المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 06 أيلول/11

انجيل القديس متى 22/15-22/ دفع الجزية إلى القيصر

وذهب الفريسيون وتشاوروا كيف يمسكون يسوع بكلمة. فأرسلوا إليه بعض تلاميذهم وبعض الهيرودسيـين يقولون له: يا معلم، نعرف أنك صادق، تعلم بالحق طريق الله، ولا تبالي بأحد، لأنك لا تراعي مقام الناس. فقل لنا: ما رأيك؟ أيحل لنا أن ندفع الجزية إلى القيصر أم لا؟.فعرف يسوع مكرهم، فقال لهم: يا مراؤون! لماذا تحاولون أن تحرجوني؟ أروني نقد الجزية! فناولوه دينارا. فقال لهم: لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟ قالوا: للقيصر!  فقال لهم: ادفعوا، إذا، إلى القيصر ما للقيصر، وإلى الله ما لله!  فتعجبوا مما سمعوه، وتركوه ومضوا.

 

عناوين النشرة

*غباء وأصولية المرحبين بطرد السفير الإسرائيلي من تركيا/الياس بجاني

*الحص: موقف تركيا يستحق التفاتة عربية

*تيار المستقبل ثَمّن طرد أنقرة سفير إسرائيل

*الأحد، إزاحة الستار عن تمثال العذراء في قانا/جويس الجميّل لـ"الجمهورية": لبنان رسالة تعايُشا

*ميقاتي التقى وفداً من المحكمة الدولية بعيداً عن الاعلام

*باسيل بعد لقائه ميقاتي: لن أشارك في الجلسة الوزارية الموسعة عصراً

*موجة إستنكارات للحادثة/دير القمر تتمسّك بحسن الجوار

*المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم هل هو جميل سيد جديد/عشاء جنبلاط و"الخليلين": عدم التفاهم على تمويلي الكهرباء والمحكمة

*البطريرك الراعي بعد لقائه ساركوزي: متمسكون بالمحكمة الدولية ولفصلها عن السياسة

*الديار: الراعي سيبحث مع ساركوزي باقتراح فيدرالية تعطي المناطق المسيحية خصوصيتها 

*زيارة الراعي هي للتحليل مشكلات لبنان والتغيرات"/الراعي: تسجيل المغتربين يحفظ التوازن

*البطريرك الراعي من فرنسا: لا يجوز ان نلعب بمصائر الشعوب والى اين نحن ذاهبون في سوريا؟

*ديبلوماسي عربي: نصر الله وبري كانا دائماً مطية سهلة الركوب للقذافي وهما آخر من يسعى لكشف مصير الإمام الصدر/حميد غريافي/السياسة

*وكيليكس/نقلاً عن وثيقة دبلوماسية صادرة في 18 آب 2006 ونشرها ويكيليكس/بري لفيلتمان: خطاب الأسد غبي ولدى إسرائيل أيام لضرب حزب الله

*بري ينفي ما نقلته صحيفة المستقبل عن ويكيليكس

*لم يعد يأمن على حياته؟: بشّار الأسد زار شيخ العقل في السويداء سراً؟!

*نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام: التدخل العسكري في سوريا ليس إحتلالا

*هل مقتل لويس سعيد سعيد" ابن رميش رسالة على اقتراح العفو العام؟

*مجلة المسيرة : خيِّطوا بغير هذه المسلّة! لا خلافات في الصيفي

*جنبلاط يساند ميقاتي في تمويل المحكمة ويجدد رفضه للنسبية في قانون الانتخاب

*النائب عمار حوري: ما يطرحه التيار الوطني من "شوشرة" فولكلور اعلامي

*طالب وزير الداخلية والبلديات مروان شربل يؤكد إبقاء اللواء ريفي والعقيد وسام الحسن في منصبيهما

*الوزير السابق حسن منيمنه: "حزب الله" لن يناور كثيرًا بتمويل المحكمة... وإذا فشل ميقاتي بدفع الحكومة إلى ترجمة موقف رئيسها فعليه أن يستقيل

*وزير الثقافة غابي ليون: عون عندما تكلم عن تلامذة المسيح لم يكن يقصد كرم

*هكذا أجمعت الاكثرية والمعارضةعلى انتقاد الحُكم على كرم واعتباره مسيسا

*ما قصة التسجيلات في ملف فايز كرم، ولماذا إتلافها/طوني عيسى/الجمهورية

*نبيل  نقولا: وسام الحسن عقرب وفيلتمان كاذب..وهناك محاولة لضرب "التيار" من خلال قضية كرم

*نتانياهو :لا نريد تدهور العلاقات مع تركيا لكننا لن نعتذر لها/مبادرة أميركية لاستئناف المفاوضات تفاديا لصدام في الامم المتحدة

*حزب الله بين كرم ومشيمش والحسيني/حزب الله الذي أدان مشيمش والحسيني ظلما برّأ كرم تقريبا، والآتي أعظم/علي الأمين

*حول مراتب العملاء: فايز كرم في مرتبة عنصر لحدي قتل مقاومين/طارق نجم/موقع 14 آذار

*لماذا صمتت المراجع الإسلامية عن مذابح السوريين/داود البصري/السياسة

*الاعتدال ضمانة لنجاة «الربيع العربي».. ونجاحه/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*لماذا سوريا وليس البحرين/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

*إسرائيل تستعد لمعركة مع حلفائها/بلال الحسن/الشرق الأوسط

*سلامات يا علي/ميشل كيلو/الشرق الأوسط

*الأسد: إنكار حتى آخر لحظة/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

*رياح التغيير والخصوصية السورية/أكرم البني/الشرق الأوسط

*شو وقفت عليّ/عـماد مـوسى/لبنان الآن

*طمأنة الشيعة/حازم صاغيّة/لبنان الآن

*بدأ إضرابا عن الماء والدواء بعد أيام من امتناعه عن الطعام/حركات احتجاجية ومنظمات قبطية تطالب بالإفراج عن الناشط مايكل نبيل

*اسرائيل تحذر من استراتيجية اردوغان العثمانية الجديدة/نتنياهو على موقفه: لسنا في حاجة للاعتذار من انقرة

*مواجهة محتملة بين إيران وإسرائيل في البحر الأحمر/هكذا تستعد طهران لحماية نفوذها وحلفائها

*الأولوية الدوليّة لمجلس انتقالي في سوريا/جورج علم/الجمهورية

*عون والحلفاء المعارضون/نبيل بومنصف/النهار

*تجاذبات ونقاش بين الدول الغربية حول مداها/العقوبات لن تتمدّد إلى الجوار السوري ولبنان/روزانا بومنصف/النهار

*بين استحقاقي التمويل في أيلول والتمديد في آذار/كيف سيحافظ حزب الله على الحكومة ويواجه المحكمة الدولية/ابراهيم بيرم/نهارنت

*سامي الجميّل وهزّ العصا للمر

*سامي: بشير في الشكل وأمين في المضمون/الأخبار/ غسان سعود

*امير قطر اصيب بفخذه ومقتل 8 من مرافقيه واد اقربائه

 

عناوين النشرة

غباء وأصولية المرحبين بطرد السفير الإسرائيلي من تركيا

الياس بجاني/كم هم أغبياء وجهلة وقصيرو نظر وسطحيون في فكرهم وذاكرتهم وإيمانهم أولئك القوم من أبناء شعبنا في لبنان الذين تعاموا عن 420 سنة احتلال تركي دموي وهمجي واستعبادي لوطن الأرز وراحوا يطبلون لتركيا بعد أن طردت السفير الإسرائيلي. تعاموا عن مشانق جمال باشا وسفر برلك وغرقوا في فخاخ التركي الخادعة التي تبيعهم من بضاعتهم الكاسدة والبالية والكاذبة، بضاعة التحرير والعداء لإسرائيل والمقاومة والممانعة. أغبياء وجهلة لأن التركي هو حليف لإسرائيل منذ قيامها، كان ولا  يزال وسوف يبقى. هذه الثقافة العمياء التي عبر عنها بالتطبيل والمديح الغبي لتركيا كمال شاتيلا وسليم الحص وغيرهما الكثير المسكونين عقدة عبد الناصر وعروبة الرفض هي نتاج ثقافة رفض الأخر والحقد والكراهية وهي الثقافة أبقت الدول العربية شعوباً وحكاماً في القرون الحجرية والثورات التي تعم هذه الدول خير دليل على عقمها وفشلها وكارثتها المدمرة. الغباء والجهل والتعصب والرفضية والتزمت هي من أهم أسباب التأخر والتقوقع والانغلاق، فهل من يعي الحقائق ويخرج من جحور القرون الحجرية؟ نتمنى ذلك

 

الحص: موقف تركيا يستحق التفاتة عربية

النهار/قال الرئيس سليم الحص ان "الموقف الجديد لتركيا من اسرائيل ينبغي ان يستدرج التفاتة عربية ايجابية، فتركيا طردت سفير اسرائيل خارج أراضيها وجمدت التعاون معها، اثر صدور تقرير للامم المتحدة عن ان تسعة مواطنين اتراك قتلوا في هجوم اسرائيلي على سفينة متوجهة الى غزة، وكذلك اعلن وزير خارجية تركيا ان جميع المسؤولين في السفارة سيطردون من البلاد، وقد جمدت كل الاتفاقات العسكرية بين الجهتين". واضاف: "ان العلاقة بين تركيا واسرائيل كانت لمدة طويلة من الزمن حجر عثرة في طريق العلاقات العربية مع تركيا، اما وقد حصل ما حصل من انقطاع في العلاقة التركية الاسرائيلية، فالعرب مدعوون الى توثيق علاقتهم بتركيا وتنميتها". وختم: "هذا أقل ما يمكن ان يكون مع دولة يمكن ان تشكل سندا قويا للقضايا العربية، ومحورها قضية فلسطين".

 

تيار المستقبل ثَمّن طرد أنقرة سفير إسرائيل

وكالات/ثَمّن "تيار المستقبل" الموقف التركي لجهة طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة، مشددا على أنّ "السياسة التركية الحكيمة أثبتت أنها مع الحقوق العربية واقعا من دون ادعاء أو شعارات". واعتبر في بيان، أن تركيا "كانت السبّاقة في حماية الدم العربي، خلافا لجميع الذين يتظللونه أو يستعملونه لتأبيد الأنظمة الديكتاتورية، وكانت بحقّ مقدامة في الدفاع عن الحقوق والدم، بخلاف كل الذين يزعمون "المُمانعة"". وإذ ثمّن "عاليا الموقف التركي لجهة طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة"، أكد أن "السياسة التركية الحكيمة أثبتت أنها مع الحقوق العربية واقعا من دون ادعاء أو شعارات، وكانت في مقدمة المدافعين عن حقوق الذين يدافعون عن أنفسهم من دون أي سلاح". ورأى أن "المرحلة التي تعيشها المنطقة والوقائع التي تشهدها تؤكد في شكل حاسم أن الادعاءات والشعارات سقطت إلى غير رجعة، إذا إن التغيير بات حقيقة مؤكدة طالما أن الشعوب اختارت ذلك". وشدد على أن "الموقف التركي كان سبّاقا في مواجهة الهمجية الصهيونية دفاعا عن أهلنا وشعبنا في فلسطين المحتلة، بينما كان الآخرون يتاجرون بمعاناة الفلسطينيين ومآسيهم".

 

الأحد، إزاحة الستار عن تمثال العذراء في قانا/جويس الجميّل لـ"الجمهورية": لبنان رسالة تعايُشا

جويس الحويس/الجمهورية

مَن منّا لا يعرف رواية عرس قانا التي يرويها الإنجيل المقدس، وتعتبرها الكنيسة أولى العجائب التي قام بها يسوع المسيح. لكن قلّة منّا تدرك أنّ قانا المذكورة هي إحدى القرى اللبنانية الجنوبية، على رغم الخلاف الكبير داخل الكنيسة بشأن هويّتها. والإثباتات التي تعيّن موقع قانا الجليل في جنوب لبنان لا شكّ فيها، وهي لمؤرخ الكنيسة أوزابيوس في القرن الثالث، والقديس إيرونيموس في القرن الرابع، ودعمتها نصوص الأناجيل والآثار المحفورة على صخور "الخنشا" في جوار قانا الجليل للمسيحين الأوائل.

من هنا، تشكّل هذه البلدة إحدى ثروات لبنان، فكما للبنان ثروات نفطية في البحر، كذلك على الأرض، إذ يجب أن تشكل هذه المنطقة مَحجّا للمسيحيين من دول العالم كافة.

وإلى جانب قانا، يمكن إيجاد مكان يطلق عليه اسم "مقام النبي عمران"، حيث كان هناك كنيسة بيزنطية، بنيت في المكان الذي دفن فيه والد العذراء مريم. وخلال الفتوحات الإسلامية، بنى المسلمون مقاما إلى جانبه، تكريما لوالد العذراء، كونهم يجلّون مريم ويحترمونها. في هذا الإطار، عمد تجمّع "لبنان أرض مقدسة" برئاسة السيدة جويس الجميّل، إلى العمل على إعادة إحياء البلدة، من خلال وضع تمثال للسيدة العذراء على أرض قدمتها البلدية للتجمع، هذا التمثال الذي سيتمّ إزاحة الستار عنه الأحد المقبل في 11 أيلول الساعة الحادية عشرة صباحا.

فالتجمّع سيكون أمام مبنى بلدية قانا، يتبعه مسيرة باتجاه كنيسة مار يوسف في البلدة. وسيتخلل الاحتفال ترانيم لـ جومانا مدوّر وإزاحة الستار عن التمثال الذي يبلغ طوله 2,30 م، كذلك ستوجّه تحية مثلثة الى العذراء مريم، مع قراءة لإنجيل قانا. ويتخلل هذا اللقاء، وثائق ورسائل من المسؤولين الروحيين. أمّا ختامه فسيكون حوالى الساعة الواحدة ظهرا.

وفي هذا الإطار، خصّت الجميّل "الجمهورية" بحديث خاص، اعتبرت فيه أنّ قانا هي مكان "مهم جدّا جدّا بالنسبة الى اللبنانيين، وهي أرض مقدسة"، مشيرة إلى ضرورة أنّ يصبح لبنان رسالة، كما قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني، "رسالة تَلاق بين المسلمين والمسيحيين".

وأكّدت الجميّل على أنّ هذا المشروع يتمّ تنظيمه كمجتمع مدني، وليس ككنيسة مارونية أو أورثوذكسية، وهو تجمّع لكلّ المؤمنين الذين يريدون رفع صلواتهم إلى مريم العذراء، مشيرة إلى أنّ المكان يتضمن بعض الآثار المنحوتة، ومتمنية أن تكون هذه الزيارة مجرد بداية ليصبح هذا المكان محجّا للبنانيين كلّهم، وموقعا أساسيا على خارطة المواقع الأثرية-الدينية في لبنان. وشكرت الجميّل توجيهات رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي سهّل الإعداد لهذا النشاط، وقالت: "العذراء هي التي تدير هذا النشاط وتعمل على إنجاحه، أنا وسيلة صغيرة جدا لإيصال هذه الرسالة"، معتبرة أنّ هذا النشاط لا يتضارب مع إيمان المسلمين، "فهناك تعايش في الجنوب بين السكان، والحوادث الأمنية التي تقع في الجنوب أسبابها سياسية وليست دينية، لأنّ الدين لا يفرّق بل يجمع"، مؤكدة أنّ الذين يسيئون إلى رموز دينية، ليسوا مسلمين أو مسيحيين.

وختمت قائلة: "نحن ذاهبون إلى قانا بكلّ إيمان، لتحقيق مقولة لبنان أكثر من بلد عادي، لبنان رسالة، رسالة التعايش بعيدا من التعصّب الأعمى".

 

ميقاتي التقى وفداً من المحكمة الدولية بعيداً عن الاعلام

نهارنت/إلتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفداً من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعيداً عن الاعلام. وأفادت معلومات صحافية أن البحث دار حول موضوع تمويل المحكمة.

ولم يتضح إذا ما كان الوفد هو ذاته الذي وصل مساء الجمعة من باريس، حيث نقلت صحيفة "السفير" أن رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان هرمان هابل، يرافقه محامية من المحكمة تدعى ليزا هارتفلد وضابط أمن فرنسي يدعى جوينال كرواجو، وصلوا مساء الجمعة من باريس ولا يزالون في بيروت، من دون أن تتضح أسباب الزيارة.

وقالت مصادر واسعة الاطلاع في الاكثرية لـ"السفير" إن طريقة تعامل الحكومة مع مسألة تمويل المحكمة تحسم في حينه، ولا مبرر لاستباق الامور، مشيرة الى انه ما زال امام الاكثرية متسع من الوقت يقارب الشهر تقريباً، لاتخاذ الموقف المناسب. واعتبرت ان على الحكومة عدم الانزلاق الى جدول الأعمال الذي تحاول المعارضة ان تضعه، كما هي الحال من خلال التركيز المستمر على موضوع التمويل، مشددة على ان الحكومة ليست معنية بأن تقدم أمتحان حسن سلوك لفريق 14آذار. وكان ميقاتي قد اكد في حديث لصحيفة "الحياة" نشر الجمعة ان مصلحة لبنان تقضي بتمويل المحكمة الدولية، والحكومة تقوم بما تقتضيه مصلحة لبنان". ويأتي هذا الاعلان بعد تشكيك عدد من قيادات المعارضة بنية الحكومة التي يشكل حزب الله وحلفاؤه اكثرية فيها، دفع مساهمة لبنان في تمويل المحكمة الى الامم المتحدة. ويساهم لبنان بحسب النظام الاساسي للمحكمة التي انشئت العام 2007 بقرار من مجلس الامن وبناء على طلب لبنان، بنسبة 49% من تمويل المحكمة التي تتخذ مقرا لها في لايدسندام قرب لاهاي. ولم يدفع لبنان حصته بعد للعام 2011. اما سنة 2010، فقد تولت وزارة المال في حكومة الوحدة الوطنية التي كان يتراسها سعد الحريري، الدفع عبر سلفة خزينة من دون المرور بمجلس الوزراء. واثار هذا الموضوع في حينه انتقادات حزب الله وحلفائه الذين رفضوا اقرار بند التمويل في الموازنة العامة خلال مناقشتها في اللجان النيابية تمهيدا لاحالتها الى مجلس النواب. ولم يناقش المجلس الميزانية بتاتا بسبب حدة الازمة التي شهدها لبنان في ذلك الوقت على خلفية الخلاف حول المحكمة وانتهت بسقوط حكومة الحريري في كانون الثاني 2011.

 

باسيل بعد لقائه ميقاتي: لن أشارك في الجلسة الوزارية الموسعة عصراً

نهارنت/اعلن وزير الطاقة جبران باسيل، بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، انه لن يشارك بالجلسة الوزارية الموسعة عصراً، لانه لم يُدع اليها.والتقى ميقاتي رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في السراي الحكومي للبحث في ملف الكهرباء، واستبقاه على مائدة غداء في حضور الوزيرين غازي العريضي ونقولا صحناوي. وقال ميقاتي بعد اللقاء: "نحن نسعى لأفضل خطة كهرباء بأفضل شروط وبالتمول اللازم". ويلتئم بعد الظهر اجتماع وزاري موسع في السرايا لمتابعة البحث في سبل التوصل الى مقاربة مشتركة للخطة المذكورة وآلية تنفيذها. ويمكن القول إن جلسة مجلس الوزراء المقبلة، التي يقع بند الكهرباء على رأس جدول أعمالها، ستكون مؤشراً الى الاتجاه الذي سيسلكه الوضع الحكومي في المرحلة المقبلة، مع استمرار رسائل التحذير الموجهة من رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي دعا مناصريه الى الاستعداد لاحتمال اتخاذ مواقف سلبية في حال عدم الموافقة على خطة الكهرباء، في حين أبلغ مرجع كبير صحيفة "السفير" انه يستبعد انهيار الحكومة برغم الصراخ الكثيف الذي يواكب الأخذ والرد حول الكهرباء، لافتاً الانتباه الى ان لا بديل عنها، بمعزل عن رأي هذا أو ذاك فيها. وقالت أوساط ميقاتي لصحيفة "اللواء" الذي عاد ليلاً إلى بيروت، أن طرح ما قبل عيد الفطر بصدد الكهرباء، ما زال قائماً، مشيرة إلى أن هذا الطرح والذي يتضمن 4 نقاط، سيناقش في اللقاء الوزاري عصر اليوم في السراي، والذي يفترض أن يبلور التفاهم عليه، قبل أن يتابع مجلس الوزراء، الأربعاء، الموضوع من زواياه المختلفة. ويقوم الطرح على أربع نقاط، حيث تناط مسؤولية الصرف الى الحكومة، مع إعطاء دور مركزي وأساسي لمؤسسة كهرباء لبنان في إدارة المشروع، وتشكيل الهيئة الناظمة، والشروع في فتح باب التمويل العربي والدولي للمشروع الكهربائي، بالاضافة الى اعتبار المشروع الكهربائي هو مشروع الحكومة اللبنانية وليس مشروع فريق او طرف فيها. ولفتت أوساط ميقاتي إلى أن الجميع يريد حلاً يؤمّن علاجاً استراتيجياً لوضع الكهرباء في لبنان، وفي الوقت نفسه تكون لديه القدرة على تمويل الخطة.

 

موجة إستنكارات للحادثة/دير القمر تتمسّك بحسن الجوار

الجمهورية/عقد رئيس وأعضاء بلدية دير القمر، ورئيس وأعضاء الجمعية الرياضية في دير القمر، اجتماعا بحثوا فيه الإشكال الذي وقع بعد مباراة كرة السلة بين فريقي الطلائع - دير القمر وفريق التوحيد - الجاهلية. وأصدر المجتمعون بيانا اتّهموا فيه فريق التوحيد بالقيام بـ"أعمال شغب" على أرض ملعب نادي دير القمر، كما اتّهموا الفريق وجمهوره بـ"الاعتداء السافر الذي طاول عددا من الشبّان الديريين"، وبـ"إطلاق نار من أسلحة حربية" و"استعمال آلات حادّة، الأمر الذي ينمّ عن سوء نيّة مبيّتة وعن النيّة بافتعال حادث عن سابق تصوّر وتصميم". وأضافوا أنّ دير القمر "التي آمنت ولا تزال بالعيش المشترك وعلاقات حسن الجوار، هي اليوم تتمسّك أكثر فأكثر بهذه الصيغة، لكنها في الوقت نفسه تذكّر الجميع بأنّها تجاوزت ظروف الحرب القاسية وبقيت رمزا من رموز العيش المشترك في الجبل"، مطالبين السلطات القضائية والأمنية بـ"أخذ التدابير كافّة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وبالتالي إنزال أشدّ العقوبات بمفتعليه، ليكون عبرة لمن اعتبر".

عدوان

وعلّق نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان على حادثة بلدة دير القمر فقال: "الظاهر أنّ هناك أناسا بعيدين كلّ البعد عن الروح الرياضية والتصرّف الرياضي، لأنّ الحادث في دير القمر بدأ بتهجّم بعض الأشخاص الذين كانوا في المباراة على الحكم وضربه". وأضاف عدوان: "الأخطر من ذلك انّه عندما هدأت الأوضاع داخل الملعب، فإنّ مَن قام بضرب الحكم استدعى أناسا من خارج دير القمر، فوصلوا بسياراتهم وأسلحتهم وبدأوا بإطلاق النار وأصيب من أصيب".

وأكّد عدوان انّ "الحادثة تعكّر الجوّ الممتاز الموجود في الجبل، وليس جوّ الرياضة فقط. ونحن كأولاد الجبل، لا يمكن ان نقبل بأن تمرّ كحادثة عابرة، وهي ليست فقط مستنكرة، بل يجب ان نضع لها حدّاً لأنه يجب أن لا تتكرر مجدّدا". وتوجّه عدوان الى القضاء والقوى الأمنية وقال: "انّ هذا الحادث لن يمرّ مرور الكرام، وإذا تهاون أحد به يكون قد تحمّل مسؤولية ما سيحصل في المستقبل. إذا أردنا ان تنتهي الحادثة كما يجب، على القضاء والقوى الأمنية ان يكونا صارمين لتكون الحادثة عبرة وأن لا يقوم أحد بتكرارها".

وهاب

وإستنكر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب في بيان "الحادثة المؤسفة التي وقعت في بلدة دير القمر والتي أدّت الى سقوط بعض الجرحى لأسباب شخصيّة وتافهة، وهي مشكلة يتحمل مسؤوليتها بعض الجهلة، وهي لا تليق بأخلاق أبناء الشوف ولا بالعلاقات القائمة بيننا، خاصة وأنّنا كنا مَن دعا الى تعزيز العودة وتشجيعها الى المنطقة، وهذه المشاكل تعاكس ذلك". وأضاف: "سنتّخذ أقصى الإجراءات تجاه شبابنا الذين شاركوا في هذه المسألة، كما نطالب الأجهزة الأمنية الرسمية باتّخاذ ما يلزم لمعاقبة الجميع دون استثناء. واننا نؤكّد بأننا لا نفرّق بين أبناء دير القمر وأي شخص من ابناء القرى المجاورة، فجميعهم أخوة لنا وأهل، وطالما إنّ حضورهم في هذه المنطقة كان يشكّل غنى لها".

 

المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم هل هو جميل سيد جديد

عشاء جنبلاط و"الخليلين": عدم التفاهم على تمويلي الكهرباء والمحكمة

نهارنت/عُقِدَ ليل الاحد لقاء سياسي حول ملف الكهرباء، تخلله عشاء، في منزل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وضم كلاً من: رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط والوزراء غازي العريضي ووائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو والنائب أكرم شهيب عن الحزب التقدمي الاشتراكي، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وحسين الخليل ووفيق صفا عن "حزب الله"، والنائب هاني قبيسي وأحمد البعلبكي عن حركة أمل، وجرت خلاله مناقشة مستفيضة لملف الكهرباء.

وأبلغت مصادر المجتمعين صحيفة "السفير" ان حصيلة الاجتماع كانت إيجابية، وأفضت الى وضع خريطة طريق للمعالجة، موضحة انه تمت إعادة تثبيت بعض النقاط الأساسية، ومنها مسألة الإجازة للحكومة، وتعديل القانون 462، وتشكيل الهيئة الناظمة، ولكنها لفتت الانتباه الى ان كيفية التمويل ما تزال عالقة، لأن لا إمكانية لدى الدولة لتغطية كل نفقات خطة الكهرباء. وأشارت المصادر الى ان جنبلاط أكد انه لا يريد ان يعطل على وزير الطاقة جبران باسيل خطته، وأن ملاحظاته تقنية فقط . وأوضحت ان جنبلاط لم يعد يتمسك بتشكيل لجنة تشارك في الاشراف على تنفيذ الخطة، متوقعة ان تتبلور الأفكار المتداولة للحل في الاجتماع الوزاري الذي سيلتئم في السرايا بعد ظهر اليوم.

واعتبرت المصادر انه لا يمكن الجزم بأن الامور وصلت الى نهاية سعيدة قبل معرفة رأي رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، مؤكدة ان "حزب الله" سيكثف اتصالاته معه، سعياً الى التفاهم معه على المخرج المطروح. الى ذلك، عُلم ان من الافكار المطروحة لمعالجة عقدة التمويل، التي سبق ان عرضها رئيس مجلس النواب نبيه بري على رئيس الحكومةنجيب ميقاتي، ان تتولى وزارة المالية تأمين دفعة أولى (400 مليار ليرة) من مبلغ المليار و200 مليون دولار التي يتطلبها تنفيذ الجزء الاول من خطة الكهرباء، على ان يجري تأمين الدفعات المتبقية عبر قروض او هبات او خزينة الدولة إذا كانت هناك ضرورة، بما يضمن استمرارية تطبيق كل مراحل المشروع. وقد حظي هذا الاقتراح بموافقة جنبلاط الذي وجد فيه طرحاً موضوعياً. واوضحت مصادر المجتمعين، أنه تم التداول بتمويل المحكمة، إلا انه لم يتم التوصل الى أي تفاهم، إذ ان جنبلاط أصر على موقفه المعلن، من ان الحكومة لا تستطيع التهرب من تمويل المحكمة، طالما انها التزمت بالقرارات الدولية،

 

البطريرك الراعي بعد لقائه ساركوزي: متمسكون بالمحكمة الدولية ولفصلها عن السياسة

موقع الكتائب/أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى ان الرئيس الفرنسي لا يرغب بان يستمر أي نظام بعدم احترام حقوق المواطنين وسلامهم، مشيراً الى ان الصداقة اللبنانية الفرنسية تاريخية وطويلة خصوصاً بين فرنسا والموارنة وهذه الصداقة كانت دائماً لصالح لبنان.

البطريرك الراعي جدد تمسكه بالمحكمة الدولية داعياً الى فصلها عن الشؤون السياسية ورافضاً ما يقال عن تزوير أو تسييس لها.

وششد البطريرك الراعي على انه لم يطرح المشاكل الداخلية اللبنانية مع ساركوزي وقال: نحن لا نحمل مشاكلنا السياسية الى اي بلد، ونحن في لبنان نعمل بتعاون كامل ونحافظ على قضيتنا ولبنان صاحب الرسالة والنموذج في احترام حقوق الانسان، ونحن لا نتكلم أبداً عن المسيحيين بل عن لبنان وهذه هي قيمتنا، مستنكراً التعدي على القوات الفرنسية العاملة ضمن إطار اليونيفل في جنوب لبنان. وأعرب البطريرك الراعي عن تخوفه من ما يحصل في سوريا لنه قد يؤدي الى حرب اهلية او ان نصل في سوريا او غيرها الى انظمة اكثر تشدداً وتعصباً او أن نصل الى فكفكت العالم العربي الى دويلات طائفية مشيراً الى انه  يحق لكل مواطن ان ينال حقوقه وان يقوم بواجباته ونحن لسنا مع العنف بل مع القيم الانسانية والاجتماعية بحيث يعيش كل الشعوب بسلام.

 

الديار": الراعي سيبحث مع ساركوزي باقتراح فيدرالية تعطي المناطق المسيحية خصوصيتها 

وردت صحيفة "الديار" معلومات تفيد بأن "آخر بند في الاقتراحات (التي سيقدّمها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي) هو ما يسمى بالخيار الأصعب، ويشير إلى بقاء لبنان موحدًا ضمن فيدرالية تعطي المناطق المسيحية خصوصيتها"، لافتةً إلى أن الراعي "سيبحث هذا الأمر مع ساركوزي كما سيسمع منه وجهة نظر فرنسا الى أين تريد أوروبا وأميركا السير في المنطقة".

 

الزيارة لتحليل مشكلات لبنان والتغيرات"/الراعي: تسجيل المغتربين يحفظ التوازن

الجمهورية/من باريس، جدّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعوة "اللبنانيين المنتشرين في العالم إلى تسجيل أولادهم في السفارات، لاستمرار التوازن"، موضحا أنّ "الزيارة تتيح لي لقاء كبار مسؤولي الإدارة الفرنسية، لتحليل مشكلات لبنان والتغيرات الحاصلة في التركيبة الجيوبوليتيكية لبعض بلدان الشرق الأوسط". وقد رأس الراعي أمس، في إطار زيارته العاصمة الفرنسية باريس، قدّاسا احتفاليا في كنيسة سيدة لبنان، عاونه فيه المطارنة جورج أبو جودة، بولس مطر وسمير مظلوم، الوكيل البطريركي في روما المونسنيور سعيد سعيد، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبدو أبو كسم وعدد من الكهنة، وخدمت القداس جوقة الرعيّة، والإنشاد الفردي للأخت ماري كيروز.

حضر القدّاس سفير لبنان في باريس بطرس عساكر، سفيرة لبنان في الأونيسكو سيلفي فضل الله، سفير جامعة الدولة العربية في باريس النائب سيمون أبي رميا، الوزير السابق إبراهيم الضاهر، وفد المؤسّسة المارونية للانتشار، مدير مكتب طيران الشرق الأوسط في باريس ريمون خطار، مدير الخدمات العامة في شركة كازينو لبنان خليل سلامة وممثلون للأحزاب اللبنانية في باريس وحشد من أبناء الجالية.

وبعد الإنجيل ألقى الراعي عظة أبدى فيها "سروره لوجوده بين أبناء الجالية اللبنانية في فرنسا، ولتلبية دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي".

وقال: "لقد أراد رئيس الجمهورية الفرنسية متابعة تقليد قديم، يقضي بدعوة البطريرك الماروني المنتخب إلى زيارة رسمية لفرنسا، بهدف تجديد روابط الصداقة والتضامن والتعاون الفرنسية - المارونية والفرنسية - اللبنانية. هذه الزيارة تتيح لي لقاء كبار مسؤولي الإدارة الفرنسية، لنقوم معا بتحليل مشاكل لبنان والتغيّرات الحاصلة في التركيبة الجيوبوليتيكية لبعض بلدان الشرق الأوسط، هذه التغيرات التي لا تزال تربكنا وتشغلنا، لا سيّما وأنّ نتائجها لا تزال مجهولة".

أضاف: "أغتنم هذه الفرصة لأشكر لفرنسا صداقتها التاريخية ودعمها الثابت للقضية اللبنانية والفرنكوفونية التي تتطور في لبنان في كلّ أبعادها. كما نشكر لفرنسا مشاركة قواتها، منذ ثلاثين عاما، في القوة الدولية في لبنان، والتضحيات الكبيرة التي تقدمها".

وفي ختام القداس أقام سعيد مأدبة غداء للراعي الذي أشاد بدور المؤسّسة المارونية للانتشار "من أجل مساعدة اللبنانيين في الخارج وحَضّهم على تسجيل أولادهم وزيجاتهم في السفارات اللبنانية المنتشرة في العالم"، وقال: "إنّ لبنان المقيم والمنتشر هو لبنان واحد، فلبنان المقيم هو جذع الشجرة ولبنان المنتشر هو الأغصان، ولا حياة للأغصان من دون الجذع، والجذع لا يكون من دون أغصان، فنحن نحمل في الشرق قضيّة ورسالة، ويهمّنا أن نكون وجه لبنان، كما الدبلوماسيون هم وجه لبنان في دورهم ووظيفتهم، لذلك على أبنائنا المنتشرين في العالم تسجيل أولادهم في السفارات، فلبنان قائم على الديمقراطية ويجب أن يستمرّ التوازن بين اللبنانيين لأنه ضرورة وطنية بين كلّ الشرائح اللبنانية".

وشدّد على "ضرورة السعي والعمل لإزالة الأسباب التي تمنع أو تقف عائقا أمام اللبنانيين في تسجيل أولادهم في السفارات اللبنانية".

واستقبل الراعي في البيت اللبناني الفرنسي: أبي رميا، ووفد المؤسسة المارونية للانتشار الذي ضمّ روز أنطوان شويري، هيام بنياني، كارولين غصن، شارل الحاج وأنطونيو عنداري، خطار والضاهر.

 

البطريرك الراعي من فرنسا: لا يجوز ان نلعب بمصائر الشعوب والى اين نحن ذاهبون في سوريا؟

الجمهورية/طالب البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في حديث ل" فرانس 24" اجراه معه الزميل كمال طربيه في البيت اللبناني - الفرنسي في باريس، الاسرة الدولية وفرنسا "الا تتسرع في القرارات التي تريد فيها تغيير الانظمة، وان يفكروا ماذا بعد"؟ متسائلا: "هل نحن ذاهبون الى انظمة متشددة وعنفية اكثر؟ ام الى تفتيت العالم العربي"؟

وسئل: بكركي حملت دائما هم المسيحيين اللبنانيين والعرب، برأيكم ما هو الدور الذي من الممكن ان تلعبه فرنسا في الحفاظ على الوجود المسيحي في هذا الشرق؟

اجاب:"عندما نتكلم عن الوجود المسيحي في الشرق نتكلم عن وجودهم وحضورهم الفاعل على المستوى الروحي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والوطني والمسيحيون معروفون في هذا الشرق، وهم في اساسه، وينتمون الى كل العالم العربي منذ عهد السيد المسيح والكنيسة الاولى، ما جعل ان تاريخهم طبع ثقافة هذه الشعوب على كل المستويات، ومعروف اليوم ايضا انه عندما نتكلم عن الحضورالمسيحي في بلدان الشرق الاوسط نتكلم عن ثقافة وحضارة مسيحية في معظمها هي كرامة الشخص البشري وقيمته الديموقراطية والحداثة والاعتراف بالآخر، ومفهوم الاخوة الشاملة الى جانب كونهم اصحاب ثقافة وخلقية معروفة يطبعون شؤونهم الزمنية بها، فعندما تهتم بكركي او فرنسا او بلد آخر بالحضور المسيحي فهذا ليس من اجل خدمة افراد او مجموعات، بل من اجل خدمة المجتمعات لانهم مثل غيرهم، يشكلون نوعا من خميرة في عجين المجتمعات، والعالم اليوم خاصة، وقد اصبح في العولمة، وفي الاعلام قرية صغيرة، فهو يحتاج الى التنوع والتعددية، فالمسيحية ضرورية، والاسلام ضروري، والديانات الاخرى ضرورية لكي تمارس دورها، وستساهم في بناء مجتمعاتها وهويتها وثقافة الشعوب، لذلك نحن نسعى الى دعم الحضور المسيحي من اجل هذه الغاية، وفرنسا التي هي ام الحريات والانفتاح والديموقراطية والفصل بين الدين والدولة فهي حساسة، واختبرت هذه المعاني، لذلك نحن نتطلع اليها لدعم الحضور المسيحي من اجل هذه الاهداف لا من اجل تقوقعات او كيانات مسيحية، فنحن فصلنا بين الدين والدولة".

وردا على سؤال عما إذا كنتم تشعرون بقلق على وضع الاقليات المسيحية في بعض الدول العربية كالذي يحصل في العراق؟ وهل ستطالبون فرنسا باتخاذ اجراءات فاعلة بالتعاون مع المجتمع الدولي؟

أكد قائلا " نحن نقلق، والعالم كله يعرف انه ويا للاسف لا ناقة لهم ولا جمل، في العراق يقتلون في بيوتهم وفي كنائسهم وعلى الطرق، فهؤلاء ليسوا ثوارا ولا مقاتلين، وليسوا ضد النظام، فماذا فعلوا ليقتلوا؟ هل لانهم مسيحيون؟ كذلك في مصر دفعنا الثمن غاليا، فعندما تعيش المجتمعات الحروب وازمات امنية واقتصادية وحرمان المواطن لحقوقه الاساسية، طبعا نحن نقلق على الحضور المسيحي لاننا لا نريد ان يتم التعامل مع المسيحيين وكأنهم اغراب، فنحن لسنا غرباء، واذا كانت الانظمة في معظم البلدان العربية هي انظمة دينية بما يعني مثلا ان دين الدولة الاسلام، او كما في اسرائيل دين الدولة اليهودية، اذا نحن نعيش في خطر مستمر، وما نطالب به الاسرة الدولية وفرنسا هو عدم التسرع في القرارات التي تبغي تغيير الانظمة، فهم طالبوا ان يكون في العراق ديموقراطية، فهذه الديموقراطية حصدت ارواحا وارواحا ولم تنته، والبلدان العربية كلها في مخاض، فالى اين سنصل؟ وهذه سوريا الى اين سنصل؟ فعلى المجتمع الدولي وعلى فرنسا ان يفكروا وماذا بعد الى اين نحن ذاهبون؟ هل الى انظمة متشددة وعنفية اكثر ام الى تفتيت عالم عربي، وعلى كل حال فهذا ليس لمصلحة الشعوب عامة، ولا لمصلحة الاقليات، ولا المسيحيين لان الانسان يأبى ان يعيش في جحيم، فمن حقه ان يعيش سعيدا في هذه الدنيا، وعلى السياسات ان تؤمن اجواء سليمة لكل الناس".

وفي الشأن السوري، و عما إذا كان يشاطر البعض في قولهم انه اذا سقط النظام في سوريا سيؤثر ذلك على الاقلية المسيحية هناك؟ اجاب: "الكنيسة لا تتلون بأي نظام، بل تريد ان تكون الانظمة السياسية حامية لحقوق المواطنين، فنحن لا نقول باننا مع نظام فلان، فنحن لسنا مع النظام، بل مع نتائجه وثماره، هل هذا النظام يصنع عدالة اجتماعية؟ هل يعطي المواطنين حقوقهم الاساسية؟ وهل يحترم التعددية في المجتمعات؟ وهل هو متشدد ومتعصب دينيا؟ وهل هو ديكتاتوري نرفضه؟ وهل هذا النظام الاتي هو نظام تفتيت ولحرب اهلية نرفضه، فلسنا مع اي نظام، ولا نوالي اي نظام، بل نبارك كل نظام يحترم حقوق الشعوب والسلام والعدالة وحقوق الانسان وكرامته.اقول هذا لكي لا نقع في التباس، الكنيسة لا يمكن ان تتلون باي نظام بل تبارك اي نظام يفعل لخير البلد والمواطنين".

ووجه رسالة في خضم الاحداث الجارية في العالم العربي والثورات العربية للمسيحيين في العالم العربي ، قائلا " علينا ان نصمد، وان نحتمل، ولكن هذا الكلام اذا كانوا يعيشون في جو من التهديد الامني، وفي حالة اقتصادية مزرية وحال اضطهاد فكيف نستطيع ان تقول لانسان له عائلته ان يصمد؟ فكيف يصمد؟ علينا ان نساندهم ونساعدهم ماديا وانسانيا وعاطفيا وروحيا، وعلينا ان نعمل مع الاسرة الدولية، انه لا يجوز ان نلعب بمصائر الشعوب، فلا يكفي ان نقول، ونطالب بالاصلاح، وان توضع الديموقراطية، وان تعطي الناس حقوقها عبر الحرب والعنف، فنحن نقول هناك وسائل اخرى، مؤتمرات دولية وحوار وتعاط بين الدول على المستوى الاقتصادي، فالدول تستطيع ان تضع شروطا من اجل الديموقراطية لا ان تصنع حربا من اجلها لان الاختبارات في العالم العربي كلها ادت الى الخراب، لذلك اقول، واتطلع الى فرنسا انه ينبغي علينا ان نفكر جديا ماذا بعد؟ هل نحن ذاهبون في سوريا مثلا الى حرب اهلية سنية - علوية، فهذه ابادة شعوب وليست ديموقراطية ولا اصلاح، وهل نحن ذاهبون الى تقسيم سوريا الى دويلات طائفية؟ فهذا السؤال يطرح ايضا على كل البلدان العربية، فينبغي على الاسرة الدولية ان تواكب الامور حتى النهاية، فلا يكفي ان نشعل، ونبارك الحروب، بل ينبغي ان ندرك الى اين سنصل، فهذا نداء الكنيسة، وهي لا تؤمن ابدا بالعنف والحرب، وهذه ليست وسيلة، فمن له حق ان يحدد نهاية انسان"؟

وسئل: هل تقول للمسيحيين السوريين لا تخافوا؟و قال: "هذه كلمة الرب يسوع " لا تخافوا انا هو"، لذلك علينا الا نخاف، وان نثق بانفسنا، وان نتضامن معهم روحيا وماديا، وعلينا ان نساعدهم سياسيا مع الاسرة الدولية لكي يصار الى حماية الاقليات ايا كانت مسيحية او اسلامية لانه من حق الانسان ان يعيش كريما، ويجب ان نستعمل لغة التعاطي بين الدول".

 

كانا دائماً مطية سهلة الركوب للقذافي 

ديبلوماسي عربي: نصر الله وبري كانا دائماً مطية سهلة الركوب للقذافي وهما آخر من يسعى لكشف مصير الإمام الصدر

حميد غريافي/السياسة

قال ديبلوماسي في جامعة الدول العربية ان "الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس حركة أمل الشيعيتين نبيه بري هما آخر من يسعى حقيقة لكشف مصير الامام موسى الصدر في ليبيا, لأن ظهوره اذا كان مازال حياً قد يقلب معادلات كثيرة من أهمها السؤال الأكبر: لماذا لم يقدم حزب الله وحركة أمل طوال الأعوام الثلاثة والثلاثين التي انقضت على تغييب الصدر على استهداف شخصيات ومصالح ليبية في الداخل والخارج كما فعلا مع اسرائيل باختطاف جنديين من جيشها في يوليو العام 2006 لمبادلتهما بأسرى في سجونها? ولماذا لم تفعل ايران وسورية اي شيء طوال هذه السنوات عندما كانت علاقاتهما بالعقيد القذافي في ذروة ايجابيتها وتعاونها? ولماذا لم تضرب السفارة الليبية وسفراؤها في لبنان على الأقل بوردة خلال تلك الفترة الطويلة تعبيراً عن الغضب الشيعي الايراني الكاذب"?

وأكد الديبلوماسي ل¯"السياسة" في لندن, أمس, ان تصريحات نصرالله وخطبه الرنانة ومواقف بري المتذبذبة في قضية الثورة الليبية ضد القذافي طوال الأشهر الخمسة الماضية "لم ترق الى مستوى حدث اختفاء الإمام الصدر "الجلل" ولا الى الضجة المفتعلة التي يثيرانها منذ أكثر من ربع قرن من الزمن".

واضاف الديبلوماسي الذي حضر اجتماع باريس الدولي لدعم الثوار الليبيين, الأسبوع الماضي, ان "نصرالله ونبيه بري هما آخر من يريد كشف مصير الامام الصدر في ليبيا والظروف التي احاطت باختفائه, وإلا كما كانا انتظرا ثلاثة اسابيع حتى الآن للاتصال بعبد السلام جلود الرجل الثاني سابقا في نظام القذافي وفي الفترة التي اختفى فيها الامام, ولماذا لم يركبا أول طائرة الى قطر أو مصر أو ايطاليا فور انشقاق جلود لمقابلته والحصول منه على الخبر اليقين, خصوصاً وان اخباراً كثيرة نشرت خلال العقود الثلاثة الماضية حول دور جلود في تصفية الصدر ورفيقيه في أغسطس العام 1978 بعد لقائهم القذافي الذي أمر بإعدامهم في الصحراء, وأرسل جلود ووحدة عسكرية تابعة له لتنفيذ العملية".

وكشف الديبلوماسي ان بري ونصرالله كانا دائما بمثابة مطية سهلة الركوب للعقيد القذافي منذ اختفاء الصدر, إذا كان تمويلها - اضافة الى إيران- يأتي معظمه من ليبيا, بدليل ان أحداً لم يجب حتى الآن عن سبب زيارة الصدر ليبيا يوم اختفائه في عز الحرب اللبنانية الطائفية التي كان القذافي - كما حافظ الأسد- يحاول فيها رمي المسيحيين اللبنانيين في البحر, وذكرت المعلومات المنشورة في وسائل الاعلام اللبنانية والعربية والدولية يوم ذاك ان سبب استدعاء القذافي للصدر كان عدم إيفاء هذا الاخير بالتزام احتلال منطقة عين الرمانة الصغيرة التي يسيطر عليها الكتائب والمسيحيون في مهلة محددة والتي قيل ان العقيد الليبي دفع للصدر مبلغ 15 مليون دولار لهذا الاحتلال, لكنه فشل في ذلك ثم رفض اعادة المال الليبي فكان قرار الاعدام جاهزا". وأكد الديبلوماسي العربي ان بري "لعب أدواراً مؤسفة وسلبية في حماية القذافي بطلب من من حليفه السوري حافظ الأسد, ورفض طوال الاعوام الثلاثة والثلاثين الماضية الاعتراف بمقتل الصدر, وهو على دراية ويقين منذ اليوم الأول لاختفائه في ليبيا بأن القذافي صفاه فوراً, محاولا بذلك استخدام هذا "الاختفاء" أو "التغييب" شماعة في المجتمع الشيعي يعلق عليها طموحاته الحزبية التي أوصلته الى رئاسة امل ومن ثم الى رئاسة مجلس النواب, والى قيادة تلك الميليشيا المسلحة الشيعية التي استوحى منها حزب الله فكرة وجوده في ما بعد".

 

وكيليكس/نقلاً عن وثيقة دبلوماسية صادرة في 18 آب 2006 ونشرها "ويكيليكس"

بري لفيلتمان: خطاب الأسد غبي.. ولدى إسرائيل أيام لضرب "حزب الله"

الاثنين 5 أيلول 2011

أظهرت إحدى البرقيات الصادرة عن السفارة الأميركية والمسربة عبر موقع "ويكيليكس" تبرّم رئيس مجلس النواب نبيه بري من الموقف السوري عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 2006، ووصفه الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد في 15 آب (أغسطس) بأنه "خطاب غبي"، مظهراً في البرقية ذاتها التي تحمل الرمز E.O.12958: DECL:08/18/2016 سعادته لانتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني.

وكان السفير الأميركي جيفري فيلتمان، نقل في برقية أخرى مؤرخة في 17 تموز (يوليو) عن بري تشجيعاً لضرب حزب الله عسكرياً وسياسياً، وطلبه الانتهاء من العملية الإسرائيلية، التي وصفها بـ"العسل" بسرعة، كي لا تعطي العملية نتائج عكسية.

ووفق البرقية الصادرة في 18 آب (أغسطس) 2006 عقب لقاء بين فيلتمان ورئيس مجلس النواب اللبناني، وصف بري خطاب الأسد في في 15 من الشهر نفسه بأنه "غبي وغير معقول". وانتقد بري، "المسعى السوري الواضح للتدخل بالشأن اللبناني". وأشار الى أنه تحادث في 14 آب (أغسطس) 2006، مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وشكره على الدعم السوري للحكومة اللبنانية إزاء قرار 1701 في مجلس الأمن.

وجاء في برقية فيلتمان: "قال بري بإنكليزية مكسرة: بشار اقترف خطأ"، وأضاف: " (خطابه) غبي. الآن الناس نسوا كل ما يتعلق بإسرائيل".

وبشأن مراقبة الحدود اللبنانية - السورية لضمان وقف تهريب السلاح، سأل بري: "لماذا لا ترسل الحكومة اللبنانية الجيش اللبناني إلى هناك، أو أن يقيم حواجز على الطرق؟"، ووفق البرقية فقد "اقترح أيضاً أن يتوجه (الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي) أنان الى دمشق وطهران حيث جذر المشكلة". وتقول البرقية: "قطعاً بري يعتقد أنه يمكن التحكم بالحدود من خلال إرسال قوات الجيش وقوى الأمن الداخلي، لكن إذا احتاج الجيش اللبناني الى دعم أكبر، فسوف نتوجه الى اليونيفيل، وفق (تعبير) بري".

ووصف بري انتشار الجيش اللبناني في الجنوب بأنه "شيء كبير كبير كبير" مسجلاً، وفق برقية فيلتمان بأن "الجيش لم يتواجد في المنطقة بشكل فعال منذ العام 1969.

وبشأن إعادة البناء بعد الحرب، شرحت البرقية أن بري يريد تحويل أموال الى مجلس الجنوب كي يباشر هو بعملية الإعمار، محذراً من أن تقاعس الحكومة سوف يمكن "حزب الله" من شغل هذا الحيز، مشيراً الى أن "الناس سوف يتذكرون من يبني السقوف فوق رؤوسهم".

يُذكر أن بري كان وصف خلال اجتماع مع فيلتمان في 17 تموز (يوليو) 2006، وفق برقية تحمل الرقم "60 BEIRUT2407" بصورة غير مباشرة العملية الإسرائيلية التي تهدف الى ضرب حزب الله عسكرياً وإضعافه سياسياً بالتطور الإيجابي"، وبأنه "مثل العسل.. قليلاً منه جيد، لكن إذا أكلت كل ما في الجرة فسوف تصاب بالمرض"، وذلك حرفياً كما ورد في برقية فيلتمان. وأكد بري أن "حزب الله أساء تقدير الرد الإسرائيلي على خطف الجنود"، وأضاف "وقف إطلاق النار يجب أن يتم بطريقة تضمن سيادة الحكومة اللبنانية على أراضيها، وضمان أن حزب الله لن يستخدم وقف النار لتعزيز موقعه وقدراته". وتابع بري: "نريد التطبيق الكامل للقرار 1559.. هذا ما أقره الحوار الوطني، أليس كذلك.. نحن نحتاج أن يُطبق القرار 1559". ويقول فيلتمان إن "بري يبدو أيضاً قلق من أن إطالة الحملة الإسرائيلية قد تعطي حزب الله تعاطفاً من اللبنانيين" وينقل السفير الأميركي عن رئيس مجلس النواب اللبناني قوله: "لدى الإسرائيليين أربع أو خمس أيام إضافية (لإكمال مهمتهم ضرب حزب الله)، بعد ذلك الناس سوف ينقلبون عليهم".

 

بري ينفي ما نقلته صحيفة "المستقبل" عن "ويكيليكس"

رد المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري على ما نشرته جريدة "المستقبل" نقلا عن "ويكيليكس" بما يلي:  أولاً: سبق الفضل لهذا السبق الصحفي الذي يتكرر نشره مرة بعد مرة لما يتمتع به من " قلّة أمانة " وسوء نية في التوقيت .  لذا نكرر اليوم ما كررناه سابقا بأن ما نسب من اقوال لدولة الرئيس بري ليس سوى دسّ السمّ بالعسل .  ثانياً: لم تكن حركة امل في تموز 2006 غيرها في كل قيادة المعارك ضد العدو الاسرائيلي .كانت وستبقى شريكا كاملا واساسيا للمقاومة ولحزب الله تحديدا .  ثالثاً: منذ النشر الاول لمثل هذه المزاعم طلبنا رسميا من الخارجية الاميركية عبر سفارتها في بيروت ان تزودنا بأصل البرقيات التي تنشرها "ويكيليكس" كي نعلم من الكاذب أهي "ويكيليكس" ام السفير فيلتمان؟ وعندما لم يستجب لطلبنا تأكدنا ان التواطؤ عام ، ولذلك رفضنا استقبال فيلتمان عندما زار لبنان مؤخراً.  نشكر جريدة "المستقبل" ومن وراءها من زعماء الماضي التي تحرص على نشر "الحقائق " ولو كانت مزورة تيمناً وتمسكاً بشهود الزور دائماً. (المكتب الإعلامي)

 

لم يعد يأمن على حياته؟: بشّار الأسد زار شيخ العقل في السويداء سراً؟!

الشفاف/أكدت مصادر خاصة لـ«كلنا شركاء» أن الرئيس السوري بشار الأسد زار شيخ عقل في السويداء، دون الحديث عن فحوى الزيارة. وأكد المصدر أن الزيارة جاءت بعد التصريحات التي أدلى بها النائب اللبناني وليد جنبلاط الذي له تأثير قوي على الطائفة الدرزية. فيما أشارت مصادر من مدينة السويداء أن هدف الزيارة لم يتضح بعد خاصة وأن الشيخ لم يعلن عن الهدف من الزيارة أو ما دار بينه وبين الرئيس من أحاديث. كلنا شركاء

 

نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام: التدخل العسكري في سوريا ليس إحتلالا

الجمهورية/دافع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام امس عن فكرة حصول تدخل عسكري في سوريا، على غرار ما حصل في ليبيا، لاسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، معتبرا انّ "التدخل العسكري لا يعني الاحتلال". وإنتقد خدام في رسالة نشرت على موقع "سوريا الحرة" التابع "لجبهة الخلاص الوطني"، بعض اطراف المعارضة السورية "التي تطالب بإرسال مراقبين دوليين عوضا عن التدخل العسكري، وذلك تحايلا لتغطية مواقفهم الانهزامية"، مضيفا "لا يمكن لمثل ذلك ان يسقط هذا النظام، وتصوروا لو أن المعارضة الليبية لم تطلب التدخل العسكري الدولي، ماذا كان فعل معمر القذافي في الشعب الليبي؟" واضاف خدام ان "التدخل العسكري لا يعني الاحتلال، وقد ذهب عصر الاستعمار، وإنما يعني مساعدة الشعوب في التخلص من أنظمتها القمعية والفاسدة". وتابع خدام :"رسالتي لكم ايها الشباب ان توحدوا انفسكم، وان تدركوا ان مسؤوليتكم التاريخية عظيمة في انقاذ سوريا، وفي كتابة مستقبلها وأن تغلقوا آذانكم امام أصوات الذين يعيشون في أمان واستقرار مع عائلاتهم، ويرفضون تدخل المجتمع الدولي لحماية الشعب السوري، ووقف المجازر وتمكين السوريين من اسقاط النظام". وانتقد خدام المحاولات الجارية في اوساط بعض المعارضة السورية في الخارج لانشاء مجلس انتقالي على غرار المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. وقال انّ "الدعوة الى مجالس مماثلة هي محاولة من بعض أطراف المعارضة لتوظيف دماء الشهداء وآلام ومصاعب السوريين، لتحقيق مكاسب انتهازية وركوب موجة الثورة"، مضيفا "بدعم الثورة في ليبيا تم تشكيل مجلس انتقالي ولكن أين ؟ وممن؟ لقد تشكل فوق الأرض الليبية ومن قبل الثوار الليبيين وليس في الخارج أو من قبل المعارضين في الخارج"، داعيا المعارضة تشكيل جبهة واحدة في الخارج لدعم الثورة سياسيا واعلاميا وماديا وليس الحلول مكانها.(وكالات

 

هل مقتل لويس سعيد" ابن رميش رسالة على اقتراح العفو العام؟

موقع الكتائب/فجعت بلدة رميش الحدودية بمقتل ابنها لويس سعيد (48 عاما) الذي عثر عليه عند شاطئ اسكندرون في منطقة الناقورة وفي ظروف غامضة جثة هامدة.

“الظرف الغامض” هذا، الذي وضع حدا لحياة المغدور ليس الاول من نوعه في المنطقة الحدودية فقد سبقته احداث يكتنفها الغموض، وتكتم الاعلام اللبناني عنها، وان ذكر شيئا منها فقد ربطها باحداث جانبية وخلافات “تجارية”، ويكفي ان نشير الى ان المغدور كان له شرف الدفاع عن المنطقة الحدودية وله اقارب منفيون.. فهل يكون دمه رسالة على العفو العام الذي قدمه منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الى مجلس النواب قبل ايام؟

 

مجلة المسيرة : خيِّطوا بغير هذه المسلّة! لا خلافات في الصيفي

موقع الكتائب/عندما طرحنا السؤال عن صحة الكلام عن الخلاف الحاصل في البيت الكتائبي الواحد. افترض البعض أننا تحولنا مجلة علم وخيال. أشرنا لهم بالإصبع إلى المقالات التي تنشر دوريا على صفحات المطبوعات اليومية، فكان الجواب: "إنها سياسة الكيدية، وطالما تعودنا على أقلامهم الصفراء". ما لا نخشاه أن يقع حزب الكتائب في حفرة الإنقسامات الداخلية على خلفية مركز أو عضوية في المكتب السياسي. لكن لماذا هذا "البخ" الذي يملأ يوميا صفحات جرائد تابعة لفريق 8 آذار؟ ولماذا يصر "المخربون" على تلقف خبرية ما قد تكون أكثر من عادية ليجعلوا من الحبة قبة؟ ولماذا يصطادون في المياه العكرة، ليحولوا نقاشا أو نظرة بين النائبين سامي ونديم عداوة ومحاولة إنقلابية من الأول على ابن عمه؟ لمصلحة من يحصل ما يحصل؟ وهل البلد بألف خير ولا شيء يعكر صفوه إلا العلاقة بين نديم الجميل وابن عمه سامي؟ في البلد ألف خبرية عن خلاف داخل الأحزاب، وتحديدا أحزاب تابعة لفريق 8 آذار ومؤسساتها الإعلامية، لكن من يأبه في ظل قضية بحجم الوطن: سلاح حزب الله.

 

جنبلاط يساند ميقاتي في تمويل المحكمة ويجدد رفضه للنسبية في قانون الانتخاب

نهارنت/ساند رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في موقفه من تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، اذ اكد ان "الحكومة التي شكلت التزمت وستلتزم القرارات الدولية، ولا نستطيع ان نتهرب من هذه القرارات، كما لا نستطيع ان نتهرب من تمويل المحكمة". واضاف: "هناك خلاف ونقاش في شأن المحكمة وقد قدم (الامين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصرالله ادلة قيمة جدا الى القضاء اللبناني الذي بدوره اعتقد انه سلمها للتحقيق الدولي، وهناك وجهة نظر في هذا الموضوع"، لافتا الى انه "بما ان في مكان ما المحكمة موجودة وهذه الأدلة موجودة ايضا اصبح من المفيد الاستمرار بتمويلها والنقاش في الادلة والادلة المضادة بهدوء".

وقال جنبلاط في حديث الى "تلفزيون القوات اللبنانية" (Lftv)، ان خطة الكهرباء "تقنية صرف ولا خلفية سياسية لها"، داعيا الى انتظار السابع من ايلول لبت هذا الموضوع. واضاف: "خلاف الكهرباء موضوع تقني، ولقد اتفنقا على مقاربة تقنية ومالية سنقدمها بالاشتراك مع نواب "حزب الله"، مشيرا الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير المال محمد الصفدي اقترحا موضوع امكان الاستفادة من بعض الصناديق العربية لانها قد تعطي لبنان قروضاً بفوائد مخفضة.

ورداً على سؤال عما اذا كان الاقتراح الذي ذكره قد حاز رضى "التيار الوطني الحر"، اجاب جنبلاط: "الموضوع ليس موضوعا سياسيا وانما تقني. واصبح عليهم في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء ان يتفقوا على الموضوع". اما في ما يتعلق باعتماد النسبية في قانون الانتخاب، فجدد جنبلاط رفضه لهذا القانون "الذي طرح عندما كان اليسار اللبناني في اوجه بغية تغيير النظام الطائفي"، واضاف: "لست افهم لماذا نطرح النسبية والبلاد يمينا ويسارا كلها احزاب ذات طابع طائفي. هذا كل الموضوع"، مشيرا الى انه "من الافضل ان ينتخب المرء في منطقة يعرف من ينتخبه بدل ان يضيع في المساحات الكبرى". وسأل: "بما ان النظام طائفي ومعقد لماذا زيادة التعقيد؟".

ورد جنبلاط على عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل من دون ان يسميه على خلفية تشبيه هذا الاخير "حزب الله" بالحركة الصهونية. وقال: "هناك كلام في بعض الاحيان نافر، فقد قال احدهم ان "حزب الله" شبيه بالحركة الصهيونية. هذا امر مخالف للمنطق ولا يجوز افتعال تشنج لا قيمة له ولا معنى فقط لافتعال التشنج"، لافتا الى "وجود فرق كبير بين الحركة الصهيونية التي احتلت فلسطين منذ اكثر من 60 عاما إن لم نقل 100 عام والحزب الذي هو موجود على الارض".

وتابع جنبلاط: "صحيح هناك خلاف لم يبت بعد في شأن موضوع السلاح، ولقد قلنا باستيعاب هذا السلاح تدريجا في الجيش والدولة اللبنانية، ولكن لا نستطيع ان نقفز من النقيض الى النقيض". وعن وضع كتلته الحالي، اكد جنبلاط انه جزء من تحالف عريض مع قوى 8 آذار وفي الوقت نفسه يحاول ان يبقى في موقع وسطي مع الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي، بالاضافة الى انه لا توجد اي حواحز بينه وبين قوى 14 آذار، لا بل على العكس ثمة اصرار على الحوار.

ولم يشأ جنبلاط الاستفاضة في موضوع سوريا، فاكتفى متمنيا لها انجاز الاصلاح المفروض والضروري والاتعاظ مما يجري. وقال: "لا بد من ان تستوعب دروس التاريخ، ولا مجال الا ان تتغير بعض الامور. وهذا الامر يعود اليهم لانني لست هنا لاعطاء دروس

 

النائب عمار حوري: ما يطرحه التيار الوطني من "شوشرة" فولكلور اعلامي

الجمهورية/رأى عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري "أن اللبنانيين منشغلون بقضية الكهرباء بشكل ربما يبتعد عن واقع الحال الذي يجب ان ينشغلوا به"، معتبرا "ان اللبنانيين مجمعون على معالجة هذا الملف ومصرون على ايجاد حلول لقضية الكهرباء، ولكن في نفس الوقت هناك اصرار على ايجاد حلول شفافة واقعية تحت سقف القانون وحلول قابلة للتطبيق بعيدا عن اي اعباء اضافية مرهقة لكاهل المواطن اللبناني، لذلك فان اللبنانيين ينتظرون من الحكومة مشروع قانون شفافا واضح التمويل والتفاصيل الفنية وفي تنفيذ تفاصيل قانون 462 لجهة تشكيل الهيئة الناظمة ودورها في هكذا مشروع". حوري ، وفي حديث الى "اذاعة الشرق"، قال: "ان مشروعا بهكذا مواصفات، سنرحب به جميعا وسنعطيه ثقتنا في المجلس النيابي. اما مشروع قانون او اقتراح قانون يأتي وعليه الكثير من علامات الاستفهام، اي اقتراح قانون يقول اعطوني مبلغ مليار و200 مليون دولار كخطوة اولى من اصل خمس مليارات دولار، وفي المقابل اعطيكم الكهرباء وعلى مسؤوليتي وبطريقتي، ان هكذا اقتراح لا يمكن ان يمشي، حتى شركاء العماد عون في الحكومة لم يستطيعوا تقبل او تحمل هكذا اقتراح. لذلك اعتقد بان ما يطرحه التيار الوطني الحر من "شوشرة" لدى الرأي العام هي مبنية على فولكلور اعلامي لن يقدم ولن يؤخر في واقع الحال".

وأكد انه "في النهاية، المنطق يجب ان يفرض نفسه والحكومة يجب ان تتحمل مسؤوليتها بغض النظر عن مواقفنا من الحكومة وعن كثير من الخطوات التي تقوم بها. لذا اعتقد ان الحكومة لا يمكنها ان تسير بصيغة الاقتراح الذي قدمه العماد عون ولا بد من ان تعيد الامور الى نصابها من خلال مشروع قانون واضح وفق المواصفات التي شرحتها".

وردا على سؤال، قال النائب حوري: "لفتني الاجتماع الذي حصل ليل امس في منزل مدير عام الامن العام بين النائب وليد جنبلاط يرافقه وفد من وزرائه من جهة مع ممثلين من "حزب الله" والرئيس نبيه بري من جهة اخرى، وهذا يذكرنا بمرحلة ما قبل 2005 وهي مرحلة غابرة كان فيها كبار الضباط هم الذين يجمعون السياسيين في مكاتبهم وفي منازلهم. فهل عادت تلك الصورة الى ذلك العهد القديم؟ ولا بد من الاجابة على هذا السؤال".

وتابع: "أما عن الخوف في الاعلام من استقالة او اعتكاف وزراء العماد عون، فأنا اطمئن الرأي العام اللبناني ما من خطوة يستطيع ان يقوم بها وزراء العماد عون دون ضوء اخضر ودون اذن من "حزب الله"، فالحزب يقرر كل هذه التفاصيل بحسب مصلحته في اي امر ما، سواء ما يتعلق بالمحكمة الدولية او ما يتعلق بحلفه الاقليمي مع النظام السوري. لذلك لا يملك العماد عون لا القدرة ولا الاسلوب لتنفيذ هكذا تهديدات". وعن قضية العميد فايز كرم، قال النائب حوري: "الملفت ان العونيين واصلوا حملتهم على القضاء اللبناني وعلى فرع المعلومات في محاولة يائسة لتبرير دفاعهم المستميت عن متهم بخيانة الوطن في ظل صمت مطبق ل"حزب الله" الذي كان قد دعا سابقا الى انزال عقوبة الاعدام بكل من يثبت تعامله مع اسرائيل".

وأضاف: "ما يتداوله اللبنانيون اليوم، ما بين الطرفة والواقع، ان من يريد ان يتعامل مع اسرائيل ويريد حماية رأسه فعليه الانتساب الى "التيار الوطني الحر"، وان من ينوي ارتكاب جريمة معينة ويريد ان يغطي نفسه فعليه ان ينتسب الى "حزب الله"، هذا ما رأيناه في الفترة الاخيرة. التيار الوطني الحر يغطي عملاء مدانين بالعمالة لاسرائيل و"حزب الله" يحمي متهمين مطلوبين للمحكمة الدولية بتهمة قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

 

طالب وزير الداخلية والبلديات مروان شربل يؤكد إبقاء اللواء ريفي والعقيد وسام الحسن في منصبيهما

نهارنت/طالب وزير الداخلية والبلديات مروان شربل اللبنانيين بأن "يقتنعوا تماما أن لبنان يعيش في نعيم" مؤكدا إبقاء اللواء أشرف ريفي ووسام الحسن في منصبهما "نهائيا" الأمر الذي يعارضه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون. وأوضح شربل في حديث لإذاعة "صوت لبنان (93.3) أنه أصر "على تكملة بناء مؤسسة قوى الأمن الداخلي بعد أن كانت السياسة تدخل بشكل مرعب لا سيما انقسام العناصر على بعضها تبعا للشرائح السياسية" مشيرا إلى أنه "اجتمع بهم ووضع متراسا أمامهم لمنع تدخل الأمن بالسياسة".

ويؤيد كل من ريفي وحسن تيار المستقبل الذي أخرج رئيسه من رئاسة الحكومة على خلفية عدم طرح بند "شهود الزور" ضد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في الجلسات ويحذر هذا الفريق الحكومة التي تتألف من 8 آذار ووسطيين من اعتماد "الكيدية" في التعيينات.

وشدد شربل على ان "الضباط الذين جرى تثبيتهم راقبهم مع المعنيين لمدة ثمانية أشهر، موضحا أن فرع المعلومات لديه مجلس قيادة هو الذي يغير ويبدل في الموقع وليس وزير الداخلية". ووعد اللبنانيين أنه في القريب العاجل ستكون الأمور الأمنية أكثر من ممتازة لافتا إلى أن "الشق السياسي هو الذي يؤثر على الأمن".

وكان قد أكد مصدر وزاري لصحيفة "القبس" الكويتية أن ريفي والحسن باقيان في منصبيهما لأن "الأكثرية لا تريد اعطاء المعارضة قميص عثمان لتلوح به في وجه الحكومة".

ولفت المصدر إلى أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتمتع بكل المزايا التي تمكنه من مقاربة كل الملفات الحساسة، والحيلولة دون توظيف أي خطوة طائفيا ومذهبيا، ولكن بالتأكيد القانون هو القانون في المسائل الأمنية التي ندرك مدى دقتها خصوصا في المرحلة الراهنة". وتوقع المصدر أن يصدر مرسوم تعيين مجلس قيادة الأمن الداخلي في مطلع الأسبوع المقبل، بعدما وقع معظم الوزراء المعنيين مشروع المرسوم الذي يقضي بتعيين العميد صلاح جبران قائدا للدرك، والعميد ناجي المصري قائدا للشرطة القضائية، والعميد إبراهيم بصبوص قائدا لمعهد قوى الأمن الداخلي، والعميد أحمد جنينة قائدا لشرطة بيروت، العميد لحود التنوري مسؤولا عن الخدمات الاجتماعية، العميد محمود ابراهيم قائدا لجهاز أمن السفارات، والعميد روجيه سالم للمفتشية العامة. ولفتت الصحيفة إلى أن "مجلس القيادة الذي تعطل على مدى سنوات سيعاود اجتماعاته بعدما استكمل تشكيله، مع الاشارة الى ان الاعضاء الآخرين في المجلس الذي يرأسه ريفي، رئيس الاركان العميد جوزف الحجل، والعميد روبير جبور، قائد القوى السيارة، والعميد محمد قاسم للإدارة المركزية".

 

مشروع الكهرباء لن يُقر وفق صيغة باسيل..وعون عاجز عن تنفيذ تهديده

الوزير السابق حسن منيمنه: "حزب الله" لن يناور كثيرًا بتمويل المحكمة... وإذا فشل ميقاتي بدفع الحكومة إلى ترجمة موقف رئيسها فعليه أن يستقيل

رأى الوزير السابق حسن منيمنه أن لا مصلحة لـ"حزب الله" في انفراط عقد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أو في شل عملها، موضحًا أنّ "هذه الحكومة هي حقيقة حكومة "حزب الله" وبالتالي فإنّ انسحاب أي طرف من صفوفها على غرار ما يهدد النائب ميشال عون، فإن ذلك سيعني فشل "حزب الله" في الحفاظ على حكومته، ومن هذا المنطلق فإنّ الحزب سيضغط على عون للقبول بتسوية حول مشروع الكهرباء تحفظ ماء الوجه له ولصهره وزير الطاقة جبران باسيل".

منيمنه، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" أكد أنّ "الأكثرية الجديدة لن تذهب إلى الموافقة على هذا المشروع مثلما تقدم به الوزير باسيل ما يضع تكتل "التغيير والإصلاح" أمام خيارين فاما تنفيذ تهديد النائب ميشال عون بالاستقالة من الحكومة وإما القبول بتسوية لا تأخذ حقيقةً بمطالبه وتوجهاته، وبالتالي فإنّ عون سيخرج خاسراً من جراء التحدي الذي أخذه على نفسه في هذا الإطار"، وأعرب منيمنه عن اعتقاده بأنّ "الإخراج الأكثر ترجيحاً حيال مشروع الكهرباء سيتجلى في حتمية إنشاء الهيئة الناظمة للكهرباء وتطبيق قاعدة إشراف مجلس الوزراء على آليات صرف الاعتمادات على كل الوزارات"، مشيرًا إلى أنّ "التيار الوطني الحر، وبغض النظر عن أي مخرج سيُعتمد لمشروع الكهرباء، إنما سيدعي بأنه مخرج حفظ له ماء وجهه في المعركة التي فرضها عون بشكل فج على حلفائه داخل الحكومة، لكنّ الوقائع تشير إلى أنه عاجز عن تنفيذ تهديده بسحب وزرائه من الحكومة بعدما بات أكيدًا أنّ مشروع الكهرباء لن يُقرّ في مجلس الوزراء وفق الصيغة التي قدمها الوزير باسيل".

على صعيد مواز، رحب منيمنه بموقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من موضوع تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، ولفت الإنتباه إلى أنّ "هذا الموقف قد يكون شخصيًا باعتبار ان بيئة ميقاتي في لبنان عموماً وفي الشمال خصوصاً تقف إلى جانب المحكمة بشكل قاطع، ومن هنا فإن ميقاتي حريص على عدم الخروج على توجهات البيئة العامة المحيطة به، ما يقتضي منه إعلان مواقف تدعم المحكمة وتمويلها".

وإذ لفت انتباه ميقاتي إلى أنّه "يتكلم بصفته رئيس حكومة لا بصفته الشخصية، الأمر الذي يطرح تحدياً كبيراً عليه من خلال ما اذا كان سيتمكن من تحويل موقفه حيال المحكمة الخاصة بلبنان إلى موقف صادر عن مجلس الوزراء"، شدد منيمنه في المقابل على أنه "في حال فشل ميقاتي بدفع الحكومة إلى تبني وترجمة مواقف رئيسها، فعليه الاستقالة فوراً"، معربًا عن اعتقاده في هذا السياق بأنّ "ميقاتي لن يتمكن من إمرار موقفه القائل بتمويل المحكمة الخاصة بلبنان في مجلس الوزراء لأنّ "حزب الله" لن يناور كثيرًا في هذا الموضوع، فهذا الحزب فقد مصداقيته خارج نطاق جماعته، وإذا مرّر موضوع تمويل المحكمة سيخسر أيضًا المصداقية لدى مؤيديه ومناصريه بعد المعركة التي خاضها ضد المحكمة واتهمها بأنها إسرائيلية-أميركية وصبّ عليها كل شائنات الكون ورفع شعار "وقف تمويلها" الذي شكل أحد العناوين الأساسية للإطاحة بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري".

وردًا على سؤال، لاحظ منيمنه أنّ رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "يميل منذ فترة إلى الحفاظ على موقعه الوسطي من دون أن يعادي قوى الرابع عشر من آذار، بل واستعادة بعض ثوابته السابقة ومن بينها تمويل المحكمة الخاصة بلبنان"، لافتًا إلى أنّ "مواقف جنبلاط غير منفصلة عن الوضع الإقليمي الذي بدأ يختلف تدريجيًا عما كان عليه منذ عام 2008"، وأضاف منمينه موضحًا أنّ "هناك إرباكاً في سوريا جراء انتفاضة الشعب السوري، الأمر الذي ينعكس تلقائياً على واقع حلفاء النظام السوري في لبنان ويفسح في المجال أمام جنبلاط للحراك باتجاه أن يكون أكثر وسطية وأن يعبّر عن ثوابته التي تشمل تمويل المحكمة الخاصة بلبنان".

 

وزير الثقافة غابي ليون: عون عندما تكلم عن تلامذة المسيح لم يكن يقصد كرم

إعتبر وزير الثقافة غابي ليون ان "هناك أموراً مريبة حصلت في قضية محاكمة العميد فايز كرم"، مشيراً الى ان  "فرع المعلومات أخذ القضية على عاتقه وهو لم يتم تشريعه بعد وبالاخص ان فرع المعلومات وضع نفسه كطرف". ليون، وفي حديث الى محطة الـ"Otv"، وفي السياق نفسه، قال: "هناك أمور أخرى شابت التحقيق تدفعنا للقول ان هناك أموراً سياسية وراء محاكمة العميد كرم"، مضيفاً: "والقول ان ليس هناك تصوير او تسجيل فهذا امر مردود بغض النظر اذا كانت المحكمة ستأخذ بهذا الامر ام لا". 

ورأى ليون ان "تبرئة العميد كرم هي ادانة لفرع المعلومات". ورداً على سؤال، اجاب: "لا اعرف موقف حزب الله ويمكن ان يكون لديه حساسية حول هذا الموضوع، فليسأل هو؟ اما بالنسبة لموقف حزب الله من فرع المعلومات فهو معروف".  وأوضح ليون ان "البعض ما زال يعلق على كلمة العماد عون حول إمكانية ان يسقط شخص، واعطى مثالاً على تلامذة المسيح ولكن العماد عون لم يكن يقصد العميد كرم".  (رصد NOW Lebanon)

 

هكذا أجمعت الاكثرية والمعارضةعلى انتقاد الحُكم على كرم واعتباره مسيسا

الجمهورية/كاد الحكم القضائي الصادر عن المحكمة العسكرية والقاضي بحبس القيادي البارز في "التيار الوطني الحر" العميد المتقاعد فايز كرم سنتين بتهمة التعامل مع إسرائيل يطغى على ما عداه من أحداث سياسية لولا ملف الكهرباء وتحول جلسة السابع من أيلول إلى استحقاق مفصلي. غير أن ردود الفعل التي أعقبت صدور الحكم في هذه القضية التي شغلت اللبنانيين على مدى أكثر من 13 شهرا أعادت تسخين المناخ السياسي الملتهب أساسا، حيث أن الردود والردود المضادة أجمعت على انتقاد الحكم، إن من زاوية اعتباره مسيسا بالنسبة إلى "التيار الوطني الحر"، أو لناحية اعتباره مخففا بالنسبة إلى قوى 14 آذار.

أولا : يستند "التيار الوطني الحر" في اعتباره الحكم "مسيسا" على الوقائع التالية:

أ-لا دليل على ادانة العميد كرم، خصوصاً أن الشهود أدلوا بشهادات متناقضة ومربكة.

ب-إتلاف فرع المعلومات للادلة التي يملكها، والتسجيلات للاعترافات.

ج-وجود تناقضات كبيرة واساسية في الاستجوابات، والحكم استند فقط الى الحيثيات من دون أن يأخذ في الاعتبار أي كلمة من مرافعة الدفاع.

د-الحكم سيميز، وهو ليس نهائياً، وبمجرد ان يقبل التمييز سيتغير الحكم.

ه-براءة فايز كرم لا تنتظر حكم محكمة يحمي جهازاً مخالفاً وأسطورة وهمية ركّبوها، وهم خائفون من انعكاسات في السياسة، وبالتالي فإن الحكم الصادر هو حكم مع التحفظ، إذ لا يوجد اي اثبات".

و-الطعن بمحاضر فرع المعلومات.

ز-التحقيق الأولي مشكوك بأمره لأنه حصل تحت التعذيب.

اعتبارات قوى 14 آذار

ثانيا :تستند قوى 14 آذار في اعتبارها الحكم "مخففا" على الوقائع التالية:

1 -الحكم بالحبس سنتين هي فترة قصيرة مقارنة مع أوضاع مماثلة لمتعاملين حكم عليهم بالمؤبد.

2 -تخفيف الحكم على كرم نتج عن الضغط السياسي، و"هذا يعني أنَّ ثمة ضغطاً سياسياً مورس لتخفيفه، ولذلك صدر حكم "LIGHT"، والتحالف بين التيار الوطني وحزب الله أدى لتخفيف العقوبة ، مما يذكر بالكثير من العملاء في جيش لبنان الجنوبي، فعندما انضموا إلى "حزب الله" خفف الحكم عليهم".

3 -من المتوقع أن يثير صدور هذا الحكم اعتراضات لدى الكثيرين من المدانين بالتعامل ويؤدي بهم الى المطالبة بالمساواة في الاحكام، أي أنه سيفتح الباب للعملاء للمطالبة بتخفيف الاحكام عليهم".

4 -الحكم على العميل كرم ومدته يشجع اللبنانيين على أن يصبحوا عملاء وأن ينتموا إلى "حزب الله" أو "التيار الوطني الحر" لتأتي أحكامهم مخففة.

5 -انكشاف حجم الاستنسابية في التعامل مع ملف على هذا القدر من الخطورة، حيث نال زملاء كرم أحكاما تراوحت بين السبع سنوات والمؤبد.

6 -هل يعتبر كرم ربع عميل أو هو عميل غير مكتمل النمو الخياني؟

7 -ان يتورط ضابط لبناني برتبة عميد بجرم التعامل مع اسرائيل لهو امر يفوق جرم اي مواطن عادي على هذا الصعيد، وهذا ما يلحظه قانون العقوبات في لبنان لجهة التشدد في العقوبات لمن يتعامل مع العدو، وخاصة من ينتمي الى مؤسسة عسكرية او امنية، وإن كان خارج الخدمة.

وفي سياق آخر، اعتبرت أوساط قيادية في قوى 14 آذار "أن الحكم، وبصرف النظر عن مدة السجن، أكد جرم العمالة على كرم خلافا لكل محاولات التيار إظهار عكس ذلك، وبالتالي انضمامه رسمياً الى قافلة العملاء بتثبيت المحكمة العسكرية الدائمة عمالته لصالح المخابرات الاسرائيلية، كما أعطى الحكم صدقية لعمل جهاز فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الذي تعرض ولا يزال لحملة سياسية شعواء من الجانب العوني، فضلا عن تثبيته واقعة أن "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" هما البيئة الحاضنة للعمالة مع اسرائيل، وإظهاره أخيرا التسلط والاستقواء ضد الدولة ومؤسساتها، والزيف في ادعاءات "التيار" الدفاع عن هذه المؤسسات".

وشددت الأوساط القيادية على أنه "لولا وجود اعترافات واثباتات مبرمة لما كان أحد تجرأ على حكم العميد كرم، لافتة إلى أن المحكمة العسكرية غير محسوبة سياسياً عليها".

كما استغربت الأوساط القيادية الصمت المطبق لـ"حزب الله"، الحليف السياسي لعون، "الذي يدّعي أنه رأس حربة مقاومة العدو الاسرائيلي في لبنان، وبأنه الأكثر حساسية حيال قضايا العمالة، وما انفك على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله يطلب تعليق المشانق للعملاء كرادع للعمالة".

وتساءلت الأوساط: كيف يبرم "حزب الله" "ورقة تفاهم" مع تيار متهم أحد أركانه بالعمالة؟ وماذا يقول اليوم؟ وما رأيه بالحكم الصادر؟ وهل يشاطر التيار العوني بأن الحكم مسيس؟

رأي قانوني

وفي سياق متصل، إعتبر الخبير القانوني المحامي ماجد فياض في حديث الى "الجمهورية"، أن إدانة العميد فايز كرم، بدت في موقع العقوبة المخفّضة، متسائلا عن الرسالة التي سيقدّمها الحكم الى الرأي العام والى العملاء الذين لم يكتشفوا بعد أو الذين هم في موضع المحاكمة؟ ورأى أن لبنان يعيش في حالة حرب مستمرة مع إسرائيل منذ حرب تموز 2006، إذ أن قرار مجلس الأمن رقم 1701 طالب بوقف الأعمال العدوانية بين لبنان وإسرائيل، وليس بوقف إطلاق النار وإحلال السلام، الأمر الذي من شأنه الإضاءة أكثر على سبب إقتصار العقوبة المقضي بها في جرم تعامل، على الحدّ الأدنى ومن ثم تخفيفها، في وقت يفترض أن تشدّد العقوبة.

وأضاف: إذا كان من المؤكد أن من حق القضاء الإستناد الى السلطة التقديرية المعطاة له بمنح الأسباب المخففة، تلك السلطة التي لا ينازعه عليها أحد حتى أمام محكمة النقض. إلا أن التساؤل يبقى مشروعا لجهة منح الظروف المخففة في جرم التعامل كما يدعو الى التساؤل عن الأسباب التي جعلت الحكم يأخذ بالمادة 278 وليس بمواد أخرى لا سيما المادة 274 ، التي تفضي الى عقوبة الأشغال الشاقة المؤبّدة أو الإعدام.

 

ما قصة التسجيلات في ملف فايز كرم، ولماذا إتلافها؟

طوني عيسى/الجمهورية

النقطة الأكثر سخونة في الحكم على العميد المتقاعد فايز كرم هي إتلاف التسجيلات. ولم تتمكن المحكمة العسكرية من تلبية طلب مزدوج لوكلاء الدفاع: الإستماع الى تسجيلات لوقائع من جلسات التحقيق مع العميد كرم لمقارنتها بالإتهامات المنسوبة اليه، والإستماع الى تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية إتُّهِم كرم بإجرائها مع إسرائيليين. وهذان العنصران ارتكز عليهما حكم المحكمة العسكرية. الجواب جاء من فرع المعلومات: لا تسجيلات لدينا لاتصالات كرم الخارجية، وأما تسجيلات جلسات التحقيق فجرى إتلافها بعد 17 يوماً من تسجيلها.

"التيار" غير مقتنع بأنها أُتلِفت! قصة" التسجيلات، كما يرويها أحد نواب "التيار الوطني الحر" الناشطين في الملف، "بدأت قبل نحو شهرين. فقد طلبنا من المحكمة أن نطّلع على مضمون هذه التسجيلات، وجاءنا الجواب أنها موجودة من خلال ضابطين في فرع المعلومات كانوا حاضرين في الجلسة،لكن إطلاع المحكمة يحتاج الى إذن من المرجعية المعنية. وفي وقت لاحق، تمّ إبلاغ المحكمة رسمياً أن من غير الجائز في مفهوم أجهزة المخابرات إخراج تسجيلات من هذا النوع الى المحكمة أو أي طرف آخر. وفي جلسة السبت الفائت، تبدّل الجواب. فالتسجيلات لم تعد موجودة وقد جرى إتلافها بعد 17 يوماً من التسجيل". وفي تقدير هذا النائب أن "التسجيلات موجودة فعلاً، ولم يجرِ إتلافها. ولو كانت الوثائق البالغة الأهمية من هذا النوع تُتلف عادةً، لما كنا اليوم نكتشف الخبايا في وثائق "ويكيليكس". علماً ان إتلاف وثائق قبل صدور الحكم في ملفٍ قضائي يمكن أن يشكّل إخفاء للأدلة يحاسب عليه القانون".

ويعتقد النائب "أن هذه التسجيلات فارغة لجهة تقديم إثبات يدين العميد كرم. ولذلك يفضّل أصحابها إخفاءها. كما أن التسجيلات يمكن أن تقدّم إثباتاً على بطلان التحقيق لأنه جرى تحت الضغط المادي والمعنوي، وتظهر أن هذا التحقيق لم يأخذ في الإعتبار الوضع الصحي والنفسي للعميد كرم".

فالوثائق موجودة، في رأي النائب، "ولو جرى إخراجها الى الضوء لسقط الحكم، ولكانت تأثرت الآلة السياسية والأمنية التي تقف وراءه. وهذا ليس مسموحاً به اليوم، لأن لا رغبة لدى البعض، ولا مصلحة، في ضرب الـ"ستاتيكو" القائم. فالطعن بفرع المعلومات يمكن ان تصل تردداته الى المحكمة الدولية".

المصادر الأمنية: نحاذر نموذج توفيق هندي

في المقابل، ماذا تقول المصادر الأمنية الرفيعة المعنية بالملف؟

"ليس هناك أي إستهداف سياسي في تعاطينا مع قضية العميد كرم. وعلى العكس من ذلك، أرجأنا الوصول بها الى النهاية ثلاث مرّات سعياً الى إعطاء الفرصة للطرف المعني لإستيعاب الأمر والتثبّت من شفافية عملنا ومهنيته، وعدم إرتباطه بأي خلفية سياسية".

وتقول المصادر: نعم، لقد أتلفنا التسجيلات. لكن في هذه التسجيلات ما يكفي لتقديم الدلائل. وليس في هذا الإتلاف ما يدعو الى الإستغراب او التشكيك. فهذا العمل روتيني لدى أجهزة الإستخبارات في العالم. ونحن نقوم بالتسجيل فوق المادة المخزّنة سابقاً، بعد مرور 17 يوماً من التسجيل. وهذه المدة كافية لإجراء أي مراجعة داخل الجهاز حوله. ولا داعي للإحتفاظ به في الأرشيف. وهذا الإجراء ليس متعلقاً بملف العميد كرم وحده، كما اننا لا ننفرد به بين الأجهزة الأمنية في العالم.

وفي أي حال، يضيف، "ثمة أجهزة عالمية كبرى تحتفظ بتسجيلات. لكنها في أي ظرف لا تضعها في تصرّف المحاكم أو أي أطراف أخرى. فالإستخبارات المركزية الأميركية وسائر الأجهزة العالمية القوية تقوم مثلاً بمسح بري وبحري وجوي على مدار الساعة لأنحاء العالم كافة، وهي تلتقط تسجيلات مصوّرة لأبرز المجريات، كعمليات الإغتيال وسواها. لكنها لا تضع تسجيلاتها في تصرّف المحاكم، ولو كانت تحتفظ بها". وإذ تُقِرّ المصادر الأمنية الرفيعة بوجود إيجابيات معينة في تزويد المحكمة بالتسجيلات لأنها تدعم القرائن، تشير الى أن سلبياتها أكبر من الإيجابيات. فالتجربة المريرة التي تعرّضت لها الأجهزة في المرحلة السابقة، وهي تلك المتعلقة بعرض تسجيلات التحقيق مع الدكتور توفيق هندي، لا نرغب في تكرارها. واما لجهة القول بأن عرض التسجيلات كفيل بتقديم إثبات لوجود ضغط معنوي ومادي على الموقوف، فهذا ليس دقيقاً لأنه، ولو تبين أن لا ضغوط أظهرها الشريط، فسيقال إن هذه الضغوط ربما حصلت خارج دائرة الساعة أو الإثنتين اللتين إستغرقهما التحقيق"! وفي اقتناع بعض المصادر المعارضة "أن أكبر إثبات لمهنية عمل فرع المعلومات في قضية العميد كرم، هو أن المحكمة العسكرية غير محسوبة سياسياً على خصوم العماد ميشال عون". وهذه المحكمة صامتة إزاء حملة "التيار". وعادة يتّسم السلوك العسكري بتحفّظ في دخول السجالات مع سياسيين. لكن اللافت هو أن "التيار" يوحي بأن المحكمة نسّقت خطواتها مع فرع المعلومات، لإستهدافه سياسياً، أو أنها على الأقل "استسلمت" للمعطيات التي وضعها الفرع بين أيديها، وأهملت ما ورد في مرافعات وكلاء الدفاع. لكن المحكمة العسكرية ليست في موضع إتهام بقربها من 14 آذار. ومن الممكن لـ"التيار" أن يدرس جيداً الخلفيات السياسية لهذا الحكم. فالأقنية التي مرّت بها قضية كرم لم تكن محسوبة على خصوم سياسيين لـ"التيار"، وصولاً الى القاضي نزار خليل.)

 

نبيل  نقولا: وسام الحسن عقرب وفيلتمان كاذب..وهناك محاولة لضرب "التيار" من خلال قضية كرم

اعتبر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا أن هناك "10 نقاط مخالفة لأصول المحاكمات الجزائية في قضية الحكم على العميد المتقاعد فايز كرم إن من ناحية التوقيف أو موضوع ان يتصل الموقوف بأهله، وايضا فرع المعلومات ليس من حقه أن يتعاطى بهذه الأمور". وقال: "سنذهب بالتالي إلى محكمة التمييز".

نقولا، وفي حديث إلى قناة "الجديد" رأى أن "الحكم على كرم (بالسجن سنتين والأشغال الشاقة) غير واقعي وغير موضوعي، لأنه استند إلى فرع غير شرعي هو فرع المعلومات"، مؤكدًا أن "القرار الذي صدر هو الاتصال بالعدو وليس التعامل مع العدو"، ومشيرًا إلى أن "تهمة التعامل سقطت لأن كرم لم يعطِ العدو معلومات تؤثر على الوضع الداخلي". واضاف: "تفاجأنا بالحكم لأنه إن كان عميلًا لكانت مدة الحكم أطول"، معتبراً أنه كان من المفروض أن تصدر براءته ولكن بسبب التدخلات حكم عليه بسنتين وكان هناك ضغط لإبقاء العقوبة". وتابع: "نحن نرفض هذا القرار الذي يحاول المحافظة على ماء وجه فرع المعلومات".

وأشار نقولا إلى أن خصوصية كرم لم تُحترم عندما تم اعتقاله ولم يُسأل الأطباء عما إذا كان قد تعرض للتعذيب، بل فقط كان السؤال عن وضع قلبه"، سائلًا: "هل كان المقصود أن يموت كرم في السجن ليثبتوا عليه تهمة العمالة؟ ولماذا أُتلفت التسجيلات من قبل فرع المعلومات؟ ولم التناقض بالقول ساعة أن ليس هناك تسجيلات وساعة أنه كان يوجد تسجيلات إنما أتلفت بعد 15 يومًا؟"، مشيرًا إلى أن "الحكم بني على الاتصال وما من محكمة في العالم تبني قرارها على تحقيقات أولية لأن المتهم يمكن أن يكون قد تعرض للتعذيب"، ومشددًا على أن "هناك احتمالان إما أن يكون كرم قد تعرض للتعذيب أو إما من الأساس لم يكن هناك تسجيلات". واضاف: "نحن من العام 2005 ضد فرع المعلومات وليس موقفنا رد فعل على حكم كرم"، معتبرًا أن "تهمة التورط بالعمالة هي حالة شخصية".

وفي السياق ذاته، ذكر نقولا أنه "كان هناك محاولة لضرب "التيار الوطني الحر" من خلال قضية فايز كرم"، وأردف: "حق من حقوقنا أن ننزل إلى المحاكمة و"نفقر حصرمة" في عين كل من يحاول تشويه صورة التيار"، معتبرًا أن "كرم وقع ضحية بسبب محاولة ضرب التيار". وتوجه إلى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت بالقول: "من "بيته من قزاز ما يراشق العالم بحجارة" ولم ننسَ بعد حفلة الشاي"، ومؤكدًا أن ""حزب الله" لم يتدخل يومًا في أي محاكمة كانت، وهو غير منزعج من دفاعنا عن كرم". وتابع: "نحن شرفاء ولسنا بحاجة الى شهادة حسن سلوك لا من القريب ولا من البعيد"، لافتًا إلى أن "خطأ كرم هو أنه كان "أصحاب" هو ووسام الحسن (رئيس فرع المعلومات)، وليس من المفروض من أحد ان يتقرب منه (الحسن) لأنه عقرب". وإذ رأى أن منشورات "ويكيليكس" صادقة، اعتبر نقولا أن (السفير الأميركي السابق) جيفري فيلتمان كاذب وعنصري وشخص غير مرغوب به ويجب منعه من الدخول إلى لبنان". وعن ملف الكهرباء، لفت إلى أن "هناك خطة نسقها وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لكن ليس هو من عرضها"، سائلًا: "أي موضوع اليوم أهم من موضوع الكهرباء؟". وأضاف: "كمواطن لبناني لا فرق عندي من أين تأتي الأموال لتنفيذ الخطة"، منبهًا من "محاولة ابتزاز "التيار الوطني الحر" بمحاولة الضغط عليه للسكوت عن الملفات القادمة". وقال: "لن ننسى ملف المياه الإقليمية وسوليدير وملف الأملاك التي يشتريها الأجانب وملف ضمان الشيخوخة"، مؤكدًا أن "نجاح خطة الكهرباء لكل الشعب وليس للوزير باسيل". وتابع: "لن نفرحهم أبدا بالخروج من السلطة فخروجنا سيكون انهيارًا على رؤوسهم لأننا سنفضح الجميع". ومن ناحية أخرى أشار نقولا إلى أنه "لم نعد نفهم على وزير الداخلية (مروان شربل)"، معتبرًا أنه "أصبح vedette  إعلامي فكل يوم يطل عبر الإعلام"، طالبًا منه أن لا يتأثر بـ"كلام الشارع". وأردف: "من الممكن أن نقبل بتمويل المحكمة الدولية شرط أن ندرس الملف وسنرى إن كانت سلبياتها أكثر من إيجابياتها".  وختم معتبرًا أنه "لو بقيت التظاهرات في سوريا شعبية لوافقنا عليها ولكنها أصبحت عسكرية".(رصد NOW Lebanon)

 

نتانياهو :لا نريد تدهور العلاقات مع تركيا لكننا لن نعتذر لها 

مبادرة أميركية لاستئناف المفاوضات تفاديا لصدام في الامم المتحدة

جانب من تظاهرة ضخمة في تل ابيب للمطالبة برحيل حكومة نتانياهو (ا. ف. ب)واشنطن, تل ابيب - وكالات: كشفت مصادر اميركية, امس, ان الولايات المتحدة قدمت خطة لاعادة اطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل, لتفادي الصدام الشهر الجاري, بسبب عزم الفلسطينيين الحصول على اعتراف بدولتهم في الامم المتحدة من طرف واحد.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية, عن مسؤولين اميركيين وديبلوماسيين غربيين قولهم ان ادارة الرئيس باراك اوباما "اطلقت حملة ديبلوماسية اخيرة لتفادي صدام الشهر الجاري, بسبب خطة الفلسطينيين في السعي للحصول على اعتراف بالدولة في الامم المتحدة", غير ان المسؤولين اقروا في احتمال ان تكون المبادرة قد جاءت متاخرة.

واضاف المسؤولون ان الادارة الاميركية قدمت اقتراحا يقضي بتجديد محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بهدف اقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتخلي عن سعيه للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال قمة الامم المتحدة التي في 20 سبتمبر الحالي.

واعلنت واشنطن انها ستستخدم حق النقض "الفيتو" ضد اي قرار يقدم في مجلس الامن الدولي حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية, غير انها لا تملك الدعم الكافي في الجمعية العامة للامم المتحدة لمنع رفع مستوى التمثيل الفلسطيني من "كيان" مراقب غير مصوت الى "دولة" مراقبة غير مصوتة, ما سيمكن الفلسطينيين من الانضمام الى العشرات من هيئات واتفاقات الامم المتحدة ويقوي قدرتهم على ملاحقة اسرائيل امام المحكمة الجنائية الدولية. وقال المسؤولون الاميركيون ان واشنطن لا تريد تفادي استخدام الفيتو فحسب, بل ايضا تفادي التصويت الرمزي في الجمعية العامة الذي سيضعها ومجموعة قليلة من الدول فقط في موقف المعارضة. واعرب المسؤولون عن خشيتهم من ان تؤدي هذه الخطوة الى موجة غضب في الاراضي الفلسطينية والدول العربية في وقت تشهد فيه المنطقة اصلا اضطرابات. وقال مسؤولان اميركيان ان خطة السلام الجديدة التي قد يعلن عنها من خلال بيان يصدر عن الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة, قد تقنع مؤيدي القرار في التخلي عن التصويت من خلال تقديم بديل لهم.

وعلى الرغم من ان بعض المسؤولين اعربوا عن تفاؤلهم تجاه امكانية التوصل الى تسوية قبل التصويت, الا ان الادارة بدات في العمل على الحد من تداعياته من خلال التركيز على ضمان استمرار التعاون بين الفلسطينيين والاسرائيليين على المستوى الامني في الضفة الغربية والحدود الاسرائيلية. وكانت وزارة الخارجية الاميركية وجهت الشهر الماضي رسالة الى 70 دولة تحضها على عدم التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

من جهة اخرى, جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو, رفضه الاعتذار من تركيا بعد الهجوم الدامي على سفينة مافي مرمرة التركية التي كانت في طريقها الى غزة العام الماضي, مؤكدا في الوقت نفسه انه يريد تجنب اي تدهور في العلاقات مع انقرة. وقال نتانياهو للصحافيين لدى افتتاح جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية "لسنا بحاجة للاعتذار لاننا تحركنا للدفاع عن مواطنينا واطفالنا ومدننا". واضاف "لسنا بحاجة للاعتذار من اجل جنودنا الذين دافعوا عن انفسهم امام هجمات عنيفة من جانب ناشطين في منظمة "اي اتش اتش", (المنظمة الانسانية التركية ذات الميول الاسلامية), لسنا بحاجة للاعتذار عندما نتحرك لوقف تهريب اسلحة الى حركة "حماس", المنظمة الارهابية التي اطلقت حتى الان 10 الاف صاروخ وقذيفة هاون على مواطنينا", "لكني اكرر في الوقت نفسه ان اسرائيل تعرب عن اعتذارها للخسائر البشرية, امل ان نجد السبيل لتجاوز خلافاتنا مع تركيا, اسرائيل لم تشا ابدا تدهورا في علاقاتها مع تركيا ولا تريده اليوم". وقررت تركيا طرد السفير الاسرائيلي من انقرة وتجميد العلاقات العسكرية التي كانت على احسن حال في ما مضى, كرد على رفض اسرائيل تقديم اعتذارها بعد الهجوم على اسطول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة الذي اودى بحياة تسعة مواطنين اتراك. من ناحية ثانية, اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد, في اتصال هاتفي مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل, على وقوف بلاده الى جانب "المقاومة والشعب الفلسطيني حتى النصر".

 

"الحزب" بين كرم ومشيمش والحسيني 

حزب الله الذي أدان مشيمش والحسيني ظلما... برّأ كرم تقريبا، والآتي أعظم

علي الأمين

ان يتورط ضابط لبناني برتبة عميد بجرم التعامل مع اسرائيل لهو امر يفوق جرم اي مواطن عادي على هذا الصعيد، وهذا ما يلحظه قانون العقوبات في لبنان لجهة التشدد في العقوبات لمن يتعامل مع العدو، وأكثر ضدّ من ينتمي الى مؤسسة عسكرية او امنية، وإن كان خارج الخدمة. وأن يضاف إلى هذه الصفة العسكرية صفة سياسية في حزب مدرج ضمن "اشرف الناس"، يجعل من امر التشدد في العقوبة هو الطبيعي لدى فئة تعلي من شأن العداء لاسرائيل – على ما تقول – الى مرتبة لا يعلى عليها. هذا ما يستدرجنا اليه ما أصدرته المحكمة العسكرية في لبنان مساء الجمعة الماضي من حكم على العميد المتقاعد في الجيش اللبناني فايز كرم، بـ«جرم التعامل مع العدو» الإسرائيلي، قضى بسجنه سنتين مع الأشغال الشاقة، و«تجريده من حقوقه المدنية».

وكرم، القيادي في التيار الوطني الحر، هو أول شخصية سياسية لبنانية تعتقل بتهمة التعامل مع إسرائيل. وإقرار كرم بتعامله مع الإسرائيليين، ليس مثبتا فقط في ما دوّن فقط بالتحقيقات التي اجريت معه، بل في رسائل وجهها الى عائلته. في كل الاحوال بات واضحا ان المحكمة العسكرية لم تستطع تجاوز تهمة العمالة، وان استنفدت كل الاسباب التخفيفية من اجل ان ينال المتهم الحكم الادنى في مثل هذه الجريمة. لم يعلق "حزب الله" على هذا الحكم حتى الآن، علما ان المرتكب كان أقرّ بأنه اجرى لقاءات مع قيادات في حزب الله مستفيدا من التحالف بينه وبين التيار الوطني الحر خلال السنوات الاربع التي سبقت اعتقاله، قبل 13 شهرا، وهو لن يعلق في أحسن الاحوال.

واللافت ان حزب الله لم ينبرِ الى الدعوة للتشدد في اصدار الحكم بحق كرم، خصوصا ان مسلسل الاحكام الذي صدر بحقّ متعاونين مع العدو، من مواطنين عاديين وبجرائم لا تتعدى جريمة كرم، تجاوز السنوات السبعة في الحد الادنى.

هكذا بدا من الواضح ان العلاقة السياسية مع التيار الوطني الحر كفيلة بإعمال "الإجتهاد" في تناول هذه القضية، لتتحول الى قضية قابلة للإنتقال من باب الموقف المبدئي الصارم اخلاقيا ووطنيا، الى قضية سياسية قابلة للاخذ والرد والاستنساب، وايجاد الذرائع لتخفيف الحكم وخلق المبررات للصمت. فقد وضع حزب الله في موقفه من هذه القضية معيارا غير متوازن في التعامل مع قضية العمالة للعدو. واذا كان القريب كما البعيد يعرف مونة "حزب الله" على المحكمة العسكرية ودالته على الاجهزة الامنية ومنها "شعبة المعلومات"، فيما يتصل بالمتعاملين مع العدو خصوصا، يدرك انّ مثل هذا الحكم لم يكن ليصدر مخففا الى هذا الحد لولا صمت الحزب المفضي الى الرضى عنه.

الانتقائية والازدواجية في النظرة الى هذه القضية ليست هي المشكلة الاساس، بل الكارثة هي في الاتهامات واصدار الاحكام بالعمالة للعدو على افراد ابرياء تماما من هذه الاتهامات. ولم يعد خافيا مثالا الشيخ حسن مشيمش، المعتقل في سورية بايعاز من حزب الله، كما بات معروفا، والسيد محمد علي الحسيني الذي صدر حكم براءته من المحكمة العسكرية وحالت أسباب غريبة دون اطلاق سراحه. وكما بات معروفا أيضا فإنّ الحزب أعدّ وعمد الى تسريب مضبطة اتهام بالتعامل مع العدو بحق الرجلين الى بعض الصحف اللبنانية لاعادة الترويج لها عبر مؤسساته الاعلامية ولدى قاعدته الحزبية.

يمكن فهم ان حزب الله لا يتساهل مع اشخاص كانوا في عداد صفوفه وانفصلوا عنه لاسباب سياسية، ويمكن تفهم انّ حزب الله لا يتساهل مع رجل دين كان قريب من امينه العام السيد حسن نصرالله الى حد انه هو من البسه الزي الديني، لكن بطبيعة الحال لا يجب ان يصل رد الفعل الى حد تلبيسه تهمة "العمالة". واذا سلمنا بأن تورط الحزببين او القريبين من المقاومة بالعمالة للعدو يجب ان يكون عقابه قاسيا وشديدا، فذلك لم نرى له صدى في تعامل حزب الله مع قضية العميد كرم. بل العكس هو الصحيح كما اظهر مسار هذه القضية، الى حدّ ظهور الحزب في موقع المتساهل مع "أمانة الشهداء" وابنائهم، وعلى قاعدة ان المصالح السياسية تبرر تجاوز المبادىء الوطنية والاخلاقية، حتى لو كان المعني هو اسرائيل.

ربما من المفيد التذكير أيضا أنّ الحزب أغفل الخطوة التركية التاريخية المتمثلة بطرد السفير الإسرائيلي، وذلك ضمن حسابات سياسية آنية لن يغفرها التاريخ، تماما كما الحسابات التي أدانت مشيمش والحسيني وتساهلت مع كرم. ربما الحسابات السياسية الآنية تبرّر الوسيلة، لكنّ التاريخ لم ولن يرحم.... 

المصدر : صدى البلد

 

حول مراتب العملاء: فايز كرم في مرتبة عنصر لحدي قتل مقاومين! 

طارق نجم/موقع 14 آذار

لم يكن مساء السبت 3 أيلول برتقالياً للبرتقاليين بل كان أسوداً قاتماً... فزياد أسود، نائب الإصلاح والتغيير، كان أكثر من أُسقط في يدهم مساء السبت حين نطق القاضي نزار خليل بالحكم على العميد كرم، ودمغ كرم رسمياً بإعتباره عميلاً وبحكم مبرم من المحكمة. فالنائب أسود، الغيور على معنويات أبناء التيار العوني والذي يعيش عقدة المؤامرة العالمية على تياره، أضاف على سيل التهجمات التي انتهجها على المحكمة العسكرية منذ السنة الماضية، نداءً أضافياً طالب فيه "بإلغاء أحكام هذه المحكمة والتي أصدرتها منذ 20 عاماً... فهي محاكم ذات أحكام ساقطة" على حدّ زعمه.

للأسف أيها النائب أسود فالمحكمة العسكرية لم تنشأ بقرار اتخذه وزير بشكل مؤقت جاء بالصدفة أو مزاجية رئيس تكتل نيابي وبحسب نزوته، بل هي مبنية على قانون صادر في العام 1968 أقرّه مجلس النواب وصادق عليه رئيس الجمهورية آنذاك شارل الحلو.

وقد جاء في هذا القانون في المادة 24 منه بأنّه من صلاحية المحكمة "جرائم الخيانة والتجسس والصلات غير المشروعة بالعدو المنصوص عليها في المواد 273 حتى 287 من قانون العقوبات وفي المادتين 290 و291 منه أيضاً وفي القوانين الخاصة التي تعاقب على هذه الجرائم".

سعادة النائب نبيل نقولا لم يكن أحسن حالاً من زميله المفجوع بعمالة العميد المصدق عليها ولكن جاءت مواقفه غير موفقة وأكثر ارتجالاً وتفتقد لبعد النظر حين قال "هي ليست محاكمة بل هي قرار متخذ مسبقاً" وهنا يأتي السؤال لسعادة النائب: من يا ترى اتخذ القرار؟ وزير العدل ربما؟ أم قائد الجيش؟ أو من؟ ثم يحاول أن يجبرها نقولا فيكسرها "لكن التشكيك بالقضاء موضوع آخر!".

بالطبع يجب تقدير الحالة النفسية للنائب العوني وهو في مكان كان يقول أن التناقضات تشوب المحكمة منذ بدايتها في وقت أن التناقض هو الوصف الأبلغ لكلام سعادته حين يدعي في السنة الماضية أن صدمته في كرم لا تتعدى المستوى الشخصي وفي مكان آخر كان يرى بعمالة كرم ضرب لمعنويات التيار العوني! ولكن كون النائب نقولا هو طبيب أسنان وآت من جذور قومية سورية، فبالتالي نقول "ما بينعتب عليه"!

بالعودة الى كرم، فإن العميد العميل تلقى "تخفيضات" على حكم كان من الممكن أن يصل الى الإعدام، خصوصاً أن الجرم كان التعامل مع العدو الإسرائيلي سندًا للمادة 278 من قانون العقوبات اللبناني، في حين جاء الحكم ثلاث سنوات خُفضت إلى سنتين مع الأشغال الشاقة إضافة إلى تجريده من حقوقه المدنية.

وتجدر الإشارة إلى أنّه, وبحسب قانون العقوبات، مجرد الإتصال بالعدو (وبغض النظر عن فحواه وإذا ما تضمن إفشاء معلومات) يستوجب العقوبة وهو ما يعرف بـ"جرائم امن الدولة" وأقره قانون العقوبات من المادة 270 الى المادة 294.

ولكن الضربة الموجعة الأخرى التي تلقاها كرم ومن وراءه عون هي تجريده من حقوقه المدنية، وهي بحدّ ذاتها وصمة عار لن تفارقه وتعيقه عملياً عن القيام بأي نشاط مرتبط بالشأن العام. ويشمل قرار التجريد من الجقوق المدنية 7 نقاط وهي:

أولها تنزع عنه أهلية أن يكون ناخباً او مرشحاً للانتخاب بطبيعة الحال. ومن ثم عزله عن جميع الوظائف العامة في حال كان موظفاً أو مرشحاً لنيل أي منها، وكذلك حرمانه من كل راتب أو دفعات مالية يتقاضاها من الدولة. وأيضاً يحرم كرم من جميع المناصب الذي يمكن توليها في اطار الجمعيات التي ترعى الشأن العام كادارة الطوائف او النقابات.

كما لا يسمح له بأن يكون شريكاً أو مقاولاً مع أو لدى القطاع العام اللبناني. ناهيك عن أنّه يمنع عن كرم ملكية او نشر أو تحرير جريدة أو أي نشرة دورية أخرى، كما لا يحق له تولي ادارة او ملكية أو العمل في مؤسسة تعليمية المدارس والجامعات، ويجرد من الأوسمة والألقاب الفخرية التي يكون قد نالها.

وإذ يشير الكثير من اللبنانيين بالبنان إلى القائد السابق لما كان يعرف بجيش لبنان الجنوبي انطوان لحد على اعتباره العميل الأول لإسرائيل حتى العام 2000، يتساءل آخرون حول مكانة آخرين إذا ما كان للعملاء مراتب وإذا ما كان يمكن للخيانة أن تكون نسبية! فعلى سبيل المثال، لحد ينتظره حكمان بالإعدام صادران عن المحكمة العسكرية في بيروت بسبب "التعامل مع العدو الإسرائيلي وعملائه والاتصال بمخابراته وإفشاء المعلومات لمصلحة هذا العدو والقيام بأعمال ارهابية" كما جاء في نص الحكم الصادر في العام 2002 وكذلك "من خلال حمل السلاح في صفوف العدو الإسرائيلي ودس الدسائس ومعاونته على فوز قواته وتأليف جمعية بقصد النيل من سلطة الدولة وهيبتها" كما ورد في الحكم الصادر قبل ذلك اي في العام 1996 عن نفس المحكمة العسكرية الدائمة". وفي نفس السياق، هناك يمكن أن نستعرض حكم صادر في شباط 2002 عن المحكمة العسكرية برئاسة العميد ماهر صفي الدين بحق أحد عناصر جيش العميل انطوان لحد الذين قتلوا مقاومين.

فقد حكم في حينه على الموقوف ابراهيم زين العابدين مزرعاني بثلاث سنوات لتجنده في "جيش معاد وإشتراكه في قتل مقاومين عمداً" بحسب ما جاء حرفياً في نص الحكم. وبالتالي، فإنّ العقوبة التي أنزلت في العميد كرم توازي عقوبة عمالة عناصر لحد في معرض مؤآزرتهم للعدو المحتلّ بالإضافة الى التعاون على قتل مقاومين هم في أغلب الأحيان من حزب الله.

غير أن وضعهم مختلف عن وضعه نظراً لموقعه ومكانته بصفته بالدرجة الأولى ضابط سابق في الجيش اللبناني شغل رئاسة فرع مكافحة الإرهاب والتجسس، وكذلك لكونه شخصية عامة على اتصال قريب بعدد هائل من الشخصيات اللبنانية السياسية وبالتحديد تلك المرتبطة بحزب الله مما يجعل جرمه يمس بالأمن القومي للكيان اللبناني برمّته.

بالمقابل، كانت لهذه العناصر أسباب تخفيفية كثيرة أخذت بعين الإعتبار في الأحكام العسكرية التي صدرت بحقهم وبالتالي لا تنطبق عليهم حالة العميد كرم؛ أولها أنهم كانوا تحت الإحتلال الإسرائيلي في منطقة الشريط المحتلّ، ومن ثم فرضت على بعضهم الخدمة في صفوف جيش لحد، وأخيراً لم يتقدموا طوعاً للاتصال بالعدو مثلما أقدم على ذلك فايز كرم بكامل ارادته وبوعيه التام...وربما بوحي من بعض رؤسائه!

ختاماً، الكل يعلم أنّ نواب التيار البرتقالي لم يتحركوا من تلقاء أنفسهم بل كانوا دائماً يعملون بوحي من الرابية وبإيعاز من جنرالها دفاعاً عن العميد العميل. كيف لا والجنرال ميشال عون له تاريخ في الدفاع عن العملاء وإحدى محطاته مقالة كتبها يوم الجمعة 11 حزيران 1999 في العدد 98 "للنشرة اللبنانية" تساءل فيها "هل هناك جريمة تَعامُلٍ وعمالةٍ أكبر من التنازل عن السيادة والاستقلال ورهن الأرض وارتهان الإنسان؟ فمن منكم بلا عمالة فليرجمهم بحجر". فهل سيجرؤ العماد العون على قول هذا الكلام للسيد حسن نصرالله حينما سيدخل عليه وهو يمسك يد فايز كرم بعد أن يطلق سراحه في يوم من الأيام؟

 

لماذا صمتت المراجع الإسلامية عن مذابح السوريين

داود البصري/السياسة

أكثر من ستة اشهر دموية قاسية و الشعب السوري بشبابه و نسائه وأطفاله وكل طوائفه و ملله و نحله يدفع دما عبيطا مقدسا في مقارعة القتلة و الطغاة من قادة نظام المخابرات و الإرهاب ويتحرك كل العالم الحر لنصرته , ويفرض الإتحاد الأوروبي عقوبات إقتصادية وسياسية , بينما العالمان العربي و الإسلامي مترددان حتى الموت وخائفان حد الجزع والجبن في مواجهة ذلك النظام العاجز الفاشل المجرم ,فبإستثناء خطوات خليجية خجولة شملت سحب السفراء من دمشق فلايوجد أي رد سياسي أو إقتصادي أو حتى إعلامي عربي في مواجهة قتلة الشام و طغاتها و ( شبيحتها ) ! وإذا كانت بعض الحكومات العربية كالحكومة العراقية مثلا ( حاشية الخنوع ) متورطة في ملفات تخادم و عمل و إرتباطات مع أجهزة المخابرات السورية وهي قصة معروفة ومفضوحة للجميع مما جعل الموقف الرسمي العراقي مخجلا و سخيفا و متهاويا ومجللا بالعار , فإن الحكومات العربية الأخرى لايوجد في ملفاتها ما يخشى عليه في حالة تضامنها مع الشعب السوري وإدانة مجازر نظامه المجرم ضده ! , و لكن المصيبة ليست في موقف الحكومات العربية العاجزة و المترددة ولكنها في جانب المرجعيات الدينية الإسلامية خصوصا التي صمتت صمت القبور عما يجري من إنتهاكات فظيعة ضد كل المقدسات و المساجد ودور العبادة ودماء المسلمين و إخوتهم المسيحيين وغيرهم , فلم نسمع رغم مصرع آلاف السوريين الموحدين أي موقف إدانة حقيقي من أي مرجع ديني إسلامي يدين فيه نظام البغي و القتل السوري و يدافع عن حرمة الدماء الإنسانية و يطالب بوقف حمامات الدم و الإصغاء إلى صوت الشعب و الرحيل بعيدا تلبية وإستجابة لمطالب الجماهير السورية التي هي وحدها تمتلك شرعية إتخاذ القرار وحق تقرير المصير , بل على العكس شاهدنا مواقف مخجلة لوكلاء بعض الرموز و المراجع الدينية تصب للأسف في خدمة نظام البغي و العدوان بل أن بعضهم لم يخجل أو يتورع عن حشر إسم أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في إطروحة الدفاع عن النظام السوري حينما قال ( بأنه حلم بأن سيف الإمام علي يدافع عن عرش بشار و شبيحته )!! وذلك و أيم الله قمة الإفتراء و التجني و العدوان على الامام علي سلام الله عليه و تجديف غير مبرر و إنني أجزم بأنه لوكان الإمام موجودا بيننا لوقف بسيفه و لسانه و رأيه ضد زمرة الإرهاب في بلاد الشام!! و لكنها المصالح قاتلها الله التي تجعل البعض يستسهل تطويع النصوص و الرموز الدينية المقدسة من أجل أهداف دنيوية فاشلة , أكرر للأسف لم يتبلور أي موقف مرجعي إسلامي في مواجهة نظام القتلة الذي لم يتورع عن قصف الجوامع و إهانة الأئمة وذبح المصلين وعباد الله في ليالي روحانية مقدسة كما حصل في رمضان الماضي و كما سيحصل كل وقت وكل حين , فالنظام لا يعترف بأي قدسية ولا مرجعية سوى مرجعية سلطته الفاشية المجرمة وهو مستعد لإبادة ملايين المسلمين و الموحدين من أجل أن يبقى , وجينات الإرهاب و الخديعة و القتل قد توارثها أهل النظام السوري كابرا عن كابر و لايجوز لأي مرجعية مسلمة الصمت عما يجري و خصوصا مرجعيات الدين في النجف وقم و خراسان التي شوه مواقفها الإنسانية و الإسلامية الموقف السياسي للنظام الإيراني المتواطئ مع النظام السوري في قتل شعبه , إننا على ثقة من أن المرجعيات الدينية الشيعية التي كانت رموزا جهادية شامخة عبر التاريخ لا يمكن أن تهادن نظام القتلة في الشام أو تغض النظر عما يجري ولكن هناك اليوم حملات سوداء هدفها طمر الحقائق و تشويه الوقائع و تزوير المعطيات وخلط الأوراق , فنظام البعث السوري هو في النهاية نظام فاسد متعجرف بعيد كل البعد عن الإسلام أو عن أي قيم سمحاء أرضية كانت أم سماوية , وتجاهل الدماء السورية أمر مشين و مؤشر على أبواب فتنة كبرى لا نريد لها أن تحفر أخاديدها في الجسم الإسلامي , البعث السوري يراهن على الفتنة من اجل تعويم نفسه و إنقاذ حاله من مصيره الحتمي و المعروف لأن الله يدافع عن الذين آمنوا و لأنه لا يمكن للمجرم و الشبيح أن يفلت بغنيمته أو ان يهرب من عقاب الله و التاريخ , بلورة موقف مرجعي إسلامي موحد ضد نظام الطغيان السوري هو أمر ستراتيجي في طريق الوحدة الإسلامية و اي تلكؤ في نصرة الثورة السورية إسلاميا ستكون له تبعات مؤلمة بكل تأكيد.

*كاتب عراقي

 

الاعتدال ضمانة لنجاة «الربيع العربي».. ونجاحه

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

كسّروا الأقلام.. هل تكسيرها يمنع الأيدي أن تنقش صخرا؟

قطّعوا الأيدي.. هل تقطيعها يمنع الأعين أن تنظر شزرا؟

أطفئوا الأعين.. هل إطفاؤها يمنع الأنفاس أن تُصعد زفرا؟

أخمدوا الأنفاس.. هذا جهدكم، وبه منجاتنا منكم، فشكرا

(خليل مطران)

* عندما قال العقيد معمر القذافي في أحد آخر لقاءاته الإعلامية: «الشعب يحبني، وهو مستعد للموت من أجلي»، كان صادقا جدا مع نفسه. فـ«الأخ» قائد الثورة الليبية، مثله مثل «إخوة» آخرين ممن تصوروا أن الله - عز وجل - خلقهم ثم «كسر القالب»، يؤمن حقا بأنه أبقى من الشعب، وهو إنما جاء نعمة من نعم الخالق يحرم على جاحدي الشعب الكفر بها والتشكيك بحقها الطبيعي في أن ترث الأرض وما عليها.. جيلا بعد جيل، لا سيما، بعدما أنجب لبلاده الصابرة أبناء «تاريخيين» مثله، دأبهم مواصلة مصادرتها وامتهانها وإذلالها.

القذافي اليوم، كما كان صدام حسين من قبله، «حالة متطرفة»، لكنه حتما ليس «حالة فريدة» ضمن حالات الديكتاتوريات العائلية المتخلفة والمتحكمة بما كان في يوم من الأيام جمهوريات في عالمنا العربي. كذلك، فإن القذافي - كغيره من رموز الديكتاتوريات العائلية - أفلح على امتداد عقود في تفتيت وحدة مجتمع بلده وتمزيق نسيجه، مما سهل له لفترة طويلة إلغاء الظروف المواتية لنشوء معارضة منظمة ومنفتحة قادرة على أداء دورها الطبيعي في المساءلة والرقابة.

في اليمن وسوريا، حصل الشيء نفسه خلال حقب زمنية متقاربة طولا.. فالقيادة في البلدين ترى نفسها أهم من الشعب وأبقى وأغلى، وليذهب الشعب إلى الجحيم إذا كان في ذلك ضمانة لديمومة تسلط «القيادة التاريخية» الملهَمة.. كما يقول أتباعها.

اليوم، مثلا، يستحيل إقناع أمثال سلطان البركاني وعبده الجَنَدي وطارق الشامي وياسر الصنعاني بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في نهاية المطاف.. رجل سياسي قد يخطئ وقد يصيب، مع أن منطق السياسة الجادة يقول إنه كرئيس فقد شرعية حكمه بعدما سقط مدنيون أبرياء بسلاح السلطة، وفقد شرعيته أيضا لعجزه عن استشراف ما أعده الحوثيون ونفذوه في شمال اليمن، وهذا بعدما كان منذ وقت غير قصير - وعبر صناديق الاقتراع - قد فقد أي شرعية تمثيلية في معظم جنوب البلاد وشرقها. إن حكما عائليا يمسك بكل أجهزة الاستخبارات والأمن، ومع ذلك يفوته نجاح جماعات متمردة، تعيش في مناطق جبلية - يفترض أنها معزولة نسبيا - في بناء ترسانة مسلحة بدعم خارجي امتد لسنين، ثم يصمدون كما صمدوا في وجه قوات الجيش.. لا يحق له الادعاء أنه يترأس سلطة سياسية حقيقية.

وما نراه راهنا، في وجه انتفاضة شعبية واسعة وشاملة تمكنت حتى الآن من الصمود والإبقاء على تحركها سلميا لكنها عجزت عن الحسم، يواصل صالح هروبه إلى الأمام بالدعوة إلى الاحتكام لصناديق الاقتراع.. طبعا بينما يحتفظ ابنه وابن أخيه ومن يلوذون به وبهما بمواقعهم في مراكز القرار والتحكم. وهو على الرغم من الدماء البريئة التي أريقت، والاضطراب الأمني المنتشر في مناطق عديدة من اليمن، ناهيك بمحاولة الاغتيال التي كادت أن تودي به في قلب عاصمته، فإنه مصر على ممارسة سياسة «شفير الهاوية» وصولا إلى الحرب الأهلية. في سوريا، الوضع قد يختلف من حيث التفاصيل، لكنه لا يختلف كثيرا من حيث الجوهر.

فالنظام السوري، الذي كان حتى الآن النظام الجمهوري العربي الوحيد الذي أنجز حقا غاية التوريث السياسي، يضع الشعب بعد ستة أشهر من القمع الدموي الفظيع أمام أحد خيارين، لا ثالث لهما: إما استمرار الهيمنة بقوة القمع و«الشبيحة»، أو الزج بالبلاد والعباد في أتون الفتنة الطائفية التي ينفخ في بوقها.. مبتزا الشعب بالتقسيم. وهذا بالضبط، ما تنم عنه العمليات العسكرية في جبل الزاوية وأرياف حماه وحمص إلى الشرق من محافظتي اللاذقية وطرطوس. بكلام آخر، نحن هنا أيضا إزاء حالة ابتزاز بالحرب الأهلية في ظل إحجام الشعب عن التسلح وامتناعه عن مواجهة السلاح بالسلاح. ولكن بالنظر إلى اختلاف التركيبة الاجتماعية والديموغرافية السورية عن التركيبة اليمنية، يراهن نظام دمشق على زرع الخوف في أوساط الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية، وبالتالي، على إيجاد مناخ دولي يتيح تنفيذ التقسيم بحجة حماية هذه الأقليات من «بعبع» الأصوليات الإسلامية السنية.

في هذه الأثناء، أدركت غالبية التيارات السورية المنتفضة أهمية التعامل مع سياسة الابتزاز بالفتنة والتقسيم.. باعتمادها خياري الاعتدال وطرح بدائل القواعد العريضة، كما حاولت حتى الآن ضبط الشعارات الغاضبة ومنع انزلاقها نحو الانفعال الديني والخطاب الفئوي المتشنج نتيجة لتفاقم القمع. ولكن يصعب الاطمئنان إلى ما لا نهاية إلى حكمة الشارع وقدرته على المحافظة على صبره و«اعتداله» بينما تواصل السلطة نهج العناد والمكابرة كما في حالة اليمن، والتصعيد الدموي كما في حالة سوريا. وبالتالي، على القوى الناشطة والمتحركة في البلدين استيعاب أهمية تنحية الخطاب ذي اللهجة الطائفية جانبا، وإدراك أهمية احترام التعددية بشتى أشكالها لمنع النظامين من كسب الرهان على الفتنة.

في ليبيا، جرب «الأخ العقيد» وولي عهده سيف الإسلام خلال الأشهر الماضية تخويف المجتمع الدولي بخطر «القاعدة» والأصوليين وغزوهم المحتمل أوروبا من جنوبها، ولفترة غير قصيرة صدق المجتمع الدولي ما سمعه. وفي مصر وتونس، ارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات «إسلامية» لم يُعرف عنها تعقلها وانفتاحها على شركائها في الدين والوطن، مما أربك - مع الأسف - عملية الانتقال المأمول إلى ديمقراطية سليمة يستحقها الشعبان.

وفي اليمن، صور علي عبد الله صالح نفسه لواشنطن وعواصم الاتحاد الأوروبي على أنه حليفهما الركين في الحرب على «القاعدة» وأن «القاعدة» ستكون المستفيد الأول من التفريط به والتخلي عنه. وكانت النتيجة تردد المجتمع الدولي في ممارسة ضغوط فعالة على نظامه.

أما السيناريو الأخطر فيبقى السيناريو السوري. هنا نحن أمام «فسيفساء» فئوية يتوجب على القوى الفاعلة في الانتفاضة السورية أن تتفهم خلفياتها وتعقيداها، وأن تتعامل مع مكوناتها بحكمة ووعي.. مقدرة مخاوف الخائفين ومطامح الطامحين. إن تعاملا عاقلا ومتسامحا وانفتاحيا من شأنه التعجيل بحسم الانتفاضة لصالح الشعب، أما غير ذلك فسيخدم رهان النظام على توريط الأقليات و«التمترس» خلفها أمام أنظار العالم، وبالتالي، تأجيل انتصار الانتفاضة، بل وتبديده نهائيا.

 

لماذا سوريا وليس البحرين؟

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

أما وقد أسقط في يد المدافعين باستماتة عن النظام السوري بعد إمعانه في القتل والترويع، وتلحفهم المفاجئ بالعبارة المطاطية التي تدعو الرئيس الأسد لـ«إجراء إصلاحات»، دون الإشارة إلى القتل والقمع الذي تلوثت به يد النظام، فإن هؤلاء القوم لم يفتهم العزف على وتر تشابه الثورة السورية بالأحداث في البحرين، في عملية تزوير فاضحة ومضحكة في آن واحد. ولهؤلاء نقول، احسبوها بالورقة والقلم، ما دامت العقلانية لم تعد تجدي نفعا كما هي هذه الحالة. في البحرين وفي اليوم الثالث من اندلاع الاحتجاجات، يخرج ملك البلاد في خطاب على التلفزيون الرسمي يأسف وينعى 3 قتلى ويشكل لجنة رسمية للتحقيق، بينما في سوريا خرج الرئيس الأسد بعد أسابيع من الاحتجاجات وبعد مقتل العشرات ليعتبر المتظاهرين «متآمرين». في البحرين كلف ولي العهد بالحوار مع المعارضة، معلنا عن 7 مبادئ للحوار ضمت غالبية مطالب المحتجين. في سوريا يصف الأسد المحتجين بـ«الجراثيم» متهما إياهم بارتباطهم بأجندات خارجية، بينما تواصل آلة القمع والتدمير حصد الأرواح ليبلغوا المئات. في البحرين، وحتى عندما تحولت المطالب الإصلاحية إلى السعي لانقلاب على الملكية، وإخراج قوات الأمن للمحتجين من ميدان «اللؤلؤة»، استخدم الغاز المسيل للدموع في تفريق المحتجين، وخلفت العملية مقتل 3 من المعتصمين، بينما في سوريا تقتحم قوات الأمن وبصورة يومية، المدن والقرى والميادين وتخلف عشرات القتلى في يوم واحد (أمس مثلا قتل نحو 15 قتيلا)، وتستخدم الدبابات والبارجات لقصف المنازل، وحتى المساجد لم تسلم من القصف. أما أهم الاختلافات بين ما حدث في البحرين وبين ما حدث ولا يزال يحدث في سوريا، أن أحداث البحرين خلفت نحو 32 قتيلا ما بين المحتجين ورجال الأمن، فيما بلغ العدد حتى الآن في سوريا أكثر من 2200 قتيل. في البحرين لا تزال المعارضة تنتقد السلطة بشراسة، وتعقد المؤتمرات الصحافية من داخل العاصمة المنامة لمهاجمة إجراءات الحكومة، بينما في سوريا من هو الذي يستطيع أن يفتح فاه بكلمة واحدة ضد حملات القمع والترويع التي تقوم بها السلطات وشبيحته.

لا شك أنه حتى أولئك المتزعمون للاحتجاجات داخل البحرين، يعون جيدا أنه لا مقارنة بين الحالتين البحرينية والسورية إطلاقا، ولكنهم يستخدمون هذه التشبيهات للكسب السياسي لا غير، وهذا أمر مفهوم، لكن غير المفهوم هو إصرار بعض الوسائل والجهات من خارج البحرين على هذه السذاجة في الطرح بين الحالتين، بل إنه حتى بعد أن شكلت البحرين لجنة دولية محايدة لتقصي الحقائق، وعفا الملك عمن طالبوا وعملوا على محاولة إسقاط مملكته، لا يزال هذا الربط غير المنطقي مستمرا، فهل يحلم السوريون، مثلا، أن يشكل الأسد لجنة دولية لتقصي الحقائق؟ إنه أمر مستحيل القيام به مع نظام قمعي يعي جيدا أن فضائحه ستبلغ عنان السماء لو شكل هذه اللجنة.

بقي أن نذكّر هؤلاء المتفذلكين المشبهين الحالتين البحرينية والسورية: ملك البحرين ليس رئيسا لجمهورية ليحق للمئات المطالبة بإسقاط مملكته، كما أن آل الأسد ليسوا ملوكا ليبقوا رؤساء للجمهورية السورية أبد الآبدين!

 

إسرائيل تستعد لمعركة مع حلفائها

بلال الحسن/الشرق الأوسط

صدرت في إسرائيل ورقة عمل فريدة من نوعها، تتحدث عن حملة انتقادات عالمية تواجهها، وتضع خطة لمواجهة هذه الحملة.

الغريب في ورقة العمل هذه، الصادرة عن (معهد هرتسليا)، الذي يمكن اعتباره أهم هيئة تخطيطية إسرائيلية، بسبب كثافة النخب التي يضمها، وبسبب أهمية المواضيع التي يبحثها في مؤتمر سنوي ينعقد لهذه الغاية، أنه يقدم في ورقته الجديدة تصورا واضحا لما تواجهه إسرائيل من انتقادات، ولكنه يقدم في المقابل تصورا عاما وغامضا لأسلوب مواجهة تلك الانتقادات. ولا يعود هذا التناقض إلى ضعف في الكفاءة، إذ العكس هنا هو الصحيح، ولذلك يمكن القول إن الخبراء الإسرائيليين الأكفاء يتعمدون تقديم صياغة غامضة لأسلوب الرد الذي سيتبعونه، حتى لا يتنبه له الخصوم، وحتى لا يستعدوا لمواجهته.الوضوح نجده في الصيغ الإسرائيلية التالية:

«إن الكيان يتعرض في السنوات الأخيرة لهجوم سياسي حاد، ولانتقادات عالمية هائلة».و«مكانة إسرائيل تتحول في أماكن كثيرة إلى تحد أمام وجودها، وباتت هناك علاقة مباشرة بين الأحداث الأخيرة والتراجع في مكانتها الدولية، لا سيما نتائج حربي لبنان (2006) وعملية الرصاص المسكوب (حرب غزة)».

و«إن عمل إسرائيل لا يعطي ردا فعالا على التحدي الذي تواجهه.... على أساس آيديولوجي وقومي عربي وإسلامي، لذلك يتزايد حدوث إخفاقات أخرى في الصراع من أجل تعزيزها كدولة ديمقراطية».

أما الغموض الإسرائيلي المقصود، فنجده في البنود التي تقترحها ورقة العمل لمواجهة الأخطار. وهنا نقرأ بنودا عامة وغامضة كما يلي: «وصف إسرائيل كدولة عدوانية، خارقة للقانون الدولي، ساعد جهات نزع شرعيتها.... وقد يكون لإعادة وصفها أبعاد استراتيجية في قدرتها على نقل رسالتها. وبهذا الشأن تجدر الإشارة إلى أهمية نشاطاتها للمساعدة الدولية».

و«تعزيز منظومة العلاقات مع النخب وأصحاب النفوذ هو العائق الأكثر فعالية ضد نزع الشرعية».

و«حشد الجاليات اليهودية، فهناك مجموعات موجودة... كالأكاديميين والمنظمات غير الحكومية، ورجال الأعمال والطلاب، يجب حشدها استعدادا لتعاونها مع الخارج».

هذه البنود، وبنود غيرها، تشكل خطة المواجهة للدفاع عن إسرائيل وسمعتها، يملك واضعوها القدرة على وضعها كخطة عمل شاملة تتميز بالشمول والوضوح، ولذلك نرجح أن العمومية والغموض هنا أمر مقصود، وبخاصة أن الحملة التي تواجه إسرائيل لا تأتي كلها من خصومها التاريخيين، إنما بدأت تأتي في السنوات الأخيرة من قبل أصدقاء إسرائيل وأنصارها، بل وبدأت تأتي حتى من داخل إسرائيل نفسها، وهذا ما لا تريد ورقة الخبراء الكبار في «هرتسليا» كشف النقاب عنه، حتى لا تظهر من خلال ورقة رسمية على أنها تريد خوض معركة سياسية أو إعلامية ضد حلفائها.

ولتوضيح هذه المسائل، من المفيد أن نستعرض بإيجاز شديد بعض أبرز ملامح النقد الذي تواجهه إسرائيل.

أولا: النقد الذي جاء من داخل النخبة الإسرائيلية، وحمل رايته الكتاب الذين عرفوا باسم (المؤرخون الجدد، وعرف بعضهم على نطاق واسع مثل «بني موريس - توم سيغف - آفي شلايم»). وقد ركز هؤلاء على نقض الرواية الإسرائيلية عن كيفية نشوئها، وتقديم رواية واقعية مأخوذة من الأرشيف الإسرائيلي السري بعد أن تم الكشف عنه، تروي حقيقة ما جرى من عمل منظم لإجبار اللاجئين الفلسطينيين على الهجرة عام 1948، خلافا للرواية الرسمية التي تتحدث عن الفلسطينيين الذين هربوا من بيوتهم بإرادتهم.

ويقدم كاتب آخر من المؤرخين الجدد هو (باروخ كيمرلنغ)، دراسة مفصلة عن شخصية آرييل شارون كقائد عسكري وسياسي إسرائيلي كان أنموذجا في صياغة وتطبيق المسار الصهيوني لتفكيك الوجود الفلسطيني، معتبرا أن شخصية شارون أساسية في عملية الإبادة للشعب الفلسطيني، التي هي جزء عضوي من المشروع الصهيوني، مثل مشاريع الاستيطان الكبرى وما سواها. ونجد من داخل إسرائيل أيضا، عالم الآثار الإسرائيلي الأبرز (إسرائيل فلكنشتاين)، الذي نشر وأكد أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تؤكد أي صلة لليهود بمدينة القدس. أما خارج نطاق النخب الإسرائيلية، فإن أصدقاء إسرائيل يشكلون أكبر ناقد لها. ومن هؤلاء القناصل الغربيون العاملون في مدينة القدس، فهم أعدوا مذكرة قدمت سرا إلى الحكومة الإسرائيلية، ولكن صحيفة «هآرتس» كشفت النقاب عنها، وجاء فيها: «إن الحكومة الإسرائيلية وبلدية القدس تعملان بموجب استراتيجية ورؤية» تهدف إلى تغيير الميزان الديموغرافي في المدينة. «كما أن الحكومة والبلدية تقدمان المساعدة لجمعيات اليمين من أجل السيطرة على المدينة وبخاصة منطقة الحرم الشريف». وقد اقترحت المذكرة فرض عقوبات اقتصادية على المستوطنين في القدس، وبحث وسائل منع تقديم مساعدات أوروبية لهيئات الاستيطان في القدس.

وعلى غرار القناصل، شن (جان زيغلر)، مقرر اللجنة الدولية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، في تقريره المعنون بـ«الحق في الغذاء»، هجوما عنيفا على إسرائيل قائلا إنها نظام استعماري، وهو الوحيد في العالم الذي يرفض الالتزام بالقانون الدولي. وقال: «ما لا أستطيع استيعابه هو تواطؤ الاتحاد الأوروبي مع الاحتلال الصهيوني، بالإضافة إلى الولايات المتحدة التي تحميه وتموله».

ثم هناك الموقف الأوروبي الأكثر دلالة وحدة، المتمثل في الاستعداد لمحاكمة الجنرالات الإسرائيليين كمجرمي حرب. فالجنرال (دورون ألموج) كاد يعتقل في بريطانيا، لولا تدخل سري من بعض الأوساط المطلعة التي نصحته بالمغادرة. والجنرال (موشيه يعالون) تراجع عن القيام بجولة كانت مقررة له في بريطانيا لإلقاء محاضرات بسبب دعوى قدمت ضده وكانت ستؤدي إلى اعتقاله. وبسبب ذلك، أمرت إسرائيل كل جنرالاتها بألا يتحركوا باتجاه أوروبا إلا بعد استشارة الجهات المعنية للتأكد من عدم اعتقالهم أو محاكمتهم كمجرمي حرب.

إضافة إلى كل هذا، يجب ألا ننسى بروز المنظمة الأميركية التي حملت اسم (جي ستريت)، التي شكلها عدد من رموز اليهود الأميركيين الليبراليين، بمساعدة شخصيات معروفة في المجتمع الإسرائيلي، بهدف مساندة جهود السلام في الشرق الأوسط، والوقوف في وجه منظمة (إيباك) التي تدعم عدوانية إسرائيل، رافعين في وجهها شعار (مؤيدون لإسرائيل... مؤيدون للسلام). وتحاول هذه المنظمة الأميركية اليهودية دعم مرشحي الحزب الديمقراطي المؤيدين للسلام، في وجه المرشحين الجمهوريين المؤيدين لسياسات اليمين الإسرائيلي.

وبهذا، نرى أن الحملات المضادة لإسرائيل، بدأت تظهر داخل المجتمع الإسرائيلي أولا، ثم من داخل الجهات الغربية المؤيدة لإسرائيل ثانيا. وبدأت تظهر أخيرا من داخل اللوبي الأميركي الذي يشكل أداة الدعم الأساسية لإسرائيل في أميركا.

ولهذا، فإن خطة المواجهة التي أعدها خبراء «هرتسليا» بغموض مقصود، هو تهيؤ لبدء معركة إسرائيلية في أوساط حلفاء إسرائيل، لا في أوساط حلفائها التقليديين. وهذا هو التغير الجوهري الذي دفعها لصياغة مذكرتها بغموض مقصود.

 

سلامات يا علي!

ميشل كيلو/الشرق الأوسط

ما إن بلغنا الحدود مع لبنان، حتى أبلغنا رجل شرطة كان يحمل بطاقاتنا الشخصية في يده أننا ممنوعون من مغادرة القطر، حرصا على حياتنا. ظنناه يمزح أول الأمر، لكنه كرر الجملة وهو يدعونا إلى رؤية الضابط، الذي أمره بإبلاغنا القرار. بعد قليل، كنا في مكتب ضابط شاب قال إن «أمرا شفهيا» صدر قبل ساعة (في التاسعة صباحا) يمنعنا من المغادرة حرصا على حياتنا، وأننا لو كنا أتينا قبل دقيقة من صدور الأمر إليهم، لكنا غادرنا بحفظ الله ورعايته. سألناه عن السبب، فقال إنه لا يعرفه، وإن زيارتنا إلى سيادة المقدم رئيس المركز قد تأتينا بالجواب. قصدنا رئيس المركز، الذي كرر على مسامعنا ما سبق للضابط أن قاله لنا، وأضاف أن المنع يقتصر على يومين فقط: على اليوم (27/8/2011) وغدا، وأننا أحرار بعد ذلك في أن نسافر إلى حيث نشاء. عندما أخبرته أن لدي موعدا مع طبيب في بيروت في الأول من سبتمبر (أيلول)، وأنني أريد أن أعرف إن كان المنع دائما، كي لا أتجشم عناء القدوم إلى الحدود مرة أخرى دون جدوى، رفع الهاتف واتصل بمكتب سيادة اللواء. بعد محاولات، رد عليه ضابط نصحني بزيارة «المعلم» في اليوم التالي، لأنه يستطيع إخباري بالحقيقة. في اليوم التالي، يوم الزيارة الموعودة، لم أذهب إليه لأنه كان أول يوم من أيام العيد – أعاده الله علينا جميعا باليمن والبركة - فأبلغنا معلق سوري في حديث مع «الجزيرة» أننا منعنا لأننا أردنا الذهاب للحوار مع محطة تلفاز في بيروت، بينما نرفض الحوار داخل بلادنا. بكلام آخر: لم يكن المنع حرصا على حياتنا، كما قيل لنا على الحدود، بل عقابا لنا على ذنب لم نقترفه، هو الامتناع عن الحوار مع النظام، نحن الذين دعونا النظام إلى الحوار طيلة عشرة أعوام، ثم لم نترك أحدا من أهله إلا وحاورناه خلال نحو أربعة أشهر، على الرغم من اقتناعنا بأنه لم يكن يريد الحوار، وأن نظريته عن المؤامرة والحل الأمني الذي يطبقه في طول البلد وعرضها، ويطاول اليوم كل قرية ومدينة وزنقة ودار وشخص، يمنعان الحوار، وإلا فكيف يحاور قادة على تغيير نظامهم، إذا كانوا يؤمنون بأن ما يجري في سوريا مؤامرة هدفها تغييره، وأن قيامهم هم بتغييره يعني عمليا الاستجابة للمتآمرين، بينما المطلوب هو الحفاظ عليه، بما أنه المستهدف الحقيقي!

قبل قرابة ثلاثة أسابيع، اتفق الأستاذ رياض سيف مع مستشفى ألماني على دورة علاج من مرض لعين في المثانة. بما أنه كان قد سمع مثلنا بقرار إلغاء حظر السفر، فقد قصد وزوجته المطار، حيث اجتاز إجراءات التفتيش جميعها، بل وصل إلى قاعة المسافرين. بعد قليل، جاءه من أبلغه بأنهم اكتشفوا مادة بيضاء في حقائبه يشتبه في أنها مخدرات، وأنه لا يستطيع السفر قبل تلقي تقرير من مخبر مختص يبين طبيعة هذه المادة. بعد أيام أبلغهم الأستاذ أن المادة، التي لم تكن أصلا في حقائبه، ليست غير كلور الصوديوم، بالعربي الدارج «ملح»، فأعلموه أن مخبرا آخر يتولى الفحص، وأنه سيتمكن من السفر حين تصل نتيجة الفحص. لا داعي للقول: إن النتيجة لم تصل، ويرجح أن لا تصل أبدا، بينما يزداد وضع الأستاذ سيف الصحي تدهورا من يوم لآخر.

كان الأستاذ علي فرزات راجعا من مكتبه وسط دمشق إلى بيته في حي «المزة»، عندما طاردته وأوقفته سيارة «هيونداي أفانتي» بيضاء زجاجها «مفيّم»، كما يقول السوريون عن السيارات الرسمية وشبه الرسمية، نزل منها أربعة شبان فتحوا أبواب سيارة الأستاذ علي الأربعة، وانهالوا عليه بالضرب المبرح، قبل أن ينقلوه إلى سيارتهم وينطلقوا نحو طريق المطار، بينما كان الضرب يتواصل مصحوبا بشتائم مقذعة، تفهمه أنه يعاقب بسبب رسوم كاريكاتيرية كان قد رسمها تعليقا على الحدث السوري، قالوا إن فيها تعريضا بمن سموهم «أسياده»، كما روى نجله مهند في الفضائيات وحكى هو نفسه لمن زاروه في منزله. ترك الاعتداء ردود فعل محلية وعربية وإقليمية ودولية صاخبة بمعنى الكلمة، فالرجل يعد أحد أعظم – إن لم يكن أعظم - رسامي كاريكاتير في أيامنا، ليس عندنا فقط، بل في العالم، والاعتداء عليه بهذه الطريقة ليس حدثا يمكن أن يتجاهله الرأي العام، في زمن ثورة رايتها وشعارها ومطلبها الحرية. قالت وزارة الداخلية إنها ستفتح تحقيقا في الحادثة، بينما سأل شرطي تابع لها جاء إلى مستشفى الرازي لتنظيم ضبط بالحادثة: «شو هادا لسه ما مات؟». لا داعي للتأكيد أن ما وقع نسب «للعصابات التي تروع البلاد وتقتل الآمنين»، ويبدو أن الوزارة لا تعرف بعد أي شيء محدد عنها، على الرغم من انقضاء ستة أشهر من نشاطها، وعلى الرغم من أن «دورية أمن» كانت قريبة من مكان الاعتداء، فإن عناصرها لم يأبهوا للأمر في البداية، ثم ركضوا نحو سيارة الجناة عندما ابتعدت، دون أن يقوموا بأية محاولة لإعاقتها أو لمطاردتها بسيارتهم، أو حتى لإطلاق النار على دواليبها وتعطيلها، على غرار ما يفعلونه يوميا في المدن الأخرى ضد المواطنين العاديين.

في النهاية، تم إلقاء الأستاذ علي من السيارة على طريق المطار وهو شبه ميت، وأصابعه مهشمة وفي صدره جرح غائر، كي لا يعاود الرسم من جديد، كما قالوا له. واليوم، وعلى الرغم من أن أكثر من أسبوع مضى دون أن يقوم أحد من لجنة تحقيق الوزارة بالاستماع إلى علي أو بزيارته، فإن زوايا متحمسة ضد «العصابة» بدأت تنشر في الصحف السورية مصحوبة برسوم كاريكاتير، يقول أحدها: «سلامات يا علي»، «سلامات يا حرية، يقتلونك ويمشون في جنازتك»!

 

الأسد: إنكار حتى آخر لحظة

حسين شبكشي/الشرق الأوسط

منذ أيام قليلة، عقد اجتماع عاصف وموتور في سوريا برئاسة ماهر الأسد، بحضور اللواء محيي منصور، وحضره مجموعة مهمة من ضباط الدفاع الجوي، وتم فيه إصدار أوامر لتجهيز قصف جوي لبعض قرى ومدن حوران، تم تخفيضها لاحقا لتكون مجرد طلعات ترهيبية فوق حمص والرستن، على أن يعقب ذلك لاحقا القصف المباشر. يجيء هذا التطور بعد أن أصبحت المظاهرات في سوريا بشكل يومي، وفي كل المدن؛ لا تفرق بين جمعة وأحد، وبين رمضان وشوال. إنها حالة ثورية بامتياز. العقوبات تطال قطاع النفط الحيوي، وهو ما معناه حرمان الاقتصاد السوري مما يقارب الـ80 مليون دولار يوميا، وتوقف إيران عن الدعم المالي للنظام السوري المتهالك، بعد أن قامت ببيع النفط الإيراني لمدة خمسة أيام متتالية بالليرة السورية، وتوريد كامل القيمة للبنك المركزي السوري، وكان ذلك منذ أربعة أسابيع، وها هي العقوبات الدولية تطال «النخاع الشوكي العصبي» للاقتصاد السوري، وهو رجال الأعمال الداعمون للنظام، وتوقف أرصدتهم وتمنع حراكهم إلى الخارج محدثة ضربة موجعة جدا للنظام، مما أثر بشكل مباشر على منظومة الأمن الخاص المعروف باسم الشبيحة، لأنهم كانوا يقبضون بشكل مباشر من رجال الأعمال.

والشبيحة يهددون بالإضراب عن العمل لتأخر تسلم مخصصاتهم، وغادر الكثيرون منهم إلى اللاذقية ومحافظات أخرى احتجاجا، ومصاريف «الشبيحة» أصبحت عبئا على رجال الأعمال، في ظل انحسار النشاط الاقتصادي؛ فالواحد منهم يقبض في اليوم 200 ليرة (42 دولارا)، وأيام الجمع يصل المبلغ إلى ما بين 7 إلى 10 آلاف ليرة (150 - 210 دولارات)، والشبيحة يختبئون في «وظائف» باتت مفضوحة للسوريين، مثل سائقي الأجرة والبائعين الجائلين والزبالين. رجال الأعمال بعضهم صدر في حقه أمر منع من السفر، مثل محمد كامل شرباتي، أحد أقطاب الصناعة بحلب (علما بأن الرجل هرب لبيروت) بعد أن أعلن دعمه للثورة، وكذلك الأمر بالنسبة لرجل الأعمال الآخر، سليمان طلاس فرزات، الذي كان محسوبا على النظام، بحكم قرابته لوزير الدفاع الأسبق، مصطفى طلاس، ولكنه هو الآخر أعلن دعمه للثورة.

وهناك مجموعة أخرى تستعد للرحيل من سوريا إلى تركيا ودبي وأوروبا في الأيام القليلة المقبلة، بعد أن اتصلت بسفارات أوروبية لإعلامها بموقفها الجديد.

وكان الخروج المدوي لنائب عام مدينة حماه، وإعلان انشقاقه على النظام، بمثابة صفعة مدوية على وجه النظام، وهناك تجهيز لإعلان انشقاق 64 مسؤولا مدنيا كبيرا في الأيام المقبلة، وخصوصا بعد تأمين الخروج الآمن لنائب عام حماه بعيدا عن أعين الأمن السوري الدموي. الآلة السورية الدموية متواصلة؛ فلا مكان للسجون لاعتقال المزيد فيها، وبدأت الملاعب والأندية تعبأ بالمعتقلين، وهو الذي اضطر النظام إلى إعلان تأجيل الدوري العام لأجل غير مسمى، وهناك حديث عن تأجيل المدارس والجامعات لامتلاء المدارس بالمعتقلين هي أيضا.

حاول النظام السوري إخراج أكثر من مسيرة تأييد للرئيس السوري، ولكن شيئا من هذا لم يحدث، وفشلوا في تجميع الناس وسط المظاهرات الغاضبة ضد النظام في كل مكان. الغضب الداخلي يتزايد، والتأييد الدولي لسقوط النظام واضح، ولم يتبق من مؤيد للنظام إلا الصوت الروسي الحريص على إبقاء فاتورة الـ4 مليارات دولار سنويا للسلاح السوري منه والقاعدة العسكرية الموعودة في طرطوس كأول إطلالة له على المتوسط، والصين، وهي اليوم أكبر شريك تجاري لسوريا، لها مصالح مع النظام، وإيران طبعا وخطها «الطائفي» مفهوم، ولبنان عبد المأمور ولا حول له ولا قوة، ولكن الموج العاتي قادم، والنظام في حالة إنكار مخيف، مما يعني أن النهاية على الأبواب.

 

رياح التغيير والخصوصية السورية!

أكرم البني/الشرق الأوسط

عشر نقاط يمكن أن تكثف خصوصية الانتفاضة السورية وأهم ما يميزها بالمقارنة مع الثورات والانتفاضات العربية الأخرى:

أولا: إن إنكار أسباب الأزمة والرفض المزمن للمعالجات السياسية وإصرار أهل الحكم على خيار القوة العارية لسحق الانتفاضة أو على الأقل لكسر شوكتها، طبع الحالة السورية بطابع لم تقاربه الحالات المحايثة. وتحديدا لجهة التكلفة الباهظة في أعداد الضحايا والجرحى والمعتقلين، لقاء تكرار مشهد بسيط يجمع بين مظاهرات شعبية تختلف في أحجامها وأشكالها، يخرج بعضها يوميا وغالبيتها أيام الجمع، للتعبير عن مواقف الناس وشعاراتها، تواجهها قوات عسكرية وأمنية تنتشر في معظم مناطق البلاد، لا تتوانى عن استخدام العنف المفرط ضد المحتجين، فتكبدهم الخسائر تلو الخسائر، ليعاودوا - وبعزيمة لا تلين - التظاهر من جديد.

ثانيا: ثمة استخدام للتنكيل الشديد والعنف المعمم وبلا حساب، ليس فقط لقمع المتظاهرين، وإنما الأهم لمنعهم من تصعيد أشكال احتجاجاتهم مثل الدعوة للإضراب العام أو للتجمع والاعتصام الدائم في ساحة عامة، كما كان حال ساحة التحرير في مصر أو ساحة التغيير في اليمن، إلى جانب تركيز جهود نوعية ضد الأماكن الأكثر نشاطا وزخما، أو التي شهدت أوسع المظاهرات، فشهدنا حالات حصار واجتياح تعرضت له مدن درعا وحمص ودير الزور وحماه وغيرها، ورهان على أن يحطم العنف الهائل روحها ويئد احتجاجاتها ويحولها إلى عبرة لمن يعتبر.

ثالثا: لم تكن قضية الفقر والعوز والبحث عن فرص العمل هي ما حرك الشارع السوري بل المزاوجة بين شعاري الكرامة والحرية، ما يظهر نوعية معاناة السوريين وما يكابدونه، فهم لم يحرموا فقط من حقوقهم الإنسانية البسيطة، بل مورست بحقهم أنواع القهر والإذلال، وكلنا يتذكر أن «الشعب السوري ما بينذل» كان أول شعار أطلقه المتظاهرون، وأن عبارات التحقير والاستهتار هي التي زادت حدة الاحتقان وحفزت الاحتجاجات الأولى لأهالي درعا.

رابعا: إلى جانب سياسة التعتيم ومنع وسائل الإعلام العربية والأجنبية من دخول البلاد ومتابعة الأحداث عن كثب، زج النظام بكل أدواته الإعلامية في معركة مفتوحة للدفاع عن سياساته وتغطية ممارسات القمع وامتصاص ردود الفعل، فشهدنا تلاعبا فظا وغير مسبوق بالوقائع وتحميل الآخرين كامل الآثام وتبرئة الذات، والأنكى توجيه اتهامات وشتائم مخجلة لكل من يحاول عرض الحقائق، أقلها اعتبار ما يقوم به تشهيرا وعداء يرتبط بأجندة معادية لمصالح الوطن والمجتمع.

خامسا: رغم شدة القهر والتنكيل حافظت الانتفاضة بصورة مثيرة للإعجاب على سلميتها، وإذا استثنينا بعض ردود الفعل العنيفة والمحدودة، فقد رفض الحراك الشعبي بوجه عام الرد على العنف بعنف مضاد، وحتى أدان كل من يلجأ إلى السلاح. ما أفشل رهان أصحاب الخيار الأمني على دور العنف المفرط والاضطهاد المعمم في إثارة ردود فعل موازية، وفي استنفار الغرائز المتخلفة واستفزاز بعض المتطرفين ممن يتحينون الفرصة لحمل السلاح، واستخدامهم ذريعة لتبرير العنف والطعن بأخلاق الانتفاضة السلمية.

سادسا: الجهود الخاصة التي بذلت للتأكيد على وطنية الاحتجاجات وأنها عابرة للقوميات والأديان والطوائف والمذاهب، فإلى جانب شعاراتها ضد الطائفية ولإبراز وحدة هموم البشر وإيمانهم المشترك بالحق في الكرامة والحرية ورفضهم للتفرقة والتمييز، رأينا شعارات باللغتين العربية والكردية تنادي بالديمقراطية والمساواة في غير حشد ومظاهرة، ما أفشل الجهود الحثيثة التي بذلت لتأجيج الفتنة والصراعات المتخلفة ولإثارة الحساسيات القومية وتاليا لتشويه الاحتجاجات الشعبية وحرفها عن جوهرها السياسي.

سابعا: اجترحت الانتفاضة السورية حضورها من رحم منظومة سياسية بالغة التعقيد تحكمها الشعارات الوطنية ومواجهة المخططات الصهيونية وتحرير الأرض المحتلة، ونجحت بصدقيتها وحساسيتها الوطنية في الرد على محاولات الطعن وعلى الدعايات التي تصور ما يجري على أنه أفعال متآمرين ومندسين يرتبطون بأجندة خارجية، إمبريالية وصهيونية، غرضها النيل من الموقف السوري الممانع.

عادة ما تنجح النخبة الحاكمة في توظيف شعاراتها عن المقاومة والتحرير لسحق دعاة الحرية والديمقراطية، لكنها اليوم أخفقت وكشف عنفها المفرط حقيقة أن تمظهرها بالمظهر الوطني الحريص، هو سلاح لضبط الأوضاع الداخلية وليس للمواجهة في الخنادق وساحات القتال، أو أشبه بحصان تمتطيه لتصل إلى مآربها في حماية ما جنته من مكاسب ومغانم وتعزيز أسباب سلطانها.

ثامنا: نهضت الانتفاضة السورية وترعرعت لأشهر طويلة كأنها تواجه مصيرها وحيدة، فعلى الرغم من حالة الجفاء بين النظام السوري وبين معظم الدول العربية والأجنبية ومؤسسات الشرعية الدولية، لم يرق رد الفعل العربي والعالمي إلى مصاف شدة الأزمة وعمقها، فالأول بقي صامتا ومترددا، والثاني عانى من تشتت وحسابات سياسية أعاقت إعلان موقف أممي يدين أخلاقيا هذا التوغل في القمع والتنكيل، الأمر الذي منح أصحاب الخيار الأمني هامشا واسعا للحركة، وترك الباب، مشرعا لمزيد من العنف، إن لجهة حجم القوة المستخدمة أو لجهة الزمن والفرص المتاحة.

تاسعا: لا تزال المعارضة السورية ضعيفة وعاجزة عن اللحاق بالاحتجاجات الشعبية وقد أنهكتها سنوات طويلة من القمع والسجون والإقصاء، وأورثتها حزمة من الأمراض حدت من دورها وأضعفت فاعليتها. ولا يغير من هذه الحقيقة ازدحام المشهد المعارض بهذا العدد من المبادرات والمشاريع السياسية والمؤتمرات إن داخل البلاد أو خارجها، لكن ربما يفتح باب الأمل لظهور وحدة سياسية معارضة تلقى أوسع قبول بين الناس وقادرة على توحيد جهود الجميع وأدوارهم في فعل متكامل مع الحراك الشعبي، والأهم قادرة على مسك زمام المبادرة في مسار التغيير الديمقراطي.

عاشرا: التنسيقيات، هذه التكوينات القيادية الميدانية التي أفرزتها الانتفاضة السورية وانتشرت في كل موقع ومكان ما جعلها عصية على الاعتقال، وبدت كشكل تنظيمي مرن نجح نسبيا في تحويل المظاهرات إلى ما يشبه الفعل اليومي، وهو شرط ضروري لاستمرارها وتغذيتها بالحماسة، وأيضا في تسخير وسائل التواصل الاجتماعي لخلق لغة مشتركة للتفاعل وللتوافق على المهام وتوحيد إيقاع النشاطات.

ويبدو للعيان أن هذه التنسيقيات قد اغتنت مع الوقت واكتسبت خبرة أكبر في التعامل مع الحدث وقدرة لافتة على التنظيم وحمل مسؤوليات متعددة كالرصد والإعلام والتوثيق ووضع الخطط الملموسة، والأهم أنها تمكنت من ملء الفراغ الذي خلفه ضعف المعارضة وأشاعت إحساسا بين المحتجين والمتظاهرين، بأنهم ليسوا مغيبين أو أرقاما نكرة، وأن تضحياتهم لا تذهب هدرا، وأن ما تسطره انتفاضتهم من شجاعة وإيثار ومن إبداعات نضالية هو موضع تقدير وإعجاب كبيرين، وأن ثمة شعوبا كثيرة تتعلم منها وتترقب على أحر من الجمر لحظة نجاحها!

* كاتب سوري

 

شو وقفت عليّ؟

عـماد مـوسى/لبنان الآن

الشهر الماضي حصل إطلاق نار استهدف حفل افطار امام منزل الشيخ عبد السلام الحراش حضره رجال دين من الطوائف السنية والشيعية والعلوية إضافة الى شخصيات سياسية مقربة من "حزب الله" وحلفائه، واسفر عن إصابة اربعة من الحاضرين، توفي منهم بسام المحمود لاحقاً. والتحقيق جار.

وفي آب أيضاً، وقبل أن تُنتسى بونبونة غاز الرويس، حصلت إشكالات في لاسا، وانفجرت رمانة قلوب مليانة في أنطلياس أودت بحياة مواطنين لبنانيين صودف وجود القنبلة في يد أحدهما.

وفي الأيام العشرة الأخيرة وقعت "إشتباكات" مسلحة، منها على خلفية خلاف على ملكيات عقارية بين آل كنعان وآل عيسى في بلدة خريبة البقاعية، أدت الى مصرع ستة، 5 من آل كنعان و1 من آل عيسى، كذلك سقط جريحان احدهما دهساً وهو يلم القتلى. وفي الفترة الزمنية نفسها دارت إشتباكات عائلية في المرج توقع 7 جرحى. والشكر للّه عز وجل لم يسقط قتلى.

وفي ليلة أفتُقِد فيها البدر رُميت قنابل على محطة محروقات في الرويسات.

وعلى مقربة من الرويسات سقط حديثاً في الزعيترية جارة الجديدة 7 جرحى إثر مضاربات على توزيع إشتراكات المولدات وصفت حالات خمسة منهم بالحرجة. والجميع من آل زعيتر ما عدا داوود أديب حبيب. أصيب من طريق الخطأ. نجت المنطقة من فتنة وهل أفضل من  الإشتباكات العائلية لإبعاد شبح الفتن؟

من المتن نعود إلى البقاع حيث وقع إشكال بين 4 عائلات كريمة في الفاعور قضاء زحلة أدى لسقوط عدد من الجرحى بمعدل جريح لكل عيلة.

وفي دير القمر انتهت مباراة في كرة السلة بين فريق من الجاهلية (قوامه محازبون لتيار التوحيد العربي) وفريق من الدير بمحصلة راوحت بين 4 جرحى و12 (بحسب المصادر المتضاربة) إلى أضرار في السيارات، والسبب إحتجاج من فريق الجاهلية على الحكم تطور إلى اعتداء عليه فإلى معركة أهلية، فاستقدمت تعزيزات وحصل إطلاق نار. نزل الوزير وئام وهاب بثقله ورفع الغطاء عن المعتدين. وعاد الوئام إلى مدينة الأمراء.

وكسروان الحبيبة لها صولاتها والجولات مع إشكال حبي في كفرذبيان تخلله عراك بالأيدي أوقفه الشيخ فريد. وإن كنتم نسيتم صورة الشيخ فقد ظهر مؤخراً يهيّص لسلطان الطرب جورج وسوف في مهرجان قلعة فقرا. أعرفتموه؟ أحلى شاب في كسروان.

هذا ليس كل شيء في عشرة أيام. ويمكن للراغب في قراءة التقارير الأمنية مراجعة شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن أو تصفح الصفحات الأمنية. لكن ما يؤسف له "أن اللبنانيين لا يحسنون قراءة الموضوع الأمني بسبب هاجسهم من التباعد السياسي الحاصل بين الفرقاء" بحسب وزير الداخلية العميد المتقاعد مروان شربل المطمئن إلى أن "الوضع الأمني في لبنان ممتاز جداً".

الممتاز كيف يكون؟

والجيد كيف يكون؟

والوضع الأمني المقبول كيف يكون؟

إذا سلمنا بتفاؤل معاليه بأن الأمن ممسوك في كل أقضية لبنان كون كل القتلى والجرحى يسقطون في خلافات "أهلية بمحلية" ونزاعات على أراض وعقارات فمن يمسك بتلابيب محمد رعد وقد بدأ صبره ينفذ، ولا ما يمنعه من الهجوم علينا بقمصان سود ومقلمة وفي أي توقيت لأننا أزعجنا سعادته (كمواطنين أحرار) بصراخنا حول المحكمة الدولية وبتمادينا في رفض سلاح "المقاومة الإسلامية" في الجمهورية اللبنانية وبحديثنا الممل حول الدولة ومرجعيتها؟

بصراحة أنا خائف من الحاج رعد.

وأولادي أيضاً خائفون. يخافون من رعدِ رعد في أيلول ومن تهويل الأخ نواف وعنتريات حسن فضل الله في آب واستكبار المرشد الأعلى في كل الشهور. يدي بزنار العميد شربل أن يطمئننا إلى انعدام خطر أي إنتشار كشفي وأود مكاشفة معاليه بأن سبق وسمعتُ وزيراً يردد الجملة الطريفة: شو وقفت عليّ؟ أود سماع جملة أقل طرافة.

 

طمأنة الشيعة

حازم صاغيّة/لبنان الآن

ربّما كان أفدح أخطاء 14 آذار أنّها لم تبذل الجهد المطلوب لمخاطبة الطائفة الشيعيّة. هذا ما استنكفت عنه منذ 2005، متذرّعة بصعوباته المؤكّدة ومستعيضة عنه بعدد من الحركات الفولكلوريّة كإبراز عدد من الرموز في الواجهات وعلى المنابر.

وبعض هؤلاء الرموز شجعان حقّاً، إلاّ أنّ تصديرهم من دون سياسة عامّة حيال الشيعة ضاعف قابليّتهم للاحتراق. فوق هذا، جاء التحالف الرباعيّ الشهير في انتخابات 2005 يحاصر الأصوات الشيعيّة المناوئة لـ"حزب الله" و"حركة أمل"، بدل العمل على حضنها وإنمائها.

لقد كان مفروضاً بقادة 14 آذار وضع استراتيجيّة ومخاطبة لا تكلاّن في إغراء الشيعة بخيار وطنيّ جامع وفي إيضاح الخطورة التي يرتّبها عليهم، قبل غيرهم، الانخراط في المشروع الانتحاريّ الذي رعاه ويرعاه "حزب الله".

ويُستبعَد أن يكون الجهل السياسيّ وحده ما حال دون ذلك. فإلى هذا، عمل الطابع الطائفيّ لـ14 آذار، كامتداد لطائفيّة التركيب الاجتماعيّ اللبنانيّ، لجهة الربط بين أمرين غير مترابطين: من ناحية، رؤية الطوائف المؤتلفة في تلك الحركة للوطن وللدولة، ومن ناحية أخرى، الرؤية الوطنيّة والدولتيّة التي يُفترض أنّها عابرة للطوائف. ذاك أنّ كلّ واحد من قادة الطوائف كان مهجوساً بمخاطبة طائفته أكثر بكثير ممّا بمخاطبة المواطنين اللبنانيّين وتسويق مشروع وطنيّ بالتالي.

وحين يغلب المونولوغ الطائفيّ على هذا النحو، لا يعود مغرياً الالتفات إلى الطوائف الأخرى، سيّما إذا كانت هذه الأخيرة متموضعة سياسيًّا في موقع مضادّ للزعامة الوطنيّة المعنيّة.

هكذا يغدو التصعيد (الذي لا تمييز فيه) ضدّ جماعة أخرى شرطاً لـ"شدّ عصب" الجماعة الأولى.

الآن، جدّ عنصران ينبغي عقلانيًّا أن يقلبا المعادلة، وإن كانا، فعليًّا، لا يزالان يعملان في اتّجاه معاكس. فبسبب الانتفاضة السوريّة، كما بسبب القرار الظنّيّ، تنشأ فرصة لمخاطبة الطائفة الشيعيّة وطمأنتها ومحاولة فكّها عن المشروع الانتحاريّ القادر على أن يودي بها وبنا وبلبنان كلّه. وهي مخاطبة ينبغي أن تغري بالحياة المشتركة فيما تُظهر الأضرار المترتّبة على سلوك الطريق الآخر. وأهمّ ممّا عداه المواظبة المنهجيّة، ضدًّا على الموسميّة، والجدّية التي ترقى إلى إعادة تأسيس الوطن، بدل الفولكلوريّة المألوفة.

ولسوف يظهر من يقول بصعوبة هذه المهمّة، وهي فعلاً صعبة لأنّها مُطالَبة بتفكيك الخوف الراسخ وفي الوقت نفسه إقناع الشيعة بأنّ السلاح ضارّ بهم وبسواهم، وهذا فضلاً عن اصطدامها بمركّب يجمع بين العصبيّة والمصالح. لكنّ المؤكّد، في المقابل، أنّ لبنان دفع غالياً جدًّا ثمن إحجام الرئيس سليمان فرنجيّة عن التجاوب مع مطالب السيّد موسى الصدر، ثمّ دفع ثمن إحجام القوى المسلمة عن تأييد المطالب المسيحيّة في ما خصّ السلاح الفلسطينيّ للسبعينات، ثمّ تهميش التسعينات. وهذا ما ينبغي أن يغيّره اللبنانيّون إذا ما شاؤوا فعلاً أن يكون لهم وطن أكبر من قرية لاسا بدل أن تكون لهم طوائف، وأن يكون لهم مستقبل مشترك بدلاً من انتصارات صغيرة وسخيفة في حاضر عابر.

 

بدأ إضرابا عن الماء والدواء بعد أيام من امتناعه عن الطعام

حركات احتجاجية ومنظمات قبطية تطالب بالإفراج عن الناشط مايكل نبيل

 القاهرة - «الراي

فيما طالب عدد من الحركات الاحتجاجية والقوى السياسية المصرية، وعدد من الاتحادات القبطية الإفراج عن الناشط السياسي والمدون مايكل نبيل، قالت مصادر قضائية عسكرية مصرية، إنه حبس في قضية سب للمؤسسة العسكرية، وليس في قضية رأي. وناشد اتحاد شباب ماسبيرو وحركة أقباط بلا قيود المجلس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الإفراج عن مايكل بعد تدهور ظروفه الصحية، اثر حبسه بتهمة الإساءة للمؤسسة العسكرية. وذكر اتحاد شباب ماسبيرو في بيان إن ما يتعرض له المدون والناشط لا يمكن أن يكون من نتائج ثورة 25 يناير، التي قامت من أجل الحرية، وإنه مهما كان الاختلاف والاتفاق على ما كتبه مايكل في مدونته، فلا يمكن أن تكون العقوبة الحبس. وقالت حركة أقباط بلا قيود انها ترفض استمرار المحاكمات العسكرية، وتطالب بعصر جديد من الحرية وسيادة القانون المدني، وإذا أخطأ فرد فهناك القضاء المدني الذي يتيح لصاحبه حق الدفاع عن نفسه لإثبات براءته.

وأطلقت المنظمة الدولية لمقاومة الحرب وهي منظمة حقوقية محلية نداء للتضامن مع نبيل، وعبرت عن بالغ قلقها في أعقاب تصعيده إضرابه عن الطعام ليشمل الإضراب عن المياه والدواء. وكان مايكل قد بدأ إضرابا عن الطعام قبل أيام احتجاجا على استمرار سجنه، والتأخير في التعامل مع استئنافه، ثم صعد إضرابه عن الطعام، بالامتناع عن المياه والدواء، وكتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقول إنه قرر ما يلي: «ابتداء من الأمس يجب أن يكون هناك أي رد، وسوف يتصاعد إضرابي عن الطعام ليشمل المياه والأدوية حتى الموت أو أكون حرًّا». وكان مصدر في القضاء العسكري المصري قد ذكر مساء أول من أمس أن مايكل نبيل متهم في القضية 18 لسنة 2011، جنح عسكرية إدارة المدعي العسكري، بتهمة سب وإهانة القوات المسلحة، وليس بتهمة رأي. وأضاف: «ما دونه مايكل على موقعه عبر الشبكة العنكبوتية، لا يمت الى الرأي بصلة، وأنه تجاوز كل حدود السب والقذف واختلاق الأكاذيب على القوات المسلحة، الأمر الذي يوقعه تحت طائلة القانون، حيث أشار إلى أنه طالب أيضا عبر الإنترنت برفض التجنيد الإجباري».

وذكر المصدر أنه من حق مايكل نبيل المتواجد حاليا في سجن المرج شرق القاهرة التقدم بطلب تعجيل من خلال محاميه، أمام المحكمة العليا للطعون العسكرية لنقض الحكم.

 

اسرائيل تحذر من"استراتيجية اردوغان العثمانية الجديدة"

نتنياهو على موقفه: لسنا في حاجة للاعتذار من انقرة

الجمهورية/جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس رفضه الاعتذار من تركيا، بعد الهجوم الدامي على سفينة "مافي مرمرة"، التي كانت في طريقها الى غزة العام الماضي، والذي اودى بحياة تسعة مواطنين اتراك، مؤكدا في الوقت عينه انه يريد تجنّب اي تدهور في العلاقات مع انقرة، في مسعى منه لتهدئة الازمة الدبلوماسية الحادة مع الحليف الاستراتيجي السابق، لكن ليس بأي ثمن.

وقال نتانياهو لدى افتتاح جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية: "لسنا في حاجة للاعتذار، لاننا تحركنا للدفاع عن مواطنينا واطفالنا ومدننا"، مضيفا "لسنا بحاجة للاعتذار من اجل جنودنا الذين دافعوا عن انفسهم امام هجمات عنيفة من جانب ناشطين في منظمة "آي اتش اتش" المنظمة الانسانية التركية ذات الميول الاسلامية، وعندما نتحرك لوقف تهريب اسلحة الى حماس، المنظمة الارهابية التي اطلقت حتى الان 10 الاف صاروخ، وقذيفة هاون على مواطنينا". وكرر نتانياهو "إعتذار بلاده عن الخسائر البشرية"، مشددا على انّ "تل ابيب لم تشأ ابدا تدهورا في علاقاتها مع انقرة، ولا تريده اليوم". من جهته، قال وزير البيئة جلعاد اردان المقرب من رئيس الحكومة : "انّ اسرائيل ليست لديها اي مصلحة في التصعيد مع تركيا، بل على العكس". بدوره، حمّل الوزير المكلف الشؤون الاستراتيجية موشي يعالون الاتراك مسؤولية تدهور العلاقات"، موضحا انّ"رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يريد القول لجميع دول المنطقة، انه نجح في ارغام اسرائيل على التنازل، على الرغم انّ تقرير الامم المتحدة جاء في مصلحتنا".

ووصف نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون، التدابير التي تبنتها تركيا ضد اسرائيل مؤخراً، من بينها خفض التمثيل الدبلوماسي، واللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، لبحث شرعية الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، أنها "غريبة." وقال أيالون: "إسرائيل يجب الاّ تخضع سياستها الخارجية لأهواء الآخرين"، مضيفا "عدم التعاون لا يضر بنا وحدنا دون سوانا، إنه يضر بالأتراك كذلك." واعتبر أنّ " قرار تركيا اللجوء إلى المحكمة الدولية في لاهاي لتقديم استئناف على شرعية الطوق البحري الإسرائيلي على غزة لن تجدي نفعاً"، مضيفا "أنّ تقرير بالمر الأممي، أكد شرعيته"، موضحا أنّ "واشنطن ستواصل بذل مساعيها بهدف رأب الصدع بين إسرائيل وتركيا، وإعادة العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه لما في ذلك من مصلحة أميركية".

إلى ذلك، اعتبر مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم كشف هويته، انّ "تركيا اختارت الهروب الى الامام، واستراتيجية خطرة افضت في الوقت الحاضر الى عزلة متزايدة"، مضيفا انّ "احدا لم يفوض تركيا ضمان حرية التنقل في البحر المتوسط، ونأمل ان يتمكن الحلف الاطلسي من افهام انقرة ذلك"، ردا على تحذير وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو من ان بلاده "ستتخذ كافة تدابير الحيطة لسلامة حركة الملاحة البحرية في شرق المتوسط". وندد المسؤول الاسرائيلي بـ"الاستراتيجية العثمانية الجديدة" التي ينتهجها اردوغان، الذي يهدف الى اعادة فرض هيمنة تركية على جزء من المنطقة".

في المقابل، انتقد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بشدة تقرير الامم المتحدة بشأن هجوم البحرية الاسرائيلية على الاسطول التركي.

وقال العربي:" تعجبت ان يصدر مثل هذا التقرير عن الامم المتحدة"، معتبرا "ان تشكيل لجنة التحقيق معيب، لانها ضمت سياسيين، وكان المفروض ان تضم قانونيين من دول محايدة".

واضاف انّ "اللجنة بدأت بداية خاطئة، لانها لم تبحث في ما اذا كان حصار غزة قانونيا ام غير قانوني"، مشددا على انه "كان ينبغي التركيز على القانون الدولي الانساني وليس قانون البحار"، داعيا الدول العربية الى دعم ذهاب تركيا الى الجمعية العامة للامم المتحدة "لطلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية، في عدم شرعية الحصار الاسرائيلي على غزة".(وكالات)

 

مواجهة محتملة بين إيران وإسرائيل في البحر الأحمر

هكذا تستعد طهران لحماية نفوذها وحلفائها

الجمهورية/في محاولة منها لاستعراض عضلاتها في البحر الاحمر، تسعى الجمهورية الايرانية الاسلامية إلى ايصال رسالة مفادها انّ المس باستقرار سوريا، سيقابله العبث في إستقرار منطقة الخليج. خطوة وقفت لها تل ابيب بالمرصاد، عبر ارسال زوارق عسكرية الى البحر الاحمر لمراقبة التحركات الايرانية الاستفزازية، الامر الذي ينذر بان معركة بحرية ستدور رحاها في منطقة باب المندب. وقد ترافق ذلك مع مواصلة طهران تحدي المجتمع الدولي من خلال توصيل محطة "بوشهر" النووية بشبكة الكهرباء الوطنية.

إلى ذلك، رجّحت معلومات مصرية حصول صدام عسكري بحري كبير خلال الأسابيع المقبلة في منطقة باب المندب في البحر الأحمر، بين 4 سفن، بينها زورقا طوربيد وغواصة إسرائيليّة نووية "دولفين"، تسلمتها إسرائيل مؤخرا من ألمانيا وعدد مماثل من السّفن، وغواصة إيرانية نووية تجمعت قرب المكان الذي اعتادت البحريّة الإيرانيّة الاقتراب منه على مدى الشهور الماضية. وأكد مصدر أمني مصري رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه "أنّ تلّ أبيب ترفض سيطرة إيران على خطوط الملاحة الإسرائيلية على باب المندب، وفي ذاكرتها ما قامت به مصر في حرب تشرين1973"، مشيرا الى "ان المعركة ستكون بمثابة معركة بحرية مصغرة بين إيران وإسرائيل في منطقة محايدة، لا تتبع أيا من الدول المطلة على البحر الأحمر، مضيفا أنّ إسرائيل تخشى أن تباغتها إيران بالقصف من البحر الأحمر بصواريخ باليستية نووية، ومن الغواصة النووية الإيرانية في البحر الأحمر، لذلك خرجت تل ابيب بغواصة نووية هي الأخرى. غير أن هناك تفوقا إيرانيا بسبب صواريخ البحرية الجديدة التي كشفت عنها إيران، والتي يمكنها تدمير أي هدف بحري عملاق في ثوان معدودة من دون إمكانية المناورة للهروب منه.

المصدر الموثوق، أكد أن نية إسرائيل هي تدمير أي من القطع البحرية الإيرانية، وأنها ستباغت القطع الإيرانية في المنطقة، وستحاول بعدها أسر الغواصة الإيرانية بأي طريقة، خصوصا أن السفن الإسرائيلية تحمل على متنها وحدة متكاملة من الضفادع البشرية من جنود الوحدة 13 كوماندوس بحري إسرائيلي تدرب على مدى شهور طويلة من أجل عملية أسر الغواصة الإيرانية، حيث تريدها الولايات المتحدة الأميركية لدراستها، مؤكدا أن قطعا من البحرية الأميركية ستكون بالقرب من المكان لدعم القطع الإسرائيلية في تدمير القطع الإيرانية بالكامل. هذه التطورات المتسارعة دفعت طهران الى توجيه رسالة امنية تحذيرية عبر تسيير عدد من القطع البحرية في البحر الاحمر قبالة السواحل السعودية، وعلى مرمى حجر من الدائرة الامنية لتل ابيب، في تكرار للرسالة التي حملتها هذه القطع بعيد سقوط النظام المصري ومرورها في قناة السويس، وصولا الى مياه البحر الابيض المتوسط. وهو اجراء يأتي بعد تحذيرات صدرت عن المندوب الروسي الى الامم المتحدة من ان تدخل حلف "شمالي الاطلسي" في سوريا، وسقوط النظام السوري سيمهد الطريق امام الحلف لشن حرب ضد ايران بعد ذلك. الرسالة الايرانية سارعت اسرائيل الى ترجمة مضامينها عبرارسال زوارق عسكرية الى البحر الاحمر لمراقبة التحركات الايرانية الاستفزازية . لكن الهدف الذي حملته الرسالة الايرانية هو التلويح بالتصعيد لابعاد اي خطر قد ينتج من اي تغيير في تركيبة السلطة في سوريا، ويطال استقرار ايران ودورها الاقليمي وموقف حلفائها في المنطقة، اضافة الى رسالة قد تكون اكثر وضوحا وهي مقايضة الاستقرار في سوريا بالاستقرار في منطقة الخليج ، التي ترى طهران ان هذه الدول ستواجه وضعا اكثر تعقيدا من الوضع السوري، في حال تعممت الحالة البحرينية على هذه الدول.

"بوشهر"

بالتزامن مع هذه التطورات، أعلنت إيران أمس توصيل محطة "بوشهر" النووية بشبكة الكهرباء الوطنية، لافتة إلى أنّها باتت قادرة حاليّا على إنتاج نحو ستّين ميغاوات من الكهرباء من أصل طاقتها البالغة ألف ميغاوات، في وقت اعربت إسرائيل وعدد من الدول الغربية، عن مخاوفها من إمكان استخدام الوقود النووي الناتج عن عمل المحطّة لإنتاج أسلحة نوويّة.

وأوضح المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطّاقة الذريّة، "أنّ ما تنتجه المحطّة حاليّا هو اختبار"، لافتا إلى "أنّ قدراتها ستزداد تدريجا لتبلغ قريبا أربعمئة ميغاوات"، مشيرا إلى "أنّ حفل افتتاحها رسميّا سيجري في 12 أيلول الحالي".

يُشار إلى أنّ روسيا بنت محطة "بوشهر" بتكلفة وصلت إلى مليار دولار، وهي المحطة النووية الأولى، والوحيدة لتوليد الطاقة النوويّة في إيران، في حين تأجّل بدء تشغيلها مرّات عدّة، وعُزي ذلك للضّغوط الأميركيّة على موسكو. (وكالات)

 

الأولوية الدوليّة لمجلس انتقالي في سوريا

جورج علم/الجمهورية

اختتم المؤتمر الدولي حول ليبيا اجتماعه في باريس بسلسلة لقاءات بين رؤساء الوفود حول الوضع في سوريا. وما توافر من معلومات يعكس وضعا معقّدا، ومرحلة ضبابيّة مفتوحة على كلّ الإحتمالات نظرا للتشابك الحاصل بين ما هو محلّي – داخلي، وما هو عربي، وإقليمي، ودولي، الى حدّ يمكن القول أن صراعا دبلوماسيّا – مخابراتيّا يدور بين محورين دولييّن، الأول مع الإصلاح والحوار والتغيير، لكن بمنأى عن أي تدخل عسكري خارجي. والثاني مع التدخل الخارجي لوقف القمع، وفرض التغيير على غرار المشهد الليبي.

ويستخلص من لقاءات باريس أن المحادثات تمحورت حول إصرار النظام على الأسلوب الذي اعتمده منذ 17 آذار الماضي تاريخ انطلاقة الانتفاضة، أي القمع، مقابل وعود بإصلاحات، ومحاولات حوار لم تنجح في ردم الهوّة العميقة بين المسؤولين وغالبية أطياف المعارضة. وإن العقوبات التي اتخذت حتى الآن لم تحدث التغيير المطلوب في الأسلوب القمعي المتبع لاعتبارات منها أن بعض أركان النظام يخوض معركته تحت شعار " استمرار او عدم الاستمرار في السلطة "، فيما البعض الآخر يخوض معركة الدفاع عن " موقع سوريا الإستراتيجي على خريطة الشرق الأوسط كقوة رفض وممانعة في وجه المشاريع الإستباحيّة الغربيّة".

واستندت المحادثات الى تقارير حول دور القوّات المسلحة، وتركيبتها، وتسليحها، ومناطق انتشارها، كونها تشكّل العمود الفقري لقوّة النظام، واستمرارية. كما تناولت الأوضاع الإقتصاديّة والإجتماعيّة والمعيشيّة والخدماتيّة، ومصادر الإنتاج والتمويل، ومدى قدرة هذا الإقتصاد المغلق على الإستمرار كقوة دعم للنظام، ومتى، وكيف يصبح عبئا يثقل كاهله، ويضعف من مناعته. وخلصت المحادثات الى ما يشبه خريطة طريق حول الأولويات التي يفترض أن تحتل صدارة الإهتمامات من الآن فصاعدا، وطوال شهر ايلول الذي سيكون حافلا باللقاءات في نيويورك على هامش إجتماعات مجلس الأمن الدولي، والجمعيّة العامة للأمم المتحدة.

ويأتي في صدارة هذه الأولويات البحث المستمر والدؤوب لإيجاد البديل عن النظام القائم، ومن الأفكار التي نوقشت العمل على استضافة جمعيّة عموميّة تضم كل أطياف المعارضة في الداخل والخارج، وينبثق عنها هيئة إداريّة، او مجلس قيادي، موثوق به، وبصحة تمثيله، وبالمزايا العالية التي تتصف بها شخصياته إن على المستوى الشخصي او التمثيلي، ليصار الى الإعتراف به من قبل المجتمع الدولي.

وكان للوفد القطري، مدعوما من بعض الوفود العربيّة المشاركة، شأن كبير في اجتماعات باريس، حيث طرحت مجموعة من " الأفكار الخلاّقة، في سياق التنسيق والتواصل إنطلاقا من أن العقوبات تدبير مفيد، ولكن فاعليته لا تزال محدودة، وإن تطوير السعي لإنشاء مجلس إنتقالي من شأنه أن يحاصر النظام ويضعفه، وينقل الصراع السياسي من الخارج الى الداخل، ويشكّل مرجعيّة للمجتمع الدولي يتعامل معه كهيئة تمثيليّة للشعب السوري المنتفض، ويمدّه بكل ما من شأنه أن يعززّ مكانته ودوره في إحداث التغيير المنشود، لنقل سوريا من عهد الحزب الواحد، والنظام الواحد، الى ما يتطلع اليه الشعب السوري من خيارات وبدائل".

ومن أولويات خريطة الطريق التي تمّ تأطير مراحلها في اجتماعات باريس، أن المجلس الإنتقالي في حال نجحت محاولات إستحداثه وفق المواصفات المطلوبة، من شأنه أن يحدث إنقلابا في المحاور الإقليميّة – الدوليّة، وإختراقا في صفوف المحور الممانع للتدخل العسكري، كأن تنضم روسيا والصين الى جانب التحالف الدولي المؤازر للإنتفاضة بهدف إستصدار قرار عن مجلس الأمن يعترف بشرعيّة المجلس الإنتقالي، ويمدّه بشتى وسائل الدعم ليتحمل مسؤولياته السياسيّة والأمنيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة كاملة.

وكان التصوّر الأقرب الى المنطق ألاّ تكون الرغبة في تدخل عسكري مباشر يتولاه حلف الـ "ناتو" على غرار ما جرى في ليبيا، بل توسيع دائرة الدعم الى الحد الأقصى في تعبئة الإنتفاضة وتسليحها ومدّها بالخبرات اللوجستيّة، والمخابراتيّة.

وشددّ الجانب العربي في إجتماعات باريس على ضرورة العمل على تفادي احتمالين في أي تدبير يتخذ:

الأول: إن أي توجّه لتدخل عسكري مباشر من شأنه أن يستفزّ إيران وربما غيرها في المنطقة، ويؤدي الى مضاعفات قد ترتدّ سلبا على الإنتفاضة السوريّة، وتمدّ النظام ببعض المعنويات. والثاني: أن مثل هذا التدخل قد يستغله بعض من يريد إغراق سوريا بحرب أهليّة مفتوحة على كل الإحتمالات، ولا تقتصر تداعياتها على الداخل السوري، بل قد تمتد لتطال شظاياها لبنان والعديد من دول المنطقة.

 

عون و"الحلفاء" المعارضون!

نبيل بومنصف/  النهار

على رغم المبالغات التي تطبع تقديرات بعض المعارضة في شأن الأزمة الحكومية المبكرة، تبرز مفارقة شديدة الغرابة في تطور الازمة من شأنها ان تقيم تقاطعا موضوعيا بين العماد ميشال عون وقوى 14 آذار على محاصرة الحكومة. ذلك ان موقف العماد عون من خطة الكهرباء وان كان يتصل في شكله ومضمونه اولا واخيرا بأسلوبه التفاوضي الخاص والمعتاد، لم يعد مع تهديده المبطن واللجوء الى الشارع مجرد اداة ضاغطة شعبوية. الامر هنا، على تقليل معظم القوى السياسية جدية هذا التهديد، ينطوي على ازمة ثقة متصاعدة وعميقة بين عون وفريقين على الاقل في الحكومة هما الرئيس نجيب ميقاتي نفسه والنائب وليد جنبلاط ووزراء كل منهما.

يصوغ عون بهذا التطوير السلبي لتصعيده من زاوية اهل البيت الحكومي، سابقة حتى لو ظلت على المستوى النظري ولم تقترن بالترجمة العملية. وهي سابقة اجهاض الثقة بالحكومة على يد طرف يمتلك الحصة الوازنة الاساسية فيها التي لا يحلم اي طرف، ولا العماد عون نفسه، بتكرار الظفر بها ثانية، لان متغيرات الظروف الداخلية والخارجية لن تحمل ولا بأي شكل "مرة ثانية" مستنسخة لمصلحة قوى الاكثرية الراهنة. ثم ان العماد عون الذي يرمي المعارضة الحريرية خصوصا بتهمة الكيدية، يدرك قبل سواه ان هذه "التهمة" هي من باب تحصيل الحاصل في وجه خصم معارض سبق له ان ذاق طعم كيدية 8 آذارية اشد مضاضة على يد العماد عون وحلفائه حين كانوا شركاء في الحكومة وقبل ذلك حين كانوا في المعارضة. إذاً العماد عون يخاطب بذلك حلفاءه المناكدين في الحكومة ويرميهم بتهمة ايفاء الحريرية وشعلتها متوقدة في حكومة الرئيس ميقاتي.

ماذا يرتب هذا "الودّ" الطافح داخل البيت الحكومي، خصوصا عقب التصريحات المنفتحة والالتزامات التي اخذها على نفسه الرئيس ميقاتي امام المجتمع الدولي في منتدى باريس والتي لم تسقط بردا وسلاما على قلوب بعض الحلفاء؟ لم يخطئ العماد عون حين اعتبر ان الحكومة امام مفترق في 7 ايلول. كان ذلك قبل ساعات من صدور حكم المحكمة العسكرية على العميد المتقاعد فايز كرم، وغني عن البيان ان هذا الحكم سيفاقم الى حدود ابعد الازمة المتصاعدة بين عون والحلفاء قبل الخصوم، لا بل سيضع عون والحلفاء سواء بسواء امام محك هذا المفترق خصوصا ان ما ينطبق على الازمة الكهربائية لا ينسحب على الازمة القضائية الطارئة فحسب بل يحدث فيها فائضا من احتقانات معنوية وسياسية. ومع الحكم على العميد كرم وما يستثيره من غضب وتعبئة في صفوف التيار العوني، فإن السابقة الفعلية ستتمثل في اسرع تقاطع مصالح نظري لمحاصرة الحكومة بين اطراف من داخلها ومعارضيها ان مضى العماد عون في تهديده بتحريك الشارع. فهي "هدية" تبلغ الدار المعارض دونما عناء في اقدار "التناوب على السلطة" وسط متغيرات خارجية لم تكن في بال احد.

 

تجاذبات ونقاش بين الدول الغربية حول مداها/العقوبات لن تتمدّد إلى الجوار السوري ولبنان

روزانا بومنصف/النهار

على رغم تزايد العقوبات التي تتخذها الدول الغربية ضد نظام الرئيس بشار الاسد ومحيطه المباشر، فان هذه الدول تحرص وفق ما تكشف مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت على التنبه الى الافادة من كل تجارب العقوبات التي فرضت على دول في المنطقة من العراق الى ايران فليبيا والآن سوريا. وهي تعي جيدا ان العقوبات التي اتخذتها حتى الآن قاسية ومؤثرة لكنها تحرص على الا تؤثر على الشعب السوري ولا على المحيط الاقليمي لسوريا. اذ تدرك جيدا ان الدول المجاورة لسوريا كلبنان والعراق وتركيا وصولا الى ايران تشكل كل منها رئة بالنسبة الى سوريا من حيث التواصل الاقتصادي والتجاري، لكن حدود العقوبات هي عدم تأثيرها على هذه الدول ومحاولة حصر تأثيرها بالنظام على نحو مباشر. اذ تقول هذه المصادر بصراحة ان الدول الغربية تحاول ان تتنبه الى ضرورة الا تؤثر العقوبات ضد النظام السوري على دول الجوار لا سيما منها لبنان. لا بل هناك من يعتقد ان الحاجة السورية الى دول الجوار يمكن ان تساهم في انتعاش اقتصادي لهذه الدول التي يمكن ان تستفيد في تأمين الامدادات الضرورية للشعب السوري. وتقول هذه المصادر ان العقوبات كانت ولا تزال تثير جدلا ونقاشا كبيرين على صعيدين اساسيين الاول داخل الدول الغربية نفسها صاحبة المبادرة في اتخاذ العقوبات. وهذا النقاش يجري على المستويين السياسي والاعلامي من حيث مدى تأثير العقوبات على الاطراف المستهدفين بها مباشرة وضرورة عدم تأثر آخرين بها ومن حيث جدواها ايضا في تغيير الاتجاه السياسي الذي يضغط الغرب في اتجاه تغييره بالوسائل المتاحة بين يديه، اي العقوبات. في حين ان هذه الاخيرة قد لا تقتصر على قطاع واحد يكون هو المستهدف مثلما هي حال قطاع النفط والغاز في سوريا الذي يعود للدولة فيه بموارد بقيمة 3٫1 بليون أورو، بل قد تترك اثرها ايضا على امتدادات لهذه القطاعات على صعد اقتصادية ومعيشية اخرى.

وثمة من يخشى بناء على التجارب مع الدول الاخرى ان يسعى النظام الى ترجمة تأثير هذه العقوبات بما ينعكس سلبا على المواطنين في بلده، فضلا عن الاحتمالات الكبيرة للتوظيف السياسي ضد الدول الغربية في بيئة عدائية بنيويا للغرب من دون معرفة امكان نجاح هذا التوظيف في الظروف الراهنة في ظل حاجة الشعوب الى مساعدة الغرب لها والاعتراف الدولي بها وحضها الدول الغربية على اتخاذ خطوات ضاغطة على النظام. اضف الى ذلك المخاوف التي يبديها كثر من اطالة مدة فرض العقوبات فيما يستطيع النظام ايجاد ابواب اخرى للتصدير مما قد يرتد سلبا على مصالح هذه الدول في هذه القطاعات على ما فعلت ايران مثلا.

 اما الصعيد الآخر للنقاش او التجاذب حول هذه العقوبات فهو بين الدول الغربية نفسها. وقد شهدت دول الاتحاد الاوروبي وفق المراحل المختلفة لتصعيد فرض عقوبات على النظام السوري مدا وجزرا كبيرين قبل الوصول الى المرحلة الحالية، اضافة الى الاعتراض العلني لدول كروسيا لا تزال تود ان تعطي النظام السوري فرصة اضافية من اجل تغيير الوضع في بلاده. وهذا التجاذب كان احد ابرز الاسباب وراء تأجيل بدء الدول الاوروبية تطبيق وقف استيراد الغاز والنفط من سوريا بالنسبة الى الشركات العاملة فيها حتى منتصف تشرين الثاني المقبل عل تطورات حاسمة تطرأ في المدة الفاصلة عن هذا التاريخ بما قد يسمح بوقف هذه العقوبات، او باعادة النظر فيها، او ربما بزيادتها ايضا فضلا عن وجود متطلبات تقنية ايضا تحول دون الوقف الفوري، علما انه بدأ عمليا بالنسبة الى الاستيراد منذ السبت الماضي. اذ ان هناك مهلة شهرين لا تزال متاحة في حين ان تطورات هائلة طرأت على الوضع السوري في خلال شهر رمضان الذي تحرك فيه النظام بقوة ضد معارضيه على وقع تلويح سابق للمعارضة بتصعيد تحركها في هذا الشهر. لكن تغييرا كبيرا طرأ ليس على الاجماع الدولي الذي تم التعبير عنه في البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الامن الدولي فحسب بل على مواقف الدول العربية وموقف تركيا ايضا، فضلا عن صمود المعارضة وتقدمها في مناطق ومدن عدة ولو على حساب خسارة المزيد من الضحايا. في حين ان استمرار الامور على الوتيرة نفسها لجهة وقوع الضحايا والخسائر البشرية يعتقد انه سيضغط على الدول المعارضة لاجماع على قرار دولي عن مجلس الامن لن يتأخر في التبلور في حال بقيت الامور على ما هي عليه او تفاقمت.

 

بين استحقاقي التمويل في أيلول والتمديد في آذار

كيف سيحافظ "حزب الله" على الحكومة ويواجه المحكمة الدولية؟

ابراهيم بيرم/نهارنت

اذا كان يُشهد لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، قدرتها على تجاوز الكثير من الاختبارات والامتحانات القاسية التي اعترضتها منذ ان قرر رئيسها ان يركب المركب الخشن، ويخوض غمار المقامرة الكبرى بوراثة الحريرية السياسية، قبل نحو ما يزيد عن الثمانية اشهر، فلا ريب ان ثمة من يرصد الآن بدقة كيفية مواجهتها للامتحان الاصعب الذي عليها ان تجتازه في 17 ايلول الجاري، وهو امتحان اقرار التمويل للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

وبالتالي فإن الثابت ان هناك من يراهن على ان يتوقف على نجاحها في هذا الاختبار الاتي كالقدر المستحق، او اخفاقها فيه، مصيرها ومستقبلها، خصوصا ان كل الاختبارات والامتحانات التي مرت بها حتى الان وفي صلبها امتحان مشروع الكهرباء والتباين حوله في داخلها، يبدو هينا لينا امام الامتحان الوشيك كون الامر يتصل بالخارج والداخل في آن، اذ يجعلها في مواجهة الرأي العام الدولي الذي في ضوء موقفها من هذا الامر، يعطيها "شهادة براءة" او ينظر اليها كمتمردة عليه، ويجعلها ايضا على تماس مع مكون داخلي اساسي يرى في المحكمة الدولية سيرة ومسارا مكمنا منصوبا ومقصلة معدة للنيل منه، وبالتالي فهو لا يخفي عداءه لها ووصمها بأقسى انواع الصفات والنعوت.

منذ زمن، وخصوم الحكومة الميقاتية، وانصارها على حد سواء ينتظرون هذه اللحظة الحاسمة، وتتباين وجهات نظرهم حيال سلوكها وقدرتها على تجاوز الاختبار الصعب، وتتراوح بين ان يكون معبرا تنجح في عبوره نحو ما تنبأ له بعض انصارها وهو الديمومة والبقاء حتى موعد الانتخابات المقبلة، بعد اقل من عامين، وبين ان تكون مادة لتفجيرها من الداخل، لا سيما اذا ما قصرت عن اعداد العدة اللازمة للامر.

مبكرا، اعد الرئيس ميقاتي للامتحان الشاق الذي عليه ان يخوض غماره، اذ اعتبر وهو في العاصمة الفرنسية قبل ايام قليلة، بأن "الامر محلول" سلفا، من خلال موافقته الجلية على ضمان تمويل المحكمة داخل الحكومة في اليوم الموعود، فأوحى لمن يهمه الامر بين الخصوم بان عليهم الا يمضوا بعيدا في رهانهم، على ان يروا الحكومة الحالية وقد فجرها هذا الاختبار، في حين ان احدا من المراقبين، لم يتأكد مما اذا كان شركاؤه في الحكومة ولا سيما "حزب الله" على علم بتوجهه هذا او انه بادر الى تبنيه منفردا دون تنسيق مسبق معهم، حتى يكون ذلك بمثابة امر واقع على الجميع ان يتقبلوه، او يرفضوه وعندها حادث اخر ومرحلة اخرى بمواصفات ومعايير مختلفة.

وحيال ذلك الامر فإن المهتمين بالموضوع برمته يرون بأن حكومة ميقاتي امام امرين لا ثالث لهما: فإما ان تمضي قدما في انتهاج طريق "المسكنات" الموضوعية للقضايا العالقة، فتضطر ان تسلك مسلك تأجيل الملفات، واما ان تظهر ارادة لمعالجة حقيقية وحاسمة لما تتضمنه هذه الملفات الكبرى من قضايا مستجدة او موروثة من العهود الحكومية السابقة.

وعليه، فإن ثمة وجهتي نظر يتم تداولهما لدى الاوساط والدوائر المعنية مباشرة بموضوع المحكمة تمويلا وتمديدا.

الاولى تقول ان يعرض موضوع تمويل المحكمة على التصويت داخل مجلس الوزراء مع اقتراب موعد 17 ايلول، وعندها يصوت وزراء الحزب وحلفاؤه الاقربون ضد التمويل، فيمر هذا البند، مما يعطي ميقاتي جرعة صدقية وقوة دفع امام الرأي العام الدولي، وذلك في انتظار الاختبار الاكثر دقة وصعوبة بالنسبة الى موضوع المحكمة في منتصف آذار المقبل، حيث موعد التصويت على تمديد ولاية المحكمة، وعندها تكون الاجواء والمناخات المحلية والاقليمية، قد انقشعت فيها الرؤية وتبلورت فيها الامور ومآل التطورات والتحولات فيكون عندها اوان توجيه الضربة الكبرى الى المحكمة، والتحلل من هذا الذي صار عبئا ثقيل الوطأة على الوضع الداخلي برمته.

اما وجهة النظر الثانية التي تتداولها بعض الاوساط فهي تقوم على معطى تشاؤمي فحواه ان موضوع تمويل المحكمة الدولية والتباين الحاسم والجاد حوله سيؤدي الى تفجير الحكومة الحالية من داخلها ويحولها اوتوماتيكيا الى حكومة تصريف اعمال، وفي هذه الحالة لن يكون في مقدورها اخذ قرار بتمويل المحكمة او الموافقة على التمديد لها، وعندها يسهل جعل هذه المحكمة وما تنطوي عليه من "مخاطر" وتلقيه من تبعات وموجبات في خبر كان، او على الاقل في حال تجميد الى اجل غير مسمى، مما يخلق امرا واقعا جديدا، يعد العدة لمواجهته.

اي كفة من الكفتين سترجح؟ انه لا ريب السؤال المركزي الاساسي الذي يطرح نفسه بإلحاح منذ ايام وبالتحديد منذ ان طغى هذا الموضوع على ما عداه من مواضيع بما فيها مشروع الكهرباء.

ولعل الاجابة الحاسمة والجازمة على هذا السؤال موجودة لدى دوائر المعني الاول بموضوع المحكمة الدولية وقرارها الاتهامي اي "حزب الله".

وليس كشفا لسر القول بأن هذا الحزب ليس بغافل عن موعدي استحقاقي ايلول وآذار، وهو الذي يرصد عن كثب كل شاردة وواردة حول المحكمة الدولية مسارا وتفصيلا ومحطات، وليس كشفا لمستور الاشارة الى ان الحزب يضع هذه المواعيد والمناسبات المتصلة بها في نطاق عملية مواجهته الدؤوبة والشاقة والطويلة لهذه المحكمة الدولية وللقرار الاتهامي الاول الذي صدر عنها اخيرا بعد طول انتظار.

لذا فالثابت لدى كل مراقب لمسار تعاطي الحزب مع مرحلة ما بعد حكومة الرئيس سعد الحريري التي نجح في اسقاطها بالضربة القاضية قبل نحو ما يزيد على الثمانية اشهر، ان الحزب واقع بين اشكاليتين هما المحافظة على حكومة ميقاتي التي ينظر اليها خصومه على انها حكومته اولا واخيرا، وبين موضوع ابعاد خطر المحكمة الدولية وشل فاعليتها، واستطرادا صار لزاما على الحزب الاجابة على من يسأله كيف سيتصرف حيال هذه المسألة المعقدة وهل سيضحي بواحدة من اثنتين ام ان لديه صيغة تسووية سحرية لتجاوز الاختبار الذي لا مهرب من مواجهته والاجابة على اسئلته.

وسط حرص رموز الحزب على احاطة الامر بستار من الكتمان، فإن المعطيات القليلة المتوفرة تشير الى ان الحزب ما يزال مقيما على معادلة الحرص على ديمومة حكومة ميقاتي التي وجد فيها اصلا "الضالة المنشودة" التي تملك معه مقدرات مواجهة هجمات الخصوم الشرسة.

وفوق ذلك، لم تسجل دوائر الحزب المعنية حتى الساعة اي ملاحظات جوهرية على اداء الرئيس ميقاتي تستوجب تعطيل مسيرته ومساره او دفع الامور في اتجاه الباس هذه الحكومة ثوب حكومة تصريف الاعمال. ولا يخفى ان ثمة مقربين من الحزب يتحدثون ضمنا عن اللقاءات البعيدة عن الانظار التي دارت في الاسابيع الاولى لتكليف ميقاتي بينه وبين الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ويشيرون الى ان مادة النقاش الاساسية كان موضوع المحكمة مسارا ومصيرا، ولذا فإن هؤلاء لا يستبعدون اطلاقا ان يكون الرجلان قد اعدا لهذين الاستحقاقين عدتهما اللازمة تحت سقف اساسي وهو الحيلولة دون تفجير الحكومة. هذا ستسبر غوره الايام القليلة المقبلة، فتؤكد صحته او تجعله امرا مبالغا فيه.

 

الجميّل و«هزّ العصا»

الأخبار/قبل نهاية الأسبوع الماضي، عقد النائب سامي الجميل لقاءً لبعض البلديات المتنية، لمّح خلاله إلى إمكان إنشاء اتحاد بلديات ظل يراقب اتحاد البلديات الذي تترأسه ميرنا ميشال المر. لكن الاجتماع تحول من «هزة عصا» للمر إلى «هزة عصا» للجميل، إذ لم يتجاوز عدد رؤساء المجالس البلدية الذين حضروا رقم العشرة، نصفهم على الأقل سيشارك في الاجتماع الذي سيدعو إليه المر خلال الأسبوع الجاري، ويتوقع أن يتجاوز عدد رؤساء المجالس البلدية المشاركين فيه الخمسة والأربعين.

 

سامي: بشير في الشكل وأمين في المضمون

الأخبار/ غسان سعود

سامي الجميل لا يوحي بالثقة. هذه هي العبارة الملطفة التي يرددها كثيرون: من ميشال عون وسليمان فرنجية وميشال المر وسعد الحريري وسمير جعجع، إلى الناخبين المتنيّين. والثقة بالسياسة هي أساس الملك

بعد اجتماعه الأول بالنائب سامي الجميل، فضّل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون عدم التعليق. ورغم بذل المحيطين بالجنرال جهداً كبيراً، فشلوا في انتزاع انطباع عوني عن الشاب الضائع بين طباع عمه وتطبع والده. بعد أسابيع، تفرج عون على سامي بعيني جدّ يستمع إلى حفيد يقلده في سرد الروايات. يومها رافق عون سامي مودعاً إلى الباب وأغلقه وراءه. فهم توفيق (سكرتير الجنرال) فوراً ما يستغرق الآخرون أشهراً عادة لفهمه.

بعد تلك الزيارة، بات سامي في نظر عون مجرد شاب يلعب كرة القدم من وقت إلى آخر مع بعض أصدقائه في التيار الوطني الحر. ولاحقاً عندما زار أحد نواب التكتل الرابية، طالباً من عون استقبال الجميل، أجابه الجنرال بوجوب أن يسبق الاجتماع اتفاق خطي بين التيار وسامي يحدد نقاط الالتقاء والافتراق بين الطرفين. هكذا لم «يكتب» للقاء أن يحصل.

تكرر الأمر نفسه تقريباً مع زعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية. كان الأخير يتمشى في تلال بنشعي حين نقل إليه بعض شباب المردة رغبة سامي الجميل بلقائه، فرحّب من دون تردد. ولاحقاً استقبل فرنجية الجميل من دون تردد أيضاً. تفرج الزعيم الزغرتاوي مبتسماً على النائب المتني يقول الشيء في الداخل وعكسه في الخارج. فرنجية الصادق جداً، لم يلزمه وقت طويل ليستنتج ما يعرفه الجميع: هو ابن أمين الجميل، أمين الذي سمع عنه فرنجية الكثير من جده الرئيس سليمان فرنجية. لكن أبو طوني آثر عكس عون الاحتفاظ بالحد الأدنى من العلاقات السياسية والاجتماعية مع الفتى الكتائبيّ.

ومن الخصوم المفترضين إلى الحلفاء، هنا أيضاً كانت خيبة الاكتشاف كبيرة. من عادة النائب ميشال المر أن يحمل حلفاءه على رموشه. لكن أبو الياس وجد نفسه مختلفاً مع هذا الذي يغدق المديح على المر في الداخل، ويحرص في الخارج على أن لا تلتقط له صورة مع المر. ينتبه أبو الياس إلى التفاصيل. في العام الفاصل بين الانتخابات النيابية والبلدية، لم تتجاوز لقاءات الحليفين أصابع اليد الواحدة. بعد «البلدية» بأسابيع، توقفت اللقاءات. وبات كلاهما يقول علناً حقيقة ما يظنّه بالآخر. مهما اعتقد عون أنه يعرف أمين الجميل ولا يستطيع أن يثق بجيناته، فإن المر البتغريني جار بكفيا يعرف آل الجميل أكثر ويتخيّل أي كائن هو الذي يشبه بشير الجميل في الشكل وأمين الجميل في المضمون.

بين الحلفاء، لا يمكن السؤال عن رأي سعد الحريري في شقيق بيار الجميل. حكم الحريري على الأشخاص يتعلق أولاً بهضامتهم، وبقرب أصواتهم من القلب ثانياً. أما رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع فوجد نفسه يزداد حباً وإعجاباً بنديم الجميل كلما تعرف على سامي: نديم الذي يقول كل ما في قلبه، ولسانه يسبق عقله، وحديثه هو نفسه في الداخل والخارج. هو عكس سامي.

لا يمكن الوثوق بسامي الجميل، الأقربون قبل الأبعدين يرددون هذه العبارة. فيروي أحد أصدقاء سامي المحامين أن مؤسس أول حركة لبنانية تنادي رسمياً بالفدرالية كان يتقدم مرة (بصفته مناضلاً ثائراً متحرراً من قيود العائلة والمنطقة والطائفة) تظاهرة تطالب بمعرفة مصير المعتقلين في السجون السورية، فأوقفه الجيش مع آخرين. ولكن لم يكد يصعد في الشاحنة العسكرية، حتى بدأ يتوعد الضابط الذي يجرؤ على «إيقاف ابن رئيس الجمهورية». فوجئ أصدقاء سامي بالمناضل يتحدث عن «حصانة ابن الرئيس». وبعدما سمح له الضابط بمهاتفة «أحدهم»، أطلق سراحه. عاد سامي إلى التظاهرة ليلقي كلمة عن بطولة توقيفه، من دون أن يلتفت إلى أصدقائه الذين بقوا حيث هم، مكبلين في الشاحنة.

معارف سامي الجميل منذ أكثر من عشر سنين ما زالوا عند انطباع اللقاء الأول: ليس في يده حيلة، لا يوحي الجميل بالثقة. مع الوقت، يصبح الانطباع حقيقة. قبل الانتخابات النيابية، شاهد المتنيون شاباً يتنقل من سوق تجاريّة إلى أخرى. بدا أقرب إليهم منه إلى عائلته، كأنه ابن «مزارع بكفيا» لا ابن قصرها. ولكن سرعان ما تيقّن هؤلاء أنها مجرد استعراضات انتخابية: هو أيضاً تشغله هموم الأمة عن هموم الأمهات، والسياسة عن الإنماء. بالنسبة إلى سوق الزلقا التجارية: سامي مرّ من هنا... ونسي وعوده.

لكن كل ما سبق لا يحبط الجميل أو يدفعه إلى مراجعة حساباته، قرر أخيراً الانتفاض، آخذاً في الاعتبار وجوب تقديم استعراض حقيقي يقنع رجلاً متنيّاً بكامل إرادته بتأييد شاب لا يميّزه شيء عمّن هم في سنه، ولا سيما أن المتنيّين يعرفون والد هذا الشاب منذ نحو نصف قرن. ولا بدّ من إعلان موقف سياسي يؤكد ثبات الكتائب في موقعها، كما لا بدّ من «هزّ العصا» للنائب ميشال المر بعد تغريد الأخير بعيداً عن حليفه المفترض ومن دون تنسيق معه، سواء في منحه الثقة لحكومة ميقاتي أو خلال الاستشارات النيابية.

قبله لم يترك الرئيس أمين الجميل وسيلة ليقنع اللبنانيين بأنه غير أمين الجميل الذي يتخيّلون، لكن الصورة التي شبّ الجميّل الأب عليها شاب عليها

 

امير قطر اصيب بفخذه ومقتل 8 من مرافقيه واد اقربائه

أكدت صحيفة "الفجر" المصرية تعرض أمير قطر الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني إلى محاولة اغتيال وهو فى طريقه الى القصر الأميري عقب اللقاء الذي جمعته مع السفير الروسي فى مخيم الأميرة في أطراف الدوحة. وأضافت الصحيفة أنه "لدى تحرك الموكب تم اصطدام قوي يبدو مقصوداً من طرف سيارة يقودها انتحاري وسمع على إثر ذلك دوي رصاص كثيف في الموقع". وبحسب أحد المقربين لمكتب الشيخ خليفه آل ثاني الأمير السابق لقطر فقد أدى الحادث الى إصابة حمد في فخذه ولا يعلم مدى صعوبة تلك الإصابة، كما قتل ثمانية من مرافقيه العسكريين وأحد اقربائه ولقي الحادث تعتيماً إعلامياً ولم يعرف لحد الآن ولمك تعرف الجهة التي تقف وراء هذا الحادث ودوافعه كما أن حادث وفاة الجنرال الامريكي هاورد فوتشر المرافق للأمير لم تتناوله كذلك وسائل الإعلام.