المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 11 أيلول/11

رؤيا يوحنا الفصل 3/14-22/رسالة إلى لاودكية

واكتب إلى ملاك كنيسة لاودكية: هذا ما يقول الآمين، الشاهد الأمين الصادق، رأس خليقة الله: أنا أعرف أعمالك، وأعرف أنك لا بارد ولا حار، وليتك كنت باردا أو حارا! سأتقيؤك من فمي لأنك فاتر، لا حار ولا بارد. أنا غني وأنا اغتنيت فما أحتاج إلى شيء. ولكنك لا تعرف كم أنت بائس مسكين فقير، عريان وأعمى. أشير عليك أن تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لتغتني، وثيابا بيضاء تلبسها لتستر عريك المعيب، وكحلا تكحل به عينيك لتبصر. أنا أوبخ وأؤدب من أحب، فكن حارا وتب. ها أنا واقف على الباب أدقه، فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب دخلت إليه وتعشيت معه وتعشى هو معي. من غلب أعطيه أن يجلس معي على عرشي، كما غلبت أنا فجلست مع أبي على عرشه. من كان له أذنان، فليسمع ما يقول الروح للكنائس

 

عناوين النشرة

*الياس بجاني/تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش يعري الراعي حتى من ورقة التوت السورية التي تلطي خلفها/10 أيلول/11
*
الراعي في بيروت غدا لاستكمال جولاته الراعوية

*"الدروز" و"حزب الله" يستعدون لاستقباله في الجبل وبعلبك

*قانا تجسد العيش المشترك بإزاحة الستار عن تمثال العذراء غداً/بري يوعز بإنجاح الحدث عشية زيارة الراعي

*مثل جعجع في عشاء قـوات بعبدا/زهرا: المشاريع المعرقلة لبناء الدولة الى افول

*الراعي في بيروت غدا لاستكمال جولاته الراعوية/"الدروز" و"حزب الله" يستعدون لاستقباله في الجبل وبعلبك

*قانا تجسد العيش المشترك بإزاحة الستار عن تمثال العذراء غداً وبري يوعز بإنجاح الحدث عشية زيارة الاعي

*حمادة: ازدادت شكوكي بأن لـ"حزب الله" علاقة بالاغتيالات.. وربيع العدالة هو المحكمة 
*المتظاهرون يطالبون بحماية دولية تحت البند السابع ويدعون المعارضة للتوحد

*هل تهور أردوغان؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*النهار": ساركوزي قال للراعي "نظام الأسد انتهى"

*تصريحات الراعي خلّفت صدمة لدى 14 آذار: لم ننس ما فعله السوريون بنا؟

*باريس والراعي: اختلاف جوهري بالموقف من سوريا

*قاطيشه: الراعي وقع في أخطاء.. ومواقفه أتت معاكسة لمواقف بكركي التاريخية 

*ما قاله عن سوريا يعبر عن قناعاته/الراعي يلتقي الأسد بعد عودته من فرنسا

*نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: الراعي مارس إنقلاباً على مسيرة بكركي التاريخيّة

*الديار/سيمون ابو فاضل- أوساط فرنسية : «لا نشارك الراعي في ما اعلن..»...

*الخارجية الفرنسية: للبطريرك الراعي الحرية التامة بعرض نظرته للوضع السوري

*النائب سيرج طورسركيسيان: البطريرك الراعي يريد أن يخرج من ظل الكاردينال صفير    

*النائب ميشال فرعون  تصريحات الراعي قد تكون لها نتائج سلبية على الحضور المسيحي في سوريا والشرق   

*النائب بطرس حرب/ البطريرك يعرف في الدين أكثر منّا لكن في السياسة نعرف أكثر منه 

*ردود فعل على كلام الراعي عن سلاح "حزب الله" وسوريا: يتنافى مع منطق الحرص على بناء الدولة ومرجعيتها

*رسالة الى السيد البطريرك/ملحم الرياشي/الجمهورية

*عاصفة ردود واستهجان من "14 آذار" لدعم الراعي بقاء نظام الأسد وسلاح "حزب الله"/شمعون لـ"السياسة": أنصح البطريرك بأكل الزعتر لتنشيط ذاكرته

*فارس سعيد: مواقف الراعي تخرج عن أدبيات الكنيسة المارونيّة وهو أتى لجمع المسيحيين وليس لتبني وجهة نظر فريق على حساب وجهة نظر الكنيسة 

*النائب فريد حبيب/الديمقراطية وحدها تحمي المسيحيين ورداً على كلام الراعي: الأسد نشأ على ظلم المسيحيين والبطش بهم ولا خوف علينا ان سقط!! 

*كارلوس اده: التغيير في سوريا آت والبطريرك الراعي يراهن على "حصان خاسر وتعاليمنا المسيحية لا تسمح لنا بالتحالف مع النظام البعثي واجرامه 

*لا يحق لنا ان نطعن الثورة السورية وان نقف الى جانب قمع الحريات

*خالد الضاهر: لا نتانة أكثر من عمل حزب الله على تحويل صورة لبنان الحضارية المدافعة عن حقوق الانسان الى المعادية لحقوق الانسان

*اطالب باقالة وزير الدفاع وخطوة الوزير غصن بحقيّ تدفعنا الى فتح الملفات  

*نسيب لحود: من حق الشعب السوري تقرير مصيره واختيار نظامه 

*مطران مقرب من الراعي سيتوجه فور عودته من باريس للقاء الأسد

*"البُعبُع" السنّي/محمد سلام

*الحمصي رداً على مواقف الراعي: نفتقد أيام ومواقف البطريرك صفير والنظام السوري ليس ضمانة للاقليات بل شر مستطير

*القوات طالبت الراعي بتسمية صفير لتمثيله بذكرى شهداء المقاومة

*لا يا سيدنا .. لن تكون بكركي شاهدة زور في زمن الحريات/وني ابو روحانا - بيروت اوبزرفر

* "شبّيحة" الجنوب مجددا: إلى محيبيب دُر/علي الامين/موقع 14 آذار

*أكد تلقي أوامر بإطلاق النار على التظاهرات السلمية/جندي سوري منشق: قناصون إيرانيون بلباس أسود شاركوا في قتل المدنيين

*حتى متى يصبر الشعب السوري على مجازر الضباع؟/داود البصري/السياسة

*لماذا اشتعلت المواجهة بين "المستقبل" و"الحزب"؟

*الراعي وقبّاني: خيارات استراتيجيّة أملتها مرجعيّات/طارق ترشيشي/الجمهورية

*جوبيه – لافروف وحماية الأقلّيات/جورج علم/الجمهورية

*جنبلاط في ليبيا: حيث يكون النفط يكون البيك/فراس حاطوم/الجمهورية

*مسيحيو الشرق والانتفاضات العربية/بقلم محمد السماك/النهار

*المستقبل ينهي فترة انكفائه ويطلق هجوما متعدد الجبهة/يحيّد البطريرك الراعي رغم المآخذ ولا يوفّر الجيش و"8 آذار"/هيام القصيفي/النهار   

*البطريرك وقَتَلة الأطفال/علي حماده/النهار

*الدور التركي المزدوج/سميح صعب/النهار     

*روسيا تحصد مفاعيل بقائها متنفس النظام/احتدام المصالح المتضاربة حول الأزمة السورية /روزانا بومنصف/النهار

* تطيير الحكومة لا يطيّر المحكمة "حزب الله" يحرص على بقائها حتى الانتخابات/اميل خوري/النهار

*ويكيليكس": عون يتوسل الأميركيين لفك عزلته و"يبيعهم" موقف نزع سلاح "حزب الله"   

*اللبنانيّون صنّاع الطائفيّة؟/حازم صاغيّة/الحياة

*النظام الأسدي" كان لاعباً فأصبح "ملعباً"/ أسعد حيدر/المستقبل

*هزيمةُ مشروع إقليمي/نصير الأسعد/لبنان الآن

*المتظاهرون يطالبون بحماية دولية تحت البند السابع ويدعون المعارضة للتوحد

*هتافات تصف الجيش السوري بالخائن.. وأخرى تدعو تركيا للكشف عن مصير المقدم حسين هرموش المنشق

 

تفاصيل النشرة

تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش يعري الراعي حتى من ورقة التوت السورية التي تلطي خلفها/10 أيلول/11
الياس بجاني/هذا التقرير صادر عن هيومان رايتس ووتش التي هي من أكثر المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم مصداقية وشفافية وحيادية وهو برسم بشارة الراعي الذي قال بفجور وجحود ووقاحة للفرنسيين إن الأسد طيب ويقوم بالإصلاحات ويجب منحه المزيد من الفرص ودافع أمامهم عن حلف الأقليات الهرطقي وعن سلاح حزب الله الإيراني والإرهابي متبنياً القتلة والمجرمين/هذا الأسد الطيب يقتل المرضى في المستشفيات وينحر رقاب الأحرار ويقتلع حناجرهم ويقصف المدن بالطائرات والمدفعية ويشوه الأطفال ويغتصبهم/ في أي إنجيل يقرأ الراعي الذي ضرب عرض الحائط بثوابت بكركي التاريخية وخرج من كل أطر ادبياتها وكفر بتعاليم المسيح ليساند نظام مجرم وسفاك دماء أذاق الموارنة في لبنان تحديداً كل أنواع العذابات والاهانات والاضطهاد والسجن والإبعاد والتهجير والإرهاب والإذلال على مدار 30 سنة ولا يزال/لا، لا، مواقف الراعي الإبليسية لا تمثل ضمير ووجدان وقيم وأخلاق الموارنة وهي مرفوضة ومستنكرة ومن واجب كل لبناني حر وسيادي أن يرفضها ويقف ضدها علنية لأن المواقف الواضحة هي واجب على كل مؤمن: "أنا أعرف أعمالك، وأعرف أنك لا بارد ولا حار، وليتك كنت باردا أو حارا! سأتقيؤك من فمي لأنك فاتر، لا حار ولا بارد.(رؤيا يوحنا 3)/اضغط هنا لقراءة التقرير

برسم بشارة الراعي الذي قال للفرنسيين إن الأسد طيب ويقوم بالأصلاخات ويجب منحه المزيد من الفرص ودافع عن سلاح القتل وتبنى القتلة والمجرمين

هيومان رايتس ووتش: قوات الأمن السورية تعتقل مصابين من داخل المستشفيات وغرف العمليات

نقلت شهادات عن أطباء ومسعفين في الهلال الأحمر لما حصل في اليوم الأول من العملية العسكرية في حمص

لندن: «الشرق الأوسط» 10/09/11

اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان، قوات الأمن السورية بإخراج المصابين «بالقوة» من المستشفيات في مدينة حمص المضطربة. وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها في بيان نشر في بيروت أمس: «أخرجت القوات الأمنية السورية 18 مصابا من مستشفى البر في مدينة حمص الواقعة وسط البلاد في السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي، بما في ذلك خمسة من غرفة العمليات»، وذلك بناء على شهادات شهود عيان من بينهم أطباء في المستشفى. وأضافت أن القوات الأمنية أيضا حالت دون وصول الأطقم الطبية إلى المصابين في عدد من ضواحي المدينة في هذا اليوم. وقالت سارة ليه ويتسون مديرة قسم الشرق الأوسط بمنظمة هيومان رايتس ووتش: إن «انتزاع المصابين من غرف العمليات عمل غير إنساني وغير قانوني، ناهيك عن كونه يشكل تهديدا لحياتهم».وأضافت: «منع الأفراد من الحصول على الرعاية الطبية الضرورية يتسبب في معاناة خطيرة وربما ضرر لا يمكن إصلاحه». وأجرت المنظمة مقابلات مع طبيبين في مستشفى البر، إضافة إلى متطوعين في الهلال الأحمر. وذكر تقرير المنظمة أن طبيبا توجه إلى منطقة باب دريب في حمص حيث بدأت القوات الأمنية عملية عسكرية يوم الأربعاء الماضي، بعد أن وصله أن هناك حاجة لأطباء في المكان بصورة عاجلة. ونقلت هيومان رايتس ووتش عن الطبيب قوله: «وصلت إلى باب دريب في نحو الثامنة والنصف صباحا، وكان هناك 3 قتلى و8 جرحى. الوضع كان مأساويا جدا. 5 من الجرحى كانوا مصابين برصاصات في معدتهم وبحاجة إلى مستشفى، ولكن لم يكن باستطاعتي نقلهم إلى المستشفى». وأضاف: «كان قناصو النظام يطلقون النار على أي سيارة تغادر الحي وكانت المركبات المدرعة متمركزة حول الشارع، تطلق النار بشكل عشوائي. كان علي أن أطببهم في مستشفى ميداني داخل جامع».

وأكد أن أعداد الجرحى ظلت ترتفع مع مرور اليوم «وفي نقطة معينة وصل عددهم إلى 18 جريحا». وأضاف: «تمكنت أخيرا من إرسال 8 منهم إلى مستشفى البر، ولكن إيصالهم كان أشبه بمهمة انتحارية. شبان وضعوهم في سيارات من نوع بيك أب وقادوا بهم بأكبر سرعة ممكنة لتفادي طلقات القناصة وطلقات أخرى عشوائية من الآليات المدرعة».

ونقلت المنظمة عن طبيب آخر قوله إن القوات الأمنية دخلت مستشفى البر واعتقلت عددا من الجرحى، وقال الطبيب: «وصلت إلى المستشفى في نحو الساعة الواحدة بعد الظهر، وكان هناك نحو 50 رجل أمن يحيطون بالمستشفى. أطلقوا النار في الهواء وذهبوا لرؤية المدير. كانوا يبحثون عن شخص محدد يدعى بلال. قال لهم المدير إنه كان هناك بلال في المستشفى ولكن توفي متأثرا بجراحه وإن عائلته أخذت جثته». وأضاف: «ثم سألت رجال الأمن عن لائحة للجرحى الذين وصلوا في ذلك اليوم، ومن ثم رأيتهم يفتشون في غرف المستشفى ويأخذون أي شخص مصاب بطلق ناري، بغض النظر عن متى وصلوا. كان هناك 18 شخصا مصابا في المستشفى. 5 منهم أخذوا من داخل غرف العمليات، من بينهم اثنان كانا لا يزالان فاقدي الوعي».

وشكا الطبيب من أنه عندما حاول عدد من الأطباء «مساعدة الجرحى الذين كانوا بحاجة لعناية طبية ماسة»، دفعهم رجال الأمن وقالوا لهم إن هؤلاء «مجرمون ومغتصبون». وقال: «لقد ضربوا الجرحى وهم يخرجونهم من المستشفى. كانت هناك امرأة، لا بد أنها أم أو شقيقة أحد المصابين، ترجوهم لكي يعطوا قريبها الأدوية التي يحتاج إليها، فدفعوها. ثم وضع رجال الأمن الجرحى في سيارات إسعاف وأخذوهم». وأضاف: «كان بإمكاننا رؤيتهم وهم يضربونهم داخل سيارة الإسعاف.. لا أدري إلى أين أخذوهم». وأشار الطبيب إلى أن أخذ الجرحى بالقوة من داخل المستشفى، أثار حالة ذعر بين العائلات ودفع الكثيرين إلى سحب مرضاهم من المستشفى خوفا من أن يتم اعتقالهم.

وقال متطوعون في الهلال الأحمر للمنظمة إن القوات الأمنية منعتهم من الوصول إلى الجرحى لإسعافهم. ونقلت عن أحد المتطوعين قوله إن مركزه «تلقى اتصالا نحو الساعة السابعة صباحا ليبلغهم أن 4 جرحى بحاجة إلى مستشفى، موجودين في مستوصف في محيط باب تدمر. فأرسل الهلال الأحمر سيارات إسعاف، إلا أن قوات أمنية أوقفتهم وهم على بعد 800 متر من المستوصف، وطلبت من الطاقم نقل رجلي أمن، أحدهم مجروح والآخر مقتول». وأضاف أن «الهلال الأحمر تجاوب وأرسل سيارة إسعاف أخرى لنقل الجرحى الأربعة الآخرين. ولكن رجال الأمن على نقطة التفتيش نفسها، منعوهم من المرور».

وأكد متطوع آخر في الهلال الأحمر لـ«هيومان رايتس ووتش»، أن «رجال الأمن حضروا إلى مركز العمليات صباحا وقالوا لهم إنهم تلقوا تعليمات بإدارة العمليات لذلك اليوم. وبقي رجل الأمن في المركز حتى الساعة الثانية بعد الظهر، وأعطى أوامر للمتطوعين في الهلال الأحمر لمساعدة جرحى الأمن ولكن لا أحد من المتورطين في تحركات ضد الحكومة».

وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قد جمعت في السابق تقارير عن منع رجال الأمن من وصول مساعدات طبية إلى الجرحى، ودفع الأطباء إلى علاجهم في الجوامع والبيوت الخاصة. وزار رئيس الصليب الأحمر الدولي جاكوب كيلينبرغر سوريا في مطلع الشهر الحالي، ودعا عقب زيارته إلى السماح للطاقم الطبي بالوصول إلى الجرحى لإنقاذهم.

 

الراعي في بيروت غدا لاستكمال جولاته الراعوية

"الدروز" و"حزب الله" يستعدون لاستقباله في الجبل وبعلبك

المركزية- يعود البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى بيروت غدا بعد زيارة الى فرنسا دامت اسبوعاً كاملاً التقى خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكبار المسؤولين. واثر عودته، يحفل جدول أعمال البطريرك بزيارات الى مناطق لبنانية عدة استكمالا لمسلسل الجولات الراعوية التي كان بدأها بعد انتخابه بطريركا، فيزور بلدة حمانا في 13 الجاري ثم فالوغا في 14، ومن المقرر أن تتنوع النشاطات في هذه الزيارات بين قداديس واحتفالات وكلمات من وحي المناسبة، خصوصا ان زيارة فالوغا تصادف في مناسبة عيد الصليب، المناسبة التي تتشارك فيها طائفة الموحدين الدروز مع المسيحيين في عادات وتقاليد قديمة ترسيخاً لقيمالعيش المشترك.

وسيلقي كلمة طائفة الموحدين الدروز الشيخ القاضي سجيع الأعور، الذي قال لـ"المركزية" انه سيركز على أهمية زيارة البطريرك الى المنطقة، والحرص على سيادة لبنان واستقلاله، وعلى العيش المشترك الذي نحن في أمس الحاجة اليه اليوم، اضافة الى ضرورة جمع شمل كل اللبنانيين والمسيحيين خصوصا، لأن شمل اللبنانيين يعني استمرار لبنان واستقراره.

وستتضمن الكلمة إشارة الى البطريرك الماروني الذي هو همّ الجميع بالنسبة الى بيع اراضي لبنان، تراب الأجداد والآباء لأي كان، وأهمية ان نكون على مسافة واحدة مع الجميع والحفاظ على تقاسم السلطات وفقا لأحكام الدستور ليستمر لبنان ويبقى.

"حزب الله": على خط آخر، وفي اطار الزيارة المقررة للبطريرك الراعي الى منطقة بعلبك – الهرمل المقررة في 17 و18 الجاري، كشفت أوساط متابعة لـ"المركزية" عن ان حزب الله يولي أهمية خاصة لجولة الراعي على مدينة بعلبك والقرى المجاورة ويسعى الى عقد لقاء مع البطريرك كما قرر مشاركة عدد من مسؤولي المنطقة في استقباله في مختلف النقاط التي سيتوقف فيها. ولفتت الى ان عددا لا بأس به من الاحزاب والقوى الوطنية من فريق 8 آذار في المنطقة سيشارك في هذه الاستقبالات.

 

قانا تجسد العيش المشترك بإزاحة الستار عن تمثال العذراء غداً

بري يوعز بإنجاح الحدث عشية زيارة الراعي

المركزية- تستعد بلدة قانا – صور لاستضافة حدث ديني في الحادية عشرة قبل ظهر غد الأحد يتمثل بإزاحة الستارة عن تمثال بطول 2,30 متر للسيدة العذراء على قطعة أرض قدمتها بلدية قانا قرب مغارة قانا التي باركها السيد المسيح وحقق فيها معجزة. ويهدف الحدث الذي دعا اليه تجمع "لبنان ارض مقدسة" برئاسة السيدة جويس الجميل الى اعادة احياء البلدة ومغارة قانا ووضعها على لائحة المناطق الأثرية والسياحية في الجنوب اللبناني مع ما تحمل مغارة قانا الأثرية والدينية من قيم لدى أبناء المنطقة.

وأشارت مصادر بلدية لـ"المركزية" الى ان الحدث الديني سيبدأ بالتجمع امام بلدة قانا تم التوجه في مسيرة في اتجاه كنيسة مار يوسف في البلدة لإقامة احتفال يتخلله ترانيم دينية تؤديها المرنمة جومانا مدور مع قراءة الإنجيل وكلمات روحية فإزاحة الستار عن التمثال. ولفتت الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اعطى توجيهاته لإنجاح هذا الحدث الذي يسبق زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للجنوب ومنها محطة اساسية في قانا الجليل، مؤكدة ان هذا الاحتفال سيجسد الجنوب ارض حياة لبنانية مشترك وان لبنان رسالة سامية في التعايش وقانا تستحق ادراجها على خارطة الموقع الاثرية الدينية في لبنان تأكيداً لما قال الطوباوي البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ان لبنان أكثر من بلد عادي هو رسالة التعايش والمحبة والآخاء والتلاقي بين الحضارات.

 

مثل جعجع في عشاء قـوات بعبدا

زهرا: المشاريع المعرقلة لبناء الدولة الى افول

المركزية - اقامت منسقية قضاء بعبدا في حزب "القوات اللبنانية" عشاءها السنوي في مطعم سلطان الرومية - القليعات، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب انطوان زهرا، وحضور قيادات سياسية وحزبية. بعد النشيدين الوطني والقواتي، وقف الحضور دقيقة صمت اجلالا لشهداء "القوات" وجميع الشهداء "دفاعا عن لبنان وكرامته"، كما قال عريف الحفل انطوان ابي انطون الذي رحب بالحضور المتنوع الذي يشكل رمزا لوحدة لبنان وغناه الفكري والثقافي والانساني".

اما رئيس منسقية بعبدا في "القوات" جان ابي انطون، فقال انه عندما نتكلم عن المتن الجنوبي وقضاء بعبدا، فنحن نتكلم عن قلعة حفر اهلها الصخر وزرعوا الوعر، فأهل هذه المنطقة لهم مع المقاومة الف حكاية وحكاية، وارض المتن الجنوبي وقضاء بعبدا ارض البطولة والرجولة".

زهرا: وتحدث النائب زهرا ناقلا للحضور تحيات جعجع، متمنيا لهم التوفيق والنجاح، ومؤكدا "دعم رئيس الحزب ودعمه الشخصي في استكمال النضال مع الشرفاء في لبنان لوضعه على السكة الصحيحة لمسيرة الامن والاستقرار والسلام".

اضاف:" ثالوثنا هو الاب والابن والروح القدس وليس الشعب والجيش والمقاومة. وحلمنا لم يسقط بل سنناضل ليتحقق بالايمان والمحبة والعيش المشترك".

وسأل: هل يحق لنا ان نسمح لشهدائنا ان تكون شهادتهم مجانية؟ اضاف:" هذا السؤال يفرض علينا وقفة مسؤولية لمعرفة لماذا ناضلوا، وكيف ان هذا الوطن بني على التضحيات لمناضلين شرفاء وشهداء ".

اضاف:" رفاقي في انتفاضة الاستقلال، ممثلو السلطات المحلية في منطقة بعبدا واحزاب قوى 14 اذار واصدقائي، بعبدا التي تملك تاريخا في الماضي والحاضر، من النضال، تحتضن في جغرافيتها مراكز صمود للسيادة اللبنانية، منطقة فيها رئاسة الجمهورية، وفيها قيادة الجيش اللبناني وللاسف فيها ايضا قيادة من يعتدي على هذه الرموز وعلى هذه السيادة.

في المحطات المفصلية، وامام انتقال عدوى الحركة الشعبية المباركة لانتفاضة الاستقلال والتي اسقطت كل الحواجز في لبنان بين الطوائف جعلتهم يتخاطبون بشرف ويتحالفون بشرف، من اجل تحرير لبنان، ومن اجل الحرية والسيادة والاستقلال وانتقلت هذه العدوى الى شعوب المنطقة التي بدأت تقول كلمتها بصدق ورافضة للخنوع والذل، من غير المستطاع، نحن اللبنانيين الذين فطرنا على الحرية والكرامة الا ان نشد على يد كل حر ينتفض من اجل ممارسة حقه بالتعبير عن نفسه وانتمائه والشراكة بالسلطة والاقتصاد، بمعنى اوضح لا يمكننا مهما حاولنا الا ان نكون الى جانب الشعوب المنتفضة من اجل حريتها وكرامتها".

اضاف:" التاريخ لا يعود الى الوراء، والشعوب عندما تتحرك كما تحرك الشعب اللبناني لا بد من ان تصل الى اهدافها، ولا بد من ان تحقق احلامها ومصالحها، وليس من يستطيع ان يدرك مصلحة الشعوب الا الشعب نفسه، لا احد يدرك مصلحة الشعب اللبناني بقدر الشعب اللبناني، ولا مصلحة الشعب المصري بقدر الشعب المصري، ولا مصلحة الشعب التونسي اكثر من الشعب التونسي ولا العراقي ولا السوري ولا الليبي ولا اي شعب آخر، الشعب يدرك مصلحته ويعمل لتحقيقها، فتحية لهذه الشعوب".

وتابع: "في زمن القلق والهواجس علينا العودة الى الاسس والمبادىء والتجربة، وبهذه التجربة استذكر معكم لننتبه وننبه بأن المسمار الاول في نعش الجمهورية الاولى للبنان كان في اتفاق القاهرة الذي اعترف بحق وجود سلاح غير سلاح الجيش اللبناني على الارض اللبنانية، وقد ادخلنا هذا الاتفاق في حروب ومآس بدأت ولم تنته الا باتفاق الطائف بعد عشرين عاما بالتمام والكمال، هذا الاتفاق جاء ليقول كفى قتالا، لنبني السلم الاهلي، ولنبني دولة ومؤسسات ونؤمن الشراكة الوطنية المنظمة الاسلامية - المسيحية تؤكد وتظهر الايمان بالتنوع، بالحرية، وبالاخر المختلف، كما هو هذا الاخر".

اضاف:" حدث ما حدث مع بداية تطبيق هذا الاتفاق (اتفاق الطائف)، حدث الانقلاب على الطائف، وتم الادعاء بأن حق لبنان في تحرير ارضه اصبح منوطا فقط بحزب احتكر المقاومة بعد الغاء بقية اجنحتها باقتناء السلاح لتحرير الارض. صمتنا.

نعم سكتنا حتى جلاء العدو الاسرائيلي عن ارض لبنان، اليوم نحن نكافح من اجل تطبيق هذا الاتفاق وبناء الدولة من جديد، لا يمكننا القبول ونحن نبني اليوم الجمهورية الثانية ان نسمح البدء بدق المسامير في نعشها من جديد من خلال تشريع وجود سلاح آخر خارج على الشرعية وعلى الدولة تحت اي حجة، الدفاع عن لبنان، حق الفلسطيني بالعودة الى فلسطين، تأمين السيادة الوطنية والكرامة الوطنية. وهذا الامر لا يتحقق الا عبر الجيش اللبناني المسؤول المباشر عن تأمين السيادة تحت سلطة السلطات الدستورية المنتخبة في لبنان، واي كلام آخر، هو كلام مرفوض ولا يمكن ان يؤدي الا الى دفن الجمهورية الثانية، التي لم تبلغ بعد، والتي لم تحقق غاياتها بعد، ولم تنشأ بشكل كامل بعد ".

ولفت زهرا الى "انه مناضل ملتزم" ينتسب الى "مدرسة المقاومة في لبنان مدرسة القوات اللبنانية". وتساءل: كيف يكون المسيحي مسيحيا اذا لم يكن مع الحقوق البديهية للشعوب ومع بناء الدولة في لبنان؟ نحن ندعي ان هذا الوطن انشىء وهذه الدولة بنيت لانها حاجة للمسيحيين في الشرق؟.

واشار الى "ان النضال هو طريق الحرية"، متسائلا مجددا عن "دورنا في هذا النضال"، رافضا ان "نهدم دولتنا بأيدينا في تنازلنا عن حق الدولة الحصري بالسيادة وحق السلاح". كيف نكون مسيحيين اذا تساهلنا في قمع الشعوب الاخرى وانتهاك كرامة الانسان وحقه في الحياة بحرية".

وقال: "انا اؤمن بأننا نشابه الله في خلوده، وبأننا ابناؤه في التبني، وبانه قد خلق الناس احرارا فلا يحق لاحد باستعبادهم، كيف نكون مسيحيين ونحن لا نلتزم هذه القيم، نكون مسيحيين حقيقيين باعترافنا بشرعية وحق كل انسان مختلف في المستوى نفسه من الحرية والكرامة الانسانية والحقوق الاجتماعية".

واشار الى "ان المسيحية التزام والالتزام لا يتجزأ لانه ياتي من كلام الله، وليس من مصالح الناس، ايا كان هؤلاء الناس".

وفي الشأن السياسي قال زهرا:" نحن نشهد يوميا تجليات التضامن الحكومي الرائد عند اللزوم ونشهد محاولات بعض اطراف الحكومة لاقرارها وابتزاز المؤسسات وكل الشعب اللبناني".

اضاف:"الحمد لله، اننا استطعنا في تصدينا الايجابي في المجلس النيابي لتمرير المشاريع المشبوهة ان نحصن هذه المشاريع في الحكومة من خلال اصرار غالبية الحكومة على تحصينها دستوريا ورقابيا كي نعود ونشهد مشاريع تحترم المؤسسات والدولة والرقابة ولا نقول "غيري اخذ فاعطوني بلا حساب".

وتابع: "لم يفعل هكذا فؤاد شهاب عندما سعى لبناء دولة، فؤاد شهاب رفض تقاسم الجبنة، وتغطية من اكلها، عندما كان رئيسا للجمهورية بكامل الصلاحيات ومات فقيرا، هذا هو المسيحي الملتزم. من جهته الرئيس الياس سركيس كان رئيسا للجمهورية اللبنانية وبكامل الصلاحيات ومات فقيرا ايضا لانه كان يؤمن بالمؤسسات، هذا هو المسيحي الحقيقي الذي يؤمن بالدولة اللبنانية وليس من يغطي الصفقات والمخالفات. المسيحي الحقيقي هو من يؤمن بالدستور وبالمؤسسات، لا يهادن ولا يساير".

واذ ابدى زهرا اسفه لكون الحكومة تشكلت من ثلاثة فرقاء، قد تكون الظروف جمعت بينهم، لكن المبادىء لا يمكن ان تجمعهم، حيث هناك فريق يريد من هذه الحكومة ان يتمكن من وضع يده على البلد، واستمرار مشروعه في الغاء كل مؤسسات الدولة لتصبح الدولة دولته، وفريق اخر يحرص على السلم الاهلي ويحاول تجنب الازمات والانقسامات المميتة، اما الفريق الثالث هو الفريق المتلهف على المكاسب وعلى تعويض ما فاته عندما كان غائبا من مردود في مؤسسات الدولة وخيراتها".

واكد زهرا انه "بالصمود والايمان يمكننا التصدي لكل من يتهافت على خيرات البلد لاخذها، ومن يحاول الاستمرار في وضع يده على الدولة والتمكن اكثر فأكثر من السيطرة عليها. شهداؤنا من كل الطوائف والاحزاب لم يستشهدوا كي ينتهي لبنان، وان وحدة دمهم في انتفاضة الاستقلال لا يمكن الا ان تزهر استقلالا وسيادة وحرية.

وان ما انتج الانقلاب على الطائف وحصر المقاومة بحزب ديني، والانقلاب على انتفاضة الاستقلال مشروع يتهاوى، وبالتالي كل الظروف التي عرقلت مشروع الدولة والاستقرار والازدهار في لبنان الى افول وافول سريع، لذلك نتأمل وفي المدى المنظور ان نكمل نضالنا وفاء لشهدائنا بمشروع بناء الدولة، ويعود فينضم الى هذا المشروع كل مكونات هذا الوطن، لان الرهانات سقطت ولن يبقى الا الاستمرار للعمل على احلام شهدائنا الذين لم يبخلوا بأرواحهم من اجل لبنان، كل لبنان".

وختم كلامه "بالدعوة الى لقاء الشهداء في يوم شهداء المقاومة اللبنانية في ملعب فؤاد شهاب - جونية، لنعيد الامل ونؤكد التصميم على الوفاء بالوعد الذي قطعناه على انفسنا ببناء لبنان الواحد، السيد، الحر، المستقل".

 

الراعي في بيروت غدا لاســــتكمال جولاته الراعوية

"الدروز" و"حزب الله" يستعدون لاستقباله في الجبل وبعلبك

المركزية- يعود البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى بيروت غدا بعد زيارة الى فرنسا دامت اسبوعاً كاملاً التقى خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكبار المسؤولين. واثر عودته، يحفل جدول أعمال البطريرك بزيارات الى مناطق لبنانية عدة استكمالا لمسلسل الجولات الراعوية التي كان بدأها بعد انتخابه بطريركا، فيزور بلدة حمانا في 13 الجاري ثم فالوغا في 14، ومن المقرر أن تتنوع النشاطات في هذه الزيارات بين قداديس واحتفالات وكلمات من وحي المناسبة، خصوصا ان زيارة فالوغا تصادف في مناسبة عيد الصليب، المناسبة التي تتشارك فيها طائفة الموحدين الدروز مع المسيحيين في عادات وتقاليد قديمة ترسيخاً لقيمالعيش المشترك.

وسيلقي كلمة طائفة الموحدين الدروز الشيخ القاضي سجيع الأعور، الذي قال لـ"المركزية" انه سيركز على أهمية زيارة البطريرك الى المنطقة، والحرص على سيادة لبنان واستقلاله، وعلى العيش المشترك الذي نحن في أمس الحاجة اليه اليوم، اضافة الى ضرورة جمع شمل كل اللبنانيين والمسيحيين خصوصا، لأن شمل اللبنانيين يعني استمرار لبنان واستقراره.

وستتضمن الكلمة إشارة الى البطريرك الماروني الذي هو همّ الجميع بالنسبة الى بيع اراضي لبنان، تراب الأجداد والآباء لأي كان، وأهمية ان نكون على مسافة واحدة مع الجميع والحفاظ على تقاسم السلطات وفقا لأحكام الدستور ليستمر لبنان ويبقى.

"حزب الله": على خط آخر، وفي اطار الزيارة المقررة للبطريرك الراعي الى منطقة بعلبك – الهرمل المقررة في 17 و18 الجاري، كشفت أوساط متابعة لـ"المركزية" عن ان حزب الله يولي أهمية خاصة لجولة الراعي على مدينة بعلبك والقرى المجاورة ويسعى الى عقد لقاء مع البطريرك كما قرر مشاركة عدد من مسؤولي المنطقة في استقباله في مختلف النقاط التي سيتوقف فيها. ولفتت الى ان عددا لا بأس به من الاحزاب والقوى الوطنية من فريق 8 آذار في المنطقة سيشارك في هذه الاستقبالات.

 

قانا تجسد العيش المشترك بإزاحة الستار عن تمثال العذراء غداً

بـــري يوعــز بإنجاح الحدث عشــية زيارة الـــراعي

المركزية- تستعد بلدة قانا – صور لاستضافة حدث ديني في الحادية عشرة قبل ظهر غد الأحد يتمثل بإزاحة الستارة عن تمثال بطول 2,30 متر للسيدة العذراء على قطعة أرض قدمتها بلدية قانا قرب مغارة قانا التي باركها السيد المسيح وحقق فيها معجزة. ويهدف الحدث الذي دعا اليه تجمع "لبنان ارض مقدسة" برئاسة السيدة جويس الجميل الى اعادة احياء البلدة ومغارة قانا ووضعها على لائحة المناطق الأثرية والسياحية في الجنوب اللبناني مع ما تحمل مغارة قانا الأثرية والدينية من قيم لدى أبناء المنطقة.

وأشارت مصادر بلدية لـ"المركزية" الى ان الحدث الديني سيبدأ بالتجمع امام بلدة قانا تم التوجه في مسيرة في اتجاه كنيسة مار يوسف في البلدة لإقامة احتفال يتخلله ترانيم دينية تؤديها المرنمة جومانا مدور مع قراءة الإنجيل وكلمات روحية فإزاحة الستار عن التمثال. ولفتت الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اعطى توجيهاته لإنجاح هذا الحدث الذي يسبق زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للجنوب ومنها محطة اساسية في قانا الجليل، مؤكدة ان هذا الاحتفال سيجسد الجنوب ارض حياة لبنانية مشترك وان لبنان رسالة سامية في التعايش وقانا تستحق ادراجها على خارطة الموقع الاثرية الدينية في لبنان تأكيداً لما قال الطوباوي البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ان لبنان أكثر من بلد عادي هو رسالة التعايش والمحبة والآخاء والتلاقي بين الحضارات.

 

حمادة: ازدادت شكوكي بأن لـ"حزب الله" علاقة بالاغتيالات.. وربيع العدالة هو المحكمة 

ما يحصل بسوريا يشير لنهاية النظام.. وكل ما يهم إيران هو أن يكون لها حصة أساسية في توزيع المسؤوليات للمستقبل السوري واللبنان

  أكد النائب مروان حمادة أن "النظام السوري كان يعطل المبادرات والحلول في لبنان دومًا"، مشيرًا في سياق متّصل إلى أن "كل ما يهم إيران هو أن يكون لها حصة أساسية في توزيع المسؤوليات للمستقبل السوري واللبناني، وهي حاولت وضع اليد على الحكم اللبناني عبر حزب الله". وأضاف حمادة: "إن المعركة والثورة في سوريا وضعت حدًا لإيران، وما يحصل في سوريا اليوم دليل على نهاية النظام، وهناك كذبة كبيرة حاول الرئيس السوري بشار الأسد أن يسوّقها داخل سوريا وخارجها وهي أنه يقوم بإصلاحات ويدعو إلى الحوار".

حمادة، وفي حديث إلى قناة "mtv"، لفت إلى أن "تفريق طهران بين النظام في سوريا والشعب له معانٍ عميقة بأن النظام لا يمثل الشعب السوري"، وأردف: "كما قال (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي للبطريرك (مار بشارة بطرس) الراعي فنظام الأسد قد انتهى، وإذا فشلت المبادرة العربية فسنذهب إلى المزيد من المواجهات في سوريا، ولا بد للجيش السوري أن يقف بوجه الأسد ويقول له كفى وأن ينضم إلى الشعب وإلى الوحدة في سوريا، فلقد انتهى ما سُمّيَ بالديكتاتورية العربية".

حمادة شدد على أن "الضمير اللبناني لا يجوز إلا أن يكون مع الحريات"، وقال: "نحن نرى أنها ثورة يقابلها مذبحة منظّمة في سوريا، لكن 14 آذار لم تتدخل في الشؤون السورية ولم تتدخل في من يريد أن يستلم الحكم بعد النظام، ولم تُدخل السلاح إلى سوريا، ومهما حاول النظام أن يقمع فسيرتد عليه الجيش في كل المناطق"، وسأل: "أما نحن في لبنان فماذا شهدنا من النظام السوري سوى القتل من كمال جنبلاط إلى الرئيس رفيق الحريري؟".

وتعليقًا على مواقف البطريرك الراعي، رد حمادة: "أنا لا أشاطر البطريرك الرأي ولكن أحترم رأيه، وأنا متضامن مع حلفائنا المسيحيين وسأتكلم مع البطريرك وسأسأله عن هذا الموقف، فأنا لا أقبل القول إن البطريرك ينتقل من معسكر إلى معسكر، لأن بكركي حرة، وهي ضمانتنا، وكل انحراف عن ذلك هو في نظري قضاء على مرتكزات الدولة". ورداً على سؤال، أجاب حمادة: "أنا لا أخاف على الدروز في سوريا ولا على المسيحيين من نظام ديمقراطي تعددي، ولا أخاف عليهم أيضًا في لبنان، فبدون المسيحيين لا يوجد لبنان، ثم لا أتصور أن الدروز لديهم عقدة الأقلية"، مشددًا على أن "أي كلام على تحالف الأقليات مع غير أقليات هو قضاء عليها".

من جهة أخرى، وحول ملف الكهرباء، أوضح حمادة أن "ما حصل أن توازن القوى داخل الحكومة والمعارضة أخرج مشروع الكهرباء غير ما أراده (رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال) عون"، مؤكدًا أنه "لا يوجد إنجاز لأحد بل لكل القوى اللبنانية وهذا الإنجاز لا علاقة له بالوزير (الطاقة والمياه جبران باسيل) أو بعون او بغيره".

وتابع: "لو جرى تصويت آنذاك على اقتراح عون لكان سقط"، معتبرًا أن "الحكومة بينت أنها حكومات وليست حكومة واحدة". وقال: "أنا ساصوت مع المشروع"، مشيرًا إلى أن "زملاء باسيل في المجلس اكتشفوا أن الابتزاز بتطيير الحكومة باطل"، ولفت إلى أن "عون ليس له مصلحة في إسقاط الحكومة"، وقال: "إن هذه الحكومة كما رُكِّبت ستفرط لأنها تجمع أشخاصاً لا يؤمنون بالأشياء نفسها وهي غير مرشّحة للبقاء".

وعن تمويل المحكمة الدولية، قال حمادة: "هناك نظرية تقول إن الحكومة ستصمت وتسمح للرئيس نجيب ميقاتي والرئيس ميشال سليمان بدفع المبلغ، وإما أن تسير الحكومة بالخطى التي نريدها وإلا ستسقط". وردًا على سؤل إلى من يوجه الاتهام بالاغتيالات، أجاب حمادة: "أنا سياسيًا وجهت الاتهام إلى سوريا واليوم لدي شكوك تزايدت أن "حزب الله" له علاقة بالاغتيالات"، معربًا عن أسفه أن يكون "المتراس الموجه ضد العدو أصبح ضدد الشقيق". وختم بالقول: "نحن لا تعنينا الأسماء الفردية بل نريد أن نعرف من أمر بالقتل"، مؤكدًا أن "ربيع العدالة العربية هو المحكمة في لبنان".

 

المتظاهرون يطالبون بحماية دولية تحت البند السابع ويدعون المعارضة للتوحد

هتافات تصف الجيش السوري بالخائن.. وأخرى تدعو تركيا للكشف عن مصير المقدم حسين هرموش المنشق

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»

رغم استمرار الجدل في أوساط المعارضة السورية حول طلب التدخل الدولي، بمعنى الحماية الدولية للمدنيين العزل، فإن المظاهرات التي خرجت يوم أمس كانت تحت عنوان «الحماية الدولية»، مع توجيه نداءات للمعارضة السورية كي تتفق وتتوحد. ففي بلدة عربين في ريف دمشق حملت اللافتات عبارات مختزلة «الشعب السوري يستغيث أنقذونا ساعدونا»، كما وجهت نداءات للمعارضة السورية «خلافكم يقتلنا»، مع رسائل عتب إلى المعارض برهان غليون.. «عتبنا عليكم عتب محبة.. نريد معارضة موحدة».

وطغى على غالبية اللافتات في كل المظاهرات التي خرجت يوم أمس في مختلف أنحاء البلاد «الحماية الدولية للشعب الأعزل»، وبدرجة أقل طلب «فرض حظر جوي»، بينما طالب متظاهرون بحماية دولية تحت البند السابع، وكتبوا ما يشبه الرسالة إلى المجتمع الدولي «أن سلطة تطلق الرصاص على شعبها تفقد مشروعيتها نهائيا وتُعامل معاملة المحتمل و(...)يُعامَل جيشها معاملة الجيش المحتل.. من جديد نطالب بدخول مراقبين دوليين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وليس الفصل السادس».

وفي مدينة عامودا ذات الأكثرية الكردية، في شمال شرقي البلاد، طالب المتظاهرون بـ«حماية دولية وحظر للطيران والسلاح». وفي سهل الغاب في ريف محافظة حماه وسط البلاد، رفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها «يا أحرار العالم نريد حماية دولية»، وهم يهتفون: «والله لنأخذ بالتار من ماهر ومن بشار». كما رفعت لافتات تسخر بمرارة من الاعتقالات وقد وجهت إلى اتحاد الكرة العالمي (الفيفا): «نداء استغاثة إلى الفيفا.. الملاعب السورية تحوّلت إلى سجون.. نطالب بالتدخل الكروي».

وفي حمص، كتب المتظاهرون «حمص تطالب بالحماية الدولية». وفي رسالة وجهت إلى حكام العرب والمسلمين كتب المتظاهرون في منطقة تير معلة في حمص على لافتة: «يا حكام العرب والمسلمين كفى تخاذلا.. أليس فيكم رجل رشيد.. صمتكم يقتلنا.. نطالب بالحماية الدولية». وعلى لافتة أخرى وجهوا رسالة للنظام السوري: «قاعدين على قلوبكم مثل الحجر.. ها هو رصاصكم وهاهو دمنا.. لنرى.. لنرى.. لنرى.. من ينتهي صبره أولا»، وفي جملة فيها الكثير من التحدي والإصرار كتبوا: «وطن في قلبه حمص وطن لا يموت».

إلا أن الشعارات والهتافات الأقوى، التي تؤشر إلى احتمال تحول خطير في مسار الثورة في سوريا، تلك التي سمعت في مناطق جبل الزاوية خلال تشييع القتلى يوم أمس، حيث هتفت الجموع: «ما عاد بدنا سلمية.. ما عاد بدنا حرية.. بدنا حماية دولية.. وبدنا نشيل الأسدية.. بدنا حماية دولية.. من الشبيحة الأسدية.. وبدنا نشيل الأسدية من الأراضي السورية»، مع هتاف «خاين الجيش السوري.. خاين»، كما طالب المتظاهرون الحكومة التركية بالكشف عن مصير المقدم المنشق حسين هرموش، الذي يقال إنه على الأراضي التركية، وإنه قتل هناك. وتوعد المتظاهرون بحرق الأرض تحت أقدام من يقتل أبنائهم.

وفي مدينة كفر نبل، رفعت لافتة كتب عليها: «نطالب بدخول العصابات المسلحة لحمايتنا من الجيش»، ولافتة أخرى رسم عليها خريطة سوريا وكتب على الرسم: «منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب أو التصوير»، حيث عبر المتظاهرون في جبل الزاوية في محافظة إدلب، شمال البلاد، والمنطقة التي تتعرض لقمع عسكري شرس عن زهد في مطالب الثورة بالحرية، بمعنى أن الحرية، نتيجة للقمع الدموي الشديد، لم تعد المطلب الأول، وإنما الثأر من آل الأسد والتخلص منهم، وهو شعار سبقه تقدم شعار «الشعب يريد إعدام الرئيس» على شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، الذي بالكاد يسمع في المظاهرات السورية اليوم، بعد ستة أشهر من القتل والاعتقال التعسفيين.

من جانب آخر، عبر المتظاهرون من خلال لافتات رفعت في أكثر من مكان، عن موقفهم الرافض لمرسوم أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، أول من أمس، يتعلق بحالة التعبئة العامة، الذي يعني «تحويل البلاد بشكل عام والقوات المسلحة بشكل خاص من زمن السلم إلى زمن الحرب، استعدادا للدفاع عن سيادة الوطن ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، بما فيها الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، ووضع جميع مواد البلاد البشرية والمادية في خدمة المجهود الحربي، وفقا لمقتضيات مصلحة البلاد». وحملت اللافتات عبارات مثل «لا للتعبئة التي يدعو لها بشار لقتلنا ثم حرقنا»، و«لا للتعبئة الأسدية أو الذهاب للاحتياط»، و«لن نطيع الأوامر بالتعبئة لقتل الأبرياء»، و«فقط في سورية: غرامة التظاهر = أضعاف راتبك الشهري وسجن سنة». وفي مدينة قارة في ريف دمشق، هتف المتظاهرون: «دق كفك هز هز.. دين محمد كله عز» و«الموت ولا المذلة». وفي الكسوة، استنكر المتظاهرون إطلاق النار على الجرحى وكتبوا: «حتى في إسرائيل لا يطلق النار على الجثث»، وهم يهتفون: «مكتوب على أعلامنا.. الله يلعن إعلامنا» و«مكتوب على علمنا بشار خاين وطننا»، و«مكتوب على الروسية.. بشار الأسد خاين سورية». إلا أن أكثر الأغاني تأثيرا من بين التي رددها المتظاهرون يوم أمس، كانت الأغنية الشعبية: «سكابا يا دموع العين سكابا.. على شهداء سوريا وشبابها».

 

هل تهور أردوغان؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

بعد التصعيد التركي تجاه إسرائيل على خلفية رفض تل أبيب الاعتذار لأنقرة بعد الاعتداء على سفينة الحرية التركية التي توجهت لغزة، السؤال اليوم هو: هل تهور رئيس الوزراء التركي؟ وهل هو أردوغان عبد الناصر؟ من الصعب الإجابة بـ«نعم» أو «لا»، إلا أن هناك معطيات توحي بأن التحرك التركي قد يكون محسوبا، ومبنيا على متغيرات المنطقة، وزلزالها السياسي. فمن يرصد الأحداث جيدا يجد أمورا عدة، أهمها أن التصعيد التركي ضد إسرائيل يأتي في الوقت الذي قررت فيه تركيا الخروج عن حيادها وسمحت بنشر الصواريخ الأميركية الموجهة ضد إيران على أراضيها، وهذا ما يفسر التصعيد الإيراني ضد تركيا حديثا. وكما قال لي وزير خارجية عربي «أهم شيء في السياسة هو التوقيت»، فأنقرة تخلت عن نظرية «تصفير المشاكل» غير الواقعية، وأعلنت عدم الحياد تجاه طهران. وهذا أمر مهم جدا، وله دلالات كثيرة، خصوصا بعد استهداف الجماعات الكردية لأنقرة، وهو ما يبدو تصعيدا ضد تركيا عقابا لها على مواقفها تجاه نظام الأسد الذي يواجه ثورة شعبية. ومهم أن نتذكر هنا أنه بينما رفضت تركيا بالأمس مساعدة جورج بوش لتمرير قواته عبر الأراضي التركية إبان حربه على العراق، فإنها - أي أنقرة - تساعد أوباما اليوم بنشر صواريخه التي تستهدف ردع إيران، وهذه رسالة تركية جادة لإسرائيل، وتحديدا عسكرها، مفادها أن أنقرة لن تذهب بعيدا في تجميد علاقاتها بتل أبيب، فنشر الصواريخ على الأراضي التركية يعني أن أنقرة تقدم خدمة كبيرة لإسرائيل التي تصعد ضد المشروع النووي الإيراني. وهذا ليس كل شيء بالنسبة للموقف التركي تجاه إسرائيل، فأنقرة مستفيدة أيضا، حسابيا، من رياح التغيير في المنطقة، على عكس طهران. ولا يهم إن توترت علاقة أنقرة بتل أبيب الآن، فتركيا طرف فاعل في «الناتو» الذي تصدى لجنون القذافي، وأوغلو كان من أوائل من زاروا بنغازي بعد تحرير طرابلس، كما أن تركيا غير متضررة من التغيير في مصر، بل تستفيد كلما تعزز موقع الإخوان المسلمين هناك، وأنقرة لم تعد مشغولة بملف الوساطة السورية - الإسرائيلية، فوضع الأسد لا يساعد على ذلك اليوم، خصوصا وهو أقرب للسقوط، ولا ضرر على الأتراك من ذلك، كما أن بقاء الأسد يعني أنه سيكون ضعيفا ومعزولا وسيحتاج إلى تركيا، وليس العكس.

كما أن تركيا أيضا ليس لها أي دور في وساطة فلسطينية مع إسرائيل، وخصوصا أن محمود عباس يتأهب لمعركة مهمة في الأمم المتحدة من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية هذا الشهر، وحماس «الإخوانية» مددت هدنتها مع إسرائيل، رغم كل محاولات تفجير غزة دفاعا عن الأسد، هذا فضلا عن أن إسرائيل هي من يعيش عزلة دولية اليوم. وبالطبع فإن تركيا ترى - وهذا أمر واضح للعيان - أن هناك فراغا إقليميا كبيرا قد يخولها القيام بلعب دور قيادي تتوق له أنقرة، وعلى حساب العرب وإيران.

لذا، فأيا كان حجم الاستغراب من التصعيد التركي تجاه إسرائيل، فيجب تأمل المعطيات المتعلقة بتركيا جيدا، فقد لا يكون أردوغان متهورا، وإن بدا وكأنه أردوغان عبد الناصر!

 

النهار": ساركوزي قال للراعي "نظام الأسد انتهى"

علمت "النهار" ان "البطريرك الراعي حصل من الفرنسيين على تأكيدات بعدم التضحية بلبنان وبرفض اي اعتداء على الاقليات المسيحية. كما اكدوا امامه انهم يدعمون تنفيذ القرار الدولي 1701 وتمويل المحكمة الخاصة بلبنان". وتابعت "النهار" غير ان "مواقف الراعي من سوريا لم تلق تجاوبا من السلطات الفرنسية، مع العلم ان البطريرك تناول الوضع السوري امام الصحافيين على رغم انه لم يكن خلال لقاءاته الموضوع الرئيسي في المحادثات". وعلمت "النهار" ان "الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال امام البطريرك خلال لقائهما الاثنين الماضي: "ان نظام الرئيس السوري (بشار الاسد) انتهى". وعلمت "النهار" ان ساركوزي تطرق ايضا الى موضوعي الحكومة و"حزب الله".

 

تصريحات الراعي خلّفت صدمة لدى 14 آذار: لم ننس ما فعله السوريون بنا؟

النهار/تسببت تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في فرنسا عن تطور الاوضاع السورية وسلاح "حزب الله" بما يشبه الصدمة لدى قسم كبير ممن لم يتوقعوا ان يذهب سيد بكركي في خطابه السياسي الى هذا الحد من دعم النظام السوري. وابرز ما يمكن تسجيله من مواقف ان ما قاله البطريرك يحتاج الى توضيح، بعيداً عن الاجتزاء الذي تمارسه وسائل الاعلام المرئية والمسموعة غالباً، وخصوصاً تلك الموالية للنظام في دمشق، وكان اجماع في الانتقادات على التذكير بما فعله النظام السوري في حق المسيحيين من تهميش وتنكيل وقهر ودفعهم الى الهجرة وصولاً الى التجنيس وتغيير المعادلات الديموغرافية. كما كان كلام على رفض التدخل في الشؤون السورية الداخلية وترك السوريين يقررون مصيرهم بأنفسهم.

رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، قال انه لا يفهم هذه التصريحات والسبب الداعي اليها، وتمنى لو ان البطريرك الراعي "قبل ان يقدم على تصريحات مماثلة، كان قد عاد بالذاكرة قليلاً الى الامس القريب ليتذكر تصرفات النظام السوري في لبنان ومع مسيحييه تحديداً وما قام به حيال مسيحيي سوريا انفسهم. واضاف: "ان تبرير البطريرك تصريحاته بالخشية على مصير الاقليات امر لا يجدي، لأن النظام السوري فتك بالاقليات جميعاً في لبنان، ولم يتردد لحظة في القمع وفي تدمير لبنان من اجل ذلك". واعتبر ان "لا اللبنانيون ولا السوريون سيفرحون بوصول نظام متطرف الى السلطة في مصر وسوريا، ولكن "لماذا الجزم بأن الاسلاميين المتطرفين سيستولون على الحكم؟ والى ماذا يستند في كلامه؟". ورأى "ان سوريا سيكون لديها نظام ديموقراطي يحترم التعددية وحقوق الانسان بدلاً من نظام القمع وديكتاتورية البعث"، مشددا على ان "لا ضمانات في السياسة، بل الاجدى باللبنانيين احترام خيارات الشعب السوري الذي يعرف مصلحته، وعلى البطريرك عدم الزج بنفسه في الصراع في سوريا لان المسيحيين واللبنانيين يرفضون تدخل سوريا في شؤونهم كما يرفضون تدخلهم في شؤونها".وختم شمعون ان كلام البطريرك الماروني عن تبرير سلاح "حزب الله" "ليس مقنعاً، لأن هذا السلاح منذ ان استخدم في الداخل وضد اللبنانيين العزل في بيروت والجبل فقد كل مشروعيته ولم يعد سلاحاً مقاوماً، بل اصبح للهيمنة والقهر واذلال اللبنانيين".

زهرا

عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا شدد على "الاحترام الكبير الذي يكنه حزب القوات اللبنانية للبطريرك الراعي"، وميز بين العلاقة الشخصية والموقف السياسي، معتبرا ان "القوات" لا يمكنها "الا ان تؤيد حق الشعوب في تقرير مصيرها وتالياً لا يحق لأي شخص الوقوف في وجه ارادة التغيير. وان التغيير امر منوط بالشعب السوري، ولا خوف من البديل الاسلامي المتطرف، لأن الشعب السوري الذي انتفض على الديكتاتورية لن يرضى باستبدالها بنظام قمعي آخر. والاسوأ في رأي زهرا هو "الربط بين النظام السوري الحالي وحاضر المسيحيين في سوريا ومستقبلهم"، وسأل: "لماذا يخشى المسيحي الحرية؟".

اما عن المقارنة بين ما جرى في العراق وامكان حصول احداث مشابهة في سوريا، فرأى ان ما جرى في العراق "اصاب كل المسيحيين والسنة والشيعة على حد سواء وان المسيحيين العراقيين ليسوا بضاعة نادرة ويجب عزلهم عن محيطهم كي لا يصيبهم الاذى". واضاف "ان الوجود المسيحي مرتبط بتفاعله مع محيطه، والمسيحيون ليسوا صنفاً مهدداً بالانقراض". وخلص الى ان مواقف البطريرك الراعي "غير ملزمة ولن تؤثر على علاقته مع رعيته المسيحية".

فرعون

عضو كتلة "بيروت اولاً" النائب ميشال فرعون قال "ان ارتكابات النظام السوري تدين نفسها قبل ادانة كل من يؤمن بحقوق الانسان ونبذ العنف. وان الطريق الذي يضمن استقرار سوريا وحماية السوريين المسلمين والمسيحيين يعرفه النظام السوري، وهو الطريق الذي تحدثت عنه الجامعة العربية والاسرة الدولية". وشدد على "ان الهواجس والخشية على الاستقرار في سوريا وعدم تعرض المسيحيين وغيرهم لما اصاب الاقليات في الدول الاخرى، لا يبرر التدخل في الشؤون السورية، الامر الذي قد تكون له انعكاسات سلبية، ولذا يقتضي الحذر والتحفظ في كل ما يخص الشأن السوري الداخلي.

ولاحظ فرعون ان تصريحات البطريرك الراعي "ليست الطريقة المناسبة لمعالجة الاوضاع في سوريا، وقد تكون لها نتائج سلبية جداً على الحضور المسيحي في سوريا والشرق، لذا وجب التحفظ وعدم التدخل في الشؤون السورية، كما لا نريدهم ان يتدخلوا في شؤوننا".

 قزي

النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب سجعان قزي اشار الى ان الحزب ينتظر عودة البطريرك لمعرفة خلفيات مواقفه "لأن ما ادلى به سواء في تجاه مسألة سلاح حزب الله او الوضع في سوريا اثار التباساً كبيراً لدى الرأي العام عموماً والمسيحي خصوصاً، ولا بد من جلاء هذا الالتباس".

وشدد على "ان مواقف بحجم تلك التي اطلقها البطريرك الى تنسيق مع المرجعيات الدينية والوطنية من دون تفرد من هنا وهناك حرصاً على التضامن والوحدة بين اللبنانيين". واكد ان حزب الكتائب حريص جداً على انطلاق عهد البطريرك الراعي بقوة وبقاء موقع بكركي فوق كل التجاذبات وسياسة المحاور. لا تلوم الغائب الى حين حضوره، والكتائب لن تسمح لاحد بالاصطياد في الماء العكر، وخصوصاً ان هذه المرحلة تتطلب رص الصفوف بين المسيحيين واللبنانيين".

 سعيد

واعتبر منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد ان كلام البطريرك الماروني "مفاجئ لانه خرج عن سياق ادبيات بكركي وخطها المناصر للحرية والديموقراطية وحقوق الانسان، وكذلك عن مقررات السينودس والمجمع الماروني الذي ساهم البطريرك الراعي بنفسه في وضع نصوصه والذي يؤكد قيام الدولة المدنية".

وشدد على ان موضوع المسيحيين في الشرق مطروح منذ زمن بعيد، "ولقد استخلص المسيحيون العبر بأن الدولة المدنية هي ضمان وجودهم في لبنان وفي سوريا، لكن كلام البطريرك فاجأ الجميع لانه وضع قسماً من المسيحيين خارج السياق الطبيعي لتطور الامور"، وقال: "لا يمكن المسيحيين ان يكونوا مع الحرية والديموقراطية وتداول السلطة في لبنان وضدها في سوريا. والشعب السوري يقارب اليوم المبادئ التي دافع عنها المسيحيون خلال مئات السنين".

 

باريس والراعي: اختلاف جوهري بالموقف من سوريا

النهار/ سمير تويني – باريس     

بعد اختتام البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي زيارته الرسمية لفرنسا ومقابلته المسؤولين الفرنسيين الكبار وعرضه معهم للاوضاع في لبنان والمنطقة، ما هي اهم المواقف التي يجب التوقف عليها لاجراء تقييم للزيارة التي اكتسبت طابعا سياسيا بارزاً؟ الواضح ان الراعي حصل من الفرنسيين على تأكيدات بعدم التضحية بلبنان وبرفض اي اعتداء على الاقليات المسيحية. كما اكدوا امامه انهم يدعمون تنفيذ القرار الدولي 1701 وتمويل المحكمة الخاصة بلبنان.

غير ان مواقفه في شأن سوريا لم تلق تجاوبا من السلطات الفرنسية وقد عرض البطريرك موقفه دون الدخول في التفاصيل علما ان البطريرك تناول الوضع في سوريا امام الصحافيين رغم انه لم يكن خلال لقاءاته الموضوع الاساسي للمحادثات ولكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعلن امام البطريرك خلال لقائهما الاثنين الماضي ان نظام الرئيس السوري انتهى".

والموقف الفرنسي يتعارض تماما مع المواقف التي عبر عنها البطريرك فباريس دعت الرئيس السوري الى التنحي بعدما فشلت كل محاولات قيامه بالاصلاح. وهي تؤمن بذلك واعلن وزير الخارجية آلان جوبيه بوضوح ايمانه بالربيع العربي وباعتدال المسلمين الذين يقودون هذه الثورات وبأهليتهم للمشاركة في السلطة وبحداثتهم. ورغم بعض التطابق بين موقف فرنسا وموقف الراعي حول تشخيص المرض هناك اختلاف جوهري حول المعالجة.

وفي هذا السياق اعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس "ان للبطريرك الماروني الحرية التامة في عرض نظرته للوضع داخل سوريا". وذكر بموقف بلاده والوضع الحقيقي فأشار الى "ان هناك قتلى يوميا اما الاصلاحات التي عبر عنها الرئيس السوري بشار الاسد فلم توضع موضع تنفيذ وهناك مئات الاشخاص بل الآلاف يتعرضون يوميا للتوقيف الاعتباطي وقوى الامن والجيش يطلقان النار على المدنيين".(...)".

وتناول الراعي مع السلطات الفرنسية سبل دعم الجيش اللبناني، فيما يوجد على الساحة اللبنانية سلاح "حزب الله" من جهة، والسلاح الفلسطيني من جهة اخرى وفيما هناك مخاطر توطين اللاجئين الفلسطينيين الذي ترفضه بكركي رفضا قاطعا. وهي طالبت فرنسا بحماية خصوصية لبنان الذي لا يمكنه ان يسمح بالتجنيس.

وفي هذا السياق رأى الجانب الفرنسي الذي يقدم المساعدات والمعدات الى الجيش ان الازمة ليست في تأمين المعدات والمساعدات انما في القرار، اي ان المطلوب فرنسيا ودوليا قرار من السلطات اللبنانية لانتشار الجيش لكل يلعب دوره على الساحة الداخلية والحكومات اللبنانية المتعاقبة لم تنفذ حتى الآن ما جاء في القرار الدولي 1701 تنفيذا كاملا فيما يتعلق بانتشار الجيش في جنوب لبنان.

وجرى خلال لقاءات البطريرك مع المسؤولين الفرنسيين تشاور في وضع الاقليات ولا سيما المسيحيين في المنطقة الذين يطمحون الى العيش في جو من الطمأنينة والديموقراطية والحريات العامة. واشار الى ان المسيحيين يدفعون الثمن عندما تحصل مشاكل على المستوى الامني والسياسي رغم انهم لا يشكلون عنصر شغب ولا عنصر حرب او ابادة بل يعملون من اجل خير اوطانهم. والكنيسة تشجع الانظمة على خدمة شعوبها.

ويبدو ان البحث بين الطرفين في الجغرافيا السياسية في الشرق الاوسط التي تشهد تحولات والملف السوري اظهر تباينا في المواقف رغم ان تقييم الوضع كان متقارباً.

والبطريرك الذي طالب باعطاء الرئيس الاسد فرصة لانه بدأ بالاصلاحات، لم يحصل على تجاوب لأن باريس تطالب بنظام يحترم حقوق الانسان ويحترم جميع المواطنين وسلامتهم لكي يعيشوا بطمأنينة، وينعموا بحقوقهم الانسانية بعيدا عن انظمة تضر بشؤونهم. والعقوبات المتوالية التي فرضها الاتحاد الاوروبي خير دليل على الموقف الفرنسي المتقدم.

 

قاطيشه: الراعي وقع في أخطاء.. ومواقفه أتت معاكسة لمواقف بكركي التاريخية 

اعتبر مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع العميد المتقاعد وهبي قاطيشه أن تصريح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بما خص الوضع السوري "أتى بخلاف ما يتطلع له المسيحيون في المشرق وبخلاف تاريخهم وهويتهم". وأضاف في حديث صحافي: "الحرص على المسيحيين في سوريا لا يكون من خلال تقييدهم بديكتاتورية الاسد والتصدي لتطلعات الشعب. المسيحيون لا يمكن أن يعيشوا ويستمروا ويبدعوا الا في ظل دولة حرة ديمقراطية لأننا وبخلاف ذلك نتحدث عنهم كأهل ذمّة وهم لم يكونوا يوما كذلك. الديكتاتوريات لم تحم بيوم المسيحيين واللجوء اليها اليوم انقضاض على المسيحيين ووجودهم". ويصف مواقف البطريرك الراعي بما خص الملف السوري بـ"المغالطة التاريخية". وعن امكان أن يكون البطريرك الراعي قد سمع كلاما في فرنسا دفعه للادلاء بهذه المواقف، قال: "مواقف الدولة الفرنسية واضحة بهذا الصدد وهي تعتبر ما يحصل في سوريا جرائم ضد الانسانية وبالتالي ولو كان البطريرك يريد أن يعبّر عن ارادة فرنسية لكان قال عكس ما خرج به للاعلام". ولفت قاطيشه الى أن اعتبار البطريرك الراعي ان وجود سلاح حزب الله مبرر لتحقيق حق العودة، "لا يعطي شرعية لهذا السلاح لان سلطة البطريرك دينية فقط"، وقال: "هذا الموقف معاكس تماما للمواقف التاريخية لبكركي التي لطالما سعت لبناء الدولة القوية وواجهت الدويلات. ربط مصير الفلسطينيين وعودتهم بهذا السلاح معاكس لتوجهات بكركي كما للمواقف الواضحة والصريحة للمجتمعين العربي والدولي". وتابع قاطيشه: "الراعي لا يعبّر بمواقفه هذه عن طروحاتنا ومشاريعنا وكان من الأجدى له عدم النزول للقضايا الداخلية لأنّه وقع في الأخطاء... البطريرك صفير كان دائما يتحدث بالمبادىء الوطنية ولم يتدخل بالشؤون الداخلية الضيقة."

 

المنسقية/أبواق سورية وإيرانية تعبر عن مخططانها جريدة الأخبار في هذا التقرير المخابراتي المفبرك

ما قاله عن سوريا يعبر عن قناعاته/الراعي يلتقي الأسد بعد عودته من فرنسا

نقلت صحيفة "الأخبار" عن بعض الذين رافقوا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى فرنسا انه عبّر في ما يخص سوريا عن قناعاته، التي ترسخت أكثر بعد سماعه كلام المسؤولين الفرنسيين. فيما يتحدث بعض المواكبين للراعي عن ثلاثة أسباب تدفعه إلى أن يقول في باريس ما لا يقوله حتى حين يستقبل السفير السوري في لبنان. وهذه الأسباب هي:

أولاً، المعلومات التي توافرت للبطريرك من مصادر متنوعة، أهمها تلك الفاتيكانية منها التي سبق الكلام عنها، عن تماسك النظام السوري وسيطرته على مختلف المدن السورية، واحتفاظه بالحد الأدنى من القوة الشعبية والقدرات التفاوضية الضروريتين لضمان استمراريته، مقابل عجز المحتجين عن الانطلاق بـ"الثورة"، في المعنى الجديّ للكلمة.

ثانياً، اكتشاف الراعي عدم وجود خطة دولية جدية لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد أو حتى قرار بهذا الخصوص.

ويقول أحد مرافقي البطريرك في زيارته إن الأخير سمع كلاماً من بعض المسؤولين الفرنسيين عن حق الشعوب في الحرية والديمقراطية يشبه كثيراً الكلام الذي كان يسمعه من أسلافهم عن حق اللبنانيين في الحرية والسيادة والاستقلال، كذلك سمع كلاماً جازماً بعدم وجود نية أو خطة غربية للتدخل العسكري في سوريا.

وقد حرص الراعي على السؤال عن علاقة القيادة الفرنسية وأجهزة الاستخبارات بالمعارضين السوريين، ففوجئ بأن العلاقة سطحية جداً، وأن التنسيق الذي ازدهر في السنوات القليلة الماضية بين بعض أجهزة الاستخبارات الأجنبية والاستخبارات السورية لم ينقطع بعد.

ثالثاً، تأكد البطريرك من أن الغرب لا يرى أي مشكلة في التحالف مع الجماعات الإسلامية المتشددة والإخوان المسلمين، ما دام هؤلاء يوفرون مصالح الغرب. وتأكد أيضاً أنه ليس على جدول أعمال الدول العظمى أية إشارة إلى ما يعرف بحقوق الأقليات الطائفية أو المخاوف الفاتيكانية على مسيحيي الشرق. مع العلم بأن الراعي يعبّر في بعض كلامه عن خشية فاتيكانية، تتنامى يوماً تلو الآخر، من التشدد الإسلامي. والأكيد هنا أن الراعي المدافع بقوة عن "ديمقراطية لبنان التوافقية"، سينحاز إلى تحالف الأقليات في المنطقة، إذا فرض عليه الاختيار بينه وبين حكم الأكثرية في المنطقة.

ما سبق، إضافة إلى النقاشات المستفيضة مع صناع القرار الدولي، أكدا للراعي، بحسب أحد المشاركين في الزيارة، أن الرئيس الأسد في طريقه إلى تجاوز الأزمة، وهو من دون شك باق في الموقع السوريّ الأول.  وكشفت "الأخبار" أن أحد المطارنة المقربين جداً من البطريرك سيتوجه فور عودته والراعي من باريس إلى دمشق على رأس وفد مسيحيّ كبير للقاء الرئيس السوري بشار الأسد. فموقف الراعي-الفاتيكان، بحسب الصحيفة، لا يعبّر عن الكنيسة المارونية فحسب، هذا هو موقف الكنائس السريانية والأرثوذكسية والكاثوليكية.

 

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: الراعي مارس إنقلاباً على مسيرة بكركي التاريخيّة

رأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في المواقف التي أطلقها البطريرك الماروني إنقلاباً موصوفاً على مسيرة بكركي التاريخيّـة وإنقلاباً آخر على موقف مجلس المطارنة الموارنة. وسأل مكاري في حديث الى برنامج "اليوم السابع" من صوت لبنان (100.5) كيف يتسامح صاحب الغبطة مع وجود دويلات مسلحة وسلاح خارج الشرعيّـة؟ معتبراً إنه فقـد دوره كمظلـةٍ مسيحيّة بعدما إستعدى بمواقفه 70% من المسيحيين. وتمنى مكاري على البطريرك دعوة القيادات المسيحية الى خلوة جامعة في بكركي للبحث في الإستراتيجية المسيحية. وسأل: "لو كان هذا الموقف موقف الفاتيكان، لكان حرياً بالبطريرك ان يقصد روما وإن يحاول تغيير سياسة عاصمة الكثلكة". في الموضوع الحكومي قال مكاري إذا كانت حكومة الرئيس ميقاتي بصحة جيـدة كما يدعـون فمرد ذلـك الى طبيب إسمه حزب الله الذي يملك قرار بقاء الحكومة أو إسقاطهـا. وكشف مكاري ان موقف 14 آذار من مشروع الكهرباء إيجابي بالمبـدأ لكنه ليس نهائياً خاصة في حال ثبوت ثغرات في مسألة الشفافيّة، وفي هذه الحالة ستعمل المعارضة على إسقاط المشروع في مجلس النواب. في قضية العميد فايز كـرم أعرب عن إعتقاده أن فرع المعلومات لم يتلف شرائط تسجيل المحاضر، إلاّ أن الفرع إرتأى عدم نشرها ضناً بالسلم الأهلي لتضمنها وقائع من شأنها تهديد الإستقـرار. وجدد موقفه الداعم للجيش وحصر موقف النائب خالد الضاهر بخلافٍ مع الإستخبارات وليس مع المؤسسة.

 

الديار/سيمون ابو فاضل- أوساط فرنسية : «لا نشارك الراعي في ما اعلن..»...

البطريرك كان مصمماً على مواقفه من سوريا وسلاح «حزب الله»

وزير لبناني سابق زار «الكي دورسيه» وسمع تعليقات ساركوزي والادارة

لم تمر مواقف البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي التي دافع فيها من باريس عن الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد ونظامه وكذلك عن سلاح «حزب الله»، دون ان تلقى هذه المواقف ردوداً من جانب قوى في محور 14 اذار عبرت عن رفضها الشديد لها وفق اتجاه لتوسيع دائرة معارضتها من خلال سلسلة ردود لاحقة عليه، في موازاة تفعيل تحركها في اتجاه الفاتيكان وسفارته في لبنان لمعرفة التطلعات حيال ما اعلنه البطريرك الراعي.

وان كانت مواقف البطريرك الراعي، ستلقى ردوداً مع الأيام المقبلة، من جانب فريق رافض لها، ولا سيما قوى 14 آذار، فما يقال في هذا المجال بأن مضمونها ليس وليد الساعة، رغم ضخامتها وتأثيراتها، لكونه عبّر عنها في مجالسه مرات عدة، حتى قبيل زيارته الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بساعات عدة، ردد امام زائريه من الذين رافقوه في سفره الى فرنسا ما اعلنه بعد اللقاء وفي محطات عدة من زيارته الرسمية ولقاءاته.

وفي حين لم يظهر بعد، اي موقف فرنسي مباشر ام بالواسطة اي من خلال المصادر او الاوساط للتعليق على ما اعلنه البطريرك الراعي، اكتفت مصادر ديبلوماسية فرنسية في سفارة بلادها في لبنان بالقول: «اننا لا نشارك البطريرك الراعي الرأي في كلامه... واللقاءات التي اجراها شهدت تبادلاً للآراء...» مع المسؤولين الفرنسيين وفي مقدمهم الرئيس ساركوزي، اذ في ظل هذا التقنين في المواقف من جانب الادارة الفرنسية، تحدثت معلومات عن أن وزيراً لبنانياً اسبق متواجداً في باريس، «من طائفة الوزير الاسبق ميشال سماحة الذي صودف تواجده ايضاً في العاصمة الفرنسية، وهو على تناقض في الرؤية السياسية مع سماحه»، زار بعد ظهر الثلثاء الماضي، وزارة الخارجية الفرنسية «الكي دورسيه»، للاطلاع على نتائج زيارة البطريرك الراعي للرئيس ساركوزي، واذ بالوزير الاسبق يفاجأ بما اطلع عليه من موقف وانطباع للرئيس الفرنسي تجاه البطريرك الراعي ومواقفه حيال مستقبل سوريا ومصير الرئيس الأسد، لا سيما ان ساركوزي تناول الملفات من زاوية مبدئية واستراتيجية مغايرة عن تصور البطريرك الراعي ونظرته حيال كيفية حماية المسيحيين من خلال مواقف عبّر عنها بعد الزيارة في عدة محطات رسمية.

وتقول فعالية رافقت البطريرك الراعي في جولته، أن رأس الكنيسة المارونية يستمد مواقفه من توجيهات الفاتيكان الذي دعم وصوله الى هذا الموقع، وحتى حينه لم يتلقَّ اي توجيهات مغايرة، الا ان للبطريرك الراعي - تكمل الفعالية - نظرة تجاه التحولات في المنطقة والتطورات في سوريا، تتلاقى مع ما قاله، لانه يسترجع باستمرار تداعيات الحرب العراقية على هجرة المسيحيين من تلك البلاد، وبذلك فان ما يقوله ولو عاكس المسار التاريخي للبطريركية المارونية فيما خص التجاوب مع رؤية الغرب وتأييد مواقفه، هو ينطلق ايضاً من اسلوب التعاطي الذي مورس من جانب قيادة الطائفة السنية مع المسيحيين في السنوات الماضية، بدءاً بمرسوم التجنيس وصولاً الى التوطين المرتقب للفلسطينيين في لبنان. لذلك يجد البطريرك - تتابع الفعالية - أن مواقفه تشكل حماية للمسيحيين وتعزيز حضورهم في المنطقة.

 

الخارجية الفرنسية: للبطريرك الراعي الحرية التامة بعرض نظرته للوضع السوري

اعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس "ان للبطريرك الماروني بشارة الراعي الحرية التامة في عرض نظرته للوضع داخل سوريا". وذكر بموقف بلاده والوضع الحقيقي فأشار الى "ان هناك قتلى يوميا اما الاصلاحات التي عبر عنها الرئيس السوري بشار الاسد فلم توضع موضع تنفيذ وهناك مئات الاشخاص بل الآلاف يتعرضون يوميا للتوقيف الاعتباطي وقوى الامن والجيش يطلقان النار على المدنيين".

 

النائب سيرج طورسركيسيان: البطريرك الراعي يريد أن يخرج من ظل الكاردينال صفير    

نفى عضو كتلة "المستقبل" النائب سيرج طورسركيسيان ان 14 آذار "لم تفقد أحداً كما سمعنا البعض يقول اننا فقدنا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. والراعي قال رأيه ولم يقل انه ضد 14 آذار أو مع 8 آذار". واعتبر أن البطريرك الراعي "لا يمكن له أن يعطي رأيه بـ"الإخوان المسلمين" وما سيقومون به، أو بأشخاص لم نر بعد أفعالهم. كذلك لا يمكن اخذ العراق كنموذج في ما حصل للمسيحيين". مضيفاً: "اعتقد ان البطريرك الراعي يريد ان ينفصل عن مواقف البطريركية السابقة ويأخذ مواقف جديدة، ويريد ان يخرج من ظل البطريرك مار نصر الله بطرس صفير". طورسركيسيان، وفي حديث الى محطة "lbc"، رأى انه "لو تم تمرير مشروع الكهرباء كما قدمه وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لكان يمكن ان يقال ان الفريق الآخر سجل هدفاً في مرمى 14 آذار، ولكن المشروع تم تعديله ولم يسجل احد اهدافاً في مرمى 14 آذار"، نافياً أن "نكون كيديين بل نحن منتجون، وهذا المشروع تمت الموافقة عليه مسبقاً وعلى أيام حكومة الرئيس سعد الحريري ولكن بشرط ان يراعي القوانين". واشار الى ان "رئيس مجلس النواب نبيه بري هو من نجح في بت مشروع الكهرباء وليس الرئيس نجيب ميقاتي، ومن عجل في موضوع النفط الرئيس بري وليس الرئيس ميقاتي، فليقولوا لي ماذا يفعل ميقاتي، غير هذه "الخبطة" على طاولة مجلس الوزراء"، مؤكداً " العمل على اسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بالعمل النيابي لأن ليس لدينا سلاح". ولفت الى ان "اقصاء الرئيس الحريري عن الحكم هو اقصاء للطائفة السنية واقصاء لـ14 آذار". ورداً على سؤال، حول تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أجاب طورسركيسيان: "بموضوع المحكمة لا يفكرنّ أحد انه اكبر واقوى من كل الأمم". وفي سياق آخر، وتعليقاً على دفاع البعض (قوى 8 آذار) عن الجيش اللبناني، قال: "ما دام الفريق الآخر وخاصة حزب الله مؤمنين بالجيش فليسلموا له السلاح".

وحول إثارة إعلام 14 آذار موضوع محال الـ"BIG SALE" وتكبيره، إعتبر طورسركيسيان ان "هناك عدم مسؤولية من صاحب هذه المؤسسة بل هناك استهتار في هذا الامر وكأن "شوكة المسيحيين مكسورة". وبالحديث عن الوضع في سوريا أوضح طورسركيسيان "لا يمكن ان نرى القتلى تسقط في سوريا ونتفرج ولا نبدي رأينا بذلك".

 

النائب ميشال فرعون  تصريحات الراعي قد تكون لها نتائج سلبية على الحضور المسيحي في سوريا والشرق   

أكد عضو كتلة "القرار الحر" النائب ميشال فرعون في حديث إلى صحيفة "النهار" أن "ارتكابات النظام السوري تدين نفسها قبل إدانة كل من يؤمن بحقوق الانسان ونبذ العنف"، لافتًا إلى أن "الطريق الذي يضمن استقرار سوريا وحماية السوريين المسلمين والمسيحيين يعرفه النظام السوري، وهو الطريق الذي تحدثت عنه الجامعة العربية والاسرة الدولية".

وإذ شدد على أن "الهواجس والخشية على الاستقرار في سوريا وعدم تعرض المسيحيين وغيرهم لما أصاب الأقليات في الدول الاخرى، لا يبرر التدخل في الشؤون السورية، الأمر الذي قد تكون له انعكاسات سلبية، ولذا يقتضي الحذر والتحفظ في كل ما يخص الشأن السوري الداخلي"، لاحظ فرعون أن تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي (الذي قال: إذا تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه، ووصلنا إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين فإن المسيحيين هناك هم الذين سيدفعون الثمن سواء أكان قتلا أم تهجيرا، وها هي صورة العراق أمام أعيننا) "ليست الطريقة المناسبة لمعالجة الأوضاع في سوريا، وقد تكون لها نتائج سلبية جداً على الحضور المسيحي في سوريا والشرق، لذا وجب التحفظ وعدم التدخل في الشؤون السورية، كما لا نريدهم ان يتدخلوا في شؤوننا".

 

النائب بطرس حرب/ البطريرك يعرف في الدين أكثر منّا لكن في السياسة نعرف أكثر منه 

علّق النائب بطرس حرب على كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في باريس حول سوريا و"حزب الله" وحماية المسييحين، بالقول: "لا أحد يخبرني إن النظام السوري يحمي المسيحيين في لبنان، فمَن قمع المسيحيين في لبنان ومن أخذ حقوقهم؟ أليس هذا النظام؟ أما بالنسبة للمسيحيين في سوريا، فهذا النظام يقول لهم فلتأكلوا وتشربوا لا غير". وفي حديث إلى "إذاعة الشرق"، أضاف حرب: "احترامُنا لسيدنا البطريرك يعرفه هو، لكن ما قاله سيدنا لا يعبّر عن رأينا، والوصول الى هذا الاستنتاج من قبَلِه لا أشاركه به".

وتابع حرب: "لقد أثبت الشعب السوري أن لديه حركات تحررية، وليس هناك خوف ممّن يخلف النظام السوري"، وأردف: "في الدين يعرف البطريرك أكثر منّا، لكن في السياسة نحن نعرف اكثر من البطريرك"، معتبراً أنه قد "يكون وراء موقف البطريرك الخوف على الأقليات"، لكنه لفت إلى أن "لموقف بكركي نتائج، لأن بكركي ليست جزءاً عادياً في التركيبة اللبنانية". وقال حرب في هذا السياق: "نحن ننتظر عودة البطريرك، وعندما ألتقيه سأسأله ما هي المبررات لأخذه هذا الموقف، خصوصاً أن الكنيسة ليست الكهنة فقط، بل الكنيسة هي الشعب أيضًا"، مضيفاً: "لا يمكن أن نتصور أنفسنا في مواجهة بكركي ولو اختلفنا في وجهات النظر، فبكركي هي المظلة التي نجتمع تحتها، إلا أن المفاجأة الكبرى في كلام البطريرك كان موقفه من مسألة السلاح، وسيبقى على كلام البطريرك علامات استفهام الى ان نستوضح منه ذلك، وفي ضوئها سنأخذ موقفاً". وردًا على سؤال، أجاب حرب: "ما فاجأنا هو أن البطريرك الراعي عندما كان مطراناً لم تكن مواقفه هكذا، ونحن نعرفها والجميع يعرفها، لكن ماذا حصل؟ لا نعرف، فالموقف الذي قرأته له أنا ضده ولا يعبر عن رأيي".

وحول زيارته لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، ردّ حرب: "لقد وضعته في أجواء زيارتي لأوستراليا وتكلمنا عن اجواء مجلس الوزراء وهنّأته على إقرار خطة الكهرباء"، مشيراً إلى أن "الأمل بنجاح الخطة انتصر بالتعديلات التي راعت الأنظمة والقوانين، لأنه لو مرّ المشروع مثل ما قدمه العماد ميشال عون لكان ضاع هذا الأمل". وفي ما يتعلق بقضية الضابط الشهيد سامر حنّا، قال حرب: "عندما أُطلق سراح من قتل الضابط حنّا فإن القضية انتهت، ودم سامر حنّا هُدر، وليس من قِبل من قتله، بل هُدِر من قبل السلطة".

وعن رأيه بمحاكمة المدان بجرم التعامل مع إسرائيل فايز كرم، أجاب حرب: "منذ بدء هذه القضية فضّلت السكوت وأن لا اعلن موقفاً من هذا الموضوع، لأن المحكمة الذي اصدرت الحكم هي نفسها التي أصدرت الحكم في قضية الضابط سامر حنا وهي نفسها من ركّبت ملف الدكتور توفيق الهندي".

وفي ملف تمويل المحكمة الدولية، سأل حرب: "هل تتحمل الحكومة مسؤولية قرار عدم تمويل المحكمة؟ لأنه بغض النظر عن موقف 14 آذار سيكون هناك مواجهة للمجتمع الدولي

 

ردود فعل على كلام الراعي عن سلاح "حزب الله" وسوريا: يتنافى مع منطق الحرص على بناء الدولة ومرجعيتها

المستقبل/صدرت امس سلسلة مواقف من نواب وشخصيات في قوى 14 آذار رداً على كلام البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في جولته الفرنسية بشأن سلاح "حزب الله" والأحداث في سوريا، فاعتبرت ان موقفه "يتنافى مع منطق الحرص على بناء الدولة ومرجعيتها"، منتقدة تبرير قيام دولة خارج الدولة وتغطية وجود سلاح غير سلاح الجيش والقوى الأمنية. وأشارت الى ان "إعطاء فرصة أو عدم إعطائها للرئيس السوري بشار الأسد هو شأن الشعب السوري وليس أي طرف آخر"، مشددة على أن "لا مصلحة للمسيحيين بأن يكونوا مع الحرية والديموقراطية في لبنان وضدها في سوريا".

عدوان

قال نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال": "كل ما نقوم به من تضحيات كي تقوم الدولة القوية وكي تقوم بدورها في التحرير والدفاع عن التراب اللبناني، وحق العودة للفلسطينيين بقدراتها وعلاقاتها الدولية، نأتي اليوم لنعطي تبريراً لقيام دولة خارج الدولة وتغطية وجود سلاح غير سلاح الجيش والقوى الأمنية".

وأكد أن "موضوع السلاح ومقاربته بهذا الشكل يضرب كل مفهوم الدولة اللبنانية"، مشدداً على "اننا ثابتون على موقفنا وهذا يجب ان يكون موقف كل اللبنانيين من دون استثناء".

أضاف: "اننا لن نخرج عن مبادئ بكركي التاريخية، ويجب على كل اللبنانيين أن يمدوا يدهم لبعضهم البعض ويقفوا وراء دولتهم وتكون الدولة هي التي تملك القرار والسلاح حصريا". ولفت الى ان "الدور المسيحي أينما كان هو حماية حقوق الإنسان والحريات، وحمايتهم تتم بالتفاعل مع مجتمعاتهم والسير باتجاه حرية الإنسان، وفكرة الحماية من فريق وفريق آخر لا تحمي المسيحيين. دور المسيحيين المشرقي هو بالتفاعل مع مجتمعهم".

زهرا

رأى عضو الكتلة النائب أنطوان زهرا ان موقف البطريرك الراعي من "حزب الله" وسلاحه "يتنافى مع منطق الحرص على بناء الدولة ومرجعيتها، فتحرير لبنان ودعم الحق الفلسطيني يأتي عبر الدولة وليس عبر طرف مسلح يأكل من صلاحيات الدولة وينافسها على مرجعيتها على الأرض اللبنانية".

وعن كلام الراعي في الشأن السوري، أوضح ان "إعطاء فرصة أو عدم إعطائها للرئيس السوري بشار الأسد هو شأن الشعب السوري وليس أي طرف آخر". وأكد ان "الشعوب العربية التي بدأت تقف في وجه هذه الأنظمة التي عاشت عشرات السنوات على القمع والتخويف، لن يخيفها ان تقف في وجه النظام كائنا من كان هذا النظام البديل إذا كان أسوأ أو ضد الديموقراطية وبالتالي، من غير المقبول أن يقول أحد للشعوب العربية "اسكتوا على الموجود لأن البديل لا نعرف ماذا هو". هذه الشعوب أرادت ان تعيش حريتها وديموقراطيتها، وهذا هو منطق التاريخ ومنطق الأمور، وهذا هو التزامنا الأخلاقي والمبدئي".

سعيد

اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أن مواقف البطريرك الراعي "تخرج عن ادبيات الكنيسة المارونية، وهي متوقعة ممّن يدور في الفلك السوري في لبنان وليس من البطريركية المارونية".

ورأى في حديث الى محطة "mtv"، أن "ربط وجود سلاح بمجموعة من الذرائع هي نظرية سمعها اللبنانيون من (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصرالله ومن (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) ميشال عون ومن (رئيس "تيّار المردة") سليمان فرنجية، ولكن لم نسمعها مرة من الكنيسة"، مؤكداً أن "لا مصلحة للمسيحيين بأن يكونوا مع الحرية والديموقراطية في لبنان وضدها في سوريا".

وأشار إلى أنه لا يتصور أن هذا الموضوع فيه حكمة، لافتاً في الوقت نفسه الى أن "14 آذار ترفض الاصطدام مع البطريرك".

الجوزو

إستغرب مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن يدافع البطريرك الراعي عن سوريا، "وهي التي قتلت من قتلت من الزعماء المسيحيين أمام التاريخ وأمام الأخلاق وأمام القيم التي يجب أن يحافظ عليها (الراعي)".

وقال في حديث الى محطة "الجديد": "البطريرك الراعي صديقي وأعتبره إنساناً مثقفاً وبالتالي كان عليه أن يتحاشى هذا الموقف وألا يتكلم كلمة واحدة عن هذا النظام القاتل والسفاح، فلا يجوز إعطاء مهلة لقاتل وديكتاتور". وسأل: "كيف نعطيه مهلة إضافية بعدما حكم لخمسين سنة وأكثر هو وأبوه؟".

أضاف: "هذا الكلام "ضحك على الذقون" ومن المعيب أن يلتقي البطريرك في موقفه مع (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون في اتجاه واحد، فهذا أمر نرفضه، ونرجو أن يصحح البطريرك الراعي مواقفه".

واشار الى أن "السُنّة أكثر الناس حضارة، وهم لم يرتكبوا المجازر التي ارتكبها النظام السوري في عصر من العصور ضد أي فئة"، متسائلاً "من الذي أضعف النفوذ الماروني في لبنان وقضى عليه؟ أليس (الرئيس السوري الراحل) حافظ الأسد؟". ووصف مواقف الراعي بأنها "كالمستجير من الرمضاء بالنار ونوع من النقاش غير السليم".

شدياق

لفتت الإعلامية مي شدياق إلى أن "هناك فئة من الناس تحاول أن تُدخل في عقول الناس أنه إذا طار النظام التوتاليتاري (في سوريا) فسيأتي التطرف الإسلامي والإخوان المسلمون، وستُهضَم حقوق الأقليات ومن بينهم المسيحيين"، مشددة على أن "المسيحيين بقوتهم وإيمانهم بالتسامح، وأيضاً بالحرية والمبادئ التي لطالما آمنوا بها، يستطيعون مواجهة أي شيء، وليس بالتقوقع والخوف وبالدفاع عن الأنظمة". وقالت في حديث الى محطة "الجديد": "ليسمح لي غبطة البطريرك، لكن كرامة المسيحيين ليست بالخوف من الآخر، ولا تُحلّ الأمور بهذه الطريقة". وردّت على سؤال عن الكاردينال نصرالله بطرس صفير بالقول: "الله يوجّهلو كل خير

 

رسالة الى السيد البطريرك

ملحم الرياشي/الجمهورية

لستُ في معرض الجدل يا سيدي حول موقفكم من رئيسٍ لدولة، او من حزبٍ سياسي، او من صراعٍ مذهبي على قارعة التاريخ، لان كل هؤلاء الى زوال. هذا منطق التاريخ.. بل هذا منطق الـله. لكنكم في كلامكم الباريسي الاخير حول الخوف وحول الاقلية المسيحية تحديداً، وحول صراع الاكثرية السنية مع الاقليات الاخرى وما اليه؛ كل هذا جعلني أسأل نفسي يا سيدي، سؤالاً فلسفياً ووجودياً كبيراً، حول مولدي في هذا الشرق، او مولد سواي من ابنائه وخاصة المسيحيين منهم. وأيّ غائيةٍ وراء ذلك؟ هل هو محض صدفة، ام وانتم المؤمن العارف، أن للعليّ غايةً وهدفاً وراء ذلك؟ وسألت نفسي أيضاً، لماذا انا اقلية؟ وهل في الحقيقة اني اقلية؟ لان الاقلية في فلسفة السياسة، تعني مجموعة بشرية قليلة العدد ومختلفة في كل شيء عن أكثرية تعيش معها.

هل انا مختلف في كل شيء عن هذه الاكثرية؟ هل اخطأ أجدادي يا سيدي، حين أحيوا لغةً عربيةً كانت خارج القرآن رميما، وأنهضوها من الموت المحتم بعد سنوات عجاف قاسيات من التتريك والجهل؟ وسألت نفسي ايضاً واسألكم يا سيدي، هل انا محتوم ان اعيش في ظلّ توازن الاقليات المتصارعة، أم أن وجودي مرتبط برسالة تقدّم (بضمّ التاء) للعالم نموذجاً عن الحب، وعن القيم والشجاعة حتى الصلب... وعن حضارة الحياة؟

ام أنّ يوحنا بولس الثاني قد أخطأ هو ايضاً، حين وصف لبنان أنه أكبر من بلد، بل هو رسالة، ورسالة حقٍّ وحرية؟ وهذه الحرية النابعة من جذور يسوع، ومن حضور الكنيسة وتعاليم الآباء، والصارخة في وجه الظالم أن "جئتُ الى العالم كي يبصر الذي لا يبصرون، ويعمى الذي يدعون.. انهم يبصرون"؟

أم هذا الحق يا سيدي، الذي أكّده وأكد عليه في وجه الظلم ووجه الجوع ووجه القهر ووجه الاسر حتى اسر المرض واسر الخطيئة، هذا الحق الذي دفعه الى القول" أنا الطريق والحق والحياة"؟!وأسألكم يا سيدي، هل هذا الحق وهذه الحياة والطريق تكفي، ام نحتاج الى شيءٍ آخر؟ واذا كان من مفخرة لنا الا نولد بالصدفة في هذا الشرق، الا يستطيع من قـرّر إعدام الصدفة تلك، "ان يجعل من هذه الحجارة أولاداً لابراهيم"، ولدينا من الحجارة أعداداً واضعافاً ما هو أكثر بكثير من كل اكثريات العالم؟

وأتذكر، علّ الذكرى تنفع، كيف ان شاباً باكستانياً مسلماً، مصاباً بداء التوحّد، قد علّمته أمه يوماً ان ليس هناك مسلم او مسيحي او هندوسي في هذا العالم، وإن وجدوا فكلهم إخوة ومتشابهون، لكنهم يختلفون في شيء واحد أحد، من هو مع الخير، ومن هو مع الشرّ، وتلك فقط فقط.. هي المسألة!

قد تسقط رؤوس، أو تتدحرج صولجانات، لكن الانسان حق، والثورة دعوة حق، ومن حق الانسان أن يسعى الى حريته وخبزه وحقه في الاختيار، ومن حقه ان يقول "لا" اسكاتولوجية حتى، وانتم الاعلم في ذلك. حتى مريم، كانت تملك ذلك الحق وتلك الحرية لتقول للملاك "لا اريد" لو ارادت ذلك! فكيف بالحري بشعوبٍ تصرخ حتى تُبحَّ بــ"لا" في وجه حاكم، او "لا" في وجه جوع، أو "لا" في وجه بطالة، أو "لا"... في وجه ظلمٍ وقتل؟!

عندما دخل الى الناصرة، قرأ لهم من سفر اشعيا النبي قال:"روحُ الربّ عليّ، لأنه مسحني لأبشر المساكين. وأشفي منكسري القلوب. وأنادي للمأسورين والمضطهدين... بالحرية".

عساكم يا سيدي..!

 

عاصفة ردود واستهجان من "14 آذار" لدعم الراعي بقاء نظام الأسد وسلاح "حزب الله" 

شمعون لـ"السياسة": أنصح البطريرك بأكل الزعتر لتنشيط ذاكرته

بيروت - "السياسة" والوكالات:

أثارت المواقف التي أطلقها البطريرك بشارة الراعي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا, موجة من التساؤلات واستهجان معظم القيادات السياسية والمسيحية في قوى "14 آذار" خاصة لجهة دفاعه عن سلاح "حزب الله" وتخوفه من سقوط النظام السوري لما سيكون له من ارتدادات على المسيحيين في سورية.

ورأت هذه القيادات في كلام الراعي خروجاً على ثوابت بكركي التي بقي سلفه الكاردينال نصر الله صفير متمسكاً بها يوم كان لبنان يرزح تحت الوصاية السورية, فلم يغير ولم يبدل من موقفه قيد أنملة حيال سورية. كما أعربت عن خشيتها أن تكون لهذه المواقف الجديدة لسيد بكركي تداعيات سلبية على المسيحيين في لبنان أيضاً فيتحولون إلى أهل ذمة من جديد من خلال خوفهم من الأكثرية السنية والسعي لتأمين حمايتهم من الأقليات, أكان العلويون في سورية أو الشيعة في لبنان.

وتعليقاً على مواقف الراعي, قال رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون ل¯"السياسة": "أنصحه أن يأكل القليل من الزعتر كي يستعيد ذاكرته ويسترجع ما فعله حكم الوصاية السورية في لبنان", متسائلاً "لماذا الخوف من سقوط النظام في سورية طالما أن المسيحيين في هذا البلد مواطنون من الدرجة الثالثة وأي نظام سيأتي بعد هذا النظام سيكون المسيحيون في حال أفضل مما هم عليه الآن?"

واضاف ان "حلمنا أن يصبح المواطن المسيحي في سورية كما في لبنان مواطناً من الدرجة الأولى, ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك في ظل هكذا نظام"?

وبشأن دفاع البطريرك عن سلاح "حزب الله" وربطه بانتهاء احتلال الأراضي اللبنانية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلدهم, رأى شمعون أن هذا الكلام في غير محله, وقال: "نحن نريد دولة بجيش واحد وليس بجيشين وطالما هناك دولة ثانية فهذا يعني أن قرار الحرب والسلم هو بيد الدولة التي تملك السلاح, ما يجعل الدولة المركزية أسيرة هذا السلاح", مستغرباً كلام الراعي من باريس وبعد لقائه القيادات الفرنسية التي وقفت طوال تاريخها السياسي إلى جانب لبنان.

في سياق متصل, قال نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان, تعليقاً على مواقف الراعي, "هناك خط تاريخي لبكركي لا أحد يستطيع أن يتصوره خارج مساره الطبيعي, وسنفصل بين العلاقة مع بكركي وبين موقفها", مؤكداً أن "موقف "القوات" واضح في هذا المجال (لدعم الشعب في سورية), ويوماً بعد يوم سنطالب به أكثر", مشدداً أن "القوات مع مبادئ بكركي التاريخية".

وبشأن سلاح "حزب الله", أضاف عدوان "لقد قدمنا كل التضحيات لتكون لنا دولة لبنانية قوية, ونريد أن تقوم الدولة باستكمال التحرير بقدراتها الشرعية أو بعلاقاتها الديبلوماسية, لكن لا نريد أن نعطي تبريراً لقيام دولة خارج الدولة, وموضوع السلاح غير الشرعي يضرب كل مفهوم الدولة اللبنانية, وإن المسيحيين وكذلك كل اللبنانيين ثابتون على هذا الموقف".

بدوره, أبدى عضو كتلة "القوات" النائب انطوان زهرا استغرابه لتصريحات الراعي, "وإن كان الأخير يعبر فيها عن هواجس الوجود المسيحي في الشرق الاوسط انطلاقاً من الثقافات المعممة منذ مئات السنين", لافتاً الى "ان الوجود المسيحي غير مرتبط بحمايات معينة من قبل انظمة او غيرها بل بالدور الذي يقوم به هذا الوجود والموقع الذي يحتله بين محيطه".

وأكد زهرا في تصريح إلى جريدة "ايلاف" الالكترونية أنه يخالف رأي البطريرك في نظرته إلى الوضع في سورية وتخوفه من النظام البديل, ولا يعتبر ان هناك خطراً على الاقليات المسيحية في سورية في حال مجيء نظام بديل من نظام الأسد.

من جهته, توقف نائب رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سجعان قزي عند ثلاثة أمور في كلام الراعي "أولها صدوره بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكبار المسؤولين في الدولة الفرنسية الذين يخالفونه الرأي في نظرتهم الى الموضوع السوري, وثانيها اتخاذه مواقف ذات شأن داخلي واعلانها من دولة اوروبية, وثالثها اطلاق هذه المواقف السياسية التي لها بعد مصيري من دون العودة الى مجلس المطارنة في لبنان والى المرجعيات السياسية المسيحية, ورابعها تناقض المواقف المذكورة مع مواقف سابقة للبطريرك الراعي قبل ان يصبح بطريركاً".

وأوضح أنه بناء على هذه الملاحظات "لابد من انتظار عودته (إلى لبنان) للوقوف على الخلفيات التي حدته لاتخاذها", مؤكداً أن كلام البطريرك أثار ردود فعل غير ايجابية في الأوساط, "خصوصاً ان الرأي العام المسيحي غير مهيئ لسماع مثل هذا الكلام يصدر عن بطريرك الموارنة".

 

فارس سعيد: مواقف الراعي تخرج عن أدبيات الكنيسة المارونيّة وهو أتى لجمع المسيحيين وليس لتبني وجهة نظر فريق على حساب وجهة نظر الكنيسة 

وكالات/أكّد منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" الدكتور فارس سعيد أن ربط وجود سلاح "حزب الله" بمجموعة من الذرائع يتضارب مع منطق الدولة الذي دافع عنه الموارنة منذ زمن بعيد، مشيراً إلى أنه لا يفهم أبداً في أي ظرف أتى التصريح الأخير للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في ما خص سلاح "حزب الله". وأضاف: "نعتبر هذا التصريح يتعارض مع كل الأدبيات الكنسيّة، خصوصاً وأن سيّدنا الراعي شخصياً من ساهم في وضع النصوص للسينودس من أجل لبنان وفي المجمع البطريركي الماروني، اللذين يعتبران كـ"نصوص مرجعيّة" تحدد مسار الكنيسة"، لافتاً إلى أن في المرحلتين مفهوم الدولة المحتكرة لعمليّة الدفاع عن لبنان والدفاع عن المواطنين في لبنان هي كانت ولا تزال وستبقى فكرة الموارنة التي يدافعون عنها في كل المحافل. سعيد، وفي حديث إلى محطة الـ"mtv"، رأى أن "ربط سلاح "حزب الله" بالوجود الفلسطيني نظريّة نسمعها من الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون وربما من النائب سليمان فرنجيّة وناس يدورون في الفلك السوري في لبنان"، مشيراً إلى أن هذه النظريّة "لم تسمع ولا أي مرّة حتى الآن وعن قناعة من قبل الكنيسة المارونيّة من جهة، ومن قبل كل الوطنيين والأحرار في لبنان من جهة أخرى".

وانتقد سعيد موقف الراعي من التطورات في سوريا ولا سيّما لناحية المطالبة "بإعطاء الرئيس السوري فرصة لأنه طيّب وبدأ بالإصلاح"، قائلاً: "البطريرك الراعي ليس شخصاً يبدي وجهة نظرٍ أو مرتبط بجهاز أمني، إنه راس الكنيسة المارونيّة"، مشيراً إلى أن لا مصلحة للمسيحيين أن يكونوا في هذه اللحظة مع الحريّة في لبنان وضدها في سوريا. وأضاف: "كيف لنا أن نكون مع الديمقراطيّة في لبنان وضجها في سوريا؟ ولماذا اليوم يجب أن نضع أنفسنا في مواجهة الشرعيّة السوريّة والشرعيّة العربيّة والشرعيّة الإقليميّة والشرعيّة الدوليّة"، معتبراً أن هذا الموضوع لا حكمة فيه أبداً. من جهة أخرى، أكّد سعيد أن قوى الرابع عشر من آذار ترفض الإصطدام مع البطريرك الراعي، وهي لن تستخدم معه الأسلوب الذي استخدمع فريق الثامن من آذار مع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، مشيراً إلى أن هذه القوى في المقابل ستميّز الخطأ من الصواب خصوصاً وأن البطريرك أتى لجمع المسيحيين وليس لتبني وجهة نظر فريق على حساب وجهة نظر الكنيسة المارونيّة.

 

 النائب فريد حبيب/الديمقراطية وحدها تحمي المسيحيين ورداً على كلام الراعي: الأسد نشأ على ظلم المسيحيين والبطش بهم ولا خوف علينا ان سقط!! 

باتريسيا متّى/موقع 14 آذار

علّق عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب على كلام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي دعم عبره الرئيس السوري بشار الأسد فأكدّ على "كامل الاحترام والمحبة لغبطة البطريرك ولكننا كمسيحيين وكقوات لبنانية نتمتع برأي ووجهة نظر مخالفة له لأن الديمقراطية وحدها هي التي تحمي المسيحيين وليس الأحزاب التوتاليتارية والاستبدادية".

حبيب شددّ في حديث خاص أدلى به لموقع" 14 آذار" الالكتروني على أن الحريّة هي الضمانة الوحيدة للمسيحيين في الشرق والمثال على ذلك هو هجرة العدد الهائل منهم الذي لا يقلّ عن مليون مسيحيّ من لبنان أيام الوصاية السورية والقمع وارتباطهم في البلدان الغربية أكثر من ارتباطهم ببلدهم الأم", موضحاً أن "عدداً كبيراً أيضاً هاجر من سوريا الى البلدان العربية كالبرازيل والأرجنتين في وقت كانت أكثرية السكان في حمص وحماة واللاذقية من الطائفة المسيحية".

وأضاف: "الا أنهم هاجروا هرباً من ظلم الأسد واستبداده وبطشه", مشيراً الى أن "أوضاع المسيحيين كانت أفضل بكثير أيام الرئيس السوري شكري القوتلي حيث كان لهم فاعلية ودور أكبر لدرجة أن رئيس الحكومة السورية قد عيّن مسيحياً في تلك الأيام", مشدداً على أنه "لا خوف على وضع المسيحيين ان سقط الأسد".

واذ استغرب حبيب كلام البطريرك، رأى أن "الأخير قد يتكلم من منطلق رجل دين يسعى لاتخاذ موقف المحبة والتسامح", مشددا على أن "النظام السوري الحالي نشأ على البطش والقتل وحلفاؤه في الداخل اللبناني كذلك الأمر ويفضلون مصلحة سوريا على مصلحة لبنان".

حبيب الذي اعتبر كلام الراعي عن سلاح حزب الله "اهانة للدولة و تعزيز لمنطق الدويلة على حساب الدولة"، أكدّ على "السعي لضرورة توحيد صفوف المسيحيين ضد الأنظمة الديكتاتورية" لافتاً الى أن "البطريرك لم ينحز لطرف ما في خطابه ولكن الزعماء المسيحيين سيجمتعون في 24 أيلول ولكلّ منهم رأيه الخاص في هذا الموضوع", مؤكدا على عدم التنازل عن رأينا وفكرنا مهما اشتدت المصاعب ". وختم حبيب مشدداً على أن "لبنان سيبقى معقل المسيحيين في الشرق ورأس حربة في الدفاع عن الوجود المسيحي الحرّ في لبنان والشرق".

 

كارلوس اده: التغيير في سوريا آت والبطريرك الراعي يراهن على "حصان خاسر وتعاليمنا المسيحية لا تسمح لنا بالتحالف مع النظام البعثي واجرامه 

لا يحق لنا ان نطعن الثورة السورية وان نقف الى جانب قمع الحريات

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

رأى عميد الكتلة الوطنية النائب السابق كارلوس اده ان "المنطقة بأكملها اليوم تعيش فترة انتقالية مفصلية، من مصر مروراً بالعراق وفلسطين ولبنان، وصولاً الى سوريا، ومن المعلوم ان كل تغيير يجلب معه مجموعة فرص وامكانيات جديدة لتغيير الواقع الحالي وللتخلص من مشاكل قديمة متراكمة، كما يمكن ان يحمل بعض المخاوف من احتمال تدهور الاوضاع نحو الاسوأ". اده, وفي مقابلة خاصة ادلى بها لموقع "14 آذار" الالكتروني, علّق على مواقف غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الاخيرة من فرنسا تجاه الوضع في سوريا، وقال: "نحن نتفهّم مواقف البطريرك الذي يعيش وسط كثير من التساؤلات عما يمكن ان يحدث في سوريا والمنطقة بأكملها جراء الربيع العربي المستمر، الا اننا نرى الامور من زاوية اخرى، ولا نعتقد ان سقوط النظام السوري سينتج عنه قيام نظام اكثر تشدداً واكثر بطشاً من النظام الحالي الذي يرأسه بشار الاسد".

واعتبر اده ان "الاجيال والازمنة تغيرت كلياً، وانقلبت مفاهيمها، ففي سوريا جيل جديد غير مستعد لتقبل النظريات المتطرفة واستمرار القمع والترهيب، ولذلك قرر الحرية والثورة على الواقع القائم منذ عقود", لافتاً الى ان "المجتمع المدني السوري قوي ونابض وزاخر بالقدرات، حيث كل فئات ومكونات التركيبة السورية تعمل يداً بيد من اجل تحقيق التغيير المنشود، وبما فيها حركة الاخوان المسلمين الذين اختلطوا في هذه الحركة وقرروا المضي فيها قدماً حتى النهاية".

ورأى اده ان "سقوط النظام السوري سيجلب معه العديد من الفرص الجديدة، وسيفتح المجال امام نظام ديمقراطي يتمثّل فيه الجميع بطريقة عادلة لا تستهدف الاقليات، ولا تسمح بتسلط الاكثريات، من العلمانيين الى الاصوليين وصولا ً الى الليبراليين والمدنيين. لان الدميقراطية التمثيلية الحقيقية من شأنها ان تحفظ حقوق الجميع من دون اللجوء الى السلاح والقمع والتهديد كما يحصل اليوم في لبنان وسوريا على السواء".

واضاف: "قلق البطريرك وان كان طبيعياً، الا إنني لا اوافق على نظرته السياسية على الاطلاق، لأن التغيير آت فيما هو يراهن على "حصان خاسر" من خلال دعوته الى اعطاء فرصة للرئيس السوري", لافتاً الى ان "عقيدتنا المسيحية مبنية على رسالة المسيح التي تنادي بالقبول بالاخر والاحترام واللاعنف، ولهذا فلا بد من العيش في نظام يحترم الاخر ولا ينتهك حرمات شعبه ويدوس على كرامتهم، ولذلك فان دعمه لنظام عنفي غير عادل يعني اننا نذهب الى وجهة مجهولة وغريبة عن العالم العربي المنتفض، الامر الذي يمكن ان يخلق بدوره على المدى البعيد ردة فعل عنيفة تجاهنا وتجاه المسيحيين".

وكشف اده ان "بعض الشخصيات القريبة من البطريرك الراعي والمعروفة، يعتبر انه يتوجب على الاقليات المهمشة في البلاد العربية ان تتحالف مع الاقليات الاخرى ضد الاكثرية السنية، وفي هذه النظرية خطورة كبيرة على مستقبلنا لانها لا تمت للواقع بصلة، ولانها تنمّي الخطاب الطائفي والمتطرف اكثر فأكثر بدل نشر ثقافة الحوار والتلاقي، الامر الذي يلغي اعتدال الاكثرية ويحولها الى اكثرية مدمرة، ولذلك اعتقد ان دعم النظام السوري سيؤدي الى تهجير المسيحيين على المدى البعيد".

وفي هذا الاطار، دعا اده الطائفة المسيحية في انحاء العالم العربي الى الانخراط في مسيرة التغيير والى المضي قدما في دعم الانظمة الديمقراطية المعتدلة لا الانظمة الشمولية التي تهوى الاجرام، لان الديمقراطية التمثيلية الحقيقية هي وحدها التي تحفظ الاقليات وتحميهم".

وتابع: "لا يحق لنا ان نطعن الثورة السورية وان نقف الى جانب قمع الحريات والحقوق، فتعاليمنا وثقافتنا وتربيتنا لا تسمح بمثل هذه المواقف". كما تمنى اده "لو عبّر البطريرك عن مواقفه بطريقة اقل حدية واقل مبالغة تجاه الثورة السورية ونظام بشار الاسد، وكنا نتمنى منه ان نسمع استنكاراً واضحا منه ضد العنف والجرائم التي يرتكبها النظام كل يوم".

واكد اده انه "ضد التدخل الدولي المباشر في سوريا على غرار ما يحصل في ليبيا"، الا انه طالبها "باتخاذ المزيد من الاجراءات السريعة والفعالة لوقف آلة القتل المستمرة في الشام، لان ابقاء الامور على حالها سيزيد الوضع تعقيداً وسيزيد المشهد دموية".

ولفت اده الى "ان الموقف الروسي مستغرب حيال ما يحصل في سوريا، لان دفاع موسكو عن النظام البعثي سيصعّب الاوضاع ويزيد النظام اجراماً وامعاناً بالقمع والطغيان".

وتوجه اده الى الشعب السوري بالقول: "في الماضي انتفض الشعب اللبناني، وقال كلمته الغاضبة ضد النظام السوري بحد ذاته، ولم يتوجه بتاتاً الى الشعب السوري المقهور والمقموع، ولهذا نتوجه بالتحية لهذا الشعب الشقيق وندعوه الى الصبر والصمود، على امل الوصول الى دولة ديمقراطية شقيقة تحترم لبنان وتقيم معه افضل واهم العلاقات الدبلوماسية والتجارية والسياسية". موقع 14 آذار

 

خالد الضاهر: لا نتانة أكثر من عمل حزب الله على تحويل صورة لبنان الحضارية المدافعة عن حقوق الانسان الى المعادية لحقوق الانسان

اطالب باقالة وزير الدفاع وخطوة الوزير غصن بحقيّ تدفعنا الى فتح الملفات  

 باتريسيا متّى/موقع 14 آذار

ردّ عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر على كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الذي تهجم فيه على "تيار المستقبل" واصفاً إياه ونوابه بالنتانة والفجور السياسي، فأكدّ أن كلّ "اللبنانيين يشاهدون بأم العين ويسمعون ما تشهده الساحة السياسية في لبنان من جراء ممارسات حزب الله", معتبراً أن "خطاب الأخير يتجاوز كلّ الحدود والأخلاقيات ويمثّل مدرسته القائمة على توسّل لغة التهديد والوعيد وشتم كلّ من خالفهم الرأي".

الضاهر رأى في حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني أن "أسلوبهم في السباب والتهجم مقرون بالتهديد على الأرض لأن فريق الثامن من آذار لا يؤمن لا بالحرّية ولا بالاستقلال انّما يسعى لربط لبنان بالخارج عبر وسائل غير مشروعة وقذرة", موضحاً أن "الممارسات التي يندى لها الجبين وفجر القمصان السود ليس الا دليلاً على حقدهم وكراهيتهم".

وأضاف:" كما أن تهديد اللبنانيين بتغيير وجه لبنان عبر قتل الضباط ومنع الجيش وقوى الأمن الداخلي من القيام بواجباتهم وضرب الحياة السياسية عبر تهديد السياسيين وارغامهم على تأييد فكرهم ليس الا نموذجاً لطريقتهم البعيدة عن الحضارة في التعامل".

هذا وشددّ الضاهر على أنه لا "نتانة أكثر من عملهم على تحويل صورة لبنان الحضارية المدافعة عن حقوق الانسان الى الدولة المعادية لحقوق الانسان كما فعلوا في الأمم المتحدة يوم نأى لبنان بنفسه عن موقف انساني يعبر عن صورة لبنان الحضارية", لافتاً الى أن "هذه اللهجة المتعالية والمتكبرة والقذرة ناتجة عن المأزق الذي يتخبط به الحزب على المستويين الداخلي والخارجي".

وأوضح الضاهر أن "المأزق على الصعيد الداخلي متمثل بوثائق ويكيليكس التي أزعجت الحزب وأظهرت جليّاً أن لا حليف حقيقي له في لبنان والكلّ يخشى سلاحه الغادر ويتعاطى معه بخوف، والدليل عل ذلك هو كلام الرئيس بري الذي أبدى انزعاجه من حزب الله والعماد عون الذي غازل الأميريكيين".

وتابع معتبراً أن حلفاء "حزب الله ليسوا حقيقيين بل هم حلفاء بسبب ممارساته القائمة على الترهيب والتهديد، فمنهم من حالفه بغية المال الايراني وآخرون بسبب الترهيب والخوف بدون الاقتناع بالخطّ السياسي الذي يربط لبنان بمحاور اقليمية ويسعى الى خدمة مشروع ايران التوسعي الفارسي".

وأضاف: "حزب الله لم يترك من وسيلة اكراه وضغط الا واستخدمها كما حصل في 7 أيار يوم استخدم السلاح في العديد من المناطق معتبراً ايّاه ابن الحرس الثوري الايراني الذي يسعى لتصدير الثورة الى العالم العربي ونشر الفوضى لافتاً الى أن ممارسات الحزب في مصر واكتشاف الخلايا التي تسعى لزعزعة الاستقرار في كلّ من المغرب ومصر تدلّ على أنه حزب سياسي يسعى الى التضليل إضافة خلايا منظمة الحرس الثوري الارهابية التي تتوسل العنف والترهيب لضرب المعادلات".

كما رأى الضاهر أن "خطران يتهددان الأمة العربية اليوم أولهما الخطر الاسرائيلي وثانيهما الايراني المتمثل بخلاياه الارهابية منها حزب الله".

وعن كلام رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الذي طرح إقالة "الموظفين السنة"، قال الضاهر: "كلامه يدلّ على عدم مسؤولية وعدم قدرة على ادارة البلاد", مشيراً الى أنه لم ينتقد الجيش بل "طالبت باصلاحه فهاجمني نواب 8 آذار", لافتاً الى أن في "كلام عون تحدّ لارادة كل اللبنانيين وتطاول على مؤسسة من خلال المطالبة بإقالة مديرها العام اللواء أشرف ريفي".

وأضاف: "اللواء ريفي قد يقال عبر أجهزة الرقابة والقضاء ولكنّ بعد ارتكابه أخطاء وليس بالشتيمة", معتبراً أن هذا الفريق لا يسعى الى بناء البلد بل يحاول الغاء الآخرين وتحويل لبنان الى دولة دكتاتورية ولكننا لن نقبل وسنقاوم بكلّ ما اوتينا من قوة ولن يسمح اللبنانيون للجنرال ببلوغ هدفه".

هذا وتطرق الضاهر الى ارسال وزير الدفاع طلب اجراء المقتضى القانوني بحقه وكلامه الذي تناول الجيش اللبناني لأن الذي قاله لا تشمله الحصانة النيابية، فاعتبر أن "الوزير فايز غصن مجبر على اتخاذ هذه الخطوة وليست قناعته", كاشفاً أنه سيعقد مؤتمراً صحافيا في الأيام القليلة المقبلة ليطالب باقالة الوزير لأنه تجاوز كلّ الحدود القانونية خصوصاً وأن النائب عن الأمة يستطيع انتقاد كل المؤسسات".

وأضاف: "يبدو أن الوزير غصن يتولى للمرة الأولى حقيبة وزارية، فهو بدل أن يعمل على اصلاح الخلل يتجرأ على نائب الأمة بهذا الكلام", معتبراً أن "كلامه لا يدلّ على الحرص على المؤسسات بقدر ما يدفعنا الى فتح الملفات وتبيان كل المخالفات".

واذ أشار الضاهر أنه "كان الأجدى حلّ المسألة بالدقة المطلوبة والتفهم اللازم وليس بالتحدي والاساءة الى كرامة النواب"،أكدّ على "أن الخطوة بحقيمدفوع بها من قبل النظام السوري و8 آذار ولا يعبّر عن موقف قانوني خصوصاً وأن عدة مراجع قانونية أكدت على حق النائب بانتقاد الأجهزة".

وختم متسائلاً:" لماذا يعمد فريق 8 آذار الى شتم اللواء ريفي ليلاً نهاراً مع أنه مدير عام ولا يحقّ لنا انتقاد موظف عادي قام بتجاوزات؟!"

 

نسيب لحود: من حق الشعب السوري تقرير مصيره واختيار نظامه 

وكالات/أدلى رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" نسيب لحود بالتصريح الآتي: في ظل تعمق الانقسام السياسي وعودة العنف الكلامي بطريقة غير مسبوقة، وبالتزامن مع المأزق الدموي المتجذر في سوريا، تلوح في الافق مخاطر انتقال الوضع في لبنان الى مستوى اكثر توتراً وأكثر خطراً، وبالتالي تبرز ضرورة توافق اللبنانيين على حد ادنى من القواعد العقلانية لادارة الاختلاف في الرأي حول ما يجري في سوريا ومنعه من التحول الى خلافات عميقة او اشكال خطيرة من الصراع. وفي طليعة هذه القواعد تأتي ضرورة تهدئة الخطاب السياسي ووقف حملات التخوين، ومن ثم التوافق في الموضوع السوري على أمرين لا يفترض ان يختلف في شأنهما لبنانيان:

اولاً- وقف العنف واراقة الدماء وتالياً الحلول ذات الطابع الامني، واحترام حقوق الانسان وحق الشعب السوري بتقرير مصيره بكل حرية ووفق آليات سلمية وديموقراطية.

ثانياً- التسليم بأن شكل النظام في سوريا وطبيعته شأن سوري بحت يعود الى الشعب السوري وحده البت به وتقريره بكل حرية ومساواة.

وتبقى بالطبع للأطراف اللبنانيين حرية الاختلاف في الرأي وحرية التعبير عن هذا الاختلاف بالطرق السلمية والقانونية وضمن الاحترام المتبادل وضبط النفس وغيرها من البديهيات الاخلاقية البسيطة المعتمدة في المجتمعات الراقية والتي تكفل ممارسة التعددية دون الوقوع في حبائل العنف او الغاء الآخر او الانزلاق الى منطق شريعة الغاب.

 

مطران مقرب من الراعي سيتوجه فور عودته من باريس للقاء الأسد

نقلت صحيفة "الأخبار" عن بعض الذين رافقوا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى فرنسا انه عبّر في ما يخص سوريا عن قناعاته، التي ترسخت أكثر بعد سماعه كلام المسؤولين الفرنسيين. فيما يتحدث بعض المواكبين للراعي عن ثلاثة أسباب تدفعه إلى أن يقول في باريس ما لا يقوله حتى حين يستقبل السفير السوري في لبنان. وهذه الأسباب هي:

أولاً، المعلومات التي توافرت للبطريرك من مصادر متنوعة، أهمها تلك الفاتيكانية منها التي سبق الكلام عنها، عن تماسك النظام السوري وسيطرته على مختلف المدن السورية، واحتفاظه بالحد الأدنى من القوة الشعبية والقدرات التفاوضية الضروريتين لضمان استمراريته، مقابل عجز المحتجين عن الانطلاق بـ"الثورة"، في المعنى الجديّ للكلمة.

ثانياً، اكتشاف الراعي عدم وجود خطة دولية جدية لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد أو حتى قرار بهذا الخصوص. ويقول أحد مرافقي البطريرك في زيارته إن الأخير سمع كلاماً من بعض المسؤولين الفرنسيين عن حق الشعوب في الحرية والديمقراطية يشبه كثيراً الكلام الذي كان يسمعه من أسلافهم عن حق اللبنانيين في الحرية والسيادة والاستقلال، كذلك سمع كلاماً جازماً بعدم وجود نية أو خطة غربية للتدخل العسكري في سوريا. وقد حرص الراعي على السؤال عن علاقة القيادة الفرنسية وأجهزة الاستخبارات بالمعارضين السوريين، ففوجئ بأن العلاقة سطحية جداً، وأن التنسيق الذي ازدهر في السنوات القليلة الماضية بين بعض أجهزة الاستخبارات الأجنبية والاستخبارات السورية لم ينقطع بعد.

ثالثاً، تأكد البطريرك من أن الغرب لا يرى أي مشكلة في التحالف مع الجماعات الإسلامية المتشددة والإخوان المسلمين، ما دام هؤلاء يوفرون مصالح الغرب. وتأكد أيضاً أنه ليس على جدول أعمال الدول العظمى أية إشارة إلى ما يعرف بحقوق الأقليات الطائفية أو المخاوف الفاتيكانية على مسيحيي الشرق. مع العلم بأن الراعي يعبّر في بعض كلامه عن خشية فاتيكانية، تتنامى يوماً تلو الآخر، من التشدد الإسلامي. والأكيد هنا أن الراعي المدافع بقوة عن "ديمقراطية لبنان التوافقية"، سينحاز إلى تحالف الأقليات في المنطقة، إذا فرض عليه الاختيار بينه وبين حكم الأكثرية في المنطقة. ما سبق، إضافة إلى النقاشات المستفيضة مع صناع القرار الدولي، أكدا للراعي، بحسب أحد المشاركين في الزيارة، أن الرئيس الأسد في طريقه إلى تجاوز الأزمة، وهو من دون شك باق في الموقع السوريّ الأول. وكشفت "الأخبار" أن أحد المطارنة المقربين جداً من البطريرك سيتوجه فور عودته والراعي من باريس إلى دمشق على رأس وفد مسيحيّ كبير للقاء الرئيس السوري بشار الأسد. فموقف الراعي-الفاتيكان، بحسب الصحيفة، لا يعبّر عن الكنيسة المارونية فحسب، هذا هو موقف الكنائس السريانية والأرثوذكسية والكاثوليكية

 

"البُعبُع" السنّي

محمد سلام

صفعني غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بخوفه على المسيحيين من المسلمين السنة كما عبّر عنه في فرنسا، فصرت أعتقد أنني "بُعبُعٌ" فقط لأني لبناني مسلم سنّي.

ليس لأنه لا يوجد مسيحي واحد لا يعتبر السنّي بُعبُعاً. فسعادة النائب العماد ميشال عون (ومتفرعاته) غير مُقصّر في هذا المجال.

بل لأنه لم يسبق أن صدر عن أي بطريرك ماروني ما يعكس توجساً من المسلمين السّنة، حتى في زمن الحرب الأهلية أو الحروب الأهلية (1975-1990) أو في حقبة الحرب الأهلية الأولى (1958). بل لأنه عندما تجنّى الخليفة العباسي الأول المنصور على المسيحيين تصدى له إمام بعلبك المسلم السنّي السّلفي عبد الرحمن الأوزاعي ورفض أمره على قاعدة أن "أهل بلادي ما ارتكبوا ذنبا ... ولا عقاب لمن لا ذنب له".

لم أفهم، فعلا، سبب توجّس غبطته من المسلمين السنّة الذين حكموا سوريا حتى العام 1970 فما اضطهدوا مسيحياً في سوريا، وما أطاحوا بما عُرف ب "المارونية السياسية" في لبنان التي احترم قاعدتها حتى رئيس دولة الوحدة جمال عبد الناصر في لقائه مع الرئيس فؤاد شهاب في خيمة خارج الحدود اللبنانية.

دولة البعث الأسدي، التي تخوّف غبطته من تداعيات سقوطها، هي التي رفضت ترسيم حدود لبنان التي نطالب بها كلنا، السنّة كما المسيحيين، علماً أن من خطّها هو الكنيسة المارونية.

وفي ظل حكم دولة البعث الأسدي للبنان أُلغيت امتيازات رئيس الجمهورية اللبناني الماروني، ولم تعط لأي طائفة أخرى، بل شُطبت من الوجود ويزعم عون أنه يريد أن يسترجعها ... من السنّة الذين لم يأخذوها. وفي ظل حكم دولة البعث الأسدي قتل الرئيس المنتخب الشيخ بشير الجميل، ولم يقتله السنّة يا صاحب الغبطة. فلماذا نحن "بعبع" ؟

في ظل حكم دولة البعث الأسدي والفقيه الفارسي قتل رئيس الجمهورية رينه معوّض، وليس السنّة هم الذين قتلوه. فلماذا تُشعرني يا صاحب الغبطة بأني "بعبع" سُنّي.

في ظل حكم دولة البعث الأسدي والفقيه الفارسي ارتكبت مجزرة كنيسة سيدة النجاة. ولم يرتكبها السنّة، كما تعلم يا صاحب الغبطة. فلماذا نحن "بعبع"؟

هل تلوثت أيدي السنّة بدم الشهيد الشيخ الوزير بيار الجميل؟ أو النائب أنطوان غانم. فلماذا سيعمل "البعبع السنّي" قتلاً وتهجيراً في المسيحيين إذا سقط البعث الأسدي في سوريا يا صاحب الغبطة؟ نحن، المسلمون السنّة، لم نقتل سمير قصير، ولا جورج حاوي، ولم نحاول قتل مي شدياق. فلماذا سيقتل "البعبع السنّي" من لم يُقتل ويُهجّر من لم يُهَجّر إذا سقط البعث الأسدي في سوريا يا صاحب الغبطة؟ نحن نتمسّك بحدود لبنان المعترف بها دولياً، ونسعى لترسيمها فعلياً، ومن قال لك إننا سنتخلى عنها إذا حكم السنّي سوريا يا صاحب الغبطة؟

من قال لكم يا صاحب الغبطة إن اللبنانيين المسلمين السنّة يريدون أن يكونوا رعايا في دولة سورية أو عربية أو إسلامية أو سيخية أو عمّالية أو بوذيّة أو زنديقيّة؟

من قال لكم يا صاحب الغبطة إنني سأتنازل عن شرف الكتابة لموقع حزب الكتائب المسيحي-الماروني إذا سقط بعث الأسد في سوريا ... حتى ولو خرج معاوية بن أبي سفيان من قبره واستوى على عرش دمشق؟

من قال لكم يا صاحب الغبطة إن المسلمين السنّة سينسون يوماً أن صالونات بكركي تقبلت التعازي بسماحة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد في عزّ الحرب الأهلية.

ومن قال، يا صاحب الغبطة، إن أنين أجراس الكنائس التي قُرعت حزنا على العلاّمة الشيخ الدكتور صبحي الصالح لم يعد يضج في وجدان كل لبناني مسلم سنّي.

هل السنّة هم الذين اقتلعوا باب كنيسة لاسا وأعطوا مفتاحه للعماد عون يا صاحب الغبطة؟

أم ترى هم السنّة الذين احتلوا بساتين جزين وأملاك الكنيسة في ضاحية بيروت الجنوبية!

سجلاّت بكركي ما زالت تحفظ شعار اللبنانيين المسلمين السنّة في حقبة التكوين الاستقلالي "مع بكركي ضد التركي"، فيما كان شعار غيرنا "التركي ولا بكركي".  فلماذا نحن "بعبع" يا صاحب الغبطة؟ ومع أني لست من أهل التسامح والغفران، أدير لكم يا صاحب الغبطة خدي الأيسر، متوسلاّ أن تصفعني عليه ... كي أستفيق من صفعتكم اللّوردية-الفرنسيّة.

أنا مسلم سنّي من أهل العدل والقصاص. قاصصني يا صاحب الغبطة. إصفعني رأفة بي لأنني، ولو للحظة، كدت أصدق أنني "بعبع" سنّي.

 

الحمصي رداً على مواقف الراعي: نفتقد أيام ومواقف البطريرك صفير والنظام السوري ليس ضمانة للاقليات بل شر مستطير

خاص – بيروت أوبزرفر/في حديث مع بيروت أوبزرفر من القاهرة حيث يشارك أبناء الجالية السورية هناك تضامنهم مع أهلهم في سورية في تحركاتهم وإحتجاجاتهم ضد النظام، رد النائب السوري السابق المعارض للنظام مأمون الحمصي على التصريحات الأخيرة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالقول: عندما سمعنا الموقف الأخير للبطريرك الراعي تجاه الرئيس بشار الأسد والنظام السوري، إفتقدنا عهد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والدور المشرف له في الكثير من الملفات الحساسة في المنطقة ورفض الحمصي إعتبار الرئيس بشار الأسد ونظامه ضمانة للشعب السوري واصفاً إياه بالشر المستطير وذكر الحمصي البطريرك الراعي بالتاريخ الحافل للنظام السوري في إضطهاد الأقليات وخاصة المسيحيين في لبنان وسوريا والعراق، وبجرائم الإغتيال التي طالت العديد من الزعماء والسياسيين المسيحيين اللبنانيين

 

القوات طالبت الراعي بتسمية صفير لتمثيله بذكرى شهداء المقاومة

ذكرت صحيفة "الأخبار" انه خلال تسليم وفد من "القوات اللبنانية" دعوة إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للمشاركة في ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية"، أشار القواتيون إلى تفهّمهم عدم تمكّنه من المشاركة شخصياً في المهرجان، طالبين منه تسمية البطريرك السابق، نصر الله صفير، لتمثيله. وردّ الراعي على الوفد القواتي مؤكداً أنه لا يمانع ذلك أبداً، طالباً منهم متابعة الأمر مع صفير، الذي وافق على تأدية المهمة، علماً بأن صفير لم يكن يحضر القداس السنوي شخصياً خلال السنوات الماضية، بل كان يرسل مطراناً لينوب عنه

 

لا يا سيدنا .. لن تكون بكركي شاهدة زور في زمن الحريات

وني ابو روحانا - بيروت اوبزرفر

يا سيدنا وبالخط العريض ، نظام الأسد لا يحمي المسيحيين ، هو لم يحمهم يوما ولا استمراره يشكل اليوم ضمانة وجودهم ، لا يا سيدنا وبأعلى الصوت ، نظام ينكل بشعبه ويقتل أطفاله لا يؤتمن على طائفة ولا هو صمام أمان لدين ، لا يا سيدنا ، سقوط البعث الحاكم في سوريا ليس بكارثة على لبنان ، ربما خانتك الذاكرة البعيدة لكن الماضي القريب خير شاهد على فظاعاته ووحشيته ، على ارتكاباته بحق اللبنانيين وخاصة المسيحيين منهم ، لا يا سيدنا ، هكذا نظام لا يحمي سوى نفسه بالمسيحيين ، فلا الحزب الواحد ينفي ( أقلويته ) ولا علمانيته المزيفة تستطيع إخفاء هويته العلوية.

لا يا سيدنا ، لا الأنظمة القمعية ولا الطغاة ولا القتلة يستحقون الفرص ، من يستحق الحياة هو الشعب المقهور والمظلوم والمسحوق ، الشعب الذي تاق الى الحرية وينادي بالتغيير ، نعم ، التغيير الذي تخافه وتخشى صناعته ، التغيير الذي تحذر من أصولية ما في تركيبته ، أصولية قد تشكل بحسب رأيك ورؤيتك الخطر الأكبر على المسيحيين ، ليس في سوريا فحسب إنما في لبنان أيضا و في الشرق العربي برمته ، تخشى الأصولية ، تخافها والولي الفقيه في عقر دارك ؟ بالله عليك يا سيدنا أخبرنا قليلا عن علمانية وانفتاح ذلك الفقيه ، أخبرنا كيف تطمئن إليه وتخشى الأصولية ؟ بالله عليك أخبرنا ، كيف تكون سيد صرح الحرية وتدعم بقايا أنظمة ( ديكتاتورية ) بالية ؟ أخبرنا يا رمز السيادة ، كيف تعارض الثورات الخافقة بنبض العنفوان و( الديموقراطية ) والكرامة الإنسانية ؟ أخبرنا كيف تكون ( شركة ) حين لا يعدل راعيها بين أطرافها ؟ كيف تكون ( محبة ) حين لا يسعى مطلق شعارها الى ترسيخها ؟ بالله عليك يا حامل الأمانة ، أخبرنا عن الأمانة ؟

هل اكتمل مشروع حزب الله ؟

لاشك أن الساحة اللبنانية لم تكن يوما أكثر خصوبة واستعدادا منها اليوم لاستكمال مشروع حزب الله ، وربما اكتمل مشروع الهيمنة النهائية على الدولة اللبنانية مع تولي غبطة البطريرك الجديد شؤون الموارنة ، ما الذي ينقص بعد ؟ هناك جنرال يقود كتلة نيابية ووزارية تشكل الغطاء السياسي الشامل لما يسعى إليه الحزب ، كما يشكل بواسطة تياره ضمانة قبول التوسع والتجاوزات لدى شريحة كبيرة من المسيحيين ، هناك حكومة يرأسها سني ( مبدئيا ) اما فعليا فهي برئاسة سيد“ الميليشيا المسلحة ” ، وحدث ولا حرج عن مواقف سماحة مفتي الجمهورية الأخيرة ، ما الذي ينقص بعد ؟ معظم المراكز الأمنية والإدارات الحساسة أصبحت في قبضة المسلحين ، لبنان على قاب قوسين من إعلان دولة حزب السلاح برعاية مارونية.

ما يجري ليس نهاية المطاف. ربما تكون النظرة الى التطورات الحاصلة في الداخل اللبناني أكثر من سوداوية ، فما تبقى من سلطة أعجز من أن تحمي البلاد من التسلط ، وربما تكون المرحلة الحالية أخطر مما هو متوقع وتتجه نحو سيطرة حتمية على الجمهورية ، إلا أن هذا لا يعني أن لا أحد بالمرصاد ، ولا يعني غياب قوى أخرى متمسكة بمبادئها وثوابتها السيادية والإستقلالية عن معركة ( مواجهة ) ، ربما تكون المعركة الأخيرة وربما يكون الإنفجار الكبير ، واهم من يظن أن لاشيء تبدل منذ ال2005 ، وواهم أكثر من يظن أن نصف الشعب اللبناني سوف يسمح باستبدال الوصاية السورية بوصاية المربعات المفخخة ، واهم من يظن أن التعايش مع الترهيب والتهويل والتخوين تحصيل حاصل ، وواهم أكثر من يظن أن التهديد والوعيد يخيف اللبنانيين. لا يا سيدنا. لا يا سيدنا فرغم حزنك وأسفك لم تقنعنا بإمكانية التعايش مع السلاح ، لا يا سيدنا فرغم خوفك وخشيتك على المسيحيين ، لم تقنعنا بضرورة إعطاء نظام الأسد فرصة الإستمرار في قتل شعبه ، للأسف يا سيدنا فالدور الذي أنيط بك لا يمكن أن يكون دور البطريركية المارونية ، ولا يمكن أن تكون بكركي شاهدة زور في زمن الحريات

 

 "شبّيحة" الجنوب مجددا: إلى محيبيب دُر 

علي الامين/موقع 14 آذار

لا تبدو ظاهرة الشبيحة مقتصرة على تلك الدول التي شهدت او تشهد ثورات على أنظمة القهر، بل تجد هذه الظاهرة لها حضورا في الحيّز اللبناني. هذا الحضور يبدو واضحا في العديد من الاحياء والقرى اللبنانية.

ظاهرة الشبّيحة ليست حديثة بالضرورة، لكنّها مع ادعاء مؤسسات الدولة الامساك بزمام الامن، وحماية المجتمع، تخرج نافرة في العديد من مظاهر الخروج على القانون العام، سواء في في التعديات على الاملاك العامة او الخاصة، او القيام باعتداءات تطال بعض المواطنين لاسباب شخصية او سياسية. ويتحقق لها ذلك من خلال الاستقواء او الانتماء الى اطر سياسية واجتماعية تشكل لها الحماية حيال اي ملاحقة قانونية، والاستقواء من خلال هذه الأطر، في بعض الاحيان، بالسلطات الرسمية المسخّرة لهذا الفريق اوذاك.

في هذا السياق يمكن القول إنّ الخصوصية الامنية والعسكرية في بعض المناطق الخارجة على سطلة الدولة امنيا ساهمت في نمو هذه الظاهرة قياسا الى مناطق لا تنالها هذه الخصوصية. ويمكن ملاحظة ذلك للعيان عبر حجم المخالفات القانونية التي تتم، وعلى مستويات عدة، وعبر شلل من الشبيحة غالبا ما يحظون بحماية مباشرة، او غير مباشرة، ممن يجدون في هذه المناطق الخاصة ملاذا اكثر امنا يتيح لهم الاستقواء والتعدي من دون ان يتهيّبوا نيل العقاب الذي يرقد بعيدا.

كذلك لا يخفى ان هذه الشلل من الشبيحة هي مجموعات جاهزة وغب الطلب لتنفيذ مهمات تطلبها بعض القوى السياسية، في مناسبات لا تريد هذه القوى ان تتصدى لها بشكل مباشر، ويمكن ادراجها، على ما يصف البعض، ضمن ظاهرة "الأهالي" في الجنوب وبعض الضاحية مثلا، كعنوان للتنصل من بعض الارتكابات التي تقيد في هذه الحال ضد مجهول.

هذه الظاهرة موجودة وتتنامى في مساحات تغيب عنها الدولة او تتراخى قبضتها لاسباب مختلفة، وفي المناطق الحدودية الجنوبية تبرز تعبيراتها اخيرا في اكثر من بلدة.

فبعد محاولة "حزب الله" منع بيع الخمور في بلدة حولا (قضاء مرجعيون)، وبعد الحملة الأمنية التي جرّدها الحزب لتأديب شبان تلاسنوا مع عناصر تابعين له في بلدتي العديسة وربثلاثين (قضاء مرجعيون)، تشهد بلدة محيبيب (قضاء مرجعيون أيضا وأيضا)، مشهدا مماثلا يختلف في الشكل لكنه واحد في المضمون.

إذ تبدو هذه البلدة – الصغيرة بتعداد سكان لا يتجاوز ألفا ومئتي نسمة، يقيم منهم في البلد ما لا يزيد عن 250 نسمة – عرضة لعملية سلب أراضي المشاع بعد سنوات من بدء هذه الظاهرة. وهي "أكلت" الأخضر واليابس من الأراضي "المشتركة" في الجنوب إلى أن باتت القرى "مقفلة" لا تجد فيها دونما واحدا أحيانا لبناء مستوصف أو حديقة أو مكتبة، كما هو الحال في بلدة ربثلاثين مثلا.

وظاهرة "سرقة" المشاعات اكتسحت قرى الشريط الحدودي بشكل سافر، أدّى الى تملك المتنفذين من الحزبيين مساحات شاسعة من الاراضي في اكثر من بلدة، مستفيدين من غطاء سياسي ومن سطوة حزبية استخدمت في معظم الاحيان لمنافع خاصة.

وقد أشار موقع "جنوبية" الإلكتروني مؤخرا (janoubia.com) إلى تعدّي شبان في "حزب الله"، من بلدة ميس الجبل وبلدة محيبيب نفسها، على هاني جابر وابنه محمد، لأسباب عابرة لكنّ الثابت فيها أنّ الأخير ناشط إجتماعيا ويرفض محاولات إجباره على تغطية "التهام" عشرات الدونمات من المشاعات، ضمن اللجنة التي تتألّف منه ومن رابط الحزب في القرية ومن المختار المحسوب على الحزب.

الموقع أورد أيضا أنّ "الحزب منع جمعيات كثيرة، أهلية ومدنية، من العمل في القرية بعد حرب تموز 2000، كما منعت قوات الطوارىء الدولية من إقامة مشاريع في القرية أيضا بحجج واهية. والموضوع الأهم هو محاولة قطع المياه عن القرية ليقولوا للناس إنّهم هم من يعطونهم المياه، كما الأموال".

ونقل الموقع عن وجهاء في القرية طلبوا عدم نشر أسمائهم خوفا من أعمال إنتقامية، أنّ "مجموعة شبان مراهقين من خارج القرية، من ميس الجبل وغيرها، يعيشون في أكثر من مركز حزبي بالبلدة ويتحكمون بمفاصلها، وكلّ من يعترض على قراراتهم يأتون بشبان من قرى أخرى ليضربوهم"، ووصفهم الأهالي بـ"شبّيحة" في هذا المعنى، وبأنّهم "ينشرون جوّا من القلق، ويعيّشون القرية في جوّ من الرعب".

وأحد الناشطين الإجتماعيين في البلدة كشف عن محاولة "حزب الله" لوضع يده على أكثر من 500 دونم من المشاعات، وتابع: "سيطروا على نحو 40 دونم من خلال مخيم كشفي، ويحاولون تشريع وضع اليد على عشرات الدونمات الأخرى لتوزيعها على مناصريهم ومحازبيهم بحجة أنّهم لا يملكون أراض لبناء مساكن عليها".

زمن "الشبّييحة" بات أكثر وضوحا في لبنان، والجنوب شاهد في أربع قرى...

 

أكد تلقي أوامر بإطلاق النار على التظاهرات السلمية 

جندي سوري منشق: قناصون إيرانيون بلباس أسود شاركوا في قتل المدنيين

السياسة/أعلن مجند منشق عن الجيش السوري أنه تلقى أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين, مؤكداً أنه شاهد عناصر إيرانية أثناء قيام الجيش بقمع التظاهرات في ريف دمشق.

ونقل موقع "العربية نت" الإلكتروني عن المجند "ع.ص" الذي كان يؤدي خدمته الإلزامية في إحدى قرى ريف دمشق قبل انشقاقه, قوله إنه تلقى أوامر, بالإضافة إلى نحو من 70 من زملائه, بإطلاق نار حي على المتظاهرين السلميين بمدينة التل في ريف دمشق في 27 أبريل الماضي, ما أدى إلى مقتل تسعة من أهالي المدينة برصاص الجيش, مشيراً إلى أنه اعتقل مع جنود آخرين لرفضهم إطلاق النار على المتظاهرين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى قلب دمشق.

وأضاف أن جثثا لعسكريين من الفرقة الرابعة عرضت عليه أثناء التحقيق, وهدده المحققون بنفس المصير في حال رفض الأوامر العسكرية, أو تحدث لأحد من زملائه بعد عودته إلى ثكنته العسكرية عما حدث معه بعد عشرة أيام من الاعتقال في أفرع الأمن السورية.

وأكد المجند الذي كان يعيش في إحدى دول الخليج قبل عودته لسورية والشروع في تأدية الخدمة الإلزامية منذ منتصف ,2010 أنه تعرض لتعذيب نفسي شديد في المعتقل, بغرفة لا تتجاوز ثلاثة أمتار, جمعته مع نحو ثلاثين شخصاً.

وبشأن طريقة انشقاقه, أكد أنهم أُمروا بالوقوف على حواجز عسكرية مرة ثانية, بعد أيام من خروجه من فرع الأمن, ضمن مجموعة كبيرة من الأمن والجيش الذين تواجدوا بأسحة ثقيلة, عندما قرر بالاتفاق مع جنود آخرين, الفرار من مدينة التل, لافتاً إلى أن اشتباكاً مسلحاً جرى بين 30 عنصراً حاولوا الفرار من جهة, والأمن وعناصر أخرى من الجيش الذين أطلقوا عليهم النار من رشاشات ثقيلة من جهة ثانية, ما أدى إلى مقتل معظم الذين حاولوا الفرار, فيما نجا هو وأربعة من زملائه.

وأكد المجند, وهو من محافظة درعا, أنه كان برفقتهم قناصون إيرانيون, اعتلوا أسطح البنايات أثناء التحضير لمنع المتظاهرين من تجاوز الحواجز التي شكلوها, موضحاً أنه تعرف على الإيرانيين الذين كان معظمهم يرتدون اللباس الأسود, من طريقة تحدثهم العربية بشكل ركيك, مشدداً على أنه زار إيران مرتين ويستطيع أن يميز الإيرانيين من خلال احتكاكه بهم.

ونوه إلى أن معظم مقاطع الفيديو التي تظهر عسكريين يقومون بتصفية متظاهرين, أو يعتدون عليهم بالضرب, هي لعناصر أمنية بلباس عسكري, وليست لعسكريين ممن يؤدون الخدمة الإلزامية, دون أن ينفي أن بعض عناصر الجيش قاموا بإطلاق النار على المتظاهرين, "للمتعة".

وأشار إلى أن "الكثير من الجنود كانوا يصورون زملاءهم أثناء الاقتحامات وقمع المظاهرات والتعذيب, قصد بيعها بأسعار تتراوح بين ألفي و10 آلاف ليرة سورية (40 و200 دولار), مؤكداً أن بعض الضباط على علم بما يجري, لافتاً إلى أنه "شعر أثناء تأديته للخدمة العسكرية خلال بداية الأحداث, أن الكثيرين من الضباط كانوا يميلون لتأييد الحراك الشعبي بطرق غير مباشرة, ويرفضون بشكل ضمني إشراك الجيش في قمع المظاهرات

 

حتى متى يصبر الشعب السوري على مجازر الضباع؟

داود البصري/السياسة

مع نجاح الثورة الشعبية الليبية, وتمكن أحرار ليبيا بمساعدة أحرار العالم من التخلص من ربقة المعتوه المجرم معمر القذافي وأبنائه القتلة, تدور عجلة الحرية المقدسة لتواصل طحن عظام الطغاة و تحيل بقاياهم العفنة لمزبلة التاريخ كجزء حيوي وفاعل من الحتمية التاريخية المعروفة, وبذلك النصر المبين والمؤزر يشتد ساعد الأحرار وتقوى عزيمة المجاهدين ويختصر طريق الخلاص من الظلم والإرهاب والنهب وأنظمة الموت والدمار , وقد سجل الشعب السوري الحر سابقة نضالية غير مسبوقة في التاريخ العربي المعاصر بل في تاريخ الشرق القديم بأسره بتمرده على حكم الفئة الباغية من الوراثيين المستنسخين وبكسر حواجز الخوف ضد أعتى نظام أمني و إرهابي في المنطقة بل في العالم وهو يواصل اليوم تقديم تضحياته النضالية بكلفة بشرية عالية من أرواح الشهداء الذين يتساقطون يوميا مع إصرار النظام الفاشي البعثي المجرم على ممارسة الجريمة والقتل والاستئصال والإبادة الجماعية حتى النفس الأخير, لأن معركة النظام هي بمثابة معركة المصير التي تحدث عنها الفكر البعثي الفاشي, وهي معركة قاسية وشديدة التأثير ليس في الوضع الداخلي السوري فقط, بل في عموم الإقليم. حين انتفض الشعب الليبي في بنغازي في 17 فبراير الماضي معلنا إنطلاقة شرارة الحرية ضد المعتوهين والقتلة انتصف له العالم الحر وحماه, بل واستطاع منع النظام اللليبي الفاشي من الانفراد بالثورة و تصفيتها والقذافي في النهاية كان قادرا من خلال بطش كتائبه ومرتزقته على إحداث مجزرة بشرية مروعة في بنغازي لولا تدخل الإرادة الدولية مدعومة من الرغبة العربية حماية حلف "الناتو" المدنيين الليبيين ورد أذى الكتائب الفاشية القذافية عن الشعب المنتفض, وكان ذلك التدخل قد جاء في اللحظات الحاسمة من بداية الشرارة الثورية ولو تأخر  قليلا لتغيرت كل السيناريوهات التي توالت بعد ذلك , والشعب السوري الحر فجر ثورة هي أطهر وأنبل ثورة شعبية في تاريخ الشعوب الحية في القرن الحادي والعشرين وبأهداف إنسانية واضحة ووفق برنامج إنساني وحضاري, اذ كان حريصا على السلمية وحقن الدماء و الدعوة الى انهاء النظام المجرم العاجز وعلى تعزيز الوحدة الوطنية, ولكن رد النظام الاستخباري وجلاوزته وعملائه والمروجين له كان معروفا وواضحا منذ البداية ومنذ الخطبة الأولى لرأس النظام المتوحش الذي كان يضحك ملأ شدقيه وجراح شعب مدينة الشرارة السورية الأولى (درعا) لم تندمل بعد !

لقد كان رد النظام الوحشي واضحا وصريحا وتمت تغطيته بأكاذيب وأطنان هائلة من الوعود الكاذبة والتمنيات المعسولة والنفاق الرخيص, وللأسف كان الرد العربي على جرائم النظام السوري منعدما بالكامل, أما الرد الدولي فكان في منتهى الخجل والعار! والتردد والحيرة بل والتواطؤ أيضا وبشكل لا يتناسب أبدا مع حجم الجرائم اليومية التي يسجلها النظام ضد الشعب الثائر الأعزل إلا من إيمانه العظيم واستعداده للسير في طريق الشهادة حتى آخر المشوار, وبكل تأكيد فإن من يطلب الموت دفاعا عن العرض والكرامة والحرية توهب له الحياة, ويقينا إن إصرار ثوار سورية على سلمية ووطنية ثورتهم لا يمنع أبدا المناشدات الإنسانية العاجلة لضرورة التدخل الدولي لإيقاف النظام المجرم عند حده ولإفهامه بأن المجازر البشرية والجرائم ضد الإنسانية أمور لا علاقة لها بأحاديث وتبجحات السيادة الوطنية , فلا سيادة ولا كرامة ولا اعتبار لمجرم أو جزار فاشي حقير لا يجد ما يستر به عورته الفاشية وروحه الإجرامية إلا من خلال الإيغال في كرنفالات الدم وإستباحة الأرواح بشكل مجاني مرعب.

لقد حسم نظام ضباع الشام أمره وقرر تبني خيار المواجهة الدموية وسحق الشعب مستهترا بالروح البشرية وضاربا بالقوانين السماوية والدولية عرض الحائط متلمسا و متبعا خيار النظام الوراثي الدائم, وهو استئصال شأفة المعارضة الشعبية وممارسة أقصى درجات القمع الدموي المتوحش بهدف قمع الثورة ومحاولة إنهائها في قراءة غبية للواقع وللتاريخ, وحاشرا نفسه في مأزق تاريخي لن ينتهي إلا برحيله ومحاكمته وإنزال القصاص بمجرميه, وهو ما سيحصل في نهاية المطاف مهما بلغ حجم التضحيات الشعبية, ويوم القصاص الشعبي الحاسم آت وقريب جدا يلتمسه الأحرار ويعيه المناضلون, ولكن مع الإصرار الشعبي ينبغي للعالم الحر وللإراد الدولية أن تقول كلمتها وتساهم في تصفية الفاشية الوحشية وفي الإنتصار لإرادة وإنسانية الإنسان السوري والانتصاف لدماء الأحرار والمجاهدين والأطفال والحرائر ومنع الآلة الوحشية القمعية للنظام وأجهزة مخابراته المستكلبة من اقتراف المجازر المروعة.

لقد صبر الشعب السوري طويلا حتى أضحت أسطورته النضالية درسا حيا للشعوب الحرة والحية, والعالم في النهاية لن يخيب نداء الأحرار, وسترحل الفاشية البعثية نحو مزبلة التاريخ لا محالة, فكل الشواهد والقرائن الشاخصة باتت تؤكد بأن ثورة أحرار الشام في طريق النصر النهائي وقتلة الشعوب وضباع الفاشية سيواجهون عارهم الكبير وفضيحتهم الكبرى فاستعدوا ليوم النصر الشعبي الكبير في الشام الحرة.

* كاتب عراقي

 

لماذا اشتعلت المواجهة بين "المستقبل" و"الحزب"؟

الجمهورية/أثارت الحملة التي يشنها "حزب الله" على تيار "المستقبل" تساؤلات عدة داخل الوسط السياسي الـ14 آذاري من زاوية الخلفية الكامنة وراء هذه الحملة، سيما أن حدثا بحجم صدور القرار الاتهامي لم يستدع حملة من هذا النوع، فضلا عن أن ما نشرته صحيفة "المستقبل" من برقيات موقع "ويكيليكس" لا يشكل سابقة في هذا المجال، لأن صحف 8 آذار صالت وجالت منذ سنة تقريبا في انتقاء البرقيات التي تستهدف قوى 14 آذار، ومن هنا ثمة ثغرة كبرى في موقف "حزب الله".

وتقول الأوساط الـ14 آذارية : لو تعامل الحزب من الأساس مع برقيات ويكيليكس بأنها مزورة، لكان أمكن الركون إلى موقفه الأخير منها، ولكن تبنيه لها واعتبارها موثوقة هو الذي أعطى صدقية لهذه البرقيات، وبالتالي هجومه على "المستقبل" لا يرتبط مباشرة بهذه الوثائق، إنما له أبعاد أخرى. فهو "يشتري" معارك جانبية لصرف الأنظار عن مشاكله الأساسية ربطا بالانتفاضات العربية وخاصة في سوريا والمحكمة الدولية.

ولا تستغرب الأوساط نفسها "دفاع حزب الله المستميت عن الرئيس نبيه بري، لأن الحزب في أمس الحاجة في هذا التوقيت بالذات إلى توثيق تحالفاته لا التفريط بها، ولا سيما داخل الطائفة الشيعية التي لا يسمح باختراقها باعتبارها حصنه الأول والأخير، ويكفي العودة إلى الانتخابات البلدية وليس فقط النيابية، إذ أوصد الباب أمام أي تمثيل بلدي واختياري من خارج الثنائية الحزبية، على رغم الطابع العائلي والعشائري لهذه الانتخابات".

فالحزب ، في رأي الأوساط ذاتها، "يدرك جيدا أن تحالفاته الوطنية معرضة للاهتزاز عند أول مفترق مفصلي إقليمي، من الرئيس نجيب ميقاتي إلى النائب وليد جنبلاط وما بينهما النائب ميشال عون الذي سيفقد أمام جمهوره، بعد انهيار النظام السوري، كل صدقيته بعد أخذه جزءا من المسيحيين إلى خيار استراتيجي أدت الأحداث إلى سقوطه، ولذلك خيار الحزب الوحيد هو إقفال الساحة الشيعية أمام أي اختراق يساهم في مزيد من تضييق الخناق عليه".

وتقول الأوساط أن "حزب الله ليس بحاجة لويكيليكس لمعرفة مواقف الرئيس بري من الحزب، إنما أكثر ما أزعجهم هو توقيت نشر هذه البرقيات التي أصبح مفعولها مضاعفا في ظل الوضع الإقليمي. فالعلاقة بين الحزب والحركة كانت تترجم باستمرار بشيئين ضد بعضهما: التصريحات الاعلامية عن أن العلاقة بين الطرفين مميزة ولا يشوبها أي شائبة، والإشكالات على الأرض التي لا تعد ولا تحصى".

وتشير الأوساط إلى أن "أي مراجعة للاستحقاقات النيابية منذ العام 1992 تظهر أن الكلام عن انفصال الحزب عن الحركة يبدأ بالتصاعد عشية هذه الاستحقاقات التي تستدرج تدخلا سوريا-إيرانيا يفضي في نهاية المطاف إلى فرض الوحدة بين الطرفين بالقوة. فالحزب كان مطمئنا إلى عدم قدرة الحركة على الانفصال عنه، لأن السوري كان ممسكا بالوضع، ولكن بعد انفراط الوضع السوري وانتهاء الرواية السورية-الايرانية باتت إمكانية الفصل بين الحزب والحركة ممكنة وسهلة ومرجحة، وهذا ما يفسر موضوعيا ردة فعل حزب الله الذي لا يحتمل انفصال الرئيس بري عنه كونه يصبح مكشوفا دوليا وعربيا ووطنيا وشيعيا".

وتعليقا على هذا الموضوع، قال الوزير السابق عبد الرحيم مراد لـ"الجمهورية": "إن تيار المستقبل فقد أعصابه، فهو لم يصدق أنه خارج السلطة منذ أن بدأ بإشعال الدواليب والاعتداء على مكاتب الناس في طرابلس يوم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي. من الواضح أنه لا يستطيع تقبل فكرة خروجه من السلطة، وقد تذكر الآن "ويكيليكس" لرمي الفتنة بين حزب الله والرئيس نبيه بري".

واعتبر مراد "أنه من الطبيعي أن يكون الرد في مستوى الهجوم، وإرسال رسالة تحذير له من محاولة اللعب على الفتنة بين حزب الله وحركة أمل"، مؤكدا أن موقف الحزب والحركة واحد والتحديات واحدة ولا يحاولنّ أحد التفريق بيننا وخرق صفوفنا".

اضاف: "كلام حزب الله منطقي، خصوصا عندما يرى "المستقبل" يمس بالجيش، وهو الذي كان ينادي به، ويتنكّر للمقاومة. فتحصيل حاصل أن يسمع "المستقبل" رد الحزب والحركة والحلفاء".

ورأى مراد "أن التهويل بالفتنة السنية – الشيعية لم يعد يجد، وهم غير قادرين على بلوغ الفتنة، لأنهم لو استطاعوا لما قصّروا، لكن الموضوع ليس في يدهم. فالأظافر" ليست عندهم. ولو كانت خلاف ذلك لرأيتم الفتنة أمرا واقعا. لكن القوة عندنا والحمد لله. يتكلمون ويصرخون و"يهوبرون" كثيرا ويستخدمون الاعلام المحلي والخارجي ولكنهم لن يستطيعوا فعل شيء".

تابع مراد: "لقد راهنوا على أن النظام السوري هو على قاب قوسين أو أدنى من الهاوية، لكن هذا النظام أكثر تماسكا مما يظنون، وستخرج سوريا بافكار اصلاحية واضحة وستعود الامور الى مجاريها. وهذا ما يدفع بتيار "المستقبل" الى الجنون، لأن كل رهاناتهم سقطت. فالأمور ستستقر في سوريا وستعود أقوى مما كانت عليه، وبالتالي "الاكثرية" في لبنان قلّعت".

وعمَّن اعطى الضوء الاخضر لحزب الله ليرد على "المستقبل" وهل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله راضٍ على مسار الأمور بين الطرفين أجاب مراد: "لا دكاكين في "حزب الله"، بل القرار يُتخذ مركزيا وينفذ. والرد على "المستقبل" تم بقرار مركزي بلا شك. إن مبدأ الرد موجود. فلا يجوز ان يظل "المستقبل" يهوبر من دون ان يُسكته احد".

أما مصادر مسؤولة في تيار "المستقبل" فقالت لـ"الجمهورية" "بعد صدور برقيات ويكيليكس ارتفعت نبرتهم أكثر فأكثر. الويكيليكس محاضر نشرها جوليان اسانج على الانترنت، وهي تتضمن نصوصا حرفية بما أرسله السفير فيلتمان إلى إدارته. وهو ليس مقالا صادرا عن فريق 14 آذار ولا اتهاما من قبله. هناك قسم مما قاله الرئيس نبيه بري ليس سيئا في نظرنا، فعندما قال بوجود السلطة اللبنانية على كل الأراضي وبتطبيق القرار 1559 وبأن ما جرى على الخط الأزرق عرّض لبنان لمخاطر، كل ذلك ليس بعيدا كثيرا عما نقوله، وبالتالي ليس اتهاما، ولكن من الواضح أن ما نشر "عقصهم" كثيرا، لأنه كشف كلاما يقوله الرئيس بري في غرف مغلقة مختلفا عما يقوله في الإعلام. والهجوم الصاعق وغير المبرر هو بهدف التغطية وإثارة الغبار على شيء انزعجوا منه.

واستغربت المصادر المسؤولة "اعتبار هذه البرقيات افتراء، إذ من المعقول أن يكذب السفير فيلتمان علينا أو على بري لكنه لا يستطيع أن يكذب على ادارته وعلى رئيس جمهوريته ووزير خارجيته. هذا أمر لا يصدق. لذلك دفاعهم يفتقر إلى الصدقية، فجاء عالي النبرة بهدف التغطية. فعندما تضعف الحجة يلجأ المرء الى الصراخ كي يغطي على الصوت الآخر".

وعن ردة الفعل التي جاءت على عكس ما كان يشتهي تيار "المستقبل"، اذ تضامن حزب الله مع الرئيس بري قالت المصادر : "لم يقصد تيار "المستقبل" ذرع الخلاف بين الطرفين، إنما تسليط الضوء على وثائق استخدمت ضد 14 آذار على امتداد سنة كاملة. كما أن الحزب يدرك بأنه لا يختزل الطائفة الشيعية، ومن المهم بالنسبة إليه الحفاظ على التحالف مع بري بمعزل عما يعتمر قلبه ويدور في ذهنه عن حركة امل، لأن الأساس إبقاء الحركة "مضبوطة" مع الحزب بغية أن يظلا ضمن المظلة الواحدة. فلذلك أي تهجم أو أي علامة استفهام من الحزب على بري يكون الخاسر فيها الحزب، وبالتالي من الطبيعي ان يحاول إعادة اللحمة الظاهرية بين الطرفين كونه لا يحتمل خسارة طرف بحجم الحركة. لقد تبين من الوثائق وجود فارق كبير في النظرة بين الطرفين، مما يعني أن حسابات بري كانت مختلفة، وعندما استطاع الحزب لاحقا الوقوف ، اختلف الخطاب".

وعن التخف مما سينشر الاثنين عن يوميات حرب تموز، قالت المصادر نفسها: "ما جرى في حرب تموز بالنسبة الينا مكشوف، ولا شيء قيل في الداخل مختلف عما نقوله في الخارج. فكل ما نشر حتى مع المسؤولين الأميركيين يؤكد أن كلام الرئيس فؤاد السنيورة في داخل الاجتماعات وخارجها هو نفسه، شأنه شأن كلام قوى 14 اذار. ولكن البعض يتكلم عن محاضر كتبها بنفسه، وهذا يصبح موضوعا آخر، فهناك فارق بين كلام شخص يدّعي أنه محضر، وكلام أرسله سفير الى حكومته ليعلمها بشيء ما والسفير لا يعقل أن يكذب على رئيسه".

 

الراعي وقبّاني: خيارات استراتيجيّة أملتها مرجعيّات

طارق ترشيشي/الجمهورية

تسحتوذ المواقف التي يتّخذها هذه الأيّام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قبّاني من التطوّرات الداخلية والعربية والدولية الجارية، على اهتمام كلّ الأوساط السياسية الموالية والمعارضة، لأنّها تطرح علامات استفهام كثيرة وكبيرة حول أبعادها والخلفيات، لأنّ هاتين المرجعيتين الدينيتين، كبقية المرجعيات، غالبا ما لا تنطلق في مواقفها من هوى وإنّما استنادا الى معطيات متينة على الأرجح.

والواقع أنّ مواقف الراعي وقبّاني كانت في الآونة الاخيرة بدأت تعكس نشوء معادلة سياسيّة مفادها أنّ قوى 14 آذار المسيحية "خسرت" البطريركية المارونية كـ"داعم" لها، في مقابل خسارة تيار "المستقبل" دار الفتوى كـ"داعم" له، وهذه المعادلة نشأت بفعل تمايز كلّ من الراعي وقبّاني في المواقف والخيارات عن مواقف قوى 14 آذار بكل مكوّناتها وخياراتها. إذ بعدما كانت هاتان المرجعيّتان شكّلتا، أو أنّ البعض اعتبر أنّهما شكّلتا، في ما مضى، رافعتين لهذه القوى، أضحتا اليوم تتّخذان مواقف ذات طابع استراتيجي قريب المدى وبعيده، تتعلّق بمصير لبنان برمّته في ضوء المتغيّرات والثورات التي تشهدها المنطقة العربية وما يمكن أن تكون لها من انعكاسات عليه، وإن كانت هذه المواقف تبدو في جانب منها قريبة في الشكل والمضمون من مواقف الاكثرية وخياراتها السياسية على المستويين الداخلي والخارجي.

بعض السياسيين يقول إنّ المواقف التي أطلقها الراعي قبل اسابيع، ويُطلقها حاليّا من باريس، في ضوء اللقاءات التي عقدها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وغيره من المسؤولين السياسيين الكبار، ليست مواقف شخصيّة أو ارتجالية وفجائيّة، وإنّما منطوية على معطيات حول اتّجاهات رياح التغيير في لبنان والمنطقة تجمّعت لدى البطريرك وتتناقض مع المعطيات الموجودة لدى الجانب الفرنسي وكذلك لدى فريق المعارضة اللبناني. وإذ تبيّن، حسب معلومات تلقّاها مرجع لبناني مسؤول، أنّ ساركوزي كان حادّا في المواقف التي عبّر عنها خلال لقائه الراعي، فإنّ الأخير وفي المواقف الهادئة التي عبّر عنها حول الوضع في المنطقة عموما وحول نظام الرئيس السوري بشّار الاسد والوضع في سوريا خصوصا، والتي دقّ فيها "ناقوس الخطر" على المسيحيّين وغيرهم من الأقلّيات في سوريا ولبنان والشرق كلّه في حال تولّت جماعة "الإخوان المسلمين" أو الطائفة السنّية عموما السلطة في سوريا، إنّما استند الى معطيات لديه تؤكّد أنّ وضع نظام الأسد ما زال متينا، وأنّه لن يسقط تحت وطأة الاحتجاجات الداخلية والضغوط الخارجية التي يتعرّض لها.

كما أنّ مواقف الراعي "الباريسية"، إذا جاز التعبير، أظهرت أنّه لم يقتنع بالمعطيات الفرنسية التي تتحدّث عن "سقوط محتوم" للنظام السوري، مثلما تحدّث رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أخيرا. والمرجّح أنّ الراعي، الى قراءته الخاصة للاحداث في سوريا والمنطقة، يستند في مواقفه الى معطيات لدى دولة الفاتيكان التي يأخذ بنصائحها وتوجيهاتها، والحريصة بقوّة على الوجود المسيحيّ في لبنان والشرق. ولذا فإنّ بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للطائفة المارونية لا يتّخذ مواقفه جذافا. ومن المتوقّع أن تكون لهذه المواقف انعكاساتها المؤثرة على مواقف كلّ القوى والجهات المحلّية والإقليمية المتعاطية أوالمتدخّلة في الشأن السوريّ. وكذلك على فريق المعارضة الذي يشنّ حملة ثلاثية الأبعاد تستهدف حكومة ميقاتي وحزب الله وسلاحه والنظام السوريّ. وكان اللافت في هذا السياق موقف البطريرك القائل ببقاء سلاح حزب الله حتى انتهاء الاحتلال الإسرائيلي لما تبقّى من أراضٍ لبنانية محتلة وإقرار حقّ العودة للّاجئين الفلسطينيين الى فلسطين، إذ جاء هذا الموقف البطريركي على نقيض موقف فريق 14 آذار بكلّ مكوّناته الحامل بشدّة على سلاح حزب الله والمطالب بنزعه.

وفي المقابل فإنّ المفتي قباني الذي انفتح على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعلى حزب الله والاكثرية وسوريا وإيران عموما، ما كان ليفعل ذلك لو لم يستند الى نصائح تلقّاها من دول عربية فاعلة ومن مرجعيّات دينية وسياسية كبرى قرأت في تطورات الوضع السوري ما جعلها تستنتج أنّ التغيير في سوريا سيتمّ عاجلا أم آجلا في ظلّ نظام الرئيس بشّار الأسد، أوّلا لأنّ هذا النظام عصيّ على السقوط لكثير من الاعتبارات الداخلية والاقليمية والدولية، وثانيا لأن ليس هناك من بديل مطمئن لهذا، خصوصا وأنّ المعارضة السورية منقسمة بين داخلية وخارجية، وكلّ منها منقسم على نفسه وبين من يؤيّد تغييرا في ظلّ النظام القائم وبين معارض ويريد تغيير النظام برمّته.

وهذه الدول العربية الفاعلة لا تجد على ما يبدو ضيرا في انفتاح المفتي قبّاني على النظام السوري، وعلى القوى اللبنانية الحليفة له داخل حكومة ميقاتي وخارجها، لأنّها لا ترضى ضمنا لنفسها السير وراء الموقف القطري ولا التسليم بدور لتركيا يلغي دورها ودور مصر "أم العرب"، فيما تركيا تحاول "دغدغة" المشاعر العربية في هجمتها المتأخّرة على إسرائيل في الوقت الذي تتورّط أكثر فأكثر في زعزعة أركان الدولة السورية التي تشكّل أبرز دول المواجهة المباشرة مع إسرائيل.

وأكثر من ذلك فإنّ تلك الدول العربية الفاعلة التي تؤيّد توجهات المفتي قبّاني الذي كان له لقاء قبل يومين مع السفير السعودي علي عواض العسيري، لا تؤيّد على ما يبدو تولّي "الإخوان المسلمين" السلطة في سوريا، وكذلك في مصر، وإن كانت لا تعارض ضمنا تضامن تيّار"المستقبل" مع حركة الاحتجاج السوريّة ضدّ النظام. فالمفتي بانفتاحه على دمشق يحجز مقعدا لدوره المستقبليّ ولمرجعيته ولما يمثل لدى النظام عند خروجه من أزمته، يمكّنه لاحقا من إعادة وصل ما قطعه "المستقبل"عموما والطائفة السنّية خصوصا مع هذا النظام. وفي المقابل، فإنّ وقوف تيار "المستقبل" الى جانب المحتجّين السوريّين يحجز له ولما يمثل مقعدا لدى النظام الذي سيقيمونه في حال تمكّنوا من إسقاط النظام القائم.

وفي المحصّلة، فإنّ الراعي وقبّاني قد وطّنا نفسيهما على أنّهما سيكونان عرضة لانتقادات، وربّما لحملات وهجمات ربّما تكون عنيفة بسبب مواقفهما وخياراتهما المستجدّة، وهذه الانتقادات كانت قد بدأت منذ أسابيع خافتة في الصالونات والمجالس السياسية، وحتى في الشارع، ولكنها قد تعلو في قابل الايّام... الى أن تتّضح معالم ما سيؤول إليه الوضع السوريّ.

 

جوبيه – لافروف وحماية الأقلّيات

جورج علم/الجمهورية

ترك الاتّحاد الأوروبّي الباب مفتوحا أمام رزمة العقوبات التي قرّر اتّخاذها ضدّ سوريا، ويعود السبب الى غياب الإجماع بين الدول الأعضاء حول ملفّ النفط، من قائل بأنّ الحظر لا يمكن ان يشمله عمليّا إلّا اعتبارا من مطلع العام المقبل نظرا للخطط المرسومة، الى قائل بأنّ أوروبا تعاني من أزمة ماليّة – اقتصاديّة خانقة، ولا يمكنها الاستمرار في سياسة الشرنقة التي تنسجها حول نفسها، الى قائل بأنّها اتّخذت ما يكفي من العقوبات ضدّ النظام السوري، وإذا كان لا بدّ من مزيد فيجب أن يأتي عن طريق مجلس الأمن، ومن خلال قرارات تلزم غالبيّة الدول، وليس أوروبا وحدها.

وكان النفط السوريّ، على رغم محدودية كمّيته وجودته، أحد أبرز الأسباب التي دفعت بالرئيس نيكولا ساركوزي إلى أن يشهر سيف النقمة ضدّ النظام السوري بعدما استبعدت دمشق الشركات الفرنسيّة، وأفسحت المجال أمام شركات أميركيّة، ومن جنسيات أخرى. واحتلّ الملف الاقتصادي حيّزا مهمّا في المحادثات التي أجراها وزير الخارجيّة آلان جوبيه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، انطلاقا من الدور التركي الجديد في الشرق الاوسط، وكيفيّة توحيد وجهات النظر داخل مجلس الأمن للتعاطي مع الملف السوري المعقّد. وما إن انتهت المحادثات حتى خرجت موسكو بسلسلة من المواقف الجديدة التي ربّما سيكون لها الأثر في تغيير النظرة الأوروبيّة تجاه دمشق، والدليل أنّ لافروف أعلن بعد محادثاته مع جوبيه أنّ بعض الانتفاضة السوريّة مسلّح، وهذا لا يمتّ بشيء الى الحركات الاحتجاجيّة التي يفترض أن يكون تحرّكها سلميّا ضدّ النظام، وإنّ السلاح يعني الانقلاب المسلّح. أمّا الرئيس ميدفيديف فأكّد أنّ المعارضين السوريّين متنوّعون، ومنهم من يمكن وصفهم بالإرهابيّين، ثمّ طوّر هذا الموقف بالقول: بوسع الرئيس الأسد الاحتفاظ بالسلطة بعد تحقيق الإصلاحات، ويتعيّن عدم الاعتماد على أنّ نظامه سيسقط.

ويرى الفرنسيّون أنّ جوبيه حاول إقناع الروس بالانضمام الى سياسة العقوبات كخطوة أولى على الطريق المؤدّي الى مجلس الأمن، لكنه فوجىء بمقاربة روسيّة مختلفة انطلقت من تعداد التداعيات السياسيّة والأمنية والاقتصاديّة التي قد يتركها مسار الأمور في سوريا على أوضاع الدول المجاورة، والمنطقة بشكل عام، خصوصا إذا ما سقط النظام من دون معرفة البديل، أو أن يكون البديل مقتصرا على فوضى عارمة لا يحكمها إلّا منطق السلاح، وانفلات الغرائز، وبهذا المعنى يصبح الخطر عبئا استراتيجيّا قد تحصد موسكو بعض تداعياته في ظلّ قوى ثلاث متصارعة نفوذا واقتصادا هي تركيا وإيران، وإسرائيل. وما تخشاه موسكو أنّ بعض أطياف المعارضة لا يريدون الإصلاح بل إسقاط النظام، وأنّها مدفوعة لتنفيذ أجندة خارجيّة مقابل بعض المكتسبات الداخليّة. وسمع جوبيه كلاما روسيّا واضحا: موسكو مع استمرار النظام في سوريا، لكن مقابل شرطين تضغط لحصولهما: الحوار مع المعارضة، وتحقيق الإصلاحات.

ويشير الروس من جهتهم الى نقاط كثيرة مشتركة جرى التوافق عليها مع جوبيه، ولم تقتصر المحادثات على الوضع في سوريا، بل شملت مواضيع عدّة، وكانت بنّاءة، وشهدت تطابقا في وجهات النظر حول العديد من الملفّات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء على مستوى العالم العربي وواقع الدول المنتفضة ومستقبلها، أو على مستوى الوضع الإقليمي بما فيه تركيا وإيران، أو على المستوى الدولي بمناسبة بدء أعمال الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، وجدول أعمالها الحافل بالمواضيع التي تهمّ البلدين.

ويعترف الروس أنّ من بين النقاط المشتركة التي تمّ التوقف عندها طويلا في محادثات لافروف – جوبيه، كان مصير الأقلّيات في حال سقط النظام وغرقت سوريا بفوضى مسلّحة، أو في حال كان البديل نظاما إسلاميّا متشدّدا. وكان جوبيه قد استمع باهتمام كبير الى العرض الذي قدّمه البطريرك بشارة الراعي حول واقع الأقليات المسيحيّة ومستقبلها في سوريا ولبنان في حال غابت الضمانات، وسقط النظام، وكان البديل الفوضى او نظام أصولي متشدّد. وربط بين ما سمعه من رأس الكنيسة المارونيّة، وما سمعه من موسكو- الأرثوذكسيّة المحافظة، من خوف على مستقبل المسيحيّين في الشرق، وليس في سوريا وحدها، إذا ما غاب الاستقرار الذي كانوا ينعمون به طوال عقود خلت.

والى بيروت وردت من موسكو برقيّة تؤكّد بأنّ ملف الأقلّيات استحوذ على حيّز واسع من الاهتمام في محاثات جوبيه – لافروف، وأنّ وزير الخارجيّة الفرنسي تكوّنت لديه معطيات جديدة بعد المحادثات المعمّقة التي أجراها مع البطريرك الماروني، وبعد اطّلاعه على هواجسه، وصلابة المعطيات التي استند اليها، وقصد على الأثر موسكو ليسأل "بطاركتها" السياسيّين: كيف العمل لحماية الأقلّيات في الشرق انطلاقا من سوريا؟

 

جنبلاط في ليبيا: حيث يكون النفط يكون البيك

فراس حاطوم/الجمهورية

من جيب "العقيد" الى عُبّ الحركة الوطنية اللبنانية، لطالما كانت طريق المال سالكة، ولطالما كانت "العملة الخضراء" لمؤلّف "الكتاب الأخضر" كفيلة بتحويل كتابه من مجموعة أوراق بالكاد تصلح لأن تكون عَلفاً للدواب، الى غذاء للفكر والروح يحرص قادة اليسار في بلاد الأرز على أن يتصدّر مكتبتهم متقدّماً على كلّ ما عداه من كتب بما في ذلك "رأس مال" لكارل ماركس و"دولة" لينين و"ثورته." تماماً كما كانت الأموال ذاتها كفيلة بتحويل مراكز الأحزاب "النضالية" في محلّتي "الكولا" و"الحمرا" أماكن تفوح من أثاث مكاتبها وغرف اجتماعاتها رائحة "البرجوازية".

وإذا كان العمر لم يُمهل قادة بحجم جورج حاوي وإنعام رعد لكي يشاهدوا لحظة خلع "باب العزيزية" وهروب سيّده فأعفاهم بذلك من حرج تبرير مواقفهم السابقة، فإنّ قائداً، على الأقلّ، من قادة ذلك الزمن الجميل - في اعتبار أنّ اللبنانيين يحرصون على تجميل كلّ قديم مهما بلغت بشاعته- كُتِب له أن يحيا الزمنين، زمن "ثورة الفاتح"، وزمن الثورة عليه، وكُتب عليه بالتالي أن يستخدم مجدّداً جملته الشهيرة "لحظة التخلّي"، وعلى نحو إقليمي هذه المرّة، لتبربر ما تأخّر من ذنوبه.

لم يقدّم رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط نقداً ذاتيّاً مفصّلاً لمرحلة العلاقة بين الحزب التقدّمي الاشتراكي و"الجماهيرية القذافية العظمى"، لكن ما أدلى به نائبه دريد ياغي يوم أمس في إحدى المقابلات التلفزيونية من تبريرات حول هذه العلاقة، خصوصاً في مرحلة الثمانينيات، يصحّ مدخلاً للنقاش ويدلّ على أنّ جنبلاط الذي يحتكر رئاسة حزبه منذ أربعة عقود تقريباً (ما الفارق بينه وبين القذافي؟) لا يحتكر ميزة الاستخفاف بعقول المتلقّين.

فبحسب ياغي، فإنّ الحركة الوطنيّة "خُدِعت" بالعقيد معمّر فظنّته "فتى العروبة الأغرّ" (ماذا كان يسمّى الرئيس كميل شمعون إذن؟!) واندفعت في تأييده بصفته "داعماً" لحركات التحرّر وحائزاً على "بركة" جمال عبد الناصر قبل رحيله، وذلك قبل أن تعود لاحقاً فتكتشف ومع مطلع التسعينيات أنّه مجرّد "ديكتاتور مجنون يسرق أموال الليبيين وخيراتهم".

بالطبع يستطيع السيّد ياغي أن يقدّم الرواية الرسمية التي يريد، وتستطيع هذه الرواية أن تقنع كثيرين ممّن يبصمون "بالعشرة" على كلّ خطوة يخطوها "البيك" وكلّ لفتة يتلفّتها، لكن من الصعب عليه إقناع نفسه وإقناع آخرين ممّن لا زالوا يملكون حدّاً أدنى من المنطق ومن القدرة على التحليل.

فمع مطلع الثمانينات، أي في الفترة التي شهدت بداية الخط التصاعدي للعلاقة بين "الحركيين الوطنيين في لبنان"، وعلى رأسهم الحزب الاشتراكي، والعقيد "الفاتح" لم تكن شخصية الأخير لغزاً في طور الاكتشاف، بل كان الجنون الدمويّ المختبىء تحت ثيابه المزركشة قد ظهر جليّاً أواخر عام 1978 وذلك في واحدة من أقذر وأغرب حوادث الخطف في تاريخ البشرية، ألا وهي حادثة اختطاف الأمام موسى الصدر.

يومها لم تردع الجريمة جنبلاط ولا ردعت زملاؤه في الحركة الوطنية عن التزاحم في السنوات اللاحقة لاحتلال الصفوف الأماميّة في احتفالات "ثورة الفاتح"، بل على العكس من ذلك، تحوّل الاستماع الى شروحات القذافي عن "النظرية الثالثة" التي ابتدعها لتكون بديلة عن الشيوعيّة والرأسمالية طقساً سنويّاً يحرص يساريّو لبنان على المشاركة فيه. ويومها أيضاً لم يمنع الانشغال المفترض للزعيم الاشتراكي ولحلفائه في مقارعة "الانعزاليين" اللبنانيّين، لم يمنعهم من إيجاد فائض من المقاتلين "يتبرّعون" به للمرابضة على الحدود الليبية ـ التشادية.

كان شعار الصفقة المعروف يومها "المال مقابل الرجال"، وكان كلّ يوم يمضيه كلّ محازب في صحراء ليبية، وتحت شمسها الحارقة يترجم حوالات بمئات ألوف الدولارات تحطّ في حسابات قائد حزبه.

وإذا كان المجال لا يتّسع الآن لتقديم شروحات مفصّلة وإضافية، فإنّ المؤكّد أنّ الالتصاق الاشتراكي بالقذافي لم ينبع يوماً من اقتناع، تماماً كما أنّ الابتعاد عنه لم ينبع من اقتناع مضادّ.

هو المال عصب المواقف دائماً وأبداً لدى الزعيم الاشتراكي كما لدى سواه. لذلك وبعيداً عن التنظير التلفزيوني لمسؤول هذا الحزب أو ذاك، يدرك المحازبون في لبنان أنّ "الشحاذة السياسية" هي أكثر فنّ يتقنه بعض أقطاب هذا الوطن.

وما قاله اليساريّون بالقذافي أيّام عزّه لم يقله أبو نواس في الخمرة، لكن "اليمينيّين" قالوه في صدّام حسين يوم كانت بواخر السلاح العراقية ترسو على سواحل المناطق الشرقية تارة لدعم العماد ميشال عون وتارة أخرى لدعم "القوات اللبنانية". وما قيل سابقاً في مدح ليبيا والعراق يقال اليوم تارة في مدح إيران، وتارة أُخرى في مدح السعودية. فسبحان من لا يحمد على مكروه سواه، كيف لا يحطّ الغزل السياسيّ إلّا في البلدان التي تفوح منها رائحة النفط.

وسبحانه أيضاً كيف أنّ "البيك"، ومن بين كلّ قياديّي الحزب الاشتراكي، لم يختر سوى بهيج أبو حمزة ليرافقه في أولى رحلاته إلى ليبيا الجديدة.

 

مسيحيو الشرق والانتفاضات العربية

بقلم محمد السماك/النهار

الخيار المرّ الذي يواجهه مسيحيو الشرق بين الأنظمة الاستبدادية والتطرف الديني يتناقض مع الأدوار التاريخية التي قاموا بها والتي ساهمت في النهضة العربية الحديثة.

يبدو ان مسيحيي الشرق في حيرة من أمرهم ازاء الانتفاضات الثورية التي تجتاح العالم العربي. وتنطلق هذه الحيرة من أمر ذي وجهين متكاملين. الوجه الأول هو ان هذه الانتفاضات تثور على أنظمة استبدادية. وانها تحاول استعادة حقوق الانسان العربي في الحرية والكرامة والحقوق الانسانية العامة الاخرى، ومنها حق المشاركة في صنع القرار الوطني.

ويعاني مسيحيو الشرق، كما يعاني مسلمو الشرق، استبداد هذه الأنظمة وانتهاكاتها المتمادية لحقوقهم الأساسية، ولذلك فانهم لا يستطيعون من حيث المبدأ إلا أن يكونوا ليس فقط الى جانب هذه الانتفاضات الثورية، بل في أساسها أيضاً. وثمة سوابق تاريخية ثلاث مماثلة:

¶ الانتفاضة العربية ضد التتريك.

¶ الانتفاضة العربية ضد الاستعمار الأوروبي (الفرنسي والبريطاني).

¶ الانتفاضة العربية ضد الاحتلال الصهيوني.

لم يكن مسيحيو الشرق مجرد مشاركين في تلك الانتفاضات، بل كانوا قياديين فيها ولها. ولذلك فانهم لا يستطيعون اليوم إلا ان يكونوا جزءاً من الانتفاضات الجديدة ضد الاستبداد الداخلي الذي عانوه طويلاً كسائر المواطنين العرب. ومن أبرز علامات هذه المعاناة الهجرة المسيحية من بعض دول المنطقة.

ان أهمية المشاركة الجامعة لكل مكونات المجتمع دينياً ومذهبياً وحتى عنصرياً في هذه الانتفاضات، تؤكد ان الشعوب في الدول العربية أخضعت للاستبداد ولم تخضع له، وانها تالياً تمتلك الارادة الذاتية للتخلص منه، وانها لا تعاني قابلية الخضوع للاستبداد. والمسيحيون هنا ليسوا استثناء، بل انهم بحكم ثقافتهم في أساس هذه القاعدة.

أما الوجه الثاني للحيرة المسيحية فانه يرتسم من خلال عدم وجود بديل واضح أو حتى مجرد تصور راجح لما بعد النظام الاستبدادي الذي ينتفض الناس للتخلص منه. وتصل بهم الحيرة الى حد القلق من احتمال أن تشكل هذه الانتفاضات رافعة لقوى اسلاموية متطرفة للوصول الى السلطة. ان لهذا القلق ما يبرره، بل ان انكاره هو تجاهل لتطور يمكن أن يفرض نفسه. ولا يكفي المسلمين أن يقولوا للمسيحيين لا تقلقوا حتى يتبدد القلق، بل لا بد لهم من القيام بعمل ما يساعد على ازالته، ان لم يكن على تبديده.

في الاساس إن ما يجري في بعض العالم العربي هو انتفاضات شعبية وليس انقلابات عسكرية. فالانقلاب يأتي بقيادة جاهزة، وببيان أول جاهز، وبرؤيا للحكم جاهزة أو مجهزة. أما الانتفاضة الثورية، فانها ليست عملية تغيير من فوق، انها عملية اجتثاث لنظام استبدادي من جذوره  وهي حركات لا تملك بطبيعتها لا قيادة ولا برنامج عمل. كل ما تملكه هو الشعارات العامة بالحرية والكرامة ومحاربة الاستبداد ومكافحة الفساد. وبقدر ما تشكل هذه الشعارات  قوة دفع لها، فانها تشكل نقطة ضعف أيضاً. ذلك ان التعميم في شعارات التغيير، وفي المشاركة التي تتجاوز حدود الطوائف والمذاهب والمناطق، يفتح الأبواب أمام صيادي الفرص من مختلف التوجهات ومنهم الاسلاميون المتطرفون أيضاً. من هنا يجب تفهم طبيعة وواقعية القلق المسيحي في ضوء تجارب الاحداث العدوانية التي عرفها العراق وعرفتها مصر أيضاً –الى حد ما- والتي شعر المسيحيون بأنهم كانوا هدفاً لها.

يضع هذا القلق، الذي قد يصل الى حد الخوف، مسيحيي الشرق أمام أمرين أحلاهما مرّ؛ اما الوقوف الى جانب الأنظمة الاستبدادية التي عانوها كغيرهم من المواطنين، وذلك على أساس انهم يعرفون حجم المعاناة وانهم تآلفوا معها؛ وإما التعرض لمعاناة أشد قد تترتب عن التطرف الديني نظاماً يخلف نظام الاستبداد القائم. فالتطرف –اذا أتى- قد يستهدفهم في عقيدتهم وفي حريتهم الدينية، وهذا مصدر تخوفهم. يؤسس هذا التخوف لمنطق يشجعهم على الأخذ بمعادلة قبول الضرر الأقل لمنع وقوع الضرر الأكبر. وهو منطق يبرر أو يشجع مسيحيي الشرق على إخرج أنفسهم من دائرة المشاركة الطبيعية في انتفاضات التغيير العربية، للدخول في دائرة المشاركة غير الطبيعية ولو السلبية وغير المباشرة في الدفاع عن الأنظمة الاستبدادية.

يدرك مسيحيو الشرق بلا شك أن هذا الخيار المرّ يتناقض مع الادوار التاريخية التي قاموا بها والتي ساهمت في بلورة الشخصية العربية، وفي النهضة العربية الحديثة، وفي حركات الاستقلال الوطني. كما يدركون أنه يتناقض أساساً مع طبائعهم الانسانية، ومع المقومات الحميمة لهويتهم الثقافية الدينية. يعكس هذا الأمر بوجهيه صراعاً ذاتياً في أعماق الشخصية المسيحية الشرقية. وهو صراع يفرز كمّاً من علامات الاستفهام الكبيرة التي لا تتوافر اجابات واضحة عنها.

من علامات الاستفهام هذه: ماذا اذا ربحت الأنظمة الاستبدادية المعركة المصيرية التي  تخوضها للدفاع عن ذاتها؟ في هذا المجال لن يكون الاسلاميون وحدهم ضحاياها. ان كل المواطنين مسلمين ومسيحيين سيدفعون الثمن. وحتى إذا لانت الأنظمة وعملت في ما بعد على استرضاء الاسلاميين (وهناك سوابق عدة عرفتها مصر تحديداً في عهد الرئيس الراحل أنور السادات)، فان المسيحيين سوف يكونون اولى ضحاياها.

ومن علامات الاستفهام أيضاً: ماذا اذا انتصرت الانتفاضات الشعبية على الأنظمة الاستبدادية، وتجاوزت مرحلة الاضطرابات المتوقعة التي تمر بها حالياً، واستقرت على صيغة وطنية ومدنية حديثة ما في السلطة الجديدة؟ ماذا يكون موقف مسيحيي الشرق منها اذا كانوا قد تخلوا عنها أثناء الشدّة وساندوا السلطة الاستبدادية؟

كان مسيحيو الشرق جزءاً اساسياً من السلطات الوطنية في مصر وسوريا والاردن ولبنان بعد التحرر من الاستعمار لانهم كانوا ضد الاستعمار... فأي دور سيكون لهم بعد التحرر من الاستبداد اذا لم يكونوا ضد الاستبداد؟

ومن الأسئلة التي تعكس احتمالات واقعية أكثر تعقيداً وخطورة السؤال التالي: ماذا اذا استجابت الانظمة الدعوات الى الاصلاح، وتخلت عن الاستبداد واحترمت حقوق الناس وكراماتهم؟ ماذا اذا انتهت الانتفاضات الى اصلاح الأنظمة وليس الى اسقاطها؟ أي مستقبل يكون للمسيحيين الشرقيين في الوضع الجديد؟ فاذا كانوا مع الأنظمة في معركتها ضد الانتفاضة، فانه يخشى أن تصبح  مصالحهم جزءاً من الثمن الذي ستدفعه هذه الأنظمة لحركات التغيير. وإذا لم يكونوا مع الأنظمة ولا مع الانتفاضة، فان تغييب حضورهم قد يؤدي الى تغييب دورهم وتالياً الى تغييب مصالحهم وربما الى تغييب حقوقهم في عملية المساومة على اعادة تركيب الوضع الجديد.

من أجل ذلك من المهم القاء الضوء على الأمور التالية:

الامر الأول هو أن مسيحيي الشرق الذين عانوا طويلاً، ولا يزالون يعانون، استبداد بعض الأنظمة السياسية، لا يستطيعون الا أن يكونوا في مقدم الصفوف الداعية الى الاصلاح والعاملة عليه.

الأمر الثاني هو ان الاخلاق المسيحية، والثقافة المسيحية والمصالح الوطنية للمسيحيين تزيدهم التزاماً للعمل على مكافحة الاستبداد والفساد والظلم وانتهاك الكرامة الانسانية.

الأمر الثالث هو أن الانتفاضات التي تعصف بالعالم العربي ليست من وحي خارجي، ولكنها استجابة لمعاناة داخلية. والمسيحيون جزء من هذا الداخل العربي، وجزء من هذه المعاناة، وتالياً فهم يستطيعون ويفترض أن يكونوا جزءاً من القوة الخلاصية ومن نور الأمل في غدٍ أفضل.

الأمر الرابع هو ان هذه الانتفاضات التي لا تملك مشروعاً للمستقبل معرضة لأن تستغل كمركبة لنقل فئات متعددة من الانتهازيين السياسيين والعقائديين والاسلامويين المتطرفين الى السلطة. وهو أمر تحتاج هذه الانتفاضات العربية من أجل التصدي له الى الاستقواء بمسيحيي الشرق. أما سلبيتهم، أو حتى انكفاؤهم، فانه يضعف هذه الانتفاضات، ويعزز منطق القوى المتربصة ويزيد فرص انتهازها.

الأمر الخامس هو ان نجاح الانتفاضات أولاً في التخلص من السلطات المستبدة، وثانياً في قطع الطريق على الانتهازيين من صيادي الفرص، لا بد أن يتوّج بوضع عقد اجتماعي اسلامي – مسيحي عربي، يقيم الدولة المدنية ويحترم الحقوق الدينية ويرسي قواعد المساواة في المواطنة.

**(الأمين العام للجنة الوطنية المسيحية – الاسلامية للحوار)      

 

المستقبل ينهي فترة انكفائه ويطلق هجوما متعدد الجبهة

يحيّد البطريرك الراعي رغم المآخذ ولا يوفّر الجيش و"8 آذار"

هيام القصيفي/النهار   

يخوض "تيار المستقبل" منذ أسابيع قليلة معارك متعددة الجبهة. وبدا واضحا للذين يعملون في كواليسه ويتابعون تحركاته، ان فترة الانكفاء التي عرفها التيار وعززها غياب رئيسه سعد الحريري خارج لبنان قد انتهت، وانتقل التيار الى الهجوم المضاد على اكثر من خط وشخصية، من دون ان يكون واضحاً بعد ما اذا كانت لهذه الاستفاقة من السبات العميق سقفا محددا، او انها وليدة اللحظة، او انها تراوح بين الارتجال والخطة المدروسة بفعل ثلاثة عوامل رئيسية: تحقيق نصر واضح في ملف القرار الاتهامي ومسار المحكمة الدولية، تدهور الوضع السوري ووصول النظام الى مكان خطر وجدي، والتضعضع الحكومي لدى الأكثرية الجديدة التي باتت ملتصقة ببعضها بفعل الامر الواقع لا بفعل التضامن بين مكوناتها.

كيف تترجم الانتفاضة المستقبلية حاليا؟

ثمة انشغالات متعددة وملفات متشعبة يواجهها "المستقبل"، تتعدى باهميتها ازمته المالية التي تركت آثارها واضحة عليه وجعلته مادة تندر في صالونات قوى 8 آذار.

 منذ شهر رمضان بدأ التيار استعادة خطابه التصعيدي، وظهر جليا انه يحاول تمييز ادائه عن سائر مكونات قوى 14 آذار، لاعتبارات مناطقية وطائفية. وقد افاد من مشروع الكهرباء الذي قدمه وزير الطاقة جبران باسيل، ليشن حملة سياسية أكثر منها تقنية، وليؤطر هجومه التقليدي على العماد ميشال عون، ولينقل الحملة من الاتصالات الى الطاقة. فلا يكاد يمرّ مشروع او تصريح لاي قيادي او نائب او وزير عوني، الا يجد رداً مباشراً من نواب "المستقبل". وتكاد الحملة على عون وباسيل ووزير الاتصالات، أياً تكن هويته، والمعززة بارقام وبيانات تفصيلية عن كل قطاع منظمة، تكاد تكون بمثابة دفاع مع مفعول رجعي عن مشروع الرئيس رفيق الحريري الاقتصادي، واستطراداً عن خطتي الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري.

لكن ثمة بعداً سياسياً لا يُعرف كنهه، يتعدى اطار السياسية ليرسم حدا فاصلا بين المستقبل وعون، في المعركة المستشرسة بينهما، التي بدا لبعض الوقت كأنهما يخوضانهما معاً بالنيابة عن اطراف آخرين. فلا "المستقبل" كان يريد تعزيز الخلاف مع قوى 8 آذار الشيعية لاسباب طائفية، ولا عون كان يريد فتح سجال مع اطراف 14 آذار المسيحيين. ووجد الطرفان ضالتهما في خلاف متصاعد تحوّل يوماً بعد آخر، شخصياً اكثر منه سياسياً.

ومنذ تشكيل الحكومة، وفي ما خلا الاشارة اليتيمة في كلام الحريري خلال اطلالته الاعلامية الوحيدة، عن خيانة الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي، لم يستهدف "المستقبل" أياً من القيادات السنية داخل الحكومة، وتركز الهجوم المستقبلي على خطين، الاول "تكتل التغيير والاصلاح"، والثاني سياسة ميقاتي في ما يتعلق بالمحكمة الدولية. وما عدا ذلك يدرك تماماً ان ثمة تقاطعات داخل الحكومة تتعلق بالمواقع السنية، لا يمكن لميقاتي المس بها، لا في وزارة المال ولا في المواقع الامنية ولا حتى في الامانة العامة لمجلس الوزراء.

وفي المقابل، ركز "المستقبل" عمله الميداني على مناطق "نفوذ ميقاتي والصفدي، وتحولت طرابلس والشمال عموما ساحة مواجهة فعلية، لا تزال نارها " الميدانية" تحت الرماد، بين "المستقبل" وداعمي رئيس الحكومة ووزير المال. واستعاد "المستقبل" نشاطه في الشمال، التي تشكل عصب المرحلة المقبلة بالنسبة اليه، سواء بالنسبة الى التطورات السورية الداخلية او اي ارتدادات تحدثها على لبنان، اذا اراد "حزب الله" تحريك الشارع اللبناني. وقد بدت قاعدة الشمال ولا سيما في عكار نزولاً نحو طربلس جاهزة مجدداً لاستيعاب النفس المستقبلي الذي يعزز تدريجياً حلحلة الازمة المالية. وافاد من تحويل مواجهته الشخصية مع ميقاتي والصفدي وعائلة كرامي، الى محاولة الامساك بالشارع الشمالي تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة.

وفي موازاة ذلك تفلت "المستقبل" من الهدنة التي كان فرضها على نفسه منذ 7 أيار 2008،  والتي ركزت على تهدئة الشارع السني مقابل الشارع الشيعي. في تلك المرحلة نصح البعض الحريري بالتخلي عن الفريق المسيحي من أجل خوض حوار ثابت ونهائي مع الثنائية الشيعية. لكن الحريري بدا ثابتاً في تحالفاته مع مكونات قوى 14 آذار المسيحية. الا ان سقف استهداف الطرف الشيعي ظل محكوما باعتبارات كثيرة ، منها الاقليمي ومنها المحلي.

لكن الاسابيع الأخيرة بدت حاسمة في التوجه الجديد المتمثل بان  قراراً اتخذ بعدم السكوت، لا بل بشن هجوم واضح، على قيادات الثنائية الشيعية من دون تمييز، مع تحييد الطائفة والمجتمع الشيعي. والمفارقة انه بعد خطاب الرئيس نبيه بري في بعلبك، حاولت بعض شخصيات قوى 14 آذار المسيحية اللعب على وتر بري والرهان عليه مستقبلاً.  لكن "المستقبل" كان أكثر جزما وحسما في خياره، في التصويب المباشر على بري الذي استهدفه في خطاب بعلبك، مستخدماً السلاح الاعلامي نفسه، اي وثائق ويكيليكس التي كانت قوى 8 آذار استخدمتها لاشهر طويلة ضد "المستقبل" وقوى 14 آذار وضد بري نفسه. وكذلك كان لـ"المستقبل" توجّه واضح في الرد  لحظة بلحظة على "حزب الله" من دون اي تلكوء، الأمر الذي استدعى رداً مباشراً وعنيفاً  من  رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد.

وعلى خط مواز" وجهت "المستقبل" في صورة مباشرة وغير مباشرة رسالة واضحة الى قائد الجيش وترتيب النائبة بهية الحريري استقبالاً له في صيدا وتكريمه، واستقباله لاحقاً في السعودية على أعلى المستويات، وصولاً الى توجيه رسائل حادة له، لم تصل رغم حدتها الى فتح النار او القطيعة التامة.

ويقول احد السياسيين ان  14 آذار "خسرت في شهر واحد ما لم تخسره في شهور، أي موقع البطريركية المارونية ودار الفتوى. واذا كان "المستقبل" قادرا على توجيه حملته الى دار الافتاء بما يتناسب مع جمهوره وموقعه الطائفي، فانه رغم عتبه الشديد على بكركي وملاحظاته المتكررة في الصالونات السياسية، وعلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وكلامه الأخير عن سوريا والسنة، لن يدخل في سجال مباشر معه. وهو ترك الأمر للقيادات المسيحية والمارونية من حلفائه الذين يعتبرون ان الراعي وضع المسيحيين للمرة الاولى في خندق معاد للسنة في العالم  العربي، الأمر الذي يترتب آثاراً مستقبلية لا يجوز التقليل من اهميتها، ولا يمكن محو نتائجها بسهولة، من دون ان يعني ذلك ان التنظيمات السنية لن ترد على الراعي كما فعلت "الجماعة الاسلامية" امس او غيرها من الشخصيات الدينية السنية.

في اختصار، يبدو ان  وقت المهادنة انتهى والانتعاشة المستقبلية في طريقها كي تتبلور يوماً بعد يوم.

 

البطريرك وقَتَلة الأطفال !

علي حماده/النهار

ما دام الشيء بالشيء يُذكر، فإننا نلفت عناية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى ان يوم أمس الجمعة شهد تظاهرات في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية تؤشر للمزاج العام في الوسط الدرزي في سوريا، المتعاطف، لا بل المنتمي روحاً وجوهراً الى ثورة الحرية والكرامة. فالثورة السورية ليست ثورة "إخوان مسلمين" ولا  ثورة "سنّة" هدفهم ذبح الأقليات أو إقامة تحالفات عابرة للحدود. فالدروز الذين يعتبرون أقلية في الموزاييك الطائفي في سوريا ولبنان، لا يعتبرون ان الثورة في سوريا تمثل خطراً على وجودهم لأنهم يفكرون بعقلية الرواد، وحتى أنهم اعتبروا لقرون سيوف المسلمين! ومن هذا المنطلق فإن انتماء الدروز في سوريا الى ثورة الحرية ما كان ليتأخر أكثر من ذلك بالرغم من كل المحاولات التي قام بها النظام وأعوانه لزرع الخوف والهلع في نفوس بني معروف هناك، تماماً كما فعلوا ويفعلون مع المسيحيين أبناء سوريا الأصليين. في الوسط الدرزي ما نجحوا، أما في الوسط المسيحي فالكنائس توحي من خلال مواقف الاكليروس بأنه جرى زرع الخوف فيهم من "غول" اسمه التطرف الاسلامي، بحيث يصير ما تبقّى من حكم بشار الأسد عبارة عن ائتلاف أقليات يبيح له الخوف قتل الأطفال والنساء، وقصف المدن بالدبابات تماماً كما فعل الاسرائيليون في فلسطين.

كلامنا هذا هو برسم البطريرك الذي يرفع فزاعة العراق ليبرر اصطفافه بجانب النظام في سوريا، وهو العارف أكثر من غيره بما فعله النظام بلبنان واللبنانيين مداورة على مر العقود، كما انه العارف بالجرائم ضد الانسانية المرتكبة في سوريا ضد الآمنين. ومن هنا  استغرابنا ان يكون حبر كبير من أحبار كنيسة أول الثوار والشهداء، السيد المسيح، حاملاً لواء شرح "إصلاحات" قتلة الأطفال في سوريا. صراحتنا المتناهية هذه يفرضها احترامنا لمقام البطريرك ولتاريخ البطريركية، ولا سيما دورها القائد في انتفاضة الاستقلال سنة 2005، والإرث الاستقلالي الذي تركه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير لخلفه. فالدفاع عن نظام يقتل شعبه، وقد قتل من اللبنانيين ما لا يحصى، ليس من وظائف البطريرك الذي نأسف ان يكون كأب للكنيسة قد جانب الموقف الذي يفرضه موقع كنيسته بوقوفه مدافعاً في المحافل الدولية عن قتلة الأطفال والنساء في سوريا.

ولعل التفكير بعقلية الأقليات يدفع أصحابه الى العيش بغربة عن واقع المنطقة. فاليهود يفكرون بعقلية الأقليات في الشرق تماماً كما يريد النظام في سوريا ان يزرع في نفوس العلويين والدروز والمسيحيين لكي يحولهم مطايا لحكم العائلة الدموي. فالمسيحيون ليسوا أقلية في سوريا ولا في لبنان لأنهم أهل الدار، وأصحاب دور. ومتى خرجوا من منطق الفئة الحاملة الإرث و الدور التاريخيين ليتقوقعوا في مربع الكائنات البيولوجية التي لا همّ لها سوى ان تتنفس وتقتات، ساروا على طريق الاندحار والزوال.

إن الثورة السورية هي ثورة حرية وكرامة، وأملنا ان يعي البطريرك الجديد ان مناصرة قتلة الأطفال في سوريا لن تحمي المسيحيين في سوريا ولا في لبنان، بل العكس تماماً.

 

الدور التركي المزدوج!

سميح صعب/النهار     

عام 1961، نشرت الولايات المتحدة اسلحة نووية في تركيا للضغط على روسيا كي تسحب صواريخها من كوبا. وقبل أيام أعلنت تركيا موافقتها على نشر رادار للانذار المبكر في أراضيها في إطار الدرع الصاروخية التي قرر حلف شمال الاطلسي اعتمادها للرد على احتمال تعرض الدول الاعضاء فيه لصواريخ بعيدة المدى مصدرها ايران. وسارعت طهران الى إبداء تحفظها عن القرار التركي، الذي لن يسعد بطبيعة الحال روسيا، تلك التي لم تقتنع يوماً بالحجج الاميركية القائلة بأن الدرع الصاروخية المقرر نشرها في دول اوروبية أو في البحر هدفها ايران وحدها. ومما يزيد المخاوف، ان الخطوة التركية أتت في سياق اقليمي مضطرب، ووقت تبحث تركيا عن دور اقليمي واسع يمتد من البلقان الى آسيا الوسطى الى الشرق الاوسط. لكن أكثر ما يسترعي الانتباه اليوم هو الاهتمام التركي بالشرق الاوسط من بوابتين: الاولى الموضوع الفلسطيني والثانية "الربيع العربي".

ويقدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان نفسه اليوم راعياً لـ"الربيع العربي" من مصر وتونس وليبيا الى سوريا. وفي الوقت عينه يتصدر المواجهة مع اسرائيل منذ الهجوم على "اسطول الحرية" العام الماضي، الى اعلانه طرد السفير الاسرائيلي وتعزيز دوريات السفن الحربية التركية في شرق البحر المتوسط.

 وكل الادوار التي يطمح اردوغان الى الاضطلاع بها تحظى بتأييد اميركي ولا سيما من حيث بروز تركيا قوة منافسة لايران، ودولة يحكمها حزب اسلامي معتدل يمكن ان يشكل نموذجاً لأحزاب اسلامية تطمح الى الوصول الى السلطة في مصر وتونس وليبيا ويمكن ان تشكل امتصاصاً لتنظيمات اسلامية متشددة تنسج على منوال "القاعدة". وتالياً تجد الولايات المتحدة في الاسلام التركي مخرجاً من مأزقها مع التنظيمات الاسلامية المتطرفة. والتحفظ الوحيد الذي تبديه اميركا عن تركيا، يتعلق بخلافها المستجد مع اسرائيل. لأن مزيداً من تدهور العلاقات بين الحليفين السابقين كما تجلى في الايام الاخيرة، يهدد ركيزة أساسية من الركائز التي تقوم عليها السياسة الاميركية منذ عقود في المنطقة. ولكن لولا الخلاف مع اسرائيل، لما كان اردوغان يجد تعاطفاً من شعوب الشرق الاوسط. وعلى هذا التعاطف بنت تركيا دورها المستجد في المنطقة. في حين ان أميركا تريد من أنقرة ان تكون لاعباً في مواجهة ايران وعامل ضغط على سوريا وليس قوة مواجهة لاسرائيل. وربما فسّر التناقض في المطالب الاميركية بعض الازدواجية في الدور التركي: رفع لسقف الخلاف مع اسرائيل، ونشر لرادار الدرع الصاروخية في مواجهة ايران.

 

روسيا تحصد مفاعيل بقائها متنفس النظام

احتدام المصالح المتضاربة حول الأزمة السورية

روزانا بومنصف/النهار

بلغ الضغط التركي على النظام السوري حداً لم يسبق له مثيل قياسا بالعلاقات الوثيقة التي تجددت بين البلدين في الاعوام القليلة الماضية مع توجيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كلاما علنيا مباشرا مخاطبا الرئيس السوري بشار الاسد بـ"ان الحكم على الدم يذهب بالدم" معلنا انه لن يتحدث اليه بعد الان. فيما تقول مصادر عليمة على تواصل مع المسؤولين الاتراك ان الوضع السوري يشكل شغلهم الشاغل وان الدوائر الديبلوماسية التركية هي اشبه بخلية نحل في ما يتصل بما يجري في المناطق السورية الذي يشكل قلقا كبيرا بالنسبة الى تركيا التي اصيبت بالاحباط من رد الفعل التي ابداها النظام على اقتراحات وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. كما اصيبت بالاحباط من اسقاط النظام السوري دور الوساطة الذي ترغب تركيا ان تلعبه في الشأن السوري باعتبارها معنية مباشرة به اكثر من سواها والتي يبدو ان روسيا حظيت به ظاهريا حتى الان كونها الوحيدة التي لا تزال تولي الدور الاساسي للرئيس السوري بشار الاسد وتتبنى وجهة نظره في موضوع الاحتجاجات الشعبية التي تواجهه الى حد قول الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ان في هذه الاحتجاجات ارهابيين ومتطرفين. وتتولى روسيا راهنا وحتى مطلع الاسبوع المقبل استقبال طرفي النزاع في سوريا من اجل ايجاد جوامع مشتركة يمكن ان يلتقي عليها الطرفان. في الوقت الذي اظهرت ايران محاولة متقدمة على طريق السعي الى الوقوف في منتصف الطريق بما قد يؤهلها للقيام بهذا الدور ولو ان ذلك يبدو صعبا او مستحيلا. اذ ان ايران سارعت مع الاعلان عن المقترحات التركية الى الاعلان عن تقديمها مقترحات الى الرئيس السوري منذ بدء الازمة في سوريا اكتفى هذا الاخير بالاستماع اليها فيما بدا لافتا بالنسبة الى متابعين غربيين اعلان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قبل ايام ان العنف الجاري في سوريا لن يحل الازمة وضرورة وقف الرئيس السوري هذه المقاربة واللجوء الى الحوار قبل ان يطور موقفه في ابداء الاستعداد لعقد مؤتمر للدول الاسلامية من اجل مساعدة سوريا والنأي بها عن التدخل الاجنبي في ما يعكس بقوة حجم المصالح المتضاربة في الوضع السوري والذي من شأنه ان يمدد الازمة الى اجل طويل على غير ما توحي به المواقف العلنية الراغبة في وضع حد لها. فأقل ما توحي به المواقف المعلنة ان هناك كباشاً قوياً دخل على خطه جميع المعنيين الاقليميين والدوليين.

ويبدو بالنسبة الى روسيا انها حصدت مفاعيل ايجابية حتى الان في موقفها من النظام ورفض اي قرار دولي ضده من حيث كسب ثقته دون سائر الدول العربية والغربية في إمكان لعب دور توفيقي اذا امكن في اقرار ضمني من النظام بحاجته الى طرف ثالث يقود مثل هذه المبادرة بدليل ارساله المستشارة السياسية بثينة شعبان الى موسكو للقاء المسؤولين الروس الذين استقبلوا وفدا من المعارضة ايضا من دون قدرة لدى النظام علنا على التسليم بذلك لدولة عربية او للدول العربية مجتمعة ولا لتركيا التي دانت اعمال النظام ولا حتى لايران لدورها غير المقبول من المعارضة السورية لاسباب واعتبارات مختلفة. علما ان روسيا تستفيد في الوقت نفسه من حجم الضغوط التي فرضت على النظام بحيث ان اقفال الابواب امامه تبقي الموقف الروسي المتنفس الوحيد فيما كان مرجحا ان يسعى النظام السوري الى بيع هذه الوساطة من الروس للاعتبارات السابقة. ولكن السؤال يبقى اذا كان يمكن هذه المبادرة ان تنجح باعتبار ان منطلق الروس المعلن هو عدم اتخاذ جانب اي طرف في هذه الازمة والوقوف على مسافة واحدة من الجميع في حين ان هناك لبسا في هذا الموقف باعتبار انه نقل عن المسؤولين الروس لدى بدء الازمة في سوريا ان على الرئيس السوري الا يسير على طريق الرئيس السابق للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف الذي نظر للاصلاح في دول الاتحاد ولم ينجح في قطف ثماره. ويقول متصلون بهم ان روسيا تجاري الدول الغربية في مآل الامور في سوريا بدليل الرهان الغربي على قرب تغير الموقف الروسي مما يحصل في دمشق بالنسبة الى اتخاذ قرار دولي، وقد سبق حصوله في بيان الادانة عن مجلس الامن الدولي. لكن روسيا تحاول محاولة الفرصة الاخيرة وفق المصادر المعنية علما ان لا امال فعلية لدى الدول الغربية في نجاح هذه الفرصة. وتقول مصادر معنية ان محاولات التوسط لم تتوقف في اي وقت خلال الاشهر الاخيرة ولو لم يكشف عن كل الوساطات والمساعي وانها كانت تحصل تزامنا مع التصعيد في المواقف الغربية ولاحقا مع الاجراءات المتخذة ضد النظام وقبل دعوته للتنحي. وفي ما بدا ان الرفض استند الى استمرار وجود عوامل قوة لديه فان هذه المصادر تكتفي بان المواعيد التي ضربت تكرارا ومرارا لانتهاء الازمة وحسم الموقف لم يتم الايفاء بها وقد قاربت الازمة انتهاء شهرها السادس وقد تغيرت المعطيات.

 

لأن تطيير الحكومة لا يطيّر المحكمة "حزب الله" يحرص على بقائها حتى الانتخابات

اميل خوري/النهار

لم يتمكن العماد ميشال عون من معرفة اصدقائه في موضوع الكهرباء اعتقاداً منه ان الخلاف في شأنه قد يحسم بالتصويت، لكن الرئيس نجيب ميقاتي فوّت عليه الفرصة إذ إنه فاجأ الجميع بضرب يده على طاولة مجلس الوزراء قائلاً للوزير جبران باسيل: "إما أن تمشوا بخطة الكهرباء معدلة وإما أمشي"... عندها تطلّع وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" إلى حلفائهم وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" فإذا بهم صامتين ولم تصدر عنهم اية ردود فعل، فاضطروا عندئذ الى الموافقة على خطة الكهرباء معدّلة لأن إقدامهم وحدهم على الاستقالة من الحكومة بدون تضامن الحلفاء معهم يُبقي على الحكومة ويتم تعيين وزراء بدائل منهم، فيكون "تكتل التغيير والاصلاح" أصبح خارج الحكومة ولم يستفد من فرصة قد لا تتكرر بأن يتمثلوا بعشرة وزراء. لقد اجتازت الحكومة قطوع الكهرباء وإن بعد مخاض عسير، بالتوصل الى تقسيط كلفة تنفيذ الخطة على أربع سنوات تنتهي سنة 2014 بحيث يكون لعامل الوقت دور في عملية التنفيذ. فمن الآن الى 2014 يخلق الله ما لا يعلم أحد مع مجيء حكومة جديدة ومجلس نواب جديد ينبثق من انتخابات 2013 ومن ثم مع رئيس جديد للجمهورية.

وإذا كانت الحكومة استطاعت تجاوز قطوع الكهرباء، فهل تستطيع تجاوز قطوع التعيينات أو قطوعاً أهم هو تمويل المحكمة الخاصة بلبنان بعدما التزم الرئيس ميقاتي التزاماً قاطعاً وجازماً امام المجتمع الدولي تسديد المبلغ المتوجب على لبنان وقدره 32 مليون دولار؟

ومعلوم أن موقف الرئيس ميقاتي في هذا الشأن يختلف عن موقف وزراء "حزب الله" وحركة "أمل"، و"تكتل التغيير والاصلاح"، لذلك فإن اتصالات محلية وعربية قد تجرى مع "حزب الله" لاقناعه بقبول اصدار مرسوم عادي يقضي بتحويل المبلغ المذكور آنفاً الى المحكمة بعد توقيعه من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير المال ووزير العدل تجنباً لعرضه على مجلس الوزراء لاتخاذ قرار في شأنه إذ إن ذلك سيثير خلافات أشد من تلك التي حصلت حول خطة الكهرباء ونجت منها الحكومة بأعجوبة. فـ"حزب الله" ومن معه سيكون محرجاً إذا لم يعارض تمويل محكمة وصفها بأنها أميركية – اسرائيلية ومسيسة ويرفض التعاون معها، كما أن الرئيس ميقاتي ومن معه سيكون محرجاً أيضاً حيال المجتمع الدولي إذا لم يجعل مجلس الوزراء يوافق على تمويل المحكمة.

لكن من لا يوافق على تحويل المبلغ المطلوب الى المحكمة إلا بعد موافقة مجلس الوزراء يرى أن الحكومة التي وافقت عليه كانت غير شرعية وغير ميثاقية وكل ما صدر عنها كان غير مقبول فلا يمكن بالتالي أن تكون قراراتها ملزمة للحكومة الحالية، ولا بد من طرح الموضوع على مجلس الوزراء لاتخاذ قرار في شأنه حتى وإن تم تصويت مدروس كأن يصوت وزراء "حزب الله" و"أمل" ضد التمويل ويمتنع وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" عن التصويت بالاتفاق مع "حزب الله" فتبقى عندئذ أصوات الأكثرية الوزارية مع التمويل.

ثمة من يقول إنه إذا ظل معارضو تمويل المحكمة مصرين على طرح الموضوع على مجلس الوزراء، فإن الرئيس ميقاتي قد يتصرف كما تصرف في موضوع الكهرباء بحيث إنه لا يتوانى عن التهديد بالاستقالة إذا لم تتم الموافقة على تمويل المحكمة لأن التزامه ذلك بات على المحك أمام الرأي العام في الداخل والخارج، وليس لـ"حزب الله" من جهة أخرى مصلحة في تطيير الحكومة حتى وإن كان في استطاعته ذلك كونه يملك الأكثرية فيها لأنه يدرك أن الرئيس ميقاتي يملك في وجه هذه الأكثرية سلاح الموقف وهو الاستقالة.

وتعتقد أوساط سياسية بأن "حزب الله" الذي أقنع حليفه العماد عون بعدم الذهاب بعيداً في موضوع الكهرباء لأن ليس من مصلحة أحد تطيير الحكومة فتمت الموافقة على خطة الكهرباء معدلة. كما أن لا مصلحة لـ"حزب الله" أيضاً في تطيير الحكومة إذا ما اشتد الخلاف على التعيينات لأن ما يهمه هو الاحتفاظ بسلاحه إذ به يستطيع أن يحكم اي حكومة وأن يتحكم بقراراتها وأن يفرض هيمنته على الادارات العامة كائناً من كان على رأسها. أما المحكمة، فإن الحزب يرى انها ستظل تواصل عملها ولن يستطيع احد العرقلة حتى بالتمويل.

فعلى الحزب والحالة هذه ان يختار بين المحكمة والحكومة. وفي اعتقاد بعض المتابعين، الحزب سيختار الحكومة لأن تطييرها لن يطيّر المحكمة.

الى ذلك، فان "حزب الله" يدرس كيفية تعامله مع المحكمة عندما تبدأ محاكمة المتهمين الأربعة غيابياً وعندما تصدر قرار اتهام بحق المدبرين والمخططين لارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه وجرائم مماثلة، كأن يتجاهل كل ذلك لأن لا وجود للمحكمة في نظره ويراهن على الوقت الذي تتطلبه المحاكمات علّه يأتي بالحل كما كان الحل بتقسيط تمويل خطة الكهرباء على اربع سنوات اي بالاعتماد على الوقت، وهكذا تبقى الحكومة لتأدية الخدمات خصوصاً لقوى 8 آذار استعداداً لانتخابات 2013 وتبقى المحكمة لتصدر أحكامها في أجل غير معروف. لكن ألا يحسب الحزب حساباً للمتغيرات في المنطقة ولا سيما في سوريا، كما تقول أوساط 14 آذار؟

     

ويكيليكس": عون يتوسل الأميركيين لفك عزلته و"يبيعهم" موقف نزع سلاح "حزب الله"   

المستقبل/كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 20/2/2009 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 205 أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون مستاء من "عزلته" التي فرضتها الحكومة الأميركية عليه، وعدم توطيدها العلاقات معه، على الرغم من مواقفه الداعمة للمفاوضات المباشرة بين لبنان واسرائيل كنموذج لاستقلاليته عن "حزب الله"، لاسيما وان هدفه بحسب الوثيقة " يتطابق مع هدف الولايات المتحدة بنزع سلاح "حزب الله" ولكنه اختار نهجاً مختلفاً".

ونقلت الوثيقة مواقف حلفاء عون إثر لقاءات مع كل من النواب غسان مخيبر وابراهيم كنعان وايلي سكاف وفريد الخازن، مع السفيرة الأميركية السابقة ميشال سيسون والقائم بأعمال السفارة آنذاك ما بين 5 و15 شباط 2009، فاتهم مخيبر النائب ميشال المر بمحاولة طرده من مجلس النواب عندما اقترح المر وضع "قائمة مستقلة" في المتن. وفسّر كنعان المعركة حول الموازنة المخصصة لمجلس الجنوب بأنها "وسيلة للكتل المتنافسة في مجلس الوزراء للضغط من أجل التعيينات القضائية التي طال انتظارها".

وأشار سكاف إلى أن "عون دعا إلى إقفال صناديق الرعاية ضارباً على وتر حساس، لا سيما بالنسبة للمسيحيين الذين يشعرون بأن المسلمين أخذوا جميع الغنائم من النظام الفاسد لفترة طويلة جداً". كما أشارت الوثيقة إلى أن مخيبر والخازن قدّما الحجج بهدف توطيد علاقة الولايات المتحدة بعون، ولفتا إلى "الانسجام مع سياسة الولايات المتحدة في مكافحة الفساد والشفافية والحكم الرشيد، ناهيك عن القبول بالمحادثات مع اسرائيل". وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "09Beirut205"، تحت عنوان: "لبنان: حلفاء عون يدافعون عن رؤيته، ويتوسلون لعلاقات أفضل مع الحكومة الأميركية" الآتي:

خلال سلسلة من الاجتماعات مع السفارة (الأميركية) في الأسابيع الأخيرة، عم الهدوء والتركيز على النواب المسيحيين في المعارضة من كتلة "التغيير والإصلاح" التابعة للنائب ميشال عون، الذين أعربوا عن ثقتهم بفرص النجاح في الانتخابات البرلمانية في حزيران. ورفضوا مفهوم المرشحين "المستقلين" أو "الوسطيين"، معتبرين أن هؤلاء يمثلون قوى 14 آذار ووضعوا لتحدي عون ونيل الدعم المسيحي. (وأضافوا أنه من المستحيل لأي مرشح أن يكون "مستقلا" في نظام لبنان السياسي). يتطلعون إلى ما يشغل الحكومة حالياً بالنسبة إلى الخلافات حول الموازنة وملف التنصت بأبعادها السياسية وكرمز من رموز السياسة المعيبة في لبنان.

واشتكوا من استمرار وضع عون في "عزلة" عن الحكومة الأميركية، مؤكدين أنه يدعم الحوار اللبناني مع اسرائيل، ولهذا السبب يتوجب عليها توطيد العلاقة معه أكثر من ذلك. وأكدنا مع مندوب عون الإعلامي الاستناد إلى تصريح صحافي في 22 كانون الأول 2008، قال فيه: "لا نمانع بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل اذا كانت سوريا على الطاولة نفسها". (نهاية الموجز)

هدوء ومنطقية

وأشارت الوثيقة إلى أنه "خلال اجتماعات عقدتها السفيرة (الأميركية ميشال سيسون) والقائم بأعمال السفارة ما بين 5 و15 شباط، نقل أعضاء المعارضة في كتلة ميشال عون "التغيير والإصلاح" ثقة هادئة حول قدرتهم على المنافسة والفوز في الانتخابات النيابية في 7 حزيران. وقدموا كل التفسيرات المنطقية التي تثبت شعبية عون وقوته الفردية في مناطق معينة. وأوضح مرشح مقعد الروم الكاثوليك ايلي سكاف (زعيم كتلة زحلة، وهو حليف لـ"التيار الوطني الحر" العوني) أن تجربة عائلته السياسية الطويلة في مدينته زحلة ستساعده للفوز، لا سيما في صفوف الناخبين المسلمين. وأشار النائب الماروني، في حزب عون، ابراهيم كنعان إلى أن لائحة عون في المتن، تضم إليه، عن الروم الارثوذكس غسان مخيبر والروم الكاثوليك ادغار معلوف، وهي أقوى من أي لائحة يمكن أن يضعها الارثوذكسي ميشال المر. وأكد مخيبر أن اهتمام الكتلة بقضايا تهم الناس مثل الفساد والشفافية، ستجعلهم متقدمين في الانتخابات".المستقلون : "الأشخاص نفسهم،

عناوين مختلفة"

وأوضحت الوثيقة "نفي المعارضة المسيحية فكرة الحركة السياسية "المستقلة" في لبنان. وأشاروا إلى أن المرشحين "المستقلين" هم المسيحيون الذين ترشحوا في المناطق حيث يستطيعون اسقاط الدعم عن عون، وهؤلاء لديهم ميول سياسية معروفة، وهم أساساً موالون لـ14 آذار. وقال سكاف: "ينتقد عون المستقلين لأنهم ليسوا سوى الأشخاص نفسهم بعناوين مختلفة"، وادعى بأن هؤلاء "المستقلين" يتمولون من رئيس 14 آذار (الرئيس) سعد الحريري، وأشار إلى أن الزعيم الدرزي في 14 آذار، (النائب) وليد جنبلاط سبق وأيّد علناً "مستقلين" في بعبدا.

وتساءل كنعان عن الأرضية التي يقترحها "المستقلون" وكيف تبرر تسميتهم بذلك. وقال: "ليس هناك رؤية على الإطلاق في السياسة اللبنانية، لكنها مستقلة؟ ومستقلة عن ماذا؟". وردد مخيبر المقولة نفسها فقال: "في ظل نظام اللاسياسة، لا يوجد أي مرتكز". أضاف أنه عندما اقترح النائب ميشال المرّ "قائمة مستقلة" في المتن مع المرشحين من الطائفة الأرثوذكسية ، كان يحاول "طردي من مجلس النواب". وذكّر بأن "المستقلين" ينافسون كتلة عون، والتصريحات العلنية لـ"المستقلين" تنتقد عون مما جعلت الأمر جلياً".

خلافات التنصت/ الموازنة: المواقف السياسية

أضافت الوثيقة: "رأى أعضاء كتلة عون أن دوافع الخلافات حول الموازنة الجارية (المرجع أ) وملف التنصت (المرجع ب) سياسية. ورفض مخيبر هذه الاتهامات ووصفها بأنها "ضجيج الفترة الانتخابية"، في حين رأى سكاف بأنها محاولة "لتخريب الانتخابات". وفسر كنعان المعركة حول موازنة مجلس الجنوب كوسيلة للكتل المتنافسة في مجلس الوزراء للضغط من أجل التعيينات القضائية التي طال انتظارها. وأكد أن تكتل "التغيير والاصلاح" دعا إلى إغلاق الصناديق الأربعة التي ترعاها الحكومة اللبنانية، مجلس الجنوب وصندوق المهجرين وهيئة الإغاثة العليا ومجلس الإنماء والإعمار لتحل مكانها وزارة التخطيط. وتوقع من الغالبية التوصل الى حل وسط من خلالها الإبقاء على أموال مجلس الجنوب مقابل تعيين القضاة "الذين لا يجدر تعيينهم ككتبة" في القضاء".

لماذا عون أكثر شعبية؟

أضافت الوثيقة: "قدم النواب تبريرات تفسر شعبية عون بين المسيحيين اللبنانيين بشكل خاص. إنهم يقدمونه كمدافع عن المسيحيين، بطلاً بالنسبة للبعض، حارب كلاً من القوى الأجنبية وأخرى داخلية لحماية المسيحيين في لبنان.

على عكس ما يدعيه من نحن على تواصل معهم في 14 آذار، اعتبر إبراهيم كنعان أن عون أثبت من خلال رحلاته إلى إيران وسوريا بأنه لا يدين بالولاء لتلك البلدان، وذلك بالمضي قدماً، بعد عودته، في طرح رؤيته للبنان. وقال: "فتح الباب ولكنه لم يبتلعه". من خلال اتصالات عدة بين المعارضة، اعتبر نائب حزب "الطاشناق" هاغوب بقرادونيان في اتصال مع كنعان أن المسيحيين اللبنانيين "دفعوا ثمن" القرارات الخارجية حول مصيرهم، وأبرزها "قرار الولايات المتحدة والسعودية وسوريا بسيطرة الأخيرة على البلاد". أنصار عون يعتبرونه يحاول حمايتهم من مصير مماثل في المستقبل.

في الوقت الراهن، يدعي القادة، أنه على الرغم من تحالف عون مع "حزب الله"، إلا أن لديه استقلالية في التصرف وفقاً لاحتياجات دائرته الانتخابية. واشاروا الى ان وزير الاتصالات جبران باسيل قطع خطوط الهاتف غير المشروعة في الضواحي الجنوبية لبيروت، الواقعة تحت سيطرة "حزب الله"، كما أن إعلان عون في كانون الثاني/ يناير انه يدعم محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل كنموذج على استقلاليته عن "حزب الله". بالإضافة إلى ذلك، يصر نواب عون على وجود خلافات مع رئيس حركة أمل نبيه بري بالنسبة إلى تحديد أسماء المرشحين المسيحيين، لصالح عون، في المناطق الجنوبية المختلطة في جزين (وليست لايذاء التحالف). واعتبرت أنه بذلك سيكون عون، لمرة أخرى، في مشهد الدفاع عن المسيحيين، يصر على اختيار المرشحين المسيحيين، بدلا من السماح بذلك لحليفه الشيعي. وأبدى أعضاء الكتلة تفاؤلهم بالبرنامج التشريعي الإصلاحي (المرجع ج)، وبالمبادرات الاجتماعية المتنوعة، وحاز على تقدير الناخبين لهجومه على الفساد. وأشار سكاف إلى أن عون دعا إلى إقفال صناديق الرعاية ضارباً على وتر حساس لا سيما بالنسبة للمسيحيين الذين يشعرون بأن المسلمين أخذوا جميع الغنائم من النظام الفاسد لفترة طويلة جداً".

الارتباط بالولايات المتحدة الأميركية: الهدف نفسه والمناهج مختلفة

وأوضحت الوثيقة أن مخيبر والخازن "قدما الحجج المؤثرة بهدف توطيد علاقة الولايات المتحدة بعون، ولفتا الى المواضيع التي تنسجم معها قاعدة عون المفترضة مع سياسة الولايات المتحدة: مكافحة الفساد والشفافية والحكم الرشيد، ناهيك عن القبول بالمحادثات مع اسرائيل. ورأى مخيبر أن هدف عون يتطابق مع هدف الولايات المتحدة (نزع سلاح "حزب الله") ولكنه اختار نهجاً مختلفاً. أضاف أن الغالبية لم تتوافق مع "حزب الله"، ولو لم تفشل، لما بحثت عن شيء ما في "الوسط"، مشيراً إلى قائمة المرشحين المستقلين للانتخابات. وقال: "لقد فشلوا، فدعونا نحاول." وتوسل الولايات المتحدة لعدم رفض تحالف عون مع "حزب الله"، مذكراً بأن سعد الحريري ووليد جنبلاط تحالفا مع الحزب لأغراض انتخابية في العام 2005. ولفت مخيبر والخازن إلى ضرورة إعلام السفيرة بدعم عون لاجراء محادثات مباشرة بين لبنان واسرائيل. وتابعنا مع المكتب الاعلامي لعون وعلمنا بأمر تصريح عون في 22 ديسمبر 2008 ، قوله: "نحن لا نمانع في إجراء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل اذا كانت سوريا على طاولة واحدة "، هذا بعد وقت قصير من دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى سوريا لاستئناف المحادثات بينها وبين اسرائيل بوساطة تركية".

"تعليق"

وبحسب الوثيقة: "في حين أن حجج كتلة عون غير مقنعة دائما بالنسبة إلينا، إلا أنها تعرض بشكل جيد، ويمكن للمرء أن يرى كيف يمكن للبناني مسيحي من الطبقة الوسطى الاقتناع بهذه الحجج. نواب عون يؤكدون أن مذكرة التفاهم مع "حزب الله" في العام 2006، كانت وسيلة لـ"التواصل" إلى الشيعة في لبنان. وأضافوا "اذا كان لديكم طريقة أفضل للتعامل مع "حزب الله"، قولوا لنا"، لكننا نراها، استغلالاً من عون للانتخابات أكثر منه محاولة صادقة لإيجاد حل لمشكلة سلاح "حزب الله". وفي الوقت نفسه، فإن الإصلاحات العونية والنداءات لبرنامج مكافحة الفساد يعجب الناخبين المسيحيين كثيراً. بالإضافة إلى ذلك، فإن قاعدة عون المسيحية من أشد الموالين، ليس لأن البعض يعتبرونه بطل الحرب وحسب، ولكن أيضا لأنهم يرون أن البديل المسيحي الوحيد هو سمير جعجع، وهو لا يزال، شخصية مثيرة للجدل، وحليف لـ14 آذار، وقائد عسكري سابق في الحرب الأهلية، (والآخر هو زعيم مسيحي في قوى 14 آذار، الرئيس السابق أمين الجميل، يقود مجموعة متواضعة من أتباعه). وإن الانتخابات في المناطق المسيحية ستكون قريبة، وماكينة عون الانتخابية وقدرات المراسلة المتوافرة لديه هائلة". (نهاية التعليق).

 

اللبنانيّون صنّاع الطائفيّة؟  

حازم صاغيّة/الحياة

في الوعي اللبنانيّ التقليديّ، احتاج اللبنانيّون كي يؤكّدوا على «التفوّق» أن يؤكّدوا على «نقص» غيرهم، لا سيّما العرب وسكّان المهاجر التي يقصدونها. ذاك أنّ «المتفوّق» يلزمه تعريفاً اختراع مَن «يتفوّق» عليه. وفي الوعي العربيّ التقليديّ، احتاج العرب إلى طائفيّة اللبنانيّين كي يؤكّدوا أنّهم «غير طائفيّين». فالطائفيّة اللبنانيّة الصريحة كانت البرهان القاطع على أنّ باقي العرب الذين «لا يتحدّثون في الطائفيّة» ليسوا طائفيّين.

كان كلّ من الطرفين شرطاً لخرافة الآخر عن نفسه وعن سواه. وكان الاشتراط المزدوج هذا أقوى ما يكون بين اللبنانيّين والسوريّين، ليس فقط لأنّ الشعبين جاران، أو لأنّ تاريخهما الحديث، فضلاً عن القديم، بالغ الاشتراك والتداخل.  ففوق هذه الاعتبارات كلّها ثمّة، في ما خصّ السوريّين واللبنانيّين، اختلاف إجماليّ في النظر إلى الذات وإلى الآخر، اختلافٌ رتّب خلافات أخرى عابرة للفئات والجماعات في البلدين. ومن ذلك أنّ اللبنانيّين يعبّرون بصراحة عمّا درج السوريّون على تهيّب التعبير عنه.

لكنْ، إذا كان بديهيّاً أنّ اللبنانيّين ليسوا متفوّقين، فينبغي أن يكون بديهيّاً أنّ السوريّين ليسوا غير طائفيّين. فلا الشعب الأوّل يملك جوهر التفوّق، ولا الشعب الثاني يملك جوهر المناعة.

واستبعاداً لحقيقة الطائفيّة في سوريّة، تُسمع راهناً أصوات تقول إنّ اللبنانيّين «جعلونا طائفيّين». يقال هذا الكلام من قبل السلطة الدمشقيّة ويكون مقصودها الأساسيّ «تيّار المستقبل» السنّيّ، فيما يقال هو نفسه في بعض أجواء الانتفاضة ويكون مقصودها الأساسيّ «حزب الله» الشيعيّ. وتقاسم هذا الاستهداف دليل قائم بذاته على الطائفيّة وعلى أنّ غرض السلطة نفيها عن «مجتمع السلطة»، فيما غرض الانتفاضة نفيها عن «مجتمع الانتفاضة».

ولا يملك واحدنا، حيال ذلك، إلاّ التساؤل: وهل كان للبنانيّين «شرف» تعليم الطائفيّة للعراقيّين والبحرينيّين والسودانيّين، وهل هم وراء الحالة المسلمة – القبطيّة في مصر، والحالة القبَليّة – الجهويّة في ليبيا، علماً أنّ الشعوب المذكورة كلّها تشارك السوريّين إنكار كلّ طائفيّة لديها؟

لقد اختار اللبنانيّون نظاماً ثرثاراً يجهر بالواقع، ثرثرتُه تعكس تعدّده وحريّته بقدر ما تعكس فوضاه وضعف إجماعاته، واختار السوريّون نظاماً صامتاً مصمّتاً يعكس الميل إلى توحيد إيديولوجيّ نافٍ للفوارق والتمايز. ولئن عكست الثرثرة واقع المأسسة الطائفيّة القائمة في لبنان، مؤسست الطائفيّة في سوريّة تحت جنح الظلام، بحيث بات من يعترض عليها وعلى امتيازاتها مسيئاً لـ «الأمّة» و «الشعب» و «الصمود». هكذا كان كلّ واحد من الطرفين يستقي ما يلائمه من الحداثة التي جعلت الطائفيّة عيباً، بعدما جعلت العشائريّة، هي الأخرى، عيباً. فالسوريّون أخذوا «القوميّة» ليصمتوا، واللبنانيّون أخذوا الحرّيّة ليثرثروا، ولم يفت الشعبين دمج ما أخذوه بـ «الأهل» و «الأخوة».

لكنْ كائناً ما كان الأمر، فإنّ طيّ هذا الإنكار ومواجهة الحقائق كما هي مصدرهما الحرص على سوريّة والحرص على انتفاضتها بالدرجة الأولى. أمّا اللبنانيّون فمن أجل أن يخجلوا بعقدة تفوّقهم المزعوم، ولتسهيل ذلك، يُستحسن الكفّ عن تحميلهم مسؤوليّة الطائفيّة، أو جَرَب الطائفيّة، في هذه الدنيا العربيّة الواسعة. ويُخشى أن يكون وراء هذا الاستضعاف «النظريّ» قدر مداور غير ضئيل من الاستهانة بالحرّيّة التي تسقط في سبيلها دماء زكيّةّ لا حصر لها في سوريّة.

 

 النظام الأسدي" كان لاعباً فأصبح "ملعباً"

 أسعد حيدر/المستقبل

كانت سوريا، حتى هذا العام، لاعباً إقليمياً أساسياً ومهماً وبارعاً. منذ خمسة أشهر، أصبحت "ملعباً" تتبادل القوى الإقليمية والدولية، رمي الكرات وتسجيل الأهداف عليه وفيه. في خمسة أشهر، عادت سوريا الى الوراء كما لم تعش ذلك، حتى في عزّ سلسلة الانقلابات العسكرية. كل التحركات التي تحدث، وجميع ردات الفعل التي يقوم بها "النظام الأسدي"، تُذكر بطريقة أو أخرى بشريط الأحداث والتطورات في لبنان مع مطلع الأحداث ومن ثم الحرب الأهلية. الاصطدام مع الفلسطينيين دفع الى تدخل القاهرة وصولاً الى "اتفاق القاهرة" الذي أقام ما أصبح يعرف بـ"فتح ـ لاند"، وتوالت الأحداث. حتى حين وقعت حادثة بوسطة عين الرمانة وما بعدها، لم ينقطع سيل الوفود والوسطاء والبيانات والاتفاقيات وصولاً الى اتفاق الطائف.

كان يوجد لاعب ماهر جداً وبارد جداً في مواجهة أنهار الدماء التي كانت تسيل هو الرئيس حافظ الأسد.

كان يريد ونجح في تحويل سوريا الى الرقم الأصعب خصوصاً بعد خروج مصر من المعادلة العربية، وتوحيد المسار والمصير بين لبنان وسوريا، طالما أنه من الصعب استعادة درة بلاد الشام الى الشام، ونجح في ذلك نجاحاً عظيماً. الرئيس بشار الأسد، لا تعوزه المهارة ولا البرودة. فقط تغير الزمن. ما كان مقبولاً أيام والده لم يعد مقبولاً حالياً. الأهم أن العالم وتحديداً واشنطن وباريس قبلتا به وتعاملتا معه ومع الكثير من طموحاته بايجابية. ثورات "الربيع العربي"، غيّرت المعادلات، فتحت أعين العالم على "النظام العربي". سقوط زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي، صاغ معادلة جديدة لا يمكن الفكاك منها.

لا يمكن القبول والحماس لثورات مصر وتونس وليبيا، الى درجة صياغة وتنفيذ نوع من التدخل العسكري الذي يأخذ بتجربة العراق، والقبول أو السكوت عن ما يجري في سوريا من تجاوزات وصلت الى حد وضعها تحت باب "جرائم ضد الإنسانية".

موقع سوريا الجيوستراتيجي، وكون التغيير فيها سواء كان سلبياً، بمعنى انتصار النظام وبقائه، أو ايجابياً يقوم على ولادة نظام ديموقراطي عماده كما يعرف العالم ذلك الحرية والكرامة للمواطن السوري وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع، وهذا التغيير سيطال المنطقة بكاملها.

كون سوريا حلقة القطع والوصل في الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وفي تشكل المحاور السياسية، فإن ذلك يعزز هذا الشرخ الواسع والعميق بين مختلف القوى منها. ما زالت قوى عديدة على رأسها روسيا وإيران ترى أن باب الحل ما زال ويجب أن يبقى مفتوحاً في وجه "النظام الأسدي". المشكلة في النظام وليس في حلفائه، مدى استعداده لتغيير "دفة سفينته" وهي في أعالي البحار كما يُقال يبدو صعباً. قبل أيام تجمع قوميون عرب لا يمكن الشك في إخلاصهم وشفافيتهم من وزن الرئيس سليم الحص وسامي شرف مدير مكتب جمال عبد الناصر وغيرهما وتدارسوا الوضع وخرجوا بقراءة للأحداث في سوريا، أبرز خلاصاتها ضرورة دخول "النظام الأسدي" في حوار جاد مع المعارضة بعد وقف الحل الأمني أو الأصح العسكري. جواب الرئيس بشار الأسد لـ"شيوخ القومية العربية": ما زال الوقت باكراً لوقف الحل الأمني وبدء الحوار. المشكلة أن الأسد ما زال يعتقد أنه قادر على فرض الحل السياسي على مقاسه وليس على مقاس الشعب السوري وطموحاته.

خيار "النظام الأسدي" بالتصعيد يواجهه الشارع بالتصعيد. قبل أسابيع اجتاحت القوات العسكرية والأمنية معرة النعمان، الآن تعود هذه القوات إليها. كذلك البوكمال وحماه وحمص. قبل أسابيع كانت دمشق هادئة الآن تنام خائفة بعد غياب الشمس. "التنسيقيات" تزداد قوة وانتشاراً وخبرة وصلابة في مواجهة "الشبيحة" والميليشيات العسكرية التي لا يتردد أفراد منها بإطلاق النار مرات عدة على جثة مدني أعزل ثم رفسه أمام العالم. على "النظام الأسدي" مواجهة الشارع والتنسيقيات ودفع الثمن من رصيده وليس من كيس غيره كما اعتاد.

"النظام الأسدي" نفسه أصبح وسط تنافس إيراني ـ تركي، بدلاً من أن يكون حليفاً للأول وشريكاً للثاني. رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فقد الأمل من الرئيس الأسد، يقول علناً "الذي يأتي بالدم تأخذه الدماء". وأمام بعض الزوّار العرب قال بالانكليزية: "Game is Over" "اللعبة انتهت" رداً على استعداده للحوار مع الأسد.

أما الرئيس أحمدي نجاد والإيرانيين معه فإنهم دخلوا كما يبدو مرحلة فتح الأبواب أمام احتمالات أخرى غير بقاء "النظام الأسدي" وبالتالي البدائل، جلسات الحوار الأولى مع المعارضة، بدا واضحاً منها أن طهران تريد الاطمئنان الى مستقبل علاقاتها مع دمشق ما بعد الأسد. تعرف طهران أن زمن التحالف الاستراتيجي سينتهي مع نهاية "النظام الأسدي". المهم هل ستكون دمشق عضواً في محور آخر معادٍ لها أم أنها ستحافظ على نوع من العلاقات الخاصة، خصوصاً وأن تحرير الجولان سيبقى مسألة معلقة لا يمكن مواجهتها يومياً؟!.

واضح جداً القلق الإيراني من تطورات الوضع في سوريا. الرئيس أحمدي نجاد قدم نصيحة مباشرة للرئيس بشار الأسد، ملخصها:

[ الخيار العسكري ليس الخيار الصائب.

[ الحرية والعدالة واحترام الآخرين حق لكل الشعوب.

[ يجب التعامل مع المشكلات من خلال الحوار.

[ يمكن للدول الأخرى مساعدة الحكومة السورية والشعب على التحاور وحل الخلافات.

الإيرانيون أدركوا أن مشكلة الرئيس الأسد هي مع "شعبه" وليست مع متطرفين وإرهابيين.. المهم أن يتعامل مع هذا الواقع بواقعية.

إيران تبحث عن البدائل. العراق مركز عملية فتح الأبواب على كل الاحتمالات. العراق جائزة كبرى، كل بلاد فارس كانت تحلم بها منذ قرون طويلة من أجل بقاء القوات الأميركية في العراق فترة سنوات خمس قادمة، تبدو طهران في قلب هذه المفاوضات. يُقال من باب القراءة الواقعية إن الأميركيين سألوا الإيرانيين ماذا تريدون منّا مقابل بقائنا في العراق بأمن واستقرار. الجواب الإيراني كان: "حصة الأسد". كل شيء ممكن في عالم الواقعية السياسية

 

هزيمةُ مشروع إقليمي

نصير الأسعد/لبنان الآن

بينَ حين وآخر، ينبغي التذكير بحقيقة أنّ الصراع السياسيّ الدائر في البلاد منذ سنوات بين 14 آذار من جهة و"فريق حزب الله" من جهة ثانية، إنّما هو صراع "غير متكافئ".

في إطار هذا الصراع، إستخدمت 14 آذار وتستخدم الوسائل الديموقراطيّة السلميّة. فهي تستندُ في صراعها إلى الناس والرأي العام ممّا كان يُسمّى "الجماهير"، وتستندُ إلى العمليّة السياسيّة الديموقراطيّة أي الإنتخابات وصناديق الإقتراع. وذلك كلّه في مجال تظهير توازن القوى الشعبي – السياسيّ الحقيقي. ونجحت في هدفها هذا مرّات عدّة وربحت الأكثريّة النيابيّة مرّتين في دورتي إقتراع 2005 و2009 لكنّها مُنعت – بالمعنى الحرفي للكلمة – من أن تحكم وتمّ إسقاطُ معادلة التوازن بين الديموقراطيّة من ناحية وبين القوة والسلاح من ناحية أخرى.

في المقابل، وفي مواجهة 14 آذار حتى في محاولاتها المتعدّدة لعقد تسويات معيّنة، إستقوى "فريق حزب الله" ليسَ بما يمتلكه من نفوذ شعبيّ كانَ معترفاً له به، لكن بعلاقته بمحور خارجيّ إقليميّ هو محور طهران – دمشق، وإستقوى بفائض القوة المسلّحة لديه على 14 آذار وعلى مجمل الوضع اللبنانيّ.

ولا يخفى على أحد أنّ هذا التذكير – في السطور السابقة – هو إستحضارٌ لحقيقة أخرى. ففي حين إنّ 14 آذار تمثّل مشروعاً لبنانياً للسيادة والإستقلال، للدولة، للديموقراطيّة وللعيش المشترك، مشروعاً لتجديد دور لبنان في محيطه العربيّ والمشرقيّ والمتوسطيّ، لا يقوم إلاّ بالتشارك والتكافؤ بين المكوّنات اللبنانيّة جميعاً، فإنّ "فريق حزب الله" إنّما هو فريق إقليميّ في لبنان يحمل مشروعاً إقليمياً ويخدم مشروعاً إقليمياً لا يعترف بالكيان اللبنانيّ وخصائصه، ولا يقيم حساباً لمصالح لبنان، وفوق ذلك هو مشروع إخضاع للبنان واللبنانيين على إيقاع إقليميّ. إذاً، إنّ 14 آذار تواجهُ في واقع الأمر فريقاً ومشروعاً إقليميين. والمضحك المُبكي في هذا المجال أنّ "حزب الله" وقياداته يتهمون 14 آذار بالولاء للخارج ويهدّدون بقطع الأيدي والرقاب!. إنّ 14 آذار، بإزاء هذا كلّه، لا يضيرها الإعتراف بأنّها حيالَ إمتناع لبنان في ظروفه الحاليّة على أيّ حوار جدّي، وعلى أيّة تسوية فعليّة، بل وحيالَ الإنغلاق التسلّطي من جانب "فريق حزب الله"، إنّما تراهن على التطوّرات الإقليميّة، العربيّة أساساً. هي تراهنُ على حركات شعوب عربيّة. تراهنُ على ديناميات عربيّة. تراهنُ على مسار عربيّ مهما طال زمنه لا بدّ أن يُفضي إلى علاقات عربيّة – عربيّة جديدة وإلى مشروع عربيّ جديد. وتراهنُ على تغيير عربيّ يخرج لبنان من المأزق ويفتح آفاق مستقبل جديد للبنان.

إذاً هي تراهنُ على سقوط أنظمة الإستبداد في المنطقة، والنظام السوريّ بالخصوص.

مِن المنطقي تماماً أن تقف 14 آذار مع الشعوب العربيّة من أجل الكرامة والحريّة والديموقراطيّة.. فهذا هو موقع 14 آذار الطبيعي، بإعتبارها في أصلها حركة شعبيّة وطنيّة.

لكن من المنطقي أكثر أن تدعم 14 آذار سقوط نظام بشار الأسد في سوريّا. ليس فقط لأنّ الشعب السوريّ يريد ذلك ويضحّي بدمائه في هذا السبيل، يلّ لأنّ هذا النظام الذي يعتدي على شعبه، سبق "فضله" إعتداءً على لبنان واللبنانيين. هذا النظام أدار الحرب الأهليّة في لبنان ويمكن تحميله – بكلّ ضمير حيّ – كامل أوزارها. وهذا النظام جعلَ من لبنان ورقةً، مجرّد ورقة من أوراق حساباته. وهو قاتل باللبنانيين وغيرهم من العرب لا سيّما الفلسطينيين، تحت عنوان "الممانعة والمقاومة" تعزيزاً لموقعه الإقليميّ. وهو نفّذ ورعى عمليّات تصفية النخب اللبنانيّة على تعدّد إنتماءاتها و"إختصاصاتها". وهو الذي أخضع البلد لوصاية أمنيّة مقيتة. وهو الذي منعَ قيام الدولة ومؤسساتها بل أخضع الدولة لقوى أمر واقع. والأهمّ – والأخطر – أنّه هو من يرفضُ الإعتراف بلبنان بلداً مستقلاً سيّداً ويحجزُ عودة البلد إلى سياق طبيعيّ.

من هذا المنطلق، لا ريَب أنّ بين الشعب اللبنانيّ والشعب السوريّ قضيّة مشتركة. إنّ سقوط نظام الأسد في سوريّا ينقلُ هذا البلد إلى مرحلة جديدة تلبّي تطلّعات الشعب السوريّ. لكنّ سقوط هذا النظام ينقل لبنان إلى مرحلة جديدة أيضاً. كيف؟. سقوط النظام السوريّ يطوي صفحة سوداء مديدة في تاريخ لبنان، صفحة من الحروب والإغتيالات والتصفيات، وصفحة من التدخّلات، وصفحة من التلاعب بالوطن اللبنانيّ. وسقوطه يمثّل هزيمةً موصوفةً للفريق الإقليمي في لبنان ذي المشروع الإقليميّ على حساب لبنان وبنائه. وبسقوطه يمكنُ للمعادلات اللبنانيّة أن تظهر على حقيقتها. إذ ذاك سيقف "حزب الله" أمام تحدّي التعاطي مع اللبنانيين الآخرين محسوماً منه إستقواؤه، وأمام تحدّي مقاربة علاقته بالبلد على نحو مختلف.

إنّ النظام السوريّ سوف يسقط. والرهان على سقوطه ليس عيباً. والقول إنّ الرهان ليس عيباً لا يقترنُ بمعاملة "فريق حزب الله" بالمثل، أي إنّ هذا الرهان ليس ردًّا على رهان آخر وإستقواء آخر بالخارج، إنّما هوَ إستخلاصٌ سياسيّ: لا يمكنُ لعوامل داخليّة وحدها أنّ تعدّل توازناً مفروضاً على لبنان من الخارج ومن خارج العمليّة السياسيّة الديموقراطيّة. فالعوامل الداخليّة يمكنها أن ترجّح هزيمة مشروع إقليميّ في الداخل لكن بواسطة معادلة إقليميّة خارجيّة. وإذا كان لكثيرين أن يأسفوا محقين لـ"موضوعيّة" أن يهزم مشروع إقليميّ إقليمياً، فإنّ ذلك يتأتّى من دروس التاريخ اللبناني. ذلك أنّ ما من مشروع ذي أبعاد إقليميّة في لبنان إلاّ وكانت هزيمته إقليمياً في البداية، فكيف إذا كان المشروع إقليمياً كاملاً وإذا كان صاحبه "بنية إقليميّة" بحتة؟. نعم، إنّ سقوط النظام السوريّ من أجل هزيمة المشروع الآخر في لبنان، بات شرطاً ضرورياً لمستقبل لبنان بكلّ طوائفه وأطيافه، بعد أن جرى الإمعان في تدمير آليّات إنتاج الحلول ديموقراطياً.