المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 31 تشرين الأول/11

 

متى 11/25-30/يسوع يبتهج

وتكلم يسوع في ذلك الوقت فقال: أحمدك يا أبي، يا رب السماء والأرض، لأنك أظهرت للبسطاء ما أخفيته عن الحكماء والفهماء. نعم، يا أبي، هذه مشيئتك. أبي أعطاني كل شيء. ما من أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن شاء الابن أن يظهره له. تعالوا إلي يا جميع المتعبين والرازحين تحت أثقالكم وأنا أريحكم. إحملوا نيري وتعلموا مني تجدوا الراحة لنفوسكم، فأنا وديع متواضع القلب، ونيري هين وحملي خفيف.

 

 لبنان بين مغارة جعيتا ومغارة على بابا
تصريح/الياس بجاني/الكذابون والمنافقون الذين هم أهل السياسة وحكام الدولة الصوريون والعديد من رجال الدين في لبنان أصواتهم مرتفعة اليوم فهم منذ الصباح الباكر ينادون على الناس من أجل التصويت لمغارة جعيتا في حين انه وبنتيجة شرورهم وابليسيتهم وكفرهم والخيانة والعمالة قد حولوا لبنان إلى بلد مارق شبيه بمغارة على بابا والأربعين حرامي. من هنا مغارة جعيتا هم لا يستحقونها لأنها نعمة من عند الله للبنان القداسة والرسالة وليس للبنان مغارة على بابا الذين هم السارقون (الحرامية) فيها. لعنة الله تحل عليهم وتريحنا منهم ومن أفعالهم النجسة. أما المواطن القابل ببقاء نير العبودية حول رقبته فلا يحق له أن يلوم إلا نفسه وإن أراد الانعتاق من العبودية يتوجب عليه التوبة العودة إلى ينابيع الإيمان ورمي أحماله عند أقدام المسيح: " تعالوا إلي يا جميع المتعبين والرازحين تحت أثقالكم وأنا أريحكم. إحملوا نيري وتعلموا مني تجدوا الراحة لنفوسكم، فأنا وديع متواضع القلب، ونيري هين وحملي خفيف.(متى11/28-30)

عناوين النشرة

*ذخائر البابا الطوباوي في مطرانية الكلدان

*موسكو دعت الى استقالة الحكومة في حال "الامنتاع عن تمويل المحكمة"

*سوريا: النافذة العربية أقفلت/علي حماده/النهار   

*في حمى حكومة المستنقعات/علي حماده/النهار

*حذاء الأسد/احمد عياش/النهار

*الراعي اليوم في بيروت وغداً في بغداد للقاءات رسمية ودينية

*غياض: لا موعد محدداًُ لاجتماع الموارنة في بكركي

*متضررون في قضية صلاح عز الدين

*خلوة بين هزيم وعون في البلمند 

*تنفذها قيادات استخباراتية متمرسة أوفدها "فيلق القدس" إلى مكة المكرمة/مخطط إيراني لعمليات إرهابية في الحج

*كيف تم بناء النظام الأمني السوري/منذر خدام/دمشق/النهار

*المؤتمر الصحـافي لـ"سيدة الجبل" الاثنين سيعلن عن خطوات تعطيه بعدا سياسيا ليس شبيها لـ"قرنة شهوان" 

*ليبرمان: إذا لم تتوقف الصواريخ من غزة فوراً فالعواقب وخيمة

*مسؤول أمني سوري بحث مع ممثلي أحزاب لبنانية موالية لدمشق لتوقيف عشرة معارضين مقيمين في لبنان

*الاتكال على مشيئة الله

*التوازن الطائفي في بلدية بيروت.. مهدد

*عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني/نحن كمعارضة خائفون من إمكان خطفنا مثل السوريين/حزب الله يقوم بقرصنة في ترشيش

*مخالفات محمية عسكريا وامنيا

*احباط محاولة فرار أحد سجناء رومية واعتقال والد السجين

*ما يُرتكب بحق السوريين لن ينتهي إلاّ بعد سقوط النّظام وما تبقّى "ترقيع"/شمعون لـ"NOW Lebanon": الإمتناع عن تمويل المحكمة "خطأ مميت".. والحوار "طق حنك"

الحكومة ميليشيوية وميقاتي يبيعنا كلاماً ولن يموّل المحكمة ولن يستقيل"/نواب "المستقبل": ما حصل مع السوريين في بئر حسن ظاهرة أمنية خطيرة

*ترقية العقيد وسام الحسن تسري ابتداء من مطلع السنة الجديدة

*فتفت: تلقيت تهديدا شخصيا من نواف الموسوي/ميقاتي يبيعنا كلاما فهو لن يمول المحكمة ولن يستقيل/اختطاف السوريين من بئر حسن رسالة للمعارضة السورية/تخويف الوجود المسيحي من التطرف الإسلامي خلفيته سياسية بحتة

*ملف "الترفيعات الدبلوماسية" الى مجلس الوزراء و "لا خلاف" حول التشكيلات

*الأمن العام ردا على تلفزيون "المستقبل: الموقوف السوري اعترف بتهريب السلاح وأحيل إلى القضاء المختص

*جنبلاط التقى باباندريو في اليونان وشارك في أعمال لجنة العالم العربي في الإشتراكية الدولية

*خالد ضاهر لـ"المستقبل": "الطاشناق" يهجّر السوريين الأكراد من برج حمود

*الرئيس الجميل التقى وزير خارجية تركيا/ لتقديم تحرك عملي يخدم مصلحة الإستقرار والتعايش والأمن في المنطقة/داوود أوغلو: للعب دور إيجابي في مرحلة التحول الديموقراطي

*الاشتباه بسقوط طائرة استطلاع اسرائيلية في الجنوب

*قرطباوي التقى سفيرتي كندا وسويسرا

*مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح: الحكومة غير مؤهلة للتكلم عن المحكمة لأنها تضم فريقاً متهماً بجريمة اغتيال

*العثور على طفل رضيع في الحدث واعتراض دورية لقوى الامن في بئر حسن

*استشهاد 7 من "الجهاد" في غارتين على رفح والمقاومة الفلسطينية ردت بقصف مدن إسرائيلية بالغراد والهاون

*امريكا تريد تمزيق سوريا ولبنان

*الخارجية السورية استغربت "استناد لجنة الجامعة لأكاذيب إعلامية"

*الجسر: ما حصل مع السوريين الثلاثة ظاهرة أمنية خطيرة/قبول التمييز في قضية فايز كرم لا يعني البراءة أو اسقاط الحكم

*مانجيان: سليمان أوقف مرسوم الترقية لأنه ينطوي على مخالفات

*زهرا: استمرار عمليات اختطاف معارضين سوريين يؤكد تعاون الداخل اللبناني مع السلطات السورية

*الطاشناق يبلغ عائلات سورية في برج حمود بضرورة إخلاء منازلهم المستأجرة بعد مشاركة أفراد منهم في تظاهرة للمعارضة

*الأخ عطية من الأشرفية .. معادلة الغباء والتيار الممانع /طوني ابو روحانا - بيروت اوبزرفر

*كاسيزي: أغفر لهم فهم يعرفون ما يفعلون/المحامي عبد الحميد الاحدب/النهار

*نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت: رفض رئيس الجمهورية توقيع مرسوم ترقية من عقيد الى عميد مسايرة ىلفريق سياسي

*مقتل ناشطين اثنين في سرايا القدس في غارة اسرائيلية جديدة على رفح

*رئيس المجلس العالمي لثورة الأرز طوم حرب: الأمريكيون عرضوا التدخل العسكري في 7 أيار/غسان عبدالقادر/14 آذار

*رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض: صمت الرئاسة الاولى عن انتهاكات النظام السوري مؤسف/وحزب الله بات خطراً على النظام والوجود المسيحي الحرّ ومشروعه الالغائي على قاب قوسين من الانهيار... أما التفجير فحتماً هو مصير حكومة ميقاتي!  

*سياسة تركيا الجديدة تجاه سورية تقوم على المراوحة في المنطقة الرمادية/أسلي آيدينتاسباس/السياسة

*ماذا لو سقط الرئيس الأسد وأتى هولاكو جديد/د. فراس الأسعد/السياسة

*عن "الاجتماع الذي لم يعقد" بين الأسد ونصر الله/محمد مشموشي/المستقبل

*الجامعة العربية والفشل الذريع في دمشق/داود البصري/السياسة

*عقوبات متعددة الأطراف على سوريا واستثناء الخيار العسكري/ثريا شاهين/المستقبل/تسابق

*لا فرق بين سوريا وليبيا القذافي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الخوف على المسيحيين في سوريا/فايز سارة/الشرق الأوسط

*تلاقي الموجتين/حازم صاغيّة/الحياة

*زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد/حاصبيا ـ عمر يحيى/المستقبل

*رئيس الجمهورية والديموقراطية الآتية/سمير منصور/النهار

*عون: ما يجري في المنطقة ليس ربيعا بل وثبة إلى الوراء والحلول لا يجب أن تكون من الماضي بإتجاه المستقبل وهو شيء لا نجده حاليا

 

تفاصيل النشرة

 

ذخائر البابا الطوباوي في مطرانية الكلدان

وطنية - بعبدا - 29/10/2011 ترأس خوري رعية الطائفة الكلدانية في لبنان النائب العام الاسقفي الاب روني حنا، يعاونه الشماس سميح الطرابلسي، صلاة البخور لمناسبة وصول ذخائر الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني الى مطرانية الكلدان في بعبدا - برازيليا، في حضور ابناء الرعية وحشد من العراقيين اللاجئين الى لبنان وراهبات ورهبان.

وبعد التبرك من الذخائر، رفعت صلوات الشكر وشارك المؤمنون في تلاوة مسبحة الوردية على نية السلام في العالم وفي الكنيسة عموما وكنيسة العراق خصوصا ولينير الله البصائر ويفتح القلوب.

 

موسكو دعت الى استقالة الحكومة في حال "الامنتاع عن تمويل المحكمة"

نهارنت/رد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل باغدانوف على "حزب الله" ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون اللذين يعارضان تمويل المحكمة، بأن على "الحكومة التي تضم الفريقين أن تستقيل لتأتي حكومة جديدة تفي بالتزامات لبنان". وجاء هذا الردّ، بعد زيارة وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" الذي زار العاصمة الروسية الأسبوع الماضي والذي تبلّغ حرفياً الموقف الروسي من باغدانوف الذي استقبله مدة 40 دقيقة وليس ساعتين ونصف ساعة كما ذكر في بيروت. وفيما قال الوفد أن "حزب الله" وعون يعارضان تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، شدد باغدانوف أن على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "يجب أن يتخذ خطوة الاستقالة في حال فشلت حكومته في إقرار تمويل المحكمة". وأوضح باغدانوف أن روسيا "تدعم الحل العربي للأزمة في سوريا وأنها أبلغت دمشق ضرورة التقيد بهذا الحل أي القبول بالحوار في القاهرة، لأن ذلك ليس بغريب في الأزمات العربية. فكما توجه اللبنانيون الى الطائف ثم الى الدوحة، وكما توجه الفلسطينيون الى مكة في مراحل أزماتهم فإنه ليس من المستغرب أن يتوجه السوريون الى التفاوض في ما بينهم في القاهرة". وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في 16 الجاري في بيان صدر في ختام اجتماع طارىء عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية وأطراف المعارضة بجميع أطيافها خلال 15 يوماً"، الا أن سوريا تحفظت عن هذا البيان. وأبلغت مصادر ديبلوماسية صحيفة "النهار" أن وزارة الخارجية الروسية زوّدت سفيرها في بيروت الكسندر زاسبكين التوجيهات التي بدأ بنقلها الى المسؤولين اللبنانيين وهي: "على لبنان الايفاء بالتزاماته حيال المحكمة، واذا لم يفعل فإن موسكو واثقة من أن مجلس الأمن الدولي الذي أنشأ بقرار منه المحكمة سيتخذ العقوبات بحق لبنان". وأضافت المصادر أن "موسكو على موقفها المبدئي ولن تتراجع عنه وهو أن تقوم المحكمة بمهماتها في أفضل الظروف وأن يعاقب المخطوفون والجناة على عملية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وكذلك سلسلة الاغتيالات التي تلته

 

سوريا: النافذة العربية أقفلت

علي حماده/النهار   

عندما قبل النظام في سوريا باستقبال اللجنة العربية الوزارية المنبثقة من وزراء الخارجية العرب بهدف نقل مبادرة عربية لحل الازمة السورية، كان الاعتقاد المسبق أن بشار الاسد يناور، فهو رفض في البداية التعامل مع المبادرة العربية، ثم حاول ان يناور في ما يتعلق بتشكيلة اللجنة ولا سيما رئاستها القطرية المعتبرة في دمشق في مصاف الاعداء، وفي انعطافة مفاجئة على اثر مقتل العقيد معمر القذافي قد يكون سببها الانباء التي تقاطعت عن قرب اقدام عدد من الدول العربية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض، قبل الاسد باستقبال اللجنة برئاستها القطرية الاربعاء الفائت، وكان لقاء طويل اعطى على اثره العرب النظام في سوريا مهلة 15 يوماً اضافية للتغيير في التعامل مع الثورة القائمة في البلاد منذ سبعة اشهر. وكان كلام لرئيس الوفد العربي رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني تحدث فيه عن "ايجابيات" لدى النظام، واتفاق على لقاء في الدوحة اليوم الأحد لبحث الخطوات العملية الممكن اتخاذها لإطلاق دورة حوار مشكوك في جدواها أصلا بين النظام والمعارضة.

ايا يكن الأمر، غادرت اللجنة العربية بعد ظهر الاربعاء، في حين كان النظام ينظم مسيرات مؤيدة في دمشق، ثم في اللاذقية لم يعد سرا كيف يجري تنظيمها، وكيف يُدفع الناس بالترغيب والترهيب للنزول الى الشارع تأييدا لبشار الاسد ونظامه. وفي مسار متزامن كانت الآلة الامنية العسكرية للنظام تجتاح المدن والقرى والبلدات السورية الثائرة من حمص وحماه ودرعا وصولا الى ادلب والقامشلي ودير الزور، مما ادى الى سقوط عشرات الشهداء مدى ثلاثة ايام تلت مغادرة الوفد العربي.

حصل كل هذا خلال الفترة الفاصلة بين اجتماع دمشق مع بشار الاسد والاجتماع المقرر اليوم في الدوحة بين اللجنة العربية ووزير الخارجية وليد المعلم ، الذي سارع الى الرد على رسالة اللجنة العربية الى بشار الاسد التي تبدي فيها "امتعاضها من استمرار عمليات القتل في سوريا"، وذلك في اشارة الى توغل النظام اكثر في القتل المنظم حتى في ظل مبادرة عربية. وحسب رد وليد المعلم بلغته الخشبية تستند رسالة اللجنة الى اكاذيب قنوات تلفزيونية عربية.

الخلاصة من كل ما تقدم ان النظام في سوريا لا يعير الحل العربي اي اهتمام حقيقي، ولا يأبه بأي حل. فهو ماض في سياسة الارض المحروقة في مواجهة الثورة التي نجحت حتى اليوم في دفن "جمهورية حافظ الاسد"، بما يعني ذلك من استحالة عودة سوريا الى ما قبل الخامس عشر من آذار 2011، واستحالة إحكام النظام سيطرته على البلاد مرة اخرى. والاهم من ذلك ان نوافذ الدعم الخارجي (روسيا والصين) مقبلة على مرحلة من الضمور مع ارتفاع عدد الشهداء من المدنيين، وازدياد الدفاع عن بشار ونظامه صعوبة وتعقيدا، في وقت تتجه فيه الثورة بخطى حثيثة نحو العسكرة. وها هي النافذة العربية التي ما فتحت على قاعدة الاعتقاد بأبدية النظام في سوريا ولا على قاعدة الإيمان بصدقية بشار الاسد نفسه. انما فتحت النافذة العربية للقول للعالم ان العرب حاولوا. واليوم تتجه الامور الى الاقلمة والتدويل. والحل العسكري صار على الطاولة رغم نفي المعنيين المتكرر.

 

في حمى حكومة المستنقعات! 

علي حماده/النهار

ما كان خطف نائب رئيس الحكومة السوري السابق شبلي العيسمي، ولا خطف الاخوة جاسم، ولا اختراق الحدود بشكل متكرر، ولا الاعتداءات الدائمة على المعارضين للنظام في سوريا خلال تظاهرات سلمية امام سفارة النظام في الحمراء ليكون كافيا، حتى اتت اليوم أنباء عن عملية خطف جديدة بحق مواطنين سوريين ترتكب في وضح النهار على مرأى من أعين الناس في الضاحية الجنوبية لبيروت بواسطة مسلحين، ويذهبون بهما الى قلب المربع الامني، و ربما الى مربعات أمنية اخرى خارج بيروت تمهيدا لتسليمهم الى القتلة في سوريا.

نقول هذا وفي الذاكرة قضية خطف جوزف صادر الذي يعرف القاصي والداني مسؤلية "حزب الله" عنه، و مع ذلك فإن السلطات اللبنانية لا تجرؤ على المجاهرة بتلك المعلومات مخافة تسلط السلاح الممارس منذ سنوات في لبنان. ولعل أخطر ما في عمليات الخطف، و لا سيما تلك المتعلقة بالمواطنين السوريين انها تتم عادة بتواطؤ، لا بل بمشاركة مباشرة من جهات حزبية لبنانية، وثمة معلومات عن تورط ضباط لبنانيين بما يجعل الدولة مسؤولة مستقبلا عن حياة هؤلاء امام محاكم دولية لا بد انها ستنظر يوما في جرائم النظام في سوريا بحق المدنيين في دمشق وخارجها. وبالطبع لا يغيب عن البال دور السفارة السورية التي تحولت مقراً أمنيا ينسق مع لبنانيين عمليات الخطف والترهيب، وحتى محاولات الاغتيال التي يجري التخطيط لها لشطب بعض رموز المعارضة السورية المقيمين في لبنان.

هذا يحدث في حمى حكومة نجيب ميقاتي التي تكثر الكلام عن الحرية والديموقراطية. كل هذا ونجيب ميقاتي يشتري الوقت من الوقت فيما هو يركب مركبا مثقوب قعره سرعان ما سيغرق به ومعه.

في ظل حكومة ميقاتي يتم تهديد مواطنين لبنانيين بالقتل، وفي ظلها يتم اختراق الحدود مرات و مرات، و يقتل مواطنون على الجانب اللبناني من الحدود، ويخطف سوريون مقيمون في لبنان في وضح النهار. وفي حكومة ميقاتي وزير للداخلية منشغل عن حفظ أمن الناس بالبحث في قانون انتخابات معقد هو نفسه عاجز عن فقهه.

ان ما يحصل على الصعيد الامني لا يقتصر على عمليات الخطف وحدها، فالتعديات على الناس لا تتوقف، وتمدد المافيات المنطلقة من مربعات "حزب الله" الامنية لا يتوقف. وهل لنا ان نذكر اللبنانيين والعالم بوضع مطار رفيق الحريري الدولي حيث بعض المدارج خارج نطاق الامن اللبناني، وحيث تحط ليلا طائرات من خارج "المانيفست" لا نعرف ما تفرغه من حمولة؟ و هل لنا ان نذكر بمرفأ بيروت، وتحكم مافيات محمية من "حزب الله" فيه في وضح النهار و في جنح الليل، حتى صار لادخال المستوعبات من خارج رقابة الجمارك سعر معروف من الجميع؟! ان مستنقعات كهذه لا تعشش إلا في حكومات كهذه. قديما قيل لهتلر من تحتقر أكثر ؟ أجاب العملاء معي إبان احتلال بلادهم!

 

حذاء الأسد

احمد عياش/النهار

من المرجح أن رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم رئيس وفد جامعة الدول العربية الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد أخيراً ما زال يتذكر ما قاله الأخير أمامه وأمام وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو عندما كانا يتوسطان في أزمة لبنان مطلع السنة الحالية. فقد أقحم الأسد حذاءه للتعبير عن رفضه عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة. ثم سمع جاسم وأوغلو لاحقاً من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله رفضاً مماثلاً لعودة الحريري الى السرايا يعادل في شدته تعبير حذاء الأسد.

الأزمات التي تتخبط فيها حكومة الانقلاب لم تكن مفاجئة. فما بُني على تناقضات يولد تناقضات، منها اضطرار نصرالله الى المجاهرة برفض تمويل المحكمة الخاصة بلبنان على رغم ان هذا الرفض سيعرّي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي ركب قطار الانقلاب فغادر بيئته التي منحته شرعية العمل السياسي. ولا يكتفي "حزب الله" ببهدلة الحكومة في موضوع المحكمة، بل بهدل مجلس النواب في محاولة لجنة حقوق الانسان كشف مصير الأخوة السوريين من آل جاسم والقيادي البعثي شبلي العيسمي الذين خُطفوا وسط معطيات تشير الى تورط السفارة السورية في خطفهم. ثم جاءت عملية خطف عدد من السوريين بالأمس في بئر حسن لتكشف ان "حزب الله" أصبح وكيلاً معتمداً للنظام السوري في ملاحقة السوريين في لبنان تفادياً لإحراج السفارة في القيام بهذه المهمة مباشرة.

وجرياً على المثل القائل "إن لم تستحِ فافعل ما تشاء" تجري محاولة تبرئة القيادي في "التيار العوني" فايز كرم من الحكم الصادر في حقه بسبب عمالته لاسرائيل. وفي الوقت نفسه تُؤخر ترقية العقيد وسام الحسن صاحب المأثرة العظيمة في كشف عشرات شبكات عملاء اسرائيل في لبنان. هكذا من دون أن يرف لها جفن تبرئ سلطة الانقلاب عميل اسرائيل وتقاصص كاشف العملاء!

هل يجب انتظار سقوط الأسد في سوريا حتى تسقط حكومته في لبنان؟ لا جواب حاسماً، لكن علامات السقوط تلوح في دمشق وبيروت على السواء. ولعل هذه اليقظة من أجل معاودة الحوار في لبنان تحاول استباق السقوط، في حين يرتدي عون فجأة ثوب نظافة الكف لحجز بطاقة في مرحلة ما بعد السقوط. أما ميقاتي القابع على متن قطار الانقلاب فيبدو أعجز من القفز منه. وماذا عن "حزب الله" الذي هو القصة كلها تقريباً؟ مَن يشاهد قبل أيام نصرالله المطمئن جداً الى أحوال لبنان وسوريا أدرك ان الرجل حالة عصيّة على التغيير. وما قول رئيس كتلة نواب حزبه محمد رعد انه لم يسمع بما يصدر عن المحكمة إلا المثل الواضح.

الشاعر العراقي أحمد مطر الذي قال يوماً: "شعب إذا ضُرب الحذاء برأسه صاح الحذاء بأي ذنب أُضرب" لم يدرك زمناً يشهر فيه الأسد حذاءه ضد لبنان، بينما لا يزال هناك صمت مريب على ضرباته المتتالية على الرأس اللبناني.

 

الراعي اليوم في بيروت وغداً في بغداد للقاءات رسمية ودينية

النهار يعود البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأحد من روما، بعد زيارة عقب جولة له في الولايات المتحدة الاميركية استمرت نحو ثلاثة اسابيع، التقى خلالها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، وتفقد الرعايا المارونية في عدد من الولايات الاميركية. وفي روما التقى البطريرك عدداً من اركان الكرسي الرسولي وبحث معهم في شؤون كنسية، اضافة الى موضوع انتخاب المطارنة الجدد لعدد من الابرشيات. وغداً يسافر البطريرك الراعي الى بغداد، حيث يلتقي عددا من المسؤولين ويترأس قداسا في كنيسة سيدة النجاة، في مرور عام على المجزرة التي استهدفت مصلين فيها. ويرافق البطريرك الذي يلبي دعوة بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، عدد من المطارنة والكهنة.

 

غياض: لا موعد محدداًُ لاجتماع الموارنة في بكركي

 المستقبل/أعلن المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض انه "لم يحدد بعد موعد للاجتماع الموسع للافرقاء الموارنة في بكركي"، كاشفاً ان "الاجتماع ممكن ان يكون في اي لحظة". ولفت في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" أمس، الى ان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي سيكون في العراق لاحياء الذكرى السنوية الاولى لتفجير كنيسة سيدة النجاة، وسيلتقي عددا من رجال الدين وبعض الشخصيات السياسية.

 

متضررون في قضية صلاح عز الدين

صور – "النهار"/تجمع عدد من أصحاب الحقوق المتضررين من قضية صلاح عز الدين وشريكه يوسف فاعور عند مفترق بلدة العباسية (صور) امس، وحملوا لافتات كتب عليها ان "الله حق وصاحب الحق سلطان"، "نطلب من السيد حسن نصرالله رفع هذا الظلم"، "بلغوا سماحة السيد القائد اننا مظلومون" و"ما من ظالم إلا سيبلى بأظلم". وطالبوا بـ"إيجاد تسوية لقضيتهم وتعويضهم الخسائر الفادحة التي لحقت بهم موضحين انهم في غالبيتهم أصبحوا بلا عمل وخسروا اموالهم ومدخراتهم ويعيشون اوضاعاً اقتصادية صعبة. وناشد المحتجون نصرالله وقيادة "حزب الله" التدخل بقضيتهم، خصوصاً ان عز الدين "استغل قربه من الحزب لاقناعهم بايداع اموالهم لديه".

 

خلوة بين هزيم وعون في البلمند 

وصل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون إلى المقر البطريركي في البلمند، وذلك للقاء بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أغناطيوس الرابع هزيم، على رأس وفد ضم الوزير جبران باسيل (وزير الطاقة والمياه)، منسق عام "التيّار (الوطني الحر") بيار رفول، عضو الهيئة التأسيسية جورج عطالله والعميد المتقاعد موريس جريج.

وكان في إستقباله، إلى البطريرك هزيم، رئيس دير سيدة البلمند الأسقف غطاس هزيم ولفيف من الكهنة والشمامسة. وعقد عون على الفور خلوة مع هزيم تناولت مختلف التطورات في لبنان والمنطقة. (الوطنية للإعلام)

 

تنفذها قيادات استخباراتية متمرسة أوفدها "فيلق القدس" إلى مكة المكرمة 

مخطط إيراني لعمليات إرهابية في الحج

 "السياسة" - خاص: كشفت معلومات خاصة ل¯"السياسة", أمس, أن "الحرس الثوري" الإيراني أوفد مجموعة قيادات استخباراتية وعسكرية من "فيلق القدس" إلى مكة المكرمة, للقيام بعمليات تخريبية وإرهابية خلال موسم الحج. وحذرت "المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية", في بيان خصت به "السياسة", أجهزة الأمن في المملكة العربية السعودية من خطورة هذه المجموعة, داعية إياها إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة للحيلولة دون نجاح عمليات المجموعة الإرهابية النشطة".

وكشفت أنَّ المجموعة مكونة من "عناصر استخباراتية متمرسة وقيادية خطيرة من نخبة القوات الإيرانية الخاصة والمرتبطة منذ سنوات بالشبكات السرية الإيرانية العاملة في دول الخليج العربي, كما أنَّها مسؤولة "استخباراتياً" عن ملف "التجنيد والتمويل والتغلغل" في منطقة الخليج العربي".

وأوضحت أن المجموعة يقودها العسكري الاستخباراتي حسن خالدي, المسؤول عن عشرات العملاء العرب الذين تم إيفادهم إلى مكة المكرمة في موسم الحج العام الجاري, كما تضم قائد منظمة "فدائيان إمام علي" العميل حسن فرحان عوده خالدي.

وأضاف بيان المنظمة أن الأخير هو "عضو ميداني واستخباراتي بارز من الصف الأول في قيادة عمليات "الحرس الثوري" في الأحواز والخليج العربي, ويعرف في الأحواز بكنية "حسن كميته" نسبة إلى لجنة تموينية ومادية عسكرية تدعى "كميته إمداد إمام خميني" شُكلت إبان الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينات, وتقوم بدعم أعضاء وأسر "الحرس الثوري", إلا أن دورها توسع في السنوات القليلة الماضية بعد سلسلة العقوبات الدولية التي فرضها مجلس الأمن الدولي على النظام الإيراني".

إلى ذلك, فإن حسن فرحان عوده خالدي هو "المسؤول المباشر عن إعدام المئات من السجناء السياسيين الأحوازيين في الثمانينات والتسعينات خلال إمساكه الملف الأمني للأحواز في وزارة الاستخبارات الإيرانية (اطلاعات)".

واضاف البيان أنه "بعد عدد من محاولات الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها من قبل ذوي الشهداء الأحوازيين نقل في العام 2004 إلى مدينة كرج, غرب طهران, حيث تمت ترقيته إلى مناصب رفيعة في الحرس الثوري". وفي 2007, عاد إلى الأحواز بشكل سري ليشكل منظمة "فدائيان امام", وهي تشكيل عسكري - استخباراتي, يهتم بملاحقة عناصر الحركة السنية في الأحواز, وسرعان ما تطور عمله تحت إشراف "حزب الله" اللبناني, ليقوم بعمليات في الخليج العربي.

 

كيف تم بناء النظام الأمني السوري؟

منذر خدام/دمشق/النهار

لقد كان واضحاً منذ البداية لمؤسس النظام الأمني السوري وشركائه في عام 1970 أن الغاية منه هو البقاء في السلطة والمحافظة عليها، ومن أجل ذلك تم تكريس كل الوسائل المتاحة لبناء نظام سياسي يسهر عليها ويعيد إنتاجها.

كان واضحا لهؤلاء، ومنذ البداية أيضاً، أنه لكي ينجح النظام السياسي المنشود في مهمته المركزية كان عليه أن يعتمد السياسات الآتية:

أ- سياسة الإدارة بالفساد.

ب-  سياسة قتل الروح السياسية في المجتمع.

ج- إنعاش البنى الأهلية  وتوظيفها سياسيا.

لقد كان من نتيجة النهج المعتمد على سياسة الإدارة بالفساد، إنعاش الغرائز اللصوصية في أجهزة الدولة والمجتمع والاقتصاد، بحيث صارت السرقة والرشوة من الوسائل الأساسية في الإدارة والضبط المجتمعي. لقد أدت هذه السياسة إلى تشكيل تحالف ذي طابع طغموي أمني بين شرائح البورجوازية البيروقراطية والكومبرادورية والطفيلية والأجهزة الأمنية لتكوين سلطة سياسية شديدة المحافظة.

ومن جهة ثانية، أدت هذه السياسة إلى انهيار شبه كامل لمنظومة القيم الحميدة في المجتمع، لتحل محلها منظومة قيم جديدة فاسدة تعلي من شأن الفاسد والسارق والمهرب (برافو قد حالو...)، وما تشكل حولهم من مجموعات استزلامية تحت اسم الشبيحة (لقد صار لكل متنفذ  شبيحته يستخدمها في تأمين مصالحه، وفي الدفاع عنها).

أما في ما يخص سياسة قتل الروح السياسية في المجتمع فقد تم العمل بموجبها على جبهتين: على جبهة النظام جرى العمل على قتل الروح الحزبية في أحزاب السلطة، وخصوصا في حزب البعث، وإغراق قياداتها في لعبة الفساد والإثراء غير المشروع، وتحويلها مجرد ديكورات سياسية.

على جبهة القوى المعارضة عمل النظام وبكثافة لمنع نمو تيارات سياسية معارضة فاعلة وجماهيرية، من خلال تكثيف حملات الاعتقال لأعضائها، إلى درجة أنها أخذت طابعا استئصالياً في بعض المراحل، كما حصل خلال أزمة أواخر السبعينات أوائل الثمانينات التي تسبب بها الإخوان المسلمون والنظام ودفع الشعب بأسره تكاليفها الباهظة.

كان من نتيجة هذه السياسة من جهة، إضعاف القوى السياسية المعارضة إلى درجة كبيرة، حتى صار الكثير منها مجرد صور لأشكال حزبية معارضة. ومن جهة ثانية  تم تعميم الخوف في المجتمع، حتى صار عنوانا للسلبية والابتعاد عن الخوض في القضايا السياسية الوطنية، وخصوصا ما يتعلق منها بالشأن الداخلي. بل واستخدم النظام بذكاء ما حصل في العراق من جراء الغزو الأميركي له، وهو يستخدم في الوقت الراهن ما يجري في ليبيا من أجل تعميق الخوف من أية مطالب بالتغيير. لقد نجحت هذه السياسة في تكوين مجتمع منزوع السياسة، منزوع الحزبية، منزوع الثقافة السياسية، لتملؤه ديماغوجيا تعظيم الزعيم، وتصديق كل ما يصدر عنه، أو باسمه من مواقف وسياسات دون تبصر، وصرف اهتمامات السوريين عن الشأن الداخلي.

أما في ما يخص سياسة إنعاش البنى الأهلية وتوظيفها سياسيا، فقد  نجح النظام باستخدامها في صيغ وأشكال مختلفة، بدءا من سياسة التوازنات الطائفية أو العشائرية في تكوين قياداته الحزبية، أو في توزيع المناصب في الدولة وأجهزتها، وصولاً إلى تعزيز دور المؤسسة الدينية الرسمية وربطها به أمنيا واقتصاديا. لقد حوّل النظام الزعامات الأهلية من طائفية وعشائرية إلى خلفية اجتماعية له يستدعيها عند الحاجة لتمارس دورها في الضبط المجتمعي. لقد توسع النظام كثيرا في بناء دور العبادة، والمدارس الدينية، ومعاهد حفظ القرآن وغيرها، فانتشر ما يسمى بالدين الطقوسي على حساب تفريغ المجتمع من الخطاب السياسي العلماني القومي أو اليساري أو الديني المعتدل، مما أسس ويؤسس لوعي طائفي خطير، سوف يدفع البلد ثمنا باهظا له،(وهو يدفع) إذا لم تتم إعادة السياسة إلى المجتمع بسرعة ودون إبطاء ومن البوابة الديموقراطية.

بطبيعة الحال ما كان باستطاعة النظام السوري أن يستمر في السلطة لمدة تزيد على أربعة عقود باعتماده على النهج الأمني فقط، لذلك عمل على جبهات أخرى اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية وغيرها، أدت في المحصلة إلى بروز تناقضات كارثية هي من جملة الأسباب التي أسست للدعوة  إلى التغيير الجذري والعميق للنظام القائم. لقد حصل تراكم مهم على صعيد رسملة المجتمع، ودخلت المدنية إلى الريف، وانتشر التعليم على نطاق واسع، وتوسعت وسائل الاتصال بالعالم. كل ذلك عمل على تكوين شخصية المواطن السوري بصورة تجمع التناقضات في داخلها وتتعايش معها وكأنها من الأمور الطبيعية. فهي من جهة غير راضية مثلا عن طريقة إدارة المجتمع بالفساد الذي استشرى بحيث لم يبق أحد خارجه، لكنها لا تعمل شيئا من أجل الحد منه، أو محاربته خوفا من السلطة.

لم يعد الاقتصاد قادرا على تأمين فرص عمل لطالبيه خصوصا من الفئات الشابة المتعلمة، مما أدى إلى انتشار البطالة، والفقر في المجتمع، لكن لا أحد يشير إلى المتسبب به، إلا في الدوائر الضيقة، خوفا من المخبرين أيضاً. صار التوظيف في جميع مستويات الإدارات الحكومية على اختلافها خاضعا لموافقة الأجهزة الأمنية، وللواسطة، وفي بعض المجالات ينبغي شراء الوظيفة. وحتى في المسائل التي تشكل نوعا من الفخر والاعتزاز للسوريين مثل الموقف من القضية الفلسطينية، ودعم المقاومات العربية، وممانعة بعض السياسات الأميركية في المنطقة، أي تلك المسائل التي تمس بالعمق وطنية السوريين، استخدمها النظام بذكاء أيضا لحرف اهتماماتهم عن الشأن الداخلي.

لقد بدأ النقد الهامس ينتشر في أوساط السوريين عن حقيقة هذه المواقف الخارجية للنظام ومدى جديتها، خصوصا وقد اختار النظام نهج التفاوض مع إسرائيل كخيار استراتيجي، وعندما يرون أنه  يحرص على بقاء جبهة الجولان هادئة، وعندما يرون أن إسرائيل تنفذ عمليات أمنية خطيرة في سوريا دون رد، أو دون محاسبة المقصرين.

باختصار تجمعت جملة من الأسباب التي تمس حياة السوريين المباشرة وكرامتهم جعلتهم غير راضين عن الظروف التي يعيشون فيها، وكان لا بد من حصول ما يكسر حاجز الخوف لديهم لكي ينتفضوا، وهذا ما جاءتهم به الثورة التونسية والثورة المصرية وغيرها من الانتفاضات العربية في تأكيد واضح على عمق الروابط القومية العربية.

*(معارض سوري (حركة معاً))      

 

المؤتمر الصحـافي لـ"سيدة الجبل" الاثنين سيعلن عن خطوات تعطيه بعدا سياسيا ليس شبيها لـ"قرنة شهوان" 

وكالات/شكل لقاء سيدة الجبل الذي عقد الاحد الماضي في فندق الريجنسي، لجنة متابعة تتألف من حوالي 25عضوا، لمتابعة الوثيقة التي ستعلن في مؤتمر صحافي يعقد ظهر الاثنين المقبل في نادي الصحافة. وافادت مصادر متابعة لوكالة "اخبار اليوم" ان المؤتمر لن يقتصر على اعلان الوثيقة بل سيعلن عن خطوات عدة تعطي "سيدة الجبل" بعدا سياسيا، لكنها لن تجعل منه اطارا شبيها للقاء "قرنة شهوان". وكشفت المصادر ان اوساطا كنسية بدأت بالاتصال بالقيمين على لقاء سيدة الجبل، نظرا الى اهمية مضمون الوثيقة والمنحى الذي اكتسبته بعد لقاء الاحد الماضي. وذكرت انه من غير المستبعد ان يعقد اجتماع بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ووفد من "سيدة الجبل"، مشيرة الى ان القيمين على اللقاء تلقوا اتصالات تدعوهم الى عقد اجتماع لسيدة الجبل خارج لبنان. وختمت المصادر معلنة ان مؤتمر الاثنين ستحضره وجوه سياسية بارزة مسيحية وغير مسيحية.

 

ليبرمان: إذا لم تتوقف الصواريخ من غزة فوراً فالعواقب وخيمة

هدّد وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان بالردّ على الهجمات الصاروخية التي استهدفت مدناً وبلدات اسرائيلية عدة بعد اطلاقها من قطاع غزة. وحذّر ليبرمان في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية العامة بالقول: "إذا لم يتوقف اطلاق هذه الصواريخ فورًا فسوف يكون لهذا الأمر عواقب وخيمة". وأضاف ليبرمان: "إن اسرائيل لا تريد الدخول في مواجهة مع الفلسطينيين، لكنها لن تصبر على مواصلة الهجمات الصاروخية التي تستهدف مناطقها المختلفة، والردود الإسرائيلية ستكون قوية على هذه الهجمات". وعبّر ليبرمان عن "أملٍ" في أن "تقوم الدول المجاورة لاسرائيل والمجتمع الدولي بالتدخل لوضع نهاية لعمليات اطلاق الصواريخ هذه".(كونا)

 

مسؤول أمني سوري بحث مع ممثلي أحزاب لبنانية موالية لدمشق لتوقيف عشرة معارضين مقيمين في لبنان

علمت صحيفة "السياسة" أن اجتماعاً حصل في بيروت وضم مسؤولاً أمنياً سورياً وثلاثة من ممثلي أحزاب لبنانية تابعة لدمشق، وجرى البحث في تنسيق العمل الأمني لرصد عشرة أشخاص معارضين للنظام السوري والمقيمين في لبنان وتشير المعلومات إلى أن مسؤولين في السفارة السورية في بيروت اشتكوا من أن السلطات الأمنية الرسمية لا تتعاون في هذا المجال، ولا يمكن الاعتماد عليها لملاحقة بعض "المطلوبين" المشتبه بأنهم تابعون لقوى المعارضة السورية في الخارج وتحديداً في أوروبا وكشفت المعلومات أن السفير السوري علي عبد الكريم علي أثار هذا الموضوع طالباً من السلطات اللبنانية التعاون لإلقاء القبض على هؤلاء لأنهم يهربون السلاح إلى سوريا، ولكن المسؤولين اللبنانيين رفضوا التعاون بحجة عدم القدرة

 

الحريري تجنّب سليمان وجنبلاط

الكلمة اون لين/لم يلتق الرئيس سعد الحريري في الرياض كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ولا النائب وليد جنبلاط، في أثناء تقديمهما التعازي بوفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان عبد العزيز، وقد تجنذب هذا الأمر وفق ما يقول مقربون منه

 

الاتكال على مشيئة الله

الكلمةاون لين/تمنى عدد من رجال الدين على البطريرك الراعي ،ارجاء سفره الى العراق نظرا للظروف الامنية المتردية ،لكنه رفض قائلا بانه يتكل على مشيئة الله كما دائما

 

التوازن الطائفي في بلدية بيروت.. مهدد

الكلمةاون لين/بعد قرار وزير الداخلية مروان شربل، بطلب من رئيس بلدية بيروت، والذي يقضي باستبدال المراقبة العامة في بلدية بيروت السيدة ديالا ضومط (المسيحية المارونية) ، بالسيدة عبير غلاييني (السنية)،كانت ردة الفعل سلبية لدى بعض الشخصيات السياسية المسيحية في بيروت، الذي وبحسب مصدرهم اعتبروا أن القرار ولّد صراعا مسيحيا- اسلاميا داخل البلدية، معتبرين أن على البلدية أن تكون وجها جامعا لكافة الطوائف وليس أن تكون حكرا على طائفة معيّنة، واللافت أن هذا الموقع لطالما كان من حصّة المسيحيين

 

عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني/نحن كمعارضة خائفون من إمكان خطفنا مثل السوريين/حزب الله يقوم بقرصنة في ترشيش

المستقبل/أكد عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني أن "حزب الله" يقوم بـ "قرصنة على الأملاك العامة والخاصة في ترشيش"، سائلاً "هل لهذه البلدة حدود مع تل أبيب أو فلسطين كي يمد الحزب فيها شبكته؟ وما هو المعيار الذي يميز "حزب الله" عن غيره من الأحزاب؟ وهل المقاومة في ترشيش ومعراب وبكفيا وزحلة؟".

ورأى في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أمس، أن "ما يحدث في لاسا هو نفسه ما يحدث في ترشيش، لكن أهالي ترشيش تصدوا لهذا الامر، اما في زحلة فقد مدّت هذه الخطوط على الاتوستراد وفي كسارة"، معتبراً أنه "مثلما كانت الدولة غائبة في ما مضى، هي اليوم غائبة في موضوع منطقة ترشيش".

وردّ على القائلين بأن لشركة "سوليدير" شبكة هاتف خاصة بالقول: "سوليدير أوضحت في بيانات أصدرتها ما هو دور الشبكة التي مدّتها في الوسط التجاري في بيروت". وطالب "حزب الله" بأن "يقتحم المحكمة الدولية قانونياً وأن يقدّم ما لديه من حجج وبراهين، فإذا استطاع ان يثبت براءة عناصره المتّهمين يمكنه ان يقاضي من اتّهمه"، موضحاً أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي صرّح على المنابر الدولية انه مع تمويل المحكمة، ونحن نحترم صدقيته ولننتظر اذا كانت الحكومة ستموّل المحكمة او لن تمولها".

أضاف: "في كل شيء يهدّدون بالمقاومة وبـ7 ايار، ولهذا نسأل ما هو دورنا في هذا البلد؟". واشار الى أن "الكل يستجيب مع الحوار اذا كان الحوار مُجدياً ويصل الى نتيجة".

وشدد على أنه "لا يجوز أن تكون حدودنا مباحة ومستباحة بهذا الشكل، وعلى القوى الامنية منع أي تدخل عسكري في لبنان على الحدود أكان من جيش صديق أم عدو". وقال: "هناك أشخاص في لبنان يتم خطفهم ومن ثم يفرج عنهم، لكن هؤلاء من خوفهم لا يتكلمون عن الخاطفين، من هنا يجب على القوى الأمنية ان تقوم بدورها".

ولفت الى أنه "أصبح لدى "حزب الله" مخافر ومحققين"، قائلاً: "إذا كان صحيحاً ما ادّعاه السوريون الذين تم خطفهم من بئر حسن بأن الأمر كان بسبب سرقة دراجة نارية، نسأل أليس هناك دولة وقوى أمنية لتحقق معهم؟ فلتتم إدانة "حزب الله" أو تبرئته حول هذه الأعمال".

واكد "نحن خائفون إذ مثلما يتم خطف سوريين في لبنان بقوة السلاح، يمكن ان يتم خطفنا، فنحن ايضاً معارضة"، موضحاً أن "الدولة لا تقوم بحماية أرضها ولا سيادتها، فقبل جلسة مجلس الوزراء كان هناك تعدّ على الاراضي اللبنانية في دير العشائر لكن الدولة اللبنانية لم تُبد أي انزعاج".

أضاف: "بالأمس بشّرنا العماد (ميشال) عون ان النظام في سوريا سيكون قوياً أكثر مما كان، وأنا أهنّئ العماد عون على هذا الكمّ من الوفاء".

واعلن أن "تراخيص السلاح توزّع مثل الـ"بونبون" للبعض، وعندما نطالب بتراخيص سلاح لمرافقينا من أجل تأمين حمايتنا بالكاد نحصل عليها، كما يمنعون بعض الضباط من التعاطي معنا"، منبهاً على أن "الكيدية لا تقود الا الى الكيدية، والانتقام لا يقود الا الى الانتقام".

وحول إعتراض البعض على ترقية رئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن، قال: "منذ تشكيل الحكومة والعماد عون يصرّ على معاقبة العقيد وسام الحسن والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي واقالتهما وكأن هناك انتقاماً من فريق ما". ووصف قرار تصحيح الأجور بأنه "غير عادل وغير قانوني، ولذلك أتى قرار مجلس شورى الدولة الرافض له".

وعن مواقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، قال: "وليد جنبلاط هو وليد جنبلاط المتميز في مواقفه، والتي يمكن ان تستشف منها بوصلة لتوجهه السياسية".

واكد ان قرار خوضه الانتخابات النيابية المقبلة تتخذه قيادة حزب "الكتائب"، مطمئناً في الوقت نفسه الجميع بأن الحزب متمسك بترشيحه للانتخابات.

 

مخالفات محمية عسكريا وامنيا

الكلمةاون لين/يستند عميد في الجيش اللبناني يمتلك محطة بنزين في منطقة انطلياس ،على دعم عدة ضباط موزعين بين المؤسسة العسكرية وبين الاجهزة الامنية للاستمرار في مخا لفات فاضحة لناحية بناء المحطة وتحوير الطريق لتمر من امامها ،مشكلا بذلك مخالفات فاضحة ،ويطلب  الضباط من المسؤولين في البلدية عدم اتخاذ اي اجراء اداري

 

احباط محاولة فرار أحد سجناء رومية واعتقال والد السجين

نهارنت/ حاول أحد السجناء افرار أثناء انتقاله من سجن روميه الى مستشفى ضهر الباشق، وعملت مديرية المخابرات الى إحباط المحاولة. وصدرعن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي: " أحبطت مديرية المخابرات محاولة فرار أحد السجناء أثناء أثناء انتقاله من سجن روميه الى مستشفى ضهر الباشق". وفي التفاصيل، أن السجين الموقوف (ق.ع.ب) كان قد أقدم على تشطيب جسمه بآلة حادة لتأمين انتقاله من السجن الى المستشفى المذكور، واتفق مع والده (ع.م.ب) على تسهيل فراره بعد أن يكون قد غافل الحراس في المستشفى المذكور. وقد أوقف السجين ووالده وأحيلا الى القضاء المختص". وشهد سجن رومية عمليات فرار عدة، كما حصلت فيه أعمال شغب لان السجناء كانوا يطالبون بتحسين ظروف اقامتهم. وفي وقت سابق تمكن خمسة عناصر من تنظبم فتح الإسلام من الفرار من السجن وتم إلقاء القبض عليهم في وقت لاحق.

 

ما يُرتكب بحق السوريين لن ينتهي إلاّ بعد سقوط النّظام وما تبقّى "ترقيع"

شمعون لـ"NOW Lebanon": الإمتناع عن تمويل المحكمة "خطأ مميت".. والحوار "طق حنك"

السبت 29 تشرين الأول 2011

شدد رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون على أنّ "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مُلزَم بتسديد حصة الدولة اللبنانية من تمويل المحكمة الخاصة بلبنان"، مؤكدًا أنه "ليس أمام الحكومة إلاّ تمويل المحكمة، والقيام بواجباتها تجاه التزامات لبنان الدولية"، واعتبر في المقابل أنّ "الكلام عن إرسال موضوع التّمويل إلى مجلس النّواب، ليسا إلاّ هروباً إلى الأمام".

شمعون، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" قال: "إذا قرر المجتمع الدّولي أن يُعاقبَ لبنان على امتناع الحكومة اللبنانيّة عن تسديد حصّتها من ميزانية المحكمة الدّوليّة، فعندها لن يتمكن "حزب الله" من الدفاع عن لبنان ومصالح اللبنانيين"، واصفًا في هذا السياق إمتناع الحكومة اللبنانية عن تمويل المحكمة الدولية بأنه "سيكون خطأً مميتًا، لأنّ تنصل لبنان من وعوده والتزاماته الدولية سيحلّ بمثابة كارثة كبرى على البلد".

وإذ شدد على كون "قرارات المجتمع الدّولي تخدم لبنان ومصالحه العليا"، لفت شمعون إلى أنّ "من بين هذه القرارات الدولية تلك المتعلقة، على سبيل المثال، بوجود قوات اليونفل التي تحافظ على الإستقرار في منطقة جنوب الليطاني وعند الحدود الجنوبية، بشكل يؤمّن الحماية لظهر حزب الله"، مشيرًا في هذا السياق إلى أنّ "قبولهم بقرارات دولية دون قرارات دوليّة أخرى، أمرٌ غير مقبول على الإطلاق".

ولفت شمعون الإنتباه إلى أنّ "المجتمع الدّولي، وأمام عدم تسديد لبنان حصّته من تمويل المحكمة الدولية، قد يعلن وقف المساعدات الدّوليّة الماليّة وغير الماليّة للبنان، إضافةً إلى احتمال أن يؤدي رفض الحكومة اللبنانية الإمتثال لموجبات القرار الدولي المتعلق بالمحكمة الدولية، إلى انعكاسات سلبية وتعديلات على القرارات الدولية الأخرى كأن تسحب الدول المعنية قواتها العاملة في إطار اليونفل من جنوب لبنان".

على صعيد آخر، وردًّا على سؤال حول دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لاستئناف الحوار الوطني، أجاب شمعون: "لقد عُقدت عدة جلسات للحوار للتطرّق إلى سلاح حزب الله، لكنّ كل ذلك كان بمثابة "طقّ حنك" نظرًا لكون هذا السلاح إستُخدم في الدّاخل سواءً عبر القيام بعمليّات عسكرية في 7 أيّار، أو من خلال تهديد اللبنانيين بـ"القمصان السّود" ومد شبكات إتّصالات "حزب الله" بالقوّة، وعمليات التهريب "ماشية عن بو جنب" بشكل يعزز وجود الدويلة على حساب الدولة ولا يمتّ بأيّ صلة إلى المقاومة". وعن حديث النائب ميشال عون عن "7 تشرين ثانٍ جديد"، أجاب شمعون: "عون يتغنّى بكلام من هذا النوع، ولا يزال حزب الله "شوي أذكى" لأنه يفعل ولا يعمد إلى إطلاق هكذا كلام". في الملف السوري، وعن توقعاته بشأن المبادرة العربية لوقف العنف في سوريا، أجاب شمعون: "لا أظنّ أنّ هذه المبادرة ستعطي نتيجة، والبرهان على ذلك أنّ الجيش السوري كان يقتل النّاس أثناء وجود وفد الجامعة العربية في دمشق"، معربًا عن اعتقاده بأنّ "ما يُرتكب بحق الشعب السوري لن ينتهي إلاّ بعد أن يسقط النظام السوري، وكل ما تبقّى "ترقيع" حتى ذلك الوقت".

 

الحكومة ميليشيوية وميقاتي يبيعنا كلاماً ولن يموّل المحكمة ولن يستقيل"

نواب "المستقبل": ما حصل مع السوريين في بئر حسن ظاهرة أمنية خطيرة

 المستقبل/وصف نواب كتلة "المستقبل" النيابية امس، ظاهرة خطف السوريين الثلاثة بأنها "خطيرة جدا"، مطالبين بـ"ايضاحات من وزير الداخلية (مروان شربل) والمدير العام لقوى الامن الداخلي (اللواء أشرف ريفي) لمسائل تتعلق بأمن الناس وحرياتهم". ورأوا أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "يبيعنا كلاماً كما فعل سابقا بالسياسة، ولن يمول المحكمة، ولن يستقيل"، مؤكدين "اننا لا نعترف بقرارات حكومة تحمي المتهمين وتأخذ البلد الى مواجهة المجتمع الدولي والى أزمات مالية واقتصادية وعمالية وتربوية".

فتفت

أكد عضو الكتلة النائب أحمد فتفت، في حديث الى "إذاعة الشرق"، أنه تلقى فعلاً تهديداً شخصياً من عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي بعد جلسة مجلس النواب، حين قال لجميع من كان حاضراً: "كل واحد يحكي إلا فتفت". وأوضح أن التحقيقات في حادثة مرجعيون في حرب تموز 2006 "أظهرت أن لا دخل لوزير الداخلية فيها، وفي 21 أيلول من العام نفسه، زارني المسؤول الأمني لـ "حزب الله" الحاج وفيق صفا، وبعد 3 ساعات من النقاش، قال لي انه بتاريخ وزارة الداخلية لم يخدم "حزب الله" وزير كما خدمتهم أنا".

واعتبر ان الاختلاف بين قوى 14 آذار والقوى السياسية الأخرى "يكمن في المفهوم السياسي، إذ أن الفريق الآخر يرى لبنان ساحة لتصفية الخلافات الدولية، بينما نرى نحن ان لبنان وطن"، سائلاً "هل لبنان وطن أم ساحة؟". واكد ان "14 آذار جاءت لإرجاع الوطن وإخراجه من إطار الساحة".

واشار الى أن "هناك فريقا مسلحا وآخر غير مسلح"، معتبراً أن "السلاح لا يقتصر على "حزب الله" وحسب بل على حلفائه أيضا". وشد على أن "14 آذار غير مستعدة للتسلح مهما كان الثمن".

ورأى أن عملية اختطاف السوريين الثلاثة من منطقة بئر حسن "هي أخطر بكثير في رمزيتها السياسية من عملية خطف الاستونيين السبعة، وتعد رسالة للمعارضين السوريين مفادها أن لبنان ليس ملجأ لهم، ورسالة للداخل اللبناني مفادها أن حرية الرأي ستقمع بأي شكل من الأشكال"، لافتاً الى أن "عملية الاختطاف ليست غامضة باعتبارها حصلت في منطقة خلفياتها السياسية معروفة وتؤتمر من "حزب الله"، وجرت من أجل خلق مشهد رعب لدى المعارضة السورية بهدف قمعها لأنها تلعب دوراً سياسياً مهماً". ووصف ما حصل بـ "العملية الجرمية"، معتبراً أن "المشكلة الأكبر تكمن في كون الدولة اللبنانية صامتة، بينما هي مطالبة بتوضيح الموضوع في أسرع وقت ممكن".

وتوجه إلى الرئيس ميقاتي بالقول: "إن الساكت عن الحق شيطان أخرس"، مضيفاً: "نحن اليوم أمام حكومة ميليشيا، فرضت بقوة السلاح، وظهر أن رئيسها الفعلي هو (الامين العام لـ "حزب الله") السيد حسن نصرالله. وفي ما خص موضوع المحكمة الدولية، فان ميقاتي يقول انه سيموّلها، لكننا متأكدون أنه لن يفعل".

ورفض وصف نصر الله للخروق السورية في شمال لبنان بأنها "صديقة"، داعياً الجيش السوري الى "التعاون مع الجيش اللبناني لمعالجة الموضوع". ولاحظ أن "لا نية سورية لاعتبار العلاقات مع لبنان دولة تجاه دولة، وهذا ما كرسته الحكومة الحالية"، مشيراً الى أن "الاستقرار اللبناني مهدد من الداخل لأن اللبنانيين لا يستطيعون إيجاد نقاط جامعة، وهناك فريق يحمل السلاح خلافاً للقانون، كما أنه مهدد من الخارج نتيجة ضعف اللحمة في العلاقات بين بعضنا البعض".

وقال: "هناك مجموعات مسلحة من 100 و200 عنصر تطلق على نفسها اسم أنصار المقاومة، تزور الجنوب وبعض المناطق اللبنانية أيام الآحاد، وتعمل على إنشاء مربعات أمنية في الشمال، وأسماء هؤلاء أصبحت في عهدة القضاء والأمن. وهناك ظاهرة أخرى تجري في الشمال، وهي تصريح رفعت عيد العلني لجريدة "الأخبار"، ومفاده أن السلاح عنده أهم من الخبز". وطالب الجيش اللبناني بـ "نزع السلاح من الشمال، بإعلانه المدينة محظورة السلاح"، لافتاً الى أن المساندة الشعبية لـ "تيار المستقبل" في الشمال "هي التي تدفع الرئيس ميقاتي الى التراجع عن بعض المواقف، وتأييد البعض الآخر".

واكد أن "الحكومة الحالية لن تستقيل لأنها حاجة لـ "حزب الله" وللرئيس السوري بشار الأسد، وحكومة تصريف أعمال لن تكون فاعلة"، موضحاً أن "الرئيس ميقاتي يدرك الآن أنه يلعب مع "ناس أكبر منو بتخرمش"، وخيار الاستقالة لا يعود له، وان التمويل لن يحصل كما الاستقالة". ولفت الى أن "النظام السوري غير مهتم بملف المحكمة وتمويلها، لكن كونه حليفاً أساسياً لـ "حزب الله"، سيترك موضوع الحسم لهذا الأخير".

اضاف: "الرئيس ميقاتي يبيعنا كلاماً كما فعل سابقاً بالسياسة، ولن يمول المحكمة، ولن يستقيل. لماذا أصبح "حزب الله" فجأة ديموقراطياً بمطالبته بالتصويت داخل الحكومة على ملف التمويل؟ لماذا لا يطرح التصويت على السلاح؟ هل الرئيس ميقاتي يريد الحقيقة والعدالة؟ لا بد من الوصول إلى العدالة، ومن مصلحة الجميع التعاون مع المحكمة". وشدد على أن فريق 14 آذار "مع الحوار"، سائلاً "إذا كان موضوع السلاح لا يقبل الحوار فلماذا نطالب اليوم بإعادة فتحه؟".

الجسر

استغرب عضو الكتلة النائب سمير الجسر في حديث الى قناة "أخبار المستقبل"، ما تمّت روايته عن أن السوريين الثلاثة الذين قيل إنهم خطفوا من بئر حسن عادوا وأنهم تعرضوا "لعملية سلب"، ثم قولهم إنهم كانوا في مهمة عمل، معتبراً أن "ما حصل ليس توقيفاً بل خطف لأن التوقيف تقوم به السلطات الشرعية".

ورأى في ذلك "استخفافًا بعقول الناس خصوصاً بعد ما سمعه اللبنانيون من شهود قالوا إن العناصر الذين نفّذوا الخطف إستعملوا سيارات ذات زجاج داكن وحملوا أسلحة"، معرباً عن اعتقاده أنه "إذا كان الأمر بمثابة عملية سلب فهذا خطير بقدر ما هي عملية خطف، وإذا كانت الرواية "مهمة عمل" فهذا أمر فيه استخفاف". وشدد على أن هذه "ظاهرة أمنية خطيرة جداً"، مطالباً بـ "ايضاحات من وزير الداخلية والمدير العام لقوى الامن الداخلي لمسائل تتعلق بأمن الناس وحرياتهم".

وعن موافقة محكمة التمييز العسكرية على قبول طلب النقض المقدم من وكلاء الدفاع عن العميد المتقاعد فايز كرم المتهم بالتعامل مع إسرائيل، قال: "إن قبول التمييز لا يعني البراءة أو اسقاط الحكم، وشروط التمييز شكلية وليست شروطاً موضوعية، لذلك فإن التمييز لا يعني أي شيء جديد".

أضاف: "لا يمكننا التأكيد أن إدخال كرم إلى المستشفى، مع أخذ رئيسة محكمة التمييز العسكرية القاضية أليس الشبطيني إجازة سفر لمدة خمسة عشر يوماً أمر مترابط لتمرير قرار إخلاء سبيل لكرم، ولكن في حال صحّ هذا الامر، فلن يمر بسهولة وسيتم التصدي له".

أوغاسابيان

رأى عضو الكتلة النائب جان أوغاسابيان في حديث الى محطة "mtv"، في إختطاف ثلاثة مواطنين سوريين من منطقة بئر حسن وخطف الاشقاء آل جاسم والمعارض شبلي العيسمي، أن "هناك منطق سلاح سائداً في البلد بات أقوى من منطق الدولة ويملك قرار الأمن في يده، وهو منطق "حزب الله"، وهو جزء من هذا المشروع الذي يسمى ممانعة".

وعن محاولة مدّ شبكة الاتصال التابعة إلى "حزب الله" في ترشيش، قال: "هناك تصرف من دون رقيب ولا حسيب، وأنا أوجه تحية تقدير واحترام إلى أهالي ترشيش لأنهم كانوا "أَرجَلْ" من الحكومة التي أنا كنت فيها (حكومة الرئيس فؤاد السنيورة) والتي تراجعت عن قرارها منع شبكة "حزب الله"، فأهل ترشيش بالفعل حريصون على مستقبل لبنان".

واعتبر المحكمة الدولية "معركة الديموقراطية ومستقبل لبنان، ونحن لا نعترف بقرارات حكومة تحمي متّهمين وتضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي وتأخذ البلد إلى ازمات مالية واقتصادية"، محمّلاً رئيس الحكومة المسؤولية في وضع لبنان في وجه المجتمع الدولي".

أضاف: "ميقاتي يراوغ وغير صادق في تمويل المحكمة الدولية وهو سيأخذ لبنان إلى الهلاك، إذ غير الكلام الجميل واللسان الطيب لم نرَ شيئاً فعلياً من الرئيس ميقاتي، فهذه ليست الا كلمات كالكلمات، وفي نهاية الأغنية "لا شيء معي" إلا الكلمات. أما موقف "حزب الله" من تمويل المحكمة فهو واضح وذاهب أكثر فأكثر إلى التعنّت في رفض التمويل، كما أن موقف العماد (ميشال) عون واضح، فليتم إذاً التصويت على بند تمويل المحكمة وليقل لنا ميقاتي ما موقفه".

وبشأن مرسوم الترقيات للضباط الذي استثنى بعضاً منهم، أسف لأن "كل أمر في البلد يوظف في الاطار السياسي، وأنا كنت أتمنى أن تبقى الأمور في الاطار العسكري وأن يمر هذا الموضوع من دون اعلام وضجة، ومثلما أقره المدير العام لقوى الأمن الداخلي، ولكن الآن تحول إلى مشكلة سياسية وتصفية حسابات".

وشدد على أن رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن الذي استثناه مرسوم الترقيات "أعطى للبنان ما لم يعطِه جهاز لبناني وسوري منذ كانت سوريا موجودة في لبنان منذ العام 1975، كما أنه كشف شبكات تجسس للعدو، وهذا يحمي الجيش والمقاومة، وبدلاً من أن نقول له "كتر خيرك" أتينا لنطلق عليه النار، لكن من يصفّي الحسابات في هذا الأمر ليس رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) بل "حزب الله" والعماد عون يقوم له بمعركته".

وقال: "الواضح أن الشعب السوري تجاوز عقدة الخوف، والآن هناك مسعى عربي لكي لا تذهب هذه البلاد إلى حرب، وأتمنى ان يصبح هناك ديموقراطية في سوريا لأن لنا مصلحة في ذلك".

وأوضح أن "الرئيس سعد الحريري قال خلال لقائه الوفد اللبناني الذي قصد الرياض للتعزية بالأمير سلطان بن عبد العزيز إن الرئيس رفيق الحريري لم يستشهد لكي يعتزل سعد الحريري السياسة، وهذا تأكيد من سعد الحريري أنه موجود ويشارك في القرارات التي تصدر عن المعارضة"، مضيفاً: "كما أكد الرئيس الحريري عودته إلى لبنان، وطبعاً إن لغيابه بُعداً يرتبط بما يحدث في سوريا وأيضاً هناك بعد أمني".

 

ترقية العقيد وسام الحسن تسري ابتداء من مطلع السنة الجديدة

نهارنت/وقع رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس الجمعة مرسوم ترقية ضباط المؤسسات العسكرية والامنية من رتبة عقيد وما دون. وأفادت مصادر رسمية وأمنية معنية بهذا الملف لـصحيفة "النهار" أن "عقدة ترقية العقيد وسام الحسن وكذلك العقيد الياس البيسري لم تذلل بعد، وإن تكن ثمة ملامح لمخرج قد يعتمد لاحقا بتوقيع ترقيتهما على ان تسري من مطلع السنة الجديدة من دون مفعول رجعي". ورأت المصادر عينها ان "التباسا حصل حول المرسوم الذي وقعه الرئيس سليمان أمس بعدما وقعه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي"، ذلك ان هناك مرسومين "أحدهما يشمل الترقيات للضباط دون رتبة عقيد والتي يجري توقيعها بناء على اقتراح مجلس قيادة قوى الامن الداخلي، وهو المرسوم الذي اكتملت التواقيع عليه أمس وصار نافذا". أما الآخر، "فيشمل ترقيات الضباط من رتبة عقيد وما فوق والتي يقترحها المدير العام لقوى الامن الداخلي على وزير الداخلية".

وأشارت المصادر الى ان "المدير العام اللواء أشرف ريفي رفع اقتراحه فعلا الى وزير الداخلية مروان شربل ولا يزال الاقتراح في حوزة الوزير ولم يصل بعد الى السرايا". وعزت "توقيع المرسوم الاول الى الرغبة في عدم تجميد ترقيات الضباط من رتب دون عقيد أسوة بمن يشملهم المرسوم الثاني". واستند الرئيس سليمان في توقيعه على مرسوم الترقيات للضباط من رتبة عقيد وما دون، بحسب معلومات صحيفة "اللواء"، الى ان "المرسوم جاء بناء على اقتراح مجلس قيادة قوى الامن الداخلي والذي وافق عليه وزير الداخلية ورفعه الى الرئيس ميقاتي الذي وقعه بدوره واحاله الى رئاسة الجمهورية". واوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت في حديث لـ"وكالة الانباء المركزية" أمس ان "مرسوم ترقية الضباط من رتبة عقيد وما فوق لم يوقّع بعد، ووزير الداخلية مروان شربل ابلغنا انهم في صدد إيجاد المخرج المناسب حول هذا المرسوم". وأكد فتفت أن "هذا المرسوم الذي لم يوقّع بعد ليس مخصصاً فقط لترقية العقيد (وسام) الحسن إنما لكل العقداء". وعن احتمال استثناء الحسن من هذه الترقية، قال فتفت "عندها لكل حادث حديث".

 

فتفت: تلقيت تهديدا شخصيا من نواف الموسوي

ميقاتي يبيعنا كلاما فهو لن يمول المحكمة ولن يستقيل

اختطاف السوريين من بئر حسن رسالة للمعارضة السورية

تخويف الوجود المسيحي من التطرف الإسلامي خلفيته سياسية بحتة

 وطنية - 29/10/2011 أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت، في حديث الى "إذاعة الشرق"، "أنه تلقى فعلا تهديدا شخصيا من عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي بعد جلسة مجلس النواب، حين قال لجميع من كان حاضرا: كل واحد يحكي إلا فتفت".

وأكد فتفت "أن التحقيقات في حادثة مرجعيون في حرب تموز 2006 أظهرت ألا دخل لوزير الداخلية فيها"، وقال: "في 21 أيلول من العام نفسه، زارني المسؤول الأمني لحزب الله الحاج وفيق صفا، وبعد 3 ساعات من النقاش، قال لي أنه بتاريخ وزارة الداخلية لم يخدم حزب الله وزير كما أنا خدمتهم".

ورأى "ان الاختلاف بين قوى 14 آذار والقوى السياسية الأخرى يكمن في المفهوم السياسي، إذ أن الفريق الآخر يرى لبنان ساحة لتصفية الخلافات الدولية، بينما نرى نحن ان لبنان وطن"، متسائلا "هل لبنان وطن أم ساحة؟"، ومؤكدا "ان 14 آذار جاءت لإرجاع الوطن وإخراجه من إطار الساحة".

وإذ قال "أن هناك فريقا مسلحا وفريقا غير مسلح"، رأى "أن السلاح لا يقتصر على حزب الله وحسب بل على حلفائه أيضا"، مؤكدا "أن 14 آذار غير مستعدة للتسلح مهما كان الثمن".

واعتبر "أن عملية اختطاف السوريين الثلاثة من منطقة بئر حسن هي أخطر بكثير برمزيتها السياسية من عملية خطف الاستونيين السبعة، وتعد رسالة للمعارضين السوريين مفادها أن لبنان ليس ملجأ لهم، ورسالة للداخل اللبناني مفادها أن حرية الرأي ستقمع في أي شكل من الأشكال".

وإذ رأى "أن عملية الاختطاف ليست غامضة باعتبارها حصلت في منطقة خلفياتها السياسية معروفة وتؤتمر من حزب الله"، اعتبر "أنها جرت من أجل خلق مشهد رعب لدى المعارضة السورية بهدف قمعها لأنها تلعب دورا سياسيا مهما"، واصفا ما حصل ب"العملية الجرمية"، ومؤكدا "أن المشكلة الأكبر تكمن في كون الدولة اللبنانية صامتة، بينما هي مطالبة بتوضيح الموضوع بأسرع وقت ممكن".

وتوجه فتفت إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقول إن "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، وقال: "نحن اليوم أمام حكومة ميليشيا، فرضت بقوة السلاح، وظهر أن رئيسها الفعلي هو السيد حسن نصرالله. وفي ما خص موضوع المحكمة الدولية، فان ميقاتي يقول أنه سيمولها، لكننا متأكدون أنه لن يفعل".

وعن الخروق السورية في شمال لبنان وكلام السيد نصرالله بأنها "صديقة"، رفض فتفت هذا الوصف، داعيا الجيش السوري الى "اللتعاون مع الجيش اللبناني لمعالجة الموضوع"، وشدد على أن لا نية سورية لاعتبار العلاقات مع لبنان دولة تجاه دولة"، معتبرا "ان هذا ما كرسته الحكومة الحالية".

ورأى "أن الاستقرار اللبناني مهدد من الداخل لأن اللبنانيين لا يستطيعون إيجاد نقاط جامعة، وهناك فريق يحمل السلاح خلافا للقانون، كما أنه مهدد من الخارج نتيجة ضعف اللحمة في العلاقات بين بعضنا البعض".

وعما يجري شمالا اليوم، قال: "هناك مجموعات مسلحة من 100 و200 عنصر تطلق على نفسها اسم أنصار المقاومة، تزور الجنوب وبعض المناطق اللبنانية أيام الآحاد، وتعمل على إنشاء مربعات أمنية في الشمال، وأسماء هؤلاء أصبحت في عهدة القضاء والأمن". وتابع: "هناك ظاهرة أخرى تجري في الشمال، وهي تصريح رفعت عيد العلني لجريدة الأخبار، ومفاده أن السلاح عنده أهم من الخبز". وطالب الجيش اللبناني ب"نزع السلاح من الشمال، بإعلانه المدينة محظورة السلاح".

إلى ذلك، اعتبر "أن المساندة الشعبية لتيار المستقبل في الشمال هي التي تدفع الرئيس ميقاتي الى التراجع عن بعض المواقف، وتأييد البعض الآخر"، مشددا على "أن الأزمة المالية التي يمر بها التيار لا تؤثر أبدا على مسيرتنا وشعبيتنا".

ورأى "أن الحكومة الحالية لن تستقيل لأنها حاجة لحزب الله وللرئيس السوري بشار الأسد، وحكومة تصريف أعمال لن تكون فعالة"، وقال: "الرئيس ميقاتي يدرك الآن أنه يلعب مع "ناس أكبر منو بتخرمش"، وخيار الاستقالة لا يعود له. وان التمويل لن يحصل كما الاستقالة".

كما رأى "أن النظام السوري غير مهتم بملف المحكمة وتمويلها، لكن كونه حليف أساسي لحزب الله، سيترك موضوع الحسم لهذا الأخير"، وقال: "الرئيس ميقاتي يبيعنا كلاما كما فعل سابقا بالسياسة، ولن يمول المحكمة، ولن يستقيل. لماذا أصبح حزب الله فجأة ديمقراطيا بمطالبته بالتصويت داخل الحكومة على ملف التمويل؟ لماذا لا يطرح التصويت على السلاح؟ هل الرئيس ميقاتي يريد الحقيقة والعدالة؟ لا بد من الوصول إلى العدالة، ومن مصلحة الجميع التعاون مع المحكمة".

وردا على سؤال، أكد أن فريق 14 آذار "مع الحوار"، مذكرا "أن الملفات جميعها تم الاتفاق عليها وحلها في الحوار الوطني الذي جرى سابقا، ما عدا الإستراتيجية الدفاعية والسلاح"، وقال: "إذا كان موضوع السلاح لا يقبل الحوار فلماذا نطالب اليوم بإعادة فتحه"؟

وعن قرار مجلس شورى الدولة وملف الأجور، اعتبر "أن الحكومة ورئيسها تخليا عن دورهما لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اتخذ القرار بما يخص هذا ملف، في حين أن هذا الأخير غير مختص بهذا العمل. الشعب اللبناني كله خسر نتيجة هذا القرار الذي أدى إلى ارتفاع فاضح بأسعار كل المواد بما فيها أسعار العقارات".

أضاف: "الاتحاد العمالي ملزم بالتحرك تحت ضغط الناس وضغط الحاجة بعدما سحبه القرار السياسي من الشارع. وان هذا الاتحاد ينتمي إلى فريق سياسي في الحكومة".

وتطرق إلى النازحين السوريين متحدثا عن "وضع سيئ جدا يعانون منه، اذ ان قسما كبيرا منهم يعيشون في العراء أو في بيوت مزدحمة بشكل لا يوصف، أو على سطوح المباني"، مشددا على "ضرورة مساعدتهم إنسانيا"، وقال: "يبدو أن هناك قرارا سوريا بعدم فتح مخيمات للاجئين السوريين، خوفا من تزايد أعدادهم".

وفي موضوع الخوف على الأقليات، قال فتفت: "المسلمون اللبنانيون بحاجة ماسة إلى المسيحيين اللبنانيين للمحافظة على هذا البلد بانفتاحه وحرياته وديمقراطيته. ان التطرف الإسلامي ليس موجودا، وإذا كان موجودا، لم يعد مقبولا في أي دولة من العالم، والدليل هو عدم قيام مظاهرات مستنكرة لقتل رئيس تنظيم القاعدة أوسامة بن لادن والتي أظهرت أن التطرف بات مرفوضا بشكل قاطع. وان تخويف الأقليات أو الوجود المسيحي من التطرف الإسلامي خلفيته سياسية بحتة".

 

ملف "الترفيعات الدبلوماسية" الى مجلس الوزراء و "لا خلاف" حول التشكيلات

نهارنت/أُرسل مشروع الترفيعات الديبلوماسية الذي أعده وزبر الخارجية والمغتربين عدنان منصور الى مجلس الوزراء، وينتظر أن يدرج على جدل أعماله قريبا. و كشف مصدر دبلوماسي لوكالة الانباء "المركزية" إن " مشروع الترفيعات الدبلوماسية الذي أعده منصور أرسل من الوزارة الى مجلس الوزراء وينتظر أن يدرج على جدول أعماله قريبا"، مشيرا الى أن كل ما يثار عن خلاف أو تجاذب حول موضوع التشكيلات يدخل في اطار التكهنات. وقال المصدر: " هذا الملف ستتم معالجته من جوانبه كافة وسيكون سلة واحدة، الا أن هذا لا يعني أن تصدر الترفيعات والتصنيفات والمناقلات والتعيينات دفعة واحدة". وأوضح أنه " يتضمن هذا المشروع معاملات ومراحل عدة منها ما سيبت في مجلس الوزراء ومنها ما يحال الى مجلس الخدمة المدنية لأخذ الرأي في المسائل التي تحتاج فقط الى قرار موقع من الوزير في ما يخص الفئتين الثانية والثالثة". وأضاف: " فإن المرجح أن يتم ترتيب صدور الترفيعات والتشكيلات على مراحل مع مراعاة القوانين والانظمة ذات الصلة". كما استبعد المصدر عينه أن يكون هناك أي خلاف متعلق بترفيع دبلوماسيين من الفئة الثانية الى الاولى نظراً الى الحاجة الواضحة للوزارة لملء الشواغر في ما يزيد عن أربعين مركزا موزعا بين بعثات لبنان الدبلوماسية في عواصم العالم والمحافل الدولية والادارة المركزية. يذكر أن تكليف مجلس الوزراء السفير وفيق الرحيمي مهام الامين العام للخارجية بالإنابة جاء خطوة اولى في اتجاه حل معضلة الشواغر وتسيير عمل الوزارة

 

الأمن العام ردا على تلفزيون "المستقبل: الموقوف السوري اعترف بتهريب السلاح وأحيل إلى القضاء المختص

 وطنية - 29/10/2011 صدر عن المديرية العامة للأمن العام، البيان الآتي: "تعليقا على ما أوردته محطة المستقبل في نشرتها المسائية بتاريخ 29/10/2011، حول توقيف المواطن السوري عامر عمر أديب من قبل المديرية العامة للأمن العام "من دون إعطاء أي مبرر لإعتقاله"، فإن المكتب الإعلامي في المديرية العامة للأمن العام يوضح أن المواطن السوري عامر عمر أديب قد تم توقيفه فعلا من قبل المديرية العامة للأمن العام بتهمة الإتجار وتهريب السلاح بين سوريا ولبنان وأجريت معه التحقيقات بإشراف النيابة العامة العسكرية وأحيل الى القضاء المختص بعدما إعترف بما نسب إليه. إن المديرية العامة للأمن العام تهيب بوسائل الإعلام توخي الدقة في تعاطيها مع الأخبار الأمنية حفاظا على مصداقيتها في نقل المعلومات ولعدم إثارة البلبلة".

 

جنبلاط التقى باباندريو في اليونان وشارك في أعمال لجنة العالم العربي في الإشتراكية الدولية

وطنية - 29/10/2011 أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي، في بيان بعد ظهر اليوم، أن رئيسه النائب وليد جنبلاط، عاد من كريت اليونانية اليوم، بعد ان شارك في أعمال لجنة العالم العربي في الاشتراكية الدولية "حيث قدم مذكرة سياسية تضمنت رؤيته لتطورات الربيع العربي والمتغيرات في المنطقة". وعن لقاءات جنبلاط في اليونان، ذكر الحزب أنه اجتمع "في لقاء خاص مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، تم خلاله البحث في التطورات السياسية الراهنة في الشرق الاوسط والمنطقة العربية. كما عقد سلسلة اجتماعات على هامش المؤتمر مع مسؤولي الاشتراكية الدولية وعدد من الوفود المشاركة". وقد رافق جنبلاط في زيارته عضو "جبهة النضال الوطني" النائب نعمة طعمة، ومفوض الشؤون الخارجية في الحزب التقدمي زاهر رعد.

 

خالد ضاهر لـ"المستقبل": "الطاشناق" يهجّر السوريين الأكراد من برج حمود

المستقبل/أكد عضو لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النائب الشمالي خالد ضاهر ان ملف الخطف والمفقودين في لبنان "مطروح بقوة ولن يقفل".

واوضح في حديث الى "المستقبل" امس، ان ملفات جديدة ستطرح غدا الاثنين على طاولة اللجنة برئاسة النائب سمير الجسر وفي حضور "ضروري" للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، من خطف السوريين من آل الصحن وآل الصالح ليل الخميس ـ الجمعة الماضي، الى توقيف الامن العام رجل الاعمال السوري عمار اديب من دون علم القضاء، وتهديد حزب "الطاشناق" السوريين الاكراد في برج حمود وانذارهم بوجوب اخلاء المنطقة غداً.

ورأى في ذلك "خرقاً فاضحاً للقانون وتعدياً على حق الانسان"، مطالباً المنظمات الدولية بـ"وضع يدها على الملف". وسأل "هل اصبح النظام في لبنان وبعض الاجهزة فيه ضد الدولة اللبنانية وضد القانون وضد حقوق الانسان ويعمل لمصلحة دولة خارجية وكأن لدينا عصابات تعمل لمصلحة نظام ديكتاتوري؟".

وفي وقت توقع تنظيم اعتصامات رفضاً لـ"مثل هذه الخروق الفاضحة للقانون"، لم يستبعد ان يحاول نواب "حزب الله" تخريب جلسة الغد، او اقله تمييع عملها من جهة، وان تتدخل المنظمات الدولية التي "فتحت عيونها" لمعالجة هذا الملف.

وهنا نص الحوار:

[هل الاجتماع الذي تعقده لجنة الدفاع غدا تكملة للملف الذي فتح في لجنة حقوق الانسان او سيكون انطلاقة جديدة خاصة بها بمنأى عما تناولته نظيرتها؟

ـ الملف مفتوح ومن حق لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات مناقشة كل ما يتعلق بأمن البلاد وبالقضايا العسكرية والامنية وتلك التي تسيء الى أمن البلد وتضرب استقراره. لذا، الموضوع مطروح بقوة ولن يقفل الملف بل انه يفتح اكثر فاكثر. اضف الى ان ملفات جديدة ستطرح امام اللجنة على خلفية خطف السوريين (اثنان من الصحن وثالث من آل الصالح) ليل الخميس ـ الجمعة الماضي، ثم اطلاقهم، فضلاً عن خطف ادريس الصحن الذي تقدم بالدعوى امام القضاء عن اختفاء شقيقيه. وتشير معلوماتنا الاولية الى ان من خطف الاخير هما شخصان من آل عميرات وآل رستم تابعان للمخابرات السورية ويعملان بامرة (اللواء) رستم غزالي. واضيف ان الامن أوقف رجل اعمال سورياً من دون علم القضاء المعني. فمنذ اسبوع، صادف ان جالس رجلا الاعمال السوريان عمار اديب واخاه شريكهم في لبنان حسن جواد في احد المطاعم، وراحوا يتحدثون عن الوضع في سوريا بعدما جاهروا بتبرمهم مما يفعله النظام السوري هناك. وما هي الا لحظات حتى بادرهم شخص كان يجلس على طاولة مقابلة بآلة حادة أصابت عمار اديب، الذي تطوع جواد لأخذه الى مستشفى الرسول الاعظم. هناك، عمد "حزب الله" الى التحقيق مع المصاب الذي أوقفه الامن العام في المطار، في مرور اسبوع، من دون مبرر قانوني يعلم به القضاء اللبناني. اين الدولة؟.

[ أي ان الدولة هي التي أوقفته؟

ـ ليبرروا لماذا توقيفه من دون علم القضاء؟ علام استند الامن العام؟ وفي حال عدم توضيح الاسباب، وبقي التقصير مستمرا في عمل القضاء، والاجهزة الامنية والدولة، سنطالب المنظمات الدولية بوضع يدها على الملف على اساس أن ما يحصل ينافي حقوق الانسان، وهو مجرد حجب للحريات، واعتداء على الهاربين، والنازحين والمعارضين. هل اصبح النظام في لبنان، وبعض الاجهزة فيه، ضد الدولة اللبنانية، وضد القانون وضد حقوق الانسان؟ هل بات هذا النظام يعمل لمصحلة دولة خارجية وكأن لدينا عصابات تعمل لمصلحة نظام ديكتاتوري؟. اذا صح ذلك، فهذا يعني ان هناك افرقاء في لبنان يريدون ان يجلبوا المشكلة السورية الى لبنان.

[ ألا يعتبر ذلك تدخلا مباشرا في لبنان؟

ـ ربما تحصل اعتصامات، وفي اي حال لن نسكت عن هذا الخرق الفاضح للقانون. فهناك تعد على حق الانسان وربما يتطور الى حد الاساءة لاحقاً الى اللبنانيين.

[ يقولون انهم مطلوبون من الامن السوري في بلادهم؟

ـ ليبيّنوا لنا قانوناً ان هؤلاء مطلوبون. هل اصبح لبنان غير آمن للناس فيعتدون على حقوق الانسان فيه مما يعيده اجيالاً الى الوراء فيتحول لبنان بلداً للعصابات؟.

[ ولكنهم يذكرون بأن هناك اتفاقات امنية مشتركة بين البلدين هي التي تعالج مثل هذه المشكلات.

ـ ليست الاتفاقات الامنية فوق القانون الدولي الذي لا يسمح بالاساءة الى النازحين والهاربين من بلادهم، هم الخائفون من الديكتاتوري في بلدهم. هذا يخالف القانون او ليقولوا لنا ان لبنان خرج من اطاره كدولة وبات في حكم العصابات مما يدل على ان البلد يحكم، ليس بالاجهزة الرسمية والقانونية، انما بأجهزة عصابات تضرب صورة لبنان بلا هوادة.

هناك قضية اخرى احب ان اذكرها. أنذر حزب "الطاشناق" الاكراد السوريين الذي شاركوا في التظاهرة امام السفارة السورية وأعطوهم مهلة حتى الغد لاخلاء منطقة برج حمود (عقد اجتماع بين لجنة تنسيق عن السوريين الاكراد وحزب "الطاشناق" امس متابعة للتحذير).

[ هل تعرف ما عدد هؤلاء؟

ـ لا اعرف. انما اقول ان هناك عصابات لا دولة في لبنان.

[ اذا لم يتركوا برج حمود، ماذا يفعل بهم الحزب؟

ـ "يفلت" عليهم العصابات، وهذا الامر غير قانوني وتجاوز لسلطة الدولة وضد حقوق الانسان ويعني اجلاء قسرياً مخالفاً للقانون، مع العلم ان الارمن يقولون انهم تعرضوا لتهجير قسري. فهل يحق لبعضهم تهجير الناس بدورهم؟. ثم انهم ليسوا دولة انما يقومون بعمل غير قانوني هو عمل عصابات. بعض الافرقاء يمارس اجندات خارجية ويعتدي على القانون وحقوق الانسان ومصلحة لبنان الدولة الحضارية، فحوّله الى بلد مافيات تقوم بأعمال غير قانونية لمصلحة دول اجنبية. هذا سيزيد من الازمة.

[ ماذا تتوقع ان يفعل نواب "حزب الله" غدا مقارنة مع ما قاموا به في لجنة حقوق الانسان الاسبوع الماضي؟

ـ حضرت الاجتماع الثاني وكان الامر واضحاً ان الحزب يريد ان يطير اللقاء ويمنع انعقاده، واقله يريد ان يخرب الجلسة فلا يكون البحث فيها علمياً وعملياً. هذا الفريق المتهم مسؤولون كوادر فيه باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اصبح يشكل خطورة كبيرة على البلد، وقدرنا ان نواجه هذه الاعمال والتحديات لا السكوت عنها. لا نستغرب لجوءهم الى التعطيل حتى يقطعوا الطريق امام الكشف عن المجرمين. هذا لا يؤسس الى استقرار البلد انما يضرب استقراره، مما يعني ان لبنان بلا نظام واجهزة امنية تمارس واجباتها انما بات مجرد عصابات تمارس اجنداتها الخاصة للداخل والخارج. لا يجوز السكوت عن ذلك.

[ ان استدعاء المنظمات الدولية يعني ان يكون العمل بطيئاً، وفقاً لأجندتها، في وقت ربما تكون السرعة هي المطلوبة داخلياً؟

ـ هذا يعني ان البلد غير مستقر والازمة ستستمر سوءاً، وهذا امر لا يمكن السكوت عنه.

[ ماذا في يدكم ان تفعلوا حتى يصدقكم الرأي العام، في هذا الملف تحديداً، مع العلم ان الخطف مستمر؟

ـ لا يمكن، بعد ما كشفه اللواء ريفي اخفاء الحقيقة، ومن واجبات الدولة ان تعاقب المجرمين. اذا لم تكن المعالجة بطريقة سليمة وفقاً لمنطق الحق، واذا بقيت العصابات تمارس عملها، فهذا يعني انهم يستجلبون المشكلات الى لبنان بتطور الاساءة الى امن اللبنانيين لا النازحين فقط. هذا لن يؤسس الى استقرار انما يخرب البلاد. انهم يعملون لمصلحة ايران وسوريا ويضربون النظام الديموقراطي في البلاد، والسلاح يستخدم ضد لبنان ومؤسساته. ومعنى ذلك ان البلد في حال خطيرة، ونظامه في خطر. لا خيار لنا، للمعالجة، الا التمسك بحقنا في كرامة بلادنا، وبنظامنا الديموقراطي وبازالة السلاح غير الشرعي وحماية لبنان واللبنانيين، بقوة القانون وحقوق الانسان. اذا تمادى هذا الفريق بهذه الممارسات غير القانونية التي لا تقوم بها الا العصابات فهذا يعني انهم يعطلون البلاد كلها.

[ ولكن احداً لم يطالب بالمخطوفين، ومن فعل تراجع عن دعواه كما حصل مع آل الجاسم. فيكون تحقق لهم ما أرادوا: ان يكون الخطف نظيفاً.

ـ حاولوا فعل ذلك انما بعد كشف الامر في لجنة حقوق الانسان، لم تعد العمليات كلها نظيفة. جل ما نريده ان نعرف مصير هؤلاء كلهم.

[ ما الجديد الذي سيصدر عن اللجنة برأيك غداً؟

ـ يجب ان يكون اللواء ريفي موجوداً. هناك ملف قائم، وهناك ضابط خطف اناساً وبات ملفه في القضاء. هذا امر لن نسكت عنه. قد يحضر فريق آخر محاولاً تمييع القضية وتخريب الجلسة. فليعرف الرأي العام المحلي والعالمي ان هناك من يقوم بهذه الجرائم، وان هذه الجرائم ستؤدي الى مطالبة المنظمات الدولية بأن تقوم بواجباتها. هذا امر لا يفيد فريقاً لبنانياً ويدل على ان ثمة من باع نفسه للشيطان ويضرب القانون وحقوق الانسان ويقوم بعمل العصابات.

[ هل تتوقع ان يكون الاجتماع الوحيد للجنة؟

ـ لا اعتقد ذلك. بات الموضوع على كل شفة ولسان، والمنظمات الدولية "فتحت عيونها". في لبنان لن نسكت عن الملف، وتلك المنظمات لن تسكت عن حياة الناس لأن المجرمين يمارسون عمل العصابات والمرتزقة في أزقة لبنان ويجب ان توجه اليهم تهمة الخيانة العظمى بحق الوطن والتعامل مع دولة خارجية. فهل يقبل اللبنانيون او اي وطني ان يكون لبنان دولة ضد حقوق الانسان وضد الضعفاء، والنازحين والهاربين اليه، ومع القتلة؟.

*حاورته: ريتا شرارة

 

الرئيس أمين الجميل التقى وزير خارجية تركيا: لتقديم تحرك عملي يخدم مصلحة الإستقرار والتعايش والأمن في المنطقة

داوود أوغلو: للعب دور إيجابي في مرحلة التحول الديموقراطي هذه

وطنية - 29/10/2011 زار رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل، تركيا، على مدى يومين وعقد جلستي عمل مع وزير الخارجية التركية احمد داوود اوغلو، في حضور نائب رئيس الحزب سجعان قزي. وشارك في جزء منها فريق عمل في وزارة الخارجية المسؤول عن الشؤون العربية والشرق اوسطية وفريق مركز الدراسات الإستراتيجية التابعة للخارجية.

وقد عرض الرئيس الجميل، بحسب مكتبه الإعلامي، نظرته للأحداث التي تدور في العالم العربي "وضرورة أن ترفد هذه الثورات في أنظمة ديموقراطية، وفي دساتير تنص على احترام المساواة وحقوق الإنسان والجماعات والحرية والتعددية. واطلع الوزير اوغلو على مبادرته التي سبق ان تداول بشأنها في القاهرة مع المسؤولين هناك، والتي تمحورت حول وضع شرعة للأنظمة العربية الجديدة في البلدان التي تشهد ثورات".

ورحب الوزير التركي ب"مختلف الطروحات، التي عرضها الرئيس الجميل، وأبدى استعداده لتقديم كل مساعدة لتحقيق هذه المبادرات وتنسيق تنفيذها نظرا لأهميتها".

وبعد الإجتماع اليوم عقد الرئيس الجميل ووزير الخارجية التركية مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله أوغلو بالقول: "يسعدنا في هذا اليوم أن نستضيف صديق ورئيس لدولة صديقة لتركيا، اجرينا اليوم والبارحة لقاءات إجابية وجيدة مع الرئيس أمين الجميل، الذي له دور هام في السياسة اللبنانية وفي تطورات المنطقة، وهو رجل مفكر في الوقت نفسه. كما تعلمون أنه رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق ورئيس حزب الكتائب. وجذور عائلة الجميل في لبنان عريقة وتمتد إلى العصور القديمة وهي من أهم العائلات السياسية في لبنان، نحن دعوناه منذ فترة طويلة وجمعتنا الآن هذه المناسبة التي تحدثنا فيها عن التطورات في المنطقة، وبحثنا سوية التطورات والتحولات الديموقراطية وما سوف ينتج عنها من تهديدات. بحثنا موضوع العلاقات بين مختلف الأديان والمذاهب من أجل تأسيس الإسقرار الدائم وضرورة لعب هذه العلاقات دورا إيجابيا في مرحلة التحول الديموقراطي هذه".

أضاف: "إن إستقرار لبنان في غاية الأهمية بالنسبة لنا وله تجارب أليمة خلال حرب الأهلية والحرب المذهبية وتجارب لبنان لها أهميتها ومن المهم الإستفادة من الخبرات اللبنانية لمنع تكرار مثل هذه الأحداث. للرئيس الجميل تجربة كبيرة في هذا المجال، وقد طرح لنا موضعين مهمين كان قد طرحهما قبلا على شيخ الأزهر وبابا الأقباط وهما:

1- تفعيل الحوار بين الأديان في المنطقة، فقد آلمتنا الأحداث الأخيرة في مصر ونتمنى أن لا تتكرر في أي بلد.

2- دعم الربيع العربي بإعلان جديد لحقوق الإنسان، وأبلغنا الرئيس الجميل بأننا سنقدم الدعم لهذين الأمرين".

وعرض اوغلو لزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لبابا الأقباط في مصر، وقال: "كانت هذه الزيارة الأولى على هذا المستوى لرئيس وزراء دولة إسلامية وهي كانت بمثابة وجهة نظر تركية للدين المسيحي و لبقية الأديان في المنطقة. نحن لم نميز يوما بين أطياف أو أديان وقوميات المجتمع اللبناني أو السوري أو العراقي. ونظرنا دائما إلى هذه الأقليات الدينية والمذهبية والقومية بأنها عاشت وستعيش جنبا إلى جنب ومع بعضها البعض ونحن سنعمل سوية، وستقوم منظماتنا المدنية بأعمال مشتركة من أجل حرية الأديان ومن أجل دعم وتقوية العلاقات بين الأديان والأطراف".

وشكر اوغلو الجميل مره أخرة وأمل أن يراه في تركيا في المستقبل.

الجميل

ثم تحدث الجميل للصحفيين وقال: "سررت جدا للقاء معالي الوزير اوغلو وكانت مناسبة تداولنا فيها في شؤون المنطقة، التي تتم فيها تغييرات كثيرة وتجتاز ربما مرحلة تاريخية. سررت أن اكون مع معالي الوزير والمسؤولين على نفس الشعور والقراءة والأفكار لمعالجة الوضع الجديد المستجد في المنطقة. ومن الضروري في هذه المرحلة مساعدة كل الحركات العربية والحركات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا وان هناك قواسم مشتركة مع تركيا ومصالح كبيرة، ونحن في منطقة الشرق الأوسط لنا مصالح مشتركة من هنا ضرورة العمل من اجل الإستقرار والسلام في المنطقة. قدرت الأفكار العميقة التي طرحها معالي الوزير لجهة دفع المنطقة تجاه الإستقرار والتعاون الصادق مع كل مكوناتها. وتم البحث اساسا حول نشر الأفكار الديموقراطية والحرية، ونعرف بأن المنطقة وبعض الدول بأمس الحاجة لتفهم عن كثب اهمية هذه الشعارات، فلا تكون الحرية والديموقراطية شعارات فقط، انما يكون هناك تطبيق عملي لها في المنطقة".

أضاف: "شعرت من الوزير اهتماما بضرورة تشجيع التعاون والتعايش المنفتح بين كل الأديان والطوائف والفئات في هذا العالم، لأن الألفة والتعاون بين الأديان والثقافات وكل اطياف المنطقة شرط للاستقرار والسلام والرفاهية لشعوب المنطقة".

تابع الجميل: "سنبقى على تواصل لتحضير برنامج عملي وفعلي كي لا تبقى هذه التعابير تصاريح وشعارات فقط، انما يتمكن كل بحسب امكاناته، من تقديم تحرك عملي يخدم مصلحة الإستقرار والتعايش والأمن في المنطقة".

وعبر الجميل اخيرا عن تعازيه لضحايا الهزة الأرضية، التي اصابت تركيا والحادث الأمني الذي ادى الى اغتيال الشهداء وكانت مناسبة لتقديم التعازي وتشجيع الشعب التركي لتجاوز هذه المحن".

 

الاشتباه بسقوط طائرة استطلاع اسرائيلية في الجنوب

 وطنية - تبنين - 29/10/2011 أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام محمد حسن بري، عن الاشتباه بسقوط طائرة استطلاع اسرائيلية من دون طيار في خراج بلدة فرون في قضاء بنت جبيل، يعمل الجيش اللبناني على تفتيش المنطقة لتحديد مكانها. وفي التفاصيل أن عمليات قوات الأمم المتحدة في "اليونيفيل" أبلغت الجيش اللبناني عن اشتباهها بسقوط الطائرة الإسرائيلية، وعلى الفور بدأ الجيش عمليات البحث، للتأكد من الأمر.

 

 قرطباوي التقى سفيرتي كندا وسويسرا

 وطنية - 29/10/2011 إستقبل وزير العدل شكيب قرطباوي، في مكتبه في وزارة العدل، كلا من سفيرة كندا هيلاري أدامز، وسفيرة سويسرا روس فلينت ليدر غيربر، وتم البحث في أمور ذات اهتمام مشترك.

 

مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح: الحكومة غير مؤهلة للتكلم عن المحكمة لأنها تضم فريقاً متهماً بجريمة اغتيال

اعلن مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح ان "الحكومة لم تعد مؤهلة وذات صفة للتكلم بشأن المحكمة الدولية، لأنها تضم فريقا اساسيا وعمودا فقريا داخلها متهم بجريمة اغتيال"، داعيا "حزب الله" الى "الاحتكام للمحكمة لازالة الشبهات عنه". وحذر من ان "عدم التعاون مع المحكمة له تداعيات سيئة على لبنان من الدول الداعمة".

وأكد في حديث الى اذاعة "صوت لبنان ـ 93.3" أمس، "وجود سلطة أمر واقع متمثلة بـ"حزب الله" صاحب الامتيازات الامنية وغير الامنية"، لافتا الى أن "اللبنانيين يلاحظون غياب الحكومة عن تحمل أي مسؤولية في الأمور الامنية التي نشهدها كل يوم". ورأى ان "الغياب الفاقع والمدوي للحكومة وللوزراء المعنيين، يعني انهم لا يقولون الحقيقة، ما يقلق اللبنانيين".

ورد على وصف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الثورات العربية بـ"الوثبة الى الوراء"، بالقول: "انها نظرة خاطئة الى المجتمعات العربية التي اندمجت بالثورات التكنولوجية. وما نراه هو تغيير باتجاه الاسلام المنفتح والمتجدد". ودعا الى "عدم أخذ المواقف التي تخيف الاقليات الى نبوءة".وشدد على ان "ملف الاجور تمت مقاربته من الحكومة بطريقة خاطئة"، موضحا ان "هناك مشكلة اكبر من مشكلة تصحيح الاجور، هي نسبة الغلاء المعيشي الذي يحتاج الى تصحيح، ونسبة البطالة المرتفعة". واشار الى "تراجع وانخفاض كبير في الحركة الاقتصادية". واشار الى ان "الشعب السوري يدعو الى اسقاط السلطة وليس النظام"، لافتا الى ان "البعض حاول ولا يزال القيام بهذه العملية بطريقة سلمية". وشدد على انه "كلما طالت المدة التي تحاول فيها السلطة السورية تحقيق الاصلاحات لوحدها واستعمال القمع الدموي تجعل من احتمالات الانتقال السلمي من سلطة الى نظام أصعب".

 

العثور على طفل رضيع في الحدث واعتراض دورية لقوى الامن في بئر حسن

 وطنية - 29/10/2011 أفاد المندوب الأمني ل"الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين أنه تم العثور ليلا على طفل لقيط قرب مدافن الروم في بلدة الحدث. وفي التفاصيل، وفيما كانت دورية من بلدية الحدث تقوم بعملها الروتيني، اكتشفت طفلا رضيعا ملفوفا بقماطات وبطانية. حضرت على الأثر سيارة من الصليب الأحمر اللبناني وعملت على نقل الرضيع الى مستشفى "سان تيريز" في الحدث، حيث أجريت له فحوص طبية، وتبين ان عمره خمسة أيام وهو بحالة صحية جيدة. وقد طلب القضاء إجراء فحص سريري له من قبل الطبيب الشرعي ونقله الى ميتم الأم تيريزا في السبتية بعد أخذ عينات من الحمض النووي لتحفظ في قسم المباحث الجنائية مع البصمات العائدة له. وفي محلة بئر حسن بالقرب من جسر السلطان ابراهيم، اعترض عدد من الشبان والنسوة دورية لقوى الأمن الداخلي أثناء قيامها بقمع مخالفة بناء تعود لشخص من آل بيان، والمخالفة كناية عن 3 غرف بمساحة 60 مترا مربعا، مشيدة على أرض الغير. وقد تعرضت الدورية لرشق بالحجارة ومحاولة منعها، لكن شخصا أطلق عيارات نارية في الهواء كانت كفيلة بانسحاب المعترضين، فتمكنت الدورية من إزالة المخالفة.

في مجال آخر، ادعى صباح اليوم المواطن سالم حنا عبود لدى فصيلة فرن الشباك ان لصوصا دخلوا الى شركة "وطفا غروب" (بناية الأشقر، الطابقان الأول والأرضي) على اتوستراد لحود، وتمكنوا من سرقة مبلغ 5000 دولار أميركي نقدا، وقد تم رفع البصمات وبدأت التحريات لمعرفة الفاعلين.

 

استشهاد 7 من "الجهاد" في غارتين على رفح والمقاومة الفلسطينية ردت بقصف مدن إسرائيلية بالغراد والهاون

 وطنية - 29/10/2011 استشهد 7 عناصر من "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" بينهم قائد ميداني، في غارتين جويتين إسرائيلتين على رفح في جنوب قطاع غزة. فيما أكدت السرايا إطلاق صواريخ غراد على عدد من المناطق الإسرائيلية. وقد أدت الغارة الأولى إلى استشهاد 5 عناصر من وحدة التصنيع والهندسة في سرايا القدس في قطاع غزة، هم: مسؤول الوحدة أحمد الشيخ خليل، ومحمد عصفور وعبد الكريم شبات وهما من خان يونس وباسم ابو العطا وحسن الخضري وكلاهما من غزة، إضافة إلى إصابة ثلاثة بجروح خطرة. وقد أعلن المتحدث باسم السرايا أبو أحمد، أسماء الشهداء، ناعيا الشيخ خليل بأنه "قائد من الطراز الأول في سرايا القدس وهو شقيق ثلاثة شهداء قادة".

وأسفرت الغارة الثانية عن استشهاد عنصرين آخرين من السرايا. فيما أعلنت "كتائب المجاهدين" القريبة من حركة "فتح" أن مجموعة من ناشطيها "نجت بعد استهدافها بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية شرق مدينة غزة". وقد ردت سرايا القدس بإطلاق 9 صواريخ غراد، على دفعتين، الأولى خمسة صواريخ استهدفت بحسب بيان للسرايا "مدن اسدود وغان يفنه ولخيش"، والثانية أربعة صواريخ على منطقتي اشدود وأوفاكيم في جنوب إسرائيل "وأصابت مبنى من تسعة طوابق مع وقوع إصابات"، إضافة إلى قصف معبر كرم أبو سالم بقذيفتي هاون.

كذلك أعلنت "كتائب أبو علي مصطفى" الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، انها اطلقت ثلاثة صواريخ غراد على منطقة أوفاكيم. كما أعلنت "كتائب المقاومة الوطنية" الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، إطلاق صاروخ على معبر كرم أبو سالم. وتوعدت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس"،  بالرد.

 

امريكا تريد تمزيق سوريا ولبنان

وطنية- 29/10/2011 أكد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك "بأن ما تريده أمريكا لسوريا ولبنان، هو ما فعلته في العراق من تمزيق وتفريق لشعبه، عن طريق بث الفتنة بين طوائف أبناء الوطن الواحد". ودعا يزبك خلال اختفال تأبيني في مدينة بعلبك، إلى "أن يتعاون الجميع في لبنان لوأد الفتن قبل أن تتسرب إلينا"، مضيفا: "أننا بتنا ندرك جميعا أنه بوحدتنا وتفاهمنا ومد أيدينا لبعضنا البعض نستطيع أن نثبت أننا أقوياء وأن نحطم كل المؤامرات التي تحاك لبلدنا". وحول ما يبديه الأوروبيون من حرص على حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية في سوريا خاصة، سأل يزبك: "أين هذا الحرص على حقوق الإنسان في فلسطين؟".

 

الخارجية السورية استغربت "استناد لجنة الجامعة لأكاذيب إعلامية"

وطنية - دمشق - 29/10/2011 أعربت وزارة الخارجية السورية والمغتربين اليوم عن استغرابها من "استناد اللجنة الوزارية المنبثقة من مجلس الجامعة العربية الى اكاذيب اعلامية عما جرى في سوريا أمس". وأعلن مصدر مسؤول في الوزارة ان "وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم تلقى رسالة من رئيس اللجنة الوزارية المنبثقة من مجلس الجامعة العربية في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة بعد الاطلاع على مضمونها من وسائل الاعلام تتضمن مواقف تستند أساسا الى أكاذيب إعلامية بثتها قنوات التحريض المغرضة عما جرى في سوريا بالأمس". وقال المصدر: "كان من المفترض برئيس اللجنة الوزارية الاتصال بوزير الخارجية والمغتربين للوقوف على الحقيقة قبل إعلان موقف للجنة تروج له قنوات التحريض".

وأعرب المصدر عن "استغراب وزارة الخارجية السورية اتباع هذا الاسلوب قبيل يوم واحد من عقد اجتماع متفق عليه في الدوحة بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية". وأهاب المصدر باللجنة العربية الوزارية ان "تستفيد من الاجواء الايجابية التى سادت لقاءها مع السيد الرئيس بشار الاسد وان تساعد على التهدئة والتوصل الى حل يسهم في تحقيق الامن والاستقرار في سوريا بدلا من إذكاء نار الفتنة". وأوضح ان "وزير الخارجية والمغتربين والوفد المرافق له سيقوم باطلاع اللجنة يوم غد الاحد على حقيقة الوضع في سوريا".

وكان الرئيس السوري التقى الاربعاء الماضي الوفد الوزاري العربي برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري وبحث معه في المبادرة العربية عن الأوضاع في سوريا ودار نقاش ودي وصريح عما يجري في البلاد وتم الاتفاق على أن يكون هناك اجتماع بين اللجنة الوزارية العربية والحكومة السورية في 30 من الشهر الجاري لمواصلة التداول في ما تم بحثه".

 

الجسر: ما حصل مع السوريين الثلاثة ظاهرة أمنية خطيرة

قبول التمييز في قضية فايز كرم لا يعني البراءة أو اسقاط الحكم

 وطنية - 29/10/2011 إستغرب عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر "ما تمت روايته عن أن السوريين الثلاثة الذي قيل إنهم خطفوا من بئر حسن عادوا وأنهم تعرضوا لعملية سلب، ثم قولهم إنهم كانوا في مهمة عمل"، مشيرا الى أن "ما حصل ليس توقيفا بل خطفا، لأن التوقيف تقوم به السلطات الشرعية". وفي مداخلة عبر قناة "أخبار المستقبل" اليوم، رأى الجسر في هذه الرواية "استخفافا بعقول الناس خصوصا بعد ما سمعه اللبنانيون من شهود قالوا إن العناصر الذين نفذوا الخطف إستعملوا سيارات ذات زجاج داكن وحملوا أسلحة"، معربا عن اعتقاده أنه "إذا كان الأمر بمثابة عملية سلب فهذا خطير بقدر ما هي عملية خطف، وإذا كانت الرواية "مهمة عمل" فهذا أمر فيه استخفاف". وشدد على أن هذه العملية "ظاهرة أمنية خطيرة جدا"، مطالبا بايضاحات من "قبل وزير الداخلية ومدير عام قوى الامن الداخلي لمسائل تتعلق بأمن الناس وحرياتهم". وعن موافقة محكمة التمييز العسكرية أمس على قبول طلب النقض المقدم من وكلاء الدفاع عن العميد المتقاعد فايز كرم المتهم بالتعامل مع إسرائيل، قال الجسر: "إن قبول التمييز لا يعني البراءة أو اسقاط الحكم، وشروط التمييز شكلية وليست شروطا موضوعية، لذلك فإن التمييز لا يعني أي شيء جديد". أضاف: "لا يمكننا التأكيد بأن إدخال كرم إلى المستشفى، مع أخذ رئيسة محكمة التمييز العسكرية القاضية أليس الشبطيني إجازة سفر لمدة خمسة عشر يوماً أمر مترابط لتمرير قرار إخلاء سبيل لكرم". وختم:"لكن في حال صح هذا الامر، فلن يمر بسهولة وسيتم التصدي له".

 

مانجيان: سليمان أوقف مرسوم الترقية لأنه ينطوي على مخالفات

 وطنية - 29/10/2011 كشف وزير الدولة بانوس مانجيان أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان هو الذي أوقف مرسوم ترقية ضباط قوى الأمن الداخلي من رتبة عقيد وما فوق، من منطلق رفضه توقيع مرسوم ينطوي على مخالفات"، موضحا ان "العقيد وسام الحسن لا تحق له الترقية قانونا". واعتبر في حديث إلى "صوت لبنان" - الأشرفية أن "التصويت هو مخرج معقول لتمويل المحكمة"، وقال: "إن مشروع موازنة وزير المال محمد الصفدي شبيهة الى حد كبير بموازنات الرئيس السنيورة والوزيرة ريا الحسن". وأوضح أن "القرار الحكومي للطاشناق مستقل عن قرار تكتل التغيير والإصلاح وخصوصا لجهة حديث العماد عون عن امتلاكه قرار ترحيل الحكومة"، ونفى "أي توجه لدى الطاشناق بأخذ مسافة من تكتل التغيير والإصلاح والتموضع في مكان وسطي داخل الحكومة".

 

زهرا: استمرار عمليات اختطاف معارضين سوريين يؤكد تعاون الداخل اللبناني مع السلطات السورية

 وطنية - 29/10/2011 أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا، في حديث صحفي، أن "استمرار عمليات اختطاف معارضين سوريين، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك تعاونا من الداخل اللبناني مع السلطات السورية وهو مؤشر بالغ الخطورة، الأمر الذي من شأنه أن يثير تساؤلات كبيرة عن عجز الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية عن التصدي لهذه العمليات التي تهدد الأمن الوطني وتستبيح حياة اللبنانيين وغير اللبنانيين". اضاف: "إننا نعمل على توجيه أسئلة إلى الوزارات المعنية وقادة الأجهزة الأمنية عن أسباب عدم التصدي لعمليات اختطاف المعارضين السوريين، من خلال الجلسات التي تعقدها لجنتا الدفاع والأمن النيابية وحقوق الإنسان للاحاطة بتفاصيل هذه العمليات وبكل الوسائل المتاحة للحصول على أجوبة شافية في هذا الموضوع" . وأكد أن "هناك مخاوف من استمرار هذا المسلسل إذا لم تتحرك السلطات الأمنية اللبنانية وتعمل على توقيف الخاطفين" .

 

الطاشناق يبلغ عائلات سورية في برج حمود بضرورة إخلاء منازلهم المستأجرة بعد مشاركة أفراد منهم في تظاهرة للمعارضة

نقلت قناة "أخبار المستقبل" عن معارضين سوريين أكراد يقيمون في لبنان قولهم إنّ "نادي الطاشناق" أبلغ عائلات كردية سورية تُقيم في منطقة برج حمود بضرورة إخلاء منازلهم المستأجرة في المنطقة، بعد مشاركة أفراد من هذه العائلات في تظاهرة للمعارضة السورية أمام السفارة السورية في بيروت

 

الأخ عطية من الأشرفية .. معادلة الغباء والتيار الممانع

طوني ابو روحانا - بيروت اوبزرفر

أيهما أكثر فاعلية ، الجنرال المبشر بما يدعي من تغيير وإصلاح ام السيد المبشر بجمهورية التهديد والسلاح؟ لاشك أنهما يكملان بعضهما ، فالأول مغر وهناك شعب“ عظيم ” يصدقه في ما يدعي ، والثاني مسلح وهناك شعب يدعي العظمة لكنه“ يجبن ” لحظة المواجهة ، الأخ المناضل ( عطية ) واحد من هذا الشعب الذي يعاني الإنفصام ، ينظر ولا يرى ، يسمع ولا يستمع ، ينطق ولا يتكلم .. كم ( عطية ) كغيره يتعامون عن التزوير ، يصمون آذانهم عن الحقيقة ويخرسون عند شهادة الحق؟

والأخ عطية فيلسوف العصر والأوان ، ( الفناص ) بلغة الجيران ، يدعي معرفة لا علم ولا دراية له فيها ، له في“ الرياسة ” والسياسة وحقوق الإنسان ، باختصار ؟؟ عطية لا يفهم في أي شيء لكنه يدعي الفهم في كل شيء ، شخصية متلونة بحسب الأيام والأحوال والأكثرية ، مع ( الواقف ) ، يحبذ الأقوى ويركب موجة المنتصر ، شخصيته طريفة رغم الكذب المتأصل فيها ، غير عنيفة مع العلم أنه يواكب القوة ، مخيفة في سدة المسؤولية فالجاهل مؤذ كما سيء النية وإن كان لا يعلم .. كم ( عطية ) من الأشرفية ومن خارجها يحكمون لبنان؟

عطية ينتقل الى التيار

عطية مع ولاية الفقيه والحقيقة أنه لا يفقه منها شيئا ، يتباهى بسيدها ويتبجح بانتمائه الى تيار جنرالها ، بالأمس القريب كانت سماء عطية زرقاء وشعاره “ حيث لا يجرؤ الآخرون ” ، بالأمس القريب جدا كان عطية ضد السلاح والميليشيات والزعران ، اما اليوم فشعار عطية ( الشاطر ما يموت ) والبقاء للفاجر ، لم يعد للجرأة مكان في حياته ولا للأزرق حتى وإن كان بالخط الرفيع ، أطلق لحيته ولم يعد يرتدي غير الأسود ، أخرج ربطة العنق من عناوين موضته وهو ما تخلى عنها يوما .. كم ( عطية ) انتقلوا الى زمن الليمون أسوة بالخائفين من زمن السلاح؟

يدافع الأخ عطية عن ورقة التفاهم وهو لم يقرأها ، لم يرها ولم يلمحها ، رغم ذلك تكاد تعتقد أنه شارك في صياغة محتواها ، يسهب في الكلام عن ( المقاومة ) وكأنه عاشها يوم قامت دولة اسرائيل ، يشرح عن مآثر دولة الفرس وديموقراطية جمهوريتها الإسلامية فتظن لوهلة أنه ولد في طهران ، عطية أدمن الضاحية ، أدمن شوارعها وشعاراتها ، مهرجاناتها والتلويح بالأعلام الصفراء ، خطبها التي تخطاها التاريخ والهرج والمرج لحظة يطل مرشدها ، أدمن وعودها الصادقة وانتصاراتها الآلهية .. كم ( عطية ) هجرهم الغباء الى الضاحية من الأشرفية؟

الأخ عطية يتكلم الفارسية

هذه لغة“ الممانعة ” يقول عطية ، لغة التصدي للشيطان الأكبر ومواجهة الصهاينة ، يسميها لغة ( الجبابرة الجدد ) وسفراء المواجهة ، لا أحد يدري من أين يأتي عطية بكل هذه التعابير والألقاب ، الأشرفية مذهولة بالغبي الناطق بالفارسية ، يضحكها تارة وطورا يثير ريبتها ، الجدل في شأنه غير محسوم والنقاش شبه يومي ، لا إجماع على جنونه رغم أن“ زر التيار ” يزين عروة سترته ، الأخ عطية يتابع دورات سريعة ومكثفة في أحد معاهد ضاحيته الحبيبة ، تكاد تخال اللغة الفارسية لغة أجداده وأسلاف أمته .. كم ( عطية ) حتى اليوم“ لطشهم ” التيار بتوتره العالي؟

بين ( عطية ) والجنرال

ليس عطية وحده من يعتقد أن التيار شريك الممانعة وأنه مدرج في معادلة الأقوياء ، فالجنرال أيضا يعتقد أنه الأقوى والأكثر نفوذا على خارطة الأكثرية الجديدة ، ليس عطية وحده من يؤمن بألوهية الحزب الحليف وسيده ، فالجنرال أيضا يؤمن بهدايا ونعم رب العالمين ، ليس عطية وحده من يظن أن سيطرة حزب الله على الدولة اللبنانية تمنح تياره السلطة المطلقة ، فالجنرال أيضا يجزم أنها توصله الى بعبدا ، قد تتضارب تفاصيل القناعات بين عطية والجنرال ، وقد يخيب ظنهما معا في معظم مسببات الايمان ودوافع التحالف ، ولكن .. كم ( عطية ) اقتنعوا بتفاهمات جنرالهم فسقطوا في تجارب خياراته المشؤومة؟

الأخ المناضل ( عطية ) من الأشرفية .. معادلة الغباء والتيار الممانع

كم ( عطية ) من الأشرفية ومن خارجها يعتبرون أنفسهم شركاء السلطة والأكثرية واختطاف الشرعية؟ شركاء معادلة الإستكبار والإستقواء والهيمنة؟ كم ( عطية ) من الأشرفية ومن خارجها يعتبرون أنفسهم شركاء معادلة الحكم والممانعة؟ نظريا ، نعم هم شركاء ودون أدنى شك فالحاجة إليهم تبرر شراكتهم ، اما فعليا ، فهم ليسوا بأكثر من غطاء وجسر عبور الى جمهورية مجهولة ، جمهورية أقل ما يقال فيها أنها وحدها تعكس حقيقة الهواجس التي يطرحونها ، ووحدها تلزمهم فعل الخضوع للآخر .. من شراكة وهمية في معادلة الأقوياء الى زنزانة منفردة في معادلة الغباء ، كم ( عطية ) من الأشرفية ومن خارجها سوف يندمون على التزامهم خيارات الجنرال؟

 

كاسيزي: أغفر لهم فهم يعرفون ما يفعلون!

المحامي عبد الحميد الاحدب/النهار

قبل ان اتعرف شخصياً الى القاضي انطونيو كاسيزي في لاهاي حين انعقد المؤتمر القضائي حول المحكمة الخاصة بلبنان... تعرفت اليه من خلال احكامه وآرائه القانونية!

عرف اجتهاد قضاء القانون الدولي ما سمي "اجتهاد كاسيزي" وهو الحكم الذي قرر فيه هذا القاضي الذي كان يرأس محكمة يوغوسلافيا السابقة "ان مجلس الامن يملك صلاحية انشاء المحاكم الدولية الجنائية الخاصة، وفقاً للمادة 41 من الباب السابع من نظام الامم المتحدة والتي تنص على: "لمجلس الامن ان يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته، وله ان يطلب الى اعضاء "الامم المتحدة" تطبيق هذه التدابير، ويجوز ان يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفاً جزئياً او كلياً وقطع العلاقات الدبلوماسية".

"اجتهاد كاسيزي" اعتبر ان المادة 41 تعدد التدابير على سبيل المثال لا الحصر، وانه من سلطة مجلس الامن انشاء المحاكم الدولية الجنائية لحفظ السلام والأمن الدوليين، واصبح "حكم كاسيزي" قدوة، لأن الدفع بعدم الاختصاص وعدم صلاحية مجلس الامن، عاد فطرح مرة ثانية في محكمة رواندا، التي تبنت اجتهاد كاسيزي... وبعد ذلك انشأ مجلس الامن عدة محاكم جنائية دولية ولكن اجتهاد كاسيزي بقي هو السائد ولم يعد يطرح الامر مرة اخرى. اعطى كاسيزي الانسانية تراثاً ستشرب منه الارض وتنتعش. كان قاضياً تطهرت احكامه من سواد الحقد وتبرأت عدالته من حليب الكره.

حين تعرفت اليه في لاهاي في السنة الماضية، تصورت انه طالع من كتاب... ولم تصدق عيناي رؤيته مرصعاً بحروف القوانين.

عرف عنه انه يخرج من ملفات دعاوية وكتبه وقوس قضائه، ليستقبل الناس ويحادثهم ويلاطفهم، ثم يعود آخر الليل لينام في اجفان القوانين والعدالة.

للعدالة لغة مفرداتها وحروفها وابجديتها، وكانت العدالة عند كاسيزي صلاة لها روعة حضارية!

بالنسبة الى المحكمة الخاصة بلبنان، واثر صدور قرار الاتهام ومذكرات التوقيف، كتب كاسيزي في The New York Times ليقول بأن هذا الوقت هو مصيري بالنسبة الى الشعب اللبناني ودولته وبالنسبة الى العدالة الدولية. وهو مصيري ايضاً بالنسبة الى المنطقة. فالأحداث الاخيرة في البلاد العربية تظهر أن الرغبة في العدالة والكرامة الانسانية هي رغبة عالمية. وفي مقاله المذكور، اعتذر القاضي كاسيزي، بتواضع العلماء الذي ميّزه، من الشعب اللبناني ولاسيما من اهالي الضحايا، لطول الاجراءات وتأخرها احياناً، وشكرهم على صبرهم. وقال أن العدالة بطيئة نعم، انما الجرائم المرتكبة معقدة وخطيرة وتستلزم اجراءات تحقيق دقيقة وعادلة وغير منحازة.

جعل كاسيزي العدالة نهراً عظيماً تشرب الانسانية كلها من مائة وليس ضريح رخام ندفن فيه الظلم الذي يلحق بنا. كان عدل كاسيزي زلزالاً يأتي ويرحل تاركاً وراءه قمحاً وورداً وعدلاً. كان جميلاً في مهرجان القبح اللبناني، وكان قديساً في غابة العفاريت في لبنان! كان مؤمناً بين قبائل الكافرين في لبنان!

عندما غزت اسرائيل قطاع غزة كان الوحيد الذي ساند تقرير Goldstone في 14 اكتوبر 2009 الذي دان انتهاكات اسرائيل الخطيرة للقانون الدولي. وادان مرات احتلال اسرائيل للقدس واعتبره مخالفاً للقانون الدولي.

القاضي كاسيزي الذي اعتذر من لبنان... نقف اليوم بخشوع امام ذكراه ونعتذر عن كل من اساؤوا اليه بانتقاداتهم وسوء معرفتهم به، ونطلب من روحه ان تسامحهم لأنهم "لا يعرفون ماذا يفعلون... او بالاحرى كانوا يعرفون ماذا يفعلون مع القاضي النبيل انطونيو كاسيزي.

 

نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت: رفض رئيس الجمهورية توقيع مرسوم ترقية من عقيد الى عميد مسايرة ىلفريق سياسي

خاصAlkalimaonline

رأى نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت أن ثمة افتعالاَ لضجة سياسية وأعلامية ، حول مهرجان الجماعة الذي ستقيمه في طرابلس دعماً لتحرر الشعوب وثوراتها في العالم العربي بما فيها الشعب السوري.

وأوضح الحوت، في حديث لموقع " الكلمة أون لاين " ،أن الجماعة تقوم بهذا النشاط في سياق تحركها الطبيعي ، وهو ليس الاول كي تسلَّط الاضواء عليه بهذا الشكل ، لافتاً الى أن الجماعة سبق وقامت بتظاهرة أمام السفارة السورية في الحمراء دعماً للشعب السوري وهي لا تنافس أحدأَ من الاحزاب الاسلامية أو غيرها في تحركها  حيث لم يجرؤ أحد.

وأعلن الحوت، أن الجماعة في تأييد لحركة الشعوب وثوراتها فانما تنطلق من موقف مبدئي وأساسي وأن تأييدها لمطالب الشعب السوري المحقة لا يعني موقفاً عدائياً من النظام بل لتنفيذ رغبات الشعب وما يريده من حرية ومطالب سياسية واجتماعية واقتصادية ، مؤكداً انهم لا يتدخلون ضدّ  النظام أو معه فهذا يعود الى الشعب السوري الذي عليه أن يقرِّر ما اذا كان يريد بقاء النظام أو رحيله .

وأشار الحوت، الى أن الجماعة الاسلامية وقفت هذا الموقف مع كل الشعوب التي تحركت في تونس ومصر وليبيا واليمن وألاردن وسوريا، مشيراً الى أن التجربة التونسية اثبتت أنها راقية وقد أحتكم المواطنون الى صناديق الاقتراع من خلال انتخابات حرة ونزيهة اعترف بها العالم ،والشعب اختار "حركة النهضة الاسلامسة" وقد يختار حركة سياسية ليبرالية أو علمانية.

وحول ما يثار عن وقف مرسوم ترقية ضباط من رتبة عقيد الى عميد وما هي الخلفيات وراء ذلك قال الحوت :" أن رئيس الجمهورية يرفض توقيع المرسوم لان فيه اسم العقيد وسام الحسن ومعه اسم أخر وهو بذلك يساير فريق سياسي وهذا مرفوض كما أنه غير مفهوم بالرغم ما قيل عن عرف بأن يرقى من رتبة عقيد الى رتبة عميد من أمضى ست سنوات في الخدمة فهذا لم يطبَّق  قبل ذلك وأن لا تفسير للتاجيل أو توقيف المرسوم، الا سبب سياسي، وكأننا نعيش في دولة ضمن الدولة، وعلى رئيس الجمهورية أن يوضح موقفه بعد تأجيل لمدة 15 يوما من عدم توقيع المرسوم، وهذا أمر لا يطمئن، ونتمنى أن يخرج هذا الموضوع من التجاذب السياسي، وأن يبقى رئيس الجمهورية ضمانة للجميع وحكما بين الجميع وعلى مسافة بينهم".

وعن دعوة الرئيس نبيه بري للحوار أكد الحوت انهم مع الحوار بين اللبنانيين، ولكن مع ضوابط وضمانات، لأنه سبق وجرى الحوار ولم تنفَّذ  القرارات والتوصيات التي أتخذَت،وسأل :" ثم ما هو المستجد لهذه الدعوة، بعد أن عُطِّل الحوار عندما بدأ البحث الجدي في الاستراتيجية الدفاعية، التي يجب العودة من النقطة التي انتهى اليها الحوار ، وأن يكون هذا الموضوع هو البند الوحيد على طاولة الحوار، كما انه لا يمكن اعادة طرح المحكمة الدولية، لأنه اتفق عليها في أول جلسة للحوار في مجلس النواب بحضور كل القيادات."

وفي تمويل المحكمة،رأى الحوت  أن الحكومة تماطل في هذا الوقت دون اعلان رسمي، لكسب الوقت، وأن التهرُّب من عرض الموضوع على مجلس الوزراء، له علاقة باعادة طرح موضوع اتفاقية تشكيل المحكمة بين لبنان والأمم المتحدة، معتبراً أن الرئيس نجيب ميقاتي ،الذي يؤيّد التمويل، لا يستطيع أن يفعل شيئا لأسباب تتعلق بالفريق الذي أتى به الى رئاسة الحكومة واستخدام القمصان السود، وهو ملتزم معه، كما أنه لن يقدِّم استقالته، لأسباب ذاتية تتعلّق به.

وأشارالحوت أن فريقا سياسيا في البلد لا يهمّه استقراره، ولا المجتمع الدولي، وتلعب فيه أنانيته السياسية ليحفظ رأسه سياسيا.

 

مقتل ناشطين اثنين في سرايا القدس في غارة اسرائيلية جديدة على رفح

نهارنت/أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي أنها أطلقت مساء السبت تسعة صواريخ "غراد" على مناطق اسرائيلية مختلفة، ردا على مقتل خمسة من نشطائها في غارة جوية اسرائيلية في وقت سابق اليوم السبت، فيما قتل ناشطان إثنان مساء من حركة الجهاد في غارةاسرائيلية ثانية على رفح. وأكد مصدر طبي وشهود عيان فلسطينيون أن ناشطين اثنين في سرايا القدس قتلا مساء السبت في غارة جوية اسرائيلية جديدة على رفح بجنوب قطاع غزة. وأوضح أدهم أبو سلمية المتحدث باسم الاسعاف والطوارىء أن "شهيدين سقطا في الغارة الجوية على رفح ونقلا الى مستشفى أبو يوسف النجار برفح"، مشيرا الى أن "جثة أحد القتيلين وصلت الى المستشفى ممزقة". وأكد شهود عيان أن طائرة اسرائيلية أطلقت "صاروخا واحدا" على مجموعة من مقاتلي سرايا القدس، بينما كانوا يطلقون صواريخ في اتجاه المناطق الاسرائيلية. وكانت سرايا القدس قد قالت في بيان حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منه، إنها قصفت " أهدافا صهيونية بخمسة صواريخ غراد على مدن العدو أسدود (جنوب) وغان يفنه ولخيش". وفي بيان ثان، أكدت أنها أطلقت أربعة صواريخ أخرى على منطقتي أشدود وأوفاكيم في جنوب اسرائيل "وأصابت مبنى من تسعة طوابق مع وقوع اصابات"، فضلا عن قيامها بـ"قصف معبر كرم ابو سالم (كيرم شالوم) بقذيفتي هاون". وبث الموقع الالكتروني للسرايا شريط فيديو يظهر اطلاق خمسة صواريخ "غراد" من على مركبة. وكتب على الشريط "فيديو يعرض لاول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية (...) قصف أهداف صهيونية بخمسة صواريخ غراد". من جهتها، أعلنت كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية في بيان إنها أطلقت ثلاثة صواريخ "غراد" على منطقة أوفاكيم.

وقالت كتائب "المقاومة الوطنية" الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، إنها أطلقت صاروخا واحدا على معبر كرم أبو سالم. وقتل بعد ظهر السبت خمسة من عناصر سرايا القدس بينهم القيادي الميداني البارز أحمد الشيخ خليل في غارة اسرائيلية استهدفت موقعهم في رفح بجنوب قطاع غزة. وكانت سرايا القدس توعدت بالرد "خلال ساعات" على مقتل ستة من عناصرها، بينهم قائد ميداني في غارة جوية اسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة. وقال أبو أحمد الناطق باسم سرايا القدس لوكالة "فرانس برس"، إن "الرد قادم خلال ساعات أو أيام قليلة على هذه الجريمة الكبيرة باستهداف قادتنا وكوادرنا". ورأى أبو أحمد أن الغارة الاسرائيلية "جريمة كبرى يحاول العدو من خلالها خرق التهدئة وخلط الاوراق للتملص من تنفيذ الشق الثاني من صفقة تبادل الاسرى". وأوضح أن الشيخ خليل "قائد من الطراز الاول في سرايا القدس وهو شقيق ثلاثة شهداء قادة والعدو سيدفع الثمن باهظا".

وكانت سرايا أوضحت في وقت سابق أن "ستة شهداء بينهم قائد ميداني من سرايا القدس استشهدوا في غارة صهيونية على موقع تدريب لسرايا القدس في رفح". وأعلنت أن أحد "الشهداء هو القائد احمد الشيخ خليل". وذكر مصدر في مستشفى "ابو يوسف النجار" في رفح التي استقبلت جثث القتلى والجرحى ان "جثث الشهداء وصلت اشلاء ممزقة" ويشهد قطاع غزة منذ عدة أشهر تهدئة ميدانية غير معلنة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل، لكن توترا يشوب القطاع بين الحين والاخر.

مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

رئيس المجلس العالمي لثورة الأرز طوم حرب: الأمريكيون عرضوا التدخل العسكري في 7 أيار

وأنصح ميقاتي بسحب عضوية لبنان من الأمم المتحدة اذا لم تلتزم حكومته بالمحكمة الدولية  

غسان عبدالقادر

طوال أكثر من 30 سنة قضاها المهندس طوم حرب في المهجر الأمريكية كان شغله الشاغل كيف يعود الى وطنه ويراه معافى ولم يكل أو يمل ليصل الى هذه الغاية. فبحسب عباراته غادر طوم لبنان وهو في خضم أزمة الحرب الأهلية وحرب الآخرين على أرضنا، ولكن كله أمل أن يتحقق السلم وتسود الدولة على اراضي الوطن في يوم من الأيام. من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، إلى الأمانة العامة للجنة الدولية اللبنانية لتنفيذ القرار 1559 حتى رئاسة المجلس العالمي لثورة الأرز، تنقل طوم حرب منسقاً للوبي اللبناني في الولايات المتحدة والذي بات قوة يحسب لها حساب حتى أن رئيس الحكومة الاسرائيلية الأسبق ايهو باراك علق على ذلك قائلاً "فوجئت بحجم القوة التي بات اللبنانيون يملكوها في اميركا". طوم حرب الذي خص موقع "14 آذار" الألكتروني باعتباره الوجه الإعلامي للحركة الاستقلالية والسيادية في لبنان، كشف خبايا القرارات الدولية التي صاغ بعضها وأثر على البعض الآخر من القرار 1559 حتى القرار 1701 وكذلك القرارات الدولية الخاصة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

كيف بدأتم العمل في الولايات المتحدة لاستصدار قرارات دولية وامريكية دعماً لاستقلال لبنان وسيادته؟

كنا بدأنا العمل نحو قرارات خاصة بلبنان منذ العام 1994 حين تمكنا من استصدار قرارين غير ملزمين من الكونغرس. وبعد 11 ايلول 2001 أصبح المناخ ملائماً أكثر لتمرير قرارات تساعد على حرية واستقلال لبنان من خلال الكونغرس اللبناني حيث عملنا كجاليات لبنانية وكنائس مارونية من اجل صدور هكذا قرار ولم يكن العديد من اللبنانيين يدعمونا حتى 14 شباط 2005. وفي العام 2002 كنا بدأنا العمل على قانون محاسبة سوريا واستقلال لبنان في حينه كان ديفيد ساترفيلد في الخارجية الامريكية وهو كان من انصار سوريا وقد وقف في وجه بعض قرارات خاصة بسوريا.

كما اريد ان اؤكد أنه في 7 أيار من العام 2008 عندما اجتاح حزب الله بيروت، أن كلاً من الرئيس فؤاد السنيورة وقائد الجيش (في ذلك الحين) ميشال سليمان تلقوا عرضاً من الامريكيون لمساعدتهم عسكرياً للتدخل الفوري في لبنان، وقد عرضت واشنطن عليهم القيام بانزال جوي في مطار بيروت وفتح طريقه وحماية المباني الحكومية. وكانت السفن الامريكية بانتظار إذن أو طلب رسمي من الحكومة اللبنانية بذلك وفق خطة موضوعة. من جهتنا كنا على اتصال متواصل مع البيت الابيض ووزارة الدفاع من اجل العمل على اتخاذ الإجرآت الضرورية والقيام باللازم. وكان الامريكيين بانتظار الطلب الرسمي الذي لم يأت لأنه في حال عدم وجوده لكان الامريكيون تحولوا الى قوة احتلال وهذا ما لم يريدوه. وكان رفض السنيورة تجنباً لحرب داخلية. في الحقيقة ما قدمه الامريكيون للبنان خلال الـ8 سنوات الماضية لم يقدم للبنان بتاريخه ولم اصدق ما قدمه الامريكيون بالرغم انني في الولايات المتحدة منذ 30 سنة.

بما أنكم كنتم من عرابي القرار القرار 1559 القاضي بسحب جميع الجيوش واسلاح غير الشرعي من لبنان وكنتم اللذين سعيتم لاقراره ومن ثم تابعتم تنفيذه، ماذا تحقق منه حتى الآن؟

للاسف لقد تحقق جزء يسير من القرار 1559 القاضي بانسحاب الجيش السوري ولكن الشق المتعلق بتسليم سلاح حزب الله وكذلك المخيمات لم يتم تنفيذه. ولنا اعتراض على مقولة السياسيين اللبنانيين التي تنظر بمنظارين الى السلاح غير الشرعي: تارة خارج المخيمات وتارة داخلها لأنّ مثل هذا الكلام الذي لا قيمة له وكل سلاح ليس في يد الجيش اللبناني لا معنى له. قبل صدور 1559 كانت القوى السيادية المطالبة باستقلال لبنان تقول لنا انه في حال انسحاب الجيش السوري سنتكفل بالتعاطي مع المكونات المسلحة الاخرى الخارجة عن الشرعية، حيث سيعمل الجيش عند ذلك على القيام بما عليه لجهة نزع سلاحها. لكن بعد انسحاب الجيش السوري تبيّن انهم غير قادرين على القيام بأي أمر في هذا الاتجاه وبدأ حزب الله بتصعيد الموقف مع حرب تموز. في الحقيقة، كانت هناك الكثير من الأدوات لدى الحكومة اللبنانية السابقة لتنفيذ الـ1559 وبالتحديد مع العام 2006 وحرب تموز. كانت فرصة ذهبية كي يأخذ مجلس الأمن قراراً تحت الفصل السابع لضمان تطبيق جميع القرارات وبينها القرار 1559. حزب الله وصلت إليه أنباء عن نوايا في مجلس الأمن في هذا الاتجاه، فقام بطرح فكرة النقاط السبع كي يخرج نفسه من هذا المأزق فقدمها السنيورة الى مجلس الأمن بعد أن أتى بها نبيه بري الذي كان نقلها بدوره عن حزب الله.

ماذا حصل خلال هذه الفترة بين نيويورك (حيث مجلس الأمن) وبين واشنطن؟

ما حصل هو أننا جلسنا في حينه مع مندوب الولايت المتحدة في الأمم المتحدة جون بولتون ونحن نقول له نريد القرار الدولي وفق الفصل السابع فأجابنا إذا كانت الحكومة اللبنانية لن تطالب بقرار وفق الفصل السابع فعلى هذه الحكومة السلام، منبهاً أنّ حزب الله سيقوم بالارتداد على حكومة السنيورة وهذا ما حصل لاحقاً. المسودة الأولى للقرار كانت تضم 30 الف جندي دولي أغلبيتهم من الفرنسيين: 15 الف في الجنوب، 10 آلاف يتوجهون الى المخيمات لضبطها، والباقي على الحدود اللبنانية. كما طالبنا في حينه ان يوضع الجيش اللبناني تحت اشراف القوات الدولية فترتفع بذلك القوة العسكرية الى 90 الف قادرة على ضبط الوضع جيداً في لبنان.

تواصلنا مع القوى الاستقلالية في لبنان كما اجتمعنا مع البطريرك الماروني الذي كان يزور اميركا وطالبناه بدعم الفصل السابع ووعدنا خيراً في هذا الاطار وأن يبذل ما يستطيع لاقناعهم في لبنان بالقرار الدولي. بالفعل وصل البطريرك من قبرص ولكن صدمنا كيف ذهب الجميع بعد يومين الى النقاط السبع التي طرحت من قبل حزب الله. وهنا اذكر كيف كان وزير الخارجية طارق متري، يعاونه سفير لبنان في المكسيك الذي جاء الى الأمم المتحدة، يقوم بجولات على مندوبي الدول الغربية لاقناعهم بعدم صدور القرار الدولي وفق الفصل السابع في حين كان سبق لنا أن اخبرنا الجميع أننا نريد قراراً وفق الفصل السابع!

يرأس الحكومة اللبنانية حالياً نجيب ميقاتي ولكن تصنف وفق دوائر القرار الغربي بأنها حكومة حزب الله ما تعليقكم على ذلك؟

هذه الحكومة وجدت من دون قوة سياسية دولية معنوية، الغرب قال أننا سنتعامل مع اشخاص فيها وسنبقى ملتزمين بقضايا تسهيل امور البلد والمحكمة الدولية، وقد أوضحوا بعد النقاط في ذلك السياق لنجيب ميقاتي كي يحترمها على الأقل وبعض الخطوط الحمراء كي لا يقطعها. أنا أؤكد لك أن الغرب والأمريكيين والأوروبيين غير مقتنعين أبداً بحكومة نجيب ميقاتي لكنهم رضخوا مؤقتاً خصوصاً ان ادارة اوباما لا تريد فتح معركة على هذه الجبهة في الوقت الراهن على الأقل حتى تمرير المحكمة الدولية.

لذا هل ترون أنّ الحكومة ستسير في موضوع تمويل المحكمة الدولية؟

لا أعتقد أن القرار لدى الحكومة بل لدى حزب الله. وحزب الله هنا امام خيارين: إما الدفاع عن نفسه في المحكمة الدولية من خلال محامين اكفاء وإلا فان المحكمة ستكمل عملها بما توفّر لديها من ادلة وبراهين. واريد ان أنبّه انه في حال كان هؤلاء الأربعة قد قاموا بالتنفيذ وهم من ضغطوا على زر التفجير، فهناك وراءهم من اعطاهم المعلومات والاوامر ونعني ايران، وكذلك هناك طرف ثان متورط في العملية هو الدولة اللبنانية التي كانت قائمة في حينه، وثالثاً لا يجب ان ننسى الدور الذي سيكون لعبه السوريين في عملية كهذه. لدينا هنا بالتالي 3 دول معنية هي: سوريا ايران لبنان. أما بالنسبة للتمويل فإنّ المحكمة الدولية مستمرة بغض النظر اذا ما سمح حزب الله بالتمويل أو لا. المحكمة جاءت ضمن الفصل السابع ووفق النظام القانوني الذي يقول على أنّ المتهم بريء حتى اثبات ادانته. أما في حال لم يقوموا بالدفاع عن انفسهم فان ذلك دليل على أنهم مذنبون. نحن كعضو في الأمم المتحدة علينا السير وفق التشريعات الدولية، اذا كانت الحكومة تريد ان تتحدى المجتمع الدولي فإنني انصحهم بسحب عضويتهم من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة. وبالتالي لا تعد الدول تتعامل مع لبنان ككيان سياسي معترف به وكذلك فان المصارف سيكون لديها مشكلة مع لبنان وتتحول الى ما يعرف بحالة انعدام الدولة أو State Less.

*موقع 14 آذار

 

رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض: صمت الرئاسة الاولى عن انتهاكات النظام السوري مؤسف

وحزب الله بات خطراً على النظام والوجود المسيحي الحرّ ومشروعه الالغائي على قاب قوسين من الانهيار... أما التفجير فحتماً هو مصير حكومة ميقاتي!  

باتريسيا متّى

في ظلّ تزايد حدة المواقف والخطابات السياسية التهديدية وبين اعلان حزب الله رفضه القاطع تمويل المحكمة الدولية واعلان كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة التزاماتهما بالمقررات الدولية، برزت محاولات حزب الله المتكررة في مسيرة استكمال سيطرته واحتلاله للدولة اللبنانية من خلال مدّ شبكات اتصالاته على الأراضي اللبنانية اضافة الى دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد طاولة الحوار من جديد.

البعض اعتبر هذه الطاولة أساساً للخروج من المأزق فيما البعض الآخر اعتبرها محاولة للإلتفاف على المبادئ الأساسية والثوابت ومضيعة للوقت...

وسط زحمة كلّ هذه المواضيع والملفات الداخلية الشائكة، تعود الثورات العربية لتأخذ حيزاً مهما من الإهتمامات خصوصاً مع سقوط رمز من أهم رموز الإستبداد والطغيان العقيد الليبي معمر القذافي ومع ازدياد فظاعة الجرائم السورية بحق ارادة الشعب الصلبة في بلوغ هدفه المنشود الا وهو الحرية والتعددية...

عن هذه المسائل وغيرها، تحدثنا مع رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض في مقابلة خصّ بها موقعنا، حيث أكدّ أن "مبدأ الحوار بالأساس لا يمكن رفضه اطلاقا ً الا أن التجربة على الأرض مع قوى الثامن من آذار وحزب الله تحديداً أظهرت أن الحوار لم يكن بنيّة الوصول الى حلول بل لتكريس الأمر الواقع والإلتفاف على ارادة اللبنانيين في بناء دولة، عبر ايهامهم بأن هناك حواراً في وقت أن ما شهدناه هو شكل بلا مضمون", مشدداً على "ضرورة تطبيق أولا مقررات الحوار السابقة والذي كان قد انتج اجماعا على المحكمة الدولية كما على أمور أخرى أساسية, منها حلّ مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات كمرحلة أولى ولضبطه داخل تلك المخيمات، اضافة الى ترسيم الحدود.

كل هذه الإجماعات يعمل حزب الله وحلفائه بشكل دؤوب على نقضها وتعطيلها فكيف نعود الى طاولة الحوار في وقت ينقض الفريق الآخر كل ما سبق واتفقنا عليه."

وتابع: "اما البند الوحيد الذي تبقى على طاولة الحوار وهو الإستراتيجية الدفاعية أي مشكلة سلاح حزب الله, فمن المضحك المبكي ان في الجلسات السابقة كل الاطراف قدموا نظرتهم لمعالجة هذه المشكلة التي تتسبب بإنقسام عامودي، بإستثناء المعني المباشر أي حزب الله نفسه، في حين ان كل ادبيات حزب الله تخوّن من له وجهة نظر مختلفة عنه في هذا الموضوع، معتبراً أن "دعوة الرئيس برّي هي مجرد محاولة لكسب الوقت ولإخراج قوى 8 آذار من المأزق" .

قوى الثامن من آذار في مأزق كبير اقليمي وداخلي... ومشروع حزب الله الإلغائي على قاب قوسين من الإنهيار

معوّض رأى أن "قوى الثامن من آذار اليوم تتخبط بمأزق كبير لأسباب اقليمية تتمثل بإنهيار وتدهور المعادلة الإقليمية(أي السورية) التي أنتجت في الداخل غلبة السلاح كما أنتجت هذه الحكومة على ايقاع ّ الربيع العربي"، كما لأسباب داخلية حيث تواجه الحكومة استحقاقات ضخمة بمواقف متناقضة في داخلها ستؤدي عاجلا ام آجلا الى انفجارها."

اضاف: "الى ذلك،فالمأزق الداخليّ يكمن أيضا في أنه حتى ولو نجح حزب الله عبر سلاحه بالإنقلاب على ارادة اللبنانيين التي اظهرتها صناديق الإقتراع وعلى انتاج أكثرية القمصان السود، فهو لم يتمكن من انتاج حكومة تحمل مشروع حكم سياسي واقتصادي واجتماعي متماسك", معتبراً أن "الإخفاقات الكبيرة في مقاربة الملفات الإقتصادية والمعيشية برهنت تهاوي شعارات الإصلاح وأدت الى تدهور معدلات النمو وإفقار المواطنين"، مؤكداً من جهة أخرى أن "المشروع الإنقلابي الذي حاول حزب الله وحلفاؤه القيام به بتشكيل حكومة إلغائية بقوة السلاح بات على قاب قوسين من الإنهيار".

وردا على سؤال عن حدّة المواقف وتصاعد وتيرة المواجهات الداخلية والخطابات، رأى معوَض أن "هذه الحدة ناتجة عن فظاعة التجاوزات على اعتبار أن الدولة اللبنانية والدستور والميثاق الوطني معطلون بل مخطوفون بواقع سلاح يدعي أنه مقاوم. أما في الواقع فما نشهده وما نعيشه هو سلاح خاضع لأجندة فارسية وليس لبنانية في ادارة المواجهة مع العدو الاسرائيلي من جهة وسلاح بات يشكل من جهة ثانية خطراً على النظام اللبناني وعلى الحريات وعلى الإستقرار وعلى الشراكة وحتى على لقمة عيش اللبنانيين", مؤكدا أن "وثائق ويكيليكس بينت أنه حتى المدافعين عن هذا السلاح يرفضونه ضمنا ويوالونه علنا خوفا أو طمعا بمكاسب آنية وفئوية".

واذ اعتبر أنه قد "تم تسليط الضوء على تجاوزات حزب الله في منطقة ترشيش بسبب شجاعة أهالي المنطقة في الإعتراض على هذه التجاوزات"، لفت الى أن "هناك كل يوم بل كل ساعة ترشيش أخرى", مشيراً الى أن "حزب الله بات ضابطا للإيقاع القضائي والسياسي والإجتماعي وحتى الإقتصادي في لبنان. فالحروب يقررها حزب الله نيابة عن الأمة حتى ولو أن مصلحة لبنان وسيادته يقتضيان عكس ذلك, والأكثريات والحكومات يشكلها حزب الله حتى ولو ان اللبنانيين أرادوا عكس ذلك, وحزب الله يمكنه مد شبكة اتصالات خاصة به وإلّا فـ7 أيار جديد، ويمكنه أقامة محميات ممنوع على الدولة الدخول اليها، ويمكنه خطف مواطنين على طريق المطار دون حسيب أو رقيب, ويمكنه حتى اقامة محاكم خاصة به ومحاكمة الناس... أما "أشرف الناس"، أي الموالون لحزب الله فلهم حقوق خاصة: يمكنهم قتل ضابط من الجيش والخروج بعد ثمانية أشهر من السجن، يمكنهم التعدي على أراضي البطريركية المارونية أو على أملاك الدولة دون محاسبة, كما يمكنهم عدم دفع فواتير الكهرباء، ويمكنهم حتى تهريب البضائع من المرافىء والمطار دون دفع مستحقات الجمارك عليها".

وأضاف: "لبنان بات خاضعاً للسلاح وغلبته بدل أن يكون تحت سلطة الدولة والدستور، لقد طمحنا أن تستوعب الدولة الدويلة ولكن باتت اليوم الدولة خاضعة للدويلة".

عون يدافع عن الشيطان... وحزب الله بات خطراً على النظام وعلى الوجود المسيحي الحرّ

أما حول مواقف العماد ميشال عون المتناغمة مع حزب الله والمهددة بتكرار يوم السابع من أيار، فرأى معوض أن "عون يستقوي اليوم بالسلاح -كما فعل غيره في الماضي أيام الوصاية السورية – بغية تمرير المصالح والتعيينات والحصص الوزارية"، لافتاً الى أن "عون يدافع عن "الشيطان" مقابل حصة في السلطة", مشيراً إلى أن "وثيقة التفاهم التي شكلت مبرر علاقته بحزب الله لم يطبق منها أي بند بل أصبحت ورقة تين أدت الى إلتحاق عون الكامل بمشروع حزب الله وتشكيله غطاءاً له والتنكر لنضال وشعارات الماضي".

واذ اعتبر أن "هذه الورقة لم تلبنن حزب الله كما زعم التيار يوم وقعها، شدد على أن "المنطق القائل بأن وثيقة التفاهم حمت المسيحيين هو منطق ساقط, فالوثيقة لم تستطع حماية حتى أوقاف البطريركية فكيف لها أن تحمي المسيحيين؟!؟".

وتابع في الاطار عينه: "المسيحيون لا يستجدون الحماية من أحد, ومنطق الذمية هذا منطق مرفوض والنظام اللبناني وحده يحمي المسيحيين كما كل اللبنانيين, واي تعد على النظام والدولة يشكل خطراً وجوديا على المسيحيين الذين ناضلوا أكثر من الف وخمسماية سنة للحفاظ على وجودهم الحر على هذه الارض"، معتبراً أن "ما يحصل اليوم هو اخضاع حزب الله لكل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين".

صمت الرئاسة عن تجاوزات النظام السوري مؤسف... وفرق واحد في المعادلة الداخلية بين اليوم ووصاية ما قبل الـ2005

واذ شبه معوض وصاية حزب الله الجديدة على لبنان بأيام الوصاية السورية، أشار الى "غضّ نظر الدولة عن كل ما يتعلق بالسيادة اللبنانية يذكرنا بما كان حاصلاً قبل الـ2005 حيث كان موضوع السيادة ملزّماً للنظام السوري واليوم السيادة ملزّمة لحزب الله فيما الدولة تتعاطى ببعض اليوميات."

وردا على سؤال حول صمت رئاسة الجمهورية عن كل هذه التجاوزات بما فيها توغل الجيش السوري الى الداخل اللبناني, فقال معوض: "ان صمت فخامة الرئيس هو بالفعل مؤسف, واني أعتبر ان المشكلة ابتدأت حين قبل بتوقيع مرسوم تشكيل حكومة القمصان السود وحكومة الخضوع للدويلة"، موضحاً حديثه في هذا الإطار مشيراً إلى انه "صحيح أن الرئيس سليمان انتخب كرئيس وفاقي, ولكن الموقع الوفاقي لا يعني أبدا الوقوف في موقع المتفرج على خرق السيادة اللبنانية والتعدي على النظام", متساءلاً: "أين نحن من المشروع الوفاقي الذي انتخب على اساسه الرئيس سليمان والذي أُعلن في خطاب القسم؟"

هذا ورأى أن "لبنان عمليا قد عاد الى ما قبل العام 2005 مع فارق بسيط هو أن الوصاية آنذاك كانت مباشرة للنظام السوري، أما اليوم فإستبدل وجود الجيش السوري بجيش حزب الله، مؤكدا أن "اللبنانيين سيتصدون لمحاولة فرض فريق ارادته بالقوة على بقية اللبنانيين كما فعلوا في كلّ التجارب السابقة".

حزب الله أبدى المقاربة "الإيديولوجية" بموضوع التمويل على "البراغماتية...وميقاتي دخل بمسار سيؤدي حكماً الى انفجار حكومته

وفيما خص رفض حزب الله لتمويل المحكمة الدولية على الرغم من التزام الرئاستين الأولى والثالثة بذلك دولياً، رأى معوض أن "حزب الله بدّى المقاربة "الإيديولوجية" بموضوع التمويل على "البراغماتية" الا أن عدم التمويل سيؤدي حتماً الى تفجير الحكومة، بل الى عزل لبنان دوليا وما لذلك من تداعيات خطيرة على كل اللبنانيين", لافتاً الى أن "رئيسي الجمهورية والحكومة لا يتحملان تداعيات عدم التمويل لا سياسيا ولا شخصيا اضافة الى أن لبنان غير قادر على الدخول في مواجهة مفتوحة مع المجتمع الدولي".

واذ اعتبر أن "كلام ميقاتي عن الوسطية برهن أنه مجرد تغطية "لبقة" لمشروع حزب الله"، أكد "اننا لا ننتظر أية خطوة منه اليوم لأنه دخل بمسار سيؤدي حكماً الى انفجار حكومته".

وعن التزامات ميقاتي الدولية، قال معوض: "الرئيس ميقاتي يحاول كسب الوقت وليس هو من يسيطر على الوضع, وحكومته في مهب الريح والكل أصبح يعلم ان هناك تناقضاً فادحاً بين واقع حكومته وبين التزاماته الدولية, فالرئيس ميقاتي لم يعد يغش الا نفسه."

جنبلاط عانى من التهديدات ما جعله يعيد تموضعه خارج قناعاته السياسية... والتقصير واضح لمعارضة 14 آذار

هذا وتطرق معوض الى مواقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الأخيرة، فإعتبر أن "الربيع العربي قد شكل فرصة لمن لعب دورا أساسياً في ثورة الأرز بالتعبير عن نظرته وحلمه بعالم عربي حر وتعددي بعد أن صُوّب المسدس على رأسه وعاش فترة من التهديدات خاضعاً لميزان القوى ما جعله يعيد تموضعه خارج قناعته السياسية".

وحول معارضة قوى الرابع عشر من آذار، فإعتبر معوض أن "هذه القوى، التي يشكل ركيزة من ركائزها, مقصّرة بالعمل الجبهوي على الرغم من بعض التحركات البرلمانية الناجحة ولكن يجب اعادة النظر بكل العمل الجبهوي لأن الأداء وادارة الأمور ليسا على قدر تطلعات وطموح الجمهور السيادي".

وأضاف: "قوى 14 آذار مطالبة من جهة بالمصالحة مع جمهورها وبإعادة اشراك كل مكونات الجمهور السيادي في نضالها من أجل استعادة السيادة اللبنانية وقيام الدولة الفعلية, كما أنها مطالبة من جهة ثانية بالعمل الجدي من أجل بناء مجتمع أكثر تطوراً, فأين نظرة 14 آذار الى قانون الانتخابات وما الذي تقوم به على صعيد اشراك المغتربين؟ وأين العمل من أجل تطبيق اللامركزية الادارية؟ وماذا فعلنا من أجل محاربة فعلية للفساد؟ وكيف نسمح بعد ست سنوات على ثورة الأرز أن يبقى الإتحاد العمالي العام مخطوفاً من قبل البعث وأدواته؟ وما الخطط القطاعية التي قدمناها على المستوى الإقتصادي والإجتماعي؟ وماذا فعلنا لتحسين القدرة الشرائية للبنانيين ومستوى معيشتهم؟ بصراحة هل معركتنا من اجل السيادة وقيام دولة الإستقلال تعفينا من مسؤولياتنا لبناء مجتمع الإستقلال؟"

وقوفنا مع النظام السوري يزيد من الخطر على المسيحيين... وبكركي مدعوة لتوضيح الدور المسيحي الفعلي في الربيع العربي

وردا على سؤال حول تقييمه لمواقف البطريرك الراعي، لفت معوض الى أن "نهج غبطة البطريرك قائم على محاولته لعب دور توفيقي بين المسيحين من جهة وكافة المكونات اللبنانية من جهة أخرى نظراً لقدرة بكركي على الإنفتاح على الجميع, ولكن المشكلة ان الالتباس حول المواقف الباريسية لغبطة البطريرك لم يوضح بالكامل على الرغم من تأكيد غبطته أن ما صدر عنه آنذاك مجتزأ ولا يشكل قناعته".

واذ رأى أن هذا "الالتباس الذي حصل يسمح للبعض بالإستغلال"، دعا المسحيين وبكركي "لرفع الالتباس وتوضيح الدور المسيحي في ظلّ تغيرات الربيع العربي. لافتا الى ان "اذا كان هناك مخاوف مشروعة من بعض المخاطر التي تواكب أي تغيير بهذا الحجم ،الا أن الخوف الحقيقي على المسيحيين هو من استمرار هذه الانظمة العربية الدكتاتورية التي شكلت وتشكل عائقا أساسيا أمام قيام الدولة في لبنان وأمام الديمقراطية والتعددية والحرية, أي أمام الوجود المسيحي الحر في لبنان والمنطقة".

معوض الذي اعتبر "أننا ننظر للتغيرات العربية بعين من الأمل"، أشار الى "أن أي وقوف مع النظام السوري يزيد من الخطر على المسيحيين, فلا يجوز أن يستجدي المسيحيون حمايتهم من أنظمة دكتاتورية تقتل شعبها وتتهاوى، بل علينا على العكس أن نلعب دورا رياديا في التغيير والتحرر في أوطاننا وأن نكون قوة دفع في انتاج تغيير مبني على الحرية والتعددية والإعتدال والدولة المدنية ونقف سداً منيعاً في وجه أي جنوح نحو التطرف الديني أو الإيديولوجي."

وتابع: "ان ما يحصل من متغيرات نتيجة الربيع العربي سيساهم بإعادة تفعيل الربيع اللبناني لأن المعادلة الإقليمية الحاضنة لمشروع حزب الله ولغلبة السلاح تنهار تدريجيا، لافتاً الى أن "حركة التحرر التي بدأت في لبنان وأجهضها تحالف الديكتاتوريات في الخارج مع السلاح في الداخل ستعود لتنبض من جديد".

لا خوف على مصير أية دولة عربية بعد الثورات باستثناء ليبيا... الأسد سقط مع وقف التنفيذ!

وردا على سؤال حول فوز الإسلاميين في تونس ومجزرة الأقباط في مصر وما تشهده ليبيا، فنّد معوض الحالات الثلاث فقال :"ما يحصل في تونس شبيه بالحالة التركية، فحزب النهضة الإسلامي الذي فاز بـ90 مقعد من أصل حوالى 220 بالإرادة الشعبية أكدّ أنه لن يحوّل تونس الى جمهورية اسلامية بل سيخضع لدستور تونسي علماني كما هي حال تركيا"، لافتاً الى أن "الخطر ليس في وجود أحزاب اسلامية تقبل بأن تكون لاعبا في انظمة ديمقراطية بل بقيام جمهوريات اسلامية متطرفة سنية كانت أم شيعية على غرار ما حصل في إيران بعد الثورة".

وأضاف: "ما حصل في مصر من قمع لمسيرة الأقباط جريمة مريبة ومستنكرة ومدانة, ولكن بالمقابل نشهد للمرة الاولى منذ ثورة يوليو والتأميم الذي تبعها دينامية قبطية مسيحية استثنائية"، مستذكراً "حالة الخوف التي كان يعيشها الأقباط في مصر في العقود الماضية في حين أصبحوا يتظاهرون ويجاهرون بالمطالبة بحقوقهم وهذا دليل خير على الرغم من الأثمان التي قد يدفعونها في مسيرتهم النضالية تلك".

أما حول ليبيا، فقد أبدى معوض تخوفه من تعثر مسار التغيير الديمقراطي في هذه الدولة بعد الاعلان عن أن الدستور الجديد سيكون مرتكزاً على الشريعة الاسلامية، مما يفتح الباب امام قيام جمهورية اسلامية متطرفة, خصوصا وانه في كثير من الأوقات فإن وجود النفط والثروات الطبيعية ساهم في قيام وديمومة انظمة مغلقة سياسيا واقتصاديا لها القدرة في مواجهة المجتمع الدولي في حين أن هذا ليس ممكنا في دول تحتاج الى التفاعل السياسي والإقتصادي مع المجتمع الدولي لتأمين ديمومة واستقرار نظامها كما هو الحال مثلا في لبنان وسوريا ومصر وتونس . وهنا تقع مسؤولية كبيرة على عاتق المجلس الوطني الليبي بأن يضع اسسا لليبيا حرة وديمقراطية بعد أن نجح الشعب الليبي بإسقاط القذافي ونظامه المجرم".

وأضاف :" في خضم هذا الربيع العربي فإن الشعوب العربية المطالبة بالحرية مدعوة لرفض أي نظام مبني على التطرف ورفض الآخر وعليها مسؤولية تاريخية بأن تبني نموذجا عربيا ديمقراطيا تعدديا يصالح العالم العربي مع الحرية والحداثة".

واذ أكدّ أن الشعوب العربية لم تسقط الأنظمة لتقوم أخرى شبيهة بها بل ليقوم منطق التعددية، ختم معوض معتبراً "أن الأسد قد فقد شرعيته الشعبية وقد سقط مع وقف التنفيذ ولم يعد قادراً على كبت الثورة خصوصاً وأنه قد تبين أن الشعب مصمم على العيش بكرامة وحرية، وذلك بالرغم من تسامح المجتمع الدولي والعربي الى حد كبير مع النظام تجاه حجم المجازر بحق شعبه". 

*موقع 14 آذار

 

تزيد من الضغط السياسي وترفض التدخل العسكري على غرار ليبيا 

سياسة تركيا الجديدة تجاه سورية تقوم على المراوحة في المنطقة الرمادية

أسلي آيدينتاسباس/السياسة

قد تصفع انقرة عما قريب نظام الاسد من خلال عقوبات خفيفة, ولكن سياستها بمجملها تجاه سورية ستبقى خطابية فقط في حال عدم وجود توافق دولي بشأن اتخاذ اجراءات اقوى.

رغم ان تركيا نأت بنفسها عن سورية تدريجيا, فإن الساسة في انقرة يعتقدون ان الخيارات المتاحة امامهم لمواصلة العمل محدودة, فمن دون خطة مناسبة وتوافق دولي, لا يمكن للولايات المتحدة وغيرها التعويل على تركيا لحل مشكلة سورية.

لقد طرح الربيع العربي تحديا خاصا للسياسة الخارجية التركية في ظل زعامة حزب العدالة والتنمية والتي عبر عنها وزير الخارجية احمد داوود اوغلو بجملة جذابة »صفر مشكلات مع الجيران«, والواقع ان هذه العبارة تركز على سياسة »صفر مشكلات مع الانظمة«, وحزب العدالة والتنمية نجح في تحقيق هدفه الرامي الى تحويل تركيا عن الاتحاد الاوروبي شرقا وتعزيز العلاقات مع العالم العربي, فأصبح حليفه الجديد الاساسي حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يتربع على رأس ديكتاتورية منذ نصف قرن في سورية.

من وجهة نظر انقرة, يعتبر التقرب من نظام بشار الاسد من الناحية الاقتصادية والسياسية منطقيا, فقد انتهت منذ فترة طويلة تلك الايام التي كانت سورية الحليف السوفياتي او المضيف بكل فخر للزعيم الانفصالي الكردي عبدالله اوجلان, على مدى العقد الماضي, لم تعد انقرة ترى تهديدا ستراتيجيا من جانب سورية, بل ذهبت الى انفتاح مربح على العالم العربي, يتفق مع افكار حزب العدالة والتنمية العثمانية الجديدة الخاصة بقيادة الاقليم, فنمت علاقات اوثق وباطراد, ما اسفر عن اتفاق للتجارة الحرة في عام 2004 واجراء مناورات عسكرية مشتركة لثلاثة ايام لم يسبق لها مثيل في عام ,2009 في تلك السنة نفسها, الغى البلدان متطلبات الحصول على التأشيرة, وبدأت ممارسات رمزية للغاية من لقاءات واجتماعات وزارية مشتركة, وبدا ان مسؤولين اتراك لم يعد يعنيهم اي تحالف وثيق مع اسرائيل, وتحدثوا عنها عن »اتفاق ستراتيجي« مع دمشق, واصفين نظام الاسد, بسذاجة بعض الشيء, بأنه »محمي« من تركيا, وعلى مستوى شخصي, اقام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وعائلته علاقات ودية مع الرئيس السوري الشاب وزوجته الانيقة التي تلقت تعليمها في الغرب.

درس من ليبيا

ما ان بدأت الانتفاضات الاقليمية في وقت سابق من هذا العام حتى سارع اردوغان الى اجراء اتصالات من اجل تنحي الرئيس المصري حسني مبارك في مصر, لكن عندما وصل الامر الى ليبيا وسورية, في الحالة الاولى, اجرى محادثات هاتفية عديدة لكن معمر القذافي وابنائه للتوصل الى وقف اطلاق النار في البداية, ورفض علنا تدخل حلف شمال الاطلسي, لكن الآن في هذا العصر الجديد من سلطة الشعب في العالم العربي, جاء على ما يبدو موقف اردوغان المؤيد للقذافي بنتائج عكسية سريعة, ما اثار مظاهرات معادية لتركيا في بنغازي وسادت مشاعر قوية ضد تركيا بين قوات المتمردين, وكان هذا تحديا كبيرا لقادة حزب العدالة والتنمية, الذين ينظرون الى حزبهم باعتباره نموذجا اولياً للديمقراطية في الشرق الاوسط ولعودة الحركات الاسلامية المحافظة في تونس, ومصر وغيرها.

استغرق الامر بضعة اشهر من الجهود الديبلوماسية المضنية لطمأنة الجمهور والحكومة الليبية المؤقتة ان تركيا مع الشعب الليبي, كما اعلن اردوغان في زيارته الاخيرة الى بنغازي, وليس الى القذافي, ثم اصبحت ليبيا بعد ذلك بمثابة مصدر تذكير مفيد بمزالق الاعتماد على حكام مستبدين لا يحظون بشعبية على حساب الجمهور, ولكن ما ان اندلعت المظاهرات في سورية طوال فترة الصيف, قررت انقرة الا تفقد الشعب مرة اخرى.

الأسد يغضب أردوغان

كما هو الحال مع ليبيا, افترض اردوغان وأوغلو في البداية ان نفوذهم الشخصي سيكون كافيا لتوجيه الاسد في عملية تحكم من اعلى الى اسفل, بالاصلاح التدريجي, لكن العديد من الزيارات التي قام بها وزير الخارجية ومسؤولون آخرون - لم تؤد الى تقليص ملموس للقمع, رغم ساعات من المحادثات على انفراد مع الرئيس السوري - بما في ذلك هاكان فيدان, رئيس المنظمة الوطنية للاستخبارات التركية, ازاء هذا الوضع, ثمة اربعة عوامل رئيسة دفعت انقرة للتخلي عن تأييدها لنظام الاسد:

1- كان التقييم ان الاسد إما ضعيف او غير راغب في الاصلاح, وخلال اجتماعات خاصة, كثيرا ما سمع داوود اوغلو وسواه من المسؤولين اعراب الاسد عن استعداده لاجراء اصلاحات, وبدا الرئيس السوري حتى ذلك الوقت ضعيفا للغاية داخل الاسرة الحاكمة وغير قادر على احداث اي تغيير حقيقي, في يونيو واغسطس الماضيين, شجعت انقرة نوعا ما حزمة الاصلاحات عندما اعلنها الاسد بما في ذلك بعض الاقتراحات التركية, مثل الغاء قانون الطوارئ المستمر منذ عشرات السنين, والسماح للمعارضة بتشكيل الاحزاب السياسية, واجراء حوار وطني, ولكن لم تتخذ اي خطوات ملموسة لتنفيذ هذه الاصلاحات, وكانت تلك خيبة امل تحولت في النهاية إلى إحباط, وأخيراً, إلى غضب.

2 - تدفق اللاجئون الفارون من القمع في يونيو الماضي, عبر الحدود إلى تركيا, وتركز الاهتمام الدولي على وحشية النظام السوري. وما ان تلقى تقارير مباشرة عن الفظائع السورية, وصف أردوغان سلوك النظام بأنه »وحشي« داعياً الأسد إلى إقالة شقيقه ماهر, الذي اعتبره مسؤولون أتراك العقل المدبر للحملة الوحشية على الشعب السوري.

رغم ان الجيش السوري طوق المنطقة الحدودية لمنع المزيد من الهجرة إلى تركيا, فإن وجود المعسكرات زرع بذور عدم الثقة وأثار إشاعات عن حرب بين البلدين.

3 - مشاعر السنة وحماة: الطابع السني - بأغلبيته الساحقة - للحزب الحاكم في تركيا ساهم أيضاً في التحول بعيداً عن نظام الأسد الذي يخضع لرقابة صارمة من عشائر من الطائفة العلوية الأقلية, طوال شهر رمضان الماضي, كان لأخبار القتل الجماعي وعمليات إطلاق النار العشوائي من قوات الأمن السورية صدى خاصاً لدى الجمهور التركي المحافظ, رداً على ذلك, بدأت جماعات مثل صندوق الإغاثة والمساعدات الإنسانية تنظيم احتجاجات وتورطت في أزمة اللاجئين السوريين منظمات غير حكومية إسلامية كانت مسؤولة عن أسطول الحرية العام 2010 إلى قطاع غزة.

 كل ذلك جاء في أعقاب حملة انتخابية في يونيو الماضي انحنى خلالها حزب العدالة والتنمية لتلميحات طائفية, مسلطاً الضوء عمداً على العلويين من دون سواهم من معارضيه العلمانيين (بما في ذلك زعيم المعارضة الرئيسي كمال كيليكاردغلو). أثناء ذلك, خلط الحزب بين تقاليد العلويين الإسلامية في تركيا مع الطبيعة العلوية للنظام السوري مسقطاً فروقاً ذات دلالة تاريخية ودينية بين المذهبين. وهذا بدوره جعل من الأسهل على حزب العدالة والتنمية أن يدير ظهره للأسد, لكن الضربة القاضية كانت الحصار الوحشي لمدينة حماة في 1أغسطس, عشية بدء شهر رمضان, عندما قتل الجيش السوري العشرات من المدنيين في محاولة لإخماد الانتفاضة. كان هذا بالنسبة إلى قيادة حزب العدالة والتنمية, بمثابة تذكار مرير لحملة حافظ الأسد الدموية على المدينة نفسها منذ ثلاثين عاماً - الحدث الذي لا يزال يلوح بشدة في وعي الإسلاميين.

4 - النفوذ الإيراني: مع تزايد عزلة نظام الأسد على الصعيد الدولي, تزايد الاعتماد على إيران, وكان من أولويات السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية تصميمه على إقامة أفضل العلاقات مع طهران, فبدلاً من الصدام مع النظام الإيراني في موضوع سورية, أملت تركيا في إقناع طهران بدفع الاسد نحو الاصلاح - كما حاول ان يفعل اردوغان في لقائه الاخير مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في الأمم المتحدة - أو سواه في التحضير لمساعدة أنقرة في مرحلة ما بعد الأسد, ومع ذلك فإن احتمال ترك سورية في حالة من عدم الاستقرار وتحت نفوذ إيران يشكل قلقاً ستراتيجياً لأنقرة, وعلاوة على ذلك, فإن المسؤولين الاتراك يعتقدون الآن أن داعمين النظام السوري في طهران وحدهم سيشجعون على ازدياد وحشية الأسد.

كلام كثير وفعل قليل

على مدى الأشهر القليلة الماضية, انتقلت أنقرة بشكل حسام الى المعسكر المناهض للاسد, وبحول منتصف الصيف,بدأ مسؤولون كبار في تركيا تستضيف تجمعات لنشطاء المعارضة السورية, ومن ابرزهم جماعة الإخوان المسلمين, بحلول نهاية هذا الصيف, كان المسؤولون الاتراك يأملون علنا بسقوط النظام باعتباره احتمالاً لا مفر منه. أخيرا, في نهاية سبتمبر, أعلن اردوغان انه "قطع كل حوار مع النظام السوري", وأن الاسد كان "يكذب عليه بشكل مستمر". وبعد بضعة أيام, أصبحت لهجته اكثر جرأة:" قد يتم تمديد هذه العملية اكثر قليلاً, ولكن عاجلاً ام آجلا في سورية, إذا كان الناس اتخذوا قراراً مختلفاً, كما هي الحال في مصر, او في تونس, وكما هي الحال في ليبيا فإن النظام سوف يدمر نفسه". في الوقت ذاته, ان تركيا على قناعة بأن خياراتها محدودة. أنقرة مستعدة لفرض نظام عقوبات خفيفة, كما قال اردوغان للرئيس الاميركي باراك اوباما في نيويورك أواخر سبتمبر الماضي, وبالفعل تم اعتراض بعض شحنات الاسلحة الى دمشق. وكذلك فإن ادوغان سوف يصعد لهجته ضد النظام السوري, ويلفت الانتباه الدولي مجدداً الى سورية.

ولكن أبعد من ذلك, فإن سياسة تركيا تجاه سورية ستبقى خطابية في غياب إجماع دولي واضح بشأن اتخاذ مزيد من الاجراءات, وكما حصل من معارضة تركية للحرب على العراق قبل عقد من الزمن, سوف تقاوم أنقرة على مستوى رفيع أي تدخل عسكري, وبالتالي, كما تنظر الولايات المتحدة الى خياراتها الخاصة في سورية, فإنه لابد من النظر الى تركيا للاضطلاع بدور الميسر والشريك المحتمل - ولكن ليس دور مصمم السياسة الحاسمة تجاه جارتها غير المستقرة على نحو متزايد.

نفوذ إيران يشكل قلقاً ستراتيجياً لأنقرة, وعلاوة على ذلك, فإن المسؤولين الاتراك يعتقدون الآن أن داعمين النظام السوري في طهران وحدهم سيشجعون على ازدياد وحشية الأسد.

*كاتب في صحيفة "ميليت" التركية, والتقرير نشر في نشرة معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى

 

ماذا لو سقط الرئيس الأسد وأتى هولاكو جديد

د. فراس الأسعد/السياسة

يتبين  من تتبع الخطوط البيانية  المتعلقة  بثورات الربيع العربي  أنه كلما توالت الثورات العربية كلما  طال أمدها و أصبحت أكثر دموية  مع تدهور أكثر في  الوضع الإقتصادي و دمار أوسع في البنية التحتية , وهو ما يحدده موقف الجيش من الثورة  و مدى تماسكه أو إنشقاقه عن النظام ,   فكانت الثورات الأولى  التونسية و المصرية  الأكثر سلمية  , على النقيض من الثورة الليبية  ب¯ "نتائجها الباهظة" على حد تعبير رئيس مجلسها الإنتقالي مصطفى عبد الجليل , وهو ما دعمه رئيس المكتب التنفيذي للمجلس محمود جبريل بتصريحه :  إن إعادة إعمار ليبيا مهمة مستحيلة.

هذا رغم  أنه يُشهدُ  للثورة الليبية  بأنها حققت ما لم تحققه بعدْ  أي ثورة عربية  إطلاقاً بالتخلص  النهائي  من رأس النظام  و عائلته , كما أن فرص حدوث ثورة مضادة فيها ستكون أقل  واقعيةً , فالحرب المفتوحة أتت على بعض قادة النظام وشردت أخرين إلى غير رجعة , بينما سلمية الثورة في  تونس ومصر  أعطت فلول الأنظمة البائدة فرصة أفضل لإعادة  ترتيب أوراقها وتدوير زوايا الواقع الجديد , لتنجح أخيرا في دعم المخربين والتحريض على أحداث ماسبيرو الطائفية  في القاهرة , فالثورة المصرية ورغم أنها من أكثر الثورات نموذجيةً إلا  أنها غير مكتملة مادام  النظام الجديد لم  يستوف قوانينه الجديدة ولم يخرج من المرحلة الإنتقالية  , فسقوط رأس النظام لا يعني بالضرورة التغيير المنشود .

فكما أن لكل ثورة ظروفها ومعطياتها المختلفة , كذلك لكل نظام مقومات  ونقاط ضعف و نفوذ إقليمي, لذا فإن جميع  الأطراف  في سورية  مدعوة للإستفادة العقلانية من تجارب الثورات  السالفة , وليس إستنساخها كصورة فوتوكوبي ) ,وذلك  إلتزاماً بمصالح الوطن  العليا  و دعماً للوضع الإنساني  الذي لم  يثبت وجوده كأولوية  في أجندات راكبي الثورات  , فحماية الشعب هي  ما دعا اليه حكماء الثورة  بإصرارهم  على سلمية الثورة  تخفيفاً من معاناة الشعب , كما أن  كلفة الإصلاح  الجذري  لنظام أمني شمولي  باهظة ,  فقد  تتجاوز حدود مقتل  ثلث الشعب  وفق الفتوى  الشرعية  التي  أطلقها الشيخ صالح اللحيدان عضو هيئة علماء المملكة السعودية وكانت موضع جدل وخلاف بين علماء المسلمين , حيث  أجاز فيها  قتل ثلث الشعب  ليسعد الثلثين ,   ليعقب  عليه الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان بأن النظام مستعد لقتل أكثر من ثلث الشعب  , فرغم أن هذا الموقف  قد يكون  حقيقياً أو ترهيبي  ,إلا أنه  بقي  من دون تعقيب  تالي أو  أي متابعة  تحليلية أوسع - كنا نأمل بها -  لهكذا  فتاوي  شرعية أو مواقف سياسية  , يمكن أن  توضح الطريق أكثر  للشعب  السوري  , لكن  يبدو أن  النزاعات  على تشكيل المجلس الإنتقالي بمختلف أشكالها جعلتهم بعيدين عن الشعب ,  وجعلت دراسة مخاطر ونتائج  الثورة المسلحة  ليست من أولوياتهم , لذا رايناهم يطلون في الإعلام يتبنون بدعة  ( الشعب هو صاحب القرار ) في تملق سافر للشعب  ظاهرياً وتهرب فاضح  من مسؤولياتهم جوهرياً , فهم الذين  يدعون الفهم  والعبقرية , والشعب واقع تحت ضغوط القمع النفسية فقراراته إنفعالية , ويحتاج لمن يوضح له الطريق بسلبياته وإيجابياته ليكون قادراً على صياغة رأي عام حاسم .

فمن واجبات المجلس دراسة  ووضع ستراتيجيات الثورة ليبدي الشعب رأيه فيها , لكن ما قد حصل كان مستفزاً لمشاعر الشعب , فتولت المعارضة مهمة الصراع على المناصب وتركت للشعب مهمة  إتخاذ القرارات الإنفعالية , فهل جميع أبناء الشعب مثقفون واكاديميون, فحتى ( الحظر الجوي ) هو مطلب جماهيري في الداخل وليس للمجلس الوطني دور في تبلوره?

فهل المعارضة إمتياز و منصب أم واجب و مسؤولية. ماذا  فعلت المعارضة السورية حتى اليوم?

الذي فعلته  تكتلات المعارضة  قبل تشكيل المجلس الوطني هو الدعاية والإستعراضات الإعلامية من خلال عقد سلسلة طويلة غير منظمة من المؤتمرات بهدف إثبات وجودها و المزايدة على بعضها البعض , وإعتماد سلسلة ثلاثية من اللاءات : لا للعنف . لا للطائفية . لا  للتدخل الخارجي  . ثم بعد تشكل المجلس إستمر الغياب المفجع لخارطة الطريق عدا  إضافة ال¯ (لا) الرابعة . (لا)  للحوار مع النظام . من دون اي ( نعم )   أو ستراتيجية عملية  تدل على رؤية سياسية  قابلة  للتطبيق , الأمر الذي يعني إستمرار التضحيات وإستنزاف الإقتصاد , فمعارضتنا الباسلة تهنئ الشعب في كلِّ مناسبة إعلامية  بأن  العقوبات الدولية والمقاطعة الاوروبية للنفط ستصيب الإقتصاد في مقتل , وأن قطاع السياحة أصبح مدمراً وخارج ميزانية الدولة , وكأن النظام وحده سيتضرر . وكأنهم لم يتعظوا من النموذج الليبي أو العراقي الأكثر دمويةً وتدميراً  .

إن المعارضة السورية  التي إنضوت تحت سقف المجلس الإنتقالي لم تستطع تشكيل هذا المجلس  إلا  بعد سبعة  أشهر من الثورة ,  ليس  إختلافاً  على مصالح حزبية أو توجهات إيديولوجية  , إنما بإعتراف المعارضة نفسها  خلافا  على مصالح  شخصية  إفتعلها من ركب الثورة , أو خلافات تنظيمية  فنية و إدارية   من قبل بعض  الأحزاب أو الهيئات .

يضاف إلى ذلك كله :

 أن  إطلاق الشتائم  و المطالبة  بإعدام  الرئيس لا يليق بمبادئ الثورة , وهو  سبب آخر  لتفاقم  أعمال العنف ضد المتظاهرين , فالأنظمة الشمولية تعتبر رئيس الدولة هو الرمز المطلق لها , و إن المساس به هو السبب الأهم للإيغال في الحل الأمني والخطاب الإعلامي الكاذب ظناً منها أنها  بذلك تحمي النظام  , رافضةً أي تغيير في قواعد اللعبة كالذي فرضته ثورات الربيع العربي , بحيث أصبح العنف  لا يولد إلا مزيداً من العنف , واللجوء لكسر إرادة الشعب وتأليهه الرئيس هو وقود الثورة , بينما كان الأجدر بهم تغيير أساليبهم الهمجية التي  كانت حاجزاً أمام إنطلاق حوار حقيقي بإتجاه التغيير  , فالتنازل أمام الشعوب ليس عاراً كما هو التنازل أمام الأعداء .

*طبيب وكاتب سوري

 

عن "الاجتماع الذي لم يعقد" بين الأسد ونصر الله

محمد مشموشي/المستقبل

أيا تكن الحقيقة في ما نشر، ثم نفي، عن الاجتماع بين الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فالمؤكد أن تنسيقا كاملا يتم بين سوريا و"حزب الله" حول ما يجري في لبنان في الفترة الحالية، فضلا عما جرى فيه سابقا. ولا يتعلق الأمر هنا فقط بالمحكمة الدولية، ولا بالوضع الحكومي لجهة تمسك الطرفين ببقاء الحكومة الحالية، بل أيضا بكل ما يتعلق بلبنان سياسيا وأمنيا وماليا واقتصاديا في ظل ما تشهده المنطقة، وسوريا تحديدا، من تطورات مفتوحة على العديد من الاحتمالات.

وفي المسألة جانبان اثنان لا يخفيان على أحد: أولهما، أن طبيعة ما يحدث جعلت مما وصف ب"التحالف الاستراتيجي" بين سوريا والحزب أولوية الأولويات بالنسبة لكل منهما، وثانيهما أن مشكلات لبنان الراهنة، سواء منها ما يتصل بأمنه أو سياساته أو شؤون ناسه الحياتية، هي رهن الاتفاق (أو عدم الاتفاق؟!) بين طرفين لا يتحملان مسؤولية قانونية ودستورية عما يحل بلبنان نتيجة ذلك. وعمليا، فكلا الأمرين يلحق أضرارا حتمية بحاضر هذا البلد فضلا عن مستقبله القريب والبعيد.

مع ذلك، فقد يكون صحيحا أن حرص سوريا و"حزب الله" على الحكومة لا يقل عن حرص رئيسها، وأن بقاءها أو عدمه يعتمد شكلا (أو أقله وفق الدستور) على قرار بهذا الشأن يتخذه رئيس الحكومة، أو الأكثرية التي سمته للمنصب ثم اشتركت معه في الحكومة، لكن ما نسب الى اجتماع الطرفين وكانا قد تحدثا به علنا في السابق أنهما هما اللذان يقرران مستقبل هذه الحكومة في نهاية الأمر.

ألا يؤكد ذلك واقع أن الحكومة الحالية هي حكومة سوريا و"حزب الله"...هذا الواقع الذي نفاه الطرفان بشدة لدى تشكيلها، والذي سينفيانه مجددا في حال بقيت الحكومة لفترة من الزمن، أو في حال استقالت نتيجة المأزق الكبير الذي تقع فيه الآن: مأزق تمويل المحكمة الدولية؟.

أيا يكن، فقد حدد السيد حسن، في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، مأزق الحكومة بأدق العبارات وأوضحها عندما قال انه لن يقبل اطلاقا تمويل المحكمة، بأية صيغة من الصيغ التي يجري التداول بشأنها، وأنه يريد في الوقت ذاته أن تبقى الحكومة "لتحقيق انجازات أخرى تضاف الى ما حققته حتى الآن". ولدى سؤاله عما اذا كان رئيس الحكومة يمكن أن يقبل بمثل هذه المفارقة(عدم التمويل، وعدم الاستقالة معا)، قال انه لم يبحث هذا الأمر معه بعد... علما بأن رئيس الحكومة، كما قال، يعرف موقف الحزب من المحكمة ومن تمويلها منذ اللحظة الأولى للاتفاق معه على تشكيلها.

"فيك الخصام، وأنت الخصم والحكم"، هذا ما قاله الشاعر العربي قديما، وهو ما يظهر جليا أنه حال اللبنانيين الآن مع حكومتهم، بل مع من شكل لهم هذه الحكومة ويريد لها أن تبقى، بقدر ما يريد لهم أن يقبلوا بها ويمحضوها تأييدهم بالرغم من كل شيء.

في الانتظار، يقال أن الشهرين المقبلين سيكونان حاسمين بالنسبة لمصير الحكومة، ليس في ما يتعلق بتمويل المحكمة وانعكاس ذلك عليها داخليا فحسب، وانما أيضا في ما يتعلق بالعديد من الملفات الأخرى التي ترتفع في وجهها، سياسيا واقتصاديا وأمنيا وماليا وحياتيا، في ظل ما تشهده المنطقة وسوريا بالذات من تحديات ترقى الى مستوى كونها مصيرية بكل ما تعنيه هذه الكلمة.

وبغض النظر عن اعتبار لبنان دولة فاشلة، أو مارقة في حال فشله في تسديد مساهمته في تمويل المحكمة التي أنشئت من أجله، فلا تشير الأوضاع الاقتصادية الضاغطة التي تعيشها مختلف طبقاته الاجتماعية الا الى أن الغد سيكون بالغ الصعوبة. ولعل الأرقام الواردة في الموازنة، وما فيها من اشارات الى ازدياد العجز وفرض المزيد من الضرائب (على القيمة المضافة، وعلى غيرها) سوى جرس الانذار بما ستؤول اليه أوضاع الغالبية العظمى من اللبنانيين في المرحلة المقبلة.

واذا ما كانت الطريقة التي عالجت بها الحكومة مسألة زيادة الأجور في الفترة الأخيرة دليلا على كيفية نظرها الى الأمور، وأسلوبها في تدوير الزوايا بين "طموحات" عدد من الوزراء (الشعبوية والانتخابية قبل كل شيء) فلا يبشر ذلك بأي خير على الاطلاق.

كذلك فان نظرة سريعة الى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول انتهاك جنود سوريين للسيادة اللبنانية في الشمال والبقاع بما يتناقض مع قرار مجلس الأمن الرقم 1552، والى رد المندوب السوري الى الأمم المتحدة القائل بأن جنديا سوريا واحدا لم يدخل أراضي لبنان في الأسابيع الماضية، تكفي لابلاغ المنظمة الدولية بأن لا حكومة قائمة عمليا الآن في لبنان... بعد أن تحدثت أطراف رسمية فيها عن اتصالات أجرتها مع الجانب السوري لمنع تكرار توغل قواته داخل الأراضي اللبنانية.

ثم ماذا عن عمليات الخطف الدورية للمواطنين السوريين المتواجدين داخل لبنان، في وضح النهار تارة وتحت جنح الظلام تارة أخرى؟، وماذا عن المتهمين الأربعة الذين تقول الأجهزة الأمنية والقضائية أنها تبحث عنهم منذ شهور ولا تجد لهم أثرا؟، بل وماذا عن المهزلة التي دارت فصولها في لجنة حقوق الانسان النيابية ولم تجد لها صدى لا من الحكومة بشكل عام ولا من وزير العدل بصورة خاصة؟.

تستطيع الحكومة، كما هو واقع حالها الآن، أن تهرب الى المقولة التاريخية "لم رأينا...لم سمعنا... لم تكلمنا" لأسبوع أو لشهر أو لاثنين، لكن السؤال يبقى: الى متى؟ وماذا ستفعل هذه الحكومة بعد ذلك؟.

لعل الاجتماع الذي لم يعقد، كما قيل، بين الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصرالله يقدم للحكومة الجواب الذي تبحث عنه.

 

الجامعة العربية والفشل الذريع في دمشق!

داود البصري/السياسة

بكل صراحة وشفافية لا نستطيع وصف الإجتماع الأخير بين وفد الجامعة العربية برئاسة رئيس الوزراء القطري ورئيس النظام السوري سوى بكلمة واحدة هي "الفشل"!! و التي نتبعها بكلمة "الخيبة"! بعد أن نجح النظام السوري كعادته التفاوضية المعروفة في سحب الوفد العربي لأقاويل المجاملات و إغراقه في وعود الإصلاح و عسل الحل العربي المفقود و إضاعة الوقت في مفاوضات ماراثونية فارغة من أي مضمون حقيقي فيما يستمر نزيف الدم السوري الشعبي و بوتائر عالية للغاية و بكلفة لا تتحملها أعتى الشعوب المجاهدة , لقد فشل الوفد العربي للأسف في قول كلمة الحق في بلاط سلطان ظالم غشوم , بل وفشل رغم المهارات الكلامية و الديبلوماسية المعروفة لرئيس الوفد وهو الصريح و المباشر في إنتقاداته اللاذعة و المعروفة في توجيه تحذير عربي واضح و محدد للنظام المجرم الذي تمادى للغاية في سفك الدماء و محاولة تحويل مجرى الثورة الشعبية السورية الكبرى نحو غايات و أهداف إجرامية مشبوهة و الشروع في وضع أسس و لبنات الحرب الأهلية و الطائفية التي يخطط لها كبديل لتدمير سورية من الداخل في حالة إزاحة النظام وهو الهدف الشعبي الدائم و المقدس و الذي لا خيار نهائي سوى خياره , للأسف لم يكن الوفد العربي بمستوى المسؤولية , وهو بالتالي لا يمكن أن يقدم أي حل موضوعي و نهائي , و الحل العربي في النهاية و كما أبرزته سابقا جريمة الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990 ليس سوى وهم و سراب لا طائل منه و لا نتيجة إيجابية معلومة ستجنى من خلفه , كل المؤشرات و العوامل باتت واضحة بأن النظام السوري مطلق اليد و الحركة و المناورة في آليات قمع الثورة الشعبية مستثمرا موقعه السلطوي و تحالفاته الإقليمية الستراتيجية وخصوصا مع حلفائه في طهران , وهو يتصرف براحة ستراتيجية كاملة فيما يعاني الشعب السوري في ظل التردد العربي و تواطؤ بعض العرب المخجل لصالح النظام كما هي الحال في العراق مثلا الذي تحولت حكومته مطية إيرانية تتلقى أوامر تحركاتها و مواقفها من رغبات و سلطات الولي الإيراني الفقيه.. للأسف العالم العربي يضيع الفرصة التاريخية بعد أن تنكر للشعب السوري و أدار ظهره له و قدمه قربانا للنظام المجرم الذي يفتعل سيناريوهات التشويه و التخريب و الإساءة إلى الثورة الشعبية السورية و تصويرها بما يخدم مصالحه و توجهاته المشبوهة و يناور عبر مفاوضات سطحية وسخيفة ومضيعة للوقت , تصريحات الوفد العربي الناعمة في دمشق لا تمثل حزما أخلاقيا وسياسيا و لا توجه سوى رسالة واحدة للنظام وهي إعدم شعبك و أستمر في إذلاله..! فيالبؤس الحل العربي الذي به يدعون و يترافعون و يصدرون المذكرات و يشكلون الوفود والتي لاتقدم أي حلول سوى معسول الكلام الذي لايمنع تدفق نزيف الدم الشعبي السوري , يبدو أن ليس هناك من نصير لمأساة الشعب السوري سوى الله سبحانه وتعالى الذي سيحقق وعده وينصر عبده ويذل الجبارين والطغاة ويفضحهم شر فضيحة.. أما الحل العربي فهو كالعادة في المشمش..!

*كاتب عراقي

 

عقوبات متعددة الأطراف على سوريا واستثناء الخيار العسكري

ثريا شاهين/المستقبل/تسابق الضغوط الدولية على دمشق المسعى العربي لحل الأزمة عبر الدور الذي أعطي للجنة الخاصة بذلك. ومع اعتبار المجتمع الدولي أن المبادرة العربية ايجابية، لكن الآمال بتوصلها الى حل للأزمة تبقى ضعيفة، تواصل الدول الغربية مشاهداتها حول فرض عقوبات جديدة على النظام السوري من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتؤكد أوساط ديبلوماسية في واشنطن، أن كل أنواع الضغوط ستمارس على النظام السوري ما عدا العسكرية منها. اذ إن ثمة قناعة أميركية انه على المدى الطويل، ستكون هذه العقوبات فاعلة ومؤثرة، ما يشير الى أن الموضوع السوري سيكون طويل الأمد. ولن تكون هناك عقوبات ثنائية أميركية، أو ثنائية من أي طرف دولي آخر فقط، انما عقوبات متعددة، وبالتالي لا تستغرب المصادر، أن تتخذ فرنسا خطوة مماثلة للولايات المتحدة، لناحية استدعاء السفير الفرنسي في دمشق للتشاور، وأن تتبعها كذلك دول أوروبية عدة في هذا المجال. فاستدعاء السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد للتشاور، هو اشارة اضافية الى التصعيد حيال سوريا. اذ انه بحسب المصادر، بعد انتهاء قضية ليبيا أصبح هناك تركيز أكثر على سوريا.

مع الاشارة الى أن العقوبات الأميركية لم يكن لها تأثير كبير على سوريا، خلافاً للعقوبات الأوروبية، لا سيما أن 90 في المئة من صادرات البترول السورية هي الى الدول الأوروبية. وأهمية الضغوط الدولية على سوريا بالنسبة الى الأميركيين، هي في أنه عندما تسير فيها الولايات المتحدة تتبعها أوروبا مباشرة. ثم هناك الدور التركي في العقوبات، لهذا تعتبر العقوبات متعددة الأطراف.

وتشير أوساط ديبلوماسية أوروبية الى أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه زار الصين أخيراً، وكان الموضوع السوري على جدول الأعمال، في محاولة جديدة لإقناع الصين بالسير في الخطوات الدولية حيال سوريا. وبالتزامن تستمر فرنسا في محاولاتها اقناع روسيا لهذه الغاية أيضاً.

لكن حتى الآن لا يوجد نص جديد قدمته قرنسا الى مجلس الأمن حول سوريا. انما المحاولات لإقناع الروس والصينيين فضلاً عن جنوب افريقيا هي من أجل استصدار قرار جديد عن المجلس يدين أعمال القمع، ولا يتضمن أي عقوبات.

وتلفت الأوساط الى أن القوى الدولية التي تمارس مختلف أنواع الضغوط على دمشق، لا تزال تستثني من هذه الضغوط اللجوء الى العمليات العسكرية، اذ أنها تعتقد أن هناك فارقاً كبيراً بين الموضوع الليبي والموضوع السوري، بسبب اختلاف الوضع على الأرض. ففي سوريا هناك جيش، والمعارضة غير مسلحة، في حين أن في ليبيا نصف الجيش ترك القيادة الأساسية واتجه مع سلاحه الجوي والأرضي، الى المعارضة ضد النظام. وبالتالي، كان في ليبيا نوع من الجيش في اطار الحركة المسلحة واصبح الثوار جزءاً من الجيش، وجاءت قوات "الناتو" لمساعدته.

في سوريا المعارضة سلمية، ومن المهم أن تبقى سلمية، لا سيما وأن النظام ينتظر تسليح المعارضة ليقول ان ما تقوم به هو مؤامرة. لذلك تعوّل الدول على أن تبقى المعارضة السورية سلمية. فالمعارضة ومعها سلاح تأتي لتصب في مصلحة النظام السوري وليس في مصلحتها هي.

لذا، فإن فرنسا تنوي مجدداً تقديم مشروع قرار جديد الى مجلس الأمن، لكنها لا تزال تنتظر الفرصة المؤاتية. ولن يكون الانتقال الى التعامل مع الملف السوري مثلما تم التعامل مع الملف الليبي بصورة أوتوماتيكية. حتى بالنسبة الى التدخل العسكري فإن ذلك يحتاج الى قرار الشرعية الدولية، والغطاء الأساسي في الأمر هو من مجلس الأمن. لكن الأمور حيال سوريا لم تصل الى التفكير بالفتاوى للتدخل العسكري. ولا يزال هذا الموضوع سابقاً لأوانه، على أن الأوساط تؤكد أن أي عملية عسكرية تحتاج الى قرار أساسي من المعارضة، والى توفير اجماع عربي ودولي حولها على غرار ما حصل بالنسبة الى ليبيا.

 

لا فرق بين سوريا وليبيا القذافي

طارق الحميد/الشرق الأوسط

منذ تصريح رئيس وفد اللجنة العربية من دمشق عن ودية اللقاء الذي جمعهم مع بشار الأسد سقط ما يزيد على سبعين قتيلا سوريا على يد قوات النظام، وفي يوم الجمعة الماضي وحده كان هناك خمسون قتيلا! الوفد العربي الخاص بمبادرة الجامعة تجاه سوريا لم تنطلِ عليه حيلة النظام الأسدي، وهي قبول المبادرة ثم تفريغها من مضمونها، حيث أصدرت الجامعة العربية بيانا مساء الجمعة تستنكر فيه استمرار القتل بسوريا من قبل النظام، الذي بدوره فقد صوابه ورد على البيان، أمس، ببيان يعلن فيه استغرابه من البيان العربي! وحرب البيانات هذه تعني بالطبع فشل المبادرة العربية، وفشل النظام الأسدي بالتقاط تلك الفرصة، وتلقين الجامعة العربية درسا، كما ذكرت بإحدى المقالات من قبل، واليوم فإن على الجامعة العربية نفسها أن تلقن النظام بدمشق الدرس المستحق، ليس لأننا في لعبة استذكاء، أو فرد عضلات، بل من أجل حقن الدم السوري من نظام يريد البقاء بالحكم ولو بقتل الشعب.

على الجامعة العربية الآن أن تعود إلى استخدام اللغة التي يفهمها النظام الأسدي جيدا، وتفعيل الخيار الوحيد المتبقي تجاه النظام بسوريا، وهو ليس أمرا جديدا؛ بل قامت الجامعة بتنفيذه من قبل بحق نظام القذافي بليبيا، وهو تجميد عضوية النظام الأسدي بالجامعة والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، ومطالبة مجلس الأمن باتخاذ ما هو لازم لحماية المدنيين بسوريا. على الجامعة فعل ذلك اليوم ليس انتقاما من النظام الأسدي، بل من أجل عدة أمور مهمة؛ أولها هو حماية المدنيين السوريين من آلة القتل، وثانيها لكي لا تكون الجامعة العربية مزدوجة المعايير حيث تصدت للقذافي قبل أشهر، بينما تبدو اليوم وكأنها تشتري الوقت لنظام الأسد، ولكي لا تكون الجامعة أيضا شريكة لحزب الله والنظام الإيراني بالدفاع عن الأسد، خصوصا أن وزير خارجية إيران قد أعلنها صريحة على صدر صحيفتنا قبل أيام بأن طهران مع إعطاء الأسد فرصة، والأمر الآخر هنا هو أن تحرك الجامعة المطلوب، بتجميد عضوية النظام الأسدي والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، يعد بحد ذاته خطوة ضامنة لكي لا يخرج بيننا من جديد من هم مثل صدام حسين، أو معمر القذافي، أو بشار الأسد، فهذا دور الجامعة العربية، وعليها أن تقوم به اليوم، وأكثر من أي وقت آخر.

فبفشل المبادرة العربية - الفاشلة تماما - تكون الجامعة، وتحديدا بعض الأعضاء فيها، قد أعطت النظام الأسدي الفرصة الألف، ولكن لا حياة لمن تنادي، وبالتالي فإن عليهم اليوم استغلال كل فرصة متاحة لحماية المدنيين السوريين. فالجميع اليوم بات على قناعة تامة بأن لا أمل بالنظام الأسدي، ولا أمل بأي إصلاحات يعد بها، فهذا النظام لا يجيد إلا لغة التنكيل الوحشية.

وعليه؛ فقد حاول النظام بسوريا التذاكي على الجامعة، لكنه وقع في شر أعماله، وبالتالي فإن الكرة، وهي من نار، باتت بيد الجامعة التي عليها أن تتذكر جيدا أن لا فرق اليوم بين النظام الأسدي ونظام القذافي البائد.

 

الخوف على المسيحيين في سوريا!

فايز سارة/الشرق الأوسط

بين وقت وآخر تطالعنا تصريحات أو دراسات ومقالات تحمل مخاوف على مستقبل المسيحيين في سوريا، ومنذ انطلاق حركة الاحتجاج والتظاهر في مارس (آذار) الماضي، والتي تحولت إلى ثورة شعبية واسعة، تزايد الحديث عن المخاوف، وصار الحديث عنها جزءا من الحديث عن الثورة والمستقبل، وهو حديث لا يمكن فصله عن أحداث وتطورات شهدتها بلدان المنطقة في العقود الأخيرة، والتي برزت فيها مخاوف جدية وأخرى مصطنعة حول الوجود المسيحي في بلدان المنطقة، وبصورة أقل حول الوجود المسيحي في سوريا.

إن الأبرز والأهم في أحداث المنطقة وتطوراتها، التي أثرت في مخاوف المسيحيين السوريين على وجودهم ومستقبلهم، يمكن رؤيته في أربعة تطورات أساسية، أول هذه التطورات ما أحاط بالوجود المسيحي في فلسطين، حيث أدت سياسة إسرائيل وسط صمت إقليمي ودولي إلى تهجير وطرد أغلب المسيحيين خارج وطنهم، بمن فيهم مسيحيو القدس، وقد تم تمرير تلك السياسة وسط أقل قدر من الضجيج وبأساليب استطاعت من خلالها إسرائيل تمرير سياساتها من دون أن تترك ردود فعل إقليمية ودولية معترضة ورافضة لعملية إبعاد وتهجير الفلسطينيين، وكان التطور الثاني ممثلا بما حدث في لبنان من مجريات حرب أهلية بين عامي 1975 و1990، والتي لبست في أحد التعبيرات طابع حرب بين المسيحيين والمسلمين، وقد أدت في نتائجها إلى إعادة صياغة الواقع اللبناني وتوازناته الدينية والطائفية، وكان من نتائجها إضعاف موقع المسيحية السياسية وخروجها من موقع القيادة الأولى للتوزع حول محوري المسلمين السنة والشيعة.

أما التطور الثالث فكان بروز التطرف والتحريض الديني في العديد من دول المنطقة مع بداية السبعينات، وتصاعده بدعم ظاهر وضمني من أجهزة وهيئات رسمية في العديد من الدول، وقد أدى هذا التطور إلى احتقانات وصدامات في العديد من الدول بين المسلمين والمسيحيين على نحو ما صار إليه الوضع، خاصة في مصر والسودان، حيث توجد أعداد كبيرة من المسيحيين في عداد مواطني البلدين. والتطور الرابع يمثله ما حدث في العراق بعد الحرب الأميركية عليه في عام 2003، والتي كان من نتائجها استهداف المسيحيين هناك، وهي عملية غلبت عليها الطبيعة الإجرامية، وأن لم تخل من أسباب دينية - طائفية، وكان من نتائجها تهجير وإبعاد قسم كبير من مسيحيي العراق خارج وطنهم في خطوة تكاد تماثل ما أصاب المسيحيين في فلسطين.

وسط تلك التطورات يمكن فهم الأساس في مخاوف وخوف مسيحيي سوريا على وجودهم ومستقبلهم. غير أنه لا ينبغي الذهاب بعيدا حول تأثير هذه التطورات، لأن مسيحيي سوريا لم يتأثروا بصورة مباشرة بما نتج عن تلك التجارب والوقائع، بل إنهم على العكس، استطاعوا ليس الحفاظ على استقرار أوضاعهم، بل رؤية مجموعهم السوري وهو يقدم الدعم والمساندة لإخوانه من مسيحيي فلسطين ولبنان والعراق ويحتضنهم في محنتهم، ويساعدهم على تجاوز بعض ما أحاط بهم، فقدم موئلا آمنا لكل من قصده من مسيحيي الجوار.

وإذا كانت التطورات الإقليمية محدودة التأثير على مسيحيي سوريا، فإن هذا ينقلنا إلى التطورات والعوامل الداخلية، وأغلبها تطورات وعوامل لا تخص المسيحيين وحدهم، إنما تخص مجموعهم السوري كله نتيجة عوامل متداخلة، جعلت من المسيحيين مندمجين في سياق التركيبة السكانية السورية في بعديها البشري والاقتصادي، كما جعلتهم مندمجين في البنى السياسية والاجتماعية والثقافية مع محيطهم العام، وإن كان ذلك لا يعني أنهم ليست لهم خصوصيات يمكن رؤية أبرزها في إطار غلبة صفة الفئات الوسطى على وجودهم، ولهذا الوضع أسباب منها النسب الأعلى للتعليم في أوساطهم، وهو أمر ينطبق على المهن أيضا، ومحدودية عدد أفراد الأسرة، وتوجه النساء نحو العمل، وارتفاع معدلات الدخل ومستويات المعيشة وغير ذلك.

إن أوضاع أغلبية المسيحيين السوريين العامة والمعيشية تجعلهم أميل إلى الاستقرار، مثلهم في ذلك مثل معظم الفئات الوسطى السورية، لا سيما المتمركزة في دمشق وحلب، وهي الفئات التي تظهر قلقها إزاء المستقبل خاصة في ظل ما تشهده سوريا من أحداث وتطورات لا يظهر لها حسم قريب.

ووسط هذا الوضع العام، تدخل تفصيلات يتم الاشتغال عليها من جانب النظام وأطراف داخل المجتمع بصدد المسيحيين السوريين، أولاها النظر إليهم باعتبارهم «أقلية» في إطار تقسيم سوريا إلى أكثرية وأقليات، وهي فكرة تستوجب سعي كل واحدة من الأقليات إلى تأمين «حماية»، وهذه يمكن أن يوفرها النظام الحالي طبقا لما يشاع. ورغم أن هذه الفكرة لا تتوافق مع الواقع في كثير من حيثياتها وتفاصليها، فإنها يجري تدعيمها مع فكرة التخوف من حكم الأكثرية الإسلامية السنية، واحتمال إقامة نظام يستند إلى الشريعة الإسلامية، مما يعني هضم حقوق وربما اضطهاد المسيحيين، وربما الأسوأ في هذه المنظومة نشر إشاعات تثير مخاوف المسيحيين بالتزامن مع بروز بعض تعبيرات ذات صبغة دينية في أوساط المجتمع ذي الأغلبية الإسلامية، وفي أوساط بعض المتظاهرين، وكلها تدفع نحو وقوف المسيحيين إلى جانب النظام في ضوء ما يجري في سوريا.

ومما لا شك فيه أن منظومة تخويف المسيحيين من المستقبل لا تصمد أمام حقائق موازية، لعل الأبرز فيها أن المسيحيين في سوريا جزء مندمج في محيطه، وأنهم ما زالوا يلعبون دورا في مسار ريادي أسهموا فيه بقوة من أجل التحرر القومي والمعرفي عبر القرن الماضي، والذي ثبت خلاله تعايشهم وتفاعلهم مع محيطهم الاجتماعي والسياسي بما فيه الجماعات الإسلامية، فيما تستمر نخبة منهم حاليا في المشاركة في حراك التغيير، بالتزامن مع تأكيد مجموعهم السوري وحرصه أكثر من أي وقت مضى على وجودهم وحضورهم في حاضره ومستقبله، ليس فقط من خلال الشعارات التي يرفعها المتظاهرون حول سلمية الثورة، ولا في تأكيد مسارها نحو تعزيز الوحدة الوطنية للسوريين جميعا، بل من خلال تأكيد أن الهدف النهائي لحراك التغيير الحالي يسير باتجاه دولة ديمقراطية مدنية، توفر العدل والمساواة والمشاركة تحت سيادة القانون لكل مواطنيها، وهو توجه من شأنه الإطاحة بكل مخاوف وتخوفات المسيحيين السوريين إزاء المستقبل.

 

تلاقي الموجتين

حازم صاغيّة/الحياة

إذا نظرنا إلى المنطقة العربيّة من زاوية الأديان والمذاهب، أمكن القول إنّها تعيش تلاقي موجتين يكاد لا يجمع واحدتهما بالثانية الشيء الكثير، بل إنّ كلاًّ منهما تبدو بذاتها متفاوتة متعدّدة المستويات. ولنتعارف على تسمية الأولى بالموجة الأميركيّة. وهذه لا تنحصر في ما يصدر عن إدارة أوباما والإدارات التي سبقتها، إذ تتعدّاه إلى منتجات المجتمع الأميركيّ وتقنيّات الاتّصال المعولم ووسائطه. في هذه الخانة العريضة تندرج، فضلاً عن سياسات الإدارات، مناشدات حقوق الإنسان وأفكار المجتمع المدنيّ وحقوق النساء والأقليّات والحرّيّات الفرديّة والتعبيريّة ونزعات المتعويّة الشبابيّة والمغايرة الجنسيّة، وهذا جميعاً معطوف على التليفون المحمول والفايسبوك وتويتر.

في المقابل، هناك ظلامات شعبيّة وشعبويّة قرّر أصحابها أنّ الصبر غدا مستحيلاً. ولربّما ساهم في بلورة هذه الموجة سنيّاً أنّ الطاقة الشيعيّة صبّت، منذ الثورة الإيرانيّة في 1979، في وجهة أخرى. هكذا رأينا الشيعيّة السياسيّة تتماهى مع صورة باتت قديمة وغير مقنعة عن التناقضات المؤثّرة في المنطقة. وما بين تلك الثورة ومقاومة "حزب الله" في لبنان، بات من الصعب جدّاً البحث عن قواسم مشتركة بين الشيعيّة السياسيّة والغرب، لا سيّما الولايات المتّحدة. أي أنّ الأولى تكرّر ما حصل في العراق مع "ثورة العشرين" على نحو موسّع. آنذاك، وكانت الانتدابات ترسم العالم الجديد لحقبة ما بعد الحرب العالميّة الأولى، آثر الشيعة العزوف عن هذه العمليّة وتركها في أيدي العائلات التقليديّة السنيّة. وقد كرّس هذه الوجهة راهناً أنّ انتفاضة البحرين ذات اللون الشيعيّ لم تنضمّ إلى محفل الانتفاضات التي انتصرت وتنتصر، وهي كلّها ذات لون سنّيّ على نحو أو آخر.

فإذا جاز أنّ الموجة الثوريّة الشيعيّة تقادمت، جاز أيضاً أنّ الموجة الثوريّة السنّيّة تشبه، في صلتها بالغرب والغربيّة، حقبة الجهاد الأفغانيّ ضدّ الروس، إنّما من دون سلاح هذه المرّة. وعمليّات الناتو في ليبيا لا تنوب مناب الوجهة السلميّة، ثمّ الانتخابيّة، الطاغية على الحقبة برمّتها.

هذا لا يلغي أنّ القضيّة المحقّة الملوّنة في يومنا هذا بلون سنّيّ لا تزال مشوبة برجعيّة بدت جليّة في خطاب مصطفى عبد الجليل وفي المزاج الذي نمّت عنه نتائج الانتخابات التونسيّة. وهذا الملمح الرجعيّ يفاقمه، في حال سوريّة، إيثار الأقليّات في أكثريّتها تأييد النظام المستبدّ وإبداء التعاطف معه.

بلغة أخرى، تسير الانتفاضات اليوم تحت راية الحقّ من دون حداثة، وبعضُ الحداثة أن يتراجع اللون السنّيّ نفسه لتتقدّم ألوان الجماعات الأهليّة كلّها ومعها نطاق عريض من الأفكار والتصوّرات. وأغلب الظنّ أنّ انتقالاً كهذا لا يكفي التوسّط القَطريّ لإحداثه، ولا حتّى التوسّط التركيّ سياسةً ونموذجاً. ونعرف أنّ "الاعتدال العربيّ" سبق له أن كان وسيطاً بين المجاهدين الأفغان والدور الأميركيّ والغربيّ في أفغانستان، إلاّ أنّ ذلك لم يحل دون كارثيّة النتائج.

ما يضمن النجاح في الانتقال، إذا كان ثمّة من نجاح ومن انتقال، هو تفعيل اللقاء بين الموجتين وتوسيعه وإتاحة المجال واسعاً لاشتغال النماذج والأفكار ممّا لم نشهده في تلك الحرب الأفغانيّة. وربّما كان المحكّ الأبرز في هذا الباب تثبيت مبدأ الانتخاب وتداول السلطة بالتناوب، وإشعار غير المسلمين وغير السنّة بأنّ آراءهم ذات طاقة تقريريّة تؤخذ بالحسبان. وهذا سيكون بداية الانتقال من النظر إلى المنطقة كأديان وطوائف إلى مقاربتها كقوى اجتماعيّة وفكريّة تنشقّ بموجبها الأديان والطوائف نفسها.

 

زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد

حاصبيا ـ عمر يحيى/المستقبل

أكثر من مليون شجرة زيتون في منطقتي حاصبيا ومرجعيون، فقضاء حاصبيا على سبيل المثال ينتج نحو 75 ألف صفيحة زيت زيتون سنوياً، وهذه الإنتاجية تزداد عاماً بعد عام كون الكثير من تلك الأشجار والنصوب لم تدخل في مرحلة الإنتاج الفعلي وأيضاً بسبب توجه مزارعي المنطقة نحو زراعة هذه الشجرة المباركة بكثافة لصعوبة وجود بدائل زراعية أخرى منتجة ولوعورة الحقول والأراضي الزراعية في المنطقة.

إلا أن تكاليف الاعتناء بالزيتون تزداد عاماً بعد عام ومحصوله الى تراجع بسبب التغير المناخي اللافت والأمراض التي تصيبه خصوصاً عثة الزيتون وعين الطاووس، وغياب الإرشاد الزراعي الحقيقي ومشكلة تصريف الزيت والزيتون، كلها عوامل حدت بالمزارعين الى الملل من الحديث عن زيتونهم الذي يفتخرون به وبنوعيته في منطقة تشتهر أكثر من غيرها بالزيتون ونوعيته وجودته، وكل كلام عن دعم هذا القطاع الزراعي وتطويره وايجاد أسواق لتصريفه يعتبرونه غير مجدٍ لأنه لا يقترن بالأفعال، حيث أنه لا يوجد في منطقتي حاصبيا ومرجعيون الزراعيتين أي مركز للأبحاث العلمية الزراعية لمواكبة المزارعين وما يواجهونه من مشاكل زراعية وأمراض تصيب محاصيلهم تجنباً لخسائر هم في غنى عنها.

واليوم رغم أنه لم تتوضح بعد لائحة الأسعار فعلياً، إلا أن كيلو الزيتون يراوح سعره بين 2000 و3500 ليرة بحسب حجمه وجودته، و4500 ليرة كلفة عصر عشرين كيلو زيتون، فيما أجر العامل يراوح بين 30 ألفاً و45 ألف ليرة، يضاف الى ذلك كلفة النقل من الحقل وحراثة الأرض والعناية بأشجار الزيتون طوال العام.

وموسم الزيتون لهذا العام لا يختلف كثيراً عن سلفه في ضعفه في وقت يعول الكثير من مزارعي منطقتي حاصبيا والعرقوب تحديداً على هذا الموسم الزراعي، مصدر الرزق الأساسي لغالبيتهم، والمحصول يختلف قليلاً بين حقل وآخر، لكن النتيجة واحدة، زيتون هذا العام لا يعوض التعب والتكاليف التي يتكبدها هؤلاء، مع أنه بشكل او بآخر يؤمن جزءاً من حطب التشحيل إضافة الى الجفت الناتج عن عصره وقوداً للتدفئة في فصل الشتاء.

ويبقى هذا الموسم فرصة لتلاقي الأهل والأقارب حول هذه الشجرة المباركة، والجميع من دون استثناء يشارك في جني المحصول، لا فرق بين طبيب أو مهندس أو طفل أو شاب أو كهل، فلكل من هؤلاء دوره في قطاف الزيتون خصوصاً يوم العطلة ولا غنى عن اليد العاملة التي يزداد أجرها كل عام بينما سعر الزيتون وزيته "مكانك راوح"، بحيث يقول البعض "الزيتون بات لا يساوي تعب قطافه والعناية به".

ويشرح المهندس غيث معلوف، رئيس التعاونية الزراعية في راشيا الفخار، الأسباب الكامنة وراء تراجع موسم الزيتون "أولها استمرار تساقط الأمطار وبرودة الطقس حتى فصل الربيع، وثانيها عثة الزيتون التي أصابت الزيتون في موسم إزهاره ما أدى الى تساقط نسبة كبيرة من تلك الأزهار، وهذه العثة يكون لها جيل ثانٍ بعد حوالى شهر من عقد ثمار الزيتون التي أصيبت به أيضاً بقوة، ما أدى الى تساقط ثمار الزيتون بكثافة في شهر أيلول"، معتبراً أنه "كان من المفترض على المزارعين مراقبة زيتونهم وهذه الحشرة بالذات ومكافحتها في حينه تجنباً لتساقط الثمار وبالتالي تدني الإنتاج".

ويشير معلوف الى أن هناك تراجعاً لافتاً في موسم الزيتون منذ أكثر من خمس سنوات، "ففي قضاء حاصبيا مثلاً يبدأ المزارعون بقطاف الزيتون مع بداية شهر تشرين الأول وللأسباب الآنفة الذكر كانت نسبة الزيت قليلة جداً أي أنه عادة كل 60 كيلو زيتون ينتج صفيحة زيت أما هذا العام فكل 75 كيلو زيتون أو أكثر ينتج صفيحة زيت وبما أن هناك عرض كبير وكميات كبيرة ما زالت مكدسة من العام الماضي فإن سعر صفيحة الزيت في تراجع لافت، وحتى اليوم سعر صفيحة زيت الزيتون لهذا الموسم حوالي 150 ألف ليرة بينما سعر صفيحة الزيت من العام الماضي بأقل من مئة ألف ليرة، وهذه الأسعار لا تغطي تكاليف الإنتاج خصوصاً مع ارتفاع أجر اليد العاملة وكلفة الاعتناء بالشجر".

وللمزارعين رأيهم في هذا الموسم، فيشير أبو محمد شقير الى أن الموسم عنده هذا العام "يعوض قليلاً عن سلفه ولكن انتاج الزيت أقل من العام الماضي"، أبو محمد الذي تساعده زوجته في جني المحصول لديه نحو 200 شجرة زيتون "وهي تكفي بكل الأحوال لتأمين مونة العائلة من زيت وزيتون وما يزيد عنه نقوم ببيعه".

أبو علي عبدو يساعده وزوجته عامل لأن أبناءه لا يمكنهم ترك أعمالهم للمساعدة في جني الموسم، وأبو علي يقوم بتشحيل كل شجرة زيتون تسهيلاً لقطافها وما ينتج عن التشحيل يستخدمه في ما بعد حطباً للتدفئة، "أما الزيتون وزيته فهو مونة للعائلة فقط وليس للبيع".

أبو عزت ذياب يقول: "الموسم الماضي كان أفضل من هذا العام، يعني الكحل ولا العمى وبكل الأحوال نؤمن مونة البيت من الزيت والزيتون".

أبو رشيد القادري يرى أن "الله يعطي الناس أكثر مما تستحق لأنها تتلهى بالسياسة وتتسلى بالزيتون، أما تصريف الزيت فمشكلة المشاكل والمزارع مهمش ولا أحد يسأل عنه خصوصاً في منطقتنا".

 

رئيس الجمهورية والديموقراطية الآتية

سمير منصور/النهار

لفت الأنظار في الرياض رئيس الجمهورية ميشال سليمان وهو يدخل الديوان الملكي معزياً بوفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز، فقد كان في مقدمة الوفد الرسمي الذي اصطحبه، رئيس سابق للجمهورية هو أمين الجميل، وذلك على مرأى ملوك ورؤساء وأمراء ومسؤولين عرباً وأجانب التقاهم مغادرين أو آتين لتقديم التعازي، وهذا مشهد قل نظيره في العالم العربي الذي يفتقر الى وجود رؤساء سابقين يعيشون في بلادهم حياة طبيعية، وهم إذا وجدوا، فإما منفيين أو مختفين لا يظهرون ولا يعرف الناس عنهم شيئاً. وكان المشهد مدعاة اعتزاز حتى للبنانيين الذين يعانون الأمرين من فوضى السياسة وانفلاتها في لبنان، ومن "الجزر المستقلة ذات السيادة" التي يحكمها أمراء السياسة والأحزاب والطوائف. ومع ذلك، ثمة من يجد في لبنان حداً أدنى للممارسة الديموقراطية وإن الشكلية في حالات كثيرة.

وفي طريق العودة من الرياض، وفي أسرع "سفرة" استغرقت ست ساعات ونصف الساعة فقط بين ذهاب وإياب وما بينهما تقديم التعازي، وليس انطلاقاً من المشهد المشار اليه آنفاً، بدا رئيس الجمهورية مسكوناً بـ"هاجس" الديموقراطية. قال: "لا بديل من الديموقراطية في العالم العربي عاجلا أم آجلا. ولا مفر في النهاية من الاحتكام اليها، فالعالم أصبح متداخلا ومتواصلا الى درجة صار يصعب معها تجاهل طريق الممارسة الديموقراطية. وما دام لا بد منها، فلتكن بدون إراقة دماء. ومن غير المستحيل على أي دولة في العالم التفاهم على الاحتكام الى الديموقراطية التي تكفل حماية الحريات وسيادة المؤسسات والقانون" وذلك من خلال الحوار الهادىء البناء، والذي يشكل وحده الطريق الى الحلول وتجاوز الأزمات".

ويقول رئيس الجمهورية إن الدول الكبرى وفي طليعتها الولايات المتحدة الاميركية والغرب عموماً، تتحمل مسؤولية في هذا المجال وهي التي تنادي بالديموقراطية وتعطي دروساً فيها، فلا يحق لها أن تكون إستنسابية في دعواتها. ويتساءل: "هل من الديموقراطية بمكان تجاهل الاعتداءات الاسرائيلية واحتلال اراض عربية في فلسطين وسوريا ولبنان؟ وهل في استطاعة المنحاز الى المعتدي ضد المعتدى عليه أن يوازن بين انحيازه الى الجانب الاسرائيلي ودعوته الى الديموقراطية؟

هل في تجاهل المبادرة العربية للسلام التي ترتكز على الديموقراطية الحقة والتي اطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله من القمة العربية في بيروت عام 2002 شيء من الديموقراطية؟".

وفي رأي رئيس الجمهورية أن التعددية في لبنان "على علاتها" يمكن أن تشكل مثالا يحتذى به لما يمكن أن تكون عليه الديموقراطية الآتية عاجلا أم آجلا، الى كل بلدان العالم العربي، والعالم في شكل عام.

 

 

 

عون: ما يجري في المنطقة ليس ربيعا بل وثبة إلى الوراء والحلول لا يجب أن تكون من الماضي بإتجاه المستقبل وهو شيء لا نجده حاليا

أغلبية المسيحين في سوريا مع النظام ومع الإصلاحات ليصبح النظام أكثر ديمقراطية

سوريا ولبنان متجاوران وهذا أساس يجب أن تبنى عليه العلاقات

لم أطلقوا تسمية "سيدة الجبل" في حين أن لقاءهم كان على البحر؟

أحب أن أرى الحريري ولكن ليس في الحكم لأن التجربة معه لم تكن جيدة

سوريا الدولة الوحيدة التي يتمتع فيها النظام والجيش بعقيدة

هناك هبات لم تدخل الخزينة وفقا للأصول ولقوانين المالية العامة

هناك اشخاص يشغلون مراكزهم بشكل غير قانوني وطالبت ميقاتي باحالتهم الى التحقيق

ارفض المحكمة الدولية بالمطلق وشروط تمويلها غير متوفرة

تفاهم مع حزب الله ولا علاقة مع رئيس الجمهورية وانسجام مع البطريرك وتعاون مع رئيس مجلس النواب

 وطنية - 29/10/2011 اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، في حديث لقناة "المنار"، ان "ما يجري من حولنا في المنطقة ليس ربيعا، بل فيه وثبة إلى الوراء، لأن الحلول المطروحة هي حلول من الماضي، فيما الحلول لا تكون أبدا من الماضي، ومجرد إنتقائها من الماضي تكون خاطئة. يجب أن تكون الحلول في إتجاه المستقبل، وهذا يتطلب دائما تحليلا وتفكيرا لكيفية مسار الأمور وكيفية التلاقي معها، وهو الشيء الذي لا نجده في الحركات المحيطة بنا حاليا".

ورأى "اننا لا نزال في بداية مرحلة تهديمية. فالثورة تتناول الفكرة أولا، وهكذا تكون الثورة الحقيقية التي تكون بناءة، إذ تثور على تقاليد بالية ومتحجرة وتثور على فكر معين، كما أنك تثور على الذات في البداية، وذلك للخروج من الإلتزام من شكليات أثبتت عدم فعاليتها، ولئلا يكرر الإنسان ذاته، عليه أن يكون قادرا على خلق أشياء جديدة. نحن نعيش في مجتمع لا يزال غارقا في الكثير من المواضيع المتخلفة ويفكر ضمن مربعات. من يريد ان يخلق وضعا جديدا عليه ان يخرج ليجد حلا خارج المربع الذي يعيش في داخله. هذا الوضع غير موجود حتى الآن".

سئل: ألا يجب أن نقبل بإرادة الشعب وبخيار الشعب كما هي؟

أجاب: "نحن نقبل به، ولكن ما نقوله هو إنه لن ينجح. إنه يسبب الكثير من الخسائر، وسيصلح نفسه إذا بقيت الأمور جارية باتجاه الديمقراطية، ولكن هناك أنظمة عندما تصل إلى الحكم تعود الى الوراء وتتثبت بديكتاتورية جديدة، لأن فكرها لا يتابع الفكر الديمقراطي. الديمقراطية ليست بشيء يخلق بشكل عفوي، إنما هي علم وثقافة، هي تمرس وممارسة، كما أنها القدرة على العيش بحرية دون تخطي حدود الحرية".

سئل: لماذا اعتبرتم أن ما يجري في العالم العربي هو وثبة إلى الوراء؟ أين هي العودة إلى الوراء؟

أجاب: "هناك الكثير من الدلائل على العودة إلى الوراء".

سئل: ما هي هذه الدلائل، ومما تخافون في مصر وتونس وليبيا وربما في سوريا؟

أجاب: "ما هي المعادلة الجديدة التي جاءت والتي لم يأت فيها الشكل السياسي من ظل الماضي؟ ما الذي تغير في التقاليد وفي الممارسة"؟

سئل: لا يزال البديل جديدا.

أجاب: "هذا ليس بديلا، فقد أعلن العودة إلى الماضي. هذا ما أراه أنا، وقد تكون رؤيتي خاطئة. لا اقول إن رؤيتي صحيحة ولكن هذا ما أراه. إجمالا، من الصعب أن يكون ما أراه خاطئا، إذ أنني أرى وصول الأصوليين منذ سبعة عشر عاما، وهذا حديث أعطي للصحف في حينه، وأرى أن معالجة الوضع ستكون بدائية وحلولها ليست من المستقبل".

سئل: أين يجب أن يقف المسيحيون في المشرق من هذا الحراك العربي؟

أجاب: "المسيحيون في المشرق هم أبناء هذه الأرض، وهم سابقون لوجود الإسلام الذي يشكل أكثرية شعبية الآن. المسيحيون كانوا في البداية أكثرية والآن باتوا أقلية، وهذا بسبب حركة الشعوب والحركة الإقتصادية وحركة الحروب. كل هذه الأمور تعدل ديمغرافية الأرض التي نعيش عليها. إنطلاقا من هنا، عليهم أن يحملوا مغانم هذه الأرض التي يعيشون عليها، كما عليهم أن يتشاركوا بهذه المغانم. إذا، أنا لا أعترف بحياد على أرض الوطن، إن كان المرء أقلية أو أكثرية، هو شريك 100% لأننا نعترف بقيمة الفرد الذاتية وقيمته لا تأتي فقط من الجماعة التي ينتسب إليها إنما من كفاءته، وهذه هي حدود المواطنية التي يطمح لها كل مسيحي ويدعو كل المواطنين من الطوائف الأخرى إلى اعتمادها. نحن نتمنى أن نصل إلى مرحلة المواطنة، وأنا لا أحب أن تأتي قيمتي من مذهبيتي، بل أحبها أن تأتي من قيمتي الشخصية ومن الممارسة. مع الأسف، اليوم يأخذ المرء قيمته من المجموعة التي ينتمي إليها بسبب التوزع الطائفي والمذهبي، ما يؤدي إلى خلق عصبيات رجعية، كالعصبيات القبلية والدينية التي أدت إلى نشوب الحروب الأولى. الحروب الأولى حصلت على أساس القبائل والتوزعات الدينية، فقد كانت هذه العصبيات تشكل المظهر الإجتماعي المناسب في حينه، أما اليوم، التطور الأكبر في المجتمع أسقط المجتمعات الأحادية السياسية، وهذا ما حصل في الإتحاد السوفياتي، كما أسقط الأحادية العرقية مع هتلر، وهو يسقط حاليا الأحادية الدينية. لم يعد هناك أحادية دينية إذ أن هناك إعترافا من كل الأديان في ما بينها بحرية المعتقد وحرية ممارسة المعتقد الديني. كما أنه مع سقوط الأحادية السياسية، بات هناك تنوع في التعددية السياسية، وهكذا دواليك".

سئل: لكن أين موقع المسيحيين من المعادلات الجديدة التي تنتج في المنطقة، أيجب ان يكونوا جزءا منها أو في داخلها أو على هامشها؟

أجاب: "يجب أن يكونوا في داخلها، وعليهم أن يدافعوا عن أفكارها وإنتقاء الحل الأقرب إلى تفكيرهم من دون أن ينعزلوا عن المجتمع. بين حلين ممكنين، على المسيحيين إنتقاء الحل الأقرب إلى تفكيرهم".

سئل: يبدو وكأن المسيحيين في سوريا منكفئون، وليسوا جزءا من الحراك المعارض للنظام.

أجاب: "للمسيحيين في سوريا موقفهم. هناك معارضون مسيحيون وأسماؤهم معروفة، فقد ظهروا في الإعلام، وبما فيه الإعلام اللبناني. هناك أغلبية في جهة وهناك أقلية في الجهة الأخرى، وهكذا تكون طبيعة الأمور الديمقراطية إن أردنا أن نحترم قواعد الديمقراطية".

سئل: أين تقف أغلبية المسيحين في سوريا؟

أجاب: "إلى جانب النظام، ومع الإصلاحات الدستورية المطلوبة لكي يصبح هذا النظام أكثر ديمقراطية وترفع بذلك كل الضغوط السياسية".

سئل: لماذا لا تشكل الأغلبية المسيحية في سوريا جزءا من الحركة الداعية إلى إسقاط النظام؟

أجاب: "هناك أقلية مسيحية تدعو لإسقاط النظام".

سئل: "لم أخذت الأقلية من المسيحيين هذا الخيار فيما أخذت الأغلبية منهم الخيار الآخر؟

أجاب: "لأن هناك أكثرية في حكام الأنظمة العربية لا تدين بنفس العادات والتقاليد الإجتماعية. يجب ألا ننسى أن المجتمع السوري هو الأكثر تحررا من الناحية الإجتماعية بالمقارنة مع كل مجتمعات الدول العربية الأخرى. كانت هناك تونس، ولكني أنا لا أعرف كيف تجري الأمور هناك لأنني لم أزر تونس، ولكن خارج إطار النظام، إجتماعيا، المجتمع السوري هو الأقرب للمسيحيين الذين يتأثرون ببعضهم البعض تماما كالمجتمع اللبناني، إذ انهم كانوا يمارسون كل حرياتهم إجتماعيا ودينيا. أين هو النموذج العربي الذي يعيش فيه المسيحيون كما يعيشون في سوريا، بحيث إن توجه المسيحي إلى هناك لا يمكن أن يشعر بالفرق بين الحياة هناك وحياته هنا إجتماعيا. إذا توجهت الى فندق لتتناول العشاء، أو ذهبت إلى مكان للسهر، لن تلاحظ الفرق، بينما تلاحظ فرقا شاسعا في البلدان الأخرى".

سئل: ولكن أمن أجل بعض الهوامش الإجتماعية، ممكن للمسيحيين أن يتخلوا عن دورهم السياسي والإستراتيجي؟

أجاب: "هذه ليست هوامش إجتماعية. هذه حقبة زمنية في المجتمع تسبق التحرر السياسي، وهذا ما حصل وما يحصل الآن".

سئل: لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية وجهة نظر مخالفة، إذ يقول إنه لا يشرف المسيحيين أن تحميهم أنظمة الإستبداد والقمع، فبرأيه يجب أن يكونوا فاعلين في نظام مدني ديمقراطي تعددي، أي نظام ينسجم مع ثوابت المسيحيين وتاريخهم.

أجاب: "من الجيد جدا إن كان فعلا يفكر بهذه الطريقة. هذا تفكير المسيحيين في سوريا الذين يعتقدون أن النظام وصل إلى مرحلة سينتقل من بعدها إلى مرحلة الديمقراطية التي ستصل قريبا، أما الذين يقفون ضده فيقومون بردة فعل مخالفة لذلك. إن لم يكن يرى ذلك، فهذه مصيبة. كيف يستطيع أن يتكلم بالديمقراطية وبحقوق الإنسان، من يقول إن الديمقراطية هي ضد الشريعة، وهذا ما يدين به الحزب الأكثري الذي يقاوم اليوم في سوريا. أنا أتلقى رسائلهم عبر البريد الإلكتروني وأقوم بقراءتها".

وردا على سؤال أجاب: "أقرأ أن الديموقراطية هي ضد الشريعة، كما أنهم يؤمنون بشورى غير ملزمة. إذا ما هو مفهومه للديموقراطية؟ يجب أن يقرأ أكثر لكي يفهم طبيعة الأحزاب وطريقة مفهومها التطبيقي لديموقراطيتها ولتفكيرها السياسي، وعندها يستطيع أن يتخذ الخيار الأسلم".

سئل عما إذا كان موقفه مع النظام في سوريا يتعارض مع تاريخ نضال "التيار الوطني الحر" وأدبياته أجاب: "أنا لست متهما إنما غيري هو المتهم. أنا أؤمن بالحركة التطورية للعلاقات بين الدول. يعني إن كنا في حالة حرب يجب أن نعمل للوصول إلى حالة السلم وإن كنا في حالة السلم يجب ان نصيغ علاقات تقينا حالة الحرب، لأن الحرب هي إستثناء وهي حركة همجية تصادمية تحدث عند العجز في معالجة الأمور. إن أحسنا معالجة الأمور وخصوصا مع الدول المجاورة، يجب ان نكون في حالة سلام وإنفتاح. في كل الأحوال أنا بقيت منسجما مع نفسي، لأنه عندما بدأ الصدام مع سوريا التي كانت موجودة على أرضنا قلت "عندما تعود سوريا إلى سوريا سنحاول بناء أفضل العلاقات معها"، ولم أقل ذلك مرة أو مرتين فقط، فقد قلت ذلك في الكثير من تصاريحي الصحافية، حتى في أوج منفاي، عندما كنت في السنين الأولى أي في الأعوام 1992 و1993. فوفقا للقواعد السياسية والجوار السياسي هناك قواعد ثابتة، والخلاف هو عبارة عن مرحلة شاذة، في حين أن القواعد الثابتة هي تاريخية جغرافية وتفرض حسن العلاقة وتمييزها".

أضاف: "نابوليون قال كلمة مهمة جدا: "السياسة ابنة التاريخ والتاريخ هو إبن الجغرافيا، والجغرافيا ثابتة لا تتغير". قبل أن نولد بآلاف السنين، لبنان وسوريا كانا متجاورين، وبعد أن ولدنا، كانا لا يزالان متجاورين، وبعد أن نترك هذه الدنيا سيبقيان متجاورين. هذا الأساس الذي يجب أن تبني عليه العلاقات.

سئل: ألست تخاطر عندما تربط مصيرك بمصير النظام في سوريا وأن تلعب جميع أوراقك في اتجاه واحد؟

أجاب: "أنا لا ألعب أوراقا. هناك نظام قائم وعلاقتنا به جيدة، وما أراه هو أن هذا النظام يتطور بشكل إيجابي. إذا، عندما أرى ذلك، وأرى من الناحبة الأخرى أنه من الممكن أن يؤذيني النظام الآخر نظرا لما أراه في طرابلس، وما يقولونه عن عدم اعترافهم بأي حدود، وأنهم بانتظار وصول الثورة الإسلامية التي يدعمونها إلى بيروت. إذا ربحت هذه الحالة الموجودة في سوريا، سنواجهها في القريب العاجل في لبنان. ولكن، ضمن موقفي المعنوي الداعم للنظام في سوريا، أتمنى الإصلاح السياسي وأتمنى أن يكون التطور بشكل سلمي. وأعتقد أن رئيس الدولة السورية يدعو إلى الديموقراطية، وقد شكل اللجان وهم بصدد صياغة الدستور الآن".

وعن مصلحة المسيحيين في تحالفهم مع الأكثرية في المنطقة قال: "جميع الفئويين من المسلمين والمسيحيين يتكلمون "مسيحيين ومسلمين". ألم تلاحظ أنني أتحاشى الكلام عن المسيحيين وقلت لك إنهم يجب أن يتحملوا المغانم ويتشاركون بها في هذه الأرض. يجب أن تفهمني بهذه الطريقة عندما تتكلم معي. لا تقل لي "مسيحيين ومسلمين" لأن ظهور الأديان في هذه المنطقة، منطقة المشرق التي تضم جغرافيا فلسطين، الأردن، سوريا، ما بين النهرين، قسم من تركيا، اسكندرون ولبنان، نرى أن هنا خلق نسيج مشترك وحضارة مشتركة ما بين الأديان، وهي تعترف ببعضها البعض وتعيش مع بعضها البعض، كما أنها تشكل مخرجا للمسلمين من الفكر المتطرف التكفيري ومخرجا للمسيحيين من فكرة الإنزواء والإنعزال. هي تتضمن مخرجا للاثنين وتتضمن تفاعلا أيضا، وهذا ما يعطي نموذجا حضاريا، هو النموذج المستقبلي لتنوع المجتمعات".

وعن عقدة الأقليات قال: "ليس هناك عقدة أقليات إنما هناك عقدة إنسان، وما إن يتمتع بحقوقه تسقط كل هذه الأمور. قلقي ليس على المسيحيين فقط، لدي قلق على المسلمين أيضا. أتعتقد أن جميع المسلمين يتشاركون نفس الأفكار؟ برأيك مم تتشكل سوريا بأكثريتها؟ لم صمدت برأيك؟ لأن هناك فكرا سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا".

وعن لقاء سيدة الجبل أجاب: "لم أطلقوا على نفسهم تسمية "سيدة الجبل"، في حين أن لقاءهم حصل على البحر؟ يبدو أنهم أخذوا عن الإنجيل "إذا كان لديك إيمان بقدر حبة الخردل تستطيع أن تنقل الجبل" فقرروا نقله إلى البحر. هم إجتمعوا على الساحل، لذلك لا يمكن أبدا تسمية هذا اللقاء بلقاء سيدة الجبل".

سئل: أصدروا وثيقة تقول ان على المسيحيين ألا يكونوا بمواجهة ربيع العرب، ويجب ألا يربطوا مصيرهم بمصير أنظمة القمع والإستبداد.

أجاب: "من أطلق عليه تسمية "ربيع العرب"؟ قل لي أين ظهر فيه الربيع؟ بسفك الدماء الذي حصل؟ ما هو الأمل المتوقع من الربيع العربي؟ قل لي ما هو؟ الربيع العربي سيأتي بعد الإصلاحات السياسية في المجتمع السوري. عندها سيبدأ الربيع العربي، بحيث سيكون هناك نموذج إجتماعي سياسي وإقتصادي، مزدهر ومنفتح".

سئل: أنت تعتقد أن الربيع العربي سيأتي إنطلاقا من سوريا؟ ألا يعتبر ربيعا ما حصل في مصر وتونس وليبيا؟

أجاب: "حتى الساعة، لا تزال "الذمة ضعيفة". لم أر هذا الأمر لغاية الآن ولا أستطيع أن أبني رؤيتي هكذا. ظهرت تناقضات كبيرة جدا داخل المجتمعات. أنا أرى أن الأصولية ستصل إلى الحكم، وقلت ذلك لصحيفة "الحياة" في العاشر من آذار عام 1994، وقد كتب حرفيا: "ما توقعك لمستقبل الأصولية؟" أجبت: "ستصل حتما إلى الحكم في الدول الإسلامية وستسقط بعد وصولها، وبعدها ستحصل إعادة نظر من قلب الإسلام للأنظمة". لم يجد المواطن العادي في الأنظمة التي كانت دكتاتورية ومنعت التطور، والأنظمة التي كانت تحميها وهي اليوم تساعد الثورة ضد الأنظمة التي تبنتها في السابق، مكانا فيها يلجأ إليه، فلجأ إلى المعبد. حصلت الثورة في بولونيا إنطلاقا من الكنيسة في ظل الإتحاد السوفياتي. في منطقتنا نجد الجوامع، لذلك لجأت الشعوب إلى الجوامع. إنما هذه التجربة الدينية في الحكم، التي يفكرون فيها، تجمع عندما يكون التصرف سلبيا، ولكن عندما يصبح التصرف إيجابيا ويهدف للبناء، عندها تظهر الشكوك لأن النظرة إلى المستقبل ستكون مختلفة، كما أن البدايات ستكون أيضا من الماضي".

سئل: هناك من يقول ان المنطق الذي تعتمده هو منطق تخويفي وتهويلي ويستبق الأمور.

أجاب: "بالطبع لا. يتكلمون وكأن ليس هناك أي تجارب في هذا الموضوع".

وردا على سؤال عن حصة الاخوان المسلمين في مصر أجاب: "أنا لست ضد الإخوان المسلمين، ولكن أنا أقول لك أنهم سيصلون إلى الحكم. لست أنا من يختار من سيصل إلى الحكم، أنا أقول لك من سينجح. قد تكون هذه التجربة إلزامية، وإلا لن يكون هناك إعادة نظر، ولكن الوعود التي يقدمونها تحمل الكثير من التعهدات التي لا يستطيعون أن يحققوها لا في التفكير ولا في الأسلوب. سيكون هناك إعادة نظر من تنظيم الأسرة وتنظيم المدرسة وتنظيم العمل، ولكل هذه الأمور، وهذا التنظيم ليس موجودا في الوقت الحالي".

وعن الديموقراطية قال: "كم من آلاف القتلى سقطوا قبل أن تستقر فرنسا في الديموقراطية؟ هكذا تكون نتيجة الثورات الدموية. هناك مساران لتطوير المجتمعات، فإما أن يكون متدرجا وسلميا، وإما أن يكون عنفيا، ونحن نعيش الآن في المسار العنفي. يجب ان تواكب الثورة الفكرية مسار التطوير. ما هي معطيات الثورة الفكرية؟ الحرية. ما هي حدود الحرية؟ كيف نظمت ووفقا لأي قانون؟ أمن الممكن أن تكون الحرية عبارة عن حالة من الفوضى أو ممارسة حياة؟ قل لي كيف يمكن الحفاظ على حريتي؟ لست أتكلم كمسيحي، إنما كإنسان وفرد من المجتمع. هنا يظهر أن معالم الديموقراطية ليست مرسومة حتى الساعة".

سئل: هل إشتقت للرئيس سعد الحريري؟

أجاب: "على الصعيد الشخصي أحب أن أراه، ولكنني لا أحب أن أراه في الحكم لأن التجربة معه لم تكن جيدة".

سئل: الرئيس سعد الحريري قال أمام وفد من الرابع عشر من آذار "إنهم مع الثورة السورية فوق السطح". أليس من المفارقات أن يكون سعد الحريري متقدما عليك في دعم الثورات وأنت الجنرال المصنف بأنك الثائر الأول؟

أجاب: "أنا مع مضمون الحدث، فإذا كان إيجابيا أدعمه، ولكن عندما أرى أن نتائجه سلبية أعارضه. شهدنا اليوم حروبا متعددة في منطقة الشرق الأوسط، ولا تستطيع فقط أن ترى ما يحصل الآن في سوريا. يجب أن ترى أن الحرب بدأت عام 1990 عندما إستدرج العراق لإجتياح الكويت. أبريل غلاسبي استدرجت العراق لاجتياح الكويت فحصلوا على ذريعة للتدخل في العراق. جميعنا نتذكر حرب الكويت والتدخلات التي حصلت والدخول إلى العراق ومحاولة إسقاط نظام صدام حسين. مرت هذه المرحلة وعملوا لمدة 11 عاما لكي يسقطوا النظام ولكنهم لم يفلحوا. بعدها حصلت قصة ابراج نيويورك عام 2001، في أوج الأزمة الاقتصادية وهبوط البورصة. سألني يومها أحد الأصدقاء عن الأحوال الدولية، وهذا كان صباح الحادي عشر من أيلول، فقلت له أن الأجواء الإقتصادية تؤشر للحرب ولكن لا أعلم من سيحارب من؟ وعند الساعة الثالثة من بعد ظهر ذلك اليوم إتصل بي وطلب مني أن أشاهد قناة الـ"CNN" لأرى ماذا يحصل في نيويورك، فرأيت ما حصل للأبراج وقلت له بدأت الحرب".

أضاف: "هذا الحدث أدى إلى نشوء الحرب عام 2001، وهذه الحرب جاءت من أجل إنهاض الوضع الإقتصادي، فكانت النتيجة سقوطا في الحرب وفي الإقتصاد وكانت الكارثة في العام 2008 أكبر، وسقطت بذلك الهيبة العسكرية للولايات المتحدة، لأن قوتها الرادعة سقطت في زواريب أفغانستان. في العام 2003 دخلوا إلى العراق مدعين تأمين الديموقراطية، فحطموا كل المؤسسات العراقية وعمت الفوضى. كم مليون عراقي سقط؟ كل هذه الأمور تؤشر إلى أن القوى التي كانت تشكلها كل من أميركا وأوروبا سقطت اليوم. سقطت بهيبتها العسكرية وسقطت إقتصاديا وهي الآن فلول ذاهبة ولا يمكن أن تأتي بثورات ناجحة ولكنها تستطيع ان تخلف الفوضى وراءها".

سئل: ولكن من يقوم بالثورات هم الناس وليس الأميركيين أو الأوروبيين.

اجاب: "تم تضليل الناس بأخبار إعلامية. إن قالت ال"CNN" خبرا الآن عن سوريا، تصدقه أنت الذي تبعد مئتي كيلومتر عن سوريا وتنقله للآخرين حتى ولو نفى هذا الخبر مئة ألف سوري. يقومون بخلق الأجواء المؤاتية لهم. أنا أريد أن أسأل أين أصبح التحقيق في موضوع أبراج نيويورك؟ من قام بذلك العمل؟ أين صور الحديد الذي تبقى من الطائرة؟ هل من أحد رأى الحديد؟"

وعن أي كان خلف القذافي ألن يكون أفضل من القذافي؟ ألن يكون خلف حسني مبارك أفضل من حسني مبارك؟ أي كان خلف أي رئيس موجود ومزمن الن يكون افضل؟

قال:" لست أقول لا. ولكن هل المهم أن يأتي أي كان وبأي طريقة كانت؟ أو المهم أن يأتي بشكلٍ طبيعي ويحفظ الإستقرار؟ كل من يأتي بتوجه ثأري سيعود وينتقل إلى مرحلة دكتاتورية، وبهذا نكون بصدد تكرار ذاتنا. بينما عندما يأتي بأسلوبٍ متدرج يصل الناس الى الديمقراطية بهدوء. هل تستطيع أن تدعو مليون إنسان إلى مظاهرة من دون أن تُحرق المحلات والمباني الرسمية وتعم الفوضى إن لم يكونوا يعلمون كيف يتظاهرون؟

الديموقراطية هي ثقافة وممارسة، وهي القدرة على العيش بحرية".

سئل: هل تظن أن الرئيس بشار الأسد ربح معركة بقاء النظام في مواجهة خصومه الداخليين والخارجيين أم انه من المبكر إطلاق مثل هذا الحكم؟

اجاب: "اعتقد أن الربح سيكون على مستوى منطقة الشرق الأوسط وسوريا هي القلب النابض للمنطقة. جميعنا يعلم هذه المعادلة. سوريا صمدت اليوم لأن شعبها بأكثريته متحد، فهو يريد الإصلاح ولكنه يريد أيضاً الإستقرار ويرفض العنف، وهذا ما سنصل إليه. كما أن سوريا هي الدولة الوحيدة التي يتمتع فيها النظام والجيش بعقيدة، وحافظوا على نظام الممانعة في ظل الحلول الإسرائلية التي تُخضع المجتمع العربي. هذا كان شيئاً إيجابياً، كما ان وحدة الجيش كانت شيئاً إيجابياً أيضاً، والمدن الكبرى التي تشكل العصب الإجتماعي والتجاري للمجتمع السوري كحلب ودمشق، لم تصلهما الفوضى، هذا بالإضافة إلى الكثير من المدن، وإن تابعت نسبة الذين تظاهروا عددياً، ترى أنهم لا يستطيعون أن يشكلوا قدرةً تغييرية، كما أنهم لم يستطيعوا أن يخلقوا غطاءً خارجياً لهم كما حصل في بنغازي. حاولوا أن يخلقوا حوالي أربع أو خمس حالات تشبه الحالة التي حصلت في بنغازي، ولكن لم تنجح أي من هذه المحاولات. حاولوا في حماه ولم ينجحوا، حاولوا في تل كلخ ولم ينجحوا، حاولوا في بانياس وفي جسر الشغور ولم ينجحوا، وحاولوا بعد ذلك في دير الزور - أبو كمال ولم ينجحوا أيضا".

سئل: لم اعتبرت أن الرئيس الأسد ربح معركته على مستوى الشرق الأوسط؟

اجاب: " كسياسة عامة هو ربحها.أنتم لا تنتبهون اليوم إلى الأحداث الدولية المرافقة للأحداث في سوريا. عندما ترى اليوم النظام الكبير الناشئ والصاعد والذي يتشكل من خمس دولٍ تغطي الأربع قارات الكبرى في العالم، فالبرازيل تغطي أميركا وروسيا تغطي أوروبا، الهند والصين تغطيان آسيا، جنوب أفريقيا تغطي أفريقيا. هذه الدول تشكل نصف العالم تقريباً من حيث عدد السكان. هذه الدول تشكل قوة إقتصادية تتعامل فيما بينها ويطلقون عليها باللغة الإنكليزية تسمية "Brix".

وردا عن تعاون سوريا مع هذه الدول قال:" لا أقصد هنا أن سوريا تتعاون معهم. ألم تنتبه إلى أن الصين باتت تسبح هنا في منطقة الجناح في لبنان"؟

سئل: يبدو أن حزب الله منتبه لذلك إذ توجه وفد منه إلى الصين؟

اجاب: "من الصين إلى لبنان، من يشكل نقطة القوة؟ أمن الممكن أن يكون الجيش الأميركي في باكستان أو في أفغانستان؟ قل لي أين هي القوة الصامدة التي تشكل قوة؟ تصل من الصين وتنتقل إلى إيران، ثم من إيران تصل إلى العراق الذي ستغادره أميركا قريباً. سوريا صامدة، ولبنان الذي تعرض لثلاث محاولات لضرب استقراره، فكانوا يعتقدون أن الشرارة ستنطلق من هنا إلى الشرق الأوسط ولكنها لم تنطلق. لم نسمح بإنطلاقها ولن نسمح بإنطلاقها. هذا بات شيئاً ثابتاً وقد تكلمنا عنه منذ العام 2007. ما كان المقصود من حرب العام 2006؟ ألم يكن المقصود إشعال حرب أهلية وإطلاق الشرارة من هنا؟ لم تنجح. ما كان المقصود من أحداث نهر البارد؟ ألم تكن للغاية نفسها؟ ألم تكن أحداث السابع من أيار للغاية نفسها أيضاً؟ هل تعتقد أن هذه الشبكة الهاتفية كانت مضرة للسيادة اللبنانية أم أنها كانت مشاركة في الدفاع عنها وفي الدفاع عن الجنوب. كل هذه الأمور سقطت وانتقل اليوم الثقل الإقتصادي والبشري من أوروبا وأميركا إلى المعادلة. "الروبل" وال"يوان" باتوا في دمشق وطهران".

سئل: هذه معادلة إستراتيجية مهمة وجديرة بأن تناقش؟

اجاب: "معادلة إقتصادية وعسكرية وكل ما تشاء".

وعن فتح الملفات الساخنة التي ربما بدأ بعضها يحرق أصابعك. قال: "لا يمكن لأي شيء أن يحرق أصابعي، أنا PIREX ".

سئل: في الشق الداخلي، يرسمُ البعض الصورة الآتية للتموضع السياسي للعماد ميشال عون في هذه اللحظة: أنت على خصومة مع الرئيس ميشال سليمان، والرئيس نجيب ميقاتي، والنائب وليد جنبلاط، وفريق 14 آذار كله، وأنت على فتور مع بعض حلفائك، وعلى تباين أو تمايز مع البعض الآخر؟ هل يؤشرُ ذلك كله إلى أن العماد ميشال عون يواجه مأزقا ما أو أزمة ما؟

اجاب: "في كلامِك بعض المبالغة، إذ ليس هناك من خصومة بل تنافس. ولكن هذا التنافس قائم حول أمورٍ أعتبرها مهمة. كلُ الشعب اللبناني مُيأس أو يائس من أي حركة إصلاحية في البلد. ومن لا يصدق ذلك، فلينزل ويقوم باستفتاء، من الشارع، إلى القاضي، للمحامي، للتاجر، للإقتصادي.. أنا ما الذي أفعلُه؟ أدعوهم للالتزام بالقوانين وإصلاح الفساد كي يرجع المواطن ويتعلق بوطنِه، ويستعيد هذا المجتمع بعضاً من قِيمِه التي سقطت في هذه السياسة المليئة بالفساد. أرجِعوا المحاسبة العامة لمالية الدولة، أرجعوا تطبيق القانون للادارات العامة. فمن يريدُ أن يخاصمني، هو يخاصمُني ولستُ أنا من يخاصمُه! وأنا مستعدٌ أن أخاصم الجميع ومستعدٌ أن أصادق الجميع. لقد سئلت مرة عمن يواكبني بالإصلاح، فأجبتُ "الكل ولا أحد"، لأن باب الصداقة مفتوحٌ للكل، وبابُ الخصومة مفتوحٌ للكل أيضاً إذا لم يريدوا أن يسيروا في حركتِنا!

اضاف: "أنا ما يهمُني هو صداقة الناس، لا مال لدي كي أشتري الناس ليصوتوا لي، ولا أريدُهم أن يصوتوا لي بالمال. من معي هم أشخاصٌ يريدون الإصلاح وبناء الدولة وبناء الإستقرار في الوطن، والمحافظة على سيادتِهم واستقلالِهم. ولذلك هم أيضاً مع المقاومة، فالمسألة ليست غرام! بل لأنهم وجدوا في المقاومة عنصر دفاعٍ عن كيانِهم ووجودِهم وعن مبادئهم وقِيمِهم، وذلك مع أن هناك بعض العادات والتقاليد الخاصة بالمقاومة وبجمهورِها التي قد لا نمارسُها نحن، ولكن هناك القيم الأساسية التي نتفق عليها معهم".

وعن موضوع الاصلاح ومكافحة الفساد قال: "أنا وبكل تواضع أقولُها، نعم أملكُ هذه الحقيقة! فعندما أنادي بمحاسبةٍ صحيحة وسليمة تطبقُ القوانين وبمراقبة كيفية صرف أموال الضرائب كي لا تُهدر.. هذه هي الحقيقة المُطلقة! من سيناقشني بها؟! فليتفضل ويقُل لي إنني مخطىء! هناك أمور عديدة نُواجه بها بطريقةٍ ظالمةٍ جداً! نحن نواجه من قِبل أشخاص محدودين بالفكر، حتى لو كانوا في الموقع السياسي! فأنا عندما أقولُ إن الموظف فلان قد خالف القانون، يجب إبعاده، لا يجوز أن يقال لي إني أستهدف طائفته! هذا الكلام لا يقال عن لسانِ مسؤول.

وعن استهداف طائفة الرئيس ميقاتي قال:"أنا لن أسمي أسماء الآن، أُترك ما قلتُه بالمطلق. هو لا يمكنه اتهامي، بل أنا من يحقُ لي اتهامُه، لأنه لم يترك أحداً مخالِفاً من غيرِ طائفتِه بل شطبهم جميعاً، ولكنه ترك المخالفين من طائفتِه في وظائفهم! لست أتهم الطائفة أو أعتدي عليها".

سئل: ولكن هل الفاسدين هم فقط هذه الأسماء الخمسة؟ لماذا أنت تركزُ عليهم فقط؟

اجاب: "أنا لستُ أحددُهم. الفساد يُحدد بالتحقيق لنعرف من هو الفاسد ومن غير الفاسد. لقد وجدنا مستندات ورأينا أنه لا يوجد أي قطع حساب منذ العام 1993 حتى اليوم، ولا يوجد سلفات خزينة مغلقة بل كلها مفتوحة لا يُعرف كم أُخِذ منها وكم أُرجِع إليها! ووجدنا أن هناك هبات لم تدخل الخزينة وفقاً للأصول ولقوانين المالية العامة، كما لاحظنا أن هناك أموالاً مصروفة من دون مبرر وهي بالمليارات. وغير "مفوترة" ولا نعرف مكانها"!

وتابع: "أنا أطلب فتح التحقيق، متى سنقوم بهذا العمل؟ بعد 20 عاما؟ المسألة أصلا بدأت منذ 20 عاما، فمتى نبدأ بالإصلاح"؟

وعن عمر الحكومة قال: "الحكومة قادرة أن تعمل على 70 قطاع في الوقتِ نفسِه، وعلى 100 قطاع في الوقت نفسه، فلماذا يوجد القاضي؟ هناك القاضي والمدعي العام المالي والقضاة معه. ماذا يفعلون؟ لماذا لا يبدأون بالعمل؟ ولماذا لا يبدأ ديوان المحاسبة أيضاً؟ فكلُ واحدٍ منهم له مهماته! الدولة ليست قائمة كي يقفوا بالصف أو بالدور! أي أن يحققوا بأمر ما،وبعدها يحققون بأمر آخر.. كلا!! فهناك قانون الجزاء، ويوجد المدعي العام المالي، والمدعي العام المدني".

سئل: بعد مرور أكثر من 100 يوم على تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، كيف تصف تجربتها خلال هذه الفترة وهي التي رفعت شعار "كلُنا للوطن، كلُنا للعمل"؟ كم تعتبرُ أنها التزمت بهذا الشعار؟

اجاب: "الآن هناك العديد من الأمور التي يتم البت فيها لأنها من المتأخرات، ولكن لم تقلع بعد الأمور الجوهرية والكبيرة. اليوم، أهم أزمة في لبنان هي أزمة الطاقة، ولقد أدخلوا لخطة الكهرباء التي طرحها الوزير جبران باسيل عقبات كي يعرقلوها، مع أن أزمة الطاقة هي أكثر ما يسبب خسارة للخزينة وخسارة للشعب اللبناني! قرش قاموا من الخزينة وقرشان من جيوب المواطنين. ولو تعرف كم تبلغ قيمة التأخير الذي قاموا به! ولقد قلنا ذلك عدة مرات: 12 ألف دولار في الدقيقة الواحدة. 4 آلاف من الخزينة و8 آلاف من جيوب المواطنين".

وعن اقرار خطة الكهرباء قال: "لكن من خلال التعديل، خلقوا إضافات زمنية تكلفُ خسارةً جديدة! فمنذ تاريخ تقديم القانون وتاريخ إقراره، 170 يوم!! أخروا الإقرار لأمورٍ أعتبرُها تافهة، ولا علاقة لها بالموضوع! فلماذا يجب على تعديل قانون الكهرباء أن يمر بقانون المعجل المكرر لإنشاءِ محطات كهرباء؟ الموضوع وارد في الخطة، لماذا أرادوا وضعه في قانون؟ والمسألة أصلاً من صلاحيات الحكومة. لقد وضعوا في الشروط أنه يجب تعيين مجلس إدارة لمصلحة كهرباء لبنان، وهذا الأمر من صلاحيات الحكومة! الحالة أصبحت وكأن السلطة التنفيذية تدعو مجلس النواب لاغتصابِها! يجب أن نتكلم قانونياً! لماذا تحفظتُ على المسألة في مجلسِ النواب؟ لأني وجدتُها هرطقةً قانونيةً فعلية! لقد ألفوا اللجنة التي ستعدل القانون. لماذا هذه اللجنة؟ أريد أن أعرف لماذا خلقوها في القانون؟ وأدخلوا مسألة الصناديق، والصناديق تضاعف الوقت اللازم للخطة.

سئل: لماذا لا تأخذ بعينِ الإعتبار أن هذه الحكومة هي حكومة إئتلافية وليست حكومة التيار الوطني الحر؟

قال: "إن كانت إئتلافية، أيجب أن تكون ضد الإصلاح"؟

سئل: لأنها إئتلافية أنت لا تستطيع أن تطلب من جميع أطراف الحكومة أن يكونوا متشابهين أو توائم للوزير جبران باسيل أو للوزير شربل نحاس.. فبالنهاية وزراءُ الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي والنائب جنبلاط ليسوا أعضاء في تكتل التغيير والإصلاح ولا في التيار الوطني الحر.

اجاب: "للتعامل في أي مجتمع معياران: المعيار الأخلاقي الذي هو أسمى من المعيار القانوني، يحددُ العلاقة، وعندها تصبح اختيارية. وهناك المعيار القانوني، وبالحد الأدنى يجب احترام المعايير القانونية داخل الحكومة! فإن لم يكُن لدينا نفس المعايير القانونية، أصبحنا إذاً من مجتمعين، لا بل من كوكبين وليس من كوكبٍ واحد".

وتابع: "في الشهر الثاني من العام 2010، قدم الوزير باسيل مشروع قانون من أجل سيارات الغاز ومن أجل المازوت الأخضر. ومن خلال سيارات الغاز، هناك توفير بنسبة 60% من فاتورة الطاقة. هذه النسبة توفرُ على مستوى الدولة احتياطاً مالياً بالعملة الأجنبية الضرورية للإستعمال مع الخارج، وتوفرُ على المواطن 60% من مصروفِه من المحروقات. كما أن سيارات الغاز هي أنظف للبيئة بنسبة 40%.

كل هذه السمات الإصلاحية يصفُها نائب، فقط لأنه من تيار المستقبل، بأنها قنابل موقوتة؟! وهو لا يملك أي وثيقة تشير الى الخطر من سيارات الغاز، ولم يذكر حادثاً واحدا وقع في العالم بسبب هذه السيارات".

سئل: لكنه يقوم بنظرة استباقية. فهل ينتظر الحادث كي يحصل؟

اجاب: "كلا، ولكنه ينكرُ التاريخ في كلامِه! فلهذه السيارات تاريخ وشروط.. فيها كل تدابير الأمان، وهي أحسن وأفضل من سيارات البنزين. هذا مثال على ما نعانيه. فكيف يمكنني أن أتفاهم مع هكذا نائب؟!! طبعاً لن أتفاهم معه! فالمقاييس العلمية الحسابية لا يُقِرُ بها!! فكيف بإمكاني أن أتفاهم معه بالأمور الأخرى المبهمة؟!! إذا كانت الأمور العددية كنسبة ال60% ونسبة ال40%، والتأكيد العلمي بأنه لا يوجد حوادث تخص سيارات الغاز، لا يفهمها.. فبم سأتفاهم معه؟!!

سئل: ولكن المشكلة هي مع أكثر من طرف في الحكومة؟

اجاب: "لا يهم".

سئل: لقد سبق للنائب وليد جنبلاط أن قال إنكم تتصرفون في الحكومة كأنكم الصحابة وصفوة القوم. هل فعلاً لديكم هذه النزعة لاختزال التغيير في تيارِكم واعتبار كل من يخالفكم في الرأي فاسداً؟ هل فعلاً أنتم صفوةُ القوم؟

اجاب: "إن لم نكُن صفوةُ القوم، فليتفضل ويعدد لنا عيوبنا. نحن مستعدون أن نفتح الدفاتر. فليعدد عيوبنا وليس نوايانا، كي لا يبدأ باتهامنا بالنية، ويقول لك كما نقرأ كل يوم: "إنكم ستقومون بكذا.. إنكم تنوون على كذا.." كما نقرأ في بعض الصحف من تعديات علينا.

إذا، إن لم نكُن صفوةُ القوم، فليتفضل ويعدد لنا الموبقات التي ارتكبناها! لا أن يبدأ باتهامنا بالموبقات هكذا مزاجياً! نحن نقدمُ فواتير أي اثباتا، فعندما نتكلم عن الفساد، فنحن نذكرُ مكامنه ونحددُه! لا يوجد قواعد محاسبة في الدولة وهناك ضياع في العملة وفي الحسابات وفي كل شيء".

اضاف: "من جهة أخرى، فلنفتح الملفات الخاصة بكل المشاريع التي تأسست في لبنان. ننعرف مثلاً أن الأوتوستراد كذا أُنجِز في العام 2000، فلنفتح الأسعار الدولية في الأماكن المتشابهة، لنرى كم كلفت الطريق هنا. هكذا يمكننا أن نحدد إذا كان هناك فساد أم لا".