المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 23 أيلول/11

القديس متى 05/1-11/الموعظة على الجبل

فلما رأى يسوع الجموع صعد إلى الجبل وجلس. فدنا إليه تلاميذه، فأخذ يعلمهم قال: هنيئا للمساكين في الروح، لأن لهم ملكوت السماوات. هنيئا للمحزونين، لأنهم يعزون. هنيئا للودعاء، لأنهم يرثون الأرض. هنيئا للجياع والعطاش إلى الحق، لأنهم يشبعون. هنيئا للرحماء، لأنهم يرحمون. هنيئا لأنقياء القلوب، لأنهم يشاهدون الله. هنيئا لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون. هنيئا للمضطهدين من أجل الحق، لأن لهم ملكوت السماوات. هنيئا لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كذبا كل كلمة سوء من أجلي.

 

عناوين النشرة

*حكم المتسللين في نيويورك/علي حماده/النهار

*جعجع: تطورات المنطقة وما يمرّ فيه المسيحيون والأوضاع الداخليّة ستطغى على ذكرى شهداء المقاومة 

*رفعت الأسد بنى امبراطورية مخدرات في البقاع والجبل واغتال رشيد كرامي والنظام السوري نهب من لبنان 40 مليار دولار خلال الاحتلال/حميد غريافي: السياسة

*السفارة الفرنسية:الجدل حول زيارة غبطته لفرنسا مؤسف ولا مبرر له

*الراعي يطل من القليعة ويتحدث عن اللاجئين/رونيت ضاهر/موقع الكتائب

*السفير الفرنسي أبلغ البطريرك احتجاج باريس ومحاولات فاتيكانية لحصر الأضرار على المسيحيين في الخليج/التفاعلات الخارجية لمواقف الراعي... «بقعة زيت»

*الراعي بحث مع قباني هاتفيا في التطورات

*البطريرك لكونيللي: نفوذكم يتداعى وإيران تقوى ومصلحتنا مع "الأٌقليات القوية"!!

*مظلوم لـ"السياسة": مواقف الراعي لمصلحة الوجود المسيحي في الشرق

*سابقة بروتوكولية تؤخر التمثيل في قداس "القوات"

*"الراي": خشية من انعكاس مواقف الراعي على بكركي

*تحوُّل لقاء بكركي طاولة حوار أمر مرفوض/جورج شاهين/الجمهورية

*جعجع لا يريد إحباط الصورة التذكاريّة الثانية/اسعد بشارة/الجمهورية

*البطريرك عن منتقديه: سقط القناع/داني حداد /ليبانون فايلز

*إنجاز جديد للراعي: وئام وهاب صار يحبّه

*الجماعة" لا تمانع في زيارة البطريرك الراعي/رضوان عقيل/النهار     

*فشل محاولات عقد اجتماع بين نصرالله - جنبلاط

*عائلة المتّهم باغتيال مغنية: "إعترافاته" كاذبة ولأغراض سياسية!

*الوزير السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون يُبدي  تخوفه من "تآكل" مهمة القوة الدولية في الجنوب/هل يودعنا الرئيس سليمان باجتياح مشابه للعام 1982؟... وهل يستخلص "حزب الله" العبر والدروس؟؟  

*عميل جديد في صفوف "حزب الله"

*مسؤول العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية جوزيف نعمة/الأفضل لمنصور المكوث في وزارته وعدم التصريح.سياسة النأي بالنفس لا تفسّر لا دبلوماسياً ولا سياسياً... والمطلوب *من رئيس الجمهورية الحزم بالمواقف في مجلس الأمن 

*أسئلة قلقة أم تخويف مسيّس/بقلم طارق متري/النهار

*عبث الجنرال.. جنرال العبث/علي نون/المستقبل

*وكيليكس/المستقبل/عون: "حزب الله" يقسّم الحكومة.. والمحكمة مقابل الحكم

*سليمان أمام الجمعية العمومية: لبنان يلتزم احترام القرارات بما فيها المحكمة/نتمسك بحقوقنا في مياهنا و"اليونيفيل" ونؤيّد الاعتراف بفلسطين

*المداولات الدولية تبحث مخرجاً للحظة الأخيرة/المكسب الفلسطيني محقق بكل أشكال الاعتراف/روزانا بومنصف/النهار

*رجال الدين يحتلون الحياة الامامية/غسان حجار/النهار  

*النائب سامر سعادة لـ "المستقبل": عون يحتاج الى طبيب نفسي 

*عون في مقابلة مع "يونايتد برس انترناشونال": لا يمكننا دفع المال للمحكمة إلا وفق اتفاقية مصدقة/ينقصنا برنامج اصلاحي موحد مع حلفائنا ويمكن التوصل إليه/الدور التركي تجديد للحالة العثمانية الضاربة للتعايش/سقوط النظام السوري ليس في مصلحة المسيحيين والمسلمين

*اللقاء الكاثوليكي ثمن تحرك الراعي: للتبصر والاستشراف لتفهّم منطق البطريرك

*قمة البلمند مهدت إيجاباً لاجتماع بكركي الماروني/سعادة: اللقاء يحدد التوجه الانتخابي قبل التوافق النهائي

*الاتحاد من أجل لبنان: البطريرك أعاد الدور الجامع لبكركي وطنياً ومسيحياً

*سامي الجميل تابع قضايا المتن الانمائية: للتساوي مناطقياً او السير باللامركزية الموسّعة

*مار بشارة بطرس الراعي خلع ثياب أبرشية جبيل وارتدى حلة انطاكيا وسائر المشرق/السفير البابوي لم يزر بكركي والفاتيكان ترك «ابنه الحبيب» : يزور مسيحيي الاطراف/فريق اعلامي من 8 آذار يضع خريطة طريق للراعي والمعارضة تترحم على ايام البطريرك صفير/ابراهيم جبيلي/الديار

*رفض سلوك "طريق مختصرة" لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني/أوباما: حان وقت فرض عقوبات دولية على نظام الأسد/البحرين اتخذت خطوات نحو الإصلاح وإيران عاجزة عن إثبات سلمية برنامجها النووي

*صفحات مجهولة من حرب تموز/علي حسن خليل/المصدرالسفير

*لاهاي مهبط النظام السوري/سعود القصيبي/السياسة

*النائب السابق جواد بولس:مواقف بكركي لا يمكن ان تكون ارتجالية: على الأقليات الإنخراط في الثورات

*غزل بين جنبلاط وحماده... للظروف أحكام/إحياء اللقاء الديموقراطي رهن الظروف إن شاء الله خير/وجدي العريضي/الديار

*قيادي في «التيار الوطني الحرّ»: العماد عون يُريد الحالة العونيّة ويرفض النظام الداخلي للحزب/الناشطون يتحوّلون الى ماكينة إنتخابية : معظم نواب التغيير و الاصلاح من خارج صفوفنا/باسيل وحنّا أسسا شركة إعمار وإعلانات السياحة والطاقة لشركة كليمانتين/ابراهيم جبيلي/الديار

*الاصلاح والتغيير والشفافية بالأفعال وليس بالأقوال/فؤاد ابو زيد /الديار

*قداس لراحة نفس الشيخ بشير في ميشيغان: إن لم تمت حبة الحنطة لن تأتي بثمر كثير

*يوسف شعبان: الأسد أجرى 20 عملية في رأسه وهو يعاني خللا عقليا

*هل تنجح تركيا حيث فشلت إيران؟/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

*نظام الأسد: سقوط القناع/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

*النواب في لبنان صوّتوا "ON" للكهرباء وفق "قرار مجلس الوزراء" وميقاتي هنأ المعارضة:"عملتو شغلكن"

*إرجاء محاكمة العقيد انطوان ابو جودة الى 11 تشرين الثاني

*لقاء "14 آذار" المسيحي منتصف تشرين الأول في سيدة الجبل 

*عرض للعلاقة بين وجود الطائفة والثورات العربيـة

* خير الله: الثورة السورية أمّ الثورات.. ونظام الأسد لن يستمر أكثر من عام 

*شكوى من سامي الجميّل بحق من قاموا بإنشاء صفحة ضده على "فايسبوك"

*وفد أميركي زار الحدود الجنوبية والنبطية وإبل السقي.. ومعلومات عن مشاركة جنرال أميركي رفيع بالجولة

 

تفاصيل النشرة

 

حكم المتسللين في نيويورك

علي حماده/النهار

يقولون إن الكهرباء أهم من السياسة في لبنان. وفي المقابل نحن نزعم ان السياسة أهم! فالمعركة الدائرة حول خطة الكهرباء أقل ما يُقال فيها انها معركة على العمولات. ثمة فريق في البلد يعرف انه من خلال خطة الكهرباء التي تصل كلفتها الى مليار ونصف مليار دولار بإمكانه ان يجد تمويلاً رديفاً للتمويل السياسي الذي يحصل عليه. ولعل آخر الهموم في المعركة حول الكهرباء هو حصول لبنان على كهرباء على مدار الساعة وبكلفة معقولة. وبعيداً من السجال التقني حول الخطة والاتهامات المتبادلة، نود لو ان مسؤولاً واحداً اجابنا عن سؤال بسيط: هل ستتم الجباية في كل لبنان؟ انه سؤال بديهي في ظل استمرار افلات ثلث لبنان من الجباية في الكهرباء.

على المقلب الآخر نعود الى واقع الحكومة المثير للشفقة. فرئيسا الجمهورية والحكومة اثبتا بؤس الحكم في لبنان، فهما لم يجدا سوى مناسبة انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة وترؤس لبنان جلسات مجلس الامن لهذا الشهر بصفته عضواً، لكي يحاولا "اقتحام" المسرح الدولي. ففي غياب اي دعوة لاي منهما لزيارة اي دولة منذ اسهامهما كل من زاويته في انقلاب "حزب الله" وسيطرته على الحكومة في لبنان، يضطر رئيس الجمهورية الى انتظار عرس امير موناكو (اعتذر عن المشاركة) ليصافح رؤساء الدول عرباً او اجانب، او يسافر الى نيويورك لعله يعوّض شيئاً من الغياب الفاضح للرئاسة اللبنانية دولياً. اما رئيس الحكومة وهو المعني الاول بالانقلاب كونه شكل "حصان طروادة" لكل من "حزب الله" والنظام في سوريا لمنحهما السيطرة على الحكومة وهو من الناحية السياسية ابنهما الشرعي، فمن التسلل الى السعودية مرتين بحجة اداء العمرة، واخفاقه في فتح كوّة في الجدار السعودي، نراه اليوم يسارع الى نيويورك علّه يتسلل عبر الاجتماع السنوي لتقديم نفسه بغير الصورة التي تكوّنت عنه كرجل كل من بشار الاسد والسيد حسن مجتمعين أو منفردين!

اما وزير الخارجية الذي نتساءل ما اذا كان وزيراً في حكومة الثنائي الشيعي او في حكومة يفترض انها حكومة لبنان، فإنه يستبق موقف بلاده بالقول ان لبنان لن يسير مع اي قرار ضد النظام السوري في مجلس الامن. فهل ان لبنان هو نصير قتلة الاطفال والنساء في سوريا؟ ليت كلاً من ميشال سليمان ونجيب ميقاتي يجيبان عن هذا السؤال. ان لبنان الحكومي بتبعيته للقتلة في سوريا يورّط البلد في مواقف ستكون لها أسوأ التبعات في المستقبل. فالنظام في سوريا لن يستمر، والذين يدافعون عنه كالبطريرك الراعي وآخرين سيكتشفون ان الثورة في سوريا هي التي ستقدم للبنان دروساً في النضال من اجل الحريات.

ان مشهد لبنان مثير للشفقة في ظل حكم "حزب الله". فمن اهتراء سياسي الى اقتصادي فانحلال اجتماعي واخلاقي على مستويات عدة، نقف نحن اللبنانيين بإزاء اخطر مشروع منذ تأسيس الكيان اللبناني، في وقت نرى من يستسلم له اما عن خوف واما عن مصلحة واما عن غباوة مطلقة!

 

جعجع: تطورات المنطقة وما يمرّ فيه المسيحيون والأوضاع الداخليّة ستطغى على ذكرى شهداء المقاومة 

وكالات/دعا رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" الدكتور سمير جعجع المواطنين اللبنانيين عموماً والرفاق خصوصاً للمشاركة بالقداس الإحتفالي الذي يقام لذكرى شهداء "المقاومة اللبنانيّة" في ملعب مجمع فؤاد شهاب الرياضي نهار السبت 24 أيلول الساعة 5:00 من بعد الظهر، مشيراً إلى أنه يدرك أن المشاهدة عبر شاشات التلفزيون، حيث جميع وسائل الإعلام قاطبة ستقوم بنقل القداس نظراً لأهميّته، أسهل ولكن "واجب على كل فرد منّا كقوّاتيين ومقاومين ومناصرين لـ"14 آذار" ومواطنين لبنانيين عاديين وفاء لكل شهيد من شهداء "المقاومة اللبنانيّة" الذين سقطوا منذ بدء الحوادث اللبنانيّة حتى هذه اللحظة النزول والمشاركة في القداس".

جعجع، وفي اتصال مع إذاعة "لبنان الحر"، حيّا اللجنة المنظمة لقداس ذكرى "المقاومة اللبنانيّة" "التي تبذل جهوداً جبارة، والتي على خلال ما يعتقد معظمهم لا يتعدى عددها أصابع اليد"، منوهاً بدقة عملها ومواكبتها لادق التفاصيل خلال عمليات التحضير. وأضاف: "وفي هذا الأطار على سبيل المثال لا الحصر أريد ذكر واقعة صغيرة السنة الماضيّة حيث هبت رياح قويّة نهار الإحتفال بالقداس عند الساعة السابعة صباحاً أي قبل موعد القداس بنحو 8 ساعات وتسببت بتخريب كل الديكور في الساحة بالإضافة إلى المذبح وصور الشهداء المرفوعة، ولكن شباب التنظيم استنفروا سريعاً وتمكنوا من الساعة 7:30 صباحاً حتى العاشرة إلى إعادة كل شيء إلى مكانه، وبحلول الساعة 12:00 ظهراً كانت الساحة جاهزة"، لافتاً إلى أنه لا ينسى هذه الواقعة لأنها "بالفعل كانت عملاً إستثنائيّاً".

وأكّد جعجع أن ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانيّة" من الطبيعي أن تكون متأثرة جداً بما يدور حولنا من حوادث، مشيراً إلى أنه وإن كان "القداس هو لراحة نفس شهداء بعضهم سقط منذ نحو 30 عاماً إلا أنهم من عليائهم يواكبون الحوادث التي تجري اليوم، ونحن علينا أن نلاحق ما يجري من أجل تأمين استمرار القضيّة". وأضاف: "تطورات المنطقة والحوادث التي يمرّ فيها المسيحيون ستطغى على الذكرى بشكل كبير جداً بالإضافة إلى مستجدات الساحة اللبنانيّة الداخليّة".

وأشار جعجع إلى أنه على الصعيد الشخصي وقبل الوصول إلى الجوهر لا يمكن المرور مرور الكرام على بعض المناسبات، لافتاً إلى أن من بين كل المناسبات التي يشارك بها شخصياً خلال السنة تبقى ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانيّة" من أهم المحطات. وأضاف: "تحمل هذه المناسبة عندي الكثير من الشحنات العاطفيّة، وتعيدني في الذاكرة إلى الأيام المنصرمة ليس في المعنى السيء للكلمة بل في المعنى العميق والوجداني والعاطفي لها".

وتابع: "أذكر كيف كنا طلاباً في الجامعات عند بدء الحرب فكان الشباب أول من هبوا للدفاع عن وطنهم، ولم نتصوّر في أي وقت من الأوقات أننا سنكون مضطرين لترك جامعاتنا والإلتحاق بهم. فبعد سنة ونصف على اندلاع الحرب أصبح الجميع رجال أعمال أوموظفين أوطلاب مضطرين لترك أشغالهم والإلتحاق بالمقاومة للدفاع عن وطنهم".

وأشار جعجع إلى أنه عندما نتكلم عن ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانيّة" نكون نتكلم عن آلاف وآلاف من الشابات والشباب، معتبراً أن أهميّة هذه الذكرى تكمن في أنها البوصلة الأساس التي تتوقف عندها "القوّات اللبنانيّة" في كل عام من أجل إعادة تصويب المسار في حال كانت تعتريه أي شائبة. وأضاف: "عندما تكون في حضرة آلاف الشهداء وأهالي معظمهم وعشرات الآلاف من الناشطين القواتيين من مختلف الأعمار والأجيال وعشرات آلاف الناس الذين يشاركون في المناسبة ومئات آلاف من المشاهدين عبر شاشات التلفزيون لا يمكنك سوى أن تستهيب الموقف وتتصرف إنطلاقاً من هذا الجو ولا تجرؤ إلا على البقاء تماماً على خط القضيّة مثلما رُسم منذ أول شهيد حتى هذه اللحظة"، موضحاً إن هذه هي حقيقة هذه الذكرى. أما في ما يتعلق بالأمانة لمسار القضيّة التي استشهد من أجلها الشهداء، فقال جعجع: "في الإنجيل كان السيّد المسيح يجيب عن كل أسئلة التلاميذ ولكنه عندما كانوا يسألونه عن "تلك الساعة" فكان يقول لهم "اما تلك الساعة وذاك اليوم فلا أحد يعرف بهم إلا أبي الذي في السموات"، لذا فنحن نحمل الأمانة وفي كل يوم نجدد عهدنا لها ونعمل باتجاه تحقيقها وإيصال الرسالة وتحقيق الهدف. ولكن لا أحد يمكن أن يعرف متى سنتوصل إلى تحقيق هذا الهدف"، مؤكداً الإستمرار في النضال على طريق الشهداء الذين سقطوا إلى حين تحقيق الهدف.

 

امين الجميل: مخطئ من يعتبر ان "حزب الله" سيبقى مسيطرا على الواقع اللبناني

وكالات/اكد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميّل ان التغيير في سوريا سيكون له تأثير بالغ على الوضع اللبناني، مشيرا الى ان الشعبين السوري واللبناني سيقيمان اطيب العلاقات بينهما عندما تسود الديمقراطية والحرية في سوريا وينعم الشعب السوري بجو من الامان والاستقرار والحرية.

وردا على سؤال بشأن تأثر سلاح "حزب الله" في حال حصول تغيير في دمشق، أشار الجميّل في حديث لصحيفة "الرياض" الى أنه من الخطأ التعويل على الوضع السوري للحصول على تغيير جذري على الساحة اللبنانية، موضحا ان اعتبار ان الوضع في لبنان لا يمكن ان يتغير وان حزب الله سيبقى مسيطرا على الواقع اللبناني هو انطباع خاطىء. وقال الجميل: "لا بد ان تتطور الامور في لبنان ويستعيد الشعب اللبناني سيادته واستقلاله الكامل وان تبسط الدولة اللبنانية سلطتها على كل الاراضي اللبنانية وهذا ما سيحصل في الوقت المناسب وبقراءتي للوضع في لبنان انه وضع شاذ وغير طبيعي لا يمكن ان يدوم". وشدد الجميل على ان الوضع الداخلي المصطنع لا يمكن ان يدوم وعلى ان الحل سيأتي من الداخل اللبناني قبل الخارج، مافتا الى ان احدا لا يعول على تدخل او حل عسكري للوضع الشائك في لبنان. ووصف الجميل التلميحات التي ساقها النائب وليد جنبلاط في تصريحاته عن "حزب الله" بأنها تشير إلى أن الوضع "الجنبلاطي" غير مستقر وغير مرتاح. من جهة اخرى، اعلن الجميل انه ناقش في السعودية سبل تحصين لبنان والحفاظ على نظامه وسيادته واستقلاله وعلى الامن والاستقرار فيه، مشيرا الى انه بحث مع القيادات السعودية في المخاطر المحدقة بلبنان، الخارجية والداخلية جراء تواجد سلاح غير سلاح الدولة على الاراضي اللبنانية والذي يتحكم بمقدرات البلاد.

 

 الياس بجاني/بطريرك ابتعد عن الحق والحقيقة ووقع في التجربة

هذا هو النظام الأسدي المجرم والمافياوي والإرهابي  الذي ارتمى بحضنه بشارة الراعي ومن قبله ميشال عون ومعهما طاقم المرتزقة من تجار المقاومة ومقاطعجية التحرير ودجالو الممانعة وجماعات ملالي إيران. اقرأ التقرير في اسفل لتعرف ماذا فعل هذا النظام في لبنان وكيف سرقة.

 

رفعت الأسد بنى امبراطورية مخدرات في البقاع والجبل واغتال رشيد كرامي والنظام السوري نهب من لبنان 40 مليار دولار خلال الاحتلال

حميد غريافي: السياسة

قدرت أوساط روحية مسيحية في جامعة الكسليك اللبنانية شمال بيروت ما نهبه نظاما حافظ الاسد وابنه بشار من "خيرات لبنان واقتصاده" طوال 29 عاما من احتلالهما العسكري للبلاد (1976 - 2005), بأكثر من 40 مليار دولار, ثلثها من عمليات السرقة المنظمة للمدن والقرى التي احتلها الجيش السوري منذ العام 1976 في مختلف المناطق اللبنانية, وخصوصاً في المدن والقرى السياحية التي تحوي ما لا يقل عن خمسة آلاف قصر لمغتربين لبنانيين أثرياء ولرعايا خليجيين وعرب, وثلثها الثاني من الخوات التي فرضها مدير الاستخبارات السورية في لبنان غازي كنعان ومن بعده رسم غزالي ومعاونوهما في المحافظات اللبنانية على الشركات والمؤسسات الاقتصادية والتجارية وعلى مكاتب السفر والحجوزات وعمولات مليارات الدولارات المحولة من المغتربين سنويا الى ذويهم في الداخل, أما الثلث الاخير فهو عبارة عن العمولات القسرية على بيع الاراضي والعقارات والمباني والمساحات الزراعية حتى في أقصى جنوب لبنان.

وأكد أحد رجال الدين, نسبة الى "احصاءات دقيقة ووثقائق دامغة" جمعتها لجان دينية وحزبية بمساعدة مؤسسات مدنية اجتماعية وتقارير أمنية طوال نحو 20 سنة عن تصرفات الجيش السوري الذي بلغ تعداده في مراحل عدة في لبنان اكثر من 35 الف ضابط وجندي ورجل استخبارات, ان "المناطق اللبنانية الأكثر معاناة من عمليات النهب والسرقة السورية كانت مناطق تجمع أثرياء وتجار واقتصاديي الطائفة السنية الميسورة في بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع الغربي, إضافة إلى المناطق المسيحية الجبلية الغنية بأموال أبنائها المغتربين" (13 مليون مغترب مسيحي في العالم حسب احصاءات الاتحاد الماروني العالمي في الولايات المتحدة).

وكشف الكاهن ل¯ "السياسة", أمس, أن اللواء الركن السابق رفعت الاسد شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وعم الرئيس الراهن بشار خلال فترة قيادته ألوية "سرايا الدفاع" العسكرية العلوية, وهي عصب نظام آل الاسد, ومن ثم خلال تعيينه نائباً لشقيقه الرئيس لخلافته في حال وفاته, أنشأ مؤسسة عسكرية ضخمة ومترامية الاطراف للقيام بعمليات نهب وتهريب من لبنان الى سورية على هامش "سرايا الدفاع" التي كانت تقود القوات السورية في لبنان, مشيراً إلى أن هذه المؤسسة قامت بنهب آلاف القرى والمدن والسطو بالقوة والعلنية على أثاثات المنازل على مختلف أنواعها, إضافة الى أكثر من 100 ألف سيارة خاصة وآلاف الفانات والشاحنات كانت تنقل الى مدن الداخل السوري لتباع في معارض ضخمة يديرها أنجال رفعت الاسد وابناء عمومتهم واخوالهم وخالاتهم والمقربون منهم من الطائفة العلوية".

ونقل رجل الدين اللبناني عن تقرير لمنظمة "مكافحة المخدرات والجريمة" الاميركية (DEA) العاملة حول العالم, نشر في الصحف والمواقع الالكترونية الاميركية والاوروبية وبعض وسائل الاعلام اللبنانية العام 1986 وأحدث ضجة كبرى, تأكيده أن "رفعت الأسد بنى أضخم امبراطورية للمخدرات في العالم في سهل البقاع في لبنان لتمويل الدولة السورية من مئات آلاف الموظفين والجيش السوري الذي يبلغ تعداده نصف مليون جندي وضابط واجهزة الامن والمؤسسات الحكومية, حيث كان عملاؤه اللبنانيون تحت حماية قوات سرايا دفاعه يزرعون مساحات شاسعة علناً في سهل البقاع بالحشيش والخشخاش (الهيروين) وغيرهما من المخدرات, كما استقدم مصانع تكرير بلغ عددها أكثر من 100 مصنع وزعها على عملائه اللبنانيين على طول الطريق الممتدة من بلدة رياق في البقاع الاوسط الى منطقة الهرمل في اقصى الشمال البقاعي, ومن بلدتي دير الاحمر وشليفا في البقاع الشمالي الى مرتفعات الارز وإهدن نزولا الى الساحل الشمالي والى بيروت حيث كانت جماعات منظمة تهرب منتوج تلك المصانع الى اوروبا بمختلف الوسائل, وبمشاركة بعض الاحزاب اللبنانية التي كان رفعت الاسد يدفع لها عمولات مقابل ذلك".

وذكر تقرير منظمة "DEA" الذي نشر على حلقات حول العالم ان "الاستخبارات السورية في لبنان بأمر من رفعت الاسد ومشاركة ضباط كبار في الاستخبارات والامن العام اقدمت على اغتيال رئيس الوزراء رشيد كرامي بعد فتور علاقاته بالنظام السوري, وبعدما أصدر اوامره الى قوى الامن الداخلي والجيش بمنع اي عمليات تهريب مخدرات لرفعت الاسد عبر الخط الجبلي من البقاع الى الساحل, ما يعني محاولة تجميد بيع اطنان من المخدرات يقدر ثمنها بثلاثة مليارات دولار سنوياً, فما كان من قائد سرايا الدفاع إلا أن اغتال كرامي".

وقال رجل الدين المسيحي ل¯"السياسة" ان رفعت الاسد عندما فر من سورية, اثر محاولة انقلاب قادها ضد شقيقه حافظ, كان يمتلك في بنوك سويسرا وانكلترا وفرنسا والولايات المتحدة ولبنان وبعض الدول العربية ما مجموعه اربعة مليارات دولار, أنشأ منها صحيفة دولية ومحطة تلفزيون مازالت عاملة حتى الان في لندن, كما انشأ عشرات المؤسسات التجارية والسوبرماركات في الولايات المتحدة التي حصل منها على الجنسية الاميركية, كما فعل تماما في دول اوروبية اخرى".

وأكدت الاحصاءات التي كشفها رجل الدين ان "بشار الاسد وشقيقه وصهره وشقيقته الذين ورثوا عن أخيه باسل المؤسسات والشركات التي انشأها عمهم رفعت تحت مظلة سرايا الدفاع, استمروا في بعض عمليات النهب للاقتصاد اللبناني حتى انسحاب جيشهم المحتل من لبنان في ابريل 2005, وخصوصاً تجارة السيارات المسروقة والمعدات الكهربائية والتدخل في تجارة العقارات والتسجيلات العقارية عبر الحصول على خوات للسماح للمشترين بأن يشتروا وللبائعين بأن يبيعوا, وفرض خوات أخرى على المصارف اللبنانية التي حملوها على انشاء فروع لها في سورية, وقد تبين لرئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري الألماني ديتليف ميليس ان مدير الاستخبارات السورية في لبنان اللواء رسم غزالي يمتلك في مصرف "المدينة" الذي افلسته الحكومة السورية لتغطيه عمليات نهبها منه, أكثر من ستة ملايين دولار, فيما يمتلك مدير الامن العام السابق جميل السيد ملايين عدة, رغم أن راتبه في الجيش والامن العام طوال خدمته لا يتجاوز الألفي دولار شهرياً".

 

السفارة الفرنسية:الجدل حول زيارة غبطته لفرنسا مؤسف ولا مبرر له

 وطنية - 21/9/2011 استقبل اليوم البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في بكركي، سفير فرنسا دوني بييتون، في حضور المطران سمير مظلوم. واستغرق اللقاء ساعة واحدة غادر بعدها بييتون بكركي من دون الادلاء باي تصريح. ولاحقا اعلنت السفارة الفرنسية في بيان ان "السفير دوني بييتون زار غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اليوم، واعرب له كم كانت السلطات الفرنسية سعيدة باستقباله، وهي ترى ان زيارة غبطته الى فرنسا تؤكد على استمرار تقليد يعكس العلاقات الثابتة التي لا مساس بها مع البطريركية المارونية التي تمثل، بما هو ابعد من الطائفة المارونية، مرجعا وطنيا هاما في لبنان". اضاف البيان: "وكانت هذه الزيارة مناسبة لاجراء لقاءات صريحة وحارة مع اعلى السلطات الفرنسية، تم خلالها استعراض المشاكل التي تؤثر على الوضع في لبنان والمنطقة، ولا سيما ما يجري في سوريا، وبشكل خاص القمع الجاري واعمال العنف ضد الشعب وما يمكن ان يكون لهذه الاحداث من انعكاسات سلبية على الاقليات في المنطقة". وختم البيان: "وتعتبر فرنسا في ما يخصها، ان الجدل الذي اعقب هذه الزيارة مؤسف ولم يكن من مبرر لحصوله، وهي تؤكد بكل الحالات انه لن يترك اي اثر على صلابة الروابط التي لا يمكن فك اواصرها بين فرنسا والكنيسة المارونية، وبينها وبين لبنان بجميع مكوناته".

 

الراعي يطل من القليعة ويتحدث عن اللاجئين

رونيت ضاهر/موقع الكتائب

تكتسب الزيارة الأولى لرأس الكنيسة المارونية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للمنطقة الحدودية بعداً دينياً عميقاً ذا نكهة سياسية، رغم محاولات إدراجها في الإطار الراعوي البحت. والزيارة التي انتظرها مسيحيو الحدود منذ زمن بعيد، أقلّه منذ التحرير عام 2000، تحمل دعماً معنوياً لهم يعزّز صمودهم ويقوّي علاقتهم بمحيطهم ذي الغالبية الشيعية. ولعلّ مواقفه الأخيرة في فرنسا التي أثارت جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية، سيُبنى عليها خلال الزيارة لأنّها تركت أصداء ايجابية في الأوساط الشيعية التي تعدّ لشكره "على طريقتها"، عبر إظهار حفاوة بالغة في استقباله في كل القرى التي يمرّ بها، حفاوة تكاد توازي ما يُحضّر له في القرى المسيحية. فبات المسلمون ينتظرونها كالمسيحيين، ويريدون من خلالها توجيه أكثر من رسالة، حتى أن بعض الفاعليات والقيادات في عدد من القرى التي لا تشملها الزيارة، يطالب البطريرك بالمرور بها، لأنّ فيها مسيحيين حتى ولو كانوا من غير مذاهب، أو للإفادة منها وتوظيفها في سياقات عدّة.

اذا، لم تعد الزيارة راعوية فحسب بل تتخطّى ذلك الى الإطار الوطني الجامع الذي لا شكّ في أنّه سيترك آثارة الايجابية في المنطقة. فزيارة ما كان يُعرف بـ"الشريط الحدودي" سابقا، لها أبعاد ومدلولات، وإن تكن "مجحفة" في حق بعض القرى لأن برنامج الزيارة "المضغوط" والمتشابك، لا يعطي كل قرية وبلدة مسيحية حقّها، اذ ان المنظّمين حدّدوا أوقاتا معيّنة تقل عن ساعة في بعض القرى! من هنا، كانت مطالبات كثيرة بتمديد الإقامة البطريركية أكثر من يومين، كي يتسنى لسيّد بكركي الإطّلاع على حاجاتها والاستماع الى شكاوى أبنائها وهواجسهم وتطلّعاتهم، إذ إنّها المرّة الأولى يشعرون بأنهم في قلب "الخريطة الوطنية".

أولى المحطّات في قضاء مرجعيون ستكون في القليعة، ثانية أكبر بلدة في أبرشية صور المارونية بعد رميش. ورغم تحديد موعد الوصول السابعة مساء، فإنّ التأخير وارد بنسبة كبيرة مع الأخذ في الإعتبار المسافة التي سيعبرها الموكب والاستقبالات الشعبية له. وستكون كلمة الراعي الرئيسية خلال الجولة في هذه البلدة، بعد ترؤسه قدّاساً، يُنتظر أن يتناول فيها مسألة أبناء البلدة اللاجئين الى اسرائيل. وبعد المبيت فيها، يتوجه الى كنائس الرعية في كوكبا وحاصبيا ليعود بعدها الى الخيام وجديدة مرجعيون وبلاط.

ولفت النائب علي فيّاض الى أن "حزب الله" يتعامل مع الزيارة "بما يليق بموقع الرجل ومواقفه التاريخية"، مشيرا الى "أن هناك استنفاراً شعبياً ورسمياً للإعداد لاستقبال حاشد لغبطته في كل القرى". وهل لمواقفه الأخيرة في فرنسا تأثير في ذلك؟ أجاب: "لامست مواقفه قلب كلّ لبناني، ولكن لا حاجة الى تصنيفها في إطار الاصطفافات الداخلية، ونرى فيها ترجمة أمينة لمقرّرات السينودس". ورأى كاهن رعية القليعة الاب منصور الحكيّم "أن للزيارة معاني كثيرة، فهي المرّة الأولى يزور البطريرك المنطقة".

أما الأب يوسف باسيل المواكب الزيارة، فقال: "رغم أن الزيارة هي لمباركة مذابح الكنائس المارونية، فلا يخفى على أحد طابعها الوطني الجامع لكل الطوائف الأخرى، فتغدو بكركي بذلك حاضنة لكل الوطن وليس للمسيحيين وحدهم". وقال المحامي مالك راشد من جديدة مرجعيون: "زيارة سيدنا بشارة الراعي هي حقّا بشارة لأهالي المنطقة بكلّ مكوّناتها، هو ينادي بالشراكة والمحبة ونحن نعيشها حقّا هنا".

 

السفير الفرنسي أبلغ البطريرك احتجاج باريس ومحاولات فاتيكانية لحصر الأضرار على المسيحيين في الخليج

التفاعلات الخارجية لمواقف الراعي... «بقعة زيت»

ليندا عازار /الراي

كالجمر تحت الرماد، لا تزال المواقف التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته لباريس ثم اتّهم الاعلام بـ «اجتزائها» والقراء بـ «سوء تفسيرها» قبل ان يعاود تأكيد جوهرها خلال جولته الاخيرة في بعلبك ـ الهرمل، تتفاعل وإن مع «كواتم للصوت» تم وضعها ولا سيما من مسيحيي قوى 14 آذار الذين اختاروا شعار الـ «الغيمة وعبرت» لسحب هذا الملف من التداول السجالي الذي يضعهم في مواجهة «رأساً لرأس» مع سيّد بكركي (حيث مقر البطريركية)، ومقاربته إما على طريقة «الأذن الصماء» او الردّ «في الصميم» من دون المساس بالمقام. وفي موازاة الإرباك الداخلي (لـ 14 آذار) الذي احدثته المواقف «المدويّة» للراعي ولا سيما من الوضع في سورية وسلاح «حزب الله» اللذين قارب اولهما من منطلق الخشية من ان «تحلّ محل الانظمة الشديدة انظمة اكثر تشدداً» وربط الثاني (السلاح) بانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتها وتطبيق القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين، فان التفاعلات الخارجية لهذا «المسار البطريركي» الجديد لا تبدو اقل اهمية في ضوء تطوريْن هما:

* الزيارة «الصامتة» التي قام بها امس لبكركي السفير الفرنسي في بيروت دوني بييتون الذي غارد الصرح البطريركي بعد لقاء الساعة مع الراعي من دون الإدلاء باي تصريح، علماً انه كان أعلن قبل ايام انه سيزور البطريرك بطلب من الحكومة الفرنسيّة «بعدما خاب أملها ودُهشت من تصريحاته الأخيرة على أراضيها، وذلك لاستيضاح حقيقة مواقفه» ونقل احتجاجاتها على قوله ان مواقفه كانت متطابقة مع موقف باريس، معتبراً أن «البطريرك أظهر قلقه على مستقبل المسيحيين في حال سقوط النظام السوري باعتباره يؤمن الاطمئنان والحماية للمسيحيين (...)، فيما نحن نعتبر أن تطبيق الديموقراطية وفتح الباب أمام التعددية هو الذي يحفظ حقوق جميع المواطنين ومنهم المسيحيون».

* اما التطور الثاني فهو بدء دوائر في الفاتيكان طرح علامات استفهام حول انعكاس مواقف الراعي، ولا سيما إعرابه عن الخشية على المسيحيين من التطرف السني، على المسيحيين المنتشرين في الخليج، في حين لفت ما نقلته صحيفة «النهار» عن «اتصالات فاتيكانية - سعودية وزيارة وفد فاتيكاني الى الرياض لحصر اضرار الكلام الماروني اللبناني وتأثيراته على مسيحيي الخليج سكاناً وعمالاً، وخصوصا انه سبق للبابا الحالي بينيديكتوس الـ16 ان اختبر ردود الفعل على كلامه حول المسلمين في احدى الخطب الدينية بعد تنصيبه».

ووسط هذا المشهد، برزت القمة التي عُقدت اول من امس بين الراعي وبطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم في المقر اللبناني للأخير في البلمند، والتي خلصت الى بيان مشترك لافت رفض مقولة «الحماية لأي فئة كانت ومن أي جهة أتت»، معتبراً «أن الدولة القائمة على العدالة والمساواة هي وحدها حامية كل أبناء الوطن، وأن المسيحيين عموماً ينظرون إليها ضمانا حقيقيا لمستقبل زاهر وواعد».

ومما جاء في البيان: «(...) شدد صاحبا الغبطة على أهمية التضامن المسيحي - الإسلامي في ما يتعلق بالشأنين الوطني والإنساني. وتناولا الأوضاع العامة التي تمر بها بلدان المشرق العربي، ورأيا أن المسيحيين بعامة ينظرون إلى الدولة، دولة المواطنة والحقوق والواجبات المتساوية، ضمانا حقيقيا لمستقبل زاهر وواعد، حيث يحيا الجميع بحرية وكرامة من دون تمييز ديني أو طائفي. وأجمع البطريركان على أهمية رفع الصوت المسيحي أمام المحافل الدولية نصرة للقضايا الوطنية والعربية العادلة والمحقة، وبشكل خاص القضية الفلسطينية».

اضاف: «كما ذكّر البطريرك الراعي والبطريرك هزيم بدور المسيحيين التاريخي في المنطقة، وبشراكتهم في نهضة شعوبها على الصعد الفكرية والثقافية والوطنية. وفي هذا الإطار، شدد صاحبا الغبطة على رفض مقولة «الحماية» لأي فئة كانت ومن أي جهة أتت. لذلك، فالدولة القائمة على العدالة والمساواة هي وحدها حامية كل أبناء الوطن. وفي الختام، شددا على أهمية الحوار على المستوى الوطني من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم لمواطني بلداننا المشرقية وإبعاد شبح الفتنة والنزاعات الأهلية والطائفية. ورفعا الدعاء من أجل أن يحفظ الله شعوبنا من ويلات العنف والحرب، وان تستعيد دولنا دورها في مواكبة التطور الحضاري والإنساني».

 

«ناو ليبانون»: توقيف عميل جديد في صفوف «حزب الله»

بيروت - «الراي»بعد نحو ثلاثة اشهر على تأكيد الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله توقيف 3 من كوادر الحزب ثبت تعاملهم مع استخبارات اجنبية (بينهم 2 مع الـ «سي.آي.ايه»)، عاد هذا الملف الى الواجهة مع تقارير افادت ان جهاز أمن «حزب الله» اكتشف في الآونة الاخيرة عميلاً جديداً وعمد إلى توقيفه. ونقل موقع «ناو ليبانون» الالكتروني عما وصفها بانها مصادر معنية في الضاحية الجنوبية لبيروت ان «س» هو الحرف الاول من كنية عضو «حزب الله» الجديد المتهم بالعمالة، لافتة إلى أنّ «قيادة الحزب» تحوط هذا الأمر بتكتم شديد ولا تبدو أنها بصدد الكشف عنه في المرحلة الراهنة»، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ «تحقيقات جهاز أمن «حزب الله» لا تزال جارية مع العميل الجديد المكتشف لتبيان مدى الخرق الاستخباراتي الذي شكّله تعاملُهُ مع الأجهزة المعادية».

 

الراعي بحث مع قباني هاتفيا في التطورات

 وطنية - 21/9/2011 أجرى البطريرك مار بشاره بطرس الراعي اتصالا هاتفيا بمفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني الموجود في المملكة العربية السعودية وتم البحث في الاوضاع العامة في ضوء التطورات.

 

البطريرك لكونيللي: نفوذكم يتداعى وإيران تقوى ومصلحتنا مع "الأٌقليات القوية"!!

خاص بـ"الشفاف" /قالت مصادر اميركية إن لقاء السفيرة الاميركية في بيروت بالبطريرك الماروني، يوم الإثنين، كان فاشلاً بامتياز. فقد توجه الراعي الى السفيرة بمنطق فوقي إستعلائي، وبادرها بتأكيد مواقفه التي أطلقها من باريس وخصوصا في الشأنين السوري والمتصل بسلاح حزب الله. وقال الراعي للسفيرة كونيللي إن الولايات المتحدة فاقدة الصدقية وهي لا تستطيع ان تقدم ضمانات لاي جهة وفي أي إتجاه، مشيراً الى أن سياسة واشنطن لا تقدم ولا تؤخر في الشرق الأوسط، إنطلاقاً من رؤية الراعي لما جرى في العراق. وتضيف المصادر ان الراعي أكد لكونيللي تداعي موقف الولايات المتحدة ونفوذها في الشرق الاوسط لصالح نفوذ إيران، وأن مصلحة المسيحيين تقتضي التحالف مع الاقليات القوية في الشرق من علويين وشيعة للحفاظ على وجودهم في مقابل ما وصفه بـ"المد السني" السلفي الذي يتهدد وجود المسيحيين في الشرق! الوزير السابق وديع الخازن صرّح بأن هواجس البطريرك الراعي هي نفسها التي تطرحها "الأحداث المفتعلة" في سورية!! وكانت معلومات خاصة قد أفادت أن السيد الخازن رافق المطران الراعي (قبل انتخابه بطريركاً) في 7 زيارات إلى دمشق!لا يرغب بلقاء أوباما!

كما أكد الراعي للسقيرة كونيللي عدم حماسه للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما او أي مسؤول في الإدارة الاميركية، مشيراً الى أن زيارته الى الولايات المتحدة راعوية وهو سوف يزور رعيته المارونية، وأنه لا يعتقد بأن سفارة الولايات المتحدة في بيروت سوف تحجب عنه تأشيرة السفر الى الولايات المتحدة!

السفيرة كونيللي ردت على إستكبار الراعي بالقول إن البروتوكول والعرف الديبلوماسي في الولايات المتحدة لا يسمح بإستقبال رجال دين في البيت الابيض، وقال للبطريرك الراعي إن نظام الاسد في دمشق الى زوال ومن غير المجدي ربط مصير المسيحيين بنظام ديكتاتوري شارف على الانتهاء.

أحد آباء الكنيسة علق على لقاء الراعي كونيليي بالقول "لقد خسر المسيحيون موقف الولايات المتحدة".

الفاتيكان: هل يتدخّل؟

وفي سياق متصل تشير معلومات الى ان أحد المقربين من الدوائر الفاتيكانية زار القائم بأعمال السفارة الاميركية في بيروت وأبلغه بأن الامر لن يبقى على ما هو عليه وأن الأمور سوف تتغير من دون أن ترشح معلومات إضافية عن المقصد والآلية.

عتاب لسفير فرنسا لأنه "يتدخّل"

من جهة ثانية قالت مصادر مطلعة في بكركي إن لقاء الراعي مع السفير الفرنسي في بيروت لم يختلف شكلا ومضمونا عن لقاء السفيرة الاميركية، حيث جدد الراعي امام السفير بييتون مواقفه الباريسية منبّهاَ السفير الفرنسي الى تصريحه الاخير ومعاتباً، ووصف التصريح بأنه تدخل في الشؤون الكنسية واللبنانية.

 

مظلوم لـ"السياسة": مواقف الراعي لمصلحة الوجود المسيحي في الشرق

بيروت - "السياسة": أكد المطران سمير مظلوم أن اللقاء الماروني سيعقد في بكركي بموعده المحدد غداً الجمعة, مشيراً إلى أن الأمور تسير بشكلٍ طبيعي باعتبار أن الاجتماع قائم وقد وجهت الدعوات إلى جميع المشاركين ولم يعتذر أحد. وأوضح مظلوم في تصريحات إلى "السياسة" أن البحث في اللقاء سيركز على قانون الانتخابات النيابية, في ضوء الدراسات والاقتراحات العديدة التي تم إعدادها, وسيسعى المجتمعون إلى توافق بشأن مشروع موحد أو مشروعات قريبة من بعضها حتى تبحث مع سائر الجهات اللبنانية. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الأزمة في الوسط المسيحي والتي خلفتها مواقف البطريرك بشارة الراعي في باريس قد طويت, أكد مظلوم أنه لم تكن هناك أزمة أو تداعيات لها, وأن ما حصل كان سوء فهم من قبل بعض الزعماء وصحافيين نتيجة اقتطاع لفقرات من كلام البطريرك, وبشكل لا يعبر أبداً عن رأيه, مشدداً على أن البطريرك الراعي ما زال على موقفه وما قاله في فرنسا, يعيشه وما زال يقوله, وما صدر عنه يعبر عن قناعته وهو لصالح كل اللبنانيين وكل السوريين, وخاصة لصالح الوجود المسيحي الشرق الأوسط. ووصف مظلوم أجواء لقاء البطريرك بالسفير الفرنسي دوني بييتون, أمس, ب¯"الجيدة", مشيراً إلى أنه "جاء بعد التصريح "المزعج" الذي أدلى به السفير, والذي لا يعبر عن الواقع والحقيقة, وسوف يوضح السفير بييتون الأمور لاحقاً".

 

سابقة بروتوكولية تؤخر التمثيل في قداس "القوات"

النهار/ ريتا صفير/ربما هي من المرات النادرة التي يمكن ان يحضر فيها بطريركان ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" في جونية، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي يرعى القداس رسميا، وقد يمثله احد المطارنة، والبطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. وهي ايضا من المرات النادرة تواجه الكنيسة اشكالا بروتوكوليا يتناول الكلمات وتلاوة الرقيم، فحواه اخذ ورد متواصل حيال آلية تمثيل بطريرك لآخر، وتبعا لذلك كيفية تنظيم الكلام والرقيم في الاحتفال المقرر بعد غد. والواقع ان ثمة تأخيرا في تحديد الكلمة الفصل في هذا الشأن وفقا لاوساط كنسية، نتيجة المشاورات الجارية حول مجموعة سيناريوات، وخصوصا ان الاشكال هذا يمثل "سابقة". واذا كان ثمة من يضرب مثلا باحتفالية تثبيت الراعي، والتي تخللتها كلمتان لصفير والراعي قبل ان يتلو السفير غبريالي كاتشا رسالة البابا بينيدكتوس السادس عشر، فان هذا التصور مع احتمال ان تقود المشاورات الى اقتصار التمثيل على صفير وحده هما الاكثر تداولا بحسب الاوساط التي تتوقع حسما في الساعات السابقة لاحياء الذكرى. باستثناء هذه التدابير التي قد لا تحتمل "تأويلا"، ولاسيما ان الكلام السياسي في الاحتفال يتوقع ان يقتصر على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فان ما عدا ذلك من مواقف يفترض الا يتخطى الاطار الراعوي.

يقلل "القواتيون" من الكلام عن الذكرى ومجرياتها هذه السنة، فيما يتردد تذكيرهم بأن المحطة تلي اجتماع الاقطاب الموارنة والنواب في بكركي غدا الامر الذي من شأنه ان يساهم في مواصلة سياسة ترطيب الاجواء التي خلفتها مواقف الراعي، الباريسية منها والمحلية. ومقابل كشفهم عن تخصيص جعجع حصة الاسد من خطابه للشأن المسيحي في قداس السبت ضمن مقاربة شاملة للوضع الداخلي والاقليمي، يتكرر الحديث عن توجه لطرح الثوابت: "هو كلام يريح في الاساس شهداءنا، فلا يبقون معلقين بين السماء والارض. مرحلة ما بعد القرار الاتهامي تختلف عما قبلها. العدالة تأخذ مجراها". يبتعد "القواتيون" عن السجال الداخلي. يصوبون على "قوة الدفع" التي منحتها المحكمة للشهداء منذ 1975 وحتى يومنا، بالتزامن مع نفيهم احتمال "رفع منسوب" الخطب في مناسبة بعد غد، انطلاقا من ان ما بعد "لقاء الاقطاب" يختلف عما قبله: "نهاجم (بفتح الجيم) ولا نهاجم (بكسرها)، الجميع مدعوون للصلاة في هذه الذكرى. "على مستوى الدعوات، احصت الماكينة الحزبية توزيع 250 الى 300 بطاقة على الشخصيات، في مقدمها دعوة رسمية وجهت الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي ارسل العام الماضي اكليلا من الزهر، فضلا عن اعضاء القيادة القواتية ويناهز عددهم ال 100، والاكليروس، وسط ارقام تفيد عن حضور نحو 100 رجل دين يتوزعون بين مطارنة ورهبان وكهنة وآباء واهل الشهداء. اما نيابيا، فقد وجهت الدعوات الى معظم الكتل النيابية، ومنها كتلة "جبهة النضال الوطني"، و"التنمية والتحرير" وقسم من "تكتل التغيير والاصلاح".

 

"الراي": خشية من انعكاس مواقف الراعي على بكركي

المركزية-أعلنت صحيفة "الراي" الكويتية نقلا عن أوساط خشيتها من انعكاسات مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وردود الفعل عليها على موقعه وموقع بكركي من جهة وواقع الانقسام المسيحي من جهة اخرى. ولفتت الى ان المشكلة هي ان مواقف الراعي التي ربما يكون هناك ما يبرّرها وربما لا، لم تخضع للتفسيرات الكافية من جانبه والتي من شأنها ان تبدّد ربما الخوف الذي أثاره لدى فئات لبنانية واسعة مسيحية وغير مسيحية. وتنتظر هذه الاوساط الاجتماع المسيحي للقيادات السياسية المارونية الذي كانت وجهت الدعوة اليه منذ الشهر الفائت والمخصص أصلاً للبحث في قانون الانتخابات عله يوم انعقاده الجمعة المقبل يتحول الى خلوة للبحث في مواقف البطريرك اذا رغب في ذلك باعتبار انه قد لا يفعل، اظهاراً منه لعدم الحاجة الى تشاور كهذا، ولكن المصادر نفسها تخشى من عدم حصول ما يمكن ان يلجم الاحتقانات الصامتة المتصاعدة لان فريق 8 آذار يُظهر استعدادات مبالغة لتوظيف مواقف الراعي الى درجة تثير اسئلة عما سيكون عليه واقع بكركي اذا ترسخت القناعة لدى فريق آخر واسع من أنها أضحت منحازة بالكامل الى محور اقليمي مناهض تقليدياً لتوجهات بكركي.

 

تحوُّل لقاء بكركي طاولة حوار أمر مرفوض

جورج شاهين/الجمهورية

على الرغم من الوهج الذي افتقده اللقاء المارونيّ الموسّع في بكركي بعد أشهر قليلة على إطلاقه وكلّ ما قيل فيه وعنه تزامُنا مع تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في باريس وفي جولاته الرعويّة في البقاع، فإنّ اللقاء سيعقد غدا الجمعة في حضور جميع أعضائه. فجميع المدعوّين اليه بعد تأجيله من 25 آب الماضي الى 23 من الجاري لم يتّصل أيّ منهم حتى بعد ظهر امس بالصرح البطريركي ليسجّل اعتذاره أو مقاطعته خِلافاً للإشاعات التي راجت في الأيّام القليلة المنصرمة.

وعليه، فإنّ الأنظار تتّجه غداً إلى بكركي ليتأكّد اللبنانيّون عموما والمسيحيّون خصوصا أنّ الراعي ما زال قادرا على جمع القادة الموارنة الأربعة مهما كانت الظروف والمناكفات التي حصلت بينهم حول عدد من الملفّات السياسية على رغم إجماعهم بالحدّ الأدنى على الحفاظ على اللقاء متى شاء البطريرك ليقينهم أنّ أحدا لن يفوز ولو بجولة واحدة في الحرب متى قرّر خوضها مع بكركي مهما كانت الانتقادات وما بلغته ردّات الفعل على مواقف سيّد الصرح. ومهما تمادى البعض في محاولات الاستغلال لما سُمّي "تحوّلا" في مواقفها والحديث عن معادلة جديدة تقول "إنّ ما كان قائما قبل زيارة باريس لم يعد قائما بعدها".

طيّ الماضي

وفي معلومات المتابعين للّقاء أنّ الراعي سيرحّب في مستهلّه بالحاضرين وسيقدّم جردة بالمواقف والتطوّرات التي حصلت منذ اللقاء الأوّل في 19 حزيران الماضي حتى الآن، وسيكون صريحا في شرح كلّ ما رافق زيارته الباريسيّة بغية طيّ صفحة الماضي القريب الى غير رجعة. فهو من الذين أدركوا حجم المخاطر التي بنيت على الفرز الذي حدث، ما يؤدّي الى تبخّر كلّ الإنجازات التي تحقّقت على اكثر من مستوى منذ ان عادت بكركي الى موقعها في وسط التجاذبات التي باعدت بين القادة الموارنة على كلّ المستويات السياسيّة والحزبية والوطنية.

وفي نيّة الراعي ان يكون اللقاء مناسبة لتهدئة الجوّ المسيحيّ لخوفه من وجود أيادٍ تعبث بالبلد ككُلّ، فكيف بالنسبة الى الصفّ المسيحيّ؟ وهو حريص على هذه التهدئة مهما بلغت الكلفة، وسيكون واضحا في التعبير عن استيائه من خروج البعض على ما اتّفق عليه في اللقاء الأوّل بأن يكون الخطاب هادئا بعيدا من أيّ تشنّج، تاركا للّجان التي شُكّلت ان تترجم الحدّ الأدنى من التوافق على كثير من الملفّات الاستراتيجية التي يُجمع عليها المسيحيّون في مختلف مواقعهم.

وسيؤكّد الراعي – ودائما حسب المطّلعين على أجوائه في الساعات القليلة الماضية – على أهمّية إبعاد شبح انعكاسات ما يجري على الساحات الإقليميّة على لبنان عموما، وعلى المسيحيّين تحديدا، فلا يتورّط أيّ منهم في التقرير نيابة عن شعوب أيّ من دولها ليس لأن للأمر انعكاسات غير مرغوبة في كلّ الحالات، وإنّما لأنّهم ليسوا من الأطراف التي تؤثر في مجريات أمور متروكة واقعا لدول وأنظمة ومحاور هي اكبر من قدراتهم. وبالتأكيد فإنّ الفرز المحقّق في المنطقة سيطحن المتدخّلين من غير الطبّاخين والمؤثّرين في التطوّرات الى أيّ جهة انتهت، وأيّا كان الفائز في النتيجة لن يعترف لهذا أو ذاك من اللبنانيّين بفضل له في الفوز أو اللوم في حال حصد الخسارة.

وسيشير البطريرك الى التجارب السابقة التي لم توفّر للبنان أيّ انتصار، مشيرا إلى أنّه مهما كانت المواجهة التي تحصل فإنّ اللبنانيّين هم ممّن يتلقّون التردّدات. وسيلفت في هذا السياق الى انّ الكنيسة المارونية ايّام البطريرك عريضة فتحت ابوابها للنازحين الفلسطينيّين على اساس انّ العملية ستمرّ وسيعودون الى ديارهم خلال اسبوعين او اربعة اسابيع على الأكثر وقد مضى حتى اليوم 64 عاما.

اللجنة الفرعيّة

هذا في الشقّ السياسيّ للّقاء، أمّا في الشقّ التقنيّ، فما إن يحلّ مساء اليوم حتى تكون اللجنة النيابيّة التي شكّلها البطريرك لمتابعة ملفّ قانون الانتخاب قد أنجزت تقريرها النهائيّ الذي سيرفع الى لقاء الغد الموسّع. وفي المعلومات انّ أعضاء اللجنة من نوّاب ووزراء سابقين وخبراء سيلتقون بعد الجلسة العامّة لمجلس النوّاب في مقرّ المجلس لإجراء القراءة النهائيّة لتقرير تعهّد بإعداد نسخته الأوّلية الوزير السابق زياد بارود حول ما سُمّي جدول مقارنة بسيّئات وإيجابيات أيّ من قوانين الانتخاب التي يمكن ان توفّر التمثيل الحقيقيّ للمسيحيّين في الانتخابات النيابيّة من دون تحديد أيّ قانون يمكن ان يتمّ الاتّفاق عليه لصعوبة هذا التفاهم حتى اليوم.

وفي المعلومات أنّ التقرير النهائي سيتناول "النسبية" ويعطيها الأفضلية، لكن الأمر في نهايته مرهون بحجم الدوائر وطريقة إجراء التقسيمات في ظلّ اكثر من مشروع. وأبرزها التقسيمات المقترحة في مشروع بارود السابق، والذي شدّد عليه مشروع وزير الداخلية مروان شربل، والقائل بإحداث 15 دائرة انتخابيّة. وسيودع التقرير لدى بكركي والقيادات المارونية لتقول الكلمة الفصل فيه. ولذلك كلّه، وفي حال انتهى اللقاء الى الخطوات الإيجابية، ستسقط النظرية القائلة بأنّه سيلقى في آلية عمله ومصيره مصير طاولة الحوار التي رأسَها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بحيث يتحوّل في الفترة المقبلة شكلا من اشكال اللقاء للصورة الجامعة فحسب، وبعدها تنتهي أخباره، وهو أمر ترفضه بكركي وأكثريّة الأطراف المشاركة في اللقاء، على الأقلّ في ما هو معلن من مواقف!.

 

جعجع لا يريد إحباط الصورة التذكاريّة الثانية

اسعد بشارة/الجمهورية

ليس صعبا على أيّ مراقب ملاحظة الإرباك الذي اتّسمت به ردّات فعل فريق مسيحيّي 14 آذار على التحوّل الذي طرأ على خطاب رأس الكنيسة المارونية من باريس الى بعلبك ولاحقا في الجنوب، وما سيعلن من مبادئ وما سيوقّع شفويّا من وثائق.

قد يعود السبب الى سرعة هذا التحوّل والشكل النافر الذي أعلن عنه، لكن لا يمكن فصله عن مفاجأة هذا الفريق وعدم جهوزيّته لخوض معركة مع المرجعيّة التي طالما شكّلت الغطاء والحاضن له، لا بل كانت المرجع القائد لكلّ المسيرة التي لم تبدأ قبل إطلاق لقاء "قرنة شهوان" ولم تنتهِ بعد نداء المطارنة الموارنة عام 2000، والتي تكاد تتلاشى مع إصرار البطريرك الجديد مار بشارة بطرس الراعي على إرساء نهج جديد عنوانه "الشركة والمحبّة"، ومضمونه نسف إرث كنيسة مار نصرالله بطرس صفير، وعواقبه التي يقرأها مقرّبون من البطريرك تختصر بالمعادلة الآتية: الراعي قال كلمته ولم ولن يتراجع، ومن يُرِد مقاطعته فسيعزل نفسه.

وعلى إيقاع التسارع البطريركي الهادف الى ترسيخ التحوّل المستجدّ، لم يعد من الصعب ملاحظة ارتباك قوى 14 آذار من "سميرها" (الدكتور سمير جعجع) الى "ساميها"( النائب سامي الجميّل)، فيما يتفرّج فارس (سعَيد) وسميرها الثاني ( سمير فرنجيّة) على هذا الارتباك من دون أن تجد النصائح بالبدء بالمواجهة عاجلا، قبل أن تتحوّل المواقف البطريركيّة عرفا لا يعود بعده من مكان للتصحيح.

وإذا كان سامي الجميّل قد أُربك بفعل ما أدلى به البطريرك في قضيّتي سلاح حزب الله والمحكمة، فإنّ إرباك جعجع لا يخفى على أحد، وخصوصا عندما سيصعد غدا إلى بكركي لالتقاط الصورة التذكاريّة الثانية للّقاء الماروني الذي وللغرابة ساهمت مواقف البطريرك نفسه في جعله "لقاء تذكاريّا".

وبعد أن ذهب البطريرك بعيدا في تأكيد ما قاله في باريس في احتفائية بعلبك، لم يعد ممكنا السؤال حول ضرورة التعبير عن المعارضة القاطعة وغير الملتبسة لهذه المواقف او عدم ضرورتها، كما لم يعد ممكنا الاختباء خلف مبرّرات تهميشية لخطورة ما ذهبت اليه مواقف البطريرك، كالتذرّع بأنّها قيلت على شكل خطاب مأدبي، او انّها أتت بنت اللحظة، او أنّ توضيحا سيصدر عن البطريرك، او أنّ الفاتيكان لم يكن راضيا عمّا قيل.

وبالنسبة الى "القوات اللبنانية" تحديدا، والتي تشكّل قوّة أساسيّة في 14 آذار، فإنّ اتّخاذ موقف حاسم من كلام البطريرك بات أمرا ضروريّا ولا يفترض ربطه باحتفال او مهرجان، فكيف إذا كان عدم اتّخاذ موقف قد تحوّل مشاركة ولو صوَريّة في لقاء تحت عباءة البطريرك بحلّة مواقفه التي لا تهدأ.

وإذا كان جعجع لا يُلام على إمساكه بميزان الذهب لبروفة ردّة فعله على كلام البطريرك مخافة أن يُتّهم بالوقوف في وجه الكنيسة، او خشية ان يتمّ تحميله مسؤوليّة إحباط التقاط الصورة التذكاريّة الثانية، فإنّ ما يُنتظر منه ومن مسيحيّي 14 آذار ان لا يتأخّروا عن قول كلمتهم، أوّلاً، لأنّ هذا التأخّر لن يعيد ثوابت نصرالله صفير الى بكركي، وثانيا، لأنّ صمتهم يوصل رسالة الى اللبنانيّين والعرب والعالم، بأنّ المسيحيّين قد حسموا خيارهم تحت عباءة هذه المعادلة التي تخشى زوال أنظمة الاستبداد

 

البطريرك عن منتقديه: سقط القناع!

داني حداد /ليبانون فايلز

لن تضع زيارة السفير الفرنسي دوني بييتون الى بكركي، بعد الكلام على تأخير في تحديد موعدٍ له نتيجة الموقف المنتقد لسيّد الصرح عقب زيارة الأخير الى فرنسا، خاتمةً لسوء التفاهم بين بطريرك الموارنة و"الأمّ الحنون" التي يخصّها الصرح وحدها بقدّاس على نيّتها. فمن يلتقي بالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي لا بدّ أن يسمع من الانتقادات والتحفّظات على الموقف الفرنسي ما لا تمحوه زيارة للسفير أو بيانٍ عن السفارة.

يروي البطريرك الذي قام بالزيارة الخارجيّة الأولى، عدا عن الفاتيكان، الى فرنسا أنّه سمع من الرئيس نيكولا ساركوزي ما يعتبر "تهبيط حيطان" في المسألة السوريّة. "سينتهي نظام الرئيس بشار الأسد قريباً" قالها الرئيس الفرنسي لبطريرك انطاكيا وسائر المشرق. إلا أنّ الأخير سمع، بعد ساعاتٍ على سماعه هذه الجملة المدوّية، كلاماً مختلفاً من وزير الخارجيّة الفرنسي ألان جوبيه الذي جزم بأنّ الأحداث في سوريا ستستغرق وقتاً طويلاً وهي تسير نحو المجهول.

استغرب البطريرك التضارب بين ما سمعه في الإليزيه وما أصغى إليه في وزارة الخارجيّة، إلا أنّ ذلك لم يبدّل في ما رغب بقوله قبل زيارة فرنسا، إلا أنّه وجد هناك المكان والزمان المناسبين لإطلاقه. فكان ما كان من ردود فعل يعبّر البطريرك أمام بعض زوّاره عن استيائه منها.

وفي الأيّام القليلة الماضية، وتحديداً منذ عودة البطريرك من زيارته الفرنسيّة، لمس معظم زوّاره قدر الانزعاج الذي أصابه بسبب الحملات التي استهدفته. لقد كان البطريرك، في استقبالاته الأخيرة، أكثر ميلاً للكلام منه للسماع. كرّر مراراً أمام بعض سامعيه عبارة "سقط القناع". كان يقصد تحديداً بعض الأصوات التي ارتفعت "للتحامل على بكركي حتى قبل عودة البطريرك الى لبنان واستيضاحه ما قال".

وينقل الزوّار عن البطريرك عدم تراجعه عن المواقف التي أطلقها، لا بل نيّته تكرارها في أكثر من مناسبة. علماً أنّ مصادر مطلعة على هذه المواقف أكّدت وجود ثلاثة عوامل تقف وراء هذه المواقف وما يتبعها، وهي: أولاً، المناخ الفاتيكاني الذي يعبّر عن خشية واضحة من تطوّرات الأوضاع في سوريا وانعكاساتها على الحضور والدور المسيحيّين في هذا البلد. ثانياً، قناعة البطريرك الشخصيّة التي تنسجم مع هذه المواقف. وثالثاً، ردود الفعل على هذه المواقف التي زادت صاحبها تمسّكاً فيها، بدل أن تردعه عنها خشية خسارة لشعبيّة يبدو البطريرك واثقاً من أنّها لن تتزعزع، بدليل الاستقبالات الشعبيّة التي تقام له.ويعني ذلك كلّه أنّ المواجهة بين البطريرك الراعي ومن سقط القناع عنهم مستمرّة، لا بل أنّ مواقف هؤلاء هي من تدفعه أكثر نحو المواجهة.

 

إنجاز جديد للراعي: وئام وهاب صار يحبّه

يقال نت/حقق البطريرك الماروني بشارة الراعي إنجازا كبيرا، بإعلان وئام وهاب أن الراعي دخل بكلامه الى قلوب غالبية اللبنانيين والعرب.وقال وهاب:" منذ اللحظة الأولى كنت متفائلاً بالبطريرك بشارة الراعي، يوجد مسألتين في تصاريحه الأخيرة، من يقف وراء كلامه وماهي الاسباب، ومسألة رأينا بكل هذا الكلام، وبرأيي فإن هذا الكلام يصلح لأن يكون كلام بإسم كل اللبنانيين."وأضاف:"البطريرك الراعي دخل بهذا الكلام الى قلوب أغلبية اللبنانيين وحتى العرب، ويمكن القول انه بطريرك المشرق العربي وليس فقط بطريرك لبناني، أعاد لهذا الكرسي وهجه وتأثيره في كل الملف اللبناني والعربي، فهو وبعد ان تقوقع المسيحيون نتيجة الحرب في منطقة معينة يعيد الانتشار المسيحي على مستوى كل لبنان وهذا أمر مهم." وتابع:" من الطبيعي ان يرفض الاقلية كلام الراعي لأسباب سياسية، لوجود أطراف مسيرة وليست مخيرة ويوجد أطراف تأخذ أجرتها لشتم الناس والاعتراض، لكن ما الخطأ الذي قاله البطريرك الراعي؟ فهو رجل وحدة ومحبة وهو ينفتح على كل اللبنانيين وتهمه مصلحة المسيحيين واللبنانيين والعرب ولا يقول إلا كلاماً عاقلاً."

 

الجماعة" لا تمانع في زيارة البطريرك الراعي

رضوان عقيل/النهار     

لا شيء يطغى على جلسات نقاش قيادة "الجماعة الاسلامية" وقواعدها أكثر من متابعة الاحداث في سوريا امام مشهد المتظاهرين ورد فعل القوى العسكرية والامنية.

وينتظر هذا الفريق، من بين فئات واسعة من الشارع الاسلامي السني اللبناني، لحظة سقوط نظام حزب البعث واطاحة الرئيس السوري بشار الاسد عن سدة الرئاسة في قصر المهاجرين في دمشق. ولم يقف فرع "الاخوان المسلمين" في لبنان والمتمثل في "الجماعة" مكتوف الايدي ازاء ما يحدث في عدد من المدن السورية وأريافها، ومنذ الاسابيع الاولى لانطلاق شرارة الاعتصامات والمسيرات، أعلنت "الجماعة" موقفاً واضحاً رفضت فيه الواقع القائم في سوريا منذ نحو أربعة عقود. وسبقت "تيار المستقبل" في الدعوة الى نصرة الشعب السوري وايواء النازحين منهم الى بلدات في الشمال وطرابلس، على امل التخلص من النظام البعثي وآل الاسد وتصفية حسابات قديمة بين الطرفين.

وليس من المستغرب ان نشاهد ان تنظيم "الاخوان" مستنفر في البلدان العربية والعالم ويستغل هذه الفرصة لتغيير النظام في دمشق واستبداله.

وتتحرك قياداته بحرية لافتة في تركيا والاردن وبوتيرة اقل في لبنان لاعتبارات سياسية وطائفية تحكم ردّ اي فعل او نشاط في المناطق اللبنانية لنصرة الشعب السوري.

وليس خفياً ان قيادة "الجماعة" في لبنان على تنسيق يومي مع قيادات جناح "الاخوان المسلمين" في سوريا ولا سيما الذين يقيمون في الخارج لمتابعة اي تطور على الساحة الدمشقية. وتجمع تحليلاتهم لمسار الاحداث على ان لا عودة الى الوراء، وانه لا بد في النهاية من رفع اليد الامنية عن رقاب السوريين.

ويرفض القيادي في "الجماعة" عمر المصري اطلاق عبارة "المؤامرة" على ما يحدث في سوريا، معتبراً ان ما يحصل "ثورة شعبية حقيقية ضد الظلم والقهر والاستبداد".

ولا ينفي في الوقت نفسه ان ثمة قوى اقليمية ودولية تستغل الاحداث في سوريا وسواها من البلدان العربية التي شهدت ثورات.

وما ترتاح اليه "الجماعة" وتؤكده في مجالسها ان حاجز الخوف انكسر عند السوريين الذين يسعون الى تغيير النظام.

ومن هنا تدرس قيادتها كل خطوة بعناية فائقة في دعم هؤلاء فوق الاراضي اللبنانية، ولا تقصّر في ايواء النازحين السوريين في الشمال. وان مؤسساتها الصحية والاغاثية تدعم مئات العائلات، ولديها "عتب شديد" على وزارات الدولة ومؤسساتها، وقد جرى خلط العمل السياسي بالانساني على حساب النازحين.

وتكشف "الجماعة" ان ثمة شخصيات سورية معارضة من اتجاهات علمانية واسلامية تلاحقها عناصر أمنية غير رسمية، وان عدداً من هؤلاء جرى طردهم من منازلهم في الحمراء والضاحية الجنوبية، ومن بينهم سوريون بسطاء لا يوافقون على النهج السياسي في بلدهم.

ويقود هذا الكلام الى اعلان"الجماعة" ان "مجموعات حزبية لبنانية تابعة للنظام السوري تتحرك في اكثر من منطقة لبنانية وتضيّق على السوريين المعارضين".

وكان قد جرى التطرّق الى هذه النقطة في اللقاءات الشهرية التي تجمع قيادات "الجماعة" و"حزب الله"، ولا تحمل الاولى قيادة الحزب مسؤولية هذا الامر.

وعلى رغم البيان الذي اصدره المجتمعون من قيادتي الطرفين والذي يشدد على وحدة الصف الاسلامي ومنع الفتنة، فإنهما في جلساتهما يبديان رؤيتهما المختلفة والتي تصل الى حد التناقض حيال الحكم على النظام السوري وطريقة تعاطيه مع حركة الاحتجاج منذ اكثر من ستة أشهر.

ومن الامثلة على ذلك ان "الجماعة" لا توافق على مقولات من نوع ان مندسين ومسلحين يقومون بالاحتجاجات في سوريا، بل ان ثمة ثورة قائمة ولن تتراجع شأن ما حصل في تونس ومصر وليبيا. وتخلص لقاءات الحزب و"الجماعة" الى تفهّم واقع كل طرف واقتناعاته. ويؤكد المصري ان لا نية لدى القيادتين في الوصول الى قطيعة بين الطرفين. ولذلك ترى "الجماعة" ان لا فائدة من حرق علم الحزب وصور امينه العام السيد حسن نصر الله والعلم الايراني في طرابلس، وان حدوث هذا الامر في سوريا يتم بقرار من المتظاهرين وليس من قيادة "الاخوان المسلمين". ويبقى ان "الجماعة" استقبلت باستغراب مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وردّت على الكلام الذي اطلقه اثناء زيارته الاخيرة للعاصمة الفرنسية. وتنقل عن قيادات "الاخوان" في سوريا انها لم ترحب بما أعلنه البطريرك والتحذيرات التي اطلقها، وان تيارها يمثل حالاً مدنية وشعبية داخل سوريا وليس لديه اي مشكلات مع المسيحيين وهو يرفض التطرّف من اي جهة اتى. وبعد كلام الراعي لا تؤيد "الجماعة" سياسة قفل الابواب مع القيادات الدينية والسياسية في البلد. ولا تمانع قيادتها في زيارة بكركي وشخصيات مسيحية على قاعدة استيضاح حقيقة مواقف البطريرك وخلفياتها.

 

فشل محاولات عقد اجتماع بين نصرالله - جنبلاط

اشارت صحيفة "الديار" الى انه "لم تفلح الاتصالات التي جرت بعيداً عن الاضواء لتحديد لقاء بين رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وامين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله كي يستطيع جنبلاط توضيح مواقفه، وثمة اجواء بأنه استعيض عن هذا اللقاء باجتماع جرى بين وزير الاشغال غازي العريضي واحد المسؤولين في "حزب الله" ما ادى الى توضيح الامور وتبريد الاجواء، وكان من نتيجته ان اعتبر "حزب الله" بأن مقدمة نشرة "المنار" الاخبارية كان مهنية اعلامية لا علاقة لها بالسياسة وبالمواقف

 

عائلة المتّهم باغتيال مغنية: "إعترافاته" كاذبة ولأغراض سياسية!

«زفاف شقيقته كان في العام 2002 وليس في العام 2005 كما كما ظهر في الاعترافات»!

الرأي الكويتية/ كذبت عائلة المواطن الأردني اياد يوسف إنعيم رواية الـسلطات السورية حول علاقته باغتيال القيادي العسكري في «حزب الله» عماد مغنية. وقال شقيقه احمد إنعيم، في تصريح صحافي إن «لهذه الاعترافات دوافع سياسية وليس لها أي تفسير آخر خصوصا انه ظهر فيها الكثير من التناقض».وأوضح أن «العائلة تملك وثيقة من دائرة شؤون الأسرى الفلسطينية تثبت ان اياد لم يعتقل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي بخلاف ما اجبر على قوله في الاعترافات». وتابع: «ادعى التلفزيون السوري أن الاحتلال الإسرائيلي جنده في بداية العام 2006 ونحن نثبت انه كان في الأردن من الخامس من يناير العام 2006 وحتى الاول من يونيو من العام نفسه». وتساءل: «هل من المعقول أو المنطق إن ينسى شقيقي إياد موعد زفاف شقيقته ويتذكر لون سيارة مغنية بعدما شاهدها لمدة ثوان قليلة».وأكد أن «زفاف شقيقته كان في العام 2002 وليس في العام 2005 كما كما ظهر في الاعترافات».وأشار إلى أن «إياد اعتقل في سورية بتاريخ 30 يونيو العام 2008، وتم مخاطبة السلطات الأردنية في هذا الجانب وقتها»، مضيفا: «لا يمكن أن نصدق لو كان ما ادعته السلطات السورية صحيحا بان تخفي هذه المعلومات طوال هذه المدة وإظهارها بعد ثلاث سنوات للرأي العام لإغراض سياسية فقط».

 

الوزير السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون  يُبدي  تخوفه من "تآكل" مهمة القوة الدولية في الجنوب

هل يودعنا الرئيس سليمان باجتياح مشابه للعام 1982؟... وهل يستخلص "حزب الله" العبر والدروس؟؟  

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

ابدى الوزير السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون خوفه من امكانية انفجار الاوضاع في الجنوب اللبناني، معتبراً ان "اخطر ما يواجهه لبنان حالياً يكمن في تآكل مهمة القوة الدولية العاملة في الجنوب". بيضون وفي مقابلة خاصة اجراها معه موقع "14 آذار" الالكتروني، قال: "لقد مرّ اكثر من 5 سنوات على مهمة القوة الدولية العاملة في الجنوب، وكان من المفترض ان تكون هذه المهمة قد انجزت على اكمل وجه، من خلال الانتقال من مرحلة وقف الاعمال العسكرية الى مرحلة وقف اطلاق النار بحسب ما ينص عليه القرار الدولي 1701، وهذا يعني ان القرار لم يطبق بالأطر السليمة حتى الان".

واشار بيضون الى ان "حزب الله نفسه كان قد وافق على هذا القرار الذي انهى حرب تموز بعد موافقته على تسليم منطقة جنوب الليطاني للجيش اللبناني، الا ان القوة الدولية تتكلم اليوم عن حالات تمنعها من القيام بدوريات داخل هذا الخط في بعض المناطق، كما يجري الحديث عن تنسيق بين الجيش اللبناني والمقاومة بإخفاء اي سلاح فور اكتشاف امره".

وتابع: "إن لبنان التزم ورئيسه وحكومته ومجلسه النيابي بهذا القرار الدولي، واكدوا على سعيهم لإعادة سلاح "حزب الله" الى الشرعية ومعالجته من خلال الحوار، الا اننا لم نصل الى اي نتيجة بعد 3 سنوات من اطلاق رئيس الجمهورية لهيئة الحوار الوطني، وهذا لأمر مستغرب للغاية".

ولفت بيضون الى ان "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قدم اكثر من 16 تقريراً دورياً حول القرار 1701، وفي كل مرة كان يحث فيها رئاسة الجمهورية على المضي قدما في الحوار الوطني من اجل ايجاد حلّ لسلاح "حزب الله"، الا اننا كنا ننتقل من تأجيل الى آخر ومن مماطلة الى اخرى، فهل يجوز تعريض انفسنا للخطر، وابقاء الملفات مفتوحة على مصراعيها؟".

واشار بيضون الى ان "الاحداث اليوم مشابهة الى حد كبير لما شهدناه عام 1978، عندما اجتاح العدو الاسرائيلي الجنوب، وعندما صدر القرار 425 و426 عن مجلس الامن، وتم ارسال قوة دولية الى الجنوب اللبناني لمساعدتنا على بسط السلطة والسيادة و الامن في تلك المنطقة، عندها قوبل هذا الموضوع برفض الطرف الفلسطيني تسليم سلاحه، وبرفض جيش سعد حداد المتعامل مع العدو انهاء الحالة الشاذة في تلك المنطقة، اضافة الى التعنت الاسرائيلي وعزم ادارة العدو على الاحتفاظ بورقة الجنوب. وقد ادى تعاون الاطراف الثلاثة الى عدم تنفيذ القرار الدولي، مما ادى الى تآكل القوة الدولية ومهمتها، وكانت النتيجة تعرضنا لاجتياح اسرائيلي جديد عام 1982 دمّر اكثر من نصف لبنان".

واضاف: " ما يحصل اليوم من خروقات في تطبيق القرار 1701 بين كل الاطراف سوف يؤدي الى تآكل القوى الدولية ومهمتها، والى اجتياح ثالث للجنوب والبلاد بأكملها اذا لم يتم تدارك الامر بسرعة".

واذ سأل بيضون: "الى متى اللعب بخفة بمصير اهل الجنوب؟", ناشد رئيس الجمهورية ميشال سليمان "بضرورة اعطاء الاولوية القصوى للعودة الى الحوار الجدي للاتفاق على كيفية استيعاب سلاح "حزب الله" وفقاً لالتزام لبنان الدولي، ولما تقتضيه السيادة والشرعية، وهذا من شأنه ان يجنبنا مخاطر اجتياحاً جديداً ستكون نتائجه كارثية". واضاف: " اما اذا كان الرئيس ميشال سليمان سيلعب دور الرئيس الياس سركيس الذي ودعنا بإجتياح عام 1982، فهذا امر مقلق يدفعنا الى التساؤل: "هل يودعنا الرئيس سليمان بإجتياح مشابه للعام 1982؟".

وعن مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التي اطلقها من العاصمة الفرنسية، رأى بيضون ان "البطريركية المارونية لا يمكن ان تتفرج على الوضع الحالي وان تشاهد انتحار المسيحيين بهذا الشكل في البلاد. فدورها اساسي وضروري لحماية مشروع الدولة والحرية والشرعية".

واضاف: "نتطلع الى ان يقود البطريرك الراعي الجو المسيحي من المرض العوني الى الصحوة الوطنية، لأن المرض العوني قاد كل البلاد والمسيحيين خصوصاً الى مقايضة مع "حزب الله"، اذ سلّم الحزب البرتقالي وازلامه القرار الامني والدفاعي والسياسية الخارجية لحزب الله وتاليا للمحور السوري الايراني، في مقابل ضمان الحصول على 10 مقاعد وزارية وعلى حصص ومبالغ طائلة لمشاريع تفوق المليار و200 مليون دولار".

ورأى بيضون ان "كلّ من عون وبري والى حد كبير الرئيس ميقاتي، يبيعون "حزب الله" السياسة والامن في مقابل وضع يدهم على الخدمات والمغانم في البلاد. انهم بكل بساطة مجموعة من اكلة الجبنة لا اكثر ولا اقل".

ورفض بيضون كلام البطريرك عن "الصراع السني الشيعي في البلاد"، مشدداً على ان "لا خلاف بين السنة والشيعة في لبنان. فالتباين السياسي واقع منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل ست سنوات، بين فئة تؤمن بالدولة والمؤسسات، وبين فريق آخر يعتبر ان هذا البلد يجب ان يحكم بمعادلة اقليمية من طهران وصولاً الى سوريا".

وقال: "المهم ان نخرج من العصبية المذهبية، وان نحقق مشروع الدولة الجامعة، وبالتالي فمن البديهي ان يقف غبطته الى جانب الدولة والمؤسسات والامن والقانون والشرعية".

وطالب بيضون بضرورة تغيير عقلية الحكم في لبنان، "خاصة واننا نتعايش مع مجلس نيابي يقفل ابوابه حسب الأوامر والتعليمات الخارجية، ومع رئاسة جمهورية خائفة ومهددة واقعة تحت حجم كبير من الضغوطات، وحكومة ليست وطنية تنتمي الى المحور الاقليمي ولا تمثل اهل البلد والمنطق الديمقراطي".

واعتبر بيضون ان "مواقف البطريرك المتعلقة بسلاح "حزب الله" والثورة السورية بدت وكأنها استجارة لحماية المسيحيين بالنظام السوري، واستجارة لحماية البلد من التوطين بسلاح "حزب الله"، كالمستجير من الرمداء بالنار".

وتوقع بيضون ان تعدل بكركي من مواقفها مع الوقت وان تتوضح الصورة اكثر في الايام القليلة المقبلة، لأن جوهر عمل البطريرك الراعي هو امتداد للارشاد الرسولي، ولمقررات المجمع الماروني. مع الاشارة الى ان الارشاد الرسولي لا يذكر اي كلمة عن الاقليات، بل تحدث بوضوح عن انخراط كل الناس تحت صفة المواطن وحقوق الانسان، وبالتأكيد ان توجهات البطريركية المارونية في لبنان وفي سوريا وفي كل مكان هي حماية حقوق الانسان والحرية بكل اشكالها".

وعن مواقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من سلاح "حزب الله" والثورة السورية، قال بيضون: "لدى وليد جنبلاط هواجس اكبر من تلك التي يحملها البطريرك الراعي، وهي تتعلق بالأعباء التي يتحملّها لبنان نتيجة سياسة بعض الاطراف واصرارها على ادخالنا في المشاريع الاقليمية والصراعات الحامية".

واضاف: "ان جنبلاط المتحالف مع "حزب الله" يحاول القول لهذا الفريق ان تحميل البلد المزيد من الاعباء والمسؤوليات لا يمكن ان يستمر، وان الاصرار على دعم النظام السوري واعتبار ما يجري من تظاهرات وتحركات شعبية عبارة عن مؤامرة خارجية يعني انكم تحمّلوننا عداوة الشعب السوري وهذا لا يجوز، والمفروض بنا ان نتضامن بالحد الادنى مع هذا الشعب، على اعتبار ان العلاقات اللبنانية السورية مبنية على علاقة بين شعبين شقيقين، وليس بين مخابرات وازلام واتباع". وتابع بيضون متسائلاً: "هل يتلقى "حزب الله" رسالة جنبلاط ويستخلص العبر ام ان الامور ستبقى على حالها؟".

وعن السياسة التي تنتهجها وزارة الخارجية اللبنانية بشخص الوزير عدنان منصور الذي صرّح منذ ايام ان لبنان سيرفض اي قرار يدين ما يقوم به النظام السوري من قتل وقمع، اعتبر بيضون ان "وزارة الخارجية تنطق بإسم الدويلة على حساب الدولة، والمفترض بالرئيس نجيب ميقاتي ان يتكلم بإسم الحكومة والدولة اللبنانية وليس الوزير منصور".

واذ سأل بيضون: "هل وضع رأسنا في التراب في مجلس الأمن يفيد لبنان وسوريا؟", اجاب: "لا اعتقد ان ما يقوم به لبنان عبر سياسته الخارجية قد يفيد السلطة في دمشق في وقت تستمر فيه القوات السورية بقتل الاطفال والشباب والنسوة، وبالتالي فلا بد من حث القيادة السورية على وقف آلة العنف والقتل في اسرع وقت ممكن، لأنه لا معنى لأي إصلاح في ظل إستمرار مسلسل سفك الدماء". ورأى ان "المجتمع الدولي يعرف تمام المعرفة ان من يمسك بمفاصل السلطة في لبنان لا يتمتع بالكفاءة والمصداقية، ولا يملك القدرة على اقناع الادارة السورية بضرورة وقف المجزرة الحاصلة منذ اشهر، فالكل يعرف ان هذه المجموعة في لبنان هامشية وثانوية لا تقدم ولا تؤخر".

واضاف بيضون: "يبدو ان الرئيس بشار الاسد خسر كل اصدقائه في المنطقة، من تركيا وقطر وصولاً الى فرنسا، كما خسر سياسة الانفتاح، وها هو اليوم يخسر الناس". وابدى بيضون تأييده لبيان جامعة الدول العربية الذي طالب بوقف آلة القتل، معتبراً ان "اي ايهام لسوريا بأن استمرار مسار القمع سيوصل الى نتيجة سيعقد الأمور ويزيدها سوءاً".

*موقع 14 آذار

 

عميل جديد في صفوف "حزب الله"

السياسة/يبدو أن الخرق الأمني في البنية التنظيمية لـ"حزب الله" لم يقف عند حدود ما أعلنه أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله عن اعتقال ثلاثة مسؤولين في الحزب ثبتت عمالتهم للاستخبارات الأجنبية, إذ كشفت مصادر مطلعة عن معلومات تفيد بأن "جهاز أمن الحزب اكتشف عميلاً جديداً في صفوف الحزب وعمد إلى توقيفه في الآونة الأخيرة".

ونقل موقع "لبنان الآن" الالكتروني عن "المصادر المعنية في الضاحية الجنوبية" لبيروت (حيث معقل حزب الله) إشارتها إلى الحرف الأول "س" من كنية العنصر الجديد المتهم بالعمالة, لافتة إلى أن "قيادة الحزب تحيط هذا الأمر بتكتم شديد ولا تبدو أنها بصدد الكشف عنه في المرحلة الراهنة". وأشارت إلى أن "تحقيقات جهاز أمن "حزب الله" لا تزال جارية مع العميل الجديد لتبيان مدى الخرق الاستخباراتي الذي شكله تعاملُهُ مع الأجهزة المعادية".

 

مسؤول العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية جوزيف نعمة/ الأفضل لمنصور المكوث في وزارته وعدم التصريح.

سياسة النأي بالنفس لا تفسّر لا دبلوماسياً ولا سياسياً... والمطلوب من رئيس الجمهورية الحزم بالمواقف في مجلس الأمن 

باتريسيا متّى/ موقع 14 آذار

بعد أن نعم لبنان بترؤس مجلس الأمن وتوجه رئيس الجمهورية إلى نيويورك لترؤس الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أمل مسؤول العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية جوزيف نعمة الا "يغيّب لبنان نفسه أثناء ترؤسه مجلس الأمن لأنها فرصة لا تتاح مرتين والا ينأى به المسؤولون عن الدور الذي عليه لعبه اليوم والمتمثل برسالة مجلس الأمن ".نعمة توقع في حديث خاص أدلى به لموقع"14 آذار" الالكتروني أن "يحمل رئيس الجمهورية رسالة لبنان ودوره بعموميته وخصوصيته ولكنّ من دون أن يغيب دوره في مجلس الأمن لألّا يصبح لبنان بلداً فقيراً دولياً خصوصاً وأننا مقبلون على استحقاقات جدّ كبيرة في ظلّ الدور التمثيلي الذي يلعبه رئيس الجمهورية للبنان". وأضاف: "يجب أن تتوافق رسالة لبنان مع مجلس الأمن والأمم المتحدة فيما خصّ كلّ الملفات العالقة سيّما وأننا على قاب قوسين من جلسة الجمعية العامة لاعلان دولة فلسطين آملاً من رئيس الجمهورية أن يكون واضحاً في رسالة لبنان ودوره لأن عدم جهوزية لبنان للاستفادة من فرصة ترؤسه لمجلس الأمن أزمة كبيرة لنا ".

واذ رأى نعمة أنه" لا ألوان للدبلوماسية"، شددّ على أن "من يتبع الدبلوماسية الرمادية ليس دبلوماسيا أبداً فواجب لبنان هو في اتباع دبلوماسية بيضاء لأن سياسة النأي بالنفس لا تفسّر لا دبلوماسيا ولا سياسيا". وتابع: "المواقف الغير واضحة ستنعكس سلباً وسيغيّب دور لبنان وحضوره، هو العضو المؤسس لشرعة حقوق الانسان في الأمم المتحدة", مشيراً الى "ضرورة الحزم في ترؤس مجلس الأمن فالمطلوب ليس الدخول في لعبة المحاور ولكن عزل النفس عيب كبير".وعن تصاريح وزير الخارجية عدنان منصور وازدواجية المواقف، قال نعمة: "الأفضل لمنصور المكوث في وزارته وعدم الادلاء بالتصاريح لأن كلامه ليس نابعاً عن مسؤول سياسي", معتبراً أن "عليه الاهتمام بالادارة الداخلية فقط لأن وزارة الخارجية باتت محمية لطوائف معينة دون أخرى".

هذا واعتبر أن خطابه السياسي لا يتلاءم مع الأسرة الدولية ولا مع مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة ولا المسار التاريخي للدول الكبرى لأنه وضع نفسه بمحور سوري ايراني"، مبدياً "الرفض الكامل لهذا الموقف لأنه لا يعبر عن رأي اللبنانيين الجامع ". وأضاف:"هو وزير خارجية لبنان وليس جزء، وبذلك فعليه مراعاة خصوصية لبنان وصفته التمثيلية وبالتالي عدم التكلم بلغة مجتزءة ومتحيزة لأن من شأن ذلك الانعكاس مزيداً من العزل وتعرض لبنان لعقوبات شديدة عند تنفيذ استحقاقاته ". أما حول ما يحصل في سوريا، رأى نعمة أنه لا يمكن لأحد التعامي عما يحصل في سوريا على اعتبار أن النظام السوري متجه الى زوال تحت ضغط الرأي العام والمجتمع السوري الذي يبحث عن خلف له وعن نظام يستطيع تأمين العدالة والحرية وتغييب القمع والأنظمة الاستبدادية المتسلطة مشدداً على أنه لا مكان لمثل هذا النظام في عصرنا الحالي".

وأضاف:" ما كان ممكناً بالاصلاح لم يعد ممكناً اليوم حتى حلفاء سوريا كالاتحاد السوفياتي والصين لن يستطيعوا التمسك به كما يفعلون اليوم".

كما أكدّ في السياق ذاته أن "أي تطور في الأنظمة المحيطة بلبنان باتجاه الديمقراطية لا يمكن الا أن ينعكس ايجاباً على لبنان", معتبراً أن "نظام ديمقراطي على حدود لبنان هو أكثر ضمانة لعلاقة ندية بين لبنان وسوريا ولاستقرار تام في لبنان". أما حول اعلان دولة فلسطين، قال نعمة: "اعلان دولة فلسطين هو من المسلمات على أن تبقى القضية الفلسطينية واللاجئين مسؤولية دولية والا تصبح اقليمية لألّا تغيّب", مشيراً الى "ضرورة ايجاد الحلول لما يعانيه الاونروا من مشاكل تمويلية".

وأضاف: "آن الأوان أن يكون للفلسطينيين مع اعلان دولتهم مرجع ومقر أساسي ورسمي معترف به وهذا ما يشرّف الأسرة الدولية باعلان دولة فلسطين", لافتاً الى أنه "يجب اعطاء الفلسطيني اللاجئ في لبنان الحقوق الانسانية شرط الا يصبح مقيماً وذلك لاعتبارات عديدة".

هذا وشددّ على أهمية المحافظة على خصوصية الملف داخل لبنان على أن تبقى المسؤولية دولية والا يتحول الفلسطيني الى مقيم في لبنان يتمتع بحقوق من شأنها تغيير الاستقرار من خلال تغيير المعادلة". أما عن ذكرى الشهداء هذا العام، تحدث نعمة عن شعار الحملة هذا العام: معنا شهادتهم من قدر الى قضاء"، فقال:"قدرهم كان أن يستشهدوا دفاعاً عن لبنان وعلى هذا القدر أن يتحول الى قضاء لانصاف من ناضل لتحرير لبنان من نار النظام السوري", موضحاً أن القدر كان الموت في لبنان وأن يكون لهم قضاء يعدل ويعطيهم حقهم".

وختم نعمة مؤكدا أن "ثوابت البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والقوات اللبنانية لا يمكن لها أن تتغير", لافتاً الى أن "الكلمات يوم السبت ستنحصر بثوابت الكنيسة المارونية وبكركي ومعنى الشهادة والعدالة الدولية".

*موقع 14 آذار

 

أسئلة قلقة أم تخويف مسيّس؟

بقلم طارق متري/النهار

لا تغيب الاسئلة القلقة، والخائفة احيانا، عن حديث المستقبل عند الكثيرين من مسيحيي العالم العربي. غير ان ثقل الاسئلة والهموم، وهو متفاوت، شيء وتأجيج المخاوف، وهو عملية غالبا ما تكون مهندسة، شيء آخر. ولعل تعظيم المخاوف حينا واصطناع ترتيب جديد لها حينا آخر يستعجل تحقيق ما يخشاه اصحاب تلك الاسئلة. ومن شأن المخاوف المضخمة، ذات الدوافع الملتبسة والمرشحة دائما للاستثمار السياسي، ان تحجب عن الانظار قيما مسيحية اصيلة وان تعيق التفكر الجدي في احتمالات الازمنة الآتية. حسبنا الاشارة الى الوان المبالغات في الكلام عن مخاوف المسيحيين والقصص التي تؤيده ومنها ما يستند، في زمن الانتفاضات والتحولات العربية المذهلة، الى مقارنات متسرعة بين اوضاع العراق ومصر وسوريا. ففي تسرعها المقصود تفقد وتُفقد الذاكرة. ويفوتها ان انظمة الاستبداد، على رغم اختلاف الحالات الثلاث، اخافت المسيحيين وخوفتهم من مواطنيهم مرة، واظهرت نفسها مدافعة عنهم ومطمئنة لهم مرة اخرى. وعلى هذا  النحو، اخضعتهم بعد مفاقمة خوفهم واستدعت ولاءهم بحجة حمايتهم. وهي في ذلك توسلت، حسب الممارسة المعروفة، ادامة سيطرتها.

الا ان كثرة من المسيحيين العرب، على اختلاف انتماءاتهم الكنسية واتجاهاتهم السياسية والفكرية وفي مدى تاريخهم المعاصر، لم تر نفسها على الدوام بصورة اقلية يأسرها الخوف من الغالبية ويتحكم بسلوك عدائي ضدها، يستعين بقوى خارجية تارة وبتحالفات داخلية طورا، بين اقليات تواجه الهيمنة او تحاذر مخاطر الهامشية. صحيح ان المسيحيين العرب، من حيث هم اقلية دينية، حافظوا على هويات لهم خاصة وعانوا حرمانهم من بعض حقوق المواطنة، ولو انهم في مرات كثيرة، بل في اكثرها، تساووا مع مواطنيهم المسلمين في هذا الحرمان. لكنهم في كل حال عملوا مع سواهم، منذ اواخر القرن التاسع عشر، من اجل الا يُحجر عليهم في شخصية جمعية واحدة واقلوية تجعل منهم بمثابة جماعة اتنية صلبة او شبه قومية. وصحيح ايضا ان عددا منهم عرف توترا بين هموم الاقلية تبدد هذا التوتر من طريق التزام قضية الحريات للجميع والدفاع عن حقوق الناس كلهم وتعزيز المواطنة وبناء دولة الحق.

وايا يكن من امر الصعوبات والاخفاقات التي عرفها المسيحيون، لجهة تناقص اعدادهم النسبية وتراجع ادوارهم، ولاسيما في السياسة والثقافة، وتعرضهم لضغوط او مضايقات، فان ثنائية الاقلية المنكفئة والغالبية الطاغية لم تُغلق عليهم ولم تطبع مواقف مجموع المسلمين حيالهم، على نحو لا فكاك منه. بل ان مشكلات المسيحيين كانت في معظمها تعبيرا عن مشكلات المجتمعات العربية كلها، ما يتصل منها بالمساواة والمشاركة السياسية او ما يختص بالتنمية والنهوض الثقافي. ولم يغب ذلك عن عدد كبير من رعاة الكنائس المسيحية ونخبها الدينية والثقافية، كما تبينه كتاباتهم ووثائقهم الكنسية ونداءاتهم، فضلا عن ممارسات مؤسساتهم التربوية والاجتماعية وغيرها من الهيئات التي تعنى بما يُعرف تحت مسمى الشهادة المسيحية او الحضور المسيحي. وفي الحقبة المعاصرة، تكاد لا تجد نصا مسيحيا ذا صفة مرجعية يضع ما صار يدعى هواجس الاقلية في تناقض مع توجهات الغالبية. اذ لم يؤد تزايد القلق عند فئات من المسيحيين، افصحوا عنه جهارا ام كان مدار همس بينهم، الى جنوح مسؤولين روحيين في اتجاه التخويف. بل جاء الاهتمام به في صورة دعوة الى مصارحة لا تضع المسلمين والمسيحيين في صفين متقابلين. ولم يتردد هؤلاء المسؤولون في سلوك الطريق، الضيق احيانا، بين التهويل بحراجة اوضاع المسيحيين والاستهانة بها وتأكيد الصفة العابرة لتلك الاوضاع المتسببة بالقلق. وبوجه العموم خلت لغتهم من الحدة، مجروحة كانت ام جارحة، وان لم يضربوا صفحا عن الازمات التي "تمتحن وجود المسيحيين وشهاداتهم". واجتنبوا التفسيرات التآمرية عن افراغ العالم العربي من مسيحييه التي، فضلا عن خفتها واستخفافها بالعقول، تدفع المنقادين وراءها الى العزوف واجترار مرارة الخيبة او الى تبن لفظي للغة الخطابة شبه الوطنية القائلة بالتصدي بالكلام لخطة مفترضة تعمل لتفتيت العالم العربي.

ان هذه المواقف المتعاقبة والمنسجمة التي عرفناها في العقود الماضية، وقبلها مساهمات المسيحيين في حركة النهضة العربية منذ اوائل القرن الماضي، لم تفقد معناها، بل تستحق ان تستعاد وتتجدد في زمن التغيير العربي الكبير. فلا يقع المسيحيون، او بالاحرى يوقعون، في اقلوية عقيمة ومعطلة لدورهم في الاسهام في هذا التغيير. ولا يحسبون، او يحسبون انفسهم، كتلة متجانسة بقوة الخوف ومتراصة في وجه كتلة واحدة ومتماسكة بفعل نوازع الهيمنة. فالمسيحيون مواطنون ليسوا بالضرورة متشابهين في خياراتهم، وليسوا، في اي بلد، جمهورا يسير صفوفا وراء زعيم سياسي اوحد او شخصية دينية اولى. والمسلمون  متعددو الاتجاه وليسوا في معظمهم اسلاميين، والاسلاميون منهم متنوعون ولا يمكن وصفهم جملة بالتشدد من دون تمييز بين كثرة لا تقول بالعنف وقلة تتوسله. والتمييز هذا امر بديهي. بيد ان ما نسمعه، هنا وثمة، يؤكد لنا ان بداهته لا تعفينا من تكراره. وهو احد عناصر الوقاية من الانزلاق المستعجل الى جر المسيحيين نحو التوجس عن نيات الاكثرية الدينية او العداء لها.

غير ان عنصر الوقاية الاول من الانزلاق الخطر، بل من الجنوح المدمر، يبقى الموقف الاخلاقي. ويعني هذا الموقف الا يجد المسيحيون انفسهم في غربة عن التوق الى الحرية، ومتساهلين مع عنف الاستبداد الدموي ضد المدنيين وساكتين عن الاساءة الى كرامة الشخص الانساني، بحسب التعبير المسيحي المعروف. بالطبع لا يجيب الموقف الاخلاقي مما يجري في سوريا عن كل التساؤلات القلقة عند المسيحيين. الا انه في تأكيده التضامن مع ضحايا القمع وطالبي الحرية، يحفظ اصحابه من الوقوع فريسة التخويف المسيس، الذي يضعف قدرة المسيحيين على المشاركة في صياغة مشروع للمستقبل ويجازف بمصائر ادوارهم.

 

 عبث الجنرال.. جنرال العبث

علي نون/المستقبل

مرّة جديدة، يعود ميشال عون ليؤكد أنّ سياسته والعبث صنوان، وأنّ منطقه في مجمله لا يحترم أي شيء بما فيه تاريخه الشخصي المهني.

"تعليكه" على الإنجاز الجديد لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي يدخل في سياق ذلك العبث الناشف، وذلك الأداء المسفّ في رعونته: إذا بقي المجرمون طلقاء، خرج ليفخّت بالقوى الشرعيّة ويتّهمها بالتقصير، وإذا نجحت في مكان ما، كما فعلت بالأمس في البقاع الغربي، خرج متأبّطاً العبث في مقام لا يحتمل إلاّ تأدية التحيّة احتراماً لأداء رفيع المستوى، ومهنية لا تشوبها شائبة، ولا تلطخّها كلمة افتراء سائبة.

.. كان في ما مضى رجال دولة يعرفون حدودهم، وحدود الفصل بين أهوائهم وسياساتهم من جهة، والمصلحة الوطنية العامة والعليا من جهة ثانية. وكان ذلك الفصل واحدا من علامات تشييد طود من الاحترام الجليل لصاحب الموقف حتى لو كان على الرصيف الآخر لشارع السياسة اللبنانية.

وكان زمن، فيه الرجال أعلام كرام بقدر ما خرجوا من ذاتيّتهم وأنانيّتهم وتخرّصاتهم. وبقدر ما افترضوا أنّ شمشون أسطورة ليس من الحكمة على عاقل الأخذ بها أو التشبّه بسيرتها. وأنّ العمل المؤسّساتي الدولتي النظامي التام، يختلف تمام الاختلاف عن العمل الحزبي الخاص، أو عن شغل المخاتير في القرى.. وأنّ المؤسسات الرسمية عموماً، والأمنية والعسكرية خصوصاً، هي العمود المركزي الذي تقوم عليه خيمة الشرعيّة، ومن دونه تهرّ وتتحطّم وتيبس الأعمدة الأخرى المتعلقة بالسلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية. بل انّ أولى موجبات المنطق تفرض القول إنّ الأمن (الشرعي) يسبق الخبز ويوازي الحياة، ومن دونه، سيادة لكواسر تحيل الدنيا غابة موت وفناء.

.. كان زمن، فيه الرجال كرام وأعلام إذا ناخت طموحاتهم أمام مصائر دولهم، وإذا اختشوا وخجلوا وضمروا أمام افتراء طمسته الحقيقة، واتهام غلط فطّسته الوقائع وكبّلته أحكام عادلة.. لكن أي زمن هذا الذي نعيش فيه.. وأي فجور هذا الذي ما عاد أصحابه يعرفون شيئاً من حياء وبعضاً من خجل ورشفة من وجل؟ وأي جنون هذا الذي يستبدل عصابة إجرامية بجهاز أمني شرعي؟ والجيش الوطني بميليشيا، وإن كانت أعلى كعباً بشعارها من ميليشيات حروب لبنان المألوفة؟ ويعتبر فعل العمالة والتجسّس وجهة نظر شطحت خارج النص قليلاً؟! يدّعي وصلاً بالعفّة ومحاربة الفساد ويغرق في بحر من المحسوبيّات والتزلّم والأصهار، ولا أحد فوق هذا، يقول شيئاً عن تراكم أمواله ومصدرها و"طبيعتها"؟

.. مقاوم آخر زمن، لا تشق له "ويكيليكس" غباراً، ولا تترك له مطرحاً سعته سنتيمتر واحد لإدّعاء مصداقية ما، ومع ذلك يقدّم شهادات الممانعة بالغير وتفتخر بفتوحاته وشهاداته ممانعة آخر زمن! وآخر عبث.. ويا زمان العبث، يا علامات آخر زمن

 

وكيليكس/المستقبل/عون: "حزب الله" يقسّم الحكومة.. والمحكمة مقابل الحكم

 كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 18/09/2006 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 3017 أن رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب ميشال عون اتهم "حزب الله" بمحاولة تقسيم الحكومة والتسبب في التشكيك، من دون التخطيط لمشاركة أوسع في الحكومة الجديدة"، مشيراً إلى دلائل على وجود انقسام في الطائفة الشيعية، لكنه "انقسام في السلام وليس في حالة حرب". وأكد أنه "لا يعارض إنشاء المحكمة"، واعدا "بعدم إيقاف إنشاء المحكمة بوصوله إلى الحكم"، مدعياً بأنه "الشخص الأول" الذي دعا إلى تشكيل محكمة دولية.

ونقلت البرقية عن اللقاء الذي جمع السفير الأميركي آنذاك جيفري فيلتمان وعون في 16 أيلول 2006، في حضور مسشار إقتصادي سياسي أميركي، ووزير الطاقة والمياه، صهره ومستشاره، جبران باسيل الذي شارك في مواجهة السفير للشائعات التي تتناقل عن تقديم "حزب الله" أموالاً للتيار لتوزيعها على المسيحيين المتضررين من الصراع الإسرائيلي. وحرص على ألا تثبت البراهين وصول أموال لأنصار التيار في الجنوب عبر التيار، خصوصاً بعد أن نفى عون أن يكون أخذ "سنتاً واحداً" من الحزب، فأشار باسيل إلى أن "حزب الله" وزع أموال إعادة الإعمار إلى مجموعات متنوعة من الجنوبيين، وليس فقط من الشيعة. وفي الإطار نفسه، كشف عون أن مهندسين من "التيار" عملوا لحساب "حزب الله" بحصر الأضرار الناجمة عن حرب تموز 2006.

ومن جهة أخرى، أوضح عون أن معارضته لـ"اليونيفيل" تنبع من توقعاته بأن سوريا ستغلق حدودها في رد على نشر قوة دولية على الحدود، وبذلك تقطع إمكانية التواصل التجاري للبنان، الذي لن يستطيع تحمل ذلك". واعترف بأنه سافر إلى بلجيكا في محاولة للتوسط في عملية تبادل الجنديين الإسرائيليين بالأسرى اللبنانيين المحتجزين في اسرائيل.

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "60Beirut3017" تحت عنوان: "لبنان: عون ينفي وجود صلات مالية بـ"حزب الله" ويتعهد معارضة حكومة السنيورة"، كالآتي:

"اجتمع السفير فيلتمان ومستشار سياسي أميركي، في 16 أيلول مع العماد عون وصهره، وكبير مستشاريه جبران باسيل لينقل إليه رسالة احتجاج. نفى عون بشكل قاطع أن يكون "التيار الوطني الحر" أخذ أموالاً من "حزب الله" أو "أي دولة أخرى". وذكره فيلتمان بأن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجدّ التزامها القانوني بموجب القرار 1701 لمنع تهريب الأسلحة إلى لبنان، واستفسر عن رحلة عون الأخيرة إلى بلجيكا، وعن سبب عداء عون تجاه رئيس الوزراء السنيورة، وعن استراتيجيته قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. نهاية الموجز".

عون ينفي وجود صلات مالية

بـ"حزب الله"

وبحسب البرقية: "اجتمع السفير فيلتمان ومستشار سياسي أميركي، في 16 أيلول مع العماد عون وصهره، وكبير مستشاريه جبران باسيل. افتتح السفير لقاءه بنقل نقاط احتجاج وعرض (من دون تقديم أسماء) أمثلة لسياسيين لبنانيين في وقت سابق، كانوا يتبرعون بالمال لمؤسسة خيرية مرتبطة بالإرهاب واضطروا إلى التنازل عن الحصول على تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة وإن في زيارات رسمية. ورداً على تقارير تفيد بأن "التيار الوطني الحر" أخذ تمويلاً من "حزب الله" ووزعه في المناطق المسيحية التي تضررت خلال الصراع مع إسرائيل، نفى عون بشدة أن يكون "التيار" أخذ "سنتاً واحداً" من "حزب الله"، على الرغم من أنه أشار إلى أن مهندسين من "التيار" قاموا لحساب "حزب الله" بحصر الأضرار الناجمة. وقاطعه باسيل قائلاً إن "حزب الله" وزع أموال إعادة الإعمار على مجموعات متنوعة من الجنوبيين، وليس فقط من الشيعة".

عون ينفي أن يكون "التيار"

يهرّب الأسلحة

وأفادت البرقية: "ذكّر السفير عون أن المجتمع الدولي يأخذ على محمل الجد الالتزام القانوني بالقرار 1701 لحظر تهريب الأسلحة إلى لبنان. إننا نبحث بجدية عن دلائل على أن أي فريق وليس فقط "حزب الله" يجلب الأسلحة بصورة مباشرة أو عبر وسطاء، لاستخدامه الخاص أو عبر وسطاء مثل "حزب الله"، فردّ عون أن "التيار" لا يزال منظمة سياسية، وأن أية أسلحة يملكها هي للحماية الشخصية له، وليس لأغراض عسكرية أو شبه عسكرية. وقال باسيل إنه مسرور لجهود الولايات المتحدة لرصد وتهريب الأسلحة، وطالباً منها الكشف عن أي أدلة لديها. اعترف الرجلان بأنهما سمعا شائعات عن جماعات أخرى تهرب الأسلحة، ولكن ليس لديهما أدلة موثوق بها لدعم تلك الشائعات".

معارضة "اليونيفيل"

وأشارت البرقية إلى سؤال فيلتمان: "لماذا ادلى عون بتصريحات علنية وقوية ترفض نشر قوات "اليونيفيل" على طول الحدود السورية. يجب على عون، كقائد عسكري سابق، أن يكون على علم بأن الجيش اللبناني ليس مؤهلاً لحراسة هذه الحدود بفاعلية لوحده. فأوضح عون أن معارضته لـ"اليونيفيل" تنبع من توقعاته بأن سوريا ستغلق حدودها في رد على نشر القوات الدولية على الحدود، وبذلك تقطع إمكانية التواصل التجاري للبنان، الذي لن يستطيع تحمل ذلك".

عون في بلجيكا

وأوضحت البرقية أن "عون، الذي عاد مؤخراً من بلجيكا، بالإضافة إلى إطلاعه على استثماراته الشخصية، اجتمع مع مسؤولين بلجيكيين وعاملين بالشأن اللبناني في الأمم المتحدة، ومع خافيير سولانا بالشأن الايراني (انظر إلى برقية منفصلة تظهر تعليق عون للسفير عن رحلته إلى بلجيكا، خلال لقاء ثنائي في ختام هذا الاجتماع. اعترف فيها عون أنه أمل في التوسط لتبادل الجنديين الإسرائيليين بالأسرى اللبنانيين المحتجزين في اسرائيل.)

حدة خطاب "حزب الله"

وليس نفوذ عون

وجاء في البرقية: "رداً على سؤال السفير حول تشابه (تقارب) تصريحات "حزب الله" وعون، الى خطابات أجاب موضحاً أن تحوّل نصر الله من خطابات تصالحية فباتت، بعد الصراع (حرب تموز 2006)، أكثر تشددا ومناهضة للحكومة، لاسيما في الأسبوع الأخير، لم تكن نتيجة تأثير عون. وميّز ما بين موقفه وذلك الذي لنصرالله، فهو يدافع عن دعوته إلى تشكيل حكومة جديدة "حكومة الوحدة الوطنية" القادرة على تحمل المسؤولية وبعث الثقة والاستقرار. لكن "حزب الله" يحاول تقسيم الحكومة والتسبب في التشكيك، من دون التخطيط لمشاركة أوسع في الحكومة الجديدة".

خطاب معاد للسنيورة،

ليس اتخاذ مواقف

وأضافت البرقية: "سأله السفير عن رأيه الشخصي بالسنيورة وهل هو انعكاس للانتقادات الحادة التي يعطيها للجمهور حول السنيورة، فأوضح ان رأيه الشخصي بالسنيورة قاتمة كما تصريحاته العلنية. واتهم السنيورة بعدم قدرته على تنفيذ تعهداته قبل موعدها النهائي. واستشهد بأمثلة تعكس فشل السنيورة: انقلاب المجلس الدستوري، فشل اللجنة الخاصة لتحرير المعتقلين من سوريا، وعدم إحراز أي تقدم في القانون الانتخابي والخطة الاقتصادية والفشل في توفير التمويل اللازم لإعادة الإعمار بعد الحرب".

خطط مستقبلية: خطاب يعادي السنيورة، لا تحركات في الشارع

وتابعت البرقية "شكّك عون في كلام فيلتمان عن مصداقية السنيورة الدولية المتزايدة التي تلت الدور الذي قام به خلال الصراع بين "حزب الله" واسرائيل، وبأنها كانت مهمة لإعادة بناء الثقة الدولية وتلك للمستثمرين في لبنان. وأشار عون إلى أنه لم ير دليلاً على استفادة لبنان من العلاقة القوية للسنيورة مع الشركاء الدوليين، لافتاً إلى أن خطابه المضاد للسنيورة سيستمر. وزعم أنه لا يخطط لأي مظاهرات، على الرغم من إشارته إلى أن مجموعات أخرى ممكن أن تخطط لنشاط في الشوارع. ووصف استراتيجيته قبل الانتخابات الرئاسية المقررة قبل شهر تشرين الثاني 2007 بأنها مواصلة المعارضة الكلامية للحكومة.

عون لا يعترض على المحكمة

وبحسب البرقية "سأل السفير عون عن رأيه في المحكمة ذات الطابع الدولي، التي ستنشأ لمحاكمة أي مشتبه بهم في اغتيال (الرئيس الشهيد) رفيق الحريري، فقال: إن هذه المسألة هي واحدة من الأسباب التي وضعتها حركة 14 آذار لترفض إنشاء حكومة وحدة وطنية، وأكد أنه لا يعارض إنشاء المحكمة بعد لجنة التحقيق الدولية، مشيراً إلى أنه لن يوقف إنشاء المحكمة إذا وصل إلى الحكم. وادعى بأنه "الشخص الأول" الذي دعا إلى تشكيل محكمة دولية.

وساورت عون الشكوك حيال حقيقة تصويت الوزراء المتحالفين مع رئيس البرلمان نبيه بري، في مجلس الوزراء أخيراً ضد وزراء "حزب الله"، ورأى في ذلك دلائل على وجود انقسام في الطائفة الشيعية، معلقاً "انقسام الشيعة في السلام ولكن ليس في حالة حرب"".

واختتمت البرقية بتعليق لفيلتمان جاء فيه: "من دون شك، سبق أن علم عون من أنصاره أنهم سمعوا عن المخاوف الأمريكية بشأن التعاون المالي بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، فقد كان عون مستعداً لاحتجاجاتنا. وبهدوء، نفى بشدة أن يكون "التيار" وزع أموالاً من الحزب (مقتبس من مقتطفات إعلامية واسعة لنشطاء التيار)، وإننا نرى أن عون علم خطورة وقلق الولايات المتحدة وسوف يكون أكثر حذراً في المستقبل، على الرغم من أننا في حاجة إلى مواصلة رصد هذا الأمر. وعلى ما يبدو أنه لم يفهم بعد أبعاد المسألة، على الرغم من أن أسلحة "حزب الله" وأهدافه نقيض للدولة القوية التي يريد عون قيامها، ومهما كانت أخطاء السنيورة وخلافاته السياسية مع عون، فإن فؤاد السنيورة لا يهدد مستقبل لبنان بالطريقة نفسها التي يقوم بها حلفاء عون، حزب الله. لكن، للأسف، عون لا يزال يرى السنيورة المشكلة الأكبر، والحل الذي يبرر له الارتباط بـ"حزب الله

 

سليمان أمام الجمعية العمومية: لبنان يلتزم احترام القرارات بما فيها المحكمة

نتمسك بحقوقنا في مياهنا و"اليونيفيل" ونؤيّد الاعتراف بفلسطين

النهار/ركّز رئيس الجمهورية ميشال سليمان في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك أمس على التزام لبنان الدائم احترام قرارات الشرعية الدولية، بما فيها المتعلقة بالمحكمة الدولية ومتابعة تطبيق القرار 1701، مشدداً على تمسكه بكل حقوقه السيادية في مياهه الاقليمية ومنطقته الاقتصادية الخالصة، وأيد المسعى الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وجاء في كلمته: "(...) أقف أمامكم كممثل لبلد يحمل منذ إنشائه، رسالة حريّة وتوافق واعتدال، وهو يجهد لتكريسها وتثبيتها، على رغم كمّ التحديات والتهديدات التي أصبحت تطاول، في الشرق والغرب، صيغ العيش المشترك والتعددية الثقافية.

فلبنان، وفقاً لدستوره، "جمهورية ديموقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، والشعب فيه مصدر السلطات وصاحب السيادة، يمارسها عبر المؤسسات الدستورية".

وقد التزم هذه المبادئ، والتداول الدوري للسلطة، ومشاركة جميع الطوائف في إدارة الشأن العام، على قاعدة المناصفة والتوافق، على رغم ما عاناه من حروب واعتداءات طوال عقود.

كما هو ملتزم دوماً، احترام قرارات الشرعية الدولية، بما فيها تلك المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وفقاً لما أكّدت عليه البيانات الوزارية للحكومات اللبنانية المتعاقبة.

التحولات في المنطقة

شهدت منطقتنا العربية في خلال الشهور المنصرمة أحداثاً وتحركات شعبية واسعة طالبت بالحرية والديموقراطية وقيام دولة القانون، بعيداً من التسلّط والمحسوبية والفساد.

ولبنان، الذي رافق بمفكّريه وإعلامييه ومناضليه، كل مشروع نهضوي في الشرق، وساهم في بلورته وإعلاء رايته، لا يمكنه إلا أن يرحّب بأي مقاربات أو معالجات سلمية لتحقيق الإصلاح وتكريس مبادئ الديموقراطية والعدالة والحداثة، والحفاظ على كرامة الإنسان وحريّاته الأساسية.

ويجدر بنا ان نواكب هذه التحولات في العالم العربي بطريقة تؤدي الى خيره وتقدمه وعزته والحؤول دون انزلاقه نحو التطرف أو الفوضى او حالات من التشرذم والتقسيم على اسس مذهبية او طائفية.

وكذلك لا بد من توجيه عناية المجتمع الدولي المتابع لهذه الأحداث، الى أنه لا يمكن النظر الى موجة الاعتراض الشعبية التي طاولت بعض دول العالم العربي، كأنها تنبع من منطلقات مطلبيّة محض حياتية (...)".

وتقتضي المعالجات في الدرجة الأولى، الانخراط في شكل جدي وحثيث، في عملية متكاملة لفرض حل عادل وشامل لكل أوجه الصراع في الشرق الأوسط، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد، والمبادرة العربية للسلام بكل مندرجاتها. والتأسيس تالياً، لمشروع حوار وتفاهم أوسع بين الشرق والغرب، وبين الحضارات والثقافات والديانات. وهو تفاهم تاريخي آن أوانه، بعد عقود طويلة من الشعور بالغبن والعداء، ومن الحروب المدمّرة، والفرص المفوّتة.

الدولة الفلسطينية

في هذا المجال، يبرز المسعى الفلسطيني المحق الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية والفوز بعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، استناداً الى مبدأ تقرير المصير. وسيواكب لبنان هذا الجهد، بغية إنجاحه، بالتنسيق والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة. إلا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وانضمامها الى الامم المتحدة – على أهميته – لا يعيد كل الحقوق، ولا يعتبر حلا نهائيا بطبيعة الحال للقضية الفلسطينية، بمفهوم العدالة وقرارات الشرعية الدولية. لذلك، والى حين التوصل الى حل سياسي نهائي وعادل لقضية فلسطين يضمن حق العودة، تبقى "الاونروا" مسؤولة عن اغاثة اللاجئين الفلسطينيين والعناية بشؤونهم المعيشية، بالتعاون مع الدول المضيفة، وذلك وفقا لمنطوق قرار الجمعية العامة الذي أنشئت الوكالة بموجبه عام 1949(...).

في سياق آخر اعترف لبنان بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، وشارك في قمة باريس لمساندة ليبيا الجديدة، وهو ينتظر من المسؤولين الليبيين، الذين يتواصل معهم لهذا الغرض، كشف مصير سماحة الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه، وهو الذي غيّب خلال زيارة رسمية كان يقوم بها الى ليبيا عام 1978".

الخروق الاسرائيلية و"اليونيفيل"

أضاف: "وفي الذكرى الخامسة لتبني مجلس الامن الدولي للقرار 1701، يؤكد لبنان التزامه متابعة تنفيذ هذا القرار، ويكرر مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لارغامها على تنفيذ كل مندرجاته. وهذا يستدعي وقف خروقها اليومية للسيادة اللبنانية، والانسحاب الفوري من الاراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها في الجزء الشمالي من قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا. اضافة الى ضرورة الكف عن تهديداتها المستمرة ضد لبنان وبنيته التحتية، ومساعيها الهادفة الى زعزعة للاستقرار من طريق تكوين شبكات التجسس وتجنيد العملاء، علما بأننا نحتفظ في المطلق، بحقنا في تحرير او استرجاع كامل أراضينا التي ما زالت تحت الاحتلال، وذلك بكل الوسائل المتاحة والمشروعة.

من جهة أخرى، أننا نؤكد تمسكنا بكامل حقوقنا السيادية والاقتصادية في مياهنا الاقليمية ومنطقتنا الاقتصادية الخالصة، وبحرية استثمار ثرواتنا الطبيعية في البر والبحر، بعيدا من أي أطماع او تهديد. وقد وجهنا الى الامين العام للأمم المتحدة سلسلة مراسلات تؤكد على حدود هذه الحقوق ومداها ومشروعيتها، وبخاصة الاحداثيات الجغرافية العائدة على التوالي للحدود الجنوبية والجنوبية الغربية للمنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة للبنان، معترضين على ما يطاول هذه الحقوق من انتهاكات واعتداءات اسرائيلية في شكل خاص. وإذ حذرنا من أي مبادرة لاستثمار الموارد في المناطق البحرية المتنازع عليها، فاننا طلبنا من سعادة الامين العام اتخاذ كافة التدابير التي يراها مناسبة تجنبا لأي نزاع.

يهمني في هذه المناسبة أن أنوه بالدور الاساسي الذي تقوم به قوة "اليونيفيل" في لبنان، بالتنسيق والتعاون الكامل مع الجيش اللبناني، مثمنا تفانيها، قيادة وعناصر، في تأدية المهمة الموكولة اليها، والتضحيات الكبيرة التي قدمتها، ولا تزال، في خدمة قضية السلام.

وإذ نشكر الدول المساهمة على استمرار التزامها رغم التحديات، لا يسعنا إلا أن ندين بشدة ما تعرضت له القوة الدولية، ولا سيما منها الكتيبتان الفرنسية والايطالية في الشهور المنصرمة، من اعتداءات ارهابية نعمل في شكل حثيث على كشف مرتكبيها واحالتهم على العدالة والحؤول دون تكرارها".

وتابع: "تضطلع الأمم المتحدة بدور متنام، منذ انتهاء الحرب الباردة، في مجال المحافظة على الامن والسلم الدوليين والتدخّل لحلّ النزاعات، في مناطق مضطربة عديدة من العالم.

الا انها لم تتمكن من اثبات فاعليتها بعد في منطقة الشرق الاوسط، حيث ما زالت اخطار جمة تتهدد الامن والسلم الدوليين، جراء استمرار اسرائيل في تحدي قرارات الشرعية الدولية، وتمسّك قيادتها بلاءاتها المرفوضة لمستلزمات السلام البديهية، وهذا يستوجب انجاز العملية التفاوضية بشأن اصلاح مجلس الامن، ليصبح منسجماً مع الواقع السياسي والجغرافي الجديد، وقادراً على ضمان تنفيذ القرارات الملزمة الصادرة عنه، ولا سيما منها تلك المتعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي (…)".

لقاءات

وكان الرئيس سليمان التقى على هامش اعمال الجمعية العمومية، العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وعرضا للاوضاع في المنطقة، والمسعى الفلسطيني الى الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين. كما عرض مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الوضع الذي تعيشه ليبيا بعد التطورات الاخيرة التي شهدتها، وآفاق المرحلة المقبلة التي ستشهدها العلاقات اللبنانية – الليبية في ضوء اعتراف لبنان بالمجلس الانتقالي سلطة شرعية، وتعزيز التعاون بين البلدين.

وبعد انتهاء جلسة الجمعية العمومية، شارك سليمان في الغداء الذي دعا اليه الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون لرؤساء الوفود المشاركة في اعمال الجمعية العمومية.

 

 لبنان تحكمه دويلات أو وصايات منذ عقود فهل تقيم جولات الراعي الدولة المنشودة؟

اميل خوري/النهار

متى يكون في لبنان دولة قويّة، لا دولة سواها ولا سلاح غير سلاحها، ومتى يكون كل اللبنانيين للوطن ولا ولاء إلا له، ومتى يكون لبنان على الحياد عند اختلاف الدول العربية، لئلا يدفع الثمن في حال انحيازه؟ الواقع أن لبنان لم يعد لديه دولة قويّة منذ عام 1975، عام الانقسام الداخلي الحاد حول الوجود الفلسطيني المسلح على أرضه وبعدما حلّ محلّ الدولة في عدد من المناطق وخصوصاً في الجنوب، وقد أشعل ذلك حرباً لبنانية – فلسطينية ثم حرباً لبنانية – لبنانية دامت 15 عاماً.

وعندما توقفت تلك الحروب بالتوصل الى اتفاق على "وثيقة الوفاق الوطني" التي عُرفت باتفاق الطائف، ووضع لبنان تحت الوصاية السورية على أمل أن تعيد هذه الوصاية قيام الدولة اللبنانية القوية القادرة على حفظ الأمن والاستقرار بقواتها الذاتية دونما حاجة للاستعانة بأي قوّة مستعارة بما فيها القوات السورية، إذا بالوصاية السورية تجعل لبنان في حاجة دائمة إليها، وتجعل العهود المتعاقبة فيه والحكومات تكرر في بياناتها الوزارية عبارة "ان وجود هذه القوات شرعي وضروري وموقت".

وعندما انسحبت القوات السورية من لبنان تحت ضغط الانتفاضة الشعبية التي سميت "ثورة الأرز" كانت الوصاية السورية قد تركت في لبنان سلاحاً من مختلف العيارات يقتنيه "حزب الله" بدعوى مواجهة اسرائيل، وسلاحاً تحمله التنظيمات الفلسطينية بدعوى الدفاع عن المخيمات وتأمين حق العودة...

وظل لبنان في هذا الوضع الشاذ بلا دولة قوية واحدة قادرة على تطبيق القانون في كل المناطق وبدون تمييز، بل دولة ضعيفة في وجه حاملي السلاح تسيطر على مناطق من دون أخرى وتواجه مشكلة مع حامليه استعصى عليها حلها.

وعندما وقّع "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" "ورقة التفاهم" المشتركة (شباط 2006) ظن كثيرون ولا سيما منهم المسيحيون ان هذه الورقة قد تكون السبيل لايجاد الحلول للأزمات التي يتخبط فيها لبنان وذلك على قواعد ثابتة وراسخة لأنها انعكاس لارادة توافقية جامعة. وقد تضمنت الورقة:

1 – "إجراء حوار وطني"(...).

لكن هذا الحوار راح يدور في حلقة مفرغة عند البحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، وما صار اتفاق عليه بالاجماع ظل بدون تنفيذ...

2 – "الديموقراطية التوافقية".

لكن هذه الديموقراطية طبقت عندما كانت قوى 14 آذار أكثرية ولم تطبق عندما انتقلت هذه الأكثرية الى قوى 8 آذار...

3 – "إن إصلاح وانتظام الحياة السياسية في لبنان يستوجبان الاعتماد على قانون انتخاب عصري قد تكون النسبية أحد أشكاله الفعالة".

إلا أن خمس سنوات مضت ولم يتم التوصل بعد الى وضع هذا القانون، وقد يحين موعد الانتخابات النيابية المقبلة ولا يكون هذا القانون رأى النور...

4 – "بناء دولة عصرية تحظى بثقة مواطنيها وقادرة على مواكبة حاجاتهم وتطلعاتهم(...)".

هذه الدولة المنشودة لم تقم حتى الآن.

5 – "ملف المفقودين في الحرب، وهذا الملف يحتاج الى وقفة مسؤولة تنهي هذا الوضع الشاذ وتريح الأهالي".

وهذا الملف لا يزال حيث هو...

6 – "حل مشكلة اللبنانيين الموجودين لدى اسرائيل من أجل عودتهم الى وطنهم".

هذه المشكلة لم يتم التوصل الى حل لها.

7 – "ادانة عملية الاغتيالات السياسية واستمرار التحقيق وفق الآليات المقررة رسمياً وصولاً الى معرفة الحقيقة".

إن ما حصل حتى الآن كان خلاف ذلك. فالمحكمة الدولية اصبحت في نظر "حزب الله" اميركية – اسرائيلية ومسيّسة وعلى لبنان الانسحاب منها وباتت معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة خطراً على أمن لبنان واستقراره.

لا يزال الخلاف قائماً حول كيفية حماية لبنان وصون استقلاله وسيادته. فثمّة من يرى ان سلاح "حزب الله" يشكّل جزءاً من هذه الحماية الى جانب الجيش والشعب، ومن يرى أن الافادة من هذا السلاح والتوافق على وجوده يكون بوضعه في تصرف الدولة اللبنانية وإمرة الجيش.

والسؤال المطروح هو: إذا كانت "ورقة التفاهم" بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ظلت حبراً على ورق وكان الكثيرون، ولا سيما منهم المسيحيون، يظنون ان ترجمتها ستقيم الدولة القوية، فهل تكون جولات البطريرك الراعي التضامنية والانفتاحية على كل المناطق اللبنانية وتقرّب "حزب الله" منه وتقارب سيد بكركي من بعض ثوابت الحزب سبيلاً لقيام هذه الدولة؟

 

المداولات الدولية تبحث مخرجاً للحظة الأخيرة

المكسب الفلسطيني محقق بكل أشكال الاعتراف

روزانا بومنصف/النهار

ايا تكن الخلاصة التي سينتهي اليها الموضوع الفلسطيني في الامم المتحدة بناء على سعي السلطة الفلسطينية الى الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، فان مصادر ديبلوماسية مراقبة تعتبر ان هذه الخلاصة ستشكل مكسبا ولو ان الانطباع شبه المؤكد هو اتجاه الولايات المتحدة الى وضع فيتو على اي قرار حول هذا الاعتراف. اذ ان هذه المصادر تعتبر ان الامور تؤخذ من زاوية ان الرفض الاميركي سيتسبب بخسارة رئيس السلطة الفلسطينية وبهزيمة داخلية ومعنوية له في حين ان المسألة يجب ان تؤخذ من زاوية اخرى بناء على جملة امور الى جانب واقع انه ينطلق من لا شيء وان ليس لديه ما يخسره في حال اقدم على هذه المبادرة. ومن بين هذه الامور:

1 - ان المسعى الذي قام به محمود عباس احرج الولايات المتحدة والدول الاوروبية على حد سواء مما ادى الى مسارعتها الى محاولة ايجاد مخرج لما ستواجهه في مجلس الامن عبر الحض على اسئناف مفاوضات ثنائية كانت مجمدة وليس متوقعا ان تأتي باي نتيجة حتى لو استؤنفت. وهو امر يفيد بانه يفتح ابوابا جديدة مقفلة امام الفلسطينيين ان من خلال اعادة احياء المفاوضات الثنائية كما جرت محاولات عدة عبر الرباعية الدولية التي تضم الى الولايات المتحدة وروسيا كلا من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي او من خلال السعي الى تقديم ضمانات لهذه المفاوضات من اجل انجاحها خلال مدة معينة وليس لافق غير محدد. فحتى الان كانت محاولات الفلسطينيين من اجل اثارة اهتمام المجتمع الدولي بقضيتهم تتركز على الحرب في حين ان مبادرة عباس هي مقاربة سلمية حركت الامور الراكدة واثارت بلبلة داخل المجتمع الغربي من اجل السعي الى ايجاد حلول او مخارج لهذا المأزق الذي باتت تواجهه. فالولايات المتحدة لا ترغب ان تضع الفيتو على مجلس الامن على الطلب الفلسطيني وتسعى الى تكوين غالبية الى جانبها تحول دون دفعها الى استخدام الفيتو او الى ان تكون في هذه الخانة خصوصا انها لا تنوي العودة الى زمن خروجها من زاوية استخدام الفيتو لمصلحة اسرائيل في مجلس الامن. في الوقت الذي لا تبدو فيه الدول الاوروبية داعمة للموقف الاميركي في هذا الاتجاه اولا لانها لا تواجه الضغوط الاسرائيلية نفسها التي تواجهها ادارة الرئيس باراك اوباما مع الصوت اليهودي في الانتخابات فضلا عن انها محرجة ازاء رفض الطلب الفلسطيني بالحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية وازاء العرب في شكل عام علما انها تعتبر في غالبيتها ان حكومة نتنياهو لم تساعد العملية السلمية اطلاقا بل على العكس من ذلك.

2 - ان مبادرة رئيس السلطة الفلسطينية اربكت المسؤولين الاسرائيليين واحدثت انقسامات في ما بينهم. اذ ان وزير الدفاع ايهود باراك اعلن عدم معارضته لاقامة الدولة الفلسطينية ووصفها بانها شرعية فيما وزير الخارجية افيغدور ليبرمان حذر من رد اسرائيلي على الطلب الفلسطيني. وتاليا فان هذه المبادرة وضعت الحكومة الاسرائيلية امام خيارات محرجة في ضوء مواقف اتهمت بنيامين نتنياهو بوضع الولايات المتحدة في موقف صعب جدا نتيجة السياسة التي انتهجها ازاء الفلسطينيين والتي ادت الى فشل المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.

3 - ان الوضع الفلسطيني واجه في مرحلة ركود قاتلة في هذه المرحلة لولا مبادرة رئيس السلطة الفلسطينية خصوصا ان الظروف الاقليمية والدولية غير مساعدة في اتجاه التخفيف من هذا الركود في المدى المنظور بين انتخابات اميركية على الابواب من جهة وتعنت مستمر لدى الحكومة الاسرائيلية وانشغال عربي كبير بالانتفاضات في الدول العربية فضلا عن عدم القدرة على التقدم في الملف الفلسطيني الفلسطيني الداخلي مما يؤثر على قدرته على الاستمرار وسط تصاعد اهمية حركة "حماس" وبعدها السياسي اقليميا في ضوء ما يجري في الدول العربية من انتفاضات او ثورات داخلية. وفشل رئيس السلطة الفلسطينية في الحصول على مكسب من مسعاه الديبلوماسي سيؤدي الى اعطاء حركة "حماس" المتحفظة علنا عن هذا المسعى مكسبا مما يعني انه سيتيعين على الدول الغربية كما على اسرائيل التعامل مع الحركة في المرحلة المقبلة، الامر الذي لا تزال اسرائيل والولايات المتحدة ترفضه الى جانب دول اخرى. وتقول المصادر الديبلوماسية المعنية ان المداولات الجارية بقوة في الامم المتحدة ستؤدي على الارجح او يؤمل ان تؤدي الى حل او مخرج. وهذا المخرج يتفاوت بين ضمانات دولية ثابتة ومؤكدة حول بدء المفاوضات الثنائية وانتهائها من ضمن مهلة محددة، على رغم ان الثقة غير موجودة في الحكومة الاسرائيلية، او احتمال طرح موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية على مجلس الامن من اجل البحث وليس من اجل اتخاذ قرار. وهذا المخرج الاخير يمكن الا يحرج الولايات المتحدة لا في الخطاب الذي رفعته ادارتها حول الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية جنبا الى جنب باعتبار ان هذا الرفض وحده سيعلق في اذهان الرأي العام العربي والخارجي من دون مبرراته ولا تضطر الى استخدام حق الفيتو في حين يمكن ان يقتصر عرض الموضوع على الجمعية العمومية للامم المتحدة من اجل ان تكون الدولة الفلسطينية عضوا مراقبا في الامم المتحدة فقط وليس دولة كاملة العضوية.

 

رجال الدين يحتلون الحياة الامامية

غسان حجار/النهار  

في إمكانك ان تراقب نشرة أخبار واحدة، أو ان تقرأ جريدة ما، وستشاهد حتماً هذا الفيض من رجال الدين، في غير نهارَي الأحد والجمعة، وستكتشف ان هؤلاء فرضوا أنفسهم زعماء في السياسة والمال والإقتصاد والمجتمع أكثر من حضورهم في الدين. صحيح ان لهم ان يتناولوا شؤون الدين والدنيا، اذ هما مرتبطان ارتباطاً عضوياً، ولكن وجودهم في المقاعد الأمامية في كل الإحتفالات ليس أمراً متعلقاً الا بالدنيا، وكذلك جمع المال الكثير، وشراء العقارات، وركوب أفخم السيارات... ليست الا أموراً دنيوية، وتلبية دعوات العشاء والغداء والترويقة والعصرونية والسهرات على أنواعها لا تتعلق بالدين حتماً، والسفر ليس من الألوهيات...نشرة الأخبار المسائية، سياسية اجتماعية اقتصادية في المبدأ، تبدأ بنشاط البطريرك الماروني وزياراته ومواقفه السياسية، ولقائه بطاركة ومطارنة، ومفتين ومشايخ يردون عليه إيجاباً أو سلباً، ثم ننتقل الى تقرير عن المواقف الأخيرة لمفتي الجمهورية فيشرح مفتي جبل لبنان وإمام من صيدا أسباب هذا التحول، ثم نشاهد تقريراً عن لقاءات سياسية لمطارنة بيروت، ثم تدشين كنيسة وقاعة ومدرسة، وفي المناطق مطارنة وشيوخ يرعون احتفالات تكريم الناجحين في الإمتحانات الرسمية... ثم يتحدث نائب الأمين العام لحزب ما في مؤتمر ديني، يليه موقف لنائب حزبي وهو رجل دين، ثم تحرك لأهالي سجناء يتقدمهم رجال دين، ويتهم رجل دين آخر بالتعامل مع سجناء بتمييز، ويطالعك خبر عن تشييع ضحايا جريمة وفيه شيخ لا يصلي عن أرواح الموتى بل يدلي بحديث عن التحقيقات...وعندما يهاجم تيار سياسي مرجعاً يتصدى اجتماع دفاعي برئاسة رجل دين، وعندما ينحشر هذا الزعيم في موقف ما، يسارع الى زيارة مرجع ديني في منزله ويجلس في جوار سريره مفترشاً الأرض...يقول نائب سابق انه لم يكن يقصد المسجد للصلاة لكن إمام بلدته أقام عليه حملة تحريض وشكاه الى رئيس الكتلة حتى صار ملزماً ان "يؤم" المصلين، وصار يدعو الصحافيين أصدقاءه لنقل صورته وهو يصلي.وفي الطرف المقابل، يدخل وزير سابق ولا يجد مكاناً له في الصف الأول في الكنيسة، وعندما يهم بالخروج يدعوه الكاهن علناً ويطلب له كرسياً يوضع جانباً لجلوسه.

فإلى متى يظل رجال الدين سلطة فوق السلطات، يفرضون أنفسهم على الحياة العامة؟

كاميرا المراقبة تلاحقك الى الباركينغ

قرأت في "نهارك" قبل أمس تحقيقاً عن "الكاميرا تلاحقك أينما توجهت" ويدعوك الى الإبتسام أمام الكاميرا الخفية والظاهرة. قد تكون الظاهرة من هذه الكاميرات مقبولة نوعاً ما، ولكن ماذا عن الخفية التي تقتحم حياتك من دون استئذان؟ صحيح انها في أماكن عامة، ولم تدخل غرفة نومنا بعد (من يعلم؟)، أو بالأحرى ربما دخلت عبر الهواتف الخليوية اذا كان ممكناً تشغيلها من بُعد لمصلحة شركات مشغلة أو أجهزة مخابرات ما.

قد لا نقوم بأي حراك أو تصرف خاطئ في الأماكن العامة، ولكن من حقنا أيضاً ان نضحك، وان نقف أمام المرآة في المصعد، وان يقبّل شاب فتاته في المصعد اذا كانا وحيدين في الرحلة الى الطبقة العاشرة... في المقابل، لا يحق لشركات الأمن والمراقبة، ان تحتفظ بتلك الصور أو ان تنشرها الى جهاز ما أو الى أي جهة، وحتى ان يتسلى بمشاهدتها العاملون لديها.

مناسبة هذا الكلام وقوعي على شريط يظهر شاباً وفتاة أعرفهما جيداً، وهما يتبادلان قبلة في السيارة في الباركينغ. صحيح ان الباركينغ ملك عام، لكن السيارة ملك خاص، وحياتهما هي ملك أكثر من خاص. وبالتالي يجب فرض قوانين صارمة على شركات الأمن والمراقبة حتى لا تتحول صور الناس، وان غير حميمة، ملكاً عاماً ومشاعاً.

 

النائب سامر سعادة لـ "المستقبل": عون يحتاج الى طبيب نفسي 

حاورته: نانسي فاخوري/المستقبل

رد عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعادة على رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، فرأى انه "يجب ان يوضع تحت المراقبة، وان يضم الى قائمة الاطباء الذين يحيطونه طبيباً نفسياً لمعالجة حالته، لأنه أصبح أضحوكة للجميع"، معتبراً أن هدف عون الدائم "تعطيل الحكومة والبلد من أجل مصالح عائلية ضيقة".

وشدد في حديث الى "المستقبل" امس، على انه في حال "أراد النواب المنتخبون من الشعب اللبناني تمرير خطة الكهرباء على أساس انقسام سياسي من دون مراعاة مصالح الشعب وماليته، فينبغي على هذا الشعب محاسبة المسؤولين على أفعالهم بعد سنتين والضرب بيد من حديد"، مؤكداً "نحن ربحنا المعركة الأخلاقية ويبقى ان نخسر بشرف أو نربح بشرف في مجلس النواب ولن نساوم على أمور آمنا ونؤمن بها".

وهنا نص الحوار:

[ ما جديد قضية "صليب فاريا" خصوصاً بعد تنصل النائب ميشال عون من المسؤولية واعتباره ان مشكلتكم هي مع أهالي البلدة، ونعته لكم بصفات غير لائقة؟

ـ أولاً، القضية هي قضية تعد واضح من صهر العماد عون (وزير الطاقة جبران باسيل) على أملاك خاصة خلافاً للقانون اللبناني والدستور الذي يقدس الملكية الخاصة ويحميها. وليست القضية قضية "صليب فاريا" وهي تسمية خاطئة، لأنها ليست أكثر من خديعة من "التيار الوطني الحر" كي يختبئ وراء صليبه، حتى يستدر عواطف الناس لتبرير فعلته واخفائها. والمؤتمر الصحافي أمس الأول لرئيس بلدية فاريا بحضور مخاتير البلدة ولجنة الوقف، يبرهن على ما قلناه ويبرز افعال "التيار" الذي اختبأ وراء قصة اعتداء على صليب، بالرغم من ان هذا الصليب مغروز في أرض نملكها وقدمناها هبة في الخمسينات الى وقف فاريا، وبقي الصليب مضاءاً بعدما أزيح العمود وقطعت الأشرطة الكهربائية. والمسألة مسألة تعد واضح على أملاك خاصة.

وعن نعت عون لي بالولد، نأسف ان يكون رجل مثله لا يزال يعلو المنابر ويطلق كلاماً غير مسؤول بهذه الطريقة، اذ يجب ان يوضع تحت المراقبة، خصوصا بعد هذا العمر المتقدم، الا انه متمسك بالمنابر ومدرك لحالته الصحية، لذلك لا يفارقه اطباؤه المرشحون من "التيار" لما يتطلبه سنه من عناية، الا انني اقترح وأتمنى عليه ان يرشح طبيباً نفسياً لأنه ضروري لحالته، خصوصا وانه في هذه المرحلة المتقدمة النشاف يضرب في الرأس. وفي كل الاحوال الطبيب النفسي ضروري لأن المستفيدين منه كثر في "التيار الحر". وفي الواقع انا لا آخذ كلام عون على محمل الجد، لأنه أصبح أضحوكة للجميع.

[ عون اعتبر ان مشروع الكهرباء انمائي وما يحصل سياسة كيدية من الفريق الآخر؟

ـ لا أفهم تصرفات عون وتياره الذي اسمه تغيير واصلاح، فاذا كان ضد الفساد ومع الشفافية، فلماذا يرفض اقتراحات تصب في المصلحة العامة والمحافظة على الشفافية؟. ولو أردنا ان نعكس الموضوع، لكان عون أول من شنّ هذه الحملة علينا، لكن هدفه الدائم هو تعطيل الحكومة والبلد من أجل مصالح عائلية ضيقة كي لا يزعل صهره المدلل.

[ عون أكد أن هدر المال حصل في أيامكم؟

ـ بالأمس رفضنا في اللجان المشتركة بضغوط واضحة التصويت على مشروع الكهرباء، وكان باسيل أتحفنا واتهمنا بهدر المالية العامة وحمّلنا مسؤولية الوقت الضائع المهدور. ففي الدقيقة الضائعة يهدر 12 الف دولار، ولو انهم سمحوا لنا في اللجان المشتركة بالتصويت من دون الضغوط التي مورست، لما كانت خزينة الدولة خسرت 12 الف دولار في الدقيقة أي مليون دولار في الساعة. فباسيل جعل خزينة الدولة تخسر 24 مليون دولار، والقصة واضحة، فهو يريد المال للكهرباء كما يدعي، لكن من دون مراقبة ومحاسبة، ومن غير المنطقي ان تصرف مبالغ بهذا الحجم أي بمليارات الدولارات من دون ان يعرف المجلس النيابي كيف وأين ستصرف. وبصراحة تصرفات باسيل توحي بالشك بعد تنصله ومحاولة التملص من قرارات مجلس الوزراء المعلنة بالحد الأدنى. ونذكر انه في موضوع الغاز قبل باسيل بالشروط نفسها، ونتساءل لماذا يصمم على التملص والتهرب من المراقبة في ما خص الكهرباء؟.

[ يبدو ان قرار تمرير خطة الوزير باسيل أخذ سلفاً، ألا تعتبر ما يحصل في جلسة اللجان تقطيعاً للوقت؟

ـ معروف ان اللجان النيابية مداولاتها سرية، ونحن سوف نضع في اللجان التي نشكل فيها الأكثرية، ضوابط معنوية وأخلاقية على مشروع الكهرباء، وسنصل لاحقاً الى الهيئة العامة، وهناك سيكون الاستحقاق أمام الرأي العام اللبناني. وإذا استطاعوا إلغاء البندين اللذين يصبان في مصلحة مراقبة المال العام، عندها فليتحملوا المسؤولية تجاه الرأي العام اللبناني.

واليوم إذا أراد النواب المنتخبون من الشعب اللبناني تمرير خطة الكهرباء على أساس انقسام سياسي من دون مراعاة مصالح الشعب وماليته، فينبغي على هذا الشعب محاسبة المسؤولين على أفعالهم بعد سنتين والضرب بيد من حديد. ونحن ليست لدينا مشكلات شخصية مع أحد، فما نقوم به ليس أكثر من وضع ضوابط على مبلغ ضخم نريد معرفة كيف سيصرف، لأننا رأينا في السابق كيف هدرت الدولة المال على الكهرباء من دون معرفة مصير هذه الأموال التي صرفت على هذا القطاع، واليوم نرفض ان نكمل بالخطأ نفسه وليتحمل كل مسؤول مسؤوليته، وعلى الشعب ان يخرج من الانقسامات السياسية ويكون الحكم ليحاسب كل مسؤول بحسب أفعاله.

[ عون سأل بعد اجتماع التكتل كيف صرفت أموال صندوق المهجرين ومن يقرر في ما يخص أموال الهيئة العليا للاغاثة التي لم تجتمع مرة، ومن يراقبها؟ ويعتبر انه لا يوجد أي مشروع بمستوى مشروع الكهرباء المقدم حالياً الى المجلس، ما رأيك؟

ـ هذه عقلية كيدية، لا نعلم عن ماذا يتحدث عون، ولنفترض حصل خطأ في الماضي فهذا الخطأ انتقده عون وأعوانه، لماذا يريد اليوم ان يقلب المعايير ويجعل الصواب خطأ عندما ارتدت الطابة الى ملعبه؟ فهو تيار اصلاح وتغيير فليصلح الخطأ ويغيره، اذ لا يمكن ان يتحول الحق الى باطل، وليسكت ويريحنا من انتقاداته الدائمة وفوقيته المرضية وطموحه السياسي اللامحدود التي لا تصب الا في اطار توتير البلد.

[ في حال تم تمرير مشروع الكهرباء كيف ستواجهون الأمر؟

ـ على الشعب اللبناني ان يحكم في النهاية، ويميز بين مجموعة من اللبنانيين تضع الضوابط على قانون يعطي وزيراً ملياراً و200 مليون دولار في ظل الدين العام في البلد والوضع الاقتصادي اللبناني المزري، وذلك منعا للهدر، مقابل وزير يريد الحصول على مال عام من دون ضوابط، ويريدنا أن نعتمد على الثقة به وبكلامه الذي يضمن فيه بأن المال لن يذهب هدراً. فهل هذا منطق واين يصرف هذا الكلام؟ الشعب هو الحكم في هذا الموضوع. نحن ربحنا المعركة الأخلاقية ويبقى ان نخسر بشرف أو نربح بشرف في مجلس النواب ولن نساوم على أمور آمنا ونؤمن بها

 

عون في مقابلة مع "يونايتد برس انترناشونال": لا يمكننا دفع المال للمحكمة إلا وفق اتفاقية مصدقة

ينقصنا برنامج اصلاحي موحد مع حلفائنا ويمكن التوصل إليه

الدور التركي تجديد للحالة العثمانية الضاربة للتعايش

سقوط النظام السوري ليس في مصلحة المسيحيين والمسلمين

 وطنية - 21/9/2011 رأى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في مقابلة مع "يونايتد برس انترناشونال"، ان "سقوط النظام في سورية ليس في مصلحة المسيحيين والمسلمين على حد سواء وأنه إذا تعمد بعض المشاركين بالحكومة اللبنانية القيام بعمل تخريبي ضمن الحكم فلا مانع من تغييرها".

وقال ردا‹على سؤال عما يتهمه به البعض بأنه لا يترك للمسيحيين هامشا من الحرية في حال سقط النظام في سورية: "بالعكس تماما‹إذا سقط النظام السوري لن يكون هناك هامش. ما أراه إيجابيا هو أننا نساهم بخلق الأجواء السليمة لإجراء تعديلات وتغييرات في سورية مع المحافظة على الهدوء فيها، وهذا هو الحل".

أضاف: "أما الحل العنفي وإسقاط النظام فلن يكون لا في مصلحة المسلمين ولا المسيحيين. ليس هناك مائة حل جيد بل حل واحد جيد، التغيير زائد الاستقرار، فالتغيير من دون استقرار هو عنف ودم وفوضى والاستقرار من دون التغيير هو حكم ديكتاتوري قاتل".

وتابع: "أيدنا إجراء التعديلات الدستورية لخلق جو ديموقراطي حر في سورية". ونوه ب"تجاوب الرئيس بشار الأسد"، وقال: "رأينا أنه لا يمكن أن نكون مع الفوضى، إذا كان الحل السلمي متاحا فلا يمكننا تأييد الحل عبر البندقية فالبندقية هي ضد عدو محتل، ومهما كانت نوعية النظام عندما يقبل بالتعديلات فإننا سنؤيده".

وقال: "نحن في المشرق نؤيد النظام العلماني والدولة الحديثة التي تسمح بحرية المعتقد والتعبير. حرية المعتقد متاحة في سورية ويمارسها الجميع لكن هناك بعض النقص في حرية المعتقد السياسي وهذا ما سيتلافاه النظام عبر التعديلات الدستورية والتعددية السياسية والحرية الاقتصادية وتشكيل الأحزاب وحرية الإعلام والمعتقد والأديان".

وردا على سؤال عن التخوف على مستقبل المسيحيين في المنطقة قال عون: "أخاف من الانتقال إلى الفكر الديني الواحد الذي ينتج فكرا سياسيا آحاديا. إن المنطقة العربية تعيش اليوم مخاضا عسيرا مع حركات أصولية ترفض الحريات السياسية وتعتبر الديموقراطية ضد الشريعة، وهي الأكثر تنظيما من بقية المعارضة. من هنا يأتي عدم الاستقرار في تونس ومصر اللتين لم تستقران بعد على توجه سياسي واضح ومريح ومطمئن".

مواقف البطريرك

وعن مدى تلاقي مواقفه ومواقف البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي حيال مستقبل المسيحيين: "إن البطريرك الراعي هو الذي أعد للسينودوس من أجل لبنان عام 1995 وكان أساسيا فيه، وفي السينودوس من أجل المشرق في العام 2010، كما أن الفكر البابوي حاليا وخلاصات هذا السينودوس تتعلق بالتشبث بالأرض وبالمواطنة مع تناغم وتلاق مع مختلف مكونات المجتمع والسير به صعدا باتجاه دولة حديثة وديموقراطية"".

وأشار إلى أن "التجارب تدل على أن عدم الاستقرار والأفكار المتطرفة يؤديان إلى النتيجة عينها، وهذا ما حدث في فلسطين والعراق وما المانع في أن يحدث في أي بلد آخر في حال عمت الفوضى".

العلاقة مع أميركا

وقال عون في تقييم علاقته الحالية مع الولايات المتحدة الاميركية والغرب بعد صلاته بسورية و"حزب الله": " لديهم أهداف إستراتيجية تتناقض مع وجودنا وليس مع مصالحنا فقط، إن ما يفعله الغرب يقودنا إلى أسئلة مثل لماذا تضرب سورية أو المقاومة في لبنان".

أضاف: "يريدون ذلك لتثبيت وضع إسرائيل الاغتصابي في فلسطين، إسرائيل التي طردت شعبا بكامله من أرضه. لذلك وقع التناقض بيننا فنحن ندافع عن وجودنا وهم يدافعون عن مصالحهم. إذا مشينا في سياساتهم فسوف ننقرض. هم لا يهمهم وجود شعوب أو نسيج اجتماعي سياسي مختلط، ونحن نحيا في أرض هي مهد الديانات الثلاث المسيحية واليهودية والإسلام ولكي يبرروا عنصرية إسرائيل يريدون القضاء على مجتمعاتنا".

وإذ تساءل: "ما هي الضمانات التي يمكن أن يعطينا إياها الغرب خلال قيادته للتغيير في البلاد العربية؟"، قال: "إن تصرفاته لا تنم عن مسؤولية". أضاف: "إن الغرب يضع الناس فيها "في خانة الموتى والمهجرين..".

وقال عون: "لم يبق مسيحي في العراق لم يطلب الهجرة"، مشيرا إلى أن "العلاقة مع الغرب كانت جيدة وقتما كان الإنسان هو الأساس فيها وتمت عبر الثقافة والحضارة طيلة قرون مضت".

وتابع: "اليوم لم تعد كذلك. هم يتكلمون حاليا عن حقوق الإنسان والقوانين ولا يحترمونها. هناك شعب فلسطيني طرد من أرضه بعملية تطهير أنكروا عليه دولته وحقوقه. يتكلمون عن حقوق الإنسان في بلدان لديها دستور وتريد تطوير ذاتها بينما يسكتون عن بلاد لا دستور فيها. إنهم يدافعون عن مصالحهم وليس عن حقوق الإنسان".

وقال: "المقياس عندي هو 23 أيلول الجاري في الأمم المتحدة خلال التصويت على الدولة الفلسطينية. نريد رؤية ماذا ستقرر هذه الدول التي تعظنا بحقوق الإنسان حيال الاعتراف بفلسطين وحقوق شعبها كدولة، وقتها نعرف كم يحترمون القوانين الدولية".

وردا على سؤال هل أن علاقته بسورية و"حزب الله" هي سبب سوء علاقته مع الغرب، قال عون: "لست على علاقة سيئة مع الغرب. أنا لا أقوم بضرب مصالح فرنسا أو أمريكا. نحن تعلمنا في مدارسه وجامعاته وعشنا فيه ردحا‹نحن لا ننتقد الشعوب الغربية بل الإدارات. إنني أدافع عن نفسي في هذه البلاد لا بل نحن نبحث عن صداقتهم ليكفوا شرهم عنا".

وقال ردا‹على سؤال عن الدور التركي المتجدد في العالم العربي والمشرق عبر الثورات: "إنها محاولة تتريك جديدة أو تجديد الحالة العثمانية التي انتهت بعد الحرب العالمية الأولى وهذه كانت مرحلة ظلامية بالنسبة لنا، فيها الجوع والاستعباد والاضطهاد الديني".

وتابع: "إن السياسة العثمانية كانت من أهم العوامل التي ضربت التعايش الإسلامي المسيحي حيث استولت تركيا العثمانية على البلاد العربية ونقلت الخلافة إلى اسطنبول. وحتى تظهر نفسها أكثر إسلامية من العرب اضطهدت غير المسلمين".

وقال عون ردا على سؤال حيال استمرار الحكومة اللبنانية حتى الانتخابات النيابية عام 2013، "إن الأمر يتعلق بسلوكها"، وأضاف: "حاليا لا أرى أحداثا تستوجب عدم استمرارها أو دلائل على أن شيئا ما يغيرها".

واستدرك قائلا: "لكن البعض يتكلم عن توترات مناطقية ونسمع تهديدات مختلفة حتى ولو عبر الجميع عن نواياهم السلمية فقد يكون للبعض نوايا عسكرية. إن التوترات الخارجية المؤثرة على الوضع اللبناني ليست بيدنا. أما السياسة الداخلية فذات توترات تصل إلى حدود معينة ولا تتجاوزها وإذا تعمد بعض الأطراف المشاركين بالحكومة القيام بعمل تخريبي بالحكم فلا مانع وقتها من تغييرها".

المحكمة

وحيال الخلاف الماثل أمام الحكومة على تمويل المحكمة الدولية قال: "الموضوع حتى اللحظة مطروح في الصحافة ولم يدخل حيز النقاش الفعلي لا بمجلس الوزراء أو بأي مؤسسة أخرى".

أضاف: "أنا كنائب عندما يقولون نريد مالا للمحكمة سأسأل وفق ماذا. وهل هناك اتفاقية مصدقة؟ نحن ندفع المال بطريقتين: إما وفق اتفاقية مصدق عليها من السلطات الدستورية جميعا ومن مجلس النواب أو بقانون الموازنة وخلاف ذلك لا يمكننا دفع المال".

وعن موضوع خلافي آخر يتعلق بقانون الانتخاب المطروح على أساس النسبية وموقف النائب وليد جنبلاط الرافض له، قال عون: "بالنسبة للتمثيل على الأرض فإن قانون النسبية يعطي التمثيل الصحيح. من يرفضونه حاليا ممثلون بشكل مضخم لأنهم مستفيدون من أرجحيات عددية ضمن النظام الطائفي تعطى لهم وهي ليست حقا لهم".

وتابع: "الآن لا يقبلون بالعودة إلى حجمهم الحقيقي بل يريدون المحافظة على العدد الإضافي الذي بين أيديهم. أما من ناحية التمثيل النسبي فلا أحد يحق له الاعتراض عليه لأنه لا يقوم على حذف أحد إلا إذا لم يكن موجودا بالأصل".

وحيال رأيه ورأي حلفائه في إمكانية القانون النسبي على التغيير، قال: "نحن وحلفاؤنا يجب أن نقر بالإصلاح السياسي وضرورة التغيير. في النهج الوطني هناك توافق مع قسم كبير من المواطنين ومن جميع الطوائف ولذلك يمكننا تغطية أي انتخابات بفكر سياسي موحد. ما ينقصنا هو البرنامج الإصلاحي الموحد وأعتقد أنه يمكننا التوصل 

 

اللقاء الكاثوليكي ثمن تحرك الراعي: للتبصر والاستشراف لتفهّم منطق البطريرك

المركزية ـ ثمن اللقاء الكاثوليكي تحرك البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي عمليا واستراتيجيا، داعيا الجميع الى "التبصر والاستشراف لتفهم منطق البطريرك بسلامته وسلميته وسلامه، متعظين بما حل باخوتنا في المنطقة لاسيما في فلسطين ومصر والعراق والسودان كما بدول المنطقة وسائر ابنائها".

ولفت اللقاء الى "ان الحفاظ على السلام في المنطقة مسؤولية الجميع بعيدا عن الغوغائية الشوارعية والمواقف الغرائزية والمنطلقات المصلحية على طريقة نيرون لانانيات مريضة".

وجدد مناشدته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المبادرة الى دعوة الهيئات الاكثر تمثيلا الى تسمية ممثليها لعضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي والاسراع بتشكيل المجلس ليأخذ دوره المحوري في رعاية وتوجيه الحوار الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي بعيدا عن لغة الشارع والمزايدات السياسية". واستغرب اللقاء "عدم عمل الحكومة، المفترض بها ان تكون دولة قانون ومؤسسات، على تطبيق القوانين بابسط الامور المطلوبة منها والتي تضع العمل الحكومي على المسار الصحيح مذكرا بتطبيق قرارات مجلس شورى الدولة لاسيما إعادة ابني الطائفة الدكتورالياس الشويري و لويس لحود الى مركزيهما في المديرية العامة لسكك الحديد والنقل المشترك والمديرية العامة للزراعة تباعا وإحالة كل من يخالف القانون الى القضاء وفقا للاصول، قوننة اوضاع الهيئات غير القانونية كمثل اوجيرو والريجي وغيرهما، ترشيد الانفاق العام بوقف الهدر والسرقة مقابل الانفاق حيث يجب والعمل على دوزنة السلة الضرائبية وإستيفاء حقوق الدولة كاملة من الجميع". ودعا اللقاء " جميع مكونات الوطن الى الوحدة في التنوع تطبيقا للارشاد الرسولي المنسي الذي وضع لرسم الطريق لبقاء لبنان وبلاد المشرق":، مذكرا في هذا الإطار بمشروعه لقانون الانتخاب الافضل للبنان، الذي تم نشره في العدد الخاص للسنة البولسية من نشرة اللقاء لعام 2009 وتبناه اللقاء الارثوذكسي مشكورا، المرتكز على واقع فيدرالية الطوائف اللبنانية بحيث تنتخب كل طائفة ممثليها وسيعاد نشره كاملا قريبا".

 

قمة البلمند مهدت إيجاباً لاجتماع بكركي الماروني

سعادة: اللقاء يحدد التوجه الانتخابي قبل التوافق النهائي

المركزية- على مسافة يومين من اجتماع القادة والنواب الموارنة في بكركي في 23 الجاري، موعد تضاربت المعلومات في شأنه، لناحية اذا ما كان سيشهد اجتماعاً أم لا، والذي يبدو أن كل القيادات المارونية أصبحت جاهزة لحضوره بعدما تبددت مجموعة هواجس اعترت قيادات في قوى 14 آذار على خلفية مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من فرنسا، جاء لقاء البطريرك الراعي مع بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم أمس ليلقي بظلاله الإيجابية على أجواء ما قبل انعقاد الاجتماع المنتظر، حيث شدّد البطريركان في بيان مشترك على رفض مقولة "الحماية" لأي فئة كانت ومن أي جهة أتت، وأن الدولة القائمة على العدالة والمساواة هي وحدها حامية كل أبناء الوطن.

وفي هذا السياق، أعلن الوزير السابق يوسف سعادة لـ"المركزية": أن لجنة المتابعة لقانون الانتخاب ستجتمع غدا بعد لقاءات عدة، وستعرض في اجتماع 23 الجاري على المجتمعين نتائج ما توصلت اليه لإبداء الرأي بالقوانين المطروحة وحسنات وسيئات المشروع، على أمل أن يصار الى اتفاق على مبدأ عام، تتم بعده متابعة العمل للوصول الى قانون متكامل للانتخاب".

اضاف:" هدف اللجنة القيام بعرض للقوانين المطروحة، لانتقاء الافضل منها الميثاقي والقانوني الذي يؤمن التمثيل الصحيح للمسيحيين، وبالتالي سنعرض المشاريع لمناقشتها، فلا شك في ان هناك أمورا تم الالتقاء حولها، وأخرى لا نزال في طور البحث فيها". ولفت الى ان اجتماع 23 أيلول سيكون أساسيا حيث ستتوضح فيه الامور، وبالطبع في الوقت نفسه لن نستطيع الاتفاق على قانون متكامل في يوم واحد، ولكن من الممكن ان نتفق على مبدأ، مشيرا الى ان في حال ارتأى البطريرك الراعي ان تستكمل اللجنة دورها، ستستمر في مسعاها للوصول الى نتيجة". وأشار سعادة الى أن هذا الاجتماع سيحدّد في أي اتجاه ستذهب الأمور لناحية أي مبدأ سيعتمد أو أي قانون سيستخدم، سواء كان قانون النسبية أم غيره. وختم:" الاجتماع مخصص للقيادات والنواب الموارنة، والبطريرك يسعى على هامشه الى الاتصال مع الكنائس الأخرى".

 

الاتحاد من أجل لبنان: البطريرك أعاد الدور الجامع لبكركي وطنياً ومسيحياً

المركزية- حيا الاتحاد من أجل لبنان خطوات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المباركة، مقدراً مواقفه وأهمية زيارته الرعوية خصوصاً الى مناطق الأطراف اللبنانية التي يطبق من خلالها شعاره "الشركة والمحبة". واعتبر الاتحاد ان البطريرك اعاد الدور الجامع لبكركي على الصعيد الوطني والمسيحي والاجتماع في دير البلمند أهم مؤشرعلى ذلك. ورأى في مواقف البطريرك وقلقه على الوجود المسيحي في الشرق ولبنان مقاربة استراتيجية مبنية على الارشاد الرسولي الداعي الى الانفتاح على محيطنا في الشرق الأوسط وليست مرتبطة بالمواقف الداخلية والفئوية اللبنانية بل بالمصلحة الوطنية والمسيحية العليا.

 

سامي الجميل تابع قضايا المتن الانمائية: للتساوي مناطقياً او السير باللامركزية الموسّعة

المركزية- دعا منسق اللجنة المركزية في "حزب الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل الدولة المركزية "اما الى القيام بواجباتها تجاه المناطق كافة بتساو، او السير باللامركزية الموسّعة مما يفسح في المجال أمام المجالس المحلية لحل مشكلاتها بنفسها.

زار الجميل رئيس مجلس "الانماء والاعمار" المهندس نبيل الجسر، في حضور وفد من رؤساء بلديات المتن الشمالي، وتم عرض لمطالب المنطقة الانمائية.

ولفت الجميل بعد اللقاء الى وعود تلقاها من مجلس الانماء والاعمار بتنفيذ مشاريع كبيرة في المنطقة، داعيا رؤساء البلديات "الى عدم الاستعداد لتأجيلها مجددا".

وقال: "انطلاقا من هذا الاجتماع سنسير بخطوات تصعيدية اذ لا يمكننا ان نشهد تأجيلا في حين تنفذ مشاريع أقل أهمية وبكلفة أكبر في مناطق اخرى، فتغيب المشاريع الاساسية عن هذه المناطق التي لا تزال تعاني من المشكلات نفسها منذ عشرين عاما"، واعدا المواطنين "متابعة هذه المطالب الاساسية المتعلقة بشبكة الطرق ومحطات التكرير وشبكة الصرف الصحي التي تخرج المنطقة من مرحلة الى اخرى، وعدم تركها او التراجع عنها وصولا الى مرحلة التصعيد ورفع الصوت على الأرض اذا اقتضى الامر في بعض المناطق".

وطالب المرجعيات المختصة ان على صعيد الحكومة او رئيسها او مجلس الانماء والاعمار او وزارتي الطاقة والاشغال، والمرجعيات المسؤولة "بتحديد أولويات الناس وتحمل مسؤولياتها تجاههم"، ورأى "وجوب تأمين الاموال اللازمة والقروض لانشاء محطات التكرير وشبكات مجاري المتن وتأهيل الطرق الاساسية في ظل ما نشهده من عدد وفيات على هذه الطرق بسبب الاكتظاظ وسوء تأهيل الطرق".

اضاف: "لم نعد نحتمل هذه الامور، وسنقف الى جانب رؤساء البلديات من أجل تحقيق المطالب وإراحة هذه القرى"، داعيا الدولة المركزية "اما الى القيام بواجباتها تجاه المناطق كافة بتساو وحل المشكلات، او السير باللامركزية الموسّعة مما يفسح في المجال امام المجالس المحلية لحل مشكلاتها بنفسها، لاننا لا نستطيع انتظار الدولة المركزية التي تؤجل المشكلات ولا تحلها".

وتابع:"اصبحت منطقة المتن الشمالي ملتقى المهجرين من المناطق كافة وهي تحوي عددا سكانيا يتخطى 700 الف شخص، مما يتطلب متابعة اكثر من قبل مجلس الانماء والاعمار لتأمين الامكانات اللازمة، خصوصا ان لا اولوية اهم من معالجة مشكلة الصرف الصحي".

وأوضح أن "ثمة مشاريع كثيرة قديمة لمنطقة المتن الشمالي مؤجلة للأسف، وأهمها متعلق بوصل طرقاً الاوتوستراد السريع في العطشانة، وفي عبدات - المتين، والتي تشكل طرق حيوية يمكن ان تعيد الحياة الى هذه المنطقة وتوفر اكتظاظ السير عليها.

كما طالبنا بمعالجة مشكلة الصرف الصحي التي تأجلت مشاريع انشاء شبكاتها الاساسية منذ عشرين عاما، اضافة الى محطة تكرير اساسية تخرج المنطقة من مشكلة بيئية وصحية".

واشار "الى أن هذه المناطق لا تزال تعتمد الطريقة البدائية في صب مجاريرها في الانهر والقرى المجاورة. وثمة مشروع مؤجل منذ عشرين عاما وهو انشاء شبكة حقيقية توصل المناطق بعضها ببعض في شكل يعالج الموضوع البيئي، الى ذلك انشاء محطة تكرير في المنطقة الساحلية فتكرر المجارير صحيا وترمى في البحر مما يحافظ على نظافة البحر وبيئتنا".

وقال: "وجدنا نية ايجابية لدى مجلس الانماء والاعمار لحل هذه المشكلات وانما بغض النظر عن هذه الامور، لا يمكننا الاستمرار بالتفرج على عدم معالجة هذه المشكلات سنة تلو الاخرى في ظل عرقلة الامور".

واشار الجميل "الى ان لبعض هذه المطالب حلولاً في ما يتعلق بوصل الطريق بين مار شعيا والعطشانة مما يريح بعبدات من اكتظاظ السير، والربط بين بلدتي روميه والقنابه ايضا".

وفي ما يتعلق بشبكة الصرف الصحي ومحطة التكرير، أكد "حصولهم على وعد من مجلس الانماء والاعمار بمعالجتها"، لافتا "الى وجود مشكلة مع بلدية برج حمود مما يتطلب جهدا مشتركا بين رؤساء البلديات ومجلس الانماء والاعمار للتواصل معها والتوصل الى قرار انشاء محطة التكرير لاراحة هذه المنطقة".

وختم: "اذا لم تتمكن الدولة من انشاء محطة تكرير اساسية في برج حمود، فيجب انشاء محطات تكرير عدّة موزعة في مختلف مناطق المتن، تهتم وزاراتها المختصة بصيانتها وكلفتها لأن البلديات لا تملك الامكانات اللازمة لتحقيق ذلك".

 

مار بشارة بطرس الراعي خلع ثياب أبرشية جبيل وارتدى حلة انطاكيا وسائر المشرق

السفير البابوي لم يزر بكركي والفاتيكان ترك «ابنه الحبيب» : يزور مسيحيي الاطراف

فريق اعلامي من 8 آذار يضع خريطة طريق للراعي والمعارضة تترحم على ايام البطريرك صفير

ابراهيم جبيلي/الديار

البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مالئ الدنيا وشاغل المسيحيين، مرّ على اعتلائه السدة البطريركية بضعة اشهر، لكنه اثار موجة عارمة من الرضى والقبول واخرى رافضة تتهم الراعي بانه اخرج بكركي عن مسارها وتقاليدها وتراثها، وخربط في مفاهيمها وثقافتها المتداولة من جيل الى جيل ومن بطريرك البطريرك. وانقسم اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً، على جاري عاداتهم، بين المؤيد المعجب، والآخر الرافض المندهش، وتدورالان بين فريقين، معركة يتنازل خلالها الاثنان للفوز بالمقرّ وبسيده، او هكذا خيّل للمعارضة والاكثرية فغاب بعضهم عن الترحيب فيما البعض تكاثر على غير عادته على الطرقات مرحباً.

هل تغير اسقف جبيل المطران بشارة الراعي؟ وهو كان سباقاً في مسائل الحرية والسيادة والاستقلال وفي رفض الوصاية السورية، ام ان البطريرك الماروني سمع في فرنسا كلاماً، اعاده الى ترتيب الاولويات خصوصا عندما وجد لدى الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي بان الوجود المسيحي في الشرق ليس من اولوياته، بل ان فرنسا ومعها عواصم القرارمشغولون بامور كثيرة فيما المصير المسيحي في اسفل اهتماماتهم وهنا تسأل الاوساط المقربة من الصرح عن صوابية ما اقدم عليه بطريرك الموارنة، وهل ان صاحب الغبطة ينطلق من قناعاته الذاتية ام انه يسير وفق الروزنامة الفاتيكانية التي وضعت هواجس مسيحيي الشرق في كل ورقة من اوراق السنة التقويمية، وتضيف الاوساط بانه في الحالتين فان سيد بكركي احسن عندما قلب صفحة مطران جبيل ليفتح صفحة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق، وتعدد الاوساط المقربة من الصرح الاحتمالات وفق المنهج التالي:

1- البطريرك الماروني يلتزم كلياً بتعاليم كنيسته، وهو راهب مريمي نشأ على الطاعة، فكيف اذا كانت هذه الطاعة لحاضرة الفاتيكان ونظرتها الشمولية لجميع ابنائها المسيحيين، وفي هذا المجال تؤكد الاوساط المقربة بان السفير البابوي غاتشيا لم يكلف نفسه عناء زيارة بكركي لمساءلة سيدها عن المواقف التي اثارت جدالاً واسعاً في الاونة الاخيرة. وتضيف الاوساط بان المسافة بين حريصا، مقر السفارة البابوية وبكركي لا تستغرق سوى ثلاث دقائق فيما مرّ اسبوع على زيارة الراعي الى باريس، ولم يغيّر البطريرك اية فاصلة في الكلام الذي قاله في فرنسا.

2- تؤكد الاوساط المقربة بان البطريرك الراعي هو رئيس كنيسة سريانية انطاكية مارونية وبالتالي فان اي موقف يصدر عن هذه المرجعية سيجد صدى في دوائر الفاتيكان، وتبشر الاوساط جميع المعترضين بان موقفاً مؤيداًَ سيظهر خلال الايام القليلة المقبلة عن دوائر الفاتيكان.

3- خلافاً لما يروجه الخبثاء بان البطريرك يعيش «حفلات اقناع» مستمرة ابطالها عدد من الزملاء الصحافيين وبينهم غسان بن جدو الذي حضر الى الصرح بصحبة صحافي تنقل من 14 اذار ليستقر حالياً في فريق 8 آذار، اضافة الى احدى الصحافيات الفرنكفونية التي تعتبر من انصار التيار الوطني الحر، كذلك فان الوزير السابق ميشال سماحه زار بكركي عشية سفر الراعي الى باريس، مثله فعل السفير السوري الذي استمر لقائه مع الراعي لاكثر من ساعتين، هذه الاخبار نفتها الاوساط المقربة واعتبرت ان الزيارات حصلت لكن سيد بكركي لا يعمل الا وفق مسيحيته ورسالته السماوية.

4- تستغرب الاوساط المقربة ما يروجه البعض في المعارضة بان صاحب الغبطة يفتش عن الزعامة الشعبية من خلال طرح مواقفه وبان رهانه على الاقوياء في منطقة الشرق الاوسط سيضعه في مصاف الزعماء الكبار، وتعتبر هذه الاوساط بأن هذا الكلام معيب خصوصاً بأن موقف سيد بكركي جاء لخلاص شعبه المسيحي الذي يعاني التهجير بفضل بطش الآخرين في العراق أمام أعين وبحضور القوات المتعددة الجنسيات، وهو اليوم يعاني المشهد السوري ويدرك تماماً بأن الخسارة مع الرئيس السوري هي أفضل بكثير من الربح مع الآخرين، هذه المعادلة تعرفها جيداً حاضرة الفاتيكان لذا فهي لا تحرك سفيرها باتجاه بكركي في زيارات توضيحية، علماً أن الحقيبة الديبلوماسية لدوائر الفاتيكان لا تزال تعتمد الحقيبة الديبلوماسية المليئة بالأوراق والمستندات التي تسلم باليد بعيداً عن التكنولوجيا الحديثة التي يعتمدها الديبلوماسيون الغربيون، كالفاكس و«الإيميل» وغيرهم.

وفي المقابل فإن المعترضين داخل المعارضة يعتبرون بأن ما قاله الدكتور سمير جعجع من أننا سنترحم على أيام البطريرك صفير، قد تحقق لكن بالآية المعكوسة، وإن قوى 14 آذار هي التي تترحم حالياً، وان المعترضين يتهمون فريقاً إعلامياً من غلاة 8 اذار تجتمع دورياً لوضع السياسية الاعلامية للصرح، وصباح اليوم سيعقد هذا الفريق اجتماعاً استثنائياً في بكركي لوضع خريطة طريق اعلامية للبطريرك الماروني الذي أعلن عن اجتزاء مقصود في كلامه الباريسي.

ويعتبر المعترضون بأن عدد من الاساقفة سوف يطرحون هواجسهم عما يجري في محيط الراعي، وإنهم جهزوا بعض الاسئلة لصاحب الغبطة تبدأ بالمستشار الذي بنى منزلاً في خراج بكركي وفي أملاك الصرح، وصولاً الى قضية لاسا والحلول التي وضعها الراعي ولم تثمر في البلدة بل استمر المخالفون في احتلال الاراضي، اضافة الى ان الاجتماع لم يراع الاصول لناحية ان يحضر البطريرك من الديمان ويجتمع بالوفد في بكركي، فيما المطلوب أن يصعد الجميع الى الديمان والإجتماع مع سيد الصرح.

ويسأل المعترضون في قوى المعارضة عن الكلام الذي اجتزأ من مواقف البطريرك، فيما كرر الموقف ذاته في بعلبك عندما قال: نحن نخشى ان يكون هناك انتقال من أنظمة شديدة الى أنظمة أكثر تشدداً لنعود الى الوراء. ويضيف المعترضون بأن البطريرك قرر نهائياً أن يخلع ثوب راعي الأبرشية في جبيل، ليختار المسيرة التي سلكها العماد ميشال عون سابقاً. وفي جميع الاحوال ينهي المعترضون بأن لبكركي رب يحميها ولن تقوى عليها أية مواقف ظرفية.

وهكذا استطاع البطريرك الراعي الجالس على كرسي مجد لبنان من «مبارح العصر» أن يثير هذا الكم الهائل من النقاش السياسي، فكيف اذا استقر في مقرّه حيث لن تقوى عليه قوى المعارضة والأكثرية، فصاحب الغبطة، ينصح أبناءه جميعاً من مختلف القوى السياسية ولسان حاله يقول: تعوّدوا ولا تملّوا.. وإنتهى عهد البطريرك الذي يزار ولا يزور.. فالراعي سيزور ويزور..طالما أن خرافه ضالة ومشتتة ومنتشرة في الأطراف.

 

رفض سلوك "طريق مختصرة" لحل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني 

أوباما: حان وقت فرض عقوبات دولية على نظام الأسد

 -البحرين اتخذت خطوات نحو الإصلاح وإيران عاجزة عن إثبات سلمية برنامجها النووي

 نيويورك - وكالات: دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما مجلس الأمن إلى التحرك فوراً لفرض عقوبات على النظام السوري, وأعلن معارضته سلوك "طريق مختصرة" لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين, محذراً إيران من مواجهة عزلة دولية أشد في حال لم تخضع برنامجها النووي للقوانين الدولية.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مساء أمس, قال أوباما "في الوقت الذي نلتقي فيه اليوم, هناك رجال ونساء واطفال يعذبون ويسجنون ويقتلون على ايدي النظام السوري. لقد قتل آلاف الاشخاص بعضهم خلال شهر رمضان المقدس, وهناك آلاف آخرون فروا من سورية".

وأضاف "لقد كشف السوريون عن شجاعة وعن كرامة في سعيهم إلى العدالة عبر التظاهر سلمياً, وعبر الوقوف بصمت في الطرقات, وعبر الموت دفاعاً عن القيم نفسها التي يفترض بهذه المؤسسة (الامم المتحدة) ان تدافع عنها", معتبراً "ان السؤال واضح وجلي: هل يجب علينا ان نتضامن مع السوريين ام مع الذين يقمعونهم"?

وأشار إلى أن الولايات المتحدة "فرضت عقوبات قاسية بحق القادة السوريين, ودعمنا انتقالاً للسلطة يلبي تطلعات السوريين, وقد انضم إلينا عدد من حلفائنا في هذه الجهود, ولكن لابد لنا من ان نتكلم بصوت واحد من اجل خلاص سورية ومن اجل السلام والامن في العالم".

واضاف "لا يوجد عذر لعدم التحرك, حان الوقت ليقوم مجلس الامن بفرض عقوبات على النظام السوري وبأن يكون متضامنا مع السوريين".

وبشأن الملف النووي الإيراني, اعتبر أوباما أن "الحكومة الايرانية غير قادرة على إثبات سلمية برنامجها النووي ولم تلتزم واجباتها ورفضت العروض التي تؤمن لها طاقة نووية سلمية, كما ان كوريا الشمالية لم تتخذ إجراءات ملموسة للتخلي عن سلاحها وتواصل القيام بأعمال عدائية ازاء الجنوب".

واضاف "ان المستقبل سيبنى على مزيد من الفرص لسكان هذين البلدين في حال وفت حكومتاهما بالتزاماتهما, أما في حال واصلتا سلوك طريق مخالفة للقانون الدولي لا بد من مواجهتهما بمزيد من الضغوط والعزلة".

وتوقف أوباما عند تطورات "الربيع العربي", حيث دعا إلى الاستمرار بدعم ليبيا الجديدة, مشيراً إلى أن القذافي انتهى بعد 42 عاماً في السلطة ورحل في ستة أشهر, كما نوه بالخطوات التي اتخذتها البحرين في اتجاه الاصلاح والمساءلة لكنه يتعين اتخاذ تدابير أكثر.

وبشأن عملية السلام, قال أوباما "كنت وما زلت أؤمن بأن الفلسطينيين يستحقون الحصول على دولة لهم, إلا أن السلام الفعلي لا يمكن الوصول إليه إلا بين الاسرائيليين والفلسطينيين انفسهم", مضيفاً "أنا مقتنع بأنه لا توجد طريق مختصرة لانهاء نزاع قائم منذ عقود, السلام لا يمكن أن يأتي عبر بيانات وقرارات في الامم المتحدة, ولو كان الامر بهذه السهولة لكان أنجز على التو".

وفور انتهاء كلمته, اجتمع أوباما مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي رحب بحرارة بمعارضته مسعى الفلسطينيين للحصول على اعتراف بدولتهم من الأمم المتحدة, معتبراً أن هذا الموقف للرئيس الأميركي "يشرفه".

في المقابل, اعتبر أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان "هوة واسعة" تفصل بين حديث الرئيس الاميركي عن حرية الشعوب العربية ودعوته الفلسطينيين الى مفاوضات مع اسرائيل من دون تحديد أسس واضحة لها.

أما الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة فأكد من جهته ان الفلسطينيين مستعدون للعودة الى المفاوضات مع اسرائيل عند موافقتها على وقف النشاط الاستيطاني وعلى حدود 1967 كمرجعية للمفاوضات.

وفي كلمته أمام الأمم المتحدة, ناشد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني جميع الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية, كما أعلنت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف ان بلادها "ترغب في عضوية كاملة لفلسطين" في الامم المتحدة.

من جهته, اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن امله في بذل جهود على الساحة الدولية للخروج من "المأزق" الحالي في الشرق الاوسط.

 

صفحات مجهولة من حرب تموز

علي حسن خليل/المصدرالسفير

بين نزوحٍ بشري باتجاه مناطق محيَّدة ونزوح دولي إلى بيروت.. بين انهيار أعلى جسر في الشرق الأوسط والمسعى الأميركي لإقامة جسر أوسطي جديد في المنطقة، كنا قد بدأنا نتلمس طلائع الوجع الإسرائيلي المرصود براً، فبلدة مارون الرأس، أبقت رأسها مرفوعاً وعيتا الشعب كانت «تصمّد» الحكايا لأنها أدركت أن جغرافيتها تظل تروى تاريخاً لا ينضب.. وكذا قرى وعتبات المواجهة البرية التي سمعت صداها عصافير الجليل.

لم تعد الوفود الدولية تروي ظمأها بزيارات متفرقة إلى بيروت، فحزمت حقائبها إلى مؤتمر دولي في روما مسبوقاً بغارة أميركية على السرايا من وزن كوندليسا رايس القادمة بصيغة مفاوض إسرائيلي.

إعجاب الآنسة كوندي «الرائع» بالرئيس فؤاد السنيورة ترجمته بقُبل على الوجنات وبصيغ حلول أدناها تقفز على الشروط الإسرائيلية وتتخطاها باعتبار رايس هي من سيؤسس غداً لشرق رأته بأم العين، وعندما أرادت إصدار الطبعة الأولى منه.. ضاعت حروفه تحت أقدام المقاومين.

وعملاً بمبدأ الاقتراح بالاقتراح المعدل، كان الرئيس نبيه بري يقف على زناد الصيغ المرنة في التبويب وذات المعادن الصلبة في الموقف الثابت.

بدأ اليوم التاسع للحرب (الخميس في 20 تموز) بأجواء استمرار التغطية الدولية للعدوان الإسرائيلي، حيث انعقد مجلس الأمن على وقع تسوية للنزاع أعلنها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وتنص على تسليم الجنديين الإسرائيليين إلى السلطات اللبنانية ووقف إطلاق النار ونشر قوة لحفظ السلام في الجانب اللبناني من «الخط الأزرق». والجديد في كلام أنان كان الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لوضع جدول زمني دقيق لتطبيق قرارات مجلس الأمن، لا سيما القرارين 1559 و1860.

هو تفويض دولي آخر لإسرائيل لكي تكمل حربها، مدعماً بموقف جون بولتون المندوب الأميركي في الأمم المتحدة برفض وقف النار والإصرار على إحداث تغيير في الشرق الأوسط.

بدأت إسرائيل تحضيرات توحي بأن حرباً برية واسعة النطاق ستقع، تواصلتُ مع الحاج حسين الخليل حول هذا الموضوع، وتوافقنا الرأي معاً على أن أي عملية من هذا النوع ستعطي فرصة لكي توقع خسائر كبيرة في الجيش الإسرائيلي ستؤثر سلباً على معنوياته، خصوصاً أن اعتماده على سلاح الجو حصر خسائره حتى الآن في القصف الصاروخي للمقاومة على الداخل الإسرائيلي.

وعلى الرغم من الكلام السياسي المتصاعد دولياً، اعتبر الرئيس بري أن أفضل موقف هو عدم التعليق سياسياً حتى نسمع بوضوح موقف إسرائيل، وأن التقدم الأهم هو تقلص الحديث عن نزع سلاح «حزب الله» وهذا تراجع مهم من قبلهم، فالمطلوب أن نبني خطوتنا التالية في التفاوض انطلاقاً منه.

في الليلة نفسها تحدث السيد حسن نصر الله عبر تلفزيون «الجزيرة» ليعطي معنويات عالية ويؤكد أن المبادرة أصبحت في يد المقاومة، وأكد على الهواء ما نقله الحاج حسين بأن القناة الوحيدة للمفاوضات حول الأسرى هي الرئيس نبيه بري، وأن المقاومة تستعد للمواجهة البرية.

لقاء دار الفتوى

يوم الجمعة في 21/7/2011 ومع سقوط جسر المديرج(صوفر)، أعلى جسر في الشرق الأوسط، كانت الوقائع الميدانية على الأرض تؤكد سقوط إسرائيل في مستنقع أعمق بفضل النتائج المهمة التي حققها المقاومون في مارون الراس، وهم يلتحمون في مواجهات مع قوات النخبة، وكانت المقاومة المباشرة لعناصر حركة «أمل» في المعركة.. والتي لم تغطها الغارات الآخذة في التوسع بلوغاً نحو بعلبك بعدما أفلس بنك أهدافها في الجنوب والضاحية في عدم القدرة على إسقاط أي قيادي في المقاومة.

شهد هذا اليوم تأبيناً جماعياً لجثامين 74 شهيداً في منطقة صور، تابعنا مع الرئيس بري تفاصيل معقدة لإتمام العملية من دون إشكالات نظراً إلى تداخل الاعتبارات المختلفة بعضها مع بعض، كان مشهداً بالغ الأسى عندما تجد نفسك بلا حول ولا طائل لك أن تلقي السلام الأخير على من أحببت وهو يوارى في الثرى، وكان بين الشهداء كثير ممن نعرفهم عن قرب.

كانت أميركا وعلى لسان وزيرة خارجيتها كوندليسا رايس تظهر صورتها راعية للقتل، وهي ترفض الحديث عن وقف إطلاق النار قبل التوصل إلى شروط معينة وأن ما يحصل هو آلام المخاض لولادة شرق أوسط جديد، مشددة على الدعوة إلى مؤتمر روما بعد أيام، يسبقه حضورها إلى المنطقة بدءاً من الاثنين (24 تموز)، وأكدت أنها ستلتقي رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة الذي وصفته بـ«الرائع».

كانت تطورات الأيام السابقة قد أعادت فكرة انعقاد لقاء إسلامي في دار الفتوى سبق أن تقرر عقده من أجل إعلان موقف إسلامي موحد تجاه ما يحصل في العراق والبحث في إمكان الدعوة إلى انعقاد مؤتمر في بيروت للقيادات العراقية. وتقرر أن يشارك في اللقاء الرئيسان بري والسنيورة والمفتي الشيخ محمد رشيد قباني والشيخ عبد الأمير قبلان.

حصلت اتصالات وأعد مشروع بيان يصدره المجتمعون يوم الجمعة وافق عليه الرئيس بري، لكن عندما عُرض على الرئيس السنيورة تبين أنه سجل ملاحظات عدة يطلب فيها شطب جمل، مجرد التدقيق فيها يدل على نمط التفكير المتحكم في تلك اللحظة والذي يحاول الابتعاد عن تعبير المقاومة وحقها في الدفاع، وأضيف أيضاً للنص ما يتعلق بدعم الحكومة، لكن النقاش الذي حصل أخرج المسألة بصورة وحدوية وافق عليها الرئيس السنيورة بل إنه صرح بكلام جيد حول التضامن في مواجهة العدوان، بعدما كان قد سبقه الرئيس بري الذي أكد أن إسرائيل لن تستطيع تجاوز المقاومة ولا الدرع الجنوبية المحصنة بوحدة وطنية.

في هذا الوقت، كان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي قد وصل إلى بيروت، واستقبله الرئيس بري عند الثانية عشرة والنصف ظهرا، وقد أبلغنا الرئيس بري أن لا علاقة لهم بالحل، وهم يحملون تمنيات ويرددون ما سمعناه بالأمس على لسان الأميركي (بولتون) في الأمم المتحدة، وما فهمته هو أنه في جو عدم توقف إطلاق النار لأن الأميركي لا يريد ذلك الآن ومصرّ على أن يأتي ذلك من ضمن صفقة شاملة.

الأمر الوحيد هو أن الفرنسي كان يبحث في تأمين ممر بحري آمن للمساعدات الإنسانية.

قال الرئيس بري إنّ بلازي لم ينس أن يذكّرنا بالقرار 1559 وإنه رفض هو أن يعلق على اقتراح كوفي أنان قبل وقف إطلاق النار...

الحص ينصح السنيورة

وبينما كان بلازي يتابع جولته في بيروت، كان النائب سعد الحريري يلتقي الرئيس جاك شيراك في باريس حيث جاء تصريحه بعد اللقاء موقع تقدير في نقاشنا، لا سيما دعوته إلى عدم إلقاء مسؤولية الحرب على أحد من اللبنانيين وحرصه على وحدتهم، إلا أنه في المضمون السياسي تحدث مجدداً عن تسليم الأسرى الاسرائيليين إلى الحكومة اللبنانية.

استقبل الرئيس بري الرئيس الدكتور سليم الحص الذي أعلن أن أسوأ ما يحصل هو أن نواجه المجتمع الدولي بموقفين، واحد للحكومة وآخر للمقاومة، وأبلغ الرئيس بري أنه تحدث مطولاً مع الرئيس السنيورة ونصحه بأن يقيم جسر تواصل مع «حزب الله» وأن يكون الرئيس بري هو واسطته، فرد بري: أنا أعمل على هذا من دون أن يكلفني أحد وأعتبر أن أولى المهمات هي إبقاء صورة أن الموقف موحد.

فيلتمان يسعى الى دور

يوم السبت (22 تموز)، كانت معارك مارون الراس قد نقلت المعركة من السيطرة الجوية الإسرائيلية إلى إرباك كبير في البر، وأولى البلدات المحاذية للشريط مع فلسطين المحتلة والمكشوفة على تلة استطاعت أن تعيق اختراق العدو مع نخبة قواته وسقط للحركة واحد من قادتها المقاومين هو الشهيد هاني علوية الذي أثّر استشهاده فينا جميعاً.

استدعاني الرئيس بري إلى مكتبه وكان مجتمعاً مع السفير الأميركي جيفري فيلتمان وطلب شرح همجية الغارات الإسرائيلية على الجنوب، وتحديداً في بلدة الخيام، وسلمه صوراً عن حجم المجازر الإسرائيلية، تصفّح أولاها وأقفل الألبوم محاولاً نقل النقاش باتجاه آخر، وهي صور سيراها منذ هذا اليوم كل مسؤول أجنبي يلتقيه بري.

قال فيلتمان إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس ستأتي يوم الاثنين على الأرجح، وإنه من المفيد أن يقدَّم لها شيء جديد تستطيع أن تحمله إلى إسرائيل لأن الحديث عن وقف إطلاق النار من دون عناصر إضافية سيكون هزيمة لإسرائيل لن تقبلها رايس، وبالتالي إذا كنتم جديين، فأكملوا الصورة بطرح متكامل.

أبلغنا الرئيس بري أنه لم يناقشه كثيراً لأنه فهم أن لا معطيات عنده ويريد أن يسجل دوراً له في إنضاج الأمور قبل وصول الوزيرة رايس، وقال الرئيس بري: ترك الأمور مفتوحة وأحسست بأن هناك شيئاً جديداً لصالحنا.

بعدها نقل السفير الإيطالي فرانكو ميستريتا تحضيرات مؤتمر روما يوم الأربعاء في 26 آب، ولم نكن قد اتفقنا على شيء بعد والصورة لم تتضح أساساً، حتى أن مجلس الوزراء الذي انعقد اليوم لم يتطرق إلى هذا الموضوع.

بعدما التقى الرئيس بري وزير الشؤون الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بحضور السفير البريطاني جيمس وات، كما استقبل سفير العراق الذي نقل له رسالة من الرئيس جلال طالباني فيها عتب على توصيف الرئيس بري لبعض القوى المسلحة في العراق على أنها مقاومة، وكان موقفه خارج سـياق ما نناقشه في تلك اللحظة.

ثم كان لقاء موسع مع وفد إيراني صحي، تطرق الحديث فيه إلى معلومات إيرانية عن استعداد أميركي جديد للبحث في وقف إطلاق النار، وهي معطيات جعلت الرئيس بري يفكر في صياغة مشروع جديد للحل عله يكون مساعداً على الوصول إلى وقف النار.

بعد أن انتقلنا إلى مركز إقامة جديد أنا والشباب، وما إن رتبت أموري الخاصة حتى اتصل الحاج حسين الخليل عند الساعة الخامسة بعدما انقطعنا عن التواصل طوال يوم أمس بالكامل حيث التقينا قرب أوتيل «البريستول» وقمنا بجولة في شوارع بيروت وصولاً إلى حدود رأس النبع وعدنا باتجاه عين التينة.

بدأ الحاج حسين بحضور الرئيس بري ينقل معلومات السيد حسن نصر الله عن الأجواء الميدانية وبدايات المعركة البرية التي ستكلف الإسرائيلي الكثير مقارنة بخسائره حتى الآن.

تحدثنا عن صاروخ «زلزال» الذي تم اكتشافه في شاحنة في منطقة بشامون وعن إمكانات عسكرية أخرى كانت تصل في ذروة الحرب إلى مناطق الجنوب، كما تم التطرق إلى الحديث عن شبكات التجسس التي ضُبطت في أماكن الاستهداف في الضاحية وصولاً إلى وجود النازحين في المنطقة القريبة من عين التينة...

قال الرئيس بري إننا بحاجة إلى التفكير بصوت عال، أن نطرح سيناريوهات حلول من دون أن يعني ذلك تبنيها بالكامل.

تشاورنا في الحدود المقبولة لتبادل الأسرى وما إذا كانت تقتصر على اللبنانيين أو تشمل فلسطينيين وعرباً، وما هي إيجابيات أن يسلم أحد الأسيرين إلى الجيش اللبناني مقابل الجثامين وأن ننتقل بعدها إلى التفاوض وفق وقت محدد بأسبوع.

كان التركيز على درس كل الخيارات الممكنة بما يحفظ مصالحنا في الوصول إلى وقف لإطلاق النار مع افتراض حاجة الآخر إلى القبول بها ثم كتابة الأفكار استعداداً للآتي.

ودّعت الحاج حسين الخليل واتفقنا على طرق اتصال بديلة في حال تعذر التواصل العادي، على أن يحصل هذا في أسرع وقت ممكن.

في صباح يوم الأحد (23 تموز) أرسل الحاج حسين مرافقه ليسلمني رسالة خطية منه تتضمن موقف السيد حسن نصرالله بعد مراجعته بما تم التداول به أمس (ربطاً)، وفيها أن يقوم الرئيس بري بصياغة الموقف الذي يراه مناسبا وفق تطور مسار المفاوضات، وعلى اساس الرؤية المشتركة المتفاهم عليها والتي تخدم الأهداف المتوخاة.

الفيصل في واشنطن مستبقاً زيارة رايس

في هذا الوقت، كانت إسرائيل تعزز قواتها البرية في محاولة لإحداث اختراق ما على الأرض تستعيد معه المبادرة، في وقت كان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يستبق زيارة رايس إلى بيروت بالانتقال إلى واشنطن والاجتماع بالرئيس الأميركي جورج بوش حاملاً أفكاراً مشتركة مع مصر حول تسوية شاملة مرتبطة بالوضع في مجمل الشرق الأوسط.

وصل الموفد الألماني بيتر ويتيغ يرافقه السفير في بيروت ماريوس هاس. حضرت اللقاء مع الرئيس بري. بدأ حديثه حول الموضوع الإنساني والمهجرين وكيفية استيعابهم (وهنا إشارة إلى أن الرئيس السنيورة كان قد طرح فكرة إقامة مخيمات للاجئين رفضها الرئيس بري رفضا قاطعا معتبراً أنها توحي بأن المشكلة ستدوم وأن هناك إمكانية لبقاء الناس بعد انتهاء الحرب وهي مؤشر سلبي).

شجع الرئيس بري الموفد الألماني على أن تقوم بلاده بدور ما، وأنهم يمكن أن يكونوا الوسيط الأوروبي الأفضل نظراً إلى خبرتهم في إدارة عملية التفاوض حول الأسرى وعلاقاتهم المفتوحة مع الأطراف المختلفة. لم يظهر أن الموفد يحمل تصوراً واضحاً لهذا الدور، فأسهب الرئيس بري في تحليل الوضع وفتح الأبواب للتشجيع مجيباً على كيفية تصوره للحل بأن بابه هو وقف إطلاق النار وكل الأمور الأخرى مفتوحة للنقاش.

بناء على طلب الرئيس بري، انتقلت مع الحاج عبد الله بري إلى مقر إقامة السيد محمد حسين فضل الله (في عين التينة)، وعرضنا له ما يحصل على المستوى السياسي وحركة الاتصالات القائمة، وكان مهتماً بالتفاصيل وكيفية إدارة المعركة ومرتاحاً، وعبر عن اطمئنانه الأكيد بأن النصر سيكون لنا.

في هذا الوقت، نُقل عن السفير الإيراني محمد رضا شيباني أن رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي يعمل على وقف لإطلاق النار وأن السيد حسن نصر الله أبلغه أن ينقلوا التفاصيل إلى الرئيس بري، واتفقنا على أن يتحرك السفير الإيطالي باتجاه الرئيس بري.

لاحقاً أبلغني الحاج حسين أنهم أرسلوا إلى السيد علي لاريجاني باعتباره الوسيط، بما تم الاتفاق عليه، لكنهم لم يحصلوا على جواب، علماً أن الرئيس بري بادر لاحقاً إلى طرح مبادرة متزامنة مع انعقاد مؤتمر روما بعد أيام.

كان يوم الأحد حافلاً بالاتصالات التي أجراها أو تلقاها الرئيس بري على مستوى السفراء أو بالتواصل الخارجي، وكانت كل الظروف تشي برغم صعوبة التطورات الميدانية بأننا دخلنا مساراً سيكون لمصلحتنا على المستوى السياسي.

لاريجاني يلتقي الملك عبد الله

عند منتصف الليل ـ وكنت واعدت العائلة على اللقاء لنتفق على تسمية ابني الذي ولد قبل أيام ولم نتفق على تسميته بعد ـ تلقيت اتصالاً من الحاج حسين الخليل تواعدنا فيه على اللقاء في أحد مباني بئر حسن التي أعرفها، أبلغت الرئيس بري وانتقلت إلى هناك. كانت المسافة قصيرة لكنها مزعجة في ليل مدلهم لا ضوء فيه على الطرق أو في الأبنية، وبغياب تام للسيارات في الشوارع وشعور يلاحقك بأن طائرة MK فوق رأسك، كنت أقود السيارة بنفسي من دون مرافقة أحد، فوصلت إلى المكان والتقيت الحاج حسين ومعه شخصية إيرانية كانت ودودة ومتعاطفة.

نقلت الشخصية الايرانية التي زارت بيروت سراً، نتائج لقاءات علي لاريجاني مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في الرياض، واستعداد الأخير لنقاش الملف اللبناني والبحث عن صيغة تسوية للمساعدة، لكنه ذكر أن الملك غير مرتاح إلى موقف «حزب الله» والسيد حسن نصر الله تحديداً، وكان البحث بينهما حول كيفية تنظيم علاقة لا تصل فيها الأمور إلى رسم واقع جديد في المنطقة وأساساًَ ابتعاد العرب عن إيران.

كان نقاش موسع حول مجريات الأمور الميدانية والسياسية وعلاقة التنسيق القوية بين «حزب الله» وحركة «أمل»، والاستعداد للمواجهة البرية التي تجعل من سلاح المقاومة سلاح مواجهة أكبر منه سلاح ردع.

عدت باتجاه عين التينة مستخدماً طريق السفارة الكويتية وكانت الطائرات تقصف مواقع على أبواب الضاحية، ما جعلني أستخدم أقصى سرعة لأصل إلى كورنيش المزرعة وأقف جانباً لأستريح قليلاً.

بري يرجئ الحوار الوطني

جاء اليوم التالي (الاثنين 24 تموز 2006)، أكثر زخماً وشكل فاتحة لتبادل الأفكار محلياً حول ما سيحصل في مؤتمر روما الذي تأكد انعقاده وتبين أن النقاش فيه سيتحول من مساعدة لبنان إنسانياً وخدماتياً إلى البحث السياسي، ما يتطلب استعداداً استثنائياً، فيما شكل وصول وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس إلى بيروت مع كل تفاصيل ما طرحت، محاولة التعاطي بمنطق أنها من يدير الأمور وترسم مسارها، غير أن معطيات الأرض كانت تؤكد تجاوز الشروط الإسرائيلية التي أتت رايس من أجل تسويقها.

بدأ الرئيس بري نهاره بإصدار بيان يعلن فيه تأجيل جلسة الحوار الوطني التي كان مقرراً انعقادها في اليوم التالي، وبدت علامات التأثر عليه لأن مشهد الحوار كان سيشكل أكبر رد على العدو وانهزام مشروعه، بيد أن الاختلاف في وجهات النظر حول العدوان فوّت هذه الفرصة، وكان الخوف حاضراً في أي نقاش أو لقاء، وهذا ما دفع الرئيس بري أكثر من مرة إلى تجنب عقد اجتماعات عامة لقوى وتيارات حتى لا يستدرج الانقسام.

على هذه الخلفية، استقبل الرئيس بري السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة الذي بادره الرئيس بالقول: يمكن أن نختلف في الرأي حول الموقف من الحرب لكن هذا لا يفسد ود العلاقات وضرورتها.

رد خوجة بأن موقف السعودية واضح في رفض العدوان على لبنان وإدانته.

قال بري: ما يهمني في هذه اللحظة هو عدم الوقوع في فخ التصنيف المذهبي وكأن وجهات نظر الطوائف متناقضة، فلنبقِ الأمر في إطار الخلاف السياسي، ولكم دور مهم جداً على هذا الصعيد نظراً إلى موقع المملكة في لبنان والعالم العربي.

كان الرئيس بري يعي تماماً أثر هذا اللقاء على الجو الإسلامي العام.

علي حسن خليل/المصدرالسفير

 

لاهاي مهبط النظام السوري

سعود القصيبي/السياسة

منذ أسابيع  قليلة مضت ظهر المحامي العام لمدينة حماة السورية عدنان البكور معلنا  استقالته رداً على المجازر التي ارتكبها النظام الأسدي في حماة. وجاء في تصريحه, أن النظام السوري  قتل السجناء ودفنهم في مقابر جماعية, وقال  ان الاعتقالات كانت عشوائية بحق المتظاهرين السلميين,واصفا التعذيب داخل فروع الأمن بكلمات تثير الدهشة ازاء استمرار الصمت حيال تلك المذابح غير المسبوقة وكشف الرجل في شهادته الحية ان النظام الذي يقوده بشار الاسد هدم بيوتا  بأكملها على رؤوس ساكنيها. وسرعان ما فجر الرجل مفأجاة كبيرة حين قال :انه يوجد في جعبته الكثير من الشهادات والوثائق وانه سيدلي  بها في وقت لاحق.

 وبشهادة المحامي العام يعود المرء بذاكرته الى مجازر ارتكبها الاسد الاب بحق اهل حماة من خلال قتل عشرات الألاف في مذبحة لم يحدث ان شهدتها دولة شرق اوسطية والآن يعاد السيناريو  نفسه من خلال النظام وارتكاب سلسلة من المجازر ودفن الضحايا في مقابر جماعية  وهي جرائم لاتقل وحشية عما  فعله الخمير الحمر في كمبوديا وميلوسفيتش في البوسنة وهتلر في ألمانيا وهي افعال تقع تحت توصيف مجازر ضد الانسانية تتطلب عقابا وفق القانون الدولي . 

وتُعرًف المجازر ضد الإنسانية بانها أي فعل من الأفعال المحظورة والمحددة في نظام روما متى ارتكبت في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد اي مجموعة من السكان المدنيين وتتضمن هذه الأَفعال, القتل العمد, الإبادة, والاغتصاب, العبودية الجنسية, والإبعاد أو النقل القسرى للسكان. و تعد المحكمة الجنائية في لاهاي المرجع  لمحاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء وتحظى بولاية عالمية لمحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبي الفظائع بحق الإنسانية وجرائم إبادة الجنس البشري.

وفي سورية لم يقف النظام عند ارتكاب هذه المجازر رغم إنكاره دخول الجيش السوري إلى غالبية المدن السورية حتى انه  فبرك قصة عن اختطاف المحامي العام من قبل جماعات مسلحة, ليأتي الرد السريع من المحامي العام نفسه نافيا ما جاء في الاعلام السوري معلناً أن استقالته جاءت احتجاجاً على الممارسات الوحشية بحق المتظاهرين السلميين. وذكر أن ما يبثه التلفزيون السوري عن اختطافه من قبل جماعات مسلحة هو عار من الصحة, وذكر الرجل  قائمة بأسماء المتورطين في مجازر ضد المدنيين العزل في حماة.

اذن نحن امام  شاهد اثبات على هذه الجرائم, وتاكيدا لصحة شهادة هذا الرجل اطلعت على وثيقة رسمية  تبين انها  عبارة عن برقية سرية موجهة إلى قيادة الفرقة الرابعة صاحبة الصيت السيئ لدى الشعب السوري بسبب شدة وحشيتها,  وقد حوت البرقية توجيها صريح من بشار الأسد بصفته القائد العام للقوات المسلحة مذيلة بتوقيع العماد علي محمود نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع,  بإعدام المعتقلين في حماة وتسليمهم إلى المحامي العام.  

ان هذا الدليل الدامغ الذي اثبتته الوثيقة الموجودة بحوزة جهات قانونية ودولية  والأدلة الأخرى التي جمعتها المنظمات الدولية والإنسانية من قيام النظام السوري بارتكاب الفظائع بحق شعب أعزل  تخرس المتشككين او المدافعين عن  النظام, وتوضح بما لايدع مجالا من الشك ان  شرعية الرئيس السوري لم تعد قيد البقاء بعد ارتكابه بالادلة اعمالا يعاقب عليها القانون الدولي, ولا يقبلها المجتمع الدولي, لقد بات من المستحيل بقاء ذلك النظام وسط فيض الادلة والمشاهد التي تكشف الجرائم ووحشية الامن السوري, في وقت عجز فيه النظام نفسه عن تطبيق اي اصلاحات وهو ما يعني عدم مقدرته على ادارة الامور وهذا من جانب اخر .

 ان الامر برمته بات على المحك وهو يتطلب تدخل  مجلس الامن للتصويت على اقرار احالة ملف جرائم النظام السوري إلى محكمة العدل الدولية  في لاهاي بهولندا ,وهو امر حتمي لان سورية  لم توقع على معاهدة روما وهو ما يجعل استحالة  احالة الجناة مباشرة للمحاكمة الدولية من دون المرور على مجلس الامن .

لقد اقتربت ساعة الحساب, بعدما طالت ساعة السحل والقتل الجماعي وافرط فيها النظام السوري وهو ما تسبب في تسرب ادلة الاثبات وان كانت مشاهد العنف ملأت مواقع الانترنت ووصفها  النظام السوري ب¯ " المفبركة ", فان استقالة المحامي العام وتسريب وثيقة القتل الجماعي من القائد الاعلى للقوات المسلحة السورية اي بشار الاسد, قربت مثول الجناة امام محكمة لاهاي في هولندا وهو الامر الذي سيمثل بداية جادة وفعلية ليجني الشعب السوري ثمار تضحياته وفاء لاكثر من 3 الاف شهيد نصفهم قتل بشكل جماعي كما قال المحامي العام الذي فضح النظام السوري .

*كاتب سعودي

 

النائب السابق جواد بولس:مواقف بكركي لا يمكن ان تكون ارتجالية: على الأقليات الإنخراط في الثورات

على 14 آذار إعادة اختراع ذاتها وصقل مشروع جديد يتماشى مع مقتضيات المرحلة...    

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

لا شك ان تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاخيرة ارخت بظلالها على المشهد السياسي الداخلي، وخلقت نقاشاً واسعاً بين الاطراف اللبنانية بشكل عام، والمسيحية بشكل خاص. فمنهم من اعتبر ان المواقف التي اتخذت من العاصمة الفرنسية هي مواقف منطقية وواقعية ووطنية، بينما اعتبر آخرون ان ما قاله الراعي لا يعكس وجهة نظر الكنيسة المسيحية ولا يمثل موقع بكركي التاريخي والسياسي.

وفي هذا الاطار كان لموقعنا مقابلة شاملة ومطوّلة مع النائب السابق جواد بولس، الذي تحدث بصراحة عن وجهة نظره السياسية من مواقف بكركي، مشيراً الى ان " غبطته بدا مربتكا بمواقفه عندما أكد أنها لم تفهم على حقيقتها بسبب الإجتزاء والتحريف"، لافتاً الى ان "المواقف المهمة لا يمكن أن تكون ارتجالية بل يجب أن تكون حصيلة تشاور ومناقشة داخل الكنيسة ومع الفاتيكان ومع أبناء الطائفة على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم".

وعرّج بولس في حديثه على موضوع الأقليات معتبراً ان "الخوف موجود لدى الأقليات ولكن يجب ان نعي ان التغيير آت لا محال", واصفاً الانتفاضات العربية بأنها "مدنية وليست دينية", ومشددا على ان "الوسيلة الفضلى المتاحة للأقليات كي تحول دون خطف الثورات من قبل الراديكاليين هي في الانخراط بها بغية طرح مفاهيمها الخاصة وشراء مكان لنفسها من خلال نضالها على طاولة صياغة الأنظمة الجديدة في بلدانها".

واذ رأى بولس ان "الحكومة لن تسقط الا بزوال اسباب قيامها"، علّق على مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة، فرأى ان "جنبلاط يدرك تماما أن واقعا جيوستراتيجيا جديدا ينشأ في الشرق الأوسط برمته وأن خطوط توزيع النفوذ بين الدول الإقليمية الكبرى بدأت تتبدل وأن هناك توازنات جديدة تنشأ في المنطقة ستكون مختلفة تماما عما أعتدنا عليه".

واذ دعا بولس قوى "14 آذار إلى إعادة اختراع ذاتها وصقل مشروع جديد يتماشى مع مقتضيات المرحلة ويحمل في طياته أملاً بالتطور والتقدم", اشار الى ان "سقوط النظام في سوريا سيكون له ترددات مهمة على حلفائها في لبنان".

وفي ما يلي النص الكامل للحوار:

كيف تقرأون مواقف غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التي اطلقها من فرنسا والتي اكد عليها وتمسك بها في خلال زيارته الرعوية لمنطقة بعلبك الأسبوع الماضي؟.

هناك شقان لكلام غبطة البطريرك. الشق الأول يتعلق بمجموعة من الهواجس عبر عنها غبطته وتتعلق بوضع رعيته في سوريا بشكل خاص ووضع المسيحيين في الشرق بشكل عام على ضوء تجربة العقود الماضية وحرب العراق والوضع في فلسطين والثورة السورية وصعود الأصوليات في العالم العربي وإيران واسرائيل. والشق الثاني يتعلق بمجموعة من المواقف السياسية التي شكلت في ظاهرها انقلاباً على سياسة بكركي وهي السياسة التي رسمها نداء المطارنة الموارنة لعام 2000 والنداءات التي تلته والمسندة بدورها إلى الثوابت التي تضمنها الإرشاد الرسولي والمجمع الماروني والظلم الذي لحق بالموارنة والمسيحيين في لبنان جراء السياسات السورية تجاه بلدنا.

في ما يختص بالشق الأول، فمن حق البطريرك لا بل من واجبه ان يعبر عن هواجس المسيحيين بحزم ووضوح في عواصم القرار. أما في الشق الثاني، فقد بدا غبطته مربتكا بمواقفه عندما أكد أنها لم تفهم على حقيقتها بسبب الاجتزاء والتحريف. ولا عجب لأننا اعتدنا على ان تصدر المواقف البطريركية الكبيرة على خلفية اجتماعات المطارنة المورانة الذين يشاركوا البطريرك في صياغة مواقف بكركي بحيث أن المواقف المهمة لا يمكن أن تكون ارتجالية بل يجب أن تكون حصيلة تشاور ومناقشة داخل الكنيسة ومع الفاتيكان ومع أبناء الطائفة على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم. هذا ومن المؤكد أن كلام غبطته في فرنسا فاجأ الجميع وصدم الكثير. ولا شك في أن المشاورات التي تبعت عودة غبطة البطريرك إلى لبنان ساهمت في تبديد بعض الانطباعات حول مقاصد الكلام البطريركي علما أنه من الضروري توضيح بعض الأمور التي لا تزال غامضة. وإني أتمنى ان يتم هذا التوضيح بصياغة سياسية دقيقة على أثر اجتماع خاص للسادة المطارنة لأنه لا يجوز أن تبقى مواقف الكنيسة الماورنية عرضة لتفسيرات متناقدة.

الى اي حد تعتبرون ان غبطته اخطأ في قراءته السياسية وفي مخاوفه؟، وبماذا تنصحون؟.

هناك مفهومان يبدو أن مواقف البطريرك تنحدر منهما. المفهوم الأول خاص بسلاح المقاومة الإسلامية في لبنان ودوره والمفهوم الثاني خاص بما يسمى بتحالف الأقليات. أما فيما يتعلق بسلاح حزب الله الذي تعتبره فئة واسعة من اللبنانيين ومن الموارنة تحديدا بأنه سلاح ميليشياوي بإمتياز، فقد ذهب غبطة البطريرك أثناء وجوده في فرنسا إلى اعتباره سلاح أمر واقع غير قابل للمعالجة طالما أن اسرائيل مستمرة في انتهاك حقوق لبنان في مزارع شبعا وفي رفضها المستمر بالإعتراف بحق العودة للفلسطينيين. ثم عاد غبطته ووضح موقفه أثناء زياراته الأخيرة إلى البقاع عندما ربط مسألة حق العودة بالقرار 194 مذكرا بذلك بسمو قرارات مجلس الأمن وبالتالي بضرورة تطبيق هذه القرارات عبر اعتماد آليات الشرعية الدولية. واستطرادا، يكون غبطته قد أكد ايضا على سمو قراري مجلس الأمن رقم 1559 و1701 الذين يتطرقان إلى مسألة سلاح الميليشيات في لبنان والذين يطالبان بنزعها وحصرها بيد الدولة. وهذا التصويب أمر جيد ومفيد ولو كان بحاجة إلى مزيد من البلورة. هذا ولا بد من التذكير في هذا السياق بأن سلاح المقاومة الإسلامية في لبنان ليس سلاحا لبنانيا بل سلاحا إيرانيا وسوريا، أقله في رأيي، وأن مسؤولية معالجته لا يمكن ان تكون مسؤولية لبنانية صرف بل هي أيضا مسؤولية دولية لأن هذا السلاح ما كان ليدخل لبنان لولا تعامي المجتمعين العربي والدولي على سياسات النظام السوري وممارساته في لبنان شأنه شأن قسم كبير من السلاح الفلسطيني.

أما موضوع تحالف الأقليات فيحتاج إلى بحث أعمق مما يبدو أنه تم تخصيصه به. ماذا نعني بتحالف الأقليات؟ إذا عدنا إلى الإطار اللبناني، فمن البديهي أن ليس هناك من طائفة تشكل وحدها الأكثرية في بلدنا. ولأن كل طائفة بذاتها هي أقلية في لبنان، فيكون تحالف الأقليات بمثابة تحالف كل الطوائف التي تتشكل منها الفسيفساء اللبنانية. وهذا الإجماع يتم على أساس شرعة سياسية واجتماعية تأخذ شكلها القانوني بالدستور. فمن يخرج عن الدستور يكون قد خرج عن الإجماع اللبناني وبالتالي عن منطق تحالف الأقليات. فمن هو يا ترى الفريق الذي يمعن في مخالفة الدستور اليوم؟ فريق واحد يخالفه بل يتحداه هو حزب الله لأنه يصر على بناء دويلته على حساب الدولة الذي ينظمها الدستور. فسلاحه وغلبته على اللبنانيين يخالفان الدستور. ومربعاته الأمنية تطعن به وشبكة مواصلاته ومحاكمه الخاصة تعارضانه. إذن فتحالف الأقليات في لبنان يعني تحالف كل من يعترف بالدستور في وجه كل من يطعن به. أهذا ما يقصده غبطة البطريرك؟.

ورب قائل أن مفهوم تحالف الأقليات ليس المقصود منه الإطار اللبناني بل منطقة الشرق الأوسط برمتها. وتذهب هذه النظرية إلى التساؤل عن مصير الأقليات في "البحر السني" الذي يحيط بها. غير أن هذا المنطق يتجاهل واقعة كون الحراك السياسي الإقليمي من المحيط إلى الخليج يعني دولا تتنوع فيها الأكثريات والأقليات. فإيران مثلا دولة ذات أكثرية شيعية وكذلك العراق والبحرين واسرائيل أكثريتها يهودية. أما لبنان فهو مكون من مجموعة من الأقليات. هذا فضلا عن الدول الأخرى التي تضم أكثرية سنية. فماذا نعني بتحالف الأقليات ضمن هذا الإطار؟ إذا كان المفهوم يشير إلى التحالف بين المسيحيين وإيران مثلا، فليس ذلك بتحالف أقليات لأن الشيعة في أيران أكثرية. والمنطق ذاته ينطبق بالنسبة للدولة اليهودية: فهل تتحالف الأقليات اللبنانية مع اسرائيل؟ وماذا عن التحالف مع السنة الإيرانيين مثلا أو العراقيين الأقلويين في حين أن السنة يشكلون أكثرية في المملكة العربية السعودية وفي مصر وغيرها من الدول. فهل يعتبر التحالف مع السنة في العراق تحالفا مع أكثرية أوأقلية؟ وهل يتحالف المسيحي اللبناني مع الأقلية العلوية في تركيا؟ أو مع الأقلية الكردية في العراق وتركيا وهم سنة؟ ألا يقود ذلك إلى التسليم بتفتيت دول المنطقة الأمرالذي يتخوف منه دعاة تحالف الأقليات بنفسهم المروجين لنظرية المؤامرة؟ كل ذلك تناقضات بتناقضات. وهكذا يبدو أن القول بتحالف الأقليات مسند إلى منطق ركيك يسقط أمام التحليل النقدي فيكف نسند إليه مصير الطائفة؟ أما إذا اعتبرنا أن هذه النظرية إنما يقصد منها ضرورة التصاق المسيحيين بالنظام السوري فأين الحكمة والمصلحة في تحالف المسيحيين مع نظام يتهاوى وهو النظام الذي ساهم في تدمير الوجود المسيحي في لبنان على مدى عقود من الزمن؟.

هل صحيح ان الاقليات اليوم في العالم العربي مهددة بمزيد من التقهقر في ظل الثورة التي تشهدها المنطقة؟

لا شك أن هناك خوف لدى الأقليات من التغيير. لا لأن هذه الأقليات راضية أو مرتاحة للوضع الراهن في البلدان التي تقطنها أو لأنها ترى في استمرار الديكتاتوريات القمعية والأنظمة الشمولية ضمانه لها. بل لأنها تأقلمت مع وضع قائم وتخشى أن التبدلات لن تأتيها بالأفضل. وها هي تجربة العراق كامنة في الذاكرة. ومن الواضح أيضا أن الأقليات تتخوف من صعود الراديكاليات والتطرف في العالم العربي وفي إيران وفي إسرائيل النووية. ولكن يجب أن نعي أن التغيير آت لا محال. لقد طفح الكيل لدى الشباب العربي والإيراني ولم يعودوا قادرين على تحمل الأنظمة القمعية والفاسدة والمدمرة لطموحاتهم وأحلامهم بالرقي والازدهار. فإنتفاضتهم ليست انتفاضة دينية بل مدنية. وهم يطالبون بحقوق نعم بها اللبنانيون على مدى عقود واستبسلوا في الدفاع عنها في كل مناسبة تمت تهديدها فيها. هي شعوب تريد تنشق هواء الحرية والتخلص من الاستبداد. ولا يمكن الوقوف في وجه هذه التطلعات. وإذا كان التغيير آت لا محال، فالوسيلة الفضلى المتاحة للأقليات كي تحول دون خطف الثورات من قبل الراديكاليين هي في الانخراط بها بغية طرح مفاهيمها الخاصة وشراء مكان لنفسها من خلال نضالها على طاولة صياغة الأنظمة الجديدة في بلدانها. هذه هي الطريقة الوحيدة.

عل تعتبرون ان مواقف البطريرك الراعي ابعدت بكركي عن دورها التاريخي وستعرضها لكثير من المخاطر والتحديات على المدى المتوسط؟

كلنا نعرف أن ما يحصل في المنطقة مفاجئ وكبير وخطير إلى درجة أنه يصعب حتى على دوائر الدول الكبرى ان تستوعبها. إنه واقع جديد يطيح بتجربة خمسين سنة ونيف. أنظمة تتهاوى كأحجار الدومينو، شعوب تنتفض، الدولة الفلسطينية على قاب قوسين من النشوء، الثورة الاسلامية في إيران تنظر بقلق إلى مستقبلها، سوريا تثور، تركيا تتغير في العمق، العراق يبحث عن مستقبل يضمن التنوع ضمن الوحدة. فإذا كانت الدول غير قادرة على استيعاب ما يحصل، فماذا إذن عن مؤسساتنا الطائفية؟ هناك حاجة إلى تفكير معمق في التطورات ومعانيها ونتائجها وكيفية مواجهتها والاستفادة منها بما يضمن مصلحة لبنان. وهذا البحث يجب أن يقوم على جهد جماعي لا فردي. وبرأيي فإن البطريرك تسرع في اتخاذ المواقف وربما كان يحاول أن يعبر عن افكار قيد التداول ولكنها لم تتخمر بعد. وإني ما زلت غير مقتنع بأن موقف البطريرك النهائي قد تبلور بعد. ولا بد أن نعود جميعا إلى ثوابت الكنيسة المارونية القابلة بدورها للتطور الإيجابي والتدريجي، لا للانقلاب عليها.

هل تعتقدون ان العماد ميشال عون يحاول استغلال مواقف بكركي سياسيا من اجل القول انه على حق، وان النظام السوري يجب ان يبقى تحت عنوان حماية الاقليات في العالم العربي والخوف من سيطرة الاكثرية السنية المتشددة على الحكم.

طبعا. وهذا من حقه. ولكن عليه أن يأخذ في الإعتبار مواقف البطريرك التوضيحية. فلا يبني مواقفه على كلام اعتبره غبطة البطريرك صراحة بأنه مجتزأ وغير معبر بدقه عن رأيه وقناعاته. إلا أن خطاب العماد عون يفتقد إلى الجدية والثباة. فمن جهة يطلق خطابا يبتغي منه تخويف المسيحيين من الراديكالية السنية الأقلوية وغير المنظمة ومن جهة ثانية تراه يدعوهم للإستسلام، كما فعل هو، إلى الراديكالية الشيعية المنظمة والمسلحة والمندفعة نحو إٌقامة دولة دينية في لبنان تخضع لمرجية الولي الفقية الإيراني. وفي الوقت ذاته تراه يعبر عن مدى تأبطه وعدم ارتياحه إلى حلفائه المدججين بالسلاح بدلالة ما أوردته برقيات ويكيلكس المسربة. فلماذا يجهد على إقناع المسيحيين بتبني وجهة نظر تراه بنفسه غير مقتنع بصحتها؟ ومن ثم على ماذا يبني العماد عون ليعتبر أن النظام السوري، في حال استمراره، سيبدل سياسته تجاه لبنان المبنية أصلا على ضرب دور المسيحيين والانتهاء من خصوصية نظامه الفريد في المنطقة تمهيدا لضم لبنان إلى سوريا؟.

في ما يختص بموضوع الانتخابات النيابية المقبلة، هل تؤيدون قانوناً انتخابياً على اساس النسبية؟، ام ان الوقت ما زال مبكراً للحديث عن هذه الحسابات؟

قبل الجواب على السؤال، أعتقد أنه من المفيد أن نحدد الأهداف التي نريد الوصول إليها من جراء أي قانون للانتخابات. فالهدف الأول برأيي هو تحقيق التمثيل الأكثر صحة للمناطق والطوائف كي لا تشعر أي طائفة أو منطقة أنها مغبونة. الهدف الثاني، هو تحقيق الحد الأقصى من الانصهار الوطني من خلال تبادل التأثير الانتخابي بين الطوائف قدر المستطاع والهدف الثالث هو إشراك الانتشار اللبناني في الاقتراع. شخصيا أرى أن الصيغة الأفضل تقضي بإنشاء مجلس الشيوخ المنصوص عنه في اتفاق الطائف بحيث يتم انتخاب أعضاؤه على أساس القيد الطائفي المطلق أي أن كل طائفة تنتخب ممثليها في مجلس الشيوخ. وينحصر الإقتراع بالمقيمين. أما مجلس النواب فيتم انتخاب اعضاؤه بمعزل عن القيد الطائفي ضمن الدائرة الصغرى (القضاء أو أصغر) وذلك بمشاركة المغتربين. أما في غياب مجلس الشيوخ، فأرى أن أفضل نظام هو النظام النسبي ضمن الدوائر المتوسطة الحجم مع تمكين الانتشار من الاقتراع في أماكن وجودهم في الخارح. وهنا لا بد من التنبه إلى المؤامرة التي تحاك في أقبية الأكثرية بحق اللبنانيين المقيمين في الخارج بغية منعهم من الاشتراك في الانتخابات المقبلة إذ يبدو أن القيمين على وزارة الخارجية قرروا بذل المستحيل من أجل حرمان لبنانيي الانتشار من حقهم في المشاركة في تقرير مصير بلدهم وذلك وسط الصمت الفاقع لحلفائهم من دعاة حماية حقوق اللبنانيين والإصلاح والتغيير المنكبة جهودهم حاليا على تمرير تلك الصفقة الكهربائية المريبة.

الى اي حد يعمد العماد عون الى استعمال سلطته ووجوده في الحكومة لتصريفها في الانتخابات النيابية المقبلة من خلال الخدمات التي يقدمها والعناوين والشعارات الشعبيوية التي يطرحها اليوم على اكثر من صعيد؟.

العماد عون لا يختلف عن سائر السياسيين الذين توالوا على الحكم سوى أنه اختار أن يرفع شعار الإصلاح والتغيير لأسبات تكتيكية. وإني آسف لاستهلاك هذا الشعار وهلاكه في سوق صفقة الكهرباء لأن البلد بحاجة ماسة إلى الإصلاح والتغيير بدءا بهذه الحكومة.

هل ستتمكن الحكومة اللبنانية من اقرار بند تمويل المحكمة الدولية، ام ان حزب الله والعماد عون لن يسمحا بذلك؟

لا خيار لهما في الأمر وهما يعرفان ذلك ونحن نعرف ذلك. أما ما نشهده من تجاذبات داخل الحكومة حول هذا الموضوع فهدفه ترجيح كفة الرئيس ميقاتي داخل طائفته وإظهاره بمظهر القادر على انتزاع تمويل المحكمة من قبضة حلفائه المترددين. إنها مسألة إخراج لا أكثر ولا أقل.

هل تتوقعون سقوط الحكومة وانفجارها من الداخل في ما لو استعر الخلاف على طاولتها؟.

لن تسقط الحكومة إلا بزوال أسباب قيامها. فهي وليدة الحاجة السورية لا المصلحة اللبنانية. ولا أحد يملك قرار إسقاطها سوى حزب الله في الداخل وسوريا في الخارج. فهي حكومتهما المكحلة باللون البرتقالي.

كيف تقرأون مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة، وهل صحيح انه بات اقرب الى فريق 14 اذار ؟.

من الواضح أن وليد جنبلاط يعيد تموضعه على وقع التغييرات في المنطقة وخاصة في سوريا. وقد أتت مواقفه الجديدة على أثر زياراته المتكررة إلى عواصم عدة فاعلة معنية بشؤون المنطقة. يدرك تماما أن واقعا جيوستراتيجيا جديدا ينشأ في الشرق الأوسط برمته وأن خطوط توزيع النفوذ بين الدول الإقليمية الكبرى بدأت تتبدل وأن هناك توازنات جديدة تنشأ في المنطقة ستكون مختلفة تماما عما أعتدنا عليه. إنها لعبة جديدة بقواعد جديدة. مع ذلك لن يعود وليد بيك إلى 14 آذار المحتاجة بدورها إلى إعادة اختراع ذاتها وصقل مشروع جديد يتماشى مع مقتضيات المرحلة ويحمل في طياته أملا بالتطور والتقدم. وبعد أخبتاره أقصىى اليسار وأقصى اليمين، ها هو وليد بيك يصبح "وسطيا".

يبدو ان الرئيس ميشال سليمان يمعن كثيراً في سياسة "السكوت" على ما يجري اليوم من احداث وتطورات، فهل فقد حياده؟، وهل فقد دوره؟، وهل صحيح ان سلاح حزب الله ووهجه "روّض" اداء رئيس الجمهورية بشكل او بآخر؟".

إن معادلة الشعب والجيش والمقاومة المشؤومة لا تترك مساحة واسعة لحقيقة الدولة. وقد بات ما يسمى تهذيبا بالسلطة في لبنان أكثر شبها باتحاد بلديات يتنكر مخجلا بزي الدولة. فماذا لعله يكون دور رئيس الدولة في غياب الدولة؟.

بالنسبة للثورة المستمرة في سوريا، هل تعتقدون ان النظام سيسقط بعد اكثر من نصف عام على انطلاق الثورة، ام ان الامور ستخضع لمساومات او لتفاهمات تبقي النظام وتُقلّم اظافره؟

لا أدري. فهذا شأن الشعب السوري. ما يهمني كمسؤول هو أن تتغير السياسة السورية تجاه لبنان وأن يعاد بنائها على أسس جديدة وسليمة وصحية وندية. ما يهمني كلبناني هو أن تكون سوريا بخير ومتصالحة مع نفسها. ما يهمني كمواطن متمسك بالحرية والديموقراطية هو أن يكون لأخي في سوريا الحقوق نفسها التي أتمتع بها أنا في لبنان. وما يهمني كإنسان هو أن يتوقف العنف والقمع الوحشي فورا وأن تنتهي المأساة التي يعيشها الانسان في سوريا.

ماذا لو سقط النظام؟، كيف سيكون المشهد السياسي في لبنان، واين سيكون موقع حلفاء سوريا على الساحة الداخلية؟

لا شك في أن سقوط النظام في سوريا سيكون له ترددات مهمة على حلفائها في لبنان. فمنهم من سيختفي عن الساحة السياسية لأنه يفتقد إلى أي حيثية خارج إطار الدعم السوري له. ومنهم من سيعود إلى حجمه الطبيعي بعد زوال الرافعة السورية، ومنهم من سيبقى فاعلا على الساحة السياسية ولكنه سيضطر إلى التواضع والدخول في تسويات لم يكن ليقبل بها في وجود الراعي المنتهية صلاحيته. ولكن المرحلة محفوفة بالمخاطر والمطلوب من الجميع التصرف بوعي وحكمة وتعقل وهدوء.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

وغزل بين جنبلاط وحماده... للظروف أحكام

إحياء اللقاء الديموقراطي رهن الظروف إن شاء الله خير

وجدي العريضي/الديار

وعادت العلاقة الى مجراها الطبيعي بين رفيقي الايام الصعبة والمحطات المفصلية رئىس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط والنائب مروان حمادة والتي انقطعت لدى تصويت النائب حماده الى جانب زملائه في «اللقاء الديموقراطي» فؤاد السعد وهنري حلو وانطوان سعد للرئىس سعد الحريري.

وتقول مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي ان للعلاقة الجنبلاطية - الحمادية، تاريخا سياسيا عريقا ومحطات مفصلية في اصعب وادق الظروف من حروب ومفاصل سياسية لا سيما دورهما في اسقاط اتفاق السابع عشر من ايار الى امور تقرأ في كتب، ومن منطلق الصداقة «ورفقة العمر» من النهار الى السياسة وجنيف ولوزان والاتفاق الثلاثي والطائف وثورة الارز، فإن النائب حماده ابن البيت الديبلوماسي العريق لم يشأ ان يستغل خلافه والبيك ويتحول الى سجال ومادة لهذا وذاك، بل كان يردد «وليد اخي ورفيقي ومشي الحال وما في مشكلة كنا سوّيا وسنبقى كذلك»، ما حافظ عليه «ابو كريم» او الشهيد الحي بامتياز وخال الشهيد جبران تويني وصديق ورفيق الرئىس الشهيد رفيق الحريري، الذي عرّفه على سيد المختارة الى صداقة سائر الشهداء.

وتقول مصادر الحزب الاشتراكي، عادت الامور الى سابق عهدها وكأن شيئا لم يكن، حماده كان في الامس في احتفال العرفان ثم في احتفال «جبهة التحرر العمالي» احد اعمدة الحزب الاشتراكي الى لقاءات وعشاوات منها ما بقي بعيدا عن الاعلام.

واكدت المصادر نفسها ان الود بين الرفيقين المخضرمين في السياسة والصداقة عاد من جديد.

وعمّا يجري تداوله حول اعادة ترميم واحياء «اللقاء الديموقراطي» فإن المعلومات المستقاة من مصادرهما لا تؤشر الى ذلك في هذه المرحلة، لكن لا شيء مستحيل اذ لوحظ خلال الايام الماضية مشاركة نواب «اللقاء الديموقراطي» الاخرين اضافة الى النائب حماده اي السعد - حلو وسعد في مناسبات واحتفالات للحزب التقدمي الاشتراكي.

وهنا يقول حماده باختصار «الحرارة عادت بين سائر نواب اللقاء الديموقراطي» دون ان يضيف شيئا لكنه بدا مرتاحا لمسار الاوضاع بين رفاق الماضي والحاضر.

ولفتت المصادر نفسها الى ان الاحتمالات تبقى واردة في المرحلة المقبلة، بحيث ثمة توافق مشترك بين جنبلاط وحمادة وتحديدا على المسلمات الاساسية اي المحكمة وتمويلها والسلاح خارج اطار الدولة، فحمادة «الخبير والضليع» بالشؤون الجنبلاطية، يقدّر احيانا كثيرة سرّ المناورات والمواقف التي يقدم عليها رفيق دربه، انما لحماده وبحسب المصادر الاشتراكية وضعية يدركها القاصي والداني، فهو الشهيد الحي ومرافقه غازي ابو كروم استشهد الى جانبه وابن شقيقته جبران تويني قضى شهيدا، وبالتالي جنبلاط وسواه يقدرون هذه الوضعية ولكن الحرارة عادت تسري في شريان اللقاء الديموقراطي وذلك ما اثلج جمهوره الواسع الذي لم يغرّد يوما خارج سرب المسلمات والثوابت والمبادئ التي قام عليها اللقاء من رفض التمديد للرئيس اميل لحود الى الدور الفاعل في ثورة الارز بحسب ما تقول المصادر الاشتراكية.

 

قيادي في «التيار الوطني الحرّ»: العماد عون يُريد الحالة العونيّة ويرفض النظام الداخلي للحزب

الناشطون يتحوّلون الى ماكينة إنتخابية : معظم نواب التغيير و الاصلاح من خارج صفوفنا

باسيل وحنّا أسسا شركة إعمار وإعلانات السياحة والطاقة لشركة «كليمانتين»

ابراهيم جبيلي/الديار

في خضم المعارك الكبرى التي يخوضها العماد ميشال عون التي تبدأ بالكهرباء وبالتعيينات والاقالات ولا تنتهي برفضه تمويل المحكمة الدولية ومساندته للنظام في سوريا، يخرج احد القياديين عن صمته، ويعود ليتحدث عن البدايات، ويستعرض الاسباب التي دفعت بعملية التنظيم الداخلية الى التعثر، والى الانكفاء عن مطالبة المعارضة بمأسسة الحالة العونية، ولان الموضوع شائك ومعقد فان كلام القيادي وصل بصراحته الى حدوده القصوى، تحدث بالاسماء والارقام عما يجري داخل اروقة الرابية وموضحاً كيف ولماذا تتخذ القرارات وكيف يحصل اهل الثقة واصحاب الحظوة على المهمات وعلى المسؤوليات.

الجنرال عون يريد الحالة العونية، يسعى الى تعزيزها، ويسخر جميع المحازبين التياريين في خدمة هذه الحالة، هكذا وصف القيادي احوال التنظيم المنتظر، ويضيف بان الحزب الموعود هو وسيلة واداة وماكنة انتخابية يستخدمها اصحاب الحاجة عند كل استحقاق فاذا ارادت الرابية ان تعبّر شعبيا فان التيار وعناصره جاهزين للحشد الجماهيري، وعندما تداهم الانتخابات النيابية او البلدية، فان التيار الوطني مع جميع كادراته يتحول الى ماكنة انتخابية، تحصي الاصوات وتجهز اللوائح وتنقل الناخبين من اماكن سكنهم الى صناديق الاقتراع، وهنا ينتهي دور الحزب لتتفرغ الحالة العونية من توزيع المغانم والمكتسبات، خصوصاً ان الغلال كانت وفيرة في الدورتين السابقتين، مقاعد نيابية اتبعت بحقائب وزارية وصلت الى عشرة وزراء.

ويسأل القيادي في التيار الوطني: ما هي افضال النائب نبيل نقولا في المتن الشمالي سوى انه نائب مطيع، «يبصم» عالعمياني، وينجح دائما ان يلعب دور الصدى للعماد عون، ومثله تماما زميله النائب عابس الهاشم الذي نعتبره رجل سوريا وحزب الله داخل تكتل الاصلاح والتغيير، ويتابع القيادي: علماً اننا جميعاً لم نجد حلا للديناميكية التي يحيط بها الهاشم للعماد عون، اضافة الى انه رسخ موقعه في لوائحنا الانتخابية بعدما ساهم بحصة توازي خمسة عشرة بالمئة في تلفزيون O.T.V ويسأل القيادي عن عدد النواب المنتسبين الى التيار الوطني في تكتل الاصلاح والتغيير فالاكثرية هم من خارج صفوفنا، وصلوا بفعل ارادات مختلفة لاتمت بصلة الى عملنا ونضالنا الحزبي.

ويعطي القيادي في التيار بعض الاسماء لمعرفة منسوب الظلم الذي لحق بالمحازبين والمناضلين في صفوفنا، فيعتبر مثلا رمزي كنج استخدم «للعتالة» يدير المعارك خصوصا في اللحظات الصعبة، وفي مواسم الانتخابات يكون اول المبعدين، ومثله يعاني زياد عبس عندما استقدموا له مرشحا من مرجعيون ليخوض معركة المقعد الارثوذكسي في الاشرفية، اما انطوان الخوري حرب فان مهمته باتت محصورة بمساعدة جبران باسيل في انتخابات البترون وتسخير طاقاته الاكاديمية والاعلامية في حملات الدفاع عن جبران في معاركه الدائمة والمستمرة اما نعيم عون المظلوم على طول، منحوه رتبة رئيس لجنة المناطق، لكن اهل البيت وبيار رفول هم الذين عيّنوا واقالوا، فبات نعيم عون مطرانا على مكة، لا يقوى الا على مشاهدة صلاحياته تتوزع بين اهل البيت واصدقائهم اصحاب الثقة، وينهي القيادي فقرة المظلومين بالحديث عن انطوان نصرالله الذي يستمر طيلة اربع سنوات ينظر اعلامياً للفوضى التي يخلفها العماد عون والوزير المفضل جبران باسيل، على ان «تنقش» مع طوني في الانتخابات النيابية، فالصديق المناضل ينتظر من دون هوادة كل اربع سنوات علّ المقعد الارثوذكسي في عاليه يكون من نصيبه كما حصل مع رفيقه زياد اسود في جزين، لكن شيئا من ذلك لم يحصل وبقي الانتظار وسيلة نصرالله الوحيدة.

وينتقل القيادي الى مواضيع اكثر حساسية، خصوصاً التي تتعلق بالارقام والاسماء، فيعتبر ان ايلي وفادي حنا هما الاكثر حظا من جميع الذين يدورون في فلك الرابية، وهما وصلا بطريقة الصدفة عندما التقيا ببيار رفول في اوستراليا فعادا الى لبنان، فتم تعيين ايلي حنا مسؤولا عن النقابات في التيار الوطني والزم جميع المحازبين المنضويين في النقابات بضرورة والزامية التأمين علما ان شركته هي الحصرية في عمليات التأمين، كما ان شقيقه المهندس فادي حناعيّن مسؤولا عن الطلاب، لكن تخصصه في الهندسة فتح امامه ابوابا عديدة فاسس مع الوزير جبران باسيل شركة اعمار واستطاع ان يحظى بمشروع بناء 50 مبنى من مؤسسة جهاد البناء.

ويضيف بان المؤسسات الكبرى كالـO.T.V فان اسهمها هي ملك للعائلة وعباس الهاشم هو الوحيد الذي اشترى اسهما بحصة توازي 15 بالمئة، علما ان شركة الاعلانات «كليمانتين» هي لكريمة العماد ميشال عون، والشركة هي المشغلة الاساسية لكافة الاعلانات في ادارات الطاقة والمياه ووزارة السياحة، ومن خلال الاخيرة فتح الوزير فادي عبود باباً واسعاً للتعاون والشراكة مع الوزير جبران باسيل، فاصبح الوزيران لا يفترقان في نهايات الاسبوع في السفر الدائم الى الخارج، ويضيف القيادي بان الوزير عبود نجح في ترسيخ اسمه كمرشح محمل في الانتخابات النيابية المقبلة.

ويسأل القيادي ساخرا: كيف تتحول الوزارة التي يستلمها جبران الى وزارة سيادية، ففي الاتصالات تحولت الى وزارة يتقاتل الجميع للفوز بها، وفي الكهرباء تحولت من وزارة منسية ملؤها الخسائر والفشل الى وزارة دسمة تحيط بمشاريعها المليارات، ويضيف بان العماد ميشال عون ينصرف بكامل قواه الى مساندة وزيره جبران باسيل في اية حقيبة يستلمها، ففي الامس القريب خرج الى حديقة الرابية يدافع عن باسيل ويوجه عناية المشاهدين بان التلفزيون البرتقالي سيعيد بث وقائع المؤتمر الصحافي لباسيل، فبدأ اقرب الى المذيع في خدمة الوزير. وينتهي القيادي الى خلاصة يائسة عندما يعترف بان احداً من المعارضة لا يعترض ولا يجرؤ على مراجعة اوضاعنا الداخلية، فالجنرال قرر ان لا يؤسس للحزب ويرفض النظام الداخلي، ونحن بدورنا، بعدما حل بنا في ذاك الثلاثاء عندما طردنا العماد ميشال عون من دارته، قررنا الاتفاق معه على الخط السياسي والاختلاف حول التنظيم والمأسسة، وضمن هذه المعادلة اعتمدنا ان لا نكسر الجرار مع الجنرال فاثرنا الوقوف على هامش الحالة العونية التي ستندثر سريعا فورغياب العما د- اطال الله بعمره - هكذا ينهي القيادي كلامه.

 

الاصلاح والتغيير والشفافية بالأفعال وليس بالأقوال

فؤاد ابو زيد /الديار/في اول حكومة شكّلها الشهيد رفيق الحريري في اوائل التسعينات، عيّن المرحوم جورج فرام وزيراً للموارد المائية والكهربائية. وقد طلب اليّ يومها الاستاذ شارل ايوب رئيس تحرير الديار الاهتمام بمتابعة وتغطية نشاط الوزير فرام، لأنه يملك تصوّراً واضحاً ومتكاملاً لاصلاح وضع الكهرباء، وقد يستعين بخبراء أجانب، على نفقته الخاصة، ليضعوا خطة النهوض بهذا القطاع الحيوي الذي دمّرته الحرب. وبالفعل اتصلت بالوزير ونقلت اليه استعداد الجريدة لمواكبة عمله تباعاً. وبعد مدة من استلامه مهامه الوزارية، زرته في مكتبه في بناية مؤسسة كهرباء لبنان، وفوجئت بالدراسات الجدّية التي تتصدّر جزءاً واسعاً من مكتبه، وتكاد تشارف على النهاية بوضع اللمسات الاخيرة عليها، وفهمت من الوزير فرام ان تكاليف انجاز الخطة الموضوعة هي في حدود عدة مئات من ملايين الدولارات لا تتجاوز، على ما اذكر، الـ 500 مليون دولار او اقل، ومع ذلك، ورغم الحاحي، لم يقبل فرام نشر ما كان يقوم به، لأن اللبنانيين حسب قوله يريدون افعالا منظورة وليس اقوالاً تطلق لاهداف سياسية او انتخابية.

ولأن جورج فرام من طينة الاوادم، تمّت اقالته من وزارة الموارد المائية والكهربائية على يد الممسكين بالبلد في تلك الايام، واسندت مقاليد الوزارة الى الوزير المرحوم ايلي حبيقة، وبقية القصة يعرفها اللبنانيون لأنهم ما زالوا حتى الساعة يعانون من نتائج اقالة الوزير فرام.

ان كشف هذه الوقائع اليوم، ولو أتى متأخراً، انما هو لاعطاء هذا الرجل بعضاً من حقه أولاً، وللمقارنة ثانياً بينه وبين الوزراء الذين تعاقبوا على الحكم بعده، واوصلوا البلاد الى احتمال العيش في ظلام دامس، بسبب تفاقم ازمة الكهرباء التي لم تعرف من المعالجات سوى الهدر في المال والهدر في الكلام ليس الاّ، وما يحدث في هذه الايام من «لتّ وعجن» وكلام بالطالع والنازل، وتهديدات واتهامات، وتهافت المسؤولين عن هذا المرفق الحيوي، على عقد المؤتمرات الصحافية والندوات التلفزيونية التي لا تحمل الى المواطنين سوى المكابرة والمحاضرة في العفّة، واتهام الآخرين بالسوء، من دون ان «يكلّفوا خاطرهم» واجب اعلام المواطنين بتفاصيل خطّتهم «العجائبية» لتأمين الكهرباء 24 على 24، واين وكيف ستذهب مليارات الدولارات التي يقال ان جزءاً محترماً منها سوف يذهب رشوة، أو ما يطلق عليها تخفيفاً اسم عمولة.

كتب الكثير عن عروضات قدّمت، ورفضها الوزراء الذين تعاقبوا على شغل هذه الحقيبة، ولم يصدرعن هؤلاء الوزراء ما ينفي او يؤكد هذه العروضات، ولكن السيد اسعد نكد المسؤول عن كهرباء مدينة زحلة وقراها، كشف بالارقام واعلن استعداده لتأمين الكهرباء 24 على 24 في تلك المنطقة وغيرها اذاوافقت الحكومة، وبأسعار أقل بكثير مما هي عليه اليوم، ولم يلق اي تجاوب من الحكومة ومن الوزارة المعنية، لأن المهمّ، على ما يبدو عند وزراء الصدفة هؤلاء، هو المتاجرة السياسية والانتخابية، بما يمكن ان تؤمّنه وزارات الخدمات للرعايا والانصار والحاشية الضيّقة.

ما يثير الاستغراب من جهة ثانية، ان العماد ميشال عون رئيس ثاني اكبر تكتل في مجلس النواب، مصرّ على الظهور كل يوم ثلثاء بعد اجتماع تكتله، ليتهم خصومه بأنهم «حرامية وسرّاقين وكذّابين» وانهم سوف يخرّبون البلد، وينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر ان يدعّم مواقفه هذه بشكوى، بسؤال، باستجواب، بإخبار، ولكنه يفرغ ما عنده من اتهامات و«رقيق» الكلام، ويعطي الاعلاميين والناس موعداً في الاسبوع المقبل بعد انتهاء اجتماع تكتله، ليعيد العزف على الاسطوانة ذاتها.

هل هذه هي الحياة السياسية المختلفة التي وعد بها العماد عون، وهل هذا هو الاصلاح والتغيير المنشود الذي حلم به ابناء التيار الوطني الحر طويلاً؟

ليت اللواء عصام ابو جمرا والحكماء الاربعة، ومئات القياديين والناشطين في التيار ممّن أصبحوا اليوم خارجه، يردّون على هذه الاسئلة.

 

قداس لراحة نفس الشيخ بشير في ميشيغان: إن لم تمت حبة الحنطة لن تأتي بثمر كثير

موقع القوات/أقام قسمَيْ الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية في ولاية ميشيغان يوم الأحد 18/09/2011 قداساً عن راحة نفس الشهيد الرئيس بشير الجميل بحضور القنصل اللبناني في ميشيغان الأستاذ بشير طوق وعدد كبير من أعضاء و مناصري القوات اللبنانية و الكتائب اللبنانية في أميركا الشمالية.

وألقى ألآب كابي الحويٍّك كلمة في هذه المناسبة جاء فيها:

آبائي الأجلاء، إخوتي و أخواتي الأحباء.

نجتمع اليوم وفي قلوبنا غصَّة وفرحة. غصّة لفقدان رجل عظيم، وفرحة إذ أن هذا الرجل العظيم قد وُلد ولادةً روحية وسماوية معاً.

ولادةً روحية في قلوب من أحبوه وفي وجدان وطنُنا الحبيب لبنان، وولادةً سماوية إذ أننا نؤمن بقيامة الموتى للحياة الجديدة الأبدية مع يسوع القائم من بين الأموات.

إننا بالطبع نتكلم عن الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية الشيخ بشير الجميل.

"إن حبة الحنطة إن لم تقع في الأرض وتَمُتْ، تبقى مفردة، وإن ماتت تأتي بثمرٍ كثير".

فليس بإمكان هذه الحبة أن تعطي الكثير إن لم تَمُتْ. هذا هو الحال في حياتنا الروحية عامةً والمسيحية خصوصاً. فلا موت دون ألم، ولا ألم دون صراع. فالمسيح نفسه عاش هذا الصراع و الخوف، إذ قال في إنجيل اليوم: "نفسي الآن مضطربة فماذا أقول؟ يا أبتِ نجني من هذه الساعة؟ لكن من أجل هذَا بلغت إلى هذه الساعة".

ففي هذا الكلام نرى صراع يسوع مع الألم وخوفه من الألم وشّكه بالنجاة منه.

ثم تابع قائلاً: "يا أبتِ مَجّدْ اسمك". وسُمِعَ صوتُ ألآب السماوي يقول: "قد مجَّدْتُ، وسَأُمُجِّدْ".

فبالألم مَجْدْ، ويسوع تمَجَّدَ على الصليب، ليس بموته على الصليب بل بقيامته من بين الأموات وانتصاره على الموت.

هذا هو معنى الصليب الحقيقي. هذا هو مِعْنى المَجْد بالألم مع يسوع المسيح حُباً و إيماناً بِه. هذا هو معنى الصليب الحقيقي إنه انتصار إرادة الحياة بيسوع المسيح ربنا على سلطان الموت.

مَجْدُ الصليب هو الموت عن الذات لحياةٍ أسمى وأقدس. مَجْدُ الصليب هو الارتفاع عن حياة الأرض والارتقاء لحياة السماء. و لكن، لا مَجْدٌ بالصليب من دون المسيح. فالصليب مِنْ دون المسيح ألمٌ ومرارة، عذابٌ واضطراب، موتٌ ونهاية. فلا نستطيع أن نقبل الصليب دون المسيح، و لا نستطيع أن نقبل المسيح دون الصليب. فالصليب دون المسيح موتٌ و نهاية، والمسيح دون الصليب يأسٌ دون رجاء. فالمسيح هو رجاؤنا، والصليب من دونه كالموت دون القيامة. فبالمسيح رجاؤنا وبالمسيح انتصارنا، وبصليبه خلاصاً لنا أجمعين.

فالصليب شهادةً واستشهاداً في سبيل إيماننا بيسوع المنتصر على الموت، والصليب علامة الحُّب والوفاء لما لإيماننا به. فلولا الحُب، لا إيمان، ولولا الإيمان، لا شهادة و لا استشهاد.

أخوتي الأحباء،

ربما كانت صدفةً أن استشهد الرئيس بشير الجميل يوم ارتفاع الصليب، لكننا نقرأ فيها علامة حب وإيمان بالكنيسة والوطن على حدٍّ سواء. ففي 14 أيلول ، يوم عيد ارتفاع الصليب، ارتفع الشيخ بشير قرباناً على مذبح الوطن، فعَلَّمَنا درساً في الوفاء والتضحية زوداً عن وطننا الحبيب لبنان وشهادةً لإيماننا المسيحي. فلطالما دافع عن الوجود المسيحي في هذا الشرق الذي كان مَنبَعاً للمسيحية في العالم ليس فقط بالقول، إنما أيضاً بالفعل حتى الموت شهيداً، وفاءً منه بما آمَنَ به.

علينا أن نتعلّم ممن سبقونا على درب الشهادة ونُكَرِّمْ ذِكْرَ شهداءَنا. علينا أن لا نتأخر بالدفاع عن الوطن والكنيسة، بالدفاع عن إيماننا بتاريخنا السّيد الحُّر المستقل، بالدفاع عن إيماننا بأرضنا وربنا وكنيستنا. الشهادة تتطلب إيمان و الإيمان يتطلب حبٌّ صادقٌ بما نؤمن به، فإن أحببنا وطننا بصِدقٍ وأحببنا كنيستنا بصِدقٍ لما نتردد لحظةً واحدة في الدفاع عن وجودنا وهويتنا حتى الاستشهاد فنستحق المجد الذي وعَدْنا به المسيح. فلنعتبر جميعاً بهذا القول المأثور: "لم يعدنا المسيح بسفرٍ هادئ إنما بوصولٍ أكيد". آمين.

 

يوسف شعبان: الأسد أجرى 20 عملية في رأسه وهو يعاني خللا عقليا

 يقال نت/قال الفنان يوسف شعبان لـ"اليوم السابع"إن الرئيس السورى بشار الأسد يعانى من خلل عقلى خطير بسبب إجراء أكثر من عشرين عملية فى رأسه، موضحاً أن بشار كان لا يجيد نطق الحروف عندما كان صبياً صغيراً، وبعدما صار شاباً أجرى له والده عمليات جراحية كثيرة فى رأسه لكى يستطيع النطق.

وأكد شعبان أنه التقى أحد الأطباء الذين كانوا يشرفون على حالة بشار الصحية، وأخبروه بذلك، مؤكدين له أنه سيظل يعانى من هذا الخلل العقلى مدى حياته، مما يصيبه بالتوتر الدائم.

 

هل تنجح تركيا حيث فشلت إيران؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط

زعماء المنطقة غير العرب يريدون كسب الشارع العربي، يعتبرونه مأخوذا بمواقفهم، يلعبون على عواطفه وخيباته. والشارع العربي يجمّل صورتهم في الخارج، يساعدهم على استمداد القوة. على خطى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يسير رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان. الأول حاول «اقتناص» الشارع العربي قبل «الثورات العربية» ولما وقعت الثورات، ظن أنه بسبب تأثير الثورة الإسلامية الإيرانية. أردوغان أراد «قطف» حماسة الشارع العربي وهي في عز ربيعها ولا تعرف ماذا يحمل لها شتاء الثورات.

الشارع العربي يمنح قوة لهؤلاء الزعماء، وهم يدغدغون أحلامه، يحدثونه عن مستقبل زاهر. لكن الشارع العربي مثل الزئبق لا يهدأ بيد زعيم، ثم إنه شارع ملول، وكما يعشق بسرعة يدير ظهره بسرعة، وهكذا القوة التي يمنحها لهؤلاء. أين صارت القوة التي ظن أحمدي نجاد أن الشارع العربي منحه إياها؟ بتلك القوة قمع المظاهرات التي خرجت تندد بتزويره الانتخابات الرئاسية. فإذا به يخسر الشارع الإيراني، فيما الشارع العربي أدار له ظهره.

القوة التي تنفسها أردوغان من جولته الأخيرة دفعته إلى تهديد قبرص اليونانية التي لم تبال، وقررت المضي قدما في التنقيب عن الغاز قبالة الساحل الجنوبي. استمر أردوغان في التهديد وفي الوقت نفسه أبلغ الأمم المتحدة وقادة قبرص أن بلاده لم تعد مستعدة لقبول التنازلات التي وافقت عليها للمساعدة في إعادة توحيد قبرص حسب خطة الأمم المتحدة لعام 2004، فالجانب التركي لن يرضى بقبول أي شيء أقل من الاعتراف بحل الدولتين في الجزيرة. أيضا حذرت تركيا الاتحاد الأوروبي، بأنها لن توافق على تسلم قبرص رئاسة الاتحاد مع بدء السنة المقبلة. في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي وفي منتدى «الجزيرة»، شدد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على أنه «تجب حماية سلامة أراضي بلادنا والمنطقة». لم يشر إلى قبرص أو الأكراد. يريد أردوغان الآن وضع تركيا باعتبارها طليعة المؤيدين للقضية الفلسطينية، كما يريد من «الربيع العربي» اعتبار تركيا مؤيدة ونموذجا ملهما، مشددا على وحدة تركية - عربية صلبة، فهو يخطط لمجلس تعاون استراتيجي بين مصر وتركيا.

التمهيد لهذا التعاون لوحظ من خلال حجم الوفد الذي رافق أردوغان: ستة وزراء ونحو 200 من رجال الأعمال الأتراك، فتركيا عازمة على الاستثمار بكثافة في المنطقة. عام 2010 بلغ حجم التجارة التركية مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما يفوق 30 مليار دولار، أي ما يمثل 27% من الصادرات التركية، وقد استثمرت أكثر من 250 شركة تركية في مصر بمبلغ 1,5 مليار دولار. يجب الاعتراف، أنه رغم محاولات أحمدي نجاد كسب الشارع المصري بشن حربه على نظام مبارك، فقد عجز عن إغراء هذا الشارع بالنظام الإيراني رغم العلاقات التي بناها مع «الإخوان المسلمين» و«شارع خالد الإسلامبولي». أما أردوغان، وإلى حين موعد زيارته، فقد كان النموذج التركي يحظى بشعبية هائلة في مصر: حزب إسلامي (حزب العدالة والتنمية) في السلطة، دستور علماني، أما الجيش، وإن كان قويا، فقد أعيد إلى الثكنات، وازدهار اقتصادي.

لكن المشكلة مع أردوغان، أن سياساته الخارجية غير ثابتة. ومراجعة لسياساته القريبة، والتي تغيرت بسرعة، تبعث على الشك في ثبات هذه السياسة والتزاماتها.

حذر أردوغان من محاولة غزو ليبيا. وأصر على أنه إذا كان هناك أي تغيير للنظام في ليبيا فيجب أن يأتي من الداخل وليس من خلال التدخل الأجنبي. كان لتركيا استثمارات بمليارات الدولارات في ليبيا ناهيك عن أكثر من 20 ألف عامل تركي تم إجلاؤهم في غضون أيام. ورغم أنها في الأطلسي فقد أدانت بقوة القرار الدولي 1973. ثم حصلت الإطاحة بالنظام، فانتقلت قافلة أردوغان لتحية الثوار.

يمكن لتركيا أن تقول إنها حسب سياسة داود أوغلو: «صفر مشكلات»، فإن الاقتصاد والتجارة يأخذان الأولوية. لكن هذه السياسة انهارت وأدت إلى ضغينة مع إسرائيل، والثورات العربية دفعت أنقرة إلى إدخال بعض التعديلات عليها. هذا الأسلوب (إدخال تعديلات)، قد يتكرر مع السياسة «المنفتحة» الجديدة.

لكن إدخال التعديلات لم ينجح مع سوريا. فقد انكسرت العلاقات عندما تجاهلت سوريا دعوة تركيا لوقف حملتها العسكرية على المتظاهرين المدنيين. وأفقدتها بذلك «القوة» التي يتمتع بها أحيانا الوسيط. وبذلك تكون سوريا الثانية بعد إسرائيل التي نزعت صفة الوسيط عن تركيا.

في إطار سياسة «صفر مشكلات» مع الدول المجاورة عززت أنقرة علاقاتها السياسية والتجارية مع سوريا. ارتبط أردوغان بصداقة مع الرئيس السوري بشار الأسد وبنى علاقات سياسية واقتصادية مع دولة مجاورة، كانت معادية، وعادت معادية الآن عندما فقد صبره لامتناع الأسد عن الأخذ بنصيحته عدم قتل المحتجين وإجراء إصلاحات. قد لا يكون الحق على أردوغان في فشل سياسة «صفر مشكلات» مع سوريا، إذ إن الالتزام بالوعود ليس من صفات الرئيس السوري، فهو عندما وافق على قانون تعدد الأحزاب الذي طالبت به المعارضة، لم يوقع عليه إلا بعدما شطب عبارة: «المشاركة في السلطة والحكم».

داود أوغلو، يوم الأحد الماضي وفي حديث إلى «سي إن إن» قال إن سياسة «صفر مشكلات» لم تسقط إلا في سوريا. هذا يعني أن العلاقة مع إيران جيدة.

في كتابه: «العمق الاستراتيجي: وضع تركيا الدولي»، يقول أوغلو إن تركيا الآن لاعب رئيسي في الشرق الأوسط «هذا هو وطننا». ولوضع هذه العبارة في منظور مفهوم، جاء أوغلو بمعادلة: العثمانية الجديدة زائد القومية التركية زائد الإسلام، تساوي: تركيا الكبرى.

العثمانية الجديدة تصل بتركيا إلى الأراضي العربية والبلقان. الروابط القومية التركية تصل بها إلى آسيا الوسطى، أما ديار الإسلام فإنها من المغرب إلى إندونيسيا. لهذا، وهو الأهم بالنسبة إلى أوغلو، فإنه يعتبر الشراكة بين تركيا وإيران تعادل تلك القائمة بين فرنسا وألمانيا. وفي ظل مفهوم أوغلو هذا، يمكن فهم العلاقة بين تركيا والبرازيل وموقفهما العام الماضي في مجلس الأمن، ضد واشنطن ولندن وباريس بالنسبة إلى البرنامج النووي الإيراني.

سوريا على علاقة وثيقة بإيران، شكلت لتركيا حالة حرجة وقد يكون هذا السبب الذي جعل أردوغان يفقد صبره مع الأسد. فتركيا ترى إيران الباب الذهبي إلى آسيا الوسطى وربما أيضا إلى الخليج، وإلى تحقيق معادلة أوغلو.

هل أن الطموح التركي البعيد سيتعرض لما يتعرض له الطموح الإيراني البعيد؟ تركيا الآن تستخدم المشاعر المعادية لإسرائيل في المنطقة لكسب مصداقية (لم يقطع أردوغان العلاقات الدبلوماسية)، لكنها تريد أن تستمر أزمتها مع إسرائيل لنفوذ أقوى في الشرق الأوسط، اعتقادا منها بأن الحاجة الأميركية لها ستزداد للمساعدة في إدارة الصراعات في الشرق الأوسط من سوريا إلى مصر إلى إيران. ثم إن تركيا بعد ضعف النظام في سوريا تريد أن تلعب دورا في العراق وربما كوسيط بين واشنطن وطهران. هي «سلّفت» الولايات المتحدة في الرابع من سبتمبر (أيلول) عندما وافقت رسميا على تركيب رادار لمنظومة الصواريخ الدفاعية الاستراتيجية التي تديرها الولايات المتحدة. هذه الموافقة قد تعقّد العلاقات التركية - الروسية، لكنها في الوقت نفسه إشارة تركية إلى أميركا على أن أنقرة ضرورية لواشنطن، وإشارة إلى طهران على استعداد أنقرة للعب دور الوسيط بينها وبين واشنطن، وإشارة إلى إسرائيل، ليس معروفا تفسيرها، فإيران رأت الموافقة على الرادار، بمثابة دفاع عن إسرائيل. هل هذه خطوة تركية صائبة؟ حتى الآن خسر أردوغان انتصارين. الأول مع سوريا التي رفضت الاستماع لنصائحه، والثاني مع إسرائيل التي رفضت تقديم اعتذار له. وهناك في تركيا من بدأ يحذر إذ إن الآذريين فيها أكثر عددا من أذربيجان، والأرمن أكثر من أرمينيا، وفيها ألبانيون أكثر مما في ألبانيا وكوسوفو، وبوسنيون أكثر من البوسنة، والأكراد فيها أكثر عددا من كردستان العراق وهذه كلها براميل بارود محتملة.

 

نظام الأسد: سقوط القناع

حسين شبكشي/الشرق الأوسط

هناك بعض التفاوت الإعلامي المستفز في تسمية ما يدور تحديدا على الساحة السورية، فمنهم من أطلق عليه اسم «أزمة»، وآخرون سموا ما يحدث بـ«مطالب شعبية»، وغيرهم سموها «حراكا عاما»، وحقيقة الأمر أن جزءا أساسيا من تشخيص الموضوع السوري هو تسمية الأمور بأسمائها الواضحة، فاليوم نحن في الشهر السابع من «الثورة» السورية، وهي كذلك أرتال من القتلى من مختلف الأعمار، قام بقمعهم النظام السوري المستبد بشكل دموي، لم يسلم من ذلك الأمر لا النساء ولا الأطفال، وتحول الموضوع إلى مواجهة يومية، صباحا ومساء، في أكثر من 600 موقع في سوريا، بين مدينة وقرية ومحافظة وحي، انشقاقات في صفوف الجيش بعشرات الآلاف، وهو الذي يفسر التوتر المرعب الذي أصاب قوات الأمن، وجعلها ترفع من وتيرة وعنف درجات القمع ضد الثوار. فالشبيحة باتت لديهم أوامر من رؤسائهم بأن «يدبروا» حالهم في حالة اقتحامهم للمنازل، فلهم الحق أن يسرقوا كل ما يجدونه، ويخطفوا الناس مقابل «فديات» يتم الاتفاق عليها. النظام تشقق واهترأ، وبات ركاما وحطاما من صرح ورقي قديم. كل المعطيات التي بناها وأسس عليها حكمه القمعي سقطت، وكل الأقنعة التي ارتداها لتغطية الوجه القبيح سقطت.. الوجه الطائفي البغيض ظهر بشكل فج، درعا التي ذاقت الأمرين في أول طلعة الثورة كانت «مركزا» لبدء سياسة القمع في حق الثوار، وإهانة رموزها ووجهائها بمختلف خلفياتهم، وكان هذا بمثابة قطع النظام ليده اليمنى التقليدية، وهي قطاع الفلاحين الواسع الموجود في منطقة حوران، الذي كان هو والعشائر محسوبين على النظام، ولكن النظام وبرعونة شديدة تمكن من إهانة الناس وفقدان قاعدته الشعبية الهشة هناك، وكان النظام أمعن في إهانة رموز أعيان درعا، بمن فيهم أحد المشايخ الدينيين الذين انشقوا عن النظام، أجبر على «سحب» انشقاقه في التلفزيون الرسمي السوري، والمسدس موجه إليه خلف الكاميرا التي تصوره، هذا مجرد عينة لأفعال النظام في شعبه، وطبعا هناك لغز العدوان الانتقامي الكبير بحق منطقة الرستن، وهي منطقة فلاحين ومزارعين هي الأخرى، وإليها ينتمي مصطفى طلاس، وزير الدفاع الأسبق، الذي كانت له علاقة بحافظ الأسد وابنه، يمكن وصفها بأنها مميزة، مكنته عبر السنين من الحصول على «حصة» لأبناء مدينته في الجيش السوري، حتى عرف بأن في الجيش بات ما يعرف باسم مجموعة الرستن، وكان يطلب طلاس منهم «المبالغة» في إظهار الولاء للنظام والتمجيد للأسد، وكان بها أكبر تماثيل حافظ الأسد بسوريا كلها، ومع انطلاق الثورة تم هدم التمثال من قبل الناس، وحطموه (إربا)، ودعس رأس التمثال بالأقدام، وجن جنون ماهر الأسد، وكان الانتقام المهووس بحق أهل الرستن الذي لا يزال قائما، وخصوصا أن انشقاقات كبيرة بالجيش السوري كانت تأتي من مجموعة الرستن، وكانت هي نواة كتيبة خالد بن الوليد المنشقة عن الجيش، التي تقاوم النظام ببسالة، واتخذت من حمص والرستن مواقع لها ضد النظام، وساند في حمايتهم ودعمهم أبناء المدينة، وهو الذي يفسر كل ما يحدث من وحشية وتفظيع بحق حمص والرستن. حمص التي دفعت الفاتورة الأعلى في الثورة السورية حتى الآن، للارتفاع المهول في عدد القتلى فيها، والتمثيل بجثث أبنائها، وفي تطور أخير لافت أشار خبر كبير، ولكنه خبر مؤكد، إلى أنه تم «الانتقام من رستم غزالة ومساعده»، من قبل بعض الأهالي؛ تبرئة لشرف نسائهم اللاتي تم اختطافهن في بساتين حمص، وتم الاعتداء عليهن لابتزاز رجالهن، ورستم غزالة أحد رجال النظام النافذين الفاعلين، وهو محسوب على محافظة حمص، وكان ينفذ ويشرف على بعض العمليات الأمنية. وحماه هي الأخرى لا تزال تدفع فاتورة متواصلة منذ الثمانينات الميلادية الماضية، وانضمت إلى هذه المدن دير الزور، وتلكلخ، والزبداني، واللاذقية، وبانياس، وجسر الشغور، والبوكمال وإدلب، وغيرها من المدن والقرى السورية.

وليد المعلم، إحدى واجهات النظام، تم منعه من السفر خوفا من انشقاقه، ولم يعد يحضر أي اجتماعات خارج البلاد، وتكلف بتلك المهام بثينة شعبان ابنة الطائفة والنظام، التي رعاها وصرف على تعليمها وترقيتها في السلم الوظيفي الحكومي. فاروق الشرع (ابن درعا) الذي تم إسكاته سياسيا من قبل ماهر الأسد، ظهر لدقائق في مناسبتين لمجرد التأثير، ولكن بات لا قيمة له. اليوم النظام السوري أدرك أنه انتهى وأن لا مجال لوجود «مخرج سياسي آمن»، وبالتالي هو سيراهن على القمع حتى النهاية، دون أن يدرك أن نهايته قد حسمت من شعبه.

 

النواب صوّتوا "ON" للكهرباء وفق "قرار مجلس الوزراء" وميقاتي هنأ المعارضة:"عملتو شغلكن"

لبنان الآن/بعد لعبة شد حبال ديمقراطية بين قوى 8 آذار بما باتت "موالاة" من جهة، وقوى 14 آذار بوصفها "معارضة" من جهة أخرى، أبصر اللبنانيون طريقهم إلى "النور" عبر إقرار مجلس النواب - مع تسجيل النائب ميشال عون تحفظه - مشروع قانون الكهرباء وفق البنود الستة الواردة في قرار مجلس الوزراء ذي الصلة والتي تتوافق في مضمونها مع التعديلات التي طالبت قوى المعارضة بإدراجها في هذا المشروع، الذي كانت حكومة الإئتلاف الوطني برئاسة الرئيس سعد الحريري قد أقرته وحالت معارضة قوى 8 آذار دون بلوغه الهيئة العامة للإقرار، وكذلك الأمر بالنسبة لإقرار مجلس النواب دعم السائقين العموميين بـ12 صفيحة بنزين ونصف الصفيحة لكل منهم والذي كان قد اتُّخذ بقرار أعدته وزيرة المال السابقة ريا الحسن، قبل أن تعمد الحكومة الحالية إلى تبنيه وإحالته إلى الهيئة العامة للإقرار ودفع البدل المادي الموازي للسائقين العمومين عن ثلاثة أشهر.

وفي تفاصيل الساعات الأربع والعشرين الأخيرة قبل إقرار مجلس النواب مشروع قانون الكهرباء، أنه وفي ضوء الإصرار الذي أبداه نواب المعارضة على التصويت في جلسة اللجان المشتركة على التعديلات المقترحة على مشروع قانون الكهرباء بما يضع ضوابط واضحة تؤمن الشفافية اللازمة لآليات تنفيذه، وفي ظل عجز نواب 8 آذار المشاركين في الجلسة عن صد هذه التعديلات نظرًا لكونهم يشكلون أقلية في اللجان المشتركة، إنضم رئيس مجلس النواب نبيه بري يرافقه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الجلسة، فترأسها واقترح العودة إلى قرار مجلس الوزراء الذي يتوافق في مضمونه مع المطالب التي تتطالب بها قوى المعارضة، "الأمر الذي وافق عليه نواب المعارضة وأحرج سائر نواب 8 آذار لا سيما منهم النواب العونيون والوزير جبران باسيل الذي بدا الغضب كبيًرا على وجهه" حسبما أفادت مصادر نيابية في قوى 14 آذار موقع "NOW Lebanon"، موضحةً أنّ "الرئيس بري كان مدركًا تمام الإدراك أنّ معركة النائب ميشال عون وصهره خاسرة في الكهرباء ولا يمكن مضيهما بالمشروع الذي قدماه بشكل مجتزأ إلى المجلس النيابي، ولذلك عمد إلى إخراج المسألة بهذه الطريقة".

وإذ أوضحت أنّ "مجلس الوزراء كان قد أقر مشروعا للكهرباء مؤلفًا من 6 بنود، إلا أنّ المشروع المحال إلى اللجان المشتركة أورد منها بندين فقط بما يشكل مخالفة قانونية كان الرئيس فؤاد السنيورة السبّاق إلى التنبّه لها"، شددت المصادر النيابية نفسها على أن "قوى 14 آذار أثبتت نفسها معارضةً بناءة وفعالة ومؤسساتية بعدما استطاعت أن تدفع باتجاه إحالة مشروع الكهرباء إلى الهيئة العامة وفق الضوابط والآلية التي كانت تتطالب بها والتي ضمّنها مجلس الوزراء قراره في هذا الخصوص، لكي يصار إلى إقرار قانون الكهرباء في مجلس النواب بموجب البنود الستة المفنّدة في هذا القرار".

في المقابل، رأى مصدر نيابي في "التيار الوطني الحر" لـ"NOW Lebanon" أنه "من غير الدقيق القول إنّ التعديلات التي طلبت المعارضة بإدخالها على مشروع الكهرباء هي مطابقة في مضمونها لما ورد في قرار مجلس الوزراء الخاص بالكهرباء"، وشدد في هذا المجال على أنّ "مجلس الوزراء ليس هو من يوافق على دفاتر الشروط أو على من يتولى التلزيم في إطار تنفيذ خطة الكهرباء"، متهمًا قوى المعارضة بأنها "تريد من خلال التعديلات التي طالبت بها تطويق صلاحيات الوزير باسيل وتأخير القدرة على البت في الوزارة".

النائب العوني وصف إقتراح الرئيس بري في اللجان المشتركة بأنه جاء "لتفادي التصويت في اللجان المشتركة لأنه كان بحكم أكثرية نواب المعارضة في هذه اللجان سيفرض إحالة مشروع الكهرباء إلى الهيئة العامة معدلاً بحسب التعديلات التي تريدها المعارضة، ولذلك سارع الرئيس بري إلى ترأس الجلسة وإيجاد المخرج اللازم للحؤول دون ذلك"، واعتبر النائب العوني على هذا الأساس أنّ "قوى 14 آذار هي الطرف الخاسر في معركة الكهرباء، والتيار الوطني الحر هو من ربح هذه المعركة".

من جهته، وتعليقًا على مجريات مشروع قانون الكهرباء، أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت لـ"NOW Lebanon" أنّ "ما حصل في اللجان المشتركة نهار الأربعاء كان يجب أن يحصل أقله منذ يوم الاثنين، لكن ما جرى أنه وبعدما أقر مجلس الوزراء في جلسته في 7 أيلول الجاري قراراً يتضمن 6 بنود بشأن مشروع الكهرباء، تم إرسال مشروع قانون يتضمن بندين فقط إلى مجلس النواب وسُحب في المقابل من هذا المشروع كل ما من شأنه أن يحيطه بالشفافية والرقابة والإدارة، وبالتالي كان لا بد لقوى المعارضة أن تصرّ على إعادة الأمور إلى نصابها القانوني الشفاف وإدراج كامل البنود الواردة في متن قرار مجلس الوزراء كجزء لا يتجزأ من مشروع القانون المحال إلى الهيئة العامة".

فتفت الذي أشار إلى أنّ "ما حصل في اللجان المشتركة كان اتفاقاً بين أكثرية قوى السياسية فيما عدا التيار الوطني الحر الذي لم يكن وزيره جبران باسيل مقتنعًا بإحالة مشروع الكهرباء بكامل البنود الواردة في قرار مجلس الوزراء إلى الهيئة العامة"، لفت في المقابل إلى أنّ "تصرّف الرئيس بري جاء من منطلق عزمه على تجنب التصويت على مشروع القانون في حال استمرار عدم التوافق في اللجان المشتركة ما كان سيفضي حكمًا إلى إقرار التعديلات التي تطالب بها المعارضة في مشروع الكهرباء المحال إلى الهيئة العامة، الأمر الذي كان سيحقق انتصاراً للمعارضة وسيشكل انكساراً للفريق الآخر، علمًا أنه لن يكون من السهولة بمكان أن تعمد قوى 8 آذار إلى نزع التعديلات التي فرضتها المعارضة من مشروع القانون قبل إقراره في الهيئة العامة، خصوصًا وأنها تعديلات تضمن الشفافية في القانون وتسمح بادارة تقنية أفضل من ناحية القروض".

وردًا على سؤال، أكد فتفت أنّ "أكثرية القوى السياسية كانت راضية عن هذا المخرج الذي أوجده الرئيس بري في جلسة اللجان المشتركة حيث بدا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فرحاً جداً حتى أنه راح يهنئ البعض في قوى المعارضة قائلاً: "شتغلتو منيح"، إلا أن نواب "التيار الوطني" والوزير باسيل كانوا منزعجين بشكل واضح مما تم التوصل إليه".

وعن موقف "حزب الله" مما حصل في اللجان المشتركة، أجاب فتفت: "كان نواب "حزب الله" يساندون الوزير باسيل كثيراً، ولكن عندما طرح الرئيس بري اقتراح التسوية، إلتزموا الصمت".

 

إرجاء محاكمة العقيد انطوان ابو جودة الى 11 تشرين الثاني

أرجأت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد نزار خليل الى 11 تشرين الثاني المقبل متابعة محاكمة العقيد انطوان ابو جودة بتهمة التعامل مع إسرائيل بسبب غياب وكيله المحامي رياض مطر. (الوطنية للإعلام)

 

لقاء "14 آذار" المسيحي منتصف تشرين الأول في سيدة الجبل 

عرض للعلاقة بين وجود الطائفة والثورات العربيـة

  كشفت مصادر مطلعة في قوى "14 آذار" لـ"المركزية"، ان "لقاء مسيحيي هذه القوى سيعقد منتصف تشرين الأول المقبل في دير سيدة الجبل – فتقا، لإعلان وثيقة شاملة في ضوء لقاء بكركي المقرر عقده غدا وقداس شهداء "القوات اللبنانية" بعد غد السبت". وأعلنت المصادر عينها أن "اللقاء سيضم اكثر من 250 شخصية من نواب ووزراء ورؤساء أحزاب واكاديميين موالين لقوى "14 آذار" سياسياً لا تنظيمياً، اضافة الى شخصيات روحية كاشفاً عن إمكان مشاركة عدد من المطارنة لم تحدد اسماؤهم بعد".وأشارت الى أن "الوثيقة ستعرض للعلاقة الترابطية بين الوجود المسيحي في لبنان والثورات العربية وتؤكد ان من يعزز هذا الوجود في لبنان والمنطقة عموماً ليس تحالف الأقليات مع انظمة توتاليتارية عنفت الطائفة في بلادها وانما بالمواكبة والالتحاق بالربيع العربي".

 

 خير الله: الثورة السورية أمّ الثورات.. ونظام الأسد لن يستمر أكثر من عام 

قال الكاتب والصحافي اللبناني خير الله خير الله إن الثورة السورية هي "أمّ الثورات العربية" لأنها ثورة شعب ينتفض بأكثريته الساحقة، وعمقها الاجتماعي كبير للغاية، وهو ما يفسر الاستمرارية التي تتمتع بها الثورة مع انعدام أي دعم خارجي. وقال إن العالم وقف مع الثورة المصرية والتونسية على عكس السوريين، جازماً أن الثورة ستستمر حتى ينتهي النظام السوري لأنها جاءت من شعب حيّ في سياق حركة التاريخ. ووصف الكاتب حالة النظام السوري، عبر لقائه مع برنامج "إضاءات" الذي يعرض اليوم الخميس، بأنها خارج الواقع، وأنه - في رأيه - لن يستمر أكثر من ستة أشهر، واستمراره لعام واحد هو أقصى ما يمكن أن يصل إليه.وحول التوريث في الحكم قال خير الله إن نظام البعث تحتكره عائلة الأسد، وإن إقصاء رفعت الأسد كان للحفاظ على فكرة التوريث، وقد تخلص حافظ الأسد من كل الضباط الذين لم يكن يضمن ولاءهم، ولم يَبقَ اليوم إلا الضباطُ التابعون للعائلة. ويرى خير الله أن تركيبة النظام السوري تشبه تركيبة النظام الليبي، فكلاهما وصل إلى الحكم نتيجة انقلاب عسكري، مشيراً إلى أن النظام السوري كان يأخذ إعاناتٍ مالية من القذافي، وأن النظامين عاشا وهماً إقليمياً كبيراً. ولم يستنكر النظام السوري اختطاف موسى الصدر، بل على العكس استُقبِل القذافي بعد هذه الحادثة في سوريا في سبتمبر 1978، وهو ما يثير الاستغراب وفقاً لخير الله الذي أكد أن موسى الصدر اختفى بعد لقائه مع القذافي، ناقلاً عن سياسي لبناني أنه سمع القذافي يصرّح بقتله لموسى الصدر.

ووجّه خير الله انتقاده للمسيحيين اللبنانيين المتحالفين مع النظام السوري، معتبراً ما يقومون به "قصر نظر" وعدم فهم لمجريات الأمور. وقال إن ميشيل عون من رموز "الغباء السياسي" وإن النظام السوري تعامل مع "أسوأ اللبنانيين". ولدى حديثه عن القذافي أشار خير الله إلى أنه التقى سيف الإسلام قبل الثورة الليبية، وأنه كان شخصاً "معقولاً" ولديه رؤية تدل على فهمه لتغيرات العالم، وأنه كان يتساءل عن أساليب النهضة بليبيا، لكن العائق أمام مشروع سيف الإسلام كان والده الذي لم يستطع تغيير عاداته القديمة، واصفاً معمر القذافي بأنه شخص "غير قابل للتأهيل". المصدر : العربية.نت

 

 شكوى من سامي الجميّل بحق من قاموا بإنشاء صفحة ضده على "فايسبوك"

تقدّم عضو كتلة نواب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل بواسطة وكيليه المحاميين فرنسوا الخوري وبشير مراد بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية ادّعى فيها على من قاموا بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي المعروف بـ "فايسبوك" وأوردوا فيها عبارات تتضمّن تشهيراً وقدحاّ وذمّاً وعبارات نابية بحق النائب الجميل تمسّ بشرفه وسمعته وكرامته وتاريخه العائلي والحزبي والوطنيّ ومركزه السياسي، كما تعرّضوا للقضاء اللبناني والطوائف اللبنانية. وقد تضمّنت الشكوى الادعاء على الذين أنشأوا الصفحة "بجرائم القدح والذمّ والتهديد بالقتل وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعنصريّة والحضّ على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الأمّة بمقتضى المواد 582، 584، 383، 388 معطوفين على المادة 209،317،574،577 و578 من قانون العقوبات اللبناني، وقد أحال مدّعي عام التمييز الشكوى إلى المباحث الجنائيّة لإجراء التحقيقات اللازمة".(المكتب الإعلامي)

 

وفد أميركي زار الحدود الجنوبية والنبطية وإبل السقي.. ومعلومات عن مشاركة جنرال أميركي رفيع بالجولة

أفاد مندوب موقع "NOW Lebanon" في الجنوب أنّ وفداً من السفارة الأميركية في لبنان زار الحدود الجنوبية في خطوة لافتة تُعدّ الأولى منذ عدوان تموز 2006 على لبنان، وقد ضم الوفد الملحق العسكري في السفارة الأميركية في بيروت الجنرال هيو وعدداً من المرافقين، الذين وصلوا في موكب ضمّ خمس سيارات مصفحة، وقد شملت جولة الوفد بوابة فاطمة، والوزاني، والعديسة حيث وقعت المواجهة بين الجيش اللبناني وقوات الاحتلال في آب 2010. كما زار الوفد الأميركي ثكنة الجيش في النبطية برفقة قائد منطقة جنوب الليطاني في الجيش العميد صادق طليس، حيث كان في استقبال الوفد ضباطٌ كبار من الجيش اللبناني وتناول البحث دور الجيش في نزع القنابل العنقودية في الجنوب. هذا وأفيد أن الوفد الأميركي عينه التقى في محلّة سهل إبل السقي السفير الإسباني في لبنان خوان كارلوس غافو الذي كان يحضره عملية تسلّم وتسليم بين الكتيبة الإسبانية السابقة والكتيبة الجديدة، في حين حلّقت فوق الخط الأزرق مروحية تابعة لقوات "يونيفل" بالتزامن مع جولة الوفد الأميركي للحدود الجنوبية. وفي مجال متّصل، شوهدت طائرة مروحية تابعة للجيش اللبناني تحلّق فوق النبطية وصولاً حتى حبوش، وقد ذكرت مصادر ميدانية لـ"NOW Lebanon" أن معلومات ترددت بأن الطائرة نقلت قائد القوات الخاصة في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال توفو الموجود في لبنان إلى النبطية لكي ينضمّ إلى الوفد.