المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 01 أيلول/11

الحقد، الحسد، الغيرة في الإنجيل المقدس

(سفر يشوع بن سيراخ 14: 6-11): "لا أسوأ ممن يحسد نفسه، إن ذلك جزاء خبثه  إن هو أحسن، فعن سهو وفي الآخِر يبدي خبثه. لا أخبث ممن يحسِد بعينه، ويحول وجهه ويحتقر النفوس. عين البخيل لا تشبع من حظه، وظلم الشرير يضني نفسه.  العين الشريرة تحسد على الخبز، وعلى مائدتها تكون في عوز.  يا بني أنفق على نفسك بحسب ما تملك، وقَرِّب للرب تقادم تليق به"

(رومية 13: 13): "لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ: لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ"

(1كورنثوس 13: 4): "الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ"

(غلاطية 5: 26): "لاَ نَكُنْ مُعْجِبِينَ نُغَاضِبُ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَنَحْسِدُ بَعْضُنَا بَعْضًا"

(1بطرس 2: 1): "فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ"

(يشوع بن سيراخ 27: 33): "الحقد والغضب كِلاهما رجسٌ، والرجل الخاطئ متمسك بهما" (يشوع بن سيراخ 27: 33)

 

عناوين النشرة

*تل أبيب: اقتنع الجميع بأننا قَتَلنا مغنية ومنذ ذلك الحين يختبئ نصر الله 

*المطارنة الموارنة: للوحدة وإعادة بناء الدولة على اسس المحبة والمساواة

*في مديح القتل/إيلي فواز/لبنان الآن

*جعجع: عُمر حكومة "حزب الله" مرتبط بالأحداث في سوريا.. وهي في شبه غيبوبة 

*مجلس الأمن يمدد عاما لليونيفيل ويدين الإعتداءات الإرهابية عليها

*المعلم وشعبان والسفير في بيروت على «القائمة السوداء» الأميركية

*تظاهرات بدمشق وحمص و7 قتلى برصاص قوات الأمن السورية في درعا

*وسط تعزيزات أمنية مشددة.. الأسد يغير عادته ويؤدي صلاة العيد في جامع والده

*فطر المفتي قباني ... غير سعيد

*النائب محمد قباني: غياب نواب المستقبل عن دار الفتوى هو اشارة للتحفظ على بعض الامور التي تحصل

*عشرة جرحى في اشتباك بين "أشرف الناس" في عيترون 

*الحريري ينتصر على الشائعات ويعزز حضوره سعوديا وعربيا

*كل التفاصيل عن مجزرة الخريبة- بعلبك

*سليمان أجرى اتصالا مطولا بالأسد وعرض معه لتطورات سوريا ولبنان

*منصور: سنساعد سوريا لأن نارها ستلتهم الأخضر واليابس لكل من بجانبها

*الحريري التقى العاهل السعودي مهنئا بعيد الفطر

*عجلتون احتفلت بعيد شفيعها مار زخيا/ المطران نجيم: الشركة مع الله هي مفتاح القلوب لمحبة الآخر

*شمعون: الحكومة خلقت ميتة وأقول لـ"حزب الله" أن تصرفاتكم بالضاحية خطأ

*حرب واصل جولته في أوستراليا وهنأ المسلمين بعيد الفطر: الحكومة تناقض التوجه الوطني ولا تريد سماع صوت اللبنانيين في الإنتشار

*13 قتيلا على الاقل في اعمال عنف الاثنين بين مسيحيين ومسلمين في نيجيريا

*العمال السوريون في لبنان... ضحية نظامهم وأول المدافعين عنه/بيروت - بيسان الشيخ/الحياة

*البيدر السوري وحسابات الحقل التركية/أكرم البني *الحياة

*ماذا تنتظر روسيا لتبادر إلى دور ما في سورية/طوني فرنسيس/الحياة

*كأنه لم يصدر/الياس حرفوش/الحياة

*بورتريه "الأخبار": تيار الشاويش عون "أكثر بعثية من البعثيين" ومن حزب الله/

"المنظّران" نبيل نقولا وعباس الهاشم يتوقّعان كل ثلاثاء أن يكون الجمعة المقبل آخر أيام الاحتجاجات الشعبية

*العونيون وأحداث سوريا: سباحة مع التيّار أم ضدّه؟/غسان سعود/الأخبار

*هل انتهى الدور التركي في سوريا؟/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

*درس لمن لا يفهم/ميشيل كيلو/الشرق الأوسط

*رهان دمشق فشل في طرابلس/ثمان ميرغني/الشرق الأوسط

لا أهلاً ... ولا سهلاً بالرئيس السوري في لبنان/محمد سلام/موقع الكتائب

 

تفاصبل النشرة

 

تل أبيب: اقتنع الجميع بأننا قَتَلنا مغنية ومنذ ذلك الحين يختبئ نصر الله 

أعلن رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد امس، إنه يوجد تهديد داهم ومستند الى معلومات استخبارية في شأن شن هجمات ضد أهداف إسرائيلية في منطقة إيلات في جنوب إسرائيل. وقال لإذاعة الجيش «يوجد تهديد إرهابي في إيلات وهو تهديد داهم ومدعم بمعلومات، وفي حال عدم معالجة هذا التهديد فإن النتائج ستكون وخيمة». وأضاف أن «الإنذار يعني المعرفة بوجود نية واضحة لقتل إسرائيليين فقط لمجرد انهم إسرائيليون». وبعد ورود معلومات استخبارية إلى أجهزة الأمن الإسرائيلية، تم الليلة قبل الماضية إغلاق الشارعين رقم 10 و12 المؤديين إلى مدينة إيلات ويمران بمحاذاة الحدود الإسرائيلية - المصرية. وقال العميد في الاحتياط تسفيكا فوغل للإذاعة نفسها، إن إغلاق الشارعين كان ضروريا لأنه «يستحيل حماية حدود طولها 260 كيلومترا بنسبة 100 في المئة والإرهاب يعرف كيفية استغلال هذه الثغرات». واعتبر أن «كل ما يحدث خلال نصف السنة الأخيرة هو استعداد من جانب حماس لـ20 سبتمبر»، في إشارة إلى المسعى الفلسطيني لنيل اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة الشهر المقبل. وقال إن «الطريقة الوحيدة لمنع هجمات هي ممارسة ضغوط على قادة المنظمات المسلحة، وفقط إذا شعرت المنظمات بأنها مهددة، سيسود الهدوء مثلما اقتنع الجميع بأننا قتلنا (القيادي العسكري في حزب الله عماد) مغنية ومنذ ذلك الحين يختبئ (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله». وأصدر رئيس أركان الجيش بيني غانتس تعليمات بتعزيز قوات الجيش عند الحدود الجنوبية مع كل من قطاع غزة ومصر بعد تحذيرات من هجمات جديدة ضد أهداف إسرائيلية. المصدر : وكالات

 

المطارنة الموارنة: للوحدة وإعادة بناء الدولة على اسس المحبة والمساواة

وكالات/شدد المطارنة الموارنة على "ضرورة التعالي على المصالح الضيقة ورص الصفوف وتوحيد الكلمة وإعادة بناء الدولة على أسس المحبة والمساواة والعدالة ضمن احترام الدستور والقوانين"، مذكرين "ان لبنان يصر حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى دولتهم المرتقب إعلانها بحسب ما تكرسه المواثيق والقرارات الدولية".

عقد مجلس المطارنة الموارنة اجتماعه الدوري الشهري في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة عدد من الرئيسات العامات للرهبانيات النسائية في لبنان اللواتي لبين دعوة خاصة من غبطته، وقد تدارسوا شؤونا كنسية واجتماعية وتربوية ووطنية. وبعد الاجتماع تلا أمين سر البطريرك الخوري نبيه الترس البيان الآتي:

1- يستعد صاحب الغبطة للقيام بزيارته الرسمية الاولى الى فرنسا، تلبية لدعوة فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد نيكولا ساركوزي، عملا بتقليد عريق في العلاقات بين الدولة الفرنسية والبطريركية المارونية. يتمنى الآباء لغبطته التوفيق في مساعيه في سبيل ترسيخ هذه العلاقات، وتعميق الصداقة بين فرنسا ولبنان.

2- يقلق الآباء ما يسمعونه ويشاهدونه من تشنجات وانقسامات بين السياسيين، تشل حركة الحكومة وتقعدها عن القيام بمسؤولياتها تجاه الوطن والمواطنين، وتهدد مؤسسات الدولة والمجتمع اللبناني. ويدعو الآباء جميع المسؤولين الى التعالي على المصالح الضيقة، ورص الصفوف، وتوحيد الكلمة، والعمل معا على إعادة بناء هذه الدولة على أسس المحبة والمساواة والعدالة، ضمن احترام دستور البلاد وقوانينها.

3- ويزيد قلق الآباء استمرار الاضطرابات والاحداث المؤلمة في بعض البلدان العربية الشقيقة، وتفاقم الاوضاع الامنية والاجتماعية فيها. وهم يسألون الله ان يحل الامن والسلام والاستقرار في هذه البلدان، ويحقق فيها ما تصبو اليه شعوبها من حرية وديمقراطية وعدالة، بالتفاهم والتعاون بين جميع ابناء هذه الاوطان.

4- يستعد المجتمع الدولي للاعتراف قريبا بدولة فلسطين بعد اكثر من ثلاثة وستين عاما من نضال قدم فيه الشعب الفلسطيني تضحيات جلى لقيام دولته، واستعادة حقوقه. واذ يتمنى الآباء تحقيق هذه الخطوة الاساسية، يهمهم ان يذكروا بأن لبنان الذي دفع أغلى الاثمان في مناصرة القضية الفلسطينية المحقة، يصر على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى دولتهم المترقب إعلانها، بحسب ما تكرسه المواثيق والقرارات الدولية. كما لا بد من الإشارة الى عدم تحويل اللاجئين الفلسطينيين الى صفة رعايا أجانب، ما يسقط عنهم صفة اللجوء ونتائجها، مع ضرورة السعي الى تفعيل عمل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) وتأمين التمويل اللازم لها، من اجل توفير الخدمات اللازمة لهم حتى عودتهم الى وطنهم.

5- عرض الآباء لواقع المدارس عموما والكاثوليكية منها خصوصا، لناحية خدمتها التربوية لشرائح المجتمع اللبناني كافة، ولا سيما منها المدرسة المجانية الخادمة للطبقات الفقيرة، والتي تتعرض لإجحاف كبير من قبل الدولة التي تعرض عن دفع المستحقات لها، حتى عن عدة سنوات سابقة، وكأنها تريد إقفالها. لذا يحث الآباء الدولة على تحمل مسؤولياتها كاملة في هذا الاطار وحماية هذا القطاع الحيوي الذي يخدم عددا كبيرا من اللبنانيين ابناء الطبقات الفقيرة.

كما توافق الآباء على أهمية متابعة هذا الموضوع الحيوي في إطار مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان.

6- كما عرض الآباء لوضع المستشفيات الكاثوليكية، وما تتعرض له من ضغوط مالية جراء تأخر الجهات الضامنة، ولا سيما الرسمية منها، في دفع ما يترتب عليها من مستحقات لهذه المستشفيات، علما ان السقف المالي المخصص لكل من هذه المؤسسات يبقى دون ما تتحمله من أعباء، ولا بد من إعادة النظر فيه.

7- في ختام شهر رمضان المبارك، يتقدم الآباء من اخوانهم المسلمين بأحر التهاني بعيد الفطر السعيد، كما يهنئون ابناءهم المسيحيين بعيد ارتفاع الصليب الواقع في منتصف هذا الشهر، سائلين الله عز وجل، ان يعيد هذه الاعياد على الجميع بالخير والبركات، وعلى لبنان وشعبه، بالالفة والمحبة والازدهار والسلام.

 

في مديح القتل

إيلي فواز/لبنان الآن

يخطئ من يظن ان المسألة السورية يمكن مقاربتها من منظار سياسي. فبعد مرور اكثر من ستة شهور على انتفاضة سلمية لا تكل ولا تمل في مواجهة الة قتل منهجية تنقض بوحشية على الناس العزل بكل الوسائل المتاحة، يمكننا التأكيد على ان الازمة السورية هي قبل اي شيء آخر ازمة انسانية.

فالتساؤل الوحيد الممكن في هذه المرحلة من قبل المتابعين للملف السوري، لا  يمكن ان يدور حول مصير الاقليات مثلا، او ان يتناول الاصلاحات والخطوات البعثية التي ممكن ان تعيد الهدوء الى هذا البلد، انما حول كيفية ايقاف زمرة المجرمين الذين يحصدون الابرياء ويعرضون بلادهم الى خطر الحرب المذهبية، والمنطقة الى خضات هي بغنى عنها.

طبعا سيطل علينا من يبشرنا ان المسيحيين في سوريا "سيدفعون اثمانا لا يتصورها عقل اذا سقط نظام الاسد"، وهو الذي امعن في اضعاف مسيحيي لبنان وتهجيرهم ايام عهد الوصاية السورية، وسيقول لنا ادعياء التغيير والاصلاح ان ما يحصل هو مؤامرة كونية تستهدف قدرات الجنرال في تثبيت دور وفعالية الموارنة في الشرق، اما الهة التحرير الذين يدعون مناصرة الشعوب المقهورة، فهم لن يتراجعوا عن اتهام االغرب بالعمل للنيل من المقاومين والقضية الفلسطينية، ولكن هل تساءل احد منهم كيف يمكن ان يستمر نظام يقصف شعبه من البر والبحر والجو؟ واي اصلاح مع من يرسل جيشه يغزو احياء آهلة، ويامره بان يدمرها على رأس قاطنيها، واي مفاوضات ممكنة مع من ينتهك حرمات الجوامع ويغلق ابواب بيوت الله امام المصلين؟

لم يعد مقبولا بعد اليوم استماتة بعض السياسيين اللبنانيين في الدفاع عن نظام الاسد وفي تبرير افعاله بحق شعبه، تارة تحت شعار حرصهم على مصير المسيحيين وتارة اخرى تحت شعار محاربة الامبريالية، حتى لا يعتبروا شركاء في الجريمة.

فالجميع يعلم ان المرحلة دقيقة وخطرة، وان الانتقال من ضفة الديكتاتورية الى ضفة الديمقراطية لن يتم بالسرعة المرجوة، وكثر يتوقعون للمنطقة مرحلة من عدم الاستقرار، وساحة لصراعات قوى ستجد في سوريا امكانية تحويلها الى افغانستان ثانية او حتى عراق اخرى. ولكن وبعكس ما يفوه منظرو الممانعة والاصلاح كلما طال امد الديكتاتور كلما اصبح مصير المنطقة اكثر خطورة.

وكيف لا والديكتاتوريات دمرت المجتمعات المدنية بكاملها وافقدتها مبادرتها وحاصرتها ومنعت العمل السياسي عنها، ثم حولت الاقتصاد القومي شركة خاصة لخدمة الديكتاتور، وامعنت في الفساد وقتلت الفكر المختلف لصالح فكر الحزب الحاكم، وشجعت الاحكام العرفية على حساب حكم القانون، وقمعت المعارضة وسجنت او قتلت المعارضين وكل ذالك على مدى عقود من الزمن..

ان مستقبل سوريا هو رهن ارادة السوريين الذين سيكون عليهم دفع فاتورتين، الاولى ثمن تحملهم الديكتاتورية على مدى اربعين عاما، والثانية ثمن اسقاطها. وبين هذه وتلك قد يكون بعض من فوضى وتوتر، قد يبدو امر تجاوزها ممكنا اذا ما اخذنا في عين الاعتبار مسار الثورة السلمي والحضاري خاصة من جهة تاكيد المتظاهرين على قيم العيش المشترك.

 

جعجع: عُمر حكومة "حزب الله" مرتبط بالأحداث في سوريا.. وهي في شبه غيبوبة 

كيف يمكن للمحكمة تركيب أي شيء وجلساتها ستكون علنية؟ 

موقع 14 آذار/أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الحكومة اللبنانية الحالية هي حكومة حزب الله وسوريا بغض النظر عن التمثيل المباشر للحزب داخلها، باعتبار ان حزب الله والنظام السوري هما من رعيا عمليا اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وتسمية الرئيس نجيب ميقاتي في ما بعد ومن ثم تشكيل الحكومة بالشكل الذي جاءت فيه".

ولفت الى أن "المعارضة الفعلية لقوى 14 آذار ستكون عبر المواقف السياسية اليومية اضافةً الى اللقاءات والتحركات والندوات السياسية وحجم الضغط داخل المجلس النيابي فلا ينتظرنَّ أحد منا ان ننصب خيماً في الوسط التجاري وان نُعطّل العاصمة ومصالح الناس"، مشيرا الى " ان الحكومة هي حاليا في شبه غيبوبة وانتقلت المواجهة الى داخل صفوفها والفريق الآخر يحاول لملمة الوضع للتحضير لجلسة 7 أيلول". معتبر ان "طريقة تعامل حزب الله مع المحكمة الدولية ورفضه التعاون معها وتسليم المتهمين الأربعة باعتبار انها مسيّسة لهو دليل على اتهام الحزب لنفسه بحسب القول المأثور "كاد المريب أن يقول خذوني".

جعجع، وفي مقابلة مع قناة "الإخبارية السعودية" ضمن برنامج "لقاء خاص"، قال: "حين سمي الرئيس ميقاتي رئيسا للحكومة ب 67 صوتا منها 3 أصوات له و6 اصوات للنائب وليد جنبلاط كانت كل الأصوات الباقية تابعة لسوريا وحزب الله وحلفائهما وهذا اكبر دليل على ان الحكومة هي حكومة حزب الله وسوريا".

وأضاف: "ان من يشرف على تشكيل الحكومة عادة هما رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالتعاون مع بعضهما، وكان الرأي العام اللبناني يدرك تماما ما كان موقف الرئيسين اللذين كان لديهما ميلا كبيرا نحو تأليف حكومة تكنوقراط (تقنيين) أو حكومة مطعمة ببعض السياسيين والأغلبية فيها تكنوقراط ولكن للأسف أتت النتيجة معاكسة لرغبتهما كليا".

وتوقف عند مثلين "يثبتان ان الحكومة هي حكومة حزب الله وسوريا"، فقال: "أولا على سبيل المثال لا الحصر نحن نعلم ما هو موقف رئيسي الجمهورية والحكومة من دور لبنان وكم يجهدا ليكون لبنان على علاقة طبيعية وجيدة مع الدول العربية والمجموعة الدولية ولكن بالرغم من كل ذلك حين حصل التصويت على البيان الرئاسي في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، كان موقف لبنان النأي بنفسه في وقت أخذ فيه هذا البيان موافقة كل الأعضاء بالإجماع ومن ضمنهم روسيا، الصين، البرازيل، جنوب افريقيا والهند مع ان هذه الدول لديها نوعا من التعاطف مع النظام السوري"، لافتا الى ان "موقف لبنان جاء على هذا النحو لأن السوريين وحزب الله يريدونه هكذا".

وتابع: "هناك مثل آخر، ففي اجتماع وزارء خارجية جامعة الدول العربية الذي صدر عنه بيان معتدل دعا الى وقف العنف في سوريا وادخال الاصلاحات في النظام ما يعني أنه لا يتضمن أي تطرف، وبالرغم من ذلك أعلن وزير خارجية لبنان منفردا بين وزراء الخارجية العرب أنهم لم يتفقوا على البيان، وطبعا هنا ايضا لا اعتقد ان هذا هو موقف رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة، ما يؤكد من جديد ان هذه حكومة حزب الله وسوريا".

وعن أن موقف لبنان أتى على هذا النحو لارتباطه بسوريا بعلاقة صداقة وحسن الجوار وعلاقات تاريخية، سأل جعجع: "هل صداقة لبنان بسوريا أكثر من صداقة روسيا بسوريا؟ أكيد لا، باعتبار ان العلاقات الاستراتيجية التي تربطهما مهمة جدا فالقاعدة الروسية الوحيدة على البحر الابيض المتوسط موجودة في اللاذقية وكلنا نعلم مجموعة المصالح التي تربط البلدين ولكن على الرغم من ذلك لم تستطع روسيا الا ان تسير بالبيان الرئاسي في مجلس الأمن".

وأضاف: "صحيح أن بين لبنان وسوريا علاقات جيدة لا بل يجب ان تكون جيدة جدا، ولكن هذا الشعب السوري الذي ينزل يوميا الى الشوارع للتظاهر ألا يربطه أي شيء بلبنان؟ أليس الشعب اللبناني معنيا بكل ما يحصل في سوريا اقله من الناحية المبدئية والانسانية؟ هل الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي كانا يريدان خروج لبنان عن اجماع جامعة الدول العربية؟ ولكن حصل ذلك لأنه فعلياً هذه الحكومة هي حكومة حزب الله وسوريا".

ورأى جعجع أن "هذه الحكومة لم تبدأ بالإقلاع بعد حتى أصيبت بالشلل فورا بسبب الضغط الكبير عليها من قبل مجموعة 14 آذار النيابية الذي أدى الى رد أول مشروع تطرحه هذه الحكومة"، لافتا الى ان "المعارضة الفعلية تكون عبر المواقف السياسية اليومية لفريق 14 آذار اضافة الى اللقاءات والتحركات والندوات السياسية وحجم الضغط داخل المجلس النيابي فلا ينتظرن أحد منا ان ننصب خيما في الوسط التجاري وان نعطل العاصمة ومصالح الناس، فهذه الخطوات على ما هي عليه وما تتضمنه من روح ديمقراطية ومنطق أدت الى ما أدت إليه اذ ان الحكومة هي حاليا في شبه غيبوبة وانتقلت المواجهة الى داخل صفوفها ويحاول الفريق الآخر لملمة الوضع للتحضير لجلسة 7 أيلول"، مشيرا الى أن "كل موضوع سيطرح سيقوم حوله خلاف كبير انطلاقا من كون هذه الحكومة من كل وادي عصا".

وعن استغلال فريق 14 آذار للأحداث في سوريا ما سيؤدي الى تطيير حكومة الرئيس ميقاتي في لبنان، أجاب جعجع: "في الأصل عندما قمنا باعلان معارضتنا للحكومة الحالية منذ اعلان تكليف الرئيس ميقاتي لم يكن هناك أي حدث في سوريا ولم يكن هناك أي انسان يتظاهر في الشارع، نحن عارضنا هذه الحكومة انطلاقا من تكوينتها وايديولوجيتها وطريقة تشكيلها، ولكن موضوعيا سيكون للأحداث في سوريا تأثيرها على عمر هذه الحكومة لأنها مرتبطة في الأصل بحزب الله وسوريا. كل ما راهنا عليه هو قدرتنا على المعارضة السلمية الديمقراطية الفعلية لإسقاطها ولكن أتت هذه الأحداث لتعزز هذه القدرة وهذا من ضمن أصول وقوانين اللعبة السياسية".

وتابع: "انطلاقا من طبيعة المشروع السياسي للفريق الآخر لم نتأمل يوماً الوصول الى اي شيء مع هذه الحكومة، فنحن معارضتنا بناءة ولكننا رفضناهم منذ البداية لأسباب مبدئية وموضوعية وعقائدية وايديولوجية وفكرية واضحة المعالم لأن هذه الحكومة لا علاقة لها صراحة بلبنان ولا بقضايا الشعب اللبناني ولا بمصالحه".

وردا على سؤال عن اتهام فريق 8 آذار لقوى 14 آذار بأنها تابعة لمشروع أميركي-صهيوني في لبنان، قال جعجع: "هذا الكلام غير صحيح اذ بإمكان أي كان اتهام من يشاء ولكن هذا لا يعني ان الاتهام صحيح، فنحن كقوى 14 آذار وبالأخص كقوات لبنانية أي شيء نطرحه هو نفسه منذ 10 سنوات أو بالأحرى منذ 30 سنة لا بل ان كل مشروعنا السياسي هو نفس المشروع السياسي المسيحي التاريخي في لبنان من 100 سنة الى اليوم وهذا ما تبنته قوى 14 آذار في الوقت الحاضر وبالتالي أين تأثير أميركا واسرائيل في كل هذا المشروع؟ بينما لدى الفريق الآخر، متى كان الفريق المسيحي يقول إن الغرب هو استعمار؟ أو متى لم يكن أي فريق مسيحي حكما مع قيام دولة فعلية في لبنان؟ أو متى كان الفريق المسيحي مؤيدا للنظام السوري الحالي وخصوصا في مواجهة وضع كالذي نشهده حاليا؟".

وأضاف: "لطالما كان هناك مجموعة ثوابت ومبادئ يتفاهم عليها كل المسيحيين ويسيرون عليها بينما في الوقت الحاضر نرى أننا نحن نسير بحسب هذه المبادئ 100% بينما الفريق المسيحي الآخر يسير بعكسها 100%. اذا من يكون قد تأثر بتحالفات معينة جعلته يتبنى مواقف ليس موافقاً عليها بالأصل، لا بل اكثر من ذلك فقبل العام 2005 لم تكن هذه مواقف الفريق المسيحي الآخر وهذا دليل على انه يوجد ارتباط مع فريق آخر أثّر على المواقف والمبادئ". واعتبر انه "حتى المجموعة الشيعية في لبنان لم تكن هذه سياستها تاريخيا لذلك نقول ان فريق حزب الله مرتبط بمحور ايراني-سوري بكل وضوح"، لافتا إلى أن "هناك نظرة للبنان مشتركة بين فريق 14 آذار والمجموعتين الدولية والعربية في الوقت الحاضر".

وعن رفض "حزب الله" التعاون مع المحكمة الدولية وتسليم المتهمين الأربعة باعتبار انها مسيسة، قال: "لو كنت في مكان حزب الله لما تصرفت على هذا النحو لأنني أكون حينها أوجه التهمة باغتيال الرئيس الحريري وباقي الشهداء الى نفسي بحسب القول المأثور "كاد المريب أن يقول خذوني"، فهذه المحكمة مشكلة من عشرات القضاة من دول عدة وكل قاضي فيها من كاسيزي الى بلمار الى فرانسين وغيرهم، لديه أقله 30 الى 40 سنة من الخبرة والسمعة المهنية التي لا تشوبها شائبة، فبإمكان أمين عام حزب الله اتهام القضاة بأنهم أصدقاء لاسرائيل ولكن هذا لا يعني أنهم كذلك، فلكل انسان ما يسمى بالـTrack Record الذي يعرف من خلاله اذا كان هذا الشخص يشترى ام لا؟ اذا كان مستقيما ام لا؟ اذا كان قاضيا ناجحا ام لا؟ فإذا أخذنا مثلا القاضي دانيال بلمار الذي وصل الى أعلى المراتب القضائية في كندا ومن ثم وصل الى المحكمة الدولية، كيف يُمكن لاسرائيل وأميركا اقناعه بالقيام بمؤامرة؟ لماذا قد يُخاطر هؤلاء القضاة في نهاية حياتهم المهنية من أجل الدخول في ألاعيب هم بغنى عنها وأبعد ما يكونون عنها منذ بداياتهم في المهنة؟".

وتابع:"اذا افترضنا لضرورات البحث ليس إلا ان هذه المحكمة هي تركيبة اسرائيلية او اميركية، ولكن المحاكمات سوف تكون علنية كالجزء الأول من القرار الاتهامي الذي أصبح علنيا، وعندما ستبدأ هذه المحاكمات امام وسائل الاعلام الدولية كيف يمكن بالتالي تركيب أي شيء من دون وقائع وأدلة حسية؟ وما الذي ادراهم ان المحكمة لم تأخذ بعين الاعتبار الأدلة والقرائن التي قدمها السيد نصرالله في أكثر من مؤتمر صحافي؟".

وأكد أن "التسريبات التي حصلت في وسائل الاعلام حول القرار الاتهامي ليست دليلا على تسييسها اذ يتم التسريب من البنتاغون ووزارة الخارجية الاميركية ودوائر القرار في الدول الغربية والعربية ولكن هل يعني ذلك ان العمل داخل هذه المؤسسات هو مزور؟ هذا يجعلني أتأكد أكثر فأكثر ان حزب الله يضع الاتهام على نفسه عندما يأخذ مؤشرات صغيرة ليترجمها على غير ما هي عليها في حقيقتها، عدا عن ان هناك معطيات تدل على ان فريق حزب الله قام بنشر كثير من هذه التسريبات لاستعمالها في هذا السياق".

واعتبر أن "التصرف المنطقي لحزب الله كان يجب ان يكون تسليم المتهمين الأربعة للمحكمة وتوكيل أفضل مكاتب المحاماة في العالم للدفاع عنهم، فنحن نعلم أين يمكن أن تصل مكاتب المحاماة العالمية اذ بإمكان صحافي صغير أن يقاضي أكبر رئيس دولة، وهم يعلمون جيدا ان المحكمة ليست مسيسة وفيها أدلة واضحة وصريحة".

وجدد التأكيد ان "هذه الحكومة ليست لديها اي مقومات الاستمرار اذ انه من البديهي انهم سيختلفون على كل المواضيع التي ستطرح، فلقد اختلفوا حول ملف الكهرباء الذي هو تقني بامتياز فكيف سيتفقون على موضوع سياسي كالمحكمة الدولية وبالتالي هذه الحكومة ليس مقيدا لها الاستمرار فهي مجرد تركيبة عجيبة غريبة للخلاص من الحكومة السابقة لا اكثر ولا أقل، ولذلك كنا ضد قيامها من الاساس لأنها تضيع وقت وجهد وامكانيات اللبنانيين ما سيؤدي في نهاية المطاف الى انفجارها".

وفي الشأن السوري، لم يتوقع جعجع ان "يؤدي الانقسام اللبناني حول ما يحصل في سوريا الى اشكالات داخلية"، مسجلا "تقاعس المراجع القضائية والاجهزة الامنية عن حماية كل التظاهرات التي تنطلق سواء الداعمة او الرافضة للنظام السوري"، مستذكرا تظاهرة شارع الحمرا "التي قام بها مثقفون من المجتمع المدني ليس لهم اي طابع حزبي فاعتدى عليهم بعض الشبيحة ولكن المؤسف ان قوى الامن لم تلاحق أي شخص من المعتدين".

ورأى انه "لا يمكننا الا احترام ارادة الشعوب وتطلعاتها سواء كان لدينا علاقات مع الانظمة المتواجدة في هذه الدول أم لا"، وقال:"التاريخ لا يعود الى الوراء وستنتهي الأزمة السورية بقيام نظام حر ديمقراطي كما تطالب به الاكثرية من الشعب السوري وصولا الى حد التضحية يوميا بدمه وهذا دليل على توق هذا الشعب الى الديمقراطية والتطور كما هو الحال في اكثرية دول العالم".

وختم:"ان الأزمة في لبنان معقدة اكثر بكثير من الوضع في سوريا على خلاف ما يعتقد البعض ، فهي تحتاج الى الكثير من الهدوء والعمل والصلابة للتوصل الى فكفكة كل الدويلات الموجودة في لبنان وتثبيت الدولة الفعلية التي تكون وحدها المسؤولة عن الشعب اللبناني في الدفاع والاقتصاد والنفط والغاز وترسيم الحدود والمعتقلين اذ لا يمكن ان يكون ضمن الدولة الواحدة اكثر من دولة وهناك خصخصة للدفاع عن منطقة لأن ذلك كناية عن مهزلة لا يقبلها احد".

 

 مجلس الأمن يمدد عاما لليونيفيل ويدين الإعتداءات الإرهابية عليها

نهارنت/دان مجلس الامن الدولي بشدة الثلاثاء الاعتداءات التي استهدفت في ايار وتموز الماضيين قوة اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة وذلك في قرار مدد بموجبه لمدة عام مهمة القوة العاملة في الجنوب. وجاء في القرار ان مجلس الامن الدولي يدين ب"اقسى العبارات الاعتداءات الارهابية على قوة الامم العاملة في جنوب لبنان" في 27 ايار و26 تموزالماضيين.

ودان المجلس ايضا الحوادث على الحدود التي وقعت في 15 ايار عندما فتح جنود اسرائيليون النار على متظاهرين ما ادى الى مقتل عشرة، وكذلك ما حصل في الاول من اب من تبادل لاطلاق النار بين لبنانيين واسرائيليين. وقال دبلوماسي غربي ان "مجلس الامن بتبنيه هذا القرار اعرب مرة اخرى عن دعمه لقوة الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان التي تؤدي دورا حاسما في منطقة عدم استقرار غير مسبوق". ففي 26 تموز، استهدف انفجار قافلة للقوة الدولية بالقرب من مدينة صيدا، ما ادى الى جرح ستة جنود من الكتيبة الفرنسية.

وفي 27 ايار انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور دورية للامم المتحدة في منطقة الرميلة، عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا، ما ادى الى جرح ستة جنود ايطاليين واثنين من المدنيين.

وتشكلت قوة الامم المتحدة في لبنان في العام 1978 لمراقبة الحدود بين لبنان واسرائيل. ومددت مهمتها بعد حرب 2006 بين اسرائيل وحزب الله والتي اوقعت حوالى 1200 قتيل معظمهم من المدنيين. ويبلغ عديد القوة حاليا 13 الف عنصر من دول عدة ينتشرون في الجنوب. *مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

المعلم وشعبان والسفير في بيروت على «القائمة السوداء» الأميركية

نيويورك - راغدة درغام؛ دمشق، لندن، بروكسيل - «الحياة»، أ ف ب، رويترز

لم تحل حرمة عيد الفطر أمس دون قتل قوات الجيش والأمن بالرصاص سبعة سوريين، بينهم طفل في الحادية عشرة من العمر، في منطقتي درعا وحمص، عندما خرج آلاف المتظاهرين إلى الشارع في أعقاب صلاة العيد، في مختلف مدن سورية. وفي حين أدرجت واشنطن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومستشارة الرئيس بشار الأسد للشؤون الإعلامية بثينة شعبان والسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم على «القائمة السوداء» للشخصيات السورية التي تشملها عقوبات مالية وحظر للتعامل، عقدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعاً مساء الإثنين على مستوى السفراء، وبحثت للمرة الأولى في إصدار قرار في شأن سورية.

وتلبية للدعوات التي وجهها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر بعد صلاة العيد، خرجت من المساجد في مناطق دمشق ودرعا وحمص وحلب وتدمر، حوالى خمسين تظاهرة واجهتها قوات الأمن بإطلاق النار والاعتقالات. وقال «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» في بيان إن أربعة أشخاص قتلوا في درعا الحارة بينهم الطفل خضر موسى (11 سنة) الذي أصيب برصاصة في رأسه، فيما قتل متظاهران في انخل (ريف درعا) وقتل متظاهر سابع في مدينة حمص.

وأضاف البيان انه في ريف درعا «خرج أطفال مدينة داعل وهم يرتدون الأكفان عوضاً من ملابس العيد متقدمين تظاهرة شارك فيها اكثر من عشرة آلاف شخص خرجت من جميع مساجد داعل»، وقال انه «رغم اغلاق مسجد الإمام النووي الكبير في مدينة نوى قام الأهالي بالصلاة أمامه وخرجت تظاهرة حاشدة قام الجيش بتطويقها وأطلق الرصاص على المتظاهرين». وفي دمشق، انطلقت تظاهرات في حي القابون، كما شهد حي برزة انتشاراً لعناصر الجيش والأمن والشبيحة بالقرب من المداخل المؤدية إلى برزة مع تواجد امني كثيف عند المقبرة». كما خرجت تظاهرة شارك فيها اكثر من ألف شخص في قدسيا (ريف دمشق).

وفي ريف حلب (شمال)، ذكر الاتحاد أن «تظاهرة حاشدة خرجت بعد صلاة العيد من الجامع الكبير رغم كثافة انتشار الأمن الذي قام بتفريق المتظاهرين بعنف شديد واعتقل العديد من الشبان». في هذا الوقت، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية امس أن الولايات المتحدة «أدرجت المعلم وشعبان وعبد الكريم على القائمة السوداء للأشخاص الذين تشملهم العقوبات المفروضة على النظام في دمشق، بما في ذلك تجميد الأرصدة التي قد يمتلكونها في الولايات المتحدة».

وقال نائب وزير الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والتقصي المالي ديفيد كوهين إن القرار يهدف إلى معاقبة «الشخصيات الرئيسية المدافعة عن أنشطة النظام».

وفي نيويورك، عقدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعاً مساء الإثنين على مستوى السفراء وبحثت للمرة الأولى في إصدار قرار في شأن سورية. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ»الحياة» إن «الجلسة دلت على وجود إجماع بين الدول الخمس على إصدار قرار رغم استمرار الاختلاف في الرؤى» بين الدول الخمس. وأوضحت المصادر أن الدول الغربية تريد قراراً قوياً لكن روسيا تعارض كلياً فكرة فرض حظر سلاح على سورية.

وقالت مصادر مجلس الأمن إن روسيا «لم تكن في المستوى نفسه من الاعتراض القاطع في موضوع فرض عقوبات ما، مع أنها لم تتخل عن الاعتراض على العقوبات كمبدأ”.

وأشارت مصادر غربية الى أن روسيا «لا تريد أن تخسر سوق السلاح في سورية الذي يؤمن لها 4 بلايين دولار، على غرار ما خسرت في ليبيا وبالتالي هي أكثر عناداً في رفض حظر الأسلحة في سورية».  وأكدت المصادر أن الدول الغربية عازمة على إجراء المفاوضات من دون توقف وإن هناك احتمالاً قائماً بأن تكون المفاوضات متتالية في الأيام المقبلة وذلك للبناء على الاستعداد الروسي لإجرائها وتوافر الإجماع لأول مرة في مجلس الأمن لإصدار قرار في الشأن السوري.

وفي بروكسيل، نددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بالقمع «الوحشي» للتظاهرات في سورية وعبرت عن «قلقها العميق» للوضع في هذا البلد، وذلك غداة اتفاق دول الاتحاد الأوروبي على مبدأ فرض حظر على صادرات النفط السورية. واعتبرت اشتون خصوصاً أن الاعتداء الأسبوع الماضي على رسام الكاريكاتور علي فرزات «كان احد الأمثلة على الانتهاك المعمم لحقوق الإنسان» في سورية. وتابعت «الكثير من الناشطين الآخرين والأحرار في الفكر والمدافعين عن حقوق الإنسان تعرضوا لأعمال همجية مماثلة في ازدراء لحقوق الإنسان وبينها حالات تعذيب مفترضة». ودانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي أيضاً الهجوم على مسجد الرفاعي في غرب دمشق السبت.

من جهة ثانية، قال ديبلوماسيون في بروكسيل إن حكومات الاتحاد الأوروبي قد تفرض عقوبات على مصارف سورية وشركات في قطاعي الطاقة والاتصالات هذا الأسبوع إلى جانب حظر مؤكد على واردات النفط. وستعقد حكومات دول الاتحاد جولة محادثات جديدة ستبحث في اقتراحات لمنع مواطني الاتحاد من القيام بأعمال تجارية مع شركات تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. ولا يفرض الاتحاد عقوبات اقتصادية واسعة حتى الآن ضد سورية وإنما يفرض فقط حظراً على سفر مسؤولين من الدائرة المقربة من الأسد وتجميداً لأصول كيانات حكومية عدة وشركات مرتبطة بالجيش على صلة بالحملة ضد المحتجين. وسيكون للحظر الأوروبي على استيراد الخام السوري تأثير كبير على تدفق العملة الصعبة على سورية لأن الدول الأوروبية تستورد اغلب ما تصدره دمشق من الخام.

 

تظاهرات بدمشق وحمص و7 قتلى برصاص قوات الأمن السورية في درعا

نهارنت/ذكر ناشطون أن سبعة أشخاص قتلوا الثلاثاء خلال تفريق مظاهرات خرجت بعد صلاة عيد الفطر في عدد من المدن السورية. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في بيان أن "سبعة أشخاص قتلوا في اول أيام العيد في سوريا، بينهم أربعة أشخاص بينهم طفل في مدينة الحارة، واثنان في انخل الواقعتين في ريف درعا (جنوب) بالاضافة الى شخص في مدينة حمص (وسط)". من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان "ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب تسعة آخرون بجروح، اثر اطلاق قوات الامن الرصاص لتفريق تظاهرة حاشدة خرجت في بلدة الحارة بعد صلاة عيد الفطر". وأوضح الاتحاد في بيانه، أن العديد من التظاهرات خرجت الثلاثاء بعد صلاة عيد الفطر، مشيرا الى أن "تظاهرة حاشدة خرجت بعد صلاة العيد من الجامع العمري في درعا البلد متوجهة الى مقبرة الشهداء". وأضاف:"أطفال مدينة داعل (ريف درعا) خرجوا وهم يرتدون الاكفان عوضا عن ملابس العيد ويتقدمون تظاهرة يشارك فيها أكثر من عشرة الاف شخص خرجت من جميع مساجد داعل". وأكد أنه "على الرغم من اغلاق مسجد الامام النووي الكبير في مدينة نوى (ريف درعا) قام الاهالي بالصلاة أمامه".

وأردف: "بعد انتهاء صلاة العيد خرجت تظاهرة حاشدة توجهت الى ساحة المقبرة القديمة الملقبة بساحة الشهداء، حيث قام الجيش بتطويق المتظاهرين حول المقبرة وطلق الرصاص عليهم". وأشار الى "ملاحقة المتظاهرين وإطلاق الرصاص مستمرين حتى اللحظة". وفي وسط البلاد، أكد الاتحاد أن مدينة حمص شهدت "انتشارا أمنيا كثيفا في جميع أحياء ومدن حمص لمنع الخروج الى صلاة العيد"، مشيرا الى "سماع رشقات متفرقة من اسلحة رشاشة في محيط قلعة حمص في ظل انقطاع كامل للاتصالات عن معظم أحياء حمص". ولفت الى أن "سيارات الامن تطوق المقبرة عند مدخل تلكلخ (ريف حمص)"، لافتا الى "انقطاع الهاتف الأرضي". وفي حماة، "تم اطلاق رصاص متقطع في معظم أحياء المدينة لمنع الخروج الى صلاة العيد". وكان ناشطون دعوا الاثنين الى التظاهر بعد صلاة عيد الفطر، والى متابعة الاعتصامات في كافة المدن السورية حتى اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال الناشطون على صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:"في العيد تظاهرات عارمة بعد صلاة العيد مباشرة (...) واعتصامات في كل المدن حتى اسقاط السفاح". كما دعت الى التظاهر مواقع ثانية صديقة للثورة السورية منها "يوم الغضب السوري" التي هنأت الشعب السوري بحلول العيد وقالت "كل عام وأنتم أحرار". وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف آذار، أدى قمعها من جانب السلطة الى مقتل اكثر من 2200 شخص بحسب حصيلة لمنظمة الامم المتحدة، فيما تشير منظمات حقوقية الى مقتل 389 جنديا وعنصر أمن، في غياب احصاء رسمي لعدد الضحايا. وتتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية، وأعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات. *مصدر اسوشيتد برسوكالة الصحافة الفرنسية

 

وسط تعزيزات أمنية مشددة.. الأسد يغير عادته ويؤدي صلاة العيد في جامع والده

«سانا» تقول إنه تبادل التهاني مع الرؤساء والملوك دون ذكر أسماء > انتشار أمني مكثف.. و7 قتلى في أول أيام العيد ومظاهرات حاشدة تنادي بـ«إعدام الرئيس»

دمشق- لندن: «الشرق الأوسط»

لم يصل الرئيس بشار الأسد العيد في الجامع الأموي وسط دمشق القديمة كما جرت العادة، وإنما أدى الصلاة في جامع الرئيس حافظ الأسد الواقع على أول طريق الربوة قريبا من ساحة الأمويين والقريب من المباني التابعة للقصر الرئاسي، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة بدأ التحضير لها بعد منتصف ليل أول من أمس. وجاء ذلك بينما لقي سبعة أشخاص حتفهم أمس علي أيدي قوات الأمن خلال تفريق مظاهرات خرجت بعد صلاة عيد الفطر في عدد من المدن السورية.

وانتظر السوريون طويلا ليعرفوا في أي جامع سيصلي الرئيس، بعدما تم إغلاق معظم المساجد الكبيرة، والتضييق على الأئمة من الذين لم يهادنوا النظام، ومنهم من توقع ساخرا أن يصلي الرئيس في جامع السيدة زينب في مدينة السيدة زينب لأنه بحسب الناشطين «لم يبق له غير هذا الجامع وهناك سيقوم أصدقاؤه الإيرانيون بحراسته كونهم قيّمين على مقام السيدة».

ولكن الأسد خالف التوقعات وصلى في جامع والده الرئيس السابق حافظ الأسد الذي افتتح بداية عهد الرئيس الأسد الابن.

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الأسد أدى صلاة العيد مع «عدد من علماء الدين الإسلامي وجمهور من المواطنين» إلا أن المشاهد التي بثت للصلاة أظهرت أن عدد المصلين كان محدودا نوعا ما، كما غاب عن المشاركة كبار المسؤولين في الدولة والحزب الحاكم إذ جرت العادة على مشاركة الأسد في صلوات الأعياد ويقفون إلى جانبه في الصف الأول.

من جانبها قالت القناة الإخبارية السورية إن الأسد ردد مع المواطنين السوريين «الله أكبر الله أكبر على المؤامرة الله أكبر على المتآمرين».

وبحسب بيان رسمي كان في استقبال الأسد لدى وصوله إلى الجامع وزير الأوقاف والمفتي العام للجمهورية ومحافظ دمشق. وأم الصلاة الشيخ بشير عبد الباري مفتي دمشق الذي ألقى خطبة العيد، ولفت عبد الباري في خطبته إلى أن «مواقف سوريا الأصيلة الثابتة ووقوفها مع الحق وأهله وانتصارها للمظلومين ومساندتها للشعب الفلسطيني وللمقاومة الشريفة أغاظت أعداء سوريا فراحوا يحيكون لها المؤامرات الظالمة»، مؤكدا على أن «سوريا الصمود عرفت طريق الحق والتزمت به مستجيبة لمطالب الإصلاح العادلة والتي هي حق من حقوق الشعب وهي ماضية في تحقيقها».

وكان لافتا خلال نقل التلفزيون السوري وتلفزيون قناة «الدنيا» السورية وقائع مشاركة الأسد على الهواء مباشرة انقطاع البث بشكل مفاجئ لدى مغادرة الرئيس للجامع. دون أن تتضح أسباب ذلك.

وكان بيان رسمي قد أعلن أن الأسد تبادل التهاني بالعيد مع عدد من رؤساء وملوك وقادة الدول العربية والإسلامية، ولكن البيان لم يذكر أيا من أسماء الذين تبادلوا التهاني مع الرئيس الأسد من زعماء وقادة وملوك عرب ومسلمين، فيما نشر بهذه المناسبة النصوص الكاملة لبرقيات كل من القاضي الشرعي الأول بدمشق عادل بندق، ووزير الأوقاف محمد عبد الستار، والمفتي العام للجمهورية رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ أحمد بدر الدين حسون.

وغابت عن البلاد عموما أجواء العيد، لتخيم أجواء من الحزن في معظم المناطق، وذلك بعد أنباء عن سقوط عدد من القتلى والمصابين خلال أكثر من 50 مظاهرة خرجت بعد صلاة العيد في مدن ومناطق عديدة. وكانت مصادر في ريف دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط» إن أهالي مدينة دوما وعدد من مدن وبلدات ريف دمشق رفضوا نصب أراجيح لأطفال في العيد، وإن كثرا كانوا يقترحون أن يكون العيد في المقابر تكريما للشهداء، إلا أن النظام وتحسبا لتحول التجمعات في المقابر إلى مظاهرات وضع تعزيزات أمنية مكثفة في محيط المقابر مع حواجز أمنية على بواباتها، ومنها ما تم إغلاقه في اليوم الأول والثاني على أن يعاد فتحه في اليوم الثالث. وقال شهود عيان إن دعاء رجال الدين في كثير من الجوامع في ريف دمشق امتزج بالبكاء وهم يقولون في الدعاء «لن نركع إلا لله».

وفي دمشق ساد هدوء حذر طيلة اليوم الأول سوى مظاهرات في بعض الأحياء منها القابون، كما امتنعت الغالبية من الناس عن إرسال معايدات برسائل نصية عبر الجوالات، ومنهم من كتب على صفحته في «فيس بوك» اعتذارا عن تلقي المعايدات وتبادل التهاني، لأن «سوريا ليست بخير»، وذلك على الضد من حملات الترويج الدعائي التي يقوم بها النظام في وسائل إعلامه تحت عنوان «سوريا بخير».

كما استنكف بعض أهم علماء الشام عن أم المصلين وإلقاء خطبة العيد كالشيخ كريم راجح إمام جامع «الحسن» في الميدان الذي انتظر منه المصلون خطبة «عظيمة» كما يصفون خطبه التي تتسم بكثير من الوقار والحكمة والصدق، وقال أحد المصلين لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أتوقع أن يلقي الشيخ كريم خطبة عظيمة كعهدنا به، ولكن فوجئت بابنه يعتلي المنبر وخاب أملي، مع أنه بذل جهده، لكنه حتما ليس كالشيخ كريم»، وأضاف المصلي «فور انتهاء الخطبة بدأ الشباب بالتكبير وهتاف يطالب بالإفراج عن المعتقلين وإسقاط النظام»، استمر ذلك لدقائق ثم خرجوا إلى الشارع «ليجدوا الشبيحة وقوات الأمن بانتظارهم، فهجموا على المصلين كالمغول».

وفي جامع زيد في منطقة الفحامة لم يؤم المصلين الشيخ سارية الرفاعي كما جرت العادة وهو شقيق الشيخ أسامة الرفاعي إمام جامع عبد الكريم الرفاعي الذي تعرض للاعتداء بالضرب من قبل الشبيحة وعناصر الأمن لدى هجومهم على الجامع عقب صلاة ليلة القدر. وقال ناشط إن «الشيخ سارية الرفاعي لم يلق خطبة العيد على الرغم من وجوده في المسجد وذلك كما قيل بداعي المرض».

وفي سياق متصل، أفاد ناشطون بمقتل 7 أشخاص خلال مظاهرات انطلقت بعد صلاة العيد، وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في بيان أن «سبعة أشخاص قتلوا في أول أيام العيد في سوريا منهم أربعة أشخاص بينهم طفل في مدينة الحارة واثنان في انخل الواقعتين في ريف درعا (جنوب) بالإضافة إلى شخص في مدينة حمص (وسط)».

وأشار الاتحاد إلى أن العديد من المظاهرات خرجت أمس بعد صلاة عيد الفطر حيث «شهدت درعا البلد (جنوب) مظاهرة حاشدة بعد صلاة العيد».

وفي ريف درعا، خرج «أطفال مدينة داعل وهم يرتدون الأكفان عوض ملابس العيد متقدمين مظاهرة شارك فيها أكثر من عشرة آلاف شخص خرجت من جميع مساجد داعل»، مضيفا أنه «رغم إغلاق مسجد الإمام النووي الكبير في مدينة نوى قام الأهالي بالصلاة أمامه وخرجت مظاهرة حاشدة قام الجيش بتطويقها وأطلق الرصاص على المتظاهرين».

وفي وسط البلاد، أضاف الاتحاد شهدت حمص «انتشارا امنيا كثيفا في جميع الأحياء لمنع الخروج إلى صلاة العيد» مشيرا إلى «سماع رشقات متفرقة من أسلحة رشاشة في محيط قلعة حمص في ظل انقطاع كامل للاتصالات عن معظم أحياء حمص»، ولفت إلى أن «سيارات الأمن تطوق المقبرة عند مدخل تلكلخ (ريف حمص) التي انقطع الهاتف الأرضي عنها».

وأضاف البيان أن «مظاهرة بالآلاف في مدينة تدمر توجهت إلى مقبرة المدينة بعد صلاة العيد لزيارة قبور الشهداء والهتافات تنادي بإعدام الرئيس كما توجه أكثر من عشرة آلاف شخص إلى مقبرة مدينة القصير ليحيوا شهداء الحرية».

وفي حماه «تم إطلاق رصاص متقطع في معظم أحياء المدينة لمنع الخروج إلى صلاة العيد».

وفي دمشق «انطلقت مظاهرات في حي القابون كما شهد حي برزة انتشارا لعناصر الجيش والأمن والشبيحة (عناصر موالية للنظام) بالقرب من المداخل المؤدية إلى برزة مع وجود أمني كثيف عند المقبرة»، حسبما ذكر بيان اتحاد التنسيقيات.

وأضاف البيان أن «مظاهرة شارك فيها أكثر من ألف شخص خرجت في قدسيا (ريف دمشق) تطالب بإسقاط النظام».

ونقلت وكالة رويترز عن نشطاء أن تسجيلات فيديو على موقع «يوتيوب» على الإنترنت أظهرت جنودا يجوبون وسط دمشق في حافلات كبيرة خضراء من هيئة النقل العام وهم يخرجون بنادقهم الكلاشنيكوف من النوافذ لمنع الاحتجاجات التي اندلعت على الرغم من كل ذلك في أحياء القابون وكفر سوسة وركن الدين والميدان.

وفي ريف حلب (شمال)، ذكر اتحاد التنسيقيات أن «مظاهرة حاشدة خرجت بعد صلاة العيد من الجامع الكبير رغم كثافة الأمن الذي قام بتفريق المتظاهرين بعنف شديد واعتقل العديد من الشبان»، وأضاف أن «مظاهرتين خرجتا في مدينة الباب» مشيرا إلى أن «الأهالي كتبوا عشرات العبارات على الجدران في شوارع المدينة تندد بالنظام».

وفي شمال شرقي البلاد «خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة عامودا كما خرج أكثر من 1500 متظاهر في القامشلي» بحسب الاتحاد.

وأشار الاتحاد إلى أن «أكثر من ألف عنصر من الأمن والشبيحة والجيش اقتحموا شارع التكايا في دير الزور (شرق) وقاموا بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي لتفريق المتظاهرين».

وغربا، خرجت مظاهرة في اللاذقية قام الأمن بتفريقها كما انتشر الأمن والجيش بلباس مدني في مدينة بانياس حيث تم تثبيت رشاشات 500 على أسطح بعض المباني.

كما شهدت محافظة ادلب بشمال غربي البلاد مظاهرات حاشدة على الرغم من أن الدبابات والقوات تحاصر منذ شهور عددا من المدن والبلدات.

وفي ضاحية حرستا، حيث قال نشطاء إن عشرات الجنود انشقوا في مطلع الأسبوع بعد أن رفضوا إطلاق النيران على المحتجين، أخذ المتظاهرون يهتفون «الشعب يريد إسقاط الرئيس».

 

مشروع حزب الله والجمهور المسيحي

الفريق موقع ليبانون ديبايت |

حزب الله في قلب كسروان، والمسيحيون يتسألون.

حزب الله يزنّر المناطق المسيحية بشبكة طرقات رديفة، والمسيحيون يتعجبون.

حزب الله يشتري الأملاك المسيحية، والمسيحيون يفرحون بالأسعار.

حزب الله ينفذ خطة القضم والهضم، والمسيحيون يتوسّعون في المهجر.

حزب الله ماضٍ في مشروعه، والمسيحيون يبحثون عن أشلاء ردة فعل.

 

فطر المفتي قباني ... غير سعيد

يقال نت/أم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني المصلين في مسجد محمد الأمين في قلب بيروت، وغاب عن حضور الصلاة نواب بيروت من كتلة «المستقبل»، الذين صلى كل واحد منهم في المسجد الاقرب الى منزله، فيما مثّل الوزير حسان دياب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، واقتصر الحضور على رئيس مجلس الخدمة المدنية خالد قباني، ورئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق، والمدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت الدكتور وسيم الوزان وممثلين عن سفراء بعض الدول العربية والإسلامية وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. وحين هم المفتي قباني بإلقاء خطبته، غادر عدد من الموجودين المسجد وانتقلوا الى محيط ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري.

وبعد الخطبة توجه قباني يرافقه دياب إلى ضريح الرئيس الحريري وأضرحة مرافقيه وقرآ الفاتحة.

 

النائب محمد قباني: غياب نواب المستقبل عن دار الفتوى هو اشارة للتحفظ على بعض الامور التي تحصل

أكد النائب محمد قباني عبر LBC أن غياب نواب المستقبل عن دار الفتوى هو اشارة للتحفظ على بعض الامور التي تحصل، أملا ان تكون هذه الاشارة كافية.

وأشار الى ان هناك ترقبا لمسار الامور في الفترة المقبلة، متمنيًا ان يبقى سماحة المفتي الشيخ محمد رشيد قباني على علاقة طيبة مع الجميع وخصوصا مع الفريق الذي لطالما كان يدعمه

وعن محاولات لحل ازمة خطة الكهرباء، قال:" هذه المحاولات هي للانتقال من العمل الفردي الى عمل يتصف بنوع من الجماعية، فليكن هذا العمل الجماعي ضمن القانون"، لافتا الى انه لا يمكن التنازل عن الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، مؤكدا انه مطلب وطني لايجاد الحلول لهذه الازمة.

 

الوزير السابق سليم الصايغ/المنظومة السياسية القائمة تريد قيام اللادولة واللااستقلال وترشيش اصبحت هدفاً مباشراً في اي احتكاك يحصل بين حزب الله واسرائيل

موقع الكتائب/اوضح الوزير السابق سليم الصايغ انه لو كان الخلاف في ملف الكهرباء مع اللقاء الديمقراطي فقط، لكان طُرح الموضوع على التصويت وأخذ ثلثي الاصوات، الاّ ان الكل يعرف ان هذا الموضوع لا يحظى بالتوافق المطلوب والذي هو كناية عن اكثر اغلبية ممكنة. الصايغ وفي حديث عبر اخبار المستقبل، اشار الى ان الطريقة التي يقارب فيها وزير الاتصالات جبران باسيل ملف الكهرباء وهذا التسييس الذي يحصل، هو ضد المنطق، لافتاً الى ان هناك استهتاراً بذكاء الوزراء والنواب.

وشدد الصايغ على ان قضية الكهرباء في لبنان هي باهمية قضية الدين العام، معتبراً انها مسؤولية جماعية ويجب ان يكون الوطن ككل والحكومة خصوصاً مؤتمنين على هذا الملف. وقال: "قضية الكهرباء لا تُحلّ بكبسة زر، وكلما غصنا في الملف نكتشف هذا الكم من المغالطات، ولا يمكن ان تغطي الحكومة قرارات مثل الطلب من القوى الامنية التوجه الى المنصورية لمواكبة مد خطوط التوتر العالي".

وعن تهديد النائب ميشال عون بالاستقالة اذا لم يقرّ مشروع الكهرباء، قال الصايغ: "لا يمكن ان يأخذ عون قراراً كبيراً من هذا النوع، وانا ادعو الحكومة لان تجيب على هذا الامر". ودعا الصايغ الى محاسبة المسؤولين على تصريحاتهم لان الشعب ليس لعبة بيدهم، مؤكداً ان احداً ليس بامكانه تطيير الحكومة، واذا حصل ذلك فانه يتم بقرار من حزب الله. وامل ان تأتي حكومة انقاذ وطني لانتشالنا من هذا السواد الذي نحن فيه. وتابع: "المطلوب ان يكون هناك لا قرار في الدولة عندما يتعلق الامر بالمحكمة الدولية او بقضايا الاستقلال في لبنان، هؤلاء الجماعة ليس بمقدورهم انقاذ اي شيء في لبنان وهم بالكاد بامكانهم انقاذ نفسهم".

واستغرب الصايغ كيف ان اي جهاز في الدولة لم يحقق بموضوع شبكات الاتصالات التي اكتُشفت في ترشيش، معتبراً ان المنظومة السياسية القائمة تريد قيام اللادولة واللااستقلال واللاقانون. واوضح ان حزب الكتائب لم يتهم يوماً حزب الله ببناء دولة ايرانية في لبنان، وقال: "نحن نتعامل مع ايران بطريقة مسؤولة، اما حزب الله فيعتبر وفق منطقه ان مشروع المقاومة يجب ان يتمدد ليدخل الى كل بيت وقلب". وحذّر الصايغ من ان ما يحصل اليوم هو اخطر من وضع منظومة صواريخ، لانه يتم تركيب منظومة اتصالات، وقال: "منطقة ترشيش اصبحت تدخل ضمن منظومة المقاومة التي يمسك حزب الله بامرتها، اي ان ترشيش اصبحت هدفاً مباشراً في اي احتكاك يحصل بين حزب الله واسرائيل". واضاف: "فلندع الشعب يختار بأي طريقة يريد انتاج السلم او الحرب". ورداً على سؤال حول خطب عيد الفطر التي شددت على اهمية تحقيق العدالة وكشف الحقيقة، قال الصايغ: "الرئيس نجيب ميقاتي لا يقول انه سيعمل ضد الحقيقة والمحكمة، لكن هناك مشكلة داخلية ضمن الحكومة المليئة بالتناقضات". ورأى ان التوجه لميقاتي لن يكون له اثر سياسي الا اذا اعترف ميقاتي انه غير قادر على العمل وفق قناعاته". الى ذلك، علّق الوزير الصايغ على قضية مد خطوط التوتر العالي، محذراً الحكومة من تنفيذ قرار مد الخطوط بالرغم من الاعتصامات والمؤتمرات الصحافية التي يقوم بها الاهالي منذ اشهر والتقارير التي تقول ان هذه الخطوط تؤثر على الصحة. وقال: "بهذا القرار يقفلون مدرسة عين نجم ومؤسسات تجارية، وكل هذا لان مد الخطوط في الهواء ارخص من مدها في الارض"، سائلاً "الا يفكرون باقفال مدرسة وبترك الاهالي للمنطقة؟".

وطلب الوزير الصايغ من الناس التوجه الى موقع الاعتصام في عجلتون، والاستماع لصوت العامود الذي يعطي ذبذبات قوية، وقال: "الوزير باسيل وعلى الرغم من النماذج السيئة لخطوط التوتر العالي يصرّ على مشروع مدها في المنصورية، وانا اعرف ان باسيل شخص منطقي لذلك يجب الا يسير بهذا المشروع". وتابع: "نحن لسنا ضد نماذج النجاح لكن ليس على حساب الناس وصحتها". واكد ان المواجهة في المنصورية لن تكون بسيطة في وجه حكومة تأخذ قرارات غير شرعية وغير مشروعة.

وتعليقاً على عقد اجتماع حقوقيي 14 اذار في بيت الكتائب في الصيفي، شدد الصايغ على ان 14 اذار ليست ملكاً للامانة العامة، مشيراً الى ان ثورة الارز هي ملك الناس، وقال: "نحن كان لدينا انتقاد على اداء معين، لكننا موجودون دائماً في اجتماع قيادات 14 اذار".  وتابع: "نحن لا نريد ان نكون في ما يسمى البنى التحتية لـ14 اذار، والحقوقيون ليسوا تابعين للامانة العامة". وفي الشأن السوري، اشار الى ان امكانية الصمود الاقتصادي والمعنوي اصبت ضئيلة وطبيعة النظام في سوريا انتهت، واستبعد الوزير الصايغ ان يتمكن الرئيس السوري بشار الاسد من امساك زمام الامور حتى ولو كان ذلك من خلال New Look. واوضح ان حزب الكتائب اخذ موقفاً عاقلاً ومسؤولاً، وقال: " لا نستطيع الا ان نكون مع مشروع الدولة المدنية التي تؤمن الحريات". واشار الصايغ الى انه كأن هناك ورقة تفاهم تقول ان النظام السوري الحالي يحمي المسيحيين، الا ان المسيحيين هم جماعة الدولة وليس جماعة الانظمة، ولا يكفي ان يعيش المسيحي قيمه في منزله او في كنيسته بل من المفترض ان يعيشها في مجتمعه والضمانة هي الدولة والمؤسسات. وشدد على انه مهما كان كل النظام في سوريا فان المسيحيين هم اساس في سوريا والشرق،  مؤكداً ان كل ما يهمنا هو السير على قيم ديمقراطية لان في ذلك مصلحة للبنان وسوريا.

 

عشرة جرحى في اشتباك بين "أشرف الناس" في عيترون

يقال نت/كشف مصدر في بلدة عيترون الجنوبية لـ"المركزية" عن لقاء عقد في منزل إمام بلدة عيترون الشيخ قاسم حماده حضره ممثلون عن حركة "امل" و"حزب الله" تمَّ خلاله حلّ الإشكال الذي وقع في البلدة بين مناصرين من "امل" و"حزب الله" وأدى الى إصابة عشرة مواطنين بجروح جرّاء استخدام السكاكين. وأشار الى أن الطرفين طالبا القوى الأمنية والجيش بوضع اليد على القضية ومحاسبة المتسببين بالإشكال ورفعا الغطاء عن المشاركين فيه. وأوضح المصدر أن الإشكال بدأ بتلاسن بين أحد مناصرين "أمل" في البلدة يوسف السيد وبين عناصر من الحزب على خلفية لباس السيد وطلبوا منه الابتعاد عن مكان كانوا يقيمون فيه احتفالاً فعاد السيد الى منزله ولحق به عناصر الحزب وبعد تلاسن معه تدخَّل مناصرون لـ"أمل" الى جانبه وتم تبادل الضرب بالسكاكين ما أدى الى جرح عشرة أشخاص ثم تدخلت قوى الأمن الداخلي وفضت الإشكال

 

الحريري ينتصر على الشائعات ويعزز حضوره سعوديا وعربيا

يقال نت/في ظل الهجوم المركز الذي يتعرض له، عاد الرئيس سعد الحريري معادلة إقليمية صعبة. فبعد شائعات حاولت أن تنال من علاقته بالمملكة العربية السعودية، ومحاولة الإيحاء بأن الرئيس نجيب ميقاتي "إنتزعها"، على الرغم من انتقاله من تحالف مع فريق أمّن فوزه في الإنتخابات النيابية، الى فريق آخر يقدم مصلحة كل من "حزب الله" والنظام السوري، عزّز الحريري حضوره ، بعدما كان قد تمكن من أن يحمي المحكمة الخاصة بلبنان ، ويشبك تحالفا معنويا مع الشعب السوري في وجه طغيان بشار الأسد وجرائم نظامه.

وفيما لم يتمكن أي من الخارجين من الأكثرية الى التحالف مع "حزب المتهمين" من تطبيع علاقته التي كانت ممتازة مع السعودية، فإن الحريري ظهر، في الايام الاخيرة، ليس في مواقع قرار متعددة في المملكة بل في حضرة الملك عبد الله بن عبد العزيز. هذا الظهور لم يقتصر على استقبال علني ، قبل أكثر من أسبوع، في مقابل "إهمال" للرئيس نجيب ميقاتي فحسب، بل توّج أيضا ، بظهور الحريري الى  جانب الملك عبد الله، يصلي في مكة، في أول ايام عيد الفطر السعيد.

وصدر بيان معلومات جاء فيه: أدى الرئيس سعد الحريري صلاة عيد الفطر المبارك صباح الثلاثاء إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مكة المكرمة بحضور عدد من الأمراء وكبار المسؤولين السعوديين. وقد أم المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد. على صعيد آخر، أجرى الرئيس الحريري سلسلة اتصالات هاتفية مع عدد من الأمراء والرؤساء والمسؤولين العرب والمسلمين ومن بينهم أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرئيس التركي عبد الله غول، رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

 

كل التفاصيل عن مجزرة الخريبة- بعلبك

يقال نت/باتت لغة السلاح وحيدة في حل الخلافات، حتى بين اهل البيت الواحد. وهذا ما حصل في بلدة الخريبة قضاء بعلبك في خلاف بين الخال وأبناء شقيقته على طريق لا يتجاوز طولها ستة أمتار هي عبارة عن مدخل يؤدي الى منزل الشقيقة. والنتيجة ستة قتلى بين اخ وزوجة اخ وابن، وجريحان وفرار مطلقي النار.

 وفي التفاصيل انه صبيحة يوم العيد توجه عدد من اهالي بلدة الخريبة قضاء بعلبك الى مقبرة البلدة للقيام بواجبهم في اول ايام العيد، ولدى عودتهم حصل تلاسن بين أحمد فايز عيسى وقريبه محمود علي كنعان على خلفية ملكية طريق، تطور بسرعة الى اطلاق للنار أصيب خلاله الطفل أحمد محمود علي كنعان (12 سنة) إصابة قاتلة فيما أصيب أحمد عيسى في رقبته نقل بعد فترة الى مستشفى دار الامل. ولدى سماع فايز عيسى والد احمد بخبر إصابة ولده هاجم منزل شقيقته الذي يقطنه ابناؤها وبدأ اطلاق النار فأردى على الفور كل من الاشقاء: محمود وغالب وناصر علي كنعان ورشا (سورية الجنسية) زوجة محمد علي كنعان، وأصيب شقيقهم محمد في بطنه وعلياء شكر زوجة محمود ونقلوا الى مستشفى رياق بحالة حرجة جدا، وقد توفيت شكر متأثرة بجراحها فيما يخضع محمد الى عمليات جراحية عديدة نتيجة إصابته الخطيرة.

وحضرت الى المكان وحدات من قوى الامن الداخلي برئاسة آمر سرية بعلبك العقيد عبدالله بو زيدان، وفرقة من الجيش اللبناني ومخابرات الجيش والأدلة الجنائية ومنعت المواطنين من الاقتراب من ساحة الجريمة، فيما تولت عناصر من الدفاع المدني في الهيئة الصحية نقل ثلاثة جثث الى مستشفى دار الحكمة وجثتين الى مستشفى بعلبك الحكومي.

وأفاد مصدر في البلدة انه كانت هناك مساع من قبل وجهاء في بلدة الخضر لحل الاشكال القائم بين اهل البيت الواحد، لكن كل الجهود التي بذلت ذهبت في لحظات دفعت البلدة نتيجتها ستة قتلى وجريحين اثنين وفرار مطلقي النار الى جهة مجهولة. واستنفرت القوى الامنية والعسكرية وقامت بمداهمات وسيرت دوريات في المنطقة بحثا عن مطلقي النار.

بيان الجيش: وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه أمس البيان الآتي:" بتاريخه الساعة 7,00 وفي بلدة الخريبة - بعلبك، حصل اشكال بين افراد عائلتين بسبب خلاف على ملكية ارض، تطور الى تبادل لاطلاق النار من اسلحة حربية، نتج عنه مقتل ستة اشخاص وسقوط عدد من الجرحى من كلتا العائلتين.على اثر ذلك، تدخلت قوة كبيرة من الجيش وفرضت طوقا امنيا حول المكان، كما قامت ولا تزال بتنفيذ مداهمات واسعة لتوقيف مطلقي النار واعادة الوضع الى طبيعته".

 

سليمان أجرى اتصالا مطولا بالأسد وعرض معه لتطورات سوريا ولبنان

نهارنت/أجرى الرئيس ميشال سليمان اتصالا مطولا مع الرئيس بشار الاسد هنأه فيه بالعيد وتناولا آخر التطورات على الساحتين اللبنانية والسورية. كما بحث الرئيسان في تداعيات المواقف العربية والدولية على الوضع في سوريا ولبنان بحسب ما ذكرت إذاعة "صوت لبنان (100.3-100.5)". كذلك، توجه سليمان الى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا، بالتهنئة، متمنيا لهم وللبنان الخير والسعادة والاستقرار. وهنأ القيادات والمرجعيات الروحية الاسلامية، كما اجرى اتصالات مماثلة بعدد من الملوك والرؤساء العرب للمناسبة عينها.

 

منصور: سنساعد سوريا لأن نارها ستلتهم الأخضر واليابس لكل من بجانبها

نهارنت/رأى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور ان "الحملة المسعورة التي يقودها فريق الرابع عشر من آذار إزاء موقف لبنان في مجلس وزراء الخارجية العرب، تعبر عن نفوس حاقدة ومريضة"مشددا على أن لبنان سيساعد سوريا على "الخروج من محنتها". وشرح منصور في تصريح لـ"إذاعة النور" الثلثاء أنه "كان هناك إجماع من قبل الأعضاء كافة وتأكيد من جانب رئيس الدورة الحالية والأمين العام للجامعة العربية بأن ليس هناك من بيان سيصدر، ولكن هذه النفوس المريضة التي تريد النيل من سوريا تريد أن تفسر وكأن لبنان وقف مع أو ضد". كما رأى "أن الإعتراض السوري في مكانه لأن ما تم الإتفاق عليه لم يلتزم به، وهو ما دفع المندوبية السورية إلى توجيه مذكرة رسمية للأمانة العامة للجامعة العربية تشير فيها إلى أن ما نشر من بيان لم يكن يعبر عن موقف المؤتمر النهائي، وهو ما إعتبرته سوريا كأنه لم يصدر". "أن الموقف السوري طبيعي جدا لأنه من المفترض عند صدور أي بيان أن تجري مناقشته من قبل الأعضاء لبحث نقاطه ومن ثم الخروج ببيان موحد يلتزم به الجميع". وشدد منصور على "أن لبنان في الأساس يقف إلى جانب الشقيقة سوريا وموقفه واضح بهذا الخصوص"، وقال: "لا نريد للشقيقة سوريا إلا الإستقرار والأمن ونريد أن نساعدها على الخروج من محنتها ولا نقف في وجهها لنؤجج الفتنة والنار فيها لأن هذه النار ستلتهم الأخضر واليابس لكل ما هو بجانب سوريا".

 

الحريري التقى العاهل السعودي مهنئا بعيد الفطر

نهارنت/التقى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مهنئا بمناسبة عيد الفطر.وذلك بعد أن أدى الحريري صلاة العيد صباح اليوم الثلثاء، الى جانب الملك عبدالله في مكة المكرمة، بحضور بحضور عدد من الأمراء وكبار المسؤولين السعوديين. هذا وأجرى الحريري سلسلة اتصالات هاتفية مع عدد من الأمراء والرؤساء والمسؤولين العرب والمسلمين، ومن بينهم أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس التركي عبد الله غول،و رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. كما هاتف الحريري وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، ورئيس المجلس التنفيذي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مهنئا إياهم بالمناسبة

 

عجلتون احتفلت بعيد شفيعها مار زخيا

نجيم: الشركة مع الله هي مفتاح القلوب لمحبة الآخر

وطنية - كسروان - 30/8/2011 احتفلت بلدة عجلتون الكسروانية، بعيد شفيعها مار زخيا العجائبي، بقداس احتفالي رأسه راعي أبرشية صربا المارونية المطران غي بولس نجيم والخوري رالف طنجر والشماس ابراهيم زعرور، وخدم القداس جوقة الرعية بقيادة وسام مدور، وحضره الى رئيس البلدية كلوفيس الخازن، الأمين العام لحزب الكتلة الوطنية الدكتور جوزف مراد وقنصل مولدوفيا ايلي نصار والعديد من فاعليات البلدة والجوار.

بعد الانجيل المقدس ألقى المطران نجيم عظة تحدث فيها عن معاني العيد، متوقفا عند معاني المعجزات في حياة القديسين وفي مفهومها الروحي والايماني، لافتا الى انها "جرس يدق للفت المؤمن الى ما يريده الله منه، من ثبات في الايمان لتغيير ما في النفوس الى ما فيه خيرهم وخير مجتمعهم".

وشدد على أنه "لا يمكننا الانسجام مع الله إلا بصفاء القلوب التي يصنعها الروح القدس"، واصفا القداسة ب "خلاصة الانسحاق الروحي بالايمان، ونبذ الذات والاستسلام الكلي لغاية الرب".

وإذ شكر نجيم أهالي البلدة "للحفاوة" التي استقبلوا بها الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير أثناء زيارته لهم، أكد ان "المحبة هي من أسس السلام، وان الشركة مع الله هي مفتاح القلوب لمحبة الآخر". بعد القداس بارك نجيم "الهريسة". وانطلقت مسيرة المهرجان السنوي، على أنغام الموسيقى، من مستديرة البلدة الى ساحة الكاتدرائية حيث تعانقت البيارق.

وقدمت فرقة "زفة لبنان" عرضا فنيا جميلا، وأضاءت الأسهم النارية قبتي كنيستي مار زخيا العجائبية القديمة والحديثة وسماء البلدة.

واختتمت الفعاليات بحفل غنائي أحياه الفنان محمد اسكندر مع فرقته الموسيقية.

 

شمعون: الحكومة خلقت ميتة وأقول لـ"حزب الله" أن تصرفاتكم بالضاحية خطأ

الكلمة اون لين/أوضح النائب دوري شمعون أننا "نريد بناء دولة القانون والجيش الواحد وإبقاء قرار السلم والحرب بيد الدولة وهذه أمور لن نسكت عنها حتى تحقيقها". وتوجه في حديث لقناة "المستقبل" الى "حزب الله" بالقول: "إن تصرفاتكم في الضاحية الجنوبية خطأ، كما ان المساعدات التي تدخل الى الضاحية والبضاعة المشحونة للمنطقة غير قانونية"، لافتا الى "وجود تجار كتجار السيارات مثلا يستفيدون من وجود حزب الله بالمنطقة بقوة وسوف يتخلون عنه في أول فرصة". وأوضح في موقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط حول اقتراح مشروع قانون الكهرباء الذي تقدم به وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، أنه "ضد الخصخصة"، مشيرا الى أنه "شخصيا مع الخصخصة". أما عن الحكومة فرأى أنها "خلقت ميتة وهي قد أنشئت نتيجة الدعم السوري لها واليوم سوريا مشغولة بهمها الداخلي وبالتالي على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يتكل على نفسه في الوقت الذي يمنعه من ذلك تعنت فريقه الحكومي حيث جميعهم من اتباع "انا ولا أحد".

 

حرب واصل جولته في أوستراليا وهنأ المسلمين بعيد الفطر: الحكومة تناقض التوجه الوطني ولا تريد سماع صوت اللبنانيين في الإنتشار

هل يجوز ان يساق البلد الديموقراطي الوحيد في المنطقة على طريق العبودية؟

لنتنازل عن مصالحنا الشخصية ونرتقي بمواقفنا وتطلعاتنا إلى مصلحة الوطن

 وطنية - 30/8/2011 أقام مكتب حزب "القوات اللبنانية" في أوستراليا مأدبة عشاء تكريمية للنائب بطرس حرب، في حضور السيناتور ادوار عبيد، رئيس دير مار شربل الاب انطوان طربيه، الاب جان حرب والاب ايلي رحمه، رئيس بلدية باراماتا جان شديد، رئيس التجمع المسيحي والي وهبه، رئيس الرابطة المارونية سمير القزي، نائب رئيس الجامعة الثقافية في العالم ميشال الدويهي، رئيس فرع الجامعة في الولاية وسام قزي، وعن القوات اللبنانية حضر رئيس مقاطعة اوستراليا ستيف ستانتن وعدد من اعضاء المكتب، ممثلي: الكتائب بيتر مارون، الوطنيين الاحرار طوني نكد، تيار المستقبل عبد الله المير، حركة الاستقلال سعيد الدويهي واليسار الديمقراطي صائب ابو شقرا. ولبى الدعوة أيضا عدد من رجال الاعمال تقدمهم جورج غصين وطوني خطار وتوفيق كيروز، رئيس جمعية تنورين بشارة يونس، رئيس رابطة آل حرب جورج جبور حرب وعدد من رؤساء المؤسسات والجمعيات. كما شارك مدير مؤسسة "التلغراف والانوار والنجوم" الاعلامية ريمي وهبه والزملاء انطوان قزي ، جوزيف خوري ، سايد مخايل وجان طربيه.

فخري

قدم المتكلمين الزميل سايد مخايل، ثم تحدث المحامي ستيف ستانتن، والقى بعده نائب رئيس مكتب القوات في سدني شربل فخري كلمة جاء فيها: "يسعدني، باسم حزب القوات اللبنانية مكتب سيدني، ان ارحب بكم في اوستراليا، الوطن الذي تعتبر جاليته اللبنانية من اكثر الجاليات اللبنانية في العالم قرباً وتعاطفاً ومساندة للوطن الأم لبنان، لا بل اكثر من ذلك، فما زال الكثيرون منا يرفضون التأقلم فيحاولون عيش لبنانيتهم هنا بكل وجوهها ويحاولون ان ينقلوها الى اولادهم لأنهم يأبون ان ينقطع الخيط الذي يربطهم بجذورهم وبتاريخهم. لا بد انكم لمستم ذلك سعادة النائب في هذه الزيارة والزيارات التي سبقت. ان كان هذا يصح في كل اللبنانيين الذين هنا فماذا نقول عن القواتيين الذين ولدوا وعاشوا وناضلوا وكافحوا واستشهدوا لأجل مجتمعهم ولأجل لبنان. للقوات اللبنانية حتى الآن في العالم، 63 مركزاً ينتشرون من اقاصي الارض الى اقاصيها فاعلون في اماكن تواجدهم على كل المستويات السياسية والاجتماعية، يشكلون العامود الفقري للكثير من النشاطات السياسية في دنيا الانتشار".

اضاف:" هاجسنا هو ذاته هاجسكم، كما هو هاجس كل جمهور ثورة الارز وقوى 14 آذار استقلال وطننا وحرية ابنائه. هذه الحرية التي تسعى اليها شعوب الشرق الاوسط، الآن، لم نسع لها ولا مرة في تاريخنا، فنحن احرار خلقتنا امهاتنا ونموت احراراً، لم نسع الى الحرية لأننا لم نفقدها يوماً، بل دافعنا عنها، وندافع باذلين الغالي والرخيص، صحيح ان مساحة الحرية تضاءلت في مراحل كثيرة من تاريخ وطننا، إلا انها بقيت دائماً تميز هذا القطيع الصغير. على هذه المباىء واياكم والكثير من المخلصين نتلاقى، على قيام الدولة الحامية لهذا الكيان والحاضنة لهذه الحرية نتلاقى. على الصدق مع الذات ومع الناس، على نقاوة الكف ورفع الظلم نتلاقى. والأهم من كل ذلك، انك شيخ بطرس من الذين يثبتون على الموقف ولا تزعزعهم ترضية ولا يخيفهم تهديد والقوات اللبنانية كذلك. معا ومع كل قوى 14 آذار سنبقى نرفد ثورة الارز بكل ما تحتاج لتصل الى مبتغاها - بكسر هيمنة السلاح على مفاصل الدولة - باحقاق الحق وجلب المجرمين الذين عاثوا قتلا وتفجيرا بأحرار لبنان وسوقهم الى العدالة - ببناء دولة الحق والحرية، دولة المؤسسات".

وختم:" في النهاية، نحن نفتخر شيخ بطرس، بالعلاقة التاريخية التي تجمعكم بالقوات اللبنانية، ونشعر بالاعتزاز انكم نائب يمثل وينوب بصدق عن شعبه وليس نائبة على الشعب والوطن كما الكثيرين من من يدعون تمثيل الشعب".

حرب

وبعد كلمة للاب انطوان طربيه، تحدث النائب حرب شاكرا القيمين على الدعوة، وقال: "بداية، أتوجه بالشكر لأصحاب الدعوة القوات اللبنانية، وأحيي رئيس حزب القوات رفيق النضال الدكتور سمير جعجع وكل الأحزاب والقوى والتيارات السياسية التي تمثل كرامة لبنان ووحدته والمبادىء التي قام على أساسها لبنان. فما يجمعنا مع بعضنا هو مبادىء، ودم الشهادة بدءا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيسين الشهيدين بشير الجميل ورينيه معوض وداني شمعون وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم وسمير قصير وسواهم من الشهداء الذين ننحني إجلالا لذكراهم. ودمهم دين علينا وأمانة في أعناقنا، لقد ماتوا كي نبقى أحرارا من أجل لبنان ليبقى سيدا حرا. ونحن سنستمر في مواصلة العمل معا من أجل تحقيق أمانيهم، وهذا هو التحدي الكبير".

أضاف:" أحيانا نمر في مراحل صعبة وأخرى يضيع واحدنا البوصلة ويضيع الطريق ويقع ضحية الغش، فيقوده المجانين، لكن لا بد من أن يستيقظ ويسأل نفسه: إلى أين نتجه؟ إلى أين نأخذ لبنان؟ وقال:" نحن همنا أن نأخذ لبنان إلى شاطئ الأمان لكي يبقى بلد الحرية ووطن الإنسان، لأنه الدولة الوحيدة في الشرق العربي التي لا يدخل السجن أو لا يُقتل من يعارض رأي السلطة وتوجهاتها". وتابع:" نحن نقف صفا واحدا مع بعضنا في سبيل مبادىء وليس من أجل مصالح، نموت مع بعضنا ونعيش سويا، في كل الأوضاع، المهم أننا نتشارك ذلك ونحن كعائلة واحدة.  أولادنا لا يمكنهم العيش في عبودية، لا يستطيعون العيش من دون حرية، وإذا عدنا قليلا إلى الوراء نجد أن لبنان كان يتمتع باستقلال ذاتي أيام العهد العثماني، وكان أول دولة عربية نالت استقلالها في المنطقة. فهل يجوز في زمن تفلت الشعوب العربية من نير الإستبداد نحو التحرر أن يساق لبنان الديموقراطي الوحيد في المنطقة على طريق الشمولية والعبودية وسيطرة السلاح غير الشرعي واستباحة حياة قادة الفكر والرأي؟".

اضاف:" هذا اللقاء يمثل صورة لبنان النقية، في أوستراليا كما في الوطن، لا شيء مختلف. ونحن نتجه صوب محطات مقبلة ومفصلية، فلا يجب أن نتفكك بفعل المصالح، يصبح كل حزب من القوى الحليفة يريد هذا المرشح ويتمسك بهذا المقعد، ما يتسبب باختلاف في ما بيننا، فيكون المستفيد الأول من هذا الخلاف أعداء لبنان. فحرام التلاعب بالمقدسات وتعالوا نتنازل عن مصالحنا الشخصية والحزبية والسياسية ونرتقي بمواقفنا وتطلعاتنا إلى فوق إلى الأعلى صوب مصلحة لبنان، فنحافظ على صلابتنا صلابة الأرز المتجذر، واللحمة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين التي أوجدتها المعاناة والدماء الزكية التي أهرقت لشهدائنا، فلنحافظ عليها ونجعلها في سبيل مستقبل أبنائنا في لبنان المتنوع الكبير بإنسانه وقيمه".

أشكركم باسم الوفد المرافق وباسمي، "المرحلة المقبلة مليئة بالصعاب على ما يظهر، وأمامنا تحديات كبيرة تنتظرنا، وربما لن نوفق في تأمين مشاركتكم بالإنتخابات العامة في الـ 2013 من حيث أنتم موجودون، من هنا، لأن الحكومة الحالية تناقض التوجه الوطني وتخضع للسلاح ولهالة السلاح وللوصايات، إنها حكومة لا تريد سماع صوت اللبنانيين في الإنتشار، وقد لا نتمكن في مجلس النواب من إنجاز قانون أو آلية تسمح لكم المشاركة في القرار الوطني لكننا، ولأن الوضع كذلك، فأول ما سأفعله بعد عودتي إلى لبنان هو تقديم استجواب للحكومة بشأن تلكؤها في موضوع التحضير لإشراك اللبنانيين في الإنتشار في الأنتخابات في سنة 2013، وبغية حثها على وضع آلية تمكنكم من المشاركة في الإنتخابات المقبلة في البلاد التي تقيمون فيها، فإذا نجحنا في ذلك نكون قد حققنا إنجازا، وإن لم نوفق، فإننا ندعوكم لتنظيم صفوفكم والتحضير والإستعداد للمشاركة في الإنتخابات، في لبنان بالذات، لنثبت للمتربصين بكم وبنا وبلبنان، أن لبنان الواقف على حافة الخطر، لن يسقط بفضل أبنائه الأحرار في الأنتشار وفي الداخل".

في الختام دعوني أنتهز المناسبة لأطلب إلى اللبنانيين "تسجيل أولادهم والولادات في الدوائر القنصلية لكي يستمر انتماؤهم الوطني، لا تنفصم الصلة مع وطنهم الأم بحيث تستمر الأجيال الطالعة بالشعور أنهم شركاء حقيقيين في المواطنية وفي القرار الوطني".

جمعية تنورين

وكان النائب حرب عقد لقاء حاشدا في مركز جمعية تنورين في سدني حيث استقبله رئيس الجمعية بشارة يونس والأعضاء، جرى في خلاله التداول في شؤون الجالية ومطالب اللبنانيين في الخارج، ولا سيما توفير حقهم في الحياة الوطنية من خلال تأمين وضع آلية لتمكينهم من الإنتخاب حيث يكونون. كما ألقى النائب حرب كلمة عرض فيها "للأوضاع في لبنان والمساعي التي تقوم بها قوى 14 آذار لاستعادة سلطة الدولة وهيبة قواها الشرعية لكي تبسط القانون والأمن والإستقرار على كل الأراضي اللبنانية ولكي تنحصر هذه المسؤولية بالسلطة الشرعية، فلا تتكرر مأساة اغتيال الضابط الطيار النقيب النقيب سامر حنا الذي يحتفل أهله ومحبوه في ذكرى استشهاده الثالثة في لبنان والذي أطلق عليه النار عناصر من "حزب الله" وهو يقوم بواجبه الوطني في التدرب على حماية لبنان في وجه العدو الإسرائيلي. والذي يؤسفني أن من قتل سامر حنا تمت حمايته وأطلق سراحه في فضيحة قضائية لم يشهد لها تاريخ القضاء اللبناني مثيلا".

وتحدث في المناسبة الدكتور جان طربيه مرحبا باسم الجمعية بالنائب حرب وعقيلته والأب أنطوان طربيه.

عيد الفطر

ولمناسبة حلول عيد الفطر، قام النائب حرب بزيارة تهنئة الى مسجد الإمام علي في لاكمبا - سدني، حيث كان في استقباله الشيخ يحيى صافي، رئيس الجمعية الاسلامية اللبنانية سمير دندن، اعضاء الجمعية والشيخ فايز سيف والشيخ سمير الرفاعي، عضو بلدية كانتربري خضر صالح، قياديين في قوى 14 آذار، رؤساء مؤسسات وجمعيات اسلامية، فقدم التهاني إلى المسلمين خصوصا والمسيحيين في أوستراليا ولبنان، داعيا "لبقاء اللحمة بين العائلة اللبنانية المسيحية والمسلمة في لبنان والإغتراب".

 

13 قتيلا على الاقل في اعمال عنف الاثنين بين مسيحيين ومسلمين في نيجيريا

نهارنت/افاد مصدر طبي الثلاثاء ان حصيلة المواجهات بين المسيحيين والمسلمين الاثنين في وسط نيجيريا ارتفعت الى 13 قتيلا على الاقل. وقال مسؤول الاطباء في مستشفى جوس الجامعي انه "تم نقل 13 جثة" الى المستشفى القريب من مكان المواجهات. وكان شهود افادوا الاثنين لمراسل فرانس برس في المكان ان مجموعة من المسلمين توجهت الى مكان للصلاة في جوس لمناسبة انتهاء شهر رمضان. ومع وصولهم، حاصرهم سكان الحي ذي الغالبية المسيحية. وافاد المراسل انه تم احراق دراجات نارية وسيارات ومتجرين على الاقل.

وقال شاهد ان مسيحيين ارادوا منع مسلمين من ممارسة شعائرهم ردا على تفجيرات بالقنابل شهدتها جوس عشية عيد الميلاد في كانون الاول 2010. وتولى الجيش اجلاء المسلمين بعد الصدامات. وتقع ولاية الهضبة في وسط نيجيريا بين الشمال ذي الغالبية المسلمة والجنوب ذي الغالبية المسيحية. وشهدت المدينة في الاعوام الاخيرة مواجهات ذات طابع عرقي وديني خلفت مئات القتلى. *مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

العمال السوريون في لبنان... ضحية نظامهم وأول المدافعين عنه

بيروت - بيسان الشيخ/الحياة

قد لا يستثنى لبناني تجاوز عقده الثاني من معرفة نداء «كعك كعك» الساخر الذي راج بقوة في أواسط التسعينات وآخرها. وكان يكفي آنذاك أن يصدح صوت أحدهم بعبارة «كعك كعك» حتى يلتفت الباقون حولهم بحثاً عن المعني بتلك الاستعارة اللفظية. ذاك أن النداء كان يتجاوز بائع الكعك الجوال الذي يركن عربته على نواصي الطرقات وأمام مداخل الجامعات والمؤسسات العامة، ليرمز مجازاً إلى عناصر المخابرات السورية المنتشرين في المدن والمناطق اللبنانية. أما السبب في اختيار هذه المهنة دون سواها لإلصاقها بأفراد أمن «الشقيقة»، فلا يحمل أي تفسير علمي أو موضوعي سوى أن المخيلة الشعبية رسخت أسطورة عناصر الأمن الذين يتنكرون كباعة كعك فيتربصون بالأحياء وسكانها يراقبون حركتهم ويتنصتون إلى همسهم ويكتبون التقارير فيهم، ممارسين شيئاً من سطوة «قبضايات» الحارات وفتواتها. ولشدة ما شاعت تلك النظرية باتت تحصيلاً حاصلاً لا يشك اللبنانيون في صدقيتها، حتى بات شبه مستحيل نفيها أو تأكيدها، لذا كان العمال أول ضحايا انسحاب القوات السورية من لبنان في عام 2005 فتعرض عدد غير قليل منهم لأعمال انتقامية بلغت حد القتل والطرد وإحراق الخيام والبيوت التي يقيمون فيها.

تلك الرواية لم تأتِ من عدم. فالعامل السوري في لبنان هو أحد مؤشرات العلاقة السياسية التي تربط البلدين. فينسحب انسحاباً جزئياً في أوقات التوتر، ويعود للانتعاش في فترات الهدوء. وبات العمال السوريون يعتبرون ظاهرة فعلية مطروحة على اللبنانيين في شكل يومي خصوصاً بعد توقيع اتفاق الطائف وتكريس وصاية دمشق على بيروت، وهي وصاية تكرست معها سوق عمل رديفة امتصت شرائح واسعة من اليد العاملة الفقيرة التي تعاني البطالة وقلة المهنية والاحتراف. وإذا كانت العمالة السورية الموسمية تقليداً راسخاً في المناطق الحدودية الزراعية كعكار شمالاً والبقاع شرقاً، اتسمت التسعينات بمرحلة إعادة إعمار بيروت، والطفرة العقارية في العاصمة وخارجها ما استوجب قوة بشرية وفرتها سواعد شباب قطعوا الحدود لكسب العيش مساهمين أيضاً في تجذير سلطة الشقيقة الكبرى على ما درجت تسميته آنذاك بـ «المحافظة الخامسة عشرة».

وانقضت التسعينات بعدد يناهز مليون عامل سوري في لبنان، وفق تقديرات غير رسمية ومليون ونصف مليون دخلوا الأراضي اللبنانية بحسب أرقام لدائرة الأمن العام للفترة الممتدة بين مطلع 1993 ونهاية 1995. ولم تذكر الإحصائية أعداد الذين خرجوا، لكن هذا العدد، إن صح، فإنه يقارب بمعنى ما ثلث الشعب اللبناني ويفسر إلى حد بعيد تراكم النقمة على السوريين ومختلف أوجه سيطرتهم على مفاصل الحياة في البلد اقتصادياً وأمنياً وسياسياً.

ويعود موضوع العمال السوريين اليوم إلى الواجهة مع الثورة التي انطلقت منذ نحو ستة أشهر في المدن والمناطق السورية، ووجدت لها بعض الأصداء في بيروت. ذاك أن فئة العمال شكلت وقود التظاهرات المؤيدة لنظام الأسد في بيروت، وامتداداً ليده التي ضرب بها النشطاء والمتظاهرين المؤيدين للثورة عليه، ما يذكر بتلك الصورة النمطية، ولكن الصحيحة جزئياً، حين كان عامل البناء قادراً على تهديد صاحب الورشة مستعيناً بنفوذ رجل الأمن. وبات شائعاً اليوم في شوارع بيروت أن ترى عمالاً يتم استدعاؤهم مباشرة من مكان عملهم ينفضون غبار الإسمنت أو بقايا الطلاء عن أيديهم ويهرولون خلف أحد الهتافين الذي يحمل صورة الرئيس بشار الأسد ويرصد حركة من خلفه. يصل هؤلاء إلى نقطة تجمع في تظاهرات تأييد منظمة انطلقت منذ أشهر من أمام المسجد العمري وسط بيروت، وانتقلت أخيراً إلى شارع الحمرا مقابل السفارة السورية. توزع عليهم صور الرئيس ويبدأون في ترديد هتافات «بالدم بالروح... » مزايدين على عنصر الأمن المدني في رفع صوتهم لتأكيد الحماسة والولاء. وفي بعض الحالات لم يتوانَ ذلك الجمهور المستحضر على عجلة من رفع بلطاته وتوجيه قبضاته وإرسال تهديداته ضد المتظاهرين الآخرين في تصرفات «تشبيح» بقياس محلي.

ولا شك في أن من غير المنطقي شمل العمال السوريين كافة تحت تلك المظلة المؤيدة للنظام والمنصاعة لاستخداماته، لكن يبقى أن الفئة التي لا تشارك منكفئة على نفسها تتوجس الانقضاض عليها في أي لحظة ما يزيد الشرخ والتخوين المتبادل بين العمال أنفسهم.

المدون والناشط السياسي رامي نخلة الذي يتنقل يومياً بين عنوانين أو أكثر تفادياً للتهديد بالقتل الذي بلغه أخيراً، قال في لقاء مع «الحياة»: «ظاهرة الشبيحة هي نفسها داخل سورية وخارجها. مثلاً عمال النظافة في المناطق السورية الآن يتقاضون 400 دولار في الأسبوع مقابل المشاركة في أعمال التشبيح ضد المتظاهرين. ويتم نقلهم من منطقة إلى أخرى لتنفيذ تلك المهام نظراً إلى أن المدن المتظاهرة تعاقب بعدم جمع نفاياتها. في لبنان الوضع مختلف. فالنظام يتمتع بالقدرة على مواجهتنا بهم هنا والسفارة قادرة على الوصول إليهم عبر جهاز المخابرات ورجاله. فعنصر المخابرات يذهب إلى أي ورشة أو مكان تجمع معروف من ساحة، أو جسر أو غيره، ويتحدث إليهم بكل ثقة طالباً منهم الانضمام إلى تظاهرة مضادة إما بالتهديد أو بالترغيب كما يحصل داخل المجتمع السوري».

وغالباً ما يكون التهديد الذي يتعرض له هؤلاء العمال من رجال نظامهم هو فقدان مصدر رزقهم في لبنان، أو الطرد النهائي أو حتى عبر الضغط على أهاليهم في سورية. أما الترغيب فمنحهم حظوة لدى جهاز الأمن، ورقم هاتف يتصلون به «في أي وقت وفي حال وقوع أي مشكلة، خصوصاً مع أرباب العمل» إضافة إلى مبالغ توزع دورياً في الآونة الأخيرة بحجة أنها مساعدات للعائلات المحتاجة.

أبو حسين، واحد من الذين تقاضوا مبلغ 600 دولار على دفعتين أولاهما 300 دولار منذ خمسة أشهر وثانيتهما قبل بدء شهر رمضان ببضعة أيام. أبو حسين الذي ترك بلدة عزاز في محافظة حلب أواسط التسعينات بحثاً عن عمل في لبنان، يعمل اليوم ناطور مبنى في منطقة زقاق البلاط في بيروت، ويقول إنه تقاضى المبالغ بصفتها «بدل غلاء معيشة» تزامنت، للصدفة، مع انطلاق شرارة التظاهرات في سورية. لم يربط الرجل الخمسيني بين المسألتين قائلاً إن التظاهرات انطلقت من درعا، فيما المساعدات وزعت في حلب. ثم استدرك «ربما هو بدل المازوت الذي لن يوزع هذا العام»، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من أبناء منطقته والمناطق المحيطة بها تقاضوا مبالغ تراوح بين 200 و500 دولار تقريباً وفق تصنيف لم يعرف معاييره. ولتأكيد وجهة نظره قال أبو حسين «أنا سنّي كردي... لست عادة من المستفيدين».

أبو حسين يعمل اليوم كغيره من مواطنيه بلا أوراق إقامة شرعية، ولا إجازة عمل ولا أي ورقة رسمية تؤكد وجوده فعلياً على الأراضي اللبنانية. وإذا وافته المنية سينقل كالمئات غيره ممن يسقطون عن سقالة بناء أو يقضون دهساً أو قضاء وقدراً، جثة في صندوق خشبي في رحلة ذهاب نهائي إلى بلدته كأنه لم يمر من هنا أبداً.

ومنذ نحو سنتين عندما فتح ملف العمال السوريين وتقرر إخضاعهم لشروط العمالة الوافدة كافة التي يستثنون منها، توجه أبو حسين إلى مكتب لتخليص المعاملات في الضاحية الجنوبية فنصحه صاحب المكتب بأن يصرف النظر حالياً «لأن الأمور هادئة الآن ولا داعي لتبذير الأموال» على ما نقل أبو حسين.

ويتقاضى أبو حسين وهو والد 10 أولاد من زواج أول و3 من زواج ثانٍ، نحو 350 دولار شهرياً تصرفها زوجته الثانية على سلع استهلاكية تحضرها من سورية في رحلات مكوكية تجريها كل شهرين أو ثلاثة.

وفيما يجلس أبو حسين في باحة المبنى الذي يعمل فيه، راح يجري اتصالات بأحد أصحاب الورش بحثاً عن عمل لابنه وابن أخيه القادمين حديثاً من عزاز في دوامة عمالة يتوارثها الأبناء عن الآباء. سيعمل هؤلاء بالمياومة مقابل 15 دولاراً لكل 9 ساعات عمل، ويقطنون في الورشة التي يبنونها. رفض الشابان الحديث إلينا ككثيرين غيرهم من العمال السوريين الشباب، فهم يفضلون الابتعاد عن وسائل الإعلام تفادياً للمضايقات. لكنّ أبا حسين يؤكد أنه وأولاده لا يشاركون في التظاهرات سواء في سورية أو في لبنان. قال إنه أحضر الشابين تفادياً لأن يتورطا في أي شيء خصوصاً أن اثنين من أبنائه العشرة الآخرين مجندان في الجيش السوري.

«هو ولاء مزدوج ذلك الذي تعيشه الأسر السورية... ولاء الخوف وولاء الانتفاع معاً» يقول نخلة بشيء من الإحباط. ويضيف: «هم جزء من الحراك الدائر هناك إذا أرادوا ذلك، لكنهم غالباً لا يريدون. هناك سائق تاكسي التقيته منذ أسبوع في منطقة الصنائع متحدر من بلدة بنشي في محافظة إدلب. يذهب كل يوم جمعة إلى دمشق ليتظاهر ويعود إلى عمله في بيروت. لكن كم واحداً مثله؟».

وبالنظر إلى حجم العمالة السورية في لبنان وتذبذبها بين ولاءات ضيقة تغذيها مخاوف حيناً ومصالح حيناً آخر، يبدو أن تلك الفئة قد تكون قابلة للاستقطاب أو الاستثمار فيها من قبل المعارضة، وإن من باب حماية الناشطين الذين باتوا مطاردين حتى داخل لبنان، ونخلة منهم. إلا أن الشاب الذي بدأ عمله السياسي مدوناً متخفياً وراء اسم رومانسي هو «ملاذ عمران» لا يرى مصلحة فعلية في حشد المعارضين خارج سورية. ويقول «لا يهمنا حشد السوريين في لبنان بقدر ما يهمنا حشدهم في سورية. أما في حال أراد اللبنانيون تنظيم تظاهرات دعم لنا فلهم أن ينظموها ويحشدوا لها ولا مانع أن تكون بمشاركة سوريين مقيمين هنا. دورنا في هذه المرحلة هو تأمين الدعم لما يحدث في الداخل. أما العمال فلا مجال للعمل عليهم ومعهم لأسباب أمنية بالدرجة الأولى ولانعدام إمكانية التواصل معهم ولغياب القواسم المشتركة. فهم لا ينضوون تحت نقابة أو تنسيقية ولا مقر محدداً لهم كما أنهم مخترقون أمنياً في شكل كبير».

وكان نخلة الذي لا يزال يحمل آثار تقطيب جرح على أنفه وجانب من وجهه تعرض للضرب خلال تجمع أقامه نشطاء في منطقة الحمرا منذ نحو أسبوعين وهاجمهم «الشبيحة» بالعصي. وقال نخلة: «كانوا مجموعة من العمال الأشداء وأعضاء من الحزب القومي المرابطين في الشوارع الخلفية للحمرا. جاءوا على دفعتين وهاجمونا بالعصي ولم تكن القوى الأمنية حاضرة ولا الجيش لأن التحرك كان سرياً وبالتالي لم يتم التبليغ عنه مسبقاً». أما السؤال فهو كيف عرفت السفارة واستطاعت استباق نخلة ورفاقه إلى مكان تجمعهم «السري».

«نحن كتلتان واحدة معادية وأخرى موالية» يقول نخلة. ويتابع «هم قادرون على الضرب واستعمال العنف في أي لحظة ونحن لا، وهذا يحسم المواجهة بيننا».

هو لا شك انعدام ثقة متبادل بين مجموعتين لم ترتسم حدود العلاقة بينهما بعد. فالعمال بمعنى ما وإن كانوا اليوم يدافعون عن النظام السوري في شوارع بيروت، ضد من يعتقدونهم أعداءه، لا يدركون أنهم عملياً أول المتضررين منه. «هم ليسوا على درجة وعي تجعلهم يفهمون أن هذا النظام هو سبب بلائهم وسوء أوضاعهم» يقول نخلة. بل على العكس تماماً، ينظرون إلى أنه يحميهم  في لبنان ويحمي أسرهم في سورية لذا يسعون لأن يكون لهم حظوة عند رجاله. فهم قبل قدومهم إلى هنا، وقبولهم بظروف عمل جائرة ومداخيل شحيحة، متحدرون أصلاً من قاع الهرم الاقتصادي والتعليمي في بلدهم. فالنمو الاقتصادي والانفتاح المالي لم يطلهم بل احتكرته نخبة سياسية واقتصادية صغيرة جداً من السوريين. وحتى الأجيال التي سبقتهم إلى الترزق في لبنان، واستحضرتهم كما استحضر أبو حسين ابنه، لم يتح لها الانتقال من طبقة اجتماعية إلى أخرى كما يقتضي تراكم العمل والدخل وإنما كان مجرد تقطيع للوقت والعمر بما تيسر. ومع تصاعد وتيرة الاحتجاجات في الداخل السوري وارتفاع حدة الردع الدموي لها وللمعارضين في لبنان، لا يبدو أن العمال السوريين قابلون لتغيير مواقفهم. فالاصطفاف خلف الجلاد، جلادهم أولاً، باقٍ إلى أن يقضي الله أمراً.

 

البيدر السوري وحسابات الحقل التركية

أكرم البني *الحياة

لا تزال المواقف التركية إلى اليوم تنوس بين تقديم النصح ومنح المهل والتغطية الجزئية على ما يجري مشفوعة بالإلحاح على إجراء إصلاحات سريعة وجدية، وبين إعلانات تأخذ مرة على السلطة السورية تمــنعها أو تباطؤها في الإصلاح وتدين مرة العنف المفرط ضد المدنيين وتطالب بإعادة الجيش السوري إلى ثكناته، وتشـير مرة ثالثة إلى نفاد صبرها وأن الكيل طفح مهددة باللجوء إلى خيارات أخرى لمواجهة ما يجري، منها التلويح بإمكانية إقامة منطقة عازلة على الحدود المشتركة لحماية المدنيين من البطش والتنكيل، ومنها إثارة أوضاع اللاجئين السوريين كقضية إنسانية لا تحتمل الحياد، وسمعنا أخيراً إعلان وزير خارجيتها بأن بلاده ستقف إلى جانب الشعب السوري عند المفاضلة بينه وبين النظام، تلاه تصريح الرئيس غول بأنه قد فقد الثقة بأهل الحكم في سورية، من دون أن تصل هذه المواقف إلى حد المطالبة بتنحية النظام كما أعلنت غالبية الدول الغربية.

الأمر مفسّر ومفهوم، فسياسة أنقرة من الأزمة السورية تبدو كمن يسير على حبل مشدود، وحساباتها ترتهن لمرتكزات بالغة التعقيد ومتعارضة أحياناً، فهي لا تستطيع التنكر لشعارات الحرية والديموقراطية أمام ما تراه العيون من عنف مفرط وانتهاكات مفضوحة لحقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه لا تريد القطع مع النظام السوري وخسارة ما تم بناؤه طيلة عشر سنين! وهي مع إقرارها بأن النظام يعمل على شراء الوقت لتصفية الاحتجاجات الشعبية بقوة السلاح، لا تزال تراهن عليه لإصلاح نفسه وتعول على الضغوط لإجباره على تبني خطة طريق للتحول الديموقراطي كفيلة بمعالجة أسباب الأزمة، طالما لا يرضيها حصول تغيير في دمشق يأتي بسلطة جديدة قد تتحفظ عما تم بناؤه من علاقات تعاون وقواعد إيجابية بين البلدين.

ثمة مخاوف حقيقية لدى الحكومة التركية من تأثير الأحداث السورية فيها ليس راهناً فقط، وإنما مستقبلاً أيضاً، وهي تدرك جيداً أن بلادها ستكون المتضرر الأول والأكبر مما يمكن اعتباره تطورات غير محمودة في سورية، أهمها انتقال الصراعات الأهلية بعد انفلاتها إلى الداخل التركي، عبر مكونات عرقية وثقافية متداخلة بين البلدين الجارين على حدود طويلة تزيد عن 800 كيلومتر، وأخطرها احتمال استغلال حزب العمال الكردستاني المعارض وتنشيط دوره ما قد يربكها ويشغلها ويزعزع الاستقرار هناك. وهو الحزب الذي ينتظر فرصة تأزم العلاقات بين الطرفين كي يصعّد عملياته ضد أنقرة، الأمر الذي يفسر الضربات الجوية الأخيرة ضد مواقع الحزب في العراق والتي تبدو كما لو أنها إجراء استباقي لتحجيمه وشل فاعليته في حال أكرهت الحكومة التركية على إعلان موقف صريح مناهض للحكم السوري.

الجميع يتفهم جديد السياسة التركية في حنينها إلى الماضي الإمبراطوري العثماني وتوقها الشديد إلى تحسين نفوذها الإقليمي، كشرط لتعزيز سلطتها وحضورها، وأيضاً أوراق قوتها في مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن يبدو أن مطامع النفوذ تتعارض، في القراءة الاستراتيجية، مع تكلفة الدخول في صراع مكشوف ضد النظام السوري ومفتوح على احتمالات مضرة وخطيرة، أوضحها الانجرار إلى اشتباك مع إيران وحلفائها في العراق ولبنان وما يستتبع ذلك من تداعيات قد تضع القطار التركي على سكة لا يريدها، وربما تستنزف قواه وتهدد طموحاته وتعطي منافسه الإسرائيلي اللدود فرصة ثمينة لاستعادة نفوذه في المنطقة وقد جاهدت الحكومة التركية لسنوات من أجل إضعافه.

ثمة من ينظر إلى المشهد من زاوية مختلفة بأن تركيا لا تريد أن تخسر ما راكمته من حضور وسمعة طيبة في أوساط الرأي العام العربي كمثل ونموذج لبناء العمارة الديموقراطية الإسلامية، وكطرف عرف كيف يدعم ويستثمر القضية الفلسطينية ويحصد تعاطفاً شعبوياً في الشارع عبر تصعيداته المتنوعة ضد الكيان الصهيوني ومحاولة كسر حصار غزة! في إشارة إلى أن أي اصطفاف حاد أو انخراط في صراع عنيف ومسلح داخل إحدى الساحات العربية قد يحرق هذه الصورة أو على الأقل يشوهها، والتي تعرضت بالفعل للاهتزاز مع وضوح استغلال حزب العدالة التنمية الحدثَ السوري في معركته الانتخابية حين صعّد لهجته قبلها ليضمن الربح، ثم خبت مواقفه بطريقة غير مفسرة ما إن انتهت الانتخابات.

إن إعجاب البعض ببراغماتية السياسة التركية لا يعفي من القول إنها تواجه مأزقاً صعباً مع استمرار تفاقم الأزمة السورية، لكن ما قد يخفف من وطأة مأزقها، هو حرصها على توفير أوسع غطاء عربي وعالمي قبل أن تتخذ قراراً قاطعاً ونهائياً من الحكم السوري، بدليل أن تصعيد المواقف التركية يرتبط في كل مرة بتصعيد يستجد في المواقف وردود الأفعال العربية والعالمية، وكلنا يتذكر توقيت تصريح أردوغان الغاضب والذي جاء فور التصعيد السعودي، وقرار الملك عبدالله استدعاء السفير السعودي من دمشق للتشاور، كأنها محاولة للتذكير بالدور التركي في تقرير تطور الأحداث السورية يفترض ألّا يكون أقل من الدور العربي، وكأن حكومة أنقرة وهي تنأى بنفسها عن التورط منفردة في الأزمة السورية تحرص أيضاً على ألّا تخسر حصتها من المستقبل السوري أو تسمح لآخرين بقطف ثمار هي الأولى بها. هامش المناورة محدود والمهلة قصيرة، وعلى رغم ما يحيط بالأزمة السورية من تعقيدات فإن ما قد تستجره من تداعيات وأدوار إقليمية وعالمية، لن يسمح للسياسة التركية أن تبقى في الآمان وتستمر في لعبة الرقص على الحبال، ما يرجح أن تحمل الفترة المقبلة جديداً في مواقف أنقرة تكون أكثر وضوحاً وحسماً ربطاً بالحضور الجديد والفاعل لدور الجامعة العربية في الأزمة السورية واحتمال نجاح المحاولات المتكررة لإصدار قرار أممي يدين العنف المفرط ضد المدنيين.

* كاتب سوري

 

ماذا تنتظر روسيا لتبادر إلى دور ما في سورية ؟

طوني فرنسيس/الحياة

بدت السياسة الروسية متخلِّفة عن اللحاق بتطورات «الربيع العربي»، بل ممانِعة له ومعارِضة، فلم تر فيه سوى مؤامرات اطلسية غربية، مع ان الممانعين من حلفاء روسيا وجدوا فيه في وقت من الاوقات ثورة على الهيمنة الاميركية. لم تكترث موسكو بثورة التونسيين رغم معرفتها العميقة بطبيعة نظام بن علي، وفي ليبيا مانعت حتى صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 الذي فرض عقوبات وحظراً على نظام القذافي، وامتنعت عن التصويت على القرار لتعلن لاحقاً التزامها به من دون ان تتخلى عن ثقتها بصمود العقيد وتشكيكها بمعارضيه. قبل ذلك، وقفت موقفاً مشابهاً إزاء ثورة مصر، مع ان اسقاط نظام مبارك كان يفترض ان يشكل فرصة لا تقدر بثمن.

واليوم تتخذ موسكو الموقف المتردد اياه تجاه الاوضاع في سـورية، تتحدث عن ضرورة الإصلاح وتـدعـم الحـل الامـنـي الذي يمارسه النظام... فعلاً إنه فشل روسي ذريع ليس فقط تجاه منطقة عربية ربطتها تاريخياً علاقات عميقة مع الاتحاد السوفياتي وبعده روسيا، وإنما تجاه الموقع المـفترض لروسيـا في الـعالم اليوم.

يوافق احد المتابعين عن كثب للشأن الروسي على هذه الانطباعات، ويأمل بتغيير ما في السياسة الخارجية الروسية تجاه المنطقة بعد تغييرات في الادارة التي تتولى العلاقة مع الدول العربية، إلا ان الامر لن يكون متيسراً بسهولة، فالأثقال التي تكبِّل موسكو كبيرة، بعضها من الماضي السوفياتي، وبعضها مصالح ضيقة، والبعض الآخر انعدام في الرؤية.

تكرر موسكو في تعاملها مع الوضع السوري تجربتها مع ليبيا، وهي اذا كانت متأخرة أياماً وأسابيع في سماع صوت التحولات داخل «الجماهيرية» البائدة وخارجها، فإنها تبدو تجاه الاوضاع في سورية مرتبكة، في تمسكها الخشبي بسياسة النظام من دون ان تساهم في تقديم أي فكرة او مبادرة يمكن ان تساعد السوريين، نظاماً ومعارضة، على الخروج من الدوامة الراهنة. وتعكس صحف روسية جانباً من هذا الارتباك، كما تعكسه تصريحات المسؤولين الروس على مختلف المستويات، واذا كان الرئيس ميدفيديف «صعَّد» موقفه في لحظة غضب، محذِّراً الرئيس السوري من «مصير حزين»، فان محللين ساروا على منواله وآخرين تشبثوا بحذرهم، معبِّرين على نحو بارز عن مصالح الصناعة العسكرية الروسية وأحلام ورثة الطموحات الإمبراطورية السوفياتية.

ففي روسيا من يقول اليوم إن سورية والجزائر هما آخر من تبقّى من حلفاء جيوإستراتيجيين بعد «خسارة» ليبيا، ويؤكد هؤلاء ان سورية هي الأهم بالنسبة الى روسيا، حيث إنها تحتضن القاعدة الوحيدة للأسطول الحربي الروسي في الخارج (في طرطوس)، ويشرح متخصصون أن فرض العقوبات الدولية على سورية يعني خسارة صناعة الاسلحة الروسية اربعة بلايين دولار على الفور، علماً ان 10 في المئة من صادرات موسكو من السلاح تذهب الى دمشق، من بينها صفقة طائرات ميغ (24 طائرة) تمثِّل ثلث انتاج الشركة الروسية المصنعة.

وفي حسابات الكرملين أن اللحاق بالسياسات الغربية لم يجرَّ عليه سوى الخسارة، فالعقوبات على ايران أفقدته 13 بليون دولار، وهو بعد ان كان شطب اربعة بلايين ونصف بليون دولار من ديون ليبيا، خسر أربعة بلايين دولار هي ثمن أسلحة كانت ستباع الى هذا البلد، وطُوي مشروع سكة حديد سرت–بنغازي.

هكذا يحسب الروس علاقاتهم مع دول «الربيع العربي» و... «الإقليمي»، وهي حسابات اقرب ما تكون الى حسابات التاجر المبتدئ لا الى سياسات الدولة العظمى والمؤثرة. وربما يعود ذلك الى استمرار عقلية الربح السريع التي نشأت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي على يد مجموعات من الرأسماليين الجدد ومنظريهم من بقايا رموز الحزب الشيوعي، الذين وضعوا تجاربهم وعلاقاتهم الخارجية في خدمة المتمولين الجدد، فالعلاقة مع التحولات العربية لا يمكن ان تبنى على مصير صفقة سلاح، وما تقوم به الشعوب العربية ليس مجرد انتفاضة تاجر على آخر. ولا شك في أن الرأي العام الروسي بدأ يشعر بأن شيئاً آخر ينبغي القيام به.

كتبت الصحافية ماريانا بيلينكايا في صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» (5/8/2011): «كانت روسيا تتمتع دوماً بالمحبة في سورية، لكنها لم تكن بهذا القدر من المودة الخالصة منذ وقت بعيد، وكان باستطاعة المرء حتى وقت قريب ان يرى الى جانب لافتات التأييد للأسد أخرى مكتوبة بعدة لغات مختلفة يرد فيها: «شكرا روسيا» و «شكرا الصين»... وقال عسكري كبير متقاعد: «تختلف روسيا عن البلدان الغربية في كونها تتفهمنا (...)، ولا يشاطره هذا الرأي الجميع في سورية. ويبدو أنه أعقب الانقسام الداخلي في البلاد حدوث انقسام على صعيد السياسة الخارجية. وقد يقول البعض في حماة لدى سماعهم عبارة «صحافيون روس»: «إننا سنطردكم من القاعدة البحرية في طرطوس حالما تنتصر الثورة... لماذا تؤيد روسيا النظام الدموي وليس الشعب السوري؟».

يعكس هذا المقتطف من نص طويل تحفل الصحف الروسية بأمثاله، قلقاً لم ترتفع القيادة في موسكو الى مستواه، بل إنها لا تزال في اختبائها وراء الموقف المبدئي الرافض لقرارات تصدر عن مجلس الامن الدولي، أقربَ الى المراقبة السلبية لما يجري، بما يهدد بإفقادها السلطة والمعارضة في آن معاً. ولم تتعلم موسكو من السلوك الأميركي في تونس، وخصوصاً في مصر. لقد افترضت واشنطن ان إطاحة نظام حسني مبارك ستكون ضربة موجعة لسياساتها وموقعها في الشرق الاوسط، وكان هذا رأي «الممانعين» العرب والإيرانيين وصولاً الى موسكو وبكين، لكن ثمانية ايام كانت كافية للبيت الأبيض الأميركي كي يعيد حساباته ويرسم بمرونة فائقة نهجاً مختلفاً. كان موقف وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اليوم الاول لبدء الاحتجاجات الشعبية في مصر (25 كانون الثاني/ يناير) القول إن مصر دولة قوية ونظامها مستقر، وفي اليوم الثاني رأت انه تجب الاستجابة للمطالب لكن الاحتجاجات لا تهدد النظام، ولاحظت في اليوم الثالث عناصر مهمة في المجتمع المدني ينبغي أخذها في الحسبان، وفي اليوم الرابع أبدت قلقها من وقف شبكة الإنترنت، وفي اليوم الخامس رحبت بالانتفاضة، قبل أن يؤيد أوباما انتقالاً سلمياً للسلطة، ثم ليقول في اليوم الثامن: الانتقال الآن.

ما يربط روسيا بسورية اليوم، ومنذ عقود، مماثل لما يربط مصر بأميركا منذ مطلع السبعينات، ومن المستغرب ان لا تبادر موسكو الى استنفار علاقاتها المتشعبة داخل المجتمع السوري وعلى مستوى القيادة السياسية والعسكرية، وهي التي خرَّجت في معاهدها نخبة سورية واسعة وعميقة الجذور، من اجل طرح مبادرات عملية تخرج سورية من الوضع الذي تتخبط فيه، بما يستجيب لآمال الشعب في الحرية ويضمن مستقبل سورية الحرة والموحدة. حتى الآن لم يتحرك الدب الروسي رغم كل الكلام عن الحرص على سورية ومستقبلها، ولا يكفي اتصال هاتفي بين ميدفيديف والأسد، أو آخر بين المعلم ولافروف، كما لا تكفي زيارة لوفد غير معترف فيه رسمياً برئاسة ماتوزوف «الخبير الروسي-السوفياتي» يحلّ ضيفاً على شركة «الباشق» السورية غير الرسمية. لقد خسرت موسكو كثيراً في العالم العربي، فهل تتحرك قبل فوات الأوان لمساعدة سورية ولتعود عبرها الى ممارسة دورها المطلوب... والمفقود؟

 

كأنه لم يصدر!

الياس حرفوش/الحياة

باستخدام عبارات النفي ولغة الانكار تعاملت القيادة السورية مع الاحتجاجات الشعبية على مدى الاشهر الماضية، واستمرت تتصرف في الداخل ومع الخارج وكأن هذه الاحتجاجات غير موجودة. في البداية اعتبرت أن تظاهرات السوريين التي كانت تطالب بمجرد الاصلاح، وقبل ان تصل الى المطالبة بإسقاط النظام، هي مجرد جراثيم آتية من الخارج، ولا علاج لها سوى بتوفير المناعة الداخلية لمقاومتها. وعندما اتسعت الاحتجاجات وبدأت الانتقادات الاوروبية لسلوك النظام القمعي حيالها جاء الرد على لسان وزير الخارجية السوري بشطب اوروبا من خريطة العالم. اما زيارة السفير الاميركي الى حماة بعد المجزرة التي ارتُكبت فيها وتصريحاته بأنه لم يرَ «عصابات مسلحة» كما يزعم النظام، فقد كان الرد عليها بالتفكير في منع السفير من التجول خارج العاصمة. وفي مطلع شهر رمضان اعلن وزير الاوقاف السوري محمد عبدالستار السيد ان الازمة في سورية «ولّت الى غير رجعة، وان شهر رمضان سيكون بداية النهاية».

غير ان «الجراثيم» استمرت في الانتشار، واوروبا بقيت بالطبع في قلب خريطة العالم، والسفير الاميركي ظل يتجول في سورية، بينما تجري مراقبة تحركات السفير السوري وزملائه في السفارة السورية في واشنطن. اما شهر رمضان فقد انتهى وحلّ عيد الفطر، والازمة في سورية الى تصاعد.

والآن، وبعد البيان الاخير المتوازن الذي صدر عن وزراء الخارجية العرب، والذي دعا الى «تحكيم العقل قبل فوات الاوان»، استمرت لغة الانكار والمكابرة على حالها، اذ جاء الرد أن القيادة السورية سوف تتعامل مع البيان «وكأنه لم يصدر».

لكن سياسة وضع الضمادات على العيون على طريقة «لم أرَ ... لم أسمع»، لم تعد تنفع نظاماً فقدت حكاياته عن «العصابات المسلحة» ووعوده عن الاصلاحات التي ستكون مثالاً يحتذى به في العالم (!) كل صدقية وجدية، حتى من اقرب اصدقاء هذا النظام وحلفائه. الرئيس الروسي مدفيديف الذي استقبل الرئيس السوري مندوبَه امس، قال قبل ايام ان «مصيراً محزناً ينتظر الاسد»، اما الرئيس التركي عبدالله غل فقال بالامس انه فقد الثقة بالرئيس السوري، مضيفاً: من الواضح اننا بلغنا نقطة سيكون معها اي شيء غير كاف وفات اوانه.

ولا داعي للتذكير بمواقف رئيس الحكومة التركي اردوغان من الازمة السورية ومحاولات وزير خارجيته ثني القيادة في دمشق عن استخدام السلاح كوسيلة لحلها، وكذلك بالموقف التاريخي الذي اعلنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودعا فيه الى وقف ما سماها «آلة القتل» واراقة الدماء في سورية، معتبراً ان ما يحدث في سورية «اكبر من ان تبرره الاسباب».

لقد اختار النظام في دمشق ان يصدق روايته وحدها من فرط ما كررها. والى جانب النفي وتكذيب ما تسمعه آذان العالم وما تراه الأعين على الشاشات كل مساء، استمر في ترديد معزوفته عن العصابات المسلحة وتكرار وعوده بالاصلاحات التي ينوي اتخاذها. لكنه ومع الوقت فقدت الروايتان صدقيتهما: لا النظام استطاع اقناع احد، بمن فيهم اصدقاؤه وحلفاؤه القدامى، بحكاية العصابات، خصوصاً بعد أن منع النظام وسائل الاعلام المحترمة من زيارة المدن السورية وتغطية «الجرائم» المزعومة التي ترتكبها هذه العصابات. ولا استطاع اقناع المعارضين بوعود الاصلاح التي اخذت تفقد صدقيتها هي ايضاً مع المناورات المتعلقة بالمواعيد، والتناقض في تصريحات المسؤولين في الحزب والدولة في شأن الحدود التي يمكن ان يصل اليها هذا الاصلاح. في اعقاب اللقاء التشاوري الذي دعا اليه النظام في دمشق في شهر تموز (يوليو) الماضي، وجرت فيه مناقشة افكار «اصلاحية» تتناول قوانين الاعلام والانتخابات وتعديل الدستور، بما فيه الغاء المادة الثامنة منه، كتبت في هذه الزاوية تحت عنوان «الرئيس يريد اسقاط النظام» ان هذه الوعود، اذا تحققت، ليست اقل من انقلاب للنظام على ذاته، بوسائله وتحت اشرافه. كان ذلك تقديراً في غير محله. نظام كالنظام السوري لا يستطيع اصلاح نفسه، لأن ذلك يعني نهايته. يبدو الآن انه اختار ان يبقي على لباسه القديم بعد ان فقدت وعوده بريقها وصدقيتها. لكن ثمن هذا البقاء سوف يكون بالغ الاكلاف عليه وعلى السوريين على حد سواء.

 

بورتريه "الأخبار": تيار الشاويش عون "أكثر بعثية من البعثيين" ومن حزب الله!

"المنظّران" نبيل نقولا وعباس الهاشم يتوقّعان كل ثلاثاء أن يكون الجمعة المقبل آخر أيام الاحتجاجات الشعبية

الشفاف/مقال "الأخبار" الرائع عن تيّار الشاويش ميشال عون يستحق القراءة، ويستحق كاتبه "غسان سعود" كل التقدير لأنه يكشف صورةً تفوق أسوأ كوابيسنا بشاعةً. "بعثية" ميشال عون وتيّاره، وقياديي تيّاره، متطرّفة إلى حدّ أنها قد تبدو "مشبوهة" في نظر بشّار الأسد وأجهزته الأمنية! هنالك شيء مشبوه ("مؤامرة صهيونية"، ربما!) حينما يصبح ميشال عون أكثر بعثية من بعثيي سوريا، ومن حزب الله، وحتى من أحمدي نجاد الذي طالب السلطة "بالجلوس مع المحتجّين"! الأرجح أن "الجنرال" علي المملوك نظر "شذراً" إلى البعثي الجديد بيار رفول وهو يعلن أن "الجيش السوري معتدى عليه".. وربما طلب "فتح ملف" حول "الجندي" رفّول الذي تجاوز حدود "التزلّف" البعثي المألوف! في أي حال، كلام رفّول يذكّرنا بأن لمدرسة الفيلسوف الصيني "تفو تفو" أزلاماً كثيرين في هذه.. "الأمة"! ما لا نوافق عليه في مقال غسان سعود هو أن نواباً مثل غسّان مخيبر (هو خليفة ألبير مخيبر؟) وإبراهيم كنعان و..سيمون أبي رميا يتنقلون بين ضميرهم والضرورات السياسية ألف مرة قبل الدفاع بشراسة الجنرال عن النظام وإدانة الإحتجاجات الشعبية". الذين "بلعوا" كل خيانات الجنرال في لبنان لن "يغصّوا" بساقية الماء البعثية! "بورتريه الجنرال" في "الاخبار" قابلة للتعميم: لا مكان "للجنرالات"، لا مكان لأي "جنرال"، في الحياة السياسية لبلد ديمقراطي!

الشعب يريد إسقاط الجنرالات! الشفاف

 

العونيون وأحداث سوريا: سباحة مع التيّار أم ضدّه؟

بفضل سوريا، التفت عونيّون كثر إلى التطورات الحاصلة حولهم. بعض المقربين من التيار الوطني الحر يروون أن غالبية العونيين لم ينتبهوا إلى سقوط الرئيسين التونسي والمصري إلا بعدما بدأ سوريون بالمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد

غسان سعود/الأخبار

ترخي الأزمة السورية بظلالها على التيار الوطني الحر: قبل بضعة أيام غيّرت ليلى توما اسمها على «فايسبوك» من ليلى ميشال عون توما إلى ليلى بشار الأسد توما. إجماع عونيّ على الموقع التفاعلي: «الكذب ملح الجزيرة». تكفل رامي حداد بتوزيع فيديو «قناصة سعوديون يقتلون الناس في سوريا» على نحو ستمئة مجموعة إلكترونية، كما أخبر في نهاية يوم عمله الطويل. وطمأن جمهوره إلى أن فيديو آخر ينتظرهم في اليوم التالي، أعده تلفزيون «الدنيا» ويخبر عن «فبركة صلاة على جثتين مزعومتين». أما الناشط العوني عماد معلوف فيمكنه تكفل الرد وحده على كل من يشكك بخبر صغير يورده التلفزيون الرسميّ السوري؛ يوزع معلوف البقلاوة منذ بضعة أيام: عين الرئيس بشار الأسد وزيراً مسيحياً للدفاع. يا لفرحة مسيحيي الشرق. «جيش الأسد الإلكتروني» ـــ قيادة لبنان عونية بامتياز.

في المبدأ، العونيون قسمان: أكثرية غير مسيّسة، انتماؤها إلى التيار الوطني الحر طائفي بامتياز، أساسه الإيمان بأن التيار هو القوة القادرة على إعادة ثقة المسيحيين بأنفسهم. هؤلاء يفترضون، بفضل الـ«أو تي في» وبعض المحللين العونيين، أن المسيحيين أتوا إلى المشرق حين أتى آل الأسد إلى الحكم في سوريا، وسيغادرونه حين يغادر آل الأسد السلطة. أما الأقليّة المسيّسة فتنطلق في دفاعها عن النظام السوري من وعي لما يمكن أن يحصل لحلفاء سوريا في لبنان في حال سقوط هذا النظام.

بين حدّي هاتين المجموعتين، ينطلق النقاش العوني في ما يخص الأحداث التي تشهدها سوريا.

البداية من رأس الهرم العوني. تدرج العماد ميشال عون (كعادته عند كل استحقاق استراتيجي) في الدفاع عن النظام. زوار الشام كانوا يعودون قبل نحو خمسة أشهر باستفسارات جدية عن موقف الجنرال، متوقعين وضوحاً وجدية في إدانة «العصابات المسلحة»، وشد عصب مسيحيي سوريا طالما هو زعيم مسيحيي الشرق. لاحقاً، حل الجنرال ضيفاً على تلفزيون «الدنيا»، وتحول المؤتمر الصحافي إثر اجتماع تكتل التغيير والإصلاح إلى مناسبة لإدانة «أعمال الشغب» ورفض «ديموقراطية الغرب».

في اجتماعات التكتل، لا يحصل نقاش فعلي بشأن موقف التيار الذي يحدده عون وحده. تحصل استفسارات عن حقيقة الأوضاع، ويقدم بعض النواب على طريقة نبيل نقولا وعباس الهاشم تصوراتهم لسير الأحداث، متوقعين كل ثلاثاء أن يكون يوم الجمعة المقبل آخر أيام الاحتجاجات الشعبية، في ظل تفضيل غالبية نواب التكتل عدم التعليق على ما يحصل في «الشقيقة سوريا». ولا شكّ هنا أن بعض النواب مثل غسان مخيبر وإبراهيم كنعان وآلان عون وفريد الخازن ويوسف الخليل ووليد خوري وسيمون أبي رميا سيتنقلون بين ضميرهم والضرورات السياسية ألف مرة قبل الدفاع بشراسة الجنرال عن النظام وإدانة الاحتجاجات الشعبية.

بيار رفول في دمشق تضامن مع سوريا رئيساً أولاً، وحكومة ثانياً وشعباً ثالثاً!

أما المسؤولون العونيون فتشغلهم خطة الكهرباء عن بصيص النور (أو الظلمة) المضاء في سوريا. البعض مقتنع جدياً بذلك الشعار: «سوريا في سوريا ولبنان في لبنان». لا نقاش حقيقياً على هذا المستوى، ولا سيما أن غالبية المسؤولين في التيار هم اليوم غير مسؤولين عن شيء، باستثناء تنظيم عشاء هنا ودورة ليخة هناك. وفي ظل الصمت المطبق على هذا المستوى، تكاد مواقف المسؤول الأول في التيار بيار رفول تحتكر المشهد. رفول أكد خلال العشاء الذي أقامته «حملة سوريا بخير» الأسبوع الماضي في فندق الشام وجوده في دمشق للتضامن مع سوريا رئيساً أولاً، وحكومة ثانياً وشعباً ثالثاً. واستوحى رفول من خبرية العماد عون عن الحرب الكونية التي شنت عليه خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، ليقول إن «حرباً كونية تشن على سوريا منذ خمسة أشهر، يخطط لها منذ عام 2008». يتابع رفول: «نسجنا مع سوريا نهجاً ممانعاً حفظ كرامة الأمة واسترد لها الثقة بالنفس». ولم تلق بحسبه «دعوات التخريب» تجاوباً في سوريا إلا من «أقلية مرتبطة بأجندة غربية» لا تتجاوز نسبتها «ربع واحد في المئة من سكان سوريا». وبعد شرح رفول أن «الجيش لم يكن المعتدي، بل المعتدى عليه»، انتهى بالسؤال عن «نفع الإصلاحات في ظل الانقسام والشرذمة والرضوخ لمشيئة الأعداء وتدمير الوطن؟».

هنا، وهنا فقط، تبلور النقاش العوني على المستوى الرابع: الناشطون في التيار، سواء على شبكات التواصل الاجتماعي أو في اللقاءات الصغيرة التي تحصل على نحو متفرق في أكثر من منطقة. لا أحد يناقش في أهمية تحالف العماد عون والقيادة السورية، أو يشكك في وجوب استمرار هذا التحالف أو يسجل الملاحظات على طريقة تيار المستقبل وحلفائه.

بيار رفّول: "الجيش السوري لم يكن المعتدي بل اعتُدي عليه، وقد دافع عن المواطنين والممتلكات، وهذا ما يمليه عليه قسمه العسكري" لكن في المقابل، ثمة نقاش جدي بشأن القيم التي قام عليها التيار حين يعتبر أحد مسؤولي التيار أن المدرس الدرعاوي والمزارع الحمصي والطالب الحموي الذين يطالبون بالحرية هم «أقلية ترتبط بأجندة غربية». في التيار، لا يزال هناك بعض الشبان الذين ذاقوا مرارة التخوين ودفعوا باهظاً ثمن التهم المعلبة بالعمالة وغيرها. تخوين رفول للمحتجين يستفزهم. تردد قيادة التيار في تبني قضية شعب يطالب بالحرية يستفزهم. يستفزهم أيضاً اكتفاء الإعلام العوني من كل ما يحصل في سوريا باغتصاب منحرف لفتاة مسيحية هنا، ومهاجمة مجموعة سلفية لمنزل مسيحي هناك. هذا لا يعني أبداً أنهم يودون سقوط النظام السوري، أو لا يخشون كارثة الاقتتال المذهبي في سوريا ويتحسبون لتداعيات ذلك على المنطقة، هم فقط لا يفهمون لغة بعض نوابهم، ولا يتفهمون مزايدة الإعلام العوني على صحيفة «البعث» وتلفزيون «الدنيا». في هذا السياق، هناك من يرى أن «البعثيّة أكثر من البعثيين» غير مبررة هنا، وإن كانت الميزة الرئيسية للعماد عون هي تطرفه في الدفاع عن القضايا التي يتبناها. مرة أخرى يرى هؤلاء أن على التيار التعلم قليلاً من حليف حليفه، الذي يعرف كيف يقف مع القيادة السورية بالفعل أكثر من القول. تصل الملاحظات إلى «مسيحيي الشرق» الذين حمل العماد عون نفسه وزر تزعمهم، فيتساءل أحد الشباب عن الحكمة من الإصرار على أن يضع هؤلاء كل بيضهم في سلّة النظام، لا بل ظهورهم عبر عون كرأس حربة الدفاع عن النظام.

في المقابل، هناك أكثرية عونية أكثر من معجبة بخطاب رفول (طالما هو مادة الانتقاد الأساسية). يدافع هؤلاء في النقاشات بجدية عن تطرف التيار في الدفاع عن النظام، والنظر بعين واحدة إلى الحدث السوري وتبرير كل ما يرتكب في المدن السورية وأريافها. ينطلقون أولاً من موقع سوريا في تحالف الأقليات في المنطقة الذي يعتبر التيار نفسه جزءاً منه. يقولون ثانياً إن تجربة المسيحيين في العراق تقتضي هذا التشدد العوني في تحفيز مسيحيي سوريا على التمسك بالسلطة المركزية القائمة، وتحذيرهم للتحسب مسبقاً للدفاع عن أنفسهم. ويعتبرون ثالثاً أن ثمة معركة جدية، موقع التيار السياسي محسوم فيها، ولا يجوز بالتالي في ظل المعركة السؤال عن القيم والإعلام الحر وغيرها.

التيار الوطني الحر حليف النظام السوري؛ الواقعية السياسية تقنع كثيرين بأن أي نظام بديل لن يحافظ على تحالفات النظام القديم. بعيداً عن «مسيحيي الشرق» و«الممانعة»، ما عليك لإقناع العونيين بالاستشراس في الدفاع عن النظام السوري إلا إقناعهم بأن دمشق مع الأسد حليفة عون؛ مع غير الأسد، جعجع سيكون الحليف.

 

هل انتهى الدور التركي في سوريا؟

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

كانت مفاجأة غير سارة للكثيرين حينما عارضت تركيا الموقف الأميركي بالدعوة لتنحي الرئيس السوري، بشار الأسد. لم يصدقوا أن هذا موقف تركيا التي كان وزير خارجيتها قبل بضعة أيام يوجه الإنذار الأخير للنظام السوري بوقف قمع المحتجين. والإنذار، كما فهمه السوريون؛ القادة والشعب، هو تهديد يسبق فعلا حاسما، لكن ما حصل أن رياح تركيا جاءت على غير ما تشتهي سفن الثوار السوريين.

والحقيقة على الرغم من أن الموقف التركي الأخير خذل المحتجين السوريين وأغضب العرب المتابعين، فإنه جاء ليسدل الستار على دور مهم جدا لعبته تركيا خلال الأشهر الخمسة الماضية، دور أخلاقي وإنساني قامت به بمفردها دون الاتكاء على موقف عربي واضح، ومن دون الولايات المتحدة التي تأخرت بسبب حسابات الربح والخسارة لصالح إسرائيل، وبلا أوروبا التي خشيت أن تكرر تجربتها الصعبة في ليبيا في منطقة أخرى أكثر تعقيدا في ظروفها وعلاقاتها. تركيا كانت لاعبا رئيسيا على مسرح الحدث السوري وأثرت بشكل كبير على سلوك النظام، فكبحت شراهته لسحق الناس في الشوارع بالدبابات، صحيح أن أعمال العنف لم تتوقف، ولكنها بالتأكيد كانت مرشحة لأن تكون أشد فظاعة لولا الدور التركي الضاغط.

تتمنى تركيا لو تتحكم بأكثر من الخيوط التي بيدها لتتربع على مقعد قيادة المنطقة، وربما استطاعت ذلك لو كانت إيران ليست أبا روحيا للنظام السوري، ومدافعا مستميتا للإبقاء عليه ولو جريحا أو منبوذا أو منعزلا عن العالم. إيران تعلم أن انهيار النظام السوري سيهدد مشروع التوسع الصفوي الكبير الذي جعله الخميني عقيدة لأتباعه. فسوريا بنظامها الحالي تضم تحت جناحها الأيمن حزب الله في لبنان، وحركة حماس في غزة تحت جناحها الأيسر، وهي رعاية جغرافية لوكلاء النظام الإيراني في المنطقة العربية.

النظام السوري بالنسبة لإيران ليس مجرد حليف، بل إن وجوده متماسكا مسألة حياة أو موت للنفوذ الإيراني على الأقل حتى تجد له بديلا، وما التغير في الموقف التركي عن دعم الثورة السورية مؤخرا إلا لأنها أدركت أنها لا تواجه بشار الأسد وحزبه فقط، بل هي مواجهة ضمنية مع طهران أيضا. إن انفراد تركيا بالتأثير على الأحداث السورية جعلها في مرمى العداء الإيراني الذي لوى ذراعها من خلال عدوها اللدود، حزب العمال الكردستاني، الموجود على الأرض الإيرانية والعراقية وفي الداخل التركي أيضا، خاصة أن تركيا تنتظر حسما مع الحزب قد يكون عسكريا، كما هدد أردوغان، أو من خلال عقد سلام معه بواسطة زعيمه المحكوم عليه بالسجن المؤبد في تركيا، عبد الله أوجلان، وهي احتمالات سيكون لإيران دور في التأثير عليها. في هذه الأجواء المضطربة لن تقدم تركيا المزيد من التضحيات من أجل السوريين. الخصم الحقيقي اليوم هو إيران، هي خصم العالم الحر الثائر على الطغيان والفاشية، والغرب الذي أجل حسم موقفه من ملف إيران النووي، ومن ممارساتها العدوانية ضد جيرانها، وضلوعها في أعمال تخريب وإفساد في المنطقة، كل ذلك سيدفعون ثمنه تراكمات من التعقيدات والتداعيات المضافة. قد تسجل تركيا في المستقبل القريب موقفا لصالح الثوار السوريين، ولكنه لن يكون مؤثرا ومنفردا كما في الشهور الماضية، بل ضمن باقة من المواقف الحازمة من السعودية وأوروبا وأميركا. ربما تحفظ تركيا ماء وجهها أمام الرأي العام العربي والإسلامي بسحب سفيرها من دمشق، أو إطلاق تصريحات ترقيعية لموقفها الأخير، ولكن من المستبعد أن تخاطر بأكثر من ذلك، فتعرّض استقرارها الداخلي الأمني والاقتصادي للأذى في وقت يقف فيه العرب والغرب مستسلمين أمام الانتهازية الروسية متظاهرين بأنها أقوى منهم.

* كاتبة وأكاديمية سعودية/جامعة الملك سعود

 

درس لمن لا يفهم!

ميشيل كيلو/الشرق الأوسط

ليس هناك ما هو أخطر على أمن وسلامة دولة ومجتمع من غربة قادتهما بعيدا عن الواقع، ومن عيش هؤلاء في عالم وهمي تصنعه ذات تلغي كل ما عداها، تؤمن بأن إرادتها تقرر أي شيء وكل شيء. وليس هناك من مثال يظهر خطورة هذه الغربة عن الواقع، وهذا العيش في الذات المريضة، أكثر من شخص معمر القذافي، الرجل الذي قرر بأسلوب مفعم بالنزوات والهوى مصير بلاده خلال نيف وأربعين عاما، لكنه أصر طيلة هذا الوقت على أنه ليس رجل سلطة أو سياسة، بل هو «ثائر من البادية، من الخيمة»، كما قال في واحدة من خطبه الأخيرة، عندما طالبه قطاع واسع من الليبيين والعرب والعالم بالتنحي، فرد بأنه لو كان رجل سلطة، لكان رمى الاستقالة في وجه الشعب. هل فات الرجل أنه أمسك منفردا بأقدار بلاده، وتصرف منفردا بثرواتها، وشرع قوانينها بمفرده من «وثيقة حقوق الإنسان الخضراء الكبرى»، التي تعطي في بندها السادس المواطن الليبي الحق في اختيار شريكة حياته، إذا كان ذلك لا يتعارض مع المصلحة العامة، إلى قرار «تجييف» خصومه ومعارضيه، أي قتلهم ورميهم في الصحراء، حيث يتحولوا إلى جيف وتأكلهم الوحوش والضواري، دون أن يكون لأهلهم وذويهم حق دفنهم أو السؤال عنهم، إلى التلاعب منفردا بالقيم والأهداف التي أعلن قدسيتها أول الثورة: من الوحدة العربية، إلى الحرية، إلى العدالة، إلى سلطة الشعب؟

لكن القذافي ما لبث أن تخلى عن كل هدف أعلنه، وتلاعب بالقيم التي خاصم الشرق والغرب بسببها، وحولها إلى أدوات شقاق وانقسام داخلي وقومي، ولم يتمسك بغير فكرة واحدة من بنات أوهامه هي أن السلطة صارت لشعب ليبيا، وأنه ليس مسؤولا أو رجل سلطة، بل هو قائد ثورة وموجه تاريخ. وبما أن السلطة للشعب، فإن النظام لا يجوز أن يقوم على الإنابة أو التوكيل أو التمثيل أو التفويض، ما دام كل تمثيل تدجيلا، والحرية لا تستناب، ولأن التمثيل تشويه للديمقراطية المباشرة، فإن البرلمان مؤسسة تزور إرادة الشعب بدل أن تعبر عنها، واللجان الشعبية وحدها تمثله، لأنها غير منتخبة وإنما تضم جميع بناته وأبنائه على الطريقة اليونانية المباشرة، فهي تجسيد لوحدته المطلقة، التي تجعل أي انقسام في صفوفه، متعمدا كان أم عفويا، جريمة يعاقب عليها القانون، وتبطل الحاجة إلى الحزبية: أعلى أشكال الانقسام المجتمعي والوطني خطورة، التي يجب أن تعتبر خيانة، كما كانت تقول يافطة تزين واجهة مطار طرابلس الدولي، تذكر زوارها بأن «من تحزب خان».

لم يلاحظ الرجل أن إلغاء الشأن العام، سياسيا كان أم غير سياسي، وإعلان عصر الجماهير الذي سميت ليبيا جماهيرية تيمنا بقيامه فيها قبل جميع دول العالم، وخاصة الجمهورية منها، يعني أن كل ليبي صار حامل سلطة تضطهده وتحتقره وتنهبه وتصادر حريته، وأنه ملزم باعتبارها نمط التجسيد الوحيد لوجوده، وأن من واجبه الدفاع عنها، أي عن عبوديته الشخصية في ظلها، علما بأن الشخص الوحيد الذي يجسد كامل جوانبها في نقائها الصرف هو «الأخ قائد الثورة»، العقيد معمر القذافي، الذي يستطيع التعامل معها بالطريقة التي تحلو له، لكونه تجسيمها المادي والروحي الذي تصدر وتفيض عنه، فهو العقل الأول، الواجب الوجود عند بعض فلاسفة العرب، والجهة التي تنتج النظام وتضمنه وتمسك بدفته، وتنفرد بمعرفة آلياته ومدوناته السرية والعلنية، وكل من عداه لا بد أن يستمد دوره ووجوده منه، أو من الذين يفيض عليهم ببعض صلاحياته: وهؤلاء هم حصرا أبناؤه، حملة صفاته القدسية، لمجرد أنهم من صلبه، في حين يستحق من يحتجون أو يتذمرون من المواطنين صفة الجرذان والمقملين، الذين يجب تطهير ليبيا منهم، بالعنف.

 

أمام هذا النظام، الذي وحد الدولة والمجتمع والسلطة والمواطن في شخصه، ورفع العنف اليومي المنظم إلى مرتبة مصلحة عليا وحيدة للدولة، وجد الليبيون أنفسهم حيال أحد خيارين: الموت صمتا وقهرا أو تعذيبا وقتلا، وتحولت ليبيا إلى مكان يشبه «مستشفى أمراض عقلية». وقد روى لي صديق ليبي خلال زيارة إلى طرابلس أن الإيطاليين قتلوا ثلاثة أرباع شعب ليبيا، الذي كان يضم قرابة ثلاثة ملايين إنسان عندما غزوها، وأن هذا الحطام البشري الذي خلفوه وراءهم كان بحاجة إلى من يعيد ترميمه وإعادة إحيائه وتجديد وجوده وتنميته ومكافأته بالحرية على صبره وجهاده وتضحياته ودوره التاريخي الكبير، فجاءه القذافي، الذي تفنن في إثارة التناقضات بين مكوناته، وسلبه حقوقه جميعها، بما فيها حقه في الحياة، حتى أنه عرض على الليبيين في خطاب علني وصريح منح كل واحد منهم مبلغا من المال إن هو هاجر إلى خارج ليبيا ولم يعد إليها، وفكر في إصدار قرار يرغمهم على طلاء أجسادهم باللون الأسود، كي يتحولوا إلى أفارقة، بعد أن كان قد ركز جهوده طيلة أعوام على إقناعهم بأنهم سبقوا البشرية جمعاء، ودخلوا إلى عصر لا يوجد إلا عندهم، وجعل من هذا الهراء عقيدة سلطة تقوم على الرقابة والضبط بأوسع معنى أمكن لسلطة قمعية بلوغه في التاريخ الحديث، عقب انفصالها عن الشعب والمجتمع وتحولها إلى أخوية إرهابية لا شغل لها غير إدامة موتهما، مثلما رأى العالم خلال الثورة الحالية ضد النظام، وظهر من سلوك ما عرف بكتائب القذافي ضد المواطنين، الذي لا يمكن تفسيره بغير مقولة السادة والعبيد: السادة في السلطة فوق، الذين يحق لهم القيام بأي شيء، والعبيد في المجتمع تحت، الذين لا يحق لهم أي شيء غير أن يتشرفوا بالموت قتلا على يد سادتهم في الحرب، أو ذلا خلال السلام.

واليوم، ها هو نظام الأوهام والقبضة الحديدية والخروج على القانون والشرائع الإنسانية ينهار كبيت من رمل، بعد أن أذاق شعبه الويل خلال نيف وأربعين عاما، تذكر الليبيون خلالها الحكم الأجنبي واعتبر كثيرون منهم أن سلطة «الأخ قائد الثورة» لم تكن أرحم منه. ربما كان هذا يفسر عودة الليبيين إلى علم الاستقلال ورموز النضال ضد الاحتلال الإيطالي، وحديثهم عن ثورتهم باعتبارها ثورة تحرر وطني: تخلصهم من استعمار داخلي هذه المرة.

هل سيتعظ أشباه القذافي العرب بما انتهى إليه حكمه، أم سيواصلون نهجه الغريب عن الواقع خلال الأشهر القليلة الماضية، الذي بدأ باتهام الشعب بالأصولية، ثم تحدث عن مؤامرة، قبل أن يحاول إقناع العالم بأنه يدافع عنه ضد الإرهاب، وهدد أخيرا بغزو أوروبا ومعاقبتها وسبي نسائها؟ هل يفهم أشباهه عبر هزيمته، أن القوة ليست ردا ملائما على مطالب الشعب العادلة، وأن الدفاع عن السيادة الوطنية لا يكون بقتل الشعب، وأن العنف يفتح جميع الأبواب أمام تدخل الأجانب، مثلما حدث في ليبيا، وسيحدث في أي بلد عربي آخر؟ هل يفهم هؤلاء حقيقة ما جرى، ويتخلون عن مرض العظمة وأوهام ذواتهم المريضة، قبل فوات الأوان؟

 

رهان دمشق فشل في طرابلس

ثمان ميرغني/الشرق الأوسط

لم تكن المسلسلات التلفزيونية هي الشاغل الأكبر للناس في رمضان هذا العام كما كان الحال في الأعوام السابقة. فالعالم العربي كان مشدودا لمتابعة أخبار الانتفاضات والثورات، خصوصا تفاصيل المشهدين الليبي والسوري حيث بلغت المواجهة ذروتها بين المطالبين بالحقوق والحريات والتغيير، وبين أنظمة أثبتت أنها لا تتورع عن أي شيء في سبيل التشبث بسلطة زائلة. وإذا كان الليبيون يحتفلون بإطلالة العيد وسط أجواء فرح بتحقيق انتصارات مهمة جعلتهم يقتربون من إكمال ثورتهم، فإن عيد السوريين لم يعرف الفرحة مع استمرار عمليات القمع والتنكيل، وإصرار النظام على لغة وحيدة في مواجهة الاحتجاجات، هي لغة الرصاص والبطش.

المشاهد الاحتفالية بدخول قوات الثوار إلى طرابلس لم تفسدها إلا صور القتلى وقصص الإعدامات التي نفذتها قوات القذافي قبل اندحارها وهروب فلولها واختفاء العقيد. فكم كان بشعا ومؤلما منظر الصور التي عرضتها القنوات التلفزيونية لبقايا جثث محروقة وعليها آثار إعدام بالرصاص عثر عليها في مبنى كانت كتائب القذافي تستخدمه كمركز اعتقال في أحد أحياء طرابلس. لم تكن تلك الجريمة الوحيدة، فقد وثقت منظمات حقوقية حتى الآن جرائم قتل لعشرات المعتقلين الذين قامت كتائب القذافي بإعدامهم قبل انسحابها من مواقعها أمام تقدم الثوار في طرابلس.

لقد كان واضحا منذ الأيام الأولى للثورة الليبية أن نظام العقيد سيمعن في القمع والتنكيل، ولن يتوانى عن ارتكاب أبشع الجرائم في مواجهة المنتفضين ضده. فالقذافي حدد معالم الصورة الإجرامية منذ خطابه الأول الذي دعا فيه إلى «سحق الجرذان». كذلك فعل ابنه سيف الإسلام الذي كان يطمح في وراثة عرش والده، عندما هدد الليبيين بأنهر من الدماء في كل مدن ليبيا «وبدل أن نبكي على 84 قتيلا (كان يقصد قتلى الأحداث التي فجرت الانتفاضة في بنغازي) ستبكون على مئات الآلاف من القتلى»، على حد قوله.

لم يكن هناك شك في أن نظام العقيد سيمارس أقصى درجات جنونه، ويرتكب أسوأ الفظاعات في سبيل التشبث بسلطة لم يشبع منها بعد 42 عاما. فقد رأينا مبكرا ملامح من الدمار والتخريب والقتل الذي ارتكبته كتائب القذافي عندما دخلت إلى مدينة الزاوية، إذ لم تتورع هذه القوات حتى عن إزالة القبور بالجرافات. كما رأينا بعد ذلك آثار القصف العشوائي لمصراته واستخدام القناصة لمنع الناس من الحركة. فسياسة النظام كانت الانتقام من كل المدن ومن كل أفراد الشعب الليبي الذين ثاروا ضده، وهكذا تكررت عمليات الحصار للمدن وقصفها وقطع الماء والكهرباء عن سكانها.

الثوار يقولون إن قوات القذافي اعتقلت أكثر من خمسين ألف شخص منذ بدء الانتفاضة، وإنهم تمكنوا من إطلاق سراح نحو عشرة آلاف ويبقى مصير الكثيرين غير معروف. فبعض المعتقلين تمكنوا من الهروب من معتقلات القذافي بينما كان الثوار يحكمون قبضتهم عليها، وهناك مئات عثر على جثثهم بعد أن أعدمتهم كتائب النظام قبل أن تهزم أو تنسحب، لكن يبقى كثيرون في عداد المفقودين حتى الآن مما يثير المخاوف من العثور على مزيد من المقابر الجماعية التي خلفتها قوات النظام.

المفارقة أن المنتمين إلى كتائب القذافي الذين وقعوا في أيدي الثوار قالوا لصحافي من وكالة رويترز للأنباء تمكن من زيارة مكان اعتقالهم في أحد أحياء طرابلس إنهم يأملون في أن يتلقوا معاملة حسنة، وأن تكون هناك ليبيا جديدة تحترم حقوق الإنسان! لو يتذكر الذين يستبدون، والذين يعذبون ويقتلون الأبرياء، أن الأيام قد تدور عليهم، لما ارتكبوا تلك الفظائع والتجاوزات. لكن السلطة تفسد، والقوة قد تعمي، وأنظمة الاستبداد تنتج في العادة أجهزة أمنية وعسكرية تسودها ثقافة قمعية همها تخويف الناس وإخضاعهم.

نجاح الثورة الليبية وصمودها في وجه كل أدوات القوة والبطش التي استخدمها نظام العقيد يبعث برسالة إلى النظام في دمشق، خصوصا أن هناك تقارير عديدة تحدثت عن دعم سوري في البداية لنظام العقيد القذافي في مواجهته ضد شعبه. فإذا كان النظام السوري يأمل في أن يرى سياسة القمع والقوة تنجح في وضع حد للثورة الليبية، فإن آماله خابت ولعله يستوعب الدرس، وإن كانت التجارب تدل على أنه ليس هناك من يريد أن يتعلم أو يرغب في فهم رسالة الشعوب المنتفضة والمطالبة بالتغيير.

فعلى الرغم من رؤيته لنظام القذافي وهو يتهاوى ويترنح، يصر نظام الأسد على مواصلة رهانه على سياسة القمع والبطش والتنكيل لوضع حد للانتفاضة الشعبية. فقد سارع النظام للرد على دعوة الجامعة العربية لوقف إراقة الدماء ووقف إطلاق النار على أبناء الشعب والاستماع إلى مطالبه المشروعة، بالهجوم على الموقف العربي واعتباره البيان غير ذي قيمة «وكأنه لم يكن». وبذات العقلية التي اعتبر بها انتفاضة شعبه مؤامرة، وصف النظام الموقف العربي بالتدخل المرفوض في شؤونه الداخلية.

أين يترك ذلك الوضع السوري؟

الواضح أن سوريا مقبلة على أيام صعبة، فتعنت النظام سيرفع من حدة المواجهة مع الشعب المنتفض، وسياسة القمع والتنكيل ستعني وقوع المزيد من الضحايا وحدوث المزيد من الاعتقالات مما يزيد من حالة الاحتقان ويوسع الهوة بين النظام والشعب. وبعد سقوط نظام القذافي فإن أنظار العالم ستكون مركزة على سوريا ومتابعة تطوراتها، خصوصا مع التحركات لتشديد العقوبات على النظام في دمشق وتضييق خناق العزلة عليه. في مقابل هذه العزلة فإن النظام سيكون في وضع أصعب خصوصا أن الشعب السوري الذي أكد حتى الآن تصميمه على مواصلة انتفاضته، سيجد دعما معنويا كبيرا من مشاهدته للثوار الليبيين يحتفلون في طرابلس بسقوط نظام آخر راهن على القمع والقوة وفشل.

 

لا أهلاً ... ولا سهلاً بالرئيس السوري في لبنان

محمد سلام/موقع الكتائب

الفرضية سَمجة فعلاً ولا أحد يعلم مدى جدّيتها، لكنها طُرحت إعلاميا في الصحافة العربية: بعضهم تراوده فكرة استضافة الرئيس السوري بشار الأسد في لبنان بعد سقوط نظامه!!!

هي مجرد فرضية، أي أن أحداً لا يعلم مدى جديّتها، ولكنها سمجة فعلاً.

ولكن يجب ألا ننسى أن السمجين في لبنان ... كثر.

ويجب ألا ننسى أن "القومسيونجية"  (أي الدلالين) في لبنان ... أيضاً كثر.

ويجب ألا ننسى أن شعار "اللبناني لا يبيع أرضه" قد سقط بالممارسة المشينة "لقومسيونجية" العقارات من العرقوب جنوبا إلى النهر الكبير شمالا، الذين باعوا الأراضي لشركات عقارية وهميّة أقامت عليها مستوطنات كتلك التي شيّدها اليهود في فلسطين في أربعينيات القرن الماضي.

 

بل يجب ألا ننسى القاعدة المؤلمة القائمة على نفعية شعار "أهلا بكم في وطنكم الثاني لبنان" المستندة إلى قناعة لبنانية غبية بأن "تأجير البيت أفضل من بيعه لأنه يؤمن ريعاً ويحفظ الملكية،" علماً بأن كل من أجّر وطنه استفاقَ على حقيقة أن المستأجر ... احتله.

ألسنا الدولة الوحيدة في العالم التي تدفع بدل إخلاء لمُحتلّ؟

وقد تطالبنا إسرائيل يوما ببدل عن إخلائها "الشريط الحدودي" كي تتساوى مع غيرها من الذين احتلوا عقارات في لبنان.

المهم، في عودة إلى الفرضية السمجة، أن نحذر جديّاً، واقعيّاً، فعليّاً: لبنان لا يحتمل مصائب إضافية.

يكفينا أننا، وبواقعية مجرّدة، سنجد أنفسنا أمام مهمة واقعية، لا افتراضية، تقتضي تنظيف البلد من شبيحة نظام الأسد-مخلوف، كما من شبيحة وكلاء نظام الأسد-مخلوف.

لا بد من التأكيد على حقيقة أن نظام البعث الأسدي قد انتهى. سقط وانتهى. وما استضافة المؤتمر الوزاري لجامعة الدول العربية سفير الأسد سوى لإبلاغه بأن النظام قد سقط.

وما تكليف أمين عام جامعة الدول العربية، العربي جدا، بمهمة في دمشق سوى محاولة لإبلاغ الأسد بترتيب أموره للرحيل. لذلك رفض الأسد بيان المؤتمر الوزاري واعتبره "وكأنه لم يكن". حتى إيران، حليفة الأسد في المسماة ممانعة، بدأت تقول إنها أبلغته سابقاً ضرورة إصلاح وضعه مع شعبه، لكنه استمع ... فقط، ولم ينفذ.

تركيا، وعلى لسان رئيسها، قطعت اتصالاتها بالأسد.

الكل يتسابق للتبرؤ من مسؤولية سفك دماء الشعب السوري، إلا وكلاء الأسد-مخلوف وأتباع الأسد-مخلوف في لبنان.

فرضية استضافة الأسد أو أي من رموز نظامه في لبنان سمجة. لكن وصوليّة "قومسيونجية السياسة والفساد" في لبنان قد تعتبر أن الشراكة في المسار والمصير الفاسدين تقتضي بعضاً من "وفاء".

هؤلاء المصابون بداء البصر الرقمي وبانعدام بصيرة الأخلاق والمبادي قد يفعلون أي شيء. قد يحاولون استضافة الأسد ورموزه في لبنان. وهذه ال "قد" جديّة، على الرغم من أنها افتراضية.

لذلك وجب القول بصراحة، من الآن، لا أهلاً ولا سهلاً بالأسد، وبرموزه في لبنان.

لا أهلاً ولا سهلاً برامي مخلوف وفساده في لبنان.

بل، وجب القول، أنه يوجد في لبنان ما يكفي من المكانس" لتنظيف البلد من وكلاء الفساد الأسدي-المخلوفي ممن تحكموا برقابنا، استباحوا أرضنا، هتكوا أعراضنا، وسرقوا أموالنا ... وصادروا بلدنا قرابة 50 سنة.

قال رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط إنه يجلس على ضفة النهر وينتظر أن تحمل له المياه جثة عدوه.

النهر الذي تحدث عنه جنبلاط هو نهر الثورات العربية. أما عدوه الذي ينتظر أن تحمل المياه جثته إليه فيعرفه وليد بيك كما نعرفه، بل يعرفه أكثر منا.

المشهدية التي قدمها وليد بيك تعكس نصف الحقيقة. الوجه الآخر للحقيقة هو أن لبنان ليس فقط مصب نهر الثورات العربية، بل هو مصب مجرور الفساد العربي.

عندنا، على أرضنا، في مياهنا، في مؤسساتنا، في غالبية مؤسساتنا، يصب مجرور الفساد العربي.

وعندنا، على أرضنا وفي أجوائنا، ستفوج آخر الروائح النتنة المنبعثة من مجرور الفساد العربي. ولكن، ستزهر حقولنا أيضا لأن النهر يصب عندنا، وليس المجرور ... فقط.

نعم سقط نظام الأسد. وغبي، بل مبالغ في الغباء، من يعتقد أن هناك حاكم عربي ما زال يقبل أو يستطيع أو يجرؤ على مصافحة الأسد أمام وسائل الإعلام بعدما قتل الرجل خمسة آلاف شخص من شعبه منذ 15 آذار حتى الآن، وبعدما قتل الأطفال وخصاهم، وبعدما لم يترك مئذنة في سوريا إلا وقصفها لأنها صدحت "الله أكبر".

الوحيد الذي كان يمكن أن يفعلها هو شقيقه معمّر، الذي تدمّر.

غبي، بل حمار، من يعتقد أن روسيا تستطيع أن تنقذ الأسد. تاجر الشنطة الروسي، وبالرغم من كل ما قدّمه لمعمّر الثري، لم يتمكن من إنقاذه. فلماذا سينجح في إنقاذ الأسد المفلسة بلاده.

لا أهلاً ولا سهلاً بالأسد ومخلوفه في لبنان. صالة الاستقبالات ستكون مقفلة بسبب الانشغال بكنس أقذار مجرور الفساد