المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 24 تشرين الأول/11

 

البشارة كما دوّنها القديس متى 10/16-25/زمن الاضطهاد

ها أنا أرسلكم مثل الخراف بين الذئاب فكونوا حذرين كالحيات، ودعاء كالحمام. وانتبهوا، لأن الناس سيسلمونكم إلى المحاكم، ويجلدونكم في المجامع، ويسوقونكم إلى الحكام والملوك من أجلي، لتشهدوا عندهم وعند سائر الشعوب. فلا تهتموا حين يسلمونكم كيف أو بماذا تتكلمون، لأنكم ستعطون في حينه ما تتكلمون به. فما أنتم المتكلمون، بل روح أبيكم السماوي يتكلم فيكم. سيسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ابنه، ويتمرد الأبناء على الآباء ويقتلونهم، ويبغضكم جميع الناس من أجل اسمي. والذي يثبت إلى النهاية يخلص. وإذا اضطهدوكم في مدينة، فاهربوا إلى غيرها. الحق أقول لكم: لن تنهوا عملكم في مدن إسرائيل كلها حتى يجيء ابن الإنسان. لا تلميذ أعظم من معلمه، ولا خادم أعظم من سيده. يكفي التلميذ أن يكون مثل معلمه والخادم مثل سيده. إذا كان رب البيت قيل له بعلزبول، فكيف أهل بيته؟

 

عناوين النشرة

*حقيقة حزب السلاح الإيراني والإرهابي/الياس بجاني

*ترشييش والمقاومة الحقيقة/ الياس بجاني

*دروس في الوطنية من ترشيش/علي حمادة/النهار

*حزب الله" لرئيس بلدية ترشيش: الغاية من مد خطوط الاتصال عبر ترشيش هي "تأمين اتصال آمن بأهلنا ورفاقنا في مجدل ترشيش المجاورة" 

*سامي الجميل في عشاء إقليم بعلبك - الهرمل: الكتائبيون ليسوا هواة مشاكل بل هواة دولة وهم ديموقراطيون

*ماروني: لا يمكن تجزئة السيادة والكرامة ولا بديل لنا عن لبنان              

*جعجع اتصل بسليمان لمتابعة ما يجري في ترشيش... والرئيس يطمئنه من عدم حصول مضاعفات

وثيقة "لقاء سيدة الجبل" عن "دور المسيحيين في ربيع العرب": التذكير بدور الكنيسة في إطلاق ربيع لبنان وفي مطالبتها بالدولة المدنية الحديثة

*وثيقة "لقاء سيدة الجبل" عن "دور المسيحيين في ربيع العرب": التذكير بدور الكنيسة في إطلاق ربيع لبنان وفي مطالبتها بالدولة المدنية الحديثة

*فارس سعيد: اللبنانيون هم أساس الربيع العربي/تمويل المحكمة سيحصل لأن "حزب الله" لا يستطيع خسارة الحكومة والنظام السوري

*جعجع التقى وفدا صحافيا فرنسيا وفاعليات بقاعية

*حرب: توجه المجلس الوطني للاعلام خطير جدا على الحريات العامة

*نصرالله: قدّم سلاحك/احمد عياش/النهار          

*سامي الجميل: شبابنا ساهرون على أمن ترشيش

*بأوامر إيرانية تحسباً لسقوط نظام الأسد "حزب الله" بحث في موسكو عن حماية دولية ومنفذ عسكري

*حمّل سليمان وميقاتي وقهوجي المسؤولية عن كل نقطة دم تراق في الشمال/المرعبي لـ"السياسة": "حزب الله" يقيم مربعات أمنية من عكار إلى طرابلس

*فتفت: نكران ما يجري على الحدود استغباء للعقول

*الصينيون والروس لن يحموا الرئيس السوري إلى الأبد ولن يقفوا ضد الجميع  

*دول الغرب ستسعى لتشديد الضغط على نظام الأسد بعد سقوط القذافي

*عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار:تجميد سليمان مرسوم ترقيات الضباط بسبب الاعتراض على ترقية وسام الحسن غير مفهوم ومستهجن

*"حزب الله" لم يوفّق في جولته الروسية و"سلّتو فاضية" ولقاء سيدة الجبل يفعّل الدور المسيحي    

*بأوامر إيرانية تحسباً لسقوط نظام الأسد: "حزب الله" بحث في موسكو عن حماية دولية ومنفذ عسكري  

*مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبة قاطيشا/استهداف جنبلاط بأمر من الأسد ومراهنة رئيس الحكومة على سقوط النظام السوري خاطئة/نجاد يبحث عن *مقايضة للتخلي عن النظام السوري وحادثة ترشيش تمهيد لاحتلال حزب الله لبنان عسكريا 

*حزب الممانعة" في ضيافة صهيوني/جورج عساف/موقع 14 آذار

*ثورة الأرز تجدد نفسها بمساندة ثورة سوريا/ حسن صبرا/الشراع  

*أحمد الحريري: متمسكون بالشراكة الإسلامية ـ المسيحية وأنظمة القتل ستسقط ونظام الأسد لن يبقى طويلاً"

*الشيخ محمد يزبك دعا الدولة والقوى الامنية اللبنانية الى الدخول الى الضاحية الجنوبية والى كل مكان وكل منزل عندما تشك أن فيه أي خلل

*عرض مع توفيق للعلاقات والتعرض للمسيحيين/روحيه إده: الثورة الشعبية في سوريا ستنتصر

*"تهتمين بأمور كثيرة... والأمر واحد"!/ محمد مشموشي/المستقبل

*زلزال العملاء يزعزع حزب الله ويمـهّـد لحرب اسرائيلية لضربه  

*الضغوط على إيران تخدم كل الملفات المفتوحة في المنطقة/ثريا شاهين/المستقب

*من حق المسلم اللبناني ان يهتف اليوم: "تَداعَينا إلى بكركي/بقلم جوزف الياس/النهار

*قرطباوي لـ"النهار": أطمح إلى قضاء يثق بنفسه والشعب يثق به/ قضية المفقودين مشكلة وطنية كبيرة لا يمكن تجاهلها

*الخلافات الحكومية تسابق الحسابات الداخلية والخارجية/الرافضون لتمويل المحكمة يراهنون على استبعاد العقوبات/روزانا بومنصف/النهار 

*مخرجٌ على الطريقة اللبنانية/سمير منصور/النهار  

*النائب فؤاد السعد "إذا لم يستطع ميقاتي الوفاء بتعهده تمويل المحكمة سيضطر للإستقالة"

*"اللقاء العلمائي في لبنان" يؤكد مشروعية ثورات الشعوب 

*فضائح ميشال عون/أحداث 7 آب كانت بالاتفاق مع اللواء السيد لاستنهاض شعبيته .. عون:: لا تتفاجأوا عندما نعود إذا رأيتم من كانوا يعتقلونكم معي

*الجنرال عون في "الهوت ميزون": لا تتفاجأوا عندما نعود إذا رأيتم من كانوا يعتقلونكم معي

*مصادر أميركية لـ"الراي": ميقاتي لن يفي بالالتزام بتمويل المحكمة                         

 

تفاصيل النشرة

 

حقيقة حزب السلاح الإيراني والإرهابي

الياس بجاني/حزب الله ليس حزب مقاومة ضد إسرائيل وهو فقط يتلطى وراء هذا الشعار ليمرر مشروعه الإيراني الذي يقضي بضرب الكيان اللبناني وإسقاط دولة التعايش والحريات وإقامة جمهورية ملالوية مكانها على مثال تلك القائمة في إيران على جماجم الإيرانيين بالدم والحديد والنار. هذا الحزب المعسكر الأصولي لا يخفي أهدافه ومن يراجع أرشيفه ويقرأ كلام أسياده وشيوخه وقادته وفي مقدمهم حسن نصرالله يرى دون أي لبس أنه يعتبر أراضي كل جبيل للشيعة والموارنة صهاينة اغتصبوها (كلام موثق لنصرالله) ونصرالله حبيب قلب الساقط في كل تجارب إبليس وإخوانه ميشال عون حالياً كان وصفه هذا النصرالله عقب توقيع اتفاقية الطائف بأنه صهيوني وعميل إسرائيلي (كلام موثق) وامتداد للصهاينة في المنطقة الشرقية. من هنا يأتي أمر مد الخطوط التابعة لشبكة اتصالات دويلة من وعبر ترشيش وغيرها من المناطق اللبنانية. باختصار هذا عمل متدرج وتصاعدي من حلقات كثيرة من ضمن مشروع إسقاط لبنان واحتلاله وتهجير أهله. فقط العملاء والمرتزقة والمارقين لا يرون هذا الخطر الداهم وفي مقدمة هؤلاء ربع سوريا في لبنان الذين أدمنوا التبن والحبال والنفاق والدجل. باختصار كل من يؤيد حزب الله ويتستر على جريمته إنما هو عدو لبنان وعدو الله وعدو الإنسانية ويستحق نار جهنم حيث البكاء وصريف الأسنان. وكفى نفاق ومتاجرة بالمقاومة التي هي مقاومة لكل ما هو لبناني وعربي وحقوقي وتمدن وحضارة وليس إلا. يبقى أن من هو مع حزب الله هو ضد لبنان ونقطة على السطر وعلى كل لبناني تحديد موقفه وموقعه.

 

ترشييش والمقاومة الحقيقة
 الياس بجاني/مرة أخرى نوجه تحية من القلب إلى الكاتب والصحافي والمحلل السياسي والسيادي علي حمادة على مقالته الرائعة الجديدة التي نشرت اليوم في جريدة النهار لتحكي بفخر وكبرياء قصة بطولة ووطنية وفروسية أهالي بلدة ترشيش الذين قالوا دون خوف وتلطي وراء ساعات تخلي، ودون بيع أوطان عبر ورقات تفاهة وتفاهم لضرب الوطن، ودون نفاق خواصر رخوة وشعارات دجل الشعبين في بلد واحد، ودون حربائية  الممانعة والمقاومة وهرطقات التحرير، نعم من دون كل هذه الخزعبلات الملالوية والأسدية ودون الخوف منها ومن سلاح شبيحتها وربع الغزوات قال اهل ترشيش بجباه شامخة لا لحزب إيران في لبنان ولا لتمديد شبكة اتصالاته الدخيلة والغير شرعية والإرهابية في أراضي بلدتهم. ترى هل يخجل ويتعلم من وطنيتهم وشجاعتهم بطاركة ورجال دين ورؤساء ووزراء ونواب وقادة فيخرجوا من أقفاص الخوف وحفر الذل وينتفضوا لكراماتهم المداسة بالأرجل والمخنوقة بالقمصان السود والمربوطة بحبال الذل الأورانج؟ الأمل ضعيف جداً لأنهم تربوا على المعالف فأدمنوا الحبال على رقابهم وباتت ألسنتهم صنوج وأبواق إبليسية وقد لفظهم الحاضر ولعنهم الماضي ونكرهم سلفاً المستقبل وهم إلى مزابل التاريخ لا محالة. في أسفل المقالة

درس في الوطنية من ترشيش/علي حماده/النهار/23 تشرين الأول/11
 

دروس في الوطنية من ترشيش

علي حمادة/النهار

الموقف الحازم الذي اتخذه أهالي ترشيش برفضهم أن يمد "حزب الله" شبكته الهاتفية الخاصة عبر بلدتهم، يعكس موقفا أوسع وأكبر للمجتمع اللبناني الرافض لهذا الحزب ولأساليبه، وسلوكياته الخارجة على القانون والشرعية والاجماع الوطني، ولكنه موقف ينطوي على شجاعة استثنائية في وقت استسلمت فيه معظم القيادات اللبنانية لمنطق القوة الذي مارسه "حزب الله" على مدى الاعوام الستة الماضية، وقد نجح في جني "ثمار" انقضاضه على المجتمع والدولة معا، في مقابل تواطؤ مخيف، وإذعان أكثر سوءاً.

إن موقف هؤلاء هو درس للقيادات الاستقلالية من دون استثناء، مفاده أن الشعب لن ينتظر بعد اليوم مواقف قادته، بل إنه عندما يعلن رفضه للشبكة الهاتفية غير الشرعية انما يبين تمسكه بالدولة وحدها كمرجعية، ويكشف ضعف القادة وتهاونهم، لا بل إذعان الكثيرين منهم، او استقالتهم من واجباتهم الوطنية التي تفرض عليهم جبه هذه الحالة الاخطبوطية التي يمثلها "حزب الله".  والحال ان "حزب الله" وهو بطبيعته نقيض الدولة ونقيض العيش المشترك، ونقيض السلم الاهلي، ونقيض الكيان اللبناني بات مع الوقت "مادة حارقة" للمبنى الوطني بشكل عام. وعلى غرار سامي الجميل، يؤمن ملايين اللبنانيين ان "حزب الله" يسير في اساليبه وسلوكياته على خطى الحركة الصهيونية. فالتمدد العقاري – الديموغرافي – الامني لا يختلف كثيرا عما شهدته فلسطين في حقبة الوكالة اليهودية، وانتهت باستيلاء اليهود على قسم كبير من الاراضي العربية حتى قبل اندلاع حرب 1948  نفسها. البعض يسمي هذا التمدد استيطانا وجب الحؤول دون استمراره بأي ثمن لأنه يغير وجه البلد، وينسف أسسه.

طبعا لا تجوز المقارنة بين مواطنين واليهود في فلسطين، لكن لنكن صريحين جدا، ان فئات واسعة من اللبنانيين من كل المناطق ترى في تمدد "حزب الله" المبرمج في كل اتجاه عملا عدائيا لا يقل خطورة عما حدث في فلسطين. واذا كان ثمة من يعترض على التشبيه فلهم نقول، ان "حزب الله" ينفذ سياسات لا يمكن ان تطمئن لبنانيا واحدا اللهم في ما عدا هؤلاء المتواطئين لاسباب معروفه من القاصي والداني، ليس اقلها الفائدة المادية المباشرة.

ان مقاومة سعي "حزب الله" الى مد شبكته الهاتفية الخاصة، وسط تواطؤ "حكومة المطلوبين"، هي مقاومة لمشروع خطير على مستقبل البلد. ومع ان مسألة شبكة الاتصالات كانت الشرارة التي اشعلت غزوات ايار 2008، إلا ان ما اسميناه ذات مرة واجب مقاومة "المقاومة" يتأتى من احساس عميق بالخطر الذي يمثله مشروع "حزب الله" في لبنان وعليه. ففضلا عن تبعيته لاجندة خارجية، بات اليوم اكثر طموحا من مجرد بناء دويلة، بإعتباره يعمل على وضع اليد على الدولة بالسيطرة عليها أولا عبر تحالفات مركبة كالتحالف الاكثري القائم اليوم، ثم بـ"غزو" الادارات العامة وزرعها بالموالين.  هذا غيض من فيض، واليوم واجب الاستقلاليين الوقوف صفا واحدا خلف ابناء ترشيش لانهم يلقنوننا درسا عظيما في الوطنية اللبنانية.

 

حزب الله" لرئيس بلدية ترشيش: الغاية من مد خطوط الاتصال عبر ترشيش هي "تأمين اتصال آمن بأهلنا ورفاقنا في مجدل ترشيش المجاورة"                    

علمت صحيفة "النهار" ان هناك اتجاهاً نيابياً لتحريك قضية شبكة اتصالات "حزب الله" في ترشيش امام لجنة الاعلام التي ستجتمع الاربعاء المقبل وعلى جدول اعمالها استكمال دراسة قانون الاعلام. وكشف رئيس بلدية ترشيش غابي سمعان لـ"النهار" ان المسؤول عن العلاقات العامة في "حزب الله" حسين جانبيه ابلغه ان الغاية من مد خطوط الاتصال عبر ترشيش هي "تأمين اتصال آمن بأهلنا ورفاقنا في مجدل ترشيش المجاورة"، وهي قرية مختلطة مارونية - شيعية، واضاف ان لجنة متابعة تضم كل عائلات ترشيش وممثلي الاحزاب فيها اتخذت قراراً بالأمس برفض تمديد الشبكة عبر بلدتهم "مهما كلف الامر".

 

سامي الجميل في عشاء إقليم بعلبك - الهرمل: الكتائبيون ليسوا هواة مشاكل بل هواة دولة وهم ديموقراطيون

ماروني: لا يمكن تجزئة السيادة والكرامة ولا بديل لنا عن لبنان

 وطنية - 23/10/2011 أكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل انه "ممنوع على اي كان مد شبكة اتصالات خاصة به ومخالفة القانون في لبنان سواء في ترشيش او في منطقة أخرى"، مشيرا الى ان حزب الله "لا يستوعب وجود دولة في لبنان واناس يعارضون مشروعه، الذي يحاول فرضه على كل اللبنانيين". وشدد على ان "الكرامة والحرية وسلامة المناطق المسيحية امور اساس يتوقف كل شيء عندها ولا يمكن تخطيها".

كلام الجميل جاء في خلال العشاء السنوي لاقليم بعلبك الهرمل الكتائبي، في حضور النائبين ايلي ماروني وسامر سعاده ورئيس الاقليم الدكتور سعد الله عردو وحشد من اعضاء المكتب السياسي ورؤساء المصالح الحزبية والندوات.

الجميل/وتحدث الجميل عن أحداث ترشيش، مشيرا الى ان "من سوء حظ حزب الله أن تاريخ البلدة كتائبي وانتماء رئيس بلديتها غابي سمعان واكثرية ابنائها الى الكتائب وهذا ما حال دون استطاعته استكمال مد شبكة اتصالاته في القرية و"إجا حدا يقلن لأ".

وقال: "ممنوع ان يمد أي كان في لبنان شبكة اتصالات خاصة به ومخالفة القانون"، لافتا الى ان "اعتراض الكتائب في هذا الاطار، لا يتعلق بهوية بلدة ترشيش فحسب، وانما بمبدأ مخالفة القانون والاعتراض على منطق حزب الله الذي لا يستوعب وجود دولة واناس يعارضون طريقة عمله ومشروعه الذي يحاول فرضه على اللبنانيين".

واضاف: "احد لا يفكرن اننا سنسمح له بالدخول الى المناطق التي نتواجد فيها بقوة، وبالتصرف فيها بالطرق التي يجدها هو مناسبة"، لافتا الى ان الكتائبيين "ليسوا هواة مشكلات وانما هواة دولة وهم ديموقراطيون يحبون تطوير بلدهم"، معتبرا "ان كل شيء يتوقف عندما يتعلق الامر بكرامتنا وحريتنا وسلامة مناطقنا، لان هذه الامور اساس لا يمكن تخطيها، لذلك " ما حدا يجربنا".

ماروني/اما النائب ماروني فتطرق في كلمته الى "التسلل السوري" الجديد عبر الحدود اللبنانية السورية، فقال: "نعرف غايات هذا التسلل واهدافه والرسالة الكامنة ورائه، ومثلما تصدينا بصدورنا في الماضي نحن مستعدون للتصدي اليوم، لان لا بديل لنا عن لبنان وهو لنا وسيبقى كذلك".واعتبر انه "لا يمكن تجزئة السيادة والكرامة، لذلك فإن من يخترق الحدود سواء كان شقيقا او صديقا مخالفا الانظمة والقوانين الدولية، يجب ان يعاقب عبر تقديم لبنان شكوى الى مجلس الامن".

 

جعجع اتصل بسليمان لمتابعة ما يجري في ترشيش... والرئيس يطمئنه من عدم حصول مضاعفات

 أجرى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع اتصالاً هاتفياً مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم لمتابعة ما يجري في ترشيش. فأبلغه سليمان بأنه يُتابع هذا الموضوع بشكل متواصل ومستمر مع قائد الجيش جان قهوجي، مطمئناً جعجع ألا تخوّف من حصول أي مضاعفات على الأرض.

 

وثيقة "لقاء سيدة الجبل" عن "دور المسيحيين في ربيع العرب": التذكير بدور الكنيسة في إطلاق ربيع لبنان وفي مطالبتها بالدولة المدنية الحديثة

رفض وضع المسيحيين في مواجهة ربيع العرب وربط مصيرهم بأنظمة القمع

العمل على إنهاء دورة العنف واستعادة الدور التاريخي للمسيحيين

سلام لبنان يحتاج الى استخلاص دروس الحرب واستعادة الدولة لسيادتها

وطي الماضي مع الفلسطينيين وإنهاء حقبة سوداء في العلاقات مع سوريا

وطنية - 23/10/2011 عقد في أدما "لقاء سيدة الجبل الثامن" بعنوان "دور المسيحيين في ربيع العرب"، في حضور النواب ايلي كيروز وميشال فرعون ودوري شمعون ونديم الجميل وسيرج طورسركيسيان وهادي حبيش وجان اوغاسبيان ونواب سابقين وحشد من الشخصيات السياسية والحزبية والنقابية.

بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء ربيع العرب والربيع اللبناني، ألقى النائب السابق فارس سعيد كلمة قال فيها: "ما دفعنا الى هذا اللقاء هو إحساس جميع المشاركين بالمسؤولية حيال ما يجري في منطقتنا العربية من تحول تاريخي، وهو في تقديري عملية ضخمة لا تزال في أوج تفاعلاتها ولن يكون تأثيرها في منطقتنا بأقل من تاثير الثورة الفرنسية عام 1789 في اوروبا".

أضاف: "نرى في ما يحدث تأكيدا لخياراتنا التاريخية، لا مفاهيم مستجدة، لان مفاهيم الثورة هي مفاهيمنا التاريخية. نرى فيه أيضا مصلحة اكيدة لا ينبغي النظر اليها بعين القلق والتوجس. ان ضمانتنا كلبنانيين هي في وحدتنا وتضامننا، مسلمين ومسيحيين، ذلك التضامن الذي اطلق "الربيع العربي" مع انتفاضة الاستقلال عام 2005".

وختم: "أملي ان نخرج من هنا ونحن نعرف ماذا سنفعل معا وسويا اعتبارا من الغد".

حنين

أما النائب السابق صلاح حنين فرأى في كلمته ان "لبنان مكتوب له ان يكون لبنان الرقي والدفاع عن الحريات، فالوقت حان للعمل لاستمرار القيم في لبنان والقيام بدوره ورسالته".

وقال: "طالما بقي لبنان مدركا لرسالته، بقي سدا منيعا، لا يعرف الهزيمة، ولا ينال منه الدمار. فليس من الغريب ان يكون الشعب اللبناني أول من انتفض سلميا، على الطغيان بوجه الجيش السوري، مضيئا الطريق للربيع العربي".

أضاف: "على لبنان ان يكون قيمة حضارية وهذا امر من ركائز وجوده. واهم ما يحتويه لبنان من أفلاذ، هو صيغة التعايش بين المسيحية والاسلام، كديانتين وحضارتين تتعايشان فيه متساوية في الكرامة متماثلة في الحرية وان لم تكن متقارنة في العدد. وهذه القيمة الحضارية لا تنمو الا اذا جسدها نظام يختزن القدرة على جمع مكونات المجتمع. فوحدة الدولة في وحدة النظام، ووحدة اللبنانيين هي في قناعتهم بنظام يشجعهم على ممارسة حقوقهم والالتزام بواجباتهم، كما في تأكيدهم على ان جوهر السيادة يكمن أصلا في الدولة. فلا يمكن لأي فرد او فريق ان يمارس سلطة لا تنبثق صراحة من الدولة ومؤسساتها الدستورية. وعلى لبنان ان يسعى ليكون مركزا لحوار الحضارات والاديان، وان يؤكد على دوره الطبيعي الاصيل وهو ارساء قواعد الديموقراطية والسلم وحقوق الانسان في دول ربيع العرب".

وختم: "مكتوب لبنان اليوم، اكثر من كل يوم، ان يكون لبنان الرقي، لبنان الاقوياء، لبنان الدفاع عن الديموقراطية، لبنان حماية القيم والمقدسات، لبنان الحفاظ على التراث والضمير، لبنان تطبيق القانون، لبنان احترام الدستور، وان يكون العنوان الواضح لحق الشعوب في تقرير مصيرها سلميا بعيدا عن الغوغائية والسلاح. فغير صحيح ان السلاح زينة الرجال. العقل هو زينة النساء والرجال. كما ان الحضارة الحقة هي العبور من العسكرة الى المدنية. فنحن واثقون ان الوقت قد حان لاطلاق نهضة جديدة على ارض لبنان. ونحن واثقون ان الوقت قد حان للعمل على استمرار القيم على ارض لبنان. ونحن واثقون ان الوقت قد حان للبنان بالقيام بدوره وبرسالته في المنطقة العربية. فلا توقف ولا مفر ولا كلل ولا ملل. والله مع العاملين الآملين".

نادر

بدوره اعتبر سامي نادر ان "لا يمكن الا ان نكون رياديين في بناء نظام سياسي يقوم على قاعدة احترام الكرامة الانسانية، فهذا جوهر عقيدتنا"، وقال: "من المفارقة بمكان، ومن سخرية القدر اننا وضعنا او وضعنا انفسنا مدركين او غير مدركين امام خيارين وكان لا ثالث لهما، وكأنما يجب أن نختار إما النظام القمعي الديكتاتوري أو نظاما أصوليا دينيا، والنظامان يشكلان اعتداء على كرامة الانسان، ونحن على هذا الاساس مدعوون الى رفض الاثنين حتى لو كان واحد حقيقة واقعة والثاني حقيقة افتراضية".

قربان

ثم سأل البروفسور انطوان قربان في كلمته: "هل من دور خاص للوجود المسيحي في الربيع العربي؟ فكل جماعة مسيحية في هذا المشرق لها خصوصياتها وإشكالياتها، اما في لبنان فأتمنى ان يثمر هذا الربيع بثورة على الذات في الذهنية المسيحية تحرر المواطن من رواسب عقلية أهل الذمة والعصبيات الفئوية وذلك في إطار الطائف".

وتمنى "التزام العمل لكي نلغي في الحياة العامة هاجس الهويات الفئوية ونطلق ورشة عمل مع كل الشركاء في الوطن لكي نرسم رؤية مستقبلية لوطننا في هذا المشرق العربي".

مخيبر

ودعا المحامي الياس مخيبر الى "الخروج من سراديب الحقد والكف عن تبني العبور والترفع عن المصالح الفئوية والحسابات الضيقة والمساهمة في بناء دولة مدنية تضمن لجميع المواطنين عيشا كريما ومستقبلا مستقرا واعدا"، وشدد على ان "الدولة المدنية هي الضامنة فيما الدويلة هي المارقة".

ورأى أن "الثورة هي معيار مصالحة مع قيمة الانسان ونحن شهود رجاء لا دعاة خوف او تخويف".

حجي جورجيو

أما الصحافي ميشال حجي جورجيو فقال: "لا يمكننا إلا دعم الحركات التحريرية العربية كبشر وخصوصا كمسيحيين لانها تعبر عن توق هذه الشعوب الى المصالحة مع نفسها والى السلام بعد عقود من العبودية والظلم".

ودعا الى "الوقوف وقفة إجلال وإكبار ودعم كلي لهؤلاء الثوار الابطال، الضحايا المسالمون الذين يموتون أبرياء كل يوم بواسطة آلة القتل من أجل إرساء قيم إنسانية أممية وخصوصا قيم مسيحية".

الصايغ

ثم تحدث الخبير في الشؤون الفلسطينية زياد الصايغ عن المسيحيين والقضية الفلسطينية والعلاقات اللبنانية - الفلسطينية "التي تستمر مثار جدل على الرغم من حسم الشرعيتين اللبنانية والفلسطينية منذ عام 2005 لهذه العلاقات تحت عنوان "الكرامة للاجئيين الفلسطينيين تحت سيادة الدولة اللبنانية حق العودة".

ورأى ان "اللحظة العربية في ربيعها الثوري ليست بعادية، فالشعوب العربية انتفضت والانظمة التوتاليتارية تتهاوى ولا مكان لأصوليات مفترضة آنية. انه زمن تحرير القضية الفلسطينية من مصادريها".

الوثيقة

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تلا النائب السابق سمير فرنجية "الوثيقة المعروضة للنقاش والمداولة مقسمة الى ثلاثة أقسام: أولا "ما نريد التذكير به"، ثانيا "ما نرفضه" وثالثا "ما نريده".

وقال: "تتضمن هذه الوثيقة المعروضة للنقاش ثلاثة أقسام: ما نريد التذكير به في ضوء مواقف الكنيسة، وما نرفضه من مواقف سياسية تعرض المسيحيين الى أخطار أكيدة، وما نريد العمل من أجله لتجديد دور المسيحيين في لبنان والشرق".

أضاف: "أولا، "ما نريد التذكير به". نريد التذكير أولا بدور الكنيسة في اطلاق ربيع لبنان الذي شكل الإشارة الأولى لربيع العرب. فلقد وضع نداء المطارنة الموارنة في 20 أيلول 2000 - والكلام للمجمع البطريركي الماروني - الأسس لإنهاء سلطة الوصاية السورية واستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر، فبعد أن كان لبنان ساحة لتسلط الآخرين، صار ساحة شهادة أبنائه جميعا لحريتهم، وزخما لأكبر انتفاضة شعبية في العصر الحديث. لقد تمكنت الكنيسة بمشاركة معظم الشعب اللبناني بأن تحفر تاريخ لبنان الحديث بإبرة الحق والإيمان، فوق صخرة الظلم والليل الطويل، فتمكنت من إنقاذ الوطن واستعادة الدولة. وشكلت انتفاضة الاستقلال، اثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، لحظة تاريخية، فتحت الباب للخلاص الوطني بتوحد غالبية الشعب اللبناني على نحوٍ غير مسبوق. إن خروج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، بعد ثلاثين سنة من سلطة الوصاية، كان تتويجا لنضال الشعب اللبناني المقيم والمنتشر، وتوحده، وبمثابة الحلم الذي تحول إلى حقيقة".

وتابع: "نريد التذكير ثانيا بأن الكنيسة كانت سباقة في مطالبتها بقيام الدولة المدنية، الحديثة والديموقراطية القائمة، كما جاء في المجمع البطريكي الماروني، على "التوفيق بين المواطنية والتعددية" وعلى "التمييز الصريح، حتى حدود الفصل، بين الدين والدولة، بدلا من اختزال الدين في السياسة، أو تأسيس السياسة على منطلقات دينية لها صفة المطلق". وهذه المسألة باتت اليوم مطروحة بقوة في كل الدول التي تحررت من أنظمة الاستبداد. ونريد التذكير ثالثا بدور الكنيسة في بلورة مفهوم العيش المشترك بما "يتخطى مستوى التساكن أو التعايش بين المجموعات المتعددة" ليشكل نمط حياة مميزا، "يؤمن للانسان فرصة التواصل والتفاعل مع الآخر بحيث تغتني شخصيته من تلقيها جديد الآخر، وتغني هي بدورها شخصية الآخر، وذلك دون إلغاء للخصوصيات والفوارق التي تصبح في هذه الحال مصدر غنى للجميع".

أضاف: "ثانيا، "ما نرفضه"، نرفض أولا وضع المسيحيين في مواجهة ربيع العرب الذي يرتكز الى قيمتي الحرية والعدالة، وهما قيماتان تقعان في أساس الكرامة الانسانية، بعيدا عن منطق الايديولجيات التي تقسم العالم بين معسكرين، خير وشر، والتي أقامت عليها أنظمة الاستبداد شرعيتها الأساسية. فهذا الربيع العربي يشكل خبرا سعيدا للبنان، الذي ظل، على مدى أكثر من نصف قرن، موضوعا لمحاولات حثيثة رمت، بدعوى "تعريب" نظامه، الى جعله شبيها بالأنظمة المحيطة. أما اليوم، فها هي المنطقة العربية - في سعيها المصمم للتخلص من عبوديات القرن الماضي والتهميش التاريخي - تنحاز الى معنى لبنان، بما يحمله هذا المعنى من قيم الحرية والديموقراطية والتعددية والانفتاح على العالم".

وقال: "نرفض ثانيا ربط مصير المسيحيين بمصير أنظمة القمع والاستبداد التي حولت العالم العربي الى سجن كبير، فأخرجت شعوبها من الحاضر والمستقبل ووضعتها على هامش التاريخ. إنه موقف أخلاقي يفرضه ايماننا بالانسان وحقه في الكرامة والحرية، فلا نقبل أن نكون مع الجلادين ضد الضحايا. وهو أيضا موقف وطني اذ تتحمل هذه الأنظمة الاستبدادية مسؤولية حرب كلفتنا ثمنا باهظا: 144240 قتيلا، 17415 مفقودا، و197506 جرحى. هذا الى تدمير مدننا وقرانا، وهجرة مئات الألوف من أبنائنا، وتفتيت مجتمعنا، ومصادرة مؤسساتنا، وتعميم الفساد، وتحويل القضاء الى أداة لتصفية الحسابات. ونرفض ثالثا كل المشاريع الهادفة الى ضرب الحضور المسيحي الاصيل في هذا الشرق وتحويل المسيحيين الى مجرد أقلية تبحث عن حماية لها من هنا أو هناك. والخلاف ليس، كما يصوره البعض، خلافا حول اختيار الجهة التي يوكل لها مهمة تأمين الحماية - حماية خارجية سورية، ايرانية أو غربية، أو حماية داخلية "شيعية" لمواجهة خطر "سني" أو "سنية" لدرء خطر "شيعي" - انما هو خلاف حول مبدأ الحماية الذي يحول المسيحيين الى أهل ذمة ويفقدهم حضورهم ودورهم. وهذا ما لا يمكن القبول به. ونرفض رابعا العنف الذي يواكب هذا الربيع العربي. فهو عنف الأنظمة الاستبدادية في مواجهة مطالب الشعوب المشروعة. وهو أيضا وفي الوقت نفسه عنف قوى التطرف التي ما زالت تتشبث بمنظومات ايديوليجية متداعية، وتحاول جاهدة وقف عجلة التاريخ".

وقال فرنجية: "ثالثا، "ما نريده". نريد أولا اطلاق دينامية مدنية في الوسط المسيحي قادرة على التواصل مع ديناميات مدنية شبيهة لها في الطوائف الأخرى وفي المجتمع المدني من أجل إعادة الحياة الى ربيع لبنان والتشارك مع القوى الديموقراطية التي ظهرت في ربيع العرب لوضع الأسس لعالم عربي ديموقراطي وتعددي قادر على استعادة دوره وموقعه في العالم بعد تغييب قسري دام نصف قرن. ونريد ثانيا استعادة دور المسيحيين التاريخي في الشرق والمساهمة في اطلاق نهضة عربية ثانية تؤسس لثقافة جديدة، "ثقافة العيش معا"، ذلك أن العيش معا، متساوين في الحقوق والواجبات ومختلفين في انتماءاتنا المتعددة، بات يشكل اليوم - بسبب التغيرات النوعية الهائلة التي أدخلتها العولمة - تحديا جسيما ليس فقط للعالم العربي، بل للبشرية جمعاء".

أضاف: "نريد ثالثا العمل على انهاء دورة العنف المستمرة منذ عقود وبناء سلام لبنان بالتعاون مع كل المخلصين. فنحن اليوم أمام لحظة مصيرية: إما العودة بلبنان الى ما كان عليه في العقود الثلاثة الأخيرة، ساحة عنف مجاني للقوى الاقليمية والخارجية، تستجيب لأوهام البعض في أن مستقبلهم لا يزال يتطلب مزيدا من الدماء والعذابات والدمار، وإما إعادة صوغ لبنان بلدا يطيب العيش فيه، ودولة قادرة على النهوض بمسؤولياتها".

وتابع: "سلام لبنان يحتاج أولا الى استخلاص دروس الحرب و"الادراك، كما جاء في المجمع البطريركي الماروني، أن مصير كل واحد منا مرتبط بمصير الآخر، وأن خلاص لبنان يكون لكل لبنان أو لا يكون، ويقوم بكل لبنان أو لا يقوم، ذلك أنه ليس من حل لمجموعة دون أخرى، ولا لمجموعة على حساب أخرى. وسلام لبنان يحتاج ثانيا الى استعادة الدولة لسيادتها المفقودة منذ عام 1969 وتأكيد حقها الحصري في امتلاك القوة المسلحة. فلم يعد مقبولا ولا مبررا وجود جيشين في دولة واحدة، يخضع أحدهما لإمرة السلطة الشرعية، ويخضع الآخر لإمرة حزب سياسي أو دولة أجنبية. وسلام لبنان يحتاج ثالثا الى تحرير الدولة من صراعات الطوائف عليها والشروع، تأسيسا على اتفاق الطائف، في بناء دولة مدنية، كي لا تبقى هواجس الطوائف ومخاوفها المحرك الأساسي للتاريخ اللبناني".

وقال: "سلام لبنان يحتاج رابعا الى إنهاء حقبة سوداء في تاريخ العلاقات اللبنانية- السورية ودعم القوى التي تناضل من أجل قيام نظام ديموقراطي في سوريا، الأمر الذي يشكل الشرط الأساس لإقامة علاقات تعاون وصداقة بين البلدين تضمن مصلحة الشعبين اللبناني والسوري. وسلام لبنان يحتاج خامسا الى طي صفحة الماضي مع الفلسطينيين، ودعم الجهود الرامية الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي شرط السلام في المنطقة".

وختم فرنجية: "إن تحديد دور المسيحيين في الربيع العربي ليس شأنا مسيحيا خاصا، إنما هو شأن المسلمين أيضا، وهو شأنهما معا وسويا، ذلك "أن المسيحيين في الشرق، كما جاء في رسالة بطاركة الشرق الكاثوليك الأولى، هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين. كما أن المسلمين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين. ومن هذا المنطلق، فنحن مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله والتاريخ".

مناقشة وتوصيات

بعد ذلك فتح باب النقاش لبنود الوثيقة.

أما أبرز التوصيات المقترحة:

- أولا: تنظيم لقاءات حوارية في المناطق كافة حول مضمون الوثيقة ودور المسيحيين في ربيع العرب.

- ثانيا: التواصل مع الانتشار اللبناني وتفعيل دوره في دول الاغتراب دعما لخيارات الربيع العربي.

- ثالثا: المساهمة في تنظيم لقاء وطني حول دور لبنان في الربيع العربي.

- رابعا: التواصل مع القوى الديموقراطية العربية التي تنتمي الى الربيع العربي للتشارك معها في بلورة الأسس لقيام عالم عربي ديموقراطي وتعددي.

- خامسا: المساهمة في التأسيس لمركز دراسات وأبحاث حول ثقافة ربيع العرب، ثقافة العيش معا في ظل الحرية والديموقراطية والدولة المدنية.

كما تم الاتفاق على تشكيل هيئة لمتابعة تنفيذ الخطوات العملية التي سيتم اقرارها. وفي هذا السياق تم تحديد موعد لمؤتمر صحافي يعقد في 27 تشرين الاول 2011 يتم الاعلان فيه عن النص المعدل مع أسماء هيئة المتابعة والخطوات العملية.

 

فارس سعيد: اللبنانيون هم أساس الربيع العربي

تمويل المحكمة سيحصل لأن "حزب الله" لا يستطيع خسارة الحكومة والنظام السوري

 وطنية - 23/10/2011 أكد منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد أن "لقاء سيدة الجبل سببه الأزمة المسيحية تجاه الربيع العربي نتيجة الإشارات المتناقضة التي نرسلها كمسيحيين الى الرأي العام اللبناني العريض وإلى العالم العربي".

وشدد سعيد في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 93,3" أن "اللبنانيين هم أساس الربيع العربي، والاهتزاز الأول الذي تلقاه النظام السوري كان من بيروت عام 2005 وليس من درعا، عندما أنجز الشباب اللبناني خروج الجيش السوري من لبنان سياسيا ومن دون قطرة دم واحدة".

وأكد أن "أهمية لقاء سيدة الجبل تنبع من قدرته على الانفتاح على مروحة واسعة من الناس تتجاوز الترسيمات الحزبية، وهذا اللقاء ليس ردا على أحد وهو نتيجة مبادرة اعتدنا أن نأخذها منذ سنين، في كل مرة يكون هناك ضرورة لاجتماع المسيحيين من أجل توحيد القراءة".

وقال: "إن الوثيقة سترتكز على ثلاثة بنود، البند الأول بعنوان "ما نريد أن نذكر به" وهو دور المسيحيين في إطلاق ربيع بيروت لأن الاقلام المسيحية والنضال المسيحي أدى إلى التفاعل مع المرجعيات الأخرى في لبنان كرفيق الحريري ووليد حنبلاط وبعض المرجعيات الشيعية كالرئيس بري، وبالتالي نريد أن نذكر بدور المسيحيين في تلك الفترة، وهم أطلقوا الاشارة الأولى للربيع العربي. ثانيا، نريد أن نذكر بأن الكنيسة كانت سباقة بطرح الدولة المدنية وفصل الدين عن الدولة، واليوم المجلس الوطني السوري يتحدث عن الدولة المدنية، وفي ليبيا ومصر هناك صراع بين اسلاميين ومدنيين، وبالتالي هذا الطرح الذي ابتكرته الكنيسة المارونية، نحن كمسيحيين نستطيع ان نحمله وان نكون في مواجهة كل من يريد العودة الى الوراء والى الاصولية".

أضاف: "البند الثاني بعنوان "ما نرفضه"، نرفض ربط مصير المسيحيين بأنظمة ديكتاتورية ونرفض ان نكون مع الجلاد ضد المظلوم. أما البند الثالث، فهو "ما يجب أن نفعله" من أجل تجديد دور المسيحيين في العالم العربي".

وشدد على أن "ضمانة المسيحيين تأتي فقط من خلال التألق والإبداع، وهم لا يستجدون أي ضمانة من أي أحد"، لافتا الى أن "الربيع العربي يفتح أفقا للمبادرين ويجب ألا نتطلع إليه بعين الخوف والقلق". وقال: "التحفظ مفهوم، إنما من غير المقبول ألا نتفاعل كمسيحيين مع ما يجري في العالم العربي. إن دعوتنا الى الانتساب الى الربيع العربي هي دعوة خاطئة لأننا نعتبر أننا كنا السباقين باطلاق الاشارة الاولى لهذا الربيع من خلال ربيع بيروت، وكنا السباقين بانتقاد الثورات المبتورة، كما كانت ثورة عام 2005".

وعن إمكان عقد لقاءات مع مسيحيين عرب، قال: "نأمل الدعوة الى مؤتمر عربي مسيحي، فهم المسيحيين اللبنانيين والعرب واحد ويتجسد بأن تأتي الضمانات من دولة مدنية قادرة على تحقيق الحقوق للجميع، مسلمين ومسيحيين، انطلاقا من تطبيق القانون".

وبالنسبة إلى تمويل المحكمة، أكد سعيد ان "التمويل سيحصل لأن "حزب الله" لا يستطيع خسارة النظام في سوريا وحكومة نجيب ميقاتي. هذه الحكومة مستخدمة من الحزب من أجل تأمين حد أدنى من الشرعية، والحزب لن يقول انه لا يريد تمويل المحكمة، وهو ما لم يقله حرفيا حتى الآن، كما أنه لن يتحمل مسؤولية فرط الحكومة، والرئيس ميقاتي لا يستطيع الاستقالة، نتيجة التزامه المسبق للحزب".

وأكد أن "النظام السوري سيسقط حتما نتيجة لإرادة الشعب السوري غير القابلة للعزل، وكلفة سقوط النظام عالية وكبيرة. أشعر اليوم أنني متصالح مع الشعب السوري، لأنني أقدر نضاله وجرأته على التظاهر، والمهم ان نستطيع التأسيس لعلاقة مع سوريا مرتكزة على احترام سيادة لبنان واستقلاله".

وعن كلام وزير الداخلية في باريس الذي نقل عن الفرنسيين وجود معلومات عن عودة الاغتيالات في لبنان، اعتبر ان "هذا الكلام خطير ولا سيما بعد ان تزامن مع تخفيض وزير الداخلية نفسه، لعدد الامنيين لبعض الشخصيات السياسية". وقال: "نأمل ألا تكون هذه التهديدات محاولة من النظام السوري بربط وضعه الداخلي بتفجير الوضع اللبناني. والقول للعالم ان باستطاعة هذا النظام تفجير الحرب الاهلية، لا سمح الله، في لبنان. اللبنانيون مدعوون إلى قراءة دقيقة لما يحصل في العالم العربي وانعكاسات هذه الثورات على الداخل اللبناني وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه اللبنانيون في هذا الربيع العربي".

وعلى صعيد الداخل اللبناني، رأى أن "الدولة تتحول وكأنها دائرة تسجيل لاتفاقات تحصل على مستوى القبائل والطوائف ويتم تسجيلها في مجلس النواب أو مجلس الوزراء، وهذا أسوأ ما يحصل"، لافتا إلى أن "اتفاق الطائف حاول تقديم صيغة للحل هي مجلس الشيوخ، واليوم كل القيادات تتصرف وكأنها قادة مجلس شيوخ وليسوا قادة دولة".

وختم سعيد: "قوى الرابع عشر من آذار لم يذهبوا يوما الى صياغة برنامج حكم لأن الخطوط العريضة التي تجمع 14 آذار لا تزال خطوطا عريضة يجب تنفيذها قبل الانتقال الى برنامج مرحلي لحكم لبنان".

 

جعجع التقى وفدا صحافيا فرنسيا وفاعليات بقاعية

وطنية - 23/10/2011 استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وفدا فرنسيا من مجموعة مجلة "Valeurs Actuelles" الأسبوعية الفرنسية يرأسه رئيس التحرير فريديريك بونس، في حضور مستشار الدكتور جعجع المحامي جوزف نعمه. بداية، عرض جعجع لمحة تاريخية عن لبنان منذ ما قبل الاستقلال وصولا الى المرحلة الآنية، فشرح للوفد كيفية نشوء لبنان الكبير، مثنيا على الدور الذي تلعبه فرنسا تجاه لبنان ولاسيما وقوفها الدائم الى جانبه وعدم قبولها المس بسيادته واستقلاله ومصالحه.

وتطرق جعجع الى الأوضاع في المنطقة وبخاصة الربيع العربي الذي شبهه بعصر النهضة الذي حصل في أوروبا، مؤكدا "ان هذا الربيع سينتج عنه مزيدا من الديموقراطية والحرية في الشرق الأوسط". بدوره، طرح الوفد بعض الأسئلة العامة والسياسية على الدكتور جعجع، مستوضحا منه نظرته حول وضع المسيحيين في لبنان والمنطقة.

الى ذلك، التقى جعجع وفدا من فاعليات المجتمع المدني في زحلة والبقاع الأوسط في حضور النائب شانت جنجنيان، الامين العام لحزب القوات المهندس عماد واكيم، منسق منطقة زحلة والبقاع الأوسط شارل سعد. دام اللقاء حوالى ساعتين من الوقت، بحث في خلاله المجتمعون في شؤون وشجون المنطقة وجرى عرض لهواجس الناس وهمومها. وكانت مناسبة وضع فيها جعجع الوفد في الجو السياسي العام في لبنان والمنطقة.

 

حرب: توجه المجلس الوطني للاعلام خطير جدا على الحريات العامة

وطنية - 23/10/20111 أكد النائب بطرس حرب "مشاركة المجلس الوطني للاعلام قلقه على المستوى الأخلاقي الذي انحدرت إليه بكل أسف بعض المؤسسات الإعلامية في برامج تمس الآداب العامة والأخلاق وهو أمر يستدعي معالجة جدية وجذرية من خلال العمل على عودة الجميع الى الالتزام بالقيم الإجتماعية والأخلاقية بما يساهم في تربية أبنائنا على هذه القيم وعلى الأخلاقيات التي قامت عليها تقاليدنا ما حفظ المجتمع والعائلة اللبنانية".

اضاف في تصريح ردا على ما صدر عن المجلس الوطني للاعلام في اجتماعه الاخير:"الا ان ما استغربه هو إقدام المجلس الوطني للاعلام على التهويل بصورة غير مباشرة على المؤسسات الإعلامية بمناسبة طلبات تجديد التراخيص بحجة تطبيق القوانين، وهو ما قد يشكل مدخلا إلى ضرب الحريات العامة التي يقوم عليها نظام الحريات الإعلامية في لبنان، وإفساح المجال أمام ممارسات بوليسية يمكن أن تلجأ إليها بعض الأجهزة الأمنية في محاولة للسيطرة على المؤسسات الإعلامية وحرياتها. وهذا ما يتناقض كلّيًا مع مفهومنا للنظام الديمقراطي في لبنان الذي يكرّس مبدأ حرية الرأي وحرية الإعلام طبعا في إطار تطبيق القوانين".

اضاف: "إننا إذ نشارك المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع قلقه من بعض الممارسات التي تقوم بها بعض المؤسسات الإعلامية التي تحولت شاشاتها موقعاً يحضّ على المسّ بالآداب والأخلاق العامة وإلى منابر للشتم السياسي بدل أن تكون منابر لتثقيف المواطنين وللنقاش السياسي المسؤول. فمع مشاطرتنا للمجلس الوطني للاعلام المرئي والمسوع لقلقه هذا، وهنا لا بد أن آسف أنّه في الوقت الذي كان يصفق فيه الجميع للتراخيص الإعلامية التي أعطيت على أساس طائفي وسياسيّ ومذهبيّ كنّا نتمنّى، لو واكبت هذه التحفظات التي تصدر اليوم أصواتنا والمعترضة آنذاك إعطاء تلك التراخيص على كيفية إعطائها وعلى العناصر التي اعتمدتها في محاصصة محطات الإعلام الهوائية التي تملكها الدولة اللبنانية، أود لو وضعت قيود ومعايير جدية آنذاك لكنّا وفّرنا على نفسنا الكثير الكثير مما نعاني منه اليوم. والأخطر فيما أعلنه رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع الأستاذ عبد الهادي محفوظ هو نية في فتح سجل لديه، أي لدى المجلس، للعلم والخبر الخاص بالمواقع الإلكترونية وهو أمر لم نفهمه ولا يبرره شيئ إطلاقًا، لاسيّما وأننا نحن في صدد إعداد إقتراح قانون جديد ينظم للمواقع والمعاملات الإلكترونية على أسس ومبادىء تكرّس حرية التواصل الإلكتروني بما لا يسمح لأي جهاز أو مؤسسة بالتّحول إلى جهاز رقابي على المراسلات الإلكترونية بكل أنواعها السياسية والتجارية والشخصية".

وختم: "إن التوجه الذي أعلنه المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع خطير جدا لأن الطامعين الى اخضاع اللبنانيين لأنظمة القمع سيستغلون هذا التوجه للانقضاض على الحريات العامة وبما يتناقض مع كل المبادىء وسيؤدي حتمًا إلى تخلّف لبنان في مجال الإتصالات الإلكترونية وفي مجالات التطور وبما لا يسمح للبنان بمواكبة التطور العملاق السريع الذي يحصل على صعيد الاتصالات الإلكترونية في العالم وهو ما يلحق الضرر الكبير على كل الأصعدة بدءا بمفهومنا للحرية مرورا بوجوب تأمين سرعة التواصل الإلكتروني في المعاملات وفي حق الناس حماية سرية مراسلاتهم الالكترونية وصولاً بالنتيجة إلى تحويل عملية العلم والخبر والرقابة إلى أداة بوليسية لمراقبة هذه المراسلات ولقمعها أسوة بالدول التي نرى أن الشعوب تسير في وجهها لإسقاطها لأنها تقوم على حساب الحريات في العالم".

 

نصرالله: قدّم سلاحك

احمد عياش/النهار          

قالها البطريرك الراعي في نيويورك وبكل بساطة: "ان يسلّم "حزب الله" اليوم سلاحه فسيكون ذلك عيداً كبيراً للجميع". ما قاله الراعي في سلاح "حزب الله" لم يرد في واحدة من برقيات موقع ويكيليكس حيث يقول حلفاء الحزب فيه ما لم يقله مالك في الخمرة. بل جاء في مؤتمر صحافي موصول بلقائه الأمين العام للأمم المتحدة.

وفي عاصمة دولية اخرى، كان رئيس كتلة "حزب الله" النائب محمد رعد يدافع في موسكو عن سلاح الحزب، فيصف المطالبة بنزعه بـ"دعوة اسرائيلية". بالتأكيد ان صفة "اسرائيلي" جاهزة لدى الحزب لاطلاقها في وجه كل من يتعرض له، سواء من باب السلاح او من باب المحكمة الخاصة بلبنان او ابواب اخرى باستثناء ما يحصل هذه الايام في موضوع ترقية رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العقيد وسام الحسن. فمعارضة الحزب ومعه حليفه النائب ميشال عون لهذه الترقية، اساسها ان الحسن الذي كشف عشرات الشبكات من عملاء اسرائيل ومنها ما اخترق الحزب نفسه، ارتكب "جريمة" كشف خيوط مهمة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري بما وضع الحزب على لائحة الاتهام. وللمفارقة، ان الرئيس سليمان جارى الحزب وعون في معارضتهما، في حين ان الحسن كان يستحق تكريماً وطنياً كبيراً لما قدمه لبلده في مواجهة عملاء اسرائيل والارهاب. وكأنه لم يبق الا ان يصدر الموساد الاسرائيلي بيان تهنئة لمن يواجه من قصم ظهر عملاء الدولة العبرية في لبنان!

انها مكابرة تكشف عن جهل فاضح للحقائق الكبرى سواء في لبنان او المنطقة. ولا احد يعلم ما سيقوله نصرالله في اطلالته التلفزيونية المقبلة. لكن ما جرى نشره من كلام منسوب اليه يشير الى ان الرجل "يكبّر الحجر" ليهدد هذه المرة تل أبيب.

هناك من يعتقد أن نصرالله وسائر أركان حزبه بحاجة الى رفع معنويات جماعته التي شاهدت مثل غيرها ما حل بديكتاتور ليبيا وما قد يحل بديكتاتور سوريا، وخصوصاً في ضوء ما قاله حليف دمشق الموثوق به في لبنان النائب سليمان فرنجيه في مقابلته التلفزيونية الاخيرة. لكن نيكولاس بلانفورد الذي ذاع اسمه في المقابلة الشهيرة التي نشرتها "تايم" الاميركية مع أحد مطلوبي الحزب الى المحكمة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري أنجز كتاباً كبيراً وأصبح في المكتبات وهو بعنوان: "محاربو الله – داخل 30 عاماً من نضال "حزب الله" ضد اسرائيل" يقول في مقدمته انه يخشى ان الحرب المقبلة تبدو أقرب مما توقعه عام 2001 حيال حرب 2006 ولكن "التوقيت وبدء اطلاق النار يبقيان مجهولين".

الأمل في أن يقرأ نصرالله جيداً ما يجري من حول لبنان، فتنتصر البراغماتية على الغيبية. ويدرك ان "طريق القدس تمر بجونيه" التي أخرحت منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982، تماثل شبكة الاتصالات التي يريد أن تمر بترشيش. ليستمع الى الراعي يبشر بالعيد ويقول له باللغة العسكرية تقريباً: سيد نصرالله قدم سلاحك لوطنك، كي ينجو لبنان.

 

سامي الجميل: شبابنا ساهرون على أمن ترشيش

لفت عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل إلى أنَّ "وزير الداخلية والبلديات مروان شربل لم يكن على علم بما يحصل في بلدة ترشيش لجهة محاولة "حزب الله" تمديد شبكة إتصالات تابعة له في البلدة، وذلك بسبب تواجده في باريس، إلا أنَّه وعد الإهتمام بالموضوع فور عودته من فرنسا". الجميل، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أضاف: "إتصلت بقوى الامن الداخلي وأرسلوا دوريات إلى ترشيش، غير أنَّ هذا غير كاف، ولكن شبابنا يسهرون على أمن المنطقة، لأننا تعودنا على خذلان الدولة، وهذا لا يعني أنني أقول للأهالي أن يتصدوا بأنفسهم، بل اناشد الدولة ووزراء الداخلية والدفاع ورئيس الحكومة لينظروا إلى هذا الموضوع ويحلوه، ولكن اذا الدولة لم تقم بواجباتها فما هو المطلوب من قبلنا؟".

 

بأوامر إيرانية تحسباً لسقوط نظام الأسد "حزب الله" بحث في موسكو عن حماية دولية ومنفذ عسكري

بيروت - "السياسة": فاجأت زيارة وفد "حزب الله" إلى روسيا الأوساط السياسية اللبنانية, لما تحمله من دلالات في هذا التوقيت بالذات, فالحزب الذي يعاني من سلسلة أزمات داخلية وخارجية, ويواجه حصاراً شبه محكم, وجد في الزيارة متنفساً يأمل منه الكثير.

وأكد مصدر مطلع ل¯"السياسة" أن الزيارة كانت مقررة منذ فترة, وتأتي في الإطار البرلماني, إلا أنه أقر بحجم الرهانات التي يقيمها الحزب بشأن فتح علاقة رسمية ومباشرة مع دولة عظمى مثل روسيا. وكشف المصدر أن العلاقة مع روسيا ليست جديدة وقد شهدت في الماضي تعاوناً في مجالات عدة وخصوصاً العسكرية منها, حيث استفاد الجهاز العسكري ل¯"حزب الله" من مساعدات روسية تسليحية وتدريبية, ولكن بصورة غير مباشرة, أي عبر سورية أو إيران, والجديد الذي يمكن أن تقدمه زيارة نواب الحزب إلى موسكو هو فتح الطريق أمام علاقة مباشرة. وما لم يقله المصدر كشفته معلومات ل¯"السياسة" تفيد أن قيادة "حزب الله" درست في الأشهر الأخيرة الوضع الستراتيجي للحزب في ظل تراجع الدور الإقليمي لراعييه, دمشق وطهران, الأولى بسبب الثورة السورية, والثانية بسبب ضعفها الداخلي, نتيجة نزاعات الأجنحة داخل النظام الإيراني.

وفي قراءة القيادة للمستقبل برزت علامات استفهام كثيرة عن المصير إذا ما سقط النظام السوري, وإذا ما عجزت إيران عن معالجة مشكلتها الداخلية وفك عزلتها الخارجية.

وبناء على ذلك, قررت القيادة العليا ل¯"حزب الله" سلسلة من الخطوات اللبنانية والإقليمية لمواجهة الاحتمالات السوداء للمستقبل, ومنها على سبيل المثال قرارات تتعلق بالوضع الحكومي اللبناني, والوضع العسكري داخليا, وعلى الجبهة مع إسرائيل.

وناقشت القيادة هذه المخططات مع الراعيين السوري والإيراني, فجاء الجواب من طهران مؤيداً, وناصحاً للحزب بأن يوسع من دائرة تحالفاته, ولو تجاوز الحليف السوري, الذي يعاني من أزمة مستعصية قد تطيح به. وأرفق الرد الإيراني بموعد لوفد نيابي من "حزب الله" مع البرلمانيين الروس.

فوجئت قيادة "حزب الله" بالموضوع ولكنها رحبت به وهي في الأصل لا تملك قرار رفضه, إلا أن نقاشاً جدياً دار في أوساط الحزب عن مغزى الخطوة الإيرانية التي تعتبر من دون أدنى شك تجاوزاً لسورية ونظام بشار الأسد الذي شكل منذ عقود طويلة البوابة الوحيدة للبنان, وحتى بالنسبة لإيران التي كانت ملزمة بالمرور بدمشق في رعايتها ل¯"حزب الله".

وتركز البحث الداخلي, وخصوصاً لدى الجناح السوري في "حزب الله", عن معنى فتح أبواب روسيا للحزب, ولكن من دون أجوبة مقنعة لأن الأمر الإيراني بالذهاب إلى موسكو لم يأت, على عادة الأوامر الإيرانية, مفسراً أو مبرراً.

حل التخمين مكان اليقين في قراءة "حزب الله" للخطوة, وأبرزها أن إيران تخشى بعد سقوط الأسد أن يسد المنفذ البري الوحيد المتاح ل¯"حزب الله", ويبقى البحر الذي تسيطر عليه إسرائيل, والسفن والبوارج الحربية لدول عدة وأهمها روسيا التي تمتلك قاعدة بحرية ستراتيجية على الشاطئ السوري.

بناء على ما تقدم, فإن ترتيب اللقاء هو مقدمة لرعاية روسية مباشرة للحزب إذا وجد الأخير نفسه في حالة حصار على المستوى العسكري.

وعلى الصعيد السياسي فإن اعتراف روسيا العلني بالحزب, يعد نقلة نوعية تمهد لتأمين حماية دولية له في مواجهة الاتهامات التي يتعرض لها بأنه تنظيم إرهابي, وبأنه متورط في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. أما في الجانب الروسي, فاعرب المصدر عن اعتقاده أن موسكو ورغم تأمين الحماية الدولية للنظام السوري, من خلال الفيتو الأخير في مجلس الأمن, تدرك أن هذه الحماية قد لا تدوم مع استمرار الثورة السورية في التصاعد, ما يهددها بخسارة موطئ قدم إقليمي ثان بعد ليبيا, ولعلها أرادت من خلال شرعنة العلاقة مع "حزب الله" أن ترسل رسالة جديدة للأميركيين وللمجتمع الدولي بأنها قادرة على تأمين البديل عن النظام السوري.

 

حمّل سليمان وميقاتي وقهوجي المسؤولية عن كل نقطة دم تراق في الشمال  

المرعبي لـ"السياسة": "حزب الله" يقيم مربعات أمنية من عكار إلى طرابلس

 السياسة/ما يزال الإعلان عن قيام تنظيمات مسلحة في مدينة طرابلس لنصرة المقاومة يثير بلبلة في صفوف السكان الطرابلسيين والمواطنين الشماليين على خلفية ما تشكله هذه الظاهرة من رعب بين الناس مع ازدياد الحديث عن توزيع المال والسلاح ونصب مدافع على طول الجبل المحيطة بأقضية الضنية والمنية وطرابلس وصولاً إلى محافظة عكار لجهة جرود الهرمل. وفي سياق متصل, قال عضو كتلة "المستقبل" في الشمال النائب معين المرعبي لـ"السياسة", إن كل يوم يُحكى عن قيام مربعات أمنية جديدة بدعم وتمويل من "حزب الله" وأعوانه ابتداءً من عكار, وصولاً إلى طرابلس بشكلٍ كثيف ومريب. وأوضح أنه سبق أن أثرنا هذا الأمر منذ أربعة أشهر وقلنا للمعنيين عن أمن الدولة اللبنانية, إن "حزب الله" يقوم بنصب بطاريات مدافع في المناطق الحدودية بين الهرمل وعكار, وبين عكار والضنية, وكل يوم نشهد تعديات جديدة على مناطقنا وحدودها الجغرافية, بالتزامن مع الاعتداءات والخروقات التي يقوم بها الجيش السوري على الحدود اللبنانية السورية في وادي خالد وبمحاذاة النهر الكبير.

ولفت إلى أن هذا السلاح وطريقة انتشاره بعيداً عن الحدود الجنوبية وبعيداً عن إسرائيل, يثير الريبة, والناس تتخوف من توجيهه إلى الداخل كما جرت العادة, مستغرباً وصول سلاح "حزب الله" إلى زواريب طرابلس تحت شعار محاربة إسرائيل, مضيفاً "مع الأسف الطريقة التي يتم فيها توزيع السلاح بهذا الشكل العشوائي لا هدف منها في الوقت الحاضر سوى ترويع الأطفال وبث الرعب في نفوسهم".

وعما إذا كان هذا السلاح يوزع لتغيير واقع معين على الأرض أشار إلى أن "لا أحد يستطيع فرض أي واقع علينا, لكن وجود السلاح يساعد على خلق بلبلة بين الناس, خاصة أن الأمور أصبحت واضحة وتتعلق بأجندات سورية وإيرانية والمكلف فيها مع الأسف "حزب الله" الذي يحاول أن يضرب كل منطقة بأهلها من أجل تفريقهم وهذه السياسة سبق لأعداء لبنان أن مارسوها, بهدف القضاء على مناعة اللبنانيين, لكنهم فشلوا في ذلك طوال السنوات الخمس الماضية, واليوم يحاولون توزيع السلاح على بعض العاطلين عن العمل".

وشدد على أنه "لو تنبهت الدولة لهذا الأمر وخلقت فرص عمل للشباب اللبناني, لما اضطروا لحمل السلاح والوقوف ضد أهاليهم لزعزعة الاستقرار, ولو كانت فرص العمل مؤمنة لما اتجهوا لأي طرف مسلح". ووضع المرعبي ما يجري على الساحة الشمالية عامة وفي طرابلس خاصة في عهدة القيادة السياسية اللبنانية والعسكرية, كاشفاً أن الجيش اللبناني لم يقم بأي دور حتى الآن, وناشد الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي بتحمل مسؤوليتهما.

وسأل "أين أصبح مشروع طرابلس منزوعة من السلاح الذي طالب به نواب وفعاليات المدينة?", مضيفاً "إننا نحملهم مسؤولية كل نقطة دم تراق في الشمال من أي إنسان لبناني".

 

الرئيس الجميل: المواطن اللبناني يشعر وكأنه على سفينة في مهب الريح  

المعارضة تتهم "حزب الله" بالضغط على سليمان لمنع ترقية العقيد الحسن

 بيروت - "السياسة": إلى الكثير من الملفات التي تطوق الحكومة وتغرقها في انقسامات كبيرة برزت من خلال الانتقادات المبطنة التي يوجهها تكتل "التغيير والإصلاح" لـ"حزب الله" ووزرائه في الحكومة, طفت على السطح أزمة ترقية الضباط من رتبة عقيد وما فوق, بسبب ما قيل عن رفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبضغط من "حزب الله" والنائب ميشال عون التوقيع على ترقية ضباط في قوى الأمن الداخلي, من بينهم رئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن, حيث تقول أوساط الأكثرية إن ترقية الحسن في هذا الوقت مثير للريبة وتطرح علامات استفهام كبيرة, وهو ما اعتبرته المعارضة محاولة من جانب "حزب الله" وحلفائه لعرقلة ترقية الحسن والضغط على الرئيس سليمان لتجميد المرسوم, جراء الحملة الشرسة التي تشنها الأكثرية على شعبة المعلومات ورئيسها, في وقت لا يمكن مجافاة الحقيقة والتنكر للإنجازات التي حققها العقيد الحسن وشعبته في إلقاء القبض على عشرات شبكات التجسس الإسرائيلية والإرهابية. وأكدت مصادر نيابية في تيار "المستقبل" ل¯"السياسة" أن "حزب الله" هو الذي يقف عائقاً أمام ترقية الحسن من خلال الضغوطات التي مارسها على المسؤولين لتجميد مرسوم الترقيات, وأنه أبلغ من يعنيهم الأمر, بأن هذا المرسوم يجب ألا يمر مهما كانت المبررات, في محاولة منه لتهميش دور شعبة المعلومات والطعن بمصداقية عملها وتشويه صورة رئيسها. إلى ذلك, أكد الأمين العام ل¯"تيار المستقبل" أحمد الحريري أن أنظمة القتل والتعذيب ستسقط, ونظام الأسد في سورية لن يبقى طويلاً, مضيفاً أن لا بديل عن الشراكة الإسلامية-المسيحية والعيش معاً, مشيراً إلى أن اتفاق الطائف لا يزال ميثاقاً وطنياً ذا صلاحية.

واعتبر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل أن "لبنان يعيش اليوم مرحلة قل ما واجهها في الماضي إذ يشعر المواطن اللبناني وكأنه على سفينة سائرة في مهب الريح تتقاذفها الأمواج في كل الاتجاهات فيما العالم العربي يمر بمرحلة دقيقة ويعيش متغيرات تاريخية", مشيراً إلى "أن تداعياتها ستكون خطيرة على الواقع اللبناني, فيما المواطن يشعر بفراغ كبير على كل المستويات, والطاقم السياسي على كل المستويات يتخبط بصراع عبثي وهذه الحالة الخطرة من الضياع لم يشهد لبنان مثيلاً لها".

ولفت إلى أن "هناك دويلات على الساحة اللبنانية تتداخل بعضها ببعض ولا يعرف المواطن إلى أي منها يعود, فالأمثلة كثيرة وآخرها مهزلة شبكة الاتصالات في ترشيش حيث تتداخل البنى التحتية الحزبية الدخيلة بالبنى التحتية الرسمية والدولة تتفرج والمرجعيات الرسمية لا تتدخل لتحمي نفسها وتؤكد على مرجعيتها".

 

فتفت: نكران ما يجري على الحدود استغباء للعقول

السياسة/أكد عضو كتلة "المستقبل" أحمد فتفت أنَّ رئيس المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري, "قرر الاستعماء عن كل ما يجري على الحدود اللبنانية السورية الشمالية والشرقية". ونقل موقع "لبنان الآن" الإلكتروني عن فتفت قوله "نحن ندرك تماماً أنَّ السيد نصري خوري ينفي أصلاً وجود حدود لبنانية سورية, ولكن أن تصل الوقاحة إلى حد نكران ما يحصل من انتهاكات لحدود وسيادة لبنان يومياً من قبل الجيش السوري فيه الكثير من الاستغباء لعقول اللبنانيين وكل العالم ", داعياً إياه "لزيارة مناطق وادي خالد وأكروم والقاع وعرسال, ليدرك أن سياسة الاستعماء لا يمكن أن تستمر". واستغرب فتفت أنَّ "الحكومة اللبنانية ورئيسها (نجيب ميقاتي) بالذات مصرون على تجاهل ما يحدث, وكأنما هذه الانتهاكات تجري على كوكب آخر, وكأنَّ الدماء التي تسيل من جرائها ليست لمواطنين لبنانيين وسوريين شرفاء, بالإضافة إلى التقاعس المستمر من قبل الحكومة اللبنانية في المعالجة الإنسانية لقضية مئات العائلات السورية وبشكل خاص في طرابلس والمنية وعكار". وأكد أنَّ "هذا التقاعس بدأ يأخذ منحاً خطراً مع بدء موسم الشتاء وارتفاع عدد النازحين من جحيم ما يجري في الداخل السوري".

 

الصينيون والروس لن يحموا الرئيس السوري إلى الأبد ولن يقفوا ضد الجميع  

دول الغرب ستسعى لتشديد الضغط على نظام الأسد بعد سقوط القذافي

 باريس, طهران - وكالات: ينوي الغربيون الذين ساهموا عسكريا في انتصار الثورة الليبية, تعزيز ضغوطهم على انظمة أخرى في المنطقة مثل سورية, ويأملون في ان يتمكنوا من زعزعة الدعم الروسي والصيني لنظام بشار الأسد. وقال الباحث في "معهد الابحاث حول التنمية" جان ايف مواسيرون "يبدو أن صفحة قد طويت مع مقتل (معمر) القذافي, واذا استقر الوضع في ليبيا فإن الضغط سيكون شديدا للغاية على بشار الاسد".

ورأى الباحث أن الوضع في سورية, لا يمكن ان يستمر على المدى الطويل مع قمع المعارضة ومقتل اكثر من ثلاثة أشخاص بحسب الامم المتحدة, بسبب تصميم الشعب وفقدان النظام مصداقيته, وهما نقطتان تجمعان في نظر الباحث بين الحكم في دمشق والنظام الليبي السابق.

واعتبر مواسيرون ان قدرة فرنسا وحلفائها في مجلس الامن على التحرك "محدودة جدا بالتأكيد", لكنه تحدث عن إمكان القيام ب¯"ترتيبات ديبلوماسية" على سبيل المثال من اجل "إعادة دخول الصين الى الساحة الليبية التي ابعدت منها وحيث لها مصالح لتصبح ايضا من الشركاء في اعادة الاعمار" في ليبيا.

واضاف "من المهم ان يستعيد الصينيون مكانتهم في ليبيا وان لا يشعروا بأنهم الخاسرون في العملية".

بدوره, لفت مدير "معهد العلاقات الدولية" باسكال بونيفاس الى "ان بشار الاسد شعر بأنه مطلق اليدين للتشدد في قمع المعارضة, معتقدا ان في امكانه القضاء بسرعة عليها وما دام الغربيون منشغلين في ليبيا ولا يهتمون به", لكن الحركة الاحتجاجية مستمرة وقد طويت للتو صفحة نظام استبدادي في ليبيا, لذلك فإن الانظار ستتوجه من الآن فصاعدا نحو سورية.

وأضاف بونيفاس "بما ان القرار 1973 (الذي تم التصويت عليه في مارس الماضي في مجلس الامن الدولي واجاز لحلف شمال الاطلسي القيام بضربات جوية من اجل حماية المدنيين الليبيين), حول عن مهمته الاساسية وتم الانتقال من مسؤولية الحماية الى الشراكة في الحرب, فإن الصينيين والروس لديهم الانطباع قليلا انهم قد خدعوا بشأن المسألة الليبية, وسيكونون اكثر صعوبة لكنهم لن يقبلوا كل شيء من بشار الاسد", مذكرا في الوقت نفسه بأن المعارضة السورية لا تريد تدخلا عسكريا.

وقال ايضا ان "الصينيين لن يحموا بشار الأسد في كل شيء وضد الجميع, وكذلك الروس, حتى لو كانت لهم مصالح اقتصادية أكثر في سورية".

واعتبر ديبلوماسي غربي أن "ذلك سيحض الروس والصينيين على تحمل مسؤولياتهم, انه ضغط اضافي على الروس والصينيين", فبعد الخيبة التي اصيبتا بها ازاء التفسير الغربي للقرار 1973 تخشى موسكو وبكين أن يتكرر السيناريو الليبي في سورية, لذا استخدمتا حق النقض (الفيتو) في مطلع اكتوبر لمواجهة مشروع قرار يدين النظام السوري.

ويعود وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الى الصين في عطلة نهاية هذا الاسبوع, بعد زيارته السابقة في منتصف سبتمبر الماضي, وسيسعى من جديد الى إقناع بكين بعدم الاعتراض في مجلس الامن على قرار أكثر تشددا من البيان الذي تم التصويت عليه في اغسطس, وخصوصا ان التدخل العسكري في سورية لا يطرحه أي طرف في هذه المرحلة.

وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال, مساء أول من أمس, إنه "حتى لو كان جدول الاعمال يقضي قبل أي شيء بالتحضير لمجموعة العشرين هذه المرة, فإننا سنبحث بكل تأكيد مجددا مع شركائنا الصينيين في رغبتنا بأن يتخذ مجلس الأمن موقفا واضحا وحازما بغية توجيه رسالة لا لبس فيها الى نظام بشار الاسد بوجوب ان يتوقف القمع".

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار:تجميد سليمان مرسوم ترقيات الضباط بسبب الاعتراض على ترقية وسام الحسن غير مفهوم ومستهجن

"حزب الله" لم يوفّق في جولته الروسية و"سلّتو فاضية" ولقاء سيدة الجبل يفعّل الدور المسيحي    

سلمان العنداري

علّق عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار على تجميد رئيس الجمهورية ميشال سليمان مرسوم ترقيات الضباط في كل المؤسسات الامنية بناءً على اعتراض كلّ من "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ"، بسبب الموقف من ترقية رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العقيد وسام الحسن، الذي رشّح في الاول من شهر تموز الماضي، فاعتبر انه " اذا صحّ خبر رفض رئيس الجمهورية توقيع مرسوم الترقيات، فهو مستهجن ومرفوض وغير مفهوم، خاصة وان الرئيس هو المسؤول وحامي الدستور والقانون والحكم بين السلطات، وهو قائد الجيش السابق، يُدرك تماماً اهمية الثواب والعقاب في كل الاسلاك، وخصوصاً في السلك العسكري والامني، وبالتالي لا نفهم كيف انه لا يريد توقيع هذا المرسوم فقط لان هناك شخص اسمه العقيد وسام الحسن ذنبه الوحيد انه قام بانجازات استدعت اقتراح ترقيته من قبل المسؤول المباشر عنه المدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي".

الحجار وفي حديث خاص ادلى به لموقع 14 اذار الالكتروني قال : "الكل يعلم بان مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي اقترح ترقية العقيد وسام الحسن، ليس لسبب سياسي او غير ذلك، بل لان الحسن قام بما هو مطلوب منه على اكمل وجه، وساهم في تطوير فرع المعلومات وفي كشف شبكات متعاملة مع العدو الاسرائيلي، وعدد كبير من الجرائم التي ارتكبت على الارض اللبنانية بحق لبنانيين وقادة وسياسيين، وبالتالي لا افهم كيف يمكن لاحد ان يعترض على هذا الامر مهما كانت الذرائع".

وقال الحجار: " لا شك ان "حزب الله" له موقف من العقيد وسام الحسن، وله موقف من فرع المعلومات، وكذلك الامر ينسحب على لصيق الحزب "التيار العوني" والنائب ميشال عون الذي يريد تصفية حساباته مع فرع المعلومات الذي اوقف العميل فايز كرم بتهمة التعامل لاسرائيل". واستغرب الحجار "رفض "حزب الله" مكافأة العقيد الحسن على انجازاته، الا اذا كان الامر له علاقة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والدور الذي قام به فرع المعلومات والعقيد الحسن في كشف ملابسات كثيرة ساهمت مع المعلومات التي توصلت اليها لجنة التحقيق الدولية الى توجيه التهمة الى اربعة متهمين تبناهم "حزب الله". وسأل الحجار: "لماذا تطرح هذه المشكلة في هذا التوقيت بالذات، فهل هناك قطبة مخفية لا نفهمها حتى الان؟".

واضاف: " اذا اراد كلّ من التيار الوطني الحرّ و"حزب الله" تصفية الحسابات مع العقيد وسام الحسن فاننا لا نفهم كيف ان رئيس الجمهورية وهو القائد السابق للجيش والذي يعلم اهمية ما قام به الحسن، يذهب باتجاه الاستجابة لضغوطات "حزب الله" في هذا الاطار ويقوم بتجميد توقيع المراسيم؟".

وعن المحادثات التي اجراها وفد من "حزب الله" في موسكو، حيث حضر موضوع المحكمة الدولية الذي اعتبرها النائب محمد رعد "مسيسة وتستخدم لتضييع الحقيقة ونحر العدالة وإثارة الفتنة بين اللبنانيين والتغطية على المجرمين الفعليين"، لفت الحجّار الى ان "المعلومات التي رشحت عن اللقاء تفيد بأن موسكو اكدت لوفد الحزب تمسكها بالمحكمة وبالقرار 1757 بشكل واضح لا يقبل الجدل، داعيةً اياه الى الالتزام بمستلزمات المحكمة بكل مضامينها وهذا ما اعاد التأكيد عليه السفير الروسي في بيروت السيد زاستي كين". واستغرب الحجار ما تم تداوله في الاعلام عن "لقاء اجراه وفد "حزب الله" مع مسؤول في مجلس الدوما الروسي المعروف بصداقته مع المندوب الاميركي في مجلس الامن جون بولتون وبدعمه المطلق للصهيونية وافتخاره بان اقرباء له مدفونين في فلسطين المحتلة ".

واضاف: "اتصور بان "حزب الله" اراد الاتصال بالروس لحملهم على التراجع عن موضوع المحكمة، الا ان "سلتو طلعت فاضية" ولم يوفّق في جولته على الاطلاق ".

وعن مؤتمر "سيدة الجبل" الذي يعقد خلوته (اليوم) في اوتيل ريجينسي بالاس ـ ادما، بمشاركة قادة رأي ومفكرين ومثقفين لمناقشة "رسالة المسيحيين وتأكيد دورهم في الربيع العربي"، اعتبر الحجار ان " الخلوة تكتسب اهمية بالغة، خاصة اذا ما نظرنا الى نوعية المشاركين من قادة رأي وفكر وثقافة، الى جانب الموضوع المطروح على طاولة البحث، والذي يتناول دور المسيحيين في هذه المنطقة".

واشار الحجار الى ان "المضمون المنتظر من هذا المؤتمر لجهة الوثيقة السياسية التي ستصدر عنه، او لجهة الحالة السياسية التي ستثيرها، سيعيد التأكيد على اهمية تفاعل المسيحيين في مجتمعاتهم، خاصة وانهم يشكّلون صلب نسيج هذه المنطقة، وكان لهم على مر التاريخ ولا يزال دور اساسي ومفصلي في كثير من المحطات والاستحقاقات على مر العصور".

واضاف: "المطلوب تفعيل هذا الدور اكثر فأكثر في المنطقة، وان يتطور باتجاه دعم الثورات الحاصلة في العالم العربي، وعدم الالتفات الى ما تريده بعض الانظمة والتي يستجيب اليها بعض القادة المسيحيين تحت شعار ان المسيحيين اقليات في هذه المنطقة وان حماية وجودهم تؤمنه انظمة محددة بعينها".

وتعليقاً على خبر مقتل العقيد الليبي معمر القذافي، قال الحجار: " لا شك بان هذا السقوط المريع لنظام العقيد معمّرالقذافي بعد اكثر من 42 سنة امضاها على رأس السلطة في ليبيا، والتي حكم فيها البلاد بشكل منفرد بالحديد والنار من خلال قمع اي صوت يعارض رأيه وموقفه، هو بحد ذاته حدث تاريخي مشهدي اساسي في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن العربي". ورأى الحجار انه "على الانظمة العربية الدكتاتورية والقمعية ان تتّعظ وان تأخذ العبر، خاصة تلك التي تصرّ على استعمال القوة والقمع والقتل لاسكات المعارضين، لأن نهايتها ستكون مشابهة لمصير القذافي اذا استمرت بممارساتها هذه، مع الاشارة الى ان الكلمة الفاصلة والحاسمة دائماً ما تكون للشعب وحده".

*موقع 14 آذار

 

بأوامر إيرانية تحسباً لسقوط نظام الأسد: "حزب الله" بحث في موسكو عن حماية دولية ومنفذ عسكري  

فاجأت زيارة وفد "حزب الله" إلى روسيا الأوساط السياسية اللبنانية, لما تحمله من دلالات في هذا التوقيت بالذات, فالحزب الذي يعاني من سلسلة أزمات داخلية وخارجية, ويواجه حصاراً شبه محكم, وجد في الزيارة متنفساً يأمل منه الكثير. وأكد مصدر مطلع ل¯"السياسة" أن الزيارة كانت مقررة منذ فترة, وتأتي في الإطار البرلماني, إلا أنه أقر بحجم الرهانات التي يقيمها الحزب بشأن فتح علاقة رسمية ومباشرة مع دولة عظمى مثل روسيا. وكشف المصدر أن العلاقة مع روسيا ليست جديدة وقد شهدت في الماضي تعاوناً في مجالات عدة وخصوصاً العسكرية منها, حيث استفاد الجهاز العسكري ل¯"حزب الله" من مساعدات روسية تسليحية وتدريبية, ولكن بصورة غير مباشرة, أي عبر سورية أو إيران, والجديد الذي يمكن أن تقدمه زيارة نواب الحزب إلى موسكو هو فتح الطريق أمام علاقة مباشرة.

وما لم يقله المصدر كشفته معلومات ل¯"السياسة" تفيد أن قيادة "حزب الله" درست في الأشهر الأخيرة الوضع الستراتيجي للحزب في ظل تراجع الدور الإقليمي لراعييه, دمشق وطهران, الأولى بسبب الثورة السورية, والثانية بسبب ضعفها الداخلي, نتيجة نزاعات الأجنحة داخل النظام الإيراني.

وفي قراءة القيادة للمستقبل برزت علامات استفهام كثيرة عن المصير إذا ما سقط النظام السوري, وإذا ما عجزت إيران عن معالجة مشكلتها الداخلية وفك عزلتها الخارجية.

وبناء على ذلك, قررت القيادة العليا ل¯"حزب الله" سلسلة من الخطوات اللبنانية والإقليمية لمواجهة الاحتمالات السوداء للمستقبل, ومنها على سبيل المثال قرارات تتعلق بالوضع الحكومي اللبناني, والوضع العسكري داخليا, وعلى الجبهة مع إسرائيل.

وناقشت القيادة هذه المخططات مع الراعيين السوري والإيراني, فجاء الجواب من طهران مؤيداً, وناصحاً للحزب بأن يوسع من دائرة تحالفاته, ولو تجاوز الحليف السوري, الذي يعاني من أزمة مستعصية قد تطيح به. وأرفق الرد الإيراني بموعد لوفد نيابي من "حزب الله" مع البرلمانيين الروس.

فوجئت قيادة "حزب الله" بالموضوع ولكنها رحبت به وهي في الأصل لا تملك قرار رفضه, إلا أن نقاشاً جدياً دار في أوساط الحزب عن مغزى الخطوة الإيرانية التي تعتبر من دون أدنى شك تجاوزاً لسورية ونظام بشار الأسد الذي شكل منذ عقود طويلة البوابة الوحيدة للبنان, وحتى بالنسبة لإيران التي كانت ملزمة بالمرور بدمشق في رعايتها ل¯"حزب الله".

وتركز البحث الداخلي, وخصوصاً لدى الجناح السوري في "حزب الله", عن معنى فتح أبواب روسيا للحزب, ولكن من دون أجوبة مقنعة لأن الأمر الإيراني بالذهاب إلى موسكو لم يأت, على عادة الأوامر الإيرانية, مفسراً أو مبرراً.

حل التخمين مكان اليقين في قراءة "حزب الله" للخطوة, وأبرزها أن إيران تخشى بعد سقوط الأسد أن يسد المنفذ البري الوحيد المتاح ل¯"حزب الله", ويبقى البحر الذي تسيطر عليه إسرائيل, والسفن والبوارج الحربية لدول عدة وأهمها روسيا التي تمتلك قاعدة بحرية ستراتيجية على الشاطئ السوري.

بناء على ما تقدم, فإن ترتيب اللقاء هو مقدمة لرعاية روسية مباشرة للحزب إذا وجد الأخير نفسه في حالة حصار على المستوى العسكري.

وعلى الصعيد السياسي فإن اعتراف روسيا العلني بالحزب, يعد نقلة نوعية تمهد لتأمين حماية دولية له في مواجهة الاتهامات التي يتعرض لها بأنه تنظيم إرهابي, وبأنه متورط في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. أما في الجانب الروسي, فاعرب المصدر عن اعتقاده أن موسكو ورغم تأمين الحماية الدولية للنظام السوري, من خلال الفيتو الأخير في مجلس الأمن, تدرك أن هذه الحماية قد لا تدوم مع استمرار الثورة السورية في التصاعد, ما يهددها بخسارة موطئ قدم إقليمي ثان بعد ليبيا, ولعلها أرادت من خلال شرعنة العلاقة مع "حزب الله" أن ترسل رسالة جديدة للأميركيين وللمجتمع الدولي بأنها قادرة على تأمين البديل عن النظام السوري.

المصدر : السياسة

 

مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبة قاطيشا/استهداف جنبلاط بأمر من الأسد ومراهنة رئيس الحكومة على سقوط النظام السوري خاطئة/نجاد يبحث عن مقايضة للتخلي عن النظام السوري وحادثة ترشيش تمهيد لاحتلال حزب الله لبنان عسكريا 

باتريسيا متّى

وضع مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبة قاطيشه مقتل العقيد الليبي معمّر القذافي بعد حكم استبدادي لليبيا لمدة 42 عاماً ضمن ثلاثة أطر، "أولها ليبيّ وثانيها عربي أما ثالثها فهو استشراف المستقبل"، معتبراً أن "مقتل القذافي على الصعيد الليبي ينهي مرحلة 42 عاماً من الظلم في ليبيا ويضع حدّاً لهذه الحقبة السابقة لأن سقوط رمز ليبيا بهذه الطريقة الشنيعة ينهي كلّ أمل بنفي الموضوع ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة ستتأسس على مبدأ الديمقراطية".

قاطيشه رأى من جهة أخرى في حديث خاص أدلى به لموقع" 14 آذار "الالكتروني أن "مصير القذافي يأتي ضمن اطار عربي شامل "، لافتاً الى أن "الربيع العربي الذي انطلق من بيروت في العام 2005 يشهد الآن سقوط ثلاث رؤس كبيرة هي ليبيا وتونس ومصر"، مشيراً الى أن "المسيرة لن تتوقف لا بل سنشهد سقوط الرأسين اليمني والسوري الذي يتأرجح في مرحلة من التهاوي محاولاً الصمود ولكنّه ولن يطول صموده أمام ارادة الشعب السوري الحرة".

أما على صعيد المستقبل البعيد، رأى قاطيشه أن "الشعوب العربية لن تقبل بأنظمة ديكتاتورية تتسلّط عليها بالطريقة التي مورست خلال العقود السابقة لأن تحرير الشعوب سيتم على أيدي الشعوب"، مؤكدا أن "الديمقراطية كفيلة باصلاح مسار الثورة التي تشوبها بعض الفوضى في مراحلها الأولى ".

وأضاف :"لذلك لا يجب الخوف من المرحلة التي ستخلف الديكتاتوريات، فالثورات العالمية شهدت فوضى كبيرة أصلحتها الديمقراطية مبدياً تفاؤله بسقوط نظام ليبيا لأن هذا هو مصير أية ديكتاتورية"، معتبراً أن "الرئيس بري بتعليقه على المسألة بأن الله يمهل ولا يهمل يقصد ليبيا وأنظمة أخرى ولكن بطريقته الخاصة".

أما حول الأنظمة التي لا زالت تمارس القمع بحق شعوبها وتحديداً النظام السوري، لفت قاطيشه الى أن "المنطق اليوم يشدد على ضرورة رؤية الأسد ومن حوله للصورة المستقبلية وادراك أن عهد الديتاتوريات قد ولّى وارتكاب المجازر بحق الشعوب لم يعد مسموحاً"، معتبراً أن "الحلّ اليوم أمام الأسد هو في البحث مع المعارضة في بلاده عن سبيل انتقال الحكم من ديكتاتوريته الى المعارضة بشكل سلميّ غير دائم لأن الشعوب لن ترحم الديكتاتوريتات عندما تصل اليهم".

وتابع: "مسار الثورات التاريخي يؤكد أن "الشعوب ستصل الى الدكتاتوريات حتماً"، معتبراً أنه "على الأسد اليوم التفكير مليا بنقل السلطة من يده الى المعارضة بشكل سلمي قبل أن يرميه التاريخ كما رمى القذافي و صدام حسين"، مشيراً الى أن "أنظار المجتمع الدولي ستتجه اليه بعد أن تفرغ من أنظمة مصر وتونس وليبيا".

واذ رأى أن "الشعوب التي أسقطت أنظمتها ستحاول بناء نفسها بمساعدة المجتمع الدولي"، لفت الى أن "سوريا ستلقى الاهتمام الدولي المباشر والأوليّ وليس اليمن وذلك بسبب المجازر التي تشهدها والحالة الطارئة الدموية والعنفية التي تمر بها لافتاً الى أن حلف الأطلسي سينفذّ الميزات التي طبقها في ليبيا على الشاطئ السوري وقد يجنّد كل قوته العسكرية والجوية لمراقبة النظام السوري".

وأضاف: " الأطلسي قادر على جميع الأحوال على نشر بواخره وأسلحته بوجه الشاطئ السوري لمنع النظام من ارتكاب المجارز"، معتبراً أن "العدّ العكسي للأسد بدأ مع مقتل القذافي"، لافتاً الى أنه "على النظام السوري تعلُّم الدرس أن نهايته لن تكون مختلفة على القذافي خصوصاً وأن سوريا على مرمى حجر من اوروبا وقادرة على نقل الأساطيل من الواجهة الليبية الى السورية".

اما حول الوضع الحكومي والخلافات التي تسيطر على العلاقة بين تكتل التغيير والاصلاح والنائب جنبلاط ووزرائه، قال قاطيشه: "الحكومة من الأساس مؤلفة من مكونات غير متجانسة لا على الاستراتيجيات الكبرى ولا القضايا الداخلية"، معتبراً أن "خلاف جنبلاط وعون ينبع من خلافين أساسيين" .

بحسب قاطيشه، فان الخلاف الأول بين تكتل التغيير والاصلاح وجبهة النضال الوطني هو استراتيجي خارجيّ حول المحكمة الدولية والنظرة الى لبنان"، لافتاً الى أن "نظرة النائب جنبلاط مؤيدة بشكل كامل للمحكمة ولاستقلال لبنان الحقيقي على الرغم من أنه مسجون اليوم بين أيدي 8 آذار ولكنه يبقى من مؤيدي مستقبل لبنان المستقل عن المحور السوري الايراني".

أما عون برأي العميد المتقاعد "فقد وضع نفسه تحت رحمة النظام السوري والايراني وخاضع لحزب الله"، مشيراً الى أن "لهذا الخلاف أيضاً منحى آخر جوهري وهو أن فريق العماد عون يعتبر نفسه الشريف الوحيد فيما الأحداث أثبتت ملأ تاريخه بالفساد والقتل وتوجيه التهم العشوائية لكل من يخاصمونه الرأي، بينما النائب جنبلاط هو نسيج المجتمع اللبناني ويرفض هذه النظرة القائلة بالاصلاح والمنفذة للفساد".

وأضاف: "الخلاف ليس رابية اشتراكي، بل رابية وكل فرقائه حتى الرئيس بري"، لافتاً الى أن "كلّ من الرئيسين سليمان وميقاتي يؤيدان النائب جنبلاط في أفكاره ورأيه انّما هو من يحمل الراية دائماً في العلن"...

هذا ورأى قاطيشه أن "ارتفاع حدّة التصاريح المستهدفة للنائب جنبلاط خصوصاً من اللواء جميل السيد الذي اتهمه بالمستبد الذي يحتاج الى السجن هي بأمر من الرئيس السوري ونابعة من تصريحه لبعض الشخصيات اللبنانية بأن النائب جنبلاط بات في المقلب الآخر".

كما علّق على استكمال حزب الله مدّ شبكته الاتصالات في ترشيش، فاعتبر ذلك بمثابة "تمهيد لاحتلال لبنان عسكريا لأن العدو الاسرائيلي لا يملك عناصر في ترشيش وحزب الله لا يزال يصرّ على توسيع دولته لاحتلال لبنان ككلّ"، مستذكرا "خطاب أمينه العام السيد حسن نصرالله يوم لفت الى أنه سيسترجع جبيل وكسروان لأنهما منطقتان شيعيتان من الأساس".

قاطيشه حمّل المسؤولية التاريخية لتجاوزات حزب الله الى رئيسي الجمهورية والحكومة ووزيري الدفاع والداخلية خصوصاً وأن لا علاقة لمدّ شبكة الاتصالات باسرائيل"، معتبراً أن "تعليق الرئيس سليمان لترقية الضباط دليل اضافي على أن الرئاستين الأولى والثانية جعلا نفسيهما أسرى بيد حزب الله".

وأضاف: "مع أنهما يملكان سلاح الموقف الا أنهما لا يستعملانه لوضع حدّ للتمادي الحزب اللهي السوري"، معتبراً أننا لم "نخرج من فترة الوصاية لأن الوجود السوري لا زال مستمرا حتى ولو توقفت الاغتيالات على أثر اتفاق الدوحة".

وردا على سؤال، قال: "عندما لم يستطيعوا أخذ الأغبية النيابية في الانتخابات بعد الدوحة لجأوا الى السيطرة على البلد عبر الانقلاب غير مستبعداً أن تعود الاغتيالات بسبب تهاوي النظام السوري والعزلة التي يمر بها حزب الله اقليميا ودوليا".

وفيما خصّ استحقاق تمويل المحكمة الدولية، قال قاطيشه: "الرئيس ميقاتي أوقع نفسه بأزمة كبيرة لأنه أتى نائباً وفق التزام مبدأ العدالة فيما اليوم يترأس حكومة مكلفة باسقاط هذا المبدأ"، معتبراً أن "الرئيس ميقاتي يلعب على الوقت ويؤجل الاستحقاق قدر المستطاع مراهناً على سقوط النظام السوري ليستطيع فيما بعد تمرير التمويل".

واذ اعتبر أن "ميقاتي يتبع سياسة المراوغة لخدمة حزب الله"، لفت الى أن "حزب الله لا يمكن أن يبقل بالتمويل والوقت ليس لصالح الرئيس ميقاتي لأن لحظة سقوط النظام السوري قد تطول وهنا سيواجه الاستحقاق واللحظة الحاسمة".

أما حول زيارة وفد حزب الله الى موسكو في هذا التوقيت تحديداً وسط ضغط المجتمع الدولي على عرابة حزب الله الاقليمي ودعم النظام الايراني له، رأى قاطيشه أن "الرئيس أحمدي نجاد لن يترجم دعم النظام السوري لأنه لا يمكنه التصرف كثيراً لا عسكريا ولا اقتصاديا لأن حظر البترول الذي سيمارسه المجتمع الدولي على سوريا سيكلّفهم الكثير من الخسائر".

هذا واعتبر أن الرئيس أحمدي نجاد بدأ يبحث عن طريقة لمقايضة النظام السوري وللتخلي عنه لقاء أي ثمن" واصفاً "زيارة الحزب الى موسكو بال"فضيحة خصوصاً بعد تبيّن لقائه مسؤول يهودي اسرائيلي"، معتبراً أن "موسكو لن تذهب كثيرا في دعم سوريا وحزب الله عندما يثبت عزل المجتمع الدولي لحزب الله".

وختم قاطيشه متحدثا عن دور المسيحيين في هذه الثورات، فأكدّ أن "المسيحيين لم يكونوا يوماً مشرذمين على الاستراتيجية الا حين وصل العماد عون الى السلطة لأنه أخذ البعض منهم الى المفترق الثاني مؤكدا أنه على المسيحيين وناشطي المجتمع الدولي المنضوين تحت لواء 14 آذار التفاعل مع الثورات ضدّ الظلم ودفاعاً عن حقوق الانسان والحرية".

 *موقع 14 آذار 

 

حزب الممانعة" في ضيافة صهيوني 

جورج عساف/موقع 14 آذار

أن تصافح ملكة جمال لبنان للعام 1993 غاده الترك عَرَضا ملكة جمال إسرائيل خيانة للامة تستدعي الرجم، وأن يحل الفنان العالمي جاد المالح ضيفاً على مهرجانات بيت الدين عار ما بعده عار يدفع بمحطة "المنار" الى إعلان حال الاستنفار، ولكن أن يزور وفد من "حزب الله" برئاسة النائب محمد رعد نائب رئيس مجلس الدوما الروسي فلاديمير جيرنوفسكي المعروف بدعمه للصهيونية فهذه خطوة دبلوماسية إنفتاحية!!!

"حزب التخوين والمزايدات" يصافح صهيونياً حدثٌ يستوجب من امينه العام حسن نصرالله ان يشرح في إطلالته الاثنين عبر "المنار" حقيقة الامر، خصوصاً ان "حزب الله" معروف بإحترافه ودقة تصرفاته ودرسه لخطواته، بحيث لا يمكن أن يلتقي أي وفد منه أي شخص إلا بعد الاطلاع على السيرة الذاتية لهذا الشخص، وأن جيرنوفسكي معروف بمواقفه الداعمة للصهيونية ولا يحتاج جاهلُ هذا الامر إلا الى إجراء بحث أولي بسيط عبر الانترنت لإكتشاف الامر. أما إن "حزب الممانعة" متخصص فقط في نبش السيرة الذاتية للرئيس السابق للمحكمة الدولية الخاص بلبنان أنطونيو كاسيزي؟!! عسى ألا يكون من جعلوا من شاي مرجعيون "قميس عثمان" قد إحتسوا الـ vodka الروسية.

قد يكون بعضهم تفاجأ بهذا الخبر، ولكن لما الاستغراب فـ"حزب الله" قد يكون حذا حذو حلفائه، فصفقة "إيران غايت" وبيع أسلحة أميركية وقطع غيار لايران عام 1985 عبر اسرائيل ما زالت ماثلة في الاذهان، والمفاوضات "السورية – الاسرائيلية" من تحت الطاولة تفوح رائحتها بين الحين والاخر.

وإن تكرّم نصرالله على الشعب اللبناني بتوضيح ثاني، هل له أن يشرح العلاقة التي تجمع حزبه بكل الوصوليات في المنطقة والعالم، وليس آخرها خروج علاقته بحزب "التحرير الاسلامي" الى العلن بعد الاجتماع الذي جمع الطرفين الاثنين 18/10/ 2011؟؟

 

ثورة الأرز تجدد نفسها بمساندة ثورة سوريا  

 حسن صبرا/الشراع  

كانت ثورة الأرز في 14 آذار 2005 ملهمة ثورات العرب في الربيع المزهر عام 2011، ونجحت ثورة الاستقلال في لبنان في طرد نظام الوصاية الكريهة على وطن الأرز والحرية، وهو إنجاز يساوي بإذن الله إسقاط النظام نفسه بدماء رجال وشباب وفتيات وأطفال سوريا في ثورتهم المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

وإذا كنا خضعنا خلال 15 سنة وأكثر لمصطلح قميء نخر في جسد وطننا هو تلازم المسارين، وجرى تحت عنوانه تلازم الفسادين في لبنان وسوريا، وتلازم القمع والارهاب في البلدين في ظل هيمنة أسرة الأسد على مقاليد الحكم في البلدين وتلازم انهيار المؤسسات في لبنان وسوريا، فإن تلازم ثورتي الشعبين في البلدين ضد النظام الحاكم في دمشق وأتباعه وأدواته في لبنان بات مصيراً وقدراً، حقاً وواجباً لتلازم الخلاص الوطني في البلدين الشقيقين الجارين الخاضعين لميزان واحد في الارهاب والفساد والاستبداد.

تحركات بعض القوى السياسية والدينية اللبنانية نصرة للأشقاء السوريين في ثورتهم ضد حكم عائلة الأسد، هو واجب وطني وقومي وإنساني وقانوني، حتى يتمكن لبنان من الخلاص الوطني والاستقلال الناجز، وبدون إسقاط نظام هذه العائلة في سوريا، سيظل لبنان مهدداً في وجوده وفي مصيره.

ونحن إذ نراقب، والعالم كله يعرف، ان أدوات النظام العائلي السوري في لبنان، وتحديداً حزب الله ويتامى الاستخبارات السورية يقاتلون على جبهتين متلازمتين هما جبهة قمع انتفاضة الأرز في مرحلتها الحالية، وقمع ثورة الشعب السوري المستمرة منذ 15/3/2011، فإننا لا ندعو ان يتدخل اللبنانيون الشرفاء لدعم ثوار سوريا الانقياء والابطال، بل ندعو إلى تجديد ثورة 14 آذار ببث دم تحرك سياسي شعبـي جديد في أوصالها لتؤدي دورها خدمة لاستقلال وسيادة وعروبة لبنان، وتؤدي واجبها في مساندة غير مباشرة لثورة الشعب السوري التي تؤكد حقها في الحرية والكرامة والعدالة.

قادة ثورة الأرز، وشيعة لبنان العرب المستقلون الناجون من غسيل الدماغ الفارسي الاستعلائي مدعوون لابتداع طريق جديد في ثورتهم لرفع هيمنة أدوات النظام الإيراني وتابعه السوري في وطن الأرز. انهم مدعوون للترفع عن المعارك الوهمية المصطنعة ضد الرئيس نجيب ميقاتي الذي يلتقي معهم، بوعيه أو بدونه، بالمصلحة أو بالقناعة في ثوابت أساسية ليست أبداً لمصلحة حزب الله في لبنان أو نظام عائلة الأسد في سوريا بالانصراف إلى بيت القصيد وهو التلازم المشترك بين قمع وإرهاب واستبداد وفساد نظام عائلة الأسد ولا نظام حزب الله في لبنان. ثورة 14 آذار مدعوة لجمع الصفوف، والاصدقاء وإيجاد الجوامع المشتركة من أجل مرحلة الاستقلال المستمرة.

هذا أولاً

ثم بعد ذلك لا بد من تجديد وتشديد الصلة مع جماهير 14 آذار، وهي الأكثر إخلاصاً في هذا الوطن لاستقلاله وسيادته وعروبته الديموقراطية.

وتجديد وتشديد الصلة ليسا ترفاً ولا مسايرة، بل هي دعوة لمزيد من العمل وفق خطوات مبرمجة ممنهجة وصولاً إلى العودة إلى الشارع لرفد ثورة الشعب السوري سلمياً في مواجهة الوجه الآخر لهذا النظام في لبنان وهو حزب الله وأدواته.

وإذا كان النظامان الإيراني والسوري بدآ هجوماً إرهابياً مشتركاً، مضاداً داخل سوريا ودول الخليج العربي، ضد ثورة الشعب السوري وداعميه وتعاطف الشعب اللبناني الحر مع الانسان السوري المظلوم، فإن جمهور 14 آذار مدعو لتحرك شعبـي مؤثر يواكب تاريخه في طرد نظام الوصاية من بلده، ومساندة الشعب السوري لطرد النظام نفسه من بلد الشعب السوري البطل. جمهور 14 آذار متقدم على قياداته وقد آن الأوان كي تتقدم هذه القيادات أمام جمهورها بالتواجد بينه بالاستماع إلى نبضه الحي وعروقه التي تتدفق فيها دماء الحياة والحيوية من أجل حقها في الحرية والاستقلال.. ولن تحصل على هذا الحق مع تلازم الاستبدادين الأسدي – الإيراني في لبنان وسوريا.

 

أحمد الحريري: متمسكون بالشراكة الإسلامية ـ المسيحية وأنظمة القتل ستسقط ونظام الأسد لن يبقى طويلاً"

طرابلس ـ "المستقبل"/أكد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، أن "اتفاق الطائف لا يزال ميثاقا وطنيا ذا صلاحية، وأن هناك فرصة تاريخية لتطبيقه، كما أنه لا بديل عندنا من الشراكة الإسلامية ـ المسيحية، ولا بديل من العيش معا، وأننا لا نعترف بأكثريات وأقليات، ولا بأن هناك طائفة تحمي طائفة أو يمكنها أن تحمي طائفة"، مشددا على أن "الضمانة الوحيدة لكل اللبنانيين هي العيش المشترك والدولة المدنية، وأننا ننذر أنفسنا من موقع الإعتدال الإسلامي والوطني من أجل أن نواجه مع كل الشعوب العربية الديكتاتوريات الدموية، والتطرف المتلبس لبوس الدين"، لافتا الى أن "أنظمة القتل والتعذيب ستسقط، وأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا لن يبقى طويلا، وأن نهاية معمر القذافي هي أمثولة لكل الديكتاتوريين والطغاة".

وقال خلال تلبيته دعوة الى مائدة غداء أقامها على شرفه رجل الأعمال علي طليس في منزله في منطقة عيون السمك في منطقة الضنية ـ عكار، في حضور عضوي كتلة "المستقبل" النائبين أحمد فتفت وكاظم الخير، مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي، عضو المكتب السياسي في التيار النائب السابق مصطفى هاشم، النائب السابق محمود المراد، وعضو المكتب السياسي في التيار محمد المراد أمس: "أقول للمسلمين والمسيحيين اللبنانيين معا، ولجمهور "تيار المستقبل"، وجمهور 14 آذار، أن ما بنيناه معا من توحّد في الإستقلال، وشراكة في الوطن، وتصميم على قيامة الدولة، سيبقى بنيانا متماسكا، وأن إتفاق الطائف لا يزال ميثاقاً وطنيا صالحا، وأن أمامنا فرصة تاريخيّة لتطبيقه، وهو عنوان مهم لبناء الدولة، التي تؤلف بين المواطنة والتعددية، ولنظام سياسي ديموقراطي"، مشددا على "اننا متمسكون بالمناصفة الاسلامية ـ المسيحيّة".

وقال: "نحن في "تيار المستقبل" الذي فجرت دماء مؤسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ربيع لبنان، لسنا فقط مع ربيع العرب، بل أننا وحلفاؤنا في ثورة الأرز و"14 آذار" جزءٌ أساسيّ منه أيضا، وأن ربيع لبنان تعرّض في السنوات الأخيرة لحرب عليه، وهو يعود الآن إلى التنفّس من رئتين، الرئة اللبنانية، التي عبر الشعب اللبناني من خلالها عن غضبه من محاولات إعادته إلى الوراء بقوّة السلاح غير الشّرعي، والرئة العربيّة التي تؤكد وجهة نظرنا القائلة، بأن التغيير الديموقراطيّ في سوريا يمثّل ضمانة لإستقلال لبنان وسيادته وديموقراطيته، وأنّ التغيير الديموقراطي في العالم العربيّ هو ضمانة إستقرار المنطقة ودخولها في التاريخ المعاصر، وهو ضرورة لدور لبنان بين أشقائه العرب، على الرغم من أن الربيع العربيّ يمرّ بمخاضات تتفاوت في عُسرها بين دولة وأخرى، لأن لبعض تلك المخاضات مفهوما يفيد بأن ما دام نصف قرن ويزيد لا يُحلّ بشهور، وأن الصياغة الجديدة تتطلّب وقتا، ولكن ل أحد قادر على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء".

وشدد على أن "أنظمة القتل ستسقط، أن نهاية القذافي هي درسُ تاريخي مفادُهُ ان من يقهر شعبه ويقتله، من لا يستمع إلى صرخات الكرامة والحرية، ومن يسدُ كل المنافذ في وجه التغيير، نهايتُهُ حتمية، ولا مبالغة في القول ان نهاية القذافي بقدر ما افرحت الليبيين أعطت الشعب السوري الثائر من أجل حريتِهِ الأمل، وهو يواصل كفاحهُ من أجل اسقاط الديكتاتورية وبناء غده الزاهر".

وانتقد من "يسربون القول بأن انتصار الربيع العربي واكتماله، سيكون إنتصاراً للطائفة السنية من منطلق حجم الطائفة عددياً في المنطقة"، موضحا "أنني كأحمد الحريري، وباسم الرئيس سعد الحريري، وبالتأسيس على تراث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أقول لكم أرفض هذا الكلام قطعا، لأننا نؤمن أشدّ الايمان بأن المسلمين هم جزء لا ينفصل عن الهويّة الحضاريّة للمسيحيّين، تماماً كما أنّ المسيحيين جزء لا يتجزأ من الهويّة الحضاريّة للمسلمين، وأنا هنا أقتبس من رسالة لبطاركة الشرق الكاثوليك، وأننا نؤمن أن من سينتصر عندما ينتصر الربيع العربي، هم الشعوب العربية بكل أطيافها وتياراتها وطوائفها".

وذكر "أننا في التّيار على ثقة بأن المنطقة من حولنا تتحوّل، وبأنّ لبنان لن يبقى محجوزاً في قمقم الماضي. ودعمُنا للربيع العربيّ خيارٌ بالنسبة الينا وليس رهاناً، وهو خيارٌ وطنيّ لبنانيّ وعربي، وليس رهاناً على أجنبيّ، بل أنه إنحياز إلى دماء غالية ضد سفّاحين"، محذرا من "التمدّد الأمنيّ للنّظام السوري وشبكاته في لبنان"، لأننا نرفض إجتياز حدودنا، أو أي تمركز عسكريّ داخل أراضينا، وتسليح أي فصائل موالية لهذا النظام في معسكراتها، وإدخال السلاح إلى المخيّمات الفلسطينيّة، كما نرفض ملاحقة ناشطي الحريّة السوريين في بلد الحريّة لبنان، ونرفض خطفهم وإخفاءهم، نرفض وجود سفارة (سورية) تعيد عنجر إلى الحمرا في بيروت".

ولفت الى "أننا لا نتوقّع خيراً من حكومة الأسد ـ "حزب الله" في لبنان، لأنها حكومة ترتضي لنفسها وبلدها وشعبها الهوان، أمام نظام ينتهك البلد وسيادته ودولته، أو ما تبقى من هذه الدولة، لذلك نقول إنّ هذا الوضع لن يدوم، وأن الأجدى لمن يمضي في سياسات الإخضاع بالقوة، هو أن يدرك أنّ الله هو الدائم، والوطن هو الدائم، واللبنانيين هم شعب دائم، وأن عليه أن ينظر إلى ما بعد"، مشيرا الى "أننا سنبقى متمسكين بالعدالة لشهدائنا وفي مقدّمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسنبقى متمسكين بالحكمة وبالشراكة الإسلامية ـ المسيحيّة، وبالعيش المشترك، وبالمناصفة، واتفاق بالطائف".

وذكّر بـ"أننا من هنا، من عكار التي شكلت على مدى السنوات الماضية خزّان ربيع لبنان، الذي كان الإشارة الأولى إلى ربيع العرب، نستطيعُ أن نَشتمّ نسائم ربيع سوريا الشقيقة، ومن هذا المكان، من عكّار الشهامة والعنفوان، التي يقصدها الأشقاء السوريّون هرباً من نظام الإستبداد والبطش والتشبيح والتقتيل، نحيي الأخوة اللبنانية ـ السورية الصادقة، وأحييكم، وأحييي ثورة الشعب السوريّ التي دخلت شهرها الثامن، وأبارك معكم وباسمكم الشعب الليبي الشقيق، الذي حررّ نفسه وبلده بشكلٍ نهائي، من خلال القضاء على الطاغية معمر القذافي وعصابته، مفتتحاً مرحلةً جديدة مشرقة لليبيا، وهي مرحلة مليئة بالتحديات والمهام الجسام".

ولفت الى أنه "بعد ما يزيد على نصف قرن، إنتفضت الشعوب العربيّة من تونس إلى مصر، ومن اليمن إلى ليبيا. وصولا إلى سوريّا، من أجل عناوين وأهداف عربيّة مشتركة، بل من أجل نهضة عربيّة ثانية، وقد أكدت هذه الثورات منذ بداياتها، أن الإنسان العربيّ هُو غايتٌها الأسمى، فنادت بكرامة الإنسان وحريّته، لأن الكرامة والحرية أُهدرتا من جانب أنظمة إستعبدت الإنسان، وأسقطت من قاموسها كلّ القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، كما أعلنت هذه الثورات منذ بداياتها، عن توقها إلى المساواة في المواطنة، في إطار دول مدنيّة تعدديّة، وأنظمة سياسيّة ديموقراطية، تقيمها على أنقاض أنظمة الإستبداد والديكتاتورية والقمع".

وقال: "إنطلقت الثورات في تطلعاتها تلك، خصوصاً في البلدان التي تعيش فيها طوائف متعددة، من مبدأ الشراكة بين جميع الأديان من دون تمييز، ومن حقيقة أن التوحّد في الثورة يُنضج مزيداً من التوحّد في العيش معاً في ظلال دولة المواطنة المتساوية، وأعلنت منذ بداياتها أن مكان العرب تحت الشمس، ومكانة العرب في المنطقة، مرتبطان بقيامة نظام عربيّ جديد، يعيد العرب إلى الخارطة بعد أن غرق العرب في ضعفهم، وإستبيحت منطقتهم من قوى وجهات إقليمية غير عربيّة، وجاء الربيع العربيّ يؤذن بقيامة النظام العربيّ بين دول ديموقراطيّة أولاً، ومتساوية ثانياً، ومتعاونة في إطار مشروع واحد ثالثاً، وأعلنت الثورات أنها تقوم من أجل نقل الشعوب العربيّة إلى الحداثة والمستقبل، إلى التطوّر بدلاً من الإستنقاع في التخلف، الذي كرّسته أنظمة القهر التي لم تُقم أي اعتبار للتنمية والتطور، بل نهبت ثورات بلدانها وشعوبها، موظّفة جانباً كبيراً من عائدات الثروات في تقوية أدوات قمعها لتأبيد ظلمها".

ولفت الى أن "الثورات العربية اعلنت أنها في توقها إلى إقامة الديموقراطية إنما تتطلّع إلى دعم القضيّة الفلسطينيّة، ونضال الشعب الفلسطيني الشقيق في سبيل إستقلاله الوطني، حيث كانت فلسطين خلال العقود الماضية عنواناً لظلمين كبيرين، هما الظلم الإسرائيلي الواقع على الشعب الفلسطيني، وظُلم الأنظمة العربية الواقه على الشعوب العربيّة والشعب الفلسطيني، تلك الأنظمة التي برّرت قمعها وتسلطها، وطوّرت ترساناتها باسم فلسطين، وهي لم تستخدمها إلا من أجل إطالة التسلط والقمع"، موضحا أن "هذا هو الرّبيع العربي، وتلك مبادئه ومضامينه وغاياته، وهذا هو الرّبيع العربيّ الذي سينقل المنطقة العربيّة من حال إلى حال عندما يكتمل".

الرفاعي

ورأى المفتي الرفاعي، أن "ثورة الربيع العربي ستنتصر على كل طغاة الأرض والاستبداديين، وأن الشعب العربي المجاهد كسر القيود، وانحاز تماماً الى الحرية والديموقراطية"، مستغربا "كيف يحاول البعض التحذير من مغبة الحكم الاسلامي في هذه البلاد بعد انتصار الثورات العربية". ولفت الى أنهم "يرددون دائماً بأن لا محكمة دولية لا اليوم، ولا بعد ثلاثين عاماً، ولا بعد ثلاثمائة عام، ونحن نقول لهم، سنبقى نطالب بالمحكمة الدولية وكشف الحقيقة ولو بعد ثلاثين عاما، أو بعد ثلاثمائة عام، أو بعد ألف عام، لا بل وحتى يرث الله الأرض وما عليها".

وكان الحريري قد زار مقر نقابة موظفي المصارف في الشمال في مدينة طرابلس، وكان في استقباله عضوا كتلة "المستقبل" النائبان سمير الجسر ومحمد كبارة، والنقيب مهى المقدم وأعضاء مجلس النقابة، وعدد من مدراء وموظفي المصارف في الشمال، حيث قدم التهنئة الى الأعضاء الستة الفائزين في الانتخابات النقابية التي جرت الأسبوع الماضي، والتي حقق فيها تيار "المستقبل" "وقوى 14 آذار" فوزاً كاسحا.

 

الشيخ محمد يزبك دعا الدولة والقوى الامنية اللبنانية الى الدخول الى الضاحية الجنوبية والى كل مكان وكل منزل عندما تشك أن فيه أي خلل

دعا رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك في حديث إلى تلفزيون "الجديد"، "الدولة والقوى الامنية اللبنانية الى الدخول الى الضاحية الجنوبية في بيروت، والدخول الى كل مكان وكل منزل عندما تشك أن فيه أي خلل، وإذا وقف أحد من "حزب الله" أمامهم أنا المسؤول"، معتبرا "أننا نريد أن تأخذ الدولة دورها من أجل تأمين أمن الناس واستقرارها، وإذا كان هناك حاجة نساعدها قدر المستطاع من دون أن نأخذ دور هذه الدولة. ولفت الى أن ""لبنان عبارة عن ترسانة أسلحة مفتوحة على كل الاحتمالات، وأن هناك جهات لا ترى الا سلاح "حزب الله"، وعلى الدولة وقوات الأمن ملاحقة هذه المسائل، وإذا وقع اي عمل مرفوض نحن لا نغطيه". وقال: "نحن لا نقبل أن يكون في صفوف "حزب الله أشخاص عملاء، ولا نقبل عمالة الشهيد، ونحن لا نقتل عملاء ونقول أنهم شهداء، لأن هذا كلام مشين بحق الشهداء"، موضحا أنه بـ"شأن تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، لم يتغير موقفنا، هو أن هذه المحكمة مسيسة، وهي مشروع أميركي ـ اسرائيلي هدفه الانتقام من المقاومة، ولذلك نقول لا تمويل للمحكمة"، موضحا أن "لا تباعد مع (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون".

وأعلن عن "اتجاه الى عقد مؤتمر بين المعارضة والنظام السوريين"، مشيرا الى أن "أي حرب مقبلة مع إسرائيل إذا حصلت ستتغير أولوياتها، ونحن سنبدأ من تل أبيب"، متمنيا على "الليبيين عدم الارتماء في أحضان الدول الاجنبية". واعتبر أن "الوضع في إيران مستقر، وأن وجود المعارضين أمر طبيعي، وأن إيران لا تريد قطع علاقاتها مع الجيران، وهي لم تستخدم القضية الفلسطينية من أجل مآربها".

 

عرض مع توفيق للعلاقات والتعرض للمسيحيين

روحيه إده: الثورة الشعبية في سوريا ستنتصر

 المستقبل/عرض رئيس حزب السلام اللبناني روجيه اده في دارته في اده ـ جبيل، مع سفير مصر في لبنان محمد توفيق للعلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة.

وقال توفيق بعد اللقاء حول الخوف على المسيحيين في مصر في ظل ما يتعرّضون له: "لا يوجد أي فرق بين مسلم ومسيحي في مصر، فالثورة المصرية قام بها المسلمون والمسيحيون من دون أي فرق وهي هدفت الى بناء دولة ديموقراطية مدنية تعامل كافة مواطنيها بمساواة كاملة وهذا هو الهدف الذي نعمل على تحقيقه وأنا على ثقة أننا سنحقق هذا الهدف".

وعن دور السلطات المصرية لحماية المسيحيين وعدم تهجيرهم من مصر، قال: "لا يوجد عندنا كلام عن تهجير المسيحيين من مصر، فالمسيحيون هم جزء أصيل متأصل من الوطن المصري وهم موجودون وسوف يظلون وهذا الموضوع غير مطروح، لكن ما هو مطروح هو التعامل مع أي مشكلات تواجه أي مكون من مكونات الأمة، فالمسيحيون لديهم مطالب وعلى الحكومة المصرية أن تتعامل مع هذه المطالب بايجابية وهي أصدرت قرارات عدة مهمة في هذا الصدد، وصدر قرار مرسوم بقانون لعدم التمييز ضد أي مواطن فعندما يتقدم الإنسان بطلب الوظيفة لا ينظر إطلاقاً الى دينه وعرقه وإنتمائه العائلي إنما يقيّم كمواطن ومخالفة ذلك يعتبر جريمة".

وتمنى لـ"الأشقاء في سوريا أن يتغلبوا على الأزمة التي يعيشونها من خلال الاستجابة لمطالب الشعب وفي الوقت نفسه لا نؤيد أي تدخّل أجنبي في سوريا، لأن قضية سوريا هي قضية عربية ويجب على العالم العربي أن يتناولها". بدوره قال اده: "أنا متحمّس للتغيير الديموقراطي بفضل الثورة الشعبية العربية العارمة التي لا يمكن أن يقف في وجه مطالبها أي نظام في المنطقة، فوفق تعامل النظام مع تحديات شعبه تسفك أو لا تسفك الدماء فنطالب بإعدام الرئيس أو بالإصلاح عن يده". أضاف: "علاقتنا تاريخية مع مصر، يعنينا أن نكون في حوار وتعاون مستمر مع مصر لاستعادة دورها القيادي، واليوم لا يمكن إلاّ أن يكون أولاً بإعطاء نموذج ناجح للتغيير في مصر لكي تزول الهواجس من أي تغيير ديموقراطي في المنطقة".

وعما إذا كان يتوقّع أن ينعكس ما يحصل في سوريا على لبنان، قال: "لا شك إذا تطورت الأمور في سوريا الى حرب أهلية ستمتد الى لبنان بإرادة النظام السوري الذي يريد إفتعال الفتنة التي قد تؤدي الى تقسيم سوريا ويمكن أن يمتد الى لبنان كافتعال فتنة لتقسيمه. وهذا التفتيت لهذه الواجهة المشرقية للوطن العربي يشكّل خطراً على وحدة واستقرار وأمن النظام العربي بكامله". ولاحظ "تدخل النظام الأمني السوري بقيادة السفارة السورية في لبنان وعلى الحدود في الشأن اللبناني"، وقال: "يظن النظام أنه إذا وسّع الأزمة الى الربوع اللبنانية قد يتمكن من الضغط على النظام الدولي وبنوع خاص على الغرب وعلى النظام العربي أنه لحفظ أمن لبنان عليكم أن تفاوضوا معنا في لبنان وسوريا فهذا التفكير مرّ عليه الزمن". وأكد أن "الثورة الشعبية في سوريا هي التي ستنتصر".

 

"تهتمين بأمور كثيرة... والأمر واحد"!

 محمد مشموشي/المستقبل

اذا استمر وضع الحكومة اللبنانية على ما هو عليه، وهو سيستمر بسبب تمسك قوى الرعاية ببقائها، فمصيرها واحد من اثنين: اما التحول الى حكومة تصريف أعمال بالحد الأدنى لهذه المهمة، أو الانفجار من الداخل بما يدفع رئيسها للاستقالة والتحول تاليا الى حكومة تصريف الأعمال.

لا يتعلق الأمر فقط بمسألة تمويل "المحكمة الخاصة بلبنان"، والمواقف المتناقضة منها، وانما كما بات جليا بالموقف من أية مسألة أخرى، ولو كانت روتينية وعادية، تعرض على مجلس الوزراء. وآخر ما خرج الى العلن في هذا المجال، كان "النقاش المسؤول" بين وزراء "التيار الوطني الحر" وزملائهم في الحكومة حول تجديد عقد وزارة الأشغال العامة مع الشركة التي تتولى ادارة واستثمار السوق الحرة في مطار رفيق الحريري الدولي... هذا "النقاش" الذي لم يكشف فقط مفهوم بعض الوزراء للشأن العام في البلد، وانما أيضا وقبل ذلك كيف يتصرفون مع الشأن العام، وماذا يريدون من الدولة، وتاليا من البلد كله.

قبل ذلك، كان الأسلوب الذي تعاطت به الحكومة مع مسألة زيادة الأجور، وما انتهى اليه في الواقع العملي قرارها بهذا الشأن(هل ما يزال هناك قرار؟)، فضلا عن مواقف كل من وزير الشؤون الاجتماعية ووزير الاقتصاد ووزير المال منه، قبل اتخاذ القرار في مجلس الوزراء من ناحية وبعده من ناحية ثانية.

وقبلهما، كانت مسألة ما سمي "خطة الكهرباء" حيث أصدر مجلس الوزراء قرارا، ثم اضطر للتراجع عنه بعد حملة تجريح واسعة به في مجلس النواب، لتعود الحكومة الى الاختلاف في الداخل حوله... ثم لتتم في النهاية "تسوية" أقل ما يقال فيها انها تجاوزت السقوط في فضيحة مدوية، لكنها لم تستطع تغطية النوايا والأهداف الكامنة وراءها.

ومن دون العودة الى قرار "النأي بالنفس" عما تشهده سوريا، ان في مجلس الأمن الدولي أو في مجلس الجامعة العربية، ولا عن ممارسات سفيرها في بيروت تحت غطاء أطراف في لبنان، ولا عن توغلات القوات المسلحة السورية داخل الاراضي اللبنانية، يمكن التوقف عند نماذج من العلاقات بين الطاقم الحاكم كما يلي:

- بشرنا البعض في المدة الأخيرة بانتهاء ما قال انه "فترة برودة" بين الحليفين الرئيسيين في الحكومة، "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، على خلفية ما وصف بعدم حماسة الأول للدفاع عن مواقف الثاني ومطالبه "الاصلاحية" داخل مجلس الوزراء. وتحدث أحد هؤلاء عن "خيبة أمل" الثاني من الأول لأنه كان يظن أن الحزب "المقاوم" للمشاريع الأميركية والاسرائيلية في المنطقة ينبغي أن يكون مقاوما بالقدر ذاته، ان لم يكن أكثر، لما يعتبره "التيار الوطني الحر" فسادا في الدولة وفي الادارات العامة.

ولم يعرف كيف انتهت فترة البرودة بين الحليفين، وتحديدا ما اذا كان "حزب الله" قد استجاب لمطالب حليفه وقرر توسيع "ساحة المقاومة"(بالسلاح أو بغيره) بحيث تشمل الداخل اللبناني وعمل الحكومة وادارات الدولة أيضا.

- في الاطار ذاته، هل يعني شيئا محددا ما قاله العماد ميشال عون في خلوة "التيار" في أحد أديرة بعبدا أخيرا من أنه "لا دولة من دون اصلاح، ولا اصلاح من دون مقاومة"، وهل كان يقصد بكلامه المقاومة بمعناها المتعارف عليه عند "حزب الله"(الجيش والشعب والمقاومة) أم أنه كان يقصد شيئا آخر، بمعنى مقاومة الفساد مثلا كما يقول بعض أنصاره؟. وماذا سيكون موقف الحليفين في مجلس الوزراء، وحتى في الوزارات التي يشغلها ممثلون لهما، في حال كان "الاصلاح" كما يفهمه ميشال عون وحده وكانت "المقاومة" كما يفهمها "حزب الله" بدوره وحده؟.

- يتعمد وزراء ونواب "التيار الوطني الحر" أن يرددوا، في وصف الحكومة في هذه الفترة، انها ليست حكومة اللون الواحد التي قبلوا المشاركة فيها عندما شكلت، وأنها لا تختلف في شيء عن سابقاتها من الحكومات التي شكلت تحت عنوان "الوحدة الوطنية".

وعمليا، فأقل ما يشير اليه هذا الكلام هو أن ما قام به التيار، مع حليفه وحليف حليفه، لجهة شل عمل الحكومتين السابقتين، ومعارضتهما من الداخل، ومنعهما من اتخاذ القرارات التي تساهم في حل مشكلات البلد السياسية والمالية والاقتصادية - الاجتماعية، قد يكون الوجهة المقبلة للتعامل مع هذه الحكومة.

- طلع علينا نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، قبل أيام، بفتوى دستورية قال فيها أن الحل الويحد للخلاف حول مسألة تمويل المحكمة الدولية يكمن في اعتماد التصويت عليها في مجلس الوزراء، بحيث يتم التمويل اذا كانت نتيجة التصويت في صالحه ويرفض في حال كانت غير ذلك. ولم يقف الشيخ قاسم عند هذا الحد، بل أضاف اليه انه يتعهد بأن يقبل الحزب قرار الحكومة أيا كانت نتيجة التصويت في مجلس الوزراء!.

والمبدأ سليم الى أبعد الحدود، لكن المهم استمرارية هذا المبدأ وليس انتقاتيته كما يريد الشيخ في الحالة المشار اليها.

ذلك أن الشيخ يتناسى(بل لعله ينسى فقط!) أنه وأمينه العام السيد حسن نصر الله رفضا دائما اعتماد التصويت في مجلس الوزراء عندما كانت الأكثرية فيه خارج جيبيهما، بل انهما رددا في ذلك الحين ان الحكم في لبنان توافقي أولا وأخيرا، وأن مجرد كون السلطة الاجرائية في مجلس الوزراء مجتمعا يعني أن قرارات المجلس يجب أن تكون توافقية بين مكونات الشعب اللبناني من جهة، ومكونات مجلس الوزراء الذي يمثل المكونات الأولى من جهة ثانية.

- في كل مرة يقول فيها رئيس الحكومة، وغيره من الوزراء فيها، أن لبنان ملتزم الشرعية الدولية وقراراتها، أو أن المحكمة باقية وتمويلها متوفر حتى لو أن لبنان لم يتمكن لسبب أو لآخر من تسديد حصته في التمويل، ينبري الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أو حليفه المعتمد العماد ميشال عون الى الرد علنا عليه، برفض التمويل من جهة والصاق التهم بالمحكمة وأهدافها وطريقة عملها من جهة ثانية. وعندما يقال ان بندا حول التمويل وارد في مشروع الموازنة، وأن رئيس الحكومة يتجه الى اطالة أمد مناقشة الموازنة لكي يمنع انفجار الحكومة من الداخل، يأتي الرد بأن لاقرار الموازنة واحالتها الى لجنة المال النيابية ثم الى الهيئة العامة مواعيد لا يجوز تخطيها أو التلاعب بها. هذه الحكومة، التي لم يمر سوى مائة يوم على تشكيلها، تشغل نفسها بأمور كثيرة مع أن الأمر واحد.

هي مثل مارتا التي تعرف(أو لا تعرف لا فرق!) هذه الحقيقة. وقد كان خطاب القديسين اليها واضحا: "مارتا، مارتا، انك تهتمين بأمور كثيرة... مع أن الأمر واحد فقط".

وفي لبنان هو السلاح... هذا الذي أسقط الحكومة السابقة، ثم شكل هذه الحكومة، وها هو يجعلها تقف على رأسها، ولا شيء غيره.

 

زلزال العملاء يزعزع حزب الله ويمـهّـد لحرب اسرائيلية لضربه  

الشراع

السيد حسن نصرالله: هل تتأثر مفاجآته في الحرب المقبلة؟

اجراءات امنية مشددة يلتزمها قياديو الحزب بعد الكشف عن حالات الاختراق والعمالة في صفوفه

الاختراقات في حزب الله عـرّته امام اسرائيل.. فهل تغتنم فرصة انكشافه امامها لشن حرب على لبنان لضربه؟

واشنطن القلقة من هجوم اسرائيلي أوفدت وزير دفاعها الى تل ابيب لوقف اي عمل غير منسق معها

عملاء اسرائيل في حزب الله يتولون مسؤوليات قيادية وأمنوا لها كل ما طلبته من معلومات

الموعد المحتمل للحرب خلال شهرين قبل الشتاء.. وواشنطن تضغط لمنعها

العملاء عـرّوا حزب الله امام اسرائيل وأحدثوا زلزالاً في صفوفه

هل اصبحت معادلة عدم حصول الحرب قائمة على عري حزب الله مقابل عري اسرائيل؟

((خائف عليهم))، كلمتان قالهما قيادي فاعل مقرب من حزب الله ومطلع على خصوصيات هامة ونوعية داخل عالم هذا الحزب الغامض والبعيد عن الاضواء والاعلام.

وقد لخص بهذا التعبير حجم الخروقات الكبير الذي تعرض له الحزب في الآونة الاخيرة، سواء من قبل استخبارات العدو الاسرائيلي او من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية كما اعلن امينه العام السيد حسن نصرالله.

والخوف لدى هذا القيادي ناجم من احتمال ان يكون انكشاف الوحدات القتالية الاساسية للحزب امام العدو الاسرائيلي كاملاً او شبه كامل، وان يلجأ هذا الاخير الى اغتنام فرصة هذا الانكشاف ليقوم بعدوان جديد على لبنان بهدف اجتثاث المقاومة وسحقها مثلما كان يطمح في عدوان تموز/ يوليو عام 2006.

القيادي المذكور يتحفظ في كشف تفاصيل تؤرقه، الاّ انه يقول ان ما عرف او اعلن حتى الآن من اختراقات لجسم حزب الله وداخل دوائره القيادية هو بحد ذاته كبير وخطير وبالغ السوء، واذا لم يكن حزب الله قد قام بسلسلة من الاجراءات والتدابير لترميم ما اصيب من فجوات وهو ما لا شك بأنه فعله ويفعله فإن التداعيات ستكون خطيرة والنتائج ستكون كارثية في حال نشبت حرب لسبب او لآخر.

ويكشف القيادي المذكور الذي يتجنب الاعلام عادة ويتشدد في الافصاح عما يملكه من معلومات غالباً ما تكون دسمة.. يكشف عن ان قيادات الحزب البارزة والفعلية تتخذ اجراءات وتدابير بالغة الدقة في تحركاتها وتجوالها وأماكن اقامتها كجزء من ترتيبات لم تعد تشمل نصرالله وحده كما كان الامر في السابق، بل صارت تشمل معظم القيادات الفاعلة، وذلك ضمن تدابير احترازية لما يمكن ان ينجم عن افشاء معلومات بالغة السرية للعدو الاسرائيلي حول الطاقم القيادي للحزب وقطاعاته وأنظمة تسليحه ومخازنه ومواقعه.

هل تباغت اسرائيل حزب الله بشن حرب عليه مستفيدة مما يمكن ان يكون توافر لديها من معلومات نوعية وهامة؟ وهل ان اسرائيل في اجواء تمكنها حالياً من شن حرب؟

واشنطن قلقة

في معلومات مسربة ومتداولة في غير عاصمة هامة في العالم، ووصل بعض منها الى بيروت عبر قنوات دبلوماسية متعددة ان موضوع قيام اسرائيل بعمل عسكري على ايران بهدف ضرب منشآتها النووية مطروح اليوم وله مؤيدون مثلما له معارضون في اوساط القوات العسكرية والامنية الاسرائيلية، وان هذا الموضوع وان كان لم يحسم بعد ويحتاج الى قرار من حكومة بنيامين نتنياهو، يشمل من ضمن من يشمله لبنان، بعد توافر معطيات تجعل امكانية ضرب الاداة العسكرية لايران على البحر المتوسط (اي حزب الله) ميسرة، بعد نجاحات معلوماتية واستخباراتية تشير المعلومات نفسها الى ان اسرائيل حققتها، وهو امر يشير وان بطريقة غير مباشرة الى الخروقات داخل حزب الله والتي لا يشكل ما كشف منها الاّ جزءاً منها.

المؤيدون لشن هجوم عسكري، وفقاً للمعلومات نفسها يتحدثون عن ان ما لدى اسرائيل اليوم كفيل بنزع البراثن الايرانية على البحر المتوسط والغاء التهديد الذي يمثله حزب الله للجبهة الداخلية عبر قوته الصاروخية بنسبة كبيرة. وان اسرائيل التي كانت مصابة في تموز/ يوليو 2006 بما يشبه العمى الاستخباري في لبنان تجاوزت تلك المرحلة وباتت في وضع جديد يسمح لها بعدم الوقوع في اخطاء ارتكبتها في الحرب الاخيرة.

وليس سراً بأن هذه المعلومات اثارت في واشنطن وعدد من العواصم الاوروبية البارزة قلقاً، خصوصاً وان بعض التقارير تحدث عن امكان حدوث ذلك خلال فترة تتراوح بين شهر وشهرين وذلك قبل حلول فصل الشتاء لأن القيام به في هذا الوقت سيكون اقل صعوبة مما سيصبح بعدها.

وذهب بعض التقارير ومن بينها تقرير للكاتب البريطاني المعروف باتريك سيل الى حد التعبير عن وجود خشية في واشنطن من ان تقرر اسرائيل شن هجوم من دون اعلام الولايات المتحدة مسبقاً، الامر الذي دفع – كما يضيف باتريك سيل – وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الى زيارة تل ابيب في 3 تشرين الاول/ اكتوبر الجاري بهدف كبح جماح الصقور الاسرائيليين.

وينقل باتريك سيل عن عاموس هاريل في صحيفة ((هآرتس)) الاسرائيلية اليومية رسالة بانيتا على هذا النحو: تقف اميركا الى جانب اسرائيل الاّ ان شن اسرائيل هجوماً غير منسق على ايران قد يتسبب باندلاع حرب اقليمية، ستعمل الولايات المتحدة على الدفاع عن اسرائيل، لكن ينبغي على هذه الاخيرة التصرف بطريقة مسؤولة.

وخلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع وزير الدفاع الاسرائيلي يهودا باراك، أعلن بانيتا ((ان الولايات المتحدة قلقة جداً، ونحن سنعمل معاً من اجل اتخاذ كافة الخطوات الضرورية لمنع ايران من تشكيل خطر على المنطقة)). وتابع بالقول ((ان بلوغ ذلك يتوقف على تعاون البلدين بعضهما مع بعض)). وقد اتى بانيتا على ذكر كلمة ((معاً)) مرات عدة بمعنى آخر انه يجدر باسرائيل ألا تتصرف من دون الحصول على ضوء اخضر اميركي.

هذه الاجواء وان كانت تقدم الولايات المتحدة بمظهر من لا يريد الحرب ولا يحرض عليها، وهو مظهر يرى كثيرون من خصوم واشنطن في لبنان والمنطقة بأنه غير واقعي، تشير بوضوح الى ان الادارة الاميركية لا تريد حرباً في هذا التوقيت، ليس فقط لضمان عدم وقوع احداث متسارعة وكبيرة من شأنها التأثير على انتخاباتها الرئاسية المقررة بعد عام ونيف، بل وايضاً من اجل عدم خلق اي وضع جديد ومؤثر يعيد خلط الاولويات ويجعل موضوع الحرب في المقدمة على حساب الثورات العربية لا سيما الثورة المستمرة ضد النظام في سوريا.

العملاء عـرّوا الحزب

وبمعزل عن كل ذلك فإن اخطر ما تنبض به هذه الاجواء هو الاشارات المباشرة وغير المباشرة الى حصول تطور نوعي في القدرات الاسرائيلية الاستخبارية مما اعطى جنرالات الحرب الاسرائيلية قوة دفع سعياً للقيام بما كانوا يترددون في القيام به في اعقاب حرب تموز/ يوليو 2006. وهنا بيت القصيد في هذا الشأن، فهل نجحت ((اسرائيل)) فعلاً في جعل حزب الله عارياً امامها، وجعلت الاختراقات داخله تنخر فيه ((كالسوس))؟

لا احد يملك جواباً قاطعاً وحاسماً على هذه الاسئلة؟ الاّ ان هناك مجموعة من الاسئلة لا بد وان تطرح مع كشف المزيد من حالات التجسس والعمالة داخل حزب الله، وهي تتعلق اولاً بالاثمان الباهظة التي سيدفعها لبنان وحزب الله اذا حصلت مثل هذه الحرب؟ كما تتعلق بأن ما كشف حتى الآن من حالات ينذر اذا تم التطرق اليه بنظرة اجمالية بأسوأ الشرور؟

وعندما خرج نصرالله عن صمته وأعلن عن كشف ثلاث حالات هي م.ح، م.ع وأ.ب. ليتبين بعدها ان الاول هو محمد الحاج مسؤول وحدة التدريب والثاني هو محمد عطوي مسؤول التسليح والثالث تتردد اسماء عديدة بارزة حول هويته الحقيقية. وعندما يقوم مسؤول الاشارة الهوائية ابو عبدو سليم الذي كان مسؤولاً حالياً في فرع العمليات الخارجية الذي كان يترأسه عماد مغنية بالفرار الى اسرائيل بعد ان ابلغه احد مسؤولي مجموعة مكافحة التجسس بانكشاف امر عمالته والذي قام الحزب بضبطه وتوقيفه، الى آخرين منهم من هو في مركز مسؤولية ومنهم من يندرج في سلم التراتبية.

ما قبل حرب تموز وما بعدها

ماذا يعني ذلك؟ هل ان هؤلاء هم فقط قادة لمجموعات صغيرة لا وزن لها ولا ثقل واعمالهم لا علاقة لها بمسار واعمال الحزب المقاومة؟ ألا يعني الكشف عن عمالة مسؤول التدريب انه كان زوّد الاسرائيليين بأسماء مفصلة عن كل من دخل معسكرات التدريب التي يشرف عليها ويديرها؟

ألا يعني الكشف عن عمالة مسؤول التسليح انه قدم للاسرائيليين تقارير مفصلة عما يعرفه من معلومات حول اسلحة الحزب، القديم منها والجديد، والذي يمكن ان يكون مفاجئاً ويدخل في باب المفاجآت التي اجاد نصرالله استخدامها في حرب تموز/ يوليو 2006؟

وهذا الكلام عن الاثنين، ينطبق على غيرهما، فكيف اذا كان بين العملاء الجدد الذين ضبطوا وأوقفوا من هو في مجال مكافحة التجسس؟

وبالكشف عن هذه الحالات، ما هو الزلزال الذي سيحدثه داخل الحزب، ألن يقلبه رأساً على عقب لإدخال الجميع في ما يشبه الغربلة، وما هو حجم الاساءات التي قد تحصل عندما تجري عملية اعادة بناء؟ وهل يكفي ذلك لاصلاح الضرر وترميم البناء الكبير والهائل والواسع النطاق في مجالات عمله واختصاصه؟

ليس من اليسير القول ان كل بيئة المقاومة استراتيجياً وعملياتياً وامنياً ولوجستياً وعديداً وتسليحاً اصبحت مكشوفة امام اسرائيل بسبب هذا الحجم من البلاء كماً ونوعاً، لكن أليس هذا الاحتمال قائماً ولو بنسب ولو جزئية.

واذا كان هؤلاء العملاء جندوا قبل حرب تموز/ يوليو 2006، فلن يكون لعمالتهم خطورة تذكر، انطلاقاً من ان ما أفشوه من معلومات استخدمته اسرائيل خلال الحرب الى الحد الاقصى، لكن السؤال الخطير المطروح ما هو حجم المعلومات التي قدموها بعد حرب تموز؟ وهل ان هناك عملاء جدداً جندوا بعد حرب تموز قدموا لإسرائيل ما لم يقدمه لها من سبقهم؟

حجم الانكشاف

ولأن للأسئلة تتمة تتعلق بالتفاصيل فإن أهم ما فيها ما يلي:

- ماذا قدم هؤلاء من معلومات حول الاستعدادات للحرب، قبل المقاومة؟

- ماذا قدم هؤلاء بالنسبة لمراكز التحكم والسيطرة في غرفة أو غرف عمليات المقاومة التي لم تتأثر خلال حرب 2006 وأبقت زمام المبادرة في أيدي قيادتها طوال 33 يوماً من الحرب؟

- ما هي المعلومات التي كشفها هؤلاء العملاء حول تطور التسلح في حزب الله.. ومخازن السلاح، والجديد منها على وجه الخصوص وما يعد في باب المفاجآت على وجه أخص.

- وهل وصلت معلومات هؤلاء بالنسبة لمخابىء وأنفاق وتحصينات المقاتلين، بالشكل الذي يحرم حزب الله من خاصية ((الشبح)) التي يتميز بها في قتاله مع ((إسرائيل)) ويجعله في مواجهة مباشرة وفقاً للأسلوب القتالي الكلاسيكي المتمرسة به القوات الإسرائيلية.

هذا كما يقال غيض من فيض، ولن يكون بالإمكان الإجابة عما فيه من تساؤلات قبل الدخول في اختبار حقيقي وفعلي.

إلا ان الأكيد هو ان عري حزب الله استخبارياً أمام ((إسرائيل)) – إذا كان صحيحاً – سيجعلها أمام فرصة كبيرة للنيل منه وضربه قبل أن يعيد ترميم ما تصدع وبناء ما تهدم.. وهو ما يعزز احتمالات اندلاع حرب، اليوم قبل الغد لأن الكيان الصهيوني نهاز للفرص ولا يضيعها، إلا إذا كنا أمام معادلة جديدة وهي توازن العري، أي حزب الله العاري أمام إسرائيل بفعل اختراقات عملائها لصفوفه، مقابل إسرائيل العارية أمام الخطر الذي يهدد جبهتها الداخلية بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى ووسائل أخرى الأكيد ان قادة إسرائيل يعرفون مخاطرها عليهم جيداً.

أحمد خالد   

 

الضغوط على إيران تخدم كل الملفات المفتوحة في المنطقة

ثريا شاهين/المستقب

لا تزال قضية اتهام إيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير تتفاعل دولياً وإقليمياً. هناك ضغوط أميركية ودولية لطرح القضية أمام مجلس الأمن، في حين تتحرك إيران لا سيما لدى حلفائها لابعاد أي إجراءات ضدها في المدى المنظور، نتيجة لهذا الاتهام.

المصادر الديبلوماسية الواسعة الاطلاع، تؤكد انه سيستفاد دولياً من هذه القضية، لممارسة ضغوط على إيران بالتزامن مع الضغوط التي تُمارس على النظام السوري، بسبب التطورات في سوريا. والضغوط على إيران من شأنها ان تخدم كل الملفات المفتوحة في المنطقة، منها الثورات المتنقلة من بلد الى آخر، والملف النووي الإيراني، ووضع الخليج، والموضوع السوري، من وجهة النظر الغربية. وثمة مشاورات قائمة بعيداً عن الأضواء، على المستويين العربي والدولي في مجلس الأمن لاتخاذ موقف مناسب من إيران على خلفية هذه القضية وليس واضحاً بعد التوجه الذي سيعتمد، أي اللجوء الى المجلس أم لا، أو في حال اللجوء إليه استصدار قرار حول إيران، أم لا، أو استصدار بيان رئاسي.

وتأتي هذه الضغوط، في وقت تراجعت عن الملف النووي الإيراني تحديداً. لكنها تفيد النظرة الغربية الى هذا الملف وتدعمها، وتوجد باباً آخر غير الباب النووي، من أجل الضغوط على إيران. كما تضغط على إيران بالتوازن مع الضغط على سوريا.

الأمر الذي يؤشر الى استعادة التشدد الدولي حيال إيران وسوريا معاً، وان اتخذ ذلك أشكالاً وأساليب متنوعة، بعد مرحلة الحوار الدولي مع البلدين، وفشل هذا الحوار.

لكن المصادر استبعدت الاتجاه مباشرة لدى الدول، الى فرض عقوبات على إيران. أولاً، لانه في الفترة الأخيرة، حصلت اتصالات دولية مع إيران حول مجالات التفاوض ولو لم تنجح.

وثانياً، ان هناك الحد المقبول من روسيا والصين حيال العقوبات، وهو الذي تم التعبير عنه من خلال موقف البلدين، أثناء صياغة القرار الأخير الذي فرض عقوبات على إيران في حزيران 2010. الأمر الذي قد يجعل البلدان يستمران في التمسك بهذا الحد.

وكان الحوار حول الملف الننوي شهد تعثراً واضحاً، ولم تتوصل كل المبادرات التي انطلقت حياله الى أي نتيجة. واستفاد الإيرانيون من ذلك لمواصلة تعزيز البرنامج، وما زاد في أسباب تجميد التفاوض حوله، انتظار نتائج الثورات في المنطقة.

وفي هذا السياق تندرج الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي على عدد من دول المنطقة ومن بينها لبنان. وموضوع التهمة هو الذي جعل الزيارة تتقرر بهذه السرعة.

وتشير المصادر الديبلوماسية، الى ان المواضيع التي سيناقشها الوزير في بيروت مع المسؤولين اللبنانيين ذات صلة بالموقف الإيراني:

ـ التهمة بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، حيث ان التهمة بهذا الشكل، هي بمثابة إعلان حرب عليها، بغض النظر ان كانت صحيحة أو غير صحيحة. مع الاشارة الى ان إيران تعتبرها غير صحيحة، وهي تدافع عن نفسها لإنكارها وإقناع الحلفاء على الأقل، ان الاتهام غير صحيح.

ولبنان في نظرها بلد حليف نسبة الى النفوذ الذي يمارسه "حزب الله" على الأرض، وداخل الحكومة.

ـ سيتم بحث الموضوع السوري بكافة أبعاده. إذ تؤازر إيران حليفها النظام السوري وتراهن عليه لا سيما وان النظام قوي لأن إيران تغذيه وتدعمه خصوصاً مالياً، وهذا ما تريد إعادة تأكيده أمام المسؤولين اللبنانيين. وفي حين تستشعر إيران بوجود الضغط الأميركي والغربي بشتى الوسائل، فإن الأهم بالنسبة الى إيران في المرحلة الحاضرة هو مساعدتها لسوريا، وهي النقطة ذاتها المهمة لدى المجتمع الدولي والذي يريد تقويض هذه المساعدة ومقتضياتها.

ـ سيتناول البحث المحكمة الخاصة بلبنان، وهو موضوع يهم إيران، ودائماً تثيره في السر خلال اللقاءات اللبنانية ـ الإيرانية الرسمية وغير الرسمية، وسيدعم الوزير الإيراني موقف حليفه "حزب الله" في شأن المحكمة، وحليفه يطالب بعدم التعاون معها، وعدم تسديد لبنان لمساهمته في موازنتها، وهو لم يقم بتسليم المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري

 

من حق المسلم اللبناني ان يهتف اليوم: "تَداعَينا إلى بكركي...!"

بقلم جوزف الياس/النهار

سمعت ما سمعت عبر موجات الاثير، وقرأت ما قرأت، يوم 9 ايلول 2011، على صفحات الصحف، وفي مقدمها "النهار"، فأدهشني ما سمعت وما قرأت. فإن صح ما قيل او رُويَ، وكان النطق به بالحرف، فأنا أسمح لنفسي بأن اقول شيئاً في هذا هو أقرب الى التذكير منه الى الرد.

بين يديَّ صفحات من التاريخ السوري الحديث، لأنني قارئ الصحافة السورية، منذ نشأتها حتى سنة 1963. وقد عالجت الأحداث السياسية، في عهدَي الانتداب والاستقلال، على صفحات الجزء الثاني من كتابي "تطور الصحافة السورية في مئة عام".

وقبل التذكير بما يجب التذكير به، اقول ان جماعة الاخوان المسلمين في سورية هي تنظيم سياسي موجود على الأرض في عهدي الانتداب والاستقلال، وشريك في الحكم بعدما نال، سنة 1945، ترخيصاً رسمياً بالتأسيس. ثم لم يلبث هذا التنظيم ان اصدر، يوم 22 حزيران 1946، صحيفته السياسية الاولى التي حملت اسم "المنار". وحين يكون التنظيم هكذا، لا يجوز لنا ان نشبّهه بتنظيم تكفيري متعصب كتنظيم "القاعدة". وما جرى في العراق يستحيل ان يجري مثله يوماً على ارض سورية، إلا اذا وصل تنظيم "القاعدة" او ما يشبهه الى حكم هذا البلد.

فبم اذكِّر، علّ التذكير ينفع من رغب في استعادة صفحات من التاريخ؟

-1 اول ما أذكّر به مقالتي المطوّلة التي نشرت في "النهار" (العدد 22156)، يوم 5 كانون الاول 2004، تحت عنوان "... ويوم كانت بكركي محجّاً للسياسيين السوريين!". وموضوعها زيارة وفد من السياسيين السوريين لبكركي، يوم 12 كانون الثاني 1936، تضامناً مع البطريرك الماروني انطون عريضة وعرفاناً بفضله. والوفد الزائر هذا كان يمثّل خمس مدن سورية هي "دمشق، حلب، حمص، حماة، إدلب". وقد جُعِلت تلك المقالة في ملف خاص أُرسل الى البطريرك صفير والأساقفة.

-2 وأُذكّر بكتابات الصحافي الراحل نجيب الريس صاحب جريدة "القبس" الدمشقية. فلطالما قرأته مخاطباً بكركي، مرة مادحاً، ومرة معاتباً، وأخرى مطالباً، ولم تكن مقالاته لتخلو من حدة هي حدة الصدق والصراحة. لكنه يبقى الاول بين الصحافيين السوريين في مخاطبة اللبنانيين بعامة، وبكركي بخاصة. وحين جُمعت افتتاحياته في سلسلة "الأعمال المختارة" التي صدرت، عام 1994، عن "رياض الريس للكتب والنشر" في عشرة مجلدات، كان نصيب لبنان منها مجلداً ضخماً هو الجزء السابع الذي حمل عنوان "لبنان بلد المتناقضات". فلو كان نجيب الريس حياً يُرزق، لهتف معاتباً "يا صاحب الغبطة!".

-3 وأذكّر بمقالة لأكاديمي كبير هو الدكتور منير العجلاني الذي حملت افتتاحيته، ذات يوم، في جريدة "القبس" (العدد 708، 27 آذار 1936) عنوان "تداعينا الى لبنان صارخين يا ابانا!". فلو كان العجلاني حياً يرزق، لهتف معاتباً "تداعينا الى بكركي صارخين يا أبانا!".

-4 وأذكِّر بما يروى عن تظاهرة جابت، ذات يوم، شوارع دمشق، والقوم فيها يهتفون قائلين "لا اله الا الله، البطرك عريضه حبيب الله". فلا شك في ان هذا الهتاف – ان صح خبره – كان عرفاناً بفضل عظيم للبطريرك الماروني.

-5 وإنّي لأذكر، في ما كنت أقرأ، ان المراقب العام للاخوان المسلمين في سورية، وصاحب امتياز جريدة "المنار" الدمشقية، وعضو الجمعية التأسيسية المنتخبة في تشرين الثاني 1949، ترك في نفسي أثراً طيباً. وحين سألت عنه، ذات يوم، قيل لي إن خير صديق للشيخ مصطفى في الجمعية التأسيسية كان احد النواب المسيحيين، فرجح لدي، في ما بعد، أن المقصود بذلك هو زميله على اللائحة الانتخابية النائب جورج شلهوب. واسم الشيخ مصطفى السباعي مقرون بقضية أثارت جدلا في سورية هي مسألة دين الدولة. فحين كانت الجمعية التأسيسية تناقش مواد الدستور، اقترح الشيخ مصطفى ان تنص إحدى المواد على ان يكون دين الدولة الإسلام، فاعترض النواب المسيحيون، وبعض النواب المسلمين، ومعظم الصحافيين. فرد الشيخ مصطفى، في 9 شباط 1950، ببيان طمأن فيه المسيحيين والعلمانيين والقوميين، قائلا "كونوا مطمئنين... سيبقى لنا مجلسنا ونوابنا وقوانينا وأنظمتنا... نحن لا نريد انقلاباً في قوانيننا الحالية، وإنما نريد التقريب بينها وبين نظريات الإسلام الموافقة لروح هذا العصر...".

وفي اليوم التالي، علّق نجيب الريس على بيان الشيخ مصطفى بافتتاحية نشرتها "القبس" تحت عنوان "لستم أنتم الدولة، ولستم وحدكم المسلمين". وحين طالت المناقشات، اختارت الجمعية التأسيسية لجنة من ثمانية اعضاء، وكلفتها دراسة ما ستنص عليه المادة المتعلقة بين الدولة. وفي أواخر تموز 1950، أُقرت المادة الثالثة من الدستور السوري، فنصت على ان يكون "دين رئيس الجمهورية الإسلام". ولما كان الشيخ مصطفى السباعي عضواً في اللجنة، تعرّض لحملة شنها عليه رئيس رابطة العلماء أبو الخير الميداني في بيان أصدره يوم 28 تموز 1950. فرد الشيخ مصطفى، في اليوم التالي، ببيان معاكس أعرب فيه عن رضاه عما تضمنته المادة الثالثة، وختم بعبارة مهمة جاء فيها: "إن هذه النصوص حققت وحدة الصف، ودفعت عن الوطن كارثة انقسام طائفي لا يرضى به كل متدين عاقل وكل وطني مخلص".

وانطلاقاً من فرضية تغير الحكم في سورية، ومآله الى أهل السنة، وتحالف هؤلاء مع إخوانهم سنة لبنان، يسأل المرء أو يتساءل: ألم يكن الحكم في سورية للأكثرية السنية طوال عهدي الانتداب والاستقلال؟ أولم يكن رئيس الجمهورية السورية في عهدي الانتداب والاستقلال، وحتى سنة 1970، مسلماً سنياً؟ فهل تحالف أهل السنة في سورية مع إخوانهم في لبنان؟ وكيف كان ذلك؟

وانطلاقاً أيضاً من فرضية وصول "الإخوان المسلمين" الى السلطة في سورية، وما يرتب ذلك من ثمن يدفعه المسيحيون السوريون "قتلا أو تهجيراً"، والشاهد على ذلك "صورة العراق أمام أعيننا"، يسأل المرء أو يتساءل: وهل "الإخوان المسلمون" وتنظيم "القاعدة" صنوان؟ أو هل "الإخوان المسلمون" تنظيم تكفيريّ متعصب يُعمل السيف في رقاب الناس أو يُحل ذبح النصارى؟ إن اضطهاد المسيحيين العراقيين وتهجيرهم تم على أيدي جماعات تكفيرية متطرّفة، تبدأ بأهل السنة قبل غيرهم فتُكفّر بعضهم. فما من رابط أو وجه شبه بين احتمال وصول الإخوان المسلمين الى السلطة في سورية وما جرى في العراق في السنين الأخيرة. ولنتذكر دوماً ان سورية في ظل حكم الأكثرية السنية كانت دولة تدعى "الجمهورية السورية"، وأن لبنان في ظل حكم الأكثرية المارونية، أو "المارونية السياسية"، كان دولة تدعى "الجمهورية اللبنانية".

وقد كان بعض أهل السنة في لبنان، زمن الانتداب الفرنسي، يشخص ببصره الى نوع من الوحدة مع سورية، ومع ذلك، بقيت العلاقات بين البلدين طبيعية، أي كما يجب أن تكون بين دولتين متجاورتين. وليس هاشم الأتاسي أو شكري القوتلي من زرع العملاء في لبنان، أو هرّب السلاح الى لبنان، أو أنشأ في لبنان تنظيمات مسلحة، أو سلّح بعض الأحزاب اللبنانية. فالمسؤول عن هذا هو، في رأيي، ما دعاه لينين ذات يوم "مرض الطفولة اليساريّ". اما اليوم فجديد المعادلة ان سنة لبنان اعترفوا ببلدهم وطناً نهائياً، وما عادوا يشخصون بأبصارهم الى ما وراء حدود هذا الوطن الصغير.

فأن يكون الحكم في بلد ما، مستنداً الى اكثرية طائفة معينة، او قائماً على اكثرية حزب واحد شيء، وأن يقوم على سيطرة تنظيم تكفيري متعصب كتنظيم "القاعدة" شيء آخر. وهذا ما لم نشهده رسمياً في بلد اسلامي حتى الآن.

فإذا كان الدكتور العجلاني قد هتف سنة 1936 "تَداعَينا الى لبنان صارخين يا أبانا!"، فمن حقّ المسلم اللبناني، المعترف بلبنان وطناً نهائياً، ان يهتف اليوم "تَداعَينا إلى بكركي صارخين يا أبانا!".

إني لأخشى ان يكون قد آن اوان ان تدفع الأمة ثمن اخطاء ارتُكبت قبل عقود، فيصحّ فينا مثل "الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون". وإني لأسأل الله، سبحانه وتعالى، ان يقبض روحي قبل ان ارى الأمة مقبلة على تجرّع كأس أين منها السمّ الزعاف؟ ألا وهي كأس "الانتحار الجماعيّ".

 

قرطباوي لـ"النهار": أطمح إلى قضاء يثق بنفسه والشعب يثق به

 قضية المفقودين مشكلة وطنية كبيرة لا يمكن تجاهلها

النهار/في مقابلة صحافية هي الاولى له منذ تسلمه مهماته في وزارة العدل قبل مئة يوم، قال وزير العدل شكيب قرطباوي في حديث الى "النهار" ان "ثمة مشكلة على مستوى القضاء لجهة كيفية تعامل الناس معه ونظرتهم اليه وكذلك نظرة القضاة الى انفسهم". وكشف أنه يعمل بالتنسيق مع هيئات المجتمع المدني على اطلاق مشروع "الهيئة الوطنية للمفقودين".

مضى مئة يوم على توليك الوزارة. ما رأيك في وضع القضاء؟

- دخلت قصر العدل محاميا متدرجا قبل 40 عاما ولم أقم بأي عمل طوال حياتي سوى المحاماة. أنا محام ممارس ونقيب سابق للمحامين. عرفت الكثير من مشاكل العدلية التي دخلت اليها قبل ان يولد الكثير من القضاة الحاليين، ولكن عندما تسلمت مركز المسؤولية وجدت ان المشاكل أكبر مما كنت أعرف على كل المستويات. فوزارة العدل ليست جزيرة منعزلة. هي جزء من لبنان المليء بالمشاكل. أبدأ من مشاكل أبنية قصور العدل، ومشاكل في وزارة العدل وأخرى على مستوى الكتبة والمساعدين القضائيين. وثمة مشكلة على مستوى القضاء لجهة كيفية تعامل الناس معه ونظرتهم اليه وكذلك نظرة القضاة الى أنفسهم. وبعيدا من الإعلام كنت خلال المئة يوم هذه أكوّن فكرة أوضح عن الوضع القضائي من الداخل. عقدت اجتماعات متلاحقة مع كل من يعنيهم الأمر وخصوصا مع مجلس القضاء الأعلى وهيئة التفتيش وقضاة مجلس شورى الدولة. التقيت قضاة كثرا بعيدا من الإعلام. كما عقدت اجتماعاً مقفلاً مع قضاة النيابات العامة وقضاة التحقيق في لبنان في قاعة محكمة التمييز ونقلت، كمواطن وكمحام ووزير للعدل، نظرتي اليهم كما التقيت قضاة محكمة التمييز كوني مسؤولاً عن ادارة المرفق القضائي. ومما بُحث فيه موضوع التوقيف الاحتياطي وتسريع المحاكمات ومدى الإنتاجية ونوعية الأحكام التي تصدر عنهم، وكثرة النزاعات التي هي في جوهرها نزاعات مدينة وتُعطى ظاهراً الطابع الجزائي.

وهل رأيتها كافية ؟

- لا، سواء في محكمة التمييز أو في محاكم أخرى. وهذا الكلام أوضحته للقضاة من باب المصارحة. والتقيت الرؤساء الأول لمحاكم الاستئناف بهدف ايصال صوت المواطن ووزير العدل مباشرة الى القضاة. طبعا هناك حملات تتناول بعض القضاة والقضاء ككل. وفي كثير من الأحيان يحصل تجنّ وتعميم، الا انني في الحقيقة وجدت من الداخل وضعا أصعب مما كنت أعرفه ووجدت المشكلة أكبر. بدأت الدولة خطوات. الأولى لإنصاف القضاة كسلطة، كان مجلس القضاء والوزير السابق للعدل بدأاها قبلي ثم في لجنتي الإدارة والعدل والمال وساعد بذلك الى حد كبير رئيس مجلس النواب، فهذه السلطة القضائية تجب مقارنتها بالسلطتين التنفيذية والتشريعية. وهذا حق للقضاة وليس امتيازا، فهم السلطة التي نتغنى دائما بأننا نريدها مستقلة يجب ان تنصف وان يكون للقاضي ما يكفيه لحياة كريمة. هي خطوة اساسية. وهنا اوجه الشكر للسلطات جميعا والشكر الأول والأكبر للشعب لأننا وزراء وقضاة نتقاضى رواتبنا منه. انما هذه الخطوة يجب ان تتزامن مع خطوات أخرى بتعزيز استقلالية القضاء، ليس في النصوص فحسب انما في الواقع. فأسأل: عندما أنصف الشعب الجسم القضائي ماذا على هذا الأخير ان يفعل؟ مزيد من الاستقلالية والإنتاج وتسريع المحاكمات بدون تسرع وحضور القضاة الى قصر العدل وصدور الأحكام ضمن المهل المحددة في القانون وتسريع بت قضايا الموقوفين. هذا حق لكل موقوف، فقرينة البراءة قائمة حتى صدور الحكم النهائي. وواجب على القضاء ان يسرع بالمحاكمة لبت قضية المتهم أو البريء ويخفف في الوقت عينه الاكتظاظ في السجون.

حصلت اجتماعات قضائية قبل شهر. هل بدأت تلمس ما توخيته؟

- لا أحد يملك حلا سحريا. أنا أو سواي. والوضع لا يتغير بكبسة زر. هو مسار يبدأ. بدءا من مراقبة عمل الضابطة العدلية كما يجب، والتخفيف قدر المستطاع من الاستنابات عندما يستطيع القاضي ان يحقق مباشرة، وان يكون التوقيف الاحتياطي الاستثناء، والحرية هي المبدأ. ربما بعض القضاة لن يرتاحوا الى ما سأقوله ومضمونه ان لدي شعورا كمواطن وكمحام أن ثمة توقيفا احتياطيا غير مبرر. طبعا من حق القاضي ان يقرر ولكن من خلال المراجعات التي تردني أشعر ان بعض النيابات العامة وبعض قضاة التحقيق يلجأون أحيانا الى توقيف إحتياطي غير ضروري، فلا يتركون لقاضي الحكم الكثير ليقرره. ولا يعني ذلك انني أؤيد النظام الأنغلوساكسوني بتخلية الموقوف بكفالة أيا كان الجرم الى حين محاكمته، فهذا ليس نظامنا القضائي ولكن يجب ان نتذكر دائما أن الحرية هي المبدأ والتوقيف هو الاستثناء.

الكل يتحدث عن استقلالية القضاء. فما هي استراتيجيتك؟

- استقلالية القضاء أصبحت الى حد كبير لغة خشبية في لبنان، أي يكثر الكلام عنها ولا أحد يصدق الذي يقال. أما كيف السبيل لتحسين الوضع فلا أوهام لدي لأن هذه العملية لا تتحقق بشهرين أو سنتين. الذهنية يجب ان تتغير بالكامل بدءا من ذهنية المواطنين. عليهم أن يقبلوا بأن ليس كل شيء يحتاج الى واسطة. ربحت في مسيرتي المهنية دعاوى كثيرة ولم أكلم قاضيا يوما في صددها. ربحتها لوجود حق فيها. على المواطن ان يقبل بأنه يوجد قضاة كثر مميزون علما وكفاءة ونزاهة وأن ثمة دعاوى تخسر في ذاتها. يجب عدم التعميم على الجميع. ان أكثرية القضاة جيدون. وثمة قضاة لديهم مشاكل في الإنتاج أو مشاكل تحلها مجالس تأديبية وهي موجودة ويجب تفعيلها وتفعيل أكبر لدور التفتيش القضائي. كما ان المادة 95 من التنظيم القضائي تسمح لمجلس القضاء بناء لإحالة التفتيش القضائي ان يعلن عدم أهلية قاض معين. قلت أمام الرؤساء الثلاثة وأمام القضاة وأقول الآن أمام الناس وضميري ان هذه المادة فرضت واجبا على هاتين الهيئتين هو تطبيقها، فهي تسمح بإعلان عدم أهلية قضاة وليس الأمر تشفيا" أو سياسة. انما ان نعتبر اننا في جمهورية الملائكة فهذا غير صحيح. نحن لسنا فيها. المحاسبة هي اساس كل شيء في كل جسم. انا وزير ولمجلس النواب ان يحاسبني بسحب الثقة مني ويمكنه أن يعيدني الى منزلي. والنائب يحاسبه الشعب كل اربع سنوات. والجسم القضائي يحاسب نفسه. وقوانينه موجودة. أدعو الى مزيد من الفعالية لإستعادة ثقة الناس به واستعادة القضاة ثقتهم بأنفسهم كجسم مستقل. واضافة الى تغيير ذهنية الناس يجب ان نغيّر الكثير من ذهنية السياسيين والنافذين. علينا ان نقبل بإنشاء سلطة قضائية مستقلة التي هي الحماية لكل الناس. فالقاضي الذي يقبل بواسطة فلان يقبل بواسطة الآخر. والقاضي الذي يجيب على الناس لكن قراره ينبع من ملفه هو ضمان لكل الناس. وفي المقابل يجب ان يقتنع الكثير من القضاة انهم ليسوا موظفي فئة أولى، مع احترامي لكل الموظفين، انما هم سلطة، والمناعة الداخلية عند القاضي أساسية ويقاوم من الداخل اي تدخل. كما أتوجه الى القضاة والشباب منهم خصوصا أن يتذكروا دائما ان التواضع ملازم للمعرفة، والجرأة ملازمة للاتزان. يجب التخفيف عند البعض من الشعور بالتفوق. وهنا يقتضي ان نتذكر انني لست من يجري التشكيلات القضائية انما ابدي ملاحظات عليها. وعندما ستحصل ستتركز بالنسبة لقضاة الجزاء على اختيار القاضي الناضج في الخبرة والتواضع والانفتاح. أنا ضد مبدأ التخصص في القضاء اللبناني وأدعو الى ان يتنقل القاضي في القضاءين المدني والجزائي. هذا مشروع يحتاج الى تعديل في القانون ليكون هذا الانتقال الزاميا فيلمّ القاضي بكل الأمور ومن كل الزوايا. ان القضاء هو العمود الفقري لدولة القانون التي ليست كلاما انما ممارسة. ادرك مدى الصعوبات والمشاكل، ولا اريد رمي كل شيء على القضاء، انما من قبل ان يجلس في الصف الأمامي من المجتمع عليه تحمل مسؤولية الجلوس في هذا الصف وليس الجلوس فيه فحسب. فللقاضي رأيه السياسي كمواطن، وهو حر فيه، ولكن عندما يقرر في الملف الذي بين يديه فالملف من يُقرر وليس أي رأي آخر. فبدون القضاء المستقل لا يمكن بناء وطن. وأعمل كثيرا على ان يكون في القضاء نوع من التقييم يبدأ بعمل القاضي عند خروجه من معهد القضاة وحتى احالته على التقاعد. وضعت مسودة استمارة تقييم يجري العمل عليها لجهة نوعية العمل وكميته ليكون هذا التقييم مستندا أساسيا في عملية التشكيلات القضائية. هذا ما أطمح اليه. وان شاء الله نستطيع تطبيقه قريبا بعيدا من الكلام والسياسة والطائفية. هو تقييم علمي وأخلاقي للقاضي فحسب. أطمح الى قضاء كله نشاط مؤمن بذاته وبثقته بالنفس والشعب يثق به. أنا مواطن ولا أتميز عن أي انسان في لبنان، الا بزيادة مسؤوليتي كوزير للعدل، والقضاء المستقل يحميني ويحمي كل انسان. نتمنى تحسين كل هذا الوضع لتتمكن الناس من الشعور بأننا في جمهورية قانون.

ماذا عن تعيين رئيس مجلس القضاء الأعلى؟

- لقد تأخر الأمر قليلا ولا تزال المشاورات جارية. وآمل ان يتم التعيين قريبا.

لماذا ألغى مجلس الوزراء المباراة التي اجريت للمساعدين القضائيين؟

- ثمة نقص كبير جدا في عدد الموظفين. وهذه المباراة تُلغى للمرة الثانية. والمباراة الأخيرة اجريت وصُححت المسابقات قبل تسلمي مهماتي. حصل نقاش في مجلس الوزراء حولها وكانت للحكومة أسبابها ولن ادخل في التفاصيل حفاظا على سر المذاكرة. هي قررت الطلب إليَّ القيام بمباراة جديدة لملء 50 في المئة من الشغور. وأمس حضرنا جدول مواعيد المباراة الجديدة وسنعلن عنها خلال أيام. وأؤكد أننا سنسرع بقدر المستطاع فننتهي من هذا الموضوع.

وردا على سؤال، قال قرطباوي: "الناس تنتظر تغييرات، ولدي ارادة التغيير وإصلاح الجو القضائي عموما، ولكن أتمنى عليهم ان يتذكروا ويقبلوا بأن وزير العدل ليس قاضيا ولا يحل محله. فنحن ندعو الى قضاء مستقل ويجب الا نفعل العكس". وعن تمويل المحكمة قال ان هذا الموضوع يطرح على مجلس الوزراء "وعندما يحين الوقت يتخذ القرار المناسب".

وعن موضوع المفقودين اوضح انه يعمل حاليا، بالتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني المهتمة بهذا الموضوع، على إطلاق مشروع الهيئة الوطنية للمفقودين، علما ان النائب حكمت ديب قدم اقتراح قانون بهذا الشأن. "آمل في وضع حل انساني وواضح لهذه المأساة التي تدمي قلوب عائلات كثيرة، وهذه مشكلة وطنية لا يمكن تجاهلها".

Claudette.sarkis@annahar.com.lb

كلوديت سركيس     

 

 الخلافات الحكومية تسابق الحسابات الداخلية والخارجية

الرافضون لتمويل المحكمة يراهنون على استبعاد العقوبات

روزانا بومنصف/النهار 

تقول مصادر سياسية ان الدول التي يهمها ان تكمل المحكمة الخاصة بلبنان عملها وجهت رسائل متناقضة أتاحت لقوى 8 آذار ان تستعيد بقوة موقفها من عدم التمويل والرغبة في طرح البرتوكول الموقع بين لبنان والامم المتحدة. اذ إن هذه الدول وفي مقدمها الولايات المتحدة وسائر الدول الاوروبية أبدت حرصا في عز سعيها الى اختيار عقوبات تفرضها على النظام السوري وأبرز أركانه، من دون ان تمس هذه العقوبات المصارف اللبنانية او الاقتصاد اللبناني ما اراح " حزب الله" وجعله مطمئنا الى ان عدم تمويل المحكمة لن يحمل اخطاراً كبيرة على لبنان من عقوبات او ما شابه. فهناك تجربة العقوبات التي يتم السعي الى حصرها وتحديدها بحيث لا تنعكس سلبا على الشعب السوري، مما يعزز الاطمئنان ضمناً الى ان اي عقوبات مماثلة لن تطول لبنان بسبب عدم تمويل المحكمة. اما التهديدات التي تطول الحكومة لجهة انعكاس مواقفها السلبية في علاقاتها مع الدول الغربية، فان الاطمئنان يستند الى واقع ان هذا الاحتمال تدحضه الحاجة الاقليمية والدولية الماسة الى الحكومة في الوقت الراهن. والواقع أن اي حكومة في لبنان مهما تكن تركيبتها تكتسب اهمية باعتبار انه يمكن تحميلها المسؤولية ومراجعتها في اي موضوع. يضاف الى ذلك ان هذه الحكومة تضمن نوعا من الستاتيكو الضروري في هذه المرحلة ولا تسميه مصادر ديبلوماسية استقرارا، اذ ان هناك حوادث مختلفة ومخاوف متعاظمة، لكن حتى الآن لا خضات كبيرة من النوع الذي تبدو الدول الاقليمية او المجتمع الدولي قلقة على نحو كبير في شأنه. وحين وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل أيام قليلة تحية الى الحكومة في مرور 100 يوم على تأليفها مشددين على واقع "الاستقرار الامني" الذي أحدثته، فانما يشكل ذلك رسالة ودلالة برسم الدول المعنية من أجل مواصلة دعم الحكومة وبقائها.

وبحسب هذه المصادر فان هذا الرهان على الحاجة الدولية الى الحكومة وعدم الرغبة في اثارة بؤرة خلافات جديدة تفتح في عز الانشغالات بالتحديات التي تطرحها الانتفاضات العربية، قد يسمحان بترف رفض تمويل المحكمة وتجديد البرتوكول الموقع مع الامم المتحدة.

هل هذا الرهان في محله أو مبالغ فيه؟

تقول المصادر المعنية ان  الحكومة تبدو مفككة الاوصال وتتصرف كما لو كانت حكومة وحدة وطنية، من حيث ان الاختلاف بين قواها على طاولة مجلس الوزراء هو اشبه بالاختلافات التي كانت تحصل ابان حكومة الوحدة الوطنية، مع فارق جوهري أن هذه الحكومة لا تمثل جميع اللبنانيين، بل نصفهم، ومن ضمن هذا النصف تحصل انشقاقات كبيرة يعبر عنها استياء قوى 8 آذار من مواقف النائب وليد جنبلاط والرغبة في اخضاعه لموقف موحد على سبيل المثال. يضاف الى ذلك أن نقاط التوافق في مجلس الوزراء من ضمن الاكثرية الجديدة خلال ثلاثة أشهر من عمر الحكومة كانت أقل مما كانت عليه في فترة السماح للحكومة السابقة. لذلك تسأل هذه المصادر اذا كان موضوع التمويل سيطيحها ام الخلافات اليومية القائمة وسط ضيق ذرع بالحملات الاعلامية والمواقف التي يطلقها رئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون اسبوعياً فيما يتهم اطراف ممثليه على طاولة مجلس الوزراء باثارة استفزازات لدى جميع الجالسين حولها. فما وراء هذا الاداء يشي ببعد محلي للخلافات وما يتصل بالرغبة في السيطرة على القرار والمصالح الشخصية، لكن من دون تجاهل تأثيرات التطورات الاقليمية على لبنان. لذلك تسأل هذه المصادر عن خلفية التسريبات حول التلويح باستقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وما اذا كان ذلك يحمل رسالة في وجه القوى المشاركة في الحكومة أو في وجه الخارج من أجل عدم الضغط على الحكومة، فيؤدي الضغط الى تطييرها، وهو ما لا ترغب فيه الدول المتابعة للوضع اللبناني للاعتبارات المذكورة، رغم أن الاخيرة تبدو واثقة من عدم جدية هذا الاحتمال وفق ما يسر بعض الديبلوماسيين لزوارهم لاعتبارات لا تتصل بموضوع المحكمة، بل بأسباب أخرى ترتبط بالوضع الاقليمي. ولذلك تبدو هذه المصادر واثقة كليا من ان الاستقالة لا تبدو مطروحة على نحو جدي، قبل نفيها من جانب اوساط الرئيس ميقاتي، بل هي رسائل تستخدم في الداخل من جهة أو أخرى لاعتبارات لبنانية داخلية لا علاقة لها بطلب الخارج من الحكومة التعاون مع المحكمة واحترام لبنان التزاماته الدولية. وتبدو الحكومة في رأي هؤلاء الانسب لدمشق على صعد عدة في هذه المرحلة الحرجة، وكانت الحكومة السابقة لتتسبب بالمزيد من العدائية ضد لبنان في ظل المعارضة الداخلية التي يواجهها النظام السوري. كما ان هناك تعويلاً على تمسك الغرب ببقاء الحكومة ما دام الاستقرار قائما في الجنوب وعلى الحدود مع اسرائيل. ويلفت الديبلوماسيون أنفسهم الى ان اي اشارة الى مزارع شبعا او الى بلدة الغجر او اي موضوع له صلة بالاحتلال الاسرائيلي لم يثر منذ تأليف الحكومة وحتى منذ اسقاط الحكومة السابقة، لا من جانب الحكومة ولا من جانب اي من افرقائها، فضلاً عن انه حصل امتناع للمشاركة في يومي النكبة والنكسة الفلسطينيين.

وهذه الاعتبارات هي بحسب المصادر السياسية اللبنانية الرافضة لتمويل المحكمة في ميزان الدول الغربية المؤثرة، أكثر أهمية وحيوية ولو من دون التخلي عن المحكمة، لكن من دون الوصول ايضا الى اتخاذ اجراءات جذرية ضد لبنان. و لا يستبعد هؤلاء أن تتأثر الحكومة ورئاستها بفعل عدم الحماسة الغربية امام فتح الابواب لاي منهما متى حصل الاخلال بالالتزامات الدولية. وهذا له انعكاساته ومترتباته أيضاً، خصوصاً متى اختار لبنان ان يدرج نفسه طوعا من ضمن سياسة العزلة التي تذهب اليها دول ما يسمى محور الممانعة، أي سوريا للاسباب المتعلقة بها، وايران للاسباب المتعلقة بها ايضا على رغم النصائح الكثيرة التي يتلقاها لبنان من اجل تحييد نفسه عن الانزلاق الى هذا الموقع نتيجة تماهيه او دعمه للنظام السوري.

 

مخرجٌ على الطريقة اللبنانية؟

سمير منصور/النهار  

إذا كان الاستحقاق الأهم الذي تواجهه الحكومة في المرحلة الراهنة هو حسم الموقف من مساهمة لبنان في تمويل المحكمة الدولية على خلفية الخلاف عليه بين مؤيد ومعارض، مما يهدد مصير الحكومة استناداً الى تأكيد قريبين من رئيسها نجيب ميقاتي منذ مدة غير قصيرة أن "كل الاحتمالات واردة" ومن ضمنها الاستقالة بالطبع، في حال استمرار الخلاف على بند التمويل، فإن الأبواب لم تقفل نهائياً بعد في وجه احتمال التوصل الى تفاهم على هذا البند، وذلك انطلاقاً من معطيات عدة أبرزها اثنان:

الأول: على الرغم من كل ما قيل ويقال من بعض رؤساء الكتل النيابية وأبرزهم رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عن رفض تمويل المحكمة، فإن "حزب الله" المعروف بموقفه المشكك في المحكمة والرافض لقراراتها وغير الموافق على تمويلها، لم يقل مرة "بالمباشر" انها لن تمول أو إنه لن يسمح بتمويلها. وعندما يقول كلمته الفصل يصبح الباقي من التفاصيل...الثاني: على الرغم من حديث القريبين من رئيس الحكومة عن "كل الاحتمالات" بما فيها الاستقالة، فإنه شخصياً لم يتحدث مرة عن الاستقالة ولم يهدد بها وعندما يقول كلمته النهائية سيكون لكل حادث حديث. وتلفت أوساط قريبة من الحكومة الى أن "أحداً من الطرفين لم يذهب في ضغطه الى درجة انسداد طريق الحل"، وتسأل: "هل يمكن انتاج حل من خلال هذه المعادلة؟" ربما يكون هناك مخرج على الطريقة اللبنانية... من يدري؟ وكان لافتاً قول الرئيس عمر كرامي لـ"النهار" قبل ثلاثة أيام وقبيل زيارته الرئيس ميقاتي برفقة نجله الوزير فيصل كرامي إنه لم يسمع أي كلام سلبي عن رئيس الحكومة سواء في لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد أو الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وهذا ما يؤشر إلى احتمال تسهيل إيجاد مخرج لبند تمويل المحكمة لا يشكل إحراجاً لأي طرف" ولا سيما ان التمويل لن يغير شيئاً من موقف "حزب الله" حيال المحكمة من جهة، وأن المحكمة مستمرة في كل الحالات من جهة أخرى"، وفق أوساط حكومية تكرر القول "إن تداعيات عدم التمويل دولياً هي أسوأ بكثير من مردود التمويل". وسط هذه الأجواء يتوجه الرئيس ميقاتي بعد غد الثلثاء الى المملكة العربية السعودية لتقديم التعازي بوفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، ومن غير المستبعد أن تكون الزيارة مناسبة للتشاور مع العاهل السعودي الملك عبدالله وكبار المسؤولين، في شؤون ذات صلة بالأوضاع في لبنان ومنها المحكمة الدولية، وفي التطورات في المنطقة.

 

وثيقة تاريخية عن مشروع "الدولة العلوية" في سوريا

انطوان غطاس صعب/النهار     

ليس المقصود من نشر هذه الوثيقة التاريخية والمهمّة جداً، اثارة نعرات طائفية أو مذهبية ما بين أبناء الشعب السوري، ولا التحريض على أعمال الفوضى في مدنهم وأحيائهم وقراهم، أو حتى محاولة التدخل انتفاضته الحالية، التي تطالب باسقاط النظام. فنحن نؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها من دون أي تدخلات خارجية غالباً ما تبحث عن تأمين مصالحهم.

ان ما يطرحه هذا المستند التاريخي هو نقطة رئيسة في سياق ما تشهده سوريا، من ثورة وفق المعارضين، أو تمرد عسكري كما يقول النظام: مشروع اقامة الدولة العلوية يعود الى عشرات السنين ولم يطرح في ساعته، وذلك على خلفية الخوف من ذوبان الاقليات، ومنها الطائفة العلوية واضمحلالها. ذلك ان العلويين أكدوا تاريخياً، كما يظهر في الوثيقة، استعدادهم للتحالف مع اليهود على الانغماس في مجتمعاتهم العربية.

هذه الوثيقة رفعها زعماء الطائفة العلوية الى رئيس الحكومة الفرنسية آنذاك ليون بلوم LEON Blom محفوظة تحت الرقم 3547 تاريخ 15/ 6/ 1926، في سجلات وزارة الخارجية الفرنسية وفي سجلات الحزب الاشتراكي الفرنسي، وهذه صورة عنها وعن بنودها، مع العلم ان أبرز الموقعين عليهما والد الرئيس الراحل حافظ الاسد:

دولة ليون بلوم، رئيس الحكومة الفرنسية،

بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا، نتشرّف، نحن الزعماء العلويين في سوريا، ان نلفت نظركم ونظر حزبكم الى النقاط الآتية:

1 - ان الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني. ولم يحدث في يوم من الايام ان خضع لسلطة مدن الداخل.

2 - ان الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة، لأن الدين الاسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي، والشعب العلوي، بالنسبة الى الدين الاسلامي، يعتبر كافراً. لذا نلفت نظركم الى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة ارغامهم على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب ويصبح في امكانها ان تطبق القوانين والانظمة المستمدة من دينها.

3 - ان منح سوريا استقلالها والغاء الانتداب يؤلفان مثلا طيبا للمبادىء الاشتراكية في سوريا، الا ان الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا واسكندرون وجبال النصيرية. (هذا ما يفسر الخلاف السوري – التركي في الازمة السورية اذ ان الرئيس الاسد ونظامه الحاكم يعتبران ان انقرة، باقتطاعها هذه المناطق الثلاث، تقف سدا منيعا في وجه اقامة الدولة العلوية).

اما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية. ان هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها قيمة، بل يخفي في الحقيقة نظاما يسوده التعصب الديني على الاقليات. فهل يريد القادة الفرنسيون ان يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في احضان البؤس؟

4 - ان روح الحقد والتعصب التي غرزت جذورها في صدر المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الاسلامي على الدوام. فليس هناك امل في ان تتبدل الوضعية. لذلك فان الاقليات في سوريا تصبح في حالة الغاء الانتداب معرضة لخطر الموت والفناء، بغض النظر عن كون هذا الالغاء يقضي على حرية الفكر والمعتقد.

وها اننا نلمس اليوم كيف ان مواطني دمشق المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم ارسال المواد الغذائية الى اخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين. وحالة اليهود في فلسطين هي اقوى الادلة الواضحة الملموسة على اهمية القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي الى الاسلام. فإن اولئك اليهود الطيبين الذين جاؤوا الى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونثروا فوق ارض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الاذى بأحد ولم يأخذوا شيئا بالقوة، ومع ذلك اعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، ولم يترددوا في ان يذبحوا اطفالهم ونساءهم بالرغم من ان وجود انكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا. لذلك فإن مصيرا اسود ينتظر اليهود والاقليات الاخرى في حالة الغاء الانتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة. هذا التوحيد هو الهدف الاعلى للعربي المسلم.

5 - اننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري وعلى الرغبة في تحقيق الاستقلال، ولكن سوريا لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف الذي تسعون اليه، لأنها لا تزال خاضعة لروح الاقطاعية الدينية. ولا نظن ان الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي يقبلان بأن يمنح السوريون استقلالا يكون معناه عند تطبيقه استعباد الشعب العلوي وتعريض الاقليات لخطر الموت والفناء.

اما طلب السوريين بضم الشعب العلوي الى سوريا فمن المستحيل ان تقبلوا به، او توافقوا عليه، لأن مبادئكم النبيلة، اذا كانت تؤيد فكرة الحرية، فلا يمكنها ان تقبل بأن يسعى شعب الى خنق حرية شعب آخر لارغامه على الانضمام اليه.

6 - قد ترون ان من الممكن تأمين حقوق العلويين والأقليات بنصوص المعاهدة، اما نحن فنؤكد لكم ان ليس للمعاهدات اية قيمة ازاء العقلية الاسلامية في سوريا. وهكذا استطعنا ان نلمس قبلا في المعاهدة التي عقدتها انكلترا مع العراق التي تمنع العراقيين من ذبح الاشوريين واليزيديين.

فالشعب العلوي، الذي نمثله، نحن المتجمعين والموقعين على هذه المذكرة، يستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي ويسألهما، ضمانا لحريته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير، ويضع بين ايدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين، وهو واثق من انه وجد لديهم سنداً قوياً اميناً لشعب مخلص صديق، قدّم لفرنسا خدمات عظيمة مهدد بالموت والفناء.

الموقعون: عزيز آغا الهواش، محمود آغا جديد، محمد بك جنيد، سليمان اسد (جد الرئيس الحالي بشار الاسد)، سليمان مرشد، محمد سليمان الاحمد.

 

النائب فؤاد السعد "إذا لم يستطع ميقاتي الوفاء بتعهده تمويل المحكمة سيضطر للإستقالة"

لا مشكلة مع جنبلاط وقد عدنا فعليًا فريقًا واحدًا ... وأكثـر ما ينطبق على السفير السوري "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"

الاحد 23 تشرين الأول 2011

أكد النائب فؤاد السعد أن "تسديد الدولة اللبنانية حصتها في تمويل المحكمة الخاصة بلبنان سيحصل في نهاية المطاف، سواءً من قبل الحكومة الراهنة أو الحكومة التي ستأتي بعدها"، مشددًا على أنّ "اللبنانيين لا يمكنهم اللعب مع المجتمع الدولي في مسائل كهذه".

السعد، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" لفت إلى أنّ "من يتعهد أمام المجتمع الدولي بأنه سيمول المحكمة لا يستطيع أن يعود للإحجام عن الوفاء بتعهده"، موضحًا أنّ "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيكون محرجًا جدًا أمام المراجع الدولية إذا لم يتمكّن من الإلتزام بوعوده وبالتالي سيضطر إلى الإستقالة إفساحًا في المجال أمام تشكيل حكومة جديدة برئاسته أو برئاسة سواه، تكون قادرة على الوفاء بتعهداتها والتزاماتها الدولية".

وإذ أشار إلى أنّ "الحكومة الحالية ليس فيها سوى خلافات، والتناقض هو أبرز سماتها"، لفت السعد إلى أنّ "إشتباك وزراء جبهة النضال الوطني مع وزراء التيار العوني في جلسات مجلس الوزراء يدل على كونهم غير منسجمين وغير متفقين، وعلى أنّ مواقف الطرفين متناقضة حول مقاربة الملفات بدءًا من ملف تمويل المحكمة"، لافتًا إلى "النائب وليد جنبلاط لا ينفك يلعب منذ مدة دور الوسيط والحريص على التوفيق بين الأفرقاء لكنّ فريق 8آذار وكل من لفّ لفّه يستمر في المقابل على مواقفه المتشنجة".

وعما آلت اليه الأمور على خط العلاقة بين جنبلاط ونواب "اللقاء الديمقراطي"، أكد السعد أن "لا مشكلة" بين الجانبين، وقال: "مررنا بمرحلة لم يكن ممكناً أن تتوافق مواقفنا فاضطررنا إلى أن ننفصل عن بعضنا البعض مع أننا كنا نشكل فريقاً واحداً في المواقف الأخرى، وقد عدنا فعلياً فريقاً واحداً".

وردًا على سؤال، لفت السعد إلى أنّ "الخروقات السورية للسيادة اللبنانية تزداد والجيش السوري يقتحم الحدود اللبنانية مرات ومرات، في حين إذا عبرت برغشة من الاراضي اللبنانية باتجاه الداخل السوري تقوم القيامة السورية ولا تقعد"، ورأى في هذا المجال أنّ "أكثر ما ينطبق على السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي هي مقولة: "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، فهو يؤكد أن النظام السوري لم يرتكب أي أمر تجاه السيادة اللبنانية، أما وإذا حصل ارتكاب معين واضطر للاعتراف به فهو يضع التبريرات لذلك ويخلص إلى أنهم يخدمون لبنان بما يقدمون عليه".

وعن أداء الحكومة اللبنانية حيال هذا الموضوع، أجاب السعد: "الحكومة تغطي وجهها وتمشي وتقول لا أحد يشاهد ما تفعله، فهي غير قادرة على أن تتصرف إلا بموجب ما تعهدت به".

 

"اللقاء العلمائي في لبنان" يؤكد مشروعية ثورات الشعوب 

الاحد 23 تشرين الأول 2011

بحضور أكثر من مئتي عالم لبناني ومن مختلف المناطق اللبنانية، تقدمهم مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو، عقد "اللقاء العلمائي في لبنان" لقاءً علمائياً في قاعة الدكتور مازن فروخ في مركز الدعوة الإسلامية في بيروت "دعماً لثورات الشعوب العربية وتأكيداً لحقها في المطالبة بالحرية والعدالة والحياة الكريمة"، وتخلّل اللقاء كلمات ومداخلات تقدم بها عدد من العلماء أكدت جميعها على المعاني السابقة الذكر.

وأكّد "اللقاء العلمائي"، في بيانه الختامي، أنّه "أمام الواقع الذي تمرّ به بعض أقطارنا العربية والإسلامية حيث تحرّك الناس للمطالبة بحقوقهم في الحرية والعدالة والحياة الكريمة، وأمام بطش الحكام واستبدادهم الذين لم يرقبوا في رعيتهم إلّاً ولا ذمّة، وأمام نهر الدماء الذي يسيل في شوارع المدن العربية وأزقتها لا سيما في سوريا واليمن، وأمام الانتهاكات الفاضحة لكرامات الشعوب وأعراض النساء، وإزاء ما يجري في بعض أقطارنا العربية والإسلامية، ولا سيما في سوريا الجارة والشقيقة، فقد اجتمع علماء لبنان، وبحثوا في كل ما من شأنه أن يبرّئ الذمة أمام الله تجاه أولئك المظلومين في قول كلمة الحق ونصرتهم وتأييدهم".

وشدّد البيان على أنّ "ثورات الشعوب العربية المنادية بالحرية والعدالة والحياة الكريمة، ورفض الظلم والإستبداد لهي من الحقوق المشروعة التي أقرّتها الشرائع السماوية وقوانين حقوق الإنسان، بل هي من الجهاد الأكبر الذي جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله".

واعتبر "اللقاء" أنّ "لجوء الأنظمة الحاكمة، لا سيما في سوريا، إلى الإستخدام المفرط للقوة بحق المتظاهرين السلميين، والإعتقالات التعسّفية بحق الأطفال والنساء والمجازر الوحشية، والقتل غير المبرر للمعتقلين، يرقى إلى درجة ارتكاب مجازر بحق الإنسانية تجب محاكمة المسؤولين عنها".

وأكّد "اللقاء العلمائي" رفض "استمرار الإعتداء على حرمة بيوت الله، كما حصل في قصف بعض المساجد في حمص ودرعا ودير الزور أو في حصارها، ويرى أنه لا يقل عن حرمة الإعتداء على روادها، وهو يدل على همجيَة ووحشيَة هذا النظام الذي لم يوفر حتى دور العبادة من قبضته الاستبدادية الظالمة التي طالت حتى البهائم".

وإذ دعوا "القائمين على هذه الأنظمة الحاكمة للتنحي، ووقف المجازر بحق الشعوب لأخذ الدروس والعبر"، شدّد العلماء على دعوة "الشعوب إلى التمسك بسلمية تحركاتهم، والصبر والثبات ورفض التدخلات الخارجية التي تريد النيل من ثوراتهم". كما دعوا "هذه الشعوب إلى الحفاظ على وحدتهم الداخلية في مواجهة المخططات التي تريد بث الفرقة والفتنة لقطع الطريق على تحقيق أهدافهم في الحرية والعدالة والحياة الكريمة".

العلماء الذين طالبوا "جامعة الدول العربية"، و"مجلس التعاون الخليجي"، و"منظمة التعاون الإسلامي"، والمجتمع الدولي بسرعة الاعتراف بـ"المجلس الوطني" في سوريا الذي يمثل الشعب الثائر المطالب بحقّه"، دعوا "الحكومة اللبنانية إلى تأمين الحماية اللازمة لكل اللاجئين إلى أراضيها لا سيما النازحين السوريين، ووقف تجاوز القوانين اللبنانية في ملاحقة المعارضين، لأنّ في ذلك انتهاكاً فاضحاً للقانون ولمبادئ حقوق الإنسان".

وأضاف البيان: "إنّ علماء الأمة كافة مدعوون لقول كلمة الحق ونصرة الشعوب المظلومة والتخلّي عن الصمت، والخروج من دعم منطق المؤامرة الذي تتلطّى خلفه وترتكب باسمه الأنظمة المستبدة أسوأ المجازر". وأردف: "يتقدّم العلماء من الشعب الفلسطيني وقيادته ومقاومته ومجاهديه ومحرريه بالتهنئةِ المباركة على إطلاق سراح الأسرى من السجون الصهيونية، ويأملون الإفراج العاجل عن بقيتهم، ويباركون سواعد المجاهدين الفتية التي بفضلها بعد الله تم إحراز هذا النصر المبارك، ويهيبون بكافة الفصائل الفلسطينية إنجاز المصالحة الوطنية التي تشكل الدعامة الأساسية في مشروع التحرير.

وإذ استغرب "اللقاء" إصرار "بعض المرجعيات الدينيّة اللبنانيّة على اثارة مخاوف اللبنانيين من الحراك الشعبي في الأقطار العربية المجاورة، ووقوع فتنة طائفيّة فيها إذا انتصرت الثورات الشعبية العربية، متهمة القوى الإسلاميّة في هذه الأقطار "بأنها ممولة ومسلحة"، أكّد أنّ هذا الأمر "غير صحيح، وقد كانت القوى الاسلامية وما زالت عنصر استقرار وتعايش في مختلف الاقطار العربية بينما كانت الأنظمة الاستبدادية مصدر الفتنة الطائفية والحروب الأهلية، والحرب اللبنانية خير شاهد على ذلك".

وختم "البيان" بالقول: "يبارك "اللقاء العلمائي في لبنان" للإخوة الثوار في ليبيا ولجميع المسلمين الأحرار سقوط الطاغية معمر القذافي ويدعو اللقاء إلى استثمار هذا الانتصار بمزيد من الوحدة والتماسك للخروج بليبيا من عقلية التمزق والتفكك إلى الوحدة على الله تعالى".

(بيان إعلامي)

 

فضائح ميشال عون/أحداث 7 آب كانت بالاتفاق مع اللواء السيد لاستنهاض شعبيته .. عون:: لا تتفاجأوا عندما نعود إذا رأيتم من كانوا يعتقلونكم معي

الأحد, 23 تشرين الأول 2011

المستقبل

 غادر الجنرال ميشال عون على مغادرة لبنان إلى المنفى بعد حرب "تحرير" عبثية خاضها ضد الجيش السوري، لكنها قادت إلى تكريس الوصاية السورية على لبنان، أو ما كان يسمّيه الجنرال "الإحتلال السوري". وصل الى منفاه متأبطاً حلمه الرئاسي طبعاً، وحاملاً معه أموالاً طائلة جناها من العراق، بصفته رئيساً للحكومة الانتقالية، عدا عن "أموال التبرعات" التي قدمها المناصرون "خدمة للقضية" التي لم تكن يوماً شغل جنرالهم الشاغل، بقدر ما يجنيه من ورائها، ولطالما ردد الرئيس السابق إميل لحود، الذي كان خليفة عون في قيادة الجيش، أمام من يلتقيهم من شخصيات ان "ميشال عون سحب معه أكثر من 15 مليون دولار من أموال الناس"، ثم سحب 15 مليوناً ثانية بعد مغادرته الى باريس".

والواقع أن لحود لم يفترِ على عون باتهامه بسحب أموال الناس، فقد فند بعده عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري بالوثائق والمستندات كيف قام الجنرال بـ"تحويلات مالية" عبر "البنك اللبناني للتجارة" إلى حساب رقمي في باريس (دون اسم) تحركه عقيلة العماد عون السيدة ناديا الشامي، كاشفاً ان "عون طلب فتح حساب دائن، في كتاب وجهه والسيدة عقيلته الى ادارة البنك اللبناني للتجارة فرع الحازمية، ليكون الحساب باسم الاثنين (وأو)، ويصبح مصدر الحركة من وإلى في تحويل الأموال". فتم تحويل 5 ملايين دولار بتاريخ 17/8/1989، وكذلك مبلغ 5 ملايين دولار بتاريخ 9/11/1989.

فالجنرال الذي لم يحصل على الرئاسة، جنى أموالاً طائلة جعلت منفاه الباريسي "مخملياً" كما يصفه الناشط السياسي الياس الزغبي. وهناك، في المنفى، كان العميد فايز كرم (الذي أُدين مؤخراً بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي) "دينامو عون" الأساسي، أو "رجل الثقة الأول" على حد تعبير رئيس "حزب السلام" روجيه إده.

وما لا يعرفه كثيرون، أن والدة العميد كرم تنتمي إلى الطائفة السنية، وأن أحد أقاربه كان عميداً في الجيش السوري، وابنة هذا العميد كانت على علاقة بكرم، فكان الأخير قادراً من خلال علاقته العائلية أن يعيد تركيب "puzzle" العلاقة بالسوريين بإشراف مباشر من عون الذي يَعتبر رئيس حركة "التغيير" إيلي محفوض أنه "في الموضوع السوري أخطر مما نعتقد". ويضيف: "عودته إلى بيروت، كانت صفقة مستمرة ولم تكن صفقة وليدة ساعتها. وكنا نسأله دائماً: يا جنرال، يُقال ان هناك مقربين من مسؤولين سوريين يزورونك؟ لكنه كان يرد دائماً : "أحتفظ بهذا الأمر لنفسي".

أعاد كرم التواصل مع السوريين، لكن سرعان ما اكتشف الفرنسيون ذلك، فضغطوا على عون إلى أن نجحوا في قطع هذه العلاقة عام 1996، خصوصاً بعد أن قررت السلطات الفرنسية سحب الحراسة الأمنية من أمام منزله، بعدما كانت مشدّدة جداً، لاعتبارهم أن الذين يقول الجنرال إنه يخاف منهم، أي السوريين، يأتون إلى منزله في باريس، فلماذا الحراسة إذاً؟

سبقت ذلك في أيلول 1992 زيارة غير معلنة لوفد من التيار "الوطني الحرّ" إلى الولايات المتحدة الأميركية في محاولة للتأثير على القرار الأميركي ولتسويق عون لرئاسة الجمهورية. كان في عداد الوفد الوزير السابق يوسف سلامة واللواء نديم لطيف، لكنه عاد خالي الوفاض بعد لقائه مسؤولين أميركيين ليسوا ذي تأثير في القرار، كرئيس مكتب لبنان في وزارة الخارجية.

وفي العام 1994، سمحت السلطات الفرنسية لعون بتنظيم مؤتمر لتأطير صفوفه. قام روجيه إده بتنظيم المؤتمر بالتنسيق مع الجنرال ورئيس حزب "الوطنيين الأحرار" (النائب) دوري شمعون وحزب "الكتائب". كان عبارة عن نواة تأسيس للتيار الوطني الحر، لكن عون لم يحضر المؤتمر، إذ ألقى اللواء عصام أبو جمرا كلمة بالنيابة عنه أمام جمع لم يكن مقتصراً على المسيحيين بل شارك فيه مسلمون ايضاً توافدوا من استراليا وأميركا أيضاً".

يروي محفوض أنه في العام 1994، عنونت صحيفة "نداء الوطن" رئيسيتها بالآتي :"بري يلتقي عون في "الهوت ميزون"، وأوردت محضر الجلسة كاملاً ونسبته إلى مصدر عوني. فاتصل به مدير مخابرات الجيش آنذاك العميد ميشال الرحباني قائلاً له "شّرف لعّنا". ما إن وصل إلى مقرّ المخابرات، دخلا إلى غرفة الإجتماعات. أعطاه الرحباني الصحيفة سائلاً إياه: "ما هذا الخبر؟" ردّ محفوض: "ما هي علاقتي بالأمر؟" فقال العميد: "ان الصحافية التي كتبت الخبر تقول إنك مصدر المعلومات".

أثناء التحقيق رنّ جرس الهاتف مرتين. في المرة الأولى كان على الخط قائد الجيش السابق اميل لحود، وفي الثانية رئيس الجمهورية الياس الهراوي. ثم بعد أربع ساعات من الأسئلة والاجوبة، لاحظ محفوض "أن أحداً موجوداً معنا في الغرفة، فعرفّني الرحباني به أنه المقّدم جميل السيد، فقلت بعفوية: "أهلاً". قال لي: "هل تعرفني؟" قلت: "لا، لكن نسمع عنك". فقال: "ماذا تعرف عني؟" تدخّل الرحباني قائلاً: "ماذا تقولون؟ إنه هو المدير وأنا مساعده؟".

بعد أن تعرّف محفوض إلى جميل السيد شخصياً قال: "سألني الرحباني هل تواجه الصحافية التي كتبت الخبر؟" قلت: "أواجهها". كانت تدعى ناديا شريم، فسألتها إن كانت تعرفني، وإن كنت أنا مصدر الخبر، فقالت: "نعم أنت أعطيتني الخبر"، فقلت: "أنا شخصياً أعطيتك المعلومات؟" فقالت بعد أن تعرّضت للتعذيب والإهانة: "لا ليس أنت بل أشخاص من مكتبك". فقلت: "اي مكتب وأنا أتدرب في مكتب رضا الخازن الذي لا علاقة له بالسياسة!".

تبيّن لاحقاً، كما يضيف محفوض، أن الأمين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب حالياً بلال شرارة، المقرب من الرئيس نبيه بري "هو من سرّب الخبر للصحافية. خرجتُ عند الحادية عشرة ليلاً من التحقيق، وعلى الفور تحدثت مع الجنرال عون عبر الهاتف. ضحك كثيراً عندما سألته عن صحة حصول اللقاء، وقال: "لا أجيب بنعم أو لا إذا كان مثل هذا اللقاء قد حصل عندي".

"لن أشارك في الانتخابات وأنا في باريس"

في العام 1996، يكشف أنطون الخوري حرب أن عون تلقى عرضاً سورياً عبر الوزير السابق ميشال سماحة للمشاركة في الانتخابات النيابية آنذاك، على أن تكون حصته 20 نائباً، شرط الاعتراف باتفاق الطائف. لكن عون لم يهضم العرض، ولم يعتبره جدياً. ظنّ أنه يهدف إلى تمييع حركته السياسية، خصوصاً بعد أن شاع خبر استقباله ضباطاً من "الموساد" في منزله في باريس.

قال عون لسماحة بعد أن درس قانون الانتخابات المقترح: "كيف يمكن أن أشارك بـ20 نائباً، والقانون الانتخابي لا يخوّلني الحصول على نائب واحد؟ كما أنني لن أشارك في الانتخابات طالما أنني موجود في باريس، فإذا قرّرت المشاركة يجب أن أعود إلى بيروت". فكان الجواب السوري واضحاً لعون بأنه لا يمكنه العودة الآن، وبرّروا ذلك بأن عودته إلى بيروت تمرّ بالموافقة على العرض الذي يؤمّن له قوة نيابية وسياسية تعمل على تأمين الظروف الملائمة لعودته، من خلال طرح تعديل قانون العفو في مجلس النواب".

ويضيف حرب "لم تكتب الحياة لهذا العرض. لكن بعد خمس سنوات في المنفى الباريسي، أصبح عون منفتحاً على أي أفق سياسي آخر يفك عزلته التي اشتدت مع انتخاب اميل لحود رئيساً للجمهورية في العام 1998".

فقد زاره آنذاك، بحسب ما يروي الياس الزغبي، الأب (س. ع) من كندا برفقة شخص كان مسؤولاً في "الموساد"، بهدف أن يفتح عون علاقة معه، فكان جواب الجنرال أنه "مستعد لذلك إذا كان هناك أفق سياسي، وليس أفقاً أمنياً فقط".

عندما دعاه الحريري إلى العودة

كان عون في منفاه يستغرب موقف الرئيس رفيق الحريري حياله، منذ أن تولى رئاسة الحكومة العسكرية. وكان يسأل لماذا لا يتعاطى معه، سيما وأن الجنرال لاحظ أن الحريري بات اللاعب الأكبر على الساحة اللبنانية، وأنه يحظى بتأثير على أركان في النظام السوري، لدرجة أنه قال لبعض المقربين منه "إنه في تاريخ لبنان، الحريري هو الرجل الوحيد الذي استطاع أن يؤثر في القرار السوري، يجب أن أفتح علاقة معه".

حاول الجنرال أن يجد قناة تواصل مع الحريري، فاستعان بمستشاره للشؤون الأوروبية المحامي باسيل يارد وبسيمون ابي رميا (النائب الحالي) لكن الحريري لم يتجاوب، إلى أن تم إخراجه من الحكم عام 1998 قبل أن ينتصر في انتخابات العام 2000، ويدعو الجنرال عون عبر "تلفزيون لبنان" للعودة إلى لبنان.

دعوة الحريري أربكت النظام السوري وحلفاءه في لبنان، فأرسل الرئيس إميل لحود مستشاره الإعلامي رفيق شلالا إلى باريس حاملاً رسالة الى عون بأن لا يعود، وبأن لا يستجيب لدعوة الرئيس الحريري. فاقتنع عون برسالة لحود التي قد تكون تضمّنت "اتفاقاً ما"، وبرّر ذلك بأن الحريري، ورغم دعوته العلنية، لم ينتدب أحداً للتواصل معه، بل أطلّ في اليوم التالي للدعوة وزير العدل سمير الجسر ووزير المال فؤاد السنيورة، أحدهما قال إن ملفاً مالياً يطال عون، وآخر أشار الى ان ملفاً قضائياً يطاله. فكيف يستجيب للحريري؟.

لا يستبعد البعض أن تكون أحداث 7 آب 2001 ترجمة فعلية لإتفاق لحود عون، سيما وأن الجنرال كان طوال فترة المنفى محافظاً على علاقة جيدة باللواء جميل السيد. فكثير من العونيين كانوا يستغربون كيف أن السوريين كانوا يسمحون لهم بإقامة نشاطات سياسية ويثيرون علامات استفهام حول ذلك. يقول إيلي محفوض :"كنا نقيم احتفالات في مطعم "القلعة" في بيت مري، وكان في مقابل المطعم حاجز للجيش السوري، لكنه لم يكن يتعاطى معنا، وكنا نعتبر أنفسنا أبطالاً ونقاوم الجيش السوري".

ويستذكر محفوض أنه في إحدى الجلسات مع الجنرال في باريس، اشتكى نائب زحلة السابق سليم عون من أن أحداً ما اعتدى عليه بالضرب من "جماعة سوريا"، فما كان من الجنرال إلا أن فاجأهم قائلاً :" يا شباب، عندما نذهب إلى بيروت، لا تتفاجأوا إذا رأيتم بعض الاشخاص الذين كانوا يعتقلونكم معي". للوهلة الأولى لم يستوعبوا ما قاله الجنرال إلى أن عادوا معه إلى بيروت ليروا بأم العين كيف أن معظم "الشبيحة" الذين نكّلوا بهم في 7 آب أمام العدلية باتوا من مرافقي عون.

في نظر الزغبي "أن 7 آب قام بها ميشال عون بالاتفاق مع اللواء جميل السيد في خطة تهدف إلى تحقيق غايتين: الأولى، زعزعة فكرة المصالحة في الجبل لضرب نتائج زيارة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير. والثانية إستنهاض شعبية عون". ويروي أنه "بعد 7 آب، كنت في باريس واشتكيت لعون من شخصين، هما رفيق شلالا وجميل السيد، فقال :"لا لا رفيق مسكين .. ويا الياس ما تغلط، جميل السيد يتصل بي كل أسبوع ويقول بأمرك سيدنا".

أبواب واشنطن تفتح بعد 11 أيلول

مرات كثيرة حاول أن يطرق الجنرال الباب الأميركي، لكنه لم يفتح إلا بعد أحداث 11 أيلول العام 2001، التي أفرزت تداعياتها مدرستين في الولايات المتحدة الأميركية. الأولى تعتبر أن سوريا ضالعة في ما سماه الرئيس الأميركي جورج بوش "محور الشّر"، والثانية تعتبر أن لا بديل من سوريا، كحاجة وضرورة للسلام في منطقة الشرق الأوسط.

وجد عون الفرصة مؤاتية لتأمين رعاية أميركية لـ"قضيته" عبر تأييد إحدى المدرستين، فاختار، بحسب الزغبي، التحالف مع المدرسة التي رعت مشروع قانون محاسبة سوريا والمدعومة من اللوبي اليهودي، عبر مجموعة ناشطة في الداخل الأميركي قوامها وليد فارس وطومي حرب، بحيث لم يجد عون فرقاً بين مصالحه ومصالح الإسرائيليين.

يذكر أن الكونغرس الأميركي استضاف العماد عون ورفاقه لشهور عدة في قاعة ملحقة بمبنى الكونغرس مع مجموعة من أعضائه أطلق عليها لجنة إستماع، للتأكد من تجاوزات النظام السوري في حق سيادة لبنان واستقلاله، حيث قدم عون ملفاً كاملاً عن هذه التجاوزات.

يروي مقربون من الجنرال أنه "مع الإجتياح الأميركي للعراق وأفغانستان، شعر بأن الفرج يقترب. رفع شعار قانون محاسبة سوريا، سيما وأن السوريين كانوا يعملون على زعزعة الوجود الأميركي في العراق، وراح يستثمر في ورقة مطالب وزير الخارجية الأميركي كولن باول التي حملها إلى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، وتضمنت ست نقاط أبرزها مطالبة سوريا بإغلاق الحدود مع العراق ووقف دعم الإرهاب و"حزب الله" وسحب القوات السورية من لبنان دون قيد أو شرط (..) إلى أن صدر قانون محاسبة سوريا في العام 2003 كي يكون عنصراً من عناصر ردع السوريين في العراق.

يقول فايز قزّي ان المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية "استغلّوا عون في العام 2003. والعميد فايز كرم هو من شق الطريق إلى الكونغرس تحت عنوان "العداء لسوريا"، فكان خطابه الشهير ضد سوريا وقانون محاسبتها. كان شديد الإرتياح إلى أن النظام السوري سيسقط آنذاك، وكنا دائماً ننصحه بأن يتمهّل وان لا يستعجل، لأن الأميركي يداعبه لكنه حين يقرر الزواج فسيختار السوري".

ويؤكد الزغبي، مثل كثيرين عايشوا مرحلة المنفى، أن العميد كرم "هو من فتح للجنرال عون الباب الى واشنطن من خلال اللوبي الصهيوني، إذ تولى طوني حداد وغابي عيسى داخل واشنطن التنسيق مع نائبين يهود. وكان عون مطلعاً على تنسيق كرم مع ضباط وديبلوماسيين إسرائيليين لتحقيق هذه الغاية".

"النمر المجروح يؤذي كثيراً"

الملفت أنه عندما ذهب عون إلى الكونغرس داعياً إلى إقرار قانون محاسبة سوريا، كتب الزميل نقولا ناصيف في "النهار" أن عون لا يزال على علاقة قوية حتى اليوم بجميل السيد الذي لم يعجبه ما قاله في الكونغرس عندما أشار الى انه "إذا أقرّيتم هذا القانون، فسترون تحركات على الأرض في لبنان نوعاً وكمّاً غير السابق"، فأعطى السيد تعليماته للأجهزة الأمنية بالتضييق على الكوادر العونية، وتم استدعاء انطون الخوري حرب إلى مديرية المخابرات حيث أدار التحقيق معه العميد علي جابر لإبلاغه رسالة ينقلها إلى عون مفادها أن "النمر مجروح وإذا كان مجروحاً يؤذي كثيراً"، والمقصود بالنمر هو جميل السيد الذي تقصّد جابر أن يعرف حرب أنه يسير على خطاه حين قال له :" هل تعرف من كان يجلس على هذا المكتب؟" فرد حرب" لا". أجابه :" هذا مكتب جميل السيد".

قال جابر لحرب وهو يضع أمامه نسخة مما قاله عون في الكونغرس :" ماذا تريدون أن تفعلوا؟" أجاب: "مثل العادة"، فقال له : "لا هذه العادة انتهت، ميشال عون عندما يجلس في الكونغرس ويقر قانوناً بضغط من اللوبي اليهودي ضد العروبة والقضية، هذا يعني أنه أصبح يمسّ بأولادي، وكلنا لدينا هذا الشعور". فقال حرب ما كان اتفق مع عون على قوله قبل ذهابه إلى جابر: "نحن مع العرب ضد إسرائيل، ومع استعادة الأراضي العربية المحتلة وان قضية السيادة هي اساسية ونحن مع الموقف العربي". فطلب العميد جابر أن يظهر هذا الموقف في الإعلام، وفي اليوم التالي أرسل له أحد الصحافيين ليجري معه حديثاً صحافياً بصفته مسؤول الطلاب في "التيار الوطني الحر"، لكنه قبل ذلك، هدّد جابر حرب بأن ملف المتاجرة بالحشيشة.. ينتظره، وأن التقارير "تؤكد ذلك

 

ميشال عون من الأسد الأب الى الأسد الابن

الجنرال في "الهوت ميزون": لا تتفاجأوا عندما نعود إذا رأيتم من كانوا يعتقلونكم معي

المستقبل 23 تشرين الأول/11

 "ميشال عون من الاسد الأب الى الأسد الابن"، ملف جديد يسلّط الضوء على خفايا مرحلة غير عادية في تاريخ لبنان الحديث، وسلوك غير عادي لشخص امتهن السياسة من باب العسكر، فحارب الجميع من أجل نفسه ولا شيء غيرها.

صال وجال في ساحات التحالفات الداخلية والخارجية، أكثر منها في ساحات القتال، ولم يربح أياً من "معارك" الساحتين، لكن الجنرال ظلّ ثابتاً في حلمه، لا يتزحزح، لا بالبزّة العسكرية ولا المدنية. حنين قاتلٌ إلى "الكرسي الرئاسية"، وأحلام نهارية ومسائية جعلت حياة الجنرال ليلاً طويلاً طويلاً طويلا.

لم يجد حرجاً في نقل بندقيته من كتف الى أخرى. راهن بداية على الرئيس السوري حافظ الأسد، ثم على الأميركيين، وعاد الى الأسد نفسه، قبل أن يلجأ الى الرئيس الفلسطيني "أبو عمّار" وبعده الى الرئيس العراقي صدام حسين ومعهما طبعاً فرنسا، ليأوي أخيراً الى الرئيس بشار الأسد، حيث لا يزال يتموضع حتى الآن ومن أجل الهدف نفسه والحلم نفسه.. كرسي بعبدا.

هذه المحطات واكبها اللبنانيون من بُعد ومن قرب، لكن بقيت وراءها وفي كواليسها وقائع لم يُكشف النقاب عنها حتى اليوم، ولم يكن ليحصل ذلك لولا انقلاب بعض المقربين من الجنرال عليه بعد أن انقلب على نفسه، فكشف بعضهم باسمه الصريح، لـ"المستقبل" أسراراً غير معروفة، فيما آخرون فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، لتكون هذه الشهادات في متناول اللبنانيين.

هذا الملف الذي تنشره "المستقبل" على حلقات، يتضمن روايات من شهود سابقين وآخرين مخضرمين، عن أحداث ووقائع تعكس عطش الجنرال المستديم لكرسي بعبدا التي هنأ بها لعام ونيّف من دون أن يهنأ بلقبها الأصلي، فلم ينل أكثر من رئاسة حكومة انتقالية، دفعته الى تبني سياسات "انتقالية" علّه ينتقل الى الكرسي الحلم.

في الحلقة الخامسة اليوم، بدأ الجنرال يستعيد خطوط التواصل مع السوريين وإن عبر أشخاص جدد كانوا معه في باريس مثل العميد فايز كرم. لكنه لم يهنأ طويلاً بهذه العلاقة المتجددة، بسبب قرار السلطات الفرنسية سحب الحراسة الأمنية من أمام منزله بعد أن تبين لها أن من كان يتخوّف منهم كانوا يزورونه.

لكن الاتصال لم ينقطع، فقد تلقى الجنرال عرضاً سورياً عبر الوزير السابق ميشال سماحة للمشاركة في الانتخابات النيابية عام 1996، تكون حصته فيها 20 نائباً. لكنه رفض العرض طالما أنه لا يسمح له بالعودة الى بيروت.

كما تلقى الجنرال رسالة من الرئيس اميل لحود بعد دعوته من الرئيس رفيق الحريري للعودة الى لبنان، من أجل تعطيل العودة.

وبقي الجنرال محاصراً في باريس، مقطوعاً عن العالم، الى أن جاء زلزال 11 أيلول حيث فُتحت له بعد حين أبواب واشنطن، بواسطة العميد فايز كرم نفسه، الذي شق الطريق الى الكونغرس تحت عنوان "قانون محاسبة سوريا". فراهن الجنرال من جديد على الأميركيين علّ زلزال 11 أيلول يُحدث موازين قوى جديدة في المنطقة عموماً وفي لبنان خصوصاً، تقوده الى قصر بعبدا.

وفي الحلقة أيضاً "بورتريه" للزميل عمر حرقوص بعنوان "التيار يأكل أبناءه!".

غداً "سيناريو العودة" رسالة ود ّمن "أبو عبدو" واستعداد من لحود للتفاهم

 

مصادر أميركية لـ"الراي": ميقاتي لن يفي بالالتزام بتمويل المحكمة                         

توقعت مصادر أميركية معنية بالشأن اللبناني لصحيفة "الراي" الكويتية ألا يفي رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي بوعود قطعها لواشنطن وعواصم غربية اخرى بأن يقوم لبنان بتوفير حصته المالية المطلوبة لعمل المحكمة الدولية. وقال مسؤولون في المحكمة انهم امهلوا ميقاتي حتى آخر الشهر الجاري لسداد الاموال المتوجبة على بيروت، او تذهب المحكمة الى الامم المتحدة، التي انشأتها، بشكوى ضد تخلف لبنان عن تسديد مستحقاته، مما يجعل الحكومة اللبنانية في حالة "تخلف" عن الالتزام بقرارات مجلس الامن.

وقالت المصادر ان "ميقاتي غالبا ما يغدق الوعود على من يلتقيهم من المسؤولين الاميركيين، وان كل هؤلاء" صاروا يعرفون انه لن يلتزم بها، وصاروا يطلقون عليه لقب "السيد كلام".

ما هي الخطوات المتوقعة اميركيا في حال فشلت الحكومة اللبنانية في اقرار تأمين الاموال المستحقة عليها للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان؟ تقول المصادر الاميركية ان "مسؤولين في المحكمة جالوا مرارا على دول مختلفة لتأمين التمويل البديل"، وان "هذه الدول وعدت بزيادة مساهماتها لتغطية النقص اللبناني المتوقع". اما واشنطن، وهي اكبر المتبرعين غير لبنان، فهي تبحث ايضا الكمية الاضافية المطلوبة من الاموال لرصدها للمحكمة.

ورغم ان الجمهوريين بقيادة رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس اليانا روس ليتنن تحاول تخفيض المساهمات الاميركية، وخصوصا تجاه الامم المتحدة، الى حدها الادنى، الا ان رصد الكونغرس مبالغ اضافية للمحكمة من المتوقع ان يكون محل اجماع للحزبين، مما يسهل تاليا عملية اقراره على الرغم من الخلاف بين الجمهورين والادارة الديموقراطية حول المبالغ الاخرى التي تنفقها واشنطن في سياستها الخارجية.

في السياق نفسه، حذرت المصادر الاميركية "من عواقب سياسية وخيمة على لبنان وحكومته في حال تخلفها عن دفع مستحقاتها للمحكمة"، وقالت المصادر ان "المجتمع الدولي سيؤمن اموالا بديلة، الا انها ستأتي بثمن سياسي دولي باهظ على ميقاتي وحكومته".

على صعيد متصل، قال متمولون لبنانيون ان زيارة بطريرك الموارنة بشارة الراعي الى الولايات المتحدة تواجه مصاعب في حشد الاعداد اللازمة لاظهار التأييد له.

وقال احدهم ان القنصل اللبناني في نيويورك انطوان عزام المحسوب على رئيس مجلس النواب نبيه بري، اقام حفل كوكتيل على شرف الراعي، اول من امس، وعمد الى توجيه عدد من الدعوات، الا ان نصف المدعوين قاطعوا الحفل، بسبب تصريحات للراعي يعتقد هؤلاء انها تصب في مصلحة بقاء الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه في الحكم.

واضاف انه "اثناء زيارة (البطريرك السابق نصرالله بطرس) صفير، كان اللبنانيون يتزاحمون لتحصيل دعوة لحضور حفل القنصلية".

واوضح المتمول الذي رفض الكشف عن اسمه والذي تسلم دعوة لحضور حفل القنصلية ان "الكنيسة المارونية في نيويورك اقامت حفل جمع تبرعات يعود ريعه للانفاق على الخوارنة المتقاعدين في لبنان، الا انها واجهت متاعب كذلك لتأمين عدد كاف من الحضور والمتبرعين".

وتابع ان المجموعة الوحيدة التي تحاول انجاح زيارة الراعي هي الموالية للتحالف السوري - اللبناني، التي تعقد على شرفه حفل غداء اليوم.