المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 22 أيلول/11

السفر الثالث من رسالة القديس يعقوب (1-12): شر اللسان

يا إخوتي، يجب أن لا يكثر فيكم المعلمون. فأنتم تعرفون أي دينونة نلقاها نحن المعلمين. وما أكثر ما نخطئ جميعا. وإذا كان أحد لا يخطئ في كلامه، فهو كامل قدير على ضبط جسده كله. خذوا الخيل مثلا، فحين نضع اللجام في أفواهها لتطاوعنا، نقودها بجميع جسدها. والسفن على ضخامتها وشدة الرياح التي تدفعها، تقودها دفة صغيرة حيث يشاء الربان. وهكذا اللسان، فهو عضو صغير ولكن ما يفاخر به كبير. أنظروا ما أصغر النار التي تحرق غابة كبيرة! واللسان نار، وهو بين أعضاء الجسد عالم من الشرور ينجس الجسد بكامله ويحرق مجرى الطبيعة كلها بنار هي من نار جهنم. ويمكن للإنسان أن يسيطر على الوحوش والطيور والزحافات والأسماك، وأما اللسان فلا يمكن لإنسان أن يسيطر عليه. فهو شر لا ضابط له، ممتلئ بالسم المميت، به نبارك ربنا وأبانا وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله. فمن فم واحد تخرج البركة واللعنة، وهذا يجب أن لا يكون، يا إخوتي. أيفيض النبع بالماء العذب والمالح من عين واحدة؟ أتثمر التينة، يا إخوتي، زيتونا أو الكرمة تينا؟ وكذلك النبع المالح لا يخرج ماء عذبا".

 

عناوين النشرة

*بكركي في ذكرى النداء الأيلوليّ/شارل جبور/الجمهورية

منوّهة بـ"دعوة رئيس البرلمان العربي إلى تعليق عضوية سوريا في "جامعة الدول العربية/"14 آذار": لالتزام سليمان وميقاتي بقرارات مجلس الأمن الدولي.. ونصرة الشعب السوري في نضاله

*الراعي يلتقى السفير الفرنسي وصحناوي

*إستياء فاتيكاني وسليمان فرنجية مرشّح الراعي للرئاسة/مروان طاهر/الشفاف 

*السياسة" عن مصادر مارونية بالفاتيكان: لا قرار بترفيع الراعي لأن صفير هو "كاردينال لبنان الأوحد" ما دام حياً  

*اجتماع الموارنة في بكركي للصورة أو آخر الإجتماعات؟ رفع عتب و"جبر خاطر" ومخاوف من احتكاكات كلامية/إيلي الحاج/النهار     

*القوات** تشارك في اللقاء المسيحي الجمعة وتعتبر مواقف الراعي "وراءنا": بكركي مؤتمنة على وحدة المسيحيين ولا مصلحة لتعكير العلاقات معها

*رسالة مفتوحة من المسيح إلى المسيحيين المشرقيّين/الأب جوزف كميل جبارة/النهار

*المونسنيور زيدان وكفى/غسان حجار/النهار      

*عفواً غبطة البطريرك/هاني النصولي/النهار      

*الرئيس اللبناني يطلّ اليوم من الأمم المتحدة و«الأمم» اللبنانية منقسمة حتى على الكهرباء

*في خطوة غير مسبوقة لمعرفة أماكن وجودهم قبل إخفائهم/محكمة الحريري سلمت الانتربول أسماء مطلوبي حزب الله الجدد/حميد غريافي/السياسة

*الاتهامات بتهريب السلاح إلى سوريا أصبحت بمثابة خبر يومي..حبيب لـ"الشرق الأوسط": إذا صحت معلومات المنار فالمهربون من جماعة حزب الله أو حردان

*جنبلاط في وضعيّة "غير مستقرّة و"حرجَة/فادي عيد/الجمهورية

*لبنان في محور الجرائم ضدّ الإنسانية/عبد الوهاب بدرخان/النهار     

*شربل هنأ ريفي والحسن بالإنجاز:قتيلان من المتهمين بخطف الأستونيين في كمين لـ"المعلومات"

*توافق على دعم المحكمة الدولية/الجميل والحريري: إصرار على حصر الحوار بالسلاح

*عدوان: مواقف سليمان وتوجّهاته لم تعد قريبة لمواقفنا وتوجهاتنا

*وكيليكس/المستقبل/عون يتهم سوريا باغتيال الحريري ويناشد الأسد "ترك لبنان وحده"

*ويكيليكس: هذه هي شبكة حزب الله من الجميعات الخيرية لتحصيل الأموال ولدفع تعويضات الاستشهاد التي تشمل منازل ورواتب شهرية و100 $ للمرأة لقاء لبس الحجاب!  

طارق نجم/موقع 14 آذار

*كتلة "المستقبل": انتشار ثقافة السلاح والاستقواء على الدولة والتفلت من العقاب تسبب بها حزب السلاح  

*النائب شانت جنجنيان: قداس الشهداء سيحمل معه مواقف من "العيار الثقيل"/ البطريرك الراعي غير موفّقة/"مهزلة" الكهرباء  

*ايلي ماروني: زوبعة سياسية جديدة سيثيرها عون عند الانتهاء من ملّف الكهرباء/قرار مجلس الأمن بفرض العقوبات على سوريا لا يتوقف على كلام الوزير اللبناني 

*النائب فادي الاعور: اذا اراد كل من سليمان وميقاتي وجنبلاط تمويل المحكمة فليدفعوا الاموال من جيوبهم/مواقف الراعي وطنية المسلحة"

*حكومة معالجين وأطباء/نبيل بومنصف/النهار

*كهرباء باسيل/إيلي فواز/لبنان الآن

*عون بعد إجتماع تكتل التغيير والإصلاح: الغرب امام استحقاق الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بوطن ودولة/لا نقبل أن تمس صلاحيات الوزير ومسار كتلة المستقبل تخريبي/

*إتفقنا على خطة الكهرباء في الحكومة وعليها أن تكون متضامنة/البطريرك مؤتمن على السينودس من أجل لبنان/الشعب السوري بات يخشى التغيير عن طريق العنف

*قمة روحية بين البطريركين الأرثوذكسي والماروني في البلمند: الدولة القائمة على العدالة والمساواة وحدها حامية كل أبناء الوطن/نؤكد أهمية التضامن المسيحي - الإسلامي بالشأنين الوطني والانساني ولرفع صوتنا أمام المحافل الدولية نصرة للقضايا الوطنية والعربية/الحوار ضروري لتحقيق العدالة الاجتماعية وإبعاد الفتنة والنزاعات/هزيم: الطوائف يجب أن تعتبر نفسها عائلة واحدة وديانتنا المحبة/الراعي: ميزة بلدنا التنوع وعلينا تجاوز الخلافات ونبذ كل العنف

*رئيس بلدية فاريا عرض في مؤتمر صحافي موضوع إنارة الصليب: بلدتنا تترفع عن أي موقف سياسي وصليبها لجمع المسيحيين لا لتفرقتهم/لعدم استغلال غيرة الاهالي واعتبار هذا الاشكال بمثابة إخبار وفتح تحقيق

*المسيحيّ.. أغناطيوس الأنطاكي الذي أكلته الوحوش أم أَكَلَة لحوم البشر في معرّة النعمان/وسام سعادة/المستقبل

*مصر.. بعيداً عن الضجيج/خيرالله خيرالله/المستقبل

*حديث مع غبطته/ميشال كيلو 

*أردوغان دعا الإنسان المسلم للثورة على الذات/مها عون/السياسة

*الأسد أمر ماهر بـ"إعدام المعتقلين"

*قتلى في حمص ودرعا واقتحام الكسوة بالدبابات/الأمن سلم جثة فتاة مقطعة الأطراف والرأس إلى ذويها

*مقتل الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني

*البرلمان العربي يهدد بتجميد عضوية سورية خلال جلسة عاصفة

*واشنطن وتركيا تحضران سراً لمرحلة ما بعد نظام الأسد

*سوريا أزمتُها طويلة... قبل إسقاط النظام وبعده!الأربعاء/طوني عيسى/الجمهورية

*نيويورك تايمز": واشنطن تستعدّ لسوريا ما بعد الأسد

*مرحلة ما بعد الأسد/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*مفارقات دولية/ميشيل كيلو/الشرق الأوسط

*حتى البوسنة ضد دولة فلسطين/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*سفارة الفرنسية: الجدل حول زيارة الراعي لفرنسا مؤسف ولا مبرر له   

* مصدر أمني: كلام عون عن عملية عزة: موقف غير منطقي من قائد سابق للجيش خبير بالمداهمات 

*سلام دعا لعدم تورط دار الفتوى والمرجعيات الدينية بالسياسة 

 

تفاصيل النشرة

بكركي في ذكرى النداء الأيلوليّ

شارل جبور/الجمهورية

في 20 أيلول من العام 2000 أطلقت بكركي نداءها الشهير "إلى كلّ من يهمّه الأمر في لبنان وخارجه لعلّه يسارع إلى الإسهام في عملية الإنقاذ"، هذا النداء الذي أطلق أوسع ديناميّة داخلية أدّت، بعد تقاطعها مع ظروف دوليّة وعربية مؤاتية، إلى إخراج الجيش السوري من لبنان.

لا يمكن الحديث عن الاستقلال الثاني من دون العودة إلى الوثيقة الأيلوليّة، وهي من الوثائق المؤسّسة لهذا الاستقلال على غرار عامّية أنطلياس أو رسالة البطريرك الياس الحويّك في العام 1918 إلى عموم اللبنانيّين من أجل اللقاء والعودة إلى لبنان التاريخيّ حتى قبل إنشاء لبنان الكبير. كما لا تخرج هذه الوثيقة عن سياق المسار التاريخيّ للكنيسة المارونية كرافعة تاريخية لمعنى لبنان ومساهمتها الأساسية في بلورة هذا الخيار-النموذج الذي بدأت حركات التغيير في العالم العربي تحذو حذوَه.

وأهمّية هذا الوثيقة تكمن في تصويبها المباشر على الهدف المتمثّل بـ"أن يعاد انتشار الجيش السوري في لبنان تمهيدا لانسحابه نهائيّا عملا بالقرار 520، وباتّفاق الطائف"، ومحاولتها تحييد حزب الله عن هذه المواجهة عبر إشادتها بـ"حكمة من حرّروا الجنوب بما بذلوه من دماء ذكيّة في سبيل التحرير، بدافع من حميّة وطنية صحيحة. وقد مهّدوا السبيل للدولة لتبسط سلطتها على جميع أراضيها عملا بالقرار 425 الذي تحرّر الجنوب دون تطبيقه عمليّا".

والأهمّ أنّ بكركي لم تكتفِ بإطلاق معركة إخراج الجيش السوري، إنّما واكبتها خطوة بعد خطوة، من رعايتها لقاء "قرنة شهوان" إلى الانفتاح على الشريك الوطنيّ بدءا بالنائب وليد جنبلاط واللقاء اللبناني للحوار وصولا إلى الرئيس رفيق الحريري على قاعدة أنّ الاستقلال لا يمكن إنجازه إلّا من خلال الشراكة المسيحيّة-الإسلاميّة.

هذه الشراكة التي كانت في أساس الاستقلال الأوّل وميثاق العام 1943 مرورا باتّفاق الطائف وصولا إلى انتفاضة الاستقلال. وليس تفصيلا أن يكون المكوّن السُنّي هو الشريك في الميثاق والوثيقة والانتفاضة، وإذا كان ضعف المكوّن الشيعيّ حالَ دون مساهمته في الاستقلال الأوّل، فما الذي حال إذاً دون هذه المساهمة في اتّفاق الطائف الذي عارضه والانتفاضة التي حاول إجهاضها سوى رؤيته الاديولوجية والإسلامية التي يشكّل لبنان ساحة من ساحات جهاده لتحقيقها؟

كلّ الاستراتيجيّة السورية كانت قائمة على عاملي التخويف و"فَرِّق تَسُدْ" بغية إبقاء سيطرتها على لبنان، وقد جاءت الوثيقة الأيلوليّة لتضع حدّا نهائيّا لهذه "اللعبة" المكشوفة التي مكّنت دمشق من إحكام نفوذها على بيروت بقولها: "لقد كانت هناك تصريحات تقول إنّه إذا انسحب الجيش السوري من لبنان، قامت فتنة فيه، أو إنّ وجوده أصبح جزءا لا يتجزّأ من السلم اللبناني، أو إنّه ينسحب إذا طلبت منه الحكومة اللبنانية الانسحاب. ومعلوم أنّها حُجج واهية لا تثبت أمام المنطق السليم: لن يكون فتنة في لبنان، إن لم يعمد أحد إلى إضرام نارها، واللبنانيّون ما اقتتلوا يوما إلّا لأنّه كان هناك من يبذر بذور الفتنة في ما بينهم".

هذه "البذور" بالذات التي ورثها حزب الله عن سوريا يسعى جاهدا لإعادة زرعها في الجسم اللبناني في محاولة يائسة لضرب أبرز ما تمّ تحقيقه في انتفاضة الاستقلال، وهي الشراكة التي أخرجت سوريا من لبنان بغية إعادة إنتاج المناخات الطائفيّة الانقسامية التي وحدها تسمح لمشروعه البقاء على "قيد الحياة"، لأنّ وحدة اللبنانيّين التي حقّقت الاستقلال لا بدّ من أن تحقّق، عاجلا أم آجلا، السيادة بنزع سلاحه الإيراني المنشأ والأهداف.

ولعلّ أيّ تقارب مع هذا المكوّن الشيعيّ تحت أيّ عنوان يشكّل استهدافا صريحا للسيادة والاستقلال، فضلا عن أنّ أخطر وأسوأ ما يخطّط له اليوم هو استخدام مواقف البطريرك الماروني لتظليل هذا المكوّن الانفصالي وإحداث الشرخ مع المكوّن السُنّي الميثاقي لإدامة السلاح غير الشرعي وإبقاء لبنان ساحة نفوذ أو ورقة مساومة...

 

الراعي يلتقى السفير الفرنسي وصحناوي

التقى البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في بكركي، سفير فرنسا في لبنان دوني بييتون في حضور المطران سمير مظلوم. وقد استغرق اللقاء ساعة واحدة غادر بعدها بييتون بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح. كما استقبل البطريرك الراعي وزير الاتصالات نقولا صحناوي وعرض معه للأوضاع الراهنة.(الوطنية للإعلام)

 

منوّهة بـ"دعوة رئيس البرلمان العربي إلى تعليق عضوية سوريا في "جامعة الدول العربية"

"14 آذار": لالتزام سليمان وميقاتي بقرارات مجلس الأمن الدولي.. ونصرة الشعب السوري في نضاله

شدّدت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" على أنه "في مواجهة ما يشهده لبنان من سجالات ونقاشات سياسية على خلفية الملفات الداخلية العالقة وتأثرها بالتطورات التغييرية في بعض الدول العربية، فإنّ العودة إلى الدستور اللبناني والقوانين المنبثقة عنه، والتمسّك باتفاق الطائف كمرجعية ميثاقية وطنية يُعتبران الضامن الوحيد للاستقرار ولقيام الدولة ومؤسّساتها بواجباتها في حماية لبنان واللبنانيين على أسس العدالة والمساواة، وعلى قاعدة المرجعية الحصرية للقرارات والسياسات في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية والإنمائية كافة".

"الأمانة العامة"، وبعد إجتماعها الدوري الأسبوعي، أضافت في بيان: "إنَّ إتفاق الطائف، خصوصاً في ما يتضمنه من تمسك بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ومن خارطة طريق لقيام الدولة المدنيّة التي تساوي بين جميع أبنائها في الحقوق والواجبات، والتي تتولى من خلالها مؤسّساتها الدستورية والشرعية وفي مقدمها مجلس الوزراء حصرية رسم السياسات وتطبيقها، يشكل العقد الاجتماعي الأفضل لهذه المرحلة، بما يمكن اللبنانيين من تأمين المناعة المطلوبة لدولتهم ومجتمعهم في مواكبة ما يشهده العالم العربي من تطورات وتغييرات".

وفي هذا الإطار، لفتت "الأمانة العامة" إلى أنَّ "إتفاق الطائف الذي عطّلته الوصاية السورية على مدى خمسة عشر عاماً، والذي يعطّله سلاح "حزب الله" غير الشرعي في المرحلة الراهنة يشكل نموذجاً بديلاً للمرجعيات الشمولية المتمثلة بأنظمة الحزب الواحد، تحتذي به الأنظمة التي يولدها "الربيع العربي" في صياغة أسس العيش الواحد بين نسيج شعوبها وتلاوينها السياسية والاجتماعية والطائفية والمذهبية".

ولمناسبة تولي لبنان الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، رأت "الأمانة العامة" أنَّ "على رئيسي الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومعهما مجلس الوزراء الانتقال من مرحلة الكلام والوعود في مسألة الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي إلى مرحلة التنفيذ العملي لكل ما تتضمّنه القرارات الخاصة بلبنان في مجالي السيادة الوطنية والمرجعية الحصرية للدولة اللبنانية في المسائل الأمنية والدفاعية على كامل الـ10452 كلم مربّع من جهة، والمحكمة الخاصة بلبنان المكلّفة النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وجرائم الإغتيال ومحاولات الإغتيال والتفجيرات المرتبطة بها من جهة ثانية".

وفي هذا السياق، أضافت: "إنَّ الإلتفاف على مضمون هذه القرارات والإجتهاد في تفسيرها للتفلّت من موجباتها كما بالنسبة إلى القرار 1701 لا سيّما في الشق المتعلق بالإنتشار المسلّح غير الشرعي، ودخول الأسلحة الى لبنان، والسياسة الإنتقائية في التعاطي مع القرارات المتعلقة بالمحكمة الخاصة بلبنان تشكّل مناورات مسيئة إلى صدقية لبنان ومؤسساتهِ الدستورية، وإلى صورته أمام المجتمع الدولي، لذلك تطلُب "الأمانة العامة لقوى 14 آذار" من الحكومة اللبنانيّة الإقلاع عن سياسات المماطلة والتسويف والهروب الى الأمام لأنها لن تؤدي بها وبلبنان إلا إلى مزيد من الغرق في الرمال المتحرّكة للأزمات والصراعات التي تديرها المحاور الإقليمية الخارجة عن الشرعية الدولية".

ومن جهةٍ أخرى، أكّدت قوى "14 آذار" دعمها المطلق للشعب الفلسطيني في مطالبته بقيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، عاصمتها القدس الشرقية، وطالبت "الدولة ببذل كل الجهود الهادفة لقيام دولة فلسطين". ورأت أنَّ "إنشاء دولة فلسطين بقرارٍ صادرٍ عن مجلس الأمن يؤكّد مصداقية الأمم المتحدة في الوقوف دائماً مع المظلوم ضدّ الظالم ومع حركة تحرّر الشعوب من أنظمتها البائدة، فلا يجوز أن تبقى فلسطين أرضاً محتلة، وشعبها مشرّد وحقوقها مغتصبة تحت عيون العالم". واعتبرت أنَّ "خطوة السلطة الفلسطينية في التوجّه إلى الأمم المتحدة، تؤكّد أن تدويل قضية فلسطين يساعد الشعب الفلسطيني خصوصاً والعربي عموماً على التمسّك بقرارات الشرعية الدولية".

ونوّهت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" بـ"دعوة رئيس البرلمان العربي إلى تعليق عضوية سوريا في "جامعة الدول العربية" والبحث في نقل مقر البرلمان من دمشق الى عاصمة عربيّة أخرى، على خلفيّة ما يرتكبه النظام السوري من جرائم في حق شعبه". ودعت "الهيئات والمؤسّسات العربيّة كافة إلى نصرة الشعب السوري في نضاله من أجل الحريّة والديموقراطية في كافة المجالات المتاحة، للتخفيف من معاناته ومؤازرته في تحقيق أهدافه المشروعة". (المكتب الإعلامي)

 

 

إستياء فاتيكاني وسليمان فرنجية مرشّح الراعي للرئاسة

مروان طاهر/الشفاف/أثارت زيارة رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس السابق امين الجميل الى المملكة العربية السعودية إرتياح رجال الاعمال المسيحيين في المملكة بعد ان أطلق حوالي 200 من بينهم صرخة في وجه تصريحات البطريرك الراعي التي وصفوها بـ"غير المسؤولة" بشأن الخوف المزعوم على المسيحيين من التطرف السني.

وأشارت معلومات الى رئيس حزب القوات اللبنانية سيقوم بدوره بزيارة الرياض وبعض دول الخليج العربي لإجراء محادثات تحول ن أن تترك الخطابات البطريركية أي تداعيات على اللبنانيين المقيمين في دول الخليج العربي. وتضيف المعلومات أن الرئيس الجميل حرص على أن يصطحب معه نجله سامي ليسمع من اللبنانيين ومن المسؤولين السعوديين هواجس وتطمينات، الى عدم إتخاذ إجراءات في حق المسيحيين شبيهة بتلك المتخذة حاليا في حق الشيعة الذين يتعرضون للإبعاد من وظائفهم وأعمالهم تباعا، بعد أن أوغل الامين العام لحزب الله في التدخل في الشؤون الخليجية. وفي سياق متصل تدرس الدوائر الفاتيكانية إتخاذ إجراءات للحد من سيل الخطابات البطريركية في لبنان، وهي وإن كانت تعتبر ان للكنائس الشرقية هامشا من الحرية، فإن البطريرك الماروني اساء إستخدام هذا الهامش وأفرط في الكلام المباح منه وغير المباح. وتشير معلومات من الدوائر الفاتيكانية الى إستياء وزارة خارجية الفاتيكان من الراعي ومن كثرة خطاباته المثيرة للجدل والملتبسة، وأن إقتراحا يتم درسه حاليا من أجل إيكال النائب البطريركي التحدث بإسم الصرح البطريركي بدلا من الراعي على أن يلتزم الراعي الصمت. من جهة ثانية أبدت الدوائر الفاتيكانية إستياءها من تصرفات الكاردينال "ليوناردو ساندري"، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، وأبرز داعمي الراعي، وتشير الى أن الكاردينال المذكور يقف وراء نظريات يعمل الراعي على تسويقها من بينها مسألة تحالف الاقليات. وتضيف أن ساندري متورط مع رجل الاعمال اللبناني جيلبير الشاغوري والبطريرك الراعي من اجل العمل على إيصال سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية خلفا للرئيس ميشال سليمان

 

السياسة" عن مصادر مارونية بالفاتيكان: لا قرار بترفيع الراعي لأن صفير هو "كاردينال لبنان الأوحد" ما دام حياً  

نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن مصادر روحية مارونية في الفاتيكان نفيها المعلومات الصحافية التي أفادت الأحد الماضي أن "الدوائر المعنية في الحاضرة الرسولية بروما علقت في الوقت الحاضر قراراً بابوياً كان من المقرر إعلانه في نهاية الشهر الجاري بتعيين البطريرك الماروني الجديد للبنان بشارة الراعي كاردينالاً أسوة بما درجت عليه العادة مع البطاركة الموارنة منذ عهد البطريرك المعوشي حتى البطريرك مار نصر الله بطرس صفير"، وذلك رداً على ما أشاعه عمداً سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي الأسبوع الماضي من أن "تصريحات الراعي في باريس قبل حوالي أسبوعين عن وجوب دعم نظام الأسد في سوريا كي لا يسيطر المتشددون على الحكم الذي سيخلفه وعن ضرورة بقاء السلاح في يد "حزب الله" حتى تحرير مزارع شبعا ومرتفعات كفر شوبا وعودة الفلسطينيين من لبنان (عددهم حوالي 400 ألف) الى دولتهم الموعودة في الضفة وقطاع غزة، انما هي (أي التصريحات) مدعومة من الفاتيكان وتعبر عن رأي البابا بنديكتوس السادس عشر ومعاونيه من كرادلة وأساقفة ومسؤولين". وقالت المصادر المارونية: "على الرغم من أن الفاتيكان أصيب بخيبة أمل كبيرة من تصريحات البطريرك الراعي بدليل أنه أبلغ مبعوثاً فرنسياً ان "لا علاقة للفاتيكان بموقف البطريرك وهو ليس ناطقاً بلسانه ولا بلسان البابا"، إلا أن مسؤولاً كبيراً في الخارجية البابوية أكد ان المعلومات الصحافية عن "تعليق قرار منح الراعي رتبة الكردلة" غير دقيق ولم يصدر إطلاقاً لسبب واحد، هو أنه لا يمكن منح هذه الرتبة (كاردينال) أصلاً إلى إثنين من الطائفة المارونية في وقت واحد، وأن البابا مازال يعتبر البطريرك نصرالله صفير كاردينالاً أوحد للبنان، وأن ترفيع الراعي إلى نفس هذه الرتبة غير وارد قبل وفاة الكاردينال صفير".

وأضافت المصادر: "إن الفاتيكان في كل تاريخه لم يتعامل مع الطوائف المسيحية الكاثوليكية ومنها المارونية بمثل هذا الأسلوب، ولم يدع مواقف اي بطريرك او مسؤول روحي دولي مهما كانت غير مشجعة ومتعارضة مع مسار الكنيسة في روما تؤثر على قراراته التقليدية، وهناك دليل حسي على ذلك هو مواقف البطريرك الراحل بولس المعوشي التي حمل فيها في إحدى المراحل على بعض قرارات البابا نفسه في أواخر الستينات واعتبرها تدخلاً في شأن الكنيسة المارونية، الا ان سيد الكرسي الرسولي لم يجمّد تعيين المعوشي كاردينالاً".

 

اجتماع الموارنة في بكركي للصورة أو آخر الإجتماعات؟ رفع عتب و"جبر خاطر" ومخاوف من احتكاكات كلامية

إيلي الحاج/النهار/سيشارك الدكتور سمير جعجع في اجتماع بعد غد الجمعة في بكركي، ويتجاوز موقتا تحفظاته الكبيرة بل رفضه المواقف الاخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي اصر على الموعد المحدد ولم يتجاوب مع تمنيات تلقاها من اكثر من طرف مدعو وعاملين لتقريب وجهات النظر على خط بكركي، فحواها ان الارجاء يتيح تبريد الاجواء المحمومة التي اثارتها مواقفه. يعود تمسك البطريرك باللقاء الجامع في موعده الى الرغبة في عدم ابراز الاختلافات الواسعة في الرأي التي اعقبت تصريحاته في باريس وبعلبك. اما المعترضون فيرون الاجتماع يظهر الطائفة المارونية موحدة تحت عباءة الراعي مما يرفع رصيده ويقوي موقف قوى 8 آذار - "حزب الله" وحلفاء النظام السوري – فيما الواقع مناقض لهذه الصورة، والشرخ السياسي مرشح لان يتوسع لانه يتعلق بالاستراتيجيات وليس بالتكتيك.

بعض المدعوين الذين سألتهم "النهار" توقعاتهم ابدوا خشيتهم ان يؤدي طرح المواضيع الخلافية بعد مواقف الراعي الى احتكاكات كلامية تفجر الاجتماع فلا يعود ممكنا تكراره ويكون آخر اجتماع، لتعود الاوضاع تاليا بين الاقطاب والشخصيات المارونية الى اسوأ مما كانت قبل انتخاب البطريرك. وقالوا ان الراعي لم يتجاوب مع تمنيات الارجاء، اولا لان الموعد تحدد قبل نشوء المشكلة الناتجة من مواقفه، وثانيا لان خطوة الارجاء ستفسر على انها ترجمة لاحتجاجات على هذه المواقف مما يضعف موقع بكركي.

ولم يستبعد هؤلاء أن يكون الحل بعقد الإجتماع لمجرد التقاط الصور، مثل آخر جلسات الحوار الوطني، فلا يتطرق المشاركون الى المواضيع الخلافية الرئيسية بل يمضون بعض الوقت في التحدث عن مسائل عمومية لا تقارب القضايا الجوهرية.

إلا أن مدعوين آخرين يجزمون أن الاجتماع فقد مبرر انعقاده لأن البطريرك أصبح فريقاً بعدما كان قدم نفسه فوق الأفرقاء في طائفته. ويؤكدون ايضاً أن نواباً من "تيار المستقبل" سيثيرون موضوع تصريحات الراعي ويطالبونه بإيضاحات، علماً انه سبق أن رفض تقديم إيضاحات عندما زارته شخصيات عقب عودته من باريس، وقال إنه لم يصرّح بما نُسب اليه فلماذا يوضح ما لم يقله؟ ويتخوف أصحاب هذا الرأي أن يوصل النقاش في القضايا الشائكة بين مشاركين من قوى 14 آذار وقوى 8 آذار إلى نتيجة مزعجة ومغايرة للغاية من عقد الاجتماع. ومع استمرار المساعي لإرجاء الإجتماع تتلاحق اتصالات لإبقاء الأحاديث مضبوطة، فلا ينبري فريق للإشادة بالراعي ومواقفه، ولا يتصدى فريق بالحديث عن ثوابت تاريخية لبكركي، فيدور الكلام على بيع أراضي المسيحيين وقانون الانتخابات وما شابه، وتمر المناسبة أشبه ما تكون برفع عتب و"جبر خاطر" لا أكثر. في هذا السياق ستجتمع غداً اللجنة المكلفة البحث في القانون الأمثل للإنتخابات، والتي تضمّ النواب جورج عدوان وآلان عون وسامي الجميل والوزير السابق يوسف سعادة وآخرين، وستبحث مبدئياً في إمكان وضع "ضوابط" لإمرار اجتماع بكركي بهدوء.

وشبّه سياسي بارز الحوار الماروني في بكركي بالحوار الوطني في بعبدا، وقال: "كما ان رفض حزب الله البحث في موضوع سلاحه عطّل اجتماعات الحوار الوطني في بعبدا، فإن رفض البحث في هذا السلاح في بكركي سيفرغ الحوار من مضمونه وجدواه". ولاحظ ان "البطريرك كان يتهم السياسيين سابقاً بأن مواقفهم تقسم المسيحيين، وها هي مواقفه تقسمهم اليوم".

وكانت فكرة تأليف وفد من سياسيي قوى 14 آذار المسيحيين لزيارة الراعي اثر عودته من باريس انتهت الى التخلي عنها، اذ ابلغ الرئيس امين الجميّل النائب بطرس حرب والوزيرة السابقة نائلة معوّض اللذين قاما بمسعى في هذا الاتجاه انه لا يحبذ هذه الخطوة "لانها ستظهر الوفد كأنه يستجوب البطريرك، وهذا لا يليق ولا هو المطلوب". اما رئيس حزب "القوات اللبنانية" المنهمك في الاستعدادات لانجاح مهرجان احياء ذكرى الشهداء في جونية فكان جوابه انه مستعد للسير بما يريانه مناسباً. الا انه ارتأى بعدما تلقى اجواء مطمئنة من زوار بكركي ان الافضل اصدار الموقف اللافت الذي اعتبر ما حصل مع البطريرك "غيمة وعبرت"، موقف لم يلاقه البطريرك في زيارته لبعلبك، على ما يرى "قواتيون" و"14 آذاريون" اعتبروا تبني الراعي كلام ممثل السيد خامنئي الشيخ محمد يزبك موقفاً نافراً أعاد الامور الى النقطة الصفر. وبرزت مشكلة لدى مسيحيي 14 آذار هي انهم لا يستطيعون منع حلفائهم المسلمين من الدفاع عن انفسهم عندما يهاجمهم بطريرك الموارنة ويتهمهم.

 

القوات" تشارك في اللقاء المسيحي الجمعة وتعتبر مواقف الراعي "وراءنا": بكركي مؤتمنة على وحدة المسيحيين ولا مصلحة لتعكير العلاقات معها

موقع القوات/كتب عمر البردان في صحيفة "اللواء": في وقت لم ينجل بعد غبار مواقف البطريرك بشارة الراعي بخصوص النظام السوري وسلاح "حزب الله"، ينتظر أن تستضيف بكركي الجمعة المقبل اللقاء المسيحي الذي يعقد برعاية البطريرك الراعي، حيث سيصار إلى استكمال البحث في موضوع قانون الانتخابات بمشاركة عدد من الخبراء الاخصائيين، وفيما أكدت مصادر البطريركية المارونية أن الاجتماع سيعقد في موعده وبغض النظر عن ردود الفعل على كلام البطريرك وبمن حضر، فإن تساؤلات عديدة طرحت عما إذا كان ممثلو حزبي "الكتائب" و"القوات اللبنانية" سيشاركون في هذا اللقاء بعد الانتقادات التي وجهت من جانب الحزبين إلى تصريحات البطريرك، أم أنهم سيقاطعون هذا الاجتماع احتجاجاً؟

أوساط روحية قريبة من بكركي أكدت لـ"اللواء" أن الاستعدادات اتخذت لعقد اللقاء في موعده ولا تغيير في ما يتعلق بجدول الأعمال والذي يتضمن بحثاً في ملف قانون الانتخابات، على أمل مشاركة جميع الأعضاء، خاصة وأن البطريركية المارونية لم تتلق لغاية الآن أي اعتذار لحضور اللقاء من جانب من يفترض بهم المشاركة، وبالتالي فإنه يرجح عقد الاجتماع بمشاركة جميع الأعضاء، إلا إذا أخذ أحد الفرقاء قراراً في اللحظة الأخيرة بعدم الحضور لسبب أو لآخر، لكن ذلك لن يؤثر على الاجتماع.

وقد لفتت مصادر قيادية "قواتية" إلى "أن الانتقادات التي وجهت إلى كلام البطريرك حول النظام السوري وسلاح حزب الله قد أصبحت وراءنا، وأن "القوات" تعتبر ما جرى غيمة وزالت كما قال الدكتور سمير جعجع، وبالتالي ليس هناك من سبب يحول دون مشاركتها في لقاء بكركي الذي سيبحث في موضوع قانون الانتخابات بمشاركة بقية الأطراف، خاصة وأن القوات تنظر بكثير من الاحترام والتقدير إلى الدول المسيحي والوطني الكبير الذي تضطلع فيه ماضياً وحاضراً ومستقبلاً".

ومن جهته، أكد عضو كتلة "القوات" النيابية فريد حبيب لـ"اللواء" أن "القوات" لن تقاطع لقاء بكركي الجمعة وستشارك حرصاً منها على إنجاح اللقاء، ولأنها تعتبر أن بكركي تشكل مرجعاً بالنسبة لكل "القواتيين" والمسيحيين، وبالتالي فإننا لسنا ضدها، ولا يمكن أن نناصبها العداء رداً على بعض المواقف التي نرى أنها أصبحت من الماضي، بعدما طوينا الصفحة، ونريد أن تكون العلاقة مع بكركي و"سيدها" على أفضل ما يرام، لأنه لا مصلحة لنا كمسيحيين أن تكون علاقتنا بالبطريركية المارونية ليست على ما يرام، لأن ذلك سيؤثر سلباً على وضع المسيحيين وفي علاقاتهم مع بعضهم البعض. وأشار إلى أن بكركي تدرك مصلحة المسيحيين في هذا البلد ولا يمكن إلا أن تكون خير معبر عن تطلعاتهم وآرائهم، وتعمل كل ما في وسعها لحماية وجودهم في هذا الشرق، وبالتالي فإن البطريرك الراعي مؤتمن على هذه الرسالة وهو قادر على لعب الدور المطلوب منه بكل ثقة واقتدار، وهناك مصلحة كبيرة لنا في أن تكون البطريركية المارونية على مسافة واحدة من الجميع، لا أن تكون إلى جانب فريق على حساب فريق آخر.

وشدد حبيب على أن "القوات" يهمها تأمين الدعم اللازم للبطريرك الراعي في مهمته لما لذلك من إيجابيات على صعيد وحدة المسيحيين في هذا البلد، وتحديداً على الصعيد الماروني، بهدف السعي إلى لم الشمل وتوحيد الصفوف ومواجهة التحديات.

 

رسالة مفتوحة من المسيح إلى المسيحيين المشرقيّين

الأب جوزف كميل جبارة/النهار

إخوتي وأحبائي، منذ أكثر من ألفي سنة وطأت قدماي أرض هذا الشرق المذبوح والمضرّج بالدماء وحاولت أن أكون في وسطه نسمة حياة وصرخة حرية، ولكن هيرودوس وبيلاطس البُنطي وكل من تخلّق بأخلاقهما على مرّ العصور، سعوا للقضاء عليّ وعلى المشروع الإنساني – الإلهي الذي سعيت لتحقيقه بينكم وعلى هذه الأرض الطيّبة. فهل تراهم أفلحوا في ذلك؟

تذكرون جيداً أنني قلت لكم آنذاك، وأقولها الآن أيضاً وسأظل أردّها إلى منتهى الدّهر "لا تخافوا"، "لا تخف أيها القطيع الصغير". فالخوف يعني قلّة الإيمان، يعني بطلان الرجاء وانعدام المحبّة. "الخائف غير كامل في المحبة، والمحبة تطرد الخوف خارجاً". أقولها بالفم الملآن وأتمنّى أن تكون آذانكم صاغية "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولا قدرة لهم على قتل الروح"، على قتل إنسانية الإنسان، على خنق حرّيته ودوس كرامته وامتهان شرفه. إذ "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه" وخسر صورة الله في داخله.

"لقد أرسلتكم كخراف بين ذئاب، فكونوا ودعاء كالحمام وحكماء كالحيّات". الوداعة لا تعني الانهزام والقبول بالمذلّة والسكوت عن الحقيقة والتستر على الظلم. والحكمة لا تعني التهوّر والتواري والخوف من تحمّل المسؤوليات. أتفهم قلقكم على المصير في ظلّ الثورات العربية والتحولات الجذرية التي تشهدها منطقتكم. وأشاطركم الخوف على مستقبل أطفالكم وعيالكم ومصير حياتكم بمجمله. ولكن تذكّروا أنه "ما من تلميذ أفضل من معلمه، ولا عبد فوق سيّده. فحسب التلميذ أن يكون كمعلّمه، والعبد كسيّده "فإن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم".

بين الانسان وكل ما عداه من نظام وقانون ومبادئ وعادات... ينبغي ألاّ تقعوا في الحيرة أثناء خياراتكم.

فابن آدم يبقى بالنسبة اليّ، وأرجو أن يكون أيضاً بالنسبة اليكم، القيمة التي لا تعلوها قيمة أخرى. لا تنسوا أنه يوم خيّرني أبناء ملّتي بين شفاء الإنسان والمحافظة على حرمة البيت اخترت الأمر الاول على حساب الثاني "لأن السبت جُعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت".

لقد أوصيتكم وصيّة قديمة جديدة هي "أن تحبّوا الله والقريب"، إذ إنّه بهاتين الوصيّتين تختصر كل الشرائع والكتب المقدّسة. لا ألومكم إذا قصّرتم بعض الشيء في عيشكم الوصية الأولى، ولكن ملامتي، في هذه الحياة والحياة الأخرى، ستكون كبيرة، إذا قصّرتم في حب القريب. والقريب هو كل إنسان في حاجة الى الحب.

يقلقني جداً وضع رجال الدين فيما بينكم. وأخشى أن يكون خوفهم على ذواتهم وامتيازاتهم أكبر بكثير من خوفهم عليكم وعلى مصيركم.

 أرجوهم، برجالهم ونسائهم، أن يتذكّروا أنني عُلّقت على خشبة المذّلة والعار حباً بالإنسان، وبالإنسان فقط.

أتوسل إليهم ألا ينسوا استفانُس واغناطيوس الإنطاكي وآخرين غيرهم من الشهداء والمعترفين الذين قدّموا ذواتهم قرباناً. والسلام.

 

المونسنيور زيدان... وكفى

غسان حجار/النهار      

أعلن الفاتيكان موافقته على انتخاب المونسنيور كميل زيدان مطراناً في الكنيسة المارونية ونائباً بطريركياً قيماً على الدوائر البطريركية. وهو الرجل الذي انتهج التنظيم الدقيق في حياته كما في المناصب التي تسلمها، خصوصاً في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، حيث تعرفت اليه وكنت بعد صحافياً يافعاً. منذ ذلك الزمن، لم يتغير الرجل ولم يتبدل، ولم يسمن، ولم يحقق مالاً ولا جاهاً. ظل على تواضعه، محافظاً على هيبة رجل الدين، والمربي، والإداري الناجح. قد يجد حوله كثيرين يمدحون صفاته، وسيزيدون في الآتي من الأيام بسبب المصالح الكبيرة والكثيرة للناس في الدوائر البطريركية، ستفيض عليه المغريات والعطايا، والدعوات خصوصاً. لكن كل هذا لا ينفع، أي انه لا يقدم ولا يؤخر في الموقف الذي يتخذه المطران زيدان، اذ يشهد تاريخه على انه لم يتأثر بأجواء محيطة، مريحة أو مغرية، أو ضاغطة خصوصاً، وقد مورست عليه ضغوط كبيرة من سياسيين، عندما كان يحارب وحيداً بعض خطط تربوية ومشاريع مشبوهة لتغيير واقع التربية في لبنان، والتي كانت تؤدي حكماً الى تغيير هوية البلد. كان يعي تمامًا ما يجري ويحاك، وكان يردد أمامي أن هذه الخطة أو تلك على بساطتها، ستترك مفاعيل خطرة تظهر نتائجها بعد نحو 15 الى 20 سنة، "لذا علينا مواجهتها اليوم". كان يلازم مكتبه في الأمانة العامة في شارع مونو، قبل المباشرة في بناء الأمانة العامة الحالية في عين سعادة، واذ كنت أقول له "هل أقصدك في مونو؟" يبتسم ويقول بصوته الخافت. "مونو لنا في النهار ولغيرنا في الليل، فلا تتأخر في القدوم حتى تجدنا". لا يهم أين نقصدك سيدنا، المهم ان نأتي اليك، وان نجدك على الدوام، كما عهدناك، أنت أنت، المونسنيور زيدان، الحاضر دائماً وأبداً.

 

عفواً غبطة البطريرك

هاني النصولي/النهار      

أسفنا للخطوط الفاصلة التي رسمها غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي على خريطة الوطن العربي، شاطراً شعوب المنطقة بين أقليات وأكثرية. وبتنا نشارك غبطته هواجسه على مستقبل مسيحيي سوريا، الذين يشكلون 10% من مجموع السكان. فبمجرد إعلان البطريرك الماروني تعاطفه مع نظام الاسد اقحم المسيحيين عن غير قصد، في آتون الصراع الدموي الدائر بين النظام والشعب، على رغم اصغاء غبطته لرؤية الرئيس الفرنسي ساركوزي "أن نظام الرئيس السوري انتهى"!

لقد تنبأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بتحوّل الثورة السورية الى حرب أهلية بين الطائفة العلوية التي تشكل 9% والطائفة السنية التي تشكل 74% من سكان سوريا البالغ عددهم ما يقارب 23 مليوناً. تلك الحرب المتوقع لها ان تطول، كما حصل في لبنان إبان الحرب الاهلية عام 1975 التي دامت 15 عاماً، حيث تخللتها مواجهات بين القوى العظمى التي استخدمتها ساحة. ألم يؤكد النائب وليد جنبلاط في احدى مقابلاته، ان حرب الجبل عام 1983 "كانت نتيجة لثلاثة قرارات التقت في وقت واحد. قرار اتخذته انا وقرار سوري وقرار سوفياتي". من هنا أطرح تساؤلي: ما الحكمة من دفع المسيحيين الى الحريق السوري، بدل أخذ جانب الحياد الحذر؟

عتبنا على البطريرك ان غبطته يستند الى نظرة دينية مبسّطة لاستخلاص العبر من احداث منطقة شديدة التعقيد. فهو يشير دائماً الى سقوط الضحايا والهجرة المسيحية الكثيفة من العراق، من دون الاشارة الى مئات آلاف الضحايا غير المسيحية التي سقطت او هاجرت، ما يدفعنا الاّ نستغرب وصف غبطته الثورات العربية بـ"المؤامرة" او استخدامه تعبير "التطرف" لوصف الاسلام السني. لكننا نسأل غبطته: هل يوجد تطرّف أفظع من تعذيب اطفال درعا وتكسير اصابع الرسام الكاريكاتوري على فرزات واقتلاع حنجرة مطرب الثورة السورية ابرهيم قاشوش والسفك اليومي لدماء المتظاهرين المسالمين منذ ستة اشهر؟

بصراحة، لا نلمح في الخطوط التي رسمها غبطته النهج السليم للمحافظة على الوجود المسيحي في الشرق. انما يجب رسم الخطوط الفاصلة بين من يقف الى جانب الانظمة الديموقراطية، وبين من هو مع الانظمة الديكتاتورية. فخطوط الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الانسان والرأي الآخر، هي الخطوط الصحيحة التي تحرر الطوائف المسيحية وغير المسيحية من عقدة الاقليات وتضعهم في موقع الشركة الكاملة. أليس المسلم القارئ قيم العالم الحرّ أقرب الى أخيه المسيحي الحر، منه الى المسلم المستأثر بمفاهيم الاستبداد والاستعباد والديكتاتورية؟

صفقنا طويلاً لانهيار الانظمة الديكتاتورية في العالم العربي، على رغم أنها تتصل بالاسلام السني، ولم يراع اي منا طائفة الحاكم المستبد او مذهبه. فالديكتاتوريات العربية بمن فيها النظام السوري، هي الآفة التي تكبح شعوب المنطقة الخروج من ظلام القرون الوسطى الدامس. فهل يرضى غبطته ان تستمر الشعوب في الشرق ترزح تحت ظلم الجزمة العسكرية ورعب الاجهزة الامنية والتعذيب البربري والتصفية الجسدية والمعتقلات السرية وعبادة الشخصية ونظرية القائد الخالد الى الابد، حتى تستشعر الاقليات ببعض الراحة؟

لا نعتقد ان تمسّك البطريرك بترسانة "حزب الله" العسكرية تولّد عن حاجة المسيحيين الملحّة الى تحرير ما تبقى من اراض لبنانية محتلة. فلو كان الامر كذلك لأصر غبطته على مطالبة النظام السوري بترسيم حدود مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مع لبنان قبل اي شيء، بل ان تمسّك غبطته بسلاح "حزب الله" ووقوفه الى جانب نظام الاسد، يقع ضمن سياق نظرية تحالف الاقليات ضد الاكثرية السنية في الشرق. وهذا في حد ذاته يضاعف خطر الصدام بين السنّة والشيعة على حساب إنهاء الوجود المسيحي. فهل هكذا تُبنى الشركة والمحبة؟

الخطورة تأتي ايضاً من اعتقاد غبطته بأن سلاح "حزب الله" يمنع توطين اللاجئين الفلسطينيين، ما يُشرّع ابواب التسليح لاية جهة تزعم رفضها للتوطين، أكانت لبنانية أم فلسطينية، وهذا ما يخشاه اللبنانيون. الا يجدر بغبطة البطريرك التروّي قليلاً ثم تصويب خطوطه الفاصلة بين الاقتناع بأن الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الانسان والرأي الآخر، هي خطوط النجاة للوجود المسيحي وغير المسيحي في لبنان والعالم العربي والشرق؟

 

الرئيس اللبناني يطلّ اليوم من الأمم المتحدة و«الأمم» اللبنانية منقسمة حتى على ... الكهرباء

 الراي/يطل رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم من على منبر الامم المتحدة، في الوقت الذي تبدو «الأمم» اللبنانية منقسمة حتى على صوغ خطة كهرباء، كما هو حال «الكر والفر» في اللجان البرلمانية المشتركة اليوم ايضاً. ورغم ان الرئيس سليمان سيدلي بمداخلة امام مجلس الامن، الذي يترأسه لبنان هذا الشهر، عنوانها «الديبلوماسية الوقائية»، فإن الحضور اللبناني في نيويورك سيكون «باهتاً»، مع تزايد الانطباع لدى المجموعة الدولية بأن لبنان بمثابة «بلد مخطوف». غير ان حماسة لبنان لعرض مشروع الاعتراف بدولة فلسطين على التصويت شكّل «تعويضاَ» لدوره المفقود حيال الملفات الاخرى المطروحة على الطاولة في مبنى مانهاتن، لا سيما الملف السوري، الذي تتبنى بيروت موقف دمشق منه.

والأكيد في هذا السياق ان اطلالة الدولة من نيويورك عبر الرئيس سليمان ومن ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لن تحرف الانظار عن المأزق المتمادي في الداخل والناجم عن «الألغام» التي تعترض طريق حكومة ميقاتي، وإنشطار الحياة السياسية معسكرين من «الاحتراب» السياسي المفتوح. واذا كانت «قواعد اللعبة» ستتيح تجرع الحكومة كأس تمويل المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، فإن الاستحقاق الأشد وطأة سيكون في مارس المقبل مع إضطرار الحكومة لاتخاذ قرار «لا مفر منه» في شأن تجديد بروتوكول المحكمة الدولية مع الامم المتحدة. وتشكل المرحلة من الآن وحتى مارس المقبل «فترة سماح» امام الحكومة «الملغومة» بأزمات ثقة بين مكوناتها، وسط توقعات بازدياد المصاعب التي تواجهها مع التداعيات الداخلية والخارجية للأحداث المتمادية في سورية. وكانت أنظار بيروت امس اتجهت الى نيويورك التي وصل اليها سليمان مفتتحاً اسبوعين سيشارك فيهما لبنان عبر رئيس الجمهورية ثم رئيس الحكومة في أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة ورئاسة مجلس الأمن.

وفي حين شارك الرئيس سليمان امس في جلسة مجلس الأمن التي ناقشت الموضوع الليبي، يلقي اليوم كلمة لبنان امام الجمعية العمومية حيث سيركز على الثوابت اللبنانية لجهة تأكيد السلام المرتكز على مرجعية مدريد ومبادرة السلام في بيروت، وسيتناول تطورات المنطقة والدولة الفلسطينية وحق لبنان في ثرواته الغازية والنفطية في البحر واستعادة ما تبقى من ارضه المحتلة من اسرائيل، على ان يترأس غداً جلسة لمجلس الأمن (دعا اليها لبنان) تحت عنوان «الديبلوماسية الوقائية».

وفي موازاة ترقُّب طبيعة اللقاءات التي سيعقدها رئيس الجمهورية في نيويورك حيث عُلم انه سيجتمع بالرئيس الاميركي باراك اوباما في اطار الاستقبال الذي يقيمه تقليدياً على شرف رؤساء الوفود، على ان يلتقي ايضاً الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اذا سمح له بذلك جدول مواعيده «المضغوط» والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وامير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، فان الرئيس ميقاتي الذي يغادر بيروت السبت لحضور جلسات الجمعية العمومية وترؤّس آخر جلسة لمجلس الامن والمتعلقة بالتقييم الدوري للاوضاع في الشرق الاوسط استبق الموقف الذي سيعلنه لجهة تأكيد التزام لبنان تنفيذ القرارات الدولية، بلقاء سفراء وديبلوماسيين اجانب عاملين في بيروت، بينهم السفيرة الاميركية مورا كونيللي، والممثل الدائم للامين العام للامم المتحدة مايكل وليامز وسفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخورست وذلك على عشاء عمل في السراي، بقي بعيداً عن الاعلام.

وذكرت تقارير صحافية ان «العشاء الديبلوماسي» تخلله نقاش تناول رؤية لبنان لجملة من المواضيع الخلافية انطلاقاً من المعادلة التي كان رسمها ميقاتي على قاعدة «مراعاة القرارات الدولية وخصوصية الرؤية اللبنانية» و «عدم مواجهة المجتمع الدولي وعدم التدخل في شأن اي دولة»، سواء في ما يتعلق بالملف السوري، او طلب اعلان الدولة الفلسطينية، وهو المنطق نفسه الذي ينسحب على ملف تمويل المحكمة الدولية الذي وعد رئيس الحكومة بتأمينه على ان يحصل ذلك بعد التفاهم على «إخراج» مع «حزب الله» يحفظ له ماء الوجه بعدما كان عنوان «المحكمة الاميركية ـ الاسرائيلية» من «الذخيرة» التي استُخدمت في معرض إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري في يناير الماضي.

وكان ميقاتي تحدث خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء العادية في السرايا الحكومية اول من امس، عن الاهمية الاستثنائية لترؤس لبنان جلسات مجلس الامن، وكذلك المواضيع المدرجة على جدول الاعمال، وفي مقدمها موضوع طلب دولة فلسطين الاعتراف بها من الامم المتحدة، لافتاً الى «ان وجود الرئيس سليمان في نيويورك، من شأنه ان يعطي لبنان دوراً مميزاً طالما لعبه انطلاقاً من الثوابت الوطنية والقومية التي التزم بها في محطات تاريخية مهمة»، وآملاً في ان تصب زيارته لنيويورك بعد رجوع رئيس الجمهورية في مصلحة لبنان الحريص على تجديد احترامه القرارات الدولية، لا سيما منها التي تتصل بالوضع اللبناني أو الشرق اوسطي. وفي تطور يقوي موقف لبنان في الامم المتحدة لجهة التمسك بحقه في استثمار ثرواته النفطية والغازية في مياهه، أقرت الحكومة التي تجتمع اليوم بلا جدول اعمال «دسم»، المنطقة الاقتصادية الخالصة، في ضوء دراسة أعدتها شركة UKHO الانكليزية المتخصصة بالدراسات الطوبوغرافية، وتضمنت تثبيتا للنقطة 23 (الثلاثية) بين لبنان وقبرص واسرائيل، على ان يصار بعد نشر المرسوم في الجريدة الرسمية الى إيداع الأمم المتحدة نسخة عن القانون اللبناني (للنفط والمناطق البحرية) الذي أقر سابقا، بالاضافة الى قرار تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة، تمهيدا لاعادة فتح أبواب التفاوض مع الحكومة القبرصية لتعديل الاتفاقية الموقعة بينهم وبين إسرائيل على حساب لبنان. 

 

في خطوة غير مسبوقة لمعرفة أماكن وجودهم قبل إخفائهم 

محكمة الحريري سلمت "الانتربول" أسماء مطلوبي "حزب الله" الجدد

حميد غريافي/السياسة

كشفت مصادر أمنية بريطانية قريبة من الشرطة الدولية "الانتربول", أمس, ان مكتب الادعاء العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان "قد يكون سلم قيادة الانتربول أسماء عناصر "الوجبة الثانية" من قياديي "حزب الله" التي ستصدر في القسم التالي من القرار الاتهامي, قبل أن يعمد الحزب إلى اخفائهم كما فعل مع المتهمين الأربعة الذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف, قبل أن تعلن السلطات اللبنانية عجزها عن العثور عليهم لأسباب سياسية معروفة".

وقالت المصادر ل¯"السياسة" ان الشرطة الدولية التي تسلمت أسماء عناصر الحزب الايراني في لبنان منذ مطلع الشهر الجاري "قد تكون حددت أماكن بعضهم بالفعل وتوصلت عبر تحقيقاتها السرية واختراقها الستار الأمني لحزب الله, إلى معرفة أماكنهم وما إذا كان بعضهم خارج لبنان, وما هي صلاتهم الحقيقية بقيادة حسن نصرالله وما هي الوظائف الامنية والاستخبارية التي يشغلونها الآن بعد مرور نحو ست سنوات على اغتيال رفيق الحريري وعدد من الشخصيات اللبنانية المتهمين بالمشاركة في جرائم اغتيالها".

ونقلت المصادر الامنية البريطانية عن محيطين بالمحكمة الدولية في لاهاي قولهم ان "الاجراء الاستباقي للمدعي العام دانيال بلمار بتسليم الاسماء الواردة في الجزء الثاني من القرار الاتهامي الى الانتربول قبل اصداره, جاء على خلفية ان نصرالله وبطانته قد يكونان اخفيا جميع العناصر البالغ عددهم نحو 31 من "حزب الله" الذين تم استجوابهم من قضاة لجنة التحقيق الدولية الأخيرة التي كان يرأسها بلمار, على اعتبار ان ما سرى على القياديين الاربعة في الجزء الأول من القرار الاتهامي وهم ايضاً ممن تم استجوابهم, سوف يسري على الباقين أو على الاقل على 80 في المئة منهم بتهم مراقبة الحريري قبيل اغتياله عبر اجراء اتصالات فيما بينهم لتحديد مكانه أولا في البرلمان ثم على طول الطريق الذي مر به حتى وصوله الى السان جورج وهو يتجه إلى قصره في قريطم".

وأضافت المصادر ان الانتربول "قد تكون بالفعل أحاطت بوجود ستة أو سبعة من عناصر حزب الله الواردة أسماؤهم في القرار الاتهامي الثاني, كما قد تكون أبلغت اجهزة الامن اللبنانية التي تثق بها وهي فرع المعلومات التابع لقيادة قوى الامن الداخلي, الجهة الامنية الوحيدة تقريبا في لبنان التي مازالت خارج سيطرة حزب الله والاستخبارات السورية, وان هذه الاجهزة قد تكون ساعدت كثيرا على تحديد اماكن هؤلاء المطلوبين ومراقبتهم عن كثب قبل صدور القرار الاتهامي الجديد كما فعلت بالنسبة للمطلوبين الاربعة في القرار الاتهامي الأول".

وأكدت المصادر ل¯"السياسة" ان "اعتقال اثنين او ثلاثة من المطلوبين من حزب الله كاف لاثبات التهم الموجهة إليهم ولمعرفة التسلسل التراتبي في هيكلية الحزب بالنسبة لإصدار الاوامر, الذي قد يصل الى رأس هرمه وهو حسن نصرالله ونائبه ومدير أمنه وعدد من نوابه ووزرائه, أما إذا تمكن الجميع من الاختفاء والهرب من وجه المحكمة الدولية, فإن الأحكام الغيابية بحقهم ستكون اشد قسوة مما لو كانت أحكاماً وجاهية, وفي كلتا الحالتين فإنهم سيبقون مطاردين الى ما لا نهاية حتى اعتقالهم".

 

الاتهامات بتهريب السلاح إلى سوريا أصبحت بمثابة خبر يومي..حبيب لـ"الشرق الأوسط": إذا صحت معلومات المنار فالمهربون من جماعة حزب الله أو حردان

موقع القوات/ذكرت قناة "المنار" الناطقة باسم حزب الله أمس أن "جهاز أمن الدولة أوقف مجموعة كانت تحاول تهريب الأسلحة من منطقة الكورة، شمال لبنان، إلى سوريا"، من دون أن تذكر أي تفاصيل إضافية أو تحدد الجهة التي تقوم بهذه العملية. وفي حين لم يصدر أي نفي أو تأكيد رسمي حول صحة هذه المعلومات، نفى عضو كتلة "القوات اللبنانية" فريد حبيب علمه بأي معلومات أو معطيات في هذا الإطار.  واستغرب، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، الهدف من ترويج معلومات مماثلة، وقال: "أنا لا أتاجر في السلاح، ولا أعتقد أن ابن الكورة يتاجر فيه"، معتبرا أنه "في حال صحت المعلومات التي أشارت إليها قناة "المنار"، فبالتأكيد من يهرب السلاح هو من جماعتها وجماعة حزب الله".

ودعا قناة "المنار" إلى أن "تعلن أسماء المهربين وهوياتهم إذا كانت أكيدة من معطياتها"، مجددا الإشارة إلى أن "أولاد الكورة لا يقومون بأعمال مماثلة إلا إذا كانوا من جماعة "المنار" أو (بطل السلاح النائب عن الحزب السوري القومي الاجتماعي) أسعد حردان". ورأى حبيب أن "الاتهامات بتهريب السلاح إلى سوريا أصبحت بمثابة خبر يومي، بحيث يتفنون كل يوم في إصدار خبر مماثل وإلصاق التهمة بجهة ما"، نافيا أن يكون لحزب "القوات" الذي ينتمي إليه "أي علاقة بهذه الاتهامات".  ولفت إلى أنه «إذا كان لديهم أسماء (قواتيين) فلينشروها على السطح، لأننا لسنا من جماعة تهريب السلاح"، وقال: "كفاهم كذبا وتلفيقا".

 

جنبلاط في وضعيّة "غير مستقرّة" و"حرجَة"

فادي عيد/الجمهورية

لوحظ غياب الموقف الأسبوعي للنائب وليد جنبلاط والذي يتّخذه كلّ أسبوع في جريدة "الأنباء" الناطقة باسم الحزب التقدّمي الاشتراكي، وعزا البعض من أوساطه أنّ ذلك عائد لوجوده خارج البلاد، إنّما وبحسب المطّلعين على السياسة الجنبلاطيّة فإنّ رئيس جبهة "النضال الوطني" غادر الى باريس منتصف الاسبوع الفائت جرّاء "قرفه"، كما ردّد امام بعض اصدقائه من الاجواء السياسية ولا سيّما الحملات التي طاولته من "حزب الله" والنائب ميشال عون، وتحديدا ما بثّته قناة "المنار"، وكلّ ذلك على خلفيّة مواقف النائب جنبلاط التي انتقد فيها سلاح "حزب الله" وعمليّات القمع التي يمارسها النظام السوري، إضافة الى مواقف البطريرك بشارة الراعي، فتلك الأجواء دفعت بالزعيم الدرزيّ الى الذهاب الى باريس للراحة دون ان يلتقي أيّا من المسؤولين الفرنسيّين كما أشيع في بعض وسائل الاعلام.

وفي السياق عينه علم أنّ المقرّبين من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تولّوا في الايّام الماضية إجراء الاتّصالات مع "حزب الله" والرئيس نبيه برّي بغية توضيح ما قصده جنبلاط في كلامه، وثمّة معلومات عن لقاءات جمعت وزير الأشغال غازي العريضي بقياديّين من "حزب الله" جرى خلالها النقاش حول خلفيّة هذه المواقف، وانتهت الامور عند هذا الحدّ بمعنى أنّ الوزير العريضي شرح لـ"حزب الله" هواجس ومخاوف النائب جنبلاط وإصراره في الوقت عينه على إبقاء العلاقة المتينة مع الحزب بينما أكّد مسؤولو "حزب الله" أنّ مقدمة تلفزيون "المنار" كانت في إطارها الإعلامي - السياسيّ ولم تعبّر عن الموقف الرسميّ لـ"الحزب"

من هنا، وعلى رغم كلّ هذه التوضيحات، فإنّ غياب التجانس والتفاهم بين جنبلاط ومكوّنات 8 آذار بات أمرا واقعا في ظلّ عدم الثقة بين الطرفين، خصوصا وأنّ الطامّة الكبرى تمثّلت في انتقادات جنبلاط للنظام السوري وإسدائه النصائح، الأمر الذي انعكس على علاقاته مع "حزب الله" بحيث وخلافا للنفي الاشتراكي حول عدم طلب موعد للنائب جنبلاط من القيادة السورية عبر الوزير غازي العريضي الذي ينسّق العلاقات السورية – الاشتراكية، فإنّ القيادة السوريّة وبتوجيهات مباشرة من الرئيس بشّار الاسد، قطعت العلاقة مع النائب جنبلاط في هذه المرحلة وسط اشمئزاز سوريّ من مواقفه الأخيرة، ما يعني أنّ رئيس "جبهة النضال" بات في وضعيّة غير مستقرّة وحرجَة في آن، في سياق علاقاته السياسيّة، ولهذه الغاية يحاول العودة الى الوسطيّة، وبالتالي التقارب مع حلفائه القدامى في 14 آذار، إذ يلاحظ مشاركة نوّاب المعارضة في مناسبات الحزب التقدّمي الاشتراكي، وذلك أمر لافت يحصل لأوّل مرّة بعد إعادة تموضعه وتركه الاكثريّة السابقة التي نقلها للاكثرية الحاليّة. وهنا وبحسب المعلومات المتوافرة فإنّ "ابو تيمور" لا يرغب في تردّي علاقاته مع "حزب الله" ليبقى الاستقرار سائرا في الجبل، بينما هجومه على البطريرك الراعي إنّما هو على خلفية قانون الانتخاب، إذ نُقل عن جنبلاط عندما زار الديمان برفقة أعضاء جبهة "النضال الوطني" قوله للبطريرك: "إننا وإيّاكم من الاقلّيات، وأيّ قانون انتخابيّ يعتمد النسبية أو لبنان دائرة واحدة، فذلك يقضي على حضورنا ودورنا السياسيّ والديموغرافي وتذويبنا ضمن الطوائف الكبرى صاحبة الإمكانات الكبيرة"، ويقال إنّ البطريرك الراعي كان موافقا جنبلاط نظريّته وهواجسه، لكنه عاد عنها في سياق كلامه الأخير في فرنسا وتواصله والعماد عون و"حزب الله"، ما أدّى الى "زعل" جنبلاط وانتقاده البطريرك.

من هنا تؤكّد الاوساط العليمة لمواقف جنبلاط، بأنّ كلّ حراكه السياسي ومواقفه و تقلّباته "ولفّه ودورانه" إنّما يأتي في إطار هواجسه من قانون انتخابي لا يراعي مخاوفه حتى ضمن تحالفه الحاليّ مع الأكثرية، حيث عمادها "حزب الله" النائب ميشال عون، على اعتبار لا ثقة بينهما لاسيّما انّه ولدى سؤال رئيس الحزب التقدّمي في ختام المخيّم الكشفي في عين زحلتا من قبل أحد كوادر منظّمة الشباب التقدّمي عن تحالفاته الانتخابيّة مع العماد عون، ردّ الزعيم الاشتراكي مستبعدا هذا التحالف ممّا أغضب العونيّين، حيث عبّروا عن هذا الاستياء من خلال الوزير السابق ماريو عون بعدما علم بالواقعة المذكورة.

ويبقى انّ أوساط جنبلاط تؤكّد انّه لا عودة الى 14 آذار، وبالمقابل لن يكون الحزب الاشتراكي في 8 آذار، إذ سيحاول رئيس الحزب في المرحلة المقبلة تمتين الكتلة الوسطية مع رئيسي الجمهورية والحكومة حفاظا على الحكومة، باعتباره أنّ جنبلاط يرى وجوب استمرارها حتى الانتخابات النيابية المقبلة، لأنّ سقوطها في هذه المرحلة يعني الفراغ والفوضى!

 

لبنان في "محور الجرائم ضدّ الإنسانية"

عبد الوهاب بدرخان/النهار     

إليكم الخبر المهم: وزير الخارجية عدنان منصور يقول ان لبنان – اي انه ينوب عن اللبنانيين – لن يؤيد قرارا يدين سوريا في مجلس الامن. لكن هذا معروف، وليس هو الخبر، بل في قوله ايضا ان "الوضع الامني اليوم في سوريا افضل مما كان عليه قبل خمسة شهور". اي ان الوزير لا علاقة له بالمرئي والمسموع، ولا يقرأ الا التقارير. لكن حتى بثينة شعبان لا تستطيع ان تجازف بهذا التقويم للوضع الامني "الافضل" على رغم انها متخصصة باللغة الخشبية.

في الاعوام الخمسة الاخيرة تناوب ثلاثة وزراء من مشرب سياسي واحد على الهبوط بمستوى الخارجية. هزلت معهم الى درك غير معقول، وتساوى فيهم صاحب الخبرة الديبلوماسية مع معدوم الخبرة. وفي الوقت الذي كان منصور يبشر بأن لبنان يضاهي روسيا بوقوفها مع نظام دمشق، كان "نظيره" – تصوروا! - الفرنسي آلان جوبيه يقول ان هذا النظام يرتكب "جرائم ضد الانسانية". كان مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة يعلن استعداده لإحالة قائمة بخمسين شخصاً سورياً الى المحكمة الجنائية الدولية يمكن ان يُلاحقوا ويُحاسبوا على ارتكاب تلك الجرائم ضد الانسانية.

لا يتعلق الامر بوزير الخارجية وحده، فهذه سياسة حكومة لها مرجعيات تحكمها وتديرها، ولا ترى في جرائم النظام السوري ما يستحق، في اضعف الايمان، ان يندى له جبين، ناهيك بتحريك الضمير. هذه حكومة "شهود" أعدّهم "الشبيحة" اعدادا دقيقا للظهور بإفاداتهم امام الكاميرات والقول بإن كل ما تشهده سوريا هو مؤامرة خارجية. وعندما تكون هناك "مؤامرة" تصبح كل الممارسات مشروعة، بما فيها خطف الاطفال وتعذيبهم والتمثيل بجثثهم، بما فيها الاعدامات المباشرة امام الكاميرات، والتعذيب حتى الموت، وتكسير العظام واقتلاع الحناجر وسلخ الجلد، وما تكشف اخيرا عن استخراج الاحشاء لبيعها، بالاضافة الى ما يُتصوّر وما لا يُتصوّر من اعمال التنكيل بدءا بالاعتقال والاذلال واحتجاز اهالي المنشقين والنشطاء وصولا الى الاغتصاب... واللائحة تطول، لكن حكومة لبنان لم ترَ لم تسمع لم تعرف ولا تريد ان تعرف لأنه، على ما قال رئيسها "لا مصلحة للبنان في دخول المحاور الاقليمية".

كان هذا ما صدر عنه بعد لقائه مع البطريرك بشارة الراعي، اذ خرج "مطمئنا" و"مرتاحا". ففي هذا الملف اصبح الاثنان مرتبطين بمرجعية واحدة، اذ قال نجيب ميقاتي انه التقى مع البطريرك في التخوف من محاولات تفتيت العالم العربي الى دويلات مذهبية. كان ذلك صدى لقول الرئيس السوري ان التدخل الخارجي يهدد بتقسيم دول المنطقة وتفتيتها. اي ان ميقاتي والراعي متفقان مع بشار الاسد على مقاومة "محاولات التفتيت". حسن، ماذا عن الجرائم اليومية؟ لا شيء، فهي من متطلبات "الممانعة".

عندما يدعى لبنان، وهو يترأس مجلس الامن هذا الشهر، الى ادانة جرائم النظام السوري، فهذه ليست دعوة الى دخول "محاور" وانما دعوة للبقاء في الاسرة الدولية، بالاحرى للعودة اليها من المحور الذي ألحق به قسرا وغصبا. فعندما تحجم حكومة لبنان عن ادانة قتل النظام السوري للسوريين فإنها لا تؤكد فقط انها في "محور الجريمة" وانما تتغاضى وتبرر قتل النظام السوري للبنانيين.

 

شربل هنأ ريفي والحسن بالإنجاز:قتيلان من المتهمين بخطف الأستونيين في كمين لـ"المعلومات"

"السياسة": قتل اثنان من المطلوبين في عملية خطف الأستونيين السبعة, هما كنان ياسين ومحمد ظريفة, وذلك في كمين نصبه فرع المعلومات التابع للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لعدد من المسلحين في البقاع الغربي, بين بلدتي البيري وعزة, حيث وضع عناصر الدورية حواجز حديدية فجأة أمام سيارة المطلوبين وهي من نوع "جيب ليبرتي" فانحرفت عن مسارها واصطدمت بحائط صخري, وجرى تبادل لإطلاق النار بين عناصر الدورية وركاب السيارة, ما أدى إلى مقتل المطلوبين, في حين أصيب ضابط برتبة رائد هو خالد عليوان وجرح عنصر آخر من الدورية. ونقل الضابط إلى بيروت للمعالجة فيما نقل العنصر الآخر إلى مستشفى خوري في البقاع, في حين تم نقل جثتي المطلوبين إلى مستشفى بعبدا لإجراء فحوصات ال¯"دي.إن.أي" للتأكد من هويتهما. وأوضح وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أن "القتيلين في المواجهات مع قوى الأمن الداخلي شاركا في عملية قتل الضابط في فرع المعلومات راشد صبري في مجدل عنجر", لافتاً إلى أن "هناك معلومات أكيدة عن تحضير هذه المجموعة لعملية خطف ثانية بعد عملية الأستونيين السبعة". وكشف عن "إرسال ضابطين إلى أستونيا لمعرفة الجهة التي كانت تتفاوض معها الدولة الأستونية لتحرير رعاياها", مشيراً إلى أن "الخاطفين هم من الجنسية اللبنانية". واتصل وزير الداخلية باللواء ريفي ورئيس فرع "المعلومات" العقيد وسام الحسن مهنئاً بهذا الإنجاز. بدوره, نوه ريفي بفرع المعلومات وبالضباط والعناصر الذين شاركوا في العملية, مشيداً بالإنجاز الذي أضيف إلى سجل قوى الأمن الداخلي في مكافحة الجرائم وتعقب المجرمين.

 

توافق على دعم المحكمة الدولية/الجميل والحريري: إصرار على حصر الحوار بالسلاح

بيروت - "السياسة": أكدت مصادر نيابية بارزة في تيار "المستقبل" و"حزب الكتائب" لـ"السياسة" أن وجهات النظر كانت متطابقة بين الرئيس أمين الجميل والرئيس سعد الحريري في ما يتعلق بتطورات المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة, حيث كان توافق تام بين الرجلين, خلال لقائهما في السعودية, على أهمية توحيد صفوف المعارضة وتفعيل دورها لمواكبة الأحداث في لبنان والعالم العربي, وضرورة تنسيق الجهود وبوتيرة مرتفعة من أجل الضغط على الحكومة للموافقة على دفع حصة لبنان من عملية تمويل المحكمة واتخاذ كل ما يلزم لمواجهة أي تداعيات محتملة لرفض لبنان الالتزام بتعهداته على هذا الصعيد. واشارت المصادر إلى أن الجميل والحريري أشادا بالدور السعودي المساعد للبنان وبما تقوم به المملكة لتحصين السلم الأهلي في لبنان وحماية المؤسسات الدستورية, وكان هناك انسجام في الرؤية مع سائر مكونات المعارضة على أهمية استئناف الحوار في لبنان شرط أن يكون محصوراً فقط باستكمال البحث في موضوع الستراتيجية الدفاعية ومن دون إضافة أي بند آخر, كما يريد الفريق الآخر, لأن الهدف من وراء ذلك الالتفاف على مقررات الحوار السابقة, وتمييع موضوع الستراتيجية الدفاعية لعدم بت مصير سلاح "حزب الله" الذي يشكل جوهر المشكلة في لبنان بحيث أنه لا يمكن أن تستقيم الأمور في البلد إذا بقي هذا السلاح يهدد حياة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم. وكشفت المصادر عن اتفاق الجميل والحريري على عقد اجتماعات تنسيقية لقوى "14 آذار", في إطار خطة العمل التي وضعتها المعارضة لمواجهة حكومة الرئيس ميقاتي التي تنازلت بشكلٍ فاضح عن المحكمة في بيانها الوزاري, والتي لا يظهر أنها بوارد أن تلتزم بدفع حصة لبنان من تمويلها, بالرغم من كل ما يقوله رئيسها في هذا الإطار, لأن أصحاب القرار الفعلي في هذه الحكومة قالوا كلمتهم بأنهم لن يسمحوا بتمويل المحكمة مهما حصل. وهذا بالتأكيد سيأخذ لبنان إلى مواجهة شرسة مع المجتمع الدولي عاجلاً أم آجلاً لا يدري هؤلاء عواقبها الوخيمة على الوضع في لبنان.

 

معتبرًا أنّه لولا السلاح لما كان وقف أحد في موضوع المحكمة الدولية وقال إنّنا لن نخضع ولن نقبل ولن نسلّم

عدوان: مواقف سليمان وتوجّهاته لم تعد قريبة لمواقفنا وتوجهاتنا

علّق نائب رئيس حزب "القوات اللبنانيّة" النائب جورج عدوان على مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التي أطلقها خلال زيارته لفرنسا، بالقول: "نحن نكن كل احترام لشخص البطريرك وهو رأس الكنيسة لكننا نميّز بين الموقع والشخص والموقف". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أضاف عدوان في الاطار عينه: "بالنسبة للموقف نحن لدينا موقف آخر من مسار نابع من مواقف بكركي التاريخي وتعاليم الكنيسة". وفي هذا السياق، سأل: "هل تصبح صورة المسيحي في المنطقة مرادفة لوجود الدكتاتور والظالم وهل المسيحي مع الدبابة ضد القتيل ومع العنف؟"، مضيفاً: "لا أتصور أن يقترن الوجود المسيحي مع هذه الصورة هذا الوجود هو شهادة للعدالة والحق وكرامة الانسان"، موضحاً أنَّ "الديانة المسيحية تدور حول كرامة الانسان وبالتالي لا يمكن إلّا أن نكون مع الحرية وضد القمع وتفاعل الانسان مع مجتمعه"، وقال: "نحن مع "الربيع العربي" والنضال لأجل الحريّة والكرامة".

وإذ شدّد على أنّ "الخوف لا نعالجه بالتقوقع وطلب الحماية"، أكّد عدوان أنَّ "المسيحيين ليسوا بحاجة إلى حمايات وليسوا بحاجة لحماية أحد"، وقال: "حمايتنا هي حضارتنا وتفاعلنا مع المجتمعات"، معتبرًا أنَّه "لا يمكن للمسيحيّة أن تتنكّر لذاتها وما تناضل لأجله".

وفي شأن الوجود المسيحي في الشرق ودور المسيحيين في البلدان العربيّة، قال عدوان: "نحن أمام مقاربتين واحدة تتحدث عن التفتيش عن نظام سلطوي ولو كان ظالماً وتأمين الحماية للمسيحي منه، وأخرى، وهي نظرتنا، تقول أنت كمسيحي لعبت دوراً في المشرق بتطوير الحريات والنضال من أجل الانسان فتوّج دورك وضمانتك بالتفاعل مع مجتمعك وليس بطلب الحمايات من دكتاتوريات"، مضيفاً: "لا يمكن نسيان دورنا كمسيحيين في تطوير الحريات والمجتمعات فهل ننزوي ونصلي لعدم سقوط ديكتاتور تحت حجّة حمايتنا؟".

ودعا عدوان إلى "الفصل تماماً بين القضية الفلسطينية وسلاح "حزب الله"، وقال: "نحن مع طرح قيام الدولة الفلسطينية لأنّ قيام الدولة يخدمنا على صعيد حق الفلسطينيين في دولتهم وذلك هو السبيل الأفضل لمنع التوطين". ورأى أنَّ "أوراق القوة هو إتفاق اللبنانيين على حق العودة والعمل مع المجتمع الدولي لذلك". واستطرد قائلاً: "أما ربط سلاح "حزب الله" بأي قضية كان فلا فائدة منه".

عدوان الذي أكّد أنَّ "الدولة القوية القادرة لن تقوم طالما يوجد سلاح خارجها"، لفت إلى أنَّ "ما تعانيه الدولة من ضعف ناتج من عدم قدرتها على بسط سلطتها خارج التراب اللبناني ووجود سلاح خارج الدولة"، وشدّد على أنَّ "أفضل طريقة لمجابهة العدوان هو الالتفاف خلف الدولة وأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية".

وعلى صعيد الوضع الداخلي اللبناني، قال: "لبنان الرسمي يمكن تفصيله كمجلس نيابي، حكومة، ورئاسة جمهورية"، موضحاً أنَّ "في المجلس النيابي أكثرية متبدّلة حسب "القمصان السود" والظرف والضغط الذي يمارسه السلاح على الوضعيّة الداخلية"، مضيفاً: "أما الحكومة فلا بيان وزاريًا واحدًا لها ولا موقفًا واحدًا لها ولا قرارًا واحدًا لها". ورداً على سؤال أجاب:"إذا قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مواقف مؤيدة للمحكمة واثبتها لا يمكن أن نكون ضده وننتظر اقتران القول بالفعل".

وبشأن المواقف التي يتّخذها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، رأى عدوان أنَّ "مواقفه تتبدّل وتتغيّر في كثير من الأمور فهو أقرب إلى اللا موقف"، مشيراً إلى أنَّ "رئيس الجمهورية يحاول ألا يتموضع وفي المرحلة الأخيرة لم تعد مواقفه وتوجهاته قريبة لمواقفنا وتوجهاتنا".

وبشأن ترأس البطريرك الكاردينال  مار نصرالله بطرس صفير لقداس شهداء "القوات اللبنانية"، قال عدوان: "كرّمنا وشرّفنا بقبوله أن يترأس قداس شهداء المقاومة اللبنانية "القوات اللبنانية" وهذه إشارة كبيرة جداً من قبل البطريرك صفير ليس لنا بل للشهداء وهي تاريخية أن يترأس بطريرك قداس شهداء". وعما إذا سيكون لصفير كلمة خلال القداس، أوضح "من الطبيعي من يترأس القداس أن يكون له عظة وبحسب معرفتي للبطريرك صفير فأعتقد أنها لن تخرج عن المسار التاريخي المعروفة به بكركي".

ورداً على سؤال بشأن ما قاله السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون عن أنَّ حكومة بلاده مستاءة من مواقف الراعي التي أطلقها خلال زيارته لفرنسا، أجاب عدوان: "لست مع تدخل أي دولة أجنبيّة في السياسة الداخليّة اللبنانيّة"، مؤكداً أنَّ "هذا ينطبق على كل الدول ومن المفترض بكل اللبنانيين أن يحذوا حذونا في هذا الموقف".

وبشأن ملف الكهرباء، قال عدوان: "نحن أكثرمن يريد إقرار خطة الكهرباء"، مذكّراً بأنَّ "خطة الكهرباء عُرضت في المجلس النيابي باقتراح قانون جرى نقاش حوله واعتبرت عندها أنّ الاقتراح بحاجة لدرس في الحكومة ثم تعود به"، مضيفاً: "هناك جزء من الهواجس التي عرضناها في المجلس النيابي أخذت بها الحكومة فإذن حقّقنا أوّل جزء من هدفنا كمعارضة"، لافتاً إلى أنَّ "هناك ضوابط أخرى يجب أن توجد في الخطة"، وموضحاً أنه "في العشرين سنة الماضية صرفنا على الكهرباء نحو 20 مليار دولار لأننا لا نعتمد الأسس العلميّة لمعالجة الموضوع". وأكد أنَّ "المشروع بحاجة لخطة شاملة ويحتاج لـ"هيئة ناظمة" ومجلس ادارة وتمويل واضح المعالم".

وإذ أكد أنه مع صلاحيات الوزير كاملة، أشار عدوان إلى أنه "مع أن ننقل كل ما أقر في قانون النفط حرفياً إلى قانون الكهرباء"، مؤكداً أنه "لا يجب أن يأخذ "التيّار الوطني الحر" والوزير (الطاقة والمياه جبران) باسيل هذه الأمور بطريقة شخصيّة، فهذه الأمور خاصة بالشأن العام".

ولجهة تمويل المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان، رأى عدوان أنَّه "إذا كان يريد لبنان أن يحافظ على علاقته مع المجتمع الدولي فعليه أن يمّول المحكمة"، مضيفاً: "فإما تسقط ورقة التين وإما تمّول المحكمة"، مستطردًا بالقول: "في حال لم تمّول هذه الحكومة المحكمة فعليها أن تتحمل مسؤولياتها".

وحول الأحداث في سوريا، قال عدوان: "نحن تجاه ما يجري في سوريا من غير الممكن أن نكون قابلين بالقمع الذي يتعرّض له الشعب السوري، ولا بالعنف الذي يتعرّض له الشعب السوري"، مضيفاً: "نحن نعتبر أن علاقتنا بسوريا قائمة على أفضل العلاقات معها ولا نريد أن تكون العلاقة بين لبنان وسوريا قائمة بين فريق ونظام".

وختم عدوان حديثه بالقول: "مشروعنا سهل، إدخال سلاح "حزب الله" بالدولة"، مؤكداً أنه "في ظل وجود هذا السلاح لن نجلس على طاولة الحوار". وشدد على أنَّ "هذا السلاح يؤدي إلى سقوط الدولة وخربان دولة لبنان"، معتبراً أنه "لا يمكن لدولة أن تقوم وهناك فريق خارج القانون". وفي هذا الإطار، سأل: "لو لم يكن هذا السلاح فهل كان وقف أحد في موضوع المحكمة الدولية وقال إنّنا لن نخضع ولن نقبل ولن نسلّم؟" (رصد NOW Lebanon)

 

وكيليكس/المستقبل/عون يتهم سوريا باغتيال الحريري ويناشد الأسد "ترك لبنان وحده"

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 21/12/2006 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 3875 أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون وجّه أصابع الاتهام إلى "سوريا أو مسلم متطرّف بتنفيذ "مهمة مكلّفة" لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معلناً أنه سيصوت للمحكمة إذا وصلت موافقة مجلس الوزراء إلى مجلس النواب، إلا أنه برر المطالبة بالثلت المعطل للمعارضة بعرقلة "القضايا المهمة" مثل المحكمة الخاصة أو قضايا السياسة الخارجية.

وناشد عون الرئيس السوري بشار الأسد في رسالة حملها الى عضوي مجلس الشيوخ الأميركي كريستوفر دود وجون كيري خلال استقبالهما في دارته في بيروت، في 18 كانون الأول 2006، قبل سفرهما إلى سوريا، بأن "يترك لبنان وحده"، لكن ليس على حساب العلاقات الطيبة والودية بين البلدين، مشيراً إلى "حجم الأموال التي أخرجها السوريون من لبنان خلال احتلالهم له"، وأوصى بمساءلة جنائية تجاه حلفاء سوريا اللبنانيين من دون أن يحددهم.

وأبدى عون عتبه أمام عضوي الكونغرس، على المفاهيم الخاطئة عنه وعن موقفه، التي تتناقلها الصحافة في الولايات المتحدة وتمسّ الألفة والمحبة الحقيقية التي يكنها هو و"التيار الوطني الحر" لهذا البلد، فأكد أنه لا يزال صديقاً للولايات المتحدة"، مشدداً على أهمية "القيم المشتركة بين البلدين".

وتعليقاً على كلام عون، اعتبر دود وكيري أنه "تضمن في معظمه الكثير من الابتذال والردود غير المباشرة على الأسئلة الموجهة إليه". وكان خلال اللقاء، تهرّب من الإجابة عن سؤال كيري عن سبب إنشاء الحالة غير الدستورية في الحكومة، إثر استقالة الوزراء الشيعة، كما استهزأ من سعي الحكومة إلى "عولمة أو تكريس عروبة" لبنان، وأبدى عدم التزامه قراري مجلس الأمن 1559 و1701.

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "06Beirut3875" تحت عنوان: "لبنان: ميشال عون يقول: "لا أريد أن يساء فهمي"، كالآتي:

"قدم زعيم "التيار الوطني الحر" النائب العماد ميشال عون، خلال اجتماعه مع عضوي مجلس الشيوخ (الأميركي) كريستوفر دود وجون كيري، سلسلة من الإجابات غير المباشرة والتصريحات والتوقعات المبهمة عن تحديات مستمرة وأخرى كبيرة تواجه الحكومة الحالية. اتهم عون نظام السنيورة بتهميش المسيحيين وإساءة استخدام السلطة. لم يقترح أية حلول، لكنه دافع عن حكومة تضم أكبر عدد من ممثلي المعارضة. نهاية الموجز".

التعسف من جانب الحكومة يؤدي إلى الفشل

وبحسب البرقية "حمّل عون مسؤولية الأزمة الراهنة في لبنان إلى "الانتهاكات" التي ترتكبها الحكومة، بدءاً من انتهاكات الرئيس اميل لحود. وأشار إلى أن مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية يحاولان العمل بشكل مستقل عن بعضهما البعض؛ الرئيس توقف عن التعاون مع مجلس الوزراء، والأخير لا يحترم الدستور. بالنسبة إليه، السلطة في لبنان، خصوصاً مجلس الوزراء، فشل على الأصعدة كافة: فشل اقتصادي في غياب أي إصلاح، وفشل سياسي في ظل غياب حكومة وحدة وطنية، وفشل أمني اتسم باغتيالات كثيرة جداً. حان الوقت الآن لإجراء انتخابات جديدة، لبناء الحكومة على أسس دستورية متينة".

الحكومة هي المشكلة

ولفتت البرقية إلى أن عون "أوضح لماذا يرى الحكومة غير دستورية في الوقت الراهن، مستشهداً بشرطين للشرعية: عدد مناسب من الوزراء في مجلس الوزراء، والتوزيع السليم للوزارات بين الطوائف. وعندما واجهه السيناتور كيري بسؤال عن سبب إنشاء الحالة غير الدستورية في الحكومة، غيّر عون الموضوع وتحدث عن تهميش المسيحيين، قائلاً: "لطالما تحدثت ضد التهميش لأكثر من ثمانية عشر شهراً". أضاف: "إن الديموقراطية التوافقية لدينا تحتاج إلى تقاسم السلطة، وعلى الحكومة أن تلتزم شروط الديموقراطية". واستهزأ بما اعتبره خطأ آخر في الحكومة هو "تدويل أو تعريب" لبنان، وأزمة لبنان السياسية ليست مشكلة سورية - إيرانية".

"التيار الوطني الحر" و"حزب الله"

سيبقيان على هذا الأمر

وفي البرقية "أكد عون بأن "حزب الله" والشيعة هما جزء من الحكومة، وعوضاً عن القتال، ينبغي أن يستند الحل إلى معالجة وضع سلاح الحزب. وأبدى اعتراضه على أي تدخل لإيران في الشؤون الداخلية للبنان، ومن ثم تجنب أن يبذل أي جهد لإخراج نفسه من اتفاقه مع الحزب في شباط 2006. كما اعترف أنه مرشح لرئاسة الجمهورية. وكونه صوتاً من المعارضة، قال: "إذا لم تتم تسوية الأزمة" سنواصل (الإعتصام والتظاهر في وسط بيروت) حتى بداية السنة الجديدة" وبعد ذلك سيكون تحركنا "أضخم"، واعتبر أن هذه الاعتصامات ليست محاولة لاسقاط الحكومة، لكنها لتحقيق الديموقراطية".

لا إجابات مباشرة

أضافت البرقية "ولدى سؤاله عن المحكمة الخاصة، أجاب: "إذا وصلت موافقة مجلس الوزراء إلى مجلس النواب فإنه سيصوت لها"، مشيراً إلى أن "المشكلة معها هي في نص الوثائق التي يجب أن تتوافق مع الدستور، وإن مناقشة هذه الوثائق يجب أن تتم بين وزراء الحكومة ونواب البرلمان".

وأشار إلى أن "الثلث المعطل الذي تقترحه المعارضة في تركيبة مجلس الوزراء ليس مشكلة"، لافتاً إلى أنه "لن يستخدم قدرتها لمنع أي اقتراح تشريعي بشأن القضايا الداخلية، بل سينظر في حظر "القضايا المهمة" مثل المحكمة الخاصة أو قضايا السياسة الخارجية. ورفض عون تحديد من هو في رأيه قتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، انطلاقاً من أنه شخص "مسؤول". ورأى أن الجريمة يمكن أن تكون "مهمة مكلَّفة"، نفذها متطرف مسلم، أو ربما سوريا. ولفت إلى أن الجيش في وضعٍ حسن، على رغم أنه يحتاج إلى مزيد من التدريب للعمل بفاعلية في الجنوب.وأعلن عدم التزامه قراري مجلس الأمن 1559 و1701 لكنه قال: يجب "احترامهما" في الحوار الوطني".

... وعن سوريا

"وأعلم عضوا الكونغرس عون بأنهما سوف يسافران إلى سوريا وسألاه عن الرسالة التي ينبغي أن يوجهها أعضاء مجلس الشيوخ إلى الرئيس بشار الأسد، فأجاب: "ينبغي أن يُطلب من الرئيس السوري أن "يترك لبنان وحده"، لكن ليس على حساب العلاقات الطيبة والودية بين سوريا ولبنان. ومرّر عون سؤالاً عن حجم الأموال التي أخرجها السوريون من لبنان خلال احتلالهم له، وأوصى بمساءلة جنائية تجاه حلفاء سوريا اللبنانيين، مشيراً بذلك الى أعضاء في الحكومة الحالية لكن من دون تحديدهم".

 

ويكيليكس: هذه هي شبكة حزب الله من الجميعات الخيرية لتحصيل الأموال ولدفع تعويضات الاستشهاد التي تشمل منازل ورواتب شهرية ... و100 $ للمرأة لقاء لبس الحجاب!  

طارق نجم/موقع 14 آذار

تحت عنوان "الجمعيات الخيرية التابعة لحزب الله وتمويلها"، نشر موقع ويكيليكس بتاريخ 30 آب 2011 وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية في بيروت تحت الرقم 06BEIRUT421 وقد تم اعداداها بتاريخ 14 شباط 2006، أي قبل حرب تموز، وقد صنفها السفير الأمريكي جيفري فيلتمان على أنها سرية. وتروي المذكرة شهادات رجال اعمال وصحافة وسياسة من الشيعة وغير الشيعة عن واقع الجمعيات الخيرية التي يديرها حزب الله ومصادر تمويلها.

وقد جاء في المذكرة "أنه وفقاً لمصادر صحافية شيعية، فإنّ حزب الله من خلال منظماته الخيرية الرئيسية الأربعة: جهاد البناء، مؤسسة الشهيد الايرانية، الهيئة الصحية الإسلامية، وحركة المرأة الإسلامية، يقدم خدمات اجتماعية تشمل تشغيل المدارس وتقديم المنح الدراسية، وتوزيع الأغذية والمواد الطبية، بالاضافة لوقود الديزل لسكان الريف، وتقديم القروض الصغيرة، ناهيك عن ادارة محلات السوبر ماركت في بعض المناطق. ووفق المصادر، فإنّه على الرغم من أن حزب الله يعتمد على التمويل الايراني فإنه يملك عائدات خاصة من خلال مؤسسات صغيرة ومربحة. كما أن الحزب يجني مبالغ مهمة عبر التحويلات المالية، التبرعات المحلية، ورسوم الخدمات التي يقدمها. وفي ظل عدم وضوح شبكات التمويل التي تحول الأموال الايرانية لحزب الله، فإنّ بنك صادرات ايران بفروعه الخمسة قد يكون هو ضالعاً بذلك ولكن احد المصادر المصرفية الموثوقة قال أن اموال حزب الله ليست من خلال بنك صادرات.

وتفيد المذكرة "بأنه في اجتماع بتاريخ 19 كانون الثاني عقده احد مسؤولي السفارة الامريكية في بيروت مع الصحافي الشيعي عباس صباغ، المتابع للشأن الشيعي والذي يملك علاقات وثيقة بحزب الله، استعرض الصحافي سلسلة الخدمات الاجتماعية التي يقدمها حزب الله من خلال جمعياته الخيرية. فمؤسسة الشهيد الإيرانية توفر العديد من اشكال الدعم لعائلات عناصر حزب الله الذين يقتلون"، وفقاً لصباغ. وقد امتدحها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مقراً بأن الفضل بتمويلها يرجع لايران. وعادة ما توفر هذه المؤسسة لعائلات "الشهداء" شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت بقيمة حوالي 35000، وراتباً شهرياً، ورحلة مجانية للحج الى مكة المكرمة. هذه هي إلى حد كبير حزمة الفوائد الأكثر سخاء المقدمة من أي طرف لبناني، وفقاً للصباغ. حيث أن حركة أمل، وفي افضل الاحيان، تعرض فرص عمل على عائلات الشهداء".

أما أعضاء الجمعية النسائية الإسلامية فيتلقون مبلغ 100 دولار شهرياً، بالإضافة إلى مبلغا 100 دولار آخر في حال واظبوا على ارتداء الحجاب؛ وبذلك يكون مجموع الدعم المقدم للمرأة المنتمية لهذه الحركة ما يربو على 200 دولار أميركي. كما توفر الحركة النسائية الإسلامية مساعدة للنساء المطلقات اللواتي لديهن أطفال من خلال راتب شهر يتراوح بين 60-70 دولار في ظل توقع أن ينضم الاولاد الى كشافة المهدي التابعة للحزب، وفق أحمد الأسعد السياسي الشيعي المستقل".

وتتابع المذكرة "بموازاة ذلك يقدم حزب الله المنح الدراسية من خلال التعبئة التربوية وفقاً للصباغ، والتي تعتبر قسماً من حزب الله وليست منظمة مستقلة. وهناك ما يصل الى 6000 طالب يستفيدون من المنح للمراحل الابتدائية والثانوية، وفقا للمتحدث السابق باسم اليونيفيل تيمور غوكسيل".

ونقلاً عن الوثيقة الامريكية "وبحسب علي الجمال المدير العام الشيعي لجمال ترست بنك فإن حزب الله يقدم القروض الصغيرة للسكان المحليين في جنوب لبنان وبفائدة لا تكاد تذكر، وهذا ما أكد عليه محام سني في صيدا يدعى كمال أبو ظهر. وبحسب الجمال وابو ظهر، فإن التقديرات تشير إلى أن 90 في المئة من السكان في جنوب لبنان يملكون الأراضي، ولكن العديد منهم ليس لديهم رؤوس الأموال تحتاج إلى تطويرها لأغراض الزراعة. قروض حزب الله الصغيرة لا تتجاوز 400 دولار أمريكي. وذكر الجمال، الذي يدير 10 فروع لمصرفه في جنوب لبنان، إنّ البنوك والمؤسسات الخيرية الأخرى لا يمكن أن تتنافس مع حزب الله فيما خص القروض الصغيرة نظرا لسعر الفائدة شبه المعدوم".

كما يدير حزب الله محلات السوبر ماركت و محلات تجارية صغيرة الحجم في المناطق الريفية المصنفة محرومة، وفقاً لمصادر تجارية وفي مجال الأعمال في جنوب لبنان. وتقع هذه المحلات في المناطق الريفية الفقيرة حيث احتمال جني الارباح عادة ما يكون ضئيلاً. ولكن الحزب يقوم بذلك من أجل تقديم خدمة للسكان.

وقد علق صباغ على أرقام الروايات المتناقلة عن تمويل حزب الله بالقول " أن التمويل الإيراني لا بد أنه كبير للغاية نظرا لنطاق الانشطة التي يمارسها حزب الله اجتماعياً وعسكريا وسياسياً. كما أشار إلى أن كبار مسؤولي حزب الله يعيشون أنماط حياة مريحة ويمكن رؤية ذلك من خلال السيارات التي يقودونها والتي عادة ما تكون باهظة (بما في ذلك سيارات الدفع الرباعي الاميركية الصنع) وكذلك منازلهم الفاخرة".

وقال صباغ إنه "في حين أنه من الواضح أن معظم اموال حزب الله تأتي من ايران من الجلي أيضاً أن لحزب الله مصادر إيرادات اخرى. فحزب الله يتلقى تحويلات على شكل تبرعات من الشيعة اللبنانيون اللذين يعيشون في الخارج. واذ نفى صباغ معرفته بحجم هذه الاموال، لكنه يعتقد ان دخل حزب الله من هذه التحويلات كبير ولعدة أسباب: أولاً أن الشيعة الذين يعيشون في الخارج ومعظمهم في غرب افريقيا ، قد حولوا تبرعاتهم من حركة أمل إلى حزب الله لأن الأولى فقدت أهميتها في حين ازداد نفوذ الأخير. ثانياً، لم يكن يتمتع حزب الله بهذا القدر من التعاطف من قبل مغتربي الطائفة الشيعية بقدر ما هو عليه الآن. ثالثاً، ترسل التحويلات المالية عادة على شكل فرائض شرعية إسلامية وبالتحديد ما يعرف بـ"الخمس" من دخل الفرد. لذلك فان حزب الله لن يحصل فقط على تمويل من تحويلات التبرعات بل ، تدفق نقدي شهري ثابت".

"جمع التبرعات المحلية يشكل مصدراً آخر من مصادر دخل حزب الله، وفقاً للصباغ. فحزب الله ينشر نقاط لجمع التبرعات في جميع أنحاء المناطق الشيعية في لبنان. نقطة التبرع النموذجية تتكون من عدة افراد من كشافة المهدي يشرف عليهم أحد الافراد الأكبر سناً. كما تنتشر صناديق التبرع من خلال جمعية الامداد في جميع المحالا لتجارية الشيعية. كما تقوم "هيئة دعم المقاومة" بحفلات افطار توزع خلالها مظاريف فارغة على الضيوف من اجل جمع التبرعات في حركة تشعر الضيف بالحرج ودفعهم للتبرع".

وبحسب صباغ "فإنّ اكبر اثنتين من جمعيات حزب الله الخيرية، أي جهاد البناء والهيئة الصحية الإسلامية، تغطيان بعض تكاليفهم على الأقل. فجهاد البناء تتنافس للحصول على عقود البناء البلدية في الجنوب تماما مثل أي شركة بناء أخرى. والمجالس البلدية التي يهيمن عليها حزب الله (وهناك كثيرين في جنوب لبنان) هي أكثر ميلاً لاختيار جهاد البناء كمقاول لتنفيذ الأعمال الانشائية. وعلّق الصباغ قائلاً أنّ أن الانتخابات البلدية في الجنوب ليست حيوية فقط لحزب الله في استراتيجيته السياسية، ولكن أيضا لمساعدة تأمين عقود بلدية مربحة لجهاد البناء. فيما وفيما يتعلق بالهيئة الصحية الاسلامية، قال صباغ أن المستشفيات والعيادات تقدم الخدمات الصحية ولكنها ما زالت تتقاضى البدائل الماية مما يكفي لتغطية بعض تكاليفها على الأقل".

ويذكر في الوثيقة "مصادر أخرى للإيرادات هي من خلال وكلاء السفر والمعاملات العقارية، والإعلانات على تلفزيون المنار. كما يدر مشروع تنظيم رحلات الحج من جانب حزب الله نحو 2000 دولار إلى 3000 عن الشخص الواحد. كما جنى حزب الله ارباح من خلال سوق العقارات". وتختم الوثيقة "أنه في اجتماع منفصل يوم 19 كانون الثاني مع النائب علي عسيران في كتلة نبيه بري، أكد أيضاً ان تمويل حزب الله بمعظمه يأتي من ايران ولكن الحزب يجني مبالغ اضافية من مشاريعه الاخرى. وأكد أن جهاد البناء تتعاقد على تنفيذ مشاريع مع بلديات الجنوب. وتعتبر جهاد البناء مفضلة لأن لديها سمعة استكمال العقد بصدق على عكس المقاولين المرتبطين مع حركة أمل ونبيه بري، وفقا لعسيران".

*موقع 14 آذار

 

 كتلة "المستقبل": انتشار ثقافة السلاح والاستقواء على الدولة والتفلت من العقاب تسبب بها حزب السلاح  

استغربت كتلة المستقبل مجريات ونتائج النقاش الذي دار في اللجان النيابية المشتركة، بخصوص مشروع قانون برنامج لإنتاج 700 ميغاوات من الكهرباء، لناحية تمنع الوزير المعني ونواب الثامن من آذار عن الأخذ بالملاحظات التي تقدم بها نواب 14 آذار، سعيا لسد الثغرات في المشروع المقترح وتحصينه أمام النقد وتعزيز مبدأ الشفافية والتنافسية والعلنية ويساعد في الحصول على التمويل الميسر من الصناديق العربية بما يضمن تنفيذ المشروع ويريح المالية العامة. فالإقتراحات المقدمة لا تستهدف شخصا أو جهة خاصة لا سيما وإن إصلاح قطاع الكهرباء يتطلب عدة سنوات وبالتالي ليس بالضرورة أن يكون الوزير ذاته على رأس الوزارة.

واشارت الكتلة الى انها تنظر إلى قطاع الكهرباء باعتباره القطاع الأكثر حيوية في البلاد وهو بحاجة لإصلاح وتطوير بشكل ملح خاصة بسبب الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الوطني من بقاء هذا القطاع على حاله، مؤكدة ان أي مشروع إنفاق واستثمار واستدانة لهذه المبالغ الضخمة من الأموال لا يجوز أن يصار إلى إقراره من دون اعتماد قواعد واضحة وضوابط متعارف عليها عالميا، فالمسألة ليست شخصية أو سياسية بل وطنية ومهنية وتقنية ومالية بامتياز.

ورأت ان الأطراف السياسية اللبنانية كافة، وعلى وجه الخصوص الأطراف المكونة للحكومة لا يجوز لها السكوت وتمرير مشروع إنفاق بهذا الحجم من دون ضوابط موثوقة لأنها بذلك تصبح شريكة في الأمر وتتحمل المسؤولية أمام اللبنانيين الذين يسألون عن أموالهم وكيفية إنفاقها. وبالتالي فإن المطالبة بأن يكون انجاز دفاتر الشروط بالتنسيق مع الصناديق العربية المقرضة ليس القصد منه مصادرة صلاحيات احد أو مخالفة الدستور كما يدعي البعض، بقدر ما يظل المقصود منه تعزيز مبدأ الشفافية والتنافسية والمراقبة ومساعدة المالية العامة وبما ينسجم مع قرار مجلس الوزراء الحالي وهذا كله لمصلحة اللبنانيين جميعا.

وكررت تمسكها بموقفها بضرورة إدخال التعديلات المطلوبة على مشروع القانون المقدم من قبل الحكومة والتي عرضتها ونواب 14 آذار خلال المناقشات بهدف تعزيز مبدأ الرقابة والمحاسبة والشفافية وهي ليست على استعداد للمساومة على هذا المبدأ تحت أي ظرف كان، وعلى الأطراف الأخرى تحمل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية إزاء هذا الأمر.

ورأت انه من الضروري التنبه، مع توجه رئيسي الجمهورية والحكومة إلى الأمم المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والتي يترأس فيها لبنان للمرة الثانية في عضويته الحالية بالمجلس، إلى انه لا يمكن الإخلال بالالتزامات الدولية لأن من شأن ذلك أن ينعكس مباشرة على موقع لبنان ودوره وصدقيته. فلبنان ملزم أكثر من أي وقت سبق بتأكيد احترامه والتزامه بالقرارات الدولية وخاصة تلك المتعلقة به وعلى وجه الخصوص لجهة التزامه بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وضرورة إيفاء لبنان بالتزاماته لجهة التمويل والتعاون مع المحكمة، بما في ذلك إلقاء القبض وتسليم المتهمين الأربعة ولا سيما في ظل ما يظهر من تصريحات علنية حول ما يتمتعون به من حماية من أطراف مشاركة وفاعلة في الحكومة.

وتوقفت الكتلة أمام تكاثر وتعدد الحوادث الأمنية وآخرها الجريمة المجزرة التي تعرضت لها عائلة علي الحاج ديب المسالمة في منطقة رأس النبع وغيرها من الحوادث اليومية التي يستخدم فيها السلاح، والكتلة التي تستنكر هذه الظاهرة وترفضها تكرر تحذيرها من تناميها وانتشارها باعتبارها ظاهرة خطيرة تمتد بسرعة في المجتمع اللبناني والسبب بطبيعة الحال هو انتشار ثقافة السلاح والمسلحين والاستقواء على الدولة والتفلت من القصاص والعقاب والتي تسبب بها حزب السلاح والمسلحين والدليل تكرار حوادث الاشتباكات المسلحة واستخدام السلاح والقوة في المناطق التي يسيطر عليها هذا الحزب أكثر من أي منطقة أخرى.

وكررت رفضها لهذا الأسلوب وهذه الحالة وهذا التورم، مطالبة الحكومة والمؤسسات الأمنية بالضرب بيد من حديد على جميع المخالفين، مذكرة بما طالبت به اكثر من مرة وما زالت متمسكة به لجهة حصرية حمل السلاح وإستعماله بالدولة اللبنانية ومؤسساتها والأمنية.

واستنكرت الكتلة اشد الاستنكار تكرار حوادث إطلاق النار وتجاوز الحدود الشمالية والشرقية للبنان من قبل قوات الأمن السورية في المدة الأخيرة تحت أي حجة كانت خاصة أن الأسبوع الماضي شهد إطلاق نار على قرى حدودية شمالية ووقوع جرحى وأضرار وترويع للمواطنين، مؤكدة مسؤولية القوى الأمنية العسكرية لجهة تعزيز تواجدها على الحدود لضبط ومواجهة التجاوزات وحماية المواطنين اللبنانيين.

واذ لفتت الى انها تتابع بقلق تطور الأحداث في سوريا الشقيقة واستمرار استخدام الأساليب العنفية وأعمال القتل والقمع والتعسف بحق الأبرياء، اعتبرت أن الحل الوحيد هو بالاستماع إلى الشعب السوري، المطالب بالحرية والديموقراطية وبالتطوير وتوسيع المشاركة السياسية، وهذا لا يمكن أن يتحقق عن طريق العنف والقتل وسفك الدماء، بل عن طريق سحب الجيش من الشوارع والمدن ومحاسبة الذين اعتدوا على المواطنين والتقدم الحقيقي والمباشر والفعلي على مسارات الإصلاح الديموقراطي. ان لبنان الذي وقف دائما في الأ مم المتحدة الى جانب قضايا الشعوب وحقها في تقرير مصيرها والدفاع عن حريتها ضد القمع والإضطهاد لا بد له أن يعبر اليوم عن تعاطفه مع معاناة الشعب السوري.

 

عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان: قداس الشهداء سيحمل معه مواقف من "العيار الثقيل"/مواقف البطريرك الراعي غير موفّقة/

على الرأي العام ان يحكم على "مهزلة" الكهرباء  

سلمان العنداري/اعتبر عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان انه "لبكركي ثقل كبير في الحياة السياسية اللبنانية عبر التاريخ، اذ لعب هذا الصرح دوراً محورياً وطليعياً في حماية كل صوت حرّ في لبنان والمنطقة، ليشكّل مظلّة لكل حرّ منذ الحكم العثماني الى يومنا هذا".

جنجنيان وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني لفت الى ان "رمزية بكركي تتعدى الاطار المسيحي والوطني الى المدى العربي والدولي، اذ يُلاحظ اهتمام الدول العربية وعواصم القرار في كل انحاء العالم بما يقوله هذا الصرح، الا ان المواقف الاخيرة التي ادلى بها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لم تكن موفقة، وخلقت نواعاً من الارتباك والاخذ والرد". ورأى جنجنيان ان "ثوابت بكركي واضحة ولا تقبل التأويل او التحريف او التفريط بها، ونترك للرأي العام اللبناني ان يقرر ما اذا كان الراعي قد ابتعد عن ثوابت الكنيسة المارونية عن قصد او من دون قصد، الا اننا نؤكد على ان البطريرك الراعي مرجع ديني كبير وهام وشخصية قديرة، ولن نسمح لانفسنا ان نزايد عليها، الا انه من حقنا ان نشير الى بعض الملاحظات الاساسية على خلفية الكلام الباريسي لغبطته".

واضاف جنجنيان: "المواقف اليوم تتطلب الحسم، ولا ترتكز على نظرية ما بين بين، فإما نكون مع المحكمة او لا نكون، واما ندعم السلاح غير الشرعي او نرفضه رفضاً قاطعاً، واما نغض النظر عن الاحداث الدائرة بسوريا من انتهاك لحقوق الانسان، واما نعلن شجبنا المطلق على العلن، واما نكون مع الربيع العربي او لا نكون، ولهذا خلقت مواقف البطريرك الراعي لغطا كبيراً على اكثر من صعيد".

وتابع جنجنيان: "من الطبيعي ان يعبر المسيحيون عن رفضهم لما قيل في فرنسا، وابداء وجهة نظرهم الواضحة من المواقف التي اطلقها غبطته"، مشدداً على "ضرورة اعتماد خطاب سياسي هادىء ومنطقي بدل الدخول في لعبة المزايدات والتهجمات والتجريح الشخصي".

واعتبر جنجنيان ان المخاوف التي طرحها البطريرك الراعي قد تكون موجودة في مكان ما، "الا اننا نعتقد ان الامر مبالغ به بعض الشيء. وما قاله غبطته يتناقض مع المواقف والالتزامات السياسية التي انتخبنا على اساسها الناخب اللبناني عام 2009 ابان الانتخابات النيابية، اضافةً الى ذلك فمواقفنا واضحة من السلاح غير الشرعي ومن انتهاك حقوق الانسان في سوريا". واذ تمنى جنجنيان "ان لا تتأثر العلاقة مع البطريرك سلباً في المستقبل القريب"، اكد ان "ما يجمعنا ببكركي وبغبطة البطريرك اسس متينة لا يمكن ان نحيد عنها".

واضاف: " البطريرك رأس الكنيسة المارونية وبطريرك كل لبنان، ولا يمكن لأي تباين ان يوصلنا الى خلاف سياسي او قطيعة، الا انه لنا كل الحق بالتعبير عن ارائنا بصراحة، وان نترك للشعب اللبناني ان يحكم".

جنجنيان وفي حديثه رأى ان "قداس شهداء المقاومة اللبنانية المزمع عقده يوم السبت المقبل سيحمل معان اساسية، وسيتكلل بمواقف سياسية من العيار الثقيل"، مشيراُ الى ان "كلمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ستؤكد على الوجدان المسيحي وستشدد على دور بكركي المستمر عبر الاجيال".

واضاف: "القداس الذي تنظمه القوات اللبنانية يأتي في توقيت مهم ودقيق وحساس، فالناس تنتظر ما سيقوله الدكتور سمير جعجع اضافة الى الاطلالة المميزة للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير". واتهم جنجنيان التيار الوطني الحر وبعض الجهات "بإستغلال كلام الراعي اعلامياً وسياسياً". واصفاً المواقف الاخيرة التي اطلقها البطريرك الماروني بـ"غير الموفقة، وبأنها تركت مجموعة من الانعكاسات السلبية على اكثر من صعيد". وعن النائب وليد جنبلاط ومواقفه الاخيرة قال جنجنيان: "اعتبر ان وليد بك لا يمكن الا ان يكون داعماً للثورات الجارية في العالم العربي، خاصة الثورة السورية المستمرة منذ 6 اشهر، وبالتالي فما يقوله يؤكد خطه المميز ووقوفه الى جانب الحرية والاستقلال". بالنسبة لموضوع الكهرباء، وصف جنجنيان "جلسات الكهرباء النيابية" بـ"الصاخبة والملتهبة والمكهربة"، لافتاً الى ان "نقاشنا للمشروع تخلله هرج ومرج من قبل الفريق الآخر الذي حاول المماطلة في الموضوع، ومنعنا من طرح تعديلات على الخطة الكهربائية من خلال المزايدات والمبالغات واتهامنا بأننا نمارس الكيدية السياسية، وبأننا نعرقل سير امور الناس". وطالب جنجنيان من الرأي العام اللبناني ان "يحكم على ما يجري من مهزلة في موضوع الكهرباء، وكيف يتصرف الوزير جبران باسيل محاولاً تمرير الصفقات والمساومات والتي تثير الشبهات والشكوك".

*موقع 14 آذار

 

عضو كتلة الكتائب اللبنانية ايلي ماروني: زوبعة سياسية جديدة سيثيرها عون عند الانتهاء من ملّف الكهرباء

قرار مجلس الأمن بفرض العقوبات على سوريا لا يتوقف على كلام الوزير اللبناني 

باتريسيا متّى/رأى عضو كتلة الكتائب اللبنانية ايلي ماروني أن "البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عمل في البداية لتوحيد الصف المسيحي ثم اللبنانيّ ليتبيّن فيما بعد أن هناك خطاب صدر عنه اعتبرته قوى 14 آذار مرفوض ومستغرب ومفاجئ", لافتاً الى أن "ما اعتبره غبطته مجتزءاً أكدّ عليه في بعلبك".

ماروني الذي استغرب هذا الكلام في حديث خاص أدلى به لموقع" 14 آذار" الالكتروني، طالب "مجلس المطارنة والبطريرك الماروني اصدار بيان رسمي وموقف نهائي وواضح ليبنى على الشيء مقتضاه ولنعلّق حينها على ما يستوجب التعليق".

وردا على سؤال حول موقف فخامة الرئيس، لفت ماروني الى أنه ليس "المطلوب من فخامة الرئيس تأييد لا كلام 14 ولا 8 آذار لأنه في موقع الحسم والوسط", معتبراً أن "مطلق انسان لا يستطيع أن يكون حكماً دائماً، انما نسأل عن كلام البطريرك الذي نفاه في بيروت وعاد وأكده في بعلبك وننتظر التوضيح السريع لما قاله ولمواقفه النهائية ليكون لنا الموقف المناسب".

وأضاف: "لقد استمعت الى أمور عديدة من فخامة الرئيس من بينها سبب تأجيل الاستشارات النيابية في المرحلة الأولى وطريقة تشكيل الحكومة", معتبراً أن "للرئيس وجهة نظره التي يعتبرها مفيدة لمصلحة الوطن وليس لنا كفريق سياسي سوى رفضها أو القبول أو انتقادها كأقصى حدّ".

وعن جلسة اللجان النيابية اليوم والتي سيحسم فيها مشروع الكهرباء، قال ماروني: "باسيل يصرّ على مشروعه الكهربائي ولو تسببّ ذلك بكهربة كل لبناني في البلد وكهربة الوطن", لافتاً الى"تأكيد كلّ خبراء الاقتصاد في المجال المصرفي على أن انفاق مثل هذا المبلغ في هذه المرحلة بالذات سيؤدي الى كارثة مالية واقتصادية على مستوى الوطن".

وتابع: "جلّ ما نريده من الوزير هو تزويدنا بالتفاصيل الدقيقة حول كيفية الانفاق واعطاء مجلس الوزراء حقّ مراقبة المناقصات ودفتر الشروط وكيفية الانفاق ومدة التنفيذ لأن المال المستخدم هو مال الشعب اللبناني وليس مال باسيل وعون".

كما أكدّ ماروني في السياق نفسه أنه "لو طرح المشروع الى التصويت في الجلسة الماضية لكان سقط", معتبراً أن "الأمر يتوقف اليوم على النصاب والحضور", ومشدداً على "أننا نحتكم دائماً الى القانون والدستور ولكنّ ذلك قد يكون خطأ لأننا بتنا طوباويين جدّاً مع فريق لا يعترف لا بالقانون ولا بالدستور".

أما حول تمويل المحكمة الدولية، فرأى ماروني أننا "سنواجه اشكالية جديدة حينما نبتّ مسألة الكهرباء سيثيرها أحد الزوابع السياسية أمثال عون في سبيل المزايدة المسيحية وللكسب الشعبي على أبواب مرحلة انتخابية", مستغرباً "اصرار رئيس الحكومة الدائم على أنه سيلتزم بارتباطات لبنان الدولية وسيعمل على تمويل المحكمة الدولية في ظلّ رفض بعض الفرقاء من داخل الحكومة لهذا الموضوع كحزب الله والعونيين".

وحول موقف لبنان في الأمم المتحدة والجامعة العربية، أبدى ماروني استغرابه لكلام وزير الخارجية اللبناني الرافض انزال العقوبات بالنظام السوري وكأن المجتمع الدولي لا يرى المجازر المرتكبة بحقّ الشعب ولا القهر الممارس و يتوقف قراره بفرض العقوبات على هذا الوزير".

هذا وأبدى خشيته من "أن يحوّل هذا الفريق لبنان الذي كان عبر تاريخه ملاذاً للحريات الى محمية لأنظمة تمارس أعنف وسائل الاستبداد بحق شعبها", مستغرباً تأييد هذا الفريق لثورات الشعب في مصر وتونس وليبيا في حين يرى في الشعب السوري الذي ينادي بحريته مجموعة من البلطجية ويحاول الدفاع عن نظام يدينه كلّ المجتمع الدولي".

وختم ماروني: "كيف للبنان، العضو في الأمم المتحدة والجمعيات التي تعنى بحقوق الانسان الا يدافع عن حق الانسان", معتبراً أنه "لا يمكن العودة الى الوراء في سوريا ولكن ما حصل شكّل نكسة قوية للنظام السوري والصمود يتوقف على مدى قدرته على اقناع شعبه بالإصلاحات المزعومة التي يتحدث بشار الأسد عنها".

*موقع 14 آذار

 

عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب فادي الاعور: اذا اراد كل من سليمان وميقاتي وجنبلاط تمويل المحكمة فليدفعوا الاموال من جيوبهم

 مواقف الراعي وطنية... ونقف الى جانب النظام لمكافحة "العصابات المسلحة"

سلمان العنداري

اعتبر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب فادي الاعور "ان كل مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي هي مواقف وطنية عاقلة جداً، وما قاله حول ما يجري في الشرق الاوسط هو لسان حال كل ابناء هذه المنطقة، وجاء نتيجة العقل وليس نتيجة الخوف". الاعور وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني، اعتبر ان "من يتعاطى في الشأن العام، ومن هو مسؤول عن رعية تمتد من انطاكيا الى سائر المشرق كشخص البطريرك الراعي، من حقه ان يرفع الصوت الحقيقي لكل الناس حول ما يجري، وان يبدي خشيته من تدهور الاوضاع جراء ما تفعله الادارة الاميركية بهذا المشرق". واتهم الاعور الادارة الاميركية بأنها دمرت المنطقة بمشاريعها قائلاً: "من منا لا يتذكر كيف وعدوا اهل العراق بالتغيير والديمقراطية والازدهار، وكيف جاءت النتيجة الدامية التي تمثلت بمزيد من القتل والتهجير والتفجير؟".

واضاف: "ان كل ما تفعله اميركا في هذا الشرق وفي العالم العربي وفي دول العالم الثالث عبارة عن مؤامرة سياسية لسرقة خيرات واموال الشعوب، وبالتالي فإن ما قاله البطريرك الراعي هو الكلام الحقيقي المعبر عن كل ابناء الشرق، وجاء نتيجة العقل وليس نتيجة الخوف".

كما رفض الاعور ردود فعل قوى الرابع عشر من آذار على كلام البطريرك الراعي من العاصمة الفرنسية، فإعتبر ان "فريق 14 آذار هامشي جداً في حركة الاحداث الجارية في الشرق الاوسط"، واصفا ًاياه بأنه "مجموعة دمى تحركها اميركا", لافتاً الى ان "ما يجري في المشرق العربي يشكل خطراً على كل الناس على اختلاف انتماءاتهم وخلفياتهم".

واضاف: "هذا الفريق يحاول ان يحكم اوضاعه السياسية نسبة الى رؤيته الخاصة، وهي رؤية غير واقعية وغير دقيقة ولا ترتكز الى اسس متينة".

وفي موضوع تمويل المحكمة الدولية، وعما اذا كانت الحكومة ستوافق على هذا البند في ظل رفض كل من "حزب الله" والتيار الوطني الحرّ، قال الاعور: "اذا اراد كل من الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط ان يموّلوا المحكمة الدولية، فليدفعوا الاموال من جيوبهم لاننا لن نوافق على تمرير هذا البند على طاولة الحكومة بأي شكل من الاشكال". وتابع الاعور: "سيجري العمل على ايجاد حلول في حال لم يتم تمويل المحكمة عبر بوابة الحكومة او المجلس النيابي، على اعتبار انها غير شرعية وغير قانونية، والا فليدفعوا من مالهم الخاص ولننته من المسألة".

وفضّل الأعور "استحداث مراكز لتأهيل المدمنين للإقلاع على المخدرات على حساب تمويل المحكمة الدولية، بحيث أنها تشكل خطراً حقيقياً على لبنان لانها مسيسة واميركية وتمتثل لقرارات الحكومة الاسرائيلية التي تحيك الخطط المشبوهة للبلاد وللمقاومة ولفريقنا السياسي من اجل ضرب النسيج الوطني". ورأى الاعور ان "الرئيس الشهيد رفيق الحريري من اكبر شهداء الوطن، الا ان المحكمة الدولية هي عبارة عن لجان تزوير لا تخدم سوى اسرائيل ومصالح الولايات المتحدة الاميركية، ولذلك فليسمحوا لنا". وعن دعم لبنان العلني للنظام السوري عبر وزير الخارجية والحكومة والرئاسة، اعتبر الاعور ان "العلاقة التي تجمع لبنان وسوريا هي اكبر بكثير من الانتقادات والدعايات التي تسوقها الادارة الاميركية. والواضح ان تماسك النظام السوري يزيد من حجم الضغوطات علينا وعلى القيادة السورية"، لافتاً الى ان "لبنان محكوم بالجغرافيا وبالعلاقات الممتازة مع سوريا، ولا لزوم لما تقوله اميركا في هذا الخصوص".

وعن مواقف رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط بخصوص السلاح والثورة السورية، قال الاعور: "من يريد ان يقرأ ما يقوله النائب جنبلاط لا بد من قراءة مواقفه بالمفرّق وليس بالجملة. ومن المعروف ان جنبلاط متمسك بالمقاومة وبسلاحه، كما انه يؤيد هذا السلاح الذي حمى البلاد ومنع العدو الاسرائيلي من اي اعتداء، الامر الذي افقده القدرة على الاعتداء بعد حرب تموز. اما موقفه من الاصلاحات في سوريا يمكن وضعه في اطاره الطبيعي، وبالتالي لم اجد اي غرابة في ما قاله الاسبوع الماضي".

واضاف: "كل لبنان يتمنى الاصلاح في سوريا، ولكن هل ما يجري في سوريا هو مشروع اصلاحي ام مشروع لتفتيت الشرق الاوسط، والاستاذ وليد جنبلاط يعرف تمام المعرفة خلفيات المشروع الصهيوني الاميركي الذي يستهدف القوى الحية في المنطقة". واذ اكد الاعور دعمه للنظام والقيادة السورية، رأى "اننا لن نقف مع الاصلاحات على طريقة العصابات المسلحة والشبيحة التي تعتدي على الناس وعلى المؤسسات العامة والخاصة، ولهذا فنحن نعلن تضامننا مع الرئيس بشار الاسد لمكافحة هذه العصابات المنظمة". واعتبر الاعور "ان مشاهد قتل الاطفال والنسوة هي جزء من منظومة اعلامية تستهدف القيادة السورية"، نافياً الكلام عن الحملات الامنية بحق المدنيين من قبل النظام السوري.

 *موقع 14 آذار

 

 حكومة معالجين وأطباء!

نبيل بومنصف/النهار

ظهرت في مطالع التسعينيات من القرن الماضي دراسات متخصصة كانت تشير الى نسبة قياسية في تناول اللبنانيين الأدوية والعقاقير المهدئة للأعصاب فاقت الـ 75 في المئة مقترنة أيضاً بتفاقم الجريمة الفردية. كان ذلك غداة انتهاء الحرب، على غرار ما يضرب كل مجتمع يخرج من محنة مماثلة ويُمنى بالنكبات الاجتماعية والامنية والاقتصادية وما تخلفه من امراض نفسية لدى الافراد والجماعات. مع ذلك لم تبلغ ظاهرة التسعينيات المدى البالغ الخطورة الذي يشهده لبنان في احواله الراهنة، اذ جاءت جريمة عائلية جماعية حصلت قبل ايام في منطقة البسطة أشبه بإنذار متقدم الى مستوى الخطر المحدق بالوضع الاجتماعي في ظل الواقع السياسي والأمني المأزوم الذي يظلل اللبنانيين.

وحسناً فعل الرئيس نجيب ميقاتي الذي أظهر تحسساً لخطورة هذا المؤشر حين أفرد استهلالية مجلس الوزراء للتنبيه الى مغزى هذه الجريمة وسواها وربطهما بالأحوال الاجتماعية من جهة وتفشي السلاح وعدم رهبة العقاب من جهة اخرى. فعلى الاقل لم تمر دماء سبعة ضحايا من عائلة واحدة من دون ان تخرق وجدان وسط رسمي وسياسي مسيّس حتى ولو ان الناس ينتظرون أفعالاً.

والحال ان العنف المجتمعي في لبنان بات عامل تهديد للاستقرار بمنسوب يفوق بخطورته العنف السياسي، بل ان الجرائم الفردية والمواجهات الأهلية والعائلية الجوّالة أضحت بمثابة قنابل وألغام عنقودية، يشهد على خطورتها السجل الأمني ليوميات المناطق اللبنانية على اختلافها. ولعل المفارقة الشديدة الخطورة هي ان اللبنانيين لا يقيمون اعتباراً للعنف المجتمعي ولا يقفون عند مدلولاته، في حين تهتز البلاد من أقصاها الى أقصاها لمجرّد حادث صغير محدود يحمل شبهة سياسية. وهي ظاهرة تعود الى تحلل ثقافة القانون وانعدام الثقة بالدولة من جهة والشعور المقيم لدى المواطنين بأن الخطر على الأمن لا يتأتى الا من التوترات السياسية والطائفية. أما العامل الآخر الذي لا يقل خطورة في تهميش الاحاطة بالعنف المجتمعي فيعود الى الطبقة السياسية التي يكاد ينعدم لديها انعداماً مخيفاً الحس الاجتماعي، بدليل ان جريمة مروّعة كجريمة البسطة لم تجد سياسياً واحداً في أي موقع "يتنازل" عن كبائره "العالية" ليعلّق عليها، ولو لمجرّد تعليق. هذه الطبقة فطرت على غطرسة وأنانية قاتلة ومصالح شخصانية وسياسية ولا تحمل بذور ثقافة اجتماعية في حدودها الدنيا على غرار ما تعرفه الديموقراطيات الغربية العريقة التي تقوم فيها السياسة أولاً وأخيراً على الركائز الاجتماعية. ومع "لا دولة" دائمة وطبقة سياسية متوالدة ومتناسلة بهذا النوع من الضحالة دوماً، كيف لمجتمع زاحف نحو مستويات مريعة من الفقر والإهمال الا ان يتفجر بجرائم وبغيرها من آفات مماثلة؟ ولعل يوماً سيأتي ولن يكون بعيداً سيحتاج معه لبنان برمته الى حكومة طوارئ لا تضم الا خبراء ومعالجين وأطباء نفسيين واجتماعيين من دون زيادة أو نقصان

 

كهرباء باسيل

إيلي فواز/لبنان الآن

سنسمع عن مشروع الكهرباء كثيرا، وستكثر السجالات في بلد يقف على فوهة بركان ولا ينقصه خضات، وفي مجتمع متوتر لا ينقصه من يشعل غريزته، خاصة في الامور التي تتعلق باحتياجاته اليومية والتي لا تحتمل تحويلها صراعا سياسيا.

ولكن هذا دأب "التيار الوطني الحر" وعماده منذ كان يستجلب السجال في كل الامور تحت غطاء التحرير او الاصلاح والتغيير او تحت عنوان محاربة الفساد، وهو بات لا يحيد عن ثوابت يعتمدها في مقاربته لاي ملف مهما قل شأنه او علا، وهي الابتزاز والديمغاغوجية. ملف الكهرباء لن يحيد عن تلك القاعدة:

 فاما ان تتبنى حكومة ميقاتي مشروع  الوزير باسيل الكهربائي بالكامل واما التهديد بانسحاب وزراء "التيار" من الحكومة ولو اجهز هذا التصرف عليها وادخل البلد في فراغ، تماما كما كانت الحال ايام تأليف حكومة الحريري الابن وموقف الجنرال الشهير "كرمال الصهر" لا حكومة، وتماما كما كان الحال مع "القوات اللبنانية" عام حرب الالغاء، اما تسليم السلاح او هدم الهيكل على رؤوس الجميع.

هذا في فن الابتزاز الذي يمكن ان يتحول انتحارا جماعيا اذا ما لاقى الخصم تعنت الجنرال منتصف الطريق. اما في الديماغوجية فلا احد يضاهي التيار في تلك المهنة. فمعارضة ما يطرحه الجنرال ان كان في القوانين، او الرؤى الاستراتيجية، تعرض صاحبها مباشرة للاتهام بالفساد او الخيانة والعمالة او في احسن الاحوال بالجهل والتضليل. اي فكرة تناقض اطروحات الجنرال تتحول سريعا الى مؤامرة كونية هدفها النيل من مواقفه وشعبيته وشخصه، او تصبح مكيدة محكمة لتوطين الفلسطينيين، وهي على كل الاحوال تصب دائما، اي معارضته، في مصلحة التطرف السني الذي يريد الغاء دور المسيحيين في الشرق.

وفي العودة الى موضوع الكهرباء، يتساءل المرء الا يجدر بباسيل "الاصلاحي" وضع خطة عمل لوقف نزف شركة الكهرباء التي تكلف خزينة الدولة حوالي مليار دولار ونصف سنويا بالتلازم مع خطة زيادة انتاج الطاقة؟ مع العلم ان خطوة الاصلاح تلك لن تكلف خزينة الدولة اعباء كبيرة؟ وهل لوزير الطاقات ان يطلعنا من المسؤول عن هدر مليارات الدولارات في شركة الكهرباء؟ ثم هل هناك من عوائق تمنع الاصلاحي باسيل من صرف فائض الموظفين مثلا، او تمنعه فرض الجباية بقوة القانون من بعض المناطق التي تمتنع عن دفع فواتيرها؟

على كل الاحوال يحق للمواطن ان يسأل عن كل تلك الضجة المثارة حول موضوع الكهرباء؟ لماذا اصرار الرجل على استبدال عبارة "اجازة الحكومة" التي وردت في متن القرار الحكومي المتعلق بخطة الكهرباء، وبموافقة وزراء تياره بعبارة "يجاز لوزير الطاقة"؟ مع العلم ان ما يطالب به باسيل لم يحصل منذ نشوء الجمهورية اللبنانية.

البعض يقول ان ما يقوم به باسيل هو لدواعي انتخابية صرف، اي تحويل ملف تقني الى انتصار سياسي لتيار الاصلاح والتغيير، وتجييره بالتالي الى الاستحقاق الانتخابي في 2013 عله، اي باسيل، يستطيع ان يعوض عن سقوطه في الانتخابات الماضية. والبعض الاخر يقول ان اصراره التفلت من رقابة الحكومة هو من اجل استفادة مادية، خاصة وان اشاعات تدور حول تحول ياسيل الى ملاّك كبير في البترون والرابية. بالطبع هذه امور يمكن التأكد منها، ولكن ما يمكن استنتاجه من خارج الاشاعات والاقاويل التي تلاحق عون وباسيل هو انه ثمة ارادة لديهما في تدمير الجمهورية الثانية، من خلال اضعاف موقع رئيس الحكومة وجعله من غير ذي تاثير او اهمية تذكر. فما معنى قول عون في مقابلته الاخيرة مع الزميل مارسيل غانم: "الطائف يقول انه تم نقل صلاحيات رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء، هذا في القرارات العامة اما في التنفيذ فالوزير هو "الريس". والسؤال هل هو "ريس" من دون مرجعية؟ "ريس" يأخذ مليارًا ومئتي مليون دولار من دون تقديم التزام للحكومة بجداول لصرف الاموال ضمن خطة واضحة؟ "ريس" لا يسمح للحكومة التدخل في اعمال الوزير او ممارسة الرقابة والمتابعة على افعاله؟ ولكن لما التعجب؟ الم يكن عون سباقا باعلان قيام الجمهورية الثالثة في انتخابات 2009؟ ثم قبلها باعوام الم ينعِ في حديث الى "صوت لبنان" اتفاق الطائف؟

على ذلك يجب على اللبنانيين ان ينتظروا قريبا تحول قضية التنقيب عن الغاز الى سجال سياسي ايضا ربما تضيع على اللبنانيين فرصة تحسين اوضاعهم الاقتصادية، ولكن هذا بالطبع لن يهز غطرسة الجنرال ونشوته في الانتصارات التي طالما خذلته، ولو على حساب مصالح الناس، هكذا عهدناه في حرب التحرير وحرب الالغاء, المهم ان يخرج باسيل من جلسة مجلس الوزراء رافعا شارة النصر (نصر على مين؟) ربما تيمنا بالزعيم الراحل ابو عمار الذي رفعها وهو يغادر مع عناصر منظمة التحرير المكسورين، بيروت المسحوقة.

 

عون بعد إجتماع تكتل التغيير والإصلاح: الغرب امام استحقاق الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بوطن ودولة

لا نقبل أن تمس صلاحيات الوزير ومسار كتلة المستقبل تخريبي

إتفقنا على خطة الكهرباء في الحكومة وعليها أن تكون متضامنة

البطريرك مؤتمن على السينودس من أجل لبنان

الشعب السوري بات يخشى التغيير عن طريق العنف

وطنيةـ20/9/2011 أكد العماد ميشال عون أن دول الغرب هي أمام استحقاق كبير يوم الجمعة المقبل فإما أن تعترف بحق الشعب الفلسطيني بوطن ودولة، وإما أن تنكر عليه هذا الحق وتكرس الاحتلال الاسرائيلي، وهذا من شأنه أن يسقط كل ادعاءاتها عن حقوق الانسان.

وفي موضوع الكهرباء وصف ما حصل أمس في مجلس النواب بالتطاول على الآداب وبالكيدية والتضليل، مذكرا أن التكتل عندما يتهم أحدا في ما خص أموال الدولة، فإنه يقدم وثائق ولا يطلق الكلام جزافا، مؤكدا أن بين يديه الكثير من الوثائق التي تدين مسؤولين.

وقال العماد عون بعد ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لتكتل التغيير والاصلاح في الرابية:

أهلا بكم في لقائنا الأسبوعي حيث استعرضنا مشاكل جارية حاليا. هناك استحقاق كبير يوم الجمعة المقبل، استحقاق إقليمي دولي، يشكل اختبارا لمقدار احترام حقوق الإنسان لدى العالم الذي يعطينا دائما دروسا في حقوق الإنسان، وهذا الإستحقاق هو الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وبوطنه ودولته. وإن اعترفوا بهذه الدولة، فلا جميل لهم، لأن قرار الأمم المتحدة قد أعطى الفلسطينيين أكثر من ذلك عندما وقع تقسيم فلسطين. فكيف الآن؟ إن إنكار الحق الفلسطيني وعدم الإعتراف بدولة فلسطين يعني عدم الاعتراف بما تبقى، وتكريس لاحتلال الأرض الفلسطينية من قِبل الإسرائيليين. إذا، لمن يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان نقول: إن لم تعترفوا بدولة فلسطين، فستكون "بضاعتكم" قد سقطت، بضاعة "حقوق الإنسان" وستثبتون أنها مغشوشة ومملوءة كذبا ونفاقا.

بالعودة الى شؤوننا الداخلية، مشكلة الكهرباء اليوم هي مثل قصة إبريق الزيت، لا تنتهي. وما حصل أمس هو تطاول على الآداب، وكأن بعض النواب الذين تحدثوا لم يأتوا لا من عائلة ولا من مدرسة. نحن عندما نتهم أحدا في ما خص أموال الدولة، نقدم وثائق، وعندما نتكلم عن مالية الدولة فلأن هناك وثائق وحسابات. نحن لا نتهم أحدا من دون أن نملك القرائن التي نقدمها إلى القضاء. هكذا قدمنا ملفات إلى القضاء ولكننا بقينا محافظين على قرينة البراءة حتى يحاكم المعنيون، مع العلم أن الوثائق التي بين أيدينا تدين الكثير من المسؤولين والموظفين، هناك مسؤوليات معنوية، وهناك مسؤوليات مادية وجزائية وحقوقية.. ومن جميع أنواع المسؤوليات. ولكن هذه المرة تخطوا كل شيء في مجلس النواب مستفيدين من الحصانة، وليس هناك أسوأ من الولد الوقح إذا عرف أن لديه حصانة. إذ عندها لن تكون هناك حدود لوقاحته، أما التبارز مع هؤلاء فليس من تقاليدنا ولا من تربيتنا.

إن دراسة مقارنة بسيطة تسمح للشعب اللبناني أن يعرف مع من نتعاطى: لا يوجد أي مشروع بمستوى مشروع الكهرباء المقدم حاليا إلى المجلس وما فوق، أنجزه مجلس الإنماء والإعمار. وخضع للمراقبة المسبقة أو حتى اللاحقة.. لقد اخترعوا هذا المجلس فوق الوزارة وفوق المسؤولين. من المسؤول عنه؟ من يحاسبه؟ ما هي الكمية التي صرفوها حتى الآن؟ كم مليار دولار؟ كم 400 مليون من الصناديق ومن القروض؟.. فليدلونا على محطة واحدة تعمل! هناك ما يقارب ال1000 محطة.. ، ولكن ولا واحدة تعمل. محطة طرابلس كلفت 120 مليون ولا تعمل، تماما كغيرها وغيرها.. قولوا لي أين هي محطات التصفية وتكرير المياه، لا يوجد. وهذا المجلس منذ أنشئ لا رقابة عليه، لا مسبقة ولا لاحقة..

أما الهيئة الثانية، الهيئة العليا للاغاثة فهي تتضمن 10 وزراء: رئيس الحكومة ونائب رئيس الحكومة و8 وزراء، ولكن لم تجتمع ولا مرة واحدة. من يقرر في ما يخص أموالها؟ من يراقبها؟ من هو الAuditor الخاص بها؟

وماذا عن صندوق المهجرين؟ كيف صرِفت الأموال فيه؟ من أعد التعليمات؟ كيف صرِفت الأموال حسب الترميم المسبق؟ إسمها وزارة المهجرين، ولكنها وزعت أموالها لكل الناس إلا للمهجرين.ومجلس الجنوب من يراقبه؟ كل هذه المشاريع تتغذى من صناديق ومن قروض، من يراقب ذلك؟ بينما خطة الكهرباء، عليها المراقبة الكاملة، أولا من وزارة المال لأن مراقب عقد النفقات يجب أن يوقع عليها، وثانيا إدارة المناقصات التي ستلزم كل قسم من هذه الخطة وفقا لدفتر شروط، وثالثا ديوان المحاسبة. وفوق الكل، يجب على الحكومة أن تطلع تباعا على هذه الإنشاءات، فهذه مسؤوليتها أصلا. وبعدها وفوق كل ما سبق، يأتي مجلس النواب الذي يطرح الأسئلة ويتابع ويلاحق كي تطبق القوانين. لذلك نقول إن ما يحصل هو كيدية وتضليل إعلامي وجهل وجهالة وتجاهل..

إذا، "جميلتهم على البحر"، ونعيب عليهم جميعا أنهم في أيامهم هدروا مال الدولة وسرِق مال الدولة ووصلت الديون المترتبة علينا إلى 60 مليار دولار وتجاوزتها ولا مشروع يسير بطريقة سليمة. فتات المشاريع هو ما وصل الى الناس نسبة الى المال الذي أنفق عليها. بينما خطة الكهرباء فيها كل التقنيات الحديثة المدروسة، وكلها خاضعة لدفاتر شروط، وبالنسبة للمشتركين، حتى الآن هناك 14 شركة مصنفة يمكنها أن تشترك في هذه المشاريع، ومن الممكن أن تزيد إلى 20 أو 25 شركة.. لا أعرف كم. إذا نحن لا نقوم بمواصفات بالتراضي مع أحد، ولكن الوقاحة وال masse de Effet الذي يقومون به، حيث ينبري أكبر عدد منهم ليتكلم ويتصدى للمشروع بالشكل الذي فعلوه هو قمة الكذب ويحاولون إيهام الناس بأنهم يقولون الحقيقة بينما هم مجموعة كاذبين ومنافقين وكيديين.

نحن نعمل وفقا للدستور اللبناني. لا نقبل أن تمس صلاحيات الوزير ولا حتى ب"شعرة". أخذ الدستور الصلاحيات الإجرائية، القرارات هي بيد مجلس الوزراء، والوزير هو المسؤول في وزارته ولا أحد وصيا عليه غير السلطات الدستورية التي لها الحق أن تسائله. ومن لهم الحق أن يراقب ويسائل موجودون، وإدارة المناقصات هي في الخدمة المدنية، وديوان المحاسبة لا علاقة له، إذ يختص بالقضاء.الحكومة هي حكومة، ومجلس النواب هو مجلس نواب ليسا خاضعين للوزير، وليسا شركاء له.. إلا إذا كان هناك تنظيم مافيوي كان يجمع كل هذا معا ليقوم بما يريد نحن خارج هذا التنظيم إذا كان موجودا وإذا كان سيلتف علينا، فالحمدلله لدينا سكاكين تقطع كل أذرع الأخطبوط.

إذا لن نقبل نحن بهذا الموضوع، وهذا المشروع هو إنمائي غير خاضع للتسوية. خاضع للرشوة يجوز، ولكنه غير خاضع للتسوية ورشوة ليس لدينا كي نرشو أحدا. هناك إجماع على هذا المشروع، فهل من أحد لا يريد الكهرباء، طبعا وفقا للشروط القانونية التي نتحدث عنها؟ لا أحد. لا أحد لا يريد الكهرباء. لا فقير ولا ثري. كل طبقات الشعب اللبناني. ولكن لماذا هناك مجموعة نيابية تعرقل؟ وهذا السؤال يطرحه علي الصحافيون، منهم عن شطارة ومنهم عن حسن نية، وبالفعل كيف يعقل أن تعرقل هذه المجموعة النيابية؟ وللاجابة يجب أن يكون هناك إلمام بالثقافة العسكرية والحرب الثورية التي تسلك المسارات التخريبية للدولة، ويقوم بها الذين يسعون لتخريب الدولة، أي أنهم يريدون أن يفشلوا الدولة أمام المواطنين، ويعجزوها القيام بأي أمر يعود لمصلحة المواطن. وهذا هو المسار التخريبي الذي تقوم به اليوم كتلة المستقبل. هذا مسار "تخريبي"، وأصر على الكلمة، وبكل مسؤولية أتحملها. لأننا عندما نكلمهم، لا يسمعوننا ولا يريدون سماعنا. نحن نتكلم أمام كل المواطنين على التلفزيون. قولوا لي هل قدم أحد منهم وثيقة ما؟ فعندما يقولون إن هناك 300 مليون يريد أن يأخذها الوزير ومن وراء الوزير.. علام استندوا؟ هل قاموا بدراسات؟ وحتى لو قاموا بدراسات، وإذا وضعنا اعتمادا بمليار و200 مليون، وكلف المشروع 900 مليون عند التطبيق، أسنأخذ ال300 مليون المتبقية إلى جيبنا أم ستذهب الى الخزينة؟ هل المال يوضع في الجيب ثم في البيت؟ يبدو أن هناك جهلا تاما لمسألة الإدارة، وكيفية إدارة أموال الدولة عند النواب وعند الشعب، فالشعب إن لم يعلم، لا يمكن أن يلام. كل ما يقوم به الوزير هو توقيع عقد نفقة، وانتهى الموضوع. المعاملات الإدارية، والقبض والدفع، فهذه في مكان آخر.. وعندما يلزم المشروع فإدارة المناقصات هي من تعطي التلزيمات. إذا تبقى من المبلغ، فيعود ما تبقى الى الخزينة.. وإن لم يكف المبلغ، يطلبون اعتمادا إضافيا. إذ هذه قيمة تقديرية، نحن نتمنى ان يكلف 600 مليون.. فنكون قد أعدنا إلى الخزينة 600 مليون أخرى فنحولها إلى السدود، إذ ينقصنا الكثير من المال في ذلك الشق.. ولكن قطعا لن تذهب هذه الأموال إلى البيت وهذه أصول المحاسبة.

لقد كشفناهم نحن في سلفات الخزينة وفي مليارات سلفات الخزينة، لم يسددوا للدولة. وهذه سلفات الخزينة هي غير الإعتمادات. إذا المشكلة ليست ظاهرة للعيان، وليست ظاهرة للرأي العام، لأنها تدرس حاليا وهي الآن قيد التحقيق بالحسابات التي تخلفوا عن إجرائها منذ العام 1993 حتى يومنا هذا. وكل هذه التعقيدات الحسابية والمالية والديون ناتجة عن ذلك.

وفي السياق نفسه، هناك بعض المسؤولين في الوزارة يحاولون إرضاء كل الأذواق، وهذا غير ممكن، فمن لا يرضى بهذا الموضوع، فهذا شأنه لأنه لا يقدم أي شيء منطقي واذا كان لا بد من نقاش، فيجب أن تكون الجهتان على الأقل متكافئتين ومتقاربتين وتتبادلان المنطق والحجة، وكل جهة مستعدة أن تقتنع من الأخرى إذا قدمت لها بينة ما ولكن في حالتنا هذه، فهذا الأمر غير موجود ما يقولونه هم هو فقط "أنت ستأخذ الأموال، ولا ثقة لي بك" وكل حديثهم يدخل في إطار التجريح الشخصي هذه ليست معالجة، هذه حفلة قدح وذم وتشهير. هذه ليست نوعا من المسؤولية... من منهم يقوم بعمل جيد تقنيا وإداريا وتنظيميا، ومن كل النواحي، كالعمل الذي نقوم به نحن، فليتفضل ويتحدانا وإلا فليصمت.

حوار

ثم أجاب عن أسئلة الصحافيين:

سئل: هل هناك خشية من وصول خطة الكهرباء إلى نهاية غير سعيدة؟

اجاب: يجب علي أن أقوم بواجباتي. أنا لا أمثل المجلس كاملا. يقولون لي دائما "إنني متعب وإنني أتخاصم مع الجميع"، وأنا أرى أنني مضطر على التخاصم معهم، فعندما أخاصمهم أكون بصدد الدفاع عن الحقيقة والحق. لا أعتمد بأسلوبي المخاصمة منذ البدء، بل أبدأ بالمراجعة الشفهية مع المسؤول، فأراجعه مرة ومرتين، وأعود بعد ذلك لأذكره، وبعدها أرسل له كتابا خطيا وأرسل سؤالا للحكومة أو للوزير المختص. لا نلجأ إلى الإعلام إلا بعد أن نقطع الأمل من أي إجراء قد يتخذه المسؤول. عندما نتكلم عن موضوع معين بين الموظفين الكبار أو غيرهم، برأيك، منذ متى نكون قد بدأنا بالتكلم بهذا الموضوع؟ بدأنا بهذا الموضوع قبل أن تتشكل هذه الحكومة.أرسلنا أول كتاب عندما استلمنا وزارة الإتصالات في العام 2008. وجهنا يومها كتابا إلى الحكومة بخصوص أحد الموظفين الكبار. أرسلت كتابا بعد أن قمنا بالمراجعات الشفهية، ولا زلنا نقوم بالمراجعات حتى اليوم، الشفهية منها، الخطية والإعلامية، ولكن لم نر تجاوبا من أي أحد. إذا الموضوع ليس موضوع مناكفات مع أحد. أنا نائب، وأنا مسؤول كغيري من النواب تجاه الناخبين، وأنا أتوجه الآن إلى الذين انتخبوني وليس للمسؤولين. عندما آتي إلى هنا، أتوجه بكلامي إلى الذين انتخبوني لأنني أحترمهم، وأنا مضطر على قولِ الحقيقة لهم. لا أبيع هذه الحقيقة مقابل أي شيء آخر على قاعدة "طنش جنرال وشو ما بدك تكرم عينك". إذا الكلام عن الخشية أو عدمها لا يهم، فإما أن يحاسبني الناخب أو يحاسب من عطلني.

سئل: لم تتناول اليوم موضوع التوتر والحادثة التي حصلت مع النائب سامر سعادة، لم تم استفزازه في عقر داره

أجاب: "عقر داره؟ كيف من الممكن أن يكون عقر داره وهو من البترون ونائب عن طرابلس؟

سئل: هذه أرضه.

اجاب: أين أرضه؟ فليحل مشكلته مع أهالي فاريا. لا علم لنا بهذا الموضوع. طلبوا من الوزير مساعدتهم على إنارة الصليب في عيد الصليب الذي يمثل عيد البلدة، وهذا الصليب موجود على الجبل منذ العام 1951. طلبوا من الوزير المساعدة على إضاءة الصليب، فساعدهم الوزير. جاء اعتراض على أن العمود سيتم وضعه على أرض أناس، فطلبوا من الوزير تعهدا إن كان هناك ضرر أو عندما يريد مالك الأرض، فقام الوزير بذلك التعهد. كل ما قام به الوزير هو مساعدة البلدة، ومشكلة سامر سعادة هي مع أهل البلدة. الوزير وقع على التعهد وأرسله للمحامي الذي يمثل صاحب الملك. إذا لا مشكلة معنا نحن، ولكنه ولد ويتطاول علينا تماما كالباقين. تصوروا أنني كنت هنا ولست على علم بأي شيء مما يحصل، فيأتون ويقولون لي "إن هناك من رفع دعوى بحقك لأنك تحرض على قتله". يريد أن يتحدى البلدة وأهلها في عيد الصليب أي عيد البلدة، فماذا يمكن أن يفعلوا؟ عندما كانوا بصدد محاكمة المسيح، لم يرد على أحد، لأن القيمة الكبيرة باتت في قفص الإتهام فيما القيمة الصغيرة تصدر الأحكام، ونحن اليوم نعيش في بلد يجلس اللص فيه على القوس فيما يجلس البريء في قفص الإتهام. أرجوكم لا تتكلموا معي بهذه الأمور ثانية.

سئل: هناك معطيات تتتابع منذ خمسة أشهر ولغاية اليوم، إذ أننا نشهد ضغوطات على الرئيس السوري بشار الأسد كي يترك الحكم، كما أننا نسمع أن كل من الولايات المتحدة وفرنسا وقطر وتركيا يطلبون منه ترك الحكم كونه غير قادر على إجراء الإصلاحات. برأيك، هل سيبقى بشار الأسد في الحكم أو لا؟

اجاب: إذا استمعنا إلى الأخبار التي يتناقلها السفراء وجميع الكبار - وأقصد هنا كبار العالم كما يسمون أنفسهم، ولكن لا أعلم كم هم كبار حتى الآن، إذ بعد أسبوع نستطيع أن نحدد كم هم كبار - يقولون إن حكم بشار الأسد انتهى. أنا كمراقب، لم أر حتى الآن من من الممكن أن ينهي حكم بشار الأسد. يقول نابوليون بونابارت كلمة مهمة جدا: "La repetition est la plus forte des figures de rethorique ". هذا يعني أنه عندما يكرر أحدهم أمرا معينا، ولديه ما يكفي من المصداقية عند الناس، ينتهي الناس إلى الإعتقاد بأن ما يقوله هو حقيقة من دون أن يكون لديهم الدليل على ذلك. اليوم نحن نسمع "rethorique"، فالأميركيون يقولون إن عهد بشار الأسد انتهى، والفرنسيون كذلك، فيما بشار الأسد يجلس في قصره، وينتقل من مكان إلى آخر بين المدن السورية، ولست أرى أن أحدا يريد أن يغيره. وأخشى ما أخشاه أن يرحل من أرادوا أن يزيلوه من الحكم فيما هو يبقى. (ضاحكا).

سئل: كيف تقرأ تبني الرئيس سليمان لمواقف الراعي، لا سيما وأن الرئيس سليمان تميز بالوسطية منذ توليه الرئاسة؟

اجاب: هل موقف غبطة البطريرك متطرف؟ عندما يكون المرء في مركز المسؤولية لا يستطيع أن يرضي الجميع. يجب أن يتخذ الموقف الذي يراه صحيحا، والذي يؤمن الخلاص لرعيته. غبطة البطريرك مؤتمن على السينودس من أجل لبنان وعلى السينودس من أجل الكنائس المشرقية، وهيلاري كلينتون أكدت على مخاوفنا التي تكلمنا عنها منذ البداية، وأعني هنا المخاوف على الأقليات في ظل التحولات الكبيرة التي تحصل. إذا، غبطة البطريرك يعبر عن هذه الهواجس، وهو يساعد على إجراء الإصلاح بشكل طبيعي. نحن لا نطالب بأن يكون النظام في سوريا دكتاتوريا، بل نطالب بالإصلاحات، ولكن يجب أن يتم إجراء هذه الإصلاحات بشكل سلمي، بحيث ينتقل الحكم بشكل سليم من النظام الحالي إلى النظام الجديد الذي ينشأ حاليا، والذي سيعبر عن إرادة شعبية ستظهر من خلال الإنتخابات. نحن نريد أن يتم الإنتقال بشكل سلمي وهذا ما يتكلم عنه أيضا غبطة البطريرك. نحن نتكلم من الأساس عن إجراء التغييرات بشكل يتطور تدريجيا من دون أن يتزعزع الإستقرار وتتحول سوريا إلى "حمام من الدم"، كما حصل في فلسطين سابقا وكما حصل في العراق لاحقا، وكما هو الوضع اليوم في صنعاء وليبيا. ما بالكم؟ ألا ترون هذه الأمور؟ أنا أرى أن مناعة الشعب السوري، ضد الأسلوب الذي اعتمد، تزداد يوما بعد يوم، لأنه يرى بوضوح ما هو عليه الوضع اليوم في ليبيا واليمن والبحرين. الشعب السوري بات يخشى التغيير عن طريق العنف لذلك نراه يعود إلى الهدوء، فيما لا تزال تحمل السلاح فقط الخلايا التخريبية الموجودة في سوريا والمكلفة بافتعال تلك الأحداث. لا تستطيع الدولة أن تتخلى عن ضبط الأمن وخصوصا أن الأكثرية الساحقة من الشعب السوري وافقت على الإجراءات التي يقوم بها الرئيس بشار الأسد. غبطة البطريرك عبر عن مخاوفه مع التأكيد على تطلعاته بأن تحصل تغييرات لصالح الشعب السوري.

سئل: بالعودة إلى موضوع الكهرباء، فقد قلت إنك تخاطب جمهورك وناخبيك وتقول لهم الحقيقة. لماذا لا تقول لهم إنكم حكومة "لون واحد" وإنكم تمثلون الأكثرية في المجلس النيابي، والعرقلة تستمر لهذه الخطة؟ إذا العرقلة من حلفائكم وليست من تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار.

اجاب: نكمل الحديث يوم الخميس بعد جلسة مجلس النواب. الحقيقة حتى الآن هي بالقدر الذي ذكرته، ويوم الخميس نصل للنهاية السعيدة أو التعيسة، وبعد ذلك نكمل القصة.

سئل: إذا أتت العرقلة من حلفائك، هل ستعلم جمهورك بذلك؟

اجاب: لن تأتي العرقلة من حلفائي.

سئل: إذا ستمر الخطة.

اجاب: إتفقنا على الخطة في الحكومة، وعلى الحكومة أن تكون متضامنة، كما عليها المحافظة على النصوص الدستورية التي تعطي الوزير الصلاحيات. إن كان سيتم فرض أشياء مخالفة للقوانين، من المؤكد أن الحكومة سترفضها كما سيرفضها مجلس النواب بالأكثرية. هناك جلسة لمجلس النواب يوم الخميس المقبل، وسيظهر كل شيء خلالها.

سئل: بعد أن بدأت قبرص بالتنقيب عن النفط والغاز في البحر والموقف التركي الذي صدر بالأمس، ما المطلوب من الحكومة اللبنانية ومن الدولة اللبنانية ككل لئلا يهدر حق لبنان في النفط؟

اجاب: محاكمة حكومة الحريري "اللاجئ سعيدا" إلى أوروبا، لأنه وحتى بعد أن أرسل له وزير الطاقة ستة أو سبعة مكاتيب، لم يقم بالتصديق على الحدود ليرسلها بعد ذلك إلى مجلس النواب والأمم المتحدة. لو إنه قام بعمله لكنا انتهينا الآن من هذا الموضوع.

سئل: إعتبر النائب وليد جنبلاط أن الموازنة هي الإمتحان الثاني أمام الحكومة وطالب أن تتم الموازنة دون زيادة الضرائب. ما موقفك من هذا القول وماذا سيكون موقف التكتل في حال زادت الحكومة الضرائب؟

اجاب: نحن لا نريد أن نزيد الضرائب على المستهلك. فإذا قلتم لي الTVA فأرفض، لأن الTVA تلاحقكم جميعا، كما تلاحق أغنى شخص.. فأنتم ستسددون فاتورة المطعم تماما مثلما سيسددها أغنى شخص. وستدفعون ثمن ثيابكم، وكل شيء آخر.. بينما توزيع الضرائب هو المهم، وليس زيادة الضرائب. إذ يجب أن نعود ونعيد النظر بالنظام الضرائبي، نريد ضريبة على الأرباح، وهناك الضرائب على الأملاك البحرية لا تسدد، خصوصا أن الكثيرين يستغلون البحر.. وهناك الأرباح العقارية، إذ يحقق البعض أرباحا هائلة جدا ولا يسددون أي ضريبة! هذه الأمور هي التي نطرحها، وهناك أمور كثيرة أخرى، ويمكننا أن نسمي ما يقارب العشرة أنواع من الضرائب ونعود ونختار منها دون أن نؤثر على حياة الناس المحدودي الدخل. يمكننا أن نأخذ ضريبة على الأرباح وهذا حق، ونقوم بمقارنة مع غير أنظمة وسترون أن بعض الضرائب لدينا متدنية بالنسبة للآخرين.

سئل: ألن تهنئ فرع المعلومات على الإنجاز الذي قام به البارحة؟

اجاب: ماذا فعل؟

سئل: قتل اثنين من الذين اختطفوا الإستونيين.

اجاب: أيعتبر ذلك إنجازا؟ الإنجاز يكون بالقبض عليهما والتحقيق معهما لكيشف لنا الشبكة التي كانا يتعاملان معها ويطلعنا بالتالي على ارتباطاتها، وليس أن يقتلهما ويخفي بذلك آثار الجريمة.

 

قمة روحية بين البطريركين الأرثوذكسي والماروني في البلمند: الدولة القائمة على العدالة والمساواة وحدها حامية كل أبناء الوطن

نؤكد أهمية التضامن المسيحي - الإسلامي بالشأنين الوطني والانساني ولرفع صوتنا أمام المحافل الدولية نصرة للقضايا الوطنية والعربية

الحوار ضروري لتحقيق العدالة الاجتماعية وإبعاد الفتنة والنزاعات

هزيم: الطوائف يجب أن تعتبر نفسها عائلة واحدة وديانتنا المحبة

الراعي: ميزة بلدنا التنوع وعلينا تجاوز الخلافات ونبذ كل العنف

وطنية - 20/9/2011 استقبل بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، في حضور المطارنة افرام كرياكوس، الياس الكفوري وغطاس هزيم، بطريرك الموارنة مار بشارة بطرس الراعي والمطارنة جورج ابو جودة، سمير مظلوم، وانيس ابي عاد، وذلك في المقر البطريركي في البلمند حيث عقدت قمة روحية موسعة.

وتحدث البطريرك هزيم فرحب بالبطريرك الراعي والوفد المرافق، مشيرا إلى "أهمية هذه اللقاءات التي تبعث الاطمئنان في نفوس المواطنين"، لافتا إلى "أن الطوائف يجب أن تعتبر نفسها عائلة واحدة"، وقال: "منذ اربعين سنة، لم يكن الوضع كذلك. أما اليوم فبتنا نرحب بالجميع، ونتمنى ان يعيشوا بمحبة، خصوصا أن ديانتنا هي المحبة، ولا يجب ان نعيش من دونها. وإني من المؤمنين بوجوب التقارب من خلال المحبة لا بالمحبة عن بعد".

أضاف: "إني سعيد باستقبالكم في العائلة الأرثوذكسية، كما في العائلة المارونية التي أطلع دائما على نشاطها عبر وسائل الإعلام التي تؤمن لنا التواصل والتعرف الى الطوائف الأخرى حتى نصل للغاية نفسها: الحب بعضنا لبعض من كل الطوائف، فلا فرق عندنا بالمحبة بين زيد وعمر".

وأشار هزيم الى انه "تعرف الى البطريرك الراعي منذ صغره، وحين كان مرشدا للناس يدعوهم إلى محبة الله، خصوصا في القرى والأرياف".

وتابع: "إني مؤمن بأن الله نزل إلى الارض لمحاكاة الناس بلغتهم، لا ليفرق بين الطبقات الاجتماعية، انما ليرى من يحتاج إليه ليكون معه وله".

وتحدث عن "أهمية "هذه القمة اليوم لنرى بعضنا، فإني اتابع البطريرك الراعي على شاشة التلفزيون، ومن المهم جدا ان نكون نحن، واذا لم نكن كذلك لن نتمكن من تحقيق شيء، فما نريده ان نكون نحن نحن".

وختم شاكرا السيدة العذراء طالبا شفاعتها لأجل لبنان وكل اللبنانيين.

ثم قدم البطريرك هزيم أيقونة للسيدة العذراء إلى البطريرك الراعي.

الراعي

من جهته، رد البطريرك الراعي على كلام البطريرك هزيم حاملا اليه "تحيات الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير"، وقال: "نحن في أمس الحاجة إلى أن نلتقي باستمرار لنتمكن من مساعدة ابنائنا وكل اللبنانيين على تنوع طوائفهم واديانهم، خصوصا ان ما يجمعنا بهم هو الايمان بالله. نرى اليوم الانقسامات والحروب، وما يحصل في البلدان العربية المحيطة بنا. لذلك، نحن نحتاج إلى أن نلتقي وان نكون مع شعبنا فندعوه الى الوحدة وعيش القيم الموجودة لدى كل الطوائف المسيحية والاسلامية على تنوعه. لذا، علينا أن نتحدث بغير لغة الحرب وإبراز الثروة الكبيرة لكل طائفة على مختلف الصعد التاريخية والاجتماعية والفكرية، لأن ميزة بلدنا التنوع".

وتحدث عن "القمة الروحية التي عقدت وأدت الى "السينودس لاجل لبنان"، والذي يتضمن الشركة والمحبة"، وقال: "الشركة في ما بيننا مسلمين ومسيحيين لنشهد كلنا لمحبة الله. نحن اليوم نأتي ليس فقط للزيارة، انما لتشديد الروابط وعقد العزم اكثر مع السادة المطارنة لايجاد الآلية التي تساعدنا على النزول بين ابنائنا وبعث الرجاء في نفوسهم للحفاظ على وجودهم في هذا العالم العربي الذي نحمل فيه رسالتنا منذ وجودنا. لذا، علينا تجاوز الخلافات ونبذ كل العنف. نحن نشكر غبطتكم فأنتم مثال كبير لنا، وقد اعطاك الله هذا العمر المديد، ولكنك حافظت على روح الشباب بتفكيرك وانفتاحك ونشكر الله عليك. ونأمل ان نعزز لقاءاتنا، خصوصا في هذا الظرف ليس وحدنا، انما مع كل الطوائف الاخرى المسيحية والمسلمة لنبرز لمجتمعنا ان القيم هي التي تجمع الناس ونتمكن من التأسيس لأي شيء يخدم منطقة الشرق الاوسط".

وختم شاكرا للبطريرك هزيم هديته، آملا "ان تساعد السيدة العذراء الرؤساء الروحيين على نشر هذه القيم الايمانية لأن العالم قراراته ليست وحدها من المسؤولين السياسيين فقط، وان سيد هذا الكون والمسؤول الاول هو الله. لذا، علينا ان نساعد بعضنا بعضا فنكتشف ارادة ربنا ونعمل بها. ونأمل بمشورتك ان نتمكن من مواصلة هذا العمل، ونشكر الاعلاميين الذين واكبوا هذا الحدث، متمنين عليهم ان ينقلوا الخبر الجيد لا السيء".

بيان مشترك

وبعد الخلوة التي استمرت زهاء الساعة ونصف ساعة، وزعت الدائرة البطريركية في البلمند بيانا مشتركا، وفيه: "شهد المقر البطريركي الأرثوذكسي في دير سيدة البلمند لقاء قمة روحية جمعت غبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة مار بشارة بطرس الراعي وغبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إغناطيوس الرابع هزيم، عند السادسة والنصف من مساء اليوم بمشاركة عدد من المطارنة من الكنيستين. وفي اللقاء، عرض صاحبا الغبطة للشؤون التي تهم الكنيستين الأرثوذكسية والمارونية، فشددا على ضرورة السعي الجدي من أجل تحقيق التعاون الأخوي المثمر بينهما. كما أكدا أهمية التضامن المسيحي - الإسلامي في ما يتعلق بالشأنين الوطني والإنساني. ثم تناولا الأوضاع العامة التي تمر بها بلدان المشرق العربي. ورأيا أن المسيحيين بعامة ينظرون إلى الدولة، دولة المواطنة والحقوق والواجبات المتساوية، ضمانا حقيقيا لمستقبل زاهر وواعد، حيث يحيا الجميع بحرية وكرامة من دون تمييز ديني أو طائفي. وأجمع البطريركان على أهمية رفع الصوت المسيحي أمام المحافل الدولية نصرة للقضايا الوطنية والعربية العادلة والمحقة، وبشكل خاص القضية الفلسطينية.

كما ذكرا بدور المسيحيين التاريخي في المنطقة، وبشراكتهم في نهضة شعوبها على الصعد الفكرية والثقافية والوطنية. وفي هذا الإطار، شدد صاحبا الغبطة على رفض مقولة "الحماية" لأي فئة كانت ومن أي جهة أتت. لذلك، فالدولة القائمة على العدالة والمساواة هي وحدها حامية كل أبناء الوطن.

وفي الختام، شدد البطريركان على أهمية الحوار على المستوى الوطني من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم لمواطني بلداننا المشرقية وإبعاد شبح الفتنة والنزاعات الأهلية والطائفية. ورفعا الدعاء من أجل أن يحفظ الله شعوبنا من ويلات العنف والحرب، وان تستعيد دولنا دورها في مواكبة التطور الحضاري والإنساني. بعدها، انتقل الجميع الى مأدبة عشاء تكريمية حيث استكملت المحادثات".

 

 رئيس بلدية فاريا عرض في مؤتمر صحافي موضوع إنارة الصليب: بلدتنا تترفع عن أي موقف سياسي وصليبها لجمع المسيحيين لا لتفرقتهم

لعدم استغلال غيرة الاهالي واعتبار هذا الاشكال بمثابة إخبار وفتح تحقيق

وطنية - 20/9/2011 عقد رئيس بلدية فاريا المحامي نضال خليل مؤتمرا صحافيا في مبنى البلدية، تحدث فيه عن موضوع إنارة الصليب، وقال: "إن صليب فاريا حمى بقوته وبدمه المسيحيين، لا سيما مسيحيي جرد كسروان لتكبر العائلة المسيحية وليس لتفرقتها، ونحن نؤكد أن الصليب يجب ان يجمع المسيحيين، لا أن يفرقهم، وهذا الامر سنسعى من فاريا إلى تحقيقه بدءا من اليوم. بهذا المؤتمر نقصد تبيان الحقيقة، وليس التجريح بأحد من السياسيين، ولن نقبل بأن نستغل هذا الحدث حتى نسجل موقفا سياسيا، بل الهدف الوحيد تبيان الحقيقة لتخفيف الاحتقان والمساهمة في إعادة جمع شمل المسيحيين بمباركة صليب فاريا. وإن الأمر الثالث والأقل أهمية الذي طالني شخصيا وأرى نفسي مضطرا إلى توضيحه، هو ما ذكرته محطة الOTV في نشرتها المسائية في 18/9/2011 عن أنني متوار عن الانظار. وإنني أبرز لكم بطاقة السفر التي تؤكد أنني كنت مسافرا، وقطعت رحلتي قبل وقتها. وكنت أبلغت بذلك محطة الOTV من الخارج بواسطة المراسلة لارا الهاشم، وهي وعدتني بأنه سوف يتم تصويب الامر، الا انه جرى خلاف ذلك، وتم سكب الزيت على النار في نشرة الاخبار في حجة ورود معلومات من أحد نواب المنطقة من دون أن يصار إلى تسميته".

أضاف: "وعن هذا النائب، وهو بالطبع ليس من عائلتي، نقول لدولة الرئيس الجنرال ميشال عون الذي نكن له المحبة والاحترام، وبغض النظر عن أي موقف سياسي إن هذا النائب ضلل الرأي العام، ومن أجل منصب سياسي انتقل إلى موقع سياسي آخر، وما زال يضلل الناس في مجالسه الخاصة، مدليا بخطاب سياسي مغاير لما يدلي به علنا، وأقرب الناس إليك يعرفون ذلك. ولسعادة النائب نقول إننا نعرفك جيدا، ونتمنى أن تتذكر كم توسلت لنا لمساعدتك للدخول باللائحة عام 2005، ونعرف مواقفك السرية وكيف حاولت الغاء مشروع تسعى إلى تنفيذه البلدة منذ أكثر من 20 سنة. ونقول لك إن كان بامكانك تمرير بعض الامور على غيرنا، فنحن نعرفك جيدا، ولن نقبل بالسكوت عمن يجرح بنا. واذا كانت مصلحة فاريا فعلا تهمك صرح عن اسمك، ولا تحاول أن تعيق سرا كعادتك مشاريعها".

وتابع: "بالنسبة إلى حقيقة ما حصل، ومع تأكيدي مجددا أن هدفنا هو قول الحقيقة وليس التجريح بأحد، رغم أن الصليب منور في قلوبنا، إلا أنه منذ حوالى 14 سنة، وبهمة قام بها شباب فاريا مع معالي الوزير الراحل الياس حبيقة تمكنوا بمساعدته من تأمين خط لانارة الصليب بواسطة كابل ما زال موجودا حتى تاريخه، وتم تحضير مشروع لتأمين أعمدة كهربائية في وقت لاحق، علما أن هذا الصليب موجود على أرض مساحتها تزيد عن 60 ألف متر تقدمة من جدودنا عائلة الراحل حبيب اليان خليل، وجزء منها من الراحل الشيخ كسروان الخازن جد النائب سامر سعادة".

وقال: " في عام 2010، حضر معالي وزير الطاقة المهندس جبران باسيل إلى بلدة فاريا لزيارة سد شبروح، وأثناء وجوده في الموقع طلبنا منه اعادة احياء هذا المشروع وتأمين كابل من المولد الكهربائي الموجود في السد لإنارة الصليب حين انقطاع الكهرباء. كما طلبنا تأمين مياه من السد الى الاراضي الملاصقة، باعتبار أنه لا يجوز أن تكون الارض الملاصقة للسد من دون مياه. وبالفعل، وضع معالي الوزير مشروع انارة الصليب قيد التنفيذ، إنما الخطأ الذي حصل، هو أن تنفيذ هذا المشروع لم تتبلغ به البلدية رسميا، ولم تنفذ به خرائط رسمية، وإنما استغل بعضا من عناصر "التيار الوطني الحر" في فاريا غير المنضبطين هذا المشروع، وطبعا من دون علم الوزير، حتى يحاولوا إبراز نفسهم في البلدة، وذلك بعد فشلهم في الانتخابات البلدية. وعندما وجدوا أنفسهم عاجزين عن التنفيذ اتصلوا بأحد مختاري فاريا ملحم عقيقي، وهو موظف متقاعد في شركة كهرباء لبنان، وطلبوا مساعدته. وبالفعل، حرصا منه على المساهمة في خدمة البلدة وضع كامل امكاناته للمساعدة. وفي هذا الاطار، اتصل بي شخصيا منذ حوالى الشهر، وتحديدا في 15 آب الحالي وطلب آليات من البلدية لحفر نقاط ارتكاز لوضع اعمدة الكهرباء المتعلقة في هذا المشروع بعد ان اكد لنا ان هذا المشروع تقوم به وزارة الطاقة على مسؤوليتها".

أضاف: "رغم ان هذا المشروع لم يمر بالاصول القانونية المفروض اتباعها مع البلديات، إلا أننا تخطينا الشكليات خدمة لبلدتنا ومنعا لأن نتهم بالعرقلة وقمنا بمساعدة البعض من ابناء البلدة اصحاب الجرافات بحفر النقاط التي وضعتها وزارة الطاقة لوضع الاعمدة، وذلك في 16/8/2011. وفي اليوم التالي، تلقت بلدية فاريا عددا من الشكاوى من اصحاب عقارات في منطقة شبروح من ابناء البلدة ومن خارجها، مفادها ان حفر موقع الاعمدة حصل بعقاراتهم من دون وجه حق. وعلى أثر ورود الشكاوى المذكورة، اتصلنا بالمختار، وأحضرنا مساحا. وبعد اجراء المسح الفوري، فوجئنا بأن بعض المواقع التي تم حفرها هي فعلا في الاملاك الخاصة، فطالبنا باعطائنا الخرائط المعتمدة من وزارة الطاقة وازالة التعدي فورا. وهنا، ظهرت المفاجأة الاولى إذ تبين أن وزارة الطاقة لم تحضر خرائط عن الواقع حسب الاصول القانونية المفروضة، وإنما تم تضليل هذه الوزارة من قبل بعض المتحمسين الذين لم يعن لهم المشروع سوى اقامة مهرجان للوزير باسيل حتى من دون علمه، وذلك لتبيان مدى انتمائهم له عله يساعدهم على تحقيق مآرب خاصة بهم وابراز نفسهم كأبطال في البلدة على حساب المواطنين، الامر الذي لم ولن نقبل به، ولا نعتقد ان الوزير باسيل عندما يعرف الحقيقة سيقبل بها".

وتابع: "وعلى أثر ثبوت التعديات بالشكل الذي أشرت اليه، واصرارنا على منعها، حضر المهندس سركيس فرح المكلف من قبل وزارة الطاقة الى مركز البلدية، واطلع على واقعة ما حصل، واتصل بأصحاب العقارات التي تم التعدي عليها وأبلغوه برفضهم القاطع لتمرير اي خطوط كهرباء في عقاراتهم وفوقها، لا سيما أن العقارات تضررت بالكامل. كما تأكد سركيس فرح ان المشروع قد تم تنفيذه بشكل مخالف للقانون ومن دون علم البلدية الرسمي، ورغم ذلك تأكد أيضا أن البلدية وضعت كامل امكاناتها للمساهمة في انجاح هذا المشروع، وتم توقيع محضر بواقع الحال ثبت ما ذكر اعلاه وشكرت ضمنه بلدية فاريا مساعي الوزير باسيل لتنفيذ هذا المشروع، ووضعنا كامل امكاناتنا الشخصية والبلدية لتنفيذ هذا المشروع، شرط عدم التعدي على املاك الغير، وقد وافق ممثل وزارة الطاقة على كل ما ورد في المحضر الموقع منه والذي نسلمكم نسخة عنه، والذي تضمن ايضا عرضا بديلا لمد الخطوط في مكان عام اقرب الى السد ولا يشوه الجبل ويمكن تنفيذه من دون التعرض لاملاك الغير، إلا أنه أثناء اجتماعنا مع المهندس فرح تلقى اتصالات عدة مفادها أن المطلوب تنفيذ المشروع حتى لو بواسطة الطائرات وقبل عيد الصليب ولم نعرف في حينه السبب الحقيقي وراء ذلك".

وقال: "الغريب في الامر انه رغم عرضنا للمساعدة غادر ممثل وزارة الطاقة الاجتماع، وبدأوا العمل في موقع آخر من دون ابلاغ البلدية، الى اننا تفاجأنا في 2/9/2011 بورود شكوى الى البلدية من النائب سامر سعاده بوكالته عن والدته يتهمنا ضمنها شخصيا بالتواطؤ مع الوزير باسيل لوضع اعمدة كهرباء في عقاره بهدف اقامة مهرجان للوزير باسيل، وهذا الامر غير صحيح. طبعا، جاوبنا رسميا على الشكوى المذكورة وعرضنا ضمنها واقع الحال المشار اليه اعلاه وابلغنا سعادة النائب بوجوب مراجعة وزارة الطاقة المعنية، واننا نسلمكم ايضا نسخة عن الشكوى التي وردتنا".

أضاف: "وفي 6/9/2011 وفي تمام الساعة الرابعة عصرا، وعلى أثر الشكاوى المذكورة تلقيت اتصالا من مديرة مكتب الوزير باسيل أعلمتني ضمنه ان الوزير باسيل ليس في اطار تحضير اي مهرجان، وبانها تستنكر ما قيل من بعض عناصر التيار في فاريا في هذا الموضوع، وطلبت منا اسماء مروجي هذه الاشاعات بعد ان اكدت لنا ان هذا المشروع تنفذه وزارة الطاقة شخصيا وليس الوزير، وطلبت مساعدتنا كبلدية فاكدت لها مجددا استعدادنا للمساعدة شرط اظهار حدود الموقع المنوي وضع الاعمدة ضمنه للتأكد من عدم حصول تعد على الملك الخاص، وطلبنا منها العمل على منع بعض صغار النفوس الذين يدعون انتماءهم إلى "التيار الوطني الحر" من اثارة الشائعات باعتبار ان تصرفهم الخاطئ واستعمالهم لاسم الوزير بهذا الشكل يسيء الى سمعة هذا الاخير، وسوف يؤدي الى إيجاد اشكالات في البلدة فوعدت بوضع حد لتصرفاتهم، لا سيما ان احدهم اتصل بالمسؤولين عن لجنة الوقف والحاضرين هذا المؤتمر، وحاول ان يفرض عليهم وضع اسم الوزير باسيل على الملصقات العائدة لعيد الصليب بحجة انه ينفذ المشروع من جيبه الخاص. وقد وعدتنا بحل هذا الموضوع بعد ان اكدت مجددا ان الوزير لا يقبل بأن يستعمل اسمه بهذا الشكل".

وتابع: "وبعد اجتماعات عدة حصلت بين مختاري البلدة والنائب سعادة والشيخ غسان الخازن، وافق النائب سعادة مبدئيا على عدم نزع اعمدة الكهرباء المخصصة لهذا المشروع في ارضه، شرط حفظ حقوقه بكتاب موقع من وزارة الطاقة، وشرط عدم استغلال هذه التقدمة لاقامة مشاريع ومهرجانات سياسية لاخصامهم، واخذوا وعدا شفهيا بذلك من المختارين ومن كاهن الرعية، إنما مسببي هذا الاشكال وللاضرار بالبلدة، أرسلوا في 15/9/2011 رسالة SMS دعوا ضمنها إلى مهرجان احتفالي على الصليب في حضور نواب المنطقة وفعاليتها. مع العلم ان هذا الامر حصل من دون علم لا البلدية ولا لجنة الوقف ولا المخاتير الذين لم يشاركوا في هذا الاحتفال".

وقال: "نريد أن نقول للجميع وللنائب سعاده وللشيخ غسان الخازن وللوزير باسيل إن فاريا كانت وما زالت وستبقى بيتا مضيافا للجميع، والتصرفات الي ارتكبت لا تعبر عن اخلاق اهاليها، انما عن اخلاق صغار النفوس في البلدة. أما اولاد فاريا فصعدوا الى الصليب بعد قرع الجرس حزنا ومن خوفهم ومن محبتهم لضيعتهم وبعدما تم غشهم وايهامهم بأن هناك أناسا يقطعون الصليب وليس عمود الكهرباء، وتم استغلال غيرتهم ومحبتهم لضيعتهم وتم الاختباء وراءهم لارتكاب هذا الفعل الشائن. وبما أننا لا نقبل بأن يحصل هذا الأمر مع النائب سعاده والشيخ غسان الخازن، لن نقبل ايضا بأن يحصل هذا الأمر مع نائب او شخص من فريق آخر، لأن الجميع مرحب بهم في فاريا، شرط عدم الاعتداء على كرامة البلدة واولادها وعدم استغلال طيبتهم وعنفوانهم. وفي هذا الاطار، وأمام وسائل الإعلام، ندعو الشيخ غسان الخازن والنائب سامر سعاده اللذين لم أتعرف اليهما ان يسمحا بوضع الأعمدة في ارضهما وندعوهما إلى ضيعتهما فاريا هذه المرة من دون حماية، فبوجودنا ليسا في حاجة إليها".

وأكد أن "فاريا في كل مكوناتها البشرية تترفع عن أي موقف سياسي، وترحب بكل شخص يزورها، وبكل نائب من أي حزب كان".

وختم: "إن هدفنا من خلال هذا المؤتمر التوضيح والتأكيد أن صليب فاريا هو لجمع المسيحيين وليس لتفرقتهم. وإننا نطالب النيابة العامة التمييزية باعتبار هذا المشكل بمثابة إخبار وبفتح التحقيق لمعرفة المحرضين على هذا الموضوع وملاحقتهم ومعاقبتهم لوضع حد للامر كي لا يصار إلى توريط فاريا أو غيرها بمشاكل أكبر منها.

في الختام، وزع رئيس البلدية نسخا عن الوثائق التي تبث حقيقة سفره إلى الخارج والكتب والمراسلات الرسمية المتبادلة بين النائب سامر سعادة ورد البلدية عليها، إضافة إلى صورة عن محضر الاجتماع الذي عقد في حضور المهندس سركيس فرح ممثلا وزارة الطاقة والمياه، رئيس البلدية وأعضاء من المجلس البلدي حول الاعتراضات التي جاءت من أصحاب العقارات وطرح فيه البديل عنها.

 

المسيحيّ.. أغناطيوس الأنطاكي الذي أكلته الوحوش أم أَكَلَة لحوم البشر في معرّة النعمان؟

وسام سعادة/المستقبل

ما زال الجدل مضطرماً بين المؤرّخين المعاصرين حول الحيثيّات والمدى الذي بلغه أكل لحوم البشر غداة حملة الفرنجة الأولى على الشرق (إصطلاح "الصليبية" لم ينحت في اللغة العربية إلا في القرن التاسع عشر بغرض النقل عن اللغة الفرنسية وقتها). ففي مقابل ندرة المصادر العربية التي تتحدّث عن هذا الجانب المريع، نجد فائضاً من التفاصيل في مرويّات المشاركين بالحملة، حيث يظهر أنّ مدينة معرّة النعمان في الشمال السوريّ تعرّضت أكثر من سواها لهذه الشهوة الإلتهامية الدمويّة.

وإذا ما تجاوزنا الطابع "الأخلاقويّ" الصرف لإستعادة هذه المسألة في رواية أمين معلوف "الحروب الصليبية كما رواها العرب"، نجد أن جزءاً أساسيّاً من الجدل التأريخيّ المعاصر تناول البعد الدينيّ لهذه الظاهرة، أو ما يُعرف الآن بالجدل حول "الكانيباليّة المقدّسة" (علماً أنّ مصطلح الكانيبالية نفسه لم يظهر قبل إكتشاف القارة الأميركية) وما إذا كانت وجدت حقيقة أو كانت مبالغة كبيرة أو محض إختلاق.

لكن المرء لن يحتاج لهذا الإسقاط التاريخيّ ولا للغوض في جدل المؤرّخين للقول إنّ ما يحدث في سوريا اليوم، من معرّة النعمان حتى درعا، ومن اللاذقية حتى البوكمال، يمثّل شكلاً معاصراً من أشكال أكل لحوم البشر. ليست هذه "تهمةً" قدر ما هي الصورة التي يسعى النظام المحتضر في سوريا إلى بثّها بين فئات الشعب السوريّ المختلفة علّها تعتبر وتوقف عملية إستجماع عناصر الإجماع الوطنيّ حول لزوم الإطاحة بالكابوس البعثيّ الأسديّ.

بيد أنّ حجّة هذا الإسقاط التاريخيّ تكمن في مكان آخر. فالبعض بإضفائه عباءة دينيّة على ما يقوم به النظام الفئويّ الدمويّ بحقّ أكثريّة أبناء الشعب السوريّ إنّما يتطوّع، بشكل مجّانيّ أكثر من مريب، لإضفاء هالة من "الكانيباليّة المقدّسة" (والكانيبالية هي أن يأكل الحيّ من لحم النوع الذي ينتمي إليه) على مجمل الممارسات التي يرتكبها النظام الفئويّ بحقّ الشعب الثائر. وإذا كان فقراء الفرنجة في الحملة الأولى برّروا التهامهم لأبناء معرّة النعمان بعدَ طهيهم أو من دون طهي، ثم اصطنعت لهم التبريرات "العقائديّة" لاحقاً، فإنّ "الخوف من تطرّف الأكثريّة" و"الخوف من الفوضى" و"الخوف من الغد بالمطلق"، والأدهى من كلّ ذلك "الخوف من الشرق أوسطيّة"، إنّما تصطنع التبرير لإعطاء مزيد من الوقت لـ"أكلة لحوم البشر" الذين نصفهم بـ"الشبيحة" في عالم اليوم، أي بمعنى آخر، ليته كان معنى رمزياً فقط، لكنه بالفعل يقارب الحرفيّة، إعطاءهم الوقت لطهي ضحاياهم.

يحاول البعض اصطناع تبريرات تخفيفية لهذه "الكانيبالية المقدّسة" التي تمارس اليوم بإسم "تحالف الأقليّات". لكن التملّي في كل هذه التبريرات يظهر أنّها تصلح إدانة إضافية لهكذا "كانيبالية مقدّسة"، ذلك أنّ ثمّة من يرهن بل يهدر رصيداً راكمته أجيالٌ وأجيالٌ من القدّيسين والطوباويين والشهداء والنسّاك والأحرار، من زمن أغناطيوس الأنطاكيّ إلى زمن أحمد فارس الشدياق. ونذكر تحديداً هذين الإسمين، لأنّهما يمثّلان في فترتين تاريخيتين متباعدتين تماماً، سمة أساسية لقدر المسيحيّة في مهدها الأوّل، شرق المتوسّط. فأغناطيوس الأنطاكيّ رمز أساسيّ لهذه المسيحية الأنطاكية في مرحلتها المبكرة، حيث فضّل أن يُساق معتقلاً من أرض إلى بحر إلى أرض حتى يبلغ الشهادة على يد الوحوش المفترسة في مسرح روما، مستفيداً من محنته تلك لنشر الدعوة في كل أرض يطأها، ومفضّلاً كلّ ذلك على التقوقع في بيئة تعتمد لحماية وجودها على تكارم الطغاة. أمّا أحمد فارس الشدياق، فيمثّل منذ القرن التاسع عشر عنواناً رمزياً للتحدّي الذي يواجهه أحرار المسيحيين في هذا الشرق: الخروج الكامل من عقلية "التقوقع كلّ في أقليّته" و"التحالف بين الأقليّات المتقوقعة" بإتجاه صياغة التحالف التاريخيّ، الضروريّ للغاية، وللسبب نفسه الأكثر صعوبة، بين أحرار الأكثريّة وأحرار الأقليّات، بل إنّ أحرار الأكثريّة والأقليّات لا يستكملون تنويرهم إلا على هذا النحو

 

مصر.. بعيداً عن الضجيج

خيرالله خيرالله/المستقبل

بعيدا عن الحروب الإعلامية الدائرة حاليا والتي تثير ضجيجا يطغى على الواقع، يبدو ان اكثر ما تحتاج اليه مصر في هذه المرحلة هو فترة من الهدوء من جهة والابتعاد قدر الامكان عن اي مزايدات من ايّ نوع كان من جهة اخرى. تسمح فترة الهدوء في مناقشة كيفية الانتقال الى مرحلة جديدة تسود فيها دولة القانون، دولة مدنية تستعيد مصر بفضلها حياة سياسية طبيعية تستند الى الديموقراطية اوّلا واخيرا. هل في استطاعة مصر ان تكون مجددا دولة مؤسسات لا علاقة لها بالأجهزة الأمنية كي يمكن القول ان ثورة حقيقية، تعرف ماذا تريد، انتصرت... ام فات اوان ذلك ولم يعد مجال سوى لمزايدات وأعمال صبيانية مثل الهجوم الذي تعرضت له السفارة الاسرائيلية في القاهرة أخيراً.

حسنا، لنفترض ان السفارة الاسرائيلية أغلقت والعلاقات قطعت مع هذا البلد، ماذا سيحصل بعد ذلك؟ ماذا ستفعل الادارة الاميركية؟ ماذا سيكون رد فعل الدول الاوروبية على خطوة من هذا النوع؟ هل يمكن ترك الشارع يعالج قضية حساسة بخطورة العلاقات مع اسرائيل؟ هل هناك من فكّر مليا بان معاهدة السلام مع اسرائيل التي جاءت نتيجة توقيع اتفاقي كامب ديفيد في العام 1978 انما وضعت الاسس لاستعادة مصر سيناء، كل سيناء، بما في ذلك حقول النفط والغاز، من دون إطلاق رصاصة واحدة؟

لا بدّ من دراسة في العمق لكل الاحتمالات قبل اتخاذ اي خطوة تستهدف قطع العلاقات مع اسرائيل. هذا لا يعني من دون ادنى شك انه لا يحق لمصر إعادة النظر في علاقاتها بدولة ما، خصوصا باسرائيل. ولكن قبل الإقدام على اي خطوة من هذا النوع لا مفرّ من إعادة ترتيب الاوضاع الداخلية في البلد وتكريس الاستقرار. عندئذ فقط سيكون في استطاعة مصر اتخاذ قرارات كبيرة مثل البحث في مستقبل علاقتها بهذه الدولة او تلك، بما في ذلك اسرائيل.

لعلّ أخطر ما حصل بين مصر واسرائيل اخيرا ردّ الفعل على العملية التي نفّذتها مجموعة فلسطينية مسلحة قرب ايلات. انطلقت هذه المجموعة من غزة واستطاعت التسلل الى مشارف ايلات عن طريق الاراضي المصرية. قتل في العملية اسرائيليون. الى الان، ليس معروفا ما حلّ بالمهاجمين وهل استطاعوا العودة الى قواعدهم سالمين ام ان اسرائيل تعتقل عددا منهم من دون ان تعلن ذلك؟ ردت اسرائيل بقتل غير مبرر لجنود مصريين داخل الاراضي المصرية. من الواضح انها ارادت جس نبض السلطات المصرية واحراجها. وهذا ما حصل بالفعل اذ وجد في القاهرة من يهاجم مقر السفارة الاسرئيلية ويصل الى غرف تابعة لها في غياب الامن المصري الذي لم يتدخل الاّ بعد فوات الاوان. والثابت ان السلطات المختصة لم تلجأ الى ارسال قوة كبيرة لحماية السفارة الاّ نتيجة إلحاح اميركي سبقه اتصال من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالرئيس باراك اوباما.

خلاصة الامر ان اسرائيل، التي فيها حاليا حكومة بيبي نتانياهو تبحث عن اعذار لتكريس احتلالها لجزء من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. مثل هذه الحكومة تنظر بعين العطف الى كلّ ما من شأنه إظهار اسرائيل في مظهر الضحية، علما بانها تمارس ارهاب الدولة. هل يمكن وصف الاحتلال وحرمان شعب من ابسط حقوقه بغير ارهاب الدولة؟

ما فعله اولئك الذين هاجموا السفارة في القاهرة انما خدموا، من حيث لا يدرون، حكومة نتانياهو. بات في استطاعة هذه الحكومة تبرير رفضها لاي قرار تتخذه الجمعية العامة للامم المتحدة باقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967 بحجة ان العرب لا يحترمون التزاماتهم. اذا كانت مصر غير قادرة على حماية مقر السفارة الاسرائيلية التي وجدت في القاهرة نتيجة معاهدة سلام بين البلدين، كيف يمكن لدولة فلسطينية مستقلة احترام اي التزام من اي نوع كان، خصوصا في ظل حال الانقسام التي يعاني منها الفلسطينيون حاليا؟

ما حدث في القاهرة يسيء الى الفلسطينيين ايضا، خصوصا ان هؤلاء في حاجة اليوم اكثر من اي وقت الى سياسة مصرية متماسكة تدعم حملتهم الهادفة الى جعل فلسطين عضوا في الامم المتحدة. المؤسف اكثر من ذلك ان الهجوم على السفارة الاسرائيلية في القاهرة لا يساهم في إظهار السلطات المصرية في مظهر السلطات العاجزة فحسب، بل يلحق ضررا كبيرا بالعلاقات المصرية- الاميركية والمصرية- الاوروبية ايضا. من قال ان حكومة نتانياهو تعترض على تطور من هذا النوع في هذه الظروف بالذات؟

مرّة اخرى، من حق مصر إعادة النظر في علاقاتها مع اي دولة من الدول. ولكن يفترض ان يتمّ ذلك في ظروف طبيعية وليس في مرحلة انتقالية يمرّ بها اكبر بلد عربي. فمن اجل ان يكون لاي قرار تأثير ايجابي داخل مصر نفسها، من الطبيعي ان يتخذ هذا القرار من موقع قوة. مصر القوية هي مصر القادرة على إعادة بناء مؤسساتها على اسس سليمة وعلى إعادة الحياة الى اقتصادها. كلّ ما عدا ذلك سقوط في لعبة لا طائل منها اسمها لعبة المزايدات. أوليست المزايدات التي أوصلت مصر الى هزيمة 1967 مع ما عناه ذلك من سقوط للمشروع الناصري بكل حسناته وسيئاته؟

انها هزيمة لم يشف العالم العربي منها حتى اليوم

 

حديث مع غبطته

ميشال كيلو 

لا أعتقد أن غبطة بطريرك بكركي سيكون غاضبا إن خاطبته باعتباره رجل سياسة لا دين، أو رجلاً يمارس السياسة من موقعه كرجل دين. تفرض الصراحة علي أن أتحدث معه بهذه الطريقة، فأنا لا أريد أن أمسّ بمقامه السامي في الكنيسة، الذي ليس محل نقاش هنا، وأرى من واجبي التعامل معه كرجل دنيا من غير الضروري أن أجامله، أو أن يكون كل ما يصدر عنه حول شؤون الدنيا معصوما أو متمتعا بالقداسة، التي ربما كان يضفيها عليه موقعه في التراتبية الدينية / الكنسية، لدى مؤمنين كثيرين.

ولأقل منذ البداية إن سيادته أخطأ في أمرين:

ـ أولهما انه تحدث باسم مسيحية المشرق، مع أنه لا يمثل إلا أقلية فيها، ومع أن بقية المسيحية المشرقية لم تكلفه في أي يوم النطق باسمها، علما بأن ما قاله ينعكس عليها جميعها، وفي الحالة التي أتوقف عندها، ينعكس عليها انعكاسا سلبيا إلى حد بعيد، الأمر الذي كان على سيادته مراعاته وأخذه بالحسبان، عندما أدلى بتصريحه حول سوريا والمسيحية المشرقية ومستقبلها، خاصة أن كنائس عديدة، قد لا تتفق معه في ما يقوله نيابة عنها وفي غيابها. لقد أعطى السيد الراعي نفسه صفة ليست له، وعالج موضوعا شائكا حمّله بأحكام مسبقة ومقولات تعميمية من شأنها إلحاق ضرر جدي بالمسيحية جملة، من غير الجائز أن يغامر رجل سياسي، ناهيك عن رجل دين، بتعريض المسيحيين له.

ـ ثانيهما أنه عالج مسألة معقدة، ذات حمولات فكرية وتاريخية وعملية بعيدة الغور، وهي بالأصل حمالة أوجه، من منظور سياسي ضيق، تكتيكي، حصر ما يقع اليوم في الصراع السني / الشيعي وممكناته، مع أن ما يجري في سوريا ليس جزءا من هذا الصراع، بل هو جزء من صراع آخر، رأى سيادته ورأينا معه علاماته الأولى في تونس ومصر، وامتداداته في اليمن وليبيا، حيث لا سنة ولا شيعة فيكون هناك صراع سني / شيعي، ووُجد بالفعل صراع بين مجتمعات، اختنقت من القمع والقهر وشرعت تصرخ مطالبة بشيء أوحد هو الحرية، وبين نظم استبدادية شمولية لم يعد لديها ما تقدمه لمواطنيها غير القهر والحرمان، علما بأن الطرف السياسي الإسلامي / السني في هذه المجتمعات كأن أوضح وأقوى بكثير من مثيله في الحدث السوري، وبأن هذا الأخير يجب أن لا يعتبر نتاجا حتميا أو وحيدا لأي حراك يشارك فيه المسلمون، ما دام المسلم مؤمناً يعبد ربه ويطيع رسوله، والإسلامي سياسيا يركض وراء الدنيا ومصالحها، مهما رفع من رايات دينية، والمؤمن ليس بالضرورة سياسيا والسياسي ليس بالقطع مؤمنا، والهوة التي تفصل بينهما قد تمر بمختلف أشكال العلمانية والقومية والليبرالية والماركسية... الخ.

والآن: هل صحيح أن غبطته يخاف من تحالف السنة السوريين واللبنانيين ضد الشيعة، فيصاب المسيحيون بالضرر؟ أم الصحيح أن مسيحية غبطته السياسية بنت حساباتها كلها خلال القرن الماضي، وهي تبنيها اليوم أيضا على هذا الاحتمال، احتمال نشوب صراع سني / شيعي يريح كنيسته ورعيتها، وإلا ما معنى تحالفها مع سنة لبنان اليوم، ضد قسم مهم من المسيحيين اللبنانيين يقف وراء الجنرال ميشال عون، وشراكتها السياسية مع تحالف 14 آذار الذي يمثل السنة؟ ليغنِّ سيادته غير هذا الموال، إلا إذا كان يعتقد أنه يستطيع تمريره علينا، ويظن أننا لا نرى ما يحذرنا منه باعتباره واقعا راهنا يفيده وليس خطرا مستقبليا يهدده، وأنه كان عليه بدل التحذير من هذا الواقع إعلان القطيعة معه، بعد أن تبنته الكنيسة المارونية منذ ما قبل لبنان الكبير، وأقامته فعليا على تقاسم وظيفي بينها وبين السنة، مثّل إجحافا جديا بحق الشيعة، الذين كانوا قوما فقيرا ومتأخرا وخاضعا، ثم طفق يطالب بحقوقه خلال السنوات الأربعين الماضية، ويعمل على إعادة إنتاج الشراكة الداخلية بما يعطيه نصيبا عادلا من بلاده، دون أن يجد استجابة طوعية من التحالف الماروني / السني، مما أجبره على استخدام سياسات إكراهية أدت إلى ترتيب جديد للبيت اللبناني دفعت المسيحية الجزء الأكبر من ثمنه، وستدفع أكثر إن وقع تفاهم سني / شيعي، لذلك تحامت بالأول، ليس لأن الشيعة معادون لها، بل لأن حلفها مع السنة كان يعطيها حصة لا تستحقها، ولأن أية شراكة جديدة ستعيد توزيع الحصص السياسية والاجتماعية والاقتصادية الداخلية، وستقلص بالتالي امتيازاتها أو ستلغيها.

فبأي منطق يعلن السيد الراعي خوفه من تحالف سنة لبنان مع سنة سوريا، وخشيته من أن يدفع المسيحيون الثمن، إن كان السنة اللبنانيون يتحالفون معه ويحــمون ما بقــي له من دور ومكانة، وكان هو نفسه يتحالف معهم لهذا الغرض؟ وعلى من يريد تمرير أحكامه المسبقة ومخاوفه المستقبلية، التي تتعارض مع جوهر مواقف كنيسته التاريخية ومواقفه الشخصـية اليوميــة؟ ثم من يريد السيد إقناعه بأن المارونية تخسر مواقعها نتيجة الصراع السني / الشيعي في لبنان والمنطقة، وليس نتيجة النمو الطبيعي للمجتمع ولوعي اللبنانيين بالعدالة والإنصاف، ومطالبتهم بتحقيقهما؟

لا حاجة إلى التأكيد: إن مواقف السياسي الراعي ليست صحيحة. وهناك حاجة كبيرة لتذكيره بقول هيغل، أحد أعظم فلاسفة التاريخ: وفيه أن الحرية بدأت في التاريخ البشري مع المسيحية. أذكره بهذا، لأن موقعه يلزمه بالإيـمان به والتـصرف بما يتفق مع مضمونه، ولأنه لا يفهم ما يجري على مقربة منه، أي أمام باب كنيسته، على نحو صحيح ويتفق مع منطق الأمور وحقيقتها، ولأن الســوريين، سنة كانوا أم غير سنة، لا يخوضون اليوم صراعا مع الشيـعة، وإذا كان بينهم مستاؤون من مواقف حزب الله أو إيران، فلاعتقادهم أن الحــزب لم يبد القدر نفـسه من التفهم حيال مطالبهم الذي كان قد أبداه حيال مطالب غيرهم من العرب، مع أنهم قاموا بحراك متماثل مع حراك غيرهم، ولإدراكهم أن تأييد الحزب لهم مهم وحيوي. إنهم لا ينتقدون الــحزب هنا أو هناك لأنهم يعتبرونه عدواً شيـعياً يقـف على الجانب الآخر من المتراس، ولأن العتب في هذه الحالة على قدر المحبة، كما يقال. وليس لدى السيد الراعي أو غيره أدلة تثبت أن الســوريين ينزلون إلى الشوارع للمطالبة بحكم إسلامي / سني، وأنهم يحتالون على الموضوع أو يخفونه من خلال رفع شعارات تتركز على الحرية والدولة المدنــية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والمواطنة، مع أنهم ضد هذا كله في قرارة أنفسهم اللعينة، ولا يريدون من الدنيا شيئا غير حكم إسلامي / سني يتحالف مع سنة لبنان ضد المسيحيين في المشرق، كي يحدث لهم هنا ما حدث لإخوتهم في العراق، ويتم تهجيرهم!

ترى، لو أن أجدادنا مسيحيي المشرق فكروا بهذه السذاجة في الزمن الصليبي، واعتبروا أنهم في معركة مع الإسلام السني وفي حلف مع من يحكم المسلمين ضد إرادتهم أو يعاديهم، هل كان بقي مسيحي واحد في المشرق كله إلى اليوم؟ أليس من الضروري أن يرى سيدنا الراعي وغيره من آباء وأمراء الكنائس المسيحية الواقع بأعين المحبة التي لا يكفون لحظة واحدة عن الحديث عنها، إلا عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، وأعين الواقعية والإنصاف، وأن يفهموا ما يجري على حقيقته، ويخرجوا أنفسهم من معادلة قاتلة تجعلهم جزءا من معركة لا حاجة بهم أصلا إلى خوضها ضد المظلومين. لو عاد يسوع اليوم لكان أول المدافعين عنهم، ولقال بلا مواربة ودون لف ودوران: على صخرة هؤلاء المساكين المظلومين، إلى أي دين انتموا، أبني كنيستي، لأنها بهذا وحده تكون كنيسة ابن الإنسان.

سيدنا الراعي: كان سلفك مار نصر الله بطرس صفير يكرر الشطر الثاني من بيت شعر عربي قديم يقول:... إن الحرب أولها كلام. أنت يا سيدي تبدأ الحرب!

 

أردوغان دعا الإنسان المسلم للثورة على الذات

مهى عون/استغل رئيس الوزراء التركي مناسبة جولته على بلدان "الربيع العربي" لإطلاق جملة من المواقف التي لم تقتصر على إظهار موقف الحكومة التركية حيال كل المستجدات الحاصلة عبر العالم العربي وحسب, وحيال ما بات يسمى "الربيع العربي" تحديداً, ولكن مواقفه تميزت بشيء من النزعة الثوروية الدافعة الى التغيير على صعيد علاقة المواطن بدينه من ناحية, وبوطنه وانتمائه القومي من ناحية أخرى. فعبر الخطابات التي ألقاها, أو التصريحات التي أطلقها خلال جولته الأخيرة, خاطب أردوغان الإنسان العربي المسلم أكثر مما خاطب الهيئات الانتقالية في هذه البلدان الثلاثة, التي حققت فيها الثورة الشعبية انتصاراً على الاستبداد والفساد. ودعا هذا المواطن ليتحول إلى شخص فاعل في إنتاج سلطة حكيمة ونزيهة, وإلى بناء دولة حديثة على أسس ديمقراطية صلبة, مشدداً على ذكر "لا يوجد تناقض بين الدين الإسلامي والديمقراطية".

  في الحقيقة حمل أردوغان في حقيبته وعودا لإقامة اتفاقات ثنائية لدعم الدول الثلاث في عملية النهوض المنتظرة, بهدف توطيد عرى الصداقة, عبر تقديمات مادية, أو عن طريق المساهمة الفعلية في إعادة بناء اقتصاد لطالما عانى من كبوة النظام الاستبدادي. ولكن الهدف الأساسي والمحوري من وراء جولته كان في مطرح آخر, كان في خطوة جريئة وقد تكون جديدة ومستحدثة في العالم العربي الإسلامي الطابع, من ناحية الدعوة الى بناء هيكلية سياسية مختلفة, بعيدا عن تدخل عنصر الدين في الحكم ,بما أسماه أردوغان "الدولة العلمانية". وكلمة حق تُقال فأردوغان لم يكن بوارد رمي بذور لمشروع دولة اختباري, إنما كان بصدد الترويج لنظام اتبعته تركيا, واختبرته, وبرهن عن نجاحه, ليس فقط في إنشاء دولة علمانية بكل المقاييس, ولكن أيضاً في لجم نشوء وتمدد وتشعب الحركات الأصولية المتشددة, التي عانت من صلفها دول عربية إسلامية خلال العقود الماضية. أما النجاح الأهم الذي حققه النظام العلماني في تركيا, فهو يكمن في قدرته على إيجاد نوع من المساكنة الإيجابية والمتناغمة مع المؤسسات الإسلامية المعتدلة, والمنتظمة داخل هيكليات معترف بها من قبل الدولة. مع العلم أن تلك المؤسسات ما زالت تحاول التدخل والهيمنة على صناعة القرار السياسي في بلدان أخرى كما هو حاصل حالياً في مصر, وكما هو مرشح حصوله في تونس. بعد سقوط الديكتاتور وحاشيته.

وخير نموذج لهذا التدخل جاءنا من مصر محطة أردوغان الأولى, حيث أثار حديثه حفيظة جماعة الإخوان المسلمين, والذي اعتبر المتحدث باسمها محمود غزلان في تصريحات صحافية رداً على مواقف أردوغان, بأن تجارب الدول الأخرى لا تستنسخ, وأن ظروف تركيا تفرض عليها التعامل بمفهوم الدولة العلمانية دون مصر. وكان أردوغان قد دعا أثناء لقائه في برنامج حواري على إحدى الفضائيات المصريين إلى صياغة دستور يقوم على مبادئ العلمانية. فقال: "الآن في هذه الفترة الانتقالية في مصر وما بعدها أنا مؤمن بأن المصريين سوف يعملون على إنتاج سلطة تحترم كل الأديان وتعطي كل فرد الحرية في ممارسة دينه", واضاف "على المصريين أن لا يقلقوا, وعلى المناط بهم كتابة الدستور في مصر توضيح أن الدولة تقف على مسافة واحدة من كل الأديان, وتكفل لكل فرد حرية ممارسة دينه" وأوضح أيضاً أن العلمانية لا تعني أن يكون الشخص علمانياً فأنا مثلا لست علمانياً لكنني رئيس وزراء دولة علمانية . وأضاف: "99% من سكان تركيا هم مسلمون, وهناك مسيحيون ويهود وأقليات, لكن الدولة في تعاملها معهم تقف عند النقطة نفسها, وهذا ما يقره الإسلام ويؤكده التاريخ الإسلامي".

لم يرق هذا الخطاب لجماعة الإخوان المسلمين في مصر فانقلبت من وضعية التأهل والتشريف والحفاوة بأردوغان إلى الوجوم والغضب والانتقاد المباشر له على خلفية كلامه هذا. ولقد علقت على هذا التصرف صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بقولها: "غضب "الإخوان" من أردوغان مؤشر على مصر التي يرغبونها". وعلى ضوء هذا الواقع يمكن تفسير ذلك بأن أردوغان وصل إلى مصر في الوقت غير المناسب, أي في وقت كانت "اللقمة سوف تصل إلى التم" بالنسبة الى الاخوان.

يبقى أنه رغم صوابية ما جاء على لسان رئيس الحكومة التركية, قد لا يكون من باب المبالغة اعتبار أن عمق الفجوة بين النموذج التركي لبناء الديمقراطية المسلمة, وبين معتقدات الشعوب الإسلامية الهوى في مختلف الدول العربية, ما زال واسعاً, وبأن ما يدعو إليه أردوغان في المرحلة المقبلة هي ثورة بكل معنى الكلمة للإنسان العربي المسلم على ذاته أكثر منها دعوة إلى نصوص جديدة في الدساتير المكتوبة. من هنا قد تكون هذه الدعوة, دعوة مفتوحة ولكن محفوفة بالمخاطر والمطبات, على خلفية احتمال ما قد تستولده من نزاعات وتشنجات وربما من حروب أهلية بين مؤيدين وغير مؤيدين للنظام العلماني. ومن غير المستبعد أن يتم الاستعانة لاحقاً باستفتاء قد يُظهر نسبة أعلى من غير المقتنعين بنظام العلمنة, وبخاصة في المناطق الريفية في مصر. وربما قد تطول المدة قبل أن يدرك الإنسان العربي فوائد وأهمية ارتدادات النظام العلماني الإيجابية على نمط حياته بمجملها, وقد ينقاد طويلاً بعد رفض "العلمنة" من قبل بعض المراجع الدينية.

يرى بعض المحللين ان أردوغان هو مدرك لصعوبة تحقيق مشروع العلمنة على الصعيد العربي والإسلامي اليوم, إنما اختار بذر الحبوب اليوم علها تأخذ وقتها في جذب العقول والنفوس على الصعيد العربي, وتوخاها أن تكون في هذه المرحلة بالذات حيث الإنسان العربي المسلم حقق ثورة نوعية على المعتقدات الرجعية بكاملها, والتي كانت تتحكم بمصيره على مدى عقود. ناهيك عن حساباته الذاتية والقائمة على المراهنة على شرق أوسط "علماني "يكون لتركيا فخر الريادة فيه. ريادة قد يكون أردوغان يخطط ضمنياً لتوظيفها في مجال إغناء موقف تركيا ليس فقط على صعيد الشرق الأوسط ولكن على المدى الأبعد, في تلميع صورة تركيا وزيادة حظوظها في الدخول الى نادي الاتحاد الأوروبي. وما يؤكد هذا التوجه كان تحاشي أردوغان التصادم المباشر مع الجماعات والتنظيمات الدينية الأصولية المتشنجة والرافضة, حيث أن جل ما أراد إثباته للإنسان المسلم هو أنه المسؤول الأول والأخير عن صناعة مستقبله على أسس صحيحة وثابتة.

*كاتبة سياسية لبنانية

 

الأسد أمر ماهر بـ"إعدام المعتقلين"

حصلت "السياسة" على أمر رسمي صادر عن الرئيس السوري بشار الأسد, عبر وزير الدفاع السابق العماد علي حبيب, إلى شقيق الرئيس ماهر الأسد بـ"إعدام المعتقلين".

وتتضمن الوثيقة الصادرة في 23 ابريل الماضي والموقعة من حبيب بالوكالة عن الأسد, أمراً بوضع الفرقة الرابعة في الجيش بقياة ماهر الأسد, "في حالة استنفار تام بنسبة 100 في المئة", وأمراً ثانياً موجهاً إلى ماهر الأسد ب¯"إعدام المعتقلين" الموجودين لديه, وتسليمهم إلى المحامي العام في حماة عدنان البكور. يشار إلى أن البكور, هو أرفع مسؤول انشق عن النظام منذ بدء الانتفاضة الشعبية منتصف مارس الماضي, حيث أعلن مطلع الشهر الجاري في شريط فيديو بثته مواقع إلكترونية معارضة, انضمامه للثورة, كاشفاً عن تلقيه أوامر من النظام بإصدار تقارير عن مقتل المتظاهرين برصاص مجموعات مسلحة, للتغطية على جرائم كتائب الأسد من العسكر والأمن والشبيحة.

 

 قتلى في حمص ودرعا واقتحام الكسوة بالدبابات 

الأمن سلم جثة فتاة مقطعة الأطراف والرأس إلى ذويها

دمشق - وكالات: قتل 4 أشخاص برصاص قوات الأمن السورية, أمس, فيما اقتحمت دبابات الجيش مدينة الكسوة في ريف دمشق, في محاولة لسحق الاحتجاجات المتواصلة للمطالبة بإسقاط النظام. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان, في بيانات عدة, أن شرطياً قتل برصاص مجهولين في قرية كفر عويد بمحافظة إدلب, كما "استُشهد مواطنان في حي بابا عمرو بمدينة حمص, ومواطن من بلدة المسيفرة بمحافظة درعا متأثراً بجراح أصيب بها خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن" على متظاهرين مساء أول من أمس.

وأشار إلى أن "معلومات وردت عن وجود جرحى حالاتهم حرجة في ظل إستمرار إطلاق الرصاص في حيي بابا عمرو والإنشاءات في حمص, وإغلاق بعض طرق المدينة ومداخلها".

وكشف المرصد الحقوق عن وجود "حالة من الذعر والغضب الشديد في مدينة حمص بعد أن سلم الأمن (الأحد الماضي) جثة الفتاة زينب الحصني التي اختُطفت من قبل عناصر أمنية قبل نحو شهر للضغط على شقيقها محمد ديب الحصني, الذي قتلته قوات الأمن لاحقاً".

وأضاف ان جثة زينب "كانت مقطعة الأطراف والرأس عند تسليمها إلى ذويها في المشفى العسكري بحمص", مؤكداً أن "المدينة شهدت عدداً من حالات الإختطاف لفتيات". وأفاد ناشطون أن السلطات اغلقت بعض مداخل حمص التي نظمت فيها تظاهرات احتجاج كبيرة ضد النظام, اول من أمس, تنديداً بمقتل الفتاة زينب حمصي. في غضون ذلك, اقتحمت الدبابات مدينة الكسوة في ريف دمشق وحاصرتها بالكامل, فيما عمد الشبيحة إلى إطلاق النار عشوائياً وفي كل اتجاه.  وأكد ناشطون أن نحو ثلاثين دبابة وستين حافلة تنقل عناصر أمنية اقتحمت مدينة الكسوة (على بعد 20 كلم جنوب دمشق) وأن هناك انتشاراً أمنياً كبيراً على مداخلها المدينة, وسط مخاوف من أن يكون ذلك تمهيداً لعملية أمنية كبيرة. من جهة أخرى, ذكرت السلطات السورية ان عناصر من الجيش فككت, أمس, عبوة ناسفة زرعت تحت خط نقل النفط إلى مصفاة حمص في منطقة جديدة العاصي غرب حي بابا عمرو. وقال مصدر عسكري ان "العبوة محشوة ب¯ 25 كيلوغراما من مادة "تي ان تي" ومعدة للتفجير لاسلكيا, ووضعت بشكل متقن ومموهة ما يدل على خبرة العناصر التخريبية التي قامت بوضعها بهدف احداث اكبر ضرر ممكن في خط نقل النفط".وكان 13 سورياً قد لقوا مصرعهم أول من أمس برصاص قوات الأمن و"الشبيحة" في حمص ودرعا وحماة واللاذقية, في حين تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.  وعلى صعيد تحرك المعارضة, أعلن رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق عبدالرزاق عيد أن مجلساً جديداً من قوى الثورة الداخلية سيولد خلال أيام قليلة, مؤكداً أنه ليس صناعة تركية أو قطرية على حد قوله.  في سياق متصل, أوضح نائب رئيس المجلس الاتحادي الروسي إلياس أوماخانوف, بعد الاجتماع مع قوى المعارضة السورية في دمشق, أن الأمر المهم هو محاولة تلافي انزلاق سورية إلى حرب أهلية. واشار إلى أن روسيا تتعرض لضغوط كبيرة وأن على القيادة السورية الانتقال الى مرحلة تنفيذ الإصلاحات.

 

مقتل الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني

كابول - ا ف ب: قتل برهان الدين رباني الرئيس الافغاني الأسبق الذي يقود جهود السلام في افغانستان, أمس, في هجوم انتحاري استهدف منزله في كابول. وقال المتحدث باسم الشرطة حشمت ستانكزاي, إن انفجاراً وقع داخل منزل برهان الدين رباني أدى الى مقتله, وإصابة آخرين بجروح, فيما أشار مصدر آخر في الشرطة إلى أن انتحاريا من حركة "طالبان" نفذ الهجوم بتفجير عبوة ناسفة كانت مخبأة في عمامته. وأوضح رئيس التحقيقات الجنائية في كابول محمد زاهر, أن "رجلين كانا يتفاوضان مع رباني باسم طالبان هذا المساء, وخبأ احدهما المتفجرات في عمامته", مضيفاً أن الرجل "اقترب من رباني وفجر العبوة الناسفة, وقتل رباني واربعة اخرون من بينهم نائبه معصوم ستانكازاي". ووقع التفجير قرب السفارة الاميركية في كابول, ويعد ثاني هجوم خلال اسبوع يقع في المنطقة الديبلوماسية التي يفترض انها مؤمنة.

 

البرلمان العربي يهدد بتجميد عضوية سورية خلال جلسة عاصفة 

واشنطن وتركيا تحضران سراً لمرحلة ما بعد نظام الأسد

واشنطن, القاهرة - ا ف ب, أ ش أ: كشفت مصادر أميركية, أمس, أن الولايات المتحدة باتت مقتنعة أكثر فأكثر أنه سيتم الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد, وتستعد لفترة من الاضطرابات بعد رحيله عن السلطة. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن واشنطن تتعاون بعيداً عن الاضواء مع تركيا للتحضير لمرحلة ما بعد الاسد, وهي تخشى من ان يؤدي سقوط النظام الى صراعات داخلية للاستيلاء على السلطة في سورية, ما يؤدي الى زعزعة الاستقرار في دول المنطقة. ورغم دعوات الولايات المتحدة وعلى رأسها باراك اوباما, إلى تنحي الأسد منذ اشهر لم تغلق واشنطن سفارتها في دمشق, إذ يعتبر سفيرها روبرت فورد صلة الوصل بينها وبين المعارضة ومختلف المجموعات السورية.

ووفقاً للصحيفة, فإن اجهزة الاستخبارات والديبلوماسيين المعتمدين في الشرق الاوسط باتوا مقتنعين بأن الأسد غير قادر على سحق تظاهرات الاحتجاج ضد نظامه.

وقال مسؤول كبير في الادارة الاميركية ان "هناك إجماعاً على أن الأسد لن يتمكن من الاستمرار".

وخلال اجتماع على هامش أعمال الجميعة العامة للأمم المتحدة في نيويورك, أمس, بحث أوباما مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في الوضع السوري إضافة إلى تطورات القضية الفلسطينية والعلاقات بين أنقرة وتل أبيب. في سياق متصل, حاولت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إقناع نظيرها الروسي سيرغي لافروف بأن قرارا في الامم المتحدة سيكون ضرورياً لمواجهة القمع العنيف في سورية. وقال ديبلوماسي أميركي أن "وزيرة الخارجية الاميركية دعته الى التفكير بدقة بالدور الذي يمكن ان يلعبه مجلس الامن في الوقت الذي تقتل فيه الحكومة السورية شعبها وتسجن ظلماً آلاف الاشخاص". وخلال هذه المحادثات التي جرت في نيويورك, مساء أول من أمس, جدد لافروف التأكيد على أن "الطريق الافضل هو حوار بين الأسد والمعارضة السورية". من جهة أخرى, قرر البرلمان العربي, أمس, النظر في تجميد عضوية سورية واليمن ووقف أنشطته في مقره الدائم بدمشق, في أسرع وقت ممكن, في حال عدم استجابة السلطات في البلدين لمطالباته بوقف العنف والعمل على حل الأزمتين.

كما دعا البرلمان, في دورته العادية الثانية لهذا العام, الدول العربية إلى تجميد عضوية كل من سورية واليمن في الجامعة العربية والمنظمات العربية المتخصصة في حال عدم التزام نظاميهما معالجة الأزمتين, مناشداً القادة العرب اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لدفع النظام السوري لوقف قمع شعبه.

وصدر القرار بموافقة 31 عضواً من بين الأعضاء الحاضرين البالغ عددهم 55, اثر جلسة عاصفة تخلى خلالها رئيس البرلمان علي سالم الدقباسي عن إدارتها, لأنه أحد المطالبين باتخاذ موقف تجاه مايحدث في سورية. وتضمنت الاقتراحات التي قدمها البرلمان العربي, وطلب من سورية الاستجابة لها حتى لاتجمد عضويتها, ضرورة سحب قوات الجيش والامن من المدن والقرى, ووقف استخدام السلاح ضد المواطنين, والحوار مع المعارضة في الداخل والخارج. ودعا البرلمان القيادة السورية إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين, وتشكيل حكومة إئتلاف وطني, وفتح المجال لجميع وسائل الإعلام لنقل مايحدث في سورية, والسماح للمعارضة بالتعبير عن مواقفها, مطالباً قيادات "حزب البعث الاشتراكي" الحاكم التي لم تتورط في جرائم بإجراء إصلاحات. وأكد البرلمان, الذي كلف رئيسه رفع التوصيات إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي, رفضه استخدام القوة من أي جهة خارجية ضد سورية, مما يضعف قدرتها على المقاومة وبصفة خاصة القوى التي تدعم إسرائيل حتى لاتتخذ حماية المدنيين ذريعة لإضعاف سورية. وفي بداية الجلسة, أعلن عضو مجلس الشعب السوري عبد العزيز الحسن, الذي يرأس لجنة شؤون السياسة والأمن القومي في البرلمان, استقالته من رئاسة اللجنة, احتجاجاً على ما اعتبره ممارسات خطأ من قبل الدقباسي.

واتهم الحسن الدقباسي بالقيام بما وصفه ب¯"التزوير" لأنه نشر توصيات اللجنة السياسية كبيان, معتبراً أنه نصب نفسه متحدثاً باسم اللجنة وهو خلط بين مؤسسات البرلمان.

 

سوريا أزمتُها طويلة... قبل إسقاط النظام وبعده!الأربعاء

طوني عيسى/الجمهورية/لا يترك "الربيع العربي" آثاراً متشابهة في كلّ من المحطّات التي مرّ بها، أو ما زال. والنموذج السوريّ هو الأكثر إثارة للجدل. فالأنظمة العربيّة، باستثناء نظام الرئيس بشّار الأسد، يمكن ان يكون لتغييرها تأثيرات محصورة داخل الحدود. فيما التغيير في سوريا يؤدّي الى انقلاب كامل للخريطة الجيو- سياسية. وهو يعني سقوط محور استراتيجي يمتدّ من طهران عبر العراق وسوريا الى لبنان والسلطة الفلسطينية. ونظام الأسد هو الجسر الذي لا يمكن ان يقوم الحلف من دونه، وهو حلقة الوصل الوحيدة. وإذا ما سقط هذا النظام فلن تكون له ولا للحلف الاستراتيجي قيامة أخرى، لأنّ توازنات القوى الجديدة شديدة الاختلال لمصلحة المحور المقابل.

على رغم ذلك، تأخذ القوى الإقليمية والدولية الكبرى مزيداً من الوقت لإنجاز عملية التغيير. وحتى المملكة العربية السعودية وتركيا الداعمتان للتغيير، تبذلان مع النظام جهود اللحظة الأخيرة لإتمام هذا التغيير في الحدّ الأدنى من الأضرار. ومن الدوافع الى هذا التأنّي، الاقتناع بأنّ وصول سوريا الى حال من الفوضى، لا يمكن ان تسلم من تداعياته دول المنطقة كافّة، وبينها دول الخليج العربي وتركيا. فالثورة في سوريا باتت حقيقة غير قابلة للإنكار ولا رجوع فيها الى الوراء، ولكن الوسيلة تبدو هنا مهمّة بمقدار ما هو الهدف مهمّ. وربّما هذا ما يدفع بعض المعنيّين الى طرح أسئلة حول المستقبل بعد سقوط النظام، أو خلال السعي الى إسقاطه.

لكنّ النظام يعي هذه الهواجس ويستثمرها. وهو يلعب ورقة استقرار المنطقة، كما كان دائماً. ويضع نُصب عينيه ان لا شيء عنده ليخسره، ولذلك يخوض حرب الحياة او الموت، عنه وعن المحور الاستراتيجي بكامله، ولو أدّى ذلك الى إشعال المنطقة.

النموذج الأقرب

الأوساط الديبلوماسية تتداول السيناريوهات المحتملة في "ربيع سوريا". هل هو النموذج التونسيّ أم المصريّ أم الليبيّ أم سواها، خصوصاً أنّ قطار التغيير تباطأ عند وصوله الى سوريا؟

في تونس، تبدو الثورة وكأنّها بلا ثوّار. وفي ليبيا، الحلّ جاء عسكريّا بدعم من الحلف الأطلسي. وقد تكون مصر نموذجا أقرب الى سوريا نظراً الى تقاطع بعض العناصر فيهما. والمصريّون يقومون اليوم بثورة على الثورة، ويترقّبون ما ستفرزه الانتخابات التشريعيّة وصياغة دستور جديد.

وتتسارع التقارير الديبلوماسية التي تتقصّى خارطة القوى السياسية والدينية لدى الرأي العام المصري، لاستقراء مستقبل النظام وتوازن القوى في مصر. وقد جاء الهجوم على سفارة إسرائيل في القاهرة ليضيء أكثر على الملفّ.

الإسلاميّون أوّلاً

وفي هذه التقارير أنّ القوى القوميّة العربية واليسارية والعلمانية تمتلك وزناً فاعلاً في المدن الكبرى، فيما التيّارات السلفية، وفي مقدّمها "الإخوان المسلمون" تتمتّع بثقل يرجّح الكفّة في الصعيد المصري، حيث التردّي الاقتصادي والاجتماعي له تأثيره. لكن المتوقّع هو فوز الإسلاميّين في الانتخابات المقبلة، نظراً الى مدى التنظيم في صفوفهم. ووفقاً لبعض التقارير فإنّ التنظيمات والحركات الإسلاميّة تمتلك طاقات ماليّة تضعها في خدمة اجتذابها للقواعد الشعبيّة.

هذه الصورة المصرية قد تبدو ملامحها قريبة من الواقع السوري. فالقوى القوميّة والعلمانية واليسارية تتعايش والقوى الإسلامية المدعومة من تركيا، ويضاف اليها دخول العامل الطائفيّ في الصراع، ما يزيدها تعقيداً. ويتوقّع البعض، إقامةً مديدة للمأزق السوريّ، في ظلّ تباطؤ المحاولات لجمع الشرائح الثائرة تحت لواء قيادة واحدة، واستشراس النظام في لعب كلّ أوراقه من أجل البقاء. وما بعد الرئيس الأسد، صراعٌ بين الثوّار على مستقبل النظام وسوريا عموماً. وكما في مصر، يتوقّع المتابعون أرجحيّة للتيّارات الإسلاميّة في مرحلة ما بعد الأسد، على الطريقة التركيّة أو سواها. هذا يعني انّ الأزمة في سوريا طويلة قبل إسقاط النظام، وطويلة بعده.

 

نيويورك تايمز": واشنطن تستعدّ لسوريا ما بعد الأسد

الجمهورية/اكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"الأميركية عن إزدياد قناعة إدارة الرئيس باراك أوباما بأنّ الرئيس السوري بشار الأسد، لن يكون قادراً على البقاء في السلطة، ما دفعها إلى بدء إعداد خطط للسياسة الأميركية في المنطقة بعد مغادرته. وأوضحت الصحيفة "أنّ الولايات المتحدة تنسّق مع تركيا، لإستكشاف طرق التعامل مع إحتمال اندلاع حرب أهلية بين السنة والعلويين والدروز والمسيحيين"، مذكرة بأنّ دولا عدة سحبت سفراءها من دمشق، فيما أبقت واشنطن على سفيرها روبرت فورد، رغم مخاطر بقائه، وذلك للحفاظ على خطوط الإتصال مع قادة المعارضة، وزعماء الطوائف والمجموعات الدينية". وأكدّت " نيويورك تايمز" قيام الخارجية الأميركية بالضغط على المعارضة السورية، من أجل أن تتحد لإسقاط نظام الأسد، وتشكيل حكومة جديدة. وقالت:" إنّ إدارة أوباما مصرّة على عدم تكرار الأخطاء التي وقعت في العراق، حيث لم تضع خططاً للتعامل مع الأطراف المعارضة للرئيس الأسبق صدام حسين بعيد إسقاطه". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم: "أنّ أوباما سيناقش الموضوع السوري مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردوغان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة"، مضيفة "إنّ تخلي تركيا والسعودية والإتحاد الأوروبي عن الأسد سيعمّق عزلته".

ونقلت عن مسؤول آخر قوله: "إنّ توقف 90 في المئة من النفط السوري الذي يُصدّر إلى الأسواق الأوروبية، سيؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد السوري، ويزيد الضغوط على الأسد".

وقال راي تقية، الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن: "في التسعينيات كانت سوريا تتجه إلى أوروبا للتجارة، والحصول على القروض منها، إذا لم تستطع ذلك مع الولايات المتحدة، أما الآن فقد انضمت أوروبا إلى الولايات المتحدة في عقوباتها على دمشق"، مضيفا "باستثناء إيران، لم يبق لسوريا سوى عدد قليل من الحلفاء، فالصين ترى أنّ علاقاتها التجارية مع أميركا وأوروبا أهم بكثير حتى لو بقي الأسد أو القذافي في السلطة".

وأكدت الصحيفة أنّ دعوة أوباما في الشهر الماضي للأسد للتنحي، جاءت بعد شهور من النقاش الداخلي، الذي تضمّن البحث في درجة احتمال غرق سوريا في حرب أهلية، إذا سقط الرئيس السوري على غرار مع حدث في العراق بعد سقوط صدام، عازية ذلك، إلى وجود عوامل تجعل ذهاب الأسد أصعب من ذهاب مبارك في مصر أو بن علي في تونس، أهمها أنّ أوروبا وأميركا أصبحتا في الأسابيع الأخيرة أكثر انشغالاً بأزمتهما المالية". ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم: "إنّ تونس وليبيا ومصر وحتى اليمن شهدت انفجارات، لكنّها ظلت داخلية، لكنّ أي انفجار في سوريا، قد ينتشر ليصيب مناطق أخرى كإيران ولبنان والأردن وإسرائيل وحتى العراق".

وقال والي نصر، المسؤول السابق في إدارة أوباما،: "إنّ السنة يتسلحون بوتيرة أسرع، والوضع يتجه إلى الإستقطاب"،مضيفاً "أنّ إيران وحزب الله يدعمان النظام السوري، وهناك شعور داخله أنّ الأمور تتجه إلى الأسوأ". وخلص مسؤولون أميركيون إلى أنّ هذه الأوضاع هي التي تدفع في اتجاه وضع خطط لمرحلة ما بعد الأسد، "فلا أحد يريد عراقاً آخر".

 

مرحلة ما بعد الأسد

طارق الحميد/الشرق الأوسط

في الوقت الذي يقول فيه الروس بأن الطريق الأفضل للتعامل مع الثورة السورية هو الحوار بين المعارضة والحكومة، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن واشنطن باتت تخطط لمرحلة ما بعد الأسد، فكيف نفهم ذلك؟ الحقيقة، وعطفا على التجارب في عراق صدام، وليبيا القذافي، ومواقف موسكو منهما، ربما يجوز القول بأن على العالم أن يتهيأ فعليا لمرحلة ما بعد الأسد. فالقراءة الروسية لمنطقتنا، وتحديدا للأنظمة الديكتاتورية، لم تكن دقيقة أبدا، كما أن مواقف روسيا دائما ما تنقلب في اللحظات الأخيرة، وبعد أن تواجه تلك الأنظمة الكارثة، وأبرز مثال هنا العراق. فلو أن الروس، ووقتها الفرنسيين أيضا، أظهروا الجدية الكافية لنظام صدام وأبلغوه أن ليس بمقدور أحد الدفاع عنه، فحينها ربما - ونقول ربما - كان سيكون لنظام صدام موقف مختلف. والقصة ليست في نظام صدام بالطبع، بل بتكرار الأخطاء، والبناء على المواقف الروسية، وهذا ما يتمثل أمامنا اليوم في الثورة السورية. فأزمة النظام الأسدي ليست خارجية، وليست أزمة أصوليين، أو مجموعات مسلحة كما يتم الترويج له، بل هي أزمة سورية داخلية حقيقية، ولا يمكن أن يتم لها الاستمرار لو لم تكن حقيقية، خصوصا مع قمع النظام الوحشي. الموقف الروسي اليوم هو بمثابة المخدر للنظام الأسدي الذي لن يفيق حتى لحظة السقوط الكبرى، والتي يرى الأميركيون، ومعهم الأتراك، أنها قادمة لا محالة، خصوصا ونحن نرى الأتراك يتهمون النظام الأسدي بالكذب، حيث لم يفِ بأي من الوعود التي قطعها لهم في اجتماع الساعات الست في دمشق. وعندما نقول إن الموقف الروسي بمثابة المخدر، فلأنه يطيل أمد الأزمة السورية من خلال منح النظام الأمل بأن شيئا لن يتم على المستوى الدولي. وهذه ليست حقيقة، فكل المؤشرات تقول إن هناك تصعيدا دوليا قادما، وكذلك عربي، بل وهناك مؤشرات على تصعيد داخلي، من قبل السوريين أنفسهم، ويكفي الإشارة إلى تزايد أعداد المنشقين من الجيش، وبشكل متسارع وواضح. وخارجيا، سواء عربيا أو غربيا، فإن التصعيد الدبلوماسي مستمر، ويكفي الإشارة إلى التصريحات المتضاربة، والمتناقضة تجاه الأوضاع في سوريا، والصادرة من حليف النظام الأسدي الوحيد إيران. فتلك التصريحات توحي بوضوح أن طهران نفسها لم تعد متأكدة مما إذا كان نظام الأسد قابلا للاستمرار، أم أن عليها التمهيد لمرحلة ما بعد الأسد. ويكفي تأمل الخبر الذي نشرته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية نقلا عن نائب أمين حزب الله، حيث ينفي تماما تدخل الحزب في سوريا، بل ويعتبره اتهاما باطلا وظالما، رغم أن نصر الله، إلى قبل أسابيع، كان يفاخر بعلاقته مع النظام الأسدي، وضرورة الحفاظ عليه. فصحيح أن حزب الله يستغل تصريحات البطريرك بشارة الراعي، ولكن ليس دفاعا عن النظام في دمشق، وإنما لكي لا يبدو الوحيد الذي دافع عن النظام الأسدي. لذا يستغل الراعي وتصريحاته. ملخص القول أن جميع المؤشرات تقول إن المنطقة كلها باتت تتأهب لمرحلة ما بعد الأسد، ومهما قال الروس.

 

مفارقات دولية

ميشيل كيلو/الشرق الأوسط

لم يكد ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء إسرائيلي، يعلن من على منبر الكنيست قيام «دولة إسرائيل» في 15 مايو (أيار) عام 1948، حتى سارعت الدولتان العظميان: أميركا والاتحاد السوفياتي، إلى التسابق على الاعتراف بها، بفارق دقائق قليلة عن الإعلان. لن أتوقف عند ما سبق قيام هذه «الدولة» وما رافقه من سياسات كان يجب أن تحول دون تسابق كهذا، ترتبت عليها جرائم ضد الإنسانية أدت إلى اقتلاع شعب فلسطين من وطنه التاريخي، وإحلال شعب آخر، غريب وأجنبي، مكانه، وإلى تغيير هوية البلاد ودفعها نحو وضع جديد فرض عليها بالقوة العارية. أما الذريعة التي استعملت لتبرير التهافت الدولي على الاعتراف بهذا الباطل، فهي وجود قرار صادر عن مجلس الأمن بتقسيم فلسطين وإقامة دولتين متجاورتين على أرضها: واحدة إسرائيلية تحتل أكثر قليلا من نصف مساحتها، والأخرى عربية تقوم فوق المساحة المتبقية. ومع أن الدولة الإسرائيلية احتلت بالقوة أكثر من نصف مساحة الدولة العربية، في سياسة خالفت بكل وضوح وفي وضح النهار قرار مجلس الأمن وجعلت تطبيقه مستحيلا، فإن أحدا لم يتوقف عند هذه الواقعة الخطيرة، وتم الاعتراف بالدولة الإسرائيلية الملفقة، على النحو الذي ذكرته.

وعلى الرغم من أن إحجام القيادة الفلسطينية عن إعلان قيام الدولة الثانية لم يسقط حق الشعب الفلسطيني فيها، ولم يؤد إلى اعتبارها غير موجودة، لأن تطبيق قرارات مجلس الأمن لا يرتبط بمواقف الأطراف المعنية، بل بأولوية الشرعية الدولية وإرادتها على أية شرعية محلية وخياراتها، كما فهمنا عندما رفض العراق قرارا دوليا، فأبلغه الأمين العام للأم المتحدة أنه ملزم ولا خيار له في قبوله أو رفضه، فإن دولة فلسطين اعتبرت في حكم المعدومة، بل وسمح لإسرائيل بالتوسع فيها، بعد احتلال كامل أرضها عام 1967، مما خفض مساحتها من 22 في المائة من إجمالي مساحة وطنها التاريخي عام 1948 إلى نيف ونصف هذه المساحة، بما أن الاستيطان انتشر في كل مكان منها، ولأن أحدا في العالم لم يمنعها من انتهاج سياسات رسمية رأت في أرض الدولة الفلسطينية ملكا مشاعا لا صاحب له، هو محل نزاع بينها وبينه، سيتقرر مصيره ليس من خلال قرارات دولية بل عبر تدابير يتخذها هو، تجعل مصير ما بقي من أرض الدولة الفلسطينية مسألة مفتوحة ستعين صورتها النهائية في الصراع عليها، وتربطه بإمكانية تهويدها، فيكون أمرها قد حسم على هذه الشاكلة، ما دام العالم قد تجاهل في مواقفه حقيقة قاهرة هي أن الدولة الفلسطينية موجودة بقرار دولي، وأنها دولة وسيدة لا يحق لأحد انتهاك حقوقها والركائز التي تنهض عليها، ومصالح شعبها.

واليوم، وبعد أن اعترفت 122 دولة بدولة فلسطين، السيدة والحرة، وأعلن الفلسطينيون عزمهم على إعلان قيام الدولة الوطنية الخاصة بهم، التي يفترض أنها قائمة فعليا منذ قرابة ثلاثة أرباع القرن، تحجم دول غربية، على رأسها أميركا، عن قبول خطوتها، وتهدد بفرض عقوبات عليها في حال تم تقديم طلب إلى مجلس الأمن حول الاعتراف بوجودها، وتنصح الشعب الفلسطيني بالعودة إلى المفاوضات مع الإسرائيليين، بحجة أن طريق الدولة لا يمر في نيويورك بل في القدس، فكأن الفلسطينيين لم يفاوضوا حتى اليأس منذ مدريد عام 1991 وحتى اليوم، أي خلال عشرين عاما، ولم يعلنوا اعترافهم بقيام إسرائيل على أرضهم والإقلاع عن الكفاح المسلح سبيلا إلى استعادتها، ولم يبح صوتهم من استنكار وإدانة الاستيطان وسياساته، والتوسع ومراميه، ولم يلفتوا أنظار العالم إلى خطورتهما، وما سيترتب عليهما من نتائج بالنسبة إلى مصالحهم الوطنية واستقرار المنطقة والعالم.

هذه مفارقة أولى تبين الحد الذي بلغه تهتك السياسات الدولية وخروجها على الحق والشرعية، وكم يغري الضعف الأقوياء بتجاهل مصالح الضعفاء، مهما كانت محقة وعادلة. قال الكبار عام 1948: نعم لإسرائيل. واليوم: يقول بعض هؤلاء: لا للدولة الفلسطينية، التي يزعمون منذ رئاسة جورج بوش الابن أنهم وافقوا على قيامها وسيعملون له، فكأنهم لم يكونوا يعنون حقا ما قالوه، وأرادوا تمكين إسرائيل من كسب الوقت الضروري لجعل قيام الدولة الفلسطينية المادي مستحيلا اليوم، بعد أن حال الصهاينة دون قيامها عام 1948.

أما المفارقة الثانية فهي لا تقل أهمية عن الأولى: إنها نظرة بعض الغرب إلى الانتفاضة الديمقراطية العربية ونتائجها، وعجزه عن إدراك حجم التشابك بينها وبين سيدة الانتفاضات: انتفاضة فلسطين الأولى والثانية، التي قدمت درسا ميدانيا تعلم خلاله العربي العادي كيف يستخدم قدراته الذاتية من أجل تحرره، وفهم أن وضعه البائس ليس قدرا يفرض عليه الاستكانة، وأن بوسع قوة الشعب الأعزل والمظلوم الناعمة رفض الظلم وإنزال الهزيمة بقوة الطغاة القاسية، مهما بلغت من تجبر. واليوم، والعالم ينظر بدهشة وإكبار إلى انتفاضة العرب ضد الظلم وفي سبيل الحرية، يبدو الغرب عموما وكأنه لا يفهم ما يحدث ويتجاهل الأبعاد الفلسطينية للحدث العربي الهائل، الذي سيمدها، وإن بعد حين، بقدر من التأييد والقوة سيمكنها من الانخراط في طور نوعي من الصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي، لم يكن ما سبقه من أطوار غير تمهيد له سواء من حيث عمقه أو كثافته أو نتائجه.

كنا نظن أن الغرب سيسارع إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية بمجرد أن تعلن قيادتها عنها، كي لا يجد نفسه مضطرا لخوض صراع ضار إلى جانب إسرائيل ضد عرب أيقظتهم الحرية من سباتهم الشتوي الطويل، وستتيح لهم توحيد طاقاتهم الهائلة ضد احتلال إسرائيلي يرفض السلام ويتعامل مع العرب بينما يده على زناد مدفعه وصاروخه وبندقيته، فلا خيار لهم غير الرد عليه بالمثل في زمن قد لا يكون بعيدا، إلا إذا كانت قوى الغرب المقررة تخطط لاحتواء الحقبة العربية البازغة على الطريقة المجربة: دفع العرب إلى تغليب خلافاتهم الثانوية على تناقضهم الرئيسي مع عدوهم، وإنهاكهم من خلال تفعيل وتعميق خلافاتهم وتناقضاتهم وانقساماتهم، ووضع بعضهم في مواجهة بعضهم الآخر.

والغريب أن الغرب، الذي يقول دوما: إنه «عقلاني وواقعي ويرى الأمور على حقيقتها»، لم يتعلم من تاريخ صراعي يمتد لقرن ونيف أن شعب فلسطين لن يتخلى عن حقوقه، وأن إسرائيل لم ولن تتمكن من هزيمته، وأن السلام والإقرار بحقوق العرب في فلسطين وغيرها هو في النهاية ما سيتكفل بضمان استقرار المنطقة والعالم وتأمين مصالح الغرب، وأن السلاح والتوسع لن ينقذا إسرائيل من نفسها، مهما ساندها الذين يجارونها في حماقاتها القاتلة!

 

حتى البوسنة ضد دولة فلسطين!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

ألمانيا وكولومبيا، وطبعا الولايات المتحدة، تعهدت بأنها ستصوت ضد إعلان الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن. أما البقية فالغموض سيد الموقف، حيث تمارس الضغوط على الجانبين في واحدة من أهم معارك الأمم المتحدة. في المجلس 15 دولة، ومطلوب موافقة 9 دول للسماح بالتصويت، وبها تصبح فلسطين دولة، ما لم ترفع المندوبة الأميركية السيدة سوزان رايس يدها لاستخدام الفيتو لمنع القرار.

ورغم سهولة رفع اليد، فإن الحكومة الأميركية تأمل ألا تضطر لذلك، وتفاديا للحرج تحتاج لإقناع دولة إضافية واحدة فيفشل المشروع من دون فيتو. هنا تمارس الضغوط على ثلاث دول تحديدا، وهي البوسنة ونيجيريا والغابون. والمقلق أن دولة البوسنة، إلى البارحة، ترفض أن تقطع وعدا للمجموعة العربية بأن تصوت لصالح الدولة الفلسطينية، موقف صادم تماما! موقفها هذا يذكرنا بموقف تنظيم حماس الإيراني، عفوا الفلسطيني، الذي انطلق مع بنيامين نتنياهو في نفس اليوم يندد برحلة الرئيس محمود عباس إلى الأمم المتحدة ويشكك في مهمته. لكن لحسن حظ الفلسطينيين، ليس لحماس يد ترفعها في مجلس الأمن. وهناك صديقتنا نيجيريا، التي رغم كل العلاقات والروابط معها، في رابطة العالم الإسلامي والاتحاد الأفريقي وأوبك، هي الأخرى لم تقرر بعد في أن تقف في صف فلسطين أو إسرائيل، مع أن اسم رئيسها الحالي «غودلك» الذي يعني حظا سعيدا!

لسنا واهمين، نعرف أن مشروع إعلان الدولة الفلسطينية لن يتحقق، إما بسبب نقص الأصوات، أو بفيتو المندوبة الأميركية في مجلس الأمن، إلا أنها تبقى معركة مهمة ستضع الجميع في المرحلة المقبلة أمام حقيقة أن قيام الدولة الفلسطينية له شبه إجماع دولي، إجماع يماثل إلغاء سلطة البيض العنصرية على جنوب أفريقيا الذي وصل إلى نقطة أخيرة لم يعد ممكنا معها منع الأغلبية من حكم بلدهم برعاية الأمم المتحدة نفسها.

حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدرك أنها صارت في موقف محرج سيدخلها التاريخ كصاحبة الصوت الذي حرم الفلسطينيين من إقامة دولتهم، الدولة التي تعهدت بدعمها ولم تفعل. سيكون مسرحا كبيرا يشاهده العالم في ليلة التصويت إن نجح الوفد الفلسطيني في جمع الأصوات التسعة المؤيدة لطرح مشروع القرار، وسيغذي مشاعر الغضب والكراهية ضدها في زمن هي أحوج إلى علاقة سياسية جيدة مع دول المنطقة التي هي في طور الانتقال.

ومعركة الدولة الفلسطينية ستشتعل أيضا في القاعة الكبيرة حيث الجمعية العمومية، بدءا من أمس وإلى تسعة أيام لاحقة، حيث ستتبارى في الحديث عنه دول العالم الـ193، بينها 116 دولة شبه مؤكد تصويتها لصالح الدولة الفلسطينية، ويبقى على الجانب العربي مهمة جمع أكبر أصوات من المجموعة الأوروبية التي ستنقسم بحسب مصالحها مع واشنطن وتل أبيب.

إنه استعراض القوة الدولية لصالح الحق الفلسطيني الذي سيزيد إسرائيل والولايات المتحدة إحراجا. إن شعبا يحظى بتأييد معظم شعوب العالم لا يستطيع أن يجد كرسيا، وهو حقه في هذه المنظمة التي تقول إنها تمثل أمم الأرض سواسية!

 

السفارة الفرنسية: الجدل حول زيارة الراعي لفرنسا مؤسف ولا مبرر له   

أعلنت السفارة الفرنسية في بيان أن "السفير دوني بييتون زار غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اليوم، واعرب له كم كانت السلطات الفرنسية سعيدة باستقباله، وهي ترى ان زيارة غبطته الى فرنسا تؤكد على استمرار تقليد يعكس العلاقات الثابتة التي لا مساس بها مع البطريركية المارونية التي تمثل، بما هو ابعد من الطائفة المارونية، مرجعا وطنيا هاما في لبنان". اضاف البيان: "وكانت هذه الزيارة مناسبة لاجراء لقاءات صريحة وحارة مع اعلى السلطات الفرنسية، تم خلالها استعراض المشاكل التي تؤثر على الوضع في لبنان والمنطقة، ولا سيما ما يجري في سوريا، وبشكل خاص القمع الجاري واعمال العنف ضد الشعب وما يمكن ان يكون لهذه الاحداث من انعكاسات سلبية على الاقليات في المنطقة".

وختم البيان: "وتعتبر فرنسا في ما يخصها، ان الجدل الذي اعقب هذه الزيارة مؤسف ولم يكن من مبرر لحصوله، وهي تؤكد بكل الحالات انه لن يترك اي اثر على صلابة الروابط التي لا يمكن فك اواصرها بين فرنسا والكنيسة المارونية، وبينها وبين لبنان بجميع مكوناته".

 

 مصدر أمني: كلام عون عن عملية عزة: موقف غير منطقي من قائد سابق للجيش خبير بالمداهمات 

استغرب مصدر أمني حديث العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، عن عملية عزة، حيث قال عون انه كان يفترض إلقاء القبض على افراد المجموعة المشاركة في خطف الاستونيين بدل قتلهم لمعرفة كل الملابسات. وقال المصدر لوكالة "أخبار اليوم": هذا الموقف غير منطقي، خاصة وان عون قائد سابق للجيش ويعرف كيف تتم المداهمات ومدى خطورتها وانواع الكمائن التي تحضر. وسأل: الا يكفي سقوط شهيداً واربعة جرحى من بينهم ضابط من القوى الامنية وتحديدا من فرع المعلومات. وأضاف: "عدم اطلاق النار يعني استسلام المطاردين ويؤدي الى إفادة التحقيق ولكن وهذا لم يكن واقع حالة الامس". وشدد المصدر على ان عناصر قوى الامن الداخلي يحرصون على الحفاظ على حق الحياة خلال العمليات التي ينفذونها، ولكن في حال تم اطلاق النار تجاههم هل من المعقول الا يردوا بالمثل. واسف المصدر الى الكلام الذي يحمل لهجة الاستخفاف، سائلا: هل سقوط عدد من الشهداء يرضي بعض الفرقاء. ونقل المصدر عن احد الضباط قوله: "فليستلم العماد عون الملف الامني وتنفيذ المداهمات لنرى ما الذي سيحققه وعندما يُطلق النار عليه فليطلب من المطلق ان يستسلم ببساطة".

من جهة اخرى، وردا على سؤال حول الزيارة التي قام بها مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد ساعات على تنفيذ عملية عزة، اجاب المصدر انها تأتي في إطار التهنئة بعد نجاح العملية، ولها دلالات كثيرة خاصة انها تأتي بعد يوم من موقف للرئيس ميقاتي شدد فيه على أهمية ضبط الامن، وتحمل الزيارة ردا على كل من ينتقد اداء فرع المعلومات.

 

سلام دعا لعدم تورط دار الفتوى والمرجعيات الدينية بالسياسة 

لمزيد من الضوابط والمساءلة في خطة الكهرباء

استقبل الرئيس عمر كرامي، قبل ظهر اليوم في منزله في بيروت، النائب تمام سلام والمحامي صائب مطرجي، في حضور مستشاره عثمان المجذوب.

وقال سلام: "لقائي مع دولة الرئيس عمر كرامي هو لتنهئته بالسلامة والاطمئنان الى صحته بعد الوعكة الصحية ألمت به، وكانت مناسبة للتداول في الشؤون العامة والاوضاع في البلاد. كانت وجهات النظر متطابقة ومتوافقة حول ضرورة التزام الكثير من الهدوء والوعي وذلك لدقة المرحلة التي يمر فيها لبنان جراء ما يجري عربيا واقليميا، ونتيجة لبعض التجاذبات الداخلية التي نأمل ان لا تحمل الناس والعباد اكثر مما لا طاقة لهم به".

ورداً على سؤال عن موقفه في مجلس النواب غدا في موضوع الكهرباء، قال سلام: "موضوع الكهرباء في التداول منذ فترة جراء ما تم طرحه من خطة، على اساس ان معاناة الكهرباء مضى عليها سنوات، وهي الشكوى الدائمة والمزعجة والمضنية لجميع المواطنين في كل انحاء لبنان، لا فرق عند طائفة او مذهب او حي او منطقة ان شمالا او جنوبا أو عاصمة. فالجميع يعانون من الكهرباء. وقد واكب ذلك ولسنوات طويلة انطباع عام وكأن موضوع الكهرباء فيه ضياع وتسيب وارتخاء الى جانب عدم الانضباط والالتزام بكثير من مستلزمات ادارة هذا القطاع على مختلف المستويات".

أضاف: "اليوم، عندما نواجه هذه الخطة الجديدة لا بد ان نتمسك بكثير مما طالب به فريق معين في هذا البلد، من شفافية وانضباط وابتعاد عن الفساد، ومن المساءلة والمحاسبة في كثير من الامور بل في كل الامور العامة، فكيف اليوم في خطة للكهرباء. برأيي ان الامر ليس وقفا على مزاج او رأي او كرامة هذه الجهة او تلك، او هذه القوة السياسية او تلك او هذا الوزير او ذاك، الموضوع يتوقف على ضوابط وعلى شفافية وعلى قواعد تضمن لنا جميعا في لبنان مستقبلا متينا وواثقا واكيدا لموضوع الكهرباء".

وأكد أن "الموقف سيكون كما كان في الايام الماضية واضحا جدا، بضرورة اعتماد الضوابط المطلوبة والتي أقر الكثير منها في مجلس الوزراء. وقال: "يجب ان لا ينتقد احد مزيدا من الضوابط ويعتبرها وكأنها انتقاص من مكانته او من نفوذه او قوته، لأن نجاح موضوع الكهرباء وخطتها لن يعود الى فريق او لجهة سياسية معنية، او حتى لوزير، بل سيعود للوطن. من هنا كل الضوابط اللازمة لانجاح الخطة مطلوبة وكذلك متابعتها، وعلى النواب في موقع المساءلة والمحاسبة في المجلس النيابي ان يدركوا ان هذا الامر ليس نكايات ولا حقدا ولا ثأرا ولا شيئا من هذا القبيل، من هذه الجهة او تلك، بل هو مستحق بكل جدية. هذا ما نواكبه في هذه الايام من مطالبة لمزيد من الضوابط والقواعد مثل الهيئة الناظمة والصناديق الداعمة التي تتطلب حدا ادنى من الشفافية ومزيدا من الاجراءات التي يجب ان تثبت وتقترن بموافقة الجميع ولا تكون لفئة دون اخرى. من هنا فان موقفي واضح، لانني اذا شعرت بأن هذه الخطة غير محصنة او كافية ومن دون ضوابط وبعيدة المدى وغير جدية سيكون في الامر تشكيك واضعاف وتراجع، أما اذا تعاون الجميع على وضع الضوابط فلا مشكلة".

سئل: اين انتم من المواقف المعترضة على اداء مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني؟

اجاب: "موضوع الاداء هنا وهناك في هذه الظروف الصعبة خصوصا على مستوى مرجعياتنا الدينية أمر يتطلب الكثير من العناية والروية، فأنا مع ابعاد المرجعيات الدينية عن التجاذبات السياسية الحادة. كنا في كل مناسبة تتراجع فيها الاوضاع العامة وتنهار نعود الى تلك المرجعيات لتحتضن القيادات السياسية والسياسيين في مسعى جدي لتخفيف الازمات او المواجهات بينهم، وشهدنا بالامس وليس البعيد ما تم في دار الفتوى من لقاء، ومن ثوابت تم الاتفاق عليها في حضور الجميع، وكان لدار الفتوى الثقل الوزان في ضمانها واعطائها الغطاء اللازم. نحن نأمل دائما من دار الفتوى ومن غيرها من المرجعيات الدينية ان لا تغوص او تتورط في موقف سياسي من هنا او رأي سياسي من هناك على مستوى المماحكات الداخلية العابرة، فالمواقف الوطنية هي المطلوبة ومقاييسها يجب ان تكون لمواجهة كل الحقائق من دون الانزلاق في ما لا نرجوه".

سئل: كيف تنظر الى الوضع الداخلي خصوصا وان لبنان سيكون رئيسا لمجلس الامن الدولي؟

اجاب: "على لبنان ان يواكب الوضع الاقليمي والدولي لما له من علاقة وثيقة عبر العديد من قرارات الامم المتحدة والمجتمع الدولي وبما يضمن الحقوق والاسس التي تحافظ على نظامنا وديموقراطيتنا وعلى وطننا. نعم اليوم المجتمع الدولي مشغول بقضية كبرى هي موضوع دولة فلسطين، موقفنا واضح في لبنان الى جانب اخواننا العرب والى جانب العدد الاكبر من قوى العالم الاوروبية والاسيوية والدولية، باستثناء اميركا التي لها موقف آخر. لذا علينا ان نستمر في تعزيز هذا الموقف والمثابرة على المطالبة بحقوقنا التي تضمنها القرارات الدولية. فلا يمكن الحفاظ عليها او ان تتحقق اذا لم تكن كانت هناك متابعة. أساس هذه المتابعة هي الوحدة الوطنية الداخلية في لبنان لمواجهة الكثير من الألاعيب وما تخطط له قوى العالم وما يقع ضمن مصالح تلك الدول على حساب مصالح دول اخرى مثلنا في لبنان.

ورأى "ان وجود رئيس الجمهورية اليوم في الصرح الدولي في الامم المتحدة وقريبا رئيس مجلس الوزراء يجب ان يكون له دور فاعل في ظل ترؤس لبنان لمجلس الامن هذا الشهر وعضويته في هذا المجلس، ويجب ان نستفيد من كل ذلك لنعيد التأكيد على حقوقنا وعلى كل ما يعود بالنفع علينا في لبنان".