المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 15 أيلول/11

رسالة بطرس الثانية/الفصل الثاني/1-10/المعلمون الكذابون

وكما ظهر في الشعب قديما أنبياء كذابون، فكذلك سيظهر فيكم معلمون كذابون يبتدعون المذاهب المهلكة وينكرون الرب الذي افتداهم، فيجلبون على أنفسهم الهلاك السريع.

وسيتبع كثير من الناس فجورهم ويكونون سببا لتجديف الناس على مذهب الحق. وهم في طمعهم يزيفون الكلام ويتاجرون بكم. ولكن الحكم عليهم من قديم الزمان لا يبطل وهلاكهم لا تغمض له عين.  فما أشفق الله على الملائكة الذين خطئوا، بل طرحهم في الجحيم حيث هم مقيدون في الظلام إلى يوم الحساب، وما أشفق على العالم القديم، بل جلب الطوفان على عالم الأشرار ما عدا ثمانية أشخاص من بينهم نوح الذي دعا إلى الصلاح. وقضى الله على مدينتي سدوم وعمورة بالخراب وحولهما إلى رماد عبرة لمن يجيء بعدهما من الأشرار، وأنقذ لوط البار الذي هالته طريق الدعارة التي يسلكها أولئك الفجار، وكان هذا الرجل البار ساكنا بينهم يسمع عن مفاسدهم ويشاهدها يوما بعد يوم، فتتألم نفسه الصالحة. فالرب يعرف كيف ينقذ الأتقياء من محنتهم ويبقي الأشرار للعقاب يوم الحساب،  وعلى الأخص الذين يتبعون شهوات الجسد الدنسة ويستهينون بسيادة الله. ما أوقحهم وأشد كبرياءهم! لا يتورعون من إهانة الكائنات السماوية المجيدة،

 

عناوين النشرة

*بشير المقاومة الحقة وزمن المحل وأشباه الرجال/بقلم/الياس بجاني/موقع المنسقية

*بعد 29 عاماً على إستشهاده ... بشير القابع على ذلك العرش سيبقى الحلم المنتظر/صونيا رزق/موقع الكتائب

*يمنى الجميّل: لو ظل بشير حياً لكان ألغى سلاح حزب الله... ومن أغتاله أغتال ابن عمي بيار/ حلم بشير كان رؤيا لجمهورية لبنان القادم...   

*نديم الجميّل: مقابلة "الرواد" مع الشرتوني بمثابة إخبار وعلى القضاء التحرّك

*إدمون رزق: بشير الجميل كان رجل الدولة المقدام الملتزم بالقضية 

*حبيب لـ"NOW Lebanon": بشير الجميّل كان سبّاقًا بتسجيد فكرة "ثورة الأرز"

*القادري لـ"NOW Lebanon": شهادة الجميّل انعكاس للتمسّك بالحريّة والسيادة والاستقلال

*مجدلاني لـ"NOW Lebanon": الشيخ بشير يجسّد بمسيرته ثورة الأرز

*جعجع: اللغط حول تفسير كلام الراعي غيمة عدم وضوح زالت

*الراعي اختتم زيارته للمتن الأعلى بقداس عيد الصليب: لا يمكن للبنان أن يخلص بالقباحة والعنف والخلافات والتقوقع

*هل يعود الراعي عن مواقفه الباريسيّة/دنيز رحمة فخري/الجمهورية

*أيّ دور لمسيحيّي لبنان/شارل جبور/الجمهورية

*شمعون لـ "الجمهورية": عون "هاوي كرسي

*مصادر "NOW Lebanon": رشق دوريّة فرنسيّة لـ"يونيفيل" في عيتا الشعب بالحجارة وتدخّل الجيش 

*قواعد عسكرية سرية لـ"حزب الله" في الجنوب

*الفاتيكان "منزعج جداً" من مواقف الراعي وانقلابه على مسيرة بكركي/حميد غريافي/السياسة

*الحملة على ميقاتي: رسائل استياء حزبية وسورية

*ربيع مسيحيي الشرق في وجه "تحالف الأقليات"/وسام سعادة/المستقبل

*الراعي: ما نُقل عنّي مجتزأ ولا يعبّر عن مواقفي

*رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر لـ "المستقبل": كلام الراعي واضح ويجب التروّي في إطلاق التكهنات

*مخاطر كثيرة في مواقف البطريرك/عبد الوهاب بدرخان/النهار

الخيار الوحيد امام المسيحي اللبناني/خيرالله خيرالله /ايلاف

*حبيب لـ"السياسة": هل الراعي معجب بولاية الفقيه كما أعجب بها عون

*أوغاسبيان: ننتظر التوضيحات من قبل البطريرك لوضع الأمور في نصابها

*مصادر بكركي لـ "السياسة": البطريرك ملتزم ثوابت الكنيسة  

*إشكال برج البراجنة تصفية قلوب مليانة أم حادث فردي؟!

*وكيليكس/المستقبل/ميقاتي يكشف للأميركيين "انتهازيته" الانتخابية بالانضمام الى "المستقبل" لضمان فوزه في طرابلس

*ويكيليكس/المستقيل/محمد جواد خليفة: حزب الله لعب ورقة المذهبية الشيعية الى أقصى الدرجات وبري شريك صغير في تحالف مع حزب الله مع أنه غير راض عنه ونصرالله هو من اتخذ قرار استقالة الوزراء  

*على وقع التطورات المتسارعة في سوريا والمنطقة... هل "يفعلها" وليد جنبلاط/سلمان العنداري

*أردوغان: نظام الأسد يسعى لإشعال حرب بين العلويين والسنة

*أيد الثورة السورية وانتقد أردوغان ونصر الله/الظواهري يتوعد الولايات المتحدة بـ"شتاء موحش" بعد "زلزال" الربيع العربي

*دعوا طهران إلى وقف التصريحات الاستفزازاية تجاه دول مجلس التعاون/العرب يطالبون بـ"تغيير فوري" يوقف نزيف الدم في سورية

*ملالي إيران يتخلون عن الأسد/ ناصر العتيبي/السياسة

*دماء الشعب السوري في أسواق النخاسة الدولية/ داود البصري/السياسة

*لنأت إلى سورية سواء/ غسان المفلح/  السياسة

*لبنان يطرح "الديبلوماسية الوقائية" وسفير دولة كبرى ينصحه بتطبيقها/خليل فليحان /النهار

*بيروت تغيب عن واقع التحولات التركية والسعودية/لبنان يلتصق بسوريا دولياً وينطق باسمها/هيام القصيفي/النهار

*عون بعد إجتماع "تكتل التغيير والإصلاح": السنة غير مستهدفين لكن رئيس الحكومة يحمي مخالفين

*وماذا عن "مزارع لاسا و"سلاحها الاستراتيجي/طوني عيسى/الجمهورية

*تمويل المحكمة: ميقاتي يغرّد خارج سرب حكومته/فادي عيد/الجمهورية

*وكيليكس/الجمهورية/عون: أعمل جاهداً للقضاء على صورة حزب الله/لا مبرّر لبقاء السلاح والنظام السوريّ سيسقط

*ماذا يقول أصدقاء حزب الله خلف ظهره/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*أردوغان العربي ولكن/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*إلى الرئيس الأسد/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

*الراعي والدفاع عن النظام السوري/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*رسالة إلى سيد بكركي/إيلي فواز/لبنان الآن

*غبطة البطريرك/شربل خوري/موقع 14 آذار

*أمانة "14 آذار": نرفض محاولات التسويف في سداد مساهمات لبنان المالية للمحكمة الدولية 

*سببان لاستحالة إصلاح النظام السوري/خيرالله خيرالله

 

تفاصيل النشرة

 

بشير المقاومة الحقة وزمن المحل وأشباه الرجال

بقلم/الياس بجاني

"ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها" (متى10/23)

يتذكر لبنان اليوم وللسنة الـ 29 على التوالي فاجعة اغتيال البشير. في هذا اليوم لا بد من أن يقارن اللبناني الحر والسيادي وصاحب الضمير الحي بأسى وحزن وخيبة أمل بين نهج وإيمان وجرأة وصدق وممارسات وأقوال البشير ذاك القائد الشجاع المؤمن وصاحب القضية الحقة وهو الغائب بالجسد والحاضر أبداً بالفكرة والمثال، يقارن بينه وبين ممارسات وأقوال التجار والمارقين من القيادات المسيحية الزمنية والروحية الذين وقعوا في تجارب إبليس بسبب دناءة نفوسهم وخساسة فكرهم وضحالة إيمانهم وشح رجائهم، فخابوا وفشلوا وأمسوا عبيداً طيعين للشياطين وأدوات رخيصة وقذرة معروضة للبيع في أسواق النخاسة. إن لبنان التاريخ والرسالة، لبنان دم وعرق الشهداء، لبنان الأرز الخالد، لبنان رفقة وشربل والحرديني ويعقوب واسطفان نعمة، هذا اللبنان هو براء من أفعال خيانة هؤلاء ومن كل هرطقاتهم وإجرامهم وجحدهم والكفر.

إن بشير القضية والجرأة والإيمان والعناد والرجاء والـ 10452 كيلو متر مربع متجذرين في ضمير ووجدان وعنفوان كل لبناني شريف يؤمن بالسيادة والحرية والاستقلال وبكرامة وحقوق أخيه الإنسان اللبناني. اليوم نتذكر بخشوع وفخر وعزة وامتنان كل الشهداء الأبرار ومنهم البشير الذين سقوا أرضنا المقدسة بدمائهم الطاهرة ليبق وطن الأرز حراً، وكرامات اللبنانيين مصانة ورؤوسهم شامخة وجباههم عالية. البشير وكل الشهداء هم أحياء فينا ولن يموتوا أبدا.

 في اليوم الرابع عشر من شهر أيلول سنة 1982، وفي ذكرى ارتفاع الصليب المقدس، ارتفعت روح البشير ومعها صليب وطن الأرز صاعدة إلى المصدر والمآل راضية مرضية. لم يكن البشير بعد تجاوز الرابعة والثلاثين عمراً حين أصبح رئيس جمهورية شاءها فاضلة، لكن ما حققه من أجل حرية لبنان العنفوان يرقى به إلى مصاف العظماء ومراتب القادة الذين دُمغوا بإنجازات المجد تاريخنا الحافل بالعطاءات.

حَلَمَ البشير بلبنان سيداً حراً مستقلاً، فصار الحلم نشيد كل اللبنانيين الأحرار والسياديين، والحلم لا يزال وهاجاً كما كان، وسوف يبقى وهجه طالما بقي العنفوان والإباء نبراسين لأحرار وطن الرسالة والحضارات. غيبت جسده شياطين الحقد وأبالسة الشر، لكن حلمه باق في وجدان شعبنا والضمائر ما دام للأرز شموخ، وللجبل سنديان، وللأرز رهبة وقداسة.

نذكر اليوم في صلاتنا بشير البطل ورفاقه البواسل الذين معه سقطوا على مذبح الوطن آخذين من استشهادهم الدروس والعبر، مبتهلين إلى الله كي يرفع عن الكواهل أثقال العبوديات، ويغمر في الفردوس أرواح الراحلين بأجنحة الرحمات. مع الذكرى 29 هذه، آمال تنتعش، ضمائر تتحفّز، عزائم تُشحذ، همم تُستنهض ورجاء يتجّذر.

آمن البشير أن لبنان الواحد هو لبنان الـ10452 كلم2 الذي علينا أن نضمّه بعد فرز، لكي يكون لجميع أبنائه بكل الطوائف والشعائر والمعتقدات، وأن هو غاب فلا يغيب عن خاطر ما آمن به من مبادئ وقيم وشمائل وشيم تظل عالقة في قلوب الأوفياء ونفوس الأمناء.

في ذكرى عيد ارتفاع الصليب، رُفع البشير من على صليب لبنان إلى غير هذا العالم، بقرار سياسي تقاطعت فيه مصالح أفراد ودول وفئات خشيت على مصالحها الشخصية من قيامة لبنان الواحد الحر السيد المستقل إلا انه رسم لنا الملامح ورحل. الفئات هذه هي نفسها التي لا تزال تتحكم اليوم بأعناق وأرزاق وأمن ومصير اللبنانيين بقوة السلاح المجرم والبلطجة، والغزوات، وخداع المقاومة والتحرير والممانعة، وهي تغتال أمانيهم والتطلعات، بالفعل والفكر والقرار والتنفيذ، والإرهاب والأصولية. ومع كل شروق شمس تغتال لبنان الواحد بتعدّديته الحضارية ورسالته، لبنان السيادة والقرار الحر، والديموقراطية والثقافات.

عملية الاغتيال استدامت إلى أيامنا بأبشع وسائلها وأشنع الأساليب من فساد إدارة وعبثٍ بمقدّرات وتلاعب في شتى المجالات، وذمية، وكفر وخلاعة وتدهور اقتصادي واجتماعي ومالي وسياسي وأمني ووطني، وتغليب الأنا الخاص على الصالح العام، وتفكيك أحزاب، واستفحال دويلات وعصبيات، وتسييس قضاء، وانتقاص سيادة بقوة السلاح، واستخفاف بالمُثُل الإنسانية والمدنية والدينية على كل مستوى. حلم البشير باق لنا محطة لن يتبخر، لأنه حلم شعب يريد الحياة كريمة والكرامة حياة، ينشد الوحدة والسيادة والسلام.

معاً في الذكرى 29 لاستشهاد البشير والرفاق، نرفع العيون والقلوب، وسط المخاطر والهواجس والمخاض الأليم، إلى فادي البشرية المتألمة السيد المسيح القائل: "وأنا إذا ما ارتفعت عن الأرض، جذبت إليّ كل أحد" (يوحنا 12/32)، سائلينه المصالحة مع الذات والنور والإيمان والقوة والرجاء لنواصل مسيرتنا ونرفع ذواتنا ووطننا وشعبنا إلى قمم النصر والسؤدد والخير والحق والحرية والسلام. البشير هو الخميرة التي خمرت قضية الحرية والسيادة والاستقلال وحصنت الوجدان اللبناني بالإيمان والرجاء في مواجهة الإرهاب والإرهابيين وكل قوى الظلامية والشر لن تقوى على إبطال مفاعيلها. "إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقي وحدها، ولكن إن ماتت فهي تأتي بثمر كثير!" (يوحنا 12/25)

في الخلاصة، لن نيأس ونحن نرى فجور وانحراف وجحود قيادات دينية وزمنية حضورها غياب لأن الله وإن أمهل فهو لا يٌهمل، وحساب هؤلاء سيكون عسيراً يوم الحساب الأخير حيث البكاء وصريف الأسنان. ويبقى إن المحكمة الدولية من اجل لبنان التي تحاول كل مكونات محور الشر المحلية والإقليمية وفي مقدمها طاقم الحكم في سوريا والمرتزقة تعطيلها بكافة السبل الشيطانية والإرهابية لإخفاء إجرامهم وإبعاد رقابهم عن سيف عدلها، هذه المحكمة وإن كانت لا تتعاطى بالتحديد مع ملف جريمة اغتيال البشير، إلا أنها تلاحق الجهات والمرجعيات المجرمة نفسها التي اغتالته وهي نفس الجهات التي اغتالت وحاولت وتحاول اغتيال كل رموز ثورة الأرز منذ عام 1975.

قريباً جداً ستلاحقهم العدالة الدولية التي لن يتمكنوا من التفلت من عدلها مهما ارتفع صراخهم وزاد فجورهم واستفحل جنون العظمة داخل عقولهم العفنة.

نختم مع النبي اشعيا (33/1و2) قائلين: "ويل لك أيها المُخرب وأنت لم تُخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك، حين تنتهي من التخريب تُخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك".

بشير سنة 1982: "جايي أطلب منكم تقولو الحقيقة قد ما كانت صعبة تكون" http://www.youtube.com/watch?v=a1c_exhMFKk

 

بعد 29 عاماً على إستشهاده ... بشير القابع على ذلك العرش سيبقى الحلم المنتظر

صونيا رزق/موقع الكتائب

 حامل الوعد والقضية لم ينطفىء حلمه بعد تسعة وعشرين عاماً، سنوات مرت كاللحظات وبشير ما زال هنا...  فتحَول الى أسطورة خالدة ستبقى على مرّ الاجيال ...

لبنان ال10452 كيلومتر مربّع شعارالرئيس الشهيد بشير الجميل، كان الحلم الذي لم يتحقق، والامل الذي خسره اللبنانيون بعد ان لمسوا لمدة واحد وعشرين يوماً فقط صورة لبنان المستقبل الذي كان يحلم به بشير.

اللبنانيون من بعده فقدوا حلم الدّولة لان اغتيال بشير لم يكن فقط اغتيال زعيم أو رئيس جمهورية بل كان اغتيال مشروع دولة جلس على عرشها خلال ايام فجعلها دولة عن حق وحقيقة وقبل ان يقسم اليمين الدستورية، بشير حمل صفات  الرئاسة قبل ان يصل الى مرتبتها، وهو الذي كان ينادي بهذه الصفات على مدى سنوات:" نريد رئيساً يقيم علاقات متناسقة بين حواس الوطن المختلفة، ويكون صاحب رؤية وطنية تبلغ حدّ الحلم، لا صاحب شهوة سياسية لا تتعدى حدود الحكم، نريد رئيساً يستعمل أفعال الغضب وأدوات التحذير وأحرف الرفض وأسماء الجزم، نريد رئيساً ينقل لبنان من حالة التعايش مع الأزمة ومشاريع الحلول، الى حال الخروج من الأزمة وفرض الحلول، وبقدر ما كانت فرحته يوم منحه اللبنانيون ثقتهم فحملوه على أكتافهم الى سدّة الرئاسة، شعر حينها بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه وهي تحرير لبنان الـ 10452 كلم2 من جميع الغرباء على أرضه.

بشير كان أشبه بحلم جعلنا نراهن انه سيتحول الى حقيقة عايشناها معه على مدى ايام سحرية مرت في سماء لبنان كالبرق ، خصوصاً أن البشائر كلها كانت تنبئ بخلاص لبنان، وربما لهذا السبب لا تزال الناس تحلم ببشير الذي بدأ يلمع نجمه منذ السبعينات الى أن ارتقى سدة الرئاسة الأولى ليثبت مجدداً انه سليل تلك العائلة المشبعّة بالنضال وبحبها للشهادة في سبيل لبنان .

كيف سننسى ذلك الحلم ؟ او تلك الثورة المتمردة على التسويات والداعية دائماً وابداً الى قول الحقيقة الصعبة في نبرة خطابية إستقطبت المؤيدين والمعارضين على السواء. بشير الحلم ... كان يتمتع بكاريزما عفوية أوصلت أفكاره الى الجميع لكن البعض حاول ألا يفهم عليه مع انه كان ينطق بالسهل الممتنع ولكن هذا البعض استمر في وضع علامات استفهام على مكوّنات هذا الخطاب، كثيرون أكدوا أن بشير كان يتمتع بموهبة الإصغاء فكان صاحب رؤية خاصة للبنان، فأراد أن يبني الدولة السيدة الحرّة المستقلة فأطلق شعارات وتحذيرات لا تزال تتردد في الاذهان حتى اليوم، فناضل بمنطق الدولة القوية التي لا تساوم على الكرامة والسيادة، وتصدى لآفة لا يزال لبنان يعاني من وطأتها وهي الولاء السياسي للخارج فوّجه رسالة الى الفاسدين قائلاً" لا مكان لكم في لبناني الخاص بي ...".

لكن في ا2 يوماً بات حلماً  نفتقده اليوم وغداً والى الابد ، جعلنا نعيش رؤية على مدى هذه الايام المعدودة، واليوم وبعد 29 سنة على إستشهاده نعاود رؤية ذلك الحلم ، حلم السيادة والاستقلال، علنا تسترجع اياماً عاشها لبنان بكرامة نفتقدها اليوم مع غياب بشير...

عندما إنتخب رئيساً، كان السهم الذي اتى في مهمة محددة وهي ال10452كم2 او الوطن المصان من قبل الدولة القوية، اذ "من الأفضل ان ندفع ثمن وطن على ان ندفع ثمن مزرعة"، كلمات ردّدها وكأنه كان يقرأ المستقبل...لاننا ما زلنا حتى اليوم ندفع ثمن تلك المزرعة...

عشية الذكرى الاليمة... 14 ايلول 1982... حنين الى بشير والى حلم الجمهورية، والى الشعار الذي أسسه وإقتاد به الاخرون بعد عشرات السنوات " لبنان اولا" فجعله القضية الاولى في برنامج رئاسته مردداً : " لدينا اليوم تطلعات جديدة تنطلق جميعها من هذا الشعار، فنحن ننظر الى المستقبل بكل آمل  لنحقق ما إستشهد من اجله خمسة آلاف من شبابنا، كما إستشهد شباب لبنانيون آخرون، يعتقدون غير معتقداتنا ولهم وجهة نظر معينة الى لبنان، لكن نحن نحترم كل شاب سقط في سبيل فكرة معينة عن لبنان في وقت كانت فيه الافكار تتصارع، لكنها اليوم ستتوّحد وستندمج كلها، اذ اصبح عندنا لبنان واحد سيجمعنا في قضية هي المحافظة عليه كوطن سيّد حر".

بعد 29 عاماً نقول" بشير حي فينا " كقائد لم يعرف لبنان مثيلاً له ، حيّ فينا كزعيم لا يشبهه الزعماء، كيف لا؟ وهو الزعيم الذي أحدث تغييراً في لبنان الوطن ككل خلال ايام معدودة ، ولربما هو الرجل الوحيد الذي يدور الكلام عنه في مماته كما في حياته ، بشير القابع اليوم على ذلك العرش سيبقى حّياً رغم مماته، ورئيساً ُعلقت صورته في أروقة القصر الرئاسي رغم أنف الجميع، معه عشقنا ذلك الوطن الصغير فأصبح له معنى القدسية، معه تعلمنا النضال من أجلِ قيامِ دولة واحدة قوية، وسنبقى نسعى لتحقيق هذه الدولة التي ما زال حلم تحقيقها يراودنا، واليوم وبعد الحلم المنتظر، سنبقى "على  دعساتك" وسنستمر في الهتاف" بشير حي فينا "، وسنردّد بأعلى صوت ونقول " لا تخافوا فصوت بشير مازال يدوي في ساحات لبنان، لبنان الذي إستشهد من اجله ...".

 

 

يمنى الجميّل: لو ظل بشير حياً لكان ألغى سلاح حزب الله... ومن أغتاله أغتال ابن عمي بيار/ حلم بشير كان رؤيا لجمهورية لبنان القادم...    

باتريسيا متى/في أيلول الشهادة ومع يمنى الجميل يطغى طيف بشير الجميل على اي جلسة وكل حديث. الدماء الزكية التي اريقت يوم 14 ايلول 1982 لم تتوقف يوماً عن تحديد الاتجاه الحقيقي وكأنها بوصلة الأيام التي لا تغيب مهما انقضى من سنين. يمنى التي لم تفقد عنفوان البشير وكبريائه الوطني، رأت أنّ "الجمهورية الحقيقية قد غابت بغياب بشير ولم يتبق سوى الحلم", مشيرة الى أن "المبادئ التي طرحها لا تزال مطروحة حتى الساعة, فبشير قد حلم في العام 1982 بجمهورية العام 2000 أي أنه حلم وناضل لجمهورية عشرين عاماً الى الأمام".

الجميّل التي اعتبرت أن الطبقة السياسية الحالية لا تفكّر سوى بالمصلحة الخاصة ولا تفكر بالتداعيات التي قد يتحملها لبنان، حذرت من أن الجمهورية اللبنانية بخطر وبشير هو الذي كان يحلم بدولة قوية ذات جيش واحد قوي وقضاء رفيع قوي ّوليس الدويلات والفلتان الأمني وعدم احترام القوانين".

هذا وفي حديث خاص أدلت به لموقع" 14 آذار" الالكتروني في الذكرى التاسعة والعشرون لاستشهاد والدها رئيس الجمهورية الشهيد بشير الجميّل أكدت يمنى الجميّل على "أننا لم نكن سنشهد 14 آذار من العام 2005 ولم يكن سينتفض الشعب لو لم يكن هناك 14 أيلول من العام 1982 ، فبشير أطلق ثورة الاستقلال بمقاومته العسكرية والسياسية بوجه الاحتلالات السورية والفلسطينية". وردا على سؤال حول موقف بشير لو كان ما زال حيّاً من سلاح حزب الله وأدبيات حامليه وأزمة الكهرباء ونهج التيار الوطني الحرّ ونهج قوى الرابع عشر من آذار، أكدت يمنى أن "الأسئلة لم تكن لتطرح لو كان أبي ما زال حيّاً", مشددة على أن "المشاكل كلّها ستكون قد حلّت والأزمات ستكون بحكم المنتهية لأنه هو من كان يملك المشاريع الصادقة والفعالة لمختلف المشاكل التي يعاني منها اللبناني على مختلف الأصعدة سواء على صعيد الكهرباء أو الثقافة أو الصناعة والزراعة مروراً بالاقتصاد".

وأضافت: "الأكيد أن سلاح حزب الله لم يكن سيشكل هذه الأزمة اليوم لأنه سيكون قد ألغي من الوجود وستكون الدولة هي الحاكمة".

واذ أشارت يمنى الى أن "ملّف اغتيال البشير ما زال بين يدي القضاء اللبناني"، لفتت الى أن "هذا الملف نائم حتّى الساعة على الرغم من أن المجرم قد فرّ من السجن", مؤكدة على أنه طالما أن النظام الدكتاتوري الحالي موجود في سوريا فسيبقى الملف اللبناني مقفل ولن يستطيع القضاء لا الدولي ولا اللبناني تحريك القضية". وحول "ما يعرف بالبطل حبيب الشرتوني كما يحّب مؤيدو الحزب الحاضن له مناداته"، قالت يمنى: "البطل لا يقتل وطن بل البطل هو الذي يستشهد لأجل وطن، فلا يمكن للمجرم أن يكون بطلاً". هذا وشددت يمنى على أن الجهة التي اغتالت والدها هي التي نفذت جريمة اغتيال نسيبها بيار أمين الجميّل" مشيرة الى أن "القرار سوري محض والتنفيذ أتى بأدوات لبنانية ".ولدى سؤالها عن المقاومة المسيحية التي يدعي البعض تمثيلها، كانت الاجابة حازمة من يمنى: "المقاومة المسيحية كلفتنا عشرين ألف مقاوم شهيد فلا أعرف من يستطيع تمثيل هذه المقاومة في حين أن الدور المسيحي مغيّب في هذه الأيام". هذا وأكدت أن "استرجاع حلم بشير يكون بالنضال الحقيقي لتوحيد المسيحيين ومن خلال وضع خطة استراتيجية للبحث في مستقبلهم في لبنان", متوجهة الى الشباب اللبناني الذي يعتبر بشير مثاله الأعلى داعيةً ايّاهم الى "البقاء على ثوابت بشير الوطنية المسيحية واللبنانية". وختمت يمنى الحديث بدعوة كل لبناني مؤمن بحلم بشير الى المشاركة في القداس الاحتفالي الذي سيقام في الذكرى التاسعة والعشرين لاستشهاد شهيد الجمهورية وذلك في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم الأربعاء الواقع فيه 14 أيلول 2011 في كنيسة اللعازارية في منطقة الأشرفية. *موقع 14 آذار

 

نديم الجميّل: مقابلة "الرواد" مع الشرتوني بمثابة إخبار وعلى القضاء التحرّك

علّق عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميّل على المقابلة التي أجرتها صحيفة "الرواد" في عددها الصادر أمس مع نبيل الشرتوني (المتهم بتنفيذ عملية إغتيال رئيس الجمهورية الأسبق بشير الجميل)، بالقول: "هذه المقابلة هي بمثابة إخبار لمدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا والقضاء اللبناني"، مطالبًا إياهم بوجوب "التحرك في أسرع وقت".

الجميل، وفي حديث لمحطة "mtv"، لفت إلى أنَّ "القضاء تحرك ليستمع لمراسل مجلة الـ"تايم" في لبنان (الذي أجرى مقابلة مع أحد المتهمين من "حزب الله" في قضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري) ولم يتحرك لسماع إفادة من أجرى المقابلة مع الشرتوني". وختم بالقول: "هذا اعتراف واضح أن الحزب القومي وسوريا قاموا بجريمة إغتيال بشير جميل".

(رصد NOW Lebanon)

 

إدمون رزق: بشير الجميل كان رجل الدولة المقدام الملتزم بالقضية 

أكد النائب السابق إدمون رزق أن الرئيس بشير الجميل كان رجل الدولة المقدام الرجل الذي التزم القضية وكان يحمل رسالة، مشيراً الى أنه اليوم هناك شيء أهم من الحدث خصوصاً وان الحدث جرى مرة واحدة ونحن نستعيده لأخذ العبرة والأمثولة ، لافتاً الى ان بشير يُنصَف اليوم بالعودة الى مثاله والى مفهومه للوطن اللبناني بحجمه الطبيعي 10452 كلم مربع والديمقراطية والحرية. وشدد رزق على أن الرئيس بشير الجميل كان تجسيداً للحلم اللبناني وفكر القضية اللبنانية، معتبراً أننا اليوم بحالة تردي وتنكر للقضية التي حملها بشير الجميل وهي القضية اللبنانية. ورأى رزق أن مراجعة ادائنا والطريقة التي تصرّفنا بها في السنوات الماضية لا تكفي خصوصاً انه اصبح هناك خروج عن القضية واهدار لهذا الدم الغالي الذي سُفك على الأرض اللبنانية من بشير الجميل الى الشباب الذين سقطوا ضحايا وشهداء في ساحة الدفاع والايمان عن لبنان، وقال: "نحن نسينا ما هي القضية اللبنانية وأصبح لدينا أولوية اسمها الكرسي والسلطة، في وقت أن بشير لم يكن يبحث عن سلطة، داعياً الى الخروج من لعبة استغلال دم الشهداء والعودة الى القضية التي استشهد من اجلها بشير الجميل والاقتداء بالخط الذي رسمه".

 

حبيب لـ"NOW Lebanon": بشير الجميّل كان سبّاقًا بتسجيد فكرة "ثورة الأرز"

إعتبر عضو تكتّل "القوّات اللبنانيّة" النائب فريد حبيب أنّ "الرئيس بشير الجميّل قائد خسره لبنان عام 1982 عندما رأوه منقذ للوطن"، مشيرًا إلى أنّ "الذي قتله هو "الحزب السوري القومي الاجتماعي" بأمر من النظام السوري". حبيب، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon"، شدّد على "أهميّة إحياء ذكرى الشيخ بشير هذه السنة والذي كان سبّاقًا في تسجيد فكرة ثورة الارز".

 

القادري لـ"NOW Lebanon": شهادة الجميّل انعكاس للتمسّك بالحريّة والسيادة والاستقلال

أكّد عضو تكتّل "لبنان أوّلاً" النائب زياد القادري على أنّ مشاركته في القدّاس المقام على راحة نفس رئيس الجمهوريّة الشيخ بشير الجميّل ورفاقه هي "تحيّة لشهداء الوطن"، مشدّدًا، في حديث لموقع "NOW Lebanon" على أنّ "شهادة الشيخ بشير الجميّل "انعكاس للتمسّك بالحريّة والسيادة والاستقلال".

 

مجدلاني لـ"NOW Lebanon": الشيخ بشير يجسّد بمسيرته ثورة الأرز

أكّد عضو تكتّل لبنان أوّلاً" النائب عاطف مجدلاني أنّ مشاركته في ذكرى استشهاد رئيس الجمهوريّة بشير الجميّل تأتي في إطار "التشديد على أهميّة تكريس الحريّات"، مذكّرًا بأنّه ثابر على المشاركة بهذه الذكرى "كل سنة حتى في أيام الوصاية السوريّة". مجدلاني، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" قال: "من المفروض تكريم ذكرى الشيخ بشير الذي يجسّد بمسيرته ثورة الارز".

 

آملاً من رئيسي الجمهورية والحكومة "النظر بما تقوم به وزارة الخارجية لأنه لا يمكن أن يظهر لبنان وكأنه دولة مارقة ويؤيد استعمال العنف"

جعجع: اللغط حول تفسير كلام الراعي غيمة عدم وضوح زالت

أعرب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن "ارتياحه لتوضيح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لمواقفه وبالأخص بعد تصاريحه بالأمس ولقائه وفداً من قوى "14 آذار" بحيث شرح بأنّ كلامه اجتُزئ ودخل عليه تحوير وعدم دقة بالترجمة مما أدى الى تفسير هذا الكلام بطريقة لا تُعبّر عن رأيه الشخصي كما صرّح البطريرك نفسه بالأمس".  

جعجع، وفي مقابلة مع اذاعة "لبنان الحر"، لم يُخفِ شعوره بـ"الحيرة الكبيرة والغموض والحزن حين وصلت اليه مواقف البطريرك الراعي الأخيرة في فرنسا" وأضاف: "خاصةً أنني أعايش تماماً مبادئ الكنيسة والفاتيكان ومسيرة المسيحيين عبر القرون كما أنني رافقت مواقف غبطة البطريرك الراعي منذ كان مطراناً وأعلم جيداً موقف الكنيسة وموقف الراعي من المبادئ الانسانية الكبرى والقيم الأساسية ومن حقوق الانسان والكرامة البشرية وحرية الانسان والديمقراطية ومن حق الشعوب في تقرير مصيرها اضافةً الى موقفها من الدولة لجهة انه لا يقوم مجتمع بدون ان يكون القرار الاستراتيجي والسلاح بيدها، فهذه المواقف جميعها ليست بجديدة على الكنيسة".  

واذ رأى أنّ "ما حصل من لغط حول تفسير كلام الراعي ما هي إلا غيمة عدم وضوح قد زالت"، شدد جعجع على ان البطريرك الراعي "أمين على تراث بكركي وهذا مدعاة للارتياح ولعدم الضياع في تحاليل ليست بمكانها". ورداً على سؤال حول الأوضاع في سوريا، اعتبر جعجع أنّ "رفض النظام في سوريا لمبادرة جامعة الدول العربية يُظهر ان هذا النظام لا يريد الذهاب باتجاه عملية سياسية أو اصلاحات بالعمق"، مجدداً استغرابه من موقف وزارة الخارجية اللبنانية وموقف لبنان الرسمي، وقال: "لا أعلم اذا ما كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي على اطلاع بهذا الموقف، فما لم أفهمه هو هل ان لبنان مع استمرار العنف في سوريا؟ وهل هو ضد 21 دولة عربية؟"، آملاً من رئيسي الجمهورية والحكومة "النظر بما تقوم به وزارة الخارجية لأنه لا يمكن أن يظهر لبنان وكأنه دولة مارقة ويؤيد استعمال العنف من قبل بعض الأنظمة لقمع الشعوب وكأننا دولة ضد المبادئ والقيّم".

وعن تمويل المحكمة الدولية، رأى جعجع أن "هذا الموضوع ممكن ان يُشكّل مشكلة كبيرة جداً للبنان في حال التلاعب فيه لأن اللعبة الاقليمية والدولية هي حالياً في أشد مراحلها وبالتالي ان اي موقف للبنان يظهر فيه وكأنه ضد القرارات الدولية والاجماعين العربي والدولي، لا بل ان أي موقف للحكومة يُستشف منه ان لبنان يتهرب من التزاماته الدولية، سيكون له انعكاسات سلبية جداً على الواقع اللبناني، فحتى روسيا والصين وكلّ الدول الأخرى وافقت على هذه المحكمة وبالتالي هناك اجماع حولها في مجلس الأمن والا سوف نضع أنفسنا في مكان لا نُحسد عليه على الاطلاق"، مشيراً الى "ان الحكومة الحالية لا يُمكنها الا ان تفي بالتزاماتها وبالأخص لجهة التمويل عدا عن أن أكثرية الشعب اللبناني يريد هذه المحكمة ما يشكّل اضافة على كل الاعتبارات الأخرى".

ورداً على سؤال حول استعداد "القوات اللبنانية" لإحياء ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية ومن التخوف من ذهاب دماء الشهداء من بداية الحرب وحتى ثورة الأرز هباءً، أكّد جعجع انه "لا يوجد أي مخاوف من ذهاب دماء الشهداء هباءً"، وتابع: "نحن مستمرون بنضالنا يوماً بعد يوم وفي كل الظروف وبالوسائل الديمقراطية للوصول الى تحقيق أهدافنا"، مضيفاً: "حتى مع اعتمادنا للوسائل الديمقراطية ما زال شهداؤنا يسقطون وآخرهم في العام 2008 وكلّ هؤلاء ماتوا في سبيل القضية".

وختم جعجع بالقول "أنا كلّي أمل اننا اذا استمرينا كما نحن سنصل في نهاية المطاف، ولو ان الطريق لا يزال طويل وشاق، الى تحقيق كلّ اهدافنا ولن تذهب نقطة من دماء شهدائنا هباءً"، داعياً "كلّ اللبنانيين وبالأخص كلّ مؤيدي ثورة الأرز والقواتيين الى حضور قداس الشهداء السنوي وفاءً منا لدمائهم وكوقفة وطنية نقفها كلّ عام انطلاقاً من التحديات التي تُواجهها ثورة الأرز في الداخل وانطلاقاً من كلّ التحديات التي يُواجهها لبنان على مستوى احداث المنطقة والعالم"، وأضاف: "سنلتقي بإذن الله يوم السبت في 24 ايلول ابتداءً من الساعة الرابعة بعد الظهر في ملعب فؤاد شهاب في جونية". (المكتب الإعلامي)

 

الراعي اختتم زيارته للمتن الأعلى بقداس عيد الصليب: لا يمكن للبنان أن يخلص بالقباحة والعنف والخلافات والتقوقع

 وطنية - 13/9/2011 واصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جولته الرعوية في قرى المتن الأعلى وبلداته، يرافقه عدد من المطارنة، فزار بعد الظهر بلدة بمريم حيث أقيم له استقبال حاشد، في باحة كنيسة مار تقلا. وألقيت كلمات شددت على "العيش الواحد المشترك بين أبناء البلدة والوحدة والشركة والمحبة". وخلال توجه الراعي الى بلدة الشبانية، المحطة الثانية من جولته المسائية، أقامت فاعليات الخريبة الروحية والحزبية والبلدية وأهاليها له وللوفد المرافق حفل استقبال في ساحة البلدة، فبادرهم الراعي بالتحية وصافح الجميع.

ثم توجه والوفد المرافق إلى الشبانية، حيث أقيم له استقبال مميز في ساحة كنيسة السيدة، شارك فيه إلى نواب بعبدا، النائب علي عمار، رئيس اتحاد بلديات المتن الأعلى رئيس بلدية الشبانية المحامي كريم سركيس، وكيل داخلية المتن في الحزب التقدمي الاشتراكي هادي أبو الحسن، عضو المجلس المذهبي الدرزي الدكتور وجيه مفرج، الأمين العام للمؤسسة الدرزية للرعاية الاجتماعية الدكتور عصام مكارم، وفاعليات ورؤساء بلديات ومخاتير القرى المجاورة وحشد كبير من الأهالي. وبعد قداس في كنيسة السيدة على نية اهالي البلدة، أقيم احتفال تحدث في مستهله كاهن الرعية الأب مارون شمعون. وألقى سركيس كلمة قال فيها: "نوجه تحية من روح رئيس السلام في زمن الحرب، رئيس العقل في زمن الجنون، رئيس وحدة لبنان في زمن الانقسامات، من روح الرئيس الراحل الياس سركيس". أضاف: "لن ننسى أن جدودنا بنوا حضارة هذا الجبل، ووطدوا أواصر التعاون والتلاقي فيه على أسس صادقة متينة، انطلاقا من عامية انطلياس مرورا بمصالحة الجبل التي تمت برعاية البطريرك الماروني الكاردينارل مار نصر الله بطرس صفير والزعيم وليد جنبلاط. لقد أدرك هذان الرجلان الكبيران أن مسيرة التاريخ التي شاءها القدر والعناية الالهية لن تتغير وإن تعثرت أحيانا على أيدي المغرضين فهي التي أوجدتنا معا في هذه البقعة".

بعدها، ألقى المونسنيور يوسف مونس كلمة أشاد فيها بمواقف الراعي.

الراعي

من جهته، ألقى الراعي كلمة شكر فيها الأهالي والفعاليات على "هذا الاستقبال المميز والجميل"، وقال: "سأقول كما قال الكاتب الروسي الشهير ديستيوفسكي "الجمال وحده يخلص العالم". ونحن في الشبانية نريد أن نقول لا يوجد سوى الجمال الذي يخلص لبنان، جمال العيش معا والانفتاح على كل الناس وتعددية الأحزاب والديانات والآراء والتطلعات، جمال الوحدة في التنوع. لبنان يخلصه جمال الاقتصاد والتجارة والاعلام الذي يقول الحقيقة كاملة، وجمال القلب الكبير المنفتح على المصالحة والغفران. وما يخلص لبنان هو جمال النفوس التي تعرف التضحية في سبيل الخير العام بمصالحها الصغيرة والرخيصة. وما يخلص لبنان أيضا جمال العيش معا بثقة وبمحبة من دون أحكام مسبقة ومن دون العيش بحذر ومن دون تشكيكات واتهامات وتخوينات. هذا الذي يخلص لبنان، هذا الجمال الذي لا نستطيع أن نحكيه إلا في الشبانية، جميلة منطقتكم هذه في المتن فربنا جملها بطبيعتها الرائعة والحلوة والتي تكتمل بجمالها الانساني، بجمال طوائفها وأحزابها وأشخاصها وعملها وفكرها وعطاءاتها. من هنا، ينطلق خلاصنا في لبنان، نحن بحاجة إلى الجمال لكي يخلص لبنان. بالقباحة والعنف والخلافات لا يمكن للبنان أن يخلص، بإقصاء الواحد للآخر لا يخلص، بتقوقعه لا يخلص، بانفصاله عن عالمه المشرقي لا يخلص، بإقفاله على ذاته لا يخلص، الجمال وحده يخلص لبنان". بعد ذلك، توجه الراعي والوفد والمسؤولون الى تلة الصليب في بلدة حمانا، حيث اختتم اليوم الأول من الزيارة بقداس لمناسبة عيد الصليب حضره حشد كبير من أهالي البلدة والمنطقة.

 

هل يعود الراعي عن مواقفه الباريسيّة؟

دنيز رحمة فخري/الجمهورية

سؤال يردّده كثيرون في الوسط السياسيّ وحتى الوسط الشعبيّ المسيحيّ، فالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي لم ينقض بعد ما أتى على لسانه في باريس، وإن كان حاول منذ عودته الى بيروت تخطّي ما قيل هناك، مضيفا على الغموض غموضا لاسيّما حين وصف ما نقل عنه من كلمات بالمجتزأة لا علاقة لها بمواقفه الشخصية الأساسية.

أراد البطريرك الماروني أن يكون جامعا لكلّ اللبنانيين ولكلّ المسيحيّين إلّا أنّه بدأ، ونتيجة مواقفه الأخيرة من النظام السوريّ وسلاح حزب الله، بدأ يواجه استحالة تحقيق الأمر فبات اللقاء المارونيّ الجامع في بكركي في 23 الجاري في خطر، لا سيّما أنّ المشاركة قد تقتصر على الفريق المسيحيّ الموالي لا المعارض.

فوفق المعلومات، فإنّ القوات اللبنانية تدرس بتأنٍّ مسألة مشاركة رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع في اجتماع بكركي، وهي تربط حضورها بموقف معلَن واضح لا لبس فيه مطلوب من البطريرك المارونيّ في مسألة السلاح غير الشرعيّ وقضيّة الوجود المسيحيّ في الشرق وارتباطه بالأنظمة الدكتاتورية.

وبحسب مصادر رفيعة فإنّ موقف مسيحيّي الرابع عشر من آذار ليس مناورة، وإنّ مقاطعتهم اجتماعات الصرح البطريركي أكثر من جدّية، إذا لم تتوضّح مواقف سيّد الصرح من كلّ القضايا التي أثارها في فرنسا.

وبحسب مصادر مقرّبة من هذه القوى فإنّ الرسالة وصلت الى بكركي واضحة من خلال النوّاب نايلة معوّض، فؤاد السعد وهنري حلو، وكذلك عبر السيّدة جويس الجميّل والدكتورة مي شدياق. وفهم أنّ الجميّل وشدياق طالبتا البطريرك بتوضيح ما قاله بالعلن كما فعل في فرنسا، وأنّ أيّ تراجع عن المواقف الأخيرة يجب أن يكون بالعَلن وليس بالسرّ، وقد أكّد البطريرك المارونيّ أنّه سيغتنم مناسبة قدّاس شهداء القوّات اللبنانية في 24 الجاري لإرسال رسالته الواضحة عبر كلمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وبحسب المعلومات فإنّ البطريرك شرح للجميّل وشدياق خلفيّات مواقفه الأخيرة مركّزا على الخوف على المسيحيّين من الأنظمة المتشدّدة، وقال في قضيّة حزب الله: قدّموا لي طريقة حلّ هذه القضيّة وأنا أمشي بها. وقد أكد الراعي أمام زواره نفيه التام ما تردّد عن قيام وفد كنسي بزيارة سوريا ولقاء الأسد، أو نيته زيارة سوريا ولقاء الأسد. ورفضت مصادر نيابية الكشف عن مسار التعاطي مع هذا الملفّ مؤكّدة أنّ الموقف النهائي لا يزال موضع تشاور بين مختلف القوى المسيحيّة المعارضة، وأنّ الموضوع يدرس بهدوء وبعيدا عن الإعلام.

وعلى عكس ما روّج من كلام على لسان السفير الفرنسي في لبنان، ذكرت مصادر مقرّبة منه قوله إنّ احترامه لموقع البطريرك الماروني حتّم عليه قول ما قاله بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ونقل أنّ الدوائر الرسمية الفرنسية لا تزال مستاءة من مواقف الراعي التي أتت مناقضة لمواقف الدولة المستضيفة له، وفيما علم أنّ السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيلي أبدت استغرابها لدى سماعها مواقف سيّد بكركي، يتردّد أنّ زيارة أميركا إذا بقيت قائمة قد تتحوّل الى راعوية من دون أن يتخلّلها أيّ لقاء مع المسؤولين الاميركيين.

 

أيّ دور لمسيحيّي لبنان؟

شارل جبور/الجمهورية

لعلّ السؤال الأساس الذي لم نجد بعد جوابا مقنعا عليه يتمحور حول الآتي: لماذا لم يبقَ في هذا الشرق الذي كان مسيحيّا في الأساس ومن ثمّ تحوّل إلى الإسلام من أثر لهذه المسيحيّة الحرّة سوى في لبنان؟ وبعيدا من أيّ مقاربة ذات بُعد دينيّ فلسفيّ لاهوتي من قبيل أنّ لبنان أرض القداسة والقدّيسين أو أنّ "وظيفة" المسيحيّين في لبنان أن يكونوا ذاك الجسر الذي سيؤمّن الوصل بين اليهود والمسلمين على طريق توحيد أو تقريب المسافات بين الديانات الثلاث، فإنّ ما ميّز الوجود المسيحيّ اللبناني ويميّزه عن الوجود المسيحيّ المشرقي هو العنفوان والصلابة والعزيمة والمبادرة ورفض التبعيّة والاستسلام والتسليم بالأمر الواقع والتمسّك بالوجود السياسيّ.

فالجماعة المسيحيّة في لبنان لم تعتبر يوما أنّ وجودها في هذه الأرض مرتبط بمستعمر أو قوّة خارجيّة توفّر لها الضمان والحماية، وكلّ الحمايات هي بعرفها مشبوهة انطلاقا من أنّ لأصحابها مصالح وأولويّات تختلف عن مصالح وأولويات أهل هذه الأرض. وقد تستفيد من دعم خارجي للموازنة مع تدخّل خارجيّ آخر على طريق تعطيله، ولكنّها لم تستقِل يوما من دورها في الدفاع عن اقتناعاتها وأفكارها وحرّيتها ونمط عيشها.

إنّ "سرّ" الوجود المسيحيّ في لبنان يكمن في أنّ هذه الجماعة آلت على نفسها أن تكون رأس حربة في رسم خياراتها وصناعة مصيرها وتحديد مستقبلها، فلم تقبل يوما بأنصاف الحلول أو التسويات على حساب حضورها واستمراره. لقد كانت السبّاقة في المساهمة بإرساء دولة مدنية وعصريّة وديموقراطية توفر للإنسان اللبنانيّ عزّته وكرامته ورفاهيّته، وعندما سقطت هذه الدولة بفعل العوامل الخارجية المعلومة، لم تتردّد في خلع رداء "الدولة" ولبوس رداء "الميليشيات" دفاعا عن ميزاتها التفاضلية، وعندما لاحت بشائر عودة هذه الدولة كانت السبّاقة الى الانخراط في هذا المشروع الذي لا بديل سواه لضمان الوجود المسيحيّ.

لم يسبق أن استقالت الجماعة المسيحيّة في لبنان من دورها أو اعتبرت ما يجري من حولها لا يعنيها، ولطالما نذرت نفسها دفاعا عن سيادة لبنان واستقلاله ومرجعيّة الدولة فيه، فضلا عن مفاهيم الحرّية والديموقراطية والعدالة، ولعلّ أيّ استقالة من دورها كرأس حربة في الدفاع عن هذه القيم، تعني نهايتها المحتّمة نتيجة عدم استلهامها الروحيّة المسيحيّة النضالية التاريخية وثوابتها. ولم يسبق للمسيحيّين في لبنان أن عاشوا عقدة الخوف أو كانوا عشّاق لجلّاديهم أو تماهوا مع المعتدي عليهم أو تكيّفوا مع قيودهم أو أثّرت العبودية في جلدهم، إنّما أصرّوا دوما على الوجود السياسيّ رافضين "سماحة" المسلمين إطارا لعيشهم، ومؤكّدين العيش بكرامة مع المسلمين، لأنّ جوهر المسيحيّة اللبنانية الحقيقية هي رفض العيش في ذمّة أحد.

المسألة المسيحيّة مطروحة بقوّة، لا بل من الواجب طرحها في سياق حركة التغيير القائمة، لأنّ التحدّي الأساس أمام هذه الحركة أن تبقى تحرّرية وترسي قواعد أنظمة مدنيّة حديثة وديموقراطية. ولكن ما لا يمكن إغفاله أو القفز فوقه في سياق هذه الحركة هو الآتي:

أوّلا، إنّ الشعب السوري الذي يقاتل بصدوره الدبّابات يمارس أرفع أنواع النضال في مواجهة آلة الإجرام.

ثانيا، سقوط منطق الأقلّيات الذي لا يحتضن سوى الجريمة بذاتها. ثالثا، تحوّل المسجد أو الجامع أرضيّة للمطالبة بالحرّية.

 

شمعون لـ "الجمهورية": عون "هاوي كرسي

الجمهورية/أسف رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون لأن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "لا يعمل لمصلحة البلد، بل هو "هاوي الكرسي"، وهاجسه الوحيد السلطة، وقد ضحّى بأمور كبيرة تخدم مصلحة لبنان خدمة لمصلحته الشخصية بهدف الوصول إلى كرسي الجمهورية".

ولفت شمعون في حديث إلى "الجمهورية" إلى أنّ "الخسارة الكبيرة طاولت اللبنانيين عموما والمسيحيّين خصوصا وقد تبيّن لنا، أنّه عاد من باريس بعدما اتفق مع سوريا على التحالف مع حلفائها في لبنان مقابل وصوله إلى الكرسي الرئاسي، الى درجة انّه تخلّى عن مسيحيّته ومارونيّته اللبنانية ليصلّي في سوريا وفي بلدة براد بالتحديد، ويقف على خاطر الحكم السوري".

وتوجّه شمعون إلى عون قائلا: "كفى، إنّك تغشّ نفسك وتغشّنا، لأنّ النظام العظيم سينهار مثلما فعلت بشعبك". ولاحظ أنّ "غالبيّة المسيحيّين أدركوا أنّ عون غشّهم ولكنهم يخجلون من الإقرار بالحقيقة، وفهموا أنّ طريق عون لا توصلهم إلى برّ الأمان"، مذكّرا بأنّ "قسما كبيرا من هؤلاء اللبنانيّين عانوا وضحّوا عندما كانت سوريا تحتلّ لبنان، والآن لديهم نقمة ووعي ونقزة ضمير، وباتوا يعون المخاطر التي ستواجههم لو أكملوا في دعم النظام السوري وهم يتمنّون ضمنا لو يسقط هذا النظام سريعا".

وعن مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأخيرة، قال شمعون: "إنّ غبطته تحدّث عن اجتزاء أحاديثه وتحويرها في شكل أبعدها عن توجّهات البطريرك الحقيقيّة"، لافتا إلى أنّ الراعي "سيعقد في وقت لاحق مجمعا في بكركي يوضح بعده موقفه مفصّلا".

 

مصادر "NOW Lebanon": رشق دوريّة فرنسيّة لـ"يونيفيل" في عيتا الشعب بالحجارة وتدخّل الجيش 

أفادت مصادر ميدانيّة موقع "NOW Lebanon" أنّ إشكالاً وقع عند الساعة الحادية عشرة من هذه الليلة بين دوريّة للكتيبة الفرنسيّة العاملة في إطار الـ"يونيفيل" وعددًا من أهالي بلدة عيتا الشعب الحدوديّة الذين منعوا الدوريّة من دخول الطرقات الداخليّة للبلدة، ووقع خلاف تعرّضت خلاله آليّات الدوريّة للرشق بالحجارة". وأشارت المصادر عينها إلى أنّه "على الأثر دخل الجيش اللبناني إلى البلدة وعمل على حل الخلاف وإعادة الأمور إلى طبيعتها".

 

قواعد عسكرية سرية لـ"حزب الله" في الجنوب

"السياسة" - خاص: كشفت مصادر أمنية أن الكثير من أراضي المشاع التي استولى عليها عنوة مواطنون في جنوب لبنان تحولت إلى قواعد عسكرية سرية لـ"حزب الله", ما يؤشر على أن احتلال هذه الأراضي لم يكن عملاً عفوياً. وأوضحت أن الطريقة المعتمدة من الحزب هي إقامة أبنية بطوابق متعددة تحت الأرض على الأراضي المحتلة واستخدامها كقواعد تخزين للأسلحة, مع إبقاء المبنى خالياً من السكان في المرحلة الحالية. وأكدت المصادر أن مئات الدونمات صودرت في الأشهر الأخيرة وتحولت قواعد عسكرية وخصوصاً في المناطق الحدودية مع إسرائيل. من جهة أخرى, تبين لـ"حزب الله" نتيجة الاشتباك المسلح بين عناصره وبعض الفلسطينيين قرب مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت, مساء أول من أمس, أنه كان يواجه عناصر مسلحة منظمة ومنضبطة وشديدة العداء له, الأمر الذي أثار مخاوفه من أن يكون الحادث, الذي قيل إنه فردي, مقدمة لتكرار تجربة حرب المخيمات التي خاضتها حركة "أمل" في الثمانينات من القرن الماضي, لأنها وجدت في تلك المخيمات حصان طروادة عسكري مزعج في قلب المعقل الشيعي بالضاحية.

 

أوساط روحية انتقدت استعداءه معظم المسيحيين والسنة في لبنان  

الفاتيكان "منزعج جداً" من مواقف الراعي وانقلابه على مسيرة بكركي

حميد غريافي/السياسة

كشفت أوساط روحية مارونية في الفاتيكان, أمس, عن أن كبار المسؤولين في الكرسي الرسولي "منزعجون جداً" من تصريحات البطريرك بشارة الراعي في فرنسا الأسبوع الماضي, بعدما تلقوا من الحكومة الفرنسية النصوص الكاملة والحرفية لهذه التصريحات التي وقف فيها الى جانب نظام بشار الاسد ضد الشعب السوري الثائر على القمع والظلم واراقة الدماء, كما ساند فيها استمرار حزب الله في الحفاظ على سلاحه في وجه جميع اللبنانيين ودولتهم وجيشهم الى ان يعود الفلسطينيون لديارهم.

وقالت الاوساط القريبة من إذاعة الفاتيكان ان قيادات مارونية ومسيحية في لبنان ودول الاغتراب تتصل بالمسؤولين القريبين من البابا بنديكتوس السادس عشر معربة عن ذهولها واسفها وغضبها من تصريحات البطريرك الجديد في بيروت والذي كانت عارضت انتخابه خلفا للكاردينال نصرالله صفير لأن سياستي الرجلين على طرفي نقيض, وكانت زودت الكرسي الرسولي بمواقف مسبقة للراعي في عهد الاحتلال السوري وبعد الانسحاب في ابريل 2005, وكلها مواقف ضبابية تميل باستمرار الى مساندة نظام "البعث" الذي كان الراعي فتح معه قنوات اتصال عدة داخل لبنان وفي سورية نفسها من دون علم بكركي والفاتيكان.

وأعربت الاوساط الروحية المارونية في الكرسي الرسولي عن سخريتها من قول السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ان مواقف الراعي في باريس تعبر عن رأي الفاتيكان, متسائلة: "من أين حصل هذا المندوب السامي السوري الجديد على معلوماته المضحكة هذه? وهل له ولنظامه عملاء استخبارات داخل الفاتيكان للاطلاع على رأي البابا والكرادلة? ومن كلف هذا السفير السوري النطق بلسان البابا وحاضرة الفاتيكان بكاملها"?

واضافت الاوساط ان الفاتيكان لم يتدخل لا من قريب ولا من بعيد في انتخاب الراعي بطريركاً للطائفة المارونية لأنه لم يكن إطلاقاً مقرباً من الكرسي الرسولي, لأن آراءه لم تكن مقبولة وكانت مشوشة وتحمل دائماً "استخداما مزدوجا" ولأن معلومات المطارنة الموارنة الآخرين عنه في تقاريرهم الدولية الى روما كانت دائما تبرز تغريده خارج السرب المسيحي اللبناني وتقربه المستمر من الشخصيات الحاكمة العميلة لنظامي الاسد ومحمود احمدي نجاد.

وأعربت الاوساط الروحية عن اعتقادها ان الراعي حاول من باريس بتصريحاته "الخنفشارية البالية التي تضرب إسفينا ممقوتا بين الطائفتين السنية والمسيحية" في لبنان بعدما توحدتا حول مواقف البطريرك صفير, وتحولت بكركي في عهده الى فاتيكان السنة في لبنان وهو انجاز غير مسبوق في التاريخ بين هاتين الطائفتين, ان يجعل من نفسه نقطة الجدل الذي حدث بالفعل لاعتناق مواقف "حزب الله" ونبيه بري وميشال عون وجميع حلفاء سورية في لبنان الخلافية المفجرة, من دون ان يكلف نفسه عناء التفكير بالنتائج والتداعيات, وهاهو الآن يدعو الى مؤتمر عام للبطاركة المسيحيين لتحديد المسار المسيحي في لبنان والمنطقة كما يشيع المقربون منه, وهو أمر لا أحد بحاجة اليه لأن المسار مرسوم في عهد صفير ويتقيد به ويؤيده جميع البطاركة ولا احد يشذ عنه إلا الراعي الذي يحاول ان يجعل من نفسه محط الأنظار والجدل والأخذ والرد.

وذكرت الاوساط المارونية في الفاتيكان بما اعلنه نائب رئيس المجلس النيابي اللبناني فريد مكاوي من "ان الراعي قام بانقلاب موصوف على مسيرة بكركي التاريخية وعلى مواقف مجلس المطارنة الموارنة, ففقد دوره كمظلة مسيحية بعدما استعدى 70 في المئة من المسيحيين ومعظم المسلمين السنة في البلاد".

وأكدت الأوساط ان مثل هذه التصريحات تعبر بالفعل من مخاوف الفاتيكان السابقة لانتخاب الراعي بطريركاً إذ "حاول الكرسي الرسولي نهي البطريرك صفير عن الاستقالة والاستمرار في مهامه طالما هو قادر على ذلك, لأن المرحلة الراهنة لايمكن التلاعب بها بل ادارتها بتوئدة وتعقل وتفكير لتمريرها بأقل اضرار ممكنة على المسيحيين واللبنانيين عامة وكل البلد الواقف على شفير الانفجار". واضافت الاوساط ان هواجس الفاتيكان كانت في محلها إذ "كانت تخشى وصول بطريرك جديد يأخذ الطائفة ولبنان الى مكان آخر, ويتصرف بخفة وصبيانية واختلال كما تصرف وليد جنبلاط في نقل البندقية من كتف لبنان الى كتف سورية وحزب الله, بسبب مراهنة الرجلين الخطأ على امكانية عودة الروح الى نظام الاسد الساقط لا محالة, وعلى تجنب غضب "حزب الله" وسلاحه.

 

الحملة على ميقاتي: رسائل استياء حزبية وسورية

الجمهورية/ وضعت أوساط سياسية محايدة الحملة المركزة التي يتعرض لها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتولاها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون والوزيران السابقان ميشال سماحة ووئام وهاب في إطار الرسائل الموجهة من سوريا وحزب الله الى ميقاتي.

وتساءلت هذه الاوساط عن المصادفة لناحية إنطلاق هذه الحملة بعد المواقف الأخيرة التي أطلقها ميقاتي وأكد فيها رغبته في تمويل المحكمة ورفضه الانتقائية في القرارات الدولية والخروج عن أي إجماع دولي في حال صدور قرار عن مجلس الأمن في حق سوريا وقوله" اننا لن نتدخل في الشأن السوري، ونتمنى للشعب السوري ما يتمناه لنفسه"، مما يؤشر إلى وجود استياء لدى دمشق وحزب الله من هذه المواقف.

وفي هذا السياق شن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون هجوما مركزا على ميقاتي قائلا له: "السنّة غير مستهدفين بل أنت المتسهدف وأنت المخالف". وأردف: "لا تخالفوا وعندها لا تُستهدفون". وفي شأن تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قال"إني غير موافق حتى وإن وافق "حزب الله" على ذلك".وعن التحليلات القائلة إن أسهم ميقاتي ترتفع عندما يقوم عون بهاجمته، أجاب: "لترتفع، فهو عليه أن يطبّق القانون".

أما الوزير السابق وهاب فأكد أنه"ليس هناك تمويل للمحكمة، من يريد أن يمولها فليمولها من جيبه، لديه أموال، فليمولها لننتهي من هذا الموضوع، ولن يقر مبدأ التمويل. المحكمة أصبحت وراءنا، فلا يهددنا أحد بالمجتمع الدولي، نحن بلد ديموقراطي وسنترك الأمور لمجلس الوزراء، وهناك أصول. التصويت بحاجة الى أكثرية، وإذا أخذوا الأكثرية كان به، وإلا فلن نعطيهم شيئا بالقوة". ومن ناحيته، قال الوزير السابق ميشال سماحة بأن "آل الميقاتي التزموا في الخارج مع تيري روود لارسن شخصياً والامين العام للأمم المتحدة ومع وزير خارجية فرنسا والمجموعة الدبلوماسية في الاليزيه، ومع مسؤولين غربيين أخرين، بتمويل المحكمة الدولية، وبتطبيق قرارات الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا بمحاصرة سوريا في لبنان، وأتفقوا على أن تحمى المفاصل الادارية التي عينها السنيورة، وان تعتبر انها المفاصل الادارية للمستقبل في الامن والمال وادارة المشاريع والاقتصاد والخارجية في السفارات، ومثلما سمّاهم البارحة وهذا أمر خطير بأنهم أبناؤه الروحيون، أنه الاب الروحي لهذا وذاك". ورفضت مصادر ميقاتي الرد على هذه الحملة وقالت لـ "الجمهورية" انها لن تدخل في أي سجال في هذه الظروف بالذات "فرئيس الحكومة هو من الذين يؤمنون بأن لكل من القادة اللبنانيين موقفا معروفا، وفي لبنان حرية رأي ويعتقد أن علينا ان نحافظ عليه وفي الوقت الذي توقعت الأوساط السياسية اشتداد الحملة على ميقاتي، استبعدت في المقابل "خروج هذه الحملة عن الضوابط المعلومة والمرسومة كون لا مصلحة لحزب الله في دفع رئيس الحكومة إلى الاستقالة، خصوصا أن الأخير ليس في وارد التراجع عن مواقفه وثوابته التي أعلنها، وبالتالي الهدف الأول والأخير من وراء هذه الحملة دفعه الى التنازل وصولا إلى سقف مشترك معه".

 

ربيع مسيحيي الشرق في وجه "تحالف الأقليات"

وسام سعادة/المستقبل

لم تقم المسيحيّة المشرقيّة بأي ثورة لاهوتيّة في تاريخها الحديث. بقي تأثّرها بالثورات اللاهوتيّة الحديثة للمسيحيّة الأوروبيّة طفيفاً وعابراً. اعتبرت قلّة التأثّر في هذا المجال دليل أصالة أو انضباط. لم تفهم أنّ الحداثة تكون بإقرار الذات اللامتناهية للفرد، وتاريخيّة الوعي الدينيّ وكل أشكال الوعي، وانتفاء السحر من الطبيعة والعالم. لم تمرّ المسيحيّة المشرقيّة باللحظات الثورية الأساسية التي أعادت إنتاج الوعي المسيحيّ الأوروبيّ التاريخيّ، من "مارسيل دو بادو" إلى "مارتن لوثر" إلى "المجمع التريدنتيني" إلى "باروخ اسبينوزا" إلى "لودفيغ فويرباخ" إلى "سورين كيركيغارد" إلى "ارنست رينان" إلى "فلاديمير سولوفيف" إلى "المجمع الفاتيكاني الثاني". على العكس تماماً، اعتبرت أنّ الحداثة ينبغي أن تحصر بتحديث جزئيّ لجوانب مختارة من الخطاب والتأدّب والسلوك والمعاش اليوميّ، بقصد التقرب "الإمتثاليّ ـ الإحتمائيّ" من الغرب، والتمايز من خلال هذه الجوانب، أو مع التفاضل بها مع المسلمين.

والغرب بدوره لم يكذّب خبراً، فجنح قسم أساسيّ من خطابه الإستشراقيّ للتعامل مع وجود مسيحيي الشرق على أنّه وجود للشهادة على التاريخ القديم للمنطقة من جهة (براد!)، وعلى أنّه تحدّ رمزيّ تثبت من خلاله المجتمعات العربيّة الإسلاميّة قدرتها على التسامح، كما تعامل هذا الخطاب مع مسيحيي الشرق على أنّهم جماعات ليس لديها مشكلات جديّة أساسية مع الحداثة تقارن بالمشكلات التي تختصرها ثنائية "الإسلام والحداثة". ما يستنتج منه أن لا داعي لأن تنشب أي ثورة لاهوتيّة مسيحية مشرقية.

وهذا القسم الأساسيّ من الخطاب الإستشراقي راح يؤسّس منذ القرن التاسع عشر للقفز من عتبة "إلغاء وجود مسألة مسيحية في الشرق" إلى عتبة "إلغاء وجود مسألة مسيحيي الشرق" إلى عتبة التأسيس لنظرية "التحالف العميق بين الأقليّات المسيحية والأقليّات المسلمة غير السنّية في الشرق".

فالمسألة "المسيحية" في الشرق ملغاة بمجرّد إلغاء السؤال الملحّ عن ضرورة الثورة اللاهوتية بين مسيحيي الشرق، أي ضرورة وصل مسيحيي الشرق بالثورات اللاهوتية التي شكّلت الوعي المسيحي الأوروبي الحديث. أمّا مسألة "مسيحيي الشرق" فملغاة بمجرّد تخييرهم بين نموذجين: نموذج "السكّان الأصليين" من جهة، ونموذج "الجاليات الأجنبية" من جهة ثانية. والأخطر من ذلك أن جرى الخلط بين هذين النموذجين.

في المقابل فإنّ نظرية "التحالف العميق بين الأقليّات" بصرف النظر إذا كانت أقليّات ضمن الفضاء الدينيّ الإسلاميّ ـ المسيحيّ فإنها انبنت على مفاضلة استشراقية مزمنة بين التسنّن والتشيّع لمصلحة التشيّع، إنّما كل مرّة لسبب جديد، بدءاً من الكونت دو غوبينو في القرن التاسع عشر الذي اعتبر الصراع المذهبيّ انعكاساً للصراع بين العرق الآريّ والعرق السامي، بل كانت إقامة غوبينو في بلاد فارس محوريّة جدّاً لجهة استكمال بناء "الأسطورة الآريّة". وفي القرن العشرين سيجعل هنري كوربان من كل مذهب ديناً مفترقاً عن الآخر: دين الإشراق المستمرّ في حال التشيّع، والدين التشريعيّ المغلق في حال التسنّن. وإبان الثورة الإيرانية، سيكتب ميشال فوكو في ذروة حماسته للخميني أشياء من هذا القبيل، فيجعل الديموقراطية في فئة، والديكتاتورية في فئة أخرى. وإننا نرى أن تسّلل هذه المفاضلة الإستشراقية المزمنة بين التسنّن والتشيّع لمصلحة الأخير أفقدت السياسة الأميركية توازنها في الموضوع العراقيّ، وأضاعت جانباً أساسيّاً من الفرصة التاريخية التي أتاحها إسقاط النظام البعثيّ العفلقيّ.

هذه المفاضلة الإستشراقية المزمنة بين التسنّن والتشيّع لمصلحة الأخير هي التي تمثّل العمق الثقافيّ لنظرية "تحالف الأقليّات" اليوم، لأنّ باب النظر الذي تعتمده لتاريخ الفِرق والمذاهب في الإسلام هو تعيين أي فِرق أقرب لاهوتياً إلى المسيحيّة، وأيها أبعد عنها، وهذا خطأ نظريّ أساسيّ، وخروج جوهريّ عن تاريخيّة الوعيّ الدينيّ. إنّ تاريخاً كاملاً من المفاضلة الإستشراقية سبق أن لخّصه العماد ميشال عون قبل سنوات عندما قارن بين شعائر عاشوراء وطقوس صلب المسيح. كان أفضل له لو قرأ "عذابات الحلاّج" لماسينيون، والحلاّج لم يكن شيعياً، تماماً مثلما أنّ صدّام حسين لم يكن شيعياً، خلافاً لمعلومات من ظنّ أنّ المسيحيين في العراق تعذّبوا من بعده بسبب "حكم السنّة"!!

منطق "تحالف الأقليّات" هو إذاً: لا وجود لمسألة مسيحيّة في الشرق، أي لا ضرورة لثورة لاهوتية تعيد الحياة إلى المسيحية في الشرق، ولا وجود لمسألة مسيحيي الشرق، أي لا ضرورة لثورة إجتماعية وسياسية تعيد تأسيس وجودهم الحضاريّ بشكل يتجاوز ثنائية "سكان أصليين جالية أجنبية". أما التحالف فلا يكون بين أحرار المسيحيين وأحرار المسلمين، ضدّ الإستبداد والبغضاء ومن أجل حقوق الإنسان والديموقراطيّة، ولا يكون "تقريباً" بين الكنائس المسيحية في ما بينها على طريق "الوحدة المسكونيّة"، إنّما يكون التحالف بين الأقليّات غير المسلمة من جهة وبين الأقليّات المسلمة غير السنّية من جهة ثانية. "اللاسنّية" هي إذاً عقبة معرفية وسياسية وحضارية تحول دون أن يطرح مسيحيّو الشرق قضاياهم بالشكل الصحيح، ولأجل هذا فإنّ الموقف من الربيع العربيّ فرصة أساسية للتعرّف إلى هذه العقبة والعمل لدحضها، في اتجاه تفجير ربيع مسيحيّ داخل كل جماعة مسيحيّة مشرقية وعلى امتداد مسيحيي الشرق: بالمختصر المفيد، آن الأوان لربيع مسيحيي الشرق في وجه "تحالف الأقليّات"، وفي إطار الربيع العربيّ الكبير.

 

نفى التدخل بأي خلافات فئوية في لبنان وخارجه

الراعي: ما نُقل عنّي مجتزأ ولا يعبّر عن مواقفي

 المستقبل/رأى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، "أننا نحن عكس ما صدر عنا من اجتزاء كلمات، من هنا وهناك خلقت بلبلة، وأننا نطمئن الجميع بأننا مع الشركة والمحبة، ولا ندخل في أي خلافات فئوية في لبنان أو خارج لبنان"، داعياً الى "نسيان ما صدر من اجتزاءات عن حديث لي ربما متعمدة، وكلمات قيلت في فرنسا، ليس لها علاقة بمواقفي الشخصية الاساسية".وأوضح خلال زيارته الى بلدة العربانية، حيث استقبله حشد شعبي تقدمه نواب منطقة عاليه وعدد من رؤساء بلديات ومخاتير القرى المجاورة أمس: "أنني عندما أقول شركة روحية تربط بين بعضنا البعض وبين الله، يعني سنضع يدنا في يد بعضنا، واننا نريد ان نتصالح ونعمل ثقة، ونضع ثقة قلوبنا ببعضنا البعض، ونزيل الحذر بين بعضنا البعض، لذلك يجب ان نوقف التخوين والتشكي، من اجل أن نعيش الشركة الحقيقية، وهي شركة روحية اجتماعية".

وقال: "نحن لا نستطيع ان نفرط بأحد، ولا نريد ان نلغي احداً، ولا تهشيم احد، فلبنان في حاجة الى كل ابنائه واحزابه وتياراته وطوائفه، ولكن نحن في حاجة الى بناء الشركة الوطنية"، معرباً عن أسفه لما حصل بعد زيارته لفرنسا"، مؤكداً أن "الشركة والمحبة هي الباقية، ونحن عكس ما صدر من اجتزاء كلمات، من هنا وهناك وخلقت بلبلة، واريد ان اطمئن، واطمئن كل من يسمعونني انا لا اتخلى مع مطارنتنا وشعبنا وكنيستنا، عن شركة ومحبة، نحن لا ندخل بأي خلافات فئوية لا في لبنان ولا في خارج لبنان، نحن مع السلام وفرح الجميع، ونحن مع ان يتعامل الكل، واؤكد لكم انسوا ما طلع من اجتزاءات ربما متعمدة، اجتزاءات عن حديث لي وكلمات قيلت في فرنسا ليس لها علاقة بمواقفي الشخصية الاساسية".

اضاف: "شبهناه ما حصل بالذي يقرأ لا إله من دون أن يكمل الجملة، هكذا قال الجاهل في قلبه، لذا لا تتأثروا في كل ما يخرج في الاعلام من عناوين مجتزأة، واذهبوا الى العمق، الى الينبوع".

وختم: "لا تجمعنا الا الحقيقة، والوضوح الذي يجعلنا نعيش بثقة، لذلك أقول، كونوا على ثقة بأنني لن اتراجع عن شركة ومحبة، لكل الناس والفئات والاحزاب والتيارات والطوائف والمذاهب، إيماننا هو لبنان".

وفي دير الحرف تسلم الراعي مفتاح البلدة من رئيس بلديتها جوزف أبو جودة، وشدد على "الثقة بين اللبنانيين"، ثم انتقل إلى بلدة جوار الحوز، حيث سلمه رئيس بلديتها جان انطون رسماً له وكان له استقبال حاشد من الموحدين الدروز والمسيحيين في بلدة كفرسلوان حيث كانت كلمات أكدت على المصالحة التاريخية بين الكاردينال نصرالله بطرس صفير ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وقدم له حكمت حاطوم سيفاً كعربون تقدير من أهالي البلدة، وكانت كلمة لابن البلدة الوزير شكيب قرطباوي شدد فيها على "العيش المشترك والعمل لبناء الوطن". ثم انتقل الوفد إلى بلدة ترشيش حيث سلم غابي سمعان الراعي مفتاح البلدة.

والقى الراعي كلمة حيا "الموارنة والمسلمين الذين يعيشون هذه الوحدة"، وقال: "عرفتم المحافظة عليها، أهلاً وأحبّة في كل ظروف حياتكم، والبرهان انكم عدتم وبنيتم وتآخيتم. وأحيي الاحزاب والتيارات المتنوعة التي تعيش سوية وتفرح وتبني وحدتنا اللبنانية الجميلة بروح ديموقراطية تنافسية وصداقة، هذا دورنا في لبنان. ثم توجه الجميع الى مركز المطرانية حيث اقيم حفل غداء.

وخلال توجه الراعي الى بلدة الشبانية، المحطة الثانية من جولته المسائية، أقامت فاعليات الخريبة الروحية والحزبية والبلدية وأهاليها له وللوفد المرافق حفل استقبال في ساحة البلدة، فبادرهم الراعي بالتحية وصافح الجميع.

بعد ذلك إنتقل والوفد المرافق إلى الشبانية، حيث أقيم له استقبال مميز في ساحة كنيسة السيدة، شارك فيه إلى نواب بعبدا، النائب علي عمار، رئيس اتحاد بلديات المتن الأعلى رئيس بلدية الشبانية المحامي كريم سركيس وفاعليات ورؤساء بلديات ومخاتير القرى المجاورة وحشد من الأهالي.

وبعد قداس في كنيسة السيدة على نية اهالي البلدة، أقيم احتفال تحدث في مستهله كاهن الرعية الأب مارون شمعون.

ثم ألقى الراعي كلمة شكر فيها الأهالي والفعاليات على "هذا الاستقبال المميز والجميل"، وقال: "سأقول كما قال الكاتب الروسي الشهير ديستيوفسكي "الجمال وحده يخلص العالم". ونحن في الشبانية نريد أن نقول لا يوجد سوى الجمال الذي يخلص لبنان، جمال العيش معا والانفتاح على كل الناس وتعددية الأحزاب والديانات والآراء والتطلعات، جمال الوحدة في التنوع، لبنان يخلصه جمال الاقتصاد والتجارة والاعلام الذي يقول الحقيقة كاملة، وجمال القلب الكبير المنفتح على المصالحة والغفران".

بعد ذلك، توجه الراعي والوفد والمسؤولون الى تلة الصليب في بلدة حمانا، حيث اختتم اليوم الأول من الزيارة بقداس لمناسبة عيد الصليب حضره حشد كبير من أهالي البلدة والمنطقة.

من جهة ثانية يقوم الراعي بجولة في منطقة الجنوب تستمر ثلاثة أيام، يبدأها يوم السبت الواقع فيه 24 الجاري.

وأوضحت وكالة "الأنباء المركزية" أمس، أن "التحضيرات للزيارة تتواصل بإشراف راعي ابرشية صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج، وأن الراعي يستهل الجولة بزيارة مطرانية الموارنة في صور يوم السبت ثم ينتقل الى جويا، حيث سيقام على شرفه حفل غداء، ثم ينتقل الى علما الشعب، الناقورة فالعدوسية، ثم يختم نهاره في بلدة القليعة، حيث يبيت ليلته في منزل خادم الرعية الخوري منصور الحكيم، على أن ينطلق الراعي في اليوم التالي الى كوكبا صباحا، ثم الى حاصبيا ـ مرجعيون، ويزور 3 كنائس مارونية في الخيام، ثم يتوجه الى العيشية، والجرمق، ودير مار انطونيوس في النبطية، حيث يتناول الغداء ويلتقي الرهبان، ثم يزور بلدة الكفور قبل سلوك طريق قعقعية الجسر وصف الهوا وعين ابل ـ القوزح ودبل وصولا الى عين إبل، التي سيتناول العشاء فيها، قبل أن يأوي الى دير رميش، الذي سيمضي ليله فيه.

ويلتقي يوم الاثنين في دير رميش رئيس الدير الاب باسيل ناصيف والكهنة وابناء الرعية، عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل الظهر، بعد قداس يرأسه في المناسبة، ثم يتجه الى بفروة في الثانية عشرة والربع ظهرا، وينتقل الى المصيلح في الاولى والنصف من بعد الظهر، حيث يلبي دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى مائدة غداء يقيمها على شرفه، ومن ثم ينتقل بعد الغداء الى الحجة فالمعمرية ومغدوشة. وذكرت مصادر أن "الرئيس بري تمنى على الراعي ان تشمل زيارته بلدة قانا، وان لم يكن فيها مسيحيون من الطائفة المارونية، لأن زيارته لقانا تتسم بأهمية خاصة، لا سيما وأن مغارتها شهدت أبرز عجائب السيد المسيح في البلدة

 

رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر لـ "المستقبل": كلام الراعي واضح ويجب التروّي في إطلاق التكهنات

حاورته: صفاء قره محمد/المستقبل

رأى رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ان ما قاله البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في فرنسا "واضح وكان يتوجب على الصحافة نقل الأسئلة والأجوبة لكي لا يأتي الكلام غامضاً أو ملتبساً"، مشدداً على "اننا لا نريد الأصوليات أن تحكم والجميع يؤكد أن الأصولية مرفوضة من المسلم نفسه قبل المسيحي".

وطالب في حديث الى "المستقبل" امس، بـ"التروي في اطلاق التكهنات بشأن كلام الراعي"، موضحاً "اننا لا نريد مشكلات في البلد في ظل الوضع المتردي في المنطقة". واشار الى ان رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "لم ينتقد الراعي بل قدم رأياً مقابل رأي، وكل هذه الآراء تساعد في توضيح الصورة"، جازماً بأن "الحوار بين اللبنانيين والسياسيين يوصل الى توافق أعمق والى نقاشات مشتركة تؤدي الى نتائج مفيدة للجميع".

وهنا نص الحوار:

[قيل ان البطريرك الراعي كرر أمام زواره ان مواقفه وتصريحاته تعرضت للاجتزاء والتحوير، فإذا كان هذا صحيحاً لماذا لا يعلن موقفاً واضحاً في هذا الاطار؟

ـ من قال ان ليس هنالك مواقف واضحة للبطريرك الراعي؟ إنما ما قاله في فرنسا كان واضحاً وكان يتوجب على الصحافة نقل الأسئلة والأجوبة لكي لا يأتي الكلام غامضاً أو ملتبساً. لقد انطلق البطريرك الراعي في كلامه من باريس مما حدث في العراق وكيف أن لا الحكومة العراقية ولا القوات الخارجية أمّنت الحماية للمسيحيين، فكانت النتيجة موت نصفهم هناك. هذا ما قاله البطريرك الراعي وأبدى خوفه من تكرار هذا المصير نتيجة ما يحصل في العالم العربي. وأعتقد أن ليس هنالك من تجنٍ في هذا الموقف. نحن نقول ان سوريا هي الدولة القريبة، والبطريرك الراعي قال نحن لسنا مع أي نظام، وفي لبنان تألمنا من النظام الحالي، وهذا الكلام لم تذكره الصحافة.

[قلت بالأمس ان مواقف البطريرك الكاردينال نصرالله بطرس صفير والبطريرك الراعي واحدة ومنسجمة، الا أن الكثير من الآراء والتحليلات لا يوحي بذلك؟

ـ البطريرك صفير كان يقول دائماً نحن وسوريا جيران، وكان يقول لها "ياجاري انت بدارك وانا بداري" ولم يتكلم عنها بشكل سلبي. اليوم سوريا خرجت من لبنان وأصبح هنالك وضع جديد، أما عن الشعب السوري فهو شعب صديق ونريد أفضل العلاقات وأطيبها معه. والبطريرك صفير لطالما كرر ضرورة الحفاظ على سيادة لبنان. السؤال هنا هل تنكر البطريرك الراعي لسيادة لبنان؟ أين قال انه يتخلى عن هذه السيادة؟. أتوا على ذكر سلاح "حزب الله" وقال البطريرك الراعي نحن نتألم لواقع سلاح "حزب الله" كما أنه يجب على هيئة الأمم المتحدة أن تساعد لبنان لحل هذه المشكلة، واذا كنتم تريدون ان تساعدونا فلتخرج اسرائيل من مزارع شبعا. أما بالنسبة الى الفلسطينيين، فـ"حزب الله" يقول نحن مع الفلسطينيين حتى يعودوا الى ديارهم بحسب قرار الأمم المتحدة، أما منطق البطريرك الراعي هنا فانه لا يريد إلغاء الدولة.

[هل صحيح أن تصريحات البطريرك الراعي الأخيرة ستكون موضع بحث في إجتماع المطارنة الموارنة المقبل وسيتم خلاله توضيح الصورة بما يتلاءم مع مواقفهم التاريخية المعروفة منذ العام 2000 لحماية لبنان؟

ـ بالتأكيد سيحصل هذا، كما ان البطريرك الراعي بدأ بتوضيح كلامه في باريس للرأي العام خلال جولته في المتن وبعبدا.

[هل أبلغتم بالقوى والشخصيات المسيحية التي لن تشارك في لقاء الأقطاب المنتظر في بكركي؟

ـ هذا الاجتماع مقرر في السابق، ولا علم لي بما اذا كان هنالك قرار معلن في هذا الاطار.

[تمنت شخصيات سياسية على البطريرك الراعي أن يضع الجميع في أجواء رؤيته التي طرحها أثناء زيارته لباريس، وعما إذا كان هناك اتصال أو تمنٍ عليه من الفاتيكان لإيصال رأي مختلف عما عهدناه من مواقف بكركي، هل أنت في أجواء هذه المطالبة، وهل سيلبي البطريرك برأيك هذا الأمر؟

ـ لا أعتقد ان هذا الكلام صحيح. ولا بد من المطالبة هنا بالتروي في اطلاق التكهنات. نحن لا نريد مشكلات في البلد في ظل الوضع المتردي في المنطقة. وهنا ضرورة أن تكون المواقف ثابتة مع جميع اللبنانيين.

[ما تعليقكم على كلام رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط غير المباشر والذي انتقد فيه البطريرك من دون تسميته حول موقفه بالنسبة الى السلاح أو التوطين والتخويف من التيارات السلفية؟

ـ النائب جنبلاط لم ينتقد البطريرك الراعي بل قدم رأياً مقابل رأي، وكل هذه الآراء تساعد في توضيح الصورة. الحوار بين اللبنانيين والسياسيين يوصل الى توافق أعمق والى نقاشات مشتركة تؤدي الى نتائج مفيدة للجميع.

[ثمة حديث عن إمكان مبادرة بكركي الى عقد اجتماع للبطاركة الكاثوليك للتداول في التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها على وضع المسيحيين، هل هذا صحيح؟

ـ نعم سيحصل في تشرين الثاني المقبل. وبالنسبة الى وضع المسيحيين فهم في هذه المنطقة منذ 2000 سنة ويعانون كسائر سكان هذه المنطقة الهموم نفسها. في النهاية نحن أخوة وشركاء في هذا الوطن والتخويف ليس شيئاً جيداً. نحن لا نريد الأصوليات أن تحكم الناس، وليس جميع المسلمين أصوليون والجميع يؤكد أن الأصولية مرفوضة من المسلم نفسه قبل المسيحي.

 

مخاطر كثيرة في مواقف البطريرك

عبد الوهاب بدرخان/النهار

لم يكن هناك داعٍ لانتظار ايضاحات من البطريرك بشارة الراعي، لأنها ستكون بالتأكيد مزيدا من الشيء نفسه. مثلما ان التهجم عليه وعلى مواقفه سيزيده تجذرا في خياره الذي بات الآن معلنا. فنكون بجنرال واحد ونصبح مع جنرالين، هناك واقع بكركوي جديد، ولا بد من التعامل معه. سيقول البعض كنا بانقلاب واصبحنا بانقلابين. لا عزاء للأقلية، وهنيئا للاكثرية هذا الاختراق المفاجئ. هذا بلد بارع في التسخيف الى اقصى حد، اذ لم تعد افراح 8 لتستقيم الا على احزان 14، والعكس صحيح. هل ان مخاوف البطريرك صحيحة؟ نعم. هل ان مسيحيي الشرق يمرون بمحنة؟ نعم. هل ان مواقف البطريرك "فاتيكانية" في اثارتها لـ"قضية" المسيحيين؟ نعم. في صياغتها وتعاملها مع الازمة السورية والوضع اللبناني تُرك الامر لتقديره. اما دغدغتها للنظام السوري وتبنيها لدعاوى "حزب الله" فيصعب الحكم عليها، لكنها تتماشى عمليا مع نهج التعامل مع الامر الواقع الذي اضطر المسيحيون لاتباعه في عراق البعث كما في سوريا البعث، فضلا عن لبنان تحت الوصاية. لكن، هل ان الاستنتاجات التي جهر بها البطريرك تتناسب مع تحليله للمخاوف؟ هذه مسألة اخرى ستترتب عليها مسؤوليات تاريخية امام عموم الشعبين اللبناني والسوري.

البطريرك على حق في التوجس من صعود الاصولية الاسلامية، وعلى حق في اعتبار ان ليس للمسيحيين ما يتوقعونه ايجابيا من حكم يسيطر عليه "الاخوان المسلمون" او السلفيون، وعلى حق في الاتعاظ بالمعاناة القاسية لمسيحيي العراق، وعلى حق في نقد انحياز الدول الغربية لاسرائيل. لكنه نسي – وهذا خطأ – ان غالبية المسيحيين تعاني ايضا من هوس الاسلاميين المؤدلجين وتتساوى بهواجسها مع المسيحيين وقد تفوقهم احيانا. بل نسي خصوصا ان مستقبل الشعوب يجب ان يكون مفتوحا على انظمة تحترم العيش المشترك والحكم بالقانون لا على مداراة الخوف تحت مظلة انظمة مستبدة ودموية. ولعله نسي اكثر ان اللبنانيين شرعوا عام 2005 تجربة وطنية واعدة استحقت التقدير والتفهم من بكركي سابقا، لكن "تحالف الاقليات" تحت رحمة البعث في سوريا وتحت رحمة "حزب الله" في لبنان اجهض تلك التجربة، وكما لم يصنع واقعا طبيعيا في سوريا فإنه لن يصنع واقعا سويا في لبنان، لا للمسيحيين ولا للمسلمين. مخاطر كثيرة تنطوي عليها مواقف البطريرك. اقلها شأنا هو الترادح الداخلي. لكن اهمها التغاضي عن نشوء دويلات على حساب الدولة، وعن السلاح غير الشرعي، فضلا عن التهرب من استحقاق العدالة بذريعة "التسييس". وهناك ايضا الاختصام المجاني للسنة، بل الاختصام المتهور للشعب السوري. اما اسوأ المخاطر فيكمن في المجازفة بالظهور كمدافع عن النظام السوري فيما هو يقتل شعبه، كما لو ان البطريرك يختزل فيقول: الديكتاتور يحمي المسيحيين، اذاً فاعطوه فرصة ليبقى.

 

الخيار الوحيد امام المسيحي اللبناني

خيرالله خيرالله /ايلاف

لا موسكو ولا بيجينغ ولا كلّ عواصم العالم تستطيع ان تفعل شيئا للنظام السوري ما دام الشعب السوري اتخذ قراره. تكمن مشكلة النظام السوري في انه يرفض استيعاب ان الارض السورية تغيّرت وان المواجهة قائمة عمليا بينه وبين شعبه الذي يواجه باكثريته الساحقة وبصدور عارية كلّ المحاولات الهادفة الى اذلاله. كلّ ما في الامر ان لا عودة الى خلف نظرا الى هناك شعبا عظيما يسعى الى استعادة كرامته وحريته لا اكثر. وكلّما استعجل النظام السوري في الرحيل، كلما كان ذلك افضل للسوريين والعرب عموما وذلك بغض النظر عن مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم المذهبية والطائفية...

منذ بداية الثورة الشعبية في سوريا، سعى النظام الى كل انواع الالاعيب للهرب من الواقع. ظنّ في البداية ان مجرد اتهام النائب اللبناني جمال الجرّاح الذي ينتمي الى "كتلة المستقبل"و 14 آذار بتهريب اسلحة الى الاراضي السورية سيجيّش السوريين في وجه "المؤامرة". لم ينفع ذلك في شيء مثلما لم ينفع ارسال فلسطينيين في مناسبتين الى الجولان كي يقتلهم الاسرائيلي، الذي يمارس ارهاب الدولة بدم بارد... فيما العالم يتفرّج!

لم ينفع النظام السوري تشكيل "حكومة حزب الله" في لبنان برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي. ولم ينفع حتى الاستعانة بادوات الادوات مثل النائب ميشال عون الذي كان قائدا للجيش اللبناني في مرحلة ما وكان انتصاره الوحيد في تاريخه العسكري البائس انتصارا على اللبنانيين. عون "الاضحوكة"، في رأي موثّق ويكيليكسيا، لـ"رجل دولة" اسمه نجيب ميقاتي، هجّر في الماضي اكبر عدد من اللبنانيين من لبنان بفضل حروبه العبثية. كان معظم هؤلاء من المسيحيين الذين لا يفقهون شيئا في السياسة ولا في الوضع الاقليمي مثل بطريرك الموارنة الجديد بشارة الراعي الذي لم يعد يرى في السنة 2011 عدوا للمسيحيين سوى اهل السنّة ولا يرى عيبا في توفير غطاء للسلاح الايراني في لبنان. هل يعي البطريرك الجديد ما يقوله، ام ان هناك من حشر له في فمه كلاما سطحيا مسطّحا يجد نفسه مجبرا على قوله لاسباب يرى بعضهم انها غامضة، فيما يعتبر بعض آخر انها اكثر من واضحة!

ربّما كان العامل الوحيد الذي سيطيل من عمر النظام السوري، وسيزيد في الوقت ذاته عذابات الشعب السوري للاسف الشديد، الضغط الذي يمارسه النظام الايراني على الحكومة التركية. وقد حال هذا الضغط، اقلّه الى الان، دون اقامة "منطقة عازلة" على طول الحدود السورية- التركية تشكل ملجأ آمنا للسوريين الهاربين من الاضطهاد. الى متى ستبقى تركيا قابلة بالضغوط الايرانية، خصوصا ان المسؤولين فيها، على راسهم رئيس الجمهورية عبدالله غلّ ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، مقتنعون بان ما تشهده سوريا على الصعيد الداخلي "جزء لا يتجزّا من الامن التركي"، وذلك لاسباب عدة بينها ان طول الحدود بين البلدين يزيد على ثمانمئة وخمسين كيلومترا!

عاجلا ام آجلا، سيتوجب على تركيا اتخاذ قرار واضح في شأن الوضع السوري. سيتوجب عليها الخروج من حال الضياع والتردد اللذين خلقتهما لنفسها. يمكن ان يساعد ذلك ثوار سوريا، اي اكثرية الشعب التائقة الى الحرية والحياة الكريمة في التخلص من الظلم والظلام والظلامية.

 ولكن يبقى اهمّ من ذلك كله ان التاريخ لا يمكن ان يعود الى خلف وان الرهان على انهاك الثورة الشعبية في سوريا ليس رهانا في محله بغض النظر عن تشتت المعارضة. كيف يمكن لنظام ما الاستمرار في اخضاع شعب حيّ طوال اكثر من اربعين عاما علما بان هذا النظام لا يمتلك اي وسيلة لحل اي من المشاكل التي تعاني منها سوريا. ليس لدى النظام حلّ لمشكلة الحريات او النمو السكاني والبناء العشوائي ولا للمشاكل الاقتصادية او الزراعية او التربوية.

ليس في استطاعة هذا النظام "المقاوم" و الممانع" لا الذهاب الى الحرب ولا صنع السلام بدليل اغلاق جبهة الجولان منذ 1974 بفضل اتفاق فصل القوّات الذي توصل اليه هنري كيسينجر. ليس لدى النظام سوى سياسة واحدة تقوم على الغاء الآخر والاحتماء بايران وادواتها من جهة او المتاجرة بالفلسطينيين واللبنانيين وكل من تقع يده عليه من جهة اخرى. منذ متى يشكّل الابتزاز سياسة رسمية لدولة ما؟ كان لبنان ولا يزال المكان الافضل الذي يسمح بمعرفة حقيقة هذا النظام السوري الذي الذي لم يفعل شيئا منذ ما قبل العام 1970 سوى اغراق الوطن الصغير بالاسلحة. لم يكن مهما الى من تذهب الاسلحة ما دام المطلوب تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية والقضاء على كل ما هو حضاري في البلد وايجاد الانقسامات بين طوائفه وتحويل المسيحيين الى اهل ذمّة عبر اغتيال قادتهم الواحد تلو الآخر وتدمير قراهم وتهجيرهم من احياء معيّنة في مدن معيّنة.

 كان مطلوبا دائما ان يكون لبنان ورقة سورية لا اكثر. مشكلة النظام السوري انه لم يدر ان البلد صار ورقة ايرانية منذ اضطر الى الانسحاب منه عسكريا وامنيا اثر اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في شباط- فبراير من العام 2005. صمد اللبنانيون. انهم يقاومون السلاح الايراني مثلما قاوموا قبل ذلك السلاح الفلسطيني الذي فرضه اتفاق القاهرة في العام 1969. لا يحتاج لبنان في العام 2011 الى ادوات من اي نوع كان توفّر غطاء للسلاح الايراني. كل ما يحتاجه هو الى رجال دولة يقفون مع ثورة الشعب السوري نظرا الى انها تمثّل حركة التاريخ. مثلما سقط النظام في تشيكوسلوفاكيا وبولندا والمانيا الشرقية ورومانيا اثر انهيار جدار برلين، سيسقط النظام السوري.

يحتاج لبنان هذه الايام  الى رجال دولة يعرفون تماما ان الموضوع ليس موضوع وقوف المسيحي مع اهل السنّة او مع الشيعة وانّ ذلك ليس خيارا. الخيار الوحيد امام المسيحي اللبناني، المؤمن بالعروبة الحضارية، وليس بوهم تحالف الاقليات المضحك- المبكي المكمل للمشروع الاسرائيلي، هو الوقوف مع الدولة ومع بناء مؤسساتها.

 لا شيء يحمي اللبناني، بغض عن النظر عن طائفته او مذهبه سوى الدولة. وترجمة ذلك رفض اي سلاح غير شرعي مثل سلاح "حزب الله" الذي لا يخدم سوى المشروع المذهبي الايراني الذي يسيء الى الشيعة اوّلا، نظرا الى ان في اساسه تهجير مسيحيي لبنان ودروزه من ارضهم في غياب قدرته على الدخول في مواجهة مباشرة مع السنّة. انه يكتفي، في الوقت الراهن، باختراقات هنا وهناك وهنالك بهدف اخضاع السنّة عسكريا على غرار ما حصل في بيروت في ايار- مايو من العام 2008 وقبل ذلك بسنوات عدة! انه مشروع اقليمي من دون افق انتهى مع انتهاء النظام السوري اليوم او غدا او بعد غد!

 

مستغرباً دفاعه عن السلاح غير الشرعي  

حبيب لـ"السياسة": هل الراعي معجب بولاية الفقيه كما أعجب بها عون

بيروت - "السياسة": قللت أوساط قيادية مسيحية من أهمية لقاء القيادات المارونية المرتقب عقده في بكركي في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري, مشيرة إلى أن التصريحات التي أدلى بها من باريس البطريرك الماروني بشارة الراعي لجهة الدفاع عن النظام السوري وعن سلاح "حزب الله" خطفت وهج هذا اللقاء قبل انعقاده, سيما بعد أن كشف أكثر من قطب ماروني عن تردده في حضور هذا الاجتماع, وفي مقدمهم رئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع, إضافة إلى رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون, فيما لم يتضح بعد الموقف النهائي لرئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل. وفي هذا السياق, أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب أن حضور جعجع لقاء بكركي مازال قيد الدرس, لافتاً إلى أن الأخير يدرس الأمر من جوانبه كافة, "فإذا بلغه أن اللقاء قد يصدر عنه قرارات هامة تتعلق بمصلحة المسيحيين بصورة خاصة واللبنانيين بصورة عامة, فإنه لن يتردد في الحضور, أما إذا كان اللقاء لمجرد أخذ الصورة التذكارية وتبقى الأمور كما هي فلا رغبة لدينا بحضور هكذا لقاءات لا تخدم مصلحة البلد العليا".

وعن تصريحات البطريرك الراعي, قال حبيب "لن أعلق على الموقف الجديد للراعي بانتظار ما قد يعلنه من توضيحات, فهو أب روحي ولا نريد فتح معركة معه كما فعل غيرنا عندما فتح معركة مع البطريرك صفير", معتبراً أن تصريحات البطريرك "لا تخدم مصلحة المسيحيين وخلقت أزمة مع شركائنا السُنَّة في البلد".

وعما إذا كان البطريرك الراعي أطلق تلك المواقف رداً على التدخل التركي في المنطقة الأمر الذي يذكر بعهد الدولة العثمانية, قال حبيب: ان "الدولة التركية اليوم غير الدولة العثمانية في الماضي, كمال أتاتورك شيء والسلطنة العثمانية شيء آخر, بالرغم من أنها كان لها دور كبير في عهد المتصرفية عندما وافقت على تعيين حاكم مسيحي من الرعايا الأتراك متصرفاً على جبل لبنان".  واستغرب دفاع الراعي عن سلاح "حزب الله", مؤكداً أن "المشكلة تكمن بالسلاح غير الشرعي فكيف يدافع البطريرك عن سلاح جرى استخدامه في الداخل".

وأضاف متسائلاً ما إذا كان الراعي معجباً بولاية الفقيه كما أعجب بها من قبل العماد ميشال عون "الذي وضع نفسه تحت سيطرتهم, وكل ذلك من أجل مصالح شخصية ومنافع خاصة, كما حصل في ملف الكهرباء".

 

أوغاسبيان: ننتظر التوضيحات من قبل البطريرك لوضع الأمور في نصابها

رأى عضو تكتّل "لبنان أوّلاً" النائب جان أوغاسبيان أنّه "قد يكون وضعنا سليمًا اليوم نتيجة قرار لدى قيادات سياسيّة لا تريد أن يذهب البلد نحو المواجهة من قوى "8 آذار" و14 آذار" على السواء، وتحديدًا في الفريق الآخر من قبل كل من الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي اللذين لا يريدان الذهاب إلى هكذا مواجهات داخليّة". وأضاف: "لكن يجب أن نحصّن لبنان تجاه شظايا التطوّرات في المنطقة عبر شبكة أمان". أوغاسبيان، وفي حديث لـ"تلفزيون لبنان"، ذكّر بأنّهم في قوى "8 آذار" اعتبروا في أنّ "بعض وثائق "ويكيليكس" بمثابة مستندات أرادوا أن يحاكمونا على أساسها ولاسيّما لجهة حرب تمّوز"، لافتًا، أنّه في المقابل، وبعد أن تمّ الإفراج عن وثائق "ويكيليكس" بالكامل، قامت صحيفة "المستقبل" بنشر بعضها كما هي دون أيّ اجتزاء أو تحريف، ودون أيّ تعليق من قبل فريق "14 آذار" عليها، فقامت القيامة، في حين أنّه كان على "حزب الله" أن يعيد قراءة ما صدر في هذه الوثائق لأخذ العبر منها".

وشدّد أوغاسبيان على أنّ هناك ثلاثة ملفات رئيسيّة هي منبع الخلاف في لبنان اليوم وهي "المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان، والسلاح (غير الشرعي) والتموضع الاستراتيجي الخارجي للبنان"، معتبرًا أنّه في المقابل فإنّ الضمانة اليوم "تعود إلى وجود السيّد حسن نصرالله كون "حزب الله" يملك السلاح وذلك بدلاً من أن تكون الدولة هي الضمانة".

وعن السلاح غير الشرعي، قال أوغاسبيان: "يجب أن يكون السلاح بيد الجيش اللبناني وأن يكون السلاح الموجّه إلى إسرائيل تحت إدارة الدولة ولكن لا أحد يقول إنّ هذا السلاح لم يهزم إسرائيل وحقّق إنجازًا كبيرًا". وأضاف: "هناك نهايات لدور هذا السلاح في مكان وهذا يقف على تطوّر الأوضاع في المنطقة كحصول سلام أو غيره، وهذا السلاح أصبح خارج عن قدرة اللبنانيين في تحديد مصير مستقبله فهذه مسألة أصبحت تتحدّد إقليميًا".

ولجهة الحملة التي حصلت من قبل بعض النواب في قوى "14 آذار" على الجيش اللبناني، قال أوغاسبيان: "نحن لنا كل الثقة بالجيش، ولكن هناك بعض الممارسات من قبل أفراد في الجيش وما نقوله ليتم التحقيق بما حصل من قبل قيادة الجيش، ونحن لم يكن عندنا حملة ضد الجيش ولا سيّما أننا نتّكل على الجيش وعلى حصريّة السلاح بيده ليكون ضمانة للبنانيين".

وفي ما خصّ التصريحات الأخيرة من فرنسا لغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، أكّد أوغاسبيان أنّ "ليس هناك من حملة على البطريرك الراعي وهذه من المسلّمات وكل مواقف سيّدنا تؤكّد حرصه على لبنان وهو من وضع أخلاقيّات وأدبيّات العمل السياسي عندما كان في "المركز الكاثوليكي للإعلام" التي هي مرجع في هذا الموضوع، وقد كان لي شرف مواكبته لأخذ البركة من قداسة البابا". وأضاف أوغاسبيان، في الموضوع عينه: "خلال وجوده في فرنسا صدر بعض الكلام والبطريرك يقول إنّه كان مجتزءًا ولم يعط الأبعاد التي أرادها منه، وصدرت بعض التوضيحات في بعض الصحف ولكن ليس على لسان سيّدنا البطريرك"، وأردف: "ربّما نحن لم نستطع قراءة كلام البطريرك كما يريده واعتبرنا أنّ الكلام كما صدر مجتزءًا ويتعارض مع ثوابتنا والتزاماتنا ومع مواقف بكركي، وسيّدنا لا يريد أن يذهب بالبلد إلى انقسامات في وقت شعاره "شركة ومحبّة"، ولذلك يجب أن ننتظر التوضيحات من قبله إذا ما أراد ذلك، وبذلك توضع الأمور في نصابها". عن العلاقة بين "تيّار المستقبل" والمفتي محمّد رشيد قبّاني، لفت أوغاسبيان: "إلى أنّ المسألة تتعلّق بالتوقيت، فبعد صدور القرار الاتهامي بحق أشخاص هي قيادات في "حزب الله" رأينا المفتي يستقبل لأوّل مرّة وفدًا من الحزب، فهذا شكّل نوعًا من الحساسيّة"، وأضاف: "كذلك بعد أحداث حماة غير المقبولة في سوريا رأينا المفتي قباني يستقبل السفير السوري علي عبد الكريم علي، وهذا الأمر اعتبره البعض سوء توقيت". (رصد NOW Lebanon)

 

مصادر بكركي لـ "السياسة": البطريرك ملتزم ثوابت الكنيسة  

الراعي يحصر تداعيات مواقفه بالدعوة إلى نسيان "المجتزأ"

بيروت - "السياسة":أكدت مصادر كنسية قريبة من بكركي لـ"السياسة" أن البطريرك بشارة الراعي ما زال ملتزماً الثوابت الوطنية للبطريركية المارونية وأنه لا يمكن أن يحيد عنها أو أن يتجاوزها, لأنه ثابت على مواقفه دفاعاً عن الكنيسة والمسيحيين وسيادة واستقلال لبنان, مشيرة إلى أنه أكد لزواره بعد عودته من فرنسا أن تحوير مواقفه التي أطلقها في باريس أساء إلى مضمونها, سيما وأن البطريرك حريص على الوحدة المسيحية انطلاقاً من حرصه على وحدة الوطن, وأنه يخشى وجود مؤامرات قد تستهدف المسيحيين في حال حصول تغيير في الأنظمة الحاكمة, سيما في سورية, من دون أن يعني ذلك دعمه لنظام معين أو معاداته لنظام آخر. وقالت المصادر إن بكركي ستسعى إلى حضور الأقطاب المسيحيين في الاجتماع الذي ستعقده في 23 الجاري بدعوة من البطريرك الراعي لاستكمال البحث في برنامج العمل الذي وضعته اللقاءات السابقة, وسيكون الاجتماع مناسبة لإعادة تأكيد البطريرك على مواقفه التي أطلقها في إطار شعار "الشركة والمحبة". وخلال جولة راعوية له في عدد من قرى المتن الأعلى, أمس, أسف الراعي لما حصل بعد زيارة فرنسا وأكد أن "الشركة والمحبة" هي الباقية و"نحن عكس ما صدر من اجتزاء لكلمات, نطمئن الى اننا لا نتخلى مع مطارنتنا وشعبنا وكنيستنا عن الشركة والمحبة ولا ندخل في أي خلافات فئوية لا في لبنان ولا في خارجه".

ودعا الى نسيان الاجتراءات المعتمدة ربما عن حديث له وكلمات قيلت في فرنسا لا علاقة لمواقفه الشخصية الأساسية بها, و"شبهناها للذي يقرأ لا إله ولم يكمل الجملة, فلا تتأثروا في كل ما يخرج في الإعلام وبعناوين مجتزأة واذهبوا الى العمق". وفي موقف لافت, دعا عضو اللجنة المركزية في "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل كل من لديه ملاحظات على مواقف الراعي إلى نقلها للصرح البطريركي بدلاً من التهجم عليه عبر الاعلام, معتبرا ان البطريركية المارونية حمت المسيحيين في لبنان اكثر من 2000 سنة وهي العمود الفقري لمجتمعنا وواجب علينا الحفاظ على رهبتها وعدم المساس بكرامتها وقدسيتها.

 

أهالي المنطقة لا يعلقون بناء على توجيهات "حزب الله"

إشكال برج البراجنة تصفية قلوب مليانة أم حادث فردي؟!

ربيع دمج/المستقبل/روايات متعددة وغامضة سردت حول إشكال اول من أمس في منطقة برج البراجنة، وحتى اللحظة لا جواب واضحاً عن الأسباب الفعلية التي تكمن وراء هذا الإشكال، لكن الحقيقة الوحيدة والثابتة هي غياب أجهزة الأمن الرسمية بشكل كلّي في مكان الحادث، فلم تحضر أي عناصر امنية المرفوعة من الخدمة قسراً، حسب ما أكّد بعض شهود العيان في المنطقة، حيث من المحرّم على هؤلاء العناصر الولوج إلى داخل هذه البقعة من لبنان، وتم ترك مهمة التحقيق بمجريات الحادث إلى عناصر من "حزب الله" المسؤولة مباشرة عن أمن المنطقة.

الإشكال وقع تحديداً في شارع جهاد زين الدين الموازي لمخيم برج البراجنة عند الساعة الثامنة من مساء الإثنين، وحسب ما أفاد احد الشيوخ القاطنين في المنطقة والذي تمنى عدم ذكر إسمه لدواع امنية، أن "الخلاف بدأ بين شاب لبناني من مؤيدي "حزب الله" كان يقود سيارته، وآخر فلسطيني تابع لحركة "فتح" من سكان المخيّم يقود دراجته نارية، وعندما حاول سائق الدراجة وهو من آل قاسم الهروب من أمام السيارة إصطدم بها، مما ادى إلى تراشق كلامي بين السائقين وشتم أحدهما الآخر، وما لبث أن تطوّر الإشكال وحضر أكثر من 40 شخصاً من الطرفين، أي من سكان المخيم ومن عناصر تابعة لـ "حزب الله"، وكانوا جميعهم يحملون أسلحة نارية وعصياً وبعض السلاح الأبيض، وبدأ الطرفان بإطلاق نيران كثيفة في الجو لتفرقة المحتشدين، بعدها تحول إطلاق النار بين عناصر من "فتح" واخرى من الحزب، مما ادى الى سقوط عشرة جرحى تم نقلهم إلى مستشفى الرسول الأعظم ومستشفى حيفا داخل المخيم، إضافة الى تحطم زجاج بعض واجهات المحلات وشرفات المنازل. وإستمر الإشكال نحو نصف ساعة حضر بعدها عناصر من "حزب الله" للتحقيق في المسألة والوقوف على أسباب الحادث، ولكن أياً من الجهتين لم يعط أي معلومات واضحة، وكل طرف إعتبر ان الإشكال فردي".

وأكد بعض أصحاب المحال لـ "المستقبل" انها "ليست المرة الأولى التي يقع فيها هكذا نوع من الإشكالات وغالبا ما يتم تطويقها"، معتبرين أن "لهذا الإشكال أبعادا أخرى تكمن في تصفية حسابات قديمة، وان كلاً من الطرفين ينتظر الآخر على هفوة ليفرغ ما في القلوب".

وفي كل الأحوال ليس هناك أي معطيات ملموسة حول واقع ما حصل، أما عن الاجواء العامة في اليوم التالي للحادث داخل منطقة البرج فكانت طبيعية والحركة عادية، إلا أن العديد من سكان المنطقة رفضوا الإدلاء بأي تصريح مفضلين لفلفة الأمر، خصوصاً أن جهات رسمية من "فتح" و"حزب الله" أصرّت على عدم الخوض في موضوع الإشكال ووزعت بيانات تؤكد ان الأمر تم إستدراكه في الوقت المناسب، وتمنت على السكان عدم التحدّث بالأمر امام الوسائل الإعلامية، حسب ما أفاد عدد من سكان المنطقة، خصوصاً في الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها البلاد، إضافة الى الوضع الحساس لكل من الفلسطينيين المقيمين في لبنان وموضوع سلاح "حزب الله".

وجاء الرد الفعل الاولي من قائد المقر العام لحركة "فتح" في لبنان العقيد منير المقدح الذي أوضح أن الاشكال الذي وقع في برج البراجنة "فردي"، معلناً عن وجود قرار بتسليم كل المتسبّبين بهذا الحادث إلى القضاء. وأكد تكثيف الاجتماعات لضبط الأمن في المخيمات الفلسطينية في لبنان.

ولفت في حديث الى قناة "اي ان بي" أمس، الى أن "التواصل قائم ودائم مع "حزب الله" لتطويق ذيول هذا الحادث"، مشدداً على أن طابع هذا الاشكال شخصي "ونحن نتعاطى معه على هذا الأساس". وفي سياق متصل، أكد أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير ابو عفش أنّ ما حصل في برج البراجنة "إشكال فردي"، آملاً في "عودة الأمور إلى طبيعتها خلال الأيام المقبلة". وشدد على أن "أي رصاصة أو قنبلة يدوية لم تطلق من المخيم وهذا مثبت".

وأوضح في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" أن "بعض الإصابات سقط برصاص طائش والبعض الآخر بالرشق بالحجارة"، مشيراً إلى ان "بعض وسائل الإعلام ذكر أن الإشتباكات حصلت بين عناصر في "حزب الله" وقوى سلفية، إلا أنَّ المؤكد أن لا تواجد لقوى سلفية في مخيمات بيروت".

 

وكيليكس/المستقبل/ميقاتي يكشف للأميركيين "انتهازيته" الانتخابية بالانضمام الى "المستقبل" لضمان فوزه في طرابلس

 كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 16/04/2009 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 443 أن الرئيس نجيب ميقاتي قرر أن يقوم بتسوية، "حتى لو كانت خاطئة"، مع الرئيس سعد الحريري للانضمام إلى لائحته الانتخابية في طرابلس، مستنداً على توقعاته بفوزها، في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في طرابلس، ومحذراً في الوقت نفسه، من شعبية رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب ميشال عون المرتفعة، ومن "شهية" الناخبين المسيحيين للهجة عون. وأعلن رفضه ورفض الرئيس ميشال سليمان لفكرة "الثلث المعطل" في تأليف الحكومة.

ونقلت البرقية عن اللقاء الذي جمع السفيرة الأميركية آنذاك ميشال سيسون وميقاتي في 14 نيسان 2009 موقف ميقاتي من التطورات في مصر بعد ضلوع عناصر من "حزب الله" في عملية تفجير على أراضيها، مؤيداً الخطة المصرية في محاكمتهم من جهة، ومعترضاً إذا قررت ادراج اسم الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في "الانتربول" من جهة ثانية.

كما أشاد خلال الاجتماع بـ"نضج" الرئيس السوري بشار الأسد منذ توليه منصبه لاول مرة وبأنه بات عملياً أكثر. كما رحب بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الموجه للحكومات العربية من تركيا، داعياً إلى الاستجابة لهذه الرسائل الودية.

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "09Beirut443" تحت عنوان: "لبنان: تفاؤل ميقاتي الحذر بشأن نتائج الانتخابات، والمنافسة متقاربة"، الآتي:

أفاد رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي السفيرة (سيسون)، في 14 نيسان، أنه قام بتسوية مع زعيم الأكثرية وقوى 14 آذار (الرئيس) سعد الحريري حول قائمة المرشحين في طرابلس، معتبراً أنه من الأفضل بكثير أن نعمل معا بدلاً من التنافس على حساب الطائفة السنية. وتوقع ميقاتي بأن تبلي 14 آذار بلاء حسنا في 7 حزيران في الانتخابات النيابية، على الرغم من أن المنافسة متقاربة. ولفت إلى أن شعبية الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون لا تزال مرتفعة. وقال: يحتاج الرئيس سليمان إلى مجموعة أساسية من 8 إلى10 نواب مستقلين لدعمه والعمل من أجل تعزيز قدرة مؤسسات الدولة. ووفق الجدول الزمني ما بعد الانتخابات، لا يرجح ميقاتي تأليف الحكومة الجديدة قبل منتصف تموز. وحول القضايا الإقليمية، أبدى قلقه من مصر، التي من شأنها أن تخلق مشكلات للبنان اذا وضعت اسم الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله على قائمة المطلوبين للانتربول. وكان كلامه داعماً لخطاب الرئيس أوباما الموجه للعالم العربي ورأى أن الردود يفترض أن تكون إيجابية. نهاية الموجز.

الانتخابات

وأشارت البرقية إلى أن "رئيس الوزراء السابق والمرشح المستقل للإنتخابات النيابية في 7 حزيران نجيب ميقاتي أفاد السفيرة، بحضور مستشار سياسي أميركي، في 14 نيسان، بأنه سيقوم بتسوية مع زعيم الأكثرية السنية (الرئيس) سعد الحريري للانضمام إلى لائحته (الانتخابية) في طرابلس. وقال ميقاتي، رجل الأعمال والزعيم الغنيّ والسنيّ من طرابلس: من الأفضل أن نسعى إلى التسوية - "حتى لو كانت خاطئة" - لصالح المجتمع السني. واعتبر أنه اختار الدخول في المعركة لتقديم صورة عن طرابلس المعتدلة. وأشار إلى أن أكثر ما يثير قلقه هو المرشح العلوي الضعيف في لائحة "تيار المستقبل" الذي لا يدعمه المجتمع العلوي، زاعماً بأنه من الممكن أن يكون ذلك بداية لمشكلة يحتمل أن تؤدي الى عنف انتخابي بين سنية طرابلس والطوائف العلوية.

وتوقع بأن الحريري وحلفائه في 14 آذار سيبلون بلاء حسناً في الانتخابات، على الرغم من أن النتيجة سوف تكون متقاربة.

وقال أن مهمة رئيس الحكومة الحالي فؤاد السنيورة في الفوز في انتخابات صيدا لن تكون سهلة، ولكنها ستكون ناجحة. وحذر من شعبية الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون التي مازالت مرتفعة، مشيرا إلى "شهية" الناخبين المسيحيين للهجة عون. ورأى أن عون ومرشحي "التيار الوطني الحر" سيفوزون بـ"عدد جيد" من المقاعد.

واشتكى ميقاتي من القيود التي وضعها القانون الانتخابي على الانفاق الانتخابي والحملات الإعلانية، ووصفها بـ"الحادة للغاية". وتجنباً للعقوبات، أشار إلى أنه طلب من أنصاره التخلص من بعض صوره في طرابلس. (ملاحظة : خلال زيارة السفيرة في 6 نيسان إلى طرابلس (المرجع أ) كانت الملصقات والصور لكل من ميقاتي، ووزير الاقتصاد والتجارة (محمد) الصفدي، و(الرئيس) سعد الحريري واضحة في كل زاوية تقريباً). لا يعتبر ميقاتي أن تأخير مجلس الوزراء في تعيين القضاة الخمسة المتبقية إلى المجلس الدستوري يشكل مشكلة، مشيراً إلى أن القضاة الخمسة المعينين من قبل مجلس النواب مؤهلين لهذا المنصب. (ملاحظة : إن المحكمة الدستورية هي الجهة القانونية المسؤولة عن الفصل في المنازعات الانتخابية. ويتطلب تعيين عشرة قضاة، خمسة من قبل مجلس الوزراء وخمسة من قبل البرلمان، قبل أن تبدأ عملها. إن الخلافات السياسية تمنع تشكيل المحكمة. (المرجع ب) نهاية الملاحظة)".

ماذا يحتاج سليمان

أضافت البرقية: "رأى ميقاتي أن عملية بناء الدولة صعبة، مشيراً إلى أن الهجوم على دورية الجيش اللبناني في 13 نيسان في وادي البقاع يؤكد أن "معالجة" مؤسسة واحدة لا يكفي، إذا كان الآخرون لا يزالون "مرضى"، مثل وزارة العدل أو الأمن الداخلي. ووصف الرئيس سليمان بصاحب "الحكمة"، و ينال النقدير لقيامه بدور "المحكّم" بين الفصائل اللبنانية السياسية. وقال: إذا أنتجت الانتخابات أكثرية معتدلة، بما فيها مجموعة من 8 إلى 10 مستقلين، سوف تقوي سليمان وتدعمه. واعتبر نفسه ووزير الثقافة الحالي تمام سلام (سنيّ)، و ومستشار الرئيس ناظم الخوري (المسيحيّ) من المستقلين، وهم من بين أولئك الذين يمكن أن يحدثوا هذا التغيير.

وأكد ميقاتي أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، المنحاز إلى المعارضة، وسوف يدعم أيضا "مبادرات حقيقية" لتقوية الدولة اللبنانية، مشيراً إلى علاقته الطويلة مع بري ووصفه بالشخص الكفؤ في حركة "أمل". ولفت إلى أن سليمان يستطيع الاستفادة من أعضاء حكومته التي تضم وزراء يعتقد بأنهم لن يكونوا عبيداً لأحزابهم السياسية، ولكن سيسعون إلى تعزيز مؤسسات الدولة، مقترحاً العدد المثالي للوزراء في أن يكون بين 18و19، بدلاً من ثلاثين كما هو الوضع حالياً. ورأى أن العدد المخفض يمكن أن يوفر لسليمان فريقا جيداً للعمل معاً. (ملاحظة: عندما كان ميقاتي رئيساً للوزراء لمدة ثلاثة أشهر في العام 2005، كان هناك 14منصباً وزارياً اعتبره عدداً غير كاف، لأن بعض الوزراء تولى حقيبتين وزاريتين. نهاية الملاحظة). وأكد ميقاتي أن لا شيء سيتغير، إذا التزمت الفصائل السياسية في لبنان بالتغيير الحقيقي. وقال: من غير الواقعي أن نتوقع هذا التغيير بين عشية وضحاها، ولكن الحفاظ عليه قد يكون ممكنا على المدى الطويل".

الجدول الزمني ما بعد الانتخابات

وأشارت البرقية إلى "توقعات ميقاتي للجدول الزمني لما سيلي الانتخابات كالآتي:

- انتهاء ولاية مجلس النواب الحالي في يونيو30 حزيران (آخرين قالوا لنا في19-20 حزيران).

- في 1 تموز، يبدأ تشكيل حكومة انتقالية.

- في 2 أو 3 تموز، يجتمع البرلمان لانتخاب رئيس مجلس النواب.

- بعد انتخاب رئيس المجلس، تبدأ عملية تشكيل الحكومة، بطرح اسم رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة.

ورأى أن سرعة تشكيل الحكومة متوقف على نتائج الانتخابات البرلمانية. وقال أنه يشاطر الرئيس سليمان وجهات نظره بشأن الحاجة إلى التركيز على بناء الدولة، وكلاهما رافض لفكرة "الثلث المعطل" (ملاحظة: في الوقت الراهن "حزب الله" والمعارضة لديهما الثلث المعطل في مجلس الوزراء (عشرة زائد واحد من المقاعد الوزارية). هذا الحق في النقض نتج عن اتفاق الدوحة في أيار 2008 الذي أنهى الأزمة السياسية، ومهد الطريق لانتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان. نهاية الملاحظة)".

التوقعات الإقليمية

وبحسب البرقية "تتطرق ميقاتي إلى قضايا إقليمية، فوصف التصعيد في التوتر بين مصر و"حزب الله" بالـ"خطير"، معرباً عن تأييده للخطة المصرية لمقاضاة نشطاء "حزب الله" المشتبه بهم فيها. وأعرب عن قلقه إذا عزمت مصر على ادراج زعيم "حزب الله" حسن نصر الله على قائمة الأشخاص المطلوبين من خلال الانتربول، مؤكداً أن ذلك سوف يخلق مشكلات كبيرة وصداعاً في لبنان.

وأكد للعالم العربي وايران ضرورة ألا "يخسروا الفرصة "مع الرئيس أوباما، واصفاً خطاب الأخير في 6 نيسان في تركيا بـ"العظيم"، واقترح على الحكومات الإقليمية أن تستجيب لهذه الرسائل ودية. ولفت إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد نضج منذ توليه منصبه لأول مرة في العام 2000 وبأنه بات عملياً أكثر.

وختمت البرقية بتعليق لسيسون أفادت فيه أن ميقاتي "لم يطرح احتمالاً بأن يصبح رئيساً للوزراء في هذا الاجتماع، على الرغم من أنه يطرح نفسه كحلّ توافقيّ بغض النظر عن أي جانب يفوز بأكثرية المقاعد البرلمانية. لا يزال الكثيرون ينظرون إليه على أنه مقرّب جداً من دمشق، على الرغم من أنه يحظى باحترام واسع وسمعة دولية لفطنته وأعماله التجارية. تقييم ميقاتي للجدول الزمني لما بعد الانتخابات منطقيّ بالنسبة لنا، وهو ما قد يعني أنه لا جديد بالنسبة للحكومة حتى منتصف تموز على أقرب تقدير. نهاية التعليق

 

"ويكيليكس/المستقيل/محمد جواد خليفة: حزب الله لعب ورقة المذهبية الشيعية الى أقصى الدرجات وبري شريك صغير في تحالف مع حزب الله مع أنه غير راض عنه ونصرالله هو من اتخذ قرار استقالة الوزراء  

طارق نجم

في مذكرة سرية تحمل الرقم 06BEIRUT3617 نشرت على موقع ويكيليكس بتاريخ 30 آب 2011، عرض وزير الصحة السابق المحسوب على حركة أمل الدكتور محمد جواد خليفة وجهة نظره فيما خص حزب الله وتوجهاته المستقبلية. هذه المذكرة الصادرة بتاريخ 14 تشرين الثاني 2006 عن السفارة الأمريكية في بيروت نقلت مضمون اجتماع جرى بين سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجمهورية اللبنانية جيفري فيلتمان والوزير خليفة.

وقد جاء في ملخص المذكرة أن "محمد خليفة، وزير الصحة المستقيل، حذر السفير الأميركي في الجلسة لجهة عدم تصديق المعلومات التي تقول أن حزب الله سيتراجع عن موقفه لأن معلومات كهذه هدفها تضليلي. ويروي خليفة في الوثيقة أنّه تلقى زيارة في الليلة السابقة لاجتماعه بالسفير من قبل كل من وفيق صفا وحسن فضل الله (وكلاهما مسؤولان بارزان في حزب الله) حيث نقل عنهما أنّ مظاهرات ستعمّ الشوارع وسوف تتصاعد من اعتصامات صغيرة الى أخرى أوسع نطاقاً بهدف اسقاط حكومة السنيورة من خلال خلق شلل إقتصادي في البلاد. كما أكدّ خليفة أنّ حزب الله سيلعب ورقة الطائفية لضمان مشاركة واسعة من جانب الشيعة. وينقل خليفة عن بري عدم رضاه بسبب تعنت حزب الله ولكنه (أي بري) ما هو إلا شريك صغير عالق وسط هذا التحالف الشيعي الذي لا يستطيع منه فكاكاً وقد قرر البقاء خارج البلاد لبضعة أيام ريثما تتبلور لغة للمصالحة".

وبحسب رواية السفير الأميركي، فإنه "شاهد مدير مكتب خليفة في وزارة الصحة يخرج من منزله حاملاً الملفات بالرغم من أن الوزير استقال قبل ايام. ويروي خليفة أن بري أمره بحضور اجتماع استراتيجي لقيادة حركة أمل بالرغم من عدم كونه عضواً في الحركة. وينقل عن قادة أمل امتعاضهم للوضع الذي دفعهم اليه حزب الله كما يعرب عن موقفه الشخصي الرافض للاستقالة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وعلى الرغم من ذلك، وبموازاة ما قام به حزب الله من اللعب على الحساسيات المذهبية الشيعية وتصويرهم أنهم مهمشين، لم يكن أمام حركة أمل سوى المضي قدماً في هذا الخيار".

كما يضيف خليفة "أن بري حدد توقيت استقالة وزراء الحكومة يوم السبت لأنّ السنيورة كان ماضياً في جلسة يوم الإثنين تخص المحكمة الدولية بالرغم من أن بري طلب منه المزيد من الوقت لإجراء الاستشارات. بالرغم من ذلك، فإن قرار الاستقالة كان سبق للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن اتخذه وترك لبري فقط تحديد توقيت الاستقالة".

وتابع خليفة نقل موقف رئيس مجلس النواب فقال "أن بري كان مؤيداً لمسودات محكمة الامم المتحدة التي طرحتها حكومة السنيورة، وهو لا يصف هذه الحكومة بأنها غير شرعية أو غير دستورية". وحسب المذكرة، فإنّ "خليفة ضحك وأومأ برأسه لدى سؤال السفير عما إذا كان بري سعيداً لأنّ مشوع المحكمة تم تمريره في الحكومة بينما كان هو خارج البلاد. وبحسب خليفة فإن بري غير راض عن كونه محاصر من قبل حزب الله وغير راض عن قيادات 14 آذار لرفضها التعامل بجدية مع أي تغيير مقترحة في الحكومة".

وحذر خليفة السفير بعدم تفسير انخفاض درجة حرارة خطاب حزب الله بإنه إشارة الى التراجع عن إصرارها على المطالبة بالثلث المعطل أو تشكيل حكومة جديدة. لأنه بحسب كلمات خليفة فإن حزب الله "سوف يتابع طريقه إلى النهاية ولو كان ذلك يعني تدمير لبنان". كما أعرب عن "صدمته" من الزيارة التي تلقاها مساء اليوم السابق من قبل مسؤوليّ حزب الله وفيق صفا وحسن فضل الله. وكان الحديث مع خليفة يدور كما "لو أنه على استعداد للتآمر معهم

لتنفيذ خطة تصيب البلاد بالشلل، وهي تبدأ مع اعتصامات متواضعة يعقبها تصعيد الى مظاهرات في الشارع".

وبحسب ما نقل خليفة فان الخطة تتضمن ايضاً "أن يأمر حزب الله جميع الموظفين الشيعة بالتوقف عن آداء أعمالهم والقيام بوظائفهم واقفال مؤسساتهم. وبما أن حزب الله سيصور نفسه بأنه راغب بتغيير الحكومة بأسلوب طائفي فإنه سيضمن بذلك تأييد ما يقارب 100% من المشاركة الشيعية. ونتيجة لذلك ستقترب البلاد من الانهيار الاقتصادي" بحسب خليفة.

ولدى سؤال السفير فيلتمان عن موقف حزب الله من القرار 1701والمحكمة الدولية،أجاب خليفة ّأن المحكمة و 1701 يشكلان بالتأكيد جزءاً من مخاوف وقلق حزب الله، ولكن هناك"مشكلة نفسية". فحزب الله يقول لأنصاره أنه انتصر في الحرب مع اسرائيل فحين أن هؤلاء الأتباع حزب الله حتى الآن لا نرى النصر بل يرون الانقاض. الأسوأ من ذلك ، أن مقاتلي حزب الله هم مستاؤون للغاية لأنه لم يعد لديهم حرية مطلقة في الجنوب مع انتشار اليونيفيل والجيش اللبناني. لذا يعمل لحزب الله لإظهار أنّ انتصارهم في الحرب سيترجم من خلال حصص أكثر في الحكومة. كما أن أشغال الشيعة في المعركة مع حكومة السنيورة سيحوّل انظارهم عن التفكير في "نصر حزب الله". من أجل ذلك يوظف حزب الله قواه وشعبيته الهائلة على القضايا الداخلية". *موقع 14 آذار

 

على وقع التطورات المتسارعة في سوريا والمنطقة... هل "يفعلها" وليد جنبلاط؟ 

سلمان العنداري

مواقف لافتة ومهمة ادلى بها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لجريدة "الانباء" التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي اثارت موجة من التساؤلات والمواقف عما يدور في خلد هذا الرجل... فتناوله مسألة سلاح "حزب الله" من جهة، ورده "العالي النبرة" على ما قاله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من فرنسا من جهة اخرى، دفع بقوى الثامن من آذار الى اطلاق سهامها الاعلامية والسياسية في اكثر من اتجاه، بينما فضّل البعض الانتظار والترقّب في وقت دقيق تعيشه المنطقة برمتها...

يقول الصحافي والكاتب السياسي جورج علم انه "يمكن تصنيف مواقف رئيس جبهة النضال الوطني الاخيرة من البطريرك الماروني بأنها قريبة جداً من مواقف 14 آذار بكل مكوناتها، الامر الذي اثار ردود فعل سلبية من قبل "حزب الله".

بدوره يعتبر امين السر العام في "حزب القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبة قاطيشا "ان استشعار وليد جنبلاط بالخطر، دفع به الى اطلاق مجموعة من المواقف التصعيدية تجاه الاحداث في سوريا من جهة، وسلاح "حزب الله" من جهة اخرى، فكان تصريحه الاخير بمثابة دق ناقوس الخطر، في محاولة لمنع الانزلاق نحو المجهول، خاصة في ظل سعي "حزب الله" الى تكريس واقع الدويلة على حساب الدولة والمؤسسات والشعب اللبناني، ولهذا وقف وليد بك وقال "لا" لتلك القوى الممسكة بمصير البلاد".

ويلفت قاطيشا الى ان "وليد جنبلاط كان الرائد الاساسي لثورة الارز التي اخرجت البلاد من الهيمنة السورية والاقليمية والمخابراتية، الا ان ظروفاً صعبة خاضها والمجتمع الذي يمثله ادت الى ابتعاده عن 14 اذار في السنوات الماضية".

ومن جهته، يقول مصدر متابع لحركة جنبلاط ان "كلامه ايجابي ومهم ولافت من حيث التوقيت والمضمون، وسيكون له وقعه السياسي على اكثر من صعيد". ويؤكد المصدر نفسه ان "جنبلاط وجّه رسالة واضحة الى النظام السوري مفادها انه يدعم الثورات الشعبية وانه من حق الشعوب ان تتحرر من الحزب الواحد والحاكم الأوحد، وان تطالب بحقوقها البديهيّة المتمثلة بالعدالة والحرية والديمقراطية والكرامة، رافضاً استمرار عمليات القتل والقمع التي يمارسها النظام منذ اشهر، وانه قد آن الأوان لبشار الاسد ان ينفذ الاصلاحات وان يأخذ العبر".

بالتوازي، يرفض نائب في حركة "امل" التعليق على تصريحات وليد جنبلاط "لاسباب خاصة"، مؤكداً حرصه على "العلاقة الثابتة والمتينة بين وليد بيك والرئيس نبيه بري الهادفة الى حماية السلم الاهلي والى الحفاظ على التوازنات الداخلية في البلاد". لافتاً الى ان "قراءة مواقف جنبلاط تحتاج الى بعض الوقت والى بعض التروي قبل اصدار الاحكام عليها".

موقف جنبلاط الاخير لم يكن بمثابة الاشارة الاولى التي حاول فيها تمييز نفسه عن الاكثرية الجديدة، فقد كانت له سلسلة من المواقف التي اربكت الفريق الآخر، من مشروع الكهرباء، مروراً بقانون النسبية، وصولاً الى تمويل المحكمة الدولية، والموقف من السلاح، حيث كان واضحاً في هذا الخصوص. اذ اثار انتقاده لمواقف البطريرك الراعي بخصوص "السلاح" حفيظة "حزب الله".

جنبلاط الذي اعتبر ان "رفض ربط مصير لبنان بتحرير مزارع شبعا وربط مستقبله بنزاعات المنطقة"، طالب "بترسيم الحدود"، مؤكداً على ضرورة "رسم خطة دفاعيّة يتم من خلالها الاستيعاب التدريجي للسلاح في إطار الدولة اللبنانية كما نص إتفاق الدوحة من أجل تعزيز قدرة الدولة اللبنانية في التصدي لأي عدوان إسرائيلي محتمل"، اثار في كلامه غضب "حزب الله" واوساطه. وفي هذا الاطار اتصلنا بنائب قريب من "حزب الله" الذي رفض التعليق كلياً على التصريح، قائلاً : "من يدري، ربما نستفيق غداً على موقف جديد للنائب جنبلاط يناقض ما قاله في جريدة الانباء".

ووسط هذه الصورة، يقول علم ان "الثقة بين وليد جنبلاط و"حزب الله" انهارت منذ زمن، الا ان الزعيم الدرزي لا يريد الدخول في مواجهة مع "الحزب" في هذه المرحلة المصيرية والدقيقة التي تمر بها المنطقة، خاصة وان توازنات جديدة بدأت تظهر ولكنها لم تتوضح بعد، ولهذا فإن عدم اكتمال المشهد الاقليمي يجعل الموقف الجنبلاطي ضبابياً الى حد كبير".

وليد جنبلاط لا يريد ان يكون ملحقاً بسياسة "حزب الله" في الحكومة وغيرها، بل يريد ان يمايز نفسه عن التحالف الاكثري الجديد، ولكن هذا التمايز لم يأخذ بعد تركيبته النهائية، لان الاوضاع في المنطقة لا تزال غامضة، خصوصاً في الوضع السوري ومدى تأثيره على الساحة السياسية اللبنانية.

اما قاطيشا فيؤكد ان "تصريح وليد جنبلاط سيؤثر على علاقته مع "حزب الله" الى حد كبير، ومن هنا يمكن القول ان الابتعاد محتوم بين الطرفين بعد كل هذه المواقف والتراكمات، مع التذكير بأن تحالف وليد بك مع هذا الفريق لم يكن بفعل ايمانه بمشروعهم السياسي بل نتيجة واقع ضاغط دفعه لاتباع هذا التكتيك من المساكنة مع الحزب وفريقه".

جنبلاط لا يريد فعلاً العودة الى 14 اذار ولكنه لن يكون في 8 اذار، فهو يريد الحفاظ على وسطيته، خاصة وان هذه الوسطية ستضعه في موقع يتيح له التواصل مع كل الافرقاء، وتشكيل نوع من ثلث ضامن ووسطي مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على علاقات ايجابية مع تحالف بري – حزب الله – عون".

وليد جنبلاط ليس في قوى الثامن من آذار ولن يكون. لان ما يقوم به اليوم من حراك، يهدف الى ضبط الامور والى منع القوى المتطرفة في حكومة الرئيس ميقاتي من اخذ لبنان الى الهاوية، ومن قلب المعادلات رأساً على عقب على مستوى السياسة الاقليمية والخارجية، وعلى المستوى الاقتصادي للدولة على السواء.

بإختصار، يبدو ان جنبلاط ينتظر اكتمال الصورة الاقليمية لكي يحدد موقفه، مع العلم ان تصريحاته الاخيرة اصبحت اقرب إلى الانتفاضة السورية منها الى حماية النظام والدفاع عنه، الا ان كلامه هذا لم يبلغ بعد "سن الرشد" بانتظار اكتمال المشهد بالكامل. وبهذا تكون المعادلة واضحة: كلما تطورت الاوضاع في سوريا، كلما اصبح جنبلاط اشد وضوحاً على كل المستويات"... فلننتظر لنر.

*موقع 14 آذار

 

دان أمام الوزراء العرب من يقمعون بالقوة المطالب المشروعة للشعوب  

أردوغان: نظام الأسد يسعى لإشعال حرب بين العلويين والسنة

القاهرة - وكالات: أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أنه يخشى من اندلاع حرب أهلية بين العلويين والسنة في سورية, كما دان في خطاب أمام وزراء الخارجية العرب من يقمعون "بالقوة المطالب المشروعة" لشعوبهم, في إشارة واضحة إلى النظام السوري.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة "الشروق" المصرية أمس, قال أردوغان "أخشى ان ينتهى الأمر بإشعال نار الحرب الاهلية بين العلويين والسنة ذلك اننا نعلم ان النخب العلوية تهيمن على مواقع مهمة في السلطة وفي قيادة الجيش والاجهزة الامنية", مبدياً تخوفه من أن "يتجه غضب الجماهير الى تلك النخب ليس فقط باعتبارها اداة السلطة في ممارسة القمع ولكن أيضاً بصفتها المذهبية".واضاف "للأسف فإن النظام يلعب الان بتلك الورقة الخطرة لأن بعض المعلومات المتسربة تشير الى نسبة ممن يوصفون بالشبيحة ينتمون الى الطائفة العلوية, وهو ما يعمق الفجوة بينهم وبين الاغلبية السنية ويثير ضغائن لا علاقة لها بالانتماء المذهبي وإنما زرعها وغذاها الصراع السياسي الذي اتسم بقصر النظر حتى بدا أن السلطة مستعدة لإشعال حريق كبير في البلد لكي تستمر". واعتبر اردوغان انه "لا أمل في الخروج من الازمة طالما أبقى الرئيس السوري على أغلب المحيطين به الذين يصرون على استمرار سياسة القمع والقهر وكسر إرادة الشعب السوري", محذراً من أنه "إذا لم يخط هذه الخطوة فإن الرئيس بشار شخصياً هو الذي سيدفع الثمن".

واشار إلى أن وزير خارجيته احمد داود اوغلو "سيزور طهران قريباً لمواصلة التشاور بشأن الوضع السوري".

وفي كلمة له أمام وزراء الخارجية العرب, أمس, في مستهل زيارة للقاهرة هي المحطة الأولى لجولته في الدول العربية الثلاث التي قامت فيها انتفاضات شعبية وهي مصر وليبيا وتونس, قال أردوغان ان "مزيداً من الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان يجب ان يكون شعارنا المشترك, لأن أحداً لا يستطيع الادعاء ان شعوبنا لا تستحق أن تنظر الى المستقبل بأمل", مضيفاً "اننا ملزمون تلبية المطالب المشروعة لشعوبنا بوسائل وأساليب مشروعة".

وتابع في إشارة إلى النظام السوري "هؤلاء الذين يحاولون قمع المطالب المشروعة بوسائل غير مشروعة وبالقوة, هؤلاء الذين يؤجلون العدالة سوف يفهمون, ليس اليوم ولكن غداً, انهم يرتكبون خطأ جسيماً". وأكد أردوغان أنه "من غير الوارد بالنسبة لتركيا ان تتخذ موقفاً لا مباليا من التطورات في الشرق الاوسط", كما دعا الى دعم الطلب الذي سيتقدم به الفلسطينيون للحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة.

وأكد ان "الطريق الوحيد الصحيح هو الاعتراف بفلسطين, هذا ليس خياراً وانما ضرورة وينبغي علينا جميعا مساندة الكفاح العادل والشجاع للشعب الفلسطيني", مضيفاً "قبل نهاية هذا العام سنتمكن من ان نرى وضعا مختلفا تماما لفلسطين في الامم المتحدة" مشددا على ان "الوقت حان لكي يرفع العلم الفلسطيني في الامم المتحدة".

واتهم إسرائيل بأنها "تصم أذنها" عن المطالب التركية المتعلقة بتقديم اعتذار عن مهاجمة السفينة التركية التي كانت متجهة الى غزة وتعويض اسر الضحايا الذين قتلوا في هذه الغارة.

وكرر أكثر من مرة أنه "من غير الوارد" ان تعيد تركيا, التي طردت اخيرا السفير الاسرائيلي, تطبيع علاقاتها مع اسرائيل ما لم تستجب لهذه المطالب.

وبسبب مواقفه من اسرائيل, يتمتع اردوغان بشعبية كبيرة في مصر دفعت أكثر من 3 الاف شخص الى استقباله في مطار القاهرة لدى وصوله مساء اول من امس, وهو ما لم يحدث منذ عقود مع اي مسؤول اجنبي.وخلال زيارته القاهرة, التقى أردوغان صباح أمس رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي وبحث معه "سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين", كما ناقشا "التطورات الاقليمية والمتغيرات العالمية وتأثيراتها في منطقة الشرق الاوسط". كما زار اردوغان مشيخة الازهر والتقى الامام الاكبر احمد الطيب, ثم عقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء المصري عصام شرف, مؤكداً ان الشعب المصري سيجتاز المرحلة العصيبة التي يمر بها بنجاح.ومساء امس, اجتمع أردوغان في القاهر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس, حيث جرى بحث في المسعى للحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية.

 

أيد الثورة السورية وانتقد أردوغان ونصر الله 

الظواهري يتوعد الولايات المتحدة بـ"شتاء موحش" بعد "زلزال" الربيع العربي

دبي- وكالات: توعد زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري, في تسجيل صوتي بثته مواقع إسلامية أمس, الولايات المتحدة بـ"شتاء موحش" بعد الربيع العربي.

ونشر موقع "السحاب" الإلكتروني التابع لـ"القاعدة" تسجيل الزعيم الجديد للتنظيم بعنوان "فجر النصر الوشيك" ومدته 62 دقيقة, بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر تضمن صورا لزعيم "القاعدة" السابق الذي قتلته القوات الأميركية في باكستان, مطلع مايو الماضي, أسامة بن لادن, ورسالة من أيمن الظواهري.

وأكد الظواهري في التسجيل ان الولايات المتحدة تلقت منذ اعتداءات 11 سبتمبر, التي تبناها "القاعدة", ضربات عدة.

وقال إن الولايات المتحدة هزمت في العراق وفي افغانستان, مضيفا ان "الزلزال العربي الجبار المبارك المنتفض جاء ليقلب حسابات اميركا رأسا على عقب".

واضاف ان "الشعوب العربية تريد الاسلام وحكمه, واميركا والغرب يعاديانه", معربا عن الامل في ان تفضي الثورات العربية الى اسلام حقيقي وحكومات تستند الى الشريعة.

وبشأن الوضع في مصر بعد سبعة أشهر على تنحي الرئيس حسني مبارك, قال الظواهري "هناك حرب تدور في مصر لمنع الإسلام من الحكم لمحاولة إقامة دولة لا دينية فيها".

واتهم زعيم "القاعدة" الجديد في التسجيل الصوتي ايضا, النظام السوري بارتكاب "جرائم بشعة" ضد شعبه, داعيا السوريين إلى الاستمرار في انتفاضتهم حتى يتم إسقاطه.

وقال الظواهري إن "النظام البعثي الطائفي المجرم الذي حمى حدود إسرائيل لمدة 44 عاما لم يرم خلالها عليهم حجرا واحدا يرتكب جرائمه البشعة بحق أهلنا وإخواننا" في سورية "التي تحولت الى بقعة حمراء من الدماء والاشلاء والانقاض", كما "يكرر (الرئيس السوري) بشار (الأسد) اليوم في حماة وفي سائر مدن سورية جرائم أبيه ضد حماة" في العام 1982.

وأضاف متوجها الى الشعب السوري "يا أهلنا في شام الرباط والعزة استمروا في نضالكم وكفاحكم ومقاومتكم للحكم الباغي الفاسد, فقد بدأ طاغوت الشام يترنح فلا تكفوا عن مواصلة الضغط عليه حتى ينهار قريبا بإذن الله". وقال "استمروا في جهادكم ونضالكم وإن تخلت عنكم الحكومات العربية التي ترتجف من شعوبها, وإن اكتفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالتصريحات الجوفاء", و"استمروا وان تخلى عنكم (الامين العام لحزب الله اللبناني) حسن نصر الله الذي كشف عن وجهه الحقيقي حين وصف انتفاضتكم المباركة بالمؤامرة".

كما حذر القادة الليبيين الجدد الذين سيطروا على طرابلس بمساعدة "حلف شمال الأطلسي" من سياسة هذه المؤسسة. وقال "لا تسمحوا للناتو الصليبي ان يخرجكم من قهر لقهر ومن ذل لذل", مضيفاً "ايها الشعب الليبي المسلم المجاهد لا تسمحوا لأي كان ان يخدعكم ويسرق حريتكم".وبشأن النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني, عارض الظواهري مشروع السلطة الفلسطينية الرامي الى طلب انضمام دولة فلسطينية الى الامم المتحدة. وقال "أحذر كل من يدعو الى انضمام الدولة الفلسطينية الى الامم المتحدة, انه يبيع فلسطين ويعترف بإسرائيل". واشاد الظواهري ببن لادن الذي قتل على يد مجموعة كومندوس اميركية في باكستان في الثاني من مايو الماضي, قائلا "لقد اثبت الشيخ باستشهاده كما اثبت في حياته ان أميركا لا تواجه شخصا ولا جماعة ولا طائفة ولكنها تواجه امة الاسلام المنتفضة الناهضة". واضاف ان "الجهاد متصاعد والثورات العربية يتجلى وجهها الاسلامي العربي بعد استشهاد الشيخ اسامة".

 

دعوا طهران إلى وقف التصريحات الاستفزازاية تجاه دول مجلس التعاون  

العرب يطالبون بـ"تغيير فوري" يوقف نزيف الدم في سورية

حمد بن جاسم: لن نرسل وفداً عربياً إلى دمشق قبل وقف آلة القتل وانسحاب الجيش من المدن

القاهرة - وكالات: دعا المجلس الوزاري العربي إلى "إحداث تغيير فوري يؤدي الى وقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل", رابطاً إرساله وفداً إلى دمشق بوقف إطلاق النار. وفي اجتماع الدورة ال¯136 لمجلس جامعة الدول العربية في القاهرة مساء أمس, دعا وزراء الخارجية العرب إلى "إحداث تغيير فوري يؤدي إلى وقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل", مؤكدين أن ذلك يتطلب "من القيادة السورية اتخاذ الاجراءات العاجلة لتنفيذ ما وافقت عليه من نقاط اثناء زيارة الامين العام" للجامعة العربية نبيل العربي إليها السبت الماضي و"خاصة ما يتعلق بوقف أعمال العنف بأشكاله كافة وإزالة أي مظاهر مسلحة والعمل على تنفيذ ما جرى اقراره من اصلاحات". وأوضح الوزراء, في بيان, أنه سيتم "ايفاد وفد رفيع المستوى من الامانة العامة للجامعة العربية للقيام بالمهمة الموكلة إليه بعد وقف اطلاق النار وأعمال العنف كافة".

وفي مؤتمر صحافي عقب انتهاء الاجتماع, أوضح العربي ان الأسد "وافق على ايفاد وفد من الجامعة العربية ولكن المجلس (الوزاري للجامعة) ارتأى أن يتم وقف إطلاق النار قبل أن يذهب الوفد". من جهته, قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم, الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس الوزراي للجامعة العربية, ان "آلة القتل يجب ان تتوقف في سورية", مؤكداً أن "الجيش لا بد ان ينسحب من المدن". وأضاف "لا يمكن ان نقبل كبشر ان يقتل الناس بهذه الطريقة" لذلك "قررنا انه لابد من وقف اطلاق النار قبل ايفاد وفد من الجامعة العربية الى سورية". وخلال جلسة مغلقة, عرض العربي على وزراء الخارجية العرب تقريراً بشأن نتائج زيارته الاخيرة إلى سورية.

وأوضح مصدر ديبلوماسي عربي أن العربي عرض خلاصة محادثاته مع الأسد ورؤيته لكيفية تنفيذ ماورد في المبادرة العربية, والخطوات والاجراءات التي تم الاتفاق عليها مع القيادة السورية لحل الأزمة, خاصة ما يتعلق بحقن الدماء والاسراع في تنفيذ حزمة الاصلاحات واطلاق الحوار الوطني واستعداد الجامعة العربية للمشاركة في تسهيل هذا الحوار, وفق آلية يتم التوافق حولها وفي اطار زمني محدد. وأضاف المصدر ان العربي وجه اتهامات للسلطات السورية بعدم كبح جماح عناصر الامن في تعاملهم مع الاحتجاجات, مؤكداً حق السوريين في التظاهر, ما استدعى تدخلاً من سفير سورية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد نافياً الاتهامات, ومكرراً رواية نظام بلاده ان ما ينشر في وسائل الاعلام لا أساس له من الصحة وأن ما يظهر على شاشات القنوات الفضائية من اشتباكات هي من صنع "عناصر مندسة". وفي شأن منفصل, عبر وزراء الخارجية العرب عن "القلق الشديد من استمرار التصريحات الاستفزازية للمسؤولين ووسائل الاعلام الايرانية تجاه عدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية", مؤكدين أن هذه التصريحات "تعد اخلالا بقواعد حسن الجوار ومبادىء ميثاق الامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي". ودعا الوزراء ايران الى "وقف هذه التصريحات والحملات الاعلامية التي لا تخدم تحسين العلاقات بين الجانبين وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة". وفي شأن آخر, جدد مجلس جامعة الدول العربية التزامه دعم استقرار وأمن مملكة البحرين وتأييده ومساندته للخطوات الحكيمة التي إتخذها الملك حمد بن عيس آل خليفة لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد. وأشاد المجلس في بيان بالانتخابات التي ستجري أواخر الشهر الجاري والتي من شأنها الإسهام في دفع وتعزيز مسيرة الإصلاح والتقدم, مشيداً بالنتائج الايجابية لحوار التوافق الوطني ومبادرة ملك البحرين بتشكيل اللجنة الملكية المستقلة لتقصي الحقائق لكشف حقيقة ما مرت به المملكة من أحداث أخيراً.

 

ملالي إيران يتخلون عن الأسد

 ناصر العتيبي/السياسة

في تطور أدهش الجميع أعلن رئيس نظام الملالي في إيران محمود أحمدي نجاد تخليه عن دعم نظام بشار الأسد وطلب منه إيقاف عمليات القتل الجماعي للمجتمع المدني السوري, مؤكداً ان »الحل العسكري لا يمكن, مطلقاً, أن يكون الحل السليم« لانتفاضة الشباب في سورية, ولكن الذي على دراية بنظام التقية في إيران وسياسة توزيع الأدوار يعرف جيداً ان »وراء الأكمة ما وراءها« وان إيران تسعى إلى بديل لنظام الأقلية العلوية, ليكون سنداً لها في سورية ولبنان. فإيران لديها اتصالات قوية مع الإخوان المسلمين الذين عارضوا دائماً النظام في دمشق منذ عام 1969 وسحقهم حافظ الأسد بالدبابات عندما نظموا مسيرات احتجاجية ضده في حماة خلال شهر فبراير عام 1982 وقتل فيها 40 ألفاً من أتباع الإخوان و1000 جندي سوري. ف¯»الإخوان المسلمون« يحاولون اختطاف انتفاضة المجتمع المدني السوري, لاسيما انهم منظمون جيداً ومسلحون تسليحاً لا بأس فيه, ولديهم قيادات متمرسة بالقتال والسياسة. والمعروف ان الإخوان المسلمين لديهم اتصالات وثيقة مع التنظيمات السرية المسلحة, وفي مقدمتها تنظيم القاعدة من خلال المسؤول عن الجناح العسكري عطية عبدالرحمن الليبي الذي قتل في وزيرستان في منطقة القبائل في باكستان في 22 أغسطس الماضي بقصف طائرات أميركية من دون طيار, وهكذا نرى ان »الإخوان« وإيران متشابهان بالفكر والتوجهات والاتصالات المريبة. فمخطط إيران واضح المعالم, فهي تسعى إلى تمكين »الإخوان« من اختطاف الربيع العربي السوري والوصول إلى السلطة. الهدف من تقارب »الإخوان« مع إيران ودعم الأخيرة لهم هو تفعيل الجبهة السورية - الإسرائيلية في الجولان وجنوب لبنان, وهذا يعني ان المنطقة بكاملها ستواجه حالة زلزال وحرب استنزاف مدمرة لها آثارها الوخيمة على شعوب سورية ولبنان والأردن وفلسطين. هذا ما نتوقعه من ملالي إيران ومن هم على شاكلتهم, فصبر الشعوب العربية على ظلم وتدخلات وتهور وجشع واستعجال الفرس هيأزمور ستوقع نظامه ووجوده في مصيبة كبرى وسيقضD عليهم بإذن الله.

»قد يدرك التأني بعض حاجة وقد يكون مع المستعجل الزلل«

*كاتب كويتي

 

دماء الشعب السوري في أسواق النخاسة الدولية

 داود البصري/السياسة

وسط أجواء تواطؤ دولي وإقليمي غير مسبوق تستمر دماء أحرار الشعب السوري بالنزيف المتواصل  وتتواصل الثورة الشعبية السورية الكبرى الجديدة التي ستقتلع جذور الطغيان وأهله من منابتهم , ويستمر الدم السوري الحر العبيط بالتدفق في ظل إصرار كفاحي شعبي عارم لا يعرف الكلل ولا الملل والإستسلام أو الركوع حتى تحقيق الأهداف المقدسة باحالة الأوغاد والأصنام و النعاج ومماليك القتل والإرهاب نحو مكانهم الطبيعي واللائق بهم وهو مزبلة التاريخ , ووسط الكرنفال الدموي المرعب تدور معارك ديبلوماسية وسياسية هائلة من خلف كواليس المشهد وحيث يتدافع حلفاء النظام الدوليين والإقليميين للدفاع عن النظام السوري الإرهابي وتبرير سياسته الدموية المفرطة ومحاولة تعطيل حيوية وإستمرارية وصمود الثورة السورية التي إنطلقت لتنتصر وتؤسس واقعا سوريا وإقليميا ودوليا جديدا يعيد للشام ألقها الحضاري ويرسخ مكانة الشعب السوري بين الشعوب الحرة والمتحضرة في العالم , والزيارات المكوكية التي تقوم بها بعض قيادات النظام السوري وكان آخرها زيارة المستشارة بثينة شعبان للعاصمة الروسية موسكو هي شكل من أشكال الحرب الديبلوماسية والإعلامية الفاشلة والفاقدة لمصداقيتها والتي تحاول من خلالها تشويه مسيرة ومواقف وتوجهات الثورة وإتهامها بالإرهاب والطائفية وغيرها من التهم المعبرة أصلا عن حقيقة النظام السوري وليس عن حقيقة جماهير الثورة من الشباب والنساء والأطفال الذين تفننت آلة القمع الإستخبارية الخبيثة في تقطيع أوصالهم الطاهرة , الموقف الروسي الخبيث والمعادي لإرادة أحرار الشام ليس امراً جديداً ابداً , فروسيا سواء في حقبتها الشيوعية المنقرضة أو في حقبتها المافيوزية الحالية هي مجرد سمسار شره يبحث عن وليمة دسمة وعن منافع إقتصادية ومصلحية والسياسة الروسية في النهاية تنبطح لمن يدفع أكثر ! وثوار الشام وهم يبذلون دماءهم في محراب الحرية المقدس يعلمون هذه الحقيقة ويحيطون بأطرافها ومفرداتها وهم غير معنيين بمواقف ومؤامرات حلفاء النظام وعرابيه وحماته عربا كانوا أم أعاجم , فالحقائق النهائية و الناصعة تقررها ساحة المواجهة الميدانية , وأحرار الشام لا تعنيهم أبدا المساومات وعمليات البيع والشراء في أسواق النخاسة الدولية لأنهم يعلمون علم اليقين وبإيمان المناضلين والأحرار أن النظام السياسي والأمني السوري قد أفلس بالكامل ولم يعد لديه ما يقدمه من جديد , فأوراقه قد إحترقت بالكامل ومع كل نقطة دم حرة يريقها جلاوزة النظام القمعي تتأكد وتترسخ حقيقة وطبيعة المسار الذي ستتجه إليه الأحداث , وفشل مجلس الأمن الدولي في إتخاذ قرار حاسم يحمي فيه دماء وأرواح الأبرياء هو أمر أكبر من الفضيحة كما قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الذي سيبقى التاريخ متذكرا موقفه وموقف حكومته النبيل من ثورة السوريين فيما تخلف العرب للأسف عن إتخاذ اي مواقف دعم حقيقية للشعب السوري , وفيما يتآمر بعض العرب بشكل فج على الأشقاء السوريين وفي طليعتهم "حاشية الخنوع" في العراق في حكومة حزب "الدعوة" العميل وشركاه من الأحزاب الطائفية الإيرانية, بل أن الحقد على الشعب السوري من قبل النظام العراقي الخانع قد وصل إلى حد إتخاذ مجلس وزراء المالكي قرارا بسحب الجنسية العراقية من عشرات العراقيين من ذوي الأصول السورية تحت ذرائع واهية وفي توقيت مشبوه وعدواني فيما يتم تجنيس عشرات الالاف من الإيرانيين والأعاجم وسقط المتاع لأسباب معلومة لاتخفى على الحصيف , ولكن أهل وعملاء المشروع الإيراني في العراق قد باتوا في خسران مبين وهم يبرزون مواقفهم البشعة ضد أحرار الشام وهي مواقف عار خاصة بأصحابها ولا تعبر أبدا عن حقيقة مشاعر العراقيين السامية نحو أشقائهم السوريين الذين تقاسمنا معهم الخبز والماء والهواء والمصير المشترك والذين فتحوا بلادهم وبيوتهم وقلوبهم لأحرار العراق ومشرديه , فعذرا دمشق من غدر الغادرين ومن تصرفات عملاء النظام الإيراني الذين هم مجرد مرحلة عابرة, ففي النهاية سيرحل المغول عن كل شبر طاهر من أرضنا , وستنتصر إرادة الأحرار وستتعانق بغداد ودمشق في كرنفال الحرية والإخاء , لن تنفع النظام السوري أبدا كل ألاعيبه ولا فذلكات حماته والمدافعين عنه من القتلة و الشبيحة الدوليين والسماسرة القذرين , فالشعب الذي حمل أبناؤه وحرائره وأطفاله أكفانهم على أكفهم وهم يقارعون عصابات جيشه الذليل المهزوم وقطعان شبيحته القتلة لايمكن أن يهزم أبدا , فلا موسكو ولا بكين ولا طهران ولا عملاء بغداد وبيروت يستطيعون تحريف مسيرةالتاريخ ومصير الطغاة , والنظام إلى سعير وسينصر الله المستضعفين ويشفي صدور القوم المؤمنين ويذل الجبارين ويمحق القتلة والمارقين ,لاصوت يعلو أبدا على صوت الشعب السوري الحر وهو يكتب سفر الحرية المقدس بدمائه الطاهرة وسيلقن القتلة والمماليك وعبيدهم دروسا مرة في الحرية والكرامة.. الثورة الشعبية السورية الكبرى تنتصر. تلك هي الحقيقة الراسخة وماعدا ذلك ليس سوى أضغاث أحلام لفاشيين وقتلة...

كاتب عراقي

 

لنأت إلى سورية سواء

 غسان المفلح/  السياسة

إلى مفكرنا عزيز العظمة الكلمة السواء" سورية", هي الكلمة المفتاحية, هي الكلمة البدء بالنسبة لنا كسوريين, لأنها كانت بدءنا, وستكون مستقبلنا ومستقبل اطفالنا, لهذه الكلمة, معان لا نهائية حتى اللحظة, لكل فرد معنى ولكل معارض معنى ولكل شهيد معنى, ولكل مؤسسة حزبية معنى, لكل أيديولوجية نسقا ترتب في داخله سورية كمعنى خاص بها. البحث عن كلمة واحدة مشتركة بين هذه المعاني, أو عن معنى مشترك, يمكن ان ينتج عن تعدد المعنى هذا, كيف? ولماذا? لماذا لكي نعيش سورية كما نريدها جميعا, أما كيف? فهذا السؤال الذي يواجه تعدد المعاني بكل حواملها. يطالعنا مفكر سوري كبير بأنه يجب علينا أن نأخذ مسافة تحليلية من الانتفاضة تتيح لنا نقدها, لأنها تحمل في طياتها بعبعا إسلاميا وينوء تحت ثقل متعدد الرؤوس لكنه ذو اتجاه نكوصي نحو الطائفية والجهوية والعشائرية, لهذا علينا ألا نفرح بالثورة, وعلينا ألا نحتفي بكل من يقف ضد هذا النظام, الذي ليس شرا مطلقا, لأنه لا يوجد خيرا مطلقا فيمن يقفون ضده, كما يقول مفكرنا الكبير عزيز العظمة في مقاله الأخير في موقع الأوان, نحن في فلسفة التاريخ لسنا انقياء ولن نكون أنبياء, نحن أبناء الحياة في سورية بكل مافيها, الحياة التي عشعش فيها نظام الأسد, لدرجة العفونة على الصعد كافة, حتى وصلت تلك العفونة إلى أرواحنا كمعارضة وكمفكرين وكمجتمع, هذا صحيح, لكن الصحيح الأهم, أن أي مريض لا يمكن أن يتعافى إلا في مستشفى, لا توجد فيه عفونة, لايمكن أن تعالج مريضا, في الفضاء المسبب للمرض, هذه بدعة انتظارية, الغاية منها إدامة هذا الفضاء المرضي, الشعوب لا تتعلم الحرية والمدنية في ظل أنظمة قمعية دموية وطائفية. من أين أتى مفكرنا بهذه الأحجية? التي أراد أدخالنا في متاهتها, من خلال مقاله النقدي المطول عن البلبلة التي اصابت المثقفين العرب المحتفين بالثورات.وجعلتهم في حالة من السرنمة كما يحاول أن يقول بشكل مباشر وغير مباشر, خصوصاً أنهم لم ينتبهوا للاتجاه النيولبيرالي العالمي الذي يريد إزاحة دور الدولة لصالح دور الجهويات الماقبل مدنية? من أين استقى مفكرنا هذه الأطروحة لا اعرف? ربما من التجربة العراقية, التجربة العراقية التي أصبحت الكل بالنسبة له بعدما اكد التاريخ المعاصر أنها الاستثناء, الاستثناء الذي عملت أنظمة المنطقة كلها على تفجيره من الداخل بكل الوسائل المتاحة لكي لا ينجح. وليس الاتجاه النيولبيرالي الذي يتحدث عنه, فهو لم يحدثنا عن دور إيران والنظام السوري, ولم يحدثنا عما كرسه النظام السابق في عمق المجتمع العراقي, الثورة الفرنسية التي هي نبراسه باللائكية ونموذجه الأكثر نموذجية! احتاجت خمسة عقود واكثر لكي تؤسس حريتها أو دولة حرياتها. وهذه فرنسا التي كانت تنهل من منتجات الثورة الصناعية, ومن منتجات عصر التنوير الغني عن التعريف. رغم كل هذا الفضاء احتاجت لكل تلك العقود بعد ثورتها لكي تصل إلى دولة الحريات والمواطنة التي يريدها مفكرنا لسورية, من دون أن يقدم لنا ولو شمعة ضوء صغيرة في آخر النفق الذي وضع فيه ثورة شبابنا. ما هي الانتفاضة الأمثل برأي مفكرنا هذا لم يجب عنه, ونحن نعفيه من الإجابة لأنها ليست مهمة الفكر النقدي, بل هي مهمة شباب سورية, وشباب سورية هذا ما عندهم, لهذا هو نقد شعاراتهم وتسميات جمعهم, وهذا حقه بالطبع لكن أيضا هم من حقهم لأنهم باتوا أولياء دم من أجل شعار واحد يتردد دائماً ولايراه مفكرنا" سورية بدها حرية" ألا يكفي هذا لكي يكون مكاناً يجمع السوريين? هو يخاف ما بعد تحقيق هذا الشعار? يخاف من الاسلاميين ومن الاتجاه النكوصي القار في شعبنا! حنانيك بنا سيدي, شبابنا غير قادرين على تلمس ما تريد وهم تحت النار. لكنهم يطالبون بحرية لكل الشعب السوري, وليس لهم فقط! لنا ولك وللمعارضة وللجميع.

لم يلاحظ مفكرنا أن غالبية مفكري ومثقفي وكتاب وهيئات المعارضة اليسارية والعلمانية والقومية ومؤسساتها, باتت تتحدث الآن في خطاباتها وبياناتها عن ثلاث جهات: النظام جهة, والمعارضة جهة ثانية, وتنسيقيات الثورة وتنظيمات شبابها الجديدة جهة ثالثة, لاحظوا كل بيانات المؤتمرات السابقة, وبيان هيئة التنسيق الجديد وخارطة الدكتور برهان غليون لتشكيل مجلس وطني, وخطابات إعلان دمشق, وحتى دعوات من يدعون الى تدخل عسكري دولي اصبح من المعتاد الآن التحدث عن ثلاثة اطراف سورية, هذا جزء من الفضاء الذي كرسه النظام, طرف واحد هو هامشي من هذه الأطراف هو هذه المعارضة, فلا هي تمون على الشارع والنظام لا يقيم لها وزنا وهي منشغلة بتشققاتها, هذه التشققات التي لاتزال غير قادرة على إنتاج معنى مشترك من تعدد المعاني هذا.وأكبر دليل على ما أقوله" أن الشارع يطالب وطالب بحماية دولية للمدنيين, والمعارضة بغالبية فصائلها ترفض هذا الأمر, والأغرب أن هناك من تحدث عن أن طلب الحماية من الأمم المتحدة مرفوض, لأن الدول الكبرى خصوصاً اوروبا وأميركا لها وزن هناك ولها اجندات مشبوهة, لهذا هم يرفضون طلب الحماية هذا" ومنهم من يرفضه لكي لا تتحول الثورة إلى جندي في صفوف اميركا واوروبا ضد إيران!! هذا كلام من معارضين بارزين في سورية. ويتنطحون لأن يكونوا هم الممثلون الوحيدون للثورة السورية, وكلهم مفكرون ومثقفون وكتاب وقادة أحزاب وهيئات وجمعيات! كل هذا الخلط يمكن ان يكون صحيا تماما ويخدم الثورة وحرية سورية فيما لو استطاع هؤلاء تقبل معاني بعضهم بعضا عن سورية والبحث عن المشترك, أو الاختلاف بطرق حضارية, او التنافس في خدمة المعاني السورية بطريقة نبيلة وخصبة, في إنتاج معنى مشترك, هو الكلمة السواء التي يجب ان تظلل الجميع وهي سورية الحرية التي ينادي بها شبابنا من المتظاهرين والذين قدموا دمهم فداء لها. حيث سورية كانت البدء وهي المستقبل. لكنها ليست عسكر نصف علمانيين كخيار أفضل من الإسلاميين!! , وليست سورية الأسد أفضل من الفوضى كما يوحي بذلك حماة الأقليات ومن تبنوا المبادرة العربية, ولن تكون.إذا كنتم تميزون أنفسكم عن قوى الشارع وما أفرزته وما تفرزه, وترفضون بعضا ما يطالب به, هذا حقكم, وايضا من حق هذا الشارع أن يسير بما يراه مناسبا له, لأنه هو من يدفع الثمن.كنت ولا أزال وسأبقى مع أي عمل يبحث عن هذا المعنى السواء, سواء كان لي فيه دور أو لم يكن, لم أعد مهتما بهذه الصورة مطلقا, صورة الدور هذا في أن أكون جزءاً من الطرف الثاني, والذي لايقيم له النظام وزنا, بل يتلاعب به لكي يستمر فيما هو فيه. وأرفض أن أكون ممثلا لقوى الشارع, لكي أحافظ على هذه المسافة التي تحدث عنها مفكرنا, لأن دعمهم يحتاج لهذه المسافة, وليس من أجل تبيان أنهم نكوصيون!! نحن لم نكبر بالعمر فقط بل كبرنا في المعنى, الذي ننتجه والذي لم يعد ملائما كثيرا لشباب الشارع, والدليل أنهم يطالبوننا بأن ننتج لهم مؤسسات تمثيلية, ونحن نتقاتل على الواجهة...رغم أنني تمنيت النجاح لجميع تلك المحاولات, ولا أزال أتمنى النجاح لها في إنتاج مؤسسة تمثيلية, لكن إن لم تستطع هذه المحاولات إنتاج مثل هذه المؤسسة هل ندعو الشارع للتوقف عن ثورته? والسبب في موقفي أنني من المتفائلين بهذا الشارع وما سينتجه من قيادات وتنظيمات, وسبب آخر لتفاؤلي هذا أن هناك من أجيالنا من التحق في صفوف الثورة غير آبه بما تقوله المعارضة أو بعض منها, كنجاتي طيارة المعتقل من جديد والذي أخاف على حياته, ومصطفى رستم وجورج صبرا ونذير الصيفي وكثر لا نستطيع عد أسماءهم هنا...لهذا أدعو لكلمة سواء بين الجميع. هل هذا كثير ومستحيل? ونقدي هنا أبدا لا يتناول أي جانب شخصي لأحد, أو تخوينا لأحد, بل يتناول منتج سياسي وكيفية انعكاسه على مسار الثورة كما أراه وربما تكون كل رؤيتي خاطئة يصوبها الحوار الذي أتمناه.

*كاتب سوري

 

لبنان يطرح "الديبلوماسية الوقائية" وسفير دولة كبرى ينصحه بتطبيقها

خليل فليحان /النهار

يطرح لبنان "الديبلوماسية الوقائية" على مجلس الامن للمناقشة، وقد أعدّ مجموعة اسئلة لتعزيز هذا النوع من الديبلوماسية والوسائل التي يمكن اتباعها، مع تحديد دور المنظمات المتخصصة في هذا المجال ودور الاعلام في التوعية على الوقوع في صراعات مسلحة. وقد لاقت القضية المطروحة تأييد روسيا، وتبلّغ وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور ذلك رسمياً من السفير الروسي الكسندر زاسبكين، كما ان الامين العام للامم المتحدة وضع ذلك في اولوياته خلال ولايته الثانية للمنظمة. وما يدهش هو طرح قضية كبيرة وجدية للوقاية من الصراعات المسلحة بين الدول على اكبر محفل دولي، وستكون الجلسة برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سلميان في 22 من الجاري، فيما لبنان في حاجة الى ديبلوماسية وقائية في الداخل لوقف النزاعات التي لم تعد محصورة بمسألة واحدة، بل تعددت الى سياسية ومذهبية وسياسية – مذهبية، مع استحالة استئناف الحوار رغم المساعي اليتيمة التي يبذلها سليمان، ولكن من دون جدوى. واعرب سفير دولة كبرى تعنى بلاده بالوضع الداخلي اللبناني عن دهشته من الخلافات على الداخل اللبناني، وهذا ما يظهر من الاسئلة التي يطرحها قادة بلاده عندما يلتقون مسؤولاً لبنانياً، الامر الذي يجعل تعليمات هذه الدولة الى سفيرها متواصلة، وتطلب منه ان يسعى الى تحصين الاستقرار السياسي والامني، ولا تتأخر في بذل المساعي الصامتة مع افرقاء معينين يعتبرون من اصدقائها، من اجل ترسيخ الهدوء الداخلي ولا سيما في هذه الفترة التي تشتد فيها الضغوط على سوريا والتخوّف من انعكاسات سلبية محتملة على لبنان يتوقعها بعض القادة في الاكثرية النيابية". ويعترف السفير الذي طلب عدم ذكر اسمه بأنه لم يعد في امكانه ان يحصي الأزمات التي يجتازها لبنان في الوقت الحاضر، ومنها فتح رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون جبهات عدة كان آخرها امس على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اتهمه بأنه يحمي مخالفين، كما عارض تسديد لبنان لحصته في تمويل المحكمة الخاصة بلبنان.

 

بيروت تغيب عن واقع التحولات التركية والسعودية

لبنان يلتصق بسوريا دولياً وينطق باسمها

هيام القصيفي/النهار

ماذا ينتظر لبنان من زيارات اربع مرجعيات سياسية وعسكرية وروحية الى الولايات المتحدة، اي رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في ايلول الجاري، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في تشرين الاول وقائد الجيش العماد جان قهوجي بين تشرين الاول وتشرين الثاني.

منذ اندلاع الاحداث في سوريا، قبل ستة اشهر، تتضح يوما بعد يوم نزعة لبنانية لدى بعض الاوساط السياسية الى تأكيد التزام لبنان روحية المعاهدة اللبنانية - السورية للاخوة والتنسيق والتعاون التي حكمت دمشق بموجبها لبنان نحو 15 عاما، مصحوبة برغبة متمادية في نقض محاولات حكومات الرئيس فؤاد السنيورة منذ عام 2005، تكريس ابتعاد لبنان في سياسته الخارجية – والداخلية - عن سوريا، وقت كانت تطوقها الحكومات الغربية بعد خروجها من لبنان.

اليوم، وفي ظل العقوبات الاوروبية والاميركية على النظام السوري، يبدو موقف لبنان ملتبسا حيال علاقته بدمشق، وسط الانقسام الشديد بين فريقي 8 و14 آذار في مقاربة تداعيات الملف السوري. وهذا الالتباس من شأنه ان يصبح مضاعفا في الاطلالات الخارجية التي ينوي كل من القيادات الثلاث ان يقوم بها، كل من موقعه، في تقديم صورة لبنان وتحديد هويته المستقبلية في ضوء انعكاس الحدث السوري، وخصوصا ان سليمان سيتحدث باسم لبنان امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، وقت لا يزال هو وحكومة ميقاتي على صلة وثيقة بالنظام السوري الذي تحاول الدول الكبرى صوغ قرار دولي جامع ضده، وفي حين تحفل التقارير الديبلوماسية الغربية بمعلومات عن البدع التي يحاول ميقاتي من خلالها النفاذ الى تمويل المحكمة الدولية قبل ذهابه الى نيويورك.

اما الراعي (وفي ظل غياب اي معطى عن لقاءاته الرسمية في واشنطن في اعقاب الجدل الكبير الذي اثارته تصريحاته في باريس) فسيجول في الاغتراب اللبناني، الذي اعتاد ان يخط الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير امامه اشد المواقف صلابة من الوجود السوري وتدخلاته في لبنان وسلاح "حزب الله"، اضافة الى قائد الجيش الذي تستقبله الادارة العسكرية الاميركية في زيارة تهدف الى تقرير المساعدات للجيش اللبناني الذي تثير بعض قوى 14 آذار في لبنان اسئلة حول دوره الحالي، وتطرح بعض الاوساط الاميركية تجميد المساعدات له.

وترجمة التطلعات اللبنانية بعيدا من التأثيرات السورية تبدو حتى الان مهمة مستحيلة امام المرجعيات الاربع التي تتعامل مع الحدث السوري من زاوية محلية صرف من دون الاخذ في الاعتبار التشابكات الاقليمية التي بدأت تظهر بحدة اكبر يوما بعد آخر. وبحسب اوساط سياسية فان لبنان الرسمي يعيش على ايقاع قديم انتهى مفعوله، في ضوء المتغيرات الاقليمية. وابرزها دخول تركيا على خط "الربيع العربي" ونسجها اتصالات وثيقة مع القوة العربية السنية اي المملكة العربية السعودية التي فقدت في الاونة الاخيرة حليفتها الاساسية مصر الغارقة في لملمة اوضاعها الداخلية. وهذه الاتصالات، التي تتشعب الى علاقات اقتصادية واجتماعية وامنية وسياسية، من شأنها ان تؤسس لخط اقليم سني في مواكبة التحولات العربية، سواء في الدول السنية التي تعيش ربيعا عربيا، وقد بدأ زيارتها امس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، او في العراق حيث القوة الشيعية المتنامية تقلق السعوديين والاتراك معا، وسوريا ولبنان حيث يقوى تحالف الاسد مع حلفائه وحكومتهم، او على خط فلسطين واتجاهها الى اعلان دولتها المستقلة.

والدخول التركي على خط الازمة السورية، في مقابل القوة الايرانية ورعايتها لوضع "حزب الله"، من شأنه ان يخلق نوعا من التوازنات الاقليمية في معالجة الوضع السوري، ومعه البؤر المتوترة من العراق الى لبنان، والاهم احتواء المسألة الكردية التي تقلق بال ايران وتركيا على السواء، والتي لا تزال الى الان تعوق عملية حسم الوضع السوري على خطوط الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين واشنطن وانقرة وطهران.

من هنا، وفي ظل المراوحة السورية المائلة نحو العنف اكثر فاكثر، ثمة ملفات تتعقد تدريجا: ملف الانسحاب الاميركي من العراق والاحتمالات المفتوحة حوله، الموقف السعودي حيال ايران ومضاعفة تدخلها في العراق حيث تتنامى القوة الشيعية فيه وفي لبنان وسوريا، والتحول السعودي الحاد ضد دمشق، فضلا عن المنحى التركي الجديد في مقاربة الملفات الاقليمية وتحول انقرة من لاعب ضمن مجموعة الى قوة اساسية تتحرك على خط عواصم القرار، وحسم الوضع الكردي بعد العمليات العسكرية الايرانية والتركية الاخيرة. والاهم وضع النظام السوري الذي يحاول التشبث بكل قواه بمعاقله العسكرية والسياسية، في مواجهة ازمة امنية مفتوحة على الغارب. في حين يعيش لبنان وحده على ايقاع الحدث السوري، ليتحول تدريجا متحدثا باسم النظام السوري على كل المستويات الدولية، كما حصل في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، وما يمكن ان يحدث ايضا في المحافل الدولية.

 

عون بعد إجتماع "تكتل التغيير والإصلاح": السنة غير مستهدفين لكن رئيس الحكومة يحمي مخالفين

لست موافقا ولن اوافق على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان

كل من يؤخر او يعرقل القوانين يضرب الدولة و الادارة

لبنان لن يكون شركة مساهمة بل سبصبح دولة

الامور في سوريا تتجه نحو السيطرة الكاملة

 وطنية ـ13/9/2011 أكد العماد ميشال عون "أن لبنان لن يكون أبدا شركة مساهمة بل سيصبح دولة، شاء من شاء وأبى من أبى. وعبر عن خشيته من عرقلة خطة الكهرباء، ومن blocage في قلب الادارة"، معتبرا "أن كل من يؤخر أو يعرقل القوانين يضرب الدولة اللبنانية والإدارة اللبنانية".

وقال عون بعد اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" "بحثنا اليوم ثلاثة أحداث مهمة، أولا إقرار خطة الكهرباء، و"الله يتممها على خير" لأننا لا نزال نلمس روح عرقلة، ونشعر أنها منتشرة، ونرجو أن تمر لنكون قد قطعنا الصعوبات نسبيا، لأنه بالإجمال الـ"blocage" من داخل الإدارة، يعرف عنه في الحرب الثورية بأنه جزء من شل الإدارة لكي لا تتمكن من تحقيق طموحات الناس. من هنا أعتبر أن كل من يؤخر أو يعرقل يهدف لضرب الدولة اللبنانية وإدارتها. وإليكم فكرة صغيرة عن الخسارة التي تكبدها لبنان منذ قدمت مشروع قانون الكهرباء في الخامس من نيسان ولغاية اليوم، فإذا إحتسبنا على أساس خمسة أشهر فقط، تقدر الخسارة بحوالى المليارين وستمئة مليون ومليون. هذه الخسارة هي خسارة إقتصادية وخسارة من الخزينة، إذ تنقسم على نحو الثلثين مقابل الثلث، تدفع الدولة الثلث من الخزينة، فيما يدفع الناس الثلثين من جيوبهم للمولدات الكهربائية. إذا هذه الخسارة محتسبة فقط منذ قدمنا القانون ولغاية اليوم، أي منذ بدأ السجال حول إن كان يحق للمجلس بته أو لا، و"لا يزال الحبل على الجرار" فكل يوم يضاف منذ الخامس من أيلول تزداد معه الخسارة بحوالى سبعة عشر مليون دولار. وبالرغم من ذلك، نرى أنهم فرحون بذلك ويمرحون كأنهم يلعبون بالمفرقعات، فيما تكلفة "الفرقيعة" في النهار الواحد هي سبعة عشر مليون دول دولار. إذا فليعش الإقتصاد والتقشف والرؤية السديدة للقائمين في مجلس النواب وللقائمين على عرقلة القوانين التي تخفض تكاليف المشاريع".

اضاف "بحثنا أيضا في ما تعرض له غبطة البطريرك من هجومات، إذ زرناه في الأمس لنهنئه بسلامة العودة، وهنأناه أيضا على الرؤية التي أعطاها عن الشرق الأوسط وعن مفاعيلها، وهي تتوافق مع نظرتنا لهذا الموضوع. لا أعتقد أن هذا التوافق يأتي من تعاطف شخصي مع غبطته، بل من تحليل مسهب للوقائع وللتاريخ والحاضر وللترقبات في المستقبل. إذا هذا موقف ثابت ونظرة عميقة وبعيدة ولا تحتمل الكثير من الاجتهادات.

ما قد يحصل في المستقبل غير معلوم، فهذا الصراع قائم، ولكن بالنسبة لنا الأمور تتجه نحو السيطرة الكاملة في سوريا، حتى ولو ارتفع الضغط السياسي والاقتصادي، فنحن معتادون على العيش بالفقر، ولكن الدول المتطورة تنزعج من تدهور الاقتصاد والمال أكثر من الفقراء. الفقراء يعيشون بالقليل. أعتقد أنه حتى في هذا الميدان، الدول التي تعتبر نفسها غنية سيكون انهيارها أسرع، وكلما كبرت المؤسسة ارتفعت أرقام انهيارها أكثر".

وتابع "وتطرقنا أيضا في الاجتماع الى حديث دولة الرئيس نجيب ميقاتي على قناة الجديد. دولة الرئيس يتكلم دائما بلهجته المذهبية وليس حتى الطائفية، فهو لا يتكلم كمسلم بل كسني، ويقول إن السنة مستهدفون. سمعت هذه اللغة في السابق وتحديدا في الأول من كانون الأول من العام 2006، يوم أعلنا عن الاعتصام في بيروت، إذ قالوا إننا ننتقد رئيس الحكومة السني، فقلنا يومها: "عندما ننتقد رئيس الحكومة، فإننا ننتقد رجلا في الحكم وليس الطائفة السنية، وهذه العصبية لن تؤثر بنا لا الآن ولا لاحقا. نحن ننتقد رجلا في الحكم عندما يخطئ. وإن تغير هذا المسؤول السني فسيأتي مكانه مسؤول سني آخر، لا أحد سيأخذ المركز ولا أحد سيأخذ له صلاحياته، ولكن هو أيضا لا يجب عليه أن "يشبح" على صلاحيات غيره. قد لا يعجبهم التعبير ولكن هذا هو الواقع. ما رأيناه نحن في مسألة الكهرباء يندرج في هذا الإطار، كأن يجاز للحكومة، وليس لوزير الطاقة لا علاقة لها بالأمر. قبل ذلك، مر قانون يجيز لوزير الداخلية على ما أذكر أن يبني سجونا.

أصلا حسب القانون، لا يوجد إجازة للحكومة. لا تملك الحكومة أموالا ولا تعقد نفقة. التنسيب يعود لوزارة الطاقة. فلا معنى لحديثهم! كل ذلك حرب كلامية لتضييع الوقت وللعرقلة والازعاج".

إذا هو يقول إن السنة مستهدفون، ولكن كلا يا دولة الرئيس السنة ليسوا مستهدفين.أنت تحمي أشخاصا مخالفين، والمخالفة هي في يدك، وأنت مرتكبها وليسوا هم المخالفين، سهيل بوجي ليس هو المخالف، قرار إعادته إلى مجلس الشورى هو قرارك لذلك أنت هو المخالف. نحن لفتنا نظرك للمخالفة التي دخلنا في سجالات مع غيرك بسببها، وأنت الآن مصر عليها! هذا شأنك، ولكن عليك أن تتحمل مسؤوليتها، وهذا الأمر، في ذهن الناس الذين يفهمون بالقانون، والسنة بالدرجة الأولى من شأنه أن يضعف موقفك السياسي. وفي ما خص عبد المنعم يوسف، فأنت المخالف يا دولة الرئيس، وليس هو، إذ لا يمكن لك أنت كرئيس للحكومة أن توقع مرسوما يسند له إدارتين وهو رئيس مجلس إدارة.

وفي شعبة المعلومات، أنت المخالف يا دولة الرئيس، لأن قرار حلها هو في يدك، وهي مخالفة للقانون، أي موظف يرى نفسه قادرا أن "يركب على ظهر" كل الوزراء وكل الدولة، فسيقوم بذلك، وأنت واجبك أن توقفه على حده.

كما أنني أريد أن أسألك: من هو المسيحي المخالف، في أي موقع كان، وغطيناه نحن، ودافعنا عن مخالفاته، حتى تقول إن السنة مستهدفون، الواقع هو أن السنة ليسوا مستهدفين، بل أنت المخالف.

إذا، لا تستعمل هذا الخطاب بين الفترة والأخرى، فتارة تدافع عن السنة، وتارة أخرى تدعي أننا نستهدفهم لا تخالفوا، لا ننتقدكم. نحن لا ننتقد السنة، بل ننتقد أداء خاطئا ومخالفا للقوانين. وبالمناسبة، هناك أشخاص آخرون مخالفون، وعندما تتجاوب معنا، سوف نسميهم لك "بيننا وبينك" كي لا تشكل الأمور فضيحة.

بالأساس، نحن عندما بدأنا نراجع في هذه الأمور، راجعنا أولا بصمت، إذ كنا نريد أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور. ولكن أصبحت المسألة مزايدة، كلا، نحن لا نقبل بذلك".

حوار

ثم اجاب عون على أسئلة الصحفيين:

سئل: هل ستؤيدون التزام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تمويل المحكمة الدولية، لا سيما أن هناك فريقا في مجلس الوزراء يقول إن هذه المحكمة أميركية وإسرائيلية؟

اجاب: أنا لي رأيي الشخصي في هذا الموضوع. ولقد راسلت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 30 آذار 2007، وقلت له إن دعم الأمم المتحدة لحكومة السنيورة مفرط، ودعوته الى دعم المؤسسات الدستورية في لبنان، حتى نقر المحكمة وفقا للأسس الدستورية. ولكن النتيجة كانت أنهم هربوا المحكمة "تهريبة"، لم تمر لا على رئيس الجمهورية، ولا على مجلس النواب، زد على ذلك أنها أقرت وفقا للبند السابع، كيف ذلك؟ هناك خروقات دستورية في عملية إقرارها، وأنا كنائب للأمة، لقد تجاوزتني المسألة، ولست موافقا عليها. الآن، هي مشكلة في مجلس الوزراء يجب عليه حلها، فلتحل في مجلس الوزراء.. ولكن أنا ميشال عون، لا أوافق، فليوافق من يريد، ولكن أنا لن أوافق. حتى وإن وافق حزب الله، أنا لن أوافق، كيف أسمح أن يخرق دستوري من الأمم المتحدة لسبب غير موجود؟ الأمم المتحدة التي هي أصلا ملزمة باحترام سيادة لبنان، لماذا البند السابع؟ يقولون إنها سياسة الأمم المتحدة، حسنا فليفعلوا هكذا في كل بلد، ويحاربوه. أصبحت هذه شرعة حرب، ولم تعد شرعة أمم متحدة تحل القضايا وفقا للقوانين.

هذا هو موقفي الشخصي، أما مجلس الوزراء فيمكنه تشكيل أكثرية بدوني، ويمكنه أخذ القرار الذي يريده.. ولكن أنا ميشال عون كنائب لا أقبل بالمحكمة هذه.

سئل: كيف تقرأ حملة التطاول على الرئيس نبيه بري وعلى البطريرك الراعي؟

اجاب: التطاول تطاول، وهناك تحريف أحيانا. إنه تطاول وتحريف. وهناك الكثير من التحريف.

سئل: أين؟

اجاب: يضعون استنتاجات شخصية ولا يكتفون بالنصوص، لو وضعوا النص الحرفي أمامهم لتمكنوا من الحكم على الأمر إن كان صحيحا أو خاطئا. ولكن عندما يصبح الأمر تقديرات شخصية أو شعورا، فهذا شأن آخر. من ناحية أخرى، أحيانا يقوم المرء بخدعة في الدبلوماسية كي يكتشف الموقف الحقيقي لمحاوره. هذا هو عالم الآراء المخفية، العالم الدبلوماسي. نحن نعيش اليوم مرحلة دس وشائعات، يجعلون الشخص يقول كل ما يريدونه هم، واليوم لقد نقلوا عن لساني حديثا في باريس، ووضعوا عنوانا: "الطائفة السنية مقطوعة الرأس". حقيقة الحديث أنه بعد اغتيال الحريري، لم يكن هناك وجوه بارزة لدى السنة سوى الصفدي ومخزومي. هما كانا الأكثر حراكا: الصفدي في لبنان، ومخزومي في المحافل الدولية في أميركا وفي باريس. كان تقديرا شخصيا يومها، ولم أقطع "للطائفة رأسها" كما أراد العنوان أن يوحي.

سئل: لماذا هذا التوقيت؟

اجاب: كل شيء يضعضع وكل شيء يضرب الثقة والتضامن ضمن الشعب اللبناني يريدون القيام به. هذا أمر طبيعي. ما الذي يقومون به في سوريا، وهنا، وهناك.. وفي كل المنطقة العربية؟ كيف يتكلمون بحقوق الإنسان؟ لقد قلت ذلك، وأكرره، عندما يتحدث الفرنسي عن حقوق الإنسان في سوريا وفي لبنان أو في أي بلد آخر، والفلسطيني لا يزال منذ 63 عاما فاقدا لأرضه وهويته ويعيش في المخيمات وعلى المساعدات المتناقصة، ولا أحد منهم يذكر حقوقه، فكيف سنصدق الفرنسي وغيره ممن يحدثوننا عن حقوق الانسان، لماذا لا يتكلمون عن حقوق الإنسان في كل الكرة الأرضية؟ وماذا عن اليهودي الذي أعلن نفسه دولة عنصرية خلافا لكل التنوع الموجود في المجتمع الدولي والإنساني كله، أصبح هو المجتمع الذي يدعمونه.

سئل: ألا تعتقد أن الرئيس نجيب ميقاتي سيكون مسرورا جدا منك من هذا الهجوم عليه حيث أنه ترتفع أسهمه في الطائفة السنية؟

اجاب: فلترتفع، هذا جيد، ولكن عليه أن يطبق القوانين.

نحن لدينا نموذج من الطائفة السنية، وهو الرئيس عمر كرامي، فهو يلتزم بالقوانين، ولم يتجاوزها ولا مرة واحدة. الرئيس رشيد كرامي، رحمه الله، كان مدرسة في القانون. كان مدرسة في إدارة المال وفي الإلتزام بالقوانين. بيت كرامي هو بيت عريق إن خاصمته في السياسة أو لم تخاصمه، لديه مواقف وطنية ولديه سلوكيته. لا يجوز أن يقوم كل واحد عندما يخطئ بالإحتماء بالطائفة ليستقطب أناسا من هنا وهناك.

سئل: لولا حملة مسيحيي الرابع عشر من آذار على الصرح البطريركي في بكركي، هل كان النائب وليد جنبلاط ليشعر بالإرتياح للادلاء بالتصريح الذي أدلى به بحق بكركي في الأمس؟

اجاب: ماذا تضمن تصريحه؟

سئل: إنتقد غبطة البطريرك على مواقفه وتكلم عن عدم إخافة الناس من صعود التيارات السلفية.

اجاب: وصلني خبر عن أمر ما حصل معه في أحد الجوامع في برجا، فهل يمكنه أن يخبرنا ما حدث بالضبط؟ إن كان قادرا على إخبارنا بذلك، أستطيع عندها أن أعلق على حديثه.

سئل: تحدثتم عن روح عرقلة منتشرة في ما يتعلق بموضوع مشروع الكهرباء، هل هذه الروح موجودة داخل الأكثرية أم انها من الخارج؟

اجاب: هي مختلطة قليلا. القانون يمر في حينه، والمشكلة لا تكمن هنا. المشكلة هي عندما يريد أحد أن يتكاتف مع غيره لإنهاض البلد، ويصطدم بأناس تضع العراقيل لإيقافه، وكأن هناك اتفاقا على إيقاف النمو في البلد والسير على طريقة "مكانك راوح". لا يريدون للبنان أن يتقدم، وأنا أعتقد أن من أفلس كهرباء لبنان قام بذلك عن قصد، وهذا يشبه موضوع تخريب بيروت لإعادة إعمارها بعد ذلك بسوليدير. نفس الطريقة التي إعتمدوها في تهديم بيروت وأسواقها لإعطائها بعد ذلك لسوليدير، يعتمدونها الآن لتهديم الكهرباء لكي يشتروها بسعر رمزي، وينشئوا شركة خاصة للكهرباء بعد ذلك. هناك الكثير من الأفكار لوضع اليد. يتكلمون عن الخصخصة، ما هي الخصخصة؟ ألا يمكن أن يكون للدولة إدارة تتمتع بروحية الخصخصة؟ فليرفعوا أيديهم عن هذه الأمور وليأت وزير صارم ويقوم بالمحاسبة. لو اتبعت الخصخصة للهاتف، أين كان الهاتف ليكون اليوم؟ ألم تشمل الخصخصة الهاتف في البداية؟ ماذا أمنوا للهاتف من خلال الخصخصة؟ اين الرأسمال؟ هل دفعت شركتا "Liban Cell" و"Cellis" الرأسمال؟ هل أمنت هاتان الشركتان الرأسمال الذي من خلاله حصلتا على الترخيص لإنشاء شبكات الهاتف؟ أريد أن اسأل الرئيس ميقاتي: "هل دفعت الشركات الأموال المترتبة عليها؟" لماذا تتكلمون عن الخصخصة؟ الدولة تدفع الخسارة و"المخصخصون" هم من يقبض الأرباح.

لبنان لن يكون شركة مساهمة. لبنان سيكون دولة. طالما نحن أحياء نرزق، وطالما نحن نناضل، لبنان سيصبح دولة، شاء من شاء وأبى من أبى. 

 

وماذا عن "مزارع لاسا" و"سلاحها الاستراتيجي"؟

طوني عيسى/الجمهورية

فيما كان البطريرك بشارة الراعي كريماً مع "حزب الله" الى حدّ منحه غطاء استراتيجيّا، بما لبكركي من وزن في التاريخ والجغرافيا، كان "الحزب" ينشغل في تغطية التعدّي على عقارات لهذه البطريركية ولرعاياها في لاسا... بتسريع وتيرتها وتوسيع رقعتها، حيث يسمح التاريخ والجغرافيا!

هذه هي الصورة كما تراها شخصيّة روحيّة متابعة. وفي أيّ حال، كان مثيراً كلام البطريرك القائل باحتفاظ "حزب الله" بسلاحه الى ما بعد انسحاب إسرائيل (من مزارع شبعا)، فيما ظِلُّ السلاح يغطّي هذه التجاوزات في مزارع لاسا وأخواتها. وهناك في 8 آذارمن يَعِدُ بأن يكافئ "الحزب" بطريرك الموارنة، في لاسا، على موقفه. لكن تجارب الدعم التي قدّمها العماد ميشال عون لـ"الحزب" لا توحي بأنّ الشريك الشيعيّ يردّ الدعم في الأمور الاستراتيجية، ولا حتى في منصب، بل يكتفي بتمرير مزيد من الحصص الشخصيّة، بحيث تبدو وكأنّها رشوة. ولا أحد يعتقد بأنّ بطريرك الموارنة يقبل الوصول الى وضع مماثل.

أكثر ممّا يطلب "الحزب"

الأرجح أنّ الجانب الداخلي من كلام البطريرك هو خصوصا ما فجّر غضب مسيحيّي 14 آذار، وأمّا الجانب المتعلّق بالمخاوف من إسقاط النظام في سوريا فيأتي ثانيا.

ففي نظر مسيحيّي 14 آذار، ذهب البطريرك في دعوته لبقاء السلاح أكثر ممّا يطمح إليه "الحزب" نفسه. وهو نفى نهائيّا الحاجة الى حوار حول الاستراتيجية الدفاعية. وبعد اليوم، سيكون صعباً على رئيس الجمهورية الماروني القيام بدور في هذا المجال. وفي المقابل، وجّه الراعي إدانة مسبقة لطائفة لبنانيّة، عندما توقَّع تحالفها مع سُنّة سوريا ضدّ المسيحيّين، إذا سقط النظام. وفي رأي الشخصيّة الروحيّة نفسها أنّه لولا البعد الداخلي لمواقف الراعي لبقيت الردود على موقفه "المبدئيّ" المتخوّف من الآتي بعد النظام، عند حدود مقبولة. فليس سرّاً وجود هواجس لدى مسيحيّي لبنان والشرق عموماً إزاء احتمالات التغيير في المنطقة، على رغم وقوفهم ضدّ تسلّط الأنظمة، لكنّهم لا يمتلكون تصوّراً واحدا إزاء الخارج. والفاتيكان يشاركهم هذه الهواجس. وتوحي الدعوة التي قد تُوجِّهُها بكركي لعقد مجلس البطاركة الكاثوليك، برغبة لدى البطريرك لإثبات أنّ موقفه ليس اجتهاداً شخصيّا، بل يحظى بغطاء فاتيكانيّ. فالبطاركة شاركوا في الخريف الفائت في "السينودس من أجل مسيحيّي الشرق الأوسط"، وهم ينسّقون جهودهم مع البابا بنديكتوس السادس عشر في الشؤون المتعلّقة بمستقبل المسيحيّين. وسيكون أيّ موقف جامع لهم في بكركي إشارة الى دعم الفاتيكان لتوجّهات البطريرك الراعي.

وينقل سياسيّ بارزٌ زارَ الفاتيكان أخيراً أنّه سمع كلاماً يعبّر عن المخاوف إزاء مستقبل المسيحيّين بعد تغيير الأنظمة في المنطقة. وينقل عن رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان الكاردينال جان لوي توران تعبيره عن القلق من نموّ السلفيّات الدينية وعدم قدرتها على إنتاج أنظمة تتقبّل الآخرين. وهو ينظر في قلق الى تدهور حضور المسيحيين في إسرائيل، وفي العراق خلال السنوات الأخيرة. ويلتقي الفاتيكان هنا مع مواقف الكنائس الأورثوذكسيّة الشرقية، ولاسيّما كنيسة الروم الأورثوذكس، والكنيسة والدولة في موسكو. ومعلوم موقف البابا الحاليّ من السلفيّة الإسلامية، وهو عبّر عنه في مطلع ولايته، وما تزال تداعياته قائمة حتى اليوم.

المسيحيّون بين الحذر والمحاذير ومع انطلاق الثورة في سوريا، بدا مسيحيّو 14 آذار حذرين في التعبير المباشر عن موقف إزاء تغيير النظام، وجاراهم حلفاؤهم. ومع تظهير "تيّار المستقبل" موقفاً أكثر وضوحا، خرج مسيحيّو 14 آذار عن تحفّظهم، لكنهم لم يقفوا في الواجهة.

ولذلك، عندما أعلن الراعي موقفه إزاء النظام من باريس، عارضه مسيحيّو 14 آذار، لكنّهم لم يفجّروا انتقاداتهم إلّا حين أسقط موقفه على الملفّ الداخلي، من خلال عنوانين: السُنّة في لبنان سيتحالفون مع السُنّة في سوريا لاستهداف المسيحيّين، واحتفاظ "حزب الله" بسلاحه حتى زوال الاحتلال. عندئذٍ بلغ الاعتراض مداه الأقصى، الى حدّ احتمال مقاطعة اجتماع بكركي الموسّع. وهنا خصوصاً تكمن الأزمة الداخلية. فليس في تاريخ بكركي ما يبارك سلاحا لفئة خارج الدولة، ولو مسيحيّة، أو ما يشير بالإصبع الى طائفة لبنانية بكاملها، بتهمة استهداف المسيحيّين. وما قاله الراعي عن السُنّة كطائفة لم يقله سلَفه البطريرك نصرالله صفير مثلاً عن الشيعة كطائفة. وإذا لم يصدر إيضاح للموقف البطريركي في الاتّجاهين، فإنّ إشكالات عميقة ستعترض بكركي، ولا يمكن أن يكون البطريرك في صدد القبول بوقوعها. والعودة الى الأرشيف تضيء على المواقف الحقيقية لـ"المطران" بشارة الراعي من هذه النقاط الساخنة.

 

تمويل المحكمة: ميقاتي يغرّد خارج سرب حكومته

فادي عيد/الجمهورية

يرتدي تجديد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التأكيد باستمرار تمويل المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان طابع الإيجابيّة لما يمكن أن تحمله مناقشات مجلس الوزراء إزاء الإشكاليّة التي أثارتها قضيّة التمويل في الأسابيع الماضية. وتوقّعت مصادر ديبلوماسية مطّلعة ومواكبة أن يكون التزام الرئيس ميقاتي الصريح بتمويل المحكمة مؤشّراً إلى جدّية المقاربة التي سيقوم بها مع حلفائه داخل السلطة للوصول إلى تحقيق هذا الأمر. معتبرة أنّه سيتعرّض لمواجهة قد تكون شبيهة بالمواجهة التي سجّلت خلال طرح ومناقشة وإقرار قانون الكهرباء، وسيصل في نهاية النقاش إلى وضع الحكومة أمام خيارين: الأوّل دفع حصّة لبنان، والثاني إحالة المسألة إلى مجلس النوّاب ونقل الكرة إلى ملعب الأكثرية، مع ما يحمله هذا الخيار من احتمالات بإرجاء البحث بالتمويل، أو تحويله إلى موضوع جدلي تقتضي تسويته سحبه من التداول للتخفيف من أضراره وتداعياته على الوضع العام المتوتّر أصلاً.

وكشفت هذه المصادر أنّ التذكير بالتزامات لبنان الدوليّة يحقّق أكثر من هدف على جدول أعمال حكومة الأكثرية المنغمسة بالخلافات الداخليّة، ويوجّه من خلاله الرئيس ميقاتي رسائل مطمئنة إلى المجتمع الدولي حول حياد فريقه الوزاري من جهة، وقدرته على اتّخاذ القرارات بمعزل عن رفض وإدانة الطرف السياسيّ الرئيسي للمحكمة الدوليّة من جهة أخرى.

لكنّ هذا المشهد لا يعني بالضرورة أنّ الطريق سالكة أمام ملفّ التمويل داخل مجلس الوزراء، كما كشفت أوساط سياسيّة في قوى 14 آذار، إذ إنّ معارضي المحكمة يصرّون على اعتبارها إسرائيليّة وهدفها التصويب على "حزب الله"، ومن الصعب على أيّ طرف سياسيّ، ولو كان حليفاً لهم، التوصّل إلى تسوية معهم تسمح بالفصل ما بين رؤيتهم الخاصة والتمويل من دون إسقاط القرار الاتّهامي ومفاعيله، والتي جعلت من هذا الفريق أكثر تصلّباً ورفضاً لكلّ ما يتّصل بالعدالة الدوليّة.

وبمراجعة المواقف المقابلة لموقف رئيس الحكومة من المحكمة الدوليّة، تصبح كلّ التأكيدات بالتزام التمويل عناوين غير واقعية على حدّ قول الأوساط السياسية، التي كشفت عن سيناريو يجري الإعداد له للوصول إلى ما يشبه الصيغة الوزارية للالتفاف حول مسألة التمويل من دون أن يتراجع الرئيس ميقاتي، أو أن يتخلّى "حزب الله" عن موقفه، وهو إحالة الملفّ إلى ملعب اللجان النيابية، حيث المجالات متاحة لفصول طويلة من النقاش، والتي ليس من الضروري أن تصل إلى أيّ نتيجة مجدية في الفترة الزمنية المطلوبة لدفع المستحقّات.

وفي هذا المجال، قرأت الأوساط في مسارعة بعض الوزراء وأطراف في الحكومة إلى معارضة "التزامات" ميقاتي، قراراً نهائيّاً لدى قوى 8 آذار، وتحديداً الوزراء المحسوبين عليها بمعارضة التمويل لدى طرحه على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، بصرف النظر عن كلّ المناخات السياسيّة المحلّية والدولية الداعمة للمحكمة الدولية، ومن دون الأخذ في الحسبان لأيّ تداعيات سلبية للامتناع على المستوى الدولي، خصوصاً بالنسبة لما قد تتعرّض له البلاد من قرارات دولية "عقابية" لا سيّما فيما لو تأكّد للمجتمع الدولي أنّ الحكومة منحازة إلى فريق داخلي يعرقل أعمال المحكمة الدولية. وخلصت إلى أنّ الامتناع عن التمويل لن يوقف هذه المحكمة، ولن يؤثّر على أعمالها أوعلى مجرى وموعد المحاكمات، خاصة وأنّ مصادر التمويل متعدّدة، ومن المحتمل أن يلجأ مجلس الأمن إلى جهات دولية لتأمين تمويل المحكمة الدولية.

 

وكيليكس/الجمهورية/عون: أعمل جاهداً للقضاء على صورة حزب الله

لا مبرّر لبقاء السلاح والنظام السوريّ سيسقط

الثلاثاء 13 أيلول 2011

ما قال العماد ميشال عون كلمة إلّا وعمل عكسها، وما فتح معركة إلّا وخسرها، وما وضع استراتيجيّة إلّا وانقلب عليها. وما صادق إلّا وعادى، وما عادى قويّا إلّا واستسلم أو استزلم له.

هذه وثيقة صادرة عن السفارة الاميركية في باريس يقول فيها عون عكس كلّ مواقفه اليوم. يقول إنّه "لا مبرّر لبقاء حزب الله مسلّحاً، وإنّ قضية مزارع شبعا مجرّد ذريعة للحفاظ على السلاح، وإنّ النظام السوري سيسقط "... ويثني على جهود الولايات المتحدة الأميركية التي وصفها بالممتازة. ويشرح أنّ شهادته في الكونغرس الأميركي أدّت في نهاية المطاف الى صدور القرار 1559.

نصّ الوثيقة

فقد كشفت مذكّرة سرّية رقم 05PARIS2162 صادرة عن السفارة الاميركية في باريس في 31 آذار 2005 عن اجتماع بين العماد ميشال عون ونائب رئيس البعثة الديبلوماسية الأميركية في باريس اليكس وولف الذي استهلّ الحوار مؤكّدا الحاجة الى تطبيق القرار 1559 وانسحاب السوريين من لبنان قبل موعد الانتخابات النيابية التي يجب أن تكون حرّة ونزيهة وتحقيق دولي موثوق في قضية اغتيال رفيق الحريري.

ردّ عون على مقترحات وولف عبر تسليط الضوء على شهادته في الكونغرس الأميركي قبل اعتماد مساءلة سوريا وإحياء بند السيادة اللبنانية التي ينسب إليها الفضل في التوصّل الى إعلان القرار 1559.

وعبّر عون عن ثقته في أنّ التهم الموجّهة اليه من قبل الحكومة اللبنانية بعد إدلائه بشهادته في الكونغرس الاميركي في العام 2002 سيتمّ اسقاطها قريبا بالاضافة الى قضايا أخرى تعود الى فترة التسعينيات التي تتّهمه زوراً بتجاوزات ماليّة والتشهير بالدولة، كما أشار الى انّ التحقيقات الأخيرة لم تبيّن شيئا ولكنها أدّت الى مصادرة مدّخراته وراتبه التقاعدي وبعض الحيازات الماليّة الأخرى (تعليق: تمّ عقد الاجتماع مع عون داخل شقّة رحبة في المنطقة 17 في باريس) وارتأى أنّ الحكومة اللبنانية كأنّما تتراجع عن التهم الموجّهة اليه، ومن المرجّح ان تسحب كلّ القضايا، ممّا سيفسح المجال امام عودته الى لبنان.

تمييز نفسه عن المعارضة

وردّا على سؤال وولف في ما إذا كان لدى عون خطط لتولّي دور سياسيّ في صفوف المعارضة بعد العودة الى لبنان، أجاب عون نعم بثقة، وأوضح انّه لا توجد "معارضة واحدة" في لبنان وإنّما اثنتان، أوّل فريق الذي سمّاه عون "معارضتي" قد تبنّى دورا معارضا ورفض التعاون مع الحكومة السوريّة منذ العام 1990، أمّا الفريق الثاني الذي أطلق عليه صفة "المعارضة البرلمانيّة" فقد قبل العمل مع الحكومة السورية وتصرّف كأيّ معارضة سياسيّة في الدول الديموقراطية الطبيعية التي لا ينتمي لبنان الى صفّها.

وبحسب عون فإنّ عملية اغتيال الحريري قد دفعت "المعارضة البرلمانية" للانتقال الى معسكره المعارض للهيمنة السوريّة، مشددا على أنّه لسنوات طويلة كان الوحيد المطالب بالانسحاب السوري من لبنان ممّا سبّب نقمة عليه من أفراد المعارضة الثانية، كما زعم عون مواجهة استنكار مماثل من نفس المعارضة عقب جهوده الرامية في طلب تدخّل اميركي أكبر في قضايا لبنان وتواصله مع مشرّعين اميركيين من أصول يهودية. وأكّد عون أنّ السياسيّين اللبنانيين وبتحريض سوريّ أقدموا على ترداد خطابات مناهضة لإسرائيل أكثر صرامة من أيّ حكومة عربية.

ومضيفا الى لائحة الخلافات بينه وبين شخصيات المعارضة الأخرى، قال إنّه كان القائد المعارض الوحيد الذي دعم علنا تطبيق القرار 1559، مشيرا الى أنّ ثقة المعارضة المكتسبة حديثا ليست متحرّرة تماما، وهي ما زالت تُظهر عقلية رهائن نتيجة ثلاثين سنة من الاحتلال السوري.

وفي تعليق على بعض فصائل المعارضة اللبنانية، قال عون إنّ الطائفة السنّية في لبنان تبقى "مقطوعة الرأس" عقب مقتل الحريري، وأشار الى أنّ كلّا من محمد الصفدي وفؤاد مخزومي قائد محتمل للمجتمع السنّي، مضيفا أنّه غير واثق من قدرة بهيّة الحريري على لعب دور زعيمة السنّة، عِلما أنّها حصلت مؤقّتا على دفع سياسيّ بارز بسبب مقتل أخيها، وأمّا وليد جنبلاط فيبقى زعيم المعارضة الرمزي بالرغم من أنّه يمثّل الطائفة الدرزية فقط، ولكن عون رفض بحياء تقديم أيّ تعليق على القادة السياسيّين للمعارضة المسيحيّة اللبنانية.

نزع سلاح حزب الله

وبالرغم من دعمه الكامل لتطبيق القرار 1559، كان عون حذرا من بند القرار الداعي الى نزع سلاح الميليشيات ومن ضمنهم حزب الله، وارتأى أنّ دمج حزب الله في المجتمع السياسي اللبناني سيكون فيه الكثير من المشاكل وسيستغرق وقتا طويلا، وأضاف أنّ قيادات حزب الله ممكن أن يطالبوا الحصول على "ضمانات" في سبيل تسليم سلاح الحزب، كما طلب عون الاطّلاع على "الحدود الاميركية" الممنوحة له للتعامل مع قيادات حزب الله والتأكيد لهم أنّهم ليسوا مطلوبين من القضاء الاميركي، موضحا أنّ من "المريح" لقيادات الحزب أن يعلموا أنّهم غير مطلوبين اميركيّا، مما سيدعم المفاوضات التي ستؤدّي الى نزع سلاح حزب الله، مضيفا أنّ إيجاد حلّ لهذه المسألة هو من أولويات قادة حزب الله. فعاد وكرّر وولف أنّ سياسة أميركا تجاه حزب الله لم تتغيّر وهي ما زالت تعتبره منظمة إرهابية، وستواصل اميركا الدعوة الى تطبيق كامل وغير مشروط للقرار 1559.

وردّا على الموقف الاميركي، أوضح عون بلهجة قاسية أن لا مبرّر لبقاء حزب الله مسلّحا في أعقاب الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان، وأضاف أنّ التهديد الاسرائيلي ومسألة مزارع شبعا لم تكونا أكثر من ذريعتين استغلّهما حزب الله للإبقاء على سلاحه. وشرح أمام محاوره الأميركي انّه يسعى جاهدا للحدّ من أهمية وحجم "صورة حزب الله المقدّسة" على انّها المقاومة المنتصرة على اسرائيل، كما أنّه يعمل من أجل إظهار عدم وجود مبررات لوجود ميليشيات مستقلة عن حكومة لبنان المركزية.

وخلص عون الى انّ حزب الله يواجه عزلة متزايدة، وعليه التقليل من مطالبه المتطرّفة عقب مظاهرات 14 آذار المعارضة، مشيرا الى أنّ حسن نصر الله مستعدّ لإبرام صفقات.

كما أشار عون الى أنّ التأثير السوري والايراني على حزب الله يبقى عاملا خارجيّا في غاية الأهمّية، ومن شأنه تعزيز خط حزب الله وبخاصة مع العلاقات الوطيدة بين سوريا ونصر الله. وارتأى أنّ سقوط نظام بشّار الاسد في سوريا ووصول حكومة سنّية الى الحكم من شأنه تغيير كلّ المعادلة ومن ضمنها توقّف الدعم السوري لحزب الله، مشدّدا على أنّ سقوط النظام السوري نتيجة مؤكّدة بعد انسحابه من لبنان.

خطّة عون

وعن أولويّات الحزب العونيّ في لبنان، شدّد عون على ضرورة بسط سيطرة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية من خلال إعادة تنظيم قوى الأمن المحلّية التي عملت كنسخة عن الأجهزة السوريّة التي تعمل بواسطة الإرهاب والتهديد. وقال إنّ البرلمان اللبناني قد تمّ تعيينه عمليّا من قبل السوريين المسيطرين على كافّة جوانب الدولة، واعتبر أنّ القضاء اللبناني فاسد وتحوّل الى أداة في يد السلطة التشريعية للضغط على المعارضة عبر استعمال "قوانين المافيا" وعدالة انتقائية.

الانتخابات

أمّا في ما يتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة وفي العام 2009، شرح عون أنّ حزب الله سيفوز "بكلّ المقاعد" إذا تمّ إجراء الانتخابات في موعدها، ولذلك فقد طالب عون بتأجيل الانتخابات لبضعة أشهر بموازاة التأخير في تشكيل الحكومة، وإنّ هذا التأخير بحسب عون سيعطي لبنان فرصة النهوض من الجوّ المشحون عاطفيّا وإعطاء اللبنانيين الوقت ليقتنعوا في أنّ استمرار حزب الله في تنظيم ميليشيا مستقلّة أمر غير مضمون.

وشدّد على أنّ عملية التحوّل الديموقراطي في لبنان ستستغرق وقتا وتتطلّب تطوير المؤسّسات بعيدا عن المنطق السوري، ورأى أنّ انتخابات العام 2009 ستكون معركة تحديد سياسة لبنان المستقبليّة. ووصف عون الجهود الاميركية الحالية بـ"الممتازة"، وطلب ان تبقي اميركا على سياسة واضحة تجاه لبنان، كما أنّ على اميركا التنبّه من اللبنانيين الذين يصرّحون سرّا أنّهم يريدون التقرّب منها، بينما يشاركون في مظاهرات مناهضة لسياستها.

 

ماذا يقول أصدقاء حزب الله خلف ظهره؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

ظهر أن نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء اللبناني الحالي، المتهم بأنه دمية حزب الله، في الواقع أكثر رفضا للحزب الأصفر من سعد الحريري، حيث وصفه بالورم السرطاني، وفق محضر اجتماعه بالسفيرة الأميركية. قد نقول إن هذا رأي السنة الذي عبر عنه ميقاتي، لكن ما بالنا عندما نسمع أن الزعيم الشيعي الثاني في لبنان، نبيه بري، يعبر للسفيرة الأميركية عن سعادته بضرب إسرائيل حزب الله، بل حتى ميشال عون صديق الحزب الأصفر، الذي يدعي أنه ما يقوله في الخفاء يجاهر به في العلن، نكتشف من الوثائق أنه يؤكد للأميركيين سرا أنه يراقب حزب الله وعليهم أن يكونوا ممتنين له؟! طبعا لا نحتاج إلى أن نقرأ وثائق «ويكيليكس»، لنعرف مواقف القوى اللبنانية المعارضة للحزب مثل جعجع والحريري، لأنها تصرح به خارج السفارة الأميركية، لكن تؤكد التسريبات والمحاضر السرية أن هناك إجماعا ضد الحزب، من قيادات شيعية وسنية ومسيحية.

وميقاتي، المحسوب سياسيا على الحزب، وبري الزعيم الشيعي، ينظران إلى حزب الله على أنه أكبر من مشكلة للبنان، بل للعالم؛ ففي اجتماعه عام 2008 ذكرت الوثيقة أن ميقاتي حذر السفيرة الأميركية ومساعد وزيرة الخارجية، ديفيد هيل، من أن هدف الحزب النهائي «تحويل لبنان إلى قاعدة عسكرية إيرانية على البحر المتوسط، يمكن أن تقود، من لبنان، ثورة آية الله الخميني نحو الغرب»، ووصف حزب الله بـ«الورم الذي يتوجب استئصاله».

وقبل ذلك بعامين تقدم وثيقة أخرى من السفارة الأميركية فحوى اللقاء المغلق بين بري والسفير الأميركي السابق، جيفري فيلتمان، حيث كان بري صريحا في الكشف عن أمنياته أن تفلح الضربات الإسرائيلية في تكسير طموحات حزب الله السياسية والعسكرية، ووصفها بالعسل، قليل منه مفيد لردع الحزب.

وخذوا أقرب الحلفاء إلى حزب الله، ميشال عون، حيث تظهر وثيقة سرية أخرى أنه ليس بأفضل من بري وميقاتي. ففي السنة نفسها، 2006، ومع السفير نفسه فيلتمان، قال عون بجنون العظمة المشهور به، إن حزب الله بحاجة إلى عون، وليس عون في حاجة إلى حزب الله! وأنه قادر على ممارسة الرقابة على حزب الله، وأن على الأميركيين أن يكونوا ممتنين له على لعب هذا الدور الذي يخدمهم. والقلق من حزب الله مبرر حتى قبل هجوم حزب الله على مناطق السنة، حيث نرى أن ميشال المر، وزير الدفاع الأسبق، يعبر للأميركيين عن قلقه. قال المر إن حزب الله، ممتثلا للأوامر السورية، سيحاول افتعال قتال سني - شيعي في لبنان، وإنه علم بمخططات حزب الله إثر اعتراض مكالمة هاتفية لنصر الله، وهو ما حدث لاحقا في بيروت. الوثائق تؤكد المتداول الذي لا يتجرأ هؤلاء السياسيون على قوله في العلن، أنهم جميعا ضد حزب الله طالما أنه مسلح ويعمل وكيلا عسكريا لإيران في لبنان. ولا بد أن الحزب يعرف حقيقة مشاعرهم دون الحاجة إلى ترجمة وثائق «ويكيليكس»، وهو يدرك أيضا أن العالم حوله يتغير، فالمشهد السياسي الجديد نرى فيه النظام السوري محاصرا، والنظام الإيراني محاصرا كذلك، وتنظيم القاعدة هشم وضعف بقتل كثير من قياداته. ولم يتبق على قيادات الحزب الأصفر سوى أن تستبق الإعصار الآتي بالتحول نحو العمل السياسي المدني.

 

أردوغان العربي.. ولكن!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

ألقى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، خطابا «حماسيا» في «بيت العرب»، أي الجامعة العربية، دون أن يقول كلمة واحدة علنية عن سوريا، بل كان التركيز كله على الصراع العربي - الإسرائيلي! فعلى الرغم من أن أردوغان استحضر اسم البوعزيزي قائلا إنه «ذكّر العالم مرة أخرى بقيمة الشرف الإنساني»، فإنه تجاهل الحديث عن آلاف البوعزيزي في سوريا، حيث منهم من قتل، ومن يركل بالأقدام والأحذية، ومن جزت حنجرته، وأفظع من ذلك، على أيدي قوات الأمن التابعة للنظام الأسدي. كرس أردوغان خطابه «العرمرمي» متحدثا عن إسرائيل وفلسطين، وضرورة رفع الحصار عن غزة، ومعلوم أن هذه هي عدة ركوب ظهر الثور الهائج بمنطقتنا، أي «عقدة الزعامة»، والحقيقة أن أردوغان امتلك تلك الأدوات جيدا في خطابه، لكن الإشكالية ليست في خطابه، وهنا القصة.

الإشكالية أن الواقع العربي اليوم تجاوز مرحلة الشعارات الخاصة بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، فكل الدول العربية التي هبت بها الثورات، والانتفاضات، لم تحرق علما أجنبيا، ولم تطالب إلا بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، وما زالت المطالب الشعبية نفسها إلى الآن رغم كل محاولات جرها للنزاعات الإقليمية، بما فيها الصراع الإسرائيلي - العربي، كما يحدث بمصر اليوم! فقد مل الشارع العربي من الشعارات الفضفاضة، واقتنع، أي الشارع، بأن الحديث عن القضية الفلسطينية هو أسهل موضوع بمادة التعبير يختاره بعض زعماء المنطقة، عند وجوب الاستحقاقات، وهذا ما يفعله نظام الأسد اليوم.

وبالطبع ليس القصد التقليل من القضية الفلسطينية، لكن المؤسف هو الهروب من معالجة الواقع والشماعة الجاهزة هي القضية؛ فكم هو محزن أنه بينما كان أردوغان يتحدث عن العدوانية الإسرائيلية كان المتظاهرون يحتشدون خارج مبنى الجامعة العربية منددين بعدوانية نظام الأسد تجاه شعبه، حتى إن السوريين باتوا يطالبون نظام الأسد باستخدام الرصاص المطاطي، على غرار الطريقة الإسرائيلية، بدلا من الرصاص الحي والمدفعيات، وهنا يبدو أن السيد أردوغان لم يتنبه إلى أنه بالموروث الثقافي العربي، يعد «ظلم ذوي القربي أشد مضاضة/ على المرء من وقع الحسام المهند»، فاليوم بات العربي مشغولا بحماية إخوته السوريين العزل من نظامهم الدموي أكثر مما هو مشغول بإسرائيل وجرائمها، فهذا مما لا يختلف فيه سوريان! الأمر الآخر الذي لم يتنبه له السيد أردوغان أن إشكالية القضية الفلسطينية تكمن في أنها باتت مطية لكل طامح، وتعقدت، وتلوثت، وأبسط مثال هنا أنه فور انتهاء أردوغان من خطابه بالجامعة العربية، الذي طالب به بضرورة رفع حصار غزة، والحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية كان نواب من حماس قد أصدروا بيانا يطالبون فيه محمود عباس بعدم اللجوء إلى «خطوات انفرادية» من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي نفس لغة إسرائيل! وعليه؛ فلا غضاضة بالتحالف العربي - التركي، لكن بعيدا عن الشعارات، وعقدة الزعامة، فإذا أراد أردوغان من العرب تصديقه فليتحرك بالملف السوري، أما إسرائيل فقد سمعنا خطبا بحقها تفوق براعة ما قاله أردوغان سواء ببيت العرب نفسه أو خارجه!

 

إلى الرئيس الأسد

سمير عطا الله/الشرق الأوسط

أعلنت الحكومة الروسية، يوم الاثنين، أن السيدة بثينة شعبان نجحت في إقناع الكرملين بوجهة نظر حكومتكم. وتفسير ذلك عمليا أن سوريا تحتفظ بأصدقائها القدامى في مجلس الأمن، وأن الذين أقاموا «جمعة الحماية الدولية» لم يقرأوا التوازنات الدولية جيدا. بل يعني خصوصا أن سوريا ليست ليبيا ولا تونس. وكان صاحب هذه السطور قد كتب مرة أن سوريا حالة لا دولة، لما فيها من امتدادات وانعكاسات تاريخية وجغرافية. لكن، سيادة الرئيس، ذلك كله لم يعد مهما الآن. لم تعد القضية عند خصومك في الأمم المتحدة وواشنطن وأوروبا ولا عند أصدقائك في موسكو وبكين والبرازيل. ولا عادت المسألة أن أرقام الضحايا هي ما تقوله السيدة شعبان أو ما يقوله السيد بان كي مون. أو أن نصف الضحايا عسكريون، ما داموا جميعا سوريين وبشرا ولهم آباء وأبناء وأمهات. القضية، أولا وأخيرا، في دمشق. كيفما انتهى الصراع، الذي ما زلت آمل أن ينتهي في مصالحة ومشاركة حقيقية وعميقة، والقضية أن تحمي سوريا مستقبلها، لا أن تكون قادرة على تهديد مستقبل سواها، وأن تكون قوتها البناءة والمنتجة والمطورة، في قلب سوريا، وليس في نفوذ لبنان أو العراق أو فلسطين. لقد رأيت ماذا حدث في بيروت بعد مغادرة الجيش السوري، ورأيت كيف انكفأت حماس إلى غزة وكيف خرجت بعض المخيمات في دمشق عليك وكيف يطالب بعض زعماء العراق بعدم انسحاب القوات الأميركية، ورأيت بأي سرعة فض الصداقة الكبرى معك رئيس فرنسا وزعيم تركيا وأمير قطر، الذين كانوا يتولون إعادة سوريا إلى أوروبا، التي أعلن الدكتور وليد المعلم أنها لم تعد على الخريطة، كما أعلن أن الجامعة العربية لم تكن. هذا كله لا يحمي سوريا. كانت سوريا التي ورثتها تأمل في أن تتغير معك. في أن تفيد من شبابك ومن انفتاحك ومن معرفتك بما وصل إليه العالم الخارجي. وكانت تأمل أن تحبها الناس لا أن تهابها، وأن تندفع إليها لا أن تحذرها. وكان السوريون يعتزون بأن يبقى بلدهم قلب العروبة النابض وأن تنبض في هذا القلب مشاعر الاعتزاز بالحرية والكفاية والطمأنينة والسكينة وطرد مشاعر الخوف الدائم. أرادت سوريا أن تحبك. لا باللافتات سيئة الخطوط ولا بالمظاهرات، بل بصدق وصمت داخل البيوت والقلوب. سيادة الرئيس.. استدع الدبابات وادع السوريين.. بكل صدق وحرص.

 

الراعي والدفاع عن النظام السوري

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

بطريرك الطائفة المارونية بشارة الراعي لم يخدم النظام السوري، بل أضر بالمسيحيين في سوريا، وبصورتهم في العالم العربي، عندما سافر إلى باريس وأبلغ الفرنسيين قلقه من سقوط النظام السوري ووصول جماعة أصولية سنية إلى سدة الحكم. فقد تلقف الخبر الجميع في المنطقة على أن بطريرك الموارنة يقوم بحملة للدفاع عن النظام السوري الذي يغرق في دماء مواطنيه، ويحرض ضد السنة في سوريا، ويريد من فرنسا الكاثوليكية، وهي لاعب رئيسي في محاصرة نظام الأسد، أن تقدم مخاوف المسيحيين السوريين واللبنانيين على دعوات إسقاط النظام بغض النظر عما يفعله في حق مواطنيه!

ولا أدري إن كان حرص البطريرك على سلامة رعيته يأتي من خلال وضعهم في مرمى الهدف بالدفاع عن نظام ساقط، أو بالاستنجاد بحمايتهم من نظام مفترض لا نرى له وجودا إلا في دعاية الإعلام الرسمي السوري الذي يخوف به العلويين والمسيحيين.

لا أحد سيقبل بنظام سني متطرف يستهدف أي فئة سورية، وسيحارَب من السنة كما حوربت الجماعات المتطرفة الأخرى وأُفشل وصولها إلى الحكم.

إن أكبر خرافة هي تلك التي تزعم أن النظام السوري ضمانة ضد التطرف الديني. الحقيقة أن النظام السوري هو الذي شجع التطرف في السنين القلقة الماضية، لولاه لما وجد اليوم حزب الله واستمر، ولولاه لما عاشت حماس و«الجهاد الإسلامي» التي ترعرعت في دمشق، ولولاه ما استطاع تنظيم القاعدة السني المتطرف التجمع في الشام، والانطلاق عبر الحدود وارتكاب جرائمه المروعة في العراق التي راح ضحيتها، من سنة وشيعة ومسيحيين، عشرات الآلاف خلال السنوات السبع الماضية، بحجة محاربة الاحتلال الأميركي. ولولا النظام السوري لما وجد الملالي في نظام إيران موطئ قدم في العالم العربي. فكيف يقول الراعي إنه يخاف من نظام سني متطرف يصل إلى الحكم في دمشق؟ إن أكبر راع للحركات الإسلامية المتطرفة كان ولا يزال النظام السوري، والبراهين ماثلة أمام أعين الجميع.

ولا يفترض أن يغيب عن القيادات المسيحية أن حرص النظام السوري على استخدامهم في الدفاع عنه لن يفلح في إنقاذه، بل سيورطهم فقط. لقد تجاوزت الأحداث إمكانية إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وبات النظام يريد أن يجر معه، وهو يغرق، كل من يستطيع الإمساك به. وهذا ما يجعلنا نستغرب تورط رأس الكنيسة المارونية في الدفاع عن أسوأ نظام عرفته سوريا في تاريخها، نظام ولغ في دم المسيحيين والمسلمين في لبنان نفسه، بل إن هذا عبث سياسي خطير. ولا نستطيع أن نقارن شخصية في مكانة البطريرك مع سياسي مثل سليمان فرنجية ملتصق بالنظام السوري، أو سياسي متقلب مثل الجنرال عون، لأن كليهما سيسارع فور سقوط النظام إلى التبرؤ منه والالتصاق بمن يخلفه، كأي سياسي آخر يتنقل بحسب مصالحه. هل سيعود غدا الراعي ويتبرأ من أقواله ومن مشاركته في الدفاع عن النظام هناك؟ وماذا عن رعيته؟

وطالما أن البطريرك هو من يقول إن نهجه الصراحة والموضوعية، فإن الموضوعية تقتضي من القيادات المسيحية أن تشارك في الانتفاضة حتى تشارك في الكيفية التي تنتهي بها، وتشارك في صياغة مستقبل سوريا بدل أن تقف بعض هذه القيادات في الطرف الآخر من الشارع، إلى جانب النظام الذي لم يرتكب أخطاء جسيمة في ستة أشهر مضت فقط بل ارتكب أخطاء متسلسلة في أربعين عاما في حق السوريين وحق اللبنانيين بمن فيهم المسيحيون.

 

رسالة إلى سيد بكركي

إيلي فواز/لبنان الآن

يا سيدي ومن دون مواربة انت اخطأت في مواقفك الاخيرة التي اطلقتها من باريس، بل من خلال تلك المواقف وضعت المسيحيين في موقف صعب حين ربطت مصيرهم بظرف استثنائي وغير طبيعي ومؤقت كنظام الاسد او سلاح "حزب الله".

بينما وجودهم ومصيرهم في الاساس ليس بحاجة، وبالرغم من صعوبته، لسبب او لتعليل او لوصاية. فالمسيحيون يا سيدي ابناء هذه الارض، وهم ليسوا دخلاء عليها او ضيوفًا على قاطنيها، يعيشون فيها بسرائها وضرائها ويتفاعلون مع محيطهم مهما جار. هم رفضوا في الماضي كما اليوم ان يعيشوا حالة ذمية، ولكن كلما طالبوا لانفسهم بحماية، هكذا يقول التاريخ، اتت نتائجه بالوبال عليهم، فكيف اذا كانت تلك الحماية من نظام اقلوي وجائر ومجرم؟

ثم يا سيدي، كيف يستطيع نظام الاسد ضمان وجود المسيحيين في لبنان والشرق؟ من اين اتت تلك الخرافة؟ وكيف تتبناها، وانت عايشت عن قرب مآثر هذا النظام بحق المسيحيين بالذات؟ هل نسيت حرب المئة يوم عام 1978، او حصار زحله عام 1981؟ او اجتياح المناطق الشرقية في 13 تشرين 1990 برا وجوا؟ هل نسيت الموقوفين اللبنانيين في السجون البعثية الذين ما زال مصيرهم مجهولا حتى اليوم؟

ام نسيت ايام الوصاية السورية التي ابتدأت بعد اتفاق الطائف والتي نالت من نوعية وعددية الوجود المسيحي؟ هل لنا ان نذكرك كيف تم نفي او قتل زعمائهم واقصاؤهم من الحياة السياسية؟ هلا تتذكر كيف تم تنصيب اخرين عنوة، ومن اجل شرعنة ضم لبنان الى ممتلكات الاسد؟ هل تذكر كيف مرروا القوانين التي اضرت بالنسيج الاجتماعي المسيحي مثل قانون التجنيس مثلا؟ الست وانت بطريركا تملك الوثائق التي تشير بوضوح الى الاعداد الكبيرة للشباب المسيحي الذي هاجر جراء ممارسات نظام الوصاية المتمثل انذاك بالمفوضين كنعان وغزالي؟ وبما ان الشيء بالشيء يذكر، هل نسيت كيف نحرت على ايديهم الحريات العامة وكيف انتهكت حقوق الانسان صنوان الوجود المسيحي؟. ثم هل تعلم من اوى الارهاب الذي ضرب الكنائس العراقية ومن سهل تهريبه الى قلب العراق؟ بعد كل ذالك هل من يفسر لنا كيف يصبح نظام البعث ضمانة وجود للمسيحيين في لبنان والشرق؟ الا اذا كنت يا سيدي من الاشخاص السذج الذين يبرؤن ديكتاتورية الاسد من جرائمها بحق اللبنانيين ويحيلوها الى ضباط "غير منضبطين"؟

ثم يا سيدي هل قابلت بشار الاسد يوما او تعرفت عليه شخصيا لتبشر من باريس بانه رجل اصلاحي؟ او ما الذي اوحى لك انه كذلك؟ الا تسمع من رهبانك في سوريا ما يجري في شوارعها ومدنها من اجرام غير مسبوق؟ الم يتناه على مسامعك ما يرويه النازحون والهاربون من عنف الشبيحة وازدرائهم بقدسية الحياة؟ الم يقل لك احد من المقربين ان هذا الاصلاحي الكبير على قاب قوسين ان يتهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية؟ وهل ساورك شك ان يكون تلميذ الغرب النجيب ضالع في قتل رئيس وزراء لبنان؟ هل شاهدته من على درج الاليزيه يوم استقبله ساركوزي، كيف تهكم امام عشرات الصحافيين على لبنان وغرق بالضحك طويلا عند ذكره استقلاله؟

وبما انك تحدثت بلغة طائفية، وذكرت السنة والشيعة وما بينهم من مسيحيين، وهو ما لم نعهده في ادبيات بكركي يوما، فهل تعلم مصدر معظم ثروات ابناء كنيستك، خاصة تلك التي تؤمن عملا وعيشا كريما لالاف العائلات المسيحية؟ هلا سألت نعمة طعمة مثلا او نعمة افرام عن مصدر ثرواتهم؟ انها تأتي من آل سعود تحديدا يا سيدي، من هؤلاء السنة الذين تخشى منهم علينا، ومن جدة والرياض ومناطق المملكة كافة والخليج، لا طهران ولا الشام.

اما في مسألة سلاح "حزب الله" وتغطيته، فمن الممكن تفهم الدواعي الوصولية لجنرال ما، فهو نادرا ما يثبت على مبدأ، اما الكنيسة فهي التي عملت لقيام دولة لبنان الكبير، دولة لها دستور يحكم، وجيش يحمي، وقانون يساوي بين اللبنانيين جميعا على اختلاف طوائفهم، فكيف للكنيسة ان تغطي سلاحا يناقض ويهدم كل ما عملت لاجله على مدى عقود؟ واين كنت يا سيدي في 7 ايار؟ وماذا عن استباحة الاراضي والتعدي على الاملاك الخاصة من لاسا وصولا الى حارة حريك؟ 

ثم دعني اسألك ما الذي يخيف اكثر اللبنانيين عامة والمسيجيين خاصة: ظهور سعد الحريري وكلامه عن المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وتمسكه بالعيش المشترك والحريات العامة والديمقراطية، ام حسن نصرالله وصراخه وعنفه الكلامي وتهديده وتخوينه لجزء كبير من اللبنانيين؟ ما الذي يطمئن اكثر: جماعة تؤمن بلبنان أولاً ام اخرى تعلن ولاءها لولاية الفقيه دائما؟

اخيرا نحن يا سيدي نحيا على الرجاء ونشهد للحق ولا ننكره كلما صاح الديك، وعلى ذلك ان الرجوع عن الخطأ هو فضيلة بل هو ضرورة حتى لا يصح قول وليد بك فينا اننا بالفعل "جنس عاطل".

 

غبطة البطريرك...  

شربل خوري

فجأة باتوا من الغيارى والحريصين على الصرح البطريركي، وفجأة تحولوا إلى حراس لأبواب الصرح وتحولت تصاريحهم الى محاضرات في احترام المقامات الدينية واحترام الكرسي البطريركي والبطريرك وآرائه.

فجأة اصبح كلام البطريرك منزلا بالنسبة لهم وفجاة أيضاً تداعوا ليتحدثوا كجوقة واحدة تبدأ في بيروت ولا تنتهي في الشام، عاصمة قرارهم السيد والحر... إنهم "رعامات" قوى الثامن من آذار الذين تحولوا فجأة من ابواق تهاجم الصرح البطريركي ولا توفر شخص البطريرك الى أبناء الصرح الحريصين عليه حرصهم على الوطن.

لم يكد يطلق البطريرك موقفه حتى اقتنص زعماء الثامن من آذار الفرصة وصولاً الى درجة قيام النائب ميشال عون بزيارة الى الصرح البطريركي فور عودة البطريرك إليه، وبالطبع استغل عون المناسبة لينوه بالبطريرك، مع العلم أن ذاكرة اللبنانيين ليست قصيرة وصدى هجومات عون على البطريركية وعلى رأس الكنيسة ما زال يتردد في اذهان الجميع ولمن فاتته تلك التصاريح الاستثنائية لا بد وأن يتذكر اقتحام شباب عون الصرح أواخر الثمانينات.

والمؤسف أكثر في ردود الفعل على مواقف البطريرك هو ان تتحول مادة للتنويه من بعض الشتامين السابقين لبكركي اضف اليها طبعاً التنويه من شخصيات "عريقة" في السياسة بمستوى إميل رحمه وميشال سماحة وغيرهم من هذا المستوى الرفيع.

والمؤسف أكثر أن بعض الثامن من آذار حاول أن يحول المواقف المعترضة على كلام البطريرك الى مواقف تهاجم البطريرك مع العلم أن أغلب التعليقات التي جاءت ردا على موقف سيدنا جاءت تنتقد الموقف حصراً ولا تمس لا بشخص غبطته ولا بالمقام الذي لا شك أنه من أقدس المقامات في الشرق.

في الختام لا بد لي من كلمة الى غبطة أبينا، إلى راعي كنيستنا المارونية ونحن من الذين رفعوا اليوم وفي احلك الظروف لواء الدفاع عن صرح انجب الكيان ودافع عن الاستقلال، فيا صاحب الغبطة، نحن لم نكن يوما من المتطاولين على شخصكم لا سمح الله ولا من المتهجمين على كرسيكم، وما قيل هو انتقاد لموقف اعتبرناه مؤلماً بعدما عمدنا مسيرة استقلالنا بدماء خيرة رجالنا وبعدما امعن الجلاد في ذبح احلامنا.

ومرة أخرى، يا صاحب الغبطة نحن لسنا من الذين يُدخلون مواقفكم في بازاراتهم السياسية التافهة، ولسنا من الذين يتعاطون مع الصرح على انه سوق سياسي نختار منه ما يعجبنا فننوه مرة ونشتم مئة مرة، نحن قوم ثابتون في قضيتنا ونحترم مقاماتنا واذا سجلنا بعض الملاحظات على بعض المواقف فلا يعني اننا خرجنا من رعية نحترم ونقدر راعيها.

*موقع 14 آذار

 

أمانة "14 آذار": نرفض محاولات التسويف في سداد مساهمات لبنان المالية للمحكمة الدولية 

عقدت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" اجتماعها الدوري الاسبوعي، في حضور النائبين: عمار حوري وسيبوه قالباكيان، والنواب السابقين: فارس سعيد، الياس عطاالله ومصطفى علوش. وآدي أبي اللمع، نصير الأسعد، يوسف الدويهي، نديم عبد الصمد، واجيه نورباتليان، نوفل ضو، راشد فايد وعلي حماده.

واصدر المجتمعون بياناً تلاه عطالله، وأكد "رفض الأمانة العامة لقوى 14 آذار كل المحاولات الهادفة الى التسويف في سداد ما يترتب على لبنان من مساهمات مالية في المحكمة الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه".

ودعت الأمانة العامة، وحسب البيان "الحكومة اللبنانية الى حسم أمرها بعيداً عن المناورات السياسية والإعلامية وعن توزيع الأدوار في ما بين الأطراف الحكوميين والمناورات الهادفة الى كسب الوقت ومحاولة عرقلة عمل المحكمة".

وأبدت ارتياحها لسير عمل المحكمة وللاجراءات المتلاحقة الهادفة الى بدء المحاكمات، وكان آخرها دعوة المتضررين رسميا الى تقديم طلبات المشاركة في المحاكمات في مهلة أقصاها نهاية الشهر المقبل".

وجددت "التعبير عن تضامنها مع الشعب السوري ومطالبه في الحرية والديموقراطية والكرامة". ودعت "المجتمع اللبناني والمجتمعين العربي والدولي الى الوقوف الى جانب الشعب السوري بكل الوسائل المناسبة لوقف حملات القتل والعنف التي يتعرض لها المتظاهرون المسالمون على يد النظام السوري وأجهزته الأمنية والعسكرية".

وأشارت الى "إن التضامن الإعلامي لم يعد يكفي لحماية الشعب السوري من المجازر التي يتعرض لها، وقد بات ضروريا أن يلجأ المجتمعان العربي والدولي الى خطوات عملية تحرر الشعب السوري من النظام الذي يصر على سياسة القهر والقوة والعنف لإخضاع الناس وإجبارهم على التخلي عن حقوقهم السياسية والديموقراطية والإنسانية".

وشجبت "المحاولات المتكررة للسلطة في لبنان لدعم النظام السوري الذي يقمع شعبه ويغرقه في أنهار الدماء، ولمساندته في المحافل العربية والدولية".

وحيت "المبادرات الشجاعة للحراك المدني اللبناني في تأييد ودعم الثورة الشعبية في سوريا، وكان آخرها اللقاء التضامني في ساحة سمير قصير، والأمسية الثقافية للفنانين السوريين واللبنانيين في بيروت، فإنها تجد في الوثيقة التي أصدرها المثقفون اللبنانيون والسوريون "من أجل المستقبل اللبناني السوري" رؤية وتصورا مأمولين لصياغة أفضل العلاقات بين البلدين والشعبين، وفق أفضل ما يطرحه الربيع العربي من طموح الشعوب نحو بناء الدولة الوطنية المدنية والتعددية".

وسئل عطاالله: ما هو تعليقكم على كلام الرئيس نبيه بري الذي انتقد فيه اكثرية قيادات 14 اذار وقال انكم تعبدون الهة من تمر تاكلونها عندما تجوعون؟

اجاب: "ليس لدينا صناعة الهة كل 14 اذار دائما، تجاه نفسها وفي ما بينها وتجاه الرأي العام، تضع كل تجربتها لانها تعمل في الشان العام والوطني على المحك، هذا اول خطأ، ونحن لا ندعي انه ليس لدينا اي احد فوق المساس او مقدس".

سئل: كيف ترون دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى تناسي الكلام المجتزأ والذي لا يعبر عن مواقفه الشخصية؟

اجاب: "كل فرد بنا عبر عن موقفه من كل من صدر، والواضح اننا تفادينا الجدال المباشر مع موقع البطريركية، ولكن بما ان المسيحيين ليس لديهم ولاية فقيه فكل مواطن مسيحي له الحق بان يبدي اعتراضاته على مايتلاءم مع قناعاته وثوابته الوطنية وبناء الدولة واستقلاليتها وديموقراطيتها".

 

سببان لاستحالة إصلاح النظام السوري 

خيرالله خيرالله

لا يمكن التعويل كثيراً أو حتى قليلاً على زيارة رفع العتب التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي لدمشق. كان على الأمين العام للجامعة الذهاب الى دمشق ففعل ذلك. ربما كان هناك جانب مفيد للزيارة يتمثل في أنه قام بها بهدف التأكد من استحالة إصلاح النظام السوري وأن كلّ كلام عن الاصلاح مضيعة للوقت ليس إلاّ.

 

تعود الاستحالة الى سببين وجيهين على الاقلّ. السبب الاول مرتبط بالمعطيات العربية والاقليمية والدولية والاخر بتطور النظام نفسه وتحوله الى شركة ذات طابع عائلي تدير البلد بكل مرافقه. يتوزع افراد من العائلة، يشكلون مجلس الادارة في الشركة، المسؤوليات في ما بينهم. هناك حتى من يهتم بالعلاقات العامة وهناك بالطبع رئيس لمجلس الادارة هو الرئيس بشّار الاسد المشرف العام على الشركة وهناك مساعدون له ولاعضاء مجلس الادارة لا اكثر.

تولّى الرئيس الراحل حافظ الاسد السلطة، كل السلطة، في تشرين الثاني- نوفمبر من العام 1970 بعد تنفيذه ما يسمّى "الحركة التصحيحية". تردد في البداية قليلا في شغل موقع رئيس الدولة، لكنه ما لبث ان فعل ذلك واصبح اوّل علوي رئيسا للجمهورية العربية السورية. بقي الزعيم الاوحد لسوريا اقل بقليل من ثلاثة عقود قبل ان يخلفه نجله الدكتور بشّار ولكن بعدما تحوّل النظام الى شبكة من المصالح العائلية اوّلا واخيرا تقوم على مجموعة من الاجهزة الامنية المرتبطة بمجلس الادارة في الشركة.

استطاع حافظ الاسد اللعب على كل التناقضات العربية والدولية مستفيدا من الحرب الباردة والتنافس الاميركي- السوفياتي على مواقع النفوذ في الشرق الاوسط. كان همّه الاول والاخيرتحويل سوريا لاعبا اقليميا بعدما حسم الصراع داخل سوريا نفسها. لم يأبه يوما بالمشاكل الداخلية لسوريا ولم يسع يوما الى ايجاد حلول لها. لم يكن يدرك اهمية مستوى البرامج التعليمية ولا اهمية القاعدة الاقتصادية القوية ولا خطورة النمو السكاني في البلدان الفقيرة ولا معنى غزو القرية للمدينة. باختصار شديد، لم يدرك يوما اهمية الانسان السوري. وظف دائما الحاجة العربية اليه ليكون عنصر توازن مع ما كان يسمّى "البعث العراقي" الذي راح يسيطر عليه تدريجا صدّام حسين، رجل كل الحماقات والقرارات المتسرعة والخاطئة.

ارتدى العداء بين صدّام والاسد الاب طابعا شخصيا. عمليا لم يكن هناك ما يميّز بين نهجي النظامين اللذين كانا يتكلان قبل اي شيء آخر على الاجهزة الامنية. بلغ التشابه بين النظامين، خصوصا بعد خلافة صدّام لاحمد حسن البكر في الرئاسة في العام 1979 ان كلا منهما راح يتجه اكثر فاكثر الى العائلية. وفي مرحلة معينة، اصبح التخلص من الاخوة ضرورة تصب في مصلحة الاولاد. وهكذا طار رفعت الاسد لمصلحة باسل حافظ الاسد وارسل صدّام اخاه برزان التكريتي وشقيقيه سبعاوي ووطبان الى بيوتهم لمصلحة نجليه عديّ وقصيّ. قبل ذلك، اتّكل صدّام، في ما يشبه المرحلة الانتقالية، على صهره حسين كامل المتزوج من ابنته البكر وعلى ابن عمّه علي حسن المجيد كي يكرّس ابعاد برزان وشقيقيه عن مواقع القرار تمهيدا لتوريث عديّ او قصيّ في الوقت المناسب... الذي لم يأت ابدا.

اتقن حافظ الاسد اللعبة الاقليمية. استعان، حليف الاتحاد السوفياتي، بالاميركيين لدخول لبنان عسكريا بـ"ضوء اخضر اسرائيلي" بحجة الحاجة الى "وضع اليد على قوات منظمة التحرير الفلسطينية". قبل بما يسمّى "الخطوط الحمر الاسرائيلية" التي امنت بقاء المسلحين الفلسطينيين في جنوب لبنان، حتى العام 1982، واغلق جبهة الجولان واقام علاقات متميّزة مع النظام الثوري الجديد في طهران ابتداء من العام 1979. فكّر حتى باهمية ايجاد توازن مع العرب الآخرين عن طريق المحافظة على العلاقة بين دمشق وطهران وتعميقها كي لا يكون تحت رحمة الدول العربية الخليجية في اي وقت. وهذا ما يفسّر الى حدّ كبير ايضا العلاقة المتميزة التي ربطت باستمرار بين النظام السوري ونظام العقيد معمّر القذافي.

توّج حافظ الاسد اتقانه للعبة الاقليمية والدولية بانضمامه الى التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي اخرج صدّام حسين من الكويت. مكنه ذلك من البقاء عسكريا وامنيا في لبنان. لكن كل العبقرية التي امتلكها الرئيس السوري الراحل الذي لم يتردد يوما في الغاء خصومه، متى شعر بالحاجة الى ذلك، توقفت عند خطأ التوريث. لم يأخذ علما في السنوات الخمس الاخيرة من حياته، خصوصا بعد فقدانه نجله الاكبر باسل في حادث سيارة، بان المنطقة تغيّرت وان سوريا التي حكمها وحيدا منذ العام 1970 لم تعد تنفع معها ومع مشاكلها الهروب المستمر الى خارج الحدود. لبنان نفسه صار مع الوقت ورقة ايرانية اكثر مما هو ورقة سورية. اما الخليج، فلم يعد يخجل من ان يطرح على حاكم سوريا سؤالا صريحا في شأن العلاقة المريبة القائمة بين دمشق وطهران، خصوصا في ضوء التغلغل الايراني في العراق.

بين التغيرات التي شهدتها المنطقة والعالم والتحولات داخل النظام السوري، لم يعد في السنة 2011 معنى لاي اصلاحات. الاصلاحات صارت تعني فقط البحث عن خروج من السلطة والانتقال الى مؤسسات الدولة بديلا من مجلس الادارة ذي الطبع العائلي. هل سمع احدنا باصلاحات انقذت اي نظام في اوروبا الشرقية. هل تختلف سوريا اليوم في شيء عن دولة من دول اوروبا الشرقية في مرحلة ما قبل سقوط جدار برلين؟

سقط جدار برلين وانتصرت برلين الغربية على برلين الشرقية. هذا ما يقوله التاريخ الحديث الذي عمره اثنين وعشرين عاماً!

* ميدل إيست أونلاين