المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 27 أيلول/11

حزقيال الفصل18/2-4/كل واحد مسؤول عن أعماله

وقال لي الرب: ما بالكم ترددون هذا المثل في أرض إسرائيل: الآباء أكلوا الحصرم وأسنان البنين ضرست؟ حي أنا، يقول السيد الرب، لن ترددوا بعد الآن هذا المثل في إسرائيل.

فجميع النفوس هي لي: نفس الأب ونفس الابن، كلتاهما لي. النفس التي تخطأ هي وحدها تموت. (كل عنزة معلقة من كرعوبا)

 

عناوين النشرة

*سليمان تابع الاوضاع مع وزراء ونواب ولبى دعوة بري لغداء المصيلح

*الراعي حمل هموم ومطالب المسيحيين الجنوبيين: عودة اللاجئين من اسرائيل ومنع بيع الاراضي وتأمين العمل

*بري أولم تكريما للبطريرك الماروني في المصيلح: الحوار وبناء الثقة أساس للشركة الأفقية مع الجميع

*جعجع استقبل المنسق الخاص للأمم المتحدة مودعا

*وليامز: لبقاء لبنان حذرا خلال التغير الدراماتيكي العربي ولا يمكنه طلب المساعدة بيد ورفض دفع مستحقاته بالأخرى

* ضاهر: بكركي كانت دائما مع الحريات وكرامة الانسان وسنتصدى لمن يريد تقسيم بلدنا وتحالف الاقليات سيزيد الحرمان

*ميقاتي عرض العلاقات مع وزيرة الخارجية الأميركية واطلع من العربي على نتائج زيارته لسوريا واستقبل لافروف

*المكتب السياسي الكتائبي اجتمع برئاسة الجميل: نخشى ظهور الدولة منقسمة لتعدد التمثيل في الامم المتحدة

*وفد من " لقاء مسيحيي المشرق" زار الاسد واطلعه على مشروع عقد مؤتمر عام للمسيحيين 2012

*ماروني: متحدون في بناء الدولة وآخرون يؤيدون السلاح غير الشرعـي والدويلات

*باريس تحتج لدى دمشق بعد التعرّض للسفير الفرنسي في سوريا 

*برنامج زيارة الراعي إلى أميركا من 4 إلى 23 تشرين الأول بسبب إلغاء زيارته لواشنطن

*فيلتمان: ملتزمون المواضيع المتعلقة بلبنان.. وليحذر بالتعاطي مع الوضع في سوريا

*ميرزا أكد أنَّ النيابة العامة وضعت يدها على قضية اقتحام مبنى "أوجيرو"

*ويليامز: إذا تخلفت الحكومة عن تمويل المحكمة سيتّخذ مجلس الأمن الموقف المناسب

*اقتراح لسامي الجميل لاعتماد التصويت الإلكتروني: الأجهزة اللازمة موجودة بمجلس النواب وثمنها دفعه الشعب

*الكتائب اللبنانيّة: لبنان لن يقبل أيّة تسوية للقضيّة الفلسطينيّة تكرّس توطين الفلسطينيين

*فرنسا تنفي ما نقل عن ساركوزي وتؤكد تمسكها بالوجود المسيحي في الشرق 

*لا اتجاه للخارجية الأميركية لإلغاء تأشيرة الراعي

*بري يشيد بمقاربة البطريرك للموقف الناتج عن الاحتلال... والراعي يصفه بقلب الجنوب النابض

*منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد: نتمنى أن تبقى بكركي فوق الانحياز وجامعة لكل اللبنانيين

*عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف الحفاوة بالبطريرك في الجنوب من "أمل" و"حزب الله" هي شكر على مواقفه الأخيرة

*استكمل جولته الرعوية في مرجعيون وحاصبيا وزار النبطية ومنطقتها/الراعي: آن الآوان لنجلس الى طاولة الحوار ونبني معاً نسيجنا الوطني

*ماروني: قداس شهداء المقاومة اللبنانية عبّر خير تعبير اين هو الضمير المسيحي

*مع دعوات لتوسيع مهمة "يونيفيل" إلى حدود سورية لوقف تهريب السلاح/تحذيرات دولية من سقوط لبنان تحت أنقاض نظام الأسد/حميد غريافي: السياسة

*ويكيليكس...اقتصاديو "8 آذار": حزب الله لا يملك اجندة اقتصادية...وتعمّد مهاجمة رفيق الحريري على مشاريع إعادة الإعمار/الفقر يؤمن أرض خصبة لعمل الحزب...وياسين جابر قال: تمت إقالة عمار الموسوي لأنه فاسد/طارق نجم

*زهرا لـ "المستقبل": على "حزب الله" الانكفاء عن مشروع الغلبة

*نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سجعان قزي: لا يحق للمسيحيين الخوف من الثورات بل من واجبهم الخوف مما بعدها. كل موقف لا يحترم ثوابت بكركي يبقى "دبكة بعلبكية" ... والبطريرك الراعي يسعى لفتح مسلك مؤقت بانتظار انتهاء "الإشغال" في المنطقة  

*فارس سعيد لـ "السياسة": النظام السوري يجب أن يسقط بأسرع وقت ممكن

كلام "حزب الله" عن تمويل المحكمة ملتبس وفي نهاية الأمر سيرضخ

"حزب الله" يحاول أن ينتزع شرعيته المسيحية من الراعي

ميشال عون يراهن على نظام الأسد بأنه سيهزم العالم كما راهن في العام 1990 على صدام حسين

لا أخشى من تقسيم سورية لأن الإسلاميين في مصر لم يحصلوا على أكثر من 21 في المئة

على الرئيسين سليمان وميقاتي اللذين يدعمان قيام الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن أن يدعما القرارات الأممية تجاه لبنان

"حزب الله" هو المستضعف وهو محكوم بالمحكمة من جهة وبسقوط النظام السوري من جهة ثانية

أخشى أن يكون الكلام الذي صدر عن الراعي يعطي الانطباع المعاكس لنداء بكركي عام 2000

ليس هناك توجه فاتيكاني من أجل أن ينظر الى الشرق الأوسط الجديد كحصيلة توفيقية بين طوائف ومذاهب

بكركي في العام 2000 كانت تجمع اللبنانيين أما اليوم فانها تجمع المسيحيين فقط

لا يمكن إجراء انتخابات صحيحة طالما هناك سلاح غير شرعي قادر على تعطيل العملية الديمقراطية

*حلف الأقليات أو "يهودية" إسرائيل/خصوصية الثورة العربية هي في التصالح مع الدين والدولة المدنية/علي الأمين/صدى البلد

*الثورة والمسيحيون في الشرق/بقلم الدكتور فيليب سالم

*ويكيليكس» اللبناني... سياسة القيل والقال/محمد علي مقلّد * الحياة

*وكيليكس/المستقبل/عون مرتبكاً أمام انتقاد "التفاهم" في 2006: أنا صديق أميركا والوثيقة جعلت حزب الله لبنانياً

*من "الملّة" إلى "الطائفة".. إلى الشكل الضروري الجديد للجماعة المسيحية في الشرق/وسام سعادة/المستقبل

*مسكين المستر باندا.. تأملوا لو كان عربيا/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*العودة إلى ميثاق 43 والطائف ترمم الثقة/نبذ التطرّف مسؤوليّة المسيحيّين والمسلمين/اميل خوري/النهار

*جعجع يخرج من سجنه للمرة الأولى وجنبلاط يتأمل في حركة البطريرك/ايلي الحاج/النهار

*خليل: الراعي "إمام البطاركة" وسوريا تُعاقب وستخرج قريباً من أزمتها

*التفاهم على تمويل المحكمة ضمن رزمة اجراءات مواكبة/عون يفتح معركة التعيينات المسيحية بعد سقوط أقتراحه الكهربائي/سابين عويس/النهار

*فلسطين مرّت بجونيه/نبيل بومنصف/النهار

*الغرب أبعد من السياسة/حازم صاغيّة/لبنان الآن

*عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب:  موقف سليمان في الامم المتحدة واضح لجهة الالتزام بالقرارات الدولية

*الجوزو : جعجع أصبح فعلا حكيم

*المنار": مخابرات الجيش توقف المدعو (أ.س.) وزوجته لتعاملهما مع إسرائيل

 

تفاصيل النشرة

 

سليمان تابع الاوضاع مع وزراء ونواب ولبى دعوة بري لغداء المصيلح

المركزية- إستأنف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد عودته من نيويورك نشاطه اليوم، حيث عرض مع وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب للوضع التربوي مع إنطلاقة الموسم الدراسي والجامعي وأهمية تعيين رئيس وعمداء للجامعة اللبنانية لتفعيل دورها الاداري والاكاديمي.

رحمة: وتناول الرئيس سليمان مع النائب إميل رحمة التطورات السياسية السائدة راهنا على الساحة الداخلية وشؤونا عائدة لمنطقة بعلبك.

مأدبة بري تكريما للبطريرك: وظهرا، لبّى رئيس الجمهورية دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الغداء الذي يقيمه في دارته في المصيلح تكريما للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمناسبة الجولة الراعوية التي يقوم بها في الجنوب.

 

الراعي حمل هموم ومطالب المسيحيين الجنوبيين: عودة اللاجئين من اسرائيل ومنع بيع الاراضي وتأمين العمل

المركزية- علقت مصادر روحية مسيحية في الجنوب على جولة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اليها بالقول: "الزيارة وطنية وتاريخية تحمل أكثر من رسالة، وهي حققت اهدافها بتأكيد ثوابت بكركي الوطنية وشعار الراعي للجميع بين اللبنانيين من خلال الشركة والمحبة، وأنها كانت صدى الزيارات التي كان يقوم بها الامام موسى الصدر في السبعينيات الى بلدات الجنوب تأكيدا على وحدة والتعايش كثروة يجب التمسك بها لارساء مجتمع مقاوم ضد العدو الاسرائيلي.

وكشفت المصادر لـ"المركزية" عن أمور عدّة سمعها البطريرك الراعي خلال جولته وهي:

1 - العمل على اعادة المهجرين من ابناء القليعة ورميش ودبل وعين ابل من اسرائيل الى وطنهم، وبأقصى سرعة وليأخذ القضاء مجراه بحق القتلة.

2 – وقف بيع أراضي المسيحيين لغير المسيحيين خصوصا كما جرى بعد التحرير في العام 2000 في مرجعيون والقليعة وغيرهما.

3 – افتتاح فرع لجامعة الروح القدس في الكسليك اما في صور أو النبطية أو رميش.

4 - انشاء مجمعات سكنية بأسعار رمزية لأبناء الطائفة المسيحية في صور لحل أزمة السكن وارتفاع اسعار الشقق والعقارات التي تقف حائلا دون الاقدام على الزواج.

5 – توفير العمل للشباب المسيحي في ارضه لمنعه من النزوح من الارياف الى المدن طلبا للعمل ولقمة العيش.

6 – تأمين التنمية البشرية والاقتصادية للعائلات المسيحية الجنوبية لتعيش من استثمار اراضي الاديرة وزراعتها كي تعلم اولادها.

7 – ثمة قواسم مشتركة وتزاوج بين المسلمين الشيعة والمسيحيين في الجنوب حيث بات المصير واحد في تقاسم لقمة العيش.

8 – إنشاء اديرة على أراضي الرهبنة المارونية كرمز للعيش المشترك والتآخي في الجنوب.

9 – توسيع مدافن المسيحيين باستثمار ارض محيطة بها في النبطية وصور ومرجعيون وحاصبيا ودعم لجان الوقف على الصعد كافة.

 

 بري أولم تكريما للبطريرك الماروني في المصيلح: الحوار وبناء الثقة أساس للشركة الأفقية مع الجميع

المطلوب وقف أي تحريض أو تمويل أو تسليح ضد سوريا

الراعي:الجنوبيون تخطوا الماضي وفتحوا صفحة الشركة

أشهد للعيش الواحد المسلم والمسيحي في المدن والقرى

 وطنية - 26/9/2011 أقام رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته السيدة رنده، مأدبة غداء في المصيلح تكريما للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ووزراء ونواب جنوبيون، وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقائد "اليونيفيل" الجنرال ألبرتو أسارتا، ومفتي المناطق ومشايخ خلوات البياضة ومطارنة الطوائف المسيحية في الجنوب وفاعليات روحية وقيادات سياسية ومديرين عامين وأعضاء من هيئة الرئاسة في حركة "أمل". وسبق المأدبة لقاء قصير جمع الرئيس سليمان وعقيلته والرئيس بري وعقيلته والبطريرك. وأقيم لسليمان استقبال رسمي، وأدت له ثلتان من قوى الأمن الداخلي وشرطة المجلس التحية، وعزف النشيد الوطني اللبناني، كما أقيم استقبال رسمي ايضا للبطريرك.

بري

وخلال المأدبة ألقى بري كلمة قال فيه: "أهلا بكم يا غبطة البطريرك في أرض القداسة في جنوب لبنان، جبل عامل، جبل المحبة الذي طرد أبناؤه التجار من أرضه ومن كل هيكل فيه للرب.أهلا بكم تسلكون نفس طريق السيد المسيح عليه السلام الى عرس قانا والى صور حيث شفاء الكنعانية، والى سريباتيا (الصرفند) حيث لم تتأخر الامواج ولم يرجع بها الزبد فمشى على الماء، ثم الى الطريق من دير ميماس الى حرمون وجبل الشيخ الطريق التي تمر حكما عبر مزارع شبعا.

أهلا بكم وأنتم تكرزون كما الحواريون الذين أرسلهم السيد المسيح عليه السلام في القرى، وانتم تحملون شباككم وتصطادون البشر وانتم تحملون وعاء الحرية وترشون منه المياه المقدسة على جباه الفلاحين وأعناق العمال وايدي الطلاب لتتكاثر زهور المحبة.

أهلا بكم وأنتم تمثلون كنيسة السيد المسيح عليه السلام، فتؤكدون كنيسة البشر والحوار والجوار والالم والامل والحب والمحبة والشفاء والشفافية، وتمارسون ثقافة الاتصال بأنفسكم.وأهلا بكم وانتم تسلكون طريق نبع الماء الحي، تشعرون الناس بحرارة المحبة وتعبرون كما المعلم عن روح الحكمة والفهم والتعجب والدهشة وروح الحق والجمال والصلاح".

أضاف: "إنني باسم الجنوب الاكثر محبة وتعايشا واندماجا، وباسم الجنوبيين من كل الطوائف والمذاهب والفئات، وباسم المؤمنين في كل مسجد وحسينية وكنيسة ودير وخلوة، باسم هؤلاء اللبنانيين الخلص ارحب بكم هنا في بيت بيوت الجنوب، الذي يقيم لكم أفراحا من وسطه الى جنوب الجنوب حيث خط تماس الجغرافيا والتاريخ مع فلسطين، حيث القرى المعلقة على صليب الآلام منذ عام 1948، يوم استقبلت موجات اللاجئين الاولى من أشقائنا أبناء الشعب الفلسطيني، ويوم أقيمت المستعمرات مقابل ارضنا فجمدت الحياة، ويوم اشهر الاعداء شريعة قتل الاغيار، واعتمدوا سياسة الارض المحروقة والمجازر بقصد تفريغ الجنوب من اهله ذوي القلوب النقية الذين صمودا لأن ايمانهم عظيم كما الكنعانية، ولأن الله لم يمنع رأفته عنهم في ساعة الشدة.

أهلا بكم وانتم تبشرون بالسيد المسيح عليه السلام الذي له كنيسة الناس، والذي بشر به ووصفه شاعر الجنوب ومرجعيون نقولا قربان بقوله: ولد اليوم عندنا مسيح جديد، عامل من العمال الطيبين، عيناه زنبقتان في موقد، وذراعه كموسيقى البحارة العائدين، يطعم خبزه للجائعين الصغار، ويمضغ الصمت، ويبزغ من ضلعه النهار، وعلى جبينه علامة من رخام الطفولة، فتنبت في عروقه حديقة الالم ويجري في دمه نهر الحصاد، مسيح يبشر بالعطاء وبموت الحروف والايدي التي تخنق البراعم، وهو في كل مساء يكتب آيته الاخيرة على خشب الغار وصدور الجياد الحمر، انه لن يبقى في الكون طغاة ممن يطفئون شمس الفكر ويأكلون لحم النساء.

وأهلا بكم وانتم تحيطون رعيتكم بكل محبتكم واهتمامكم ورعايتكم، فلا يشعر ابن الجنوب الى اي طائفة انتمى بأنه محتقر أو أنه لبناني من فئة مهمشة ومحرومة".

وتابع: "وبعد وبعد، تعود بي الذاكرة بمناسبة وجودنا ضيوفا في حضرة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى غبطة البطريرك خريش رحمه الله، وهو يحمل الجنوب في قلبه الى حيث ذهب، وهو الذي بقي مقيما على عهده بالحواكير وكروم الزيتون والتفاح التي تسيج عين ابل، رغم انه انطلق الى البعيد متحملا مسؤولية لبنان.

نتتذكره وهمته العالية الى جانب الامام السيد موسى الصدر في هيئة نصرة الجنوب، نتذكر ان قوتهما كانت بالضعفاء والمحرومين وبإظهار جمال الحقيقة وبعملهما الدائم لأنسنة الانسان.

إننا وقد استودعنا غبطة البطريرك خريش امانة الله سبحانه، فإننا ندعو انفسنا للوقوف الى جانب غبطة البطريرك الراعي في العمل لتحرير الامام الصدر وكشف مكان اخفائه، ولتحرير الانسان من مخاوفه وهواجسه في لبنان، كما الامام الصدر وقف عند المذبح موقف البطريرك، وكذا غبطتكم تامنوننا وما يضيركم، ولا يضيركم شنآن قوم من هنا او هنالك. قبلك تماما يا سيدي البطريرك تجنى البعض على الامام الصدر ومن شيعته، واتهموه، واجزلوا بالتهم وخونوه لانه سار على درب ذات الشوكة التي تسيرون عليها الآن. واكمل الطريق ولسان حاله يقول "اغفر لهم يا ابتاه انهم لا يدرون ماذا يفعلون".

واردف: "إننا يا صاحب الغبطة وامام القضايا الوطنية الملحة، ونظرا الى مسؤوليتنا مثلكم امام الناس، لا يمكننا ان ندفن رأسنا في الرمل ولا ان نجاري او نداري، ولا بد لنا ان نقول الحقيقة عارية مجردة كما هي، لذلك فإننا:

أولا: أكدنا على منبر الامام مثلكم حرصنا على الحوار دون شروط، حوار مفتوح على القضايا الوطنية الاساسية، حوار صريح ومباشر وجها لوجه، حوار من اجل الوصول الى استراتيجية وطنية للدفاع، وحوار لوضع حلول جذرية لأزمتنا الاقتصادية والاجتماعية، وبالاساس حوار من أجل بناء الثقة في ما بيننا.

كما اكدنا تطلعنا الى حوار وطني شامل ينتبه الى التطورات الجارية في الشرق الاوسط، وخصوصا في الاقطار العربية والنطاق الاقليمي المجاور.

إن الحوار وبناء الثقة هما الاساس الذي يمكننا جميعا من بناء الشركة الافقية مع كل الناس ومن كل الاطياف، من كل دين وثقافة وكل رأي وكل انتماء كما تطمحون يا صاحب الغبطة.

ثانيا: إن أهم ما نلتقي عليه وما يقف الجنوب في خط الدفاع الصلب عنه كما في خط الدفاع عن الوطن هو صيغة العيش المشترك، لأن لبنان بهذه الصفة والطبيعة هو نقيض اسرائيل العنصرية.ولأن لبنان كذلك فكل الانظار تتجه اليه كما عبر غبطتكم، وهو ما يستدعي تجديد الدعوة الى كلمة سواء بين ابنائه.

ثالثا: إننا نتفق معكم يا صاحب الغبطة في معنى ان لا تكون اي علاقة مميزة لاي طائفة مع اي دولة او مرجعية خاصة بتلك الطائفة او ذلك المذهب، بل ان تكون تلك العلاقة من اجل لبنان وان تسهم في حل قضايا لبنان وفي دعم استقرار لبنان وازدهاره، وأن يستمر لبنان كما عبرتم قبل زيارتكم لفرنسا، بلدا يحافظ على العيش معا" وعلى الديموقراطية وانفتاحه على العالمين العربي والغربي.

رابعا: إننا إذ نؤكد وفاء لبنان لالتزاماته تجاه تنفيذ القرار الدولي 1701، فإننا نطالب المجتمع الدولي ودول القرار بالضغط على اسرائيل لإجبارها على الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، ووقف الانتهاكات الاسرائيلية للحدود السيادية للبنان برا وبحرا وجوا بما في ذلك قرصنة ثروته البحرية.

وإننا إذ نحيي مقاربتكم للموقف الناتج من الاحتلال الاسرائيلي والذي شكل على الدوام التحدي الابرز للبنان، فإننا نعيد التذكير بأن عدم احترام اسرائيل للقرارات الدولية الخاصة بلبنان وفي الطليعة القرار 425، واستمرار الاجتياحات الاسرائيلية عبر منطقة عمل القوات الدولية، وقبل ذلك تجاهل اسرائيل أساسا لوجود المراقبين الدوليين لخط الهدنة، أدى الى نشوء المقاومة كنتيجة طبيعية للعدوان، واليوم تستمر هذه المقاومة كضمانة لردع اي عدوان ولتأكيد حقوق لبنان في ارضه ومياهه وثرواته الطبيعية في البر والبحر، لذلك نقول وبصراحة للاقربين وللابعدين لا تخافوا من المقاومة بل خافوا على المقاومة.

إننا بالنسبة الى الوقائع الجارية في عدد من الاقطار العربية وفي الطليعة الشقيقة سوريا، نؤكد ضرورة وقف اي كلام او تحريض او تمويل او تسليح عابر للحدود، وحذرنا من "سايكس بيكو" جديد لا يستهدف سوريا فحسب بل عددا من بلدان المنطقة وصولا الى لبنان".

خامسا: بالنسبة الى الاشقاء الفلسطينيين فإننا اذ نجدد الاعلان اولا اننا سنمنع اي محاولة لجعل لبنان رصيفا للتسوية وبالتالي فرض مشروع التوطين، واذ نؤكد حق العودة ونعرف ان اشقاءنا الفلسطينيين يتمسكون بهذا الحق، فإن ما يجب ان يعرف القاصي والداني هو ان القضية الفلسطينية تمثل جوهر الصراع في الشرق الاوسط وهي قضية العرب المركزية، واننا في لبنان سنواصل دعمنا للشعب الفلسطيني لتحقيق امانيه الوطنية وفي الطليعة تحرير ارضه وعودة اللاجئين من ابنائه وتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وتابع: "اننا انطلاقا مما تقدم نرى انه لا فائدة من ان نربح العالم ونخسر انفسنا. نقول ذلك لأن في لبنان من لا يريد ان يكف عن الغضب والسخط وان هناك من يواصل اغلاق الستائر لمنع الشمس من الدخول الينا. إننا نحن، المؤمنين بهذا الوطن وليس مجرد المنتمين اليه، سنتذكر دائما ان قوتنا في وحدتنا، وان كنزنا حيث يوجد وطننا موحدا في القلب، واننا سنبقى نقرأ في الارشاد الرسولي الذي تركه لنا قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، وسنكون الى جانب قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر وآباء كنيسة الشرقيين الذين عقدوا اجتماعا خاصا لكنائس الشرق الاوسط واصدروا توصيات نحترمها ونلتزم العمل معكم ومن ورائكم لتنفيذها".

وختم: "اخيرا، ان لبنان يستحق كل تضحية، انه يستحق ان نتحلق حوله جميعا، انه بفضل طبيعته ومكوناته يمثل فعل تحد، انه وطن جامع مانع وطني كياني بطوائف كيانية، انه بلد الارز وكتاب التاريخ ومكان العرس وحديقة الحرية ووطن المحبة، ان الجنوب هو عرش المحبة والشركة وانت صاحب الشعار، فأهلا بكم في كل مكان من جنوب لبنان".

الراعي

ثم القى الراعي الكلمة الآتية: "فخامة الرئيس، بتلبيتكم دعوة دولة رئيس مجلس النواب، الأستاذ نبيه بري لرئاسة مائدة المحبة، في دارة المصيلح، في ختام زيارتي الراعوية الى ابرشية صور المارونية، التي شاءها ونظمها سيادة أخي راعيها المطران شكر الله نبيل الحاج السامي الإحترام. انما تعربون عن حضوركم مع ابناء هذه الأبرشية ومع كل الجنوب بمسيحييه ومسلميه، حضور الرئيس الواعي والمحب والمسؤول. وكون الدعوة الى مائدة المحبة هي لتكريم البطريرك والشكر على الزيارة الراعوية الثلاثية الأيام، فإنكم، فخامة الرئيس، تولوني جميلا من جهة، وتؤكدون الرسالة التي احملها الى ابناء الجنوب من جهة ثانية، وتثبتونهم بدوركم في ارضهم التي سقوها بعرق جبينهم، وحرروها بوحدة صمودهم، وافتدوها بدماء شهدائهم واغنوها بتراثاتهم، وكتبوا عليها مآثر تاريخهم، حفظكم الله على رأس هذا الوطن بالصحو والخير والنجاح، وحقق امنياتكم الكبيرة".

اضاف: "دولة رئيس مجلس النواب، الأستاذ نبيه بري، شكري العميق لكم، للسيدة رندى عقيلتكم، على هذه المأدبة السخية والمحبة، والغنية بحضور اصحاب السيادة المطارنة واصحاب السماحة المشايخ الكرام، واصحاب المعالي الوزراء والسعادة النواب وسائر المسؤولين في الدولة واداراتها واجهزتها وفي المجتمع، مع كل هذه الوجوه الكريمة".

وتابع: "دولة الرئيس، انتم لستم فقط من الجنوب وفي الجنوب، بل جعلتم ذاتكم قلبه النابض بمحبته ومحبة اهله، وضميره في نداء العيش الواحد المتساوي والمتوازن بين مسلميه ومسيحييه، وصوته الصارخ بحرمانه وحاجاته، ويده الناشطة في تلبية حاجاته واعادة اعماره".

واردف: "ان زيارتي الراعوية، بصحبة راعي الأبرشية المطران شكرالله نبيل الحاج، وراعي ابرشية صيدا السابق المطران طانيوس الخوري وبرفقة وزراء ونواب، ومحافظين وقائمقامين ورؤساء بلديات ومخاتير، ومشايخ وكهنة ورهبان وراهبات، تكتسب بعدين الشهادة والإلتزام. اشهد لحقيقة العيش الواحد المسلم والمسيحي في كل المدن والبلدات والقرى، مع ما يحتاج لإكتماله في المساواة بالحقوق والواجبات. لقد طوى الجنوبيون صفحة الماضي ومآسيه وجراحه وفتحوا صفحة جديدة من الشركة والمحبة. وانهم يتوقون الى ان تمتد على كل مساحة ارض الوطن. واعربت عن ان هذه الرغبة هي توق كل اللبنانيين، شرط ان تتم الشركة والمحبة على طاولة الحوار المسؤول، يطرح عليها الجميع ما لديهم من مخاوف وتساؤلات ومآخذ وتطلعات. وقد اصبح اللبنانيون جاهزين لهذا الإستحقاق بعد 36 سنة من التضحيات والإختبارات. فمنذ سنة 1975 الى اليوم وابناء لبنان من اقصى شماله الى اقصى جنوبه، يسجلون بطولات في مقاومة الأعداء، واراقة دماء الشهداء، وبذل الغالي والنفيس، من اجل حماية لبنان سيدا حرا مستقلا. وتنافسوا في سبيل تثبيت كرامته، وعزة شعبه، وميثاق العيش معا، وصيغة التعاون المتوازن والمتساوي في احياء الدولة ومؤسساتها، حكما وادارة".

وقال: "اشهد لسخاء ومحبة شعبنا في الجنوب، والمجالس البلدية واللجان الأهلية وسائر الهيئات المحلية، وقد ظهر في اعداد الزيارة الى كل مدينة وبلدة وقرية، وفي ما احاطوني به من حب وفرح وبهجة و تكريم، رأيتها مزيدا من الثقة وتعبيرا عما لديهم من انتظارات وتطلعات. اشهد لتفاني وجهد وتعب ضباط وجنود القوات الدولية لحفظ السلام وقادة الجيش وقوى الأمن الداخلي وسائر الأجهزة الأمنية والعناصر والجنود العسكريين، بأعداد غفيرة توزعوا في الطرقات والساحات والمفارق، في الوديان وعلى التلال، في القفر وفي الأماكن الآهلة. فالشكر لهم ولقادتهم الأعلين على كل هذه التضحيات، راجين لهم و للمؤسسات دوام الخير والنجاح والإزدهار. هذه الشهادة وهذا الشكر يمتد ايضا الى الصليب الأحمر والدفاع المدني وجمعيات الكشاف على انواعها. كافاهم الله جميعا على كل ذلك بدوام الخير والإزدهار. ويمتد الشكر والشهادة ليشملا وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية لحضورهم ومواكبتهم ونقل وقائع الحدث. اعرب عن امتناني لهذه المؤسسات و للمسؤولين عنها، راجيا لهم المزيد من النجاح والتقدم في التقنيات الإعلامية".

وختم: "بعد هذه الشهادة، التزم بما رأيت وسمعت من المسيحيين والمسلمين بشأن حاجاتهم المتنوعة، فإنني سأواصل النظر فيها مع المسؤولين المعنيين في الدولة والكنيسة والمجتمع، ولقاؤنا هنا اليوم في المصيلح تأكيد للشهادة والإلتزام".وبعد المأدبة ودع بري وعقيلته والراعي الحضور فردا فردا، وسبق ذلك ان قدم رئيس المجلس للبطريرك الماروني درعا تقديريا يرمز الى التلاقي بين مواقف الإمام الصدر والبطريرك الراعي.

 

 ضاهر: بكركي كانت دائما مع الحريات وكرامة الانسان وسنتصدى لمن يريد تقسيم بلدنا وتحالف الاقليات سيزيد الحرمان

 وطنية - 26/9/2011 أقام رئيس مؤسسة سعادة التربوية المستشار نزيه سعادة حفل غداء تكريما لعضو كتلة المستقبل النائب خالد ضاهر في مطعم أبو النواس في بلدة سير الضنية بحضور رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية ورؤساء بلديات ومخاتير وعلماء دين وحشد من الشخصيات الاجتماعية وأبناء المنطقة.بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة لسعادة عدد فيها مراحل دعم التعليم في الضنية، وقال: "ان عدد الطلاب المستفيدين من هذه المؤسسة بلغ في السنة الماضية 450 طلبا من مختلف المستويات".ولفت سعادة الى "أن المسلمين في لبنان هم ضمانة المسيحيين على عكس ما يقال والتاريخ القديم والحديث أثبتا ذلك والجميع يعلم من قتل قادة المسيحيين في لبنان وطبعا ليس المسلمين".وكانت كلمة لرئيس صندوق الزكاة في الضنية الشيخ محمد جبارة أثنى فيها على المشروع التربوي الذي يرعاه سعادة بمؤسسته التربوية".كما تحدث الشيخ محمد الترك فدعا الى "مزيد من الاهتمام التربوي في المنطقة لأن التربية والتعليم هي الخلاص لكل الشعوب".

ضاهر

وفي الختام كانت كلمة المكرم النائب ضاهر أكد فيها "ان نهج الاقصاء والتفرد وفرض القول والارهاب قد يؤدي الى لجوء كل فئة الى التعصب والتجمع، ورأينا مع الأسف تحالف الأقليات الذي أطل علينا بصورة قيمة وواضحة. وبوضوح يريدون أخذ هذا البلد الى تحالف الأقليات، يريدون جعل هذا البلد بدل أن يكون واحة للحرية والتعاون وواحة حضارية لهذه النماذج التعددية كما خلقه الله طوائف ومذاهب. 18 طائفة تريدأن يكون لبنان سجنا كبيرا لفكر الناس ورأيهم".

واضاف "سمعنا كلاما كبيرا من مرجعيات لبنانية كبيرة نكن لها كل الاحترام، سمعنا كلاما خطيرا شعرنا أنه كلام عنصري بحقنا فيه إساءة لهذا الوطن وفيه إساءة للمسيحيين بصورة خاصة، ونحن نعرف ان التاريخ المسيحي وراء المرجعية الدينية في بكركي كانت دائما مع الحريات، كانت دائما مع كرامة الانسان وحريته، كانت دائما ملجأ لكل اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ولكن ما سمعناه وتناقلته وسائل الاعلام من باريس صدمنا، شكل لنا عقدة وإساءة مباشرة، وبالرغم من بعض التوضيحات، ولم نعلم ان هذه التوضيحات قد أكدت ما قيل أم فيها تغيير لهذه المواقف، ونعتقد ان هذه المواقف ناتجة عن عقد الخوف من النظام الطاغية في سوريا، لأن هذا النظام قد أرسل رسائل الى المرجعيات الدينية المسيحية والمسلمة أيضا، لأننا شاهدنا تبدلات على بعض المرجعيات المسيحية مرعبة ومخيفة.ان هذه المواقف تدل على تحالف الأقليات في مواجهة الأكثرية، وبصراحة أقول ان هذا الكلام مخالف للارشاد الرسولي الذي أطلقه بابا روما مار يوحنا بولس الثاني الذي أكد فيه ان على المسيحيين أن يعيشوا مع الأكثرية بهمومها وآلامها وان يحملوا معهم كل المشاكل في السراء والضراء، فلا تذهبوا الى التعصب والتقوقع ولكننا أمام الخوف من النظام الذي هدد وقال لهم بأنكم إن لم تقفوا مع هذا النظام الطاغية في قتله وإرهابه، وهذا يعني أنه يستطيع أن يطلق الارهابيين لقتل المسلمين والمسيحيين". وتابع"ان صلاح الدين الأيوبي كان متحالفا مع المسيحيين عندما تصدى للصليبيين وكل هذا الاستهداف لن يزيدنا إلا تمسكا بالقيم ولن يدعنا الى التراجع والخوف بل يجعلنا متمسكين بالقيم الاسلامية بعيدا عن التعصب المقيت.وسنتصدى للحملة الحاقدة على بلدنا وعلى أمتنا وعلى هذا النموذج الحضاري في لبنان بكل ما أوتينا من قوة وسنقوم بحملة تصدي لمن يزرع الاحقاد في بلدنا ومن يريد تقسيم بلدنا وجعله مقسما شيعا وأحزاب بدل أن يجعله مجتمعا متماسكا متعاونا لأعطاء هذا البلد صورة حضارية تشرفنا في كل العالم".

وقال "علينا أن نواجه المشاريع الصغيرة كما عند النائب ميشال عون، علينا أن نواجه المشاريع المذهبية كما عند حزب الله، لأنهم لا يريدون أن تقوم الدولة لأنه عندما تقوم الدولة ينتصر الوطن وتنتصر القيم.ان تحالف الأقليات سيؤدي الى مزيد من الحرمان والظلم والبؤس لذلك نعدكم بأننا سنتصدى لكل من ما يسيء الى هذا البلد ويجب أن تتشابك الأيادي وتتعانق الارواح وأن تتوحد الصفوف للدفاع عن هذا البلد". وختم الضاهر "علينا التمسك بما زرعه الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أراد أن يبني هذا البلد عبر مؤسساته وحياة سياسية وأمنية وعسكرية، من أجل أن ترتاح من السلاح غير الشرعي، وان استهدافنا كان كبيرا ما أدى الى تهجير قياداتنا ونحن مصممون على الدفاع عن هذه القيم حتى يعيش لبنان في ظل الحرية والديمقراطية وكرامة الانسان".

 

جعجع استقبل المنسق الخاص للأمم المتحدة مودعا

وليامز: لبقاء لبنان حذرا خلال التغير الدراماتيكي العربي ولا يمكنه طلب المساعدة بيد ورفض دفع مستحقاته بالأخرى

وطنيبة - 26/9/2011 استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز في زيارة وداعية في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في "القوات" المحامي جوزف نعمة ومستشار العلاقات الخارجية ايلي خوري.

وقال وليامز، عقب اللقاء، بحسب بيان للمكتب الاعلامي لجعجع، "شكرت الدكتور جعجع على استقباله لي طيلة الثلاث سنوات الماضية، واليوم ناقشنا الوضع في لبنان والمنطقة العربية المحيطة وتوافقت معه حول موقف امين عام الامم المتحدة بان كي مون الذي يدعو باستمرار لوقف فوري لكافة اشكال العنف في سوريا والاحترام الكامل لحقوق الانسان المترافقة مع مسيرة اصلاحات سياسية جدية، كما أكدنا بقاء لبنان حذرا خلال مرحلة هذا التغير الدراماتيكي في العالم العربي".

اضاف: "بحثنا الوضع المتعلق بالصراع العربي - الاسرائيلي وآفاق انشاء دولة فلسطينية والمبادرة التي قام بها الرئيس محمود عباس تجاه الجمعية العمومية للامم المتحدة يوم الجمعة الماضي، وبالطبع فان لبنان باق رئيسا لمجلس الأمن خلال هذا الشهر واعتقد ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيترأس غدا جلسة لمجلس الامن حول الشرق الأوسط".

وعن تمويل المحكمة الدولية، اعتبر وليامز "ان لبنان لديه التزامات واضحة تجاه تمويل هذه المحكمة وانا واثق بعد تصريحات رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي من ان لبنان سيفي بالتزاماته في العام 2011"، لافتا الى انه "في حال تخلفت الحكومة عن دفع المستحقات سيكون لمجلس الامن اتخاذ الموقف المناسب، ولكن بالنسبة لي ارى انه من غير الوارد ألا يفي لبنان بالتزاماته وبالطبع هناك قرارات عديدة تؤثر على لبنان مثل ال1701 الذي أمن الاستقرار لجنوب لبنان، كما ان لبنان يطالب الامين العام بمساعدته في عدد من المسائل الصعبة من بينها مسألة ترسيم الحدود البحرية لذا لا يمكن ان يطلب لبنان المساعدة بيد ويرفض دفع مستحقاته باليد الأخرى، ونحن سنبقى على ثقة بأن لبنان سيسدد ما يستوجب عليه في النهاية".

 

ميقاتي عرض العلاقات مع وزيرة الخارجية الأميركية واطلع من العربي على نتائج زيارته لسوريا واستقبل لافروف

أولوياتنا تحقيق الاستقرار في بلدنا وابعاده عن تأثيرات الخارج

نجدد احترام لبنان التزاماته الدولية والمطالبة بدعم جيشنا

كلينتون: أولويات ميقاتي لعمل حكومته صحيحة وفي مصلحة لبنان

وموقف حكومته في مجلس الامن ذكي ونتفهمه ومستمرون في دعم الجيش

لافروف: تحييد لبنان عن تداعيات الأوضاع في المنطقة أمر ضروري

وطنية - نيويورك 26/9/2011 أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "أنها تبلغت من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي استمرار الحكومة اللبنانية في تنفيذ القرارات الدولية".وشددت على" إلتزام الولايات المتحدة مساعدة لبنان لتحقيق مستقبل أفضل له"، مؤكدة "ضرورة الاستمرار في احترام لبنان التزاماته الدولية بما يؤمن استقراره ووحدته".

وكان رئيس مجلس الوزراء استقبل، قبل ظهر اليوم، بتوقيت نيويورك (بعد الظهر بتوقيت بيروت) الوزيرة كلينتون في مكتب رئيس مجلس الامن الدولي في الامم المتحدة، بصفة لبنان رئيسا لمجلس الامن لهذا الشهر.

شارك في اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، سفير لبنان في الولايات المتحدة الاميركية انطوان شديد، ممثل لبنان لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام. كما حضر عن الجانب الاميركي مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، الناطق الرسمي باسم مجلس الامن القومي مايك هامر وعدد من كبار المسؤولين في الادارة الاميركية.

خلال اللقاء، أكد الرئيس ميقاتي "أن اولويات الحكومة اللبنانية هي العمل على تحقيق الاستقرار في لبنان وابعاد لبنانعن تأثيرات الاوضاع الخارجية عليه".

وجدد "إحترام لبنان التزاماته الدولية لأنه لا يمكن ان نكون إنتقائيين في احترام القرارات الدولية". كما "جدد مطالبة الولايات المتحدة الاميركية بدعم الجيش اللبناني لتنفيذ المهام المطلوبة منه، خصوصا في ما يتعلق بالقرار الدولي الرقم 1701".

ودعا إلى "العودة لمبادرة السلام العربية التي اطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، وأقرت في قمة بيروت عام 2002 وحظيت بدعم شامل".

كلينتون

من جهتها، قالت كلينتون: "إن الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة مساعدة لبنان وتريد رؤية هذا البلد يفي بالتزاماته الدولية. وإن الاولويات التي طرحها الرئيس ميقاتي لعمل حكومته هي اولويات صحيحة وتقع في مصلحة لبنان العليا. وان موقف الحكومة اللبنانية الاخير في مجلس الامن ذكي ونتفهمه لجهة تحييد نفسه عن التطورات الحاصلة".

وأملت في "ان تفي الحكومة اللبنانية بالتزاماتها بتمويل المحكمة الدولية لانه لا يجوز ان يبقى غياب الدولة سائدا، ويجب ان يشعر المواطن اللبناني بالاستقرار والعدالة"، وقالت: "نحن نتفهم ونعي ضرورة الاستمرار في دعم الجيش اللبناني، ولكن في موازاة ذلك لا يمكن لأي أطراف مسلحة أن تقوم بدور الدولة أو الحكومة. وفي كل الاحوال، فإن موقف الحكومة اللبنانية في المطالبة بدعم الجيش اللبناني صائب، ونحن نود الاستمرار في دعم الجيش رغم بعض التحديات الاميركية الداخلية التي تواجهنا، لأننا نؤمن بأن الجيش اللبناني هو المؤسسة القادرة على حماية لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه".

وثمنت "موقف الحكومة اللبنانية من الانضمام الى الجهود لمكافحة الاتجار بالبشر".

وردا على سؤال، قالت كلينتون: "كانت المحادثات مع رئيس الحكومة اللبنانية ممتازة في شأن العديد من الالتزامات الدولية المتوجبة على لبنان، واكد لي رئيس الحكومة استمرار لبنان في تنفيذ القرارات الدولية".

فيلتمان

وفي دردشة مع الصحافيين، قال فيلتمان: "إن الولايات المتحدة ملتزمة المواضيع المتعلقة بلبنان. إن الوزيرة كلينتون تتفهم دقة الوضع الحرج للبنان وان الولايات المتحدة تدعم وحدة لبنان واستقراره وسيادته. إن الوزيرة كلينتون لفتت نظر الحكومة اللبنانية الى ضرورة ان يكون لبنان حذرا لجهة تعاطيه مع الوضع في سوريا، وان لبنان لا يجب ان يكون على الحياد او جانا حيال فرض عقوبات على الاعمال العنفية التي يمارسها النظام السوري".

وزير خارجية روسيا

واستقبل الرئيس ميقاتي وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، في حضور الوزير منصور والسفيرين شديد وسلام.

وخلال اللقاء، شدد لافروف على "استقرار لبنان وضرورة تحييده عن تداعيات الاوضاع في المنطقة"، مؤكدا "استمرار دعم الجيش اللبناني".

وطلب من "رئيس الحكومة تزويد روسيا بالتفاصيل العائدة للجيش اللبناني".

الامين العام للجامعة العربية

وإستقبل الرئيس ميقاتي الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي عرض له نتائج زيارته لسوريا ومبادرة الجامعة العربية في هذا الصدد".

 

المكتب السياسي الكتائبي اجتمع برئاسة الجميل: نخشى ظهور الدولة منقسمة لتعدد التمثيل في الامم المتحدة

ندعم أي خطة حكومية تلبي مطالب الناس الملحة والمحقة

 وطنية - 26/9/2011 اعتبر المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه الدوري الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل، أن "ترؤس لبنان الدورة السادسة والستين لمجلس الأمن الدولي هي فرصة تاريخية تعطى لنا في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة والمجهولة المصير على الصعيدين اللبناني والعربي من أجل التأكيد على دور لبنان العالمي والعمل على الحفاظ على مصالحه الوطنية". وإذ نظر المكتب السياسي ب"ارتياح إلى كلمة فخامة رئيس الجمهورية من على منبر الجمعية العامة، والتي أكد فيها التزام لبنان الشرعية الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الامن"، توقف عند "تعدد تمثيل لبنان لدى مؤسسات الأمم المتحدة خلال دورتها الحالية، فقد مثله في نفس الدورة كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فوزير الخارجية ومندوب لبنان لدى المنظمة الدولية". وأبدى خشيته من ان "تظهر الدولة اللبنانية وكأنها منقسمة على نفسها من دون قيادة واحدة موحدة ممسكة بزمام الشؤون الداخلية والخارجية. وكأن الانقسام او اقله التباين في لبنان لم يعد بين الدولة والدويلة بل امتد الى داخل الدولة نفسها، فالميثاق الوطني والدستور اللبناني السابق ودستور الطائف تحصر كلها تمثيل لبنان الخارجي على هذا المستوى برئيس الدولة اذ انه رمز البلاد وحامي الدستور وضامن وحدتها، وهو عندما يحضر أي لقاء او مناسبة وطنية أو دولية يعبر عن رأي الدولة ويحدد الخيارات الوطنية".

وتابع المكتب السياسي ب"إيجابية خطوات رئيس السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة الرامية إلى طلب الاعتراف بدولة فلسطين"، مشيرا الى ان "حزب الكتائب الذي وقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني وأيد حقوقه الشرعية بقيام دولة مستقلة وسيدة على ارض فلسطين، يتمنى لهذه الخطوة الأولية أن تتكلل بالنجاح". وبالمناسبة جدد المكتب السياسي مطالبته "المجتمعين العربي والدولي بإيجاد حل سريع للاجئين الفلسطينيين بعامة والموجودين على التراب اللبناني بخاصة. ولن يقبل لبنان ان تأتي أي تسوية للقضية الفلسطينية تكريسا لتوطين الفلسطينيين على ارضه، في هذا الظرف بالذات، حيث أنه من الظاهر أن تطبيق القرار 194 ليس اطلاقا من اولويات المعنيين بحل القضية الفلسطينية، انه من واجب الدولة اللبنانية وضع خطة عاجلة، داخلية وعربية ودولية، لدرء أي خطر عن لبنان بينما يعالج العالم موضوع النزاع العربي الإسرائيلي بوتيرة سريعة".

ولاحظ المكتب السياسي أن "الدولة اللبنانية والقوى السياسية على اختلاف مواقعها تهتم بالقضايا الكبرى الدولية والإقليمية والعربية علما أنها غير قادرة على التأثير في مجرياتها، خصوصا وان مقاربة هذه القضايا خاطئة وملتبسة. في حين لا نرى أحدا ينظر إلى قضايا الشعب اللبناني ومشاكله اليومية، فالقدرة الشرائية تنخفض، والأقساط المدرسية تتخطى القدرات، وأسعار السلع الاستهلاكية لم تعد بمتناول عامة الناس، كما أن الرواتب والأجور تحتاج إلى إعادة نظر. لقد حان الوقت لأن تولي الحكومة اللبنانية، وحتى القوى السياسية، الاهتمام العاجل لقضايا المواطنين فتعالج هذه المشكلات بسرعة، بشكل جذري لبعضها أو مرحلي للبعض الآخر. فالشعب لا يستطيع انتظار حل قضية الشرق الأوسط ليطعم أولاده ويعلمهم ويؤمن لهم المسكن والحياة الإنسانية والاجتماعية المقبولة". وأكد ان "حزب الكتائب اللبنانية من موقعه المعارض، لا يمكنه إلا الوقوف بجانب تحقيق مطالب الناس الملحة والمحقة وإنه يدعم اي خطة حكومية ترمي الى تلبية هذه المطالب".

 

وفد من " لقاء مسيحيي المشرق" زار الاسد واطلعه على مشروع عقد مؤتمر عام للمسيحيين 2012

 وطنية - 26/9/2011 زار وفد من "لقاء مسيحيي المشرق" برئاسة المطران لوقا الخوري في اطار جولته على رؤساء الدول العربية ودول الشرق الاوسط، رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الاسد. وذكر بيان صادر عن اللقاء ان "اللقاء" يتكون من إكليريكيين وعلمانيين معنيين بمسألة الحضور المسيحي في منطقة الشرق الاوسط ويمثلون الطوائف المسيحية كافة. و"يسعى لتأسيس عمل مشترك طويل الامد يدعم الحضور المسيحي في هذه المنطقة ويعزز تفاعل المسيحيين الايجابي والبناء مع محيطهم على الاصعدة الثقافية والاجتماعية والحضارية والاقتصادية والسياسية". وقدم الوفد للرئيس الاسد ملفا يتضمن تعريفا ب "اللقاء" وبطبيعته واهدافه وتطلعاته، واهمها "جمع اكبر عدد من الطاقات المسيحية في المشرق وبلاد الانتشار لتثبيت الحضور المسيحي الحر والفاعل في المشرق وتعزيزه". كما عرض للاسد مشروع نشاطه الاول والاساس وهو عقد مؤتمر عام لمسيحيي المشرق تحت عنوان:" اللقاء الاول لمسيحيي المشرق" تطرح فيه القضايا الاساسية التي تهم المسيحيين المشرقيين لكي يواجهوا التحديات الكبرى التي تهدد وجودهم ومستقبلهم". ولخص الوفد للرئيس السوري، وحسب البيان ايضا" المحاور الاساسية التي سيتطرق اليها المؤتمر المنوي عقده في لبنان خلال سنة 2012" ، شاكرا اياه لاستقباله ولتشجيعه كل عمل يسهم في بناء مجتمعاتنا المشرقية على اسس العدالة والمحبة والسلام.

 

ماروني: متحدون في بناء الدولة وآخرون يؤيدون السلاح غير الشرعـي والدويلات

المركزية- أكد عضو حزب "الكتائب اللبنانية" النائب ايلي ماروني أنّ "لا خطاب طائفيا، انتهينا من الطائفية ونحن مسلمون ومسيحيون متحدون في بناء مشروع الدولة، مقابل فريق آخر يؤيد السلاح غير الشرعي والدويلات على حساب الدولة". وقال في حديث إذاعي، عندما يبقى فريق "حزب الله" مدافعا عن مبرر حمل السلاح سيبقى باحثا عن غطاء روحي او شرعي له، وبذلك ستستمر المشكلة. واضحون في خطابنا، خطاب بناء الدولة والمؤسسات وإلغاء السلاح غير الشرعي, من هذا المنطلق لا يوجد خطاب طائفي انتهينا من الطائفية ونحن اليوم مسلمون ومسيحيون متحدون في بناء مشروع الدولة، مقابل فريق آخر فيه من المسلمين والمسيحيين الذين يؤيدون السلاح غير الشرعي ويؤيدون الدويلات على حساب الدولة ويعطون اليوم لـ "حزب الله" كل التبريرات التي تتيح له الاستمرار في حمل سلاحه وإنشاء دولته". وعن زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الجنوب، قال "يفتشون عن أي مناسبة لكي يظهروا أن لديهم تأييدا مسيحيا لما يقومون به"، مشيرا الى "فرق شاسع بين ما يقوله البطريرك وبين ما يقومون هم به. هو يدعو الى الشراكة والمحبة وكلنا نريد الشراكة في الوطن ونريد المحبة في الوطن ويدعو الى بناء الدولة ويقدر دور "حزب الله" في المرحلة الماضية بتحرير بعض جنوب لبنان وهم يريدون إظهار البطريرك وكأنه ميشال عون ثان".

أضاف "ردة فعل جمهور "14 آذار" الذي احتشد في جونية في قداس شهداء المقاومة اللبنانية عندما اطل البطريرك صفير عبرت خير تعبير اين هو الضمير المسيحي اليوم، وقالت كلمتها من خلال هذا الاستقبال المثير لكل انواع العواطف، بالتالي يجب ان نفهم اننا لا نستطيع الاستمرار بهذا الوضع، الانقسام المسيحي يضر بالبلد ونسعى من اجل الوحدة لكن للأسف هناك فريق ما زال متمسكا باعطاء الغطاء الشرعي للسلاح وما زال متمسكا بمصالحه الخاصة على حساب مصلحة المسيحيين اولا ومصلحة الوطن ثانيا".

وشدد على "اننا لم نخرج من دائرة الخطر منذ سنة 1975 واذا راقبنا كل التطورات التي حصلت في لبنان، في ايام الحرب كنا بخطر وفي ايام السلم دفعنا الاثمان من دماء الشهداء وكان يرتكب الكثير من الجرائم في حق رجالات الوطن، بالتالي من الطبيعي اليوم ان ما يحصل في العالم العربي لن يمر مرور الكرام في لبنان وسيكون له ارتدادات، فالسلطات الامنية شبه غائبة عن الامساك بالملف الامني لان احداثا كثيرة تحصل والدولة آخر من يعلم ولا تعالج كما يجب ان تعالج هذه الامور وبالتالي من الطبيعي ان نبقى دائما في دائرة الخطر، لكننا تعودنا عدم الخوف وعدم الملل والكلل والتعب لان هذه مسيرتنا وهذا واجبنا ودورنا، سنبقى نتابع هذه المسيرة حتى الوصول الى الانتصار الحقيقي لبناء الدولة الحقيقية العادلة لكل اللبنانيين".

وعن لقاءات بكركي المسيحية، أشار الى "مثل يقول "نسمع الكلام نفرح وعندما نجرب نحزن"، فما يقال في الاجتماعات كلام جميل والكل يؤكد ضرورة الوحدة المسيحية او الالتقاء حول ثوابت مسيحية لكن الممارسة على الارض فور الخروج من بكركي تكون مختلفة اختلافا جذريا وكليا، لذلك نحن لا نختبئ وراء اصابعنا".

 

باريس تحتج لدى دمشق بعد التعرّض للسفير الفرنسي في سوريا 

إحتجت فرنسا لدى دمشق بعد مهاجمة سفيرها في سوريا السبت حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجيّة برنار فاليرو، الذي قال، خلال مؤتمر صحافي: "ندين هذا الاعتداء، ونحمّل السلطات السورية المسؤوليّة عن أمن موظفينا"، وأضاف: "بهذا المعنى احتجينا صباح (الاثنين) لدى السفيرة السورية في فرنسا"، لمياء شكور.(أ.ف.ب.)

 

برنامج زيارة الراعي إلى أميركا من 4 إلى 23 تشرين الأول بسبب إلغاء زيارته لواشنطن

يبدأ بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة مار بشاره بطرس الراعي زيارته الرعويّة إلى الولايات المتحدة الأميركية، في الرابع من تشرين الأول المقبل، بعدما تم تعديل الموعد الذي كان مقرراً في 30 أيلول الحالي، بسبب إلغاء زيارته لواشنطن.

ويتضمّن برنامج الزيارة الآتي:

- الثلاثاء 4 تشرين الأول: وصول البطريرك الراعي الى سانت لويس – ميسوري.

- الأربعاء 5 تشرين الأول حتى السبت 8 منه: سانت لويس – ميسوري.

- السبت 8 تشرين الأول والاحد 9 منه: بيوريا – ايلينوي.

- الاحد 9 تشرين الأول والاثنين 10 منه: شيكاغو – ايلينوي.

- الاثنين 10 تشرين الأول والثلاثاء منه: كليفلاند – اوهايو.

- الثلاثاء 11 تشرين الأول حتى الخميس 13 منه: هيوستن - تكساس.

- الخميس 13 تشرين الأول حتى الاحد 16 منه: لوس انجلوس - كاليفورنيا.

أبرشية مار مارون:

- الاثنين 17 تشرين الأول:

- 4,00 بعد الظهر: الوصول الى مورغان تاون - غرب فرجينيا.

- 5,00 بعد الظهر: الوصول الى الفندق في يونيون تاون - بنسلفينيا.

- 6,00 مساء: قداس في يونيون تاون.

- الثلاثاء 18 تشرين الأول:

- 8,30 صباحاً: فطور في يونيون تاون كاونتري كلوب.

- 11,30 صباحاً: مغادرة مورغان تاون الى نيو بدفورد - مساشوستس.

- 10,30 بعد الظهر: الوصول الى نيو بيدفورد - مورغنتاون.

- 2,00 بعد الظهر: الوصول الى فندق فال ريفر - مساشوستس.

- 4,30 حتى 5,30 بعد الظهر: حفل استقبال للكهنة في المقر الرئاسي في فال ريفير.

- 6,00 بعد الظهر: قداس لرعية فال ريفير في مساشوستس يتبعه مأدبة غداء.

- الاربعاء 19 تشرين الأول:

- 8,30 صباحاً: فطور في مبنى رعية فال ريفير.

- 10,30 صباحاً: مغادرة نيو بيدفورد الى وارسيستر - مساشوستس.

- 12,00 ظهراً: الوصول الى بيترشام الرعية المارونية في مساشوستس حيث يلتقي البطريرك الراعي عددا من الرهبان.

- 4.30 بعد الظهر: مغادرة وارسيستر الى تيتربورو - نيو جرسي.

- 5,30 بعد الظهر: الوصول الى مقر اقامة الراعي في بروكلين - نيويورك.

- 8,00 مساء: عشاء خاص في مقر اقامة الراعي.

- الخميس 20 تشرين الأول:

- 8,30 صباحاً: قداس في الكنيسة في مقر اقامته.

- 9,15 صباحاً: فطور خاص في مقر اقامته.

- 11,00 صباحاً: مؤتمر صحافي وغداء في مركز مقر الوكالة البابوية للدعم الانساني الراعوي - مانهاتن.

- 2,30 حتى 4,30 بعد الظهر: حفل استقبال يقيمه القنصل عزام.

- 7,00 مساء: غداء في مقر اقامة الراعي لهيئة اساقفة المقاطعة.

- الجمعة 21 تشرين الأول:

- 8,30 صباحاً: قداس خاص في كنيسة مقر اقامة البطريرك.

- 9,15 صباحاً: فطور خاص في مقر اقامته.

- 11,00 صباحاً: اجتماع للامم المتحدة مع بان كي مون.

- 12,00 ظهراً: غداء مع المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الامم المتحدة.

- 5,30 بعد الظهر: اجتماع خاص في فندق روزفلت - مانهاتن.

- 7,00 مساء: مأدبة عشاء للابرشية في فندق روزفلت.

السبت 22 تشرين الأول:

- 9,00 صباحاً: قداس خاص في الكنيسة الخاصة في مقر اقامته.

- 9,45 صباحاً: فطور خاص في مقر اقامته.

- 6,00 مساء: عشاء في منزل رئيس اساقفة نيويورك المطران فيليب صليبا.

الاحد 23 تشرين الأول:

- 8,30 صباحاً: فطور خاص في مقر اقامة الراعي.

- 11,00 صباحاً: قداس وحفل استقبال في الكاتدرائية المارونية في بروكلين.

- 1,30 ظهراً: غداء خاص في المقر الرئيسي للكاتدرائية.

الأحد مساء أو نهار الاثنين 24 تشرين الأول: عودة البطريرك الراعي إلى لبنان.

(الوطنية للإعلام)

 

فيلتمان: ملتزمون المواضيع المتعلقة بلبنان.. وليحذر بالتعاطي مع الوضع في سوريا

أكّد مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أنّ "الولايات المتحدة ملتزمة المواضيع المتعلقة بلبنان"، مشيرًا إلى أنّ "الوزيرة كلينتون تتفهّم دقة الوضع الحرج للبنان وأنّ الولايات المتحدة تدعم وحدة لبنان واستقراره وسيادته". فيلتمان، وفي دردشة مع الصحافيين عقب لقاء كلينتون برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قال: "إنَّ الوزيرة كلينتون لفتت نظر الحكومة اللبنانية الى ضرورة ان يكون لبنان حذرًا لجهة تعاطيه مع الوضع في سوريا، وأنّ لبنان لا يجب أن يكون على الحياد أو جانباً حيال فرض عقوبات على الاعمال العنفيّة التي يمارسها النظام السوري".(الوطنيّة للإعلام)

 

ميرزا أكد أنَّ النيابة العامة وضعت يدها على قضية اقتحام مبنى "أوجيرو"

أكد مدّعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا لقناة "أخبار المستقبل" أنَّ "النيابة العامة وضعت يدها على قضية اقتحام وزير الإتصالات (نقولا) صحناوي لمبنى "أوجيرو" في العدليّة".

(رصد NOW Lebanon)

 

ويليامز: إذا تخلفت الحكومة عن تمويل المحكمة سيتّخذ مجلس الأمن الموقف المناسب

إعتبر المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز أنَّ "لبنان لديه التزامات واضحة تجاه تمويل المحكمة الدولية"، مضيفاً: "أنا واثق بعد تصريحات رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي من أن لبنان سيفي بالتزاماته في العام 2011". ويليامز، وبعد زيارة وداعيّة لرئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع، لفت إلى أنه "في حال تخلفت الحكومة عن دفع المستحقات سيكون لمجلس الأمن إتخاذ الموقف المناسب ولكن بالنسبة لي أرى أنه من غير الوارد ألا يفي لبنان بالتزاماته وبالطبع هناك قرارات عديدة تؤثر على لبنان مثل الـ1701 الذي أمّن الاستقرار لجنوب لبنان"، مضيفاً: "كما أن لبنان يطالب الأمين العام بمساعدته في عدد من المسائل الصعبة من بينها مسألة ترسيم الحدود البحرية لذا لا يمكن أن يطلب لبنان المساعدة بيد ويرفض دفع مستحقاته باليد الأخرى ونحن سنبقى على ثقة بأنّ لبنان سيسدّد ما يتوجّب عليه في النهاية". من جهةٍ أخرى، قال ويليمامز: "شكرت الدكتور جعجع على استقباله لي طيلة الثلاث سنوات الماضية واليوم ناقشنا الوضع في لبنان والمنطقة العربية المحيطة وتوافقت معه حول موقف أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الذي يدعو باستمرار لوقف فوري لكافة إشكال العنف في سوريا والاحترام الكامل لحقوق الانسان المترافقة مع مسيرة اصلاحات سياسية جدية، كما أكّدنا على بقاء لبنان حذراً خلال مرحلة هذا التغيّر الدراماتيكي في العالم العربي".  وتابع: "كما بحثنا الوضع المتعلق بالصراع العربي – الاسرائيلي وآفاق انشاء دولة فلسطينية والمبادرة التي قام بها الرئيس محمود عباس تجاه الجمعية العمومية للامم المتحدة يوم الجمعة الماضي، وبالطبع فإنّ لبنان باق رئيساً لمجلس الأمن خلال هذا الشهر واعتقد ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيترأس غداً جلسة لمجلس الامن حول الشرق الأوسط".(الدائرة الإعلامية لحزب "القوات اللبنانية")

 

اقتراح لسامي الجميل لاعتماد التصويت الإلكتروني: الأجهزة اللازمة موجودة بمجلس النواب وثمنها دفعه الشعب 

وكالات/تقدم النائب سامي الجميل باقتراح قانون لتعديل بعض أحكام النظام الداخلي لمجلس النواب بما يتيح التصويت الالكتروني. وقال في تصريح في المجلس: "بعد تجربتنا في السنتين الاخيرتين في المجلس، رأينا أن هناك مشكلة كبيرة في عملية التصويت على القوانين، بحيث لا يعرف من يصوت. تحصل عملية التصويت بسرعة كبيرة ولا يعرف كل نائب على ماذا يصوت. لذا اعتبرنا أن هذا الامر يجب تصحيحه، وتقدمنا باقتراح قانون لتعديل النظام الداخلي لمجلس النواب بحيث ينتقل التصويت من تصويت برفع الايدي الى التصويت الالكتروني، وهو أسرع وأسهل، وعندها يصبح هناك شفافية أكثر لان النائب اليوم مسؤول امام الناس الذين انتخبوه ومسؤول حيال الشعب اللبناني عن التصويت الذي يقوم به".

والاقتراح يلحظ تعديلات على خمس مواد من النظام الداخلي للمجلس، كالآتي:

"المادة الاولى: تعدل المادة 81 من النظام الداخلي للمجلس النيابي لتصبح على الشكل التالي:

يجري التصويت على مشاريع القوانين مادة مادة بطريقة التصويت الإلكتروني. وبعد التصويت على المواد يطرح الموضوع بمجمله على التصويت بطريقة التصويت الإلكتروني، بدلا من: يجري التصويت على مشاريع القوانين مادة مادة بطريقة رفع الايدي، وبعد التصويت على المواد يطرح الموضوعبمجمله على التصويت بطريقة المناداة بالاسماء.

المادة الثانية: تعدل المادة 85 من النظام الداخلي للمجلس النيابي وتصبح على الشكل التالي:

يجري التصويت على الثقة بطريقة التصويت الإلكتروني وذلك بالضغط على الزر المناسب الذي يحدد أحد الخيارات التالية: ثقة، لا ثقة، ممتنع.

لا يدخل عدد الممتنعين في حساب الأغلبية، بدلا من: يجري التصويت على الثقة بطريقة المناداة بالاسماء وذلك بالجواب بإحدى الكلمات التالي: ثقة، لا ثقة، ممتنع. لا يدخل عدد الممتنعين في حساب الاغلبية.

المادة الثالثة: تعدل المادة 87 من النظام الداخلي للمجلس النيابي وتصبح على الشكل التالي:

يجري التصويت على التوصيات والقرارات وسائر المواضيع غير الواردة في المواد السابقة بطريقة التصويت الإلكتروني، بدلا من: يجري التصويت على التوصيات والقرارات وسائر المواضيع غير الواردة في المواد السابقة بطريقة رفع الايدي.

المادة الرابعة: تعدل المادة 88 من النظام الداخلي للمجلس النيابي وتصبح على الشكل التالي:

وجب التصويت استثنائيا بطريقة المناداة بالأسماء في الحالات التالية:

أ- إذا حصلت شبهة حول أي تصويت جرى بطريقة التصويت الإلكتروني وطلب خمسة نواب على الأقل إعادة التصويت.

ب- اذا أصاب جهاز التصويت الإلكتروني أي عطل تقني أو فني، بدلا من: اذا حصلت شبهة حول اي تصويت جرى بطريقة رفع الايدي وطلب خمسة نواب على الأقل إعادة التصويت وجب إعادته وإجراؤه بطريقة القيام والقعود أو بطريقة المناداة بالاسماء".

المادة الخامسة:

يعمل بهذا التعديل ابتداء من الجلسة التشريعية التي تلي إقراره".

الأسباب الموجبة

وجاء في الاسباب الموجبة للاقتراح:

"لقد أكد المشترع في المادة 81 من النظام الداخلي لمجلس النواب وجوب اضطلاع النائب بمسؤوليته الكاملة تجاه اللبنانيين كافة لأنه يعلن باسمهم رأيه في قضاياهم، وباسمهم ينطق ويشرع. بما أن النائب مسؤول عن القرار الذي يتخذه وبخاصة في المجال التشريعي، ويتحمل مسؤولية تصويته هذا، وينبغي أن يكون تصويته معروفا وشفافا، وألا يترك مجال للشك في ما يصرح به وما يفعله، وبما أن للمواطنين الحق في أن يعرفوا موقف ممثلهم وكيف صوت، فهو يتخذ القرارات التي أوكلوه بها عندما انتخبوه، وبالتالي، من حقهم أن يتمكنوا من محاسبته ومساءلته على تصويته ومن مراقبة الأداء التشريعي، وأن يعرفوا من حضر الجلسة ومن تغيب عنها ومن غادر القاعة قبل التصويت،

ولأن عملية التصويت الإلكتروني هي وحدها المعروفة والدقيقة والشفافة لأنها تتيح جمع الأصوات بدقة وتجعل توثيق التصويت في السجلات والمحاضر سهلا، وكلمة "صدق" بعد التصويت الإلكتروني ترتكز عندئذ على تعداد دقيق وواضح وتتسم بالصدقية والأمانة والشفافية، ويتمكن الرأي العام من أن يعرف ويتابع ويحاسب، وهكذا ننقل البرلمان اللبناني إلى المستوى الحضاري الذي ننشده جميعا،

ولأن الأجهزة الإلكترونية اللازمة أصبحت موجودة في قاعة مجلس النواب، وثمنها مدفوع من أموال الشعب اللبناني، وتشغيلها لا يحتاج إلا إلى تعديل للنظام الداخلي يتخذ في المجلس الكريم، لذلك، جئنا بهذا الاقتراح لتعديل بعض أحكام النظام الداخلي لمجلس النواب آملين إقراره".

 

 "الكتائب اللبنانيّة": لبنان لن يقبل أيّة تسوية للقضيّة الفلسطينيّة تكرّس توطين الفلسطينيين

إعتبر "المكتب السياسي الكتائبي" أنَّ "ترؤس لبنان الدورة السادسة والستين لمجلس الأمن الدولي هي فرصة تاريخية تعطى لنا في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة والمجهولة المصير على الصعيدين اللبناني والعربي من أجل التأكيد على دور لبنان العالمي والعمل على الحفاظ على مصالحه الوطنية".

المكتب السياسي ، وبعد اجتماعه الدوري الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب الرئيس أمين الجمّيل، نظر "بارتياح إلى كلمة فخامة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) من على منبر الجمعية العامة، والتي أكد فيها التزام لبنان الشرعية الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن"، متوقفاً "عند تعدد تمثيل لبنان لدى مؤسسات الأمم المتحدة خلال دورتها الحالية فقد مثله في الدورة عينها كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) فوزير الخارجية (عدنان منصور) ومندوب لبنان لدى المنظمة الدولية (نوّاف سلام)".

وأبدى المكتب السياسي خشيته من أن "تظهر الدولة اللبنانية وكأنها منقسمة على نفسها من دون قيادة واحدة موحدّة ممسكة بزمام الشؤون الداخلية والخارجية، وكأن الانقسام أو أقله التباين في لبنان لم يعد بين الدولة والدويلة بل امتد إلى داخل الدولة نفسها". وفي هذا الشأن أوضح أنَّ "الميثاق الوطني والدستور اللبناني السابق ودستور الطائف تحصر كلها تمثيل لبنان الخارجي على هذا المستوى برئيس الدولة إذ إنّه رمز البلاد وحامي الدستور وضامن وحدتها، وهو عندما يحضر أي لقاء أو مناسبة وطنية أو دولية يعبّر عن رأي الدولة ويحدد الخيارات الوطنية". من جهةٍ أخرى، تابع المكتب السياسي "بايجابية خطوات رئيس السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة الرامية إلى طلب الاعتراف بدولة فلسطين". وفي هذا السياق أكد أنَّ "حزب الكتائب الذي وقف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني وأيد حقوقه الشرعية بقيام دولة مستقلة وسيّدة على أرض فلسطين يتمنى لهذه الخطوة الأولية أن تتكلل بالنجاح". وللمناسبة جدد المكتب السياسي مطالبته "المجتمَعَيْن العربي والدولي بإيجاد حل سريع للاجئين الفلسطينيين بعامة والموجودين على التراب اللبناني بخاصة".

وفي هذا السياق، أضاف: "لن يقبل لبنان أن تأتي أي تسوية للقضية الفلسطينية تكريساً لتوطين الفلسطينيين على أرضه، في هذا الظرف بالذات، حيث إنّه من الظاهر أن تطبيق القرار 194 ليس إطلاقاً من أولويات المعنيّين بحل القضية الفلسطينية، ولذا فمن واجب الدولة اللبنانية وضع خطة عاجلة، داخلية وعربية ودولية، لدرء اي خطر عن لبنان بينما يعالج العالم موضوع النزاع العربي الأسرائيلي بوتيرة سريعة".

إلى ذلك، لاحظ المكتب السياسي أنَّ "الدولة اللبنانية والقوى السياسية على إختلاف مواقعها تهتم بالقضايا الكبرى الدولية والإقليمية والعربية علماً أنها غير قادرة على التأثير في مجرياتها، خصوصاً وان مقاربة هذه القضايا خاطئة وملتبسة"، مضيفاً في المقابل: "في حين لا نرى أحداً ينظر إلى قضايا الشعب اللبناني ومشاكله اليومية". ولفت إلى أنَّ "القدرة الشرائيّة تنخفض، والأقساط المدرسية تتخطى القدرات، وأسعار السلع الاستهلاكية لم تعد بمتناول عامة الناس، كما أن الرواتب والأجور تحتاج إلى إعادة نظر".

وشدّد المكتب السياسي على أنّه "حان الوقت لأن تولي الحكومة اللبنانية، وحتى القوى السياسية، الاهتمام العاجل لقضايا المواطنين فتعالج  هذه المشكلات بسرعة، بشكل جذري لبعضها أو مرحلي للبعض الآخر، فالشعب لا يستطيع انتظار حل قضية الشرق الأوسط ليطعم أولاده ويعلمهم ويؤمن لهم المسكن والحياة الإنسانية والاجتماعية المقبولة".

وختم المكتب السياسي بالتأكيد أنَّ "حزب الكتائب اللبنانية من موقعه المعارض، لا يمكنه إلا الوقوف بجانب تحقيق مطالب الناس الملحّة والمحقّة وإنه يدعم أي خطّة حكومية ترمي إلى تلبية هذه المطالب".(المكتب الإعلامي)

 

فرنسا تنفي ما نقل عن ساركوزي وتؤكد تمسكها بالوجود المسيحي في الشرق 

لفتت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن بعض الصحف اللبنانية أوردت تصريحات منسوبة إلى الرئيس نيقولا ساركوزي خلال زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى فرنسا، لم يدلِ بها أبداً، مؤكدة "تمسك فرنسا بالوجود المسيحي في لبنان وكذلك في سوريا وفي الشرق الأوسط".

جاء ذلك في بيان صادر عن الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن شارلوت دومارتان، تلقى موقع "NOW Lebanon" نسخة منه، أضافت فيه: "ان الرئيس ساركوزي وكما قال في كانون الثاني الماضي خلال لقائه السلطات الروحية في لبنان، بأن المسيحيين موجودون في الشرق منذ الفي عام، ولا يمكن أن نقبل باختفاء هذ التنوع الانساني والثقافي والروحي من هذا الجزء في العالم، حيث يشكل جزءاً اساسياً". وتابعت أنه "ووفقاً لأمنيتها، تتمسك فرنسا بقوة بوجودهم في الشرق الاوسط".

وختمت الوزارة بيانها بالاعراب عن ثقتها "بالدور الأساسي الذي تلعبه هذه الطوائف التي أبدت دائماً تمسكها بالحرية وبروح المواطنية، في العملية الديمقراطية الجارية في المنطقة".

(وزارة الخارجية الفرنسية)

 

لا اتجاه للخارجية الأميركية لإلغاء تأشيرة الراعي

أوردت صحيفة "السفير" معلومات تشير الى أن "لا إتجاه من وزارة الخارجية الأميركية لإلغاء تأشيرة دخول البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الولايات المتحدة، كما لم يحدد موعد لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ليتم إجراء أي تعديل عليه". وإذ أشارت الصحيفة، وفق معلوماتها، إلى أن "مواعيد حددت مع مسؤولين أميركيين بمستويات متدنية مقارنة مع طلب لقاء أوباما خلال الزيارة إلى واشنطن، ما دفع بكركي إلى الغاء توقفه في واشنطن ضمن جدول زيارته الرعوية"، لفتت إلى "وجود تحفظ أميركي على مواقف البطريرك الأخيرة، وبالتالي يصعب فصل هذا التحفظ عن مسألة تحديد المواعيد في واشنطن

 

قوى 8 أذار دفعت ٦٠٠ ألف دولار لنشر ويكيليكس و المحاضر التي نشرت عن بري هي نقطة في بحر

نقلت "الديار" عن " مصدر معارض قوله: " أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يعاني حالياً عوارض الويكيليكس ولن ينجح أمين سرّه، وزير الصحة علي حسن خليل في جريدة "السفير" من محو ما علق في العقول"، مشيرا الى ان " كلام الويكيليكس لبري هي نقطة في بحر المحاضر الموثقة عن لقاءاته مع قيادات في قوى 14 آذار وبأن نشر هذه المحاضر بات خياراً اكيداً، وبكل الاحوال سيدفع بري الثمن غالياً في المستقبل، فنحن قدمنا له الكثير، رئاسة المجلس رغم اعتراض بعض الحلفاء، وافقنا على ادخال هاني قبيسي في لوائحنا، فيما هو اليوم رأس حربة في هذه الاكثرية غير المتماسكة، وبكل الاحوال فان نبيه بري يدفع اليوم ثمن ما اقترفه ضد رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، وان الويكيليكس سبقت بافضالها الفضائحية بعض القادة في قوى 14 آذار، وهي احضرت خصيصا للتشهير بهم وان البعض دفع 600 الف دولار ثمنا للنشر، لكن اخبارها توقفت فجأة عندما وصلت الى ذقون قادة 8 اذار فتوقف نشر الكلام المباح، لتتكفل صحيفة المستقبل بنشر الجزء الثاني من كتاب اسانج الملتبس، ويسأل المصدر المعارض، اذا كانت وثائق الويكيليكس التي تنشرها صحيفة المستقبل غير صحيحة، فلماذا صدقت قوى 8 آذار ما سبق وتم نشره، ولماذا اقال بري وزير الصحة الاسابق محمد جواد خليفة الذي نجح في وزارة الصحة، ويستمر المصدر المعارض في سرد التفاصيل التي وضعت الرئيس بري عدوا لدى تيار المستقبل لينتهي بنقطة فاصلة تفيد بان الغد لناظره قريب.

 

بري يشيد بمقاربة البطريرك للموقف الناتج عن الاحتلال... والراعي يصفه بقلب الجنوب النابض

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري للوقوف الى جانب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في العمل لتحرير الانسان من مخاوفه وهواجسه في لبنان، مضيفا "لا يمكننا ان ندفن رأسنا في الرّمال ونحرص على الحوار من دون شروط على القضايا الوطنية الاساسية من اجل الوصول الى استراتيجية وطنية للدفاع ووضع حلول جذرية للازمة الاقتصادية والاجتماعية ولبناء الثقة". وحيا بري في كلمة خلال غداء اقامه على شرف الراعي مقاربة البطريرك للموقف الناتج عن الاحتلال الاسرائيلي، متابعا "نقول لا تخافوا من المقاومة بل خافوا على المقاومة ونؤكد على ضرورة وقف اي كلام او تحريض عبر الحدود". ولفت الى انه "في لبنان من لا يريد الا يكف عن الغضب والسخط ويحاول اغلاق الستائر لمنع الشمس من الدخول الينا وسنتذكر ان قوتنا في وحدتنا وسنبقى نقرأ في الارشاد الرسولي وسنكون الى جانب البابا بنديكتوس". من جهته، اشاد الراعب ببري، قائلا "جعل نفسه قلب الجنوب النابض وضمير الجنوب في نداء العيش الواحد المتوازن وصوته الصارخ بحرمانه ويده الناشطة في تلبية حاجاته". واردف "الجنوبيون طووا صفحة الماضي وفتحوا صفحة جديدة من الشركة والمحبة، يجب تحقق هذه الشركة والمحبة في كل لبنان من خلال طاولة حوار تضم الجميع واللبنانيون اصبحوا جاهزين لهذا الاستحقاق بعد 36 عاماً من التضحيات".

 

منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد: نتمنى أن تبقى بكركي فوق الانحياز وجامعة لكل اللبنانيين

قال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أنه "لم نسمع البطريرك (الماروني ما بشارة بطرس) الراعي يكرر المواقف السياسية التي قالها في باريس أو في بعلبك، بل تكلم بكلام ثقافي، وهذا أمر جيد"، متمنياً أن "تبقى بكركي فوق الترسيمات السياسية وفوق الانحياز إلى هذا الفريق أو ذاك، وأن تبقى جامعة لكل اللبنانيين". سعيد وفي تصريح لإذاعة "صوت لبنان ـ 100.5" أضاف: "موقفنا واضح، وهو التمسك بكل مندرجات إتفاق الطائف، أي بناء الدولة، وأن يكون الجميع تحت سقف هذه الدولة"، موضحاً بالقول: "لن أسمح لنفسي القول إن البطريرك يقول شيئاً ويعود ويتموضع "، معتبراً أن "محطة الجنوب كانت أساسية قبل زيارته إلى الولايات المتحدة، إذ كانت كل انظار العالم موجهة إلى ما سيقوله".

(رصد NOW Lebanon)

 

عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف الحفاوة بالبطريرك في الجنوب من "أمل" و"حزب الله" هي شكر على مواقفه الأخيرة

أشار عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف في حديث لـ"إذاعة الفجر" إلى أن زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجنوب معلنة مسبقاً قبل زيارته إلى فرنسا، إلا أنه اعتبر أن الحفاوة التي لقيها البطريرك في المناطق الشعبية الجنوبية لاسيما من قبل حركة أمل وحزب الله تمثل شكراً على مواقفه الأخيرة.

وإذ تمنى أن تشمل زيارات البطريرك جميع المناطق اللبنانية، أكد المعلوف ضرورة الفصل بين مواقف البطريرك الراعي وثوابت بكركي، التي تحافظ على الشراكة السليمة بين طوائف الشرق وتؤكد مسؤولية الدولة العادلة التي تساوي بين مواطنيها. وتمنى المعلوف لو كان اللقاء الماروني في بكركي لقاء مسيحياً ووطنياً إلا أنه أشار إلى أن الأجواء كانت إيجابية، آملاً التلاقي بين الجميع على المواضيع الاجتماعية التي تهم المواطنين وإن بوجود الآراء السياسية المتعددة. ورأى المعلوف أن مواقف الدكتور سمير جعجع كانت وطنية بامتياز أثارت ردوداً إيجابية إلا من قبل البعض ممن يريد ذر الرماد في العيون.(إعلام الجماعة الإسلامية)

 

استكمل جولته الرعوية في مرجعيون وحاصبيا وزار النبطية ومنطقتها

الراعي: آن الآوان لنجلس الى طاولة الحوار ونبني معاً نسيجنا الوطني

 حاصبيا، النبطية ـ "المستقبل"

اكد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي انه "آن الآوان لأن نجلس معا على طاولة الحوار"، مشددا على "اننا بحاجة الى أن نجلس معا لكي نحافظ على هذا الإرث المشترك من اجل البشرية كلها". واكد "اننا ملتزمون مع شركائنا في الوطن حماية لبنان وتحصينه"، معتبراً أنه "آن الأوان أن نبني معا نسيجنا الوطني لكي نعيش دعوتنا التاريخية وهي دعوة العيش معا، العيش الواحد بغنى الثروتين الإسلامية والمسيحية التي تشكل الهوية والثقافة اللبنانية التي وحدها تحمي لبنان".

واصل الراعي مساء اول من امس جولته الرعوية على قرى وبلدات قضاءي مرجعيون وحاصبيا التي رفعت فيها اللافتات المرحبة بـ "الضيف الكبير"، واستقبل بنثر الورود والأرز وعلى وقع اجراس الكنائس والمآذن، وفي ظل انتشار كثيف للجيش اللبناني والقوى الأمنية على الطرقات وعند المفترقات.

برج الملوك

وكانت محطته الأولى في بلدة برج الملوك حيث استقبله في باحة كنيسة القديس جورجيوس للروم الأرثوذوكس الرئيس السابق لصندوق المهجرين شادي مسعد ورئيس البلدية وفعاليات والأهالي. وألقيت كلمات مرحبة بالزيارة التاريخية، للراعي، الذي شكر الحضور على استقبالهم الحار له رغم الطقس الماطر.

القليعة

وانتقل الراعي والوفد المرافق الى كنيسة القديس جاورجيوس للموارنة وكان في استقباله وزير الصحة العامة علي حسن خليل والنائبان قاسم هاشم واسعد حردان وممثل النائب انور الخليل نجله زياد والوزير السابق كرم كرم ونائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام ابو جمرا ورئيس ديوان المحاسبة القاضي عوني رمضان وقاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا وقائمقاما مرجعيون وسام الحايك وحاصبيا وليد الغفير وفاعليات المنطقة وحشد كبير من رجال الدين والراهبات والفاعليات وضباط من "اليونيفيل" والجيش اللبناني.

وترأس الراعي قداساً احتفاليا في الكنيسة شاركه فيه المطارنة شكر الله نبيل الحاج والياس كفوري وجورج حداد وعدد من الكنهة والآباء. وبعد الانجيل المقدس ألقى عظة لفت فيها الى ان زيارته هي زيارة رعوية لكل لبنان واللبنانيين مسيحيين ومسلمين، داعيا الى المحبة والوحدة بين ابناء الوطن الواحد.

حاصبيا

واستكمل الراعي، الذي بات ليلته في كنيسة مار جاورجيوس في القليعة، جولته الرعوية صباح امس، وبدأها من معبد خلوات البياضة حيث استقبله كبار مشايخ البياضة، والوزراء حسن خليل ووائل ابو فاعور ومروان خير الدين، النواب طلال ارسلان وحردان وهاشم، ونجل الخليل وكرم وابو جمرا وابو غيدا ومفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي وحشد من رجال الدين والفاليات.

وألقى كبير مشايخ البياضة الشيخ غالب قيس كلمة قال فيها: "نتمنى ان يكون صاحب الغبطة ادرى واخبر من مدعي الغيرة بشعاب هذا الوطن وشعبه، على اختلاف مذاهبه وانتماءاته من اقصى جنوبه الى أقصى شماله ومن بقاعه الى شواطئ بحره، لتكن هذه دراية يكرّسها لمصلحة اللبنانيين جميعا، ولمّ شملهم وتوحيد كلمتهم، ليكون ذلك طريقا ممهدة لإستقلال صحيح وسيادة تامة وكرامة لا يتعداها احد".

اضاف: "يا صاحب الغبطة انت راع ولك راع فاستلهم راعيك الأكبر في كل ما يخطر لك قوله او فعله ولا تهب نقداً ولا تخش اعتراض اصحاب المطامع الشخصية وان كثروا وهم كذلك، فلولا تشرذم القطيع واهمال الرعاة لما استطاعت الذئاب ان تدخل الحظائر وتأكل المراعي لتعيث في الخراف البريئة. فالداء الخطر المنتشر في مجتمعنا الضعيف مبعثه غلبة التقهقر الديني والفساد الأخلاقي مما يفرض على كل مسؤول ان يعمل جهده في مكافحة هذا الداء المميت بالدواء الشافي المتمثل بإتباع ما امرت به الديانات المقدسة".

وحيّا الراعي المشايخ في البياضة "وهو المكان الروحي الذي يسكن به المؤمن، يأتي ليبيض قلبه وعقله وضميره او ليلتقي بربه"، وقال: "هنا في البياضة ارى امامي صورة مصغرة عن لبنان. كل عائلاته الروحية هنا، كل عائلاته السياسية وعائلاته المذهبية والإدارية، فما اجملك يا لبنان. نحن نجدد هنا التزامنا بالمحافظة على عائلاتنا اللبنانية المتنوعة بأديانها وطوائفها ومذاهبها مما يعني انها غنية بتقاليدها وقيمها وثروتها الثقافية امام هذه العائلة اللبنانية على المستوى السياسي والأحزاب والتيارات والأفكار المتنوعة".

ودعا الى "طي صفحة الماضي والتطلع الى الأمام والمستقبل، ان الله الذي كان معنا وقد بلغنا في لبنان الى مخاطر واكثر من مرة الى شفير الهاوية وفي الوقت نفسه كانت يد خفية تحفظ هذا الوطن بفضل الإرادات الطيبة في كل ابنائه من كل الطوائف والتيارات السياسية. تعالوا نعلن التزامنا بمستقبل افضل جدير بالله خالقه وجدير بالرسالة المنتظرة من لبنان وان نبني حياتنا اللبنانية على فضائل واهمها الحكمة وتقوى الله".

ورحب ابو فاعور باسم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط بالراعي، معتبرا ان "هذه الزيارة هي استكمال لمصالحة الجبل الكبرى في اعلان تلك المصالحة التاريخية، ونحن واياكم في هذا الوطن الذي يجب ان يعيش على الطمأنينة والثقة بين اللبنانيين وعلى الدولة الضامنة للجميع، المصالحة التي رعاها غبطة البطريرك نصرالله بطرس صفير الى الجبل والمصالحة التاريخية في المختارة". ورأى ان "هذه الخطوة تمهيد لمستقبل لبناني يقوم على التفاهم والوحدة الوطنية بعيدا من منطق الأحاديات والثنائيات او الثلاثيات طائفية او سياسية التي لا تشكل ضمانة لأحد بل ان الدولة العادلة والوحدة الوطنية هي ضمانة الجميع".

واعتبر الشيخ فندي جمال الدين شجاع في حديث لـ "المستقبل"، ان "هذه الزيارة عزيزة وكريمة وهي المرة الأولى التي يقوم بها بطريرك الى خلوات البياضة، وكنا نتمنى لو تمكنا من الإستفادة منها اكثر لأن ما تضمنته بعض الكلمات كانت موضع انتقاد وعدم موافقة منا، فرسالتنا نحن في البياضة هي رسالة روحية اجتماعية توفيقية انسانية وليس من عاداتنا او شيمنا التعرض لهذا الفريق او ذاك حتى وان كان بطريق الغمز واللمز من دون التصريح والتوضيح، فالآخر الذي نختلف معه الآن هو شريكنا في الوطن شئنا او ابينا وهذه الشراكة مصدر اعتزاز وفخر ان يكون هذا التنوع في لبنان".

واكد "نحن في لبنان لا نريد ثقافة واحدة ولا نقبل ثقافة واحدة، انما نريد دولة واحدة وشراكة تجمع الجميع مع بعضهم البعض، فليس عندنا في لبنان لا قطيع ولا ذئاب بل شركاء اعزاء وان اختلفنا معهم في الرأي" ، رافضاً ان "تستخدم خلوات البياضة منبراً للغمز واللمز". وأشار الى أن "الموقف في خلوات البياضة اليوم تجاهل المصالحة التاريخية في الجبل التي رعاها غبطة البطريرك نصرالله بطرس صفير والزعيم وليد جنبلاط والأمير طلال ارسلان، هذه المصالحة الكبيرة لا يجوز المرور بها مرور الكرام او أن تنسى او تهمش، بل كان المطلوب البناء عليها حتى تكتمل كل المصالحات وبالتالي يلتقي كل اللبنانيين مع بعضهم البعض"، لافتاً الى أن "لبنان كله اقليات وحماية الأقليات لا تكون الا باللحمة الوطنية والعيش المشترك والإلتزام بالمواقف الوطنية التي توحد الجميع بما يعود عليهم من عزة ومناعة وكرامة، وبالتالي نحن لسنا في وارد التودد او التقرب من ناس وترك ناس آخرين".

وبعدها انتقل الراعي والوفد المرافق والمستقبلون الى كنيسة الموارنة في حاصبيا حيث ألقيت كلمات مرحبة بالبطريرك، الذي شكرهم على حفاوة الإستقبال، داعيا الى المحبة والتسامح.

كوكبا

بعدها توجه الى بلدة كوكبا التي استقبلته بالورود والأرز وحملة اغصان الزيتون من اطفال البلدة، وبعدما أزاح الستار عن اللوحة التذكارية لساحة القديسة تيريز، رحب رئيس البلدية سليم ابراهيم والخوري حنا الخوري بالزائر الكبير، الذي رد لهما التحية والشكر على هذا الإستقبال الحافل وعلى مفتاح البلدة الذهبي الذي قدمته له البلدية، داعيا الجميع الى التمثل بالقديسة تيريز.

بلاط

وفي بلدة بلاط، استقبل الراعي في كنيسة البلدة للروم الكاثوليك بالأهازيج ونثر الورود والدبكة على وقع انشودة "يا بلاط فرحي" خاصة بزيارته. وعبّر الراعي عن فرحه قائلاً: "انها من اجمل الزيارات التي قمت بها في الجنوب خصوصاً وانا اشعر بأنني بين اهلي واصدقائي". وشكر رئيس البلدية علي رمضان والقاضي عوني رمضان البطريرك على زيارته، مؤكدين ان الجنوب عموماً وبلدتهم خصوصاً هي نموذج للعيش المشترك.

مرجعيون

وفي مرجعيون، استقبل الراعي بالمفرقعات النارية والورود والأرز في عدد من كنائس البلدة، وزار المطران الياس كفوري في دار المطرانية، وألقيت كلمات دعت الى المحبة والتسامح والإلفة بين اللبنانيين.

الخيام

ومن هناك الى الخيام، حيث كان في استقبال الراعي الوزير حسن خليل وكرم، والنائبان هاشم ونواف الموسوي ونجل الخليل ورجال دين وفعاليات. وأقيم حفل استقبال كبير امام كنيسة البلدة تخللته كلمات، استهلها الوزير حسن خليل الذي رحب بالبطريرك والوفد المرافق في الخيام "مدينة العلم والإنفتاح والمحبة، عروس مدائن هذا الجبل الأشم التي لم تعرف في تاريخها حقدا ولا عصبية بل كانت رمزا للإنفتاح والمقاومة والصمود". وقال: "ها نحن نمد ايدينا لنرسم معك مستقبلاً افضل لهذا الوطن، مستقبل المحبة والتسامح والعيش المشترك وبقاءه وطنا انموذجا في مقابل مشاريع التعصب والإنعزال، ونحن نرى فيك امام البطاركة يا سيدنا وانت تقول كلمة الحق ونحن لا نريد الا كلمة الحق".

اما الموسوي فقال: "من هذه المنطقة، اقول لك مبارك الآتي باسم الله الواحد، مبارك الآتي باسم لبنان الواحد والوعي الواضح الذي نظر جيدا فعرف انه اينما حلت سياسات الدول الإستعمارية أورثت اهل المنطقة شقاءً وبلاءً، وهي من أيقن ان المخطط الذي يتهدد المنطقة هو تكتيك وتقسيم فارتضى ان يقف في وجه الأيدي التقسيمية ويمنع الأقدام التهجيرية من ان تنال من هذه المنطقة ومن وحدة لبنان".

وشكر المطران الحاج الجميع على حفاوة استقبالهم، معتبرا ان "البطريرك دخل قلوب اهالي البلدة خلال دقائق".

وختاماً، ألقى الراعي كلمة شكر فيها الجميع على استقبالهم الكبير وكلماتهم المعبرة، معرباً عن سعادته لوجوده في الخيام. وقال: "ان اخواننا المسيحيين والمسلمين في الخيام يحافظون على الرسالة انها رسالة السلام، تحية الى جميع الذين سقطوا والى كل الدماء التي أريقت على مذبح الوطن، والى كل الجرحى وكل الذين هجروا وتهجروا وكل الذين قاوموا وصمدوا، وليس من مجال ان نصف المآسي التي عشتموها، ولكن نحن نقول انها من الماضي، نتطلع الى الأمام لأن بعد الموت القيامة".

واكد ان "هذه الزيارة الى الجنوب هي اولاً لمد يد الشركة لا بل لتبادل يد الشركة، ومن اجل المحبة التي وحدها تخلص لبنان، ومن اجل ان نستعيد معاً نسيج مجتمعنا اللبناني وهو معروف بميثاقه الوطني. انه نسيج العيش الواحد الاسلامي المسيحي وهو رسالة عظيمة للعالم كله".

واعتبر انه "آن الأوان لأن نجلس معاً إلى طاولة الحوار نطرح كل همومنا ومسؤولياتنا ومخاوفنا، هذا ما سمعناه هذا الصباح اننا بحاجة الى أن نجلس معاً لكي نحافظ على هذا الإرث المشترك من اجل البشرية كلها، لبنان ارض التلاقي للثقافات والديانات، وارض الحركات المسكونية".

النبطية

وعند الثالثة بعد الظهر، وصل الراعي يرافقه راعي أبرشية صور المارونية شكر الله نبيل الحاج الى بلدة العيشية قضاء جزين، حيث كان في إستقباله نواب جزين زياد أسود وعصام صوايا وميشال حلو وحسان جابر ممثلاً النائب ياسين جابر ورئيس إتحاد بلديات الريحان زياد الحاج ورئيس إتحاد بلديات جزين خليل حرفوش ورئيس بلدية العيشية سعد حنينة واهالي البلدة .

وفي كنيسة السيدة، ألقى كاهن الرعية بولس عنيد كلمة إعتبر فيها أن "هذه الزيارة أكدت للجميع ان لا تمييز تحت سقف بكركي"، وتلاه حنينة مؤكداً حاجة البلدة الى "الدعم من أجل عودة أهلها إليها". ثم وجه الراعي التحية الى "بلدة العيشية التي قدمت للبنان في يوم واحد أكثر من 60 شهيداً (..) فلولاهم لما كنا هنا"، متمنياً على المسؤولين "إتمام ملف المهجرين في كل لبنان كي يتمكن الاهالي من العودة الى بلداتهم".

بعدها، إنتقل الراعي الى كنيسة مار مارون في بلدة الجرمق التي قرعت اجراسها في حضور رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وحشود. وقدم رئيس بلدية الجرمق نبيل شديد مفتاح الجرمق الى الراعي علّه يحمل "البشارة بإعادة أراضيهم إليهم". وأبدى الراعي دهشته لاستمرار"معاناة اهالي الجرمق"، لافتاً الى انه "لا يكفي الطلب من أهالي الجنوب العودة من دون تأمين الإستقرار والإنماء لهم".

المحطة الأولى للبطريرك خلال زيارته منطقة النبطية كانت في بلدة كفررمان التي وصلها عند الرابعة والربع عصرا بتأخير ساعة عن الموعد المحدد، وكان في استقباله النائب عبد اللطيف الزين والمفتي في المجلس الشيعي الشيخ حسين بندر ورئيس البلدية كمال غبريس ووجوه حزبية وفاعليات البلدة وحشد من الأهالي.

وارتفع صوت الآذان وأجراس الكناس لحظة وطأت قدما البطريرك أرض كفررمان، حيث ترجل من موكبه متجها مع مستقبليه إلى دارة النائب الزين، تتقدمهم فرقة الموسيقى في كشافة الجراح التي عزفت لحن الترحيب. وفي االباحة الكبيرة في دارة آل الزين بثت مكبرات الصوت مقاطع من خطاب للسيد موسى الصدر يدعو إلى الوحدة والمحبة والعيش المشترك. ثم رحب المحامي ياسر علي أحمد بالضيف، بعدها ألقى الشاعر محمد معلم قصيدة شعرية من وحي المناسبة.

واعتبر النائب الزين في كلمته أن زيارة البطريرك للنبطية "بشارة خير للجنوب والنبطية وبركة وعنوان وفخر للجميع". ثم ألقى الراعي كلمة مقتضبة حيا فيها "النائب اللطيف زينة المنطقة والبرلمان اللبناني النائب عبد اللطيف الزين"، شاكراً اياه على ما يتحمله من مشاق تحت قبة البرلمان .

وانتقل بعدها مع الزين والوفد المرافق إلى مدينة النبطية التي غصت مداخلها وشوارعها بالمحتشدين، فعزفت الموسيقى وأطلقت الأسهم النارية والبالونات في الهواء. وحل ضيفا على النادي الحسيني وسط المدينة وكان في استقباله النواب رعد وجابر وهاني قبيسي، الوزيرعلي قانصو، محافظ النبطية القاضي محمود المولى وإمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق وممثلون عن الأحزاب الدينية والوطنية وشخصيات وفاعليات.

ورحب رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل بالبطريرك ثم قدم له رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جابر درعا تقديرية باسم منطقة النبطية. بعدها ألقى النائب رعد كلمة رحب في مستهلها ببطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلي الإحترام، وقال موجها كلامه اليه: "إن المحبين لا يتعبون فكيف اذا استشعروا المحبة في نفوس محبيهم؟. اننا نعتز بمحبتك وحرصك على الشراكة بين اللبنانيين، في هذه الباحة التي تتعانق فيها القلوب وتلغى فيها الحدود بين مسلم ومسيحي". ورأى أن "رفض ثقافة الظلم المتأصلة في نفوس اللبنانيين هي التي جعلتهم يواجهون اعتى عدو ويهزمونه، وكذلك قيم السيد المسيح والحسين التي حضت على التضحية بكل غال ونفيس من أجل أن يكون لبنان حرا عزيزا سيدا مستقلا"، مشيراً الى "أننا لا نريد اليوم أن نذكر بمآسي أهل الجنوب ولبنان عموماً منذ العام 1948 وليس انتهاء بحرب تموز 2006، وكيف كنا نواجه التهديد والقرصنة والإجتياحات والعدوان والتدمير والإذلال والإعتقال والتنكيل وهتك الكرامات وتعطيل الحياة، لأننا قهرنا المستبد الغازي وهزمنا الإحتلال ومددنا أيدينا لكل شركائنا في الوطن".

اضاف: "نحن نفرح يا غبطة البطريرك ونعتز بالشعار الذي أطلقته المحبة أولا ثم الشراكة، لأن المحبة هي أساس الشراكة، حتى الحوار بدون محبة يتحول إلى جدال يعطل الحياة السياسية واليومية ويمهد لحروب ونزاعات، لذلك نحن اليوم أحوج ما نكون إلى هذه المحبة، وان نفتح قلوبنا من أجل التسامح والعيش المشترك، ومواجهة التهديد من عدو متربص وسيد خارجي يدعمه، ويضن على جيشنا بسلاح يحمي فيه الوطن". ولفت الى "اننا واجهنا التقسيم والتوطين والإحتلال وتوصلنا إلى معادلة الجيش والشعب والمقاومة وتصدينا لأهداف العدو، وتمكنا من خلال هذه الثلاثية أن ندحض التقسيم ونسقط التوطين ونهزم الإحتلال، وسنبقى معك يا صاحب الغبطة وكل المحبين والشركاء لننهض بلبنان السيد العزيز الحر المستقل".

وألقى النائب قبيسي كلمة حركة "أمل" ورأى فيها أن ما يقوم به البطريرك الراعي "لا يتعلق بلبنان فقط بل يمتد على مساحة الشرق كله الذي عانى الشرذمة والإنقسام". وقال: "كأني بكم اليوم تحطمون جدار الطائفية وتكسرون القيود المذهبية وتسعون إلى الإنسان الذي خلقه الله عنوانا للسلام. منذ اللحظة التي رفعت فيها شعار مسيرتك الرعوية والإنسانية لبنان نحو الشركة والمحبة وكرست نفسك على مسافة واحدة من الجميع في لبنان، أقول لك باسم تلامذة الإمام الصدر انك لست على مسافة واحدة من اللبنانيين بل أنتم في قلب كل لبناني مخلص، ولأنكم تمثلون كلمة الحق والمحبة والرشاد نقول لكم إزاء بعض سهام التشكيك التي تتعرضون لها انها هي نفسها التي تعرض لها الإمام الصدر. نحن معكم لبناء وطن الشراكة والمحبة".

كما ألقى المحافظ المولى كلمة باسم محافظة النبطية، تلاه الشيخ صادق. وقدمت رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات درعا تقديرية باسم الثانوية الى الراعي، الذي خاطب الحشد الرسمي والشعبي في باحة النادي الحسيني بالقول: "بعد كل ما قطعنا في لبنان من هموم ومشكلات آن الأوان أن نبني معا نسيجنا الوطني لكي نعيش دعوتنا التاريخية وهي دعوة العيش معا، العيش الواحد بغنى الثروتين الإسلامية والمسيحية التي تشكل الهوية اللبنانية والثقافة اللبنانية التي وحدها تحمي لبنان وحمته، ثقافة العيش الواحد". أضاف: "نكتفي أن نقول الشركة اقوى من الإنقسام والمحبة أقوى من الموت،هذه خبرة أنتم عشتموها، محبة لبنان وكرامة شعبه كانت أقوى من الموت بالنسبة اليكم جميعا أهل الحنوب وأهل النبطية مسلمين ومسيحيين، قاومتم وصمدتم بكل انواع الصمود وبذلتم الغالي والنفيس في وجه الموت، وذلك لأن محبة الوطن اقوى من الموت، وعشتم وتعيشون هذه الشركة اي هذه الوحدة التي هي وحدها اقوى من كل انقسام. لهذا اخترت شعارا لخدمتي الشركة والمحبة لكي نعود معا كل اللبنانيين ونتخطى كل الجراح ونعرض كل ما عندنا من تطلعات وما في قلوبنا من نوايا وما فينا من مخاوف لكي نبني معا الشركة والمحبة، لأن لبنان صاحب دعوة تاريخية في بيئته العربية والأسرة الدولية".,

بعد ذلك، غادر الراعي النادي الحسيني في النبطية متمنيا أن "يستطيع المتنوعون والمختلفون في لبنان في دينهم وآرائهم وتطلعاتهم وكل تنوعاتهم وثقافاتهم بناء ثقافة واحدة ورؤية واحدة تجعل من هذا الوطن صاحب رسالة لمجتمع هو بأمس الحاجة الى ان يلتقي فيه الناس على المحبة والشراكة".

ثم تناول الغداء في دير مار أنطونيس في النبطية الفوقا في حضور رئيس الدير الأب ناصيف باسيل والنائب الزين ممثلاً الرئيس نبيه بري والنواب رعد وجابر وقبيسي وعلي عسيران وميشال موسى والسيد علي مكي ممثلاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان وحشد من القيادات والرهبان.

ورحب الأب باسيل بالبطريرك، ثم ألقى مكي كلمة بإسم المجلس الإسلامي إعتبر فيها ان "الجنوب والنبطية كسرا المعادلات مع تصريحات غبطته عن الشركة والمحبة لأنها خلاصة أقوال الأنبياء والرسل"، لافتاً الى "اننا نرى في تصريحاتك عمق الثوابت المسيحية كما نرى في كلامك وخطواتك مسيرة الإمام المغيب السيد موسى الصدر(...)".

وختاماً، إنتقل الراعي الى كنيسة سيدة النجاة في الكفور حيث أقيم إحتفال شعبي واسع وصلاة بمشاركة كاهن الرعية سيمون سمعان وشخصيات وفعاليات.

بنت جبيل

ومساء، وصل البطريرك والوفد المرافق، الى منطقة بنت جبيل، وكانت المحطة الأولى في منطقة صف الهوا، حيث أقيمت له مراسم إستقبال شعبي حاشد تقدمه النائبان أيوب حميد وحسن فضل الله وعدد من الكهنة ورجال دين، رؤساء إتحادات البلديات وفاعليات بلدية وإختيارية وحشد من الأهالي

 

ماروني: قداس شهداء المقاومة اللبنانية عبّر خير تعبير اين هو الضمير المسيحي

وكالات/اكد النائب ايلي ماروني ان "ردة فعل جمهور "14 آذار" الذي احتشد في جونية في قداس شهداء المقاومة اللبنانية عندما اطل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عبرت خير تعبير اين هو الضمير المسيحي اليوم، وقالت كلمتها من خلال هذا الاستقبال المثير لكل انواع العواطف، مشددا على "اننا لا نستطيع الاستمرار بهذا الوضع لان الانقسام المسيحي يضر بالبلد، وقال: "نسعى من اجل الوحدة لكن هناك للاسف فريق ما زال متمسكا باعطاء الغطاء الشرعي للسلاح، وما زال متمسكا بمصالحه الخاصة على حساب مصلحة المسيحيين اولا ومصلحة الوطن ثانيا". وعن زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى الجنوب والاستقبال اللافت له، اعتبر ماروني في حديث الى إذاعة "الشرق" "انهم يفتشون عن اي مناسبة لكي يظهروا بان لديهم تأييدا مسيحيا لما يقومون به"، مشيرا الى "ان هناك فرقا شاسعا بين ما يقوله البطريرك وبين ما يقومون هم به، وقال: "الراعي يدعو الى بناء الدولة، ويقدر دور حزب الله في المرحلة الماضية بتحرير بعض جنوب لبنان ولكنهم يريدون اظهاره وكأنه ميشال عون ثان". وعن لقاءات بكركي المسيحية قال ماروني: "هناك مثل يقول، نسمع الكلام نفرح، وعندما نجرب نحزن، مشيرا الى ان ما يقال في الاجتماعات كلام جميل، وان الكل يؤكد ضرورة الوحدة المسيحية او الالتقاء حول ثوابت مسيحية لكن الممارسة على الارض فور الخروج من بكركي تكون مختلفة اختلافا جذريا وكليا. وشدد على انه يوجد في البلد مشروعان سياسيان، مشروع تتغلب فيه المصالح الشخصية على مصالح الوطن ويريد ربط مصير المسيحيين بالنظام السوري، في حين ان "14 آذار" تريد ربط مصير المسيحيين في لبنان بمصير دولتهم القوية.

 

مع دعوات لتوسيع مهمة "يونيفيل" إلى حدود سورية لوقف تهريب السلاح  

تحذيرات دولية من سقوط لبنان تحت أنقاض نظام الأسد

حميد غريافي: السياسة

حذرت تقارير ديبلوماسية اوروبية وعربية حكوماتها, من ان "لبنان قد لا يكون قادراً بسبب انقساماته الداخلية الحادة وتحكم المحور السوري - الايراني بمقدراته وقراراته الراهنة, على تخطي تداعيات الفوضى العارمة التي تلف جاره السوري وتجاوز انعكاس سقوط نظام بشار الأسد على أوضاعه الداخلية المحتضنة, التي قد تتسبب في انفجار حرب داخلية موازية لحرب أهلية في سورية تتجه رياحها بعكس ما يتمناه نظام "حزب البعث" ويخطط له ويدفع في اتجاهه بكل ما أوتي من قوة, الا انها قد تدمر لبنان وتحوله الى ليبيا اخرى من الدمار والخراب".

وذكر تقرير بريطاني وصل إلى وزارة الخارجية البريطانية الاربعاء الماضي من اسرائيل, أن على الولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص وعلى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي "اتخاذ اجراءات سريعة وفاعلة لحماية لبنان مما قد يتعرض له من ميليشيات "حزب الله" التي ستقاتل بأظافرها وانيابها لمنع سقوط نظام الأسد من أخذها معه او تقليص براثنها عن الهيمنة والتسلط على اللبنانيين ودولتهم, وكذلك من عملاء سورية الذين قد يستميتون في سبيل عدم دفنهم تحت أنقاض البعث السوري, وكذلك على الأمم المتحدة بمشاركة هذه الدول, توسيع نطاق انتشار قواتها من جنوب لبنان ليشمل الحدود اللبنانية - السورية برمتها, عبر اضافة ملحقات للقرار الدولي 1701 الذي دعا الى منع تهريب السلاح الى لبنان سواء كان من الطرف السوري او الإيراني او من طرف "حزب الله".

وابدى واضعو التقرير البريطاني "شبه قناعة صلبة" بأن "حزب الله" والنظام السوري ومن ورائهما نظيره الايراني, "قد لا يتأخرون عن استخدام القوات الدولية في جنوب لبنان وساحله "يونيفيل" لتوجيه رسائل سياسية الى واشنطن وباريس ولندن وروما ومدريد مفادها انها اذا لم تخفف ضغوطها وعقوباتها من أجل اسقاط نظام الأسد, فان هذه القوات ستتعرض للأذى, وهذا فعلاً ما اعلنه الممثل الشخصي للامن العام للأم المتحدة مايكل وليامز للبنانيين حيث "حضهم أول من أمس على اخذ الاحتياطات لحماية لبنان من انعكاس المشكلات التي تحصل في سورية والتي تزداد يوما بعد يوم", معرباً عن اعتقاده ان "الاعتداءات التي تستهدف القوات الدولية في لبنان هدفها مزيج من تخويف الأمم المتحدة وايصال رسائل سياسية الى دول معينة وايضا ربما لاجبارها على الانسحاب, وكذلك ايجاد حال عدم الاستقرار في البلد".

وقال ديبلوماسي خليجي في الأمم المتحدة بنيويورك ل¯"السياسة" امس, ان "اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة وزع تصريحات وليامز على نطاق واسع بحيث شمل مختلف البعثات الديبلوماسية في الأمم المتحدة وخصوصاً مجلس الامن الدولي, مرفقة بطلب مساعدة اللبنانيين فوراً وبصورة فاعلة في وضع حد لهيمنة "حزب الله" والسوريين عبره على النظام اللبناني, الذي انتقل تحت ضغط السلاح والتهديد والوعيد من نظام ديمقراطي حر منذ العام 2005 بعدما اخرج الاحتلال السوري الطويل والمرهق, الى نظام شمولي يحكمه الولي الفقيه الايراني وسياسة القمع والترهيب السورية التي تمكنت من تهريب رئيس الوزراء السابق سعد الحريري من بلده خشية بلوغه مصير والده".

ودعا الديبلوماسي الخليجي في اتصال من لندن, المجتمع الدولي الى "عدم الاخذ او حتى الانصات الى طروحات الرئيس اللبناني ميشال سليمان في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل ثلاثة ايام, كما علق على دعوة بان كي مون الى تنفيذ القرار 1559 الداعي لتجريد "حزب الله" والفلسطينيين من ترسانات اسلحتهم بقوله :"نفذوا اولا القرار 1701 (وقف اسرائيل عن خروقاتها وعادة مزارع شبعا ومرتفعات كفر شوبا) ثم ابحثوا بعد ذلك عن تجريد الميليشيات من اسلحتها وهو تماما منطق حزب الله والقيادة السوية وعملائها في لبنان".

وأعرب الديبلوماسي عن اعتقاده ان "لا أمل كبيراً في انقاذ لبنان من بؤرة "حزب الله" ونظام الأسد في عهد ميشال سليمان وقيادته المباشرة على الجيش اللبناني الذي يبدو ان عقيدة "حزب الله" تغلغلت في مفاصله فتحول الى شرطي سير لتنظيم تحركات جماعات (أمين عام حزب الله) حسن نصرالله ومنع سواها من التحرك على الساحة اللبنانية, على الرغم من ان قائد الجيش العماد جان قهوجي والرئيس سليمان الذي يستعد لزيارة واشنطن يعلنان شيئا ويمارسان في الواقع شيئا آخر لا علاقة له بمستقبل لبنان بلداً مستقلا حرا خارجا من تحت الوصايتين الايرانية والسورية, وهذه امور تظهر في سلوكيات الرجلين الحاكمين الداعمة لموقف نظام الأسد ولتجاوزات "حزب الله" وانتهاكاته لكل ما هو شرعي وقانوني بعدما انضم اليهما للأسف البطريرك الماروني الجديد بشارة الراعي الذي يضرب بسيفيهما الايراني والسوري غصبا عن اللبنانيين والعرب والعالم".

منسق الأمانة العامة لـ "14 آذار" اعتبر خطوة أبومازن في الأمم المتحدة ذكية  26/09/2011

 

ويكيليكس...اقتصاديو "8 آذار": حزب الله لا يملك اجندة اقتصادية...وتعمّد مهاجمة رفيق الحريري على مشاريع إعادة الإعمار

الفقر يؤمن أرض خصبة لعمل الحزب...وياسين جابر قال: تمت إقالة عمار الموسوي لأنه فاسد!  

طارق نجم

تظهر مذكرة سرية اخرى كشف عنها موقع ويكليكس في 30 آب 2011، الخبايا الاقتصادية لحزب الله من خلال اقتصاديين شيعة تواصلت معهم السفارة الأمريكية بحسب ما ذكرت الوثيقة التي تحمل الرقم 07BEIRUT1997 والتي ارشفت على بتاريخ 27 كانون الأول 2007 على أنها سرية من قبل وليام غرانت، القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية في بيروت.

وتنقل المذكرة أنه "بحسب الاتصالات التي اجرتها السفارة الأمريكية مع ثلاث خبراء اقتصاديين شيعة هم: النائب-الوزير ياسين جابر (حركة أمل)، والدكتور كامل وزنة (مقرب من حركة أمل) والصحافي محمد زبيب (من جريدة الأخبار المقربة من حزب الله)، فإنّه يمكن القول أنّ حزب الله ليس لديه أي اجندة اقتصادية لأن اهدافه يغلب عليها الطابع العسكري-السياسي. وقد حاول الحزب أن ينأى بنفسه عن ذلك طوال الخمس عشرة سنة الماضية، لكنه اضطر مؤخراً للإستجابة لبعض القضايا العامة الاقتصادية منذ انضمامه الى الحكومة". وتابعت المذكرة "وفقاً لمن تواصلنا معهم، فإن حزب الله غير عازم على الالتزام ببرنامج اقتصادي يصبح مسؤولاً عنه. وجميع التصريحات الاقتصادية المتفرقة للحزب تنبع من تصوره الديني بالدرجة الأولى. وفي وقت يستعين الحزب ببعض المستشارين الاقتصاديين، فإن توصياتهم تحوّل الى المكتب السياسي للحزب الذي يحولها بدوره لصانع القرار النهائي أي الأمين العام حسن نصر الله".

وبحسب الوثيقة الأمريكية "يعمد الحزب على على مكافأة أنصاره ومعاقبة معارضيه من خلال الأموال التي يملكها والاقتصاد الموازي الذي يديره ويقدم عبره الخدمات التوظيفية والاجتماعية. كما تنصل نواب حزب الله في البرلمان عن تقديم أي التزامات اقتصادية يمكن أن يتعرض الحزب للتقييم من خلالها لاحقاً".

وفي التفاصيل ووفق ما نقل محمد زبيب، رئيس القسم الاقتصادي في جريدة الاخبار الموالية لقوى 8 آذار والمقربة من حزب الله، فإن الحزب طوال تاريخه "لم يعلن عن أي برنامج اقتصادي. وبحسب الدكتور غازي وزنه، الاقتصادي الشيعي المستقل والمستشار لدى زعيم حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فإن المسائل الاقتصادية لا تمثل أولوية لدى حزب الله وحركة أمل، حيث تحتل القضايا الأمنية والسياسية والاجتماعية درجة الاهتمام الاولى. وهذا ما أكّد عليه النائب ياسين جابر، عضو حركة أمل، بقوله أنّ حزب الله ليس لديه سياسة اقتصادية معلنة، ويتعاطى مع القضايا الاقتصادية بشكل منفصل، ووفق المستجدات التي تحصل".

وتابع زبيب كلامه "بأنّه منذ عام 1990 واتفاق الطائف الذي انهى الحرب الأهلية، ترك حزب الله (وبالتعاون مع سوريا) المسائل الاقتصادية للحكومة في حين ركز هو على السياسة الخارجية. ولكن الأمور تغيرت مع الانسحاب السوري في عام 2005 مع مشاركة الحزب في الحكومة حيث لم يكن له أي خبرة في إعداد برنامج اقتصادي أو بأسلوب التعامل مع القضايا الاقتصادية. مشيراً إلى أنّ جميع أحزاب المعارضة، ما عدا التيار الوطني الحر برئاسة ميشال عون، لا يملكون رؤية اقتصادية واضحة. فحزب الله لا يريد أن يصدر برنامج اقتصادي يمكن تحميله مسؤوليته لاحقاً، وفق كلام محمد زبيب. فقد أصبح ملف المال والاقتصاد صعباً ومرهقاً لأنّ السياسات السابقة أدت إلى تراكم الديون الوطنية، والتي تقدر حالياً بنحو 180% من الناتج المحلي الإجمالي. ويخشى حزب الله أن يتحمل المسؤولية مع تعذر حصوله على المساعدات، ويبدو بالتالي غير قادر على تنفيذ برامج جديدة، وربما مسؤول عن تراجع قيمة العملة الوطنية، والتدهور الاجتماعي".

ووصف زبيب "التفكير الاقتصادي لحزب الله بأنه يسير وفق الدافع الديني حيث لا تتوافق عقيدة الحزب الإسلامية مع جميع الأفكار الاقتصادية الليبرالية، وأوضح أن الرقابة في الآونة الاخيرة لم تسمح خلال برنامج إذاعي تابع للحزب على استخدام كلمة "تكهنات". أما الوزير جابر فشدد "على واقع الشركات التجارية الفردية حيث يعمل أعضاء حزب الله بطريقة تتوافق مع الشريعة الإسلامية ، حيث لا يتم الاتجار بالكحول أو التداول بالفائدة في المعاملات المالية".

بالإضافة لذلك، فإن "الخطاب الاقتصادي للحزب، بحسب زبيب، ومنذ عام 1990، ركز على انتقاد الحكومة وبالتحديد عملية اعادة الاعمار والتنمية. وفي ذلك الوقت اتهم حزب الله رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري أنه يقوم بتطوير البلاد من أجل دمج لبنان بـ"الشرق الأوسط الجديد" المرتبط اقتصادياً بإسرائيل. وكذلك، دأب حزب الله على انتقاد الحكومة (برئاسة فؤاد السنيورة) طوال العام الماضي، على عملية اعادة الاعمار والخصخصة المزمع إجراؤها في قطاع الاتصالات. ويمكن القول أنه نادراً ما اتخذ حزب الله أي مبادرة بشأن السياسة الاقتصادية أو اي اقتراح لتلبية احتياجات ناخبيه. وبدلاً من ذلك، لاحظ زبيب أن الحزب لم يتدخل الا في القضايا السياسية الحساسة. ومنذ عام 1992، لم يعارض نواب حزب الله أي من مشاريع الحكومة اللبنانية إلا إذا كانت حساسة سياسياً ولم يعترض على اي من الموازنات العامة. وفي وقت يواصل فيه حزب الله انتقاد خطط الخصخصة التي تتبناها الحكومة اللبنانية، فإن وزير الطاقة والمياه المستقيل محمد فنيش (والمحسوب على حزب الله) قدم خطته الخاصة بإصلاح قطاع الطاقة والذي يشمل الخصخصة وقد اعتمدته الحكومة".

ونقلاً عن زبيب "فإن حزب الله يهاجم الحكومة في كثير من الأحيان لعدم رفعها الحد الأدنى للأجور أو معالجة ارتفاع كلفة المعيشة، في وقت لم يتخذ وزير العمل المستقيل طراد حمادة (المحسوب على حزب الله) أي إجراء لرفع الحد الأدنى للأجر، كما اضرّ بالاتحادات العمالية القريبة للحزب عن طريق الموافقة على انشاء اتحادات عمالية جديدة. ونقل الدكتور وزنة، أن حزب الله عارض الزيادات الضريبية المقترحة حكومياً، ولكنه لم يصوت ضدها".

وتورد المذكرة الأمريكية أنّ " جميع من تواصلنا معهم لاحظوا بأنّ حزب الله اقام شبكة من الخدمات الاجتماعية والتوظيف لدعم هدفه الأساسي، أي المقاومة. وأكد وزنة أن هذا الاقتصاد الموازي يعزل حزب الله، مما يقلل من الحاجة للمشاركة السياسية أو الاقتصادية. كما قدر زبيب أن حزب الله قد نقل حوالي 600 مليون دولار على شكل دفعات مالية وخدمات. وزنة ذكر أن وجود ما يقارب 300000 لبناني يعيشون على 2.50 دولار أو أقل في اليوم، يوفر أرضية خصبة لاستراتيجية حزب الله في شراء الدعم السياسي. وبفضل الخمس المقدم من اللبنانيين في الإغتراب والوطن بالإضافة الى الأموال الايرانية، أصبح بامكان أمين عام حزب الله حسن نصرالله وباقي القادة الدينيين في الحزب ادارة وتوزيع ثروة لا بأس بها".

وختاماً " يحمل زبيب حزب الله المسؤولية لعدم امتلاكه برنامج اقتصادي وتشجيع النقاش حول القضايا الاقتصادية الأساسية، مثل قضايا تحسين الخدمات والحد من الفساد حيث كان همّ معظم أعضاء الحزب الحفاظ على السمعة "النظيفة" لحزبهم باعتباره بديلاً للحكومة الفاسدة. وبالرغم من أن حزب الله يعمل لاقناع اللبنانيين بأنه خال من الفساد، فقد أكد ياسين جابر أنّ النائب عمار الموسوي، أكره على ترك منصبه عندما ثبت أنه متورط بالفساد. حزب الله أيضاً حاول اقناع اللبنانيين بأنه يدير البلديات بفعالية ولكنها لم تنجز شيئاً، والأموال ذهبن الى إلى مجموعات وافراد مرتبطة سياسيين بالحزب".

* موقع 14 آذار

 

زهرا لـ "المستقبل": على "حزب الله" الانكفاء عن مشروع الغلبة

 المستقبل/أعلن عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا أن "القوات" قدمت في إجتماع بكركي، "مقاربة تطمح الى تأمين الميثاقية من خلال صحة التمثيل الطائفي، وهي تنتظر مواقف بقية الفرقاء وتقارير اللجنة الرباعية والاجتماع المقبل، لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوافق على صيغة قانون يمكن ان نطبقه على بقية اللبنانيين". وشدد في حديث الى "المستقبل" امس، على أن رسالة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي "هي تأمين الشراكة المسيحية أولا والوطنية ثانيا من منطلق المحبة، وقراءتنا لهذه الرسالة لا يمكن إلا أن تخدم مشروع بناء الدولة والمؤسسات والديموقراطية في لبنان"، معتبراً أن "هناك محاولة للإصطياد في الماء العكر، فليس للبطريرك الراعي أن يكون نقيضا لسلفه البطريرك (نصر الله) صفير".

وأوضح أن دعوة رئيس حزب "القوات" سمير جعجع "حزب الله" الى تسليم سلاحه "هي إستباق لما يجب أن يصل إليه الحزب من تقييم للوضع الاقليمي الجديد، وأن الظروف الاقليمية التي أنتجت أولوية الحزب على كل الآخرين في لبنان قد ولت، وبالتالي على "حزب الله" أن يقرأ التطورات جيداً وينكفئ عن مشروع الغلبة لمصلحة مشروع بناء الدولة".

وهنا نص الحوار:

[ متى ستظهر أولى نتائج الاجتماع الذي حصل في بكركي بين القيادات المسيحية؟

ـ الاجتماع كان محصورا بدرس القانون الأمثل للإنتخابات النيابية من أجل صحة التمثيل مع الحفاظ على ميثاقية إتفاق الطائف، وبالتالي كلفت اللجنة الرباعية، والتي قد تصبح خماسية بإنضمام مستقل إليها، إستكمال درس كل المشاريع والاقتراحات التي قدمت لإنجاز قانون إنتخاب يؤدي هذه الوظيفة. ومن المبكر معرفة النتائج الفعلية، لكن "القوات اللبنانية" بلسان الدكتور سمير جعجع قدمت مقاربة تطمح الى تأمين الميثاقية من خلال صحة التمثيل الطائفي، وبالتالي ننتظر مواقف بقية الفرقاء وتقارير اللجنة والاجتماع المقبل، لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوافق على صيغة قانون يمكن ان نطبقه على بقية اللبنانيين والتوافق معهم على تأكيد الميثاقية اللبنانية التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الطائف.

[ كيف تقيّم جولة البطريرك بشارة الراعي على الصعيدين الوطني والمسيحي؟

ـ أنطلق في تقييم جولة غبطة البطريرك مما أعلنه بنفسه من أن جولته راعوية تنطلق من مبدأ الشراكة والمحبة، وبالتالي نحن لسنا معنيين بتقييم نتائج الجولة في الاستغلال السياسي الذي يجري من اي فريق. لذلك نصر على ان رسالة البطريرك هي كما اعلنها، أي تأمين الشراكة المسيحية أولا والوطنية ثانيا من منطلق المحبة، وقراءتنا لهذه الرسالة لا يمكن إلا أن تخدم مشروع بناء الدولة والمؤسسات والديموقراطية في لبنان.

[ ولكن مسؤولو 8 آذار يشيرون الى وجود إمتعاض لدى قوى 14 آذار من كلام البطريرك الراعي، مستشهدين بكلام الدكتور جعجع في ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية" يوم السبت، وإشادته بالبطريرك نصرالله بطرس صفير؟

ـ هذه محاولة للإصطياد في الماء العكر، فليس لبطريرك، خصوصاً الراعي الذي يعلن أمانته على تاريخ البطريركية المارونية وتراثها، أن يكون نقيضا لسلفه البطريرك صفير الذي يكن له الوطنيون في لبنان كل إحترام وتقدير.

[ الدكتور جعجع دعا خلال الاحتفال أيضا "حزب الله" الى تسليم سلاحه، ما الجديد في هذه الرسالة في هذا التوقيت المحلي والاقليمي؟

هذه الدعوة تأتي إستباقا لما يجب أن يصل إليه "حزب الله" من تقييم للوضع الاقليمي الجديد. الدكتور جعجع كان واضحا أن الظروف الاقليمية التي أنتجت أولوية "حزب الله" على كل الآخرين في لبنان قد ولت، وبالتالي على الحزب أن يقرأ بشكل جيد وإيجابي ووطني التطورات الاقليمية وينكفئ عن مشروغ الغلبة لمصلحة مشروع بناء الدولة في لبنان.

[ الرئيس سعد الحريري طالب بعدم ترك القيادة الفلسطينية وحدها في مواجهة الرفض الاسرائيلي لإعلان دولة فلسطينية كاملة العضوية، برأيك كيف يمكن للبنان الرسمي (كونه يترأس مجلس الامن) أن يترجم ذلك؟

ـ أقدر موقف لبنان الرسمي وعمل بعثة لبنان الدائمة الى الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية تجاه طلب فلسطين العضوية الكاملة في الامم المتحدة، وأرى أنه الموقف الوحيد الايجابي والبناء الذي يجمع عليه اللبنانيون في كل السياسات التي تنتهجها الحكومة الحالية، وبالتالي هذا الموضوع الوحيد الذي أميز الحكومة فيه ولا أنتقد أداءها.

[ ما هي خارطة الطريق التي تتبعها 14 آذار في المرحلة المقبلة؟

ـ 14 آذار صاحبة مشروع وطني واضح يؤمن مصلحة كل لبنان واللبنانيين واستقرارهم، وبالتالي لا تعادي الآخرين، الذين عليهم تصنيف أنفسهم تجاه هذا المشروع إن كانوا معادين او متضررين او مؤيدين للمصلحة الوطنية العليا. 14 آذار هي الثابت والباقي هو المتغير والمتحول، وننتظر ان يتحول الجميع الى المشروع الوطني لقوى 14 آذار وتأييده في المدى المنظور.

[ هل سيفي لبنان بتعهداته تجاه المحكمة الدولية؟

ـ أظن أنه لمصلحة بقاء الحكومة في الشهور المقبلة على لبنان الرسمي، بعدما تعهد بلسان رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) والبيان الوزاري، أن يفي بإلتزاماته تجاه إستمرار المحكمة الدولية. وفي هذا الاطار أرى أن ما سيحصل هو إلتزام الدولة من دون العودة الى مجلس الوزراء لأخذ قراره في هذا الشأن وإصدار مرسوم صرف مترتب على لبنان من مبالغ لتمويل المحكمة الدولية من دون إحراج "حزب الله" وحلفائه واتخاذ قرار وزاري في هذا الشأن.

*حاورته: باسمة عطوي

 

نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سجعان قزي: لا يحق للمسيحيين الخوف من الثورات بل من واجبهم الخوف مما بعدها. كل موقف لا يحترم ثوابت بكركي يبقى "دبكة بعلبكية" ... والبطريرك الراعي يسعى لفتح مسلك مؤقت بانتظار انتهاء "الإشغال" في المنطقة  

سلمان العنداري

اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سجعان قزي ان "البطاركة زائلون وبكركي باقية. ولا أحد يستطيع أن يخطف بكركي من تاريخها وشعبها وثوابتها". مشيراً الى ان " البطريرك يحاول أن يبتدع مخرجاً سياسياً لثوابت تاريخية في محاولة لتمرير هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ لبنان والعالم العربي. وهذا مسلك مؤقت بانتظار انتهاء الإشغال".

قزي وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار الالكتروني"، رأى ان "ميشال سليمان منزعج من الرئيس ميشال سليمان نفسه. ومؤسف أن نكون فقدنا فرصة الإنقاذ في هذا العهد. وبات علينا أن ننتظر عهداً آخر ورئيساً آخر؛ هذا في حال لم تبلغ عدوى التفتيت لبنان قبل الانتخابات الرئاسية سنة 2014".

ولفت قزي الى ان " وليد جنبلاط هو أقرب إلى الدروز من أي شيء آخر. وان تموضعه إلى جانب 8 آذار هو تموضع أمني لا سياسي".

وفي ما يلي النص الكامل للحوار:

إذا كان البطريرك الراعي فوق الصراعات، ألا تعتقدون أن المواقف التي يتخذها غبطته ستحرج المسيحيين في البلاد، خاصة وان البطريرك الماروني يمثل الطائفة المسيحية وينطق باسمها؟

من الطبيعي أن يبقى البطريرك، أي بطريرك، فوق الصراعات السياسية اليومية. لكن حقه، بل واجبه، أن يكون له رأي بالقضايا الوطنية ذات الطابع المصيري. وبديهي أن ينسجم هذا الرأي مع ثوابت بكركي التاريخية التي جسدها البطاركة عبر التاريخ كما جسدها كبار رجالنا الوطنيين. وكانت مواقف البطريرك صفير أبرز مثال عليها. أما بالنسبة لإحراج المسيحيين، فالمسيحيون ليسوا محرجين مطلقاً طالما أنهم غير ملزمين باحترام أي موقف يعرّض ثوابتهم التاريخية، بل وجودهم للخطر. وفي هذا الإطار، لا يعتبر أي موقف يتخذه أي مرجع مسيحي، وطني أو ديني، ملزَمٌ إلا إذا اتخذ بإجماع القادة الوطنيين.

هل تعتقد أن مواقف البطريرك الأخيرة تساهم في تحييد لبنان عن الصراعات أم أنها ساهمت في زجّه في لبّ الصراع في المنطقة؟. والى أي حد سيكون لهذه لمواقف تداعيات على المديين المتوسط والبعيد؟

أعتقد أن نية غبطة البطريرك الراعي، الذي نكن له عميق المحبة وجزيل الاحترام، سليمة وإيجابية. وهو يظن أن موقفه يمكن أن يحمي مسيحيي الشرق، علماً أن من يرتكبون المجازر لا يحترمون لا البطاركة ولا المشايخ ولا الأئمة. في كل الأحوال لا ننسى أنه لم يمض على البطريرك الراعي في كرسي البطريركية سوى بضعة أشهر، وهي فترة غير كافية لاستقرار المسيرة. فرويداً على البطريرك، إذ لا بد له من أن يكتشف حقيقة الآخرين فوراً. وسيعود قائلاً: أللهم أشهد أني بلّغت. لا يجب أن نستهين بذكاء البطريرك الراعي.

هل تعتبرون أن مواقف البطريرك الراعي أبعدت بكركي عن دورها التاريخي وستعرضها لكثير من المخاطر والتحديات؟. وهل ستتحرك الفاتيكان في هذا الخصوص بعد المعلومات التي تحدثت عن استيائها من تصريحاته؟

البطاركة زائلون وبكركي باقية. ولا أحد يستطيع أن يخطف بكركي من تاريخها وشعبها وثوابتها. وواضح أن البطريرك يحاول أن يبتدع مخرجاً سياسياً لثوابت تاريخية في محاولة لتمرير هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ لبنان والعالم العربي. وهذا مسلك مؤقت بانتظار انتهاء الإشغال. أما بخصوص الفاتيكان فإنه يعالج بصمت الأزمة التي تفاجأ بها.

إلى أي حد تعتبرون أن غبطته اخطأ في قراءته السياسية وفي مخاوفه؟ وبماذا تنصحون؟

من المفترض بالبطريرك أن ينصحنا، لا أن ننصح نحن البطريرك. وإنْ كان لكل قاعدة استثناء، فلا نتمنى أن ندخل مدار الاستثناءات لأن لا أحد يعرف كيف وأين تنتهي.

هل صحيح أن الأقليات اليوم في العالم العربي مهددة بمزيد من التقهقر في ظل الثورة التي تشهدها المنطقة؟

نعم إن الأقليات كانت ولا تزال مهددة. هددتها أنظمة القمع وأخضعتها ومَـنَّـنْـتها بالأمن العسكري وبالحرية المقطَّرة. وستكون مهددة إذا صبَّ التغيير في خانة أنظمة دينية تعتمد الشريعة الإسلامية مصدر تشريع وحكم. لكن ليكن واضحاً، بأن مشروع الحرية والديمقراطية لا يهدد الأقليات، وبخاصة الأقليات المسيحية التي هي أساس حضارة هذا الشرق ورائدة الأفكار التقدمية. ليست الثورات ما تخيفنا، بل ما بعد الثورة. وما حدث في تونس ومصر والعراق نماذج تكشف عن أن التحرر من أنظمة القمع ليس مرادفاً للحرية والديمقراطية.

كنتم قد تمنيتم على غبطة البطريرك الراعي نشر الحديث الذي أدلى به في فرنسا كاملاً وغير مجتزأ... إلا أن مواقفه في بعلبك ذهبت ابعد من ذلك بكثير إلى حد تبني كلام وكيل ولاية الفقيه في لبنان الشيخ محمد يزبك... ماذا يعني هذا التبني؟...

لا نتبنى كلام البطريرك. هذا كلام لا يعنينا. البطريرك يُــتَـبـنَّى ولا يَتبنّى. وكلام رأس بعلبك لا يجتاز رأس بكركي. وما قيل هناك يبقى "دبكة بعلبكية".

بصراحة، هل باتت "شرعية" البطريرك الراعي مهددة ؟

لا أحد يستطيع أن يهدد شرعية عمرها 1600 سنة.

كيف تقرأون مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة، وهل صحيح انه بات اقرب إلى فريق 14 آذار ؟

وليد جنبلاط هو أقرب إلى الدروز من أي شيء آخر. وانطلاقاً من هذا المعيار يتخذ مواقفه التعددية. وأساساً إن تموضع وليد بك إلى جانب 8 آذار هو تموضع أمني لا سياسي.

يبدو أن الرئيس ميشال سليمان يمعن كثيراً في سياسة السكوت على ما يجري اليوم من أحداث وتطورات، فهل فقد حياده؟، وهل فقد دوره؟ وهل صحيح أن سلاح حزب الله ووهجه "روّض" أداء رئيس الجمهورية بشكل أو بآخر؟"

أعتقد أن ميشال سليمان منزعج من الرئيس ميشال سليمان. ومؤسف أن نكون فقدنا فرصة الإنقاذ في هذا العهد. وبات علينا أن ننتظر عهداً آخر ورئيساً آخر؛ هذا في حال لم تبلغ عدوى التفتيت لبنان قبل الانتخابات الرئاسية سنة 2014.

بالنسبة للثورة المستمرة في سوريا، هل تعتقدون أن النظام سيسقط بعد أكثر من نصف عام على انطلاق الثورة، أم أن الأمور ستخضع لمساومات أو لتفاهمات تبقي النظام وتُقلّم أظافره ؟

في نهاية المطاف لا بد للنظام السوري من أن يتغير، لكن ليس الآن، وليس على الطريقة المصرية أو الليبية، بل العراقية أو البلقانية.

ماذا لو سقط النظام؟، كيف سيكون المشهد السياسي في لبنان، وأين سيكون موقع حلفاءسوريا على الساحة الداخلية؟

مصير لبنان يتعلق بمدى وحدة اللبنانيين. إذا توحدنا تمر العاصفة من فوق رؤوسنا، وإذا استمر انقسامنا، ستقع على رؤوسنا.

*موقع 14 آذار

 

فارس سعيد لـ "السياسة": النظام السوري يجب أن يسقط بأسرع وقت ممكن

كلام "حزب الله" عن تمويل المحكمة ملتبس وفي نهاية الأمر سيرضخ

"حزب الله" يحاول أن ينتزع شرعيته المسيحية من الراعي

ميشال عون يراهن على نظام الأسد بأنه سيهزم العالم كما راهن في العام 1990 على صدام حسين

لا أخشى من تقسيم سورية لأن الإسلاميين في مصر لم يحصلوا على أكثر من 21 في المئة

على الرئيسين سليمان وميقاتي اللذين يدعمان قيام الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن أن يدعما القرارات الأممية تجاه لبنان

"حزب الله" هو المستضعف وهو محكوم بالمحكمة من جهة وبسقوط النظام السوري من جهة ثانية

أخشى أن يكون الكلام الذي صدر عن الراعي يعطي الانطباع المعاكس لنداء بكركي عام 2000

ليس هناك توجه فاتيكاني من أجل أن ينظر الى الشرق الأوسط الجديد كحصيلة توفيقية بين طوائف ومذاهب

بكركي في العام 2000 كانت تجمع اللبنانيين أما اليوم فانها تجمع المسيحيين فقط

لا يمكن إجراء انتخابات صحيحة طالما هناك سلاح غير شرعي قادر على تعطيل العملية الديمقراطية

بيروت - صبحي الدبيسي:

 رأى منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" اللبنانية الدكتور فارس سعيد أن ما فعله  الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يعد خطوة ذكية في طريق تدويل قضية فلسطين, مطالباً الدول العربية دعم انشاء الدولة الفلسطينية بغض النظر عن "الفيتو" الأميركي, كما ناشد الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي أن يحترما قرارات الشرعية الدولية ويسددا حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية.

كلام سعيد أتى في سياق حوار أجرته "السياسة" معه توقع فيه السقوط السريع للنظام السوري, واصفاً "حزب الله" بالمستضعف المحكوم بالمحكمة من جهة وبسقوط النظام السوري من جهة ثانية ويحاول أن ينتزع شرعيته المسيحية من البطريرك بشارة الراعي لأن العماد ميشال عون أصبح من وجهة نظره حليفاً مكلفاً.

سعيد أبدى خشيته من أن يكون الكلام الذي صدر عن لسان البطريرك الراعي يعطي الانطباع المعاكس لنداء بكركي في العام 2000 الذي كان تحت عنوان الخروج السوري من لبنان, نافياً أن يكون هناك توجه فاتيكاني من أجل أن ينظر الى الشرق الأوسط الجديد كحصيلة توفيقية بين طوائف ومذاهب, وواصفاً من يتكلم عن قانون الانتخابات اليوم في ظل وجود السلاح هو خارج النص لأن هناك استحالة باجراء انتخابات صحيحة وسليمة طالما هناك سلاح غير شرعي قادر على تعطيل العملية الديمقراطية. ورد الصوت العالي للعماد عون, الى رهانه على بشار الأسد بأنه سيهزم العالم كما راهن في العام 1990 على صدام حسين.

وهذا نص الحوار:

  ما  قراءتك للوضع السياسي العام في البلاد في ضوء ترؤس لبنان لمجلس الأمن في حين نجد الخلافات السياسية في الداخل مستمرة على أكثر من صعيد?

  برأيي كل واحد يشتغل شغله, لبنان الرسمي الذي يترأس اليوم دورياً مجلس الأمن عليه أن يقوم بكل المساعي والخطوات  من أجل قيام دولة فلسطين. هذه الخطوة الذكية التي قام بها أبو مازن تهدف الى تدويل قضية فلسطين وفرض هذه القضية على المجتمع الدولي كقضية مركزية من أجل الاستقرار في العالم العربي والعالم الاسلامي وبالتالي انتقلت قضية فلسطين, من قضية شعب الى قضية عربية, وقضية اسلامية في ما بعد لتصل اليوم وتصبح قضية دولية, تدويل قضية فلسطين مكسب في حد نفسه بغض النظر عن النتائج التي يمكن أن تصدر عن قرارات مجلس الأمن, سواء استخدمت الولايات المتحدة "الفيتو", أم لا. ان المكسب الأساسي هو بتدويل هذه القضية, وطرح هذا الموضوع في الأمم المتحدة. وبالتالي على لبنان أن يسهل ويساعد بكل ما يملك من قدرات من أجل تثبيت قرارات الشرعية الدولية, وانتزاع قيام دولة فلسطين من خلال قرار صادر عن مجلس الأمن كما أنشئت اسرائيل في السابق بقرار صادر عن المجلس نفسه. اذا كانت اسرائيل ولدت بقرار صادر عن مجلس الأمن, من الطبيعي أن تولد فلسطين الحديثة والمعترف بها دولياً وعربياً بقرار مماثل. هذا من واجب لبنان ووظيفة ممثليه, لاسيما في هذه الفترة التي يرأس فيها مجلس الأمن أن يساهم وأن يساعد بهذا الاتجاه. ولبنان لا يمكن أن يطالب بانشاء دولة فلسطين وفي الوقت نفسه لا يحترم هو نفسه القرارات الدولية, وبالتالي من يطالب بأن تكون فلسطين ضمن الشرعية الدولية وأن تنضم الى الأسرة الدولية والاعتراف بها, يجب أيضاً على الدولة اللبنانية ألا تنسى ولا تتناسى أنه صدر بحق لبنان قرارات عدة من قبل الأمم المتحدة وبالتحديد ال¯1559/1680/1757/1701 وكل هذه الأمور هي أيضاً أمانة في عنق لبنان الرسمي ليس فقط من أجل التداول السياسي من خلال وزارة الخارجية, انما على لبنان بشخص رئيسه الذي رأس مجلس الأمن, وبشخص رئيس حكومته اللذين ذهبا الى الأمم المتحدة أن يسددا ما عليهما لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وخاصة الالتزام الكامل بكل القرارات الصادرة عن الشرعية الدولية.

  كيف يمكن للبنان أن يصوت الى جانب الاعتراف بدولة فلسطين والالتزام الكامل بكل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ووزير الخارجية عدنان منصور يقول لا يمكن للبنان أن يؤيد أي موقف يتخذه مجلس الأمن ضد سورية?

  لا يمكن أن يطالب لبنان بانشاء دولة فلسطينية بقرار صادر عن مجلس الأمن وأن لا يساعد المجلس في القرارات الصادرة بحق سورية ولا يجوز أن ينظر لبنان الى الشرعية الدولية بعين مختلفة عن الأخرى. نريد أن نشهد قيام دولة فلسطينية بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن كما نريد أيضاً أن تكون قرارات الشرعية الدولية مطبقة في لبنان وأن يصدر بحق النظام السوري الذي يقوم بعملية قتل الأطفال السوريين والشيوخ والنساء قرار صادر عن الشرعية الدولية يؤدي الى نهاية هذا النظام الذي يجب أن يسقط بأسرع وقت ممكن. أما وزير خارجية لبنان ورئيسه ورئيس حكومته, فهم يدورون في الفلك السوري ولم يبق لدى سورية الا المتنفس الرسمي اللبناني وليس الشعبي, بحيث تضع الدولة اللبنانية كل امكاناتها العسكرية والديبلوماسية والسياسية للحفاظ على النظام السوري. وهذا الموضوع محط ادانة من الشعب اللبناني الذي يتضامن بشكلٍ واسع بكل شرائحه مع ثورة هذا الشعب الذي يحاول العبور الى الحرية والديمقراطية.

  في حال أصرت الأكثرية على رفض تمويل المحكمة, ماذا سيفعل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي?

  أعتقد أن الحكومة اللبنانية ستمول المحكمة وأن كلام "حزب الله" هو كلام ملتبس, يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر. لقد زار رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية فرنسوا رو والتقى شخصيات من "حزب الله" ولمس منهم بأنهم سيمولون المحكمة على طريقتهم. قد يرفعون الصوت بأنهم لا يريدون تمويل المحكمة وبالمقلب الآخر سيسمحون لنجيب ميقاتي وحكومته أن يمولا هذه المحكمة. كما التقى بعض القيادات من "حزب الله" عدداً من المسؤولين الغربيين الذين أيضاً لمسوا أن الحزب سيسهل عملية تمويل المحكمة.

لكن الاهم أن "حزب الله" الذي يخسر اليوم حليفه الاقليمي وهو النظام السوري لن يتجرأ في الوقت نفسه على أن يخسر الحكومة اللبنانية التي تؤمن الغطاء الشرعي له, لذلك سيسهل أعمال هذه المحكمة حتى لو رفع الصوت, ولو كلف ميشال عون للقول بأنه لن يوافق على تمويل المحكمة, لكنه عبر الحفاظ على حكومة نجيب ميقاتي التي هي المتراس الأول والأخير له في لبنان. "حزب الله" اليوم هو المستضعف وهو محكوم بالمحكمة الدولية من جهة وسقوط النظام السوري الحتمي من جهة ثانية, لذلك هو محكوم بالدفاع عن هذا الوليد الذي استولده أي حكومة نجيب ميقاتي حتى تبقى هذه الحكومة المتراس الوحيد للدفاع عنه.

  برأيك هل أصبح "التيار الوطني الحر" ورئيسه ميشال عون عبئاً على "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصر الله?

  "حزب الله" الذي استقبل البطريرك الراعي في البقاع استقبال الفاتحين في الهرمل وبعلبك, وفي صور يحاول أن ينتزع شرعية المسيحية من العلاقات المستجدة مع الكنيسة المارونية وليس من خلال ورقة التفاهم مع ميشال عون. وما أدلى به البطريرك الراعي باتجاه بيئة "حزب الله" يتجاوز شرعية ورقة التفاهم الموقعة مع عون وبالتالي فان الحزب ينظر الى ميشال عون في هذه المرحلة كحليف مكلف, بينما يحاول اختراق البيئة المسيحية من خلال هذه العلاقة المستجدة مع البطريرك الراعي ظناً منه أن هذه العلاقة ستؤمن له عملية التغطية على سلاحه غير الشرعي وبرأيي حتى ولو تحسنت العلاقة بين البطريرك و"حزب الله" لن تكون بكركي غطاءً للسلاح غير الشرعي في لبنان.

  كيف تفسرون تحركات سيد بكركي, والتصاريح التي يدلي بها?

أخشى أن يكون الكلام الذي يصدر عن البطريرك الراعي يوحي بأن بكركي اليوم تعطي الانطباع المعاكس للنداء الذي صدر عنها عام 2000, لأنها في هذا التاريخ كانت تجمع لبنان, اليوم تجمع فقط المسيحيين وهناك خطورة في هذا الموضوع لأنه عندما تصر طائفة على جميع أعضائها ستولد لدى الطوائف الأخرى أيضاً حساسيات ومواجهات نحن بالغنى عنها. مجد لبنان أُعطي لبكركي ومجد لبنان أُعطي للبطريرك كي يجمع لبنان وليس أن يجمع المسيحيين حول قانون للانتخاب أو تحسين في الادارة أو موضوع الأراضي على أهمية هذه المواضيع. رغم الانفتاح الذي بادر به الراعي باتجاه بعلبك أو باتجاه الجنوب, يبقى الكلام الذي صدر عنه يشكل برودة في تعاطي بكركي كصرح وطني تحظى باحترام فريق واسع من اللبنانيين ومن قبل فريق من المسيحيين عبروا عنه بطريقة أو بأخرى. المطلوب ليس جمع المسيحيين لأن المجمع البطريركي الماروني بقيادة البطريرك صفير في 2006 أصدر وثيقة سياسية جاء في مقدمتها أن لبنان ليس للموارنة بل الموارنة للبنان. وهذه معادلة ذهبية أي أنه بعد اتفاق الطائف لا وجود لطوائف مميزة في لبنان على سائر الطوائف الأخرى. كل الطوائف في لبنان ساهمت في ولادة هذا الكيان وفي جعله منارة ديمقراطية تحافظ على حقوق الانسان وتؤمن العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين. وبالتالي فان الأمانة هي بالحفاظ على هذا المفهوم للبنان وليس على مفهوم مختلف لأن لبنان هو حصيلة جمع تنسيقي بين الطوائف ومساكنة الطوائف مع بعضها البعض وهنا أؤكد وأقول عندما تتكلم الطوائف من منطلقات ومن مربعات طائفية على حساب الصيغة اللبنانية, يتراجع لبنان وعندما تذهب الطوائف باتجاه المساحة المشتركة الوطنية التي يأتي اليها الوطنيون من كل طائفة فليس المطلوب جمع الطوائف المطلوب جمع الوطنيين داخل كل طائفة حول مشروع اسمه العيش المشترك ووحدة لبنان.

  البعض يرى في تصريحات البطريرك الراعي أنها نتيجة للاختلاف في الثقافات بين تعاطي البابا يوحنا بولس الثاني الذي اعتبر لبنان وطن الرسالة وبين البابا بينديكتوس الثاني الذي يقول بالحفاظ على مسيحيي الشرق, وهذا ما أدى الى اعتزال البطريرك صفير عن القيام بمهامه وأدى الى انتخاب البطريرك الراعي, فما رأيك بذلك?

  أريد أن أؤكد لك وأنا ماروني: المواقف التي صدرت عن البطريرك الراعي, لو صدرت من قبل مجلس المطارنة الموارنة ومن قبل الكرسي الرسولي لاقتنعت بهذه النظرية, أما اذا صدرت حصراً من قبل البطريرك الراعي, وهذا الموضوع يخضع الى نقاش داخل مجلس المطارنة وداخل الكرسي الرسولي, لا أعتقد أن هناك توجهاً فاتيكانياً من أجل أن ينظر الى الشرق الأوسط الجديد كعملة حصيلة توفيقية بين طوائف ومذاهب, خاصة أننا كموارنة ساهمنا من خلال سلوكنا وأدبياتنا السياسية أن نجعل من لبنان دولة تحمي جميع اللبنانيين على قاعدة تنفيذ القانون نحن انتقلنا من موقع المربعات الطائفية الى مواقع المواطنة اللبنانية من خلال الدستور ومن خلال اتفاق الطائف سنة 1989 وبالتالي العودة بنا من مرتبة المواطن الى مرتبة عضو في طائفة أو في عشيرة يضعف المسيحيين ويهلك الموارنة, ويضعهم في مواجهة مع الجميع, وبالتالي يجب ألا يتعاطى الموارنة أو الدروز أو الشيعة أو غيرهم في لبنان من منطلقات طائفية. عندما أراد كمال جنبلاط أن يعطي دوراً لطائفة صغيرة انما مكونة للبنان اسمها الدروز لم يتكلم درزياً تكلم يسارياً. وسع الأفق وذهب باتجاه رحاب أوسع. تكلم عن العدالة الاجتماعية ليس للدروز للبنانيين. هكذا يمكن أن يعطي دوراً لطائفة من خلال رسالتها لدى جميع اللبنانيين وليست من خلال التقوقع العشائري أو الطائفي في مواجهة الآخرين. على الموارنة أن يعودوا الى أدبياتهم وبالتحديد الى الورقة السياسية التي صدرت عن المجمع الماروني في العام 2006 عندما طالبوا بالدولة المدنية, هذا هو الدور الذي يجب أن تتطلع اليه بكركي وندعمها, أما اذا أرادت أن تكون الطائفة المارونية لاعباً ضمن اتحاد طوائف في لبنان فانها تخطئ في نظرتها الى لبنان لأن لبنان ليس اتحاداً طوائفياً ولا اتحاداً قبلياً أو عشائرياً يتكلم باسم كل عشيرة أو طائفة شخص أو أكثر. لبنان بلد العيش المشترك الذي يحميه الدستور اللبناني المنبثق عن اتفاق الطائف.

  ما الهدف من فتح معركة الانتخابات النيابية في وقت مبكر ولماذا يصر وزير الداخلية على اعتماد قانون النسبية وهل بكركي توافقه هذا الرأي?

  برأيي كل من يتكلم عن قانون الانتخابات اليوم هو خارج النص. اذا ربحنا المعركة الكبرى أي أن تحتكر الدولة اللبنانية سلاح "حزب الله", أي قانون انتخاب تفوز به "14 آذار". واذا خسرنا المعركة الكبرى, أي أن يبقى السلاح معطلاً للديمقراطية أي قانون انتخاب حتى لو حصلنا على مقاعد نيابية أكثر سنحضر نتائج الانتخابات, لا يمكن أن يكون هناك انتخابات صحيحة في لبنان أياً يكن القانون طالما هناك سلاح غير شرعي قادر على تعطيل العملية الديمقراطية وعلى الغاء نتائج الانتخابات وبالتالي من يتكلم عن وسائل تقنية من أجل مواجهة واقع سياسي هو خارج النص. الواقع السياسي لا يقابل بالالتفاف التقني, بل بواقع سياسي مماثل, وعلى جميع الوطنيين في لبنان أن يواجهوا السلاح غير الشرعي الذي يعطل عملية بناء الدولة, مواجهة السلاح الفلسطيني منذ 1969 كان واجباً, ومواجهة سلاح سورية في لبنان كان واجباً, ومواجهة سلاح ايران في لبنان كان أيضاً واجباً.

  الى أين ستصل معارضتكم للحكومة الحالية? ومن سيشكل الحكومة في حال استقالتها?

  سعد الحريري.

  وهل يستطيع الحريري تشكيل حكومة في هذا الظرف?

  طالما هناك نظام قائم في سورية برئاسة بشار الأسد متحالف مع نجيب ميقاتي, وطالما أن حكومة ميقاتي تؤمن الشرعية الاقليمية لسياسة نظام الأسد سيبقى ميقاتي. لكن فور سقوط النظام السوري سيسقط نجيب ميقاتي في بيروت, والأهم أن نتماسك نحن اللبنانيين في لحظة انهيار النظام السوري وفي لحظة استمرار عمل المحكمة حتى لا يدخل لبنان باصطدام داخلي. الموضوع ليس موضوعاً داخلياً وليس عملية حسابية لعدد النواب لهذا الفريق وذاك. لبنان على المحك. والسلم الأهلي على المحك. احترام اتفاق الطائف على المحك. ليس الوقت مناسباً للتلهي بمواضيع جانبية مثل قانون الانتخابات.

  بالتزامن مع التقارب الشيعي مع بكركي, هناك تقارب بين دار الفتوى و"حزب الله", فهل هذا التقارب يأتي ضمن نصيحة خارجية?

  هناك قناعة بأن موازين القوى لدى الفريق الذي يحمل السلاح, وهناك محاولة من قبل الجميع, أو الخضوع أو لتدوير الزوايا, أنا ضد هذه النظرية ومع نظرية المواجهة السياسية السلمية.

  لماذا لم يتغير أداء العماد عون السياسي رغم فوزه بعشرة وزراء في هذه الحكومة?

  ميشال عون ليس حالة خطرة في لبنان هو يراهن على بقاء النظام السوري كما راهن في العام 1990 على صدام حسين بأنه سيهزم العالم. وهو يعتقد اليوم أن بشار الأسد سيهزم العالم. هذا الرهان خاطئ سيدفع ثمنه ميشال عون وفريقه.

  هل من وقت لنهاية النظام في سورية وكيف تنظر الى هذا الربيع العربي?

  أنظر بعين الأمل لما يحصل في العالم العربي, لأنني داعم بشكلٍ واضح لكل الثورات العربية وهذا العبور الى الحرية واحترام حقوق الانسان وتداول السلطة حتى يستعيد العالم العربي هويته الثقافية والسياسية وموقعه الاقتصادي والانتاجي في النظام العالمي الجديد وكل ما تقوم به الشعوب العربية هو مستقبل العالم العربي الذي نفتخر به ونعود اليه وننتمي اليه, وكان لنا دور أساسي في انتاجه, أما عمر النظام السوري فيعود الى عالمين اثنين: مالية النظام وعسكرة النظام, من هو قادر على ضبط مالية النظام ومن هو قادر على ضبط عسكرة النظام.

  هل تخشى تقسيم سورية?

  أبداً حصلت انتخابات طلابية في مصر منذ أسبوع, ونال الاسلاميون فيها 21 في المئة من الأصوات.

 

"حلف الأقليات" أو "يهودية" إسرائيل؟  

خصوصية الثورة العربية هي في التصالح مع الدين والدولة المدنية 

علي الأمين/صدى البلد

حرصت قيادات الجمهورية الاسلامية الايرانية في الاشهرالاخيرة على ادراج ما يجري في العالم العربي، من ثورات وانتفاضات على الحكام، في سياق "صحوة اسلامية". هذا ما اكد عليه مجددا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية السيد علي خامنئي في افتتاح مؤتمر "الصحوة الاسلامية"، الذي عقد في طهران قبل عشرة ايام بحضور شخصيات وممثلين عن احزاب اسلامية من 80 دولة تقريبا. ولا يخفى على المراقب ان هذا يعبر عن حراك ايراني يريد ان يضع ما يجري في جملة "امتداد الصحوة الاسلامية" التي توجتها الثورة الايرانية عام 1979، في مقابل مقولة ترى ان ما يجري هو فصل جديد يتجاوز التجربة الاصولية الاسلامية، ليس من موقع نبذ الدين بل من ميدان التصالح معه في مواجهة تحديات الحريات والديمقراطية والكرامة الوطنية والانسانية.

استثنى المرشد خامنئي سورية، وهو يشيد بالدول العربية التي تنتفض شعوبها على سلطات القمع، من دون ان يبرر إن كان هذا الاستثناء عفوا او مقصودا. لكن السامع بالتأكيد لا يغفل إزاء هذا الخطاب المكتوب، وامام حشد من الاسلاميين من السنة والشيعة، ان يكون الخطيب ساهيا عن هذه الدماء التي تسيل وعن آلة القتل.

وإذا كان المعيار الايراني في التشكيك بالثورات هو التدخل الغربي في دعم هذه– الثورة او تلك – وهذا ما يحاول الخطاب الرسمي الايراني واصداؤه تطبيقه على الحالة السورية – فلسائل ان يسأل عن اسباب الاندفاعة الايرانية اخيرا للترحيب بالثورة الليبية، التي ما كانت لتحقق انتصاراتها لولا صواريخ "حلف الناتو" التي تلاحق الزعيم الفار معمر القذافي من باب العزيزية الى مخابئه المفترضة على امتداد الاراضي الليبية.

مقولة الصحوة الاسلامية بالمفهوم الايراني وتجلياته اليوم تحاول الغاء الخصوصية التي تحملها الثورات العربية اليوم، ليس باعتبارها خصوصية تتعارض مع الاسلام كمكون حضاري وتاريخي راسخ في هذه المجتمعات، بل باعتبارها خصوصية تعكس التصالح مع الدين والدولة المدنية، من دون الوقوع في اسر الالغاء الذي اعتمدته تجربة "تنظيم القاعدة" الدموية وأخواتها التي الهبت لسنوات مشاعر فئات معتبرة من العرب والمسلمين وما لبثن أن انكفأن وتهاوين لصالح عدم الانجرار امام الشعارات الدينية المطلقة بما تحمله من مصادرة خبيثة للعقل.

بهذا المعنى يمكن ان نفهم كيف انكفأت شعارات "الاسلام هو الحل" و"لا حكم الا لله". تلك الشعارات التي كانت بطاقة بعض المراهقين اوالدجالين لكسب الشعبية واستغلالها لمآرب خاصة لا علاقة للدين ولا خير الشعوب ومصالحها بها. ولكثيرين ان يستحضروا كيف اقصي امام المتقين علي بن ابي طالب عن الخلافة في موقعة صفين بمثل هذا الشعار الذي رفعه انصار معاوية وتبناه الخوارج حتى قال حينها بن ابي طالب مقولته الشهيرة: "كلمة حق يراد بها باطل"... رداً على خديعة "لا حكم الا لله".

في محاولة ادراج اعلى موقع سياسي شيعي ما يجري في العالم العربي من ثورات تحت عنوان الصحوة الاسلامية، في هذه المحاولة ما يتقاطع مع محاولات بعض الرموز المسيحية والشيعية والعلوية والدرزية في لبنان وسواه – ممن تغريهم وتطربهم مقولة الاقليات – خلق الهواجس او تضخيمها لجهة اختصار الثورة العربية التاريخية اليوم على انها ثورة سلفيين واصوليين يريدون الانقضاض على الاقليات، علما ان الخيط السري والساحر والحقيقي الذي يجمع بين هذه الثورات هو مدنيتها وشعاراتها التي تؤكد على مبادىء الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي وحقوق الانسان.

وإذا كان البعض، كما هو الحال لدى بعض قياديي حزب الله، يحاول الالتفاف على خصوصية الثورات العربية بادراج معيار صلاح هذه الثورات في مدى ارتباط خيار المقاومة ضد الاحتلال والهيمنة الغربية بالتغيير الديمقراطي، فان ذلك قول يترجم نظرة قاصرة ترى ان الانظمة الاستبدادية في عالمنا العربي يمكن ان تكون ضد الهيمنة الاستعمارية ومنسجمة فعلا مع مستلزمات التحرر من الهيمنة والاحتلال. وهي نظرة بائسة ان لم تكن ساقطة لجهة اعتقاد البعض ان في عالمنا اليوم يمكن لنظام استبدادي وفردي واقلوي بالمعنى الاجتماعي وقامع لتطلعات شعبه ان يصمد في وجه التحديات الخارجية، هذا اذا صدقنا انه يتطلع الى غير السيطرة على السلطة مهما كلفت من دماء وقهر للشعب. وتعكس هذه المقولة، كما يروج لها، انكارا لقدسية الحرية كمصدر لشرعية كل خيار وطني او قومي او ديني، انطلاقا من ان الدين خلق لاجل الانسان وليس العكس، تماما كما أنّ المقاومة خيار حر وعقلاني وليست قرارا فوقيا يفرض على الشعوب ولا ينبع من داخلها.

يبقى أنّ التشكيك المذهبي والطائفي بالثورة السورية،هو المدخل الموضوعي لاستكمال حلف الاقليات، ذلك الذي ما تزال إسرائيل تعتقد انها من يبرره ويحميه ويقوده...

 

الثورة والمسيحيون في الشرق

بقلم الدكتور فيليب سالم

لثورة الفكر تاريخ يحدثنا بأن الف مسيحٍ دونها صلب محمد الجواهري (عن الحرية)

أنا مسيحي من الشرق. "اؤمن بآله واحد آمن ضابط الكل، خالق السماء والارض"، لكنني عندما اقوم بعملي لا انتمي الى أي دين، بل انتمي الى الانسانية جمعاء. أنا لبناني، أقدس الارض، وأنام على رجاء قيامة لبنان، لكنني كمواطن لا انتمي الى فئة دينية أو فئة سياسية؛ بل انتمي الى لبنان، كل لبنان. وأكثر ما احلم به هو الانصهار لا "التعايش" المسيحي – الإسلامي في لبنان والمشرق العربي. وحتى لا يبقى هذا الانصهار حلماً، أؤمن بفصل الدين عن الدولة كما أؤمن بالدولة المدنية التي لا دين لها الا المواطنية. من هنا جئنا نتكلم عن أهمية الوجود المسيحي في الشرق ودور المسيحيين في صنع عالم عربي جديد.

يرتبط الوجود المسيحي في الشرق ارتباطاً جذرياً بقيامة لبنان. فاذا انهار لبنان ينهار هذا الوجود. ان لبنان يشكّل العمود الفقري لهذا الوجود، كما يشكل بنيته الرمزية. ويقوم لبنان عندما تقوم فيه الدولة القوية. فليس هناك وطن دون دولة قوية. إن معادلة "الشعب والجيش والمقاومة" التي يتغنى بها بعض اللبنانيين والتي تتبناها الدولة هي معادلة ضد الدولة وعقبة في طريق قيامها. نحن نحترم المقاومة وننحني أمام تضحياتها، الا اننا نرفض ان تكون المقاومة فوق سقف الدولة. ان المعادلة التي نؤمن بها هي معادلة "الشعب والجيش والدولة". هذه هي المعادلة التي يجب ان يتبناها الحكم في لبنان دون رياء أو مواربة. فكيف تقوم الدولة والدولة ذاتها تعمل على اجهاضها؟

ويرتبط الوجود المسيحي بقضية الحرية. وكم يتساءل المرء لماذا ولدت المسيحية في الشرق، ثم ما لبثت ان هاجرت الى بلاد الاغريق ومنها الى روما ومن بعدها الى الغرب كله؟ لربما كان ذلك لان المسيحية لا تنمو ولا تزدهر الا في الحرية. لقد هاجرت الى الحرية. وليس سراً ان الصراع القائم في الشرق لا ينحصر في الصراع على الارض والنفط والمياه والثروة، بل يتعداه الى ما هو أهم وهو ماهية الانسان في هذه الارض. فالحرية هي البوابة لصنع انسان عربي جديد. ومن الاكيد ان المسيحيين والمسلمين في لبنان ما كانوا ليتمكنوا من صنع هذه الحضارة المميزة لو لم تكن هناك حرية في لبنان. فالمسيحية الحية والخلاقة لا تعيش دون الحرية. من هنا اهمية دعم الحركات الثورية التي تطالب بالحرية. ونحن نعرف اين كانت الحرية في هذا الشرق في السنوات الستين الماضية. كانت تحت "جزمة" الحاكم الواحد المتأله.

وكذلك يرتبط الوجود المسيحي في الشرق بالتفاعل الحضاري الحي بين المسيحيين والمسلمين. ويؤسفني ان اقول إن البعض يعتقد أن المسيحيين في الشرق يواجهون ازمة وجودية اذ انهم أقلية في عالم يشكل فيه المسلمون الاكثرية العظمى. ومنهم من يهمس بأن الاسلام هو خطر حقيقي عليهم. نحن نعتقد العكس. نحن نؤمن بأن المسيحيين في الشرق قد منحوا فرصة تاريخية ليست متاحة لغيرهم. انها فرصة للتعرف على الاسلام وحضارته عن كثب وبعمق. انها فرصة للاغتناء بالاسلام. ان التفاعل الحي بين المسيحية والاسلام يرتقي بنا الى حضارة عظيمة هي مزيج من كليهما. من هنا ندعو الى الانصهار المسيحي الاسلامي في هذا الشرق، كما ندعو الى معانقة المسيحية للاسلام بالمحبة والتسامح. وعندما تعانق المسيحية الاسلام، يرتفع الانسان في كل مكان، ليس في الشرق وحده بل في العالم كله. وقد كان البابا يوحنا بولس الثاني على رؤية عظيمة عندما طلب من المسيحيين في الشرق أن يحبوا اخوانهم المسلمين وان يعملوا معهم جنباً  الى جنب على صنع مجتمع جديد. وفي هذا التفاعل الحي الذي نطمح اليه ليست هناك ضرورة لأحد أن يحمي أحداً.

في الآونة الاخيرة سمعنا من يقول "بأن حماية المسيحيين هي مسؤولية اسلامية". نحن نعرف ان المقصود من هذا الكلام هو توطيد أفضل العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، لكننا نود أن نسأل: لماذا يحتاج المسيحيون الى حماية؟ هل هم غرباء عن هذه الارض؟ أم ان ولاءهم ليس لهذه الارض؟ وهنا لا بد أن نتذكر أن المسيحيين كانوا في هذه الارض قبل مجيء الاسلام؛ وانهم كانوا رواد النهضة العربية الحديثة. كما كانوا رواد الدفاع عن القضايا العربية وبالاخص القضية الفلسطينية. فالكلام عن الحماية يعني في العمق ان المسيحيين هم في خطر وفي حاجة الى حماية. هذا منطق الأكثرية والاقلية العددية. من أجل هذا نحن نتطلع الى قيام الدولة المدنية التي تفصل بين الدين والدولة والتي تؤمن الحرية والحقوق لجميع المواطنين. عند ذلك لا تكون هناك أكثرية وأقلية بل يكون هناك مواطنون. عند ذلك لا يحتاج أحد الى حماية من أحد فالدولة وحدها تؤمن الحماية للجميع.

هناك من يخاف أن تفرز الثورة حركات أصولية متشددة قد تقود الى حروب أهلية تنتهي بتفتيت هذه المنطقة الى دويلات اتنية أو طائفية. وهناك من يعتقد أن ثمة مؤامرة كبرى يقوم بها الغرب واسرائيل على الشعوب العربية. ان نظرية المؤامرة هي قسم من مشكلة العقل العربي. والذين يخافون تفتيت المنطقة الى دويلات هم الذين لا يريدون تغيير الوضع الحاضر. أما الخوف من نشوء حركات اسلامية متشددة فهو خوف في محله إذ ان الطريق بين الثورة والحرية طريق طويل فيه الكثير من المشقات والمطبات. فإذا أخذنا مثلاً الثورة الفرنسية، نعرف كم دفع الفرنسيون ثمناً باهظاً للوصول الى الحرية. فالثورة الفرنسية مرّت بالفوضى ومرّت بأحداث دامية، قبل أن تصل الى الحرية والى الدولة المدنية. لم يكن الوصول الى الحرية سهلاً. لكننا نسأل أين كانت فرنسا اليوم لو لم تقم فيها الثورة؟ ان الثورة العربية لا تزال في مهدها وهي في بداية الطريق الطويل. ويجب أن نتذكر ان الثورة التي نشهدها اليوم لا يقوم بها سياسيون ولا عسكريون ولا أناس يريدون تغيير النظام للاستيلاء على السلطة. انها ثورة الناس العاديين. هؤلاء الناس لا يتكلمون عن الدين ولا يرفعون شعارات سياسية سئمناها. انهم يتكلمون عن الحرية، والكرامة، والعدالة. انهم يتكلمون عن حقوق الانسان. وقد تقوم حركات اصولية متشددة ولكن من الصعب عليها الوصول الى الحكم، وان وصلت فلن تتمكن من الحفاظ عليه. ان الحركة الثورية يقودها شباب يؤمن بالتكنولوجيا وقوة المعرفة وأهمية التواصل مع العالم والحضارات الاخرى. أنهم بكل تأكيد لا يريدون بناء أوطان على أساس القمع والخوف والاستبداد والطائفية. والذين يخافون الثورة يأخذون العراق نموذجاً. هذا خطأ كبير. إذ ان العراق ليس نموذجاً لهذه الثورة. ان نموذج العراق هو عكس نموذج الثورة. فالعراق لم يشهد ثورة قام بها ابناؤه، بل شهد احتلالاً قامت به دول أجنبية.

من يخف التغيير يبق مكانه. ومن يخف الخطر يبق قابعاً في بيته. ومن يخف الفشل لا يمكنه تحقيق النجاح. هذه ثورة. وهل هناك ثورة لم يكن فيها الكثير من الخطر والفشل؟ وهل هناك طريق أخرى للخروج من هذا السجن العربي الكبير؟ ها قد انتظرنا هذه الثورة طويلاً. قد يختلف رجال الدين في المسيحية والاسلام على معنى الثورة ودورها. والاختلاف في الرأي حق يجب أن نحترمه. فمنهم من يدعمها ومنهم من يخافها. الا ان المسيحية لا تتردد اطلاقاً في دعم المظلوم ضد الظالم والمقهور ضد القاهر والضعيف ضد القوي. "أن المحبة لا تفرح بالظلم بل بالحق". جاء المسيح بالسلام والتواضع ليبني عالماً على أساس المحبة والتسامح. الا ان المسيح نفسه كان ثائراً، ثائراً على الظلم والاستبداد والفساد. من أجل ذلك صُلب ومات ثم قام. ان الحرية هي كالمحبة "لا تسقط أبداً". قد يقتلونها ويدفنونها في الأرض. لكنها دائما تنبعث ثانية من جوف الارض حية. والمسيحية دون الحرية هي مسيح مصلوب. نحن نريد انزاله عن الصليب. فهل هناك من يريد قتله مرة ثانية؟

 

ويكيليكس» اللبناني... سياسة القيل والقال

محمد علي مقلّد * الحياة

أسرار الخارجية الأميركية على قارعة الطريق، تعاقبت صحف لبنانية على شرائها من ويكيليكس، بعد أن ثبت، من دون دراسة جدوى، أن عائد النشر يفوق كل توقعات البورصات المحلية والعالمية. غير أن «ويكيليكس» لم تهتك الأسرار المتعلقة بالوضع اللبناني وحده، بل تناولت سواه مما تيسر لها القبض عليه بالقوة الإلكترونية. غير أن «ويكيليكس» لم تكشف سر تفوق الاستثمار في الأرض اللبنانية الخصبة على غيره من الاستثمارات المشابهة في أراض وحقول أخرى.

الموضوع المشترك في فضائح ويكيليكس هو الموقف من «حزب الله» وسلاحه. لم يضبط أي طرف لسانه، والكل أدلى بدلوه. لكن الفضائح لم تسلم من التصنيف هي الأخرى فوقعت بين فكي 8 و14آذار. ووقع «الحزب» وأوقع حلفاءه في ردود فعل استنسابية، فأقام الدنيا ولم يقعدها، وعد فضيحة ما بعدها فضيحة أن يتناول أحد سلاحه وينتهك «قداسته»، ووظف ذلك في أم المعارك (خير شاهد على معارك القال والقيل معركة شهود الزور باعتبار ما صدر عنهم حتى الآن لا يعدو كونه من باب القال والقيل) ونظر إلى بعضها بعين الاستغراب وإلى بعضها الآخر بالنفي والاستنكار...حتى بات من أركان «الإيمان» بالحزب والدفاع عن سلاحه ذود حلفائه عنه حتى لو كانوا من المستغيبين، وصار فعل الإيمان هذا واجباً كالصلاة تسخر له مؤسسات دينية ويشرف عليه رؤساؤها.

كان يمكن أن تحظى «ويكيليكس» بسبق إعلامي وديبلوماسي وسياسي، لأنها تمكنت من أن تنشر قبل الأوان أسرار الخارجية الأميركية التي ستكون مباحة بالتأكيد، أمام الجمهور، بعد عقد من السنوات أو عقدين، تبعاً لأهمية أو لخطورة ما فيها. هذا شأن كل أرشيف ديبلوماسي في كل البلدان صغيرها وكبيرها، فما أن يرفع الحظر عنه حتى يتحول إلى مادة وفيرة للمؤرخين يبحثون فيه ويكتبون عن الصفحات المنسية، كل عن تاريخ بلده.

أما «ويكيليكس» اللبناني فله نكهة أخرى أخذت طعم السياسة المحلية وخصوصيتها. لقد انقرضت تلك التقاليد التي نشأت مع الجيل الاستقلالي الأول، وتم استبدال رجال الدولة الكبار برجال سياسة صغار، وتحولت المناورة السياسية المبنية على الذكاء والحنكة إلى « مقالب» تشبه «مقالب غوار» وإلى أفخاخ ينصبها فريق لفريق، واستولى منطق التشبيح وأصحابه على دفة القانون، فصارت عربة الدولة تقاد بآليات سوق البهائم...أي أن السياسة عادت إلى أصلها اللغوي: من ساس يسوس وكانت تقال للدواب، إلى أن صارت الدولة والمطي تساس كالدابة.

كان ينبغي أن يكون السبق في التوقيت لا في المضمون. لقد تم كشف السر قبل الأوان. هذا هو الأصل. أما اللبنانيون فرأوا السبق في كشف المضمون والمحتوى لا في التوقيت، لأن السياسة صارت مع هذا الجيل الجديد قائمة على «القال والقيل « لا على الحدث. حتى أن هذه الظاهرة القبيحة فرضت نفسها على نشرات الأخبار، حيث الخبر قول ورد على قول : «قال وقيل». سيدة الموقف وصانعة الحدث في مثل هذه الحال هي الاستغابة. والاستغابة هي، بالتعريف، «كلام يقال بالقفا» أي بالسر، وينطوي على نية بالأذية و» الفتنة». وإذا كان من الطبيعي أن يدافع المرء عن قفاه، فمن الطبيعي أيضا أن تسمى الاستغابة، لا سيما منها ما ساءت نوايا أصحابها، حين يفتضح سرها، بالفضيحة.

أول ما يبادر إليه المستغاب هو الشتم والقدح والذم والتهديد والوعيد والرد بالويل والثبور وعظائم الأمور، وصولاً إلى التكفير(هذه المرة على رؤوس الأشهاد، بعد الهجاء الصراح والكلام المستباح ). أما المستغيب، حتى لو كان ما قاله صحيحاً، فينكر أقواله أمام المدعي العام ( الرأي العام)، أو يزعم أنه قالها «في غياب المحامي» و»تحت ضغط التحقيقات الأولية»، أو يستظل بشعر المتنبي القائل:

كلما أنبت الزمان قناة

ركب المرء في القناة سنانا

يعني أن هناك من يركب الموجة ويوظف الكلام للأذية، أو بنصف بيت الشعر الشهير:

وما آفة الأخبار إلا رواتها، لا سيما حين يكون الرواة هم الإمبريالية والشيطان الأكبر، ناهبة ثروات العالم وآكلة خيراته، الخ. حتى بات من سخرية المصائر والعولمة اختزال سياسة الدولة العظمى بنقل الكلام وتلفيق الأخبار. هذا يثبت أن السياسي الذي يخاف من القال والقيل هو الذي يمتهنه (صانع السم آكله)، ومن الطبيعي أن من يمتهن الاستغابة وسيلة للصراع ( والفتنة) تأخذه المفاجآت وتذهب به الخفايا والخبايا كل مذهب.

إنها السياسة القائمة على الكلام، على القال والقيل. ينتظرون تصريحاً لمسؤول أجنبي أو صهيوني ليثبتوا أن إسرائيل دولة معادية وعنصرية، أو ليثبتوا أن الولايات المتحدة الأميركية تدافع عن مصالحها في كل الكون وأنها الأكثر نفوذاً على الكرة الأرضية؟ بل إن سياسية القال والقيل هي الأسلوب الوحيد الممكن لكشف المؤامرات، لذلك تراهم لا يعبأون بالعلم والتحليل، بينما تنفق الدول التي تحترم نفسها جزءاً كبيراً من موازنتها على البحوث العلمية. المعرفة وحدها تبطل المفاجأة. كانت ظاهرة الخسوف والكسوف تحدث مفاجأة كلما تكررت، وظلت مستغربة إلى أن انجلى سرها بالعلم والمعرفة. إن كشف الأسرار في السياسة لا يحتاج إلى «ويكيليكس»، بل إلى معرفة.

قال أحدهم لسياسي من غير أهل القال والقيل: هل سمعت خطاب فلان؟ أجابه: لا، لكنني أتخيله فهل أقول أمامك ما قال في خطابه. نعم يستطيع المرء أن يعرف ما يضمره خصمه أو عدوه، بالعلم أو بالجاسوسية، لكن أبداً ليس عن طريق القال والقيل. غير أن سياسيي الويكيليكس اللبنانيين هم ممن ينطبق عليهم قول المتنبي:

فتكبر في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

(ما أسهل أن يصنع الصغيرمن الحبة قبة).

حين يضمر السياسي شيئاً ويفصح عن شيء مغاير، يسمي ما فعله مناورة. والمناورات درجات، منهم من يتقن هذا الفن فيتلاعب بأسراره وأسرار عدوه كالساحر، ومنهم من يحملونه جزءاً من السر ويكلفونه البوح به، وهؤلاء أيضا درجات، لذلك قيل: خذوا أسرارهم من صغارهم، والأمثلة لا تحصى في معرفة الأسرار السورية من صغار اللبنانيين. معظم سياسيي لبنان وقعوا في فخ القال والقيل فامتهنوا إفشاء الأسرار، وصاروا من مروّجي الإشاعات التي يصنعها سواهم، حتى نأوا بأنفسهم عن صنع القرار ليمتهنوا الترويج ويحولوا الصالونات السياسية إلى «صبحيات» يتبادلون فيها أطراف الحديث، ويفرجون عما في صدورهم من غيظ، ويجعلون المناورة الذكية مرادفاً للكذب المقيت، والسياسة الراقية نقيضاً للقيم الأخلاقية.

الذين أكدوا ما نسب إليهم وقالوا في السر ما قالوه في العلن قلة، لذلك بدوا كأنهم هم الشاذون عن القاعدة. أحدهم قال: وهل يظن «حزب الله» أن خصومه يكيلون له المديح في غيابه؟ ربما آن الأوان ليرتقي سياسيو لبنان درجة تلو درجة نحو صنع قرارهم بأيديهم. ساعتئذ فقط يمكن لهم أن يتعلموا أصول الخصومة والصداقة، ويدركوا أن السياسية لا تصنع بالقال والقيل وأن فضائح «ويكيليكس» ليست سوى ثرثرة.

* كاتب لبناني

 

وكيليكس/المستقبل/عون مرتبكاً أمام انتقاد "التفاهم" في 2006: أنا صديق أميركا والوثيقة جعلت حزب الله لبنانياً

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 13/02/2006 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 413 أن رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب ميشال عون وصف "حزب الله" بأنه "منظمة إرهابية تريد الخروج من الجمود"، مؤكداً أن الأمين العام لـ"حزب الله" التزم، من خلال وثيقة التفاهم الموقعة من قبلهما، بأن "يفصل "حزب الله" بعيداً عن المحور السوري وعن أسيادهم الإيرانييين".

وبحسب تقرير السفير الأميركي جيفري فيلتمان، عن اللقاء الذي عقده مع عون، في دارته في الرابية في 13 شباط 2006، ظهر على الأخير "الارتباك والشعور بالألم لانتقاد الحكومة الأميركية الوثيقة التي يجادل من أجلها، ويعتبرها وسيلة ليضع "حزب الله" في الزاوية". وأكد عون في إطار دفاعه عن الوثيقة، بأنها "فرضت على "حزب الله" أن يصبح لبنانياً"، وبأنها "خرق كبير" أسفر عن تنازلات من قبل الحزب، مستشهداً بأن "الوثيقة ذكرت إسرائيل، وليس فلسطين المحتلة". كما اعترف بأنه كان من الأجدر "تقسيم البند العاشر منها، الذي يذكر "حماية لبنان والحفاظ على استقلاله وسيادته"، وتفصيله على النحو الآتي: وضع قيود على حق "حزب الله" في امتلاك السلاح، ومسؤوليات الدولة لحماية لبنان، وأخيراً، صياغة استراتيجية دفاع وطنية من خلال الحوار الوطني". ونفى أن تنجح "أي محاولة لسوريا للتأثير على "حزب الله" ودفعه نحو مصالحها"، لأنه استطاع بهذه الوثيقة "تطويق هذا التهديد بجعل "حزب الله" يستجيب للتطورات الداخلية، وألا يرتبط بالتطورات الإقليمية".

ومن جهة ثانية، اعتذر عون من السفير بسبب تصريحاته الأخيرة عن الرهائن الأجانب خلال الحرب الأهلية في لبنان، التي "تسببت بالقلق"، مؤكداً أنه "صديق أميركا"، و"يتفهم الألم"، و"يحترم ويقدر العديد من التضحيات التي قدمها الأميركيين لبلاده". وأشار إلى أنه "أسيء تفسير" كلماته وأخرجت من سياقها، مذكراً بأنه "استنكر أخذ الرهائن من قبل، وأنه سيقوم بذلك مرة أخرى."

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "06Beirut413" تحت عنوان: "ارتباك عون من انتقاد الاتفاق الذي جعل "حزب الله" يلزم نفسه به"، كالآتي:

"استقبل زعيم "التيار الوطني الحرّ" والمرشح الرئاسي الطموح ميشال عون، السفير ومسؤولاً سياسياً أميركياً في منزله في الرابية في 13 شباط، في حضور مستشاريه جبران باسيل وزياد عبس، اللذين شغلا منصب مبعوثين عن عون في المفاوضات المطولة مع ممثلي "حزب الله"، وقدما شرحاً للغة الملتوية في الوثيقة. وبدأ السفير الاجتماع بنقد مفصّل للوثيقة، ولم يشر إلى الغموض المقلق والتناقض فيها فحسب، بل إلى الأضرار التي تسببت فيها لكل الجهد الذي بذله المجتمع الدولي لإصدار قرار موحد من مجلس الأمن، الذي دعا بشكل فوري وشامل إلى نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان.

وانتهى النقد بطرح سؤال شامل: "هل حقاً يعتقد عون أن نصر الله كان صادقاً، وإذا كان الأمر كذلك، هل سيكون له الحرية الفعلية للامتثال للالتزامات الواردة في الوثيقة؟ أخيراً، سئل عون أن يفسر بالضبط ما كان يعنيه عندما قال في مقابلة أجريت معه في السابق، أن العديد من الرهائن الذين خطفوا خلال الحرب الأهلية "لم يكونوا مجرد سائحين"، معتبراً أن بذلك معاناتهم مبررة إلى حد ما".وأشارت البرقية إلى أنه "في كثير من الأحيان، وخلال العرض الذي قدمه السفير، كان عون يرمق بنظراته مستشاريه، وللحظات قليلة جمع أفكاره ثم أجاب أنه فوجئ من رد الفعل، ورأى أن ذلك يعود إلى الكثير من سوء الفهم. وفي حين وزع مستشاراه نسخة رسمية من الوثيقة، قال عون إنها المرة الأولى التي استطاع فيها جعل "حزب الله" يلزم نفسه على الورق، بنوع البلد الذي يتصوره بالضبط، لافتاً إلى أن هذه الرؤية هي لبلد مبني على أساس "المجتمع المدني" (مدعياً أن الأمر يعتبر تنازلاً كبيراً للحزب)، مع حدود محددة، وحكومة مركزية قوية خالية من الفساد، وعلاقات ديبلوماسية طبيعية مع جيرانها، وحرّة من الهيمنة الأجنبية. وأصر أن هذه الوثيقة كانت خرقاً كبيراً، وفرضت على "حزب الله" أن يصبح لبنانياً. وقال انه لا يتوهم بأن سوريا لن تحاول التأثير على "حزب الله" لدفعه نحو مصالح سورية، لكن الجنرال السابق قال انه طوّق هذا التهديد بجعل "حزب الله" يستجيب للتطورات التي تحدث داخل الحدود اللبنانية فقط، وألا يرتبط بالتطورات الإقليمية. وسأل منتقديه لمقارنة هذه الانجازات المزعومة، بما وصفه، عدم قدرة حكومة السنيورة بتحقيق تنازل صغير من الطائفة الشيعية القوية سياسياً.

وأدلى الجنرال السابق بتصريح غير متوقع، عندما قال بأن نصر الله صادق بالتزامه أن يفصل "حزب الله" بعيداً عن المحور السوري، فضلاً عن الانفصال عن أسيادهم الإيرانييين. ورداً على سؤال عن كيفية تأكده مما قاله سابقاً شرح أن ذلك كان واضحاً من نهج الحزب في المفاوضات المطوّلة. وعلّق باسيل قائلاً إن ممثلي الحزب كانوا جديين في صياغة كلّ بند في الوثيقة، وخاضوا من أجل البنية الوطنية الجهد نفسه في موضوع التهديد الإسرائيلي. وسأل عون: لو كان نصر الله لا يريد سوى ذريعة لإبقاء سلاحه، لماذا ينخرط في القضايا التي تقع خارج هذا النطاق؟ وقال على الرغم من أن الوثيقة "مجرد بداية"، إلا أنه مقتنع بأن هذه المنظمة الإرهابية تريد في نهاية المطاف الخروج من الجمود. ولدعم نظريته، أشار عون إلى أن الوثيقة تذكر إسرائيل، وليس "فلسطين المحتلة"، في وصفها مكان مقاتلي جيش لبنان الجنوبي السابقين وأسرهم.

وفي ما يتعلق بالصياغة البيزنطية للبند العاشر في وثيقة التفاهم: "حماية لبنان والحفاظ على استقلاله وسيادته"، اعترف عون بأنه كان من الأفضل تفصيل هذه الفكرة بشكل أوضح، ووضعها بمكوناتها المختلفة: وضع قيود على حق "حزب الله" في امتلاك السلاح، ومسؤوليات الدولة لحماية لبنان، وأخيراً، صياغة استراتيجية دفاع وطنية من خلال الحوار الوطني".

إلزام "حزب الله"

وبحسب البرقية "سئل عون عما إذا كانت صياغة وثيقة التفاهم ستخلق عذراً مفتوحاً لـ"حزب الله"، فأجاب بحزمٍ، أن القراءة المتأنية للنص تحصر "حزب الله" ضمن التزامين: يمكن له أن يحتفظ بأسلحته إذا اتفق على ذلك بقية الأطراف في لبنان، وفقط حتى تتحقق مثل هذه "الشروط الموضوعية" (التي يحددها الحوار الوطني). ووفقاً لعون، إلى هذا الحد من النص فقط، ينتقل التركيز تماماً إلى مسؤوليات الحكومة، التي حددت على النحو التالي: تحرير مزارع شبعا، الافراج عن "عناصر المقاومة" (أي السجناء) من إسرائيل، وحماية البلاد من تهديد من قبل إسرائيل. وعندما سئل عما إذا كان نصر الله وقيادة "حزب الله" تفسر النص بالطريقة ذاتها كما فعل فقط - خصوصاً أن التوافق، يمكن أن يعني أن "حزب الله" يستطيع أن يستخدم حق النقض دوماً ضد أي رغبة لنزع السلاح من جانب أي طرف في لبنان أكد عون وباسيل بقوة بأن هذا هو الحال. وقال باسيل أن كثافة المفاوضات أكدت حقيقة وجود بحر من المتغيرات.

وعندما سئل لماذا "حزب الله" تنازل عن هذه النقطة الهامة (أي وضع مبرراً للمقاومة في يد الجسم السياسي الكامل)، كرر عون أنه يعتبر هذه الوثيقة خرقاً سيؤدي في نهاية المطاف الى دمج "حزب الله" في لبنان الديموقراطي. وباعترافه بأن شيئاً من هذا القبيل ممكن أن يحدث، أضاف عون على عجل إلى أن البند العاشر لم يكن سوى "إطار عملي" ويتطلب استمرار الحوار مع الحكومة وجميع الطوائف في لبنان.

أتم عون دفاعه عن "الخرق" الذي أنجزه، بطرحه تساؤلٍ عمّا الذي تم تحقيقه من الهجوم المستمر على "حزب الله"، لافتاً إلى أن خبرته على مدى الأشهر القليلة الماضية أقنعته بأن نصر الله شخص جدّيّ. وأكد مجدداً انه يتفهم الصعوبات، لا سيما العلاقات التي تربط "حزب الله" بسوريا وايران، لكنه أشار إلى أن الحزب لن يذهب بعيداً في أي وقت قريب، وخطته كانت مجرد بداية لعلها تسفر الى النتائج المرجوة إلى حد كبير. ثم انتقد الحكومة بطرح تساؤلٍ آخر: "ما الذي كان يمكن للمرء القيام به في غياب سياسة الدولة؟"".

تعليقات يساء تفسيرها

أضافت البرقية: "رداً على سؤال السفير حول تصريحاته الأخيرة عن الرهائن الأجانب خلال الحرب الاهلية في لبنان، أعرب عون عن أسفه العميق لأن كلماته تسببت بقلق من هذا القبيل، مؤكداً أنه هو نفسه "صديق أميركا" وقال أنه يحترم ويقدر العديد من التضحيات التي قدمها الأميركيين لبلاده. ولفت إلى أنه أثناء الحرب عمل جاهداً لإيجاد حلول لحالات الرهائن الفرنسية. وأوضح أنه يتفهم "الألم" الذي تسبب به هذا الأمر لأميركا ويشعر بالأسف لأنه "أسيء تفسير" كلماته وأخرجت من سياقها. وأكد للسفير بأنه "استنكر خطف الرهائن من قبل، وأنه سيقوم بذلك مرة أخرى."

وخلص الاجتماع، بإعلان ميشال عون أنه تحدث هاتفياً مع سعد الحريري، الذي كان عاد لتوه إلى لبنان بعد غياب دام ستة أشهر، وقال بأن الحريري سيرسل موفداً من قبله إلى منزله، معرباً عن أمله بعقد المناقشات الضرورية قريباً، لكنه اعترض على التفاصيل".

وفي التعليق الذي وضعه فيلتمان في ختام اللقاء، لفتت البرقية إلى أنه "بدا على عون الارتباك، والشعور بالألم لانتقاد الحكومة الأميركية الوثيقة التي يجادل من أجلها، ويعتبرها وسيلة ليضع "حزب الله" في الزاوية. ولكن، مهما كانت نواياه في كبح جماح "حزب الله"، ما زلنا نعتقد أن هناك أجندة أخرى في عملهما. نظرا لتعاسة عون من الحريري وآخرين، يبدو من المؤكد أن المقصود من اجتماع نصرالله وعون ضربة لتحالف 14 آذار. وكان نصر الله قادراً على تصفية الحسابات مع وليد جنبلاط (المكروه جداً من جانب عون) على "خيانة" جنبلاط لـ"حزب الله"، ومع سعد الحريري وفؤاد السنيورة لعلاقاتهما مع الولايات المتحدة وفرنسا. في جلسة واحدة فقط، ضمن عون دعم نحو ثلث سكان لبنان - ومفتاح من كتلة غير مسيحية - في سعيه للرئاسة. وفي نظام طائفي معقد وحساس، كسب عون، ما يمكن أن يكون أساساً حق النقض من الطائفة الشيعية ضد أي مرشح آخر للرئاسة.

على الرغم من مرور اسبوع منذ عقد قمة عون ونصر الله، كيف سيكون تأثير ذلك على الشارع المسيحي، قاعدة الدعم الرئيسية لعون، يبقى أن نرى؟. من جهة ثانية، المسيحيون عموماً يشككون بأهداف "حزب الله" وقلقون من وضعه كدولة داخل الدولة. استجوابنا العلني للوثيقة، جعل المسيحيين يفكرون ثانية. ولعل بعض المسيحيين يشعرون بالاشمئزاز من الصور غير اللائقة لاحتضان عون نصرالله بفرح ويبتسم أمام وسائل إعلام نصر الله.

 

من "الملّة" إلى "الطائفة".. إلى الشكل الضروري الجديد للجماعة المسيحية في الشرق

وسام سعادة/المستقبل

انتقل المسيحيّون في الجبل اللبنانيّ خصوصاً وبلاد الشام عموماً من "ملّة" أو "مجموع ملل" في القرن التاسع عشر إلى "طائفة" أو "مجموع طوائف" في القرن العشرين. السؤال الذي يطرح نفسه إذاً، قبل الربيع العربيّ بالدرجة الأولى، وبمناسبة الربيع العربيّ أيضاً وأيضاً: ماذا عن القرن الحادي والعشرين؟ هل سيشهد تحوّلاً لمفهوم الجماعة المسيحية المشرقية بما يتجاوز نموذجي "الملّة" و"الطائفة" إلى نموذج جديد، أو أنّ التحيّر بين "إحياء" مفقودة شروطه لنموذج "الملّة" وبين "المحافظة" غير المضمونة على نموذج "الطائفة" سوف يبقى سيّد الموقف؟

نموذج "الطائفة" يختلف إلى حد كبير عن نموذج "الملّة". صحيح انّ نظام الطوائف الدينية السياسية انبثق عن نظام الملل العثمانيّة لكن صحيح أيضاً أنّ ثمة إنقطاعاً تاريخيّاً جذريّاً بين النموذجين. فالملّة إدارة ذاتية غير جغرافيّة، تسيّر شؤون رعيّتها في ظلّ الرعاية السلطانية لها، وتشمل هذه الإدارة الذاتية كلّ الحيّز القضائيّ، من الأحوال الشخصية إلى العقود والمعاملات والقانون الجنائيّ، بالإضافة إلى اقتطاع ضريبيّ داخليّ. والملّة جزء من نظام تراتبيّ إمتيازيّ يتدرّج بين الملل، وهو نظام بقيَ يتطوّر حتى آخر أيّام السلطنة العثمانية، لأنّ الأخيرة امتلكت القدرة على تفريع المزيد من الملل إذا ما دعت الحاجة، واعتقد مثلاً أنّه بتفريع "ملّة" و"مجلس ملّة" لدى البلغار، ودعم تشكيل كنيسة قومية بلغارية مستقلة عن الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية يمكنها أن تمنع إتساع عدوى الإستقلال اليونانيّ، لكن ما حدث كان العكس تماماً: فمع كل تفريع لملّة إضافية في البلقان كانت حركة قومية إنفصالية جديدة تولد ولا تلبث أن تحقّق مرادها.

ومع أنّ نظام الملل تطوّر من قرن عثمانيّ إلى آخر، إلا أنّ القرن التاسع عشر كان قرن النظام الملّي بإمتياز، حيث انتشرت تجارب "مجلس الملّة" في كثير من الملل، وبهذا المجلس لم تعد المرجعية الدينية وحدها صاحبة الإحتكار التسييريّ التمثيليّ للملّة، بل ذهب الأمر شراكة بين ممثلي الإكليروس والعلمانيين، بالشكل الذي جعل تجربة "مجلس الملّة" معبراً لتحوّل جماعات دينيّة إلى جماعات قوميّة، ومن ثم إلى دول قومية قائمة بذاتها.

بخلاف ذلك تماماً، نشأ نموذج "الطائفة". الطائفة أبقت للجماعة الدينية حيّز الأحوال الشخصيّة وحيّز التربية والتعليم. سحبت منها العقود التجارية والمعاملات والقانون الجنائيّ والإقتطاع الضريبيّ الداخليّ. وبعكس نظام الملل الذي يقوم على التراتبية في ما بينها، فإنّ نظام الطوائف يقوم على المساواة الشكلية الكاملة بين الطوائف مأخوذة كشخصيات معنويّة. وإذا كان نظام الملل بلغ الذروة عندما تطوّرت تجارب "مجالس الملل" فإنّ الطوائف اتخذت مسارات مختلفة، حيث برزت فضاءات متنوّعة من الأخذ والرّد بين المرجعيات الكنسيّة وبين المرجعيّات السياسيّة، وفي حال الطوائف المسيحيّة لم تكن اللحظات التي تذكّر بتجارب "مجالس الملّة" إلا لحظات استثنائية وليس مؤسسات قائمة بذاتها. طبعاً، الحالة تختلف لبنانياً، حين يتعلّق الأمر بمسارات "تطييف" المذاهب الإسلامية، ولا سيّما ما جرى أواخر الستينات من تحويل المذهب الجعفريّ من مذهب فقهيّ إلى "طائفة ملّية" تكمل العقد الطوائفيّ اللبنانيّ إنّما على قاعدة إحياء تقليد "مجلس الملّة" من خلال تشكيل "المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى". (ألا يذكرنا اجتماع بكركي الأخير بمجلس الملة وتحديداً المجلس الشيعي؟).

ورغم الإختلاف الكبير في كامل السياق الدستوريّ والقانونيّ بين الدولتين السورية واللبنانية، إلا أنّ نموذج "الطائفة" في إختلافه عن نموذج "الملّة" استمرّ يحكم شكل الوجود المسيحيّ في كلا البلدين. أمّا الفارق فيبدأ من أنّ هذا النموذج هو معيار التمثيل البرلمانيّ والحكوميّ والتحاصص الوظائفيّ في لبنان، في حين أنّ الوضع في سوريا انتقل رأساً من نموذج "دويلات إدارية" مقسّمة بشكل طائفيّ جغرافيّ نافر (دول الدروز والعلويين وحلب ودمشق في العشرينات من القرن الماضي) إلى تحويل أي كلام في الطوائف ونسب تمثيلها أو مشاركتها إلى كلام محظور من وجهة النظر "الوطنيّة"، ما سهّل عملياً قيام الحكم الفئويّ الشموليّ وليس النظام الديموقراطيّ التعدّدي.

وما يحصل عملياً اليوم أنّ بعض الذين استشفوا أزمة فكرة "الطائفة" كحال سياسية اجتماعية ثقافية للتعبير عن الجماعة أو الجماعات المسيحية أو تجسيدها، لم يجدوا ضالتهم إلا في محاولة إحياء نظام الملل، إنّما ويا للمفارقة، تجري هذه المحاولة الإحيائية لنظام مرتبط بالتاريخ العثماني للمنطقة، من خلال الإنضواء في إطار أحلام إحياء الإمبراطورية الصفوية.. لا العثمانية، بل أكثر من ذلك من خلال بثّ الذعر من إحياء محتمل للسلطنة العثمانية (أحد الذين يصفون نفسهم بخبراء الشأن التركيّ بين جند الممانعة لم يتردّد في وصف لحظة زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى مقرّ الجامعة العربية بأنّها لحظة تحالف سنيّ سنيّ، ليت أحد يزوّد هذا الجاهل بموجز عن التاريخ العثمانيّ).

طبعاً، ليس "الحلّ" أبداً هو تمييع مسألة الوجود المسيحيّ والقول بأنّ على الجماعات أن تقلع عن النظر إلى نفسها كجماعات، ويصار بدلاً من ذلك إلى إحصاء النفر فرداً فرداً. إلا أنّ الحل "الربيعي" يبدأ في المقابل من التنبه إلى أنّ للملّة تاريخاً، وللطائفة تاريخاً. الملة من تاريخ القرن التاسع عشر. الطائفة من تاريخ القرن العشرين. والتاريخ لا يتوقّف، وعلى الوجود المسيحيّ، على الجماعات المسيحية، أن تباشر رأساً طرح السؤال عن الشكل الأنسب لوجودها كجماعة، في "ما بعد الملّة والطائفة"، وفي "ماوراء الأوهام" حول إحياء الملّة أو ترميم وجود الطائفة.

لقد كانت "الملة" بنتاً للقرن التاسع عشر، كما كانت "الطائفة" بنتاً للقرن العشرين، ونحن اليوم في قرن جديد، والضغوط تكثر من كل حدب وصوب لاستفسار المسيحية الشرقية عن الشكل الجديد لجماعاتها، أو لها ككل مأخوذة كجماعة مسيحية شرقية شاملة. السؤال سيبقى مفتوحاً لسنوات في هذا الخصوص: ما العمل؟ حتى الآن ليس هناك ولو حدّ أدنى من الإجابة. كل ما هناك هو ملاحظة أساسية أولى: "تحالف الأقليات" فكرة عقيمة تمنعنا من طرح مسألة الجماعات المسيحية، وبالذات لأنها تقيم الخلط بين الأقليات المسيحية وبين الأقليات غير المسيحية، بدلاً من فضاء مشترك بين القبط والروم والموارنة والأرمن والسريان والكلدان والأشوريين واللاتين والإنجيليين لطرح ما به تكون المسألة أولاً وأخيراً، مسألة الوجود المسيحيّ في الشرق، وعلاقتها بمستقبل المسيحية ككل في هذا القرن الحادي والعشرين.

إنّ الشكل الضروريّ الجديد للوجود المسيحيّ في الشرق مسكونياً يكون أو لا يكون...

 

مسكين المستر باندا.. تأملوا لو كان عربيا!

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«وطن يُباع ويُشترى.. ونصيح فليحي الوطنْ لو كنت تبغي خيره.. لدفعت من دمك الثمن».. (إبراهيم طوقان)

هذا خبر ورد يوم 23 سبتمبر (أيلول) على خدمة وكالة الصحافية الفرنسية (أ.ف.ب)، وأنقله حرفيا كما ورد:

«أقر الرئيس الزامبي المنتهية ولايته روبياه باندا، الجمعة، بهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء وفاز بها زعيم المعارضة مايكل ساتا، مؤكدا أنه (يقبل النتائج) التي أعلنت في وقت متأخر من ليل الخميس الجمعة. وقال الرئيس في خطاب الوداع (في ما يخصني أنا وحزبي، فإننا نقبل النتائج.. نحن حزب ديمقراطي ولا نعرف من دون الديمقراطية طريقا). وتابع باندا (74 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 2008 - في كلمة بسيطة وصريحة لمنافسه الفائز - (تذكروا أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستحاسبكم أيضا. عاملوا من هزمتم بالاحترام والتواضع الذي تريدون أن تعامَلوا به حينما تدق ساعة هزيمتكم)».

باندا حكم زامبيا منذ عام 2008، أي قبل ثلاث سنوات فقط.. لا 30 سنة ولا 40 سنة. لكنه، مع هذا، لم يتذرع بأن هذه الفترة قصيرة جدا لكي يباشر مشاريع إصلاحية اقتصادية وسياسية. ولم يتهم معارضيه السياسيين بأنهم عملاء ومخربون هدفهم ابتزاز الوطن بالحرب الأهلية، كما أنه لم يشر أبدا إلى «مندسين» عمدوا إلى دس أوراق مزورة في صناديق الاقتراع.

وبخلاف ما جرت عليه العادة في عالمنا العربي، الأقدم حضارة والأعظم رقيا والأضخم ثروات من زامبيا - التي كانت تُعرف في ماضيها الاستعماري القريب بـ«روديسيا الشمالية» - يظهر أن المستر باندا تأخر جدا في إيجاد الخلف الصالح.. مع أنه في سن الـ74 يفترض به أن يكون قد أنجب «كفاءات» عسكرية وأمنية ومالية مؤهلة تماما للإطباق على «الحرس الجمهوري» و«القوات الخاصة» و«الأمن المركزي».. وما إليها من كتائب وفيالق محجوزة للأبناء والأحفاد.. وممهورة بأسمائهم الكريمة.

أيضا يبدو أن فترة السنوات الثلاث لم تساعد باندا كثيرا على استتباب «سكون» القبور وفرض «صمت» الأصنام.. ولا كانت كافية لتأسيس منظومات مالية «مافيوية» تقوم على المحسوبية والفساد والاحتكار والإثراء غير المشروع.

أكيد ما كان حصل للمستر باندا المسكين ما حصل لو كان فقط تعرّف عن كثب على الإمكانيات الفذة للمحافظة على السلطة.. المختزنة في جمهورياتنا العربية المناضلة ضد الإمبريالية والأصولية.. تلك الجمهوريات حيث لا وسيلة تخاطب تعلو على «رفيق» أو «أخ».. ولو وسط حمامات الدم وغزوات «الشبيحة» والهرولة الفعلية نحو واقع تقسيمي لا وحدة بعده.

أنا أقر بأن معلوماتي عن زامبيا، التي استقلت في أواخر 1964، أقل بكثير مما أعلمه عن اليمن وسوريا وليبيا، لكنني واثق من أنه لم يخرج من زامبيا خمسة أباطرة حكموا الإمبراطورية الرومانية عندما كانت تحكم العالم، كالأباطرة الذين خرجوا من بلاد الشام وليبيا.

ومتأكد جدا من أنه، مع احترامنا للشعب الزامبي الصديق، ليس في بلده ما يداني عظمة إيبلا وماري وأوغاريت وصبراتة ولبدة وشحات.. وعرش بلقيس وتريم وشبام وزبيد.. ولم تشيّد في أرضهم أبنية مثل غمدان وبينون وسلحين وقلاع حلب والحصن والمرقب وشيزر.

وطبعا لم يتشكل لا في زامبيا ولا غيرها في طول الأرض وعرضها أقدم من الجمعيات المهنية والتنظيمات الفكرية - الحرفية التي أبصرت النور في دمشق وحلب، وبخلاف بلاد الشام واليمن لم تخرج من زامبيا - حسب علمي - جماعات أسست ممالك تبعد عن أرضها آلاف الأميال.. وانتشرت منها هجرات تنوير وإعمار طبقت الخافقين.

تلك هي حالة زامبيا «المنكوبة» بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذه حالتنا حيث لا تشبع قياداتنا «التاريخية» من صنع التاريخ، عقدا بعد عقد، على ركام أوطاننا وجثث أطفالنا ودموع نسائنا وشماتة أعدائنا.

بالأمس استمعت ككثيرين لخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأيضا لخطاب - ابن بلده - رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. استمعت... لكنني لم أصدم ولم أستغرب.

بعد 30 أو 40 سنة من العجز... لماذا نتوقع من واشنطن وتل أبيب غير ما سمعناه؟

فحتى مع قدوم «الربيع العربي»، أشرف ظاهرة تحريك للمياه الآسنة في تاريخنا الحديثة، لا بد لنا من انتظار تبلوُر كسر حاجز الخوف والإذلال، وتراجع مفعول الريبة، وتناقص تضخم «الأنا»... قبل أن تصل الرسالة إلى الجميع بأن الأمس شيء والغد شيء آخر.

أما لمَن يتخوفون من غموض المشهد المستقبلي، ويبررون تأييدهم استمرار الوضع المزري الراهن باحتمال «سقوط المنطقة العربية في أحضان الأصولية الدينية»، فأعتقد أن الإجابة بسيطة.

الإنسان الحر قادر - ويعرف أنه قادر - على التغيير في أي مكان وأي زمان، بل ومن واجبه الوقوف في وجه ما يعتبره افتئاتا على حقه أو تعديا على مصالحه، في حين أن العبد الخانع وحده يرضى بفتات المائدة.

ولا شك أبدا، في أن تأخر التغيير في عالمنا العربي جاء نتيجة مباشرة لترويض المواطن وتدجينه. ومن الترويض والتدجين انتقلت الديكتاتوريات العربية إلى مرحلة تالية أشد وأدهى هي تجريده من إنسانيته (de-humanized)، وهذا وضع قال عنه المفكر الراحل إدوارد سعيد ذات يوم إنه يسهل على الديكتاتور حتى القتل.

وحقا، إذا تابعنا كيف تتعامل «ماكينات» القمع الحكومية وشبه الحكومية في الكيانات العربية المنتفضة نلاحظ أنها لا ترى أمامها بشرا لهم الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية، بل وحوشا كاسرة ستفترسها ما لم تبادر إلى قتلها.

أين هذا من قول الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لعمرو بن العاص «مُذْ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»؟ (رواه أنس بن مالك).

أين هذا من كلمة الرئيس الأميركي العظيم فرانكلين روزفلت «الشيء الوحيد الذي علينا أن نخافه هو الخوف نفسه»؟

أخوفا من قدرتنا على التغيير، وفي صميمه تداول السلطة، الذي يتيح للإنسان العربي التعبير عن حقه وممارسة مواطنيته بحرية ومسؤولية.. نستسلم لمن يذل إنسانيتنا كل يوم؟.. نستكين لمن يعاملنا كلاجئين وموال وعبيد وطارئين مهما كانت هويتنا؟.. نسبّح بحمد من يعتبر إبقاءنا على قيد الحياة مكرمة، و«صبره» على مطالبنا منّة؟

إنها أسئلة غير بريئة.. نطرحها على من لا يرى في «الربيع العربي» إلا ذمية مستترة.

 

جعجع يخرج من سجنه للمرة الأولى وجنبلاط يتأمل في حركة البطريرك

ايلي الحاج/النهار

لماذا راود كثيرين من عارفي رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه في مهرجان الشهداء في جونية السبت الماضي خرج للمرة الأولى من السجن. قال أحدهم لـ "النهار"، وهو سياسي بارز: "هذا هو سمير جعجع الذي نعرفه. أعتقد أن الرجل الذي لم نكن نعرفه هو جعجع الذي بقي مقيماً في سجن داخل ذاته بعد 26 تموز 2005. كان مؤثراً في خطابه لأنه كان صادقاً صادماً وحاسماً في إعلان اقتناعاته، وحاملاً قضية سياسية ووطنية يدافع عنها بعدما دفع عنها وبسببها أغلى الأثمان".

إشارة أخرى غير سياسية: يجمع عدد ممن كانوا شديدي القرب من جعجع على أنه لم يبك يوماً في حياته- أقله في العلن - حتى عندما كان رفاقه وأصدقاؤه يتساقطون حوله لم يكن يبكي أو يبدي تأثره. هذه طبيعته أو ضريبة مسؤوليته يقولون. ماذا تفاعل في داخل الرجل الصلب عند وصول الكاردينال نصرالله صفير كي تغرورق عيناه بالدمع؟

"الكاردينال صفير؟ سيّد الكلمات". يقول السياسي.

في مكان آخر في الشوف، يوم مهرجان "القوات"، كان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط خلال لقاء اجتماعي يسأل الحضور، وجلهم شخصيات سياسية ودينية مسيحية، عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحركته، ليخرج باستنتاج فحواه: "أنا سياسي، أستطيع أن أقول كلاماً، أعلن موقفاً وأتراجع عنه. أتحمل العواقب طبعاً. أما البطريرك فلا يستطيع، لأنه بطريرك".

الزعيم الدرزي لم يذكر شيئاً عما جرى قبل زيارة أولى لدير القمر ومحيطها قام بها الراعي في 7 آب الماضي. قيل للبطريرك ذلك الوقت إن المدخل إلى التفاعل مع دروز المنطقة هو المختارة، لكنه لسبب ما لم يتجاوب. لعلّ الخبر وصل إلى جنبلاط الذي لاحظ اختلاف أسلوب البطريرك الحالي عن سلف عقد معه "مصالحة الجبل"، فسافر فجأة إلى موسكو للسؤال عن رؤية الرفاق القدامى هناك إلى ما يجري في سوريا، ولم يوفد أحداً إلى لقاء الراعي، خلافاً لما فعل بالأمس عندما أوفد الوزير وائل إبو فاعور لاستقباله في خلوات البياضة. لكنه تنبه بالتأكيد إلى اختلاف في التعامل مع قيادات الطوائف. لا يزور الراعي المختارة، إلا أنه يتناول الغداء إلى مائدة رئيس مجلس النواب وحركة "أمل" نبيه بري، ومائدة رئيس مجلس شورى "حزب الله" الشيخ محمد يزبك.

في مجلس آخر، رجال بثياب الكهنوت، يحاولون ليس من دون مظاهر أسى تحليل ما حصل وأدى إلى ظهور الطائفة ببطريركين وتوجهين. يفصح أحدهم عن شبه اقتناع كان قد تكوّن بأن الزعماء الموارنة ليسوا بقدر المسؤوليات الملقاة عليهم. تغلب عليهم أنانياتهم، وأطباعهم، وروح الخصام والإنتقام، ومصالح التحالفات التي أقاموها في هذا الميل وذاك الميل، لذلك كان لا بد من بروز قيادة جديدة تكون منزهة، تحديداً من الكنيسة المؤتمنة على "القضية المسيحية"، فترسم المسار العام والمبادئ وتترك للسياسيين الإهتمام بالتفاصيل اليومية. على هذا الأساس تركزت المساعي لتحقيق المصالحة بين هؤلاء السياسيين تحت مظلة بكركي، وبعد المصالحة انتقل سعي سيد بكركي إلى إبراز المواقف العامة من مواضيع الخلاف الشائكة على المستوى الوطني.

عند هذه النقطة وقعت قيادة الكنيسة- التي أحاطت نفسها بفريق استشاري سياسي وإعلامي من فئة معينة- في أخطاء سياسية رئيسية، تجلت في باريس ثم في بعلبك. بعد ذلك"انقض" فريق من المسيحيين (14 آذار) إعلامياً، ثم سياسياً عبر مهرجان "القوات" خصوصاً، على مواقف البطريرك فأربك تحركه، في حين كان مسؤول فاتيكاني يقول لمراجعيه اللبنانيين بفرنسية مشوبة باللكنة الإيطالية: "لا تهاجموه مباشرة عبر التلفزيونات. إذهبوا إليه وقولوا له ما تريدون".

 

العودة إلى ميثاق 43 والطائف ترمم الثقة

نبذ التطرّف مسؤوليّة المسيحيّين والمسلمين

اميل خوري/النهار

يتساءل مسؤول سابق هل يمكن ان تقوم دولة قوية قادرة وعادلة في وطن يكون سيدا حرا مستقلا باعتماد سياسة التخوين والتخويف بين طوائفه وهي سياسة تصب في مصلحة المخطط الصهيوني للمنطقة الذي يبدأ بالفوضى ثم بحروب اهلية وتقسيم؟ وهل يعقل تخويف المسيحي بالمسلم وتخويف المسلم السني بالشيعي والعكس بالعكس كي تصبح الثقة مفقودة بين الجميع وتسعى كل طائفة الى اقامة دولة على ذوقها وترسيم الحدود التي تلائمها لوطنها؟

في الماضي كان المسلم في لبنان يشكو من الغبن والمسيحي يشكو من الخوف الى ان كان "ميثاق 43" الذي دعا المسيحي الى التخلي عن حماية فرنسا والمسلم الى التخلي عن الوحدة مع سوريا. وعندما لم تحترم هذه الدعوة ولم يتم التزامها عاد التدخل الخارجي في شؤون لبنان وعاد المسيحيون الذين همشوا على مدى سنوات في ظل الوصاية السورية يشعرون بالغبن والخوف معا. غبن لخسارتهم مراكز مهمة في ادارات الدولة وخوف من تراجع اعدادهم امام تزايد عدد المسلمين. وهذا يطرح السؤال المهم على المسيحيين والمسلمين في لبنان وهو: كيف السبيل الى اعادة الثقة في ما بينهم كي تقوم الدولة القوية والوطن السيد الحر المستقل؟

يجيب المسؤول السابق قائلا: بالعودة الى ميثاق 1943 الذي قال للمسلم "لا شرق" وقال للمسيحي "لا غرب"، وبالعودة ايضا الى اتفاق الطائف الذي جعل المناصفة بين المسيحيين والمسلمين اساس العيش المشترك وركيزة الوحدة الوطنية مهما تبدل الوضع الديموغرافي على ان تترجم هذه المناصفة ترجمة صحيحة في قانون الانتخابات النيابية وفي التعيينات بحيث لا يشعر اي طرف بالغبن في التمثيل ولا بالخوف من العدد.

وعلى المسيحيين والمسلمين من جهة اخرى نبذ التيارات المتطرفة والمتشددة، والتوجه نحو الاعتدال لأن في الاعتدال حكمة وتعقلا. فالتطرف يشكل خطرا على الجميع ويشعل الحروب الاهلية والفتن داخل كل طائفة. وليس من مصلحة المسيحيين ان يتحالفوا مع المسلم السني ضد المسلم الشيعي ولا مع المسلم الشيعي ضد المسلم السني بدعوى ان احدهما هو الاقل خطرا عليهم من الآخر... بل ان يتحالف المسيحي مع الاعتدال الاسلامي، ويتحالف المسلم مع الاعتدال المسيحي، لان بمثل هذا التحالف تقوم الدولة القوية العادلة ويبقى الوطن سيدا حرا مستقلا، وليس في حاجة الى حماية اي خارج. فعندما اتفق المسيحي والمسلم انهيا الانتداب الفرنسي واستقل لبنان، وعندما اتفقا مرة اخرى انهيا الوصاية السورية على لبنان وانسحب الجيش السوري من كل اراضيه، فكان استقلال لبنان الثاني باستعادة سيادته وحرية قراره.

لذلك ينبغي ان يلتقيا اليوم على حماية لبنان من اي خطر يتهدده من الداخل او من الخارج. لا ان تسعى كل طائفة الى حماية نفسها بنفسها او بالاستعانة بالخارج، بل بالاتفاق على اقامة الدولة الديموقراطية المدنية التي تحمي الجميع وتساوي بين الجميع ولا تميز بين فئة وفئة في تطبيق القوانين والعدالة، دولة قادرة على تحصيل الرسوم والضرائب من الجميع وان تدخل اي منطقة كلما دعت الحاجة ولا تظل اي واحدة منها محرمة عليها وان تبني علاقاتها مع الدول العربية على اساس ان يكون لبنان معها وهي متفقة وعلى الحياد منها وهي مختلفة.

لقد توصل التحالف في قوى 14 آذار بين المسيحيين والمسلمين الى رفع شعار: "لبنان اولا" والعمل في سبيل العبور الى الدولة القوية الواحدة، فما الذي يمنع التحالف في قوى 8 آذار والالتقاء على ذلك؟ فعندما يكون الداخل في كل دولة حصينا ومتماسكا، لن يستطيع اي خارج اختراقه، وعندما يكون منقسما على نفسه فإنه يفتح الابواب لدخول كل خارج...

في حوار شامل اجرته "إم.بي.سي" و"إن بي إن" مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في كانون الثاني 2003 قال: "لا اعتقد ان هناك مخاطر تواجه المسيحيين ولا تواجه المسلمين... عندنا مشاكل لبنانية وليس مشاكل مسيحية ومشاكل اسلامية. المسيحيون مواطنون في البلد وكذلك المسلمون ولا مشكلة بين المسيحيين والمسلمين بل هناك مشكلات تواجههم معا كلبنانيين، وان محاولة القول ان المسيحيين وحدهم لهم مشاكلهم والمسلمون وحدهم لهم مشاكلهم ليس خطأ بل اكبر من خطأ".

 

خليل: الراعي "إمام البطاركة" وسوريا تُعاقب وستخرج قريباً من أزمتها

وصف وزير الصحة علي حسن خليل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بأنه "إمام البطاركة الذي يعمل لحفظ المسيحيين في الشرق وعالمنا العربي".

ففي لقاء عقده والمجالس البلدية والقطاع الصحي في بعلبك – الهرمل، قارن خليل بين "طبيعة أنظمة الدول العربية التي تطالب سوريا بالاصلاحات وتداول السلطة، وبين الأوضاع الاصلاحية في سوريا"، وقال: "(...) ان سوريا تشهد اليوم أوسع عملية اصلاح، فمن قانون للاعلام الى قانون للانتخابات الى تعديلات في الدستور، فيما شعوب بعض الدول العربية تعيش في أوضاع صعبة نقيض ما تطالب به قياداتها".

وأعلن ان "الحكومة اللبنانية على ابواب إطلاق المرحلة الأولى من مشروع سد العاصي الذي تأخر بسبب عدوان تموز، ونطالب الشركاء في الوطن بأن يمارسوا معارضتهم للحكومة ضمن الاسس الديموقراطية وهذا حقهم وعليهم أن يتناولوا أي وزير إن أخطأ أو تجاوز لكن لا تجوز المواقف التي تتناول أي وزير تبعاً لموقعه الطائفي أو المذهبي".

ورأى أن "سوريا تعاقب لوقوفها بجانب لبنان وفلسطين، وهي ستخرج قريباً من أزمتها".

بعلبك – "النهار"  

 

فلسطين مرّت بجونيه!

نبيل بومنصف/النهار

لم يَكُفّ الاحتدام المسيحي المتصاعد في محطات ايلول المتعاقبة عن ادهاش المسيحيين انفسهم وسائر الشركاء حتى في المسائل الخارجة عن نطاق تلك المشهدية التي حصلت السبت بين جونية وصور. في الاطار الشكلي والرمزي والمضمون السياسي بدا الانشداد محموما الى ملامح ازدواجية سياسية مسيحية يبررها الصراع الاكبر على المستوى اللبناني الاعم. لكن ثمة من يحلو له ان يخفف وطأة هذا التوصيف بأن الكنيسة المارونية غالبا ما بدت قوتها ايضا في تعدديتها وديموقراطيتها. هو جدل لن يحط رحاله في قابل الاسابيع والاشهر نظرا الى ارتباطه بمصير الجمهورية برمتها التي تنتظر مع المجتمعين العربي والدولي مآل "الربيع العربي" بحلوه ومره.

 لذا لا بأس من استراق نقطة لافتة لم يتسع لها الانشداد الى المشهدية المسيحية. وقد تمثلت في "مرور فلسطين" بجونيه هذه المرة. فبعد اكثر من ثلاثة عقود على ذلك الوعيد الشهير للرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية "ابو اياد" في مطالع الحرب بأن "طريق فلسطين تمر بجونيه"، مرر قائد "القوات اللبنانية" وزعيمها السياسي سمير جعجع "دولة فلسطين" مع خطابه الصاعق ولم يكن إلهابه حماسة "القواتيين" والـ"14 آذاريين" المسيحيين للدولة الوليدة الموعودة ترحيبا بها سوى دليل تحول هائل لا يقل رمزية عن رفض "تحالف الاقليات". جمهور مسيحي شديد العصب يصفق بحرارة لدولة فلسطين مثلما ألهب حماسته حضور البطريرك التاريخي الكاردينال صفير، ليس مسألة عابرة في تقلبات بلد بدأت حربه بين المسيحيين والفلسطينيين.

في تلك الامسية التي ألقى فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابه في الامم المتحدة، قلما صفقت الجمعية العمومية لخطيب مثلما حصد "ابو مازن". اللبنانيون ايضا لا بد ان يكونوا قد قارنوا بين مرور الدولة بمجتمع دولي ينتصر لفلسطين رغما عن اميركا واسرائيل ومرورها قبل اكثر من 35 عاما بجونيه بأبوات تلك الايام وأدواتها وفلسطين لا تزال الاسم الساحر حين تطرق ابواب الشرعية والحقوق والعدالة، وبدليل ان لبنان نفسه العاصي على اي توحد، توحد مع فلسطين من رئاسته لمجلس الامن الى جونيه حيث رمزية "المقاومة اللبنانية" التي ولدت من حضن القتال والدفاع ضد "الدويلة الفلسطينية" التي قوضت الدولة اللبنانية وكانت السباقة في تشليع الجمهورية وإباحة الدويلات وتفجير حرب اضحت لاحقا حربا اهلية.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، ثمة قرار قيل ان اجماعا حصل حوله في حوار عام 2006، ولم يبق اجماعا لبنانيا صرفا بل وافقت عليه "دولة فلسطين". فلماذا لا تقترن رئاسة لبنان لهذا الحدث التاريخي بما يحميه ويحمي الدولة الموعودة؟ وما نفع سلاح داخل المخيمات وخارجها بعد الان لمواطني "دولة" اخرى داخل دولة لبنان؟

 

التفاهم على تمويل المحكمة ضمن رزمة اجراءات مواكبة

عون يفتح معركة التعيينات المسيحية بعد سقوط أقتراحه الكهربائي

سابين عويس/النهار

لم يعد السؤال الذي يشغل الوسط السياسي عما اذا كانت الحكومة ستسدد حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية بعدما تقاطعت المعلومات لدى مختلف الدوائر المعنية على تفاهم واضح بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و"حزب الله" على ضرورة السير بهذا الاجراء خلافا لكل الاجواء المغايرة. وبات السؤال الذي يصح اليوم والمتداول سراً في كواليس القرار الضيقة عن طريقة التمويل وبأي اخراج يرضي الغرب ويفي بالتزامات لبنان ولا يكسر صدقية الحكومة ورئيسها ولا يربك حزب الله الرافض للمحكمة والداعي الى فتح ملفها وتقويم ادائها قبل الاعتراف بها. وليس سحب الموضوع من التداول الا نتيجة حرص حكومي على انضاج الصيغة التي لا تحرج الحزب بفعل موقفه هذا.

وليست المواقف الحاسمة لرئيسي الجمهورية والحكومة من على أعلى منبر دولي يترأسه لبنان حاليا الا الترجمة الواضحة لالتزام لبنان رئيسا وحكومة القرارات الدولية، وقد استعار رئيس الجمهورية تعبير رئيس الحكومة عندما قال من على ذلك المنبر ان لا انتقائية في تطبيق القرارات الدولية .

وتؤكد مصادر سياسية تقوم بدور الوساطة انه لم يكن ممكنا لرئيسي الجمهورية والحكومة تقديم مثل هذه الالتزامات لو لم يكونا يملكان الضمانات الداخلية من الحزب بأنه لن يقف في وجه تطبيقها، بصرف النظر عن الكلام على ان مواقف ميقاتي تأتي انطلاقا من انسجامه مع نفسه ومع طائفته وانه لا يخشى الوصول الى الاستقالة اذا اضطره الأمر، معتبرة ان رئيس الحكومة وان كان بالفعل منسجما مع مواقفه أكثر دهاء من ان يصل الى هذا الحد وهو بالتالي يدرك تماماً ما هو فاعل.

وتؤكد المصادر ان آلية التمويل لم تنضج بعد ولا تزال قيد البحث ولكن بعيداً من الاعلام، كاشفة عن معطيات اساسية من شأنها ان تبلور خريطة الطريق للمرحلة المقبلة:

- ان الصيغ الجاري بحثها اياً تكن آليات تطبيقها القانونية والدستورية ستكون مشروطة بتفاهمات على مجموعة من الامور ستظهر تباعا وتتعلق مباشرة بالمحكمة، انطلاقاً مما وقفت عنده الحكومة السابقة: موقف رسمي من المحكمة وعملها، ومعالجة ملف شهود الزور، والتقدم بملف كامل الى الامم المتحدة يتضمن الملاحظات المسجلة على عملها.

- التأكيد انه لا يمكن المحكمة ان تشكل ملفاً مفجراً للحكومة بما يخدم مصلحة الخصوم، وان تجربة ادارة ملف الكهرباء يجب ان تكون الدليل على قدرة الحكومة في ظل التباينات الحادة على انتاج تفاهمات تحافظ على وحدتها وتضامنها. وهذا الامر يأتي في رأي المصادر نتيجة اقتناع راسخ لدى حزب الله بان هذه الحكومة يجب ان تعيش ويجب على الحزب رغم التباين مع حلفائه توفير مقومات الحياة والصمود لها . ويعول الحزب على الرسملة على ميقاتي في رئاسة الحكومة وحماية التحالف الاكثري الجديد، خصوصاً بعدما برز تطوران مهمان متعاطفان معه، من بكركي ودار الفتوى.

- بات لدى جميع مكونات الاكثرية اقتناع بأن عدم السير في تمويل المحكمة سيضع لبنان في موقع معاد للمجتمع الدولي ويجعله للمرة الاولى وحيدا في صدامه معه باعتبار انه لم يعد يتمتع بأي غطاء عربي او اقليمي باستثناء المحور الايراني - السوري الذي يشكل اساساً مصدر الضغوط الدولية في اتجاهه. وتدرك الأكثرية ان العقوبات الدولية المحتملة لن تقتصر على الجانب الخاص برئيس الحكومة والمتعلق باستثماراته الخارجية على ما سبق ان اشيع، انما سيطال لبنان بكل مجالاته ولا سيما الاقتصادية والمالية والمصرفية. والمعلوم ان البلاد في مثل هذه الحالة لا يمكنها الاعتماد على اي مرجع عربي او دولي بما ان الاسرة العربية والدولية في خندق واحد في هذا الموضوع. والمعلوم ان مثل هذا الكلام ورد الى مسامع المسؤولين اللبنانيين في شكل واضح وحازم من أكثر من مسؤول دولي او سفير اجنبي. وهو كلام خرج الى الاعلام في المواقف العلنية وكذلك باللغة الديبلوماسية المتعارف عليها في السلوك الاعلامي.

 صحيح ان معركة الكهرباء وفق المصادر انتهت الى فشل سياسي "التيار الوطني الحر" ابرز معالمه سقوط اقتراح قانون مقدم باسم رئيسه شخصياً مما يشكل في ذاته انتكاسة معنوية له، لكن تجاوز القطوع وانتاج قانون لا شائبة فيه شكل انتصاراً للأكثرية في السياسة يمكن البناء عليه في المعارك المقبلة، وقد بدأ العماد ميشال عون يلوح بمعالمها في ملف التعيينات الذي سيخوض فيه على اساس ان تكون له كلمة الفصل في المواقع المسيحية، الأمر الذي لن يمر بسلام من الحلفاء قبل الخصوم.

وتخلص المصادر الى القول ان المعارضة اذا خاضت معركتها لاسقاط الحكومة على غرار ما فعلت في الكهرباء فسيكون في امكانها تهشيمها بفعل المخالفات وسوء ادارة الملف، ولكن لا يمكن القول الا انه كتب للحكومة العمر المديد وتجاوز المطبات، ليس بفعل الادارة الجيدة بل بفعل سوء المعارضة!

 

الغرب أبعد من السياسة

حازم صاغيّة/لبنان الآن

حين يُوجّه النقد إلى السيّد ميشال عون وتيّاره فهذا ليس على السياسات الصغرى التي يتّبعانها هنا وهناك، بل أساساً على السياسة الكبرى التي صدرت عنها السياسات الصغرى تلك.

والمقصود بالسياسة الكبرى أنّه وضع جزءاً معتبراً من المسيحيّين اللبنانيّين خارج حساسيّتهم التقليديّة في ما خصّ الغرب. فالمسيحيّون كانوا تقليديًّا، ولأسباب كثيرة، "يتلصّصون" على ما يجري في أوروبا، ثمّ الولايات المتّحدة، ويحاولون تقليده. وكانوا أحياناً ينجحون في هذا، وأحياناً يفشلون، وفي مرّات أخرى كانوا يتكتّمون على تأثّرهم الصحّيّ بمزاعم الأصالة والمحليّة و"البهورات الضيعجيّة".

وفي هذا الحصاد تجمّعت حصائل إيجابيّة وأخرى سلبيّة. لكنّ أهمّ الحصائل الإيجابيّة أنّهم استطاعوا نقل تجربة الدولة – الأمّة وإقامتها بقدر متفاوت من النجاح في لبنان. ولهذا الغرض دفعوا منذ الخمسينات أكلاف تصاعد التوتّر السياسيّ بين الغرب والقوى التي رفعت النزاع معه من حدوده السياسيّة إلى حدوده الثقافيّة، فيما أكسبته طابعاً تدميريًّا متعاظماً.

كانت القناعة السائدة طوال تلك الحقبة أنّ الصلة بالغرب أغنى وأهمّ من أن تنحصر بالسياسة. فمنه نتعلّم كلّ ما يستحقّ التعلّم في زمننا المعاصر. وإذا ما تسنّى للمسيحيّين، لأسباب عدّة، أن يكونوا أوّل المستفيدين من الصلة هذه، فمن الطبيعيّ والصحّيّ العمل على إشاعتها في المنطقة وتعميمها.

ما فعله عون مع امتحان 2005 أنّه خرق هذا المبدأ: فحين وفدت إلى الدولة – الأمّة اللبنانيّة كتل سكّانيّة كانت بعيدة عنها تقليديًّا، كان الترحيب العونيّ بهذا التحوّل سلبيًّا جدًّا. وهو في هذا كان يعلن أنّ أولويّته ترجع إلى مصالح الطائفة، كتشكيل اجتماعيّ متخلّف، لا إلى مفهوم الوطن كمفهوم حديث ورثناه عن الاحتكاك بالغرب.

اليوم يتكرّر هذا الخيار على نحو أسوأ. فالموقف المسيحيّ العونيّ وشبه العونيّ من الانتفاضة السوريّة لا يقتصر على عدائه لفكرة الحريّة، بل يتمدّد أبعد: إنّه سيشارك في التسبّب بازدياد الاستقطاب الطائفيّ في لبنان وفي سوريّا، جاعلاً غير المتعصّب أقرب إلى التعصّب، والمتعصّب أكثر تعصّباً. هذا في الوقت الذي كان لموقف غير عونيّ، عند مسيحيّي سوريّا ولبنان، أن يدفع الأمور في اتّجاه آخر. وكم يتبدّى الفارق هائلاً بين أصحاب هذه الطروحات وبين الداعين إلى حماية دوليّة للشعب السوري، لمعرفتهم أنّ الغرب، في آخر المطاف، يستطيع أن يفعل ما هو أكثر من السياسة.

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب:  موقف سليمان في الامم المتحدة واضح لجهة الالتزام بالقرارات الدولية

أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب الى أن "توجّه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في خطابه إلى مجلس الأمن واضح لجهة التزامه قرارات مجلس الأمن"، مؤكدا أن "ما يهم في هذا الأمر طمأنة الرأي العام الدولي لجهة التمديد للمحكمة الدولية (الخاصة بلبنان) ودعم القضية الفلسطينية". حبيب، وفي حديث إلى محطة "anb"، تطرّق إلى الموضوع السوري بالقول: "لبنان لا يمكنه أن يتحمّل الوقوف ضد الرأي العام الدولي، خصوصاً في مجلس الامن".

من جهة أخرى، قال حبيب: "أردنا أن نكون معارضة بنّاءة ولم نأت لنعارض بكيديّة عبر عرقلة أمور الحكومة، وما استطعنا القيام به من خلال المعارضة البناءة والعمل الديمقراطي، لم تستطع قوى "8 آذار" تحقيقه خلال السنوات الخمسة الماضية". وفيما خص قانون الكهرباء، ذكر حبيب بأن "هذا القانون تمّ طرحه سنة 2002  وكان هناك خطة متكاملة، ولو تمّ السير بهذا القانون منذ ذلك الحين لنعم لبنان بالكهرباء 24 ساعة، إلاّ  أن الكيدية السياسية هي التي حالت دون ذلك".

الى ذلك، لفت حبيب الى أن "هذه الحكومة بالنسبة لـ"حزب الله" هي مسألة حياة أو موت، لا سيما في ما يتعلق بموضوع الشأن السوري والمحكمة الدولية، وبالتالي نحن نجد كلاً من النائب ميشال عون والوزير جبران باسيل يستغلان هذا الأمر، ويقومان بما يريدانه لأنهما يعلمان مدى تعلق "حزب الله" بهذه الحكومة".

في سياق آخر، رأى حبيب أن "هناك التزامًا من قبل الرئيس نجيب ميقاتي بالمحكمة الدولية (الخاصة بلبنان) وبقرارات مجلس الأمن الدولي، وهذا ما أعلنه في محطات محلية ودولية عدة"، وقال: "نحن اليوم في صدد انتظار إقران القول بالفعل"، متوقعا أن "يجدوا مخرجاً لتمويلها عبر مرسوم جمهوري جوال ويتأمن المبلغ من دون أن يمر على مجلس الوزراء، وبذلك يتم الحفاظ على ماء وجه "حزب الله"، ويكون الحزب قد قدّم هدية الى الرئيس ميقاتي ما يساعده على الحفاظ على مصداقيته".

وعن اقتحام الطبقة الثانية من مبنى "وزارة الإتصالات" في العدلية، إعتبر حبيب أن "الوزير نقولا صحناوي يحاول التغطية عن الهزيمة التي جرت في موضوع الكهرباء لفتح ملف جديد بالرغم من صدور قرار من مجلس شورى الدولة يمنع وزير الاتصالات من اعطاء الجيل الثالث لشركة خاصة من دون موافقة مجلس الوزراء". وسأل حبيب صحناوي: "لم لا تضع كتابًا خطيًا تطرحه على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء وتطلب من رئيس مجلس الوزراء إدراج هذا الاقتراح على جدول اعمال مجلس الوزراء لطرح موضوع الشركة للجيل الثالث؟"

من ناحية أخرى، أبدى حبيب "احترامه للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي"، مشددا على "ضرورة الحفاظ على الاقليات وأن تتعاون مع الاكثرية للحفاظ على استقرار البلد، كما يجب أن تكون هناك موضوعية في أخذ القرارات لمعرفة ما إذا كانت مصلحة الاقلية في هذه المرحلة الالتفاف حول النظام أو أخذ قرار بعدم الحياد".

(إعلام "المستقبل")

 

 الجوزو : جعجع أصبح فعلا حكيم

أكد المفتي الجوزو "أنّ رئيس حزب القوات البنانية سمير جعجع كان صادقا في كلامه ومنزّها، ما يطمئن المسيحيّين الى عدم الخوف. وقد استعرض رئيس القوات ما جرى في لبنان خلال العصر الذهبي، أي عصر الوصاية، فإذا كان النظام السوريّ حامي المسيحيّين في المنطقة فسيعود لبنان 30 سنة الى الوراء. فهذا النظام قبع عندنا 30 سنة ونحن أدرى الناس بكيفيّة تصرّفه على الارض. ولا يمكن لأحد القول إطلاقا إنّ المسيحيّين كانوا في حمايته حتى يقال إذا تغيّر هذا النظام سيتهدّدهم الخطر".

وقال لصحيفة "الجمهورية" ردا على سؤال عمّا اذا كان خطاب جعجع طمأن السنّة: "إنّه خطاب عقلانيّ ومتّزن، والرجل اصبح فعلا "حكيم" ينطق بالحكمة بالنسبة الى القضايا الحسّاسة في الوطن، وهو لا يتاجر ولا يتغيّر، والمبادىء التي كان عليها هي نفسها، لكن على أساس فهم جديد لها. فلبنان اليوم هو غير لبنان الذي كان في الماضي في ايّام الحرب. ففي 14 آذار بالذات يجتمع المسلمون والمسيحيّون والدروز وجميع الفئات من دون ايّ حساسيّات على الاطلاق. لا يشعر المسيحيّ انّه مضطهد او مُهان، ولا يشعر المسلم انّه مضطهد او مُهان لولا القلق الذي يتسبّب به الوجود المسلّح في لبنان".

ونوّه الجوزو بدعوة جعجع "حزب الله" الى تسليم سلاحه، قائلاً: "أضيف إلى كلامه أن يكون هذا السلاح برعاية الجيش، وأن تكون المقاومة تابعة للجيش، وهو من يشرف عليها. فإذا كانت تحرص على قوّة لبنان كما تقول، فلتكن في خدمة الدولة ولا سلاح خارج الدولة، أو دولة داخل الدولة، لأنّ ذلك يخلق الفتن المذهبيّة". ونبّه انّه "اذا بقي السلاح في يد الحزب ستضطرّ الفئات الاخرى للتسلّح، وهذا ما لا نريد ان نصل اليه، ولا نريد العودة الى الحرب الاهليّة".

وأجاب ردا على سؤال: "ما دمنا في خطر كما يقول البعض، وخصوصا العماد ميشال عون الذي حذّر المسيحيّين من انّه اذا تغيّر النظام في سوريا فمن الطبيعي ان يتسلّحوا لدرء هذا الخطر. لكن ماذا ستكون عليه النتائج؟ هل سيدمّر الوطن مجدّدا؟ فهذه المرّة لن يسأل علينا احد من العرب او من غيرهم، لأنّ العرب الذين وقفوا الى جانبنا ودعمونا في بنائه بعدما انتهت الحرب كما دعمونا في بناء جنوب لبنان مجدّدا في الـ 2006، لن يسألوا عنّا هذه المرّة لأنّنا شتمناهم واتّهمناهم بالخيانة بدل أن نقول لهم شكراً".

وطالب الجوزو رئيسي الجمهورية والحكومة بالالتزام الكامل بتمويل المحكمة وليس بالكلام بل ترجمته الى أفعال، "فهناك قرار رسميّ بتمويلها، سواء قالوا عنها إنّها مسيّسة أم غير مسيّسة، فهل القتل كان "مشروعا خيريّا"؟ القتل كان مسيّسا. فمَن قتل الزعماء والشخصيات والرجالات في لبنان، وفي مقدّمهم الرئيس رفيق الحريري؟ ومَن حاول اغتيال الوزيرين الياس المُر ومروان حمادة والإعلاميّة مي شدياق؟ هل هكذا تكون حماية المسيحيّين"؟

ودعا الجوزو "رئيسي الجمهورية والحكومة الى الالتزام الكامل ليس بالكلام بل بترجمته الى افعال، ليس فقط بالمحكمة، إنّما بكلّ قرارات الامم المتّحدة، فنحن دولة صغيرة تحتاج لمجلس الأمن، والقوات الدولية تقوم بمهامّها مشكورة في الجنوب، لذلك لا يجوز أبدا تنفيذ قرارات ومخالفة قرارات اخرى. لا محكمة في لبنان تستطيع القيام بدور المحكمة الدوليّة

 

المنار": مخابرات الجيش توقف المدعو (أ.س.) وزوجته لتعاملهما مع إسرائيل

ذكرت قناة "المنار" أنّ "مخابرات الجيش أوقفت مصريًا وزوجته اللبنانيّة في حاصبيا بعد الاشتباه بتعاملهما مع إسرائيل".

ونقلت القناة عينها عن مخابرات الجيش اللبناني أنّ "المدعو (أ.س.) إعترف بأنّه على علاقة بالمخابرات الإسرائيليّة وتمّ ضبط جهاز إرسال وخرائط وخط خلوي إسرائيلي في منزله".

(رصد NOW Lebanon)