المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 16 أيلول/11

رسالة كورنثوس الأولى الفصل 15/35-58/قيامة الجسد

ويسأل أحدكم: كيف يقوم الأموات، وفي أي جسم يعودون؟ يا لك من جاهل! ما تزرعه لا يحيا إلا إذا مات. وما تزرعه هو مجرد حبة من الحنطة مثلا، أو غيرها من الحبوب، لا جسم النبتة كما سيكون، والله يجعل لها جسما كما يشاء، لكل حـبة جسم خاص. وما الأجسام الحية كلها سواء، فللإنسان جسم وللحيوان جسم آخر، وللطير جسم وللسمك جسم آخر. وهناك أجسام سماوية وأجسام أرضية. فللأجسام السماوية بهاء، وللأجسام الأرضية بهاء آخر. الشمس لها بهاء والقمر له بهاء آخر، وللنجوم بهاؤها، وكل نجم يختلف ببهائه عن الآخر. وهذه هي الحال في قيامة الأموات: يدفن الجسم مائتا ويقوم خالدا. يدفن بلا كرامة ويقوم بمجد. يدفن بضعف ويقوم بقوة. يدفن جسما بشريا ويقوم جسما روحانيا. وإذا كان هناك جسم بشري، فهناك أيضا جسم روحاني. فالكتاب يقول: كان آدم الإنسان الأول نفسا حية، وكان آدم الأخير روحا يحيي. فما كان الروحاني أولا، بل البشري، وكان الروحانـي بعده. الإنسان الأول من التراب فهو أرضي، والإنسان الآخر من السماء. فعلى مثال الأرضي يكون أهل الأرض، وعلى مثال السماوي يكون أهل السماء. ومثلما لبسنا صورة الأرضي، فكذلك نلبس صورة السماوي. أقول لكم، أيها الإخوة، إن اللحم والدم لا يمكنهما أن يرثا ملكوت الله، ولا يمكن للموت أن يرث الخلود. واسمعوا هذا السر: لا نموت كلنا، بل نتغير كلنا، في لحظة وطرفة عين، عند صوت البوق الأخير، لأن صوت البوق سيرتفع، فيقوم الأموات لابسين الخلود ونحن نتغير. فلا بد لهذا المائت أن يلبس ما لا يموت، ولهذا الفاني أن يلبس ما لا يفنى. ومتى لبس هذا المائت ما لا يموت، ولبس هذا الفاني ما لا يفنى، تم قول الكتاب: الموت ابتلعه النصر. فأين نصرك يا موت؟ وأين يا موت شوكتك؟ وشوكة الموت هي الخطيئة، وقوة الخطيئة هـي الشريعة. فالحمد لله الذي منحنا النصر بربنا يسوع المسيح. فكونوا، يا إخوتي الأحباء، ثابتين راسخين، مجتهدين في عمل الرب كل حين، عالمين أن جهدكم في الرب لا يضيع

 

عناوين النشرة

*الياس بجاني/رسالة من القلب إلى النائب ايلي ماروني والنائب سامر سعاده

*البرلمان الأوروبي يدعو الأسد إلى التنحّي "فورًا"

*البطريرك الراعي: الغلبة يجب أن تكون للحوار وللإصلاحات بعيداً عن لغة العنف

*سليمان بعد لقائه الراعي: زيارته إلى فرنسا كانت ناجحة

*خاص ليبانون ديبايت: مغترب يتراجع عن تقديم طائرته الخاصة للراعي

*بكركي تستغرب كلام بييتون

*الأخبار" عن أوساط "8 آذار": لاستمرار تخويف جنبلاط "لان من دون ابقائه خائفا" لن يستمر معنا

*البطريرك تراجع ولكن "هلوسات" الأقلويين منتشرة في الوسط الكهنوتي/مروان طاهر/الشفاف

*الزغبي: التجاذب بين عون وميقاتي يهدف لتحقيق مكاسب ادارية ومالية ضيقة    

*استدعاء مديرة تحرير مجلة "رواد" للاستماع اليها حول المقابلة مع حبيب الشرتوني

*صفير: على القادة السياسيين أن يتنازلوا عن مصالحهم الشخصية لمصلحة الوطن

*حكومة لبنان والقتل في سوريا/علي حماده/النهار  

*يكفي المسيحيّين خريف واحد اسمه عون/اسعد بشارة/الجمهورية

*بييتون: سازور الراعي بطلب من حكومتي بعد ان خاب املها من تصريحاته الاخيرة

*مظلوم: العلاقة ممتازة بين المطارنة والبطريرك

*الأنباء": 14 آذار لن تلغي المؤتمر المسيحي الموسع لإصدار وثيقة ثوابت سياسية

*هذا مضمون مداخلة البطريرك الراعي فلا نتسرع في الحكم عليها/الخوري اسكندر الهاشم/النهار

*الراعي تابع جولته في جبل لبنان: الحقيقة لكم من فم البطريرك

*من مواطن أكثري إلى أصحاب الغبطة والسماحة/رشيد درباس/(نقيب سابق للمحامين في الشمال)

*البشارة/عبده وازن/الحياة

*"الميثاق الوطني عدم إلغاء الآخر"

*غبطة البطريرك/شربل خوري /موقع 14 آذار

*المتظاهرون باتوا مضطرين للدفاع عن عائلاتهم بأي وسيلة في ظل القمع الدامي/الأسلحة تتدفق على سورية عبر حدودها الخمسة لدعم الانتفاضة/ حميد غريافي/السياسة

*حمادة: مواقف جنبلاط تصويب ذاتي

*اللواء": رسالة قاسية لجنبلاط من الأسد

*رعد: العازفون على وتر سلاح المقاومة ليسوا إلا صدى لأهداف المشروع الاسرائيلي والاميركي

*واجبنا تجاه قضيتنا ان نتخذ موقفا من اي موقف يتعارض مع قناعاتنا/عدوان: الصورة القاتمة هي ان يصبح المسيحيون مرادفا للانظمة الديكتاتورية

*كبارة: نهر الدم يسيل في سوريا ودولة لبنان تدافع عن نظام الأسد 

*العجوز: عون مكلَّف بمهمة إيقاظ الفتنة لتخفيف العبء عن النظام السوري

*لا توافق على النسبية لقانون الانتخابات

*الهبر لـ "السياسة": ميقاتي تحول إلى منسق رؤساء الوزراء داخل حكومته  

*أوساط جنبلاط: لن نستدرج إلى المنازلة لتعبئة الوقت الضائع لدى بعض القوى

*نظام فراعنة الشام لا يسقط إلا بالقوة يا جامعة العرب/ داود البصري/السياسة

*علي يرفض تحذيرات أردوغان من حرب أهلية في سورية

*السوريون ينظرون لأي لقاء مع مسؤول أميركي على أنه  صفقة/"ويكيليكس": الأسد متغطرس ويفتقر إلى ذكاء والده وصبره وبُعد نظره

*الأوروبي" يتجه إلى حظر طبع أموال سورية

*روسيا تحذر من "منظمات إرهابية" إذا سقط الأسد

*أكد أنها لا تتعارض مع الدين و"الإخوان" انتقدوا كلامه واعتبروه تدخلا في الشؤون الداخلية/أردوغان يدعو الشعب المصري إلى عدم الخوف من الدولة العلمانية

*زعيم المختارة يرمي ثلاث قنابل مضيئة على حلفائه

*مصدر درزي: لجنبلاط حنينٌ كبيرٌ ومزمنٌ يدعوه دائماً إلى العودة للثوابت الحقيقية التي انطلقت منها "ثورة الارز"/علي الحسيني/المصدر: موقع 14 آذار

*الصحافي والمحلل السياسي طوني فرنسيس:حزب الله" يبتزّ جنبلاط بقانون الانتخابات/الامور قد تصل بميقاتي الى التلويح بإستقالته في حال رفض عون و"حزب الله" تمويل المحكمة 

*جمال الجراح: عون تحوّل الى أداة تأزم طائفي ومذهبي وعامل عدم استقرار في البلد/خلافات كبيرة ستتعاظم وقد تصل الى درجة شلّ العمل الحكومي

*أمين وهبي: مواقف جنبلاط جدّ مهمة/الالتصاق المتين لوزير الخارجية اللبناني بالسوري سلبي لموقع لبنان في مجلس الأمن/وضع الحكومة سيتمايل بين التفسخ والاحراج  

*تكتل "التغيير والاصلاح" النائب يوسف خليل: الحكومة لن تسقط لانها "مصلحة سوريّة

*دجيرجيان لـ«الحياة»: سورية تتجه نحو مواجهة طويلة وبشار الأسد بخلاف والده لا يسيطر بالكامل على الحكم

*حامي المسيحيّين" و "ورقة الأمان/يوسف يزبك/الجمهورية

*لبنان يتحفّظ للمرّة الثانية /حوار حادّ بين حمد والأحمد /خليل فليحان/النهار

*التلفزيون السوري سيبث "اعترافات" هرموش وسيعرض "جاسوساً شارك في اغتيال مغنية"

*أي هدف من بقاء الحكومة حتى الإنتخابات؟/ميقاتي يريد الشعبية و"حزب الله" السلاح/اميل خوري/النهار

*واشنطن محرجة بالفيتو ضد الدولة الفلسطينية/روزانا بومنصف\/النهار 

من بشير الى جبران هل تكسرت الأحلام/غسان حجار/النهار

*ميقاتي مصرّ على تمويل المحكمة بمعزل عن السجالات ومآخذ حلفائه التفرّد بإرضاء الغرب وعدم التنسيق/سابين عويس/النهار

*المستقبل/ميقاتي "يتواطأ" مع الأميركيين لدفع سوريا الى سلام مع إسرائيل خارج العرب

*الصراع الطبقي" و"تحالف الأقليات" في مدرسة آل الأسد/وسام سعادة/المستقبل

*14 أيلول... من جديد/داني حداد /ليبانون فايلز

*تجديد انتداب القاضيين عاكوم وبريدي الى المحكمة الدولية بمرسوم

 

تفاصيل النشرة

 

الياس بجاني/رسالة من القلب إلى النائب ايلي ماروني  وللنائب سامر سعاده

بداية أود أن ألفتكم إلى أن شعبية عون تكونت ونمت وكبرت بنتيجة مواقف وممارسات الأحزاب المسيحية المناقضة لمزاج المسيحيين وهو سوف يبقى خنجراً مسما في حاصرتنا طالما هذه الأحزاب تتابع نفس أخطائها وخطاياها وفي مقدمها حزب الكتائب. نحن نرى أن عون قد انتهى كزعيم ماروني ولبناني منذ يوم وقع ورقة التفاهة مع حزب السلاح وارتضى أن يربط على معلف المال النظيف وبالتالي لا أحد يتوقع منه غير ما هو عليه من فجور وجحود غب الطلب خدمة لأسياده. هذا أمر مفروغ منه ولكن ما هي خطط القوى المسيحية الفاعلة للعودة بلبنان إلى الدولة المستقلة؟ للأسف حتى الآن اكتفيتم كلكم بردات الفعل ولم يكن لأحدكم أي فعل والأخطر  في الأمر هو هذا "التمريك" بالمواقف بين القيادات المارونية السيادية وآخرها موقف الشيخ سامي الجميل من بدادون حيث تحول إلى واعظ يبشر بضرورة مقاربة هرطقات الراعي في السر منتقداً الذين وقفوا ضد مواقفه المسورنة في العلن. ألم يكن الأجدر به أن يبتعد عن هكذا تبرير لعدم اتخاذه هو ووالده أي موقف يرد على الراعي وقولكم جميعا سننتظر عودته للإستفسار ن؟ ببساطة هذا الموقف يعني في المنطق أنكم في حال اقتنعتم بوجهة نظره ستوافقونه أي أن لديكم استعداد لبحث الثوابت وتغييرها!! أليس كذلك؟ المطلوب كان الإستنكار ومن ثم القول سنلتقيه عندما يعود لنقل موقفنا له.

وها هو اليوم جورج عدوان يرد على سامي ودواليك. أسأل هل بإمكاني أنا من كندا أن أناقش البطرك في مواقفه؟ بالطبع لا. هل بإمكان أي مواطن فعل ذلك؟ بالطبع لا؟ هل كانت مواقف الرعي داخل الأبواب المغلقة أم في الإعلام؟ بالطبع لم تكن داخل الأبواب المغلة وبالتالي الردود عليها كانت في الإعلام. يبقى على ماذا انتهى الأمر؟ طبقاً للراعي هو المحق والباقون سطحيون ولا يفقهون ما هي مصلحة الموارنة . الخطير هنا والمخيف أن الراعي لم يصحح مواقفه فهو أيد سلاح حزب الله وربطه بازالة إسرائيل ونقض كل مفهوم الدولة وصور السنة مجرمون ووقف ضد الثورة السورية وأيد المجرم الأسد. حتى الآن لم نسمع رداً مفصلا من حزب الكتائب على هذه المواقف الأربعة بشكل مباشر وصريح وواضح. أما كلام سامي فهو لا يليق به ولا بالحزب وانت تعرف أن القاعدة الكتائبية هي في غير هذا المزاج المتردد والمساير. استاذ إيلي الصراحة مطلوبة وكذلك المواقف الواضحة. أطلب منك أن تنقل هذه الانتقادات الصادقة لمن يعنيهم الأمر. وكفى تلطي البعض وراء ثوب الواعظين كالكتبة والفريسيين ولا عذر على قول الحقيقة ولا شعور بالذنب، بل راحة ضمير وشفافية. في وجداني أنا واثق من عدم رضاكم على انحرافات الراعي ولا على رمادية مواقف حزب الكتائب لأنك أنت أخ شهيد ترى قاتله حراً وطليقاً في حين أن الراعي بمواقفه المستنكرة يحمي هؤلاء القتلة ولك محبتي

 

سعادة: التعرض للراعي يتخطى قيماً تربينا عليها وموقفنا واضح من سلاح "حزب الله"

المركزية- أكد عضو حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعادة أن "التعرض للبطريركية المارونية بشخص غبطة أبينا مار بشارة بطرس الراعي، يتخطى القيم وجميع التقاليد المسيحية التي تربينا عليها، فموقع البطريرك مقدس وصيانة قدسيته واجب كل مسيحي عموما وماروني خصوصا، بغض النظر عن موقفنا الواضح من الأمور المطروحة على الساحة المحلية والتي عبرنا عنها بكل جرأة في جميع المناسبات، خصوصا في الموضوع المتعلق بسلاح "حزب الله" الذي نعتبر أن أقل ما يقال فيه أنه يقف عائقا أمام بناء الدولة الجامعة لجميع مكونات لبنان، دولة القانون والمؤسسات" . وذكر في بيان اليوم، أن "الوجود المسيحي الحر في لبنان ما كان الا نتيجة التفاف الموارنة حول كنيستهم واستعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس صيانة لكرامة الكنيسة والبطريرك الماروني، اللذين شكلا على امتداد 1700 سنة القلعة والسور الحامي للوجود المسيحي الحر، وان قوتها واحترامها ورهبتها هي الضمانة الوحيدة الثابتة لاستمرار هذا الوجود في الحاضر والمستقبل". وقال "أبواب البطريركية لم تقفل يوما في وجه أحد، فمن يرغب في التعليق على مواقف سيد بكركي فليتفضل الى حضرته ويقول ما يريد بين الجدران المغلقة، بدل التشهير الإعلامي سعيا وراء الدعاية على حساب رهبة وقدسية وموقع البطريركية المارونية التاريخي والوطني. حذار أن يتبرع أي مسيحي بحرق بيته بيده، عبر الشروع بمحاولة تهديم أسوار الكنيسة".

 

البرلمان الأوروبي يدعو الأسد إلى التنحّي "فورًا"

 أكد البرلمان الأوروبي أن "الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته بسبب استعمال القوة ضد المتظاهرين"، ودعاه إلى "التنحّي فورا"، معلنًا عن رفض "بقاء الأسد ونظامه من دون مساءلة". وأدان النواب الأوروبيون، في قرار صادقوا عليه في ستراسبورغ، "التصعيد في استعمال القوة ضد المتظاهرين المسالمين والمطاردات العنيفة والمنهجية بحق الناشطين المطالبين بالديمقراطية والمدافعين عن حقوق الانسان والصحافيين"، ودعوا إلى "تحقيق مستقل وشفاف وفعّال حول الاغتيالات والتوقيفات والاعتقالات التعسفية وحالات الاختفاء القسري والتعذيب التي اتهمت بها قوات الأمن السورية". وتأتي المصادقة على هذا القرار في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الأوروبي إلى تبنّي عقوبات جديدة بحق النظام السوري.(أ.ف.ب.)

 

البطريرك الراعي: الغلبة يجب أن تكون للحوار وللإصلاحات بعيداً عن لغة العنف

دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "للسمو إلى قمم القيم الإنسانية والوطنية، والسمو إلى العيش معاً على أساس قبول الآخر المختلف، والإحترام المتبادل، والديمقراطية السليمة وحماية حقوق الإنسان وطي صفحة الخلافات". الراعي، وفي عظة ألقاها خلال ترؤسه الذبيحة الإلهية في حديقة البطاركة في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان، شدد على ضرورة أن "حماية وطننا ومساعدة اخواننا في العالم العربي"، وأضاف: "نحن نصلّي من اجل العالم العربي"، مؤكداً في مجال آخر أن "الغلبة يجب أن تكون للحوار واجراء الاصلاحات بعيداً عن لغة العنف التي لا تؤدي إلا الى مزيد من الموت والدمار، وقد خبرناها نحن في لبنان على ارضنا وفي اجسادنا"، وختم بالقول: "إننا نصلي من اجل سمو لبنان كي يؤدي دوره في محيطه".

 

سليمان بعد لقائه الراعي: زيارته إلى فرنسا كانت ناجحة

وصف رئيس الجمهورية ميشال سليمان من الديمان زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى فرنسا بـ"الناجحة، التي تصب في مصلحة لبنان". وأضاف سليمان في تصريح للصحافيين بعد لقائه الراعي: "البطريرك الراعي ليس بحاجة الى من يدافع عنه والمناقشات دليل نجاح زيارته لفرنسا، ومواقف البطريرك تنبع من دوره كمسؤول عن مسيحيي لبنان"، مؤكدًا أن "مواقف البطريرك الراعي تصب في مصلحة لبنان". وإذ أشار إلى أن "البطريرك نقل هواجس المسيحيين إلى السلطات الفرنسية ونجح في نقل هذه الهواجس"، أضاف سليمان: "لقد قال (الراعي) ان هناك خطرًا على مسيحيي الشرق وأن هناك مخططًا لتقسيم الشرق الأوسط الى دويلات مذهبية وأن هناك خطرًا إسرائيليًا يتمثل في الاعتداءات المتكررة والأطماع، وأن هناك خطرًا في التوطين وهذا ينص عليه الدستور"، وشدد سليمان على أن "هذه هي أهمّ أربع نقاط تحدث عنها"، وختم بالقول: "نحن لا نطلب منه أكثر من ذلك، فهو قدّم طرحا متكاملاً في فرنسا وما ظهر منه اجزاء متناثرة".

من جهته، قال الراعي للصحافيين معلّقاً على كلام سليمان: "لقد سمعتم كلاماً طيباً".(الوطنية للإعلام/ رصد NOW Lebanon

 

خاص ليبانون ديبايت: مغترب يتراجع عن تقديم طائرته الخاصة للراعي

في معلومات خاصة لموقع "ليبانون ديبايت" أن مغترب لبناني كبير تراجع منذ أيام عن تقديم طائرته الخاصة التي سبق أن وضعها بتصرف البطريرك الراعي خلال جولته المقبلة الى الولايات المتحدة. وعلم مندوب الموقع في الولايات المتحدة أن القرار أتى بعد التصاريح التي أدلى بها الراعي خلال زيارته الى فرنسا وخاصة بعد الردود من كل من الإليزيه والمصدر الأميركي الذي المح الى أن زيارة البطريرك سوف تكون رعائية بحيث لن يكون هناك أي موعد رسمي لغبطته مما أفسح المجال الى المقارنة بين الزيارة التي قام بها الكاردينال صفير والحفاوة التي إستقبل بها من قبل ادارة الرئيس بوش وبين التحفظ الأميركي على زيارة الراعي. وفي سياق متصل، ادلى مصدر مطلع على مجريات أحداث الزيارة الى أن قرار سحب الطائرة قد تمّ إبلاغه الى اسقف نيويورك المولج بالتحضير للزيارة.

 

بكركي تستغرب كلام بييتون

وصفت مصادر بكركي لـ"الشرق الأوسط" حديث السفير الفرنسي بـ"المستغرب، خاصة أنه كان يرافق البطريرك الراعي في كل جولاته ولقاءاته في فرنسا وهو لم يعبر عن خيبته خلالها أو بعدها، بل بالعكس تماما وصف الزيارة بعد إتمامها بالناجحة والتاريخية، وأسف للانقسام الذي أحدثته". وقالت المصادر "إذا أراد السيد بييتون طلب موعد من السيد البطريرك فسنعطيه موعدا لتتم مناقشة المواقف ومعرفة أبعادها". وعن إمكانية أن يصدر أي توضيح عن البطريرك الراعي لموقفه من الوضع في سوريا في ظل الحملات المتصاعدة عليه، قالت المصادر: "البعض استوعب ما قيل واقتنع به، والبعض الآخر يلزمه بعض الوقت، ولا لزوم للتوضيح". الشرق الاوسط

 

الأخبار" عن أوساط "8 آذار": لاستمرار تخويف جنبلاط "لان من دون ابقائه خائفا" لن يستمر معنا

نقلت صحيفة "الأخبار" عن بعض أوساط قوى "8 آذار" لا سيما حلفاء نافذون لـ"حزب الله" وسوريا، وجهة نظر تدعو إلى ضرورة استمرار "تخويف" رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط من أجل انتزاع المكاسب والمواقف منه، ومنعه من أي تحوّل آخر في خياراته. وانتقد هؤلاء ما يصفونه بـ"تدليع" حزب الله للزعيم الدرزي الذي ينبغي أن يبقى في الخوف والتخويف من سوريا وحزب الله على السواء. وختمت الأوساط قائلة: "من دون إبقائه خائفاً لن يستمر معنا".

 

البطريرك تراجع ولكن "هلوسات" الأقلويين منتشرة في الوسط الكهنوتي

مروان طاهر/الشفاف

خرج زوار الصرح البطريركي في بكركي أمس جميعهم راضين مما سمعوه من سيد الصرح البطريرك الراعي إذ أن لغبطته لكل مقام مقال!

فقادة من قوى الرابع عشر من آذار سمعوا من الراعي أن كلامه تعرض للتحريف وأنه لم يتخل عن الثوابت الكنسية وأنه هو من ابرز المساهمين في كتابتها، وأنه سيعالج سوء الفهم الذي نتج عن هذه التصريحات خلال جولاته الراعوية، واعدا القيادات من قوى ثورة الارز بتصحيح ما بدر عنه في شأن الوضع السوري والموقف من سلاح حزب الله!

اما الجنرال عون فكان واضحا الارتياح على محياه وإبتسامة الرضا التي ظهرت على وجهه وهو يدردش مع الصحافيين عقب خروجه من لقاء الساعة ونصف الساعة مع الراعي.

ويبدو أن غبطته كرر مع القوى السياسية المختلفة التي زارته أمس واقعة مدافن قرية دفون في بلاد جبيل (كما كتب ايلي الحاج في "النهار") فخرجوا جميعهم وفي نفوسهم قلة ثقة بالبطريرك في الحد الأدنى.

مصادر قريبة من الصرح البطريركي اعتبرت أن الراعي يعني كل كلمة قالها في باريس بشأن موقفه من الاقليات وسلاح حزب الله وإعطاء المزيد من الفرص لنظام الاسد!

وعزت المصادر موقف الراعي الى مجموعة من المقربين يحيطون به وهم في مواقع قرار كنسية ورهبانية متعددة من الذين يزودون الراعي بالأضاليل والتوجسات.

 ومن أبرز هؤلاء، الاب كميل مبارك رئيس جامعة الحكمة، الاب عبدو بو كسم رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام، رئيس رهبنة المريمين الاب ايلي ماضي، الاب طوني خضرا رئيس مؤسسة لابورا، والاب الممثل والمطرب فادي تابت، والاب توفيق بو هدير، وحبيب يونس وسواهم..   وتضيف المصادر أن بعض هؤلاء على قناعة بأن مخطط تقسيم سوريا أصبح ناجزا، وهو سيكون وفق ترتيب قائم على قيام دولة أقليات مسيحية شيعية وعلوية تمتد من لواء الإسكندرون بعد إستعادته من تركيا وصولا الى شمال فلسطين.

وأن هذه الدولة ستكون ملجأ لمسيحيي العراق وسوريا ولبنان إضافة الى العلويين والشيعة. وفي حسابات الديموغرافيا فإن عدد المسيحيين في هذه الدولة سيكون قرابة 6 ملايين وسيكونون عدديا أكثر من العلويين والشيعة.

وفي حين لم يأت منظروا فلسفة التقسيم "المضحكة" هذه من المقربين للبطريرك الراعي على ذكر مصير الموحدين الدروز في دولتهم الموعودة! إلا أنهم تدبروا أمر "السنة" من خلال العمل على ترحيلهم من طرابلس وبانياس وطرطوس وغيرها من المدن الساحلية الىالداخل السوري بحيث تكون الدولة الموعودة بعرض الدولة اللبنانية الحالية وعلى طول الساحل الممتد من تركيا الى شمال فلسطين ويكون "السنّة" في دولة في الداخل السوري من دون منافذ بحرية.

وفي النهاية، فـ"الشفاف" هنا لا يكشف "مؤامرة"، لأن قيمة هذه "الهلوسات" الكهنوتية ليست أكثر من قيمة الحبر الذي تُكتَب به. وهي بقيمة مشروعات بن لادن لبناء "إمارته" الإسلامية التي كان يُفتَرَض أن تضم باكستان والهند (بعد فتحها) وأفغانستان. أو بقيمة مشروع "ولاية الفقيه الإيراني" الممتدة من طهران إلى كفرشوبا..! وهذا، إلا إذا فضّل القارئ أغنية قديمة للسيدة "صباح" عنوانها "عالبطاطا البطاطا، يا عيني عالبطاطا"!

وقديما قيل "العقل زينة"!

تحذيرات من رجال أعمال مسيحيين في الخليج

وفي سياق متصل تنادى العديد من رجال الأعمال اللبنانيين من الذين يعملون في الخليج العربي لتشكيل وفد للقاء الراعي لتحذيره من مغبة الإستمرار في إطلاق المواقف العشوائية في حق الطائفة السنية. وفي يقين هؤلاء أن تهور امين عام حزب الله أدى الى طرد العديد من الشيعة اللبنانيين من الخليج العربي، وأنهم لا يريدون ان يتسبب تسرع الراعي ومواقفه المسطحة في تهجير المسيحيين من الخليج أسوة بنظرائهم الشيعة.

 

الزغبي: التجاذب بين عون وميقاتي يهدف لتحقيق مكاسب ادارية ومالية ضيقة    

موقع 14 آذار/وصف عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي سياسة الحكومة الحالية بأنها سياسية تبادل للأدوار وتحديداً بملف المحكمة الدولية، مطالباً حزب الله بتحديد موقف واضح على خلفية تمويل المحكمة ام لا. وأشار الزغبي الى ان التجاذب الحاصل بين النائب ميشال عون والرئيس نجيب ميقاتي امر يفيد الاثنين بالسياسة، لكنه بالمقابل يغذي النعرات الطائفية والمذهبية للأسف ويهدف الى تحقيق مكاسب ادارية ومالية ضيقة. ولفت الى ان مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة اعادته الى موقعه الطبيعي السابق والذي يتلاقى مع مواقف قوى 14 آذارـ نافياً ان يكون حزب الله في وارد خلق مشكلة مع النائب جنبلاط والرئيس ميقاتي لأنه سيخسر الاثنان داخل الحكومة وسيكون في وضع لا يحسد عليه وربما يصل الامر بحزب الله الىالموافقة على تمويل المحكمة الدولية اذا وصلت الامور عنده الى حالة حرجة وتحديداً وضعه داخل الحكومة. وعلق الزغبي على الاوضاع الجارية في سوريا اليوم فقال المؤشرات تدل على ان الامور سائرة نحو زوال هذا النظام، خصوصاً ان مثل هذا الكلام صدر عن دولة كبرى مثل فرنسا وبتنسيق كامل مع الفاتيكان.

 

استدعاء مديرة تحرير مجلة "رواد" للاستماع اليها حول المقابلة مع حبيب الشرتوني

ليبانون فايلز/تبين للنيابة العامة التمييزية ان مديرة تحرير مجلة "رواد" مايا المعلوف خارج لبنان، وهي في لندن، بعدما طلب النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا استدعاءها للاستماع الى افادتها حول المقابلة التي نشرتها في المجلة مع حبيب الشرتوني المتهم في قضية اغتيال الرئيس بشير الجميل. وكان ميرزا، وفور علمه بالمقال وحصوله عليه، حرك الحق العام وسأل وزارة الاعلام عن اسماء المسؤولين عن المجلة واستدعى المعلوف، وابلغت بواسطة سكرتيرتها بوجوب الحضور الى دائرته فور عودتها الى لبنان.

 

صفير: على القادة السياسيين أن يتنازلوا عن مصالحهم الشخصية لمصلحة الوطن

المستقبل/دعا الكاردينال الماروني مار نصر الله بطرس صفير "القادة اللبنانيين الى ان يتنازلوا عن مصالحهم الشخصية لمصلحة الوطن"، وقال: "الويل لنا اذا لم نحافظ على لبنان، لاننا كلنا في النتيجة سندفع الثمن". وقال على قادتنا السياسيين ان يجتمعوا ويتحاوروا ويتفاهموا، لان لا احد في الكون يمكن ان يساعدنا اذا لم نساعد انفسنا، لقد اعطانا الله اجمل بقعة في العالم واوجد على ارضنا المسيحي والمسلم، نحن نكملهم، هم يكملوننا، فلبنان لا يقوم ولا ينهض الا بجناحيه المسلم والمسيحي مهما حدث ومهما جرى من محن وازمات، وأي خلل بهذه الصيغة لا سمح الله، ينهار لبنان ويسقط". جاء ذلك بعد ازاحة الكاردينال صفير الستارة عن نصب تذكاري لغبطته في منزل رجل الاعمال جورج سالم جعجع في بشري في حضور حشد غفير من ابناء بشري وفاعلياتها.

 

حكومة لبنان والقتل في سوريا

علي حماده/النهار  

لا نعرف من الذي اعطى وزير الخارجية اللبناني تعليمات ليتحفظ لبنان عن بيان وزراء خارجية الدول العربية. فهل رئيس الجمهورية موافق على قتل الآلاف من السوريين العزل، ام ان رئيس الحكومة يؤيد "اصلاحات بشار الدموية" التي اودت حتى الآن باكثر من ثلاثة آلاف شهيد، ام انه بكل بساطة صار لبنان الرسمي شعبة من شعب "حزب الله"، يأتمر بها وزير الخارجية بمرجعيته المذهبية ليحمل لبنان موقفا مناصرا لقتلة الاطفال والنساء في سوريا؟

هذه اسئلة مشروعة في مرحلة حرجة يعيشها لبنان. فالموقف اللبناني الرسمي المذعن للقتلة في سوريا ولقتلة شهداء ثورة الارز في لبنان هو العار بنفسه. ففي الوقت الذي يجلس لبنان على طاولة مجلس الامن ويترأس المجلس، يؤدي هذا الموقف اللبناني الحكومي دورا غير معقول ستكون له آثار وخيمة على مستقبل العلاقات اللبنانية – السورية في مرحلة ما بعد النظام. فالنظام ساقط لا محال، والمسألة مسألة وقت قبل ان تدخل سوريا عصر الحرية والكرامة. ولبنان بحكومته الواقعة تحت سيطرة "حزب الله" سائر عكس منطق التاريخ، وعكس مسار الامور في سوريا. فلا ايران ولا "حزب الله" بمقدورهما أن ينقذا النظام بعدما ذهب بعيدا في لعبة الدم، وبات معه كل حديث عن اصلاحات او اعادة تأهيل مجرد أوهام. والرئيس بشار الاسد صار خارج لعبة الامم، وعلى هامش الشرعية الدولية. من هنا لن يكون جزءا من مستقبل سوريا. وهنا نسأل الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي هل يدركان حقا هذا الواقع؟

ألن يأتي وقت نكتشف فيه ان الرئيس ميشال سليمان صار رجلا شجاعا؟ او ان الرئيس نجيب ميقاتي صار أكثر صدقية؟ نسأل لأن الظرف الراهن في المنطقة يتطلب الكثير من الحكمة ربما، لكنه بالتأكيد يحتاج الى الكثير من الشجاعة الادبية والسياسية، وكذلك الى الكثير من الصدقية في التعامل. فهل لنا ان نحلم؟

ان لبنان لا يمكنه ان يناصر القتلة في سوريا. والواجب، بل المسؤولية الأخلاقية والادبية تتطلب منا على المستوى الرسمي ان نلتحق بمزاج الشعب اللبناني المناصر لثورة الحرية والكرامة، لا ان نكون تابعين لمستتبعين للشمولية الاقليمية.

لقد كان النائب وليد جنبلاط محقا بقوله قبل اكثر من سنة ونصف سنة ان لا مصلحة للبنان في ان يدخل مجلس الامن لأنه سيكون محرجا بالكثير من الملفات التي لن يقدر على التصدي لها بحرية ومسؤولية. وكم كنا مخطئين عندما اصررنا على دخول مجلس الامن ايمانا منا بان لبنان الاستقلال لا يجوز له ان يتهرب من موقعه الدولي، بل عليه ان يمارس استقلاله بكل جرأة في المحافل الدولية. واليوم نرى المواقف المعيبة في الجامعة العربية، وقبلا في مجلس الامن. ونتخوف من الاداء هذا الشهر خلال فترة رئاسة لبنان لمجلس الامن. آن الأوان لكي يقف رئيس الجمهورية وقفة شجاعة ليقول لـ"حزب الله" وللنظام في سوريا حقيقة ما يفكر فيه. فنحن أكثر العارفين ان ميشال سليمان يعاني من تسلط الحزب والنظام على الحكم، والمؤسف أنه مستسلم.

 

يكفي المسيحيّين خريف واحد اسمه عون

اسعد بشارة/الجمهورية

كان نديم الجميّل في الأمس الأكثر تعبيرا عن تطلّعات مسيحيّي 14 آذار، فكسر معهم جدار الخوف المصطنع ودفن الذمّية في مستودع المهملات حيث تستحقّ أن تكون.

المسيحيّون لم يعودوا أهل ذمّة، بل ربّما لم يعودوا أقلّية خائفة، فهناك في المحيط القريب مَن أصبح يتشابه معهم ويتشابهون معه، هناك مَن أصبح يهتف للحرّية، وللديموقراطية، وهناك مَن كسر السجن الكبير وأعتق كرامة الانسان من أسرها، وهناك فضاء جديد يجمع الناس على قواسم مشتركة، ويطيح كلّ المعايير القديمة، خطّ يعود يصحّ بعد الربيع العربي، وبعد هذا النضال السلميّ العنيد، ان يصنّف الانسان العربي على اساس رسم الحدود بين هذه الطائفة وتلك، وهذا المذهب وذاك، إذ إنّ بشائر الربيع وضعت هذه الفئة من الناس التي آمنت بقيم الحرّية والعدالة والديموقراطية وحقوق الانسان وبكلّ ما يحتويه مفهوم الحداثة من معنى، وضعتها في موقع واحد في معركة واحدة مع الحقبة التي يكاد الربيع العربي يدفنها برموزها ومناصريها وحلفائها ومنظّريها وشبّيحتها دفنا لا مجال بعده للقيامة في اليوم الثالث.

ووفق هذه القاعدة التي لا تخطئ فإنّ كلّ من حدّد موقعه وموقفه بالنسبة الى الربيع العربي وثورة الحرّيات في العالم العربي، يكون قد قام بفعل لا عودة عنه، على الأقل مَن سجّل المستقبل الآتي والتاريخ الذي بات من الصعب أن يزوَّر.

فهل من الصعب مثلا أو غير المنصف وضع أبطال حقبة الديكتاتوريات البائدة من زين تونس حتى مبارك مصر الى قذافي ليبيا الى أسد سوريا، الى عون لبنان وحزب الله، الى كلّ من دعم وساند آلات القمع والتنكيل الوحشي وقطع الرؤوس واقتلاع الحناجر، في خانة واحدة؟

وفي المقابل هل من الصعب وضع مفجّري الربيع العربي ونشطاء الحرّية في تونس ومصر وليبيا وسوريا، واستطرادا لبنان، في موقع واحد، الحدود الطائفية فيه تتفاعل الى حدّ "التلاشي"، والقيم الحداثية المشتركة تتّسع الى حدّ يختلّ بروز طوائفه، لا لون طائفيّ لها بل انتماء الى مبادئ يستطيع كلّ انسان ان ينتمي اليها على اختلاف دينه ولونه وعرقه؟

ليس من الصعب أبدا أن يحصل هذا الفرز القيمي، وقد حصل فعلا، وما على أيّ مراقب إلّا أن يتابع ما يجري في مصر وتونس وليبيا ما بعد نجاح الثورة، وما سيحصل في سوريا ايضا، ليدرك أنّ كلّ النخب الاجتماعية والسياسية التي استمرّت تبحر على سفن الأنظمة البائدة غرقت معها عند السقوط ولم تجد لها مكانا في مستقبل بلدانها وشعوبها.

إنطلاقا من هذا الفرز العابر للحدود والطوائف والمذاهب كان خطيرا جدّا ما كادت الكنيسة المارونية ان تذهب اليه بعد التصريحات الباريسية، إذ كادت ان تحدّد موقعها الى جانب الأنظمة التي انهارت او تلك التي تنتظر، وكادت ان تقلّد أحد أبرز داعمي أنظمة الاستبداد ميشال عون الذي ابتدأ حياته السياسيّة عام 1989 على شكل ربيع مزيّف يقول: "فخر للبنان ولشعب لبنان أن يقف جنرال بلباس مرقّط ويقول للعالم إنّ الوجود خارج الحرّية هو شكل من أشكال الموت". بينما بات المبشّر بالحرّية نفسه اليوم متظلّلا بتحالف الأقلّيات المعمّد بدماء الاكثرية.

لقد صوّب رأس الكنيسة، وأعاد تقييم المسار، ولو لم يفعل لكان على كلّ المسيحيّين أن يسلكوا طريقا خطرا في مواجهة حركة التاريخ وحرّية الشعوب، ولكان عليهم أن يحاربوا الربيع بالخريف، ويكفيهم أن يكون لديهم خريف واحد اسمه ميشال عون.

 

بييتون:سازور الراعي بطلب من حكومتي بعد ان خاب املها من تصريحاته الاخيرة

Alkalimaonlineسيمون ابوفاضل و ساندرا الصايغ

أوضح سفير فرنسا في لبنان دوني بييتون أنّه لم يصف زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الرّاعي لفرنسا "بالناجحة" لدى تصريحه بعد لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي ، إنّما وصفها بالزيارة "المهمة" لكونها من العادات البروتوكوليّة المعروفة أن يقدم بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق الماروني بعد إنتخابه على زيارة تشمل روما ومن ثم فرنسا، مشدّدا على أهميّة الزّيارة الرسمية التي تأتي بعد مرور 25 سنة من تسلّم البطريرك السّابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

بييتون، وفي حديث إلى موقع "الكلمة أون لاين"، أكّد أنّه سيزور الراعي قريبا بطلب من الحكومة الفرنسيّة بعدما خاب أملها من تصريحاته الأخيرة على أراضيها، وذلك لاستيضاح حقيقة مواقفه، وقال:"الزيارة مفيدة لفرنسا إذ سنحت للقاء البطريرك الرّاعي ومناقشته في مواضيع عدة، تختصر بثلاث نقاط رئيسيّة وهي: وجود اليونيفيل في الجنوب على الحدود اللّبنانيّة مع اسرائيل ،المحكمة الدّوليّة الخاصة بلبنان، والوضع في المنطقة خصوصا في سوريا"، مستدركا أنّ الأحداث الحاصلة في سوريا لا تطاق، والنّظام السّوريّ وصل إلى طريق مسدود جرّاء قمع المعارضة بشراسة.

وأشار إلى أن الإدارة الفرنسية وضعت البطريرك في موقفها من أمور ثلاثة، جاءت بمثابة رسائل إلى الدولة اللبنانية:

* التأكيد على دور اليونيفيل في الجنوب، وضرورة حصر السلاح في تلك المنطقة بالدولة اللبنانية الشرعية، ومن ثم ضرورة تأمين حماية حركة قوات الطوارئ خارج منطقة عملها، لا سيما بعد تكرار عمليات الإعتداء عليها.

* تمسك فرنسا بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان ودعم عملها.

* الوضع في المنطقة ولا سيما في سوريا، التي تشهد أحداثا دامية اذ لم يعد يطاق النظر إلى اشتداد عمليات القمع الشرسة من قبل النظام السوري للمعارضة.

وكشف بييتون أن " البطريرك الراعي أظهر قلقه على مستقبل المسيحيين في حال سقوط النظام السوريّ، على اعتباره أنه يؤمن الإطمئنان والحماية للمسيحيين، خصوصا بعد المستجدات الواسعة التي شملت كلّ من مصر والعراق حيث دفع المسيحيون ثمن نتيجة الحرب وغياب الدولة ، فيما نحن نعتبر أن تطبيق الديموقراطية وفتح الباب أمام التعددية هو الذي يحفظ حقوق جميع المواطنين ومنهم المسيحيين".

خيبـــة

وإذ قال السفير بييتون بأنّ زيارة البطريرك الرّاعي لفرنسا هي زيارة دولة التقى خلالها رئيس الجمهوريّة نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرنسوا فيون وعدد من الشّخصيّات الأساسيّة في الجمهوريّة الفرنسيّة واطلع منهم على الموقف الفرنسي الرسمي وحمله المسؤولون الفرنسيون رسائل حول نظرة فرنسا، فإن ما قاله البطريرك بعدها شكل لنا دهشة وخيبة أمل كونه لم يعكس في تصريحه حقيقة موقف السّلطات الفرنسيّة بغضّ النّظر عن نظرة البطريرك الخاصة للأمور وطريقة تفكيره التي هي من حقّه.

وأضاف: " كلّ السّجال الذي نتج عن تصريحات البطريرك أوجد توقّعات غير مرضية عند اللّبنانيين خصوصا وأنّ البطريركيّة عندهم لها سلطة معنوّية فضلا عن السياسيّة والدينيّة".

المحكمة

وردا على سؤال عما إذا كان عدم لقاء الرئيس ساركوزي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يرتبط بموقف الحكومة اللبنانية من المحكمة الدّوليّة وقرار دعمها وتمويلها، أشار بييتون إلى أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لطالما كان ثابتا في موضوع تمويل المحكمة الدّوليّة، وأن فرنسا تنتظر منه الوفاء بوعده بشأن مواصلة المحكمة. لمهامها

وشدد بييتون على وجوب حصر السلاح في لبنان بيد الجيش اللبناني، لافتا إلى مواصلة التعاون بين بلاده والمؤسسة العسكرية اللبنانية في مجالات عدة بينها مساعدات تلقاها الجيش اللّبنانيّ منذ فترة. أما في شأن ملف اللاجئين الفلسطينيين، أشار بييتون إلى أنّ بلاده لطالما كانت تؤيّد قيام دولة للفلسطينيين، دولة ديموقراطية، جديرة وموثوقة، داعيا لإستئناف المفاوضات، وختم بييتون حديثه بالقول: "هذه القضيّة ستناقش في الجمععية العمومية لمجلس الامن الدولي في نيويورك".

 

مظلوم: العلاقة ممتازة بين المطارنة والبطريرك

المستقبل/أكد المطران سمير مظلوم ان "العلاقة ممتازة بين كافة المطارنة والبطريرك بشارة بطرس الراعي"، مشددا على أنه "كلنا ملتفون حول البطريرك بما يتخذ من مواقف".

وأوضح في حديث الى اذاعة "صوت المدى" أمس، ان "المواقف التي اعلن عنها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في فرنسا كانت على ضوء اسئلة وجهت له". واشار الى ان "الراعي يستلهم مواقفه من الانجيل المقدس ومن ضميره وتعاليم الكنيسة وبصورة خاصة من السنيودس من اجل لبنان والسينودس من اجل الشرق

 

اللواء": الفاتيكان يطلب إيضاحات من الراعي..."الأنباء": زيارة البطريرك الى الولايات المتحدة في موعدها

كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "اللواء" أن الرئيس نجيب ميقاتي الذي يزور الديمان الجمعة للقاء الراعي الذي يجتمع الخميس برئيس الجمهورية في ذكرى افتتاح حديقة البطاركة، سيتلو في نهاية اللقاء بياناً وصف بالمهم ويتضمن مواقف سياسية بارزة. وعلمت "اللواء" من مصادر أوروبية مطلعة أن الفاتيكان طلب رسمياً من بكركي كل التصريحات التي أدلى بها الراعي في فرنسا وأسبابها الموجبة وخلفياتها ليصار إلى دراستها وتقييمها تمهيداً لتحديد الموقف منها. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الكرسي الرسولي أعرب عن استيائه من الأبعاد التي حملتها تصريحات الراعي والتي لا تنسجم مع السياسة التقليدية التي درجت عليها بكركي أو الفاتيكان.

"الأنباء": زيارة الراعي الى الولايات المتحدة في موعدها

زيارة البطريرك بشارة الراعي الى الولايات المتحدة قائمة في موعدها ولا تغيير في برنامجها الرسمي، بما في ذلك اللقاء مع الرئيس باراك أوباما، ولا في برنامجها الراعوي.

وتقول مصادر كنسية تشرف على ترتيبات هذه الزيارة انه لا صحة للمعلومات التي توقعت أو أشارت إلى إلغاء اجتماعات البطريرك الراعي الرسمية مع المسؤولين في الإدارة الأميركية، وتشير في الوقت ذاته إلى أن الاجتماع في البيت الأبيض هو في الأساس بدعوة من الرئيس أوباما نفسه عندما تلقى اتصالا من وزير المواصلات راي لحود ناقلا إليه تهاني الرئيس أوباما بانتخابه على رأس الكنيسة المارونية، حيث أبلغه في هذا الاتصال برغبة الرئيس أوباما في الاجتماع به عندما يزور الولايات المتحدة.

وتفيد معلومات ديبلوماسية بان وزارة الخارجية الأميركية طلبت تزويدها بما يشبه المحضر الرسمي لمضمون المحادثات التي جرت في قصر الإليزيه بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والبطريرك الماروني، إن بالنسبة لتكوين صورة مسبقة عما يطرحه البطريرك الجديد من مواقف تتصل بقضايا أساسية تتابعها الولايات المتحدة عن كثب في المنطقة، أو لجهة حسم القرار النهائي بالنسبة لشكل ومستوى اللقاءات الرسمية التي ستكون في جدول زيارة البطريرك الراعي تحديدا إلى واشنطن العاصمة التي تشكل المحطة الأولى في جولته الأميركية.

"الأنباء": ماذا قال ساركوزي للبطريرك؟

كتبت صحيفة "الأنباء" الكويتية: استنادا الى مصادر ديبلوماسية فرنسية: "قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قناعته للبطريرك الماروني بشارة الراعي بأن نظام الأسد انتهى، إلا أن هناك عدم يقين في الوقت الذي يستغرق ذلك، وأن المعارضة السورية منقسمة وغير منظمة. لكن موقع سورية الإقليمي أكثر تعقيدا إقليميا من ليبيا، فهناك بالنسبة إلى سورية دول مجاورة مثل تركيا فقدت التأثير بعدما كان لا حدود لتأثيرها وفق ما كان يتحدث عنه وزير الخارجية التركي. إضافة إلى أن موقف روسيا مازال ضد أي قرار في مجلس الأمن يشدد العقوبات. ثم إن المعارضة السورية لم تطلب أي تدخل خارجي بل ترفضه. والموقف العربي مختلف عن الموقف إزاء ليبيا ولم يطلب بوضوح رحيل الأسد مثل أميركا والأوروبيين. ولا شك في أن ساركوزي وجوبيه يتحركان بقوة في الملف السوري على رغم مخاوف فرنسية طبيعية من تعرض الجنود الفرنسيين في اليونيفيل لأي سوء في جنوب لبنان.

وعلى رغم الاندفاعة الفرنسية لمساعدة الثورات العربية، هناك مخاوف فرنسية حول احتمال هيمنة إسلام متطرف أكثر تنظيما من الثوار الديموقراطيين، ولكن المخاوف من هذا الاحتمال هي حافز أكبر لمساعدة القوى الديموقراطية".

 

الأنباء": 14 آذار لن تلغي المؤتمر المسيحي الموسع لإصدار وثيقة ثوابت سياسية

بحسب مصادر نيابية في المعارضة فإن مسارعة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى توضيح مواقفه "الباريسية" قد ساهم في تبريد المناخات السياسية والإعلامية وتنفيس الاحتقان الذي خلفته تلك المواقف وهو ما أعاد الأمور الى نصابها الصحيح من خلال إعادة بكركي إعلاء ثوابتها التاريخية القائمة على الحرية وأولوية خيار الدولة اللبنانية.

واعتبرت في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية ان ما ساهم في دفع البطريرك الى امتصاص النقمة واستيعاب الموجة عائد في جزء كبير منه الى المناخ السياسي والإعلامي الذي تمكنت قوى 14 آذار، خاصة المسيحيين داخلها من تعميمه اذ لولا قيادتها هذه المواجهة بحنكة وعقلانية عبر تحييدها بكركي وشخص البطريرك وتصويبها على مضمون كلامه عبر التذكير بالثوابت التاريخية للمسيحيين لما عدل الراعي ربما موقفه في بيروت.

ورأت ان قوى 14 آذار تمكنت من الفوز في هذه "المواجهة" والفوز ليس ضد بكركي انما ضد من أراد إخراج الأخيرة من تراثها في الدفاع عن الحريات، فليس من مصلحة بكركي تبني مواقف لا تنسجم مع تاريخها بالدفاع عن أنظمة بالية تتحمل وحدها مسؤولية ما أصاب المسيحيين في لبنان من وهن وضعف وتراجع في الدور، أو الدفاع عن سلاح ميليشياوي يعوق قيام الدولة اللبنانية، بالإضافة الى ذلك توضح المصادر ان عدم تهاون المكون المسيحي في المعارضة مع كل ما يمس بالخط التاريخي للمسيحيين في لبنان وعدم انزلاقه الى لغة الشتائم التي كان يلجأ إليها العماد عون والنائب سليمان فرنجية ضد البطريرك نصرالله صفير عند اعلان أي موقف لا ينسجم مع توجهاتهما السورية. أعطى هذا المكون مزيدا من الصدقية في مقارباته الوطنية. ان لجهة تمييزه بين العلاقة الشخصية مع البطريرك الراعي التي لا يجب ان تتأثر باختلاف وجهات النظر السياسية والثوابت الوطنية التي لا مساومة عليها من قريب أو من بعيد.

ولفتت المصادر الى ان "عرض القوة" الذي أظهرته 14 آذار قد مكن من إعادة تحييد بكركي اذ في حال كانت الأخيرة عاجزة أو غير مستعدة على القيام بدورها كرأس حربة في الدفاع عن أدبياتها التي تحولت الى دستور لكل اللبنانيين فالأحرى تحييدها عن الصراع الوطني القائم عوضا عن استخدامها للاطاحة بكل النصوص المرجعية التي كانت السباقة في وضعها.

واكدت المصادر ان توضيحات الراعي التي جاءت حفاظا على دوره "الجامع" لن تثني مسيحيي 14 آذار عن مواصلة التحضير لعقد المؤتمر المسيحي الذي ستصدر عنه وثيقة سياسية تعيد الاعتبار لثوابت المسيحيين وأدبيات بكركي من السينودس من اجل لبنان الى الارشاد الرسولي وما بينهما المجمع الماروني وثوابت الكنيسة المارونية، وسوف تؤكد هذه الوثيقة على ميثاقية العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ليس في لبنان فحسب وإنما في المنطقة العربية.

 

هذا مضمون مداخلة البطريرك الراعي فلا نتسرع في الحكم عليها

الخوري اسكندر الهاشم/النهار

إن الانقسام الحاد في الداخلين اللبناني والعربي وصل الى مأزق صعب وخطر، وكأن الوطن اللبناني ينساق طوعاً الى ميدان الصراعات دون ان يفكر احد في النتائج والانعكاسات المرة التي تنتظر هذا المجتمع المتعدد المشارب والاتجاهات.

إن حصار سوريا من الداخل والخارج يشكل زلزالا لا يستطيع احد التكهن بارتداداته وانعكاساته على مجمل المحيط العربي، وكل تعمية على حقيقة هذا الأمر وخطورته القومية والانسانية يجعلنا بلهاء. لن نذكر بما حصل في العراق، لا على مستوى ضمور الوجود المسيحي، بل على مستوى الشرخ الحاصل بين السنة والشيعة، بين العرب والأكراد، بين النفوذ الايراني والنفوذ العربي، اضافة الى ما شهده العراق الشقيق من مآسي وتدمير ممنهج لبنيته الاجتماعية والسياسية والحضارية، بحيث اصبح العراق جسداً مريضاً تتنازعه الأطماع من كل جهة ويقف ابناؤه مشدوهين أمام المصاب الكبير لوطنهم.

1 – صحة سوريا من صحة لبنان

إن صحة سوريا من صحة لبنان وكل انشقاق داخلي سوري ستكون له انعكاساته على البنية الداخلية اللبنانية.

لا أحد يستطيع مقاربة ما ستؤول اليه الاوضاع في سوريا، ولا أحد بالتالي يعرف حدود مستقبل سوريا كوطن حاضن لاقليات واكثرية، لكننا نعلم أن المعارضة للحكم والنظام، لم تعلن بعد برنامجها وخطتها. هذا الواقع يجعلنا ندرك ان احوال سوريا ليست سهلة ولا مجرد نزهة بين معارضة وحكم، بل سيقف كل واحد مدافعاً عن نفسه بضراوة وشراسة، لأن احدا لم يترك خياراً آخر، يجنب فيه سوريا مصير العراق وليبيا، واذا كان الحكم السوري بالنسبة الى المعارضة هو حكم ديكتاتوري فاشي فئوي، فإن المعارضة ترغب في اجتثاثه من جذوره كما فعل الاميركيون بالبعث العراقي، وهب ان رجال النظام واتباع الحكم يعدون بمئات الألوف، بل ببضعة ملايين وهذا هو الواقع، فإن هؤلاء سيدافعون عن مكتسباتهم وارواحهم بما توفر لهم من قوة وعناد، ناهيك عن المؤيدين لهم في الخارج، والذين ليسوا قلة، واذا شاءت المعارضة السير في اسقاط النظام، فما هي البدائل التي تستطيع بها حكم بلد بحجم سوريا جغرافياً واستراتيجياً وتعددية.

لقد سلبت الحرية قلب الجماهير وهذا حق مقدس، لكن الحرية وحدها لا تكفي، يجب الإقرار مسبقاً بأن للحرية مساراً فيه الكثير من التضحيات، والحفاظ عليها يتم بثقافة الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان وهي تتطلب فسحة لا يستهان بها من التأمل والتفكير والتنظيم لتدخل الى المستويات كلها السياسية والحزبية والدينية. هذه الفسحة لا بد منها لارساء قواعد وسلوك تطال الفرد والاحزاب والنظام برمته. وتؤكد الخيارات الانسانية للمجتمع المتعدد.

واذا كانت الحرب "افضل ما عند الانسان في خدمة الأسوأ" فهل ستكون الحرب الداخلية السورية اقل سوءا من سائر الحروب؟

2 – إن ابناء سوريا يجب ان يتحاوروا

ان قوة المعارضة كما قوة النظام لا تستند الى الكبرياء وتعطيل الرؤية الصافية للأمور، ولكن تستند الى الحكمة والروية. الخصم هو الشيطان، هذا هو شعار المتخاصمين، يجب ان يبقي كل واحد على شعرة معاوية والاّ تسيل الدماء انهاراً من ابناء سوريا معارضين وموالين، ان لنا بينهم جميعاً اهل واصدقاء وصلات قربى ودم، وعلى المعارضة الا ترى في النظام شراً مطلقاً وعلى النظام الا يرى في المعارضة جماعات خارجة على القانون.

إن ابناء سوريا يجب ان يتلكموا في ما بينهم، وان يقبلوا الحوار الهادىء والرزين والصادق، وان يحددوا مكمن العلة إن كل نقطة دم تهرق في ارض سوريا تدين الجميع ويُسأل عنها الجميع، نحن العرب الى حد كبير مجانين نهدم ثم نبني ثم نعود لنهدم من جديد، الجميع يطمح الى التغيير ووضع أسس واضحة للمواطنة، ولكننا ايضا يصيبنا القرف من القهر والموت والعنف والأشلاء انها ليست حرباً ولا مواجهات، انها ليست بطولات وانتصارات انها حرب تدمير وقتل بالمعنى الحصري للكلمة.

على النظام في سوريا ان يبقى يقظاً والا يغرق في المواجهة العبثية، وعلى المعارضة السورية ان تكون أكثر منطقاً في مقاربة الاصلاح لأن هذا الاخير لا يتم في اللحظة ذاتها انها عملية تستغرق وقتاً.

نحن هنا امم مشهدية فيها الكثير من البطولات والحميّة ولكنها تجهل آفاق النهاية واحتمالات المخارج. اكدت المعارضة السورية قوتها وشعبيتها، وهذا مدخل مهم في تصويب الحوار مع السلطة، وعلى السوريين ان يفهموا جيداً بأن الخارج القريب والبعيد لا مصلحة له في ان تكون سوريا قوية وديموقراطية، وعلى الجميع، حاكما ومحكوماً، ان يعي ان الحوار هو المدخل الصحيح.

3 – تدخل الخارج لعبة خطرة

وان لا أحد يملك الحقيقة المطلقة، لقد اخطأ النظام في عدم تداول السلطة، كما اخطأ في استعمال القوة ضد شعبه، لكن المعارضة ايضا حين ترفع شعار ضرورة تدخل الخارج فأنها تدخل في لعبة خطرة لا يمكن لاحد التكهن بنتائجها، لأن الخارج ليس مؤسسة خيرية او صليبا أحمر، ان للخارج اجندته وخطته واسلوبه وتقنياته الواضحة والمستثرة ولن يجير لأحد مصالحه وطموحاته. هذا ما اراد البطريرك الاشارة اليه، وما يرغب في تحققه لأن رأس الكنيسة المارونية يريد الخير للعرب والعجم، ولا يسأل عن خصومة، بل يطلب الصداقة والشراكة والمحبة مع جميع ابناء لبنان والعرب سنة وشيعة ودروزاً، علمانيين ومتديّنين، فلا نتسرع في الحكم على رأي هذا وضمونه وفحواه. حفظ الله سوريا ولبنان.

   

الراعي تابع جولته في جبل لبنان: الحقيقة لكم من فم البطريرك

المتن الأعلى - رمزي مشرّفيّة/النهار

واصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جولته في قرى المتن الأعلى وبلداته لليوم الثاني على التوالي أمس. وقد بدأها في بلدات حاصبيا وبزبدين وقرنايل وفالوغا (في قضاء بعبدا) وختمها بعد استراحة غداء في بلدة عين دارة في قضاء عاليه. واستقبل الراعي بحفاوة يرافقه رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر وراعي ابرشية انطلياس المطران يوسف بشارة، ومطران المكسيك جورج أبو يونس، والنواب حكمت ديب وناجي غاريوس وألان عون وفادي الأعور وبلال فرحات.

وفي كنيسة مرت تقلا في حاصبيا، تحدث المطران مطر، والبطريرك الراعي الذي قال: "نحن نعاني ان الحقيقة تتشوه. نحن نقول لا تأخذوها من الجريدة والتلفزيون والإذاعة، لأنه للأسف كل شيء يجتزأ ويشوه لكي تضيع الحقيقة. لبنان لا يستطيع أن يكمل هكذا. منذ العام 1975 نتخبط لأننا لا نريد أن نعرف الحقيقة، ونشوهها ونزورها ولا يعنينا إذا كانت الناس تختلف أو يقتل بعضها بعضا. هذه الغيمة التي تحدث عنها سيدنا ونشكر الله ان هذه المنطقة تجاوزتها ونحن خلال زيارتنا أمس فرحنا لانهم استطاعوا في قرى المتن الأعلى، مسيحيين ودروزا، أن يتخطوا كل الصفحات السود وانطلقوا بحقيقة العيش معا، لبنان حقيقة العيش معا، لكن حقيقة العيش بثقة (...)".

ثم قدم اليه رئيس المجلس البلدي جوزف نصار والمختار فرنسوا هاشم أيقونة تاريخية عمرها 270 عاماً.

وانتقل الراعي والوفد المرافق الى بلدة ساحة البلدية في بزبدين حيث استقبلته فرقة موسيقى المتين واهالي البلدة التي علت فيها اقواس النصر ولافتات ترحيب.

وتحدث جورج عقل وتلاه الاب جورج ابو خليل ثمّ كلمة الموحدين الدروز ألقاها الشيخ ماجد سري الدين كما كانت لرئيس البلدية بيار بعقليني كلمة في المناسبة.

ووقع البطريرك الراعي اولى صفحات السجل البلدي في عهد رئيسه بيار بعقليني، ثم تسلم ومطر درعين تقديريتين، وهدايا متنوعة من صنوبر البلدة ومنتجاتها ومن النبيذ، وبارك شجرة صنوبر ستنقل "لتزرع في بكركي لتكون بزبدين حاضرة فيها دوما"، كما زرع شجرة صنوبر في باحة المجلس البلدي، وكان بعقليني اعلن ان البلدية ستنجز قريبا حديقة صنوبر ستحمل اسم الراعي. وفي قرنايل المحطة التالية كان استقبال ألقيت فيه كلمات ترحيب من رئيس المجلس البلدي نزار الاعور ونبيه الاعور وداود رعيدي، ثم تحدث باسم نواب المنطقة النائب فادي الاعور الذي أثنى على المواقف الأخيرة للبطريرك الراعي. وفي فالوغا، تحدث مرحبا رئيس البلدية سمير غانم مؤكدا توجهات البطريرك، وتحدث باسم الموحدين الدروز القاضي سجيع الاعور فرحب بالراعي وأثنى على مواقفه الداعية للوحدة، وقدم غانم ومخاتير البلدة درعا تقديرية للراعي الذي القى كلمة شكر فيها مستقبليه. وتابع الراعي جولته مساء في بلدة عين دارة، ثم انتقل الى قضاء الشوف فزار نبع الصفا، وكفرنيس، والبيرة وأختتمت الجولة بقداس في دير مجدل المعوش. وكان الراعي قد زار خلال جولته الرعوية مساء الثلثاء بلدتي بمريم والشبانية.

 

من مواطن أكثري إلى أصحاب الغبطة والسماحة

رشيد درباس/(نقيب سابق للمحامين في الشمال)

لم اشعر يوما انني اكثري، لانني لو كنت كذلك لما وصلت الى العقد الثامن من العمر ومعظم طموحاتي كمواطن تعاني اندحارا وتقهقرا، بل طالما كنت احس انني مقهور مثل الوطن، وان السلطة المنبثقة من الاكثرية "المزمنة والمبرمجة" لا تلتفت الى معاناتي ولا الى هموم الدولة وشؤون المجتمع.

اما بعد تصريحات اصحاب الغبطة والسماحة والفضيلة فقد وجدتني فجأة مزجوجا في عداد اكثرية لا ألبس عباءتها ولم تندبني للتحدث باسمها، ولم اجد في طياتها الا طبقات متفاوتة يشتد عليها الظلم السياسي والاجتماعي من نمط حكم لم يغادر مواقعه الفكرية منذ النصف الثاني من القرن الماضي، فيما العالم المتصل ببعضه لم يعد يستسيغ استسلام ارادات الشعوب الى الحكام بلا قيد او شرط. انا لا اناقش رأي غبطته في احتلال اسرائيل لاراض لبنانية، وحق الفلسطينيين في العودة الى بيوتهم ورفض التوطين، فهو محق في هذا بصرف النظر عن النتائج السياسية السارة التي استنبطها فريق من اللبنانيين، ولا اناقش ايضا حق سماحته في التجوال والاستقبال، ولكنني وجدت ان المقام لا يليق بأصحاب المقامات، ولا يسوغ بالتالي ان تتناهب الساحة السياسية اقدام الساسة والكهان معا، فالارواح لا تغريها المادة، كما لا تحل مشكلات البلد بالدعوات فقط.

ادهشتني حفاوة فريق من اللبنانيين المبالغ بها بقول غبطته انه يخشى الانتقال من نظام سيئ الى نظام اسوأ وعدّوه كلاما رؤيويا وتاريخيا، فكأنهم بذلك يقرون معه انهم لا يرفضون حكما سيئا قائما، الا تلافيا لحكم آت مجهول قد يفوقه سوءا، وهذا اكثر ما طالعته من مقولات سياسية بؤسا، تدافع عن نظامها بدعوة المواطنين الى القبول برداءة تعودوا عليها بدل رداءة اخرى غير مختبرة، وهذه نقلة من السياسة الى عالم العرافة والتبصير الذي يقول "لو عرفتم الغيب لاخترتم الواقع".

وجدت من الظلم ان يكون عيب الطائفة السنية كثرتها والتي يخشى من تحولها حكما ظالما، فيما هي في حقيقتها، مع باقي مكونات المجتمعات العربية جمهور مقهور غيب عن ساحة الفعل السياسي طوال العقود الماضية تحت وطأة الارهاب والعسف الداخلي والغزو الاميركي، فحل محلهم اقليو الاسلاميين واقليو الاقليات الدينية. كذلك، ان الخوف من الفتنة والانقسام بضاعة يزجيها رجال دين مسلمون يعملون في خدمة الانظمة، كما يقول الدكتور رضوان السيد (جريدة "الشرق الاوسط" في 2011/9/9).

ان هذه الاكثرية العددية التي لم تتغير نسبها كثيرا، لا يجري التعبير عنها بلسان واحد ولا بتنظيم واحد، بل هي متعددة المشارب والانتماءات، متفاوتة في تدينها، مثل باقي الطوائف، وهي ارض غير خصبة للتعنت المذهبي، الذي يمكن ان ينبت في اي طائفة ضمن حدود ضيقة، وربما لست في حاجة الى تذكير اصحاب الغبطة والسماحة بأن المجتمعات كانت تعاني دائما عسف القوى المقتدرة المنتسبة اليها دينيا والتي زعمت لنفسها حق تمثيلها ثم فرضت عليها نمطا من الرأي والخوف والخوات مدججا بالارهاب والسلاح، وحاولت ان تلوي اذرعة رجال الدين وألسنتهم لكي يكونوا في خدمة مشاريعها واطماعها.

ان ما حدث في العراق للمسيحيين على شناعته هو جزء من بلوى تعم المجتمع العراقي كله نتيجة عقود من جنون الحكم، ونتيجة جنون الاحتلال. اما الحالة المصرية، فان الاقباط يسيرون منتصبي القامة ويدافعون عن هويتهم الوطنية، وقد ساندتهم اكثرية الاكثرية في وجه المتعصبين، واختبار القوة القائم على قدم وساق بين دعاة الدولة المدنية ودعاة الدولة الدينية هو الدليل الابرز على عدم امكان تقولب تلك الاكثرية في قالب واحد.

ليس من العدل ان تخير الاكثرية "المنعوتة" بين احتمالين مرين: اما تقليل عددها بالهجرة او الانتحار او ربما التعقيم، واما الرضوخ للاستبداد. علما ان طبائع الاستبداد هذا، ليست وقفا على مذهب او اتنية او دين، كما لا يجوز ان تتحول هذه الاكثرية نقطة تجاذب بين العمامة والقوامة، لان الخيار السياسي لا يخضع للاجتهاد الديني، بل ربما يحاول البعض تسخير الاجتهاد لما يلائم حاجته الراهنة.

انني كمواطن في هذه الاكثرية "المنعوتة" اقترح تصنيف الاكثريات والاقليات في صناديق الاقتراع التي تحتسب الاصوات من دون احتساب مذاهب الناخبين، وخارج اطر الشك والارتياب الوطني. في الختام، جزيل الاحترام، لأصحاب المقام.

      

البشارة

عبده وازن/الحياة

دأبت محطة «تيلي لوميير» التلفزيونية اللبنانية على معاودة بث برنامج بعنوان «بشارة الراعي» الذي كان يقدمه سابقاً البطريرك الماروني الحالي بشارة الراعي ايام كان مطراناً. وما زالت هذه المحطة الكاثوليكية تصر على تقديمه بعد انتخاب الراعي بطريركاً على رغم ارتقائه السدة العالية، ساعية الى تعميم موعظاته الرعوية الصرفة التي تعني أكثر ما تعني ابناء الرعايا الذين يألفون هذا الكلام. وفي بعض الحلقات لم يكن المطران يتورع عن الكلام في السياسة ومرة ابدى رأيه في الحرب اللبنانية وكان «طوباوياً» جداً ما دل على عدم تعمّقه في معاني هذه الحرب وأبعادها وتناقضاتها. الآن تبدو المحطة وكأنها مشغولة بـ «صورة» البطريرك دينياً وسياسياً لا سيما بعد الحملة التي يواجهها عقب التصريحات التي أدلى بها خلال زيارته الاخيرة لباريس. غير أن الانقسام الذي أحدثته هذه التصريحات في وسط الطائفة المارونية واللبنانيين عموماً جعل البطريرك يخرج عن موقعه التوافقي الذي طالما عرفت به بكركي على رغم ثوابتها التاريخية التي بلغت ذروة تجليها الحديث في عهد البطريرك السابق نصرالله صفير الذي كان حكيماً في علاقته بسائر الطوائف والاحزاب والجماعات اللبنانية المختلفة. وقد جعل من بكركي منبراً للقاء والحوار انطلاقاً من الثوابت التي لم يفرط بها يوماً. لم تنقل المحطة هذه آراء الكثر من «المواطنين» الموارنة الذين فاجأتهم مواقف «راعيهم» المستغربة والمستهجنة ولا ردود الفعل السلبية التي أثبتت ان الملتزمين مارونياً لم يبقوا مجرد رعايا يحدد البطرك معالم حياتهم السياسية وأفكارهم ومواقفهم. وهذا ما فات البطريرك نفسه على رغم اطلالاته الدائمة وجولاته على المناطق والرعايا. وليت البطرك وادارته ينصتان جيداً الى ما يقال هنا وهناك في الاوساط المارونية من كلام معترض على سياسته الارتجالية التي ضربت ثوابتهم عرض الحائط، غير مبالية بالإرث الماروني الذي بات مهدداً بعدما تشتت الموارنة سياسياً ووجودياً. وبعيداً من كل الإشاعات التي اطلقت أخيراً والتي طاولت الحالة المارونية قبل رموزها يستطيع البطرك ان يعود عن تصريحاته التي وضعت المسيحيين السوريين واللبنانيين امام خطر ما حتى وان كان هذا الخطر متوهماً او مقصوداً توهمه. أما قضية «حزب الله» فهي لا تحتاج الى نقاش ولعل البطريرك نفسه يعلم بذلك خير علم.

 

"الميثاق الوطني عدم إلغاء الآخر"

الجمهورية/الراعي: خذوا الحقيقة من فَم البطريركالخميس 15 أيلول 2011 دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى "أخذ الحقيقة" من فَمه "لأن كل شيء يُجتزأ ويشوّه"، مؤكدا أن "لبنان لن يقوم إلّا على الميثاق الوطني، لجهة أن نعيش معا ونحترم بعضنا، وألّا يلغي أحدنا الآخر، وألّا يحتكر أحد مصير أحد".

بدأ الراعي اليوم الثاني من زيارته الرعوية لمنطقة المتن الأعلى، من بلدة حاصبيا، حيث أقيم له استقبال حاشد في كنيسة القديسة تقلا، في حضور راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، والنواب: فادي الأعور، آلان عون، ناجي غاريوس وحكمت ديب.

ولفت مطر إلى أن أبرشية العاصمة هي "أبرشية العيش المشترك بين كل طوائف لبنان من دون استثناء"، وقال: "نحن فخورون بأن نكون في شراكة ومحبة مع أخواننا الدروز هنا في الجبل خصوصا، ومع أخواننا السنّة والشيعة في الأوسط والساحل، ومع جميع أخواننا المسيحيين، نحيا معهم حياة واحدة نتقاسم العيش معا، وإن مرّت غيمة على هذا الجبل وسدّت الأفق لبعض زمن، إلّا أنها تزول والجبل يبقى". من جهته، شدد الراعي على أهمية الحقيقة، مُبديا أسفه لتشويه الحقيقة التي يقولها. وأضاف: "في هذين اليومين هناك بلبلة. نحن نقول لكم خذوا الحقيقة من فم البطريرك، لا تأخذوها من الجريدة والتلفزيون والإذاعة، لأن كل شيء يُجتزأ ويشوّه، للأسف، لتضيع الحقيقة".

وحذّر من أن "لبنان لا يستطيع أن يُكمل هكذا"، لافتا إلى "أننا منذ العام 1975 نتخبط، لأننا لا نريد أن نعرف الحقيقة. ونشوّهها ونزوّرها، ولا يعنينا إذا اختلفت الناس أو قتلت بعضها".

وأعرب عن سروره لأن "المسيحيين والدروز في قرى المتن الأعلى تخَطّوا كل الصفحات السود، وانطلقوا بحقيقة العيش معا"، مؤكدا أن "لبنان لن يقوم إلا على الميثاق الوطني، لجهة أن نعيش معا ونحترم بعضنا، وألّا يلغي الواحد الآخر، وألّا يتحكم الواحد بالآخر، وألّا يحتكر أحد مصير أحد".

ورأى الراعي أنّ "العالم يبحث عن الحقيقة، ورسالتنا في لبنان أن نحترم هذه الحقيقة، حقيقة الله والإنسان، حقيقة التاريخ، هذا عالمنا المشرقي، عالم يتمخض، يتألم، حديد ونار، عنف وحروب، تبقى حقيقة الحوار والتفاهم هي الأساس"، مؤكدا أن "لغة السلاح لا تحلّ شيئا، العنف يولّد العنف، والحرب تولّد الحرب". ثمّ قدم رئيس البلدية والمختار للراعي أيقونة مار تقلا وعمرها 270 عاما. بعد ذلك، توجه الراعي إلى بلدة بزبدين، حيث أقيم له استقبال حاشد في ساحة البلدية، مجددا الدعوة إلى الحقيقة "حقيقة الوحدة، وحدة تخلّص لبنان، أمّا التفرقة والنزاعات فلا تخلصه". بعدها، غرس الراعي شجرة صنوبر في حديقة البلدية، وسجل كلمة على الصفحة الأولى من السجل الذهبي، قبل أن يتوجّه إلى بلدة قرنايل، حيث أقيم له احتفال حاشد في ساحة كنيسة مار الياس. وألقى النائب فادي الأعور كلمة باسم نواب بعبدا، توجّه فيها إلى البطريرك بالقول: "أنت الراعي الكبير لكلّ الأقليات في هذا المشرق العظيم، حامل هذا الصوت وهذه الهواجس". وقال: "لقد رافقت العماد ميشال عون إلى براغ يوم كان يفتتح الطريق في اتجاه المشرق، واليوم سنرافقكم وأنتم تفتتحون طرق المشرق بأسرها من فلسطين إلى الأردن وسوريا ولبنان والعراق". ورد البطريرك داعيا إلى الحفاظ على الجوهر، لافتا إلى أن "وحدة الجبل ضمان للبنان، وإذا انكسر الجبل بوحدته انكسر لبنان".

عيد الصليب

وكان الراعي زار في جولته مساء أمس الأول بلدتي بمريم والشبانية، مشددا على أن "جمال وتعددية ووحدة لبنان واللبنانيين هي فوق الانتماءات الدينية والحزبية والسياسية"، لافتا إلى أهمية "الابتعاد من التشكيكات والاتهامات والتخوينات"، وقال: "خلاصنا في لبنان لا يكون بإقصاء الواحد للآخر، ولا بالتقوقع، ولا بانفصال لبنان عن عالمه المشرقي، بل انّ الانفتاح والمحبة والثقة بين أهله هي التي تخلّصه". بعدها، توجّه الراعي إلى تلة الصليب في بلدة حمانا، حيث أقيم زيّاح عيد الصليب، مشددا في كلمة ألقاها على الثقة بين المواطنين، مشيرا الى ان عيد الصليب هو عيد المحبة يوم ضَحّى يسوع في تفانيه عن أخطاء البشر، وقال: "الصليب لكلّ لبنان، فهو عموديا يلاقينا مع الله، وأفقيا يعني الانفتاح والتلاقي".

 

غبطة البطريرك...  

شربل خوري /موقع 14 آذار

 فجأة باتوا من الغيارى والحريصين على الصرح البطريركي، وفجأة تحولوا إلى حراس لأبواب الصرح وتحولت تصاريحهم الى محاضرات في احترام المقامات الدينية واحترام الكرسي البطريركي والبطريرك وآرائه.

فجأة اصبح كلام البطريرك منزلا بالنسبة لهم وفجاة أيضاً تداعوا ليتحدثوا كجوقة واحدة تبدأ في بيروت ولا تنتهي في الشام، عاصمة قرارهم السيد والحر... إنهم "رعامات" قوى الثامن من آذار الذين تحولوا فجأة من ابواق تهاجم الصرح البطريركي ولا توفر شخص البطريرك الى أبناء الصرح الحريصين عليه حرصهم على الوطن.

لم يكد يطلق البطريرك موقفه حتى اقتنص زعماء الثامن من آذار الفرصة وصولاً الى درجة قيام النائب ميشال عون بزيارة الى الصرح البطريركي فور عودة البطريرك إليه، وبالطبع استغل عون المناسبة لينوه بالبطريرك، مع العلم أن ذاكرة اللبنانيين ليست قصيرة وصدى هجومات عون على البطريركية وعلى رأس الكنيسة ما زال يتردد في اذهان الجميع ولمن فاتته تلك التصاريح الاستثنائية لا بد وأن يتذكر اقتحام شباب عون الصرح أواخر الثمانينات.

والمؤسف أكثر في ردود الفعل على مواقف البطريرك هو ان تتحول مادة للتنويه من بعض الشتامين السابقين لبكركي اضف اليها طبعاً التنويه من شخصيات "عريقة" في السياسة بمستوى إميل رحمه وميشال سماحة وغيرهم من هذا المستوى الرفيع.

والمؤسف أكثر أن بعض الثامن من آذار حاول أن يحول المواقف المعترضة على كلام البطريرك الى مواقف تهاجم البطريرك مع العلم أن أغلب التعليقات التي جاءت ردا على موقف سيدنا جاءت تنتقد الموقف حصراً ولا تمس لا بشخص غبطته ولا بالمقام الذي لا شك أنه من أقدس المقامات في الشرق.

في الختام لا بد لي من كلمة الى غبطة أبينا، إلى راعي كنيستنا المارونية ونحن من الذين رفعوا اليوم وفي احلك الظروف لواء الدفاع عن صرح انجب الكيان ودافع عن الاستقلال، فيا صاحب الغبطة، نحن لم نكن يوما من المتطاولين على شخصكم لا سمح الله ولا من المتهجمين على كرسيكم، وما قيل هو انتقاد لموقف اعتبرناه مؤلماً بعدما عمدنا مسيرة استقلالنا بدماء خيرة رجالنا وبعدما امعن الجلاد في ذبح احلامنا.

ومرة أخرى، يا صاحب الغبطة نحن لسنا من الذين يُدخلون مواقفكم في بازاراتهم السياسية التافهة، ولسنا من الذين يتعاطون مع الصرح على انه سوق سياسي نختار منه ما يعجبنا فننوه مرة ونشتم مئة مرة، نحن قوم ثابتون في قضيتنا ونحترم مقاماتنا واذا سجلنا بعض الملاحظات على بعض المواقف فلا يعني اننا خرجنا من رعية نحترم ونقدر راعيها.

 

المتظاهرون باتوا مضطرين للدفاع عن عائلاتهم بأي وسيلة في ظل القمع الدامي  

الأسلحة تتدفق على سورية عبر حدودها الخمسة لدعم الانتفاضة

 حميد غريافي/السياسة

كشفت مصادر أمنية في حلف شمال الأطلسي في بروكسل, أمس, أن "الآية انقلبت على النظام السوري بالنسبة لاستخدام حدوده مع الدول المحيطة به طوال نصف قرن من الزمن لتهريب السلاح والارهابيين الى لبنان والعراق والاردن وتركيا, مستثنياً بذلك حدوده مع اسرائيل, لتجنب غضبها الذي يضاهي في نظره كل الصياح والبيانات والتصريحات والخطب التي تنطلق من الدول العربية في المنطقة مجتمعة". ونسبت المصادر الى معلومات ترد العواصم الأوروبية تأكيدها ان "الحدود اللبنانية والتركية مفتوحة على مصراعيها لتهريب الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف "الاربي جي" وقذائف مضادة للدبابات والآليات المصفحة, فيما تتدفق شاحنات محملة بأنواع مماثلة من الأسلحة من الحدود العراقية الى شرق سورية وشرقها الشمالي, خصوصاً إلى المناطق ذات الكثافة السكانية الكردية.

وأضافت المصادر ان الاردن الذي "يقع هو الآخر تحت مظلة الارهاب السورية منذ عشرات السنوات, ليس مقصراً في مساعدة المهربين على اختراق حدود سورية الجنوية لإيصال الأسلحة الى المدن والقرى السنية والدرزية التي انطلقت منها الثورة (درعا تحديداً), وهو بذلك يرد للنظام السوري بضاعته القاتلة التي طالما زود بها عملاءه والفصائل الفلسطينية المتطرفة". إلا أن الحدود اللبنانية, حسب معلومات المصادر الامنية الاوروبية التي نقلها الى "السياسة" في لندن أمس ديبلوماسي اردني في باريس, تبقى الأكثر تفضيلاً لدى المعارضات السورية والدول الأوروبية والعربية, وحتى إسرائيل التي بدأت تزويد بعض سكان قرى الجولان الدرزية بالأسلحة والعتاد, لتهريب السلاح الى السوريين في الداخل عبر نفس المسارب والمعابر غير الشرعية التي انشأتها فرق الهندسة العسكرية السورية لتزويد حلفائها في لبنان بالسلاح خصوصاً "حزب الله" الايراني.

وكشف تقرير للمصادر الأمنية, اطلع عليه الديبلوماسي الأردني في بروكسل الأسبوع الجاري, أن "مهربي الاسلحة الكبار الذين عملوا لصالح "حزب الله" والاستخبارات السورية وبعض الفصائل الفلسطينية طوال العقود الثلاثة الماضية, ينشطون الآن في تهريب الأسلحة بالاتجاه المعاكس, أي من لبنان الى النشطاء السوريين المعارضين للنظام البعثي في مختلف انحاء البلاد, كما ان نشطاء فلسطينيين, بينهم جماعات من "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" التابعة لاحمد جبريل ومن "فتح الانتفاضة" بقيادة ابو موسى وغيرهما من الفصائل الاخرى, ينقلون كميات هائلة من الأسلحة من لبنان والاردن الى المخيمات الفلسطنية في سورية, التي قد تنضم في وقت من الاوقات الى الثورة التي تؤيدها ضمن الآن, لأنها مخيمات معظمها مؤيد لحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية". وتعليقاً على هذه المعلومات, أكدت أوساط مطلعة أن السوريين الذين حرصوا على سلمية انتفاضتهم منذ انطلاقها منتصف مارس الماضي, باتوا مضطرين للجوء إلى التسلح للدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم في وجه القمع الوحشي المتواصل من قبل قوات الجيش والأمن والشبيحة, مشيرة إلى أن التظاهرات مازالت غالبيتها سلمية, ولم يلجأ المحتجون إلى السلاح إلا في بعض المناطق.

 

حمادة: مواقف جنبلاط تصويب ذاتي

 المستقبل/علّق النائب مروان حماده على مواقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من تصريحات البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بشأن وضع المسيحيين والموقف من الوضع السوري وسلاح "حزب الله"، فرأى ان "ليس هناك انعطاف بل تصويب ذاتي". وقال في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" أمس: "لا أرى في مواقفه (جنبلاط) انعطافاً، ونحن كنا أصحاب نظريتين في الأشهر الماضية حيال التطورات في لبنان، ولكنني أرى في موقف وليد بك نوعاً من التصويب الذاتي من قبله المدعوم بقرارات الحوار الوطني بما كان ينادي به منذ الأساس، أي أن المحكمة موجودة ولا نستطيع الاستغناء عنها لأسباب تتعلق بسمعتنا الدولية". وتحدث عن تطور أساسي طرأ في الأشهر الماضية "هو الحراك العربي، الذي قد يعتبر ربما وليد جنبلاط، وهو على حق في ذلك، بأنه لا يستطيع إلا أن يكون جزءاً منه أو على الأقل متعاطفاً معه، وهذا لا يستثني سوريا"، موضحاً أنه "من هنا التلميح إلى ضرورة الاستماع الى مطالب الشعوب وتحقيق الاصلاحات".

وعما إذا كانت مواقف جنبلاط ستزيد خلافه مع "حزب الله"، قال: "لم أقرأها كذلك، بل أقرأها فقط من موقعه الوسطي أيضاً موجهة إلى (رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب) ميشال عون في الدرجة الأولى قبل "حزب الله"، خصوصاً أن عون "عزّب" الجميع في الحكومة من قانون الكهرباء، فهذا ما أزعج ليس وليد جنبلاط وحده بل الكثيرين في الحكومة الحالية. إضافة إلى الكيدية التي يتبين منها ان كل شيء في الحكومة مستهدف (من عون)، من رئيسها نجيب ميقاتي الى آخر سني في البلد مروراً بالمسؤولين الشرفاء. وكأن لعون ثأراً لديهم".

وتابع: "أما بالنسبة لموقف جنبلاط من سلاح "حزب الله"، فما أتى على ذكره هو ما نوقش على طاولة الحوار وكنت حاضراً وأتذكر موضوع مزارع شبعا وكفرشوبا وكان هناك إجماع أن يطرح بند السلاح ويبحث في هدوء من ضمن الاستراتيجية الدفاعية"، مردفا: "في نظري الحوار ما زال معطلاً الى أن تتغير مقاربة "حزب الله" لموضوع السلاح".

 

اللواء": رسالة قاسية لجنبلاط من الأسد

كشف مصدر عليم لصحيفة "اللواء" ان النائب وليد جنبلاط تلقى في غضون الاسبوع الماضي رسالة سورية شفوية تحمل عتباً يقترب من "اخذ الخاطر" منسوب الى الرئيس بشار الاسد، على خلفية ما نسب ايضاً الى جنبلاط من انه ابلغ الرئيس سعد الحريري بأن "عليك ان تفعل مثلي وتنتظر عند ضفاف النهر"، حيث انتهت الرسالة بأن دمشق قررت تجميد العلاقة مع جنبلاط في هذه المرحلة، بعد ان كانت قد ابلغته بانها لا تريد سماع نصائح لا من الاصدقاء ولا من الحلفاء، فهي ادرى بما ترى ان عليها ان تفعله بما يجري في سوريا.

 

رعد: العازفون على وتر سلاح المقاومة ليسوا إلا صدى لأهداف المشروع الاسرائيلي والاميركي

موقع القوات/رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن الذين ما زالوا يعزفون على وتر سلاح "المقاومة" رغم ما تشهده المنطقة من حولنا، ليسوا إلا صدى لأهداف المشروع الاستكباري الذي يريد أن يسقط المنطقة لمصلحة المشروع الاسرائيلي والاميركي، لافتاً أنه "إذا لم نملك الوعي واليقظة الدائمة والجهوز المتواصل لمواجهة هذا المشروع، فمستقبل بلادنا جميعاً في خطر". وأضاف: "نحن نعتز بأن هذه المقاومة انتصرت على العدو الاسرائيلي عامي 2000 و2006 وقطعت الطريق أمام استخدامه للآلة العسكرية ضد شعبنا، وبكل ثقة أقول إن العدو هو الذي يخاف في هذه المرحلة ويحاول أن يتجنب الحرب لأن عمق جبهته الداخلية أصبح في خطر، وكل الكيان الصهيوني أصبح معرضا لرد فعل المقاومة، وهو يعرف حجم رد الفعل هذا"، معتبراً أن إسرائيل هي التي تحاذر العدوان، "لكنها تحقق مشاريعها عبر البوابات الخلفية التي تأتي من خلالها الى المنطقة بالالتفاف على الارادات الشعبية في دول المنطقة التي تسقط الأنظمة الموجودة". رعد، وخلال احتفال أقامه "حزب الله" تكريماً للطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية في بلدة عدلون الجنوبية، أعتبر أن الحزب يواجه تحديات "على أكثر من جبهة: جبهة المقاومة ضد العدو الاسرائيلي وجبهة المواجهة للمشروع الاميركي في المنطقة وجبهة الإنماء في الداخل وجبهة بناء الدولة التي تتحسس مسؤولياتها في بلدنا وجبهة التعامل مع أصحاب العقول المسطحة في هذا البلد الذين يريدون التفريط بمصالح الوطن العليا لحساب مكتسبات شخصية أو فئوية أو طائفية أو مذهبية خاصة". وختم رعد قائلاً: "ما دمنا في خيار المقاومة فنحن واعون لكل الجبهات والمحاور التي نقف عليها، ونعرف التحديات تماماً ونحضر أنفسنا بالتعاون مع الشرفاء من أبناء شعبنا لمواجهتها كلها".

 

واجبنا تجاه قضيتنا ان نتخذ موقفا من اي موقف يتعارض مع قناعاتنا

عدوان: الصورة القاتمة هي ان يصبح المسيحيون مرادفا للانظمة الديكتاتورية

موقع القوات/اعتبر نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان انه مع الرئيس الشهيد بشير الجميل بدأ الانتقال من مرحلة المقاومة الى مرحلة الدولة كذلك في العام 2005 بدأنا نعيش نفس المرحلة في الانتقال من الوصاية الى بناء الدولة، مؤكدا ان "القوات مستمرة في المقاومة لكن هذه المرة بالسياسة لقيام الدولة لان لا مصلحة للبنانيين والمسيحيين الا بقيام الدولة". عدوان اوضح في حديث لـ"صوت لبنان 100,5" ان لا موقف لـ"القوات اللبنانية" من اي شخض انما لديها مواقف من مواقف الشخص فكيف ان كان المعني بالمواقف هو البطريرك الماروني. ولفت عدوان الى ان "القوات" تكن كل الاحترام للبطريرك بشارة الراعي، مؤكدا ان "هذا امر لا يتناقض مع واقع انه اذا صدر موقف ما لا يتلاءم مع قناعاتنا واجبنا تجاه قضيتنا ان نتخذ موقفا من هذا الموقف، وحين اعترضنا على مواقف قيل انها صدرت عن غبطته فذلك اقل شيء قمنا به تجاه قضيتنا لاننا حتى الان ما زلنا نعاني مع ما فُهم من الموقف". واردف "نتعاطى بشأن عام امام رأي عام، بوجود تواصل في العالم كله، وأن يأتي تصريح بخطورة تصريح البطريرك الراعي فلا يمكن بحث ذلك بين اربعة جدران وذلك لا يتلاءم مع وضع العالم ولا مع التعاطي السياسي ولا فهم الرأي العام لما يجري لذا كان يتوجب علينا وحرصا منا على علاقتنا مع بقية اللبنانيين وموقفنا كمسيحيين ان يكون لنا موقف واضح في الاعلام خصوصا ان كان الموقف يشكل خطورة على وضع معين، اي موقف اعلامي سيتم التعاطي معه بموقف اعلامي فالراي العام بحاجة الى معرفة وتنوير".

ولفت عدوان الى ان التوضيح الذي اعرب عنه البطريرك لمواقفه كان نتيجة للمواقف التي قابلته واعطت فرصة للرأي العام لفهم الامور.

اللقاء المسيحي وقانون الانتخاب

وبشأن اللقاء المسيحي في 23 ايلول، اوضح عدوان انه لقاء موسع وعلى جدول اعماله 3 مواضيع: بيع الاراضي، مشاركة المسيحيين في الدولة واضيف اليه موضوع مهم هو قانون الانتخابات وقد جرت اجتماعات للجنة التي كلفت لهذا الامر ووضعت مبادئ للانطلاق منها والهدف هو التفتيش عن قانون يمكن المسيحيين من اختيار من يمثلهم باعلى نسبة ممكنة في المناصفة وهذا هو جوهر المقاربة. وكشف ان "هناك توجه لتقدم اللجنة طرحين او ثلاثة، وبقدر ما نحن مصرين على التمثيل المسيحي الصحيح فنحن مصرين على علاقات ممتازة مع الشريك الآخر لاننا نريد بناء وطن واحد، وبالطبع النسبية من بين القوانين الاساسية المطروحة لقانون الانتخاب". وذكر ردا على سؤال عن التنوع المسيحي انه "يجب ان يكون هناك تعددية لدى المسيحيين فكيف نطالب بالتعديية مع غيرنا وهي غير موجودة لدينا؟ المطلوب التنافس بجو سليم من دون احقاد وتزمت في الشارع وقد اقتربنا جدا من هذه المرحلة".

المسيحيون و"الربيع العربي"

اما عما يثار عن الدور المسيحي في ظل التغيرات العربية، رأى عدوان ان هناك خيارين مطروحين امام المسيحيين فاما ان يكون وجودهم مرتبطا بالاستبداد وبوجود ديكتاتور يقول انه يؤمن حمايتهم واما ان يتفاعلوا مع محيطهم ويبنون خياراتهم على الحرية، مشددا على ان "نضال المسيحيين يجب ان يكون لتحرر الانسان والتفاعل مع الاخر فهذه هي المسيحية ودور المسحيين، لا نريد للمسيحيين ان يحميهم استبدادا بل افكار للتفاعل مع مجتمعاتهم ويكونوا روادا لذلك". واوضح "نحن مسؤولون عن تصدير افكار ثورة الارز الى الشرق كمسيحيين ولبنانيين والا لا نكون نشهد لمسيحيتنا او وطنيتنا، الربيع العربي يجب ان يقوده مسيحيين وان يكونوا مندمجين فيه ونريد للمسيحيين ان يكونوا تواقين ومشاركين لحرية الانسان وكرامته، اما العودة الى نظرية الاقلية فهو سير بعكس مسار التاريخ". وذكّر عدوان ان "الفاتيكان اصدر مواقف من حق الشعوب بالمطالبة بحرياتها وان تصنع مستقبلها وهذا موقف تاريخي ثابت للكنيسة فهي كانت مع اسقاط القيود وتحرر الانسان منذ عصر الاستبداد في اوروبا وهذا هو الدور المطلوب منا كمسيحيين في هذه المرحلة، مردفا ان "الصورة القاتمة هي ان يصبح المسيحيون مرادفا للانظمة الديكتاتورية". وشدد على "اننا لن نغير موقفنا في هذا الموضوع ونحن في مسار بكركي التاريخي ولن نحيد عنه والبطريرك الراعي عاد واوضح انه في هذا المسار وسنقارب كل موضوع حين يصدر، لافتا الى انه يرى انه " من الاسلم للقيادات الروحية ان تبقى في المبادئ الكبيرة العامة لا ان تدخل في التفاصيل السياسية".

رهانات القوات وملاحظاتها

واكد عدوان ان اكبر رهان تقوم به القوات اللبنانية هو على الجيش اللبناني، مذكرا بـ"الاشاعات والمقالات والتلفيقات والفبركات عن تسلح القوات واستعدادها امنيا وكان لدينا خيارا واحدا في كل هذا المسار هو الدولة المسيطرة على كل التراب اللبناني التي لا يمكن ان تقوم من دون ذلك"، مضيقا "مأخذنا الكبير على السلاح غير الشرعي هو انه لا يمكن قيام الدولة في ظله لذا تأييدنا على الجيش والقوى الامنية هو رهان على قيام الدولة". ولكنه اشار الى انه "اذا وجد ضابط استخبارات في اي جهاز امني يمارس خارج القوانين امور تتعارض مع قانون الجيش والحريات والقانون العام فان حرصنا على الجيش يتطلب ان ندل على هذا الضابط: بتبليغ قيادته عنه، عبر البرلمان وبطلب تحقيق. هذا الموضوع شيء والرهان الكامل على الجيش شيء آخر والملاحظات لا تغير من الرهان على الجيش والدعم له والتواصل مع قيادة الجيش شبه دائم". ولفت الى انه لو كان صحيحا موقف البطريرك قبل التوضيح لكان قضى على مفهوم الدولة بشأن السلاح. اما بشأن مواقف النائب وليد جنبلاط فرأى عدوان انه ذكر بالاتفاق على هيئة الحوار ومن لا يقابله بموقف ايجابي يكون يتنكر للاتفاق على طاولة الحوار. وعن العلاقة مع جنبلاط، قال عدوان "فصلنا بشكل واضح بين المواقف السياسية والعيش المشترك في الجبل، المناخ الموجود في الجبل الان جيد جدا ولم نعرفه الى ما قبل الـ1975، الجو سيبقى مستمرا الانتخابات شيء ومناخ التعاطي الايجابي والمصالحة مستمرة ولن ندخلهما في السياسة".

سلاح وكهرباء وتمويل

وجدد عدوان مطالبة حزب الله بالتخلي عن ذراعه العسكري بكل محبة وصراحة، مضيفا "لا نطلب منه رمي السلاح في البحر انما قوة لبنان تكمن في تضامن كل مكوناته ونقول لحزب الله انه من دون ادخال السلاح في الدولة لا يمكن بناءها والتفاهم على الامور الاساسية وزيادة قدرة الدولة على المقاومة كدولة لبنانية". وعن تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، رأى عدوان ان "من يعارض المحكمة الدولية في وضع صعب: فمن جهة يتعرضون لمحاولة الخروج عن الشرعية الدولية ومن يعارض التمويل عليه ان يدرك انه يضع الحكومة في حرب مع المجتمع الدولي ومحاولة تأجيل هذا الملف الى ما بعد ترؤس وفد لبنان الى الامم المتحدة غير مجدية ايضا".وشدد عدوان على ان "كل ما يجري في لبنان كان مربوطا بسبب المحكمة فكيف يمكن توفيق كل ذلك مع ميقاتي الذي يعرف مخاطر المواجهة مع المجتمع الدولي، والحكومة امام معضلة يجب ان تعرف كيف تحلّها".

اما في ما خص خطة الكهرباء، فقال عدوان ان "الحكومة تبنت ما كنا نقوله بشأن خطة الكهرباء وحاولت ان تغير الشيء التي حاولنا تعديله على الخطة ولذلك تأخرت باقرارها"، مضيفا ان "هناك خللا تقنيا في الخطة ولم تأت فيها التفاصيل التي ناقشتها الحكومة والمطلوب منا كنواب تأمين الكهرباء باسرع وقت وبافضل شروط وكان يجب على الحكومة ان تبحث كل حيثيات المشروع. سنناقش بكل ايجابية المشروع ولا نريد لتجارب العشرين سنة الماضية ان تتكرر وان اقتنعنا سنسير بهذه الخطة".

وعلق جنبلاط على موقف الخارجية اللبنانية من التطورات في سوريا قائلا "نشعر وكأن وزارة الخارجية اللبنانية اصبحت مستقلة عن الحكومة اللبنانية وانا غير متأكد من ان وزير الخارجية مرتبط برئيس حكومته، وكأن البعض في وزارة الخارجية يرى ان الامور ما زالت قبل 2005". وختم "نطمح الى افضل العلاقات مع الشعب السوري ولنترك له من دون اي تدخل كيف يحقق ذاته ومستقبله وحريته".

 

كبارة: نهر الدم يسيل في سوريا ودولة لبنان تدافع عن نظام الأسد 

موقع 14 آذار/عقد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب محمد كبارة مؤتمراً صحافياً، قال فيه أن "نهر الدم يسيل في سوريا باعتراف جامعة الدول العربية التي دعت إلى وقف سفك الدماء فوراً، وحكومة لبنان تنسّق مع نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد كيف تضطهد السوريين الهاربين إلى لبنان وتسلّمهم إلى نظامهم لقتلهم، بما يتناقض مع كل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية، بل بما يتناقض مع كل ما يمت إلى الأخلاق بصلة".

وتابع كبارة: "إن الشعب السوري الأبي يتظاهر في يوم الغضب على روسيا، وموسكو تحتضن نظام الأسد على حساب دماء شعبه، زاعمةً أن الأصوليات قد تحكم في سوريا إذا سقط الأسد، وكأن هناك ما هو أسوأ من نظام الأسد. روسيا تقول إن العمليات الإرهابية التي تنفذ ضدها في القوقاز بإسم "القاعدة" تنطلق من إيران، ثم تحذر من سيطرة الأصوليات السنّية على سوريا. فلماذا يتناقض تحذير روسيا من الإرهاب، فتعتبره إيراني المنشأ على أرضها، فيما تراه سنّياً في سوريا؟ بل الأكثر سوءا هو أن هناك من يحذّر من تأثير حكم السنّة في سوريا على مصير المسيحيين في لبنان، وكأن السنّة في حقبة الاستقلال قد اضطهدوا المسيحيين يوماً، سواء في سوريا أو في لبنان، فالسنّة حكموا سوريا حتى العام 1970. فمتى اضطهدوا مسيحيا؟ أما المسيحية السياسية في لبنان، فمتى استُهدفت؟ ألم يبدأ ضربها ميدانيا بنيران جيش الأسد اعتبارا من حرب المائة يوم في العام 1978 حتى سقوطها في 13 تشرين الأول العام 1990، وأيضا بنيران جيش الأسد".

وسأل كبارة: "من اغتيال قادة ما يسمى بالأقليات؟ هل السنّة اغتالوا كمال جنبلاط؟ وهل السنّة اغتالوا الرئيس المنتخب بشير الجميل؟ وهل السنّة اغتالوا الرئيس رينه معوض؟ وهل السنّة اغتالوا البرلماني-الصحافي جبران تويني أم الصحافي سمير قصير، أم الوزير بيار الجميل أم النائب أنطوان غانم، أم الشيوعي جورج حاوي؟ هل السنّة حاولوا اغتيال الوزير مروان حمادة، والوزير اليس المر، والإعلامية مي شدياق؟ لماذا الخوف على المسيحيين من السنّة وتخويفهم بالسنّة؟ حتى الإرهاب الذي دمّر العراق منذ العام 2004، هل فجّر كنيسة أو قتل مسيحيا؟ أم أن الكنائس فُجرت والمسيحيون استهدفوا عندما بدأت "القاعدة" تعمل بالتحالف مع إيران ومن إيران. ومع ذلك، تتحالف حكومة لبنان مع نظام الأسد ضد شعب سوريا، كما ضد شعب لبنان المتضامن مع شعب سوريا".

وأضأف كبارة: "لذلك، نكرر أن التعاطف الكلامي العربي مع الشعب السوري لم يعد كافياً، إن الدعوات لوقف سفك الدماء لم تعد كافية، وإن دعوة الأسد إلى الاستقالة لم تعد مفيدة، وإن كل تأخير في الدعم الفعلي للشعب السوري يعني المزيد من القتل، والمزيد من الدم، والمزيد من الاضطهاد، لذلك لا بد من توجيه دعوة عربية جدية إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بالشراكة الكاملة مع الدول العربية للتدخل لحماية الشعب السوري عمليا وواقعيا من الذبح، ولا بد من تحرك فعلي دولي-عربي لوقف قتل الشعب السوري على يد نظام الأسد، ولا بد من بحث جدي عربي-دولي في حماية حقيقية، واقعية، تحافظ على الشعب السوري وتحميه من الإبادة، فما يجري غير مقبول، واستمرار القتل غير مقبول، والمعالجات الكلامية والسياسية والاقتصادية لم تعد كافية، والمطلوب، وبصراحة وواقعية، إيجاد قوة ترفع سكين الأسد عن رقاب الشعب السوري، فالمراهنة على خجل الأسد تحولت غباء، لا لن يخجل، ولن يتوقف عن الذبح إلا إذا وجد من يوقفه، إلا إذا وجد من يقطع اليد التي تحمل السكين، إلا إذا وجد من يصادر السكين من يده. الأمر مخجل. فعلا مخجل. الدول العربية وغير العربية تشارك في حملات دولية لمنع أجناس من الانقراض، فيما شعب بأسره يذبح ولا أحد يسعى، أخلاقيا، لحمايته من الانقراض. هل دب الباندا الصيني أغلى من الشعب السوري؟ إنه زمن الخجل العربي بامتياز، بل هو زمن الخجل الإنساني بامتياز. بل هو، حقيقة زمن اللاخجل من التقصير في حماية الشعب السوري، نعم المطلوب هو حماية الشعب السوري لا مجرد التعاطف معه، أو التضامن معه أو تأييده، فإذا لم تتأمن الحماية عندها ستغرق سوريا في الحروب الأهلية، ويغرق محيطها في الحروب الأهلية".

 

العجوز: عون مكلَّف بمهمة إيقاظ الفتنة لتخفيف العبء عن النظام السوري

 أكد رئيس حركة "الناصريين الاحرار" زياد العجوز، أن "المهمة المنوطة بـ"(رئيس تكتل "التغيير والإصلاح") النائب ميشال) عون في هذه المرحلة هي محاولة إيقاظ الفتنة المذهبية والطائفية في لبنان، تمهيدا لمشروع اكبر واخطر، بهدف تخفيف العبء عن النظام السوري". وأشار في حديث الى تلفزيون "أخبار المستقبل" أمس، الى أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يشعر بالارباك، وأن هناك تململ كبير في الشارع السني نتيجة موافقة ميقاتي على تولي رئاسة هذه الحكومة"، موضحا أن "ما يصرح به النائب عون يأتي في سياق تبادل الادوار، واللعب على المواقف من أجل تعظيم الرئيس ميقاتي في الشارع السني، وأن على عون أن يدرك أن الطائفة السنية ليست يتيمة من اجل أن يحاول اصطيادها أو أن يتطاول عليها في كل مواقفه". وأوضح بـ"شأن تمويل المحكمة الدولية، أن "حزب الله" لا يريد ان يضع نفسه في فوهة المدفع، طالما لديه ادوات يحركها في السياسة كاداة طيعة جدا، وهي النائب عون"، مشددا على "أننا بانتظار مصداقية الرئيس ميقاتي بشأن تمسكه بتمويل المحكمة الدولية"، معتبرا أنه "قد يصار الى إسقاط هذه الحكومة، من اجل أن يستفيد "حزب الله" من ذلك في موضوع المحكمة الدولية

 

لا توافق على النسبية لقانون الانتخابات

بيروت - "السياسة": توقع مصدر نيابي بارز أن لا تقر النسبية كأساس لقانون الانتخاب الجديد, مشيراً إلى أن معظم القوى السياسية ترفضها وان كانت تعلن غير ذلك. وأوضح أن القوى التي تؤيد النسبية علنا وتعارضها فعلا هي "حزب الله" وحركة "أمل" و"القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" بالإضافة إلى فريق رئيس الجمهورية. أما المعارضان الصريحان لها فهما النائبان وليد جنبلاط وسليمان فرنجية. ويبقى طرفان يؤيدان النسبية فعليا وهما الرئيس نجيب ميقاتي والنائب ميشال عون, الأول لأنه يريد الحفاظ على تمثيله النيابي الضئيل عن مدينة طرابلس, والثاني الذي يريد تعويض تراجع شعبيته في بعض المناطق المسيحية في كسب مقاعد بديلة في مناطق أخرى. وأكد المصدر أن ثمة شبه إجماع على الإبقاء على القانون الانتخابي السابق المسمى قانون الستين, والذي يعتمد تقسيمات الأقضية كدوائر انتخابية ويقوم على الاقتراع الأكثري.

 

الهبر لـ "السياسة": ميقاتي تحول إلى منسق رؤساء الوزراء داخل حكومته  

أوساط جنبلاط: لن نستدرج إلى المنازلة لتعبئة الوقت الضائع لدى بعض القوى

بيروت - "السياسة":أبدت مصادر مقربة من رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أسفها لتدني مستوى الخطاب السياسي لدى بعض القوى التي تدعي الوطنية, وتحرص أن تطلق على نفسها اسم القيادات السياسية. وقالت المصادر ل¯"السياسة": "يوجد فرق كبير في مستوى الأداء بين النائب جنبلاط وتلك القوى, ومن هنا لن نرد عليها, لأن الهدف استدراجنا للمنازلة السياسية لتعبئة الوقت الضائع لديهم, فيما يضع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" كل ثقله السياسي ورصيده الكبير من العلاقات والصداقات الإقليمية والدولية لمنع تصدير الفتنة إلى لبنان من أي طرف, إدراكاً منه لخطورة ما يجري حول لبنان من تطورات وانعكاس ذلك على الساحة الداخلية وبالأخص أن لبنان محكوم بطبقة سياسية لا ترى أبعد من أنفها ولا تفكر إلا بمصالحها الشخصية, وكل من يعارض هذه المصالح تكون التهمة جاهزة ليصنف في خانة الأعداء والمتآمرين كما درجت العادة".

المصادر لم تجد في مواقف جنبلاط الأخيرة ما يستدعي هذا الاستنفار العشوائي عليه لا في تعليقه على مواقف البطريرك بشارة الراعي وأملاك الكنيسة, ولا في حديثه عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا, وهذه كلها جرى التطرق إليها في جلسات الحوار السابقة, حتى أن قرار تمويل المحكمة جرى التوافق عليه بين كل القيادات التي شاركت في الحوار, فلماذا يحاول البعض التنصل منها اليوم? وما الفائدة من المواجهة مع الشرعية الدولية, في وقت يرأس لبنان مجلس الأمن الدولي, فكيف يمكن فعل الشيء ونقيضه, هذا عدا عن التطورات والمتغيرات على الساحة العربية".

وسألت المصادر الفريق المناوئ لجنبلاط, الذي بدأ أمس زيارة إلى باريس, إذا كان على بينة من كل الحراك الجنبلاطي والاتصالات التي يقوم بها بدءاً من زياراته إلى العاصمة السورية مروراً بإسطنبول وباريس وموسكو والقاهرة, وصولاً إلى بنغازي التي زارها قبل أيام, وماذا تعني لقاءاته بالموفدين الدوليين الذين يصرون على الاجتماع إليه والاستماع إلى رأيه في كل الشؤون اللبنانية والإقليمية.

وفي سياق متصل, أكد عضو كتلة "حزب الكتائب" النائب فادي الهبر في تصريح إلى "السياسة" أن جنبلاط زعيم وطني بامتياز, معرباً عن تفهمه لمواقفه في ظل دويلة "حزب الله".

واعرب عن أسفه لمواقف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون, مشيراً إلى أنه "يبيع الثوابت الوطنية بأبخس الأثمان, وأن مصالحه تفوقت على وطنيته ونسي موضوع العدالة في حين سقط للكتائب رئيس جمهورية (بشير الجميل) ووزير (بيار الجميل) ونائب (انطوان غانم) نتيجة تدخل هذا النظام (السوري) الذي يدافع عنه والذي يترنح الآن بعدما باتت مسألة سقوطه غير بعيدة". وبشأن الحكومة, أسف الهبر لأنه في لبنان "مجلس وزراء تعدد فيه رؤساء الوزراء, وتحول الرئيس نجيب ميقاتي إلى منسق لرؤساء الوزراء داخل حكومته, فالجنرال عون لديه عشرة وزراء ويريد أن ينصب نفسه رئيساً عليهم, والأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله تحول إلى مرشد الدولة اللبنانية, وكل مجموعة داخل الحكومة تعتبر نفسها حالة خاصة, سيما وأن عون يعرف كيف يقطف النتائج الإيجابية لصالحه من خلال هجومه الدائم على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. فبعد أن ضمن ملف الكهرباء يحاول اليوم فتح معركة التعيينات مستغلاً وجود السلاح والذي بسببه خسرنا الكيان".

 

 نظام فراعنة الشام لا يسقط إلا بالقوة يا جامعة العرب

 داود البصري/السياسة

الجامعة العربية تعيش اليوم وفي ظل الأحداث العربية الساخنة و الملتهبة في "حيص بيص" حقيقي و مرعب , فإرادة التغيير الشعبي العارم قد فاجأت مجمل النظام العربي الرسمي الجامد المحنط , وحالة الإنفلات السياسي غير المسبوقة قد أدت إلى حالة واضحة من الفراغ السياسي الإقليمي تحاول الجماهير و الشارع العربي ملأه وسط أجواء متوترة , والجامعة العربية التي أصابها التغيير السطحي أيضا تجد نفسها اليوم بعد مبادرتها في ليبيا بطلب الحماية الدولية للشعب الليبي وتأسيسها لسابقة إسقاط نظام العقيد وملك ملوك إفريقيا بقرار عربي رسمي وهو مالم يحدث في تاريخ النظام السياسي العربي في وضع معقد وحرج أزاء ممارسات وعقلية وتصرفات النظام السوري الإرهابية البشعة ضد شعبه , وهي ممارسات معروفة وموثقة تاريخيا وتمثل السمة و الهوية الأساسية للنظام السوري , فتدخل الجامعة العربية في الحالة السورية قد جوبه بمعارضة شرسة من ذلك النظام إلى الدرجة التي وصف النظام ذلك التدخل بكونه "حالة عدوانية"! , وطبعا عقد الأمين العام للجامعة نبيل العربي محادثات مع زعيم عصابة فراعنة الشام لم تسفر عن شيء أبدا وهي مجرد مضيعة للوقت وبما يتيح المجال لسقوط مزيد من الضحايا و الشهداء , ففي سورية لا يهم عدد القتلى ولا المشردين بل أن ماهو مهم فعلا الحفاظ على رأس النظام و عصابته , ففي عام 1967 خسر نظام البعث السوري بقيادة وزير دفاعه و مؤسس السلالة الحاكمة الحالية و الوارثة حاليا هضبة الجولان وتم تسليمها لإسرائيل من دون قتال!! ومع ذلك إحتفل نظام البعث السوري بالنصر لأن النظام لم يسقط!! فليس مهما في عرف تلك العصابة لا الأرض ولا العرض و لا الكرامة الوطنية ولا دماء الشهداء بل أن مايهم هو الإستمرار في الحكم و التحكم و تحويل سورية اقطاعية يتوارثها البلهاء و القتلة و الأغبياء , ونظام يتصرف بتلك العقلية العنجهية العوراء لا يمكن بالتالي أن يستجيب لأي مبادرات إصلاحية أو محاولات للتدخل وحقن للدماء و يعتبرها مجرد مؤامرات , و أعتقد أن سمو رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني هو خير من يعرف و يشخص تلك العقلية السلطوية السورية , كما أنه بحكم الخبرة الدولية و تعاطيه مع ملفات إقليمية حساسة يعلم بأن نوايا النظام السوري عدوانية وتعهداته لاقيمة لها و بأن ذلك النظام سيحاول عاجلا أو آجلا الإنتقام وبوسائله الخاصة من كل الأطراف التي اتخذت مواقف المساندة و الدعم و التضامن مع الشعب السوري وفي طليعتها دول الخليج العربي التي تحولت هدفاً عدوانياً مفتوحاً للنظام السوري سيحاول التوجه نحوها في حالة إفلاته من قبضة شعبه و تمكنه من تعويم نفسه , الشيخ حمد بن جاسم وهو يتمنى على النظام السوري إيقاف آلة قمعه الدموية المفرطة التي تسحق عظام أحرار الشام يعلم علم اليقين عدم إمكانية تحقيق تلك الأمنية لأن النظام السوري قد قرر إعتماد الحل الأمني المفرط الذي لا يمتلك سواه ولا يمكن أن يحيد عنه وعن سلوك طريقه خصوصا و أن فراعنة الشام قد نفضوا الغبار عن قيادات أمنية إرهابية سابقة ومتقاعدة وعجوز أعادوها للخدمة ووفروا لها إمكانيات الدعم وممارسة التقتيل و منهم قادة الأمن في ثمانينات القرن الماضي كاللواء علي دوبا مدير المخابرات العسكرية الأسبق و اللواء محمد الخولي رئيس مخابرات القوة الجوية الأسبق و الشهير , ظنا منهم بأن تلك المومياوات المحنطة تستطيع التغلب على حتمية التاريخ وإرادة الأحرار و تصميم المجتمع الدولي الحر , ماهو مطلوب اليوم من الجامعة العربية ليس طرح المبادرات السياسية الفارغة وعديمة الجدوى و الفاقدة لمصداقيتها بل التحرك دوليا وبأسرع وقت ممكن لنجدة الشعب السوري الذي يتعرض لإبادة جماعية ممنهجة من قبل قتلة وإرهابيين رسميين ومجرمين في حالة إستعداد لتهديم المعبد على رؤوس الجميع , صدقوني لن يصمد ذلك النظام طويلا فيما لو وجهت الضربات لقواعده الإستخبارية , وأتصور أن دولة قطر بديبلوماسيتها وبعلاقاتها الدولية المعروفة تستطيع قيادة الحملة العربية للتخلص من الأدران الفاشية خصوصا و أنها أصبحت اليوم هدفا مستباحا للنظام السوري المتفرعن وأعوانه الفئران , وماحصل في ليبيا يؤكد إمكانية نصرة الشعب السوري بأسرع وقت وأقل تكلفة , فيا جامعة العرب لا تضيعوا الوقت في نقاش بيزنطي قاتل.. أنظمة الإرهاب المفرط الفاشية لا تسقط إلا بالقوة المفرطة.. تلك هي الحقيقة المعروفة للجميع... لاحل لفراعنة الشام إلا بالإستئصال التام..!

*كاتب عراقي

 

علي يرفض تحذيرات أردوغان من حرب أهلية في سورية

بيروت - يو بي اي: رفض السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي التحذيرات التي أطلقها رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان لدى زيارته القاهرة اول من امس من نشوب حرب اهلية سنية - علوية في بلاده. وعقب لقائه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عمر كرامي, قال علي ان "سورية في حوارها الوطني تجيب على كل هذه الهواجس منعة وتماسكا ووحدة ورفضا لكل معاني الفتنة التي كان يخطط لها السياسيون في الدوائر الغربية والأميركية والصهيونية". واضاف "اظن ان بعض الأصوات العالية التي تخرج بين فترة واخرى هي لقلب الحقائق والتخويف", مشيرا الى أن ذلك تعبير عن "واقع متوهم وعن احباط وعن فشل رهانات كانوا ينظرون فيها الى سورية".

واعتبر أن "حصانة سورية تتسع وتقوى, واصدقاؤها ايضا الذين آمنوا بخطواتها وبصوابية موقفها, هم ايضا مطمئنون الى نجاح الخطوات السورية التي يقوم بها الرئيس (بشار) الاسد".

 

السوريون ينظرون لأي لقاء مع مسؤول أميركي على أنه  صفقة 

"ويكيليكس": الأسد متغطرس ويفتقر إلى ذكاء والده وصبره وبُعد نظره

"السياسة" - خاص: وصفت برقية ديبلوماسية أميركية, نشرها موقع "ويكيليكس", الرئيس السوري بشار الأسد ب¯"المتغطرس", مؤكدة أنه يفتقر إلى ذكاء والده وصبره ونظرته الثاقبة للأمور. وأكدت البرقية, الصادرة عن السفارة الأميركية في سورية في يونيو 2009 وتحمل الرقم "09Damascus 384", أن "غطرسة" الأسد التي تعد "نقطة الضعف في شخصيته" تعرقل أي لقاء ناجح مع المسؤولين الأميركيين, مشيرة إلى أن الجهاز المسؤول عن السياسة الخارجية السورية يفتقر إلى الكفاءة والمرونة العملية, كما يتسم بالضعف وعدم الفعالية رغم وجود بعض الشخصيات الديبلوماسية التي تتسم بالمهارة ووضوح الرؤية, إلا أن هذه الشخصيات تنفذ تعليمات الأسد على المستوى الديبلوماسي.

ورغم أن الديبلوماسية تتطلب مرونة إلا أن المسؤولين السوريين - وفقاً للبرقية - لايترددون في ابتاع أسلوب الخشونة والشراسة من أجل تحقيق أهدافهم, ويتشبثون بمواقفهم أثناء عملية التفاوض. واضافت البرقية "إذا كان (الرئيس الراحل) حافظ الأسد طويل الباع صبوراً مثقفاً ولديه الطاقة للاستمرار بالتفاوض مع الطرف الآخر, فإن ابنه بشار يختلف عنه ولايملك الخلفية الثقافية والتاريخية التي يملكها والده كما يفتقر إلى بعد النظر الذي كان يميز والده".ومع اتباع الأسلوب الديبلوماسي المباشر, إلا أن سلوكيات بشار - بحسب البرقية - تتسم بالعناد والصلابة الجافة التي تثير مشاعر الإحباط لدى من يواجهه أو يتحداه, وربما استطاع أن يحقق بعض النتائج التي يريدها لكن على حساب الوقت الطويل الذي يستغرقه في التعامل مع الأطراف الأخرى.

وإذ اشارت إلى أنه في حال فهمت الإدارة الأميركية أسلوب بشار فإنه من المؤكد أن تحقق معه بعض النتائج التي تتطلع إليها, أكدت البرقية أن الديبلوماسيين السوريين ملتزمون توجيهات الأسد الذي يتلقى بدوره نصائح من وزير خارجيته وليد المعلم وشقيقه ماهر ونائبه فاروق الشرع والمسؤولين في الاستخبارات والمستشارين في مجال الأمن.

واضافت ان هؤلاء يخضعون بدورهم لسيطرة ومراقبة الأسد, ولاتوجد حدود واضحة بين صلاحيات هؤلاء المستشارين, فاختصاصاتهم تتداخل بطريقة ملحوظة الأمر الذي يؤدي إلى حدوث توترات. ووقفاً للبرقية, فإن القليل من هؤلاء يتمتعون بالثقة الكاملة, كما أن الأسد يجد صعوبة في تناول أكثر من مسألة واحدة معهم تتعلق بالسياسة الخارجية في وقت واحد.

ووصفت البرقية عدم وجود بريد إلكتروني لوزارة الخارجية السورية ب¯"الأمر العجيب", مشيرة إلى أن كل ما هو موجود في مجال الاتصال عبارة عن هاتف وفاكس.

وكشفت أن السوريين ينظرون إلى أي لقاء مع مسؤول أميركي على أنه صفقة محتملة, موضحة أنهم يلجأون إلى إطلاق التصريحات الاستفزازية لتخويف وإرباك الديبلوماسيين الأجانب, كما يرددون عبارات معنوية تؤكد التزامهم المبادئ والأخلاق في العلاقات والتعامل مع الغير رغم الطابع النفعي والمصلحي الذاتي والانتهازي الذي يغلب على أفعالهم وتصرفاتهم.

 

الأوروبي" يتجه إلى حظر طبع أموال سورية

بروكسل - ا ف ب: يتجه الاتحاد الأوروبي الى تبني رزمة عقوبات اضافية مشددة على سورية قد تلحظ, اضافة الى حظر الاستثمارات النفطية, منع طبع أموال لحساب البنك المركزي السوري. وأكد ديبلوماسي أن خبراء الدول الاوروبية ال¯27 المجتمعين في بروكسل توصلوا الى "اتفاق سياسي حول حظر اي استثمارات جديدة في القطاع النفطي في سورية, لكن المشاورات متواصلة لتوسيع هذه الرزمة بهدف تبنيها في بداية الاسبوع المقبل". وأوضح ديبلوماسي اخر ان حظر الاستثمارات الجديدة سيستهدف أيضاً الشركات السورية الناشطة في الخارج وسيقضي بمنع جميع القروض عن القطاع النفطي السوري وشراء الاسهم فيه. وتم الاتفاق ايضا على اضافة خمس شركات جديدة الى قائمة الشركات التي شملها تجميد الارصدة في دول الاتحاد الاوروبي, وثمة مشاورات لإضافة أسماء شركات وأشخاص آخرين. وتحدث ديبلوماسيون عن ملامح تفاهم على نقطة اخرى: منع تسليم اموال نقدية مطبوعة في اوروبا لحساب البنك المركزي السوري. ورغم عدم تبني هذه النقطة حتى الان إلا أن "اي طرف لم يعارضها" وفق الديبلوماسيين, مع العلم أن شركات نمساوية وألمانية وبلجيكية تقوم حالياً بطبع أموال نقدية لحساب البنك المركزي السوري. واضافت المصادر ان مجموعة هذه الاجراءات قد تدخل حيز التنفيذ مع بداية الاسبوع المقبل. وقرار حظر الاستثمارات لن يشمل سوى تلك الجديدة وقد لا يطاول الاستثمارات القديمة. وهذه العقوبات في حال تبنيها ستكون الرزمة السابعة من العقوبات بحق نظام دمشق, فضلاً عن حظر اوروبي على الواردات السورية.

 

روسيا تحذر من "منظمات إرهابية" إذا سقط الأسد

موسكو - ا ف ب: حذرت وزارة الخارجية الروسية, أمس, من أن "منظمات إرهابية" قد تعزز وجودها في سورية, إذا ما سقط نظام الرئيس بشار الأسد تحت ضغوط احتجاجات الشوارع المتواصلة.ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن رئيس "إدارة التحديات الجديدة" في وزارة الخارجية ايليا روغاتشيوف قوله "إذا لم تتمكن الحكومة السورية من الاحتفاظ بالسلطة, فهناك احتمال كبير من أن يترسخ وجود متشددين وممثلين لمنظمات إرهابية".وتثير روسيا غضباً دولياً متزايدا بسبب دعمها المستمر للنظام السوري, رغم حملة القمع التي يشنها النظام ضد المتظاهرين والتي أعلنت الأمم المتحدة انها أدت الى مقتل نحو 2600 شخص. ورفضت موسكو دعم العقوبات التي فرضتها الدول الغربية ضد حليفتها سورية, معتبرة أنه يجب الضغط بشكل مماثل على المتظاهرين الذين يرفضون المشاركة في محادثات مباشرة مع الاسد.

 

أكد أنها لا تتعارض مع الدين و"الإخوان" انتقدوا كلامه واعتبروه تدخلا في الشؤون الداخلية  

أردوغان يدعو الشعب المصري إلى عدم الخوف من الدولة العلمانية

القاهرة - وكالات: أثارت دعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, إلى إقامة دولة علمانية في مصر, حفيظة جماعة "الإخوان المسلمين", التي اعتبرت تلك الدعوة "تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلاد". وقال المتحدث باسم الجماعة محمود غزلان في تصريحات صحافية, أمس, "إن تجارب الدول الأخرى لا تستنسخ, وان ظروف تركيا تفرض عليها التعامل بمفهوم الدولة العلمانية", معتبراً نصيحة رئيس وزراء تركيا للمصريين تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلاد. وكان أردوغان دعا أثناء لقائه في برنامج حواري على إحدى الفضائيات, المصريين إلى صياغة دستور يقوم على مبادئ العلمانية, قائلاً "الآن في هذه الفترة الانتقالية في مصر وما بعدها, أنا مؤمن بأن المصريين سيقيمون موضوع الديمقراطية بشكل جيد, وسوف يرون أن الدول العلمانية لا تعني اللادينية, وإنما تعني احترام كل الأديان وإعطاء كل فرد الحرية في ممارسة دينه". وأضاف "لذا على المصريين أن لا يقلقوا من هذا الأمر, وعلى المنوط بهم كتابة الدستور في مصر توضيح أن الدولة تقف على مسافة واحدة من كل الأديان, وتكفل لكل فرد ممارسة دينه", موضحاً أيضا أن "العلمانية لا تعني أن يكون الأشخاص علمانيين, فأنا مثلا لست علمانيا, لكنني رئيس وزراء دولة علمانية". وأشار إلى أن "99 في المئة من السكان في تركيا مسلمون, وهناك مسيحيون ويهود وأقليات, لكن الدولة في تعاملها معهم تقف عند النقطة نفسها, وهذا ما يقره الإسلام ويؤكده التاريخ الإسلامي". إلى ذلك, التقى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية محمد البرادعي, برئيس الوزراء التركي في إطار زيارته الحالية لمصر.

وتبادل الجانبان الحديث حول الأوضاع الحالية وتطورات المرحلة الانتقالية نحو مصر الحديثة, إضافة لمناقشة تطورات الوضع في الشرق الأوسط وقطاع غزة.

من جهة أخرى, هَدَّد قياديون بجماعة "الإخوان المسلمين" بإشعال تظاهرات ضخمة بالبلاد وتقديم "شهداء جدد" في حال لم يبدأ خلال شهر سبتمبر الجاري, التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية المرتقبة. وقال عضو المكتب الإداري للجماعة حسن البرنس, خلال احتفال جماهيري عُقد ليل أول من أمس, بمدينة الاسكندرية "إن الجماعة ستعتبر شرعية الفترة الانتقالية الحالية منتهية بحلول 27 الجاري إذا لم يفتح باب الترشح لانتخابات مجلسي الشعب والشورى".

وأضاف "تربينا في "الإخوان" على الشهادة ومستعدون لتقديم الشهداء من جديد, والتظاهرات والاعتصامات بالميدان (ميدان التحرير) ستعود من جديد إن لم يخضع الجميع لإرادة الشعب وعلى رأسهم رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي". وشدَّد البرنس على ضرورة أن تتم الانتخابات النيابية في ظل قوانين عادية حيث "لن نسمح بإجرائها في ظل قانون الطوارئ". من جهته, انتقد أمين عام حزب "الحرية والعدالة" المنبثق عن الجماعة, في الإسكندرية, حسين إبراهيم أداء الحكومة الحالية, قائلاً "إن هناك محاولات لسرقة الثورة من خلال الثورات المضادة, والشعب المصري لن يسمح بذلك أو بالتجاوزات التي سبقت الثورة ومنها حملات الاعتقالات ضد قيادات وأعضاء في الجماعة".

كما رفض صبحي صالح القيادي في الجماعة محاولة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وضع مواد فوق الدستور, يرى سياسيون أنها محاولة لاستمرار سلطة المجلس العسكري بعد الانتخابات. يُذكر أنه من المقرر إجراء الانتخابات النيابية بمصر خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين. يُشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين قاطعت, إلى جانب التيارات الإسلامية الأخرى بمصر, تظاهرات يوم الجمعة الماضي التي حملت اسم "جمعة تصحيح مسار الثورة", كما أنها لم تشارك ببداية أحداث الثورة المصرية التي اندلعت في 25 يناير الماضي.

 

زعيم المختارة يرمي ثلاث قنابل مضيئة على حلفائه

مصدر درزي: لجنبلاط حنينٌ كبيرٌ ومزمنٌ يدعوه دائماً إلى العودة للثوابت الحقيقية التي انطلقت منها "ثورة الارز"  

علي الحسيني/المصدر: موقع 14 آذار

يوم قرر رئيس جبهة النضال الوطني زعيم المختارة النائب وليد جنبلاط الذهاب الى سوريا في شهر آذار الماضي، دعته قوى 14 أذار الى عدم نسيان الثوابت والنضالات التي خاضوها سوياً وأدت الى خروج النظام السوري من لبنان في العام 2005. وفي النصف من أذار الماضي أي قبل شهر تقريباً من اندلاع الثورة في سوريا، ذهب جنبلاط الى دمشق بعد انقطاع طويل بدأ منذ ما قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، متناسياً تلك النضالات تاركاً ورائه غصة كبيرة لدى جمهور درزي عريض لطالما اعتبر نفسه رأس حربة في معركة الاستقلال التي افضت الى بزوغ فجر جديد للحرية والكرامة. اليوم وبعد فترة غير قصيرة من الغربة يبدو ان الحنين تحرك داخل جنبلاط ودعاه إلى العودة للثوابت التي كان تغاضى عنها مرغماً لأسباب عديدة باتت معروفة للجميع، منها حماية مجتمعه والسلم الاهلي. ويبدو ان عودة جنبلاط اليوم اذا صحت التوقعات فان السبب هو عدم وجوده في الحضن الاخر ما كان يفتقده يوم كان سيد نفسه وقراره في 14 اذار، ووجد ان سيدين آخرين يأمران وينهيان في كل شاردة وواردة وما على الجميع سوى الطاعة والتنفيذ. لم يرق لزعيم المختارة هذا النوع من التعاطي الفوقي بحقه من قبل سيدي دمشق وحارة حريك، وهو ما ظهر جلياً من خلال مواقفه التي اطلقها بعد زيارته الاخيرة إلى سوريا والتي التقى خلالها الرئيس السوري بشار الاسد الذي طلب منه، بحسب مصادر مرافقة، حض الطائفة الدرزية في سوريا على الدخول في معارك داخلية ضد الطائفة السنية. لكن رفض جنبلاط لهذا الموضوع أدى الى قطع العلاقة مع الاسد وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي يبقي على شعرة التواصل مع الزعيم الاشتراكي عبر الوزير غازي العريضي.

بيانات مضادة

رمى جنبلاط بثلاث قنابل مضيئة، لينير على ثلاثة ملفات هي: "سلاح حزب الله" وبكركي، وسوريا.

ففي الملف الأول عبر جنبلاط عن رفضه ربط مصير لبنان والسلاح بتحرير مزارع شبعا والتوطين الفلسطيني، وفي الملف الثاني رأى ان الكلام التخويفي عن صعود تيارات سلفية أو اصولية هو كلام غير دقيق يذكرنا بتحالف الاقليات الذي دمر لبنان، منبهاً البطريرك من سلوك طريق عاد منها هو حديثاً.

اما القنبلة الاخيرة فقد رماها جنبلاط فوق سوريا وحلفائها في لبنان، بمعنى أن الرجل أراد القول، انه كممثل لأقلية مذهبية في لبنان لن يخاف بعد اليوم على وجوده ضمن ديموغرافيا جديدة فرضتها بعض الاحزاب، وان من يريد ان يجربه وطائفته ما عليه سوى العودة الى تاريخ سلطان باشا الاطرش وثورته ضد المحتلين، والى فكر والده الشهيد كمال جنبلاط.

لم يرد جنبلاط من خلال رميه للقنابل الثلاث احداث رعب او اشعال فتيل حرب في الداخل او الخارج، إنما أراد الاضاءة على جوانب عدة قد تعيد امور اساسية في لبنان ومحيطه الى الطريق الصحيح، مثل التواضع في التعامل مع ابناء البلد الواحد، وضرورة احترام حق الشعوب في التعبير عن تطلعاتها، وبهذا يكون قد جنب نفسه والبلد من الدخول في أزمات لا طائل منها. يبدو أن حكمة جنبلاط لم ترق لسيد دمشق، فأرسل على الفور تفويضاً لسيد حارة حريك الذي رد عليه من خلال وسائل اعلامه التي حملت على زعيم المختارة بعنف، متهمة اياه بإعادة تموضعه بحسب الرياح الاقليمية والاقتراب من القوات اللبنانية، والجميع هنا يعلم ماذا يعني حزب "القوات" لكل من "حزب الله" وسوريا.

وبين سياسة جنبلاط الحالية التي يحلو للبعض تسميتها بالإستدارة الجديدة المحتملة، وبين ما ستحمله الايام المقبلة من فرز مناطقي، بحسب مصادر مطلعة، يبدو أن الامور ذاهبة باتجاه المزيد من التعقيد، خصوصاً أن هناك تحالفات جديدة سوف تطرأ على الساحة الداخلية اللبنانية من شأنها ان تعيد خلط الاوراق، او خلق تموضعات جديدة تفضي الى اكثرية جديدة وأصيلة.

مصدر مقرّب

سياسي مقرّب من زعيم المختارة أوضح لـ"موقع 14 اذار" الالكتروني، ان المواقف الاخيرة للنائب جنبلاط تتلخص على الشكل التالي: " أولاً أن للرجل حنيناً كبيراً ومزمناً يدعوه دائماً إلى العودة للثوابت الحقيقية التي انطلقت منها ثورة الارز وكانت من اهم اللحظات التي عاشها جنبلاط ، من دون اغفال الفراغ الذي خلّفه ابتعاده عن 14 أذار، ثانياً الوفاء الذي يكنه بداخله للرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي يجعله دائماً على مسافة قريبة جداً من الرئيس سعد الحريري مهما اختلفت الأراء بين الرجلين".

فجنبلاط، بحسب السياسي الدرزي، "لم ولن يندفع بشكل كامل ولن يضع كل ما يملك في سلة الجهة الاخرى أي 14 أذار، لأنه يريد الابقاء على شعرة معاوية مع الجميع، وان التعديلات التي قد يكون هو بصدد اجرائها في بعض مواقفه لا تتطلب منه التخلي عن العلاقات التي بناها مؤخراً مع البعض في قوى الثامن من اذار، وزعيم الجبل لن يغرق نفسه في متاهات جانبية من شأنها الاطاحة بصيغة العيش المشترك، رغم التمايز الذي سيظهر جلياً مع الرئيس الحريري".

وإذ ذكّر السياسي بمواقف جنبلاط التي لطالما دعا من خلالها الى عدم الخلط بين خلافه السياسي مع الحريري وبين الصداقة الشخصية والحميمة التي تجمعه به، اعتبر ان "موقف جنبلاط من المحكمة الدولية هو الاكثر وضوحاً بين المواقف الداعية الى تمويلها والتشديد على متابعة عملها"، جازماً بـ"أن زعيم المختارة لم يخن يوماً ذكرى الشهيد رفيق الحريري، ولكنه كان ولا يزال يرى المخاطر التي قد تستخدم المحكمة على السلم الاهلي". وتسائل كيف يمكن لشخص مثل وليد بك ان يتم تهميشه بالشكل الذي يتبعه بعض من يسمون انفسهم بحلفائه في 8 اذار؟ مشيراً الى ان جنبلاط خسر الكثير من صداقات حلفائه القدامى في سبيل الخط الذي انتهجه أخيراً". وختم السياسي حديثه مستعيداً جملة كان قد وجهها جنبلاط للرئيس سعد الحريري أن هناك نوعين من العدالة، عدالة المحاكم الدولية التي تتأرجح أحياناً وترتبط بظروف دولية، وعدالة القدر، وأنا أي جنبلاط من الذين يؤمنون بالقدر، اجلس على ضفة النهر وأنتظر جثة عدوي التي لا بد أن تمر يوماً ما امامي. في المحصّلة، أن اهم ميزة يتمتع بها زعيم المختارة هي انه رغم ابتعاده عنك يجعلك دائماً مصدقاً أنه حليفك و"سندك" عند الشدائد، وهي ميزة قل ما يتمتع بها سياسيو لبنان او حتى العالم، حتى قيل عنه ذات يوم ان مواقفه التي تتبدل بحسب الظروف هي التي ابقته على قيد الحياة لغاية اليوم.

كما يمكن لزعيم المختارة استعادة علاقات سياسية أوغير سياسية كان قد خسرها في السابق في اللحظة التي يقرر فيها هو ذلك من دون الشعور بالاحراج، مع قبول واضح من الطرف الاخر، وهذا ما ينتظره منه جمهوره العريض في الجبل وبيروت، خصوصاً جمهور الرابع عشر من اذار الذي يصرخ بأعلى صوته عد يا وليد لنملأ الساحات مجدداً.

 

الصحافي والمحلل السياسي طوني فرنسيس:حزب الله" يبتزّ جنبلاط بقانون الانتخابات

الامور قد تصل بميقاتي الى التلويح بإستقالته في حال رفض عون و"حزب الله" تمويل المحكمة 

سلمان العنداري

اعتبر الصحافي والمحلل السياسي طوني فرنسيس ان "التصريحات المنسوبة للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي اثارت موجة من الردود والتعليقات خلال الايام الاخيرة الماضية، فإذا عدنا لكلام غبطته فلا يمكن الا التوقف عنده، خاصةً وانه لبكركي مواقف ثابتة وواضحة في العديد من القضايا السياسية، وفي مقدمتها الاوضاع الداخلية، وقضية بناء الدولة، ودور المؤسسات الشرعية، والعلاقة مع سوريا، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، والحرية والعدالة، الا ان ما سمعناه في الايام الاخيرة اظهر الامور وكان البطريرك الراعي تبنّى رؤية جديدة تختلف جذرياً عن المواقف السابقة للصرح البطريركي".

فرنسيس وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني قال: "ان الكلام عن خوف الاقليات من امكانية تعرضها للاضطهاد والمخاطر في ظل الاحداث التي تشهدها المنطقة تندرج في اطار "تسويق" سياسي يُستخدم لاهداف محددة للتبرير وللتحضير لمواقف اخرى". واضاف: "المسيحيون والمسلمون يعيشون في هذه المنطقة منذ مئات السنوات في عيش مشترك وقد خاضوا الكثير من المراحل سوياً، كما وقعوا في بعض المشاكل والتوترات، الا ان الامور لم تصل الى حد تخويف المذاهب وتهديدها بالابادة والترحيل والتهجير".

وعلق فرنسيس على موقف وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي رأت "ان الثورات في الشرق الاوسط ربما تعرض الاقليات الدينية لاخطار جديدة"، فقال: "ما عرّض الاقليات الدينية لمخاطر جدية هو الاحتلال الاميركي في العراق، عندما تم انتاج نظام جديد بعد اسقاط النظام العراقي قام على تهميش فئات على حساب اخرى، وهو ما ادى الى شرذمة الاوضاع".

ورأى ان "ما يجري اليوم في الدول العربية يختلف تماما عما جرى في العراق، وكلام كلينتون ينبغي ان يوضع في سياقه الصحيح". واضاف: "ما يجري في العالم العربي خارج عن السياق العراقي، لان الانتفاضات الحاصلة لم تأت من تدخلات اجنبية ومن احتلال، فالشعب قال كلمته واسقط الانظمة بكل فئاته ومكوناته من مصر وتونس وصولاً الى سوريا".

واشار فرنسيس الى ان "الوضع في سوريا يتجه الى مزيد من الانقسام بين السلطة وبين الشعب، وبالتالي فلا يمكن التكهن بنتائج سريعة، الا انه يفترض ان تصل الامور الى مخارج، مع الاخذ بعين الاعتبار مصالح الناس ومطالبهم، مع التأكيد على ان استمرار عمليات القمع سيعمق النزاع وسيزيد من وتيرة العنف بشكل تصاعدي".

وعما اذا كانت الساحة اللبنانية ستتأثر امنياً في ما لو سقط النظام السوري، لفت فرنسيس الى ان "النظام السوري تمكّن من اقامة بنية سياسية له في لبنان ربما تكون اقوى من البنية السياسية التي اقامها في الداخل السوري بعد 30 سنة من التدخل السافر في الشأن اللبناني".

واضاف: " من الطبيعي ان تتأثر الساحة اللبنانية بأي تطورات قد تحصل في الداخل السوري، الا ان بنية النظام اللبناني القائمة على التوزع في حصص الطوائف لن تسمح للاحداث السورية ان تؤثر بعمق في تداعياتها".

وفي موضوع تمويل المحكمة الدولية ورفض عون و"حزب الله" اقرار هذا الملف على طاولة الحكومة قال فرنسسيس: "ان تمويل المحكمة بمثابة امتحان كبير للرئيس ميقاتي والحكومة اللبنانية برمتها، واذا كانت الامور ستسسير كما هو واضح حتى الآن، فأنا أعتقد انه يتعين على الرئيس ميقاتي ان يحسم موقفه، الا اذا وصل الى حدّ يضع فيه حلفاءه امام الامر الواقع من خلال التهديد بالإستقالة من الحكومة".

وعن مواقف رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الاخيرة، وردة فعل "حزب الله"، رأى فرنسيس انه "لم يصدر عن الحزب اي تعليق رسمي على كلام جنبلاط، الا اننا سمعنا انتقاداً بسيطاً على قناة "المنار"، مع الاشارة الى ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد رفض ان يرد عليه، رابطا المسألة بمناقشة قانون الانتخابات، وبذلك يكون رعد قد اعطى اشارة يمكن ان يكون الهدف منها ان الحزب سيسير في موضوع النسبية - وهو ما يعترض عليه جنبلاط - وفي هذا الموقف محاولة لإبتزازه والضغط عليه".

واضاف: "ان جنبلاط برغم كل ما يقال عنه، لم يحد طوال الفترة الماضية عن ثوابته الاساسية، حتى عندما سار في موضوع الحكومة الجديدة، فإنه اتخذ هذه المواقف حفاظاً على السلم الاهلي في البلد على اعتباره امراً اساسياً", مشيراً الى ان "جنبلاط لم يتخلّ عن مبادئه الاساسية واهمها مقررات الحوار والمحكمة الدولية ورفض السلاح غير الشرعي".

ودعا فرنسيس الى "فتح نقاش مباشر يمكن ان يكون مفيدا مع البطريرك الراعي والمطارنة، لانه اهم بكثير من اطلاق التصريحات من على المنابر، وبالتالي فإن التواصل المباشر مهم لابداء الملاحظات واستمرار الحوار. فالقطيعة لا تجوز مع البطريرك بالرغم من انه اوضح في اليومين الاخيرين انه لا يتبنى الكثير مما قيل ونقل عن لسانه".

* موقع 14 آذار

 

عضو كتلة المستقبل جمال الجراح:عون تحوّل الى أداة تأزم طائفي ومذهبي وعامل عدم استقرار في البلد

خلافات كبيرة ستتعاظم وقد تصل الى درجة شلّ العمل الحكومي... وللنائب وليد جنبلاط حيثية خاصة 

 باتريسيا متّى/ موقع 14 آذار

لفت عضو كتلة المستقبل جمال الجراح أن الواضح منذ بداية تشكيل الحكومة أنها مؤلفة من عدّة حكومات في حكومة واحدة لأن الأفرقاء المشكلين لها غير متجانسين بالحدّ الأدنى في المواضيع السياسية الأساسية معتبراً أن "الخلافات التي بدأت تظهر طبيعية جدّاً ومن الواضح أن العماد عون نصّب نفسه رئيساً لهذه الحكومة وعلى الرئيس الفعلي الخضوع لابتزازه في المواضيع التي يرغب المفاوضة عليها ككلامه عن الطائفة السنية والموظفين من الفئة الأولى".

الجراح جزم في حديث خاص أدلى به لموقع 14 آذار الالكتروني أن "عون بدأ يتحول الى أداة خدمة وأداة تأزم طائفي ومذهبي ذات تداعيات خطيرة خصوصاً لجهة الأسلوب الهجومي الذي يعتمده تجاه موظفي الفئة الأولى واعادة التصويب على رئيس الحكومة الذي من المفترض أنه حليف أساسي في هذه الحكومة".

وأضاف: "ولكن هذا النمط من الابتزاز ومحاولة الهيمنة والسيطرة سيؤدي الى خلافات كبيرة ستتعاظم وقد تصل الى درجة شلّ العمل الحكومي", لافتاً الى أن "عون, الذي يرفض تمويل المحكمة في حين ميقاتي يوافق عليها، يسير على ايقاع حزب الله من دون أي حيثية سياسية أو رأي سياسي خارج ارادة السيّد نصرالله، ولكنه بالطبع يبقى السبّاق في المواجهة خاصة في الموضيع الأساسية", معتبراً أنه "تحول دون أن يدري الى عامل استفزاز وابتزاز وعدم استقرار في البلد".

واذ اعتبر الجراح أن تمويل المحكمة لن يقرّ لأن 8 آذار لديهم الأكثرية في مجلس الوزراء، رأى أن السيف قد سبق العزل على حدّ قول المثل لأنه كان الأجدى بميقاتي الانتباه الى المنزلق السياسي الذي يوقع نفسه به من خلال تشكيل الحكومة".

وتابع: "هو يتخبط بين مواجهة حزب الله ان أصرّ على تمرير التمويل ومن جهة أخرى لديه المجتمع الدولي والشارع وناخبيه ومحيطه ونصف الشعب اللبناني الذي يريد الاستقرار والمحكمة وخصوصاً من انتخبه في طرابلس على أساس شعار العدالة الدولية".

هذا وعلّق على مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة، فقال: "هناك عقلية سياسية في البلد لا تتقبل وجود رأي غير رأيها, كما هي حال حزب الله الذي يريد أن يتصرف الجميع كما يفعل هو وأن يقتنع الجميع ولو بالقوة بما هو مقتنع به وأي شيء خارج هذا الاطار يعتبره ضده ويهاجمه", لافتاً الى أن "وليد بك معروف في الحياة السياسية أن له حيثيته الخاصة ورأيه الخاص في المواضيع التي يعبر عنها بطريقته".

وأضاف: "هم يعرفون جيّداً أن هذا هو رأيه من الأساس وهذا ما جعل حزب الله يهاجمه بالطريقة نفسها", متوقعاً أن "يفعل عون الأمر نفسه وسوريا كذلك الأمر وكل الجوقة التي تأتمر بأمرة حزب الله لكن للاشتراكي حراك سياسي خاص قد لا يتماهى دائما مع ما يريده حزب الله".

من جهة أخرى، أكدّ الجراح أن "قوى 14 آذار المعارضة أثبتت أنها أقلية قادرة على اخضاع الجميع للمنطق والعقل ولمصلحة لبنان وهي لها حيثيتها ووجودها السياسي الخاص بها وتأثيرها الذي بدا واضحاً في مجلس النواب".

الى ذلك، شددّ الجراح على "الاحترام الكامل لبكركي التي نعتبرها مرجعاً وطنياً كبيراً لها مكانتها في الحياة السياسية الوطنية اللبنانية ونحن نعلم أن للبطريركية تاريخ كبير في موضوع استقلال لبنان والنظام الديمقراطي", معتبراً أن "البطريرك قد عبّر عن بعض هواجسه على طريقته الخاصة الا أنه يجب توضيح الآراء بعيداً عن الجدل السياسي".

وختم الجراح حديثه متطرقا الى حديث وزيرة الخارجية الأميريكية هيلاري كلينتون التي اعتبرت أن الثورات في العالم العربي تهدد الأقليات في الشرق الأوسط، فقال: "نحن لا نتفق مع هذه النظرة لأنها تعتبر أن الأنظمة الدكتاتورية السائدة تحافظ على الأقليات في وقت النظام الديمقراطي هو الذي يحترم الحريات والمعتقدات الدينية".

 

عضو تكتل لبنان أولاً النائب أمين وهبي: مواقف جنبلاط جدّ مهمة/الالتصاق المتين لوزير الخارجية اللبناني بالسوري سلبي لموقع لبنان في مجلس الأمن

وضع الحكومة سيتمايل بين التفسخ والاحراج  

باتريسيا متّى/موقع 14 آذار

رأى عضو تكتل لبنان أولاً النائب أمين وهبي أن "الحكومة الحالية التي تشكلت بنتيجة استخدام فائض القوة وليس توافق سياسي وفق رؤية سياسية واضحة لن تستطيع اخفاء التباينات الحقيقية المسيطرة على مكوناتها عند كل منعطف", لافتاً الى أن "العماد عون قد يكون مقتنعاً بأن الخطابات العالية النبرة والهجومية قد تعود له بمردود".

وهبي أشار في حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني أنه "تبيّن من خلال الجلسات النيابية أن الحكومة متصدعة من الداخل نتيجة تباينات وتناقضات موضوعية بين القوى السياسية المكونة لها خصوصاً في مسألة تمويل المحكمة الدولية", معتبراً أنه "مهما كان الخيار الذي اتبعته الحكومة سواء سلباً أم ايجاباً فذلك سينعكس تصدعاً على لبنان والحكومة".

وأضاف:"اذا حُسم الموضوع لمصلحة السماح بإقرار التمويل، فسؤال كبير يطرح هو كيف يتهم 8 آذار وحزب الله المحكمة بالاسرائيلية وداعميها بالتخوين ويعودون لدعمها", لافتاً الى أن "ذلك انما يدلّ على أن سياسة التخوين هي سياسة غب الطلب وسياسة اعتباطية لا تنطلق من وقائع مادية بل من رغبات وتوظيف سياسي بات ممزوجاً وفاقداً لأية مصداقية".

هذا وأشار في السياق نفسه الى "تعاطي 8 آذار بمبدأ الاستنسابية مع مبدأ العمالة والدليل على ذلك هو الصمت المطبق لحزب الله حول عمالة العميد كرم بعد أن ثبت أمام القضاء تورطه وعمالته", معتبراً أن "ذلك يدلّ على أنهم يتعاطون مع التخوين والاتهامات بإستنسابية ويستحضرون التهم بشكل اعتباطي من دون أي دليل انما وفق المصلحة السياسية وكأنهم مقتنعون بقدرتهم على تصنيف الناس". وتابع: "انها جريمة بحق اللبنانيين أن يمعن بعض الأطراف بتخوين من يشاء وساعة يشاء".

هذا ولفت وهبي الى أنه "وفي حال سار ميقاتي بمسألة التمويل كما يعد، فهو سيواجه عنتريات عون التي يستعلمها للتمويه على ما يملى عليه من مواقف", مشيراً الى أنهم ان "أصروا على تنكر لبنان للشرعية الدولية فهم سيضعون ميقاتي أمام موقف حرج وفي صدام مع المجتمع الدولي", مشدداً على أن الحلّ "الأنسب للبنان كلبناني وكإنسان يطمح الى دولة ذات مصداقية يكمن في احترام الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة الا أن قبول الرئيس ميقاتي خيار التكليف لم يكن موفقاً".

كما علّق وهبي على مواقف النائب وليد جنبلاط التي أثارت استهجاناً في صفوف 8 آذار، فأكدّ أن "جنبلاط لم يخف هذه المواقف حتى عندما اعتبر البعض أنه تموضع في صفوف الأكثرية الحالية الا أنه دائماً من حافظ على القول بأن السلاح يجب أن يحلّ من خلال الحوار والنقاش حول الاستراتيجية الدفاعية ومن خلال الاستيعاب التدريجي له داخل الدولة".

واذ اعتبر وهبي مواقف جنبلاط مواقف جدّ مهمة، رأى أنه ليس من طينة اللذين يطلقون المواقف العشوائية بل هو قلق وحريص على السلم الأهلي وملتزم بالمحكمة الدولية وهو مع احترام لبنان لالتزاماته ومع الاستيعاب التدريجي للسلاح داخل الدولة والحوار للتوصل الى حلّ لهذه المعضلة".

وردّاً على سؤال عن امكانية تصيعد حزب الله لتدارك الأزمة التي يتخبط بها، رأى وهبي أن "تصعيد الحزب محكوم بالكثير من العوامل الداخلية والاقليمية ولكن حتماً هذه مواقف النائب جنبلاط ستترك بعض الامتعاض ولكن على 8 آذار التحلي بشيء من الشجاعة المعنوية والنظر الى الأمور بغير عين المكابرة والاستكبار على الشعب والعودة الى الحوار لانتاج مسلك مشترك". وهبي الذي اعتبر أن "الحكومة ستواجه الكثير من الممرات الحرجة والالزامية منها المحكمة الدولية وتمويلها وتجديد البروتوكول بين لبنان والمحكمة الدولية والموازنة وقانون الانتخابات اضافة الى الالتصاق المتين لوزير الخارجية اللبناني بالسوري" ، أشار الى "سلبية ظهور لبنان رئيس مجلس الأمن بمظهر المناهض للحريات العربية".

وتابع: "هناك الكثير من القضايا المبدئية التي لن نقبل بالتنازل عنها", معتبراً أن "وضع الحكومة في الفترة المقبلة سيتمايل بين التفسخ والاحراج والتردد وقد نصل الى حد التفسخ الداخلي والسقوط". وختم وهبي حديثه متطرقا الى "كلام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي"، فأكدّ كامل التقدير لدور بكركي التاريخي والوطني الكبير في مختلف الأزمنة والأوقات رافضاً الدخول في سجال مع غبطته ومشدداً على ثوابت قوى 14 آذار خصوصاً وأن "العديد من القوى ستتواصل معه لتناقش معه طروحاته التي لا يمكن له أن يكون بعيداً عن آمال اللبنانيين والجوّ السياسي الذي يؤدي باللبنانيين الى شطّ الأمان".

 

 تكتل "التغيير والاصلاح" النائب يوسف خليل: الحكومة لن تسقط لانها "مصلحة سوريّة

تمويل المحكمة غير شرعي واي تغيير "للنظام العلماني" في سوريا سيجلب معه الكثير من التداعيات السلبية  

  سلمان العنداري/ موقع 14 آذار

اعتبر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب يوسف خليل ان "التوتر السياسي بين العماد ميشال عون والرئيس نجيب ميقاتي ناجم عن عدم التفاهم على عدد من القضايا السياسية، اضافة الى عدم التزام الاخير ببعض الامور التي سبق وإتّفق عليها". خليل وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني رأى ان "الخطة الكهربائية التي أقرّت على طاولة الحكومة كان يجب ان "يمشوا" بها كما طرحها العماد ميشال عون من دون اي تعديلات، على اعتبار ان التعديلات التي ادخلت عليها من شأنها ان لا تصب في مصلحة هذه الخطة وان تساهم في اعاقة تنفيذها على النحو الصحيح". ولفت خليل الى انه "للعماد عون مطالب كثيرة، ويجب على الرئيس ميقاتي تنفيذها والالتزام بها، على اعتباره رئيساً لحكومة اتت بها قوى الثامن من اذآر بعد اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري". واضاف: "على ميقاتي محاسبة كل مخالف في الادارات العامة، واتخاذ اجراءات صارمة بحق كل من تجاوز مسؤولياته وصلاحياته، وان يوافق على بعض التعيينات الادارية والامنية، والا فإنه يساير الفريق الآخر ويعقد معه الصفقات، وبالتالي فإن عدم موافقته على ما يقوله العماد عون امر مؤسف وفاضح".

وقال: "قد يُفهم من مواقف العماد عون الاخيرة، التي اطلقها بحق الرئيس ميقاتي على انها متشددة وانفعالية وغاضبة، الا ان جّلّ ما يريده هو دفع الرئيس ميقاتي الى القيام بواجبه وعدم التهرّب من مسؤولياته". هذا واكد خليل ان "مواقف عون الاخيرة لن تؤدي الى اي خلل في تركيبة الحكومة الحالية، لان التحالفات ثابتة رغم كل التوتر، والمعادلات الاقليمية والدولية لا تسمح بأي تغيير حكومي بأي شكل من الاشكال".

وعن المصلحة السورية في الابقاء على حكومة ميقاتي في هذه المرحلة، قال خليل: "الدولة السورية مصرّة على استمرار هذه الحكومة، خاصة وانها تتناسب مع السياسات التي تتخذها الادارة السورية ومع ما يقوله الرئيس بشار الاسد في هذه المرحلة، ولهذا السبب فإن هذه الحكومة باقية على اعتبارها اقرب الى الواقع السياسي، وبالتالي فإنها لن تتزعزع".

وعن اوساط الرئيس ميقاتي التي ابدت استياءها البالغ من مواقف عون وطريقة تعاطيه الفوقية وكأنه يشغل منصب رئيس الحكومة، ردّ خليل: "العماد عون لا يلعب دور رئيس الحكومة، ولا يتخطى الرئيس ميقاتي، ففي كثير من الاحيان يسوّق البعض نظريات واقاويل مفادها ان العماد عون يريد فرض ارادته على الجميع وانه يتشدد في مواقفه، الا ان الواقع غير دقيق، فعون يريد تطبيق القوانين من خلال المطالبة بالحق لا اكثر ولا اقل".

وعن رفض العماد عون و"حزب الله" الموافقة على تمويل المحكمة الدولية، رأى خليل ان "المحكمة الدولية غير دستورية وغير قانونية ولم تمر بالطرق المؤسساتية المعتمدة لاقرارها، وبالتالي فإن تمويلها غير شرعي". واستبعد خليل امكانية انفجار الخلافات داخل الحكومة في حال انقسم الوزراء بين مؤيد ورافض لتمويل المحكمة، "فالمعروف ان القرار في مجلس الوزراء يتخذ اما بالتوافق او التصويت", مشيراً الى ان "فريق "حزب الله" ووزراء تكتل التغيير والاصلاح سيرفضون تمويل المحكمة".

واضاف: "في حال اتجهت الامور الى التصويت على هذا الملف، فان النتيجة غير محسومة حتى هذه اللحظة، مع الاشارة الى ان التوافق السياسي لم يتأمن حتى هذه اللحظة"، واكد "رفضنا للمحكمة جملةً وتفصيلاً".وتابع خليل: "المسألة حساسة للغاية... فإذا كان الرئيس ميقاتي يعتبر ان اقرار تمويل المحكمة ضروري ومحسوم، خاصة وان المحكمة الخاصة في لبنان تندرج تحت الفصل السابع وأقرّت بقرار دولي، وبالتالي فعلى لبنان الالتزام بالقرارات الدولية بالتزامن مع تسلّمه رئاسة مجلس الامن لشهر ايلول، فكيف سيتأمن التوافق على طاولة الحكومة في وقت يرى فيه الفريق الاخر ان المحكمة مسيسة ومفبركة وموجهة ضده؟". وعن تصريحات غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وتداعياتها، اعتبر خليل ان " البطريرك الراعي كان صريحاً مع السلطات الفرنسية التي تدفع الى تغيير الانظمة في الشرق الاوسط على نحو عشوائي، وقد طالب بالاصلاح في سوريا من دون سفك دماء واحداث تغيير راديكالي قد يؤدي الى مزيد من اشتعال الاوضاع على اكثر من صعيد". واضاف: "الراعي يدرك الامور في المشرق العربي، ومتابع بعمق لما تتعرض له الاقليات الدينية في اكثر من بلد، وبالتالي فإن تغيير النظام العلماني في سوريا قد يجلب الكثير من المتاعب والتداعيات السلبية تحت شعار التغيير الديمقراطي". ونفى خليل ان تكون زيارة عون للراعي استغلالاً لمواقفه السياسية، "فرأي الجرال معروف مسبقاً في ما يتعلق بهذه القضية، وزيارته بكركي اتت في سياق الاستفسار والمصارحة بين الرجلين، والاطلاع على تفاصيل المواقف التي اتخذت من العاصمة الفرنسية".

 

 دجيرجيان لـ«الحياة»: سورية تتجه نحو مواجهة طويلة وبشار الأسد بخلاف والده لا يسيطر بالكامل على الحكم

الحياة/واشنطن - جويس كرم

قلة من الديبلوماسيين الأميركيين عاصرت الرئيسين السوريين، السابق حافظ الأسد والحالي بشار الأسد. أدوارد دجيرجيان، مدير معهد جايمس بيكر للديبلوماسية العامة ومؤلف كتاب «الخطر والفرصة»، تمتد تجربته في الشرق الأوسط عبر ثماني إدارات أميركية، بينها توليه حقيبة سفير سورية بين 1988 و1991 وزياراته المتعاقبة لدمشق بعد ذلك.

دجيرجيان قال في حوار مع «الحياة»، إن الوضع في سورية وفي غياب أي حدث استثنائي، «يتجه نحو مواجهة طويلة» لن تأتي «بمنتصر أو مهزوم»، لكنه ينوِّه بعوامل إقليمية وأخرى داخلية تجعل من الوضع القائم «غير قابل للاستمرار» للنظام. ويتحدث الديبلوماسي المخضرم من خلال تجربته مع الرئيسين، عن أوجه الشبه والاختلاف بين الأسد الأب والابن، معتبراً أن الابن «ليس لديه السيطرة الكاملة على مقاليد الحكم» أو «ميزة الحسم في القرارات». دجيرجيان كشف عن رأي رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اسحق رابين بالأسد الأب، ورأى أن إيران وحزب الله سيكونان الخاسرين الأكبرين في حال سقوط النظام السوري. وهنا نص الحوار:

> هل وصل الوضع في سورية الى نقطة اللاعودة، بالنسبة الى النظام هناك؟

- باستثناء حصول حدث محفز ونوعي يغير الواقع على الأرض بين النظام والقوى المعارضة في سورية، أتخوف من الدخول في مواجهة طويلة ومأسوية في المدى الوشيك من دون منتصر أو مهزوم. النظام السوري قال بوضوح إنه يطبق الإصلاحات ضمن شروطه فقط، وطبقاً لجدول زمنه، وقال أيضاً إنه سيستخدم القوة القاتلة ضد شعبه الذي يطالب من خلال الانتفاضات الشعبية والتظاهرات بتغيير في الهيكلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على غرار الصحوة العربية في المنطقة.

موقف (الرئيس السوري) بشار الأسد منذ البداية الأولى لعهده كان الحديث عن الإصلاحات، إنما مع تأجيل تطبيق الشاملة منها الى أجل غير مسمى. أذكر نقاشي معه في سنة 2003 في دمشق، والذي كتبت عنه في كتابي «الخطر والفرصة–رحلة سفير أميركي عبر الشرق الأوسط». عندها، وحين كرر أمامي الأهمية التي يعطيها للإصلاحات، أشار الى أنه ليس على عجلة في تطبيقها. في أحد النقاشات قال لي إن الشعب يجب أن يكون مستعدّاً للإصلاحات، وإن الخطوة الأولى هي «في إصلاحات إدارية». هذا كان تراجعاً واضحاً عما أوحى به كرئيس اصلاحي شاب في العام 2000 عند تسلمه السلطة. إن  الموقف اليوم في وجه الانتفاضات الشعبية في سورية، يعزز استمرار النهج العنيد للنظام في وجه أي أجندة إصلاحية جدية.

> إذا أخذنا في الاعتبار انقسامات المعارضة وغياب قدراتها التنظيمية، وحقيقة أننا لم نر حتى الآن انشقاقات أساسية في النظام، فأين المخرج؟ هل تخاف من حرب مذهبية؟

- غياب الوحدة وعدم وجود اتجاه سياسي متماسك لدى المجموعات السورية المعارضة، يصبان من دون شك في مصلحة النظام وفي استمراره بالتشبث في السلطة. وسيطرة الفئة العلوية على قوى الأمن والجيش، الى جانب ولاء مجموعات مستفيدة حتى الساعة، يعطي النظام شريان حياة، إنما لا أعتقد أن هذا الأمر قابل للاستمرار في المدى الطويل. هناك عوامل تاريخية وإقليمية متداخلة هنا، والصحوة العربية تمثل تحولاً في الطبيعة السياسية للشرق الأوسط. ان استمرار المواجهات الدموية بين المتظاهرين والجهاز الأمني للنظام، وتفاقم الوضع الاقتصادي المتدهور بسبب العقوبات الدولية، وازدياد عزلة سورية، تضع شرعية النظام قيد التساؤل اليوم، دوهي بالفعل صارت مفقودة في نظر الكثير من الدول. إن نقطة التحول في هذا الواقع، هي عندما يصبح الشارع السوري في حلب ودمشق مركزاً للتظاهرات، على غرار ما يجري في درعا وحمص وحماة واللاذقية ودير الزور وأماكن أخرى. إن تحذير رئيس الوزراء التركي (رجب طيب) أردوغان في القاهرة من خطر الحرب المذهبية في سورية، قد يصبح واقعاً بالفعل. هكذا سيناريو يمثل خطراً واضحاً على الشعب السوري أولاً وعلى المنطقة ككل.

> ما هو تقويمك لمواقف إدارة الرئيس باراك أوباما من دعوة الأسد للتنحي، إلى فرض عقوبات والعمل مع المعارضة؟

- من الملفت في رأيي أن دول المنطقة والمجتمع الدولي، أعطت بشار الأسد في بداية الاحتجاجات مساحةً للمناورة وللقفز أمام حركة الاحتجاجات والقيام بإصلاحات جدية، لكنه لم يستفد من ذلك الوضع، هو «قال الأقوال إنما لم يَسِرِ المسار» كما نقول بالإنكليزية. وروسيا تحضه حتى اليوم على الانخراط مع المعارضة لبدء هذه الإصلاحات، وإدارة أوباما أعطته فائدة الشك بداية، إنما مع قمعه الوحشي لشعبه وتصديه لتطبيق أي إصلاحات حقيقية، تخلصت واشنطن من الوهم هي وحكومات أخرى. من مصلحة الولايات المتحدة أن تكون في الجهة الصحيحة من التاريخ في الصحوة العربية، وأن تدعم المطالب المشروعة للشعب العربي بالحرية وحق  تقرير المصير والمشاركة السياسية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية.

> هل يمكن العقوبات أن تؤدي الى انهيار نظام الأسد، أو هل يمكنه تكرار نموذج صدام حسين؟

- العقوبات الدولية فاعلة طالما أنها شاملة ومن أكثر من طرف. أما العقوبات الفردية، فيمكنها أن تضر، وهي غالباً رسائل سياسية. ان انضمام دول أكثر الى قافلة العقوبات ضد النظام السوري، سيعني ضغوطاً أكبر على الأسد، وسيكون لها مفعول. المهم في ذلك حصد موافقة دول محورية في مجلس الأمن الدولي مثل روسيا والصين.

> هل الخيار العسكري واقعي اليوم؟ إذا كان الجواب: لا، فما الذي سيغير المعادلة؟

لا أعتقد أن الخيار العسكري واقعي في الإطار السوري، بالتأكيد يكون من الطائش للولايات المتحدة في رأيي أن تنخرط في عملية عسكرية أخرى في الشرق الأوسط الكبير، في ضوء التزاماتنا العسكرية في العراق وأفغانستان ومع حلف شمال الأطلسي في ليبيا. لسنا أمام واقع في سورية يمكن إدارته مباشرة من الخارج، فديناميّات التغيير في سورية ستأتي من الداخل. في إمكان المجتمع الدولي أن يدعم قوى التغيير في سورية لا أن يقودها. تغيير المعادلة يكون إما بحدث محفز ونوعي غير متوقع، أو بثورة الشارع في حلب ودمشق.

> أنت عاصرت وتعاطــيت مباشرة مع الأسد الأب والأسد الابن. ما هي أوجه الشبه والاختلاف الأبرز بين الرجلين؟

- وجه الشبه الذي أراه بين حافظ الأسد وبشار الأسد، هو أن الابن استكمل في الجزء الأكبر خطوطَ السياسة الداخلية والخارجية التي أسسها الأب. أما وجه الاختلاف الأساسي، فأراه في سمات القيادة، حيث كانت لحافظ الأسد سيطرة كاملة على حكومته وهيكلية السلطة والبلاد، وكان شديد التأني والتروي في عملية صنع القرار، وعندما يأخذ قراراً يكون (القرار) حاسماً. هذه الصفة، وللمفارقة، لمسها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إسحق رابين وأخبرني إياها قبل ذهابي لدمشق سفيراً للولايات المتحدة في 1988. رابين قال إن هذه كانت تجربة إسرائيل مع حافظ الأسد. نقلت موقف رابين لحافظ الأسد في آخر لقاء لي معه كسفير في 1991، وردَّ الأسد قائلاً إنه بإمكاني إخبار رابين بأنه على حق.

لا أرى السيطرة نفسها وميزة الحسم في بشار الأسد. هناك غموض في أسلوب قيادته يترك  الكثير من الأسئلة من دون إجابات، ويطلق الشكوك حول مدى تقديره للخطوط الحمر في المسائل السياسية الحساسة.

> كيف يمكن لسورية من دون الأسد أن تغير المنطقة؟ ما ستعنيه لحزب الله وللاستقرار الإقليمي؟

ما من شك في ذهني في حال تغيَّرَ النظام في سورية، أن الخاسرَيْن الأساسيين والفوريين هما إيران وحزب الله. سورية تمثل يد إيران الطولى في العالم العربي وفي المشرق، ووكيلها المسهِّل مع حزب الله والمواجهة مع إسرائيل. ان تراجع تأثير إيران في المنطقة وخسارة حزب الله لسورية كحليف سياسي ونقطة عبور للدعم الإيراني، سيغير دينامية المنطقة في شكل مهم. ومع ذلك، فان غياب أي تقدم حقيقي ملحوظ في مفاوضات السلام العربية-الإسرائيلية نحو الحل، في المسألة الفلسطينية والجبهات السورية واللبنانية، سيبقي المنطقة خطيرة ومزعزعة الاستقرار.

 

حامي المسيحيّين" و "ورقة الأمان

يوسف يزبك/الجمهورية

منذ "إشكالات لاسا" (قبل أسابيع) و"حامي المسيحيّين" لا يعرف إلى النوم سبيلا، ممضيا وقته تفكيرا وتخطيطا في سبل استرجاع أراضي البطريركية المارونية من أشخاص ينتمون إلى طائفة متحالف مع حزبها الرئيس.. كيف لا؟ ولدى "حامي المسيحيّين" "دين في رقبتنا إلى يوم القيامة".. دين تبيّن سابقا أنّه غير كاف لاسترجاع منصب المدير العام للأمن العام وأنّ قيمته لا تكفي لبلوغ أيّ من الهدفين الآنفين. وقد تكون قيمته محصورة فقط بإرسال أحد نوّاب قضاء بعبدا للوقوف على خاطر فاعليّات الحدث أو عين الرمّانة عند وقوع إشكالات اعتادت المنطقة عليها، أو لتقديم العزاء بشهيد عين الرمانة جورج أبو ماضي الذي سقط قبل عامين بطعنة سكّين لم تمنعها "ورقة التفاهم" من اختراق قلبه والقضاء عليه في خلال دقائق. يومها، لم تشهد عين الرمّانة مسيرات شعبية تحمل الشموع و"ورقة التفاهم" منادية بتفعيلها وتعميمها على مساحة الوطن، بل هرع أحد نوّاب المنطقة إلى منزل الشهيد يقبّل يد والده طالبا منه إقامة التشييع في بلدته لا في عين الرمّانة، خوفا من أيّ ردّ فعل يضرّ بـ"الورقة".. شيّع الشهيد وأقفل الملفّ وراحت أصوات البرتقاليّين (على أصفر) تعلو في سماء "مثلّث الصمود" مبشّرة بـ"ورقة التفاهم" والأمان الذي تعطيه لحاملها.

أمان لا ينفع

أمانٌ لم يمنع وقوع إشكال طائفيّ ثانٍ وثالث ورابع (آخر تلك الإشكالات كان قبل أيّام قليلة في الحدث) في إحدى مناطق الاحتكاك المباشر. (صنين في عين الرمّانة أو الحدث فوق طريق صيدا). إشكال سرعان ما ينتهي بجريح أو أكثر وبانتشار كثيف لقوى الأمن التي يقتصر عملها على فضّ الاشتباك وتنظيم نهايته مع أقلّ خسائر ممكنة. وقبيل أسابيع قليلة اقتحم سرب من "الموستيكات" (وليس الموتوسيكلات) منطقة الحدث وراحوا يشتمون ويصرخون ما أدّى الى تصادم مباشر مع شباب البلدة (ذات اللون العوني) الذين راحوا يسألون أنفسهم عمّا إذا كانت صلاحيّة "ورقة التفاهم" قد انتهت!!.. تدخّلت قوى الأمن، وفضّت الإشكال وعادت "الموستيكات" أدراجها نزولا من معبر الكفاءات، في حين عاد شباب البلدة إلى منازلهم يفكّرون في ذاك التفاهم الذي أوقف "افتعال المشاكل الطائفيّة وسرقة الجزادين" كما خلق شعورا بالاطمئنان لدى الأهالي على حدّ "اقتناع" المسؤولين البرتقاليّين الذين يفاخرون في مجالسهم الخاصة بأنّ تلك الورقة "أوقفت السرقات والزعرنات" (الأمر الذي دفع ببعضم الى توزيع نسخ عنها على الأهالي بغية حمايتهم من..."المتفاهمين معه" (على كلّ شيء باستثناء موقع المدير العام للأمن العام وقضية لاسا وشراء الاراضي في المناطق المجاورة للضاحية الجنوبية).

اليوم التاريخيّ

في السادس من شباط الـ 2006، خرج "الصهر" على شاشات التلفزة مباشرة من صالون كنيسة مار مخايل-الشيّاح، قارئاً بنود "ورقة التفاهم".. دقائق قليلة كافية لقراءة الورقة - الحدث وظهر "حامي المسيحيّين" ومعه "سيّد المقاومة" وكان التوقيع التاريخيّ .. يومها، كان الحزب يغرّد خارج سرب اللبنانيّين شاكرا "سوريا الأسد" عقب انسحاب قوّاتها فوجد في "حامي المسيحيّين" الحالم أبداً بالرئاسة قوّة سياسيّة تستند الى قاعدة مسيحيّة عارمة (كان قد حاز عون على 70% من أصوات المسيحيّين في العام 2005). قوّة شكّلت له دعماً أساسيّاً في حربه على الداخل (7 آيّار والاعتصام المفتوح في الوسط التجاري) بعدما كانت قوّة حاضنة في حربه على إسرائيل.. فعمد الحزب عبر إعلامه ووسائل اتّصاله وجماهيره الغفيرة إلى الإشادة بتلك الورقة، فأقيمت الحلقات التلفزيونيّة المباشرة على الهواء من "خطوط التماس" (سابقاً) كما رفعت صور عملاقة لـ "حامي المسيحيّين" في الضاحية الجنوبية إلى جانب السيّد حسن نصرالله وكتب تحتها "سيّدنا ورئيسنا".. فرح البرتقاليّون بالتداعيات الفولكلورية لورقة منحت قوّةً لحزب وجد فيها غطاء مسيحيّاً لممارسات ما كان يستطيع الإقدام عليها لولا وجودها.

 

لبنان يتحفّظ للمرّة الثانية /حوار حادّ بين حمد والأحمد

خليل فليحان/النهار

تحفّظ لبنان عن البيان الصادر عن جامعة الدول العربية في ختام الدورة العادية لمجلس وزراء خارجية الدول العربية اول من امس الثلثاء، على غرار ما فعلته سوريا التي رفضت البيان لأنه "عمل عدائي وغير بنّاء في التعامل مع الأزمة، ومحاولة لإحباط مهمة الأمين العام للجامعة نبيل العربي". وهذه المرة الثانية يستعمل لبنان التحفّظ في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية بعد 27 آب الماضي خلال مناقشة الأزمة السورية. ويشار الى أنه في ربع القرن الأخير كان موقف لبنان في اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب مع الاجماع ولم يقف مرة موقف المتحفّظ، ومما يذكر أن سوريا لم تواجه مثل هذه الحالة.

وقد نأى لبنان بنفسه عن البيان الذي صدر عن مجلس الأمن والذي دان عنف القوات الامنية السورية ضد المدنيين المطالبين بالاصلاحات.

وأفادت المعلومات الديبلوماسية من القاهرة ان جبهة عربية من دول مؤثرة تعارض التعامل السوري مع المحتجين والمطالبين بالاصلاحات.

ورأت مصادر رسمية ان المناقشات التي دارت بين رئيس الدورة الحالية مندوب قطر رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ومندوب سوريا لدى الجامعة السفير يوسف الاحمد، تعكس مدى الشرخ بين دمشق والدوحة. فقد خاطب الاحمد الشيخ حمد: "تطلبون منا وقف اطلاق النار، فمن يضمن ان المسلحين لا يخرقونه؟".

وهنا اقترح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ذكر كلمة المعارضة في البيان. فعقب المندوب السوري سائلا الفيصل: "لماذا تتكلمون على المعارضة؟ فهل لدى المملكة معارضون؟". فأجابه الامير سعود الفيصل: "لدينا مؤيدون". فقال: "إذاً، لماذا تتكلمون على المعارضة؟".

تضايق وزير الخارجية السعودي وقال: "هناك معارضة مسلّحة متضايقة". فعقّبّ المندوب السوري: "إذاً، انت تقرّ بأن هناك مجموعات مسلحة، هل تعرفها؟ من هي؟ ومن يموّلها؟".

قاطعه الشيخ حمد قائلا: "ليس وقتها الآن"، فكرّر الأحمد السؤال: "هل يمكن ان تسميه لنا؟".

ولم يتردّد الأحمد في اتهام دول عربية بالتآمر على بلاده، ومما قاله ايضا: "اذا تخلى الرئيس بشار الاسد عن دعم حزب الله والمقاومة عندئذ تؤيده الدول العربية التي تعارضه حاليا".

وبازاء هذا الاحتدام بين ممثلي سوريا وقطر، تدخّل مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة السفير خالد زياده، واقترح ان يكون البيان الختامي بالتوافق حفاظا على وحدة المجلس.

ثم عاد الاحمد ليتحدّث عن مهمة العربي في دمشق والمناوئين لسوريا خلال اجتماع الجامعة، والتوجه الى نيويورك لاستغلال الموضوع واحالة المسألة على المنظمة الدولية، مع التذكير بأن قطر تترأس الجمعية العمومية للدورة الـ66، فأجابه الشيخ حمد بحدّة: "هذه تخيلاتكم". وعقّب الأحمد: "لدينا وثائق تكشف من يموّل المسلحين ضدنا".

هنا رفع مندوب قطر الجلسة. واللافت ايضا انه في مستهل الجلسة حاول الاحمد طرح مشروع "الديموقراطية في الدول العربية وتطوير الدساتير"، واصدار قرار بذلك، فسقط المشروع. وسجّلت اعتراضات وقرّ الرأي على اصدار بيان يدعو الى تشجيع الدول على الديموقراطية.

 

التلفزيون السوري سيبث "اعترافات" هرموش وسيعرض "جاسوساً شارك في اغتيال مغنية"

النهار/أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية اشخاص بينهم ولد قتلوا في سوريا أمس خلال عمليات نفذتها قوى الامن في ادلب وحماه وحمص وقرية قريبة من جسر الشغور على الحدود مع تركيا. وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان التلفزيون السوري سيبث اليوم ما قالت انه اعترافات المقدم حسين هرموش اول ضابط في الجيش السوري يعلن انشقاقه، كما سيبث السبت ما وصفه باعترافات جاسوس اسرائيلي شارك في اغتيال القائد العسكري لـ"حزب الله" عماد مغنية في دمشق عام 2008. وقالت: "يبث التلفزيون العربي السوري في نشرة الساعة 8:30 من مساء غد اعترافات حسين هرموش" الذي كان اعلن انشقاقه عن الجيش مطلع حزيران الماضي احتجاجاً على أعمال القمع التي يقوم بها نظام الرئيس بشار الاسد في حق المدنيين، والذي بات أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش لتكر السبحة من بعده. وتمكن هرموش من مغادرة سوريا وشكل ما اطلق عليه "لواء الضباط الاحرار"، الذي يضم عشرات من الضباط الذين حذوا حذوه وانشقوا عن الجيش من بعده. ورجحت مصادر في المعارضة السورية، ان تكون المخابرات السورية خطفته في تركيا. وحمل شقيقه إبرهيم هرموش في اتصال هاتفي مع قناة "العربية" السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها، السلطات التركية مسؤولية اختفاء شقيقه، وقال إن شقيقه اختفى بعد لقائه أحد الضباط الأتراك في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في الأراضي التركية. وأضاف إن الأتراك هم الذين أخذوا أخاه أولاً، وإنه يستبعد أن يكون في الأراضي السورية، إلا بتآمر من تركيا. وأوضح أنه في اليوم التالي سأل الضابط التركي الذي أخذ شقيقه عنه، فأجابه الضابط أنه لا يعلم عنه شيئاً، لأنه تركه بعد عشر دقائق. وكانت صحيفة "الوطن" السورية نشرت قبل أيام أنه قبض على هرموش مع مجموعة تضم 13 ضابطاً وعنصراً، بينهم قائد " لواء الضباط الأحرار" في عملية وصفتها بـ"النوعية"، ونفذها الجيش في شمال سوريا، بينما لم تنف المصادر السورية الخبر او تؤكده. والاسبوع الماضي، توفي شقيقه محمد هرموش (74 سنة) خلال احتجازه لدى قوى الامن التي اعتقلته في شمال غرب سوريا.  الى ذلك، قال التلفزيون السوري انه سيبث السبت اعترافات جاسوس إسرائيلي يكشف بعض خيوط المؤامرة على سوريا، وكيف شارك في تسهيل اغتيال مغنية وكيف يعمل الجواسيس تحت جنح الظلام لزرع الفتنة واغتيال المقاومين وإغراق البلاد في الفوضى. و ص ف، ي ب أ     

 

أي هدف من بقاء الحكومة حتى الإنتخابات؟/ميقاتي يريد الشعبية و"حزب الله" السلاح

اميل خوري/النهار

هل تستطيع الحكومة البقاء حتى الانتخابات النيابية عام 2013 ام ان ملفات شائكة قد تواجهها فتسقط تحت ثقلها ام ان النظام في سوريا الذي جاء بها قد يذهب بها اذا تغير بفعل الثورة الشعبية. الاجوبة على هذا السؤال تختلف باختلاف مصادرها. فثمة من يقول ان الحكومة باقية بفعل ثلاثة عوامل اذ ان "حزب الله" لا يهمه سوى الاحتفاظ بسلاحه وهو مستعد لأن يتنازل عن كثير من الامور في سبيل ذلك لا بل انه مستعد لأن يتدخل لازالة الخلافات داخل الحكومة عندما تحصل حول اي ملف من الملفات الشائكة. وهو لذلك تدخل ليجعل العماد ميشال عون يوافق على تعديل خطة الكهرباء بعدما كان يصر على رفض اي تعديل لان كرامته في الميزان... والعماد ميشال عون يهمه ان تكون له حصة من التعيينات بحجم ما يمثل في الحكومة وخارجها اي ان تكون له منها ثلث عدد الموظفين لملء المراكز الشاغرة ومن مختلف الدرجات. وان "حزب الله" مستعد لان يضحي بجزء من حصته في التعيينات ارضاء للعماد عون اذا اقتضى الامر ذلك كما ضحت الطائفة الشيعية بمقعد وزاري لحل عقدة التمثيل السني في الحكومة. والرئيس ميقاتي يهمه البقاء في السرايا شرط الا يكون ذلك على حساب شعبيته اذ ان هذه الشعبية تبقى في نظره اهم من رئاسة حكومة عابرة، ولأنه قد يواجه في انتخابات 2013 في طرابلس خصوصا والشمال عموما منافسة شديدة من "تيار المستقبل" اذا تعذر التوصل الى تحالف معه كما حصل في انتخابات 2009.

ولأن "حزب الله" يحرص على تعزيز شعبية الرئيس ميقاتي كي يكون قادرا على مواجهة منافسيه وخصومه، فإنه قد لا يجعل حتى من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ملفا شائكا يعرض الحكومة للخطر اذا تعذر التوصل الى اتفاق في شأنه. فكما تجاهل الحزب مذكرات توقيف المتهمين الاربعة بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه وجرائم مماثلة بعدم تسليمهم الى محكمة يعتبرها اميركية اسرائيلية، فإنه يتجاهل تنفيذ اي مذكرة اتهام تصدر عنها وتتناول رؤوسا كبيرة وذلك للاسباب عينها، عدا ان الحكومة الحالية واي حكومة اخرى ليس في قدرتها تسليم المطلوبين للمحكمة فتواجه عندئذ ما واجهته محاكم دولية اخرى بالنسبة الى رؤساء مطلوبين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية ومن هؤلاء الرئيس السوداني عمر البشير والآن الرئيس الليبي معمر القذافي.

وهكذا يكون "حزب الله"، حرصا منه على بقاء الحكومة حتى انتخابات 2013 قد ساعد على جعلها تتجاوز مطبات عديدة قد تواجهها كما ساعد على تجاوز قطوع الكهرباء لان بقاء الحكومة حتى موعد الانتخابات يوفر لها تحقيق انجازات تهم الناس واجراء تعيينات ترضي في الدرجة الاولى قوى 8 آذار والمتحالفين معها، وتتوصل الى وضع قانون للانتخابات النيابية قد يكون على قياس مرشحي هذه القوى في معظم الدوائر الانتخابية، فتصبح حظوظها بالفوز كبيرة فيتألف مجلس النواب المنبثق منها من اكثرية هي اكثرية قوى 8 آذار والمتحالفين معها، ويصير في استطاعة الحكومة التي تنبثق منها ورئيس الجمهورية الجديد الذي تنتخبه هذه الاكثرية ورئيس مجلس النواب هي التي تحدد سياسة لبنان حيال المحكمة الدولية عندما تصدر احكامها في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه والجرائم المماثلة، وتضع اسسا ثابتة للعلاقات بين لبنان وسوريا وتحقق ما لم تحققه حكومات سابقة لتعزيز هذه العلاقات سواء بالنسبة الى ترسيم الحدود بما فيها حدود مزارع شبعا وترسيم حدود العلاقات بين لبنان واسرائيل اذا ما ظل تحقيق السلام الشامل متعثرا، وذلك بالعودة الى تطبيق اتفاق الهدنة بين البلدين ريثما يتحقق هذا السلام. وعندها يتخلى "حزب الله" عن سلاحه ولا يعود له وظيفة بعدما يكون الحزب قد ضمن مع حلفائه الفوز بالاكثرية النيابية في الانتخابات وبات الحكم له والدولة دولته والسلاح واحد في يد هذه الدولة. اما اذا لم يتحقق ذلك وسقطت الحكومة قبل هذه الانتخابات فإن لبنان يعود ليواجه ازمة وزارية قد يستعصي حلها فتتحول ازمة حكم. وثمة من يقول ما يحلم به "حزب الله" وحلفاؤه يمكن ان يتحقق اذا ظل النظام في سوريا صامدا في وجه الثورة الشعبية حتى سنة 2013 موعد الانتخابات النيابية. لكن اوساط قوى 14 آذار لا تتوقع ذلك، لان الاحداث في سوريا تتسارع ولا عودة بها الى الوراء وان النظام فيها الذي جاء بالحكومة الحالية هو الذي يذهب بها عندما يتغير وتتغير معه كل موازين القوى في لبنان وحتى في المنطقة.

 

واشنطن محرجة بالفيتو ضد الدولة الفلسطينية

مفاوضات أخيرة قبل الخيارات الحاسمة

روزانا بومنصف\/النهار 

على رغم الالحاح الذي تتسم به التطورات السورية التي تستدرج مواقف عربية ودولية تصعيدية شبه يومية ازاء النظام لاستمراره في مقاربته الأمنية للاحتجاجات الشعبية في المناطق السورية، فإن الحاحا اكبر يتصف به الموضوع الفلسطيني في ضوء ما يثيره سعي السلطة الفلسطينية الى الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العمومية هذا الشهر في نيويورك. وتكتسب مبادرة واشنطن ايفاد دينيس روس وديفيد هيل الى المنطقة أهمية في رأي مراقبين ديبلوماسيين من زاوية ترقب ما يمكن ان يحمله الديبلوماسيان اولا من مخرج يحفظ ماء وجه الجميع وباقل الاضرار الممكنة بالنسبة الى كل منهم، الى جانب العمل على اقناع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بالعودة الى طاولة المفاوضات كحل بديل ليس قابلا للحياة في هذه المرحلة لمدة تزيد على اسابيع قليلة لاعتبارات متعددة. فالجميع يحتاجون الى مخرج بمن فيهم الفلسطينيون باعتبار انهم وصلوا الى درجة يصعب معها الرجوع الى الوراء في ظل التسويق المستمر لاهمية الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، وقد باتوا على قاب قوسين او ادنى من الحصول عليها في الجمعية العمومية، في حين تدعمهم الدول العربية في هذا المسعى. والادارة الاميركية المشغولة بازماتها الداخلية المتعاظمة وبانتخاباتها المقبلة تواجه مأزقا الى درجة كبيرة بامكان لجوئها الى التصويت في مجلس الامن من اجل منع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية من ضمن حدود 1976 خصوصا متى وافقت الجمعية العمومية على هذا الامر واوصت به الى مجلس الامن حيث ستضطر الولايات المتحدة الى استخدام الفيتو لوقفه. ففي هذه الحال ستكون واشنطن في غاية الاحراج وقد تتسبب بضرر كبير لمصالحها في المنطقة خصوصا في الدول العربية المنتفضة والتي لم تستنفر مجددا ضد الولايات المتحدة وفقا لما كانت عليه الحال سابقا اقله حتى الان. كما ان هذا الموقف سيتصف بالعدائية في ضوء اقرار لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية ذهاب الفلسطينيين الى الامم المتحدة من اجل الحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة الدولية، وتشكيل لجنة لمتابعة الاتصالات مع المجموعات الدولية لحشد التأييد للتوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة برئاسة قطر (من دون ان تضم اللجنة لبنان على نحو لافت، علما انه يرأس مجلس الامن لهذا الشهر وهو يستعد لقيادة حملة الدفاع عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال ومتى تم الاعتراف بها في الجمعية العمومية) . ويبدو ان دول الاتحاد الاوروبي تبدو مؤيدة للتوجه الاميركي اي التوصل الى قيام الدولة الفلسطينية وحل الدولتين من طريق المفاوضات بعد تجاذب طويل بين مختلف الافرقاء للحصول على الدعم الاوروبي في هذا الاتجاه او ذاك. وتواجه واشنطن في المقابل حتمية وقوفها الى جانب اسرائيل في رفضها لجوء السلطة الفلسطينية الى الامم المتحدة للحصول على اعتراف دولي وتحت وطأة تهديد هذه الاخيرة باجراءات عقابية ضد الفلسطينيين من المحتمل ان يشارك فيها الكونغرس الاميركي بوقف المساعدات للفلسطينيين، اذ ان اسرائيل تواجه مأزقا حقيقيا حول كيفية التعامل مع دولة معترف بها دوليا سيتوافد اليها تمثيل البعثات الديبلوماسية الدولية.

وفي رأي المراقبين المعنيين سيكون مهما جدا التوصل الى صيغة حل في الايام القليلة الفاصلة عن اجتماعات الجمعية العمومية في الامم المتحدة بما يمكن اعتباره مفاوضات الايام او الساعات الاخيرة، بعد مراوحة في المواقف المعلنة نتيجة ضغوط متبادلة تدور منذ اشهر لم ينجح خلالها اي طرف في اسقاط منطق الطرف الآخر او مسعاه.

 

من بشير الى جبران هل تكسرت الأحلام؟

غسان حجار/النهار

ليست المناسبة استحضار الماضي، بل التطلع الى المستقبل، فمهما قلنا لأنفسنا وللآخرين ان بشير الجميل وجبران تويني لم يصيرا ماضياً، فإن كثيرين لن يصدقوا بفعل الوقائع المثبتة التي تؤكد انهما باتا جزءاً من مرحلة مضت، اذ انهما عبرا بالجسد الى مكان آخر، يقال انه موجود ولكنه غير مرئي.

حصر الموضوع في بشير وجبران، له علاقة بالروزنامة. فاليوم 15 أيلول، عيد ميلاد جبران تويني، وهو قد بلغ عامه الـ54، اذ ان الزمن لم يتوقف لدى محبيه، وأمس في 14 أيلول كانت ذكرى اغتيال بشير الجميل. كلاهما آمن بقضية، بل بالقضية نفسها، وكرس كل قواه من أجلها.

في العام 1982 وصل بشير الى سدة الرئاسة الأولى، ولا ينكر أحد انه بلغ الموقع بغطاء الدبابة الإسرائيلية التي اجتاحت لبنان حتى عاصمته بيروت. لكن بشيراً، الذي استعان بالإسرائيلي لإسقاط البندقية الفلسطينية التي كانت تريد تحرير القدس عبر جونية، والبندقية السورية التي تحولت قوة احتلال بعدما دخلت لبنان من ضمن قوات الردع العربية، بشير هذا أفاق من دون ان يفقد الحلم. الحلم هو لبنان. صحا على حقيقة انه رئيس لكل لبنان، ولجميع اللبنانيين، من دون تفرقة. وفكر ان في إمكانه البدء ببناء الدولة القادرة، وان يدير ظهره لكل القوى والجيوش الغريبة. لكن تلك القوى تآمرت عليه، واحدة رفعت عنه الغطاء، والثانية أهدرت دمه، والثالثة نفذت.

مؤامرة في حجم وطن لقوى أرادت تفتيت لبنان وعدم تحوله وطناً ديموقراطياً حراً متعدداً منوعاً، يكشف عن صورتها الحقيقية العنصرية والديكتاتورية.

كان جبران، في تلك الأثناء مؤمناً بحلم الوطن الذي أراده بشير. ناضل واعتبر نفسه مسؤولاً أكثر تجاه القضية بعد خسارة الرئيس الشهيد. ورأى لاحقاً في العماد ميشال عون رمزاً للقضية، اذ دعا الأخير الى رفع لواء الدولة في كل المناطق وتحرير لبنان من السوري، وسخّر جبران كل امكاناته لدعم كل تلك الخطوات، بل للقيام بها.

تابع جبران نضاله بوسائل عدة، خصوصاً في الإعلام، واجتذبت "النهار العربي والدولي" أكبر حركة اعلامية داعمة للتحرير ولتحقيق السيادة الكاملة والديموقراطية الحقيقية. ثم بات "نهار الشباب" البوابة الرحبة لأفاق التعبير الحر أمام كل شباب لبنان. لم يأبه لتهديد ولم يرعبه تدخل ومحاولات اعتداء عليه وعلى العاملين معه، أو تضييق على "النهار" وصحافييها.

إيمانه القوي ساعده في الهم الوطني، فمضى في طريقه، على مثال كل الشهداء القديسين، اذ ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. كان يقول جبران "ماذا ينفع اللبناني اذا ربح العالم وجنسيات الأمم وخسر وطنه؟". لذا رفض التقدم بطلب جنسية في كل بلد قصده، وحرم عائلته تلك الخدمة المميزة التي يجهد لبنانيون كثر للحصول عليها.

هل يجعل قتل بشير وجبران الأحلام منكسرة؟ لا ننكر اننا مررنا بفترات وهن وضعف واحباط بعد كل واقعة، لكن بعض الوقائع تعطي دفعاً اضافياً لكثيرين، ويشاركني الآلاف الرأي، اذ ان الإضطهاد يولد قوة، والتحول أقلية يولد التضامن، والقتل يزيد من الرغبة في الحياة، ومحاولات وأد مشاريع بناء الوطن زادتنا اصراراً وإيماناً بوطن اسمه لبنان، وها هي الأنظمة المجاورة تتداعى (ومنها اسرائيل التي يطيل عمرها المجتمع الدولي بحقن مصل مستمرة) فيما يستمر لبنان.

الجريمة مستمرة، لكن لبنان أقوى. الحروب ستتكرر، لكن الناجين منها سيعيدون البناء والعمران، وستظل أجراس العودة تقرع، فلتُقرع، فلنقرعها، وليسمع الجميع قرعها. صوتها يوقظ الضمائر، ويوقظ النيام، ويخرجهم من الكهف. الى الشمس، الى الحياة، الى النور ما دام "بين الظلمة والنور كلمة".

في لبنان كانت ثورة في 2005، اليوم الثورات تعم كل الدول العربية. فنم جبران، ونم بشير، ولينم كل الشهداء بهناء وسلام، فالقضية باقية، والمؤتمنون عليها كثر، وسيظل الديك يصيح كل صباح معلناً طلوع فجر جديد للبنان.

 

ميقاتي مصرّ على تمويل المحكمة بمعزل عن السجالات ومآخذ حلفائه التفرّد بإرضاء الغرب وعدم التنسيق

سابين عويس/النهار

لم تكد تمضي 24 ساعة على الحديث التلفزيوني لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء الاحد الماضي على شاشة قناة "الجديد" حتى سقط ضحية هجوم حاد بدا مبرمجا من تحالف قوى 8 آذار تناوله على أكثر من خلفية سياسية وطائفية وحتى عائلية في اطار سياسة الرسائل غير المباشرة التي لا تنفك دمشق توجهها عبر حلفائها في الداخل.

 كانت الاوساط القريبة من رئيس الحكومة تعيش أجواء ايجابية نتيجة تلقف "حزب الله" مواقف ميقاتي عبر التلفزيون، ولا سيما رده على مسألتي كلامه المتعلق بوثائق "ويكيليكس" في ما خص الحزب، والتزامه تمويل المحكمة الخاصة بلبنان  لكن ملامح المفاجأة بدت واضحة على وجه رئيس الحكومة عندما ابلغ – وهو الى مائدة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط مساء الاثنين - بالمواقف الصادرة عن الوزير السابق ميشال سماحة والتي ارفق لاحقا بمواقف لا تقل هجومية وتصعيدا وان من جوانب مختلفة، للوزير السابق وئام وهاب ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون.

هذا المشهد المتغير بين ليلة وضحاها طرح أكثر من علامة استفهام على المواقف الاخيرة لميقاتي خصوصا انها جاءت بنبرة عالية وواثقة اعطت الانطباعات – معطوفاً على معلومات مؤكدة - ان خطوط الاتصال والتشاور المفتوحة بين رئيس الحكومة وقيادة "حزب الله"، والتي يقوم بها وسيطان من خارج نادي الوسطاء التقليديين، تؤشر الى ان مسألة تمويل المحكمة الدولية لا تشكل عقبة اساسية كما جرى تصويرها ولا يزال، باعتبار ان الظروف التي املت على الحزب الموقف المتشدد من المحكمة بكل عناصرها لم تعد هي ذاتها بعدما بات ممسكا بالحكم وقادراً على السيطرة عليه بدل ان يكون في موقع المتلقي وليس امامه سوى رد الفعل.

لكن مصادر سياسية قريبة من الاكثرية تسجل على رئيس الحكومة سوء قراءته لتساهل الحزب مع مواقفه، مشيرة الى أن السكوت عن المواقف لا يعني بالضرورة رضى عنها وانما "طول بال" في انتظار توضيحها كما ان التحفظ بدأ منذ الاطلالة الباريسية لميقاتي والالتزام الحاسم الذي قدمه، سواء الى المسؤولين الدوليين الذين التقاهم او عبر الاعلام، واعادته تأكيد ذلك الالتزام مجددا في رسالة الى الداخل مماثلة لرسالته الى الخارج.

ورأت المصادر ان رئيس الحكومة ذهب ربما في اجتهاده في تفهم موقف "حزب الله" من مسألة التمويل ابعد مما هو متوقع، معولا على الموقف المبدئي والاساسي للحزب بعدم المس بالحكومة والتمسك بميقاتي رئيسا لها حتى الانتخابات النيابية المقبلة. وقالت ان رئيس الحكومة بنى موقفه وفقا لاقتناعاته، لكنه اسقط في المقابل حسابات حلفائه واقتناعاتهم في هذا الشأن.

ميقاتي: لست ضائعاً وأعرف وجهتي

في المقابل، يبدو رئيس الحكومة متمسكاً بمواقفه كما اعلنها من باريس واستكملها في بيروت، وهو اذ يرفض استدراجه الى اي كلام او اعلان اي موقف في شأن الخطوات او المخارج المقترحة لتوفير الغطاء السياسي لقرار تمويل المحكمة، يؤكد امام زواره انه اعلن ما اعلنه انطلاقا من اقتناعه بأن مصلحة لبنان العليا تقضي باحترام القرارات الدولية وعدم الخروج عن الشرعية الدولية، وهو في اطار بحثه عن القواسم المشتركة التي تتيح له الوصول الى المخارج التي تحفظ مصلحة لبنان يتحفظ عن التحدث عنها في الاعلام لأنها تجعله "اسيرا" للموقف، ولذلك لا ينفك يكرر ان المعالجة يجب ان تتم بهدوء وروية وليس تحت اي ضغط سياسي، الامر الذي يدفعه الى الاعتصام بالصمت وعدم الرد على الانتقادات والحملات التي تستهدفه.

"لست ضائعا وأعرف وجهتي جيدا ولن اتوقف عن بذل اي مسعى جدي لايجاد الحل للاستحقاقات المطروحة"، بهذه الكلمات ينقل زوار ميقاتي عنه اصراره على المضي في موقفه حتى توفير التوافق حوله.

ولكن هل تمسك "حزب الله" وحلفائه بموقفهم من المحكمة يمكن ان يدفع رئيس الحكومة الى خيارات اخرى تصل الى حد الاستقالة؟

طبعا لا، تجيب الاوساط القريبة من السرايا، "فالاستقالة غير مطروحة لأن التهرب من المسؤولية غير وارد" على ما تضيف.

لكن ثمة في المقابل من يقول إن اي كلام او تهديد بالاستقالة سيعني فشل كل الخيارات التي يجري البحث فيها في قنوات القرار الضيقة لايجاد المخرج للتمويل.

ويعتقد اصحاب هذا الرأي ان اي خروج لميقاتي من السلطة ثمنا لالتزاماته الدولية سيلاقي تفهما خارجيا ويعزز رصيده السياسي والوطني. لكن هؤلاء  على اهمية هذا الانطباع لا يرون له سبيلا، لأن ميقاتي باق وتمويل المحكمة سيقر.

 

المستقبل/ميقاتي "يتواطأ" مع الأميركيين لدفع سوريا الى سلام مع إسرائيل خارج العرب

 كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 12/03/2009 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 281 أن الرئيس نجيب ميقاتي لعب دوراً جديداً كمستشار "توافقي" يسعى إلى تحقيق المصالح الأميركية في المنطقة، وإن كان من خلال نقل معلومات مهمة عن النظام السوري وتقديم النصح والمقترحات والتوجيهات للأميركيين بما يخدم توطيد العلاقات الأميركية السورية لأن من شأن ذلك أن يحقق تقدماً في مسار محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل. وأفاد للوفد الأميركي بانزعاج ايران من سوريا خلال محادثاتها غير المباشرة مع اسرائيل، وحذر من اي انفتاح مع ايران من دون اشراك السعودية ومصر، لانهما تخشيان توطيد هذه العلاقة على حسابهما.

ونقلت البرقية تفاصيل اللقاء الذي جمع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، ومدير مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دان شابيرو اضافة الى مستشارين سياسيين واقتصاديين مع ميقاتي في 6 آذار 2009، قبل يوم واحد من زيارة الوفد الاميركي سوريا، حيث أوضح ميقاتي ان سوريا تفضل عدم تدخل الدول العربية لتسهيل العلاقات بين البلدين، لأن السوريين يفضلون تسليم "البضاعة" مباشرة إلى الولايات المتحدة.

ودعا أميركا إلى اظهار حسن نيتها من خلال رفع أي من العقوبات ضد سوريا كاجراء يسهم في بناء الثقة بين البلدين، محذراً من فرض المطالب الاميركية، او استخدام الوسطاء من بلد ثالث، أو التحدث عن لبنان بما يوحي لهم بمساومة تحاول أميركا طرحهاعليهم.

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "09Beirut281" تحت عنوان: "لبنان: زعيم مقرب من سوريا يشيد بفيلتمان وشابيرو لتوثيق العلاقات الأميركية"، الآتي:

"أشاد رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، الذي كان (وما زالت عائلته) على علاقة وثيقة مع الرئيس السوري بشار الأسد، في 6 آذار، بكل من مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى فيلتمان، وبمدير مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دان شابيرو لتخطيطهما لزيارة سوريا في اليوم التالي.

وأفاد أن السوريين منفتحون على علاقة بالولايات المتحدة، لكنه حذر فيلتمان من فرض مطالب الولايات المتحدة، واستخدام الوسطاء من بلد ثالث، أو التحدث عن لبنان مع السوريين. واستفسر عما إذا كانت الولايات المتحدة تستطيع رفع أي من العقوبات ضد سوريا كاجراء لبناء الثقة. وأبدى تفاؤله بالمحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، ولكنه كان أكثر تحفظاً حول توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. نهاية الموجز".

توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا "ذكي"

أضافت البرقية: "زار موفد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، ومدير مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دان شابيرو، والسفيرة (سيسون) رئيس الوزراء السابق الوزير نجيب ميقاتي وابن شقيقه عزمي ميقاتي، في مقر اقامته في فردان في 6 آذار. وحضر الاجتماع أيضاً، نائب رئيس البعثة (الديبلوماسية الأميركية)، ومستشار سياسي- اقتصادي أميركي، ومستشار سياسي رفيع المستوى، ومعاون مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى.

ميقاتي، الذي لم ير الرئيس السوري بشار الأسد منذ العام 2005 ، ولكن شقيقه وابن اخيه حافظا على علاقات وثيقة مع الرئيس الأسد، رحب بنهج الإدارة الأميركية الجديدة تجاه سوريا وايران، واصفاً هذه الخطوة بأنها "ذكية".

وأشار إلى أن سوريا تحتاج إلى إقامة علاقات صحية مع الغرب، لا سيما مع الولايات المتحدة وأوصى الأخيرة بأن تتبنى "موقف الأخذ والعطاء" مع السوريين، محذراً من فرض المطالب، وتوقع بأن ذلك لن يوصل الولايات المتحدة إلى أي مكان. وردا على انتقادات فيلتمان للتقديمات الفرنسية الكثيرة لسوريا التي قابلها القليل، اقترح، رجل الأعمال، ميقاتي أن تبدأ الولايات المتحدة بنهج "فتح اعتماد، من دون الدفع الكامل حتى تحقيق جميع الشروط والظروف".

وأشار إلى أن دولاً، مثل مصر والأردن وتركيا والمملكة العربية السعودية حاولت في الماضي تسهيل العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا، إلا أن السوريين يفضلون تسليم "البضاعة" مباشرة إلى الولايات المتحدة. وأورد العديد من القضايا المشتركة بين البلدين، مشيراً الى القلق حول تنظيم القاعدة كمثال أساسي. واستفسر عما إذا كانت الولايات المتحدة سترفع العقوبات التي فرضت على سوريا، مثل فرض حظر على تصدير أجهزة الكمبيوتر والمنتجات التجارية الأخرى، معتبراً أن مثل هذه الخطوة ستكون جيدة لبناء الثقة".

تجنب الحديث عن لبنان للسوريين

وبحسب البرقية: "عشية رحلة فيلتمان إلى سوريا، نصحه ميقاتي بالامتناع عن التحدث عن لبنان مع السوريين، وقال "دعهم يشعرون بأن استقلال لبنان وسيادته هما أمران واقعان". ورأى بأن إثارة قضية لبنان مع السوريين سترسل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة للمساومة على لبنان. (ملاحظة: وحدث أيضاً، أن السوريين أنفسهم أثاروا موضوع لبنان أمام الوفد الأميركي الأخير). وأمل في أن يفضي توطيد العلاقات الأميركية السورية بتقدّم مسار محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل. وكشف بأن ايران "منزعجة للغاية" من سوريا خلال محادثاتها غير المباشرة مع اسرائيل، مدعياً بأن "الخامنئي، الزعيم الإيراني الأعلى، كان قاسياً جداً على السوريين بسبب مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل".

وبدا ميقاتي حذراً بشأن انفتاح الولايات المتحدة مع ايران، داعياً الولايات المتحدة إلى ضم السعوديين والمصريين، وإلا سيخشون توطيد العلاقة الاميركية- الايرانية على حسابهم".

 

الصراع الطبقي" و"تحالف الأقليات" في مدرسة آل الأسد

وسام سعادة/المستقبل

بمسارعته إلى الإحتماء بمنطق "تحالف الأقليّات" يكون النظام البعثيّ الفئويّ في سوريا اعتمد المنطق التالي: ما عادت لي شرعية كنظام، إنّما ينبغي منعي من السقوط. ليس لأني ما زلت قادراً على تأمين الإستقرار، بل لأنّ الفوضى المتأتية من سقوطي أكبر من الفوضى التي تجلبها ممانعتي الدمويّة عن السقوط. ولازمة هذا المنطق هو إستمرار القمع الدمويّ، وأيضاً للسبب نفسه: لأنّه نظام بلا شرعيّة لكن ينبغي منعه من السقوط.

يكشف هذا المنطق العُصابيّ (بضمّ العين) جملة معطيات أهّمها أنّ النظام البعثيّ الفئويّ في سوريا يعي جيّداً، ليس من اليوم، وإنّما منذ قيامه في منتصف الستينات، أنّ ثمّة مشكلة جوهرية بينه وبين أكثرية النسيج المجتمعيّ السوريّ. الحديث عن "أقليّات" بالجملة، سواء كانت غير مسلمة أم مسلمة غير سنّية، يطرح مباشرة السؤال عن وجود أكثريّة في سوريا، وعن وجودها، في أكثرها، خارج النظام.

ويكشف هذا المنطق أن المعادلة البعثية الفئوية الأساسية، معادلة حافظ الأسد، قد انتهت إلى غير رجعة. فـ"الأب" كان يدرك جيّداً أنّ العصبية الفئوية هي "باطن النظام"، أو "نخاعه الشوكيّ"، لكنها لا تكفيه للإستمرار. لا بدّ من هيكل عظميّ ودورة دمويّة وأعضاء. لا بدّ من عناصر ثلاثة لإستمرار نظام أحاديّ وفئويّ في آن: العسكر، الأصل الريفيّ، التقسيم الأقلويّ للمجتمع.

هذه المعادلة كانت مختلفة تماماً عن "تكتيل الأقليّات". فالأسد "الأب" سبق له أن أوقع في أواخر الستينات بشبكة داخل الضباط البعثيين كانت تعرف بإسم "التحالف الفاطميّ"، أمّا الأسد الإبن فاعتقد، خصوصاً بعد التدخّل الأميركيّ في العراق، أنّه قادر على الإستمرار هو الآخر "إلى الأبد" بالإنتظام ضمن "تحالف صفويّ جديد" تقوده إيران من جهة، وبوراثة صدّام حسين، أو "إعادة توحيد المنطق البعثيّ" من جهة ثانية.

وإذا ما عدنا إلى المعادلة التي مكّنت "الأب" من دوام البطش، فهي معادلة ترى أنّ الضبّاط من أصل ريفيّ وأقلويّ هم الأكثر قدرة على تمثيل "وجهة نظر العسكر"، كما أنّ العسكر هم "القوّة المحرّكة للتحديث". هي إذا معادلة تدور حول نفسها: لأجل تحديث المجتمع ينبغي تفادي التشتت الديموقراطيّ، ولأجل ذلك لا بدّ من العسكر، ولأجل تأمين حيوية العسكر في هذا المجال لا بدّ لهم من عصبية أهلية تقودهم، وهي العصبية التي يرمز اليها آل الأسد.

من جهة ثانية، ينبغي أن يستمرّ هؤلاء العسكر في تمثيل "وجهة نظر الرّيف". فـ"الإصلاح الزراعيّ" مصدر الشرعية الزائفة. لا يعني هذا أنّ النظام يمثّل "صعوداً إجتماعياً للفلاحين" إنّما "صعوداً سياسياً لهم"، وبالإنابة، من خلال "صعود الضبّاط الريفيين". عالم الإجتماع الفرنسي المغدور عام 1986 ميشال سورا خير من فهم هذه النقطة. بيّن أن النظام البعثيّ الفئويّ يستند على نوع ملفّق من "الصراع الطبقيّ". ليس عن صراع طبقي داخل المجتمع يجري الحديث، إنّما عن "صراع طبقيّ" داخل ومن خلال الأجهزة الأمنية، وضدّ المجتمع، بل من أجل إلغاء وحدة المجتمع. وحدة النظام تستلزم بالضرورة بعثرة وحدة المجتمع.

فالعسكريّ البعثيّ الفئويّ يقول التالي: نحن نمثّل صعود الفلاحين في المجتمع السوريّ، والصراع ضدّنا هو لإعادة المجتمع إلى طور الإقطاع والرجعية. لكنه يقول أيضاً: نحن ضبّاط من أصل ريفيّ أو فلاحيّ، وكل من يفكّر في إقصائنا عن مناصبنا يريد إرجاعنا إلى الريف والفلاحة، ولأجل ذلك لا بدّ من سفك الدماء.

ذات يوم وقف حافظ الأسد أمام "اتحاد شبيبة الثورة" ليقول: "ما زلت أذكر أيّها الطلاب الأعزاء أني في المدينة التي كنت أدرس فيها سيّرنا تظاهرة كبيرة حين علمنا أن أحد الإقطاعيين الأوغاد قتل فلاحاً وهو يجرّب بندقية الصيد". هذا هو المنطق البعثيّ الفئويّ بتمامه. الأسلحة "الإشتراكية" ثم "الممانعة" التي جرّبها "الأب" ثم "الإبن" لإضطهاد الشعوب السورية والفلسطينية واللبنانية لم تكن إلا للرّد على هذا "الإقطاعيّ الوغد".

أما العنصر الثالث، فهو الطابع الفئويّ للنظام، لكن ليس بمعنى "تحالف الأقليّات"، ففي هذا "فساد الطبخة"، وإنّما بالتقسيم الفئويّ للمجتمع السوريّ من جهة، وحظر أي تعدّدية ثقافية أو قومية أو لغوية أو مذهبية أو مناطقية داخل سوريا من جهة ثانية. الهدف الأساسي: منع تحقّق النسيج الأكثريّ في "جسم سياسيّ". أما الأقليات فلا يخطب ودّها. عليها أن تبقى خائفة: أولاً من العصبية الفئوية الغالبة، وثانياً من تحقّق النسيج الأكثريّ للمجتمع السوريّ في جسم سياسيّ موحّد.

لقد نجحت الثورة السورية في الأشهر الماضية في تفكيك عناصر هذه المعادلة. اضطرار النظام للإستعانة بـ"تحالف الأقليّات" يكشف أنّ "التقسيم الفئويّ للمجتمع" قد أصيب في مقتل. لا يقلّل هذا من السمة "المريرة" لكفاح الأشهر القادمة، بل يزيد: لا يمكن للثورة السورية أن تؤجل الحلّ البرنامجيّ لمشكلة التعدّدية الثقافية والقومية واللغوية والمذهبية والمناطقية داخل المجتمع السوريّ إلى "ما بعد الأسد". في المقابل، لا ينبغي على الثورة السورية أن تخاف من "طابعها الريفيّ" ومن التشاؤم حياله قياساً بالتفاؤل أمام "الطابع المدينيّ" للثورة المصريّة. فالثورة السورية بـ"ريفيّتها" جرّدت نظام آل الأسد من عنصر أساسيّ. وأهل المدن الكبرى إن كانوا بطبيعة الحال يتحفّظون أمام أي ثورة بـ"طابع ريفيّ" إلا أنّ مشكلتهم الأساسيّة تبقى مع "الطابع الريفيّ الفئويّ العسكريّ" للنظام البعثيّ نفسه، وكل "نجاة" محتملة للنظام السوريّ هي كابوس سيجعلهم أكثر فأكثر في إطار الثورة، بل في متن الثورة، وفي قيادتها.

 

14 أيلول... من جديد

داني حداد /ليبانون فايلز

مهما تكثّفت الأحداث السياسيّة، يبقى تاريخ 14 أيلول مناسبة "بشيريّة" بامتياز، يستعيد فيها اللبنانيّون ذكرى رجل ترك بصمةً في هذا الوطن الصغير، لدى من أحبّه وجعله رمزاً بل أيقونة، كما لدى من خاصمه الى درجة تأييد قتله. ومع مرور الأعوام على استشهاد بشير الجميّل، يبقى السؤال الأكبر الذي لا بدّ من طرحه: ماذا لو لم يمت بشير؟ ماذا لو أصبح رئيساً للجمهوريّة ممارساً فعلاً؟ هل كان سينفّذ الوعود الإصلاحيّة التي أطلقها؟ هل كان لبنان سيصبح دولةً حليفة لإسرائيل، أم صديقة لسوريا، أم تقف على حيادٍ بينهما؟ هل كانت ستنتهي الحرب في منتصف الثمانينات، أم كانت لتستمرّ حتى اليوم؟ في أيّ لبنان كنّا اليوم، لو كان بشير الجميّل حيّاً؟... لعلّ أهميّة هذه الأسئلة، التي لا يملك أحدٌ إجابة عليها، لا تكمن فقط بدلالاتها على صعيد مستقبل لبنان، بل هي تبرز أهميّة بشير الجميّل كشخصيّة محوريّة كانت لتشكّل نقطة تحوّل في مسيرة جمهوريّة، إمّا نحو الأفضل برأي مؤيّديها وإمّا الى الأسوأ برأي الخصوم. ولكن تبقى محوريّة الشخص واحدة في الحالتين. يتداعى اليوم أحبّاء بشير في حزبَي الكتائب والقوات الى المشاركة في القدّاس السنوي الذي دعت إليه زوجته السيّدة صولانج الجميّل ويستمعون في ختامه الى كلمة نجله النائب نديم الجميّل. إلا أنّ أحبّاء بشير ورفاق الأمس باتوا موزّعين على أكثر من حزب، كما أنّ كثيرين منهم انكفأوا، بعيداً عن السياسة و"النضال"، فتفرّغوا الى أعمالهم وعائلاتهم أو هاجروا حتى، بعد أن يئسوا من تحقيق وطن الـ 10425 كلم2 الذي لطالما حلموا به، فإذا بهذه المساحة تبقى ساحةً للصراعات المذهبيّة وللانقسامات الداخليّة والتدخلات الخارجيّة، فمات حلم بشير، بموته ذات 14 أيلول من العام 1982. تستعاد اليوم ذكرى بشير. يُنفض الغبار عن أغنياتٍ وأناشيد باتت رفيقة جيل لم يعايش بشير، ومع ذلك كان هذا الشهيد الثلاثينيّ بطلهم، وهو، من دون شكّ، كان ظاهرة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة، سواء ناصرناه أم خاصمناه. تستعاد اليوم ذكرى بشير. فمتى تستعاد هذه الجمهوريّة من قبضة من يتلاعب بها، داخليّاً وخارجيّاً، شرقاً وغرباً؟ أم أنّنا بحاجة الى بشيرٍ جديد، لكلّ اللبنانيّين؟ 

 

تجديد انتداب القاضيين عاكوم وبريدي الى المحكمة الدولية بمرسوم

المركزية – علمت "المركزية" ان القاضيين ميشلين بريدي ووليد عاكوم تبلغا اليوم مرسوم انتدابهما ثلاث سنوات اضافية من قبل القضاء اللبناني الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد انتهاء مدة السنوات الثلاث المحددة في مرسوم انتدابهما الاول. وكشفت مصادر قضائية لـ "المركزية" عن ان القاضيين رالف رياشي وعفيف شمس الدين لا يحتاجان الى مرسوم انتداب من القضاء اللبناني باعتبار الاول مستقيلا والثاني متقاعدا ولم يعودا على صلة مباشرة بالقضاء اللبناني.