المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 03 أيلول/11

اللاّويّين الفصل 19/11-23/ فرائض القداسة العادلة

لا تسرقوا ولا تغدروا ولا يكذب بعضكم على بعض. لا تحلفوا باسمي كذبا ولا تدنسوا اسمي، فأنا الرب إلهكم. لا تظلموا أحدا ولا تسلبوه. لا تحتفظوا بأجرة الأجير عندكم إلى الغد.

لا تلعنوا الأصم، ولا تضعوا حجر عثر أمام الأعمى، واتقوني، فأنا الرب إلهكم. لا تجوروا في الحكم، لا تسايروا فقيرا، ولا تحابوا عظيما، بل احكموا للآخرين بالعدل. لا تنشر النميمة بين الناس، ولا تشهد بالزور على حياة أحد. أنا الرب. لا تبغض أحدا في قلبك، بل عاتبه عتابا لئلا ترتكب خطيئة بغضك له. لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك، بل أحب قريبك مثلما تحب نفسك. أنا الرب. إحفظوا فرائضي. لا تولد بهائمك من نوعين، ولا تزرع حقلك من صنفين. وثوبا منسوجا من صنفين لا تلبس. وإذا ضاجع رجل جارية مخطوبة لآخر، وهي غير محررة بفدية ولا معتوقة، فيؤدبان ولا يقتلان لأنها لم تعتق. وليجئ الرجل إلى باب خيمةالاجتماع بكبش يقربه ذبيحة إثم للرب. فيكفر عنه الكاهن خطيئته بكبش الإثم أمام الرب، فيسامحه. وإذا دخلتم أرض كنعان وغرستم أي شجر يؤكل فليكن أكله محرما عليكم ثلاث سنين، تقطعون فيها ثمره كما لو كنتم

 

عناوين النشرة

*الراعي يغادر الى فرنسا غدا ويلتقي ساركوزي ومسؤولين ويتضمن برنامجه زيارة الى مؤتمر الأساقفة وقداسين في لورد ومارساي

*المؤسسة المارونية للانتشار تشارك في زيارة الراعي الى فرنسا

*سليمان عرض مع الراعي الاوضاع الراهنة: لبنان يدعم تنفيذ ال1701 وحريص على "اليونيفيل"

*الاحرار : كيف للدولة أن تقوم في وجود الدويلة؟

*جعجع التقى سفير المملكة الاردنية

*المجالي: لبنان لا بد له أن يكون محفوظ السيادة

*قهوجي التقى مانجيان وهيئات وعرض مع اسارتا التعاون وتنفيذ ال1701

*آغا: مخطئ من يعتقد أن ميقاتي يسير بما يريده الآخرون في الداخل أو في الخارج

 *قبلان في لاسا قريبا والاعتداء على شماسها في عهدة القضاء/سعيد: سأعلن اسم المعتدي الفار الاثنين

*"الرابطة السريانية": لبنان ساحة مفتوحة ولا هيبة فيه لأمن أو قضاء

*"مؤشرات على أن لبنان لا يمكنه لعب دور إيجابي في مجلس الأمن"/بيضون: كلام الجميّل دليل علــى تجاهل "حزب الله" لآراء الآخرين

*"الانباء": لبنان في دائرة اختبار سوري للرسائل/مخاطر داهمة وسخونة امنية في الجنوب

*زهرا: نؤيد النسبية مع الدوائر المتوسطة/لبنان يبقى النموذج لتحرك الشعوب في الشرق الأوسط

*اغتيال الشيخ ميمون زرزور في لندن

*إيران قلقة جداً من كشف مدى ضلوعها باغتيال الحريري  

*شبكة اتصالات جديدة وحزب الله غائب عن السمع    

*أهالي سد البوشرية - الزعيترية يناشدون تفكيك المربع الأمني: نحن بعيدون عن الحدود مع اسرائيل!  

*ميقاتي: عازمون على تمويل المحكمة  

*رئيس الجمهورية استقبل ناجي البستاني وفاعليات

حسن هرموش ونجله رئيس بلدية السمقانية خالد هرموش.

كذلك، استقبل سليمان الشيخ بدري غيث ورئيس بلدية نيحا حسان أبو هدير ومكرم وجاد غيث.

كما استقبل رئيس الجمهورية رئيس جمعية "كهف الفنون" غاندي أبو ذياب.

*أنقرة تقرر "طرد السفير الإسرائيلي وتعلّق الإتفاقات العسكرية" مع تل أبيب 

*كلينتون تدعو لزيادة الضغط الدولي على الأسد لحمله على الرحيل 

*رغم بوادر "انعطافة جذرية" لمدفيديف المعارضة السورية تهدد روسيا بإقفال قاعدة طرطوس وإلغاء صفقات الأسلحة

*ابنة نائب الرئيس السوري الأسبق الدرزي شبلي العيسمي المختفي: اختطفه النظام السوري وهو مسجون حاليا/قالت لـ «الشرق الأوسط»: المسؤولون اللبنانيون يتحملون المسؤولية لأنه اختطف من أراضيهم

*ناطق باسم المحكمة لـ"النهار": نتلقى مساهمات من دول عدة

*واشنطن: المعارضة السورية أصبحت كياناً أكثر تمثيلاً.. لكن هناك طريقاً يتعين سلوكه 

*ساركوزي يعلن الاجماع على إنهاء تجميد الأموال الليبية لمصلحة السلطة الجديدة 

*لقاء بين ساركوزي وكلينتون سبق بدء الاجتماع بشأن ليبيا في باريس 

*مكاري: موقف ميقاتي من تمويل المحكمة يدعو الى الحيرة

*ميقاتي لـ«الحياة»: نريد تحييد لبنان ولا نخرج عن الرعاية الدولية

*فايد: بري يمارس "التشبيح" السياسي وكلامه مرفوض  

*نصر الله من قائد إلى ظاهرة صوتية... هزلت/مهى عون/السياسة

*هل سيبيع الإيرانيون النظام السوري/ داود البصري/السياسة

*إشادة السيد نصرالله بالنظام السوري في ذكرى يوم القدس/علي ب. اسعد/السياسة

*المعارضة السورية والمجالس الانتقالية والثورة/غسان المفلح/السياسة

*رحيل كمال الصليبي رائد المنهج التاريخي العربي/رضوان السيد/الشرق الأوسط

*القوات السورية تداهم منازل في حماة لليوم الثاني ومقتل شخصين في حمص

*كيف سترد إيران و«حزب الله» على أزمة النظام السوري/راغدة درغام/الحياة

*سوريا: من الثكن والبادية والصعيد إلى برهان غليون "السوربون"/المحامي عبد الحميد الأحدب/النهار

*الحرب الداخلية أو الرحيل/عبد الكريم أبو النصر/النهار

*تفهم الواقع الداخلي بدأ يضيق مع الضغوط الدولية/كلفة صعبة يرتبها الدعم اللبناني للنظام السوري/روزانا بومنصف/النهار

*أيلول شهر الامتحانات الصعبة والحاسمة لحكومة ميقاتي/هل من قرار اتهامي ثانٍ بعد عيد الفطر يقلب الأوضاع/ابراهيم بيرم/النهار

*الجامعة العربية والثورة السورية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

*شكراً قطر/حازم الأمين/لبنان الآن

*مفتي الجمهورية جال في العرقوب ومرجعيون حاصبيا: تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هو أمانة في اعناقنا

*واشنطن تحذر الأميركيين في كل أنحاء العالم من إعتداءات محتملة عشية ذكرى 11 أيلول

*إعتصام أمام محلات "بيغ سيل" إحتجاجاً على بيع أحذية تحمل إشارة صليب 

 

تفاصيل النشرة

 

الراعي يغادر الى فرنسا غدا ويلتقي ساركوزي ومسؤولين ويتضمن برنامجه زيارة الى مؤتمر الأساقفة وقداسين في لورد ومارساي

المونسنيور سعيد: للزيارة اهمية كبرى في الظروف الراهنة للمنطقة

وطنية - 2/9/2011 يغادر بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة مار بشاره بطرس الراعي صباح غد الى العاصمة الفرنسية باريس في زيارة رسمية هي الأولى له بعد انتخابه بطريركا للطائفة المارونية، ويرافقه في زيارته التي تستمر حتى مساء العاشر من الشهر الجاري، المطارنة: سمير مظلوم، بولس مطر وجورج ابو جودة ومدير البروتوكول والإعلام في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم، وفد من المؤسسة المارونية للانتشار، ووفد إعلامي من الوكالة الوطنية للاعلام، إذاعة صوت لبنان، لبنان الحر، جريدة النهار والمؤسسة اللبنانية للارسال.

وسيلتقي الراعي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكبار المسؤولين في الدولة الفرنسية وأبناء الجالية.

المونسنيور سعيد

وأكد الوكيل البطريركي في باريس المونسنيور سعيد سعيد في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام" ان "زيارة البطريرك الراعي تكتسب اهمية كبرى خصوصا في هذه الظروف التي تعيشها المنطقة والربيع العربي، ومدى انعكاس ما يحصل على لبنان". ولفت الى ان "البطريرك الراعي سيعرض وجهة نظره خصوصا ان فرنسا كانت وستبقى داعمة للبنان حيث ان المسيحيين متواجدين في الدول العربية". وأشار الى ان اللقاء مع ساركوزي "سيستمر لمدة 45 دقيقة"، والى انه "درجت العادة ان تكون أول زيارة رسمية للبطريرك الماروني بعد انتخابه الى العاصمة الفرنسية بعد روما". وقال: "ان الرئيس الفرنسي سيعرض وجهة نظره لجهة ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط ولن يكون هناك غداء معه نظرا لانشغالاته، إذ انه يعقد مؤتمرا في باريس حول ليبيا". ولفت سعيد الى ان "عددا من ممثلي الأحزاب اللبنانية في العاصمة الفرنسية سيلتقون البطريرك الراعي في زيارته وسيتم الحديث حول الأوضاع في لبنان والمنطقة وسيستمعون الى وجهة نظر وإرشادات البطريرك في هذا الخصوص".

في ما يلي برنامج زيارة الراعي غير النهائي:

السبت 3/9/2011:

وصول البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الى فرنسا.

17,00: لقاء مع التيار الوطني الحر في باريس في Franco-Libanais Foyer.

18,00: لقاء مع اطباء لبنانيين في فرنسا.

الاحد 4/9/2011:

11:00 : قداس في كنيسة سيدة لبنان في باريس.

12,30: يقيم المونسنيور سعيد الياس سعيد مأدبة غداء في Franco-Libanais Foyer.

الاثنين 5/9/2011

12,00: لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

17,00: لقاء مع رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون في ماتنيون.

18,00-19,30: حفل استقبال يقيمه السفير بطرس عساكر على شرف البطريرك في بافيون دوفين.

20,15: لقاء مع رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه يتبعه حفل عشاء في مجلس الشيوخ.

الثلاثاء 6/9/2011

12,00: لقاء مع وزير الخارجية آلان جوبيه يتبعه حفل غداء على شرف البطريرك في كي-دورسيه.

17,00: لقاء مع القوات اللبنانية في فرنسا في مقر اقامة البطريرك.

18,00: لقاء مع وزير الداخلية والدين كلود غيان.

20,00: حفل عشاء تقيمه سفيرة لبنان لدى الاونيسكو سيلفي فضل الله في منزلها.

الاربعاء 7/9/2011

10,00: لقاء مع رئيس مجلس النواب برنار اكواييه.

12,00: غداء في "اوفر دوريان".

14,00: مقابلة تلفزيونية مع "فرانس 2 " في الـ Franco-Libanais Foyer.

16,00: لقاء مع أسقف باريس الكاردينال اندريه فانتروا.

17,30: زيارة مؤتمر مطارنة فرنسا.

20,00: عشاء في سفارة لبنان

الخميس 8/9/2011

الإنطلاق الى لورد حيث يحتفل الراعي بالقداس في كنيسة سيدة الوردية في لورد الساعة 11,15 بناء على دعوة من المونسينيور بيرييه.

الجمعة 9/9/2011

المغادرة صباحا في السيارة الى تولوز ومن ثم في الطائرة الى مارساي.

السبت 10/9/2011

يحتفل الراعي بقداس مساء في مارساي ويعود بعدها الى لبنان.

 

المؤسسة المارونية للانتشار تشارك في زيارة الراعي الى فرنسا

وطنية - 2/9/2011 تشارك المؤسسة المارونية للانتشار في زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى فرنسا وذلك في إطار عملها في الإنتشار. وستتمثل المؤسسة بأمين المال شارل الحاج، السيدات روز انطوان شويري، ريتا كارلوس غصن وهيام البستاني والسيد انطونيو عنداري، بهدف التواصل مع اللبنانيين المقيمين في فرنسا وتعريفهم على نشاط المؤسسة وآلية عمل مكتبها في باريس وحثهم على تسجيل الزيجات والولادات لدى البعثات اللبنانية وذلك خلال لقاءات البطريرك الراعي مع الرعايا في الكنائس والأديرة وخلال الاحتفالات المعدة له من قبل القيمين على الكنيسة المارونية ومن قبل الدبلوماسيين اللبنانيين المعتمدين لدى الدولة الفرنسية.

 

سليمان عرض مع الراعي الاوضاع الراهنة: لبنان يدعم تنفيذ ال1701 وحريص على "اليونيفيل"

رئيس الجمهورية زود مندوب لبنان لدى الامم المتحدة

طريقة التعامل مع القضايا المطروحة والموقف منها

وسام الارز الوطني من رتبة ضابط أكبر لسفير بلجيكا

وطنية - 2/9/2011 تناول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع زواره في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين عددا من الملفات التي تشكل العناوين البارزة خلال شهر ايلول الحالي وابرز محطاتها في باريس ونيويورك.

البطريرك الراعي

فقد عرض الرئيس سليمان مع بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة مار بشاره بطرس الراعي للاوضاع الراهنة قبيل مغادرة البطريرك الى فرنسا تلبية لدعوة رسمية، حيث اكد رئيس الجمهورية دعم لبنان تنفيذ القرار 1701 والحرص على قوات "اليونيفيل" العاملة في الجنوب وفقا لمنطوق الرسالة الجوابية الرئاسية على رسالة الرئيس الفرنسي.

وهذا الموقف حمله معه ايضا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموجود في العاصمة الفرنسية لتمثيل الدولة اللبنانية في المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي دعي اليه رئيس الجمهورية وبعد التشاور بينهما في الموضوع.

ويتزامن تأكيد الموقف اللبناني من القرار 1701 بعد التجديد لليونيفيل مع تسلم لبنان اعتبارا من امس رئاسة مجلس الامن لشهر ايلول بحيث زود رئيس الجمهورية مندوب لبنان لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام التوجيهات اللازمة في شأن طريقة التعامل مع القضايا المطروحة على المجلس خلال هذا الشهر وثوابت الموقف اللبناني منها.

المدير العام الامن العام

واطلع رئيس الجمهورية من المدير العام للامن العام اللواء الركن عباس ابراهيم على الوضع الامني في الداخل وعلى المعابر البرية والبحرية والجوية، اضافة الى شؤون مؤسسة الامن العام وحاجاتها.

النائب السابق شماس

وعرض رئيس الجمهورية مع النائب السابق جميل شماس للاوضاع الراهنة.

مجلس ادارة مركز سرطان الاطفال

واستقبل الرئيس سليمان وفد مجلس ادارة مركز سرطان الاطفال في لبنان برئاسة بول اده الذي اطلعه على عمل المركز وعدد الاطفال الذين يتلقون العلاج والمتابعة فيه.

السفير البلجيكي

وكان الرئيس سليمان استقبل صباحا سفير بلجيكا يوهان فيركامن في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته في بيروت.

وتقديرا لدوره في تعزيز العلاقات الثنائية، منحه رئيس الجمهورية وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر، متمنيا له النجاح في مهمته الجديدة.

 

الاحرار : كيف للدولة أن تقوم في وجود الدويلة؟

وطنية - 2/9/2011 - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون ورأى "ان التفسخ في صفوف الحكومة يترافق مع تدهور أوضاع عرابها الإقليمي، وهو محكوم بالتفاقم حتى تفجرها من الداخل. ومن هذه الزاوية ننظر إلى افتعال أزمة الكهرباء وإلى الأزمات التي ستليها من استحقاق دفع حصة لبنان في موازنة المحكمة الدولية، إلى مسألة توقيف المتهمين الأربعة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، إلى قانوني اللامركزية والانتخاب، وغيرها الكثير من الموضوعات التي هي بمثابة صاعق تفجير، والثابت الوحيد في هذه المعادلة يبقى تحكم حزب الله بالحكومة كونه ينوب عن المحور الإقليمي المنهمك في شجونه ويضبط إيقاع حركتها قياسا بالتطورات والاستحقاقات التي هو في صلبها. من هنا التداعيات السلبية على الشعب اللبناني الذي أضحى رهينة رهانات لا تعنيه والتي لا يتوانى أصحابها عن التضحية به من أجلها. ومن هنا الدعوة إلى اللبنانيين للالتفاف حول الثوابت الوطنية والتحلي بالشجاعة من جهة، ومناشدة المجتمع الدولي لاحتضان لبنان وقضاياه العادلة ليتمكن من تجاوز هذه المرحلة الدقيقة من جهة أخرى". ولاحظ الحزب "إجماع القوى الموالية للمحور السوري ـ الإيراني على تأكيد ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة " كمنتج يهدف إلى تغطية خطة السيطرة على لبنان أو إلى التخفيف من وطأتها. ونعجب من موقف بعض الملتحقين بركبهم الذين يرفعون راية الدولة ولا يكفون عن المحاضرة في موجباتها. ونسأل عن دور الشعب والجيش في حادثتي الرويس وانطلياس، وفي اعتداءات لاسا وفي شبكة اتصالات أعالي ترشيش والتعدي على أملاك الغير والبناء على مشاعات البلديات، ومخطط التوسع الجغرافي وشراء الأراضي بأسعار خيالية في ذروة الأزمة التي تستهلك الطاقات المادية للبنانيين غير المشمولين بدعم الأطراف في الداخل والخارج المولجين تقديم الأموال الطائلة لتنفيذه".

واعتبر "ان الترويج للحوار يمكن إدراجه في هذه السياسة حتى ولو كان بعض الداعين إليه يقصدون غير ذلك، خصوصا أن الثلاثية المذكورة تختصر بشعار الاستراتيجية الدفاعية بقصد الإلتفاف على الإشكالية الأساسية التي يجسدها سؤال لم يعد يجدي التهرب من الإجابة عليه وهو: كيف للدولة أن تقوم في وجود الدويلة؟".

وتساءل الحزب : "عن إمكانات الحكومة واستعداداتها لمواجهة المصاعب التي تزداد مع بدء العام الدراسي ومستلزماته. ناهيك عن تحديات فصل الشتاء في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات ومحدودية وسائل التدفئة. ولا نجد حلا لهذه المشاكل إلا في رحيل هذه الحكومة، والرجوع إلى مبادئ الديمقراطية التي جسدتها نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة قبل الإنقضاض عليها بالوسائل التي أصبحت معروفة".

 

جعجع التقى سفير المملكة الاردنية

المجالي: لبنان لا بد له أن يكون محفوظ السيادة

وطنية - 2/9/2011 التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب اليوم، سفير المملكة الهاشمية الاردنية زياد المجالي في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في القوات المحامي جوزف نعمة. وقال المجالي بعد اللقاء "تشرفت بلقاء الدكتور جعجع، وكالعادة ان الحوار معه مفيد في قراءة التطورات اللبنانية والاقليمية، ونحن نشترك معه في إيماننا بأن لبنان لا بد له أن يكون دائما مصانا ومحفوظ السيادة والاستقلال وألا يترتب عليه أي تبعات لا سمح الله جراء أي تطورات اقليمية". وأضاف: "كما بحثت معه في العلاقات الأخوية القائمة بين لبنان والأردن، والسبل لتطويرها دائما بما فيه مصلحة الشعبين".

 

قهوجي التقى مانجيان وهيئات وعرض مع اسارتا التعاون وتنفيذ ال1701

 وطنية - 2/8/2011 استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي قبل الظهر في مكتبه في اليرزة، قائد قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان اللواء البرتو اسارتا، وتناول البحث الوضع في الجنوب وسبل تعزيز التعاون والتنسيق بين الجيش والقوات الدولية على مختلف الصعد. وتم التشديد على تضافر جهود الجانبين للحفاظ على استقرار المنطقة وتنفيذ القرار 1701 بمختلف مندرجاته. ثم استقبل قهوجي كلا من الوزير بانوس مانجيان والنائب كاظم الخير، وجرى البحث في الاوضاع العامة.

 

آغا: مخطئ من يعتقد أن ميقاتي يسير بما يريده الآخرون في الداخل أو في الخارج

 وطنية - 2/9/2011 إعتبر رئيس "الحركة اللبنانية الحرة" بسام خضر آغا، في مؤتمر صحافي، ان "الخيار الوسطي الذي إختاره الرئيس نجيب ميقاتي في العمل السياسي هو خيار وطني، إذ لا يجوز حصر جميع خيارات الشعب اللبناني بوجهتي نظر متناقضتين". واشار آغا الى ان "الرئيس ميقاتي تصرف بحكمة، وعمل في إتجاه معاكس من أجل تصحيح المعادلة، محاولا إخماد النار في البيت اللبناني بقدر ما حاولوا الإستفادة من وضعه الملتهب عندما نشروا الخطاب التخويني، مما حال دون إمكانية التلاقي والحوار لأن عقلية الهيمنة متأصلة في ذهنية العمل السياسي". وقال: "هنا رفض الرئيس ميقاتي مخاطبة اللبنانيين كمسلمين يقينا منه بأن الخطاب الطائفي هو المسؤول الأول عن تفتيت الوحدة الوطنية، وكان دائما وما يزال يتحدث أكثر عن الدين وأقل عن الطائفية"، لافتا الى انه "صاحب مبادئ في التعايش والحوار و التفاهم، رفض قطع خطوط الإتصال مع أي فريق، ورفض التعبئة والشحن الطائفي والمذهبي، ورأى أن الفتنة السنية - الشيعية كارثة على جميع اللبنانيين، وعمل على التكامل السني - الشيعي والمسيحي - الإسلامي، معتبرا أن هذا التكامل غنى للبنان". ورأى ان الرئيس ميقاتي هو الآن في "مرحلة تحدي تحقيق وتثبيت سيادة الدولة وهيبتها". ودعا "من خانته الذاكرة ونسي مواقف الرئيس ميقاتي قبل أن يكون رئيسا للحكومة, ولمن فاته بعض من مواقفه حين قال إن قوى 14 آذار أخطأت بقبول إتفاق الدوحة, وما بعد إتفاق الدوحة لأنها أخلت بتوازنات إتفاق الطائف، وكرر ذلك عندما أشار أن لا دوحة بعد 20 حزيران 2009، معتبرا أنها عطلت الدولة, مصرا على التمسك بالطائف لأنه الضامن للجميع، هل نسيتم إصراره بقوله بأن المقاومة لا تحمى إلا بدولة قوية, ألم يقل بأننا نلتقي مع أي كان إذا كان لمصلحة لبنان ولا نريد نصرا على الأخوة في الوطن, ألم يقل بأن هناك جريمة ويجب معرفة الحقيقة، وهناك إجماع على معرفة هذه الحقيقة, وأن هناك محكمة دولية لا يستطيع أحد إلغاءها". واكد انه "مخطىء من يعتقد أن إبتلاع نجيب ميقاتي سهل، مخطئ من يعتقد أن نجيب ميقاتي يتهرب من المسؤولية كما غيره, مخطئ من يعتقد أن نجيب ميقاتي هو من همش الرئيس سعد الحريري, مخطئ من يعتقد أن نجيب ميقاتي يستطيع أحد أن يزايد على وطنيته وحرصه على مقام رئاسة الحكومة وبشهادة دار الفتوى، ومخطئ من يعتقد أن نجيب ميقاتي يمشي بأي مشروع غير مقتنع به وغير مستوفي الشروط الدستورية والقانونية, مخطئ من يعتقد أن نجيب ميقاتي يسير بما يريده الآخرون في الداخل أو في الخارج, مخطئ من يعتقد أن نجيب ميقاتي سيرد على الإساءات الموجهة إليه".

 

 قبلان في لاسا قريبا والاعتداء على شماسها في عهدة القضاء

سعيد: سأعلن اسم المعتدي الفار الاثنين

المركزية – في اول خطوة اجرائية على المستوى القضائي في قضية الاعتداء على شماس لاسا انطوان الحكيّم، بعد توقيف شخصين، استجوب قاضي التحقيق في جبل لبنان محمد بدران اليوم موقوفين من آل المقداد في قضية ضرب واعتداء وتهديد واثارة النعرات الطائفية في بلدة لاسا، من خلال الاعتداء على الشماس انطوان الحكيم. وكان القاضي بدران اصدر مذكرتين بتوقيفهما، على ان يتابع التحقيق مع مدعى عليهما آخرين فارين من وجه العدالة.

سعيد: غير ان منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد اكد ان المعتدي على الشماس انطوان الحكيم في لاسا ما زال حرا طليقا، معلنا انه في حال لم يتم توقيفه، سيعلن عن اسمه الثلاثي يوم الاثنين المقبل.

ورد في حديث لـ "المركزية" على ما ورد على لسان احد نواب تكتل "التغيير والاصلاح" في موضوع لاسا فدعا الى "المساهمة في تطبيق القانون بدل الاعلان عن انه يطبق في البلدة"، مشيرا الى "فرق شاسع بين الاعلان والتنفيذ الفعلي".

من جهة ثانية، لفت سعيد الى مشاركة كثيفة من اهالي المنطقة، في القداس الذي يرأسه غدا النائب البطريركي العام عن منطقة جونيه المطران انطوان نبيل عنداري لمناسبة اختتام مخيم الوردية – جبة المنيطرة السنوي والذي يرعاه المطران عنداري.

قبلان الى لاسا: الى ذلك اكدت مصادر مطلعة لـ "المركزية" ان "رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان سيزور بلدة لاسا قريبا كما ذكرت "المركزية" في وقت سابق، مشددة على ان برنامج الزيارة في صيغته النهائية سيحدد الاسبوع المقبل". واشارت المصادر عينها، الى ان "الزيارة ستؤكد اهمية العيش المشترك أن الخلاف في المنطقة طبيعته عقارية اكثر مما هي طائفية".

 

"الرابطة السريانية": لبنان ساحة مفتوحة ولا هيبة فيه لأمن أو قضاء

المركزية- استغربت "الرابطة السريانية" "الانحطاط المخيف والفلتان الأخلاقي والأمني على كل المستويات، فمن بيع أحد المحال لأحذية عليها شارات الصليب من دون أن تتحرك النيابة العامة، الى سرقة أجراس كنائس في البقاع، الى تكسير مزارات في أماكن متنوعة، الى موجة القتل السهل حتى بين أفراد العائلة الواحدة، الى استعمال السلاح لأقل سبب، الى موجة السرقات اليومية والخطف من أجل الفدية، يبدو لبنان وكأنه ساحة مفتوحة لا هيبة فيه لأمن أو قضاء". ورحبت في بيان أذاعه أمينها العام جورج اسيو بعد اجتماع "الرابطة" الدوري برئاسة حبيب افرام، "بقرار تاريخي صدر عن الحكومة التركية بإعادة أملاك الأقليات الدينية، التي تمت مصادرتها بين الحربين العالميتين أي بعد العام 1936 للروم الارثوذكس والأرمن واليهود ولأملاك الأوقاف"، معتبرة أن "هذه البادرة ولو متأخرة جدا، قد تكون توجها جديدا من الحكم التركي". وشددت على أن "مدخل أي تحرك نحو مصالحة وحقوق إنسان هو الاعتراف التركي الواضح الصريح بالمجازر التي ارتكبها العثمانيون ضد الأقليات المسيحية من أرمن وسريان خصوصا في العام 1915، لأنه لا يمكن محو ذاكرة شعوب بأكملها وهدر حقوقها".

 

"مؤشرات على أن لبنان لا يمكنه لعب دور إيجابي في مجلس الأمن"

بيضون: كلام الجميّل دليل علــى تجاهل "حزب الله" لآراء الآخرين

المركزية- أعلن النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أنه "من ضمن الفريق من اللبنانيين الذي يفضّل أن يتجنّب لبنان العضوية في مجلس الأمن ورئاسته، لأنه غير قادر على اتخاذ أي موقف، إضافة إلى كونه مستتبعاً"، متمنياً أن يستطيع لبنان لعب دور إيجابي "على رغم أن المؤشرات لا تدل على ذلك".

ولفت في حديث لمحطة الـMTV اليوم، إلى أن "خطاب رئيس الجمهورية عن الديبلوماسية الوقائية أو غيرها، هو بمثابة خطوة توجيهية".

وعن معنى هذا النوع من الديبلوماسية وهدفها، قال: منذ سقوط جدار برلين وحتى اليوم، كان القول بأنه بدل أن تكون الولايات المتحدة الأميركية القوة العظمى، فلتكن المنظمة الدولية بدءاً من الامين العام ومجلس الأمن مع توسيعه وإعطائه صلاحيات من نوع آخر، وتأخذ المنظمة دور الواجهة لحل الأزمات الدولية.

واعتبر رداً على سؤال أن "الملف السوري المطروح في مجلس الأمن يبقى أكثر دقة من القضية الفلسطينية"، وقال: الواضح من زيارة نائب وزير الخارجية الروسي لسوريا، أن روسيا لا تستطيع الهروب من قرار يصدر عن مجلس الأمن حول سوريا، لأن التأجيل في القرار الأوروبي- الأميركي في هذا الشأن لا يمكنه أن يستمر طويلاً. من هنا يقول الروس للسوريين عليكم الإستعجال لأن هذا الوضع لا يمكننا تحمّله، فهناك قرار قريب سيصدر عن مجلس الأمن، والأرجح في أيلول، إذا بقيت الأمور تتصاعد ميدانياً. ودور لبنان هنا أنه يستطيع نسف البيان الرئاسي الصادر في حق سوريا، لكن الأوروبيين والأميركيين ليسوا في وارد إصدار بيان رئاسي إنما ماضون في إصدار قرار بفرض عقوبات وإحالة ملف سوريا على المحكمة الجنائية الدولية، أي إحالة الرئيس السوري بشار الأسد عليها، وهذا القرار يحصد 9 أصوات لإقراره وهي مؤمّنة، لكن المشكلة تكمن في الـ"فيتو" الروسي.

كلام الجميل: وعن تعليقه على كلام النائب سامي الجميّل حول "حزب الله"، استغرب بيضون اعتباره أن "حزب الله" يقيم مستوطنات في لبنان، وقال: هذا الكلام دليل على أن "حزب الله" لا يسمع آراء الآخرين به، وكأنه يعيش بمفرده ويضع سوراً حول نفسه ولا يريد سماع وجهات نظر الآخرين، فالحزب يضع نفسه في مرتبة عالية جداً من المستوى والقداسة والرفعة وبالتالي لا أحد يمكن أن يطاله. والحزب لا يعمل على معالجة الصورة السيئة التي يأخذها الطرف الآخر عنه، بغض النظر إن كانت هذه الصورة صحيحة أو لا.

أضاف: سبق وعرض الرئيس سعد الحريري على "حزب الله" تسوية فيها مصالحة ومصارحة ... إلخ، فرفض الحزب في اللحظة الأخيرة أن يقدّم أي شيء، والذي كان مطلوباً منه تقديمه هو أن يصبج السلاح ضمن مرجعية الدولة. لكن الحزب رفض ذلك بدعم سوري، وقد تكون سوريا هي صاحبة القرار في رفض هذه التسوية لاعتبارات خاصة بها. واليوم رفض "حزب الله" تسوية تاريخية، ولا يتحاور مع الطرف الآخر الذي هو 14 آذار، وشكّل حكومة غير قادرة على الوقوف على رجليها ولا القيام بحوار وطني ولا حتى اتخاذ حلول، فهو إذن متجاهل نصف البلد وشاري النصف الآخر، لأن كل مؤيّدي "حزب الله" هم تيارات تموَّل من الحزب أو من إيران.

 

"الانباء": لبنان في دائرة اختبار سوري للرسائل

مخاطر داهمة وسخونة امنية في الجنوب

المركزية- نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن مصادر دبلوماسية ان "الجنوب اللبناني قد يتأثر خلال شهر أيلول الجاري بمناخ ساخن يعرضه لمخاطر داهمة وسخونة أمنية بفعل تسارع الرياح الإقليمية المجاورة والتي سترخي بظلالها ولا شك على الساحة الجنوبية". واشارت المصادر إلى "أن اسرائيل تبدو خلال هذا الشهر في حال إرباك وأزمة كبرى جراء الاستحقاق الذي يفرضه الفلسطينيون عليها والمتمثل في الذهاب إلى الامم المتحدة للحصول على اعتراف دولي بدولتهم المستقلة. ويترافق ذلك مع مواقف دولية وأوروبية منها على وجه الخصوص تذهب في اتجاه تكريس اعتراف دولي بقرار من الجمعية العامة للمنظمة الدولية بحيث ينتج عن ذلك دولة فلسطينية شرعية تفاوض دولة إسرائيل، ولا يعود التفاوض بين "دولة إسرائيل وجهة فلسطينية". من هنا سيكون الصف الإسرائيلي مفتوحا على شتى الاحتمالات من زاوية المسألة الفلسطينية واستحقاقاتها التي ستفرض انعكاساتها وتأثيراتها على كل المدارات العربية، وليس بعيدا عن المنطق ان تحاول اسرائيل بإزاء ذلك تحويل الانظار عما تواجهه ويداهمها في اتجاه الجنوب اللبناني. وقد تعمد الى شن حرب جديدة قد تكون أشد قوة من حرب 2006".

واضافت المصادر "انه وبإزاء ازمته المتفاقمة تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية المتواصلة من ناحية ومفعول العقوبات المؤلمة من ناحية ثانية وبسبب الحصار المضروب حوله وشرعيته المتناقصة من ناحية ثانية قد يندفع النظام السوري في سياسة الهروب إلى الأمام في اتجاه توجيه رسائل الى الخارج بقدرته على التخريب في جواره ومن الطبيعي ان يكون لبنان وجنوبه في دائرة اختبار سوري للرسائل الموجهة الى الخارج الاقليمي والدولي".

 

زهرا: نؤيد النسبية مع الدوائر المتوسطة

لبنان يبقى النموذج لتحرك الشعوب في الشرق الأوسط

وطنية - 2/9/2011 رأى النائب انطوان زهرا، في حديث الى إذاعة "الشرق" أن "المراجع الدينية الشيعية في لبنان تقول، منذ إعلان دولة لبنان الكبير حتى الساعة، أن لا مشروع للشيعة في لبنان خارج إطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وحزب الله فقط لديه مثل هذا المشروع، وهو يتعامل معنا وكأن مهما رفعنا صوتنا فإن مشروعه يمشي وقافلته تمشي".

وقال زهرا "أن طموحاتنا أن نتلاقى مع كل اللبنانيين لأن بلدنا لا يبنى باستثناء أي فريق، ولكن قوة حزب الله المالية والعسكرية وامتداداته تجعله القوة الأكبر ضمن طائفته".

واشار الى "أنه لم ير من الرئيس بري، في لقائه الأخير معه، حرصا على حضورنا في الذكرى السنوية لغياب الإمام موسى الصدر، وعندما سمعنا وقرأنا خطابه رأيناه خطابا شعبويا للجمهور الحاضر، وهو خطاب لا يصرف معنا بالسياسة كفريق 14 آذار، والرئيس بري ليس في وارد تفجير الطائفة الشيعية من الداخل، ونحن نصدق ما يقوله (وحركة أمل) عن الحرص على الدولة ومؤسساتها وعلى الصيغة والميثاقية".

وعن الوضع السوري أكد زهرا "انه حتى لو أراد أحدنا التعاطي فيه فإننا (على الجانبين) لن نؤثر فيه سلبا أو إيجابا، وسوريا بعد الحركة الشعبية العارمة ليست كسوريا قبل بدئها في آذار الماضي"، معتبرا "ان لبنان يبقى النموذج لتحركات الشعوب في كل الشرق الأوسط رغم كل الإخفاقات ومصادرة الحياة السياسية بقوة السلاح والتحالف الإيراني - السوري المهيمن بالقوة بعد الإنقلاب الذي حصل على انتخابات 2005 و2009، ولكن "ما خلصت الدني" بالإنقلاب الذي حصل".

وعن كلمة الرئيس ميشال سليمان في مجلس الأمن علق زهرا بالقول: "إذا خرج فخامة الرئيس ليؤكد ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة في كلمته في مجلس الأمن، فسنقول له اعذرنا فهذا الرأي لا يعبر عن موقف كل اللبنانيين، فهذه الثلاثية اخترعوها وأضفوا عليها هالة من التقديس، ولكن بالنسبة لنا، ما هو مقدس بالإضافة الى الكتب المقدسة هو الإنسان وقيمة والإنسان". وشدد على "اننا يجب أن نكون واقعيين إذ لا نستطيع أن نقرر أن لا نكون في الحكومة ثم نسأل كيف يوقع فخامة الرئيس تشكيلتها بدوننا، ونحن متواصلون مع فخامته بشكل دائم ولا حاجة لتوجيه رسائل إليه في الإعلام". وشكر "الله أن لبنان لا يملك حق الفيتو في مجلس الأمن، وإلا كان موقفه أسوأ مما نرى بكثير"، مضيفا "انه منذ الانقلاب ونحن نشهد خروجا على كل التقاليد اللبنانية، ومع احترامي الشخصي لوزير الخارجية أسأل أين الديبلوماسية اللبنانية المعروفة التي تعودنا عليها"؟

وعن سحب الثقة بوزير الخارجية رد زهرا: "الحكومة كلها ساقطة، ولا حاجة لمواجهة وزرائها بالمفرق".

وعن عملية اقتراع المغتربين قال: "سمعنا الوزير يقول أن وزارته جاهزة، ويسأل عن من سيتحمل كلفة اقتراعهم، ونحن ندعوه الى عدم حمل هذا الهم لأن الموضوع ليس عنده".

وأكد "أن لدى هذه الحكومة الكثير من المشاكل داخلها، ولن نسكت لها عن أية خطوة خارج إطار القانون والدستور، وهي حكومة سيئة السمعة والتصرف، وتأخذ لبنان الى مواجهات لا يجب أن يتورط بها".

وعن موضوع الكهرباء قال: "إذا قدموا مشروعا مقنعا ضمن الأصول فنحن نريد الكهرباء مثل الجميع، والكل ينسى حقيقة أن وزير الطاقة هو وزير وصاية وهناك مؤسسة يغيب معظم أعضاء مجلس إدارتها؟ وأسأل لماذا الاستعجال على تكبيد الدولة أعباء على مشروع يمتد لسنوات؟ ولماذا لا نأخذ أسابيع لدراسته تفصيليا؟ والمطلوب ألا يسمح المواطن لأحد بتضليله". ولم "يستبعد ما يتردد عن اتصالات بحزب الله مع المعارضة السورية"، وقال: "نحن اتهمنا بمحاولة الاتصال بهذه المعارضة، ويبدو أن غيرنا يعملها، والتواصل مع قوى اسلامية هو أسوأ من عدم التواصل لأنه لو كان مقبولا أن يكون البديل عن النظام السوري الحالي إسلاميا متطرفا لكان التغيير أسرع، ولكن المطلوب، عربيا ودوليا، أن يفرز التحرك قيادات بديلة تحفظ التنوع السوري وتطور نظاما ديموقراطيا يحترم الحريات".

وشدد على ضرورة تكون معالجة الوضع المعيشي "علمية دقيقة لأن العمال على حق في مطالبهم، ولكن الاقتصاد لا يحتمل، وهو حاليا اقتصاد غير مجدي".

وأضاف: "على صعيد القطاع العام (برأيي) يجب أن يصبح الحد الأدنى للأجور ما لا يقل عن 800 الف ليرة لبنانية مع تقديمات لا تدخل في صلب الراتب، وفي المقابل أريد دواما كاملا ومنتجا للموظفين مقابل أخذ حقوقهم، ولا شك أن الازدهار يحتاج الى استقرار أمني وسياسي، والأوضاع اليوم في المنطقة هي "رابع فرصة" كان يجب أن يستفيد منها لبنان، ولكن الانقلاب الذي حصل منع هذه الاستفادة التي تحولت الى بلدان أخرى".

وعن قانون الانتخابات قال "نحن نؤيد النسبية مع الدوائر المتوسطة، والخيار النهائي ما زال قيد الدرس لدينا، وهناك لقاءات يرعاها صاحب الغبطة البطريرك حول القانون الانتخابي من أجل التوافق على مشروع يلقى إجماع المسيحيين". وأكد "أن الهدف الأساسي عندنا أن نكون أوفياء لما أقره الطائف حول اعتماد تسوية تحترم المناصفة، ونحن حريصون في أي قانون انتخابي أن يتوصل المسيحيون الى إيصال 64 نائبا بأصواتهم، وهذا يستوجب البحث عن قانون لا ينسف الشراكة الوطنية ويؤمن هذا الأمر".

ورأى "أن الرئيس ميقاتي يحاول الإيحاء منذ اللحظة الأولى أنه وسطي، ولا أعرف كم هو متاح له هامش التحرك لأن العبرة تبقى في التمثيل، وقد تبين لنا أن هناك قوة مهيمنة على الحكومة". وفي موضوع لاسا، أكد "أنه إذا أنجزت الدولة حلا فلا بأس، ولكننا لن نسكت عن أي حق في هذا الموضوع". وعن موضوع إدراج اسم السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي على لائحة العقوبات رأى زهرا "أن المهم أن يعي الذين ساهموا في عمليات الخطف معنى الرسالة المذكورة". ودعا زهرا الى أن "نكون أمينين على أن الطائف هو اتفاق على إنهاء الحرب والمصالحة في لبنان، وأن نطمح الى تحقيق العدالة في الجرائم المرتكبة بعد العام 1992". واكد تمسكه بصداقته مع الرئيس بري "الذي يعرف أنني لا أساير في الموقف السياسي الوطني".

 

 اغتيال الشيخ ميمون زرزور في لندن

 وطنية - 2/9/2011 افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عامر زين الدين عن اغتيال الشيخ ميمون زرزور في لندن حيث اقدم مجهول على اطلاق الرصاص عليه فأرداه.

اشارة الى ان الشيخ زرزور يبلغ من العمر حوالي ال40 عاما من مواليد شحيم في اقليم الخروب وينتمي الى الجماعة الاسلامية، وناشط في العمل الاسلامي في لندن وكان يشغل امام جامع في بريطانيا.

 

إيران قلقة جداً من كشف مدى ضلوعها باغتيال الحريري  

موقع 14 آذار/كشفت معلومات خاصة لـ"السياسة الكويتية" عن وجود قلق عميق لدى القيادة الإيرانية من إمكانية كشف المحكمة الدولية عن مدى ضلوع نظام طهران في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تزامناً مع تأكد مساعدتها، عبر "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري"، نظام الرئيس بشار الأسد في القمع الدامي للتظاهرات المنادية بإسقاطه".

ونقلت مصادر مقربة من كوادر قيادية في "حزب الله" عن مسؤولين إيرانيين في ديوان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي للصحيفة أمس، قلقها العميق من إمكانية نشر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الملف الذي تمتلكه في هذا السياق، والذي يتعلق بضلوع مسؤولين رسميين ايرانيين في جريمة اغتيال الحريري، بدءاً بالضوء الاخضر الذي أعطاه خامنئي في منتصف العام 2004 لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لاغتيال الحريري، الأمر الذي اعتبره الأخير بمثابة الفتوى التي أحلت هدر دم الحريري الذي اعتبر آنذاك العقبة الرئيسية في الخطة التي رسمها "حزب لله" وايران للسيطرة على لبنان". وكشفت ان "التدريبات استمرت ما يقارب الستة اشهر أقام خلالها كوادر الحزب في ايران وتدربوا على جميع مراحل العملية بدءاً من جمع المعلومات حول موكب الحريري من دون اثارة الشبهات وانتهاءً بتحديد مكان تفجير السيارة وإخلاء العناصر من المكان من دون أي آثار تدل عليهم"، لافتة إلى أن "أبرز ما تدرب عليه كوادر الحزب كان تنفيذ "بروفة" للعملية على موكب مشابه لموكب الرئيس الحريري في معسكر مصطفى خميني، بما في ذلك تفجير سيارة مصفحة مشابهة لسيارة الحريري للتأكد من كمية المواد المتفجرة التي تضمن قتل كل الموجودين في السيارة".

 

شبكة اتصالات جديدة وحزب الله غائب عن السمع    

موقع 14 آذار/بعد الجدال المثار حول عمود الارسال والتمديدات الهاتفية في بلدة ترشيش، علمت "النهار" ان "حزب الله" ماض في تمديد شبكته السلكية للهاتف الخاص به في قرى البقاع الغربي، انطلاقا من مشغرة وسحمر ويحمر مرورا بصغبين التي توقف العمل فيها لبعض الوقت. يذكر ان الشبكة التي مرت بعيتنيت بعد تهديد مسؤول في البلدية، وفي باب مارع، تجاوزت صغبين، وعمل القيمون على تمديدها في عين زبدة قبل تجاوز العقبات والعودة الى الوراء لاستكمال العمل. وفي المعلومات التي يتداولها الاهالي ان الشبكة ستمتد الى منطقة بعلبك لكن عقبات تحول دون امرارها في عدد من القرى ذات الاغلبية السنية في البقاع الاوسط، وفي معلومات اخرى ان الشبكة ستمتد الى اعالي بلدة كفريا في اتجاه الباروك حيث مواقع ا ستراتيجية للمواجهة مع اسرائيل.

 

أهالي سد البوشرية - الزعيترية يناشدون تفكيك المربع الأمني: نحن بعيدون عن الحدود مع اسرائيل!  

موقع 14 آذار/وقع خلاف بين افراد من عائلة زعيتر في منطقة سد البوشرية الزعيترية، أدى الى وقوع 5 جرحى من آل زعيتر وإصاباتهم بالغة واصابة آخر من الطائفة الآشورية يدعى داوود حبيب صودف مروره في مكان الحادث. وفي التفاصيل وبحسب مصادر لـ"المستقبل" أن شخصين من آل زعيتر يعملان لدى جوزف مشعلاني الذي يملك مولداً كهربائياً في المنطقة، ذهبا الى مكان وجود مولد كهربائي يملكه محمد زعيتر في سد البوشرية الزعيترية، وعمدا الى تكسير علبة توزيع الكهرباء بعد أن هددا محمد زعيتر وطلبا منه أن يتوقف عن توزيع الكهرباء في المنطقة. وبعد أن حصلت عملية التكسير، وقعت مشادات بين الطرفين، واتجه الشابان الى الفنار الزعيترية وبعد فترة قصيرة، عاد الشابان مع مجموعة من 18 شاباً، وأطلقوا النار على مكتب محمد زعيتر، فبادر هو بدوره الى اطلاق النار على الشباب، فأوقع 5 جرحى من بينهم وآخر صودف مروره على الطريق. ونقل الصليب الأحمر المصابين الى مستشفى مار يوسف الدورة وحال بعضهم حرجة. وعلى الفور انتشر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بكثافة في المنطقة، وتم توقيف 6 من مطلقي النار، وهم يعملون على ملاحقة باقي المتورطين في الحادث وفق بيان لقيادة الجيش. وناشد أهالي المنطقة وحي السريان الملاصق لحي الزعيترية في سد البوشرية، وزيرا الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية كافة، بمصادرة السلاح الفردي والمتوسط من ايدي الشباب وتفكيك هذا المربع الأمني في الزعيترية الفنار، خاصة وإن هذه المنطقة بعيدة عن الحدود الإسرائيلية ولا داعي لوجود مربعات أمنية داخلها

 

رئيس الجمهورية استقبل ناجي البستاني وفاعليات

 وطنية - 2/9/2011 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين، بعد ظهر اليوم، الوزير السابق ناجي البستاني ويرافقه الشيخ حسن هرموش ونجله رئيس بلدية السمقانية خالد هرموش. كذلك، استقبل سليمان الشيخ بدري غيث ورئيس بلدية نيحا حسان أبو هدير ومكرم وجاد غيث. كما استقبل رئيس الجمهورية رئيس جمعية "كهف الفنون" غاندي أبو ذياب.

 

ميقاتي: عازمون على تمويل المحكمة  

موقع 14 آذار/أكد رئيس الجكومة نجيب ميقاتي في حديث لصحيفة "الحياة" الصادرة اليوم (الجمعة) عزم حكومته على سداد مساهمتها في تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وقال إن "للبنان مصلحة في أن يتم التمويل المالي للمحكمة، والحكومة تقوم بكل ما تقتضيه مصلحة لبنان". ودعا "البعض في لبنان الى الكف عن القول إنني رمادي ولا آخذ القرار". وقال إن "ما يهمني مصلحة بلدي ويوم يطلب منا تمويل المحكمة سيرى المجتمعان اللبناني والدولي انني لن آخذ في الاعتبار إلا مصلحة لبنان". إلا أن تأكيد ميقاتي عزم الحكومة على تمويل المحكمة الخاصة بلبنان يستدعي بحسب "الحياة" مراقبة رد فعل "حزب الله" الذي اعتبر بلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله أن لا قيمة لهذه المحكمة. وقالت أوساط سياسية مطلعة على ملف المحكمة لـ"الجمهورية" إن سداد حصة لبنان مسألة مفروغ منها، لأن مجلس النواب أقر في جلسته التشريعية الأخيرة مبلغ 8900 مليار ليرة لتمويل كل النفقات العائدة للعام 2010 ومن ضمنها تمويل المحكمة الدولية، وبالتالي لم تعد هذه القضية من اختصاص المجلس النيابي أو مجلس الوزراء بعدما أقرها المجلس بقانون، إنما باتت في عهدة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير العدل شكيب قرطباوي. الى ذلك، لفتت "النهار" إلى مشاركة ميقاتي في المؤتمر الدولي من اجل ليبيا في باريس امس، والتي شكلت اطلالة دولية هي الأولى له منذ توليه مهماته قبل نحو ثلاثة اشهر، حيث التقى على هامش المؤتمر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه. ونقلت "النهار" عن مصادر ديبلوماسية في باريس ان مشاركة ميقاتي في هذا المؤتمر تمثل فكاً نسبياً للعزلة الدولية على الحكومة ورئيسها باعتبار ان ثمة حصاراً ديبلوماسياً على الحكومة زاد بعد صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الخاصة بلبنان التي تطالب بتسليم المتهمين. وقالت ان دولاً غربية ترى انه من الافضل استقبال رئيس الوزراء اللبناني لديها على قيام موفدين بزيارة لبنان نظراً الى الاحراج الذي يرتبه عليها امكان لقاء معارضين للمحكمة. استرعى انتباه "النهار" أن أي بيان رسمي أو اعلامي لم يصدر عن رئاسة الوزراء في شأن لقاءات الرئيس ميقاتي في باريس حتى منتصف الليل.

   

أنقرة تقرر "طرد السفير الإسرائيلي وتعلّق الإتفاقات العسكرية" مع تل أبيب 

أعلن وزير خارجية تركيا أحمد داود عن "طرد السفير الإسرائيلي في أنقرة"، لافتاً إلى أنَّ بلاده قررت "خفض العلاقات الدبلوماسية وتعليق الإتفاقات العسكرية مع إسرائيل"، وقال في هذا السياق: "التدابير التي نتخذها في هذه المرحلة، هي خفض العلاقات بين تركيا واسرائيل إلى مستوى السكرتير الثاني، وبالتالي فإنَّ جميع الموظفين فوق مستوى السكرتير الثاني، وخصوصاً السفير سيعودون إلى بلادهم يوم الأربعاء على أبعد حد"، ومؤكدًا أنّ "تسريب التقرير (الذي أعدته الأمم المتحدة) حول الهجوم على "أسطول الحرية" يعتبر أمرًا مؤسفًا".

 داوود أوغلوا وفي مؤتمر صحافي عقده في أعقاب تسريب مضمون تقرير الأمم المتحدة حول حادثة اعتراض إسرائيل "أسطول الحرية" أثناء توجهه لكسر الحصار عن قطاع غزة عام 2010 وتنفيذ القوات الإسرائيلية إنزالاً بحريًا أسفر عن سقوط قتلى أتراك على متن سفينة "مرمرة"، لفت إلى انَّ "إسرائيل قتلت مدنيين" في هذا الهجوم، مشدداً على أنَّ "ما قامت به ضد "أسطول الحرية" ليس جريمة بسيطة".(رصد NOW Lebanon - أ.ف.ب)

 

كلينتون تدعو لزيادة الضغط الدولي على الأسد لحمله على الرحيل 

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن "العنف يجب أن يتوقف في سوريا، وعلى (الرئيس السوري بشار) الأسد الرحيل". وعلى هامش مشاركتها في المؤتمر الدولي "لمساندة ليبيا الجديدة" في باريس، قالت كلينتون للصحافيين: "يجب أن تتمكن سوريا من المضي قدماً، وعلى الذين يؤيدوننا في هذه الدعوة الآن ترجمة الأقوال إلى أفعال من خلال زيادة الضغط على الأسد ومحيطه".(أ.ف.ب.)

 

رغم بوادر "انعطافة جذرية" لمدفيديف المعارضة السورية تهدد روسيا بإقفال قاعدة طرطوس وإلغاء صفقات الأسلحة

حميد غريافي/السياسة

هدد قادة في المعارضة السورية في دمشق وبروكسل, أمس, الحكومة الروسية بـ"إقفال قاعدة طرطوس البحرية المخصصة لمرابطة قطع بحرية روسية في مياه الشرق الاوسط, وبإلغاء عقود شراء الاسلحة الروسية التي وقعها نظام بشار الأسد, وهو مستمر بتوقيعها, "كرشوة" لموسكو التي خسرت لتوها سوق تسليح ليبيا بسبب مواقفها المتذبذبة من الثورة التي اقتلعت حليفها معمر القذافي".

وقال أحد قادة المعارضة السورية الرئيسيين في بروكسل لـ"السياسة" ان "ضرورة اقفال قاعدة طرطوس البحرية الوحيدة في مياه المتوسط المفتوحة امام الاسطول البحري الروسي ووقف صفقات الاسلحة من موسكو وخفض التبادل الاقتصادي - التجاري بشكل شبه كامل حتمها فشل زيارة وفد المعارضة السورية الى العاصمة الروسية قبل اسابيع, حيث اكدت ادارة مدفيديف لاعضاء الوفد أنها لا تشاركهم نظرتهم الى نظام بشار الاسد وبالتالي فإنها لن تهاجمه بل ستحاول دفعه باتجاه وقف العنف المفرط والدخول في مفاوضات جدية مع المعارضين وهما أمران كررتهما موسكو في كل مواقفها حيال الحرب السورية على المواطنين المدنيين التي لم تشهد المنطقة مثيلا لها, ما حمل المعارضة السورية على توجيه هذا التهديد الى الحكومة الروسية التي يبدو انها تخسر مواقع اقدامها في الشرق الاوسط وشمال افريقيا الواحد تلو الآخر, كما خسرتها في اوروبا الشرقية وآسيا الوسطى".

وأكد الزعيم السوري المعارض ان السياسة التي تمارسها روسيا "مبلبلة ومتذبذبة وغير واقعية, وهي تجافي كل المبادئ التي عمل الشعب الروسي (السوفياتي) على تثبيتها في العالم لدعم الثورات ضد الانظمة الاقطاعية و"الامبريالية" التي تستهدف الشعوب, وقد خسر النظام الروسي بسبب هذه السياسة "ألقه الثوري" المتبقي كومضات غير واضحة واتخذ لنفسه خطاً "إمبرياليا" جديدا ضد الشعوب المقهورة ومع الانظمة القمعية الظالمة التي طالما زعم ان الامبرالية الاميركية والغربية تدعمها".

وبالنسبة للصين التي مازالت تساند نظام الاسد الدموي "مغلبة مصالحها الاقتصادية والتجارية والتسليحية على دماء الشعب السوري", أكد المعارض السوري ان "العلاقات السورية - الصينية بعد سقوط نظام البعث الراهن في دمشق لن تكون أبداً مثلما كانت عليه قبل اندلاع الثورة, لأن الشعب السوري لن يكافئ من وقفوا ضده وشجعوا الاسد وزبانيته على سفح دماء الابرياء في الشوارع والمعتقلات, بل انه سيكافئ الدول التي دفعت بجانبه وساندته وساعدته على الخلاص من جحيم آل الاسد".

وفي السياق نفسه, أكد ديبلوماسي بريطاني في لندن ل¯"السياسة" ان "خسارة روسيا مواقع اقدامها في المنطقة العربية يوما بعد يوم وفقدانها ما لا يقل عن 20 مليار دولار سنوياً ثمن أسلحة وتبادلات اقتصادية وتجارية, ستكبدها مبالغ مماثلة من موازناتها السنوية المهتزة أصلاً لزيادة تسليح نفسها ردا على زيادة عزلتها وتقلص نفوذها عن المنطقة الأكثر ثراء في العالم (الشرق الاوسط وشمال افريقيا)".

وتوقع الديبلوماسي "حدوث انعطافة جذرية قريبة في موقف موسكو مما يحدث في سورية على يد النظام القمعي الدموي رغم ظواهر الممانعة لفرض حظر جوي عليها ووقف شحن الأسلحة إليها وتجميد مشتريات النفظ منها, إذ ان ما يهم مدفيديف - بوتين هو بيع الاسلحة في الدرجة الاولى الى نظام الاسد, وإذا اجرت واشنطن مبادلة بين عمليات البيع هذه وحظر صادرات النفط فإن موسكو قد توافق على القرارات الدولية المتوقعة ضد النظام السوري الاسبوع المقبل, خصوصا وان استمرار الروس في تنفيذ صفقاتهم التسليحية للاسد لن يقدم ولن يؤخر في شيء طالما هو غير قادر على استخدام تلك الاسلحة المخصصة للحروب الكبرى, ضد الشعب السوري بكامله".

وقال الديبلوماسي البريطاني ان الاتصالات الاوروبية - الاميركية "الحثيثة والمكثفة مع ادارة مدفيديف قد تكون أزالت بعض التحفظات الروسية التي تشكل عقبات في وجه صدور قرار عن مجلس الامن الدولي يدين نظام بشار الاسد لارتكابه جرائم ضد الانسانية, تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة, ويفتح الطريق أمام تدخل دولي لوقف المجازر ضد المدنيين العزل وإخراج سورية من هذا المستنقع الدموي, كما ان الخبراء السياسيين الغربيين لا يعتقدون للحظة واحدة ان يبادل مدفيديف - بوتين علاقاتهما بأميركا واوروبا والعالم العربي بعلاقاتهما مع نظام الاسد المتداعي اللذين يدركان أنه ساقط لامحالة".

 

ابنة نائب الرئيس السوري الأسبق شبلي العيسمي المختفي: اختطفه النظام وهو مسجون حاليا

قالت لـ «الشرق الأوسط»: المسؤولون اللبنانيون يتحملون المسؤولية لأنه اختطف من أراضيهم

بيروت: بولا أسطيح

أكدت ابنة نائب الرئيس السوري الأسبق والمعارض شبلي العيسمي، الذي اختطف منذ أكثر من 3 أشهر من منطقة عالية في جبل لبنان أن المعطيات التي بحوزة العائلة تفيد بأن «والدها اختطف من قبل النظام السوري وهو اليوم من المعتقلين السياسيين في السجون السورية».

وكشفت رجاء شرف الدين لـ«الشرق الأوسط» عن أن «كل التسريبات الأمنية ومعلومات منظمة حقوق الإنسان كما المعطيات الآتية من سوريا تؤكد أنه في أحد السجون السورية»، متوقعة أن تكون عملية الاعتقال «قد تمت نتيجة خطأ أمني أو إخبار أو خوفا من توقيت عودته إلى لبنان بعد اندلاع الثورة في سوريا»، وقالت: «لطالما كان الوالد من المعارضين للنظام السوري ولكن معارضته كانت دوما موضوعية وبعيدة كل البعد عن العنف. أنا أجزم أنه ترك السياسة منذ زمن وهو وحتى مع اندلاع الثورة لم يكن ناشطا بأي طريقة لأن عمره لم يعد يسمح له بذلك كما أنه كان قد تفرغ لكتابة الشعر».

شرف الدين التي دعت النظام السوري «لإقران أقواله بالأفعال من خلال سعيه لأن يشمل العفو السياسي الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد شبلي العيسمي»، شددت على أن «إنكار اختطافه لا يصب في صالح أحد وخاصة بصالح النظام»، وقالت: «ليس من مصلحة أحد أن يبقى شخص بمكانة شبلي العيسمي مختطفا خاصة أنه اختطف من الأراضي اللبنانية وبالتالي يتحمل المسؤولون اللبنانيون كافة مسؤولية التوسط لدى سوريا لإعادته إلى عائلته».

ولا تتردد شرف الدين بالتعبير عن «عتبها من طريقة تعاطي الأجهزة الأمنية اللبنانية مع الملف»، وتضيف: «نحن لم نحصل على معلوماتنا من هذه الأجهزة بل من مصادر مختلفة وبالتالي فإن المماطلة وعدم الجدية في متابعة الملف كانت واضحة وتدعو للتساؤل».

بدوره، أكد المسؤول الإعلامي في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس أن «الحزب يتابع القضية بكل إمكانياته ويقوم بالاتصالات السياسية وغير السياسية اللازمة للكشف عن مصيره»، داعيا «لعدم القفز إلى استنتاجات قبل توافر المعطيات اللازمة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا ثقة بالأجهزة الأمنية اللبنانية المولجة وحدها متابعة الملف والكشف عن الحقائق وبالتالي دعونا نتجنب التوقعات والتكهنات».

وفي إطار مساعي عائلة شبلي العيسمي للكشف عن مصيره، عُقد يوم أمس في دار طائفة الموحدين الدروز لقاء تضامني مع العيسمي بمشاركة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وممثلين عن عدد من الأحزاب وشخصيات درزية دعت الأجهزة الأمنية اللبنانية لتفعيل عملها والمسارعة بالكشف عن مصير العيسمي.

وقد ألقى عامر شرف الدين حفيد شبلي العيسمي كلمة العائلة فدعا الأجهزة الأمنية «لتحمل مسؤوليتها وتكثيف جهودها والعمل والتعاون لفك أسره»، معلنا «انطلاق أوسع حملة، للوصول إلى الهدف المنشود».

بدوره، قال عضو جبهة «النضال الوطني» التي يرأسها النائب وليد جنبلاط، النائب أكرم شهيب: «لرمزيته السياسية خُطف، لذلك نلتقي لنؤكد الرفض المطلق لهذا الخطف ولاستمراره، ونجدد تأكيد إيماننا بحرية القول والمعتقد السياسي وبحرية الممارسة السياسية، ونرفض مطلقا منطق من ليس معنا ومن نختلف معه مصيره الاختفاء أو السجن أو الخطف أو القبر، ونحن الذين نؤمن بمشروع الدولة، آلينا على أنفسنا أن نطلب منطق العقل. نحن ننتظر جوابا من الأجهزة الأمنية. آلينا على أنفسنا ألا نشتكي حتى تتحقق الحرية لشبلي العيسمي».

أما شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، فطالب «بحزم وإصرار الحكومة اللبنانية، بقياداتها المعنية، وبقواها الأمنية، وبأجهزتها المسؤولة عن المساعي المبذولة، بتفعيل جهودها لكشف ملابسات هذه الجريمة، أو على الأقل الإمساك ببعض الخيوط التي تؤدي إلى جلاء هذا الأمر المرفوض والمستهجن».

يذكر أن العيسمي كان قد اختطف في مايو (أيار) الماضي من مدينة عالية بجبل لبنان. وهو أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي أواسط أربعينات القرن الماضي. شغل منصب نائب الرئيس السوري خلال حكم أمين الحافظ. كما شغل العيسمي منصب نائب الأمين العام للحزب لفترة طويلة خلال مكوثه في العراق بعد أن منع من دخول وطنه سوريا منذ ستينات القرن الماضي.

 

ناطق باسم المحكمة لـ"النهار": نتلقى مساهمات من دول عدة

قال ناطق باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لـ"النهار" ان توقيت بدء المحاكمة هو قرار ستتخذه الغرفة الابتدائية وحدها. وهي تعتمد على عدد من العوامل بما في ذلك الوقت الذي يحتاج اليه الدفاع لدرس جميع الأدلة التي تم الكشف عنها من المدعي العام لدى المحكمة دانيال بلمار. كلام الناطق جاء ردا على سؤال "على أي أساس ذكر رئيس قلم المحكمة هرمان فون هايبل ان بدء المحاكمات يمكن ان يكون في منتصف سنة 2012، بحسب ما ورد في بعض وسائل الاعلام. وهل أن الاجراءات تتطلب هذا الوقت بعد صدور القرار الاتهامي؟ وعن تمويل المحكمة لسنة 2012 قال: "لا تزال المحكمة الخاصة بلبنان تتلقى مساهمات من دول كثيرة. ونحن لا نزال واثقين في شأن تمويل المحكمة في سنة 2012".

 

واشنطن: المعارضة السورية أصبحت كياناً أكثر تمثيلاً.. لكن هناك طريقاً يتعين سلوكه 

موقع 14 آذار/أكدت واشنطن أن تركيز سياستها حيال سوريا هذه الفترة ينصبّ على زيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في مؤتمر صحافي إن "المرحلة الانتقالية يمكن ان تحدث في سوريا بقيادة معارضة ذات مصداقية تتحدث نيابة عن الشعب السوري، ويوماً بعد يوم تعمل (المعارضة السورية) وتقوم بجهودها، وشهدنا تقدماً كبيراً ونعتقد فعلاً أنهم يصبحون كياناً أكثر تمثيلاً، والمعارضة السورية باتت تعد في صفوفها عينة واسعة من المجتمع السوري، ونرى أيضاً تنسيقاً وثيقاً أكثر بين السوريين خارج سوريا والمعارضة داخل سوريا، لكن هناك طريقاً يتعين سلوكه". وأضاف تونر: "تركيزنا حالياً هو على تصعيد الضغط الاقتصادي والسياسي، ونعتقد ان الاصوات في المنطقة أصبحت أكثر تشدداً في القول إلى الأسد إنه يحتاج الى إنهاء العنف والسماح بحدوث مرحلة انتقالية سلمية"، ولفت إلى ان "فكرة أيّ نوع من التدخل العسكري في سوريا هي خطوة رفضتها المعارضة السورية ورفضها الشعب السوري، لأن ما يحاولون القيام به هو تحرك سلمي دون عنف يقف في تناقض صارخ مع العنف الذي ينفذ ضدهم من قبل الحكومة السورية".

 

ساركوزي يعلن الاجماع على إنهاء تجميد الأموال الليبية لمصلحة السلطة الجديدة 

موقع 14 آذار/أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ختام مؤتمر باريس حول مستقبل ليبيا أن المشاركين في المؤتمر قرروا بالإجماع "إنهاء تجميد الاموال الليبية لمصلحة السلطات الليبية الجديدة وتمويل التنمية في ليبيا"، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي أن "الاموال التي اختلسها (العقيد معمر) القذافي وأعوانه ينبغي أن تعود إلى الليبيين". ودعا ساركوزي السلطات الليبية الجديدة إلى القيام بعملية "مصالحة"، موضحاً إن "المشاركين في المؤتمر سيطلبون من المجلس الانتقالي الالتزام بعملية مصالحة وعفو استرشاداً بالاخطاء التي تم ارتكابها في الماضي في بلدان أخرى"، مؤكداً استمرار عمليات حلف الاطلسي في ليبيا، وقال: "اتفقنا على مواصلة ضربات الحلف الاطلسي طالما بقي القذافي وأنصاره يمثلون تهديداً لليبيا". وشدد ساركوزي على وجوب توقيف القذافي، وقال: "يجب توقيف القذافي، الليبيون سيقررون بحرية ما إذا كان ينبغي محاكمته وأين (...). هذا ليس قرارنا، إنه قرار الليبيين"، موضحاً أن المشاركين في المؤتمر حول مستقبل ليبيا في باريس يريدون "دولة قانون" في ليبيا.

 

 لقاء بين ساركوزي وكلينتون سبق بدء الاجتماع بشأن ليبيا في باريس 

موقع 14 آذار/  وصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعد ظهر اليوم الخميس إلى قصر الإليزيه في باريس حيث ستلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل بدء اعمال مؤتمر دولي واسع حول ليبيا. وقد دعا ساركوزي الذي يسعى الى حشد اوسع تفاهم حول المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الهيئة التي تمثل الثوار الليبيين، مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجهات الداعمة للثوار وكذلك الحلفاء السابقين لمعمر القذافي الى الاجتماع حوالى الساعة 17,00. وفي الإجمال، فان 13 رئيس دولة و18 رئيس حكومة و18 وزيرا او موظفا كبيرا يمثلون ما مجموعه 49 دولة اضافة الى ممثلين عن ثماني منظمات دولية سيشاركون في المؤتمر الذي يتوقع أن يتيح وضع خارطة طريق جديدة لليبيا.

 

مكاري: موقف ميقاتي من تمويل المحكمة يدعو الى الحيرة

 وطنية - 2/9/2011 إعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ان "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا يستطيع ان يقول اكثر مما قاله عن التزامه تمويل المحكمة، اولا لأنه اعلن هذا من باريس ولأن لبنان يترأس هذا الشهر مجلس الامن، فهو لا يريد التصادم مع المجتمع الدولي او الظهور على انه يسير عكس ارادة هذا المجتمع". واعرب مكاري في حديث الى "صوت لبنان 100.5 - 100.3" عن قناعته بوجود فرضيتين: الاولى ان ميقاتي يعني ما يقول وانه مستعد لتمويل المحكمة، وهذا الموقف يعتبر موقفا متقدما منه ويحسب له على الصعيد الوطني وعلى صعيد بيئته". وسأل: "هل هو قادر على تحقيق موقفه وهل هو قادر على مجابهة "حزب الله" ومن وراءه ولا سيما امثال العماد ميشال عون؟ وقال: "اما الفرضية الثانية، فهي احتمال ان تكون المسألة لعبة توزيع ادوار اي بما معناه ان ميقاتي يساير في الواجهة و"حزب الله" يتولى المواجهة".وردا على موقف ميقاتي من انه لن يخالف الارادة الدولية اذا ما توصل مجلس الامن الى قرار فرض عقوبات على سوريا، شكك مكاري بهذا الموقف، معتبرا انه "يدعو الى الحيرة ولاسيما ان كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري ابعد بكثير من هذا الكلام". وإذ شدد على ان "المفروض على الدولة اللبنانية الا تتعاطى بالشأن الداخلي السوري لأن هذا يخص السوريين"، قال: " كما أننا لا نرغب بان يتدخل السوريون في شؤوننا الخاصة وتقرير مصيرنا فنحن من واجباتنا ان نترك حق تقرير المصير للشعب السوري. لكن التعاطف حق لنا ولا احد يمكنه ان يمنعنا من ذلك فلماذا يحق للرئيس بري ان يتعاطف مع الشعب الليبي".وختم مكاري: "انا اشك في كلام ميقاتي في هذا الشأن لما له ولغيره من مصالح سياسية ومادية وشخصية".

 

ميقاتي لـ«الحياة»: نريد تحييد لبنان ولا نخرج عن الرعاية الدولية

باريس - رندة تقي الدين بيروت - «الحياة»

شارك رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي في المؤتمر الدولي الذي انعقد مساء امس في باريس حول ليبيا بدعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وحضر إلى جانب ميقاتي وزير الخارجية عدنان منصور والسفير اللبناني في فرنسا بطرس عساكر، ومستشار ميقاتي جو عيسى الخوري.

وأجرى ميقاتي سلسلة لقاءات قبل الاجتماع في العاصمة الفرنسية مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ووزير خارجية تركيا احمد داوود أوغلو على أن يلتقي بعض المسؤولين من دول مختلفة خلال الاجتماع. ورأى في تصريح إلى «الحياة» ضرورة «عزل الوضع اللبناني عن الوضع السوري وعدم التدخل بشؤون الآخرين، لكي لا يتدخل احد في شؤوننا». وشرح أن «للبنان خصوصية يعرفها الجميع... لبنان يريد تحييد نفسه في هذا الظرف، والأولوية هي للاهتمام بالأمور الداخلية».

وعما سيكون موقف لبنان في مجلس الأمن إذا توصل إلى قرار فرض عقوبات على سورية، قال: «نحن لن نخرج عن الإرادة الدولية، ولا نستطيع أن نكون ضد احد. نعزل انفسنا عن الموضوع السوري ولكن طبعاً لا نخرج عن الرعاية الدولية. لا نستطيع أن نجابه أحداً وليس لدينا القوة لذلك، خصوصاً المجتمع الدولي».

وأكد ميقاتي عزم حكومته على تمويل المحكمة الدولية، «لأن مصلحة لبنان في أن يتم تمويل المحكمة، والحكومة تقوم بما تقتضيه مصلحة لبنان. وزاد: «فليكف البعض عن القول إنني رمادي ولا آخذ قراراً، المهم مصلحة لبنان يوم يوجه إلي الطلب بالتمويل ويكون القرار عندي لن آخذ إلا مصلحة لبنان في الاعتبار، وسيرى المجتمع اللبناني والدولي ذلك».

وعلى صعيد ملف الكهرباء، اكد ميقاتي انه «موضوع تقني بحت على الصعيدين المالي والتقني، ونريد إيصال الكهرباء بأقل كلفة وبأحسن ظروف وأحسن نوعية مولدات، ويتم درس الموضوع بعمق، وطالما النية طيبة وطالما الهدف إيصال الكهرباء، لو اختلفت الآراء ليست مشكلة، هذا لبنان لم نكن يوماً برأي واحد، نربد جلب الكهرباء للمواطن ضمن ضوابط معينة وشفافية وإمكان تمويل المشروع من جانب لبنان».

وعن التمويل قال: «ندرس أنسب الظروف للقيام بالمشروع وللوزير جبران باسيل سبيل وقد درس ملفه جيداً ولدينا آراء أخرى سنبحثها للتوصل إلى رأي واحد». وقال انه يرفض القول انه إما يتم بحث الكهرباء إما لا حكومة، «فإذا وضعت مثل هذه الشروط لا يمكن لأي مجلس وزراء أن ينعقد».

وقال إن حكومته تحاول «في هذه الظروف الحفاظ على الاستقرار على رغم معارضة شرسة ووضع المنطقة المتقلب».

وبالنسبة للقول إن الحكومة لم تتمكن من إيجاد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لتوقيفهم، قال: «لقد تم منذ أيام مثلاً توقيف رجل في البقاع لديه ٣٦٠ مذكرة توقيف فلنكن واقعيين. فعلنا كل ما يلزم ضمن الأصول للبحث عنهم، وأنا مستعد أن أدعو كل دول العالم لتساعدنا في الموضوع، فهل بإكاننا إيجادهم واعتقالهم... دخلنا إلى كل الأماكن الممكنة خلال ٣٠ يوماً والموضوع من مسؤولية المدعي العام والضابطة العادلية التي أدت واجبها كاملاً والقاضي انطونيو كاسيزي قال إن عمل الحكومة كان مقبولاً ولم تنته القضية».

وعن أن الإدارة الأميركية وضعت السفير السوري في لبنان على لائحة المقاطعة بسبب اختفاء بعض المعارضين السوريين في لبنان تحت نظر السلطات اللبنانية، قال ميقاتي: «في هذه المرحلة وعلى ضوء خصوصيات لبنان العديد من الأمور تحصل ولا ضرورة للخروج بها إلي العلن ضمن القانون اللبناني».

وتوقع ميقاتي إطلاق المناقصات للتنقيب عن النفط والغاز في الأحواض الوقعة داخل المياه اللبنانية والتي لا تشكل أي تداخل مع أي طرف آخر، في مطلع العام المقبل».

ميقاتي يجدد في رسالة الى ساركوزي

التزام لبنان تطبيق القرار 1701

وكان ميقاتي أكد في رسالة جوابية وجهها امس الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، التزام القرار 1701 والعمل لمنع تكرار الاعتداءات على القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) وبقاء القوة الفرنسية.

وأعرب ميقاتي عن «شكر لبنان فرنسا لدعمها المستمر للبنان وإلتزامها الثابت بالمحافظة على إستقلاله وسيادته». وقال: «لبنان يفخر أن يكون من بين الدول المؤسسة لشرعة الامم المتحدة، ومن هذا المنطلق نجدد احترامنا الشرعية الدولية ونلتزم تطبيق القرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701»، مؤكداً حرصه خلال زيارته الاخيرة للجنوب، «على التأكيد لقيادة القوات الدولية إلتزام حكومتنا العمل على تنفيذ هذا القرار وتوطيد التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية».

وإذ جدد «إدانة لبنان الاعتداء الذي إستهدف أخيراً الكتيبة الفرنسية في جنوب لبنان»، قال: «مشاركة فرنسا في القوات الدولية تتجاوز الصداقة التي تربط بلدينا، لتعكس شعوراً بالثقة لدى اللبنانيين مفعماً بالهدوء والاستقرار، بأن فرنسا ستبقى الى جانبهم دائماً وستساهم في تأمين السلام لبلدهم، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة وغير المستقرة التي تمر بها دول الشرق الأوسط». وأكد أن «لبنان حمل دائماً رسالة السلام، واللبنانيون يشعرون بالحزن العميق عندما يصاب جندي من القوات الدولية»، معلناً عزمه «والحكومة على العمل لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات، ولهذا السبب أكرر رغبتنا القوية في بقاء القوة الفرنسية في عداد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان».

وشكر لفرنسا «دعمها المستمر لتدريب الجيش اللبناني وتجهيزه»، ورأى ضرورة «مواصلة هذا الدعم من أجل قيام الجيش بالمهام المطلوبة منه»، داعياً الى «تقوية العلاقات بين لبنان وفرنسا التي تقوم بدور فاعل وكبير في تأمين الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم».

 

فايد: بري يمارس "التشبيح" السياسي وكلامه مرفوض  

موقع 14 آذار/رأى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" راشد فايد ان "الرئيس نبيه بري يتحدث وكأنه دخل الى الحكم اليوم، وكلامه مقبول من شخص أتى اليوم ليخوض معركة سياسية ، لكنه ليس مقبولاً من شخص يرأس مجلس النواب وكتلة برلمانية كبيرة". وقال، في حديث للـ"lbc": "كان بإمكان الرئيس بري ان يوفر عليه وعلى اللبنانيين سماع الوعود، وان ينتقل إلى التنفيذ، فهو لديه كتلة نيابية كبيرة، ويمكنه تقديم مشاريع قوانين في كل النقاط التي أثارها". فايد رد على قول بري ان "ثورة الارز كانت مع حسني مبارك وكانت تتشاور معه بشأن سياسات لبنان الخارجية" بالقول: على الاقل "ثورة الارز" لم تبك على حسني مبارك ولم تقل ان سقوط نظامه سيؤدي الى سقوط المنطقة في المجهول. هذا النظام دعم "ثورة الارز"، ولهذا الدعم اسبابه في استراتيجيته في تلك الفترة، كما أن النظام الآخر وقف ضد "ثورة الارز" لأن استراتيجيته تقتضي بنقيض ما تسعى اليه".

وعن "أيقونة الجيش والشعب والمقاومة غير القابلة للنقاش" سأل: "من أعطى هذه الفئة او تلك في المجتمع اللبناني الحق بفرض الشروط على الآخرين؟". وقال: "المسلم لا يستطيع أن يناقش المسيحي في ديانته، وكذلك المسيحي، ولكن يمكنه أن يناقشه في شروط العيش المشترك، وبالتالي لا يستطيع نبيه بري أو السيد حسن نصرالله القول إننا متمسكون بنقطة معينة ولا نريد مناقشتها، هذا امر غير مقبول، لا يستطيع احد ان يلزم أحدا برؤيته".

كما سأل: من مارس الاقصاء و"القمصان السود" من اين أتت؟. أليس في احتلال وسط البلد وتعطيل الحياة العامة اقصاء ؟. أعتذر من بري ولكن هذا هو "التشبيح" السياسي، اي قول شيء وعمل شيء آخر. بعدما اقفلت طاولة الحوار بالقوة يعودون إلى المطالبة بالحوار؟ بماذا يمكن ان نتحاور؟ هذا الموضوع أصبح مثل قصة الف ليلة وليلة، هل هذه لعبة بيت بيوت؟".

وأكد ان "في هذا البلد لا يوجد شيء مقدس، هناك ما هو محترم، أما القداسة فأمر رباني، المحكمة الدولية ليست مقدسة ونحن لا نركع لها، بل نصلي لها كي تستمر".

أضاف: "هم لا يريدون التخلي عن السلاح، ما يعني أن السلاح فئوي. ونحن نقول إن هذا السلاح لكل لبنان، ويجب أن يندرج في اطار حماية لبنان، فأما أن يكون الجيش مؤتمناً على لبنان وأما غير مؤتمن".

وتعليقا على قول بري إن "الجيش خط احمر" أوضح فايد ان "كلمة خط أحمر نسمعها اليوم للمرة الثانية من ثنائية شيعية. أول مرة عندما هدد نصرالله الجيش بعدم الدخول إلى مخيم نهر البارد، واليوم نسمع من بري ان الجيش خط احمر. الجيش مؤسسة نحترمها، ولكن هذا لا يعني أنه ممنوع الحديث عن الاخطاء الموجودة".

وتابع: "التركيز على ان "تيار المستقبل" يشتبك مع الجيش محاولة ايحاء وتدجين للرأي العام، وهذا الامر اعتدنا عليه، كما اعتدنا على مؤتمر الاتصالات الدولية الذي قيل فيه ان اسرائيل خرقت شبكة الاتصالات، بمعنى أنها خرقتها كما اخترقت الاجواء اللبنانية، ولكن الحزب حوّل الموضوع بـ"البروبغندا" الموجودة لديه إلى ان اسرائيل استطاعت أن تتلاعب بهذه الاتصالات". وعمّا يجري في سوريا اعتبرعضو المكتب السياسي في"تيار المستقبل" انه "لا يوجد نظام يفرض موقفا سياسيا مبدئياً على شعبه. الشعب في سوريا ضد الاحتلال الاسرائيلي من قبل ان يكون هناك هذا النظام، وبالتالي الكلام على ضرورة دعم هذا النظام بحجة أنه نظام ممانعة يتجاهل ان هناك حقوقا ديموقراطية للشعوب".

وسأل: "لماذا الشعب السوري مهدد بالتقسيم في حين أنه يعيش مع بعضه البعض منذ سقوط الامبراطورية العثمانية. من ذلك الوقت لم نر خلافاً بين الشعب او اضطهاداً للاقليات، لماذا الآن الايهام بان سقوط هذا النظام سيؤدي الى مجازر بحق الاقليات؟ هذا النظام لا يحمي الاقليات بل يحمي نفسه ومصالحه والمطلوب القول إننا مع مطالب الشعب السوري".

ورأى انه "لا يمكن لأحد أن يكون مع الحرية في البحرين وليبيا ومصر، وفي الوقت عينه مع النظام في سوريا!، هذا امر غير مقبول مهما تكن الاسباب. اذا كان هذا النظام يحمي المقاومة ،مع انني اعتبر ان المقاومة ليست بحاجة لحماية من احد، فليس لأنه خارج طبيعة الشعب في هذه المنطقة، هذا الشعب مع المقاومة ومن دون "جميل" النظام السوري".

وقال: "اذا كان هناك شعب مؤلف من مكونات عدة ، واذا كان هناك من تناثر بين مكونات المجتمع، فالطريق الاقصر لمنع سفك الدماء هو التفاهم على كيفية تكوين هذا المجتمع من جديد مع الاخذ في الاعتبار مصالح الاتنيات". واستغرب فايد "التهويل بأن سوريا مقبلة على تفتيت وتقسيم وانهما سينعكسان على لبنان. هذا تهديد ضمني أنه اذا لم ترضوا بالنظام سنلجأ الى تقسيم سوريا ولبنان وتفتيتهما. هناك قوة اقليمية تريد هذا الامر مخرجا لأزمة النظام في سوريا".

وأشار إلى أن "هناك محاولة لتركيز الاتهام على "تيار المستقبل" بأنه يدعم ما يجري في سوريا فقط للقول ان ما يجري فيها مخطط. و"حزب الله" الذي وصل الى لاسا وعكار يمكنه، بما يملك من القدرات الامنية، ان يعطينا لوائح بمراكز التدريب التي أقامها "تيار المستقبل" للسوريين في لبنان".

وسأل: "هل المطلوب من وسائل اعلام "تيار المستقبل" أن تتجاهل ما يتسرب على مواقع التواصل الاجتماعي من مشاهد تعذيب وتنكيل بالمدنيين؟ وهل المطلوب منا ان نصم الآذان ولا نتكلم على ما يجري، علما بأن كل وسائل الاعلام في العالم تتحدث عن الموضوع؟".

وشدد على "ان وسائل اعلام "تيار المستقبل" تعمل بمهنية عالية، ونحن لا نستطيع تجاهل حدث موجود"، مؤكداً ان "من غير المنطقي وغير المبرر ان تبقى سوريا صامتة في ربيع الثورات العربية". وعن علاقة "تيار المستقبل" بمفتي الجمهورية أوضح فايد انه" كان يوجد شيء من العتب على المفتي على بعض المواقف الاخيرة، ولكن هذا لا يحل عداءً مكان ود، ولكن العتب متعارف عليه في الحياة فهو بقدر المحبة والمقام، ولو لم يكن الشيخ محمد رشيد قباني في موقع المفتي لكان التعامل اختلف، لكن موقعه يحتم عليه التجاوب مع رؤى طائفته، وبالتالي التعبير عنها". وقال: "المفتي قباني لم يحد في كلامه عن الثوابت الاساسية، بل اكد تمسكه بالعدالة والمحكمة الدولية وضرورة استمرارها ولم يختلف بذلك عن المفتي مالك الشعار وإن كان الاخير أوضح عبارة وأصرح جملة".

ونفى وجود "من هو ضد ان يكون لمفتي الجمهورية، اياً يكن، علاقات جيدة مع افرقاء داخليين اومع دول في اطار الاحترام، ولكن التوقيت له معنى كبيراً، ان يستقبل المفتي في اللحظة التي صدر فيها القرار الاتهامي وفداً من "حزب الله" ثم السفير السوري فالسفير الايراني، ونحن نعرف مواقف الاطراف الثلاثة تحديداً من القرار الاتهامي والمحكمة ومن اغتيال الرئيس رفيق الحريري، امر حتى عديم الملاحظة سينتبه إلى وجود شيء غير طبيعي".

أضاف: "في حال لم يكن مفتي الجمهورية صاحب النية السيئة، فإن لزائريه نيات سيئة في توقيت الزيارات، وهذه مصيبة اكبر إذ يكون وُرط بهذه المواعيد ولم ينتبه الى معناها وموقعها في الزمن وتصادفها مع حدث آخر، وبالتالي نعم يوجد عتب وأكثر من عتب، يوجد اختلاف في الرؤية والنظر الى الامور وهذا الاختلاف لا يظهر انه مبني على سوء تقدير".

وعن الدور السعودي في لبنان اعلن فايد انه "نقيض لدور النظام السوري بمعنى مؤشراته ونتائجه، اذ لم تكن السعودية يوماً مع تفتيت المجتمع اللبناني للسيطرة عليه، بل كان لديها دائماً خطاً جامعاً لكل اللبنانيين وتعاملت معهم بالمستوى عينه وليس على طريقة نظام الوصاية. كما ان الموقف السعودي من لبنان لم يتغير، كما لم يتغير من "تيار المستقبل"، وتالياً ما تم استنتاجه في فترة معينة عن عدم وجود تقارب بين الرئيس سعد الحريري والمملكة العربية السعودية استنتاج فردي مبني على ملاحظات شخصية، وفي الواقع لو وجدت ملاحظات لما كنا رأينا الرئيس سعد الحريري طوال هذه المدة، أوعلى الاقل 90 في المئة من وقته في المملكة ، كما انه الشخص الوحيد غير السعودي الذي استقبل في البلاط الملكي اول من امس".

فايد رد على سؤال عن رسالة الرئيس نجيب ميقاتي الى الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، فقال إنها "رد على رسالة ساركوزي إلى رئيس الجمهورية عن وضع القوات الفرنسية وان "اليونيفيل" لن تقبل بعد اليوم اعتداء عليها. هو يحاول الرد بتأكيد التزام لبنان بسلامة "اليونيفيل"، وبما ان هذه الحكومة تمثل الجيش والمقاومة فهي تملك اذن زمام طلب مراعاتها في تنفيذ رغبتها في حماية "اليونيفيل" من الجيش والمقاومة، وفي حال عجزت هذه الحكومة عن ضمان امن "اليونيفيل"لن يضمنه اي طرف آخر، لانها حكومة صنعها "حزب الله" والجيش تحت سلطته". وبخصوص المحكمة الدولية لفت فايد إلى ان "الحكومة تقول انها لم تستطع القاء القبض على المتهمين، ويقول "حزب الله" انه يخبئهم ولن يسلمهم، فمن نصدق؟. فرنسا كدولة تصدق الكلام الرسمي، ونحن الذين نعيش هنا نأخذ بين الاثنين ونصدق من يفرض احكامه على الارض وسلطته على الناس، وفي حال كنت محكمة دولية فآخذ بالكلام الرسمي الصادر عن الدولة اللبنانية، أما في حال كنت مكان فرنسا فسآخذ الكلام الرسمي وأحسبه وأقارنه بما يجري على الارض لأعرف اين الحقيقة".

وبصدد مؤتمر "أصدقاء ليبيا"، رأى فايد ان "المهم في الموضوع، ان المؤتمر سيكون مناسبة لمصالحة بين لبنان وليبيا. نعلم ان تغييب الامام موسى الصدر ادى الى اشكالات في العلاقة بين البلدين وتحديداً بعد خروج نظام الوصاية من لبنان، لأن نظام الوصاية لم يدن نظام القذافي مرة في سوريا او في لبنان على تغييب الصدر، بل صمت على الموضوع حتى العام 2000 عند انعقاد القمة العربية في بيرةت وما رافقها من تهديد القذافي إذا حضر".

أضاف: "في السنوات الاخيرة أصبح "حزب الله" يذكر تغييب الامام الصدر ويشارك في مناسبات للتذكير بجريمة نظام القذافي، والآن هي مناسبة للمصالحة بين لبنان الرسمي وليبيا لأن من النتائج السلبية لهذه الجريمة امتناع ليبيا عن شراء مواسم التفاح من لبنان، ما أدى الى كساد المواسم باستمرار منذ سنوات عدة بدءاً من العام 2000، وعندما يحل لغز تغييب الامام الصدر وتظهر الحقائق يجب ان تعود هذه العلاقات الى طبيعتها. وكالعادة لبنان الطرف المقبول من كل الدول العربية الحريصة على افضل العلاقات معه، فتكون مناسبة لتحسين العلاقات الاقتصادية مع ليبيا كما ان الشعب الليبي لديه رغبة في التعامل مع لبنان".

وعن ايراد الولايات المتحدة الاميركية اسم السفير السوري في لبنان على "القائمة السوداء" قال فايد: "الادارة الاميركية قالت عبر معلومات نشرت ان ايراد اسمه بسبب دوره المخابراتي في التعاطي مع السوريين في الداخل اللبناني، وهذا لا يرتب على لبنان عبء مقاطعة هذا السفير. العقوبات لا تبدأ بمقاطعته، ويوجد الكثير من الوقت لتصعيد العقوبات الاميركية، هذه تسمية على اللائحة السوداء بما تعنيه من حصار مصرفي ومالي".

 

نصر الله من قائد إلى ظاهرة صوتية... هزلت

 مهى عون/السياسة

منذ مدة غير بعيدة كان لخطاب السيد حسن نصر الله وقع مختلف, على آذان مستمعيه, بغض النظر عن كونهم من محبيه, مناصريه, أو مناهضين له, ولإيديولوجيته, ولانتمائه وارتباطه العضوي بالحرس الثوري الإيراني, والملفت أنه أصبح اليوم وبعد أن كانت تترقب مختلف وسائل الإعلام خطبه, وظهوراته المتلفزة, بات اليوم, كاليتيم في ظل الأزمة التي يتخبط فيها النظام السوري حاميه وراعيه, أو ككومبارس في مسرحية متشعبة الفصول, أنى له التحكم بمراحلها أو فصولها أو تداعياتها. أما الصورة التي تبادرت إلى الذهن عند آخر ظهور متلفز لنصر الله, بمناسبة ذكرى يوم القدس, هي صورة الخروف الضالٍ الذي فقد أو ابتعد عن راعيه, فراح ينادي على مشارف الأودية, ولا يرد عليه سوى الصدى...

فهل تحول نصر الله إلى ظاهرة صوتية? ولماذا?

في سياق الكلام عن هذا الدور الجديد الذي بات يتلبسه السيد نصر الله, لا بد من استذكار ظواهر صوتية مماثلة مرت في تاريخ الأمة العربية, وبقيت ذكراها عالقة بالأذهان. من هذه النماذج نتذكر المذيع أحمد سعيد, الذي لمع نجمه في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي, في إذاعة "صوت العرب" في عهد عبد الناصر من سنة 1953 إلى 1967, واشتهر بنقله الحماسي لفصول الحرب الدائرة على الحدود وتطوراتها التي كانت تصب حسب تقييمه لمصلحة الجيش المصري. وخلال الغزو الأميركي للعراق عام 2003, أطلت على العالم العربي ظاهرة صوتية أخرى بشخص وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف, والذي كان قبل سقوط بغداد بلحظات, يُعلن اندحار القوات الأميركية أو "العلوج", على أبواب بغداد.

جئنا على ذكر هذه النماذج, لنقيم المقارنة بينها وبين موقف السيد حسن نصر الله اليوم, والفرق يكمن في أن هؤلاء الأشخاص إنما بدأوا حياتهم المهنية وأنهوها كظاهرة صوتية, أي كأناس انحصر نطاق عملهم بترداد مجموعة من الأقاويل البعيدة عن  الواقع, فيما لا يملكون أي قدرة على إحداث أي تغيير في معطيات هذا الواقع. أما بالنسبة الى السيد حسن نصر الله فهو بدأ حياته كقائد عسكري وأسس حزباً مسلحاً بهدف مقاومة إسرائيل, وها هو حالياً على مشارف التحول إلى ظاهرة صوتية أسوة بالنماذج الشهيرة التي ذكرناها في هذا المضمار.

 وتوصيفنا له بالظاهرة الصوتية اليوم يأتي من إصراره على التمسك بلهجته العالية المعهودة, فيما حليفه الأقرب والمباشر هو في حالة نزاع سريري, ليس لأنه لا يدرك حقيقة ومدى خطورة الأوضاع في سورية بالنسبة الى مصير النظام, ولكنه يضمر ويخفي ذلك, تحت وابل من التهديد والوعيد العالي النبرة, تماماً كما فعل أحمد سعيد والصحاف في زمانهما. وقد يندرج هكذا تصرف أيضاً تحت عنوان إخفاء العجز الحقيقي عن التأثير بمجرى الأحداث كما في السابق. عجز يلي فترة من التحكم الديكتاتوري بسياسة لبنان والجوار, حيث كان وحتى البارحة هو الآمر, والناهي في مختلف الملفات الإقليمية, من غزة, إلى العراق, إلى سورية, ولبنان, وصولاً إلى الداخل المصري في المرحلة الأخيرة من عنترياته التوسعية.

 المرحلة الجديدة المقبلة على "حزب الله" قد لا تكون زهرية مثل السابقة. خيوط اللعبة استردتها طهران من يدي قادة الحزب. هي باتت تتحكم بها إلى إشعار آخر. والإشعار الآخر هو احتمال تغيير ما قد يطرأ على سياستها الخارجية خصوصا في ما يتعلق بعلاقتها الستراتيجية مع النظام السوري. ولكن في المرحلة الحالية لا يضيم طهران تحول نصر الله ظاهرة صوتية بانتظار, تبلور قرارها حيال مجريات الأحداث في الداخل السوري, كما لا يزعجها على ما يبدو أن تتشوه صورة الحزب نتيجة أي انعطافة قد ترد ضمن ستراتيجيها المقبلة تجاه النظام السوري. وكلام وزير الخارجية علي اكبر صالحي الأخير إنما يشكل مؤشراً مهماً على احتمال حصول هذا النوع من التغيير.

أما السؤال فهو هل يذهب الحزب إلى الأخير في ارتباطه بالجمهورية الإسلامية? أي باتجاه استدارة دراماتيكية كاملة على طريق استدارات جنبلاط الموصوفة, للحاق بتغير ما قد يحصل على صعيد سياسة طهران? قد يقول قائل بأن ترسانة نصر الله هي حالياً في أوج قوتها, وتهابها إسرائيل كما يهابها الشعب اللبناني حيث أن "حزب الله" يستعملها أيضاً على صعيد السياسة الداخلية في لبنان لفرض إرادته وشروطه في صناعة القرار. وهو بالتالي ليس بحاجة الى أي وسائل أو أطراف خارجية تدعم استقلالية قراره. والجواب هو ضمن السؤال, إذ كيف لأي ترسانة أن تستمر وتحافظ على قدرتها ومستواها الحربي والقتالي في ظل غياب الدعم اللوجيستي والمادي, وفي غياب انقطاع طريق تأمين الإمدادات الدائمة لها? ومعروف أن طريق هذه الإمدادات هو عبر الأراضي السورية, وهو طريق لم يعد آمنا بالنسبة الى "حزب الله", وقابل للإغلاق بوجهه ووجه إمداداته العسكرية بين ليلة وضحاها.

ولكن انقطاع الإمدادات قد لا يكون فقط بسبب هذا الإغلاق المحتمل, قد يتأتي من جراء قرار يصدر عن طهران بقطع هذا الوارد للحزب, أسوة بالقرار الذي صدر منذ فترة وجيزة, حول وقف الدعم اللوجيستي للنظام السوري. في النهاية قد لا تتردد طهران في ترك وليدها "حزب الله", كما هي بصدد فعله بالنسبة الى حليفها النظام السوري إذا اعتبرت أن ذلك يخدم مصلحتها في عقد صفقة مع المجتمع الدولي, على حسابهما. وكلمة حق تقال بشار الأسد لم يتخل عن حلف الممانعة, بل حلف الممانعة هو الذي سوف يتخلى عنه. سوف ينفرط عقد الممانعة وسوف يأخذ معه في انفراطه "حزب الله" وتصمد طهران. هكذا تقوم القاعدة في السياسة. فإن كان لا بد لجسم سياسي من الاستمرار, فلتكن التضحية بأحد الأطراف ليبقى الرأس.

نصر الله ظاهرة صوتية اليوم?.. ربما.. ولكن أكثر من ذلك "حزب الله" غداً بكل مقوماته قد يتحول ظاهرة يطويها التاريخ.  * كاتبة سياسية لبنانية

 

هل سيبيع الإيرانيون النظام السوري

 داود البصري/السياسة

في عالم السياسة المتقلب كما في الحياة لا صداقات دائمة ولاعداوات دائمة, بل مصالح دائمة! ووفق هذا المنطق البراغماتي المحض تتحرك محاور السياسة الإيرانية, وتدور عجلات ديبلوماسيتها السرية و المخالفة لكل ماهو معلن , فخلال سنوات الحرب و الصراع الطويلة ضد عراق صدام حسين كان الإيرانيون يرفعون شعار إسقاط النظام العراقي وضرورة محاكمته دوليا بسبب حربه عليهم في 22 سبتمبر 1980 والتي إستمرت حتى اغسطس من 1988 وبوتائر دموية رهيبة وبكلفة عالية جدا من الخسائر البشرية و المادية , ولكنهم بعد قبولهم الإضطراري لقرار وقف إطلاق النار 598 و " تجرعهم كأس السم " المعروف, ورحيل آية الله الخميني عام 1989 أزالوا كل الحواجز النفسية و أقاموا في زمن الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني علاقات ديبلوماسية وإتصالات على مستويات حساسة للغاية مع النظام الذي رفعوا شعار إسقاطه قبل سنوات قليلة فقط بل وجمدوا نشاط المعارضة العراقية المرتبطة بهم مثل المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق! وساهموا أبدع مساهمة في تشريد المعارضة العراقية لعوالم المنافي واللجوء بدءا من أوروبا وليس إنتهاء بأستراليا, وحيث كانت زوارق الموت العراقية  المحملة بلاجئي العراق في إيران تمخر عباب بحار جنوب العالم البعيد وغابات آسيا المدارية! وتنكر الإيرانيون لكل شعارات التضامن المذهبي مع تلك المعارضة, وتشتت حزب "الدعوة" لدعوات ضعيفة و مشتتة بعضها في طهران يجر ذكريات الماضي وآخر في دمشق يلوذ بحماية المخابرات السورية! ( المالكي ورهطه ) و جيب آخر في لندن تحت رعاية المخابرات البريطانية الحنونة ( إبراهيم الجعفري ) لايمتلك سوى اللطم في حسينيات لندن وترأس حملات الحج وإلقاء المحاضرات العامة ولاشيء أكثر من ذلك, بينما إزدهرت العلاقات الرسمية الإيرانية - العراقية وتبادل الزيارات بين المسؤولين وحتى عشية غزو العراق لدولة الكويت عام 1990 كانت العلاقات الصدامية - الإيرانية راسخة وقوية إلى الدرجة التي جعلت نظام صدام حسين يرسل وزيره النشيط في الخارجية, وقتذاك طارق عزيز, مرارا لطهران في مهمات خاصة , بل أن نائب صدام عزة الدوري فاوض السلطات الإيرانية على حماية الطائرات العراقية عبر تهريبها لإيران حفاظا عليها من غارات التحالف الدولي في حرب تحرير الكويت عام 1991 , قبل أن يستغل الإيرانيون الفرصة التاريخية ويبتلعوا تلك الطائرات ويعتبرونها جزءا من تعويضات الحرب السابقة الضروس! في عملية غدر مضحكة وبائسة في الوقت نفسه! وتعبر عن دهاء الجانب الإيراني وسذاجة وغباء النظام العراقي السابق, بعد هزيمة صدام حسين في حرب الكويت وانكفائه على ذاته لمعالجة آثار الحصار الدولي الشامل الذي أعقب الانسحاب و الهزيمة في الكويت وطد الجانب الإيراني علاقاته السياسية والاقتصادية مع النظام العراقي ونشأت بعد أن دارت الأيام مابين بعاد وخصام, على رأي الراحلة السيدة أم كلثوم, علاقات تجارية خاصة جدا لاختراق الحصار الدولي بين أبناء الرئيس رفسنجاني وأبناء صدام حسين وتدفقت السلع الإيرانية للعراق وحضرت إيران بقوة في المشهد العراقي البائس رغم كل ذكريات وتداعيات وملفات واشكاليات الحرب السابقة التي لم تحل بعد! واستمرت الحال سجالا حتى يوم إسقاط النظام العراقي من خلال الاحتلال الأميركي في ابريل عام 2003 ليتغير المشهد الستراتيجي الشرق أوسطي بقوة , وليخلق الفراغ الأمني الكبير في العراق بعد انهيار نظامه الشمولي بأجهزته القمعية وتدمير الجيش العراقي فرصة ذهبية للنظام الإيراني ومؤسساته الأمنية وعناصره العاملة في الخفاء والقوى السياسية العراقية المجمدة والمرتبطة به ارتباط الطفل بأمه للتعلعل والتقدم بثبات لملء الفراغ من خلال تدفق الأحزاب العراقية ذات الولاء الإيراني وتدخل فرق الحرس الثوري و الميليشيات و التشكيلات الخاصة الأخرى لتؤسس قواعدها العاملة, ولتهيمن على الموقف, ولتفرض واقعا سياسيا و مجتمعيا وأمنيا جديدا بالمرة. كان المشهد فوضوياً للغاية وقمة في الرجعية أيضا , فوعود التغيير الأميركية نحو عراق أفضل وأكثر حداثة انتكست بالكامل مع هيمنة الأحزاب الرجعية والطائفية بفكرها الطائفي الظلامي المتخلف على المشهد السياسي في العراق, وهنا أنا أتحدث عن الأحزاب الدينية والطائفية الرجعية, سنية كانت أم شيعية ! فلا فرق كبيراً بين الحالتين , المهم أنه بالتوازي مع التقدم الإيراني المفرط, في العراق كانت العلاقات الإيرانية مع النظام السوري تشهد تعزيزا وتحالفا ستراتيجيا راسخا وضعت أسسه الأولى منذ عام 1980 ووقوف نظام البعث السوري مع النظام الإيراني في الحرب ضد نظام البعث العراقي الذي كان , وأشترك نظاما طهران ودمشق في تعزيز التحالف مع قوى لمعارضة العراقية التي ساهم بعضها في النشاطات والعمليات الإرهابية في الشرق الأوسط والخليج العربي و الكويت تحديدا في أعوام 1981و1983و1984و1985و1987و1988 وكان للتنسيق العملياتي بين المخابرات السورية بفروعها المختلفة والمخابرات الإيرانية دور مهم في تعزيز علاقات العمل التحالفية و آلياته من خلال استعمال مختلف الأدوات المتاحة وما أنتج صناعات حزبية ساهمت في توسع المد الإيراني مثل جماعة "حزب الله" في لبنان, و التي تتم حاليا محاولات حثيثة لإنتاج جماعات شبيهة له في العراق و الكويت و البحرين و السعودية.

 المهم إن الإيرانيين وهم يعززون علاقاتهم التحالفية مع نظام البعث السوري كانوا ذرائعيين و على درجة عالية من البراغماتية و الانتهازية الرثة أيضا, فهم يعلمون أنهم في تحالف مع نظام غير ديني بل إنه علماني التوجه و بشكل مفرط كما أنه بعثي الهوية, ومع ذلك لم يجدوا حرجا في التعامل معه خدمة لمصالحهم ولخدمة مشروعهم الإيديولوجي والطائفي المعد للتصدير, كما أن النظام السوري كان يعي حقيقة الاختلاف المنهجي و السلوكي و النظري مع النظام الإيراني ولكنه من أجل عزيز مصالحه المالية والإقليمية تجاهل كل المتناقضات من اجل الهدف الأكبر أيضا , وهنا و أمام حقيقة الانهيار المقبل للنظام السوري الذي إنتهى عمره الإفتراضي و ماعاد له أبدا إمكانية الصمود و البقاء أمام رياح الثورة الشعبية السورية العارمة فإن النظام الإيراني هو اليوم على أبواب مفترق طرق خطيرة و خيارات ستراتيجية كبرى تتمثل في رفع اليد الإيرانية عن النظام السوري تدريجيا وتركه لمصيره لأن الشواهد المؤكدة تؤكد أن النظام الإيراني ليس على إستعداد أبدا لأن يخوض معركة نظام دمشق الأخيرة ضد شعبه, فالمصالح القومية و الوطنية الإيرانية تتضاءل أمامها وفي سبيلها كل التحالفات.

 المعرفة الوثيقة بالنفسية السلطوية الإيرانية تؤكد بأنه لا أولوية في إيران سوى للمصالح القومية , فإيران كسلطة ونظام ليست على إستعداد للدفاع لا عن مصالح المسلمين ولا عن حماية الشيعة أو حتى الجماعات الموالية لها رغم الجعجعة الإعلامية التهديدية الفارغة , فإيران أولا و أخيرا و إيران هي المبتدأ والخبر, وهي الظاهر و الباطن, و أي تصور عن استعداد إيراني لخوض معركة الدفاع عن النظام السوري هو تصور أخرق ومجاف للحقيقة الميدانية, و سيبيع النظام الإيراني حليفه النظام السوري عند أول عرض وصفقة إقليمية لأن صانع القرار الإيراني يعلم علم اليقين بأن نظام دمشق يعيش أيامه الأخيرة ولم يبق من الزمن الشيء الكثير لانعدام إمكانية إعادة التأهيل فالنظام الإيراني يقرأ الوضع الدولي جيدا و بعقلية ميكافيلية لا علاقة لها أبدا بالمبدأية المعلنة. الإيرانيون يعرفون جيدا من أين تؤكل الكتف , وخبث السياسة الإيرانية كان أحد أهم أدوات إدارة الصراع الإقليمي طيلة العقود الثلاثة المنصرمة في الشرق الأوسط... نظام طهران لن يحارب من أجل سلامة النظام السوري ذلك ماهو واضح من متابعة سياقات عملية إدارة الملفات الإقليمية, وفي النهاية فإن التاريخ لا يرحم المهزومين , وقد هزم النظام السوري في معركته المصيرية ضد شعبه.

*كاتب عراقي

 

إشادة السيد نصرالله بالنظام السوري في ذكرى يوم القدس

 علي ب. اسعد/السياسة

في مناسبة "يوم القدس العالمي" أطل سماحة السيد حسن نصرالله بإطلالة متلفزة من بلدة "مارون الراس" الجنوبية قرب الحدود المحتلة مع فلسطين, معلنا ً رأيه ببعض المواقف السياسية في سورية وليبيا وعلى الساحة اللبنانية. أثناء الخطاب أشاد سماحة السيد ب¯ "تمسك القيادة السورية بالحقوق العربية" مشيراً  أنه لو تنازلت القيادة عنها لكانت التسوية في المنطقة تمت, ومعتبرا ً أن للنظام السوري فضلا ً كبيرا ً في منع تصفية القضية الفلسطينية". حسنا ً, عن أي إشادة يتكلم سماحة السيد وبأي حقوق عربية تتمسك القيادة السورية في مطابخها المخابراتية والتآمرية ضد الدول العربية, مثل لبنان بإرسال بعض التنظيمات المسلحة من "فتح الإسلام" ومعسكرات "القيادة العامة" و "الصاعقة" وفتح الإنتفاضة وتسليح بعض الأحزاب اللبنانية الدائرة في فلكها والتدخل في الحياة السياسية اللبنانية, ورفضها للمبادرة الأخيرة لجامعة الدول العربية في وقف أعمال العنف ضد الشعب السوري, وبارتمائها في الحضن الإيراني وتخليها عن المحور العربي خصوصا ً بعد كذبه عليها وبنكثها للإتفاقات الأمنية والسياسية بالنسبة للبنان والعراق وفلسطين, ونشر الفوضى في العراق عن طريق إرسال السلاح وفرق الموت, وإرسال بعض الطيارين السوريين وفرق القوات الخاصة في ذهاب السوري لمؤازرة كتائب القذافي ضد شعبه?

أما بالنسبة إلى التسويات يا سماحة السيد ألا تذكر تصريح إبن خال الرئيس بشار الأسد وحليفه في الحكم, رجل الأعمال الكبير رامي المخلوف, أحد الممولين للنظام إلى صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية "أنه لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سورية"? أليست هذه المناداة من قبله لإسرائيل وإغلاق جبهة الجولان من قبل النظام على مدى 43 عاماً هي صفقة وتسوية هي الأخرى? أين فضل النظام السوري في منع تصفية القضية الفلسطينية يا سماحة السيد, بعد أن حاصر وهجر أكثر من خمسة آلاف فلسطيني وقتل العشرات منهم في مخيم "الرمل" في مدينة اللاذقية?  في سياق خطابه تطرق سماحة السيد الى الشأنت اللبناني مدافعا ً  بشدة عن الجيش اللبناني متوجها ً بعنف للمحرضين عليه من الطرف الآخر من اللبنانيين معتبراً أن "كل من يحرض على المقاومة يخدم إسرائيل وكل من يحرض على الجيش يخدم إسرائيل", ومتناسيا ً أنه هو أول من منع صعود الجيش إلى الجنوب قبل عام 2006 وأن حزبه أول من أسقط الطائرة المروحية التابعة للجيش اللبناني عام 2008, ومتناسيا ً أيضا ً أنه هو أول من وضع الخطوط الحمراء أمام الجيش في معاركه ضد "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد, وكيف أن حزبه يمنع دخول الجيش إلى مربعاته الأمنية في بعض المناطق اللبنانية.

ألا يخدم كل هذا يا سماحة السيد مصلحة إسرائيل? ألا يصب يا سماحة السيد مع احترامي وتقديري لك اليس الاعتصام في وسط بيروت التجاري والتعدي على بيروت واقفال المطار في السابع من مايو وخطاب "يوم المجيد" في مصلحة إسرائيل? لقد باركت يا سماحة السيد الشعوب الثائرة في مصر وتونس وليبيا واليمن, ولكنك لم تبارك الشعب السوري المظلوم كظلم أهل بيت الرسول, الذي يُقتل ويُذبح من قبل النظام البعثي, ورغم إدعائك أنك حليف  له ولم تستنكر استنكارا ً واحدا ً ضد ما يحدث  من جرائم إنسانية بحق الشعب السوري وتدنيس دور العبادة وتدمير مآذنها من قبل الذين لا يقولون إلا "لا إله إلا بشار" والعياذة بالله. كيف يا سماحة السيد مع إحترامي وتقديري لك تقيم ذكرى يوم "القدس العالمي" في بلدة مارون الراس الجنوبية وحليفك الرئيس بشار الأسد وجيشه الباسل يقتل ويهجر أصحاب القدس وشعبها في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في سورية دون أن تستنكر هذا العمل الإجرامي في تلك المناسبة?يا ليتك يا سماحة السيد سبقت وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي في إتخاذ موقف إتجاه الشعب السوري عندما دعا النظام  إلى تلبية المطالب المشروعة لشعبه. أخيرا ً إستدركت إيران بأن النظام البعثي في سوريا سيسقط حتما ً من قبل الشعب السورية الذي يريد إسقاط النظام. 

* كاتب لبناني

 

المعارضة السورية والمجالس الانتقالية والثورة!

 غسان المفلح/السياسة

أقل من ستة أشهر عمر الثورة السورية, ولايزال الجدل قائما حول دور المعارضة السورية, رغم أنه لا يمضي اسبوعان إلا وهناك مؤتمر ما للمعارضة, أو الاعلان عن تأسيس هيئة ما, سواء في الداخل أو في الخارج, لقد كتبت تقريبا عن كل هذه المؤتمرات والنشاطات, سواء تلك التي شاركت فيها أو التي لم أشارك, وسواء كنت مدعوا أم لا, في الواقع هناك إشكالية يعيشها الكاتب المعارض, وهي أنه في موقع منحاز سلفا, للمعارضة وقضيتها, فمن الصعب عليه أن يكون حياديا في الكتابة عن المعارضة, لأنه يشعر وكأنه ينشر غسيل بيته غير النظيف. وهنا أعيد التأكيد على جملة مقولات حاولت منذ بدء الثورة أن أؤكد عليها, والتي تتعلق بوضعية المعارضة وأثر ذلك على تثقيل موازين قوى النظام الحاكم, حيث أنه كلما كان وضع المعارضة سيئا كلما انعكس سلبا على قضيتها, كنت اتعامل مع الموضوع بشكل عفوي تقريبا قبل الثورة, أقصد بشكل لم يكن هذا الأمر يشغل بالي كثيرا, لأن ميزان القوى أصلا كاسح لصالح الطغمة الحاكمة في دمشق, لكن بعد الثورة اختلف الأمر اختلافا جوهريا فرضته دماء شهداء الثورة وشعبنا الذي يدفع الآن الغالي والرخيص من أجل حريته, فأصبحت اي قضية تثقل وزن الطغمة الحاكمة وبفعل ذاتي, هي في أي وجه تناولناها هي خيانة لهذه الدماء الطاهرة.

طفت على سطح قضية المعارضة مجموعة من المعطيات الجديدة, منها ماهو نصر لقضيتها في الحرية ومنها ما هو تشويه لهذه القضية ويساهم في تثقيل وزن النظام الحاكم.

أقول بصريح العبارة, وهذه قضية ليست شتيمة وليست ميزة ايجابية, أقولها بحيادية, لديك مال, أو لديك علاقات قوة مع دولة ما, أو لديك قوة حزبية أو لديك قدرة على ما يسمى العلاقات العامة تستطيع أن تعقد مؤتمرا وتفرض شروطك عليه! أو لنقل أجندتك, هذا الأمر لا يتعلق فقط بالمعارضة السورية بل هو أمر عام تقريبا في كل هذا العالم, الخاص سورية هنا, أنه حتى اللحظة لا توجد قوة دولية واحدة حريصة على وحدة المعارضة, أقصد حريصة على أن تنتج المعارضة السورية, هيئة تمثيلية واحدة, وهذا أسبابه معروفة جدا, ولكن المركزي فيها أن الجو الدولي لايزال حتى اللحظة, ميالاً للرغبة الاسرائيلية- التركية- الإيرانية والتي تتمحور حول عنوان بسيط" بقاء آل الأسد في السلطة لكن مع اصلاحات ذات معنى تختلف من طرف إلى الآخر" وهذا ما يضعف قضية المعارضة. طبعا لكل هذه الأطراف اسبابها وامتدادها الدولي. شعبنا يدرك هذه المعادلة بحسه العملي وبوجود نخبة من المناضلين على الأرض, أيضا هؤلاء يساعدون في توضيح مثل هذه القضايا, وشعبنا يدرك أيضا أن الموقف الدولي سيتغير مع استمرار الانتفاضة لسبب بسيط أيضا هو أن هذا النظام لايريد الاصلاح الجدي, ما معنى الاصلاح وبقاء آل الأسد برغم كل ما فعلوا وقتلوا ونهبوا في جمهورية وراثية?الشعب السوري لن يقبل هذه المعادلة مطلقا, خصوصاً بعد ما مرت به البلاد خلال هذه الفترة من عمر الثورة"بلغ عدد الشهداء نحو 3642 شهيداً, إضافة إلى عشرات الالاف من المعتقلين ومحاصرة المدن ونهبها".

والخاص سورياً أيضا, أن المعارضة التقليدية التي لم تساهم في الثورة, ومعارضة الخارج كذلك, كلها بأمراضها المزمنة, تصدرت واجهة الثورة, ودخل عليها مجموعات وأفراد جدد منهم من هو يريد أن يتصدر ومنهم من يريد دعم الثورة حقا ومنهم من يحاول الجمع بين الأمرين.

الملفت للانتباه في هذه الثورة, أن اكثر المتصدرين لهذه الأمور, لم يقدموا أي تضحية سابقة أو حالية من أجل قضية الحرية في سورية, والسبب في ذلك يعود لما ذكرناه أعلاه, مع ذلك الثورة وقضيتها تستوعب الجميع, لكن هل الجميع يريدون أن يستوعبوا الثورة ومعانيها?

هناك من كان قبل الثورة, مثلا ينادي بفك العزلة عن النظام, وهناك من كان يدعو للمصالحة معه, وهناك من كان موجودا في مجالس تدعم النظام, فجأة اصبحوا يحاولون التحكم بالمستوى التمثيلي للثورة السورية, في ظل تشرذم المعارضة التقليدية في الداخل, وتشظي كل القوى التي دفعت من حياتها, معتقلات وسجون, وهذا ما جعل الأصدقاء في "الإخوان المسلمين" يتصدرون المشهد المقرر أو يحاولون تصدره, لأنهم, كما قلت سابقا, هم المؤسسة الوحيدة في الخارج التي تتحرك كمؤسسة, وهم يعملون للأسف أحيانا بطريقة تدعو للتساؤل" كانوا من أشد المعارضين للنظام ويجب أن تكون معهم, علقوا معارضتهم للنظام وحاولوا المصالحة, وأيضا يجب أن تكون معهم, وعادوا والتحقوا بالثورة بعد أكثر من شهر من بدايتها ويجب أن تكون معهم! وهذا ما جعل شراذمنا كبقايا معارضة تقليدية وغير اسلامية, أو من دخل جديدا على خط المعارضة أن يحاول دائماً أن يقف مع تحالفاتهم, وأغلب من رفضها إنما رفضها لأسباب تتعلق عموما بشخصانية بعض الأسماء في المعارضة, سواء في الداخل أو في الخارج. وهذا ما خلق وضعا مربكا للمعارضة السورية, زاده أن الإسلاميين استقووا بالموقف التركي الذي لايزال منحازا لاستمرار آل الأسد بغض النظر عن لغة خطابهم أحيانا, ثمة امر آخر, إن هتك النسيج الوطني السوري على يد النظام على مدار أربعة عقود قد  انعكس على تهتك نسيج المعارضة. وجعل إمكانية توحدها أمرا شبه مستحيل, وكما قلنا ساعد ويساعد على استمرار هذا الأمر هو الفضاء الدولي.

أعلن آل سنقر منذ أيام مجلسا انتقاليا, النكتة ليست أن ذلك ليس من حقهم أن يعلنوا كما هو حق أي إنسان, ولا يتعلق الأمر بأننا نشكك بنوايا أحد الوطنية, بل النكتة أن هناك من خرج علينا من معارضة الخارج, ليشكر شباب الثورة على ثقتهم به...! وليعذرني الجميع أزعم أن شباب الثورة ليس لهم علاقة بهذا المجلس لا من قريب ولا من بعيد, ولم يسمعوا به إلا عبر وسائل الإعلام! ولهذه الخفة في التعامل مع تشكيل هيئة يفترض أن لها بعدا تمثيليا للثورة أعلنت استقالتي من الهيئة الاستشارية لمؤتمر انطاليا.

بعد هذه اللوحة الناقصة, ما هو البديل لكل هذا الذي يثقل كفة ميزان القوى لصالح النظام الحاكم?

أعتقد أن البديل, يكون بأن تعترف المجالس التي تشكلت ببعضها بعضا وتدير الخلافات بينها بطريقة حضارية ومنافسة شريفة لخدمة الثورة وأهدافها, ومحاولة ان يكون المطلب واحد للجميع, وهو حرية سورية والانتقال بسورية إلى دولة قانون ومؤسسات وحقوق إنسان لا تمييز فيها لا على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو السياسة. أن تطلب من المعارضة أن تكف عن مهاجمة بعضها كمؤسسات. أنا هنا لا اتحدث عن نميمة أفراد المعارضة على بعضهم بعضاً أو عن خلافات شخصية بين هذا الشخص المعارض أو ذاك, بل اتحدث عن إدارة الفعل المعارض من قبل مؤسسات عدة ولكن بطريقة حضارية تؤكد على أن ما يجمعنا هو وحدة المطلب الديمقراطي, فهل هذا كثير?

وهناك نقطة اخيرة, إن المجالس الانتقالية المراد تشكيلها, وكما قلت في مقالة سابقة, إذا لم يكن لديها تصورا واضحا عن مستقبل سورية, وخطة عملية لاسقاط النظام, ولم يكن لديها قدرة على المطالبة بتدخل دولي مثلا من أجل حماية المدنيين, فلماذا تتشكل إذا? رغم كل هذه اللوحة أنا لست خائفا على الثورة ولست يائسا من المعارضة, وهذا سيكون موضوع مقال آخر.

 كاتب سوري*

 

رحيل كمال الصليبي رائد المنهج التاريخي العربي

كتب رضوان السيد/الشرق الأوسط

رحل أمس عن 82 عاما المؤرخ كمال سليمان الصليبي، وما اشتغل أحدٌ من المؤرخين العرب المُحدثين على التأويل التاريخي والتحول التاريخي كما اشتغل الراحل الكبير طوال أكثر من خمسين عاماً. وهو لهذه الناحية مختلفٌ في الرؤية والمنهج عن أعلام مدرسة الحوليات الفرنسية، والتي سيطرت رؤاها لأكثر من خمسة عقود بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت ولا تزال تعتمد الحِقَب الطويلة سبيلاً للتأمل والتأويل والفهم أو إدراك طبيعة المرحلة، بحسب التعبير الماركسي. أمّا كمال الصليبي فهو منذ أُطروحته للدكتوراه بإشراف برنارد لويس في أواخر الخمسينات ومطلع الستينات من القرن الماضي، مُغرَمٌ بإدراك حركة التاريخ و «نبضها الحقيقي»، والذي يحدث في الأصل في وعي النخبة الثقافية – الدينية أو الاجتماعية – الاقتصادية في أمةٍ معينةٍ في عصرٍ ما، وتكون نتيجة ذلك حدوث «تغيير ثوري» يعيد بناء الذات القومية – الثقافية أو الذات السياسية، فيصنع مجتمعاً جديداً بفكرٍ جديدٍ، ويفيض بصورةٍ توليفيةٍ أو تنافرية. وقد حدث ذلك في التاريخ العربي القديم أو ما قبل التاريخي، بظهور المسيح العربي بنواحي الطائف، وقبل ذلك إبراهيم العربي بمكة، وبعد هذا وذاك محمد العربي، وهو الأمر نفسه الذي لاحظه الصليبي الرؤيوي والدؤوب في الوقت نفسه في ظهور التُرك في تاريخ المشرق والعالم، ومن السلاجقة والمماليك والمغول والتتار والى العثمانيين، كما رآه في ظهور الدولة السعودية وفي عمل النخبة أو النُخب المسيحية من أجل إقامة لبنان، ومن أجل إحداث النهوض العربي.

من أين أتى هذا التركيز في الرؤية والوعي وبالتالي في المنهج التأويلي الشاسع الاتساع والغُلُو أحياناً؟ الصليبي يقول مثل ابن خلدون بأهمية «العصبية» الإثنية أو القومية والتي قد يكون أصلُها قبلياً أو لا يكون، لأن النسب أمرٌ وهميٌ، والمهم الوعي الخاص والبازغ لدى مجموعةٍ أو فردٍ ذي جاذبيةٍ أو كاريزما. بيد أن الصليبي لا يقول مثل ابن خلدون بالدعوة الدينية بوصفها شرطاً ثانياً في التحول التاريخي أو تبلور القوميات والدول. بل ان النخبة عنده قد يحدوها تفكير ديني جديد، أو تكون الإثنية الذاتية أو مصارعة السيطرة الأجنبية، أو نشر السطوة الاقتصادية، هي مناطُ هذا الوعي. ووجهةُ نظره أن التحول العربي التاريخي بظهور الإسلام، إنما يستند الى وعيٍ مُشابهٍ بالذات، وليس كما يقصد ابن خلدون.

والواقع ان كمال الصليبي إن لم يكن خلدونياً بسبب ما رآه من رتابةٍ ودائرية في الحركة التاريخية عند ابن خلدون، فهو فيبري، نسبة لماكس فيبر (1864-1920)، والذي رأى ان التطورات التاريخية الكبرى مثل الظهور الرأسمالي في أوروبا، انما حدثت نتيجة ظهور وعي جديد، عبر البروتستانتية الكالفينية التي غيّرت من رؤية العالم في المسيحية الكاثوليكية، وأنتجت وعياً جديداً وأخلاق عملٍ جديدة (= اعتبار العمل الدنيوي بمثابة الرسالة والعبادة كان في أصل التطورات الرأسمالية الكبرى). وقد اقترن ذلك الوعي بوعيٍ ثقافيٍ نصرَ التوجه القومي على التوجه الإمبراطوري البابوي الموروث من عصر الإقطاع. ويبقى الفرق بين تفكير الصليبي وتفكير ماكس فيبر، أن الصليبي راقب تحولات الوعي والعمل في المشرق من أقدم عصوره وحتى اليوم، في حين راقب ماكس فيبر ذلك في الغرب الأوروبي والآسيوي، وأن فيبر اشتغل مثل أهل الحوليات في ما بعد على الحقب الطويلة في حين كانت التحولات في نظر الصليبي أسرع حدوثاً وان جرت على سطح ثوابت باقية. لكن الرجلين يلتقيان على أهمية العنصر الإيديولوجي في التحول، وان ذلك يقترن في الغالب – وليس بالضرورة كما ذكر الماركسيون – بتطوراتٍ مادية الطابع في الواقع.

عمل الصليبي في نطاق وسياق هذا المنهج الذي اعتبره البعض نخبوياً، وذا خصوصيةٍ، لأنه لا يهتم بالحركات الجماهيرية الضخمة، ولا بالتاريخ الحضاري أو الثقافي الكبير والعريض للأمة، بل بالتحول العنيف والمفاجئ وذي الطابع المُدهش، دونما عنايةٍ ظاهرةٍ بالسوسيولوجيا، وانما ببعض التطورات الاقتصادية الطارئة.

لكنه في تطوير عمله من حيث الموضوع والاهتمام مرّ بمرحلتين كبيرتين:

الأولى: الاهتمام بالخصوصية اللبنانية، وقد امتدت عنايته تلك على مدى حوالى العقدين من الزمان. وقد كان واضحاً ان اهتمامه هذا لا يستند الى خلفيةٍ مسيحيةٍ، بل الى وعيٍ بأن القلّة المسيحية إنما تملك وعياً رسالياً ضمن الكثرة الغالبة وذلك لتأثره بكتاب ألبرت حوراني بشأن رسالة النخبة المسيحية الإيجابية في المشرق العربي في عصر النهضة. وما انصرف عن التأسيس على حوراني إلا مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية، وبروز «الوعي»القومي لدى النخب المارونية أو المارونية السياسية على الخصوص، بالانفصال عن العرب أو عن المنطقة إن أمكن. لقد صار الوعي الماروني، والى حدٍ ما المسيحي، فصامياً أو انفصالياً، ولذا فإنه فقد رسالتيه، وما عادت له وظيفةٌ تجاه الذات أو تجاه الآخر العربي المسلم.

أما المرحلة الثانية، فإنها تمتد منذ أواسط الثمانينات والى مطالع القرن الواحد والعشرين. وقد امتلأت بأعمال العروبة والعربية المطلقة، ومن الجهات والأصول الدينية والثقافية والجغرافية. ولعل هذه هي الفرصة لإضافة بُعدٍ مهمٍ الى منهج استكشاف التحولات التاريخية لدى الصليبي، هو البُعد التأويلي الشاسع أحياناً، فقد أعاد تفسير وتعريب اليهودية والمسيحية عبر العهدين القديم والجديد لتظهر فيهما خصوصيةٌ عربيةٌ منذ القرن السابع أو السادس قبل الميلاد، والى ظهور الدول العربية الحديثة. وقد أثارت هذه التأويلية الهائلة في قراءة النصوص، تأكيداً على الظهورية العربية الخالدة، سخط أكثر الباحثين في التاريخين اليهودي والمسيحي، لكنها أكسبت الراحل شعبيةً واسعةً في أوساط العروبيين والمسلمين.

كمال الصليبي صاحب شخصيةٍ متفردةٍ بين المؤرخين والمفكرين العرب. وهو أيضاً صاحب منهجٍ متفردٍ في كتابة التاريخ في المحيط العربي، ما وافقه عليه اليساريون، ولا اقتنع به القوميون، وأثار في العقود الأخيرة سُخط النُخب الدينية المسيحية. لكنه يبقى إنساناً وكاتباً شديد النزاهة، وبالغ الدقة، وسيبقى له أنه رائدٌ من رواد النهوض بالمنهج التاريخي العربي بأدواتٍ معرفيةً واسعة، كما أنه رائدٌ من رواد العروبة الجديدة، والتي ما غادرها لا في أزمنة الانفصال والبعثية القرمطية، ولا في أزمنة الاستئصال باسم الإسلام.

 

القوات السورية تداهم منازل في حماة لليوم الثاني ومقتل شخصين في حمص

عمان، نيقوسيا - أ ف ب، رويترز - أفاد مواطنون وناشطون سوريون بأن قوات الأمن السورية واصلت حملة المداهمات في مدينة حماة لليوم الثاني على التوالي، وقتل شخصان الخميس خلال عملية مداهمة في حمص، وتوفيت طفلة متأثرة بجروح أصيبت بها الأربعاء، فيما تجددت الدعوات لمتابعة التظاهر بعد عيد الفطر، فيما جدد ناشطون دعوتهم إلى التظاهر اليوم في «جمعة الموت ولا المذلة».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مواطناً قتل فجر الخميس خلال اقتحام عناصر من جهاز الأمن العسكري لحي النازحين» في مدينة حمص التي تشهد عمليات أمنية منذ أسابيع. وأضاف أن «إطلاق رصاص سمع في باب سباع وأحياء أخرى» في هذه المدينة.

وأشار المرصد إلى أن ذلك جاء غداة «تظاهرات حاشدة شهدتها أحياء الخالدية والبياضة والقصور والحمرا والغوطة وباب الدريب وباب السباع».

وفي جبل الزاوية (شمال غرب)، ذكر المرصد أن «مواطناً قتل الخميس وأصيب خمسة بجروح اثر اقتحام قوات عسكرية وأمنية لقرية الرامة».

وتابع «كما توفيت فجر الخميس طفلة (10 أعوام) متأثرة بجروح أصيبت بها مساء الأربعاء خلال إطلاق رصاص في مدينة دير الزور (شرق سورية)» مشيراً إلى أنها «كانت تستقل سيارة أجرة بصحبة ذويها» من دون إعطاء تفاصيل إضافية حول ملابسات الحادث.

وفي مدينة درعا الجنوبية شاركت بضع مئات من النساء يرتدين ملابس سوداء في مسيرة حملن خلالها لافتات تطالب بسقوط الأسد.

وفي حماة، قال سكان إن قوات الأمن ومسلحين موالين للحكومة، ممن يعرفون بالشبيحة، داهموا منازل ليل الأربعاء الخميس في منطقتي الصابونية والمرابط بعد أن ألقى جنود تعززهم الدبابات القبض على عشرات من الأشخاص في حيين آخرين بالمدينة في الليلة السابقة.

وأعلن المرصد في بيان أن أجهزة الأمن اعتقلت «صباح الخميس المعارض البارز حسن زهرة من منزله في مدينة السلمية (ريف حماة) مطالباً بالإفراج الفوري عنه.

ولفت المرصد إلى أن زهرة (67 سنة) سبق سجنه «بتهمة الانتماء إلى حزب العمل الشيوعي واعتقل أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية بتهمة تنظيم التظاهرات»، مشيراً إلى انه يعاني من مشاكل صحية. وأبلغ ناشط محلي يدعى حيدر «رويترز» بالهاتف انه «جرى ليل (أول) أمس المزيد من المداهمات العشوائية في حماة على عكس ما فعل الجيش الأربعاء عندما دخل منازل معينة للبحث عن قائمة بنشطاء مشتبه بهم». وتابع أن «السكان يردون بالهتاف الله أكبر من النوافذ وأسطح المباني».

وكانت القوات السورية شنت عملية عسكرية استمرت 10 أيام في حماة في بداية آب (أغسطس) وألقت القبض على مئات الأشخاص.

وأضاف المرصد أن «قوات عسكرية وأمنية نفذت ظهر الخميس حملة مداهمات واعتقالات في بلدة سرمين (ريف إدلب) بحثاً عن مطلوبين متوارين عن الأنظار وأسفرت عن اعتقال 13 شخصاً». وفي ريف دمشق، ذكر المرصد أن «قوات الأمن قامت بعملية دهم واعتقالات في مدينة الزبداني أسفرت عن اعتقال 6 أشخاص».

وأضاف أن «الاتصالات انقطعت عن مدينة دوما التي شيعت أمس جثمان شاب قتل اثر إطلاق النار عليه من قبل حاجز امني فجر الاثنين وأخذ جثمانه إلى مشفى حرستا العسكري ثم إلى مشفى تشرين وبقي محتجزاً حتى مساء الأربعاء من قبل جهاز امني سوري».

وفي ريف دمشق، أفاد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي بأن «حملات اعتقال واسعة طالت العشرات جرت مساء الأربعاء في القدم والزبداني والقابون».

وأضاف «كما جرت حملات اعتقال في الجيزة (ريف درعا) وحماة (وسط) وفي الجورة والقورية بالقرب من دير الزور (شرق)».

كما أشار ريحاوي إلى قيام تظاهرات عدة مسائية الأربعاء. وأوضح أن «تظاهرات جرت في حي الميدان وبرزة في دمشق كما جرت تظاهرات في ريف دمشق كما في حرستا وسقبا وحمورية ودوما والكسوة والضمير والزبداني والقدم والقابون».

وأضاف أن «تظاهرات جرت كذلك في بعض أحياء حمص وحماة واللاذقية (غرب) وإدلب (شمال غرب) وريفها ودرعا وريفها كما انطلقت تظاهرات عدة في القامشلي (شمال شرق) وأحياء من دير الزور».

يأتي ذلك فيما جدد ناشطون دعوتهم إلى التظاهر اليوم في «جمعة الموت ولا المذلة».

وذكر ناشطون على صفحة «الثورة السورية» في موقع التواصل الاجتماعي «في جمعة الموت ولا المذلة كلنا رايحين شهداء بالملايين» مؤكدين أن مظاهراتهم «سلمية».

وذكرت صفحة اتحاد تنسيقيات الثورة السورية على الموقع نفسه «لكل أهل شهيد من بعد العيد سنبدأ من جديد» مشيرين إلى انهم «كل يوم طالعين حتى سقوط النظام».

وتشهد سورية حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف آذار (مارس) أدى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل 2200 بحسب حصيلة لمنظمة الأمم المتحدة.

وتشير منظمات حقوقية إلى مقتل 389 جندياً وعنصر امن، في غياب إحصاء رسمي لعدد الضحايا.

وتتهم السلطات «جماعات إرهابية مسلحة» بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات. في غضون ذلك، تنظم مجموعة من الناشطين الأكراد السبت في ستوكهولم مؤتمراً يهدف إلى تعزيز الدور الكردي في الحركة الاحتجاجية في سورية. وسيناقش المؤتمر، الذي سيمتد على يومين «تأطير الطاقات الكردية في الخارج وتصعيد دور الكرد في ثورة سورية»، بحسب بيان للمنظمين.

وقال عضو اللجنة التحضيرية محمد سيدا في البيان «إن عدد المشاركين سيتراوح بين 60 و70 شاباً كردياً أغلبهم من النشطاء في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول الخليج العربية، إضافة إلى نشطاء يقيمون في دول الاتحاد السوفياتي سابقاً».

وسيقدم المؤتمر بحسب البيان «رؤى واضحة ومشاريع عملية لتفعيل الدور الكردي في الداخل والخارج، بما يساهم في إسقاط نظام بشار الأسد، والانتقال السلمي للسلطة إلى الشعب، ومن ثم إقامة دولة مدنية تعددية ديموقراطية». كما سيقدم «خريطة طريق تؤمن حلاً سياسياً عادلاً لقضية الشعب الكردي وفق شرعة الأمم المتحدة، والعهود والمواثيق الدولية، وإدارة شؤون البلاد على قدم المساواة مع كل القوميات الأخرى في سوريا». وكان الرئيس الأسد اعلن بداية نيسان (أبريل) الماضي إصلاحات كان اولها إصدار مرسوم يمنح الجنسية لسكان من اصل كردي حرموا منها اثر إحصاء مثير للجدل جرى في 1962.

 

كيف سترد إيران و«حزب الله» على أزمة النظام السوري؟

راغدة درغام – نيويورك/الحياة

قد يشوب حملة رموز الحزب الجمهوري على السياسة الخارجية للرئيس الديموقراطي باراك أوباما التبعثر في المزايدات، لكن تجاهلها أو التعامل معها بفوقية نكهة الإنجاز في ليبيا سيكلف أوباما غالياً لا سيما إذا تقاعس في الحسم في سورية وأعطى إيران و «حزب الله» في لبنان منفذاً لهما وللنظام في دمشق. أوروبا شريك للولايات المتحدة في التحالف الجديد الذي يخيف إيران ويضم دولاً عربية فاعلة مثل دول مجلس التعاون الخليجي الى جانب تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي (الناتو). إنما هناك الكثير من الاختلاف بين المواقف الأميركية والمواقف الأوروبية لأن المصالح مختلفة ولأن ديناميكية العلاقة الأوروبية مع دول المنطقة مختلفة عن ديناميكية العلاقة الأميركية. فإذا كان لباراك أوباما ألاّ يقع في حفرة هنا أو فخ هناك، عليه التنبّه الفائق لمعادلة العلاقة الأميركية – الأوروبية مع إيران والبدء فوراً بالتفكير في ما يتطلبه التعامل مع لبنان في المرحلة الراهنة، من الآن الى حين زوال النظام في دمشق، إما بتغييره أو بانفتاحه الجذري أو بالانقلاب عليه. وثانياً، التعمق بالتفكير في نوعية وجغرافيا الانتقام الإيراني من الخسارة الفادحة له المتمثلة في زوال حليف في دمشق كان مركزياً في طموحات نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

واضح أن لبنان كان بالأمس القريب بالكاد على رادار الإدارة الأميركية، لكنه اليوم، في أعقاب اليقظة الشعبية في سورية، بات تحت المجهر. والسبب ليس فقط العلاقة الثلاثية التحالفية بين نظام بشار الأسد في دمشق ونظام الملالي في طهران ونظام «حزب الله» في لبنان، ولا إسرائيل التي تشكل عنصراً رئيسياً في السياسة الأميركية المحلية والإقليمية والدولية. السبب هو الجغرافيا السياسية التي تجعل من لبنان بنوعية حكومته اليوم رئة لإيران ورئة للنظام في دمشق.

إدارة أوباما أقرّت أخيراً بأنه مهما فرضت ثنائياً أو جماعياً عبر الأمم المتحدة من عقوبات على رموز النظام في دمشق وطهران، فمعظم ذلك لن يجدي طالما أن للنظامين السوري والإيراني رئتين يتنفسان من خلالهما عبر لبنان. وبالتالي، أقرّت الإدارة الأميركية أن لبنان هو العنصر الحاسم في إتمام المهمة – مهمة إغلاق أنابيب الأوكسيجين الممتدة الى الرئتين في دمشق وطهران. وهذا يتطلب إجراءات عبر عقوبات لا تنحصر في سورية وإيران وإنما تمتد الى أركان الحكم في لبنان.

العقوبات التي يتم تدارسها بعيداً عن الأضواء لا تقتصر على قطاع المصارف والتأهب لمكافحة تبييض الأموال والاتجار بالمخدرات وعلاقة ذلك بالإرهاب، ولا تطاول فقط أفراداً في شراكات وشركات داخل وخارج لبنان وبالذات مع رموز النظام في سورية. إن العقوبات التي دخلت الذهن الأميركي والأوروبي أيضاً تصب في خانة ضرب البنية التحتية للرئتين لدمشق وطهران بدءاً بمطار لبنان الذي يسيطر عليه «حزب الله». باراك أوباما لا يريد أن يكرر نموذج ليبيا في سورية عبر عمليات قصف جوي يقوم بها حلف الناتو، وهو يخشى حتى دوراً غير مباشر لحلف الناتو عبر عمليات برية، فهو لا يريد «الأحذية العسكرية الأميركية» على الأرض لا سيما في مرحلة انتخابية.

لذلك، إن سد الرئتين للنظامين السوري والإيراني في لبنان مُغرٍ جداً لا سيما وأنه ينجز أمرين آخرين معاً هما، تضييق الخناق على «حزب الله» وفسح فرصة تنفس طبيعي للبنان.

فإذا كان مطار لبنان مدرج إقلاع للعمليات اللاقانونية على مختلف الأصعدة، فتضييق الخناق عليه بعقوبات متراكمة يقيّد أيدي التحالف الثلاثي بين نظامي دمشق وطهران و «حزب الله» في لبنان. الأدوات كثيرة إن كانت أميركية حصراً أو أميركية – أوروبية ولا تحتاج الى قرارات دولية. إنها أدوات فاعلة تكبّل التجارة الحرة غير المنتظمة عبر المطار وغيره بما يسحب البساط من تحت أقدام الحلف الثلاثي بلا حاجة لعمليات عسكرية. إنها عملية تضييق الخناق على إيران وسورية عبر لبنان يمكن أن تتفق عليها الإدارة الأميركية مع الحكومات الأوروبية، ويمكن لها أن تطبقها بمفردها إذا بدت ملامح التلكؤ أو الاختلاف على بعض القيادات الأوروبية نظراً لعلاقاتها المختلفة مع كل من إيران و «حزب الله».

فالتحالف القائم اليوم بين الولايات المتحدة وأوروبا في الشأن الليبي لا يمحو واقع الاختلاف في نوعية وديناميكية العلاقة الأوروبية مع إيران و «حزب الله» عن العلاقة الأميركية معهما، وبالتالي مع سورية. و «حزب الله» ليس على قائمة الإرهاب في أوروبا كما هو في الولايات المتحدة. وللأوروبيين علاقات خفية مع إيران. بالأمس القريب كانت فرنسا عرّاب فك العزلة عن النظام في دمشق - بقرار من الرئيس نيكولا ساركوزي – بغض النظر عن أسباب فرض العزلة أساساً بمساهمة جذرية من سلفه جاك شيراك بسبب أدوار سورية في لبنان بما فيها الاغتيالات السياسية. إذاً، إن الولايات المتحدة في حاجة الى سياسة تصوغها لنفسها لما بعد فترة الحماسة للشراكة الأميركية – الأوروبية الراهنة، لا سيما أن الأوروبيين لا ينظرون الى الأمور بالمنظار الأميركي، والعكس بالعكس، الى إيران وامتدادها في سورية أو لبنان.

دول مجلس التعاون الخليجي شريك حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الزواج المؤاتي، marriage of convenience تنظر الى العنصر الإيراني في أعقاب زوال النظام السوري من وجهة نظر مختلفة تماماً. إنها تهيأ لقيام إيران بعمليات انتقامية عبر «حزب الله» وعبر ميليشات تابعة لها، ليس ضد إسرائيل، وإنما في الدول الخليجية العربية.

ما صدر أخيراً عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي من دعوة بشار الأسد الى تلبية المطالب «المشروعة» للشعب السوري يكاد يكون مبادرة من رجل أكاديمي أراد أن يكون المصلح لكنه «ليس من المطبخ» بحسب تعبير خليجي مطلع. فهذا الكلام بقي لرجل واحد لا نفوذ له ولم تكن له إفرازات أو صدى لا في أركان الحكم في إيران ولا عبر الأبواق اللبنانية.

فلا حليف لسورية الأسد اليوم سوى إيران و «حزب الله» بعدما نجحت أوروبا والولايات المتحدة بعزله إقليمياً ودولياً عبر استنزافه بالعقوبات والتطويق، وعبر التحالف مع دول مجلس التعاون الخليجي، ثم – وإن كان متأخراً – عبر موقف لجامعة الدول العربية وعرض لزيارة وفد منها الى دمشق لقي الرفض من النظام السوري.

حتى تحالف روسيا مع نظام الأسد هو تحالف موقت – على رغم كلفة هذا التحالف العابر بأرواح الشعب السوري. فمصالح روسيا مع الغرب أكبر من مصالحها مع النظام في دمشق. والقيادة الروسية ستفعل ما سبق أن فعلته عندما ارتأت أن ذلك في مصلحتها – أي اللف والدوران تراجعاً. وهذا سيحدث قريباً بذريعة أو أخرى.

إيران لن تفعل ذلك. نظام الجمهورية الإسلامية يدرك أنه إذا خسر سورية فإن ذلك سيسبب له انتكاسة كبرى وسيقرر التعويض عنها. إنه يخشى التحالف الجديد الذي يضم دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا وسورية مع أوروبا والولايات المتحدة، لكنه لن يجلس في الزاوية.

ما تتوقعه دول مجلس التعاون الخليجي هو أن يتحول النظام في إيران بعد سقوط حليفه في دمشق الى «نمر مجروح» فيتأهب للانتقام. إنما الانتقام، بحسب توقعات هذه الدول، لن يكون في لبنان على الحدود مع إسرائيل باستخدام ورقة «حزب الله» هناك. إنه سيكون عبر تفعيل ورقة «حزب الله» وورقة ميليشيات في العراق وغيره داخل منطقة دول مجلس التعاون الخليجي عبر عمليات تخريب وترهيب لضرب الاستقرار.

أي إن «حزب الله»، بحسب هذا الرأي، سيتحول الى عامل ضرب استقرار وتشويش على الصعيد الإقليمي وليس على الصعيد اللبناني، لأن موقع إسرائيل على الحدود اللبنانية سيؤدي الى لجم «حزب الله» وإيران معاً.

دول الخليج ستحاول أن تبتعد عن محاور الإيديولوجية والأحزاب وهي تعتقد أن «حزب الله» ما بعد سقوط النظام في سورية سيكون هادئاً في لبنان وصاخباً في منطقة الخليج لحساب إيران. هنا أيضاً يطل ظل الاختلاف بين المواقف الأميركية والأوروبية. وما تعمل عليه الدول الخليجية هو إيصال رسالة واضحة الى الإدارة الأميركية فحواها أنه ما لم تتحد الصفوف الأميركية والأوروبية في مواجهة جدية مع إيران، فإن أوراق التخريب والتدمير ستطاول تلك المنطقة المهمة بمواردها، وستطاول معها المصالح الأميركية والأوروبية معاً.

لكل هذه الأسباب، إن موضوع السياسة الخارجية للولايات المتحدة لا يمكن أن يكون مبارزة لغوية ما بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي في مثل هذه المرحلة الحاسمة لمنطقة الشرق الأوسط. إنه موضوع يستحق منتهى الجدية.

 

سوريا: من الثكن والبادية والصعيد إلى برهان غليون "السوربون"

المحامي عبد الحميد الأحدب/النهار

الى اين تتجه سوريا اليوم؟ واين يمكن ان تصل؟ هل السيناريو "الليبي" قيد الاعداد؟ واقع الحال ان نظام آل الاسد اصبح محاصرا حصارا قويا وشديدا، اقليميا ودوليا، اقتصاديا وديبلوماسيا وسياسيا! وهو وضع لا يحسد عليه! انتخاب برهان غليون الاستاذ في جامعة السوربون في فرنسا رئيسا للمجلس الانتقالي من دون علمه يدل على ان سوريا تخرج من درب الآلام، ولكن بخطى امينة، ولكن بغير السيناريو الليبي! فسوريا غنية! غنية جدا برجالها ونسائها امثال برهان غليون... من ميشال كيلو الى هيثم المالح، الى فايز ساره الى... الى... وسوريا عاشت القرن الماضي تحت حكم البادية والثكن والشبيحة، وكان تاريخ القمع والاستبداد والبطش، هو القاعدة! اما كان لهذا الليل ان ينجلي في هذا القرن الحادي والعشرين.

سوريا غير ليبيا...! جاء القذافي من البادية، ليذكر بشباب عبد الناصر، الآتي هو الآخر من الصعيد، امسك القذافي ليبيا بيد من حديد واستباح المحرمات وطوب البلد له ولأولاده. وكان المحذر هو "العروبة" ومحاربة الرجعية والصهيونية الخ... لهذا كان الشعار الوطني المقدس لدى القذافي وكل المستبدين الذين جاؤوا من البادية والريف ليحكموا العالم العربي بالاذلال والتركيع شعارهم ان "لا صوت يعلو على صوت المعركة".فكانت النتيجة ان خسر العرب كل المعارك، وخسروا انفسهم وخسروا فلسطين، والشاهد الكبير على الانقلاب البشري الحاصل في ليبيا وفي كل البلاد العربية هو المشهد الذي وقف عنده الناس مذهولين امام شاشات التلفزيون، فقد شهد الناس مجموعة من الشبان الليبيين يعانقون العلم الاميركي ويقبلونه... ويشكرون الله على نعمه! ترى هل نحن في ليبيا... اميركا اصبحت المنقذ!  الثقافة السياسية العربية تحتاج الى مراجعة... ان يسأل الناس في الشوارع عما يفكرون فيه وليس سكان قصور الاستبداد. سوريا شهدت الانتداب الفرنسي وخاضت معه معارك ضارية بقيادة سلطان باشا الاطرش الذي صارت ابنته تقول على التلفزيون منذ ايام: "ليس في سوريا عصابات مسلحة سوى عصابة آل الاسد" من كان يصدق؟

ثم ان سوريا بعد الاستقلال شهدت ويلات هان امامها الاستعمار الفرنسي وكل بطشه... شهدت ايام عبد الحميد السراج، ثم البعث ثم ايام صلاح جديد، الى ان استقر المقام بآل الاسد في السلطة! وسوريا ليست وحدها، بل كل البلاد العربية في الهم سواء! كل الدروب تؤدي الى الطاحون... ولو لم يسمع الجيش التونسي ثم المصري النصيحة لكانت المذابح التي نجّى الله منها مصر وتونس. في ليبيا ميليشيات، وكل ميليشيا لأحد ابناء القذافي... فلم يكن هناك بد من حمام الدم الذي اطاح القذافي!

في سوريا الجيش طائفي، وهذه مشكلة كبيرة، والحل الداخلي اصبح متعذرا، ولم يعد ممكنا الا من الخارج! والخارج يطلب مزيدا من حمامات الدم ومن القمع ليتحرك! وبدأ التحرك العربي: بدأت المسيرة ببيان دول مجلس التعاون، ثم البيان السعودي، ثم اعلان جامعة الدول العربية الذي يدعو الى وقف اطلاق النار واجراء انتخابات رئاسية ونيابية ونقل السلطة... وتم سحب السفراء العرب من سوريا، ثم جاء البيان التركي الذي فقد ثقته بنظام آل الاسد في سوريا... وذلك بعد الاعلان الاميركي عن فقدان بشار الاسد الشرعية... ثم جاءت العقوبات الاوروبية... والحبل على الجرار. كل ذلك اعداد للحل الخارجي! او ما يسمى "من المدنيين".

والآن... ليس في الميدان سوى حديدان... اي روسيا! روسيا لها مصالح مع اميركا، والموقف الروسي ليس سورياً، بل هو اميركي، يطلب من اميركا اشياء لا نعرفها... فحين تعطيه يتغير موقفه! وعلى كل حال... روسيا منسجمة مع تاريخها الاستبدادي الذي لم يعرف يوما طعم الحرية، ولعل روسيا تريد "شيشنة" سوريا! بعد ان تحصل روسيا على مطالبها من اميركا يتغير الوضع في مجلس الامن. الآن اصبح الشعب السوري يطالب "بحماية المدنيين...! فهل تتولى تركيا ذلك بتفويض من الامم المتحدة ومساندة من اميركا؟ يصعب اذذاك على ايران "وحزب الله" والحرس الثوري ان يستمروا في المشاركة بالقمع في سوريا مع الجيش الطائفي... ولا سيما ان قتلى "حزب الله" بدأت جثامينهم تعود الى لبنان وسط الاهازيج!

في بدايات القرن العشرين كان الفكر السياسي في الشام سبق غيره الى فكرة العروبة... ولكنه في بداية القرن الحادي والعشرين، لعن الشعب السوري والشعوب العربية الساعة التي رفعوا فيها رايات العروبة التي ليس فيها حرية ولا كرامة انسان... ولم تكن فيها سوى ثكن عسكرية وبادية وصعيد وجهل وحقد طبقي و... ستون عاما استعبدوا الشعوب العربية باسم "فلسطين" ثم اضاعوها! واستملكوا بلادنا وطوبوا اموالها لأولادهم! في بداية هذا القرن لحق الفكر السياسي في الشام بالثورات العربية التي لم تعد تطلب سوى الحرية. وكرامة الانسان، سوريا في آخر طريق الآلام، وان كان حمام الدم مستمر! ولكن الاجواء الدولية اصبحت اكثر فأكثر مهيأة للتدخل "لحماية المدنيين".

 

الحرب الداخلية أو الرحيل

عبد الكريم أبو النصر/النهار

"ثلاث إستراتيجيات للخروج من الأزمة الكبرى المعقدة والخطرة في سوريا مطروحة اليوم وتشكل محور الإتصالات والمشاورات الأميركية - الأوروبية - التركية - العربية التي تتناول مستقبل هذا البلد ونظامه. ويجمع هذه الإستراتيجيات قاسم مشترك واحد هو أن سوريا ما بعد إنطلاق الإحتجاجات الشعبية ستكون في أي حال مختلفة الى حد كبير أو جذرياً عن سوريا التي كان الرئيس بشار الأسد يجزم مطلع هذه السنة في تصريحات صحافية بأنها بمنأى عن حركة التغيير في المنطقة لأن السوريين يدعمون قيادتهم القريبة منهم والمتمسكة بخيار المقاومة والممانعة". هذا هو إقتناع مصادر ديبلوماسية أوروبية في باريس مهتمة مباشرة بالملف السوري، إستناداً الى المعلومات التي تتلقاها من دمشق وعواصم أخرى معنية بالأمر.

وأوضحت هذه المصادر ان الإستراتيجيات الثلاث للخروج من الأزمة السورية الكبرى هي الآتية:

الاستراتيجية الأولى: تتبناها دول وجهات تريد إعطاء فرصة لنظام الأسد لإنقاذ سوريا من طريق عملية إصلاح حقيقية تتضمن العناصر الأساسية الآتية: التخلي فعلاً عن الخيار العسكري - الأمني ووقف العنف والقمع في التعامل مع المحتجين وإعادة القوى العسكرية والأمنية الى ثكنها وقواعدها والسماح بالتظاهر السلمي وحرية التعبير وإطلاق المعتقلين وبدء حوار بين السلطة وممثلي المحتجين والمعارضة للتفاهم على إصلاحات جدية يتم تنفيذها ضمن جدول زمني محدد وتؤمن الإنتقال الى نظام ديموقراطي تعددي يسمح بالتداول السلمي للسلطة. لكن نظام الأسد يرفض هذه الإستراتيجية لأنها تكرس هزيمته وفشله وتعني إعترافه بشرعية حركة الإحتجاج وأحقية مطالبها. كما ان نظام الأسد يتخوف، إستناداً الى المصادر الأوروبية المطلعة، من أن يدفع السماح بحرية التظاهر السلمي ملايين السوريين الى النزول الى الشارع لإعلان رفضهم العيش في ظل الحكم الحالي الأمر الذي يشكل إنقلاباً شعبياً على هذا النظام ويساعد على إطاحته.

الإستراتيجية الثانية: تتبناها دول غربية بارزة وتدعمها دول إقليمية وتدعو الى العمل بوسائل متنوعة على إقناع الأسد بالتنحي عن السلطة ومغادرة سوريا لأنه ليس ممكناً إصلاح النظام في ظل قيادته الحالية وبالتعاون معها ولأن بقاء الرئيس السوري في منصبه يؤدي الى إطالة الأزمة وبروز تعقيدات عدة داخليا وخارجياً تدفع الأوضاع نحو الأسوأ وقد تفجر حرباً أهلية. ويساعد رحيل الأسد على تأمين الإنتقال سلمياً الى نظام ديموقراطي تعددي يحتاج اليه السوريون وينسجم مع التغييرات والتحولات في المنطقة العربية. وترفض المصادر الأوروبية أن تؤكد رسمياً ان موضوع إستقالة الأسد نوقش معه أو مع شخصيات بارزة في النظام وتكتفي بالقول "إن هذا الموضوع مطروح جدياً ولكن ليست ثمة أدلة على أن الرئيس السوري مستعد للتخلي عن السلطة بسهولة".

الإستراتيجية الثالثة: تتبناها القيادة السورية وتهدف الى إبقاء البلد في حرب داخلية من أجل القضاء على حركة الإحتجاج والإكتفاء بإجراء إصلاحات شكلية مع الحفاظ على القبضة الأمنية المشددة مما يضمن إستمرار نظام الأسد بتركيبته وطبيعته وتوجهاته الحالية فترة زمنية أخرى. لكن هذه الإستراتيجية تقود سوريا الى طريق مسدود إذ انها لن توقف حركة الإحتجاج بل توسع نطاقها، ولن تؤمن الحماية للنظام بل تنعكس سلباً على الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية والأمنية في البلد وتهدد السلم الأهلي والوحدة الوطنية وتزيد عزلة النظام إقليمياً ودولياً وتضاعف الضغوط والعقوبات عليه وعلى رئيسه. واستناداً الى معلومات باريس فإن النظام الإيراني يشجع فعلاً نظام الأسد على التمسك بإستراتيجية المواجهة هذه لأنها تضعف سوريا وعلاقاتها الإقليمية والدولية وتعزز التحالف السوري - الإيراني وتجعل هذا البلد أكثر فأكثر "أسير" إستراتيجية الجمهورية الإسلامية وخططها في المنطقة.

وقال لنا ديبلوماسي أوروبي معني بالملف السوري: "لم يتم الى الآن وضع إستراتيجية حقيقية قابلة للتنفيذ وتؤدي الى إخراج سوريا من مأزقها الكبير لثلاثة أسباب رئيسية: أولا - نظام الأسد يريد الإنتصار بالقوة على شعبه المحتج وهو ليس راغباً في التعايش أو التفاهم سلمياً معه من أجل تغيير الأوضاع وتطويرها، ثانيا - المحتجون يرفضون إضاعة الفرصة التاريخية المتاحة لهم لتغيير النظام وهم مستعدون لبذل كل التضحيات ودفع أغلى الأثمان لتحقيق هدفهم، ثالثاً - الدول البارزة والمؤثرة على إقتناع بأن النظام السوري يجب أن يتغير جذرياً ، بموافقة الأسد أو من دون موافقته، لأن هذا التغيير لمصلحة سوريا والمنطقة".

 

تفهم الواقع الداخلي بدأ يضيق مع الضغوط الدولية

كلفة صعبة يرتبها الدعم اللبناني للنظام السوري

روزانا بومنصف/النهار

تفاعلت خلال هذا الاسبوع وعلى اثر اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بدعوة من الجامعة العربية التي اصدرت بيانا اعتبرته السلطات السورية "كأنه لم يصدر "واضطر لبنان الى التنكر بدوره لما حصل في الاجتماع فبرزت مواقف لافرقاء اساسيين في الحكومة نددوا بما اعتبروه تخليا عربيا عن النظام السوري وانتقدوا الدول العربية. فرئيس مجلس النواب نبيه بري تحدث عن تخلي غالبية الدول العربية عن النظام السوري وكذلك فعل نواب ومسؤولون من "حزب الله" بعد تبلغهم ان ما تناولته النقاشات داخل اجتماع وزراء الخارجية العرب كان اقوى بكثير مما جاء في البيان الديبلوماسي للجامعة العربية وان دولا كانت تعتبر داعمة جدا للنظام السوري ومتفهمة له باتت على نقيض مواقفها السابقة وهذه الدول باتت تشكل اكثرية بين الدول العربية من حيث زيادة تشددها ازاء ما يحدث في سوريا. والكلام في هذا الاطار لا يشمل المملكة العربية السعودية او قطر باعتبار ان موقفهما جوهري واساسي في هذا السياق بل ايضا سلطنة عمان والامارات العربية المتحدة وسواها من الدول. وهذه المواقف اللبنانية تثير تساؤلات جدية حول الكلفة السياسية التي يمكن ان تدفعها الحكومة اللبنانية عربيا ودوليا ازاء هذا الموقف على رغم ان المواقف المنتقدة للدول العربية كانت حتى الان مواقف افرقاء في الحكومة لكن هؤلاء يشكلون ركيزتها الاساسية بحيث يصعب الفصل بين مواقفهم ومواقف الحكومة حتى لو لم تتخذ موقفا علنيا وواضحا خصوصا ان الموقف المعلن للديبلوماسية اللبنانية يترجم الموقف الذي عبر عنه الفريق الشيعي في الحكومة لكن من دون اعتراض من رئيسها. اذ ان الحكومة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي واجهت لدى معظم الدول العربية الاساسية كما لدى تركيا مشكلة ما اعتبر انقلابا نفذه حلفاء سوريا في لبنان ضد الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري وبحض او غطاء من النظام نفسه. وهذا ادى الى نشوء تحفظات كبيرة على طريقة اسقاط الحكومة وتأليف الحكومة الحالية التي نجت واقعيا حتى الان ومنذ ولادتها قبل بضعة اشهر نتيجة الانشغالات العربية والدولية بالثورات العربية في المنطقة. كما ان لدى الحكومة مشكلة ازاء دعم النظام في سوريا في ظل مواجهته المعارضة الداخلية لشعبه وليس اي فريق خارجي اخر حيث لا تملك عمليا القدرة والبعض يقول الجرأة على عدم تقديم الدعم مع علمها ان الموقف العربي المندد بما يحصل في سوريا يمكن ان يؤدي الى ما هو ابعد على الصعيد الدولي نتيجة العلاقة الديالكتية القائمة بين الموقفين العربي والدولي من حيث اعطاء الاول شرعية للثاني على نحو واسع ومع علمها ايضا ان الانحياز لمصلحة النظام سيكون مكلفا جدا على الاقل من حيث زيادة وطأة المقاطعة العربية للحكومة.

وتبدو مواقف الافرقاء اللبنانيين الحلفاء للنظام السوري في الحسابات الداخلية مفهومة الى حد بعيد نتيجة الرعاية السورية لهؤلاء خلال ما يزيد على ثلاثة عقود استمرت ولا تزال حتى الان وصولا الى الحكومة الحالية وفي ظل رفض لبناني واجهه هذا النظام ايضا من افرقاء لبنانيين اخرين على نحو متقلب ومتعدد، وذلك على رغم ما تثيره هذه المواقف المعلنة من تناقضات حول ازدواجية المعايير التي يعتمدها هؤلاء الافرقاء ازاء ما يحدث من ثورات في الدول العربية. لكن ومع التضييق الدبلوماسي والسياسي على النظام السوري حاليا وصولا الى فرض عقوبات اميركية على وزير الخارجية وليد المعلم الذي كان يعتبر نافذة النظام على المسؤولين الاميركيين نتيجة علاقات واسعة نسجها معهم خلال ما يزيد على عقد من شغله منصب السفير السوري في واشنطن، يبدو لبنان في موقع صعب اذ يأخذ هذا الدور ازاء الدول العربية وليس فقط امام مجلس الامن حيث يبدو في الافق مشروع قرار ضد النظام السوري لم يوضع على نار حامية بعد نتيجة الموقف الروسي الرافض لفرض عقوبات على النظام مدعوما من الصين وبعض الدول الاخرى غير الدائمة العضوية في المجلس. لكن هذا الاستحقاق قد لا يتأخر مع توافر معطيات ديبلوماسية عربية تفيد ان الموقف الروسي الاخير من النظام السوري لن يتأخر في ان يسلك طريق التغيير باعتبار انه موقف تفاوضي ينتظر على الارجح ان يفتح الاميركيون والاوروبيون الباب امام حصوله من اجل المقايضة عليه.

وتجدر الاشارة الى ان لبنان تلقى تحذيرات غربية مبكرة على هذا الصعيد اي في الشهر الثاني للانتفاضة في المناطق السورية ولجوء عدد كبير من المواطنين السوريين الى لبنان لجهة ضرورة عدم التماهي مع النظام السوري والعمل على الفصل بين مواقفهما نظرا الى ما يمكن ان يترتب على لبنان نتيجة لذلك. وكانت الامور في سوريا لم تشهد هذا القدر من العنف في حين تكررت ملاحقة معارضين سوريين في لبنان. وهو امر لم يظهر لبنان الرسمي قدرة على القيام به حتى لو رغب بذلك مما يثير تساؤلات جدية حول الكلفة الدولية التي ستترتب على الحكومة اللبنانية نتيجة لذلك الى جانب الكلفة المترتبة عليه من جانب الدول العربية.

 

أيلول شهر الامتحانات الصعبة والحاسمة لحكومة ميقاتي

هل من قرار اتهامي ثانٍ بعد عيد الفطر يقلب الأوضاع؟

ابراهيم بيرم/النهار

ايلول المقبل هو شهر الاستحقاقات الصعبة امام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، واستطرادا شهر الاختبارات القصوى امام تطورات اقليمية ومحلية يرتفع موجها ويعلو منسوب تداعياتها حينا بعد حين. لذا فالسؤال العريض المطروح بإلحاح، هل يتجاوز ميقاتي العقبات بالبراعة عينها التي تجاوز بها العقد الكبرى التي واجهته منذ ما قبل التصدي لهذه المهمة الشاقة والشائكة في ان يخلف الرئيس سعد الحريري في حالة تحد وصراع وليس في لحظة انتقال سلس للسلطة؟

لا ريب ان هذه التساؤلات كامنة لدى دوائر عليا في قوى الاكثرية الجديدة، وليست فقط رهانا تتكئ عليه القوى المعادية لهذه الحكومة والتي روجت باكرا لفكرة تعثر الحكومة وانقسامها مما يوحي بقرب انفراط عقدها. اذ ان ثمة اكثر من داع يجعل ايلول الوشيك شهرا لاختبارات صعبة لحكومة ميقاتي، ولتماسك مكوناتها الاربعة.

فعلى المستوى الاقليمي بدا جليا ان الحدث السوري انتقل الى مرحلة جديدة، مع القرار الغربي (الاميركي – الاوروبي) لمحاصرة سوريا، انفاذا لهدف اساسي، وهو جعلها معزولة على غرار وضع كوريا الشمالية وذلك بعدما نجح النظام السوري في تجاوز كل المكامن التي نصبت له وابرزها في جسر الشغور ومن ثم حماة بغية اسقاطه، وبالتالي "امسك" الارض التي جهد خصومه لكي تميد تحته. ونظرا الى الترابط العضوي العميق المعلوم بين الوضعين السوري واللبناني، وقياسا بحجم التداعيات التي عكستها حوادث الساحة السورية على ساحة لبنان بدت الاخيرة اسيرة الحدث السوري، لا سيما بعدما قرر فريق تيار "المستقبل" على وجه الخصوص ان يغادر "خفره" السابق وينخرط بشكل واع في مواجهة مع النظام السوري بألوان واشكال متنوعة خصوصا بعد موقف العاهل السعودي وبيان الرئيس الحريري الذي اعقبه مباشرة.

وعليه، فإذا كانت حكومة ميقاتي نجحت في الاسابيع التي أعقبت نيلها الثقة وانطلاق رحلتها في ان تبقي الى حد ما الوضع اللبناني بمنأى عن تفاعلات الحدث المجاور، فإن السؤال المطروح كيف سيكون تعامل الحكومة اياها مع ما هو مرتقب ومتوقع من تطورات محتملة في الساحة السورية والتي لن تخلو بطبيعة الحال من صعوبة، خصوصا اذا حول الغرب دعواته الى حصار جدي لسوريا؟

وعلى المستوى الاقليمي اياه ثمة تطورات اخرى تلقي بظلالها الثقيلة على المنطقة، خصوصا بعد التطورات الميدانية في منطقة ايلات وانفتاح باب جديد للمواجهات على مستوى الصراع العربي - الاسرائيلي، وصولا الى موضوع السعي الفلسطيني لكسب تأييد اممي للدولة الفلسطينية مما يعني بشكل او بآخر ان المنطقة تختزن في طياتها احتمالات صعبة.

اما على المستوى الداخلي، فقد اختبرت حكومة ميقاتي، منذ انطلاق قطارها 3 اختبارات لمدى تماسك مكوناتها مع امتحانات لقدرة رئيسها على تدوير الزوايا، ومواجهة المواقف الصعبة.

الاول اختبار القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الدولية بصيغته الشفوية المكتومة ثم بصيغته الثانية المعلنة.

واذا كان "حزب الله" يتولى منذ زمن "امتصاص" مفاعيل القرار الذي صدر اصلا ليطاله وليحاصره وفق ما يجزم به دوما، فإن مفاعيل القرار وتردداته بدأت تلتف في الاونة الاخيرة حول حكومة ميقاتي نفسها بغية احراجها امام الرأي العام الدولي.

الواضح وفق انصار الحكومة، ان خصومها والعاملين بشراسة معلنة لمحاصرتها توطئة لاسقاطها على حسب ما جاهروا به دوما، لم يعجبهم قول المحكمة الدولية نفسها انها "راضية" عن التعامل الايجابي للحكومة اللبنانية مع الجهود الرامية الى التعاون مع مفاعيل القرار الاتهامي لا سيما لجهة قضية المطلوبين الاربعة فكانت قضية مقابلة مجلة "التايم" الملتبسة، وهي برأي هؤلاء مرحلة اولى لمحاصرة الحكومة الميقاتية واظهار انحيازها توطئة لمعاقبتها.

اما المرحلة الثانية المماثلة التي ستكون حكما بعد عيد الفطر، فهي ما تجلى في ما يحكى من احتمال صدور القرار الثاني الاتهامي والذي تردد اوساط في الاكثرية انه موجود "غب الطلب" في سياق نهج اسقاطات مفاعيل القرار الاتهامي على مسار الواقع السياسي اللبناني منذ ان سلم المدعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار نص القرار الاتهامي الى قاضي الاجراءات التمهيدية لحظة بلغت "تسوية الـ"سين – سين" لحظتها الحاسمة للولادة بعد التكامل.

وفي سياق متصل مع قضية المحكمة الدولية وتفاعلاتها داخل الحكومة، فلا ريب ان ثمة من ينتظر بشغف استحقاقين اساسيين يتصلان بالمحكمة اياها: الاول في 13 ايلول المقبل، اذ ستطرح على بساط البحث في الحكومة مسألة تجديد تمويل هذه المحكمة، والثاني في آذار اذ ستثار بإلحاح مسألة تجديد تفويض المحكمة.

وعليه، ستكون المحطتان استكشافا قويا لمدى تماسك قوى الاكثرية من جهة، وكيف سيتخطى ميقاتي هذين الاستحقاقين وهو يعلم تمام العلم ان خصومه حاولوا منذ البداية محاصرته بتهمة انه اتى ليقطع دابر العلاقة مع المحكمة الدولية.

اما الاختبار الثاني فهو اختبار ملف الكهرباء الذي اعطى السجال والتباين حول مشروع الوزير جبران باسيل داخل الحكومة انطباعا فحواه ان تماسك الاكثرية هش لدرجة انه اوشك على الانفراط امام اول امتحان خصوصا ان النائب العماد ميشال عون صعد اكثر من اللازم.

واذا كانت المعلومات المتداولة في اوساط الاكثرية ترجح حصول "تسوية" على نحو يفضي الى موافقة ميقاتي على المشروع المطروح، بعد "اثقاله" بمجموعة شروط "تسحب" جوهر المشروع على نحو يمنعه من ان يكون اولا واخيرا اداة لمصلحة الوزير باسيل وانتصارا مدويا لفريقه السياسي، فإن السؤال المطروح هل ستنجح "براغماتية" ميقاتي في تجاوز الاختبارات الاخرى التي تترصد حكومته، وهل ستنفع معه هذه الطريقة التي اتبعها!

ويندرج الاختبار الثالث في ما يمكن تسميته بـ"الهواجس" و"المخاوف الجنبلاطية" من استحقاقات قابل الايام. فلم يعد خافيا ان النائب وليد جنبلاط عبر خلال الاسابيع القليلة الماضية بصراحة عن جملة هواجس اعترته بفعل تسارع التطورات في الساحة السورية، وبفعل تباين مصادره الخارجية حول مآل هذه التطورات.

والواضح ان هذه الهواجس شقت طريقها مع زيارة جنبلاط والوزير غازي العريضي الى دمشق ولقائهما آخر شخصية سورية عريقة يتعامل معها، والثاني زيارة العريضي منفردا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وثمة مناخات توحي ان "القلق" الجنبلاطي لم ينته كليا فما زال حاضرا يعبر عن نفسه بـ"فلتات" من هنا او من هناك.

هو اذن شهر الامتحانات الحاسمة فهل تنجح رهانات ميقاتي والاكثرية بأن تصمد الحكومة حتى موعد الانتخابات المقبلة بعد نحو سنتين ام تجد حسابات الاقلية مصداقها، وبالتالي تتهاوى هذه الحكومة امام رياح التطورات الداخلية والاقليمية التي تبدو أنها هوجاء؟

 

الجامعة العربية والثورة السورية

رضوان السيد/الشرق الأوسط

ما قرأت تصريحا أطرف وأكثر مأساوية من بيان وزارة الخارجية اللبنانية عن المبادرة العربية لحل الأزمة في سوريا بين النظام هناك وشعبها الثائر عليه. فقد حضر وزير الخارجية اللبناني بنفسه اجتماع مجلس الجامعة العربية يوم السبت في 28 أغسطس (آب) 2011. وهو الاجتماع الذي ناقش المبادرة، وأصدر بيانا بشأنها، وأخبر الجمهور العربي أن الأمين العام للجامعة سيتوجه إلى دمشق لعرض المبادرة على المسؤولين السوريين. وتعبر المبادرة عن القلق العميق لأحداث العنف وسفك الدم في البلاد، وتدعو النظام إلى مغادرة الحل الأمني الذي فشل تاركا آلاف القتلى، وعشرات آلاف المعتقلين والمشردين بين الداخل السوري ومخيمات النفي في تركيا والأردن ولبنان. كما تدعوه إلى الإصلاحات الاقتصادية والسياسية بما يتلاءم وحق الشعب السوري في المشاركة وإنجاز التحول الديمقراطي المطلوب. وعندما عاد وزير الخارجية اللبناني إلى بيروت، كانت عدة تطورات قد حدثت: رفض النظام السوري المبادرة، وأنجز حملات قمع وقتل واعتقال في صفوف المصلين بالمساجد في ليلة القدر، وعلى رأسها جامع الرفاعي بكفرسوسة، أحد أحياء دمشق، كما كان الأتراك والإيرانيون والروس (وهم جميعا من أصدقاء النظام في سوريا)، قد عبروا عن استنكارهم لتصرفات النظام، ووجهوا تحذيرات إليه. والظاهر أن القمع الذي نال السوريين في ليلة القدر، نال بعضه وزير خارجية حكومة حزب الله بلبنان الذي ما جرؤ على التصدي للإجماع في مجلس الجامعة، فأصدر بيانا جاء فيه أن نص المبادرة ما نوقش في اجتماع الجامعة، ولذلك ما تسنى للوزير الهمام التصدي له بالإنكار، مع أن المندوب السوري في الاجتماع كان قد تصدى له!

لقد مضت على الثورة الشعبية في سوريا ستة أشهر، وطُرحت خلالها عشرات المبادرات للحل على المستويات الدولية والإقليمية، وعلى مستوى المعارضة أو المعارضات السورية في الخارج؛ وبخاصة ذاك الفريق أو أولئك الفرقاء المتجولون في تركيا بين أنطاليا وإسطنبول. وبقيت التصريحات والبيانات العربية على مستوى الدول خجولة أو مترددة، باستثناء بيان الملك عبد الله بن عبد العزيز، الداعي إلى وقف العنف، وصَون مصالح الشعب السوري ووحدته. وكان بين الإشارات الأسوأ قبل شهرين زيارة الأمين العام الجديد للجامعة العربية إلى دمشق، ودعمه للرئيس الأسد، دونما كلمة عما يجري في الشارع السوري وعليه من قتل وقمع وملاحقة. ولهذه الأسباب كلها، كانت مبادرة الجامعة العربية - وإن تأخرت - قوية وصادمة للنظام وأنصاره، ومنتصرة لقضية الشعب السوري في الحرية والديمقراطية. إنما الأهم من ذلك كله أنها هي الخطوة الأولى التي تعلن الجامعة العربية من خلالها دخولها إلى زمن الثورات التغييرية العربية. فقد اتخذت قرارات بشأن دعم التحول الديمقراطي في ليبيا، وتبنت قضية السوريين الثائرين وحقهم في الحياة الحرة والكريمة والخالية من القمع والقتل. إنها تعريب للأزمة إذا صح التعبير، وإعلان عن أن الجامعة تريد أن تلعب الدور المرجو منها في الزمن الجديد، حفاظا على الانتماء والتماسك، وصونا لسوريا من مخاطر الحلول الإقليمية والدولية.

منذ بداية الثوران في سوريا أعلنت إيران عن وقوفها إلى جانب النظام هناك، وقدمت له الدعم بشتى السبل، معتبرة أن الصورة هي مؤامرة على نظام الممانعة والمقاومة. وأضاف الأمين العام لحزب الله في لبنان إلى ذلك القول مرارا إنها مؤامرة لن يستفيد منها غير إسرائيل والولايات المتحدة.

أما الأوروبيون والأميركيون فقد انصرفوا لتطبيق سياسات العقوبات المتدرجة ضد رجالات النظام بدءا بالرئيس الأسد وأسرته. وقد حاولوا ولا يزالون يحاولون الوصول إلى قرار ثان في مجلس الأمن بحق النظام السوري تحت الفصل السابع. وهو القرار الذي لا تزال تمانع فيه روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا، ومع ازدياد مطالبها من النظام بالتوقف عن القمع وتسريع الإصلاحات.

وتردد الأتراك لبعض الوقت، ثم تصاعدت لهجتهم ضد تصرفات النظام في مواجهة الثائرين، وفتحوا مخيمات على الحدود للاجئين إليهم من القمع، والسماح للمعارضات السورية المتنوعة بعقد جلسات واجتماعات لها بتركيا. وفي الوقت نفسه تكثيف التواصل مع النظام السوري للغرضين: وقف القمع، وإجراء الإصلاحات، ورغم قول عبد الله غل رئيس الجمهورية التركية أخيرا - وتحت وطأة ما جرى على المساجد والمصلين في ليلة القدر - إن النظام ميؤوس من صلاحه تقريبا؛ فإن الأتراك يعتقدون أنهم نجحوا في استمالة الإيرانيين إلى جانبهم لزيادة الضغوط على الرئيس الأسد من أجل وقف القمع، والدخول في الحل السياسي.

والواقع أن المراوحة التركية، بل ومراوحة بعض العرب والدوليين تجاه الثورة السورية والنظام لها سببان: التخوف من التردي في نزاع داخلي مسلح لا مخرج منه إذا طال القمع والتظاهر معا، أو التخوف من تدخل دولي مخرب شأن ما جرى في العراق وليبيا!

وسط هذا المشهد المأساوي، يبدو تصرف قيادات النظام غريبا وعجيبا بالفعل. فهؤلاء لا يزالون يرون أن الثورة يمكن إخمادها بالقمع والقتل والملاحقة والاعتقال. لكنه ليس قمعا عشوائيا وحسب؛ بل هو قمع يتقصد إهانة الجمهور والمساس بمشاعره ورموزه الدينية. وهو سلوك دائم بدءا من إرغام المعتقلين على الصراخ تحت التعذيب بأنه لا إله إلا بشار أو ماهر، وانتهاء بالإغارة على المساجد والمصلين قتلا وقمعا وقصفا وإقفالا وهدما، وفي شهر رمضان على الخصوص! لقد بدأ هؤلاء بذلك في الأسبوع الأول للثورة بدرعا بما فعلوه في الجامع العُمَري هناك، ووصلوا أخيرا إلى غزو جامع الرفاعي بدمشق في ليلة القدر. وبين هذا وذاك تكرر المشهد في عشرات المساجد بسائر أنحاء سوريا، ومن البوكمال إلى حمص وحماه. وهذا التصرف فضلا عن حمقه، يشير إلى أمرين اثنين؛ أولا: أن أرباب النظام لا يزالون يقرأون في كتاب قديم يعود إلى السبعينات والثمانينات من القرن الماضي عندما كان نظام الراحل حافظ الأسد يشتبك مع الإخوان المسلمين، ويعتبر أن ضرب المساجد بحماه وحمص وإدلب وحلب يرعب الثائرين، ويشهد لعلمانية النظام ويساريته في عيون الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة. أما الأمر الثاني فهو أن النظام يتجاهل، بل يجهل، طبيعة الثورة السورية الحالية. فهي ثورة مدنية بامتياز، ولا علاقة للتنسيقيات القائمة بالفعل بالحزبيات الإسلامية أو الأصوليات التي بنى النظام البعثي سمعته على مكافحتها قبل ثلاثة عقود. وهو بذلك ينجز للشبان المدنيين وبسرعة ما لم يستطيعوا إنجازه في خضم هذه الحشود الهادرة بإسقاط النظام: إشعار المتدينين والمحافظين والذين ما شاركوا في المظاهرات، أن النظام لا ينتمي إليهم على الإطلاق، لأنه يكره ليس فقط مطالبة أبنائهم بالحرية (شأن كل نظام استبدادي)، بل هو يكره أيضا دينهم ويتعمد إهانة مشاعرهم العميقة في الإيمان والكرامة الأخلاقية والإنسانية.

لقد جاءت مبادرة الجامعة العربية تجاه الشعب السوري إذن معلنة عن أمرين اثنين: أن الجامعة دخلت في الزمن العربي الجديد، وأن قضية حريات الشعب السوري وكرامته هي قضية عربية بامتياز، بلا أقلمة ولا تدويل. هل يتجاوب النظام السوري أو يستفيد؟ لا أحسب أن ذلك سيحدث، فهو نظام من أنظمة الماضي تحركه دوافعه وأحقاده وأوهامه، إنما المهم أن الشعب السوري لن يرفع بعد اليوم شعار الخيبة من الأمة في صيغة: صمتكم يقتلنا. وسواء استقبل الأسد الأمين العام للجامعة أم لم يفعل، فهذا يوم له ما بعده!

 

شكراً قطر

حازم الأمين/لبنان الآن

الشأن العام في لبنان فيه من الرعونة ما لا تطيقه الا الدهماء. ومشهد واحد يُشعرك بما تمليه عليك السياسة من مهانة واستخفاف ليس بذكائك فحسب، انما بكرامتك أيضاً، طالما أن الكرامة عادت ودخلت الى القاموس السياسي العربي من أبواب الثورات. فالى أقل من سنة انقضت كانت عبارة "شكراً قطر" تُزين شوارع الجنوب اللبناني، وكانت قطر درة عين الممانعة بصحافتها و"نخبها" ومجتمعاتها، وتوج ذلك بالعبارة الشهيرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبية بري: "أول الغيث قطرة... فكيف إذا كانت قطر".

اليوم وفي الطريق من بيروت الى الجنوب لن تصادفك أي لافتة من تلك التي رفعها "مجتمع المقاومة" لدولة قطر. بلى هناك واحدة عملاقة على مشارف بلدة كفرا، لكن من رفعها قرر أن يقلبها رأساً على عقب، بحيث يبدو أنه تراجع عن شكر الدولة التي تولت إعادة بناء قريته!

أما الصحافة الممانعة التي تولت في السابق رفع قطر من مقام الدولة الخليجية الى سوية الواحة والحلم، فبين ليلة وضحاها عادت وتولت شيطنة تلك الدولة الـ"بترودولارية"، واستلت هذه الصحافة الترسانة الإيديولوجية عينها تلك التي كانت تستعملها في مواجهة خصومها. أما محطة الجزيرة، فقد انتقلت من كونها محتكرة للحقيقة والمعرفة والاخلاق الى بوق "امبريالي" ينضح كراهية وسماً.

كل هذا سببه انتقال دولة قطر من موقع الحليف للنظام في سورية، الى موقع الخصومة مع هذا النظام، وتولي قناة الجزيرة تغطية وقائع الانتفاضة هناك على نحو لا يروق للنظام.

لكن متأمل اضطراب مشهد الممانعة بفعل الانتفاضة السورية، لن تصدمه الوقائع هذه (قلب اللافتة وانتقال الصحافة الى الشتم بعد سنوات من التمجيد) بل السهولة التي جرى فيها "الانقضاض على قطر". فقد حصل ذلك على نحو أوتوماتيكي، تماماً بنفس المستوى والسرعة التي انفكت فيها قطر عن سورية. فقد توجه وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى دمشق وعقد اجتماعاً مع الرئيس بشار الأسد واختلف الرجلان، فعاد الأول الى بلده وأنزلت لافتات "شكراً قطر" من جنوب لبنان، وفي صباح اليوم الثاني صدرت صحف الممانعة مفاجئة قراءها محبي قطر وأهل قطر بطلب مراجعة مشاعرهم حيال تلك الدولة. هكذا ومن دون أي تدرج في المواقف يُراعي ذكاء مستقبلي الخطاب وهاضميه!

والغريب ان "مجتمع المقاومة" تورط بمواقف عاطفية حادة حيال الدوحة وحيال محطتها التلفزيونية وحكومتها، وفي انتقاله اليوم الى موقع مختلف تعثرٌ أين منه تعثر الحبيب بابتعاد محبوبته عنه. وإذا كان في الغرام ما يتيح التعثر، فان السياسة لا تهضمه، لا سيما إذا كانت الأخيرة من ضروب العقل والمنطق. ولهذا يبدو هجاء قطر اليوم أقرب الى هلوسة في حلقة زار منه الى السياسة بصفتها تعبيراً عن مصالح الجماعة.

لكن لا بأس في ذلك إذا تذكرنا أن السهولة التي صُعِدت فيها قطر الى مقام الدولة الواحة، ثم عادت وأُنزلت فيها أيضاً الى "جهنم البترودولار" هي جزء من السهولة التي تغشى مختلف جوانب خطاب الممانعة. ونحن هنا لا نفعل شئياً سوى أننا نعرض لمشهد لطالما تكرر، ولطالما سيتكرر.

 

أين هو شبلي العيسمي؟

صالح حديفة/صدى البلد

في المعلومات الشخصية، ولد شبلي العيسمي العام 1925م في محافظة السويداء في سوريا، لأسرة بذلت لتعليمه الغالي ممّا لديها، فتدرّج في حقول العلم والعمل حتى بات عضواً من مؤسّسي حزب البعث العربي.

صحيحٌ أن شبلي العيسمي لم يمارس أي نشاط سياسي على الأقلّ منذ العام 1992، حين تخلّى عن منصب الأمين العام المساعد في حزب البعث، بعدما شغله من العام 1966، إلا أنه وفي معراج عمله الحزبي والسياسي في سوريا ولاحقاً في العراق، تقلب في مناصب عدة رفيعة، فهو بدأ العمل الحزبي في العام 1943، ناسجاً علاقات وصداقات مع حزبيين وسياسيين، وشغل عضوية القيادة القطرية لحزب البعث من العام 1943 الى العام 1956، حين صار نائبًا للأمين العام ميشال عفلق، وتولّى ثلاث وزارات من العام 1963 إلى العام 1966.

حين كان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وزيراً للدفاع، شغل العيسمي منصب نائب رئيس الجمهورية في سوريا حتى العام 1966. وفي النصف الثاني من ذلك العام، ترك الأراضي السورية وانتقل إلى العراق حيث تسلّم مسؤوليته في حزب البعث العراقي وظل مقيماً هناك إلى ما بعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين في العام 2003.

في دائرة الظل

صحيحٌ أيضاً أن العيسمي بات في دائرة الظل منذ منتصف التسعينات لابتعاده عن واجهة العمل السياسي والحزبي قبل اعتزاله ذلك نهائياً في العام 2003، حيث كانت المرة الوحيدة التي خرج فيها إلى الضوء منذ ذلك التاريخ في العام 2005 يوم أطل بشهادة تلفزيونية عبر قناة "العربية" عن "فكر حزب البعث"، إلا أن البعثيين وكثيرين من العرب المتابعين لقضايا القومية والوحدة العربية قرأوا له أكثر من 17 كتاباً بين دراسة وتحليل أهمها عن "عروبة الإسلام وعالميّته" و"الوحدة العربية"، خصوصاً وأنّه كان واحداً من مهندسي الوحدة بين مصر وسوريا، وأجرى لقاءات طويلة مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وقد طُبعت بعض مؤلفاته مراراً وتُرجمت إلى الفرنسية والإنكليزية والإسبانية.

3  أشهر مضت

مناسبة الحديث عن العيسمي، تعود إلى أن الرجل قد خُطف منذ أكثر من ثلاثة أشهر من مدينة عاليه حيث كان يمارس هوايته في رياضة المشي قرب منزل ابنته المتزوجة من لبناني والمقيمة في المدينة.

منذ تلك اللحظة استعاد اللبنانيون من عارفي العيسمي ذكريات كثيرة عن الرجل فيما بات الآخرون ممّن لم يعرفوا عنه الكثير مهتمين بتقصي سبب إخفاء الرجل التسعيني العمر. وممّا لا شك فيه أن غالبية اللبنانيين والعرب ربطوا بين اختطاف العيسمي وبين ما يجري في سوريا من أحداث وتظاهرات منذ قرابة الأشهر الستة. وقد ذهبت روايات عديدة بعيداً في سرد تفاصيل الخطف رغم أنّ أحداً لم يرَ ماذا حصل مع شبلي العيسمي في ذاك النهار.

وبحسب ما تناقله بعض المتابعين للحادثة، فإن أحد أبناء العيسمي، وهو مقيم في الولايات المتحدة الأميركية، تحرّك مؤخراً تأييداً للثورة الشعبية في سوريا وانخرط في عملية هدفها "مقاضاة" النظام السوري على "جرائم القمع"، فعمدت السلطات السورية إلى إرسال سفير دمشق في بيروت علي عبد الكريم علي إلى العيسمي في عاليه طالباً منه إصدار بيان يدعم فيه النظام السوري ويدين فيه "التخريبيين" الذين يتحركون في "الداخل والخارج".

إلا أن العيسمي رفض ذلك، قائلاً إنه توقف منذ سنوات طويلة عن العمل السياسي، وبالتالي فإن إصدار بيانات مماثلة لا يتناسب مع سلوكياته في الإبتعاد عن الملفات السياسية. وتضيف هذه الرواية أنه بعد أيام على هذا الرفض اختفى شبلي العيسمي.

رواية أخرى تناقلتها جهات في سوريا ولبنان تفيد أن فئة محددة تعمل لمصلحة المتظاهرين في سوريا وبالتعاون مع فصيل من قوى 14 آذار في لبنان نفّذوا عملية الخطف، بهدف استثارة المشاعر الدرزية وتأليبهم لبنانياً وسورياً ضد النظام السوري والتأثير على مواقف الزعيم وليد جنبلاط مما يجري بسوريا، وهو الذي يحترم العيسمي شخصياً ويُكنّ له تقديراً مميزاً.

ماذا عن الدولة؟

وبعيداً عن الدخول في نقاش أي من الروايتين أعلاه أكثر قابلية للتصديق وأقربها للواقع، فإن لبنان لم يُظهر أي تحرك حقيقي جدِّي لمتابعة الملف والتحري عن الخاطفين، ثم سرَت في أوساط أمنية وأخرى إعلامية معلومات تعزز الرواية الأولى، دون أن يتم تأكيدها من أي جهة معنية، تفيد أن سيارات داكنة الزجاج أقدمت على نقل العيسمي نحو الطريق المؤدية الى الحدود اللبنانية - السورية واختفت هناك وأن العيسمي أصبح في دمشق فعلاً. لكن إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تبلّغ عائلة العيسمي بالأمر ممّن يدّعون اطلاعهم على ذلك؟ وأين هي الدولة اللبنانية من كل من حصل؟

بالأمس جمعت دار الطائفة الدرزية في بيروت حشداً غفيراً من أبناء طائفة الموحدين ومن محبّي العيسمي وأصدقائه ورفاقه، طالبوا الدولة وأجهزتها بالقيام بمسؤولياتها في سبيل الكشف عن مصيره، وأدانوا بشدة عملية الخطف المرفوضة في بلد يدّعي الحرص على الحريات، فهل ثمّة من لا يزال يسمع؟

 

مفتي الجمهورية جال في العرقوب ومرجعيون حاصبيا: تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هو أمانة في اعناقنا

يجب ألا نغفل عن العدو ومؤامراته توفر عليه خوض حروبه علينا

لن ننتقل إلى الدولة الحقيقية إلا بعد تطبيق الطائف بالكامل

لوفاء الحكومة بالتزاماتها في تمويل عمل المحكمة الدولية

لا يجوز لأي منا أن يستعمل لغة التهديد وسيلة لإقناع الآخرين

العدالة والاستقرار مطلوبان ومسؤوليتنا أن نحققهما معا

ليس هناك خلاف بين دار الفتوى وتيار المستقبل أو 14 آذار

وطنية - 2/9/2011 وزعت دار الفتوى بيانا عن جولة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني على منطقة العرقوب في جنوب لبنان أشارت فيه الى انه "وصل على متن طائرة مروحية تابعة للجيش اللبناني إلى قاعدة اللواء فرنسوا الحاج في مرجعيون، ورافقه في الجولة وفد كبير ضم الأمين العام للمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الشيخ خلدون عريمط، والقاضي الشيخ زكريا غندور، وعضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الشيخ زياد الصاحب، ومدير أزهر لبنان وفروعه الشيخ يوسف إدريس، ومدير عام مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية الشيخ أحمد دندن، ورئيس هيئة رعاية السجناء وأسرهم في دار الفتوى الشيخ ماهر جارودي، ومدير العلاقات العامة والمراسم الشيخ شادي المصري، ومدير المركز الصحي العام التابع لدار الفتوى الشيخ محمود الخطيب، والعلماء إبراهيم خالد، وأسامة حداد، ومحمد خانجي، ووسيم مزوق، ومحمود مسلماني، وعبد الحليم يحيى. كما رافقه الأمين العام لهيئة الشؤون العامة لدار الفتوى هشام مكمل، ورئيس مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد المهندس سعد الدين خالد، والقنصل أمين سليمان، وطارق الشيخ، ومنير فتح الله، اضافة الى وفد إعلامي.

ووسط ترحيب من الأهالي ورفع صور للمفتي قباني ولافتات على الطرق مؤيدة لمواقفه الوطنية والإسلامية ورش الأرز والورود ونحر الخراف.

والبداية كانت في منطقة مرجعيون حيث عقد لقاء سريع مع فاعليات واهالي البلدة، وكان في استقباله مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلة الذي رافقه في جولته كما استقبله في مرجعيون مطران صور وصيدا ومرجعيون للروم الارثوذكس المطران الياس كفوري ومطران صور والقليعة للموارنة شكر الله الحاج والقس فؤاد انطون عن الكنيسة الانجيلية والنائب قاسم هاشم ورئيس اتحاد بلديات العرقوب محمد صعب ورئيس دائرة اوقاف حاصبيا ومرجعيون الشيخ جهاد حمد ورؤساء بلديات ومخاتير.

وبعد استراحة في قاعة عيسى بن مريم التابعة لمسجد ابو بكر الصديق في مرجعيون، القى رئيس بلدية مرجعيون امال سوراني كلمة ترحيبية بقباني وقدم له لوحة تذكارية عن مرجعيون.

وتحدث كفوري الذي اكد على "اهمية العيش المشترك الاسلامي المسيحي في المنطقة التي هي نموذج للعيش الواحد، مشددا على ان منطقة مرجعيون هي صورة نموذجية للبنانيين، مشيدا بمواقف مفتي الجمهورية الوطنية".

ورد مفتي الجمهورية بكلمة فقال: "أنا اليوم معكم في الجنوب في قلبه وعينه وأنتم معي في عقلي وقلبي، يدا بيد، مرجعيون إحفظوا عني: إن هذا الأمر توارد إلى ذهني عندما ركبت السيارة بعد نزولي من طائرة الهليكوبتر في مرجعيون، توارد إلى ذهني المثل المشهور "كرما لعين تكرم مرجعيون"، يعني من أجل إنسان تحبه تكرم كل العيون، كرما لعين تكرم مرجعيون، وأنا أقول لكم وهذا ما توارد إلى ذهني واحفظوا عني وأنا أقول "كرما لمرجعيون يكرم كل لبنان"، هذا ليس موضوعي وإنما هذا الذي ورد من الله على ذهني".

أضاف: "إخواني الكرام، هنا في مرجعيون عاصمة الجنوب أنتم عنوان الجنوب ورمز الجنوب، مسلمين ومسيحيين، مسلمين بكل طوائفهم ومسيحيين بكل طوائفهم، مرجعيون ليست منبع عين واحدة إنما هي نبع عيون وأعتقد أن هذه العيون ربما هي عيون المياه، وقد جعل الله من الماء كل شيء حي، فأنتم عنوان أهل الفضل والكرم، أنتم أحبكم لبنان وأحببتم لبنان، أنتم ساحة لبنان وبالأخص ساحة جنوبه، ونحن وإياكم على مقربة من حدود لبنان الجنوبية مع العدو الإسرائيلي في فلسطين، وأحب أن أقول هنا من مرجعيون: سلام عليك يا فلسطين، سلام عليك يا قدس، سلام عليك يا بيت المقدس، جمعنا الله وإياك يا بيت المقدس، وكل فلسطين يوما ما كما جمعنا الله وإياكم في هذا اليوم وفي هذه الساعة".

وتابع: "إخواني جميعا، مسلمين ومسيحيين لا تحبط آمالكم أبدا إن الله غالب أمره، قد جعل الله لكل شيء قدرا، وكما توجهت من بيروت إلى مرجعيون فسوف نكمل الطريق معكم، إن أحيانا الله عز وجل، ونبدأ معكم مسلمين ومسيحيين في رحلتنا وفي فتحنا لبيت المقدس إن شاء الله. أسأل الله عز وجل أن يجمعنا مرة ثانية وثالثة ورابعة ومحبتي وشكري وامتناني إلى كل أبناء مرجعيون فردا فردا، رجلا وامرأة، شابا وشابة، وشيخا وهرما، شكرا لكم جميعا إخواني".

فرديس

بعد ذلك توجه مفتي الجمهورية والوفد المرافق الى منطقة فرديس، وعقد لقاء مع مشايخ من طائفة الموحدين الدروز حيث كان في استقباله امام البلدة الشيخ علي سليقة.

وألقى عضو المجلس المذهبي الدرزي غالب سليقة كلمة اشاد فيها بمفتي الجمهورية، ورد المفتي بكلمة فقال: "شكرا لكم على كلمتكم الطيبة وأنا بينكم بين إخواني وفي بلدتي وبيروت هي مدينتكم ومدينة كل اللبنانيين، ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم على الخير دائما. وقد لفتم نظري في كلمتكم إلى أنه لا بد أن يكون فرع للجامعة اللبنانية في هذه المنطقة وأن يكون هناك أيضا مصنع للصناعات الزراعية، وخصوصا لفت نظري أيضا زيت الزيتون وما يوجد منه في المخازن وتذكرت السيد الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعمله الطيب الذي ينبغي أن ندعو إلى الاقتداء بعمله من أجل تفريج هذه الكربة وإعمار هذه البلدة وغيرها من المناطق. نحن معكم، هذا الجمع أخذنا خلاصة آمالكم ونسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم أيضا سواء في بيروت أو في فرديس لنتكلم ونتواصل معا إن شاء الله، وتحياتي إلى كل بيت في فرديس من أبنائنا".

الهبارية

ثم توجه الى منطقة الهبارية حيث وقف على باب جبانة الهبارية وقرأ الفاتحة عن ارواح الموتى، وكان في استقباله رئيس بلدية الهبارية عطوي عطوي الذي قدم له درعا عربون وتقدير. وطالب اهالي البلدة مفتي الجمهورية ب"السعي مع المعنيين لبناء جامعة ومستشفى وتحسين البنى التحتية في المنطقة".

ورد مفتي الجمهورية بكلمة فقال: "إنني أشعر بفرح غامر بوجودي بينكم في بلدة الهبارية الصامدة الحاملة لهموم كثيرة وأولها القدر الذي أنتم فيه، لمواجهة ومجابهة العدو الإسرائيلي، الذي يهددكم ليل نهار ويسلبكم أمنكم وسلامكم وصغاركم، وشكرا لأخي فضيلة الشيخ عبد الحكيم عطوي وكلمته وما ضمنها من مشاعر طيبة ومطالب واجبة علينا أن نتشاور ونسعى من أجل عمل أي جزء منها والله هو المعين، شكرا لكم جميعا وبارك الله بكم وبأبنائكم وبأهليكم وبذرياتكم ونصركم ونصرنا على عدونا وعدوكم إسرائيل التي تحتل فلسطين منذ قيامها عام 1948 وتحتل جزءا كبيرا من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من منطقة الغجر، والله سبحانه وتعالى ناصرنا وناصركم في يوم قريب إن شاء الله".

راشيا الفخار

وزار مفتي الجمهورية منطقة راشيا الفخار والتقى وجهاء المنطقة، وكان في استقباله رئيس البلدية سليم يوسف واعضاء المجلس البلدي حيث سقى اهالي البلدة مفتي الجمهورية ماء راشيا في ابريق من الفخار. وقال: "إن هذه القرية اللبنانية المسيحية، وقلت اللبنانية ولكن المسيحية، هو للتمييز والامتياز، لأنها في هذه المنطقة الواسعة وجودها وصمودها وثباتها وهي على هذا الثغر في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي يهدد أمنكم وسلامتكم كل يوم، يعتبر وجودها متراسا في هذه المنطقة ودلالة على تكوين لبنان المسلم والمسيحي المتعايش ووجودها وصمودها هو أكبر دلالة على هذا الوجود وهذا الوفاق".

كفرحمام

كما زار بلدة كفرحمام والتقى رئيس البلدية علي فارس واعضاء البلدية ومخاتيرها، وألقى مفتي الجمهورية كلمة شكر على حفاوة الاستقبال.

كفرشوبا

وتوقف مفتي الجمهورية في كفرشوبا حيث كان في استقباله رئيس البلدية قاسم القادري. وقال قباني: "دائما وفي كل المواقف نقول "تلال كفرشوبا"، احتلال إسرائيل لتلال كفرشوبا ومزارع شبعا، هذه الأجزاء التي لا تزال محتلة من العدو الصهيوني، نحن على مسافة أمتار من هذا الاحتلال الغاصب، هذا الاحتلال الذي لا بد أن يزول يوما قريبا إن شاء الله بعزيمتكم وإرادتكم وقوتكم ومقاومتكم ومجابهتكم لهذا العدو، ونحن أيضا كما سمعت من أحد إخواني على مسافة أربعين كيلومترا فقط من المسجد الأقصى، أقول لكم إخواني وأخواتي، هذا العدو الإسرائيلي هو محتل لفلسطين العربية كلها، هو محتل أجنبي، والشعوب دائما تعمل على حق تقرير مصيرها، والشعب الفلسطيني هو شعب شقيق للشعب اللبناني".

أضاف: "أنتم قابعون هنا على أكبر ثغر من ثغور لبنان، من ثغور الأمة العربية في مواجهة هذا العدو، أنتم لاقيتم وعانيتم ولا زلتم الكثير الكثير، وأود أن أطالب الحكومة اللبنانية بطلب سريع وعاجل ومسؤول كل يوم، لماذا سفوح تلال شبعا لم تزل منها الألغام حتى الآن؟ تلال كفرشوبا سفوحها لا تزال مزروعة بالألغام حتى اليوم، لقد أزيلت وساعدت دول كبرى على إزالة الألغام من المناطق اللبنانية المحررة، هذه الأجزاء اللبنانية من بلدة كفرشوبا لماذا لم تنزع منها الألغام حتى الآن؟ هناك مزارع، هناك أملاك، أصحابها يمكن أن يزرعوها، فلماذا يحرمون منها؟ هل هي محتلة دون احتلال؟ هذا مطلب بين يدي الحكومة اللبنانية، وإنني سوف أسعى وأتمنى أن تكون هناك برامج للدول العربية من أجل التكاتف لنزع الألغام من سفوح تلال كفرشوبا".

إخواني وأخواتي، لا تهنوا ولا تحزنوا، قال الله تعالى في القرآن الكريم: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".

مزارع شبعا

وتوقف قباني امام بوابة مزارع شبعا حيث كان في استقباله النائب قاسم هاشم واهالي شبعا، وترجل من سيارته امام الشريط الحدودي، وقال هاشم: "نستقبل صاحب السماحة على بوابة مزارع شبعا رمز القضية الوطنية ونقول مفتي الجمهورية يعرف تماما ان دار الافتاء والاوقاف الاسلامية تملك في مزارع شبعا ومزارع شبعا تضم مقام الخليل ابراهيم وهي مواقع اسلامية وتعود ملكيتها الى دار الافتاء، فقضية مزارع شبعا هي قضية الوطن وقضية كل الوطن. ونقول لمفتي الجمهورية أهل مزارع شبعا ترحب بك في موقعه الوطني ونؤكد على مواصلة النضال معه لاستكمال تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي بوابة تحرير فلسطين والقدس الشريف، فمن هنا يبدأ التحرير وهنا نهاية ارض لبنان".

ورد مفتي الجمهورية بكلمة قال فيها: "وقفتنا هنا على بوابة مزارع شبعا هي وقفة تاريخية، هنا أمامنا الجيش اللبناني الأصيل وقيادته الحكيمة هي الحارسة لأرض الوطن وللشعب اللبناني لأمنهم وسلامهم في هذه المنطقة من شبعا خصوصا وفي الجنوب عموما وكل لبنان. نحن نعاهدكم ونعاهد الله اولا أن نكون معكم يدا بيد وتحرير مزارع شبعا هو أمانة في اعناقنا هي وتلال كفرشوبا، نحن الأوقاف الاسلامية لنا ثلاثة ملايين متر مربع هنا في مزارع شبعا وكلها اراض لبنانية وسوف نحررها عهدا مع الله سبحانه وتعالى. وينبغي ان نعلم جميعا أن عدونا الوحيد هو المحتل الإسرائيلي الصهيوني الغاصب".

شبعا

ثم زار قباني مسجد نبي الرحمة في شبعا حيث افتتحه وازاح الستار عن اللوحة التذكارية، وقال: "من بنى لله مسجدا ولو مفحص قطاة والقطاة هي الطائر الصغير مثل الحمامة، ليست العبرة في الصغر والكبر وإنما العبرة بالقيمة والمكانة. وقال صلى الله عليه وسلم: "من بنى لله مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة".

صلاة الجمعة

بعدها ادى مفتي الجمهورية صلاة الجمعة في مسجد الفاروق، والقى خطبة قال فيها: "الحمد لله الذي خلق السموات والأرض بالحق، وجعل الظلمات والنور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق فسوى وقدر فهدى، فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل، وسخر الشمس والقمر دائبين، كل يجري لأجل مسمى، ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه، وهو على كل شيء وكيل، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، له الحكم وإليه ترجعون. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وكفى بالله وكيلا، اللهم فصل عليه صلاة تحيي بها موات قلوبنا، وتوقظ بها غفلة نفوسنا، وارض اللهم عنا لنكون من عبادك الصالحين".

أضاف: "أما بعد أيها الإخوة في شبعا ومنطقة العرقوب، إن وجودنا اليوم معكم في شبعا ومنطقة العرقوب قد أفرح قلوبنا، فشبعا وقرى العرقوب أبناؤها أبناؤنا، وشبابها شبابنا، وأهلها الطيبون أهلنا، آمالهم آمالنا، وآلامهم آلامنا، يفرحنا ما يفرحهم، ويسيئنا ما يسيئهم، نتطلع دائما إلى أمنكم وسلامتكم واستقراركم في مواجهة عدو صهيوني غاصب وغادر، يربض على مشارف منطقتكم مباشرة، ويحتل أرضكم وأملاككم في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والجزء اللبناني من قرية الغجر، وها هو أيضا يسرق مياهكم وثروتكم المائية في ينابيع مزارع شبعا. ولذلك يجب علينا أيها الإخوة، أن لا نغفل عن العدو الإسرائيلي وما يحيكه لنا من مؤامرات توفر عليه خوض حروبه علينا، بما يحاول أن يزرعه بيننا من فتن، وهو الطامع في أرضنا ومياهنا وخيراتنا، وهو المتربص بنا في البر والبحر والجو، ناهيك عن عملائه على الأرض الذين يتجسسون لمصلحته على وطنهم، ويزودونه بما يسهل عليه ضرب وطنهم لبنان".

وتابع: "لقد كان اتفاق الطائف أيها الإخوة هو ميثاق الوفاق الذي أخرج لبنان من حروب الفتنة التي انزلق فيها خمسة عشر عاما، أودت بمؤسساته الدستورية، ودمرت بنيانه، وشردت أبناءه، وخسر فيها لبنان من قياداته ورموزه الدينية والسياسية الكثير الكثير، ولقد كان اتفاق الطائف ولا يزال، هو ضمان وحدتنا، وضمان عيشنا المشترك الواحد مسلمين ومسيحيين، وهو ضمانتنا في وجه المؤامرات التي تحاك لوطننا لبنان، ولسوف تبقى هذه المخاطر قائمة وتحدق بوطننا لبنان حتى استكمال قيام الدولة، ولن ننتقل إلى الدولة الحقيقية أيها الإخوة، إلا بعد إتمام تطبيق اتفاق الطائف بالكامل، وعدم محاولة تعطيله".

وقال: "لقد خسر لبنان في مرحلة بناء الدولة التي تلت اتفاق الطائف، رجلا ورمزا سياسيا وطنيا وتاريخيا يندر أن يجود الزمان بمثله هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي وفقه الله لجلائل الأعمال بصورة أدهشت رجالات العالم وصناع الحضارة، حتى لكأنما جمع الله له أعمال أعمار عديدة في عمره القصير الذي ودعنا به بعد اغتياله واستشهاده، ألا شلت الأيدي التي اغتالته وخططت وساهمت في قتله وقتل إخوانه الشهداء، ولقد كان خيارنا بعد استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله قيام المحكمة الدولية الخاصة هو سبيلنا لكشف الحقيقة كاملة في جريمة قتله واغتياله وإخوانه الشهداء معه، ويبقى على الحكومة التي التزمت بالمحكمة الدولية، أن تقوم بواجباتها في الوفاء بالتزاماتها في تمويل عمل المحكمة، لأن لبنان هو أولى الدول في الوفاء بالتزاماته تجاه المجتمع الدولي".

أضاف: "أيها الإخوة المؤمنون، أيها اللبنانيون: كلنا نمر اليوم بمرحلة صعبة ومقلقة في تاريخ وطننا لبنان، ونشعر بدقتها وخطورتها، وكلنا يتساءل عن الحلول والمخارج، التي يمكن أن تنأى بوطننا وشعبنا عن كل ما يسبب له الضرر والأذى، وكلنا يبحث عن طريقة أو وسيلة للخروج من هذا المأزق الوطني الذي نمر فيه، لأننا جميعا معنيون بأمر وطننا، ومصالح أبنائنا، وقضايا شعبنا، كلنا مسؤولون ومؤتمنون، ولا يمكن لأحد أن يعفي نفسه من المسؤولية أو الأمانة، أو أن يلقي باللائمة على غيره، هل نحن عاجزون؟ هل نحن مقصرون؟ لا نحن لسنا عاجزين، ولكن قد نكون مقصرين، ولن نكون عاجزين إذا اعتمدنا لغة الحوار سبيلا إلى حل مشاكلنا وقضايانا مهما كانت الصعوبات والتعقيدات، لا يمكن ولا يجوز لأي منا أن يستعمل لغة التهديد والوعيد، وسيلة لإقناع الآخرين، فلم يكن الخوف ولن يكون يوما، وسيلة إقناع أو تواصل أو حوار، كيف يمكن لأحدنا أن يخاطب الآخر، بلغة تثير الهواجس والمخاوف والشكوك؟ وهو يتقاسم معه المنزل والشارع والبلدة والمدينة والوطن، كيف يمكن أن نصون عيشنا المشترك وهو ضمانة حياتنا وسيادة وطننا، إذا لم يكن الحوار رائدنا ومنطلقنا؟ كيف يمكن أن نحافظ على وحدة وطننا؟ وأمن مجتمعنا؟ إذا تبادلنا التهديد، وتفرقت القلوب، وتعددت السبل؟ وافترقت التوجهات، وساءت النوايا؟".

وتابع: "كيف لنا أن ندعي الاعتدال، وقد بلغ الخطاب السياسي هذا المبلغ العالي الوتيرة والنبرة؟ ولا يفيد إلا توتير الأجواء، كيف لنا أن نكون كأسرة واحدة في وطن واحد وقد بلغ حدنا هذا الحد؟ نريد العدالة؟ نعم نريدها، نريد العدالة للرئيس الشهيد رفيق الحريري، نريد العدالة لكافة الشهداء، نريد العدالة للبنان، ونريد العدالة لكافة اللبنانيين، لأن العدالة تستجلب الأمن والأمان والطمأنينة. ونريد الاستقرار، لأن الاستقرار يعزز الأمان الاقتصادي والاجتماعي، ويوفر للناس فرص العمل، ويقيهم من شرور البطالة والتخلف والفقر، وكلاهما مطلوب، العدالة مطلوبة، والاستقرار مطلوب، وواجبنا، لا بل ومسؤوليتنا أن نحقق العدالة والاستقرار معا، لا أن نخسر الاثنين معا، فالعدالة حق للبنان وللبنانيين، والاستقرار واجب على الدولة أن توفره وتمنع التعرض له، أو الإخلال به، ومسؤولية المجتمع بكل عناصره أن يحافظ عليه، ويصونه من الخطر".

وقال: "لن نفقد الأمل بتلاقي الإرادات الطيبة، والنوايا الحسنة، لن نفقد الأمل وكلنا يعلم علم اليقين، أنه ما من فريق يستطيع أو يدعي أنه يمكنه أن يفرض إرادته على الفريق الآخر، لن نفقد الأمل، والكل يدرك أن بناء الدولة وحماية الوطن لا يكون إلا باجتماع إرادة اللبنانيين وتعاونهم، والكل يدرك أن الفرقة تؤذينا، أن الفرقة تلغينا، أن الفرقة تدمرنا، أن الفرقة تسقط كل قضايانا العادلة، قضية لبنان وتحرير الجزء المحتل من أرضه، وتسقط قضية القدس، وقضية العودة، وقضية فلسطين، فهل نبقى على فرقتنا ونقدم وطننا لبنان لقمة سائغة لعدو يتربص بنا كل الشرور؟ ويعد عدته لينقض علينا في غفلة منا ونحن غارقون في خلافاتنا، وانقساماتنا؟".

أضاف: "أيها الاخوة، لقد صبر اللبنانيون على أوضاعهم وأحوالهم كثيرا، أفليس من حقهم علينا أن نخرج عليهم بعد كل الآلام التي ذاقوها بحل يريحهم ويطمئنهم؟ ويبلسم جراحهم؟ ألا يستحق شعبنا أن نعمل للتخفيف من معاناته ومحنه الكثيرة؟ ألا يستحق وطننا لبنان أن نعطيه كما أعطانا؟ وأن نكون له كما كان لنا؟ وأن نصونه كما صاننا واحتضننا؟ أوليس الانتصار للوطن أحق من الانتصار على بعضنا البعض؟ وهل يبنى الوطن ويستقيم الأمر بهزيمة بعضنا للبعض الآخر؟ أي انتصار هذا الذي نجنيه بهزيمة أحدنا للآخر، لبنان لا يعيش ولا يقوى بانتصار فريق على آخر، معا ننتصر وينتصر بنا الوطن، ومعا ننهزم وينهزم معنا الوطن".

وتابع: "لن نيأس من رحمة الله أيها الإخوة، ولن نفقد الأمل، سيجعل الله من بعد عسر يسرا، وسنبقى نعول على حكمة الخيرة من قيادات بلدنا، لم تزل الفرصة على ضآلتها سانحة أمامنا، لنحافظ على وحدتنا وعيشنا المشترك، ونتفهم بعضنا البعض، ونتشارك جميعا في بناء وطننا، وصنع مستقبل أجيالنا، ويبقى جيشنا اللبناني أيها الإخوة، هو المؤسسة القوية الضامنة لوحدة وطننا لبنان، التي ينبغي أن نلتف حولها ولا نتجاوزها بحال من الأحوال، لتبقى للجيش مهابته وقدرته على إنقاذ البلاد من الأخطار الداهمة، خصوصا أن منطقتنا العربية بأسرها، تمر بمنعطفات تاريخية، وليس أمامنا إلا أن نتعاون فيما بيننا أولا، وأن نمد أيدينا إلى أيدي بعضنا ثانيا، لتحصين وحدتنا الداخلية مم هو آت مع الأيام".

وقال: "الله تعالى يأمرنا دائما أيها الإخوة، بالعناية والاهتمام ببعضنا أفردا وجماعات، وتفقد أحوالهم، ومعرفة واقعهم، وتحسس آلامهم وآمالهم، ورصد احتياجاتهم، ومعرفة مطالبهم، ثم العمل على مساعدتهم، كل بحسب حاجته، مع العناية بتقديم الأهم على المهم، ولهذا كانت زيارتي اليوم إليكم، في بلدات العرقوب، عملا بما أمرنا الله تعالى به كأفراد، وما أوجبه علينا أكثر كمسؤولين، فأهدافنا وغاياتنا واضحة، وهي عيادة أبنائنا المسلمين، والعناية بمعرفة آلامهم، ومعالجة مشاكلهم، والحفاظ على هويتهم الإسلامية، والقيام بأمورهم، والتواصل معهم، وتمتين هذا التواصل، وفي قضاء الحوائج، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا)".

أضاف: "إن عجلة الإنماء في وطننا لبنان قد تأخرت عن قرى العرقوب، ولكنكم أقوياء بحقوقكم التي لم تنالوها بعد، وبحقكم في المطالبة بها، والعمل عليها، فلا بد من الحد من حركة النزوح من قرى العرقوب في الشتاء، كما لا بد من الحد من هجرة أبنائنا أبناء العرقوب إلى الخارج بحثا عن المستقبل المعيشي الآمن، لتعمر بلاد العرقوب بأهلها صيف شتاء، وهذا يتطلب جهودا من الدولة، ومن النواب من كل لبنان، ومن المؤسسات الدينية والاجتماعية والأهلية وكافة مؤسسات المجتمع المدني، ونحن اليوم هنا تلبية لصرختكم المدوية، التي تحمل الألم والأمل معا، ألم مرارة العيش، وأمل البقاء والازدهار".

وتابع: "جئنا اليوم لنقف عند مطالبكم، جئنا لنقف معكم لتحصيل حقوقكم، ويد الله مع الجماعة، ومن هنا نرفع الصوت معكم، لفك العزلة عن العرقوب، وللعمل على تنمية هذه الأرض الغالية على قلوبنا غلاء كل شبر من أرض لبنان، فلا بد من مشاريع إنمائية، صغيرة ومتوسطة وكبيرة، تنهض بالمنطقة، وتوفر فرص العمل لأهلها، ولا بد أن يكون للعرقوب كله تمثيله العادل في الوظائف الحكومية والعسكرية والأمنية، ولا بد أن يكون للمنطقة كفايتها من المؤسسات التعليمية، المدرسية والجامعية، فليس مقبولا بعد الآن أن لا يكون للجامعة اللبنانية أو لأي جامعة أخرى فرعا في هذه المنطقة. وأما أبناء العرقوب فلهم الحق في التطبيب والاستشفاء الضروريين، للحفاظ على صحتهم وعلى حياة أحبتهم. ومن هنا لابد من توفير العناية الكاملة لمستشفى مرجعيون الحكومي العامل، وتفعيل عمل مؤسسات الاستشفاء والمؤسسات الصحية الأخرى".

وقال: "إن الوحدة والمحبة والتعاون أيها الإخوة، هما قيمتان أخلاقيتان أساسيتان لقيام المدينة الفاضلة والمجتمع الفاضل في الإسلام، ويضرب لنا سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك بوحدة الجسد وتعاون أعضائه على القيام بمصالحه، فيقول صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر". لذلك يجب علينا جميعا، في بيوتنا ومع جيراننا وذوي قراباتنا وأهلينا، وفي قرانا وبلداتنا ومدننا ووطننا أن نتعاون ونتوحد على كل ما فيه الخير لأنفسنا وأبنائنا وأجيالنا ووطننا. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته". وقال صلى الله عليه وسلم: "من مشى مع أخيه ليثبت له حقه ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام". أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لكم، وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون".

ولدى خروجه من مسجد الفاروق، رد مفتي الجمهورية على أسئلة الصحافيين فقال: "ليس هناك خلاف بين دار الفتوى الذي يمثلها مفتي الجمهورية وتيار المستقبل أو 14 آذار، في كل أمر يكون هناك آراء، ولكن الناس من شدة محبتهم وشدة حساسيتهم القريبين والبعيدين هذا كله جعل دار الفتوى في رؤوس الناس أنها هي على مسافة واحدة من الجميع ويدها ممدودة إلى الجميع وتتشاور مع الجميع وتنصح الجميع وتتقبل المشورة من الجميع، لو أردنا أن ندفع الملايين الملايين من أجل أن نفهم الناس استقلال دار الفتوى ومرجعية دار الفتوى واحتضان دار الفتوى للجميع ما كنا تمكنا، ولكن الله سبحانه وتعالى سار الأمور كذلك حتى تبين للجميع أننا نحتضن الجميع".

بعد ذلك أقيم حفل تكريمي لمفتي الجمهورية في قاعة مسجد الفاروق، في حضور النائب هاشم وفاعليات المنطقة، وتسلم مفتي الجمهورية من رئيس بلدية شبعا محمد صعب مفتاح البلدة.

كما تسلم من مفتي حاصبيا ومرجعيون درع صندوق الزكاة في شبعا تقديرا لجهوده.

وتسلم من رئيس جمعية "أهدى للتنمية الاجتماعية" نزيه حمد درع الجمعية "وفاء وتقديرا له لخدمة الإسلام والمسلمين".

وألقيت كلمات بالمناسبة لكل من: رئيس بلدية شبعا، ومفتي حاصبيا ومرجعيون الذي أكد على "الثوابت الوطنية في علاقة اللبنانيين بعضهم البعض، وعلاقة لبنان بمحيطه". كما أكد على "مضمون هذه الوثيقة والالتزام بها والعمل بمضمونها، وعلى دعمه وتأييده لمواقف مفتي الجمهورية اللبنانية".

ورد مفتي الجمهورية بكلمة أكد فيها سعيه "الدؤوب على تحقيق مطالب أهالي شبعا على الصعيد الصحي والاجتماعي والتربوي والديني".

بعد ذلك، توجه مفتي الجمهورية إلى ضريح مفتي حاصبيا ومرجعيون السابق الشيخ مصطفى غادر وقرأ الفاتحة على روحه.

ثم توجه الى منزل مفتي حاصبيا ومرجعيون الذي أقام على شرفه والوفد المرافق مأدبة غداء تكريمية حضرها فاعليات ورؤساء بلديات المناطق.

حاصبيا

واختتمت جولة مفتي الجمهورية بزيارة الى منطقة حاصبيا حيث تفقد مسجد حاصبيا ومبنى دار الفتوى هناك.

 

واشنطن تحذر الأميركيين في كل أنحاء العالم من إعتداءات محتملة عشية ذكرى 11 أيلول

وجهت الإدارة الأميركية تحذيراً إلى الأميركيين المقيمين أو المسافرين "في كل أنحاء العالم" من "خطر عمل ارهابي" على صلة بالذكرى العاشرة لإعتداءات 11 أيلول 2001. وأوضحت وزارة الخارجية في بيان أن "واشنطن لم تتبيّن خطراً محدداً لكن تنظيم "القاعدة" أظهر إهتمامه وقدرته على شن اعتداءات ضد الولايات المتحدة ومصالحها في العالم"، لافتةً إلى أنَّ "التنظيم الإرهابي خطّط في الماضي لإعتداءات بحيث تتزامن مع تواريخ مهمة". وينتهي مفعول هذا التحذير في الثاني من كانون الثاني المقبل، وهو يقع عند حد وسطي بين التنبيه البسيط والتحذير الفعلي.(أ.ف.ب.)

 

إعتصام أمام محلات "بيغ سيل" إحتجاجاً على بيع أحذية تحمل إشارة صليب 

ذكرت الوكالة "الوطنية للإعلام" أنَّ "أهالي فرن الشباك اعتصموا مساء اليوم أمام محلات "بيغ سيل"، إحتجاجًا على بيعه أحذية تحمل إشارة الصليب".

وطالب المحتجون بـ"سحب البضاعة من المحل وعدم الإساءة الى الرموز الدينية"، مضيئين الشموع ورافعين الصلبان، في حين عمد عدد من الشبان إلى رسم شعار الصليب على الأبواب الخارجية للمحل.(الوطنية للإعلام)