقف كنيسة آيا مارينا بزيارة البطريرك الراعي، منوها بزيارته القرى الاربعة. وقدمت هدايا تذكارية للبطريرك الراعي وهي عبارة عن خريطة تمثل قبرص قبل التقسيم، وصورتين لكنيسة ايه مارينا قبل قصفها وصورة للقرية كاملة. وعند الثانية عشرة ظهرا، وصل البطريرك الراعي الى قرية اسوماتيس في شمال قبرص حيث تلى الصلاة في كنيسة القديس مار ميخائيل وبعدها توجه الى الموارنة بالقول:" بكركي البطريركية والكنيسة معكم، ولا بد من سقوط خطوط التماس فتعودون الى ارضكم، انها ارض الموارنة. وبعد ذلك، قدم الاهالي هدايا تذكارية للراعي الذي توجه بعد الصلاة الى منزل السيدة الوحيدة التي لا تزال تعيش في القرية والبالغة من العمر 86 عاما، فبارك منزلها برش الماء المقدس وقدمت له هدية تذكارية.

الراعي زار القرى المارونية الأربع في قبرص التركية وعرض لمحن واجهــت الموارنــة في لبـــنان
المركزية- يواصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرعوية الى جزيرة قبرص حيث التقى ابناء الطائفة المارونية في مختلف المناطق اضافة الى الفاعليات الرسمية والدينية في الجزيرة، ورأس عظة أشار فيها الى محن كثيرة واجهت الموارنة في لبنان، ولكن الاحتلال سقط في النهاية.
توجه الراعي اليوم الى شمال قبرص حيث القرى المارونية الاربع الواقعة تحت الاحتلال التركي منذ العام 1974 وهي اسوماتس، آيا مارينا، كرباشا وكورماجيتي، واحتفل بالذبيحة الالهية في التاسعة من قبل الظهر في كنيسة آيا مارينا، وذلك بعد موافقة السلطات التركية على دخولها للمرة الثالثة خلال 32 سنة، وقد كان سمح بالدخول اليها بجهود من الأمم المتحدة فقط في يوم عيدها في السابع عشر من تموز منذ سنتين.  ورأس البطريرك قداسا عاونه فيه المطارنة يوسف سويف، كميل زيدان وعدد من الآباء حضره ممثل الموارنة في البرلمان القبرصي انطونيوس حجيروسوس ورئيس حزب السلام اللبناني روجيه اده، وحشد من المؤمنين، وتوجّه الى الموارنة في قبرص قائلا: "نحن على معرفة عميقة بواقعكم، ونفاخر بكم انتم الذين تمثلون الكنيسة المارونية الجامعة الكاثوليكية، وقد شعرت عندما التقيت رئيس الجمهورية القبرصي مدى تقديره لكم، وعليكم ان تدركوا ان شعوب الارض تمر بمحن وصعوبات ولكن في النهاية كل شيء ينجلي، هناك جدران قامت بين الدول وسقطت، وهناك خطوط تماس تفصل الناس عن بعضها وأزيلت، ونحن في لبنان عشنا ما تعيشونه وسقط، ما يعني أنه اذا صلينا وتحملنا وصبرنا المسيح آت بقوة محبته لكي يحل السلام".
وختم: "نسعى كبطريركية للسلام العادل في قبرص، فقد التقينا أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في تشرين الفائت وقدمنا له مذكرة تطالب بتحرير اراضينا في قبرص، وزارنا في بكركي وزير خارجية تركيا داود أوغلو، وقد وجهنا له مذكرة تشدّد على ضرورة عودتكم وتسهيل مروركم للانتقال الى مناطقكم".
وبعد آنا مارينا انتقل البطريرك الى آكو ماتوس التي ترتبط تقليديا بقرية شامات اللبنانية والتي تقلص فيها عدد الموارنة القاطنين من 1200 ماروني عام 1974 الى امرأة مارونية واحدة اليوم يبلغ عمرها 80 عاما وتدعى ايميلي بارتيلا، وقد التقاها البطريرك في كنيسة مار مخايل انجلو، ثم توجّه بكلمة للموارنة قائلا:" بكركي البطريركية والكنيسة معكم، ولا بد من سقوط خطوط التماس فتعودون الى أرضكم أيها الأهالي". ثم قدم الأهالي الهدايا التذكارية الى البطريرك واقاموا مأدبة غداء في باحة الكنيسة. كما اقام البطريرك الراعي صلاة في كنيسة القديس جرجس في كورماجيتي، حيث رفع الستار عن النصب التذكاري للشهداء الذين سقطوا نتيجة عشرة عقود من الاحتلال بتوقيع الفنان اللبناني نبيل بصبوص ومبادرة من ممثل الطائفة المارونية في البرلمان القبرصي النائب انطوني حجيروسوس ومن ثم يقام استقبال في دار المطران على شرف البطريرك الماروني في البلدة. وفي السادسة والنصف مساء يتوجه البطريرك الراعي مع الوفد المرافق الى نيقوسيا لزيارة دير القديسة رفقا للراهبات الانطونيات المارونيات على ان يشارك في حفل الاستقبال الذي تنظمه السفارة اللبنانية في قبرص في السابعة والنصف في فندق "هيلتون بارك" في نيقوسيا.

ميقاتي اختتم زيارته الرسمية الى فرنسا والتقى الجالية في حفل استقبال أقامه سفير لبنان: سمعت ما يجعلني اطمئن الى ان فرنسا مستمرة بدعم لبنان
نسعى لإبعاد وطننا عن تأثيرات الاحداث الجارية حوله ونأمل أن يقتنع الجميع بأن مجلس الوزراء ليس حلبة للمبارزة والحلول تأتي عبر تطبيق الدستور والشعور بالمسؤولية

وطنية - 11/2/2012 أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في ختام زيارته الرسمية الى فرنسا، مساء اليوم، "ان المطلوب لتجاوز الازمة العابرة التي نمر بها هو أن يقتنع الجميع بأن مجلس الوزراء هو مكان للإنتاجية والعمل، وليس حلبة للمبارزة السياسية والمزايدة الانتخابية، وأن تأتي الحلول عبر احترام الدستور وتطبيقه، وتفعيل المؤسسات، والشعور بالمسؤولية ودقة المرحلة، والحرص على التصدي للأولويات وحل المشكلات المزمنة والملفات الشائكة التي لم تعد تحتمل التأجيل".
وكان ميقاتي إلتقى ابناء الجالية اللبنانية في باريس، عصرا، في خلال حفل إستقبال حاشد أقامه سفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر الذي القى الكلمة الآتية: "دولة الرئيس، يقولون، ويصدقون، أنكم أهل عصامية في الحياة، وواقعية واعتدال في السياسة. تؤمنون بالوسطية كنهج سياسي ينتفي بها التطرف في الاصطفاف السياسي والتموضع الطائفي. تنبذون التبعية وتنتصرون لاستقلال لبنان وطنا نهائيا لكل أبنائه، سيدا حرا على كامل ترابه الوطني، كما تنحازون للحقيقة والعدالة دون تبجح أو ضجيج. تسمو بكم القامة يا دولة الرئيس، فتترفعون عن الصغائر، ويشدكم التواضع اليه لتلتصقوا بهموم الناس تبلسمونها بعطاءاتكم بعزم وسعادة دون منة. أزيد فأقول انكم يا دولة الرئيس تحملون صفات المدينة الفيحاء التي أتيتم منها: رسوخ في الوطنية اللبنانية الأصيلة، ريادة في العروبة المنفتحة السمحاء، عيش مشترك بين أهلها ومع أهالي التلال والقمم والمنبسطات التي تسورها، مدينة تتداخل وتنصهر فيها كل المشاعر السياسية والوطنية والقيم الدينية، كما تتجاور فيها شوارع تحمل أسماء عربية وأسماء قديسين وأولياء وأسماء وطنيين. دولة الرئيس، أنتم ومدينتكم تشبهون لبنان. أهلا بكم".
ورد ميقاتي بالكلمة الآتية: "يسعدني أن التقي بكم اليوم في ختام زيارتي الرسمية الى فرنسا والتي كانت ناجحة بامتياز، وأن أنقل اليكم مدى الاهتمام الذي يبديه المسؤولون الفرنسيون، وفي مقدمهم الرئيس نيكولا ساركوزي، باللبنانيين الموجودين في فرنسا والحرص على تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين، وتطويرها نحو الأفضل. إننا نقدر لفرنسا وقوفها الدائم الى جانب لبنان، وحرصها على دعمه على مختلف الصعد، لا سيما في المجالات التي تعزز أمنه، وتثبت استقراره، وتعزز نموه الاقتصادي، الاجتماعي والانساني. وما إستمرار المشاركة الفرنسية في قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان، على رغم الاعتداءات الاليمة التي تعرضت لها، الا دليل اصرار على دعم لبنان والوقوف الى جانبه. وقد سمعت من الرئيس ساركوزي، ورئيس الوزراء فرنسوا فييون، وغيرهما من كبار المسؤولين، ما يجعلني اطمئن الى ان فرنسا عازمة على الاستمرار في دعم حرية لبنان وسيادته واستقلاله وسلامة اراضيه، وكذلك توفير ما من شأنه ان ينمي اقتصاده ويعزز قواه الامنية، ليتمكن من تأدية رسالته في المجالات كافة".
أضاف: "صحيح أن "لبنان - الرسالة" يحيا بجناحيه المسلم والمسيحي، لكنه يعلو أيضا بالمقيمين والمغتربين من أهله. فأنتم رئة يتنفس منها لبنان، بفضل خبراتكم المهنية التنافسية، والكفاءة والريادة المعترف بهما لكم حتى من قبل أشد المنافسين، وكذلك بفعل شبكة العلاقات الواسعة التي تتمتعون بها، وقدرة الشبك والضغط والتأثير في مراكز القرار السياسي والاقتصادي والمالي والصناعي والتكنولوجي، في فرنسا وخارجها. طبعا، ليس جديدا أن يتبوأ اللبناني أعلى المراكز التنفيذية في عالم المال والأعمال والإدارة، وفي المهن الحرة، والتجارة والصناعة، والإعلام والإعلان، والتعليم، والصناعات الثقافية والإبداعية وغيرها، لكن، الجديد القديم هو في مدى القدرة الفعلية على تقريب المغتربين، أكثر وأكثر، من الدولة اللبنانية ومؤسساتها وأجهزتها، كي تتمكن من استغلالكم إيجابا ك"احتياط استراتيجي" و"رأسمال بشري" قيم، وكي تستفيد الإدارة العامة في بلدنا العزيز من قدراتكم وخبراتكم العلمية والمهنية والتنظيمية والرقابية، فتعيد إنتاج نفسها، ليشكل الاغتراب اللبناني نواتها الصلبة، مع المقيمين المؤمنين بالقيم، ومعايير العلم والكفاءة والجدارة والنزاهة والمساءلة والمحاسبة التي تميز غالبية اللبنانيين".
وتابع: "أتطلع في وجوهكم وأقرأ مدى القلق الذي ينتابكم على لبنان واهلكم الموجودين فيه، في ضوء الاحداث الكثيرة والمتسارعة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، وما تتابعونه من مواقف سياسية ومزايدات. ما يمكنني قوله لكم اننا نسعى بجهد وإخلاص لابعاد وطننا عن تأثيرات الاحداث الجارية حوله، والمحافظة على الاستقرار الداخلي، رغم دقة الوضع، في ضوء تسارع الاحداث وتطوراتها الخطيرة، والانقسام العمودي الحاد بين اللبنانيين حيال تلك المسائل وغيرها. سمعت الكثير من أسئلتكم ومعظمها تركز على الواقع الحكومي. وإذا كان من كلمة اطمئنكم بها، فهي أن التجاذبات القائمة حاليا باتت جزءا من الواقع اللبناني، ولكنها لا تغير شيئا في عزمنا على العمل والانتاج، لتحقيق الأهداف التي يصبو اليها اللبنانيون، ومعالجة المشكلات والتشنجات التي يعانون منها".

رحلة موارنة لبنان إلى "جزيرة الأمان"
قبرص ـ جليل الهاشم/النهار
هل ينجح البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في إعادة لمّ شمل الموارنة برعاية الدولة القبرصية؟ وما الذي يمكن أن يقدّمه البطريرك خلال زيارته الراعوية لموارنة قبرص الذين عانوا ويعانون الامرّين نتيجة تقسيم الجزيرة؟ إنّ تجذّر العلاقة المارونية ـ القبرصية بالكنيسة الأم، يتجلّى في كل عام بقداس إحتفالي يقام بمناسبة عيد استقلال لبنان، إضافة الى الاصول المشتركة التي تجمع العائلات القبرصية والعائلات والبلدات اللبنانية. ويشير راعي ابرشية قبرص المارونية المطران بطرس الجميّل الى ان "قرية كورماجيتي لا تزال الى اليوم تحتفظ بلغتها العربية باللهجة اللبنانية التي تعود الى ما قبل 700 سنة، وتحمل نواديها أسماء لبنانية، مثل "نادي لبنان" و"نادي الارز"، وجرت العادة أن تتوقف المدارس في القرى عن التعليم في ذكرى استقلال لبنان للاحتفال بالعيد، وإنشاد النشيد الوطني في السفارة اللبنانية. ولأن العلاقة متجذرة بين موارنة قبرص ولبنان ولم تتوقف، ما يعتبرها موارنة قبرص "زيارات الحج" للبنان التي تصل الى بلدة كور البترونية بإعتبار ان اهالي بلدة كورماجيتي القبرصية يتحدّرون منها، وكذلك الى بلدة شامات في جبيل باعتبار ان اهالي أسوماتوس يتحدّرون منها، أو الى قنّوبين وقبر القديسة مارينا باعتبار ان بعض القرى القبرصية المارونية تعتبر القديسة مارينا شفيعة لها".
وترقى علاقة الموارنة اللبنانيين بقبرص، بحسب ما يذكر المؤرخون، الى بدايات انتشار المارونية كطائفة مسيحية في الشرق عموماً ولبنان خصوصاً، إذ شكلت جزيرة قبرص ما اعتبرته الطائفة الجديدة امتداداً طبيعياً وجغرافياً لطموحات أبنائها في الإنتشار وتوقعاتهم باحتمالات الهجرة أو النزوح اليها حين تشتد المصاعب سياسياً وأمنياً.
فقد ذكر البطريرك إسطفان الدويهي أنه "على أثر الإضطهادات التي تعرض لها أتباع مارون، هجر عدد كبير من بينهم الى قبرس (قبرص)، بعد أن استشهد 350 راهباً...". والى قبرص إنتقل عدد من الموارنة قبل الغزوات الصليبية للشرق، في محاولة لتوسعة المساحة الروحية. ومع ذلك يصعب تحديد تاريخ واضح لبداية الحضور الماروني في قبرص. ويقول المطران بطرس الجميّل "من المؤكد أن الموارنة كانوا يتواجدون في قبرص قبل وصول الصليبيين اليها..". في حين يرجّح المؤرخ بطرس ديب أن تكون "الهجرة اللبنانية الاولى الى قبرص حدثت في القرن التاسع ميلادي تزامناً مع اشتداد اضطهادات المأمون بين سنتي 813 و833 ميلادية". وتؤكد الوثائق البطريركية وجود دير رهبان موارنة في الجزيرة وتعيين البطريرك رئيساً على الدير سنة 1121، ما يفيد بتزامن وصول الموارنة والصليبيين الى الجزيرة، حيث ازدهر هذا الوجود بعد ان ارتاح الوافدون الجدد الى طبيعة الجزيرة التي تشبه لبنان بتضاريسها وجبالها، إضافة الى قربها من لبنان الوطن الأم.
ويعزو المؤرخون الانحسار الماروني في قبرص الى عسف السلطات الصليبية وتأثير الطبيعة، إذ يشير المؤرخ البطريرك إسطفان الدويهي الى انه "ابتداء من العام 1510 كان ديق (ضيق) كبير على المؤمنين الموارنة في جزيرة قبرس (قبرص)، أولاً من الجراد الذي ارتعى الزروع، ثم الحكام، الذين ولو كانوا نصارى، كانوا يحمّلون أثقالاّ غير خفيفة للمؤمنين مثلهم ويأخذون على رأس الرجل نصف دوقات وعلى النساء والاولاد والملح وغيرهم عشر دوقات. وبموضع ذلك كثير من الذين توجهوا الى تلك الجزيرة طالبين الفرج عادوا الى بلاد الشام وبلّغوا الخبر حضرة السيد البطريرك".
وتزامنت المحطة الثانية للنزوح الماروني من قبرص مع انتصار العثمانيين على الصليبيين ووقوع الجزيرة في قبضة العثمانيين بحلول العام 1570. كان عدد الموارنة في جزيرة قبرص مع إعلان استقلال الجزيرة عام 1960 يناهز 4600 نسمة، يتواجدون في اربع قرى تمثل 9% من الاراضي القبرصية، وكان عليهم الإختيار بين الانضمام الى الجماعة اليونانية او التركية، فاختاروا الإنضمام الى اليونانية وخُصص لهم ممثل في البرلمان يسهر على حقوقهم الإيمانية ومصالحهم، من دون ان تكون له صلاحيات سياسية وحاز على صفة المراقب. وفي العام 1974، اجتاح الأتراك القسم الشمالي للجزيرة الذي كان يضم البلدات المارونية الاربع، كورماجيتي، وكارباشا، وأسوماتوس وآيا مارينا، فغادر قسم كبير منهم قراهم الى الشطر اليوناني، في حين هجر أهالي قرية آيا مارينا بلدتهم نهائياً. وقد لخّص المطران الجميّل وضع الموارنة في الجزيرة، خلال توجهه الى الرئيس القبرصي الذي كان يشارك في قداس بمناسبة عيد القديس مارون في العام 2007 قائلا:" الموارنة مهجّرون من قراهم وينتشرون في كل انحاء الجزيرة، ولم يبقَ في القرى إلا المسنون: في آيا مارينا لا أحد، وفي أسوماتوس إمرأة مسنة واحدة، وفي كارباشا نحو 12، وفي كورماجيتي 115، من بينهم الخوري المسن الذي بلغ المئة عام. وعدد منهم ما زالوا يقودون التراكتور لفلاحة الارض وهم في سن 94 عاماً". اما الرئيس القبرصي الراحل مكاريوس فقد لخص وضع الموارنة في قبرص بالقول: المرآة السياسية لحكومة ما، هي في كيفية تعاملها مع الاقليات".

سليمان يترفّع عن "سقطات" عون
باسمة عطوي /المستقبل
تأخذ قواعد مواجهة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لرئيس الجمهورية ميشال سليمان أشكالا متعددة، وتترجم يوميا من خلال تصريحات نواب "التيار الوطني الحر" الهجومية عليه، الى أن تطورت "شكليا"، خلال قداس عيد مار مارون و"الخرق البروتوكولي الذي حصل أثناء القداس، والذي يتلخص بوصول النائب عون متأخراً الى القداس ومغادرته لاحقاً من دون مصافحة رئيس الجمهورية او المشاركة في تقبل التهاني. إرتدادات هذه المواجهة ومفاعيلها بانت أيضا من خلال كلام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي توجه فيه الى رئيس الجمهورية قائلاً "كل إساءة تصل الى شخصك تكون إساءة الى كل اللبنانيين، ونشكر ربنا أن قلبك كبير". وفسّرتها مصادر بعبدا بالقول إن "كلام البطريرك هو رسالة للتحلي بالأخلاق في العمل السياسي لم يقصد به جهة سياسية محددة، بل تهدف الى تقويم العمل السياسي الذي شابه مؤخرا الكثير من الخطاب غيراللائق بحق المؤسسات الدستورية والشخصيات التي تمثلها والذي أطلق من على المنابر الاعلامية، وإن كان هذا الموقف ينطبق عليه المثل القائل "مَن تحت إبطه مسلة تنعره". في المقابل، تقلل مصادر بعبدا من "اهمية الخرق البروتوكولي الذي حصل أثناء القداس، وتقول إن "رئيس الجمهورية لم يشعر بهذا الخرق لأن لكل مسؤول سياسي ظروفه الامنية". في حين تنقل مصادر بكركي لـ"المستقبل" عن "إستياء الجميع من تصرف النائب عون، ومن بينهم حليفاه الرئيس نبيه بري وحزب الله أيضا".
لكن ماذا عن تحرك الرئاسة الاولى تجاه "الحملة العونية" المستمرة عليها، وهل يمكن أن يشكل كلام بكركي إنطلاقة لها؟ تجيب المصادر أن "كلام البطريرك برسم كل المسؤولين السياسيين، الذين عليهم التمعن بأبعاده ومردوده على الحياة السياسية، فحين يهاجم مسؤول ما رئيس الجمهورية، فهو لا يمس فقط بشخص الرئيس بل بما يمثله، أي أنه يتعرض لكل اللبنانيين، وهذه المقارنة تنطبق على الرئاستين الثانية والثالثة أيضا". وتساءلت المصادر "كيف يمكن لمسؤول ما أن يدعي أنه يريد المحافظة على المؤسسات الدستورية وصيانة حقوقها، ولا يتوانى في الوقت نفسه عن تهشيمها والعمل على إهدار كرامتها وفي الوقت عينه يترقب الفرص للوصول الى سدة الرئاسة فيها؟ وبالتالي ماذا سيتبقى له من هذه المؤسسات، في حال وصل إليها إذا فقدت هيبتها واحترامها داخليا وخارجياً".
وتتابع الأوساط "إن رئيس الجمهورية يزين كلام البطريرك بميزان الذهب، ويؤيده بكل أبعاده ويحرص على العمل به إنطلاقا من واجباته كمؤتمن على الدستور والرئاسة الاولى، وهو لن يردّ على المواقف التي تهاجمه من هنا وهناك، لأن الهدف هو الحفاظ على المقامات من ضمن موقعه السياسي، وكونه رئيساً توافقياً، وعليه أن يترجم هذا الدور الذي ارتضاه لنفسه، من خلال البعد عن السجالات السياسية الثنائية، والتمسك بمواقفه التي كانت مادة تباين بينه وبين "جنرال الرابية" او غيره من الافرقاء الأساسيين، والانطلاق من جديد نحو حوارات ثنائية مع الافرقاء السياسيين، لإرساء معايير راقية للتواصل السياسي تؤدي الى إعادة الحوار بين الجميع وانعقاد طاولته لاحقاً في قصر بعبدا، وحلحلة الازمات الحكومية ومواصلة العمل على الاستقرار الامني، أما إذا استمرت الخلافات السياسية فلا ضير من ذلك، شرط أن يكون الاعتراض على مواقف الرئيس من باب التقويم السياسي وليس التراشق الكلامي غير اللائق".
وفي الاطار نفسه، تفسّر مصادر في الرابطة المارونية "كلام البطريرك بأنه "يأتي ضمن مسار بكركي التاريخي، وحرصها على مكانة المؤسسات الدستورية في البلد ومنها مقام رئاسة الجمهورية"، وتلفت المصادر أن "كلام البطريرك الراعي للرئيس سليمان أثناء القداس هو إعطاء حصانة وبركة بكركي له، مشيرة الى أن "مواقف العماد عون تزيد الطوق السياسي حوله، وتخرجه من اللعبة السياسية في البلد من حيث يدري أو لا يدري، إذ لا يمكن له على الرغم من أنه يستند الى أكثرية شعبية مسيحية ونيابية، أن يواجه كل القوى السياسية في البلد وبالتالي لا بد من إيجاد مخرج لهذا الطوق، من المواقف التي أوجدها حوله وإيجاد مخرج مشرف له".

النظام السوري وإهدار الفرص
مصطفى علوش/المستقبل
"وما زال تَشْرابي الخمورَ ولذّتي وبيعي وإنفاقي طريفي ومتلدي الى أن تحامتني العشيرةُ كلّها وأفرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المُعَبّد" (معلقة طرفة بن العبد)
بصراحة أنا متعاطف مع طَرْفة بن العبد، فهذا الشاعر الجاهلي الذي قتل في مقتبل العمر، كان قد غرق مبكراً في ما كان يسمى ملذات الحياة من سكر وعربدة، فأدرك في معلقته الشهيرة أن عزل (إفراد) عشيرته له وتخليها عنه انما كان نتيجة لإفراطه في متاع الدنيا.
جميلٌ هو مبدأ "التوبة"، لأنه يقول للمفرطين في غيهم، إن الوقت لم يفت ليرتدعوا عن أذية الناس حتى إن هذا الباب بقي مفتوحاً في معظم الأديان لكل المجرمين مهما أسرفوا في الأذية. قد يكون هذا المبدأ مجحفاً في حق من قضَوْا حياتهم في التقى والتزام المعايير الأخلاقية في العلاقات بين البشر، فكيف يمكن أن تفسح التوبة المجال للغفران بحيث يتساوى بعدها الجميع، أو لربما أفرد في بعض الأحيان صدر المقام للتائبين، وفي الوقائع فقد أصبح بعضهم في مقام أعظم القديسين مثل بولس الرسول. في الحقيقة، لطالما حيرتني قصة "الابن الضال" أو "الولد الشاطر" في الانجيل، الى أن علمت أن معنى الشاطر هو ليس "الذكي" أو "الحربوق" بل يعني الابن الذي انفصل عن عشيرته. ولكنني مع ذلك لم أتقبل فكرة الاحتفال بعودة الابن الضال وتمييزه الواضح من اخوته الذين كانوا دوماً على الصراط المستقيم.
الحكمة من ذلك مبنية على أن التوبة قد تمكن من استنقاذ النفس الضالة من غرقها في المفاسد، والأهم هو كف يد الارهاب عن البشر إذا كان التائب مستغرقاً في أذية الناس. ولكن شرط التوبة الأساسي هو أن يكون مدفوعاً بحس واضح بالندم، لكن هذا الحس ولو صادقاً فلا يجب أن يكون سبيلاً للإفلات من العقاب إلا في الحالات التي لا تتضمن أذية الناس. فكيف لمن هو مستغرق في القتل والدمار؟
ولكن الواقع هو أن باب التوبة على المستوى المدني والسياسي مفتوح فقط لمن هم قادرون على الاستمرار في الأذية وما زالوا يتمتعون بقوة كافية تجعلهم أقوى من القانون، أما الباقون فيطبق عليهم ما حدث لمعمر القذافي.
لا يمكن الآن إحصاء الفرص التي أعطيت لبشار الأسد للتكفير عن الفظائع التي ارتكبها نظام أبيه في حق الشعب السوري والشعب اللبناني والشعب الفلسطيني. منذ اليوم الأول للاستعدادات لوراثته عرش أبيه، تجاوزت الناس في سوريا مبدأ التوريث وتعديل الدستور على قياسه، فجزء منهم كان يأمل استمرار الاستقرار الأمني لأنه يعلم أن طرح تداول السلطة حتى ضمن الحزب الواحد سيؤدي حتماً الى مجازر كبرى، والجزء الآخر كان يتوسم خيراً "بالرئيس الشاب" وبأنه لا بد متأثر بشيء من الحداثة مما سيدعوه حتماً الى تطوير النظام في سوريا ولو بشكل بطيء. كانت تلك فرصته الأولى للتكفير عن حكم والده الطويل والحافل بالقمع والارهاب والقتل الفردي والجماعي، استمر في رعاية الفساد المحمي بالسطوة الأمنية والمخابراتية، واستمر في تغطية حكمه الشمولي والقمعي بستار الشعارات القومية والعروبية والبدعة الجديدة الا وهي جبهة الممانعة التي تجمعه مع إيران، الأخ الأكبر البديل عن من سمّاهم يوماً "أشباه الرجال" من دول عربية كان لها الفضل الدائم في دعم حكمه وحكم أبيه، وفي معظم الأحيان عن طريق الابتزاز.
أما على مستوى العلاقات العربية والدولية، فقد أعطي الفرصة الأولى بعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من خلال استعداد السعودية لمساعدته لتجاوز القضية مقابل بعض التسويات، ولكنه أطاحها عندما توهم أنه يملك فائض قوة بعد حرب تموز 2006 مستغرقاً في معاداته للعرب من خلال خطابه الشهير عشية الحرب.
لقد أقسم بعض الزعماء العرب يومها بمقاطعته بشكل نهائي، كما أن المجتمع الدولي كان أصلاً في قطيعة معه الى أن أتت الفرصة الجديدة بعد تبدل القيادات في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، كان واضحاً رغبة القيادتين بتجربة مختلفة عن الرؤساء السابقين، فكانت مبادرة الرئيس الفرنسي نحو النظام السوري ومن بعدها تخفيف الضغوط الأميركية وتعيين السفير في دمشق، ومن ثم أتت المبادرة العربية للمصالحة التي فتحت الباب مجدداً لبشار الأسد للتعاون على أمل التخفيف من الاختراق الإيراني السياسي والأمني والعسكري من خلال التحالف المدعو بمعسكر الممانعة.
كان اتفاق س ـ س احدى النتائج المباشرة للفرص المتجددة لهذا النظام ولرئيسه الى أن أدرك الجميع لاحقاً أن الصفة الملازمة لبشار الأسد هي الكذب المتكرر لشراء الوقت ليس إلا. المؤسف والمريب في الوقت نفسه، هو استمرار العرب والعالم بالمراهنة على تغيير ما، على الرغم من أن التجارب المتكررة، ووقائع الأمور أكدت انعدام الأمل في فك تحالف النظام السوري مع مشروع ولاية الفقيه لأن بشار الأسد سيفقد بذلك ورقة لابتزاز العرب والعالم في حال فك هذا التحالف، إضافة الى أن منظومة ولاية الفقيه أرست أوضاعاً داخل سوريا تجعل من الصعوبة بمكان فك هذا التحالف.
مع انفجار الثورة السورية منذ نحو سنة، كان على العالم أن يدرك منذ البداية عقم المبادرات والحلول التي تفترض التسوية مع النظام السوري، فهذا النظام مرهون وجوده على استمراره كما كان منذ أكثر من 4 عقود، لذلك فإن كل الفرص التي أعطيها لم تكُ إلا مضيعة للوقت ومزيداً من إهدار دم المواطنين، وما يحدث اليوم من مجازر يومية بحق الشعب السوري ما هو إلا نتيجة حتمية للتردد في القرارات الدولية والعربية للحسم مع نظام الأسد. لا عاقل اليوم يتصور بأن بشار الأسد سيصحو فجأة، بمعجزة ما، ليعتذر من الشعب السوري واللبناني والفلسطيني، ويعلن أنه سيترك الحكم لأنه بالاساس يعتبر سوريا ملكية خاصة وأن المواطنين ما هم إلا أدوات يستعملها كما يشاء. لذلك فإن الأمور مفتوحة على إما استمرار المجزرة في سوريا لأنه من الواضح أن الثائرين قطعوا إمكانية العودة الى الوراء، أو أن يكون هناك حدث أمني أو عسكري حاسم يؤدي الى تغيير المعادلة القائمة حالياً.
() عضو في المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل"

انتشار الجيش حسم اتهامات ومخاوف ولا وجود للمنشقين كمجموعات في الشمال
روزانا بومنصف/النهار
اتخذت التطورات في شمال لبنان وفي المناطق الحدودية مع سوريا ابعادا مهمة في ظل تحذيرات من نواب المنطقة من احتمال اختراق سوري للاراضي اللبنانية بذريعة ملاحقة عناصر من" الجيش السوري الحر" او ربما محاولة اجتياح بعض القرى بالذريعة نفسها على نقيض ما ذهبت اليه تحذيرات من نواب من 8 آذار حاولوا الاسبوع الماضي تسليط الضوء على تجاوزات قالوا انها تحصل ضد الاراضي السورية انطلاقا من القرى الشمالية الحدودية. وقد توجه الجيش اللبناني الى المنطقة في عملية اتخذت بدورها ابعادا وتفسيرات واثارت مواقف متناقضة من ضمن نواب المنطقة الذين كانوا طالبوا بالجيش اللبناني حماية للحدود واعترضوا على اسلوب انتشاره اخيرا. وقد قاربت هذه التطورات حدود الازمة الداخلية حتى مع الجيش اللبناني على خلفية لا تنتفي فيها عوامل التوظيف السياسي من جانب البعض لكن ثمة تفاهما وفق ما تقول مصادر معنية على مستوى القيادة العسكرية للجيش والقيادة السياسية لتيارات سياسية محددة يختلف عما يتوقف عليه بعض التصريحات السياسية. فما هي حقيقة ما يجري وهل هناك فعلا وجود لعناصر "الجيش السوري الحر" ممن يتدربون في الاراضي اللبنانية او يعمدون الى شن عمليات عسكرية انطلاقا من القرى اللبنانية الحدودية؟
ثمة اوجه عدة للمداخلات اللبنانية في الازمة السورية يشترك في بعضها سياسيون لبنانيون وقريبون من النظام السوري وافراد منه ايضا من خلال محاولة القاء تبعة ما يحصل عبر الحدود على عاتق فريق خصم للنظام هو فريق تيار "المستقبل" او عموما الطائفة السنية في لبنان. وتأتي في اطار هذه المداخلات ايضا الاتهامات التي تسوقها المعارضة السورية والجيش السوري الحر لـ"حزب الله" من خلال اتهامه بايفاد عناصر منه لمساعدة النظام في مواجهته لشعبه. وهذه الاوجه تثير المخاوف في شكل واضح من محاولة استدراج قسرية للبنان الى ما يجري في سوريا او محاولة استيراد الازمة بطريقة او باخرى على نحو دفع بكثر الى التحذير من تداعيات الازمة السورية على الاستقرار اللبناني. لكن هناك ايضا عوامل واعتبارات سياسية يسعى كل فريق الى محاولة توظيفها لمصلحته مما يقتضي تكبير بعض الامور او تصغيرها حسب المقتضيات والمصلحة علما ان هناك اجماعا على ان الافرقاء السياسيين الاساسيين يتلاقون على ان لا مصلحة للبنان في استدراج الازمة السورية او التدخل فيها انطلاقا من الاراضي اللبنانية. مصدر رسمي يكشف ان هناك مجموعة نقاط حسمتها العملية العسكرية الاخيرة في القرى الشمالية الحدودية والمعلومات المتوافرة في شأن ما اثير اخيرا ومن بينها:
ان لا وجود لعناصر من "الجيش السوري الحر" كجيش في القرى الشمالية الحدودية من حيث توافر مجموعات منهم تخضع للتدريب على الاراضي اللبنانية على غير ما اثير من اتهامات او حملات في هذا الاطار. لا وجود لعمليات عسكرية تنطلق من القرى الحدودية مع سوريا الى الاراضي السورية تقوم بها وحدات منشقة من الجيش السوري كما لا وجود لمسلحين من هؤلاء العناصر يتنقلون باسلحتهم في القرى القريبة من الحدود. ان هناك عمليات تهريب واسعة تجري في المنطقة بالمعنى التجاري في الدرجة الاولى حيث ثمة اقرار بان لبنانيين كثرا يحاولون الاستفادة ماديا من بيع الاسلحة المتوافرة لديهم الى جانب حصول عمليات تهريب لامور اخرى غير الاسلحة اذ ان الخوف مما يجري في سوريا يدفع بالمواطنين السوريين الى تهريب اموالهم وما يملكونه الى لبنان من الاغنام الى الذهب.
هناك عناصر عسكرية فرت من الجيش السوري الى لبنان لكن فرارها ولجوءها الى لبنان يتم ويسمح له بان يكون بصفة انسانية وليس باي صفة عسكرية او سوى ذلك. اذ في واقع الامور فان لبنان هو في هذا المجال بين تحديين ضاغطين احدهما من النظام السوري الذي يحاول عبر قناته الرسمية وحلفائه في لبنان في شكل خاص الضغط من اجل اتخاذ اجراءات تحمي حدوده في المرحلة الراهنة على نقيض ما كان يرفضه للبنان في هذا الصدد قبل مواجهته الازمة الحالية. والتحدي الاخر يتمثل في واقع الضغط الذي تقوم به الدول الغربية من اجل حماية النازحين السوريين وعدم تسليمهم الى النظام السوري او اعادتهم الى بلادهم فضلا عن تأمين الملجأ الآمن لهم اضافة الى عدم السماح بملاحقة المعارضين السوريين في لبنان علما ان هؤلاء باتوا يتجنبون الاعلان عن ظهورهم ووجودهم في لبنان في الاشهر الاخيرة. ويبدو ان لبنان الرسمي يحاول السير بين هذه الضغوط في السعي الى تفاديها من جهة وملاقاتها بالحد الادنى من جهة اخرى في اطار المحافظة على مصلحته المباشرة. وتبعا لذلك فان الخشية التي يبديها البعض من محاولة اختراق او تعد من الجيش السوري على مناطق او قرى لبنانية انما يستند الى ان الحشرة التي قد يجد النظام نفسه فيها قد تدفعه الى امور قد تبدو صعبة في الظروف العادية تماما على غرار قتل الصيادين في عكار باعتبار ان المعلومات الامنية اكدت عدم وجود اسلحة معهم والمنطق يقول اما بتوقيفهم او اعتقالهم وليس بقتلهم وفق ما حصل. ولذلك يدرج المصدر الرسمي انتشار الجيش في قرى حدودية او نقاط على الحدود في اطار الالتفاف على مثل هذا الاحتمال في حال وجد او ورد ايا تكن نسبة هذا الاحتمال الذي لا يمكن اسقاطه من الاعتبار في اي من الاحوال وليس بناء على اجندة سورية.

لأن تغييرها قد يهزّ الأمن والاستقرار الحكومة باقية ما بقيت الأزمة السورية
اميل خوري/النهار
عندما كان لبنان يمارس النظام الديموقراطي ممارسة صحيحة وسليمة، كانت الأكثريات النيابية هي التي تشكل الحكومات وهي التي تحجب الثقة عنها عند محاسبتها على أخطائها، أو كان رئيس الحكومة يستقيل عندما يختلف مع رئيس الجمهورية على مواضيع مهمة، أو يرى ان بقاء حكومته لم يعد يتلاءم والظروف السائدة، أو كان رئيس الجمهورية بموجب دستور ما قبل الطائف يقيلها إذا وجد أن بقاءها لم يعد مجدياً وملائماً.
ولكن منذ أن خضع لبنان للوصاية السورية اصبح النظام الديموقراطي وجهة نظر وكذلك الدستور أحياناً، إذ ان هذه الوصاية كانت هي التي تقرر متى يجوز للحكومة أن تستقيل ومتى لا يجوز ذلك بمعزل عن رأي رئيس الحكومة نفسه والوزراء وحتى عن رأي أكثرية النواب... وعندما كان يستحيل على الحكومة البقاء نتيجة خلاف لا يعالج بين رئيسها ورئيس الجمهورية كانت الوصاية السورية تتدخل لحسم هذا الخلاف لمصلحة هذا او ذاك، وتمنع على رئيس الحكومة الاستقالة حتى عندما تتعطل أعمال مجلس الوزراء ويتعرقل اقرار المشاريع الحيوية والمهمة، إما لأن رئيس الجمهورية يتدخل لمنع إدراجها على جدول أعماله، أو انها اذا أُدرجت يُرفض طرحها على بساط البحث، واذا طرحت امتنع عن احالتها على التصويت لئلا تكون نتيجته سلبية. وهو وضع استمر سنوات مع أكثر من عهد خلال الوصاية السورية. وبحجة الحرص على الامن والاستقرار في لبنان لم يجز "اتفاق الدوحة" استقالة الحكومة وأي وزير فيها.
وعندما قضت مصلحة سوريا بأن تستقيل الحكومة التي كانت برئاسة سعد الحريري أو عزت الى الوزراء والمحسوبين عليها بالاستقالة، فاستقالوا لكي تأتي سوريا وحلفاؤها في لبنان بحكومة تكون حكومتها وهو ما حصل. وكان السبب الرئيسي للتخلص من حكومة الحريري هو المحكمة الدولية التي يجب عرقلة سيرها مهما كلف الامر. وكان لا بد لقوى 14 آذار التي فقدت الاكثرية تحت الضغط السوري والترهيب بسلاح "حزب الله" من ان ترضخ للواقع المستجد وإلا واجهت البلاد الفراغ والفوضى، ولا شيء يمنع ذلك سوى حكومة من قوى 8 آذار التي انتقلت اليها الاكثرية بسحر ساحر، لأن هذه الحكومة هي التي تستطيع ضمان استمرار الامن والاستقرار وجعل القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه يمر بهدوء رغم ما كان قد سبق صدوره من تهديد ووعيد كانا برسم التنفيذ لو أن حكومة تألفت من قوى 14 آذار او حتى من تكنوقراط لأن سوريا تريد حكومة تطمئن الى وجودها وتثق بها خلال المرحلة الدقيقة والخطرة التي تواجهها في الداخل، وأن هذه الحكومة هي وحدها التي تضمن استمرار الامن والاستقرار في لبنان بدليل ان اي ردود فعل مهمة لم تصدر عند صدور القرار الاتهامي، وتغاضت عن "حيلة" تمويل المحكمة. ولو ان حكومة اخرى كانت مكانها ولا ترضى عنها سوريا لكان ربما انهار الامن والاستقرار.
ولأن حكومة ميقاتي هي الحكومة التي تستطيع المحافظة على الامن والاستقرار في البلاد، وهذا من الاولويات محليا وعربيا واقليميا ودوليا، فإن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان صارح أركان قوى 14 آذار عندما التقاهم بالقول ان حكومة ميقاتي يجب ان تبقى في الظروف الراهنة لأنها قادرة على حفظ الامن والاستقرار، وهما اولوية في الوقت الحاضر. وكان هذا الكلام قد ازعج البعض في قوى 14 آذار الذين كانوا قد بدأوا حملة قاسية على الحكومة بهدف اسقاطها. وعاد فيلتمان وكرر هذا الموقف عندما التقى بعضهم لمناسبة قيامه بواجب التعزية بنسيب لحود.وها ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يؤكد في كلمته في ذكرى المولد النبوي الحرص على استمرار الحكومة، وقال للذين بدأوا "تظبيط أزرار جاكيتاتهم وربطات العنق": "لا حكومة جديدة لأن الحكومة الحالية مستمرة وهي أساس الاستقرار في البلد وأن الوقت ليس وقت اسقاط حكومات أو توتير أمني أو سياسي في لبنان". وكان الرئيس ميقاتي قد نسب اليه قوله: "اذا سقطت الحكومة سقط البلد"...هذا الوضع الشاذ الذي يعيشه لبنان منذ سنوات بعيدا من احكام الدستور والاصول الديموقراطية، لا سبيل للخروج منه الا بخروج سوريا من أزمتها الحادة سواء في هذا الاتجاه او ذاك. وما دامت هذه الازمة مستمرة فالوضع الشاذ مستمر في لبنان ويضع الزعماء فيه بين خيارين: إما القبول بحكومة وصفت بأنها حكومة عمل وتكاد تصبح بلا عمل بسبب المناكفات والمشاحنات بين اعضائها، وإما مواجهة الفراغ والفوضى إذا ما سقطت او اسقطت، لأن سوريا وحلفاءها في لبنان لن يدعوا احدا يشكل حكومة لا من قوى 14 آذار حتى وإن عادت إليها الأكثرية، ولا من تكنوقراط لا تعرف شيئاً عن هويتهم. فلا تغيير إذاً في لبنان ما لم يحصل تغيير في سوريا من شأنه أن يغيّر موازين القوى ويعيد إليه وإلى دول المنطقة الديموقراطية الصحيحة والحقيقية.

لبنانان في تونس
الياس الزغبي/أشدّ ما يؤذي العقل ويصفع الحقيقة، هو أن ينقل بعض اللبنانيّين صورة مشوّهة عن لبنان الى منتديات اقليميّة ودوليّة، فكيف اذا كان المنتدى مؤتمرا ضمّ نخبا عربيّة عليا، في البحث والفكر والثقافة، وفي الهمّ العربي المعقود على ربيع التغيير والانتقال الديمقراطي. على مدى 6 أيّام في الجلسات والكواليس، انعقدت 21 ندوة أبحاث ومناقشات وعصف فكري، في تونس، بدعوة من "مركز دراسات الوحدة العربيّة" والمعهد السويدي في الاسكندريّة، بمشاركة 70 باحثا ومفكّرا من الدول العربيّة، مشرقا ومغربا، بينهم 8 لبنانيّين، وفي حضور رفيع لقادة تونس الجديدة وفي مقدّمهم الشيخ راشد الغنوشي. في هذا اللقاء الفكري النوعي، يُغبطك، أو يُحزنك مشهدان:
- ما يُفرحك أنّ قادة الرأي العربي لا يزالون يرَوْن الى لبنان مصدر الهام حداثيا، ونموذج تجربة رائدة في الديمقراطيّة وتفاعل التنوّع واحتضان الحريّات، برغم التشوّهات التي ضربته من الخارج ومن بعض أهل بيته.
- وما يُحزنك أنّ اثنين من أهل البيت حملا هذه التشوّهات، وربّما بفعل النمطيّة المزمنة وغفوة العقل النقدي أكثر ممّا هو بسوء النيّة، الى الجلسات والكواليس، ما أثار استياء عاما وتساؤلا عمّا اذا كان لبنان هو فعلا على هذه الصورة المتكلّسة.
وأكثر ما أثار صدمة المؤتمرين هو دفاعهما المستميت عن النظام السوري، على وقع هول الأخبار المتلاحقة عن استشراسه في القمع الدموي متسلّحا بـ"فيتو" مجلس الأمن الدولي والزيارة الروسيّة السياسيّة – المخابراتيّة لدمشق.
وضاعف الصدمة دورانُهما على المصطلحات والصياغات نفسها، المأخوذة من الأدبيّات السياسيّة المنمّطة والتي ثبُت خواؤها، من "المؤامرة الغربيّة والخليجيّة"، الى وصف الثورة السوريّة بمجرّد "عصابات مسلّحة"، الى وصف اجتياح المدن بالدفاع عن النفس، الى استثناء "النظام وجيشه" من بين أنظمة الاستبداد العربيّة، الى ردح "الممانعة والمقاومة"، وقدسيّة "السلاح الالهي"، الى قلب حقائق 7 أيّار والانقلاب "الدستوري" المسلّح من نقمة الى نعمة للبنانيّين!
هذا الخروج السافر عن السياق البحثي والموضوعي للمؤتمر ومحاولة تسييسه وتوظيف منبره، دفع مشاركين عربا وبينهم ثلاثة باحثين وناشطين سوريّين بارزين، الى وضع شؤون سوريّا وثورتها في سياقها الصحيح، وكشف حقائق ووقائع لا تقبل النقض.
وكان لأربعة لبنانيّين أوراق بحثيّة ومداخلات أعادت تصويب الموقع اللبناني المتقدّم في التحوّل العربي وأسندته الى تراثه العريق في ريادة حركات التحرّر والحداثة:
الأوّل أكّد حتميّة انتصار الثورات العربيّة على الأنظمة المظلمة والظالمة.
الثانية كشفت خداع شعارات "السلاح المقاوم" و "النظام الممانع".
الثالث أحيا ثابتة تاريخيّة في أنّ لبنان أرسى نظام انتخابات ديمقراطيّة قبل قرن ونصف، وأوّل دستور متقدّم قبل 86 عاما.
والرابع شرح كيف أنّ النظام السوري أهمل حقّه الوحيد (تحرير الجولان) ولعب أدواره الاقليميّة الأربعة فسقطت تباعا، وهو يلعب دوره الخامس والأخير في قتل شعبه. ودعا الى انتظار اعادة لبنان بناء ذاته الوطنيّة بعد سقوط هذا النظام وأذرعه المسلّحة، مشيرا الى أسبقيّة لبنان في الهام الربيع العربي. تشويش ايديولوجي دوغماتي حاوله بعض المتدثّرين بالعباءة البحثيّة، لكنّه لم يحصد الاّ الاستهجان والخيبة. المهمّ أنّ العرب، من خلال طلائعهم المتقدّمة، خرجوا من جحور الخطاب المتجمّد، ومن الشعارات اليابسة. وقد أصبحوا يُشبهون لبنان كثيرا في ريادة الأفكار، وخوض الانفتاح، وفتح الأبواب على العالم. ويُريحك أنّ وجوها من ليبيا والمغرب وتونس ومصر والسودان والعراق واليمن ودول أخرى تشاركك بقوّة في فهم العصر والتحرّر من الايديولوجيّات الجامدة. ويُدهشك، كما يُدهشها، اصرار فريق عربي على اقفال نوافذه، والبقاء في دوران الدراويش حول مفاهيم بائدة، ورموز متحجّرة، وأنظمة منتهية الصلاحيّة. أمّا ما يصدمك، فهو أن يكون في لبنان من ينتسب الى هذا الفريق، ويذهب للتبشير بالخطأ، في المشارق والمغارب. لبنانان في تونس؟ لا، لبنان الحقيقي هو "الغالب". أمّا "لبنانهم" الطارئ... فإلى انقضاء.

سوريا


بان كي مون أدان تفجيرَي حلب: العنف يجب أن يتوقف فوراً
ندّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "بشدّة" بالانفجارين اللذين استهدفا مدينة حلب في شمال سوريا أمس. ووفق بيان للمنظمة الدولية فإن بان قدّم تعازيه الى عائلات الضحايا كما إلى "الحكومة والشعب السوريين"، مكرراً القول إن "أي عنف غير مقبول ويجب أن يتوقف فوراً مهما كان مصدره". وجدد بان الإعراب عن "اقتناعٍ شديد أنّه لا يمكن تجاوز الأزمة في سوريا سوى بحل سياسي سلمي وكامل يأخذ في الاعتبار التطلعات الديمقراطية للشعب السوري ويضمن الاحترام التام لحقوق الإنسان والحريات الأساسية". (أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تنشر صوراً من الأقمار الاصطناعية عن أعمال العنف بسوريا
نشر السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد والخارجية الأميركية على الإنترنت صوراً التُقطت بالأقمار الاصطناعية، واعتبرا أنّها أدلة على قيام الجيش السوري بعمليات "واسعة النطاق" ضد المدنيين، وخصوصاً في مدينة حمص. وتُظهر إحدى هذه الصور التي نشرها فورد على صفحة السفارة على موقع "فيسبوك" دخاناً كثيفاً يتصاعد في السماء، وكتب على الصفحة ان الصورة التقطت بواسطة الاقمار الاصطناعية في السادس من شباط فوق حمص، ويتيح تكبير الصورة مشاهدة "اليات عسكرية" و"اليات مصفحة" و"حرائق" و"مبان تحترق". وأكدت المتحدثة بإسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن هذه الصور "رُفعت السرية عنها" وتظهر مدينة حمص، وقالت: "إن هذه الصور رهيبة، إنها تظهر مجموعات من الدبابات، حرائق، وأموراً لا يمكن مشاهدتها الا حين ينفذ الجيش هجوما واسع النطاق ضد السكان المدنيين". كما نشرت الخارجية الاميركية على احد مواقعها تسع صور لمناطق الزبداني وحلبون ورنكوس في ريف دمشق. والصور التي التقطت أيضاً بالأقمار الاصطناعية هي بالأبيض والأسود وأكثر وضوحاً، تظهر احداها اربع دبابات في حقل، وكتب تحتها "المدفعية المنتشرة في الزبداني" في السادس من شباط. وتظهر صورة اخرى التقطت في الثاني من شباط، وفق الشرح، ثلاث اليات للمدفعية السورية "تتجه الى رنكوس" القرية الزراعية التي تبعد 40 كلم شمال دمشق. وعلقت نولاند بالقول: "هدفنا ان نظهر وحشية النظام (...) ونوع الاسلحة المرعبة التي يستخدمها ضد مواطنيه".(أ.ف.ب)

و
اشنطن: نواصل العمل لمؤتمر أصدقاء سوريا الذي يركّز على التحول الديمقراطي
أكدت الولايات المتحدة أنّ المؤتمر الدولي المرتقب عقده قريباً بشأن سوريا سيركّز على التحول الديمقراطي في هذا البلد. وقالت المتحدثة بإسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي إن "العمل يتواصل لعقد مؤتمر تحت اسم "أصدقاء سوريا ديمقراطية" أو "أصدقاء الشعب السوري"، ولا نزال نعمل على التسمية، وسنرى كيف تجري الأمور بحلول الأسبوع المقبل". وأضافت نولاند: "إن هدف كافة البلدان والشركاء الذين نتوقع أن يشاركوا في المؤتمر هو دعم الخطة التي وضعتها الجامعة العربية والتي تتحدث بشكل واضح جدا عن مرحلة انتقالية ديمقراطية في سوريا". ولفتت نولاند الى أن الإدارة الأميركية "ستواصل العمل على هذا المسار الذي تعمل عليه منذ بضعة أشهر لزيادة الضغط الاقتصادي والسياسي على النظام السوري"، مشيرة الى أن الدول الأوروبية والعربية ستعزز قريبا ضغوطها على النظام السوري. وتابعت نولاند: "لن نتوقف وننتظر فيما نخطط لهذا الاجتماع وهذه المجموعة الجديدة وبالطبع سنواصل العمل الذي قمنا به .. والدبلوماسية التي تسبق الاجتماع تمنحنا بالطبع فرصة للعمل مع البلدان المشاركة على جدول أعمال المؤتمر"، مشيرة إلى أن العقوبات التي فرضت على النظام السوري الى الآن "أثّرت على العملة السورية، كما أن النظام يجد صعوبة متزايدة في التجارة حول العالم ويضطر الى اللجوء الى احتياطاته لتأجيج العنف". وختمت بالقول: "نحاول التأثير على كل المجموعات المساندة للنظام للتخلي عنه والوقوف الى جانب سوريا ديمقراطية". وكان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان قد زار المغرب وباريس والبحرين لتنسيق الإعداد لهذا المؤتمر الذي سيعقد قريبا لبحث الوضع في سوريا. (كونا)

وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون: على المجتمع الدولي أن يتبنّى لغة واحدة للمطالبة بتنحّي الأسد
اعتبرت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن على المجتمع الدولي أن يتبنّى لغة واحدة للمطالبة بتنحّي الرئيس السوري بشار الأسد، لافتة إلى أن "إشراك الدول المجاورة لسوريا وقيادة جامعة الدول العربية لهذا التحرك أمران حاسمان لإدارة هذه الأزمة". ونددت أشتون في بيان "بأشدّ العبارات" بالهجمات التي تشنّها القوات السورية في مدينة حمص، وقالت: "على المجتمع الدولي أن يتبنى لغة واحدة ويطالب بوضع حد لحمام الدم ويحض الأسد على التنحي للسماح بعملية انتقالية ديمقراطية". (أ.ف.ب)

السعودية وزّعت مشروع قرار على الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا
أعلن دبلوماسيون أن السعودية وزّعت مشروع قرار يدعم خطة سلام عربية لسوريا على أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد نص مماثل في مجلس الأمن الدولي الاسبوع الماضي. وكما مشروع القرار الذي تم إحباطه بمجلس الأمن، فإن مشروع قرار الجمعية العامة "يؤيد بشكل كامل" خطة جامعة الدول العربية التي طرحت الشهر الماضي والتي تدعو من بين أمور أخرى إلى تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد للمساعدة في إنهاء أعمال العنف. وجاء في نصّ مشروع القرار: "تشيد الجمعية العامة بجهود جامعة الدول العربية لتشجيع التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، وترحب بخطة عملها في تشرين الثاني الماضي وقرارها اللاحق في 22 كانون الثاني الماضي للانتقال السلمي للسلطة، وتدعم تماماً تسهيل عملية الانتقال السياسي في سوريا الى النظام ديمقراطي تعددي من خلال حوار سياسي جدي بين الحكومة والمعارضة تحت رعاية جامعة الدول العربية، وتدين بشدة استمرار الانتهاكات واسعة النطاق التي تقوم بها السلطات السورية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية مثل استخدام القوة ضد المدنيين والإعدام التعسفي والقتل واضطهاد المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الانسان والصحافيين". كما يدين مشروع القرار أيضاً "جميع أشكال العنف بغض النظر عمّن يرتكبها"، ويدعو جميع الأطراف في سوريا بما في ذلك الجماعات المسلحة "للوقف الفوري لجميع أعمال العنف أو الأعمال الانتقامية وفقا لمبادرة جامعة الدول العربية". وبحسب ما ورد في المشروعن فإن الجمعية العامة تدعو دمشق "لإنهاء فوري لجميع انتهاكات حقوق الانسان والهجمات ضد المدنيين وحماية الشعب السوري والامتثال التام للقانون الدولي والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس حقوق الانسان والتعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة". وسيجدد مشروع القرار تأكيد "أهمية ضمان المساءلة وضرورة وضع حد لحالات الإفلات من العقاب ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان بما فيها تلك التي قد تصل الى حد جرائم ضد الانسانية"، ويدعو مشروع القرار السلطات السورية الى التعاون الكامل مع بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية "وفقا لبروتوكول الجامعة في 19 كانون الأول 2011 وإتاحة سبل وصول لمساعدات الانسانية الى المحتاجين بأمان ودون عوائق"، ويدعو المشروع أيضاً الأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون "لتقديم الدعم للجهود التي تبذلها الجامعة العربية بما في ذلك تعيين مبعوث خاص، فضلا تقديم المساعدة التقنية والمادية وأن يقدم تقريرا عن تنفيذ هذا القرار - بالتشاور مع الجامعة العربية - خلال 15 يوما من تاريخ اعتماد مشروع القرار". كما ينصّ المشروع على أن "تجدد الجمعية العامة تأكيدها بضرورة أن تمتنع جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في علاقاتها الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة أراضي أية دولة أو استقلالها السياسي أو التحرك بأية وسيلة لا تتفق مع أهداف الأمم المتحدة" دون أن يذكر سوريا بالإسم. ومن المقرر أن يسبق التصويت المرجح اجراؤه الأسبوع المقبل عرضاً يوم الاثنين المقبل في الجمعية العامة من المفوضة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي للتطورات الأخيرة في سوريا بما في ذلك انتهاكات حقوق الانسان التي يرتكبها النظام. (رويترز – كونا)

بيان من "أحرار السويداء" إلى "أحرار حمص
يقال نت/السبت, 11 فبراير /2012 صدر بيان باسم "أحرار محافظة السويداء جبل العزّة الوطنية " توجهوا فيه إلى "أحرار حمص العدية، حمص حاملة بيرق الحرية والكرامة"، جاء فيه: أخوتنا في الوطن .. شركاؤنا في الألم .. أبطال حمص: نقدًر عالياً بيانكم التضامني مع حراكنا ونثمن غالياً بطولاتكم وتضحياتكم الاسطورية بوجه الة القتل الوحشية .. نعم "الدين لله والوطن للجميع" الذي رفعه قائد الثورة السورية ورفاقه لم يكن شعارا للتغني وانما رسموا من خلاله استراتيجيا العيش المشترك وملامح الوطنالجامع لكل ابنائه, الوطن الذي ارخصوا الدماء لأجله بمواجهة المستعمر الفرنسي على كافة الارض السورية .. ولم يتم اغتيال هذا الشعار الًا عندما اتت هذه الطغمة العسكرية لتحول الوطن الى مزرعة والمواطنين الى رعايا على مدى اربعة عقود من القمع والتنكيل.. وها هي الشعوب تعود ثانية لإنجاز ثورتها الثانية ضد الاستبداد. ثورة استرجاع الكرامة .. فكنتم منارة الثورة وبوصلتها. لقد جاءنا بيانكم الثوري والوطني والذي صاغته نضالاتكم قبل أقلامكم، جاءنا ليؤكّد لنا أحقيّة حمص بكل أسماء العِزّة والفَخَار . فأي بطولة وأي وطنيّة رائعة هذه التي امتلكتموها لتقتنصوا لحظات من وقتكم الذي أشبعه النظام الأسدي دماراً وإجراماً وتَخُطّوا لنا بيانا داعماً وشاكراً حيث لا وجوب للشكر على عملٍ هو واجبٌ علينا كما هو حقٌ لنا. إخوتنا في وطن الحاضر والمستقبل كما كنا في وطن الماضي، لا نجدُ كلمات لمواساتكم بما كُلمتم به في كل أحياء حمص ومدنها وقراها، ولسنا بوارد شجب وتنديد أفعال النظام الساقط، فهذا متروك للغرباء من خارج البيت السوري الواحد، أما نحن فجرحنا واحد ودمكم دمنا، وقد جاء حراكنا الأخير ليثبت للعالم أجمع أن الشعب السوري واحد , أن الدم السوري واحد، والوطن السوري واحد، وقد كان التزامنا بجوهر هذه الشعارات منذ بداية الثورة ثابتا في كل حراكنا ونشاطنا مع إخوتنا في كل ربوع الوطن وسعيهم نحو حلمنا المشترك في في دولة مدنية ديموقرطية تصون كرامة أبنائها وحريتهم. نسأل الله الرحمة لشهدائكم وشهدائنا أبطال حمص العدية، والشفاء العاجل للجرحى والسلامة للمعتقلين الأحرار، ونعاهدكم أن نكون لكم ولكل أحرار سورية سنداً ورفقاء درب.
احرار جبل العرب
تنسيقية محافظة السويداء
تنسيقية السويداء / فرع شهبا وقراها

زهير الصديق يظهر كضابط في"الجيش الحر" ويعد بمفاجآت
 أعلن الشاهد الملك في قضية اغتيال رفيق الحريري محمد زهير الصديق الذي ظهر على أنه قيادي برتبة رائد في ميليشيا "الجيش السوري الحر" أن الشعب السوري لا يحتاج إلى تدخل دولي بل إلى إمداد الجيش الحر بالسلاح، معتبراً أن “سواعد أبطالنا قادرة على أن تتخلص من النظام وأزلامه". وسأل في حديث تلفزيوني:" لماذا لا تدعمنا الدول العربية علناً كما تقوم إيران بدعم النظام السوري.. علناً؟" مطالباً بالدعم العسكري فقط عن طريق السلاح والذخائر دون الأموال، حيث يعد ضباط وعناصر ميليشيا "الجيش السوري الحر" الذين يعملون ضمن آلية عسكرية حديثة ومنظمة، مفاجآت".

سوريا طلبت من طرابلس وتونس اقفال سفارتيهما في سوريا
نهارنت/أعلنت الخارجية السورية السبت أنها طلبت من السلطات الليبية والتونسية اقفال سفارتيهما في دمشق "عملا بمبدأ المعاملة بالمثل". وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في تصريح صحافي: "طلبت السلطات السورية من ليبيا وتونس أن تغلقا سفارتيهما في دمشق عملا بمبدأ المعاملة بالمثل". وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي أقفل السفارة السورية في طرابلس في تشرين الاول الماضي بعد أن اعترف بالمجلس الوطني السوري ك"ممثل شرعي" للشعب السوري. وفي مطلع شباط أعلنت تونس المباشرة باجراءات "لطرد السفير السوري" من تونس، بعد القصف العنيف الذي استهدف بشكل خاص مدينة حمص من قبل قوات الامن السورية

الجامعة سيف النظام السوري!
عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط
خلال الأشهر الأربعة تكسرت آمال كثيرين في أن تكون الجامعة العربية هي بوابة حسم للأزمة السورية. لقد لعبت الجامعة العربية دورا سيئا، عن علم أو عن جهل، فعطلت المبادرات الدولية الفردية، وأقصت عن عمد تركيا، وأطالت إدارة الأزمة لأشهر، وأخيرا زودت نظام الأسد بتقرير براءة يلقي اللوم على القتلى وأهاليهم، تحت اسم المراقبين العرب.. كيف؟ ولماذا؟
حيرتنا مواقف الجامعة المتناقضة، كاشفة عن صراع معسكرين، مع وضد، في المسألة السورية. في البداية كان موقف الجامعة متفاعلا، حيث أظهرت استعدادها لاتخاذ أقصى عقوبة ضد النظام بعد ثمانية أشهر من الأزمة من قتل مستمر استهدف المدنيين ضمن سياسة الترهيب لوقف الاحتجاجات. الطرد هو أقصى عقوبة يمكن للجامعة أن تعاقب بها أي نظام عضو فيها. قرر مجلس وزراء الخارجية العرب في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) تعليق عضوية سوريا في الجامعة إن لم يتوقف النظام السوري عن القمع خلال أربعة أسابيع، 18 دولة أيدت التعليق ودولتان فقط عارضتا. رد عليها بشتائم ساخرا بأنها أصبحت ألعوبة في يد الغرب. لم يكن في أروقة الجامعة سوى بضعة سفراء قالوا بدعم الأسد، مثل اليمن والجزائر والسودان، في مشهد نادر ضد نظام عربي كبير. لاحقا انتقل القمع السوري للجامعة علنيا.. تحدث سفير الأسد على الإعلام بكلام بذيء ضد الجامعة والدول المضادة. وقيل حينها إنه طلب من دمشق تغيير سفيرها بسبب إساءاته لكن الأسد تحداهم وأبقى عليه.
تساءلنا: إذا كانت قيادة الجامعة عاجزة حتى عن طرد سفير وقح، فكيف تقدر على نظام شرس؟ لم يطرد السفير ولم تعلق عضوية سوريا. ثم تبين لاحقا أن الأسديين تمكنوا من اختراق الجامعة حيث تراخت مواقفها، ولغتها، وأفكارها. وذات مرة تجرأ أحد كبار موظفي الجامعة العربية واتصل بقناة «العربية» مستنكرا وصارخا على الهاتف: «هل تريدون أن تجعلوا سوريا ليبيا أخرى؟!»، كان ذلك حديثا خارج البث. هكذا يفكر موظفو الجامعة وبينهم محسوبون على دمشق! والطامة الكبرى ميل الأمين العام الجديد لدمشق! هل هذا حقا موقف نبيل العربي أم موقف السلطة المصرية، تاريخيا صاحبة اليد الطولى في مواقف الأمين العام؟ ولماذا مصر الثورة تقف مع أبشع الأنظمة العربية، وأكثرها وحشية في أيام ملطخة بالدم؟ الحقيقة لم نجد دليلا يؤكد ذلك. ثم حامت الشكوك حول مصاهراته، خاصة أنه موقف مقارب لموقف المفكر المعروف محمد حسنين هيكل، بأن ما حدث في ليبيا، ويحدث في سوريا، جزء من مؤامرة غربية، بما يعني ذلك من تحقير لشعبين عاشا ظلما تحت نظامين لا مثيل لهما في العالم العربي. لكن من الصعب أن نجزم بالموقف الفكري الشخصي، فهو محكوم بوظيفته المقيدة. وفي تصوري لا يعقل، حتى لو كان مؤمنا بفكرة المؤامرة السخيفة هذه، أن يتخذ موقفا سيسجل تاريخيا ضده لصالح نظام آيل للسقوط. لا يهمنا رأيه، أقواله وأفعاله أثارت الشارع العربي حزنا وغضبا. فجأة ولدت فكرة غبية جدا.. إرسال مراقبين لمعرفة ما يحدث هناك، بما تعنيه من تشكيك. والأسوأ كلف بقيادتهم جنرال مخابرات ينتمي إلى نظام البشير السوداني، المتحالف مع الأسد أصلا. ولولا أن الموقف القطري، الذي يشغل منصب رئاسة المجلس الوزاري للجامعة والمتعهد بإدارة الأزمة السورية، منحاز مع انتفاضة الشعب السوري لقيل «وراء الأكمة ما وراءها». استخفافا بالجامعة زاد النظام السوري من قمعه ووحشيته، وازداد عدد القتلى. وبدل أن تكون الجامعة العربية فرس الرهان لإنقاذ الشعب السوري صارت الجامعة العربية حصان طروادة للأسد. استخدمها لتعطيل المبادرات الأوروبية، وتقسيم العالم بانقسام العرب. ثم اتضحت مهزلة المراقبين بتقرير كتبه ضابط المخابرات السوداني، فيه يزعم أن الجرائم من الطرفين، من الأهالي الضحايا والنظام! وهو التقرير الذي اتكأ عليه الروس في مجلس الأمن لاستخدام حق النقض، الذي أعاد الابتسامة إلى وجه الأسد وصدم ملايين العرب في كل مكان. كانت النتيجة متوقعة سلفا منذ أن طرحت فكرة المراقبين. ولو لم تفعل الجامعة شيئا لكانت النتيجة أفضل، لأن المجتمع الدولي عادة يتبنى مواقف فردية، إلا أن وجود رابطة إقليمية، أي الجامعة العربية في حالتنا، اضطر الجميع إلى السير وراءها. لقد تم استخدام الجامعة لمنع التحرك الأوروبي، واستخدمت للتآمر على تركيا في اجتماع الرباط وأقصيت تحت عنوان «الحل العربي»، المعني به إبعاد الأتراك. الأتراك غضبوا وقالوا صراحة «سنترك لكم الأمر تتدبروه»، وهم عارفون أنه لا توجد دولة قادرة على التصدي للنظام السوري سوى تركيا.

قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني 'يداً بيد' مع الأسد لقمع الاحتجاجات
صحيفة بريطانية تؤكد زيارة قائد فيلق القدس الإيراني الى دمشق للاشراف على تدريب ومساعدة الميليشيات والقناصة.

ميدل ايست أونلاين
لندن - يزور قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني دمشق لتقديم المشورة للنظام السوري حول قمع الإحتجاجات المسلحة، مع استمرار قلق العواصم الغربية من تدخل طهران وموسكو في الأزمة السورية.
وذكرت صحيفة "ديلي تليغراف" في عددها الصادر الجمعة إن أعضاء في "المجلس الوطني السوري" المعارض "أكدوا أن لديهم معلومات موثوق بها أن سليماني يشارك عن كثب الرئيس بشار الأسد وأركان نظامه". ونقلت الصحيفة في التقرير الذي كتبه "اليكس سبييوز" عن رضوان زيادة مدير مكتب العلاقات الخارجية بالمجلس "هذه هي ثاني زيارة على الأقل لسليماني، فيما يعمل فيلق القدس بشكل رئيسي في تدريب ومساعدة الميليشيات والقناصة". واضافت الصحيفة أن دبلوماسيين وخبراء غربيين وعرباً يقدرون عدد الجنود والمستشارين من فيلق القدس في سوريا بأنه يتراوح بين المئات على أقل تقدير والآلاف على أبعد تقدير، واقام هؤلاء قاعدة واحدة على الأقل في بلدة الزبداني القريبة من العاصمة دمشق. واشارت إلى أن المساعدة الإيرانية للنظام السوري تشمل معدات لمكافحة الشغب وتقديم المشورة الفنية حول طرق سحق المعارضة واغراق مناطقها بقوات الأمن، وجمع المعلومات الإستخباراتية ومراقبة استخدام المتظاهرين للإنترنت وشبكة الهاتف النقال، بما في ذلك الرسائل النصية.
ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله "نشعر بقلق عميق من تواتر معلومات موثوق بها تفيد بأن ايران تقدم معدات ومشورة فنية للنظام السوري لمساعدته في سحق الإحتجاجات، وهذا الدعم أمر غير مقبول". وتأتي انباء زيارة سليماني بعد اسبوعين من تأكيده، أن بلاده حاضرة في لبنان والعراق، وأنهما "يخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران وأفكارها"، قائلا إن الجمهورية الإسلامية بإمكانها تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية في هذين البلدين، فضلا عن أنها قادرة على تحريك الوضع في الأردن ايضا. ونقلت وكالة "إيسنا" للأنباء شبه الرسمية تصريحات هذا المسؤول العسكري الإيراني الرفيع والتي أدلى بها في ندوة تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي" بحضور بعض الشباب من البلدان العربية، التي شهدت ثورات ضد أنظمة الحكم.
وتصف إيران هذه الثورات بـ"الوعي الإسلامي" وتصر بأنها مستلهمة من ثورة إيران التي أطاحت بنظام الشاه في عام 1979 إلا إن طهران تستثني منذ ذلك الثورة الشعبية السورية ضد الرئيس بشار الاسد، أهم حليف لنظام ولاية الفقيه في المنطقة. وحول أحداث سوريا، أعرب قاسمي، الذي يتلقى أوامره مباشرة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، عن دعم بلاده الكامل لنظام الأسد قائلا ان "الشعب السوري موالٍ للحكومة بالكامل، ومؤيدو المعارضة لم يستطيعوا تنظيم تجمع مليوني واحد ضد الحكومة".
وفي تحليل له حول المرحلة التي تلت هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة والأحداث التي تشهدها المنطقة اليوم، استنتج سليماني أن الغرب حاول ارعاب البلدان الإسلامية ولكن النتائج جاءت خلافا لإرادته "في العراق وأفغانستان" واصفا الإنسحاب الأميركي من البلدين بـ"الهزيمة". وحول الثورات العربية، زعم سليماني أنها تأخذ طابعا إسلاميا رويدا رويدا وتتبلور مع مرور الزمان على شاكلة الثورة الإسلامية الإيرانية، مشيرا إلى إن الجمهورية الإسلامية بإمكانها التحكم في هذه الثورات لتوجهها نحو العدو، وإن هذه الإمكانية متوافرة في الاردن ايضا.
واستطرد قائلا "إن الأعداء يحاولون تضييق الساحة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفرض تكلفة باهظة الثمن عليها، ولكن هذه الندوة فرصة لكي يسافر الآلاف من الشباب الذين لهم دور مؤثر في حراك الوعي الإسلامي إلى إيران بغية التقلص من الحساسية الناجمة عن ايرانوفوبيا حيث سيتمكن هؤلاء الشباب من مشاهدة حكومة اسلامية أنشأت على أسس دينية في إيران".
وفي قسم آخر من كلمته، أكد سليماني تواجد الإيرانيين في الجنوب اللبناني والعراق مضيفا "إن هذه المناطق تخضع بشكل أو آخر لإرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأفكارها".
ولم يتوقف الحديث منذ سقوط النظام العراقي السابق عن أنشطة الحرس الثوري الإيراني في العراق وبعض بلدان المنطقة ولاسيما من خلال فيلق القدس، الذراع السري لهذه المؤسسة العسكرية العقائدية بقيادة سليماني، الذي يعد أهم شخصية عسكرية إيرانية على الإطلاق. وكانت صحيفة الغارديان البريطانية نشرت تقريرا لها في شهر يوليو/تموز 2011 بخصوص التدخل الإيراني في العراق، سلطت من خلاله الأضواء على تحركات سليماني في هذا البلد العربي الذي كان يشكل توازنا إستراتيجيا مع إيران قبل سقوط نظام صدام حسين. وقالت الصحيفة إن سليماني "يدير العراق بصورة غير مباشرة"، وقد أصبحت سوريا التي تشهد احتجاجات ضد الحكومة في دائرة نشاطات فيلق القدس في محاولة لدعم الرئيس الأسد. وفي إشارة لأحداث سوريا، قال سليماني إن الشعب السوري بكافة قومياته يؤيد الحكومة بالكامل، وإن اهل السنة الذين يشكلون قسما مهما من الشعب ينظرون بقلق إلى التدخل الغربي هناك. وتعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية الثورة السورية "نسخة مزيفة" للثورات العربية، من صنيعة الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة. وحول دور الإخوان المسلمين في سوريا، قال إن الإخوان منتشرون في كافة بقاع العالم الإسلامي، وتشكلوا حسب ظروف ومقتضيات البلدان التي ظهروا فيها، وهم يحملون ثقافات مختلفة، والإخوان في سوريا يختلفون عن الإخوان في مصر. وأردف قائلا "حركة الإخوان شهدت صعودا وهبوطا مستمرا خلال عملها وتجنبت خلال تطورات الوعي الإسلامي (الربيع العربي) الاصطدام بالغرب، ونرى بأنها حذرة في التعامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضا لأنها تتخوف من هجوم الغرب عليها بتهمة الارتباط بايران". وكان سليماني من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية، التي استمرت ثمانية أعوام بصفته قائدا للفرقة 41 "ثار الله". وبعد أن وضعت الحرب بين البلدين الجارين أوزارها، تسلم مهام بالغة الأهمية والسرية في الحرس الثوري إلى أن عينه المرشد الإيراني الأعلى بعد عام 2000 قائدا لفيلق القدس، وقام في عام 2011 بترقيته من عقيد إلى فريق نتيجة للخدمات التي قدمها لصالح بلاده في كل من العراق وأفغانستان ولبنان. واليوم يدور الحديث أيضا حول تواجده في سوريا لدعم النظام السوري ضد المحتجين، الذين تتهمهم طهران بالعمالة للغرب وأميركا.

المناضلة العربية السورية منتهى الأطرش: شبيحة لبنان في سوريا معروفون بعمالتهم للنظام

المستقبل/اوضحت المناضلة العربية السورية منتهى الأطرش ان "مَن يأتي من لبنان إلى سوريا ويتحدث أمام الإعلام بأن لديه دور وتأثير عند أهل جبل العرب وفي السويداء، نقول بأن هذا الرجل، المعلوم بعمالته للنظام وبقبضه للأموال من النظام لمَدّه ببعض الشبيحة من لبنان، ليس لديه أي دور أو تأثير حقيقي على الصعيد الشعبي أو السياسي في السويداء وهو لا يتعاطى إلا مع مَن هُم مِن أمثاله وعلى شاكلته من الذين رهنوا أنفسهم لفساد وإجرام النظام، وهؤلاء ليس لهم صلة لا من قريب أو بعيد بتاريخ أهل جبل العرب وعنفوانهم وأصالتهم".
وأكدت في حديث الى الموقع الإلكتروني للحزب "التقدمي الإشتراكي، بأن" ما جرى في السويداء يؤكد بأن أهل جبل العرب الاحرار هم مع الثورة السورية ضد النظام"، موضحة بأن "الدافع الأساسي لانضمام العدد القليل من شباب السويداء إلى صفوف الشبيحة سببه المال الذي يدفعه النظام لهؤلاء الشباب مستغلاً أوضاعهم المادية الضيقة". وكشفت بأن "هناك أعداد كبيرة من الشباب يتم إرسالهم إلى سوريا من قبل حلفاء النظام وإيران في لبنان، وهناك أموالاً طائلة تدفع في هذا السبيل، وهذا الأمر موثق ومؤكد ميدانياً، وذلك لدعم المظاهرات التي يحشد لها النظام بالأعداد البشرية، ومن أجل الإشتراك بالأعمال القذرة التي يقوم بها الشبيحة ". وعلقت على الفيتو الروسي ـ الصيني في مجلس الأمن، مشددة على ان "هذا الفيتو ساهم في تعقيد وتأزيم الأزمة وقد دفع باتجاه جر سوريا نحو خطر الفتنة والحرب الأهلية، فهو أعطى النظام غطاءً لارتكاب المزيد من القمع والقتل بحق المدنيين وهذا ما يشكل خطراً كبيراً على وحدة سوريا وسلمها الأهلي". وتوجهت إلى الرئيس الروسي ديميتري ميدفيدف، قائلة: "نقول للرئيس الروسي أن مصالحكم هي مع الشعب السوري الباقي في سوريا وليس مع نظام مجرم بائد وزائل عاجلاً أم آجلاً"، داعية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى "التحقق من صدقية المظاهرة المليونية التي كانت في استقباله". ولفتت الى أن "الشعب السوري الذي لم يشاهده وزير الخارجية الروسي في المظاهرة الاصطناعية التي استقبلته خلال زيارته إلى سوريا، اختار تغيير النظام، وهذا الشعب السوري الذي ما زال منذ أكثر من 11 شهر يتظاهر ويقاوم شبيحة هذا النظام، مصمم على خياره في تغيير النظام مهما كانت الخسائر والتضحيات". ووجهت "رسالة شكر وتقدير إلى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وكل أحرار العالم الذين لم يضيعوا البوصلة، وقرروا أن يكونوا إلى جانب سوريا الوطن الشعب العروبة والتاريخ لا سوريا نظام القمع والقتل والفساد".

دعوات لدول "الخليجي" لإرسال قوات "درع الجزيرة" إلى سورية خلال مهرجان في الدوحة
خادم الحرمين: نحن في أيام مخيفة والثقة بالأمم المتحدة "اهتزت"

الرياض, الدوحة - وكالات: أكد خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز, أمس, ان الثقة في الامم المتحدة "اهتزت" بعد استخدام روسيا والصين "الفيتو" لمنع تبني قرار بشأن سورية, معتبراً أن ما حدث "بادرة غير محمودة أبداً". وجاء موقف العاهل السعودي خلال استقباله في قصره بالرياض, ضيوف الحرس الوطني من العلماء والأدباء والمفكرين ورجال الإعلام والصحافة من داخل المملكة وخارجها الذين يحضرون المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السابعة والعشرين والمقام في الجنادرية. وفي كلمة مقتضبة تحمل الكثير من المعاني, توجه خادم الحرمين إلى الحضور بالقول: "نحن في أيام مخيفة مخيفة, ومع الأسف الذي صار في الأمم المتحدة في اعتقادي هذه بادرة ما هي محمودة أبداً, كنا وكنتم نعتز بالأمم المتحدة تجمع وما تفرق, تنصف وما يتأمل منها إلا كل خير, وإلى الآن نحن نقول إن شاء الله. لكن الحادثة التي حدثت ما تبشر بخير لأن ثقة العالم كله في الأمم المتحدة ما من شك أنها اهتزت". واضاف ان "الدول مهما كانت لا تحكم العالم كله أبداً أبداً, بل يحكم العالم العقل, يحكم العالم الإنصاف, يحكم العالم الأخلاق, يحكم العالم الإنصاف من المعتدي, هذا الذي يحكم العالم, لا يحكم العالم من عمل هذه الأعمال كلها", في إشارة على ما يبدو إلى الجرائم المستمرة بحق المدنيين في سورية.
وختم الملك عبد الله كلامه بالقول: "لكن يا إخواني إن شاء الله إنكم من الصابرين, وسنصبر ونصبر حتى يفرجها الله, والله يمهل ولا يهمل".
وكان خادم الحرمين استهل كلامه بالترحيب بالحضور قائلاً: "أحييكم تحية الإسلام, أحييكم في بلدكم المملكة العربية السعودية وهي بلد للخير, وكل إنسان فيه خير لدينه ووطنه ولأمته العربية والإسلامية, كلكم تستحقون الشكر, وتستحقون الثناء لأنكم رجال كافحتم لخدمة دينكم ووطنكم, وإن شاء الله أبناؤكم يسيرون سيركم". واضاف ان "المملكة العربية السعودية تفتح ذراعيها تحية لكم, تفتحها لكل إنسان فيه خير لدينه ووطنه وشهامته". من جهة أخرى, نظم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, بعد صلاة الجمعة في الدوحة أمس, "مهرجاناً إسلامياً" لمناصرة سورية, وطلب دعم الثوار ضد نظام الرئيس بشار الاسد, حضره خصوصاً اعضاء المكتب التنفيذي ل¯"المجلس الوطني" السوري المعارض.
ودعا رئيس الاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة التي سبقت المهرجان إلى "نصرة الشعب السوري", منتقداً بشدة نظام الأسد. من جهته دعا صلاح الدين سلطان احد قيادات الاتحاد دول مجلس التعاون إلى تسليح المنتفضين السوريين ضد النظام, وارسال قوات "درع الجزيرة" الى سورية, كما حصل مع البحرين. وقال سلطان "يا ملك السعودية ويا امير قطر و يا امراء الامة اخرجوا السلاح من غمده واعطوه لهؤلاء الاحرار, فالصمت هنا جريمة", مضيفاً "كما حركتم درع الجزيرة الى البحرين حركوه نحو سورية". وشهد المهرجان الخطابي هجوما شديدا على روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ضد سورية في مجلس الامن الدولي. ودعا احد الخطباء الذين تداولوا على المنصة الى "مقاطعة السلع الروسية والصينية من طرف المسلمين". من جهته, قال المعارض السوري هيثم المالح العضو في المجلس الوطني السوري الذي يعقد اجتماعات في الدوحة, انه "ليس لدى النظام (السوري) ارادة لحل الامور العالقة".وأدى المتظاهرون صلاة الغائب على ارواح ضحايا العنف ورفعوا شعارات مطالبة بدعم "الجيش السوري الحر". ومن هذه الشعارات "نطالب بدعم الجيش الحر لانه املنا في تحريرنا من عصابة الاسد" و"شكراً لدول مجلس التعاون لطرد السفراء" و"شهداؤنا الابرار, دماؤكم مشاعل حريتنا". وفي ختام المهرجان, فتح الشيخ القرضاوي باب التبرعات للمحتجين بتقديمه عشرة آلاف ريال (حوالي 2700 دولار) قبل ان تتوالى تبرعات الحاضرين بالمال وقطع المصاغ بالنسبة للنساء. وكانت الدوحة قد شهدت يوم الاربعاء الماضي تظاهرة شارك فيها أكثر من الفي شخص ضد نظام الرئيس السوري وللمطالبة بدعم "الجيش السوري الحر".كما تظاهر ناشطون سوريون, الثلاثاء الماضي, أمام السفارة الروسية, فيما حاول آخرون قبل ايام التظاهر امام السفارة السورية في الدوحة الا ان السلطات منعتهم.

ماذا يجري في جبل العرب الدرزي؟
فادي عيد/الحمهورية
إستحوذ السجال السياسيّ بين القيادات الدرزية على خلفية الموقف من دروز سوريا باهتمام واضح لدى كافة الشرائح والقيادات الدرزية اللبنانية والسورية.السبت 11 شباط 2012
وهذا السجال بقي في إطاره الهادئ، خصوصاً على مستوى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، ورئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، وهنا تجدر الإشارة إلى أن ثمّة ارتباطاً عائلياً ودينياً بين دروز لبنان وسوريا وفلسطين، وبالتالي الزيارات المتبادلة على المستويين العائلي والروحي بين دروز لبنان وسوريا هي على مدار الأسبوع في سياق اللقاءات الدينية، إضافة إلى مشاركة الطرفين في الأفراح والأتراح، ناهيك عن أن صور الزعيم كمال جنبلاط ونجله رئيس "جبهة النضال الوطني" كانت خلال فترة السبعينات والثمانينات، ولا سيّما في مرحلة الاجتياح الإسرائيلي وحرب الجبل، موجودة في معظم بيوت جبل العرب. من هنا السؤال، لماذا دعا حنبلاط دروز سوريا إلى التمرّد على النظام، وعدم المشاركة في القتال وأعمال القمع التي يقوم بها ضدّ الثوار؟
تقرأ أوساط عليمة بالموقف الجنبلاطي، أنه أراد من ذلك حماية الدروز في جبل العرب الذين هم على تخوم درعا من الصدام، وربما أكثر من ذلك، إلى تقديمه أوراق اعتماد إلى دول خليجية وفي طليعتها السعودية وقطر، في ظل استمرار الرياض في مقاطعتها له بعد انقلابه على الأكثرية السابقة. لكن هذا الأمر بحسب ما يقال، حشَرَ الدروز في جبل العرب، إذ اعتبرت مرجعياتهم ومشايخهم وعائلاتهم، أن ذلك قد يكون تحريضاً على قتلهم في حال تغيّرت الأوضاع، وليس حمايتهم، بمعنى أن جنبلاط ارتكب خطأ كبيراً في اعتبار أنه يدرك خصوصيتهم وأوضاعهم كونهم جزءاً من النسيج السوري، وعليه فإنّ دعوته جاءت متأخرة ومفاجئة في رأيهم، في اعتبار أنّ الوزير غازي العريضي كان في الأمس القريب يزور دمشق ويلتقي اللواء محمد ناصيف قبل أن تنقطع العلاقة الجنبلاطية مع النظام السوري.
أمّا عن تداعيات الموقف الجنبلاطي على الساحة الدرزية اللبنانية، فالبداية كانت رسالة من النظام السوري إثر زيارة النائب طلال إرسلان مع وفد من المشايخ لدمشق، وردّ إرسلان بزيارة قرى وبلدات الدروز في سوريا. إنما الأمر الأكثر وضوحاً تمثّل بلقاء الوزير السابق وئام وهاب بالرئيس بشار الأسد لثلاث ساعات من دون أن يتناول وهاب النائب جنبلاط في أي إشارة، على رغم إطلالاته الإعلامية المتتالية في الأيام القليلة الماضية، لكن الرسالة الأبرز التي يمكن قراءتها كانت جولة وهاب على الهيئة الروحية الدرزية والمشايخ الكبار، ومنهم كبير الهيئة الروحية الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين، المرجع الأبرز عند الدروز اليوم، والذي تمنّى الهدوء في جبل العرب وعدم التعرّض للدروز وتفهّم أوضاعهم وعلاقتهم المتينة مع الجهات والقيادات السياسية السورية. وهنا بدا الغضب الجنبلاطي، إذ ثمة من يرى أن هذا الكلام لم يصدر عن الشيخ ولي الدين لأنّ من يزوره يتضح له أنه غير راض عن دعوة الدروز إلى التمرّد على النظام، وفي الحد الأدنى عدم التدخل في شؤونهم كونهم مواطنين سوريين. ومن هذا المنطلق، فإنّ موقف الهيئة الروحية والمشايخ قد يكون "حشَرَ" جنبلاط في هذه المرحلة الدقيقة، وبالتالي فإنّ هذا الأخير ومنذ عودته من موسكو يعبّر عن مخاوف كبيرة، لا بل أنه يردّد خشيته من حرب أهلية في سوريا، وإن كلامه الأخير عن ذهاب "شبيحة" من جبل لبنان لمساندة النظام السوري، أدخله في حرب سياسية مع دمشق وحلفائها في لبنان.
من هنا، يبدو أنّ هذه الأزمة التي تتفاقم حول موقف الدروز من جبل العرب، آخذة في التفاعل إذ حصل في الأيام الماضية بعض الإشكالات في مدينة السويداء وفي شهباء، ما ترك علامات إستفهام حول وضعية القيادات الدرزية الحليفة لدمشق، إذ يقال إنّ جنبلاط على تواصل مع البعض في جبل العرب، وخصوصاً مع السيدة منتهى الأطرش حفيدة سلطان باشا الأطرش، وتأتيه معلومات يومية عن وضعهم وعن الثورة السورية عموماً، فيما يبقى وهاب هادئاً إزاء المختارة ودعوته إلى الإستقرار في الجبل عامل اطمئنان من دون أن يلغي ذلك المخاوف التي تبرز على إيقاع التطورات السورية، ما يطرح السؤال حول المدى الذي ستصل إليه الأوضاع في مدينة السويداء وجبل العرب عموماً بعد التحرّكات الأخيرة، فهل هي فردية، أم ستصل إلى مستوى التحرك الشامل والدراماتيكي؟


هل تبقي مجزرة حمص بشّار 30 سنة اخرى؟
ميدل ايست أونلاين/بقلم: خيرالله خيرالله
في سوريا هناك نظام مريض انتهى منذ فترة طويلة. ليس في إمكان مريض آخر، هو المريض الروسي، إنقاذ المريض السوري. بعد الفيتو الروسي في مجلس الامن التابع للامم المتحدة، وبعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدمشق، يتبيّن ان كلّ ما تسعى اليه موسكو يتمثل في تغطية مزيد من العمليات العسكرية التي تستهدف الشعب السوري. لعلّ اخطر ما في الامر ان الفيتو والزيارة مهدا للحملة التي تتعرض لها مدينة حمص واهلها في ما يشبه عملية تنظيف ذات طابع عرقي اكثر من ايّ شيء آخر. في النهاية، ليس في استطاعة المريض الروسي توفير علاج من اي نوع كان للمريض السوري، اللهمّ الا اذا كان هناك في موسكو من يعتقد ان الرئيس بشّار الاسد قادر على البقاء في قصر الرئاسة بفضل القمع الذي يستخدم فيه السلاح الروسي ولا شيء آخر غير ذلك. لم تشف روسيا بعد من عقدة الاتحاد السوفياتي على الرغم من مرور عشرين سنة بالتمام والكمال على انهيار القوة العظمى الثانية في العالم وخسارتها الحرب الباردة. لم تتعلّم روسيا شيئا من تجربة سقوط الاتحاد السوفياتي واضطرارها الى الاكتفاء بالحدود الروسية بعدما كانت تسيطر على جمهوريات عدة استقلت تباعا عنها.
لم تستوعب روسيا الدرس. لا تزال تعتقد انها قوة عظمى بفضل امتلاكها مصانع اسلحة والسلاح النووي. لو كانت الاسلحة تصنع قوى عظمى، لكان الاتحاد السوفياتي حيّا يرزق. ما يصنع القوة العظمى تضافر لعوامل عدة على راسها الاقتصاد القوي والتعليم والتكنولوجيا المتطورة والمؤسسات الديموقراطية. لو استطاع الاتحاد السوفياتي بناء اقتصاد قوي ومؤسسات ديموقراطية، تمثل النقيض التام لما كان عليه نظامه، ولما عليه سوريا الآن، لما استنزفته حرب افغانستان وكارثة تشيرنوبيل وتهديدات رونالد ريغان بالدخول في سباق للتسلح من نوع جديد تحت عنوان "حرب النجوم".
تكمن مشكلة روسيا في انه على الرغم من مضي عقدين من الزمن على عودتها الى داخل حدودها، لا تزال تعتقد انها قوة عظمى وان من حقها التدخل الى جانب انظمة عفا عنها الزمن تقمع شعوبها ودعم هذه الانظمة. هذا في الظاهر. اما في الواقع، فانّ موسكو لم تستخدم الفيتو في مجلس الامن الاّ من اجل الدخول في مساومات مع واشنطن تصب في نهاية المطاف في مساعدة فلاديمير بوتين على الحصول على شرعية معيّنة بعد انتخابات الرئاسة المتوقعة في الرابع من آذار- مارس المقبل.
ما هذا النظام الروسي، الساعي الى لعب دور القوة العظمى، على الرغم من انه فشل في اقامة مؤسسات ديموقراطية ولا يزال يبحث عن شرعيته في واشنطن؟ يفعل ذلك من منطلق ان واشنطن هي الجهة التي تؤثر على الشارع في موسكو ومدن اخرى وانها قادرة على الطعن في نتائج الانتخابات الروسية المقبلة وانها كانت، من وجهة نظره، وراء التظاهرات التي شهدتها مدن روسية قبل اسابيع قليلة احتجاجا على نتائج الانتخابات التشريعية. مثل هذا النظام الروسي الباحث عن دور في سوريا من اجل الدخول في مساومات مع الاميركيين والاوروبيين، على رأسهم الالمان، لا يستطيع توفير اي علاج ناجع للنظام السوري. كلّ ما يستطيع عمله، بالاتفاق مع الصين طبعا، يتمثل في توريط النظام السوري اكثر فاكثر في القمع وفي المواجهة مع شعبه. انه اختصاص روسي موروث عن العهد الستاليني. قاد هذا الاختصاص الاتحاد السوفياتي في الماضي الى دعم ديكتاتور دموي مثل منغستو هايلي مريم في اثيوبيا او سياد بري في الصومال وتشاوشيسكو في رومانيا وعشرات آخرين والى الاعتقاد ان في الامكان اقامة نظام ماركسي في ما كان يسمّى حتّى العام 1990 "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية"... لا مجال لتعداد المآثر السوفياتية وصولا الى التدخل عسكريا في افغانستان لاسقاط نظام ملكي كان يمكن ان يطور البلد وان يحول دون وصول "طالبان" الى السلطة في مرحلة معينة. "طالبان" هي في النهاية نتيجة اخطاء ارتكبها السوفيات في افغانستان، مع الاعتراف طبعا انها صنيعة الاجهزة الباكستانية بالتفاهم مع الاميركيين في البداية!
لا مجال خصوصا لتعداد المآثر السوفياتية في المنطقة العربية، بما في ذلك المساعدة في توريط جمال عبد الناصر في حرب العام 1967 بعدما جرّه اليها النظام السوري المغامر جرّا. الاكيد ان لا مجال ايضا لشرح كيف تخلى السوفيات عن اعز اصدقائهم وحلفائهم في لبنان. على رأس هؤلاء كمال جنبلاط الذي اغتاله النظام السوري في العام 1977 كي تسهل عليه السيطرة على لبنان وفرض وصايته على الوطن الصغير بضوء اخضر اميركي، فيما موسكو تتفرّج... لم يتغيّر شيء في موسكو. لا تزال العقلية نفسها هي المهيمنة. لا يزال هناك من يعتقد ان في الامكان انقاذ النظام السوري كي يمعن في قتل السوريين واذلالهم. لم يقتنع بعد الحكام الروس بانّهم يسيرون ضد منطق التاريخ وان ليس في استطاعتهم اعادة عقارب الساعة الى خلف لا في سوريا ولا في اي مكان آخر فيه ثورة شعبية حقيقية.
في النهاية، لا يمكن للسوريين الاّ ان يستعيدوا سوريا بغض النظر عن الموقف الروسي. هناك نظام مريض انتهى منذ فترة طويلة. ليس في امكان مريض آخر، هو المريض الروسي انقاذ المريض السوري. كلّ ما يستطيع المريض الروسي عمله هو تشجيع المريض السوري على التعجيل في الرحيل اليوم قبل غد. هل من نظام قصف شعبه بالطريقة التي تقصف بها حمص يستطيع البقاء على قيد الحياة طويلا؟ ثم ماذا بعد السيطرة عسكريا على حمص؟ هل يمكن للنظام ان يستمر ثلاثين سنة اخرى على النهج نفسه لمجرد ان حافظ الاسد استطاع قتل الاف من اهل حماة وتسوية قسم من المدينة بالارض في العام 1982 والموت في سريره في السنة 2000؟ اثبت الشعب السوري انه شعب لا يقبل الذلّ الى ما لا نهاية. مرّت ثلاثة عقود على احداث حماة. ان كلّ سوري يتذكّر حماة وما حلّ باهلها. وقتذاك، في العام 1982، لم تتجرّا صحيفة او وسيلة اعلام لبنانية على نشر كلمة عن المجزرة التي تعرّض لها اهل حماة وذلك على الرغم من ان تفاصيل ما حصل بلغت بيروت.
بعد ثلاثين عاما، جاء دور حمص. كلّ الاعلام، في كلّ العالم، يتحدث عما تتعرض له المدينة الشهيدة التي حسمت بفضل صمودها، مع مدن ومناطق اخرى، مصير النظام السوري. الا تريد روسيا تعلّم شيء من هذه المفارقة التي تختصر التحولات التي شهدها العالم في العقود الثلاثة الاخيرة والتي جعلت الاتحاد السوفياتي ينهار فلم يبق منه الا روسيا، روسيا التي لم ترث منه سوى امراضه. ام ان موسكو تظنّ ان مجزرة حمص ستبقي بشّار الاسد ثلاثين سنة اخرى في السلطة؟

موسكو تتهم الغرب بتأجيج الأزمة السورية
تركيا: لا يجوز للمجتمع الدولي أن يقف متفرجاً أمام "المذبحة"

واشنطن, موسكو - ا ف ب, يو بي اي: أكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان المجتمع الدولي لا يجوز أن يقف متفرجاً أمام "المذبحة" الجارية في سورية, فيما دعا الاتحاد الأوروبي روسيا إلى الإقرار بما يجري على الأرض والتوقف عن دعم نظام الأسد. وقال أوغلو خلال مؤتمر, في جامعة جورج واشنطن, ليل أول من أمس, "لا يمكننا ان نتفرج على السوريين وهم يقتلون كل يوم (من دون ان يتحرك) المجتمع الدولي". وبشأن مساعي بلاده لعقد مؤتمر دولي مع الفاعلين الاقليميين والدوليين في اقرب وقت, قال أوغلو, الذي التقى أمس نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون, "نريد خلق منبر دولي إذا لم تتحرك الامم المتحدة, لكي نبرهن تضامننا مع الشعب السوري في مواجهة حمام الدم هذا, هذه المذبحة" من دون تفاصيل عن مكان وزمان المؤتمر. واضاف ان "نظام مبارك ونظام بن علي ونظام القذافي وصدام (حسين) والأسد كلها انظمة من زمن الحرب الباردة, كان ينبغي ان تنتهي في التسعينيات, مثل تشاوشيسكو وميلوشيفيتش". يشار إلى أن اتصالات دولية وعربية تجري بهدف تشكيل "مجموعة اصدقاء سورية" التي قد تشبه "مجموعة الاتصال بشأن ليبيا" والتي اشرفت على المساعدة الدولية المقدمة الى خصوم القذافي. في موازاة ذلك, دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون موسكو الى "الاقرار بما يجري على ارض الواقع في سورية". وقالت خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية المكسيك باتريسيا اسبينوزا "رسالتي الى زملائي الروس ان عليهم ان يقروا بما يجري على ارض الواقع, والنزول الى الأرض", في إشارة إلى مساندة موسكو نظام الأسد وعدم إقرارها بارتكابه مذابح ضد المدنيين العزل.
واضافت اشتون ان الفيتو الروسي الصيني الاسبوع الماضي في مجلس الامن الدولي خيب أملها بعد ان رفض البلدان ادانة القمع في سورية. في المقابل, اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف, أمس, ان الغرب اصبح شريكاً في تأجيج الازمة السورية, كما حمل المعارضة المسؤولية في حال استمر "نزيف الدم" في هذا البلد. وقال ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالة "ايتار تاس" ان "الدول الغربية وعبر تحريضها المعارضين السوريين على اعمال متعنتة, باتت شريكة في تأجيج الازمة", مضيفاً ان "السلطات السورية أكدت استعدادها لاجراء استفتاء سريع على الدستور الجديد, وتنظيم انتخابات, وعليه فإن مسؤولية البحث عن حل لوقف اهراق الدماء تقع على المعارضة" التي ترفض التفاوض مع النظام. ورفض ريابكوف الانتقادات التي وجهت الى روسيا لاستخدامها الفيتو في مجلس الأمن, وقال "لقد حاول البعض وبسبب الفيتو الروسي الصيني على مشروع القرار في مجلس الامن الدولي, ان يتهم روسيا بأنها مسؤولة عن حمام الدم. هذا محض افتراء", مضيفاً ان "المسؤولية تقع على الذين لديهم تأثير على المعارضة ويعجزون عن كبحها ومطالبتها بأن تقبل اقتراح الحكومة البدء بحوار فعلي, بما ان دمشق مستعدة لذلك". من جهته, أعلن رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) سيرغي ناريشكين, أمس, استعداد المجلس لإرسال مراقبين إلى سورية. وأكد النائب الأول للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما قسطنطين كوساتشوف, أن إرسال مراقبين روس بمن فيهم أعضاء في الدوما, إلى سورية لينضموا إلى المراقبين العرب, أمر ممكن إذا بدأ الحوار السياسي بين السلطة والمعارضة وتهيأت الظروف لحل الأزمة في هذا البلد.

الحكومة الليبية: لن نمنع أحداً من الذهاب إلى سورية للمشاركة في القتال ضد نظامها

لندن - يو بي اي: أعلن وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال, أمس, أن حكومة بلاده الانتقالية لا تستطيع أن تمنع الليبيين من القتال والمشاركة بالثورة السورية, سيما وأنها تتخذ موقفاً هو الأشد من نوعه بالعالم العربي ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقال بن خيال في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية نشرتها أمس, "إننا في الواقع لا نستطيع منع أي شخص من التوجه إلى سورية, فالناس يريدون الذهاب إلى هناك والقتال مع السوريين ولن يمنعهم أحد, ونحن لا نتخذ هذا الموقف رسميا, غير أننا لا نستطيع التحكم برغبة الناس". واضاف ان الحكومة الانتقالية "اتخذت خطوة ثورية جداً من خلال الإعتراف بالمجلس الوطني السوري (المعارض), وتدعم أولئك الذين يقاتلون النظام في سورية", متهماً إياه ب¯"دفع البلاد نحو مرحلة لا يريدها أحد". وقال بن خيال "إن النظام السوري يكرر ما فعله القذافي, وسيسقط عاجلاً أم آجلاً", مشدداً على أن ليبيا "ستكون بمثابة قوة للسلام, ولن تكون مصدراً للمتاعب بل بلداً مسالماً", عقب الإطاحة بنظام العقيد القذافي. وذكرت الصحيفة أن "ثواراً ليبيين سابقين من مدينة مصراتة اعلنوا قبل أيام مقتل 3 من زملائهم في القتال الدائر ضد النظام السوري, فيما يرحب العديد منهم بالتوجه إلى سورية للانضمام إلى الانتفاضة المسلحة ضد نظام الأسد بسبب دعمه نظام القذافي واستضافته قناة تلفزيونية مؤيدة له". في سياق متصل, أرجع مسؤول ليبي رفيع المستوى, سبب قيام بلاده بطرد الديبلوماسيين السوريين في ليبيا, إلى موقفها المؤيد للثورة السورية ومساندتها الشعب السوري. وقال المسؤول, طالباً عدم ذكر اسمه, "إن الليبيين الذين تمكنوا من إنهاء حكم القذافي الديكتاتوري لا يمكنهم السكوت على ما يجرى في سورية", مؤكداً أن الشعب الليبي سيقف دوما إلى جانب "الشعوب المضطهدة وهو مستعد دائما لمساندة نضالها المشروع من أجل نيل حريتها واستعادة كرامتها وحماية حقوق وحريات مواطنيها". وكانت وزارة الخارجية الليبية أعلنت اول من أمس أنها استدعت القائم بالأعمال السوري, وأبلغته وجوب المغادرة مع كافة أعضاء السفارة السورية الأراضي الليبية خلال 72 ساعة. يشار إلى أن سورية اتخذت نفس الإجراء قبل أن تتخذه ليبيا وهو ما فسره المراقبون على أنه ردة فعل مماثلة.

خطباء الجمعة طالبوا بمقاطعة البضائع الروسية والصينية
الطبطبائي يعلن من الأردن "الجهاد" ضد الأسد

كتب ¯ فهاد الفحيمان و"وكالات": اتخذت التحركات النيابية والشعبية لنصرة الشعب السوري منحى ميدانياً متقدماً مع إعلان النائب د. وليد الطبطبائي "الجهاد" ضد النظام السوري من على الحدود الاردنية ¯ السورية عقب وصول قافلة المساعدات الكويتية الشعبية للاجئين السوريين في منطقة الرمثا الاردنية. وفيما طالب الطبطبائي الذي رافقه في القافلة النواب د. جمعان الحربش ومحمد هايف وعادل الدمخي ب¯ "تسليح الثوار السوريين لمواجهة النظام الاستبدادي ومعاونتهم على التخلص من القمع والتنكيل", حيا النائب اسامة الشاهين الوفد الخيري الداعم لمعسكرات اللاجئين السوريين في الاردن. وردا على اعلان الطبطبائي الجهاد ضد النظام السوري, قال النائب محمد الجويهل في تصريح له امس: "ادعو الله تعالى ان يكتب الشهادة لوليد الطبطبائي".في غضون ذلك, دشن الشيخ فيصل الحمود حملات التبرعات باعلانه عن تبرعه ب¯ "ليتر من دمه" ومبلغ 50 الف دولار لدعم الشعب السوري, في وقت دعت جمعيات النفع العام المواطنين والمقيمين الى "المشاركة في حملات التبرع نصرة للشعب السوري". في موازاة ذلك, انطلقت حناجر أئمة وخطباء الجمعة في الدعاء على "طاغية الشام" عقب قرار وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ب¯ "عدم محاسبة الخطباء الراغبين في الدعاء للشعب السوري". وخصص عدد كبير من الخطباء في مختلف المناطق جزءاً من خطبة الجمعة للحديث عن معاناة الشعب السوري وما يجري في سورية من "انتهاكات للأعراض والحرمات ومجازر إبادة جماعية", داعين الدول العربية والاسلامية إلى تحرك عاجل ل¯ "وقف آلة القتل التي يقودها نظام البعث وشبيحته ضد المدنيين العزل", ومحذرين من "ترك الشعب السوري وحده في مواجهة نظام اجرامي مدعوم من قوى استكبارية ولا يتوانى عن استخدام اعتى اسلحة الدمار الشامل لإبادة شعبه". وتجنب معظم الخطباء ذكر اسم الرئيس السوري بشار الاسد صراحة التزماً بميثاق المسجد, إلا أنهم اشاروا اليه بالرمز من خلال مصطلح "الطاغية البعثي" و"رأس الاجرام" و"زعيم الشبيحة", مطلقين دعوات لمقاطعة بضائع الدول المؤيدة للنظام السوري, خاصة روسيا والصين. وفي السياق ذاته, طالبت جمعيات النفع العام الكويتية في بيان أمس بإطلاق حملة تبرعات عاجلة لإغاثة الشعب السوري المحاصر في أكثر من مدينة سورية, داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الاخلاقية والانسانية تجاه ما يجري هناك من "استباحة للبشر والحجر وعمليات التطهير التي تقوم بها عصابات الاسد". وفي التحركات الميدانية, نفذ عشرات من المواطنين اعتصاماً أمام السفارة السورية عقب صلاة الجمعة احتجاجاً على تواصل عمليات القتل في سورية, وتمكن عدد قليل منهم من الوصول الى محيط السفارة رغم اقامة القوى الأمنية الحواجز لمنعهم من الوصول وضبط عدد من المشاركين تطبيقا لقانون حظر تنظيم تجمعات لغير الكويتيين. وطالب المحتجون الحكومات العربية بخطوات أكبر من خلال "دعم الثوار والاعتراف بالمجلس الوطني السوري لتخليصهم من النظام الحاكم".

نظام الأسد الحِواري
بدرالدين حسن قربي/السياسة
أكبر المتآمرين على النظام السوري هو النظام نفسه و"شبيحته" وليس أحداً آخر إلا من قبيل التسخين ووضع البهارات, فالأحمق من أصله عدو نفسه, ونجد في ما فعله النظام بنفسه تصديق ما سبق من الكلام في عدد من الفقرات التالية: قيام ضابط أمن اسمه عاطف نجيب, كل إمكاناته أنه عُتل شاذ, ومريض زنيم, ولص مجرم, وكل مؤهلاته أنه ابن خالة الرئيس, بإشعال فتنة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير النظام التعيس فجرت ثورة في سورية كلها, يوم لم يثنه عن التوحش في تعذيب باقة من ورود أطفال درعا قطرةٌ من رحمة أو لَحْسة من إنسانية, فصب عليهم سوط عذاب...! وعليه, فإن نجابة عاطف وكبره وصلفه وغطرسته أشعلت فتيل ثورة في أكوام يابسة من القهر والقمع والغضب. مواجهة السلطة القمعية لمظاهرة درعا السلمية منذ ساعاتها الأولى بالقتل وسفك الدماء زاد في إشعالها وامتدادها في عموم سورية, كما أن إصرار النظام على معالجتها بالطريقة الأمنية المنقرضة جعل عدد ضحاياها آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المعتقلين فضلاً عن آلاف المشردين في دول الجوار, ودفع بالثائرين إلى رفع سقف المطالبة بسقوط النظام ورحيله. كثرة القتل وأوامر إطلاق النار على المدنيين العزل الذين هم من قبل ومن بعد مواطنون سوريون وليسوا من عالم آخر, أحدثت مشكلة على الأقل عند بعض العسكريين أنفسهم في التنفيذ, ما ترتب عليه قتلهم لرفضهم تنفيذ أوامر القتل, وهو ما ظهر من الأيام الأولى ولكن ليس كثيراً, لأن النظام كان يغطي على ذلك برواية القتل من قبل العصابات المسلحة. تطور الأمر وظهر إلى العلن في منتصف شهر يونيو الماضي كبداية انشقاق في الجيش, وبات المنشقون المرغمون على أمرهم مطلوبي الدم بمافعلوا من رفضهم لأوامر القتل, وكان قدرهم المقدور خياراً وحيداً هو الانشقاق, ولتصبح المواجهة بين أخوة السلاح هي لغة الحوار فيما بينهم على طريق اللاعودة أيضاً بعد أن قارب عددهم الثلاثين ألفاً.
إطلاق النظام في الصيف الماضي مبادرة حوارٍ للبحث عن حل لكارثته لم تتجاوز شكل حوار داخلي للنظام, مع استمراره في القتل والتدمير والاعتقال مما أكد أن مبادرة النظام الحواري ولدت ميتة لنظام ماتت فيه الإنسانية وانعدم فيه الضمير. اعتقاد النظام أن مخرجه من مصيبته هو بالإصرار على الترهيب والقتل قارب ثمانية آلاف ضحية, دفع بالثائرين رغماً عنهم إلى الاستنجاد بالعرب والعجم والشرق والغرب على مرارة الاستنجاد وأثمانه لإنقاذهم من الذبح, لقناعتهم أن القاتل لن يوقفه شيء عن الاستمرار في تصفيتهم قتلاً وتشريداً. ولئن اختار النظام العراقي السابق لمعركته الأخيرة قبيل سقوطه مصطلح "الحواسم", فإن عتاولة النظام وجلاديه من بعد "الفيتو" المزدوج اختاروا "الحسم", فضاعفوا وتيرة مجازرهم اليومية وخراب الديار. تأخرُ النظام السوري الدموي في مباشرة الإصلاح, وصلفه وغروره في قراءة أحداث الربيع العربي, وطغيانه واستبداده والداً وولداً, جعل تدميره في تدبيره, ليواجه في كل حلوله التي مضى إليها بحمقه ومكابرته طريقاً مسدودة لامخرج له منها. وكما قتل الأب أكثر من مئة ألف ومثلهم من المعتقلين, وأضعافهم من المهجرين, فإن الابن يعيد الكرة منذ احد عشر شهراً وقد أعلن علينا الحرب.
إن كل ما قاله بشار الأسد لضيفه وزير الخارجية الروسي بإعلانه علينا الحوار, واستعداده أيضاً ليكون مع كل القوى السياسية, مما نقله لافروف عنه للأسف مصدقاً له, وطالباً من السوريين التعاون معه وكأنه نظام حوار, إنما ينفيه توحش في القمع وانعدام في الإنسانية وقتلٌ للشعب, وسيول من دماءِ طلاب الحرية والكرامة, فهي تعيق وتعطل ويمتنع معها أي قدر من الحوار, بل وتُسقط عنه شرعيته, وهو ما أشهره السوريون في "جمعة إسقاط الشرعية" وباختصار, بأنهم وسنابلهم وزيتونهم وجوريهم وياسمينهم يعشقون النهار, وأن سورية تريد الحرية, والنظامُ في شأنها مُبلس عاقر عقيم لا يعرف غير القتل والنار. ولايزال الثائرون في تظاهرهم واحتجاجهم كل يوم يواجهون مجازر هذا النظام الحواري, وأذانهم في فضاءات العالم لنظام والغٍ في دماء شعبه: ياللا ارحل يابشار, ارحل عنا بلا حوار, واسمع صرخات الثوار, تأخرت كثيراً وفاتك القطار".
* كاتب سوري

حمص بعد 400 شهيد تحت القصف الروسي

غسان المفلح/السياسة
أطفال حمص يعدون القذائف على اصابعهم الصغيرة حيث استشهد منهم أكثر من 15 طفلا.
استخدمت روسيا الأسبوع الماضي حق "الفيتو" للاعتراض على مشروع قرار بشأن سورية في مجلس الأمن الدولي, وهو ما وصفه مدفيدف بأنه قرار مبرر, قائلا "إن مشروع القرار لا يشجع البحث عن حل سلمي للنزاع". ونقل عن مدفيديف قوله إن مشروع القرار المقترح "لم يسمح لنا بالقيام بتقييم غير متحيز للوضع في سورية أو ضمان دعوة الطرفين إلى وقف إطلاق النار وإنهاء سفك الدماء". من جهته, حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الأسرة الدولية من التصرف بتهور حيال سورية, معتبرا أن على الشعب السوري أن يقرر مصيره بنفسه. وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف العائد من دمشق حيث التقى الأسد, قد أعلن في وقت سابق يوم الأربعاء الماضي أن مصير الأخير "يجب أن يقرره السوريون بأنفسهم", في ختام مفاوضات بين السلطة والمعارضة.
هذه تصريحات للثلاثي "المافيوزي" الروسي, على ما يحدث في سورية الآن, وتعتيما على ما يجري أيضا في حمص ودرعا وريف دمشق وأدلب, من تدمير منهجي لهذه المدن, ولقتل ناسها وذبحهم بدم بارد, حمص, خلال الأيام الاربعة من عمر القصف هذا وثقت الأرقام 400 شهيد, رغم اننا نقدر كما ابلغنا بعض الناشطين أن الاعداد تفوق هذا العدد حتى الضعف, وعدم القدرة على تحديد العدد بدقة هو تقطيع اوصال المدينة واستمرار القصف على بعض احياءها, وبالتالي عدم قدرة الاهالي على التحرك من أجل انقاذ ممن هم تحت الانقاض التي خلفها القصف, لأنه لدينا معلومات أن العدد منذ يومين قد بلغ 500 شهيد, من جهة أخرى إن أعداد الجرحى الكبير لم يسعف الاهالي بمعرفة كم من هؤلاء الجرحى قد فارق الحياة نتيجة لعدم وجود أي مستلزمات اسعافية لدى الاهالي.
حمص كانت تقصف مع الزبداني, ولافروف يجري مباحثات مع العصابة الحاكمة, ويقول هنا أنه من يقرر مصير الشعب السوري هو الحوار بين السلطة والمعارضة, كتبت منذ فترة أن الروس يتعاملون مع النظام كقاتل مأجور, وهاهم يعطونه غض الطرف الواضح! لينهي الثورة خلال اسبوعين او ثلاثة. هم يدركون أن هذه الثورة لاينهيها قصف المدن وقتل الاطفال, ويدركون أيضا أنه مهما حدث فإن هذه العصابة ساقطة, لكنهم يريدون شروطهم من الغرب, وهم يدركون أنهم خسروا الشعب السوري إلى الأبد, ومن يحيط بهذه العصابة الآن, لا يشكلون قاعدة لروسيا لكي يستمر نفوذها في سورية.
نلاحظ ان ما يجمع بين تصريحات الثلاثي الروسي هنا, هو أنه لا توجد ثورة هذا أولا, وثانيا يوجد نزاع مسلح بين طرفين يمتلكان القوة والمبادرة نفسهما, والاهم أنهما قادرين لو توقفا وتحاورا أن ينهيا الازمة, حيث أن مفردة الثورة التي لم تأت على السنتهم, هذه المفردة التي توصف الوضعية السورية. البارحة وصلتني رسالة من مسؤول روسي سابق, وهو شيوعي سابق وتعلم العربية اثناء عمله في الشرق الأوسط, يقول لي بالحرف الواحد" لماذا لا تفهمون أنتم في سورية, الروس يعلنون انهم مع القاتل", لكن الدول الأخرى تعطي مواقف غير مؤثرة على الارض, بحيث تتوقف آلة القتل, ويضرب لي مثالا عن الموقف الأميركي بقوله "الأميركيون اثناء اجتياح "حزب الله" لبيروت هاجوا وماجوا اعلاميا, لكنهم قالوا في النهاية إننا نتدارس مع حلفائنا ردا قويا, وريثما حصل التدارس كان "حزب الله" قد حقق ما يريد من غزوه لبيروت في مايو 2008 , رغم ان الأميركيين كانوا قادرين على غير ذلك, ومثال آخر لماذا لاتمارس الادارة الأميركية ومعها الحكومة البريطانية ضغوطا على حكومة نوري المالكي العراقية من أجل عدم تقديم تسهيلات ودعم لآل الأسد?" قلت له في رسالة جوابية" ما العمل برأيك يا رفيق, فرد علي سريعا بالقول" كان قدركم ان تحلوا أزمتكم بيدكم, ." هذا مختصر لمحادثة "انترنيتية". لكن من أهم ما أكد عليه أن الثنائي الحاكم في روسيا, لو أراد أن يوقف القتل لما أرسل رئيس الاستخبارات الروسية إلى سورية, كانت هذه الاشارة من قبله كفيلة أن تقول لي" أن لافروف أتى مع رئيس الاستخبارات الروسية لمناقشة كم يلزم النظام من وقت حتى ينهي عسكريا هذه الثورة, وكم يلزمه من دعم عسكري ومن تجهيزات, واعطوه ملاحظات بالتأكيد لكيفية التصرف اثناء هذه الابادة الجماعية للشعب السوري. وهم بذلك يريدون فقط أن يقوي القاتل موقعه أمام الدول الأخرى, لكي يقوى ابتزاز المافيا الروسية للدول الغربية والخليجية ليس ألا, ليس لأن رهانهم على استمرار آل الأسد, بل هم يعتقدون أن بازدياد القتل, تزداد فرصهم بتحقيق شروطهم, وشروطهم الفعلية لاتحتوي أبدا على استمرار أو عدم استمرار آل الأسد فيما لو تحققت, لهذا إن الحديث عن أي رهان على الموقف الروسي هو من باب مشاركة القاتل بالقتل, لذلك على أي معارض يحترم, بالحد الأدنى, دم أي سوري, أن يرفض التعاطي مع الروس مهما كانت اطروحاتهم, .إلا إذا غيروا موقفهم كليا,
أما بالنسبة الى موقف الدول الغربية, صحيح انها لم تتخذ إجراءات فعالة لكنها أيضا رفعت الشرعية السياسية عن هذه العصابة, ولن تعيدها مهما حدث والسبب أنهم يدركون ان الثورة ماضية حتى النهاية, وان هذه العصابة بحكم الساقطة لأن الدم بات أكثر بكثير مما يمكن أن يسمح باستمرار هذه العصابة حتى لو أرادت هذه العصابة الاحتماء بسيناريو تقسيم سورية, وأي مقارنة مع وضعية المجازر التي قام بها النظام عام 1982 في حماة, هي مقارنة غير صحيحة, لاعتبارات كثيرة, لسنا بصددها الآن.
الغرب يريد أن يسقط هذا النظام بأقل التكلفة له, لكنه لن يغير موقفه منه, لأن قوانينهم لم تعد تسمح لهم, وهم يدركون أن الحقن المالي الايراني -العراقي المالكي لهذا النظام, لن يجد هذا النظام أي قدرة على تقديم مقابله من خدمات, الشعب السوري يغير تاريخ الشرق الأوسط, وهذا التغيير هو ما تخافه إسرائيل, ليس تخافه عسكريا أو ارهابيا أو مجيئ اسلاميين متشددين كما يعبر الاعلام الاسرائيلي أو مسؤوليها, بل تخافه لانها لاتريد السلام مع دولة طبيعية ديمقراطية مستقرة في سورية, وهنا لابد لنا من الاشارة إلى أن من المفارقات التي تجري تحت هذا الركام, هو تباين مصلحي بين إسرائيل والدول الغربية من الثورة السورية, ويجري حله بطريقة كل شيء ممكن ما عدا الردع العسكري لهذه العصابة. بقي نقطة أخيرة في كل مرة أود الاشارة اليها لكنني اخاف من تحسس بعضنا, في الموقف الروسي هناك ما هو مؤثر ولا يجري الحديث فيه, وهو موقف رأس الكنيسة الروسية الذي زار رأس العصابة الحاكمة منذ أشهر عدة والداعم للعصابة القاتلة, وليس اتحاد مثقفي روسيا فقط, كل هؤلاء وغيرهم شركاء في الجريمة والثورة ستنتصر وجميع المشاركين في الجريمة يعرفون ذلك, الآن وقت الاستفادة من التركة.
* كاتب سوري

شباط يوم تغيّرت فيه المنطقة
أسعد حيدر/المستقبل
11 شباط، يوم استثنائي في تاريخ منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي. قبل سنة، تنحَّى الرئيس حسني مبارك وانتصرت ثورة 25 يناير في مرحلتها الأولى. وقبل 33 عاماً انتصرت الثورة في إيران وقامت بعد ذلك الجمهورية الإسلامية. وفي هذا اليوم، يكون قد مرَّ على الثورة في سوريا 11 شهراً تقريباً، والسوريون يخرجون إلى الشوارع بتصميم غير مسبوق رغم استخدام النظام الأسدي المدفعية الثقيلة ضدّهم. الأسئلة كثيرة، لكن السؤال الكبير يبقى: ما هو مستقبل ثورة 25 يناير وما هي طبيعة دولة الثورة قيد التشكُّل؟ وماذا بقي من الثورة الإسلامية، وأي مستقبل للجمهورية الإسلامية في إيران؟ وماذا عن الثورة في سوريا، هل هي على طريق الانتصار أم الوأد تحت ركام المباني المهدَّمة والدماء المهدورة والموقف الروسي الداعم للنظام الأسدي؟
سنة واحدة على ثورة 25 يناير في مصر، غير كافية لرسم خريطتها ومستقبلها. لكن من الضروري القول إنّ الثورة لم تكن نتاجاً لثورة إيران كما حاول المرشد آية الله خامنئي تصويرها، وإنّما وقعت لأسباب داخلية صرفة لا علاقة لها بالاشتباكات الخارجية سواء اتفاقية كامب دايفيد أو تقسيم السودان ووضع الجنوبيين ومعهم الإسرائيليون يدهم على "وريد الحياة" في أعالي النيل. لقد وقعت الثورة بسبب "التصحير السياسي" الذي ألغى عملياً كل القوى الفاعلة والمؤثّرة بالوجود والعمل والتأثير والمشاركة في صياغة مستقبل مصر من جهة، ونتيجة "للتجويف السلطوي" الذي جعل حسني مبارك فرعوناً يحكم مصر ثلاثين عاماً، ويفكّر ويعمل لتوريث ابنه جمال. مصر في السنة الثانية من الثورة، تعيش على وقع تشكُّل جمهورية الثورة. هذه العملية هي "محور الصراع المستقبلي" بين القوى الموجودة والقوى الصاعدة. الإسلاميون نجحوا في وضع يدهم على السلطة، لكنّ أمامهم رقيبين وتحدّيات داخلية وذاتية ضخمة.
الرقيبان هما "العسكر" الذين- وهم يريدون "المحافظة على مواريث" العقود الستة الماضية- يجدون أنفسهم تحت ضغط المجتمع المدني الذي يريد أن يضعهم تحت رقابة الدستور والنظام؛ ولأنّ المجتمع المدني وتحديداً الشباب منه، يعرفون جيداً رفض "العسكر" لهذه الرقابة، فإنّ الاحتكاكات ستكون عديدة ومتزايدة. الرقيب الثاني هو "الإسلاميون" وتحديداً "الاخوان المسلمين"، لأنّ "السلفيين" كانوا وسيبقون تحت "قبعة العسكر" انطلاقاً من تسليمهم الفكري بضرورة "عدم مخالفة الحاكم" مما وفَّر لهم التمدّد تحت رقابة الأجهزة الأمنية إضافة إلى استخدامهم الدائم لخطاب شعبوي يلاقي صدى داخل شرائح واسعة من الفقراء المحبطين. أما "الاخوان المسلمين" الذين تحوَّلوا في أقل من شهر واحد بعد خمسة عقود من "تنظيم سرّي ولكن شبه علني (كان لهم نوّاب في مجلس الشعب حتى 2010) إلى جماعة مدنية تتعامل مع الدولة وتدير الآن دولة وأجهزة أكبر منها لأنّ البيروقراطية في مصر أضخم منها ومن كل الأنظمة التي سبقتها". هذا الدور الجديد والكبير عليها حالياً إلى جانب الانفتاح على الفضاء الخارجي بعد الانغلاق والسرّية لا بد أن يؤدي إلى تبلور الخلافات المتعدّدة إلى شروخ، فانشقاقات، فتطوُّر، على غرار التجربة التركية من "الأربكانية" إلى "الاردوغانية"، أو الدخول في صدام مع العسكر وتكرار سيناريو 1954 وما تبعه مع جمال عبدالناصر.
أما إيران، فإنها بعد 33 سنة على الثورة، تبدو "وكأنّها تغزو الفضاء وتتخلّى عن الأرض". إيران اليوم "تتعسكر" تحت وطأة الحصار والمقاطعة، ولكن أيضاً لأنها تريد أن يكون لها دور أكبر من الممكن في صياغة سياسات المنطقة وحتى العالم، في وقت توجد إلى جانبها قوى اقليمية مهمّة هي تركيا وإسرائيل ولاحقاً مصر عندما تستقر دولة الثورة، لها مواقعها وأدوارها القائمة.
لا شك أنّ الثورة التي قادها الإمام الخميني تتعرّض "للتجويف" المتزايد. هذه الثورة التي أرادت أن تتفاعل مع شعوب المنطقة، وهي عربية بمعظمها، لتقوم الثورة الإسلامية الشاملة، تراجعت وهي حالياً سببت لدولة الثورة القلق والحذر منها وصولاً إلى برودة شاملة أصبح معها السؤال: إلى أي مدى يمكن أن تتحوّل هذه البرودة إلى عداء صدامي؟
الأخطر حالياً أنّ الثورة في إيران تواجه تحدّياً ضخماً نتيجة للصراع الدائر بين المبادئ والمصالح. إيران الثورة يجب أن تقف مع كل الشعوب المقهورة والمواجهة للظلم، وهي إذ أيَّدت ثورات "الربيع العربي"، فإنّ مصالحها الاستراتيجية ضربت مبادئها في سوريا. ذلك أنّ خوف إيران من خسارة حليفها الاستراتيجي الرئيس بشار الأسد، وهو مصلحة استراتيجية لها، تضحّي بمبادئها وتعارض إرادة الشعب السوري بالتغيير والحرية. هذه المعارضة تضرب في الوقت نفسه موقف الإمام الخميني التاريخي المتعلق بوحدة المذاهب الإسلامية. لأنّه للأسف شاء النظام الإيراني أم لم يشأ، فقد دخل في خصام واضح ومؤلم مع السنّة في سوريا، ومستقبلاً إذا انتصرت الثورة أو خسرت فإنّهم لن يغفروا لإيران موقفها مما سينتج عنه علاقات سيئة وأحقاد عميقة.
يبقى أنّ الثورة في سوريا قد وصلت بعد 11 شهراً إلى معادلة صعبة جداً وهي "انّ الشعب السوري لم يعد يريد الأسد، والنظام الأسدي لم يعد قادراً على حكم الشعب السوري". مما يؤكد على أنّ الطريق مسدود، ولا يمكن التوصّل إلى حل وسط حتى ولو تدخَّل العالم كله. ليست المسألة فقدان الثقة، وإنما خوف كل طرف من الطرف الآخر. لعل ما فعله الأسد بعد دخول روسيا على خط الأزمة ودعمها للنظام على حساب الشعب السوري ما يؤكد ذلك. الأسد عمد إلى "الدوس على دواسة بنزين آلة القتل" بدلاً من الاعتدال وفتح الباب أمام التهدئة فالحوار. لذلك، فإنّ المواجهة مفتوحة على مزيد من الدمار والدماء. وفي قلب هذه المأساة تدور لعبة دولية قاعدتها المواجهة بين "المصالح والإرادات". 11 شباط يوم جديد في مسار طويل، جرى فيه منذ البداية كسر كل الإشارات الحمراء.

ايران

المؤامرة الإيرانية المتجددة
داود البصري/السياسة
ثمة إشارات قوية تؤكد ان الهجمة الإيرانية الشرسة على مملكة البحرين ستزداد عنفا وضراوة خلال الأيام القادمة في عملية إقليمية واسعة لخلط الأوراق وكجزء مركزي وفاعل من محاولات تخفيف الضغوط الدولية والإقليمية على النظام السوري المجرم الحليف الطبيعي والستراتيجي للنظام الإيراني , فبعد أيام قليلة ستحل الذكرى السنوية الأولى لأحداث التخريب المؤسفة في مملكة البحرين والتي أدت لكارثة وطنية هدفت لإحياء الفتنة وتمزيق الوطن البحريني الجميل الصغير, والعريق بأصالته وعروبته, تحت صهيل شعارات تدليسية ووفق مطالب إصلاحية معلنة مطلوبة بكل تأكيد ولا يرفضها أحد , فملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة كان قد أعرب عن رغبته الأكيدة في التفاعل مع المطالب الإصلاحية المعقولة, وفوض ولي عهده بالتعامل التام والكامل مع ذلك الملف, إلا أن الإرادات الخبيثة التي كانت ترفع شعارات حق أريد بها باطل لم تكن تهدف فعلا الى اي إصلاحات وطنية أضحت ملحة ومطلوبة للحاكم قبل المحكوم, بل تسللت من خلف تلك الشعارات والمطالبات لتفعيل ملف الفتنة الوطنية والطائفية, ولخلق حالة فوضوية شاملة في مملكة البحرين تناغما مع رغبات أولي الأمر والمشورة وأهل الحل والعقد في طهران! فتجمع اللؤلؤة الذي كان باكورة الأحداث لم يكن مجرد مهرجان وطني بريء من الأغراض المعروفة, بل أريد له أن يكون عنوانا شاملا لفتنة داخلية لن تبقي أو تذر وتحت شعار الإصلاح والمظلومية المزعومة , وقد توضحت الأمور بشكل جلي من خلال التفاعلات وردود الفعل للجماعات الإيرانية في المنطقة التي كانت تعزف على نفس الوتر نفسه وتدق الإيقاعات نفسها, فعصابة مقتدى الصدر في العراق وبقية أهل اللوبي الإيراني هناك كانوا يتناغمون مع ما تطرحه عصابة حسن نصر الله في لبنان وبقية الجماعات الإيرانية ذات الولاءات المعروفة في بعض دول الخليج العربي وبعضهم اليوم قد تحول الى اشياء أخرى! وجميع تلك الأطراف تضاف إليها الجماعات البحرينية الداخلية التي كانت تنسق أمورها وتدير ملفاتها من العاصمة البريطانية لندن ومن خلال المؤسسات الإيرانية المعروفة والسفارات الايرانية في أوروبا أيضا , بل أن الصفاقة قد وصلت حدا تحول فيه العراق العربي الذي كان سورا وعونا لأشقائه في الخليج العربي ليكون وكرا لتلك العصابات الطائفية البحرينية التي شكلت في مدينة النجف العراقية ما يسمى بحكومة البحرين الإسلامية الموقتة!! أي أنهم قد وقعوا على القرار الخياني ببيع بلدهم لجمهورية الولي الفقيه صاحبة الأطماع التاريخية المفضوحة في مملكة البحرين والتي يعتبرها مجلس الأمن القومي الإيراني أرضا إيرانية خالصة! بل أن مسؤول لجنة الأمن والدفاع في مجلس الشورى الإيراني الآغا كاظم جلالي لا يتورع عن فحش واعتبار البحرين جزءا من الأراضي الإيرانية!! , واستنادا لما تقدم فقد تابعت قبل أيام خطابا للمرشد الروحي الإيراني والولي الفقيه علي خامنئي ألقاه أمام جمع من المدعوين العرب والأجانب في أحد المؤتمرات الأخيرة التي تنظمها السلطات الإيرانية تحدث فيه كعادته الدائمة عن ( التضامن الإسلامي ) ( أسمع كلامك يعجبني.. أشوف افعالك أتعجب )!! ولما وصل فيه الحديث عن شؤون مملكة البحرين وتأييده لما أسماه الثورة الإسلامية فيها, فجأة قطع حديثه مجموعة من عملاء إيران من الحاملين للجنسية البحرينية حيث صرخوا بصوت واحد ( الشعب يريد تحرير البحرين )!!! , وطبعا لم تكن تلك المقاطعة لكلمة الولي الفقيه تحدث أبدا لو أنها لم تكن مرتبة ومتفق عليها مسبقا مما فضح صورة التدخل الإيراني وعراه بالكامل ? والطريف أن جماعة إيران تريد تحرير البحرين ممن يا ترى ? من أهلها وشعبها الطيب الصابر الخلوق المتسامح , كما أنهم يريدون, طبقا لرغباتهم الشريرة, أن يحرروا البحرين من عروبتها وانتمائها القومي الأصيل, وتاريخها العريق الحافل بالأمجاد والممتد لأعماق التاريخ , يريدون تحرير البحرين من شرعيتها الدستورية ومن إنجازاتها الحضارية وتسامحها المعلوم لتتحول الى كانتون طائفي بائس ملحق بولاية الولي الفقيه الأشد بؤسا من البؤس ذاته , ما حصل من ترديد للشعارات الطائفية في حضرة وليهم الفقيه أكثر من فضيحة , وطبعا من الواضح إن الإيرانيين وعملاءهم في ظل الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري الحرج الذي تعيشه إيران يبحثون اليوم عن متنفس لإثارة الفتنة وبهدف خلط الأوراق الإقليمية ومحاولة الحفاظ على القيادات الفاشية الحليفة لهم والحاضنة لزمرهم التخريبية في دمشق كي يستطيعوا البقاء بعد أن لفظتهم شعوبهم , وعملاء إيران طبعا لن يغفروا ل¯"مجلس التعاون الخليجي" وللمملكة العربية السعودية بالذات دورهم الستراتيجي الكبير من خلال عمليات قوات درع الجزيرة في درء الفتنة والحفاظ على استقلال وهوية البحرين التاريخية التي لن تستطيع أبدا زمر من العملاء والمندسين وشذاذ الآفاق من التلاعب بمفرداتها , فأمن البحرين خط أحمر ومنيع أمام كل قوى البغي والعدوان والشر القادم من إيران وعملائها الإقليميين المنتشرين اليوم في العراق ولبنان وبعض مناطق الخليج العربي.
لن ينجح الشعوبيون واحفاد البرامكة ودهاقنة الغدر والتسلل من فرض رؤاهم, وستبقى البحرين درة في بحر الخليج العربي وبقيادة شرعيتها الدستورية والتاريخية التي قررت بمعونة الأشقاء في الخليج العربي سحق الفتنة وقطف رؤوس صانعيها , نعم الشعب في البحرين يريد التحرر التام من الإرهاب والغطرسة واللؤم والخبث الإيراني الذي سيرتد في النهاية لنحورهم , ولن تنجح الفتنة أو تجد حاضنة لها في بحرين العروبة والإسلام والتسامح والانفتاح.
* كاتب عراقي

متفرقات

قتيل و3 جرحى في السعودية
الرياض - وكالات: أعلن متحدث إعلامي بشرطة المنطقة الشرقية بالسعودية, أمس, وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين في تبادل اطلاق نار مع قوات الأمن بمحافظة القطيف.
وقال المتحدث في تصريح صحافي, إن دوريات الأمن تعرضت أثناء قيامها بمهامها في حي الشويكة بمحافظة القطيف أول من أمس, لإطلاق نار كثيف من ملثمين حيث تم التعامل مع الموقف والرد على مصدر النيران بالمثل.

الجمعيات الأميركية المتهمة في مصر تؤكد استقلاليتها
واشنطن, القاهرة - وكالات: أكدت جمعيات أميركية ملاحقة أمام القضاء في مصر بتهمة التدخل "السياسي" في شؤون البلاد استقلاليتها عن الحكومة الأميركية التي تمولها إلى حد كبير.
وقالت مديرة المعهد الديمقراطي الوطني في شمال افريقيا باري فريمن, "دربنا آلاف المرشحين, والمئات منهم من السلفيين أو جماعة الاخوان المسلمين, نحن لا نفضل أي حزب ولا نمول أي ثورة"
وقال تشارلز دان المسؤول عن قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة "فريدوم هاوس" التي تلاحقها السلطات المصرية, إن اتهامات السلطة العسكرية "غير معقولة" ولا ترمي إلا إلى "اخضاع المجتمع المدني", مؤكداً أن المنظمة لا تقدم أكثر من "التربية المدنية". من جانبه, أكد المعهد الديموقراطي الوطني أنه يتلقى 81% من تمويله من وزارة الخارجية والوكالة الاميركية للتنمية (يو اس ايد), مشدداً على أخلاقياته كمنظمة غير حكومية لأنه ليس "تابعا" للحكومة الاميركية. إلى ذلك, منعت سلطات مطار القاهرة الدولي المواطنة البريطانية "د.ب", من السفر بناء على قرار من النائب العام عبد المجيد محمود على خلفية قضية الجمعيات.

من جريدة السياسة مقابلة مع النائب تمام سلام
مخاوف من أن يكون ذلك مقدمة لإشعال فتنة وتوجيه السلاح للداخل
عون
يتصرف على طريقة "أنا أعمى ما أشوف... أنا ضراب السيوف"
على القيادة السورية تجنب التجاوزات على الحدود لأنها لن تفيدها بشيء
استعمال لافتة "القاعدة" يهدف لفرض حالة معينة بخصوص التطرف
المطالب الشعبية لا يمكن أن تتم بالقمع والقتل بهكذا أعداد كبيرة من دون حساب
هناك فجوة كبيرة من عدم الثقة بين الجامعة العربية وسورية حالت دون نجاح المبادرة العربية
استفحال الأمور في سورية سيكون له تأثير سلبي على لبنان ويجب على السياسيين التنبه من فتن سياسية وطائفية

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة
رأى نائب بيروت تمام سلام أن استفحال الأمور في سورية سيكون له تأثير سلبي على لبنان, مناشداً القادة السياسيين التنبه لتطور الأمور بهذا الاتجاه منعاً لقيام فتنة سياسية أو طائفية قد تؤثر على وحدة لبنان وأمنه واستقراره. ورأى بأن التأثير السوري على لبنان في المناطق الحدودية أكبر بكثير من التأثير اللبناني على سورية, مبدياً أسفه لحصول تجاوزات أمنية من قبل الجيش السوري ضد بعض المواطنين اللبنانيين واعتبرها غير محمودة.
كلام سلام جاء في سياق حوار مع "السياسة" رأى فيه أن استعمال لافتة "القاعدة" جاء لفرض حالة معينة بخصوص التطرف, خاصة أن كلام وزير الدفاع فايز غصن استند على معلومات وتقديرات غير مبنية على واقع ملموس, وعزا فشل المبادرة العربية الى الفجوة الكبيرة من عدم الثقة بين الجامعة العربية والنظام السوري, واصفاً الحديث عن الاغتيالات بأنه جزء لا يتجزأ من تفاقم الأوضاع السورية. وفي ما يخص النقاش الدائر حول "داتا" الاتصالات, رأى أن الأمر لا يتعلق بمزاج وزير بقدر ما يتعلق بالمصلحة الوطنية, معتبراً أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون يتصرف على طريقة (أنا أعمل ما أشوف, أنا ضراب السيوف), مبدياً تخوفه من وجود مسببات قد تعيد استعمال السلاح في الداخل, كاشفاً عن تطوير نواب بيروت مطالبتهم ببيروت منزوعة من السلاح لتشمل بيروت الكبرى, وأن الاتصالات بهذا الشأن ستطال نواب "حزب الله", مستغرباً مسألة كتاب التاريخ في وزارة الثقافة باعتباره من اختصاص وزارة التربية الوطنية.
وهذا نص الحوار:
كيف ترى تطور الأمور في سورية ومدى انعكاسها على لبنان?
ما يجري في سورية لا يمكن عزله عن الحراك الذي يطال كل المنطقة, ولبنان بما له من تداخل وملاصقة جغرافية مع سورية يتأثر أكثر من غيره, وتعلم أن في لبنان من هم من المؤيدين للنظام السوري والمتحالفين معه, وهناك من هم خارج ذلك من المعارضين للنظام. وبالتالي بين الفريقين أخذ وعطاء باتجاه تقييم ما يحدث في سورية, وهذا لابد أن يكون له أثر ما في ضوء استفحال الأمور والواقع المأزوم في سورية.
لماذا يجري العمل على تصدير الفتنة إلى لبنان, وهل بذلك إراحة للوضع في سورية?
إلى الآن ورغم الواقع الذي أشرت إليه مازالت الأجواء إلى حدٍ بعيد منضبطة وهادئة. أما أن تتطور فيما بعد بحسب تفاقم الأزمة في سورية باتجاه سلبي يعكر الأجواء في لبنان وهذا ما لا نتمناه جميعاً. ومن هنا نطالب القيادات اللبنانية والتنبه والوعي لهكذا خطر إذا ما تطور إلى فتنة سياسية وطائفية قد تؤدي إلى صدام داخلي من الواضح أن لبنان سيدفع الثمن غالياً جداً في وحدته وفي استقراره.
تجاوزات الحدود
كيف تنظر إلى التجاوزات السورية المتكررة على الحدود مع لبنان من عرسال إلى النهر الكبير?
من الواضح أنها تجاوزات تنتج عن الأحداث الجارية في سورية بالنسبة إلى التداخل الجغرافي والسكاني بين لبنان وسورية, وهذا ما يأخذ أبعاداً غير مريحة. طبعاً سورية كدولة وكشعب وقدرات أكبر من لبنان. وبالتالي فإن أي تحرك من لبنان باتجاه سورية لن يكون له الأثر الفعال حتى في إطار مساندة اللبنانيين لبعض أخوانهم الذين يتعرضون للقتل, بقدر ما سيكون لأي تحرك سوري باتجاه لبنان من آثار سلبية كبيرة ومدمرة. القدرة السورية على التدخل مع الواقع اللبناني بافتعال الأحداث داخل لبنان كبيرة وغير مريحة, وهي قدرة تفوق قدرة اللبنانيين على التحمل ولا يمكن قياس تأثير لبنان على سورية بحجم التأثير السوري على لبنان, ومن الواضح أنه أكبر بكثير ومزعج ومضر.
رغم إقدام سورية على زرع حدودها مع لبنان بالألغام, وعدم ضبط عمليات تهريب للسلاح أو المقاتلين اللبنانيين باتجاه الأراضي السورية, مازلنا نشهد الكثير من التجاوزات والحوادث التي يقوم بها الجيش السوري ضد المواطنين اللبنانيين في القرى الحدودية ما تفسير ذلك?
هذا أمر مؤسف جداً, وكما قلت على القيادة السورية استدراك الأمر تجنباً لمخاطر هكذا تطور لا يفيد سورية بحسب رأيي. ومن هنا ضرورة أن نقوم نحن في لبنان على مستوى الحكومة وعلى مستوى الدولة باتخاذ الإجراءات التي تحول دون قيام هذا الخلل على الحدود وأن يقوم الجيش والقوى الأمنية بضبط الحدود بشكلٍ فعال وعملي أكثر.
السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم يعتبر أن سياسة النأي التي يعتمدها لبنان لم تمنع دخول المسلحين من لبنان إلى سورية, فهل تعتبر معلومات السفير مؤكدة?
سياسة النأي لا تكون من خلال الحديث في المؤتمرات وفي اللقاءات هنا أو هناك, بل يجب أن تطبق عملياً على الأرض من خلال تأمين حضور أمني وعسكري على الحدود يمنع كل هذه التجاوزات. يبقى الجانب الإنساني الذي يتمثل بدخول الأخوة السوريين إلى لبنان لتجنب الأذى الذي يواجهونه في سورية, وهذه مسألة إنسانية ومشروعة في كل دول العالم, خاصة عندما يصل الخطر إلى العائلات والشيوخ والأطفال والنساء, فلا يبقى أمامهم سوى الهروب إلى الأماكن الآمنة ولا يجوز أن نمنعهم من ذلك. أنا أقول إن الانتقال المدني بين سورية ولبنان قائم ومتحرك ومسموح, هذا شيء والتسلل العسكري بالاتجاهين شيء آخر.
القاعدة
لماذا يصر البعض على إلصاق تهمة وجود "القاعدة" في لبنان في وقت نفى الوزراء المعنيون هذا الأمر?
أعتقد أن استعمال لافتة "القاعدة" في المرحلة الحاضرة هو من قبيل فرض حالة معينة بخصوص التطرف في الحالة السياسية, فهناك فئة ربما ترى أن الطائفة السنية لها مواقف واضحة ومتقدمة بموضوع ما يجري في سورية, وللنيل مما جرى ربطها بـ"القاعدة" للتخويف والتهويل ولكن الجميع يعرف أن في لبنان ليس هناك "قاعدة" وليس هناك فصائل لـ"القاعدة" وإذا كان هناك من قارب هذا الواقع في وقت ما, فهذا حصل منذ ثلاث سنوات وأكثر عندما وقعت أحداث "نهر البارد" وقتها حكي عن وجود متطرفين وأصوليين بأن لهم علاقة بـ"القاعدة" وحينها وضع حل جذري ونهائي لهم, أما أن يكون هناك وحدات وتدريبات ومجموعات إرهابية هنا وهناك فالمنطقة كلها معرضة لهذا النوع من الإرهاب ولكن حتى الساعة لا يمكن لأحد أن يثبت أي وجود لتنظيم "القاعدة" في لبنان. وقد جرى الحديث بالتفصيل عن ذلك بعد الموقف الذي اتخذه وزير الدفاع في وقت ما وتبين أنها فقط تقديرات ومعلومات غير مبنية على واقع ملموس وكان تحذيرية أكثر مما هي واقعية.
هل أخطأ النظام السوري بمواجهة المعارضة وكيف كان يجب أن يتصرف?
لا شك أن هناك واقعاً أليماً تطور في سورية. وبتقديري أن أهم ما فيه هو تحرك الشعب بين كل التركيبة السورية بما فيها النظام. الشعب كما في المنطقة وفي دول أخرى يريد أن يحصل على حد أدنى من الحرية ويطالب بأن يغير النظام طريقة التعامل معه. وأن تتاح له فرصة الرأي الحر, وفرصة الاتجاه نحو الديموقراطية أكثر فأكثر. ولا يمكن تجاهل ذلك. من الواضح أن معالجة هذه المطالب لا يمكن أن تتم بالقمع والقتل, لأنه عندما يلتحم الجلد البشري مع السلاح ومع العنف لا يمكن أن يمر زهق الأرواح وقتل الناس بهكذا أعداد كبيرة دون حساب, ومن هنا صعوبة الوضع.
كلنا نريد الأمن والاستقرار لسورية والخوف من تحول ما يحصل إلى حرب داخلية وحرب أهلية, وهذا سيكون ثمنه غالياً على الجميع. ومن هنا برأيي أن دور الجامعة العربية التي تسعى إلى التواصل مع النظام لإيجاد المخارج لهذه الحالة مطلوب مواكبته وإعطاؤه كل ما يحتاج من دعم.
لماذا فشلت المبادرة العربية وأصبحت الأمور في مجلس الأمن?
ظهر منذ البداية وجود فجوة كبيرة من عدم الثقة بين الجامعة العربية وبين النظام في سورية. وهذه الثقة المفقودة حالت دون إيجاد خطة عملية لإخراج سورية من هذا الأتون. ومع الأسف كلما كبرت هذه الفجوة كلما ازدادت صعوبة التوصل إلى نتائج طيبة.
يكثر الحديث عن عودة مسلسل الاغتيالات إلى الساحة من خلال التحذيرات التي تلقاها كل من رئيس مجلس النواب نبيه ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط. ما تفسيرك لذلك وهل المطلوب القضاء على نهج الاعتدال في لبنان?
إنها جزء لا يتجزأ من تفاقم الأوضاع في سورية وبالتالي لاتخاذ بعض الاحتياطات الأمنية التي تحول دون حصولها وإذا ما حصل ذلك سيكون لها مردود سلبي علينا جميعاً ويبدو أن بعض المؤشرات وبعض المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية جدية وليست تهويلية, وبالتالي يجب أخذها بعين الاعتبار والتصرف بضوئها خصوصاً من قبل القيادات اللبنانية, وألا يغيب عنها ضرورة التماسك فيما بينها من أجل صون وحدتنا الداخلية لتفويت الفرصة أمام هكذا محاولات لأن حدثاً من هذا النوع على مستوى اغتيال شخصية سياسية ينعكس سلباً على البلد دون استثناء ولا يعتقد أحد مهما كان عنده من مناعة وقدرة سياسية أو أمنية بألا يتضرر من هكذا تداعيات.
أنت شخصية سياسية معتدلة, هل لديك خوف أن تكون على قائمة المستهدفين من أن يتناولك هذا التهديد?
عندما يستهدف البلد عبر هكذا أحداث أو تهديدات لا يعود الأشخاص المهددون يقدمون ويؤخرون من الحدث نفسه وأي استهداف لأية شخصية لبنانية سيكون لها انعكاس على مستوى الوطن ككل, ولا يعتقد أحد إذا أخذت الأمور هذا المنحى سيتم حصرها بهذه الشخصية أو تلك.
بالتزامن مع هذه التهديدات هناك حجب معلومات عن الأجهزة المفترض بأن تكون معنية مباشرة بهذه التهديدات, كيف تفسر هذا التصرف بطريقة مقاربة تلك الأمور الخطيرة?
على القيادات السياسية في هذه المرحلة من المخاطر أن تترفع عن مصالحها الشخصية الضيقة واعتماد الحد الأدنى من التفاهم السياسي لتفويت الفرصة للاختراقات التي قد تستفيد من انشقاق داخلي أو صراع داخلي.
حجب المعلومات
هل يحق لوزارة الاتصالات أن تحجب المعلومات أو "الداتا" عن الأجهزة الأمنية المكلفة حماية السياسيين?
هناك قانون يتحكم بهذا الموضوع فإذا ما تم التقيد به وتنفيذه بحسب ما ينص عليه, فلا أرى الأمر يتعلق بمزاج وزير بقدر ما يتعلق بالمصلحة العامة. إذا كانت المصلحة العامة تقتضي الاطلاع على "داتا" المعلومات من قبل الأجهزة الأمنية فيجب أن يتاح هذا الأمر. لأن هذه الأجهزة وخصوصاً فرع المعلومات وعلى مدى سنوات, كان قادراً على استباق وإجهاض كل المؤامرات التي حيكت ضد لبنان واللبنانيين والكشف عن معظم الخلايا المتعاملة مع إسرائيل, وهذا ما يعطيها مصداقية كبيرة بالإضافة إلى كشفها في مناسبات عديدة لكثير من الأحداث الأمنية على مختلف المستويات وبمختلف الأشكال, منها السياسي وغير السياسي. فرع المعلومات والأجهزة الأمنية كانوا دائماً يواكبون كل هذه المخاطر وقد استبقوا حدوث أمور معينة كما أنها اليوم بناء على معلومات تستبق مخاطر أحداث اغتيالات, وبالتالي وضع يدها على "داتا" المعلومات أمر مشروع.
كيف تفسر هذا الفجور في أداء بعض الوزراء لا سيما وزراء "التيار الوطني الحر", وبالمقابل هناك صمت من "حزب الله" حول ما يجري والحكومة تحولت إلى مجموعة حكومات? وماذا عن موقف الرئيس نجيب ميقاتي بتعليق جلسات الحكومة?
لا يمكن لأحد أن ينكر ما تسميه الفجور الذي بدأ يأخذ أشكالاً ليس فقط على مستوى الوزراء, بل على مستوى قائدهم من خلال الاتهامات العشوائية التي يتم استعمالها ورميها بشكل مستمر بكل الاتجاهات, وكان آخرها ما قام به العماد ميشال عون باتجاه الرؤساء الثلاثة وباتجاه رئيس الحكومة كأنه ينطبق عليه المثل الذي يقول "أنا اعمى ما أشوف, أنا ضراب السيوف" الأمر الذي دفع الرئيس نجيب ميقاتي إلى تعليق أعمال مجلس الوزراء, آخذاً الجميع في طريقه ولا يريد أن يرى إلا ما يقوم به, هذا أمر مزعج لكنه يشكل ثقلاً سلبياً على علاقة "التيار الوطني الحر" بحلفائه الذين نجدهم لا يتفاعلون مع هكذا جنوح في المواقف السياسية وهذا أمر غير مريح على مستوى الحكومة وعلى مستوى الأكثرية ودورها.
ولكن هناك صمت عن هذه التجاوزات, والبعض يتخوف أن تكون هذه التصرفات مقدمة لإشعال فتنة ولإعادة توجيه السلاح إلى الداخل?
يمكن أن تتحول إلى ذلك إذا ما تمادوا في اعتمادها واعتماد هذه اللغة وهذا الأسلوب الذي يوجهون من خلاله الاتهامات والإساءة للآخرين كل ذلك يؤسس لحالة غير مريحة داخلياً.
هل تخشى من إعادة توجيه السلاح إلى الداخل?
السلاح أصلاً موجود في لبنان وإنما الموضوع هل ستكون مسببات لاستعمال هذا السلاح على الأرض بشكل مضر ومؤلم أم أن الدولة ستحسم أمرها وتضع حداً لهذه الإمكانية? نحن كنواب بيروت بدأنا بالتحرك من أجل بيروت منزوعة السلاح, وأصبحنا مع بيروت الكبرى منزوعة من السلاح وإشراك الجميع بهذا الاتفاق.
أين أصبحت الاتصالات لتحقيق تلك الأمنية?
قطعنا شوطاً لا بأس به ولنا لقاءات هذا الأسبوع مع بعض الجهات السياسية.
هل ترى سهولة بتحقيق هذا الأمر?
بالطبع ليس هناك من سهولة, ولكن عندما نميز بين السلاح الخفيف وبين السلاح الثقيل, بين سلاح المواجهة مع إسرائيل والسلاح الموجود على الأرض وفي الداخل, لا بد من القيام بخطة أمنية تؤمن الاستقرار والأمان لبيروت ولقاطنيها, نعم طورنا الأمور إلى بيروت الكبرى ونتواصل مع كل القوى السياسية دون استثناء.
بما في ذلك الضاحية الجنوبية?
طبعاً, بعد تفاهم معين مع المقاومة.
هذا يستدعي عقد لقاءات بينكم وبين نواب "حزب الله"?
التواصل مستمر مع القوى السياسية ومنها "حزب الله" وسائر القوى الأخرى.
نقلاً عن النائب عاصم قانصو أن النظام السوري ليس مرتاحاً من تصرفات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي, فهل أنت على استعداد لترؤس حكومة جديدة إذا ما استقالت هذه الحكومة?
في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة, التغيير الحكومي ليس مفتوحاً أما فيما يختص بعلاقة الرئيس ميقاتي مع سورية فهي قديمة ولا أعتقد أن من حق جهات معينة التعليق عليها بقدر ما هي ملك صاحبها. ومن هنا نأمل أن يكون لهذه العلاقة القديمة بعد إيجابي على مستوى احتضان المرحلة الحاضرة مع ما ينتج منها من تداعيات لها علاقة بأحداث سورية.
ما مبرر هذه الإشاعات برأيك?
إنها من ضمن المماحكات السياسية المحلية فيها الكثير من الأخذ والرد والمواقف من هنا وهناك وتزيد البلبلة ولا تفيدنا في هذه المرحلة.
أثيرت أخيراً مسألة كتاب التاريخ وموقف وزير الثقافة غابي ليون وعدم اعترافه بـ"ثورة الأرز", هل هذا الموضوع كان مطروحاً عندما كنت وزيراً للثقافة ولماذا يطرح هذا الموضوع في هذا الوقت?
عندما كنت وزيراً للثقافة لم يطرح هذا الموضوع هذا أولاً. وثانياً: إن موضوع كتاب التاريخ ليس من اختصاص وزارة الثقافة, وإنما يخص وزارة التربية الوطنية, لماذا إثارة هذا الموضوع في وزارة الثقافة, فلا علم لي بذلك.
ما المقصود برأيك?
المزيد من البلبلة.