المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 10 أيلول/11

اشعيا 05/20-30/الويل للظالمين

ويل للذين يدعون الشر خيرا والخير شرا، الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما، الجاعلين الحلو مرا والمر حلوا. ويل للحكماء في أعين أنفسهم، العقلاء في نظر ذواتهم. ويل للذين يبررون الشرير لأجل رشوة، ويحرمون البريء حقه. فلذلك كما تأكل ألسنة النار القش، وكما يفنى الحشيش اليابس في اللهيب، يذهب كالعود النخر أصلهم ويتناثر كالغبار زهرهم. نبذوا شريعة الرب القدير واستهانوا بكلام قدوس إسرائيل. فحمي غضب الرب على شعبه، ومد يده عليهم وضربهم، حتى اهتزت الجبال وصارت جثثهم كالوحل في الأزقة. ومع هذا كله ما ارتد غضبه، ويده لا تزال مرفوعة عليهم. ويومئ إلى أمة بعيدة، ويصفر لها، فتخف مسرعة من أقصى الأرض. لا يتعب فيها أحد ولا يكل. لا ينام ولا ينعس. لا يحل حزامه ولا يفك رباط حذائه. سهامها مسنونة وكل قسيها مشدودة. حوافر خيلها كالصوان وعجلات مركباتها كالزوبعة. لها زئير اللبوة وكالأشبال تزأر وتزمجر وتخطف الفريسة ولا من ينقذ. في ذلك اليوم تزمجر تلك الأمة على شعب إسرائيل كزمجرة البحر، فإذا السواد والضيق في أرضها، والنور تحجبه الظلمة.

 

عناوين النشرة

*توجه فاتيكاني للتدخل في شؤون البطريركية المارونية والهاشم يقود حركة إعتراضية ضد تصريحات الراعي المنافية للسيادة

*الراعي يربك الساحة المسيحية: على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل قبل حزب الله

*السفير البابوي في منطقة الخليج، المطران منجد الهاشم يدعو مسيحيي الشرق الى المطالبة بالحرية والديموقراطية

*البطريرك صفير غير راض عن مواقف الراعي

*عدوان عن كلام الراعي: مقاربة موضوع السلاح بهذا الشكل يضرب كل مفهوم الدولة اللبنانية ونحن لن نخرج عن مبادئ بكركي التاريخية...

*زهرا عن كلام الراعي: يتنافى مع منطق الحرص على بناء الدولة ومرجعيتها وإعطاء فرصة أو عدم إعطائها للرئيس السوري بشار الأسد هو شأن الشعب السوري وليس أي طرف

*فارس سعيد: ضمانة الحرية والديموقراطية في لبنان تضمن حرية وديموقراطية سوريا والعالم العربي

*خالد الضاهر: لهذه الأسباب دعم البطريرك الراعي نظام بشار الأسد...   

*الجماعة الإسلامية" رداً على الراعي وعون:المسلمون حريصون على أفضل علاقة بمكوّنات لبنان

*الراعي يزور ابرشيات في بيــروت والجبل والبقاع : المسيحيون سيدفعون الثمن اذا تأزم الوضع في سوريا

*الراعي وفرنسا/ يقال نت

*الراعي: إذا وصل السنّة للحكم بسوريا سيسوء الوضع أكثر مع الشيعة في لبنان

*ليت رأس الكنيسة اقتدى بالأمّ الحنون/اسعد بشارة /الجمهورية

*البطريرك في لورد ويعود الأحد

*دقماق يتمنى على الراعي الإنصاف في المواقف

*الراعي: اذا تأزم الوضع في سوريا فإن المسيحيين سيدفعون الثمن قتلاً أو تهجيراً

*جوبيه يتفهم مخاوف الراعي من سيطرة «الإخوان» في سورية/رنده تقي الدين/ الحياة

*خدام يرفض مقاربات البطريرك الماروني ويجول على الواقع المسيحي في سوريا: يخلق واقعا إفتراضيا لدعم نظام يحمي نفسه بتغذية المخاوف لدى الأقليات/يُقال.نت

*الراعي واصل زيارته لفرنسا وترأس قداسا في "لورد": المسيحيون سيدفعون ثمن وصول الحكم في سوريا إلى الاخوان المسلمين/الدول الكبرى لا يهمها إلا اسرائيل والتفتيت في المنطقة لصالحها

*ماذا يجمع بطريرك المورانة وحسن نصر الله/أشرف المقداد

*الراعي وازدواجيّة بكركي: الخوف من سوريا... وعليها/طوني عيسى/الجمهورية

*البطريرك الجديد/حازم الأمين/لبنان الآن

*عملاء جدد في صفوف "حزب الله": مصير "القدامى" مجهول.. والوزير "ساكت"!  

*مكتب الدفاع بالمحكمة الدولية: تم اعتماد سياسة المعونة القضائية لمن ليس لديهم موارد مالية

*لبنان سيمول المحكمة قبل سفر سليمان الى نيويورك

*اردوغان للأسد: من يبني حكمه على إراقة الدم سوف يرحل بالدم

*وليامز زار بري: هناك حاجة ليكون لبنان آمناً ومحمياً من أي تأثيرات

*ويكيليكس/المستقبل: ميقاتي يصف عون بـ"الأضحوكة".. ويسأل فيلتمان عن كيفية حفظ مصالحه المالية

*"ويكليكس" عن سليمان فرنجية: الأسد طلب من سليمان فتح محادثات مباشرة مع إسرائيل 

*واشنطن بوست": نصرالله تعهد بإحباط أي محاولة للقبض على المتهمين

*مصدر بارز في "المستقبل" لـ"النهار": ما صدر عن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ورعد قمة الارهاب السياسي والفكري

*حديقة سمير قصير تزهر تضامناً لبنانياً مع "ربيع دمشق"ربيع دمج

*صالح المشنوق لـ"المستقبل": "ربيع بيروت" شريك "ربيع دمشق"

*تضامن مع الثورة السورية في ساحة سمير قصير وإشكال مع مؤيدي النظام احتوته القوى الأمنية/النهار/ عباس الصباغ     

*مبروك لباسيل رئاسة الحكومة/تيار المستقبل/

*ميقاتي سيدفع جزءاً من حصة لبنان للمحكمة الدولية قبل 27 الشهر

*أحمدي نجاد: على الأسد الكف عن العنف وإيران "تساوم" على رفع العقوبات؟

*المعارضة السورية تطلب نشر مراقبين عشية «جمعة الحماية الدولية»

*تظاهرة طالبية كتائبية سلمت مذكرة لميقاتي: منع أي كان من حمل السلاح وضرب المعتدين على املاك الغير/فرض القوانين على الجميع وحصر القرارات الوطنية بالمؤسسات

*عون: تعديلات خطة الكهرباء لا تمس آلية التنفيذ/كل من يمشي بالخط الاصلاحي هو حليفي/النظام في سوريا لن يسقط وسيكمل الاصلاحات/بعد 30 آذار 2007 لا أرى محكمة دولية شرعية

*رحب بإقرار الحكومة خطة الكهرباء /"الشيعي الأعلى" يدين التعرض لبري ودوره الوطني

*عون: هل يمارس ميقاتي صلاحياته وفق الطائف أم يتصرف كديكتاتور؟

*"الجريدة" تنشر تفاصيل رحلة جنبلاط الى ليبيا:طائرة مستأجرة بآلاف الدولارات اقلته الى بنغازي

*اتصالات رئاسية لتطويق مفاعيل سجالات "ويكيليكس" وتخوف دبلوماسي من تداعيات سورية على الداخل

*مجدلاني: طريقة تمويل المحكمة لا تهمنا "ويكيليكس" تدل الى رفض الجميع سلاح حزب الله

*حرب يطلب استجواب الحكومة في حق اللبنانيين غير المقيمين بالانتخاب

*المفتي قبلان لـ"14 آذار": حملتكم لا مبرر لها الا اذا كان الهدف إســقاط الحكومة والبلد

*الحثالات الإرهابية للنظام السوري في مجزرة الحسم!/داود البصري/السياسة

*المبادرة العربية تجاه سورية ما لها وما عليها/غسان المفلح/السياسة

*الحكم والحزب والمحكمة/عبد الكريم أبو النصر/النهار

*الشيعة بين الوصاية أو العزل/هاني النصولي/النهار    

*الشعب السوري رهينة قضايا العرب وضحيتها/حسّان الجمالي/النهار      

*بروباغندا الفكر الشمولي: لا شيء يجري هناك/بقلم منى فياض/النهار

*محضر اللقاء بين برّي وسيسون

*إنتصار عون "الكهربائي" وهميّ "وشيك" بلا رصيدالجمعة/فادي عيد/الجمهورية

*فرصة إضافية للنظام قبل موجات ضغوط جديدة/دول غربية تعوّل على زيارة العربي لدمشق/روزانا بومنصف/النهار

*أيّ قانون انتخاب يؤمّن المناصفة الفعلية؟ ثلاثة مشاريع مطروحة على لقاء بكركي/اميل خوري/النهار  

*الأسد ورأس الذئب الطائر/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

توجه فاتيكاني للتدخل في شؤون البطريركية المارونية والهاشم يقود حركة إعتراضية ضد تصريحات الراعي المنافية للسيادة

خاص – بيروت أوبزرفر/أفاد مصدر مقرب من بكركي لبيروت أوبزرفر أن التصريح الأخير للمطران منجد الهاشم يعكس حالة التململ الحاصلة داخل مجلس المطارنة الموارنة جراء الإطلالات الإعلامية الأخيرة للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي من باريس، مشيراً أن كلام الهاشم يشكل سابقة فريدة من نوعها بإعتباره رداً على الراعي في ما يخص الشأن السوري وإعطاء الفرصة للرئيس بشار الأسد وحماية المسيحيين، مضيفاً أن الهاشم يقود شبه حركة اعتراضية لمواجهة الرأي السياسي للبطريرك الراعي والذي يعتبره أبعد ما يكون عن الحركة السيادية اللبنانية وكشف المصدر الذي رفض الكشف عن إسمه، أن هناك توجهاً لدى الفاتيكان للتدخل المباشر في شؤون البطريركية المارونية وإن كان سيظل مستتراً عبر قنوات بعض المطارنة المختلفين مع الرؤية السياسية للبطريرك الجديد

 

الراعي يربك الساحة المسيحية: على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل قبل حزب الله

توقعت مصادر مطلعة أن تكون لتصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تفاعلات، فضلاً عن إرباكات في الساحة المسيحية، ولا سيما في صفوف قوى 14 آذار، التي أعربت أوساطها عن انتقادها لهذه المواقف، كاشفة لصحيفة "اللواء" أن البطريرك السابق نصرالله صفير غير راض عن هذه المواقف، وربما يجاهر بهذا الاعتراض في الاجتماع المقبل لمجلس المطارنة الموارنة، ويلاقيه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي عبّر عن انزعاجه من الموقف المسيحي حيال الثورات العربية، معتبراً انها "مخطئة".

وكان البطريرك الراعي الذي انتقل من باريس الى لورد، محطته الثانية في زيارته لفرنسا، اتخذ موقفا جديداً امس من الوضع في سوريا اعتبر فيه انه "اذا تغير الحكم في سوريا، وجاء حكم للسنة، فانهم سيتحالفون مع اخوانهم السنة في لبنان مما سيؤدي الى تأزم الوضع الى أسوأ بين الشيعة والسنة".

وقال ايضا: "اذا تأزم الوضع في سوريا اكثر مما هو عليه ووصلنا الى حكم أشد من الحكم الحالي، كحكم الاخوان المسلمين، فان المسيحيين هناك هم الذين سيدفعون الثمن، سواء أكان قتلاً ام تهجيراً وها هي صورة العراق امام اعيننا". من جهة ثانية، صدر بالامس موقف لافت للانتباه للبطريرك الراعي، اعرب الراعي عن تأييده للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، "ولكن شرط الا تكون مسيسة او مزورة". وقارب البطريرك الراعي الذي كان يتحدث في مقابلة مع قناة "العربية"، سلاح "حزب الله" بموقف لافت ايضا، اشار فيه الى ان السلاح مرتبط بشؤون عديدة، وهذا ما قلناه للسلطة في فرنسا، فالكل يقول لماذا يحمل "حزب الله" سلاحاً، وأجبنا أن الأسرة الدولية لم تضغط على إسرائيل للخروج من الأراضي اللبنانية، وطالما هناك أراضٍ لبنانية محتلة فـ"حزب الله" سيستمر في القول إنَّه يريد أن يحمل السلاح دفاعاً عن أرضه، فماذا نقول له حينذاك؟ ليس معك حق؟ .

اضاف: أيضاً هناك فلسطينيون على الأراضي اللبنانية يملكون سلاحاً ويريدون حق العودة، و"حزب الله" يريد أن يساعدهم على العودة إلى أراضيهم ، ويجب أن يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل لإعادتهم إلى أراضيهم وعندها نقول لـ"حزب الله" سلم سلاحك فلا حاجة لك به منذ الآن. ولوحظ أن "المؤسسة اللبنانية للارسال" استهلت نشرتها الإخبارية مساء أمس بالتساؤل عمّا إذا كان الراعي سيقول الكلام نفسه في زيارته المقبلة إلى واشنطن، وهل ستؤثر مواقفه في فرنسا على برنامج زيارته إلى الولايات المتحدة فتمتنع الإدارة عن تحديد موعد له مع الرئيس باراك أوباما، لا سيما وان مواقفه في باريس لم تنل رضى الرئيس نيكولا ساركوزي وباقي المسؤولين. وكيف ستنعكس مواقف البطريرك على المشهد السياسي الداخلي أولاً على مستوى مجلس المطارنة، وثانياً على صعيد الصراع المحتدم بين قوى 8 و14 آذار؟ وهل سيستطيع البطريرك ان يجمع مرّة أخرى الزعماء الموارنة للاتفاق على ثوابت إذا اعتبر فريق 14 آذار انه انحاز إلى الفريق الآخر؟ وهل تصريحات البطريرك تشكّل صدى لدوائر معينة في الفاتيكان؟ أم خضعت لتقديراته ومعطياته الداخلية والخارجية؟.

 

السفير البابوي في منطقة الخليج، المطران منجد الهاشم يدعو مسيحيي الشرق الى المطالبة بالحرية والديموقراطية

 المستقبل/أكد السفير البابوي في منطقة الخليج، المطران منجد الهاشم، أن "مواقف البطريرك بشارة بطرس الراعي تنطلق من المبادئ المسيحية العامة"، معرباً عن "عدم تخوّفه شخصياً على مسيحيي الشرق"، داعياً إياهم الى "المطالبة بالحرية والديموقراطية". وقال في حديث له نشر أمس "إن مسيحيي الشرق موجودون في هذا الشرق قبل مسلميه، وبالتالي هم مواطنون أصليون وأصيلون فيه ولن يغادروه. ما يحصل من ثورات في العالم العربي نتعاطى معها في إطار الشؤون الداخلية لكل دولة على حدة، لكننا، من دون أدنى شك، ندعم الشعوب في إطار سعيها للحصول على الحرية، لا بل نحضها للسعي لأنظمة تحترم الإنسان وحرياته، تؤمن بتداول السلطة وليس بالحزب والحاكم الواحد وتحمي حقوق الإنسان".

وعن تخوّف بعض المسيحيين من بديل النظام السوري الحالي، قال الهاشم: "من قال إن البديل سيكون نظاماً إسلامياً متطرفاً؟ يعود للشعب السوري أن يختار البديل، ونحن نؤمن بعدم توافر الظروف لقيام أنظمة متطرفة بديلة أو حتى لاستمرار نوع كهذا من الأنظمة". ودعا الهاشم المسيحيين في المنطقة "لفصل الدين عن الدولة وللتصرّف والتحرك من منطلق ما يفرضه عليهم حسهم الوطني".

 

البطريرك صفير غير راض عن مواقف الراعي

نقلت صحيفة "اللواء" عن مصادر مطلعة إعتبارها أنه "ستكون لتصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تفاعلات، فضلاً عن إرباكات في الساحة المسيحية، ولا سيما في صفوف قوى 14 آذار"، التي أعربت أوساطها عن انتقادها لهذه المواقف، مثلما كان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قد عبّر عن انزعاجه من الموقف المسيحي حيال الثورات العربية، معتبراً أنَّها "مخطئة"، كاشفة عن أن "البطريرك السابق نصرالله صفير غير راض عن هذه المواقف، وربما يجاهر بهذا الإعتراض في الإجتماع المقبل لمجلس المطارنة الموارنة

 

عدوان عن كلام الراعي: مقاربة موضوع السلاح بهذا الشكل يضرب كل مفهوم الدولة اللبنانية ونحن لن نخرج عن مبادئ بكركي التاريخية...

علّق نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان على موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من سلاح "حزب الله" في مقابلته مع تلفزيون "العربية" بالقول: "كل ما نقوم به من تضحيات كي تقوم الدولة القوية وكي تقوم بدورها في التحرير والدفاع عن التراب اللبناني، وحق العودة للفلسطينيين بقدراتها وعلاقاتها الدولية، نأتي اليوم لنعطي تبريرا لقيام دولة خارج الدولة وتغطية وجود سلاح غير سلاح الجيش والقوى الأمنية"، مؤكدا أن "موضوع السلاح ومقاربته بهذا الشكل يضرب كل مفهوم الدولة اللبنانية"، ومشدداً على اننا "ثابتون على موقفنا وهذا يجب ان يكون موقف كل اللبنانيين من دون استثناء".

عدوان، وفي حديث للـLBC أوضح اننا "كلنا نعرف دور بكركي في الإستقلال وبانسحاب الجيش السوري من لبنان، وبدورها في استنهاض الدولة. ونحن سنفصل دائما بين علاقتنا وتعاطينا مع بكركي وموقفنا"، وقال: "موقفنا نقوله بكل وضوح هو موقف القوات اللبنانية وسنثابر عليه".

واعلن عدوان اننا "لن نخرج عن مبادئ بكركي التاريخية. ويجب على كل اللبنانيين أن يمدوا يدهم لبعض ويقفوا وراء دولتهم وتكون الدولة هي التي تملك القرار والسلاح حصريا".

وعن حديث الراعي عن حماية المسيحيين قال: "الدور المسيحي أينما كان هو حماية حقوق الإنسان والحريات وحمايتهم تتم بالتفاعل مع مجتمعاتهم والسير باتجاه حرية الإنسان وفكرة الحماية من قبل فريق وفريق آخر لا تحمي المسيحيين. دور المسيحيين المشرقي هو بالتفاعل مع مجتمعهم". أضاف: "هذه هي المقاربة، أما أن ندخل ونطرح بهذا الشكل حماية المسيحيين فهذا لا يخدم العلاقة اللبنانية – السورية، ولا علاقة المسيحيين بمجتمعاتهم، فنحن نريد أفضل العلاقات بين الشعبين اللبناني والسوري وبين الدولتين، ولا نريد أن نظهر المسيحيين في هذين البلدين انهم يدخلون كفريق على خط الأمور فلا مصلحة للمسيحيين بذلك وهناك خط تاريخي لبكركي مرتبط بمسار تاريخي عريض في هذا الشأن".

 

زهرا عن كلام الراعي: يتنافى مع منطق الحرص على بناء الدولة ومرجعيتها وإعطاء فرصة أو عدم إعطائها للرئيس السوري بشار الأسد هو شأن الشعب السوري وليس أي طرف آخر". وأضاف في حديث للـMtv ان القيم الإنسانية التي تتحدث عن الحرية وتمسكنا بالديمقراطية وإرادة الشعوب أن تكون سائدة هو الأساس في مواقفنا، وأخشى ما نخشاه أن يعمد البعض في ظل انهيار انظمة شمولية وديكتاتورية الى ربط مصيره ومصير من يخصه بمصير هذه الأنظمة.

وعن موقف الراعي من حزب الله وسلاحه قال للـMtv: "بالنسبة لنا هذا المنطق يتنافى مع منطق الحرص على بناء الدولة ومرجعيتها، فتحرير لبنان ودعم الحق الفلسطيني يأتي عبر الدولة وليس عبر طرف مسلح يأكل من صلاحيات الدولة وينافسها على مرجعيتها على الأرض اللبنانية".

وتابع زهرا: "الشعوب العربية التي بدأت تقف في وجه هذه الأنظمة التي عاشت عشرات السنوات على القمع والتخويف، لن يخيفها ان تقف في وجه النظام كائنا من كان هذا النظام البديل إذا كان أسوأ أو ضد الديمقراطية وبالتالي، من غير المقبول أن يقول أحد للشعوب العربية "اسكتوا على الموجود لأن البديل لا نعرف ماذا هو". هذه الشعوب أرادت ان تعيش حريتها وديمقراطيتها، ووهذا هو منطق التاريخ ومنطق الأمور، وهذا هو التزامنا الأخلاقي والمبدئي".

 

فارس سعيد: ضمانة الحرية والديموقراطية في لبنان تضمن حرية وديموقراطية سوريا والعالم العربي

ذكّر منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد بأننا "عبّرنا مرارا وتكرارا بأن استمرار الحرب الاهلية لمدة 15 سنة ومرحلة الوصاية السورية، وسوء العلاقات اللبنانية – السورية منذ 1975 حتى اليوم، إضافة الى انتهاكات حقوق الانسان في سوريا، تعود مسؤوليتها الى النظام السوري البعثي القائم". وفي حديث الى وكالة "اخبار اليوم"، اضاف: "طالبنا ونطالب بإسقاط هذا النظام، ونحيي شجاعة الشعب السوري الاعزل الذي يقاوم البنادق والقهر بشجاعة وصبر استثنائيين. وتابع سعيد: "كما ان المسيحيين في لبنان لا يمكن ان يكونوا مع الحرية في لبنان وضد الحرية في سوريا، ولا يمكن ان يكونوا مع الديموقراطية في لبنان وضد الديموقراطية في سوريا، خاصة وان ضمانة الحرية والديموقراطية في لبنان تمر عبر حرية وديموقراطية سوريا وكل العالم العربي". ولفت الى ان المطالبة الحقيقية من اجل تأمين الحقوق لجميع المواطنين اكانوا مسلمين اومسيحيين هي بقيام دولة مدنية في لبنان وسوريا وكل انحاء العالم العربي، وهذا هو مشروعنا السياسي. وختم سعيد: "نقول هذا الكلام في هذه اللحظة التاريخية الذي يمر فيها العالم العربي كي لا يقال ان الربيع العربي تزامن مع خريف الموارنة".

 

خالد الضاهر : لهذه الأسباب دعم البطريرك الراعي نظام بشار الأسد...   

باتريسيا متّى/موقع 14 آذار

علّق عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر على كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الداعم للنظام السوري فكشف في تصريح خاص لموقع" 14 آذار" الالكتروني أن "الرئيس السوري بشار الأسد قد أرسل موفدين للقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في لبنان بغية حشد تأييد الأقليات اللبنانية لنظامه الذي يبدو أنه بعد أن اهتزت ركائزه يعمد الى الهروب الى الأمام عبر الضغط على الأقليات في محاولة منه للبقاء في السلطة متوسلاً الدعم لمواجهة الأكثرية وكأن الحرب اندلعت بين الأكثرية والأقلية".

الضاهر الذي شددّ على أن الأزمة هي في النظام الديكتاتوري الذي لا يخدم لا الأكثرية ولا الأقلية عكس النظام الديمقراطي، أشار الى أن النظام السوري أرسل رسائل واضحة الى أقليات المنطقة الممثلين في لبنان لربطهم بمصيره وليخوض بهم حرباً ضدّ الحريات مستغرباً كلام الراعي الذي اعتبره مخالفاً للتاريخ المسيحي وتاريخ بكركي الذي لطالما دعم الحرية ووقف الى جانب الشعب وحقوقه". واذ أسف واستغرب الضاهر "الكلام الذي دعا فيه الى اعطاء فرصة للنظام الذي أنتج ما لا يقل عن 3000 قتيل بحسب الصليب الأحمر الدولي وأكثر من 70000 معتقل ومفقود، اعتبره نتاج خوف من ممارسات النظام الذي أرسل رسائل دموية فيها تهديد وترغيب للأقليات في لبنان لأنه وبحسب الضاهر فان الأسد يسعى للمقاتلة بالدروز والمسيحيين والعلويين في سوريا للمحافظة على مكاسبه الخاصة ونظامه الدكتاتوري". وتابع:"الا أن مصلحة الأكثرية والأقلية هي في نظام ديمقراطي لافتاً الى أن خلفيات تعيين الأسد لوزير دفاع مسيحي واضحة وهي التمترس وراء الطوائف الأقلية هناك لمواجهة الشعب ومطالبه القائمة على الحرية وعلى اعطاء قيمة للانسان".

ولفت الى أن الأسد قد قام بهذه المحاولات سابقاً عندما عاد الجنرال عون من المنفى بصفقة مع نظامه وواجه الأكثرية على حساب لبنان الديمقراطي متسائلاً: لماذا انقلب عون على تاريخه النضالي وفضل التعامل مع من يقول طهران والنظام السوري أولا وليس لبنان أولا؟ّ ولماذا بدأ بالتعاون مع أحزاب تفضل تأمين مصلحة بلدان خارجية على مصلحة الدولة اللبنانية والمؤسسات؟!. هذا وطالب الضاهر الراعي باسم تاريخ "المسيحية المعروف عنه في الدفاع عن الشعب باعادة قراءة خطابه ودعم الحرية والنظام الديمقراطي لأن الدين المسيحي لا يمكن أن يؤيد الديكتاتورية لأن المسيحيون أصحاب حقّ والشعب السوري صاحب حق". وختم الضاهر:"هل نسي الراعي أن من "قصف طرابلس هو نفسه من قصف الأشرفية وزحلة؟ ومن اعتدى على المسيحيين هو نفسه من اعتدى على الاسلام في لبنان في الثمانينات؟ لافتاً الى أن رسالة الأسد كانت واضحة الى الطائفة المسيحية بالخضوع لابتزاز النظام السوري والا فالاساءة الدموية قد تطال مسيحيي سوريا ولبنان على حدّ السواء". 

*موقع 14 آذار

 

الجماعة الإسلامية" رداً على الراعي وعون:المسلمون حريصون على أفضل علاقة بمكوّنات لبنان

تعليقاً على ما صدر عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في فرنسا، وما قاله رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، أصدر المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية بياناً جاء فيه: "طالعنا الموقف الذي تناقلته وسائل الإعلام عن لسان غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي أثناء زيارته لبلدية "لورد" في فرنسا، الذي ورد فيه في معرض حديثه عن الوضع في سوريا قوله: إذا تغيّر الحكم في سوريا وجاء حكم للسنّة فإنهم سيتحالفون مع إخوانهم السنّة في لبنان، ما سيؤدّي إلى تأزّم الوضع إلى أسوأ بين السنّة والشيعة. كما ورد في جزء من حديثه: أن المسيحيين سيدفعون ثمن أي تغيير يأتي بالإخوان المسلمين – في إشارة إلى المسلمين بشكل عام- قتلاً أم تهجيراً، ضارباً لذلك مثالاً بما جرى في العراق. ثم كان تعقيب لرئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أثنى فيه على مواقف البطريرك الراعي مضيفاً: إن المسيحيين سيصبحون ذمّيين في حال تغيّر النظام".

وأضاف بيان الجماعة: "إننا إذ نعتبر أن من حق أي شخص أن يعبّر عن مواقفه وتطلّعاته، لكنا ما كنّا نتوقع هذا الموقف من غبطته، خاصة أنه توصّل بالإستنتاج إلى أن أي تغيير يقدم عليه الشعب السوري سينعكس سوءاً على العلاقة في لبنان بين المكوّنات اللبنانية، وهذا ما يدحضه التاريخ الطويل الذي أثبت أن العائلات اللبنانية عاشت مع بعضها لعقود طويلة دون قلق أو خوف من بعضها، وأن المسلمين يحرصون حرصاً كاملاً على أفضل علاقة فيما بينهم ومع المكوّنات اللبنانية الأخرى. وإننا نذكّر غبطته أن كافة مكوّنات الشعب العراقي دون استثناء دفعت ضريبة الإحتلال قتلاً وتهجيراً، وفي أغلب الأحيان دفع المسلمون الثمن الأكبر، وإن أي مقارنة بهذا الخصوص لا ترتكز أساساً إلى معايير عادلة".

وتابعت الجماعة: "إن إثارة النعرات الطائفية وغير الطائفية في هذه الظروف بالذات لا يعود بالمنفعة على أيّ من مكوّنات المنطقة، التي تمتّعت بالعيش المشترك على مدى قرون من الزمن، فضلاً عن أنه يفتح الباب لسجالات متبادلة تعود بالضرر على الجميع، وندعو إلى تفعيل الحوار الإسلامي المسيحي الكفيل بطمأنة كل المكونات، بعيداً عن منطق التشكيك أو المواقف المسبقة، ولنترك للشعوب أن تقرر مصيرها بنفسها، وهي التي عاشت لقرون يحفظ بعضها بعضاً".(بيان إعلامي)

 

الراعي يزور ابرشيات في بيــروت والجبل والبقاع : المسيحيون سيدفعون الثمن اذا تأزم الوضع في سوريا

المركزية- يزور البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي عددا من الابرشيات للمرة الاولى بعد توليه السدة البطريركية، وسيزور ابرشية انطلياس الثلاثاء المقبل ، ويبدأ زيارته في بعبدات والعربانية وصولا الى حمانا حيث يرأس القداس الالهي على تلة الصليب في السادسة والنصف. ويزور الاربعاء المقبل ايضا أبرشية بيروت والرعايا المجاورة، ويرأس القداس الالهي في المعوش في السابعة مساء. ويومي السبت والاحد في 17 و18 ايلول يزور البطريرك الراعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر للموارنة. فينطلق صباح السبت 17 ايلول الى حدث بعلبك وصولا الى سرعين حيث يرأس القداس الالهي في الحادية عشرة من قبل الظهر. ويوم الاحد في 18 ايلول، يرأس قداسا الهيا في رأس بعلبك في العاشرة صباحا، ويتابع جولته في الرعايا المجاورة ليعود الى الصرح البطريرك في بكركي. من جهة اخرى، أعلن البطريرك الراعي على هامش زيارته الى فرنسا رغم أن لبنان تعذب كثيرا اثناء الوجود السوري فيه، لكن ما يهم أبناؤه هو ان تعيش سوريا في سلام، مشيرا الى ان المشاكل التي تحصل في سوريا بدأ اللبنانيون يدفعون ثمنها على الصعيد الاقتصادي لجهة اقفال الحدود بين سوريا وعدد من الدول، لافتا الى انه اذا تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه ووصلت الى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الاخوان المسلمين، فان المسيحيين هناك هم الذين سيدفعون الثمن سواء كان قتلا ام تهجيرا، واشار الى ان الدول الكبرى لا يهمها الا مصالح اسرائيل وما يحصل من تفتيت للدول العربية هو لمصلحة الدولة العبرية. وأكد الراعي في مقابلة تلفزيوينة انه طالما اسرائيل تحتل جزءا من أراضي لبنان فـ "حزب الله" مستمر في حمل السلاح في وجهها، وقال:" الجميع يسال لماذا "حزب الله" يحمل السلاح؟ ونحن قلنا أن الاسرة الدولية لم تضغط على اسرائيل كي تخرج من الاراضي اللبنانية، ويأتي "حزب الله" كي يقول عليّ كلبناني أن أدافع عن أرضي، وطالما اسرائيل تحتل أرضي، سأحتفظ بسلاحي، فماذا نقول له؟ ليس لديك الحق في ذلك؟ وطالما ان الفلسطينيين ما زالوا في أرض لبنان ويحملون السلاح الثقيل وغيره وهم حقهم بالعودة الى أرضهم، القول أريد مساعدتهم بالعودة الى أرضهم. أضاف: "قرارات دولية بخروج اسرائيل من لبنان، وبعودة الفلسطينيين الى ارضهم منذ العام 1949، ساعدونا كاسرة دولية وعند ذلك نستطيع القول لحزب الله سلم سلاحك، السياسيون بالاضافة الى خدماتهم في الشأن الوطني لهم حساباتهم، ولهم مصالحهم، ومصالح السياسيين عادة تفوق المصالح العامة، أما الكنيسة والبطريركية فهي حرة من كل شيء".

 

الراعي وفرنسا

 يقال نت/ بدت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي  لفرنسا، زيارة إشكالية! نجح البطريرك في تقديم نفسه شخصية "جذابة" في التعاطي مع المسؤولين والسياسيين والناس والإعلام ، ولكنها "تعاني من إرباكات في الرؤية السياسية". وهذه الإشكالية بذاتها، قد تكون أنقذت الراعي من تحميله عبء قيامه في باريس بدفاع -قوبل بمواجهة- عن "المقاومة" التي يتولاها "حزب الله" وعن النظام السوري! وقد  سأل الراعي " فرنسا وغيرها لماذا لا تطبق القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن لقطع الذرائع عن حزب الله"، معتبرا  انه "يجب اعطاء فرصة للرئيس السوري بشار الاسد لأنه يقوم بالاصلاحات داخل سوريا." ولكن الراعي ، في موقفه هذا ، لم يكن مقنعا للسلطات الفنسية التي طالبها بالمساعدة، بحيث سمع من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومن وزير الخارجية آلان جوبيه مواقف متطابقة، فعلى صعيد "حزب الله" ، جرى إبلاغ  الراعي بالحرف أن "لبنان أسير لدى حزب الله" ، وعلى صعيد النظام السوري، أبلغ الراعي بأن رحيل الأسد بات قدرا ولم يعد خيارا. وهذا الرحيـل، مسألة وقت، لا أكثر، وبالتالي على الجميع النظر الى المستقبل، على أساسه، وليس على أي أساس آخر.

لماذا يتخذ الراعي مواقف مماثلة، ليكون الوحيد الذي يقف في وجه الربيع العربي؟ هل لأنه مدرك أن أحدا لا يستطيع أن يقف في وجه المتغيرات، ولا يريد أن يدفع ثمن ما ليس باليد، خصوصا وأن الموقف المسيحي – الكاثوليكي المواجه للقمع في سورية ، سبق وحددته حاضرة الفاتيكان؟ قد يكون السبب ، نابعا من هذه الرؤية وقد يكون لأسباب أخرى، ولكن الراعي أدرك من باريس أنه يطلق مواقف غير قابلة للتنفيذ، لأن الغرب ، قبل الربيع العربي، كان ينشد "ستاتوكو" في الشرق الأوسط ، ولكنه ، مع انطلاق الربيع العربي، إختار أن يقف الى جانب حركة الشعوب!

 

الراعي: إذا وصل السنّة للحكم بسوريا سيسوء الوضع أكثر مع الشيعة في لبنان

خاص – بيروت أوبزرفر/وصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى منطقة لورد وهي المحطة الثانية في زيارته لفرنسا، ولدى وصوله ترأس البطريرك الراعي قداساً إحتفالياً في بازيليك سيدة الوردية في لورد، عاونه فيه عدد من المطارنة والكهنة. وفي خلال زيارة إلى رئيس بلدية المدينة جان بيار أرتيغاناف، قال: "على الرغم من أن لبنان تعذب كثيراً أثناء الوجود السوري فيه، فما يهمنا اليوم في لبنان أن تعيش سوريا بسلام وحسن الجيرة".

وأضاف الراعي: "صحيح أن سوريا خرجت من لبنان بجيشها، إلا أنها لا تزال على علاقة مع بعض اللبنانيين الذين لهم مصالح سياسية مشتركة، وإن المشاكل التي تحصل اليوم في سوريا بدأنا ندفع ثمنها كلبنانيين لجهة إقفال الحدود بين سوريا وعدد من الدول حيث بتنا لا نستطيع تصدير المزروعات والمنتجات اللبنانية عبر الحدود"، منبهاً أنّه "إذا تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه، ووصلنا إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين فإن المسيحيين هناك هم الذين سيدفعون الثمن سواء أكان قتلاً أم تهجيراً، وها هي صورة العراق أمام أعيننا". وتابع الراعي بالقول: "إن أبناء لبنان يعيشون متساوين، مسلمين ومسيحيين، على كل الصعد السياسية والاجتماعية. وإذا تغير الحكم في سوريا وجاء حكم للسنة فإنهم سيتحالفون مع إخوانهم السنة في لبنان، مما سيؤدي إلى تأزم الوضع إلى أسوأ بين الشيعة والسنة"، مشدداً على أن "ما يهم الكنيسة هو ألا يحصل أي عنف لأننا هذا ما ننبذه وفي الشرق لا نستطيع تغيير الديكتاتوريات إلى ديموقراطيات بسهولة، وإن قضايا الشرق يجب أن تحل بعقلية أهل الشرق"، مؤكداً أن "المخاوف كثيرة في ظل ما يحصل في المنطقة، وصورة العراق أمام أعيننا حيث يقتل المسيحيون"، مبديا تخوفه من "هجرة المسيحيين من الدول العربية".

ورداً على سؤال، أجاب الراعي: "كل الدول تقول إنها مع الأقليات في هذه البلدان. وفي الحقيقة، لا تفعل شيئا، باستثناء فرنسا التي أكد المسؤولون فيها عدم ترك المسيحيين والأقليات"، لافتاً إلى أن "الدول الكبرى لا يهمها إلا مصالح اسرائيل، وما يحصل من تفتيت للدول العربية هو لصالح اسرائيل". وسأل الراعي في هذا السياق: "عن أي ديموقراطية يتحدثون؟ خصوصاً في ظل ما يحصل في العراق، فإنهم يستعملون الديموقراطية كشعار لتغطية ما يقومون به. وأيضا لماذا الدول الكبرى لا تريد لبنان أن يقف على رجليه؟ فلماذا لا يتم تسليح الجيش فيه؟ ولماذا لا يتم تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولية، خصوصا لجهة عودة الفلسطينيين إلى بلادهم، لأن لبنان لا يمكن أن يتحمل توطينهم، بل يجب أن تكون لهم دولة عادلة".

 

ليت رأس الكنيسة اقتدى بالأمّ الحنون

اسعد بشارة /الجمهورية

لكي تكون كالزيارة التاريخية للبطريرك الياس الحويك الى مؤتمر الصلح التي انتجت ولادة لبنان الكبير، فإنّ زيارة البطريرك الماروني الى باريس لا تستطيع أن تستنسخ ريادة دور الكنيسة في اللحظات التاريخيّة إلّا إذا قرّرت الكنيسة كما دائما أن تستشرف وأن تتبصّر وأن تستشعر أنّ عصرا جديدا في لبنان والعالم العربي الذي سيشكّل المسيحيّون جزءا منه لا يتجزّأ قد بدأ. ولكي لا يُخال أنّ الفترة التي قادت فيها الكنيسة مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وما تخللها من تأسيس للبنان الوطن الرسالة، وأنّ الفترات الصعبة والتحديات التي واجهت هذه الكنيسة خصوصا في عصر البطريرك صفير تتماثل مع عصر البطريرك الراعي، فإنّ من الواجب التمييز بين التحدّيات التي واجهت الآباء الأوائل للكنيسة في هذه المنطقة المضطربة من العالم، مع ما ينتظر البطريرك الجديد، الذي ومن غرابة الأقدار ان يتسلّم قيادة السفينة في الزمن المتغيّر الذي بدأ يتّجه الى طيّ صفحة حقبة تلفظ انفاسها الاخيرة ليبدأ حقبة جديدة ليس معروفا بعد من سيملأ فضاءها. وربّما يشفع للبطريرك الجديد الخوف من الآتي عندما نظر بقلق وليس بأمل الى ما يجري في العالم العربي من ثورات على طريق انظمة الاستبداد، والاستعداد للانتقال الى رحاب الديمقراطية والحداثة، ربّما يشفع هذا الخوف بسبب عدم تبلور معالم ما بعد سقوط الأنظمة وما ستحمله من نتائج إيجابية أو سلبية على الشعوب بما فيها الأقلّيات، وما ستتركه من آثار على وحدة المجتمعات واستقرارها، لكن ما لا يمكن استيعابه هو إصرار رأس الكنيسة على تكرار إبداء المخاوف واستهجانه تسمية ما يجري بالربيع العربي، واقتباسه نظرية الشرق الأوسط الجديد، وتبنّيه الخوف من تطبيقها وكأنّها تنفّذ في غرفة عمليّات اميركية لمصلحة إسرائيل مستعملة هذه الشعوب الثائرة على أنظمتها بطريقة تحريك الدمى عن بعد، بحيث بدا - سواء قصد رأس الكنيسة المارونية أم لم يقصد - مدافعا عن الحقبة القديمة، ومجيّرا القوة المعنوية للكنيسة في اتّجاه يقود الى الوراء، ويفوّت على المسيحيّين في لبنان والعالم العربي فرصة تاريخيّة لبناء عقد تاريخي جديد مع شعوب هذه المنطقة التي بدأت تتلمّس طريقها الى بناء شراكتها مع الأقلّيات على قاعدة إدارة الوجه صوب الحداثة وطيّ المراحل الظلاميّة السابقة. وإذا كان من مجال آخر للاستغراب بما يتعلّق بمواقف رأس الكنيسة، فإنّه يتّصل بمكان وزمان إطلاق هذه المواقف، في باريس تحديدا التي مرّت بتجربة قاسية في تعاطيها السلبيّ والمتحفّظ تجاه أولى بوادر الربيع في تونس، حيث تمسّكت فرنسا - ساركوزي بزين العابدين بن علي في الايّام الأولى للانتفاضة الشعبية ظنّا منها أنّ ما يحدث لن يتعدّى كونه احتجاجات مؤقّتة، فإذا نتائج الثورة التونسية تؤدّي الى انتصار تاريخي للشعب وإلى مساءلة أخلاقية للإدارة الفرنسية أدّت في إحدى تجلّياتها الى استقالة الوزيرة الفرنسية التي قصدت تونس بعد اندلاع الثورة وقبلت استضافت مسؤولين لها غير عابئة بالثورة التي انتصرت وفرضت على فرنسا وأوروبّا والمجتمع الدولي أن يواكبوا بسرعة الثورات اللاحقة في مصر وليبيا وسوريا. ولو لاحظ رأس الكنيسة أنّ فرنسا التي خافت في البداية من ثورة تونس، والتي صوّبت موقفها وموقعها من الثورات السابقة واللاحقة، باتت اليوم بفعل دعمها للثورتين الليبية والسوريّة شريكة حقيقيّة لليبيا وسوريا المستقبل. ولو توقّف عند أهمّية المكسب الاستراتيجي الذي حقّقته فرنسا عبر دعم الثورات العربية، حيث استطاعت المواءمة بين مصالحها ومبادئها، لكان رسم صورة لدور وموقع مسيحيّي لبنان والعالم العربي، انطلاقا من البداية المرسومة بدماء الثوّار المسالمين المطالبين بالحرّية، الذين لن ينظروا الى نصيحة الكنيسة المارونية الى فرنسا بالتفكير قبل مساعدة الشعوب بإسقاط أنظمة الاستبداد، نظرة فيها تفاؤل الى شراكة ومستقبل واحد، بل نظرة فيها شيء من الشفقة والألم لأنّ الأقلية الخائفة بات خوفها سجنا، وهي باتت لا تكتفي بالتحالف مع السجّان، بل أصبحت تضيء له الشموع لكي ينتصر على من يطالبون بدمائهم بالديمقراطية والحرّية اللتين وحدهما تحميان كرامة الإنسان وتهزمان السجن الكبير. ليت رأس الكنيسة اقتدى بالأمّ الحنون...

 

البطريرك في لورد ويعود الأحد

باريس – "النهار"

زيارة لورد بدأت قبل ظهر أمس، ومع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الوفد المرافق، وتستمر الزيارة يومين بدءاً بمطار تارب عبر مطار أورلي، وتشمل قداساً في كاتدرائية نوتردام الوردية، ثم زيارة مقر البلدية ورئيس البلدية، وزيارة رعية القلب الاقدس و"بيت مريم" حيث يلتقي الرعية المارونية، ويشارك مساء في زياح.

واليوم، يترأس قداسا في "بيت مريم" ويزور مراكز رسمية قبل ان ينتقل الى مطار تولوز – بلانياك ومنه الى تولوز، ثم الى مرسيليا حيث يلتقي رئيس البلدية كلود غود ان، ويترأس قداساً في كنيسة سيدة لبنان.

وغداً السبت قداس في كنيسة سيدة لبنان، وغداء في قنصلية لبنان في حضور رئيس البلدية جاك سعادة، ثم مغادرة في القطار السريع الى باريس.

وكان البطريرك لبّى مساء الاربعاء عشاء السفير اللبناني بطرس عساكر، في حضور قرينته السفيرة في سويسرا نجلا رياشي والنائب سيمون ابي رميا والوزير السابق غسان سلامة.

كذلك حضر رئيس اساقفة باريس الكاردينال اندريه فان تروا والسفيرة اللبنانية في الاونيسكو سيلفي فضل الله والقائم باعمال السفارة البابوية في باريس المونسنيور مارتينو برافي، والسفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون ومطران الارمن الكاثوليك غبريال غابوريان ووفد من "مؤسسة الانتشار الماروني" ضم أمين المال شارل حاج وروز شويري وهيام بستاني وانطونيو عنداري ونعمة طوق، والمدير العام في اوروبا لبنك لبنان والمهجر ميشال عدوان وحشد من وجوه الجالية اللبنانية والاصدقاء.

والقى الراعي كلمة في المناسبة شكر فيها عساكر ورياشي على اللقاء، ووجه دعوة الى الكاردينال فان تروا لزيارة لبنان، وأثنى على جهود السفير بييتون وتضحياته في لبنان وخصوصا في الفاجعة التي أودت بحياة زوجته (في سقوط الطائرة الاثيوبية).

ثم كانت كلمة لعساكر اثنى فيها على مواقف الراعي "وتربيته في عائلة مؤمنة ودفاعه عن العقيدة والحرية والمحبة والقيم الانسانية".

 

دقماق يتمنى على الراعي الإنصاف في المواقف

المستقبل/علّق رئيس جمعية "إقرأ" الشيخ بلال دقماق، على كلام البطريرك بشارة الراعي حول "اعطاء فرصة لنظام الأسد للإصلاح وانه يتخوف من تعرض المسيحيين في الشرق لمضايقات وما شابه ذلك"، متمنيا عليه "الإنصاف بالمواقف"، وأكد ان "الشعب السوري حزم امره ولا عودة عن اسقاط هذا النظام المتطرف والداعم للتطرف الخائف منه البطريرك".

وأشار في بيان أمس، الى ان "كثير من اللبنانيين ينظرون الى مقام البطرك في لبنان على انه ضمير لبنان وكلمة ضمير ثقيلة ووازنة". وتمنى على "هذا المقام لما له من أهمية في الحياة اللبنانية ان ينصف بتصريحاته الشعوب و خصوصا العربية منها"، سائلا: "أي فرصة يريد البطريرك منحها للرئيس السوري الغير شرعي وهو يقتل ابناء شعبه من نساء وشيوخ واطفال ويتسلط على الناس؟". أضاف: "أما خوفه على الأقليات في العالم العربي والإسلامي والمسيحية منها خصوصا، فنؤكد للبطرك انها ستبقى مصانة كما كانت منذ "20" قرن ونيف"، وتمنى عليه "الإنصاف بالمواقف"، مؤكدا ان "الشعب السوري حزم امره ولا عودة عن اسقاط هذا النظام المتطرف والداعم للتطرف الخائف منه البطريرك

 

الراعي: اذا تأزم الوضع في سوريا فإن المسيحيين سيدفعون الثمن قتلاً أو تهجيراً

المستقبل/اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ان"ما يهمنا اليوم في لبنان أن تعيش سوريا بسلام وحسن الجيرة".وقال:"إذا تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه، ووصلنا إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين فإن المسيحيين هناك هم الذين سيدفعون الثمن سواء أكان قتلا أم تهجيرا. وها هي صورة العراق أمام أعيننا".

وصل الراعي، أمس إلى "لورد"، وهي المحطة الثانية في زيارته لفرنسا، ولدى وصوله، ترأس البطريرك الراعي قداسا احتفاليا في بازيليك سيدة الوردية في لورد، عاونه فيه عدد من المطارنة والكهنة.

وألقى الراعي عظة تحدث فيهاعن "العلاقة التاريخية التي تربط فرنسا بالكنيسة المارونية"، مؤكدا أن "هذه العلاقة صادقة ومتينة".كما شكر "الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمسؤولين الفرنسيين على حفاوة الاستقبال"، لافتا إلى المواضيع التي عرضها معهم.

وبعد القداس، أقيم زياح في ساحة البازيليك حيث أضاء البطريرك الراعي شمعة على المذبح حيث ظهرت السيدة العذراء.

ومساء، زار الراعي والوفد المرافق رئيس بلدية "لورد" جان بيار أرتيغاناف، حيث كان في استقباله عدد من أعضاء المجلس وأبناء الجالية اللبنانية في "لورد".وألقى الراعي كلمة شكر فيها "المجلس البلدي رئيسا وأعضاء على هذا الاستقبال"، مشيرا إلى "العلاقة التاريخية بين البلدين".

وعرض ل"الوضع في لبنان على كل الأصعدة"، وقال: "إن اللبنانيين يعيشون مع بعضهم البعض مسيحيين ومسلمين، متحابين ومحافظين على رسالتهم، رسالة العيش المشترك".وتمنى ل"فرنسا السلام والازدهار والأمان".

وردا على سؤال، قال الراعي: "رغم أن لبنان تعذب كثيرا أثناء الوجود السوري فيه، فما يهمنا اليوم في لبنان أن تعيش سوريا بسلام وحسن الجيرة. صحيح أن سوريا خرجت من لبنان بجيشها، إلا أنها لا تزال على علاقة مع بعض اللبنانيين الذين لهم مصالح سياسية مشتركة. وإن المشاكل التي تحصل اليوم في سوريا بدأنا ندفع ثمنها كلبنانيين لجهة إقفال الحدود بين سوريا وعدد من الدول حيث بتنا لا نستطيع تصدير المزروعات والمنتجات اللبنانية عبر الحدود. وإذا تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه، ووصلنا إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين فإن المسيحيين هناك هم الذين سيدفعون الثمن سواء أكان قتلا أم تهجيرا. وها هي صورة العراق أمام أعيننا".أضاف: "إن أبناء لبنان يعيشون متساوين، مسلمين ومسيحيين، على كل الصعد السياسية والاجتماعية. وإذا تغير الحكم في سوريا وجاء حكم للسنة فإنهم سيتحالفون مع إخوانهم السنة في لبنان، مما سيؤدي إلى تأزم الوضع إلى أسوأ بين الشيعة والسنة". وتابع: "ما يهم الكنيسة هو ألا يحصل أي عنف لأننا هذا ما ننبذه. وإننا في الشرق لا نستطيع تغيير الديكتاتوريات إلى ديموقراطيات بسهولة، وإن قضايا الشرق يجب أن تحل بعقلية أهل الشرق".

وأكد أن "المخاوف كثيرة في ظل ما يحصل في المنطقة، وصورة العراق أمام أعيننا حيث يقتل المسيحيون"، مبديا تخوفه من "هجرة المسيحيين من الدول العربية".

وسأل الراعي: "عن أي ديموقراطية يتحدثون؟ خصوصا في ظل ما يحصل في العراق، فإنهم يستعملون الديموقراطية كشعار لتغطية ما يقومون به. وأيضا لماذا الدول الكبرى لا تريد لبنان أن يقف على رجليه؟ فلماذا لا يتم تسليح الجيش فيه؟ ولماذا لا يتم تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولية، خصوصا لجهة عودة الفلسطينيين إلى بلادهم، لأن لبنان لا يمكن أن يتحمل توطينهم، بل يجب أن تكون لهم دولة عادلة".

 

جوبيه يتفهم مخاوف الراعي من سيطرة «الإخوان» في سورية

رنده تفي الدين/ الحياة

اكد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه للبطريرك الماروني بشارة الراعي، خلال عشاء العمل الذي أقامه له في الخارجية الفرنسية ليل الثلثاء، في حضور السفيرين اللبناني في فرنسا بطرس عساكر والفرنسي في لبنان دوني بييتون، حِرْصَ فرنسا على ان تبقى السلطات اللبنانية متيقظة كي لا يحصل أي تطور مسيء للقوات الدولية في جنوب لبنان والجنود الفرنسيين، مؤكداً أنه تلقى من الرئيس نجيب ميقاتي والسلطات اللبنانية تاكيداً لذلك. وطرح جوبيه أسئلة على الراعي حول الحكومة اللبنانية وكيف تسير، وقال انه التقى ميقاتي عــلى هامش المؤتمر حول ليبيا.

وتطرق الوزير الفرنسي الى النظام في سورية، قائلاً انه ضلل نفسه باختيار المزيد من العنف والقمع وعدم الاصلاح. وسال جوبيه الراعي عن بديل النظام في سورية فأجاب، كما قال في كل لقاءاته في فرنسا، بأنه مع الديموقراطية وحقوق الانسان، ولكنه يفضل أحياناً السيء على الأسوأ، والأسوأ هم الإخوان المسلمون، لأنهم يضطهدون المسيحيين.

وقالت مصادر فرنسية مطلعة على زيارة الراعي، إنه لم يدافع عن النظام في سورية، إنما أعرب عن مخاوفه مما قد يأتي بعده، وطلب مساعدة فرنسا لاحقاً إذا انتهى النظام السوري ليحترم النظام المقبل الأقليات. وأعرب جوبيه أيضاً عن مشاركته بعض المخاوف من المستقبل السوري، وقال إن المعارضة منقسمة، ومحاولات الأتراك لتوحيدها لم تسفر عن نتائج. وكرر الراعي موقفه من أن هناك تعايشاً جيداً بين المسلمين والمسيحيين، وأن لا مشكلة في ما بينهم، ولكن الصراع سياسي بين الشيعة والسنة، وهو مرتبط بالخارج. وشرح فكرة عقد مؤتمر قمة بين المسيحيين والمسلمين على مستوى الشرق الاوسط، مشيراً الى العمل مع الازهر لتنظيم عقد مثل هذه القمة.

وأعرب جوبيه عن تفهمه لمخاوف الراعي من الإخوان المسلمين، مشيراً الى ان مسألتهم مطروحة في تونس ومصر وغيرهما، وأن إخوان سورية بعثوا برسائل الى فرنسا، وباريس مستعدة للتحدث معهم لكن بحذر.

وطالب الراعي بمساعدة لبنان على تعزيز جيشه، وقال إن لا تحفظَ فرنسياً عن تعزيز الجيش اللبناني، و «يونيفيل» موجودة منذ ١٩٧٨، وليست هناك الى الأبد، علماً ان اي انسحاب لها قد يؤدي الى زعزعة الاستقرار وينبغي ان تبقى في لبنان.

ولخص الراعي مواقفه أمس أمام رئيس الجمعية الوطنية برنار أكوييه، وقال إن التعايش الإسلامي المسيحي في لبنان استثناء في المنطقة، وبإمكان لبنان أن يكون دولة مدنية غير قائمة على الدين، وأن المشكلة الحالية بعد ٢٠٠٥ واغتيال الرئيس الحريري، هي صراع سياسي بين الشيعة والسنة مرتبط بالصراعات الإقليمية. وقال: «نحن المسيحيين نلعب دورنا ونأمل للمنطقة الديموقراطية وحقوق النسان والتنوع والمشاركة في الحكم، ولكن العالم الاسلامي كله قائم على انظمة دينية، وآمل بأن يؤدي التغيير إلى ديموقراطيات لا إلى حرب أهلية، والخطر في سورية هو من الصراع الطائفي، ومَثَل العراق يؤكد ذلك، والمسيحيون يدفعون الثمن، وإذا أضاع المسيحيون موقعهم في الشرق الاوسط، يضيِّعون القوة المعنوية التي كونت العالم العربي». وتساءل: «هل تتم التضحية بهذه الثقافة والقيم التي كانت بابَ دخــول فرنسا إلى الشرق الاوسط؟».

وتطرق الراعي خلال لقاءاته إلى الخلل في اتفاق الطائف بالنسبة الى صلاحيات رئيس الجمهورية، وقال إنه لا يطالب بتعديل الطائف ولكن يطلب من الاسرة الدولية التي كانت أساسه، أن تتدخل لتصحيح الخلل فيه.

وقالت مصادر فرنسية إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ينتظر أداء الحكومة اللبنانية في موضوعي المحكمة الدولية و «يونيفيل» وتنفيذ تعهدات رئيسها قبل ان تتم دعوته رسميا لزيارة فرنسا. وأضافت المصادر أنه إذا موَّلت الحكومة المحكمة سيؤدي ذلك الى خلق الظروف المواتية لدعوة الرئيس نجيب ميقاتي الى باريس.

 

خدام يرفض مقاربات البطريرك الماروني ويجول على الواقع المسيحي في سوريا: يخلق واقعا إفتراضيا لدعم نظام يحمي نفسه بتغذية المخاوف لدى الأقليات

كتبها يُقال.نت

إعتبر نائب الرئيس السوري المنشق عن النظام منذ العام 2005 عبد الحليم خدام أن مشكلة البطريرك الماروني بشارة الراعي تكمن في أنه غير مطلع على تاريخ الشعب السوري وعلى حجم ثقافته الوطنية وعمقها. وقال في حديث خاص بـ"يقال.نت" إن الراعي متأثر ببعض الوفود التي يرسلها النظام السوري إليه لتحريضه ودفعه الى إطلاق تصريحات تتعارض مع واقع حياة السوريين كما مع الواقع العام لحياة اللبنانيين. وكشف  خدّام ، وهو حاليا رئيس جبهة معارضة أنشأها قبل سنوات بهدف إسقاط النظام السوري الحالي، تاريخ المسيحيين في سوريا وواقعهم الحالي ومخاطر الدفاع عن نظام يثير الأحقاد الطائفية في سوريا من خلال ادعائه حماية الأقليات. وقال:" إن المسيحيين في سوريا هم أحد المكوّنات التاريخية الوطنية للشعب السوري."

المسيحيون في مطلع الإستقلال

وتابع: في مطلع الإستقلال تمّ اختيار المرحوم فارس خوري رئيسا للبرلمان ، ثم أصبح رئيسا للوزراء مرات عدة. ويمكن القول إن نموذج فارس خوري كان يعكس واقع الأمر في الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية. لقد كان للقادة المسيحيين دور كبير في مرحلة بناء دولة الإستقلال.

المسيحيون في دولة الوحدة

ولفت الى أنه " بعد قيام دولة الوحدة مع مصر وحصول عملية التأميم ، إختفت البورجوازية الوطنية بشكل عام، والمسيحية بشكل خاص ، عن المسرح وهاجرت من سوريا، الى لبنان وأوروبا والقارة الأميركية، وبالتالي تراجع دور تلك القيادات التاريخية، من دون أن تبرز في الأجيال الجديدة قيادات، سواء لدى المسيحيين أو لدى المسلمين، قادرة على إملاء الفراغ في القيادة السورية."

المسيحيون بعد 8 آذار

وأضاف: "أما التطور الثاني ، فكان بعد حركة 8 آذار واستلام حزب البعث للسلطة. لقد تبنى حزب البعث نهجا ثوريا أدى الى توسيع هيمنة الدولة على الساحة الإقتصادية ، مما أدى الى هجرة الكثير من السوريين، من مسيحيين ومسلمين، وتاليا فقد خرج معظم الطواقم السياسية والإقتصادية من  سوريا."

وأشار الى أنه " مع ازدياد حدة الهجرة ولا سيما في صفوف المسيحيين ومع تراجع الدور الإقتصادي كما السياسي للمسيحيين ، برزت تيارات سياسية بين الشباب المسيحي، فتكتلوا في أحزاب تعمل تحت مظلة النظام، كالحزب الشيوعي وحزب البعث."

وقال: " على الرغم من كل هذه الظروف ، لم يتعرض أي مسيحي للأذى ، سواء من قبل شركائه في الوطن أو من قبل السلطة، ومن تعرض لأي مضايقة فيكون قد تعرض لاسباب تشمل جميع السوريين."

كان للمسيحيين...

وتذكّر أنه كان لحلب سابقا 13 نائبا موزعين 7 على المسلمين و6 على المسيحيين، في حين يوجد حاليا نائب واحد لحلب ينتمي الى الأرمن، في حين أن حمص كانت تعرف تجمعا مسيحيا كبيرا حيث كان هناك تأثير لآل شماس، ولكن لم يعد هناك ، في ظل نظام الأسد، أي كان.

ويجزم أنه عندما يخرج أحد أبناء العائلات المسيحية حاليا للدراسة في الخارج لا يعود الى سوريا ابدا، وقد سجلت ، خلال الأربعين السنة الماضية ، هجرة لحوالي 4 ملايين سوري من جميع الطوائف.

النظام وإثارة المخاوف

وتابع:" في ظل اتساع دائرة الإحتقان الطائفي في سوريا، نجح النظام في إثارة الخوف لدى الأقليات الدينية والمذهبية ، نتيجة لما كان يصوره لهم من ردود فعل يتخيلها ، وبالتالي فهو وضع هذه الأقليات في قلب دائرة الخوف فلجأت بأكثريتها الى النظام ، على الرغم من أن أيا من أبناء هذه الأقليات لم يستطع أن يسجل ظاهرة طائفية من قبل الأكثرية ضدهم( يعتبر خدام أن الأقليات في سورية تشكل حاليا نسبة 20 بالمائة من بينها 5 بالمائة ينتمون الى الطوائف المسيحية، بحسب إحصاء الأحوال الشخصية للعام 2008).

أقول للراعي

وفي سياق توجهه الى الراعي في الكلام قال خدام :" إن السوريين معروفون باعتدالهم ، ولم تستطع أي حركة أصولية ، إسلامية أم مسيحية، أن تؤسس جذورا لها، فيما الحركة الوحيدة  التي تأسست هي "فتح الاسلام" ، وقد أسسها النظام ليستخدمها في لبنان."

أضاف:" من المؤسف أن البطريرك الراعي ، وبحكم موقعه الكنسي، لم يتصوّر خطورة ما يطرحه حول المسيحيين في سوريا، فهل يعقل الإنطلاق من أن  الطائفة المسيحية هي أقلية في سوريا، لخلق حالة إفتراضية، وهي قيام حكم أصولي في سوريا، يلحق أضرارا بالمسيحيين ، لتُغطي حالة واقعية أخرى، وهي أن النظام في سوريا يقتل يوميا عشرات المواطنين ويعتقل عشرات الآلاف ويذل الناس؟"

وتابع:"يأتي البطريرك ليدعم هذا النظام بكل جرائمه ضد حالة افتراضية ليس لها أي مؤشرات واقعية على الأرض ولا في ذهن السوريين أو في نفسيتهم أو في عاداتهم أو في تاريخهم."

ونبه الى أنه "كان من المفترض ألا يزج البطريرك موقع بكركي في خدمة نظام يذبح السوريين ويذلهم."

وقال:" في هذه المناسبة ، ألفت عناية البطريرك الراعي ، إلى أن حراكا كبيرا تشهده الطائفة العلوية الكريمة في سوريا، لأنها بدأت تستشعر الخطر الذي جلبه لها هذا النظام بوضعها في مواجهة طائفية مع مكوّنات الشعب السوري، كما ألفت الى أن هذا النظام هو بذاته المناخ الذي سينمو في ظله أسوأ أنواع التطرف، لتصبح سوريا في وقت لاحق، إذا لم يتم إسقاط النظام،  الملاذ لكل المتطرفين في العالمين العربي والإسلامي."

أضاف:" نحن نعمل من أجل أن يكون التغيير في إطار المحافظة على الوحدة الوطنية ومحاسبة جميع الأشخاص ، مدنيين وعسكريين، على الرجائم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري، وليس على اساس انتماءاتهم الطائفية أو السياسية أو الحزبية."

وأشار إلى أن "هذا التوجه يحتاج الى دعم الجميع، ومن غير المنطقي أن يدعم الخائفون النظام الذي يركب الموجة الطائفية البغيضة."

وختم:" من واجبات المعارضة أن تدرك أن أي نظام جديد يقوم على ردود الفعل والأحقاد والإنتقام هو نظام يتناقض مع المصالح الوطنية، وبهذا فقط نجنب بلادنا ما حصل في العراق ، لأن مبدأ الحرية متى أعطي للجميع يسمح بإطلاق آليات المساءلة العادلة ويكبح جماح التطرف والإنتقام والتسلط."

 

الراعي واصل زيارته لفرنسا وترأس قداسا في "لورد": المسيحيون سيدفعون ثمن وصول الحكم في سوريا إلى الاخوان المسلمين

الدول الكبرى لا يهمها إلا اسرائيل والتفتيت في المنطقة لصالحها

وطنية - 8/9/2011 وصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، إلى "لورد"، وهي المحطة الثانية في زيارته لفرنسا، يرافقه المطارنة: سمير مظلوم، بولس مطر، جورج أبو جودة، الوكيل البطريركي في باريس المونسنيور سعيد سعيد، الخوري أنطوان جبر، ومسؤول البروتوكول والاعلام في الصرح البطريركي في بكركي المحامي وليد غياض. ولدى وصوله، ترأس البطريرك الراعي قداسا احتفاليا في بازيليك سيدة الوردية في لورد، عاونه فيه عدد من المطارنة والكهنة.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة قال فيها: "إنه لفرح عظيم لنا أن نكون هنا لنحتفل بالذبيحة الالهية مع إخواننا المؤمنين ليلة عيد مولد العذراء مريم".

وتحدث عن "العلاقة التاريخية التي تربط فرنسا بالكنيسة المارونية"، مؤكدا أن "هذه العلاقة صادقة ومتينة".

وشكر الراعي "الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمسؤولين الفرنسيين على حفاوة الاستقبال"، لافتا إلى المواضيع التي عرضعها معهم، وقال: "علينا جميعا التعلق بالإيمان لأنه خلاص الشعوب، وندعو إلى الصلاة ليساعدنا الله والقديسة مريم ليعم السلام والأمان والطمأنينة لبنان والعالم كله، خصوصا في ظل ما يحصل في المنطقة العربية ومن حولنا من حروب وويلات لا أحد يعرف نهايتها ومصيرها وانعكاساتها على الدول المجاورة".

وبعد القداس، أقيم زياح في ساحة البازيليك حيث أضاء البطريرك الراعي شمعة على المذبح حيث ظهرت السيدة العذراء.

وفي السادسة مساء، زار البطريرك الراعي والوفد المرافق رئيس بلدية "لورد" جان بيار أرتيغاناف، حيث كان في استقباله عدد من أعضاء المجلس وأبناء الجالية اللبنانية في "لورد".

وبعد كلمة ترحيبية من رئيس البلدية، ألقى الراعي كلمة شكر فيها "المجلس البلدي رئيسا وأعضاء على هذا الاستقبال"، مشيرا إلى "العلاقة التاريخية بين البلدين".

وتحدث عن "المواضيع التي بحثها مع المسؤولين الفرنسيين الذين التقاهم خلال زيارته باريس"، وقال: "إن الامور التي طرحت طرحت بصراحة. وقد عرض كل منا وجهة نظره لما يحصل في المنطقة، لا سيما في المحيط العربي".

وعرض ل"الوضع في لبنان على كل الأصعدة"، وقال: "إن اللبنانيين يعيشون مع بعضهم البعض مسيحيين ومسلمين، متحابين ومحافظين على رسالتهم، رسالة العيش المشترك".

وتمنى ل"فرنسا السلام والازدهار والأمان".

وردا على سؤال، قال الراعي: "رغم أن لبنان تعذب كثيرا أثناء الوجود السوري فيه، فما يهمنا اليوم في لبنان أن تعيش سوريا بسلام وحسن الجيرة. صحيح أن سوريا خرجت من لبنان بجيشها، إلا أنها لا تزال على علاقة مع بعض اللبنانيين الذين لهم مصالح سياسية مشتركة. وإن المشاكل التي تحصل اليوم في سوريا بدأنا ندفع ثمنها كلبنانيين لجهة إقفال الحدود بين سوريا وعدد من الدول حيث بتنا لا نستطيع تصدير المزروعات والمنتجات اللبنانية عبر الحدود. وإذا تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه، ووصلنا إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين فإن المسيحيين هناك هم الذين سيدفعون الثمن سواء أكان قتلا أم تهجيرا. وها هي صورة العراق أمام أعيننا".

أضاف: "إن أبناء لبنان يعيشون متساوين، مسلمين ومسيحيين، على كل الصعد السياسية والاجتماعية. وإذا تغير الحكم في سوريا وجاء حكم للسنة فإنهم سيتحالفون مع إخوانهم السنة في لبنان، مما سيؤدي إلى تأزم الوضع إلى أسوأ بين الشيعة والسنة".

وتابع: "ما يهم الكنيسة هو ألا يحصل أي عنف لأننا هذا ما ننبذه. وإننا في الشرق لا نستطيع في الشرق تغيير الديكتاتوريات إلى ديموقراطيات بسهولة، وإن قضايا الشرق يجب أن تحل بعقلية أهل الشرق".

وأكد أن "المخاوف كثيرة في ظل ما يحصل في المنطقة، وصورة العراق أماما أعيننا حيث يقتل المسيحيون"، مبديا تخوفه من "هجرة المسيحيين من الدول العربية".

وردا على سؤال آخر، قال: "كل الدول تقول إنها مع الأقليات في هذه البلدان. وفي الحقيقة، لا تفعل شيئا، باستثناء فرنسا التي أكد المسؤولون فيها عدم ترك المسيحيين والأقليات".

وأشار إلى أن "الدول الكبرى لا يهمها إلا مصالح اسرائيل، وما يحصل من تفتيت للدول العربية هو لصالح اسرائيل".

وسأل الراعي: "عن أي ديموقراطية يتحدثون؟ خصوصا في ظل ما يحصل في العراق، فإنهم يستعملون الديموقراطية كشعار لتغطية ما يقومون به. وأيضا لماذا الدول الكبرى لا تريد لبنان أن يقف على رجليه؟ فلماذا لا يتم تسليح الجيش فيه؟ ولماذا لا يتم تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولية، خصوصا لجهة عودة الفلسطينيين إلى بلادهم، لأن لبنان لا يمكن أن يتحمل توطينهم، بل يجب أن تكون لهم دولة عادلة".

وفي الختام، كانت مداخلات لكل من المطارنة مظلوم ومطر وأبو جوده.

 

ماذا يجمع بطريرك المورانة وحسن نصر الله

أشرف المقداد

اوكي ليس الثياب الفضفاضة او اللحية "المقدسة" وليس لأنهما يرددان ما ورد في الكتب المقدسة وليس لأن لديهما جماهير من المتعبدين وفي حال نصر الله المتعبدين ماذا اذا؟

يجمعهما كره الثورة السورية وكره الديموقراطية السورية وكره الشعب السوري. طبعا نصر الله ليس هناك جديد بأمره فهو يدعم بشار طائفيا وتشبيحيا فهو يعرف أن سقوط بشار هو سقوط تشبيحه على أهل لبنان ونهاية لدولة الفقيه الإيراني والنصراوي.

فم هي قصة البطرك اذا؟

البطرك رأس كنسية وطائفة عرفت بعنادها وباستقلالها سقط من ابنائها الالاف المؤلفة للحفاظ على "استقلالهم" عن حافظ الاسد وابنه وعن شبيحته في الضاحية والغربية والجبل والجنوب.

فما هي مصلحة الموارنة فجأة ببقاء المجرم بشار الاسد على قلوب الشعب السوري؟

ما مصلحة الكنيسة المارونية المشتركة مع شبيحة بشار الاسد وقتله للآلاف من ابنائنا وبناتنا وأطفالنا ؟

ما هي مصلحة البطريرك "الراعي" من ان يصطف مع مجرمي بشار الأسد وجرائمه ضد الإنسانية؟

ما معنى ذهاب البطرك ليطلب من فرنسا أن تلين موقفها من بشار وأن تضغط لبقائه؟

كيف حدث أن اتفق بطرك الروم الأورتذوكس وبطرك الموارنة "والسيد" حسن نصر الله في ان يقفوا مع المجرم بشار ومع كل بشاعته ووحشيته؟

الذي يذهل ثوارنا الذين ثاروا على الوحشية والفساد والقتل والإجرام والسرقة والمحسوبية ويفقدون آلاف الشهداء والمفقودين أن لا ينظر لها هؤلاء أنها ثورة محقة بوجه أبشع نظام على وجه البسيطة بل ينظرون لها وكأنها ثورة سنّية طائفيه!

وكأنهم يقولون اذا كان هذا الإجرام والقتل والتشريد والتشبيح كان ضد أكثرية سورية"السنّية" فهذا امر مقبول فنحن اشباه البشر لا وبل نحن حيوانات

هذا قدرها واي محاولة لوقف هذه المجازر هو "تهديد" للمسيحين!

فهل أمان المسيحيين هو مربوط باستعبادنا واغتصاب نسائنا والتمثيل بأطفالنا؟

أهل يعي هذا البطرك ما هو بفاعل؟

عندما يعتبر أهل سورية باقل من الحيوانات يستحقون القتل والذبح كالنعاج هو لن يجلب المحبة والتفهم والمغفرة من أهل سورية

انا أعد البطرك هذاأن ثورتنا بمنتصر شاء من شاء ورفض من رفض ومنهم أنت فأنا انصح والنصيحة بالمجان هذه المرة لا تقف ضد ارادة شعب مسحوق وشعب محروق واذا انت قلق على مستقبل مسيحيينك فانت يجب أن تقف مع الحق ومع الشعب وارادته واذا ما انت بفاعل فأنت تقف مع قتلة حمزة الخطيب كتفا بكتف والحقيقة انت تضع هذا المستقبل بخطر فماذا انت تظن أن شعبنا بفاعل بعد هذه المجازر والوحشية؟

على الاقل لن يكون مرحبا بك في اي شبر من الأرض التي تمنيت أن يستمر المجرم بقتل أهلها واغتصاب حرائرها

وليستعد أحرار الموارنة لإنتخاب بطرك أخر

 

الراعي وازدواجيّة بكركي: الخوف من سوريا... وعليها!

طوني عيسى/الجمهورية

لم يكد البطريرك الماروني يفجّر قنبلته الباريسية تجاه سوريا، حتى انفتحت عليه أبواب العواصف. وذهب البعض الى حدّ القول بانزعاج فرنسي من هذا الضيف الآتي "عكس السير"، وبأنّ "الأم الحنون" سترسل موفداً رسميّاً الى الفاتيكان لسؤاله: هل أنتم راضون عن النهج الجديد للكنيسة المارونية؟ وإذا كان الجواب هو النفي، فالأحرى بالكرسي الرسولي ان يتدخّل لإعادة الصرح الى نهج السلف، البطريرك نصرالله صفير. وأيضاً بدأ الهمس في بعض الأوساط عن اتّجاه في بكركي الى تغليب رأي البطريرك، على حساب التنوّع الذي يتضمّنه مجلس المطارنة. وهذا المجلس لطالما كان في عهد البطريرك صفير "المختبر" الذي يستَولد القرارات المهمّة ويحسم التوجّهات الاستراتيجية.

نموذج صفير معكوساً؟ هذه الحملة توحي، في حال استمرارها، بأنّ البطريرك بشارة الراعي مرشّح لتكرار نموذج السلف مع الخصوم السياسيين، ولكن معكوساً. فالبطريرك السابق أمضى السنوات الخمس الأخيرة من ولايته تحت وطأة الضغوط السياسية والاتّصالات مع الفاتيكان لتبديله. والسبب هو تلاقيه الحازم مع طروحات 14 آذار. إلّا أنّ أيّ طرف سياسي لا يطمح اليوم الى تبديل البطريرك، وهو ما زال في "شهر العسل". ولا شكوك تساور 14 آذار إزاء ثوابت الراعي. فهي معروفة كما كانت معروفة ثوابت صفير. لكن أوساطاً مسيحية وغير مسيحية تسجّل ملاحظات على مقاربته المرنة إزاء النظام في سوريا، على رغم عدم مبادرة هذا النظام الى تصحيح "أخطائه اللبنانية".

ففي الأيام الأولى لانتخابه، عبّر الراعي مراراً عن رغبته في زيارة سوريا "رعويّاً" في أقرب وقت. والوفود الرسمية وغير الرسمية السوريّة تقاطرت مهنئة الى الصرح بعد قطيعة طويلة. وفي عداد الوفود عشرات الموارنة السوريّين الذين شاركوا في أبحاث المجمع الماروني، والذين كان يلتقيهم المطران الراعي لسنوات، في خلال زياراته لسوريا، التي لم تتأثر بالقطيعة مع سيّد الصرح آنذاك. والراعي كان واحداً من المطارنة القلائل الذين كانوا يزورون سوريا بمعدّل مرّة واحدة في العام، على الأقلّ.

لم يكن قد مضى على انطلاق الحراك في سوريا سوى أسبوع يوم إنتخاب الراعي. وقد نصحه مسيحيّو 14 آذار بعدم استعجال الزيارة قبل أن يتبلور المشهد الآخذ الى التفاقم هناك. فليس أسوأ من الهبوط على أرض يكسوها الضباب. وتخلّى البطريرك عن حماسه للزيارة حتى إشعار آخر.

سوريا لن تعود كما كانت

ولكن، وبعدما انقشع الضباب فوق دمشق، أدرك الجميع أنّ سوريا لن تعود إطلاقاً كما كانت، وأنّ الرئيس بشّار الأسد، سواء سقط- كما هو متوقَّع- أم لا، فهو لن يعود الى حكم سوريا كما كان في السابق. ولذلك، لا أحد يخدع نفسه بالمراهنة على "ستاتيكو" بائد، عِلماً أنّ المسيحيين في لبنان دفعوا أثماناً باهظة وخطيرة العواقب في ظلّ هذا الـ"ستاتيكو" على مدى عشرات السنين.

المواكبون لحركة البطريرك بشارة الراعي يطمئنون: إنّه يقرأ جيّداً. ويدرك انّ ما يجري في سوريا أكبر من ان يستطيع بطريرك التأثير فيه، ومن قدرته على إقناع فرنسا بتغييره. وهو يرفض الظهور سفيراً أو وسيطاً للنظام، على غرار ما هو البعض. لكن المسؤولية الملقاة على عاتقه كبطريرك للموارنة تقتضي وضع الجميع أمام مسؤوليّاتهم. فالمرحلة مصيرية في الشرق الأوسط. والقوى العظمى ترسم مستقبل الأنظمة والخرائط على غرار ما فعلته في اتّفاق "سايكس بيكو" العام 1916. ففي تلك المرحلة، صاغت بكركي في باريس "لبنان الكبير". ويجب أن تكون اليوم أيضاً على مستوى التحدّي.

وفي رأي هؤلاء أنّ البطريرك الياس الحويك لو كان اليوم في بكركي لكان تبنّى خيار خلفه الحالي.

"الصدمة البطريركية" هل تفعل فعلها؟

ووفقاً لمصادر كنسية، فإنّ ما يهمّ البطريرك هو خلق صدمة لدى القوى الدوليّة، لتأخذ في الاعتبار حقوق كلّ المكوّنات الحضارية التي تضمّها، قبل المسارعة الى فرض وقائع جديدة. فلا يكون الشعار هو التغيير والديمقراطية، وما يتحقّق فعلاً هو السلفيات والحروب المذهبيّة المفتوحة، والمسيحيّون أوّل ضحاياها. وقد أظهرت التجربة العراقية أنّ المغامرة بالحضور المسيحيّ أصبحت غير قابلة للتعويض.

وهكذا تنتقل بكركي من حال "الخوف من سوريا" الى حال "الخوف على سوريا". وفي تعبير أكثر وضوحاً، هي اليوم في إزدواجية التأرجح بين الخوف من سوريا والخوف عليها. وهذا التأرجح يتردّد عنيفاً في الأروقة المسيحيّة في لبنان: الجميع يتفقون على سوريا الحداثة والديمقراطية، لكن "شيطانهم" في التفاصيل.

 

البطريرك الجديد

حازم الأمين/لبنان الآن

من المرجح ان تكون زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى فرنسا قد ضاعفت من سوء التفاهم المزمن بين المسيحيين وبين أمهم الحنون، فالراعي على ما يبدو غير ملم بحساسيات سياسية وثقافية غربية لا يمكن ان تستقيم علاقة مع الغرب من دونها. والمسيحيون المشرقيون، واللبنانيون منهم تحديداً، الذين كانوا سباقين الى التقاط مؤشرات هذه الحساسية، مصابون هذه الأيام بتمثيل سياسي وديني واجتماعي قليل الدراية بالعلاقة مع الغرب.

من راقب محطات زيارة الراعي الى باريس قد يعتقد لوهلة ان الرجل قصد العاصمة الفرنسية موفداً من وزارة الخارجية السورية. فالتصريحات التي أطلقها في معظم محطات الزيارة دارت حول مسألة واحدة: "اعطاء النظام السوري فرصة ليُتم إصلاحاته". وجرت تنويعات أخرى على هذا العنوان، منها الخوف من نظام سوري بديل متشدد، وفي إحدى المحطات، وقبل دخول البطريرك الى الأليزيه للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وزعت وكالات الأنباء تصريحاً غامضاً نسبته للراعي يشير فيه الى ان "ما يجري في سورية هو عملية ابادة وليس اصلاحاً"، لكن ما لبث التصريح ان سُحب من التداول ما ان دخل الراعي الى الإجتماع!

لن نناقش هنا المخاطر التي يجرها وقوف البطريركية المارونية الى جانب النظام في سورية على المسيحيين في سورية وفي لبنان، ولا في دلالة الصورة الحميمة التي جمعت الراعي بالسفير السوري في بيروت في يوم كانت قوات النظام السوري تدك حماة، بل سنناقش في دلالة التباعد بين الموقعين المسيحي اللبناني والغربي والأوروبي تحديداً في الموضوع السوري وفي غيره من المواضيع.

لن تحمي الثقافة المحلية، مهما تلونت واستنارت، الأقليات في المنطقة، فهي ثقافة طاردة للتنوع والاختلاف، ولا أمل لهذه الأقليات، والمسيحية منها تحديداً الا عبر الحماية الغربية. هذا الكلام، الواضح والمُدان وغير المستحب اشهاره وقوله علانية، يمثل القناعة الفعلية للمسيحيين قبل غيرهم.

قد يسأل أبناء الثقافة "الأكثرية" ومنهم الملتحقون المتأخرون بها: أين حمى الغرب الأقليات في الشرق الأوسط؟ والسؤال هنا مستمد من ثقافة موازية للثقافة الأكثرية تميل الى أبلسة الغرب وتقيم "المؤامرة" في جوهر اعتقاداتها عنه. لكن لا بأس من تعداد عقيم لمحطات لعب فيها الغرب أدواراً في حماية الأقليات:

في لبنان تحديداً وفي أكثر من مرحلة من مراحل الحرب الأهلية مثل خط التماس بين المتقاتلين خطاً وهمياً مُنعت التنظيمات والميليشيات الاسلامية و(اليسارية) المدعومة من منظمة التحرير الفلسطينية ولاحقاً من سورية من تجاوزه من قبل هذا الغرب المؤبلس. وكان تجاوزه السهل سيمثل ضربة أكيدة ليس للأحزاب المسيحية، انما أيضاً للوجود المسيحي.

في العراق ما كان للأكراد اقليم وحكم ذاتي لولا انحياز الغرب منذ العام 1991 لهذا الخيار، بدءاً من صداقة فرنسوا ميتران للأكراد وجبالهم ووصولاً الى التدخل الأميركي المباشر في حماية التجربة الكردية. وفي تركيا تشكل الضغوط الأوروبية على حكومات أنقرة الركيزة الأساسية للظلامة الكردية هناك.

في دول مثل سورية وعراق صدام حسين خاطبت الحكومات في رعايتها المسيحيين مزاجاً غربياً، أي ان المُخاطب في وضع الأقليات لم يكن الوجدان المسيحي بقدر ما كان رغبة في تظهير صورة منصف في حق أقلية، وذلك بهدف تمرير ظلامة أكثرية. وهنا أيضاً يلوح الغرب حامياً المسيحيين في شكل أو آخر.

اليوم يشكل موقف الراعي من الانتفاضة السورية افتراقاً جديداً عن الموقف الغربي والأوروبي الحاسم والقاطع من النظام السوري. وارتدادات هذا الافتراق ستصيب الوجود المسيحي بدورها، ذاك ان تعاظم شعور الغرب بابتعاد المسيحيين (أو ممثليهم) عن قيمه لن يبقى من دون تأثير على علاقاته بهم.

لكن في زيارة الراعي باريس مؤشرات أخرى مقلقة أيضاً، فالتصريحات قليلة الانسجام التي أطلقها في أكثر من موضوع تكشف اضطراباً غير مسبوق في موقع الجماعة التي يمثلها. لنلقي على سبيل المثال نظرة سريعة عما قاله البطريريك الماروني بموضوع سلاح "حزب الله"، ولنضع جائزة لمن يستطيع ان يحدد ما قصده وعناه الرجل في تصريحاته الباريسية عن هذا الموضوع، وهل البطريرك مع بقاء السلاح ام مع نزعه واستيعابه.

 

عملاء جدد في صفوف "حزب الله": مصير "القدامى" مجهول.. والوزير "ساكت"!  

  منذ نحو اربعة اشهر، ازاح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في احدى اطلالاته الاعلامية الستار عما اعتبره "انجازاً" حققه جهاز مكافحة التجسس لدى الحزب باكتشافه ثلاث حالات عمالة في صفوف حزبه لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي اي" وغيرها. وقدّ أقرّ حينها ان "اجهزته الامنية " تتابع التدقيق والتحقيق في الموضوع.

آنذاك، صحّ وصف الدولة اللبنانية ومؤسساتها المعنية واجهزتها القضائية بـ"الصّماء" ...ولولا تصريح وزير العدل شكيب قرطباوي الذي اكدّ فيه ان استقلالية السلطة القضائية أولوية، معلنا انه قام بالاتصالات اللازمة مع القاضي سعيد ميرزا ومخابرات الجيش لمعرفة ما اذا كان هؤلاء لدى الدولة اللبنانية، لكان الاجدى القول ان الدولة برمتها غارقة في كوما، لا تشبه شيئا سوى الموت البيولوجي. لكن للأمانة، لا بدّ من الاشارة الى ان وزارات العدل والداخلية والدفاع حاولت استيضاح الامر من حزب الله ، وفق معلومات موقعنا، فطالبت "بالعملاء" عملا بالاصول القانونية، الا ان الحزب ردّ بالقول: "هذا الموضوع يمسّ بأمن المقاومة، ولا يعنيكم". فأقفل الملف.

اليوم، وبعد مرور اشهر شهدت محاكمة العميد فايز كرم بتهمة الاتصال بالمخابرات الاسرائيلية، لا يزال "عملاء" حزب الله في غياب المجهول. فلا الدولة تسلمت ايا منهم، ولا الحزب اطلع اللبنانيين عن اي جديد بالنسبة لهم. واقع تختصره اوساط سياسية متابعة بأنه دليل على استسلام الدولة اللبناينة الشرعية لصالح "الدويلة"، لا بل أكثر اندثار الدولة والمؤسسات. "الدولة اللبنانية باتت اضحوكة المجتمع الدولي الذي يشفق عليها"، تقول الأوساط، لافتة الى مجريات عدّة اوصلت لبنان الى فقدان احترامه في الاوساط المحلية والعربية والدولية، بدءا من موقفه في مجلس الامن في ما خصّ سوريا، مرورا بموقفه من المحكمة الدولية وصولا الى اصغر التفاصيل اليومية المناقضة للشرعية والقانون والحقوق.

أما وزير العدل شكيب قرطباوي، وهو المعروف بمهنيتة العالية، فبدا جدّ رافض لهذا الواقع، بل يكاد يكون يائسا. اذ ولدى اتصال به لمعرفة ما آل اليه ملف "العملاء" هذا وما اذا كانت الدولة اللبنانية قد تسلمتهم، اكتفى بالردّ : "الوزير ساكت. لا تعليق". ورغم كلّ "الخطورة" الكامنة في هذه القضية من حيث امتناع حزب الله عن تلسيم من اعتبرهم عملاء الى الدولة اللبنانية، واصراره على التحقيق معهم ومحاكمتهم منفردا، ضاربا بذلك المؤسسات والقضاء وهيبة الشرعية عرض الحائط، تحت عنوان "امن المقاومة"، الا ان ثمة ما هو اخطر!

فقد اكدّت معلومات موثوقة ان حزب الله القى القبض على مزيد من العملاء داخل صفوفه، بعد ان ساهمت عمليات التحقيق مع "الجواسيس" الثلاثة في الوصول الى شبكات اخرى. وتقول المعلومات ان العملاء الذين تمّ اكتشافهم من قبل جهاز مكافحة التجسس في الحزب ليسوا اقلّ اهمية من الثلاثة "الأوائل"، اذ انهم يتوزعون في كافة مفاصله ومستوياته الامنية واللوجستية.

على هذا النحو، يستمرّ حزب الله في "بناء" دويلته. "مدماك" لحماية الفارين من وجه العدالة، ومدماك لمعاقبة الفارين من صفوفه الى حضن اسرائيل، وكأنه القضاء وميزان العدل. في الحالتين، جريمة يعاقب عليها القانون.

اما الكارثة الحقيقية تكمن في ان يكون عقاب الحزب لهؤلاء على نحو ما جاهر به نصرالله في احدى المرّات، حين قال "بصراحة": ابدأوا باعدام العملاء من الطائفة الشيعية..

 المصدر : موقع الكتائب اللبنانية

 

 مكتب الدفاع بالمحكمة الدولية: تم اعتماد سياسة المعونة القضائية لمن ليس لديهم موارد مالية

صدر عن مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التعميم الآتي: "اعتمد اليوم رئيس مكتب الدفاع فرانسوا رو سياسة المعونة القضائية التي تنظم التمثيل القانوني للمتهمين أمام المحكمة الخاصة بلبنان الذين ليست لديهم الموارد المالية التي تمكنهم من تحمل أتعاب الدفاع عنهم. فيحق لكل المتهمين أمام المحكمة الحصول على التمثيل القانوني، وإذا لم يكن لدى المتهم المال الكافي لتغطية تكاليف دفاعه، تتحمل المحكمة تكاليف تمثيله القانوني، وعندما يتسلم رئيس قلم المحكمة طلب المعونة القانونية، يقرر ما إذا كان لدى المتهم موارد مالية كافية، ويحسب المبلغ الذي يمكن أن يساهم به المتهم في تكاليف دفاعه. ولا يطلب من المتهم أن يساهم في تكاليف دفاعه إلا في حال إدانته".

وتابع التعميم: "لكل متهم الحق في تكافؤ وسائل الدفاع، علما أنه من المفترض أن يعد كل متهم بريئا حتى تثبت إدانته. وفي هذا الصدد، تقتضي المحاكمة النزيهة أن تتوافر لمكتب الدفاع موارد كافية كي لا تكون الإجراءات في غير مصلحته مقارنة بمكتب المدعي العام، فيما يتعلق بالتحضير للقضية وتقديمها. والهدف من سياسة المعونة القضائية هو السعي إلى إعمال هذا الحق بفعالية، من خلال دفع مبلغ لمحامي الدفاع يعادل المرتب الصافي الذي يتقاضاه محام رئيسي في مكتب المدعي العام، ومن خلال توفير قدر كاف من الموارد المالية والبشرية لمحامي الدفاع". ولفت التعميم إلى أن "رئيس مكتب الدفاع يتولى مسؤولية تعيين محامي الدفاع الذي يمثل المتهمين الذين يحاكمون غيابيا. وأما فريق الدفاع الذي يمثل المتهم الذي يحاكم غيابيا، فيكون مثل أي فريق دفاع عن أي متهم آخر من حيث تشكيله ومن حيث الموارد الموضوعة تحت تصرفه. وتشمل هذه السياسة جميع التكاليف اللازمة والمعقولة للتمثيل القانوني. وتشمل بصورة رئيسية تعيين محامي الدفاع وفريقه. ويتألف فريق الدفاع "العادي" من محام رئيسي، ومحام معاون، ومحام مبتدئ، ومسؤول عن إدارة القضية، ومحقق، ومساعد لغوي. وتشمل هذه السياسة أيضا نفقات الخبراء والنفقات المتعلقة بتحقيقات الدفاع". وأوضح التعميم أن "رئيس مكتب الدفاع أنشأ وحدة المعونة القضائية في مكتب الدفاع، كي تضطلع بإدارة المعونة القضائية. ويتولى رئيس وحدة المعونة القضائية مسؤولية اتخاذ أي قرارات في هذا الصدد. وتخضع قراراته للمراجعة من قبل رئيس مكتب الدفاع، ويجوز أخيرا استئنافها أمام قاض، كما تشكل ميزانية المعونة القضائية بندا من بنود الميزانية العامة للمحكمة، وتعتمدها لجنة الإدارة. وتستخدم المساهمات المقدمة من لبنان ودول أخرى في تسديد المعونة القضائية".

(الوطنية للإعلام)

 

لبنان سيمول المحكمة قبل سفر سليمان الى نيويورك

نهارنت/أكدت اوساط رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الذي انتقل مساء الى طرابلس، ان موضوع تمويل المحكمة مطروح بشكل جدي، منذ زيارة رئيس مكتب الدفاع في المحكمة فرنسوا رو لرئيس الحكومة. وتوقعت الاوساط لصحيفة "اللواء" ان يحسم مسألة سداد قيمة المتأخرات البالغ 32 مليون دولار، قبل سفر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى نيويورك في 18 ايلول الحالي، مشيرة الى صيغ عدة يتم تداولها لسداد هذا المبلغ، اما من سلفة خزينة او من احتياطي الموازنة، لافتة الى انه رغم ان القوى السياسية المتمثلة في الحكومة لم تكشف اوراقها بعد، بانتظار جلسة الحكومة التي ستناقش هذا الامر، فإن الاجواء السياسية الراهنة يغلب عليها اتجاه دفع المبلغ رغم انه متأخر من ايام الحكومة السابقة.

وفهم ان حزب الله أبلغ الرئيس ميقاتي انه يفضل ان يطرح موضوع التمويل في مجلس الوزراء، قبل اتخاذ أي قرار في هذا الشأن، وخصوصاً ان سلفة الخزينة، لا تحتاج سوى لمرسوم يوقعه رئيساً الجمهورية والحكومة ووزير المال من دون حاجة لمجلس الوزراء. وأوضحت مصادر سياسية بارزة لصحيفة "الحياة" أن ميقاتي يتجه إلى صرف جزء من المبلغ المتوجب على لبنان في تمويل المحكمة الدولية وفقاً للقرار الدولي الرقم 1757، قبل انتقاله الى نيويورك، كي تتم زيارته التي سيجري خلالها لقاءات مع مسؤولين دوليين، بعد أن يكون نفذ التزامه تسديد حصة لبنان من تمويل المحكمة، لا سيما أن معظم المسؤولين الغربيين الذين التقاهم خلال زيارته الأخيرة باريس أكدوا له أنهم ينتظرون تنفيذ وعوده في هذا الشأن.

ولم تستبعد مصادر واسعة الاطلاع أن يلجأ ميقاتي الى صرف جزء من حصة لبنان من احتياطي الموازنة، والذي يتطلب صدور مرسوم يوقعه رئيس الجمهورية ميشال سليمان وميقاتي ووزير المال محمد الصفدي، خلافاً لسلفة الخزينة التي تحتاج الى قرار من مجلس الوزراء، سيصوّت "حزب الله" وحلفاؤه ضده.

 

اردوغان للأسد: من يبني حكمه على إراقة الدم سوف يرحل بالدم

انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، نظام دمشق بـ"شدة"، معتبرا أن "الذي يبنى حكمه على اراقة الدم سوف يرحل بالدم"وقال أردوغان في حديث الى محطة "الجزيرة" التلفزيونية: "الذي يبنى حكمه على إراقة الدم سوف يرحل بالدم". وأضاف: "إن شرعية الرئيس بشار الاسد تعاني من سياسة القبضة الحديدة ضد الاحتجاجات في سوريا". وأشار الى أن "ظلالا تخيم على شرعية الرئيس بشار الاسد ونظامه". وتشهد سوريا حركة إحتجاجات شعبية منذ منتصف آذار، وبلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات 2200 قتيل وفق تقارير للامم المتحدة. وتتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية، واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات. **مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

وليامز زار بري: هناك حاجة ليكون لبنان آمناً ومحمياً من أي تأثيرات

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، مجلس نقابة المهندسين برئاسة النقيب ايلي بصيص، في حضور المسؤول عن المهن الحرة في حركة "أمل" علي اسماعيل. وبعد الظهر اليوم، استقبل الرئيس بري الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وعرض معه الوضع في لبنان والجنوب. وقال وليامز بعد اللقاء: "كان لقاءًا جيداً جداً مع دولة الرئيس بري، وقد بحثنا في الوضع في لبنان والمنطقة بعمق، وأعتقد أننا متفقون بأن هناك حاجة لكي يكون لبنان آمناً ومستقراً ومحميًّا من اي تطورات وتأثيرات. وفي هذا الخصوص، فإن التمديد لقوات "يونيفيل" في الجنوب هو لمصلحة أهل الجنوب وجميع اللبنانيين، كما اعتقد واؤكد ذلك، ولكن ما زلنا نعتقد اننا في حاجة الى مزيد من العمل لتطبيق القرار 1701، فقد حصل هجومان مأسويان بالمتفجرات على قوات اليونيفيل في الاشهر القليلة الماضية وهجوم ثالث كان مؤذيا وغير مقبول، كما حصلت بعض الحوادث في الجنوب التي تعوق تحركات اليونيفيل، وهذا ايضا غير مقبول". وختم وليامز: "أنا حزين لقرب نهاية مهماتي في لبنان، وقد كانت فرصة لأشكر الرئيس بري على مساعدته اللامحدودة خلال السنوات الثلاث الماضية خلال وجودي في لبنان".(الوطنية للإعلام)

 

ويكيليكس/المستقبل: ميقاتي يصف عون بـ"الأضحوكة".. ويسأل فيلتمان عن كيفية حفظ مصالحه المالية

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 30/7/2007 ونشرت في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 1149 أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي التقى السفير الأميركي جيفري فيلتمان في 30 تموز 2007، نفى وجود أي فرصة لرئيس التيار الوطني الحر ميشال عون لانتخابه رئيساً للبلاد، لأنه لا يحظى بإجماع اللبنانيين، واصفاً إياه بأنه "مزحة وأضحوكة ولا أحد يأخذه على محمل الجد ولا يمكن التنبّؤ بمواقفه".

وأثناء الإجتماع، عرض ميقاتي على فيلتمان صفقته التجارية الأخيرة التي بلغت 210 ملايين دولار أميركي دفعها لقاء ماركة تجارية مسجلة (فاسونابل) وأخرى لشراء شقة في موناكو بلغت 7 ملايين دولار أميركي.

وفي السياسة، أعلن ميقاتي رفضه إعادة بناء مخيم آخر للفلسطينيين في نهر البارد، مؤكداً أنه سيصدَ إعادة الإعمار حتى تتم معالجة قضايا إقامتهم في لبنان. كما أعرب عن نيته في تمويل برنامج لتثقيف الزعماء الدينيين السنة المعتدلين، لجذب الناس بعيداً من الآراء المتطرفة، طالباً نصيحة السفير بشأن هذه المسألة خوفاً من أي عقوبات مالية قد تقع عليه بانخراطه في هكذا مشروع، لاسيما وأنه يخشى أن تستخدم افعال هؤلاء الزعماء ضده، أو ضد مصالح عائلته أو أعماله في المستقبل.

وكشف فيلتمان في البرقية، "وجود تجاذبات بين ميقاتي وعائلة الأسد بعد إعلان موقفه لمصلحة إنشاء محكمة دولية في كانون الاول في العام 2005 بعد اغتيال النائب جبران تويني"، لافتاً إلى "أن شقيق ميقاتي طه ساهم في التئام الجراح".

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية الواردة بالإنكليزية، والتي تحمل الرقم "07Beirut1149"، تحت عنوان: "التقييم السياسي لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي" الآتي:

"الموجز "

في 30 تموز، التقى السفير (فيلتمان) ومساعده الخاص الرئيس نجيب ميقاتي لمناقشة الانتخابات البرلمانية المقبلة وآفاق المرشحين للرئاسة. ميقاتي، الذي يرتبط بالرئيس السوري بشار الأسد، أدلى بتصريحات تعكس رغبته في التنسيق مع الحكومة السورية للتأكد من أن المرشحين للانتخابات الرئاسية النهائيين مقبولين من جميع الأطراف. واستبعد ميقاتي مرارا فرص العماد عون لينتخب رئيسا للبلاد، قائلا أن لا أحد يأخذه على محمل الجد، وأنهى الاجتماع بتقديم اقتراح لتمويل البرامج الدراسية للقيادات الدينية السنية المعتدلة في مدينته ومسقط رأسه طرابلس، لكنه طلب مشورة (فيلتمان) قبل المتابعة. (نهاية الموجز).

الأعمال والرفاهية

قدّم ميقاتي ملخصاً عن أعماله الى السفير. الشركة التي تملكها العائلة "مجموعة M1"، اشترت أخيرا ماركة تجارية مسجلة "فاسونابل" من "نوردستوم" مقابل 210 مليون دولار أميركي. وأعرب ميقاتي عن رضاه عن هذه الصفقة التجارية، مشيراً إلى أن هذا المشروع التجاري، مثل غيره من مشاريع مجموعة M1، سيكون مقرّه في موناكو. اعتبر ميقاتي ان عطلة الصيف التي يوشك على تمضيتها في موناكو هي "حاجة ماسة"، وأضاف أن في يخته الخاص سوف يجتمع مع الأسرة في سردينيا لمدة أسبوع. إلا أن أسعار العقارات في موناكو جعلته مستاءً قليلاً، حيث اضطر اخيراً الى دفع 7 ملايين دولار لشقة كانت مثيلتها قد كلفته 3.5 مليون دولار في العام 2005.

ثم تحول ميقاتي إلى السياسة، معرباً عن عدم خشيته من احتمال حدوث فراغ سياسي في لبنان إذا فشلت العملية الانتخابية. وأشار إلى العديد من القضايا التي ينبغي حلّها، بما في ذلك المسائل الإقليمية المهمة التي تتطلب تعاوناً دولياً قبل التوصل إلى تسوية نهائية. وقال: "في الواقع، إن اي فراغ لن يخلق مشكلات جديدة للبنان، وأنه من الخطأ الاعتقاد أن الرئيس الجديد يمكنه أن يعالج الانقسامات في البلاد".

المرشح المثالي

أضافت الوثيقة: "لدى ميقاتي فكرة واضحة للغاية عن مواصفات الرئيس المقبل للبنان، فهو يريده مرشحاً يستطيع توحيد اللبنانيين ويكون مقبولا من سوريا والمجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة. وقال انه من الصعب بالنسبة إليه أن يسمي شخصاً محدداً في الوقت الراهن حيث أن الظروف الحالية، (أي زمن الحرب مقابل السلام والتوسع الاقتصادي مقابل الاكتئاب) ستحدد من المرشح وصفاته ليكون الأنسب لهذا المنصب. ولم يكن لدى ميقاتي أي جواب عندما سئل عن المرشح الرئاسي الذي من شأنه أن يحقق علاقة محترمة وناضجة مع سوريا على أساس الاحترام المتبادل. وكان ميقاتي شديد الوضوح بأن قائمة المرشحين يجب أن يتم فحصها والموافقة عليها من قبل كل من سوريا والولايات المتحدة.

سأل السفير ميقاتي عما إذا كانت علاقته الوثيقة بالاسد أعطته أي فكرة عن مدى صحة ما يشاع عن أن السوريين أعربوا عن قبولهم خمسة مرشحين: حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وزير الخارجية السابق جان عبيد، وزير الخارجية السابق فارس بويز، رئيس الرابطة المارونية السابق ميشال إده، وقائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان. وأكد ميقاتي أن السوريين لا يريدون عبيد؛ لو كانوا يقبلون به لتم انتخابه في العام 2004، وانقذوا البلاد من التمديد للحود. وسلامة قد يكون مقبولاً لو كان جدول الأعمال الرئاسي يركز على النمو الاقتصادي".

مفضلاً المدني على القائد العسكري

"أما بالنسبة الى قائد الجيش اللبناني، بدأ ميقاتي بتقديم تقييمه الشخصي لسليمان، الذي كان يتسم بالاحترام والصدق والحساسية تجاه حاجات المجتمع اللبناني. أشاد بنهجه للسوريين، قائلا انه يحافظ على الوسطية إلى حد كبير، ولم يشعل التوترات بعد الانسحاب السوري في العام 2005. (ملاحظة: عندما سئل ميقاتي عن دور سليمان المزعوم في تحديه لأوامر سوريا ربيع العام 2005 وبخاصة منع تظاهرات 14 آذار "ثورة الأرز"، أجاب انه لا يملك أي معلومات.نهاية الملاحظة).

استمتع ميقاتي شخصياً بالعمل مع سليمان خلال فترة ولايته كرئيس للوزراء ويعتقد أنه قام بعمل ممتاز مع الجيش اللبناني، ومع ذلك، فقد أعرب عندما سئل عنه كمرشح للرئاسة، عن تفضيله القوي للغاية في أن يتولي الرئاسة شخص مدني. وقال اذا كانت البلاد كلها قادرة على أن تتوحد خلف سليمان، فلا مشكلة لدي، علماً أنه يحب العماد سليمان على الصعيد الشخصي. ومع ذلك، قال إذا طرح عليه الاختيار، فهو يفضل دائما المدني على قائد عسكري".

"عون مزحة"

"وكان ميقاتي سلبياً جدا بشأن فرص عون في أن يصبح رئيسا للبلاد: "في هذه المرحلة، فإنه من الأفضل حذف اسمه والبدء في وضع الآخرين - أي أشخاص آخرين في المقدمة". يشعر ميقاتي أن عون غير قادر تماما على توليد نوع من الإجماع المطلوب للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وصرح بأن النظرة اليه تشير إلى أنه ضد السنة وأنه يبيع ويشتري الأصوات، وأنه لا يمكن التنبؤ بما قد يقوم به . وعندما وضع ميقاتي تحت ضغط التكهن حول فرص عون كمرشح حل وسط، هزّ رأسه، وقال : "لا، ان ذلك سيكون من الصعب جدا، فهو مزحة، أضحوكة، وهو موجود فقط بسبب اللعبة السياسية التي تجري". ومع ذلك، فإن ميقاتي يعتقد أن مرشح عون لديه فرصة جيدة جدا للفوز في الانتخابات الفرعية في المتن ضد أمين الجميل".

ماذا يمكن أن يجلب المستقبل

"استخف ميقاتي بخطة النائب ميشال المر للرئاسة المؤقتة لمدة عامين واصفا إياها بأنها محاولة واضحة لانتظار التغيير في الادارة في واشنطن، وهي خطة للقضاء على تولي الطائفة المارونية هذا المنصب. ويعتقد ميقاتي أن الرئاسة المؤقتة سوف تتسبب بنزاع بين الجماعات المسيحية لمدة سنتين، ما قد يتسبب في شرخ ويجعلهم غير قادرين على انتخاب مرشح توافقي للرئاسة في العام 2009.

ذهب ميقاتي بمخاوفه إلى أبعد من ذلك، فقال أن مدة الرئاسة لسنتين يمكن أن تخلق صراعاً طائفياً إضافيا. خلال عامين فقط لمحاولة جذب الناخبين، فإن الرئيس المسيحي سيلعب لمصلحة قاعدته السياسية الخاصة، وسيفعل رئيس الوزراء السني الشيء نفسه، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مواجهة حيث يتنافس الرئيس ورئيس الوزراء على أصوات الناخبين على حساب بعضهم البعض وعلى حساب الوحدة الوطنية ما من شأنه أن يعيد لبنان إلى المربع الاول، مع حكومة متحللة وبلد يراوح مكانه".

"وشارك ميقاتي أيضاً بوجهات نظره عن كيفية المضي قدماً في الأشهر المقبلة:

- ينبغي على (فيلتمان) التحدث مع السوريين بخصوص الانتخابات اللبنانية. فبغض النظر عن رغبات أي أحد ، يمسك السوريون بـ"اليد العليا" في لبنان وعلى الرئيس المقبل أن يكون على علاقة جيدة معهم. ويرى ميقاتي أن المرشحين الحاليين ليسوا "ضد" سوريا ، ولكن من الواضح أن بعضهم سيكون أكثر قبولا من الآخرين، وهو يوافق على أن مرشحي 14 آذار مثل بطرس حرب ونسيب لحود لا يعتبران "مناهضان لسوريا" ، إلا أن هذه التسمية التصقت بهما.

- ينبغي على (فيلتمان) أيضا التحدث مع ايران حول هذه الانتخابات.

وقال ميقاتي: "بينما يعتبر الايرانيون "أقل جشعا" عندما يصل الموضوع الى لبنان، إلا أنهم لن يدعموا المرشح الذي يعارض سوريا".

- كما ذُكر اعلاه، يؤمن ميقاتي بأن سوريا والولايات المتحدة والاطراف الدولية الأخرى ينبغي أن "تتفحص" عددا من المرشحين ومن ثم تترك للنواب اللبنانيين الاختيار من تلك القائمة الصغيرة".

آفاق مخيم نهر البارد اليوم التالي

"في الحديث عن معركة الجيش اللبناني ضد فتح الاسلام في مخيم نهر البارد، وافق ميقاتي على أن هذا الوضع خطير على كل البلاد، وأن الوقت قد حان لإيجاد حل دائم للفلسطينيين. ويعتقد أن السلطة الفلسطينية يجب أن تمنح "المواطنة" وجوازات السفر لجميع الفلسطينيين المقيمين في لبنان، وبذلك يمكن أن يعاملوا أسوة بجميع الأجانب المقيمين وسيكون لديهم الحق في العمل والعيش أينما أرادوا في البلاد وبذلك سيحق للحكومة اللبنانية ترحيل الذين لا يحترمون السيادة اللبنانية أو الضالعين منهم في أنشطة إرهابية. ويعتقد أيضا أنه، مع جوازات السفريمكن معالجة وضع العديد من اللاجئين الفلسطينيين وإعادة توطينهم في كندا أو أستراليا إذا رغبوا في ذلك، ويرى أنه لا يجدر إعادة بناء مخيم آخر، وحيث هو نائب اليوم، سيصد إعادة الإعمار حتى تتم معالجة قضايا الإقامة.

المال للمسلمين المعتدلين

أضافت الوثيقة: "ميقاتي هو متدين مسلم سني وزعيم شعبي من طرابلس الذي شعر بالانزعاج الشديد إزاء وجود احتمالات التوسّع لجهات متطرفة في مدينته ومسقط رأسه. ونظراً الى ثروته الشخصية الكبيرة، أعرب عن نيته في البدء في برنامج لتثقيف نحو 40 إلى 100 من الزعماء الدينيين السنة المعتدلين كمثال للمجتمع، لجذب الناس بعيداً من الآراء المتطرفة. واقترب ميقاتي من طلبات المنح التعليمية، ومحطة تلفزيونية وغيرها من البرامج وكان حذرا للغاية حتى الآن، ولم يلبِّ معظم الطلبات. وقال: "أنا رجل أعمال في الدرجة الاولى. سيكون من السهل بالنسبة الي مساعدة هؤلاء الناس، لكنني لا أريد لأي من أفعالهم أن تستخدم ضدي في المستقبل، أو ضد مصالح عائلتي أو عملي. وأنا أعرف أن الناس يراقبون هذه الأشياء بعناية". وطلب ميقاتي المشورة من السفير بشأن هذه المسألة. هل هناك قائمة برامج معتمدة من قبل (فيلتمان)؟ هل هناك قائمة يمكن اتباعها قبل تقديم الدعم المالي؟ ووعد السفير بتقديم ملاحظاته بشأن هذه المسألة".

تعليق

وبحسب الوثيقة: "إن مدى الروابط الحالية بين نجيب ميقاتي وعائلة الأسد هي تربة خصبة دائمة للنقاش السياسي في لبنان. كان هناك تجاذب حقيقي بين عائلة الأسد ونجيب ميقاتي عندما أعلن الاخير موقفه لمصلحة انشاء محكمة دولية في كانون الاول 2005 بعد اغتيال جبران تويني. ولكننا نظن بأن شقيق نجيب ميقاتي طه ساهم الآن في التئام الجراح. على أي حال، إن ميقاتي لا يتباهى بعلاقته مع سوريا (أياً كانت). هو شخصية مختلفة كثيراً عن غيرها من حلفاء سوريا في لبنان، الذين يميلون إلى الدفاعية المتخلفة والبلطجية.

نعتقد أن ميقاتي لن يفعل أي شيء قد يعرض علاقته بالغرب للخطر أو يضع حدوداً لامبراطوريته التجارية الكبيرة. في الواقع، إن قلقه بشأن العقوبات المالية دفعه ليطلب نصيحتنا حول الطريقة التي تمكنه من دعم المعتدلين من رجال الدين السنة في مسقط رأسه في طرابلس. ولكن بسبب فهم ميقاتي لسوريا، فإن وجهات نظره المتعلقة بعون تعتبر مثيرة للاهتمام بشكل خاص. ذكي جداً ليؤخذ بخطاب عون الشعبوي والمبتذل. وربما يحتقر ميقاتي عون لاستخدام الأخير الخطاب المعادي للسنة ليجذب الدعم المسيحي، لكننا نشك بأنه في حال كانت سوريا تدعم عون حقا، لاختار نجيب ميقاتي التقدير عوضاً عن الهجوم اللفظي في تعليقاته لنا عن عون".

 

"ويكليكس" عن سليمان فرنجية: الأسد طلب من سليمان فتح محادثات مباشرة مع إسرائيل 

أورد موقع "ويكليكس" وثيقة مسرّبة من وثائق الخارجية الأميركية حملت الرقم BEIRUT153808 بتاريخ 29 تشرين أول 2008، بعثت بها السفيرة الأميركية السابقة في لبنان ميشيل سيسون تتحدث عن لقاء جمعها بالنائب سليمان فرنجية في 27 تشرين أول 2008، وجاء في الوثيقة: "القيادي المسيحي في المعارضة ورئيس تيار المرده سليمان فرنجية رأى أن محادثات مباشرة بين لبنان بالشراكة مع سوريا، وإسرائيل، من شأنها أن تقود إلى حل مسألة حزب الله، وأن التعاون اللبناني السوري ضروري لضبط أمن الحدود".

وتابعت الوثيقة: "شدد فرنجية على الوحدة المسيحية، وأبدى معارضته لتأليف قوة مسيحية ثالثة تحت رعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وألقى باللوم على قائد القوات اللبنانية سمير جعجع في فشل جهود المصالحة بين القوات والمردة، كما دافع فرنجية عن رحلة حليفه المسيحي المعارض ميشال عون إلى إيران، وعن تصرفات حزب الله في ايار 2008".

وبحسب الوثيقة، فقد قال فرنجية الذي عبّر "بحرية" عن صداقته مع عائلة الأسد نافياً في الوقت عينه بشدة أي علاقة له بالاستخبارات السورية، إن "الرئيس السوري بشار الأسد طلب من الرئيس ميشال سليمان فتح محادثات مباشرة مع إسرائيل خلال زيارة الأخير إلى دمشق في 13 و14 آب 2008"، مشيراً إلى أن "لبنان وسوريا يتقاسمان المصلحة المشتركة في تحقيق اتفاق سلام مع إسرائيل"، وأضاف فرنجية: "هذا الأمر قد يخلّصنا من مشكلة حزب الله"، واشتكى من "رفض 14 آذار لفكرة المباحاثات المباشرة مع إسرائيل لأن كرههم لسوريا يعميهم، ويفضّلون معادلة الوضع القائم: لا سلام لا حرب".

 

واشنطن بوست": نصرالله تعهد بإحباط أي محاولة للقبض على المتهمين

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمدعيين السابقين في المحاكم الدولية ديفيد كيران وكارلا ديل بونت تحت عنوان "القصاص من قتلة الحريري يحتاج مساندة العالم"، أوردا فيه أن "الشهر الماضي كان مليئا بالإنجازات، وأيضا بتحديات جديدة واجهت المحكمة الخاصة بلبنان". ولفتت الى أن "المحكمة الدولية صرحت مؤخرا بأسماء أربعة أشخاص مطلوبين بتهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري واثنين وعشرين شخصا آخر عام 2005"، مضيفة أن "المشتبه بهم هم مصطفى أمين بدر الدين، وهو عضو بارز في "حزب الله" الشيعي والمشتبه في ضلوعه في صنع القنبلة التي انفجرت في ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983، وسليم عياش، وأسد صبرا، وحسن أنيس حيث منح الإعلان عن هذه الاتهامات الحكومة اللبنانية مهلة 30 يوما لتقوم بتنفيذ أمر الاعتقال، ولكن السلطات اللبنانية أبلغت المحكمة بعدم تمكنها من القبض على هؤلاء المتهمين"، مشيرة الى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، تعهد بإحباط أي محاولة للقبض على المتهمين".

 

مصدر بارز في "المستقبل" لـ"النهار": ما صدر عن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ورعد قمة الارهاب السياسي والفكري

وصف مصدر بارز في "تيار المستقبل" ما صدر عن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى والنائب محمد رعد الذي "تميز كلامه بعنف كلامي غير مسبوق" بانه "قمة الارهاب السياسي والفكري ويدعو الى الاستغراب والاستهجان". وقال المصدر لصحيفة "النهار": "ما فعلته جريدة "المستقبل" هو انها دخلت متأخرة على نشر برقيات موقع ويكيليكس، فيما نحن نعيش منذ سنة تقريبا على وقع ما تنشره صحف 8 آذار ووسائل اعلامها من برقيات لهذا الموقع تستهدف تيارات 14 آذار وتيار المستقبل. وكل ما فعلته الصحيفة انها قلدت صحف 8 آذار ووسائل اعلام "حزب الله" بنشر البرقيات، فلماذا هذا التوتر ولماذا هذه الضجة؟ ولماذا يسمح لوسائل اعلام 8 آذار بالنشر ثم تقوم الدنيا ولا تقعد ان نشرت "المستقبل" هذه البرقيات؟". واضاف: "ان هدف رد الفعل العنيف وغير المقبول لـ"حزب الله" والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى هو ترهيب وسائل الاعلام وطمس الحقائق وممارسة الارهاب السياسي وهذا دليل على ان هؤلاء لا يقبلون بمنطق المساواة بل يريدون فرض الحقائق حسب وجهة نظرهم وهذا اخطر ما تعيشه البلاد الآن". ولاحظ ان "الخطير في هذا الموضوع ان هذا العنف الكلامي قد يبرر اللجوء الى وسائل اخرى سبق لحزب الله ان لجأ اليها".

 

حديقة سمير قصير تزهر تضامناً لبنانياً مع "ربيع دمشق"ربيع دمج

المستقبل/"إن ربيع العرب حين يزهر في بيروت، إنما يعلن أوان الورد في دمشق"، ذلك هو الشعار الذي حمله اللقاء التضامني مع الشعب السوري وبتنظيم من لجنة "لبنانيون من أجل حرّية وكرامة الشعب السوري" بعد ظهرأمس في حديقة سمير قصير وسط بيروت، وهو الثاني من نوعه بعد اللقاء الأول والذي أقيم منذ شهر في منطقة سن الفيل، وقد شارك في اللقاء أمس، العشرات من الناشطين الحقوقيين في لبنان وسوريا، إضافة إلى العديد من الوجوه السياسية والإعلامية، و طلاب أتوا من كافة الجامعات اللبنانية.

كالعادة، مع كل وقفة تضامنية تخص القضية السورية، حضرت في المقلب الآخر، مجموعة من الشبان الموالين لنظام الرئيس بشار الأسد رافعين الأعلام السورية وبعض اللافتات التي تشيد بالنظام، وتشتم كل فرد يقف مع قضية الشعب السوري ، متهمة إياهم "بأنهم عملاء للصهاينة والمشروع الأميركي"، وقد حاولوا تعكير صفو الجو عبر رفع أصوات الدبكة والأغاني الشعبية السورية للتشويش على المتكلمين في اللقاء التضامني.

بعد النشيد الوطني اللبناني كانت كلمة للناشط السوري أحمد موسى الذي حضر خصيصاً للمشاركة في اللقاء، وتوجه بكلمة شكر إلى جميع اللبنانيين "الذين وقفوا ولا يزالون مع القضية السورية" قائلاً "نتوجه إلى الشعب اللبناني الحر والبطل، هذا الشعب المثقف والمنفتح، الذي وقف إلى جانبنا نحن الثوار في سوريا وقفة عز وكرامة للتخلص من النظام الديكتاتوري السائد في سوريا، ذلك الوطن الذي إتفق فيه المسلمون السلفيون والصوفيون، والدروز والعلويون والمسيحيون، على الوقوف في وجه الطاغوت بشار الأسد والتخلص من بطشه ونظامه البائس، ذلك النظام الذي نادى منذ سنوات بشعب واحد في دولتين، وفعلاً كان ذلك، شعبان عانيا من ظلم نظام واحد في بلدين" .

أضاف:"هذا النظام أدى إلى إنشقاق العلاقة الطيبة بين الشعبين، ودفع الشعب اللبناني الى كره شقيقه السوري، على الرغم من ان كلانا ذاق مر الكأس ذاته".

ثم كانت كلمة صالح المشنوق الذي تحدّث بإسم اللجنة فقال:" إننا نرفض أن يكون لبنان في الامم المتحدة شريكا فعليا باسم اللبنانيين والعرب في التعرض للشعب السوري، بل يجب أن يكون موقع لبنان الطبيعي بجانب الأغلبية اللبنانية والعربية الرافضة لما يرتكب ضد الإنسانية. كما يجب إنشاء مخيم للاجئين السوريين في لبنان يشعرون فيه بالأمان ويعاملون من خلاله وفق معايير الكرامة الانسانية ".

أضاف: "نعلن تأييدنا الكامل لما يطلبه السوريون لأنفسهم من حماية دولية للمدنيين بكل الوسائل. وندعو كل القادة العرب إلى اتخاذ الموقف التاريخي لتحقيق هذا المطلب السوري، كما نطالب كل مؤسسات حقوق الإنسان المعنية بالوقوف الى جانب هؤلاء اللاجئين".

وفي ختام اللقاء جرت مداخلات من جانب الحضور فكانت كلمة للإعلامية مي شدياق التي لم تفوت الفرصة بالتلميح إلى موقف البطريرك بشارة الراعي الذي إعتبرته انه لا يمثل رأي كافة المسيحيين والموارنة بشكل خاص ،وقالت:" ان الموارنة منذ عام 1975 يعانون ظلم وإضطهاد الحكم السوري، وانا كعربية مارونية ضد بقاء النظام السوري".

ثم كانت كلمة للنائب مروان حمادة شدد فيها على "ضرورة إزالة نظام الأسد وأعوانه كاملاً، وأن ما يقوم به اليوم يذكر تماماً بأحداث حمص وحماه عام 1982".

كما جرت مداخلات سريعة لكل من رئيس حزب "الكتلة الوطنية" العميد كارلوس إده والنائب خالد ضاهر والنائب السابق الياس عطالله الذين استنكروا أعمال العنف في سوريا مذكرين بدور النظام السلبي وتاريخه الأسود في لبنان منذ أربعة عقود خلت

 

صالح المشنوق لـ"المستقبل": "ربيع بيروت" شريك "ربيع دمشق"

 حاوره : ربيع دمج

رأى منسق لجنة "لبنانيون من أجل حرية وكرامة الشعب السوري" الأستاذ الجامعي صالح المشنوق، ان "الحركات التضامنية التي يقوم بها ناشطون لبنانيون من أجل الدفاع عن حقوق الشعب السوري هي بعيدة عما يدعيه البعض بانها فقط من أجل الإنتقام من النظام السوري"، مؤكدا أن كلاً من الشعبين اللبناني والسوري عانى الويلات والتنكيلات نفسها، وقد حان الوقت كي يسقط الرئيس السوري بشار الأسد عن عرشه، وفتح صفحة جديدة بين لبنان وسوريا، في ظل نظام ديموقراطي وحر قريبا".

ولفت في حديث الى "المستقبل" أمس، الى أن"هناك أسباباً كثيرة خلف المشاركة في التحركات التضامنية أهمها إعلان الشراكة التاريخية بين ربيع بيروت و "ربيع دمشق".

وهنا نص الحوار:

[ كانت هناك عدة تحرّكات من قبل جمعيات إنسانية مناهضة للعنف في سوريا، وهذا التحرّك الثاني لكم كلجنة لبنانية من اجل حرية وكرامة الشعب السوري، ما هو مضمون رسالتكم الجديدة في هذا التحرّك؟

ـ قررنا النزول إلى حديقة سمير قصير في وسط بيروت من اجل التضامن مرة ثانية وثالثة وربما أكثر مع الشعب السوري المقهور، الذي يتعرض يومياً للوحشية والإجرام من قبل نظامه. ومشاركتنا هذه جاءت وفق ثلاثة معايير، المعيار الأول هو إنساني، حيث لا يمكننا السكوت عن مشهد رأينا فيه الطفل حمزة الخطيب وغيره من الأطفال مقطعي الأوصال، وجثثا في الشوارع تعرضت للتنكيل والتعذيب، لذلك لا يمكن غض النظر عن شعب شقيق لا يبعد اكثر من عدة كيلومترات عن بلدنا، ويعاني الويلات، في حين أننا نتعاطف مع شعب يتعرض للمجاعة في الصومال.

والمعيار الثاني هو عروبتنا التي تجمعنا من كافة الأقطار، ولأن بيروت هي أم الربيع العربي، نعتبر أنفسنا شركاء في هذا الربيع. وكما تحمسنا للثورة في كل من تونس ومصر وليبيا، نتحمس أيضاً للثورة في سوريا.

أما المعيار الثالث والأهم، فهو ما يتعلق بوطنيتنا، فالتضامن معهم هو تضامن مع انفسنا، خصوصا أننا عانينا الظلم والإجرام والقتل نفسه الذي يعاني الشعب السوري منه حالياً، ولأن كلا الشعبين جرّبا إرهاب النظام السوري، ونشعر معهم كوننا ذقنا المر ذاته، ولذلك كله نرى أن سقوط هذا النظام بكل صراحة هو مصلحة للبنان وسوريا معاً، من اجل إرساء الفكر الديموقراطي الراقي في كلا البلدين، وفتح صفحة بيضاء جديدة في العلاقة اللبنانية ـ السورية، تحترم حقوق وسيادة البلدين، كما تحترم حقوق الإنسان.

وأؤكد أيضا أن مشاركتنا في هذا التضامن ليست فقط من أجل مناصرة الشعب السوري، بل ان هناك عددا من الأسباب والمطالب الأخرى التي تستوجب منا المشاركة، واهمها إعلان الشراكة التاريخية بين "ربيع بيروت" و"ربيع دمشق".

[ ما هي هذه المطالب؟

ـ ان أبرز تلك المطالب هي عدم قبولنا إطلاقاً بأن يكون للسفير السوري في لبنان أي تدخّل أمني داخلي، أو أن يثبت تورطه في عمليات خطف مواطنين سوريين على الأراضي اللبنانية، لذلك لا نقبل ان يكون للبنان في الأمم المتحدة موقف عار تجاه الثورة في سوريا، وأن يتم التعامل مع اللاجئين السوريين الفارين من بطش النظام بطريقة لا إنسانية ولا حضارية، وذلك فقط لانهم لاجئون هربوا من إرهاب النظام، إضافة الى المعاملة السيئة التي يلقاها الناشطون السوريون في لبنان، حيث يتم استدعاؤهم والتحقيق معهم، كما أن مشاركتنا هي من أجل توجيه رسالة إلى كل العرب وقادتهم، مفادها أن دماء الشعب السوري ليست أرخص من دماء أي شعب آخر، وعليهم الوقوف إلى جانب مستقبل سوريا وليس ماضيها.

[ بعد عدة تحركات عربية وعالمية مناهضة للنظام السوري لم يطرأ أي تغيير جذري حتى اللحظة، والأسد لا يزال في مكانه، والعمليات االعسكرية ضد المدنيين مستمرة، هل تعتقد أن الأمر سيطول أكثر؟

ـ أود أن أشدد على أمر هام، وهو أن النظام السوري قد سقط معنوياً، ولم يعد لديه أي وجود على الخارطة السياسية وهو منذ أن وجه السلاح الى شعبه سقط، وأصبح جزءاً من صفحات التاريخ السوداء، وعمليا النظام سيأخذ بعض الوقت، وربما يكون هذا طويلاً بعض الشيء، وهذا لا ننكره، ولكن سيحين وقت سقوطه عاجلاً أم آجلاً.

وأؤكد الفرق بين نظام الأسد والأنظمة الاخرى لا سيما نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ونظام الرئيس المصري حسني مبارك، حيث اعتمد الأول تقنية القتل والإجرام اللامحدود، أما بن علي ومبارك، فقد رضخا لإرادة شعبيهما.

اما النقطة الثانية، فهي أن ما تبقى من حلفاء الأسد في العالم متمسكون به، والأسباب تعود إما إلى مصالحهم الإقتصادية مع سوريا، أو بعضهم يسانده كي يحافظ على إستقرار وأمن إسرائيل فقط لا غير.

[ هل تعتقد أن الحصار الإقتصادي على سوريا الذي طالبت به عدة دول قد يكون له رد فعل سلبي على الشعب السوري، وأنه هو من سيدفع الثمن على غرار ما حصل مع الشعب العراقي؟

ـ نحن في المبدأ، مع أي دور عربي ودولي يحد من قدرة النظام السوري على القتل، ويحد من بقائه واستمراره في السلطة، خصوصا أن العقوبات التي فرضت على سوريا حتى اللحظة لم تطل أو تستهدف الشعب السوري، بل هي طالت هرم النظام وحاشيته، من الذين جمعوا اموالاً كثيرة على حساب ومصالح الشعب السوري المسكين، من خلال صفقاتهم المشبوهة على مدى ثلاثة عقود من الحكم الإستبدادي. ولا سيما أن ما يأتي لسوريا من عائدات النفط يدخل الى جيوب رجال النظام والشبيحة، ويصرف على شراء الأسلحة بدلاً من ان يصرف من أجل إعلاء مستوى حياة الشعب السوري وضمان حياة كريمة له.

لذلك نرى أن اتخاذ اي إجراء من قبل مجلس الأمن قد يطال بشكل مباشر الشعب السوري في حال فرض حصار اقتصادي على سوريا سنكون حتماً ضده ولن نرضى به، لأن لا ذنب للشعب، ولا ضرورة لإجباره على دفع فاتورة نظامه، أما أي تدابير ستتخذ تجاه السلطة السورية سياسيا وعسكريا فنحن معها. وسنطالب كل الشعوب العربية والعالمية بان تقف إلى جانب الشعب السوري من أجل التخلص من حكم الأسد وأعوانه.

[ إعتبرت جهات سياسية وحزبية لبنانية أنكم تساندون الشعب السوري، وأنكم عملتم على تحريضه ضد النظام، في حين أنكم تجنبتم الوقوف الى جانب الثوار في اليمن والبحرين، ما هو ردكم على تلك الإتهامات؟

ـ هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، وهو عار من الصحة والدقة، ونحن في مؤتمرنا الأول الذي عقدناه تضامناً مع الشعوب المقهورة في كل الدول العربية ، تطرقنا إلى كل الثورات العربية.

ومن الناحية العلمية، نرى أن المقارنة بين الثورة في سوريا وبين والبحرين لا تجوز لا من حيث الشكل ولا المضمون، وسنظهر وكأننا نقارن بين المرض العضال والنزلة البردية، فالأول لا يمكن الشفاء منه أو علاجه بطريقة فعالة، وهكذا هي الحالة في سوريا، أما النزلة البردية فهي تشبه الحالة القائمة في البحرين، لأن التحركات هناك ليست بالمستوى نفسه كما في سوريا، وهناك تمت معالجة الوضع بطرق حوارية، اما في سوريا فلا نرى اي جدوى من الحوار والإصلاحات التي يتحدثون عنها.

[ هل تعتقد أن الإصلاحات التي يتحدث عنها النظام في سوريا يمكن أن تخفف من حدة الموقفين العالمي والعربي تجاه نظام الأسد؟

ـ لم يعد جائزاً اخلاقياً التحدّث عن إصلاحات الأسد، أي إصلاحات يتحدثون عنها؟ الوقت أصبح متأخراً، بعد إستشهاد آلاف الأبرياء وتشريد عشرات الآلاف، يأتون اليوم من أجل أن يتحدثوا عن الإصلاحات، خصوصا أنه في الوقت الذي خاطب فيه الأسد شعبه وادعى أنه سيجري تغييرات في النظام، كان رجال الامن يقتلعون حنجرة إبراهيم قاشوش، لانه غنى ضد النظام، وعمدت القوى الأمنية الى ملاحقة المئات من الناشطين السوريين، وأودعوا السجون، لذلك نقول قبل أن يتكلموا عن الإصلاحات عليهم ان يفرجوا عن الـ15000 سجين سياسي في المعتقلات السورية. ويوقفوا المجازر. على كل حال لقد تخطّى الزمن هذا الكلام وعلى النظام أن يسقط، وعلى الأسد أن يحاكم بجرائم ضد الإنسانية، كما يقول الثوار "الشعب يريد إعدام الرئيس

 

تضامن مع الثورة السورية في ساحة سمير قصير وإشكال مع مؤيدي النظام احتوته القوى الأمنية

النهار/ عباس الصباغ     

 لبية لدعوة من جمعية "لبنانيون من اجل حرية الشعب السوري وكرامته" اقيم اعتصام في ساحة سمير قصير امس "تضامنا مع الشعب السوري ورفضا لبقاء النظام السوري"، وتقاطر جمع الى الساحة على وقع الاغاني الوطنية وسط حضور سياسي لافت تقدمه النواب مروان حماده وخالد زهرمان وامين وهبي وخالد الضاهر واحمد فتفت، وكذلك شارك في الاعتصام الوزير السابق حسن منيمنة والنائب السابق الياس عطاالله ومنسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، وعميد الكتلة الوطنية كارلوس اده والقيادي في "القوات اللبنانية" ادي ابي اللمع وامين سر حركة "التجدد الديموقراطي" انطوان حداد وحشد من الاعلاميين وشخصيات. وفي المقابل حضر عدد من المؤيدين للرئيس السوري بشار الاسد ووقفوا على بعد امتار من المعارضين له، وسط اجراءات امنية مشددة.

بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت تحدث المعارض السوري احمد موسى الذي شكر "الشعب اللبناني على وقفته مع الشعب السوري" فقال: "نحن السوريين والسلفيين والاخوان والعلمانيين والاسماعيليين والقوميين (...) شعب عانى بسبب النظام السوري تماما كما عانى الشعب اللبناني، وبالتالي وحدنا الظلم من هذا النظام". ثم تحدث عضو "جمعية لبنانيون مع حرية الشعب السوري وكرامته" صالح المشنوق مطالبا بطرد السفير السوري من لبنان، واضاف: "اننا نرفض ان يكون لبنان في الامم المتحدة شريكا فعليا باسم اللبنانيين والعرب في التعرض للشعب السوري، بل يجب ان يكون موقع لبنان الطبيعي بجانب الغالبية اللبنانية والعربية الرافضة لعمل يرتكب ضد الانسانية. وطالب بانشاء مخيم للاجئين السوريين، واعرب المشنوق عن التأييد "الكامل لما يطلبه السوريون لأنفسهم من حماية دولية للمدنيين بكل الوسائل، داعيا كل القادة العرب الى "اتخاذ الموقف التاريخي لتحقيق هذا المطلب السوري (...)".

ثم كانت مداخلات لعدد من المشاركين في الاعتصام بدأتها الاعلامية مي شدياق التي رفضت "مواقف بعض المراجع الدينية المسيحية من الاحداث في سوريا"، ثم تحدث النائب حماده عن تضامن الشعب اللبناني مع الشعب السوري وقال: "لم يشدنا يوم الى نظام حافظ وبشار الا علائق الشر والقتل والترهيب، هذا النظام قتل من قتل واغتال من اغتال ونهب ما نهب ودمر ما دمر (...) ونحن ضد تحالف الاقليات لانه اغتيال للاقليات والوحدة على امتداد العالم العربي". وجدد تضامن اللبنانيين مع الشعب السوري في المدن السورية كافة.

وكانت مداخلات لعطاالله والضاهر واده ووهبي اكدت دعم الثورة السورية. وتفرد النائب زهرمان في دعوة المعتصمين الى توجيه انذار الى من سماهم "الشبيحة الذين يهتفون للاسد قرب ساحة الاعتصام".

اشكال وتدخل امني

وفي الجهة المقابلة كان عدد من الشبان السوريين واللبنانيين من انصار حزب البعث العربي الاشتراكي ينفذون اعتصاما رمزيا مضادا، ووقفوا قبالة الجامع العمري حيث فصلت العناصر الامنية بينهم وبين ساحة الشهيد قصير، وعلى مدى ساعة اطلق هؤلاء الهتافات المؤيدة للرئيس الاسد ولسوريا على وقع الاغاني الثورية ومقاطع من خطب للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ولوحوا بالاعلام اللبنانية والسورية رافعين صور الاسد. وقبل انتهاء الاعتصام التضامني، وقع اشكال بين المؤيدين للنظام السوري ومراسل تلفزيون "القوات اللبنانية" بعدما تجاوز الاخير الحاجز الامني الفاصل بين الاعتصامين وحاول تصوير المؤيدين لسوريا، فمنعه هؤلاء وحاولوا الاعتداء عليه، وتدخلت القوى الامنية وعملت على حمايته ورافقته الى ساحة سمير قصير، وبعد لحظات تقدم منه احد الامنيين بلباس مدني طالبا منه نزع اللوغو تفاديا للاشكالات. ثم حصل هرج ومرج بين العناصر الامنية وعدد من مؤيدي النظام السوري الذين حاولوا الوصول الى ساحة الاعتصام من الجهة الخلفية، واستقدمت تعزيزات للجيش للفصل بين الطرفين وما لبثت ان هدأت الامور وتفرق الجميع بعد جهود لافتة للقوى الامنية نجحت على اثرها في منع الاحتكاك بين الطرفين.

 

مبروك لباسيل رئاسة الحكومة 

تيار المستقبل/يمكن للبنانيين ان يهنئوا الوزير جبران باسيل برئاسته لمجلس الوزراء الذي يتحكم به. كان طبيعياً أن يصل باسيل إلى ما وصل إليه جراء دعم حزب الله وحركة امل لـ "تيار الاصلاح والتغيير" . في الأساس كان معلوماً ان حكومة نجيب ميقاتي التي اتى بها حزب الله لن تكون لغيرهما. الآن صار جبران باسيل وعمه هما الحاكمان بـ "أمرهما" الى ان يقضي الله امراً كان مفعولاً. مبروك للبنانيين جميعاً خضوعهم للإبتزاز العوني. أحدٌ لم يحاسب عون على ارتكاباته وسرقاته لأموال اللبنانيين. وأحد لم يحادثه أو يسائله عما فعله بتلك الأموال. قتل من قتل ولم يسأله أحد عن محاضرات العفة التي يطل بها علينا. ضبط عميل في فريقه الأساسي ويطل على اللبنانيين ليحاضر في العفة والطهارة. يمكن بكل راحة ضمير ان يقول المرء رحم الله سعيد تقي الدين. قبل ان يتحدث احد عن شهود الزور، فليتوقف دولة الرئيس ميقاتي عن ان يكون شاهد زور في إدارة البلد وتوجهاته. في الأحوال كلها نبارك للبنانيين أن عائلة عون واصهاره في لبنان والمهجر باتوا حكاماً للبنان واللبنانيين، وعلى مثال الأنظمة التي تتهاوى وتتساقط، ويعتقدون انها حامية لهم.

 

ميقاتي سيدفع جزءاً من حصة لبنان للمحكمة الدولية قبل 27 الشهر

بيروت - «الحياة»

توقعت مصادر سياسية بارزة أن يُبت موضوع دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قبل 27 الشهر الجاري، موعد الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي لنيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة ولترؤس إحدى جلسات مجلس الأمن باعتبار لبنان رئيساً للمجلس للشهر الجاري. وأوضحت المصادر أن ميقاتي يتجه إلى صرف جزء من المبلغ المتوجب على لبنان في تمويل المحكمة الدولية وفقاً للقرار الدولي الرقم 1757، قبل انتقاله الى نيويورك، كي تتم زيارته التي سيجري خلالها لقاءات مع مسؤولين دوليين، بعد أن يكون نفذ التزامه تسديد حصة لبنان من تمويل المحكمة، لا سيما أن معظم المسؤولين الغربيين الذين التقاهم خلال زيارته الأخيرة باريس أكدوا له أنهم ينتظرون تنفيذ وعوده في هذا الشأن.

ولم تستبعد مصادر واسعة الاطلاع أن يلجأ ميقاتي الى صرف جزء من حصة لبنان من احتياطي الموازنة، والذي يتطلب صدور مرسوم يوقعه رئيس الجمهورية ميشال سليمان وميقاتي ووزير المال محمد الصفدي، خلافاً لسلفة الخزينة التي تحتاج الى قرار من مجلس الوزراء، سيصوّت «حزب الله» وحلفاؤه ضده.

وتأتي زيارة ميقاتي لنيويورك بعد زيارة الرئيس سليمان لها وترؤسه إحدى جلسات مجلس الأمن، والتي سيلتقي أثناءها عدداً من رؤساء الدول، بين 20 و23 الجاري.

وفي موازاة ذلك أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان من لايدسندام في لاهاي أمس أن رئيسها القاضي أنطونيو كاسيزي أصدر قراراً بعقد اجتماع لغرفة الدرجة الأولى فيها للمرة الأولى في 20 أيلول (سبتمبر) الجاري. ووفقاً لقواعد المحكمة، يجوز لغرفة الدرجة الأولى أن تجتمع قبل بدء المحاكمة لتناول مسائل متنوعة مثل عقد جلسة لمثول المتهم أمامها للمرة الأولى إذا كان قيد الاحتجاز، والبتّ في ما إ ذا كانت المحاكمة الغيابية صحيحة، والفصل في الطلبات الأولية.

وأوضح بيان المكتب الإعلامي في المحكمة أن «قضاة غرفة الدرجة الأولى هم القاضي روبرت روث السويسري، رئيس الغرفة، والقاضية ميشيلين بريدي اللبنانية، والقاضي دايفيد ري الأسترالي، والقاضية جانيت نورسورثي الجامايكية المناوبة، والقاضي وليد عكوم اللبناني المناوب».

وزاد البيان: «وفقاً للنظام الأساسي وقواعد الإجراءات والإثبات في المحكمة، يحضر قضاة مناوبون في كل مرحلة من مراحل الإجراءات، ويجوز لهم أن يطرحوا أسئلة في الجلسات، لكن لا يحق لهم التصويت أثناء المذاكرات. ويمكن أن يحلّ القضاة المناوبون محل قضاة غرفة الدرجة الأولى، إذا تعذّر على القضاة الذين لهم الحق في التصويت الاستمرار بمهماتهم في الجلسات». ويتناول الاجتماع القرار الاتهامي في حق المتهمين الأربعة الذين نص على تورطهم في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وهم سليم عياش، مصطفى بدر الدين، حسين عنيسي وأسد صبرا. على صعيد آخر توالت التعليقات أمس على إقرار مجلس الوزراء أول من أمس خطة الكهرباء التي كانت تسببت بخلافات داخل الحكومة بين رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون ووزير الطاقة جبران باسيل من جهة، وبين ميقاتي وحلفائه من الوزراء وجبهة النضال الوطني التي يتزعمها النائب وليد جنبلاط، أدت الى تهديد عون بالانسحاب من الحكومة. وأعلن الوزير باسيل، في مؤتمر صحافي عصراً، أن ما تحقق في مجلس الوزراء هو تثبيت لخطة الكهرباء، معتبراً أن هذا «انتصار لكل الحكومة»، لكنه لفت الى أن «لم يكن يجب أن تصل الحكومة الى الانقسامات كي تنتصر لاحقاً على ذلك».

وأكد باسيل أن ما أُقر أول من أمس لا يعيق تنفيذ المشروع بأي مرحلة، وأن تنفيذ خطة الكهرباء يعود للوزارة التي تقوم بكل مراحل التنفيذ وعقد النفقات معلناً أنه لن يقبل بكل ما يؤدي الى عرقلة المشروع. واعتبر باسيل أن «التهديد بالاستقالة من الحكومة كان خسارة لنا لكنه كان أمراً ضرورياً».

 

أحمدي نجاد: على الأسد الكف عن العنف... وإيران "تساوم" على رفع العقوبات؟

دار الحياة - في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي الوطني صرح الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس الأربعاء بأن على "الرئيس بشار الأسد الكف عن ممارسات العنف تجاه المتظاهرين وبدء المفاوضات مع المعارضة". وإعتبر نجاد في معرض حديثه أن الحرية والعدالة وإحترام الأخرين هي من حق كل الشعوب، وعلى جميع الحكومات إحترام هذه الحقوق، وأن كل المشاكل يجب أن تحل من خلال الحوار، معتبراً أن الحل الأمني لن يكون أبداً خياراً صائباً. تصريح الرئيس الإيراني يوم الأربعاء أتى بعد شهرين من تصريح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي قال إن على الأسد الإستجابة للمطالب المشروعة لشعبه. نجاد إعتبر أيضاً أن على الدول كافة المساعدة في تفعيل الحوار بين الحكومة السورية والشعب السوري من أجل حل الخلافات وتأمين تطبيق الإصلاحات التي أعلن الأسد القيام بها. الموقف الذي تقدم به نجاد أتى بعد أيام عن إعلان المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني، فريدون عباسي دواني، لوكالة الأنباء الإيرانية الطلابية «إرنا»، منذ مدة قصيرة أن ايران مستعدة لمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية «إشرافاً كاملاً» على برنامجها النووي لمدة خمس سنوات، في حال رفع العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية. وفيما ندّد دواني بعمليات «تخريبية في الخارج» أثرت في البرنامج النووي الايراني، كشف أن طهران اقترحت على الوكالة الدولية «أن يكون لها إشراف كامل على الأنشطة والبرنامج النووي الايراني لمدة خمس سنوات شرط رفع العقوبات»، من دون أن يحدد موعد تقديم هذا العرض للوكالة الذرية، أو ما يقصده بعبارة «الإشراف الكامل». ويأتي هذا الكشف غداة إعراب الوكالة الدولية، في تقرير سري نُشر مضمونه يوم الجمعة الماضي، عن قلق «متزايد لاحتمال وجود أنشطة نووية غير معلنة سابقة، أو حالية في ايران تشارك فيها هيئات عسكرية».

 

المعارضة السورية تطلب نشر مراقبين عشية «جمعة الحماية الدولية»

دمشق، موسكو، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - دعا معارضون سوريون إلى التظاهر اليوم في «جمعة الحماية الدولية»، وطالبوا بنشر مراقبين دوليين «لحماية المدنيين». وقتلت قوات الأمن أمس ثلاثة جنود منشقين خلال حصارها بلدة في منطقة جبل الزاوية (شمال غربي سورية)، فيما أعلنت موسكو أنها تسعى إلى وساطة بين النظام السوري ومعارضيه لإنهاء الأزمة. ونشرت «الهيئة العامة للثورة السورية» التي تضم جماعات معارضة، خصوصاً لجان تنسيق الانتفاضة في المدن والبلدات، بياناً أمس بعنوان «طلب الحماية الدولية للمدنيين السوريين»، طالبت فيه «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها فرض حماية للمدنيين وفق ما نصّت عليه قوانين ومواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة». وقال الناطق باسم الهيئة أحمد الخطيب إن المعارضة «تطالب بإرسال مراقبين دوليين كخطوة أولى، وإذا رفض النظام فإنه سيفتح الباب أمام تحركات أخرى مثل فرض منطقة حظر طيران أو حظر استخدام الدبابات».

وأشار البيان إلى أن النظام «قابل ثورتنا السلمية بالقتل والقمع والاعتقال والتهجير، وارتكاب المجازر حتى وصل عدد الشهداء إلى أكثر من ثلاثة آلاف شهيد، وتجاوز عدد المعتقلين عشرات الآلاف، إضافة إلى آلاف المفقودين وآلاف المهجَّرين من جميع أرجاء سورية»، كما «لم يتوانَ عن توريط الجيش واستخدام الأسلحة الثقيلة في عمليات القمع والقتل».

ورأى أن «هذا الواقع الأليم يفرض على الأشقاء العرب والمسلمين وعلى المجتمع الدولي أن يكونوا على مستوى المسؤولية تجاه جرائم ضد الإنسانية تمارس كل يوم بحق المدنيين العزل... ومع أننا لا نسعى إلى التدخل العسكري العربي أو الدولي على الاراضي السورية، ونرفض الوصاية من أي طرف كان، لكننا نحمل النظام المسؤولية المباشرة لأي تدخل قد يحصل بسبب تعنته وإصراره على القتل بدم بارد وارتكاب المجازر بحق المدنين العزل والمتطلعين للحرية والكرامة والديموقراطية والمساواة».

في غضون ذلك، أعلن المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل مارغيلوف أن موسكو تأمل في قيادة وساطة بين الحكومة السورية والمعارضة لحل الأزمة، مقللاً من احتمال سقوط الرئيس الأسد رغم الانتفاضة الشعبية، عشية استقباله وفداً من المعارضة السورية اليوم في موسكو، قبل أن يلتقي مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان الاثنين.

وأشار مارغيلوف في تصريحات أمس، إلى أن روسيا تعرقل قرار إدانة سورية في مجلس الأمن أملاً في الحصول على دعم لمشروع قرار أخف لهجة قدمته. وأضاف أن «فرصة التسوية السياسية لا تزال قائمة... نحاول التقريب بين الطرفين، المعارضة والحكومة. مازلنا نأمل بأن يكون ممكناً إيجاد آلية للتلاقي بينهما».

وأضاف أن «الأسد زعيم علماني شاب تلقى تعليماً جيداً وعقله متفتح... نعتقد أن لديه فرصة لتحديث بلاده إذا أصبحت الطبقة الحاكمة أكثر انفتاحاً وتقبلاً للأفكار الجديدة وتفاعلاً مع الأطياف الأخرى من السوريين». وحذر من أن الديموقراطية في المنطقة قد تأتي بالإسلاميين، قائلاً: «يجب ألا ننسى أنه عندما تنتقل مجتمعات على نمط العصور الوسطى، كغالبية الدول العربية اليوم، إلى الديموقراطية على الطريقة الغربية، فإننا يجب أن نكون حذرين للغاية».

ميدانياً، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «ثلاثة عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان آخران أثناء وجودهم في منزل شقيق المقدم المنشق حسين هرموش أثناء العملية الأمنية التي قامت بها قوات الأمن مدعمة بقوات عسكرية في جبل الزاوية». وأفاد أن «قوات عسكرية وأمنية تضم 7 آليات عسكرية مدرعة و10 سيارات أمن رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين صباح (أمس) بحثاً عن مطلوبين». وأشار إلى «سماع صوت إطلاق رصاص كثيف ترافق مع عملية الاقتحام إضافة إلى صوت قصف الرشاشات الثقيلة».

وكان المقدم حسين هرموش أعلن في بداية حزيران (يونيو) الماضي انشقاقه هو وعناصره عن الجيش السوري عبر شريط مصور بثته مواقع إلكترونية وقنوات فضائية عدة بسبب «رفضه قتل المدنيين العزل»، معلناً تشكيل «لواء الضباط الأحرار».

لكن وكالة الأنباء الرسمية «سانا» نقلت عن مصدر عسكري ان «قوة أمنية» نفذت أمس «عملية نوعية» في قرية ابلين في جبل الزاوية، أسفرت عن «إلقاء القبض على عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين وسقط عدد آخر من أفراد تلك المجموعات الإرهابية بين قتيل وجريح وتم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية». وزادت أن العملية «أدت الى سقوط ثلاثة من عناصر القوة الأمنية وجرح ثلاثة آخرين».

 

تظاهرة طالبية كتائبية سلمت مذكرة لميقاتي: منع أي كان من حمل السلاح وضرب المعتدين على املاك الغير

فرض القوانين على الجميع وحصر القرارات الوطنية بالمؤسسات

 وطنية ـ8/9/2011 انطلقت مساء اليوم تظاهرة طالبية من أمام البيت المركزي في الصيفي تحت شعار "المساواة بين اللبنانيين"، وذلك بدعوة من مصلحة الطلاب في حزب الكتائب اللبنانية. وشارك في التظاهرة مئات من الطلاب الكتائبيين، وقد اتجهت نحو السراي الحكومي لتسليم رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي كتابا يتضمن عشر نقاط من ابرزها: سكوت الدولة اللبنانية عن التعديات التي تحصل كل يوم على أملاك اللبنانيين، كما حصل في لاسا ورويسات الجديدة وجزين وجرود جبيل وكسروان والمتن وغيرها، اضافة الى سكوتها عن فرض قوانين خاصة بحزب أو فئة على المجتمع اللبناني في بعض المناطق، وسكوتها عن استعمال السلاح وحمله خارج إطار السلطات الأمنية الرسمية، والذي يستعمل في الداخل لأسباب سياسية، وسكوتها عن منع الأجهزة الرسمية والقضائية من القيام بواجباتها لكشف الجرائم، وعن انشاء شبكة اتصالات خاصة كما حصل في ترشيش.

ودعا الطلاب الدولة اللبنانية للعمل لمنع اي كان من حمل السلاح تحت اي ذريعة كانت والضرب بيد من حديد على كل من يعتدي على املاك الغير وحصر القرارات السيادية والوطنية بالمؤسسات الدستورية. واخترقت التظاهرة وسط بيروت باتجاه شارع المصارف، وصولا الى الجسر المؤدي الى مدخل السراي الحكومي وسط مواكبة امنية مشددة من قبل الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي رفع فيها الطلاب شعارات عدة منها:"وين المساواة بدولة المؤسسات" ، "المساواة لا الاستنساب" ، "لن نعيش مواطنين درجة ثانية"، "بالمواطنية ما في درجات"، "يحق لنا ما يحق لغيرنا"، "طفح الكيل بدنا مساواة"، "حتى الشهداء والمعتقلين درجات".

ريشا

والقى رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب باتريك ريشا كلمة قال فيها "اننا وبعد ان استنفدنا كل الطرق السياسية، شعرنا بأن الوقت حان لرد النبض الى الشارع، اذ ان بعض المجموعات وللاسف تشعر انها اكبر من الدولة والقانون ما يولد احباطا وعدم مساواة لدى المواطنين ويؤدي بالتالي الى الهجرة".

وشدد ريشا على "ان تحركنا اليوم هو خطوة اولى وليست اخيرة لنوقظ جمهور ثورة الارز ولندعوه للنزول الى الشارع والمطالبة سلميا بكل القضايا التي كنا نطالب بها.

المذكرة

وقد تسلم مدير التشريفات في السراي الحكومي درويش قاسم من ريشا المذكرة التي رفعها الطلاب الى الرئيس ميقاتي و جاء فيها: بعدما رأينا جميع الانتهاكات للدستور والقانون، من أبسط الأمور إلى أهمها،

وبعدما رأينا الكيدية والاستنسابية التي يتم التعاطي بها من قبل الدولة اللبنانية مع اللبنانيين،

وبعدما رأينا تطبيق سياسة صيف وشتاء تحت سقف واحد،

جئناكم بهذا الكتاب حفاظا على رهبة الدولة ووحدة لبنان والنظام الديمقراطي والسلم الأهلي.

وإليكم بعض الأمثلة عما رأيناه:

1. سكوت الدولة اللبنانية عن التعديات التي تحصل كل يوم على أملاك اللبنانيين، كما حصل في لاسا ورويسات الجديدة وجزين وجرود جبيل وغيرها.

2. سكوت الدولة اللبنانية عن التعدي على حرية تحرك اللبنانيين على الأراضي اللبنانية، كما حصل في جرود كسروان والمتن وجبيل.

3. سكوت الدولة اللبنانية عن فرض قوانين خاصة بحزب أو فئة على المجتمع اللبناني في بعض المناطق، كما حصل في موضوع بيع الكحول في بعض المناطق الجنوبية.

4. سكوت الدولة اللبنانية عن استعمال السلاح وحمله خارج إطار السلطات الأمنية الرسمية، والذي يستعمل في الداخل لأسباب سياسية.

5. سكوت الدولة اللبنانية عن منع الأجهزة الرسمية والقضائية من القيام بواجباتها لكشف الجرائم، كما حصل في ما سمي انفجار قارورة غاز في الرويس.

6. سكوت الدولة اللبنانية عن إنشاء شبكات اتصالات خاصة وبنية تحتية خاصة، كما حصل في ترشيش.

7. سكوت الدولة اللبنانية عن قيام مجموعة حزبية بالتوقيف والتحقيق مع مواطنين لبنانيين وأجانب وانتهاك حريتهم، كما حصل مع الدانماركيين في بعلبك.

8. قبول الدولة اللبنانية بتسليم قراري السلم والحرب لمجموعة مسلحة خارجة عن إطار الدولة.

9. قبول الدولة اللبنانية بسيطرة بعض الأحزاب على بعض فروع الجامعة اللبنانية في الوقت الذي يمنع فيه العمل السياسي في فروع أخرى.

10. عدم قيام الدولة اللبنانية بواجباتها لإلقاء القبض على متهمين باغتيال قادة لبنانيين.

لذلك، جئنا بكتابنا هذا نضع الحكومة اللبنانية أمام مسؤولياتها الوطنية والتاريخية فتتصرف الدولة كدولة وتطبق المبادئ التالية:

1. منع أي كان من حمل السلاح تحت أي ذريعة كانت.

2. الضرب بيد من حديد تجاه كل من يعتدي على أملاك الغير خاصة كانت أم عامة، وتحرير هذه الأراضي من سطوة المعتدين.

3. فرض القوانين الصادرة عن المجلس النيابي من دون سواها على جميع اللبنانيين.

4. حصر القرارات السيادية والوطنية بالمؤسسات الدستورية.

دولة الرئيس،

نحن مواطنون لبنانيون نشعر بأننا أصبحنا مواطنين درجة ثانية، وأن هناك لبنانيين آخرين لهم امتيازات وحقوق لا ينص عليها الدستور اللبناني تجعل منهم مواطنين فوق القانون، مواطنين درجة أولى.

ما من مجتمع في العالم يقبل أن يعيش منقوص الكرامة.

وكلما طال الوقت كلما زاد الاحتقان وكلما خسر اللبنانيون ثقتهم بالدولة وبوطنهم.

وكلما استمرت هذه الممارسات من دون تدخل من الدولة لتأمين الحماية والحقوق للمواطنين، نكون ندفع باللبنانيين الذين هم من "الدرجة الثانية" إلى التصرف كما تتصرف "الدرجة الأولى" وعلى جميع المستويات.وذلك سوف يؤدي حتما إلى انهيار الدولة.

 

عون: تعديلات خطة الكهرباء لا تمس آلية التنفيذ

كل من يمشي بالخط الاصلاحي هو حليفي

النظام في سوريا لن يسقط وسيكمل الاصلاحات

بعد 30 آذار 2007 لا أرى محكمة دولية شرعية

 وطنية ـ8/9/2011 اكد رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون "ان خطة الكهرباءالتي اقرها مجلس الوزراء لم تتغير والتعديلات لا تمس آلية التنفيذ وباستثناء توزيع التمويل على مدى اربع سنوات كان واردا في المشروع الذي قدمناه"، مشيرا الى انه "لم اسمع أن الرئيس ميقاتي هدد بالإنسحاب إلا في الصحف ".

وقال العماد عون لبرنامج "كلام الناس " على محطة "المؤسسة اللبنانية للارسال" "ان كل من يمشي بالخط الاصلاحي هو حليفي، ولست مطوقا من احد وانا فكريا مستعد لتلقي ضربة من اي جهة"، معتبرا "ان لا استقلال يبقي ولا مقاومة تبقى ولا وطن يبقى بظل الفساد".

اضاف" نحن شركاء اساسيون في القرار ولدينا كتلة وازنة والهدف انارة لبنان بعد عقود من الظلمة"، لافتا الى انه "حتى المقاومة لا يمكنها أن تقاتل وهي تتعرض للسرقة في ظهرها"،

وقال" لدينا مشاريع عديدة وكل شيء سيطرح في وقته، وكل ما تكلمنا عنه في ما يتعلق بالاصلاح سنقوم به والتحقيقات بملف وزارة المال لا تزال مستمرة، والمطلوب ان يلتزم الجميع بالقوانين والدستور، ونحن نطبق قوانين المراقبة الاساسية وان خطة الاصلاح أولوية بالنسبة لنا".

ورأى "ان من يسكت عن المخالفة يرتكب جريمة، خصوصا إذا كان في مركز المسؤولية"، معتبرا ان وزير الداخلية مروان شربل اما إنه يجهل تصريح المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي عن كونه وزير وصاية وإما هو مثله، وان العقيد وسام الحسن واللواء ريفي أنشآ جهازا مخالفا للقانون،وان من يريد حماية عبد المنعم يوسف وسهيل البوجي يكون فوق القانون". وتابع "ان إدارة الرئيس سعد الحريري أهملت الحسابات في المالية وأوصلتنا الى هنا ولن نقبل بالتغاضي عن أي ملف ولن أنتظر الاذن من أحد لفتح أي ملف".

وعن الوضع في سوريا قال عون "اسعى لعلاقة جيدة مع سوريا في إطار المؤسسات وليس الافراد، وارى ان لا إصلاح من دون أمن ولا يمكن القبول بقتل العسكر تحت شعار الحرية"،

وسأل مسلمي بيروت "أين سيكون مكانهم إذا وصل الاخوان المسلمون الى الحكم "، مؤكدا "ان النظام في سوريا لن يسقط وسيكمل الاصلاحات واذا افترضنا انه سيسقط فمن الذي سيأتي للحكم"؟ اضاف " نحترم شعوب الغرب ونحن على علاقة طيبة معها ولكن إدارتها السياسية تساوي صفرا"،متسائلا "اين هي حقوق الانسان في الدول العربية التي يدعمها الغرب واين حقوق المرأة فيها؟ كل الجرائم التي ارتكبت على الشعب الفلسطيني ارتكبت بدعم من الدول الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان، حقوق الانسان عنوان تجاري يستعمله الغرب".

وعن المحكمة الدولية قال" من يقبل بقرار اتهامي متدرج وتحت الطلب؟المحكمة الدولية مسيسة، وبعد 30 آذار 2007 لا أرى محكمة دولية شرعية، فالمحكمة كما حصلت خرقت الدستور اللبناني وجاءت مخالفة للقوانين،أردنا المحكمة شرط أن تمر بالأطر الدستورية اللبنانية"، مذكرا بأنه كان "أول الداعين لمحكمة مشتركة دولية لبنانية للتحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري". وعن قانون الانتخابات النيابية سأل "من يقول ان كل قوى 14 آذار ستكون ضد النسبية؟؟ فالاحتكام سيكون للتصويت في مجلس النواب، كاشفا عن ان الجميع كان موافقا على النسبية لكن النائب وليد جنبلاط تراجع". وقال عون "اثق بقائد الجيش العماد جان قهوجي فهو رجل عسكري وطني، قد تكون له أخطاؤه كما لجميع الناس، ولكنه يبقى الأفضل"، واصفا العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالجيدة"، ولكنه اشار الى "ان له جماعة على الارض يخربون دائما الوضع ". 

 

رحب بإقرار الحكومة خطة الكهرباء /"الشيعي الأعلى" يدين التعرض لبري ودوره الوطني

 المستقبل/دان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، "التعرض لمقام رئيس مجلس النواب نبيه بري ودوره الوطني ومحاولة تشويه الحقائق والدس الرخيص قصد إثارة الفتن"، آسفا لـ "انحدار الخطاب الإعلامي وتوسله التضليل والتشويه والقدح والذم والذي طاول المقامات الوطنية والسياسية والروحية".

وهنأ في بيان بعد اجتماعه أمس، الشعب الليبي المناضل على "تخلصه من حكم الطاغية معمر القذافي"، وبارك للمجلس الانتقالي في ليبيا "تسلمه مهام إدارة البلاد"، مطالبا اياه بـ "العمل الجاد والحثيث لإنقاذ سماحة الإمام السيد موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين وإعادتهم إلى وطنهم وذويهم".

وشدد على "ضرورة أن تضاعف الحكومة اللبنانية جهودها من أجل التوصل إلى تحريرهم وتأمين سلامتهم ومحاسبة المسؤولين عن جريمة إخفائهم وإعادة تحريك الملف القضائي مع السلطات الايطالية المعنية".

ودان المجلس "بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية"، مطالبا الحكومة اللبنانية "التحرك على مختلف المستويات الدولية لمعاقبة إسرائيل على قرصنتها للمياه اللبنانية والعمل الجاد والحثيث للاستفادة من ثرواته البرية والبحرية بما يحقق المصالح الوطنية".

ورأى في "ترؤس لبنان لمجلس الأمن الدولي هذا الشهر فرصة ينبغي استغلالها لنصرة القضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية المحقة وللضغط على العدو الإسرائيلي، بهدف إجباره على الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف عدوانه وانتهاكه المستمر للسيادة اللبنانية".

وشجب "العدوان الصهيوني المتمادي على مدينة القدس ومحاولة تهويدها واستمرار العدو الإسرائيلي بحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى بهدف تخريبه وهدمه"، داعيا العالم العربي والإسلامي والمؤسسات المعنية إلى "التحرك الفوري لإنقاذ المسجد الأقصى من الخطر المحدق به". وطالب بـ "دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي طليعتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق العودة".

وأسف لـ "انحدار الخطاب الإعلامي وتوسله التضليل والتشويه والقدح والذم والذي طاول المقامات الوطنية والسياسية والروحية، لا سيما التعرض لمقام رئيس مجلس النواب نبيه بري ودوره الوطني ومحاولة تشويه الحقائق والدس الرخيص قصد إثارة الفتن".

وأكد ان "الجيش الوطني هو ضمانة كبرى للسلم الأهلي وركيزة أساسية من ركائز الوطن وهو يشكل مع الشعب والمقاومة المعادلة الوطنية الثابتة لاستكمال التحرير من الاحتلال الإسرائيلي وحماية الوطن والدفاع عنه"، ورأى في استهداف الجيش والإساءة إليه وإلى دوره الوطني "استهدافا لكل اللبنانيين في أمنهم واستقرارهم".

ورحب بـ "إقرار الحكومة اللبنانية لخطة الكهرباء الوطنية، التي تشكل انجازا وطنيا ويدعو إلى وضعها موضع التنفيذ بأسرع وقت ممكن، لما في ذلك من مصلحة حيوية للمواطنين جميعا".

ودعا الحكومة إلى "الإسراع في معالجة المشكلات الاجتماعية والحياتية المتفاقمة، التي يعاني منها المواطنون وتصحيح الأجور والتقديمات الاجتماعية والتصدي لفلتان الأسعار وتأمين فرص العمل".

ودان "التدخل الأجنبي السافر في الشؤون الداخلية السورية"، ورفض "بشكل مطلق أن يتحول لبنان إلى مركز للتآمر على سوريا، التي قدمت التضحيات الكبرى للحفاظ على وحدة لبنان وشعبه في مرحلة المحنة القاسية وفي دفاعها عن القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية". وبارك "انطلاقة الحوار الوطني السوري على مستوى المحافظات وصولا إلى الحوار المركزي"، داعيا الجميع إلى "وعي حجم المؤامرة، التي تستهدف وحدة سوريا شعبا ودولة ومؤسسات لمحاصرتها وإلغاء دورها القومي الداعم لحركات المقاومة واستعادة الأراضي العربية المحتلة".

ورأى في الأعمال الإرهابية التي تطال الأبرياء ومراكز العبادة في العراق وباكستان وأفغانستان "مجازر لا تمت إلى الدين بصلة وتنافي القيم والأعراف الإنسانية كافة"، داعيا إلى "التبرؤ من مرتكبيها ومواجهتها بوحدة الصف والموقف". وأسف لـ "عدم استجابة النظام في البحرين لمطالب الشعب العادلة".

الى ذلك، استقبل الشيخ قبلان في مقر المجلس رندة بري، التي أطلعته على مشروع تأهيل وترميم مقام النبي عمران في القليلة، الذي تقوم به الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث جنوب لبنان.

 

عون: هل يمارس ميقاتي صلاحياته وفق الطائف أم يتصرف كديكتاتور؟

المستقبل/طمأن رئيس"تكتل التغيير والاصلاح"النائب ميشال عون" أن النظام في سوريا لن يسقط وسيكمل الإصلاحات"، وقال:"إذا سقط النظام فمن الذي سيأتي إلى الحكم بسوريا؟ "الأخوان المسلمين" هم الأكثر ظهوراً، وهم يقولون في منشوراتهم أن الديمقراطية ضد الشريعة الإسلامية، وبالتالي فهم ضد الديمقراطية ". واعتبر"ان المحكمة الدولية تم تهريبها وأنا براء منها براء، لانها مسيسة ".

وقال عون في حديث لبرنامج"كلام الناس"من ال"ال بي سي"مساء امس:"بقيت خطة الكهرباء كما هي، وبالنتيجة هذه الخطة لكل اللبنانيين، وانشاء الله في المجلس النيابي أن يشرفوا "تيار المستقبل" ويوقعون على الخطة. لقد حصلت التعديلات التي تهمهم في خطة الكهرباء ولذلك يجب أن يوقعوا عليها في مجلس النواب".

اضاف:" لم أسمع من أحد أن ميقاتي ضرب يده على الطاولة في جلسة مجلس الوزراء وقال "إما أن تمشوا في هذه الخطة وإلا أنا أمشي"، وقال:" لا أشعر أنني مطوق ، فأنا فكرياً مستعد لأن أتلقى ضربات من أي جهة، فالكل في هذه الحكومة حلفائي، وفي الوقت نفسه لا أحد".

وسأل:"هل رئيس الحكومة يمارس صلاحياته وفق الطائف، أم يتصرف كديكتاتور؟ ولمست هذا الامر مع ميقاتي عندما حاولوا أن يضعوا رقابة بموضوع خطة الكهرباء، فهذا ليس من حقهم".وسأل:"كم عقدت الهيئة العليا للإغاثة من إجتماع حتى الآن، وفيها سبعة وزراء، والرقابة مفقودة على مجلس الإنماء والإعمار منذ العام 1995، بالإضافة إلى صندوق المهجرين ومجلس الجنوب، فأين الرقابة على مؤسسات الدولة؟ ".

وردا على سؤال قال:" لم يكن (الرئيس)سعد الحريري هو المشكلة بل تبنيه وسكوته عن المشاكل الموجودة، وبالنسبة لنا لن ينام أي من ملف من الملفات التي طرحناها وأثرناها ".

وتابع:"أنا ضد إستملاك بيروت وضد مشروع "سوليدير"، وإذا كان صاحبها سني فلا علاقة للسنة بذلك، والآن من يملك بيروت، عاصمة لبنان من يملكها؟ فكان المطلوب إعادة إعمار بيروت لأهلها".واعتبر انه"إذا رفض ميقاتي إزالة عبد المنعم يوسف واشرف ريفي وسعيدميرزا وووسام الحسن وسهيل بوجي من مراكزهم، إذاً هو يعتبر نفسه أنَّه فوق القانون، وهذه أصبحت قضية وطنية، فمثلاُ شعبة المعلومات غير قانونية، وعندما استقبلت في العام 2010 الحسن استقبلته كموفد من قبل الرئيس (سعد الحريري)".وقال:"لا أريد أن أقول أن(الوزير مروان) شربل خرج من بيت الطاعة او لم يخرج فأنا أصف الأمور كما هي ومن له أذن فليسمع. وهناك فساد في الدولة وما أستطيع أن أفعله سأفعله لتأليب الناس على متخاذل"موضحا"ان موقف البطريرك الراعي بشأن الوضع في سوريا جديد ويتأقلم مع الأجواء السياسية الواقعية الحالية ومع استراتيجية جديدة للواقع القائم في الشرق الأوسط، وأطمئن أن النظام في سوريا لن يسقط وسيكمل الإصلاحات، وإذا سقط النظام فمن الذي سيأتي إلى الحكم بسوريا؟ فـ"الأخوان المسلمين" هم الأكثر ظهوراً، وهم يقولون في منشوراتهم أن الديمقراطية ضد الشريعة الإسلامية، وبالتالي فهم ضد الديمقراطية الموجودة في الغرب ".

اضاف:" الحكم في سوريا لا زال متضامناً، ومن يقول لي أن الذين يقومون بهذه الأعمال في سوريا ليسوا هم أقلية في هذا البلد؟ ألم يقع قتلى في صفوف العسكر في سوريا، فهل العسكريون هم من بادروا إلى إطلاق النار أولاً؟ من قتل هؤلاء الجنود؟ فنحن مع حق التظاهر ولكن عندما تصبح الدعوة لإسقاط النظام مع حمل للسلاح، فكل نظام سيدافع عن نفسه".معربا عن اعتقاده انه" إذا سقط النظام في سوريا لست أنا من سيسقط فالخسارة ستكون أكبر، وأنا سأصبح ذمياً في حال تغير النظام".

وعن المحكمة الدولية قال:" عندما تمس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بالمادة عشرين وبالتالي بالدستور اللبناني، ويتم تشكيلها بشكل "تهريبة" فأصبحت أنا براء من هذه المحكمة، وعملياً كيف يريد أن يتعاطى واقعياً مجلس الوزراء معها فليتعاطى، فلست أنا من "يخانق" الأمم المتحدة بل هي التي "تخانقني"، وبعد 30 آذار 2007 لم أعد أرى أنَّ المحكمة شرعية.المحكمة مسيسة ، ومن يقبل قراراً إتهامياً متدرجاً، فعقلي لا يقبل هذه الأمور ولا ثقافتي ولا القانون والدستور".

وفي موضوع النسبية،قال:"من يقول إن كل "14 آذار" ستكون ضد النسبية ، ففي إجتماع بكركي(الدكتور سمير) جعجع كان مع النسبية وحتى "الكتائب اللبنانية" كانت في هذا الإتجاه.اما موقف وليد جنبلاط فموقف لحظة ، وحتى الآن لا حديثاً حول الإنتخابات بيننا، وهو في هذا الحديث الذي كان في أحد المخيمات لـ"الإشتراكي" يقول إنه لن يكون هناك تحالفاً إنتخابياً".

 

"الجريدة" تنشر تفاصيل رحلــة جنبلاط الى ليبيا:طائرة مستأجرة بآلاف الدولارات اقلته الى بنغازي

المركزية- نقلت صحيفة "الجريدة" عن نائب بارز في كتلة "الوفاء للمقاومة"، رؤيته في "زيارة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط إلى ليبيا ترجمة لعاطفة دفينة لدى رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" تدفع به إلى تأييد الثورات العربية التي تستهدف من بين ما تستهدفه نظام الرئيس السوري بشار الأسد"، وأضاف انَّ "جنبلاط يتماهى مع الثوار وهو من حيث يدري أو لا يدري، ومن حيث يريد أو لا يريد يوحي لدمشق وحلفائها اللبنانيين بأنه لا يزال ضمنياً في موقع يدعي علناً أنه تركه إلى غير رجعة".

وشدد النائب نفسه على أنَّ "دمشق و"حزب الله" مقتنعان ويعرفان تمام المعرفة أن جنبلاط ترك قوى "14 آذار" من باب الضرورة وتمرير الوقت لا من باب القناعة الاستراتيجية، ومع ذلك فهما يتعاطيان معه بالطريقة ذاتها، خصوصاً أن السياسة هي في النهاية التقاء مصالح، و"حزب الله" وسوريا سيستمران في الاستفادة من موقع جنبلاط الحالي حتى النهاية"، مشيراً إلى أنَّ "لدى المعنيين تقارير ومعلومات دقيقة ومفصلة عن الزيارة - الرسالة وكيفية حصولها وترتيبها منذ زيارة الوفد الليبي لرئيس الحزب "الاشتراكي" حتى انتهاء الزيارة".

وفي هذا السياق، أوردت "الجريدة معلومات مفادها أنَّ "جنبلاط هو الذي بادر إلى الإعراب عن رغبته في إتمام الزيارة، وقد رحّب الوفد الليبي بهذه الرغبة من منطلق المجاملة، خصوصاً أنه لم يكن مفوضاً بحمل مثل هذه الدعوة"، مشيرةً إلى معلومات لدى "حزب الله" مفادها أنَّ "جنبلاط بادر إلى ترتيب الزيارة كعادته من خلال الطلب من النائب نعمه طعمه وضع طائرته الخاصة بتصرفه للانتقال إلى بنغازي، وقد أبدى طعمه كل استعداد لذلك قبل أن يتبين أنه بسبب الظروف الأمنية والعسكرية في ليبيا، فإن شركات التأمين الدولية تشترط على أي طائرة تحط في مطار بنغازي ألا تمكث هناك أكثر من أربع ساعات مقابل خمسة وعشرين ألف دولار بدل تأمين عن الرحلة، وتفرض الشركات مقابل كل ساعة إضافية مبلغاً من المال يقارب العشرة آلاف دولار. عندها اقترح قائد الطائرة أن يحط بالوفد "الإشتراكي" في بنغازي، على أن تغادر الطائرة إلى وجهة قريبة لتعود بعد ثماني ساعات وتقل جنبلاط وصحبه إلى بيروت"، وأضافت أنَّه "إزاء موقف الطيار، أبدى النائب نعمه طعمه استعداده لاستئجار طائرة خاصة مع طيار مستعد للبقاء على أرض مطار بنغازي أكثر من أربع ساعات، وتم الاتفاق مع شركة تتعاطى تأجير الطائرات على إتمام الرحلة مقابل سبعة وثلاثين ألف دولار زيادة على التأمين الأصلي البالغ خمسة وعشرين ألف دولار".

 

اتصالات رئاسية لتطويق مفاعيل سجالات "ويكيليكس"

تخوف دبلوماسي من تداعيات سورية على الداخــل

المركزية – يتحرك المشهد السياسي على وقع حرب السجالات المفتوحة بين نواب "المستقبل" و "الاكثرية" ولا سيما حزب الله وكتلة التنمية والتحرير على خلفية ما ينشره من وثائق "ويكيليكس" التي تتناول رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من حوادث سوريا وارتداداتها على المستوى اللبناني وسلاح حزب الله بين مؤيد في الاكثرية ومناهض في المعارضة، على رغم محاذرة القوى المسيحية الغوص في خلفيات الكلام المفاجئ وغير المسبوق لسيد بكركي التي لطالما التزمت ثوابت تاريخية لم يحد عنها اي من البطاركة المتعاقبين.

الرد الشيعي: فالصراع المحتدم بين فريقي 8 و14 آذار المتصل بمضمون وثائق ويكيليكس اتخذ بعدا اضافيا في ضوء دخول المرجعيات السياسية والروحية على خط السجال، ذلك ان، وفي اعقاب مواقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد القاسية وبعدها كلام نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان دفاعا عن الرئيس بري ودوره الوطني، استكمل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان اليوم حملة الدفاع داعيا "فريق 14 آذار الى وضع حد للحملة التي لا مبرر لها على المقاومة وعلى الرئيس بري الا اذا كان هذا الفريق قرر سلفا اسقاط الحكومة ثم اسقاط البلد وادخاله في أتون الفوضى. اما النائب علي عمار فانتقد بعنف الرئيس سعد الحريري وحزبه واعلامه مؤكدا انهم خسئوا لأن بري دعامة رئيسة من دعائم المقاومة ومشروعها وهو في الخندق المتقدم للدفاع عن لبنان المستقبل.

اتصالات تطويق: وفي هذا السياق، كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ "المركزية" ان حركة اتصالات بدأت على اعلى المستويات السياسية لتطويق ذيول السجالات ومفاعيلها الميدانية ومنع ترجمتها توترا في الشارع خشية المس بالاستقرار الامني في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها لبنان والمنطقة.

"امل" و "حزب الله": وفي سياق متصل، كشفت اوساط سياسية لـ "المركزية" عن ان قيادتي حزب الله وحركة "امل" اوعزتا الى قيادات المناطق ولا سيما في البقاع والمحازبين كافة بوجوب التنبه الى عدم الانجرار في اتجاه اشكالات ومناوشات تتخذ الطابع المذهبي او الطائفي خشية محاولة البعض خلق اجواء اضطراب وفتنة في لبنان، توازيا مع الوضع السوري المتأجج، خصوصا في ظل الحوادث الامنية المتنقلة بين المناطق.

التداعيات السورية: في غضون ذلك، نقل مندوب "المركزية" في باريس عن اوساط دبلوماسية اوروبية توقعها انعكاسات سلبية للوضع السوري على الداخل اللبناني في الاشهر المقبلة، في حال استمرت المواجهات والنزف الدموي بين المحتجين والنظام ولم تتوافر اطر الانتقال الهادئ للسلطة. واشارت الى الاهمية الكامنة في موقف رئيس وزراء تركيا الاخير من الرئيس بشار الاسد الذي اعلن فيه ان من جاء بالدم لا يخرج الا بالدم، مؤكدا ان حكمه سينتهي في شكل دام وانه لن يتصل به بعد الآن. واعتبرت ان الامور باتت اكثر وضوحاً في ما يتصل بوضع النظام في سوريا حيث كانت فرص انقاذه لا تزال كبيرة غير انها لم تعد كذلك اليوم في ظل قطع شعرة معاوية مع تركيا، ورفض الرئيس الاسد النصائح الاقليمية والدولية، وفشل كل المحاولات التركية والروسية والصينية وحتى مبادرة الجامعة العربية. ورجحت الاوساط انشاء مجلس انتقالي في سوريا في حال موافقة العلويين على المشاركة. الا ان الاوساط اكدت اهمية الدعم الروسي للنظام السوري المرفق بنصح بوجوب تسريع العمليات العسكرية والاصلاحات، خصوصا ان المواجهات وصلت الى نقطة اللاعودة حيث بات من المؤكد ان الاقوى سيربح.

 

مجدلاني: طريقة تمويل المحكمــــة لا تهمنا "ويكيليكس" تدل الى رفض الجميع سلاح حزب الله

المركزية- اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني اننا "ننتظر تنفيذ الرئيس نجيب ميقاتي لتعهداته بتمويل المحكمة لأنه اعلن ذلك في اكثر من مناسبة ومكان"، لافتاً الى ان "لا مصلحة للبنان بالتهرب من التزاماته تجاه المحكمة لأنه بذلك سيضع نفسه في مواجهة مع المجتمع الدولي، خصوصاً انه يرأس مجلس الامن الدولي هذا الشهر الذي انشأ المحكمة بالقرار 1757 تحت الفصل السابع". وقال لـ "المركزية" رداً على سؤال عما تداولته بعض الصحف عن صيغة سيعتمدها الرئيس ميقاتي كمخرج لتمويل المحكمة عبر احتياطي الخزينة: "لا يهمنا كيف وممن سيأتي بالتمويل، فجل ما يعنينا التزام لبنان التمويل، وفي حال لم يف الرئيس ميقاتي بتعهداته عندها لكل حادث حديث". ويكيليكس: وعن ردة الفعل ازاء ما تنشره صحيفة "المستقبل" من وثائق سرية نقلا عن موقع "ويكيليكس" سأل مجدلاني: "لماذا ردّة الفعل هذه من قبل حزب الله وحركة "امل" تجاه ما تنشره "المستقبل" بينما كل ما نشرته سابقاً جريدة "الاخبار" من وثائق لم نرد عليها ولم ننتفض على ما طالنا من اخبار"؟ ورأى ان "حزب الله يتعاطى بطريقة استنسابية مع هذه الوثائق، فعندما نشرت "الاخبار" جزءا منها اعتبرها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله كدليل سيقدمه الى القضاء لمحاكمة قوى 14 آذار لتورطها مع اسرئيل واميركا ضد المقاومة". اضاف: "ردة الفعل هذه على الوثائق تذكرني بمثل "الفاجر اكل مال التاجر"، فنحن لا نملك فجورهم ولا هذا الانحدار لمستوى الشتائم في الخطاب السياسي، لأننا حريصون على التعاطي السياسي النظيف على مستوى الدولة وآمال الشعب اللبناني". وختم: "هذه الوثائق ان دلّت الى شيء، فإلى ان ما من لبناني مع سلاح حزب الله، فالحليف المعلن او الحليف المضمر والخصم جميعهم ضد السلاح".

 

حرب يطلب اســـتجواب الحكومـــة في حق اللبنانيين غير المقيمين بالانتخاب

المركزية- امل النائب بطرس حرب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري تعيين جلسة عامة لاستجواب الحكومة حول قانون الانتخابات النيابية وحق اللبنانيين غير المقيمين في الانتخاب وذلك في استجواب رفعه الى الحكومة بواسطة رئاسة المجلس النيابي سندا للقانون الرقم /25/ المنظم للإنتخابات النيابية في لبنان والذي أقرّ في الفصل العاشر منه حق اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية في الانتخاب في أماكن وجودهم، وجاء في الاستجواب:

دولة رئيس مجلس النواب نبيه برّي المحترم

يتشرف النائب بطرس حرب بتوجيه الاستجواب الآتي إلى الحكومة حول قانون الانتخابات النيابية وحق اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية بالانتخاب ، آملاً إحالته إليها للجواب وتعيين جلسة للمناقشة.

في تاريخ 8/10/2008 صدر القانون الرقم /25/ المنظم للإنتخابات النيابية في لبنان والذي أقرّ في الفصل العاشر منه حق اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية في الانتخاب في أماكن وجودهم، دون تكبد عناء الانتقال إلى لبنان ودوائرهم الانتخابية جسدياً، لممارسة حقهم في إنتخابات ممثلي الأمة.

ولقد نصت المادة /104/ من القانون على أنه :"يحق لكل لبناني غير مقيم على الأراضي اللبنانية أن يمارس حق الاقتراع في السفارات والقنصليات اللبنانية وفقاً لأحكام هذا القانون، شرط أن يكون أسمه وارداً في القوائم الانتخابية وأن لا يكون ثمة مانع قانوني يحول دون حقه في الاقتراع".

كما نصت المادة /106/ من القانون على أنه :

"فور صدور هذا القانون، تدعو وزارة الخارجية والمغتربين بواسطة السفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج، بالطرق التي تراها مناسبة، اللبنانيين الذين تتوفر فيهم الشروط المذكورة أعلاه، للإعلان عن رغبتهم بالاقتراع في الخارج وذلك بتسجيل أسمائهم، وذلك بحضورهم الشخصي أو بموجب كتاب موقّــع ومثبّت وفقاً للأصول، في السفارة أو القنصلية التي يختارونها مع المعلومات المطلوبة كافة المتعلقة بهويتهم والرقم سجلهم.

يجب أن لا تتجاوز المهلة المعطاة للتسجيل 31 كانون الأول من السنة التي تسبق موعد الانتخابات النيابية، يسقط بعدها حق الاقتراع في الخارج في الانتخابات النيابية التالية".

ومن الملفت أن هذه المادة نصت على مهلة إسقاط لحق اللبناني المقيم خارج الأراضي اللبنانية في الانتخاب إذا لم تدعو وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانيين للإعلان عن رغبتهم بالاقتراع في الخارج وإذا لم يقوموا بتسجيل أسمائهم قبل 31 كانون الأول من السنة التي تسبق موعد الانتخابات النيابية، ما يعني أن حقوق اللبنانيين المقيمين في الخارج في الاقتراع في الخارج في الانتخابات النيابية المقبلة معرض للسقوط إذا لم يسجلوا أسماءهم ورغبتهم في الانتخاب قبل 31/12/2012 أي آخر السنة التي تسبق موعد الانتخابات المفترض حصولها في ربيع سنة 2013.

هذا بالإضافة إلى أحكام تنظيمية لعملية الانتخاب في السفارات والقنصليات.

كما فرضت المادة /114/ من القانون على كل من وزارتي الداخلية والخارجية موجبات تضمن حسن العملية الانتخابية حيث جاء فيها :

"تأميناً لتطبيق أحكام هذا الفصل، وضماناً لحق اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية في الاقتراع في أماكن إقامتهم في الخارج في الانتخابات النيابية العامة التي تلي إنتخابات العام 2009، تتخذ، إعتباراً من صدور هذا القانون، الإجراءات الآتية:

1- على وزارة الداخلية والبلديات، قبل العاشر من شباط من كل سنة، أن ترسل، بواسطة وزارة الخارجية والمغتربين، إلى سفارات وقنصليات لبنان في الخارج، القوائم الانتخابية بشكل أقراص مدمجة (CDS ).

2- على وزارة الخارجية والمغتربين أن تنشر وتعمم القوائم أعلاه بكل الوسائل الممكنة وتدعو الناخبين إلى الإطلاع عليها وتنقيحها عند الاقتضاء، لترسلها إلى المديرية العامة للأحوال الشخصية قبل العاشر من آذار من كل سنة. تطبق على عمليات تنقيح القوائم وتصحيح القيود وشطبها الأصول والإجراءات المنصوص عليها في الفصل الرابع من هذا القانون، وتجري المراسلات عبر وزارة الخارجية والمغتربين التي تحيلها على المرجع المختص.

3- تضع وزارة الخارجية والمغتربين، ضمن مهلة أقصاها سنة واحدة من تاريخ نشر هذا القانون، دراسة تفصيلية تتعلق بآلية أقتراع اللبنانيين غير المقيمين، في السفارات والقنصليات. على أن تتضمن هذه الدراسة جميع التفاصيل التطبيقية المتعلقة بجهوزية تلك السفارات والقنصليات، بشرياً ومادياً مع توصيات بالحاجات اللوجستية والتقنية ومهل تنفيذها وكلفتها التقريبية. ترفع الدراسة إلى مجلس الوزراء لاتخاذ التدابير التنفيذية المناسبة وتأمين الاعتمادات اللازمة".

لقد سبق لنا أن طالبنا وزارتي الداخلية والخارجية والمغتربين بتنفيذ الآلية المذكورة أعلاه في أكثر من جلسة من جلسات مجلس الوزراء وخلال عمل الحكومة السابقة.

ولقد أبلغ وزير الداخلية السابق الدكتور زياد بارود مجلس الوزراء أن وزارة الداخلية جاهزة لتنفيذ أحكام القانون الذي يؤهل اللبنانيين الموجودين خارج لبنان للإنتخاب حيث هم.

إلا أن وزير الخارجية السابق الدكتور علي الشامي أعلن أن وزارة الخارجية لم تتمكن من وضع آلية الانتخاب بعد، وهي لا تملك القدرات التي تسمح لها بتنفيذ التزاماتها في هذا المضمار، ما اثار ردة فعل قاسية وكبيرة في الأوساط السياسية، وما دفع الحكومة ومجلس الوزراء في إحدى آخر جلساته إلى إعادة التأكيد على وجوب إلتزام وزارة الخارجية بموجب توفير الآلية. إلا أنه من المؤسف أن الأمر بقي على حاله، واقتصر ما قامت به وزارة الخارجية على توجيه تعميم إلى السفارات اللبنانية في العالم تطلب فيه جمع معلومات حول اللبنانيين وتطلب إلى اللبنانيين المقيمين في الخارج تسجيل أسمائهم دون إتباعه بأي توجيهات أو قرارات أو إمكانيات أو آليات لتمكين هؤلاء اللبنانيين من الانتخاب.

وتبين لنا من خلال إتصالنا ببعض الجاليات اللبنانية في الخارج أن الحكومة الحالية لم تبادر إلى أي تحرك جدي في هذا المضمار، ما يشكل أعتداءً على حق دستوري للكثير من اللبنانيين ومخالفة صارخة لأحكام القانون الرقم 25/ 2008.

ولما كان من غير الجائز السكوت على سياسة الحكومة الرامية إلى حرمان عدد كبير جداً من اللبنانيين، من غير المقيمين على الأراضي اللبنانية، من حق أساسي لهم في المشاركة في الحياة الوطنية عبر إختيار ممثليهم في مجلس النواب، ما يشكل تمييزاً فاضحاً غير مقبول بين اللبنانيين، مع ما لهذه السياسة من إنعكاسات أساسية على نتائج الانتخابات، وعلى صحة التمثيل الشعبي في المؤسسات الدستورية، بالإضافة إلى إنعكاسات هذه السياسة الخاطئة على الروابط بين اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية وبوطنهم ودولتهم.

ولما كانت الخشية كبيرة من أن سياسة الحكومة الحالية قد تهدف بصورة متعمدة إلى منع هؤلاء اللبنانيين من المشاركة في الحياة الوطنية لأسباب حزبية أو سياسية، أو حتى لأسباب مرتبطة بالتوازنات الوطنية التي يمكن لتطبيق أحكام قانون الانتخابات تحقيقها.

ولما كان إمتناع الحكومة عن إتخاذ التدابير العملية لتنفيذ أحكام القانون الرقم 25/2005 يشكل مخالفة غير مقبولة لأحكام القانون وضرباً للمبادئ التي كرّسها الدستور اللبناني، ولا سيما حق كل اللبنانيين، دون أي تمييز، في التمتع بالحقوق والواجبات عينها، وتوفير الظروف لتمكينهم من ممارسة حقوقهم الدستورية، وعلى رأسها حق المشاركة في الحياة الوطنية وفي تقرير مستقبل البلاد. أتقدم من دولتكم بهذا الاستجواب راجياً إحالته إلى الحكومة للجواب عليه في مهلة أقصاها خمسة عشر يوماً من تاريخ تسلمها إياه، وأطلب تعيين جلسة مخصصة لمناقشة الاستجواب، وفقاً لأحكام المادتين /131/ و /132/ من قانون النظام الداخلي، على أن يصار في ضوء موقف الحكومة وإذا لم يكن مقنعاً، إلى طرح الثقة بالحكومة ونزع الثقة عنها وإسقاطها.

 

المفتي قبلان لـ"14 آذار": حملتكم لا مبرر لها الا اذا كان الهدف إســقاط الحكومة والبــلد

المركزية- رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة "إن المشهد الإقليمي يدعو الى الخوف وعدم الاطمئنان، وما يجري في المنطقة من تحولات يدعونا الى التوقف ملياً والقراءة الموضوعية حتى نتمكن من الوصول إلى تصورات واضحة وواقعية في مواجهة مفاجآت قد يتعرض لها لبنان الذي لا تزال ساحته مفتوحة على كافة الاحتمالات السيئة. دعوتنا ما زالت لكل القيادات السياسية والحزبية بوقف السجالات السياسية، وتخفيف وتائر التصعيد والتحريض الطائفي والمذهبي، فالمرحلة حساسة ولا تحتمل المزيد من الانفلات في كل أصنافه. أضاف: "لبنان بكيانه وصيغته في حاجة إلى طي صفحة الخلافات، واللبنانيون دفعوا أثماناً باهظة، ووصل بهم الأمر إلى حال من الاشمئزاز حيال كل صراع سياسي، سيما ما كان على حسابهم، وهم الذين لا حول لهم ولا قوة . لقد آن الأوان لنخرج من كل هذه المعمعة التي لا جدوى منها إلا المزيد من التدهورات السياسية والأمنية والاقتصادية، فالأعباء المعيشية تتصاعد يوماً بعد يوم، والغلاء مستفحل، وخصوصاً مع بداية العام الدراسي، فعلى السياسيين في لبنان أن يعوا بأن لعبة الغالب والمغلوب يجب أن تنتهي لما ينتج عنها من فوضى هدّامة لبلدهم، وأن المسؤولية يجب أن يتحملها الجميع – الموالاة والمعارضة -، فالمسؤولية الوطنية لا تتجزأ ومصالح الناس ولقمة عيشهم لا تسيّس، والكل معني بها ولا مبرر لأي فريق أن يتنصل منها وتحت أي عنوان كان".

ودعا هذه الحكومة إلى وضع مشاكل الناس في سلّم أولوياتها. معتبراً أن "ما تم بالأمس في مجلس الوزراء من إقرار لخطة الكهرباء إنجازاً وطنياً نأمل في أن تكمل الحكومة استراتيجيتها التنموية والإنمائية بعيداً عن المزايدات والتوظيفات السياسية، لاسيما موضوع التعيينات في الإدارات والمؤسسات العامة ومقاربته وفق القانون وطبقاً لمعايير الكفاءة، بعيداً عن أي اعتبار سياسي أو طائفي أو مذهبي. نعم يجب وضع حد لكل الفساد المستشري، والاهتراء والتسيّب والفوضى في الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة، إذا كنا نريد فعلاً بناء دولة عصرية وحديثة". كما دعا: "إلى وقف الخطاب المتشنج الذي يعمق الشرخ ويكرس الانقسام بين اللبنانيين. وقال: على شركائنا فريق 14 آذار عدم الارتهان والرهان على الخارج خصوصاً الأميركي الصهيوني والغربي، والتخفيف من اللهجة التصعيدية ووضع حد لهذه الحملة التي لا مبرر لها على المقاومة ولا على فريق السلطة ولا على الرئيس بري إلا إذا كان هذا الفريق قد قرر سلفاً إسقاط الحكومة ومن ثم إسقاط البلد وإدخاله في أتون الفوضى والفتن الطائفية والمذهبية بسبب خروجه من السلطة. لهذا الفريق بكل محبة نقول: السلطة ليست إرثاً ولا حكراً لأحد، بل هي ملك الناس، والسلطة عندما تصبح ملكاً خاصاً يصبح الوطن مقبرة للجميع، لذا ندعوكم إلى التروي واعلموا "أَنَّ الدَّهْرَ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ ويَوْمٌ عَلَيْكَ" ولا نقول بأن خروجكم من السلطة هو بمثابة يوم عليكم، بل هذا هو لبنان الكيان الجديد الذي أسسه قادتكم، وهذه هي لعبة تداول السلطة، وأنتم من دعاتها ومن الحريصين عليها، فاهدأوا وخففوا من حدة تشنجاتكم ولا تندفعوا كثيراً خلف أوهام سرابية ورهانات من خارج الحدود، بل راهنوا على الوحدة، وراهنوا على التوافق، وراهنوا على معارضة بناءة للوطن لا هدامة وعلى أن نكون معاً في الداخل والخارج، وبالتحديد مع سوريا، لأن سقوط سوريا يعني سقوطنا جميعاً في مستنقع الأثنيات والطائفيات والمذهبيات، وقد يدخلنا في احترابات عبثية، الرابح فيها سيكون هو الخاسر، ونكون عندها وقعنا في فخ المشروع التفتيتي والتهديمي ليس للبنان فحسب، بل للمنطقة بأسرها. كما ندعو الزعماء والقادة العرب إلى إدراك خطورة ما قد يتأتى من عدم وقوفهم بكل قوة إلى جانب سوريا في هذه المحنة التي تمر بها ومساندتها في إفشال هذه المؤامرة التي حيكت ضدها والتي لن تقف عند حدود معينة أو جغرافية محددة بل ستستمر لتطال المنطقة بثرواتها وبتعايش شعوبها".

الحثالات الإرهابية للنظام السوري في مجزرة الحسم!

داود البصري/السياسة

بات واضحا للجميع بأن طريق الثورة الشعبية السورية يسير اليوم بإتجاه واحد وسريع نحو النصر النهائي وإنجاز المطلوب, فالدماء الغالية التي قدمها السوريون على مذبح الحرية والكرامة وتحقيق الأهداف ليست رخيصة أبدا لكي تهدر في نزاع عبثي لا طائل من ورائه بل إنها دماء عزيزة وغالية رسمت على خارطة الوطن السوري الجميل وجها نضاليا شامخا لن تنتكس راياته أو تفتر عزيمته أو تتراجع غاياته واهدافه حتى تحقيق الهدف المنشود والمقدس, وهو ترحيل النظام السوري المتغطرس لمزبلة التاريخ واحالة قياداته الإرهابية المجرمة الى عدالة الشعب السوري التي ستنال قصاصها العاجل منه, وسيناريو سقوط النظام بات اليوم يكمل جميع مراحل صورة الوضع النهائي, وقادة النظام الأمنيين يعلمون بحتمية الإنهيار القريب وتلاشي دولة القمع والإرهاب للأبد, والنظام بعد أن كشفت جميع أوراقه لا حلول ناجعة ومباشرة لديه سوى الإفراط في القمع الأمني والتوسع في فرض الإرهاب, وتجريد الحملات العسكرية, واستعمال مختلف الوسائل وصنوف الأسلحة في ترهيب الجماهير, ومنها سلاح القوة الجوية الخائب والفاشل في مواجهة سلاح الجو الإسرائيلي, ولكنه الشاطر جدا.. جدا في استعراض عضلاته المثقوبة على الجماهير العزلاء, ويبدو أن الإفراط في الخيبة واليأس قد يدفع النظام لاستعمال أسلحته الكيماوية أيضا ضد الجماهير بدعوى إن تلك الجماهير تؤدي دورا اسرائيليا في تركيع نظام الصمود والتصدي والممانعة !

 لا تستغربوا حيل وفذلكات وأكاذيب النظام الذي ماعاش هذه العقود الطويلة في سلطة الدم إلا بفضلها وبفضل سياسة القمع الممنهج, وخنوع الناس والجماهير ووقوعها تحت أسر الرهبة والخوف والجزع من الإنتقام, حتى عاش النظام في أحلام وردية وفي ظل حالة تخدير وإيمان فعلي بأن تلك الجماهير لن تتحرك أبدا, ولن تنتفض لكرامتها, وحريتها, وهو الوهم الكبير الذي يدمن عليه جميع الديكتاتوريين.

 لقد انتهت اللعبة بالكامل وماعاد النظام ولا آلته الإرهابية, وجرذانه في المخابرات لا يخيفون أحدا بعد أن تمردت جموع الشعب الثائرة وكسرت حواجز الخوف والذل والمهانة ورفعت الشعار الخالد »أطلب الموت توهب لك الحياة« وبأن الموت أفضل كثيرا من العيش بدون حرية ولا كرامة إنسانية, وقد زخرفت قوافل الشهداء الأبرار خارطة الوطن السوري بجحافل رائعة من الشهداء, هم الوقود الأكبر والقربان الأعظم للتغيير المقبل القريب.

 النظام في كل عملياته الإرهابية لا يستهدف سوى كسر إرادة الثوار وإيصالهم الى حاافة اليأس عبر استعراض بائس للقوة المنهارة فالحقائق الميدانية قد أثبتت بإن الإفراط في القمع يؤدي الى نتائج عكسية لشعب مناضل وعظيم قرر أن يغير التاريخ وأن يتصدر مسيرة الحرية لشعوب الشرق القديم وأن تكون ثورته المقدسة بمثابة عروس الثورات العربية من دون استثناء رغم صعوبة الهدف وحساسية المهمة, وأزاء هذه الحالة الثورية الشعبية السورية العصية على الإنكسار أوالهزيمة لم يجد النظام بدا من اللجوء الى خياراته الإرهابية واستعمال أوراقه القديمة وإعادة إستدعاء بعض حثالات ومجرمي الماضي القريب من الذين كان لهم دور بارز وتاريخي في قمع وقتل الشعب السوري ومنهم المجرمان اللواء علي دوبا مدير المخابرات السابق واللواء محمد الخولي مدير مخابرات القوة الجوية السابق المتورط بعمليات إرهاب على مستوى دولي في الشرق الأوسط وأوروبا ومنها عملية الإرهابي نزار هنداوي في مطار لندن عام 1986 وغيرها الكثير, وطبعا العودة للبس الأحذية القديمة لن تفيد النظام شيئا ولن تقدم أية إضافات أوتحسينات أوحلول لوضع سلطوي بائس, ما سيحصل بعد إستشارة أولئك المجرمين وإخراجهم من برميل نفايات الماضي, سيكون الإغراق في الدم ومحاولة تقطيع أوصال المدن السورية الثائرة المنتفضة هي المنهج المتبع والمعركة المقبلة بكل تأكيد ستكون معركة الحسم الأخيرة لنظام يسير مسرعا ويصعد بثبات نحو الهاوية السحيقة, بكل تأكيد لن يسمح العالم الحر أبدا بتكرار مجازر الثمانينات من القرن الماضي وستقطع أيادي المجرمين وسيجللون بالعار وسنشهد مصارعهم ومحاكمتهم قريبا, بل وسنحضر جلسات محاكماتهم التاريخية المشهودة وستكون مصائرهم بائسة كنفوسهم الذليلة والمجرمة والمكفهرة بالحقد, لن ينتصر القتلة بأدواتهم الإرهابية الرثة وبرموزهم المجرمة, بل سينالون جزاءهم وقصاصهم العادل من رب العزة والجلال أولا قبل جموع الشعب الثائرة, »ويكيدون كيدا واكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا«.

*كاتب عراقي

 

المبادرة العربية تجاه سورية ما لها وما عليها

غسان المفلح/السياسة

لماذا الحديث عن المبادرة العربية, بعدما رفضها النظام السوري ورفض معها للمرة الثانية استقبال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي, وتتلخص هذه المبادرة بدعوة الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف ضد المدنيين وسحب كل المظاهر العسكرية من المدن السورية وتعويض المتضررين وجبر كل أشكال الضرر الذي لحق بالمواطنين وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين أو المتهمين بتهم المشاركة في الاحتجاجات الأخيرة, والانتقال إلى نظام حكم تعددي وأن يستخدم صلاحياته الموسعة الحالية كي يعجل بعملية الإصلاح والإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في عام 2014 موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس, يتم فصل الجيش عن الحياة السياسية والمدنية. والباقي تفاصيل يمكن للقارئ الكريم الاطلاع على النص الكامل للمبادرة, والمنشورة في الاعلام, وفي اليوم نفسه الذي رفض فيه النظام السوري ان يستقبل نبيل العربي, والتقى فيه أيضا برئيس منظمة الصليب الأحمر الدولية, كان هناك شهداء على يد أجهزة القمع و"الشبيحة" واقتحام مدن واعتقالات بالمئات. أولا ما يلفت النظر في هذه المبادرة هو اعترافها بقوى المعارضة السورية على قاعدة الندية والتكافؤ والمساوة مع النظام بدءاً من التجمع الوطني الديمقراطي (هيئة التنسيق الوطني لقوى التغير الوطني الديمقراطي في سورية) والتنسيقات الميدانية البازغة على الأرض في الحوار بصفتها شريكاً معترفاً به سياسياً وممثلين عن التيار الإسلامي وشخصيات وطنية معروفة ذات رصيد, وذلك على أساس رؤية برنامجية واضحة للتحول من النظام القديم إلى نظام ديمقراطي تعددي بديل ووفق ثوابت الوحدة الوطنية: لا للعنف, لا للطائفية, لا للتدخل الأجنبي.

والآن بات واضحا أيضا أننا نستطيع الحديث عن مبادرة عربية تتولى أمر المعارضة فيها دولة قطر الشقيقة, حيث عقدت مشاورات في الدوحة من أجل تشكيل مجلس وطني للمعارضة السورية, وسمح النظام لمعارضين سوريين كثر بالخروج من سورية إلى الدوحة, من أجل ذلك. والسماح لهؤلاء المعارضين بالخروج, في الواقع هو مناورة من قبل النظام من أجل أمور عدة لسنا بصدد الحديث عنها الآن. هذه المبادرة العربية أعتقد انها قد حازت على رضا إيران أيضا. أما الموقف التركي فلايزال غامضا تجاهها.كنت ولا أزال داعما لتشكيل مجلس وطني سوري, لكن من الواضح كما كنت قد كتبت أكثر من مرة أن هذا النظام لايزال يحظى بفرص, وكما قال معارض سوري بعد صدور المبادرة العربية "العالم ينزع الشرعية عن النظام السوري, والجامعة العربية والصليب الأحمر يخلعانها عليه" كما أنه حدثت وتحدث لقاءات واتصالات في هذه الاثناء, من قبل فعاليات سورية ولبنانية من أجل إعطاء هذا النظام مزيدا من الفرص. كما أن الروس أيضا يعملون على خط آخر, حيث من المنتظر أن يعقد لقاء بين المعارضة السورية ممثلة بمؤتمر انطاليا وبعض الشخصيات المستقلة وبين مسؤولين في الدوما الروسي والكرملين في موسكو.

العنوان العريض لكل هذه المبادرات التي تجري على الأرض هو إعطاء فرصة للنظام القاتل, لكي يلملم أموره وخلال ذلك يستمر في الجريمة ضد شعبنا. هذه المبادرة العربية رغم ما فيها من ايجابية, كان يمكن ان تكون اكثر إيجابية لو أنها أتت في الشهر الأول أو حتى الثاني من عمر الثورة. أما أن تأتي المبادرة لإعادة ترتيب بيت الجلاد, وخصوصا أننا أمام مبادرة لا ضامن لها أو لا يوجد طرف يتولى مسؤولية تنفيذها سوى الجلاد نفسه! أيعقل هذا? رغم أنني قد قلت لكثير من الأصدقاء منذ لحظة الحديث عن وجود مبادرة عربية حتى قبل صدورها, أن النظام سيرفضها حتما, لهذا ليس على المعارضة أن ترفض هذه المبادرة. وأرى أن على المعارضة أن تضيف إليها ما يمكننا إجماله بالتالي, المهلة لانتخابات رئاسية تنافسية تعددية يجب ألا تتعدى السنة يتسلم خلالها السلطة مجلس انتقالي, يجمع بين وزير الدفاع ورئيس الاركان كعسكريين وبين مدنيين من المجلس الوطني المزمع إنشاؤه من قبل المعارضة السورية, مع عدم الدعوة لوقف التظاهر وحماية المتظاهرين كلما خرجوا, وتوكل مهمة تنفيذها الى لجنة تضم مراقبين دوليين عرب وأجانب وممثلين عن المعارضة السورية, وتحت إشراف مباشر من الأمم المتحدة. أما إعطاء نظام كهذا فترة ثلاث سنوات حتى عام 2014 وبشخوصه كلهم, ففي هذا جريمة بحد ذاته.أعتقد أن هذا هو الحد الأدنى لمطالب الشعب السوري باعتباره فقط استجابة للمبادرة العربية, ويجب على المعارضة ألا تخرج عن هذا الحد الأدنى.

أما الموقف الفرنسي الذي اعلن تأييده للمبادرة, حيث قال المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو "إن فرنسا تأسف لقرار السلطات السورية تأجيل زيارة الأمين العام للجامعة العربية, وهذا دليل جديد على الانغلاق لدى النظام السوري ورفضه إقامة أي حوار مع شعبه ومع شركائه من جامعة الدول العربية", مضيفاً "إن تأجيل السلطات السورية لزيارة العربي التي كانت مقررة اليوم تظهر مرة جديدة أن بشار الأسد يرفض الاستماع لمن ينصحه بوضع حد للقمع وبالعودة إلى التعقل في وقت يتم فيه شن عملية دموية جديدة في حمص", وفق تعبيره. المعارضة لا تريد الاجابة عن سؤال مهم" في حال قرر آل الأسد الرحيل أو الهرب, من سيتولى زمام العسكر و"الشبيحة" وأجهزة الأمن العصبوية والمنفلتة من عقالها? هذا أمر على غاية من الاهمية. هل يستطيع المجلس الوطني السوري المراد تشكيله من قبل المعارضة, تولي زمام هؤلاء العسكر?

*كاتب سوري

 

الحكم والحزب والمحكمة

عبد الكريم أبو النصر /النهار

يخوض "حزب الله" مع المحكمة الخاصة بلبنان معركة خاسرة وغير مجدية له لن تمنع تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم أخرى مرتبطة بها، وقد تهدد الأوضاع الداخلية ومصير حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتظهر عجز الغالبية الجديدة عن ادارة شؤون البلد، الأمر الذي يشكل نكسة سياسية وشعبية كبيرة لحلفاء دمشق. الواقع ان استراتيجية "حزب الله" في التعامل مع المحكمة الخاصة بلبنان لم تحقق له أي انتصار اذ انه فشل في تعطيل عملها ووقفها وفك ارتباط لبنان بها ولم يستطع منع صدور القرار الاتهامي، وأخطأ كثيراً حين رفض عرضاً سياسياً مدعوماً اقليمياً يؤمن العدالة وحقوق ذوي الضحايا ويجنب الحزب كحزب تداعيات القرار الاتهامي ويضمن الاستقرار ويعزز دور الدولة والجيش ويضع حداً نهائياً لاستخدام السلاح في الصراع الداخلي". هذا هو تقويم مصادر ديبلوماسية غربية في باريس معنية مباشرة بملف المحكمة الخاصة بلبنان.

ولاحظت المصادر ان "حزب الله" يتعامل مع القرار الاتهامي الذي ادعى على أربعة من "مناصريه" بالتورط في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه "على أساس انه قرار يخصه ويعنيه وحده ويستطيع التصرف به وبتداعياته كما يريد ووفقاً لمصالحه وحساباته، متجاهلاً حقيقة جوهرية هي ان جريمة الحريري والجرائم الأخرى المرتبطة بها تعني الدولة والحكومة وذوي الضحايا واللبنانيين عموماً وليس الحزب وحده، وتنعكس طريقة التعامل معها على علاقات لبنان مع مجلس الأمن والمجتمع الدولي نظرا الى وجود المحكمة. والواضح من كل عروضه وطروحاته أن موقف "حزب الله" من القرار الاتهامي ضعيف وهش ويعكس ارتباكه ولذلك يرفض المواجهة القانونية مع المحكمة ويكتفي بخوض معركة سياسية - اعلامية معها متهماً اياها بالخضوع للمصالح الأميركية - الاسرائيلية من دون تقديم أي دليل يثبت ذلك، ومدافعاً عن المتهمين الأربعة الذين يصفهم بالمقاومين الشرفاء، فيتهّرب من المعركة الشرعية الوحيدة المقبولة داخلياً وخارجياً والتي يفترض أن يخوضها في قاعة المحكمة من طريق تكليف محامين مهمة الدفاع عن عناصره مستندين الى الحجج والأدلة القانونية وحدها وليس الى الاتهامات السياسية. ونهج "حزب الله" هذا يضعف موقف المتهمين اذ انه يهدف الى تأمين الحماية لهم خارج الشرعية والقانون وقت يتمتع هؤلاء بقرينة البراءة الى أن تدينهم المحكمة أو تبرئهم نهائياً سواء حوكموا وجاهياً أم غيابياً. ويحاول الحزب تقليل أهمية الأدلة الواردة في القرار الاتهامي وصلابتها، لكنه يتجاهل عمداً مسألة أساسية هي ان المدعي العام الدولي دانيال بلمار أعلن يوم صدور هذا القرار ان القصة الكاملة لجريمة اغتيال الحريري ستكشف في قاعة المحكمة، اذ ان بلمار يملك، استناداً الى تأكيدات هيئة المحكمة، كمية كبيرة من الأدلة الظرفية والمباشرة تشمل افادات الشهود وأدلة جنائية ووثائقية وأدلة الكترونية مثل التسجيلات الصوتية وكاميرات المراقبة وسجلات بيانات الاتصالات الهاتفية. وهذه الأدلة كلها ستكشف مع بدء المحاكمة".

وأفادت المصادر ان "مسؤولين أوروبيين وعرباً حرصوا على "تنبيه وتحذير" جهات لبنانية رسمية من أن أركان الدولة سيرتكبون خطأ فادحاً ينعكس سلباً على لبنان وعلاقاته مع مجلس الأمن ومع دول بارزة ومؤثرة اذا تبنوا مواقف "حزب الله" من القرار الاتهامي والمحكمة وفعلوا ما يريد، ذلك ان الحكم اللبناني لن يستطيع تجاهل القرار الاتهامي والأدلة التي يتضمنها بل انه مضطر الى التعامل معه والتعاون على أساسه مع القضاء الدولي بطريقة مناسبة ومقبولة. فرفض التعاون سيعني، بالنسبة الى قضاة المحكمة ومجلس الأمن، أن الدولة اللبنانية تريد تأمين الحماية لمتهمين بالتورط في جريمة ارهابية كبيرة، وهذا موقف سلبي بالغ الخطورة يلحق الأذى بسمعة لبنان، وهو مرفوض دولياً واقليمياً. كما ان رفض التعامل مع القرار الاتهامي والتعاون مع القضاء الدولي يعني ان الحكم اللبناني قرر عرقلة مسار العدالة واختار المواجهة مع المحكمة ومجلس الأمن وصار تالياً خارج سلطة الشرعية الدولية. وهذا تطور خطير في حال حدوثه".

وقال لنا مسؤول أوروبي مطلع على هذه القضية: "الرئيس ميقاتي يدرك تماماً ان المواجهة مع المحكمة ومع مجلس الأمن ستلحق أضراراً بمصالح لبنان واللبنانيين وربما بمصالحه الخاصة، ولذلك أكد علناً أن حكومته عازمة على تنفيذ التزاماتها الدولية ومواصلة المساهمة في تمويل المحكمة. لكن "حزب الله" يتصرف على أساس انه ليس معنياً بموقف رئيس الحكومة التي اضطلع بالدور الأساسي في تأليفها، ويتبنى نهج التحدي والمكابرة في قضية قانونية بالغة الأهمية والحساسية الأمر الذي يمكن أن يهدد السلم الأهلي من غير أن يمنع تحقيق العدالة. موقف خصوم العدالة الرافض للمحكمة ليس مهماً في الواقع اذ ان العدالة ليست خاضعة لقاعدة الاجماع أو الغالبية بل انها خاضعة للمعايير القانونية الصلبة وحدها. وصدور القرار الاتهامي بأدلته المعلنة والسرية يعزز عمل المحكمة التي ستواصل مهمتها الى النهاية".

 

الشيعة بين الوصاية أو العزل

هاني النصولي/النهار    

أكاد لا اقوى على التوقف عن قراءة وصاية سماحة الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين (رحمه الله). فالامام يسحرك ببعده الوطني وصفاء عروبته واسلامه المواكب للحداثة وشيعيته المتناغمة بسلاسة مع كل طوائف لبنان ومذاهبه. انه إمام الحكمة والعالم الديني الرصين والمحاور الهادئ. حرص على وحدة الامة واتفاق الطائف، بعدما اوصى شيعة لبنان بالاندماج في المجتمع اللبناني، لا ابتداع مشروعهم الخاص ضمن المشروع الوطني العام، في المجال السياسي او الاقتصادي او التنموي، فكيف بالامني!

نبّه سماحة الامام شمس الدين، الشيعة في العالم الاسلامي من انشاء التكتلات الحزبية المذهبية او المبالغة في ابراز الشخصية الشيعية، كون ذلك يرتد عليهم بالضرر ولا يعود على المجتمع بأي نفع، انما يعمّق الخوف والحذر وسوء الظن والتربّص في نفوس بقية المسلمين، وقد يؤدي الى عزل الشيعة عن الحياة العامة.

صراخ وتخوين وتوعد بقطع الايدي، ما ينفّر الطوائف اللبنانية ويساهم في انهاك التماسك الوطني، بل يدفعنا الى التساؤل: هل يعاني "حزب الله" حالة نفسية تُلزمه اتهام الغير بالعمالة والخيانة وحبك المؤامرات، على رغم اكتشافه عملاء لمصلحة الموساد الاسرائيلي في صفوفه؟ كما ان "حزب الله" يعيش حالة ازدواجية المعايير، فهو يقدم نفسه كمقاومة للمستضعفين والشعوب المظلومة، بينما يتكاتف مع النظام الحديدي في سوريا، الذي يمارس يومياً قتل ابناء شعبه. ما يفقد الحزب مصداقيته، كما رصيده الشعبي امام الجمهور اللبناني والعربي والاسلامي.

أصغينا الى خطاب السيد نصرالله وهو يحاول جاهدا تبرير جرائم النظام السوري، لانتساب الاسد الى محور الممانعة، لكن هل الممانعة رخصة قتل يمنحها السيد نصرالله لمن قرر سحق عظام شعبه وارتكاب افظع الجرائم في حق الانسانية؟ لماذا لا تسامح الطائفة الشيعية العقيد القذافي على جريمة خطف الإمام موسى الصدر ورفيقيه وتصفيتهم، طالما ان العقيد القذافي مارس سياسة الممانعة بمد المنظمات الفلسطينية واللبنانية بالمال والسلاح في نزاعها الطويل مع اسرائيل؟

هل يدري السيد نصرالله ان ثلث سكان سوريا فقراء، وان 10% منهم يحوزون 60% من الدخل الوطني، وان حجم الاموال التي هربت من سوريا الى الخارج على ايدي النظام تجاوزت 140 مليار دولار اميركي، وان الشعب الثائر في سوريا يهتف في التظاهرات: "على الجنة رايحين، شهداء بالملايين" بمعنى انه اختار الشهادة على حياة الذل؟ فهل ما يمارسه نظام الاسد في حق شعبه يتماشى مع تعاليم الاسلام التي تشكل القاعدة الفكرية والعقائدية والايمانية والعملية لـ"حزب الله" التي طرحها الشيخ نعيم قاسم في كتابه "حزب الله"، المنهج، التجربة، المستقبل"؟

نعترف ان السيد حسن نصرالله روع الاسرائيليين حين توعد بقصف حيفا وما بعد حيفا. لكنه اخفق في استمالة قلوب اللبنانيين من شدة استخدامه لغة التهديد والوعيد وقطع الايدي واليوم المجيد... ما ادى الى نفورهم من سلوك "حزب الله" العدائي وتجنبهم التعامل مع الطائفة الشيعية. اضافة الى ما اكده الامير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الداخلية، من استهداف ايران لامن المملكة العربية السعودية كما امن الخليج العربي.

فهل هناك إمام مستنير كسماحة الامام محمد مهدي شمس الدين يرفع صوت الحكمة والمودة لدى مخاطبة اللبنانيين والعالم العربي والاسلامي، بدل هذا الصراخ والضجيج والكراهية التي ستؤدي حتما الى عزل الطائفة الشيعية؟!

هاني النصولي     

( الوصايا، الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، دار "النهار" للنشر)      

 

الشعب السوري رهينة قضايا العرب وضحيتها

حسّان الجمالي/النهار      

من حق شعب تونس أن يتظاهر من أجل الحرية والكرامة ····

من حق شعب مصر أن يتظاهر من أجل الحرية والكرامة····

من حق شعب اليمن أن يتظاهر من أجل الحرية والكرامة···

من حق شعب ليبيا أن يتخلص من الديكتاتورية والفساد ····

بالاختصار، من حق جميع شعوب الأرض أن تناضل وتتظاهر وتعيش حرة كريمة في أوطانها باستثناء شعب سوريا!

ولمجرد أن يتظاهر سلميا، رافعا شعارات شعبي تونس ومصر، يصبح شعب سوريا مشبوها والتزامه القضايا "المصيرية " موضوع شك·

ذلك أن "صوت المعركة" الذي لا يعلو عليه صوت لا يبقى مدويا إلا إذا خرس شعب سوريا!

وحتى تبقى سوريا قلعة "للصمود" و"للمقاومة" وداعمة لدولة ولاية الفقيه ومقاومة حسن نصرالله، على شعبها أن يدفع الثمن من كرامته وحريته ولقمة عيشه وأن يقبل أن يعيش في حالة من الرعب والذل لم يعرفها أي شعب آخر على وجه الأرض·

حاولت كثيرا معرفة سبب الفرح العارم الذي اجتاح كثيرين من العرب لسقوط بن علي وحسني مبارك والقذافي، بينما اهترأت مسابحهم وسجادات صلواتهم وهم يدعون الى بقاء سوريا أرضا وشعبا تحت نعال أكثر الأنظمة العربية استبدادا وفسادا وهمجية ·

وبعد عناء كثير وتفكير عميق وجدت أن المسؤول عن هذا الوضع والذي يجب أن يلام هو شعب سوريا وحده ·

ذلك أن هذا الشعب الذي ناضل من أجل أن تكون عنده دولة مستقلة أطلق على دولة الاستقلال لقب "الكيان المصطنع" واعتبرها دولة مؤقتة وزائلة!

وهو الذي رضي أن يضحي بلقمة عيشه وبميزانية التنمية والتعليم والصحة ليغذي جيشا استعمل أسلحته ودباباته لاحتلال الإذاعة والتلفزيون وتعطيل البرلمان· وضباط جيش "الكيان المصطنع" هم الذين قدموا سوريا وشعبها لقمة سائغة لعبد الناصر الذي قضى على كل مؤسسات المجتمع المدني والحياة السياسية، وعلم شعب سوريا أبجدية التصفيق وصفات القائد الأوحد الملهم· في تلك الفترة عرف السوريون معنى نظام المخابرات والتعذيب، بل القتل في السجون، ولم يحتج وقتها عربي واحد على معانات شعب سوريا، بل كان لوم معظم العرب له شديدا يوم قام الانفصال· مع أن الشعب لم يصنع الوحدة ولم يقوّضها! أليس كون كيانه "مصطنعا" وهمومه أبعد من حدوده ووجوده مكرسا كليا لأمة عربية وقضية فلسطينية يذوب فيها ويموت من أجلها يحرمه من أن تكون له حقوق خاصة به أو حتى ترف التفكير ولو في أحلامه بمصلحة شعبه ؟

 أما اللبنانيون، فقد انقسموا حينذاك كالعادة إلى قسمين: قسم ضد الانفصال لأنه كان يستقوي بعبد الناصر (المسؤول الأول عن الحرب الأهلية الأولى سنة 1958) وقسم مع الانفصال نكاية بخصومه اللبنانيين·  ولم يكترث أحد كالعادة بشعب سوريا ومعاناته· واليوم أيضا ينقسم اللبنانيون بين مؤيد ومعارض للنظام السوري، الأول بسبب مصالحه وتحالفاته والآخر للأسباب نفسها ناسين أو متناسين أن هناك شعبا يعاني القتل والتهجير والاعتقال وأن لا قضية تعلو على قضية الإنسان·

هكذا وبفضل استعداد شعب سوريا للتضحية بكل غال ونفيس، ولأنه لم يوجد إلا ليكون وقودا للثورة العربية وللوحدة العربية وللقضية الفلسطينية،  تضاعف عدد السوريين، في نصف قرن، ثماني مرات (بينما تضاعف عدد شعب تونس ثلاث مرات فقط) وأصبح معظم شعب سوريا فقيرا، تصحرت أرضه، وجفت مياهه، واقتلعت أشجار غوطته، وخسر قطعة عزيزة من أرضه، وحرم المواطن في بلده من أبسط حقوق الإنسان، وأصبح المنادون بالوحدة العربية خائفين على وحدة بلدهم ومهددين بحرب أهلية ·

اليوم، ومع قرب نهاية نظام البعث، تعلم شعبنا دروسا لن ينساها وألقى في مزبلة التاريخ أوهامه وأحلامه ومسؤولياته تجاه الغير وقرر أن تنحصر همومه وتطلعاته وجهوده في خدمة شعبه · هذه الدروس هي باختصار:

- سوريا ضمن حدود الاستقلال وطن لجميع السوريين على قدم المساواة ·

- سوريا ليست عربية أو إسلامية، وإنما وطن لجميع القوميات والديانات المكونة لهويتها ·

- سوريا ليست في حاجة إلى جيش كبير لا قدرة لها على تحمل أعبائه ·

- ستعمل سوريا على استعادة الجولان وتترك القضية الفلسطينية لأهلها·

قضية الشعب السوري هي التنمية ومستوى التعليم ودولة القانون والحد من النمو السكاني والتصحر·

وسنختار أغنية "وطني أنا" لابن حمص البار مالك الجندلي نشيدا وطنيا لسوريا الحرة.

 

بروباغندا الفكر الشمولي: لا شيء يجري هناك

بقلم منى فياض/النهار

التفكير الشمولي، السوري واللبناني، لا يرى الجزئيات ولا يلقي بالاً الى التنوع، ومع متاجرته بالاقليات لا يعرف معنى الاختلاف، ناهيك عن القبول به.

هل يتعجب واحدنا عندما يستمع الى ديماغوجيي النظام السوري الممانع وأبواقه اللبنانية، من أن لا شيء يحدث في سوريا!!

بالطبع ان لا شيء يحدث هناك عندما ننظر إليه من منظار ما اعتدنا سماعه عن الانتخابات او الاحصائيات او غيرها في مثل هذه الانظمة؛ فالرئيس ينتخبه 99,9% من الشعب وكل ما يجري في مثل هذه البلدان يحصل على "رضا الشعب" بشيوخه وأطفاله ومرضاه ومعوّقيه ومخبوليه أيضاً. فكيف يمكن تصديق ان هناك حراكاً ما، ناهيك بثورة، عندما يكون بإمكان لبنانيي النظام السوري الذهاب الى سوريا وتناول افطار من هنا او المشاركة في حفلة او تسوق من هناك؟

التفكير الشمولي لا يرى الجزئيات ولا يلقي بالاً إلى التنوع؛ ومع متاجرته بالاقليات لا يعرف معنى الاختلاف ناهيك عن القبول به.

يريد "الشخص الشمولي" ان تشمل الثورات وتظاهراتها جميع المدن والارياف والدساكر والحقول والمزارع والأزقة. لكي تصل الى الرقم السحري الذي لا يخص سواه على الكرة، ألا وهو ال 100%!

 أقنعتهم أبواق الدعاية الشمولية، ان شرعية الرئيس المستمدة من رقم انتخاباتهم السحري ال 100% تتطلب أن تعني  الثورة أن ينزل "جميع" أفراد الشعب للتظاهر في الوقت نفسه وإلا فلا وجود لثورة او من يحزنون وتظل شرعية الرئيس قائمة لا تمس. الشمولي اللبناني التابع للنظام السوري نسي أنه هو نفسه – أثناء الحرب الأهلية اللبنانية الموصوفة" - قد صيّف وشتّى وتزوج وأنجب وحضر اعراسا وحفلات وشوى نفسه على البحور وارتاد المطاعم والملاهي وتنقل في ربوع مختلف المناطق والمشتعلة منها احيانا. وهذا لم يمنع أنها كانت حرباً أهلية موصوفة وبكل معنى الكلمة، وان العنف كان متفشياً وخلّف عشرات آلاف الجرحى والقتلى والمعوقين وهدم البلاد التي اعيد إعمارها أكثر من مرة.

الشمولي والممانع اللبنانيان يتناسيان كل ذلك ولكي يعترفا بوجود ثورة في سوريا يجب ان تخرج من كاتالوغ آل

الأسد ونظامهم الفريد: أي ان يشارك فيها مئة في المئة من الشعب والاماكن وفي اللحظة نفسها. وإلا "فلا شيء يجري هناك"..

الذريعة الاخرى التي يلجأ إليها الفكر الشمولي لتهدئة مخاوفه من تفشي الثورات واعتبارها مجرد "انتفاضات أو حراك"، هي أن هذا الحراك "لا يشمل جميع فئات الشعب" وان الرئيس الفلاني لا يزال يحظى بدعم الجماهير بدليل "تسييره" للتظاهرات المؤيدة له. وهذا أيضاً طبيعي، لأنه لا وجود للرأي المخالف في فكرتهم عن المجتمع، واعتادوا على بروباغندا الانظمة التي حكمت طويلا باسم الإجماع الوهمي هذا الذي ابتدعته آلاتها القمعية وأجهزتها الأمنية وأبواقها الدعائية. فمن منا لا يبتسم عندما يقرأ ان برلمانا ما انتخب بنسبة 99%؟ ألم تصبح هذه علامة الاستبداد الموصوفة؟  

تتجاهل الذريعة الاولى السمة الاساسية التي أبرزتها مدرسة الحوليات الفرنسية مع لوغوف ودوبي حول مفهوم وتاريخ الذهنيات وهي وجود اختلافات عديدة في محتوى نظمة الفكر في حقبة ما او عند فئة ما ولو لم يتظهّر هذا دائماً؛ وان مصير الفرد يتحدد في الوقت نفسه بنمو الشخصية وبردودها على الضغوطات والرفض وعروض البيئة الفكرية والعاطفية. وان ما يصنع تاريخ الفكر والذهنيات ويعيد بناءالسلوكات التي تترجم مفاهيم العالم والحساسيات الجماعية، وتمثلاته وصوره وأساطيره وقيمه المعترف بها اوالتي تخضع لها الممنوعات... هذه جميعها تشكل محتوى النفس اللاواعية وان الذهنية تتضمن ايضا الميدان العاطفي والمشاعر والحساسيات تماما مثل المرجعيات الفكرية. وهي متبدلة ومتغيرة ومتطورة.

وهذا عكس ما توهمنا به أنظمة الاستبداد من ان الفكر هو أحادي شامل. والتفكير التقليدي يغفل التمايزات الفردية هذه أو لا يعطيها ما يكفي من الأهمية عند الحديث عن ذهنية عامة عند مجموعة ناهيك عنها عند مجتمع بكامله. فالمجموعات لا تفكر، فقط الأفراد يفكرون، بما يعنيه ذلك من اختلاف وتنوع وإمكانية تغيير وتطور. وتقول لنا الاحداث ان هناك ذهنية او عقلية او فكراً جديداً ينبثق في العالم العربي، لكن يصعب على الفكر الشمولي قبول ذلك وقبول فكرة تعدد الذهنيات ونظمات الفكر.

الاوضاع تنقلب لكن يصعب على الفكر الشمولي تصديق ان عالمه القديم المتماسك المتجانس بواسطة القمع والاكراه يتهاوى الى غير رجعة؛ ومع ان آلية تطور الذهنيات بطيئة الى درجة ان لوغوف يؤكد: "إن تاريخ الذهنيات هو تاريخ البطء في التاريخ"، انتهى زمن البطء ومن هنا نحن في خضم مرحلة جديدة ومثالية لدراسة طفرة الوعي الحاصلة على مستوى العالم العربي والتي لو قيّض لكمال الصليبي ان يظل بيننا لربما كان طبق عليها ما أشار اليه رضوان السيد عنه في أنه منذ مطلع الستينات من القرن الماضي، مُغرَمٌ بإدراك حركة التاريخ و"نبضها الحقيقي"، والذي يحدث في الأصل في وعي النخبة الثقافية – الدينية أو الاجتماعية – الاقتصادية في أمةٍ معينةٍ في عصرٍ ما، وتكون نتيجة ذلك حدوث "تغيير ثوري" يعيد بناء الذات القومية – الثقافية أو الذات السياسية، فيصنع مجتمعاً جديداً بفكرٍ جديدٍ، ويفيض بصورةٍ توليفيةٍ أو تنافرية.

ينكر الفكر الشمولي السائد في اوساط عدة في لبنان وسوريا، انبثاق طفرة الوعي العميقة هذه في الروح العربية التي راكمتها الستين عاماً من الذل والانسحاق تحت جزمات الأنظمة الانقلابية الامنية؛ وان هذه الطفرة ستقلب الاوضاع التي ركنوا اليها طويلاً مستفيدين من تطبيق درس التاريخ الذي تعلموه من هتلر الذي يبزهم في الخطابة المفوّهة، واتبعوا تطبيقه للدرس الذي تعلمه من مؤلف سيكولوجيا الحشود غوستاف لوبون في انه يجب عدم محاججة الجماهير، إنما جذبها والقيام بالتأثير على أفكارها عبر خبطات مشهدية. وهم يبزونه بالخطب الشغوفة الملتهبة وبرفض النقاش وبتكرار المواضيع نفسها من دون ملل. كي تدخل جيداّ في الرؤوس.

البروباغندا كانت السلاح الأهمّ في يد هتلر وحزبه؛ فاستُخدمت الصحافة والاجتماعات والافلام الدعائية، وشكلت الـ SA وهي القوات الضاربة والميليشيا الموحدة اللباس، أدوات الدعاية الأساسية.

لذا نجدهم لا يعرفون ولا يثقون الا بالحشود التي تتبعهم بعماء. وكان لوبون وصف الجماعات وسلوكها الاجتماعي للاحاطة بالصراع القائم بين الفرد والمجتمع.

فالجمهور او الحشد هو كل تجمع لمجموعة من الافراد مهما كانت مصادفة اجتماعهم  ومهما كانت همومهم القومية او مهنتهم او جنسهم. وهؤلاء تنطمس شخصيتهم الفردية الواعية في ظروف محددة وتتشكل لديهم روح جماعية. ولقد وصف لوبون خصائص الفرد المنخرط في الجمهور فوجد ابرزها تلاشي الشخصية الواعية وهيمنة الشخصية اللاواعية، والتوجه الاجتماعي ضمن الخط نفسه بواسطة التحريض ، وفي الغالب يصبح الفرد آليا، وتنعدم لديه الروح النقدية والرأي الشخصي وينزلق الى  المبالغة في المشاعر. واشار لوبون الى أن اهمية الاندماج في المجموعة بالنسبة للشخص الجاهل وغيره تكمن في أنه يتحرر من الاحساس بالدونية وعدم الكفاءة والعجز والخوف. من هنا تصبح الجماهير مجيشة بقوة هائلة.

لكن للاسف لم يعد هذا التجييش ينطبق على الشعوب العربية، وهو ساري المفعول في لبنان بسبب من الانقسام الطائفي والمذهبي العميق وبسبب الخوف المرضي من الآخر وبسبب عجز الدولة وبسبب حرص الشموليين على المزيد من بهدلة حتى فكرة الدولة.

لكن دروس التاريخ من حولنا تطمئننا إلى ان هذه الانظمة الشمولية والاحادية تحت راية حزب واحد وزعيم واحد وقائد الى الأبد والتي لا تني تستخدم أدواتها القديمة في أوضاع جديدة ومختلفة جذرياً، ذاهبة إلى غير رجعة ومآلها السقوط بأسرع مما يتصورون.

*(استاذة جامعية)      

 

محضر اللقاء بين برّي وسيسون

الجمهورية/أكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي للقائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشيل سيسون عام 2008، قبيل أن تصبح سفيرة لبلادها في بيروت خلفا للسفير جيفري فيلتمان، أنّ السلاح في أحداث أيّار 2008 كان موجودا في أيدي الطرفين المتنازعين، وأنّ موضوع هذا السلاح يحلّ بالحوار "وهذا هو موقف الأمم المتحدة والولايات المتحدة". واتّهمها بتغيير رأي الرئيس فؤاد السنيورة الذي "ردّ إيجابا" على طلبه عبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى تجميد القرار بإقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير في انتظار التحقيق. واعتبر أنّ المطلوب إلغاء قراري حكومة السنيورة في شأن شبكة اتّصالات حزب الله وشقير.

وفق محاضر يوميات الرئيس نبيه برّي التي يدوّنها مستشاره الإعلامي علي حمدان انّ لقاء انعقد في 11/5/2008 بينه وبين سيسون بناء على طلبها، حيث كانت الأوضاع الأمنيّة متدهورة بفعل القرارين اللذين اتّخذتهما حكومة السنيورة في شأن شبكة اتصالات المقاومة ورئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير.

استهلّت سيسون اللقاء بالقول للرئيس برّي: "لقد عَملتُ للتهدئة في الشمال طوال ليل أمس، وخصوصا في طرابلس وحبشيت، حيث تعرّضت قرى وعائلات شيعية لمضايقات وضغوط على يد محازبي تيار "المستقبل" (وفي تلك الأثناء حصلت المجزرة في حقّ مجموعة من محازبي الحزب السوري القومي الاجتماعي في عكّار) وأشكرك يا دولة الرئيس على جهودك مع الأستاذ وليد جنبلاط للتوصّل الى وقف إطلاق النار وعودة الهدوء (في بيروت وجبل لبنان ومناطق اخرى) والآن تمّ تسليم المخطوفين الاربعة، ولكن أريد أن اطمئنك الى الوضع في عكّار وطرابلس، إذ إنّني شدّدت على المعنيّين في تيار "المستقبل" بالإبقاء على الوضع هادئا".

برّي: "المشكلة أن ليس هناك حوار حتى ضمن العائلة الواحدة. ومنذ فترة وأنا أنادي وأقول إنّ الحوار يجب ان يكون على الطاولة وليس في الشارع".

سيسون: ولكن في هذه الحوادث التي حصلت والاشتباكات كان حزب الله يقاتل لبنانيّين والمطلوب تنفيذ القرار 1559 الذي ينصّ على جمع السلاح.

برّي: إنّ الاشتباكات هي بين لبنانيّين، والسلاح موجود في أيدي الطرفين، وهذا هو الواقع. ولكن منذ صدور القرار 1701 قلت لسلفك جيفري فيلتمان إنّ هذا القرار تضمّن، في ما تضمّن، القرار 1559. وتحديدا حول السلاح، وهو من ضمن مواضيع الحوار اللبناني، وهذا موقف الامم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية.

سيسون: ليس هذا موقف الولايات المتحدة الاميركية.

برّي: مع الأسف انّ الولايات المتحدة قابضة على سياسة الامم المتحدة.

سيسون: أوكي.

ثمّ جرى خلال اللقاء سرد لحادثة القرارين الصادرين عن مجلس الوزراء حول شبكة اتصالات المقاومة ورئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير فقال برّي لسيسون: "إنّ العميد وفيق شقير هو مسؤول عن الأمن في داخل المطار وليس عن الأمن في خارج المطار، ولنفترض أنّه جاسوس، من يقرّر ذلك؟ التحقيق يقرّر ذلك ويضع حدّا لذلك. ولهذا السبب اتّصلت بسماحة الشيخ عبد الامير قبلان وطلبت منه الاتصال بالرئيس فؤاد السنيورة وإبلاغه أنّنا لا نغطّي العميد شقير ليقول له إنّ عليك يا دولة الرئيس السنيورة انتظار التحقيق قبل اتّخاذ أيّ قرار. وأبلغني الشيخ عبد الأمير قبلان أنّ ردّ السنيورة عليه كان إيجابيّا. وبعد ذلك اتّصلت بقائد الجيش العماد ميشال سليمان، لعلّ المخابرات العسكرية لديها سبب، وحاولت الاستفهام، وكان جواب قائد الجيش انّ العميد شقير رجل جيّد، وعندها طلبت اجتماعا لقيادة حركة "أمل"، وكذلك اتّصلت بالامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله متمنّيا انتظار التحقيق في وضع العميد شقير. وإنّني أسألك: "لماذا السنيورة لم يلغِ القرارين اللذين اتّخذتهما حكومته؟

سيسون: إنّ من الصعوبة في مكان إلغاء قرار عندما تكون مقتنعا باتّخاذه.

برّي: أنت من غيّر رأي السنيورة.

سيسون: لا. لا

برّي: إنّ المطلوب إلغاء القرارين الصادرين عن حكومة السنيورة و"خيرُ البِرّ عاجله".

سيسون: ماذا عن جامعة الدول العربية واللجنة المنبثقة منها في شأن لبنان وظروف تأليفها؟

برّي: هذه فكرتي، وقد كانت لي اتّصالات حثيثة في شأن ما توصلت اليه من قرار بمساعدة لبنان على الخروج من الأزمة.

سيسون: إنّها فكرة رائعة يا دولة الرئيس، متى ستصل اللجنة الى بيروت؟

برّي: نهار الاربعاء، وسيفتح لها طريق المطار (كان يومها طريق مطار بيروت الدولي مغلقا نتيجة أحداث 7 أيّار).

سيسون: أرجوك أن تفعل كلّ ما في وسعك لإخلاء الشارع من المسلّحين وتهدئة الوضع".

 

إنتصار عون "الكهربائي" وهميّ "وشيك" بلا رصيدالجمعة

فادي عيد/الجمهورية

مع إعلان تفاصيل "الخطة الكهربائية" في وسائل الإعلام، تلاشت سريعا "بطولات" أصحاب هذه الخطة، وتكشّفت ملابسات التسوية التي رعتها قوى 8 آذار للحفاظ على الحكومة، وتمرير كأس السقوط المدوّي لكلّ من أركانها، وعلى رأسهم "حزب الله" وسوريا، لتبرز صفقة الصمود الكهربائي.

فبعد أن هدّد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بإسقاط الحكومة إن لم تقرّ خطة الوزير جبران باسيل، كان مبدأ "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم" هو السائد في صفوف فريقه السياسي كي لا تتشتّت قوى 8 آذار وتتلاشى في غمرة المتغيّرات الاقليمية والتبدّلات السريعة على مستوى انظمة الدول المحيطة. وبدا المشهد مضحكا في آخر فصول اللعبة الكهربائية، حيث إنّ الفريق الذي هُزم أظهر نفسه وكأنّه خرج منتصرا ربّما خشية من إعلان الهزائم من جهة، ومن جهة أخرى لتوظيف الانتصار الوهميّ في اللعبة السياسية امتدادا للانتخابية أيضا. لكن الامر لم يكن يتعدّى، على حدّ تعبير قيادي عتيق في "التيار الوطني الحرّ"، مسألة تزويد التيّار "شيكا بلا رصيد" على انّ استحقاقا مؤجّلا على امتداد أربع سنوات لا يعلم سوى الله من اين ستأتي الهبات والتبرّعات والاعتمادات لتسديده، فيما المواطن اللبناني يئنّ تحت وطأة الأزمات الاجتماعية الخانقة، وأوّلها أزمة الكهرباء. واللافت والمضحك ايضا ما نُمي عن لسان أحد نوّاب التكتّل وهو بقاعيّ ورجل قانون، سارع الى الإعلان أن لا حاجة لاستصدار قانون في مجلس النواب للموافقة على مشروع القانون الكهربائي، في حين انّ الجميع يعلمون انّ الإنفاق على مستوى خطة مماثلة في حاجة الى قانون يصدر عن المجلس النيابي بعد مناقشته والتصويت عليه، وإلّا لما كانت الحاجة لمناقشته وإقراره في المجلس.

ولاحظ نائب في قوى 14 آذار انّ التيار العوني بات يفتش اليوم عن ايّ إنجاز، حتى ولو لم يتعدّ البيان الإعلامي والانشائي، لتغطية أوّل حقبة من عجز الحكومة التي شارفت على دخول شهرها الرابع من دون تحقيق ايّ شيء ملموس، بل العكس هو الصحيح، إذ إنّ التحدّيات ستلاحقها ميدانيّا بعدما تخطّت الأزمات الاجتماعية الخطوط الحمر، وبدا واضحا تلكّؤ هذه الحكومة في مقاربة مطالب الاتّحاد العمّالي العام والأساتذة مرورا بالأزمة الامنيّة والفلتان الأمني المتنقّل والفساد الإداري وتباطؤ العمل القضائي في المحاكم والدوائر الرسمية، وربّما جاء ملفّ الكهرباء عبر إقراره في الشكل الذي تمّ داخل مجلس الوزراء بمثابة ورقة إضافية ضاغطة ان لم تحسن الحكومة التعاطي به على الصعيدين المالي والاداري، يشكّل ازمة اضافية لا تُحمد عقباها، خصوصا في ظلّ تفاقم العجز وزيادة الإنفاق.

من هنا أضاف النائب في قوى 14 آذار انّ خطة الوزير جبران باسيل لم تكن نهاية معركة "العلمين" كما حاول الإيحاء به بعد خروجه من جلسة الحكومة الاخيرة، بل تحوّلت حقل تجارب قد يسقط فيه من لا قدرة له على تأمين ما وعد به للمواطنين في وطن سقطت فيه كلّ التجارب حتى اليوم، وأسقطت معها المواطن في نار الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. ذلك انّ ترجمة العنوان العريض للخطة دونها عقبات فنّية ميدانيّة تحول دون تأمين التيّار ومحاربة العتمة من جهة، وعقبات مادية ومالية مرتبطة بتفاقم العجز المالي للدولة من جهة أخرى، من دون إغفال موجة الاعتراض لدى أكثر من كتلة نيابيّة يترقّب أعضاؤها وصول المشروع الى المجلس النيابي لمناقشته في شكل تفصيلي.

 

فرصة إضافية للنظام قبل موجات ضغوط جديدة

دول غربية تعوّل على زيارة العربي لدمشق

روزانا بومنصف/النهار

على رغم ادراك اقليمي ودولي شامل بمحدودية عمل الجامعة العربية وتأثيرها خصوصا في ضوء التطورات الدراماتيكية التي شهدتها وتشهدها دول عدة في المنطقة، فان دولا غربية لم تخف تطلعها وفق ما تكشف مصادر ديبلوماسية معنية الى زيارة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي لدمشق في زيارة كانت مقررة منتصف هذا الاسبوع واعلنت العاصمة السورية ارجاءها الى موعد غير محدد قبل ان تعود وتحدد موعدا لهذه الزيارة غدا السبت. فالدول الغربية التي اتخذت عقوبات في حق النظام السوري وباتت على طريق تمضي فيه قدما يوما بعد يوم علقت اهمية على زيارة العربي كونها يمكن ان تحمل رسالة عربية قوية تساعد في ان تشكل ضغطا اضافيا او مخرجا للنظام في حال اراد التوقف عن اسلوب مقاربته للازمة في بلاده باعتبار ان المقاربة العربية تظل اسهل بالنسبة اليه من اي مقاربة خارجية او اجنبية وتظل اكثر تفهما من الخارج ايا تكن صداقة هذا الخارج مع النظام كما تبقي حصرية الامر من ضمن الدول العربية نفسها. ولا تخفي هذه المصادر ان هذه الدول ترغب في ان تبقي طريقا مفتوحة امام النظام من اجل تسهيل المخارج له على عكس ما كانت عليه الحال مع الرئيس الليبي معمر القذافي الذي اثارت احالته على المحكمة الجنائية الدولية غضب بعض الدول التي اعترضت على تضييق هامش لجوئه الى الخارج او استعانته به. ولذلك عبرت دول غربية عن استيائها من تأجيل دمشق زيارة العربي وسارعت الى التعليق على ذلك فاعتبرته دليلا اضافيا على وجود قرار لدى النظام بعدم تبديل اسلوب تعامله او قبوله الاستماع الى اي نصائح يسديها الاخرون له، وتاليا فان ذلك يعزز او يبرر الاجراءات التي اتخذها الغرب ضده خصوصا انه سبق ان رفض تبني مقاربات دولتين صديقتين له اي تركيا من خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو للعاصمة السورية ثم زيارة موفد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف للقاء لرئيس السوري بشار الاسد. وهناك اقرار لدى هذه الدول ان جانبا من التعويل على زيارة العربي يستند الى اقتناع بضرورة الضغط على الاسد من جانب الدول العربية باعتبارها اكثر تأثيرا من جهة وكونها فرصة ضمنية اضافية جديدة تمنح للنظام من اجل وقف القمع عبر مخارج او وساطات معقولة فضلا عن اقرارها بمحدودية الاجراءات التي تتخذها في دفع الرئيس السوري الى القيام باصلاحات جذرية او التنحي على رغم تصاعد اشتداد الخناق عليه على صعد عدة.

وتخشى هذه المصادر ان يكون تأجيل الزيارة لاسباب ربطت بلقاء العربي مندوبين عن المعارضة السورية ثم اعادة تحديدها غدا قد نزع النواة الصلبة للرسالة التي كان يفترض ان يتوجه بها الامين العام الجامعة لدمشق خصوصا مع توجيه النظام رسالة بدوره عبر استمرار حملته العسكرية على مدينة حمص وسقوط المزيد من الضحايا وفق وتيرة تظهر ان روزنامة عمل النظام مستمرة لاسبابه التي ترددها وسائل الاعلام التابعة له، وتظهر عزمه على عدم التراجع اقله وفق ما يرغب العالم العربي والغربي على حد سواء. وهذا التفريغ المسبق لمضمون الزيارة حصل على نحو مسبق ايضا في تبرير التأجيل بكونه يتصل بلقاء العربي مع معارضين سوريين مما يطرح اسئلة جدية حول التغيير الذي يستهدفه الاسد في خطواته الاصلاحية . كما حصل ذلك حين اعتبرت القيادة السورية البيان الذي صدر عن امانة الجامعة بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب "كأنه لم يكن"، ثم اعتمدت هذا الاسلوب في التعامل مع زيارة العربي على نحو يفيد بتفريغها من مضمونها حتى لو عادت فقبلت حصول الزيارة بما يوحي بانطباع يرغب النظام السوري في ايصاله وهو ان الاسد لا يزال قويا بشكل يسمح له برفض اي مبادرة خصوصا متى كانت مبنية على نقاط من شأنها ان تشكل ادانة له. وهو الامر الذي لا يمكن اعتباره جديدا في مقاييس التعامل السوري مع اي مبادرة عربية من اي نوع تشكل هي طرفا اساسيا فيها. وهذه التجربة شهدها الجميع في لبنان على مر اعوام متعددة كما شهدها الوضع الفلسطيني حيث كان النظام السوري يحتكر حصرية التصرف في ملفات يعتبر اوراقها بين يديه ولا يقبل اي تدخل عربي فيها بما لا يسمح بالاعتقاد انه قد يقبل بمبادرة عربية من اجل حل الازمة الداخلية لديه.

لكن هذه المصادر تأمل ان تكون اعادة تحديد موعد للزيارة مبنية على اعادة تقويم النظام للوضع على نحو مزدوج: الاول هو نتيجة ما يعنيه تأجيل الزيارة الى اجل غير محدد من عزل النظام لنفسه ومساهمته في العزلة الدولية التي فرضت عليه، اذ ان لا زيارات ديبلوماسية لدمشق ولا زيارات ديبلوماسية يقوم بها مسؤولون سوريون ايضا وقد لحقت بغالبيتهم عقوبات تحد من نشاطهم الخارجي فيما تقفل كل النوافذ المفتوحة امامه الواحدة تلو الاخرى من دون ان يعني ذلك عدم احتمال لجوئه الى دولة عربية ما او الى الجامعة العربية متى احتاج الى وساطة تساعده على انقاذ نظامه. والثاني وهو العنصر الاهم يمهد له اقفال الباب امام اي وساطة او مبادرة عربية من صدور موقف دولي سيحظى عندئذ ومن دون اي عقدة ذنب بدعم عربي ما دامت الجامعة سعت الى وساطة رفضت ولم يصر الى استقبال امينها العام . وهو الامر الذي يبدو ان النظام استدركه عبر تحديد موعد جديد للزيارة من دون اوهام فعلية حول نتائجها.

 

أيّ قانون انتخاب يؤمّن المناصفة الفعلية؟ ثلاثة مشاريع مطروحة على لقاء بكركي

اميل خوري/النهار  

تعرض في الاجتماع المسيحي الموسّع الذي سيعقد في بكركي في 23 الجاري حصيلة اجتماعات اللجنة المكلّفة درس قانون الانتخاب بحيث يتم التوصل الى اتفاق على مشروع واحد أو على اعتبار أكثر من مشروع مقبولاً على أساس أن قيادات مسيحية تفضّل المشروع الذي يترجم ترجمة حقيقية وفعليّة المناصفة بين المسيحيين والمسلمين التي نصّ عليها الدستور تمثيلاً صحيحاً وواقعياً وليس تمثيلاً منقوصاً يأتي بعدد من النواب المسيحيين بأصوات مسلمين، فتفقد المناصفة عندئذ معناها وأهميتها.

والمشاريع الثلاثة المقترحة التي قد يختار إجتماع بكركي المقبل منها ما يحقّق التمثيل المسيحي الأفضل هي الآتية:

أولاً: مشروع اعتماد قاعدة النسبية في الانتخابات، وهذا المشروع تختلف الآراء في شأنه. فالبعض يرى فيه ما يضمن تمثيل الأقليات تمثيلاً صحيحاً ويسمح لها بإثبات ذاتها إذ يعطي لكل مرشح حجمه الحقيقي بقوته الذاتية دونما حاجة الى الاستعانة بقوّة الآخرين، على أن يعاد النظر في الدوائر الانتخابية واعتماد نظام اللوائح، ولكن مع الاقتراع التفضيلي. وتطرح قاعدة النسبية صيغاً عدّة ولا تفاهم حتى الآن على تصوّر واحد لها، تضمن عدالة التمثيل وصحته وتحدث ثغرة في بنية النظام الطائفي في لبنان. ومن هذه الصيغ: لائحة مفتوحة مع الصوت التفضيلي، لائحة مقفلة مع ترتيب مُسبق للمرشحين، وهذه تتطلب نظاماً حزبياً سليماً، لائحة حرّة تسمح للناخب بتركيب لائحته، وضع ضوابط تحمي النسبيّة من هيمنة الأكثريات السياسية والمذهبيّة، وصيغة صوت واحد لكل مرشح.

لكن بعض الزعماء المسيحيين يرون أن النسبيّة تفعّل الأقليات المتطرفة، وهي تلائم الدول التي تقوم فيها أحزاب منظمة، وان لبنان في حاجة إلى أكثريات واضحة تتجاوز التفرقة المذهبية والطائفية، وليس الى مجلس فسيفساء وفوضى سياسية تعكس مختلف الاتجاهات السياسية، وأنه يستحيل اعتماد النسبيّة قبل إلغاء الطائفية. كما ان بعض زعماء اللوائح يخشون أن يكونوا ضحية القاعدة النسبيّة ويفضّلون النظام الأكثري في إطار دوائر متوسّطة كي تبقى لهم قوّة ترجيح فوز اللائحة.

ثانياً: مشروع الدائرة الفردية التي كانت دوائر كنسية وباحثون مسيحيون دعوا الى اعتماده، وقد طالب البطريرك الكاردينال صفير بها في إحدى رسائل الصوم، لافتاً الى أنها "هي المعتمدة في جميع الدول الراقية، وهذا ما يمكّن الناخبين من اختيار مَنْ يثق بكفايته لمعرفتهم إيّاه، أي أن الناخب يعرف المرشح والمرشح يعرفه، فلا يظلّ المرشح يقول للناخب: سيّان انتخبتني أو لم تنتخبني فسأكون نائباً"...

وكانت الرابطة المارونية قد اقترحت عام 2003 اعتماد الدائرة الفردية في الانتخابات، وجاء في الاقتراح: "إن الدائرة الصغيرة هي التي تتيح الأفضل في مجتمع متنوّع التمثيل، وهي بالتالي تناسب الصيغة اللبنانية المتوازنة وذلك بالنسبة الى كل الطوائف، فلا تسمح بطغيان عددي لطائفة على أخرى، وان اعتماد الدائرة الكبيرة في غياب الاحزاب القويّة على المستوى الوطني يشكّل خطراً على الصيغة وعلى العيش المشترك لأن النتائج سترتكز على قاعدة العدد التي تتيح لبعض الطوائف أن تسيطر على غيرها وتهمش دورها، وهذا ما يجب تجنبه، إذ ليس في لبنان أكثرية بل مجموعة أقليات متمثلة بالطوائف. لذلك ينبغي أن ينصب البحث على اعتماد دائرة تشعر فيها القاعدة بأن صدق تمثيلها سيتأمن من جهة كما سيتأمن من جهة أخرى انفتاح الجماعات بعضها على بعض بحيث تتهيأ الأرضية الصالحة لإفراز قيادات ذات بعد وطني تعد لقيام أحزاب كبيرة ينتمي اليها المرشحيون والناخبون.

ثالثاً: مشروع يجعل المسيحيين ينتخبون نوابهم وكذلك المسلمين تحقيقاً للمناصفة الصحيحة التي نصّ عليها دستور الطائف، فلا يظل نواب مسلمون يفوزون بأصوات مسيحيين ولا نواب مسيحيون يفوزون بأصوات مسلمين.

هذا المشروع كان قد اقترحه الدكتور ادمون نعيم رحمه الله تعليقاً منه على اتفاق الطائف وتقويماً له في حديث أدلى به عام 1998 الى "نهار الشباب" جاء فيه: "إن قاعدة تقسيم المسؤوليات السياسية والادارية مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وهي التي تساعد المجتمع اللبناني على العيش في هدوء واستقرار، لم تطبق كما يجب أن تطبق، فهي تعني استقلال كل من الارادتين المسلمة والمسيحية عن بعضهما بحيث تعبر كل منهما عن مضمونها في حرية كاملة. ففي كل انتخاب، الفئة الأكثر عدداً تفرض ارادتها على الفئة الأخرى ليس بفرض المرشحين فحسب بل بتقسيم الدوائر". لذلك فإنه اقترح نظاماً انتخابياً يطلب فيه الى المذاهب الطائفية المعترف بها في لبنان أن ترشّح في كل دائرة من الدوائر شخصين أو أكثر عن كل مقعد من المقاعد المخصّصة لها، ويتم هذا الترشيح من قبل أبناء الطائفة في كل دائرة من الدوائر. وفي المرحلة الأولى يتقدّم المرشحون المختارون الى الانتخاب بواسطة الناخبين مسلمين ومسيحيين للتوفيق بين إرادة كل مذهب وإرادة المواطنين اللبنانيين بمجموعهم، ولا يتم انتخاب نائب إلا إذا ك ن أبناء المذهب برغبون في انتخابه ويتم الانتخاب بواسطة جميع اللبنانيين الناخبين في الدائرة.

والسؤال هو: اي من المشاريع الثلاثة أو غيرها سيتم التوصل الى اتفاق وتوافق عليه في الاجتماع المسيحي الموسّع في بكركي؟ وهل من السهل الاتفاق على قانون يرضي الجميع ويكون عصريّاً ويحصّن الديموقراطية؟

 

الأسد ورأس الذئب الطائر

رضوان السيد/الشرق الأوسط

في حكايات وأقاصيص الحكمة على ألسنة الحيوانات عند شعوب الشرق، أن الأسد ملك الوحوش في الغابة بلغ من الكبر عتيا، فاستعان في الصيد بذئب وثعلب من رعيته. وقد نجح هذان في اصطياد غزال أتيا به إلى العرين، فسُرّ الأسد العجوز وخاطبهما قائلا: «كيف نقسم هذا المغنم؟»، فسارع الذئب للقول: «القسمة واضحة؛ الرأس والأكتاف لك، والبطن والعجُز لي، والذنب للثعلب!»، فغضب الأسد وأطار رأس الذئب بضربة واحدة من قائمته الأمامية، ثم التفت من جديد إلى الثعلب سائلا عن القسمة، وقال الثعلب متظاهرا بالهدوء: «القسمة واضحة، الرأس والأكتاف لإفطارك، والبطن والدواخل لغدائك، والمؤخرة لعشائك!»، فقال الأسد مندهشا ومسرورا: «من علمك هذه القسمة العادلة؟»، فأجاب الثعلب: «رأس الذئب الطائر!».

لقد مضت ثلاثة أشهر ونيف على الانطباع الناشئ لدى الأجانب والعرب بأن النموذج الليبي أَضر بحركة التغيير العربية لجهتين: أنه بعث الأمل لدى الحكام بأنهم يستطيعون استخدام العنف وإرغام الشعب على الخضوع، والنجاة من العقاب والبقاء في السلطة، وأن فئات شعبية عربية ازداد ترددها إزاء التحرك لأنها لا تحب التدخل الأجنبي بحجة نشر الديمقراطية بعد مَثَلي العراق وليبيا، ولأنها خشيت وتخشى من أنه إذا طال استخدام السلطات للعنف فقد ييأس المتظاهرون ويلجأون هم أنفسهم لاستخدام العنف أيضا فتنشب الحرب الأهلية!.. وقد كان بعض هذه الأفكار حقيقيا ليس في ليبيا فقط؛ بل في اليمن وسوريا أيضا، وربما في بلدان عربية أخرى. بيد أن شيئا من ذلك ما عاد واردا الآن، وبخاصة بقاء الأنظمة بعد حدوث الثورة!.. فقد سقط بن علي، وسقط مبارك، وسقط الآن القذافي.

ويتبين من هذه السقطات المتتابعة أن أخطار حصول نزاع داخلي وشبه حروب أهلية، تعود دائما إلى مساعي الأنظمة والرؤساء للبقاء. فها هو النظام السوري يهدد إسرائيل بعد طول تنسيق إشعارا للسوريين بالخطر.. وها هو يتهم المتظاهرين بأنهم مسلحون أو بعضهم، وأنهم يشكلون خطرا على الأمن وعلى العلاقات بين الطوائف.. وها هو يمارس الإذلال بطرائق مقذعة، لكي يخمد المظاهرات تحت وطأة القمع، أو يرد المتظاهرون بالعنف أيضا، فيخشى المحافظون والأقليات على أنفسهم وعلى الاستقرار. ونحن نعلم أن الرئيس مبارك حاول ذلك مع المسيحيين، والرئيس صالح حاول ذلك من خلال «القاعدة» باليمن، أي تخويف المسيحيين من التغيير لأن الذين سيأتون بعدهما سيكونون من المتظاهرين الإسلاميين! ولا يبدو شيء من ذلك صحيحا اليوم أو الآن وفي سوريا بالذات. فالمتظاهرون في سوادهم الأعظم ليست لهم انتماءات حزبية أو دينية معينة، وشعاراتهم تدور حول الحرية والكرامة والعدالة ورفض الظلم والإذلال والاستبداد. وقد تعرضوا وتعرضت أسرهم على مدى خمسة أشهر ونيف لأبشع أشكال العنف والإرهاب والقتل والإذلال، فما حادوا عن سلميتهم ولا رفعوا شعارا طائفيا أو إثنيا. وقد استمعنا إلى المنشقين السياسيين والعسكريين فما سمعنا كلمة ذات منحى مذهبي أو طائفي، وإنما يقال دائما: «لا نريد استعمال السلاح ضد المواطنين المسالمين!»، وما دام هذا الوعي سائدا، فلن يستطيع النظام تمديد عمره اعتمادا على إشاعة الفتن والأوهام. وهي أَوهام أو سطحيات حظيت وتحظى بالفعل باهتمامات رجال دين كبار في سوريا ولبنان. فبطريرك الروم الأرثوذكس إغناطيوس هزيم، ومقره دمشق، قال في لبنان إن الاستقرار مهم، وإنه يعرف الرئيس الأسد، وهو رب أسرة محب ومحترم ومتحضر، ولا يمكن أن يرتكب ما يتهم به، كأنما الثلاثة آلاف سوري المقتولون ليست عندهم أُسَر، ولا يتمتعون بالقدرة على الإحساس بالحياة والكرامة. والخوف من الفتنة والانقسام بضاعة مزجاة يستخدمها رجال الدين المسلمون منذ آماد، وقد أسرف في استخدامها الأمين العام لحزب الله في السنوات الأخيرة، ورجال الدين السوريون الموالون الموجودون الآن في وسائل الإعلام، وفي الثورات العربية بالذات. إنما يخشى هؤلاء جميعا حضور الجمهور العربي الأكثري، الذي غاب طوال العقود الماضية تحت وطأة الإرهاب والعسف الداخلي والغزو الأميركي، فحل محله أقلويو الإسلاميين، وأقلويو الأقليات الدينية والإثنية والاجتماعية والسياسية، متشاركين في ذلك مع الحكام ومع الغزاة ومع الإيرانيين والإسرائيليين وسائر الذين تداعوا علينا كتداعي الأكلة على القصعة. ومع طول المدة نسبيا اعتبر هؤلاء جميعا أن غياب الجمهور طبيعي وليس استثناء، وأنه من الطبيعي أيضا أن يتشاركوا هم جميعا في السطوة والسيطرة على مجالنا الأرضي والجوي والبحري، وأن يضيقوا علينا أنفاسنا حتى لا نفكر في التغيير، فإن فكرنا فالاعتقال أو القتل من جانب السلطات، والصمت من جانب المشاركين مضاربة، والذين ما ارتفعت أصواتهم إلا عندما نزل الجمهور إلى الشارع من أجل تغيير نظامه السياسي الخالد المخلد كأنما هو موروث أبا عن جد بحقوق الدم الأزرق!

ما أكثر الفرص التي حظي بها النظام السوري في السنوات العشر الأخيرة، وبخاصة في الشهور الستة الأخيرة بعد قيام الثورة عليه!.. لقد تبين أن خيمة النظام المضروبة على آل الأسد تمتد حبالها المثبتة بين إسرائيل وإيران ولبنان والعراق وتركيا والولايات المتحدة ولا ندري أين وأين؟ وقد بدأت هذه الحبال تتقطع تحت وطأة القتل والاعتقال والتشريد. وما بقي في النهاية غير الحبل الإيراني، ومن تستطيع إيران تجنيده في المنطقة العربية للالتحاق بشبيحة النظام السوري في الدفاع عنه، وحزّروا بأي مسوغ: مسوغ الممانعة والمقاومة، ثم مسوغ الخوف من طائفية الأكثرية، وأخيرا مسوغ الحفاظ على الوحدة والاستقرار!

ونحن على ثقة – كما سبق القول - بأن الجمهور الثائر هو المعني الأول بالوحدة والاستقرار والممانعة، لأنه لا يمكن أن يكون هناك أحرص على سوريا وحدة واستقلالا وحرية من شعبها. والمعني الثاني بالملف السوري هو الرأي العام العربي، الذي عبّر بكل السبل عن تضامنه مع الشعب السوري. وقد كانت لدى السوريين الثائرين ولدى العرب الآخرين مآخذ كثيرة على العرب دولا وجامعة، لعدم الاهتمام والضغط على الرئيس السوري وزبانيته. لكن الجامعة العربية تجاوزت تلك المرحلة في اجتماعها الشهير الذي صدرت عنه مبادرة من 13 بندا أراد أن يبعث بها مع الأمين العام للجامعة للعرض على الرئيس الأسد. والمبادرة غير مرضية للشعب السوري، لأنها تُبقي الأسد إلى نهاية فترته الرئاسية الثانية عام 2014، لكنها تقول بكل الإصلاحات الأخرى الداخلة في برامج المعارضة. لكن الأسد وبعد عشرة أيام من رفض المبادرة، عاد لرفض استقبال أمين عام الجامعة، إما لأن بنود المبادرة أعلنت قبل استقبال الأسد له، وإما لأن أمين عام الجامعة استقبل وفدا من المعارضين السوريين بالقاهرة!

لدى الأسد فرصة واحدة أخيرة ودرس للاعتبار. الفرصة هي مبادرة الجامعة العربية، وهي تقول بوقف العنف وإجراء تحول ديمقراطي تدريجي ينتهي بزواله مع نظامه. وأما الدرس فهو سقوطه بالضربة القاضية من جانب شعبه المقهور والمقتول، كما سقط القذافي ومبارك وبن علي، لأن تلك هي القسمة العادلة!