المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 12 أيلول/11

سفر يشوع بن سيراخ 27

من رمى حجرا الى فوق فقد رماه على راسه والضربة بالمكر تجرح الماكر. من حفر حفرة سقط فيها ومن نصب شركا اصطيد به. من صنع المساوئ فعليه تنقلب ولا يشعر من اين تقع عليه. الاستهزاء والتعيير شان المتكبرين والانتقام يكمن لهم مثل الاسد. الشامتون بسقوط الاتقياء يصطادون بالشرك والوجع يفنيهم قبل موتهم. الحقد والغضب كلاهما رجس والرجل الخاطئ متمسك بهما

 

عناوين الأخبار

*محاججة الراعي/الياس الزغبي

*الراعي زرع الريح وها هو يحصد العاصفة/واشنطن تعتبر تصريحات الراعي "نافرة وتضرّ بسمعته"

*باريس تأسف لكلام البطريرك الراعي عن سورية

*الديار" نقلا عن اجواء جعجع: يعتبر الراعي خرج عن ثوابت بكركي

*البطريرك الراعي: ما قيل تفسيرات ليست في محلها.. وأنا والمطارنة نقارب الأمور بجدية ومسؤولية

*شمعون طالب الراعي التخفيف من تصريحاته لأنه كلّما أطال في الكلام أخطأ

*المحامي سمير عبد الملك/ الآمال التي عقدت على البطريرك الراعي بدأت تتلاشى وخطورة المنطق الأقلوي في اعتباره خيانة للخط التاريخي للكنيسة

*نديم الجميل: موقف الراعي حتم على "14 آذار" الرد وعدم إنتظاره حتى يعود

*مصادر الراعي: تحريف وتضخيم لكلام البطريرك.. والفرنسيون تفهموا التوضيحات

*حمادة: الحكومة تظهر كحكومات ولن تستمر دقيقة بعد سقوط النظام السوري

*منصور: لبنان لن يكون مع أي قرار يدين سوريا.. وكلام الراعي مسؤول 

*بيضون: رئاسة مجلس النواب شاغرة.. ومصلحة الطائفة الشيعية بالإتفاق مع "14 آذار"

*فن الإرتجال /عماد موسى/لبنان الآن

*معوض: الوجود المسيحي بالشرق ليس مجرد محميّة يتوسل الديكتوتاريات لحمايته/أي تغطية لموضوع السلاح خارج الشرعية تشكّل ضرباً لكل مقوّمات الجمهورية

*تزايد المواقف المنددة بتصريحات الراعي/مسيحيو "14 آذار" يرفضون انحراف بكركي عن مسارها

*ويكليكس: هكذا أصبح بري ثرياً وأخاف المستثمرين في الجنوب...وهكذا موّل مشاريع حركة أمل من جيوب المواطنين/طارق نجم / موقع 14 آذار

*ابو خاطر: بكركي لم تعد على مسافة واحدة من الجميع... النظام السوري لم يكن يوماً رحوماً مع المسيحيين

*ويكيليكس/"المستقبل": ميقاتي مخاصماً "حزب الله" أمام الأميركيين: هدفه تحويل لبنان قاعدة عسكرية إيرانية

*لبنان يترنح في أحضان «حزب الله»... وينتظر/حازم الأمين/الحياة

*مؤامرة في سورية/عبدالله إسكندر/الحياة

*هل يملك الحكم في لبنان أية "رؤية" للمستقبل؟/محمد مشموشي

*بعدما أخرجته "ويكيليكس" من حكومة حزب الله /خليفة: بري قائد ترجمة الانتصارات العسكرية الى سياسية

*مكانة رئيس المجلس ينحدر عنها السيل ولا يرقى اليها الطير/حزب الله: المستقبل لا يترك شائنة إلا ويمارسها انحداراً

*النائب البقاعي انطوان سعد لـ"المستقبل": عون على علم بعمالة كرم وحزب الله غطّاه

*تركيا تحضر لمرحلة الحسم العسكري/مهى عون/السياسة

*المعارضة وحماية المدنيين والوضع السوري/غسان المفلح/السياسة

*محاولات إنعاش نظام الأسد/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*سوريا ودورها في المنطقة/فايز سارة/الشرق الأوسط

*الكتائب اللبنانية" تؤكد أن لا تضييق ولا إقصاء لنديم الجميّل/مناصرو سامي يردّون بأن نتائج المكتب السياسي ديموقراطية

*ميقاتي: قلت إن حزب الله ورم غير خبيث.. وليكلف الحزب محامين للدفاع عن نفسه في المحكمة

*لا نراهن على شيء ونحترم تطلعات الشعب السوري/السنيورة: أحدهم دق الباب ونشر "وكيليكس" وعليه أن يسمع الجواب

*اجتماع لوزراء الخارجية العرب يمهد لإصدار قرار دولي ضد نظام الأسد/حميد غريافي/السياسة

 

تفاصيل النشرة

 

محاججة الراعي 

الياس الزغبي

بعد صخب مواقف البطريرك الراعي، من باريس، ومضمونها الصدامي في دفاعها عن النظام السوري وسلاح "حزب الله"، لا بدّ من مناقشة هادئة وهادفة، لتظهير مدى الخطأ والخطورة في هذه المواقف، ولتصويب ما أمكن من ظاهرة الخروج عن المسار الوطني والمشرقي التاريخي لبكركي.

كأنّنا استشعرنا منذ شهور، بل سنوات، امكان حدوث هذا الانحراف، لحظة انجراف زعامة مسيحيّة مارونيّة وازنة، ولحسابات خاصّة، في خطّ انحداري نحو تجريب "حلف أقليّات" مدمّر، للمرّة الثالثة (بعد تجربتَي 1976 و 1982)، فنبّهنا بالقلم والصورة والصوت، من خطورة هذا الانزلاق، وشرحنا مصلحة المسيحيّين في قيام "حلف أولويّات" نجحت تجاربه مرارا منذ قيام دولة لبنان الكبير سنة 1920، وتمّ تتويجه بالتحالف الاستقلالي السيادي الديمقراطي في آذار 2005.

بينما سقط "حلف الأقليّات" في تجارب فاشلة وقاتلة، وآخر نماذج هذا السقوط وخطورته يتجلّى في ثلاثيّة الأسد – نصرالله – عون، وهو نموذج محكوم بالانهيار، مع خلفيّته الأقلّويّة الممتدّة الى المشروع الاسرائيلي، مهما طغى عنصر القوّة والسلاح فيه.

لم يكن في البال أن ينزلق سيّد بكركي الجديد الى هذا المحور، فيذهب في الوقت الخطأ (مأزق "حزب الله" ونظام الأسد)، الى المكان الخطأ (باريس مع موقفها ضدّ الاثنين وبمحمولها التاريخي في دعم لبنان وموارنته تحديدا)، كي يُلزم بكركي بما ليست فيه، وبما يتناقض مع تاريخها القديم والحديث والمعاصر.

وليس هناك أشدّ وطأة على بكركي من تعليق باطني صَدَر من العماد عون حين وصف موقف الراعي بأنّه "جديد".. وكأنّه يقول: أنا القديم والسبّاق في الالتحاق بالمحور، وبكركي تلتحق بي.. فاتبعوني.

من حقّنا، نحن المسيحيّين الموارنة، أن نحاجج مرجعيتنا التاريخيّة في التزاماتها الطارئة، ونطرح عليها أفكارا وأسئلة، ونصارحها بما نرى ونهجس:

منذ الفتوحات الاسلاميّة وحقبتي الأمويّين والعبّاسيّين، كان المسيحيّون في صلب الدولة وسياسات الأكثريّة، ولم تنزلق الكنيسة الى اللعبة الخطرة بين أقليّة شيعيّة وأكثريّة سنيّة، ولم يصدر عن رعاتها كلام مثل الكلام الصادر عن الراعي في مسألة تحالف سنّة سوريّا مع سنّة لبنان في وجه الشيعة، أو مثل القول انّ المسيحيّين سيدفعون ثمن سقوط الأسد قتلا وتهجيرا، كما جرى في العراق! (يبدو أنّه لم ينتبه الى أنّ الحكم العراقي الآن ذو أرجحيّة شيعيّة وانتماء ايراني، وفي ظلّه حلّ بمسيحيّي العراق ما حلّ).

حتّى في أحلك المراحل، كحقبتي المماليك والعثمانيّين، عرف الموارنة كيف يستفيدون من الأكثريّات وحروبها، كي يوسّعوا دورهم وانتشارهم. ألم تتناهَ الى أسماع بكركي أصوات تطالب باستعادة المفقود خلال تلك الحقبة، في جبيل وكسروان، وما مسألة لاسا وجوارها سوى تعبير صارخ عنها؟

وفي التاريخ الحديث، عاش المسيحيّون عصرهم الذهبي في سوريّا قبل حلول حكم البعث "العلماني" وعائلة الأسد "العصريّة"، فهل هناك من يدلّنا اليوم، ومنذ نصف قرن، الى فارس خوري آخر، أو حتّى ميشال عفلق آخر؟ أين هو المسيحي القوي في نظام الأسد اليوم، هل هو داود راجحة الذي جاءوا به الى الدفاع قبل شهرين، فقط لتوريط الأقليّة المسيحيّة في حماية أقليّة أكبر، وفي انتحار النظام؟

قبل "البعث" الأسدي كان في سوريّا أكثر من مليوني مسيحي، واليوم، في ظلّ "حامي المسيحيّين"، أصبحوا أقلّ من مليون، فهل هذا يبرّر منح الأسد فرصة من جَيب بكركي، ومن خوّل بكركي توزيع الفرص والحصص على الشعوب والأنظمة العربيّة، ولماذا لم تطالب بفرصة للقذّافي ومبارك وبن علي وصالح.. وربّما نجاد، وسائر دكتاتوريّات الشرق، وأين مصلحة المسيحيّين في الدفاع عن أنظمة قمع آيلة حتما الى السقوط؟ أم بتنا نريد الحريّة في لبنان ونستكثرها على السوريّين؟ وهل يُمكن أن يكون لبنان حرّا بدون سوريّا حرّة؟ وهل بات لدى المسيحيّين مركّب خوف من خوض غمار التجدّد وحركة التحرّر، وأصبحت وظيفتهم التبشير لما هو قائم وظالم، خوفا ممّا سيقوم؟

اذا كان الخوف من النظام "الأصولي" البديل هو الدافع الى دعم نظام الأسد، فمن أكّد لبكركي حتميّة هويّته الأصوليّة؟

هكذا قالوا عن ليبيا وتونس ومصر وسواها، ولم نر أصوليّات مرعبة حلّت هناك محلّ الرؤساء المخلوعين، فلماذا ستكون الأصوليّة الشرّيرة هي الخلف الوحيد للأسد!

وفي حال صحّت رؤيا "الأنبياء الكذبة"، فهل بتسليف الحكم السوري المقبل موقفا سلبيّا مسبقا، نحمي أو نُنقذ المسيحيّين؟! فلماذا زرع الشكّ والريبة والنقمة منذ الآن، والتأسيس لعلاقة متوتّرة وصداميّة مع النظام الجديد، وهل الأسد وذريّته من الخالدين، كي نتعلّق بأردانهم.. صعودا الى السماء!

حين تُجري بكركي قراءة هادئة لتطوّرات سوريّا ستصل الى استنتاج واقعي ومهمّ: حكم آل الأسد عابر ومتحوّل، مهما امتدّ في الزمن. وحكم الأكثريّة دائم وثابت. ولا مناص من أن يأخذ 20 مليونا حقّهم في الحكم من مليونين أو ثلاثة. والعاقل هو من يؤسّس لعلاقة مع الثابت وليس المتحوّل، فلماذا تحدّي هذا الثابت ووصمه بالتطرّف ورفضه قبل الأوان، والتحالف مع الأقليّة لمواجهته؟ قليلون في لبنان أصحاب ذاكرة قصيرة. استعادة سريعة لـ35 سنة أخيرة تكفي لتذكّر فظائع نظام الأسد: تدمير صلاحيّات المسيحيّين السياسيّة، تهجيرهم من الأطراف، اغتيال واعتقال ونفي قياداتهم، وقتل عشرات الآلاف وتشريد مئات الآلاف منهم، ونهب خيراتهم وعافيتهم الاقتصاديّة. ومن يقتل شعبه الآن بدم بارد تمرّس ثلاثة عقود في قتل اللبنانيّين، المسيحيّين قبل سواهم. وبالتأكيد، الشعب السوري أدرى بشعاب نظامه، من بكركي وسواها.

في تقدير عام، كان يجب التزام موقف أكثر اتزانا. على الأقلّ، مماثلة موقف بطاركة معنيّين أكثر من سواهم بالحدث السوري، وكرسيّهم في دمشق، وفي مقدّمهم البطريرك هزيم، ولم يذهبوا بعيدا في الدفاع المستميت عن نظام متهاو، فلماذا الراعي ملكي أكثر من الملك؟ أمّا ربط سلاح "حزب الله" بالتحرير الكامل وعودة اللاجئين الفلسطينيّين، فوصفة مميتة للبنان كدولة وكيان وعيش مشترك ومؤسّسات واحدة وجيش واحد. وسيظلّ دويّ هذه السقطة يقضّ مضاجع المسيحيّين، الى أن تحلّ نعمة التبصّر على مطلقيها، فيتداركوا خطأهم الجسيم، على الأقلّ باضافة اشارة عن عدم استخدام هذا السلاح في الداخل، وضبطه في كنف الدولة، ووقف توظيفه في الانقلابات السياسيّة ونواصي الأحياء والشوارع.

لا نظنّ أنّ أوان اليقظة قد انقضى. ويبقى لنا، نحن جماعة المؤمنين، أن نضرع الى الروح القدس، كي يُعيد انتشاره وحضوره، في القلوب الواجفة، والارادات الضعيفة، والأذهان المشوّشة. ولا فرق، في حلول النعمة، بين راع ورعيّة.

 

الراعي زرع الريح وها هو يحصد العاصفة

واشنطن تعتبر تصريحات الراعي "نافرة وتضرّ بسمعته"

النهار/وفي انتظار عودة البطريرك الراعي اليوم الى بيروت آتياً من باريس في ختام زيارة مثيرة للجدل من حيث التصريحات التي ادلى بها هناك، طرأ امس تطور في المواقف. فقد افاد مراسل "النهار" في واشنطن ان مسؤولاً اميركياً بارزاً ابدى استغرابه واستياءه الشديد من تصريحات البطريرك الراعي المتعلقة بالانتفاضة الشعبية في سوريا وموقفه من سلاح "حزب الله"، واعتبرها "غير مبررة ومتهورة"، اضافة الى انها "تضر بسمعته وبمنصبه". وانتقد المسؤول في حوار مع "النهار" اشارات البطريرك الى ان الانتفاضة السورية ستؤدي الى سيطرة التيار الاسلامي السنّي المتطرف على سوريا، ورأى ان "هذه الادعاءات تمثل الدعاية النافرة للنظام السوري"، وان اي مراقب للاوضاع السورية يدرك ان "المشهد السوري يختلف عن هذه النظرة المبسطة وغير الواقعية". واضاف ان تصريحات الراعي حول سلاح "حزب الله" وربط تخلي الحزب عن سلاحه بعد حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين هي بمثابة "مباركة" منه لبقاء السلاح في يد الحزب الى امد مفتوح، مشيراً الى ان على البطريرك الماروني "ان يدرك ما يدركه الكثيرون في لبنان وخارجه من ان سلاح حزب الله لا علاقة له بالدفاع عن لبنان، وانه امتداد للنفوذ الايراني". ورأى ان "الطريقة التي تحدث فيها عن السنّة تبين انه لم يبالِ باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري". وافترض المسؤول ان تكون زيارة الراعي للولايات المتحدة في اول الشهر المقبل "راعوية بكاملها"، في اشارة ضمنية الى ان المسؤولين الاميركيين قد لا يلتقونه.

 

باريس تأسف لكلام البطريرك الراعي عن سورية

بيروت، باريس - «الحياة»

تحولت تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي في فرنسا عن سلاح «حزب الله» والوضع في سورية الى أحد مواضيع الانقسام السياسي العريض في لبنان بين قوى 8 آذار التي تشكل الجسم الأساسي للأكثرية الحالية، وقوى 14 آذار المعارضة. ولقي كلام الراعي الذي ربط فيه سلاح «حزب الله» بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل، والذي اعتبر فيه أن المسيحيين سيدفعون الثمن إذا وصل «الإخوان المسلمون» الى السلطة في سورية، وأن السنّة فيها سيتحالفون مع سنّة لبنان ما سيؤزم الوضع مع الشيعة، ردود فعل متعددة الاتجاهات بين مؤيد له ومنتقد لمواقفه. وفي باريس استغرب مصدر مسؤول تصريحات الراعي عن أنه يجب إعطاء فرصة للرئيس السوري الأسد «الذي يقمع ويقتل شعبه». وأسف المصدر «لمثل هذا الكلام من رئيس الكنيسة المارونية بعد محادثات موسعة مع الرئيس نيكولا ساركوزي حول الموضوع». وإذ أشار المصدر الفرنسي المسؤول الى أن الرئيس ساركوزي «أعرب عن قناعته للبطريرك الراعي بأن النظام السوري انتهى»، أوضح أن الرئيس الفرنسي «أكد للراعي أن الرئيس السوري اختار نهج التطرف وقتل شعبه».

وفي المقابل، رأى السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي أن ما أعلنه الراعي «تعبير عن رؤية فكرية ووطنية وسياسية متوازنة ومسؤولة ومنسجمة مع دور الكنيسة التي يمثلها في مواجهة المؤامرة التي تستهدف المنطقة برمتها وهي مواقف تعبر أيضاً عن رأي الفاتيكان».أما ردود الفعل المحلية التي توقعت أوساط مراقبة أن تتواصل وتتفاعل خلال الأيام المقبلة، فراوحت بين التأييد من جانب قوى 8 آذار والرفض والانتقاد من قبل قوى 14 آذار.

ورأى نائب رئيس البرلمان فريد مكاري (14 آذار) أن مواقف الراعي «انقلاب موصوف على المسيرة التاريخية للبطريركية المارونية، وعلى موقف مجلس المطارنة الموارنة». وذهب مكاري الى حد القول إن الراعي «فقد دوره كمظلة مسيحية بعد أن استعدى 70 في المئة من المسيحيين».

وقال النائب بطرس حرب إن ما قاله البطريرك «لا يعبر عن رأينا... وليس هناك خوف ممن يخلف النظام السوري»، مشيراً الى أنه سيستوضح منه موقفه «وفي ضوء ذلك سنأخذ موقفاً». وصدرت تصريحات من نواب في «حزب الكتائب» و «القوات اللبنانية» وكتلة «المستقبل» عبرت عن المفاجأة من تصريحات الراعي وانتقدت كلامه.

وجددت «الجماعة الإسلامية» انتقادها كلام البطريرك، من باب هجومها على تصريحات زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الذي أيّد تصريحات الراعي حول سورية و»الإخوان المسلمين» معتبراً أنها «مردودة». وتمنى مسؤول «الجماعة» في الجنوب بسام حمود بعد اجتماع بين قياديين منها مع النائب بهية الحريري في صيدا، «لو أن الراعي لم يخض في هذا الموضوع». وأكد أن «أهل السنّة في لبنان وسورية من أحرص الناس على الأقليات الموجودة».

وفي الجهة المقابلة، رأى النائب عن «التيار الوطني» ألان عون أن كلام الراعي «يعبّر عن قلق وهواجس موجودة أكثر مما هو كلام عن اصطفافات»، مشيراً الى «مجموعات تحمل عقائد لا تعترف بحرية الاختلاف والرأي». ونوّه نواب من «كتلة التنمية والتحرير» التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري بكلام الراعي وهاجم بعضهم انتقادات نواب 14 آذار له.

 

الديار" نقلا عن اجواء جعجع: يعتبر الراعي خرج عن ثوابت بكركي

نقلت صحيفة "الديار" عن اجواء رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع انه يعتبر ان البطريرك الراعي اعطى الغطاء لسلاح "حزب الله" وتثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ولماذا يقوم البطريرك الراعي بتسليف سوريا مواقف ايجابية، علماً ان الدكتور جعجع يعتبر ان النظام السوري لم يصدر عنه شيئاً لحماية المسيحيين في لبنان بل اضطهد قادتهم وابعدهم وسجنهم وان موضوع المفقودين لا أحد يعرف عنه شيئاً. وتقول المعلومات ان الدكتور جعجع هو ضد تسليف السوريين مواقف داعمة للنظام في وقت لسنا مجبورين على تسليفهم مثل هذه المواقف.

 

البطريرك الراعي: ما قيل تفسيرات ليست في محلها.. وأنا والمطارنة نقارب الأمور بجدية ومسؤولية

شكر البطريريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "المسؤولين الفرنسيين على حسن الإستقبال" الذي لقيه خلال زيارته لفرنسا، مشيراً إلى أنَّ "اللقاء بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يؤكد أننا التقينا رئيساً يحب لبنان، ويقدر البطريركية تقديراً كبيراً"، وأضاف: "رأينا في الرئيس نهجاً واضحاً يحمل هموم المسيحيين في الشرق الأوسط وهموم لبنان، وكنا في جو لم نعتد عليه من الجدية والعمق وطرح"، مشيراً إلى أنَّ ساركوزي "طرح أسئلة وكأنَّه من أهل البيت وبحث مع الوفد في كل الشؤون اللبنانية والعربية، وكانت القراءة متطابقة كلياً، ولم نخف مخاوف الجميع مما يجري في العالم العربي".

الراعي وفي حديث للإعلاميين في المطار فور عودته من فرنسا، قال: "أنا لا أقول أي شيء عما سمعته أو قرأته، ولكن أحسست أنَّ معظمنا ينظر إلى الأمور بسطحية يتعلق بكلمة ويبني عليها من كرتون ومن سراب، ولا يجب أن نكون جماعة انتهاز"، معتبراً أنَّ "ما قيل هو تفسيرات ليست في محلها ولا تتلاءم إطلاقاً في ما كنا فيه في هذه الأيام من جدية والنظر بمسؤولية للأمور"، وأضاف: "نعم أدركت المسؤولية مع أخواني السادة المطارنة وأدركنا أنَّه لا يمكن إلا أن نقارب الأمور بجدية ومسؤولية، ونعم البطريرك ليس شخصاً عادياً بالنسبة اليهم، ويعرفون تماماً أنَّه امين لتراث ولثوابت أظهرتها البطريركية من جيل إلى جيل، وهم يعرفون البطريرك يتكلم بموضوعية من دون أي مصلحة وبكل تجرد"، وتابع: "من التقينا بهم هناك سألوا وسألوا عن أدق الأمور ولم أكن يوماً كما يشاء ربما أحدهم أو بعضهم ممن يشتكي على أحد أو يسود صفحة أحد، فأنا أمين على الشعار الذي اخذته الشركة والمحبة، وأنا أحترم الجميع واحب الجميع واريد الخير للجميع، فلست رجل لا شكوى ولا تشكي".

إلى ذلك، أمل البطريرك الراعي في أن "تتم مقاربة الأمور في لبنان بالجدية والمسؤولية"، داعياً الإعلاميين إلى أن "يكونوا موضوعيين وأن ينقلوا الحقيقة كما هي، وليس كما فعل أحدهم عندما نقل "لا اله"، فالإعلام يجب ألا يجتزأ التصريحات، ومأخذي عليهم أنهم يقومون بإجتزاء الأمور، ومأخذي على القراء انهم يكتفون بالعنوان ولا يقرأون الباقي".

(رصد NOW Lebanon ـ الوطنية للإعلام)

 

شمعون طالب الراعي التخفيف من تصريحاته لأنه كلّما أطال في الكلام أخطأ

أبدى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون دهشته "من الفرق الكبير بين خطابات (البطريرك الماروني مار بشارة بطرس) الراعي السابقة وخطاباته الحالية في باريس". وفي مداخلة عبر إذاعة "صوت لبنان 93.3"، تعجب "من هذا التحول المفاجئ"، سائلاً: "من يكون قد أعطى البطريرك المعلومات للتصريح بهذا الشكل؟".

وأكد شمعون أنَّ "هذه التصريحات لن تؤثر على الوضع المسيحي مطالباً البطريرك الراعي التخفيف من تصريحاته لأنه كلّما أطال في الكلام أخطأ".

 

أمين سر لقاء قرنة شهوان سابقًا المحامي سمير عبد الملك

 الآمال التي عقدت على البطريرك الراعي بدأت تتلاشى وخطورة المنطق الأقلوي في اعتباره خيانة للخط التاريخي للكنيسة

ذكّر أمين سر لقاء قرنة شهوان سابقًا المحامي سمير عبد الملك كيف أنّ "البطريركية المارونية ومنذ النداء التاريخي الأول لمجلس المطارنة الموارنة في 20 أيلول عام 2000 عملت مجدداً على توحيد اللبنانيين حول ثوابتها"، مشيرًا إلى أنّ "أولوية بكركي يومها كانت استعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر وتحقيق جلاء الجيش السوري عن لبنان وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وإنهاء وجود أي سلاح خارج الشرعية وإحياء النظام الديمقراطي اللبناني".

عبد الملك، شدد على كون "بكركي استطاعت بصبر سيدها البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وإيمانه وحكمته، وإلى جانبه مجلس المطارنة، أن تحفر بـ"إبرة" الصخرة التي كانت تربض على صدور لبنان واللبنانيين، ونتائج ذلك تجلى في ثورة الأرز، وكانت حينها أكبر انتفاضة شعبية يوم 14 آذار 2005 توحد فيها معظم الشعب اللبناني، فكان الاستقلال الثاني الذي لا يزال اكتماله يحتاج الى بناء دولة الحق ومؤسساتها"، موضحًا أنّ "الثوابت التي قامت عليها بكركي تحولت إلى ثوابت الوطن الحر السيد المستقل المنفتح والديمقراطي، وحاضن العيش المشترك الذي أصبح بمثابة مبرر لوجود لبنان، وفق صيغة إحترمت تنوّع الجماعات من خلال الوحدة والاعتراف بالكيان اللبناني النهائي القائم على النظام الديمقراطي والحريات في إدارة التنوع".

وأشار عبد الملك إلى أنّ "بكركي التي لُقّبت عن حق بخبيرة العيش المشترك مثلما لُقّب الفاتيكان بخبير حوار الحضارات، إنما استحقت هذا التوصيف بفضل نضالات وأدبيات أسست للكيان اللبناني ودافعت عنه في أحلك الظروف وأصعب الأوقات"، ولفت في هذا السياق إلى أنّ "الشعب اللبناني كان يتطلع إلى الإدارة الجديدة للبطريركية المارونية مع انتخاب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لكي يتابع هذا الصرح الوطني طريق ثوابته الوطنية الجامعة التي استطاعت أن تحقق الكم الهائل من الانجازات من دون ان تغرق بكركي في وحول الخلافات الداخلية، وليكون في طليعة اولوياتها في الظروف الراهنة بناء مؤسسات الكنيسة على أسس الشفافية والعصرنة والحداثة لمواجهة التحديات الكبيرة اقتصادياً واجتماعياً والتي تهدد بنتائجها السلبية الوطن والمجتمع"، وأضاف عبد الملك: "كنا نتطلع ليشكل استلام البطريرك الراعي مرحلة انكباب على الأوضاع الداخلية للكنيسة بغية توحيد صفوفها والمباشرة بورش عمل واستقطاب الطاقات الكبيرة التي يزخر بها مجتمعنا للعمل حقاً بذهنية جديدة تتوافق مع ما ورد في الارشاد الرسولي، والعمل على ترجمة مقررات المجمع البطريركي الماروني الاخير وعلى تفعيل اداء الابرشيات في هذه الورشة الكبيرة. هذا هو التحدي الذي كان ينتظره الشعب اللبناني والمسيحيون بشكل خاص من البطريرك الراعي، سيما وأنّ المسيحيين كفروا بحالة الشرذمة والانقسامات في صفوفهم وباتوا بحاجة إلى من يعيد جمع هذه الصفوف وإلى مرجعية كنسية فوق الخلافات السياسية الضيقة لا إلى "زعامة مارونية سياسية" جديدة".

عبد الملك الذي نقل "شعورًا سائدًا بأنّ فترة السماح التي أعطيت للبطريرك الراعي منذ انتخابه قد تبددت، وقد بدأت الآمال التي عقدت على ذلك تتلاشى"، علّق على المواقف التي أطلقها البطريرك الماروني خلال زيارته فرنسا، فقال: "البطريرك الراعي كان قد مهّد لهذه المواقف بسلسلة تصاريح تشكل في حقيقة الأمر مواضيع خلافية بين اللبنانيين، وكنت أتمنى لو أن بكركي إستمرت على دورها الجامع ومواقفها المبدئية خصوصاً بالنسبة الى المسائل الكيانية وبسط سلطة الدولة والمؤسسات وحصر السلاح بالقوى الشرعية وحدها"، مشددًا في الوقت عينه على أنه "كان يجب في أقل تقدير أن تنسجم مواقف البطريرك الراعي في فرنسا مع توجهات الكنيسة الجامعة التي تدافع عن حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية والحق بالعيش الكريم، ولا تتبنى المنطق الأقلوي الذي هو منطق "أهل الذمة" المتناقض تمامًا مع الدور المسيحي والرسالة المسيحية القائمة على القيم والمبادئ الانجيلية والمنسجة مع الإرشاد الرسولي ومع سائر أدبيات الكنيسة ومنشوراتها".

وإذ حذر من أنّ "خطورة المنطق الأقلوي تكمن في اعتباره خيانة للخط التاريخي للكنيسة"، أضاف عبد الملك: "يجب بعد ذلك ألا نتعجب من أن يدفع المسيحيون ثمن المنطق الأقلوي عندما ستسقط الأنظمة القمعية بانتفاضات شعبية هي بمثابة الربيع العربي الجديد"، مشيرًا في المقابل إلى أنّ "لبنان يعيش مشكلة ثقافية في ظل مؤسسة سياسية متخلّفة"، وتوجّه إلى "القوى الحية في هذا الوطن، أن تأخذ المبادرة وتشكل تنظيمات جديدة وحديثة في سبيل أن تمسك مصيرها بيدها وتعمل على بناء الدولة على صورتها"، مشددًا على "الدور الحقيقي لهذه القوى في بناء الوطن ما يحتم عليها ألا تألو جهدًا في إبراز هذا الدور في هذه المرحلة من تاريخ الوطن والمنطقة، حيث لم يعد ينفع البكاء على الأطلال".

 

نديم الجميل: موقف الراعي حتم على "14 آذار" الرد وعدم إنتظاره حتى يعود

أشار عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل إلى أنَّ "مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، حول "حزب الله" والنظام في سوريا، حتمت على قوى "14 آذار" الرد، ولم تكن تستطيع الإنتضار حتى يأتي"، وقال: "نحن تعلمنا في الكنيسة أن نشهد للحق". الجميل، وفي حديث لقناة "mtv"، لفت إلى أنَّ "14 آذار بالتأكيد سوف تلتقي البطريرك وسوف توضح ما حصل". (رصد NOW Lebanon)

 

مصادر الراعي: تحريف وتضخيم لكلام البطريرك.. والفرنسيون تفهموا التوضيحات

نقلت محطة "mtv" عن مصادر مقربة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنَّ "المشكلة تكمن في التضخيم الإعلامي وفي عمليات التحريف (التي طالت المواقف التي أطلقها البطريرك الراعي خلال زيارته إلى فرنسا)". وأعطت المصادر نفسها في هذا السياق مثالين على "تحريف" كلام البطريرك بالقول: "إن السؤال الذي طرح عليه بشأن الوضع في سوريا كان بصيغة الماضي وبالتالي عندما تكلم عن وجوب إعطاء فرصة للرئيس السوري بشار الأسد لإجراء إصلاحات كان يتحدث عن الماضي وليس اليوم، كما أنَّ إستخدامه كلمة "pauvre" في تصريحاته لم يقصد فيها التعاطف".وأكّدت هذه المصادر أنَّ "الفرنسيين تفهّموا التوضيحات وإنتهت الزيارة كما بدأت في أجواء إيجابية بعكس ما اشيع وكانت الآراء متطابقة تماماً"، مشددةً على أنَّ "يكركي لا يمكن ان تتزحزح عن ثوابتها"، ومعتبرةً أنَّ "ما تناقلته وسائل الإعلام عن قيام وفد مسيحي بزيارة إلى سوريا برئاسة مطران مقرب من البطريرك غير صحيح على الإطلاق".(رصد "NOW Lebanon")

 

حمادة: الحكومة تظهر كحكومات ولن تستمر دقيقة بعد سقوط النظام السوري

تمنّى النائب مروان حمادة أن يعود (رئيس جبهة النضال الوطني) وليد جنبلاط إلى قوى "14 آذار"، وقال: "أعرفه جيّدًا وأعرف أنّه كان في "14 آذار" على طريقته وتركها على طريقته، وقد يعود إلى "14 آذار" أو الى شيء آخر يضم كل من يؤمن بلبنان ديمقراطي تعددي عربي". حمادة، وفي حديث لإذاعة "لبنان الحر"، شدّد على أنّ "الاكثرية المستجدة التي فرضت بظروف معينة لن تستمر طويلا فهي وُجدت نتيجة ظروف معيّنة وتتمثل بمسودة (س.س.) والقرار الاتهامي، والحكومة لن تستمر دقيقة بعد سقوط النظام السوري". وأضاف: "الحكومة بدأت تظهر أمام الناس وكأنها حكومات". ولفت حمادة إلى أنّ "الشراكة مع النظام السوري لم تعد مربحة لا في السياسة ولا في الاقتصاد وعلى سوريا الذهاب الى حكومة وحدة وطنية".

وشدّد على أنّه يحترم "رأي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مما يجري في سوريا"، مؤكّدًا في الوقت عينه أنّه لا يشاركه بهذا الرأي".

وإذ قال: "معارضتنا هي للوقوف في وجه المشروع الانقلابي الزاحف الذي يقوده منذ زمن "حزب الله" للوصول الى الحكم في لبنان"، أضاف حمادة: "كنا نعتقد أنّ "حزب الله" مقاوم وتبيّن انه الى جانب مقاومته تحوّل الى اداة لاستلام الحكم في لبنان على حساب التعددية في البلاد والعروبة فهو يربط لبنان بإيران، والحزب اليوم امام خيار اساسي اما لبنان وعروبته او ان يبقى حليفا لانظمة عربية تنهار". وفي موضوع الكهرباء، أكّد حمادة أنّه تمّ إسقاط "مشروع الكهرباء الفردي لوزير الطاقة والمياه (جبران باسيل) ولمعلّمه وعمّه العماد ميشال عون المدعوم من "حزب الله". واعتبر أنّ "عون لم ينتصر سياسيًا بأي بند من بنود خطة الكهرباء، وعلى الرغم من ان المشروع ليس مشروعنا الا اننا نريد الكهرباء في منازلنا وفي منازل جميع اللبنانيين". ورأى أنّ "انتصار باسيل الحالي هو انتصار المهزوم".

وفي ما خصّ المحكمة الدوليّة، رأى حمادة أنّها "ستطلب من الأمانة العامة للأمم التّحدة التحرّك لضم ملفات الشهداء بيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم ووسام عيد الى الملفات الاخرى التي هي مضمومة الى الملف الام وهو ملف جبران تويني". وذكّر حمادة أنّه نصح "حزب الله" بتسليم المتهمين او على الاقل تكليف محامين للدفاع عنهم أمام المحكمة. وأضاف: "رفيق الحريري لم يتم اغتياله لأنّه لم يدفع كمبيالته أو لاسباب عاطفية فهو اغتيل كما يتم اغتيال الشعب السوري اليوم".

واعتبر حمادة أنّ "حزب الله" أمام خيار أساسي إما يريد لبنان أو تحالفاته الإقليمية، فهو امام خيار العودة الى عروبته او سيدفع ثمن اتكاله على انظمة معينة"، معتبرًا في الوقت عينه أنّ "لبنان "حزب الله" يلغي التعددية ويلغي اللبنانيين". وبالنسبة لوثائق "ويكيليكس"، قال حمادة: "كان بعض النواب يريد اعتبار وثائق "ويكيليكس" إخبارًا للنيابة العامة، وفي المقابل يعتبرها اليوم مثيرة للفتنة، فعلى هؤلاء الاعتراف بأخطائهم".(رصد NOW Lebanon)

 

منصور: لبنان لن يكون مع أي قرار يدين سوريا.. وكلام الراعي مسؤول 

أوضح وزير الخارجية عدنان منصور أنَّ "موقف الحكومة واضح، إذ لن يكون لبنان مع أي قرار يدين سوريا أو يؤثر على إستقرارها وأمنها وهذا مبدأ واضح وسافر"، معتبراً "الكلام الذي قاله البطريرك (الماروني ما بشارة بطرس الراعي خلال زيارة فرنسا) كلام الرجل المسؤول الذي ينظر بنظرة واعية مستقبلية استراتيجية ويحافظ على فحوى الكل وليس طائفة وعلى البلد والمنطقة".  منصور، وفي حديث لمحطة "الجديد"، علّق على الإنتقادات التي طالت الراعي جراء تصريحاته بالقول: "نحن في بلد ديمقراطي وعلينا أن نتقبل الرأي والرأي الآخر". وعن الإجراءات التي يتّخذها لبنان في مجال تنظيف أراضيه من القنابل العنقودية، قال منصور: "علينا أن ندور حول العالم من خلال هذا المؤتمر ونحث الدول أن توقف عملية إنتاج هذا النوع من السلاح والذخائر وبيعها ونقلها والترويج لها وحتى نقلها عبر الأراضي"، مشيراً إلى أن "ما يحتاجه لبنان لإستكمال عملية تنظيف أراضية نهائياً من هذه القنابل يبغ حوالي 120 مليون دولار". وتابع منصور في هذا السياق: "على الدولة والقضاء المختص واجب إتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة إسرائيل (على إطلاقها القنابل العنقودية على اللبنانيين)، لأنَّ ما قامت به يعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية كونها إستخدمت سلاحاً يحظّر إستخدامه دولياً"، خاتماً بالقول: "علينا ملاحقة إسرائيل حتى النهاية".

(رصد "NOW Lebanon")

 

بيضون: رئاسة مجلس النواب شاغرة.. ومصلحة الطائفة الشيعية بالإتفاق مع "14 آذار"

رأى الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون أنَّ "رئيس مجلس النواب نبيه يمسح الجوخ لـ"حزب الله" في غرفة ويتآمرعليه في غرفة الأخرى"، معلناً أنَّه لم يستغرب ما ظهر في "ويكيليكس"، وقال: "ما نشر على ألسنة مستشاري (رئيس مجلس النواب نبيه) بري وعلى لسان (وزير الصحة السابق محمد جواد) خليفة كان تمهيداً".

وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أضاف بيضون: "لدى بري لغتان ولسانان، فهو يتكلم قبل الظهر شيء وبعد الظهر عكسه، والأمر ليس غريباً علي ولا على "حزب الله"، وهم يعرفون أنَّ ما جاء في "ويكيليكس" حقائق ووقائع عن بري"، مشيراً إلى دعوته في السابق رئيس المجلس لـ"الإستقالة"، وقال: "وأدعوه مجدداً للإستقالة، فمثل هذه الوثائق تنسف دوره كاملاً، فهو بنى دوره على أنَّه حليف لسوريا ثم يقول إنَّ "خطاب (الرئيس السوري بشار) الأسد غبي، وعلى أنَّه حليف للمقاومة أنها قامة كبيرة في البلد ثم يقول إنَّه موافق على "قصف لمدة ثلاثة أو أربعة أيام"، فهذا النوع من الوثائق هدر لبري كرامته"، وتابع: "إذا زار السفير السوري بري فإلى أي مدى سيأخذون بالكلام الذي يقوله؟"، واصفاً موقع رئاسة مجلس النواب بـ"المركز الشاغر، لأنَّ لا مصداقية له بعد الآن". ورداً على سؤال، أجاب بيضون: "الخلاصة الأساسية هي لـ"حزب الله"، لأنَّه تبين أنَّ كل حلفاءهم سواء بري و(رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون ضد سلاحهم ودورهم وعلاقتهم مع إيران، فلماذا يسترون على هؤلاء الحلفاء؟، بينما الطرف الوطني الحقيقي أي قوى الرابع عشر من آذار يتعاطون معه بغطرسة، فاذهبوا وتحاورا حقيقة مع "14 اذار"، لأنَّ باستطاعة "حزب الله" بناء مشروع وطني مع هذا الفريق، فمن كان لديه هكذا حلفاء مأجورين ليس بحاجة للأعداء".

وختم بيضون، بالقول: "إستقالة بري قد تعيد لهذا الموقع دوره، وكل نواب "حزب الله" عليهم أن يعيدوا مناسك الحج لأنهم يدافعون عن بري، وهذا الدفاع يسقط حجتهم المنطقية والفعلية، فالمصلحة الوطنية لـ"حزب الله" وللطائفة الشيعية أن تقيم إتفاقاً كبيراً ووطنياً مع "14 آذار"، لا أن تبقي على هكذا تحالفات".

(رصد NOW Lebanon)

 

فن الإرتجال

عماد موسى/لبنان الآن

لا يقول لا لمراسل صحافي. لا يقول لا لميكروفون محطة تلفزة من ميكرو تيلي لوميير إلى ميكرو فرانس 2.  لا يخيّب سائلاً. جوابه حاضر. لا يحتاج إلى كثير من التفكير والتردد وتمحيص السؤال. حيويته الذهنية متّقدة. إنه صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي مالئ الدنيا وشاغل القوى السياسية منذ انتخابه في منتصف آذار الفائت خلفاً للكاردينال صفير.

في المظهر والقيافة البطريرك الراعي هو أول بطريرك للموارنة غير ملتحٍ. شبوبية ظاهرة ومشغولة لا تشير إلى أن راس الكنيسة المارونية جاوز السبعين حولا (يكمل الثانية والسبعين في 25 شباط). وفي الصفات: ديناميكي يتقن فن التواصل: على الأرض يحكي. وفي الجو. في المطار. في المناسبات. في الإحتفالات. في الإستقبالات. في الجولات الراعوية.. فوق دماء خروف ساخنة. في افتتاح صالون كنيسة. أمام طالبات راهبات يتحدث ويعظ وأمام طلاّب جامعيين وأخويات. غزير جداً في فن الإرتجال.

كما أن البطريرك الجديد إصلاحي وتغييري. وهناك ورش عمل وأبحاث. ولأول مرة صار للبطركية ناطق رسمي (مدني) وأمن خاص!

وفي الصفات أيضاً أن البطريرك لا يتعب. نشاطه زائد وكأنه في سبق مع الوقت لزيارة كل محافظات لبنان في وقت قياسي، والإلتقاء بالناس وتعزيز ارتباطهم بأرضهم وكنيستهم. وبطبيعة الحال فالنشاط الزائد يعني المزيد من الإرتجال والمزيد من التنافس على استقبال البطريرك ومزيد من قلة التنظيم ومزيد من الحكي...

وفي الممارسة، يؤكد صاحب الغبطة أنه لاعب سياسي مركزي (وليس فوق السياسة) وبين فاول وفاول يرتكب فاولاً.

فبعد ساعات على انتخابه بطريركاً أعلن الراعي أنه لا يمانع في القيام بزيارة راعوية لسورية، بعد تمنّع مبرر من الكاردينال صفير عنها (أي الزيارة)، لإدراكه معنى أن يذهب إلى دمشق ويعود من دون نتيجة، وكأن سورية غير مُطالبة بشيء. لا بترسيم حدود ولا بالكشف عن مخفيين قسراً... تكفيها بركة سيدنا البطريرك.

وبعد تطويبه، باشر الراعي جولة على المراجع السياسية والدينية شاكراً مشاركتهم ومعيدا شرح أبعاد الشركة والشراكة... في كل حديث وعظة.

وفي أيار إلتأمت قمة روحية على أن تخرج بموقف موحد وهذا ما ظنّه المشاهدون مع تلاوة البيان الختامي ليظهر بعد ساعات أن الشيخ عبد الأمير قبلان يرفض الإكتفاء بحق الدولة في تحرير الأرض من المحتل الاسرائيلي والنص الذي يتمسك به قبلان هو:

"حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته، كما أن الصراع القائم في المنطقة - بحسب قبلان - ليس فلسطينيا - اسرائيليا، بل هو صراع عربي – اسرائيلي". فاول آخر.

وفي باريس، فوجئت أمنا الحنون، بموقف صاحب الغبطة من الرئيس بشار الأسد كرئيس شاب، إصلاحي وواعد.

وفوجئت شرائح لبنانية بنظريات صاحب الغبطة حول النظام البديل في سورية وتمسك الأقليات المسيحية وارتياحها إلى حكم الأقليات.

ومن ترددات باريس فهمت - كما سواي - من صاحب الغبطة أن من مهام "حزب الله"، عدا إستكمال التحرير (بمساندة الجيش والشعب) مساعدة الفلسطينيين للعودة إلى بلادهم، ومتى أعادهم إلى بلادهم بالسلامة بعد حرب مجيدة يسلّم سلاحه إن بقي هناك من يستلم!

إنها المرة الأولى، منذ ربع قرن أكتب فيها عن بطريرك الموارنة، وأي بطريرك، راجياً أن يتسع قلب غبطته كي يسمع ما لا يُطرب الأذن.

 

معوض: الوجود المسيحي بالشرق ليس مجرد محميّة يتوسل الديكتوتاريات لحمايته   

أي تغطية لموضوع السلاح خارج الشرعية تشكّل ضرباً لكل مقوّمات الجمهورية

اعتبر رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض أن "الحكومة ممسوكة وليست متماسكة ، ولا تحمل مشروع حكم واضح للبنان، بقدر ما جمعها ضابط ايقاع اقليمي يتمثل بتحالف النظام السوري مع حزب الله، فالأكثرية التي تؤلف هذه الحكومة جمعت بفعل القمصان السود وليس عبر صناديق الاقتراع، أو استناداً الى مشروع وبرنامج سياسي وهي تنهار يوماً بعد يوم".

وأكد في حديثه الى موقع "ليبانون فايلز" "أن هذه الحكومة تثبت في كل مفصل أنها موجودة في الحقيقة للدفاع عن النظام سوريا، بل تشكل آخر خط دفاع عن هذا النظام، كما للوقوف في وجه العدالة ولحماية المتهمين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وشهداء ثورة الارز".

وتعليقاً على مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قال "نحن لا نوافق على ما قاله غبطة البطريرك ان في مقاربته للشأن السوري أو في موقفه من السلاح، أو حتى في ما يتعلق بعلاقة المسيحيين مع بقية المكوّنات الطائفية في لبنان والشرق. الا أنه مع عدم موافقتنا على هذه المواقف، لن ننجر الى صدام مع بكركي التي نعتبرها مرجعاً دينيا ووطنياً يجب أخذ مواقفها بالاعتبار وسنتحاور مع غبطة البطريرك فورعودته حول هذه المواقف المستغربة، والتي لاتنسجم مع تاريخ بكركي السيادي والكياني ومع المراجع الفكرية للكنيسة المارونية، أكان بالنسبة للوثيقة السياسية للمجمع البطريركي الماروني التي صدرت عام 2006، أو بالنسبة لوثيقة السينودوس من أجل لبنان الذي وضع خطة استراتيجية فاتيكانية للوجود المسيحي في الشرق، فضلا عن انها تشكل براينا قراءة غير دقيقة عن التطورات التي تحصل من حولنا في العالم العربي وفي لبنان مع تفهمنا للهواجس التي انطلق منها غبطته".

وعن المصلحة المسيحية في عدم سقوط النظام السوري، وتخوفات البعض على الوجود المسيحي في حال انتقال السلطة في سوريا، قال معوض "لا يمكن أن نتصور أن يصبح الوجود المسيحي في الشرق الذي عمره أكثر من 1500 سنة مجرد محمية يتوسل ديكتوتاريات في الشرق لحمايته ،فذلك يكون "آخر الدني"، فلا يمكننا ان نقبل ان يكون المسيحيون في الشرق كالهنود في أميركا، ولا يمكن أن نتصور أن يقتصر وجودنا على تبنى أنظمة ديكتاتورية تسمح للمسيحيين بالأكل والصلاة مقابل الولاء المطلق وتغطية الجرائم، فهذا منطق ذمة بامتياز وليس هذا هو الدور المسيحي التاريخي الرائد الذي كان دائماً قادراً على التفاعل مع محيطه، من أجل تحديث الهوية العربية ومن أجل قيام دولة مدنية، ومن أجل الحرية و الحداثة والتطور والتعددية والديمقراطية، والتاريخ يعلمنا ان وجودنا يترسخ ويقوى بالحرية ويتراجع مع الكبت والقمع والديكتاتورية".

وأكد معوض أن "الوجود المسيحي في الشرق يتعزز عندما يقوى الوجود المسيحي في لبنان. وتاريخنا الحديث يؤكد ان المسيحيين في لبنان دفعوا غاليا ثمن قيام انظمة العسكريتاريا العربية التي انوجدت في أكثر من دولة على مدى 50 سنة، وخصوصاً في سوريا، وأنتجت اغتيالات سياسية لقيادات مسيحية كالرئيسين بشير الجميل ورينه معوض، كما انتجت اعتقالا ونفيا وكبتا وقمعا وهجرة وتهجيراً ودموعا ودما مما ادى الى اضعاف الكيان اللبناني وهويته الديمقراطية التعددية وبالتالي الى اضعاف الدور السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمسيحيين فكيف يمكن اعتبار بعد كل ذلك ان نظام الاسد يحمي الوجود المسيحي في لبنان والشرق؟".

وسأل معوض: "اضافة الى كل ما قلناه ما المصلحة في ربط مصيرنا بمصير نظام يتهاوى، وما مصلحة المسيحيين بالتواجد الى جانب انظمة تقتل شعوبها في وجه الثورات العربية وخصوصاً في سوريا حيث اصبح هناك شبه اجماع دولي أن النظام يرتكب جرائم ضد الانسانية وانه آيل الى السقوط".

وفي ما يتعلق بموقفه من سلاح "حزب الله"، قال معوض: "نحن نعتبر أن أي تغطية لموضوع السلاح خارج الشرعية تشكّل ضرباً لكل مقوّمات الجمهورية، فلا دولة ولا دستور ولا صيغة ولا شراكة فعلية بوجود دويلة وبوجود سلاح خارج الشرعية يحدد استراتيجية لبنان".

وتابع: "هذا السلاح الذي يدّعي أنه لتحرير الارض والدفاع عنها ولضمان حق العودة للفلسطينيين يضرب في الواقع كل مقومات النظام اللبناني الديموقراطي، ويشكّل "بيئة حاضنة" للاغتيالات السياسية، ويمنع محاكمة المتهمين في هذه الاغتيالات ويخلق محميّات خارج القانون، ويسمح بالتعدي على أراضي البطريركية المارونية وأراضي الدولة اللبنانية أكان في لاسا أو في الضاحية الجنوبية، هذا السلاح يمنع تداول السلطة ديموقراطيا، ونذكرهنا كيف الغت أحداث "7 أيار" نتائج انتخابات 2005، وكيف الغى القمصان السود نتائج انتخابات 2009. وانطلاقاً من هنا نعتبر أن مصلحة لبنان، في أن يكون هناك دولة قوية، وسلاح واحد، وجيش واحد، ودولة واحدة، ومرجعية واحدة هي الدستور، وألّا يخضع الكيان اللبناني ونظامه الى ترهيب السلاح".

وعن تصوه للمرحلة المقبلة، قال معوض أن "لبنان أمام مفترق طرق كما المنطقة بأسرها، وهناك ثورة حقيقية في وجه الأنظمة الديكتاتورية التي وضعت العالم العربي في سجن كبير، وأمام انهيار الانطمة التي استأثرت بالحكم لأكثر من 50 عاماً، لا يمكن ألا ان تشهد هذه المرحلة بعض الاضطرابات. وهذا طبيعي في ظل تغييرات بهذا الحجم .الا ان الحقيقة ان هذه الثورات ليست بن لادنية انما هي ثورات شبابية تطالب بالديمقراطية والحرية والتعددية والنمو الاقتصادي ، وهذا ما يتجلى في شعارات الثورات. عمليّا ان الشعوب تطلب أن يكون لديها أنظمة تشبه النظام اللبناني، وعلينا مواكبة مطالبها المشروعة، لأن انتقال العالم العربي الى عصر الديموقراطية سيساعد حكما لبنان، على أن يستعيد ويعزز نظامه التعددي الحر. فلبنان دفع في الفترة الماضية أثمانا غالية كونه كان جزيرة ديموقراطية في بحر الديكتاتوريات التي أرادت التدخل في شوؤنه . فعالم عربي حر وتعددي سيساهم حكما في تحصين لبنان الحر التعددي".

 

 تزايد المواقف المنددة بتصريحات الراعي 

مسيحيو "14 آذار" يرفضون انحراف بكركي عن مسارها

بيروت - "السياسة":

لم تهدأ عاصفة الردود التي قوبلت بها مواقف البطريرك بشارة الراعي التي أطلقها من فرنسا دفاعاً عن النظام السوري وسلاح "حزب الله", حيث لا زالت هذه المواقف مثار استغراب ودهشة لدى معظم القيادات المسيحية في قوى "14 آذار" التي "هالها" ما صدر عن "سيد بكركي" من مواقف تتعارض مع دور البطريركية المارونية الرافضة للتدخل في شؤون سورية الداخلية, ولأي سلاح غير شرعي في لبنان, غير سلاح الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية.

وعلمت "السياسة" من مصادر بارزة ضمن مسيحيي "14 آذار", أن المواقف التي أطلقها البطريرك الراعي في فرنسا مرشح لها أن تكبر ككرة الثلج في الأوساط المسيحية التي ترفض أن تنحرف بكركي عن مسارها, أو أن تتخذ مواقف تتعارض مع توجهات الغالبية الساحقة من المسيحيين الرافضين لممارسات النظام السوري ولاستمرار هيمنة سلاح "حزب الله", مشيرة إلى أنه لن يكون بمقدور مسيحيي المعارضة "هضم" ما قاله البطريرك مهما كانت المبررات لأنه أعطى بكلامه ذريعة للفريق الآخر للاستمرار في سياسته الداعمة للنظام السوري ولممارساته العدوانية ضد شعبه, ولرفض تنازله عن سلاح "حزب الله".

وقالت إن عودة البطريرك إلى بيروت, ستفتح الباب واسعاً أمام مزيد من النقاش الساخن حول التداعيات المرتقبة لمواقف الراعي, ودعوته إلى توضيحها وتصحيحها حفاظاً على موقع بكركي ودورها الوطني.

وقد أبدى في هذا الإطار نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري تحفظه على أداء البطريرك الراعي, معتبراً أن الأخير يقول الشيء ونقيضه, فهو يدافع عن المحكمة قبل الظهر ويتهمها بالتسييس بعد الظهر.

واستغرب أن تكون مواقف الراعي في فرنسا دفاعية عن النظام السوري, لافتاً إلى أنه يتفهم أن يكون عنده خوف على المسيحيين "وواجباته بحث هذه المخاوف مع دولة مثل فرنسا ولكن دفاعه عن نظام قمعي أمر غير مفهوم".

وأشار مكاري إلى أن البطريرك السابق نصر الله صفير "لم يقل يوماً كيف يجب أن تُحكم سورية انطلاقاً من مبدأ رفضنا لتدخل سورية في شؤوننا ورفض تدخلنا في شؤونها".

ورأى أن الراعي بمواقفه استعدى أكثرية المسيحيين في لبنان, مؤكداً أن النظام سيتغير في سورية.

من جهته, رأى النائب بطرس حرب أن مركز المسيحيين المؤثر في المنطقة هو لبنان ومحافظة مسيحيي لبنان على أنفسهم تكون فيها حصانة لمسيحيي الشرق, معتبراً أن أكثر نظام أساء لمسيحيي الشرق عبر التاريخ هو النظام في سورية.

ولفت إلى أن الكلام عن أن النظام البديل عن النظام السوري الحالي سيكون نظاماً إسلامياً متطرفاً غير صحيح, مشيراً إلى أن موقف البطريرك الراعي قد يكون للقول للفرنسيين إن المسيحيين في لبنان والشرق قد يتأثرون بالموقف الفرنسي, لكنه اعتبر أن طريقة تعبير الراعي عن موقفه كانت جافة وموقعه بباريس لم يكن مرتاحاً.

كما ردت "الجماعة الإسلامية" وتيار "المستقبل" في الجنوب في بيان مشترك على مواقف الراعي, معتبرين أن أهل السنة في لبنان وسورية هم أحرص الناس على الأقليات الموجودة التي عاشت معهم منذ زمن طويل, وهذه التخويفات مردودة على أصحابها وغير مقبولة.

 

ويكليكس: هكذا أصبح بري ثرياً وأخاف المستثمرين في الجنوب...وهكذا موّل مشاريع حركة أمل من جيوب المواطنين!  

طارق نجم / موقع 14 آذار

تتوالى وثائق ويكيليكس التي أفرج عنها في 30 آب 2011 كي تكشف المزيد من خفايا السياسية اللبنانية وبالتحديد تلك المتعلقة مؤخراً بالرئيس نبيه بري. آخرها هي وثيقة تحمل الرقم 04BEIRUT4941 صادرة عن السفارة الأمريكية في بيروت، وقد أعدت بتاريخ 30 تشرين الثاني 2004. الوثيقة، التي تحمل عنوان "ماذا يحصل لدى حركة أمل؟"، كانت صنفت على أنها سرية من قبل القائم بالأعمال في السفارة كريستوفر موراي.

تركز المذكرة على موضوع أساسي هو أنّ "حركة أمل، التي تعتبر منافسة لحزب الله على زعامة الطائفة الشيعية في لبنان، هي حزب فاسد وغير منظم تحت قيادة رئيس البرلمان نبيه بري، وفقاً لعدد من السياسيين والمواطنين الشيعة التي اجرت معهم مقابلات سرية بهذا الخصوص". وتضيف المذكرة أنه "في الأوساط الشيعية يشار إلى قيادة حركة أمل على أنهم لصوص، وفقاً لنزار حمزة أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت. ويقدم نبيه بري الخدمات الاجتماعية والمساعدات التنموية لكن الطريقة التي يفعل بها ذلك من استنسابية، وإحتيال والتفاف، وسرقة، وفقاً لأحد أقرباء مؤسس حركة أمل الامام موسى الصدر، يجعل صيته سيء للغاية". وبحسب الوثيقة، فإنه في حين يستخدم حزب الله الاموال والهبات الايرانية لتمويل خدماته الاجتماعية، فإن بري يحوّل أموال دافعي الضرائب اللبنانيين بكل بساطة لمؤيديه".

وتعرض الوثيقة شهادة "ياسر عطوي، المنسق التربوي في مدرسة تابعة لحركة أمل، الذي قال أنّ الحركة تقوم بتمويل أكثر مشاريعها الاجتماعية من جيوب المواطنين اللبنانيين الذين يدفعون الضرائب. واشار عطوي أن بناء المدرسة التي يعمل فيها تمّ بأموال حزبية أتت من التبرعات، لكن الحركة لا تدفع تكاليف التشغيل. فالمدرسة المملوكة لحركة أمل تتلقى دعماً من الحكومة اللبنانية تقدر بـ600 دولار عن كل طالب، ويدفع الأهل 400 دولار أمريكي. وبالرغم بأن من يعمل فيها ويديرها ويملكها هم موالون لحركة أمل، فمن يدفع ثمن التشغيل هي الدولة اللبنانية".

وتكشف الوثيقة إلى "نجاح برّي في الحصول على مساعدات دولية للتنمية، ولكن كثيرين يشكون في أن الشيعة يحصلون على هذه الأموال. ويضرب نزار حمزة، مثال مركز للأطفال المعاقين والمتخلفين الذي يبقى مغلقاً طوال العام ما عدا خلال زيارة الجهات المانحة الايطالية للمركز. وأشار حمزة ان هناك مدير وموظفين يتلقون رواتبهم بانتظام، ولكن بما أنهم من أنصار نبيه بري فإنهم لا يحضرون إلى العمل".

وتتابع الوثيقة بأنّه "بحسب الاتصالات التي أجرتها السفارة الأمريكية، فإنّ الكثير من اللوم يقع على شخص نبيه بري فيما خص الركود أو الخمول الذي تعيشه حركة أمل. احد المقربين من بري يصفه بأنه مزاجي، سريع الغضب، وأناني. وهو على خلاف أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، فإن الوصول الى نبيه بري من قبل محازبيه هو أمر بغاية الصعوبة. وبحسب ما ينقل محمد عبد الحميد بيضون، النائب والعضو السابق في في قيادة حركة أمل، فإنّ بري يحاول دائماً أن يتخذ جميع القرارات بنفسه، لكنه يجعل من تلك القرارات بطريقة يضمن فيها المصلحة المالية لأفراد عائلته على حساب الحزب الذي يراسه أي حركة أمل".

وتورد الوثيقة الأمريكية المسرّبة معلومات أدلى بها "عبد الله بيطار، رئيس رابطة تجار النبطية والمقرب من حركة أمل، بأنّ الدائرة الداخلية المحيطة لبري تتصرف كأنهم حجاب لديه، ويمنعون وصول الناس اليه؛ في وقت يستخدمون قدرتهم على الحصول على معلومات حساسة من أجل زيادة ثرواتهم الشخصية". وينقل بيطار عن حديث أجراه مع بري "أنّ الأخير يعترف بأوجه القصور في حركة أمل" ولكنه يبدو متعباً وهرماًُ من ان يقوم باي شيء، ويضيف بيطار بأنه ربما غير مهتم بذلك".

وتختم الوثيقة بنقلها معلومات عن "مصادر السفارة التي تؤكد تحوّل نبيه بري إلى أبرز الأثرياء وصاحب أملاك ضخمة في حين لا أحد يعرف كيف وصل الى هذا الثراء. وبحسب المعلومات المتوفرة فإنّ بري اعتاد أن يحصل على حصة له من كل الإستثمارات في جنوب لبنان، ليشكل هذا أحد مصادر تمويله الأساسية. فنبيه بري يصرّ أن يكون شريكاً في جميع المشاريع التي يتمّ إقامتها في الجنوب من دون أن يشارك عملياً في تمويلها أو في رأسمالها، وذلك نقلاً عن أحد رجال الأعمال اللبنانيين". وتنقل المذكرة عن "أحمد الأسعد، أحد السياسيين اللبنانيين الشيعة المستقلين في جنوب لبنان، تأكيده لهذه الممارسات التي يقوم بها بري والتي تخيف المستثمرين مما يضر الوضع الإقتصادي في الجنوب، والتي في كثير من الأحيان تتضمن مطالبة بري بحصص لشركائه و توظيف بعضهم".

 

ابو خاطر: بكركي لم تعد على مسافة واحدة من الجميع... النظام السوري لم يكن يوماً رحوماً مع المسيحيين

 تمويل المحكمة واجب وطني... واقرار مشروع باسيل انتصار للمعارضة  

باتريسيا متّى/ المصدر : خاص موقع 14 آذار

رأى عضو كتلة "نواب زحلة" و"القوات اللبنانية" النائب طوني أبو خاطر أن الكلام الذي صدر عن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والذي دعم فيه الرئيس السوري بشار الأسد لا يليق بسيّد بكركي الذي يقود صرحاً بطريركياً وطنياً" لافتاً الى أنه "انطلاقاً من المبادئ التي تتبناها بكركي وانطلاقا من شرعة حقوق الانسان واحترام الرأي وحقّ الشعوب بتقرير مصيرها، فليس الحكام والقيادات من يقرر اعطاء الفرص وتقرير مصير شعب معيّن".

ابو خاطر أمل في حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني من البطريرك الراعي "عدم اللعب على الوتر الطائفي لأن استرجاع الماضي يؤكدّ أن النظام السوري في لبنان لم يكن يوماً رحوماً مع المسيحيين", مشيراً الى أن "مقولة أننا نتأذى من سقوطه هي مقولة ساقطة".

واذ اعتبر ابوخاطر أن "السياسة قد تفسد العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين في الوطن العربي، أشار الى أننا اعتدنا أن تكون بكركي على مسافة واحدة من الجميع الا أن ما نراه ونلمسه اليوم هو أنها لم تعد كذلك بل باتت تأخذ طرفاً سياسيّاً بدل أن تكون مرجعية وطنية جامعة للكلّ".

وأضاف:"نحن حريصون على دور بكركي وننضوي تحت رايتها ونؤيدها دائماً ولكن ما قاله لا يعبّر عن تاريخ بكركي وقناعات كل اللبنانيين متطرقاً الى زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى دمشق فور عودته من فرنسا، فأكدّ أننا مع بناء أفضل العلاقات مع سوريا", لافتاً الى أن المصلحة الوطنية هي التي تقرر توقيت الزيارات وكيفية التعاطي داعياً الى ترك كامل الحرية للشعب السوري بتقرير مصيره والى عدم تصنيف الحكام".

وردّاً على سؤال حول استحقاق تمويل المحكمة الدولية، قال ابوخاطر: "لقد تم الاجماع الوطني على المحكمة الدولية ومتطلباتها من تمويل وغيره في مؤتمرات الحوار ومختلف اللقاءات مشددّاً على أن تمويل المحكمة واجب وطني لأنها أنشأت عندما عجزت المحاكم الوطنية عن كشف حقيقة الجرائم والاغتيالات التي وقعت منذ عشرات السنين ".

ابو خاطر الذي اعتبر أن "تمويل المحكمة وتنفيذ متطلباتها واجب"، أشار الى "شعار حكومة الرئيس ميقاتي كلنا للوطن كلنا للعمل الذي عليه احترامه والاقناع به خصوصاً بعد اجتماع دار الفتوى والمبادئ التي وصل عبرها الى مجلس النواب".

وأضاف: "يحقّ للجميع معارضة هذه المسألة بديمقراطية ولكن يجب الوصول الى اجماع حولها لأنها مصلحة وطنية", لافتاً الى أن لحزب الله كامل الحق بالمعارضة والدفاع عن النفس لأن عدم الالتزام سيعود بتداعيات سلبية على لبنان".

كما علّق على موقف رئيس جبهة النضال الوطني الموافق على تمويل المحكمة واصفاً اّياه بالموقف العاقل لأنه لا يجب على البريء بحسب ابو خاطر الخوف منها بل لديه حق الدفاع واظهار براءته المبنية على أسس عادلة جدا على اعتبار أن المحكمة تشكلت لنصرة الحقّ".

وختم ابوخاطر معلقاً على اقرار مشروع الكهرباء، فأكدّ أن "المنتصر هو لبنان على اعتبار أن ما يقوم به الوزير باسيل يعني كلّ اللبنانيين فالكلّ مأزوم من مسألة الكهرباء", مشدداً على أن النصر في هذا الموضع هو لمعارضتنا البناءة التي عارضت المشروع الذي لم يكن يتمتع بأي نوع من الضوابط لناحية الصرف مروراً بإخفاء مالية الهيئة الناظمة وصولاً الى الارتكاز على الخزينة التي تحتاج هي الى تمويل".

وتابع في السياق نفسه داعياً الى ترك الأمور لمجلس النواب القرار لافتاً الى "ضرورة الخروج من الشعارات الشعبوية التي ترفع اشارات النصر لفئة معينة".

 

ويكيليكس/ "المستقبل": ميقاتي مخاصماً "حزب الله" أمام الأميركيين: هدفه تحويل لبنان قاعدة عسكرية إيرانية

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 19/12/2009 والمنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 1773 أن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي قدّم نفسه بوضوح لممثلي الحكومة الأميركية باعتباره خصماً لـ"حزب الله"، وأنه، متطلعاً إلى فرص محتملة للعودة الى رئاسة الوزراء، يوافق على أن السلام مع إسرائيل سيكون "نهاية سعيدة"، متسائلاً ما إذا كانت سوريا ستصل إلى الاتفاق من دون إذن إيراني.

ونقلت الوثيقة تفاصيل لقاء جمع ميقاتي بالسفيرة الأميركية ميشال سيسون ونائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل في 18 كانون الأول 2008، ومنها تأكيد ميقاتي بأنه "لا يمثل الجمهور السني"، لذلك فهو سيرفض في حال فوز 8 آذار في الانتخابات "تولي منصب رئيس للوزراء من دون الدعم الكامل من المجتمع السني"، مستشهداً بفشل حكومتي الرئيس سليم الحص والرئيس عمر كرامي، وتنبأ بالفوز الأكيد للرئيس سعد الحريري في الشمال، لافتاً إلى أن "دم رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري لا يزال موجوداً في طرابلس". وكشف عن محاولات وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي "لبناء الجسور مع الرئيس عمر كرامي خلال هذه الانتخابات".

وأفاد بأن "لبنان لا يمكنه البقاء مع دويلة "حزب الله"، مشيراً إلى أن "الهدف النهائي لـ"حزب الله في لبنان هو إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية على البحر المتوسط التي يمكن أن تقود، من لبنان، ثورة آية الله الخميني الإسلامية نحو الغرب"، ووصف ميقاتي "حزب الله" بـ"الورم" الذي يتوجب استئصاله، ناصحاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان بخلق مؤسسات قوية للدولة لمواجهة دويلة "حزب الله"، خصوصاً وأنه يعتبر الجيش اللبناني منقسماً ومعظم ضباطه يميلون لقوى 8 آذار ويدعمون "حزب الله" ورئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون.

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية باللغة الإنكليزية، التي تحمل الرقم "08Beirut1773"، تحت عنوان: "لبنان: مع نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل، ميقاتي يصف "حزب الله" بـ"ورم سرطاني" بحاجة للاستئصال" الآتي:

الموجز

أكد رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، خلال لقاء مع نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى هيل والسفيرة (سيسون) أن الزعيم السني (الرئيس) سعد الحريري، الذي يسعى ميقاتي إلى التحالف معه انتخابياً، سوف ينجح في منطقة طرابلس في الانتخابات النيابية في لبنان في العام 2009. وقال ميقاتي إنه يرفض منصب رئيس الوزراء غير الداعم لجمهور السنة، وأقر بأنه من المرجح أن يكون الحريري رئيس الوزراء اللبناني المقبل. وبالنسبة للرئيس (ميشال) سليمان، أعرب ميقاتي عن قلقه من أن دعم الجيش اللبناني والبطريرك الماروني، الذخر التقليدي الداعم للرئيس، لم يكن مئة في المئة. وشدد هيل على ضرورة دعم سليمان، الذي أثبت أنه مستقل وداعم لقرار مجلس الأمن رقم 1701 والمحكمة الخاصة للبنان، على الرغم من الظروف غير المؤاتية.

ووصف ميقاتي مرات عدة، خلال جلسة 18 كانون الأول، "حزب الله" بأنه "ورم"، وقال: "يجب إزالة دويلات المجموعة من أجل الحفاظ على لبنان". وأشار الى أن العلاقات الديبلوماسية مع سوريا كانت "تجميلية"، ورأى أن العلاقات الأفضل مع جارتها، وفرت لحكومة لبنان مساحة لمواجهة "حزب الله". ووافق هيل على أن العلاقات بين البلدين السياديين الجارين مهم، ولكن يجب أن تكون مبنية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل. ورأى ميقاتي أن الهدف النهائي لـ"حزب الله في لبنان هو إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية على البحر المتوسط التي يمكن أن تقود ثورة آية الله الخميني الإسلامية نحو الغرب. ووصف ميقاتي هدية روسيا الأخيرة من الطائرات المقاتلة MIG-29 بالـ"غريبة".(نهاية الموجز)

"دم الحريري" لا يزال في طرابلس

وأشارت الوثيقة إلى أنه "في اجتماع عقد في 18 كانون الأول التقى فيه ميقاتي مع هيل والسفيرة، يرافقهما منسق المساعدات العسكرية للبنان ومدير مكتب لبنان ماثيو ايروين وEconoff (مستشار اقتصادي)، لفت إلى أنه "يتوقع أن تكون الانتخابات النيابية لعام 2009 قاسية في مناطق معينة فقط، وتحديداً في المتن والبقاع الغربي وزحلة، مؤكداً أن "عكار والميناء ستكونان لصالح الحريري بالكامل. واعتبر "لأنني موجود"، سيكون هناك قتال في طرابلس. ومع ذلك، صرح ميقاتي، الذي وصف نفسه بأنه ليس "رجل معارك"، بأن "دم (رئيس الوزراء السابق رفيق) الحريري لا يزال موجوداً في طرابلس وسعد الحريري سيفوز بالدائرة الانتخابية. وأشار هيل إلى أن استقلال لبنان بالنسبة للولايات المتحدة هو أولوية.

وتوقع ميقاتي أن "70 في المئة من سكان طرابلس سيؤيدون الحريري، واصفاً الـ30 في المئة من الناخبين المتبقين بأنهم أولئك الذين أصواتهم للبيع. في حين اعترف أنه لا يرغب بمكان لنفسه على لائحة الحريري، إلا أنه حاول ضم قوىً مع الحريري، لأنه لا يستطيع المضي ضد المشاعر الشعبية في الشمال لصالح الحريري. وعن السياسيين السنة الآخرين الأساسيين في شمال لبنان، قال ميقاتي إنه سمع بأن وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي يحاول بناء الجسور مع رئيس الوزراء السابق عمر كرامي.

لا لمنصب رئيس الوزراء من دون تأييد السنّة

أضافت الوثيقة: "حول سيناريوات ما بعد الانتخابات، أكد ميقاتي أن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة "منتهية صلاحيته"، واصفاً السنيورة كصديق يحترمه إلا أنه اعتبر أنه آن للسنيورة أن يأخذ استراحة من هذا المنصب. وأحصى قائمة تحدد إمكانية تولي الحريري منصب رئيس الوزراء، مؤكداً أن الحريري يريد المنصب ولكن تساءل ما إذا كانت السعودية تريد الحريري في هذا المنصب. وتردد ميقاتي في قول "نعم" لسؤاله عن قدرات الحريري لتولي هذا المنصب. وقال: "المهمة صعبة، فالشخص المختار يحتاج إلى إعادة بناء الدولة من جديد. ووفقاً لميقاتي فإن الحريري هو المرشح الأوفر حظاً لمنصب رئيس الوزراء بعد انتخابات عام 2009.

ورداً على سؤال حول توليه منصب رئيس الوزراء في حال فوز 8 آذار، أجاب بأنه سيرفض، في هكذا ظروف، لأنه لن يكون ممثلاً للجمهور السني. وبالنظر إلى الحكومات الفاشلة لكل من سليم الحص وعمر كرامي، رأى ميقاتي أن "تولي منصب رئيس للوزراء من دون الدعم الكامل من المجتمع السنّي من شأنه أن يؤدي دائماً إلى الفشل".

وقال إنه "ليس على استعداد للفشل"، ولفت إلى أنه في حال نيل قوى 8 آذار الغالبية فإن رئيس الوزراء المحتمل سيكون عبد الرحيم مراد. وأشاد هيل بالحاجة لدعم السنّة لأي شخص يشغل منصب رئيس الوزراء، الذي هو أعلى ممثل للسنّة في الدولة، مشدداً على ضرورة تجنب المرشحين مثل مراد في هذا المنصب.

تردد سليمان

ووصف ميقاتي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بـ"الهادئ والسهل"، وقال إنه لم ير حتى الآن نتائج على لبنان لجهود سليمان المحلية أو من رحلاته العديدة في الخارج. ومع ذلك، أكد أن سليمان حاول أن يكون حكيماً وحكماً قبل أن يُمارس الوسطية، وهو الدور التقليدي للرؤساء في لبنان.

ووفقاً لميقاتي، ما أن يكون سليمان الحكم، عندها يستطيع أن يحكم. مع ذلك، أعرب عن قلقه إثر حوار معه في 17 كانون الأول عندما قال له سليمان بأن وظيفته أسهل مما كان يتوقع. وأفاد ميقاتي للسفيرة ولهيل بأنه نصح سليمان بايجاد مؤسسات قوية للدولة لمواجهة دويلة "حزب الله".

بالنسبة لميقاتي فإن الجيش اللبناني والبطريرك الماروني، من الجهات التقليدية الداعمة للرئيس، ليست موالية بثبات لسليمان. واعتبر الجيش اللبناني منقسماً ويميل نحو قوى 8 آذار حيث معظم الضباط يدعمون "حزب الله" والزعيم المسيحي المعارض ميشال عون. ورأى ميقاتي بأن سليمان غير واثق بدعم الجيش بأكمله. ورأى بأنه من المحتمل أن يكون الخوف من انقسام الجيش منع قائد الجيش ميشال سليمان من اتخاذ أي قرار جذري بين العامين 2005 و 2008.

أما بالنسبة للدعم التقليدي للرئيس من قبل البطريرك صفير فقد كشف ميقاتي بأن صفير "لم يكن يحب سليمان". مع ذلك، رأى هيل بأنه على الرغم من هذا يثير خشية الرئيس سليمان إلا أنه يرى أن هناك مجالاً أكبر للمناورة من سلفه. وقال هيل: "أظهر سليمان دعماً لاستقلال لبنان، والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وإحراز تقدم بشأن محكمة الحريري. على الرغم من أن التنفيذ ليس في الظروف المؤاتية، إلا أن الرئيس سليمان لا يزال يستحق الدعم".

حزب الله: "ورم" في دولة

وكشفت الوثيقة أن ميقاتي، الذي كان يتحدث كـ"رجل دولة"، أكد بأن لبنان لا يمكنه البقاء مع دويلة "حزب الله". بغض النظر عن آرائه الشخصية بالنسبة لهذه المجموعة، ويتوقع من "حزب الله" أخذ لبنان الى "نهاية حزينة"، واصفاً إياه بمجرد "ورم" سواء حميد أو خبيث، لا بد من إزالته. وأبدى هيل موافقته بأن إضعاف المجموعة (حزب الله) يحتاج إلى الوقت، ورأى أن قرار الحرب والسلام في لبنان في يد كيان غير حكومي خطير جداً، معلناً تأييده لوضع سياسات متعددة وتوظيف أدوات متعددة لمواجهة "حزب الله"، وجعل مؤيديه يلاحظون خطورة دعمهم أكثر من الأثر الذي يتركونه، كما أن استمرار الحوار الوطني يساعد أيضاً في مواجهته".

وعن أهداف "حزب الله" في لبنان، أكد ميقاتي أن "إيران تستخدمه لإنشاء قاعدة عسكرية على البحر المتوسط، يهدف من خلالها آية الله خامنئي الى تصدير الثورة الإسلامية إلى الغرب، ولبنان هو نقطة انطلاق. وقال إن هذا الهدف سوف يستغرق وقتاً ولكن الحزب يتريث. وقال هيل لميقاتي: "إن السلام مع إسرائيل هو السبيل المباشر لمواجهة مثل هذه النوايا. ووافق ميقاتي أن السلام مع إسرائيل سيكون "نهاية سعيدة" لكنه تساءل ما إذا كانت سوريا ستصل إلى الاتفاق من دون إذن إيراني".

وأعرب ميقاتي عن شكه في أن تستطيع الانتخابات البرلمانية المقبلة، بغض النظر عن فوز 14 آذار أو المعارضة، في تغيير "واقع" لبنان المتورم. وشدد هيل بأن حكومة يهيمن عليها "حزب الله" ستغير الكثير في الداخل اللبناني وبموقف الولايات المتحدة تجاه الحكومة اللبنانية. وشدد هيل على ضرورة الحفاظ على الحكومة المؤيدة للاستقلال، حتى لو لم يكن كل الوزراء من 14 آذار.

"تحييد" سوريا من خلال العلاقات الديبلوماسية

وأشارت الوثيقة إلى أن ميقاتي وصف العلاقات الديبلوماسية مع سوريا بـ"التجميلية"، ولكنها مهمة. وأكد أهمية الحفاظ على أولوية مصالح لبنان، مشدداً على ضرورة "تحييد" المسار السوري الذي سيسهل استكمال العمل في لبنان. ورأى هيل أن العلاقات بين دولة ودولة جارة مهمة، لافتاً إلى أن الدعم السوري لفصيل من السياسيين اللبنانيين غير مقبول، مشيراً الى الزيارات التي قام بها وزيرا الخارجية والداخلية وقائد الجيش اللبناني، والزيارة المرتقبة لوزير الدفاع الياس المر. واعتبر ميقاتي أن السوريين اختاروا "جزيرة" التنسيق الخاصة التي سعوا إليها في لبنان. وقال: إن تحييد سوريا سيمنح الحكومة اللبنانية فرصة لـ"كسب الوقت" على حساب "حزب الله".

قلق على ديون الحكومة

ورد ميقاتي على استفسار هيل حول الوضع الاقتصادي اللبناني، فأشار إلى أنه يبحث عن قروض من المصارف التجارية، والاقتصاد اللبناني كان على ما يرام. ومع ذلك، أعرب عن قلقه إزاء الديون الحكومية، من المتوقع أن تصل إلى 9،5 مليار دولار العام المقبل، مع البنوك التجارية. وقال: يجب التفاوض على بعض القروض الحكومية قصيرة الأجل لتصبح قروض طويلة الأجل. بالإضافة إلى ذلك، نقص التحويلات من الخارج سوف يسبب مشاكل في السيولة في لبنان. كما أن تحويل الدولارات إلى ليرة لبنانية، التي تدر معدلات فائدة أعلى من ذلك بكثير، من شأنه أن يقلل أيضاً السيولة المصرفية. إلا أنه أعرب عن ثقته في حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتوليه لهذه القضايا.

هدية "غريبة" من الروس

وبحسب الوثيقة: "جرى حديث بين ميقاتي والسفيرة سيسون قبل وصول هيل، وصف فيها ميقاتي هدية من الطائرات المقاتلة الروسية من طراز ميغ 29، التي نالت تغطية واسعة في وسائل الإعلام المحلية في الأيام الاخيرة، بالـ"غريبة". وتساءل عما إذا كان وزير الدفاع المر طلب خصيصاً الطائرات أو إذا كان الروس اختاروا أن يقدموها. وقال ميقاتي "من المستحيل" الحصول على الطائرات فيما أثبتت طائرات الهليكوبتر الصغيرة بأنها أكثر فائدة للجيش اللبناني.

تعليق: ميقاتي كان يقدم نفسه بوضوح لصالحنا باعتباره خصماً لـ"حزب الله"، وأنه يتطلع إلى فرص محتملة للعودة الى رئاسة الوزراء".

 

لبنان يترنح في أحضان «حزب الله»... وينتظر

حازم الأمين/الحياة

أصيب «حزب الله» في لبنان في الأشهر الأخيرة بعدد من السهام يبدو أنه هو من تولى رمايتها على نفسه! ولشدة تلاحق السهام وتواترها يميل المرء إلى الاعتقاد بمؤامرة ما تستهدف الحزب، لولا استعادته حقيقة أن الحزب اتسع وامتد إلى حد صار فيه جسمه جهازاً لاقطاً للنصال من أين ما جاءت. قال الحزب عن نفسه إنه يمتلك مناعة ازاء أي محاولة لاختراقه، وذلك في سياق دحضه افتراض أن يكون ثمة من اخترقه وتولى باسمه اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، وإذا بالسيد حسن نصرالله يعلن بنفسه كشف شبكة متعاملين مع إسرائيل وأميركا من بين كوادره، وإذا أيضاً بالحكايات تنتشر في أزقة الضاحية الجنوبية لبيروت عن هؤلاء المتعاملين وعن وجودهم بالقرب من القيادة الأمنية والعسكرية للحزب.

خاض الحزب معارك داخلية ضارية مستعملاً وثائق «ويكيليكس» في وجه خصومه. حمل نصرالله الوثائق بيده ولوّح بها في خطبه. قال إن الحزب بصدد تحضير ملف قضائي سيتقدم به إلى المحاكم اللبنانية ضد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة وسيتألف الملف من وثائق «ويكيليكس»، فإذا بالسحر ينقلب على الساحر، وإذا بوثائق جديدة تكشف أن جميع حلفاء الحزب من دون استثناء تقريباً قالوا للسفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان عن الحزب ما لم يقله خصومه عنه. فلم يجد الحزب وقيادته بداً من مهاجمة الوثائق وأبلستها بعد أن كان قبل أسابيع قليلة قد اعتبرها وثائق لا تدحض، سيبني على أساسها ملفاً قضائياً. والحال أن الحزب شعر بأنه لا بد من تكذيب الوثائق «الصادقة» إنقاذاً لحلفاء يدرك هو تماماً حقيقة مشاعرهم تجاهه، لكنه يدرك أن تبرئتهم ضرورة وحاجة في هذه المرحلة، وهذا منتهى الألم. ذاك أن أقسى ما يمكن أن نختبر به أنفسنا هو أن نكون مجبرين على العيش مع من نعرف أنه لا يحبنا، وأن نسمع منه كلاماً عذباً ندرك أنه غير صحيح.

شطب الحزب وجهه بالوثائق الشيطانية هذه، قبل أن يتمكن من «بناء» الملف القضائي، هذا الملف الذي صار اليوم في حوزة خصومه.

استثمر الحزب في علاقته مع ميشال عون حتى عنقه. استفاد من هذه العلاقة، واستعمل التيار العوني منصة سياسية واجتماعية وأهلية. وفي هذا السياق تم ترويج ميشال عون بصفته «المقاوم الجديد». ميشال عون «الاستقلالي وغير الملوث بالفساد وبالحروب اللبنانية وغير الطائفي»، كل هذه الصفات أضيفت إلى الرجل في إعلام الحزب وفي منطوق قادته، وفي صور الجنرال التي راحت ترفرف إلى جانب صور نصرالله في الضاحية الجنوبية.

وإذا بالقدر مرة أخرى يعصف بالحزب، فأقرب مساعدي الجنرال عون عميل إسرائيلي! والعمالة في مأثور الحزب وفي وجدان مجتمعه وأهله أمر لا تساهل فيه، أو هذا ما كان يعتقده أهل الحزب ورهطه. لكن «الكأس المرة» التي قال الخميني ذات يوم إنه لا بد من تجرعها، عندما أعلن قبوله قرار وقف الحرب العراقية - الإيرانية، تجرعها هذه المرة السيد نصرالله ولكن من دون أن يتسنّى له إعلان مرارتها على نحو ما فعل مرشده الراحل. إذاً، لا بد من القبول بعمالة كرم. لا بد من الصمت، بعد أن كان الأمين العام دعا إلى تعليق المشانق للعملاء، وعدم التساهل في الأحكام بحقهم. لا بد من تمرير الحكم المخفف وغير المنطقي الذي صدر بحق كرم، ولاحقاً لا بد من القبول بأحكام أخرى مشابهة.

ومرة ثانية شطب ميشال عون وجه الحزب بملف العملاء، فأكل الأخير تفاحة ثانية أين منها تفاحة آدم عليه السلام، لا سيما أن صمته في موضوع كرم سيجر صمتاً لطالما بنى خطابه على نقيضه. فاليوم صار صعباً الوقوف على المنابر والتلويح بـ «عمالة» الخصوم. قد يفعلها «حزب الله» من جديد، لكنه صار يشعر بمدى ابتذالها وركاكتها.

أطاح «حزب الله» سعد الحريري من رئاسة الحكومة بعد خلاف غامض معه على موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وبذل الحزب، ومعه سورية، في عملية الإطاحة ماء وجه محلياً وإقليمياً. كانت الإطاحة بداية لانفراط عقد العلاقة مع قطر ومع تركيا، وعلى المستوى الداخلي قرر الحزب أن لا بد من دفع فاتورة تعميق الأزمة مع الطائفة السنّية في لبنان. والثمن المنطقي لكل هذا كان علاقة لبنان دولة وحكومة مع المحكمة الدولية، وملفات أخرى تتعلق بها، من نوع تغيير الجهاز الأمني والقضائي الرسمي الذي تعاون مع المحكمة وقاد المرحلة الـ «14 آذارية» في الحكم.

لكن الرئيس الجديد للحكومة وجد نفسه محاصراً من طائفته على نحو لا يتيح له تأمين شيء واحد للحزب. لا يمكنه التنصل من التزام حكومته - وهي أيضاً حكومة «حزب الله» - المحكمة الدولية، ولا يمكنه (أي رئيس حكومة لبنان وحكومة الحزب) أن يقبل بتغيير ضباط قوى الأمن الداخلي ومدعي عام التمييز، وغيرهم من الموظفين. وهو إذا فعل لن يتمكن من الوصول إلى منزله في طرابلس. واليوم يبدو الحزب في أغرب أوضاعه على الإطلاق، فهو مشارك في حكومة تموّل محكمة تتولى إدانة مسؤولين فيه! وفي ذلك أيضاً مرارة من يدفع من جيبه ثمن قيوده. إنها السهام المركزية التي أصابت صدر الحزب في الأشهر القليلة الفائتة، ولكن تتفرع منها سهام أخرى لا تقل إيلاماً، من نوع تلك النصال التي «تكسرت على النصال» عندما همّ المتنبي في رثاء نفسه... بدءاً بظاهرة انفجار «قوارير الغاز» في الضاحية الجنوبية، وصولاً إلى المشاحنات في القرى الجنوبية حول بيع الكحول.

قال مراقب لحال الحزب، إن كل ما ورد أعلاه صحيح، لكنه لن ينعكس على قدرة الحزب على الاستقطاب في ظل المناخ الطائفي المشحون في لبنان. وقال آخر إن الحزب كبر وترهل وما عاد بإمكانه ضبط هوامشه، بل إن الهوامش بصدد الزحف إلى المتن. من المفيد ربما أن نقع في حيرة بين هاتين الحالين، لا سيما أننا في مرحلة انتظار ربما تكون طويلة!

 

مؤامرة في سورية

عبدالله إسكندر/الحياة

لن يكون مصير المبادرة الإيرانية (الإسلامية) لحل أزمة الحكم في دمشق افضل من سابقتيها السورية والعربية، وقبلهما التركية والقطرية وغيرها من المبادرات غير المعلنة قام بها أصدقاء الحكم السوري. وعجز هذه المبادرات لحل في سورية لا يرتبط بمضمونها. إذ أن كثيراً من أفكارها يتقاطع مع ما سبق أن اعلنه الحكم في دمشق، وتالياً يمكن أن تشكل، منفردة أو مجتمعة، أساساً لبدء الحل. لكنها كلها لقيت رفضاً مطلقاً من النظام، وأحياناً ببعض العصبية والفظاظة.

في مبادرة الرئيس محمود أحمدي نجاد أولوية لوقف العنف، ومن ثم رعاية إسلامية لحوار في ظل رئاسة الرئيس بشار الأسد من اجل إقرار الإصلاحات التي تطالب بها الحركة الاحتجاجية. وفي مبادرة وزير الإعلام السوري السابق محمد سلمان، بغض النظر عمن يقف وراءها، دعوة إلى وقف العنف وبدء حوار تحت رعاية الرئيس الأسد. وفي مبادرة جامعة الدول العربية أفكار كثيرة، لكن الأساسي فيها الدعوة إلى وقف العنف والحوار في ظل الحكم الحالي. وكل هذه الدعوات كانت تكررت في مبادرات أخرى.

وما دام الأساسي في كل هذه المبادرات الاستمرار في إعطاء الحكم حق الرعاية لوقف العنف وبدء الحوار، فلماذا يرفضها النظام بهذه الحدية، والمخاطرة بتوتر مع حلفائه (كما حصل مع تركيا) وتوفير مبررات إضافية لخصومه؟

الأرجح أن دوافع هذا الرفض تكمن في طبيعة الحكم ونظرته إلى الشعب الذي يحكمه. لقد تشخصن الحكم إلى حد أن قضايا الدولة باتت شأناً شخصياً. بمعنى أن الفئة الحاكمة باتت تعتبر أنها وحدها معنية بمعالجة الوضع. ويشكل عرض المساعدة، عبر مبادرات من خارج دائرة الحكم وإنّ كان مصدرها، استفزازاً لحقه المطلق في إدارة شؤون البلاد كما يرتئي.

وفي مثل هذه النظرة إلى الذات الحاكمة استبعاد مطلق للإصلاح والحوار معاً. ولا يبقى سوى ما يسمى الحل الأمني، أي تصفية بؤر الاحتجاج بالقوة العارية. وإذا كان الحكم يكرر يومياً انه يتصدى لـ «العصابات المسلحة»، فإن الوقائع على الأرض تؤكد أن ثمة حملة «تأديب» و»ثأر» تطول مناطق الاحتجاج. بما يؤشر إلى طبيعة نظرة الحكم إلى الشعب. لا يحق لهذا الشعب أن يتململ، ولا يحق له أن يتمتع بحد من الحياة الكريمة، وخصوصاً لا يحق له المطالبة بذلك. فمجرد إعلان مثل هذه الحقوق يتوازى مع إعلان العصيان. فكيف إذا تعلق الأمر بالحقوق السياسية والديموقراطية والتعددية والتداول على السلطة. لقد دخل هذا الشعب في دائرة «التآمر» فور مطالبته بالديموقراطية. فأي «مؤامرة» اكبر على الحكم من تلك التي تعلن المطالبة بإمكان تناوب على السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة. هكذا لا يرى الحكم السوري سوى «المؤامرة» عليه، سواء عبر استمرار الاحتجاج أو عبر المبادرات التي تنصحه بوقف العنف العاري. قد تكون مغرية للحكم السوري تقديم العقوبات الغربية، الأوروبية والأميركية خصوصاً، على أنها ضغوط من اجل دفعه إلى السلام مع إسرائيل. لكن ألم تتوسط أميركا وتركيا والاتحاد الأوروبي في مساع مماثلة سابقاً؟ إن قبول هذه الوساطات من اجل سلام مع إسرائيل سابقاً، في ظل استراتيجية السلام المعلنة في دمشق، ينهي ادعاء كون الممانعة هي سبب الضغوط الغربية. ما يغيظ الحكم السوري في المواقف الغربية الحالية منه هو الحديث عن الديموقراطية والتعددية وحقوق الإنسان. فذلك يعطي الشعب السوري حق الرشد الذي لم يستحقه، من وجهة نظر الحكم. ولذلك يترافق القمع العنيف مع الإصرار الشديد على التمسك بطبيعة الحكم. فتفشل كل المبادرات في إقناع صاحب القرار بوقف الحملة العسكرية. فأي حل لا ينتهي بانتصاره الكاسح، عبر أوسع عملية تأديب لمناطق الاحتجاج، يعني نجاحاً لـ «المؤامرة» أو بعض أهدافها.

 

هل يملك الحكم في لبنان أية "رؤية" للمستقبل؟

 محمد مشموشي

احدى مفارقات الحكم اللبناني، وما أكثرها في هذه الفترة، أنه يدرك جيدا ويعترف بذلك من وقت الى آخر أن لبنان أول وأكثر من يتأثر بما يجري في سوريا، الا أنه لا يفعل في المقابل الا كل ما يؤكد أن أحداث البلد الشقيق هي آخر اهتماماته.  ليس ذلك فقط، بل ان آخر ما يفكر فيه الحكم في لبنان الآن هو موقفه مما يحتمل أن يتطور اليه الوضع في سوريا، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وخصوصا على الصعيد الأمني الذي يزداد تدهورا يوما بعد يوم وبدأ في المرحلة الأخيرة يأخذ أبعاد خطيرة جدا.

لا يريد الحكم اللبناني، وربما هذا من حقه، أن يقوم بما يمكن أن يفسره النظام السوري على أنه يشي بأي نوع من التدخل في شؤونه. لكن هذا الذي لا يقوم به يحمل دليلا كافيا على أنه يسيئ الى لبنان من جهة أولى(طريقة التعامل مع النازحين السوريين، وبخاصة منهم الجنود، الى أراضيه) ويفتح أبوابه من جهة ثانية على احتمالات قد لا تكون واردة أساسا، فضلا عن أن تكون من الصنف المؤهل لعبور الحدود، أو أقله لعبورها بسهولة.

لكن المهم، في كل حال، أفدح من ذلك وأخطر. فالسلطة اللبنانية لا تفتأ، منذ بدء الثورة في سوريا قبل ستة شهور، تقدم الدليل تلو الدليل على أنها لا تملك أي رؤية(حتى ولا تفكر فيها) بشأن ما يمكن أن تتطور اليه الأمور في سوريا، وتاليا ما يمكن أن يتخذه لبنان من اجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية خاصة لمحاصرة، أو أقله تقليل، انعكاساتها على الداخل اللبناني.

وعلى سبيل المثال فقط، لم يسمع اللبنانيون بأن مجلس الوزراء خصص جلسة واحدة له، أو خصص بندا في جدول أعمالها، لمناقشة الوضع في سوريا وتأثيراته الآنية على لبنان، حتى لا نتحدث عن احتمالاته المستقبلية. كما لم يسمعوا باتصال واحد، في ما عدا ما يتم للتهنئة بالأعياد، أجراه مسؤول لبناني مع نظير له في سوريا لتبادل الآراء(وليس المعلومات طبعا، لاستحالة ذلك) حول ما يجري في سوريا، أو أقله على الحدود المتداخلة بينها وبين لبنان، وامكانات التنسيق بشأنه. وقبل ذلك كله، لم يسمعوا بلقاء واحد جمعت فيه السلطة أطرافا من هذا الفريق اللبناني وذاك، للبحث في ما يتجاوز الخلافات داخل الحكومة والمحاصصة في ما بين أطرافها.

ومع أنه ليس واردا، لأسباب يعرفها القاصي والداني، أن تقف السلطة في لبنان على مسافة واحدة بين النظام السوري والثورة الشعبية الواسعة التي تطالب باسقاطه، فليس مفهوما ولا منطقيا في الوقت ذاته أن يبدو لبنان الرسمي غير معني اطلاقا بما يجري من حوله... حتى اذا فرض عليه أن يكون معنيا به، كما في اجتماعي مجلس الأمن الدولي ومجلس الجامعة العربية، وجد نفسه في ما وصفه هو بـ"النأي بالنفس"، أي بعبارة أخرى الارتباك الذي هو اللاموقف، لمجرد أنه يخدم النظام السوري في مأزقه العربي والدولي الراهن. ولعل امتداح النظام لللاموقف الذي اتخذه لبنان في مجلس الأمن، واستدعاء وزير خارجيته الى دمشق من أجل شكره عليه، يكفيان للتدليل على أن ارتباك لبنان(حتى ارتباكه؟!) هو قرار يهدف الى خدمة سوريا وليس لبنان، فضلا عن أنه لا يأخذ مصلحة هذا البلد في الاعتبار.

وفي أيلول الحالي، حيث يترأس لبنان مجلس الأمن الدولي الذي ينتظر أن يبحث يوميا تقريبا الوضع في سوريا، وأن تطرح فيه مواقف وقرارات ومشاريع قرارات، سيكون لبنان في أسوأ حالاته في المجلس، وعلى مستوى العالم كله، حتى بالمقارنة مع روسيا والصين اللتين ما تزالان تعارضان قرارا يدين ممارسات النظام السوري ضد أبناء شعبه ويفرض عقوبات سياسية واقتصادية عليه.

لماذا؟، بسبب سياسة "النأي بالنفس" هذه، سياسة اللاموقف التي يحق للبعض أن يصفها بأنها اعلان عن اللاوجود على مستوى العالم، وسياساته تجاه الشعوب ومطالبها بالحرية والكرامة وتقرير المصير وفي مقدمها حقوق الانسان. لكن ماذا عن سياسة اللاوجود، في ما يتعلق بهذه المسألة، على الصعيد المحلي أيضا؟.

غني عن البيان، أن لبنان يبدو معزولا بصورة كاملة عن العالم في الفترة الحالية. لا يزوره أحد منه ولا يزور أحدا فيه، في ما عدا ما يتصل بقوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان والاعتداءات والتهديدات بالاعتداء عليها، فضلا طبعا عما يتصل ب"المحكمة الخاصة بلبنان" والاجراءات التي تقوم بها استعدادا للبدء بالمحاكمة في المستقبل القريب. أما على المستوى العربي، فحدث ولا حرج، سواء بالنسبة لتبادل الزيارات مع قادة البلدان العربية أو بالنسبة للتواجد السياسي والدبلوماسي والتشاور في القضايا التي يتفق الجميع على انها ترسم خريطة جيو استراتيجية جديدة للمنطقة... وتاليا للبنان نفسه.

ذلك أنه صحيح أن مسائل مثل الكهرباء والمياه والتعيينات الادارية وتصحيح الأجور وتعبيد الطرق وارتفاع تكاليف المعيشة هي من المشكلات الكبيرة التي يقتضي الاهتمام بها وايجاد الحلول لها، الا أن ذلك لا يغني عن النظر بجدية ومسؤولية وطنية الى ما يعصف بالمنطقة، وتاليا بلبنان التجربة الحضارية والرسالة الانسانية كما وصف على الدوام، من رياح قد تهدد وجوده من أساسه.

فليس بالخبز وحده يحيا الانسان، قال السيد المسيح قبل ألفي عام، وتقول ذلك معه ممارسات وسياسات العالم في هذه الفترة من القرن الحادي والعشرين.

وعندما تكون القضية قضية وطن، بل وقضية وجود شعب وطوائف ومذاهب، كما هو الحال بالنسبة للبنان الذي كان وما يزال(رغم تجاربه واهتزازاته العديدة) نموذجا انسانيا وحضاريا ليس في المنطقة فقط بل في العالم، تكون أولى مهمات الحكم فيه الانخراط الجاد في شؤون المنطقة وليس الانعزال عنها تحت شعار "النأي بالنفس"... أو الاكتفاء باللاموقف منها.

مع ذلك، فالسؤال المطروح أدنى وأبسط من مهمة الانخراط هذه بكثير. السؤال هو: هل يملك الحكم في لبنان رؤية محددة، مجرد رؤية، لما يمكن أن يفعله محليا وعربيا ودوليا بعد أن تنحسر العاصفة التي تغطي المنطقة كلها بما فيها سوريا؟!.

أم أن قضية المنطقة هذه لا تستأهل مثل هذه الرؤية، ولا التفكير بوجودها، لأن اللاموقف يبقى سيد المواقف التي تحفظ الرأس... رأس السلطة في هذه الحالة؟.

 

بعدما أخرجته "ويكيليكس" من حكومة "حزب الله"

خليفة: بري قائد ترجمة الانتصارات العسكرية الى سياسية

 الزهراني ـ "المستقبل"

في إطلالة هي الأولى له منذ استبعاده عن حكومة "حزب الله" بسبب ما نشرته وثائق "ويكيليكس" على لسانه من كلام أغضب الحزب، اعتبر وزير الصحة السابق محمد جواد خليفة ان "الاستهداف الأخير للرئيس نبيه بري عبر تسريب أخبار من هنا وهناك لا يقتنع بها حتى مسربوها وما سبقه من استهداف للمقاومة بتهم مختلفة للنيل من رأس المقاومة (أمين عام "حزب الله") السيد حسن نصر الله، يهدف الى زرع عدم الثقة بين ابناء الصف الواحد وايجاد الفتن القادرة على خلخلة المجتمع اللبناني في الداخل بعدما فشلت الهجمات الخارجية في تقويض صمود اللبنانيين"، واصفا بري بأنه "مهندس وقائد ترجمة الانتصارات العسكرية الى انتصارات سياسية تحفظ الوطن ووحدة لبنان".

كلام الوزير السابق جاء خلال رعايته في الصرفند في الزهراني حفلا تربويا اقامته جمعية الشهيد محمد سليم الاجتماعية أمس، تكريما لطلاب البلدة المتفوقين في الشهادات الرسمية.

وقال خليفة: "كما ترون الاستهداف بأشكال مختلفة، فتارة تحت ثورات شعبية محقة وتحت انظمة ظلمت شعوبها ولم تؤمن تداول السلطة، واعطاء الحق لخريجين امثالكم وطلاب امثالكم ليلعبوا دورهم في مجتمعاتكم على اساس الكفاءة والجدارة وبناء دولة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، اذ تعقدت الأمور وذهبت الى حد بعيد. وما تلاحظونه اليوم في لبنان وفي الأيام الاخيرة هو مرحلة من استخدام جميع الأطراف ما هو محرم، ليس فقط الاغتيالات والانفجارات بينما الكلام النابي والاتهامات وغير ذلك. ولكن عادة الأصيلين والذين تأصلت في نفوسهم هذه الأمور لا يبالون ولا ينتبهون الى هذه الأمور ولا يعيرونها اي شيء".

وتابع: "كما تلاحظون بهدف هذه الثورات، اخذت تستهدف الدول الممانعة والدول التي تحمي وحمت المقاومات وامنت طرق الإمداد وامنت الصمود، وعمدت الى تبني جميع المقاومات العربية ووضعها في اطار واحد لكي تستمر النهضة العربية ولكي يكون هناك حد رادع للإعتداء الاسرائيلي"، مشيرا الى انه "منذ حرب تموز كان هناك اكبر هجمة بعد حرب العام 1967، غرق البعض في هواه واستخدمت المحرمات واستخدمت ما نسميه هنا باللغة البحرية "طعم" الأمور الاستخباراتية لكي تنال من هذه المقاومة وتنال من صمودها. فتارة تركب من قبل هذه الأجهزة انواع مختلفة من طرق الاتصالات ومن طرق أخرى للنيل من رأس المقاومة وخاصة عنيت بذلك سماحة السيد حسن نصر الله والمقاومين بتهم مختلفة لا ترتكز الى وقائع معينة ومن ثم انتقلت اخيرا كما تلاحظون الهجمة، التي بدأت ثم انخفضت ثم عادت بهدف واحد هو زرع ما تسميه عدم وجود الثقة بين ابناء الصف الواحد وتسريب اخبار من هنا ومن هناك حيث لا يقتنع بها حتى مسربوها، ولكن لديها هدف واحد هو ايجاد الفتن القادرة على ان تخلخل هذا المجتمع من الداخل، حيث فشلت الهجمات الخارجية في تقويض اسس صمودنا".

وتحدث عن "الاستهداف الأخير، الذي حصل وخاصة لدولة الرئيس نبيه بري، والذي هو مهندس وقائد ترجمة الانتصارات العسكرية الى انتصارات سياسية تحفظ الوطن ووحدته، فكان لدينا ثوابت في ذلك الوقت ان يكون لدينا صمود وان يترجم هذا الصمود والنصر للمقاومة الى انتصار سياسي"، موضحا ان "هذا الانتصار السياسي كان يرتكز على عوامل ثلاث اقلها أن نحفظ وحدتنا الداخلية وان نحفظ وحدتنا الوطنية، حتى ايجاد اوسع قواعد الحوار مع افرقاء آخرين يوجد خلافات سياسية بيننا وبينهم. كذلك كان في صميم هذه الاستراتيجية حماية سوريا الدولة الأساس في دعم المقاومة وايجاد طرق الامداد لها في تجنب انتشار قوات دولية على حدودها ومحاصرتها وذلك ليس من اي باب ولكن من باب ما كنا نتوقعه ونراه اليوم. هذه الأمور هي سلسلة مما يحصل".

وقد تخلل الحفل كلمة لرئيس الجمعية سعادة سليم، الذي اكد ان "المقاومة ليست سلاحا وتدريبا فقط بل هي ايضا وبامتياز مقاومة علمية وتفوق علمي وصراعنا مع العدو هو صراع سياسي وعسكري وثقافي".

كما تحدث عدد من الطلاب المتفوقين واختتم الاحتفال بتوزيع جائزة الشهيد محمد سليم على الطلاب المكرمين

 

مكانة رئيس المجلس ينحدر عنها السيل ولا يرقى اليها الطير"

"حزب الله": "المستقبل" لا يترك شائنة إلا ويمارسها انحداراً

 المستقبل/اعتبر نواب "حزب الله"، أمس أن "مكانة رئيس مجلس النواب نبيه بري في احتضان المقاومة وحماية الوحدة الوطنية والتصدي للمشاريع الإسرائيلية والأميركية، ينحدر عنها السيل ولا يرقى إليها الطير، وحزب "المستقبل" يصر على لسان مسؤوليه ووسائل إعلامه ألا يترك شائنة عليه إلا ويمارسها انحدارا في المواقف والخطابات السياسية واللغة".

فياض

رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض في تصريح، أن "حزب "المستقبل" يصر على لسان مسؤوليه ووسائل إعلامه ألا يترك شائنة عليه إلا ويمارسها انحدارا في المواقف والخطابات السياسية واللغة"، متسائلا "ماذا عسانا نفعل إذا تحولت المواقف إلى أدوات فتنة، والخطابات إلى وسائل تخريب وتضليل، واللغة إلى ألسنة سوء وشتم وسباب".

ولفت الى "أننا لا ننكر على أي كان حقه في الاختلاف السياسي، والتعبير عما يراه من قناعات وأفكار، لأن الاختلاف سنة وبعضه رحمة، ولكن يبدو أن هذا الهذيان السياسي الذي لا يقف عند حدود، ليس إلا تعبيرا عن انسداد الأفق أمام هذا الفريق، ونتاجا لترنح مشروعه السياسي، وتفاقم الإحساس بقلة الفاعلية والشعور بالعزلة المتزايدة، جراء انفضاض المرجعيات من حوله".

واعتبر أن "هامش هذا الفريق قد ضاق، بحيث لم يعد لديه من رهان على المستوى الداخلي، سوى الارتكاز إلى التعبئة الطائفية، واللعب على وتيرة التوتير الطائفي، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إعادة شد عصب قواعده المترهلة، وتجميع شعبيته المتفسخة، ونحن لن نعطيه هذه الفرصة، لأننا لن ننزلق إلى حيث يشتهي، بل سنبقى في موقع الحرص على المصالح والإرادة واللغة الوطنية الجامعة، ولن نعطيه فرصة شل الحكومة وعرقلة قدرتها على الإنتاج وحل مشكلات المواطنين".

وقال: "لقد بات الفارق الجوهري بين الموالاة والمعارضة بيِّنا ومفهوما تماما من الرأي العام، وهو الفارق بين من يريد الاستقرار ومن لا يريده، بل يهدره ويتوسل كل الأدوات لاستهدافه، وإلا كيف يبرر هذا الفريق مخاطبة الجيش الوطني بلغة التأليب الطائفي؟ وكيف يبرر هؤلاء تورط بعض أركانه ميدانيا وسياسيا في الأحداث الأمنية في سوريا؟ وكيف يفسر هؤلاء السعي الى عرقلة كل ما تقوم به الحكومة ولو كان لمصلحة اللبنانيين جميعا؟ وكيف يجد هؤلاء الحجة الأخلاقية في السعي الى تأليب المجتمع الدولي على الحكومة، بما له من آثار سلبية خطيرة ومحتملة على الوضع اللبناني بمجمله وعلى اللبنانيين من دون استثناء؟".

اضاف: "لقد كان طبيعيا لرواد هذا النهج ان يتوجوه بالسعي الحثيث الى الفتنة بين أبناء البيت الواحد، ظنا منهم أن الحرتقات البائخة من شأنها أن تغير في الحقائق الراسخة، ومنها مكانة رئيس (مجلس النواب نبيه) بري في احتضان المقاومة وحماية الوحدة الوطنية والتصدي للمشاريع الإسرائيلية والأميركية، التي ينحدر عنها السيل ولا يرقى إليها الطير"، مدعيا أن "قيادة "حزب الله" دعت في ذروة الجموح المتمادي لحزب "المستقبل" إلى إبقاء مساحة مشتركة يقف عليها الجميع، بصرف النظر عن خلافاتهم، وأن هذه الدعوة لم تسمعها الآذان الصماء لحزب "المستقبل"، فتاهت كصرخة في الوادي المقفر لفريق 14 آذار".

الساحلي

ورأى عضو الكتلة النائب نوار الساحلي خلال مشاركته في حفل تخريج طلاب أقيم في بلدة نحلة ـ بعلبك، أن "المحكمة الدولية أميركية وإسرائيلية بامتياز، وهي وجدت من أجل ضرب المقاومة ونهجها، وكل من وقف معها مسلما كان أم مسيحيا، هذه الخطة بدأت منذ عام 1982، واستمرت الى وقتنا الحالي، من أجل أن تأتي أسهم المحكمة الدولية التي نعتبرها من ريش وسراب"، معتبرا أن "الجميع سوف يتفكر في يوم من الايام أنهم لن يصلوا من خلال هذه الوسيلة الى معرفة الحقيقة".

وقال: "ان الذين يراهنون على تلك المحكمة في الداخل سيفشلون، وسيفشل كل من راهن ويراهن عليها، لأن هذه المحكمة ليس هدفها معرفة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أو كل شهداء لبنان، لأن هؤلاء الشهداء ليسوا شهداء 14 اذار أو تيار "المستقبل" أو حزب ما، بل هم شهداء لبنان وكل لبناني يريد معرفة من اغتال هؤلاء الشهداء، ولكن هدف هذه المحكمة هو القضاء على المقاومة و"حزب الله".

ياغي

واشار مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" محمد ياغي خلال رعايته افتتاح مديرية العمل البلدي في "حزب الله" المخيم الثاني لرؤساء بلديات بعلبك ـ الهرمل وشرقي زحلة في مدينة عباس الموسوي الشبابية والكشفية في رياق ـ البقاع، في حضور قائمقام الهرمل أكرم عوض، ورؤساء 50 بلدية وأعضاء مجالس بلدية، الى أن "العمل البلدي هو أساسي في تأمين الخدمات والمتطلبات الضرورية والحيوية لكل مدينة وبلدة، وهو عمل تطوعي يهدف إلى تقديم خدمة أفضل للناس وللمجتمع".

أضاف: "اللغة التي يستخدمها فريق 14 آذار ليست لغة خشبية فحسب، بل هي لغة حجرية غير مقبولة على الاطلاق، وأن البعض دعا إلى الحوار، وقلنا نحن من يريد الحوار، ولكن على أسس وقواعد وركائز الأساس فيها العداء للكيان الصهيوني، وإذا كانت إسرائيل بالنسبة إليهم صديقا فلا جدوى من الحوار معهم؟ وإذا كانوا يعتقدون أن مظلتهم الولايات المتحدة الأميركية والغرب، فالحوار معهم لا قيمة له؟".

 

النائب البقاعي انطوان سعد لـ"المستقبل": عون على علم بعمالة كرم و"حزب الله" غطّاه

 قرأ النائب البقاعي انطوان سعد "تناقضاً" بين ما صرح به رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "لحظة إلقاء القبض" على العميل فايز كرم و"التحقيق مع الاخير" حين ادلى بمعلومات "موثقة تبين ان عون على علم بعمالته"، مستغربا استمرار "حزب الله" في التزام الصمت. وفي وقت لم يبد اعتقاده بأن كرم "سيكشف راهنا عمن كان على علم بتواصله مع الموساد والاستخبارات الاسرائيلية الى عام 2010"، سأل الحزب الذي "غطى" كرم هل هناك عمالة محمية واخرى غير محظية برعاية؟

واذ تساءل في حوار مع "المستقبل" امس، هل يخوض عون الانتخابات النيابية بـ"مال الكهرباء وبقية الوزارات التي يسيطر عليها ولا سيما الاتصالات؟"، اعتبر ان "الحكومة الميقاتية حسمت الجدال بتسوية سياسية لانقاذ وجه الحكومة التي تعثرت في اول اختبار حقيقي لها. نحن نعرف ان هذه حكومة "حزب الله". واذا اردنا ان نخاطب الحكومة برئيسها نجيب ميقاتي نقول عذرا الرئيس السيد حسن نصر الله".

وهنا نص الحوار:

[ هل يعبر حكم السنتين على العميل كرم عن فداحة جرم العمالة؟.

ـ هناك ادانة واضحة بحق فايز كرم القيادي في "التيار الوطني الحر"، وكل ما صدر عن (النائب) ميشال عون ووزرائه ونوابه يثير الشكوك وهم استماتوا في الدفاع عن عميل تخلى عن رتبته العسكرية ووطنه للتعامل مع الموساد الاسرائيلي. هناك تناقض بين ما صرح به عون لحظة القاء القبض على كرم والتحقيق مع الاخير حين ادلى بمعلومات موثقة تبين ان عون على علم بعمالته. اذ لا يعقل ان يكون كرم على عمالة مستمرة مع الاسرائيلي من عام 1982 الى عام 2010، مما يقودنا الى التساؤل عن سبب سكوت عون سكت عنه، وعن تغطيته فايز كرم وهو برتبة قيادي في "التيار". ومعلوماتي ان عون كان يرسل ضباطا كثيرين للاجتماع بالاسرائيلي في الفترة بين اعوام 1988 و1990 الى حين هرب من قصر بعبدا الى فرنسا.

[ كيف؟.

ـ كانوا يسلكون طريق جزين الى الجنوب. هو يعرف انه كان يرسل ضباطا الى هناك طلبا للمساعدة عندما كان رئيس حكومة بحجة ان المنطقة الشرقية محاصرة. لن اقول اسماء هؤلاء الضباط. وما يهمنا، بعد عام 2000، هو العميد فايز كرم. لا شك في ان الادانة والاعترافات التي ادلى بها تؤكد تورطه في العمالة.

[ ولكن المعلومات ازيلت عن الاشرطة حيث سجلت الاعترافات؟.

ـ لا اعتقد ان تلك الاعترافات محيت. والمهم، في اي حال، ان التحقيق حصل مع القضاء العسكري الذي لا يقف لصالح 14 آذار، في وقت حاول عون ووزراؤه ونوابه تغطية كرم، ولزم "حزب الله" الصمت.

[ ربما ورقة التفاهم تلزم "حزب الله" الصمت؟.

ـ معقول. ان القرار الاتهامي ورد من 3 سنوات الى 15 سنة. وحين صدر بـ3 سنوات مخفضة الى عامين، يعني ان هناك ضغوطا مورست من "حزب الله" على القضاء العسكري وصولا الى تخفيف الحكم، على مقدار المستطاع. المهم انه لم يتبرأ نهائيا من الادانة، وتبين، في النهاية، ان كرم عميل. ولا اعتقد انه يريد ان يكشف راهنا من كان على علم بتواصله مع الموساد والاستخبارات الاسرائيلية الى عام 2010. فنسأل "حزب الله" الذي غطى فايز كرم هل هناك عمالة محمية واخرى غير محظية برعاية؟ هل هناك عمالة مبررة واخرى غير مبررة؟ لماذا الاستنسابية مع العلم ان العمالة هي اخطر ما يهدد الامن القومي في لبنان. باتت واضحة البيئة الحاضنة للعملاء، وهي حكما تحظى بتغطية من القادة، فيتعامل مع كرم بالطريقة التي ظهرت الى العلن. وهذا يعني، تلقاء، تحول البيئة الحاضنة الى بيئة خصبة للعمالة. تتحول من بيئة حاضنة الى بيئة خصبة للعمالة. هل هذا مفهوم "حزب الله" للعملاء؟ اين هم العملاء الذين كشفهم في صفوفه ولماذا لم يسلموا الى القضاء؟ كيف يفاخرون باعمال فرع المعلومات الذي كشف عن عشرات العملاء والمجرمين ويعتبرون في الوقت نفسه انه غير شرعي لانه كشف قياديا من صفوفهم؟ هل يخشى الجنرال عون على كشف فضائح اخرى وعملاء وشبكات اخرى فرفع سقف الدفاع عن كرم ربما في خطوة استباقية لما قد يحصل؟.

[ يعني هناك شبكات اضافية تابعة لكرم سيرفع النقاب عنها لاحقا؟.

ـ هناك عملاء كثيرون لاسرائيل. وليس معقولا ان لا تكون لدى القيادي شبكة تعمل معه.

[ ولكن ثمة حصانات هنا؟.

ـ اكيد.

[ ما الاستفادة السياسية التي جناها "التيار الوطني الحر" باخراج كرم عميلا بسنتي سجن فقط؟ هل تعني هذه المدة ان عمالته كانت بلا قيمة؟.

ـ "التيار الوطني الحر" خسر سياسيا الا اذا هناك اناس لا يصدقون ان فايز كرم كان يتعامل مع الاستخبارات الاسرائيلية. البلد تخسر عندما يظهر ان هناك هذا العدد الكبير من العملاء ولا سيما برتبة عميد في مخابرات الجيش اللبناني. البلد يخسر، والحزب والتيار الذي ينتمي اليه يجب ان يخسر ولا سيما ان ميشال عون ماشي مع الحزب والسوريين "على العميانة".

[ ربما الاهم في هذه المسألة ان الحقوق المدنية سحبت من كرم؟.

ـ ان الادانة اهم من عدد السنوات، مع علمي ان ضغوطا ربما تكون مورست على رئيس المحكمة العسكرية.

[ انتقالا الى مشروع الكهرباء، يفترض ان يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة اشتراعية قريبا؟.

ـ نعم، الاسبوع المقبل مبدئيا.

[ صحيح؟.

ـ الشعب اللبناني كله يريد خطة واقعية وموضوعية، وكلنا يريد حلا لهذه القضية، كما حصل في قانون النفط سابقا. ولكن الجنرال عون وفريقه السياسي ووزراؤه لم يكونوا يأبهون لملاحظات القوى السياسية اللبنانية لان همهم الحصول على مليار و200 مليون دولار حتى يتصرف بها الصهر المعجزة (وزير الطاقة والمياه جبران باسيل) كما يحلو له ولعمه (عون) في سابقة خطيرة تتهدد المال العام والمرفق الاساسي الذي طالما عانى من القرصنة. يجب ان ينظر الى الموضوع من باب مصلحة الدولة وليس من باب مصلحة الاشخاص. نحن سألنا الحكومة لماذا الاصرار عند عون على تنفيذ خطة باسيل من دون الاخذ بملاحظات الكتل، وهل يخوض الانتخابات النيابية بمال الكهرباء وبقية الوزارات التي يسيطر عليها ولا سيما الاتصالات؟.

[ اين الخسارة او الربح في معركة الكهرباء؟.

ـ كان مليارا و200 مليون دولار من دون ضوابط على ان يجاز للوزير التصرف بها. اليوم اعطيت الاجازة للحكومة على ان تتشكل الهيئة الناظمة للقطاع بضوابط واضحة، وقد جزئ المال الى 4 سنوات. لم يأت باسيل في اقتراح عمه على ذكر الصناديق العربية التي تمول وتراقب وفائدتها 2,5 في المئة مقسطة على 7 سنوات بلا فوائد. هو اراد ان يستدين بفائدة تصل الى 9 في المئة. يمكن ان اقول ان ميشال عون بلع موس الكهرباء وصعق بضغوط الحزب من اجل انقاذ الحكومة من فرط عقدها. وما فعله رئيسا الجمهورية (ميشال سليمان) والحكومة (نجيب ميقاتي) والاشتراكي هو ان ضغطوا لتبرير التعديلات التي من شأنها وضع حد لتفرد جبران باسيل.

[ هم ضغطوا على طاولة العشاء الذي أقامه المدير العام للامن العام عباس ابراهيم في منزله؟.

ـ ان المستشارين الاثنين اللذين كانا برفقة (النائب) وليد جنبلاط ضغطا على ميشال عون حتى لا تفرط الحكومة وخصوصا في هذا الوقت. نحن نعرف ان هذه حكومة "حزب الله". واذا اردنا ان نخاطب الحكومة برئيسها نجيب ميقاتي نقول عذرا الرئيس السيد حسن نصر الله.

[ كمعارضة، هل ستوافقون على المشروع في الجلسة الاشتراعية؟.

ـ اذا كان بهذه الضوابط، لا مشكلة.

[ ولكن عون اصر على ان اقتراحه لا يزال في جدول اعمال الجلسة؟.

ـ هناك خوف من انفراط عقد الحكومة ولا يستطيع ميشال عون ان يأتي بـ10 وزراء في اي حكومة اخرى، ولا مصلحة للحزب ان تفشل هذه الحكومة. حسمت الحكومة الميقاتية الجدال بتسوية سياسية لانقاذ وجه الحكومة التي تعثرت في اول اختبار حقيقي لها، ومرت بقطوع كبير، مع الاشارة الى ان امامها قطوعات اكبر في القريب العاجل. ان الكهرباء ملف كلف البلاد كثيرا واغرقها في كوارث تفوق ثلث الدين العام. نقبل ان نصل بالكهرباء الى تسوية لصالح الدولة، والاقتصاد والناس وليس لصالح فريق سياسي يريد الاستثمار في الكهرباء تعويضا لما خسره بين الناس. ان الخطة ليست في حاجة الى اطلالات اعلامية لا طائل منها، ولا تقارب بالكيدية السياسية ولا تحتاج الى تسجيل انتصارات وهمية ولا الى تعطيل عمل وزارات اخرى ناجحة.

حاورته: ريتا شرارة

 

تركيا تحضر لمرحلة الحسم العسكري!

مهى عون/السياسة

شكلت سلمية التظاهر العامل المشترك بين الانتفاضتين الشعبيتين في تونس ومصر, بعكس تلك التي حصلت في ليبيا وشهدنا خلالها تدخلاً دولياً, ساهم في تقصير مدة النزاع الدموي من ناحية كما أمن النصر لكتائب المعارضة من ناحية أخرى. في الحالتين الأولتين, يمكن القول ان الديكتاتور رغم تماديه في غيه, واستفحال وتفشي الفساد حوله, قرر التنحي بظرف أسابيع معدودة من بداية الانتفاضة عليه. أما بالنسبة إلى ليبيا فهي تحولت بسرعة إلى انتفاضة مسلحة كون الديكتاتور هو أكثر من نظام استبدادي هو نظام دموي, ولو ترك على سجيته الإجرامية ولانفلات عنان جنون إجرامه, لكان توصل وبسرعة إلى فناء غالبية الشعب الليبي, ولحرق ليبيا كما توعد بذلك. وهو إن يُذكر من هذه الناحية الدموية بنظام صدام حسين البائد الذي كان من شبه المستحيل والمتعذر على الشعب العراقي التخلص منه, لولا التدخل الدولي, هو أيضاً يُذكر وبشكل فاقع بالنظام الدموي السوري, حيث من المستبعد كثيراً سقوط النظام البعثي الجائر عن طريق التظاهرات السلمية كما هو مستبعد بالمقابل صدور قرار عن الرئيس وحاشيته بالتنحي, كما حدث في مصر وتونس. بل السيناريو المتوقع حصوله في سورية والذي قد يفلح بالإطاحة بالديكتاتور, من الطبيعي أن يكون مشابها للذي حصل في ليبيا, أو تبقى الأمور على حالها إلى أمد غير مسمى.

إلا أن المعارضة مازالت حتى الساعة تكره وتستبعد فكرة أي تدخل خارجي. وهي في مرحلة المطالبة فقط بدخول مراقبين دوليين للاطلاع على وحشية النظام في تعامله مع الثورة الشعبية, الرافضة أيضاً اجراء أي حوار مع النظام, على خلفية رفضها بالكامل احتمال استمراره. ما يشير إلى أن مساعي الجامعة العربية وعلى خلفية إدراكها جيداً لهذا الرفض, سوف لن يتعدى عملية ذر الرماد في العيون, لتبييض سمعة الجامعة أمام الرأي العام العربي من ناحية عدم تأخرها عن الاهتمام بشؤون وشجون الشأن العربي المشترك. وبالنسبة الى اقتصار طلب المعارضة حالياً على قدوم بعثات مراقبة دولية جل ما يمكن التعليق حوله, هو أنه يشوبه الكثير من الطوباوية, ناهيك عن المقاربة غير الواقعية لنهج التعامل الدولي مع أوضاع مشابهة. إذ يُستبعد إرسال أي دولة لمراقبين وتعريضهم لشتى أنواع المخاطر في الداخل السوري ليس أقلها الاختطاف والاختفاء أو القتل. فهم ليسوا فرقة للصليب الأحمر أو فرقة تقصي حقائق مثل تلك التي زارت المنشآت النووية عند صدام حسين, هم أناس سوف يتجولون في المدن والشوارع لرصد القناصة وعمليات التعذيب والتنكيل والقتل وهذا ما لن ترضى بحصوله القوى الأمنية بأي شكل من الأشكال. ناهيك عن أن المجتمع الدولي يعرف جيداً ان النظام البعثي العلوي هو نظام حديدي متجذر منذ أربعين سنة ويمتلك شبكة من العملاء والاستخبارات, منتشرة ومتواجدة في كل الدساكر والأحياء الداخلية في المدن والقرى, زائداً تمكنه من تجنيد وتسليح أنصاره, وعشرات الآلاف للتظاهر وبالسرعة القصوى, لتبيان مدى تأييد الشعب له. فأي مراقبة دولية هي قادرة على المساعدة في رصد أي شي ضمن كل هذه المعطيات أضف إلى ذلك أن إرسال أي بعثات أممية يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن, الذي سوف يصطدم حكما وجريا على العادة بمعارضة روسيا والصين. اما بشأن الاستمرار في الحالة السلمية وعدم السماح لأي تدخل خارجي, والمراهنة على العزل والتضييق الدوليين وعلى معاقبة وتجميد ممتلكات وأرصدة القادة العسكريين, لم يفلح فيما مضى في دفع الديكتاتوريين الآخرين إلى التنحي, وبالتالي لن يدفع بالنظام البعثي في سورية الى الاستسلام. نورد على سبيل التذكير عدم توصل تضييق الخناق الذي مورس على العراق وعايشه صدام طويلاً وعلى مدى عقود, سوى الى زيادة نسبة الفقر والعوز والحرمان عند الشعب العراقي. وأيضاً رأينا كيف تمكن البشير في السودان من الاستمرار رغم صدور حكم يدينه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وإن ننسى لا ننسى أن إيران مازالت تمعن في تلاعبها مع المجتمع الدولي بشأن ملفها النووي, وتطلق العنان لصلفها وقمعها الداخلي, رغم كل العقوبات المقررة بحقها حتى الساعة.

وإذا كان بالتالي كل ما يتعلق بعقوبات يتخذها المجتمع الدولي لا يتعدى فقاقيع الصابون, فخرافة الإصلاحات التي مازالت بعض الدول تنادي وتدعو الأسد إلى تحقيقها, وهي مدركة تماماً ان أي إصلاح يقوم به أي نظام استبدادي سوف يؤدي به إلى الانتحار, هذه الدعوات هي أيضا من جملة أحلام ليالي الصيف غير المجدية على أرض الواقع. حيث أن كلاماً من هذا النوع لا يتعدى كونه كلاماً إعلامياً معدا ومنشورا بهدف الاستهلاك السياسي للدولة التي تدعو إليه. ماذا بقي إذاً أمام الانتفاضة السورية من خيارات? لا بد من التسليم بأن الخيارات محدودة ولا تتعدى الاثنين. فإما الإكمال في ثورة قد لا ُتعرف لها حدود أو أفق, أو القبول بالتدخل التركي المباشر.

إذ لا بد للمراقب للوضع السوري اليوم من التسليم بأن الاهتمام التركي بمجريات الأحداث والتطورات في سورية يأتي في مقدمة الاهتمامات الخارجية والدولية. وبغض النظر عن التعبير المباشر الصادر عن أعلى المراجع التركية وفي أكثر من مناسبة, بأن ما يجري في سورية هو شأن داخلي تركي مباشر نظراً إلى عوامل عدة, أولها طول الحدود المشتركة (850 كيلو متراً), وثانيها علاقات الجيرة والقربى المذهبية بين الشعبين, زائداً مصير الشعب الكردي المشترك والذي لا تقل هواجس همه عن الهواجس الأخرى للحكومة التركية. في الحقيقة ومنذ التاسع من شهر أغسطس الماضي, والعالم يترقب ما ستسفر عنه زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إلى دمشق, والتي حملت رئيس الوزراء التركي إلى التصريح على ضوء نتائجها بأن "صبر تركيا قد ينفد". وعلى خلفية أن تركيا تعتبر تدخلها في سورية واجباً وللأسباب التي ذكرناها, وليس خدمة تقدمها للمجتمع الدولي.

تدرك الحكومة التركية حساسية الوضع السوري والعربي بالإجمال ضد أي تدخل غربي وحتى ولو كان تحت تسمية الناتو. ونراها تسعى اليوم وانطلاقاً من هذا الواقع, إلى تبييض لوثة انكسارها أمام عملية القرصنة الإسرائيلية على قافلة مرمرة البحرية, بهدف تلميع صورتها أمام الإنسان العربي والمسلم عن طريق إعلان عدائها التام ونيتها قطع العلاقات مع إسرائيل. أما لماذا استفاقت على هذا التصرف اليوم فهذا تساؤل يصب في دعم طرحنا بأنها تحاول بكل الوسائل وحتى لو جاءت مبادرتها هذه مع إسرائيل متأخرة, تحاول الترويج لاحتمال تدخلها في القضية السورية ولتسويق أفضلية لدورها هناك, بعيداً عن أي دور غربي ومنفصل شكليا عن أي تدخل ل¯ "ناتو".

كل المؤشرات باتت تدل على أن العلاقة بين أنقرة والنظام في سورية دخلت مرحلة اللاعودة, خصوصاً بعد كلام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والذي توجه إلى الرئيس الأسد بالقول: من جاء بالدم لن يخرج إلا بالدم ولن أتصل بك بعد الآن. ما يوحي باقتراب مرحلة الحسم العسكري عن التخطيط التركي لاجتياح عسكري وشيك, بغطاء دولي وموافقة ضمنية من روسيا, وانكفاء للصوت الإيراني, اللهم سوى في مطالبة الأسد بإجراء الإصلاحات بالسرعة القصوى, مع قناعته وعلمه ويقينه بعدم جدواها, أما وقد أدرك استحالتها في تقويم أي أمر على الصعيد الداخلي الإيراني, فالمرجح والمتوقع هو أن أي عملية عسكرية تركية على النظام السوري لن تستغرق سوى بضعة أيام ينهار بنتيجتها النظام الكرتوني البعثي, الواهن والواهي في الحقيقة بعكس مظاهر البطش التي يختبئ وراءها. ولا يغيب عن البال ان النظام السوري بكل المقاييس هو أضعف من النظامين العراقي السابق البائد والليبي المقبور, والتدخل العسكري التركي الأحادي الشكل خارج نطاق القوى العظمى أو توابعها كالناتو مثلا سوف يبعد احتمال المماطلة في سقوطه بسبب انتظار استصدار قرار دولي يلاقي الإجماع ولا يتعرض ل¯ "فيتو" من الصين وروسيا في مجلس الأمن.

وإذا كان من المسلم به أهمية تأثير سورية في دول الجوار من ناحية دورها الجيوبوليتيكي, فمما لا شك فيه بأن غالبية شعوب دول الجوار هذه, قد تتنفس الصعداء عند سقوط النظام السوري, وفي مقدمهم الشعب العراقي الذي عانى الأمرين من الرسائل المفخخة التي كانت تجتاز الحدود من سورية باتجاه مناطق بغداد وسواها, ويأتي ربما وبالمرتبة نفسها ارتياح الشعب اللبناني نتيجة هذا الاندحار وهو الذي قاسى وعلى مدى ثلاثة عقود من نير "الجزمة" السورية على أراضيه.

يبقى أن تركيا تسعى الى المساهمة في إسقاط النظام لمصلحة مباشرة لها في ذلك تبدأ في ارتياحها لتواجد قيام نظام ديمقراطي بجوارها يؤمن العدالة الاجتماعية بين الأكثرية والأقليات الطائفية والمذهبية ويعطي كل ذي حق حقه, ناهيك عن أن النظام الديمقراطي في حال حصوله سوف يؤمن للشعب الكردي إمكانية التمتع بالحقوق نفسها أسوة بالشعب السوري, ويبعد بالتالي هاجس تقوقعهم وانكفائهم وانزوائهم لتكوين دولة كردية انفصالية. وما من شك بأن إسرائيل سوف تكون الخاسر الأكبر في حال اندحار النظام البعثي وسقوطه حيث تجمع مختلف الآراء والأدلة, على أن ممارسات النظام السوري كانت تصب في المصلحة السورية- الإسرائيلية المشتركة, والتي بفضلها نعمت الحدود السورية الإسرائيلية باستقرار لم تلاقه على اي حدود مع دولة أخرى. وما تقوم به تركيا اليوم يصب في هذه الخانة بالذات أي كسر إرادة إسرائيل في وضعها العصي بالدواليب في طريق المجتمع الدولي للتخلص من النظام الأسدي. وهذا ما يرشح عبر كل مبادرات الجفاء التي لم تتوان تركيا عن إظهارها بأشكال مختلفة تجاه إسرائيل في الآونة الأخيرة.

*كاتبة لبنانية

 

المعارضة وحماية المدنيين والوضع السوري

غسان المفلح/السياسة

في خضم الحدث السوري, الذي فاق كل التوقعات من حيث أمرين أساسيين: الأول حجم الجرائم التي ارتكبتها أجهزة النظام السياسي الأمني "التشبيحي", بحق شعبنا وشبابنا, أعداد الشهداء والمعتقلين والمدن التي نهبت ونكل بأهلها, هذا فعلا فاق كل التوقعات خصوصاً لألئك الذين كانوا يراهنون على أن هذا النظام يمكن اصلاحه, أو كانوا يصرون على ان الطريقة الانسب للتعامل مع هذا النظام هي الحوار, وكانوا يكثرون من الدعوات لقيام مؤتمر وطني عام. هذا الأمر الأول. اما الأمر الثاني فهو مرتبط بالأول بشكل ملفت للانتباه, حيث كلما اوغل هذا النظام بجريمته كلما أعطي فرصا من قبل القوى الدولية والإقليمية, وبعضا من معارضة متنوعة, تحت مسميات مختلفة. إن اتضاح صورة كم هو هذا النظام مدلل عند الغرب والشرق والدليل أن إسرائيل وتركيا وإيران تدعمه معا, ولم يشاهد المرء صمتا وتواطؤاً عربيا مع هذا الاجرام كالذي حدث مع شعبنا...واتضح أيضا أنه مدلل عند إسرائيل أكثر من أي نظام عربي آخر, من الذين سقطوا أو من الذين لايزالون على قيد السقوط, والاطرف في حكايتنا السورية, أن هناك من يدعي المعارضة يصب جام غضبه على المعارضة من أنها مسيرة من قبل إسرائيل!! التي سعت على مدار كل العقود الماضية ولاتزال, من أجل ألا يصل صوت المعارضة السورية إلى أي محفل دولي صغر أم كبر, ولا تصدقوا مطلقا أن معارضة الخارج أو الداخل هي من أوصلت صوت شعبنا في هذه الفترة, بل هو دماء شبابنا وضخامة الجريمة المرتكبة من هذا النظام. ونشكر القنوات الفضائية التي كانت هي التي مع شبابنا مراسليها من قلب الحدث تنقل ما يجري.

قال لي صديق يساري فلسطيني من عرب 48 أي عرب إسرائيل, إن بعض الإسرائيليين يضحكون عندما يسمعون أن النظام السوري يتهم معارضته بأنها صنيعة إسرائيل.

دماء شبابنا فتحت أفقا سياسيا جديدا في العالم وإمكانية تغيير المعادلات الدولية التي تعاملت مع هذا النظام على مدار العقود الاربعة الماضية رغم ما يرتكبه من جرائم بحق شعبنا وشعوب المنطقة. هذا الأفق قد عبر عنه شبابنا الثائر من أجل حريته وكرامته, بانه يريد إسقاط النظام من أجل قيام سورية مدنية ديمقراطية تعددية. ولكن من جهة اخرى بعد مرور خمسة أشهر على الثورة ومايرتكبه النظام من جرائم, وجد قسم لا يستهان به من شعبنا أنه بات بحاجة إلى حماية دولية. ورفعت شعارات في التظاهرات تطالب بحماية دولية للمدنيين. لكن لاتزال معارضتنا الكريمة, تأنف أن تفكر بهذا الأمر, لكنها بالمقابل تتقاتل من أجل مجلس انتقالي تمثيلي!! إذا كان هذا المجلس لا يستطيع عمل أي شيء من أجل حماية المدنيين, فلا فائدة منه ويتحول الى وقت ضائع..بغض النظر عما يقال وعما يكتب, وعما يفتح من سوق مزايدات حول هذه النقطة, من أنها مطالبة بتدخل أجنبي!! نسألهم ما هو البديل وكيف يمكن حماية المتظاهرين السلميين, يقولون باستمرار التظاهر السلمي حتى سقوط النظام..ثم نسألهم كيف? لا جواب.

لهذا نجد أن التجربة قد علمتنا أن هذا النظام, لا يتعامل إلا وفق منطق القوة..مع ذلك إننا نرفض التدخل العسكري الدولي سواء من الناتو أو من غيره, لكن يمكن لنا المطالبة بقرار من مجلس الأمن وفق البند السابع, يجبر هذا النظام على استقبال مراقبين دوليين ومن منظمات إنسانية من أجل حماية المدنيين ونقل صورة حقيقية عن الجريمة. هل يحتاج هذا الأمر إلى كل هذه المزايدات? التي نشاهدها يوميا من قبل معارضتنا الكريمة? هناك فارق كبير جدا بين مراقبين دوليين حياديين وبين تدخل عسكري يطالب به بعض معارضتنا, وهم لايزلون أقلية في الواقع, رغم أن الأمور تسير باتجاه تحقيق مطلبهم بفعل تعنت القسم الآخر من المعارضة, وبفعل أن النظام مستمر في جريمته حتى النهاية. أعطونا حلولا عملية!

*كاتب سوري

 

محاولات إنعاش نظام الأسد

طارق الحميد/الشرق الأوسط

نحن أمام ثلاثة نماذج إقليمية الهدف منها إنعاش نظام بشار الأسد، وليس إنقاذ السوريين، بعض تلك النماذج فشل، والبعض الآخر لا يزال يحاول بكل ما أوتي من قوة إلى درجة أنه بات مفضوحا، وهذا أمر جيد. فهناك النموذج التركي الذي حاول الظهور بمظهر الصديق للشعب والنظام في سوريا، حيث حاول حقن الجسد البعثي الهزيل بالدم الإخواني، على أن يتم إنعاش النظام الأسدي من خلال وضع «الإخوان» في مكان مؤثر، مثل رئاسة الوزراء، لكنها محاولة فاشلة، لأسباب عدة، أهمها أن نظام الأسد غير قابل للإصلاح، كما أن حجم الجرائم المرتكبة بحق السوريين من شأنه أن يجعل «الإخوان» شركاء في الدم مع نظام الأسد، وهذا انتحار سياسي لـ«الإخوان».

وهناك أيضا النموذج العربي، وليس عليه إجماع، بل اجتهادات، ويكفي التذكير هنا بخطاب العاهل السعودي الذي لا يزال يعد السقف الأعلى في الدفاع عن السوريين، لكن النموذج العربي المتمثل بعدة نماذج، يظهر محاولات لتحييد نظام الأسد عن إيران، وهذا أشبه بمن يريد جعل طقس الجزيرة العربية شبيها بطقس لندن، ولذلك فشل وسيفشل ما دام الأسد يحكم سوريا. كما أن هناك النموذج العربي المتحسب لإيران، وأمور أخرى، ويكفي هنا تأمل أسباب فشل مؤتمر المعارضة السورية الأخير بالدوحة، حيث كان السبب هو محاولة دفع المشاركين في المؤتمر لتبني المبادرة العربية تجاه سوريا، وهي المبادرة التي اعتبرها النظام الأسدي كأنها لم تكن، وتعامل مع الأمين العام للجامعة العربية بكل استخفاف!

حسنا ما الذي تبقى؟ يتبقى بالطبع النموذج الإيراني؛ فبعد محاولات طهران لإنقاذ الأسد على الأرض، من خلال الدعم المالي للنظام، وتجهيزه بالمعدات، والخبرات الأمنية، ومنها الخطة الإسرائيلية الشهيرة المتمثلة في تقسيم المدن إلى مربعات أمنية، وهذا ما يتم اليوم بدمشق وباقي المدن، فإن إيران تسعى اليوم للدعوة إلى مؤتمر إسلامي بطهران تحضره الدول الإسلامية المؤثرة، بحسب بيان الرئيس الإيراني، لمناقشة الأزمة السورية، وليكون المؤتمر نواة لأي طارئ آخر يحدث بالدول العربية مستقبلا!

وهذا يعني أن إيران لا تتذاكى وحسب، بل وتكشف عن ورطتها؛ فالمحاولة الإيرانية، مثل المحاولات العربية أعلاه، تعني أن الجميع باتوا متيقنين من نهاية النظام الأسدي، مهما حاولوا إنعاشه، كما تعني أن إيران أيضا تريد التقليل من حجم خسارتها السياسية الفادحة بالمنطقة جراء تشرذم أوضاع حليفها الأسد، وذلك من خلال محاولة إنقاذه بشراكة إسلامية، أي السعودية وتركيا، فإما تم إنقاذ الأسد، أو ظهرت طهران صديقا للشعب السوري، كما تعوض إيران معنويا الصفعة السياسية الموجعة التي تلقتها بعد تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين. ومن شأن هذا المؤتمر أيضا أن يؤسس لفتح نافذة جديدة للتدخل الإيراني المستقبلي في المنطقة، في حال سقط الأسد، وانقطعت يد إيران من المنطقة.

ولذا فإن ما سبق يعكس فشل محاولة إنعاش النظام الأسدي، وأن الجميع باتوا مقتنعين بحتمية نهايته، ومنهم إيران، وعليه فمن الضروري أن ينتقل العرب الآن للمرحلة الأساسية، والمطلوبة، وهي تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية، ومطالبة مجلس الأمن بضرورة التحرك لحماية السوريين العزل من نظام الأسد.

 

سوريا ودورها في المنطقة

فايز سارة/الشرق الأوسط

تحتل سوريا مكانة مميزة في فضاء الشرق الأوسط، وهي مكانة لا تعود إلى موقعها فقط، إنما إلى ما كرسته في العقود الماضية من دور في الفضاء الإقليمي المحيط من جهة، وتأثيرات الدور على علاقات المنطقة بالمحيط الدولي من جهة ثانية.

إن الأهم في دور سوريا، بما يتصل بمحيطها الإقليمي لعقود طويلة من السنوات، ارتبط بالقضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي، حيث كانت سوريا طرفا في الصراع من جهة، وقوة تأثير على أطراف أخرى، ومنها الطرف الفلسطيني من جهة ثانية، مما جعل الدور السوري في هذا الصراع وتداعياته أكثر بروزا من دور أطراف عربية وإقليمية ذات صلة بالموضوع، بما فيها الدول المحيطة بفلسطين.

كما عززت سوريا دورها في لبنان منذ بداية السبعينات عبر دخولها على خط الصراعات الداخلية، وعلاقة الأطراف الداخلية بالموضوعات الإقليمية، ثم عززت هذا الدور بدخول عسكري مباشر إلى لبنان منذ أواسط السبعينات، لتصبح اللاعب الرئيسي في السياسة اللبنانية وامتداداتها الخارجية، وهو دور لم يتغير جوهريا بعد انسحاب القوات السورية عام 2005 إثر اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، إنما تبدل شكله بتبدل أدوات الحضور السوري وانتقاله مما يقوم به الجيش إلى ما يقوم به حلفاء سوريا هناك، وخاصة حزب الله.

ورغم أن الحضور السوري المباشر وغير المباشر في السياسة العراقية كان موجودا على مدار عقود مضت، فإن هذا الحضور تعزز بعد احتلال العراق عام 2003 عبر سلسلة معقدة من العلاقات، لدرجة بدت متناقضة، إذ إضافة إلى علاقات سوريا القديمة مع أطراف المعارضة العراقية لنظام صدام حسين ومنها المعارضة الكردية، فقد أقامت علاقات مع الجماعات المناهضة للاحتلال، ومنها الجماعات المسلحة وبقايا النظام السابق، ووصلت خيوط العلاقة السورية، ولا سيما في المجال الأمني، إلى الأميركيين في العراق، وكله يضاف إلى تعزيز علاقات سوريا مع إيران صاحبة النفوذ والتأثير الكبيرين في عراق اليوم، وكله جعل من سوريا ذات تأثير قوي في الحاضر العراقي.

ولا يقل أهمية عما سبق، في الدور الإقليمي لسوريا، علاقة الأخيرة مع إيران، وهي علاقة جرى اختبار قوتها وفعاليتها مرات بصورة جدية، ولا سيما خلال الحرب الإيرانية – العراقية في ثمانينات القرن الماضي، حيث أكدت متانة تلك العلاقات واستمرارها، وتأثيرات الحلف السوري – الإيراني على مجمل السياسات الإقليمية، ولا سيما في موضوعين شديدي الحساسية، أولهما سياسة إيران العربية وخاصة في الخليج، والثاني ملف إيران النووي، وكلاهما يترك ظلاله القاتمة على المنطقة وعلاقاتها.

لقد خلق الدور السوري أدوات وعلاقات وتأثيرات إقليمية كثيرة، جعلت من سوريا قوة مؤثرة وظاهرة في عموم المنطقة، وقد يفسر ذلك في الأهم من جوانبه وهو الحذر والتخوف من الاشتباك مع سياسة دمشق، وانعكس ذلك على بطء التفاعل الإيجابي مع الحراك الشعبي السوري المطالب بالحرية والكرامة والتغيير، وقد مضت أشهر قبل أن تتحول السياسات العربية والأجنبية في المنطقة باتجاه إعلانها رفض سياسة العلاجات الأمنية - العسكرية للأزمة السياسية في سوريا بدل الانخراط في عملية سياسية إصلاحية ووقف الإجراءات الأمنية، وتبع ذلك الانتقال اللاحق إلى مطالب مباشرة أو غير مباشرة تقود إلى تغيير النظام، ومن ذلك بيان مجلس الأمن، ومبادرة الجامعة العربية الأخيرة.

ومما لا شك فيه أن انتقال السياسات العربية والإقليمية باتجاه تغيير النظام في سوريا بالتوازي مع موقف الحراك السوري المطالب بالتغيير يعني، في أحد جوانبه، أن التغيير حاصل، وأن خطوات إجرائية في المستويين الإقليمي والدولي سوف تتواصل في سياق زمني محدد، تؤدي إلى التبدل في النظام السوري، وتاليا تبدل في مكانته ودوره الإقليمي اللذين تكرسا وتعززا على مدار العقود السابقة.

ولعله لا يحتاج إلى تأكيد قول بأن من نتائج التحول السابق ما سوف ينعكس سلبا على مكانة سوريا المميزة في فضاء الشرق الأوسط، كما سيصيب دورها وتأثيرها في الفضاء الإقليمي المحيط بالتراجع، ويترك تأثيره على علاقات المنطقة بالمحيط الدولي، وكلها أمور ستفتح مجالا لتوزيع حدود الدور السوري الإقليمي الذي انتهى، أو سوف يتم التخلي عنه، وهذا يطرح بدوره السؤال عمن يمكن أن يرث هذا الدور بكليته أو بأجزاء منه. والمرشحون للوراثة كثر بينهم النظام المقبل في سوريا، ودول صاعدة مثل تركيا، وأخرى تستعد للصعود مثل مصر، ودول تقليدية، مثل المملكة العربية السعودية والأردن، يمكن أن تكون من بين ورثة ذلك الدور، لكن دون أن يكون لتلك الدول ملامح التدخل المباشر والأدوات العنيفة، بل ملامح الدور السياسي فحسب!

 

 الكتائب اللبنانية" تؤكد أن لا تضييق ولا إقصاء لنديم الجميّل

مناصرو سامي يردّون بأن نتائج المكتب السياسي ديموقراطية

"النهار" /لا يختلف ما يجري في حزب الكتائب من مخاض ونقاشات ومناكفات عما يجري في كل الاحزاب اللبنانية التي خلعت الثوب العسكري وانتقلت الى ممارسة العمل السياسي، فكان عليها ان توفق بين مقتضيات الطاعة الحزبية العمياء خلال الحرب وبين آليات العمل الديموقراطي التشاوري الحزبي في زمن السلم الأهلي.

رغم ان حزب الكتائب لا يزال يحتفظ بين كوادره العليا والوسطى بقسم لا بأس به من قدامى المحازبين الذين خبروا التجربة الحزبية السياسية قبل الحرب، إلا ان ذلك لا يشفع لدى الكتائب للتخلص من تجربة الصراع على السلطة والامساك بالحزب التاريخي، الذي قال رئيسه السابق كريم بقرادوني في حوار اعلامي انه اعتقد لوهلة ان في الامكان ادارة حزب الكتائب من دون آل الجميل، ثم تبين له فشل نظريته ورهانه بدليل الوهن الذي اصاب الحزب العريق.

مرد هذا الكلام عن الكتائب الى كل اللغط الذي يدور منذ نهاية اعمال المؤتمر العام الأخير للحزب، والتي قيل انها انتهت بانتخاب اعضاء المكتب السياسي وجلهم من المؤيدين للنائب سامي الجميل، واقصاء مؤيدي ابن عمه النائب نديم الجميل، ما شكّل النقطة التي طفح بها الكيل لدى نائب بيروت الكتائبي الذي يقول مؤيدوه انه يشعر بتضييق الخناق عليه في الكتائب وبأن ثمة من يريد له دوراً هامشياً في حزب العائلة الذي خرج منه والده الى رئاسة الجمهورية والزعامة ردحاً من الزمن. ويضيف هؤلاء ان ثمة في الكتائب من يصفي حساباته مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وبعض قوى 14 آذار من خلال قصقصة أجنحة نديم الجميل والحد من تأثيره في الحزب. ولا يكتفي انصار نديم الجميل بالمآخذ السالفة بل يضيفون اليها أموراً أخرى تتصل بالاداء التنظيمي والمالي والأهم استفراد سامي الجميل بالحركة السياسية للحزب وغياب الشفافية، ويقدم هؤلاء زيارة سامي الى بنشعي ولقائه النائب سليمان فرنجية من دون ابلاغ القيادة نموذجاً على التفرد بالقرار والحركة. لكن الأهم برأيهم هيمنة سامي على الكتائب وابتلاع حركته التي اطلقها سابقاً "لبناننا" للكتائب واسقاط الخطاب السياسي الفيديرالي للحركة الصغيرة الناشئة، والتي أسسها النجل الاصغر للرئيس الجميل، على خطاب الصيغة الكتائبي.

في المقابل، يلتزم فريق سامي الجميل الصمت على ما ورد، ويكتفي الكتائبيون في الصيفي بهز الرأس استهجاناً عند سماع ما يتم تداوله من كلام وخصوصاً لجهة استعادة مشهد الصراع بين الشقيقين أمين وبشير وتجدد هذا النزاع مع سامي ونديم، مع اختلاف الظروف والمعطيات. والمسألة برأيهم لا تخرج عن اطار الحق في التنافس الديموقراطي بين الدوائر الحزبية المختلفة، وتعود هذه القيادات بالذاكرة الى الفترة الاولى التي التحق خلالها سامي بالكتائب بعد استشهاد شقيقه بيار، إذ دار الكلام عن اقصاء كل رفاق بيار امين الجميل عن المؤسسة الحزبية وابعادهم عن مراكز القرار ليتبين لاحقاً ان "فريق بيار" تولى مسؤوليات متقدمة في القيادة الكتائبية، وكان من أبرزهم ميشال خوري الأمين العام الحالي الذي يقسم بـ"الله" و"دم بيار الجميل"، على ما يروي عارفوه، وإميل السمرا مدير مكتب الرئاسة وغيرهما.

يجزم مناصرو سامي الجميل ان الكلمة الاولى والأخيرة في الحزب هي للرئيس امين الجميل انطلاقاً من الصلاحيات التي يمنحها إياه النظام الداخلي للكتائب والذي مكن المؤسس الشيخ بيار الجميل، من الامساك بحزبه بقبضة من حديد، اذ كان شائعاً الكلام "ان الحزبي هو في يدي القيادة مثل العجينة تصنع به ما يريد". ويقارن هؤلاء ذلك مع تجربة الزعامات الاخرى مثل وليد جنبلاط ونبيه بري لتأكيد اهمية الفرد في القيادة السياسية في لبنان. والرأي في أوساط الكتائبيين ان الحزب "لم ينطلق إلا مع آل الجميل وتحت قيادتهم". أما عن مآخذ نديم الجميل على ما يجري، فترى الأوساط الكتائبية ان ثمة من يعمل على تسليط الضوء على ما يجري داخل الكتائب من دون ان يكلف نفسه عناء الاضاءة على ما يحصل داخل مؤسساته الحزبية من فشل في اطلاق العمل المؤسساتي بشكل علمي ورصين. وتعتبر الأوساط ان نتائج المكتب السياسي تعبير عن مناخ معين سائد في أوساط القاعدة الكتائبية ومندوبيها الـ350 الذين شاركوا في اعمال لمؤتمر. وتضيف الأوساط ان سامي الجميل وإن استطاع التأثير على أصوات ناخبي مندوبي اقليم المتن (80 مندوباً) الأكثر عدداً إلا أنه لا يستطيع التأثير على أصوات الآخرين (270 مندوباً). والرأي في الصيفي ان العملية الانتخابية الديموقراطية اخذت مداها الأوسع اذ خسر كل من الدكتور انطونيو خوري وجورج شاهين مرشحا الرئيس امين الجميل، وكاد ان يخسر مرشحون مخضرمون آخرون، وفاز مرشحون "مغمورون" بدفع من مندوبين من قدامى العسكريين والمناطق.

في حسابات مؤيدي سامي أن نائب بكفيا يعمل بجهد لتعزيز رصيده، وان الخط "المستقل" الذي يسير عليه يلقى هوى في نفوس القاعدة الكتائبية التي يحسن مخاطبتها سواء سياسياً أم خدماتياً وبالتواصل شبه اليومي معها من خلال مكتب خدمات وعلاقات عامة، إضافة الى الاطلالات الاعلامية واللقاءات الشعبية، وهذا ما يعزز برأيها نقاطه ولا شيء آخر. ويعود هؤلاء بالذاكرة الى ان مؤسسي الحزب العام 1936 كانوا فريقاً يضم جورج نقاش، حميد فرنجية، شارل الحلو، شفيق ناصيف، اميل يارد وبيار الجميل. ولكن سرعان ما وقع الخلاف بينهم بسبب الصراع المستعر آنذاك بين الدستوريين والكتلويين، فما كان من اعضاء القيادة إلا ان توجهوا الى بيار الجميل بطلب ترؤس الحزب "لأن هذه الشغلة مش شغلتنا"، وهذا ما كان.

 

لا إنتقائية باختيار القرارت الدولية.. ولن أعرض لبنان لعقوبات دولية"

ميقاتي: قلت إن "حزب الله" ورم غير خبيث.. وليكلف الحزب محامين للدفاع عن نفسه في المحكمة

لفت رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إلى انَّ "داخل مجلس الوزراء توجد سرية للمداولات"، مشيراً إلى انَّ "نتيجة مناقشات مجلس الوزراء في شأن خطة الكهرباء كانت نتيجته سعيدة"، وأضاف: "لست ممن يدعون بطولات وإنجازات"، سائلاً: "هل أصبح إيصال الكهرباء إلى المنازل إنجازاً؟".

وفي حديث لقناة "الجديد"، أوضح ميقاتي أنَّه قبل بهذه مهمة رئاسة الحكومة الصعبة وهو يعرف أنَّ "لبنان والمنطقة يمران بظرف صعب جداً، إلا أنَّ المهم الوصول إلى الهدف الذي هو الوصول إلى دولة عصرية وخدمة المواطن اللبناني"، وقال رداً على سؤال حول الظروف التي تجعله "يمشي" من رئاسة الوزراء: "عندما اشعر أن لبنان لا يلعب دوره كما يجب وأن هاك خطراً على لبنان وعندما تكون الثوابت الأساسية في خطر، فأنا لا أريد أن يكون هذا الشيء في زمن نجيب ميقاتي".

وحول ما جرى في موضوع خطة الكهرباء، قال ميقاتي: "إذا طرحت ملاحظات بناءة فأنا سأخذ بها، وإذا كانت صحيحية سأتبناها وأتبعها بفرح"، معتبراً أنَّ "الحكومة في لحظة القرار لم تكن هشة"، وأوضح رداً على سؤال حول ما إذا كان "حزب الله" هو الذي ساهم بالوصول إلى حل: "الكل ساهم بالوصول إلى هذا الحل، لأن الجميع يريدون الكهرباء".

من جهة ثانية، كشف ميقاتي أنه يتعرض لـ"نيران الحلفاء والمعارضة على السواء"، وقال: "لا نرحم من الحلفاء"، موضحاً أنَّ "ليس (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح") النائب ميشال عون هو المقصود، فقد نتفق معه في بعض الأمور ونختلف معه في أخرى ونتحاور حولها، فهو لديه أسلوبه ككل طرف سياسي، وأنا أحترم كل طرف وأسمع لكل الناس"، وأضاف: "وكأني محسود على الموقع الذي أنا فيه، وهذا ما تظهره التهجمات الشخصية علي".

وأعرب عن إعتقاده بأنَّ "وصف الحكومة بأنَّها حكومة "حزب الله" هو وصف أطلق من قبل المعارضة جزافاً"، وسأل: "هل لدى حزب الله وزراء في الحكومة الحالية أكثر من الحكومة السابقة؟ مع العلم أن أكثر الوزراء إراحة في الحكومة هما وزيرا حزب الله"، وأضاف في السياق نفسه: "هذه الحكومة فيها تنوع، فلماذا لا يقال إن هذه الحكومة هي حكومة جنبلاطية أو حكومة "حركة أمل"، فلا نعمل على تحميل الأمر أكثر مما يحتمل، وحيث أكون لا تكون إلا مصلحة لبنان"، داعياً إلى "مراقبة الأعمال والحكم على النتائج".

وإذ أعلن أنَّ كلامه اليوم عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان "هو الكلام الأخير، إلا في الوقت المناسب"، لفت ميقاتي إلى أنَّ "تنفيذ القرارات الدولية من قبل لبنان المؤسس في عصبة الأمم والأمم المتحدة ليس خياراً وإنما واقعاً"، وقال: "لا إنتقاية باختيار القرارات الدولية، ولن أعطي إسرائيل مبرراً بأن يكون لبنان في خطر من خلال رفض تنفيذ القرارات الدولية وبالتالي تعريضه للعقوبات الدولية، فلا يمكن القول إنَّ لبنان رئيساً لمجلس الأمن ولا يلتزم القرارات الدولية، وليس فقط هذا الأمر في شهر أيلول، بل في كل الأوقات"، موضحاً أنَّ "كل شيء في أوانه بشأن موضوع تمويل المحكمة، والأمور تطرح عندما يحين أوانها وتنضج، فلا توقيت معيناً ولا علاقة لزيارة نيويورك بهذا الأمر بتاتاً"، ولفت إلى انَّ "المتأخرات للمحكمة الدولية 32 مليون دولار".

ورداً على سؤال، أجاب ميقاتي: "لا أقول إنَّي لا آخذ بعين الإعتبار ما يقول عن المحكمة، ولكن في الوقت الحاضر طالما هناك قرار دولي يسري فلا إنتقائية بهذا الموضوع، وإذا استطعت أن أبذل جهداً لتوضيح عدداً من النقاط لتعديلها فسأحاول، إلا أنَّه حالياً هناك قرار دولي ملتزمون به".

ميقاتي الذي دعا "حزب الله" إلى "تقديم براهينه إلى المحكمة الدولية وتكليف محامين للدفاع عن نفسه في المحكمة"، أعلن أنَّ ما يدفعه إلى هذه الدعوة "القناعة ببراءة "حزب الله" (في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري)". وفي شأن ملف "الشهود الزور"، قال ميقاتي: "هذا الملف لم يقفل بعد، وكلنا ثقة بوزير العدل وبالقضاء اللبناني، فهذا القضاء هو صاحب سلطة يجب أن ندعمها، ويجب أن يكون هناك إنطباع لبناني بأنَّ القضاء هو ملجأ كل لبناني".

وفي الموضوع السوري، لفت ميقاتي إلى أنَّ موقفه "هو عدم التدخل بشؤون الآخرين"، وقال: "نتمنى للشعب السوري ما يتمناه لنفسه، ونحن ضد سفك الدماء من قبل كل الأطراف، وموقفنا في مجلس كان النأي بنفسنا، وهذا ما سمح لمجلس الأمن بإصدار البيان، فمجلس الأمن تفهم الأمر وسوريا تفهمت الامر، ولكن هنا في الداخل لم يكن هناك تفهم"، معلناً أنَّ "لبنان أكد موقفه بشأن الإستحقاقات المقبلة، أي لبنان لا يستطيع أن يتخذ قراراً ضد سوريا"، وأضاف: "هذا أمر واضح عندي، وحتى الآن لا زالت هناك دول معترضة على أي قرار ضد سوريا"، متمنياً "الأمن والأمان لسوريا، والإسراع في الإنجازات بالإصلاح"، وتابع: "نحاول قدر الإمكان أن نحيد أنفسنا، فمن كان ضد لن يستطيع فعل أي شيء ومن كان مع لن يستطيع أن يغير شيئاً، فلنجرب قدر الإمكان أن نهتم بأنفسنا".

وعن مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أعلن ميقاتي أنَّه متفق معه غبطته "على لقاء هذا الأسبوع"، مشيراً إلى أنَّ "مواقف عبطته بشأن المقاومة لا خلاف عليها، إلا أنَّ الموقف المتعلق بالتطرف والسنة يحتاج إلى توضيح، لأنَّ السنة هم حاضنة للعيش المشترك".

وحول عدم زيارته سوريا حتى الآن، لفت ميقاتي إلى أنَّه لم يقوم بأي زيارة إلى أي دولة حتى الآن "ولكن عندما يوضع البرنامج فبالتأكيد سيكون هناك زيارة لسوريا، إلا أنَّ هناك أموراً داخلية ملحة في الوقت الحاضر يجب الإهتمام بها"، لافتاً إلى أنَّ "زيارة نيويورك مرتبطة بمناسبة محددة"، ورأى أنَّ "لبنان لا يعزل وله دوره في المحافل الدولية، فدائماً مرحب به في كل هذه المحافل".

إلى ذلك، لفت ميقاتي إلى أنَّ "جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون شدد على أهمية الإستقرار في لبنان" خلال لقائهما، مشيراً إلى أنَّ "النقاش تناول العديد من المواضيع المحلية والدولية"، مبرراً ما ورد في وثائق "ويكيليكس" بالقول: "كل ما ورد عن لساني قد قلته إنما ربما هناك بعض التحريف، بالإضافة إلى أنَّ في كل حديث أخذ ورد وربما هناك إستنتاجات، وأنا قلت إنَّ "حزب الله" ورم، ولكن أكدت أنَّه ورم غير حبيث، لأنَّ كل مؤسسة تقوم بمقام الدولة وتؤدي خدمات يجب أن تقوم بها الدولة، هي ورم ولكنه غير خبيث"، ولدى سؤاله عمَّا إذا قال إنَّه "يجب إستئصال هذا الورم"، أكد ميقاتي أنَّه قال هذا الكلام، مكرراً تبريره بأنَّ "هذا الكلام قيل على أساس أنٍّ أي مؤسسة تقوم مقام الدولة هي ورم يجب إستئصاله".

وفي السياق نفسه، أوضح ميقاتي كلامه الذي ورد في "ويكيليكس" عن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بأنَّه "أضحوكة ومزحة"، فقال: "لهذا الكلام أساس نعم، وإنما ربما طرح موقف معين وموضوع معين صادر عن عون، فقلت أنا إنَّ هذا الموقف أضحوكة ومزحة".

وفي شأن قانون الإنتخاب، لفت ميقاتي إلى أنَّ "هناك عدة مشاريع مطروحة بهذا الخصوص"، مؤكداً أنَّ "منسوب النسبية مرتفع جداً ومطروح بشكل جدي جداً"، وأعلن تأييده "لنظام إنتخابي على أساس النسبية، فلبنان لا أحد يمكنه أن يلغي الآخر فيه".

إلى ذلك، أعرب ميقاتي عن تفاؤله "لأن هناك رغبة عند الجميع بأن تأخذ الملفات الإقتصادية والإجتماعية الإهتمام اللازم وإبعادها عن التجاذب السياسي"، مطمئناً أنَّ "هناك دراسة لموضوع الضرائب وسيتم إقرار نظام جديد لن يطال الطبقات الفقيرة ولا بشكل من الإشكال"، ولفت إلى "مشاريع في وزارت النقل والأشغال العامة والشؤون الإجتماعية، بالإضافة إلى أن هناك بحثاً في موضوع المتأخرات في الضمان الإجتماعي والمستشفيات، فهناك ملفات تعرض بشكل يومي، فهناك عمل يحصل بجدية ولن يعلن عنه إلا يوم ينتهي الملف الذي يعمل عليه في أي مجال من المجالات". وحول حاجات مدينة طرابلس، قال ميقاتي: "أهم ما تحتاج إليه طرابلس هو تحريك العجلة الإقتصادية وإيجاد فرص العمل"، لافتاً إلى أنَّ "هناك بعض الأمور التي تطرح حول بعض الموظفين، فيجب دراسة وضعهم والسؤال هل هناك أي شائبة حول وضعهم وأدائهم؟ فلتقدم الشوائب في أدائهم"، وأضاف: "أنا أقارب الموضوع كرئيس حكومة ورئيس لكل الأجهزة الامنية، ولكن من جانب ثاني إذا كان الموضوع يطرح تجاه بعض الموظفين لأنهم سنة فقط فلن أقبل بهذا الأمر".

وشدد ميقاتي على "ضرورة عدم المس بمقام دار الإفتاء بأي شكل من الأشكال"، وأضاف: "ما يحز بنفسي دائماً هو الخلط بين المقام والأشخاص، فدار الإفتاء مقام لا يجب أن يمس أبداً له موقعه ودوره دائماً"، مشيراً رداً على سؤال إلى انَّ "لا علاقة مع الرئيس سعد الحريري حالياً"، وقال: "هو زعيم لبناني وله موقعه ونائب عن بيروت وأتمنى أن يكون في بلده".

(رصد NOW Lebanon)  

 

 لا نراهن على شيء ونحترم تطلعات الشعب السوري"

السنيورة: أحدهم دق الباب ونشر "وكيليكس" وعليه أن يسمع الجواب

لفت رئيس كتلة "المستقبل" النيابيّة الرئيس فؤاد السنيورة إلى أنَّ "هناك فرقًا بين رجل الدولة ورجل السياسة، فرجل الدولة لا يعدّل بمواقفه استنادًا الى ما تميل إليه الرياح بل يستمر بمواقفه الثابتة"، مضيفاً: "أتمنى أن أحظى من قبل المواطنين بهذه الصفة، فرجل الدولة لا همّ له إلا همّ الدولة وهمّ الناس ويجيّر كل شيء لمصلحة الدولة وليس لمصلحته السياسية".

السنيورة، وفي حديث لإذاعة "الشرق، تطرّق إلى الانتفاضات والثورات التي يشهدها العالم العربي، ورأى أنه "حتى مطلع عام 2011 وصل العالم العربي إلى حالة من الركود والجمود، وما جرى في بعض الدول العربية ردة فعل لحالة من اليأس والرغبة والطموح من قبل المواطنيين ليشاركوا في صنع مستقبلهم، ولا أحد كان يتوقع ما حصل"، مضيفاً: "نحن محظوظون لأننا نشهد هذه المرحلة ومن المهم أن نتّخذ مواقف تؤيد هذه التحركات لأنّها لمصلحة الشعوب وما يحصل هو شيء فريد ولا يمكن ان تكون مؤامرة وانتقلت من مكان".

وفي هذا الاطار، اعتبر السنيورة أنَّ "كل ما حصل هو صناعة عربية"، مشيراً إلى أنَّ "ما يجري في الشقيقة سوريا ليس خارج سياق ما يجري في العالم العربي وهو إنتفاضة وطموح المواطن العربي نحو الاصلاح والتغيير فالمواطن العربي ينتفض ويريد الكرامة"، موضحاً أنَّ "الشعار الأول المرفوع من قبل المتظاهرين في كل الدول العربية التي شهدت انتفاضات هي المطالبة بالحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان والانتقال السلمي للسلطة لتمكين المواطنيين من المشاركة في صنع القرار".

وإذ أشار إلى أنّ "حواجز الزمان والمكان أسقطت الآن واصبح بإمكان الانسان أن يعرف ماذا يحصل في العالم، وأصبح كل مواطن بحد ذاته مندوبًا أو صحافيًا"، أكّد السنيورة أنَّ الحديث عن تدخل تيّار "المستقبل" بالشأن السوري "ليست سوى ادعاءات، فدائمًا البعض يحاول القاء التهمة على غيره ليبرّر حاله، فنحن لا نريد وليس لدينا مصلحة ولا نملك القدرة على التدخّل"، مشدداً على أنَّ "التغيير في سوريا يقوم به الشعب السوري ولا نريد أن نطرح افتراضات في هذا الشأن لجهة ما سيحصل وما لن يحصل فنحن اتّخذنا موقفنا منذ زمن لا نتدخّل ولا نريد وليس لدينا امكانيّة أصلاً".

السنيورة الذي قال: "نحن لا نراهن على شيء فنحن نحترم تطلعات الشعب السوري ونحن نعيش في عالم سقطت فيه حواجز الخوف وسقطت فيه حواجز الزمان والمكان"، أضاف: "نحن عانينا الكثير من التدخّل في شؤوننا اللبنانيّة والتدخل في سوريا غير ممكن على الاطلاق"، وأردف: "نحن لا نتدخل في شؤون غيرنا كما اننا لا نرضى أن يتدخل احد في شؤوننا، لكن هذا لا يعني انه ليس لدينا رأي أو أنّه ليس لدينا تعاطف مع الشعوب العربية التي تطالب بالاصلاح والحرية، والمشاكل لا تعالج بالقوة وبإراقة دم عربية على يد عربية".

واعتبر أنَّ "هذا التحوّل الذي نراه في العالم العربي لا رجعة عنه، فما يحصل في هذا العالم شيء كبير ويجب ان ندركه ولا ان نقف في وجهه، فلا أحد يستطيع أن يقف ضد هذا التغيير"، مضيفاً: "نحن رأينا في الماضي تغييرًا حصل في العالم العربي ولكن من خلال الانقلابات العسكرية، إلا أنّ التحولات التي تحصل الآن هي انتفضات شعبية مختلفة عن الانقلابات العسكريّة وهي عبارة عن تراكم نتيجة الضغط الذي كان يعاني منه شعب معيّن في بلد معيّن". ولفت إلى أنَّ "القلق على المستقبل يجب ألا يدفعنا إلى أن ندافع عن الماضي ونظل متمسّكين به ونرفض التغيير ولا يستطيع أحد أن يقف بوجه التغيير ويجب التفكير كيف سنتعامل معه بشكل سليم".

وعن مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قال السنيورة: "أعتز بصداقتي للبطريرك الراعي لكن من الممكن ان لا نشاركه بهذه المواقف وهذا الامر يجب ان يعالج بحكمة ورويّة"، مشيراً إلى أنَّ "الرغبة في وجود ديمقراطيّة هدف يطمح إليه المسيحيون والمسلمون ومصلحتهما أن يقفا إلى جانب الانتفاضات العربيّة".

مذكراَ بأن "المسيحيّين كانوا قياديين في كل العمليات التغييريّة"، معتبراً أنَّ "هذا الموقف (للراعي) يتناقض مع الدور الذي لعبه المسيحيين خلال السنوات الماضية وهم كان لهم الدور الاساسي في النهضة العربية والاستقلال الوطني". وأوضح أنَّ "الموجودين في الواجهة في سوريا هم من المجتمع المدني ومفكرين، والاسلاميين الذين يتكلمون عنهم فعلاً لا يشكّلون سوى 13 %، وبالتالي فإنّ هذه مؤشرات يحاول البعض تخويف الناس بها ورسم هذا "البعبع" من أجل تخويف الناس للسكون".

وإذ أكد أنَّ "الضمانة الحقيقية لمكوّنات أي شعب لا تكون بربط مصائر مجموعة معيّنة بنظام أو بشخص بل بربطها بما يؤمّن استمراريتها من خلال نظام يؤمّن الديمقراطية والحريات"، شدّد السنيورة على أنّه "كلّما تحوّلنا نحو الديمقراطية صار لدينا إمكانية لمواجهة عدونا (الاسرائيلي) بمجتمع متماسك".

إلى ذلك، لفت السنيورة إلى أنَّ "اللبناني يريد أن يعيش في بلده ويشعر انه يساهم في صنع مستقبله"، مضيفاً: "دائمًا عندي مراهنة على أنّ اللبناني وعلى الرغم من كل المحاولات من قبل البعض لتأجيج الأوضاع فإنّ اللبناني تعلّم دروس ما زالت مرارتها تحت الفم".

وفي موضوع أحداث 11 أيلول 2001، سأل السنيورة: "ماذا بقي من 11 أيلول غير الاثر السلبي وغير الذكريات الأليمة التي تحاول أن توسم العرب والمسلمين بما هم ليسوا عليه؟"، مشيراً إلى انه "في كل الانتفاضات العربية التي شهدناها لم نر أحدًا رفع صورة أو شعارًا لـ(زعيم تنظيم القاعدة السابق أوسامه) بن لادن وحتى يوم موته لم نر أحدًا وقف وترحّم عليه".

ورأى، في الاطار عينه، أنَّ "من قام بأحداث 11 أيلول هو هامشي ولا يمثل لا الفكر العربي ولا الفكر الاسلامي وأخذ العرب والمسلمين الى أماكن ليسوا فيها على الاطلاق"، معتبراً أنَّ "الذي يرتكب جريمة تؤدي إلى مقتل ابرياء يكون ارتكب جريمة ضد الانسانية"، ومشيرًا إلى أنَّ "الكلام الذي يُحكى عن الخوف من الاصوليات طبيعي لوجود هكذا أصوليات، لكنها قلة قليلة ولنا مصلحة جميعًا بالمطالبة بالديمقراطية لأنّها تحمي الجميع". وأضاف: "لا أميركا انتصرت على الارهاب إنّما تكبدت خسائر هائلة، ولا العرب والمسلمين حققوا أيّ إنجاز بل على العكس تمامًا".

السنيورة الذي رأى أنه "من الطبيعي أنّ هناك قضايا عديدة في الدول العربية بحاجة إلى حل ومن ضمنها القضية الفلسطينة"، أعرب عن إعتقاده أنّ "الأمر بالغ الأهميّة في هذه الآوانة كي تتضافر كل الجهود للذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتّحدة (للتصويت على العضويّة الكاملة للدولة الفلسطينيّة فيها)"، مضيفاً: "أميركا تتوعّد بأنّها ستستعل حق الـ"فيتو"، ولكن يجب ان يكون هناك جهد عربي بالتوجه الى الهيئة العامة من أجل الاعتراف بفلسطين". وشدد على أنه "يجب أن تتضافر كل الجهود من قبل الدول العربيّة على مبدأ أساسي يقوم على التواصل مع أعضاء الهيئة العامة من أجل الحصول على اكبر عدد من الاصوات فيها".

وعن العلاقة مع مفتي الجمهورية الشيخ محمّد رشيد قباني، قال: "التواصل يجب أن يبقى وأن يستمر وهذا الامر متقدمين باتجاهه انشاء الله"، مضيفاً: "سيكون هناك تواصل مستمر من أجل التقدم على المسارات الاصلاحيّة". ورداً على سؤال بشأن اللقاء الذي جمع المفتي قباني والسفير السعودي في لبنان علي عوّاض العسيري، أجاب السنيورة: "لا علم لي بالذي حصل في هذا اللقاء لكن لا شك دائماً السعوديين يشكلون مسعى خير دائم". وتابع: "أعتقد أنّه يكون دائمًا للمرء وجهات نظر، وعبر التواصل المستمر نصل الى التقارب".

وعن العلاقة مع رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي، أشار السنيورة إلى أنّه "على الصعيد الشخصي العلاقة علاقة صداقة وكنّا في ما مضى داخل حكومة واحدة"، مضيفاً: "نختلف في السياسة ولكن الاختلاف في الرأي لا يفقد في الود قضيّة"، وردًا على سؤال حول آخر مرة تحدّث فيها إلى ميقاتي، فأجاب: "البارحة".

وحول خطة الكهرباء، قال السنيورة: "لا شك أنّ هناك معضلة مستمرة منذ سنوات هي معضلة الكهرباء، وإذا أخذنا هذه الفترة منذ عام 2000 نرى ماذا جرى، ففي فترة الأعوام 97 – 98 – 99 شهد لبنان فترة كهرباء 24/24 نتيجة الاستثمارات في الكهرباء"، موضحاً أنَّ "الاصتدام بدأ منذ عام 99 في فترة (رئيس الجمهوريّة السابق إميل) لحود فتوقفت كل الاستثمارات نتيجة الاسلوب الكيدي الذي ساد في تلك الفترة"، لافتاً إلى أنَّ "هناك دراسات عديدة وتصورات عديدة وضعت".

وتابع، في السياق عينه: "في العام 2005 كان هناك وزير للطاقة الوزير محمد فنيش وفي هذه المرحلة استطعنا ان نقدم البيان الوزاري ووضع مخطط واضح قدّم الى مجلس الوزراء ووافق عليه في حزيران 2006 ولم يطبق لأنّ الحرب نشبت وبعدها حصل الاعتصام وأُقفل قسريًا مجلس النواب وتوقف اقرار القوانين".  وأردف: "من بعد اتفاق الدوحة تألّفت الحكومة وأتى وزير الطاقة آلان طابوريان وجلس 4 أشهر يقول خلالها إنه يدرس التعرفة، وفي النهاية قال لا يمكن أن أمشي بها لأنّها ليس من صالحنا سياسيًا بها وبعدها جاء ليقول إنّ يريد إنشاء معامل تعمل على الفحم".

وأضاف السنيورة: "أضعنا الوقت في هذا الشأن في حين كان بإمكاننا أن نتّخذ قرارًا بسرعة"، مضيفاً: "لا أفهم لماذا لا نريد التعاون مع هذه الصناديق التي يمكن أن تدعم قطاع الكهرباء، فبالحقيقة أنّ أهميّة التعامل مع الصناديق دفع فوائد متدنيّة، والاهم من ذلك أنّ هذه الصناديق تواكب عملية الاستثمار وتمثل جزءا أساسيًا من الرقابة"، لافتاً إلى أنَّ "موضوع الكهرباء طُرح الآن بطرييقة عشوائيّة وأعتبر انه مس بكرامة (رئيس تكتّل التغيير والاصلاح) الجنرال ميشال عون مع انه موضوع يهم كل اللبنانيين وكل اللبنانيين يريدون كهرباء لكن يريدونها ان تتم بطريقة صحيحة وشفّافة".

وأكد السنيورة أنَّ "الاستعانة بالصناديق أمر ضروري جدًا"، مشدداً على أنه "من غير المبرّر هذا الموقف الذي شهدناه مع الوزير طابوريان ونشهده الآن مع (وزير الطاقة والمياه جبران) باسيل، إنَّ هذا الامر لايعالج في هذه الطريقة"، موضحاً أنه "في موضوع التمويل نحن بحاجة لتوفير مصادر حقيقية للتمويل نحن بحاجة ان نلجأ إلى هذه الصناديق لأنّها تخفف على المالية العامة".

وأضاف: "نحن نطل على الموضوع من زاوية مسؤولة وبنّاءة ونحن من البداية قلنا اننا معارضة مسؤولة ونريد أن نتعاون من اجل موضوع يهم كل الناس موضوع الكهرباء ولا يمكننا ان نطل على الناس ونتكلم كلام شعبوي وغوغائي ويجب ان يكون هناك وضوح"، وتابع: "نحن شديدوا الحرص على المشاريع التي تؤدي الى تحسين اوضاع الناس ان كنا في الحكومة او في المعارضة ويجب ان نعمل على هذا الموضوع ونحن لا نعيش في جزيرة معزولة وكل امر نتّخذه العالم يراقبه".

أما في الموضوع الأمني، فلفت السنيورة إلى أننا "نشهد بعض الحوادث المقلقة ونرى أنّ الحكومة ليس لديها ارادة حقيقية للممارسة سلطتها في كل الجوانب الامنيّة"، مضيفاً: "رأينا حوادث امنية وطرحنا أسئلة في مجلس النواب لم نلق جوابًا عليها".  وهذا الشأن سأل: "ماذا حصل في موضوع الاستونيين وبمتفجرة انطاليس؟ نريد من الحكومة ان توضح ماذا جرى".

وقال: "بعد الحوادث التي وقعت في منطقة بيروت قلنا لتكن بيروت مدينة منزوعة السلاح وبعد حصول حوادث في طرابلس ايضاً قلنا لتكن مدينة منزوعة السلاح واتهام "تيار المستقبل" بأنّه يمتلك سلاحًا هو اتهام باطل ونحن ضد السلاح غير الشرعي كائنًا لمن يكون"، مؤكداً أنَّ "هذا الأمر ينعكس ليس فقط على الوضع الامني بل ايضًا على الوضع الاقتصادي". ورأى أنه "على الحكومة أن تعزّز ثقة اللبنانيين بأنها واعية لهذا الامر وأن تتّخذ خطوات لتعزيز الاوضاع الامنية". وأضاف: "بعد العام 2000 رأينا كيف تحوّل السلاح للدخول في المعادلة الداخلية ولم يعد موجّهًا ضد الاحتلال الاسرائيلي بل الى صدور اللبنانيين، ومن الظاهر ان هذا السلاح أصبح يعمل بهدف تغيير معادلات داخلية واجبار اللبنانيين بان يمشوا بالطريق الذي يريدها "حزب الله".

وعن لقائه برئيس الجمهورية ميشال سليمان، قال: "تناولنا عدّة أمور، والموضوع المتعلق بسلطة الدولة"، لافتاً إلى أنَّ "هناك محاولة لاظهار ان هناك خلاف سني – شيعي وهذا غير صحيح الشيعة والسنة وكذلك المسيحيين جزء من هذا المجتمع الذي نريده ان يكون متماسكًا وهذا ما نسعى إليه"، مؤكداً أنَّ "الأمن المستورد لا يوفّر الأمن والدولة مهما ظلمت تبقى أفضل وطبعًا نحن ضد ظلم الدولة لكن من يؤمن الامن للناس هي الدولة". ولفت إلى أنه "جرى البحث مع فخامة الرئيس في عدد من الامور ومن الطبيعي أن تكون من بينها موضوع المحكمة الدوليّة".

وعن كلام ميقاتي لصحيفة "النهار" اليوم بشأن المحكمة الدوليّة، رأى السنيورة أنَّ "هذا كلام جيد فنحن نريد هذه المحكمة ولبنان عانى الكثير من الاغتيالات السياسية"، وأضاف: "اللبنانيون لم يعودوا يقبلون ان يستمر وجود سيف مسلط فوق رؤوسهم سيف الاغتيال". وأكد "هذه المحكمة نريدها حماية للديمقراطية والحريات في لبنان وانهاء القتل في لبنان"، لافتاً إلى أنَّ "المحكمة أصبحت جزءًا من القانون الدولي الذي يسمو على القوانين المحلية".

وفي الشأن عينه، أكد أنه "ليس هناك فرار من الالتزامات وحتى لو لم يدفع لبنان فانه دين يترتب عليه لا بد من دفعه، وعدم التمويل من قبل لبنان يعطي صورة سيئة جداً على لبنان". ورداً على سؤال: (لو حكومتكم الآن في السلطة لكنتم ألقيتم القبض على المتهمين)، أجاب: "القرار الاتهامي صادر في حق اشخاص وليس من مصلحة "حزب الله" أن يظهر كأنّه يحمي هؤلاء المتهمين ولإظهار براءتهم فإنّ المكان المناسب هو في المحكمة". ورأى أنه "عندما يساهم "حزب الله" فعليًا في هذا الشأن (حماية المتهمين) فهذا يحرج الحزب ويحرج الحكومة"، وأضاف: "لو كنا في الحكومة لكنا فعلنا كل جهد واضح للقبض على المتّهمين".

وتابع: "عندما يقولون في مجلّة الـ"تايم" إنّهم قابلوا هؤلاء المتهمين، فأين تمّت مقابلتهم في المريخ؟"، ورأى أنه "على الجميع التعاون مع المحكمة سواء أكان في موضوع التمويل أو تسهيل موضوع القضاة أو التعاون بشكل عام"، وإعتبر أنَّ "أكبر خطأ هو وضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي". وقال: "نحن الآن نعيش مراحل جديدة في العالم العربي والميزة الاساسية للبنان والانسان اللبناني هي القدرة على التلاؤم والتكيف مع المتغيّرات"، مضيفاً: "أعتقد أنّ "حزب الله" مثل الجالس في حفرة ويحفر (في طريقة تعاطيه مع المحكمة)".

وفي الوضع الاقتصادي، ذكّر السنيورة بأنّه "وعلى مدى السنوات الماضية أنجزنا 3 مؤتمرات باريس 1– 2 – 3 وكان يُفترض ان نسير في مسارات إصلاحيّة كثيرة وكان هناك تعهّد بأن نسير في مسار الاصلاحات وضيّعنا هذه الفرص ونحن الآن لدينا استمرار في العجز"، مضيفاً: "علينا ان نرى الآن كيف يمكن ان نزيد انتاجية الاقتصاد اللبناني"، مؤكداً أن "أمور الاداريّة لا تعالج بالكيديّة وسياسة تصفية الحسابات".

وحول زيارته للخارج وما يشاع عن سعيه من ورائها إلى العودة لرئاسة مجلس الوزراء، قال السنيورة: "ولا يوم سعيت للعودة إلى رئاسة الحكومة أو الحصول على منصب في أي وقت من الاوقات ولا طلبت، وهذا موقفي"، مضيفاً: "نحن فعليًا طرف سياسي ولدينا علاقة مع العالم وعلاقات عربيّة ودوليّة ونريد أن نوظّفها لصالح لبنان وهذه واجباتي"، وتابع: "البعض قال إنّ ما نشر في "وكيليكس" لم يشف غليل من هم ضد الرئيس السنيورة وهذا لأنني تعوّدت أن اتكلم في الغرف المقفلة كما أتكلّم في العلن".

وعن وثائق "ويكيليكس" التي تنشرها جريدة "المستقبل" بشأن رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال السنيورة: "أنا شديد الاستغراب لهذا التوتّر الذي رأيناه في فلك "8 آذار" فعلى مدى سنة كاملة جرى نشر وثائق "ويكيليكس" في وسائل اعلام "حزب الله" والعماد عون و"أمل" والمقصود منها النيل والتهجّم على شخصيّات "14 آذار" وسمعنا (الأمين العام لـ"حزب الله") السيّد حسن نصرالله قد قال يجب محاسبة هؤلاء الناس والجنرال عون قال نريد رفع دعاوى وتبيّن لاحقًا أنّه كان هناك انتقائيّة في ما نشر سابقاً، في حين أنّ ما تنشره صحيفة "المستقبل" ليس رأيها بل هي تنشر كما تنشر صحيفة "الجمهورية" وغيرها فلماذا هذه الضجة الآن ولماذا لم نقل وقتها الحق على جريدة "الأخبار"؟".

وفي الإطار عينة، سأل السنيورة: "من الذي بدأ بنشر هذه الوثائق وافتعل منها قصة وقالوا "نحنا بدنا نعمل ونسوي بهذه الجماعة وبدنا نحاسبهم؟"، وكشف أنه تلقى أمس "إتصالاً من المفتي قبلان وقال لي "معقول هيك؟"، وكان الجواب يا مولانا هذا ناتج عن ناس هم بادروا، والموضوع أنّ "أحدهم دق الباب فعليه أن يسمع الجواب" وعليك ان تسأل من بدأ، هذا كان الجواب".

(رصد NOW Lebanon)

        

يعقد في القاهرة لتقييم زيارة العربي إلى دمشق 

اجتماع لوزراء الخارجية العرب يمهد لإصدار قرار دولي ضد نظام الأسد

 الجامعة العربية سترسل وفداً إلى موسكو وبكين لاطلاعهما على الموقف العربي »المشترك«

حميد غريافي/السياسة

كشف ديبلوماسي خليجي في جامعة الدول العربية بالقاهرة النقاب امس, عن ان اجتماعاً اخر طارئاً لوزراء خارجية الدول العربية سيعقد في الجامعة بعد عودة امينها العام نبيل العربي من مهمته العربية في دمشق بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد ووزير خارجيته وليد المعلم وتسليمهما المبادرة العربية التي كانت دمشق رفضتها بعد نشرها في وسائل الاعلام, وذلك لتقييم نتائج هذه الزيارة الحاسمة التي من شأنها اذا كانت سلبية ان تحمل الجامعة على اصدار بيان يؤكد عدم تعاون النظام السوري مع الاقتراحات العربية وبالتالي يعلن دعم اي قرار دولي في مجلس الامن يوقف هذا النظام عند حدوده ضد قتل المدنيين, تماماً كما كان بيان الجامعة السابق حول ليبيا قد شرع القرار الاوروبي - الاميركي 1737 الداعي الى فرض حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين من انتهاكات القذافي الذي احيل ونجله سيف الاسلام الى محكمة الجنايات الدولية.

وقال الديبلوماسي في اتصال ب¯»السياسة« في لندن ان الاسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين بالنسبة للموقف الدولي الصارم والمتشدد من ارتكابات نظام الاسد ولا نستبعد ان يمنح وزراء خارجية الدول العربية مجلس الامن الموقف المطلوب دولياً لتنشيط المفاوضات الاوروبية - الاميركية مع روسيا والصين لزوال اعتراضيهما على قرار دولي حازم ضد الاسد, كما لا نستبعد ارسال الجامعة العربية وفداً من الوزراء العرب الى كل من موسكو والصين لاطلاعهما على الموقف العربي الجامع.

وقال الديبلوماسي الخليجي من القاهرة ان الامين العام للجامعة العربية لن يرتكب نفس الخطأ الذي ارتكبه في زيارته الأولى الشهر الماضي للقاء الاسد ووقوفه الى جانب الاصلاحات دون حمل النظام على وقف مجازره لان الامور تغيرت بشكل جذري منذ تلك الزيارة الأولى بالنسبة لتطور شعارات الثوار السوريين من اسقاط النظام الى اعدام الرئيس »بشار« وكذلك بالنسبة الى الدول العربية وخصوصاً الخليجية التي استدعت سفراءها من سورية واصدرت بيانات معظمها عنيف ضد نظامها تطالب بوقف المجازر ضد المدنيين واطلاق المعتقلين دون التطرق بعد ذلك الى الاصلاحات الكاذبة.

ونقل الديبلوماسي عن زملاء له في البعثتين الفرنسية والبريطانية في مجلس الامن قولهم ان اعلاناً صريحاً ومحدداً بزمان يصدر عن جامعة الدول العربية ضد ارتكابات نظام بشار الاسد وجرائمه ضد الانسانية من شأنه - اذا ما جاء مدعوماً بموقف عربي موحد من روسيا والصين - ان يعجل في صدور قرار دولي تحت الفصل السابع يدعو الى حظر جوي على سورية والى ارسال مراقبين عرب ودوليين للاشراف على انسحاب قوات الجيش والامن من المدن والقرى في كل المحافظات الى ثكناتها, ومنح بشار الاسد مهلة قصيرة لنقل السلطة منه الى مجلس انتقالي بقيادة المعارضة الداخلية والخارجية, تمهيداً لاجراء انتخابات نيابية ورئاسية خلال الاشهر الثمانية المقبلة.

وتوقع الديبلوماسي الخليجي ان تنهار مقاومة بشار الاسد فجأة على غير انتظار, خصوصاً اذا ادرك اخيراً ان ما يجري ضده هو امر حقيقي وليس حلماً او خيالاً وان حكمه على رأس حزب البعث قد شارف على نهايته في محاولة لتجنب مصائر الرؤساء التونسي والمصري والليبي وبالاخص مصير نصفه البعثي السابق المتمثل بصدام حسين في العراق حيث لاقى حتى الان المصير الاكثر مأساوية وقتامة وهو الاعدام مع اشقائه وافراد حاشيته الذين حكموا العراق بنفس الاساليب الاجرامية التي يحكم بها الاسد الشعب السوري الان ومن هنا على ما يبدو دعوات المتظاهرين الاخيرة الى اعدام بشار.

وتوقع الديبلوماسيون البريطانيون والفرنسيون في مجلس الامن بنيويورك الا يمضي نصف شهر نوفمبر المقبل الا ويكون المجلس الدولي اصدر قراره المنتظر ضد نظام الاسد, بعدما يكون مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية في اوروبا اصدر قراره باحالة بشار وشقيقه وصهره واقاربه ونائبه ووزير خارجيته وقادة في جيشه وحزبه واجهزته الاستخبارية الى تلك المحكمة اسوة باصدار الانتربول الدولي مذكرات باعتقال القذافي ونجله ومدير استخباراته وكذلك الرئيس السوداني وقبل ذلك المذكرات التي ادت الى اعتقال رؤساء صربيا والبوسنة وقادتهما العسكريين وعدد من القادة الافارقة الذين حوكموا وهم الان يمضون فترة الحكم عليهم في سجون أوروبية