المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 28 أيلول/11

البشارة كما دوّنها متى الفصل 5/21-26/الغضب

سمعتم أنه قيل لآبائكم: لا تقتل، فمن يقتل يستوجب حكم القاضي. أما أنا فأقول لكم: من غضب على أخيه استوجب حكم القاضي، ومن قال لأخيه: يا جاهل استوجب حكم المجلس، ومن قال له: يا أحمق استوجب نار جهنم. وإذا كنت تقدم قربانك إلى المذبح وتذكرت هناك أن لأخيك شيئا عليك، فاترك قربانك عند المذبح هناك، واذهب أولا وصالـح أخاك، ثم تعال وقدم قربانك. وإذا خاصمك أحد، فسارع إلى إرضائه ما دمت معه في الطريق، لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي، والقاضي إلى الشرطي، فتلقى في السجن. الحق أقول لك: لن تخرج من هناك حتى توفي آخر درهم.

 

عناوين النشرة

*سنجاهد لإقامة دولة فلسطين ونحرص على وحدة سوريا وأمنها"/ميقاتي: لبنان المتمسك بمبدأ العدالة سيبقى دومًا أرض الحريات والتلاقي والإعتدال

*عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب عبد المجيد صالح: لم يشعر أحد بغياب السنيورة في غداء المصيلح

*مسألة حصول الجيش على المساعدات هي في يد الكونغرس الأميركي وليس الإدارة الأميركية/الصفدي من واشنطن: يجب ألا ندفع ثمن فرض عقوبات على دمشق 

*النائب نديم الجميّل استقبل سفيرة الاتحاد الاوروبي 

*القمة الروحية الاسلامية-المسيحية في دار الفتوى أكدت "متانة العيش الوطني واحترام كرامة الانسان وحرياته"

*الراعي يؤكد خلال اجتماع "دار الفتوى" على مواقفه الباريسية من السلاح وسوريا 

*مسؤولية الراعي تجاه صفير

*اللواء عن أوساط السنيورة: عدم حضوره غداء المصيلح بسبب إعتذار الراعي عن قبول دعوة وجهت إليه للغداء في منزل آل الحريري  

*المكتب الإعلامي" للحريري: قرار إعفاء الإيرانيين من تأشيرات الدخول اتخذ في 7 أيلول الجاري

*شمعون: نأمل من البطريرك الراعي العودة عن الخطأ... واجتماعات بكركي لن تعطي نتيجة 

*زهرا: البطريرك يعرف انه لا يبقى بجانب بكركي "وقت الجد" إلا القوات 

*فتفت: التزام الرئيس ميقاتي بتمويل المحكمة شخصي وليس من الحكومة ككل

*الايكونوميست»: مصرف لبناني يساهم فيه رامي مخلوف مرشح للضرب

*قتلوها وسلخوا جلدها ومثلوا بجثتها

*يهربون لإسرائيل وليس إيران/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*فتق الحزب ورتقه/راشد فايد/النهار

*زينب والبطريرك/علي حماده/النهار

*لقاء البيت الأبيض الملغى كان حيوياً في نظر الكنيسة لأن أوباما أثار في خطاب القاهرة وضع الموارنة/هيام القصيفي/النهار

*الهواجس ليست مسيحية فقط/غسان حجار/النهار

*ويكيليكس/المستقبل/ باسيل لفيلتمان بعد ورقة التفاهم مع حزب الله عون يحرّك المسيحيين كما يحلو له

*لقاء سيّدة الجبل" في 23 تشرين الأول يحدّد موقف المسيحيين من الثورات

*"شبيحة" من "حزب الله" من العريضة الى الجوسي

*أشادوا بمواقفه ودعوا "حزب الله" الى ملاقاته وإجراء حوار حول السلاح/نواب وقيادات: جعجع وضع المسيحيين في قلب العالم العربي ونهضته الحديثة

*تعلّموا من حزب الله!الثلاثاء 27 أيلول 2011 /جورج سولاج /الجمهورية

*قصة التحوّل من لقاء روحيّ رباعيّ ... إلى قمّةالثلاثاء 27 أيلول 2011 /جـورج شاهين/ الجمهورية

*رئيس جمعية "إقرأ للتنمية الإجتماعية" بلال دقماق: كلام وهاب قمة السفاهة

*النائب جمال جراح: جعجع اعاد احياء منطق البطريركية المارونية التاريخي... ومواقف الراعي تبدو خارج السياق/وننتظر من سليمان وميقاتي تنفيذ التزاماتهما تجاه تمويل

*ما أبلغه الراعي إلى جعجع/طارق ترشيشي/الجمهورية

*التغيير والإصلاح": الراعي أكد أنه بطريرك اللبنانيين

*خالد ضاهر لـ"المستقبل": كلام جعجع مفصلي/حاورته: ريتا شرارة/المستقبل

*ماذا دار في الخلوة الثلاثية في المصيلح؟ بري لقبلان: الراعي يمثلنا في القمة الروحية/رضوان عقيل/النهار

*الشيخ غالب القيس واستغلال زيارة الراعي للتهجم على صفير و14 آذار

*الشيخ فندي شجاع لـ"النهار": الكلام التسامحي للبطريرك جميل ونرفض ما يُشاع عن تحالف الأقليّات

*لبنان في حاجة إلى قمة واحدة عنوانها: كيف نقيم الدولة المدنيّة التي تحمي الجميع/اميل خوري/النهار

*أحمدي نجاد يحاول "تبني" البشير بديلاً من بشار/طهران تتوقع سقوط النظام السوري قبل نهاية مارس/ حميد غريافي والوكالات/السياسة

*"الموساد" و"حزب الله".. حكاية بلابداية ولا نهاية/ داود البصري /السياسة

*عودة الروح الى الوطن الرسالة/الياس الديري/النهار 

*الروس يقرّون بفشل مقاربتهم للحلّ في سوريا/اتجاهات جديدة مرتقبة بعد لقاءات نيويورك/روزانا بومنصف/النهار     

*حقوق البطريرك/حسام عيتاني/الحياة

*الزمن البائس" موقف في كلمة... غير مطَمئِن/فادي عيد/الجمهورية

*كيلو لـ"النهار": الحل الأمني يقود الى تدخل دولي/ديانا سكيني/النهار     

*مقابلة مع المطران خضر/لست خائفاً على مسيحيي سورية وإنهم لم يتعرّضوا لمضايقات حتى في مدن شهدت حراكا شعبيا كحمص وهناك مَن يقول إن باريس تحققت من الفاتيكان... من أنه لم يتم الإيحاء للراعي

*كلمة للدكتور فارس سعيد

*الضغوط الأميركية والفرنسية لن تجعل الراعي يتراجع عن خياراته/المعادلة المسيحية المستجدة: بطريرك يحكم.. وآخر يعارض/عماد مرمل (السفير)

*بكركي لواشنطن: تفهّم الهواجس بالحوار/نقولا ناصيف (الأخبار)

*عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب عبد المجيد صالح: لم يشعر أحد بغياب السنيورة في غداء المصيلح

*واشنطن تدعم الفوضى في سوريا وفي كل مكان ولا أخجل بما قلته في ويكيليكس/عون: جعجع إخترع حلف الأقليات وليموّل ميقاتي وشقيقه المحكمة الدولية

*الماروني العالمي: وحدةالموارنة من وحدة لبنان

*كتلة "المستقبل" اجتمعت برئاسة السنيورة: الالتزام الكلامي بتمويل المحكمة شيء والفعلي شيء آخر/إعلان حزب الله أن سلاحه لحماية العيش المشترك تطور خطير

*الوزير السابق ميشال اده: اسرائيل ليست في وارد الاعتراف بالدولة الفلسطينية

*المعلوف: كنّا نعوّل على لقاء الراعي- اوباما/مواقف البطريرك الباريسية وراء عدم زيارته واشنطن

 

تفاصيل النشرة

سنجاهد لإقامة دولة فلسطين ونحرص على وحدة سوريا وأمنها"

ميقاتي: لبنان المتمسك بمبدأ العدالة سيبقى دومًا أرض الحريات والتلاقي والإعتدال

رأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن "فلسطين دولة محتلة وعليه يكون لزاماً علينا أن نجاهد لإقامة دولة فلسطين ونساعد شعبها في إنهاء الإحتلال وتحقيق الإستقلال وعودتهم إلى ديارهم". وقال: "فيما يعلن الفلسطينيون تمسكهم بخيار المفاوضات بالنسبة إلى ما بات يعرف بقضايا الحل النهائي أي القدس واللاجئين والأمن والحدود والمستوطنات، لا تزال هذه المفاوضات تصطدم بسلبية إسرائيل وتعنتها".

ميقاتي، وخلال كلمة في مجلس الأمن الدولي، أضاف: "لعل أخطر ما يهدد مستقبل السلام في إسرائيل ما تمارسه من انتهاكات للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، كما تواصل أعمال الإستيطان وطرد السكان (الفلسطينيين) وهدم المنازل ومصادرة الأراضي ووضع اليد على المياه، إضافة إلى جدار الفصل وتغيير المعالم السكانية في القدس الشرقية في محاولة لإزالة معالم هويتها العربية". وأشار إلى أن "العرب اتخذوا قرارهم بتحقيق السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط على أساس قرارات مجلس الأمن ومرجعيات "مؤتمر مدريد" والأرض مقابل السلام في ما بات يُعرف بمبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي (الملك عبدالله بن عبد العزيز) والتزمتها دول منظمة التعاون الإسلامي".

وإذ شدد على أنّ "لبنان الذي يتمسك بحق سوريا في تحرير كامل أراضيها، يهمه وسط الأحداث التي تشهدها سوريا اليوم أن يؤكد مجددًا حرصه على وحدة أراضيها وشعبها وأمن جميع أبنائها وسلامتهم"، أضاف ميقاتي: "إن لبنان يطالب إسرائيل بالإنسحاب التام من الأجزاء التي ما تزال محتلة من جنوبه في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشرقي من قرية الغجر، ونعيد تجديد التزام لبنان بالقرار الدولي 1701 بمندرجاته كافةً ونكرر مطالبة المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بالقيام بموجباتها المحددة وفق هذا القرار، بالإضافة إلى الانسحاب، وقف الخرق لسيادة لبنان برًا وبحرًا وجوًا والانتقال من وقف الأعمال العدائية إلى وقف إطلاق النار والتعاون الكامل مع قوات "يونيفيل" لترسيم الخط الأزرق (الحدودي)".

ميقاتي الذي أشار إلى أن "لبنان بصدد ترسيم حدوده البحرية واستغلال ثرواته الطبيعية في منطقته الإقليمية، ولا سيما النفطية والغازية"، قال: "لا يسعني إلا أن أنوّه بدور قوات "يونيفيل"، مجددًا "إدانة لبنان للاعتداءات التي استهدفت هذه القوات"، ومحييًا في هذا السياق "تضحيات أفرادها". وأكد "الحرص على استمرار التعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني واحتضان أبناء الجنوب اللبناني لها"، لافتًا إلى أن "لبنان العضو المؤسس لمنظمة الأمم المتحدة وسيادة القانون الدولي، ملتزم دومًا إحترام قرار الشرعية الدولية بما فيها تلك المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وفقًا لما أكدت عليه البيانات الوزارية المتعاقبة للحكومات اللبنانية المتعاقبة". وختم بالقول: "إن لبنان المتمسك بمبدأ العدالة دربًا إلى السلام سيبقى دومًا أرض الحريات والتلاقي والإعتدال". (رصد NOW Lebanon)

 

مؤكدًا أن "مسألة حصول الجيش على المساعدات هي في يد الكونغرس الأميركي وليس الإدارة الأميركية"

الصفدي من واشنطن: يجب ألا ندفع ثمن فرض عقوبات على دمشق 

إختُتمت في واشنطن الإجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وتسلّم لبنان بشخص وزير المال محمد الصفدي رئاسة مجلس المحافظين في البنك والصندوق الدوليين وذلك لمدّة سنة تنتهي بانعقاد الإجتماعات المقبلة في طوكيو. ويضمّ مجلس المحافظين وزراء مال وتخطيط وحكام المصارف المركزية في الدول الأعضاء في المؤسستين.

وفي هذا السياق، أكّد الصفدي، في مؤتمر صحافي، أن إجتماعاته مع مساعد وزير الخزانة الأميركية تشارلز كولينز كانت جيدة جداً وأنه أكدّ للجميع أن لبنان حافظ دائماً على التزاماته الدولية وعلى انفتاحه على الشرق والغرب معاً. وقال: ""أبلغتً الجميع أن لبنان يستفيد من تعميم الديمقراطية في الشرق الأوسط وأنه يرفض العنف وأن من مصلحته إستقرار سوريا".

ورداً على سؤال، قال: "إن مسألة حصول الجيش على المساعدات هي في يد الكونغرس الأميركي وليس الإدارة"، مضيفاً "لقد أوضحت للأميركيين أن ما يتمّ الترويج له عن أن الحكومة اللبنانية هي حكومة خاضعة لـ "حزب الله" هو خطأ يُراد منه الضرر للبنان فالحكومة هي إئتلاف من أحزاب من بينها "حزب الله" ومن شخصيات مستقلّة وهي ملتزمة بالخط العام للسياسة اللبنانية الحريصة على التوازن وعلى صداقاتها حول العالم". وأكدّ الصفدي أن كولينز لم يبدِ أي موقف سلبي بشأن لبنان.

وعن الموضوع السوري، قال: "إن اعتبار لبنان رئة لسوريا يضرّ بلبنان، لأنه عندما يفرض المجتمع الدولي عقوبات على سوريا، فذلك يعني المجتمع الدولي وسوريا ولا يجب أن يدفع لبنان الثمن بغضّ النظر". وختم الصفدي إجتماعاته بلقاء مطوّل مع نظيره السعودي ابراهيم عبد العزيز العسّاف الذي أكدّ "استمرار دعم المملكة العربية السعودية للبنان وحرصها على إستقراره وإزدهار اقتصاده"، موجهاً الشكر لخادم الحرمين الشريفين على الدعم الدائم للبنان وثمّن للملكة العربية السعودية قيادة وشعباً العزّ والإزدهار لمناسبة عيدها الوطني. كما التقى الصفدي في ختام لقاءاته المدير التنفيذي لمكتب فرنسا الدائم في صندوق النقد الدولي أمبرواز فايول. (المكتب الإعلامي)

 

النائب نديم الجميّل استقبل سفيرة الاتحاد الاوروبي 

وكالات/استقبل النائب نديم الجميّل في مكتبه بعد ظهر اليوم سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان السيدة انجلينا ايشهورست طرحت خلالها العلاقات بين لبنان و الاتحاد الاوروبي ، كما استوضحت السفيرة الاوروبية عن عدد من المواضيع المطروحة المتعلقة بالوضع الداخلي اللبناني والاوضاع في المنطقة.

على أثر اللقاء قال النائب الجميّل:" تناولنا مع سعادة السفيرة العلاقات اللبنانية الاوروبية وعلى كيفية تفعيلها و بلورتها ، كذلك طرحنا المواضيع الداخلية المرتبطة بالوضع الداخلي و الاقليمي، والاهم أننا تناولنا مواضيع القيم و المبادىء والقواسم المشتركة المبنية على الحرية والديمقراطية و العدالة،و ليس فقط المبنية على التبادل التجاري بين الطرفين. كما بحثنا بموضوع المحكمة الدولية". ورداً على سؤال عن رأي الاتحاد الاوروبي فيما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية، قال الجميّل:" منذ البدء، موقف الاتحاد الاوروبي واضح و صريح في هذا المجال و هو لم يتغيّر". وأضاف:" المحكمة الدولية اساس لبناء العدالة في لبنان، ولوكانت المحاكم اللبنانية قادرة على القيام بواجبها بعيداً عن الضغوط ، لما رأينا مجرمين يتجوّلون في شوارع لبنان، ولما سمعنا تصريحات المجرمين يتباهون بما قاموا به في الاعلام." وانهى قائلاً:" القضاء لا يتحرّك ولكن آمل في المستقبل القريب أن يصبح حبيب الشرتوني وراء القضبان. وقد قابلت مؤخراً مدعي عام التمييز في هذا الخصوص"

 

القمة الروحية الاسلامية-المسيحية في دار الفتوى أكدت "متانة العيش الوطني واحترام كرامة الانسان وحرياته"

لبنان يستمر بوحدة أبنائه واعتماد الحوار المباشر والصريح

الحراك العربي مطالب بالديمقراطية وصون المصالح القومية

 وطنية - 27/9/2011 عقدت القمة الروحية الإسلامية - المسيحية اجتماعا في دار الفتوى، واستهلت بكلمة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني (نشرت في موقع "الوكالة الوطنية للاعلام" في وقت سابق)، ثم توالى على الكلام اغلبية رؤساء الطوائف.

وحضر القمة إلى مفتي الجمهورية، البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي، متروبوليت بيروت للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة، بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك السريان الكاثوليك أغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، الرئيس الروحي الأعلى لطائفة اللاتين في لبنان المطران بولس دحدح، مطران الأرمن الأرثوذكس في لبنان كيغام خاتشريان، مطران صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك إيلي بشارة الحداد، رئيس الطائفة الإنجيلية القس الدكتور سليم صهيوني، رئيس الطائفة القبطية في لبنان وسورية الأب رويس الأورشليمي، رئيس المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية أنطوان حكيم، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران طانيوس الخوري.

كما حضر أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي، مستشار مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور فؤاد مطرجي، أمين سر البطريرك الراعي الخوري نبيه الترس، مدير مكتب البطريرك الراعي وليد غياض، المدير العام للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نزيه جمول، رئيس المحكمة الدرزية القاضي الشيخ غاندي مكارم، أمين سر بطريركية الروم الأرثوذكس الإيكونوموس الأب جورج ديماس، الأمين العام لهيئة الشؤون العامة لدار الفتوى هشام المكمل، المعاون البطريركي لبطريرك السريان الكاثوليك المطران جرجس القس موسى، عبود يعقوب بوغوص، أعضاء لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي: الدكتور محمد السماك، ميشال عبس، الدكتور جان سلمانيان، كميل منسى والدكتور علي الحسن وأحمد محمد عاصي ومسؤول الاعلام في دار الطائفة الدرزية صالح حديفة.

البيان

وتلا الامين العام للقمة الروحية الاسلامية - المسيحية محمد السماك البيان الصادر عن القمة الآتي نصه:

"بمبادرة أخوية من غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، رحب بها سماحة مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، التقى بدار الفتوى أصحاب السماحة والغبطة والسيادة للتباحث في عدد من القضايا الوطنية الطارئة، وقد أطلع غبطة البطريرك الراعي إخوانه المجتمعين على نتائج زيارته إلى فرنسا، وما دار فيها من أحاديث بشأن أوضاع لبنان والمسيحيين فيه وفي المشرق العربي، وما يدور في المنطقة من أحداث، وأهمية تعزيز العلاقات الإسلامية - المسيحية في لبنان والعالم العربي.

وبعد التداول في هذه القضايا، ارتأى المجتمعون انطلاقا من مسؤولياتهم الروحية والوطنية التأكيد على المبادىء والثوابت التالية:

أولا: متانة العيش الوطني، والتفاعل التاريخي والحاضر في المنطقة العربية بين المسلمين والمسيحيين، استنادا لانتمائهم العربي، هوية وثقافة، ولتجربتهم العريقة والغنية، وللتحديات المشتركة والمصير الواحد، والتأكيد على ان وجود المسيحيين وهذا الشرق هو وجود تاريخي واصيل وان دورهم اساسي وضروري في اوطانهم.

ثانيا: استقرار لبنان، الوطن النهائي لجميع بنيه، على ثوابت العيش المشترك ومرجعية وسيادة الدولة والدستور، والتوافق على المصالح الوطنية والقومية الكبرى ضمن القواعد التي أرستها وثيقة الوفاق الوطني اللبناني في الطائف وعلى أساس المشاركة في إدارة الشأن العام، واحترام مبدأ المناصفة، إن وحدتنا الداخلية تدعونا للوقوف سدا منيعا بوجه كل المحاولات الخارجية التي تستهدف زعزعتها وزرع الفتنة فيما بيننا.

ثالثا: احترام كرامة الإنسان وحرياته الأساسية ومن ضمنها الحريات الفردية والدينية والسياسية وحرية التعبير، واعتبار التنوع غنى وإثراء لإنسانية الإنسان، واعتبار المواطنة أساسا في تحديد الحقوق والواجبات، وفقا للمبادىء الدستورية والقانونية والشرائع الدولية وفي مقدمتها شرعة حقوق الإنسان.

رابعا: لبنان جزء من العالم العربي هوية وثقافة ومصيرا. وقد كان اللبنانيون روادا في نشر ثقافة النهوض والاستنارة في هذا الشرق. وعلى مثل العيش المشترك والتنوع والحرية والمواطنة وحكم القانون حاولوا بناء نظامهم السياسي والديمقراطي، فتفاوت نجاحهم في ذلك، إنما ما وهنت عزائمهم في البقاء على الثوابت الإنسانية والوطنية، وفي صون تجربتهم الرسالية وتطويرها. والأمل اليوم وغدا باق في تقريب ثقافة المواطنة لدى شباب لبنان ومحبة الوطن ومعرفة تراثه والالتزام برسالته ودوره في العالم العربي والعالم.

خامسا: إن الحراك الجاري في البلدان العربية المطالب بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية، يتيح فرصا يقتضي الاستفادة منها لحماية هذا الحراك ومنعه من الانزلاق إلى ما قد يتجه به اتجاهات تنحرف به عن غاياته الأصيلة أو تكون سببا في إثارة الهواجس والمخاوف. والمطلوب من الجميع الحرص على الإصلاح والتطوير والانفتاح ومراعاة الإرادة الشعبية والتمسك بالدولة المدنية القائمة على مفهوم المواطنة بما يبدد كل الهواجس ووجوه القلق ويعزز الثقة بالعيش الواحد، والحرص في الوقت ذاته على أمن المجتمعات والانسجام بين فئاتها، وصون المصالح الوطنية والقومية. مع التأكيد على رفض كل أنواع التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية ورفض كل أنواع الظلم والعنف والاستبداد.

سادسا: إن لبنان وطن الرسالة والعيش المشترك واحترام الحريات، يبقى ويستمر بوحدة أبنائه وبإيمانهم به وبرسالته، وبتضامنهم في مواجهة محاولات إثارة الفتن وباعتماد الحوار الهادىء والمباشر والصريح أساسا لحل المسائل الخلافية بعيدا عن التخاطب الاتهامي في وسائل الإعلام.. ويشكل التزام اللبنانيين ببناء الدولة ومؤسساتها الدستورية الضامن لهم جميعا.

سابعا: إن لبنان القوي بوحدته الوطنية وبتضامن أشقائه العرب وباحترام المجتمع الدولي، يلتزم برفض توطين اللاجئين الفلسطينيين شكلا وأساسا، ويتمسك بحقهم في العودة إلى أرضهم ووطنهم عملا بقرار مجلس الامن الدولي رقم 194. ويعتبر العمل على تحرير بقية الأراضي اللبنانية والعربية المحتلة وتحرير المقدسات الاسلامية والمسيحية مما تتعرض له من انتهاك واعتداء، واجبا وطنيا وعربيا جامعا وبحكم قرارات الشرعية الدولية. وهو يهيب بالأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وفي هذا اللقاء الأخوي الذي ساده الود، وانتصرت فيه اعتبارات الصراحة والمصالح اللبنانية والعربية الكبرى، اتفق أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة على الاستمرار في التشاور، في شتى الظروف والأحوال، وخصوصا في هذه الظروف الاستثنائية. وهم يهيبون بمواطنيهم وإخوانهم العرب أن يبقوا على الالتزام بالأسس الأخلاقية الصلبة للقيم الدينية المسيحية والإسلامية، وأن يصونوا عيشهم المشترك والتاريخي في هذه المرحلة الفاصلة والحساسة التي تمر بها مجتمعاتهم العربية، ويمر بها العالم المعاصر".

وأقام مفتي الجمهورية مأدبة غداء تكريمية في "معهد تفهم الإسلام" في دار الفتوى، على شرف رؤساء الطوائف.

 

الراعي يؤكد خلال اجتماع "دار الفتوى" على مواقفه الباريسية من السلاح وسوريا 

أوردت محطة "mtv" معلومات تشير إلى أن "البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان له كلمة في القمة الروحية التي انعقدت في "دار الفتوى" قبل ظهر اليوم لم يتم الاعلان عنها ولكن تم الاستماع اليها عبر إذاعة "القران الكريم" التابعة لـ"دار الفتوى" بسبب خطأ تقني، وأبرز ما جاء فيها تأكيد البطريرك الراعي على مواقفه التي أدلى بها في فرنسا والتي تناولت موقفه من سلاح "حزب الله" والموضوع السوري". كما جدد الراعي، وفق ما ذكرت الـ"mtv"، الحديث عن أنه لم يبرر وجود السلاح بل نقل تبرير "حزب الله" لوجود سلاحه، وهو طالب أيضًا فرنسا بنزع الذرائع التي تستهدف لبنان، وتقوية الجيش اللبناني، لأنه عندها فقط نستطيع القول لـ"حزب الله" إننا لم نعد بحاجة الى سلاحك في الدولة".

وفي شأن النظام السوري، قال الراعي: "إنّ الكنيسة لا توالي أو تعادي الأنظمة لكننا مع العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات ولسنا مع العنف الذي ندينه، لكن الديمقراطيات في العالم العربي أدّت الى الدمار والحروب الأهلية وهناك نموذج العراق وما حصل فيه من قتل وتهجير للمسيحيين"، مضيفًا: "نحن لا نريد أن يكون هناك حرب أهلية في سوريا، التي بالتأكيد إن حصلت ستكون بين السنة والعلويين، وبطبيعة الحال وبما أن لبنان ملتصق عضوياً بسوريا، وفيه سنة وعلويين ستنتقل الينا (الحرب) وهذا يؤدي الى حروب يدفع ضحيتها جميع اللبنانيين ويكون هناك هجرة للمسيحيين". كما تخوّف الراعي من "وصول الأصوليين للحكم في سوريا حيث من الممكن أن يؤدي الى مطالبة من العلويين بدولة وربما يتمّ الإعتراف دولياً بها ما سيؤثر على المسيحيين وسيؤدي الى اضطهادهم وتهجيرهم". وأكد الراعي أخيرًا، ودائمًا وفق ما ذكرته قناة "mtv"، أن "زيارته إلى أميركا رعوية والبطريركية تفصل بين الدين والدولة وأن السياسية متروكة لرجال السياسة".(رصد NOW Lebanon)

 

مسؤولية الراعي تجاه صفير

يقال نت/صمت الكاردينال مار نصر الله صفير، في قداس شهداء المقاومة اللبنانية. لم يلق عظة ، لا دينية ولا سياسية. لم يقبل أن يحدث تباينا بين قناعاته وبين ما ينطق به خليفته على الكرسي البطريركي. ولكن  المستفيدين من مواقف البطكريرك بشارة الراعي، والمقصود بهم أتباع النظام السوري والثنائي الشيعي في لبنان، تخطوا، منذ انتهاء قداس شهداء المقاومة اللبنانية كل حدود مع الكاردينال صفير، حتى بدأ بعضهم بإهانته! كان الراعي ، قبل أن يعتلي الكرسي البطريركي يتولى الدفاع عن البطريرك صفير، فهل يفعل اليوم الشيء نفسه من موقعه الجديد، خصوصا أن "ذم " صفير يبدو متلاصقا كليا مع مدح الراعي؟

 

اللواء عن أوساط السنيورة: عدم حضوره غداء المصيلح بسبب إعتذار الراعي عن قبول دعوة وجهت إليه للغداء في منزل آل الحريري  

نقلت صحيفة "اللواء" عن أوساط الرئيس فؤاد السنيورة أن "سبب اعتذاره عن تلبية دعوة الغداء إلى مائدة الرئيس نبيه بري في المصيلح مردها إلى ما رافق زيارة البطريرك (الماروني مار) بشارة الراعي إلى صيدا". وفي هذا الإطار، أوضحت الأوساط عينها: انه "قد وجهت للبطريرك دعوة للغداء في منزل آل الحريري في مجدليون، لكنه أعتذر عن قبولها". وأضافت: "ثم خلال ترتيب الزيارة طرحت عليه فكرة أن يتم استقباله في دار البلدية في حضور كل أبناء المدينة، ففضل أن يكون الاستقبال أمام مبنى البلدية، لتكون المفاجأة انه قبل دعوة الشيخ محمد يزبك إلى الغداء أثناء زيارته البقاع، ثم دعوة الرئيس بري إلى المصيلح". الجدير بالذكر أن الرئيس السنيورة الذي كان شارك في استقبال البطريرك امام مبنى البلدية في صيدا رافقه سيراً على الاقدام من ساحة النجمة إلى مبنى المطرانية المارونية.

 

المكتب الإعلامي" للحريري: قرار إعفاء الإيرانيين من تأشيرات الدخول اتخذ في 7 أيلول الجاري

رد المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري على ما نشرته جريدة "السفير" في عددها الصادر اليوم بشأن الكلام المنسوب لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي خلال لقائه بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم أمس، ومفاده بأن حكومة الرئيس سعد الحريري هي التي اتخذت قراراً بإعفاء الإيرانيين القادمين إلى لبنان من تأشيرات الدخول وليست الحكومة الحالية. وأكد المكتب أنَّ "ما ورد من معلومات في هذا الخصوص ليس صحيحاً على الإطلاق، والصواب أن القرار المذكور اتخذ في جلسة عقدها مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وفي حضور الرئيس ميقاتي في قصر بعبدا في السابع من الشهر الجاري، وتم نشر مضمون القرار المذكور في المقررات الرسمية للجلسة بموجب محضر رسمي".(المكتب الإعلامي)

 

شمعون: نأمل من البطريرك الراعي العودة عن الخطأ... واجتماعات بكركي لن تعطي نتيجة 

كشف رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون أنَّ مقاطعته اجتماعات بكركي المسيحية لانها في رأيه "لن تعطي أي نتيجة"، مشيراً إلى أنَّ "زيارة البطريرك (الماروني مار بشارة بطرس) الراعي إلى الجنوب شيء جيد ولكنه في الوقت نفسه يذكرني بما قام به البطريرك المعوشي أثناء حوادث العام 1958، عندما شجعه المكتب الثاني أن يمشي بخط معين ضد الأكثرية المسيحية في ذلك الحين، وفي النهاية عاد البطريرك المعوشي واعترف بخطئه، واليوم نأمل من غبطة البطريرك الراعي العودة عن الخطأ".

شمعون، وفي حديث لاذاعة "الشرق"، رأى أنَّ "خطأ البطريرك الراعي جاء من تصريحاته في باريس بأنه مع المقاومة كلياً واعتباره أن المقاومة ضرورية، ونحن كلنا مقاومون، ولكن عندما تدار البندقية إلى الداخل ولا تستعمل ضد العدو وكأنما اصبح الاعداء في الداخل، هنا المقاومة سقطت". وقال: "بكركي لم تغير في الموقف السياسي ولكن بكركي ليس لها الدخول في كواليس الصراع السياسي الموجود في البلد وليس لها الحق أن تكون طرفاً"، معتبراً أن "المسيحيين اليوم برهنوا بتصرفهم الوطني والانساني وبتصرفهم القانوني الدولي واحترام السلطات الدولية عن ايمانهم وانتمائهم، وهم كانوا مثالا لكل الثورات العربية التي تجري اليوم في العالم العربي، والا لم تكن لتحصل والكل يحاول ان يتبع لبنان اليوم". من جهةٍ ثانية، كان شمعون قد رعى حفل العشاء السنوي التي اقامته مفوضية الشوف في الحزب. وفي كلمة في المناسبة، على أن "الخطابات المسايرة لن تنقذ لبنان أو المسيحيين، وأن المواقف الضعيفة التي يتحفنا بها بعضهم اليوم لا تبني وطناً سيما أن هذه المواقف المتأرجحة بين الحق والباطل انما تزيد الوضع ارباكاً وهي ليست من شيم المسيحيين المعروفين بشهادتهم للحق"، مؤكداً أن "وحدة الجبل إنما هي حجر الزاوية في وحدة لبنان، لأن الجبل هو قلب لبنان وما دام بخير فلبنان بخير". (الوطنية للإعلام)

 

زهرا: البطريرك يعرف انه لا يبقى بجانب بكركي "وقت الجد" إلا القوات 

إعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا ان "لا استحقاق دولي للحكومة أكثر من موضوع تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، مشيراً الى ان "هناك خوفاً من ان يذهب لبنان الرسمي بمواجهة المجتمع الدولي". وأضاف: "تمويل المحكمة الدولية برسم الحكومة، وأعتقد ان تمويلها عبر المرسوم الجوال هو الحل الذي سيعتمد".

زهرا، وفي حديث الى محطة "أخبار المستقبل"، قال: "مهتمون بإستمرار بكركي موقعاً سياسياً اخلاقياً ووطنياً ولا اعتقد ان هناك من يحرص على بكركي ووجودها واستمراريتها اكثر منا"، لافتاً الى ان "بكركي اكثر من يعلم ومن أصغر عامل فيها الى سيدها صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، انه وقت "الجد الجد" لا يبقى الى جانبها الا "القوات اللبنانية"". ورأى زهرا ان "الاستقبالات والحشود التي شهدناها في الجنوب ما هي الا محاولة خبيثة لتصوير البطريرك انه مع فئة دون أخرى". ورداً على سؤال حول ما نقله موقع "ويكيليكس" الإلكتروني عن ان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل ان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون يستطيع أن يحرك المسيحيين كيفما يشاء، أجاب زهرا: "صحيح، لم يستطع أحد أن يغش المسيحيين في لبنان في العام 2005 أكثر من العماد عون، ولم يحتقر أحد المسيحيين اكثر من صهره عندما قال ان بإستطاعة عون تحريك المسيحيين".

من جهة أخرى، وحول قانون الانتخابات، قال زهرا: "سنجابه بواقع، ويبدو اننا سنعود الى قانون الـ60 ولكن هناك أمور لن نتنازل عنها وهي اشراك المغتربين في الانتخابات والاهم اشراكهم في الحياة السياسية"، معتبراً ان "العماد عون يؤيد النسبية على أساس الامل بأن تؤدي الى تقليل نفوذ الرئيس سعد الحريري بتقليص عدد نواب كتلته لصالح المعارضة السنية".

وشدد زهرا على ان "هناك تمييزاً من قبل الأجهزة الأمنية في التعاطي مع المواطنين"، سائلاً: "هل تم توقيف أحد في حادث الاعتداء على فريق "القوات اللبنانية" التلفزيوني في لاسا؟، وهل تم توقيف احد من مطلقي النار بعد القاء الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله لكلمته".  (رصد NOW Lebanon)

 

فتفت: التزام الرئيس ميقاتي بتمويل المحكمة شخصي وليس من الحكومة ككل

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن تصريحات الرئيس نجيب ميقاتي حول التزامه القرارات الدولية لاسيما تجاه المحكمة الخاصة بلبنان، التزام شخصي من الرئيس ميقاتي وليس من الحكومة ككل، مشدداً في الوقت ذاته على أن استمرار المحكمة ليس مرهوناً بالتمويل اللبناني. ولفت فتفت في حديث لـ"إذاعة الفجر" إلى موقف حزب الله الرافض للتمويل، وموقف "التيار الوطني الحر" الذي يزايد على "حزب الله" بالقول إنه وإن قبل "حزب الله" تمويل المحكمة فإن التيار لن يقبل، معرباً عن اعتقاده أن الحكومة قد تضطر لإقرار التمويل دون موافقة وزراء حزب الله.  وأشار فتفت إلى طلب الحكومة إضافة 6 مليارات دولار على الموازنة ما يعني إمكانية تمويل المحكمة، لافتاً إلى أن الحكومة لاتستطيع أن تتهرب من التزامات لبنان الدولية لأنها تشكل ديناً على الدولة.  واعتبر فتفت أن الكلام حول أولويات الموازنة، كلام باطل يراد به باطل لافتاً إلى أن لبنان مدين للمجتمع الدولي الذي يدفع لليونيفيل مليار دولار سنوياً. وإذ لم ينف لجوء المعارضة إلى خيار طرح تمويل المحكمة في قانون مكرر معجل من مجلس النواب في حال الضرورة، شدد فتفت على أن إصرار المعارضة على تمويل المحكمة يعود لتأكيد التزام لبنان الشرعية الدولية التي يحتاجها، وليس لإسقاط الحكومة الذي يعتبر هدفاً لمعارضة سياسة الحكومة ككل. ورأى فتفت أن تكرار الرئيس ميقاتي الالتزام بالقرارات الدولية هو محاولة لتبرير موقفه في حال الفشل، ويشكل تحدياً كبيراً للرئيس ميقاتي وللحكومة لإثبات أنها حكومة الرئيس ميقاتي كما يقول وليس حكومة "حزب الله" والرئيس الأسد كما تعتقد المعارضة. (إعلام الجماعة الإسلامية)

 

الايكونوميست»: مصرف لبناني يساهم فيه رامي مخلوف مرشح للضرب

يبدو ان رحيل الرئيس السوري بشار الاسد أصبح مصلحة عليا للمصارف اللبنانية.فقد نشرت صحيفة الايكونوميست الرصينة معلومات مفادها انه في حال استمر نظام الرئيس السوري بشار الاسد في قتل المتظاهرين، فإن عقوبات صارمة سوف تستهدف مصارف لبنانية لها فروع في دمشق. وسمّت الايكونوميست مصرفاً لبنانياً يساهم رامي مخلوف في فرعه الدمشقي، معتبرة انه على رأس قائمة مرشحة للضرب. علماً أن بعض المشمولين بالعقوبات كانوا أعضاء في مجالس فروع إدارة بعض البنوك اللبنانية في سورية فقدّموا استقالاتهم.

 

قتلوها وسلخوا جلدها ومثلوا بجثتها

جنيف، باريس - ا ف ب:دانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية بشدة استمرار القمع الدامي في سورية، وتصفية المعتقلين في السجون واستهداف ناشطين في الخارج وعائلات متظاهرين في الداخل، وسط مطالبات لنظام الأسد بوقف الوحشية التي تمارسها كتائبه ضد المدنيين.ونددت منظمة العفو الدولية بتصفية عدد من المعتقلين، مشيرة خصوصاً الى زينب الحصني. واوضحت المنظمة، في بيان، أمس، أنها الحال الـ 103 التي يتم احصاؤها وأول انثى تقضي في المعتقل منذ اندلاع الانتفاضة في اذار الماضي، مشيرة إلى أن «رأس زينب قطع وبترت اطرافها وتم سلخها». وقال مساعد مدير فرع المنظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا فيليب لوثر «إذا تأكد ان زينب كانت في السجن عندما توفيت فإنها احدى الحالات الاكثر اثارة للصدمة بين الوفيات قيد الاعتقال التي رايناها حتى الان». واضاف «تلقينا معلومات خلال الاشهر الاخيرة تفيد عن التمثيل بأجساد متظاهرين سلمت الى عائلاتهم، لكن هذه الحال تثير فعلا الصدمة بشكل استثنائي». وخطف رجال يرتدون الزي المدني زينب في 27 تموز الماضي للضغط على شقيقها محمد كي يسلم نفسه، على خلفية مشاركته في تنظيم التظاهرات في حمص. وبعد اعتقال شقيقته يبدو ان الشاب ابلغ في مكالمة هاتفية انه لن يفرج عنها إلا اذا اوقف نشاطه، كما افادت المنظمة. وبعد اعتقاله في العاشر من ايلول الجاري اودع في سجن في حمص، واستدعيت أمه بعد 3 أيام لتسلم جثته من المستشفى العسكري وكانت اثار التعذيب ظاهرة عليها، خصوصاً اثار ضرب على الظهر وحروق سجائر ورصاص على الذراعين والساقين والصدر. واكتشفت امه بعد ذلك جثة ابنتها في المستشفى ذاته لكن لم يسمح لها بتسلمها حتى 17 من الشهر عينه بعد التوقيع على وثيقة تفيد ان ولديها قتلا على يد «عصابة مسلحة».

حقوق الانسان تدين

بدورها، دانت المفوضية العليا لحقوق الانسان للامم المتحدة بشدة القمع في سوريا والهجمات التي تستهدف ناشطين يقيمون خارج البلاد.

وقالت الناطقة باسم المفوضية رافينا شمدساني في مؤتمر صحافي، أمس، «اننا قلقون جداً من معلومات، تفيد عن قمع متزايد الشراسة تمارسه السلطات السورية بحق المتظاهرين في سوريا». وتحدثت عن «استهداف ناشطين بارزين في ميدان حقوق الانسان في داخل وخارج البلاد» من دون مزيد من التفاصيل، مضيفة «إننا أيضاً قلقون من معلومات تفيد عن استهداف قوات الامن عائلات وانصار متظاهرين» مشيرة الى الشابة زينب الحصني في مدينة حمص التي عثرت عائلتها على جثتها مقطعة الأطراف بعد وفاتها تحت التعذيب في 13 ايلول الجاري. واضافت المتحدثة «تلقينا معلومات غير مؤكدة تفيد ان قوات الامن خطفتها في 27 تموز (الماضي) ويبدو انه كان من باب الضغط على شقيقها» الناشط في حقوق الانسان الذي توفي أيضاً تحت التعذيب.

جوبيه ينتقد بشدة

وفي باريس، انتقد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أمس، القمع الذي يمارس أيضاً في مدارس ضد اطفال، مبررا الموقف الفرنسي حيال دمشق بالخوف من اندلاع حرب اهلية.

وقال جوبيه لشبكة اي-تيليه التلفزيونية الفرنسية «تم التعامل بوحشية اليوم مع الاطفال في المدارس السورية، حصلت تحركات في بعض المدارس حيث كان الاطفال يحتجون ضد النظام وتدخل الجيش في مدارس». واضاف «نحن ايضا حازمون» على غرار ما فعلنا في ليبيا، لكننا «لا نريد شن حرب في كل مكان»، مدافعا عن موقفه الذي كان اقل تشددا حيال المسؤولين السوريين من الموقف الذي اتخذه من نظرائهم الليبيين. وقال «منذ البداية قلت ان (القمع) غير مقبول، حتى اني قلت قبل شهرين او ثلاثة، قبل سواي، ان (الرئيس السوري) بشار الاسد فقد شرعيته»، مضيفاً ان في سوريا «طوائف تتقاتل على ما يبدو في ما بينها، مسيحيون من جهة وعلويون وسنة، وثمة تخوف من ان يتحول كل ذلك حربا اهلية، لذلك من الضروري التحرك بحزم». وكانت لجان التنسيق المحلية ذكرت ان السفير الفرنسي زار بعض المدارس في ريف دمشق بعد معلومات عن تظاهرات في هذه المدارس وقمعها من قبل قوات الامن.

وقائع الجريمة

وفي الوقائع عثرت أسرة شابة سورية على ابنتها مقتولة وممثل بجثتها بقطع رأسها وذراعيها وسلخ جلدها بعدما كانت محتجزة لدى الأمن السوري منذ ما يقرب شهرين.وقالت منظمة العفو الدولية الجمعة إن قوات الأمن السورية قتلت زينب الحصني (18 عاماً) ومثلت بجثتها، بعد اختطافها في تموز الماضي للضغط على أخيها الناشط لتسليم نفسه. وأضافت المنظمة أن هذه الحال تعد الأولى من نوعها، قتل فتاة خلال الاحتجاز، والأكثر إثارة للقلق. وأفادت المنظمة أن شقيق زينب، محمد الحصني، قتل أيضاً على يد القوات السورية. وتوفي الاثنان ليرتفع عدد من تلقت منظمة العفو الدولية تقارير بوفاتهم أثناء الاحتجاز الى 103 حالات منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا في اذار هذا العام ضد حكم الرئيس بشار الأسد.

اكثر الحالات اثارة للقلق

وقال فيليب لوثر نائب مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال افريقيا في بيان «اذا تأكد أن زينب كانت قيد الاحتجاز حين توفيت فإن هذه ستكون احدى اكثر حالات الوفاة خلال الاحتجاز التي شهدناها حتى الآن إثارة للقلق. وأضاف لوثر أن المنظمة سجلت 15 حال وفاة جديدة اثناء الاحتجاز منذ اواخر آب وتحمل الجثث آثار ضرب واعيرة نارية وطعن لكن حال زينب «صادمة على نحو خاص». وكان محمد (27 عاما) ينظم احتجاجات في حمص التي كانت مركزا للتظاهرات المطالبة بالإصلاح السياسي.

واستدعت قوات الأمن والدة محمد هذا الشهر لتسلم جثته من مستشفى عسكري بعد ثلاثة ايام من اعتقاله.

وظهرت على جثته آثار تعذيب منها كدمات على ظهره وحروق بالسجائر. وقالت المنظمة إنه أصيب بالرصاص في ذراعه اليمنى وساقه اليمنى وبثلاثة أعيرة نارية في الصدر.

التعذيب والقتل مستمران

وعثرت والدته بالصدفة على جثة زينب الممثل بها في المستشفى ذاته. وقالت منظمة العفو الدولية إن لديها تقارير تفيد بأن الأم أجبرت على توقيع وثيقة تقول إن عصابة مسلحة خطفت محمد وزينب وقتلتهما. وقال لوثر «لا توجد مؤشرات على توقف التعذيب والقتل في سوريا». وقالت الأمم المتحدة إن 2700 شخص قتلوا في الاضطرابات بينما تقول السلطات إن 700 من رجال الشرطة والجيش قتلوا على أيدي إرهابيين ومتمردين. ووعد الأسد بإجراء إصلاحات وعدل بعض القوانين لكن المعارضة قالت إنها لم تحدث فرقا.

 

يهربون لإسرائيل وليس إيران!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

على أثر الكشف عن وجود عملاء لإسرائيل داخل حزب الله في لبنان، انطلقت الماكينة الإعلامية للحزب من أجل التشويش على الأخبار الخاصة بالعملاء الإسرائيليين داخل الحزب، مرة بحجة عدم دقة العدد، وأخرى حول دقة التوقيت.. لكن هذا ليس المهم بتقديري.

فالأهم من جدلية العدد، وتوقيت اكتشاف العملاء الخاصين بإسرائيل في حزب الله، أمران لافتان؛ الأول أن أكثر حالات ظهور عملاء وجواسيس لإسرائيل في لبنان هي بين صفوف من يدعون المقاومة والممانعة، ويصفون خصومهم، والإعلام المنصف، بالعمالة لإسرائيل، هكذا يقول إعلامهم المزيف، وهكذا يقول كثر من قيادييهم، سواء في حزب الله، أو التيار العوني، أو خلافهم من قوى الكذبة الكبرى؛ كذبة المقاومة والممانعة. والسؤال هنا هو: لماذا لا يظهر العملاء إلا في صفوف من يتشدقون بالوطنية، والمقاومة، والممانعة؟

سؤال مهم يحتاج إلى أن يطرح بشكل جاد، وليس حول وجود عملاء إسرائيل بين صفوف حزب الله، أو حلفائه؛ بل ولماذا أيضا يسهل ظهور عملاء، وجواسيس، لإسرائيل في دولة مثل سوريا، ويكون مسؤولا أيضا عن اغتيال عماد مغنية، بحسب ما أعلن بدمشق مؤخرا، على الرغم من أن النظام الأسدي يعطل كل خطوات إصلاحية، وانفتاحية للبلاد، وطوال أربعة عقود، بحجة محاربة إسرائيل، وعدم تغلغل عملائها في سوريا، ثم يظهر فجاءة عميل إسرائيل بدمشق، ويكون مسؤولا عن اغتيال أهم شخصيات حزب الله الإرهابية عماد مغنية؟ فإما أن النظام الأسدي الممانع والمقاوم، كما يدعي، نظام مخترق من الأساس، ورغم كل الشعارات المزيفة عن الوطنية والممانعة، أو أن النظام الأسدي، الذي لا يجيد شيئا بقدر ما يجيد العمل البوليسي، يريد فقط من ترويج قصة العميل الإسرائيلي استخدامها إعلاميا لأهداف أخرى غير واضحة اليوم، فقد تكون مقدمة لتدشين عمليات الاغتيال داخل سوريا، ومن ثم إلصاقها بإسرائيل، أو أن لدى النظام نية لتصفية حسابات مع آخرين يفترض أنهم حلفاء للنظام الأسدي في لبنان.

والأمر الآخر اللافت بقصة ظهور عملاء وجواسيس إسرائيل، سواء لدى حزب الله، أو حلفائه، أنه كان المفترض، والمعتقد، أن تكون طهران هي الحامية لهذه الجماعات، والعاملين فيها، ومعها، لكن المفاجأة التي نحن أمامها أن هؤلاء يفعلون ما يفعلون بلبنان تحت غطاء التبعية لإيران، والمقاومة، وعندما ينكشف أمرهم فإنهم يهربون إلى إسرائيل، وليس طهران! أمر محير حقا، فهم يسبحون بحمد إيران، ويتفانون بتنفيذ أجندتها بلبنان، والمنطقة، ثم عندما يهربون فإنهم يهربون إلى إسرائيل!

لا شك أن تحت سجاد منطقتنا قدرا مذهلا من الأكاذيب التي تزكم الأنوف، ولو رفع ذلك السجاد لوقعت الصدمة الكبرى، لكن، وهذا المهم اليوم، مع مجرد رفع طرف من السجاد الذي لم يكنس ما تحته لفترة طويلة، ظهر ما ظهر لدينا من أكاذيب ظنها كثر، عن سذاجة أو جهل، حقائق؛ حيث تكشف لنا أن النظام بسوريا أبعد ما يكون عن المقاومة والممانعة، وأن بعض قيادات حزب الله عندما يهربون فهم يهربون إلى إسرائيل!

وبالطبع، فما خفي كان أعظم!

 

فتق الحزب ورتقه

راشد فايد/النهار

إتسع فتق العمالة لإسرائيل في صفوف "الحزب القائد" على الرتق الذي أدمن أمينه العام اللجوء إليه. وكل أفعال التفضيل التي أغدقها على ربعه، حتى جعلهم أشرف الناس وأكرمهم وأنقاهم واطهرهم، لم تنأ ببعضهم عن أدنى أعمال الخسة وهي خيانة الوطن. ولم ينفع الرتق بادعاء براءة المجموعة القيادية التي كان اتهمها الأمين العام ثم تقهقرعن ادعائه، في نهي آخرين من المحيط القيادي عن الإيغال في التآمر مع العدو الاسرائيلي، حتى بلغت الخيانة البنى التحتية للحزب، في شخص المسؤول عنها،الذي هربته وحدة كوماندوس اسرائيلية عبر بلدة رميش الجنوبية، ما يؤشر إلى أهمية دوره ومكانته للجهتين.

لم يخل تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي من العملاء. والذاكرة العامة لا تنسى شولا كوهين التي تغلغلت في المجتمع السياسي اللبناني مطلع الخمسينات وتحكمت برجالات منه، ولا إيلي كوهين (كمال أمين تابت) الذي بلغ أعلى المراتب في النظام السوري في الستينات.

يستفظع الناس، عادة، الخيانة، لكنها لا تهز صورة المؤسسات التي جرت فيها، إلا بحدود، سوى في حالة الحزب. ليس لصعوبة خرق صفوفه،فهذا دحضته الوقائع، ولم تنفع كل اصابع أمينه العام في نفيه، بل لأن تأليه عناصره وجمهوره وبقعته الجغرافية، على دأب الأمين نفسه ومعاونيه، جعلت توقعات اللبنانيين من أفعاله تسقط في الفجيعة: فالوعاءات التي استنبطها لتطويق ربعه وهي ثقافية ومالية واجتماعية، واستند إليها لتكوين هوية مضمرة لهم متميزة عن الهوية الوطنية العامة (على ميوعة خطوطها) لم تجدِ في تحصينهم عن السقطات.

محق رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في قوله "إن انتشار السلاح يدل على عدم خشية العقاب"، لكن فاته أن الخطاب المؤله لحملة هذا السلاح يشعرهم بحصانة معنوية، لا سيما أن العميل منهم بريء ولو ثبتت إدانته والمتهم بريء حتما ولو لم تجرِ محاكمته.

الشعور بفائض القوة حالة جمعية بفضل الخطاب الاستكباري عبر الشاشات العملاقة، وايضا حالة فردية تظهر في وجه الحزب بالخيانات المتسلسلة، وفي اشتباكات مع حليفه "أمل"، وفي وجه المجتمع ككل من لاسا إلى التسيب الأمني في مناطق النفوذ المعروفة (نحو40 إشكالا في آب الفائت)، إلى حد استسهال القتل الجماعي (جريمة رأس النبع).

مع ذلك، لم تنسل فرصة الإنقاذ من يد الحزب بعد وهي العودة إلى الدولة، خصوصا أن وثائق "ويكيليكس" وأقوال حلفائه، قبل الخصوم، تذكره، ويجب أن تذكره، بأن الدولة هي الوعاء الأوحد القادر على جمع كل اللبنانيين وحماية مصالحهم، وأنه ليس موضع إجماع وطني كما يخيل لقادته، لا جسما ولا دورا.

 

زينب والبطريرك

علي حماده/النهار

مرّة جديدة يثبت النظام في سوريا انه كسر كل المحظورات في التعامل مع الثورة ضده. فسلوكه لا يعكس اقتناعاً بأنه قادر على النجاة بل انه سلوك انتحاري لكونه خلق استحالة حاسمة لأي تأهيل ممكن له، كما انه أرسى اقتناعاً، عربياً ودولياً، مفاده ان حكم آل الاسد في سوريا انتهى ويجب العمل على انهائه بدعم الداخل الثائر. فلا مكان لبشار الاسد في سوريا الغد، ولا مكان للحزب الحاكم ولاركان النظام الامنيين في الصيغة التي سترسو عليها سوريا. نقول هذا وقضية الفتاة بنت الثامنة عشرة زينب الحصني ماثلة في الأذهان، وقد وجدتها أمها مقطوعة الرأس والاطراف في براد مستشفى في حمص، وقيل إنها تعرضت لابشع انواع التعذيب والتنكيل والاعتداء اثر خطفها للضغط على أخيها ليسلم نفسه.

قصة زينب ليست الاولى ولن تكون الاخيرة، في وقت يكتشف العالم كيف يقتل الاطفال والنساء والعجز في سوريا. وفي غمرة أعمال القتل والاجتياحات نرى مراجع دينية في لبنان كالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي وآخرين يطالبون بمنح بشار الاسد مزيداً من الوقت ليكمل اصلاحاته! ليت البطريرك المكثر من الحديث عن "الشركة والمحبة" في بعلبك والجنوب على موائد مشايخ "حزب الله" ووكلاء الولي الفقيه، والمتجه بخطى حثيثة صوب تحالف مع "حزب الله" والنظام في سوريا بحجة "حماية الاقليات المسيحية"، ليته ينظر قليلاً الى المجزرة المروعة الحاصلة راهناً في انحاء سوريا من أقصاها الى أقصاها. ليته يلقي نظرة الى صورة الطفل حمزة الخطيب، او الى صورة زينب بنت الثمانية عشرة ربيعا قبل ان يُقتلع رأسها وذراعاها عن جسدها. ليته يلتفت قليلاً الى اطفال درعا الذين اقتلعت اظفارهم فقط لأنهم بعمر البراءة كتبوا شعارات على جدار مدرسة. هذا في سوريا، اما في لبنان، فليته يتذكر معنا مسلسل النظام السوري في لبنان، ونكتفي فقط بالتذكير ببضع مئات من اللبنانيين المعتقلين في غياهب السجون السورية، وما سمعناه يذكرهم في جولاته في رحاب دويلة "حزب الله"!

لقد أثار البطريرك الراعي العراق ومصر مثالاً ليبرر دفاعه عن النظام في سوريا، وقد غاب عنه ان العنف في العراق ما كان سنياً، بل كان سنياً وشيعياً على حد سواء، وان التطرف السني ما كان عراقياً، بل كان اجنبياً دخل العراق من سوريا التي عمل نظامها على جعل البلاد محطة مركزية للقاعدة وانصارها للعبور الى العراق. وابو مصعب الزرقاوي نفسه دخل العراق من الاراضي السورية بحماية مخابراتية. اما في مصر، فالتوتر الطائفي كان سمة عهد الرئيس حسني مبارك، وجرى تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية برعاية وزير داخليته حبيب العادلي! اما الثورة المصرية فلم تشهد تفاقما للتوتر الطائفي الاسلامي – القبطي، بل تراجعاً ملموساً له.

وبالعودة الى سوريا، فإن قارئ التاريخ الجيد يعرف انها قبل قيام "جمهورية حافظ الاسد" لم تشهد اي توتر طائفي يبرر مخاوف مزعومة على سلامة المسيحيين، او يدفعهم الى تحالف اقليات مناقض لمعنى وجودهم في هذا الشرق العربي.

 

لقاء البيت الأبيض الملغى كان حيوياً في نظر الكنيسة لأن أوباما أثار في خطاب القاهرة وضع الموارنة

هيام القصيفي/النهار

تابعت أوساط سياسية في اليومين الاخيرين ما وصل اليها من معلومات عن إلغاء اللقاء الذي كان مقرراً بين الرئيس الاميركي باراك اوباما والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وفي معلومات هذه الاوساط ان  بكركي التي كانت وزعت دوائرها والمقربون منها برنامج زيارة الراعي الى الولايات المتحدة، حددت يوم الاثنين المقبل في الثالث من تشرين الاول موعداً للقاء البيت الابيض، واستقبالاً على شرفه تقيمه السفارة اللبنانية في واشنطن، ولقاء الراعي مع السناتور راي لحود في واشنطن مع عدد من المسؤولين الاميركيين. ومن ثم عادت وعدلته بعد تفاقم الضجة عقب زيارتي الراعي لباريس وبعلبك، ليتحدث البرنامج عن اتصالات يجريها لحود مع البيت الابيض من اجل تثبيت الموعد. وأشار عدد من المقربين من الراعي اكليروسا وعلمانيين واعلاميين الى هذه الاتصالات في عدد من اللقاءات الدينية والسياسية، في وقت سعت بكركي الى الايحاء بعد لقاء الراعي والسفيرة الاميركية بأن البطريرك لم يطلب اساسا موعدا للقاء اوباما، بعدما بلغها تعثر اتصالات لحود.

في نهاية الاسبوع تبلغت بكركي بواسطة القنوات الرسمية والدينية المعتمدة ان لا موعد في البيت الابيض، وتاليا كان لا بد من اخراج للحرج الذي وقعت فيه الدوائر المكلفة ترتيب الاتصالات. واتى رد بكركي تغييرا سريعا في البرنامج الاميركي لم يلحظ حتى زيارة واشنطن رعويا، والسفر مباشرة الى سانت لويس في ولاية ميسوري حيث يعقد مطارنة الانتشار الموارنة مؤتمرهم الدوري.

وتتوقف هذه الاوساط اللبنانية ليس عند الغاء اللقاء والترويج لاحتمال إلغاء تأشيرة دخول الراعي الى الولايات المتحدة وهو امر لا يمكن الادارة الاميركية ان تقوم به اطلاقاً حيال رئيس الكنيسة المارونية، فهي ردت "سياسيا على مواقف سياسية" لا اكثر ولا اقل. الا ان قلق هذه الاوساط نابع من ان عدم انعقاد اللقاء يمس في جوهره الكنيسة المارونية، بخلاف ما كان عليه الامر في المرة الوحيدة التي لم يستقبل فيها البيت الابيض البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، لأسباب معروفة حينذاك.

فالظروف السياسية اليوم متغيرة، وما تعيشه المنطقة العربية من متغيرات تتعلق بمصير شعوبها كان يفترض لقاء على هذا المستوى، ولا سيما ان زيارة الراعي هي الاولى له بطريركاً على انطاكية وسائر المشرق. وهو كما افتتح لقاءاته الخارجية مع فرنسا لاسباب تاريخية، كان يفترض ان تكون زيارة البيت الابيض مناسبة لاطلالة الكنيسة المارونية من على اعلى منبر دولي، على هذا المستوى، ولا سيما ان اوباما سمى الموارنة بالاسم في اول خطاب له في جامعة القاهرة في الرابع من حزيران عام 2009 حين قال ان "التعددية الدينية هي ثروة يجب الحفاظ عليها، ويجب أن يشمل ذلك الموارنة في لبنان أو الأقباط في مصر".

من هنا تكمن حساسية إلغاء الزيارة الذي يمس الكنيسة كلاً بصرف النظر عن الحسابات الداخلية بين معارضين للراعي وموالين له داخل لبنان، ذلك ان الموارنة كانوا يشتكون دوما من ان قياداتهم السياسية والروحية لا تطل من على المنابر الدولية كما فعل سابقا الرئيس سعد الحريري او الرئيس فؤاد السنيورة. وكانوا يشتكون دوما من انهم مهمشون ومستبعدون عن القرار الدولي، لصالح سوريا او أي طرف محلي آخر. في حين كان يمكن لقاء اوباما - الراعي ان يشكل فرصة تاريخية لطرح هواجس بكركي من انعكاس التطورات العربية على وضع الاقليات في المنطقة، تجاوبا مع ما كان اوباما اشار اليه. لكن المفارقة انه بسبب سوريا وحلفائها ايضا تضيع امام الموارنة فرصة تاريخية لتثبيت حضورهم ككنيسة جامعة تعكس مخاوف مسيحيي الشرق وتطلعاتهم.

والحساسية الاخرى هي ان البطريرك الماروني سيجول على الابرشيات المارونية ويلتقي الجاليات اللبنانية بمختلف اطيافها. والمعلومات تفيد بأن ما احدثه مهرجان "القوات اللبنانية" السبت الفائت وما تخلله من تكريم للكاردينال صفير، بث روحا جديدة في مختلف اوساط الجاليات الموالية لقوى 14 آذار، الامر الذي من شأنه ان ينعكس على الاستقبالات التي ستلاقي الراعي.  وفي هذا الاطار تحاول اوساط سياسية وروحية مارونية ان تنقل رسائل الى بكركي من اجل تخفيف ردود الفعل وتهدئة النفوس بعد ضجيج الاسابيع الاخيرة، وتعديل اللهجة في اللقاءات الشعبية لئلا تتكرس الخلافات الداخلية مجددا بين ابناء الجالية، ولا تتحول خطب الزيارة مناسبة لتكريس خلاف بين بكركي والادارة الاميركية بعد تباينات باريس. لكن يبدو ان الجهود التي تبذل لا تزال تراوح مكانها.

 

الهواجس ليست مسيحية فقط

غسان حجار/النهار

الهواجس لدى الطوائف والمجموعات موجودة وكبيرة ومزمنة أيضاً، أو كالجمر تحت الرماد، فلا نكذب على انفسنا وعلى الاخرين بالقول انها محاولات لاستعادة شعبية متراجعة أو كسب لمزيد من الاصوات الطائفية فحسب، لأن الموضوع اكبر من مقعد نيابي ووزاري.

لا يكفي ان ينتقد شيخ الازهر كلام البطريرك الماروني بقوله ان المسيحيين في الشرق هم مواطنون اصيلون. نحن نعلم هذا، وان المسيحية سبقت الاسلام، وانها صنعت لهذا الشرق حضارة ناصعة وليست سوداء كما يدعي حفيد المحتل العثماني الذي عمل على التتريك وإلغاء حضارة العرب، فقتل وهجَّر وارتكب المجازر، وإخواننا الارمن خير شاهد على ذلك، اذا ما تناسينا وضع الكنيسة والبطريرك المسكوني في تركيا اليوم.

نحن أكيدون من أصالتنا، ولكن من يقنع الآخرين؟ هل تابع احد يوما الاعلام الفضائي الاسلامي الذي يكفّر اهل السنّة قبل الشيعة ويحلل دماء هؤلاء واحيانا العكس، قبل ان ينطلق في كيل الشتائم والتهم لمن يسميهم المشركين والكفرة اي "المسيحيين"؟

ولا يكفي ان يقول احد مفتي المناطق اللبنانية ان الكلام عن هواجس ينبع من خيالات مريضة، فيما كان قبل اشهر يحذر هو نفسه من محاولة شيعية لالغاء قرار اهل السنة انطلاقا من خطة لإقامة "هلال شيعي"، ومثله فعل شيخ الازهر محذرا من محاولات التشيّع في المجتمع المصري. ولا يكفي ان يتهم امام شيعي السنة باثارة النعرات المذهبية انتقاما من ايران وسوريا! وان يدعو علنا الى وحدة اسلامية لا وطنية بالطبع. هل هي الهواجس ام خيالات مريضة؟

لا ينكر عاقل ان ثمة خوفا لدى مسيحيي مصر وسوريا والعراق، وايضا لبنان، والقلق موجود اليوم لدى علوّيي سوريا اذ يخشون على مصيرهم في حال سقط النظام. والاكراد هل شعروا بأمان في سوريا في ظل حرمانهم الجنسية والحقوق المدنية، وهل يشعرون بأمان في تركيا؟

هل يعلم احد ما الذي يدفع النائب وليد جنبلاط الى الجري في التقلبات غير هواجسه وخوفه على مستقبل الدروز؟ ألم يسجل المراقبون حركة طلال ارسلان ووئام وهاب باتجاه جنبلاط في ايار 2008، تحكمهما الهواجس الدرزية اياها؟

وماذا عن الصراع السني - الشيعي في البحرين والسعودية والكويت وغيرها؟ هذه كلها ليست الا نتاج حركة التاريخ التي عمقت الفروق وضاعفت الهواجس، ومنعت قيام دول ومؤسسات تحمي مواطنيها وتعاملهم بالمساواة.

 انها هواجس حقيقية، والعمل على تبديدها لا يكون بتبادل الشتائم والتهم والمزايدات والمزيد من التخويف.

المطلوب مبادرات متقدمة واجتماعات وحوارات، بل قمم سياسية وروحية، في جامعة الدول العربية وعلى مستوى كل بلد، لمواكبة الربيع العربي بازالة العقبات من طريقه والمساهمة في تحويله صيفا مشرقا. والساحة للأفعال لا للأقوال والمنابر.

 

ويكيليكس/المستقبل/ باسيل لفيلتمان بعد ورقة التفاهم مع حزب الله عون يحرّك المسيحيين كما يحلو له

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 24/03/2006 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 929، أن وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، تفاخر بأن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون "يمكنه أن يحرّك المسيحيين بأي شكل من الأشكال، وكما يحلو له"، ونقل إلى السفير الأميركي جيفري فيلتمان أن أحد المراقبين وصفه بـ"رجل خطير" لأنه مثل (النائب وليد) جنبلاط، يتمتع بالدعم الكامل من ناخبيه. فيما اعتبر عون أنه "لم يحصل أحد على تأييد 70 في المئة من المسيحيين من قبل، وهذا تاريخي".

وخلال اجتماع عقد في دارته في 23 آذار 2006، مع فيلتمان ومسؤول سياسي أميركي، في حضور باسيل، اعتبر عون أنه "سجل انتصاراً عندما وافق "حزب الله" على عدم استخدام السلاح دفاعاً عن إيران أو لتحرير فلسطين"، مشيراً إلى أن الحزب "أصبح لبنانياً اكثر". ورداً على سؤال السفير عن فاعلية أسلحة "حزب الله" لتحقيق أهدافه في الدفاع عن لبنان، أكد أن "معظم أسلحة الحزب هي من الصواريخ الباليستية المناسبة فقط كأسلحة ضمن المنطقة". ثم قدم ضمانات للأميركيين، في شأن الحد من سلطة الحزب في الجنوب بعد توليه الرئاسة، قائلاً: "إن الدولة اللبنانية، تحت قيادة الجنرال عون، ستسيطر على الجنوب".

وتظهر البرقية مواقف متعددة لعون، فعلى الرغم من أنه تردد في الدفاع عن حلفاء سوريا خصوصاً أولئك الذين يدعمون ترشيحه قائلاً "إنهم أحرار في قول ما يرغبون"، إلا أنه وصفهم بـ"صانعي المتاعب، الموجودين دوماً لكن من دون أي دعم". وأمام الأميركيين الذين اعتبروه "مصاباً بجنون العظمة" قال إن "سوريا لا تريدني أن أصبح رئيسا"، ثم حاول أن ينكر علاقته بالسياسيين الموالين لسوريا، وعن علاقته بالرئيس اميل لحود، الذي أعلن تأييده ليكون خلفاً له، اعترف عون بعجزه، طالباً من السفير أن يقول له كيف ينأى بنفسه عن لحود، وذكّر بأنه رفض دعوات الأخير للقاء متذرعاً بأن "الوقت غير مناسب".

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "06Beirut929" تحت عنوان: "عون على استعداد للتعاون مع كل من يؤيده"، الآتي:

"أعرب زعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون، خلال اجتماع في 23 آذار مع السفير الأميركي، عن رأيه حيال تصحيح مواقفه من دون جدال. في عالم عون: اتفاقه مع "حزب الله" لا يشوبه شائبة، هجومه على الأغلبية البرلمانية حق، وجميع أولئك الذين يختلف معهم لديهم أجندات خفية، ومفتاح الاستقرار السياسي هو رئاسة عون. لم يتردد في الدفاع عن حلفاء سوريا خصوصاً أولئك الذين يدعمون ترشيحه، رافضاً اعتبار أن هؤلاء العملاء السوريين يحتمل أنهم يمجدونه من أجل أن يتعاون مع سوريا. "بعض الناس يدعونه جنبلاط المسيحيين"، ويتفاخر مساعده (باسيل) بالقول: "يمكنه أن يحرك المسيحيين بأي شكل من الأشكال، كما يحلو له". لم يظهر عون أي إشارة للتوافق أوالتسوية أو الرغبة في الوصول إلى أي شيء: الأمر متروك لهم ليكونوا مرنين، لافتاً إلى أن القيادة اللبنانية الحالية يمكنها، إذا طلب منها، تشكيل حكومة جديدة وسطية تتضمن كتلة عون وسيقبل بها الرئيس لحود. نهاية الموجز".

"حزب الله يعتقد أنني

عظيم، وأنا أوافق"

وأشارت البرقية إلى أن "السفير يرافقه مسؤول سياسي أميركي، التقى ميشال عون ومساعده وصهره جبران باسيل، في دارته في ضواحي بيروت (الرابية). وأعرب السفير عن قلق الحكومة الأميركية، لما أبداه كل من "حزب الله" وحركة "أمل" من تعاون ظاهري في الحوار الوطني، إلا أنهما استخدما تكتيكات التأجيل لمماطلة الحوار. ورد عون مستعرضاً ما أنجزه منفرداً، من خلال اتفاقه مع الحزب، بتجنيب وقوع السنّة والشيعة في لبنان في حرب أهلية، وذلك من خلال إعادة التوازن إلى الساحة السياسية. وقال "حزب الله" أصبح أكثر لبنانياً، معتبراً أنه سجل انتصاراً عندما وافق الحزب على عدم استخدام السلاح دفاعاً عن إيران، أو لتحرير فلسطين. وكان مقتنعاً بأنه ما ان يتم الافراج عن المعتقلين في اسرائيل وتحرير مزارع شبعا، ستكون الحكومة اللبنانية قادرة على دمج الحزب في هيكل الدفاع الوطني. ورأى أن الدولة اللبنانية، تحت قيادة الجنرال عون، ستسيطر على الجنوب. ولم يُجب مباشرة عن سؤال السفير عن فاعلية أسلحة "حزب الله" لتحقيق أهدافه في الدفاع عن لبنان، ثم اعترف بأن معظم أسلحة الحزب هي من الصواريخ الباليستية المناسبة كأسلحة ضمن المنطقة، وقال إنه عندما يقتنع الحزب بأن الجنوب حرّر والأسرى عادوا من إسرائيل، سوف يخضع لسلطة الجيش اللبناني.

وأشار إلى أنه لم يناقش دعمه للرئاسة مع (الأمين العام لـ"حزب الله" السيد) حسن نصر الله، ومع ذلك، يفترض أنه عندما وصفه الأخير بـ"مرشح جدي"، اعتبره تأييداً من "حزب الله". ورداً على تعليقات السفير حول الشائعات التي تشير إلى آخرين مدعومين من سوريا و"حزب الله"، رفض ما يقال بأن الحزب يدعم مرشحين من النخبة السياسية المارونية. واقترح السفير أن السبيل الوحيد في مواجهة المأزق الراهن، هو في المضي قدماً للتوصل إلى تسوية بين الأحزاب السياسية، فوافق عون ورأى أنه على بعض أعضاء 14 آذار أن يأتوا إليه. إنهم بحاجة ليكونوا مرنين. وقال ممازحاً: "ربما سيأتي وليد جنبلاط إليّ"، مشيراً إلى أنه يعرف بأن جنبلاط وآخرين كانوا ضده منذ البداية "على الرغم من أني عانيت في الخارج". وادعى عون أنه قبل عودته إلى لبنان، تدخلت شخصيات مقربة من 14 آذار مع الحكومة الفرنسية لتأخير عودته إلى لبنان. ولدى عودته، لم يزره سوى أولئك الذين كانوا على مقربة من سوريا.

"إذا أعطوا،

فسوف آخذ"

وأضافت البرقية: "قال عون: "الحريري يجب أن يكون أكثر مرونة"، وعليه أن يتقبل بأن عون لا يهدد مصالح 14 آذار. إذا فعلوا ذلك، وتقبلوا رئاسة عون، يمكن أن تتحرك الأمور قدماً. انحنى عون إلى الأمام، وأشار إلى صدره قائلاً: "لم يحصل أحد على 70 في المئة من المسيحيين من قبل، وهذا تاريخي". وأشار باسيل بسرور الى أن مراقباً مؤثرا وصف الجنرال بـ"رجل خطير" لأنه مثل جنبلاط، يتمتع بالدعم الكامل بين ناخبيه. ورداً على تساؤل عما إذا كان يرغب في أن يكون أكثر مرونة مع قوى 14 آذار، قال: "لم يبق لدينا شيء لنعطيه". واعتبر أن الفصائل التي معه تحقق التوازن في مقابل الحريري و14 آذار. وادعى أن الغالبية في البرلمان الحالي لا تعكس الإرادة السياسية الحقيقية في لبنان، مناشداً وحزبه المحكمة الدستورية للطعن بالمقاعد العشرة التي خسرها في الانتخابات البرلمانية في العام 2005.

وتوقّع بأنه عندما يصبح رئيساً، لن يواجه أي مشكلة في التعاون مع الحريري كرئيس للوزراء، "طالما أنهم يطيعون القانون ويتبعون الدستور". واعترف عون للسفير لدى إشارته إلى شبكة اتصالات "حزب الله" غير القانونية وعن التمويل الذي يتلقاه سرياً من حكومة أجنبية، قائلاً: إن "بري وجنبلاط، والجميع، ما عدا ميشال عون، منخرطون في مثل هذه الأنشطة، وعليهم أن "يتوقفوا" عن ذلك "لافساح الطريق لحقبة جديدة في السياسة العامة عندما يصبح عون في السلطة".

"الحوار سيكون بخير

إذا اتفقوا معي"

وبحسب البرقية "أشار عون إلى أن الإطار العام للحوار الوطني كان ايجابياً. وأعرب السفير عن قلق حكومته من التعاون الذي يبديه "حزب الله" وحركة "أمل" في جلسات الحوار الوطني وفي المقابل يستخدمان تكتيكات تمنع التقدم في الحوار، محذراً عون من الأثر على الشارع اللبناني حيث يستخدمه حلفاؤه ليأخذ البلد في اتجاه سيئ، فرفض الأخير هذا الكلام وأكد من جديد أهمية تحالفه مع "حزب الله"".

"السوريون لا يحبونني"

ولفتت البرقية إلى أن "عون نفى أن تكون عناصر مؤيدة لسوريا برزت نفسها خلال الحوار لتقديم الدعم له. وقال: "إنهم مجرد صانعي متاعب، موجودون دوماً لكن من دون أي دعم"، مكرراً ما يقوله دوماً إنهم أحرار في قول ما يرغبون"، ولم يُعِر أي اهتمام لتعليقات اميل لحود الأخيرة عندما سمّاه "خلفاً مناسباً"، و"نحن من المدرسة نفسها". وقال: "لم أرد عليه، ولا أريد أن أدخل في نقاش جدلي معه"، رافضاً حتى التفكير بما قاله السفير له، عن احتمال ان يستخدمه لحود للبقاء في منصبه. وأكد أن ما أبقى لحود في منصبه هي الأخطاء التي ارتكبتها المعارضة، وليس حماية عون للحود. وقال عون انه إذا استمع فريق 14 آذار إلى النداءات الشعبية المطالبة برحيل لحود، فكان عليه أن يستمع أيضاً إلى النداءات الشعبية التي سمّت خليفة لحود، مؤكداً أن الأكثرية لو أيدته، لترك لحود منصبه.

وطلب السفير من عون النظر إلى حلفائه: "حزب الله"، اميل لحود، ومجموعة متنوعة من السياسيين الموالين لسوريا مثل وئام وهاب، طلال ارسلان، سليمان فرنجية وعمر كرامي، وسأله كيف يفترض بالولايات المتحدة تفسير هذه التحالفات، لا سيما عندما كان المجتمع الدولي يريد أن يرى لبنان قويا ومستقلاً وديموقراطياً؟ فأقر عون بالعجز، طالباً من السفير أن يقول له كيف ينأى بنفسه عن لحود. وقال: "لا ألتقيه"، مشيراً إلى أن لحود سأله عن موعد لمرات عدة، ومع ذلك رفض دوماً لأن الوقت غير مناسب. وادعى عون أنه التقى لحود مرة واحدة فقط منذ عودته الى لبنان كجزء من مناقشة تشكيل الحكومة في العام 2005.

ورفض زعيم "التيار الوطني الحر" تقبّل الفكرة القائلة إن أنصاره يحاولون الإضرار به من خلال الدعم العام، مدعياً أن حلفاء سوريا وقفوا إلى جانبه بعد عودته الى لبنان، عندما تم تجاهله من قبل قادة 14 آذار. ولكنه كان يعرف أنهم أتوا إليه لأسباب تكتيكية، وقال "سوريا لا تريدني أن أصبح رئيسا"، إن سوريا تعرف أن رئاسة عون تعني سيادة لبنان والعمل معه كشريك على قدم المساواة مع سوريا، مؤكداً أنه من اجل علاقات جيدة بسوريا، يحتاج لبنان الى تشكيل حكومة جديدة.

وأثار السفير الاعتراض الأخير على الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أثارها البطريرك الماروني الكاردينال صفير مشيراً إلى قلق الحكومة الأميركية من أن تتسبب التحضيرات اللازمة لإجراء انتخابات مبكرة، وصياغة قانون جديد للانتخابات إلى تراجع تقدم الجبهة السياسية في لبنان".

وفي التعليق الذي وضعه فيلتمان في نهاية البرقية، أشار إلى أن عون "كعادته، لم يظهر أي مرونة في موقفه من الرئاسة أو تجاه التعاون مع قوى 14 آذار. لا يمكنه تصور أي خداع من قبل "حزب الله" وحلفاء سوريا لاستغلاله في خدمة مصالحهم. يبدو مبالغاً في ادعائه أنه قادر على تحريك المسيحيين كما يحب. عون ليس مستعداً للنظر في أي مرشح غيره لرئاسة الجمهورية. داخل 14 آذار، يعتبر عون مصاباً بجنون العظمة، صعباً وحتى غبياً. فرص التعاون الحقيقي بين المجموعتين ضئيلة. بعد وقت قصير من وصولنا إلى منزل عون، قال عون إن سياسيين مسيحيين معارضين من حزب الوطنيين الأحرار لدوري شمعون قد غادروا للتو. أتوا للتحدث علناً ضد دوري شمعون والتعبير عن دعمهم لعون، مثال آخر عن وجهة نظر الجنرال، لماذا هو، وهو وحده، يجب أن يكون رئيس لبنان المقبل

 

لقاء سيّدة الجبل" في 23 تشرين الأول يحدّد موقف المسيحيين من الثورات

النهار/بدأت التحضيرات لمؤتمر يدعو إليه "لقاء سيدة الجبل" في قاعة الدير الذي يحمل هذا الاسم في فتقا- فتوح كسروان، من أجل إقرار وثيقة عن دور المسيحيين العرب في مرحلة التغيير التي تشهدها الدول العربية وموقفهم منها.  ومن المقرر أن تشارك في المؤتمر الذي سينعقد الأحد في 23 تشرين الأول 300 شخصية تقريباً من "مسيحيي قوى 14 آذار"، بينهم حزبيون من مختلف الأحزاب والتيارات، ومثقفون مستقلون وكهنة ورهبان ومغتربون، إلى مجموعة من السياسيين والمثقفين المسلمين بصفة مراقبين.

ويتوقع أن تبدأ عملية وضع أسماء المدعوين خلال الأيام المقبلة، على أن تصدر عن المؤتمر وثيقة تحدد الموقف من الثورات والانتفاضات العربية وتقدم لبنان نموذجاً للتعايش بين المتنوعين والمتعددين ثقافياً ودينياً وإتنياً، كما تحض المسيحيين العرب على المساهمة في التغيير على طريق الديموقراطية، وعدم الإصغاء إلى الأصوات التي تدعوهم إلى الخوف من المستقبل المجهول خدمة لأنظمة ديكتاتورية حالية تقمع شعوبها وتمنع عنهم رياح الحرية والتطور.  وسيتاح لكل من المشاركين تقديم مداخلته على المنبر، أو كتابة. وتتولى لجنة صياغة جمع اقتراحات التعديل على مسودة الوثيقة التي بدأ وضعها، على أن يتلو الوثيقة الختامية النائب السابق سمير فرنجية.

وأعدت المجموعة المنظمة ملفاً لتوزيعه على المشاركين قبل أيام من المؤتمر، يتضمن مستندات للرجوع إليها، منها مقررات السينودس من أجل لبنان وتوصيات المجمع البطريركي الماروني ونداء الأساقفة الموارنة في 20 أيلول 2000، ووثائق صادرة عن "لقاء قرنة شهوان" و"المنبر الديموقراطي" ومؤتمرات حوارية ثقافية - سياسية متعددة، والكتاب المفتوح الذي وجهه الشهيد جبران تويني الى الرئيس السوري بشار الأسد ومقالين للشهيد سمير قصير عن "ربيع العرب" و"انتفاضة داخل الانتفاضة"، ووثيقة إطلاق "ثورة الأرز" وبيانات مفصلية أصدرتها قوى 14 آذار، فضلاً عن قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بلبنان. 

 

"شبيحة" من "حزب الله" من العريضة الى الجوسي

كشف عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب خالد ضاهر لـ"المستقبل" عن تشابك حصل، ليل الاحد، بين الاهالي عند معبر العريضة الشمالي و"شبيحة" من "حزب الله" كانوا يعودون الى لبنان بعدما "ساعدوا ازلامهم في سوريا في اضطهاد الشعب السوري المنتفض". وأوضح أنهم "كانوا يضعون صوراً ضخمة لـ(الرئيس السوري بشار) الاسد و(الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن) نصر الله، ويطلقون العنان لأناشيدهم. فتصدى لهم الاهالي عند معبر العريضة ما حدا بهم الى العودة الى الداخل السوري". وقال: "حتى ان الامن استاء من تصرفات هؤلاء الذين دخلوا الى الاراضي اللبنانية من معبر الجوسي في منطقة بعلبك ـ الهرمل".

 

أشادوا بمواقفه ودعوا "حزب الله" الى ملاقاته وإجراء حوار حول السلاح

نواب وقيادات: جعجع وضع المسيحيين في قلب العالم العربي ونهضته الحديثة

المستقبل

علق عدد من النواب في قوى 14 آذار، وقيادات سياسية حليفة لها، على مضمون الاحتفال الذي أطل منه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية". ورأوا أن "الاحتفال تحول احتفالاً بشهداء فريق واحد الى مناسبة لمجموعة كبيرة من شهداء 14 آذار، وحصل تحت عنوان جمع كل الشهداء هو "لبنان أولاً"، وأن هؤلاء الشهداء يمثلون عدة مشارب سياسة ولكنهم استشهدوا جميعا من اجل لبنان"، واعتبروا أن "أي جماعة تريد التغيير والتأثير في حياة الأوطان يجب ان تسعى الى ذلك من خلال دورها الطبيعي، وليس من خلال الالتحاق بدور التمايز أو بالتشديد المفرط على الخصوصيات، وأن هذا الطموح يجب ألا يحجب حقيقة ان الهوية الدينية والهوية الاجتماعية وحتى الهوية الاثنية ومجمل الأقليات، تكون في كنف الدولة العادلة لا في كنف السلطات الاستبدادية، وأن الادعاء بالحرص على قيام الدولة وتعزيز سلطاتها واحترام صلاحياتها، يحتم العمل على تكريس هذه المقولة، وذلك يتم من خلال النقاش حول هذا السلاح، وكيفية استخدامه ضد العدو الاسرائيلي".

وذكروا بأن "خطاب جعجع أشار الى أن ما يحمي المواطن هو المواطنية الصحيحة، في مجتمع متعدد ديموقراطي، وأنه ليس صحيحاً ان ما يحمي المواطن هو الديكتاتوريات والقمع، وقد نجح في اشارته الى من اضطهد وسجن وقتل وهجر ونكل بالمسيحيين في لبنان"، لافتا الى أن "جعجع وضع المسيحيين في قلب العالم العربي، وفي قلب النهضة العربية الحديثة، وأن هذا هو الموقف الطبيعي والموقع الطبيعي للمسيحيين، وينفي القول بحاجة المسيحيين الى حماية، خصوصاً وانهم جزء لا يتجزأ من النسيج العربي، لأنهم في موقع المواطنة والشراكة الكاملة في هذا الشرق".

وشددوا على أن "كلام جعجع حمل في محتواه الأساسي رسالة رجل دولة، وأن مَن يختلفون معه اليوم، لا يستطيعون أن ينكروا ان مواقفه كانت واضحة، وأن عليهم أن يقروا بأنها مواقف صريحة وبناءة، وهي تشير الى أسس الدولة، خصوصاً عندما تحدث عن السلاح غير الشرعي من منطق الدولة".

وانتقدوا "الموقف السلبي من الشرق، الذي أشار جعجع الى أنه بات يشبهنا ويطالب بالحرية والديموقراطية، في حين نعلن نحن عن رفضنا لهذا القول، ونقول إننا لا نرغب في ذلك"، مشيرين الى أن "موقف جعجع من سوريا هو موقف كل لبناني شريف، يؤمن بالحرية والديموقراطية، وقد عبر عن 14 آذار كما يعبّر عن كل مؤمن بالحرية والديموقراطية، أما أصحاب المواقف المغايرة هم أصحاب مصالح أياً يكن انتماؤهم، سواء كانوا من قوى 14 أو 8 آذار".

فتفت

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، أن "المناسبة اتي أطل من خلالها سمير جعجع تحولت من احتفال بشهداء فريق واحد الى مناسبة لمجموعة كبيرة من شهداء 14 آذار، تمت تحت عنوان جمع كل الشهداء هو "لبنان أولاً"، علماً ان هؤلاء الشهداء يمثلون مشارب متعددة ولكنهم استشهدوا جميعا من اجل لبنان، وأصبحت المناسبة لقوى 14 اذار مجتمعة".

وأوضح أن "كلام جعجع حمل في محتواه الأساسي رسالة رجل دولة، وحتى مَن يختلفون معه اليوم، لا يستطيعون أن ينكروا ان مواقفه كانت واضحة، ولا أن يقروا بأنها مواقف صريحة وبناءة، وتشير الى أسس الدولة، خصوصاً عندما تحدث عن السلاح غير الشرعي من منطق الدولة، وأهم ما قاله في هذا السياق لم يتطرق اليه الاعلام، هو قوله إنه عندما أصبح الشرق يشبهنا ويطالب بالحرية والديموقراطية نعلن رفضنا لهذا القول، ونقول لا نرغب بذلك، وهذا الأمر ما يعطي اهمية كبرى للدور المسيحي في المنطقة، المعروف منذ زمن وعلى الدوام أنه دور حضاري متقدم، ودور قائم على أسس الحريات والديموقراطية، وهذه هي أهمية كلامه الذي ظهر ككلام فلسفي، يحمل محتوى سياسياً، وهذه رسالة المسيحي الحقيقي، الذي يفقد جوهر وجوده إذا تخلى عن هذه السياسة الجامعة، ويعجز عن قيامه بلعب دوره المطلوب، وأياً يكن العدد لا أعتقد أنه يحمل أي قيمة، واذا حافظ على جوهر رسالته اياً يكن العدد، يكون دوره طليعياً ومتقدماً، وأذكر بدور المسيحيين في العالم العربي ونهضة القومية العربية، وفي انطلاق الحركات الثورية في العالم العربي تاريخيا، وصولاً الى الربيع العربي اليوم".

ولفت الى أن "المواقف التي اعلنها جعجع والمتعلقة بالداخل اللبناني، ومنها ما يتعلق بالمحكمة الدولية والسلاح، فهو يعبر عن مواقف معلنة من قبل كل قوى 14 آذار، وهنا أشير الى أن بعض الصحف ذكرت اليوم (أمس) أن جعجع استعمل الكلام الذي قاله (عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب) سامي الجميل، وهذه قضية مهمة، ما يعني انه مهما اختلفت الآراء بين القوى اليوم، يبقى هناك وجهة نظر جدية واحدة، خصوصاً بشأن السلاح، حيث شدد جعجع على قضية واضحة وهي التمييز بين اللبنانيين، حيث يسمح للبعض بحمل السلاح والتجول به، ويمنع هذا الأمر على آخرين، الذين يمكن أن يعاقبوا، خصوصا إذا وضع بعضهم القرميد على سطح منزله الخاص وفي ملكه الخاص، والامثلة التي اعطاها جعجع أنا اعرف حقيقتها، كوني امثل منطقة محرومة تعاني من الحرمان بالسماح لابنائها ببناء حمام، بينما التعديات التي نراها في الجنوب لم يصل الكلام بشأنها الى اي نتيجة، وهي تكرست بواقع الامر الواقع".

وذكر أن "جعجع الذي لم يشر الى الاتهامات التي توجه اليه من الفريق الآخر تصريحاً وتلميحاً، هو أحد أمراء الحرب، ولكن لم يكن وحيداً، بل ان هناك أمراء حرب غيره أيضاً، منهم (رئيس المجلس النيابي) نبيه بري، و(رئيس جبهة "النضال الوطني") النائب وليد جنبلاط، و(النائب السابق) ايلي حبيقة، و(رئيس تيار "المردة" النائب) سليمان فرنجية كان أمير حرب بشكل أو بآخر، وسواهم كثر، ولكن جعجع هو الوحيد الذي خضع لعقوبة طويلة أمضاها في السجن، أما الباقون فقدوا وصلوا الى موقع الزعامة السياسية، لأنهم أرضوا الحليف السوري، وجعجع هو الوحيد الذي تقدم باعتذار علني، في حين ان بقية الامراء ينكرون ما حصل في الحرب، من هذا المنطلق ارى ان جعجع متقدم جداً مقارنة مع الآخرين"، مذكرا بـ"أننا خرجنا من مرحلة الحرب، واتفقنا على مبدأ عفى الله عما مضى، وأصدرنا عفواً عاماً، وعلى الرغم من ذلك كان هناك تزوير، ووضع جعجع 11 سنة في السجن، ولكن السؤال اليوم هو ما يطرحه جعجع، خصوصاً لجهة الدولة المدنية، إضافة الى ما قاله بشأن الفلسطينيين، الأمر الذي أذهل الناس، وهذا كلام متقدم وكبير جداً، ولا داعي لان يذكرنا أحد بالصراع مع الفلسطينيين، خصوصاً وان رأس الصراع في ذلك الوقت هو إيلي حبيقة، الذي تولى لاحقا منصباً وزارياً، واستقبل من قبل رؤساء، وكاد يصبح رئيساً، ولكن هذا لا يعني ان الذين لم يدفعوا الثمن كما حصل مع جعجع لا يحق لأحد أن يقترب منهم".

وشدد على أن "جعجع كان واضحا وهو دائماً كذلك بالنسبة للشأن السوري، ولما يحصل في الداخل السوري، وهذا الموقف هو ميزة اضافية في شخصيته، لا سيما وأن الموقف من سوريا هو موقف كل لبناني شريف، يؤمن بالحرية والديموقراطية، وجعجع عبر عن 14 آذار كما يعبر عن كل مؤمن بالحرية والديموقراطية، أما أصحاب المواقف المغايرة هم أصحاب مصالح أياً يكن انتماؤهم، سواء كانوا من قوى 14 آذار أو 8 آذار".

وقال: "تحدث جعجع عن الجانب المسيحي، ولكن أذكر بأنه كما عانى المسيحيون من الوجود السوري في لبنان، كذلك عانت الطوائف الأخرى، والمناطق عانت أيضا ومنها مدينة طرابلس كما كل المدن والقرى اللبنانية، وكلنا يذكر مذبحة باب التبانة، التي كانت من أواخر مذابح الحرب، التي تركت أثرها، لذلك أذكر بأننا نعمل على طيّ هذه الصفحة، صفحة الحرب، ونرى أن اليوم هو الوقت المناسب من أجل إجراء مصالحة، خصوصاً وان الشرق العربي كما قال جعجع أصبح يشبهنا، وينادي بالحرية والديموقراطية".

ورأى أن "جعجع جاء الينا بشأن القضية الفلسطينية، ونحن تلاقينا معه، وقد خطونا في اتجاه لبنان أولاً، وهم أتوا في اتجاه الانتماء العربي والقضايا العربية، وهذه خطوة مهمة، لذلك لا نسمع اليوم عبارات الانعزالية ولا من ينكر وجود لبنان، وهذه نقاط التلاقي، كما أنها تعبير عن التزامات 14 آذار تطبيقاً لاتفاق الطائف"، مشيرا الى أن "موضوع التوطين هو عبارة عن مسمار جحا، خصوصاً وان هناك رفضاً لهذا الأمر من كل اللبنانيين، وهناك إجماع على ذلك من المسلمين والمسيحيين على السواء، إضافة الى الفلسطينيين أنفسهم"، مستحضرا "قول الرئيس الشهيد رفيق الحريري في هذا السياق، ان من يعتقد ان التوطين يشكل اضافة ودعماً للمسلمين السنّة في لبنان هو يرتكب أكبر غلطة في حياته، لذلك أرى أنه لا داعي للمزايدة في هذا الشأن، والفلسطيني يستقتل من أجل العودة الى بلاده، وجعجع عبر عن هذا الأمر بشكل واضح وصريح".

شمعون

رأى رئيس حزب "الوطنيين الحرار" النائب دوري شمعون، أن "خطاب جعجع جاء في موعده، وهو جيد، وهو جيد أيضا من حيث النبرة وشد العصب، ويعبر عن المجتمع الذي هو بحاجة ماسة إلى هكذا خطاب، لذلك أوافق على مضمون الخطاب جملة وتفصيلاً ومن دون أي تحفظ، لا سيما وهو جاء بمثابة رسالة الى الآخرين، وهو يعني أنه عليكم ألا تظنوا أو تعتقدوا للحظة أننا خائفون، أو أننا مستعدون للاستسلام للخوف، أو أن لدينا عقدة ما لأننا لا نحمل السلاح".

ولفت الى أن "ما أعلنه جعجع حيال سوريا هو موقفنا الذي سبق وأعلناه مراراً وتكراراً، وهو أننا نؤيد الشعب السوري ومطالبه، وندعم سعيه الى تحقيق الحريات والديموقراطية في بلده، أما بشأن السلاح فقد أكد موقفنا الرافض لوجود هذا السلاح غير الشرعي، ورفضنا لوجود الدويلة داخل الدولة الشرعية، لأننا نريد أن يكون سلاح "حزب الله" ضمن إطار الدولة وتحت سلطتها، خصوصاً وأن القرار الدولي 1701 نص على حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية وتحت سلطتها وسلطة القانون".

وأشار الى "أنني لا أفهم مواقف البطريرك الراعي بكل صراحة، وأن هناك أساليب أخرى يمكن أن يعبر عنها الراعي بشأن القضايا الوطنية والداخلية، من دون أن يضطر الى تقديم أي تنازلات عن الحقوق ولا عن الحقيقة، وأنا لا يقنعني هذا الأسلوب الذي أطل فيه الراعي على اللبنانيين، لأن التنازل من أجل مصلحة الآخرين لا يبني وطناً ولا يحمي البلد كما يجب، لذلك كله أرى أن خطاب جعجع جاء معبراً عنا في قوى 14 آذار"، متسائلا "ما معنى هذا الرد أو أي ردود أخرى في هذا الجانب إذا لم يكن هناك آذان تسمع؟ لأنني وإن اعترضت أو رددت من اليوم إلى الغد لن يسمع أحد ولا يصغي الى ما نقول، لذلك أعتقد بل أؤكد أن جعجع تحدث بصوت عال، وكانت ردود الفعل على مواقفه متسرعة وسريعة، لأن ما قاله لا يناسبهم، لأنهم غير قادرين على التراجع عن الاستقواء بالسلاح، وهم دائماً يعيدون ويكررون معزوفة السعي الى تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، التي ستبقى العذر الدائم من أجل الاستقواء بالسلاح وعرض العضلات في الداخل".

وقال: لا أعتقد ولا أتوقع من البطريرك الراعي أن يعيد حساباته، ولست متفائلا حيال هذا الأمر"، موضحا أن "مشاركة البطريرك السابق الكاردينال نصرالله صفير في مهرجان تكريم شهداء القوات جاء بناء على طلبنا، وذلك من أجل إقامة القداس فقط لا غير، وكلمة صفير عبرت عن حالة البؤس التي يعيشها اللبنانيون، وهو كان واضحاً ورأيه هو رأينا نفسه في هذا السياق".

وذكر أن "جعجع وضع الإصبع على الجرح، وهو ذكر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بما سيواجهه من مشكلات على المستوى الداخلي، ومنها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وكيفية التعامل معها، وكيفية مواجهته لاستمراريته في الحكم في ظل تعنت (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) ميشال عون، خصوصاً بعد أن فرمل اندفاعته بشأن خطة الكهرباء، وتجلى غرور عون من خلال سعيه الى الكرسي التي بات حلمه الدائم، الذي يبدو أنه يدفعه الى إطاحة "الشوار".

حوري

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، أن "خطاب جعجع جاء تحت السقف الوطني الجامع، بعيداً عن التقوقع، مرتكزاً على انتماء المواطن الى الوطن، وليس الى الطائفة والمذهب، وبمعنى آخر أكد في هذا الخطاب ان ما يحمي المواطن هو المواطنية الصحيحة، في مجتمع متعدد ديموقراطي، وأنه ليس صحيحاً ان ما يحمي المواطن هو الديكتاتوريات والقمع، وهنا أعتقد أن جعجع نجح في اشارته الى من اضطهد وسجن وقتل وهجر ونكل بالمسيحيين في لبنان، وتحدث عن وقائع في هذا الجانب، في حين لم يتطرق الى أمور اخرى، وهو اضطر الى هذه المقاربة من اجل ان يضع النقاط على الحروف، ومن اجل ان يقول ليس صحيحاً ان الانظمة الشمولية هي التي تحمي المسيحيين، وقد أعطى هذه الامثلة في هذا السياق".

ولفت الى أن "ردات الفعل على خطاب جعجع لا تزال تأتي في سياق الانقسام العمودي الحاد في البلد، حيث لم يشأ الفريق الآخر مقاربة هذه المواقف بطريقة موضوعية، بل أنه يستمر في تمترسه حول قناعاته، ولا يريد أن يعيد النظر فيها"، مؤكدا أن "جعجع نجح في توصيفه للواقع اللبناني، وعبر عن نبض شريحة عريضة من المجتمع اللبناني".

الأحدب

أشار النائب السابق مصباح الاحدب، الى أن "جعجع قدم مقاربة جديدة وجريئة حول الوضع اللبناني الداخلي، والربيع العربي، وهي مقاربة حقيقية، وحول ردة الفعل عما يجري في الشرق عموماً حيال هذا الربيع، فكانت مقاربته شجاعة ومحقة، خصوصا وان المسيحيين الذين نعرفهم جيداً لديهم هواجس متعددة، تعود لأسباب مختلفة وتاريخية، ولكن اليوم وبعد 2011 باتت للمسيحيين رؤيا جديدة للشؤون الداخلية، قائمة على اساس قيام دولة مدنية، تؤمن حقوق كل المواطنين، بصرف النظر عن انتماءاتهم الطائفية او المذهبية او المناطقية".

وذكّر بأنه "قبل مجيء (الرئيس السوري الراحل) حافظ الاسد الى السلطة، لم يكن وضع المسيحيين كما يحاولون تصويره اليوم او الايحاء به، حيث تولى فارس الخوري (المسيحي) رئاسة الوزارة، كما تولى وزارة الاوقاف، ولم يكن المسيحيون في حالة عداوة مع السنة، كما لم يكن هناك أي معاداة من قبل السنة للمسيحيين، من هنا ارى ان العلاج لا يجوز ان يبقي على أسباب الداء، لذلك أرى أن جعجع كان محقاً وجريئاً وواضحاً في هذا السياق، على الرغم من أنه تحدث باسم المسيحيين، ولكن ما قاله يعني المسلمين ايضاً، لذلك يجب ألا يقال إن هناك مخاوف تاريخية لدى المسيحيين، لأن هذا ليس صحيحاً، خصوصا وان المسيحيين موجودون في هذه المنطقة منذ 600 سنة، وكل التبريرات التي تساق من اجل الايجاء بأن هذا الخوف حقيقي وقائم ليست في محلها".

واشاد بـ"موقف جعجع من سلاح "حزب الله"، لانه لا يجوز ان يبقى اي سلاح مع اي طرف داخلي، بل يجب ان يكون هناك مرجعية واحدة مسؤولة عن هذا السلاح هي الدولة والجيش"، مشددا على أن "الادعاء بالحرص على قيام الدولة وتعزيز سلطاتها واحترام صلاحياتها يحتم العمل على تكريس هذه المقولة، وذلك يتم من خلال النقاش حول هذا السلاح، وكيفية استخدامه ضد العدو الاسرائيلي، وهذا الأمر يلقى اجماعا وطنيا عاما، ولا سيما أن الجميع يعلن أنه ضد استخدام السلاح الميليشياوي في الداخل، هذا السلاح الذي استعمل منذ 7 ايار 2008 ولم تتغير وجهة استعماله حتى اللحظة".

وذكر أن "كلمة جعجع تضمنت ما يدعو الى تنظيم صفوف المعارضة، لأن نظرية الاحباط لم تعد مقبولة، وليست مقبوضة، وليس هناك ما يبرر استمرار تشرذمها".

حداد

رأى أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" أنطوان حداد، أن "كلمة جعجع جاءت معبرة، وهي تحمل رؤيا شجاعة ومعمقة، وهي تنظر الى لبنان في بعد آخر، كجزء من كيان أوسع هو العالم العربي، الذي يشهد اليوم ظاهرة ايجابية، وعملية تحول واضحة وجلية نحو الديموقراطية، وهو ما يعرف اليوم بالربيع العربي، وهو ما سيظهر لاحقا أن له أهمية كبرى في تاريخنا الحديث، كما أنه سيظهر ان الشعوب العربية ليست استثناء عن القاعدة الإنسانية العامة في المنطقة"، مذكراً بـ"السعي العربي الى الديموقراطية، التي تجلت في أوروبا الحديثة منذ الستينات، وفي أميركا اللاتينية في عقد الثمانينات، وفي أوروبا الشرقية، لذلك كله أرى ان جعجع وضع المسيحيين في قلب العالم العربي، وفي قلب النهضة العربية الحديثة، وهذا هو الموقف الطبيعي والموقع الطبيعي للمسيحيين، كما أنه ينفي القول بحاجة المسيحيين الى حماية، خصوصاً وانهم جزء لا يتجزأ من النسيج العربي، وهم في موقع المواطنة والشراكة الكاملة في هذا الشرق".

وأوضح ان "كل موقف رؤيوي يثير ردود الفعل، ومواقف جعجع استدعت نوعين من ردود الفعل، أحدها هو الحذر من هذه المواقف، والثاني أثار الصدمة، لكن لاحقاً سيتبين ان ما قاله وشدد عليه يجسد المصلحة الحقيقية للمسيحيين، ويؤكد على دورهم في تمتين القضايا الأساسية، والعمل من أجلها في مجتمع الشراكة، والجوهر في هذا الموضوع، هو تشديده على ان أي جماعة تريد التغيير والتأثير في حياة الأوطان، يجب ان يكون ذلك من خلال دورها الطبيعي، وليس من خلال الالتحاق بدور التمايز، أو من خلال التشديد المفرط على الخصوصيات، وهذا الطموح يجب ألا يحجب حقيقة ان الهويات الدينية والاجتماعية والاثنية كما الأقليات، من أن تكون في كنف الدولة العادلة لا في كنف السلطات الاستبدادية، لذلك يتوجب على كل المسؤولين السياسيين والروحيين البحث عن المخاطر المحدقة بالأوطان أو بالجماعات، لا أن تبنى مواقفهم على أوهام.

 

تعلّموا من حزب الله!الثلاثاء 27 أيلول 2011

جورج سولاج /الجمهورية

لا هدايا في السياسة، ولا قيمة للشعارات من دون استراتيجيات لترجمتها.

في العام 2005، انتصرت "ثورة الأرز" وتحقّق ما كان مستحيلاً في ذلك الوقت، وهو خروج القوات السورية من لبنان. أما "حزب الله" فانكفأ الى الخطوط الخلفية للدرس والنقاش والتخطيط.

أولى ثمار هذا التخطيط، كان الالتفاف على الثورة من داخل الثورة، فوجّه ضربته الاولى الى قلبها فقسّمها بعزل مكوّن رئيسي من مكوناتها هو العماد ميشال عون وتياره الشعبي الكبير، من خلال "التحالف الرباعي"، الذي افتتحت به 14 اذار مسلسل التسويات.

أما الضربة الذكية الثانية فكانت في اغراء العماد عون وفك العزلة عنه من خلال "وثيقة التفاهم" التي نقلت "التيار" من الحياد الى التحالف مع حزب الله ومعاداة فريق "ثورة الارز" ، فكان الطلاق بعد الافتراق.

في تموز 2006 تلقى "حزب الله" ضربة كادت تكون قاتلة من اسرائيل، ظن افرقاء 14 اذار أنه لن يتعافى منها قبل سنوات وسنوات. تراجع الحزب. انكفأ. لملم جراحه. استوعب الضربة. عاد إلى الدرس والتخطيط. قرّر أن يحاسِب بدل أن يُحاسَب.

ضرب "حزب الله" مجدداً في 7 ايار، حيث "اقتنع" الوزير وليد جنبلاط بمنطق القوة، فخرج من قيادة "ثورة الأرز"..

لم يستطع أفرقاء "الثورة" فعل شيء، كالعادة. فذهبوا إلى تسوية (الدوحة) مجدداً وشاركوا حزب الله السلطة مجدداً وإن مرغمين، وهم لم يستطيعوا إمساك مفاصل السلطة على رغم انكفاء "حزب الله" في أكثر من مرحلة، وعلى رغم كل الدعم العربي والدولي لهم.

ثم جاء الاختراق الرابع الذي قلب موازين القوى. فكان "سحر القمصان السود" ، الذي توّج إغراء الرئيس نجيب ميقاتي والوزيرين محمد الصفدي واحمد كرامي بالانتقال من التحالف مع "تيار المستقبل" و"ثورة الارز"، الى التحالف مع "حزب الله".

أما الاختراق الخامس، فأتى هدية الى "حزب الله"، حيث خسر "تيار المستقبل" دار الافتاء فيما خسر مسيحيو 14 اذار بكركي.

هذا التسلسل في الاحداث، ليس مصادفة، ولم يتم بالصلوات والتمنيات.

هناك نهجان:

الأول صاحب منطق وحق، لكنه لا يملك مشروعا ولا استراتيجية لتحقيق شعاراته في بناء الدولة وترسيخ السيادة والحرية ، ويكتفي بالرهان على المحكمة الدولية والربيع العربي.

والثاني متهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقيادات لبنانية، وباستمرار التسلح وقضم الدولة ومعزول عربيا ودوليا،ويواجه الشرعية الدولية، لكنه يملك مشروعاً واستراتيجية وصبراً وجَلَداً على التخطيط والتنفيذ، ولا يساوم الا لكسب الوقت او الفوز بالنقاط.

ورغم هذه الوقائع ، ما زال يأمل مَن بقي من "ثورة الأرز"، في قطف ثمار الربيع العربي وتحقيق مشروع الدولة.

لكن السؤال المشروع الذي يفرض نفسه: لماذا لم يحقّق قادة "ثورة الأرز" مشروع الدولة يوم وصلوا الى السلطة؟ ما الذي تغيّر اليوم او سيتغيّر غدا حتى تعود عقارب الزمن الى الوراء؟

الحق لا ينفع اصحابه اذا ما ساوموا وقايضوا وتنازلوا والتهوا وارتخوا، فيما الخصم يفكر ويعدّ، ويعاند ويقاتل، ويعود اقوى كلما انكفأ وكاد يُهزم. "حزب الله" يتقن سياسة الجزرة والعصا،وما أكثر الذين يحبون الجزرة ويهابون العصا. أما 14 اذار فلا يملكون لا عصا ولا جزرة.

فهل مَن يتعلم؟

 

قصة التحوّل من لقاء روحيّ رباعيّ ... إلى قمّةالثلاثاء 27 أيلول 2011

جـورج شاهين/ الجمهورية

تشهد دار الفتوى قبل ظهر اليوم قمّة روحيّة على مستوى قادة الطوائف والمذاهب الإسلاميّة والمسيحيّة كافّة لتشكّل نسخة ثانية عن القمّة التي كانت بكركي استضافتها في 12 أيّار الماضي بعد اسابيع على انتخاب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريركا مارونيّا لأنطاكيا وسائر المشرق.

وهذه القمّة التي دعا إليها مفتي الجمهورية محمد رشيد قبّاني وأرادها أن تكون موسّعة على مستوى رؤساء الطوائف اللبنانية كافّة بناء لاقتراح الراعي، لم يكن مقرّرا أن تكون كذلك. ولهذا قصّة تحكي التطوّرات التي رافقتها منذ ولادة الفكرة الى لحظة البدء بتحضير مشروع البيان الختامي والاستعدادات الجارية لإخلاء دار الفتوى اليوم إلّا من المدعوّين من كلّ طوائف لبنان ومذاهبه وفريق إداريّ وإعلاميّ يواكبها.

الراعي اقترحها رباعيّة

في عِلم المطّلعين أنّه بعد عودة البطريرك الراعي من زيارته الباريسيّة على وقع ما تركته مواقفه من تردّدات وتفسيرات وردّات فعل في أكثر من اتّجاه داخليّ وإقليميّ ودينيّ ودنيويّ، تلقّى قبّاني اتّصالا من الراعي مقترحا عَقد قمّة روحيّة على مستوى رؤساء الطوائف الأربعة الرئيسة للتداول في جديد التطوّرات، وإنّ لديه كلاما يريد أن يقوله للقيادات الروحية لما له من أهمّيته، وخصوصا لجَبه ردّات الفعل التي لم يرتَح اليها، ملمّحا إلى الحاجة لمثل هذه القمّة في هذه الظروف.

وكان الاتّصال مناسبة ليذكّر الراعي قبّاني خلاله بما كان تقرّر في قمّة بكركي لجهة القرار الذي اتّخذ بالإجماع، والقاضي بـ"التوافق على مبدأ عقد لقاءات دوريّة للقمّة الروحيّة، والتوجّه بمبادرة روحيّة وطنيّة لمعالجة الخلافات السياسيّة الداخليّة". وأضاف: "لا بدّ من لقاء يعقد على هذا المستوى لما فيه خير لبنان واللبنانيّين". وشدّد على أهمّية ان تستضيف دار الفتوى هذا اللقاء "على قاعدة مبدأ المداورة الذي أقرّ في اللقاء الأوّل".

وأبدى قبّاني ارتياحه لخطوة الراعي من زاوية "أنّ البطريرك أبدى تفهّما فوريّا لردّة الفعل الإسلاميّة والسُنّية تحديدا، على ما جاء على لسانه في زيارته الباريسيّة، وأنّه كان لا بدّ للبطريرك من أن يبادر الى مثل هذه الخطوة سريعا لتدارك ما حصل وحصره وشرح مواقفه والظروف التي قادته اليها وترميم العلاقات بين اللبنانيّين".

... وقبّاني يقترح التوسيع

وعاد المفتي على ما يبدو إلى فريق عمله ومعاونيه سريعا ليبلّغهم مضمون الخطوة البطريركية وأهدافها، مبديا ارتياحه إليها، خصوصا أنّها ستكون مناسبة لمناقشة الخلفيّات التي بنى عليها الراعي مواقفه الأخيرة، وليؤكّد ثوابت دار الإفتاء التي لم "تبلع" بعضا من هذه المواقف. وعاد أحدهم بالذاكرة الى كلّ أشكال التعاون التي قامت بين الأنظمة السنّية والمسيحيّين في المنطقة وأعطى مثالا على ما كان قائما في العراق خلال عهد الرئيس صدّام حسين، حيث كان نائب رئيس الجمهورية ووزير خارجيته لعقود من الزمن مسيحيّا وهو طارق حنا عزيز، إلى ما هنالك من الملاحظات التي لا تلتقي في شكلها ومضمونها مع مخاوف سيّد الصرح البطريركي. كما لفت أحدهم الى "الرعاية السُنّية التي وفّرتها دار الفتوى وتيّار "المستقبل" للجيش اللبناني في حرب نهر البارد في مواجهة مظاهر الإرهاب وصولا الى المواجهة التي تخوضها الدولة الإسلاميّة الكبرى المملكة العربية السعودية ضدّ الإرهاب في العالم".

لكنّ الفكرة تطوّرت لدى قبّاني نتيجة المشاورات التي أجراها مع اكثر من مرجعية، ففاتح الراعي الأربعاء الماضي بأهمّية تطوير الفكرة وتوسيعها لتشمل القيادات الروحيّة للمذاهب اللبنانية كافّة، خصوصا أنّ البلاد تعيش ظروفا صعبة، وأنّ قمّة روحية جامعة قد يكون لها تأثير فاعل في أجواء البلاد وتؤكّد أهمّية ان يواجه القادة الروحيّون بالإجماع كلّ مشاريع الفتنة المذهبيّة التي تطلّ بقرونها من وقت لآخر.

ولم يطل الأمر بالراعي ليوافق تاركا لقبّاني توجيه الدعوة التي يراها مناسبة باسم دار الفتوى منوّها بالفكرة، مبديا الاستعداد لكلّ ما يطلب منه، واتّفقا على ان يكون مشروع بيان القمّة الختامي في عهدة أعضاء لجنة الحوار المسيحيّ – الإسلاميّ الذين اعتادوا التحضير لمثل هذه المناسبات، على أن يتشاوروا مع القيادات الروحية لوضع مسوّدة بيان على طاولة القمّة لدى انعقادها.

وهكذا، وجّه قبّاني الدعوات شخصيّا وهاتفيّا الى القيادات الروحيّة المسيحية والإسلامية، شارحا للخطوة والظروف التي أملتها، متمنّيا على الجميع "المشاركة فيها لِما فيه خير لبنان واللبنانيّين". ولقيَ لدى الجميع ترحيبا وارتياحا.

عناوين البيان الختاميّ

وفي المعلومات انّ اعضاء اللجنة التي تُعدّ مشروع البيان الختامي ولا سيّما "عتّالها" الأبرز محمّد السمّاك قد بدأ بوضع الخطوط العريضة للبيان بالتنسيق مع القيادات الروحيّة في غياب الممثل المارونيّ في اللجنة الأمير حارث شهاب لوجوده في أوروبّا، إلّا أنّه على خط الاتّصالات. وقال أحد أعضاء اللجنة انّها تسعى لبيان يجمع الثوابت الوطنية التي تلتقي حولها القيادات الروحية بعناوينها الأساسية والمبادىء الكيانية التي تؤهّل لبنان ليكون جديرا بحمل رسالة احترام التنوّع الديني والتعدّد المذهبي في إطار الالتزام الوطنيّ حسب ما جاء في مقدّمة البيان الأوّل لقمّة بكركي.

وفي المعلومات انّ البيان سيتناول فقرات عدّة تشدّد على الوحدة الوطنيّة ومبدأ العيش الواحد والسعي الى تمتين الوحدة الوطنية، وتحذّر من التشرذم الداخلي الذي من شأنه ان يضعف مناعة لبنان ويطعن في صدقيّة رسالته، واعتبار الدولة اللبنانية مصدر قوّة للبنانيّين جميعا والحاضنة لهم، ممّا يفرض على المواطنين توطيد ثقتهم بها، ودعم مؤسّساتها، ودعوة القيادات السياسيّة الى الارتفاع في اختلافاتها وتباين وجهات نظرها، لغة ومضمونا، وسيلة وهدفا، الى المستوى الذي يمكّن لبنان من مواجهة الصعوبات السياسيّة والاقتصادية التي يواجهها.

ويشدّد البيان على التزام ثقافة الحوار الذي يحترم وجهات النظر المختلفة مهما تباعدت، والتزام لبنان ميثاقه الوطنيّ واتّفاق الطائف والمواثيق العربية والدولية في إطار جامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحدة، مما يجنّبه الدخول في الخلافات والصراعات والمحاور الاقليمية والخارجية مباشرة أو مداورة. كذلك سيشدّد البيان على الاحتكام الى المؤسّسات الدستورية من دون سواها لمعالجة أيّ خلاف، والاعتماد على الجيش اللبناني وقوى الأمن الشرعيّة وحدها للمحافظة على الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة، وتأكيد سيادة لبنان وحرّيته واستقلاله، وحقّ الدولة في تحرير أراضيها التي تحتلّها إسرائيل، والتنويه بدور قوّات "اليونيفيل" في جنوب لبنان التي تعمل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701.

وسيهيب البيان بالأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي استجابة طلب اعلان فلسطين دولة كاملة العضويّة، هذه الدولة التي تحتضن حقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصا حقّ العودة الى وطنه وطنا دائما لجميع الفلسطينيّين داخل الأراضي المحتلّة وفي الشتات، وهذا ما يتلاقى مع إرادة اللبنانيّين الجامعة في رفض التوطين بكلّ أشكاله.

التاريخ يعيد نفسه!

إلّا أنّ التاريخ أبى إلّا أن يعيد نفسه، وتبلّغ أعضاء اللجنة انّ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان لفت نظر أعضائها عبر ممثل المجلس في اللجنة الى اهمّية الانتباه الى بعض ما سيتضمّنه البيان الختامي مجدّدا الطرح الذي رافق القمّة الأولى، وتحديدا حول ثلاثيّة "الجيش والشعب والمقاومة" مخافة ان تتكرّر تجربة القمّة الأولى عندما تحفّظ قبلان على مضمون الفقرتين السادسة والسابعة من البيان بعد ساعات على صدوره. وفي المعلومات انّ هناك سعيا لترتيب الفقرات بما يضمن التجاوب مع رغبة قبلان، إذ إنّ اللغة العربية مليئة بالمخارج اللغوية والتعابير السحريّة التي يمكن ان تؤدّي الرسالة  

 

رئيس جمعية "إقرأ للتنمية الإجتماعية" بلال دقماق: كلام وهاب قمة السفاهة

 المستقبل / اعتبر رئيس جمعية "إقرأ للتنمية الإجتماعية" بلال دقماق، ان "ما قاله الوزير السابق وئام وهاب أول من امس على تلفزيون "الجديد"، قمة السفاهة من التعرض لرئيس الحكومة واستهزائه به"، مستغربا سكوت "رئيس مجلس الوزراء (نجيب ميقاتي) وفريقه وحلفائه عن وهاب، فبالأمس تطاول على حجاب المرأة المسلمة وقبلها وبعدها يتطاول على زعماء وطنيين والسنيين منهم خصوصا دون حساب". وسأل في بيان أمس: "هل يخشى رئيس مجلس الوزراء ممن هم خلف وهاب وفي ظهره مثل سوريا و"حزب الله"، اين الكرامات وحفظ النفس؟"، مردفا: "اذا كان الجواب انه سفيه لايستحق الرد فهذا كلام خطأ، حيث اكد وهاب انه يتحدث باسم سوريا و"حزب الله" وايران ومن سفاهته انه هدد تركيا واوروبا بأن الحزب وايران ستدك مدنا تركية واوروبية بآلاف الصواريخ في حال فكرت تركيا او اوروبا احتلال متر واحد من الأراضي السورية بتفويض ممن ذكرنا". ورأى انه "اذا كان وهاب هو المتحدث باسم "حزب الله" وسوريا وايران، يعني انحطاط تلك الأحزاب والدول"، مطالبا ميقاتي بـ "وضع حد لوهاب وتطاوله عليه وعلى كرامات الناس والتعرض للأديان مما ينال من هيبة المقام الذي يمثله "رئيس الحكومة". وتوجه لوهاب بالقول: "ان الشعب السوري اكبر من أن ينظر له وعنه امثالك"، مطالبا الأجهزة الأمنية والنيابات العامة بـ "توقيف وهاب بجرم التهديد العسكري الى دول صديقة وتعريض امن لبنان الى الخطر، بتهديده تلك الدول عسكريا وتدخله بشؤون الآخرين وخصوصا سوريا".

 

 النائب جمال جراح: جعجع اعاد احياء منطق البطريركية المارونية التاريخي... ومواقف الراعي تبدو خارج السياق

وننتظر من سليمان وميقاتي تنفيذ التزاماتهما تجاه تمويل المحكمة.

سلمان العنداري

علّق عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال جراح على الكلمة التي القاها رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع يوم السبت الماضي في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، معتبراً ان "الدكتور جعجع بكلامه اعاد احياء منطق البطريركية المارونية التاريخي وتمسكها بالوجود المسيحي الفاعل والمتفاعل في الشرق العربي، في وقت يحاول البعض ان يُقوقعها ضمن منطق الاقليات والخوف والسلاح ومنطق استجلاب الحماية".

جرّاح وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني رأى ان "ما قاله الدكتور جعجع جوهري واساسي وضروري لناحية تأكيده على دور المسيحيين في هذا الشرق، وعلى نضالهم المستمر في مسألة الحريات والاستقلال والحفاظ على السيادة والوجود".

واعتبر جرّاح في حديثه ان "الدكتور جعجع اراد القول ان المسيحين في هذا البلد ليسوا بحاجة لحماية من احد، وبالتالي فيتعين علينا ان لا نقع في فخ الاقليات والمخاوف والهواجس، في وقت اصبح الشرق العربي يشبهنا في تطلعاتنا وقناعاتنا وايماننا بأهمية الدولة والمؤسسات والقانون وحقوق الانسان والحرية".

ولفت جرّاح الى ان "الانظمة الديكتاتورية لا يمكن ان تحمي الاقليات او الاكثريات على حد سواء، لانها قائمة على منطق القمع والطغيان والقتل والظلم بحق كل الفئات والمكونات المجتمعية، مع الاشارة الى ان النظام السوري الحالي هو الذي ارتكب الويلات بحق المسيحيين، وهو من هجرهم واعتقلهم ونكّل بهم واغتالهم، والتاريخ يشهد على تعاطيه السلبي هذا".

واضاف: "الدكتور جعجع لم يتهجّم على بكركي، بل تحدث عن تاريخية هذا الصرح ودوره في النسيج الوطني وفي الريادة في مسألة الحريات والديمقراطية، واذا عدنا الى عام 2000، للمسنا هذه الروحية بنداء المطارنة الموارنة الذي اسس لحركة 14 آذار ولاستقلال لبنان".

واشار جرّاح الى ان "اتفاق الطائف القائم على المناصفة بين المسلمين والمسيحين لا يمكن ان يغلّب طابع الاكثريات على الاقليات بأي شكل من الأشكال. ففي منطق الطائف هناك شراكة وطنية وانسجام وطني وتفاعل، فكيف لنا ان ننسف هذا المفهوم؟".

هذا ورفض جرّاح اتهامات "حزب الله" لقوى 14 اذار بأنها تحرّض على عدوان جديد، مؤكداً ان "القوات اللبنانية في احتفالها الاخير ارادت التذكير بكيانية المسيحيين في لبنان والشرق، وبدورهم الرائد وعشقهم للديمقراطية والحرية والسلام، وما جاء على لسان الدكتور جعجع يعبر عن روحية ثورة الارز وقواعدها الشعبية". وسأل: "فليقل لنا "حزب الله" أين الكلام التهويلي والتحريضي في خطاباتنا وتصاريحنا وفي ادائنا السياسي؟".

واضاف: "لا شك ان منطق الحزب الواحد المتسلط والقابض على الحكم بالدم والنار لن يسعف المواطن العربي والذي يعيش في ظروف حقوقية وحياتية صعبة جداً، ولهذا يتحتم علينا جميعاً الانخراط في مسيرة التغيير والوقوف الى جانب الحرية والاصلاح، وان لا ننكفىء امام حملات التهويل والتهديد والدونية".

وعن زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الجنوب، اعتبر جرّاح ان "جولة غبطة البطريرك مهمة ومرحّب بها ولها تاريخيتها ورمزيتها، الا ان المواقف التي تتخذ تطرح علامات الاستفهام والتساؤلات، اذ تبدو وكأنها من خارج السياق، ومن خارج المنطق الذي عودتنا عليه بكركي، المنطق المتمسك بالحرية والسيادة والاستقلال".

كما اعتبر جرّاح ان "التلويح بإمكانية سيطرة انظمة متشددة على الدول العربية في ظلّ الثورات القائمة هو منطق في غير محله على الاطلاق، فالنظام السوري على سبيل المثال يعتبر في مقدمة الانظمة التي دعمت الارهاب ووفرت له بيئة حاضنة وغذّته لاهداف سياسية خاصة بها على حساب الاقليات والاكثريات والحياة الديمقراطية، وبالتالي فلا بد من دعم الثورة السورية بوجه الرئيس بشار الاسد واصلاحاته الوهيمة".

هذا واسف جرّاح للمعلومات التي ذكرت بأن "حزب الله" ماض في تعزيز قدراته العسكرية، فإعتبر ان "مثل هذه التصريحات بمثابة تحدّ للحكومة اللبنانية وللمجتمع الدولي، وللشعب اللبناني الذي يطالب بضرورة معالجة مسألة السلاح الذي بات يشكل خطراً على حياته ومستقبله".

واضاف: "ان اصرار "حزب الله" على التمسك بسلاحه، يؤكد ابتعاده عن نهج دعم الدولة ومنطقها ومؤسساتها وقواها الشرعية. والدكتور جعجع في كلمته المؤثرة كان قد دعا الحزب الى التخلي عن السلاح كما فعلت القوات، والى العودة الى كنف الدولة، الا اني اعتقد انه (اي الحزب) لن يفعلها ولن يتجرأ على اتخاذ هذه الخطوة التي تصب في مصلحة البلد بأي شكل من الاشكال". وعن مسألة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد المواقف اللافتة التي اتخذها كل من الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي قال جرّاح: "ان هذا التأكيد على الالتزام بتمويل المحكمة من قبل الرؤساء ينتظر ان ينفذ على ارض الواقع ".

*موقع 14 آذار

 

هذا ما أبلغه الراعي إلى جعجع؟

طارق ترشيشي/الجمهورية

لم ينقطع بعد حبل التفسيرات والتأويلات للمواقف التي يطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي منذ زيارته الأخيرة لباريس التي عبّر فيها عن مخاوف على مصير المسيحيّين في لبنان وسوريا في حال سقوط النظام السوريّ، وذلك من أجل الوقوف على حقيقة أبعادها والخلفيّات.

واللافت حتى الآن أنّ هذه المواقف البطريركية قوبلت بترحيب لدى الاكثرية بكلّ مكوّناتها السياسية من جهة، وباستغراب أو معارضة لدى فريق 14 آذار بكلّ مكوّناته من جهة ثانية، الى درجة أنّ بعض أطراف هذا الفريق بدأوا يجاهرون بمعارضتهم تلك المواقف، فيما بعض آخر يردّ عليها بتورية من خلال التأكيد أنّ لا خوف على الأقلّيات في حال سقوط النظام السوريّ، من مثل ما قال رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة.

غير أنّ فريقا آخر من السياسيّين يقول إنّ مواقف الراعي تشكّل حدَثا كبيرا في اتّجاهين:

ـ الأول، تعميق المشكلة المسيحيّة ـ المسيحيّة، بحيث إنّ الكنيسة ستشهد مشكلة داخليّة، ويمكن ان تظهر بوادرها في الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة الأسبوع المقبل.

ـ الثاني، أنّ مواقف الراعي شكّلت "إضافة نوعيّة" لرئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون وحلفائه في الأكثرية، بحيث إنّ البطريرك بدا من خلالها أقرب الى هذا الفريق من الفريق الآخر.

والواقع أنّ سيّد بكركي لم ينطلق في مواقفه من فراغ وإنّما استند إلى توجيهات فاتيكانيّة، وقيل إنّه أوفد أحد المقرّبين منه في الآونة الأخيرة الى رئيس حزب "القوّات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ناقلا إليه رسالة شفويّة يشرح فيها الظروف والحيثيات التي املَت عليه اتّخاذ المواقف الاخيرة التي لم يرتَح لها جعجع وقيادات مسيحيّة منتمية الى فريق 14 آذار.

وقد أبلغ الراعي الى جعجع بواسطة هذا الموفد أنّ مواقفه هذه إنّما انطلقت من توجيهات فاتيكانيّة مبنيّة على قراءة أجرتها دولة الفاتيكان للمتغيّرات التي تشهدها المنطقة العربيّة، وخرجت من خلالها باستنتاج مفاده أنّ هذه المتغيّرات ستؤول الى تقسيم جديد للمنطقة لن يكون فيه للمسيحيّين دولة، بخلاف اتّفاقية سايكس ـ بيكو التي كانت أمّنت لهم مثل هذه الدولة، ولذلك لا يمكن المسيحيّين أن يقفوا مكتوفين إزاء ما يجري في سوريا والمنطقة، وإنّ عليهم أن يرفعوا الصوت لكي يحافظوا على وجودهم الى جانب بقيّة الأقلّيات، لأنّ رياح المتغيّرات الجارية قد تأتي على حسابهم، وهذا ما عليهم ان يتداركوه بعدم الانسياق وراءها.

وتفيد المعلومات أنّ جعجع أبلغ الى الموفد البطريركي أنّه يتفهّم توجّهات البطريرك الراعي الجديدة، بل إنّ لديه معطيات مماثلة، ولكنّه لا يستطيع أن يجري استدارة سياسيّة سريعة لأنّ الفريق الآخر لا يمكن أن يقبله بسهولة، وإنّ الأمر يستلزم وقتا لديه حتى يتمكّن من إجراء التموضع السياسيّ الذي ينسجم مع مواقف البطريركية المارونيّة المستجدّة، وأكثر من ذلك، اعترف جعجع للموفد البطريركي بأنّه لا يثق ببعض الضمانات التي يعبّر عنها البعض من حلفاء وغير حلفاء حول مستقبل المسيحيّين في لبنان وسوريا في حال حصول أيّ متغيّرات دراماتيكية في سوريا، وإنّه في النهاية سيتّخذ المواقف والخيارات التي تمليها عليه التوجّهات البطريركية ومصلحة المسيحيّين.

على أنّ هذه المعطيات توافرت لدى أقطاب كبار في فريق الأكثريّة، واستغرب بعضهم توقّعات جعجع بعدم قبوله لدى هذا الفريق في حال التزامه خيارات بكركي التي بدأت تتناغم، وربّما تتوافق مع توجّهات فريق الأكثرية إزاء المتغيّرات العربية عموما والوضع في سوريا خصوصا، وعلّق أحدهم على توقّعات جعجع، مؤكّدا أنّها في غير محلّها، وقال: "إنّنا مستعدّون لقبوله".

وإلى ذلك، يقول قطب أكثريّ، إنّه وبغَضّ النظر عن الآراء القائلة بأنّ وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ"اتّفاق الطائف" أفقدت المسيحيّين دولتهم المشرقيّة، أو لم تفقدهم إيّاها، فإنّ هذا الاتّفاق لم يغيّر في ما أرسته اتّفاقية سايكس – بيكو التي تمّت بين فرنسا وبريطانيا في عشرينات القرن الماضي إثر هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى وخروجها من شبه الجزيرة العربية بعد حكم دام اكثر من أربعمئة عام. إذ أدّى "الطائف" الى قيام حكم المشاركة في لبنان بجعل السلطة التنفيذيّة في مجلس الوزراء المكوّن من كلّ القوى والأطياف السياسية والطائفية والمذهبية، بديلا من حكم كان حصريّا في يد رئيس الجمهورية فقط، حيث كانت السلطة التنفيذيّة مَنوطة به وحده، وهذه الصيغة من الحكم لم تلغِ الوجود المسيحيّ ودوره في لبنان، وما زال المسيحيّون فاعلين في المشاركة في القرار الوطني وفي حكم البلاد الى جانب الآخرين، وذلك على رغم وجود آراء تقول بعكس ذلك. ويرى سياسيّون أنّه تقع على عاتق القيادات المسيحيّة أدوار مهمّة يمكنهم ان يلعبوها بالتعاون مع الآخرين في الأيّام والاسابيع والاشهر المقبلة وفي غير اتّجاه محلّي وإقليمي ودولي من أجل تغيير اتّجاهات الريح، بما يضمن مصير كلّ الاقلّيات في المنطقة.

فالتغيير الذي حصل في العراق لم يحُل دون ما تعرّض له المسيحيّون ولا يزالون من اعتداءات وتهجير. والثورة المصريّة التي لم ترسُ على برّ نهائيّ بعد، لم تثبت حتى الآن أنّها ثورة تحفظ الأقلّية المسيحيّة في مصر، هذه الأقلّية التي عاشت ايّام حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك قلقا كبيرا، خصوصا في سنواته وأيّامه الأخيرة، ما تزال تعيش هذا القلق نتيجة تعرّضها على مستوى الاشخاص والمراكز الدينية لحوادث متعدّدة بعد سقوط مبارك، وهي تبحث في ظلّ الثورة عن الوسيلة التي يمكن أن تشكّل شبكة أمان لها مع النظام الذي ستنتجه هذه الثورة بعد الانتخابات المقرّرة في وقت لاحق من الخريف الجاري.

أمّا المسيحيّون في سوريا فإنّه يؤرقهم ما يتعرّضون له من مضايقات واعتداءات، ومن شعارات طائفيّة ومذهبية وتهديد بالتهجير يردّده المتظاهرون ضدّ النظام، خصوصا في المدن والبلدات السورية المتنوّعة الانتماءات الدينية.

ثمّة من يقول إنّ الوضع المسيحيّ في لبنان والشرق يحتاج الى "سينودوس سياسيّ" يبحث في مصيره، في ضوء المتغيّرات التي تشهدها المنطقة، ويبدو أنّ هناك أفكارا عدّة مطروحة في هذه الاتّجاه خلف الكواليس، وربّما تتبلور عمليّا في وقت ليس ببعيد.

 

التغيير والإصلاح": الراعي أكد أنه بطريرك اللبنانيين

المستقبل/اعلن نواب تكتل "التغيير والاصلاح" امس، أن "موضوع تمويل المحكمة الدولية سيبت في مجلس الوزراء". ولفتوا الى ان مواقف البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي "تصب في سياق ثوابت الصرح وأدبيات الكنيسة المارونية كافة"، معتبرين ان كلمة رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في قداس "القوات" "كانت بمثابة ردّ على البطريرك الراعي".

[ اعتبر عضو التكتل النائب فريد الخازن، في حديث الى "وكالة الأنباء المركزية"، أن "زيارة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الى الجنوب راعوية تأتي في إطار لبرنامج الزيارات الذي وضعه والذي يشمل كل لبنان واللبنانيين حتى في بلاد الانتشار"، واصفاً هذه الزيارة بـ"التاريخية، لكونها المرة الأولى التي يزور البطريرك الماروني كل مناطق الجنوب". وقال: "الرسالة التي أراد الراعي توجيهها من موقعه انه بطريرك لكل اللبنانيين وليس فقط للموارنة، ومن الواضح انه يريد ان يسجل هذا المسار للبطريركية المارونية الذي لاقى ترحيباً كبيراً من كل البلدات اللبنانية".

وعن السجال حول مواقفه التي أطلقها أخيراً من فرنسا، اجاب: "اوضح الراعي في مناسبات عدة هذا الموقف لكن للأسف ردات الفعل على مواقفه كانت سريعة ومتسرعة وفي غير محلها، وهو أكد ان مواقفه وخياراته ليست سياسية، لكن للبطريركية المارونية آراء ومسائل مبدئية تتخذ مواقف منها على الأصعدة كافة وأن أحداً لا يمكنه التعامل مع الراعي بالتهويل الذي شهدناه، مواقفه تصب في سياق ثوابت الصرح وأدبيات الكنيسة المارونية كافة".

وعن موضوع المحكمة الدولية وتمويلها، أوضح أن "هذا الملف سيبت في مجلس الوزراء".

[ رأى عضو التكتل النائب إميل رحمه، في حديث الى "أو.تي.في"، ان "خطاب "القوات اللبنانية" يختلف عن خطاب البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي"، معتبراً ان رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات" سمير جعجع في كلمته في القداس "كان مثابة ردّ على البطريرك الراعي". ولفت الى انه "لا يجوز طرح المشروع الأرثوذكسي للانتخابات النيابية للنقاش مع انني مع نظرية ان يكون الصوت المسلم بحجم الصوت المسيحي"، مشيراً الى ان "هناك إحتمالاً كبيراً ان يبقى قانون الـ60 وتجرى على أساسه إنتخابات 2013 مع تعديل في بعض الأمور".

وحول موضوع الكهرباء، قال: "أعترف بأن لدى المعارضة احترافاً في العرقلة". اضاف: "أعترف لهم انهم استطاعوا ان يؤخروا قليلاً المشروع ولكن عناد تكتل "التغيير والإصلاح" ورئيسه النائب ميشال عون وبالحق إستطاع ان ينجح هذا المشروع الذي سيستفيد منه كل اللبنانيين".

واوضح ان "المحكمة الدولية مست بالسيادة الوطنية اللبنانية ويجب تصحيح مسارها، فبالتالي الإعتراض ليس فقط على تمويلها بل مسار نشوئها"، لافتاً الى ان "هناك شوائب أخرى تشوب هذه المحكمة ومنها ملف شهود الزور الذي يجب ان يتابع الى الآخر". وشدد على انه "اذا وصل الأمر الى التصويت على بند تمويل المحكمة في المجلس النيابي فسأطلب من العماد عون ان يسمح لي أن لا أصوت عليه".

[ شدد عضو التكتل النائب آلان عون، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة"، على ضرورة "الوصول الى إصلاحات كثيرة لا سيما على المستوى القضائي"، آملاً ان "تبدأ الورشة سريعاً". ولفت الى ان "البطريرك الراعي أوضح موقفه في محطات عدة، وهو يعبر عن ثوابت وهواجس معينة". وقال: "لا يجب الذهاب أبعد من ذلك في التعاطي مع بكركي في ما يخص مواقفها". ورأى ان "المطلوب ألا تذهب الدينامية السياسية الموجودة على المستوى المسيحي ضحية التجاذبات القائمة"، معربا عن إعتقاده بأن "العبرة ستكون حول ما سنصل اليه في ما يتعلق بقانون الإنتخاب".وعن تمويل المحكمة، اجاب: عندما يطرح موضوع التمويل فسيحصل نقاش للتوصل الى نتيجة".

 

خالد ضاهر لـ"المستقبل": كلام جعجع مفصلي

حاورته: ريتا شرارة/المستقبل

وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر الكلمة التي ألقاها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية" السبت الماضي بأنها "مفصلية وعلى قدر كبير من الاهمية"، معتبراً انه "صحّح عبرها المسيرة بعد الكلام الملتبس للبطريرك من جانب البعض. وتوقف عند مقارنة جعجع بين المواطن اللبناني العادي وذاك المنتمي الى "حزب الله"، موضحاً "يبدو ان البلد خاضع لمنطق الاكراه والقوة. ان آثار السلاح اللاشرعي هددت مناطق وطوائف كما حصل مع (النائب وليد) جنبلاط و(وزير المال محمد) الصفدي و(رئيس الحكومة نجيب) ميقاتي الذين اعلنوا خروجهم من خطهم السياسي من اجل الاستقرار".

وسألته "المستقبل" امس عن الدعوى التي قال في الجلسة الاشتراعية الاخيرة ان وزارة الدفاع رفعتها ضده امام القضاء العسكري، فأكد انه "لم يتسلم اي شيء منها حتى الآن"، وانه علم بها "من خلال الاعلام". وبعدما كاشف رئيس مجلس النواب نبيه بري، اشار الى أن الاخير وعده بأن يعود اليه "في حال حصل شيء". وفسر تعميم الدعوى في الاعلام بأنه "اسلوب مخابراتي للضغط والتخويف. لا يعرفون اننا لا نخاف من الموت فكيف نخاف من وزير؟".

وهنا نص الحوار:

[ كيف عرفت بالدعوى القضائية ضدك؟

ـ لم يصلني شيء وفقا للاصول انما سمعت في الاعلام والمواقع الالكترونية ان هناك دعوى ضدي. عندما اثرت الامر في الجلسة الاشتراعية الاخيرة، توجهت الى رئيس المجلس سائلا اياه هل نحن في نظام ديموقراطي او عسكري؟ على اساس ان هذه دعوى من دون وجه حق، لادستورية ولاقانونية وفيها اهانة للرئيس وللمجلس على السواء. فحاول ان يستوعب الامر، وطلب الي الجلوس، وفهمت منه ان شيئا لم يصل اليه.

[ هل جلستما سوية؟

ـ نعم. وقال لي اذا كان هذا الحكي في الاعلام فلا مشكلة، ولكن في حال كانت هناك دعوى فعلية نجلس سوية مطولا. سابقا سئل الرئيس بري عن هذا الموضوع، فكان رده ايجابا، بمعنى ان ليس لهذا الامر طائل لأن ذلك يعارض عمل النائب الذي له ان ينتقد السياسيات والممارسات التي لا تعجبه من اين اتت. كل ما فعلته انني اشرت الى ممارسات خاطئة من ضباط كان يفترض ان يحاكموا على الاعمال المخلة بالقانون. ومن حقي ان انتقد قائد الجيش (العماد جان قهوجي) طالما انتقد من هو اكبر منه. يحق لي ان انتقده طالما انني لا امس بموقع إلهي ولا بموقع مقدس. انني انتقد اداء ومن حقي ذلك لأنني ارى خطأ في ممارساته. هذا الكلام كان يعبّر عن كثير من الضباط في المؤسسة، وعن اكثرية السياسيين الذين اجتمعوا بـ(الرئيس فؤاد) السنيورة ومفتي طرابلس والشمال (الشيخ مالك الشعار). كلهم كانوا مستائين من ممارسات امنية في حق كرامات الناس والمواطنين. لم اشتم احدا انما انتقدت وأشرت الى بعض الممارسات. فماذا نقول عن السباب الذي يوجه الى شخص في مستوى قائد قوى الامن الداخلي (اللواء أشرف ريفي)؟ شتموه وأساؤوا اليه وقالوا بوجوب ان يدخل السجن. الآخرون كانوا يتكلمون على ان (اللواء) اشرف ريفي يجب ان يدخل السجن فضلا عن اتهامات اخيرة لقوى الامن كمؤسسة كانت أمسكت عملاء ثبت عليهم التعامل مثل العميل فايز كرم، وتواجه العناصر الارهابية. هل التهجم على مؤسسة قوى الامن حلال وانتقاد مؤسسة اخرى غير جائز؟ هل التهجم على ريفي حلال وعلى قائد الجيش حرام؟ هناك محميات ومربعات امنية يغطيها فريق يهين المؤسسات ويعطلها ويمنع الجيش من دخول الرويس لمتابعة موضوع هو من صلب عمله. ولكن في حال التجاوز الفاضح ومحاولات التآمر، أطالب بمعرفة من أطلق النار على الافطار في بلدة عيات؟. ان من أطلق النار هو فريق مخابراتي تابع لـ8 آذار ونطالب الاجهزة بالكشف عنه. أتهم فريقا بافتعال هذه المشكلة وهناك متورطون.

[ هل تعرفهم؟

ـ نعرفهم ولسنا مخبرين عند الدولة لنعلمها بهم. لتتصرف والا سيكون علينا ان نتحرك، ونقوم باللازم.

[ هل ستلقون القبض عليهم؟

ـ لا. سنفضح الموضوع. لسنا نحن من قتلنا العساكر وسامر حنا، وليست 14 آذار من أساء الى المؤسسات، وكلنا يعرف دور الرئيس سعد الحريري والوزير (الياس) المر في مصر، واوروبا، والامارات وروسيا لتقوية المؤسسة العسكرية خصوصا وتزويدها الدعم اللوجستي. لماذا المواطن من "حزب الله"، كما قال جعجع، يحمل كل انواع الاسلحة ويسيء الى الامن والاستقرار، والمواطن الآخر يلتزم المؤسسات ولا يحق له ان يحمل بندقية صيد؟. يبدو ان البلد خاضع لمنطق الاكراه والقوة. ان آثار السلاح اللاشرعي هددت مناطق وطوائف كما حصل مع جنبلاط والصفدي وميقاتي الذين اعلنوا خروجهم من خطهم السياسي من اجل الاستقرار.

[ هل راجعت احدا بالدعوى؟

ـ كلا. لم يصل إلي شيء والرئيس بري وعدني بأن يكلمني في حال حصل شيء.

[ كيف تفسر ان تكون الدعوى في الاعلام فقط؟

ـ اعتقد ان هذا اسلوب مخابراتي للضغط والتخويف. لا يعرفون اننا لا نخاف من الموت فكيف نخاف من وزير (الدفاع فايز غصن)؟ هذا اسلوب مخابراتي كالانظمة الديكتاتورية الشمولية التي أصابتنا العدوى منها. هذا معيب بحق المؤسسات وكل مواطن في لبنان لأنه تعد على الحريات. هذا كلام لاقانوني ولادستوري انما إجرام في حق لبنان الحريات وحقوق الانسان.

[ هل بحثت مع الرئيس بري في امر الحصانة؟

ـ كان لديه موقف، وإجابته ان كل ما تقدم لا اصول له، وذهب الى حد تسخيفه. ان الدعوى الفعلية علي تصل الى الهيئة العامة للمجلس، اما ان ترفع دعوى امام مدع عام عسكري فذلك يعني تبيّحا وتعديا على الدستور، ولا يليق ببلد ديموقراطي. انه تصرف ميليشيوي ومخابراتي يسيء الى الوطن كله. هذا اهانة في حق البلد ولا قيمة له ولا يخيفنا. وكل ذلك يعني ان 8 آذار تعيش حالا من فقدان الاعصاب. البعض يسلط علينا القوى العسكرية والامنية للضغط علينا. احكي عن كل الشرفاء وكلام جعجع يصب في الاطار نفسه. من يجب ان يحاكم هو الفريق الذي لديه ميليشيا، ويقتل العسكريين ويهدد البلاد. منذ ايام كان (النائب محمد) رعد يهدد بتكسير العظام. في الايام المقبلة سيشهدون اداء اكثر حرفية لنا ومعارضة بناءة وفاعلة، في الميادين كلها. اظن ان هذا ظهر في مجلس النواب عندما بدأ (النائب) العماد ميشال عون باقتراح قانون اعرج اراد ان يحرف الدولة كلها عن مسارها كرمال عيون صهره المدلع، فيحقق مكاسب شخصية مادية باتت واضحة. ان المعارضة كانت فاعلة وشرسة ولم تستطع 8 آذار ان تغطي انحراف الجنرال. عندما يكون الامر عبر المجلس، نمارسه، وعندما يقتضي الامر النزول الى الشارع لن نتراجع، وهذا من حقنا.

[ ولكن الصورة السياسية آخذة بالهدوء في البلاد، ويبدو ان الامور تبرد. فأي المواضيع ستسخن هذا الوضع؟

ـ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. اتوقع ان يكون الاداء الحكومي عقلانيا. الميل الى ان يمولوا المحكمة غصبا عنهم والا تتفجر الحكومة من الداخل. اما اذا لم يتمكن ميقاتي وفريق رئيس الجمهورية وجنبلاط من السير بالمحكمة، فيستقيل ميقاتي او يعرض لبنان لضغوط كبيرة بعد تحويله دولة معادية لحقوق الانسان لا تقبل بالعدالة بل تغطي المجرمين وتدعم الظالمين. عدم تمويل المحكمة ضرب لصورة لبنان بما لا يخدم مصلحة الوطن واللبنانيين.

[ ان اسمك اليوم على لائحة المتهمين بمساندة المعارضة السورية.

ـ في مرور اكثر من 6 اشهر ونصف الشهر على انتفاضة الشعب السوري المطالب بالنظام التعددي والعيش بكرامة، اتضحت الحقيقة بين الكاذب والصادق. بدأ النظام بالكذب منذ اليوم الاول، واتهم المعارضة بأنها تشارك في مؤامرة خارجية عليه. منذ اليوم الاول يكيلون الاتهامات شرقا وغربا على كل دول الجوار ومن بينها لبنان. اتهموا "المستقبل" والرئيس سعد الحريري وجعجع وغيرهما من القيادات. انا من الناس الدراويش االذين كان موقفهم واضحا وصوتي عالياً الى جانب الشعب السوري. منذ اليوم الاول، جرت تركيبات وهمية كشف زيفها من باطلها ولم يقتنع العالم بأي منها. نحن نعرف ان الرئيس الحريري وتياره لا يؤمنان بالعمل العسكري والا لكانا تصديا لميليشيا "حزب الله" التي تمارس الارهاب على اللبنانيين. كل يوم يخرجون بشخص على اعلامهم ويقولون ان "تيار المستقبل" هو من يموّله. ان الشعب السوري يناضل والنظام السوري يحاول اظهار الانتفاضة الشعبية انها مسلحة بدعم من الخارج وهو كلام لا ينطلي على احد لأن النظام بات مكشوفا. موقفنا واضح من النظام الديكاتوري وقوى 8 آذار التي تمارس اليوم الارهاب على الشعب اللبناني، وسلاحها يمثل ميليشيات تعتدي على كرامات الناس وتسيء الى لبنان وتمنع قيام الدولة. نحن اليوم نخوض نضالا مريرا لبناء الدولة. قطعنا شوطا انما لا يزال امامنا طريق طويل لبناء مؤسسات تكون هي الضمانة الوحيدة. وحسناً فعل جعجع عندما ألقى كلمته التاريخية السبت الماضي والتي تعتبر مفصلية وعلى قدر كبير من الاهمية، في مقابل الموقف الملتبس للبعض.

[ الا تخشى على امنك الخاص اكثر من اي يوم آخر؟

ـ من أعطى الروح يأخذها. اقوم بالاحتياطات التي اقدر عليها ولكن هذا لا يجعلني اخاف منهم. فشرف ان نموت من اجل الحق والقيم السامية التي تحافظ على الانسان. لن يخيفنا ارهابهم الذي طال شهداءنا ولسنا احسن منهم.

 

ماذا دار في الخلوة الثلاثية في المصيلح؟ بري لقبلان: الراعي يمثلنا في القمة الروحية

رضوان عقيل/النهار

راقب رئيس مجلس النواب نبيه بري البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بلدات الجنوب ودساكره خطوة خطوة، وتمعّن في كل حرف نطق به في جولاته وزياراته مدى ثلاثة ايام. ولم يجد في شخص هذا الضيف الاستثنائي الا صورة الامام موسى الصدر الذي واجه في رأي بري العواصف نفسها، وحتى من بعض الشيعة الذين لم يقصّروا آنذاك في الهجوم على الامام. وعندما بدأ الراعي جولته في صور التي تعتبر العاصمة السياسية لبري، لمس ان الاهالي وفي مقدمهم جمهور حركة "امل" في المدينة وقانا وسواها من البلدات نزلوا بعفوية الى الطرق لاستقبال هذا الراعي الذي ينتظره الجنوبيون من المسيحيين والمسلمين. وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد ابلغ بري انه سيلبي دعوته الى المصيلح في حضور الراعي قبل اكثر من اسبوعين، ولم يعلن الامر لاسباب امنية.

وكان برنامج البطريرك طويلاً جداً. ولكثافة المستقبلين، تناول طعام العشاء في عين ابل في الثانية بعد منتصف ليل اول من امس، وعندما ابلغ بري بهذه الواقعة في صالون المصيلح رد عليه "هذا سحور يا سيدنا". وفي اللقاء الثلاثي الذي عقده الراعي وبري في حضور سليمان، خاطب الراعي رئيس المجلس وهو يلخص حصيلة رحلته: "انا فعلاً مندهش بالجنوبيين الى اي طائفة انتموا، وعهدي كبير انهم سيبقون على هذا المنوال". واضاف "انا مستمر في رسالتي هذه وفي ابداء اقتناعاتي الدينية والوطنية مهما واجهت من تحديات".

وتطرق الثلاثة في الخلوة، بحسب معلومات لـ"النهار"، الى الزيارة المقررة للراعي للولايات المتحدة. وتوجه الى سليمان وبري: "سأتوجه الى اميركا، وهدفي الاول من الزيارة تفقّد ابناء رعيتي المسيحية والاجتماع بسائر افراد الجالية، واذا التقيت سياسيين اميركيين فسأردد مواقفي التي أعلنها في اي مكان كنت فيه".

وحيّا بري في الجلسة كل مواقف البطريرك، ثم أشاد الاثنان بحكمة الرئيس سليمان وكلمته في الأمم المتحدة، والتي اثبتت في رأي رئيس المجلس ان لبنان برهن من موقعه الرسمي والشعبي انه في مقدم البلدان التي تحمل لواء الاوجاع الفلسطينية، وانه سيستمر في هذا الطريق. وعاد الى كلام الراعي ليشد على يديه ويعلن أمامه: "نحن معك يا صاحب الغبطة، ومن موقعي اقول لسيادتك لنعد جميعا الى رسالة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني والبابا بينيديكتوس السادس عشر، ولنعمل مسيحيين ومسلمين وفق تعاليم هذه الرسالة التي من خلال حروفها نحافظ على ابناء الطائفتين في لبنان والمنطقة". وعلى هامش الغداء التكريمي للراعي في المصيلح سأل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الشيخ عبد الامير قبلان بري عما يريد تضمينه في البيان الختامي للقمة الروحية في دار الفتوى اليوم، فرد عليه: "بالاذن منك سماحة الامام، نحن نلتزم كل ما يورده البطريرك الراعي في البيان ونوافق عليه من دون تردّد".

وتوقف بري طويلا امس عند المشهد الجامع في دارته في المصيلح ولاسيما عند المشهد الذي جمع سائر المرجعيات المسيحية في الجنوب من مطارنة وآباء اذ حضروا جميعا ما عدا مطرانا مارونيا متقاعدا بسبب المرض، فضلا عن المفتين ورجال الدين المسلمين من الشيعة والسنة والدروز.  واراد ان يثبت للراعي ان هذه الصورة "هي التي نريدها في الجنوب وبقية المناطق من اجل الحفاظ على جميع اللبنانيين، والعيش معا في مواجهة الصعوبات وجبه التحديات الاسرائيلية".

 

الشيخ غالب القيس واستغلال زيارة الراعي للتهجم على صفير و14 آذار

يقال نت/تميز اليوم الجنوبي الثاني للبطريرك الماروني بشارة الراعي، بشموله عشرات القرى والبلدات في الاقضية التي زارها، كانت ثمة دلالات مهمة لبعض محطاته. ففي حاصبيا سجلت سابقة مع الزيارة الاولى لبطريرك ماروني لخلوات البياضة، حيث احتشد مشايخ الخلوات الكبار وممثلو القوى السياسية الدرزية وسواها في استقباله والترحيب بخطوته، الامر الذي دفع الراعي الى القول: "أرى امامي صورة مصغرة عن لبنان بكل عائلاته الروحية والسياسية والمذهبية والادارية"، داعيا الى "طي صفحة الماضي والتطلع الى الامام".

غير ان الزيارة لم تخل من اشكال تسببت به كلمة للشيخ غالب القيس وجه عبرها سهام النقد الى معارضي مواقف البطريرك الراعي، غامزاً من قناة قوى 14 آذار والكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. وعلم ان ترتيبات كانت اتخذت لاستقبال البطريرك وأصر النائب طلال ارسلان، الذي رافق الراعي من القليعة الى حاصبيا، على ان يلقي الشيخ القيس كلمة الترحيب به ووافق الحزب التقدمي الاشتراكي على ذلك على اساس حصر الكلمة بالترحيب. غير ان تجاوز الكلمة هذا الطابع دفع الوزير وائل ابو فاعور، الذي مثل النائب وليد جنبلاط في الاستقبال، الى القاء كلمة اخرى اعتبر فيها ان زيارة البطريرك "هي استكمال لمصالحة الجبل". كما اصدر لاحقا احد كبار مشايخ خلوات البياضة الشيخ فندي جمال الدين شجاع بيانا لفت فيه الى ان "بعض من تحدثوا في استقبال البطريرك عمد الى غمز من امور تسيء الى الموقف العام لطائفة الموحدين الدروز وهو الامر الذي نرفضه بالكامل".

وكان الشيخ غالب قيس قد ألقى كلمة تمنى فيها ان يكون البطريرك "ادرى من مدعي الغيرة بشعاب وشعب هذا الوطن واخبر منهم (...)" متوجها اليه بالقول: "لا تهب نقدا ولا تخش اعتراض اصحاب المطامع الشخصية. لولا تشرذم القطيع واهمال الرعاة لما استطاعت الذئاب ان تدخل الحظائر وتأكل المراعي لتعيث في الخراف البريئة" .

رد احد كبار مشايخ البياضة الشيخ فندي جمال الدين شجاع على كلام الشيخ غالب قيس من دون ان يسميه، خلال استقباله البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في خلوات البياضة، وقال في تصريح “إن جولة الراعي في الجنوب وضمنها زيارته لخلوات البياضة مرحب بها، غير أن بعض من تحدثوا في استقبال البطريرك عمد إلى الغمز من أمور تسئ  إلى الموقف العام لطائفة الموحدين الدروز، والأمر الذي نرفضه بالكامل.”

اضاف: “كل كلام لا يعزز السلم الأهلي والعيش المشترك واللحمة الوطنية مرفوض، وليس هناك من نعاج وذئاب ولا قطعان في الوطن كما قال أحدهم، بل هناك اخوة وشركاء وجيران وإن اختلفنا في أمور سياسية معينة”. وختم: “كان الأجدر بمن تكلم باسم خلوات البياضة البناء على المصالحة التاريخية التي حصلت في الجبل، والعمل على تشجيع مصالحات وانجازها حيثما تقضي الحاجة، وليس التعرض والتعريض بأمور نحن والوطن في غنى عنها”.

 

الشيخ فندي شجاع لـ"النهار": الكلام التسامحي للبطريرك جميل ونرفض ما يُشاع عن تحالف الأقليّات

حرص الشيخ فندي شجاع على التمييز بين رده على كلام الشيخ غالب قيس في استقباله في خلوات البياضة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، و"الرد الحكيم والجميل" للبطريرك. وإذ رحّب بـ"ثقافة التسامح" التي انطلق منها البطريرك في اشارته الى "التنوع والصفح والصبر"، رفض "ما يشاع عن تحالف الاقليات". وأوضح لـ"النهار" ان ما استفزه هو "الكلام المرمّز والمبطّن الذي يسيء الى مواقف تجاوزناها"، والذي أتى على عكس "المتفق عليه، وهو ان تكون الكلمة روحانية ترحيبية، لا علاقة لها بالسياسة". وعلّل موقفه في الرغبة بأن "نكون وسطيين، وان نعمل على رأب الصدع، اذ لا مصلحة لنا اطلاقا في اثارة اي خلاف". واضاف: "نحن في لبنان طوينا صفحة مؤلمة ولا نريد نبش السيئ من الذاكرة". وأعرب عن خشيته من "الاحداث المريبة التي تجري في المنطقة والتي تجعلنا في حال توثّب وقلق دائمين". ورأى ان "ضمان الاقليات، ولا سيما الدرزية، في تاريخنا والاستمرار فيه، وليس في التحالف". وذكّر بأن الدروز هم "اثنان في المئة من سكان سوريا وقد قدموا 57 في المئة من الشهداء". وفي المقلب الآخر، قال ان "المسيحي ليس في حاجة الى ضمانات، روّاد النهضة العربية أكثرهم من المسيحيين الذين اعطوا الأدب واللغة العربيتين والسياسة اللبنانية والسورية، مما يجعلهم مميزين، وقد كانوا أعلاما ومنابر وشعلة مضيئة". وفي بيان وزعه امس، اكد ان "الاختلاف مدخل طبيعي للتكامل، والتكامل مآل حضاري للاختلاف شرط ان تكون المواطنة هي العمود الفقري للدولة والتساوي في الحقوق والواجبات، وتبقى مسألة الاخلاقية حجر الزاوية في عمارة هذا الوطن".

 

لبنان في حاجة إلى قمة واحدة عنوانها: كيف نقيم الدولة المدنيّة التي تحمي الجميع

اميل خوري/النهار

الدعوات المتكررة لعقد قمم روحية تارة وسياسية تارة أخرى لم يعد لبنان في حاجة إليها، إنما الحاجة باتت ملحة الى تنفيذ البيانات التي صدرت عنها. وإذا كان لا بد من عقد قمة فلوضع آلية للتنفيذ. فبعد السينودس من اجل لبنان والمجمع البطريركي الماروني ومؤتمرات البطاركة والاساقفة والاجتماعات المسكونية، أعلنت "شرعة العمل السياسي" في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان في مؤتمر عقد في قصر المؤتمرات في ضبية، وتضمنت الشرعة ثلاثة أقسام في خمسة فصول وتحدثت عن:

"السياسة فن شريف لخدمة الانسان والخير العام والعلاقة بين الكنيسة والدولة ومشاركة المسيحي في الحياة السياسية، ولبنان الوطن والخصوصية والكيان وميثاق العيش المشترك والصيغة، وإنهاض لبنان والدولة المدنية الديموقراطية ومعايير الانتخاب والمساءلة والمحاسبة".

وفي بعض التفاصيل تحدثت الشرعة عن الاخلاقية السياسية في سبيل تنظيم شؤون الجماعة البشرية، وعن العلاقة بين الكنيسة والدولة وما بينهما من تمايز واستقلالية وإن تلاقتا في خدمة الانسان والمجتمع والخير العام، وإقامة عدالة اجتماعية ومساواة في الحقوق والواجبات وسلامة الاخلاق وتأمين سلامة اراضي الوطن وسيادته واستقلاله ووحدته والفصل بين الدين والدولة باعتماد صيغة الدولة المدنية التي تحترم الاديان عقيدة وممارسة.

وركزت الشرعة على "قيمة لبنان الحضارية اذ فيه تتلاقى الاديان ومنه انطلق الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، وفي رحابه يتحقق العيش معا بين المسيحيين والمسلمين وتعاش الحرية، ويوفر ازدهار المسيحية في لبنان ضمانا لوجود الاقليات المسيحية في بلدان الشرق الاوسط.

وفي قمة روحية مسيحية – اسلامية عقدت في بكركي في ايار 2011، جاء في بيانها الختامي: "تأييد مشروع الدولة الحاضنة وضرورة تعزيز مؤسساتها وتأكيد الثوابت الاساسية لجهة التمسك باتفاق الطائف نصاً وروحاً واحترام لبنان المواثيق والالتزامات الدولية وانتماءه العربي ولجامعة الدول العربية واحترام الاتفاقات الدولية وصولا الى القرار 1701". وشدد على دور المسيحيين في لبنان والشرق "وان هذا الدور ليس منّة من المسلمين عليهم بل ينطلق من مبدأ المواطنة والشراكة". وحذر من التشرذم الداخلي ودعا للاحتكام الى المؤسسات الدستورية من دون سواها والاعتماد على الجيش اللبناني وعلى قوى الامن الداخلي وحدهما للمحافظة على الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب. وأهاب بالامم المتحدة وبالمجتمع الدولي الضغط على اسرائيل لحملها على تنفيذ القرارات الدولية، وشدد على أهمية حل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي الذي هو مفتاح السلام والامن والاستقرار وتأكيد حق الدولة في تحرير اراضيها التي تحتلها اسرائيل والعمل على تنفيذ القرار 1701.

وقد اقترح المفتي الشيخ محمد رشيد قباني عقد قمة روحية عربية واسعة.

وفي تاريخ 20/2/2011 اختتم مجلس البطاركة الكاثوليك أعماله ببيان ركز فيه على الحضور المسيحي الذي يقتضي الترسخ في الارض وتضافر الجهود للحد من الانقسامات والتخويف.

وفي 20 ايلول الجاري عقدت قمة روحية  ارثوذكسية – مارونية في دير البلمند بين البطريرك الراعي والبطريرك هزيم رفضت مقولة "الحماية لأي فئة كانت، ومن اي جهة أتت"، وأكدت "ان الدولة القائمة على العدالة والمساواة هي وحدها حامية جميع ابناء الوطن، وان المسيحيين ينظرون اليها ضمانا حقيقياً لمستقبل واعد وزاهر".

وجاء عقد هذه القمة بتوقيتها خلال الجدل حول الاكثرية والاقليات وحماية المسيحيين وبعد كلام البطريرك الراعي في باريس، ووسط تحولات يشهدها العالم العربي.

وكما ان "شرعة العمل السياسي" التي اعلنتها الكنائس اللبنانية لم تنفذ بنودها وظلت حبرا على ورق. ولا احد يعرف من المسؤول عن عدم متابعة تنفيذها، فإنها طرحت جملة اسئلة بعد اعلانها، وما هي الخطوات اللاحقة، وأي تأثير للشرعة التي تبنتها كل الكنائس في لبنان على الحياة السياسية فيه.

وإذا كان بيان قمة البلمند الروحية رفض مقولة الحماية لأي فئة لأن الدولة القائمة على العدل والمساواة هي حامية كل ابناء الوطن، فإن الإسئلة التي تطرح نفسها هي: أين هي هذه الدولة؟ ومن الذي حال حتى الآن دون قيامها؟ وأي بيان سيصدر عن القمة الروحية التي تعقد اليوم في دار الفتوى بين المفتي قباني والبطريرك الراعي ويكون مختلفا عن البيانات التي صدرت عن قمم سابقة؟

الواقع ان لبنان بات في حاجة الى قمة روحية وسياسية تبحث في موضوع واحد هو: كيف السبيل الى إقامة الدولة القوية العادلة والقادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل الاراضي اللبنانية، فلا تكون دولة سواها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها كي تستطيع حماية الجميع.

 

أحمدي نجاد يحاول "تبني" البشير بديلاً من بشار 

طهران تتوقع سقوط النظام السوري قبل نهاية مارس

 حميد غريافي والوكالات/السياسة

توقعت مصادر مقربة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, أن ينهار نظام الرئيس السوري بشار الأسد, قبل نهاية شهر مارس المقبل, على وقع استمرار الاحتجاجات التي تكتسب زخماً يوماً بعد آخر, إلى جانب العقوبات الدولية التي بدأت تجفف منابع نظام دمشق, فيما دعت وزيرة الخارجية الأميركية, الصين إلى دعم تحرك لمجلس الأمن ضد سورية. وتوقع تقييم وضعه مستشارو أحمدي نجاد, ووافق عليه مرشد الثورة علي أكبر خامنئي, "الا يصمد نظام الاسد لما بعد نهاية مارس المقبل, أمام ثلاثة تطورات دراماتيكية, أولها حدوث انقلاب عسكري تعد له الولايات المتحدة ودول عربية, وبعض دول الاتحاد الاوروبي, وثانيها اغتيال الأسد وشقيقه ماهر (المتورط في القمع الدموي) وبعض قادته الامنيين والعسكريين, إثر انشقاقات في الجيش والاستخبارات, وثالثها اندلاع حرب أهلية شاملة باتت الاستعدادات لها جاهزة عبر تهريب أطنان من الأسلحة وآلاف العناصر المقاتلة لمواجهة آلة القمع البعثية".

وجاء في تقرير أوروبي خرج من طهران السبت الماضي, اطلعت "السياسة" على جانب منه, أن "محمود احمدي نجاد قد يكون شارف على اتخاذ موقف مشابه لموقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالتخلي النهائي عن الاسد ونظامه في دمشق, ولكن دون إعلان ذلك, لذا فهو يبحث عن حليف بديل في المنطقة يؤمن له استمرارية تدخله في الشرق الاوسط وشمال افريقيا, فلم يجد إلا الرئيس السوداني عمر البشير الشخص الوحيد "المؤهل" لهذا العمل لخلافة "حزب البعث" السوري في تهريب السلاح الى "حزب الله" واستقبال آلاف العناصر من الحرس الثوري والباسيج الايرانيين".

وكشف التقرير الاوروبي النقاب عن "تدفق مئات العناصر من الحرس الثوري "فيلق القدس والاستخبارات" والباسيج على المناطق المحاذية لدولة جنوب السودان المستقلة حديثا, بعدما اعترفت بها اسرائيل وبادلتها هي الاعتراف والتمثيل الديبلوماسي, وهي الذريعة الايرانية - السودانية الجاهزة الآن لمقاومة تدخل الدول الغربية لتحويل السودان الى قاعدة ايرانية, قد تحل محل قاعديتها في لبنان والعراق, في حال سقوط نظام الأسد الذي يصل هذا المثلث الايراني في المنطقة".

ومساء أمس, أعلن محمود احمدي نجاد, أن السودان وايران "سيقفان مدافعين عن الامة الاسلامية في وجه الضغوط الغربية".

وقال نجاد خلال اجتماع مشترك جمعه مع الرئيس السوداني عمر البشير, في اطار زيارة الأول للخرطوم أن "ايران والسودان سيقفان معا دفاعا عن العالم الاسلامي واستقلال المنطقة".

واضاف ان "كلا البلدين يواجه ضغوطا من الاستعمار الذي يحاول فرض امور ذات تأثير سلبي على الشعبين, ويمارس الضغوط على الدول المستقلة لانه لا يريد دولا قوية".

في غضون ذلك, دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون, الصين الى تقديم دعم قوي لتحرك مجلس الامن الدولي في شأن سورية.

وقال مسؤول في الخارجية الاميركية للصحافيين رافضا كشف هويته, ان اللقاء بين كلينتون ونظيرها الصيني يانغ جايشي, "شدد على الحاجة الى قرار قوي لمجلس الامن الدولي يدعو الى وقف العنف" في سورية.

 

"الموساد" و"حزب الله".. حكاية بلابداية ولا نهاية

 داود البصري /السياسة

وسط رياح المتغيرات الهائلة التي تعصف بالعديد من الأنظمة الشمولية بعد إنتفاضة الشعوب العربية العارمة وصياغتها لعقد سياسي وإجتماعي جديد لم تتضح معالمه النهائية بعد تدور على جبهات أخرى أوسع الحروب الخفية والسرية التي تشكل مفرداتها الجزء المتبقي من تشكيل الصورة الإقليمية وأهمها الحروب الإستخبارية وعملياتها السرية بأدواتها المتنوعة و المتفرعة والمنبثقة من إرادات أنظمة وصراع تيارات و تشابك مصالح سياسية وإقتصادية وعسكرية هائلة , ولعل في متابعة تساقط شبكات التجسس الإسرائيلية وجهاز الموساد تحديدا و إنكشاف العديد من حلقاتها السرية في منظومة حزب الله اللبناني المرتبط بالنظامين الإيراني و السوري تكمن واحدة من أهم المفاجآت السرية و الميدانية , فمنذ سنوات و الأنباء تترى بين الفينة و الأخرى عن إكتشاف شبكة هنا و عنصر هناك و تنظيم في مكان ما وجميعها تتعلق بتسلل إسرائيلي إستخباري واسع المدى إلى تنظيم "حزب الله" الذي يدير بدوره شبكة إستخبارية هي الأوسع و ألأهم و الأكثر تنظيما في الشرق الأوسط و يمتد نشاطها طوليا و أفقيا نحو أميركا اللاتينية وأوروبا من دون أن نتجاهل حقيقة تمكن المنظومة الأمنية التابعة ل¯ "حزب الله" من إختراق العديد من أجهزة المخابرات العربية و الإقليمية المهمة لعوامل مادية بحتة او لأسباب طائفية معلومة أو نتيجة لعوامل خاصة أخرى , لقد كان واضحا منذ نجاح عملية إغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في فبراير عام 2008 على بوابة المخابرات العامة السورية في حي كفر سوسة الدمشقي وفي قلب القلعة الأمنية الخاصة بالنظام السوري وعلى يد وحدة إغتيال خاصة من جهاز "الموساد" الإسرائيلي من أن الحرب الخفية بين أجهزة المخابرات قد بلغت درجة متقدمة جدا من التخطيط و التسلل و الإنتقام , كما جاءت عملية إغتيال القيادي الفلسطيني محمود المبحوح بعدها في إمارة دبي بعد خروجه و سفره من دمشق نحو دبي وعلى يد مجموعة إغتيال خاصة من "الموساد" أيضا لتضيف إلى صورة تلك الحرب المعلنة و الشرسة صورة بشعة و دموية أخرى , فإغتيال المبحوح مرتبط أساسا بملفي "حزب الله" و النظام السوري و الإختراق الأمني الإسرائيلي لجهاز المخابرات السورية ولتنظيم "حزب الله" الأمني قد بات من الحقائق الناصعة و الواضحة ثم جاءت عمليات إغتيال بعض قياديي وضباط جهاز المخابرات السورية ومنهم العميد محمد سلمان في اللاذقية ليضيف إلى المشهد أبعاداً درامية أخرى و ليؤكد على مدى الطبيعة العملياتية الخاصة لتلك الحرب خصوصا و إن الإغتيالات الغامضة قد إمتدت أيضا للعاصمة الإيرانية طهران وحيث تم إغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين والعلماء المرتبطين بالحرس الثوري الإيراني وفي قلب العاصمة الإيرانية مما يعني ان عمليات الإختراق باتت ذات طابع شمولي وعام , وفي الحالة اللبنانية فإن الإختراقات الإسرائيلية كانت من الظواهر اليومية لسهولة التسلل إلى العديد من الأحزاب و التجمعات ذات الطبيعة الفردية أو الطائفية الخاصة ولعل إنكشاف إرتباط أحد ضباط جماعة العماد اللبناني ميشال عون وتياره الحر بإسرائيل كان أكبر من فضيحة و أقل من كارثة ,ثم جاءت القضايا الأمنية الخاصة ب¯ "حزب الله" لتؤشر على مدى الإختراق الإسرائيلي لذلك الحزب الذي يغطي نشاطاته بهالة إعلامية هائلة من التمجيد و الإشادة رغم أنه مخترق وعلى أعلى المستويات , فقد سبق أن تم إكتشاف وجود سيارات دفع رباعي كان يستعملها بعض قادة الحزب و يستوردها من خلال شبكة رجال أعماله المرتبطين بحسن نصر الله شخصيا مجهزة بوسائل إتصال وتنصت إسرائيلية كانت ترصد كل إتصالات قادة الحزب و ترسلها لإسرائيل , كما أنه في ربيع عام 2009 تم التحفظ في مصر على رجل أعمال عراقي مرتبط شخصيا و عائليا بحسن نصر الله رصده جهاز "الموساد" و أعتقلته المخابرات المصرية وتم إعتقاله في فيلا خاصة لستة اشهر قبل أن يطلق سراحه و يعود إلى بيروت ضمن صفقة سرية عقدها "حزب الله" مع المخابرات المصرية وقتذاك! خصوصا و أن رجل الأعمال العراقي المشار إليه واسع العلاقات الدولية ويرتبط بعلاقات عمل خاصة جدا جدا مع كبار المسؤولين في بعض دول الخليج العربي بل أنه يحمل جواز سفر ديبلوماسيا من إحدى الدول الخليجية الناشطة على الساحة الدولية.. والحر تكفيه الإشارة ,ويبدو أن الهالة الإعلامية الضخمة التي يحيط "حزب الله" اللبناني بها نفسه لم تستطع إخفاء حقيقة التسلل الإسرائيلي المرعب لأشد الحلقات حساسية وأمنا فيه وهروب المجموعة الأخيرة من عناصر الحزب وعلى رأسهم القيادي الأمني أبو إسماعيل لإسرائيل و بمساعدة كوماندوس إسرائيلي دخل إلى قلب بيروت يؤكد بأن توجيه ضربة ستراتيجية لذلك الحزب من قبل إسرائيل أمر ممكن ولكنه على المستوى النهائي لايخدم الستراتيجية الإسرائيلية القائمة على إطالة أمد المواجهة تعزيزا لمصالح دولية وإقتصادية معلومة , فالتنظيمات الرافعة لشعارات الممانعة والمقاومة مخترقة حتى النخاع... وتلك هي المهزلة.

*كاتب عراقي

 

عودة الروح الى الوطن الرسالة

الياس الديري/النهار 

كم كانت ضروريَّة وملحَّة ومجدية هذه الجولة البطريركيَّة الميثاقيَّة تحت شعار "شركة ومحبة". بل هذه الحملة المدجَّجة بالانفتاح والتسامح، والارتياح والثقة، والتي أعادت الأمل في رجوع ذلك اللبنان الذي هشَّمته ودمَّرت أسسه الحروب والعداوات. كرجوع الشيخ الى صباه، وتقاليده، وأعرافه، وعاداته، وأعراسه الوطنية المشتركة.

وكم جاء في وقته وفي محله، ونزل في القلوب جميعها برداً وسلاماً، كلام البطريرك بشارة بطرس الراعي، وخصوصاً ما تضمّنته خطبة بنت جبيل من وقائع وحقائق ودعوات الى التعقَّل والتبصر والاقتناع بالمصير المشترك والواحد لجميع اللبنانيّين، من مسلمين ومسيحيّين. لقد ربح البطريرك الرهان، وجاهد الجهاد الحسن. فربحت الصيغة. وربح الوطن الرسالة.

لقد شرع سيِّد بكركي الأبواب كلها، والقلوب والعقول، جميعها للانفتاح والتلاقي والتعاون لبناء وطن هدَّمته ودمَّرته الاحقاد والضغائن، ولا تزال تمعن في اضطهاده وتمزيقه حتى بات مثلاً شائعاً عن التشرذم، والأمراض الفتاكة. تأخّرت الزيارة المبادرة قليلاً أو كثيراً، إلا انها حصلت. وقام بها البطريرك الجديد الذي قررَّ الطواف في كل لبنان، دون تمييز أو استثناء. حصلت وحقَّقت ما يمكن اعتباره انجازاً ميثاقيّاً لا يختلف عن انجاز 1943. ستَّ وثلاثون سنة من التجارب، والتناحر، والاشتباك، والسجال، والابتعاد نفسياً وواقعياً ووطنيّاً... حتى الافتراق أرضاً وبشراً.  المخضرمون الذين واكبوا المرحلة الميثاقية الاربعينية، وأسعفتهم المصادفة ليتابعوا مرحلة هذا الراعي المنفتح، الذي لا يختلف عن المبشِّرين والكرّازين وحملة الدعوة الى التعلق بفضائل الدعوات السماوية، ومنح الوطن الصغير والصيغة الرسالة فرصة لملمة الآلام والجروح والخيبات، ولملمة لبنان من حيث اندثر ويكاد يصبح أثراً بعد عين.

نعم، الحقَّ الحقَّ أقول لكم، إن البطريرك وضع اصبعه على الجرح. بل على الجروح. فالاوطان، والدول، والشعوب، والمؤسسات، والمواثيق، لا تبنى بالاوهام والكلمات الرقيقة، إنما بالثقة المتبادلة بين المكوِّنات البشريَّة والطوائف والانتماءات. وبالصراحة والصدق والالتزام والثقة. وبالانفتاح أولاً وأخيراً. والاعتدال كذلك. والواقعيَّة. والتآلف. والتعاون. والتضحية. وباعتراف كل فريق بالآخر، أيا تكن الاحجام والاوهام. كل الطوائف اللبنانيَّة مدعوة للاقتداء بالراعي. وكل الأحزاب والتكتّلات والفئات كذلك. وعلى الجميع أن يصغوا بالعقل والقلب والضمير الى ما قاله هذا الراعي الصالح في خطبة بنت جبيل، أو خطبة المنعطف اللبناني التاريخي. سيقال غداً أو بعد حين: لبنان ما قبل الراعي ولبنان ما بعد الحجَّة الى الجنوب القدوة.

 

الروس يقرّون بفشل مقاربتهم للحلّ في سوريا

اتجاهات جديدة مرتقبة بعد لقاءات نيويورك

روزانا بومنصف/النهار     

تقول مصادر ديبلوماسية في بيروت إن بلورة بعض المواقف ازاء ملفات محددة في المنطقة لا سيما منها الملف السوري ينتظر نهاية الاسبوع الجاري وجوجلة الاتصالات التي اجراها المسؤولون الكبار من مختلف الدول الذين اموا الامم المتحدة خلال الايام العشرة الاخيرة للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة. اذ ان اللقاءات التي عقدت على هامش اعمال هذه الجمعية ستسمح بتوضيح الصورة اكثر من السابق على الارجح على غرار ما ساهمت بعض هذه اللقاءات في بلورة موقف تركي متطور من سوريا عبر عنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في نيويورك. وتاليا من غير المستبعد تظهير مواقف جديدة خصوصا في ضوء الدعوات التي وجهها زعماء الدول الغربية وفي مقدمهم الرئيس الاميركي باراك اوباما الى موقف دولي جماعي من النظام السوري.

وتكشف هذه المصادر ان البلورة ضرورية في ضوء مستجدات اخيرة كان ابرزها على الاقل عاملان، احدهما استمرار الوضع على حاله بين النظام ومعارضيه من دون قدرة اي منهما على تسجيل النقاط لمصلحته في حين يسجل المجتمع الدولي على النظام حجم الضحايا اليومية وطبيعة ما يطاول المحتجين، والآخر فشل موسكو في مبادرتها محاولة الجمع بين النظام ومعارضيه على طاولة الحوار. اذ تنقل هذه المصادر عن متصلين بالديبلوماسية الروسية اعترافها بالفشل في هذا الموضوع، علما انها حاولت ان تؤمن مكانا للاجتماع ولم تحاول او تسعى الى التوسط كطرف ثالث بين الطرفين عملا بما كانت قامت به المملكة العربية السعودية بين روسيا والافغان حيث جمعت الطرفين على طاولة واحدة وانسحبت من التورط بينهما. كما ان روسيا لم تقدم برنامج عمل للطرفين من اجل ان يتم الاتفاق عليه. وهذه المحاولة الروسية التي لم تنجح اعقبت محاولتين سابقتين: واحدة قدمتها تركيا عبر الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لدمشق عارضا اقتراحا من 14 بندا للتوصل الى حل بين النظام والمعارضة لم ينجح بدوره وقد حملت تركيا النظام مسؤولية عدم الوفاء بتعهداته في هذا المجال، والاخرى قدمتها الجامعة العربية عبر امينها العام نبيل العربي وتضمنت نقاطا جديرة بالمناقشة والاخذ في الاعتبار من اجل الخروج من الازمة لكن النظام رفضها ايضا، في مقابل موافقة المعارضة على كل المبادرات الانفة. وهذا الرفض من النظام جاء وفق متصلين به بذريعة انه ليس ضعيفا من اجل القبول باي مبادرة خارجية وفق ما قد يوحي قبوله باي من الاقتراحات التي قدمت من الخارج. لكن من دون ان يعني ذلك وحتى فترة بضعة ايام خلت ان موسكو تخلت عن موضوع الدعوة الى الحوار بين النظام والمعارضة من اجل ايجاد حل للازمة السورية وفق ما ينقل عن متصلين بالديبلوماسية الروسية التي، وبحسب هؤلاء، تدافع عن المنطق الذي تعتمده من زاوية ان النظام السوري لم يحسن تطبيق اصلاحات فورية وجوهرية منذ بضعة اشهر ولدى انطلاق الانتفاضة السورية. لكن هذا الواقع بات من الماضي والازمة حصلت ولا مجال للعودة الى الوراء لجهة اقتناع الديبلوماسية الروسية ان الاصلاحات الجوهرية تعني انتهاء النظام الحالي والقيادة السورية لا تنوي التخلي عن السلطة.

وبحسب هؤلاء، فان فشل كل هذه المبادرات لا يعني وجوب عدم استمرار المحاولة لان لا خيارات اخرى تقبل بها روسيا، كما ينقل عن ديبلوماسيتها رفضها اي عقوبات دولية على النظام في مجلس الامن لان لا جدوى منها كما تقول هذه الديبلوماسية التي تصر على ان لا خلاف دوليا على توصيف الازمة السورية وطبيعتها ومخاطرها لكن الاختلاف هو على سبل ايجاد الحلول لها.

 

حقوق البطريرك

حسام عيتاني/الحياة

يمارس البطريرك بشارة الراعي بحرية كاملة ذلك التقليد اللبناني الذي يتيح ممارسة رجل الدين للسياسة كأي محترف. يتحصن الراعي وراء تاريخ طويل من التداخل بين الشأنين، الطائفي والسياسي في لبنان. ومنذ التأسيس الثاني (إذا جاز القول) للبطريركية المارونية، بعد المجمع اللبناني، عام 1736، أصبح رأس الكنيسة المارونية شخصية شديدة الحضور في المشهد السياسي والاجتماعي في جبل لبنان، ثم كل الكيانات السياسية التي نشأت على هذه الرقعة من الأرض.

وعلى خطاه سارت الطوائف الأخرى مقتدية بما أرساه البطريرك من تقاليد في إدارة الخلافات داخل الطائفة المعنية أو في تنظيم العلاقات مع السلطات الدنيوية والطوائف الأخرى. أهمية المجمع المذكور تنبع من وضعه أسس العمل الداخلي في المؤسسة الكنسية المارونية لجعلها أكثر مواءمة مع تعاليم وطقوس الكنيسة الكاثوليكية في روما، من جهة، ولرسم الحدود التي يمكن للأعيان الموارنة المحليين فرض نفوذهم داخل الكنيسة من ناحية ثانية. لم تكن السلطات التركية حاضرة في فضاء الاهتمامات هذا. بل أن الآخر كان يمثله «أمراء الجبل» الدروز.

على هذه الخلفية أقيمت الكنيسة المارونية في نشأتها الثانية التي مهد لها البطريرك اسطفان الدويهي قبل نصف قرن تقريباً من «المجمع اللبناني». ومنذ ذلك الحين جرت مياه كثيرة تحت الجسور وظهرت طوائف أخرى تطالب بالاعتراف بها كهويات وقوميات وكيانات سياسية وثقافية بل «حضارية»، متباينة مستويات الاستقلال.

يأتي البطريرك الراعي اليوم من هذه الخلفية. فهو لا يخترع شيئاً ولا يأتي ببدعة عندما ينحاز إلى جانب سياسي معين. ويمكن النظر إلى تاريخ الكنيسة المارونية في الأعوام الأربعين الماضية (على الأقل) على انه تاريخ تبدل الانحيازات، وفق تبدل موازين القوى داخل الطائفة، أولاً، وفي لبنان والمنطقة ثانياً.

لكن ما يقوم به البطريرك في هذه المرحلة، يتسم بحساسية مضاعفة. فإلى جانب حقه البديهي (وفق منظومة البداهات اللبنانية وهي غير بديهية في باقي العالم)، في الإدلاء بآرائه السياسية وتعزيز موقف الحلفاء الذين اختار الوقوف في صفهم، يجيء كلامه في وقت يعاد فيه النظر في علاقات الجماعات الطائفية في المنطقة، سواء ضمن فكرة «خوف الأقليات» أو «تحالفها».

أقل ما يقال في مجمل ما قاله وفعله الراعي منذ رحلته الباريسية في وقت سابق من أيلول (سبتمبر) الحالي أنه غير حصيف. ليس لصبه الماء في طاحونة نظام يعتمد العنف الطائفي لاستدراج عنف مقابل، وحسب، بل لأنه يوحي أن الموارنة في لبنان، قد حسموا أمرهم واختاروا التحالف مع الشيعة في وجه السنّة.

حاصل جمع الاستنتاجين، وسيان هنا أكانا مصيبين أم خاطئين، سيسفران عن كارثة تحيق بالموارنة والمسيحيين عموماً، قبل غيرهم. فالوقوف في وجه الثورات العربية في مدها الذي لن يتراجع أمام مخاوف طائفة صغيرة في بلد صغير مثل لبنان، وتوفير مساندة معنوية وسياسية لحكم لا يكشف تصاعد دمويته وشراسته سوى عن تعمق أزمته، وصفة أكيدة لجلب غضب قد لا يمكن ضبطه بعد حصول التغيير.

والحكمة، وإن كانت مما تتغنى به كل القيادات الطائفية - الدينية، ليست عملة رائجة هذه الأيام. واختيار الجهة التي يقف المرء فيها من الخندق تعنيه هو أولاً. لكن يمكن الزعم أن تاريخ شعوب المشرق العربي، يُرسم في هذه اللحظات والأيام وأن من يعاند التاريخ سيزاح جانباً. بهذه البساطة.

 

الزمن البائس" موقف في كلمة... غير مطَمئِن

فادي عيد/الجمهورية

بغَضّ النظر عن الخطأ البروتوكوليّ الذي شكّل سابقة غير منتظرة أن يرسَل بطريرك كاردينال لتمثيل بطريرك في موقع القرار، ويرسَل معه رقيم بطريركي، بالأخصّ أنّ البطريرك بشارة الراعي هو من الحريصين جدّا على كرامة المقام، وعلى تكريم نصرالله صفير بمناسبة ومن دون مناسبة، ومنذ تولّيه السدّة البطريركية إلى اليوم.

بغَضّ النظر عن ذلك فإنّ حقيقة "الأيّام البائسة"، كما وصفها الكاردينال صفير، لهي كافية للتعبير بشكل حقيقيّ عن الحسرة الوطنية التي يشعر بها، ويشعر معه بها لبنانيّون كثر.

من هنا كانت كلماته المختصرة جدّا، والتي فرضتها لياقات الردّ على "وردة الشهيد" التي حملها إليه قائد القوّات اللبنانية رمزاً لشهادات من سقطوا دفاعاً عن لبنان، كانت كافية ليستفيد البطريرك صفير من الحدث ويخرق صمته الطويل باتّجاه موقف ـ

كلمة قاسٍ جدّا ومعبّر جدّا عن واقع الحال، وعن أزمة انتقلت إلى موقع خطأ، بعدما كان على المسيحيّين تحديداً، واللبنانيّين عامّة، أن يدعوا الثورات العربية إلى الاستمرار والتقدّم، بالأخصّ أنّهم يعبّرون عن قناعات ثابتة ذات صلة بالحرّيات وحقوق الإنسان.

وإلى جانب وقفة الكاردينال صفير، وموقف سمير جعجع من هذه المسلّمات ومن المبادرة تجاه "حزب الله" تحديداً، وضع مراقبون مجموعة ملاحظات، هذه أبرزها:

ـ إنّها المرّة الثالثة التي يبادر فيها زعيم مسيحيّ نحو "حزب الله"، وهو يعرف سلَفاً أن لا نيّة لديهم في التجاوب، وذلك لاعتبارات قد ترتبط بهم أو تتخطّاهم في الوقت نفسه، وسوف يخرج من المبرّرات ما يكفي للحدّ من مفاعيل المبادرة، إلّا إذا تلقّفها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبادر أحد منهما أو معاً إلى محاولة ترجمتها واقعاً حواريّاً أكثر منطقيّة من الوضع السائد و"البائس".

ـ حسمت 14 آذار موقفها تجاه الثورات العربية لتقول ما معناه "لا يجوز أن أنقذك من لسعة الأفعى إلّا بعد أن تؤكّد لي ماذا ستفعل".

وهذه المقولة غير مقبولة نهائيّا في منطق 14 آذار، والتي تعتمدها قوى 8 آذار من "حزب الله" إلى ميشال عون.

ـ نجاح سمير جعجع في استقطاب شارع 14 آذار عامّة، وفي تثبيت أقدام القوّات اللبنانية كمؤسّسة نحو المستقبل، وعلى تحالف استراتيجي مع تيّار "المستقبل" ومع بُعده العربي.

ـ نجاح سمير جعجع في طرح قضيّة فلسطين التي كانت على جدول أعمال المسيحيّين ملفّا إشكاليّا أثناء محاولة سيطرة منظّمة التحرير على القرار اللبناني.

ـ نجاح القوّات اللبنانية في جعل 14 آذار يتبنّون منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحتى اليوم، وخاصة في الشقّ السُنّي منها، مشروع لبنان أوّلاً قلباً وقالباً.

ـ تمكّن سمير جعجع من الإضاءة على بعد مدنيّ دقيق في الخلل في توازن القوى في لبنان يقوم على ما يلي:

أ ـ مواطن درجة أولى، أي عنصر من "حزب الله".

ب ـ مواطن درجة ثانية، أي لبناني إلى أيّ طائفة انتمى سواء كان شيعيّا أو مسيحيّا أو درزيّا أو سنّيا، ولا علاقة له بـ"حزب الله".

في المحصّلة، ختم المراقبون، أنّ الساحة اللبنانية على خطوات غير بعيدة من مواقف وتطوّرات إقليمية ومحلّية غير مطمئنة على الإطلاق!

 

كيلو لـ"النهار": الحل الأمني يقود الى تدخل دولي

ديانا سكيني/النهار     

"كيف تستطيع أن تكون مسيحياً فقط في بيئة تاريخية أعطتك ثقافتك ولغتك وحضارتك وجزءاً مهما من هويتك"، جملة اعتاد الشرطي "اللاذقاني" الذي كان على شيء كبير من الثقافة تردادها على مسامع ولده الذي لم تأسره عقدة الأقلية يوماً فشبّ على عقيدة علمانية صلبة جعلت النضال من أجل دولة مدنية ديموقراطية وسيلة، بالنسبة اليه، لفك أسر المواطنية من طوق الاستبداد. ميشال كيلو الذي تسلح بالفكر والقلم في مسيرته النضالية عبَر ممر المعتقل السياسي في تجربة كانت آخر محطاتها بعيْد مشاركته في إعلان بيروت - دمشق في العام 2006.

مع اندلاع شرارة أحداث سوريا في آذار الماضي، سطعَ نجم كيلو كأبرز معارضي الداخل الذين يدافعون عن "آليات ووسائل" تيار المعارضة المتمسك بالروافع السياسية في العمل من اجل التغيير. وهي الروافع التي جعلت السلطات، في وضعها الراهن، تغضُ الطرف عن نشاطه السياسي الدؤوب المواكب للحراك، والذي اتخذ شكل مساهمات في انتاج رؤى وحلول للازمة مع اطياف من معارضي الداخل. وكان مؤتمر "سميراميس" الذي انعقد في حزيران الماضي بدعوة من "هيئة التنسيق لقوى التغيير الديوقراطي" المعارضة من ابرز المحطات التي شارك فيها كيلو بفاعلية. لكن تحفظاته عن دخول "عناصر معادية لاعلان دمشق" الى هيئة التنسيق جعلته يفضل البقاء خارج عضويتها، فشارك في مؤتمرها الدمشقي الاخير دون ان يساهم في التحضير له. "النهار" حملت اليه أسئلة اللحظة الراهنة في الحراك السوري فكانت إجاباته التالية:

¶ رفع مؤتمر "هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي" لاءات ثلاث (لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الاجنبي). ثمة من سألكم من المتظاهرين: هل هذه اللاءات هي شروط على الثورة والشعب؟

- ليست اللاءات الثلاث متعارضة مع ما رفعه المتظاهرون من مطالب، وجعلوه إطارا عاما لحراكهم، فالسلمية كانت منذ يوم الحراك الأول إعلانهم وشعارهم، والحديث عن اللاعنف هو ترجمتها التي قد لا تكون موفقة تماما، في لغة المؤتمر، لكنها تشبهها. أما اللاطائفية فهي معادل الوحدة الوطنية والمجتمعية، التي أرسى المحتجون عليها موقفهم وجعلوها رهانهم، بينما رفض التدخل الأجنبي مطلب شعبي عام، وردّ على من يقولون من أهل النظام إن الحراك الاحتجاجي فتح الباب أمام مخاطر هذا التدخل، بينما الحقيقة عكس ذلك، وهي أن الحل الأمني هو الذي فتح أبواب سوريا أمام شتى التدخلات، التي قد تنتهي بتدخل عسكري أجنبي، هو المقصود هنا بلاء المؤتمر الثالثة.

أُخذ على المؤتمر أنه لم يُجب عن سبل حماية الشعب مع استمرار القتل اليومي للمحتجين؟

- المقصود بالحماية الدولية كما يطلبها المحتجون وجود منظمات وهيئات إنسانية تابعة لمنظمات الشرعية الدولية ومكلفة بالعمل بقرار منها، تشتغل في إطار العهد الدولي لحقوق الإنسان وشرعته التي تسمو على أية شرعة وطنية وتعد ملزمة للنظام، على أن تقوم بمهمة ذات تعريف دقيق هي نقل صورة صحيحة عما يجري على الأرض، سواء من قبل الأجهزة الرسمية أم المتظاهرين،  كي يمكن تطبيق بنود العهد الدولي حول حماية الإنسان وحقوقه وفي مقدمها حقه في الحياة والأمن، ضد أية جهة تنتهكها. من المعلوم أن المتظاهرين كانوا طالبوا بوجود الفضائيات في الشارع السوري، لكن السلطة منعتها من العمل بحجة الحفاظ على أمن مراسليها، مما فوّت على الرأي العام العالمي فرصة معرفة حقيقة ما جرى في المدن والقرى والأحياء التي شاركت في الاحتجاجات. واليوم، يطالب المحتجون بشهود دوليين رسميين كي يعرف العالم الحقائق ويتصرف بطريقة عادلة وفاعلة، تتفق مع القانون الدولي، ويكون هناك حد مقبول من حماية المواطن وحقه المشروع في المطالبة بالحرية والعدالة.  

¶ ما هو الحد المقبول من التدخل الدولي والعربي في الأزمة السورية من قبلكم؟ وهل تتوقع تصعيداً نوعياً في الموقف الدولي لاسيما مع ما يشاع عن استعداد عملي لقوى خارجية مؤثرة لمرحلة ما بعد النظام؟

- أي حد يكفي لتسوية الأزمة سلميا دون أن يمس باستقلال سوريا وسيادتها ووحدة شعبها وأرضها. أعتقد أن أبواب سوريا صارت مشرعة اليوم أمام جميع أنواع التدخل الدولي، بسبب الطريقة العنيفة التي اختارها النظام لمعالجة أزمتها الراهنة. وأتوقع بكل صراحة أن يتصاعد التدخل ويتحول إلى عمل عسكري أيضا، ما دام الحل الداخلي  السلمي والحواري والمقبول شعبيا محتجزاً أمنيا، والرجوع إلى وضع وزمن ما قبل 17 آذار مرفوض داخليا وعربيا ودوليا، والأزمة المفتوحة تتصاعد يوميا وقد تنقلب في النهاية، وخلال فترة أخشى أنها لن تكون طويلة، إلى عنف مفتوح على احتمالات خطيرة جدا ستهدد الأمن الإقليمي والدولي وتجعل التدخل العسكري ضربا من حتمية لا مفر منها، مع ما ستحمله من مدلولات مهمة للمنطقة ونظمها، وخاصة غير العربية منها، والتي يضمر الحل الأمني إمكانية انخراطها المتزايد في الصراع الداخلي، حتى أنني أزعم منذ بعض الوقت أننا نكاد نبلغ نقطة يصير فيها أي حل داخلي محكوما بالضرورة بإرادات وحسابات خارجية.

¶ كيف ترصد الموقف التركي خصوصا بعد اعلان قطع الحوار مع النظام من واشنطن؟ أي ذروة يمكن توقعها في هذا السياق؟

- أعتقد أن نشر الجيش على مقربة من حدود تركيا سيضعف موقفه، وقد يجعل من السهل تعرضه لتحرشات وهجمات تشنها عليه قوى بعضها مجهول وبعضها الآخر معلوم الهوية. واعتقد أن تركيا لم تبادر إلى أخذ خطوات عملية وملموسة حيال النظام لإيمانها أن استمرار الأزمة سيتكفل بإنهاكه وجعله يميل إلى قبول حلول وتسويات تناسبها أكثر، منها مثلاً حل يكون فيه بعض الإسلام السياسي المعتدل شريكا في السلطة والحكم. مهما يكن من أمر، فإن تركيا، التي تحولت إلى نقطة تجمع للمعارضة، مع ما يعنيه ذلك من ميزات سياسية محتملة لها، قد تتحول من الآن فصاعدا إلى نقطة تجمع للقوى والإرادات الدولية، الراغبة في لعب دور ما تجاه أزمة سوريا، وفي الحل المطلوب لها. يلفت النظر في هذا السياق أن تركيا لم تلعب كل أوراقها في الأزمة، أو أنها اختارت سياسة لا تتفق وحقيقة قوتها ودورها، ربما في انتظار تبلور موقف دولي ستكون على الأرجح رأس حربته، في إطار نوع من تقسيم العمل ربما يكون قد  ترك للحراك الداخلي الواسع جدا مهمة تشتيت قدرات النظام، ريثما يأتي وقت العمل  الخارجي الجدي ضده.

¶ ثمة شرائح من الشباب المحتج ومن المعارضة في الخارج تنظر اليكم كمعارضين في الداخل على انكم حمائم المعارضة التي ما زالت مستعدة لاعطاء فرصة للنظام لتغيير جلده. كيف تعلق؟ وكيف ترد على من يقول ان التيار العلماني الديموقراطي الذي تنتمي اليه معظم معارضة الداخل غير ممثِّل على الارض؟

- هناك تياران في العمل السوري المعارض: واحد يريد إسقاط النظام دون أن يعرف كيف يفعل ذلك، وآخر يريد تغيير النظام دون أن تكون لديه القدرة على ذلك. هذان التياران لم يلتقيا بشكل جدي ولم يتحاورا حتى الآن حول خيارات كل واحد مهما. وفي حين يأخذ الأول على الثاني "حمائميته وبعده عن الشارع"، يأخذ الثاني على الأول "اندفاعه  وفقر خبرته السياسية". اللافت أن هذين التيارين لم يتحاورا بعمق ومثابرة وصراحة إلى اليوم، وأن خلافهما يُلفلف ولا يطرح بوضوح، رغم ما للنقاش حوله من أهمية تغدو حاسمة أكثر فأكثر في الطور الذي بلغه الصراع، والمصاعب التي تواجهها المعارضة من المدرستين. والواقع، إن الخلاف بين الجانبين يتصل بالوسائل والآليات، ولا يتصل بالهدف كما يظن عدد كبير جدا من المحتجين، وأنه يتركز حول إيمان التيار  "الحمائمي" بضرورة استخدام الروافع السياسية في النضال من أجل التغيير،  بينما يرى تيار الإسقاط في السياسة خروجا على الأولويات الصحيحة وتلاعبا محتملا بالهدف ونقلا محتملا لخلافات المعارضة إلى داخل الحراك الشعبي. هناك جيلان من المعارضين: جيل شاب وقليل الخبرة والمعرفة السياسيتين لكنه يمارس النضال العملي والمباشر، وآخر كبير في السن جمع خبرة حزبية لا تمكنه من قيادة الحراك، خاصة أن خبراته العملية ليست جماهيرية وعلنية، بل هي في معظمها سرية وتمت على يد أقليات منظمة عملت خارج الشارع. المشكلة أن الجيل الحزبي منبهر بالنضال الشعبي المباشر إلى الحد الذي يجعله يحجم عن نقده ووضع آرائه المتحفظة تحت تصرفه، وأن جيل الشباب يعيب عليه قلة فاعليته وبعده عن الواقع، بل وسلبيته. أعتقد أن التيار العلماني الديموقراطي ممثل تماما في الجيل الجديد، لكنه ممثل بطريقة تختلف عن طريقتنا نحن في تمثيله : طريقة ميدانية تتسم بقدر كبير من العفوية، وليست طريقة حزبية/ عقائدية، علما بأن التيار المذكور حمل إلى الأمس القريب الطابع الذي نقلناه نحن له، وترجمه الشباب إلى شعار شعبي طليق ونضالي هو: الحرية.

¶ ما هي القطبة المخفية في الاخفاق المستمر في انتاج ائتلاف معارض يجمع شمل المعارضة في الداخل والخارج ويوحدها على كلمة سواء حول المرحلة المقبلة؟

- القطبة ليست مخفية، بل هي ظاهرة جدا وتعود إلى سنوات، عندما تم تحويل "إعلان دمشق" من مشروع إلى عمل تنظيمي/ سياسي، أريد به أساسا توحيد معارضة مختلفة الأطياف حول برنامج مشترك متوافق عليه، كي تعيد أحزابها إنتاج نفسها انطلاقا منه،  فحدث العكس، حين سارع بعضها إلى انتزاع أكبر حصة منه لنفسه، وخاطر في سبيل ذلك حتى بوقوع شقاق مع الآخرين، عقب إبعاد ممثل حزب مهم عن القيادة بالانتخاب، بينما نجح شخص آخر من حزبه. تلك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وأخرجت إلى العلن ما كان في القلوب منذ عام 1979، سنة تشكيل التجمع الوطني/ الديموقراطي كإطار تنسيق وعمل مشترك يضم أحزاب المعارضة جميعها، لكن السلطة تعاملت مع المنتسبين إليه بطرق متباينة أحدثت شكوكا حقيقية بينها وفرضت عليها جميعها، بعد حملة قمع شرسة طاولت الحزب الشيوعي/ المكتب السياسي وحزب البعث الديموقراطي، سلوكا تركز حول المحافظة على وجودها المهدد، مع ما صحب ذلك من سلبية وانكفاء على الذات وتعظيم لقيم السرية في العمل السياسي ولتحويل النضال إلى حلقات معزولة عن الشارع، مكتفية بذاتها متقوقعة على نفسها. هذه العيوب الذاتية كان يجدها المرء في كل حزب طوال نيف وعشرين عاما، في حين يفعل فعله الشك الناجم عن اعتقال حزب بلا رحمة وترك غيره بلا ملاحقة، وتباين الأمزجة والأصوات والقراءات. في عام 2007، أضيف الخلاف داخل "إعلان دمشق"، الذي أريد أصلا إقامة تشكل جديد من خلاله على أن يتخطى في أهدافه وقواه وأساليب عمله التجمع الوطني الديموقراطي، الذي بقي من أسقط أو سقط في انتخابات الإعلان ناطقا باسمه. هكذا سادت ازدواجية تناحرية منذ ذلك الوقت وإلى الآن حياة المعارضة. هل سنتمكن من تخطي هذا الواقع؟ شخصيا لا أعتقد ذلك، بعد أن دخلت إلى ما يعرف بهيئة التنسيق عناصر معادية لإعلان دمشق وللأستاذ رياض الترك شخصيا، فكأن دخولها إليه كان مقصودا، علما بأنني بقيت شخصيا خارج الهيئة لأن وجودها فيها يعزز انقسام المعارضة ويرسخه، على عكس ما كنا نحن الداعين إلى وحدتها نخطط له، عندما دعونا الإعلان والتجمع إلى الحوار والتنسيق. وعلى كل حال، إن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو التالي : إذا كان من غير الممكن الاتفاق على برنامج عمل ينصبّ تحديدا على الشارع، يخلو من نقاط الخلاف التقليدية والتاريخية بين أطرافها، فما الذي يجب فعله كي تخرج المعارضة من عيوبها الهيكلية وتقدم أفضل عون للشعب، حتى إن نشطت فصائلها بصورة منفردة؟

¶ هل يمكن الحديث عن هوية ثقافية اجتماعية شبه جامعة لغالبية الشرائح المنتفضة؟

- نعم، إن حامل الحراك الشعبي هو المجتمع الأهلي، الذي يمشي تحت قيادة شباب يمثلون المجتمع المدني. اللافت والفريد في هذا السياق هو أن المجتمع الأهلي، التقليدي والمسلم عقيدة وفكرا في معظمه، يتبنى شعارات ومطالب المجتمع المدني كالحرية والمواطنة والمدنية والدولة الديموقراطية والمواطنة... الخ، وأن حملات السلطة تتركز أساسا على هدفين: ضرب قوى وعناصر المجتمع المدني التي تقود مجتمع سوريا الأهلي، لإجبار الأخير على تبني مطالب وشعارات مذهبية وتقليدية، من شأن تبنيه لها تسهيل انخراطه في العنف والطائفية، وجعل هزيمة الحراك الشعبي المدني والديموقراطي، السلمي والوطني، مرجحة.

¶ كيف تفسر استمرار مدن رئيسة خارج الحراك، اضافة الى ما يشاع عن استمرار تمتع النظام بدعم الطبقة المرفهة؟

- لم يبق أحد غير مدينة حلب خارج الحراك. وقد بقيت خارجه لأن حجم القوى الأمنية فيها كبير إلى درجة يمكن معها الحديث عن شعبين هناك: شعب المدينة وشعب الأمن. أما دعم الطبقة المرفهة فهو يتراجع كدعم غيرها، لأنها لم تعمل منذ نيف ونصف عام إن كانت مالكة، ولم تعد تكسب من ريع الدولة إن كانت سياسية، بعد أن تعطل اقتصاد البلاد بصورة خطيرة، وأخذ يطلب إليها أن تموّل من جيبها الخاص الأعداد الكبيرة للذين يتربصون بالمتظاهرين في كل مكان.

¶ رفضتم مواقف البطريرك الراعي حيال الأزمة السورية. لكن في المقابل كيف تفسر غياب خطاب الطمأنة والضمانات من الاطراف المعارضة المعنية تجاه الاقليات الطائفية؟ وألا يحق لهذه الأقليات ان تخاف على مصيرها مع غياب مشروع واضح للاكثرية المنتفضة وهي بحكم الواقع تنتمي الى مذهب واحد؟ 

- لم تترك المعارضة الحزبية والحراكية كلمة لطمأنة الأقليات إلا وقالتها، وعهدا إلا وقطعته على نفسها، ولعلكم سمعتم الهتافات التي تحيي الأقليات بالاسم في كل مكان من سوريا، على عكس ما تعتقدون ويقول الإعلام الرسمي. يحق للأقليات أن تخاف طبعا، ويحق للغالبية أن تخاف كذلك، في ظل التحريض المنظم ضدها، من داخل البلد وخارجه، وفي ظل حملة تنطلق من إنكار حقها في أن يكون لها أي حق، خاصة إن كانت حقوقا سياسية، كأن قدرها أن تكون خاضعة لغيرها بالطريقة التي يروق له فرضها عليها، مع أنه لا يراعي لها مصلحة ولا يقر لها بأي كيان وطني أو إنساني. تقول الأكثرية المنتفضة بالمناسبة إنها تريد دولة مدنية/ ديموقراطية يتساوى فيها جميع المواطنين أمام القانون وفي الواقع، بغض النظر عن دينهم وجنسهم ومنبتهم الاجتماعي، وتتحدث عن نظام شراكة مفتوح، وعن دولة تكون لجميع مواطنيها، ونظام تمثيلي لا يقوم على مبدأ الغالبية العددية... الخ، فإذا كان للأقلية الحق في أن تخاف، فهل لها الحق في أن تقف ضد نفسها ومصالحها، وتعادي الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة؟ أم يجب عليها مواجهة الغالبية من داخل هذه القيم وبواسطتها، في حال انحرفت عن الجادة وخانت التزامها بها؟

¶ ميشال كيلو، المناضل من أجل الديموقراطية والتحرر الانساني منذ عقود، أي دور سيلعبه في هذين المستقبلين السوريين (الافتراضيين حتى الآن): أولاً، في حال أصبح الاقتتال الطائفي قدراً سورياً. ثانياً، في حال انتقلت سوريا من الاستبداد الى حكم الاسلام السياسي؟

- سأقاتل كل من يجعل الاقتتال الطائفي قدرا سوريا، وسأقاتل أي حكم يقيمه الإسلام/ السياسي، لأن الاقتتال الطائفي والحكم الإسلامي هما نقيض التحرر الإنساني والحرية. لكنني لا أعتقد أننا في الطريق إلى اقتتال طائفي أو حكم إسلامي، وأن سوريا، التي لم يكن شعبها طائفيا ولم يقتتل طائفيا في أي حين، وكان إسلامها وسطيا ومعتدلا دوما، ستعرف كيف تخرج من أزمتها الراهنة، بتسوية تاريخية أو بحل وسط يأخذها إلى مسار حرية يسوقها نحو انتقال ديموقراطي يجب أن يكون هناك توافق عليه، ليكون آمنا وسلميا ولجميع السوريين، بلا أي استثناء.

 

مقابلة/قال إنه ليس خائفاً على مسيحيي سورية وإنهم لم يتعرّضوا لمضايقات حتى في مدن شهدت حراكا شعبيا كحمص

المطران خضر لـ «الراي»: هناك مَن يقول إن باريس تحققت من الفاتيكان... من أنه لم يتم الإيحاء للراعي

بيروت - من ريتا فرج /الراي

يُعتبر متروبوليت جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران جورج خضر، أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية سابقاً، من أكثر رجال الدين انفتاحاً على الآخر. حين تتحاور معه لا تشعر بالحرج، السؤال معه مفتوح، فهو لا يوصد الأبواب أمام سائله، وعلى قدر إضاءاته الفكرية تتوالى معه الأسئلة، فالسؤال عنده مفتاح المعرفة.

ابن مدينة طرابلس الذي يكاد يكون من أكثر رجال الدين المسيحيين اثارة للجدل، لا يشعر بالقلق على المسيحيين على خلفية الحراك الاحتجاجي في سورية، فالمسيحيون في رأيه لا يحتاجون الى حماية «وهم أحد مكوَّنات المجتمع السوري، ولا حاجة لحمايتهم أو الخوف عليهم».

ورغم الحذر الذي يبديه البعض من تداعيات ربيع دمشق داخلياً واقليمياً، تبقى التساؤلات حول الحضور المسيحي ومستقبله شديدة الغموض سواء في ما يتعلق بموقفهم من الأحداث الجارية، أم لجهة إثارة ملف الأقليات. ومع تعاقب السيناريوات وتفاقم الهواجس التي كان آخرها تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته لفرنسا، احتدم الجدال السياسي داخل الأوساط اللبنانية والعربية بشأن مسيحيي سورية ومستقبلهم.

«الراي» التقت المطران خضر وسألته عن الوجود المسيحي في ظل الثورة السورية. وفي ما يأتي وقائع الحوار:

• العالم العربي يشهد تحولات سياسية تحديداً في مصر وسورية. هل تتخوفون على مسيحيي الشرق في ظل الحراك الشعبي؟ ومن الذي يحمي المسيحيين وسط الحديث المتداول عن وصول الحركات الإسلامية الى الحكم؟

- أؤمن بأن الذي يحمي المسيحيين هو المسيح. المسيحيون لا يحتاجون الى حماية، وليس بإمكانهم طلب الحماية من الدول الغربية، لأنها أصبحت دولاً علمانية. وإذا أخذنا فرنسا الأقرب الى موارنة لبنان، فمنذ مجيء شارل ديغول الى الحكم أعلن أنه يتعامل بالتساوي مع كل الطوائف في لبنان. ومَن يتابع السياسة، يفهم أن لا علاقة لها بمسألة الأقليات وخصوصاً المسيحيين منهم، فهي تسعى وراء مصالحها. ومن الواضح أن النفط المسلم يهمها أكثر من كل المسيحيين. وروسيا كذلك لم تُظهر أي اهتمام بالمسيحيين. والسؤال عندما نتكلم عن حماية هو هل نعني أننا نريد الحماية من المسلمين؟ لا أعتقد ذلك. ما حدث في العراق شكل خطراً حقيقياً على كل المسيحيين هناك، وشكل خطراً حقيقياً على الشيعة والسُنة ايضاً وسط تفاقم الصراع المذهبي بين المسلمين انفسهم، بحيث ذهب الكثير من المسيحيين ضحايا لهذا الصراع الداخلي. وما يمكن التأكيد عليه أن المنطقة الممتدة بين سورية ولبنان وفلسطين لم تشهد حال اضطهاد ديني أقله في الأزمنة الاخيرة، بل على العكس شهدت المنطقة تعايشاً سلمياً بين كافة الديانات، ولكن هذا لا يعني أن المسيحيين لم يشعروا بنوع من الدونية في حقبة الخلافة الإسلامية، رغم وصول بعض المسيحيين أواخر العصر العثماني الى مجلس المبعوثين.

• الحركات الاحتجاجية الجارية في العالم العربي تطالب بالديموقراطية. هل الديموقراطية قادرة على حفظ التعددية الدينية وخصوصاً بالنسبة للمسيحيين داخل سورية ومصر؟

- ما يحدث في العالم العربي يحتاج الى مرحلة زمنية أكبر حتى تتضح معالمه. والشعوب العربية يلزمها وقت طويل حتى تصل الى تطبيق الديموقراطية. نحن اليوم نمرّ في مخاض تاريخي ليس من الممكن تحديد نتائجه خصوصاً لجهة الأنظمة البديلة. ولا شيء حتى اللحظة يضمن عدم قمع الأقباط في مصر. وفي حال وصول حركة الاخوان المسلمين الى الحكم، فأقصى شيء يمكن أن تفعله تطبيق الشريعة الإسلامية، وأتمنى أن تتحول حركة الاخوان الى حركة معتدلة.

• هل تتخوف على مسيحيي سورية في الوقت الراهن وخصوصاً بعدما أعرب البطريرك الماروني بشارة الراعي عن قلقه عليهم في حال وصول الاسلامويين الى الحكم؟

- لستُ متخوّفاً على مسيحيي سورية، سورية تبقى سورية. وأقصى ما يمكن تصوره إذا جاء حكم اسلامي هو تطبيق الشريعة الإسلامية، أو على الأقل الأخذ بوثيقة الأزهر الاخيرة. وهنا أريد أن أسأل: إذا طُبقت الشريعة الإسلامية في سورية في حال سقوط النظام هل سيتم تطبيق الحدود؟ هذا طبعاً لا أنتظره ولا أتوقعه.

• لكن النظام السوري يوحي للرأي العام بأن سقوط النظام سيؤدي الى تهديد المسيحيين وسيوصل التيار الإسلامي الى الحكم. ما رأيك في ذلك؟

- هذا يعود الى تكريس ما يسمى مسألة الأقليات. وغالبية الأقليات الدينية أو الإثنية تشعر بالخطر في حقبة التحولات التاريخية، وهذا أمر بديهي في العالم العربي الذي لم تستطع أنظمته منذ مرحلة الاستقلال بناء الدولة التي تحفظ جميع مكونات المجتمع.

• هل أنت قلق على مسيحيي سورية في حال سقوط النظام؟

- لست قلقاً. سيبقى للمسيحيين دور كبير في سورية، وحتى الشريعة الاسلامية لا تمنع المسيحيين من تولي الحقائب الوزارية أو دخول المجالس البرلمانية بإستثناء رئاسة الدولة.

• البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثنائي الذي عقد بين البطريرك الراعي وبطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم في البلمند شدد على أن المواطنة هي التي تحمي الجميع وعلى نصرة القضايا الوطنية والعربية العادلة. ما رأيك في هذا البيان؟

- التركيز على المواطنة مسألة مهمة، لأن العالم العربي ليس لديه فكرة حول المواطنة والتعددية، بالاحرى لم يمارسها طوال تاريخه الحديث، فهو لم يربِ نفسه على هذه الأفكار. كما أشرت سابقاً فالمسيحيون لا يحتاجون الى حماية أحد، فهم جزء تاريخي وتكويني في هذه المنطقة، ولهم الحق الطبيعي في ممارسة حقوقهم. وحتى فكرة العروبة التي يتبناها العرب اليوم، هي في الأساس ذات أصول مسيحية واكبر مؤسس لها هو ميشال عفلق بصرف النظر عمّا إذا كان مات مسلماً أم لا.

• يربط البعض بين الحراك الشعبي الجاري في سورية وموضوع التقسيم. ما رأيك بهذا الطرح؟ وهل التقسيم يمكن أن يؤدي الى تكريس حقوق الاقليات أم العكس؟

- المسيحيون لا يقبل أحد أن تكون لهم أرض، وهم أصلاً يرفضون مشروع التقسيم. التقسيم مشروع اسرائيلي بالدرجة الاولى وليس مشروعاً أميركياً، والذي يؤمّن الحماية لكل العرب بكافة مذاهبهم هو مشروع الدولة الحديثة.

• هل تواصلتم مع المسيحيين في سورية بعد الأحداث الاخيرة؟

- نحن على تواصل دائم مع المطارنة في سورية، ولم يتعرّض المسيحيون لأيّ مضايقات طوال الفترة الماضية حتى داخل المدن التي شهدت حراكاً شعبياً مثل حمص وحلب.

• كلام البطريرك الراعي في فرنسا عن الوجود المسيحي في سورية طرح علامات استفهام كثيرة بينها الى أي مدى يوافق الفاتيكان على تصريحات الراعي. ما رأيك في ذلك؟

- هناك مَن يقول إن الحكومة الفرنسية تحققت من الفاتيكان، وأنه لم يتم الايحاء للبطريرك الراعي. البطريرك الراعي قريب من الفاتيكان ولديه الحرية في التصريح بهذا الرأي أو ذاك. 

 

 كلمة الدكتور فارس سعيد

بيروت - الحكمة 28 -9 – 2011

برزت معالم النظام العالمي الجديد مع نهاية الحرب الباردة وانهيار جدار برلينعام 1989.

خلال الحرب الباردة انقسم العالم الى معسكرين متقابلين احدهما سوفياتي والآخر اميركي فالتحقت بكل من المعسكرين دول وانظمة بشكل مباشر او غير مباشر. 

كان من الطبيعي بعد انهيار النظام العالمي القديم الذي تحكّم بالعالم على كل المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ان يرتكز النظام العالمي الجديد المنتظر على ثوابت تساهم في اعادة هندسة العالم. وبرزت مفاهيم جديدة تطل برأسها علينا. منها مثلاً العولمة، ثورة الاتصالات، التخفيف من صدام الحضارات، استيعاب صراع الثقافات ... وقد ترتّب على الهندسة الجديدة للعالم (انتهاء المعسكرات والثنائيات القطبية) أن برز دورٌ متجدّد (وليس مستجداً) للاأمم المتحدة التي حاولت إنعاش مفهوم القانون الدولي والشرعية الدولية والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة كمفاهيم ومرجعيات أساسية تستند إليها الشعوب والدول للدخول في النظام العالمي الجديد.

اول معالم هذه الهندسة الجديدة للعالم كان مسرحها الدول الاشتراكية السابقة الني حاولت العبور من النظام القديم الى النظام العالمي الجديد. هذا الانتقال في اوروبا سابقاً واليوم في العالم العربي استطراداً ، كلف ويكلف الشعوب المرور الحتمي بمرحلة انتقالية من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والثقافي والامني.

لعبت الامم المتحدة دوراً بارزاً في مواكبة انتقال الشعوب والدول من مرحلة الى اخرى فشهدنا وشاهدنا على سبيل المثال صدور قرارات من الامم المتحدة باتجاه يوغوسلافيا وغيرها من البلدان سمحت بالتدخّل العسكري تحت عباءة الشرعية الدولية كما ساهمت في إعلاء كلمة العدالة وردع الجريمة السياسية من خلال بناء محاكم جنايات دولية كما حصل ايضاً في يوغوسلافيا ويحصل اليوم في لبنان. 

هكذا اصبحت قرارات الشرعية الدولية – في نظر المجتمع الدولي – آليةً أساسية لتدعيم اركان النظام الجديد، كما اصبح التزامها – في نظره ايضاً – شرطاً اساسياً لاندراج الدول والشعوب في هذا النظام.

ومن أبرز المفاهيم التي رافقت هذا التحوّل إعطاء الأولوية لقضايا الديموقراطية والإصلاح السياسي في ما سُمّي "الشرق الأوسط الكبير"، فضلاً عن اوروبا الشرقية. وقد تمّ تظهير هذه الأولوية باعتبارها شرطاً ضرورياً ومُسبقاً لاستقرار المنطقة، في اطار "الوحدة الجديدة"  لعالم ما بعد الحرب الباردة.

هذا الذي بدا وكأنه بديهي مع انهيار النظام الدولي القديم (أي انتعاش مرجعية الأمم المتحدة وتقدُّم قضايا الديموقراطية والإصلاح) لم يكن كذلك إلا نظرياً. فعلى الصعيد العملي، رفضت ايران (الثورة الفتيّة والدولة الإقليمية الكبرى) واقعة سقوط النظام الدولي القديم، وادَّعت كما تصرّفت على أساس انها حلَّت محلّ الاتحاد السوفياتي. وقد شجّعها على ذلك ما كانت ترى من تدهور جوارها الإقليمي العربي الذي كان يُغريها بملء الفراغ. كذلك استطاعت ان تكسب الى هذه النظرة بعض الأنظمة العربية الديكتاتورية التي تعتاش على إرث الحرب الباردة وشعاراتها الأيديولوجية، لا سيما النظام السوري البعثي. وعلى الصعيد العملي أيضاً ترافق سقوط الاتحاد السوفياتي مع حرب الخليج الثانية (اجتياح صدام حسين للكويت)، الأمر الذي أتاح

للنظام السوري فرصة ذهبية لتحقيق مطامعه التاريخية في لبنان بالوصاية عليه، مقابل انحيازه الى قوات التحالف الدولي ضدّ صدام حسين.

ما بين 1990 (سقوط الاتحاد السوفياتي وحرب الخليج الثانية) وبين 2003 (سقوط صدام حسين) استطاع النظام السوري أن يضع يده على لبنان بصورة كاملة، إجمالية وتفصيلية، حتى غذا هذا اللبنان "محافظة سورية" بكل معنى الكلمة. في الأثناء، وبفضل الوصاية السورية، تمكّنت ايران – بواسطة حزب الله – من أن تصبح قوة عسكرية – ايديولوجية على شاطىء المتوسط. كذلك لم يؤدِّ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000 الى إقناع الإدارة الاميركية واوروبا بالضغط الكافي على سوريا لسحب قواتها. حتى إن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعلن عام 2002 من لبنان أن الانسحاب السوري مرتبط بالحلّ الشامل لمشكلة الشرق الأوسط.

لا شك أن الحدث التأسيسي évènement fondateur للقرار 1559/2004 هو حرب العراق 2003 الناجمة عن حدث تأسيسي سبقها هو تفجيرات 11 أيلول 2001. وبصرف النظر عن تقييمنا لتلك الحرب وموقفنا منها، فقد أدّت الى تواجد القوات العسكرية الاميركية على ارض المنطقة بصورة مكثّفة وغير مسبوقة، وسط جحيم الحرب على الارهاب. صحيح ان حربي العراق وأفغانستان قدمتا خدمة كبيرة لايران وسوريا (لجهة اسقاط نظامين معاديين لهما: صدام في العراق وطالبان في افغانستان)، ولكن النظامين الايراني والسوري استغلاّ هذه "الشراكة الموضوعية" مع الولايات المتحدة لتوسيع نفوذهما الإقليمي المباشر، وبعيداً عن الأجندة الاميركية التي تعطي الأولوية ل"محاربة الارهاب". حتى إن هذين النظامين تعاونا – بصورة أو بأخرى، وفي غير مناسبة – مع هذا الارهاب.

هكذا اقتنع الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش، والفرنسي جاك شيراك، بأن إنسحاب النظام السوري الى داخل سوريا وانسحاب النظام الايراني بعيداً عن المتوسط يشكلان حاجة في اتجاهين:

أ‌.في إتجاه التخفيف من ضغط الارهاب، خلافاً للفرضية الأميركية السابقة التي كانت تقول بأن التعاون مع ايران وسوريا مفيد في التصدّي "للأصولية السنّية" التي هي أم "القاعدة" وأبوها.

ب‌.في اتجاه تحقيق السلام العربي – الاسرائيلي، لأن تنامي النفوذ الايراني يجعل هذا السلام مستحيلاً، كما يشجع التطرّف الاسرائيلي على العمل وفق أجندة "الحرب الدائمة".

وإذا نظرنا الى القرار 1559 نجد أنه يقوم على ثلاثة بنود: انسحاب الجيش السوري من لبنان – إجراء انتخابات رئاسية دون تدخّل خارجي – ونزع سلاح حزب الله. البندان الأولان يعنيان انسحاب النظام السوري الى داخل سوريا، والبند الثالث يعني ابتعاد ايران عن شاطىء المتوسط.

كيف تعاطت القوى المحلية والاقليمية مع القرار 1559؟

أ‌.وصف فاروق الشرع القرار بأنه "سخيف"، مستخدماً حُجَّة شعبوية تستند الى عدم التزام اسرائيل تنفيذ القرارات الدولية. وقد سارع النظام السوري الى تمديد ولاية الرئيس اميل لحود، فاتحاً الباب على مصراعيه أمام مواجهة داخلية مع القوى الاستقلالية (لقاء البريستول)، وخارجية مع المجتمع الدولي.

ب‌.وإذ٘ بدا أن القرار 1559 أكثر تصميماً من أي قرار سابق بخصوص إخراج سوريا من لبنان، فقد سارع العماد ميشال عون الى إدّعاء "أبوّة" هذا القرار، في محاولةٍ منه لشطب كل الجهود الوطنية (المسيحية والاسلامية) التي سبقت هذا القرار منذ نداء المطارنة الأول في ايلول 2000. وسوف يتّضح بعد قليل ان عودة الزعماء المنفيين وتحرير الزعماء المسجونين إنما كانا بفضل إنتفاضة الاستقلال 14 آذار 2005، لا بفضل القرار 1559.

ج‌.أما فريق سوريا في لبنان فقد قدّم – على لسان الرئيس عمر كرامي – حجة اضافية للمنطق السوري، لخّصها بالسؤال التالي: مَن٘ ينزع سلاح حزب الله إذا خرجت سوريا من لبنان؟!

د‌. وأما الحركة الاستقلالية (لقاء البريستول) فقد تعاملت مع القرار بشكل حذر وانتقائي الى حدّ ما. فقد تبنّت مطلب خروج الجيش السوري ومعارضة التمديد، ولكنّها وافقت على اعتبار سلاح حزب الله "مسألة داخلية"، علماً أنه "سلاح إقليمي" بامتياز!

بعد صدور القرار 1559 والتمديد القسري للرئيس لحود، تسارعت المواجهة الداخلية، حتى ليُمكن القول أنه مع حلول العام 2005 كان الرئيس رفيق الحريري قد اصبح في قلب المعارضة الاستقلالية بصورة فعلية، وإن لم يكن كذلك بالصورة الشكلية المعلنة. وإذ٘ أصبحت انتخابات 2005 النيابية موعداً للمعركة الحاسمة بين الاستقلاليين والوصائيين، فقد تمّ اتخاذ القرار السوري – الايراني بإلغاء رفيق الحريري جسدياً من المشهد اللبناني – الاقليمي.

استشهد الرئيس الحريري في 14 شباط 2005، وانسحب الجيش السوري في نيسان 2005.

صدر القرار 1559 في ايلول 2004، وانسحب الجيش السوري في 26 نيسان 2005. بين هذين التاريخين كان هناك استشهاد الحريري وانتفاضة الاستقلال 14 شباط – 14 آذار 2005.

نعتقد بقوة أن تنفيذ القرار 1559 (اي انسحاب الجيش السوري) لم يكن ممكناً لولا انتفاضة الشعب اللبناني التي أشعل فتيلها استشهاد الحريري والتي مهّد لها عبر سنوات نداء البطريرك صفير والعمل التضامني الدؤوب بين الاستقلاليين اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق والاجيال. إذا كانت انتفاضة الاستقلال اللبناني – وبالاستفادة الشرعية والمشروعة من الظروف الاقليمية والدولية – قد اخرجت جيش الوصاية السورية، فإنها في الوقت نفسه أرسلت أول إشارة لربيع العرب فبل حلوله بست سنوات. لقد كانت السنونوة الأولى، فهل يمكن لهذه السنونوة ألا تنتمي الى الربيع الآتي؟ وإذا كانت انتفاضة الاستقلال لم تحلّ حتى الآن مشكلة "السلاح الايراني على شاطىء المتوسط"، فإن أحرار سوريا يتولّون هذه المهمة اليوم، بشروعهم في اسقاط النظام الديكتانوري في بلدهم.. وهو النظام الذي كان على الدوام الوسيط الضروري لصرف العملة الايرانية على شاطىء المتوسط. فهل يمكن – والحالةُ هذه – لأي حًرّ في لبنان أن ينظر بعين القلق لما يجري في سوريا؟!

 

الضغوط الأميركية والفرنسية لن تجعل الراعي يتراجع عن خياراته

المعادلة المسيحية المستجدة: بطريرك يحكم.. وآخر يعارض! 

عماد مرمل (السفير)

لم يكن المشهد عادياً او طبيعياً. البطريرك الماروني الحالي بشارة الراعي يتنقل بين بلدات وقرى الجنوب على خط المواجهة مع إسرائيل، موجهاً التحية الى من قاوموا وصمدوا في سبيل لبنان، بينما البطريرك السابق نصرالله صفير يرعى احتفال «القوات اللبنانية» بذكرى شهدائها حيث لقي استقبالاً حاراً ومميزاً، لم يكن صعباً الاستنتاج انه صُمّم على هذا النحو «نكاية» بالراعي. وأبعد من الشكل، كانت لافتة للانتباه تلك العبارة المختصرة التي أطلقها صفير امام القواتيين وأصدقائهم، متحسراً على هذه «الايام البائسة»، في رسالة لم يجد الكثيرون صعوبة في فك شيفرتها وتحديد وجهتها، فصفق لها الحاضرون في احتفال جونية بحرارة وتلقاها سمير جعجع بسرور كبير لم يستطع أن يخفيه، بعدما أدرك ان «لطشة» صفير هي أبلغ ردّ على خيارات الراعي وانتفاضته غير المتوقعة.

والمفارقة الأخرى، ان البطريرك الماروني الذي دخل الى الجنوب وقبله البقاع مبشراً بالشراكة والمحبة، وجد في حركة «أمل» و«حزب الله».. «رعية جديدة» فتحت له ذراعيها واحتضنته بحفاوة غير مسبوقة، بينما كان جعجع الذي يصنف نفسه «ابن الكنيسة» يخصص جزءاً كبيراً من خطابه الأخير لانتقاد طروحات الراعي وتشريحها في الهواء الطلق.

ماذا يعني هذا التمايز غير المألوف داخل الكنيسة المارونية بين بطريرك حالي وبطريرك سابق.. وهل علاقة بكركي بمسيحيي 14 آذار وعلى رأسهم «القوات اللبنانية» تتجه نحو المزيد من التعقيد بعدما أفضت توضيحات الراعي لمواقفه الباريسية الى تأكيدها، وليس نفيها، كما كان يتمنى الذين يشعرون بالحنين الى «زمن صفير»؟

يؤكد العارفون بأحوال البطريركية المارونية ان الراعي نجح خلال وقت قصير في انتزاع المبادرة ودفن «حقبة» صفير التي اشتهرت بالسمات الآتية:

- انزواء بكركي وتقوقعها على الذات من كفرشيما الى المدفون، «حتى أصبح صفير بطريرك متصرفية جبل لبنان، وكاد يكون فقط بطريرك كسروان، على حساب التواصل مع الرعية في البقاع والجنوب والشمال، خلافاً لما درجت عليه البطريركية المارونية تاريخياً من انفتاح في كل الاتجاهات».

- تخلي بكركي عن دورها العابر للحدود والذي يفترض ان يغطي أنطاكيا وسائر المشرق، مكتفية بحضور محلي ضيق، على الرغم من ان المسيحيين في المحيط العربي كانوا يشكون من ضعف التفاعل معهم وسحب الغطاء عنهم. ويروي أحد الذين كانوا يناقشون صفير في هذه المسألة ان ما عُرض عليه لتطوير العلاقة المسيحية - السورية لا يُصدق، ولكنه أصرّ على تضييع كل الفرص.

- تموضع بكركي في الخيارات الكبرى، على يمين 14 آذار، من دون أي مداراة لخصوصية موقعها، الى حد أنها تولّت صناعة «لقاء قرنة شهوان» وانتدبت مطراناً لهذه الغاية، الأمر الذي حوّلها رأس حربة في المعارك السياسية والانتخابية على الساحة اللبنانية عموماً والمسيحية خصوصاً، في حين درجت العادة أن تكون البطريركية المارونية أكثر توازناً واتزاناً في خطواتها، فتتقاطع مع هذا الاتجاه او ذاك ولكنها لا تنحاز ولا تنزلق نحو اصطفافات حادة... وخير دليل الموقف الشهير لصفير، عشية انتخابات 2009، والذي صرف في الصناديق الانتخابية لمصلحة فريق 14 آذار.

وبرغم ان الراعي نجح سريعاً في تظهير شخصيته المتمايزة وقيادة رعيته وفق رؤية مغايرة لتلك التي سادت في السابق، إلا أن ما يجدر التوقف عنده ان هذه هي واحدة من المرات النادرة التي تجمع فيها «المعادلة الكنسية» بطريرك «يحكم» وآخر «يعارض»، كما اتضح حتى الآن من «ثنائية» الراعي - صفير.

ومع ذلك، يعتبر «العارفون» أن من المبالغة الافتراض ان صفير قد يشكل او يمثل «تياراً» داخل بكركي، لافتين الانتباه الى ان معظم المطارنة يقفون الى جانب الراعي في سلوكه وخياراته، علماً انه يستند أساساً- ومنذ ان كان مطراناً- الى قاعدة قوية في صفوف الرهبان وبالتالي فهو «الرجل الأقوى» في الكنيسة، وما يمكن ان يفعله او يقوله صفير لا يتعدى حدود «العمليات التذكيرية»، بدليل ما تشهده اجتماعات بكركي من تفاعل كنسي كبير مع خطاب الراعي ومواقفه.

أما الضغوط الدولية- وتحديداً الفرنسية والاميركية - التي يتعرض لها الراعي في أعقاب تمسكه بمواقفه الباريسية فلن تستطيع، مهما اشتدت وطأتها، أن تدفعه الى التراجع عن خياراته، كما يؤكد الخبراء في شخصيته، مشددين على ان البطريرك هو من النوع الذي يزداد تشبثاً بقناعاته كلما ارتفع منسوب الضغط عليه، وليس مستبعداً ان يكرر هواجسه ذاتها من أي منبر غربي قد يطل منه لاحقاً، سواء في الولايات المتحدة ام غيرها، وذلك على قاعدة ان المسيحيين في الشرق هم أدرى من الغرب بأمورهم ومصالحهم.

وإذا كان بعض اللبنانيين قد فوجئ بشجاعة الراعي في البوح بأفكار جريئة ومغايرة لخطاب البطريرك الماروني السابق، إلا ان المواكبين لمسيرته يجزمون بأنهم سمعوا منه، عندما كان مطراناً، الكثير مما يشبه طروحاته الراهنة، ولكنه كان لا يفصح عما يفكر فيه سوى في غرف مغلقة وبصوت خافت، التزاماً منه بقيادة البطريرك صفير آنذاك وحرصاً منه على «التضامن الكنسي». ويشير هؤلاء الى ان ما فاجأهم ليس مضمون أدبيات الراعي التي تنسجم مع تاريخه، وإنما سرعته في التحرك واستعادة المبادرة، ضمن حيز زمني قياسي، بحيث نجح خلال أسابيع في تعويض ما فات بكركي على مدى سنين.. والتخفف من أعباء الإرث الثقيل. لننتظر ما سيقوله الراعي في زيارته الأميركية، في شهر تشرين المقبل، خاصة اذا استمر التعامل الأميركي بسلبية مع مواقفه ومع مقتضيات الحد الأدنى البروتوكولي...

 

بكركي لواشنطن: تفهّم الهواجس بالحوار

نقولا ناصيف (الأخبار)

لن يزور البطريرك الماروني واشنطن؛ لأنه لا لقاء مع الرئيس باراك أوباما. ليس أول سوء تفاهم بين الكنيسة المارونية والولايات المتحدة، ولا هو أول سوء تفاهم مع بعض الغرب. لم ترتح باريس إلى مواقف البطريرك، ولكنها استوعبتها وصالحته. هكذا تفعل واشنطن أيضاً. تبلّغت بكركي الجمعة الفائت من السفارة الأميركية في بيروت أن لا لقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. قالت السفارة بلسان موفدها إنه لا تفسير لديها لهذا الموقف سوى تعليمات طُلب منها إبلاغها إلى البطريرك، وهي ترغب في أن يستمر التواصل معه حيال هذا الموضوع. كان جواب البطريرك أن جولته في الولايات المتحدة ستكون رعائية، وهو شطب زيارة واشنطن من برنامجها، بعدما كان قد فوتح بإجراء اجتماعات مع أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب. إلا أن الإلغاء المفاجئ لاجتماع كان قد دار حديث مستفيض حوله بين السفارة والصرح البطريركي، وذكر أن موعده قد يكون في 3 تشرين الأول إن ثُبّت، أفصح عن معطيات إضافية، أبرزها:

1 ــ رغبة السفارة في إبقاء الاتصال مفتوحاً مع بكركي لمتابعة مناقشة موضوع اللقاء، من غير أن يكون مؤكداً أنه سيحصل في ظلّ التحفظ الأميركي عنه. وينتظر حصول اتصال بين الطرفين في الساعات القليلة المقبلة، لن يُشجّع بالضرورة على معاودة البحث في عقد لقاء أوباما والراعي، إلا أنه يتوخى تأكيد مسار علاقة الطرفين في المرحلة المقبلة. وهو على الأقل ما لمسته بكركي من بضعة اتصالات أجرتها بها السفارة الأسبوع الفائت، بعد لقاء السفيرة مورا كونيللي بالبطريرك.

2 ــ رغم الامتعاض الذي تركه الموقف الأميركي لدى بكركي، إلا أنه لن يخلف وراءه أزمة أو ارتدادات سلبية على علاقة البطريرك بالسفارة والسفيرة، وعلى الحوار والتشاور بينهما. وعلى غرار ما خبرته أخيراً نتائج زيارته لباريس، فإن الوقت كفيل بإقناع واشنطن بجدّية مخاوفه وقلقه على الخطر الذي يتهدّد الوجود المسيحي في الشرق، بمنأى عن زيارته واشنطن التي قاربتها بكركي على أنها مصلحة مشتركة للطرفين، البطريرك وأوباما على السواء.

3 ــ مع إلغاء الاجتماع بالرئيس الأميركي، لا ترى بكركي فائدة من عقد اجتماعات مع أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ، وتالياً عدم الخوض في مواضيع سياسية مباشرة، كان اللقاء مع الرئيس سيمثّل ذروتها. ثم تأتي اللقاءات الرسمية الأخرى مكمّلة لها، وليست بديلة منها. بذلك تقتصر الجولة على طابعها الرعائي.

4 ــ تعتقد واشنطن، تبعاً لموقف السفارة الذي تبلغته بكركي، أن البطريرك لم يقدّم الإيضاحات الكافية لمواقفه الأخيرة في باريس من سوريا وحزب الله. وترى أن تمسّكه بموقفيه منهما يفضي إلى نتائج سلبية لاجتماع محتمل في البيت الأبيض، تعكس بدورها فشلاً حقيقياً للقاء الرجلين، وانتكاسة كبيرة لعلاقة واشنطن بالكنيسة المارونية لا تريد إظهارها من هذا المكان. تصرّ الإدارة الأميركية على موقف عدائي من حزب الله ونظام الرئيس بشّار الأسد، وتأمل من البطريرك مجاراتها في عقر دارها في ما تريد سماعه منه، الأمر الذي رفضه تماماً، متمسّكاً هو الآخر بقول ما يعتقد أن عليه كبطريرك أن يقوله ليس إلا.

5 ــ في مرحلة الاتصالات حتى الجمعة الماضي، أبلغت بكركي إلى مسؤولي السفارة، بعد اجتماع كونيللي بالراعي في 19 أيلول، ضرورة تفهّم وجود وجهتي نظر مختلفتين يقتضي ألّا تفضيا إلى خلاف وقطيعة بين الطرفين. قال الصرح أيضاً إن من المناسب إيجاد مساحة معيّنة تمهّد لقواسم مشتركة بين صنفين من الهواجس يتسلح بها البطريرك والأميركيون، وكلٌّ منها في نظر صاحبها مشروعة ومصدر قلقه.

ولأنها مبرّرة، يصبح من المناسب مناقشتها بينهما وأخذها في الاعتبار، من غير أن يشعر أي منهما بأنه يساوم على مواقفه ومخاوفه، أو يراعي الآخر، بل يتبادلانها في سبيل إيجاد حلول لها.

6 ــ قالت بكركي لمحاوريها الأميركيين إن من غير الضروري أن تكون وجهتا النظر متطابقتين من أجل أن يجلس الطرفان للتحاور، بل هما مدعوان إلى أن يصغي أحدهما إلى الآخر ويتفهّم موقفه، لا أن ينقطع عنه لمجرّد أنه ضد وجهة نظره.

7 ــ في ضوء الانتقادات التي وجهتها الدبلوماسية الأميركية إلى البطريرك، ردّت بكركي بخطوتين رغبت فيهما في طمأنة الأميركيين إلى دقة ما يتوخاه الراعي من مواقفه: أولاهما ترقب ما سيقوله في جولته على الجنوب نهاية الأسبوع الماضي وأطلق فيها سلسلة مواقف لم تقلّل تمسّكه بمخاوفه تلك، إلا أنه أبرزها في نطاق لا يفتح باباً على الاجتهاد في تفسيرها وإثارة اللغط من حولها. وثانيتهما استمرار الحوار مع الكنيسة المارونية حيال هواجس الطرفين.

8 ــ تلقت بكركي من الأبرشيتين المارونيتين في نيويورك ولوس أنجلس اللتين تشاركان في تنظيم جولات البطريرك على الولايات، صدى حملة إعلامية عنيفة تشنّها على الراعي صحف أميركية انتقدت موقفيه من حزب الله وسوريا. وتبيّن من المعلومات التي توافرت للأبرشيتين هناك وأبلغتها إلى بكركي، أن أفرقاء لبنانيين في قوى 14 آذار تولوا تنسيق جزء أساسي من هذه الحملات مع مسؤولين في الخارجية الأميركية بغية الضغط على جولة البطريرك على الولايات، ومحاولة التأثير عليها، سواء بالترويج للتحفظ الأميركي الرسمي عن هذه المواقف والتركيز على رفض البيت الأبيض عقد لقاء بين الراعي وأوباما، أو من خلال إثارة غبار من حول الاستقبالات التي تنتظر البطريرك وإضعاف المشاركة الشعبية فيها.

 

عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب عبد المجيد صالح: لم يشعر أحد بغياب السنيورة في غداء المصيلح

أوضح عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب عبد المجيد صالح أن "النتائج الروحية المميّزة التي حققتها زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الجنوب يصعب توصيفها، خصوصاً أنها تحصل لأول مرة في تاريخ الكنيسة المارونية وقد شكّلت حدثاً تاريخياً"، معتبرًا أن "هذا الحدث لا يقتصر على المستوى المدني، بل هو جسر كبير امتدّ بين المناطق اللبنانية لا سيما الجنوب"، وقال: "البطريرك أطلق سلسلة رسائل تعكس ارتياحه وتقديره لما لاقاه من استقبال حاشد، ولجهة التواصل بينه وبين مكوّنات المجتمع الجنوبي من سياسية وروحية".

صالح، وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، ورداً على سؤال حول مقاطعة رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة لغداء المصيلح (الذي أقامه رئيس مجلس النواب نبيه بري على شرف البطريرك الراعي بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان)، قال: "لم نعلم بالمقاطعة إلا بعد انتهاء الغداء، وهذه المقاطعة لم يكن لها أي وقع، ولم يشعر أحد بغياب السنيورة"، منتقدًا سلوك قوى "14 آذار" والمعارضة "التي قابلت تصريحات البطريرك بموقف يعاكس كل التطلعات والمفاعيل الوطنية التي أتت عن جولات الراعي لاسيما الى الجنوب".

وإذ أشار صالح إلى "الإجماع الكبير الذي رافق زيارة البطريرك الى الجنوب"، نوّه بـ"المشهد في المصيلح الذي جمع (برّي والراعي وسليمان، والذي عكس بالتالي المشهد اللبناني على مستوى كل المناطق والطائف وأعطى صورة واضحة للفسيفساء اللبنانية المتنوّعة التي تجلّت في المصيلح وفي كل القرى والبلدات التي زارها الراعي".

من جهة أخرى، ورداً على سؤال حول ما أعلنه سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الأمم المتحدة لجهة الإلتزام بالمحكمة الدولية (الخاصة بلبنان)، أجاب صالح: "يتحدث الرئيس ميقاتي عن احترام القرارات الدولية وتنفيذها، في حين أن اسرائيل لم تنفذ أياً من هذه القرارات"، لافتاً الى أن "ملف تمويل المحكمة من اختصاص الحكومة". وشدّد على أن "أي ملف يطرح لن يؤثر على استمرار الحكومة، لأن الشراكة الموجودة داخلها تمكنها من تجاوز الكثير من العقبات". واعتبر صالح أخيرًا أن المواطن "أكان يؤيّد فريق "14 آذار" او فريق "8 آذار"، يعاني من الأزمات المعيشية"، آملاً بالسعي الى حلها.

 

واشنطن تدعم الفوضى في سوريا وفي كل مكان.. ولا أخجل بما قلته في "ويكيليكس"

عون: جعجع إخترع "حلف الأقليات".. وليموّل ميقاتي وشقيقه المحكمة الدولية

رأى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "إخترع مسألة "حلف الأقليات" (في خطابه في قداس شهداء المقاومة اللبنانية السبت الماضي) من دون أن يذكرها أحد"، مشدداً في هذا السياق على أن "لبنان بلد أقليات ولا يوجد أكثرية فيه". وقال: "نحن لم نأتِ على ذكر حلف الأقليات على الإطلاق وحتى في مذكرة التفاهم التي وقّعناها مع "حزب الله" شدّدنا على المجتمع التوافقي، إذ لا يمكن الحديث عن أقلية وأكثرية إلا عندما يصبح المواطن قيمة بحدّ ذاته وليس بالانتماء لأي مذهب، وهذا يحتاج الى تعليم تربوي وعندها ننتقل إلى أكثرية وأقلية".

عون، وفي مؤتمر صحافي تلا الإجتماع الأسبوعي للتكتل في الرابية، تابع في هذا المجال قائلاً:"لا أدري من أين اخترع جعجع كلمة الأقليات ولكن نعم إن الأقليات بخطر في سوريا مثلاً حيث يوجد طائفة كبيرة ومجموعة أقليات وهذا ما أقرّت به الولايات المتحدة الأميركية التي تدعم الفوضى في سوريا والفوضى في كل مكان والتي بشّرت بها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس عندما جاءت على ذكر مصطلح الفوضى الخلاقة"، لافتاً إلى أن "البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تكلم في تصريحاته الأخيرة عن واقع معين ولم يأخذ أي موقع سياسي"، ومضيفًا: "نتمنى عبر هذا التوضيح أن يلتزم كل شخص حدّه، فنحن لا نقبل الاتهامات من دون مستند و"كبّ" الشائعات في السوق".

وإعتبر عون أنّ "القضية الأهم التي تبحث اليوم وفي هذه الأثناء تتمثل بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة التي تقسّمت العام 1948 عندما شن اليهود الحرب على العرب وطردوهم من أراضيهم وسط حرب تطهير عرقي بحق شعبها وقضم أراضيها، فأصبح الشعب الفلسطيني لاجئًا واستكملت العملية عندما احتلت الأراضي في عام 1976 واخذت الامم المتحدة قرارات لم تنفذها اسرائيل واحتلوا كل فلسطين، واليوم الامم المتحدة تتعثر وتسكت عن الجريمة بحق الشعب الفلسطيني وهي المسؤولة عن نشأة اسرائيل حيث نشأت بإعلان الأمم المتحدة"، ورأى أنّه "إذا كانت الأمم المتحدة غير قادرة على اعلان دولة على حدود 67 اذاً "شو هل الهيئة وقديش نحنا بدنا" نؤمن بها، وهي اليوم ترتكب جريمة ثانية بعدم اقرار دولة فلسطينية". وفي هذا السياق، توجّه عون إلى الدول العربية التي "تسمى معتدلة" بالسؤال: "هل فهموا أن الطريقة التي انتهجوها خاطئة وأن حروبهم مع إسرائيل متراجعة، وهذا سؤال برسم الشعوب العربية لكي نعرف من هي الانظمة الزائلة أو الباقية".

وحول ما ينشر عنه في صحيفتي "الجمهورية"  و"المستقبل"، قال عون: "ليتوقفوا عن الكذب فهذا شيء سيوصلهم إلى "ONE WAY TICKET" وليقولوا الحقيقة من دون كذب نقلاً عن لساننا". وردًا على سؤال عما إذا كان يؤكد ما جاء في وثائق "ويكيليكس" على لسانه، أجاب عون: "نعم الحديث حصل مع القائم بالأعمال (الأميركية) في باريس ونحن لا نخجل بما نقوله، وبعد تجربتي الطويلة أؤمن بأن هناك سرًا". وإذ أعلن أنّه رفع دعوى قضائية على صحيفة "الجمهورية"، قال عةن: "لن نسمح بأن يبتزنا أحد لا دولة ولا شخص ولا فرد، فأنا أهاجم من أريد وهناك شخصية كبرى ما "قصّرت فيي" وهي كانت تتهمني بأنني أهاجمها، وأنا أتحدى الجميع إن كان صحيحًا أنني اتصلت بأي سفارة، وأقولها علناً لأن "الوشوشة" لا تبني شعوبًا". وسأل في هذا الإطار: "ما هذا الأسلوب؟ فالكذب لن يستمر والكذابين لن يبقى منهم شيء والشعب اللبناني واع ويفتح عينيه كل يوم".

وعن إقرار مشروع قانون خطة الكهرباء، قال عون: "الجميع رأى ما حصل في مشروع الكهرباء فأين هي الـ 300 مليون التي اتهمونا اننا سنرقناها؟ وكيف وافقوا لاحقًا؟" (على المشروع من دون تعديل على أرقامه) ، وأضاف: "نحن لدينا رئيس لجنة (الأشغال والطاقة محمد قباني) "ما بعرف الله كيف خالقو" فهو أوقف قانون يسمح بإستخدام الغاز (كمصدر للطاقة) ويحل مشكلة المحروقات لاسيما أن الغاز أرخص". وتوجّه لسائقي السيارات العمومية بالقول: "نحن نحل لكم المشكلة فهناك فرق محروقات يبلغ 6 مليارات في السنة ومصروف التأخير يبلغ مليوني دولار نتيجة التأخير باقرار قانون الكهرباء"، وطالب قباني في هذا السياق بأن "يشرح كيف أن عبوات الغاز (التي تستخدم في السيارات) هي قنابل موقوتة وليأتِ باحصاءات عن إنفجار عبوات الغاز في (سيارات الأجرة) في أوروبا وباكستان".

وردا على سؤال عن تمسكه برفض تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مقابل موقف رئيس مجلس الوزراء نجيب الذي يؤكد تمويلها، أجاب عون: "هل الموضوع "حبة بومبون"؟ تقدّر ثروة ميقاتي بـ 5 مليار دولار فليموّلها هو وشقيقه (رجل الأعمال طه ميقاتي)". كما سُئل عما إذا كان "حزب الله" قد أبدى إنزعاجه مما نُقل عن عون  في "ويكيليكس" فقال: "أنا افتخر بكل كلمة قلتها وحتى في ما قلته عن الحزب، فأنا تكلمت عن الفساد في لبنان ومن الممكن أن أتفاهم معهم وهذا ما هو وارد في وثيقة التفاهم".

وعن قانون الإنتخاب، لفت عون إلى أنّه "طرح جملة من الأسئلة حول مشروع (قانون الإنتخاب الذي تقدّم به) "اللقاء الأرثوذوكسي" (ويقضي بأن تنتخب كل طائفة نوابها)، وسأل في هذا المجال: "هل هذا المشروع يسمح بالتفاعل الاجتماعي ويشكّل أفضل تمثيل للمسيحيين لكي يكونوا في دولة مسيحية"، داعياً من جهته إلى "قانون يؤمّن التفاعل والتقدم نحو ثقافة المواطن".

ورداً على ما اعتبر إعلاميًا انتقادًا من جعجع لمواقف البطريرك الراعي، قال عون: "هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها الكلام عن البطريرك الماروني بهذه الطريقة، فالراعي وصف الواقع وهو بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق وليس فقط لبنان ولديه أبرشيات في لبنان وسوريا وكل مكان، فمثلاً ها هو ذاهب للولايات المتحدة لزيارة الموارنة هناك وكل المسيحيين؟" مضيفاً: "لا نفهم هذا الهجوم، فالذين لا يريدون الجيش والمقاومة ليروا الفلسطينيين ماذا حلّ بهم فهم اليوم غير قادرين على بناء دولة".

وعن خجل بعض الأفرقاء لوصف المسيحيين وكأنهم في خطر، قال عون: "المخطط وضع كل الناس بخطر، لاسيما حيال ما حصل في العراق حيث لم يستطع المسيحيون التحمل والمقصود أن يهربوا وتُسرق أرزاقهم وممتلكاتهم، وكذلك الأمر في فلسطين"، معتبراً أنّه "يومًا ما سيحتاج كل من يريد الدخول الى كنيسة القيامة في القدس إلى "TICKET" ويمكن أن تتحول إلى معلم سياحي".

وكان عون قد استهل مؤتمره الصحافي بانتقاد تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في نيويورك، فقال: "سمعنا باستغراب ما قاله رئيس الوزراء التركي ويبدو أنه يجهل التاريخ القديم والحديث، لأن بيزنطيا تمثل مع كل شاطئ المتوسط عصارة الحضارة المتوسطية والتي بدأت مع الحرف الذي احتوى العلوم والفلسفة حيث امتدت الفلسفة من الفنييقيين وامتدت مع الاغريق واكتملت مع الحضارة الرومانية"، مشيراً إلى أن "بيزنطيا تأسست في القرن السابع قبل الميلاد قبل المسيحيين والمسلمين وحملت تاريخ الحضارة الفكرية والمعمارية"، وأضاف:"إذا كان هناك من قيمة جمالية في تركيا فهي من بيزنطيا ومن المسيحيين في دواوين الخلفاء التي ترجمت الفكر الذي انتقل للعرب". وتابع قائلاً: "نحن عرفنا الويل من الحكم التركي الذي اغتصب الحقوق العربية في حين أن هذا لم يحصل مع الدولتين الأموية والعباسية فهم دخلوا إلى الشام وبقي مار يوحنا مدفون في صحن الجامع الاموي، ولا يمكن التنكر لحضاراتنا إطلاقاً، فهذا تراث انساني بدأ قبل المسيحية والاسلام واليهودية ونأمل عندما يعالج مثل هذا الموضوع ألا يتم انكار أمور نفتخر بها".

(رصد "NOW Lebanon")

 

الماروني العالمي: وحدةالموارنة من وحدة لبنان

 وطنية - 27/9/2011 رأت رئاسة الاتحاد الماروني العالمي في بيان انه "بعد إعلان البرنامج الرسمي لزيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الولايات المتحدة الأميركية ، فإننا نبدي استغرابنا لخطوة إلغاء المحطة الأولى من هذه الزيارة وهي العاصمة واشنطن، لأنه في الأساس فإن الجميع يعلم أن هدف الزيارة هو راعوي بالدرجة الأولى ولا يجوز بالتالي ربطها بأي لقاءات سياسية رسمية، حيث أن الرعايا المارونية تستعد لاستقبال غبطته والاستماع إليه في كل ما يتعلق بشؤون الكنيسة المارونية في لبنان وبلدان الانتشار".

اضاف: "وفي موازاة ذلك، لا بد في هذا السياق، من التأكيد على استمرار جهود الاتحاد الماروني العالمي لمواكبة هذه الزيارة من خلال الطائرة الخاصة التي وضعها رئيس الإتحاد الشيخ سامي الخوري لنقل البطريرك في عدد من محطات زيارته، انطلاقا من اهتمامه الخاص بجولة البطريرك الراعي الأولى إلى الولايات المتحدة بصفته رئيسا للكنيسة المارونية. إننا في ظل التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، نتوجه إلى الموارنة بنداء صادق ومخلص من أجل توحيد الرؤى والجهود على قاعدة نشر روح الوفاق، وسلوك طريق الحوار والتواصل والانفتاح والمحبة من أجل الدفاع والذود عن وجودنا انطلاقا من إيماننا بقيم الحرية في هذا العالم المتغير".

واكد الاتحاد "ان لبنان والموارنة صنوان لا يفترقان، وعلى هذا الأساس نقول إن وحدة الموارنة هي من وحدة لبنان، ويجب أن نعالج كل خلافاتنا ونعمل بكل ما أوتينا من قوة في سبيل تأمين استمرارية وجودنا أحرارا في هذا الشرق عموما وفي لبنان تحديدا ولنترك الديمقراطية هي التي تحكم أداءنا السياسي، وأن نكون يدا واحدة لأجل خلاص لبنان. وكل ما يتعلق بأمور الكنيسة المارونية في الشأن الوطني فإنه يعود للموارنة قيادات وجماعات أن تناقشه فيما بينها، لأنه مهما اشتدت خلافاتنا وتنوعت فإننا مسؤولون أمام شعبنا للخروج برؤية موحدة لتحقيق الصالح العالم لأبناء الطائفة وللبنان على حد سواء".

وختمت رئاسة الإتحاد الماروني العالمي بيانها "بما جاء في ختام وثيقة المجمع الماروني حول الكنيسة والسياسة: إننا نؤكد من جديد أن قدر الموارنة وخيارهم هو أن يتمسكوا برسالتهم التاريخية، وأن يكونوا عامل تواصل في هذا الشرق بين مكوناته المتعددة وبينه وبين العالم، وقوة دفع نحو المستقبل في مواجهة التخلف. فهم ليسوا أقلية ترتبط بعلاقات جوار مع الآخرين، وتبحث عن سبل تنظيم تعايشها مع الأكثرية والمحافظة على خصوصيتها. إنهم جماعة لها دور فاعل من خلال تواصلها وتفاعلها مع كل الجماعات في رسم مستقبل مشترك لها ولهم، يقوم على المبادئ التي تؤمن للانسان حريته وتحفظ كرامته وتوفر له العيش الكريم".

 

كتلة "المستقبل" اجتمعت برئاسة السنيورة: الالتزام الكلامي بتمويل المحكمة شيء والفعلي شيء آخر

إعلان حزب الله أن سلاحه لحماية العيش المشترك تطور خطير

نستنكر الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل في الأمم المتحدة

 وطنية - 27/9/2011 عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الدوري الأسبوعي الثالثة من بعد ظهر اليوم في بيت الوسط، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، واستعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة. وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا، تلاه النائب زياد القادري، لفتت فيه الى أنها تابعت "المواقف التي صدرت عن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، خلال تواجدهما في نيويورك، بخصوص الالتزام بالقرارات الدولية، والتأكيد من قبلهما، انه لن تكون هناك انتقائية من قبل لبنان في التعامل مع هذه القرارات". واعتبرت الكتلة أن "هذه المواقف هي خطوة مبدئية، من الضروري أن يتم الالتزام العملي بها، وذلك بالانتقال من الأقوال إلى الأفعال، وعلى وجه الخصوص، فيما يتعلق بتنفيذ التزام لبنان بدفع حصته من تمويل المحكمة الدولية".

وأشارت الى أن "الالتزام الكلامي شيء، والالتزام الفعلي شيء أخر. وهذا ما ينتظره اللبنانيون وأسر الشهداء الذين سقطوا بفعل عمليات الاغتيال الغادرة، كما ينتظره اللبنانيون، الذين يرغبون في أن يستمر لبنان محترما لقرارات الشرعية الدولية، ومؤديا لالتزاماته تجاهها".

ورأت الكتلة في هذا المجال، أن "الحكومة التي يتحدث رئيسها عن الالتزام بالقرارات الدولية، تضم أطرافا ما زالت تجاهر بالعداء السافر للمحكمة وتطالب بعدم التعامل وعدم التعاون معها. كما أن هذه الأطراف ما زالت تجاهر ايضا بمواقفها هذه وتقوم بحماية المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار والذين صدرت بحقهم قرارات اتهامية".

وقالت: "إن التزام الدولة اللبنانية بالتعاون مع المحكمة، يفترض بالجميع ولاسيما من هم أعضاء في الحكومة اللبنانية، العمل على تسليم أولئك المتهمين لاسيما وان القواعد المعتمدة من قبل المحكمة، تتضمن في آليات عملها ضوابط وضمانات ووسائل دفاع فعالة عن المتهمين بما يتضمن حقوق المتهمين وحقوق الدفاع".

وأوضحت أنها توقفت في اجتماعها "أمام تناوب مسؤلي حزب الله على محاولة توسيع دور سلاحه في الداخل ليطال حماية الأمن والثروات الوطنية والسياحية وهم في ذلك يستمرون في مصادرة وظائف الدولة وأجهزتها وكان آخرها التصريح الذي أدلى به بالأمس احد المسؤولين في حزب الله وفي ذكرى أسبوع المجزرة التي أودت بحياة عائلة من بلدة عرمتى، والذي أعلن فيه مهمة جديدة لسلاح الحزب حيث قال: "إن سلاح المقاومة هو اليوم لحماية العيش المشترك والمؤسسات في لبنان..." الخ".

ورأت الكتلة في هذا الكلام "تطورا خطيرا في رؤية الحزب لدوره وموقعه وسلاحه، حيث بات بسلاحه يعتبر أنه فوق كل مؤسسات الدولة الرسمية، السياسية والأمنية وهو بذلك قد أحل نفسه مكانها مرددا أساليب التهديد والوعيد لكل اللبنانيين، وهو أسلوب معروفة نتائجه من كل التجارب السابقة".

وقالت: "إن أزمة فائض القوة لدى الحزب تنقله من مأزق إلى أخر، فبعد أن أوجد لنفسه مهمات طويلة المدى بعد تحرير الأرض في العام 2000 كمثل ربط دور سلاحه بمواجهة الأطماع الإسرائيلية، وبالتالي بديلا عن الدولة ومؤسساتها في مواجهة تلك الأطماع، يأتي اليوم ليبتدع دورا جديدا وهو حماية العيش المشترك حسب قوله، مما يعني الإجازة لنفسه التدخل بالسلاح في الخلافات الداخلية لأي فريق مع فريق آخر من اللبنانيين بحجة حماية العيش المشترك، بعد أن نصب نفسه قبل ذلك حاميا لثروات لبنان الطبيعية".

أضافت: "إن الشعب اللبناني الذي اختار وعاش في بيئة الحرية وأرتضى النظام الديمقراطي وآلياته لن يسمح بالانقلاب عليه عبر طرق متعددة الوسائل من أبرزها اللجوء إلى أساليب الإرهاب السياسي والفكري عن طريق السلاح الموجه إلى صدور اللبنانيين أو الاستناد إلى وهجه والاستمرار باعتماد لغة الاتهام والتخوين والعمالة".

وأعلنت أن "إقدام وزير الاتصالات نقولا صحناوي على اقتحام الطابق الثاني من مبنى الاتصالات في العدلية عن طريق الكسر والخلع يشكل فضحية مدوية بحق الحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة في لبنان". وقالت: "إن هذا التصرف الميليشياوي يشرع الباب أمام سيادة شريعة الغاب بين اللبنانيين وبين المسؤولين أنفسهم. والأغرب من ذلك أن الوزير المذكور بدل أن يستتر بسبب فعلته اعتبر أن تصرفه بمثابة انتصار لمنطق الدولة. فأي منطق هذا حين يقوم أي مواطن بتحصيل ما يعتبره حقه بيده، فكيف بوزير في الحكومة اللبنانية؟! ألم يكن بإمكان الوزير الذي يعتبر أن المعدات هي ملك الوزارة، أن ينتظر قرار القضاء في هذا الأمر أو أن يطلب من مجلس الوزراء تعديل قراره وتحويل تلك المعدات من عهدة مؤسسة أوجيرو إلى عهدة وزارة الاتصالات من دون كسر ولا خلع وانتهاك للقانون؟".

ورأت أن "ما أقدم عليه وزير الاتصالات يشكل اعتداء على المؤسسات وعلى منطق القانون والواجب يقضي مساءلته ومحاسبته لدى السلطات المختصة نتيجة لهذه المخالفة الشائنة حتى لا يقدم على ارتكاب أفعال أخرى تضر باللبنانيين ومصالحهم".

وإذ استعرضت الكتلة "الموقف المشرف للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يوم الجمعة الماضي في الأمم المتحدة حيث تقدم بطلب الاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة"، لفتت الى أن "الترحيب الكبير الذي قوبل به خطاب الرئيس عباس من قبل غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة شكل إدانة واضحة لمنطق إسرائيل الدولة المغتصبة والمدانة والمحمية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية".

وقالت: "إن كتلة المستقبل في الوقت الذي تعلن فيه دعمها وتأييدها الكامل لخطوة القيادة الفلسطينية، تعلن في المقابل استنكارها ورفضها للموقف الأميركي الداعم لإسرائيل، وتطالب الرئيس الأميركي باراك اوباما والإدارة الأميركية، بإنهاء حالة الانحياز والحماية السافرة لإسرائيل. حيث لا يجوز للولايات المتحدة ولا لأي دولة تدافع عن السلام وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان أن تستمر في الوقوف مع التعنت الإسرائيلي وخطوات الاحتلال والفصل العنصري ضد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني التي لم يعد من الجائز الهروب منها وتجاهل تحقيقها".

وكررت إعلان "تضامنها وتأييدها واعتزازها بالانتفاضة السلمية للشعب السوري البطل، الذي يستمر بالنضال والتضحية من اجل الحرية والتطوير والديمقراطية في سوريا وتوسيع المشاركة السياسية لكل الأطراف في العمل والقرار السياسي". وقالت: "إن نضال الشعب السوري وإصراره على الإصلاح، لا يمكن أن يذهب هدرا". ورأت "ضرورة التجاوب مع المطالب الإصلاحية للشعب الأعزل، والامتناع عن اعتماد الحلول الأمنية التي لم تنجح أينما اعتمدت في مواجهة المطالب الإصلاحية".

 

المعلوف: كنّا نعوّل علـــى لقاء الراعي- اوباما/مواقف البطريرك الباريسية وراء عدم زيارته واشنطن

المركزية- عزا عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف "إلغاء زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى واشنطن وعدم لقائه الرئيس الاميركي باراك اوباما، الى المواقف الباريسية للبطريرك"، مشدداً في المقابل على "ضرورة احترام موقع ومقام بكركي وسيّدها". واعتبر في حديث لـ"المركزية" ان "الزيارة الراعوية للبطريرك الراعي الى الولايات المتحدة الاميركية سيكون لها وقع إيجابي على كل الرعايا الموارنة هناك على رغم عدم زيارته واشنطن". وعن تأثير عدم لقاء البطريرك الرئيس اوباما على واقع المسيحيين في الشرق عموماً وفي لبنان خصوصاً قال المعلوف: "كنّا نعوّل على هذا اللقاء، لأنه بالنتيجة عندما يكون هناك تلاقٍ بين مسيحيي الشرق والغرب فهذا تأكيد ان الغرب يدعم التعددية في الشرق، خصوصاً في لبنان النموذج لتلاقي الحضارات".

 

النموذج اللبناني في الحكم سيكون الحـل لسوريا والعالم"

الوزير السابق ميشال اده: اسرائيل ليست في وارد الاعتراف بالدولة الفلسطينية

المركزية- اعتبر الوزير السابق ميشال اده ان "خطوة الرئيس الفلسطيني في التوجه الى الامم المتحدة والحصول على العضوية، كان مجبراً عليها في ظل ما يحصل من حوله من تحولات وثورات شعبية، وبالتالي يريد ان يعزز موقعه الداخلي".

وقال إده في حديث متلفز اليوم: "تياران يحكمان اسرائيل: الاول هو التيار العادي، من أتباعه إسحق رابين وغولدا مائير، كان يريد الوصول الى حل مع الجانب الفلسطيني، اما التيار الثاني فكان متطرفاً جداً ومن أتباعه رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان، وهذا التيار لا يوافق على شيئ ولا يقبل بقيام الدولة الفلسطينية"، ولفت الى ان "الرئيس عباس يفاوض الاسرائيليين منذ فترة ويقوم بخطوات عديدة للمساعدة في قيام الدولة الفلسطينية لكنه لم يحصل على شيئ".

واوضح إده ان "الضفة الغربية بالنسبة الى اليهود المتطرف اي أتباع التيار الثاني، هي في اليهودى والسامرة وليست تل ابيب او النقب ولا حتى جليلة".

وقال: في العام 1882 سكن اليهود في المناطق الفارغة اي على البحر كتل ابيب، في حين ان الضفة الغربية كانت مكتظة بالفلسطينيين، وكان هناك عدد ضئيل جداً من اليهود في القدس، لذلك المشكلة كبيرة جداً اكثر مما نتصوّر.

اضاف: هؤلاء المتطرفون يحكمون اسرائيل اليوم وليسوا في وارد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فهم يريدون كل شيء والمفاوضات لن تؤدي الى نتيجة، لأن نتنياهو يريد التفاوض من دون شروط لكنه يريد استكمال الاستيطان، ونأسف لأن الدول لا تتحرك من اجل وقف هذا الاستيطان.

ولفت الى ان "الإسرائيليين يريدون القضاء على محمود عباس لأنه معتدل، وخطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ضايقهم كثيراً".

واشار الى "مدى تأثير الـ"لوبي" الاسرائيلي على العالم"، سائلا "لماذا على "الدول المؤثرة أو غير المؤثرة أن تتجند للقضية الفلسطينية في وقت ان الفلسطينيين في حدّ ذاتهم مختلفون؟"، داعيا "الى التوافق من أجل تدعيم طلب الحصول على العضوية بالامم المتحدة".

وقال: سابقا كانت لمصر والعراق وليبيا واليمن جبهة متضامنة وقوية، انما اليوم اختلف الموضوع بعد كل الحوادث التي حصلت، وتاليا اسرائيل لن تقبل بالاعتراف بدولة فلسطين، وعلى الجميع ان يفهموا ان على الفلسطينيين ان يتوحدوا وان يكفوا عن الخلافات في ما بينهم، وعلى العرب ان يفهموا انهم لا يستطيعون التخلي عن فلسطين.

ولفت الى ان "نتنياهو شعر بردة الفعل العالمية بعد كلمة محمود عباس في الأمم المتحدة"، مشيرا الى "ازدواجية في المواقف الاسرائيلية وطغيان التطرف، حيث ان الاسرائيليين يرون ان نتنياهو نجح في هذه المرحلة". وتابع: الوضع داخل اسرائيل خطير جدا، ففي العام 1948 عندما وضعت يدها على نحو 78 في المئة من الاراضي، بقي في الدولة التي اطلق عليها اسم اسرائيل 130 ألف عربي، وفي العام 1950 مع لمّ الشمل أصبح العدد 150 ألفا، واليوم أصبحوا نحو مليون و600 ألف علما أنه في الوقت نفسه كان هناك اكثر من مليون نازح، ولهؤلاء نمو ديموغرافي هائل، وبعد نحو 15 سنة ستصبح النسبة 30 في المئة، الأمر الذي سيشكل عبئاً.

أضاف: من الضروري وجود دولة فلسطينية ولكن المشكلة أن سياسة محمود عباس ملتبسة وغامضة، وهو يعلم ان ليس هناك من حق عودة، وليس هناك من لاجئين سوى في لبنان، وما تريده اسرائيل هو توطين الفلسطينيين فيه من اجل تفجيره.

الوضع السوري: وعن الوضع في سوريا قال اده: اخشى من حرب اهلية، لأن كل الدول تتهجّم على الحكومة السورية وتريد إسقاط حكم الرئيس بشار الاسد خصوصاً تركيا، ويتم إدخال السلاح الى الداخل السوري، فالوضع من سيئ الى اسوأ. والجامعة العربية غير قادرة على القيام بدور الوسيط لحل الازمة السورية، لأن الوضع خطير جداً فكلا الطرفين لا يريدان التنازل عن موقفهما.

واشار الى "ان النموذج اللبناني في الحكم ربما سيكون الحل ليس فقط لسوريا، إنما لكل دول العالم"، وقال في الماضي كانت كل الدول متجانسة، اما الآن فاصبحت غير ذلك، ولكننا في لبنان عرفنا كيف نعيش مع بعضنا البعض على رغم اختلافنا، وطبّقنا المناصفة في الحكم بغض النظر عن العدد".