المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 16 أيلول/11

البشارة كما دوّنها يوحنا كلمة الله الفصل 5/19-26/سلطة الإبن

فقال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل شيئا من عنده، بل يعمل ما رأى الآب يعمله. فما يعمله الآب يعمل مثله الابن. فالآب يحب الابن ويريه كل ما يعمل، وسيريه ما هو أعظم، فتتعجبون فكما يقيم الآب الموتى ويحييهم، كذلك الابن يحيي من يشاء. والآب لا يدين بنفسه أحدا لأنه جعل الدينونة كلها للابن، حتى يمجد جميع النـاس الابن، كما يمجدون الآب. من لا يمجد الابن، لا يمجد الآب الذي أرسله. الحق الحق أقول لكم: من يسمع لي ويؤمن بمن أرسلني فله الحياة الأبدية، ولا يحضر الدينونة، لأنه انتقل من الموت إلى الحياة.

الحق الحق أقول لكم: ستجيء ساعة، بل جاءت الآن، يسمع فيها الأموات صوت ابن الله، وكل من يصغي إليه يحيا. فكما أن الآب هو في ذاته مصدر الحياة، فكذلك أعطى الابن أن يكون في ذاته مصدر الحياة

 

عناوين النشرة

*جماعة 14 آذار هم حماعة ردود أفعال دون أفعال/الياس بجاني

*الناطق الإعلامي باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف: الحكومة اللبنانية لم تسدد موجباتها وهناك جهات تريد ضرب سمعة

*القوى اليمينية اللبنانية تعمل على استعادة كامل ترساناتها العسكرية/50 ألف مقاتل مجهزون بأحدث الأسلحة للتصدي لـ"حزب الله/حميد غريافي/السياسة

*جريحان من فرع المعلومات في كمين مسلح في جلالا ومعلومات عن ترابط بيـن الحادث وخطف الأستونييـن

*شبكة استخبارات سرية لـ"حزب الله": معنا وبيننا.. ولا نعرفها! 

*واشنطن تدعو الاميركيين الى "مغادرة سوريا فوراً" 

*خلوة بين رئيس الحكومة والبطريرك في الديمان/ميقاتي: السنة أكثرية وتعميم التطرف غير جائز/التضامن والوحدة كفيلان بتفشيل المخططات المشبوهة

*الحاج حسن: يزبك يولم على شرف البطريرك غدا:مواقفه الباريسية زادت مكانته

*خلوة في الديمان بين سليمان والراعي انضم إليها صفير/رئيس الجمهورية: ما أثاره البطريرك نابع من صميم بكركي

*النائب مروان فارس/الراعي أطلق مواقف وطنية كبيرة عن سوريا والمقاومة وسيستقبله 50 خيالاً في زيارته التاريخية لمنطقة بعلبك الهرمل

*كارلوس اده سأل عما إذا كانت مصلحة المسيحيين بأن يراهنوا على "حصان خسران"

*الضمانة الحقيقية بتحالف المعتدلين وإضعاف المتطرفين إلى أية جهة انتموا.. ونتمنى أن يوضح غبطته ما التبس على الناس

*عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ناجي غاريوس: البطريركية مع الراعي خرجت من القوقعة التي كانت موجودة فيها

*رئيس "حركة الإستقلال" ميشال معوض: ما حصل مع البطريرك غيمة صيف عبرت.. وعلى 14 آذار تحضير نفسها لمشروع حكم متكامل

*"الأحرار": وقفة مسؤولة لسليمان وميقاتي في التزامات المحكمة/نجاح العلاقة اللبنانية- السورية بوصول ديموقراطيين الى الحكم

*دوري شمعون ليس أمام حزب الله سوى تمرير مشروع التمويل/ البطريرك جرح كلّ لبناني مسيحي... وجنبلاط عاد الى أفكاره الواقعية السابقة  

*الصحافي نوفل ضو:ما يجري في الحكومة مناورات سياسية لا تنفع. على ميقاتي الاستقالة... والايام كفيلة بتوضيح موقف البطريرك الراعي  

*الصحافي سيمون ابو فاض:دمشق تضغط نفسياً على جنبلاط وتوتر ميقاتي – عون لن يُسقط الحكومة/والحديث عن عودة طاولة الحوار ليس الا تغطية للواقع غير الشرعي  

*شارل جبور:خلفيات كثيرة لاستياء حزب الله من جنبلاط ومواجهة نصرالله ليست مع 14 آذار/حزب الله مجبر على الخضوع لميقاتي... وعون يعيش على المواجهة المجانية  

*علوش لـ"ليبانون فايلز": عون ملك المعارك الوهميّة... ووثائق "ويكيليكس" خلقت أزمة ثقة بين بري وحزب الله

*مصادر ميدانية لـ"NOW Lebanon": عنصر حزبي ينتزع كاميرا من أحد جنود اليونفيل في القنطرة ويفرّ

*ويكيليكس...نبيه بري قايض تجميد المحكمة الدولية بفتح المجلس النيابي...وقال: نصرالله مصاب بهاجس (بارانويا) هذه المحكمة بإعتبارها أهمّ الملفات السياسية  

*دور المسيحيين في الربيع العربي/وليد شقير/الحياة

*حزب الله» والتفكير في معزل عن الانتفاضة/بشير هلال/الحياة

*النظام السوري.. والسقوط العظيم/جوزيف مخلوف

*هل نجح أصحاب العمائم السوداء في سحق الحركة الخضراء/د. عبدالعظيم محمود حنفيالسياسة

*الضاحية "الضحية"/علي ب. اسعد/السياسة

*الشيعي الأعلى" يحكم سيطرته على دور العبادة ردّاً على مسح عقاري أعطى بلديات حقّ ادارتها/عباس الصباغ/النهار

*العرب وتغيير النظام السوري/عبد الكريم أبو النصر/النهار

*باسيل: على الأكثرية ممارسة أكثريتها بالكهرباء/الثابت ملف الشهود والتمويل في مجلس الوزراء

*تمويل المحكمة وشهود الزور/هيام القصيفي/النهار

*ثلث "لا يؤمن جانبه"/نبيل بومنصف/النهار

*أميركا تدفع نحو ديموقراطية تبدل الأنظمة/إسرائيل مع التقسيم بعد فوضى وفتن/اميل خوري/النهار

*البطريرك وثَمَن الظهور المُفرِط/مازن حايك/النهار

*بطريرك الموارنة وبطريركيتهم (2)/طانيوس شهوان

*هل اطمأنّ جنبلاط إلى زوال المخاوف الأمنيّة عليه/طوني عيسى/الجمهورية

*فارس سعَيد لـ"الجمهورية": عون أخطأ بالرهان على صدّام ومن ثم على الأسد ونجاد

*لبنان البعثي/حازم الأمين/لبنان الآن

*اكثر من 29 قتيلا في تظاهرات حاشدة تجتاح مناطق سوريا واردوغان يتوعد المتورطين بقمع الشعب (Videos inside)

*تنسيقيات الثورة: هرموش تعرّض للتعذيب وسيتم تحريره

*آصف شوكت شوكت يقتل أحد أئمة مدينة حلب لرفضه الرضوخ لطلبات الاسد

*حمادة: لا يمكن باسم الخوف من الأكثرية أن نلغيها ونحكّم فيها الأقليات

 

تفاصيل النشرة

جماعة 14 آذار هم حماعة ردود أفعال دون أفعال

الياس بجاني/مؤسف أن كل مجريات وتطورات الأحداث منذ 2005 تبرهن دون أدنى شك أن جماعة 14 آذار هم جماعات ردود افعال دون الأفعال. لا مخططات مسبة ولا تخطيط ولكن هوائية أفراد كل يغني على ليالي مصالحه ولنا في بهلاونية جنبلاط افضل مثال صارخ ولابط، وبالتأكيد لا يمكننا اغفال صبيانية زيارات الحريري المهينة لسوريا وقبل ذلك اعادة انتخاب بري وابعاد القيادات الشيعية الوطنية عن 14 آذار حتى أن حكومة السنيورة واقفت على قطع معاش المفتي علي الأمين بعد انقلاب الثنائي الشيعي عليه ولو اردنا اعطاء جردة مفصلة لأحتجنا إلى مجلدات. باختصار هودي جماعة بأكثريتهم ما في لا أمل ولا رجاء منهم  ومن جورة إلى جورة، شي تعتير ومفرغين من روح المبادرة واحترام الذات. شيء محزن/ باختصار إن لم يشخص هذا المرض ويعالج فالمريض الذي هو 14 آذار من سيء إلى أسوأ

 

الناطق الإعلامي باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف: الحكومة اللبنانية لم تسدد موجباتها وهناك جهات تريد ضرب سمعة المحكمة 

أكد الناطق الإعلامي باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف، لـ"موقع المستقبل الإلكتروني"، أن الحكومة اللبنانية لم تسدد حتى الآن ميزانية العام 2011، لكنه أعرب في المقابل عن ثقته بأن يلتزم الرئيس نجيب ميقاتي بوعوده تجاه المحكمة. وكشف ان المدعي العام للمحكمة القاضي دانيال بلمار استند في قراره الإتهامي على أدلة متعددة لم يعرضها جميعها لحماية المتضررين والشهود، واكتفى بالأدلة الظرفية وسيعرض الأدلة الأخرى في الوقت المناسب. وأوضح أن المدعي العام سيعلن في بدء المحاكمة عن الأدلة كافة التي استخدمها في القرار الإتهامي وأخرى سيستعملها في المحاكمة وسيقدمها إلى المتضررين والدفاع والمتهمين. وإذ رأى أن المحكمة سترسل إلى لبنان القرار الإتهامي كاملاً حين يدرس فريق الدفاع  حجم الأدلة ونوعها التي تدين المتهمين، ذكر بأن هناك، حتى الآن، أربعة متهمين في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وهم: أسد صبرا، حسن العنيسي، سليم عياش، ومصطفى بدر الدين، شارحاً أنه "في حال اكتشف أو أراد المدعي العام الإعلان عن متهمين آخرين عليه أن يصدر قراراً إتهامياً آخر يذكر فيه اسماء المتهمين الجدد". ورداً على سؤال عن الأدلة التي يعرضها حزب الله من دون تقديمها إلى المحكمة الدولية، أوضح أن هذا الأمر يعود للمدعي العام.  وعن إتهام حزب الله وحلفائه المحكمة بأنها مشروع صهيو- أميركي لضرب عمل المقاومة في لبنان، استغرب يوسف هذه الإدعاءات، وأوضح أن هناك جهات وأشخاص يريدون ضرب سمعة المحكمة وتدميرها، و"لكن هذا كلام سياسي لا نرد عليه بشيء". يوسف الذي أكد أن المحاكم الدولية تتعرض عموماً لهجوم وتواجه صعوبات، جزم بأن سمعة المحكمة الخاصة بلبنان وقضاتها ممتازة جداً ومهمة، مذكراً بأن قضاة المحكمة يتمتعون بالحرية الكاملة وهم من أعلى قضاة في العالم ومعروفون بكفائتهم وخبرتهم. ولم يبد يوسف اهتمامه بالمقابلة التي أجرتها مجلة "التايم" مع أحد المتهمين، وأعرب عن ثقته بخطوات السلطات اللبنانية لملاحقة المتهمين الأربعة وتوقيفهم. وعن بدء المحاكمة، رأى أن توقيت إنطلاقها يعتمد في الأساس على توقيف المتهمين، إضافة إلى حجم الأدلة التي تثبت تورطهم بالجريمة، وقال: "هناك فرصة للمدعي العام حين البدء بالمحاكمة الوجاهية أو الغيابية لتقديم الأدلة التي يستند إليها، وفريق الدفاع سيعلن أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت للرد على هذه الإتهامات".

 

القوى اليمينية اللبنانية تعمل على استعادة كامل ترساناتها العسكرية
50
ألف مقاتل مجهزون بأحدث الأسلحة للتصدي لـ"حزب الله"

حميد غريافي/السياسة

كشف عقيد متقاعد في الجيش اللبناني يعمل مستشاراً عسكرياً لأحد الأحزاب اليمينية في بيروت, تعليقاً على خطاب النائب نديم الجميل أول من أمس في ذكرى اغتيال والده الرئيس بشير, والذي هدد فيه برد عنيف على أي محاولة عسكرية من "حزب الله" أو أي تيار أو حزب آخر من حلفاء سورية وإيران في لبنان لاختراق المناطق المسيحية, "ان الأجنحة العسكرية في الأحزاب المسيحية مثل "القوات اللبنانية" و "حزب الكتائب" و"الوطنيين الأحرار" وحتى "حزب الكتلة الوطنية" المتواضع برئاسة كارلوس اده, استعادت كامل ترسانتها العسكرية ولكن على أساس أكثر حداثة في أنواع الأسلحة والمعدات المتطورة وخصوصاً بالنسبة لعمليات القتال الليلية ومراقبة مواقع العدو وكشف مواقع إطلاق قذائفه المدفعية والصاروخية, مع زيادة مضاعفة مرتين أو ثلاث مرات لعدد المقاتلين الذين تدربوا على ايدي عسكريين جديرين في أنحاء مختلفة من أوروبا والعالم العربي والولايات المتحدة, وذلك في مجال قتال الشوارع لمكافحة الإرهاب على طرق قوات الكومندوس الخاصة".

وقال الخبير العسكري اللبناني الذي درس سنتين في معهد "سان سير" العسكري الفرنسي الأشهر في العالم, ان تركيز تدريبات بعض الأحزاب المسيحية والسنية انصبت على قيادة الدبابات والآليات المصفحة وكيفية استخدامها لاقتحام الخطوط المضادة, فيما عاد الى لبنان من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبلجيكا 140 مقاتلاً لبنانياً تدربوا على استخدام الطائرات المقاتلة والمروحيات, وعلى عمليات القصف الجوي ومهاجمة المواقع الأرضية والمخابئ تحت الأرض".

وأكد العقيد المتقاعد ل¯"السياسة", أمس, أن "الأجنحة العسكرية للأحزاب والتيارات المسيحية والسنية عملت ومازالت تعمل بجهد وسرية تامة على تشكيل جيش من رجال الكومندوس من الأسلحة المختلفة البرية والبحرية والجوية قوامه خمسون ألف مقاتل مزودون بأحدث الاسلحة التي لا تمتلكها سورية وايران بل بعضها موجود في الترسانات الخليجية, فيما وضعت الولايات المتحدة في قاعدتيها الأضخم في دولة قطر أنواعاً متعددة من الأسلحة الفاعلة بما فيها مصفحات لقتال الشوارع بتصرف الجهات الرسمية لتزويد حلفائها في لبنان فيها متى دعت الحاجة".

وقال الخبير إن "امتلاك القوات اليمينية المناوئة لسورية وإيران في لبنان معدات ضخمة وحاسمة مثل المدرعات والدبابات والمروحيات وربما في وقت لاحق المقاتلات الجوية, لم يعد أمرا صعباً حتى ولو اضطرت هذه القوات الى شرائها من بعض الدول الاوروبية الشرقية بأسعار بخسة بعدما أصابها الكساد في مستودعاتها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي واستقلالها عنه".

ونقل الخبير عن قادة سياسيين كبار في الأحزاب اليمينية اللبنانية اعتقادهم "أن المعركة قادمة لامحالة مع "حزب الله" وحلفاء سورية في لبنان, فحسن نصر الله ونبيه بري لن يسلما أسلحتهما طوعا للدولة وسيستمران في ابتزازها وابتزاز اللبنانيين والدول الداعمة لهم, إلا ان ظروف تلك المعركة تغيرت باقتراب سقوط النظام السوري, الخزانة العسكرية الأضخم ل¯"حزب الله" و"حركة أمل" و"الحزب السوري القومي" والفصائل الفلسطينية المتطرفة الدائرة في الفلك السوري, وكذلك مع تغير مسار الأحداث والتطورات الثورية في المنطقة لغير صالح الدول المارقة مثل إيران وسورية تحديداً واتضاح الرؤية حول "ولادة شرق أوسط جديد" يلفظ هذه المرة المتطرفين والدول القمعية الحاكمة بأمرها والمحكومة بأحزاب أصولية اجرامية".

وأكد العقيد المتقاعد ان المناطق المسيحية ومعظم المناطق السنية في الشمال والجنوب والبقاع باتت خلال الأشهر العشرين الماضية عصية على الاختراق, إلا في حالات قليلة وفي مواقع تكون فيها بعض القرى متداخلة كما في البقاع الغربي وبيروت وبعض اطراف الجبل, كما أن أي اقتحام من "حزب الله" و"أمل" بعد زوال الدعم العسكري السوري لهما بالرجال والعتاد, لأي منطقة مسيحية أو سنية في أي مكان, ستقابله اختراقات مماثلة للمناطق الشيعية خصوصاً في الضاحية الجنوبية من بيروت وحول صور وصيدا ومناطق مسيحية جنوبية, معرباً عن اعتقاده ان المعركة الاصعب والاكثر دموية وكلفة ستكون معركة السيطرة على الضاحية الجنوبية من بيروت والشريط الساحلي الجنوبي.

وذكر الخبير المتقاعد ان هذه السيناريوات الجاهزة للتنفيذ "وضعت على أساس عاملين أساسيين: وقوف الجيش اللبناني على الحياد في المراحل الاولى لاي حرب لبنانية جديدة, أو انشقاقه فوراً كما حدث بعد العام 1975 وذهاب كل فريق فيه في طريق".

وفي مثل هاتين الحالتين - حسب الخبير - فإن القوات اليمينية وضعت خططاً مدروسة لدمج مقاتليها بقوات الجيش المنقسمة وتسليم القيادات الى الأكثر خبرة من الطرفين, وخصوصاً قيادات الأسلحة البرية والجوية والبحرية, كما أن هناك حسابات حقيقية بشأن كميات وأنواع الأسلحة والاستخدامات العسكرية للجيش اللبناني وكيفية الاستيلاء عليها في حالة انقسام الجيش, لأن الحرب الداخلية الجديدة ستكون حاسمة وقصيرة الأوان, إذ أن القوى الخارجية والعربية التي تتدخل الآن في ليبيا وسورية واليمن ستتدخل في لبنان لدعم التيار الديمقراطي الذي تراجع أخيراً تحت ضربات سورية وايران, فيما قوى "8 آذار" ستخسر مصادر دعمها بسقوط بشار الاسد وجماعته ومجيء نظام سوري ديمقراطي يدعم قوى "14 آذار".

 

جريحان من فرع المعلومات في كمين مسلح في جلالا ومعلومات عن ترابط بيـن الحادث وخطف الأستونييـن

تعرضت دورية تابعة لفرع المعلومات مؤلفة من سيارتين لكمين مسلح في فجر الجمعة على جسر جلالا - شتورا، حيت أمطر ثلاثة مسلحين السيارة الثانية نوع نيسان تحمل الرقم 172493/ص بوابل من الرصاص من داخل سيارة مرسيدس "ميني غواصة" رصاصية اللون، على عناصر فرع المعلومات من بلدة جب جنين، فأصيب رتيبان من الدورية وهما جوزف الأشقر والياس نصرالله وإصابته خطيرة وتم نقلهما الى مستشفى البقاع. وعلى الأثر خضعت المنطقة لتدابير أمنية مشددة، حيث إستقدمت قوى الأمن تعزيزات عسكرية من المجموعة الخاصة بالمداهمات لتعقب الفاعلين وملاحقة السيارة التي نفذت الاعتداء وفرت في اتجاه طريق دمشق الدولية. وعثرت قوى الأمن على السيارة محروقة بالكامل في مكب نفايات جب جنين. وتبين أن المسّلحين كانوا سرقوا السيارة قبل ساعات من تنفيذهم للكمين من الدكتورة سلام روفايل مسعد بعدما إعترضوا طريقها في الثانية فجرا على طريق جب جنين وهددوها بالقتل، طالبين منها الابتعاد عن السيارة وترك محركها شغالا، وأقدم ثلاثة منهم على الفرار بها، فيما تبعها الآخر بالسيارة رباعية الدفع سوداء التي كان السالبون على متنها وتوجهوا بالسيارتين إلى جهة مجهولة. واستقدمت قوى الأمن تعزيزات عسكرية من المجموعة الخاصة بالمداهمات لتعقّب الفاعلين، في حين تتواصل التحقيقات والتحريات لتحديد هوية المسلّحين والمكان الذي فروا إليه. وأوضحت مصادر أمنية لـ"المركزية" ان التحقيقات تشير الى ارتباط الكمين بقضية الشبكة التي اختطفت الاستونيين السبعة

 

شبكة استخبارات سرية لـ"حزب الله": معنا وبيننا.. ولا نعرفها! 

موقع ينقر أذنه بالزمور: "لوين واصل يا استاذ؟"، يصعد الشاب الى "المرسيدس" ذات الموديل القديم. يمضّ السائق سيجارته بلهفة و"جوع"، فيشكل الدخان السامّ حاجزا يعزله عن المقاعد الخلفية، وعن الشاب، ابن جلّ الديب، المتوّجه الى عمله في وسط بيروت. سرعان ما تتبدد "غيمة" الدخان، ليبدأ سيل الأسئلة بالهطول.

أسئلة وتساؤلات ومواقف رنانة تصدر وفق تكتيك مدروس.. يبدأ سائق الأجرة بتشغيل الراديو بحثاً عن نشرة أخبار. مطلق اي نشرة أخبار، لا يهمّ. يلتقط "ذبذبات" خبرية ما، ليبدأ بارسال إشارات تذمرّ من الوضع الاجتماعي والمعيشي العام. يروي على مسامع الشاب العشريني رواية البنزين وكيف انه يضطر الى اطفاء محرّك سيارته في الزحمة او عند الاشارة الحمراء. "الله يساعدنا ويريّحنا"، يرددّ مرات. يهزّ مشغلّ سيارة الأجرة رأسه في دلالة منه الى التضامن مع من "يكدح" طوال الليل والنهار بحثاً عن لقمة العيش. يسارع السائق الى استغلال جوّ "الالفة" الذي نشأ بينه وبين "الراكب" رغم ان الأخير يفرك عينيه من شدّة النعاس، ويتثاءب.

حظّ السائق وفير: في أبرز العناوين: اشتباكات مسلّحة بين عناصر من حزب الله وشبان في برج البراجنة أوقع عددا من الجرحى. الخبر، "زبدة على فطيرة" بالنسبة "للشوفير". انه مفتاح الحديث، بل مفتاح المهمة!" يا عمّي تفضل، كل يوم والثاني مشكل"، يقول سائق الاجرة. الشاب يتأفف، وتلقائيا تصدر منه الشتائم بحق السلاح غير الشرعي وميليشيوية المقاومة. يجاريه السائق فورا في موقفه وسبابه، يسايره ويزايد عليه. تصبح "الجلسة" حامية، والقلوب "مفتوحة". هكذا يتنقل الحديث من الضاحية الى منزل الشاب في جلّ الديب وما يحيطه، الى "بيت الوسط" ووسط بيروت حيث يعمل، وبماذا يعمل، الى الرابية وقصورها الفخمة و"سفارتها"، الى بكفيا و"طقسها"، مرورا بدير الزور و"المجازر" في درعا، وصولا الى باحة البيت الابيض في واشنطن و"اخواته". وطبعا لا يحلو الكلام اذا خلا من القرار 1701 وقوات اليونفيل و"حجارة" أهل الجنوب، ورمانه انطلياس وقارورة الرويس.

كان الشاب "يفشّ" خلقه، ويتحدث في السياسة واسرارها. فهو "كبير وفهمان".. وسائق الأجرة كلّه آذان صاغية!

الى جانب الطريق، وقفت صبية جميلة تنتظر من يقلّها الى السوق. سرعان ما اضحت جالسة الى جانب الشاب في المرسيدس عينها. تُستكمل الخبريات والآراء بوتيرة أهمّ. العشريني يريد جذب انتباه الفتاة وأسرها معجبة به وبمعلوماته الدقيقة والحصرية عما يدور في البلد. لذا، يفرغ ما في جعبته من اسرار ومعلومات سمعها في الآونة الاخيرة، حتى انه لا يمتنع عن كشف خصوصيات الشركة حيث يعمل، وكيف ان مديرها، الثريّ، يدخل قصور كبار السياسيين، وكأنه واحد من أهل البيت. وسائق الاجرة، كلّه آذان صاغية.

في العادة يصل الشاب عمله في ربع ساعة او اكثر بقليل. هذه المرّة طالت المسافة. "لعلها الزحمة" يقول الشاب في قرارة نفسه وهو يودع صديقه "التاكسي". يعود الاخير ادراجه صوب قلب المنطقة المسيحية، حاملا غلّة "حرزانة"، سيودعها عند انتهاء " الدوام".. في ضاحية حزب الله!

أليس المشهد مألوفا؟ هو كذلك، ويتكرر في كلّ لحظة، انما بسيناريوهات مختلفة وأساليب متعددة، وضحايا ومعلومات وفيرة. ولم يكن الهدف من عرضه بتفاصيلة و"طبيعيته" الا لتأكيد صحّة المعلومة التالية.

اذ ووفق معلومات مؤكدة، فقد تبيّن انه من بين أساليب العمل الاستخباراتي الذي يقوم به حزب الله لجمع معلومات حول اشخاص واماكن وشوارع وعناوين شقق وأسماء أصحاب محلات تجارية، فانه عمل الى تشغيل شبكة استخبارات، تموّل نفسها بنفسها الى جانب ما تحصل عليه من "مال نظيف" من قبل مشغليها. نطاق عمل هذه الشبكة يرتكز على المناطق المسيحية، ويصعب جدا كشفها او الشكّ بها، نظراّ لأنها مؤلفة من.. سائقي أجرة!

فهؤلاء، ومعظمهم يملكون لوحات مزوّرة ويعملون بطرق غير شرعية، يعمدون الى "سحب" أدقّ وأصغر التفاصيل من "الركاب" الذين يستقلون سياراتهم، فيبدأون بسؤالهم عن أشخاص وشوارع واماكن معيّنة، ودائما باسلوب مرن وتحت غطاء انهم "تاكسي".

ويستفيد هؤلاء من الاحاديث التي تدور بين الاشخاص داخل سياراتهم، فيتمكنون بذلك من "شمشمة" الوضع العام السائد، و"يستنبشون" ما توّفر من معلومات وخفايا.

هكذا، يجمع حزب الله معلومات عن كلّ شبر من المناطق المسيحية التي بات لسكانها ملفات في الضاحية الجنوبية ومراكز القرار والتخطيط عند "المقاومة".

وتشكلّ شبكة "سائقي الاجرة" السريّة التابعة لحزب الله عنصرا اساسيا يخوّله، اضافة الى التنصت الذي يجريه على مكالمات اللبنانيين الهاتفية، من مراقبة ما يجري على الارض ميدانيا، وسبر أغوار دماغ الرأي العام اللبناني، والتقصيّ حول كلّ الاماكن في البلاد، بدءا من منزل الشاب في جلّ الديب وصولا الى القصر الجمهوري في بعبدا.

على هذا النحو، وبعد الـValet Parking وعمّال المراقبة في مطار بيروت،يؤكد حزب الله مرة تلو الاخرى ان نصف الشعب اللبناني بالنسبة له، ليس سوى عدوا يوازيه بالاسرائيلي.. يراقبه هذه المرّة عبر.. التاكسي!

 المصدر : موقع الكتائب اللبنانية

 

واشنطن تدعو الاميركيين الى "مغادرة سوريا فوراً" 

دعت الولايات المتحدة رعاياها الى "مغادرة سوريا فورا طالما ان وسائل نقل تجارية لا تزال متوفرة". وجاءت هذه الدعوة في مذكرة تحذيرية من وزارة الخارجية الاميركية انه بعد ستة اشهر من الاحتجاجات والقمع العنيف، يتعين على الاميركيين الذين سيبقون في البلد العمل على "الحد من تنقلاتهم غير الاساسية". وابعد "من الفوضى وعدم استقرار" الوضع في سوريا، تهدف المذكرة الجديدة التي تحل محل مذكرة سابقة صدرت في الخامس من اب، الى الاخذ في الاعتبار الدعوة الى تغيير النظام التي كان اطلقها الرئيس الاميركي باراك اوباما في 18 اب الماضي. وتحدثت وزارة الخارجية عن "ارتفاع الشعور المعادي للاجانب" الذي يغذيه النظام الذي يتهم التدخلات الخارجية في سوريا بانها تقف وراء الاضطرابات. ويخشى ان توجه الى الاميركيين الذين يعتقلون في سوريا تهمة التحريض او التجسس. وذكرت واشنطن بان رفض الحكومة السورية السماح للدبلوماسيين الاميركيين بالتنقل في البلاد "يحد بشكل خطير من قدرة الموظفين القنصليين على مساعدة المواطنين الاميركيين خارج دمشق".

 

خلوة بين رئيس الحكومة والبطريرك في الديمان

ميقاتي: السنة أكثرية وتعميم التطرف غير جائز

التضامن والوحدة كفيلان بتفشيل المخططات المشبوهة

المركزية- شدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على أن "البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لا يتراجع في ما قاله خلال زيارته الى فرنسا، فهذه المواقف ليست وليدة الساعة بل نتيجة حكمة اتبعها صاحب الغبطة". ورأى أن "لا مصلحة للبنان في الدخول في المحاور الإقليمية وهو ما أكدت عليه الحكومة في بيانها الوزاري"، وقال "نلتقي مع غبطة البطريرك في التخوف من محاولات تفتيت العالم العربي الى دويلات مذهبية، من هنا كانت دعوتنا الدائمة الى الوحدة الوطنية والتضامن والتماسك، لأن هذه الخيارات هي التي تحقق المناعة الوطنية الكفيلة بتفشيل المخططات المشبوهة التي يمكن ان تستهدف بلدنا". وشدد على ان "المسلمين السنة في المنطقة العربية يشكلون الاكثرية"، داعيا الى "عدم التعميم في مقاربة ظاهرة التطرف".

التقى البطريرك الراعي الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، الرئيس ميقاتي وكان في استقباله في الباحة الخارجية للصرح النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم وعدد من المطارنة الموارنة. خلوة تبعها لقاء موسع: وعند مدخل الصالون الكبير في الطابق العلوي من الصرح، استقبل البطريرك رئيس الحكومة وتوجه الجميع الى شرفة الجناح البطريركي، حيث عقدت خلوة بين البطريرك الراعي والرئيس ميقاتي جرى فيها عرض لمختلف التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية.

الراعي: ورحب البطريرك الراعي بالرئيس ميقاتي، شاكرا له هذه الزيارة "التي أرجئت لمرات عدة بسبب شهر رمضان المبارك أو لكثرة المواعيد التي طرأت على جدول أعمال كل من البطريركية المارونية ورئاسة الحكومة". وأطلعه على نتائج زيارته الى باريس ومحادثاته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكبار المسؤولين الفرنسيين.

بعدها عقد اجتماع موسع مع رئيس الحكومة في الصالون الكبير، ضم عددا من المطارنة الموارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات المارونية ودام نحو الساعة، ثم انضم إليه الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير. بعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء الى المائدة البطريركية، ثم غادر رئيس الحكومة الديمان الثانية والنصف بعد الظهر.

بيان: بعدها وزع بيان صحافي حول الزيارة جاء فيه الآتي "بناء على موعد محدد سابقا، زار رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ظهر اليوم الصرح البطريركي في الديمان حيث استقبله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وعقد معه خلوة، انضم اليها في وقت لاحق غبطة البطريرك الكاردنال مار نصرالله بطرس صفير وعدد من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات المارونية. تخلل اللقاء عرض مطول للأوضاع المحلية والإقليمية في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة، كما تطرق البحث الى مجمل القضايا الوطنية والملفات المطروحة .

ورأى الرئيس ميقاتي أن لا مصلحة للبنان في الدخول في المحاور الإقليمية وهو ما أكدت عليه الحكومة في بيانها الوزاري، مشددا على رفض التقسيم والتوطين، وقال نلتقي مع غبطة البطريرك في التخوف من محاولات تفتيت العالم العربي الى دويلات مذهبية، من هنا كانت دعوتنا الدائمة الى الوحدة الوطنية والتضامن والتماسك لان هذه الخيارات هي التي تحقق المناعة الوطنية الكفيلة بتفشيل المخططات المشبوهة التي يمكن ان تستهدف بلدنا. أما الجدال والتساجل الذي شهدناه في الأيام الفائتة فهو خير دليل الى ما يهدد وحدتنا الوطنية، اذا لم نكن متضامنين وموحدين.

وعرض الرئيس ميقاتي لبرنامج عمل الحكومة، لاسيما في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والانمائية والمشاريع التي تنوي تحقيقها في المناطق اللبنانية كافة، انطلاقا من التزام الحكومة في بيانها الوزاري الانماء المتوازن الذي نص عليه اتفاق الطائف ومقدمة الدستور. وتناول موضوع التعيينات الادارية التي اكد انها ستكون متوازنة طائفيا وستراعي الكفاءة والخبرة ونظافة الكف، كما تطرق الى الاجراءات التي تعتمدها الحكومة للحد من التعديات على الاملاك العامة والخاصة ووعد بالعمل على تعديل قانون تملك الاجانب. واشار الرئيس ميقاتي الى التزام الحكومة مشاركة المغتربين في الشأن الوطني العام من خلال سلسلة اجراءات نص عليها البيان الوزاري وتتم متابعتها عبر الوزارات المختصة، اضافة الى التحضير لقانون انتخابي جديد تجرى الانتخابات النيابية في العام 2013 على اساسه، على أن يحقق هذا القانون تمثيلا شعبيا عادلا وحقيقيا .

وفي معرض الحديث عن الحركة السياحية في لبنان، اكد الرئيس ميقاتي العمل على تطوير مقومات السياحة الدينية، لافتا الى عناية الحكومة بالوادي المقدس الذي يمثل تراثا لبنانيا غنيا بات ملكا للانسانية جمعاء، لاسيما بعد تصنيفه في لائحة التراث العالمي ما يفرض على الحكومة السهر على منع التعديات عليه وازالة كل ما يتعارض وواقعه التراثي والاثري، او ما يخالف القوانين التي ترعى تصنيفه .

كذلك اكد العمل على تحصين خيار العيش المشترك الواحد بمشروع دولة العدالة والقانون، التي تضمن مستقبل الجميع، لافتا الى الدور المسؤول الذي يلعبه مسيحيو لبنان في الشرق العربي واستطرادا على صعيد المنطقة ككل، داعيا الى عدم تقييم المواطنين على اساس انتمائهم المذهبي او الطائفي، وقال كلنا مواطنون ولسنا اكثريات او اقليات. كذلك شدد الرئيس ميقاتي على ان المسلمين السنة في المنطقة العربية يشكلون الاكثرية، داعيا الى عدم التعميم في مقاربة ظاهرة التطرف. وقال اما في لبنان فقد شكل السنة الشريك الايجابي في بناء الاستقلال، وهل يمكن ان يتناسى احد دورهم التاريخي ودور قادتهم ولاسيما المغفور له الرئيس رياض الصلح، الى جانب رفاقه من رجالات الاستقلال، الذين لولاهم لما نتجت الصيغة اللبنانية والشراكة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين على مختلف مذاهبهم .

وعرض البطريرك الراعي لأجواء محادثاته خلال زيارته الاخيرة الى فرنسا حيث التقى رئيسها وعدداَ من مسؤوليها والقيادات والهيئات الرسمية والاهلية، لافتا الى انه عبّر امامهم عن هواجس اللبنانيين وابناء المنطقة مما يجري من تداعيات وتحولات تأخذ طابعاً عنيفاً يولد الاضطرابات في الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية وفي النفوس. وكانت حال الاضطراب التي تعيشها المنطقة احد اسباب دعوة البابا بنديكتوس السادس عشر الى عقد سينودوس خاص بمسيحيي الشرق الاوسط، مؤكدا أن التحديات الراهنة تقتضي تضامن الجميع بعيدا من كل تعصب وتطرف. وشدد المجتمعون على أن هذه الرؤية الكنسية العميقة التي يعمل غبطته بوحيها تؤكد أن حاضرنا ومستقبلنا لا يجوز لاحد ، فئة سياسية او طائفة ، ان يحتكرهما لنفسه على حساب الاخرين، من هنا كانت الدعوة ملحة الى التضامن، التي تتلاقى وشعار الشركة والمجبة الذي رفعه غبطته . ثم جرى البحث في عدد من القضايا المطروحة لا سيما قضية المدارس والمستشفيات وما يتوجب لها من مستحقات متاخرة، وتسلم دولته مذكرة تفصيلية بهذا الشان.كذلك توافق المجتمعون على الالتزام بالعمل المشترك لبناء الدولة العصرية القادرة العادلة التي تحتضن جميع ابنائها بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات وهي الاطار المنشود والامثل للحد من هجرتهم التي تفرغ الارض من ابنائها وتبدل هويتها، وتفقد لبنان والشرق رسالتهما الحضارية كونهما ارض التلاقي والحوار وثقافة المصالحة والسلام . وسجل البطريرك والمطارنة والرؤساء العامون والرئيسات العامات تقديرهم لما تقوم به الحكومة، مجددين دعمهم لها على قاعدة التزامهم الثابت بعمل المؤسـسات الدستورية. واتفق المجتمعون على آلية لمتابعة التواصل لاستكمال البحث في مجمل الملفات الوطنية الراهنة، السياسية والاقتصادية والانمائية والاجتماعية" .

ميقاتي: وعقب الاجتماع، قال ميقاتي "سررت جدا بهذا اللقاء اليوم مع صاحب الغبطة وبالاجتماع ايضا مع اصحاب السيادة المطارنة الأجلاء، كانت الخلوة مع صاحب الغبطة جيدة وتطرقنا الى كل المواضيع الشائك منها وغير الشائك وكنت مطمئنا جدا ومرتاحا لحكمة غبطته".

وتجنب الحديث عن المحكمة الدولية والتزام الحكومة بها، مكتفيا بالقول "أنا في الصرح البطريركي وتحدثت مع صاحب الغبطة في كل الامور وكان كل شيء واضحا بيني وبينه".

وعن التعليقات التي صدرت على كلام البطريرك الراعي بعد زيارته الى فرنسا، شدد على أن "صاحب الغبطة لا يتراجع عن أي موقف يتخذه، لأن هذه المواقف ليست وليدة الساعة بل نتيجة حكمة اتبعها صاحب الغبطة"، لافتا الى أن "البطريرك أوضح كل الامور عند وصوله الى مطار بيروت وأعتقد أن هذا التوضيح وصل الى جميع الأطراف السياسيين".

وحول الوعد الذي قدمه للبطريرك في مواضيع تملك الأجانب وبيع الأراضي والتعيينات الإدارية، لفت الى "حرص الراعي على كل هذه الأمور وكانت كل النقاط التي بحثناها موضع اتفاق بيننا".

بيت لحم: وكان الراعي اطلع صباحا، من رئيس بلدية بيت لحم فكتور جبرائيل بطارسة على الوضع في الأراضي المحتلة وكيفية تعامل قوات الاحتلال معهم والاجراءات التي تنفذها القوات الاسرائيلية في محيط دور العبادة، لا سيما كنيسة المهد".

ورافق بطارسة رئيس بلدية ميروبا جورج رشيد سعادة، وتم خلال اللقاء اطلاع الراعي على برنامج التبادل الثقافي بين مكتبة بيت لحم ومكتبة ميروبا، وطلبا منه "مباركة هذا التبادل الذي يساهم في تعزيز روابط الصداقة والاخوة بينهما". وقدم بطارسة هدية رمزية الى البطريرك عبارة عن صورة لبيت لحم وصليب مقدس وضع على المذبح".

بعلبك ودير الأحمر: الى ذلك، يزور البطريرك الراعي بعد توليه السدة البطريركية وللمرة الاولى، رعايا في أبرشية بعلبك ودير الاحمر غدا وبعده، حيث ينطلق صباح غد الى حدث بعلبك ويزور القرى المجاورة وصولا الى سرعين ويرأس القداس الالهي الحادية عشرة قبل الظهر أما الأحد 18 الجاري فيرأس قداسا إلهيا في رأس بعلبك العاشرة صباحا ويتابع جولته في الرعايا المجاورة ليعود الى الصرح البطريركي في بكركي.

 

الحاج حسن: يزبك يولم على شرف البطريرك غدا:مواقفه الباريسية زادت مكانته

المركزية- عشية زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمنطقة بعلبك الهرمل في اطار زياراته الرعوية منذ توليه سدّة البطريركية، وعلى وقع مواقفه الباريسية التي اثارت موجة ردات فعل مؤيدة ومنددة، رحّب وزير الزراعة حسين الحاج حسن "بالزيارة لأنها تثبت صيغة العيش المشترك في هذه المنطقة"، لافتاً الى ان "جميع نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" في بعلبك الهرمل سيشاركون في استقبال البطريرك الراعي". وقال لـ "المركزية": "اهالي المنطقة سيرحبون به افضل ترحيب لأنه بين اهله وناسه، خصوصاً بعد دعوته الى "الشركة والمحبة" والى الإلتقاء الوطني والحوار بين اللبنانيين، فهو رمز وطني وديني كبير". واعلن "ان رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك سيقيم عشاء على شرف البطريرك مساء غد في احد مطاعم بعلبك، يشارك فيه نواب المنطقة كافة".وختم الحاج حسن: "مما لا شك فيه ان المواقف الأخيرة للبطريرك الراعي في شأن احداث سوريا ومقاربته لموضوع السلاح ستزيد من مكانته".

 

خلوة في الديمان بين سليمان والراعي انضم إليها صفير

رئيس الجمهورية: ما أثاره البطريرك نابع من صميم بكركي

النهار/أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "نجح في نقل هواجس المسيحيين في لبنان والشرق الى السلطات الفرنسية، وان مواقف غبطته لا تخضع للتوظيف السياسي، وما أثاره غبطته في فرنسا نابع من صميم دور بكركي الوطني والتاريخي". تحدث سليمان عقب خلوة مطولة مع البطريرك الراعي في الصرح البطريركي في الديمان على هامش مشاركته في اختتام النشاطات السنوية السابعة لحديقة البطاركة.

وبعد غداء في الديمان انتقل سليمان والراعي الى خلوة على شرفة جناح البطريرك استمرت ثلاثة ارباع الساعة، انضم صفير اليها لاحقا وانتقلوا بعدها الى الصالون الكبير حيث كان في استقبالهم النائبان ستريدا جعجع وايلي كيروز، وشخصيات.

وسئل سليمان هل تناول البحث زيارة البطريرك لفرنسا؟ فأجاب: "طبعا، اضافة الى الموضوعات التي تهمّ لبنان واللبنانيين، واطلعت من غبطته على ما تم البحث فيه في فرنسا، وانا كانت عندي معلومات عما جرى هناك، وهي زيارة جيدة وناجحة وتصب في مصلحة لبنان".

وعن الردود على البطريرك قال: "البطريرك الراعي ليس في حاجة الى من يدافع عنه، والنقاشات التي حصلت هي دليل نجاح الزيارة، وانا متأكد ان مواقف البطريرك لا تخضع للتوظيف السياسي، فمواقف البطريرك تنبع من دوره المهم باعتباره مسؤولاً عن مسيحيي لبنان والشرق الاوسط وعن الحفاظ على استقلال لبنان وسيادته وهذا هو الدور القديم لبكركي والمتلازم معها. من هنا البطريرك ومن هذا المنطلق كانت عنده هواجس وكان عنده طرح متكامل، وقد طرحه أمام السلطات الفرنسية، وما ظهر منه في الاعلام هو اجزاء متناثرة، لكن طرحه كان كاملا متكاملا ويصب في مصلحة لبنان، وهذا الامر أوضحه غبطته بنفسه، ولقد قال غبطته اسمعوا كلام البطريرك من فم البطريرك".

وعن موقف السفير الفرنسي قال: "البطريرك نقل الهواجس الى السلطات الفرنسية ونجح في نقلها. وقال ان خطرا على مسيحيي لبنان وعلى مسيحيي الشرق وان هناك مخططا لتقسيم الشرق الاوسط إلى دويلات مذهبية، وان خطرا اسرائيليا يتمثل بالاعتداءات المتكررة والاطماع، وان هناك ايضا خطر التوطين، وهذا ما جاء في مقدمة الدستور، لقد اثار البطريرك هذه الامور الاربعة ولا نريد منه اكثر من ذلك".

وانتقل الجميع الى حديقة البطريركين صفير والراعي التي اقامتها رعية الديمان أخيراً في محاذاة حديقة البطاركة، حيث تمّ غرس ثلاث شجرات لزاب واحدة على اسم الرئيس سليمان، واثنتين على اسمي البطريركين الراعي وصفير. ومنها الى حديقة البطاركة، حيث اختتمت نشاطات السنوية السابعة للحديقة. واقيم قداس في "واحة جورج افرام" حضره رئيس الجمهورية ووزير الداخلية مروان شربل ووزير البيئة ناظم الخوري والنائبان جعجع وكيروز، والوزير السابق ريمون عوده، والنائب السابق جبران طوق، والعميد وليم مجلي ممثلاً النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس، ورئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، وجمع من الشخصيات.

وفي الحديقة أزاح سليمان والراعي وصفير الستار عن تمثال البطريرك يوسف اسطفان، تقدمة الدكتور فادي اسطفان وتنفيذ النحات نبيل بصبوص، وعن تمثال البطريرك الراعي تقدمة رئيسة الجامعة الاميركية للتكنولوجيا A.U.T. غادة حنين وتنفيذ الفنان رودي رحمه. والقى امين النشر والاعلام في رابطة قنوبين للرسالة والتراث، جورج عرب كلمة.

ثم كانت كلمة للمطران فرنسيس البيسري.

وترأس البطريرك الراعي القداس بمشاركة الكاردينال صفير.

استقبالات

وكان الراعي التقى صباحا وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور وبحث معه في نتائج زيارته لفرنسا. ثم استقبل وفدا من "تكتل نواب بعلبك – الهرمل" ضم النواب علي المقداد وكامل الرفاعي واميل رحمة ورئيس بلدية بعلبك هاشم عثمان الذين بحثوا مع البطريرك في موضوع زيارته لبعلبك - الهرمل يومي السبت والاحد في 17 ايلول و18 منه.

واوضح المقداد "ان زيارة غبطته للمنطقة ستكون تاريخية وسيستقبل من الجميع، وسيحل ليس ضيفا على اهله بل سيكون صاحب الدار والدعوة". الديمان - طوني فرنجيه      

 

نائب رئيس الحزب "السوري القومي الإجتماعي" النائب مروان فارس

الراعي أطلق مواقف وطنية كبيرة عن سوريا والمقاومة وسيستقبله 50 خيالاً في زيارته التاريخية لمنطقة بعلبك الهرمل

جمال العيط، الجمعة 16 أيلول 2011

أشاد نائب رئيس الحزب "السوري القومي الإجتماعي" النائب مروان فارس بتصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ورأى أنّ "المواقف التي أعلنها غبطته أخيراً أدت إلى تغيير في الحالة السياسية في لبنان، نظرًا لأهمية رأي ومواقف بكركي الوطنية والمخلصة سواءً على المستوى الداخلي أو الخارجي"، مشددًا في هذا السياق على أهمية "موقف البطريرك الراعي تجاه الأوضاع في سوريا، وكذلك الأمر موقفه من سلاح المقاومة الذي أكد أنه سلاح ضروري طالما الاحتلال الإسرائيلي قائم".

فارس، وفي حديث لموقع“NOW Lebanon  وصف المواقف التي أطلقها البطريرك الراعي من فرنسا بأنها "مواقف وطنية كبيرة سجّل خلالها موقفًا تاريخيًا بالنسبة للأوضاع في سوريا، بحيث نبّه إلى أنّ أيّ اهتزاز في الوضع السوري سيؤدي حتماً إلى اهتزاز الأوضاع في لبنان بشكل ينعكس على اللبنانيين عامة وعلى المسيحيين بشكل خاص، سيما وأن النموذجين المصري والعراقي بالنسبة للمسيحيين هناك ما زال ماثلاً أمامنا ويجب أن يشكل عبرة للجميع"، مشددًا في هذا المجال على أنه "من المنطقي ان يتخذ غبطته هذه المواقف المسؤولة، في ظل ما حصل للمسيحيين في العراق نتيجة الاحتلال الأميركي ونتيجة ضرب الاستقرار والسلم الأهلي العراقي، ما انعكس على المسيحيين هناك وأدّى الى هجرة واسعة في صفوفهم". وإذ رحّب بالزيارة المرتقبة للبطريرك الراعي إلى منطقة بعلبك، أكد فارس أن "التحضيرات لهذه الزيارة قائمة وسيصار إلى استقباله من قبل 50 خيالاً في حدث سيكون تاريخيًا وعظيماً على مستوى كل قرى وبلدات منطقة بعلبك - الهرمل".

في المقابل، إنتقد فارس "قوى 14 آذار التي تطلق مواقف متشنّجة وموتورة ضد الجيش اللبناني، وضد المقاومة، وضد مفتي الجمهورية، واليوم ضد البطريرك الراعي، بما يؤشر إلى الانحدار المتواصل لهذه القوى وإفلاسها وتراجع شعبيتها"، معتبرًا في السياق عينه أنّ "نشر صحيفة المستقبل تسريبات ويكيليكس التي طالت رئيس مجلس النواب نبيه بري، إنما يؤكد تخبط تيار المستقبل وحلفائه وارتباكهم السياسي نتيجة خسارتهم السلطة وثقة اللبنانيين".

فارس الذي حذر من أنّ "أفق المعالجة السياسية في لبنان بدأ يضيق في ظل رفض الفريق الآخر وبدون أي مبرر دعوة رئيس الجمهورية لإستئناف الحوار الوطني"، أعرب في الوقت عينه عن "رفض بحث سلاح المقاومة بندًا وحيدًا على طاولة الحوار كما يطالب فريق 14 آذار"، مشددًا على "وجوب أن يكون سلاح المقاومة جوهر الإستراتيجية الدفاعية في لبنان"، وتساءل في المقابل: "على أي أساس يريدون الحوار، هل يريدونه على أساس معاداة الجيش اللبناني وسوريا والمقاومة".

وردا على سؤال، أكد فارس أن "لا خوف على الاستقرار الأمني والسلم الأهلي في لبنان"، مشدداً في الوقت نفسه على كون "الخوف الوحيد هو من قبل العدو الإسرائيلي، لكنه أيضًا بعد حرب تموز 2006 بات يحسب ألف حساب قبل أن يعتدي على لبنان، لأنه لا يستطيع مواجهة صواريخ المقاومة وجهوزيتها الدائمة"، وأضاف: "أمّا على الساحة الداخلية، فلن يجرؤ أحد على استعمال السلاح في الداخل لا 14 آذار ولا غيرها، ونحن من جهتنا لن نستعمل السلاح في الداخل، لأنه سلاح موجه فقط ضد اسرائيل".

وحول تطورات الأوضاع السورية، رأى فارس أنّ "سوريا تتعرض لمؤامرة كبيرة وخطيرة من أميركا وحلفائها الغربيين نظرا لمواقفها القومية والعربية"، واستنكر في المقابل ما وصفه "الدور المتخاذل لبعض وسائل الإعلام العربية وغيرها التي تعمل ليل نهار على تحريض الشعب السوري ضد النظام، بتمويل من قبل الأميركيين وأدوات التخريب"، معتبرًا أنه "من الطبيعي أن يكون هناك استهداف أميركي-صهيوني للنظام السوري الذي وقف الى جانب المقاومة وإلى جانب القضية الفلسطينية وكل القضايا العربية"، إلا أنّ فارس أكد في المقابل أنّ "النظام السوري سيخرج، كما كل مرّة، منتصراً على كل المؤامرات والمخططات التي تهدف إلى النيل من دور سوريا، عربيًا وإقليميًا ودوليًا".

 

كارلوس اده سأل عما إذا كانت مصلحة المسيحيين بأن يراهنوا على "حصان خسران"

الضمانة الحقيقية بتحالف المعتدلين وإضعاف المتطرفين إلى أية جهة انتموا.. ونتمنى أن يوضح غبطته ما التبس على الناس

أعرب عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس اده عن "عميق" صدمته من المواقف التي صدرت عن البطريرك الماروني مار بشارة الراعي أثناء زيارته إلى فرنسا وكذلك تلك التي أطلقها على أرض مطار رفيق الحريري الدولي عند عودته الى لبنان، موضحًا أنّ "مواقف البطريرك الراعي جاءت مفاجئة على 3 مستويات: المستوى الأول يكمن في كون رسالة السيد المسيح تتمسك بالدعوة للتحرر من العنف والاستبداد وتطالب بالحرية والكرامة الإنسانية، وتعمل لإرساء الأخوّة والتفاهم بين الناس بغض النظر عن انتماءاتهم وأجناسهم"، مشددًا في هذا السياق على أنّ "رسالة الأساقفة والكهنة وسائر رجال الدين المسيحيين تقوم على تعليم هذه المبادئ وترسيخ روحيتها وتعزيز نهجها، وإلا فإنّ الكنيسة بخلاف ذلك ستفتقر الى مضمونها الحقيقي إيمانيًا وإنسانياً ولن يبقى منها إلا الحجر والطقوس والتقاليد".

اده، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" شدد على وجوب "أن يتصدى كل المخلصين لتعاليم المسيح لكل أشكال العنف والظلم والتسلط، من أي جانب أتى وبغض النظر عن الجهة التي تتعرض له"، موضحًا في هذا المجال أنّ "العدالة مطلقة وليست استنسابية، بحيث لا يجوز السكوت عن العنف عندما يوجه ضد خصومنا والوقوف ضده فقط إذا انقلب علينا".

"وعلى المستوى الثاني" من تعقيبه على مواقف البطريرك الراعي، إستغرب اده "إقتناع بعض الأطراف اللبنانيين بأنّ تحالف الأقليات ضد الأكثرية يخدم مصالح المسيحيين في لبنان والشرق"، محذرًا من "مغبة التداعيات السلبية والخطيرة لهذا التوجه السطحي على المسيحيين على المدى الطويل"، ونبّه اده في هذا السياق إلى أنّ "هذه النظرية تفضي حكماً إلى رفع وتيرة الخطاب المتشنج والمتطرف على مستوى كل طائفة ومذهب، بما يُحمّل هذه النظرية مسؤولية مباشرة عن خلق ردة فعل لدى الأكثرية من شأنها أن تُسهم بقوة في رفع حظوظ وصول متطرفين إلى صفوف قياداتها واستبعاد القادة المعتدلين الذين يبقون الأفضل لصون العيش المشترك والانفتاح على الآخر في كل الظروف والمحطات".

وإذ أكد أنّ "الأقليات تفتقر في ظل هذه النظرية إلى أي امكانية لتأمين فوزها في أي صراع مع الأكثريات"، لفت اده الإنتباه إلى أنّ "تمسك اللبنانيين السُنّة بـ"لبنان أولاً" تطلّب 80 عامًا وها هم اليوم قد اعتنقوا مع المسيحيين مفهوم سيادة وطن الأرز"، وأضاف مستطردًا: "أما وقد أتى اللبنانيون السُنّة الى هذه القناعة المشتركة مع المسيحيين، فكأننا عدنا لنقول لهم من خلال هذه النظرية أننا لا نريد ان نبقى معكم وأنه من الطبيعي أن تسيطر فئة على أخرى بسبب امتلاكها للسلاح".

اده الذي أعرب عن أسفه "لتمسك بعض المسيحيين السوريين بنظام الاسد"، ودعاهم إلى "تصحيح هذا المسار بسرعة قبل أن يُعرّضهم لردود فعل سلبية"، سأل "على المستوى الثالث" في معرض تعليقه على مواقف البطريرك الراعي: "هل من مصلحة المسيحيين، حتى الذين يؤمنون منهم بتحالف الأقليات ولا يرون أي مشكلة مع استخدام العنف وسيلة في حياة الشعوب، أن يراهنوا من زاوية الواقعية السياسية على "حصان خسران" يأخذ طائفته إلى الهاوية وإلى مصير بائس ومجهول؟"، وشدد اده في المقابل على أنّ "الضمانة الحقيقية تكمن في تحالف المعتدلين وإضعاف المتطرفين إلى أية جهة انتموا"، مشيرًا في هذا المجال إلى أنّ "موقف بكركي التاريخي والتقليدي شكّل باستمرار حصناً منيعاً للسيادة والاستقلال والقرار الحر والنظام الديمقراطي، ومنارةً للقيم الانسانية والوطنية والاجتماعية، وصبّ على الدوام في سياق تعزيز حوار الحضارات والعيش المشترك وحقوق الانسان والانفتاح والكرامة الفردية".

وفي الإطار عينه أكد اده أنّ "بكركي اتبعت دائماً سياسة الأخلاق الرفيعة والاعتدال والانفتاح واحترام الآخر والنضال ضد التسلط والاستبداد"، لافتًا إلى أنّ "هذه السياسة وحدها تشعر كل فرد بأنه اكتشف نفسه وحقوقه وبأنه يعيش بكرامة سواء انتمى إلى أقليات أم إلى أكثريات"، وأضاف اده: "من هنا، فإننا بكل احترام وتواضع نتمنى على غبطته أن يوضح ما التبس على الناس من منطلق دوره كمرشد للرعية وراعيها الصالح".

 

عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ناجي غاريوس: البطريركية مع الراعي خرجت من القوقعة التي كانت موجودة فيها

اعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ناجي غاريوس ان "كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان واضحاً، ومعه خرجت البطريركية من القوقعة التي كانت موجودة فيها ونقول ان هناك اليوم توجهات جديدة للكنيسة". وفي حديث الى محطة "nbn"، قال غاريوس: "سلاح الديمقراطية الذي تحمله أوروبا وفرنسا بالاخص هو سلاح فتاك ضد الديمقراطية بل هو سلاح من اجل خلق الخلافات داخل الشعوب". ورداً على سؤال حول علاقة البطريرك الراعي و"حزب الله"، أجاب: "العلاقة بين البطريرك الراعي وحزب الله والتي تطورت، هي علاقة خير، فالبطريرك الراعي لن يختلف مع حزب الله لأنه يحمل السلاح لأن هذا السلاح شرعي، وقد قال البطريرك الراعي إن حزب الله أُجبر على حمل السلاح وهذا ما قاله للفرنسيين". غاريوس رأى أن "رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ليسا على خلاف بل لكل واحد منهما وجهة نظر معينة". من جهة أخرى، وحول تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال غاريوس: "هذا الموضوع صغير وجانبي، وقد عبّرنا عن رأينا بالمحكمة بالرسالة التي وجهها العماد عون الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سنة 2007 وقد قال فيها العماد عون ان المحكمة يجب ان تنشأ حسب الدستور ولكن تم تهريبها"، مضيفاً: "نحن نعتبر أن المحكمة بإنشاءها لم تحترم الدستور اللبناني ولم تحترم مجلس النواب ولم تحترم رئيس الجمهورية"، وسأل: "كيف سأصوت لقانون من اجل تمويل المحكمة ولم يأخذوا رأيي كنائب عن الامة في الأصل؟".

(رصد NOW Lebanon)

 

رئيس "حركة الإستقلال" ميشال معوض: ما حصل مع البطريرك غيمة صيف عبرت.. وعلى 14 آذار تحضير نفسها لمشروع حكم متكامل

علّق رئيس "حركة الإستقلال" ميشال معوض على كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأخير من باريس، قائلاً: "ما سمعناه عنه والذي عاد وأوضحه بالقول إنّه لا يمثّل قناعته وأنّه كان مجتزأً، هو توضيح كافٍ بالنسبة لنا، وقد حصل نقاش على الساحة يوضح كيف ستكون إستراتيجية المسيحيين في الشرق إنطلاقًا ممّا يحصل ومن الربيع العربي".

معوض، وفي مداخلة عبر "إذاعة الشرق"، أضاف: "أمّا الكلام عن الأقلّيات، فهو يتناقض مع إستراتيجية الكنيسة وثوابت بكركي التي وعبر تاريخها كانت ثوابت نهضوية وتحرّرية ومبنية على العيش المشترك، والتي أكّدتها روما بعد الحرب اللبنانية عبر سينودوس لبنان، ومن ثمّ عبر إجتماع لمجمع البطاركة الكاثوليك في الشرق وبنصوص سياسية، تشدد على ضرورة وجود المسيحيين كجزء من مجتمعهم. فالمسيحيون وبعد الحقبة الإمبرطورية، أي مع قيام الدولة، لم يعودوا أقلّيات يعيشون في الكهوف، بل أصبحوا جماعة فاعلة يشاركون في تطوير وتحديث مجتمعهم على أسس القيم التي يؤمنون بها". وتابع معوض: "إنّنا في لبنان كلّنا أقلّيات، وانطلاقًا من هنا، يجب أن تكون استراتيجيتنا واستراتيجية الوجود المسيحي مبنية على تحالف الإعتدال، وما يحمي الوجود المسيحي في لبنان هو أوّلاً الدولة، القانون، الدستور، الإنفتاح والإعتدال، وانطلاقًا من هنا على المسيحيين أن ينتجوا علاقات مع القوى المعتدلة، إن كان في الطائفة الشيعية أو السنّية، ما يعني أنّ تحالف الإعتدال هو الذي يحمي الطائفة المسيحية والتطرّف هو الذي يشكّل خطرًا على المسيحيين، أي المشاريع الإيديولوجية والسلاح خارج الدولة والمشاريع الشمولية، إن كانت هذه المشاريع شيعية أو سنّية". وتطرّق معوض الى وضع المنطقة وبالأخصّ ما يحصل في سوريا، قائلاً: "إنّ الكلام أو إستراتيجية البعض بالقول إنّ الأقليات هي التي تحمي المسيحيين، هو كلام بالمبدأ خاطئ وبالواقع خاطئ. بالمبدأ خاطئ لأنّه إذا كان الوجود المسيحي يحتاج في سوريا إلى "الشبيحة" لحمايته، فالأفضل ألا يكون هذا الوجود، وثانيًا بالواقع خاطئ، لأنّنا إذا تكلّمنا عن تاريخ هذا النظام (السوري) مع المسيحيين، يكفي أن نذكر تاريخ هذا النظام مع المسيحيين في لبنان، ونعلم أنّ المسيحيين في الشرق يكونون أقوياء عندما يكونون أقوياء في لبنان، لأنّنا نحن نمثّل القلب المسيحي للوجود المسيحي في الشرق، وعندما يكون نبض هذا القلب خفيفًا يكون الجسم ضعيفاً".

وعن الكلام حول تهديد تعرّض له البطريرك الراعي، قال معوض: "هذا الكلام مرفوض وأي تهديدات مرفوضة، فغبطته أوضح أنّه كان يعبّر عن هواجس، فهذه الهواجس موجودة عند المسيحيين في لبنان والمنطقة، وخصوصاً بعد الذي حصل في العراق وبعد الذي حصل أصلاً بالوجود المسيحي في الشرق، فالوجود المسيحي في سوريا في منتصف الستينات أي قبل استلام هذا النظام، كان يمثّل 25 % تقريبًا من المجتمع، وأصبح الآن يمثّل أقلّ من 4 %، فهناك هواجس حقيقية، وكلّ ما نقوله إنّ التعبير عن هذه الهواجس يجب ألا يطيح بالثوابت، بالعكس تمامًا يجب أن نقوم بمقاربة لهذه الهواجس إنطلاقًا من الثوابت"، وأضاف: "نحن نرفض تمامًا الكلام عن تهديدات لغبطة البطريرك، فهو ثابت بقناعته وهو ساهم مساهمة حقيقية بتأكيد الثوابت والنصوص التي صدرت عن مجمع البطاركة الكاثوليك في الشرق، وساهم بعملية السينودوس ورسالة الرجاء من أجل لبنان، فالبطريرك الراعي أوضح كلامه بأنّه مجتزأ ونحن لا نقبل أن تحصل تفسيرات في غير مكانها، والتوضيح الذي قدّمه كافٍ لنعود ونؤكّد أنّه مؤتمن على هذه الثوابت. فأي بطريرك ماروني هو مؤتمن على ثوابت بكركي كما أنّ رئيس الجمهورية مؤتمن على الدستور، وانطلاقًا من هنا نحن مقتنعون أنّ ما حصل غيمة صيف وعبرت".

وعن وضعية قوى "8 آذار"، قال معوض: "يتبيّن يومًا بعد اليوم أنّ هذه الأكثرية ممسوكة وليست متماسكة، لا تحمل مشروع حكم ورؤيا للبنان، فداخليًا هي ممسوكة من "حزب الله"، وخارجيًا من قبل راعٍ إقليمي هو النظام السوري، وبطبيعة الحال وفي وقت أنّ هذا النظام ذاهب باتّجاه الإنهيار، فالتناقضات الحاصلة في الأكثرية ستظهر في الواجهة، وعمليًا هذه التناقضات من قبل الناس التي كانت خاضعة لمنطق السلاح أو من الناس التي ذهبت باتّجاه هذا المشروع من أجل مصالحها، سوف تتزايد وصولاً إلى انهيار هذا الفريق". وتابع: "لا يكفِ أن ننتظر جثة خصمنا على ضفة النهر، كما قال (رئيس جبهة النضال الوطني) النائب وليد جنبلاط، فعلى "14 آذار" أن تبيّن عن فعالية أكبر، ليس فقط بالأمور التكتيكية، أي بالمعنى السياسي، بل عليها وفي فترة إنهيار النظام السوري، أن تقدّم من جديد رؤيا متكاملة للبنانيين عن مشروع حكم للبنان، وقيام الدولة فيه، ورؤيا لقيام التسوية الوطنية الحقيقية"، ورؤيا عن التعامل مع الطائفة الشيعية بعد سقوط مشروع "حزب الله" أي السلاح وغلبته فعليًا، ورؤيا التفاعل مع الربيع العربي، فعلى "14 آذار" أن تحضّر وتجهّز نفسها لتقدّم للبنانيين مشروع حكم متكامل مبني على قيام الدولة في لبنان".(بيان إعلامي)

 

"الأحرار": وقفة مسؤولة لسليمان وميقاتي في التزامات المحكمة

نجاح العلاقة اللبنانية- السورية بوصول ديموقراطيين الى الحكم

المركزية- دعا حزب الوطنيين الأحرار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى "وقفة على مستوى المسؤولية الوطنية في ما خص ايفاء لبنان التزاماته المالية تجاه المحكمة الدولية"، سائلا "هل يعقل المغامرة بمصالح الوطن وأبنائه من أجل أفراد صدر في حقّهم قرار اتهامي؟".

وأشار الى أن "العلاقات المستقبلية للبنان وسوريا لن يكتب لها النجاح، إلا مع وصول ديموقراطيين حقيقيين إلى الحكم في دمشق".

عقد المجلس الأعلى لـ "الحزب" اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

"أوّلا، نلاحظ أنه كلما اقترب استحقاق ايفاء لبنان التزاماته المالية تجاه المحكمة الدولية، ترتفع الأصوات الرافضة من داخل الحكومة وخارجها، سواء من قبل "حزب الله" المعني مباشرة أو من جانب حلفائه لاسيما غلاتهم الذين تحوّلوا بوقاً إعلامياً له وغدت مواقفهم مخجلة وأحياناً مضحكة.

نتوجه إلى رئيس الجمهورية والحكومة، مطالبين بوقفة على مستوى المسؤولية الوطنية لكل منهما. وفي هذا الإطار يندرج تطبيق المبادئ الدستورية والقانونية والوفاء للثوابت والمسلمات والقيم التي قام عليها لبنان وتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه من قرارات وفي مقدمها الإجماع حول المحكمة الخاصة بلبنان.

ونلفت إلى أن التخلف عن هذا السلوك يرتد سلباً على الوطن بأسره، فهل يعقل أن تتم المغامرة بمصالحه ومصالح أبنائه من أجل أفراد صدر في حقّهم قرار اتهامي يجعل السكوت تواطؤاً والتواطؤ جريمة ضد العيش المشترك والعدالة والمساواة؟

ثانيا، نعلن تأييدنا المطلق خارطة الطريق التي حددها عدد من المثقفين اللبنانيين والسوريين للعلاقات بين البلدين ونسجل للوثيقة "بيروت دمشق، دمشق بيروت2" جملة إيجابيات تصلح لتكوّن العامود الفقري للعلاقات المستقبلية التي لن يكتب لها النجاح إلا مع وصول ديموقراطيين حقيقيين إلى الحكم في دمشق، يتميزون باقتناعهم العميق باستقلال كل من لبنان وسوريا وسيادته وحريته وخصوصيته. نؤكد أن ما يحصل في سوريا ثورة وطنية فرضها تراكم الممارسات الشمولية من قمع وقهر وتهميش وعرفنا نموذجاً عنها في لبنان، الذي كاد يفقد كيانه وشخصيته بسبب هيمنة النظام السوري عليه لفترة ثلاثة عقود ولم ينقذه من براثنها إلا الدماء الذكية التي أهدرت، من محاولة اغتيال الشهيد الحي مروان حماده إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وبعدهم كل شهداء انتفاضة الاستقلال الثاني والشهداء الأحياء التي كانت بمثابة منارة للانتفاضات الشعبية في الربيع العربي.

ولا يفوتنا التذكير بمحاولات إبقاء السيطرة على لبنان بعد خروج الجيش السوري بالتكافل والتضامن مع إيران وحلفائهما اللبنانيين، من بينها إحجام سوريا عن تقديم الوثائق والخرائط إلى مجلس الأمن والتي تؤكد ملكية لبنان مزارع شبعا لتصبح مشمولة بالقرار 425 بدل ربطها بالقرار 242. كل ذلك لإفساح المجال أمام "حزب الله" لتقوية دويلته واستمرار توسعه بوسائل مالية مشبوهة وملتوية أو بتوسل القوة والسلاح ولتسهيل تسلل الدولة الفارسية إلى العمق العربي بعنوان "المقاومة والممانعة".

ثالثا، نضم صوتنا إلى أصوات أساتذة الجامعة اللبنانية لرفع الظلم اللاحق بهم وبالجامعة على الأصعدة كافة ونرى أن الوقت حان لرفع اليد عن هذه المؤسسة الوطنية المميزة وإبعاد الكيد السياسي عنها وعن أهلها. فمن الضروري والواجب التقيد بقوانينها وأنظمتها بالنسبة إلى تعيين رئيس وعمداء ومدراء تكون اليد الطولى في تعيينهم لأصحاب الحق المؤتمنين على الأجيال الصاعدة. ومن الضروري والواجب أيضاً إنصاف الأساتذة متفرغين ومتعاقدين لإبعاد شبح العوز عنهم وتمكينهم من استثمار مواهبهم وكفايتهم وعلمهم في خدمة التعليم العالي الذي هو ركن وعنصر قوة للبنان".

 

رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون ليس أمام حزب الله سوى تمرير مشروع التمويل

 البطريرك جرح كلّ لبناني مسيحي... وجنبلاط عاد الى أفكاره الواقعية السابقة  

باتريسيا متّى

شددّ رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون أن مشروع الكهرباء لم يمرّ بشروط قوى 8 آذار والوزير باسيل وعمّه معتبراً اياه انتصاراً لقوى المعارضة خصوصاً بعد أن تبين أن باسيل يسعى لاتمام صفقة مالية يستفيد منها وتياره من خلال تمرير هذا المشروع لافتاً الى الضوابط الادارية التي مررّ على أساسها المشروع".

شمعون الذي رأى في حديث خاص أدلى به لموقع 14 آذار الالكتروني أن باسيل لم ينجح بتمرير صفقته، تمنى أن يتم الوصول الى اتفاق حول هذا المشروع في المجلس النيابي لأن الكهرباء أزمة يعاني منها كل اللبنانيين ولا يجب استعمالها للمزايدات السياسية والمصالح".

أما في مسألة المحكمة الدولية، أشار شمعون الى أن الحكومة لم ترد التطرق في جلسة الأمس الى هذا النمووضع لأنه يشكل معضلة بالنسبة لها خصوصاً مع اختلاف الآراء المسيطر عليها مؤكدا على أنه لا حلّ أمام الرئيس ميقاتي سوى تمويل المحكمة لأن عدمه سينهي عمر الحكومة".

واذ جددّ شمعون التأكيد على أن الحكومة هي حكومة الشقيقة وحزب الله، لفت الى أنه لا يمكن لحزب الله سوى الموافقة على تمرير مسألة التمويل اذ لا يمكن الخروج عن قرارات الأمم المتحدة لما لذلك من انعكاسات على لبنان اضافة الى أنه سيواجه استقالة ميقاتي", لافتاً الى أن "مصلحة حزب الله تكمن في استمرار الحكومة لأنه يسيطر عليها".

وأضاف:"لن يسمح الحزب بسقوط الحكومة لأنها ستكون نهايته خصوصاً وأن المعايير والمعادلات ستتبدل في ظلّ ضعف راعيه الاقليمي السوري والأكثرية ستصبح أقلية", مؤكدا على أن الحكومة المقبلة التي سنؤلفها نحن لن تكون ائتلافية كما السابقة بل من لون واحد كما فعل حزب الله".

من جهة أخرى، لفت شمعون الى أن النائب جنبلاط قد عاد الى الأفكار التي لطالما تبناها سابقاً", مشيراً الى الضغوط التي تعرض لها والتي لا زال يتعرض لها الا أنه برهن أنه "لا يمكن الخروج من الواقع المتمثل بعدم إمكانية الوقوف ضدّ الشعوب العربية وارادتها بتقرير مصيرها".

شمعون الذي اعتبر أنه من الصعب أن يعود جنبلاط الى صفوف 14 آذار، اعتبر أنه ليس المهم تحالفه معنا بل الأساسي هو بقاؤه على الثوابت الأساسية".

كما علّق على مواقف البطريرك الراعي الأخيرة، فرفض اعتبارها "غيمة صيف", مشددا على أنه "أدلى بهذا التصريح الذي لا يمكن سحبه والذي أعتبره كلاماً غير مقبول من البطريركية لأنه جرح كل لبناني مسيحيّ ، فنحن لا ننسى العذابات التي نلناها من نظام الأسد الذي دافع عنه الراعي وحتى الساعة لا زال عدد كبير من أبناء طائفتنا في سجونهم".

وأضاف: "تبريراته لم تقنعني لأن الحديث قد حصل ولو لم يكن مقتنعا به لما قاله", معتبراً أن "العماد عون اما أنه فقد ذاكرته أو أنه ظنّ أن بكركي هي براد فذهب لزيارته".

* موقع 14 آذار

 

الصحافي نوفل ضو:ما يجري في الحكومة مناورات سياسية لا تنفع. على ميقاتي الاستقالة... والايام كفيلة بتوضيح موقف البطريرك الراعي  

 موقع 14 آذار/سلمان العنداري

رأى عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار الصحافي نوفل ضو "ان ما يجري اليوم داخل الحكومة في ما يختص ببند تمويل المحكمة الدولية هو عملية توزيع ادوار ومناورات سياسية لا تنفع. فإذا كان الرئيس نجيب ميقاتي جاداً في تمويل المحكمة، عليه ان يذهب في هذا الموضوع الى مجلس الوزراء، وان يفرض رأيه على اعتباره رئيساً لهذه الحكومة"، داعياً اياه الى الاستقالة "في حال فشل في ذلك، وليعترف امام الرأي العام ان هذه الحكومة ليست حكومته، بل حكومة "حزب الله" الذي يفرض رأيه عليها، كما انها ليست حكومة الوان متعددة كما يقال بل حكومة الرأي الواحد". ضو وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني قال: "ان عدم التصويت على بند تمويل المحكمة الدولية مسؤولية الرئيس نجيب ميقاتي بالدرجة الاولى، خاصة وانه تعهد امام اللبنانيين على شاشة التلفزيون بأن هذا الموضوع محسوم، وبالتالي يتوجّب عليه تحمّل مسؤولياته في هذا الخصوص، وان يقوم بما يجب عليه القيام به. والا فليترك لحزب الله ان يقرر عنه". وعن المعلومات التي تحدثت ان قوى 14 آذار تتداول احتمال تقديم اقتراح قانون نيابي معجل بواسطة مجموعة من النواب لتمويل المحكمة، اكد ضو ان "قوى 14 اذار ستقوم بكل ما يمكن لتسهيل عمل المحكمة، ولن توفر اي خطوة الا وستتخذها في هذا الخصوص".

وعلى صعيد مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة من سلاح "حزب الله" وعلاقته بالنظام السوري، قال ضو: "من المعروف ان "حزب الله" وسوريا لا يريدان حلفاء بل ادوات لا اكثر ولا اقل، والنائب وليد جنبلاط في مرحلة من المراحل اعتقد انه يمكن ان يكون حليفاً سياسياً لدمشق والحزب من الندّ الى الندّ، ويمكن ان يلعب دوراً وسطياً معيناً على الساحة الداخلية، فإختار الذهاب في هذا الطريق، الا ان طريقة تعاطي دمشق و"حزب الله" معه اثبتت العكس".

واضاف: "لوليد جنبلاط الحرية السياسية الكاملة في مقاربة المواضيع كما يشاء، الا ان موقف سوريا و"حزب الله" في المرحلة الراهنة يعطي الحق لقوى الرابع عشر من آذار في مقاربتها". وتابع ضو: "هؤلاء لا يريدون حلفاء ولا فرقاء سياسيين يتمايزون عنهم بالرأي، بل يريدون الاحتماء بمظلات سياسية يوزعون عليها الادوار تماماً كحال النائب ميشال عون، وبالتالي فمن الطبيعي ان يكون وليد جنبلاط مهما اختلفنا في الراي معه في موقف مختلف مع العماد عون، خاصة وانه لا يقبل ان يكون اداة في يد احد، وله وجهة نظره السياسية ومقاربته الخاصة للمواضيع تبعاً للمعطيات القائمة، وهو الاقدر على ان يحكم على الامور التي تجري معه الان وان يأخذ منها العبر".

وعلى صعيد مواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الاخيرة، قال ضو: "ان مسألة توضيح كلام البطريرك الاخير تعود له شخصياً. فهو نفسه اعتبر ان ما نُقل عن لسانه جرى تحريفه وفُسّر في غير معناه الحقيقي، وبالتالي فالايام القليلة المقبلة هي الكفيلة بتوضيح ما قصده".

ورأى ضو ان "بعض المؤشرات حصلت في اليومين الماضيين يجب اخذها بعين الاعتبار. فبالاضافة الى توضيح البطريرك الراعي لكلامه، فإن كلام النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة الذي ترأس نيابة قداس الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لاغتيال الرئيس بشير الجميل واضح للغاية عندما قال كلاماً اعتبر فيه ان سلاح حزب الله يستقوي بالخارج، وانه ليس مادة حوار بل مواجهة".

واشار ضو الى ان "موقف المطران ابو جودة الذي مثّل البطريرك الماروني في القداس يتلاقى مع الموقف التاريخي للبطريركية المارونية، كما يتلاقى مع النداء الاول الذي صدر قبل نحو 10 سنوات والذي شارك البطريرك الراعي في صياغته عندما كان مطرانا"، متوقعاً ان "تعود الامور الى مجراها الطبيعي، وان تعود بكركي الى موقفها التاريخي المعروف".

 

الصحافي سيمون ابو فاض:دمشق تضغط نفسياً على جنبلاط وتوتر ميقاتي – عون لن يُسقط الحكومة

والحديث عن عودة طاولة الحوار ليس الا تغطية للواقع غير الشرعي  

سلمان العنداري/ موقع 14 آذار

علق الصحافي سيمون ابو فاضل على كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي اعرب عن ارتياحه لتوضيح البطريرك الراعي لمواقفه الاخيرة التي اطلقها من فرنسا، فاعتبر انه "اذا كان ما اعلنه البطريرك الراعي مُطمئناً وكافيا تكون صفحة الردود والتصريحات قد طُويت". ابو فاضل وفي حديث خاص ادلى به "لموقع 14 اذار الالكتروني" توقع ان ترخي مواقف البطريرك الراعي بثقلها على اللقاء المسيحي المرتقب في 23 ايلول الجاري، "اذ انه من الطبيعي ان يُصار الى مناقشة مواقفه واستعراضها مع الاقطاب الاربعة". ورأى ابو فاضل ان "رد النائب جنبلاط على كلام الراعي ينطلق من منطق يقول بأن الحديث عن تحالف الاقليات في المنطقة سيؤدي الى مزيد من التطرف والتعصب والتكتل المذهبي، وسيزيد الشعور بالتهديد وعدم الامان".

وتعليقاً على الاصوات المطالبة بالعودة الى طاولة الحوار وتطبيق مقرراتها، اعتبر ابو فاضل "ان العودة الى طاولة الحوار في هذا التوقيت السياسي لن يكون الا لتغطية هذه الحكومة والى تامين غطاء لما حصل في السابق من اسقاط الحكومة ومن استمرار استعمال السلاح والتهديد في الضغط السياسي، ومن هنا اعتقد ان عودة طاولة الحوار لن تؤدي الى اي نتيجة ستؤمن استمرارية هذا الواقع غير الشرعي".

واضاف: "اذا كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يبحث عن دور، فهذا الدور لا يكون من خلال طاولة الحوار التي تغطي الواقع غير الدستوري القائم في البلد".

وعن بند تمويل المحكمة الدولية في ظلّ رفض كل من "حزب الله" والعماد ميشال عون، اعتبر ابو فاضل "ان تمويل المحكمة يمكن ان يمر عبر المجلس النيابي اذا تم احتساب كتلة 14 اذار مع نواب جبهة "النضال الوطني"، الا ان الموضوع يتخطى مسألة التمويل ويرتبط بكيفية تعاطي الحكومة المستقبلي مع المحكمة على اكثر من صعيد".

ولفت ابو فاضل الى ان "النائب وليد جنبلاط يقف مع تمويل المحكمة الدولية"، مستبعدا ان ينسحب من الحكومة الحالية، "بالرغم من مواقفه الاخيرة التي انتقد فيها سلاح "حزب الله"، وبعد الحملة السياسية التي تعرض لها من جانب قوى الثامن من اذار التي طالبت بمحاسبته على المواقف التي اتخذها تجاه النظام السوري وتجاوبه مع الثورة ومطالب الشعب".

واعتبر ابو فاضل ان "التوتر السياسي المتجدد بين كلّ من الرئيس نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون لن يؤثرعلى الوضع الحكومي، ولن يؤدي الى ذهاب الامور في مسار دراماتيكي قد يصل الى اسقاط الحكومة التي تشكلت على قاعدة خيارات استراتيجية لدى "حزب الله" وسوريا، وبالتالي من غير المسموح اسقاطها لخلافات سياسية حول مواضيع كالكهرباء او التعيينات الادارية، او لتسجيل النقاط لا اكثر ولا اقل".

واضاف: "ان المشروع الاساسي لبقاء الحكومة يتمثل بمواجهة المحكمة، وبتأمين غطاء لسلاح "حزب الله"، وان تكون متراساً في مواجهة القرارات الدولية التي تستهدف سوريا، خاصة بعد قرارات جامعة الدول العربية العربية والامم المتحدة, بالاضافة الى انها حكومة ظُلّ لحماية نظامها وللدفاع عنه. وبالتالي من غير المسموح للرئيس ميقاتي او عون تعطيلها او الانسحاب منها".

وعن العلاقة المتأزمة بين دمشق والنائب جنبلاط، في ظل الحديث عن تجميد للعلاقات بين الطرفين بعد كلامه الاخير، اعتبر ابو فاضل ان "دمشق منزعجة منذ مدة من تصريحات النائب جنبلاط عندما تحدث عن الثورة السورية وطالب الاسد بضرورة تنفيذ اصلاحات وتلبية مطالب الثوار، وبالتالي فان المعلومات التي تحدثت عن عدم تحديد الادارة السورية موعدا لجنبلاط (الذي نفى ذلك)، تهدف الى تشكيل حالة نفسية على جنبلاط لايصال رسالة مفادها انه تخطى حدوده في انتقاد النظام".

 

الصحافي والكاتب السياسي شارل جبور:خلفيات كثيرة لاستياء حزب الله من جنبلاط ومواجهة نصرالله ليست مع 14 آذار.

حزب الله مجبر على الخضوع لميقاتي... وعون يعيش على المواجهة المجانية  

باتريسيا متّى

رأى الصحافي والكاتب السياسي شارل جبور أن ما تواجهه الحكومة هو استحقاقات معيشية حقيقية تشكّل تحديات لأية حكومة, معتبراً أن "الأمور المطلبية ستأخذ طريقها بإتجاه الترجمة انطلاقاً مما يراه الرئيس ميقاتي مناسباً ولكنّ على القوى والنقابات والجمعيات أن تأخذ بعين الاعتبار قدرة الدولة على تقديم ما يمكن تقديمه كما أن تقوم بما في وسعها خصوصاً وأن وضع الخزينة لا يحتمل حجم المطالبات وسقفها ". جبور شددّ في حديث خاص أدلى به لموقع" 14 آذار" الالكتروني على "ضرورة موضوعية المطالبات", مشيراً الى أن "الحكومة الحالية ستتمكن على غرار حكومة الحريري من معالجة المطالب بشكل لا يؤثر سلباً على الخزينة مع تأمين جزء من المطالب المحقة".

ضعف حزب الله يجبره على الخضوع ومسايرة ميقاتي... الحكومة ستلتزم بالقرار 1757

أما في موضوع المحكمة الدولية، اعتبر جبور أن التباينات المسيطرة بين أعضاء الحكومة هي فعلية وليست توزيع للأدوار بين مكوناتها" لافتاً الى أن التباينات ناتجة عن سبب رئيسي هو الظرف الاقليمي السوري الذي جعل حزب الله بموقع الضعف مع مرور حليفه الاقليمي عملية ارباك كبرى جراء العملية الاضطرابية التي تشهدها سوريا".

وتابع: "ما يحصل ناتج عن ضعف حزب الله وعدم قدرته على ادارة وضبط اللعبة داخل الحكومة لأن مكوناتها وتحديداً الوسطيين فيها من جنبلاط الى ميقاتي بدأو يتفلتون من الضوابط التي سبق وفرضها", معتبراً أن "مواقف ميقاتي المشددة على التزام القرارات جديّة لأن التملص من التمويل سينعكس سلباً على شعبية وبيئة وعلاقات رئيس الحكومة ميقاتي الدولية وعلى وضع لبنان".

واذ لفت جبور الى "عدم قدرة لبنان على مواجهة المحكمة الدولية، تطرق الى مواقف ميقاتي الأخيرة والتي كان واضحاً فيها أنه لا يجوز أن يكون لبنان انتقائي لجهة القرارات الدولية معتبراً أنه على غرار التزامه بال1701 عليه الالتزام بال1757 ".

هذا وأكدّ جبور من ناحية أخرى أنه "لا مصلحة لحزب الله في الاصطدام بميقاتي نظراً لمرور الأول في لحظة حرجة والضغط على رئيس الحكومة قد يتسبب باستقالة الأخير الأمر الذي سيفقد حزب الله مفاصل السلطة التي سعى اليها جاهداً وقام بشتى الانقلابات بغية الوصول اليها", معتبراً أنه "لا يمكنه الا مسايرة ميقاتي لتمرير استحقاق صمود الحكومة".

جبور الذي رأى أن مسألة التمويل ستمرّ، أشار الى "تأثيرها على جمهور حزب الله الذي سيصاب بنوع من الاحباط نتيجة التعبئة التي تعرض لها من قبل لحزب حول اسرائيلية المحكمة الا أنه قد بدأ البحث عن الصيغ المناسبة لتمريره مشدداً على أن تجاوز هذا الاستحقاق لن يكون منّة من حزب الله أو قناعة من ميقاتي بل لأن الظرف السياسي الذي نمرّ به أضعف حزب الله وجعل ميقاتي في موقع ارضاء الحزب ولا يمكنه الا التجاوب والالتزام".

عون يعيش على المواجهة المجانية ... انهيار نظام الأسد ينعكس سلباً على بيئة عون وتحالفه المضرّ بالمسيحيين

أما عن مواقف العماد عون التصعيدية والشعبوية، قال جبور: "عون هو صوت حزب الله في الحكومة والبرلمان وهو يقول ما يطلبه منه الحزب ولكنّ لا تأثير فعليّ لمواقفه بل دوره فقط هو التعبير عما لا يمكن للحزب التعبير عنه مستذكراً أنه من وعد المسيحيين بمنصب المدير العام للأمن العام ولم يتمكن من ترجمة الوعد ووعدد اللبنانيين بخطة كهربائية فلم يلق أية مساندة من حزب الله الذي راعى شعور ومواقف جنبلاط وميقاتي وسليمان ولم يتموضع مع عون لافتاً الى أنه لم ينفذّ أيّاً من تهديداته بالاستقالة وذلك لأنه غير مسموح له تجاوز الخطوط الحمر التي وضعها حزب الله". وأضاف: "لا يجب الاستناد الى ما يقوله عون لأن كلامه لا يخرج عن سياق التهويل، فهو يعيش على البروباغاندا الاعلامية وعلى المواجهة المجانية من أجل ابقاء شعبيته ويفتعل مواجهات مقصودة مع الطائفة السنية للمحافظة على ما تبقى له من الشعبية المسيحية التي بدأت تتهاوى وتتراجع نتيجة خسارته المشروع الذي أدخل فيه المسيحيين من خلال التحالف مع سوريا", موضحاً أن "الإنهيار الأخير انعكاس كبير على بيئة عون وتحالفه الخارج عن الاطر الطبيعة اللبنانية والمسيحية".

 

علوش لـ"ليبانون فايلز": عون ملك المعارك الوهميّة... ووثائق "ويكيليكس" خلقت أزمة ثقة بين بري وحزب الله

ندعم أيّ توجّه لدعم المحكمة وموقف ميقاتي يكسر القرار بإسرائيليّة المحكمة

ليبانون فايلز/ ليال أبو رحال

اعتبر عضو المكتب السياسي في تيّار المستقبل النائب السابق الدكتور مصطفى علوش أنّه "من الواضح الحرج الذي أصاب الثنائي أمل وحزب الله نتيجة وثائق "ويكيليكس" التي روّجوا لها سابقاً انطلاقاً من قناعتهم بمصداقيّتها"، متوقعاً أن تكون "قد خلقت مشكلة بينهما يحاولان التغطية عليها وعلى حالة عدم الثقة الموجودة بين الرئيس نبيه بري وحزب الله".

ورأى، في حديث لـ"ليبانون فايلز"، ردّاً على سؤال حول التعاطي بمكيالين مع وثائق "ويكيليكس"، أن "النفاق بات الشعار الرئيس لحركة أمل وحزب الله، ويعتقدون أنّه مسموح لهم من خلال ممارستهم التقيّة". وفي ما يتعلّق بالسجال الحاصل بين مكوّنات الحكومة، أشار علوش الى أنّ "القلّة تؤدّي الى النقار"، واصفاً الحكومة بأنّها "تجمّع مأزوم نتيجة أزمة راعيه الإقليمي النظام السوري، والتي دفعت كثيرين لمراجعة حساباتهم والباقين لإصدار التهم ضدّ بعضهم البعض نتيجة عدم قدرتهم على التعامل مع الوقائع الجديدة". وتوقّع أن يتّجه الوضع داخل الحكومة الى "مزيدٍ من التأزم مع اقتراب نهاية النظام السوري".

وأكد علوش، تعليقاً على الموقف الأخير لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي من تمويل المحكمة، "أنّنا ندعم أيّ توجّه لدعم المحكمة بغضّ النظر عمّن يتقدّم به لأنّ هذا الامر يشكّل التزاماً لبنانيّاً مع المجتمع الدولي"، معتبراً أنّ "موقف ميقاتي يكسر قرار حزب الله بمسألة اسرائيليّة المحكمة، وبالتالي قبوله بالمشاركة في حكومة تؤيّد المحكمة الدوليّة، ما يعني أنّ حزب الله إما يؤيّد محكمة اسرائيليّة أو عليه أن يترك الحكومة". ووصف علوش النائب ميشال عون بأنّه "ملك المعارك الوهميّة الذي لا يظهر على الإعلام بشكلٍ دوريّ من دون أن يخلق معركة جديدة أمام مناصريه"، منتقداً "نوعاً من الحقد يضمره بشكلٍ مذهبيّ ويحاول تفجيره بين فترة وأخرى".

ورأى أنّ قراءة النائب وليد جنبلاط لموضوع السلاح هي "قراءة جيّدة ومستجدّة وتهدف لحماية لبنان من دمار مستمر تسبّبت به قرارات حزب الله "المغامراتيّة".

وتعليقاً على كيفيّة مقاربة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للوضع السوري، قال علوش: "عاد البطريرك وخفّف من وقع التصريحات المنسوبة اليه، وبالتالي فإنّ كلامه الأخير هو ما يجب أن يُعوّل عليه"، لافتاً الى أنّ هذه المواقف "تفتح مجالاً للحوار بين المجموعات التي يتكوّن منها المجتمع اللبناني".

وشدّد علوش، في الشأن السوري، على أنّ "أيّ نظام ديكتاتوري قائم على الشموليّة وضرب حقوق الانسان وحريّته وكرامته الانسانيّة لا يستطيع أن يتراجع لأنّ أيّ تغيير سيؤدّي الى سقوطه"، مشيراً الى أنّ "ما أعلنه الرئيس السوري بشار الاسد من إصلاحات وهميّة لم تطبّق ومحاولته التمسّك بالحكم والاستمرار والاستيلاء على السلطة اقتربت من نهايتها". وأبدى تخوفه من أن "يجرّ هذا النظام سوريا الى حرب أهليّة إلا إذا حصل أمر دراماتيكي وغيّر الوقائع كلّها".

 

مصادر ميدانية لـ"NOW Lebanon": عنصر حزبي ينتزع كاميرا من أحد جنود اليونفيل في القنطرة ويفرّ

أفادت مصادر ميدانية موقع "NOW Lebanon" أنه بينما كان جنود من الكتيبة الأندونيسية العاملة في اليونيفيل يقومون بشراء بعض الحاجيات الخاصة من أحد المحال التجارية في بلدة القنطرة، تقدّم منهم عنصر حزبي وقام بانتزاع كاميرا تصوير من أحد الجنود وتعرض له بالضرب. ثم جرى تلاسن بين العنصر الحزبي وبين الجنود الدوليين، فتدخلت دورية من الجيش اللبناني وعملت على تطويق الإشكال، في حين فرّ العنصر الحزبي حاملاً الكاميرا التي انتزعها باتجاه مجهول، فيما يقوم الجيش الآن بتسيير دوريات في البلدة.

 

ويكيليكس...نبيه بري قايض تجميد المحكمة الدولية بفتح المجلس النيابي...وقال: نصرالله مصاب بهاجس (بارانويا) هذه المحكمة بإعتبارها أهمّ الملفات السياسية  

 موقع 14 آذار /طارق نجم 

وثيقة خاصة اخرى صادرة عن السفارة الأمريكية في بيروت تحمل الرقم المرجعي 07BEIRUT118 وتعود لتاريخ 23 كانون الثاني 2007، تكشف الدور الذي كان يلعبه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والسياسة التي كان ينتهجها المرتكزة على كونه مندوباً لحزب الله يسوق لأفكاره ويحاول الدفاع عنه علناً ليعود فينتقده ويهاجمه في السرّ. ولكن أهم ما أبرزته هذه الوثيقة أنّ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كانت وراء جميع الاعتصامات والإضرابات ونصب الخيم وحصار السراي وإقفال المجلس، وقد فاوض نبيه بري من أجل تجميد عملها مقابل إعادة الحياة السياسية للحكومة ومجلس النواب وللبلد بشكل عام. ففي هذه المذكرة الأمريكية التي نشرها موقع ويكليكس بتاريخ 30 آب 2011، نطلّع على ما جاء في اجتماع 22 كانون الثاني حين أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري على "المعلومات التي وردته من أنّ حسن نصر الله وميشال عون عازمين على استعمال جميع الوسائل الممكنة في مظاهرة اليوم التالي أي 23 كانون الثاني من اجل الضغط بشكل فعال للتوصل إلى اتفاق شامل لتشكيل الحكومة، وقانون انتخابي جديد، واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية".

في هذا الاجتماع، "أصرّ بري على أنّه على الرغم من المؤشرات الكثيرة الأخرى، تبقى المسألة الأساسية هي المحكمة الخاصة بلبنان". وقد قدّم بري في حديثه عرضاً فحواه "أن يقوم ائتلاف 14 آذار على استعداد لوقف عمل المحكمة الى ما بعد التقرير النهائي للجنة التحقيق الدولية برئاسة براميرتز في حزيران 2007، فإن اتفاق شاملاً قد يبصر النور يتعلق بتشكيل الحكومة، ووضع قانون انتخاب جديد، وامكانية اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بشكل سريع".

وفي تفاصيل ما جاء في المذكرة، فإنّ "زعيم حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري قد التقى السفير والمساعد الخاص في مكتبه في عين التينة في ذلك اليوم بحضور مستشار علي حمدان لينضم اليهم لاحقاً شقيقه محمود بري والنائب علي بزي. وأقرّ بري مع ما قاله السفير بأنّ كلاً من حسن نصر الله وميشال عون قد أبديا لغة عدوانية استثنائية في مطلع الاسبوع الماضي في محاولة لحشد الدعم للإضراب العام يوم الثلاثاء".

وأكد بري أن "استمرار المأزق الراهن مع استمرار المظاهرات سيدمر ما تبقى من نشاط اقتصادي في البلد. كما حذر من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة في مظاهرة الغد وستكو بالتالي كارثة". وبحسب ما أفاد به بري "فإنّ المشكلة كلها تدور حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ومردداً الرأي الذي أعرب عنه مبعوث الامم المتحدة غير بيدرسن في 18 كانون الثاني، فقد صرح نبيه بري ان حسن نصر الله مقتنع أن الهدف الحقيقي للمحكمة الدولية هو حزب الله ولن يوافق أبداً على أي حلّ يتيح تشكيل المحكمة من دون ضمانات تضع حزب الله بمنأى عنها".

وبحسب قول بري فإن "اتهامات وليد جنبلاط، وعلى الملأ لحزب الله بالتواطؤ في كافة الاغتيالات الأخيرة، قد غذى الهاجس (البارانويا) الموجود لدى نصر الله حول أنّ المحكمة مصممة للمحاكمات السياسية، وليس لتحقيق العدالة. إن جميع المسائل الأخرى التي تستهلك الكثير من الخطاب السياسي في لبنان (مثل قانون الانتخابات، والانتخابات النيابية،الانتخابات الرئاسية، وتمثيل الشيعة في مجلس الوزراء، تشكيل المجلس الدستوري) كلها قضايا ثانوية بالنسبة لنصر الله، وفقاً لبري، والحلّ يكمن هنا".

بري الذي تناول موضوع "أنه في حال كان رئيس لجنة التحقيق الدولية المفوض براميرتز سوف ينهي تحقيقاته بحلول نهاية حزيران 2007، فيمكن طرح الحل التالي: تجميد إنشاء المحكمة حتى بعد صدور تقرير براميرتز النهائي بحيث يضمن نصر الله أن حزب الله ليس من بين المتهمين. وهذه الأثناء، يمكن للدولة استئناف أعمالها تنفيذياً وتشريعياً. وعند ذلك، سيسمح بري للبرلمان بالانعقاد في اذار للنظر في الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي اقترحتها الحكومة، بما في ذلك إصلاح النظام الانتخابي. وقال انه سيدعم أيضاً توقيت الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني 2007، والانتخابات البرلمانية في عام 2009، إلا اذا قرر المجلس النيابي غير ذلك". الرئيس نبيه بري أعاد التأكيد على "أن قيادة حزب الله مقتنعة أنّ الولايات المتحدة لديها أجندة سرية للمحكمة الدولية التي ستهدد وجود الحزب. وحالما يتأكد حسن نصرالله من أنّ حزب الله لن يكون تطاله المحكمة، فإنّ بري يصر على أنّ موافقة عليها من المجلس النيابي ستصدر سريعاً. وبحسب المذكرة الأمريكية، وصف نبيه بري رفيق الحريري بأنّه "صديقه المفضل" وأنه يريد المحكمة الخاصة وأنه في حال وجد مسؤولون سوريون من بين المتورطين فليس بامكان احد الدفاع عنهم".".

 

دور المسيحيين في الربيع العربي

وليد شقير/الحياة

من إيجابيات الضجيج الإعلامي الذي تسببت به ردود الفعل على تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي، والتي طرح فيها مخاوف مسيحية من بعض أوجه الربيع العربي، والتغييرات التي يحدثها، لا سيما في سورية، أنه أطلق نقاشاً علنياً وضمنياً حول الدور المسيحي في الحقبة الجديدة التي يشهدها العالم العربي أولاً، وتداعيات أحداثها ثانياً.

وهو نقاش لا يلبث أن ينقل التفكير بالأمر الى ما هو أوسع، ليشمل دور الأقليات وموقعها في التغيير، وما سينجم عنه من معادلات.

قد لا يكون البطريرك الراعي قصد إطلاق هذا النقاش الذي يتعدى اللحظة السياسية الى ما هو أعمق، لكن تفاعلات مسارعته الى الحديث عن القلق من أن يدفع المسيحيون ثمن تولي «الإخوان المسلمين» الحكم في سورية، ومن «تحالف السنّة فيها مع سنّة لبنان ما سيزيد التأزم مع الشيعة»، والذي سبقه كلام عن إعطاء فرصة للرئيس السوري بشار الأسد لتنفيذ الإصلاحات، لن تقف عند حدود ما سيرتبه ذلك في الحلبة السياسية اللبنانية، التي يسهل فيها إخضاع عناوين كهذه للاستثمار في الخصومات والانقسامات القائمة راهناً.

والتفاعلات الأهم من الجلبة السياسية الداخلية حول كلام البطريرك هي تلك التي ظهرت وستظهر في ثلاث دوائر مهمة معنية بما قاله هي: دائرة مجلس المطارنة الذي يحوي رأياً آخر غير رأي البطريرك في شأن الموقف من النظام السوري ومن سلاح «حزب الله» الذي ربطه الراعي بالاحتلال الإسرائيلي، ودائرة الفاتيكان الذي بموازاة قلقه على أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط من تنامي الأصوليات، كان له موقف من أحداث سورية عبّر عنه البابا بنديكتوس السادس عشر في 8 آب (أغسطس) الماضي حين وجّه في صلاة التبشير «نداء ملحاً الى السلطات والسكان في سورية لإعادة إحلال التعايش السلمي في أسرع ما يمكن والتجاوب في الشكل الملائم مع تطلعات المواطنين المشروعة بما يراعي كرامتهم ويدعم الاستقرار الإقليمي» وتوجه الى السفير السوري في الفاتيكان مطالباً الرئيس الأسد «بالأخذ بتطلعات المجتمع المدني والهيئات الدولية».

أما الدائرة الثالثة، فهي فرنسا التي عبّرت للراعي عن خيبتها من كلامه.

لقد طرح قلق البطريرك السؤال عما إذا كان للكنيسة في لبنان التي لديها المشروعية في التعبير عن هواجس مسيحيي الشرق ككل، موقف جديد حيال الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستقبل الآتي، الذي سيشهد تغييرات حتمية بحكم الربيع العربي. فالبطريرك انطلق من فرضية أن النظام السوري سيزول حين انتقل الى الهاجس حيال ما بعده. وهي فرضية ما زالت خاضعة للأخذ والرد، إلا إذا كان أخذه بها جاء نتيجة التأكيد الفرنسي له أن «النظام انتهى» وقاده ذلك الى استعجال التعبير عن الهواجس.

في كل الأحوال يقتضي البحث عن أجوبة على الأسئلة المسيحية حول ما بعد الثورات العربية انطلاقاً من التدقيق أكثر في حقيقة الحركات الإسلامية المشاركة فيها. وفي هذا المجال يدعو المعارض السوري الكاتب ميشال كيلو في مقابلة صحافية نشرت قبل يومين الى النظر الى هذه الحركات ليس انطلاقاً من تجارب سابقة في السبعينات حين استندت الى شعار «الحاكمية» وتكفير الآخر وأنها الآن باتت تطالب بالدولة المدنية وبالتعددية.

لكي يستقيم النقاش الجدي حول موقع المسيحيين بعد الثورات، يفترض عدم ربط ذلك ببقاء نظام ما أو ذهابه. فالتغيير الذي تقبل عليه المنطقة ناجم عن تراكم عقود من الظلم، هذا فضلاً عن أن القلق من أن تكون واجهة هذا التغيير سنّية لا يصح في كل الحالات، إذ أن واجهته في العراق الذي تخلص من الديكتاتورية هي شيعية. والحركات القومية في المنطقة سبق أن اعتمدت شعارات وتسميات إسلامية نشهدها الآن في أيام الجمعة من باب التعبئة الشعبية نظراً الى أنه يوم الصلاة الذي يتجمع خلاله المواطنون، بل أن وسائل التعبئة هذه وجدت مكاناً لشعار يوم الجمعة العظيمة في عيد الفصح، بل إن قادة قوميين علمانيين ومسيحيين سبق أن استخدموا وسائل التعبئة الإسلامية (ميشال عفلق وجورج حبش...).

والحقبة الراهنة من التغيير في المنطقة لن تتمكن الأقليات الطائفية من الوقوف في وجهها إذا صح الافتراض بأن الأكثرية السنّية وحدها هي وقودها وهي التي تستفيد منها.

أقصر الطرق الى تجاوز القلق مما بعد الثورات أن يلعب المسيحيون دوراً ريادياً في تعميم ثقافة حقوق الإنسان والديموقراطية وتداول السلطة وإشاعة الحريات، التي يقوم وجودهم في وسط الأكثرية على تكريسها.

 

 حزب الله» والتفكير في معزل عن الانتفاضة

بشير هلال/الحياة

مع تسخين لهجة الخطاب السياسي بين الثنائي الشيعي و «المستقبل»، اثر صدور وثائق جديدة عن «ويكيليكس» تُظهِر انعدام تأييد «حزب الله» حتى لدى حلفائه وضمنهم قيادة «أمل»، يبدو عديم الاحتمال مُجرَّد التفكير في تسوية لبنانية «تاريخية» أو حتى مرحلية. تسخينٌ يأتي في غير شروطه الزمنية كأنه استمرارٌ لما عناه انهيار اتفاق الدوحة و «السين سين» وحكومة الوفاق الوطني الحريرية. وهو انهيار أنجزه فريق 8 آذار لاعتقاده بإمكان تحقيق انتصار حاسم على خصمه الـ14 آذاري بسبب فائض القوة العسكرية والتحشيدية لقائده الفعلي «حزب الله»، ولما بدا من انتصار حلفائه الإقليميين على «المعتدلين» العرب ولقرار الحزب استباق المحكمة الدولية وأعمالها بتغيير في الحكم وعلى الأرض يجعل استمرارها غير ذي بال.

الإشكالية أن الحزب يبدو عبر التسخين الاعلامي كما لو أنه يُفكِّر اليوم كما وبما كان بإمكانه أن يفعل قبل انبثاق ثم تبلور الانتفاضة السورية وغلبة رمزيتها على المشهد السياسي العربي، متجاهلاً بذلك احتمال تدمير معبرٍ إلزامي ونظامٍ حليف ومجابهة شروط وجودٍ غير مسبوقة وغير آمنة.

إلاّ أنه سيكون تبسيطاً غير واقعي الاعتقاد أنه سينهار بين ليلة وضحاها. فالحزب تجاوز مرحلة النشأة المدعومة ثم الصعود المضبوط بالهيمنة الأمنية والسياسية للنظام السوري قبل انحلالها النظري، وانتقل خصوصاً بعد حرب تموز الى حافظٍ لآثارها وشخوصها ومُعيداً تأهيلها وتدويرها بقيادته ولصالح توازنٍ جديد بينه وبين الحليف القريب كما داخل الثلاثي الذي يقوده مركز «الثورة الاسلامية» الايراني في تحولاته الجهازية ما بعد الخمينية. فتبعيته للتمويل والتسليح الايرانيين وللمعبر والدعم السوريين لا تزال مهمة لكنها غدت نسبية.

وثمة سببان آخران لعدم الاندفاع في القول بحتمية انهيار سريع للحزب:

الأول، لأنه ليس مُجرَّد مشروع اقليمي في لبنان على ما يقول البعض. فهو لم ينغرس بسبب «نسبه» الإيراني ومحموله التيولوجي المذهبي، بل لأنه التقى أساساً مع مصالح وتمثيلات الهوية الطائفية الفرعية المُزدادة فاعليةً بتحلُل المُشترَكات العامة والدولة والمشاريع السياسية العامة خلال الحروب المتناسلة وما تضمنته من تهجيرٍ واحتلال واجتياح ووصاية ومقاومة.

والثاني، لأن سياسة سورية المستقبل من الحزب ستكتفي على الأرجح بإنهاء دعمها وتسهيلاتها الاستثنائية الفوق دولتية له دونما صدام عنفي معه، ضمن منظور إعادة بناء الدولة وسياستها الخارجية بما ينهي الممانعة الأسدية المخاتلة ونتائجها التفتيتية ويُوفِّر شروط بناء آليات ضغط عربية فاعلة على إسرائيل لإنهاء احتلالاتها وإقامة الدولة الفلسطينية.

وبالتالي فالحزب سيكون امام وضعٍ يُصعِّب شروط عمل تنظيمه العسكري ويُنقِص حجم الشرائح المرتبطة مداخيلها جزئياً او كلياً به. وهي وجهة تضعه على قدم المساواة مع تنظيمات أخرى سبق لمعظمها أن شهد أوضاعاً مماثلة. كما تتيح إضعاف العصبيات التي يستثيرها السلاح وهيمنته وتقليص غلبة الأحادية السياسية والاثنينية التنظيمية الشيعيين. ما يفرض على الحزب تحدِّي تعديل خطابه السياسي ويمنحه في الوقت نفسه فرصة إنهاء المعادلة القائلة إنه غير قابل جوهرياً للانخراط في «النظام اللبناني» على عكس «أمل» المنخرطة حتى العظم في تحاصصيته وتكراريته العقيمة. الأمر المرهون بدوره بتجاوزه للعبة التي اتقنها منذ نشأته والقاضية بتحويل الحرمان الاجتماعي والمناطقي والاحتلال إلى مظلومية مذهبية سياسية فاصلة للشيعة عن بقية اللبنانيين. وهي عملية بدأتها باعتدال وفي ظروف مختلفة حركة «امل» وحوّرتها الحركة الوطنية على طريقتها خلال الحروب المتناسلة عندما اعتمدت نظرية الطائفة - الطبقة.

في المحصلة ثمة توازن جديد بدأ ويستمر بالتشكل في غير صالح توطيد هيمنة الحزب بأشكالها المعتادة ومُزاوِجَتها بين التهويل بفائض القوة العسكرية والتحشيد الغرائزي وضد تفلُت تنظيمه العسكري وإسناده الاقليمي من أي ضبط دولتي. سيكون الأمر أقرب إلى عودة للتوازن وإرساءً للمشهد السياسي على أدوات وتمثيلات جديدة يفرضها «الربيع العربي»، وتنال بتأثيرها كل القوى السياسية في لبنان. توازنٌ لن يعني انهياراً طالما لا يتصدى الحزب لدفعه باستخدام مباشر وشامل للقوة ضد اللبنانيين الآخرين أو مُوارِِب عبر تفجير حرب إقليمية أو المشاركة في ما يُروِّج له النظام السوري من حرب أهلية تشمل البلدين ويعتقدها مُنقِذة لوجوده.

الإشكال اليوم أن الحوار الفعلي مستبعدٌ من القطبين، فيما تُلح التغيرات على تطلبه لمواكبتها وتأطيرها وإنهاء الانسداد الناجم عن هلهلة الدولة وحِدَّة الانقسامات الأهلية: حزب الله لأنه يتصرف و/أو يُحمَل من حلفائه الإقليميين على التصرف كما لو كان واثقاً بنجاة النظام السوري بما يعفيه، في اعتقاده، من أي حوار لا يؤدي إلى شرعنة هيمنته وانقلابيته ويتيح له استمرار خطابه التوتيري بتقديس السلاح ووضع أعضائه فوق القانون والقضاءين المحلي والدولي. والثاني يُفضِّل انتظار تحقُق العكس لمباشرة الحوار متذرِّعاً بيأسٍ راكمته التجارب الحوارية السلبية السابقة فيما «ينسى» أنه عقد مع هذا الحزب تحالفاً رباعياً وشكل معه حكومات عدّة، الأمر الأبعد أثراً من حوارٍ لم يغل يوماً بالأصفاد أطرافه.

يزيد المشكلة الرسميون الذين يتعاملون مع دعوة الحوار كما لو كانت تعويذة أو روتيناً يخفي طبخة حصى مهمتها تمديد وقت مُستقطَع من حرب مقيمة، أو - وهذا الأسوأ - أداة لتحويل عجزهم عن ممارسة وسطية حقيقية لا يملكون عناصرها وصفاتها إلى محاولة ضحلة لتمديد بقائهم الافتراضي. فتغدو السياسة سذاجة تجعل بقايا الدولة مجرَّد امتدادات للعصبيات الأهلية والقوى المهيمنة.

النتيجة استئخار متجدِّد لاطلاق آلية حوارية تُشكِّل بداية بحثٍ في بناء اجماعات جديدة تنطلق من عودة التوازن ومن استنتاج أنه لا خيار غير الحوار وأن «الحلول» العنفية أسوأ من المشاكل والظاهرات التي تدعي حلَّها. وهي إجماعات كان ولا يزال مُفتَرَضاً بحركة 14 آذار تصورها واقتراحها فيما لو عادت إلى روحية البدايات. ولا يعني ذلك الامتناع عن نقد سياسة «حزب الله» ومسؤوليته كَحائزٍ وكمُستَخدِمٍ أول للسلاح خارج الدولة، بل تقديم مخارج له ولطائفة يلجأ اليوم إلى القول بأنها مُستهدَفَة باستهدافه. ولكن؟

* كاتب لبناني

 

النظام السوري.. والسقوط العظيم! 

جوزيف مخلوف

يُفاجئني ظهور بعض الأقلام والأبواق التي ما زالت تمجّد الديكتاتورية السورية، تهللّ لها، وتدافع عنها بشراسة، رغم كل ما ارتكبته تلك الديكتاتورية العظيمة، من مآثر في حقّ شعبها والشعبين اللبناني والفلسطيني، وعلى مدى عقود طويلة. ثمّة خطأ ما في التركيبة الأخلاقية اللبنانية، لا يمكن لأحد أن يجد له تفسيراً.. ثمة أخطاء مُستفحلة، تٌقنع البعض بأن الأنظمة الدموية يمكن لها أن تستمرّ في دمويتها وبطشها واجرامها، من دون أن يكون لها نهاية. أليس معيباً أن نتناسى ما حصل عندنا، خلال ثلاثين عاما من الاحتلال، وماذا حلّ باللبنانيين؟ نتناسى كمية الأسلحة التي هُرّبت، والتي سُلّمت لأطراف مختلفين لاستكمال مشاهد القتل ، والمجازر التي ارتكبت، والوطن الذي نُهب ودُمّر؟ والمفقودين، كم هو عددهم يا تُرى، وهل ما زالوا أحياء؟ أجهل، كما الكثيرين، من اين يستقي هؤلاء المتشدقين معلوماتهم القيّمة التي يتحفوننا بها، أو حتى صحوة الضمير المفاجئة التي برزت فقط حين بدأ الشعب السوري يعي الحاجة الى الحرية والديموقراطية، وكأن هذا السوري الذي عانى ما عاناه، ليس جديراً بحياة هانئة، او كأن التجربة الديموقراطية لا تروق للكثيرين القابعين تحت احذية واقدام الاحتلالات المتكاثرة. نحن نفهم تماماً حرص البعض على حماية هذا النظام ، وفق سياسته المتبّعة منذ زمن، ونفهم أنهم سيلجؤون الى التسويف والمماطلة وتشغيل كل امكاناتهم من اجل تزوير الحقائق، وطمس ما يدور، لان الحقيقة لن تصب في مصلحتهم، وهذا امر مؤكد، وعكس ما يُشاع، لكن الخوف الاكبر، بعد سقوط هذا النظام، هو من ظهور حقائق افظع بكثير مما نعرف، قد مارسها المحتّل السوري على مدى اعوام طويلة بحقّ الشعب اللبناني ، وهذه الجرائم، لا يمكن لها ان تندرج تحت مسمى اخطاء عابرة شخصية لبعض من استلم زمام الامور في لبنان.

ان هذا النظام القمعي، مدان قبل ان تُصدر أية محكمة محلية أو دولية أحكامها، وهذه الادانة ليست في حاجة الى وثائق واختام، بل يشهد عليها غالبية الشعب اللبناني الذي عانى، وما يزال يعاني من ممارسات بعض الازلام السورية التي تتحفنا بالكثير من الدفاعات الغريبة عما حصل.. وما يدهش اكثر، الاتهامات لجهة سياسية معينة في الداخل، وكأن هذا الداخل الهشّ، بحاجة الى إضافات وانشقاقات، أنه يقوم بتمويل الانقلاب في الداخل السوري، متناسين هؤلاء الغيارى، أن الأنظمة الدموية المشابهة، لا بد لها من السقوط في يوم، وليست بحاجة لأي دعم. ان قلعة الصمود والتصدي، مملكة من ورق ، وجبهة للشعارات المزيفة التي وللاسف، وجدت طريقها الى رؤوس البعض الخاوية.. والاجمل من كل ذلك، ان الرئيس الأسد، ما زال مصرّاً على براءة نظامه، ويجاهر بذلك، اذ انه حتى اللحظة، لم يقتنع بان شعاراته وشعارات محازبيه ما عادت تنفع، وأن الجرائم التي يرتكبها بحقّ المدنيين، أبشع من أن تترجم أو تُبرر.. العالم مقبل على تغييرات ، نعيش فصولها كل يوم ، والسوريين جزء منها، سلمياً ربما، او بالقوة ، وكما اعتاد نظامهم على التعامل معهم.

مسكين هذا الشعب، ومسكين ايضاً الشعب اللبناني الذي ما زال يصدّق مرجعياته التي تدافع عن هذه الأنظمة. لقد خلقنا، وعلى مدى سنوات طويلة، وهماً بانفسنا، فصدقناه ثم سرنا في طريقه مهللين. ابواب الحرية لن تقرعها الا الايادي المولودة من رحم الحرية، وليس من رحم القمع والذل والاستسلام.. وكما نعرف تماماً، ان الذي ولد في القهر، لا يمكنه معانقة حريته في أيام قليلة، لكن الفجر بدأ يلوح، ولن تقوى حفنة من المجرمين، ان توقف زحفه ولو بعد حين.

 

 هل نجح أصحاب العمائم السوداء في سحق الحركة الخضراء

د. عبدالعظيم محمود حنفيالسياسة

مر اكثر من عامين على اعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لفترة رئاسة ثانية في 12 يونيو 2009 . واندلاع الحركة الاصلاحية الخضراء التي كانت اضخم تحديا للثورة الايرانية منذ قيامها عام 1979 , تلك الحملة التي كان شعارها "اين صوتي?" تعبيرا عن التزوير الواسع لنتائج الانتخابات  للابقاء على الرئيس نجاد رئيسا للجمهورية لفترة ثانية . و كان رد فعل الثالوث الحاكم بزعامة اية الله خامنئي قمعيا, وهذا الثالوث هم الحرس الثوري الايراني ورجال الدين المتشددين و"الباسيج" الذين هم بمثابة جيش شعبي تمت ادلجته باسم حماية الاسلام.

الواقع ان الثورة الخضراء, اذا كان قد تم قمعها, فانها اخذت في زرع بذور الشك في الركائز المحورية للجمهورية  الايرانية, وفي زعزعة العامل الايديولوجي الذي جسدته الثورة الاسلامية في ايران وهو عامل لم ينشأ مع تلك الثورة, بل له جذوره  في التاريخ الفارسي القديم عندما اصطلح الايرانيون على اعتبار السند الديني اساسا للسلطة السياسية, واعتقدوا في تمتع الملوك بتفويض من الاله "أهور افردا" لممارسة الحكم , ومع دخول الايرانيين في الاسلام اتخذ الصفويون من التشيع الاثنى عشري أداة لمقاومة خصومهم ثم لتوحيد بلادهم .وقد اعيد طرح الفكرة نفسها ولكن باسلوب مختلف, ومرد ذلك ان جوهر العقيدة الدينية الشيعية يتمثل في اعتبار سائر الحكام الدينيين مغتصبين للسلطة السياسية من الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري , لكنه يحض في الوقت نفسه على التريث في الثورة على الاوضاع الجائرة انتظارا لظهور المهدي المنتظر, واشاعة الحق والخير في ارجاء العالم, وعلى امتداد الفترة الفاصلة ما بين قيام الدولة الصفوية واندلاع الثورة الايرانية ظل التصور الشيعي التقليدي لدور الفقهاء ورجال الدين قاصرا على ممارسة الافتاء والقضاء "أي الولاية الخاصة" من دون الاشتغال بالسياسة او بإدارة الدولة "أي الولاية العامة" والاضافة الحقيقية التي جاء بها الامام الخميني تتمثل في كونه ارسى وكرس توسيع ولاية الفقيه  وانتقل بها من الخاص الى العام "أي من الافتاء والقضاء الى ادارة الدولة" وكان مدخله لتحقيق هذا الهدف هو تخويل الفقهاء النيابة عن المهدي المنتظر في الثورة على الحاكم المستبد ثم ممارسة الامامة.

هذا النموذج اضحى موضع تساؤل لان الحركة  الخضراء هي في روحيتها وجوهرها رفض لولاية الفقيه, وهذا احد المكاسب الكبيرة للحركة الخضراء, لان النظام القائم مكن الصفوة الحاكمة من جمع الثروة من دون ادنى محاسبة او خوف من انتقاد الشعب او المنظمات الدينية, والحركة الخضراء هي خطوة كبيرة ومجيدة من اجل الاصلاح من الداخل وهي تعتبر الحركة الاصلاحية  الديمقراطية الثالثة في التاريخ الايراني الحديث وكانت الاولى جسدتها الثورة الدستورية عام 1906 , عندما تحالف التجار والمثقفون ورجال الدين لمواجهة السلطة المطلقة للشاه وارغامه على الحد من صلاحياته وسلطاته من خلال تغيير الدستور وانشاء مجلس اعلى على غرار البرلمان  .

جاءت حركة الاصلاح الثانية في اعقاب انتخابات 1997 وتولي خاتمي رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية, وقد رسم خاتمي ستراتيجية حركة الاصلاح الثانية بالاشتراك مع نخبة من الطلبة والصحافيين والعلمانيين ورجال الدين والمثقفين ومسؤولين.

وقد اعتبرت هذه الحركة امتدادا للحركة الدستورية عام 1906 , والتي تلتها الجبهة الدستورية الوطنية في فترة الخمسينات من القرن الماضي. وقد ظل خاتمي قائدا لحركة الاصلاح الجديدة حتى محاولة اغتياله عام 2000 والتي اصيب من جرائها بجرح بالغ .ثم فقدت الحركة زخمها مع سطو المحافظين على البرلمان في فترة رئاسته الثانية .

الا ان الحركة الاصلاحية الثالثة وهي الحركة الخضراء هي الاشد عنفوانا والاكثر مواجهة وعمادها الشباب نتيجة لتشجيع الحكومة على كثرة الانجاب فأصبحت اكثرية الشعب من الشباب الطموح والمنفتح على افكار جديدة والرافض لفكرة الولي الفقيه غير الديمقراطية وساهم التضييق على الحريات واتساع نفوذ الحرس الثوري, وحكم احمدي نجاد الفردي, والعسر الاقتصادي وثورة المعلومات والاتصالات كلها ساهمت في ان يصبح الشعب الايراني حساسا جدا بالنسبة الى نوع الحكم القائم على الفردية او نظام الصفوة او النخبة الحاكمة, وربما ساهمت هذه الظروف في نضوج الشعب الايراني, وزيادة ادراكه بأن له كل حقوق المواطنة وليس الشعب كالقطيع ينقاد وراء من يسوقه. وقد استرجعوا عبارة استاذ للتاريخ كان قد اعدم في فترة الاصلاح الثانية  نتيجة تصريحه  بأنه ليس على المسلمين ان يتبعوا رجال الدين مثل القرود.

رغم التأييد الشعبي في ايران لحركة الاصلاح الثالثة  الا انها كشفت عن ضعف في بنيتها الاساسية اي من الناحية الايديولوجية, وهذا يعني ان حركة الاصلاح قاصرة عن الانتصار حيث تفتقد الى خطة اصلاح حقيقية ومتكاملة لكي تجتذب مزيدا من التاييد الشعبي ورجال الدين ايضا. وهي لم تستطع مواجهة حملات القمع التي يشنها اصحاب العمائم السوداء وربما يرجع ذلك لقلة الخبرة والحذر الشديد. وهناك اعتقاد سائد بين المصلحين السياسيين في ايران ان لابد من تدعيم ثقافة الديمقراطية من خلال نظام تعليم سياسي يمكن ان يساهم في التحول السياسي والمؤسسي نحو الديمقراطية .وربما يخضع التيار المحافظ من السياسيين الى عملية التحول ويتبنى مبدأ المشاركة السياسية والتنازل عن سلطانه الى آخر لكي يحافظ  اصحابه على مصالحهم ومكاسبهم الاقتصادية .

* خبير مصري بالشؤون السياسية والستراتيجية

 

الضاحية "الضحية"!

علي ب. اسعد/السياسة

الضاحية "الضحية", ضحية حزب أشرف الناس القيمين عليها وأطهرهم , ضحية الشعارات المزيفة والمتزلفة التي تزين شوارعها وأزقتها المرفقة بصور لأسياد الضاحية ولأسياد طهران, الأحياء منهم والأموات, وللحظة تظن نفسك في طهران, ضحية التكاليف الشرعية والفتاوى الدينية. ضاحية بيروت الجنوبية, هذه المدينة وسكانها الشرفاء ضحية لعدد من العاطلين عن العمل وأصحاب السوابق في تجارة المخدرات, وسرقة السيارات, تراهم بأم عينك على جوانب الأزقة والطرقات. الضاحية هذه أصبحت جمهورية ل¯"حزب الله" ومأوى للخارجين عن القانون الذين ينتشرون بين أزقتها على دراجاتهم النارية الكبيرة والصغيرة والمهترئة, كأشكال أصحابها لسلب حقائب النساء, كما حدث أمامي, والويل لك إن طاردتهم فالكمين جاهز ٌ لقطع الطريق عليك لإبراحك ضربا ً, وجمهورية "سائقي الفانات" الذين باتوا يشكلون عصابات غير ملتزمة لا بالقانون ولا بوصاية قوى الأمر الواقع, وهم أيضا ً من أهم رجال الأعمال في تجارة المخدرات بالضاحية الجنوبية ومن الصعب جدا ً ردعهم نظرا ً الى انتمائهم العشائري, والويل لأي شخص يحتك معهم سواء أكان الحق معه أو عليه فغضب العشيرة سيسقط عليه. الأجمل من كل هذا موضة التعدي على الأملاك العامة ببناء الإستراحات أو المقاهي المنتشرة بكثافة لكتائب النرجيلة بأصواتهم العالية, وطريقة كلامهم المعسل الذي يتسم بنكهة ثقافة قلة الأدب وقلة الإحترام. طبعا ً هذه الحالة موجودة في أي مكان من لبنان, ولكنها في الضاحية "الضحية" موجودة بكثافة حيث لا من حسيب أو رادع, وممنوعٌ على الدولة أن تدخل, فإذا فعلت لا قيمة لها أمام قوى الأمر الواقع و"شبيحة" الأزقة.

الضاحية "الضحية" بمربعاتها الأمنية منها لـ"حزب الله" ومنها لتجار المخدرات ومنها ل¯ "شبيحة", فرض الخوة التي لا يستطيع أحد من أكثرية الناس الصامتة على مضض أن يتكلم مخافة ً من الأذى الذي قد يحصل له.

 في عام 2010 أطلق السيد حسن نصرالله في أحد خطاباته عنوان "النظام من الإيمان", لم يأت ِ على هذا العنوان هباء, فهو كان يعلم بكل ما يجري حوله, بكل شاردة وواردة بواسطة مخبري حزبه, ولما بدأ يستدرك الفوضى التي تعيشها الضاحية, وبعد فوات الأوان بدأ ينادي الدولة للدخول إلى الضاحية لكن إلى أماكن معينة ومحددة بواسطة حزبه, ما سبب إفشال الخطة لاحقا ً, لأن القانون والعدالة المجتزءين غير صالحين للتطبيق ومحكوم ٌ عليهما بالفشل, خصوصا ً في جمهورية الضاحية "الضحية" التي هي في واد ٍ والدولة في واد ٍ آخر والكل يغني على ليلاه.                      

* كاتب لبناني

 

الشيعي الأعلى" يحكم سيطرته على دور العبادة ردّاً على مسح عقاري أعطى بلديات حقّ ادارتها

عباس الصباغ/النهار

اصدر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان قرارا ا عتبر بموجبه المساجد والحسينيات والمصليات ودور العبادة "اوقافا خيرية عامة".

حمل هذا القرار الرقم 20 للعام 2011 وطلب من وزير المال تعميمه على امانات السجل العقاري والقضاة العقاريين للتقيد بمضمونه تركت السلطات اللبنانية للطوائف ادارة الاوقاف التابعة لها، وذلك بموجب قوانين عدة صدرت تباعا، وبالتالي اشرفت المؤسسات التابعة لهذه الطوائف على ادارة الاملاك والاوقاف التابعة لها دون تدخل من الدولة. والامر ينسحب على قوانين الاحوال الشخصية وما يستتبعها من معاملات كالطلاق والزواج والارث... الخ.

اما المساجد ودور العبادة والمدافن وغيرها فانها تتبع حكما لمؤسسات الطوائف المعترف بها. وبالنسبة الى الطائفة الاسلامية الشيعية فان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى هو الجهة الرسمية التي تدير الاوقاف التابعة للشيعة، وتشرف عليها، علما ان من العادات اللبنانية المنتشرة في المناطق تبرع الميسورين بعقار للأوقاف او بناء دار عبادة، واحيانا تبقى هذه العقارات ملكا لاصحابها في الدوائر العقارية، حتى بعد منحها للأوقاف، ما يعني ان الجهة المشرفة لا تملك المسجد او الحسينية، ما ينتج مشكلة عند اجراء معاملات رسمية او لاحقا عند حصر الارث او توزيع التركات.

الملكية والاشراف

اضافت اعمال التحديد والتحرير الاجباري في بعض المناطق الجنوبية مشكلة جديدة تكمن في تحديد مالكي الاوقاف من مدافن ومساجد، وذلك بعدما تم مسح وتسجيل بعض العقارات التي اقيمت عليها مساجد وحسينيات ومدافن على اسم "عموم اهالي البلدة" ما دفع المجلس الاسلامي الشيعي الى اصدار قراره القاضي باعتبار المساجد والحسينيات اوقافا خيرية عامة، وعلمت "النهار" ان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى اراد من قراره قطع الطريق على المجالس البلدية في البلدات التي تشملها اعمال التحديد والتحرير الاجباري، وبالتالي منع هذه المجالس من ادارة الاوقاف لان مجرد تسجيلها باسم "عموم اهالي البلدة" يعطي المجلس البلدي حق الاشراف والتصرف. وفي السياق تقدم المجلس الشيعي باعتراضات امام القضاة العقاريين في الجنوب بهدف اعادة تسجيل هذه الاوقاف "اوقافا خيرية عامة".

وفي السياق يوضح المحامي في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى نزيه جمول ان "الامر اثير سابقا خلال رئاسة الراحل الامام محمد مهدي شمس الدين للمجلس وذلك استنادا الى القانون الرقم 72 الصادر في 16 كانون الاول 1967 وكذلك القانون الرقم 20 الصادر في العام 1986 اضافة الى احكام النظام الداخلي للمجلس الشيعي". اما الرابط بين اصدار القرار الاخير ومباشرة اعمال التحديد والتحرير التي تشهدها بعض المناطق الجنوبية فيجيب: "منذ نحو سنة بدأت اعمال التحديد والتحرير في بلدات جنوبية عدة، وخلال اعمال المسح عمدت جهات محلية وحزبية الى تسجيل مساجد وحسينيات والمدافن كاملاك لابناء البلدات، ما يجعلها في اشراف المجالس البلدية المحلية. وتم احصاء حالات عدة في بعض القرى والبلدات ما دفع المجلس الى الاعتراض امام القاضي العقاري.

ويرى جمول: “ان لا مشكلة مع المتبرعين للاوقاف لان التبرع ببناء مسجد او حسينية يجعل هذه الاماكن اوقافا، وبالتالي ليس من حق الورثة ان يطالبوا بحصصهم الارثية فيها لانها تخرج عن نطاق التركة ولا تخضع لرسم الانتقال".

يذكر ان المفاعيل القانونية لقرار المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى تغدو نافذة مع نشرها في الجريدة الرسمية ولا تخضع لرقابة مجلس شورى الدولة، ما يجعلها محصنة عن الطعن بمضمونها.

 

العرب وتغيير النظام السوري

عبد الكريم أبو النصر/النهار

"قررت الغالبية العظمى من الدول العربية التدخل في الأحداث البالغة الخطورة التي تشهدها سوريا ليس من أجل إنقاذ نظام الرئيس بشار الأسد والحفاظ على تركيبته وطبيعته وتوجهاته الحالية، بل من أجل وقف أعمال العنف والقتل والمساعدة على تغيير هذا النظام جذرياً وسلمياً وإقامة حكم ديموقراطي تعددي يستجيب لتطلعات السوريين ومطالبهم المشروعة. هذا التحرك العربي غير المسبوق في سوريا والذي يتم بالتشاور مع جهات دولية وإقليمية مرده الى ثلاثة عوامل أساسية هي الآتية: أولاً - أظهرت  المشاورات العربية انه لم يعد ممكناً السكوت عن أعمال القمع والقتل المستمرة والتي ذهب ضحيتها الآلاف بين قتلى وجرحى، إذ ان الامتناع عن الاضطلاع بدور إنقاذي يشكل تواطؤاً مع نظام الأسد وقت ينشط المجتمع الدولي بوسائل متنوعة لوقف إراقة الدماء ومحاسبة هذا النظام ومعاقبته بوسائل متنوعة وتشهد المنطقة ربيعاً عربياً وتحولات تاريخية. ثانياً - أثبتت التطورات فشل الخيار العسكري - الأمني للأسد في التعامل مع المحتجين المطالبين بالإصلاح والتغيير، إذ ان الأوضاع ازدادت سوءاً وتدهوراً ولم يعد الرئيس السوري قادراً على ضبطها كما انه لم يتمكن من التفاهم مع شعبه المحتج على صيغة حل ولن يستطيع حماية بلده من تهديدات داخلية عميقة وجدية، الأمر الذي يفتح الباب أمام احتمالات الفتنة الطائفية الواسعة والحرب الأهلية. ثالثاً - هذه الأحداث ليست شأناً سورياً داخلياً كما يقول الأسد، بل انها شأن عربي إذ قد تكون لها انعكاسات سلبية خطرة على الأوضاع في لبنان والعراق والأردن ودول أخرى، الأمر الذي يهدد الأمن القومي العربي والمصالح الحيوية العربية العليا. وهذه العوامل تعطي شرعية للدور العربي في سوريا ".

هذا ما أدلى به مسؤول عربي كبير زار باريس حديثاً وأوضح ان المبادرة العربية تسعى الى تحقيق ثلاثة أهداف هي الآتية:

أولاً - الاعتراف بشرعية حركة الاحتجاج الشعبية في سوريا وبمطالبها وتأمين حماية للمحتجين من طريق وضع حد نهائي للخيار العسكري - الأمني ووقف كل أعمال العنف والقتل للمدنيين وإعادة القوى العسكرية والأمنية الى ثكنها وقواعدها وإطلاق المعتقلين وتعويض المتضررين. وليس ممكناً بدء عملية الإصلاح قبل وقف الأعمال العسكرية.

ثانياً - العمل على إيجاد صيغة جديدة لنظام الحكم في سوريا مختلفة جذرياً عن الصيغة الحالية من طريق موافقة الأسد، للمرة الأولى، على إجراء إصلاحات جذرية حقيقية بالتشاور والتفاهم مع ممثلي المحتجين والمعارضة تشمل تأليف حكومة جديدة وطنية برئاسة شخصية مقبولة لدى المعارضين مهمتها إجراء انتخابات نيابية حرة وشفافة وتعددية حزبياً وفردياً يشرف عليها مراقبون محايدون والقضاء وتتم قبل نهاية 2011، على أساس أن يعد مجلس النواب الجديد دستوراً لنظام ديموقراطي تعددي منفتح يطرح على استفتاء عام. ويلي ذلك إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة عام 2014.

ثالثاً - تتم عملية الانتقال من نظام متسلط الى نظام ديموقراطي تعددي برعاية عربية إذ ان المبادرة تقترح اضطلاع الجامعة العربية بدور مباشر في تسهيل الحوار بين النظام والمعارضة.

واعترف المسؤول العربي بأن " الأسد لن يقبل هذه المبادرة كما هي بل انه سيحاول تعديلها أو الالتفاف عليها أو إفراغها من مضمونها لأن هذه المبادرة تشكل هزيمة له إذ تدعوه الى التخلي عن نهجه الحالي الفاشل والى الاعتراف بالمحتجين وبشرعية مطالبهم، كما تدعوه الى التخلي عن سلطاته وصلاحياته والمساعدة على إقامة نظام ديموقراطي يرتكز على التداول السلمي للسلطة. لكن الأمر المهم إن هذه المبادرة، بقطع النظر عن موقف الأسد منها، تحرج النظام السوري وتضعفه داخلياً وخارجياً وتزيد الضغوط الإقليمية والدولية عليه ".

واستناداً الى هذا المسؤول، فإن دولاً غربية بارزة مستعدة لدعم هذه المبادرة لأنها تعلق أهمية قصوى على وقف أعمال العنف والقتل والسماح بحرية التعبير، الأمر الذي سيدفع ملايين السوريين الى التظاهر سلمياً في مختلف المناطق والمدن والمطالبة بسقوط النظام.

وقال لنا ديبلوماسي أوروبي مطلع على المشاورات العربية - الدولية: "ان هذه المبادرة العربية تعني سقوط الرهان العربي على نظام الأسد وتعكس رفضاً عربياً واسعاً له ولسياساته وأعماله، وذلك للمرة الأولى منذ وصول الرئيس السوري الحالي الى السلطة. وهذا العقاب العربي للأسد ستكون له انعكاسات مهمة تلحق أضراراً كبيرة به وبمسيرته السياسية وبنظامه".

 

باسيل: على الأكثرية ممارسة أكثريتها بالكهرباء

الثابت ملف الشهود والتمويل في مجلس الوزراء

النهار/قضيتان أساسيتان تتركّز عليهما اهتمامات الحكومة حاليا، مشروع الكهرباء وتمويل المحكمة الدولية. وفي الملفين، يقول رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون كلمته، ويتحدث عنهما الى "النهار" الوزير جبران باسيل. ويشرح موقف التكتل وموقفه من النقاش الذي شهدته امس اللجان النيابية المشتركة وتطيير النصاب والخطوة اللاحقة التي يفترض بالحكومة ان تسير بها من اجل امرار مشروع الكهرباء، مؤكدا "ان على الاكثرية التي تبنت المشروع في الحكومة، ان تمارس اكثريتها، لان المعارضة لا هم لها سوى اسقاط المشروع". اما عن تمويل المحكمة فيدعو الى اتخاذ القرار في مجلس الوزراء مجتمعا، لافتا الى ان ملف المحكمة الدولية وحدة متكاملة، وان وزارة العدل تدرس ملف شهود الزور الذي يفترض ان تبته الحكومة.

جلسة الكهرباء

يقول باسيل في وصف ما جرى امس في مجلس النواب "لا نزال امام المعادلة نفسها، فاما نريد تأمين كهرباء واما لا نريد. لقد تبين لنا ان ثمة نية واضحة واستشراسا لقطع الكهرباء، رغم ان حاجة الناس اقوى من كل الخلافات السياسية. هم مستعدون لفعل اي شيء حتى لا يمر هذا المشروع او غيره. لقد كانت الامور واضحة بالنسبة الينا، لان ثمة اشخاصا كانوا مشاركين في اعداد الخطة وطرحوا امس اسئلة عنها. لقد نسوا تصريحاتهم المؤيدة للخطة، وقرارات مجلس الوزراء، ونسوا ان في الصالة نفسها اقرت لجنة المال والطاقة والمياه المشروع في جلسة خاصة استمرت خمس ساعات. لكنهم مصرون على ايهام الناس بأضاليلهم من اجل اسقاط المشروع". ويلفت الى "ان ثمة بلبلة سادت الجلسة امس، اذ تفاوتت المواقف من ترحيب الى طرح اسئلة لم ينتظروا حتى يسمعوا الاجوبة عنها، وصولا الى تطيير النصاب، لان كل همهم عدم تنفيذ المشروع واسقاط حاجة الناس".

وما هي الخطوة التالية بعد تطيير النصاب وتعيين جلسة جديدة، يؤكد ان "على مجلس النواب باكثريته ان يكون امام مسؤولياته، وعلى الحكومة المنبثقة من الاكثرية ان تتحمل مسؤولياتها، لانها هي التي احتضنت المشروع الذي كان قائما من الحكومة السابقة، وارسلته الى المجلس. ونحن كنا نتمنى لو يوافق عليه كل المجلس، لكن تبين لنا ان ثمة محاولة ثانية للتنكر للمشروع واسقاطه". وعما يمكن ان تقوم به الحكومة يجيب: "نحن قادرون على امراره باكثريتنا، لان الاكثرية ليست شكلية او عددية او صورية. انما هي اكثرية صالحة لتقرر وترسم مشاريع وتنفذها. علينا ان نمارس اكثريتنا ونتخذ القرار الملائم لامرار المشروع". ويقول: "يفترض ان للوقت قيمة، همهم اضاعة الوقت، وعلينا في المقابل كسب الوقت وانجاز المشروع. لا يجوز التأخير اكثر من ذلك، لان هناك من يتحجج انه لا يعرف شيئا عن الخطة. فيما هو ازعج نفسه بطرح اسئلة يعرف اجوبتها لكنه غادر قبل ان يعرف اجوبتها منا، لانه لا يريد ان يسمع. ثمة أناس يريدون ان يشتغلوا وآخرون يريدون ان يتسلوا. فهل يعقل ان تطرح اسئلة عن نوع المحروقات الواجب استخدامها، فيما الخطة تتركز على هذه النقطة، ومكتوبة كل تفاصيلها؟".ويلفت الى ان "الامر المهم الذي تبين خلال الجلسة ان ثمة كلاما قيل عن موقع الوزارات، ينحر الدستور والطائف بالطلب من الصناديق او المؤسسات الاشراف على الوزارات. فهذا يضع الصناديق في مرتبة اعلى من الوزارة، وفي موضع المشكوك في امرها هي وديوان المحاسبة وادارة المناقصات. فكما لزموا القضاء للخارج يريدون ان يلزموا الوزارات ايضا، وكأننا لم نر ماذا فعلت الصناديق سابقا بلبنان".

 

تمويل المحكمة وشهود الزور

هيام القصيفي/النهار

وبالوصول الى تمويل المحكمة يقول: "ثمة مواضيع عدة تتعلق بالمحكمة، نأمل ان يأتي الوقت المناسب لطرحها. لكن الثابت والاساسي بالنسبة الينا هو ملف شهود الزور الذي اخفوا الحقيقة فيه وحوّروا التحقيق. وهذا موضوع لبناني تنكرت له المحكمة الدولية، وعلى الحكومة ان تأخذ المبادرة فيه ما دام القضاء يتقاعس عن اتخاذ ما يلزم في شأنه".

ويؤكد باسيل: "اننا لا نستطيع اجتزاء المواضيع، فالمحكمة الدولية مسار عام يتعلق بالتمويل والبروتوكول الموضوع بين لبنان والمحكمة والقضاة وشهود الزور. ووجود هذا الملف لا ينفصل عن السبب الذي من اجله وجدت المحكمة. وله الاولوية لان حقائقه مكشوفة، لان هؤلاء الشهود معروفون كما هو معروف من تورط معهم. وعلى الحكومة والقضاء ان يتحملا مسؤولياتهما في ذلك". وهل يوافق التكتل على ما ينقل عن رئيس الوزراء حول اللجوء الى مرسوم خاص من احتياط الموازنة، يجيب باسيل: "لا نستطيع ان نقوم بأمور من خارج الحكومة، فيما نطلب التوافق داخل الحكومة على امور اخرى. لا تستطيع الحكومة ان تغمض عينيها، بل عليها ان تتحمل مسؤولية اي قرار في هذا الشأن، سلبا او ايجابا. نحن وزراء وعلينا الاتفاق سياسيا على اي امر، افراديا او جماعيا. نحن معنيون بالمعلومات التي تطلبها المحكمة، ونرفع هذا الامر الى مجلس الوزراء. ولا نستطيع ان نبقى بلا اجوبة".

وهل يطرح ملف شهود الزور قريبا على مجلس الوزراء، يقول: "يجب ان يبحث قريبا، لان التهرب منه في الحكومة السابقة، ضاعف الخلافات مما ادى الى تفجيرها. ومن اجل استمرارية عمل الحكومة وسلامتها يجب الاتفاق داخل الحكومة على هذه المواضيع، كيفما كان الاتفاق. فعلى افتراض ان رئيس الحكومة اوجد حلا لمسألة تقنية ما، فكيف يمكن ان يجد حلا للمسائل الاخرى؟ بالنسبة الينا لا حلول مهربة او مخارج من خارج مجلس الوزراء. ثمة قرار يجب ان يوضع على طاولة مجلس الوزراء ويتخذ داخل الحكومة التي يفترض ان تتحمل مسؤولية سلبياته او ايجابياته، وتجد مخرجا له بدل ان يتحمله شخص واحد".

 

ثلث "لا يؤمن جانبه"!

نبيل بومنصف/النهار

تبدو قوى 8 آذار بعد ثلاثة أشهر من التجربة الحكومية أمام مفارقة فريدة لم تواجهها سابقاً وتتمثل في اضطرارها قسراً الى التكيف المرن والصعب مع حلفاء متحركين و"مدللين" والذي تفرضه ضرورات الحفاظ على الحكومة والأكثرية التي انتجتها. وقد اتضحت هذه المفارقة في فقدان الائتلاف الحكومي اكثرية ثابتة في مجلسي النواب والوزراء. بحيث لم يعد ممكناً احتساب اكثرية وأقلية الا في ضوء طبيعة الملف الذي يطرح. ومعنى ذلك ان هناك أقلية وسطية باتت تتحكم بتوجيه دفة القرارات أكثر من الفريقين العملاقين اللذين يهيمنان على اللعبة السياسية بفعل التوازن الهش الذي جعل الكتلة الوسطية ترتع سعيدة على هذا الموقع المقرر. في البعد السياسي الكبير لهذا الواقع يبدو واضحاً ان المرحلة الانتقالية التي تحكم لبنان في ظل الأزمة السورية تفرض على فريق 8 آذار وضع الكثير من المياه في نبيذه كما تملي على فريق 14 آذار التحلي بقدر استثنائي من الانتظار. فيما يغدو الوسطيون حمالي اوجه يتقدمون سياسات التكيف والتعايش مع تقطيع الظروف والوقت بالتي هي أحسن.

ولكن ذلك لا يعني أخذ الوسطيين بجريرة التعميم. ففي سلم المراتب، يحل النائب وليد جنبلاط في المرتبة الاولى "المنهكة" و"المرهقة" لقوى 8 آذار التي يذيقها الآن ما سبق له ان أذاقه لقوى 14 آذار لدى حصول الانفصال الكبير. مع فارق ان قوى 8 آذار ستضطر الى تجرع كاس صدماته المفاجئة لان اي انحراف بها الى صدام عنيف معه قد يؤدي بالأكثرية الهشة الى الانهيار. ويحل الرئيس نجيب ميقاتي في المرتبة الثانية الاقل انهاكاً من حيث اضطرار قوى 8 آذار الى تركه يوسع هامش "استقلاليته" على امل توسيع زعامة سنية تقارع الزعامة السنية الحريرية الاقوى اطلاقا. اما رئيس الجمهورية ميشال سليمان فيمثل الوسطية الاكثر ارتياحاً والأقل كلفة لقوى 8 آذار في ظلّ اكتفائه بامساك العصا من وسطها ضمن الائتلاف الحكومي. في انتظار ظروف تتيح له المبادرة بعد اخفاق محاولته في احياء طاولة الحوار. بذلك لا يعدو غريباً ان يرتب اي ملف اساسي تطرحه الحكومة معركة طويلة عريضة حيال حسابات اطرافها. وليس أدل على ذلك من المعادلة الصعبة التي تجري في ظلها الآن "المفاوضات" الحكومية في شأن ملف تمويل المحكمة الدولية. وهي معادلة "اما الحكومة واما المحكمة"، لان خيار السير في التمويل سيكون على حساب "حزب الله" وخيار قطعه سيكون على حساب الحكومة. وكما تداخلت في ملف الكهرباء حسابات الوسطيين مع حسابات المعارضة سيكون الأمر اشد احراجاً هذه المرة اذا اعاد تثبيت واقع تبدل معادلة الاكثرية والاقلية على هذا النحو المبكر الذي يدهم الحكومة ويضع قرارها الحاسم في يد ثلث متحرك "لا يؤمن جانبه".

    

أميركا تدفع نحو ديموقراطية تبدل الأنظمة

إسرائيل مع التقسيم بعد فوضى وفتن

اميل خوري/النهار

أي شرق أوسط جديد ستأتي به الثورات العربية؟ هل تحمل هذه الثورات أنظمة ديموقراطية قد تعتمد الفيديرالية او الكونفيديرالية كما تدعو اليه الولايات المتحدة الاميركية؟ هل تأتي بشرق أوسط لن ترسم خريطته النهائية الا بعد حصول ما يسمى "الفوضى الخلاقة" التي لا تنتهي الا بتقسيم المنطقة دولا دينية وعرقية وهو ما تريده اسرائيل لتبقى هي الأقوى كدولة يهودية بين هذه الدول؟ هل يكون شرق اوسط جديد بنظام اسلامي متشدد ينهي وجود دول الاعتدال والاقليات، وهذا ما جعل وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط يقول في حوار صحافي: "اننا ندعم الربيع العربي لكننا لا نعرف الى اين سيتجه؟".

في معلومات مصادر ديبلوماسية ان بين الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل اختلافا في الرأي حول رسم خريطة الشرق الأوسط، فالولايات المتحدة تريد المنطقة بنظام ديموقراطي تحكم بموجبه الاكثرية النيابية المنبثقة من انتخابات نيابية حرة ونزيهة ايا تكن هوية هذه الاكثرية السياسية والدينية، وان ممارسة من يحكم اذا لم تكن مرضية فإن الديموقراطية تصحح نفسها بنفسها من خلال ارادة الشعب الحرة، وهي تعتبر ان تطبيق هذا النظام يؤمن الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي في المنطقة ويحافظ على مصالحها الحيوية وقد يغني حتى عن وجود عسكري مباشر لها فيها ذلك ان الاهداف السياسية لاميركا في الشرق الاوسط هي: حماية مواقع النفط، حماية الخطوط البحرية، حماية المواطنين الاميركيين، حماية الدول الصديقة. فعندما تتحقق هذه الاهداف من خلال قيام انظمة ديموقراطية تعطي الشعب حرية اختيار من يريد في السلطة، لا تعود الولايات المتحدة في حاجة الى ان يكون لها حضور عسكري في غير دولة في المنطقة لتحقيق هذه الاهداف، خصوصا بعد التوصل الى تحقيق سلام شامل بحيث تصبح اسرائيل دولة من المنطقة ولا تبقى دولة في المنطقة.

اما اسرائيل فلا ترى مصلحة لها في قيام دول تحكمها انظمة ديموقراطية تضمن الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي لئلا تصبح اكثر قوة منها بل تريد تقسيم المنطقة دولا دينية وعرقية، وقد يكون احداث فوضى عارمة بعد سقوط الانظمة الفردية او الديكتاتورية والشمولية فيها، هو ما تتمناه بل تعمل له مستفيدة من اتفاق الثورات الشعبية في المنطقة على اسقاط الانظمة فيها وعدم الاتفاق على البديل منها لا على النظام ولا على من يحكم، لان التاريخ يشهد على ان كل ثورة شعبية لا تهدأ وتستقر الا بعد سنوات، وبعد ان تأكل بعضها ويصفي الاقوى فيها شركاءه فيها وهو ما حصل في الثورة الفرنسية وفي الثورة الشيوعية وذلك خلافا للانقلابات العسكرية التي تحسم الوضع في غضون ساعات، وتقيم الحكم الذي تريد ولا سبيل الى اسقاطه الا بانقلاب آخر مضاد. اضف ان الشعوب العربية لا تستطيع الانتقال بسهولة من الانظمة الديكتاتورية الى الانظمة الديموقراطية التي لها ثقافتها وفهم لممارستها.

وما تخشاه اوساط سياسية وديبلوماسية ان تستغل اسرائيل الخلافات التي بدأت تظهر بين صفوف الثوار العرب في مصر وتونس وليبيا واليمن وفي سوريا اذا ما نجح الثوار في اسقاط الحكم فيها، وتتمحور هذه الخلافات على نوع النظام الذي يريدون وعلى اختيار الحكام ومواجهة الصراع على السلطة.

هذه الحالة التي تتوقع اسرائيل ان تواجهها الدول العربية التي سقطت الانظمة فيها او هي على طريق السقوط، بحيث انها قد تشهد فوضى تطول قبل ان يصير اتفاق على شكل النظام وكيفية اختيار الحكام، او تحدث حروب اهلية وفتن طائفية لا تنتهي الا بالتقسيم وبقيام دويلات دينية واثنية، خصوصا ان الارض في معظم دول المنطقة باتت خصبة ومهيأة لتقبل ذلك.

ومن جهة اخرى، فإن الولايات المتحدة تكون خلال ما يجري في المنطقة منشغلة بالانتخابات الرئاسية، ولا تأثير لادارتها على مجرى الامور ولا على اسرائيل، لان كل مرشح للرئاسة الاميركية يسعى الى كسب اصوات اليهود وقوة تأثير اللوبي اليهودي في شتى المجالات.

الواقع ان الثورات العربية اذا ما انقسمت على نفسها، فإن الفوضى قد تعم الدول التي قامت فيها هذه الثورات وتكون قد نجحت في اسقاط الانظمة وخلع حكامها، ولكن تعذر عليها الاتفاق على البديل منها. وهذا الانقسام اذا ما اشتد وطال سوف يحدث بدون شك فوضى عارمة، والفوضى العارمة تحدث حروبا اهلية، والحروب الاهلية تطرح التقسيم كحل والتقسيم يعني قيام دويلات دينية وعرقية بحيث تصبح الدولة اليهودية العرقية هي الاقوى وهي القادرة على السيطرة سياسياً وعسكرياً بل في المجالات التجارية والصناعية والتكنولوجيا. الى ذلك فإن السؤال المطروح: الثورات العربية الى اين وماذا بعدها واي شرق اوسط ستقيم؟

 

البطريرك وثَمَن الظهور المُفرِط

مازن حايك/النهار

"كلامي في فرنسا اجتُزئ وأُخرج من إطاره، ولذلك فُهِمَ على غير محله أو تم تحويره"، قالها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فور عودته إلى بيروت، ساعياً لتوضيح مواقفه المثيرة للجدل، والتخفيف من الإنتقادات. وبعيداً من الخوض في مبادئ بكركي وثوابتها الوطنية، أو في موقفها من النظام السوري والعلاقات اللبنانية - السورية، أو في مسألة حضور رجال الدين وتدخُّلهم في السياسة والمال والأعمال وغيرها، أو في الأسباب التي أفضت تدريجاً إلى غياب القيادات السياسية والقامات في البلد... لا بد من التطرّق، بحرص ومحبة واحترام، إلى ظاهرة "البطريرك – الإعلامي" الكاريزماتي اللامع، والتحديات المحيطة بصورته، ونشاطه الإعلامي، وتواصله الدائم والمباشر مع الناس، وشغفه بالزخم الشعبي.

طبعاً، تغيّرت الظروف، وتطوّرت أساليب التواصل والتفاعل والتأثير والإقناع، بالمقارنة مع زمن "بطريرك الموارنة يُزار، ولا يزور!". فالبطريرك الراعي، وفور انتخابه، ذهب بعيداً في الظهور الإعلامي المُفرِط، وتغطية نشاطاته اليومية المتعددة والمتنقلة، واحتلال الساحات والشاشات ونشرات الأخبار، واتخاذ المواقف من كافة الأمور والملفات، مما يُعرّض صورته لخطر "الإحتراق" لشدّة الضوء وكثرة "الترويج"... كما يُظهره بمظهر المُنافِس للسياسيين، والإعلاميين، و"الماركات المسجلة"، والبرامج التلفزيونية لناحية الجماهيرية ونسب المشاهدة، علماً أن تلك، وبعكس البطريرك، تخضع لعوامل العرض والطلب، واللمعان والتآكل، والصعود والهبوط، بالمعنى التسويقي للكلمة. أما الخطر الآخر، فيكمُن في الخوف المتزايد من أن يأتي الظهور الإعلامي المُفرِط للبطريرك على حساب المساحة الحقيقية التي يوليها لشؤون الكنيسة، والرعية، والصلاة، والتنشئة اللاهوتيّة، والقراءة، والتأمل، والراحة...

إذاً، لا بد للحريصين على صورة البطريرك، والقيّمين على إطلالاته الإعلامية، والمؤتمَنين على وقته الثمين، من تنقية صورته، وتحصينها بالمزيد من "المناعة" والرويّة والبُعد التخصُّصي، عبر اعتماد وتيرة ظهور إعلامي مُخفَّفة وهادفة، كماً ونوعاً، واختيار المكان والزمان والمحتوى الأنسب لإطلاق التصريحات، لتُعبّر بدقّة عن مبادئ بكركي وثوابتها، وتكون أكثر تجانساً مع المواقف التي يُراد فعلاً التعبير عنها، بدل الوقوع في فخ الإرتجال والتكرار وأحياناً التناقض. أو لوم الإعلام على التحوير، والإجتزاء، وسوء الفهم، وقلّة التقدير... علماً أن مواقف البطريرك الأخيرة في فرنسا، لم تكن تحتمل أصلاً أياً منها، بل جاءت واضحة ومُتلفزة بالصوت والصورة.

أفلا يُمكن اعتماد "حل وسط" ما بين الإنكفاء، والتعتيم، وندرة التواصل، من جهة، والجنوح نحو الظهور الإعلامي المُفرِط، والدخول في الشاردة والواردة، والتعليق على كل الأمور والملفات، من جهة أخرى؟!

 

بطريرك الموارنة وبطريركيتهم (2)

طانيوس شهوان *

البطريرك الماروني في وجدان الموارنة واللبنانيين كرّس المجمع البطريركي الماروني نَصّين أساسيين في شأن البطريركية المارونية والبطريرك. ففي الملف الثاني الذي عنوانه «التجدّد الراعوي والروحي في الكنيسة المارونية في الهيكليات وفي الاشخاص» عرض النص الخامس لموضوع «البطريركية والابرشية والرعية»، فيما عرض النص السادس لموضوع «البطريرك والأساقفة».

اعتبر النص الخامس أنّ الكنيسة المارونية «حافظت على وجودها بفضل تعلّقها ببطريركها كرئيسٍ وأبٍ لها، وبالمركزيّة التي يشكّلها فيما يمارس دوره... فسلطان البطريرك سلطانٌ أسقفيّ عاديّ ومألوف ومكانيّ على كلّ كنيسته داخل النطاق البطريركيّ، وشخصيّ على أبنائها أينما وجدوا». ويضيف هذا النص أنّ الكنيسة البطريركية المارونية امتازت بالمجمعيّة، التي أسهمت في المحافظة عليها كنيسة واحدة لا شقاق فيها.

أما النص السادس من أعمال المجمع البطريركي الماروني فعرض لمقاييس اختيار البطريرك وصفاته، وارتكز في ذلك على «المقاطع الكتابيّة التي تبيّن الصفات التي يجب أن يتحلّى بها المختار (للبطريركيّة): مناشدة بطرس للرعاة حتّى يسهروا على القطيع وفق مشيئة الله بكل نشاط، ووصايا بولس لـ تيموتاوس يحثّه فيها على الأمان والقداسة وعدم المحاباة. وتتجلّى هذه الصفات بنوع خاص في صلاة السدر التي تستدعي الروح القدس على المنتخب الذي "يقبل موهبة الحبريّة العظمى، ليكون مدبّرا صالحا وقيّما حريصا وراعيا صالحا". ويصلّي المحتفل، رئيس المجمع، إلى الرب حتى "يزيّن المنتخب بالقداسة والطهارة، ونقاوة الروح والسيرة الصالحة والتواضع...».

ووَعي الموارنة لدعوة بطريركهم عبر مسارهم التاريخي الذي يَتّسِم بالاضطراب في علاقته مع المحيط، وفي التناقض معه. فترسّخت في وجدان الموارنة دعوة البطريرك ورسالته في وسط شعبه، واتصل دوره «بالجسداني والروحاني» على السواء. وفي هذا السياق، ما انفكّ المطران انطوان حميد موراني يكرر في كتاباته أن البطريرك الماروني هو ذلك «المبارك الآتي باسم الرب»، وهو وفق العلّامة البطريرك مار اسطفان الدويهي، ذلك الذي دعاه الله «ليتقدم على شعبه وليتكلّم عليه». والكلمة التي أعطي للبطريرك أن يفوه بها هي كلمة الله المتجسدة، أي أن كلام بطريرك الموارنة في شعبه هو أوّلا إعلان للبشرى الجديدة والمفرحة بالمسيح في وسطه، البشرى بالله الذي يعيش في «خفاء» بين وهاد الأرض وقممها في البقعة الممتدة من القورشية إلى أقاصي الأرض.

ولعلّ أبرز المفارقات التي تبدو جليّة في تاريخ الموارنة ذات الجذور الانطاكية السريانية، تكمن في ارتباط تاريخهم بتاريخ لبنان، أصغيرا كان أم كبيرا، أضاقت مساحته أم اتسعت، أنَعمَ برغيد العيش أم عانى ظلف الحياة وقساوتها. في الواقع، لا يتنكر اللبنانيون، وإن اختصموا في الرأي بين من يؤيّد توجّه البطريرك الوطني أو من يعترض عليه، لمرجعية بكركي الوطنية، مرجعية عليا يلجأون إليها في أوقات الشدائد. فاللبنانيون من دون استثناء، يدركون بطريقة واعية موقع البطريرك الماروني، على اعتبار أنهم يدركون أنه متى اشتدت الظروف على بعضهم، أو متى أصبح بعضهم الآخر معزولا إلّا من إرادة الحياة، تَنكّبَ بطريرك الموارنة مسؤولية الدفاع عنهم، ووجد فيه أولئك في لحظات العثار تلك نصيرا ومحاميا. ألم يطالب البطريرك بولس مسعد من السلطان العثماني إبّان زيارته للآستانة إعفاء المسلمين اللبنانيين من الخدمة الإجبارية أسوة بإخوانهم المسيحيين؟ فالبطريرك الماروني يحتلّ في الوجدان التاريخي الماروني واللبناني على السواء موقعا قلّ نظيره، وهو يمثل المرجع القيمي الذي ثبّت استقلال لبنان وديمومته على مدى عشرات العقود.

البطريركية المارونية المؤسسة المارونية الوحيدة الثابتة في الوجدان الماروني

اختلف الموارنة، منذ أن كانوا، مع غيرهم من المسيحيين الذين تجاوروا معهم في المجال الإنطاكي، وعلى مدى الشرق كله. اختلف الموارنة مع غيرهم إمّا في العقيدة، وإمّا في مقاربة مفاهيم الحرية، وإمّا في التصديّ لإشكاليات العلاقة مع من هم من غير دينهم، وما استطيبوا إلّا قربى كنيسة غربية تفصلها عنهم مسافات في المكان والزمان والثقافة. لقد دفع الموارنة، جرّاء نزعتيهما الاختلافية والاستقلالية هاتين، الأثمان الباهظة، فما عرفوا في تاريخهم استقرارا مستديما، ولا اطمأنوا في عيشهم إلى من ناصبهم العداء في العقيدة أو في الإيمان أو في السياسة، وما تمسّكوا بحلاوة العيش في سهول خصيبة، بل توسلوا العيش في جبال وعرة ليحفظوا وديعة الإيمان والحرية كما قالوا، وكما لا يزالون يقولون. ويعيب عليهم مَن عايَشهم من المسلمين والمسيحيين على السواء، أنهم ما عرفوا الاستكانة لرأي واحد على مدى تاريخهم الطويل، فما تماثلوا مع هؤلاء في السلوك القبلي، بل تجاذبتهم الآراء وكثرت فيما بينهم حالات الشقاق والتناقض، وطُبع تاريخهم باختصامهم في كل شيء، إلّا في الإيمان والرجاء والحرية. فأرسوا بذلك مفهوم التنوّع في الوحدة والوحدة في التنوّع، وهو ما أصبح اليوم مبدأ إنسانيّا تبَنّته الشعوب والأمم. ولعلّ البطريركية المارونية التي احتلت في هذه الكنيسة ذات التاريخ المأزوم على الدوام موقع القطب الجاذب، هي إحدى ثوابت «الوجدان التاريخي الماروني». وتعبّر مقدمة النص الخامس من أعمال المجمع البطريركي الماروني عن ذلك بأمانة فائقة، فتقول: «اختبرت الكنيسة المارونية، منذ نشأتها، نظاما بطريركيّا قائما على الشراكة المُعاشة في الكنيسة المحلية. وقد ساد فيها، حتى نهاية القرن السابع عشر، مفهوم البطريركية بشكل شبه حصري، لأنّ الابرشيات بمفهومها القانوني لم تكن قائمة». فإذا كان الإيمان والرجاء والحرية في سياق الشهادة هي الثوابت القيمية في مسار الموارنة الطويل، فالبطريركية المارونية هي الثابتة المؤسساتية الرئيسية في تاريخ هذا الشعب المؤمن بالاختلاف حتى المعاندة.

البطريركية المارونية المؤسسة الشاهدة على ذاكرة العالم الإسلامي

يعتبر الخوري يواكيم مبارك، في خماسيته الإنطاكية، أن الكنيسة المارونية هي أكثر المؤسسات عراقة في هذا الشرق، في مجال شهادتها على ذاكرة المسلمين والعرب في آن. في الواقع، انطلقت المارونية في القرن الخامس الميلادي، وكانت في ذلك الوقت جماعة رهبانية ذات موهبة خاصة، وحركة ذات روحانية نسكية في دوحة الكنيسة الانطاكية. واتخذت المارونية شكلها المؤسساتي في القرن السابع، حين تحوّلت الى كنيسة مستقلة، وجاء ذلك نتيجة قرار تأسيسي، نبوي وجريء، أدى الى نشوء البطريركية المارونية واستقلالها. وتزامن النشوء والاستقلال مع ظهور الاسلام وفَتحه لبلاد الشام، فرافقت بذلك نشوءه في بلاد العرب والشرق وانتشاره فيهما.

نتيجة لشهادتها على عصور الإسلام منذ نشوئه، تتحمل الكنيسة المارونية مسؤولية تاريخية خطيرة إزاء معلّمها الإلهي وأبناء المشرق، يهودا ومسلمين ومسيحيين، وشعوب الغرب والشرق على السواء. وبالتالي، فخطورة موقع بطريركها نابعة من تلك المسؤولية الروحية والإنسانية المتصلة بكنيسة الفلّاحين تلك، والتي اختزنت، في مسارها وشهادتها على صليب التفاعل مع محيطها، خبرة إنسانية وروحية خاصة قد لا تماثلها بها كنيسة أخرى. وتحملت الكنيسة المارونية في دنيا العرب مسؤوليات جسام، لعلّ أبرزها الاسهام في النهضة العربية منذ القرن الثامن. ولعبت هذه الكنيسة أدوارَ ريادة في العالم العربي، وتجندت لقضاياه المُحقة، وانتصرت لها. ألم تطلب رجالات سوريا الوطنية في ثلاثينيات القرن الماضي من البطريرك أنطون عريضة التوسّط لدى الفرنسيين لتوحيد سوريا ولتوقيع معاهدة معها أسوة بلبنان؟

خاتمة

اختصر الدكتور شارل مالك، في رسالة وجهها الى الموارنة في العام 1974، ما أعطي الموارنة من «وزنات» تحمّلهم مسؤولية خطيرة في هذا الشرق. فهو اعتبر في رسالته هذه أن الموارنة أعطوا «جبل لبنان، هذا الجبل العظيم،(...) ولبنان شعبا وتراثا وقيما (...)، وبلدا مجتمعه حر، تعددي، والمسيحية فيه حرّة (...)، وبكركي مركز روحي فريد في الشرق الاوسط، الكل يتطلّعون الى قيادته وتوجيهه (...). ويضيف: أعطي الموارنة كذلك «تراثا سريانيا عريقا، (...) وطقسا ليتورجيا عظيما (...) والارتباط الوثيق برومية (...) وتاريخا موحّدا، منفصلا، قائما في حدّ ذاته، محدد المعالم (...) وحيوية وخصبا في العطاء عظيمين». ويُنهي عرضه لوزنات الموارنة بالقول: « بسبب سريانيتهم، أعطي الموارنة، فوق إمكان ربط أنفسهم بالعالم السرياني الحيّ، أن يكونوا أقرب الناس، مزاجيا وتراثيا، الى العرب واليهود معا».

فإذا كان كل ذلك قد أعطي للموارنة، فهذا يعني أن البطريرك الماروني، المترسّخ في وجدان الموارنة واللبنانيين والعرب، هو المؤتمن على كل تلك العطاءات والوزنات. وإذا كانت البطريركية المارونية هي المؤسسة المارونية الوحيدة الثابتة في الوجدان الماروني، والشاهدة على ذاكرة العالم الاسلامي منذ نشوء الاسلام، والحاضرة في الوجدان العربي، فهذا يعني أن البطريرك الماروني مَدعو الى إعادة إنتاج استراتيجيات وسلوكيات راعوية مؤسساتية، فيها من الجدّة والحداثة ما يوفّر للموارنة اطلالة روحية وانسانية جديدة على لبنان، والعالم العربي المتغيّر، والعالم.

• باحث (عن دار سائر المشرق)

 

هل اطمأنّ جنبلاط إلى زوال المخاوف الأمنيّة عليه

طوني عيسى/الجمهورية

لم يسبق للنائب وليد جنبلاط ان غرّد مخالفاً سوريا و"حزب الله" منذ خروجه من 14 آذار مثلما فعل أخيراً. فهو ترك النظام السوري مصدوماً من مقدار دعمه للثورات العربية، وترك "الحزب" مربكاً بموقفه الرافض للسلاح والداعم لترسيم الحدود والمحكمة الدولية.

هذه المواقف فاجأت أيضاً فريق 14 آذار، في توقيتها على الأقلّ. لكن هذا الفريق مقتنع منذ اللحظة الأولى بأنّ جنبلاط خرج الى اصطفافه الجديد، لا اقتناعا بل خوفا على سلامته الشخصيّة وأمن الجبل والدروز. ويدرك الرفاق القدامى أنّ "أبو تيمور" لم يغادرهم "في المضمون"، وإنّ الحملات التي شنّها عليهم أحيانا كانت من الضرورات التكتيكيّة. وهم يمنحونه الأسباب التخفيفية على رغم الدور الذي لعبه في إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وقيام الأكثرية الحاليّة.

هل يغامر؟

ولذلك، ثمّة سؤال مطروح في 14 آذار: هل زالت مفاعيل الضغوط السياسية والمخاطر الأمنية التي مورست على جنبلاط في 7 أيّار 2008 وما بعدها، فبات قادرا على التعبير في شكل أوضح عن حقيقة مواقفه، أم إنّ جنبلاط يغامر في هذا المجال على رغم استمرار المخاطر؟

القريبون من جنبلاط يرفضون الخوض في الشأن الأمنيّ أو الكلام أساساً عن ضرورات أمنية للتموضع الحاليّ. لكن بعض العارفين يشيرون إلى وجود هامش أوسع لديه اليوم، من دون الوصول الى الخطوط الحمر الخطرة. وهذا ما يعرفه جنبلاط، ولذلك يتأنّى في "هندسة" خطواته بحيث تقترب من هذه الخطوط من دون أن تلامسها.

وثمّة من يقول إنّ جنبلاط محميّ بكونه حاجة لفريق 8 آذار للاستمرار كأكثرية، تماماً كما الرئيس نجيب ميقاتي. وليس من مصلحة هذا الفريق إحراج جنبلاط أو إخراجه. ويصبح "أبو تيمور" في وضع صعب إذا قرّر بمِلء إرادته العودة الى 14 آذار. وهو يدرك ذلك. ولهذا السبب ليس في برنامجه مثل هذا الاحتمال.

مغزى التصنيف

وأوحت الحملة التي شنّها "حزب الله" على جنبلاط، وتبرّأ منها لاحقاً، بأنّه قد "طفح الكيل". وعندما تَقَصَّدَ "الحزب" توجيه "اتّهام" الى جنبلاط بأنّه يقترب في مواقفه من "القوات اللبنانية"، كان يدرك انّ جنبلاط يفهم جيّدا أبعاد هذه الرسالة. فالزعيم الدرزيّ، عندما أراد قبل ثلاث سنوات براءة خروج من 14 آذار، أطلق النار خصوصا على "القوات اللبنانية" لا على تيّار "المستقبل". وكان ذلك أبرز المستندات المطلوبة للحصول على جواز سفر الى سوريا وحارة حريك. والاتّهام اليوم يوحي برغبة في نزع جواز السفر من جنبلاط. وهذا ما يترجم تعذّر قيامه بزيارةٍ لأيّ منهما في الآونة الأخيرة، ولو حاول التقليل من أهمّية ذلك بالقول إنّه أساساً "لم يطلب موعداً".

ويؤدّي وضع جنبلاط في مصاف جعجع الى تصنيفه في خانة تقترب من العداء. وهذه الحال يمكن ان يصل إليها رئيس "جبهة النضال" عندما يقرّر العودة الى 14 آذار. ولكنه حتى اليوم لم يفعل. ووفقاً للقريبين منه، سيحافظ على حدّ واسع من التميّز عن طرفي الصراع، لكنه لن ينضوي في أيّ اصطفاف. وفي اقتناعه، أنّ هناك مرحلة انتقالية تمرّ بها المنطقة ولبنان. ومن خلالها يمكن أن يعمد أيّ طرف إلى ممارسة سلوك غير محسوب.

الإيضاحات منتظرة

ولذلك، يتوقّع القريبون أن يعمد جنبلاط قريباً الى سلسلة إيضاحات وخطوات عملية للتخفيف من درجة الغليان في علاقته بدمشق و"حزب الله". فما أطلقه من مواقف أرسى منطلقات سيتعاطى معه الأفرقاء على أساسها، وقد أدّت وظيفتها. ويمكن بعد ذلك اتّخاذ الخطوات الوقائية المطلوبة حتى إشعار آخر، أي حتى جلاء الصورة في سوريا وتبيان انعكاساتها على لبنان ومستقبله.

 

فارس سعَيد لـ"الجمهورية": عون أخطأ بالرهان على صدّام ومن ثم على الأسد ونجاد

الجمهورية/في قراءة موضوعية لمواقف رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون التي تتطلّب نظرة شاملة الى الظروف المحلّية والاقليمية والدولية التي واكبتها، تحدّث منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ"الجمهورية" فقال:

"بدءا من العام 1989 في لحظة انهيار الاتّحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين وإعلان نهاية الحرب الباردة، قرّرالاميركيون وضع حدّ للحرب الاهلية في لبنان من خلال اتّفاق الطائف الذي احتضنته المملكة العربية السعودية تمهيدا للحرب التي كانت الولايات المتحدة تحضّر لها في العراق عام 1991".

وتحدّث سعيد عن الرهان الاميركي- السعودي على إسقاط نظام صدّام حسين في العراق، فقال: إنّه كان على الآتي:

أ- إنهاء الحرب الاهلية في لبنان على قاعدة اتّفاق الطائف الذي ارتكز على المناصفة بين المسيحيّين والمسلمين.

ب- إعتراف الجميع بنهائية الكيان اللبناني.

ج - حسم هويّة لبنان العربيّة.

ثانيا: تأمين الحشد والدعم العربي المطلوب للولايات المتحدة من اجل غزو العراق بمباركة عربية. وقد شارك (الرئيس الراحل حافظ الاسد) بإرسال لواء من الجيش السوري مواكبة للقوّات الاميركية في العراق، وكان العميد علي حبيب (الذي أقيل في الآونة الأخيرة) قائدا لهذا اللواء السوري.

ثالثا- إلتزام الولايات المتحدة عملية السلام العربية – الاسرائيلية من خلال مشاركة اسرائيل في مؤتمر السلام الذي انعقد في مدريد ابتداء من 1991.

وفي المقلب الآخر، يضيف سعيد، حاول صدّام حسين مواجهة المشروع الاميركي بشتّى الوسائل ومنها محاربة الصديق - العدوّ حافظ الاسد انطلاقا من الدعم الذي أمّنه للقوى المسيحيّة اللبنانية التي كانت تشهر العداء لسوريا، وقد وصلت المساعدات العسكرية والماليّة لفريق "القوات اللبنانية" وللجيش بقيادة ميشال عون على حدّ سواء".

أمّا على المستوى اللبناني والمستوى المسيحيّ فكشف سعيد "أنّ فريق "القوات اللبنانية" تنبّه للأمر، وحصلت الكنيسة المارونية على تفاصيل ما كان يُحضّر للمنطقة وواكبا معا التحضيرات السياسية والعسكرية للموافقة على اتّفاق الطائف".

ورأى سعَيد "أنّ سوريا لم تشارك في تفاصيل هذا الاتّفاق وأنّ اللجنة العربية التي صاغت هذا الاتفاق ورعته كانت المملكة العربية السعودية والجزائر والمغرب. أمّا العماد عون ومنذ اللحظة الاولى فقد تفرّد بالاعتراض على المشروع الاميركي ـ العربي تحت عنوان "تفصيل" في اتّفاق الطائف لم يعجبه؟! وراهن على صمود صدّام حسين في وجه معادلة دوليّة وإقليميّة وعربيّة وكأنّ صدّام حسين قادر على هزيمة هذه الهندسة "الكونيّة". وهكذا دفع المسيحيّون ثمن رهان خاطىء مرتكز على قدرة صدّام وجيشه لهزيمة اميركا وجيشها، وبفضل الجنرال دخلت القوّات السوريّة الى المنطقة الشرقية بمواكبة سلاح الطيران الإسرائيلي "وصار يللي صار".

وأضاف سعيد: "عام 2005 رفع المجتمع الدولي عنوانا في العالم العربي. وبعد فشل اميركا وكلفة حرب العراق كان الاميركيّون في حاجة الى انتصار ما في العالم العربي فقدّمت "ثورة الأرز" هذا المشهد من دون أن تتكبّد الولايات المتّحدة أيّ تكاليف. بمعنى أنّ مشهد ساحة الشهداء في 14 آذار 2005 كان يمكن جورج بوش وإدارته أن يوظفاه انتصارا لسياسة اميركا في العالم. وفي المقابل انتزع اللبنانيّون من هذا المشهد دعم أميركا في خروج الجيش السوري من لبنان".

ما ربحه المسيحيّون

وفي رأي سعيد "أنّ هذه الثورة ارتكزت على الوحدة الوطنية، بمعنى انّ مطلب المسيحيّين قبل 2005 بخروج الجيش السوري من لبنان لم يكن ممكنا تحقيقه، إلّا إذا أصرّ المسلمون على هذا المطلب وإذا أراد الغرب تنفيذ هذا المطلب. أمّا الذي ربحه المسيحيّون من هذه الثورة فهو:

ا- خروج الجيش السوري.

2- قدّم المسيحيّون أنفسهم أمام الطوائف الأخرى أنّهم رأس حربة للمطالبة بخروج الجيش السوري ( الكنيسة - قرنة شهوان ـ عون)

3- أصبح المشهد الإسلامي كأنّه ملحق بمطالب المسيحيّين واستعاد المسيحيّون دورهم الوطنيّ من خلال المطالبة بالاستقلال ليس فقط من أجلهم كجماعة، إنّما من أجل لبنان، كلّ لبنان، مسلمين ومسيحيّين".

ما أراده عون

أضاف سعيد: "أمّا الذي قام به عون خلال وبعد الثورة وتحت ذريعة المحاصصة الانتخابيّة والخلاف مع 14 آذار، فكان:

1- مطالبة المسيحيّين بالعودة الى مربّع طائفي في مواجهة المسلمين تحت عنوان أنّ الجيش السوري خرج وحلّت مكانه شهيّة إسلاميّة لحكم البلد.

2- دعوته المسيحيّين للعودة الى المربّع الطائفي الذي أفقدهم الدور الرياديّ الذي لعبوه إبّان الثورة، لأنّ استنفارا مسيحيّا يقابله استنفار إسلاميّ محتوم.

3- حاول عون التقرّب من سعد الحريري بعد انتخابات 2005 وصرّح من قريطم أنّه يتّفق بنسبة 99 % مع تيّار "المستقبل".

4- بعد أيّام، او ساعات، حصل تفجير الياس المُرعلى الطريق المؤدّي الى منزل عون في الرابية. ففهم عون الرسالة وتراجع عن التحالف مع الحريري تحت ضغط سوريّ مباشر كان له الفضل الأكبر في ترتيب عودته الى لبنان قبيل خروج الجيش السوري.

5- بعد استحالة التحالف مع فريق 14 آذار ذهب عون الى التحالف المباشر مع حزب الله".

المعادلة الواضحة

وقال سعيد إنّ المعادلة القائمة بين عون وحزب الله واضحة:

أ‌- يؤمّن عون لحزب الله البيئة المسيحيّة الحاضنة من خلال تبرير موضوع السلاح والتبنّي الواضح لأطروحة الحزب.

ب‌- يؤمّن الحزب لعون تحالفا انتخابيّا وسياسيّا ودعما ماليّا واسعا".

ويخرج سعيد من قراءته هذه الى النتائج الآتية:

ـ إنتقال لبنان بعد ثورة الأرز من منطق الوحدة الوطنية الجامعة الى منطق تحالف الأقلّيات المارونيّة ـ الشيعيّة في مواجهة الغالبية السنّية في لبنان والعالم العربي.

ـ بدا عون وفريقه أمام الرأي العام الإسلامي المحلّي والعربي الأوسع أنّه حليف لإيران في وجه العالم العربي، وحليف للشيعة في وجه السنّة، وحليف للإرهاب في وجه الشرعيّة الدولية. الأمر الذي أفقد المسيحيّين دورهم الجامع على المستوى الوطنيّ ودورهم الرياديّ على المستوى العربي وعلاقاتهم التاريخيّة مع الغرب.

ـ لم يدرك عون ما هو العنوان الذي رفعه الاميركيون بعد 11 أيلول: وهو مواجهة الإرهاب واتّهام إيران ببسط نفوذها في العالم العربي من خلال دعم "حماس" في فلسطين والنظام السوري وحزب الله في لبنان".

ـ للمرّة الأولى في التاريخ بدا الموارنة في مواجهة الغرب والعالم العربي.

ـ للمرّة الأولى في التاريخ تخلّى الموارنة عن فكرة الدولة المحتكرة للسلاح ودعموا ميليشيا مسلّحة تحت عنوان "تحرير ما تبقّى من الأرض".

وختم سعَيد: الخطأ الذي حصل عام 1989، أي المراهنة على أنّ صدّام سيهزم العالم يتكرّر اليوم في 2011، أي أنّ بشّارالأسد ومحمود أحمدي نجاد سيهزمان العالم !!"

 

لبنان البعثي

حازم الأمين/لبنان الآن

"لبنان الى جانب النظام في سورية، وضد الانتفاضة السورية"، هذه هي صورة بلدنا في الخارج، وانت اذ تسمع من يُشهرها في وجهك وتحاول صد الفكرة او تغييرها، تعود بعد لحظات لتوافق محدثك العربي او غير العربي على هذه الحقيقة. فمحدثك هذا يملك من الخبث ما لا يتيح لك المناورة، وفي جعبته من القرائن التي لا يصمد في وجهها مقال كتبته عن انحيازك الى السوريين في وجه نظامهم الجائر.

الحكومة اللبنانية تقف الى جانب النظام السوري، وغالبية وان طفيفة في مجلس النواب كذلك، وكذلك أيضاً الرؤساء الروحيون للطوائف الثلاث الرئيسية، إضافة الى رؤساء طوائف متوسطة القوة وضعيفتها. الإعلام اللبناني في شقيه المرئي والمكتوب يقف الى جانب النظام في سورية، فمن أصل ست محطات تلفزيونية محلية تنحاز أربع الى النظام السوري، ومن بين خمس صحف رئيسية ثلاث على الأقل مع النظام فيما الرابعة حائرة بين موقع أصحابها السياسي المعادي للنظام السوري وبين انحياز محرري الخبر السوري الى هذا النظام، فيظهر خبرها متفاوتاً بين يوم وآخر.

هذا المشهد المرتسم في وعي المراقب غير اللبناني قد يكون تعسفياً، لكنه لا يخلو من صحة، لا بل انه بديهة قمنا باستبعادها واهمالها في غمرة انشغالنا بالحدث السوري. ثم ان أشكال التضامن المختلفة التي بادر لبنانيون كثر للقيام بها لدعم الانتفاضة السورية شاب الكثير منها قدر من سوء فهم للانتفاضة. فشعار التحرك الأخير في ساحة سمير قصير في وسط بيروت كان: "مصلحة لبنان ان يقف الى جانب الانتفاضة السورية"، وفي هذا الشعار التباس فعلي، وكأن الانحياز الى الضحية لا ينعقد الا في حال توافر مصلحة فيه. ثم ان ظاهرة الشبيحة اللبنانيين الذين يتولون التصدي لفعاليات التضامن المتواضع مع السوريين هي أيضاً امتداد لصورة لبنان كما وصلت الى العالم العربي والغربي، ذاك ان القدرة على حشد الشبيحة فاقت حتى الآن القدرة على حشد المتضامنين، وهذا أمر لاحظه ذلك المراقب غير اللبناني الخبيث ولكن الدقيق.

اما الأهم والأخطر على هذا الصعيد فهو ما صار معروفاً في أوساط خارجية عديدة عن ان لبنان يتولى القاء القبض على نازحين سوريين، وعن ان الاجهزة الأمنية اللبنانية قامت بإعادة تسليم عدد من الناشطين السوريين الى أجهزة النظام في سورية. هذا الكلام يتردد بكثرة خارج لبنان، وهو ولّد صورة سوداء قاتمة ليس عن حكومتنا وأجهزتنا الأمنية فحسب، انما أيضاً عن "بيئة غير متضامنة مع ضحايا يتعرضون لأبشع أنواع القتل"، لا بل ان في الخارج ثمة من يرى ان الأخبار عن الممارسات اللبنانية غير التضامنية مع السوريين يجب ان توثق عبر "يو تيوب" وان تُبث الى جانب صور انتهاكات الشبيحة في سورية.

نعم يشكل الفصل الأخير من مشهد انحياز لبنان الى نظام البعث في سورية ذروة في قتامة الموقع اللبناني، فبالنسبة للرأي العام العربي والعالمي تشكل فعلة من هذا النوع انخراطاً مباشراً في ماكينة القتل المشتغلة في المدن السورية، وهذا يُهدد على نحو فظيع بقية ضئيلة من سمعة كان لبنان يتغنى بها، لجهة صون حق النازح في الحماية.

والمُهدد هنا ليس نظاماً سياسياً او حكومة تابعة للنظام في سورية، ولا أيضاً أجهزة أمنية وعسكرية لبنانية، ولا اعلاماً يعرف الجميع توجهاته، بل المهدد صورة لبنان، كل لبنان. فمن لم ينتفض على حكومته وقواه الأمنية بسبب قيامها بتسليم ناشط سوري الى جلاديه، متورط مباشرة في عملية قتل هذا الناشط، في حال قتله من أعيد تسليمه اليهم.

هذا ما قاله ذلك المراقب الخبيث، ومن المرجح ان يكون محقاً.

 

اكثر من 29 قتيلا في تظاهرات حاشدة تجتاح مناطق سوريا واردوغان يتوعد المتورطين بقمع الشعب (Videos inside)

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل 29 شخصا برصاص قوات الأمن خلال تظاهرات "ماضون حتى اسقاط النظام" الحاشدة التي اجتاحت مختلف المدن السورية.

وقد خرجت تظاهرات في كل من الصنمين وجاسم وبص الحريروالجيزة بدرعا وعامودا والخالدية والبياضة والحمرا بحمص والسلمية وكفرسوسة وحي الميدان في دمشق وعندان (حلب) والقويرة (دير الزور) والصالحية (دمشق) وتل رفعت (ريف حلب)، القامشلي وبانياس ومختلف مناطق محافظة ادلب.

وذكرت الهيئة 6 من بين القتلى سقطوا في مدينة حلفايا التي تبعد 17 كيلومترا عن حماة. وقال نشطاء إن القوات السورية اقتحمت حلفايا بحثا عن منشقين عن الجيش وسعيا لمنع خروج احتجاجات منتظمة تطالب بالديمقراطية. كما اقتحم الأمن السوري بلدة بصر الحرير في ريف درعا وسط إطلاق نار كثيف. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن المظاهرات نشبت في الزبداني بريف دمشق رغم الانتشار الأمني الكثيف. وذكر ناشطون أن الطيران السوري اخترق حاجز الصوت فوق معرة النعمان، في محافظة ادلب شمال غرب سوريا.

كذلك قتل شخص في قرية خطاب في محافظة حماة خلال عمليات مداهمة. وفي مدينة حماة، قام عناصر امنيون بمحاصرة مسجد سعد بن ابي وقاص استباقا لتظاهرة مناهضة للنظام وفق ما افاد ناشطون في المكان، لافتين الى ان طائرات حلقت في اجواء المدينة. من جهة اخرى، قتل ثلاثة اشخاص في قريتي سرجة وكفر عويد في منطقة جبل الزاوية (شمال غرب) برصاص قوات الامن التي قامت بعمليات دهم في هذه المنطقة شمال غرب سوريا. وفي حمص قتل متظاهران برصاص عناصر الامن خلال تجمعات في بضعة احياء شارك فيها الاف الاشخاص، كما ذكر المرصد السوري وناشطون. على صعيد آخر، تحدث المرصد السوري عن العثور على ثماني جثث، ست في جبل الزاوية واثنتان في حمص. وقتل القسم الاكبر من هؤلاء الاشخاص في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة خلال عمليات شنتها قوات الامن. واعلن التلفزيون السوري من جهته ان عنصرا من قوى الامن قتل وان اربعة آخرين اصيبوا في محافظة درعا خلال هجوم شنته "مجموعات ارهابية مسلحة" على قوات الامن. على صعيد المواقف، توعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المتورطين بقمع الشعب في سوريا بانهم لن ينجوا بفعلتهم.

 

تنسيقيات الثورة: هرموش تعرّض للتعذيب وسيتم تحريره

وكالات/أكد عضو "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" أبو عمر، في حديث لقناة "الجزيرة"، أن "هناك تواجد بكثافة لقوات الجيش والأمن السوري في شوارع حماه"، مشيراً إلى أن "حوالي 40 ألفاً من قوات الأمن والجيش انتشروا في حماه بمعدل 100 عسكري في كل حيّ، وهم يعمدون الى اقتحام المساجد"، وذكر أنه "سقط اليوم في جمعة "ماضون حتى اسقاط النظام" عدد من القتلى والجرحى، خصوصاً وأن رجال الأمن يعتمدون أسلوباً همجياً".ولفت أبو عمر إلى أن "الاعترافات التي بثّها التلفزيون السوري للعقيد المنشق حسين هرموش هي كاذبة، فهو بالتأكيد تعرّض للضغط ولأعمال التعذيب، وكل الشعب السوري يعرف ذلك، فهرموش بطل من ابطال الجيش وسيتم تحريره في القريب من أيدي النظام". وسأل أبو عمر: "أين هو موقف الدول العربية؟ اين المسلمين الذين يرون ابناء الشعب السوري يُقتَلون؟"، مشيراً إلى أن "النظام السوري يلعب على الوتر الطائفي، فهو يقول لإخواننا العلويين إنه في حال سقط سوف يأتي السُنّة لقتلهم، وهذا كلام كاذب وفيه تضليل للحقيقة، فالثورة السورية هي لأبناء سوريا وليست لأي طائفة، والسُنّة والعلويون اخوة وسيبقون كذلك"، وسأل أبو عمر: "لماذا لا يُرفَع الغطاء الدولي عن نظام (بشار) الأسد ولماذا لا يتم سحب السفراء الأجانب مثل السفيرين الاميركي والفرنسي؟ ولماذا لا يتم طرد سفراء النظام السوري من الدول الموجودين فيها؟

 

آصف شوكت شوكت يقتل أحد أئمة مدينة حلب لرفضه الرضوخ لطلبات الاسد

وكالات/أشار عضو "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" محمد الخطيب إلى أن "تظاهرة خرجت في حي المعضمية في دمشق، بادرت قوات الأمن والشبيحة إلى تفريقها بإطلاق الرصاص"، وأضاف: "هناك الآن حملة اعتقالات في مدينة حلب، والنظام يعمد الى تصفية الشباب الناشطين ورميهم أمام منازلهم"، لافتاً إلى أن "قوات الأمن لا تفارق شوارع حلب، فهناك قبضة امنية شديدة على حلب"، وناشد العالم التدخل.

الخطيب أفاد عن خروج تظاهرات في الجامع الكبير وعندان وتل رفعت في حلب، وذكر معلومات عن أن أحد أئمة مدينة حلب الشيخ ابراهيم استُدعي الى القصر الرئاسي السوري وحضر لقاءً مع الرئيس بشار الأسد وصهره آصف شوكت، حيث أبلغ الأسد الشيخ ابراهيم أنه لن يقبل بحصول اي تجمعات في حلب، كما أبلغه شوكت أنّه في حال قام بالتحريض على النظام "سوف يُقتَل"، لكن الشيخ ابراهيم لم يرضخ، "فقتلوه"، وتابع الخطيب: "كما قتلوا شيخاً آخر بعد صدور إعلان أئمة حلب"، مؤكداً ان "النظام يقتل الاطباء الذين يداون الجرحى، والتجار يتم الضغط عليهم ويخافون ان يقفلوا محالهم يوم الجمعة، لكن بعض التجار يقدم المساعدة بطريقة سرية"، وقال إن "حلب في الايام المقبلة ستبلور مشهداً آخر

 

حمادة: لا يمكن باسم الخوف من الأكثرية أن نلغيها ونحكّم فيها الأقليات

المستقبل/رأى النائب مروان حمادة ان "تحريك الأقليات أو إعتبار الحكم الأقلوي ضمانة للأقليات الأخرى هو إنتحار جماعي لكل الأقليات". ورأى انه لا يمكننا باسم الخوف من الأكثرية أن نلغيها ونحكّم فيها الأقليات سواء كانت متحالفة أو منفردة وللأسف في سوريا فهي منفردة".

وقال حمادة في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أمس "لا يمكن أن نعتقد للحظة أنّه من الممكن أن يحكم نظام أصولي في سوريا المتعددة الطوائف والمذاهب وخصوصاً المشارب السياسية". ولفت إلى أن "شبكة الامان التي يسعى إليها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "هي شبكة وطنية لبنانية كاملة حيال الوضع العربي والسوري تحديداً، ومنطقه أقرب إلى منطق مسيحيي 14 آذار الذي يقول بأن أي تغيير يختاره الشعب السوري هو مفيد للبنان".

أضاف: "إذا ما قورن الوجود السياسي للدروز في سوريا بوجودهم في لبنان سنرى أنّه وعلى الرغم من أنهم أبطال الثورة العربية الكبرى والوحدة السورية ومن دافعوا دائما ًعن وحدة سوريا وعروبتها إلا أن دور الدروز السياسي في لبنان أكبر"، مشدداً على أن "القول إن الدروز أقلية ويجب أن يكون لهم خصوصية في لبنان وسوريا هو أمر ينفيه تاريخهم".

 

المحلل السياسي سامي نادر ان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي "خرج عن ثوابت بكركي السياسية والتاريخية

 المستقبل/حاورته: نانسي فاخوري

رأى المحلل السياسي سامي نادر ان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي "خرج عن ثوابت بكركي السياسية والتاريخية"، معتبراً انه "كان من المفترض ان يصدر بيان تصحيحي عن بكركي يوضح حالة التأويل التي أعقبت مواقف البطريرك في باريس ويفسرها". وشدد على ان "خوف الاقليات المسيحية على وجودهم يجب ألا يؤدي الى تعلقهم بالديكتاتور، فهذه عقلية أهل ذمة وتضرب الأسس والقيم المسيحية"، مؤكدا ان "خوف المسيحيين من تغيير النظام في سوريا ليس في محله".

واشار في حديث الى "المستقبل" امس، الى ان "الخطر السلفي موجود فقط كعدة شغل الأنظمة القمعية التي تستخدمه كـ"فزاعة" لتستمر بحكمها". واذ تخوف من "حرب اهلية" في لبنان في حال أراد حزب الله "الانتحار"، اكد ان "اللبنانيين واعون بما فيه الكفاية".

وهنا نص الحوار:

[ كيف تقرأ كلام البطريرك الراعي الباريسي ومن ثم ملحقاته التوضيحية في بيروت؟

ـ كلام البطريرك الماروني فيه خروج عن ثوابت بكركي السياسية والتاريخية، والملفت هو السرعة التي خرج فيها البطريرك الجديد عن هذه الثوابت، في أقل من 36 ساعة وخلال زيارة الى فرنسا تحديدا، هذا البلد الشريك الدولي القريب من بكركي تاريخياً، فالعلاقة بين بكركي وفرنسا تعود الى عقد لويس الرابع عشر وهي قديمة جداً.

والعلاقة مع فرنسا مبنية على ثوابت تتعلق بسيادة لبنان وحريته، ومن الملفت جداً خروج بكركي عن هذه الثوابت، لاسيما العتب من فرنسا على كلام البطريرك التي اعتبرته مخيباً للآمال ومفاجئاً. وأيضاً البطريرك خرج عن نصوص أساسية لا سيما السينودس من أجل لبنان وأيضاً سينودس البطاركة من أجل لبنان الذين ينادون بمنطق مختلف، فهم أولاً على مسافة واحدة من كل الأفرقاء السياسيين واليوم هناك خروج عن هذه الثوابت.

والمفاجئ ايضا هو كلامه عن سلاح "حزب الله" وهو بذلك يضرب مقوّمات السيادة اللبنانية، ويضرب تمسك بكركي بأركان الدولة، والنصوص التأسيسية التي قام عليها مشروع الكنيسة في السياسة، ويضرب الثوابت التقليدية لدى بكركي. كما أن كلام البطريرك ضرب علاقة بكركي مع سائر العالم لا سيما مع الشريك الفرنسي والشريك الغربي والعربي. وكلامه عن أحداث سوريا والخوف من تداعياتها، ومقاربته لهذا الموضوع يتناقضان مع تصريحات الفاتيكان لا سيما تصريحات قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر الذي قال وكرر ضرورة أن تحترم السلطات السورية المطالب المشروعة للشعب السوري وأن تحترم الكرامة البشرية، وهذا يتناقض مع كلام البطريرك.

[ البطريرك الماروني أكد ان هناك تأويلاً وسوء فهم لكلامه.

ـ لو كان هناك تأويل لكلامه، لكانت طريقة تعامله مع هذا التأويل اختلفت، فمن المفترض ان يصدر بيان عن بكركي يصحح ما قاله ويفسره، لكن الطريقة التي واجه بها التأويل وكلامه في المطار لا يطمئنان. يجب أن يعيد تفسير الموقف الذي اتخذه بالنسبة الى السلاح والأحداث في سوريا.

[ هل برأيك الحراك العربي نحو الحرية والعدالة والتعددية يشكل تحدياً وجودياً للأقليات في العالم العربي؟

ـ إعتمد البطريرك من حيث يدري أو لا يدري منطق الأقليات وهذه هي الخطورة في الموضوع، فالمسيحيون في لبنان ليسوا أقليات وإلا لما كان لبنان. اما في سوريا، فهناك جزء من المسيحيين خائف من تغيير النظام وجزء آخر مستفيد من النظام القائم وهم أقلية، وهذا الشيء يجب ألا يؤدي الى تعلق المسيحيين بالديكتاتور من أجل حماية وجودهم، فهذه عقلية أهل ذمة وتضرب الأسس والقيم المسيحية.

فالمسيحية منذ الأساس قائمة على الحرية واحترام الكرامة البشرية، إضافة الى أن هناك شخصاً مسيحياً اسمه ميشال كيلو جاء ليذكر بأن خوف المسيحيين ليس في محله، وهذه الثورة قائمة على مبادئ المشاركة والحرية.

وتبقى مسألة الإخوان المسلمين وهذا يخيف المسيحيين، لكن من قال ان هؤلاء هم الأكثرية في سوريا؟، ومن قال انهم سيكونون الصوت العالي أو أنهم سوف يربحون الانتخابات؟، فليس هناك من جو في العالم يؤشر الى أن هذا الطرف سيكون هو المنتصر لا سيما في ظل غياب أي جو إقليمي أو عالمي يساند هكذا مشروع، فلا الشريك السعودي ولا التركي يقبل بهذا النموذج الاسلامي للحكم. وفي حال حصول أعجوبة ووصل الإخوان المسلمون الى الحكم، فسيصلون من دون أي حليف أو شريك عالمي، ولا سبيل لديهم سوى الديموقراطية والانفتاح لأن الاقتصاد العالمي يدفع بهذا الاتجاه، وحتى الصين ونموذج النظام الأحادي اضطر الى الانفتاح.

وفي مصر بالأمس دخل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مواجهة مباشرة مع الإخوان المسلمين، حينما دعا الى العلمانية، وأكد أنها ليست ضد الدين بل تحترم الأديان. اليوم من هو متهم بمساندة الحركات الأصولية الدينية ينادي بالعلمانية، والسعوديون أيضاً ينادون بحوار الأديان والدولة المدنية وهذا شيء مطمئن.

اضافة الى ذلك، فان الوثيقة الصادرة عن الأزهر إبان الثورة المصرية أيضاً تؤسس لدولة مدنية وسوف يصدر عن الأزهر وثيقة للثورات العربية ستنادي مرة أخرى بالدولة المدنية والدستورية. فلا شيء يدل على أن الغلبة سوف تكون للتيار السلفي بل أكثر من ذلك مقتل (زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل) أسامة بن لادن وهو رمز المشروع السلفي. والخطر السلفي موجود فقط كعدة شغل الأنظمة القمعية التي تستخدمه كـ"فزاعة" كي تستمر بحكمها.

[ ما هي تداعيات أي تحوّل محتمل للوضع السوري على لبنان والمنطقة؟

ـ ما يحصل في سوريا شئنا أم أبينا مواجهة مع إيران التي تدعمه بكل الوسائل، وأي تغيير يحصل في سوريا، سوف يكون على حساب مصالح المحور الإيراني ـ السوري، وهذا ينعكس علينا في لبنان لأن الطرف الأقوى هنا متحالف مع المحور الإيراني ـ السوري المتمثل بـ "حزب الله". التغيير الذي سوف يحصل في سوريا يتوقف على كيفية تعاطي "حزب الله" معه، هل سيتعاطى معه بسياسة التنكّر والمواجهة بالقوة؟ وفي حال أخذ هذا الخيار فسوف تكون له تداعيات طبعاً، وإذا سقط الحليف السوري استراتيجياً لن يكون لديه القدرات نفسها، وإذا اختار الدخول في مغامرة انتحارية أصبح هذا شأنه.

من هنا حتى حصول التغيير في سوريا، يمكن أن يلجأ النظام الى سيناريو حرب أهلية كي يوسع المشكلة ويفرض نفسه كحالة قوة من خلال هذه الحرب التي لا يمكن أن تحصل في سوريا لانتفاء أسبابها، بخلاف الوضع في لبنان حيث هناك توازن بين الطوائف ومن السهل وقوع حرب أهلية فيه. ويجب أن يكون الأفرقاء المسيحيون حذرين، وهنا الكلام موجه الى (عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب) نديم الجميل، بطريقة التعاطي مع هذه المسألة، اذ يجب التعالي عن الكبت الذي أفهمه، من دون الانزلاق الى الفخ المنصوب أي إغراق لبنان في حرب أهلية، محاولة من النظام السوري كي ينقذ نفسه.

[ كيف تقرأ كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن المعادلة التي أوجدت "حزب الله" وسقطت؟

ـ المعادلة لم تسقط بعد بل هي ضعيفة وعلى حافة الهاوية. اليوم هناك أصوات في إسرائيل خائفة من سقوط (الرئيس السوري بشار) الأسد، هل هذه الأصوات سوف تؤثر وتحاول إبقاء الأسد؟، لكن لا شك أن الطوق يشتدّ على النظام السوري الذي لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، وحتى لو استمر، وأنا أرى أنه لن يبقى بالقوة نفسها، فالنظام السوري بالحد الأدنى سوف يتغير، مما يضعف المعادلة الإيرانية ـ السورية وهذا سيكون له تأثير كبير على "حزب الله". وما يخيف خيار "حزب الله" الانتحاري الذي يمكن أن يأخذه، فهناك سيناريوهان اثنان انتحاريان قد يلجأ اليهما، إما سيناريو حرب أهلية في الداخل، أو سيناريو حرب مع إسرائيل، لتحويل الأنظار عن سوريا. وأعتقد أن الإسرائيليين لن يقعوا في الفخ واللبنانيين لديهم الحكمة الكافية، وهناك استحالة حرب أهلية لأن هناك طرفاً واحداً يحمل السلاح.

 

ميقاتي يكرّر وصف "حزب الله" بـ"الورم" ويتوقّع عون رئيساً بعد حصول "شيء ما" لسليمان

ويكيليكس/المستقبل: الأسد استغل الـ"س.س." ليتواجه الإيرانيون مع العرب

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 27/1/2009 والمنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 106 استهجان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي من الرفض القوي للحكومة اللبنانية لإجراء المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل على الرغم من أن السوريين كانوا على طاولة المفاوضات معها، لافتاً إلى أنه "من المنطقي أن يشارك لبنان في أية عملية سلام سورية مع اسرائيل". وفي إشارة منه إلى أهمية المصالحة بين السعوديين والسوريين، كشف "مؤامرة" الرئيس السوري بشار الأسد لاستغلال هذه المصالحة "ليتواجه الإيرانيون مع العرب"، بعد أن وجد نفسه في مأزق مع ايران كحليف وحيد.

وتظهر هذه البرقية أن ميقاتي استخدم كلمة "ورم" في وصفه لـ"حزب الله" قبل نحو عام من تاريخ برقية ثانية وثّقت كلامه خلال اجتماع سابق مع السفيرة الأميركية آنذاك ميشال سيسون في 19/12/2009، بحسب البرقية رقم 80Beirut1773، التي نشرتها صحيفة "المستقبل" مترجمة إلى اللغة العربية في عددها الصادر يوم الأحد في 11 أيلول 2011، الامر الذي نفاه ميقاتي مساء اليوم نفسه. وفي هذه البرقية الجديدة يكرر ميقاتي وصف الحزب بـ"الورم"، مع تحذير للزعماء اللبنانيين من انه إذا لم يعملوا على تعزيز "الجسم"، أي "الدولة"، سينمو "ورم" "حزب الله" أقوى. وقال: "حزب الله" يملك خطة، وقوته تزيد فيما الدولة تصبح ضعيفة أكثر".

وإثر لقائه مع السفيرة سيسون، في 26 كانون الثاني 2009، أكد ميقاتي نية الحريري بإشراكه والصفدي بلائحة "المستقبل" فيما كشف عن قلق الأخير من هذا التحالف الذي من شأنه أن يعرقل وصول الصفدي إلى رئاسة مجلس الوزراء. وادعى بأنه سينسحب من الانتخابات اذا شعر بأنه سيكون سبباً في اندلاع العنف في مدينته طرابلس. وادعى أمام الوفد الأميركي بأنه لا يطمح بمنصب رئاسة الحكومة قائلاً: "كنت رئيساً للوزراء من قبل، لست في حاجة للقيام بذلك مرة أخرى".

من جهة ثانية، كشف ميقاتي عن مساعي النائب ميشال عون في تنصيب نفسه زعيماً مسيحياً إقليمياً بمساعدة الإيرانيين والسوريين، مشيراً إلى صفقة منح عقد إدارة إحدى شركات الاتصال الخليوي في لبنان لشركة اوراسكوم المصرية، من خلال مديرها التنفيذي المسيحي القبطي، تحت إشراف صهره الوزير جبران باسيل، متنبئاً بوصول عون إلى الرئاسة بعد وصول المعارضة إلى السلطة وإذا "حصل شيء ما للرئيس".

وجاء في الترجمة الحرفية عن نص البرقية باللغة الإنكليزية، التي تحمل الرقم "90Beirut106"، تحت عنوان: "لبنان: ميقاتي يتوقع ترشحه مع الحريري"، كالآتي:

"لفت ميقاتي، في اجتماع في 26 كانون الثاني 2009 مع السفيرة، إلى أن محادثاته مع سعد الحريري في شأن التحالف الانتخابي في طرابلس تسير على ما يرام، ويتوقع بأنه والحريري سيشتركان معاً في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ورأى بأن الحوار الوطني لن يصل إلى شيء، مؤكداً أن الرئيس ميشال سليمان يستخدم الوقت قبل الانتخابات لاظهار "الحكمة"، التي من شأنها أن تمنحه مصداقية للتحكيم بين جميع الأطراف في أعقاب الانتخابات النيابية في 7 حزيران.

وشدد ميقاتي على ضرورة تحقيق المصالحة بين السعوديين والسوريين، مفترضاً بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيستخدمها ليتواجه الإيرانيون مع العرب، ولتعزيز موقف سوريا. وأشار إلى أن المصالحة ستجلب للبنان الهدوء قبل الانتخابات، ولكن إذا لم يستغل الزعماء اللبنانيون هذا الهدوء لتقوية الدولة اللبنانية، فسينمو "ورم" "حزب الله" ويستمر في ذلك. وأشار إلى أن اللبنانيين أظهروا "النضج" خلال القتال في غزة، مقيّماً تصرف "حزب الله" بأنه "مسؤول". وفي الوقت نفسه، قال إنه لا يفهم الرفض القويّ للحكومة اللبنانية لإجراء محادثات غير مباشرة مع اسرائيل، على الرغم من أن السوريين كانوا على طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين. نهاية الموجز".

تحالفات طرابلس: مباحثات إيجابية مع الحريري

وبحسب البرقية، "التقت السفيرة (سيسون) الرئيس السابق نجيب ميقاتي في مكتبه في الأشرفية في 26 كانون الثاني، وحضر الاجتماع أيضاً مستشار سياسي اقتصادي، وآخر اقتصادي، ومستشار سياسي رفيع المستوى. وأفاد ميقاتي السفيرة بتطور سير المفاوضات حول التحالفات الانتخابية في طرابلس. وأعرب عن سعادته الصادقة، بلقاءاته مع (الرئيس) سعد الحريري، الذي وصفه بأنه "يتخذ خطوتين مقابل خطوة واحدة مني" ، في بذل جهود إيجابية لايجاد وسيلة للتقدم معاً. وأكد التزامه بسنّة لبنان والحفاظ على المصداقية معهم، مشيراً إلى أن "تيار المستقبل" يمثل السنّة، على المستوى الوطني، أكثر من أي طرف آخر، بغضّ النظر عن نتائج الانتخابات. وحسم ضرورة أن يكون على علاقة جيدة مع الحريري لأن الموضوع مصيريّ بالنسبة له. ورداً على سؤال عما إذا كان سيرشح نفسه على لائحة "تيار المستقبل الانتخابية في طرابلس" ، قال: "لائحة "المستقبل" ستترشح (ستخوض الانتخابات) معي".

أما بالنسبة للسياسيين السنّة الكبار في طرابلس، فقد رأى أنه من المستحيل عملياً ان يتحالف مع الرئيس السابق عمر كرامي، مشيراً إلى أنه لم يتحدث بعد مع المرشح، ذي الوزن الثقيل في طرابلس، وزير الإقتصاد الحالي لقوى 14 آذار محمد الصفدي، عن خطط الأخير للانتخابات. ولفت إلى أن الحريري كان يريد أن يبقي الصفدي على رأس أي تحالف قد يشكلانه معاً، معرباً عن قلق الصفدي من أن يعرقل الحريري طريق الأول الى رئاسة الوزراء، في ظل التوقعات بأن الحريري سيأخذ المنصب لنفسه. وخفّض ميقاتي من إظهار طموحاته الخاصة بهذا المنصب قائلاً: "كنت رئيساً للوزراء من قبل، لست بحاجة للقيام بذلك مرة أخرى. إذا حصلت على فرصة، عظيم، وأنا أعرف القضايا المطروحة، وسأكون سعيدا للعمل، ولكن إذا لم يكن، فلا بأس". كما أعرب عن قلقه إزاء احتمال وقوع أعمال عنف في الانتخابات في مدينته، وادعى أنه سينسحب من الانتخابات اذا كان يشعر انه كان السبب في اندلاع العنف".

الآفاق الانتخابية في شمال لبنان

أضافت البرقية: "بالنسبة للدوائر الانتخابية الأخرى في الشمال، رأى ميقاتي أن حزب "المردة" الذي يقوده (النائب) سليمان فرنجية، في وضع جيد، ومن المرجح أن يحظى بما لا يقل عن اثنين إلى ثلاثة مقاعد في زغرتا، بينما سيفوز في الكورة بمقعد واحد لكل من "الحزب السوري القومي الاجتماعي" وقوى 14 آذار، والفائز الثالث يعتمد على اختيار ميشال عون لمرشحه من "التيار الوطني الحر". وتوقع أن تحظى "المستقبل" بجميع المقاعد في عكار، مشيراً أنه على الرغم من الفوز الساحق لـ"المستقبل" في المنطقة، إلا أنه من المحتمل أن يشقّ مرشّحو المعارضة طريقهم هناك.

ورأى أن رجل الأعمال المسيحي نعمة افرام سيرشح نفسه كمستقل في كسروان، نافياً احتمال تشكيل لائحة مستقلة قبل الانتخابات. ومع ذلك، أشار إلى احتمال وجود مجموعة من النواب سيشكلون "حركة سياسية عملية ومنطقية، مبنية على أساس وجود دولة قوية"، بعد الانتخابات، ولم يرفض فكرة مشاركته في هكذا مجموعة. وأسف لعدم وجود فرصة لتنافس الشيعة المستقلين، نظرا لبنية القانون الانتخابي الجديد، الذي لا يسمح للتمثيل النسبي.

وقال إن استراتيجية ميشال عون بتنصيب نفسه زعيماً مسيحياً إقليمياً تؤتي بثمارها، والإيرانيون والسوريون يساعدون على زراعة هذه الصورة. واعتبر ميقاتي أن منح عقد إدارة إحدى شركات الاتصال الخليوي في لبنان لشركة "أوراسكوم" المصرية، تحت إشراف صهر عون، وزير الاتصالات جبران باسيل، والمقصود من ذلك إرسال إشارة، لأن المدير التنفيذي لشركة "أوراسكوم"، نجيب ساويرس، هو مسيحي قبطي. وقال: هدف عون أن يصبح رئيساً، وإذا جاءت المعارضة إلى السلطة "وحصل شيء ما للرئيس"، فمن المرجح أن يسعى للرئاسة".

سليمان بناء المصداقية

ونقلت البرقية ان ميقاتي جزم بأن الحوار الوطني لن يسفر عن نتائج قبل الانتخابات، مشيراً إلى أن الرئيس سليمان، سواء من خلال الحوار أو بتعامله مع مختلف الزعماء السياسيين، يحاول إظهار "الحكمة" من أجل إقناع جميع الأطراف بطبعه الهادئ والمحايد. وقال إذا استطاع سليمان تحقيق صورة الزعيم "الحكيم" ، فسيكتسب مصداقية ليكون بمثابة المحكّم الحقيقي بين القادة السياسيين عقب الانتخابات. وأكد أن سليمان لن يجازف بمصداقيته قبل الانتخابات من خلال رعاية لائحة انتخابية مستقلة (وهذا يتفق مع ما قاله الرئيس سليمان للسفيرة في 27 كانون الثاني).

بشار يلعب على الجانبين و"حزب الله" للاستفادة من الهدوء

وأشارت البرقية إلى أن ميقاتي "وصف المصالحة السورية- السعودية، في القمة الإقتصادية الكويت 19- 20 كانون الثاني، بالإيجابية، قائلاً إن كلا الجانبين يريدان فرصة لتهدئة التوترات الإقليمية. ورأى أن الرئيس السوري الاسد وجد نفسه في مأزق مع ايران كحليف وحيد، ويحتاج إلى علاقات أقوى مع العرب من أجل لعب دور "الرجل المتوسط ، بدلا من الدمية." وقال ميقاتي "كما فعل والده من قبله، يتطلع بشار الى اللعب على الجانبين" في الوقت نفسه. وأكد أن السعوديين يحتاجون إلى وسيلة لتخفيف حدة التوتر مع ايران. وتوقع بأن تكون المصالحة لمصلحة لبنان، من خلال تهدئة التوتر السياسي قبل الانتخابات وإتاحة الفرصة للبنان لاتخاذ موقف محايد في العالم العربي. مع ذلك، شعر بالقلق من أن تؤدي التهدئة إلى رضى السياسيين اللبنانيين، وتمنعهم من الدفع نحو الاصلاحات التي من شأنها تعزيز الدولة اللبنانية. وقال إذا لم يعمل زعماء لبنان على تعزيز "الجسم"، أي الدولة، سينمو "ورم حزب الله" اكثر خلال فترة الهدوء. وأشار إلى الديون الضخمة على لبنان والعجز في الموازنة ووصفها بأنها "سمّ للدولة"، لافتاً إلى عجز الحكومة اللبنانية في تعيين كبار المسؤولين بسبب المشاحنات السياسية. وقال: "إن الدولة تصبح ضعيفة أكثر، بينما "حزب الله" يملك خطة، ويصبح أقوى".

"لبنان أظهر النضج" خلال حرب غزة

ولفتت البرقية إلى سعادة ميقاتي "من بقاء لبنان بعيداً عن الصراع الأخير في غزة، وقال إن ردة فعل اللبنانيين كانت "ناضجة" تجاه القتال، معتبراً أن "حزب الله" يعرف، فإسرائيل أوضحت ذلك جلياً، بأن أي إجراء ضدها من شأنه أن ينعكس على الدولة اللبنانية، وتصرف الحزب "بمسؤولية" في هذا السياق. "علينا أن ننسب الفضل لـ"حزب الله" في هذا".

ورأى أنه لا فائدة لـ"حماس" من الصراع السياسي ، متسائلاً كيف يمكن اعلان النصر بينما قتل الكثيرون وأصيب آخرون في هذا القتال. وسألت السفيرة سيسون عن تداعيات العنف في غزة على المخيمات الفلسطينية في لبنان. فأجاب ميقاتي بأن تجارة السلاح في المخيمات موجودة دوماً، والوضع لا يبدو أسوأ من المعتاد. "ومخيم البداوي، حي بائس" ، وقال "لا توجد رقابة من قبل الحكومة، ويمكنك دوماً أن تتوقع أي شيء".

أضافت البرقية بأن "ميقاتي فوجئ من موقف الحكومة اللبنانية القويّ ضد فكرة إجراء محادثات سلام غير مباشرة مع اسرائيل، معتبراً أن سوريا كانت تسعى إلى المحادثات الخاصة بها. وعلى الرغم من أنه يعترف بأن للبنان "القضايا المحلية الحساسة" بالنسبة لإسرائيل، غير أنه من المنطقي أن يشارك في أية عملية سلام سورية مع اسرائيل. "وإلا فإن المفاوضات ستجري على حساب لبنان".

 

خطيئة بطريرك الموارنة أنه سار على درب الإرشاد الرسولي

هتاف دهام/المصدرالبناء

لم يخالف البطريرك الماروني بشارة الراعي، أدبيات بكركي الوطنية، بل أعاد بكركي الى نهجها الفكري الوطني، وآمن بأن الوحدة الوطنية، اذا توافر لها التكافؤ، تكون أنجع الضمانات لسلامة هذا الوطن واستقراره وازدهاره، بحيث لا تجاوز الارشاد الرسولي حول لبنان، ولا تقفز فوق الميثاق الوطني اللبناني.

يقول الباحث والكاتب غسان الشامي "ان الخطيئة التي ارتكبها البطريرك الراعي هي أنه سار على طريق الإرشاد الرسولي للبنان"، الذي دعا المسيحيين الى التفاعل مع محيطهم المشرقي الطبيعي.

ويضيف: "ان أي قارئ لمحاضر السينودوس من أجل المشرق الذي انعقد في تشرين الأول 2010، يجد أن البطريرك الراعي كان أحد أكثر الأساقفة فعالية في هذا المجمّع، وهو الذي كان يقدم الخلاصات اليومية للنقاشات الدائرة فيه، وهو يقوم اليوم بتظهير النتائج والتوصيات التي أسفر عنها المجمّع، فضلاً عن أن شعاره شركة ومحبة مأخوذ من خطاب افتتاحي للبابا بنديكتوس السادس عشر في المجمّع".

وانطلاقاً من هاتين القاعدتين، يتابع الشامي، لم يكن من المستغرب أن تأتي مواقف البطريرك على هذا الشكل، وتحديداً في الموضوع السوري وفي موضوع المقاومة وسلاحها، فعلى قاعدة الشركة رأى البطريرك أن الغاية مما يحصل في سورية هي تفتيت الجغرافيا وضمان عدم وجود أي مشروع أو بديل إلا التفتيت نفسه.

وعلى قاعدة المحبة، وبعد عداوات موروثة، خصوصاً أنه توجد في سورية 3 أبرشيات للطائفة المارونية، وأن البطريرك الراعي هو أحد الذين دافعوا وتمسكوا بمفهوم الحوار الإسلامي ـ المسيحي على قاعدة "تعالوا إلى كلمة سواء"، وبهذا هو بدأ خطابه الانفتاحي على كل المكونات اللبنانية، لذلك لم تكن تصريحات البطريرك الراعي في باريس مستغربة، حتى من قبل ذوي الألباب.

قراءة منهجية.

ويقول الشامي: "إن البطريرك الراعي لم يرتكب الخطيئة عندما تحدث عن مشروع تقسيم المنطقة، وعن القلق من وصول جماعات أصولية دينية متطرفة إلى الحكم، لأن الأمر طبيعي، ان يسأل رجل دين أو سياسة أو فكر، عن وصول نظام سياسي يكفر الآخرين، ولا يخدم الديمقراطية، لأنه لا يعترف بالآخر الديني والسياسي".

ويعتبر "ان البطريرك الراعي قدّم قراءته المنهجية للتطورات في المنطقة، وأعطى رأيه فيها، وربما تكون مشكلته انه لم يوافق على المشروع الأميركي في المنطقة المتمثل بالشرق الأوسط الجديد. من هنا يبرز الى الواجهة الاختلاف في الرؤية بين البطريرك الراعي وسلفه البطريرك نصر الله صفير، الذي يقول غسان الشامي إنه كان يقارب الواقع اللبناني والمشرقي من زاوية أخرى، وقد ظهر ذلك جلياً في مواقفه المعلنة تجاه سورية طيلة ربع قرن، حيث زار تقريباً كل العالم ولم يزر أبرشية واحدة في سورية مع أنها على مرمى حجر من مقره الصيفي في الديمان، لا بل انه تجاهل كلياً أن شفيع الكنيسة المارونية القديس مارون عاش في سورية وتنسك في جبالها ووديانها وأن ناووسه موجود اليوم في أرضها في براد، وهو ما عمل الباحث الشامي على كشفه منذ مطلع العام 2001.

كما أن تصريحات صفير وسياسته الداخلية في لبنان حملت نوعاً من الإزورار عن مكون أساسي من المجتمع اللبناني (حزب الله). ولذلك نجد أن لدى الراعي همّاً مشرقياً، مع عناية كبيرة بالانفتاح على كل أطياف المكونات اللبنانية، بينما كان البطريرك السابق مهجوساً بالرياح الدولية وهذا ما عبر عنه ذات مرة خلال إحدى زياراته إلى واشنطن.

زيارة براد

وبانتظار زيارة البطريرك الراعي المرتقبة الى براد التي زارها رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في عيد مار مارون، يرى الشامي "ان الرجلين (البطريرك الراعي والعماد عون) يتشاركان في الرؤية الواحدة للمسيحية الشرقية، التي تقوم على الانفتاح، وعلى العلاقة المتوازنة مع كل مكونات المشرق على قاعدة المواطنة واحترام الآخر، وأن الرجلين يقاربان الشأن المسيحي على هذه الجغرافيا من خلال دعم مفهوم الدولة المدنية وتكريس هوية المواطنة".

وعليه، فإن الراعي وعون يتقاربان في الشأن الداخلي اللبناني على أسس الانفتاح على الجميع بعيداً عن الخلافات السياسية، ولا يوجد أي تناقض في اقتناع رجلين: واحد للدنيا وآخر للدين بمفهوم واحد، بل على العكس من ذلك لأن هذا المفهوم يغني التوجه المشرقي أكثر فأكثر.

ويلفت الشامي إلى "ان بكركي لم تعد صرحاً لـ"القوات"، ولذلك استدعت مواقف الراعي هذا الكم من ردود الفعل من فريق 14 آذار، ولا سيما المسيحيين منهم، وصولا الى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي يرى الشامي أن أي عاقل لا يمكنه التعليق على مواقفه، لأنه لا يمكنه تحديد الساعة التي يغير فيها جنبلاط مواقفه.

وعلى عكس الكثيرين يعتقد الشامي "أن أعمدة الإرسال لدى جنبلاط قد أصابها الصدأ منذ زمن". ولذلك يرى اللبنانيون هذه التبدلات المستمرة في مواقفه التي يقال أنه يبنيها انطلاقاً من حسابات مصلحية طائفية، ولكن حتى هذه المصلحة لا يمكن أن يرسمها رجل يعاني رهاباً مزمناً من الشعور الأقلوي، فالخوف هو أسوأ أنواع المستشارين".

أهل الأرض

ويشير الشامي إلى "ان ما يجري اليوم في المنطقة يراد في جانب منه إظهار المسيحيين وكأنهم أقلية وتجب حمايتهم، في حين أنهم أهل هذه الارض. والمسيحية نشأت في سورية والمسيح كان سورياً يتكلم ويخاطب الجماهير بالسريانية، وهنا يقول الباحث الشامي إنه من الأخطاء السافرة في هذه المنطقة من العالم الكلام عن أقليات وأكثريات، لأن المشرق عموماً هو اجتماع أقليات وأكثريات في آن، والدليل أن السنّة كانوا حاكمين في العراق وهم الأقلية عددياً، وكذلك هو أمر الموارنة في لبنان والعلويين في سورية.

وبالتالي، فإن هذه المنطقة الموزاييكية الطابع، لا يمكن أن تكتمل لوحتها إلا باكتمال المصالح بين مكوناتها، وعندما تهتز هذه المصالح، ولبنان هنا هو النموذج، تقع في الحروب الأهلية".

أما الكلام عن تحالف الأقليات فهو برأي الشامي "لغو لا طائل من بحثه، فما يجمع الأمم مصالح اقتصادية، اجتماعية، ثقافية ونفسية". ويرى "أن من يحاول أن يضع مواقف البطريرك الراعي والعماد عون في هذه الخانة، فهو إما مصاب بحول في قراءة التاريخ أو أنه مغرض، لأن من يطالب بالتلاقي على قاعدة "أيها المؤمنون تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم"، لا يمكن وضعه في إطار أنه "يبحث عن تحالف أقلوي".

ويقول: "ان تهجير المسيحيين في العراق، الذين هم من الأقليات التاريخية كالكلدان والاشوريين، جرى طوعياً في ظل رعاية غربية لتهجير الأقوام التاريخية خلال فترة حكم صدام حسين. أما منذ مجيء الأميركي الى العراق فقد سرّع التهجير تحت أعين الاحتلال الاميركي من خلال عدم قيام قوات الاحتلال بما تفرضه عليها القوانين الدولية التي تلزمها حماية المسيحيين من المجموعات التكفيرية المتعصبة. ولذلك فإن أغلب هؤلاء المسيحيين قدموا من العراق إلى سورية، أما المسيحيون في سورية والذين يقارب عددهم الـ10 في المئة من عدد السكان، فإنهم منتشرون في كل أرجاء الجغرافيا السورية من أقاصي الجزيرة إلى حوران مروراً بكل المدن وصولاً إلى الساحل، وبهذا المعنى يكون صحيحاً القول أنهم أقلية في العدد، لكن الصحيح أيضاً أنهم الأكثر انتشاراً في المدن والمناطق السورية.

ويشير الشامي إلى "أن أي تخوف من مجموعات متطرفة داخل سورية هو مشروع لدى بعض المسيحيين جراء هذا الانتشار الجغرافي، ومن المؤكد أنه في هذه المحنة التي تمر فيها سورية ظهرت بعض أصوات النشاز الطائفي، ولكن ما يطمئن في هذا السياق هو أن العلاقة التاريخية بين مكونات المجتمع في الجمهورية السورية لا تشي بأي عداوة أو توترات طائفية".

 

لجنة فرعية عن اجتماع بكركي تبحث في نزاع لاسا الاثنين

اجتراح حلـول مرضية يرفعها عنداري الــــى الصرح

تحديد الاراضي فـي جدول اولويات يعقبه مسح طوبوغرافي

المركزية – تتجه قضية النزاع العقاري في بلدة لاسا نحو الحلول المأمولة في ضوء قرب انتهاء مهلة الشهرين التي حددها اجتماع بكركي برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وحضور ممثلين عن حزب الله والتيار الوطني الحر والقوى المعنية، ونجاح وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل في سحب النزاع من اطاره السياسي الذي تحول كرة ثلج كادت تهدد بتحويله خلافا طائفيا، من خلال منع التعديات ووقف كل اعمال البناء المخالفة عبر تعزيز نقطة قوى الامن في البلدة وتسيير دوريات لقمع اي مخالفة.

وفي معلومات "المركزية" انه تم تشكيل لجنة فرعية منبثقة من لجنة اجتماع بكركي تضم راعي ابرشية صربا المارونية المطران انطوان نبيل العنداري، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابرهيم، قائد الدرك العميد صلاح جبران وممثلين عن فاعليات لاسا، سعقد اجتماعا يوم الاثنين المقبل في دار المطرانية وعلى جدول اعمالها بند اساسي يتمثل في تحديد ثلاثة انواع من الاراضي في المحلة وارساء الحل لوضع كل منها: النوع الاول يتمثل في الاراضي التي لا مشكلة حولها وتاليا لا تستوجب اي نقاش، الثاني يتجلى في الاراضي موضع النزاع حيث سيصار الى احالة ملفاتها الى القضاء لفضه واصدار القرارات المناسبة اما الثالث وهو الابرز فيكمن في الاعتداء على اراضي الكنيسة التي تم تشييد ابنية عليها من قبل غير مالكيها، واشارت المعلومات في صددها الى ان الاتجاه يميل الى واحد من 3 خيارات: بيع الارض للباني او دفع المالك مبلغا ماليا لقاء تنازل الباني عن المبنى المشاد والا فهدمه.

وتبعاً لنتائج الاجتماع فإن فرق المسح الطوبوغرافي ستتوجه الى البلدة لإنجاز المهمة المنوطة بها، على ان ترفع اللجنة الفرعية النتائج العملية الى لجنة بكركي عبر المطران عنداري.

واكدت المعلومات ان حصيلة المشاورات والاتصالات في شأن النزاع واجتماعات اللجنة خاضعة كلها الى توافق شامل بين القوى وتحظى برضى الافرقاء السياسيين من الطوائف المعنية.وكان وزير الداخلية عرض امس للملف مع النائب الاسبق الدكتور فارس سعيد الذي اكد لـ "المركزية" ان الحل الوحيد للنزاع في البلدة يقضي باستكمال اعمال المساحة من قبل الدولة فعلا لا مواقف.

 

سليمان رأس اجتماعاً تحضيراً لترؤس لبنان مجلس الأمن واستقبل وزير الصناعة وسركيسيان واللقاء الأرثوذكسـي

المركزية- رأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم اجتماع عمل ضم وزراء الخارجية والمغتربين عدنان منصور، الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور والبيئة ناظم خوري، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والسفير ناجي ابي عاصي وعدداً من المستشارين. وتناول الاجتماع مشاركة لبنان في اعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة ورئاسة لبنان لمجلس الامن الدولي طوال شهر ايلول الجاري والجلسة التي سيرئسها الرئيس سليمان للمجلس تحت عنوان "الدبلوماسية الوقائية" والموقف اللبناني من مجمل القضايا التي ستطرح امام المجلس، وكذلك امام الجمعية العمومية ولا سيما منها مسألة الدولة الفلسطينية.

اللقاء الارثوذكسي: واستقبل رئيس الجمهورية وفد اللقاء الارثوذكسي في حضور نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ودار الحديث حول الوضع العام واوضاع الطائفة وموقعها في الادارة اللبنانية، اضافة الى مشروع قانون الانتخاب المطروح من قبل اللقاء والذي يقترح لبنان دائرة واحدة ويعتمد النسبية على ان تنتخب كل طائفة ممثليها. ثم بحث الرئيس سليمان مع نائب رئيس مجلس الوزراء في عدد من الملفات المطروحة امام الحكومة للمرحلة المقبلة اضافة الى الاوضاع العامة. وزير الصناعة: وعرض رئيس الجمهورية مع وزير الصناعة فريج صابونجيان للتطورات وخطة عمل الوزارة في سبيل تطويرها وتعزيز دورها.

سركيسيان: وتناول الرئيس سليمان مع النائب سيرج طورسركيسيان الاجواء التي سادت مناقشات اللجان المشتركة امس في موضوع الكهرباء.

مدير عام الامن العام: واطلع من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على اجواء جولته الاخيرة على مركزي الامن العام على معبري العبودية والعريضة واعطى توجيهاته بضرورة ضبط الوضع الحدودي على هذين المعبرين.

كذلك، اطلع منه على ملف المبعدين الى إسرائيل واعطى توجيهاته بوجوب متابعته والعمل على انجازه بالسرعة الممكنة.

نقيب المهندسين: ومن زوار بعبدا، نقيب المهندسين في بيروت ايلي بصيبص والامين العام لاتحاد المعماريين العالميين ميشال البرمكي اللذان اطلعا رئيس الجمهورية على النشاط والتعاون القائم بين النقابة والاتحاد.

 

سليمان الى نيويورك الاثنين

المركزية- يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان صباح الاثنين المقبل 19 الجاري الى نيويورك على رأس وفد وزاري يضم وزراء الخارجية والمغتربين عدنان منصور والشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور والبيئة ناظم خوري وعدد من المستشارين للمشاركة في أعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة وترؤس جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة للدبلوماسية الوقائية، على ان يتوجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري الى نيويورك ليرأس في 27 منه جلسة الاحاطة الشهرية لمجلس الأمن عن الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك مسألة فلسطين.

 

الأنباء": لا مصلحة لـ"حزب الله" بدفع ميقاتي للاستقالة

تطور الوضع السوري اربك الحـزب واضعفه

المركزية- نقلت صحيفة "الانباء" الكويتية عن مصادر متابعة قولها إن "المواقف الاخيرة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي شكّلت محور رصد ومتابعة من جهة، وهجوماً مركزاً من قبل بعض الأكثرية من جهة أخرى، وهو هجوم يؤشر لوجود استياء لدى دمشق و"حزب الله" من هذه المواقف".وحسب هذه المصادر المتابعة فإن أكثر ما أزعج دمشق والضاحية من مواقف ميقاتي يتمثل في الآتي:

- "إن إعلان ميقاتي التزام لبنان بأي اجماع دولي في شأن سوريا، يعني رفضه تكرار نموذج البيان الرئاسي عندما غرّد لبنان منفرداً عن هذا الاجماع، كما رفضه تبعية لبنان لسوريا".

- "قول ميقاتي: "نتمنى للشعب السوري ما يتمناه لنفسه"، وهذا ما اعتبرته دمشق موجهاً ضدها، إما لأنه لم يتكلم عن مؤامرة ومخربين، أو لتبنيه خيار الشعب لا النظام".

- "دعوة ميقاتي "حزب الله" إلى التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، هذه الدعوة التي اعتبرها الحزب نسخة طبق الأصل عن دعوات 14 آذار، أي أن موقف رئيس الحكومة لم يعد يقتصر على مسألة الالتزام بالتمويل، إنما تعداها إلى الطلب من الحزب التوجه إلى لاهاي".

وأعربت هذه المصادر عن إعتقادها أن "هذه المواقف وغيرها، أخرجت سوريا و"حزب الله" عن طورهما، وهذا ما دفعهما إلى إعطاء كلمة سرّ لشنّ حملة على ميقاتي، هذه الحملة التي تولاها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون والوزيران السابقان ميشال سماحة ووئام وهاب، حيث أكدوا رفضهم تمويل المحكمة وصولاً إلى تخوين ميقاتي بوضع كل حركته في السياق التآمري، وما بينهما اتهامه بأنه يخالف القوانين". إلا أن المصادر إستبعدت "خروج هذه الحملة عن الضوابط المعلومة والمرسومة، كون أنه لا مصلحة لـ"حزب الله" في دفع رئيس الحكومة الى الاستقالة، خصوصاً أن الاخير ليس في وارد التراجع عن مواقفه وثوابته التي اعلنها، وبالتالي الهدف الأول والأخير من وراء تلك الحملة، محاولة تدجينه ودفعه إلى التنازل عن بعض المواقف التي اطلقها والالتزامات التي اعلنها".

ولفتت المصادر إلى أن "تطوّر الاوضاع في سوريا وانهماك النظام السوري في شؤونه الداخلية وبروز اتجاهات دولية واقليمية واضحة لاسقاط هذا النظام، كل ذلك انعكس خللاً وضعفاً وارباكاً في إدارة "حزب الله" للعبة السياسية وخصوصًا الحكوميّة، وهذا ما افسح المجال أمام ميقاتي لتوسيع هامشه السياسي وتحوله بفعل هذا الظرف إلى قوة سياسية لا مصلحة لـ"حزب الله" في مخاصمتها إلى النهاية، لان مصير الحكومة يتوقف عليها، هذه الحكومة التي تشكل بالنسبة إلى الحزب مسألة استراتيجية وحيوية لا يمكن التفريط فيها".

 

"الـــراي": "تخلخل" نظام الاسد يوسع هامش حركة سليمان- ميقاتي - جنبلاط

المركزية- نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن دوائر مراقبة في بيروت انه كلما "تخلخل" نظام الرئيس بشار الاسد في سوريا اتسع هامش الحركة لأفرقاء لبنانيين رئيسيين بدءاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وصولاً الى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، فتراخي قبضة النظام في دمشق يعني تراخيها في بيروت ايضاً". ولفتت الصحيفة الى "ان لبنان لن يكون في امكانه التمادي كثيراً او طويلاً في مجاراته سوريا في "شطب" المجتمع الدولي وادارة الظهر للمجتمع العربي، لأن لا طاقة له على ركوب هذا النوع من المجازفات الخطرة التي تضع مصيره على المحك". واشارت الى "ان ثمة من يعتقد في بيروت ان حسابات ميقاتي وواقعية "حزب الله" من شأنهما تطويل عمر الحكومة عبر ادارة الصراع في الحكومة على قاعدة النجاة بـ"اهون الشرور". فميقاتي لا يريد حرق اصابعه و"حزب الله" لا يريد خسارة متراسه الداخلي (الحكومة)". اضافت المصادر: "بهذا المعنى فان ميقاتي يفيد من واقعية الحزب عبر ميله الى عدم تقديم تنازلات جوهرية (كعدم تخليه عن الموظفين السنّة الكبار في الادارة والقضاء والامن وتمسكه بتمويل المحكمة الدولية)، وذلك ادراكاً منه بأن الحزب لن يتمادى في الضغط عليه".وتابعت: "وفي المعنى عينه ان "حزب الله" يفيد من الغطاء الاقليمي- الدولي الذي يوفره ميقاتي لحكومة، ناصبها معظم العرب والغرب "الريبة" منذ لحظة ولادتها، وتالياً انه صاحب مصلحة "استراتيجية" في بقائها، لا سيما لملاقاة انتخابات العام 2013".

وختمت المصادر "ان "حماية" الحكومة بحسابات ميقاتي وواقعية "حزب الله" لا تعبر بالضرورة عن خيارات جنبلاط الذي اكثر اخيراً من الاشارات التي توحي بـ "تململه" من التموضع في "الصف" خلف حلفاء النظام السوري في لبنان".

 

زيارات الديمان الرئاسية تحصن البطريركية وتبرمج العلاقات

شربل: تعزيز عديد قوى الامن لفرض الاستقـرار

المركزية – كل الكلام العالي النبرة والسجالات السياسية على خلفية مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي شغل الساحة الداخلية في بحر الاسبوع، تبدد بعد محطتين رئاسيتين اغلقتا كل النوافذ على امكان استثمار المواقف البطريركية وتوظيفها في بازار السياسات الضيقة، حيث بدا جليا ان زيارتي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان امس ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم الى الديمان هدفتا الى ضخ جرعة دعم للموقع الماروني الاول في البلاد وتظهير متانة العلاقات الرئاسية بالبطريركية المارونية.

ذلك ان وفي اعقاب زيارة الرئيس سليمان والمواقف التي اطلقها بعد خلوة جمعته بالبطريرك انضم اليها الكاردينال نصرالله صفير، مؤكدا ان كلام الراعي عبر عن هواجس المسيحيين ونقلها بنجاح الى السلطات الفرنسية، جاءت زيارة الرئيس ميقاتي الى المقر الصيفي للبطريركية اليوم لتؤكد المؤكد، في ما يتصل بالعلاقة المتينة التي تربط الموقع السياسي السني الاول بالمسيحي الروحي الارفع، خصوصا بعد الالتباس الذي اثاره ما اجتزئ من مواقف البطريرك حول السنة واثار حفيظة بعض القيادات السنية.

حكمة البطريرك: فقد اكد الرئيس ميقاتي في ختام خلوة مع البطريرك تناولت نتائج زيارته الى باريس ومحادثاته مع المسؤولين الفرنسيين، واجتماع موسع مع المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات للراهبات انضم اليه الكاردينال صفير، ارتياحه "لحكمة صاحب الغبطة" الذي لا يتراجع عن اي موقف يتخذه لأن مواقفه ليست وليدة الساعة بل نتيجة حكمة اتبعها، وشدد على ان توضيح البطريرك الراعي وصل الى جميع الاطراف السياسية.

الامن شمالا وبقاعاً: على خط آخر، استعادت الحدود اللبنانية السورية الشمالية هدوءا ملحوظا بعد حادثة امس حيث تعرضت قريتا حنيدر والكنيسة في جبل اكروم الى اطلاق نار من قوة من الجيش السوري توغلت داخل الاراضي اللبنانية، ما ادى الى اصابة مواطن اضافة الى اضرار في بعض المنازل، في وقت شكل حادث جلالة البقاعية حيث تعرضت دورية تابعة لشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي الى كمين مسلح ادى الى جرح عنصرين في داخلها، موضع متابعة امنية حثيثة، في ضوء معلومات كشفتها التحقيقات الاولية اشارت الى ارتباط الحادث بقضية خطف الاستونيين السبعة.

نقص "امني": وفي سياق متصل، كشفت مصادر وزارية لـ "المركزية" عن ان وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل اثار في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء الوضع الامني في البلاد نسبة للحوادث المتنقلة، وعرض لتقرير اعده في هذا الاطار مدى اهمية تعزيز عديد عناصر مؤسسة قوى الامن التي تعاني نقصا واضحا في ضوء فرز عدد لا بأس به لمواكبة الشخصيات السياسية يقدر بأكثر من الفي عنصر. واشارت الى ان شربل اعلن بوضوح ان المؤسسة تحمل اكثر من طاقاتها، مطالبا بواحد من حلين: استرداد العناصر المفروزة للسياسيين لتوظيفها في مجال تثبيت الامن او الاجازة بتطويع عناصر جديدة لمصلحة مؤسسة قوى الامن الداخلي لتتمكن من انجاز مهامها الدقيقة والحساسة على الاراضي اللبنانية كافة.