المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 20 تشرين الأول/11

 

البشارة كما دوّنها متى الفصل 09/18-26/إحياء صبية وشفاء امرأة لمست ثوب يسوع

وبينما هو يتكلم، دنا منه رئيس يهودي وسجد له وقال: الآن ماتت ابنتي. تعال وضع يدك عليها فتحيا. فقام يسوع وتبعه مع تلاميذه. وكانت هناك امرأة مصابة بنزف الدم من اثنتي عشرة سنة، فدنت من خلف يسوع ولمست طرف ثوبه، لأنها قالت في نفسها: يكفي أن ألمس ثوبه لأشفى. فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك. فشفيت المرأة من تلك الساعة.

ولما وصل يسوع إلى بيت الرئيس اليهودي رأى الندابين والناس في اضطراب، فقال: اخرجوا! ما ماتت الصبية، لكنها نائمة!  فضحكوا عليه. وبعدما أخرج الناس، دخل وأخذ بيد الصبية فقامت. وانتشر الخبر في تلك الأنحاء كلها.

 

عناوين النشرة

*البطريرك الراعي يأمل على الأحزاب اللبنانية تغيير أسمائها والكتائب والقوات في أميركا يؤيدان كلامه!! (جهل ونفاق)/الياس بجاني

*شكراً للواء ريفي وتحية للصحافي بدرخان/الياس بجاتي

*استباحة اللبنانيين بعد السوريين/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*سيّدة الجبل» والأهداف المرجوّة/شارل جبّور/الجمهورية

*الربيع العربي يفرض "تحديات مضاعفة" على المسيحيين العرب/ وسام سعادة/المستقبل

*الصلاة والشموع سلاح تضامن مع مسيحيي مصر/دم الأقباط حبر لإعادة كتابة دستور مصر الجديد/باسكال عازار/النهار

*سوريا.. جمد واعترف/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*خرافات حول شاليط/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*القضاء الأميركي يقدم دليلاً قاطعاً على لقاء الأسد بالجاسوس السوري

*بريطانيا وكندا تجمّدان أصول إيرانيين متورطين في مؤامرة اغتيال السفير السعودي في واشنطن/المتهم الرئيسي على علاقة وثيقة بـ"حزب الله" وأحداث البحرين

*المطلوب في مؤامرة اغتيال سفير السعودية على صلة بحزب الله وأحداث البحرين 

*داعيًا إلى "تشديد العقوبات" على إيران اثر اتهامها بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي/ساركوزي: الانحراف من قبل القادة الايرانيين يثير القلق الشديد

*بريطانيا تجمّد أموال 5 إيرانيين بشبهة التوّرط بمؤامرة اغتيال الجبير في واشنطن 

*مفوض الاعلام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريس/المحكمة مصلحة وطنية ونؤيد تمويلها

*أكد أن زيارته لمنزل الزوقي مع الأجهزة هي لاعتقاله/ماروني: سنتصدى لمحاولة إنهاء السيادة

*النائب السابق مصباح الاحدب: سكوت الحكومة عن خروقات سوريا مريب.. ولو كنت نائباً لطرحت الثقة بمنصور

*قتيل وجريح ومعتقلون في مشاريع القاع في حملة سورية لإقفال المعابر غير الشرعية

*تصريحات "نارية" من المجلس بعد جلسة "باردة"/حماده ينتقد التقصير وبزي يندّد بـ" اللهاث خلف فيلتمان"

*كتلة "المستقبل": من يقف ضد تمويل المحكمة سيختار حماية المجرمين والقتلة  

*فرصة أمام تحرك الجامعة العربية سورياً وترقّب ارتداداتها على النظام والمعارضة/ضبط الاستقرار "سمة المرحلة" ولبنان في منأى عن العواصف رغم التهديدات

*الأمين لعام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي/لـ"النهار": قطر قد تنسحب من اللجنة العربية المكلفة الاتصال بدمشق

*التصويت دلالة تحوّل؟/نبيل بومنصف/النهار

*ماذا وراء الحوادث الأمنيّة؟/الياس الديري/النهار

*أحمد الحريري يتحدث لـ "النهار" عن "تيار المستقبل" وملفاته: إشارات الخطر حول سعد الحريري توجب بقاءه في الخارج/هيام القصيفي/النهار

*انتخابات المجلس الشرعي ستجري في موعدها؟ المفتي يؤيدها "ولن يسمح بتعديل المرسوم 18"/سمير منصور/النهار

*ويكيليكس...المسؤول السوري عماد الشعيبي: قد نستخدم جميع اوراقنا في لبنان ونحول الوضع الى حالة عدم استقرار اذا تسارع عمل المحكمة الدولية...والايرانيون لعبوا لعبة دوراً *مزدوجاً في العراق...نريد السلام مع اسرائيل "فاختبرونا"/طارق نجم/14 آذار

*الفرزلي: حزب الله هو المحافظ على أمن لبنان واتخاذه القرار في الحكومة حقّ مشروع له أما المعارضة السورية فهي نتيجة اتفاقيات مخابرات دولية  

*نظرة دمشق إلى الأزمة/عبدالله إسكندر/الحياة

*وكيليكس/المستقبل/ميشال عون من الأسد الأب الى الأسد الابن/الجنرال يرفض عرضاً من الحسيني: تطلبون مني تأمين انتخاب غيري!

*عون ترأس الاجتماع الأسبوعي ل "التغيير والإصلاح": إذا أراد أحدهم ترك الأكثرية فلا يمكننا إجباره على البقاء/ما يعري لبنان التنازل عن السيادة والمواقف المخالفة للقوانين/من يريد *تمويل المحكمة فليتكارم ويعطي المال من ميزانية منطقته

*شدد مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح،لـ "المستقبل": أسلوب سفير سوريا في النقاش لا يؤسس لعلاقة جيدة

*جنبلاط يأخذ قراره بالخروج التدريجيّ من الأكثريّة/فادي عيد/الجمهورية

*حزب الله» في حال استنفار ويتوقّع هجوماً إسرائيليّاً في أيّ لحظة/الجمهورية/صبحي منذر ياغي

*فيليب سالم: عدوّاي المرض والجهل/الياس عون/النهار

*الرسالة الإيرانية/إيلي فواز/لبنان الآن

*سياسيون لبنانيون لـ"عكاظ" : إيران تسعى لضرب صوت الاعتدال ويجب لجمها   

*14 آذار: مخرج التصويت للمنع التمويل لن يمر على اللبنانيين/نتمنى أن يكون الموقف العربي حيال ثورة الشعب السوري أكثر تضامنا

*مكاري إنتقد تغاضي الحكومة عن "الاختراقات السورية" للحدود

*وفد من "المستقبل" زار"الجماعة الاسلامية" وتأكيد "استمرار التواصل لما فيه مصلحة الوطن"

*سليمان استقبل العريضي وبارود وشخصيات واطلع من قهوجي على نتائج زيارته للولايات المتحدة

*الكتلة الوطنية: ما هو موقف وزير العدل من الفضيحة المثبتة أمام لجنة حقوق الإنسان؟

*الجميل عرص وسفير فرنسا التطورات

*السنيورة عرض مع بطرس ومتري الاوضاع واستقبل شقير وشماس

*الحجار: الحكومة راغبة بحدوث عواصف سياسية بشأن التمويل

*السفير الايراني زار "اللقاء الارثوذكسي": نحرص على أحسن العلاقات مع مختلف الطوائف اللبنانية

*ميقاتي استقبل قرطباوي والصفدي وهيئة التنسيق النقابية ووفدين من إتحاد الموانىء البحرية ومؤتمر وسائل الاعلام العربية:

*الحسيني عرض التطورات مع السفير المصري

*تكريم وزير الداخلية في السفارة اللبنانية في باريس

*فتفت: لوضع حد لتجاوزات مهددة لحرية الاعلام

*المرعبي: نطالب الدولة بتحمل مسؤوليتها في ضبط الحدود

*رحال: لملاحقة الحكومة ما يجري في طرابلس ووضع حد له

*اوغاسابيان: ميقاتي جزء من مشروع عدم التمويل لإسقاط المحكمة

*هل خرج "فتح الاسلام" من باب البارد ليدخل من شباك عين الحلوة؟/استنفار فلسطيني واجـراءات امنية لبنانية في المرصاد

*الخروقات السورية والصمت الحكومي يتفاعلان والمعارضة تحذر/اجتماع مسيحي يبدد الجفاء بين مرجع رسمي وقيادي سياسي/حزب الله يحفظ خط الرجعة في التمويل وعون يمضي قدماً

 

تفاصيل النشرة

البطريرك الراعي يأمل على الأحزاب اللبنانية تغيير أسمائها والكتائب والقوات في أميركا يؤيدان كلامه!!

19 تشرين الأول: هذا هو نص الخبر الذي نشر موقع تلفزيون المر اليوم: "أمل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على الأحزاب في لبنان تغيير أسمائها والبدء بالعمل السياسي من جديد.وذكّر البطريرك الراعي خلال لقاء في رعية مار انطونيوس الكبير في ماساتشوستس بكلام البطريرك الراحل الياس الحويك بأن "طائفتي لبنان"، معتبراً ان "هذا الكلام خطير وهو نبّه الموارنة إلى ان لبنان هو قضيتهم وتاريخهم".من جهة أخرى، التقى وفداً من حزب "القوات اللبنانية" و"الكتائب" الذين أيدوا كلامه، مشيرين إلى ان "الراعي منفتح على الجميع وهو يعمل ليس فقط لتوحيد المسيحيين بل كل اللبنانيين".انتهى الخبر

الياس بجاني: نسأل بسذاجة الأطفال وبعقل الذين لا عقل عندهم وبمنطق عديمي المنطق، نسأل، إذا كان فعلاً حزبي القوات والكتائب يؤيدان كلام البطريرك الراعي كما ورد في الخبر هذا، أي نفس الراعي الذي انتقل إلى قاطع ايران وسوريا وحزب الله بمواقفه المعلنة والمصر هو عليها دون تردد، ونسأل أين إذا المشكلة؟ الموافقة بكل بساطة (وهي طبعاً بعيدة كل البعد عن قناعات ومواقف الحزبين من القضايا التي تبناها الراعي) تعني أن الحزبين أصبحا في 8 آذار والتحقا بقاطرة ميشال عون ودخلا في بوتقة تحالف الأقليات وتبنيا سلاح حزب الله ويساندان الرئيس السوري بشار الأسد في عملية قتل شعبه واحتلال لبنان وإلى آخر معزوفة مواقف الراعي المسورنة!! فهل فعلا هذه هي مواقف الحزبين؟ لا نعتقد ذلك. في الواقع المر إن بين هذا الكلام عن شيء فهو يظهر حفلات النفاق والدجل والكذب في تعاطي السياسة اللبنانية والشأن الوطني في لبنان وبلاد الإنتشار، كما يبين جهل وسطحية من يدعون أنهم أعضاء في احزاب هم بالواقع لا يدركون حقيقة مواقفها ويكتفون منها بتعليق الأزرار والتلحف بشالاتها. هذا هو واقع المتعاطين في الشأن العام اللبناني، جهل وصبيانية وضياع. شيء فعلا محزن ومعيب. يشار هنا إلى أن كل الأمراض يمكن علاجها بسهولة إلا مرض الجهل في حال إصرار الجاهل على البقاء جاهلاً وهذه كارثة كبيرة.

 

شكراً للواء ريفي وتحية للصحافي بدرخان

الياس بجاتي: مقالة رائعة للكاتب والصحافي السيادي عبد الوهاب بدرخان نشرتها جريدة النهار اليوم تعطي اللواء أشرف ربفي حقه كمسؤول لبناني أمني صاحب ضمير وجرأة لا يهاب إرهاب حزب الله ولا يحسب حساب لشبيحة الأسد عندما يتعلق الأمر بالقانون وأمن الموطنين. مقالة تجرّم حتى العمالة والخيانة الحكم اللبناني بأكمله من رئاسة الجمهورية التعيسة ومروراً بحكومة حزب الله الإيرانية ذات الوجه الميقاتي الخائب ووصولاً إلى مجلس نواب بري المتملون ونهاية بالأجهزة الأمنية المسورنة والطرواديين من أمثال ميشال عون. رغم كل أطقم العملاء والمرتهنين والمرتزقة من سياسيين ورجال دين ومسؤولين يبقى في لبنان أشخاص انقياء الضمير والوجدان من مثل اللواء ريفي. بلدنا حالته شي تعتير على الآخر/ في اسفل المقالة

استباحة اللبنانيين بعد السوريين

عبد الوهاب بدرخان/النهار

منذ بداية التدخل السوري في لبنان، وطوال ثلاثة عقود، لم يجرؤ اي مسؤول منتخب أو غير منتخب، ولا اي موظف، على أن يرشق نظام الوصاية واجهزته ولو بوردة. ومنذ 2005، بعد الانسحاب السوري، اعتبر فريق من اللبنانيين ان الوضع تغيّر وأن البلد الرهينة عاد الى أهله، فيما أصرّ فريق آخر على أن سلطة الوصاية لا تزال قائمة بدليل أنها تؤمن استمراريتها بواسطته. للمرّة الأولى أثبت اللواء أشرف ريفي أن المسؤول الأمني يستطيع ان يقوم بواجبه بمعزل عما إذا كان سيحصد رضا سوريا وجماعتها أو غضبهم. واقعياً، أدى ريفي عمله، كما دائماً، وفقاً للقانون وفي حدود صلاحياته، وهو لم ينبرِ يقول ما عنده بحثاً عن بطولة أو شعبية بل لم يفعل ذلك في أي ملف، لكن حين سئل في اللجنة النيابية عما توصل اليه التحقيق في اختفاء مواطنين سوريين في لبنان، أجاب ان نظام دمشق اختطفهم وان السفارة السورية في بيروت ساهمت في الخطف.

تريدون الحقيقة في أمر ما، لمجرد تداولها همساً في الصالونات، والبحث عن أفضل أو "أسلم" طريقة للتكتم والالتفاف عليها، أم تريدون من المسؤول الأمني أن يصطنع الحمق والجهل فيقول إن جهازه يعجز عن معرفة ما يجري حوله، أي انه ناقص الكفاءة، وبالتالي يتساوى في وضعه أن يُعتمد أو لا يُعتمد عليه، فهو موجود كأنه غير موجود، كما أرادته سلطة الوصاية أن يكون سابقاً ولاحقاً؟

هناك ملفات كثيرة أخفيت حقائقها عن اللبنانيين، أو اقتيد فيها التحقيق عمداً الى لا مكان. خذوا مثلاً قضية الموقوفين/ المفقودين اللبنانيين في سوريا. كان الاتكال دائماً على ما تجود به "الشقيقة"بخصوصهم. وقبل الانسحاب السوري وبعده تصرّفت الأجهزة اللبنانية كأنها غير معنية بحقيقة مصيرهم بمعزل عما تفصح عنه دمشق، وكأنهم ليسوا مواطنين يفترض، بحسب القوانين، ان هذه الأجهزة مكلفة – على الأقل – معرفة أوضاعهم بل هي مسؤولة عن حقوقهم وحقوق عائلاتهم.

بدت الجهات المعنية، من رئاسة وحكومة ووزارات مختصة، وقد اختارت ان تكون – بعد قنبلة اللواء ريفي – صمّاء عمياء بكماء، اي لا معنية ولا مختصة، مخافة استفزاز "الشبيحة" داخل مجلس الوزراء وخارجه. انهم يخطفون الناس والسفارة السورية في بيروت متورطة، لكن أحداً في بيروت لا يريد ان يواجه الفضيحة. انهم يعتدون على المتظاهرين أمام السفارة، بل يقتلون الناس على الارض اللبنانية، ولا احد يتحرك او يجرؤ ولو بمجرد استنكار.

هذه، إذاً، الحكومة المناسبة في الوقت المناسب لسوريا، فهي جاءت بها ونصّبتها لكي لا تحرك ساكناً. ماذا لو لم نكن قد شهدنا  حتى الآن سوى عينة صغيرة مما سيحصل؟ ماذا لو بدأ قتلة سوريا وأذنابهم القتلة اللبنانيون تنفيذ تهديداتهم للبنانيين المؤيدين للانتفاضة السورية؟ لا أحد يتوقع من الحكم والحكومة ان يحميا أحداً، ليس عجزاً وإنما لأنهما رهنا ارادتهما عند سلطة الوصاية ووكلائها. لا شك أن سكوت الحكم والحكومة عن استباحة الحدود والأرض سيؤدي عاجلاً أو آجلاً الى استباحة اللبنانيين.

 

سيّدة الجبل» والأهداف المرجوّة

شارل جبّور/الجمهورية

تحوّل مؤتمر "سيّدة الجبل" المزمع عقده في 23 الجاري إلى حدث سياسيّ بامتياز نتيجة مجموعة عوامل أهمّها الربيع العربي والثورة السوريّة، وما صدر عن البطريرك الماروني بشارة الراعي من مواقف تعكس هواجسه وقلقه من هذه الثورات. وقد نجح المؤتمر، حتى قبل انعقاده، في تحقيق الهدف المرجوّ من وراء إتمامه، أي إطلاق ديناميّة سياسية داخل البيئة المسيحيّة تخرج هذه البيئة من محلّيتها السياسية إلى آفاق الحراك العربي، والدليل النقاش المتجدّد داخلها حول الخيارات الوطنية الكبرى، ودور المسيحيّين ضمن إطار هذه الخيارات.

ليس الغاية من المؤتمر المقبل إنشاء حزب سياسيّ اسمه حزب "سيّدة الجبل"، ولا العودة إلى أطر مسيحيّة وترسيمات طائفية بعد الربيعين اللبناني والعربي، إنّما المطلوب هو التفاعل مع هذه الثورات التي تصنع بدماء شبابها "الشرق الأوسط الجديد"، الأمر الذي يجعل منه صناعة محلّية بإرادات وطنيّة صافية.

إنّ أحدا لا ينفي وجود عثرات وكبوات في هذه الثورات، وهذا أمر بديهيّ وطبيعي، إذ يستحيل التحوّل والانتقال من مرحلة إلى أخرى بين ليلة وضحاها من دون أثمان وتكاليف باهظة، وواهمُ مَن يظنّ خلاف ذلك، إلّا أنّ ثمّة حقيقة لا يمكن تجاهلها، ومفادها أنّ الثورات العربية افتتحت عصرا جديدا على غرار العصور القديمة والوسطى والحديثة، وهذه الحقيقة التاريخية الجديدة تؤكّد أنّ التطوّرات في العالم العربي لن تعود إلى الوراء على رغم ما قد يعتريها من تعثرات وتعرّجات، لا بل هي محكومة بالسير إلى الأمام، مهما طال الزمن أو قصر. ومن يتنشّق "طعم" الحرّية لن يرضى بالعودة إلى حياة الذل والهوان. ومن هنا، إنّ تركيز بعض القوى على "النصف الفارغ من الكوب" الذي هو كناية فقط عن العوارض والظواهر المرافقة للثورات يجعل هذه القوى خارج سياق العصر أو الزمن الجديد، بينما المطلوب أخذ الهواجس في الاعتبار، لا تجاهلها ولا تضخيمها ولا تبسيطها، إنّما أخذها كما هي عليه، والشروع في مواكبة التحوّلات والتأثير في مجرياتها، لأنّ الخيار هو بين أن تكون الجماعة المسيحيّة في عداد اللاعبين أو المتفرّجين، وفي حال الانكفاء لا ينفع البكاء على الأطلال.

فالمهمّ في هذا المؤتمر أنّه أطلق نقاشا سياسيّا أظهر معه المسيحيّون بأنّهم في صلب التحوّلات السياسية الجارية لا على هامشها، والخيارات في هذا السياق تتراوح بين من مع هذه الثورات ومن ضدّها، ولا مكان للحلول الوسطى في هذا المجال على طريقة مع الثورات ولكنْ، بمعنى أنّه في حال إعطاء الثوّار الضمانات المطلوبة للمسيحيّين نكون معهم، وإلّا لا يمكن أن نجاريهم مع تحفّظنا في الوقت نفسه على الأنظمة الديكتاتوريّة.

فالثوّار الذين يخوضون المواجهات بصدورهم العارية و"دمهم على أكفّهم" هم الأَولى بالضمانات، لا العكس، كما أنّ مسألة "الضمانات"، بحدّ ذاتها، يجب إسقاطها من الأدبيّات المسيحيّة، كونها تنمّ عن ضعف وذمّية سياسيّة، فعلى كلّ جماعة مسيحيّة في هذا المشرق العربي أن تضمن نفسها بنفسها، بالدفاع عن ذاتها أوّلا، والمثال القبطي خير دليل على ذلك، وبأن يكون ولاؤها لبلدها أوّلا وأخيرا، وبأن تنخرط في الحياة السياسية ثالثا، وأيّ اضطهاد لها سيشكّل نقطة سوداء في سجلّ الدولة المضطهدة، والتحرّك الاستثنائي الذي قامت به الدولة المصريّة إثر "موقعة ماسبيرو" دليل أيضا على أنّ زمن الاضطهادات ولّى إلى غير رجعة. يبقى أنّ مستقبل لبنان سيتحدّد في ضوء ما تشهده المنطقة من أحداث وانتفاضات، لا عبر انتخابات نيابيّة أو طاولة حوار سياسية، وبالتالي التغيير الذي بدأ مع انتفاضة الاستقلال لا يمكن أن تكتمل عناصره ومقوّماته إلّا بانتصار الثوّار السوريّين...

 

الربيع العربي يفرض "تحديات مضاعفة" على المسيحيين العرب

 وسام سعادة/المستقبل

لا شكّ في أنّ وقائع الأسابيع الماضية ستفرض نفسها على "لقاء سيّدة الجبل 8". فالإنحراف الذي كشف عن نفسه اخيراً لجهة تناول قضايا الشعوب من جهة، وقضايا المسيحيين من جهة ثانية، من زاوية "حلف الأقليّات" هو انحراف خطير للغاية. اولاً لأنه يعمد إلى الخلط بين الأقليّات المضطهَدة بفتح الهاء والأقليّات المضطهِدة (بكسر الهاء)، وثانياً لأنّه ينازع أمام مخاض حيويّ تاريخيّ يشمل عموم المنطقة ويشارك في الإعتداء على الأحرار الثائرين على الإستبداد لا سيّما في سوريا. وثالثاً، هو انحراف يعزل المسيحيين ليس فقط عن تاريخهم في المنطقة (المساهمات النهضوية والتنويريّة) وعن حاضر الربيع العربيّ فيها، بل يعزلهم عن العالم المسيحيّ، والقيم الأساسية التي انتصرت في مجتمعات العالم المسيحيّ (الديموقراطيّة التمثيلية وحقوق الإنسان). وفي المقابل، يبرز صنف آخر من الوقائع، تمتد من مجزرة سيدة النجاة في بغداد إلى مذبحة ماسبيرو مؤخراً، وهذه الوقائع لا بدّ من التعامل معها بمنتهى الجديّة والصراحة، فكما لا يمكن أن تحجب قضية "الأمان" قضية "الحريّة"، لا يجوز تمييع قضية "الأمان" بحجة "الحريّة"، و"الأمان" ما زال إشكالية أساسية على جدول أعمال كل جماعة مسيحيّة في هذا الشرق، كما على جدول أعمال مسيحيي الشرق بعمومهم، والجديد الذي حان التأسيس له الآن هو تحويل قضيتي الأمان والحريّة إلى قضية جامعة على المستوى المسيحيّ الإقليميّ، للقبط والروم والموارنة والأشوريين والكلدان والسريان والأرمن والإنجيليين واللاتين.

فلا مكابرة على أنّ كل منعطف تاريخيّ وأيّاً كانت وجهته النهائية انما يفرض تحدّيات مضاعفة على الأقليّات العددية والحضاريّة. وهذا مع حدث مع الانتقال من الزمن العثماني إلى الزمن الكولونياليّ، ثم من الزمن الكولونياليّ إلى الزمن العسكريتاريّ، وهذا ما يعيد ليطرح نفسها مجدّداً مع الإيذان بدخول العصر الديموقراطيّ.

بشكل تاريخيّ شامل يمكن القول إنّ انبثاق وتعميم نموذج "الدولة الأمّة" كان كارثيّاً بالنسبة إلى التعدّدية الثقافية والدينيّة في بلدان كثيرة، داخل وخارج أوروبا، فجلب انحسار السلطنة العثمانية ثم تفكّكها ثم زوالها عملية فرز واسعة النطاق: البلدان التي انبثقت عن السلطنة في البلقان، شأن اليونان الحديثة وبلغاريا ورومانيا، فرضت هجرة واسعة النطاق لمسلميها في إتجاه الأناضول. وفيما المقابل لم تولد الدولة التركية الحديثة إلا على حساب الشعب الأرمنيّ والتعايش التركي اليونانيّ في الأستانة وإزمير وغيرها. والدولة الأمّة التي أقامتها الملكية في العراق ترجمت نفسها في بداية الثلاثينيات مأساة مسيحيّة وتحديداً أشورية (مذبحة سميل 1933). في حين، أنّ سلالة محمد علي في مصر استطاعت التعامل بشكل ممتاز تاريخيأً مع التنوع الدينيّ والكوزموبوليتية، إلى أن تكفّلت المرحلة العسكريتارية باللازم، فضربت كوزموبوليتية الشوّام واليونانيين والإيطاليين، وساهم الصراع العربي الإسرائيلي بدورهم في سحب البعد اليهوديّ من هذه الكوزموبوليتية، وأيضاً ساءت حال الأقباط. وفي سوريا، لا شيء يقارن بين فاعلية وحيوية الوجود المسيحيّ في أيّام الديموقراطية البرلمانية ذات البعد الفرانكوفونيّ وبين حصر الوجود المسيحيّ في النطاق "الليثورجيّ" فقط في الزمن البعثيّ، بل والتضييق عليه من هذا الجانب أيضاً، من خلال "التعريب القسريّ" (محاربة الثقافة السريانية والآرامية، فضلاً عن اجتثاث الفرانكوفونية)، ناهيك عن نظام الخوف والبطش المعممين على كلّ فئات المجتمع من قبيل العصبية الغالبة.

هذا الزمن العسكريتاريّ ينتهي الآن، وبانتهائه ستفرض تحديّات جديدة. فنموذج "الدولة الأمّة" لا مناص منه في خاتمة المطاف. إنّما هذه المرة بتصالحه مع الكيانية الوطنية القائمة، بعد إعادة تشذيب هذه الكيانية وصقلها بالمضامين الديموقراطية اللازمة. وتضاف إلى ذلك الضرورة القصوى لإحياء التعدّدية الكوزموبوليتية، تلك التي كانت للإسكندرية مثلاً قبل ثورة 23 يوليو، والتي كانت لدمشق وبغداد حتى وصول الأنظمة البعثية، والتي كانت لبيروت حتى اندلاع الحرب الأهلية. فالكوزموبوليتية ضرورة حيوية للوصل بين مسيحيي الشرق ومسلميهم، وبين الشرقيين مسلمين ومسيحيين وبقية العالم. وأخطر ما يروجه أعداء الربيع العربي حالياً تحت شعار "حلف الأقليات" هو تقوقعهم ضدّ الكوزموبوليتية.

على صعيد آخر، ليس من شكّ في أنّ التيّارات الإسلاميّة تشكّل جزءاً أساسياً من الجبهات الموضوعية العريضة للربيع العربيّ، وأنها لم تتبن كلّها الديموقراطية التمثيلية وحقوق الإنسان بالشكل المطلوب، وأن مفارقة العقود الماضية كانت تيّارات إسلامية تضطهد من قبل السلطات الديكتاتورية القائمة لكنها تطالب وفي عزّ تعرّضها للإضطهاد بحجب حريّة عامة من هنا، وحجب حريّة خاصة من هناك. كل هذا الواقع لا سبيل للمكابرة عليه، ويضاف طبعاً ان العناصر الليبرالية متواضع حجمها في جبهة الربيع، وإن كانت التيّارات الإسلامية تشكّل هي أيضاً "أقليّة" داخله، إنّما "أقلية حيويّة منظّمة"، وفي هذا اختلاف كبير. بيدَ أنّ كل هذه الوقائع، وبدلاً من أن تدفع المسيحيين العرب إلى الانكفاء والانطواء ناهيك عن الشرّ الذي اسمه "حلف أقليّات"، فإنّها دوافع إضافية للنضال من أجل التجديد والتحرّر، على الصعيد المسيحيّ الداخليّ من ناحية، وعلى الصعد الوطنية والإقليمية جميعها من ناحية ثانية. إنّ للمسيحيين العرب دور أساسيّ في نقل الأفكار الليبرالية من دائرة "نخبوية" إلى دائرة "جماهيرية" واسعة، وعلى أساس إسلاميّ مسيحيّ مشترك، ولنا في التجربة التاريخية لـ"حزب الوفد المصريّ" في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي خير مثال ودليل. لا مكابرة على التحديّات الإضافية التي يفرضها الربيع على المسيحيين إذاً. هذا ما يتوخاه كاتب هذه السطور من "سيدة الجبل". مع التذكير طبعاً بأن اللقاء يحدث بعد عام بالتمام على "سينودس أساقفة مسيحيي الشرق"، وهو سينودوس يسجّل عليه أنه انحصر في بحث "الحريّة الدينية" دون بحث "المعنى الدينيّ للإستمرار في الوجود" من جهة، ودون بحث "الحريّة السياسية" في وجه الإستبداد من جهة ثانية.

 

الصلاة والشموع سلاح تضامن مع مسيحيي مصر

"دم الأقباط حبر لإعادة كتابة دستور مصر الجديد"

باسكال عازار/النهار

بصمت وديع توافد جمع من المصلين الى ساحة الجديدة امس مسلحين بصلبان بيض، وشموع مضاءة، وقلوب خاشعة للتضامن بالصلاة مع اقباط مصر. لا يشبه التجمع غيره من التجمعات، فاللافتات غابت عن الساحة والخطابات الطنانة والجموع الغفيرة التي يتباهى بها اهل السياسة لم تكن عدّة اساسية للقاء، فالصلاة وحدها كانت السلاح والهدف لان ابناء الكنيسة الحاضرين في الساحة حفظوا تعاليم امهم مريم التي تردد دوماً في ظهوراتها في ميدوغورييه ان "الصلاة تفعل المعجزات".

المسبحة الوردية والترانيم الروحية شكلت البرنامج الاساسي للمصلين في التجمع الذي دعت اليه مركزية مسيحيي المشرق، وقد ترافقت صلواتهم مع النيات الخاصة بمصر وبالشهداء وذويهم والطائفة القبطية ومسيحيي الشرق. ما ان انتهت الصلاة التي جمعت جمعيات دينية وأفراداً وراهبات ورجال دين، حتى بارك راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان الاب انطونيوس ابرهيم الحاضرين، متمنياً عليهم المشاركة في قداس بعد غد الجمعة في كنيسة مار انطونيوس في الجديدة لراحة أنفس الشهداء. واكد لـ"النهار" انه رغم كل شيء فإن "أقباط مصر يشعرون بالامان لان من يحمينا هو الهنا القادر على كل شيء، والصلاة اقوى من اي سلاح، فإذا كانت الرصاصة تقتل الانسان فإن الصلاة تخترق ضميره فتفعل فيه وتغيره.

وقد رأينا كيف ان الكنيسة اصدرت بياناً اوصت فيه الناس بالصوم والصلاة لمدة ثلاثة ايام، وبالفعل تجاوب عدد كبير من المؤمنين في كل الكنائس المصرية فصاموا وصلوا وظهرت بركة اعمالهم في ان مجلس الوزراء والمجلس العسكري وبيت العائلة الذي يجمع علماء مسيحيين ومسلمين عقدوا اجتماعات لمناقشة الامور، وانتقلنا الى وضع ايجابي نتمنى الا يكون حبراً على ورق ويدخل حيّز التطبيق". واوضح ان الوضع الايجابي يتحدد في ان "قانون دار العبادة الموحد سوف يلحظ تنظيم بناء الكنائس، وقد اتخذ قرار بفتح الكنائس المقفلة وبإعطاء تصاريح لبنائها واستكمال بناء ما لم ينته منها. في حين اننا كنا في حال اردنا القيام بأعمال الصيانة نطلب الحصول على رخصتين، الاولى للهدم والثانية للبناء، الحصول على الاولى كان يتم بخمس دقائق في حين ان الثانية كانت تتأخر سنوات".

واكد ان "خطورة الوضع الامني لا تنسحب على الاقباط وحدهم بل على كل المصريين، فإي هزة امنية تهز الجميع. لطالما تكبّد الافراد ثمناً باهظاً خدمة لقضاياهم، ودم شهدائنا الاقباط هو الحبر الذي سنعيد عبره كتابة الدستور الجديد". ودعا "كل اللبنانيين الى الصلاة والصوم".

الصلاة

حدّد منسق الشؤون الادارية في مركزية مسيحيي المشرق المحامي سيمون خوري هدف التجمع، "فما أردناه هو إضاءة الشموع تضامناً مع إخوتنا المضطهدين في مصر. نريد ان نقف الى جانبهم بالصلاة وعبر تجمّع سلمي، فرغم كل ما حصل معهم لم يتحرّك احد، ولذلك اقلّ ما يمكن ان نقوم به هو ان نصلي ونضيء الشموع "وما في متل الصلاة" نقولها عن ثقة لاننا اختبرناها". وكشف عن انعقاد مؤتمر مسيحي مشرقي في 4 تشرين الثاني المقبل و5 و6 منه في عجلتون، بمشاركة وفود من سوريا ومصر والاردن والعراق وفلسطين". بدوره وصف الامين العام للرابطة القبطية ادوار بيباني حوادث ماسبيرو بالـ"هولوكوست"، محملاً المسؤولية لـ"النظام الحاكم حالياً، مع الاشارة الى ان هناك عوامل متراكمة ساهمت في ما حصل، وتعود الى ايام الفتح العربي منذ 1400 سنة، وهي مرتبطة بتعاطف السلطة مع الحركات الاصولية والسلفية، وهذا ما اوصلنا الى ما نحن عليه".اما عن التحركات التي ستقوم بها الطائفة القبطية في لبنان فقال: "المسيحية هي فعل ايمان وحب وليست دين عنف، لذلك سنلجأ الى العمل السياسي والديبلوماسي الى جانب الصلاة والصوم لانهما يشكلان سلاحاً برزت فاعليته في عجائب كثيرة".

 

سوريا.. جمد واعترف

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لو كان نظام بشار الأسد يجيد لعب السياسة لكان لقن الجامعة العربية درسا لا تنساه، وأوقعها في شر أعمالها، وذلك من خلال قبوله بمهلة الأسبوعين، ورئاسة قطر للجنة الوزارية المعنية بمتابعة ملف المبادرة، فحينها، ومع رفض المعارضة للمبادرة، سيتورط العرب، وكذلك المعارضة.

لكن ما حدث هو العكس تماما، وهو ما كان متوقعا، حيث رفض النظام الأسدي المبادرة العربية، المتأخرة أصلا، جملة وتفصيلا، وهي المبادرة التي منحته فرصة لا يحلم بها لإحراج الداخل والخارج، حيث أعطته مهلة أسبوعين وطالبته بمحاورة المعارضة تحت قبة الجامعة. وعليه فقد ضيع النظام الأسدي فرصته، والآن جاءت فرصة الجامعة لكي تلقن النظام الأسدي درسا لا ينسى، وتبيض صفحتها أمام السوريين، خصوصا أن النظام الأسدي قد أتبع المبادرة العربية بمجزرة في حمص.

المفترض اليوم أن تجتمع الجامعة، وبشكل عاجل وفوري، من أجل تجميد عضوية نظام بشار الأسد في الجامعة العربية، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، ويجب أن يكون التصويت على هذين القرارين أمام عدسات الكاميرات، وليس من خلال جلسة مغلقة، ويتم نقله على الهواء مباشرة، وأمام العالم العربي، وليس التصويت وحسب، بل وحتى الكلمات، والمداخلات. فكما طالبنا سابقا، يجب ألا يتحمل أعضاء الجامعة العربية، خصوصا أصحاب المواقف الواضحة، وزر مواقف دولة أو دولتين عربيتين، بل دعوا تلك الدول تشرح موقفها للرأي العام العربي، ولماذا قررت الوقوف مع نظام يقتل شعبه. على الجامعة أن تتخذ هذا الموقف الحاسم مع النظام الأسدي ليس للانتقام، بل لحماية المدنيين السوريين العزل الذين يواجهون قمع جيش مدجج بالأسلحة، ولا يتقيد حتى بأدنى أخلاقيات الحروب، ولأجل أن تبيض الجامعة صفحتها مع السوريين. كما أن على العرب تذكر أمر مهم جدا، ومن أبجديات العمل السياسي، ووفقا لما سمعته من أحد المسؤولين العرب بأنه «لا يوجد نظام يستجيب للآخرين، فقط لأن نواياهم طيبة، وخطابهم أخوي، بل وفق القرارات، والمواقف». وسبق للعرب أن جربوا الخطاب الأخوي مع صدام حسين إبان احتلال الكويت، وقبل الغزو الأميركي، ولم ينفع، بل كان أعضاء النظام البعثي العراقي يتفننون بشتم المسؤولين العرب، وتخوينهم، والأمر نفسه ثبت فشله مع معمر القذافي، وها هو يفشل اليوم مع علي عبد الله صالح في اليمن، وبالطبع سيفشل مع بشار الأسد الذي استخف بالجامعة أيما استخفاف، وبكافة الأشكال، وآخرها خطاب مندوبه! وكما قلنا للعرب قبل عدة أشهر، فإن عليهم اليوم تجميد عضوية النظام الأسدي في الجامعة، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، وبالطبع سحب سفرائهم من دمشق، خصوصا أن السفراء العرب المتبقين في سوريا ما هم إلا شهداء زور، فلا هم الذين عزوا، ولا هم الذين قالوا كلمة حق دفاعا عن السوريين. وبالطبع، نحن لا نقارنهم بسفراء كل من أميركا وبريطانيا وفرنسا، فذلك أمر متقدم جدا على بعض عربنا، خليجيين أو غيرهم. المطلوب من الجامعة اليوم هو تجميد عضوية نظام بشار الأسد، والاعتراف بالمجلس الوطني. وعدا عن ذلك فهو تخاذل أمام الدم السوري

 

خرافات حول شاليط

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الحقيقة، لم يكن لحركة حماس علاقة بالأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، على الرغم من أنه خطف باسمها وسجن باسمها أيضا، وأطلق سراح ألف أسير باسمها. بل إن خسائر الفلسطينيين من اختطاف شاليط أضخم من مكاسبهم. لكن هذه هي العادة؛ دغدغة العواطف بدل مناجاة العقول. سبق أن رويت قصة الوساطة المصرية قبل نحو ثلاث سنوات، عندما اتصل رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في سوريا، وهو فعليا القائد الأعلى للتنظيم. أبلغه حينها أن مصر استطاعت أن ترتب اتفاقا مبدئيا مع الإسرائيليين يقضي بإطلاق سراح شاليط مقابل إطلاق نحو ألف أسير فلسطيني عند الإسرائيليين. ولم يخف مشعل فرحته فرد موافقا على الصفقة. ثم نقل سليمان موافقة مشعل للرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، الذي بدوره هاتف الرئيس السوري بشار الأسد يبشره، وأبلغه بالصفقة المعروضة من الإسرائيليين وأضاف أن مشعل وافق عليها. وسأله الأسد مستنكرا: من قال لك إن مشعل موافق؟ فأجابه مبارك: عمر سليمان اتصل بمشعل قبل قليل وحصل على موافقته، فرد عليه الأسد غاضبا: ومن قال لك إن لمشعل علاقة بالموضوع (الصفقة)؟

فشلت، لأنه لم يكن لمشعل فعلا سلطة على شاليط. وتبين لاحقا أن لا أحد في قادة حماس يعرف شيئا عن مكان شاليط حتى يضمن إطلاق سراحه، لا خالد مشعل، ولا إسماعيل هنية، ولا محمود الزهار، والأرجح حتى موسى أبو مرزوق هو الآخر كان مثلهم. لقد خبئ شاليط في مكان ما لا يستطيع أحد من قادة حماس الوصول إليه، وصار واضحا منذ ذلك الحين أن الذين لهم القول الفصل هم الرئيس السوري والقيادة الإيرانية، التي اعتبرتها جزءا من معركتها الاستراتيجية مع إسرائيل ودبرت الخطة، خطف إسرائيلي من غزة واثنين من جنوب لبنان من قبل حزب الله في نفس الفترة. لم تكن المرة الأولى التي استخدمت سوريا وإيران فيها الفلسطينيين لأغراضهم السياسية، التي قد تتفق مرات وتختلف مرات مع الأهداف الفلسطينية. كما استخدموا كثيرا حزب الله في لبنان لأهداف سورية - إيرانية.

أعرف أن هذا الحديث يزعج الذين رضعوا سنين من الدعاية الإيرانية - السورية التي كانت تستخدم عناوين شعبية وقضايا حقيقية، مثل الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان والقضية الفلسطينية لأهدافهم السياسية في المنطقة. وهنا أنا لا أخلط بين الجانب الإنساني الذي يتمثل بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية، واستغلال القضية لأهداف لا علاقة لها بالفلسطينيين أو حقوقهم. فخطف شاليط سبب في قتل مئات الفلسطينيين وسجن آلاف الفلسطينيين وتدمير غزة، وفوق هذا ضيق على حماس نفسها، التي أصبحت تلاحق الفصائل الفلسطينية من سلفية ويسارية حتى لا تخترق الحدود مع إسرائيل أو إطلاق بضعة صواريخ، أي إن حماس انتهت بعد خطف شاليط، كما أصبحت السلطة الفلسطينية ملتزمة بحماية الحدود مع إسرائيل. وفي المقابل، فإن اليمين الإسرائيلي المتطرف المتمثل ببنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته ليبرمان، وجدوا في اعتقال شاليط فرصة للصعود السياسي.

من الذي دفع فاتورة شاليط خلال خمس سنوات من أسره؟ عمليا، الفلسطينيون، بدليل أن الفرحة اليوم هي بالإفراج عن الأسرى، وبعضهم فرض على حماس تهجيرهم من فلسطين ليشتتوا في أنحاء العالم، الشرط الذي كانت حماس ترفضه في الماضي، كما كانت تقول. والذين كتبوا يهللون وسموه الانتصار العظيم، هل يمكن أن يرشدونا إلى تفسير معنى الانتصار العظيم هذا؟ إذا كان إطلاق سراح المأسورين هدفا من دون المطالبة بالأرض والسيادة وعودة اللاجئين، فإن ذلك أمر يسير ستركض إسرائيل الليلة لإطلاق سراح عشرات الآلاف المأسورين الفلسطينيين.

نحن نشاهد دعاية سياسية كان أبطالها السوريين في يوم مضى، وعندما ضعف النظام السوري لم يعد ممكنا الاحتفاظ بشاليط. ما الذي طرأ حتى أطلق سراح شاليط الذي كانت تقول حماس إنها ترفضه؟ الحقيقة الرقم هو الرقم، والشروط أصبحت أصعب. الذي تغير أن النظام السوري بات محاصرا.  أما الحديث عن صفقة سرية مع إسرائيل بأنها تتعهد ألا تغزو غزة مرة ثانية، فمن يصدق مثل هذه الوعود شخص لم يعش سنوات المواجهة، أو على الأقل لم يقرأ بقية القصة، حيث إن إسرائيل تقول إن حماس تعهدت بألا تهاجمها، وهي بالفعل لم تفعل منذ سنوات الحرب الأخيرة. والذي زعم أن إسرائيل رضخت لمطلب حماس بالانتقال من دمشق وفتح مكتبها في القاهرة، واضح أنه لم يدر بعد ماذا يحدث في سوريا اليوم من ثورة عارمة تهاجم كل حلفاء النظام من حزب الله وحماس وغيرها، وقادة حماس يريدون الفرار من دمشق خشية ساعة سقوط النظام.

 

القضاء الأميركي يقدم دليلاً قاطعاً على لقاء الأسد بالجاسوس السوري

لندن ـ مراد مراد ووكالات/المستقبل

نشر القضاء الأميركي خلال جلسة استماع الى السوري محمد أنس هيثم سويد المتهم بالتجسس على المعارضين السوريين الموجودين في الولايات المتحدة، صورة له وهو يصافح الرئيس السوري بشار الأسد تؤكد أنه التقاه وجهاً لوجه خلافاً لما أعلنته السفارة السورية في واشنطن بعد إلقاء القبض على سويد وسخرت من الأنباء التي أفادت أن المتهم التقى الرئيس السوري شخصياً. ميدانياً، هاجم أكثر من 40 ألف عنصر من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري التابعين للنظام السوري منطقة ريف دمشق حيث اشتبكوا مع الجيش السوري الحر في مناطق من الغوطة الشرقية. في الولايات المتحدة، قدمت المحكمة الفدرالية في الكسندريا (شمال فرجينيا) صورة للرئيس السوري وهو يصافح الأميركي من أصل سوري المتهم بالتجسس كدليل خلال جلسة استماع دعا خلالها المدعون العامون القاضي الى سجن سويد بتهمة العمالة لحكومة أجنبية والإدلاء ببيانات كاذبة. واللافت أن الصورة أبرزت كدليل قاطع على أن المتهم التقى الأسد الصيف الفائت قبل أشهر قليلة على احتجازه، وكانت السفارة السورية في واشنطن سخرت منذ أيام من مزاعم القضاء الأميركي بأن سويد التقى الرئيس السوري شخصياً هذا الصيف. وسويد (47 عاماً) سوري يحمل الجنسية الأميركية ويعيش في ليسبورغ (ولاية فرجينيا)، ووضع في الحجز منذ إلقاء القبض عليه الأسبوع المنصرم.  وقال المدعون إن سويد بدأ مساعدة الاستخبارات السورية في شهر آذار (مارس) المنصرم وبعد ثلاثة أشهر زار سوريا حيث التقى الرئيس السوري على انفراد. وأكد المدعون أن المتهم كان يجند أشخاصاً آخرين ويلتقط صوراً بالفيديو للمتظاهرين في الولايات المتحدة ضد حكومة دمشق ويرسل التسجيلات الى الاستخبارات السورية. كما أشار هؤلاء الى أن زيارته الى دمشق دفعت تكاليفها الحكومة السورية، وأن المتهم خضع لتفتيش دقيق في المطار لدى عودته الى الولايات المتحدة مطلع تموز (يوليو) الفائت.

والمثير للطرافة في مزاعم سويد وفريق دفاعه أن محاميه هيثم فرج طالب النيابة العامة بالإفراج عن موكله الى حين بدء المحاكمة متذرعاً بأن للمتهم علاقات على مستوى عال في السفارة السورية في واشنطن وأنه عضو في اللجنة الأميركية ـ السورية.

كما شدد فرج على أن زيارة موكله الى سوريا في حزيران (يونيو) الفائت كانت جزءاً من بعثة الكونغرس التي زارت دمشق برئاسة النائب الديموقراطي دنيس كوسينيتش.

ومباشرة بعد هذه المزاعم تم الاتصال بكوسينيتش فأنكر معرفته بالمتهم موضحاً "لا أعرف من هو هذا الرجل. كائناً من يكون، يبدو أن لديه مشاكل جدية مع الحقيقة. وإذا كان في الواقع يتجسس على مواطنين أميركيين باسم الحكومة السورية، فإن هذا سيكون له تداعيات (عواقب) فورية على نظام الأسد". وكانت السفارة السورية نفت في بيان لها عند اعتقال سويد التهم الموجهة اليه من القضاء الأميركي واصفة اياها بـ"غير المقبولة ولا أساس لها من الصحة". وقالت إن ادعاءات المدعين بأن سويد التقى الأسد شخصياً "اتهامات سخيفة". وشهد الأسبوع الفائت حراكاً ديبلوماسياً في لندن حيث استدعى مدير مكتب وزارة الخارجية البريطانية السفير السوري في المملكة المتحدة سامي خيامي وحذره بلهجة شديدة من مغبة التعرض للمعارضين السوريين المقيمين في بريطانيا.

وجاء ذلك التحرك وسط تصريحات متكررة لمسؤولين بريطانيين على رأسهم وزير الخارجية ويليام هيغ شددوا في أكثر من مناسبة على أنه ينبغي "على الأسد التنحي الآن".

وفي خطوة متقدمة، قال مسؤولون أتراك ان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أجرى محادثات مع وفد يمثل المجلس الوطني السوري، في إطار مساعي المجلس لحشد الدعم الدولي. ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن مسؤولين في وزارة الخارجية ان اللقاء بين داود أوغلو والوفد جرى مساء الاثنين بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع أمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.  وقال المسؤولون ان الوزير التركي أبلغ أعضاء المجلس أن على المعارضين السوريين أن يستخدموا أساليب سلمية في جهودهم لمعارضة النظام. ونقلوا عن داود أوغلو قوله "المعارضة السورية التي تعمل من أجل إقامة نظام ديموقراطي يقوم على حماية الحقوق الأساسية والحريات" يجب أن تعبّر عن "مطالب محقة" من خلال "أساليب مشروعة وسلمية". وشدد على ضرورة أن تحترم المعارضة السورية الوحدة وتعمل من أجل التحول الديموقراطي عبر وسائل سلمية.

وفي باريس رفع معارضون سوريون شكوى الى الحكومة الفرنسية يبدون فيها معاناتهم مع سفارة بلادهم التي ترفض تجديد جوازات سفرهم وهذا ما يعرقل ايضا تجديد اوراق اقامتهم في فرنسا. وأكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان الوزارة طالبت السفارة السورية باحترام مواطنيها وحقوقهم، وأكد ان "فرنسا لن ترحل اي سوري طلب لجوءا سياسيا او لم يتمكن من تجديد اقامته لرفض سفارة بلاده تجديد جواز سفره"، اي ان السلطات الفرنسية ستراعي وضع هؤلاء السوريين المقيمين على اراضيها من المعارضين للنظام السوري.

ميدانياً، ذكر موقع "العربية.نت" نقلاً عن الهيئة العامة للثورة السورية أمس أن أكثر من 40 ألف عنصر من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري تتبع للنظام يهاجمون ريف دمشق ويشتبكون مع الجيش السوري الحر في عدة مناطق من الغوطة الشرقية، وسط حملة اعتقالات عشوائية تطال عوائل بأكملها ومداهمة مزارع وبيوت وإغلاق كامل للمحال التجارية وحرق للممتلكات وإرهاب للنساء والأطفال مع قطع كامل للاتصالات عن المناطق المحاصرة.

وتخلل العملية انتشار القناصة على أسطح الأبنية والرشاشات الثقيلة على سيارات الجيش والأمن، فيما مُنع الأهالي والموظفون والطلاب من الخروج إلى أعمالهم ومدارسهم وسط عملية تمشيط كاملة للأراضي والبيوت واعتقالات عشوائية طالت عشرات الشبان من أهالي هذه المناطق، قامت بها قوات الأمن والجيش السوري بحثاً عن مسلحين يُعتقد أنهم جنود منشقون.

وتخّلل العملية العسكرية حدوث انشقاق كبير بين الجيش والأمن بمدينة عربين في ريف دمشق وجرت اشتباكات شديدة بينهم حسب الهيئة العامة. ويبرر الجنود الذين ينشقون عن الجيش السوري انشقاقهم برفض تلقي أوامر عسكرية بقتل مدنيين وإشراك الجيش في قمع الاحتجاجات.

وكانت مدينة القصير شهدت يوم أمس حتى ساعات متقدمة من الليل، اشتباكات عنيفة بين الجيش والأمن النظامي السوري، ومسلحين يُعتقد أنهم جنود انشقوا عن الجيش، قُتل خلالها سبعة جنود من الجيش النظامي على الأقل، وأصيب العشرات بجراح. وقتل اربعة مدنيين وجرح العشرات أمس في جنوب سوريا ووسطها خلال اطلاق نار كثيف من قبل قوات الامن التي قامت بدعم من القوات العسكرية بتكثيف حملات المداهمة في منطقة حمص (وسط) وريفها بشكل خاص، فيما دعت منظمة حقوقية الى محاكمة الرئيس السوري بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الانسانية". وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" ان "اطلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيلة اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وسقوط عشرات الجرحى في مدينة الحراك" في محافظة درعا (جنوب). واضاف المرصد انه في محافظة حمص (وسط) "استشهد مواطن في قرية النزارية قرب مدينة القصير اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن". كما أفاد المرصد بأن السلطات السورية قطعت الاتصالات الأرضية والخليوية والكهرباء عن مدينة القصير، مع استمرار إطلاق الرصاص منذ صباح أمس من ناقلات الجند المدرعة التي تجوب شوارع المدينة، وتطلق الرصاص على أي شيء يتحرك، لا سيما ركاب الدراجات النارية، ما أدى إلى سقوط خمسة جرحى.

وفيما تنفذ قوات أمنية وعسكرية حملة اعتقالات أسفرت عن اعتقال 15 شخصاً في مدينة أريحا بإدلب، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اغتيال مساعد أول في فرع إدلب للمخابرات العسكرية السورية برصاص قناصة من مسلحين مجهولين جنوب مدينة سراقب. (أ ف ب، رويترز، يو بي أي، العربية، "المستقبل")

 

بريطانيا وكندا تجمّدان أصول إيرانيين متورطين في مؤامرة اغتيال السفير السعودي في واشنطن

المتهم الرئيسي على علاقة وثيقة بـ"حزب الله" وأحداث البحرين

المستقبل/ كشفت معلومات أمس أن للعميد بهنام غلام شكوري اليد اليمنى لقائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني الذي تتهمه اشنطن بالضلوع في مؤامرة محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، مكتبين أحدهما في جنوب لبنان حيث له صلات وثيقة بقياديين في "حزب الله" على أعلى المستويات، وأنه لعب دوراً أساسياً في أحداث البحرين الأخيرة التي تصرّ طهران على وصفها بـ"الثورة". وقامت كل من كندا وبريطانيا أمس بتجميد أصول مصرفية لخمسة إيرانيين بينهم المتورطون الرئيسيون في التخطيط لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة عادل الجبير، الخطوة التي رحب بها البيت الأبيض معلناً أنها تبعث رسالة جديدة من المجتمع الدولي برفض هذا الانتهاك الفاضح للقانون الدولي.

ودخلت الاتهامات الموجهة لطهران بالضلوع في مؤامرة التخطيط لاغتيال السفير الجبير على الأراضي الأميركية مرحلة متقدمة مع المطالبات الموجهة لإيران بمحاكمة أو تسليم المتهم الايراني التابع لـ"فيلق القدس" بتهمة التآمر بهدف القيام بعمل إرهابي على أراضي الولايات المتحدة، ولا سيما بعدما تسلم مجلس الأمن الدولي أول من أمس مكاتبات تخص هذه القضية من الرياض وواشنطن وطهران.

وكشف موقع "العربية.نت" أمس أن الاسم الكامل للعسكري الإيراني المطلوب في الولايات المتحدة هو بهنام غلام شكوري الذي التحق بالحرس الثوري أثناء الحرب العراقية - الإيرانية وتتهمه المعارضة الايرانية بالضلوع في الإعدامات الجماعية التي طالت 4500 سجين سياسي إيراني في صيف 1988.

وفي العام 1990 نقل شكوري إلى فيلق القدس نتيجة لولائه المطلق للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، ولذلك أصبح اليد اليمنى لقائد "فيلق القدس" الفريق قاسم سليماني وتم ترقيته إلى عقيد وهو الآن برتبة عميد في الحرس الثوري. وتفيد معلومات أن شكوري يتحدث العربية إلى حد ما، وله مكتبان الأول في جنوب لبنان واتصالاته بـ"حزب الله" تتم مباشرة بنائب أمين عام الحزب نعيم قاسم، ومكتبه الثاني في ميناء بوشهر الإيراني على الخليج العربي حيث يشرف على عمليات التدخل في شؤون دول الخليج وخاصة البحرين.

ويعرف عن شكوري أنه مسؤول عن ملف البحرين في الحرس الثوري ومهمته الرئيسية في هذا الملف "تصدير الثورة" إلى البحرين، وهناك تنسيق بينه وبين عناصر بحرينية موالية لإيران على رأسهم حسين مشيمع الذي التقى به مراراً في العراق ولبنان. وتفيد معلومات أن مكتب البحرين التابع للحرس الثوري برئاسة شكوري قام بتجنيد بحرينيين موالين لطهران جاؤوا إلى إيران عبر العراق ولبنان وسوريا.وكانت مصادر غربية أعلنت السبت الماضي أن شكوري على اتصال مباشر بمشيمع وأشارت إلى أن آخر لقاء بينهما تم في فبراير (شباط) الماضي في بيروت، وتتهم شكوري بلعب دور أساسي في الأحداث التي شهدتها البحرين وتصر إيران على وصفها بـ"الثورة".

واعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس أن محاولة الاغتيال التي اتهمت ايران بالتخطيط لها لقتل السفير الايراني في الولايات المتحدة "تثير القلق الشديد"، داعياً الغرب الى "تشديد العقوبات" على طهران. وقال ساركوزي في مقابلة مع "فرانس برس" ومحطتين إذاعيتين "قدم لنا الاميركيون عناصر غاية في الدقة تؤكد صدقية هذه المعلومة"، واعتبر ان هذا "الانحراف من قبل القادة الايرانيين يثير القلق الشديد". وأضاف الرئيس الفرنسي ان "هذا الانحراف مقلق بالنسبة الى السعي للحصول على سلاح نووي، ومقلق بالنسبة الى تصرف (القادة الايرانيين) ازاء جيرانهم العرب". واعتبر ساركوزي ان على الغرب التحرك "عبر تشديد العقوبات". وردا على سؤال عما اذا كان الايرانيون يسعون الى المواجهة قال الرئيس الفرنسي "هناك عدد من المعطيات التي تسمح لنا بالتفكير في ذلك". وأعلنت كندا أمس فرض عقوبات جديدة على ايران وتحديداً على خمسة شركاء في المؤامرة بهدف اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد في بيان ان بلاده فرضت قيودا على سفر هؤلاء الاشخاص ومنعت "اي كندي او اي كيان كندي من القيام بتعاملات مالية مع الاشخاص المعنيين". وأعلنت وزارة المال البريطانية امس تجميد اموال خمسة ايرانيين تشتبه الولايات المتحدة بتورطهم في مؤامرة اغتيال السفير السعودي في واشنطن التي كشفت السلطات الاميركية النقاب عنها الاسبوع الماضي. وأعلنت الوزارة اتخاذ هذه التدابير بحق "خمسة إيرانيين متهمين بالتخطيط لاغتيال الجبير" وهم منصور عرببسيار الإيراني الذي يحمل جواز سفر أميركياً وغلام شاكري وهما المتورطان المباشران في العملية وجمدت كذلك أصول كل من حامد عبدالله وعبدالرضا شهلاي وقاسم سليماني.

وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية إن "وزارة المال جمدت الأصول المصرفية لخمسة أشخاص لهم علاقة بأنشطة إرهابية ذات صلة بإيران وفيلق القدس". وأكد أن لندن مستعدة للمزيد من خطوات مماثلة، قائلاً "سنواصل مشاوراتنا مع شركائنا بمن فيهم الزملاء في الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة حول كيفية اتخاذ المزيد من الإجراءات".

وفي واشنطن، رحب البيت الأبيض بإلاعلان البريطاني، وأصدر مستشار الأمن القومي طومي فيتور أمس بياناً جاء فيه "نرحب بقرار المملكة المتحدة فرض عقوبات على الأشخاص الخمسة الذين حددتهم الولايات المتحدة لتورطهم في مؤامرة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة". واعتبر فيتور أن الخطوة البريطانية "تبعث برسالة جديدة بأن المجتمع الدولي يرفض هذا الانتهاك الفاضح للقانون الدولي".(اف ب، رويترز، العربية، "المستقبل")

 

المطلوب في مؤامرة اغتيال سفير السعودية على صلة بحزب الله وأحداث البحرين 

العربية.نت/اتهام طهران بالضلوع في مؤامرة التخطيط لاغتيال السفير السعودي عادل الجبير على الأراضي الأمريكية دخل مرحلة متقدمة مع مطالبة إيران بمحاكمة أو تسليم المتهم غلام شكوري بتهمة التآمر بهدف القيام بعمل إرهابي على الأراضي الأمريكية. هذا وحصلت "العربية.نت" على معلومات حول العسكري الإيراني المطلوب للعدالة في الولايات المتحدة الأمريكية وتقول هذه المعلومات إن اسمه الكامل هو بهنام غلام شكوري من مواليد مدينة همدان غربي إيران. والتحق غلام شكوري بالحرس الثوري أثناء الحرب العراقية الإيرانية وتتهمه المعارضة بالضلوع في إعدام 4500 من السجناء السياسيين في صيف عام 1988 أي في فترة حكم مؤسس النظام آية الله روح الله خميني.

وفي عام 1990 نقل غلام شكوري إلى فيلق القدس نتيجة للولاء المطلق الذي أبداه للمرشد الإيراني الأعلى في مرحلة كان خامنئي يعمل على حذف العناصر غير الموالية له أو الذين كان يشكك في ولائهم المطلق في الحرس الثوري حيث لم يمض بعد إلا عامين على صعود كرسي ولاية الفقيه بعد وفاة خميني. وبعد أن أبدى بهنام غلام شكوري خدمات ثمينة على صعيد تصفية المعارضين من جهة وإثبات طاعته المطلقة للمرشد الأعلى من جهة أخرى أصبح اليد اليمنى لقائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني، وتم ترقيته إلى عقيد وهو اليوم برتبة عميد في الحرس الثوري. وتفيد المعلومات بأن شكوري يتحدث العربية إلى حد ما، وله مكتبان الأول في جنوب لبنان واتصالاته بحزب الله اللبناني تتم مباشرة بنعيم قاسم نائب أمين عام الحزب حسن نصر الله، أما مكتبه الثاني فيقع في ميناء بوشهر الإيراني على الخليج العربي، حيث يشرف من خلاله التدخل في شؤون دول الخليج وخاصة البحرين.

ويعرف عن غلام شكوري أنه مسؤول عن ملف البحرين في الحرس الثوري ومهمته الرئيسية في هذا الملف "تصدير الثورة" إلى البحرين، وهناك تنسيق بينه وبين عناصر بحرينية موالية لإيران على رأسهم حسين مشيمع الذي التقى به مراراً في العراق ولبنان.

وتفيد المعلومات بأن مكتب البحرين التابع للحرس الثوري برئاسة شكوري قام بتجنيد بحرينيين موالين لطهران جاؤوا إلى إيران عبر العراق ولبنان وسوريا.

وكانت مصادر غربية أعلنت يوم السبت الماضي أن غلام شكوري، أحد متهمي ملف التخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، كان على اتصال مباشر بحسين مشيمع، وأشارت إلى أن آخر لقاء بينهما في فبراير/شباط الماضي بالعاصمة اللبنانية بيروت وتتهم شكوري بلعب دوري أساسي في الأحداث التي شهدتها البحرين والتي تصر إيران على وصفها بالثورة.

وحول مدى أنشطة فيلق القدس في الحرس الثوري اعترف قاسم سليماني ذات مرة في اجتماع لرجال الدين بإقليم خراسان الجنوبي في أوساط العام الماضي، بأن فيلق القدس قام بتنفيذ 239 عملية، مؤكداً أنها جميعاً نفذت خدمة لمبدأ ولاية الفقية، وهي صفة يحملها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.

ومعلوم أن آية الله علي خامنئي بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة الإيرانية ليس على اطلاع مباشر بتحركات وأنشطة الحرس الثوري من عسكرية إلى اقتصادية فحسب بل هذا المنصب يوفر له سلطة إصدار الأوامر والمشاركة المباشرة في صياغة قراراته. كما أن اتصالات العميد شكوري، اليد اليمنى لسليماني بالمرشد الأعلى، تتم من خلال الاتصال المباشر برجل الدين أصغر مير حجازي، مسؤول شؤون الأمن في بيت المرشد، ويعد مير حجازي من مؤسسي وزارة الأمن الإيرانية، حيث شغل لفترة منصب مساعد الوزير فيها.

يذكر أن الكشف عن هذا التخطيط لاغتيال السفير السعودي بالرغم من النقاشات بين من يؤكده ومن يشكك فيه من منطلق نظرية المؤامرة، سلط الأضواء مرة أخرى على الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس الذي يعرف بالقوة الإيرانية الضاربة خارج حدودها، وهو متهم بالقيام بعمليات مسلحة واغتيالات في دول الجوار ويمتد نفوذه إلى القارتين الأمريكية والإفريقية.

 

 داعيًا إلى "تشديد العقوبات" على إيران اثر اتهامها بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي

ساركوزي: الانحراف من قبل القادة الايرانيين يثير القلق الشديد

إعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن محاولة الإغتيال التي اتُهمت إيران بالتخطيط لها لقتل السفير السعودي في الولايات المتحدة (عادل الجبير) "تثير القلق الشديد"، داعيًا الغرب الى "تشديد العقوبات" على طهران.  ساركوزي، وفي مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، قال: "لقد قدّم لنا الأميركيون عناصر غاية في الدقة تؤكد مصداقية هذه المعلومة"، مشيرًا إلى أنّ "الانحراف من قبل القادة الايرانيين يثير القلق الشديد". (أ.ف.ب.)

 

بريطانيا تجمّد أموال 5 إيرانيين بشبهة التوّرط بمؤامرة اغتيال الجبير في واشنطن 

أعلنت وزارة المال البريطانية تجميد أموال خمسة إيرانيين تشتبه الولايات المتحدة بتورطهم في المؤامرة المفترضة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن (عادل الجبير) والتي كشفت السلطات الأميركية النقاب عنها الأسبوع الماضي. وأوضحت الوزارة، في بيان، أن “القرار اتخذ بموجب قانون مكافحة الإرهاب المعمول به في المملكة المتحدة والذي يجيز تجميد أصول المشتبه بتورطهم بأنشطة إرهابية".(أ.ف.ب.)

 

مفوض الاعلام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريس

المحكمة مصلحة وطنية ونؤيد تمويلها

 المستقبل/جدد مفوض الاعلام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريس التأكيد ان "الحزب يؤيد تمويل المحكمة الدولية". ورأى في قيام المحكمة "مصلحة وطنية كبيرة"، مشيراً الى أنها "اصبحت أمراً واقعاً". وحذر في حديث الى قناة "اخبار المستقبل" أمس، من ان "رفض تمويل المحكمة يعرض لبنان لعقوبات ومواجهة مع المجتمع الدولي، وهذا امر نحن في غنى عنه"، لافتاً الى أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يؤيد ايضاً تمويل المحكمة، ولكن هناك فريق في الحكومة يرفض الامر". وأوضح أنه "يتم البحث عن مخرج مناسب لهذا الموضوع، وهذا المخرج يبدأ بتكوين قناعة عند الرافضين للتمويل ان هذا الموضوع ليس في مصلحة البلد، كما انه لن يوقف مسار المحكمة". وأكد أن مواقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الاخيرة تجاه سوريا "ليست مستجدة، بل هو يكرر هذا الكلام منذ اشهر من باب الحرص على سوريا"، معتبراً أنه "من الطبيعي ان تتأثر العلاقة بيننا وبين سوريا بشكل أو بآخر بسبب هذه المواقف، لكن جنبلاط يعطي نصائح، الا انه يبقى على السوريين ان يعالجوا أمورهم بأنفسهم".

 

أكد أن زيارته لمنزل الزوقي مع الأجهزة هي لاعتقاله

ماروني: سنتصدى لمحاولة إنهاء السيادة

المستقبل/نفى عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني، ان يكون زار منزل جوزيف الزوقي المتهم بقتل اخيه، مؤكدا ان "زيارتي منزله هي لاعتقاله مع الاجهزة الامنية".

ولفت في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" أمس، الى ان "هذا الملف أصبح منسيا من القضاء"، موضحا ان "النظام السوري لا يزال يتخذ قرارا بإخفاء المتهمين". واشار الى ان عائلة الزوقي على تواصل دائم مع المتهم، مطالبا الاجهزة القضائية بـ "إعتقاله وإنهاء هذا الملف".وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، قال ماروني عن وعده إعلان معلومات مهمة في هذه القضية: "إن التطورات الدقيقة التي يمر بها البلد جعلتني أتريّث قليلاً بانتظار بدء المحاكمة لدى المجلس العدلي كي نقول كل ما نملكه، لكن الظاهر ان بعض الجهات لا تريح ولا تريد ان ترتاح".

أضاف: "خلال يومين سيعود الى البحث في هذا الملف ومناقشة القرار الظني الذي صدر والذي حوّل حادثاً خطيراً وسياسياً الى حادث سير، وبالتالي سأكشف كل الأمور أمام الرأي العام". ورأى انه "لا يوجد عمل سياسي في البلد بل هناك تقاسم للسلطة"، مشيراً الى أن "الفريق المعارض ينتظر كل التطورات للتصدّي لمحاولة إنهاء السيادة والاستقلال وإلغائهما". وذكر بأن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أطلق وعوداً بشأن تمويل المحكمة ولم ينفّذها، "وبالتالي نحن ننتظر اقتران الأقوال بالأفعال. ولكن تأكد لنا ان هذه الأقوال لن تقترن بالأفعال".

 

النائب السابق مصباح الاحدب: سكوت الحكومة عن خروقات سوريا مريب.. ولو كنت نائباً لطرحت الثقة بمنصور

إعتبر نائب رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب السابق مصباح الاحدب أن "سكوت الحكومة اللبنانية عن الملاحقات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية السورية على الأراضي اللبنانية وتغاضيها عن الإختراقات التي يقوم بها الجيش السوري للحدود اللبنانية أصبحت مسألة خطيرة جداً ومريبة للغاية"، مشيرًا إلى أنه "حتى المعاهدة الموجودة بين البلدين (معاهدة اﻷﺧﻮة واﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻨﺴﻴ) لا تتيح ابداً هذه الخروقات أو الملاحقات، بالرغم من ملاحظاتنا الكثيرة عليها ومطالبتنا بتعديلها". الأحدب، وخلال استقباله فاعليات شمالية في دارته في طرابلس، لفت الى أن "خياريّ الحياد والنأي في السياسة اللذين تسلكهما الحكومة اللبنانية لا يجب أن يشملا الناحية الانسانية"، مضيفاً: "مطلبنا كمواطنين لبنانيين حماية المواطنين والأخوة السوريين الذين يلتجؤون الى الاراضي والبلدات اللبنانية كي يشعروا بالآمان والاطمئنان، وعلينا بالتالي تأمين الحماية لهم مثلما استقبلوا هم أيام المحن جميع اللبنانيين وخصوصا أثناء عدوان تموز 2006". إلى ذلك، إستغرب الاحدب "موقف وزير الخارجية عدنان منصور وتفرده في أخذ القرار اللبناني تجاه ما يجري في سوريا في اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية"، سائلاً "إذا كان هذا الموقف هو موقف الحكومة اللبنانية مجتمعة، ومتى اتخذت الحكومة قرارًا بهذا التوجه الذي يتعارض مع تطلعات الشعب السوري والشعوب العربية إلى الحرية والديموقراطية، وهل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يوافق على هذا التوجه؟" وختم الأحدب بالقول إنه "لو كان نائباً لطرح الثقة بوزير الخارجية عدنان منصور في المجلس النيابي".

(الوطنية للاعلام)

 

قتيل وجريح ومعتقلون في مشاريع القاع في حملة سورية لإقفال المعابر غير الشرعية

النهار/قتلت القوة الرابعة في الجيش السوري عند الحدود اللبنانية - السورية في محلة دورة الغزال – مشاريع القاع مساء أمس السوري أحمد عادل أبو جبل واعتقلت عمار الياتي أبو جبل بعدما طاردتهما باعتبارهما مطلوبين للأمن السوري، كذلك أوقفت عدداً من أبناء العائلة. والمذكوران من عرب العيدين الذين يحملون بغالبيتهم الجنسيتين اللبنانية والسورية، ويعملون في التهريب، كما أفاد مصدر أمني لـ"النهار ". وتسلم ذوو أحمد جثته. وكان الجيش السوري عمد ظهراً الى إقفال كل المعابر غير الشرعية التي تستعمل للتهريب ضمن المناطق الحدودية اللبنانية - السورية، ونفذ حملة دهم في القرى السورية الحدودية رافقتها عيارات نارية. ويذكر ان محلة الدورة الحدودية تقع خلف قناة زيتا، وهي ساقية تفصل عرفاً لبنان عن سوريا، وتبعد عن بلدة القاع قرابة 10 كيلومترات ولا يمكن الوصول اليها الا من خلال طرق ترابية بواسطة الدراجات النارية التي تستعمل للتهريب. بعلبك – "النهار"      

 

تصريحات "نارية" من المجلس بعد جلسة "باردة"

حماده ينتقد التقصير وبزي يندّد بـ" اللهاث خلف فيلتمان"

النهار/عقب انتهاء الجلسة العامة لمجلس النواب، توالت التصريحات خارجا. و"بالصف"، وقف فريقان، الاول حيا "العمل العربي الموحد ضد الهجمة المخطط لها"، والثاني  استنكر بشدة "تقصير الحكومة في حماية حقوق الانسان وخطف مواطنين سوريين".  استهل "الجولة" النائب علي عمار، فحيا " الشعب الفلسطيني وأهل غزة على الانتصار الذي تحقق اليوم بعودة مئات الاسرى الفلسطينيين في سجون العدو الاسرائيلي"، مذكراً  "بالاف السجناء والاسرى الفلسطينيين الذين لا يزالون يقبعون في سجون الاحتلال".   

ثم تحدث النائب مروان حماده لينضم الى "الزميل علي عمار في تحية الشعب الفلسطيني باستعادته أسراه"، واضاف: "اما التحية الثانية فهي للشعب السوري المناضل، لانتفاضته المباركة، لثورته في كل مدينة وقرية ودسكرة، لصموده في سجون الظالم القابع في دمشق والذي تمتد يداه الى الارض اللبنانية وشوارع لبنان لاختطاف السوريين اللاجئين".

ولفت الى ان "السؤال الذي قدمه الاستاذ (النائب) ايلي كيروز هو عنوان لحملة كبرى سنقوم بها في المحافل، محليا وعربيا ودوليا، في مجلس النواب والاعلام، وقد ظهر في الاعلام ما يفضح الحكومة ووزارات الداخلية والعدل  والدفاع وغيرها، في تقصيرها في حماية حقوق الانسان". ورأى ان "هذا البلد تنتفي أسباب وجوده عندما يسلم أناس من اجهزته الامنية لاجئين اليه، لكي يقضى عليهم على الحدود او داخل السجون السورية، فان السوري المناضل الذي يستمر في صبره وقتاله ضد النظام الغاشم سيجد في الغالبية الكبرى من الشعب اللبناني الدعم المستمر، وليس موقف لبنان في الجامعة العربية الا وصمة عار اضافية على ديبلوماسيتنا الحالية حيال الربيع العربي، فيما نحن ومن المجلس، نقول لكل فرد في سوريا وفلسطين انه من مفارقات الزمن ان يتلازم النضال ضد العدو الغاصب المحتل مع نضال الشعب العربي ضد الديكتاتوريات التي تاجرت بفلسطين لتقمع شعوبها".

ولاقاه النائب أحمد فتفت في تصريح قائلا: "نحن امام مرارة كبيرة من موقف الحكومة المهين في أمور عديدة، في التعامل مع اللاجئين السوريين حيث هناك تقصير فاضح في تلبية الحاجات الإنسانية والصحية لجميع اللاجئين، وتحديدا في منطقتي الشمال والبقاع، وثانيا في موضوع انتهاك حدودنا البرية في الشمال. لذلك، نؤكد ان العدو الإسرائيلي هو الأساسي، ونستنكر الإعتداءات الإسرائيلية، ولكن هذا لا يبرر السكوت عن انتهاك حدودنا البرية، وفي وقت كنا نعتقد أن على الحكومة استدعاء السفير السوري الى وزارة الخارجية لتبلغه إدانة لبنان للتعديات، فوجئنا بالسفير يدين بعض أفراد المؤسسات العسكرية اللبنانية الذين قاموا بواجبهم وفضحوا تجاوزات السفارة السورية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان وانتهاكاتها الأمنية التي تجلت في الاعتداء من مسلحين قبالة السفارة السورية على متظاهرين من الأكراد السوريين في بلد يعتقد أن الحرية والديموقراطية هما الأساس في وجودهم".

في المقلب الاخر، اتى الرد اولا من النائب قاسم هاشم الذي رأى انه "لا يجوز الاستمرار في السياسات الحاقدة، لانها تنعكس سلبا على المصلحة اللبنانية".

ولاحقا، رد النائب علي بزي بالقول: "آخر من له الحق في التكلم بالتبعية والإستتباع هو من ذاع صيته في هذه الميادين، فهم يعتبرون ان اللهاث خلف (السفير جيفري) فيلتمان، شرف وكبرياء وتمدن وتحديث وديموقراطية، بينما السعي الى عمل عربي موحد متضامن ضد الهجمة المخطط لها من أسيادهم باتجاه سايكس - بيكو جديد ولو تحت عنوان الديموقراطية، عار. الحقيقة انهم خافوا على عارهم أن يمحى، فكان لهم في اكثر من بلد مؤتمر - مؤامرة".

 

كتلة "المستقبل": من يقف ضد تمويل المحكمة سيختار حماية المجرمين والقتلة  

رأت كتلة "المستقبل" النيابية أن من يقف مع تمويل المحكمة الدولبة الخاصة بلبنان سيقف مع نصرة الحق وكشف الحقيقة لتحقيق العدالة، مؤكدة في المقابل أن من يقف ضد تمويل المحكمة سيكون قد اختار الوقوف في صف حماية المجرمين والقتلة. واستغربت الصمت المدوي للحكومة اللبنانية عن حقيقة ما جرى وكذلك الجمود المريب واللامبالاة الفاضحة لبعض الأجهزة القضائية المختصة إزاء ملف اختطاف معارضين سوريين، لافتة إلى أن السؤال مشروع عن دور السفير السوري علي عبدالكريم علي في التصرفات التي نفذها الجهاز الأمني الملحق به. مواقف الكتلة جاءت خلال اجتماعها الأسبوعي الدوري الذي عقدته برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في بيت الوسط حيث استعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا، تلاه النائب خالد زهرمان. وأكدت الكتلة، ومع انطلاق جلسات مجلس الوزراء لمناقشة مشروع الموازنة العامة، للحكومة وللرأي العام أن قرار تمويل المحكمة اخاصة بلبنان المدرج ضمن الموازنة ليس قرارا انتقائياً أو أمراً تقنياً أو مسالة مالية أو تفصيلية، بل هو موضوع سياسي ووطني بامتياز، يتصل مباشرة بالتمسك بمبدأ العدالة وحماية الحريات العامة ورفض الاحتكام لمبدأ الغلبة ومنطق السلاح، وهي تتعلق بقضية كشف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار وسائر الشهداء ووضع حد للفرار من وجه العدالة وحماية مستقبل الحياة السياسية في لبنان، مضيفة : "من يقف مع تمويل المحكمة سيقف مع نصرة الحق وكشف الحقيقة لتحقيق العدالة وحماية الحريات في لبنان. ومن يقف ضد تمويل المحكمة سيكون قد اختار الوقوف في صف حماية المجرمين والقتلة".

ورأت ان مسألة المحكمة تتصل بمستقبل لبنان وتتصل باحترام لبنان لالتزاماته بالعهود والمواثيق الدولية وتتصل بحماية مصالحه العليا ومصالح أبنائه، أكثر ما تتصل بالوعود والشعارات، مكررة التنبيه إلى أهمية الالتزام بموضوع التمويل ليس لاستمرار عمل المحكمة بل لمدى أهمية هذا الموضوع في مستقبل العلاقات بين اللبنانيين أنفسهم وعلاقاتهم مع العالم الأوسع. واستعرضت الكتلة الوقائع التي جرت في اجتماع لجنة حقوق الإنسان النيابية، والتفاصيل المذهلة والمعيبة في آن التي أوردها تقرير التحقيق الأمني الذي أجرته قوى الأمن الداخلي بخصوص عملية خطف المعارضين السوريين من آل الجاسم، وما يتصل أيضا بقضايا مشابهة تتعلق بمواطنين سوريين آخرين تم اختطافهم من لبنان، بمن فيهم السيد شبلي العيسمي. وسجلت تقديرها لشجاعة مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ومواقفه المهنية المشرفة، ووجهت في ذات الوقت التحية لتفاني وتضحيات قوى الأمن الداخلي عموماً وشعبة المعلومات خصوصاً وكل القوى الأمنية اللبنانية التي تسهر على حماية لبنان وأرواح المواطنين ومصالحهم.

وإذ استغربت الكتلة اشد الاستغراب، الصمت المدوي للحكومة اللبنانية عن حقيقة ما جرى وكذلك الجمود المريب واللامبالاة الفاضحة لبعض الأجهزة القضائية المختصة إزاء هذا الملف وعدم التحرك للبت به، حملت السلطة السياسية المتمثلة بالحكومة مسؤولية الفصل في هذا الأمر، متمنية على السلطة القضائية المبادرة إلى تحريك الموضوع التزاماً منها بمسؤولياتها التي يوليها القانون القيام بها، ولاسيما لأنها مسألة تمس الشأن الوطني وأمن المواطنين والمقيمين على الأرض اللبنانية.

واعتبرت أن هذه الواقعة تشكل دليلا إضافياً على أهمية إناطة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، خصوصاً في ظلّ الرضوخ للتهديد والابتزاز في قضية اختطاف المواطنين السوريين في لبنان، حيث أن هذه القضية ظلت مكتومة منذ شهر شباط الماضي، رغم التحقيقات الواضحة والأدلة القاطعة التي تمّ كشفها مؤخراً حول هذه المسألة. وتوقفت الكتلة أمام ما قام به الطاقم الدبلوماسي التابع للسفارة السورية من ممارسات مخالفة للقواعد والأعراف الدبلوماسية، مما يطرح السؤال المشروع عن دور السفير السوري في التصرفات التي نفذها الجهاز الأمني الملحق به، من جهة اخرى طالبت من الحكومة ان تبادر الى مساءلة وزارة الخارجية والطلب منها التنسيق مع الجهات القضائية المعنية ومع وزارة الداخلية لاتخاذ التدابير الملائمة بشأن ممارسات السفارة السورية وجهازها الامني في لبنان وضرورة تقيدها بالقوانين التي ترعى عمل السفارات في لبنان.

الكتلة التي تطمح وتحرص على الوصول إلى علاقات متينة وايجابية بين لبنان والشقيقة سوريا على قاعدة الاحترام المتبادل والندية، استنكرت هذه التصرفات المرفوضة التي تضر بالعلاقات المأمولة بين البلدين، إن لجهة الخروق الأمنية المتكررة للحدود الشمالية والشرقية، أو لجهة ضلوع أمن السفارة السورية في عمليات خطف واعتداء على مواطنين أو مقيمين في لبنان أو لجهة المواقف والتصريحات غير المسؤولة المعلنة على لسان السفير السوري في بيروت.

هذا، وتوقفت الكتلة أمام تكرار الحوادث الأمنية المقلقة في المدة الأخيرة في مدينة طرابلس وازدياد المعلومات عن مربعات أمنية في أكثر من حي من أحياء المدينة، تتكاثر فيها المظاهر المسلحة، فأعادت تذكير المسؤولين وطالبتهم بالتصدي لهذه المظاهر المسلحة والقائمين عليها، وطالبتهم أيضاً بتطبيق شعار طرابلس مدينة منزوعة السلاح، مؤكدة أن استمرار أجواء التسليح من قبل أطراف معروفة يطرح علامات استفهام حول نيات مبيتة لدى قوى السلاح والمسلحين التي توسع انتشارها نحو طرابلس ومنطقة الشمال من أجل العبث بالاستقرار في هذه المدينة والمنطقة بشكل عام. إلى ذلك، توجهت الكتلة بالتهنئة للشعب الفلسطيني الشقيق للانجاز الكبير المتمثل بتحرير 1027 من الاسرى الفلسطينيين من سجون العدو الاسرائيلي، وأملت في ان تكون هذه الخطوة باتجاه استرجاع جميع الاسرى من السجون الاسرائيلية. 

 

فرصة أمام تحرك الجامعة العربية سورياً وترقّب ارتداداتها على النظام والمعارضة

ضبط الاستقرار "سمة المرحلة" ولبنان في منأى عن العواصف رغم التهديدات

ريتا صفير/النهار

تتجه الانظار الى التداعيات المرتقبة للقرار الأخير لمجلس جامعة الدول العربية حيال سوريا، والذي قضى بتأليف لجنة وزارية عربية برئاسة قطر تتولى الإتصال بالقيادة السورية لوقف العنف والاقتتال، وعقد مؤتمر لحوار وطني شامل في مقر الجامعة بالقاهرة خلال 15 يوماً. وفي وقت تضاف المبادرة هذه الى سلة محاولات اتخذتها جهات ودول حيال دمشق، ضمنها تركيا، فان ثمة اقراراً بأن صدى ما سبق لم يتجاوز اطر "اعلان نيات" للاصلاح سوريا، ومن دون الانتقال الى التزام عملي على ما نادت وتنادي به المعارضة وكذلك المجموعة الدولية.

عمليا، يترقب المتابعون انعكاسات المبادرة العربية الجديدة التي تلي محاولة للامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في اتجاه دمشق، بدت الى حد ما "عقيمة" في تموز الماضي. وهو ترقّب يسعى الى قياس مجموعة "ارتدادات" محتملة على الاقتراح العربي، في مقدمها قراءة النظام السوري للرسائل  الجديدة وما اذا كان سيستجيب لنداءات المجموعة الدولية ام قد تدفعه التطورات الى رد فعل مغاير. ويضاف اليها مدى تجاوب المعارضة السورية حيال هذه المبادرة وسط التباينات التي تشهدها. وقد عكس هذا التوجه استعداد اطراف فيها لمحاورة النظام، مقابل رفض كلي لاخرى فتح صفحة كهذه والاصرار على مطالبتها المتكررة باسقاطه. واذا كانت الجهات المعنية بالحراك السوري تدرج المبادرة العربية في اطار سعي الى ايصال الازمة السورية الى خواتيمها سلميا، وضمن عملية اصلاحية يولدها الحوار، فلا يخفى عليها انها جاءت في الاساس مطبوعة بسلسلة مفارقات، منها الرئاسة القطرية للجنة في ظل الحساسية التي يمكن ان تثيرها هذه الرئاسة نتيجة موقف الدوحة المعروف من "الربيع العربي"، الى ردود الفعل الفورية التي ابداها السفير السوري لدى الجامعة العربية لجهة انتقاده المبادرة. في اي حال، لا تنفي علامات الاستفهام المرافقة للتحرك العربي الاخير سلسلة خطوات تبدو مستبعدة، اقله الى الآن في نظر المعنيين. اولاها التدخل العسكري على الشاكلة الليبية، وسط مجموعة عوامل جغرافية وسياسية تجعل المقارنة بين الحالتين الليبية والسورية صعبة، وتبدو معها التداعيات التي يمكن ان تنتج من هذا التدخل غير مضمونة، في ظل عدم انتظام صفوف مجلس المعارضة السوري المنشأ في الخارج، الى الآن، وارتفاع اسهم الحروب الطائفية التي يمكن ان تواكبه. وثمة من يستشهد  باحداث مصر الاخيرة. ومع تطلع الاطراف الى اجتماع المعارضة السورية المرتقب الشهر المقبل، فان التعويل يتواصل في الفترات الفاصلة على تداعيات العقوبات الاوروبية والاميركية المصوبة على النظام السوري، والتي كان يتوقع ان تضاف اليها سلة خطوات تركية مكملة الاسبوع الماضي، لولا حادث وفاة والدة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، والذي تولد عنه اتصال تعزية من الرئيس السوري بشار الاسد بالمسؤول التركي.

ويبدو ان استبعاد التدخل العسكري ينطبق على آخر يشمل اي تحرك قريب في مجلس الامن بعد الفيتو الروسي – الصيني الاخير، ويعزز ذلك الحديث عن منح مساعي استيلاد حل سياسي للازمة السورية فرصة، عبر اجراء انتخابات رئاسية قريبة واحترام مشاركة كل القوى السياسية فيها من خلال اطلاق عملية سياسية جديدة، في ظل اقتناع ثابت بأن مرحلة "ما بعد الاسد" قد انطلقت. لكن اي انعكاسات سيشهدها لبنان وسط مواصلة الحكومة واعضائها اللعب على حبال تمويل المحكمة الدولية داخليا والتوتر الايراني – السعودي اقليميا، نتيجة محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير؟ الواقع ان ثمة شبه اقتناع محلي وغربي بأن "عاصفة" الاتهامات والحروب الداخلية والاقليمية وتداعياتها حيال المسائل اعلاه تبدو "مضخمة" الى حد ما، بوصف معنيين، الامر الذي يبقي لبنان في منأى عنها. كما يدفع هذا الواقع بالقوى المواكبة لتدعيم الاستقرار الى مضاعفة جهودها في هذا الاتجاه. وهذا الاقتناع يرتكز في نظر الجهات المتابعة على استمرار "حكمة" الديبلوماسيتين السعودية والايرانية وقدرتهما الاستيعابية، فضلا عن مواصلة "انضباطهما" ضمن سقف معين على ما اثبتته المراحل الماضية. والتوجه عينه ينطبق على ارتفاع منسوب التهديدات المرافقة للمفاوضات الجارية حول ملف اقليمي مستجد، والمتمثل في التنقيب عن النفط والغاز. فرغم زيارة  الوفد اللبناني الرسمي لقبرص لمتابعة التفاوض حيال الاتفاق الثنائي تمهيدا لابرامه، يتواصل التعويل على الدعوات لعقد اجتماعات "تقنية" للاطراف المعنيين من اجل بت الخلافات وتفادي تداعيات المبادرات الاحادية حفاظا على مصالح كل الاطراف، وانطلاقا من اهمية الملف في تعزيز التطور الاقتصادي  والاجتماعي لدول المنطقة.

 

الأمين لعام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي

لـ"النهار": قطر قد تنسحب من اللجنة العربية المكلفة الاتصال بدمشق

النهار/كشف الأمين لعام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن وعد تلقاه من رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية  الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، عقب نهاية الاجتماع الطارئ الذي عقده وزراء الخارجية العرب الأحد الماضي للبحث في  الأزمة السورية ، بأن الأخير سيعرض على أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني إمكان اعتذار قطر عن رئاسة اللجنة الوزارية العربية التي كلفها مجلس الجامعة مهمة الإتصال بالحكومة السورية لحضها على وقف أعمال العنف ضد المواطنين المحتجين والبدء بحوار مع المعارضة في شأن إصلاحات سياسية تلبي طموحات الشعب السوري. وقال العربي في حوار خاص أجراه معه مراسل "النهار" في القاهرة جمال فهمي (ينشر نصه غدا) أن الشيخ حمد بن جاسم الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للجامعة العربية، أبلغه أنه غير متمسك برئاسة اللجنة وسيبحث مع امير قطر في أمر انسحاب الدوحة منها أو اعتذاره عن رئاستها إذا كان ذلك سيساعد في تسهيل مهمتها وتخفيف حساسيات دمشق وتحفظاتها. يذكر أن المندوب السوري  الدائم لدى الجامعة العربية السفير يوسف أحمد انتقد بعنف في كلمة علنية ألقاها في الجلسة الافتتاحية لاجتماع الوزراء العرب، أكثر دول مجلس التعاون الخليجي التي طلبت عقد الإجتماع، ولمح إلى صلة بين هذا الطلب وفشل واشنطن مطلع الشهر الجاري في تمرير قرار في مجلس الأمن عن الأزمة السورية لاصطدامه بـ"فيتو" مزدوج من روسيا والصين. كما شن المندوب السوري هجوما عنيفا على "وسائل إعلام تابعة لدول عربية" أتهمها بممارسة التحريض على حكومة دمشق، ومع أنه لم يذكر صراحة في كلمته قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية إلا أنه أشار أليها اشارات واضحة، معتبرا أنها تبث تقارير و"أخباراً مغلوطة" وتتبع أساليب "غير مهنية" في تغطيتها لمجريات الأحداث في سوريا.

 

التصويت دلالة تحوّل؟

نبيل بومنصف/النهار

يُعد الرجل الثاني في الهرمية العلنية لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم من كبار مطلقي الاشارات السبّاقة الى قرارات الحزب وتوجهاته في الملفات الداخليّة الأساسية، الأمر الذي يكسب موقفاً أطلقه قبل أيام قليلة من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي دلالة تستدعي المعاينة الدقيقة. يستدل من خلاصة هذا الموقف – المؤشر أن "حزب الله" يزداد تمسّكاً بالحكومة الميقاتية بما لا يحتمل أي جدل، ولكنه يتهيأ في المقابل ويهيئ معه الحلفاء الاضطراريين والطوعيين لجراحة صعبة وخطرة في مسألة تمويل المحكمة الدولية. عُرف "حزب الله" تقليدياً بمناداته الدائمة بـ"الديموقراطية التوافقية" التي حصد منها حتى الآن، طوعاً أو قسراً، تثبيت معادلة "الشعب والجيش والمقاومة" بديلاً من طرح خصومه لمسألة سلاحه. في الموقف الأخير للشيخ نعيم قاسم يبرز تطور في طرحه معادلة التوافق او التصويت داخل الحكومة، على موضوع تمويل المحكمة. وهي معادلة سوية ومبدئية تماماً قياساً بالأصول والنظم الديموقراطية عموماً وبما يمليه اتفاق الطائف خصوصاً. يمكن من الناحية النظرية أن يعتبر هذا التطور في مسار الحزب مؤشراً شديد الايجابية في اندماجه باللعبة الديموقراطية وفق ما يمليه الدستور واقترابه أكثر فأكثر الى صورة حزب يزيل عنه صورة "مفزعة" في فرض أنماطه بقوة امتلاكه السلاح حتى لو أتكأ في ذلك الى أكثرية عددية ظرفية أو دائمة، فالتسليم بالمبدأ الديموقراطي هو مسألة مبدئية صرفة لا تخضع للتلونات. غير أن الحزب سيجد نفسه لاحقاً في مواجهة مساءلة حتمية عما إذا كان سيثبت على اعتماد هذه القاعدة في كلّ الملفات المصيرية أم أنه يتوسلها حصراً للقضية الأساسية التي تعنيه في موضوع المحكمة. ثم أن اعتماد التصويت في موضوع قرار دولي وبروتوكول خارجي نافذ منذ عام 2007 وتمويل آلي مستمر على اساسه منذ عام 2008 يثير نقطة إشكالية ضخمة تتصل بمبدأ استمرارية الحكم وأحداث سابقة خطرة في التنصل من اتفاق ذات طابع خارجي. ولو جرى اعتماد هذه القاعدة فان الأمر قد ينسحب يوماً على القرار 1701 الذي لا يخضع لأي إجراء في "التوافق او التصويت" ولا حتى في التمويل.

هذه المجموعة المتشابكة من العوامل المتضاربة تضفي أهمية مزدوجة على المسلك الذي سيتبعه الحزب في الحفاظ على جنّة الحكومة وتجنب محاذير الضربة القاضية لالتزامات رئيسها في تمويل المحكمة. ولكن البعد الجديد والمثير للاهتمام في كلام الشيخ قاسم يتصل بالتوجهات المحتملة المطلّة على النظام السياسي الدستوري. ولعله من باب الاجتهاد الاستباقي الذي يبيحه موقف نادر كهذا أن يُطرح تساؤل عما إذا كان الحزب يلمّح الى جاهزيته لجرعة اندماج في النظام في مقابل تقويض ناجز لالتزامات لبنان حيال المحكمة. فمن يملك تسديد ثمن كهذا؟ وهل تستقيم ديموقراطيّة توافقيّة في شأن السلاح مع اتباع ديموقراطية التصويت حيال المحكمة على سطح واحد؟ 

 

ماذا وراء الحوادث الأمنيّة؟

الياس الديري/النهار

ليس كالأمن ما يهمُّ الناس ويشغل بالهم، إذا كانوا قد ذاقوا المغراية. وهل قليلٌ أو بسيطٌ أن يُقال، مثلاً، لا أمن في هذا البلد. ليس كاللبنانيّين مَنْ عاش حالات وأزمنة لا أمن فيها ولا أمان. وليس كمثلهم من يعي ويدرك حجم الخطورة وهول الكارثة حين يفلت حبل الأمن في كل الأرجاء، وماذا يحصل ساعتئذٍ. ولبنان تحديداً، يعود مرّة أخرى ليحتلّ مرتبة شاغل البال، انطلاقاً من حوادث لا تعرف البراءة، ولا تنطبق عليها مواصفات المصادفة، تفرّخ فجأة في هذه المنطقة، أو تنتشر تباعاً في تلك المدينة. وعلى الكتف حمّال، كما تقول الأمثال. في طرابلس وسواها من المدن والمناطق. وفي الجوار الملاصق للبيت اللبناني، الذي لا يزال بلا سقف ولا جدران ولا أبواب، حال قريبة من حالات انفلات حبل الأمن.

فكم قيل، ولا يزال يُقال، إن أمن لبنان من أمن سوريا، والعكس صحيح أيضاً. أوّل الغيث قطرة. وأوّل مسيرة الألف ميل خطوة. وأوّل الشرّ كلمة. وأوّل الاضطرابات طلقة...

تسنّى لي أن استمع إلى أصدقاء من طرابلس الفيحاء، يحفظونها جغرافيّاً وتاريخيّاً وسياسيّاً ووطنيّاً كما يحفظون الألف باء من صغرهم.

ويعرفونها كما يعرفون أنفسهم وبيوتهم وأحوالهم، من باب الرمل إلى باب التبانة، صعوداً إلى أبي سمراء والقبّة فجبل محسن، نزولاً إلى التلّ فشارع المئتين، فالمرفأ والأسكلة، مروراً بالأسواق الداخليّة التي تشبه التاريخ. وكان الموضوع الرئيسي الأساسي في الحديث الهادئ والدقيق يدور حول الحوادث الأخيرة، والتي راحت تتنقّل في الفترة الأخيرة في أحياء الفيحاء على طريقة مَنْ يحاول أن يبلّغ جهة معيّنة رسائل خاصّة ذات مغزى ومعنى لا يخفيان على اللبيب الذي من الإشارة يفهمُ. لماذا طرابلس بالذات؟ لأسباب عدّة، لا تتوافر مثلاً في بيروت أو صيدا. ولموقع جغرافي يتمتّع بخصوصية ليست متاحة لمدن أخرى. فضلاً عن الالتباس شبه الدائم بين باب التبانة وجبل محسن. ثمة ما يشبه الإجماع على أن ما يحصل في هذه المدينة منذ فترة، ويتنقّل بين الأحياء، ليس عاديّاً أو طبيعيّاً. ولا هو، حتماً، من صنع المصادفة، ولا علاقة البتة للخلافات الفرديّة أو الحزبيّة الانتخابيّة التقليديّة بالأمر. بل كما لو أنه مخطّط، ومدروس بدقّة. ويحمل كلاماً برسم الذين يهمّهم الأمر ويعنيهم وضع المدينة.  لكن الأصدقاء أكّدوا أن العقلاء والحكماء في طرابلس واعون، وساهرون. ويتابعون التطوّرات برويّة، اقتناعاً منهم أنه ليس في طرابلس مغامرون يعرّضون مدينتهم لأخطار مفتوحة.

 

أحمد الحريري يتحدث لـ "النهار" عن "تيار المستقبل" وملفاته: إشارات الخطر حول سعد الحريري توجب بقاءه في الخارج

هيام القصيفي/النهار

يتحرك الامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري على اكثر من خط سياسي داخلي وبين بيروت وباريس والسعودية، ويشرح لـ"النهار" بعض العناوين التي تطبع عمل "التيار" مواكبة للمتغيرات الاقليمية والداخلية. نسأله عن تضعضع التيار والمعارضة حيال المرحلة الجديدة، فيسترجع مرحلة الاستشارات النيابية للتكليف، ويقول: "كنا امام خيارين، ألاّ نشارك اعتراضا على عدم دستوريتها وتأجيلها، او نحافظ على النظام الديموقراطي. ومن روحية مشروعنا الا نسلك سلوك غيرنا حتى لو كان يجلب مكاسب شعبية وقوة، لذا شاركنا وخسرنا . اليوم تبلورت فكرتنا للنظام الديموقراطي بفتح جملة مواضيع، كالكهرباء والامور الحياتية". ويؤكد انه " كان سيتم النزول الى الشارع في موضوع الاجور، والموالاة كانت تدرك ان النزول في طرابلس سيكون كبيرا، ما يؤثر على الرئيس نجيب ميقاتي، وهذا ما دفع الى صياغة الحكومة القانون في الشكل المبتور ". ويشدد على ان " ما تقوم به المعارضة انها تراكم ايجابيات، يمكن ان نقطفها في حدث معين. واجتماعات قيادات 14 آذار في بيت الوسط تركز على ذلك".

وينفي ان تكون عقدت اجتماعات لقوى المعارضة في باريس "لم يحصل اي شيء رسمي". اما عن الاجتماع المقبل لهذه القوى في "بيت الوسط" قريبا، فييقول: "ننتظر اجتماع لقاء سيدة الجبل في 23 الشهر الجاري، وبعده سيكون لقوى 14 آذار توجه الى امر ما لا يزال غير واضح".

تمويل المحكمة

وعن مواجهة تمويل المحكمة يقول: "الملف مربح بالنسبة الينا. فاذا مولت الحكومة المحكمة، فنكون اكلنا عنبا ولم يتوقف عمل المحكمة، وسيضطر "حزب الله" الى ان يشرح لجمهوره كيف موّل المحكمة بعدما اعتبرها اسرائيلية واميركية. واذا لم تمول قد لا نستطيع منع الناس من النزول الى الشارع، لانهم معبأون في موضوع المحكمة ويعتبرون ان اقصاء الرئيس سعد الحريري كان هدفه اطاحة المحكمة". وهل اتخذتم قرارا نهائيا بالنزول الى الشارع؟ يجيب: "التوقيت بحسب الظروف، والقرار يحتاج الى احداث تدفع لانضاجه. اذا لم تمول الحكومة المحكمة ، فسينزل الناس الى الشارع من دون دعوة ، لانهم لا يتحملون امرين: عدم اتخاذ موقف حاسم مما يجري في سوريا، وعدم تمويل المحكمة. وخصوصا ان المحور الذي يسمي نفسه وسطيا في الحكومة اي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء تعهدا امام العالم انهما سيمولان".

اسباب غياب الحريري

التقى احمد الحريري اخيرا الرئيس الحريري، ويختصر دوافع غيابه بعاملين: احتياط سياسي، وامني. سياسيا امامه فرصة لتقويم الامور بدم بارد وبهدوء لكل المرحلة الماضية. ولكنه لن يعود بالخطاب نفسه الذي خرج به من لبنان، بل يجب ان يقدم طرحاً يحمل عناصر استقرار للبنان وامان للناس. لدينا فرصة نادرة للخروج من المراوحة السياسية. وهذا ما يحتم على الحريري في توقيت يقرره، ان يقدم طرحا مختلفا. من روحية طروحات تيار رفيق الحريري، بالطبع وعلى اساس ثابتتين: لا تراجع عن رفض السلاح، ولا تراجع عن اتفاق الطائف، بل وضع خريطة طريق لتنفيذه". ويذكر "بحقبة الضغوط الامنية التي واكبها حديث عن استهداف الرئيس الشهيد رفيق الحريري . واليوم نحن في جو اقليمي وداخلي يحمل في طياته اشارات خطر حول سعد الحريري. وحين قلنا ان الاطاحة بحكومة الحريري اغتيال سياسي ، لم نقلها هباء. فقرار الاغتيال السياسي اتخذه الرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ، والضغط وتراكم الاشارات، أكدا ان الحريري يجب ان يكون خارج البلاد. ثم ان القرار الاتهامي تحدث عن اربعة متهمين ولم يكلف نفسه الرئيس ميقاتي ولا معالي وزير الداخلية بارسال دورية للبحث عنهم، وهم يسرحون ويمرحون. وفي القرار الاتهامي انهم جزء من شبكة ظهر جزء منها، والذراع التي قتلت رفيق الحريري حاولت اغتيال السفير السعودي في واشنطن، فهل سيكون هناك امان في بيروت؟ هذا الوضع يحتم على سعد الحريري ان يكون متنبها امنياً حتى وهو خارج لبنان".

الازمة المالية

 وعن الازمة المالية لـ"التيار" يقول: "عشنا دوما صعودا ونزولا، لان لا احد يتصدق علينا بالمال، فهو مال العائلة منذ ايام الرئيس الشهيد ثم مع سعد الحريري. اما المساعدات العربية وغيرها فكانت تتم عبر الحكومة في شكل هبات او مساعدات. صحيح اننا نمر بأزمة، وهناك دول تنهار بسبب الازمات المالية التي اثرت علينا، لكن تحويل الازمة قميص عثمان لا يفيد. الجميع يعرفون اننا ندفع كل المتأخرات حتى آخر قرش، وسيحصلون على حقوقهم مع "حبة مسك". اما ايجابية هذه الازمة فتظهر في تقدم الطرح السياسي في اللقاءات السياسية على الخدمات والمساعدات". يركز الحريري حركته السياسية في المناطق "المصنفة اولى، كطرابلس والضنية والمنية، حيث وقعت تغيرات وانقلب الحلفاء علينا، والبقاع الغربي حيث احد الحلفاء لم يبق معنا، والاقليم في الشوف". وعن قضية النائب السابق مصطفى علوش يقول: "من كتبوا لم يلامسوا الحقيقة. حدثت "سقطة" مع الدكتور علوش وتداعينا الى الاجتماع لدرس معالجتها، وتم ذلك بهدوء واتصل به الرئيس الحريري وانا. واذ حدثت سقطة ما فانا لا اذبح الشخص بل اتفاهم معه. عولج الموضوع معنا ومع السعودية نهائيا".

العلاقة مع القوى السياسية

وعن العلاقة مع دار الفتوى يقول: "لم تكن القضية سياسية بل اتجهت نحو الامور الشخصية ويعالجها الرئيس فؤاد السنيورة بهدوء".

وبسؤاله عن بكركي يقول: "الاطلالة الاخيرة للكاردينال مار نصرالله بطرس صفير اظهرت وجود آراء مختلفة. بكركي رمز رئيسي وهي حافظت مع صفير على الوجود المسيحي منذ عام 1990. اليوم تتغير المرحلة وللبطريرك والمجلس الماروني قراءتهم التي نحترمها والنابعة من هواجس. بالنسبة الينا علينا ان نركز على وضعنا اللبناني ولا نستطيع ان نتدخل في الازمات المحيطة بنا، من دون ان نكون لامبالين. بل يجب ان "ننفّس" الهواجس بعيدا من الاعلام. فكلما بدا رأس الهرم هادئا أراح من حوله، وزيارات البطريرك الداخلية مهمة، ولا شيء يتم بالصدام مع الكنيسة بل بالحوار. والمسيحيون في التغيير الحاصل شركاء وليسوا تابعين في الانظمة الجديدة. ويدنا مع البطريرك وبكركي لنقوم بهذا الامر لان سقفنا والراعي هو لبنان".

والحريري "ضد التهجم الذي تعرض له قائد الجيش. فالمسؤول السياسي عن قائد الجيش وزير الدفاع والحكومة، ويجب ألا اطالب الاجهزة الامنية بل السلطة السياسية. الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي لا تزال متماسكة وهي الضمان وصمام الامان ولم نفقد الامل فيها، ونعرف من علاقتنا مع قائد الجيش او مدير المخابرات ان لديهما حسا وطنيا. المشكلات والملاحظات لا تعالج بالاعلام بل بالاضاءة عليها. وما حدث في الشمال خرق للمعاهدات المتعلقة بحماية المعارضين يتحمل مسؤوليته رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة والاسئلة يجب ان توجه اليهم".  أما مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، "فإن العلاقة ليست مقطوعة والتواصل مستمر على مستوى القواعد والنواب، ولكن اللقاء المباشر بين جنبلاط والحريري له توقيته ولا شيء قريبا".  عن الرئيس نبيه بري يقول: "لا خط معه. وللاسف لم يقف معنا في اي موقف. لامونا على فتح "ويكيليكس"، لكن بري لم يقف معنا في اي مفصل، مع احترامي الكامل لدهائه السياسي وادارته للامور وخبرته، لكن عند جمهورنا لم نعد نستطيع تحمل هذا الموضوع".  ومع الرئيس ميشال سليمان "النقطة الوحيدة الملتبسة تأجيله للاستشارات، ولكنه كان معنا في موقفين اساسيين: المحكمة الدولية التي يستمر في التزامها وتحدث عنها مرارا، ووفاقيته التي حاول في ظلها جمع الافرقاء حول طاولة الحوار. كنا ندعمه ولكن الظروف تغيرت. هو رأس الهرم وكانت لنا يد اساسية في التوافق عليه بعد الدوحة".

 

انتخابات المجلس الشرعي ستجري في موعدها؟ المفتي يؤيدها "ولن يسمح بتعديل المرسوم 18"

سمير منصور/النهار

برزت في الآونة الأخيرة حركة ناشطة بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني والرؤساء السابقين للحكومة من خلال لقاءات بعضها لم يعلن عنه، مثل ذاك الذي جمع المفتي والرئيس فؤاد السنيورة بمسعى من صديق مشترك، ومنها ما كان معلنا مثل الزيارة التي قام بها السنيورة الاسبوع الماضي للرئيس عمر كرامي، وتلتها بعد ايام زيارة قام بها المفتي للرئيس سليم الحص. وخلافا لتصريحات طغت عليها عبارات المجاملة والعموميات، فقد تبين ان عنوان هذه الحركة واحد، هو انتخابات المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى التي "تستحق" بعد شهر ونيّف، والمعروف ان الرؤساء السابقين للحكومة هم اعضاء حكما في هذا المجلس.

وثمة نقاش حول مشروع لتعديل المرسوم الاشتراعي رقم 1955/18 الذي ينظم شؤون الافتاء والاوقاف الاسلامية، وكذلك حول اجراء انتخابات المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الذي يرأسه مفتي الجمهورية. وبدا من خلال هذا النقاش ان هناك خلافا وأكثر من وجهة نظر سواء في ما يتعلق بالتعديل او في اجراء الانتخابات، وبات معروفا ان المفتي مع اجراء الانتخابات في موعدها القانوني اي قبل 15 يوما من انتهاء ولاية المجلس الحالي في 25 كانون الاول المقبل. وقد وافقه الرئيس سليم الحص الذي لا يرى مبررا لعدم اجراء الانتخابات في موعدها، في حين ان الرئيس السنيورة، وفق مصادر مطلعة، يقترح تأجيلها افساحا في المجال امام المجلس الحالي لانجاز مشروع التعديلات المطلوبة على المرسوم الاشتراعي رقم 18، والتي عمل عليها فريق من المعنيين بعضهم من داخل المجلس وبعضهم من خارجه، وتتحدث اوساط السنيورة عن "تفاهم على التأجيل".

وتقول مصادر متابعة لما يجري في اروقة المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ولعمل الفريق الذي اعد مشروع التعديلات، وقد استغرق اعدادها اكثر من سنة ونيّف، ان "من شأنها ان تحدث خللا كبيرا في البنية النظامية للمجلس الشرعي ودار الفتوى والاوقاف الاسلامية والمؤسسات التابعة لهما، سواء بالنسبة الى تقليص صلاحيات مفتي الجمهورية، وهي صلاحيات واسعة في الافتاء والاوقاف باعتباره الرئيس الديني للمسلمين السنة وممثلهم بهذه الصفة حيال السلطات العامة، وبصفته المرجع الاعلى للاوقاف ويتمتع بأعلى الامتيازات التي يتمتع بها سائر رؤساء الطوائف اللبنانية، بحيث يمسي المفتي مجرد مرجع لعلماء الدين فقط دون اي دور او صلاحيات في الاوقاف الاسلامية، او سواء بالنسبة الى تغيير بنية المجالس الادارية للاوقاف في المناطق ونظامها، بحيث تصبح هناك لجان للاوقاف في بيروت وطرابلس وصيدا وصور والبقاع وعكار وبعلبك تحلّ محل المجالس الادارية للاوقاف".

وتلفت هذه المصادر الى ان ولاية المجلس الحالي منتهية منذ سنتين، وقد مدد له لمدة سنة، تلتها سنة ثانية، وهناك محاولات تجري حاليا للتمديد للمجلس سنة ثالثة "بحجة ضرورة قيام المجلس الحالي بإجراء التعديلات المشار اليها آنفا على المرسوم الاشتراعي رقم 18" ويستغرب دعاة اجراء الانتخابات هذه الحجة مؤكدين "ان المجلس الجديد ستكون له القدرة على القيام بهذه المهمة على افضل وجه". وتؤكد مصادر قريبة من المفتي قباني انه "انطلاقا من احترامه للقوانين التي ترعى شؤون الافتاء والاوقاف، فإن مفتي الجمهورية ماضٍ في موقفه، وبناء عليه فهو عازم على اجراء انتخابات المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى في موعدها القانوني في اوائل شهر كانون الاول المقبل، خلافا لكل ما قيل وما يقال في هذا الصدد".

وعلم ان مفتي الجمهورية "لن يسمح بمرور مشروع التعديلات المطروحة للمرسوم الاشتراعي رقم 18 لأنها ستضعف الدور الديني والقانوني للمفتي في الاوقاف الاسلامية ودوائرها ومؤسساتها". وبين داعٍ الى اجراء الانتخابات في موعدها وآخر الى التأجيل وتعديل القانون، يبدو الواقع السياسي من المؤثرات التي ترخي بظلالها في معظم الحالات.

 

ويكيليكس...المسؤول السوري عماد الشعيبي: قد نستخدم جميع اوراقنا في لبنان ونحول الوضع الى حالة عدم استقرار اذا تسارع عمل المحكمة الدولية...والايرانيون لعبوا لعبة دوراً مزدوجاً في العراق...نريد السلام مع اسرائيل "فاختبرونا"!  

طارق نجم

بتاريخ 24 شباط 2007 اجتمع الدكتور عماد فوزي الشعيبي مع القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الامريكية في دمشق، مايكل كوربان. وقد كشفت الوثيقة السرية الصادرة عن السفارة بتاريخ 28 شباط 2007 والتي تحمل الرقم 07DAMASCUS193 ما جرى خلال هذا اللقاء الذي تناول قضايا العراق ولبنان والسلام مع اسرائيل. وتجدر الاشارة أنّ عماد الشعيبي يعتبر من الناطقين باسم النظام وهو من المقربين للرئيس السوري بشار الأسد ويعبّر عن توجهاته السياسية.

ونقلاً عن المذكرة الأمريكية التي افرج عنها موقع ويكيليكس فإنّ "الشعيبي، المحلل السياسي السوري المحلي والمقرب من النظام الحاكم، ناقش موضوع الحوار مع الولايات المتحدة حول مسألة اللاجئين العراقيين والتلويح بعدوتهم الى بلادهم على انها ورقة ضغط على الولايات المتحدة في ظل وجود مصالح مشتركة بين البلدين. وكذلك اعترف الشعيبي بأن النظام السوري دعم مستوى معتدل من عدم الاستقرار السياسي في لبنان، وتوقع أن يزداد سوءاً إذا كان هناك تسارع لانشاء المحكمة الدولية الخاصة. كما أشار الشعيبي ان التوتر إلى انّ العلاقات السعودية السورية المتوترة قد هدأت بشكل كبير منذ زيارة وفد من حزب الله الى المملكة، وأكد أن النظام السوري يريد ومازال قادرا على التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل."

ونقلاً عن الوثيقة الأمريكية "فالدكتور الشعيبي، الذي يعكس وجهات النظر النظام السوري، قال أنّ قضية اللاجئين العراقيين كان مجرد ورقة لوحنا بها ولم نلعبها، في اشارة الى إعلان الحكومة السورية في أواخر شهر كانون الثاني عن اللوائح الجديدة المجمدة حتى الآن والتي يمكن أن تجبر عشرات الآلاف من العراقيين على مغادرة سوريا. وفي رأي الشعيبي، أن الحكومة السورية أرادت ايصال عما يمكن ان تسببه من مشاكل هائلة للإدارة الأمريكية".

كما نوقش في المذكرة الأمريكية "وضع لبنان، حيث توقع الشعيبي أن المستوى الحالي من حالة عدم الاستقرار المزمنة ستستمر ولكنها قد لا تتصاعد. وعزى الشعيبي ذلك إلى أنّ سوريا تنتظر إجراء تسوية مع الولايات المتحدة في لبنان. ووصف الوضع الحالي في لبنان بأنه مجرد استعراض وليس وضعاً غير مستقر بالفعل، لكنه ألمح إلى أنّ سوريا قد تدفع بالوضع الى حالة عدم استقرار حقيقي إذا ما تسارعت الجهود من أجل تشكيل المحكمة الدولية في لبنان أو إذا كان مجلس الأمن الدولي عازم على اتخاذ إجراءات بموجب الفصل السابع. وفي ظل أي عمل أممي مماثل، فسنلعب أوراقنا في لبنان والوضع سيزداد سوأً. الشعيبي أصرّ على أنّ للولايات المتحدة وسوريا مصالح مشتركة في وحدة واستقرار العراق، مؤكداً ان سوريا تخشى من احتمال التقسيم والحرب الأهلية، والتي من شأنها أن تؤدي الى امتداد العنف وعدم الاستقرار والتوترات الطائفية إلى سوريا على غرار حالة العراق".

وبحسب تقييم الشعيبي، فإنّ "الحسابات الايرانية في العراق كانت تتضمن مستويات أعلى بكثير من عدم الاستقرار، وعلى عكس الحسابات السورية لم يهتم الايرانيون في استخدام العراق لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة واتهم ايران بممارسة لعبة مزدوجة معقدة، ودعم الحكومة رئيس الوزراء المالكي، ولكن أيضا توريد الأسلحة والأموال إلى الجماعات التي تعارض الحكومة والوجود الأميركي. وأضاف الشعيبي "اذا كانت الولايات المتحدة تريد السيطرة على الوضع في العراق، فإنها تحتاج الى علاقات جيدة مع سوريا".

كما أعلن الشعيبي "أنّه غير معني بالجهود الإيرانية للعمل مع السعوديين حول قضية لبنان. ولمّح الى ان سوريا منعت بشدة أي تحرك قدماً في هذه المبادرة، وكانت تستخدم الجهود الايرانية كوسيلة لتحسين علاقاتها الخاصة مع السعوديين. وتوقع أنه بحلول موعد انعقاد القمة العربية اواخر آذار في جدة، فإن هذه القناة الايرانية ستختفي".

بشأن احتمالات التوصل لإتفاق سلام مع إسرائيل، رأى الشعيبي بحسب ما اوردت الوثيقة "أنّ النظام السوري أراد وكان قادراً على التوصل إلى إتفاق سلام مع إسرائيل. وانتقد الولايات المتحدة بسبب ما وصفه بعدم ممارسة الضغط على اسرائيل للمضي قدماً في محادثات السلام. ورفض الشعيبي وجهة نظر البعض في سوريا أن نظام الأقلية الذي يقوده بشار الأسد لا يمكن أن يوقع فعلاً على اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل، مصراً على أن التوصل إلى السلام والحصول على عودة الجولان المحتل هي من مصالح جميع السوريين، وخصوصاً الأكثرية السنية. وحثّ الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الى "اختبارنا" اذا كانت هناك شكوك".

*موقع 14 آذار

 

الفوضى هي البديل عن استقالة ميقاتي... الفرزلي لموقعنا: حزب الله هو المحافظ على أمن لبنان واتخاذه القرار في الحكومة حقّ مشروع له

أما المعارضة السورية فهي نتيجة اتفاقيات مخابرات دولية  

باتريسيا متّى

بين توالي جلسات مجلس الوزراء والذي على جدول أعماله حوالي الـ90 بنداً أكثريتها متراكم من الجلسات السابقة وتصاعد حدية المواجهات الداخلية حيال مسألة المحكمة الدولية بين رافض للمحكمة بشكل نهائي وآخر مصرّ على تنفيذ الحكومة لهذا الاستحقاق ورأي ثالث داع لإحالة الملف الى التصويت، وفي ظلّ الإستحقاقات "الجديّة" التي تواجه الحكومة والمتراوحة بين الأزمات المعيشية والاقتصادية وملف الخروقات السورية. اضافة الى الاختلاف في الآراء حيال الأزمة السورية بين من يعتبر الأحداث مؤامرة وهو مساند للنظام السوري وآخر يؤكد على حق الشعب السوري كغيره من الشعوب في تقرير مصيره وبلوغ الحريات التي قام على أساسها الربيع العربي, كان لموقعنا مع نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي ولمناقشة كلّ هذه المواضيع حديث استهله بالتأكيد على "أن مسألة تمويل المحكمة الدولية لن تكون موضوع نقاش على مجلس الوزراء في الوقت القريب لأنها لا تزال في موقع الأخذ والرد ومن المبكر النقاش حوله على اعتبار أن المهلة المعطاة للبنان هي لتاريخ التاسع من شهر كانون المقبل ومن الآن الى ذاك التاريخ يخلق الله ما لا تعلمون"، لافتاً الى "أنه لا جهوزية كاملة للبت بهذا الموضوع في ظلّ تضارب الآراء".

الفرزلي الذي اعتبر أن "مقاربة هذا الموضوع تخضع للكثير من التضخيم والاستثمارات الاعلامية"، أشار الى أن "الاتفاق والبروتوكول الموقع بين لبنان والمحكمة الدولية لحظ بند يتعلّق بامكانية عدم ايفاء لبنان بإلتزاماته اما بسبب العجز أو تغير قناعات الحكومات المتتالية بحيث يتمّ البحث عن وسائل أخرى للتمويل".

وردا على سؤال عن مواجهة لبنان للمجتمع الدولي في حال لم يتم التمويل، رأى الفرزلي أن "ذلك سيفتح باب المنازعة - وليس المواجهة الكبرى كما يحاول البعض اظهارها - مع المجتمع الدولي لأن عدم التمويل لن يؤثر على ديمومة المحكمة واستمرار عملها"، مشيراً الى أن "اعتبار لبنان دولة مارقة ابتكار كلامي يصب في اطار ردات الفعل السياسية".

لا فائدة من عدم التمويل طالما أن المحكمة مستمرة... ولكنها جزء من المعركة الدائرة في المنطقة

واذ رأى أن "العقاب الحقيقي لرافضي التمويل هو في استمرارية المحكمة، لفت الى أن "المشكلة الأساسية في لبنان ليست في تمويل المحكمة بل بسماح البروتوكول في المادة 18 منه أن تكون المحكمة باب من أبواب المنازعة تحت سقف عمل مجلس الأمن الدولي حول دستورية نشوئها"، معتبراً أنه لا "فائدة من عدم التمويل طالما أن المحكمة مستمرة الا اذا كان الهدف من ذلك نقل النزاع مع المحكمة الى أروقة ومنبر مجلس الأمن".

أما حول معادلة ان العدالة تعني عدم استقرار في لبنان، فأكدّ الفرزلي أنه "لا يمكن وضع معادلة الحقيقة ومعاقبة المجرم كمصدر من مصادر عدم الاستقرار انما العمل الكيدي المزاجي والمحكمة التي تسعى لتسييس ذاتها ولا تنسجم مع الواقع هي التي تشكل سببا من أسباب عدم الاستقرار".

واذ اعتبر أن "المعادلة في لبنان أخذت بعداً آخر"، رأى أن"المحكمة جزء من المعركة الدائرة في المنطقة والاستقرار في لبنان ليس الا حديقة خلفية لواقع المنطقة"،موضحا أن "الصراع حول المحكمة هو جانب من جوانب الصراع الكبير الدائر في المنطقة".

لهذا السبب تشكلت الحكومة... وميقاتي نجح بأداء الدور الموكل اليه

كما تطرق الى موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأدائه، فإعتبر أن "ردود قوى الرابع عشر من آذار فيما يتعلق بصدقيته في تحويل كلامه الى أفعال، كلامأً تكتيكياً بغية تسجيل نقطة على رئيس الحكومة بأنه تعهد على التمويل ولم يف وفي سبيل التهويل عليه بالرأي العام السني، فإما أن يخضع للتهويل ويقع بصدام مع حلفائه أو لا يموّل فيقع في صدام مع الرأي العام السني لوتحمل الأضرار الاستراتيجية التي ستقع على شخصه".

الفرزلي الذي تساءل عن "المنافع الاستراتيجية التي تحققت جراء تعيين ميقاتي رئيساً للحكومة"، رأى أن "الأخير نجح بالدور الموكل اليه والذي تألفت الحكومة على أساسه وهو عملياً فصل الساحة اللبنانية عن الساحة السورية أمنياً"، مشيراً الى أن "الكرة الآن هي في ملعب الساحة اللبنانية كلّها وليس طرف واحد لجهة قدرة النخبة السياسية من 8 و14 على المحافظة على استقرار لبنان المفتوح على كل الاحتمالات في ظلّ الواقع القائم في المنطقة".

اتخاذ حزب الله للقرار في الحكومة حقّ مشروع له... والحكومة عجزت عن ادارة استحقاق الأجور بشكل موضوعي

الفرزلي اعتبر أن "مهمة اتخاذ القرار هي من صلاحية مجلس الوزراء"، رأى أنه "من حق حزب الله اتخاذ القرار في الحكومة طالما أنه الأكثرية في الحكومة ولكن حتى التاريخ فإن الحزب لم يتخذ أي قرار بشأن المحكمة خاصة وأنه ثبت تعددية الشرائح والآراء حيال هذا"، مشيراً الى أن "القرار أحياناً ليس للحزب في المسائل التي تحتاج الى الثلثين".

وأضاف: "على الرغم من أن آراء مكونات الحكومة متعددة وقد تكون متناقضة أحياناً في العديد من المسائل، فان الحزب يبقى مكوناً أساسيّاً وعاموداً فقرياً فيها"، لافتاً الى أن "الحكومة صنعت للاستفادة من دور حزب الله دون أن ترتد ايجاباً عليه في ظلّ عدم وجود أي منافع استراتيجة من تكليف ميقاتي لرئاسة الحكومة في لبنان".

أما فيما خص مسألة زيادة الأجور، فرأى الفرزلي أن الحكومة عجزت عن ادارة الاستحقاق بشكل موضوعي في ظلّ واقع لبنان الاقتصادي لأنها قاربت الاصلاح بشكل آني"، مشيراً الى أن "الزيادة قد استُنزفت بالغلاء الذي شهدته الأسواق التجارية".

واذ اعتبر أن مسار هذه الحكومة في التعاطي لا يختلف عن سابقاتها، قال: "لقد ثبت حتى الآن أنها لم تتعاطى طريقة موضوعية تجاه الأزمة "، لافتاً الى أن "زيادة الأجور أمر لزامي ولكن أرباب العمل بالمقابل لا يمكنهم تحمل النتائج المترتبة عن هذه الزيادة"، معتبراً أن "الحكومة "سمسار" بين طرفين تتكاتف مع أحدهما على الآخر بدون بلوغ حلّ جذري يريح الجميع".

البديل عن استقالة ميقاتي مزيد من الانهيار الأمني... وحزب الله المسؤول عن الحفاظ على الأمن

وردا على سؤال بشأن استقالة الرئيس ميقاتي وتنحيه عن الرئاسة، قال الفرزلي: "لا بديل عن استقالة ميقاتي وحكومته سوى تصريف الأعمال ومزيد من الانهيار على المستوى الأمني"، معتبراً أن "الخلافات والتناقضات في الآراء التي وجدت في كل الحكومات التي تعاقبت في لبنان قد يقلص من عمر الحكومة ولكن لن يسقطها قريبا".

وأضاف: "الحكومة اليوم نجحت في الحفاظ على الإستقرار نتيجة مسؤولية حزب الله في المحافظة على أمن لبنان".

واذ رفض الفرزلي أخذ الخروقات السورية للحدود اللبنانية على مجمل الجدّ نتيجة عدم ترسيم الحدود حتى اليوم ، شددّ على أن "المرجع الأساسي في هذا الاطار يبقى قيادة الجيش اللبناني"، مؤكدا أنه "لا مصلحة لنا بتحويل الساحة اللبنانية الى جزء من حالة الصراع الدائر في سوريا لأن ذلك سيقود الى واقع صعب من المستحيل ضبطه".

وحول اتهام مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بخطف معارضين سوريين، وضع الفرزلي هذا الكلام من ضمن مسؤوليات الحكومة للتعاطي مع هذا الشأن وتحميل المسؤوليات مع العلم أن هذا الأمر لم يتمّ لأن كل تصرفات الحكومة تصبّ في خانة رعاية الصراع على الأرض اللبنانية بمناخ آمن، ومهمة ميقاتي رعاية نقل الصراع بأطرافه واستراتيجياته من سوريا الى لبنان ولكن بمناخ آمن".

واذ رأى في ذلك خطأ يقوم به ميقاتي، اعتبر أن "تنحي ميقاتي عن رئاسة الحكومة اليوم هو ذهاب من مرحلة واضحة المعالم الى أخرى مجهولة الأطر قد تكون أكثر سلباً على لبنان"، موضحاً أن "لبنان يعيش أزمة مرشحة للتطور على كافة الصعد, واعتبار أن الأمن ممسوك مراهقة بامتياز".

أما فيما خص مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة، قال الفرزلي: "الاستحقاقات هي التي تحول الأقوال الى أفعال والنائب جنبلاط يدرك جيدا أهمية فصل أمن الساحة اللبنانية عن الساحة السورية"، معتبراً أن "الكلام عن استدارة جديدة للنائب جنبلاط كلمة كبيرة لأن الأخير يدرك تماماً أهمية الإستقرار على الساحة اللبنانية للأسباب المرئية والمخفية الذاتية التي من أجلها كلّف ميقاتي ترؤس الحكومة".

الوهن تسلّل لارادة اسقاط الأسد... وواقع جديد سوري ابتداءاً من كانون الأول المقبل

وحول الوضع السوري والأزمة التي يمر بها نظام الرئيس بشار الأسد وتشكيل المعارضة للمجلس الوطني الانتقالي، فرأى الفرزلي أن المجلس قد ولد نتيجة اتفاق الأمريكيين والأتراك والاخوان المسلمين (وهذا ما صرح به أحد مسؤولي هذا المجلس) داعياً الى بقاء لبنان تحت سقف الاتفاقيات التي ربطت لبنان وسوريا في عهد الرئيس رفيق الحريري والتي أعاد التسليم بها الرئيس الحريري يوم زار سوريا بغض النظر عن شخص الرئيس الأسد".

الفرزلي الذي اعتبر أنه "لا يجب التعاطي مع المجلس الانتقالي لأنه كيان نتيجة اتفاقيات دولية"، أيّد مطلق "مبادرة تهدف الى الحوار بين المعارضة والسلطة لأنه لا قدرة لنا على تحمل نتائج "التسمسر"مع كيانات قائمة نتيجة اتفاقيات مخابرات دولية".

وردا على سؤال عن مدى صمود نظام الرئيس الأسد، قال الفرزلي: السؤال هو الى إي مدى ستصمد ارادة اسقاط الأسد، التي تسلّل لها الوهن لأن معطيات الشعب والجيش والقرار لا زالت قائمة حتى الساعة"، لافتاً الى "تأييده للجانب الاصلاحي الذي أعلنت السلطة عنه خصوصاً وأن أسباب هذه التحركات التي يشهدها الداخل السوري تتعلق بإعادة انتاج نظام شرق أوسط جديد لأسباب تتعلق بأوهام ومشاريع امبراطورية عثماينة جديدة ومحاولة تقويض سوريا في الداخل وعلاقتها سوريا وايران واسرائيل".

في هذا الاطار أشار الفرزلي الى أن "شهر كانون الأول المقبل ستشهد الأزمة السورية انكفاءاً كبيراً ولن يبقى سوى الضغط الاقتصادي الذي يحتاج الى بعض الوقت لليتحسن تدريجياً ولكن واقعاً جديداً ستشهده سوريا"، معتبراً أن "المصالحة الوطنية ستسرع من انتهاء الأزمة". واذ تخوّف الفرزلي من حرب أهلية تفتت سوريا، رأى أن "هذه هي المؤامرة هي خطة صهيونية تهدف الى تفكيك سوريا لدويلات مذهبية بعد أن شعرت اسرائيل بتقلص مسؤولياتها الاستراتيجية بعد دخول ايران الى المنطقة ، فلم تجد سبيلاً لتقوية موقعها الا عبر محاولة تفتيت سوريا". وعلّق على الارتكابات الدموية التي تشهدها الساحة السورية، فقال: "التصرفات الدموية مرشحة لأن ترتكب في كلّ الدول", مشيراً الى "أعمال تستهدف الجيش من جهة أخرى، اذ ان الصورة الحقيقية للمعركة هي في أطراف دولية داعمة باللوجيسيتيات والتسليح والتمويل". وردا على سؤال عن قوة الرئيس السوري بعد الأمر الواقع الجديد الذي تحدث عنه الفرزلي، اعتبر أن "تحديد القوة أمر نسبيّ ولكن الرئيس الأسد سار بخط اجراء الاصلاحات في سوريا بدليل بيان حزب البعث منذ يومين والذي يقرّ بتعديل المادة 8"، مشددا على أن "حزب الله مطمئن في حساباته للنتائج الاستراتيجية البعيدة المدى للأحداث السورية". وختم الفرزلي مؤكدا أن "حزب الله لا يعيش حالة قلق مما تشهده سوريا لأنها ستخرج من الأزمة والأوضاع في المنطقة ستنقلب رأسا على عقب بدينامكية أخرى".

*موقع 14 آذار

 

نظرة دمشق إلى الأزمة

عبدالله إسكندر/الحياة

تشكو دعوات جامعة الدول العربية للسلطات السورية إلى وقف القتل وبدء مسار سياسي سلمي لحل الأزمة من عطب أساسي، هو عدم قدرة دول الجامعة على التأثير في القرار السوري الرسمي. وشجع فقدان هذه القدرة دمشق على رفض هذه الدعوات والتحفظ عنها أحياناً، والرد عليها بازدراء أحياناً أخرى. ويمكن القول إن التأثير العربي، عبر الجامعة، في دفع السلطات السورية إلى تغيير نهجها في التعامل مع المعارضين والمتظاهرين وبدء عملية إصلاحية سلمية، شبه معدوم. وتدرك دمشق انعدام هذا التأثير إلى حد أنها وصفت بياناً سابقاً لمجلس الوزراء العرب بأنه «كأنه لم يكن». هكذا تعتبر السلطات السورية أن إجماعاً عربياً على خريطة طريق لحل الأزمة يساوي صفراً.

يذكر أن دولاً عربية توجهت إلى مجلس الجامعة، بعدما فشلت منفردة في إقناع السلطات السورية، عبر اتصالات مباشرة أو دعوات علنية، بوقف القتل والعنف ضد المتظاهرين. وفي موازاة ذلك، فشلت دول ذات مصالح في الإقليم، خصوصا تركيا، في كل مساعيها من أجل وضع حد لقتل المتظاهرين. وعلى الصعيد الدولي، سجل مجلس الأمن فشلاً مدوياً في إصدار بيان يطالب بإنهاء القتل، بفعل الفيتو المزدوج الروسي - الصيني. وحتى العقوبات المنفردة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفائهما، والتي لا تظهر تأثيراتها الفعلية إلا على المدى الطويل، لم تحمل السلطات السورية على إعادة النظر في نهجها.

إذن، لا تشعر دمشق أن كل هذه الضغوط الخارجية، بما فيها العقوبات، تفرض عليها أي تنازل في التعامل مع المحتجين. لا بل تتذرع بهذه الضغوط من أجل تبرير نظريتها حول «المؤامرة» ونهجها في التصدي لـ «العصابات المسلحة». وتطبق السلطات السورية هذه النظرية على المستوى الداخلي. بما يبرر لها، إزاء نفسها، استخدام أقصى العنف ضد المتظاهرين والمحتجين المدنيين في شوارع البلاد، واستهداف ناشطين بالاعتقال والقتل. وبمقدار ما يظهر المحتجون إصراراً على التعبير عن رفضهم لهذه السلطات، تمعن آلة القتل بملاحقتهم، إلى حد أن اعتقال وقتل العشرات من المعارضين بات روتيناً يومياً، يفلت من أي عقاب.

أما الحديث عن انشقاقات في صفوف عسكريين، فهي لا تعدو كونها حالات فردية لفرار من الجندية. وبغض النظر عن المشاعر التي تدفع عسكريين إلى الانشقاق، لا تشكل هذه الظاهرة أي تهديد لآلة القتل السورية ولا للسلطات. فمن المعروف أن أي انشقاق جدي هو انشقاق وحدات بأسلحتها، وأن تكون هذه الوحدات قادرة على فرض سيطرتها على منطقة معينة وقادرة على حمايتها. ومثل هذا الأمر يبدو مستحيلاً في الجيش السوري، لأسباب تتعلق بتركيبته القيادية ومركز القرار فيه وفي وحدات أسلحته المختلفة. ما يعني أن أي انشقاق لن يكون أكثر من فرار، وأحياناً من دون السلاح الفردي.

ومع بيانات من «الجيش الحر» عن عمليات ينفذها ضد الوحدات النظامية، فإنها تبقى نوعاً من عمليات مجموعة مسلحة وليست انشقاقاً عسكرياً قادراً على الضغط على مركز القرار. فمثل هذا الضغط لا يمكن أن يأتي إلا من وحدات كبيرة ومسلحة قادرة على قلب ميزان القوى الأمني. إذن، لا التحرك الخارجي، العربي والدولي، تمكن حتى الآن من إيجاد ترجمة له في ضغط مباشر على السلطات السورية. ولا التحرك الداخلي، تظاهرات وانشقاقات عسكرية، شكل تهديدا مباشرا لهذه السلطات يحملها على تغيير نهجها. هذا على الاقل ما تراه السلطات السورية، او ما تقدمه من تحليل، من اجل اعتبار انها غير مكرهة على اي تنازل، وانها تجاوزت مرحلة الخطر. لكن هذا الاعتبار الذي لا يؤدي الا الى اطالة المواجهة مع المعارضة هو الذي يوفر معطيات لتعديل نوعي لعناصر الازمة، بما سيؤدي حكما الى تعديل في طبيعة المواجهة وميزان القوى.

 

وكيليكس/المستقبل/ميشال عون من الأسد الأب الى الأسد الابن/الجنرال يرفض عرضاً من الحسيني: تطلبون مني تأمين انتخاب غيري!

"ميشال عون من الأسد الأب الى الأسد الابن"، ملف جديد يسلّط الضوء على خفايا مرحلة غير عادية في تاريخ لبنان الحديث، وسلوك غير عادي لشخص امتهن السياسة من باب العسكر، فحارب الجميع من أجل نفسه ولا شيء غيرها.

صال وجال في ساحات التحالفات الداخلية والخارجية، أكثر منها في ساحات القتال، ولم يربح أياً من "معارك" الساحتين، لكن الجنرال ظلّ ثابتاً في حلمه، لا يتزحزح، لا بالبزّة العسكرية ولا المدنية. حنين قاتلٌ إلى "الكرسي الرئاسية"، وأحلام نهارية ومسائية جعلت حياة الجنرال ليلاً طويلاً طويلاً طويلا.

لم يجد حرجاً في نقل بندقيته من كتف الى آخر. راهن بداية على الرئيس السوري حافظ الأسد، ثم على الأميركيين، وعاد الى الأسد نفسه، قبل أن يلجأ الى الرئيس الفلسطيني "أبو عمّار" وبعده الى الرئيس العراقي صدام حسين ومعهما طبعاً فرنسا، ليأوي أخيراً الى الرئيس بشار الأسد، حيث لا يزال يتموضع حتى الآن ومن أجل الهدف نفسه والحلم نفسه.. كرسي بعبدا.

هذه المحطات واكبها اللبنانيون من بُعد ومن قرب، لكن بقيت وراءها وفي كواليسها وقائع لم يُكشف النقاب عنها حتى اليوم، ولم يكن ليحصل ذلك لولا انقلاب بعض المقربين من الجنرال عليه بعد أن انقلب على نفسه، فكشف بعضهم باسمه الصريح، لـ"المستقبل" أسراراً غير معروفة، فيما فعل آخرون فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، لتكون هذه الشهادات في متناول اللبنانيين.

هذا الملف الذي تنشره "المستقبل" على حلقات، يتضمن روايات من شهود سابقين وآخرين مخضرمين، عن أحداث ووقائع تعكس عطش الجنرال المستديم لكرسي بعبدا التي هنأ بها لعام ونيّف من دون أن يهنأ بلقبها الأصلي، فلم ينل أكثر من رئاسة حكومة انتقالية، دفعته الى تبني سياسات "انتقالية" علّه ينتقل الى الكرسي الحلم.

في الحلقة الثانية، تسلّط "المستقبل" الضوء على خفايا مرحلة المفاوضات التي كان يقوم بها الجنرال عون للوصول الى رئاسة الجمهورية عشية انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل، لا سيما وأن الجو خلال العام 1988 كان يوحي له بأن السوريين يؤيدون وصوله الى قصر بعبدا "إذا نفّذ أجندة معينة". لكن تلك الإيحاءات "تبخّرت" كلها مع طلب الرئيس الأسد من النائب ميشال المر اقتراح اسم لرئاسة الجمهورية "لأن عون غير مناسب للرئاسة"، فاقترح عليه اسم مخايل الضاهر.

والواقع أن الجنرال أجهض أكثر من محاولة لانتخاب رئيس للجمهورية، إذ يروي القيادي في "التيار الوطني الحر" انطون الخوري حرب أن الرئيس حسين الحسيني كان يحاول تمرير انتخاب الرئيس فرنجية وناقش الأمر مع عون، فاتفق مع قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع على تعطيل الانتخابات.

كما منع بكل الأساليب وصول مدني لرئاسة الحكومة الانتقالية حتى ولو ورد اسمه وزيراً فيها، وظل يناور للوصول الى بعبدا بأي ثمن، الى درجة أنه هدّد بانقلاب عسكري في حال تعيين غيره، كما يؤكد الناشط السياسي فايز قزي، وأن الجنرال أعدّ خطة لاحتلال القصر الجمهوري مع قائد اللواء الثامن العميد سليم كلاس حملت اسم "عملية صفر"، وطلب منه تنفيذها ليل 22 أيلول في حال تم تعيين غيره. وفي تلك الليلة، أعلن الرئيس الجميل تأليف حكومة عسكرية برئاسة الجنرال، لتتحقق له بذلك أول خطوة في رحلة "الألف حلم"... الى رئاسة الجمهورية.  وفي الحلقة أيضاً بورتريه للزميلة كارلا خطار عن "العواونة".

غداً : لجأ الى أبو عمّار فطلب منه وقف "حرب الإلغاء"

 

عون ترأس الاجتماع الأسبوعي ل "التغيير والإصلاح": إذا أراد أحدهم ترك الأكثرية فلا يمكننا إجباره على البقاء

ما يعري لبنان التنازل عن السيادة والمواقف المخالفة للقوانين

من يريد تمويل المحكمة فليتكارم ويعطي المال من ميزانية منطقته

وطنية - 18/10/2011 عقد نواب تكتل "التغيير والإصلاح" إجتماعهم الأسبوعي في دارة النائب العماد ميشال عون في الرابية. وجرى البحث في مواضيع إجتماعية عدة، أبرزها الأجور وموضوع التغطية الصحية والموازنة.

وبعد الإجتماع، قال العماد عون: "خلافا للمعتاد سنبدأ اليوم بدعوة اللبنانيين إلى حضور حفلة الفرسان الأربعة الخيرية في "بيال" التي ستقام في 21 تشرين الأول ويعود ريعها إلى تحسين السجون. وأتمنى من الجميع المساهمة، فالسعر مدروس يناسب كل فئات المجتمع، وليس فقط أهل الثراء، المشروع وغير المشروع".

أضاف: "في جلسة اليوم، درسنا الوضع الإجتماعي والأجور وموضوع التغطية الصحية لكل اللبنانيين. كما درسنا مسألة الموازنة. وسنعود إلى هذه المواضيع قريبا. ففي 21 تشرين الأول أي يوم الجمعة المقبل، سيعقد التكتل ورشة عمل في دير في منطقة الكنيسة، حيث نتمكن وسط الأجواء الهادئة أن نتناقش لوحدنا بدون أن نزعج أحدا، كي ننتج أمورا مدروسة بعيدة من الضجة والمزايدة، لأن ما رأيناه لا يريح أبدا، لجهة الطريقة التي درست بها المواضيع. لسنا مرتاحين للموازنة، لا من ناحية شكلها ولا من ناحية مضمونها، ولسنا مرتاحين للطريقة التي تم خلالها البحث في القضايا الإجتماعية، أيضا لا من ناحية الشكل ولا المضمون. إذا هناك إعادة نظر، وان شاء الله، نخرج بطروح ونتائج واضحة، فيعرف المرء عما يتكلم وماذا يجب أن يقول، ومتى يجب أن يسكت أيضا".

حوار

ثم رد العماد عون على أسئلة الصحافيين:

سئل: يبدأ اليوم مجلس الوزراء بالبحث في مشروع الموازنة. فهل سيكون مصير هذا المشروع كمصير بند زيادة الأجور التي سيقرها مجلس الوزراء، رغم معارضتكم لها؟

أجاب: "عندما نكون ضمن مجموعة، ما يهمنا هو ألا نساهم في الخطأ. وإذا أقرتها الأكثرية، فنحن نخضع للقانون الديموقراطي، وبالتصويت "إثنان يغلبان أينشتاين"، وهذا معروف".

سئل: نرى تباينا واضحا بين موقفكم وموقف النائب وليد جنبلاط في ما خص تمويل المحكمة الدولية. هل يمكن أن يؤدي هذا إلى الإفتراق الكلي واستقالة الحكومة كما يشاع في الفترة الأخيرة؟

أجاب: "ما زلنا عند موقفنا، ولا نريد أن نفترق عن أحد. وإذا أراد أحدهم أن يتركنا، فلا يمكننا أن نجبره على البقاء. ولكن من دون مسوغ قانوني، لا يمكن لأحد أن يجبرنا على أن ندفع، وهذا نعتبره خطأ جسيما، إذ يجب أن نحافظ على كل قرش. وأعتقد أن لكل مليون من هذه ال70 مليون المطلوبة قيمته! لسنا بلدا يتمتع بالثراء والازدهار، بل نحتاج إلى كل قرش لا أن "نرش أموالنا على التراب"، ونود أن يبقى معنا الجميع، ولكن إذا أراد أحدهم مفارقتنا، فماذا يمكننا أن نفعل؟".

سئل: ما موقفكم من عودة التعديات على أراضي الكنيسة المارونية في لاسا، وخصوصا بعد الإتفاق الذي تم برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي؟

أجاب: "لا علم لي بالتفاصيل عن عودة التعديات. بالفعل، لا أعرف عن الأمر، ولست أتهرب من الإجابة. سأستفسر عما حصل".

سئل: في ما خص موضوع تمويل المحكمة، هل هناك طروح أو اقتراحات من تكتل "التغيير والإصلاح" حتى لا نصل إلى المأزق؟

أجاب: "ولكن لماذا تفترضون أن هناك مأزقا؟! أنا لست أفهم لماذا هناك مأزق! هل فقط لأن أحدهم قال إنه يريد أن يدفع؟ هل إذا خطر لي أن أقول إني سأدفع، فهل أضع الحكومة والشعب اللبناني أمام مأزق! ما دام هناك أصول للدفع وأصول لإقرار الإتفاقات، فلماذا يفرضون هكذا أمر علينا فرضا؟ هل سنظل هكذا، نخرج عن القوانين؟ هل المسألة هكذا؟ عشوائية؟ كل قرش سيدفع يجب أن تكون هناك أصول لكيفية دفعه. وإذا أدرجوا الموضوع في الموازنة، فسأسألهم لماذا. من أين لهم الحق في مجلس الأمن، ومن أين لهذه المحكمة الحق بأن تطالبنا بالمال؟ بموجب ماذا؟ ليس هناك من اتفاقية ولا موافقة. وكل اتفاقية تنص على دفع الأموال للخارج يجب أن يصدق عليها ثلثا مجلس النواب. وهي لم تعرض علينا، خصوصا نحن النواب. من هنا، لن يعترف بها. قانونا، لا يعترف بها. في قانون المحكمة، مذكور أنه إن لم يدفع لبنان لسبب أو لآخر، فسيؤمنون أموالا من الخارج. إذا، من يريدون أن "يتكارموا"، فليتفضلوا ويعطونا المال من ميزانية منطقتهم. لن أقول من ثروتهم الخاصة، بل من ميزانية منطقتهم".

قيل له: يقول رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إن عدم تمويل المحكمة يخدم مصلحة إسرائيل ويعري لبنان أمام المحكمة الدولية.

أجاب: "لبنان "لابس" كل ثيابه، وعليهم ألا يعروه هم. لبنان يلبس ثيابه كلها، وهو محتشم أيضا، وهم الذين يعرونه بمواقفهم التي تتضمن تنازلا عن السيادة والقوانين والدستور اللبناني. فأنا عندما أقف هنا وأقول إني لا أريد أن أدفع، أقولها بكل فخر. أنا لم أوقع وأتهرب الآن من توقيعي، نحن لسنا موقعين، وكل مال يفرضون علينا دفعه، هو مثل دفع الخوة، ويريدون أن يخضعوننا لمبدأ "الهوبرة" والتخويف! ولكن لا، نحن لا نخضع للتخويف".

سئل: ماذا سيكون موقف الحكومة أو موقفكم في ما يخص المؤسسات الرديفة للحكومة أي مجلس الإنماء والإعمار وكل هذه المؤسسات؟ هل سيكون لها نصيب في الموازنة الجديدة؟

أجاب: "لها موازنة مفصلة، كما حصل في العام الماضي. إذا لم تفصل الموازنة، نحن لن نقبل. وطبعا، هناك لجنة الإنماء والإعمار التي ستقوم بمراقبتها، إذ من غير المعقول أن نعطي مبالغ من المال، ولا نعرف كيف ستصرف. من جهة أخرى، نحن أصلا سنضع كل هذه الصناديق قريبا تحت مجهر إعادة النظر بوجودها. لأنه "كتر خير" الويكيليكس، فهي تخبرنا عن سبب وجود هذه الصناديق ومن هو المستفيد منها، بحيث استعملت رشوة رسمية، ومن يستفيدون منها، يقومون بمهاجمتنا".

 

شدد مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح،لـ "المستقبل": أسلوب سفير سوريا في النقاش لا يؤسس لعلاقة جيدة

حاورته: صفاء قره محمد/المستقبل

شدد مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح، على ان "عدم التزام الحكومة تمويل المحكمة الدولية سيؤكد انها حكومة سلطة الواقع"، لافتاً الى "وجود تداعيات سياسية داخلية وخارجية لعدم التمويل على لبنان". وقرأ في الدعوات الى تعديل بروتوكول المحكمة "محاولات لإبطال المحكمة"، مؤكداً أن "هذه المحاولات لن تنجح والمشهد الذي سنشاهده بعد أشهر سيكون محكمة قائمة بكل تكويناتها". وأشار الى ان "الطريقة التي تعاطى فيها سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي مع ما كشفه مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لجهة اختطاف المعارضين السوريين "لا تؤسس لعلاقة جيدة بسوريا".

ولفت في حديث الى "المستقبل" أمس، الى "وجود قلق من أن نسبة العجز الواقعي ستكون أكثر مما هو موجود في موازنة 2011 ، موضحاً ان "الحكومة من خلال ممارستها تبرهن وجود تفكك وعدم وضوح رؤية منسجمة عند الجميع".

وهنا نص الحوار:

[ كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن موضوع تمويل المحكمة بين تأكيد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي التزام لبنان بالتمويل ورفض حلفائه لذلك، هل نحن أمام لعبة تبادل للأدوار؟

ـ الوقت سيظهر للجميع ماهية هذا الإختلاف لأن لتمويل المحكمة مدى زمنيا سيحسم الأمر لناحية هل إن الحكومة فعلاً ملتزمة بالمحكمة الدولية، وعندما نتحدث عن الالتزام لا نعني الالتزام المالي فحسب، بل أيضاً التزام بالقضية وبالمؤسسة التي أنشئت لهدف كبير جداً. هنالك مطلب لبناني قبل ان يكون مطلباً من أي طرف آخر لقيام المحكمة بدورها، ونحن ننتظر أن تقوم هذه الحكومة بتأكيد التزام لبنان بالمحكمة وبدورها. لا نريد التكهن ان كان هنالك تبادل للأدوار، فأحياناً يبدو الأمر كذلك ولكن من ناحية ثانية يؤكد الرئيس نجيب ميقاتي من دون أي تردد التزامه أمام جمهوره والمجتمع الدولي، وعندما يؤكد هذا الكلام لا نستطيع الا ان نأخذه بحرفيته. وعما اذا كان الرئيس ميقاتي سيتراجع عن هذا الالتزام فيعتقد كثر أن هذا غير ممكن لأنه عندما يتراجع عن الالتزام يظهر بأن الحكومة هي حكومة سلطة الأمر الواقع وأن المرجعية الخلافية في هذه الحكومة هي في يد المكون الأساسي فيها. فعدم التزام الحكومة تمويل المحكمة سيؤكد انها حكومة سلطة الامر الواقع في لبنان وبالتأكيد هنالك تداعيات سياسية داخلية وخارجية.

[ هل تعتقدون أن الأمور سائرة باتجاه استقالة الرئيس ميقاتي؟

ـ الرئيس ميقاتي يؤكد من ناحية الالتزام بالمحكمة كأمر أساسي في حكومته، ومن ناحية أخرى نسمع بأنه لن يستقيل، هنالك تناقض ناتج عن أن أفرقاء أساسيين في الحكومة يقولون انه مستحيل الموافقة على التمويل، كيف نستطيع أن نجمع هذه المواقف بين إبقاء الحكومة وبقاء التزام الرئيس ميقاتي وإصرار المكونات الرئيسية على عدم التمويل؟ ليس هناك من جواب لهذا الأمر.

[ متى تنتهي مهلة لبنان في تمويل المحكمة، وما هي المخارج المتاحة أمام الحكومة؟

ـ الأموال مستحقة على لبنان، استحقت وهي مطلوبة الآن وليس هناك من فترة زمنية لعدم السداد، وكان يجب على لبنان تسديد المبلغ منذ فترة. هنالك سنوات مالية للمحكمة مرتبطة بموازنتها واذا لم يقم لبنان بتسديد حصته تقوم السلطات المعنية في الأمم المتحدة بجمع الأموال من متبرعين آخرين من بلدان أخرى، ولكن هذا لا يعني عدم سداد لبنان حصته، إلا ان الحصول على الأموال سيؤمّن للمحكمة التمويل اللازم. لقد ارسلت المحكمة الى لبنان تعديلاً على المبلغ المتوجب عليه دفعه بعد احتساب الفارق بين الدولار واليورو والذي يقارب 35 مليون دولار.

[ ماذا تريد الأكثرية الجديدة من إطلاق الدعوة الى تعديل برتوكول المحكمة؟

ـ محاولات إبطال المحكمة قائمة منذ زمن، فلذلك إن كل المقاربات حول تعديل البروتوكول تهدف الى تعطيل عمل المحكمة، واذا لم يتمكنوا من التعطيل أو الابطال الدائم فإن البعض سيحاول القيام بالتجميد والبعض الآخر سيعمل على خلق نقاش وخلاف، وكأنه في لبنان لا يراد أن تقوم المحكمة. وهنالك أيضاً أطراف تعمل للتأثير على المجتمع الدولي إن كان في مجلس الأمن أو الأمانة العامة للأمم المتحدة لتجميد العمل في المحكمة، ربما البعض يطمح لهكذا مقاربة أملاً في أن نذهب من نقاش هنا الى تجميد ومن ثم الى إلغاء المحكمة. أعتقد انه في الوقت نفسه الذي يقوم فيه البعض بهذه المحاولات فإنهم أيضاً يتحضرون للتعاطي مع المحكمة قضائياً والانخراط في عملية الدفاع عن المتهمين كمسار موازٍ لمحاولات إبطال المحكمة. هذه المحاولات لن تنجح والمشهد الذي سنشاهده بعد أشهر هو مشهد محكمة قائمة بكل تكويناتها.

[ كوزير سابق للمالية، كيف قرأتم مشروع موازنة العام 2012؟

ـ هنالك بعض الأمور الأساسية في الموازنة نستطيع أن نجد فيها بعض الملاحظات الواضحة. يوجد في الموازنة الجديدة ما يقارب 4 مليارات دولار دين إضافي من دون إحتساب الأمور الإضافية في الانفاق والضرائب، ولكن تفترض الموازنة أيضاً ان هناك نمواً حقيقياً في الإقتصاد في سنة 2012 بـ 4 بالمئة وهنالك تضخم وزيادة بالأسعار بنسبة 5 بالمئة مع بعضهم البعض هنالك 10 بالمئة نمو بحجم الإقتصاد اللبناني وهذا أساسي لقياس الواردات التي ستتم جبايتها إذا كانت الحركة والواردات أقل.

هناك قلق من أن نسبة العجز الواقعي ستكون أكثر مما هو موجود في موازنة 2011 . ولا اعتقد أن هذه الموازنة تمثل توجهاً واضحاً ومتكاملاً للسياسة الاقتصادية في البلد، وكثر يعتبرون أن الموازنة هي الأداة والإطار الأساسي لرسم جميع السياسات الاقتصادية، والقطاعية، كما انها لا تتطرق بالتفصيل الى كل الوزرات كالاتصالات والطاقة.

[ ما سبب ذلك؟

ـ ربما لأن هذه الحكومة رغم أنها في السياسة توجد فيها أغلبية من طرف واحد ولكنها ليست حكومة جامعة في أمور كثيرة بما فيها السياسات الاقتصادية. ليس هنالك من رؤية جامعة لهذه الحكومة ترتكز عليها في تنفيذ سياستها، ولاحظنا هذا الأمر إن كان في موضوع الكهرباء أو الأجور. الحكومة من خلال ممارستها تبرهن عن وجود تفكك وعدم وضوح رؤية منسجمة عند الجميع ونسمع الآراء المتناقضة في السياسات الحكومية الاقتصادية.

[ يردد خصومكم أن طول فترة غياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان انعكست سلباً على شعبيته، ما رأيكم؟

ـ لا شك في أن غياب زعيم سياسي مثل الرئيس الحريري له كلفة سياسية، بالطبع الرئيس الحريري هو من يقوّم الموضوع ويختار أن يكون غائباً في هذه المرحلة ولكنه ليس بعيداً عما يحصل في لبنان، وهو على تواصل دائم مع تياره السياسي، حزبه، مستشاريه، الوزراء السابقين والنواب الحاليين بالإضافة الى حلفائه. أعتقد أن كثراً من الناس يتفهمون غيابه وآخرين ينتقدون الغياب.

[ بعد دعوة الجامعة العربية الى حوار بين النظام السوري والمعارضة في القاهرة والموقف السلبي لدمشق من هذه المبادرة، هل تعلق الجامعة عضوية سوريا منها؟، وهل ذلك مقدمة لعمل غير تقليدي ضد نظام الأسد؟

ـ أثير موضوع تعليق العضوية في بعض وسائل الاعلام أكثر مما أثير فعلياً بين الوزراء والمسؤولين العرب وأعتقد أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي علق على موضوع التعليق مؤكداً ان هذا الموضوع غير وارد. الموقف العربي مهم والشعب السوري يتطلع الى الموقف العربي أكثر بكثير من الموقف الأوروبي أو الأميركي أو التركي ولكن السؤال هل هناك استعداد لدى النظام السوري لإجراء تغييرات وخصوصاً ان هذه التغييرات ستطال النظام نفسه؟ هذا سؤال كبير، فعندما يقتنع الشعب السوري بأن هنالك عملية تغيير حقيقية وان طموحاته الطبيعية والمشروعة سيأخذها، عندها نكون أمام نهاية لهذه المأساة، وطالما لم يقتنع الشعب السوري فالمشكلة قائمة في سوريا بغض النظر عن أي بيانات من الجامعة العربية أو مجلس الأمن.

[ ماذا يعني ضلوع السفارة السورية في بيروت في عملية خطف والاعتداء على معارضين سوريين؟

ـ هذا أمر خطير ومن واجب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي اطلاع المسؤولين على هذا الأمر، فليس هنالك أمور يجب ابقاؤها طي الكتمان لإمتيازات معينة. ما سمعناه من هجوم على اللواء ريفي كان أمراً غريباً، المطلوب من الجهات الأمنية المختصة متابعة الموضوع بطريقة جدية جداً، فنحن لا نستطيع دفن رؤوسنا في الرمال ونغض النظر عن الموضوع، لأننا للأسف شهدنا أن الحكومة في مراحل كثيرة نأت بنفسها عن هكذا مواضيع ونحن نطالب الحكومة بمواقف واضحة ليس من باب العداء للنظام السوري أو خلق مشكلات. ان الطريقة التي تعاطى فيها السفير السوري مع هذا الموضوع لا تؤسس لعلاقة جيدة بسوريا.

 

جنبلاط يأخذ قراره بالخروج التدريجيّ من الأكثريّة

فادي عيد/الجمهورية

ترك حديث رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على شاشة "المنار" انطباعات سلبيّة لدى "حزب الله" و8 آذار، إضافة إلى استياء سوريّ نقله زوّار العاصمة السوريّة من حلفائها في لبنان، وسمعوا كلاما يوحي بالقطيعة بين دمشق وجنبلاط. وعُلم من مصادر متابعة للحراك الجنبلاطيّ، أنّ رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي سيفجّر مفاجآت بالجملة خلال انعقاد الجمعيّة العامّة للحزب، وربّما قبلَها، باعتبار أنّ جنبلاط، ووِفق الدائرة الضيّقة المحيطة به، أخذ خياره بالخروج التدريجيّ من الأكثريّة، وقد يكون بند تمويل المحكمة مدخلا لتموضع سياسيّ جديد، وهذا ما يدركه فريق الثامن من آذار الذين هاجموه في مجالسهم وعبر حملات على "الفايسبوك"، لا سيّما وأنّ الانتفاضة الجنبلاطية انطلقت على شاشة "المنار" وبعد ساعات على لقائه والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله.

وقد أتبعت المواقف الجنبلاطية بسلسلة إشارات ودلالات توحي بتغيّرات في المناخ السياسي لرئيس "جبهة النضال الوطني"، ومنها مشاركة النائب الاشتراكي أكرم شهيّب في احتفال تكريم البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير إلى جانب قوى الرابع عشر من آذار. ومن ثمّ إطلاق شهيّب مواقف سياسيّة تصبّ في خانة 14 آذار، أضف إلى عامل آخر تمثّل بالعشاء الذي أقامه النائب مروان حماده في دارته بمشاركة جنبلاط ونوّاب اللقاء الديموقراطي، إلى التناغم القائم بين "الرفيقين" جنبلاط وحمادة وعودتهما إلى العلاقة التاريخية التي جمعتهما منذ السبعينات. من هنا، ثمّة ترقّب لمواقف جنبلاط في الأيّام المقبلة، خصوصا وأنّه تبلّغ رسائل من "حزب الله" وإيران وصلته إلى عقر داره في الشوف من خلال حفل وضع حجر الأساس لمستشفى "سلمان الفارسي" والمموّل من إيران، وحيث قاطعه جنبلاط والنائب طلال إرسلان، وكلّ لأسبابه الخاصة، فرئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" لم يهضم تمدّد الوزير السابق وئام وهّاب على حسابه ومن "صحنه"، في حين أنّ جنبلاط وللمرّة الأولى يشعر بـ"التعدّي على أملاكه"، بمعنى الدخول السياسيّ والمادي إلى عمق الشوف.

وفي سياق آخر، فإنّ جنبلاط الذي "كسر الجرّة" مع سوريا للمرّة الثانية، والمستاءة من نصائحه، فإنّه يغازل تركيا ويبدي إعجابه بها، ولا يقبل في مجالسه الخاصة وفي العلن الحديث عن عودة "العثمنة"، بمعنى أنّ تركيا هي الملاذ السياسيّ للزعيم الجنبلاطي في هذه المرحلة، في ظلّ قطيعته والسعودية، وثمّة مَن يشير إلى تواصل وتنسيق بين جنبلاط والوزير غازي العريضي مع قطر التي قد تكون الراعي السياسيّ والماديّ لجنبلاط في هذه المرحلة، وتطابق موقفهما إزاء ما يحصل في سوريا.

ويبقى أنّ جنبلاط فتح الباب لنوّاب كتلته بالخروج عن الصمت والحذر، تاركا لهم كلّ من موقعه ودوره إطلاقَ المواقف السياسية حيال التطوّرات الراهنة وإبقاء الوزير العريضي على خطّ "حزب الله" ودمشق على رغم موقف الأخيرة من جنبلاط، في حين أنّ مواقف النائب شهيّب تصبّ عند 14 آذار في كلّ سانحة، في حين يستدلّ عن عملية "توزيع أدوار" ومهمّات لنوّابه، بينما أفصح جنبلاط خلال عشاء مع أصدقائه أنّه سيواصل مناوراته السياسيّة في هذه الظروف إلى حين بلورة التطوّرات السوريّة، والى أيّ مدى سيستمرّ هذا النظام أو يسقط، مع حرصه على مواصلة التنسيق الميداني مع "حزب الله" من أجل استقرار الجبل، وهذا ما تمّ بحثه في اللقاء الأخير الذي جمعه والسيّد نصرالله. وعلم أنّ اجتماعات تنسيقيّة بين قيادتي الحزبين ستعقد قريبا لأجل هذه الغاية على رغم التباين السياسيّ بينهما، خصوصا حول مسألة تمويل المحكمة الدولية.

 

حزب الله» في حال استنفار ويتوقّع هجوماً إسرائيليّاً في أيّ لحظة

الجمهورية/صبحي منذر ياغي

"الملاحظ أنّ هناك حال استنفار غير معلنة لدى "حزب الله" في الأسبوعين الماضيين، مع تحرّكات ميدانية في القرى الأماميّة في الجنوب اللبناني". بهذه العبارة ختم دبلوماسيّ عربيّ في لبنان تقريره الأسبوعيّ منذ أيّام، معتبراً أنّ التطوّرات الدراماتيكية التي يشهدها عدد من الدول العربية وخاصة سوريا، من شأنها أن تكون مدخلاً لسلسلة من الاحداث المستجدّة محلّياً وإقليمياً، والتي هي حتميّة طبيعية للواقع الأمني المتردّي. فالهروب الى الأمام أفضل وسيلة لبعض الأنظمة المتأرجحة والمترنّحة والآيلة الى السقوط، لصرف الأنظار عمّا يجري في أروقتها، وبالتالي لإيجاد عدوّ خارجي مشترك من شأنه أن يوحّد الساحة الداخلية، ويؤدّي بالتالي الى لعبة "خربطة الأوراق والمخطّطات".وتعتبر أوساط سياسيّة، من جهة أخرى، أنّ إسرائيل قد تجد في تردّي الوضع في سوريا وفي عدد من الدول العربية توقيتا مناسباً لشنّ حربها الثالثة ضدّ لبنان وسط انشغال الدول العربية بملفّاتها الأمنية، وفي ظلّ موقف دوليّ ضبابيّ وغير حازم.

حرب خاطفة

وكان عدد من المحلّلين والخبراء العسكريّين توقّفوا باهتمام أمام ما تكشفه وسائل الإعلام الإسرائيلية في كلّ مرّة، عن استعدادات تقوم بها القيادة العسكرية في الدولة العبريّة لحرب خاطفة محتملة "لحماية إسرائيل من صواريخ "حزب الله" التي باتت تهدّد عمق الكيان الإسرائيلي ومرافقه ومنشآته الحيويّة"، وخصوصا ما كشفته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية مؤخّراً عن التجهيزات التي تقوم بها القوّات الإسرائيلية تمهيدا لجولة ثالثة من الحرب ضدّ لبنان، وكيف أنّ مسرح هذه الحرب سيكون الارض المفتوحة التي ستشهد هجمات على مواقع صواريخ "حزب الله". ونُقل عن مصدر في الجيش الإسرائيلي قوله إنّ: "حزب الله يعاني الآن من أزمة داخليّة، ولكن هذا لا يعني أنّه غير مستمرّ بالتسلّح، وأنّه لا يعدّ لجولة مقبلة مع إسرائيل، و...أنّ حزب الله امتلك خلال الحرب السابقة نحو 25 ألف صاروخ، لا بل إنّه الآن يمتلك ثلاثة أضعاف ذلك، ومن بينها صواريخ بعيدة المدى قد تصل إلى مئات الكيلومترات محمّلة بمواد تفجيرية".

وأشار إلى "أنّ الحزب يتمتع بحرّية العمل في نحو 160 قرية ومنطقة في جنوبي لبنان، وهي في أغلبها مناطق شيعيّة، وفيها مخازن مليئة بالسلاح والصواريخ، وقوّاتنا وضعت مخطّطات جديدة للحرب القادمة مستشفّةً العبر من سابقتها، والجنود يتدرّبون بشكل مكثّف على خوض مثل تلك الحرب، فهم يتدرّبون على مواجهة المقاومين في الأراضي المفتوحة، والتعامل مع مطلقي الصواريخ".

...وحزب الله يستعدّ

وإذا كانت إسرائيل تواصل استعداداتها العسكريّة ومناوراتها، وآخرها مناورة (نقطة تحوّل 5)، فإنّ أوساطا أمنيّة أكّدت أنّ "حزب الله" من ناحيته يعيش أيضاً حالة استنفار دائمة، وهو يتوقّع هجوما إسرائيليّاً على لبنان في أيّ لحظة.

فالحزب - وفق الأوساط الأمنيّة - واصل دوراته العسكرية لكوادره في لبنان، وتمكّن من إعداد حوالى 50 ألف مقاتل "استشهاديّ"، تمّ توزيعهم على الثغور والمواقع، كما تمكّن من إنشاء فصائل وسرايا رديفة تتمركز في الخطوط الخلفيّة، وتلقّى آلاف الصواريخ المتطوّرة المضادّة للطائرات والبعيدة المدى وصواريخ برّ ــ بحر... فضلاً عن قيامه ببناء تحصينات متطوّرة، ونصبه صواريخ ــ تردّد أنّه استقدمها مؤخّراً من مستودعاته في سوريا ــ بعد اندلاع الثورة الشعبية فيها. وأنشأ أكثر من غرفة عمليّات في أكثر من منطقة مجهّزة بأحدث أجهزة الاتّصال والتنصّت والتشويش، ووضعت قيادة الحزب سيناريوات عدّة للمواجهات المحتملة مع العدوّ، تتضمّن مواجهة عمليّات الإنزال، والابرار، والتسلّل، والدخول البرّي".

كمائن ودوريّات

وفي معلومات خاصة لـ"الجمهورية" أنّ حزب الله يواصل إقامة الكمائن وتسيير دوريّات ليليّة في المرتفعات الشرقيّة والغربية في لبنان تخوّفا من عمليّات إنزال إسرائيلية خاطفة، في الوقت الذي تعلن فيه قيادة الحزب التعبئة بشكل سرّي، حيث بات لزاما على كلّ عنصر أن يؤدّي خدمته العسكريّة في إحدى المواقع المتقدّمة كلّ أسبوع، في الوقت الذي عمد فيه الى تسليح مجموعات من المواطنين بشكل سرّي في عدد من المناطق، يشبهون "الأنصار" أيّام الاحتلال النازي لفرنسا، تكون مهمّتهم الإغارة المتكرّرة على قوّات العدوّ في حال دخولها الى القرى والبلدات بقصد إرباكها واستنزافها.

وحسب مصدر عسكريّ قريب من "حزب الله" إنّ إسرائيل "تعتمد دائما في حروبها مبدأ نقل المعركة الى أرض العدوّ، والذي ينطلق من مفهوم الحرب الخاطفة، ويعتمد على اندفاع القوّات البرّية، وفق محاور يتمثل فيها الجهد الرئيسي والجهد الثانوي، بحيث تركّز القوّات على المحور الذي ينهار، للتوغّل عميقاً في أرض العدوّ، والقيام بالتفاف على القوّات المعادية وعزل منطقة العمليّات وإخضاع الخصم، فإنّ جغرافية أرض جنوب لبنان واستحواذ "حزب الله" على الوسائل القتالية الحديثة واستخدامها في شكل فعّال، جعلت من هذه المناورات والمفهوم المعتمد لدى العدوّ مكلفة في الأرواح والعتاد، وبالتالي فإنّ إسرائيل لا تتحمّل نتائج نقل المعركة كما تشتهي.

أمّا بالنسبة الى التفوّق الجوّي الذي تمتاز به إسرائيل، فإنّ "حزب الله"، وحتى حسب المزاعم الإسرائيلية، أصبح يملك المنظومة اللازمة لردع سلاح الجوّ الإسرائيلي، ولو على ارتفاع عالٍ، ويمتلك صواريخ مضادّة للطائرات من النوع المتطوّر الذي يصرّ الحزب على عدم الكشف عنه واعتباره من المفاجآت التي ستشهدها أيّ حرب مقبلة مع إسرائيل.

ويضيف المصدر: وفي ما يتعلّق بالجبهة الداخليّة، فإنّ "حزب الله"، طوّر قدرته الصاروخيّة من ناحية الفاعليّة والتدمير والقدرة على إصابة الأهداف بدقّة، واليوم يستطيع إطلاق مئات الصواريخ دفعة واحدة والى أهداف عدة في العمق الإسرائيلي، من دون أن تكون للعدوّ القدرة على ردعها أو الحدّ منها".

وتابع: إنّ "إدارة العمليّات الميدانية على مستوى حرب العصابات التي يتبعها "حزب الله"، تعتمد على التعليمات والتنسيقات المسبقة، بحيث يتمّ تقسيم مناطق الحرب قطاعات صغرى، تديرها قيادات ميدانيّة لها صلاحيات محدّدة لا تحتاج إلى السيطرة عليها من قيادات عليا، وتستطيع العمل وقيادة العمليّات باستقلال تامّ عن مركز القيادة الرئيسي، وأنّ اللوجستية المطلوبة لهذه المناطق من حيث الذخائر والمؤن، تمّ استحداثها بما يتناسب مع المهمّة".

كما أنّ "حزب الله" أعدّ العدّة من خلال وحداته القتالية ودراسة القرائن والشواهد الميدانيّة والالكترونية وتحليلها للوقوف على نتائجها اليوميّة وعلى مدار الساعة، وأنّه يكرّس أوقات أفراده ضمن التدريب والخدمة والإجازة وفي شكل دوريّ للبقاء على أهبة الاستعداد لمجابهة العدوّ، وكأنّ الحرب واقعة غداً".

 

فيليب سالم: عدوّاي المرض والجهل

الياس عون/النهار

سئل الدكتور فيليب سالم: من هو عدوك؟ فأجاب: "عدوي هو المرض والجهل، لأن الجهل مرض كبير وأخطر شيء قد يواجهنا". في احاديثه ومحاضراته في عواصم عديدة من العالم وبينها بيروت يطلق فيليب سالم صرخة ضد الفساد السياسي والاخلاقي، ويعتبره – وهو طبيب السرطان المعروف – "ورما خبيثاً" يجب استئصاله والا قتل الوطن والمواطن على السواء. وهو ما زال يردد شعاره الشهير: "لو لم اكن لبنانيا ولولا علاقتي بلبنان لما كنت اعرف من أنا". لذا يبدو التزام فيليب سالم بلبنان لا حدود له، وكذلك التزامه بالقضية اللبنانية وقضية الانسان في لبنان، وصراعه ليصل الى حريته واستقلاله وسيادته.

يقول سالم: ان القضية اللبنانية تحدد قسما كبيرا من شخصيتي وذلك يعود الى عشقي وتعلقي بهذه الارض وبالشعب وحضارته العريقة، هذه الحضارة المميزة في الشرق التي تؤمن بالحرية والابداع والحياة والفرح.

ويطلب سالم من اللبنانيين ان يكونوا لبنانيين قبل كل شيء، "لأن الازمة في الانتماءات الخارجية ولاننا في التاريخ وياللأسف كنا تجارا منذ الفينيقيين حتى اليوم الى حد اننا بتنا نتعامل بتجارة مع كل شيء ونبيع بلادنا وحتى ابناءنا، وهذا مؤسف".

دور اللبنانيين، بل واجبهم الوطني محاسبة الحاكم والسياسي وهذا لم يكن موجوداً في تاريخنا اللبناني، يؤكد فيليب سالم، ويضيف: هناك زعماء ورعية تتبعه مهما قال. الشعب اللبناني من أهم شعوب العالم، لكنه يحتاج الى تربية سياسية ليفهم دوره في بناء الوطن ويفهم معنى دوره في الانتخابات. نحن عشنا مراحل صعبة جراء الحروب والموت وعدنا الى النقطة نفسها ولم نتعلم من أخطائنا، وكل شخص يريد ان يكون الزعيم ولا نزال نعيش في دويلات سياسية ودويلات مسلحة لا تريد قيام الدولة. وليست الدويلات المسلحة وحدها التي ترفض قيام الدولة، بل كذلك الدويلات السياسية والطائفية، لانه حين تصبح هناك دولة فجميع هذه الدويلات ستزول. المهم ان نتعلم من موتنا والألم والتهجير وما مررنا به من مخاطر ومآس خدمة لمصلحة لبنان.

يظهر فيليب سالم ايمانا كبيرا بالله الذي يعينه في ممارسة عمله اليومي كطبيب "قاهر" لمرض السرطان. يقول: "أمارس ايماني في كل دقيقة. الايمان برأيي ليس بالصلاة وحدها لله، أمارس ايماني بممارسة عملي اليومي. أنا اعتبر ان عيادتي هي كنيستي وأكثر ما أكون قربا الى الله عندما اكون في عيادتي، لان الله اكثر ما يريدني هو منح الشفاء لمريضي. الايمان ان تعمل بضمير وتتمكن من خدمة الناس. وانا كطبيب همي ان امنح مريضي اولا الأمل في الشفاء... وصولا الى شفائه التام. ولا يمكنني منحه الحياة الا بعون الله، لذلك اشكره كل يوم واطلب اليه ان يكون الى جانبي".

يعتبر فيليب سالم الفلسفة المادية عدوا للانسان الذي حين يخسر قيمه فهو يخسر كل شيء... "لذلك انا في اميركا أحارب كل يوم الفلسفة المادية وأؤمن ايمانا عميقا بالانسان وبالقيم التي تصون كرامة البشر وتحفظها. قسم من ايماني يتجلى في احترامي الكبير للانسان المختلف عني بعبادة الله، فجميعنا كبشر مسلمين ومسيحيين ويهودا وبوذيين والديانات كافة، مهما اختلفت عقائدنا الدينية نلتقي على محبة الله ووجوده كخالق عظيم لديه القدرة والمحبة. لذلك فان فلسفتي تؤمن بالانسان والعائلة والاهل".

فيليب سالم القادم من مساكب الورد ومرتع الحساسين وعبق البخور في بطرام – الكورة الى عالم الضجيج والتكنولوجيا في الولايات المتحدة الاميركية، يجهد بصبر وايمان الطبيب صاحب الرسالة الانسانية الكبرى لقهر المرض بالعلم والامل والمحبة... ولقهر الظلم الاجتماعي عبر ثورة العلم وايجاد مناهج تربوية ترفع الانسان الى مستوى الرقي الفكري والاخلاقي ليكون رائده الاصلاح والابداع والاستقلال في الرأي والموقف والقرار.

 

الرسالة الإيرانية

إيلي فواز/لبنان الآن

 ايران, حسب السلطات الاميريكية خططت لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة، ونحن نصدق الخبر -بالاذن من الشيخ نعيم قاسم الذي اعتبر الموضوع سخافة- لما لايران خبرة كبيرة في ممارسة ارهاب الدولة (سلسلة التفجيرات التي هزت العاصمة الفرنسية مطلع الثمانينات، تفجير الكنيس اليهودي في بوينس ايريس، وسلسلة التفجيرات الانتحارية التي استهدفت مراكز قوات حفظ السلام في بيروت مطلع الثمانينات بالاضافة الى خطف وتصفية الاجانب في نفس الفترة تقريبا).

على كل الاحوال تاتي محاولة الاغتيال تلك في توقيت قد يعتبر ماكر وذكي لاعتبارين اولهما شعور لدى الايرانيين بعدم رغبة الرئيس اوباما وادارته بالمواجهة العسكرية، والاعتبار الثاني يعود لدخول الولايات المتحدة في سباق انتخابات الرئاسة عام 2012 مما يعني تجميدا مؤقتا لكل الملفات الساخنة ومنها طبعا الملف الايراني.

ولكن السؤال الاهم يبقى عن هدف ايران من تلك الخطوة التي لا تخلو من مخاطرة ما؟ فهل هناك علاقة بين اغتيال الدبلوماسي السعودي في كراتشي ايار الماضي ومخطط اغتيال السفير السعودي في العاصمة الاميريكية؟ هل لتلك الاحداث علاقة بما يجري في سوريا؟ وهل يمكن ان تكون ترجمة لتهديد ابن خال الاسد رامي مخلوف من على صفحات نيويورك تايمز من أن "زيادة الضغوط على سورية ستدفعها إلى الرد بعنف"؟ هل تلك المحاولة تدخل في سياق ما سربته عن قصد، اجهزة الاستخبارات السورية للصحافة، عن الاسد لداوود اوغلو ان "6 ساعات تكفيه لإشعال الشرق الأوسط"؟

ان العلاقة الاسترتيجية السورية الايرانية تعود الى اكثر من ثلاثة عقود، وهي كانت وما زالت حتى يومنا من العوامل المؤثرة جدا في صراعات الشرق الاوسط. فهي بايجاز، كان لها تاثير عميق على مصير حرب الخليج الاولى وبالتالي على ثورة الامام الخميني، كما ساهمت في فك عزلة ايران بعيد احتلالها للسفارة الامريكية في طهران، وهي ساعدت سوريا في مواجهة الاجتياح الاسرائيلي للبنان، ومكنتها من السيطرة عليه مجددا بالكامل، كما عوضتها في مرحلة سابقة عن توقف ضخ النفط العراقي، وصولا الى يومنا هذا حيث وهن السياسة الاميريكية وغياب الدور العربي في ظل الثورات، يعطي للثنائي الايراني السوري السيطرة الكاملة على الخليج والشرق لسنين طويلة مدعوما بسلاح نووي.

اذا من المنطقي ان تقوم ايران بالدفاع عن هذا الحلف بالوسائل التي تحترفها، من تفجير وقتل وخطف، خاصة وان اشتعال الثورة السورية لم يكن في حسبان احد، كما استمراراها، بدعم ولو خجول من دول الجوار، يعرض الحلف السوري الايراني للانهيار، وبالتالي يعرض النظام الايراني الى نكسة كبيرة واهتزازات هو بغنى عنها. من هذا المنظار يمكن فهم محاولة اغتيال السفير السعودي، كما محاولات تحريك حزب العمال الكردستاني في تركيا، او الشيعة في البحرين والمملكة العربية السعودية، وربطها باحداث سوريا. ومن يعلم ما يحمله الغد الايراني السوري؟ فتح جبهة الجنوب من خلال احمد جبريل، او اطلاق حماس صواريخ باتجاه اسرائيل؟ من يدري، فطرق الارهاب واسعة جدا. على كل الاحوال الرسالة الايرانية للدول المعنية في الانتفاضة السورية، لا سيما المملكة السعودية وتركيا واضحة: اتركوا الشعب السوري وحيدا في مواجهة ماكينة القتل البعثية التي لا تكل، واكتفوا بتصاريح الادانة والاستنكار. فالايرانيون يعلمون ان العقوبات الاقتصادية وحدها لن تكفي لاسقاط الاسد سريعا، اذا ما استتبعت بعمل عسكري ما، يتطلب موافقة سعودية وتنفيذ تركي.

 

سياسيون لبنانيون لـ"عكاظ" : إيران تسعى لضرب صوت الاعتدال ويجب لجمها   

أكد سياسيون لبنانيون لـ"عكاظ السعودية" أن "المؤامرة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة الأميركية عادل الجبير تمثل إرهاب دولة يحاسب عليها القانون الدولي".

أفاد عضو كتلة المستقبل النائب نبيل دو فريج، في حديث لـ"عكاظ السعودية"، أن "المؤامرة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة الأميركية عادل الجبير مثبتة بالأدلة والقرائن الدامغة، وتعتبر مؤشرا لأمر خطير، ولابد من محاسبة المتورطين، وستلقي هذه المحاولة بظلالها وعلى نحو كبير على علاقة إيران بدول الخليج، كما سيكون لها أيضا تأثير على لبنان إن أخذت الطابع الطائفي، الأمر الذي نحاول أن نتجنبه داخليا". رأى النائب جمال الجراح ان "الاستهداف الإيراني للمملكة مستمر كون النظام الإيراني يسعى دائما لضرب قوى الاعتدال والحوار لمصلحة التطرف والإرهاب في العالم، وعلى المجتمع الدولي وبعد انكشاف محاولة اغتيال السفير الجبير تحمل مسؤولياته ومحاسبة ولجم ومعاقبة من كان يقف خلف هذه المؤامرة الإرهابية".

 

14 آذار: مخرج التصويت للمنع التمويل لن يمر على اللبنانيين

نتمنى أن يكون الموقف العربي حيال ثورة الشعب السوري أكثر تضامنا

 وطنية - 19/10/2011 عقدت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار إجتماعها الدوري الأسبوعي، في حضور النائب عمار حوري، النواب السابقين مصطفى علوش، سمير فرنجيه وفارس سعيد، وكل من آدي أبي اللمع، الياس أبو عاصي، نصير الأسعد، واجيه نورباتليان، هرار هوفيفيان، نوفل ضو، نديم عبد الصمد، راشد فايد وعلي حماده.

وتلا البيان آدي أبي اللمع، فقال: "مع استحقاق حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية، لا يكتفي "حزب الله" بالعودة الى المجاهرة بموقفه المعادي للعدالة، لكنه يتصرف كأنه مركز القرار الدستوري للدولة ومالكه، معتبرا أن منع التمويل يجب ان يكون الموقف اللبناني الرسمي".

واضاف: "بعدما أتحفنا "حزب الله" طوال السنوات المنصرمة بما سماه "الديموقراطية التوافقية"، ها هو يدعو الى التصويت على رفض التمويل في مجلس الوزراء متبجحا بقدرته على كسب التصويت، لكن فارضا ما يريده على حلفائه هذه المرة".

وأكد "ان الأمانة العامة تؤكد أن ما يقوم به "حزب الله" الآن إنما هو تتويج للانقلاب الذي نفذه مطلع العام الجاري بالاستناد الى السلاح، من اجل إخضاع المؤسسات الدستورية لقراره والغاء التزام الدولة بالقرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1757، كما تشدد الامانة، إنطلاقا من تمسكها بالدستور ومؤسساته كافة وبالقرارات الدولية، على انها مصممة على مواصلة كفاحها لمنع استبداد القوة والسلاح غير الشرعي بالدولة وبالعلاقات اللبنانية - اللبنانية وعلاقات لبنان العربية والدولية".

واضاف: "تحذر الأمانة العامة، في الوقت نفسه، الحكومة، لا سيما من يدعي رغبته في تمويل المحكمة، من أن ما يسمى مخرج التصويت للمنع، لن يمر على اللبنانيين، وستعتبر 14 آذار الحكومة ساقطة في اللحظة نفسها التي لا تقرر فيها التمويل". واشار البيان الى ان "الأمانة العامة توقفت عند ما ينبغي تسميته التمدد الأمني للنظام السوري في لبنان، وهو تمدد لا يتجسد فقط في استباحة هذا النظام للحدود اللبنانية، أو في التلويح بامكان إقامة نقاط داخل لبنان، ولا في الملاحقات داخل الاراضي اللبنانية، أو في مزيد من التسليح للفصائل الموالية في معسكراتها والمخيمات فحسب، بل تتجسد بشكل اساسي بدور السفير السوري وسفارة نظامه في عمليات قمع أي تضامن مع الشعب السوري، وفي عمليات خطف النشطاء السوريين المعارضين من لبنان الى سوريا بسيارات السفارة". وحيا "الموقف الشجاع للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي كشف الحقائق في هذا المجال، متحملا مسؤولياته الكاملة"، مؤكدا "الوقوف الى "جانبه في مسيرته المهنية وكفاءته وأخلاقيته، ورفض التهديدات الموتورة له من أي جهة أتت".

واشار الى انه "في سياق متصل، تعرب الأمانة العامة عن تطلعها الى أن يكون الموقف العربي حيال ثورة الشعب السوري أكثر تضامنا، وأكثر حزما بازاء نظام الأسد. وهذا ما ينبغي أن يؤكده الاجتماع المقبل لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي تقرر عقده خلال الاسبوعين المقبلين، من اجل وضع حد لهذا النظام الممعن في قتل شعبه وتدمير بلده".

ولفت الى انه "في الذكرى الحادية والعشرين للشهيد داني شمعون وعائلته، تدعو الى المشاركة في القداس الذي يقام لذكراه السبت المقبل في 22 تشرين الاول الحالي في كنيسة مار مطانيوس - السوديكو الخامسة بعد الظهر".

 

مكاري إنتقد تغاضي الحكومة عن "الاختراقات السورية" للحدود

وطنية - 19/10/2011 لاحظ نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، في بيان اصدره اليوم، أن "الاختراقات السورية لأمن لبنان وسيادته تكررت سواء عبر الحدود، من خلال ممارسات الجيش السوري، أو من الداخل، من خلال ممارسات ما يمكن أن نسميه (النسخة الديبلوماسية من عنجر) أو (البوريفاج بصيغته المنقحة)"، معتبرا "أن هذا الأمر "بدأ يتخذ منحى خطيرا مرشحا لأن يتفاقم ما لم تبادر الحكومة اللبنانية الى وضع حد له". ورأى مكاري أن "الحكومة اللبنانية تتصرف ازاء كل ذلك وكأنها لا ترى ولا تسمع، وهذا أمر مهين لكرامة لبنان وشعبه، ومسيء الى هيبة الدولة ومؤسساتها، ومعيب في حق مسؤوليها، فالسكوت عن استباحة الأراضي اللبنانية وأمن لبنان هو بمثابة تعاون وتواطؤ مع من يستبيحونهما".

وطالب المسؤولين بأن "يتحملوا مسؤولياتهم ويصدروا موقفا علنيا وتعليقا واضحا تبدي فيه الحكومة اللبنانية رسميا احتجاجها، أو على الأقل قلقها، بدلا من أن نقرأ تبريرات مسربة الى الصحف لما يحصل، بلسان مصادر أمنية عبر الصحف، تارة تحت حجة تداخل الأراضي الحدودية، وتارة بذريعة مكافحة التهريب".

أضاف: "حتى لو كان صحيحا أن ثمة تهريب أسلحة يتم الى سوريا عبر الحدود، وأن لدى سوريا ملفا مفصلا في هذا الشأن، فضبط الحدود والتهريب مسؤولية الدولة اللبنانية، وليس للقوات السورية أن تتوغل وتتصرف على هواها وكأنها في أراضيها، وما على سوريا الا ان تنسق مع الجيش اللبناني في أي أمر على الأراضي اللبنانية، بشرط ألا يتحول الجيش اللبناني أداة مساعدة لقمع المعارضين السوريين". ورأى أن "تمادي سوريا في هذه الانتهاكات أصبح استهتارا بالدولة اللبنانية، واذ سكتت السلطات اللبنانية عن الاختراقات التي تحصل، ولو كانت في نظرها محدودة، فهي يمكن أن تتطور في أي وقت الى أكبرمن ذلك". وقال: "ليس مسموحا للحكومة اللبنانية أن تلجأ في هذا المجال الى سياسة النأي بالنفس، كما تفعل في كل موضوع يتعلق بسوريا، فالأمر هنا يتعلق بلبنان وسيادته وحرمة أراضيه، وكرامة شعبه، ولا يمكن للحكومة اللبنانية أن تتجاهل كل ذلك وتصم آذانها وتغمض عينيها".

 

وفد من "المستقبل" زار"الجماعة الاسلامية" وتأكيد "استمرار التواصل لما فيه مصلحة الوطن"

 وطنية - 19/10/2011 قام وفد قيادي من "تيار المستقبل" في بيروت ضم منسق بيروت في التيار العميد محمود الجمل، وأعضاء في قيادة المنسقية، بزيارة مركز الجماعة الإسلامية، حيث كان في استقبالهم المسؤول السياسي للجماعة في بيروت عمر المصري وأعضاء في القيادة. وتم البحث، بحسب بيان ل "الجماعة"، في "الشؤون اللبنانية العامة، والشأن البيروتي الخاص، وتوقف الجانبان عند إطلاق الأسرى من سجون الإحتلال، فتقدموا بالتهنئة من الشعب الفلسطيني، وفصائله وقيادته". كما استنكر المجتمعون ما وصفوه ب"الخروقات السورية للحدود اللبنانية"، وطالبوا الحكومة ب"تحمل مسؤوليتها وأخذ دورها لمعالجة هذا الملف". وأكدوا "استمرار التنسيق والتواصل بما يخدم الأهداف العامة ومصلحة الوطن".

 

سليمان استقبل العريضي وبارود وشخصيات واطلع من قهوجي على نتائج زيارته للولايات المتحدة

وطنية - 19/10/2011 بحث رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع زواره، في عدد من المواضيع السياسية والأمنية والإنمائية.

وزير الاشغال

فقد عرض مع وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي التطورات السياسية وما تقوم به وزارة الاشغال من خطوات في المرحلة الراهنة.

بارود

وتناول سليمان مع الوزير السابق زياد بارود الاوضاع العامة وعددا من القضايا المطروحة للنقاش راهنا، وأبرزها مشروع قانون الانتخابات النيابية الذي تم رفعه الى مجلس الوزراء.

كذلك تمت مناقشة الاجراءات والخطوات الواجب اتخاذها على مستوى البنى التحتية لمنطقة جعيتا، وخصوصا بلدة جعيتا لتحسين جهوزها للاستعداد بفوز المغارة بلقب إحدى عجائب الدنيا السبع، وجهوزها كذلك لاستقبال السياح الوافدين لاحقا.

قائد الجيش

واطلع رئيس الجمهورية من قائد الجيش العماد جان قهوجي على أجواء زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الاميركية والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين المعنيين في شأن المساعدات الاميركية للجيش اللبناني.

كذلك بحث سليمان مع قائد الجيش في الوضع الامني في البلاد، وبشكل خاص مسألة الخروقات والتجاوزات على المعابر والتدابير الواجب اتخاذها لضبط الوضع.

اتحاد الموانئ البحرية العربية

واستقبل وفد اتحاد الموانئ البحرية العربية لمناسبة انعقاد مؤتمره في بيروت.

وألقى رئيس الاتحاد الشيخ صباح جابر العلي الصباح كلمة شكر فيها لرئيس الجمهورية استضافة لبنان للمؤتمر، لافتا الى إنشاء مكتب تمثيلي للاتحاد في بيروت.

ورحب سليمان بالوفد، مشيرا الى أنه يمثل وجها من وجوه التضامن العربي. ونوه بأهمية التنسيق البحري، معربا عن أمله في وضع خطط لتعزيز المرافئ الموجودة وإنشاء مرافئ جديدة لتسهيل التواصل والانتقال بين الموانئ العربية أولا ومع الموانئ الدولية.

بشور

ومن زوار القصر الجمهوري السيد معن بشور.

مؤسسو KidzMania

واستقبل رئيس الجمهورية مؤسسي مدينة الأطفال النموذجية KidzMania تقدمهم رئيس مجلس الإدارة علي كزما والسيد خالد المولى وعضو مجلس الإدارة مروان ديماس.

وأثنى سليمان على "ريادة المشروع وفرادته"، مشيرا الى أن "وجود لبنانيين أمثال مؤسسي KidzMania يطمئن الى أن الأفكار الرائدة لم تنضب، وخصوصا أن الاقتصاد اللبناني قائم على مثل هذه المبادرات الفردية الكفيلة بإنعاش القطاعات الاقتصادية".

بدوره، شرح كزما لسليمان "الأهداف التي يرتقي بها المشروع الفريد من نوعه في لبنان والشرق الأوسط"، مؤكدا أن "KidzMania بما تحتضنه من قيم تزاوج بين الثقافة والتسلية تعتبر مدينة نموذجية لأطفال لبنان، كما تشكل حلقة أساسية في سلسلة المشاريع الكفيلة بإنعاش القطاع الاستثماري في لبنان". ولفت كزما الى أن "المشروع يرتقي بمجموعة قيم مجتمعية تثمر جيلا واعدا وتزرع بذور التوعية في المجتمع".

يشار الى أن حجر الأساس للمشروع وضع في 29 من أيلول الفائت على أن يبصر النور في حلته النهائية أيلول المقبل.

 

الكتلة الوطنية: ما هو موقف وزير العدل من الفضيحة المثبتة أمام لجنة حقوق الإنسان؟

وطنية - 19/10/2011 عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اجتماعها الدوري، وأصدرت بيانا سألت فيه: "بعد الفضيحة الكبرى المثبتة بشهادة المدير العام لقوى الأمن الداخلي أمام لجنة حقوق الإنسان النيابية بشأن خطف السوريين المعارضين على الأراضي اللبنانية، وكون هذه المعلومات ناتجة من تحقيقات عدلية وتحريات، وبما أن القضية تمس جوهر وجود لبنان وبنيانه القائم على الحريات وإحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير، ما هو موقف وزير العدل الذي كان يوما نقيبا للمحامين؟ وماذا سيفعل في خصوص هذه القضية؟ في هذا الإطار يدعو حزب الكتلة الوطنية الحكومة الى الطلب رسميا من الدولة السورية سحب سفيرها فورا من لبنان أو استبداله، لأن الحاصل اليوم على مستوى العلاقات اللبنانية السورية بعيد كل البعد عن الممارسات الديبلوماسية والأعراف الدولية". ورأى "أن موضوع التملك حق لكل لبناني على كل الأراضي اللبنانية، أما التخطيط لإقامة ما هو شبيه بمستوطنات، فهو مرفوض وفيه ما يشبه "إثارة للنعرات الطائفية". إن عمليات تجميع العقارات وتوجيهها بحيث تخضع لإستراتيجيات تمدد ووصل وفصل، هي قضايا تثير الذعر والتوترات، وخصوصا إذا كان وراءها حزب عقائدي مرتبط بجهات إقليمية تموله وتوجهه. لذلك يدعو حزب الكتلة الوطنية الى إيجاد هيئة يكون عليها وقف أي عملية عقارية في هذا الاتجاه، لأن هذه القضية تسيء الى الكيان اللبناني وستؤدي الى فرز ونزوح طائفي يهدد العيش المشترك. إن هيئة كهذه مؤلفة من حكماء تكون كما الهيئات في الدول المتحضرة التي ترفع إليها قضايا الإحتكار وحق التنافس، ويكون لها سلطة إلغاء أي صفقات في هذا الاتجاه". واعتبر "أن العمليات العقارية التي تتم بالترهيب كما في لاسا، أو بالترغيب في المال كما في جزين وبعبدا، يرافقها صمت مريب لنواب تلك المناطق الذين صودف إنتماؤهم الى التيار العوني، والذين يدينون بوصولهم الى النيابة لأصوات حزب الله. إن حزب الكتلة الوطنية يسأل هل هذا نتيجة بند سري إضافي موجود في "ورقة التفاهم"؟

 

الجميل عرص وسفير فرنسا التطورات/بييتون: ذكرت بموقف بلادي الداعم لسيادة لبنان

وطنية - 19/10/2011 التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل، في البيت المركزي في الصيفي، السفير الفرنسي دوني بييتون، في حضور نائب الرئيس سجعان قزي.

وقال السفير الفرنسي بعد اللقاء: "لقائي اليوم هو في اطار الحوار المباشر مع الرئيس أمين الجميل وحزب الكتائب وكل الفئات اللبنانية، واستمعت الى تحليل الرئيس الجميل في شأن الاحداث في مصر، وإن زيارته للقاهرة فتحت الآفاق في العلاقات الاسلامية - المسيحية التي هي اصلا في صميم الميثاق اللبناني، وهي ضرورية لحماية التعددية والغنى الانساني في الشرق الاوسط. ونأمل استمرار هذه العلاقات والمبادرات وتطورها في هذا المجال". اضاف: "تطرقنا الى الاوضاع المحلية والاقليمية لا سيما الخرق السوري للحدود اللبنانية، وذكرنا بموقف فرنسا الداعم للسيادة اللبنانية التي يجب ان تحترم، وتطرقنا الى موضوع المعارضين السوريين الذين لجأوا الى لبنان ومن الواجب حمايتهم".

 

السنيورة عرض مع بطرس ومتري الاوضاع واستقبل شقير وشماس

وطنية - 19/10/2011 استقبل رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ظهر اليوم في مكتبه في "السادات تاور"، الوزيرين السابقين فؤاد بطرس وطارق متري وعرض معهما الأوضاع العامة والتطورات الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية. واستقبل ظهرا، رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، وعرض معه الاوضاع العامة ومشاريع ونشاطات الجمعية في المرحلة المقبلة. وكان استقبل صباحا، رئيس غرفة بيروت التجارية نقولا شماس وتناول البحث مجمل الاوضاع في البلاد.

 

الحجار: الحكومة راغبة بحدوث عواصف سياسية بشأن التمويل

 وطنية - 19/10/2011 توقع عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار في حديث إلى قناة "أخبار المستقبل" اليوم، "حدوث عواصف سياسية في موضوع تمويل المحكمة الدولية"، وقال "هذه الرغبة موجودة لدى الحكومة التي الفها "حزب الله"، وهي بالنسبة لي حكومة "حزب الله" حتى اشعار آخر". أضاف: "هناك موقف لهذه الحكومة برفض التمويل ورفض الالتزام بموجبات القرار الدولي 1757، وهذا بالطبع لن نسكت عنه، وسيكون لنا موقف حياله بالنظر لما تعنيه المحكمة ليس بالنسبة لنا فقط وإنما لجميع اللبنانيين". واكد ان "من الطبيعي ان يتخذ مجلس الوزراء قرارا في موضوع التمويل، الذي يعد أحد بنود القرار الدولي الرقم 1757 وأحد مستلزمات القرار الدولي في موضوع إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان".

واعتبر ان "الامر غير الطبيعي هو التصويت على قرار التمويل في مجلس الوزراء، لان ذلك يعني اننا نقول بالتصويت على قرار دولي. علما ان لبنان ساهم بأربع سلف خزينة في تمويل المحكمة". أضاف: "ما يجري حاليا هو تأجيل لموضوع التمويل الى كانون الثاني يعني مع اقتراب شهر آذار موعد تجديد البروتوكول. هذه محاولات يائسة لن تمر، ونحن وأكثرية الشعب اللبناني سنكون بالمرصاد لهكذا محاولات في مجلس النواب، ولا يعتقدن أحد أن هذا الامر سيمر ببساطة، سيكون لنا الموقف الحاسم في هذا الاطار، والذي عبرنا عنه وسنتابع التعبير". واعلن اننا "نريد من رئيسي الجمهورية والحكومة ان يترجما ما قالاه في الامم المتحدة وخارجها الى افعال، والترجمة تكون بوضع بند التمويل على جدول اعمال مجلس الوزراء، وتأمينه عبر سلفة خزينة، وهكذا كانت الامور تجري سابقا".

واوضح ان"التمييع في موضوع تمويل المحكمة يخفي أحد امرين: أما ان الرئيس نجيب ميقاتي يحاول ممارسة سياسة "حافة الهاوية" مع "حزب الله" الذي يعلم انه يريد البقاء رئيسا للحكومة وإلا لما كان قبل برئاستها، واما ان ميقاتي لم يرد من الاساس أن تكون هذه المحكمة".

وأشار إلى ان"الحكومة تنصب الافخاخ لنفسها، لأنها لا تملك رؤية او مقاربة لمواضيع مختلفة، ونحن كمعارضة لا نريد ان نذهب باتجاه تعزيز أخطائها ونتمنى ان تتحمل مسؤلياتها وان تقوم بواجباتها على اكمل وجه، وان تحل مشكلات الناس، وهذا هو فهمنا للمعارضة، ولكن عندما تخطئ سنواجهها وهذا ما نفعله حاليا".

من جهة اخرى، رد الحجار على قول وزير الطاقة والمياه جبران باسيل ان "هكذا مشروع للموازنة العامة لن يمر"، بالقول: "لا نفهم كلامه لأنه يقف في جهة، فيما يقف العالم كله في الجهة الأخرى. وهم باسيل الوحيد تمريرالمناقصات وجلب الاموال من خارج إطار الصناديق، وسيكون أيضا لنا موقف من هذا الامر".على صعيد آخر، رأى الحجار ان "النائب وليد جنبلاط، وبقراءته للأحداث ورجوعه الى خطاب الحزب التقدمي الاشتراكي الاساسي وتاريخ والده كمال جنبلاط رحمه الله، وجد ان عليه في بعض الاماكن تغيير بعض المفردات والأسس في هذا الخطاب، وهذا ما تبين من خلال المقابلة الاخيرة مع تلفزيون "المنار". وقال: "إن ما يجمع جنبلاط بالاكثرية الحالية هي الحكومة والمواقع التي يمتلكها داخلها بالتنسيق مع رئيسي الجمهورية والحكومة، ولا اعتقد انه من خلال وسطيته يستطيع ان يخفف من الاحتقان الداخلي". أضاف: "مواقف جنبلاط هي في صلب "14 آذار"، وهو كان قائدا اساسيا داخلها، وأتمنى ان يعود الى هذا الموقع". من جهة اخرى، رأى الحجار أن "عودة الاسرى الفلسطينيين المحررين الى اهاليهم أمر مهم جدا". وعن لعب مصر دور الوسيط في عملية التبادل قال إنه "امر يؤكد دورها المحوري بحيث عادت الى التعاطي مع حركة "حماس". وبشأن ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا ذكر بأن "الرئيس بشار الاسد والقيادة السورية قالوا إن هذا الامر سيبدأ من الشمال". وقال: "نريد أفضل العلاقات مع سوريا لأننا نعتبرها مدخلنا الى وطننا العربي، ولكن افضل العلاقات نريدها من دولة الى دولة وعلى أساس احترام السيادة المتبادلة وليس على اساس التحاق لبنان بسوريا". وبخصوص الخروق السورية للحدود اللبنانية أوضح ان "انتهاكات العدو الاسرائيلي لا تعني أننا نسمح للشقيق بأن يقوم بالانتهاكات عينها". وعن النازحين من سوريا أكد ان" من واجبنا استقبالهم بحسب كل المواثيق، والتعاطي معهم لا يعني التدخل في الشؤون السورية، وليس من يهرب من سوريا يعني انه متآمر". وإذ رفض خطف المعارضين السوريين من آل جاسم في لبنان، حيا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي بين فعلاً عن شجاعة ومناقبية ومهنية عالية، والذي قال ان هناك ملفا اعد وأرسل الى القضاء في ما خص الاخوة جاسم". وختم الحجار: "لماذا لم يتحرك القضاء حتى الآن طالما ان هناك ملفا أرسل له يتضمن حقائق موثقة؟".

 

 السفير الايراني زار "اللقاء الارثوذكسي": نحرص على أحسن العلاقات مع مختلف الطوائف اللبنانية

 وطنية - 19/10/2011 زار السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن أبادي "اللقاء الارثوذكسي" في مقره في الاشرفية، حيث استقبله أمين عام "اللقاء" المحامي ميشال تويني ونائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي والنائب السابق سليم حبيب ومحافظ بيروت السابق نقولا سابا ورجا بدران وسمير نعيمة وابراهيم خوري.

وتأتي هذه الزيارة، بحسب بيان للقاء، "ضمن سلسلة اللقاءات التي يعقدها اللقاء مع السفراء والتي شملت سفير اليونان بانوس كالوغيروبولوس، سفير رومانيا دانيال تناسيه، سفير أوكرانيا فولوديمير كوفال، سفير أرمينيا أشوط قوشاريان، سفير قبرص هومر مافروماتيس، سفير روسيا ألكسندر زاسيبكين، القائم بالأعمال البلغاري فانلين لازاروف على أن تتابع لتشمل كافة السفراء العرب والأجانب". وقال تويني للسفير الايراني: "ان الطائفة الارثوذكسية ما كانت يوما ولن تكون ابدا في سياق التعصب الطائفي، وان تاريخها يشهد على دورها الوطني على صعيد لبنان والعالم العربي". وشرح الفرزلي الاسباب الموجبة التي حدت باللقاء الى وضع مشروعه الانتخابي "وفي مقدم هذه الاسباب خطورة المرحلة في لبنان والمنطقة وتداعيات التطورات السياسية والديموغرافية على الوجود المسيحي ودوره". بدوره، قال أبادي: "نحن نحرص على أحسن العلاقات مع مختلف الطوائف التي أعرفها منذ أكثر من ثلاثين سنة. وأعلن عن استعدادي لتعزيز هذه العلاقة والتعاون في مختلف المجالات". أضاف: "إن علاقات الجمهورية الايرانية في لبنان مع كل الطوائف اللبنانية جيدة ومع الطائفة الارثوذكسية مميزة".

وردا على سؤال قال: "ان عدد النواب في البرلمان الايراني هو 275 نائبا، المسيحيون يمثلهم خمسة نواب ينتخبون من الطوائف المسيحية، الأقليات بشكل عام تمثل بنائب مهما كان عددها وهؤلاء النواب منتخبون من طوائفهم".

 

ميقاتي استقبل قرطباوي والصفدي وهيئة التنسيق النقابية ووفدين من إتحاد الموانىء البحرية ومؤتمر وسائل الاعلام العربية:

 قيام تكتل اقتصادي عربي فعال يبدأ بتعزيز قطاع النقل ولا سيما البحري

الربيع: الزيارة لإفتتاح مكتب تمثيلي للنقل البحري والموانىء في طرابلس

محفوض: النقاش بشأن مرسوم الاجور لم يصل الى نتيجة ودخلنا لجنة المؤشر

عثمان: رئيس الحكومة اكد ان لبنان سيبقى واحة لحرية الإعلام والرأي

وطنية - 19/10/2011 - أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "أن الحكومة اللبنانية تولي قطاع النقل البحري إهتماما خاصا بالنظر الى دوره الاساسي في تعزيز الدورة الاقتصادية وزيادة حجم التجارة البينية بين الدول العربية". وشدد على "العمل المستمر لتطوير المرافئ اللبنانية ولا سيما منها بيروت وطرابلس إنطلاقا من إدراكنا لأهمية النقل البحري في لبنان، وهو البلد المتوسطي الذي انطلقت من شواطئه رحلة الحرف الى العالم".

وأكد "مواكبة لبنان للتطورات الدولية في ميدان النقل البحري وانتسابه الى معظم الاتفاقات البحرية الدولية إنطلاقا من قناعة لدى المسؤولين فيه والمواطنين على حد سواء، ان هذا البلد الذي يملك موقعا مميزا على الخريطة الدولية سيبقى صلة الوصل بين الشرق والغرب".

وشدد على "أن الاساس لقيام تكتل اقتصادي فعال بين الدول العربية يبدأ بتعزيز قطاع النقل وتطويره ولا سيما النقل البحري"، مشددا على "أنه لا بد لشبكات النقل المتعددة الوسائط أن تتكامل من أجل تسهيل إنتقال الركاب والسلع بطريقة فعالة وبكلفة لوجستية منخفضة، وبديهي أن تسهيل النقل هو من أهم العوامل التي ستؤدي الى زيادة حجم التجارة البينية بين الدول العربية، كما أن تسهيل إنتقال الركاب والسلع ورفع كفاءة النقل والاتصالات يعزز إمكانات دول المنطقة وينمي قدراتها على المنافسة في مجالات التجارة والصناعة والخدمات".

إتحاد الموانىء البحرية العربية

الرئيس ميقاتي كان يتحدث خلال إستقباله في السرايا اليوم وفدا من إتحاد الموانىء البحرية العربية برئاسة رئيس قطاع النقل ورئيس إتحاد الموانىء العربية الشيخ الدكتور صباح الجابر العلي الصباح، وبمشاركة أمين عام مجلس الوحدة الإقتصادية العربية السفير محمد محمد الربيع، ورئيس المكتب التنفيذي الإقليمي للاتحاد في لبنان السيدة فاتن مرعب سلهب.

بعد اللقاء، قال الدكتور الصباح: "بحثنا في موضوع النقل والموانىء العربية لأنه الرافد الحقيقي للتنمية الإقتصادية وكذلك التنمية الإقتصادية الإجتماعية، فهي ليست مجرد بضائع وافكار بل تنمية حقيقية لهذا القطاع وإنشاء معاهدة تدريب وسواها للمتخصصين في هذا المجال. إن دولة الرئيس رائد في طرحه وتركيزه على متابعة القضايا والإهتمام فيها، ونحن سنناقش أيضا هذه المواضيع مع فخامة الرئيس وكذلك مع دولة رئيس مجلس النواب".

من جهته، أشار السفير الربيع الى "إن سبب الزيارة هو إفتتاح مكتب تمثيلي للنقل البحري وللموانىء البحرية في طرابلس، وهذا الامر يتزامن مع إفتتاح ميناء طرابلس البحري. أتينا الى هنا لأن لدينا قطاع نقل يتمخض عنه أفكار ودراسات من خلال خمسة إتحادات عربية متخصصة في النقل تنضوي تحت مجلس الوحدة الإقتصادية العربية، وأتينا الى لبنان لنبدأ بوضع اللبنة الأولى في إنطلاقة هذه الإتحادات لتنفيذ قرارات القمم الإقتصادية العربية".

هيئة التنسيق النقابية

وإستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من هيئة التنسيق النقابية التي ضمت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة، رابطة الموظفين في الإدارة العامة، رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني، رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي والمجلس المركزي لروابط المعلمين.

محفوض

بعد اللقاء، تحدث باسم الوفد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض فقال: "كنا نتمنى ان يبدأ هذا الحوار قبل شهر او شهرين، وفي أي حال ان يبدأ متأخرا خير من أن لا يبدأ. في خلال هذا الاجتماع الأول مع دولة الرئيس ميقاتي يمكن القول ان النقطة الأولى أصبحت شبه منتهية، وهي تتعلق بدخولنا الى لجنة المؤشر حيث أجرى الرئيس ميقاتي اتصالا مع وزير العمل لهذه الغاية، وأصبحنا طرفا اساسيا في هذه اللجنة، ويمكننا القول ان الحوار الجدي بدأ معنا. أما النقطة الثانية المتعلقة بالمرسوم الذي صدر عن الحكومة بالنسبة للارقام، فان النقاش لم يتوصل الى نتيجة بعد، وأكد رئيس الحكومة التزامه بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء، وان كان لديه رأي شخصي، فنحن نتعامل معه كرئيس للحكومة، وبالتالي فان النقاش لم يصل الى نتيجة واتفقنا على عقد اجتماع ثان، ولكن نحن مستمرون بالتحرك ولدينا اجتماع اليوم مع وزير العمل".

سئل: ما هو تحرككم المقبل؟

اجاب: "التحرك المقبل تحدده هيئة التنسيق النقابية التي هي في صدد التحضير لمؤتمر نقابي أواخر الشهر الحالي.

سئل: هناك مدارس لم تلتزم بالاضراب، لماذا؟

اجاب: "سنرى اذا كان الاساتذة تعرضوا لضغوطات، وفي حال تعرضهم للضغوطات هناك القضاء والدستور والقانون اللبناني بيننا وبين أصحاب المدارس".

الحد من مخاطر الكوارث

واستقبل الرئيس ميقاتي ممثلة الأمين العام للامم المتحدة لشؤون الحد من مخاطر الكوارث مارغريتا ولسترم ومنسق أنشطة الأمم المتحدة في لبنان روبرت وتكنز، الذي قال: "أنا سعيد أن أقدم لكم السيدة مارغريتا ولستروم وهي مسؤولة مكتب الحد من الكوارث في الأمم المتحدة في جنيف، وهي في لبنان في زيارة لثلاثة ايام للقاء رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، إضافة الى أنه هذا الصباح افتتحنا ورشة عمل تضم ثمانين بلدية في لبنان وسنلتقي ايضا وزير الشؤون الإجتماعية، ووزير البيئة، ورئيس مجلس الإنماء والإعمار للتحدث عن اهمية تحضير لبنان لأي نوع من الكوارث".

بدورها قالت ولسترم: "التقينا للتو رئيس مجلس الوزراء، وكانت لنا فرصة للتحدث على قاعدة البدء بورشة العمل المطلوبة. كل بلد يعرف كيف يتحضر ويتجاوب مع الكوارث وما يجب ان يكون عليه الوضع والتحضيرات الضرورية للحد من هذه الكوارث، ولذلك من الضروري العمل مع الحكومات المحلية".

أضافت: "إن الهدف الأساسي للحد من قابلية الكوارث هو مسؤولية كل شخص، وحتى الإعلام وكل الوزارات والبلديات يجب ان تكون متعاونة وايضا التنظيم المدني والبيئي والقطاعات اخرى، وفي خلال الايام المقبلة ستكون لنا الفرصة للقاء عدد من الوزراء ومؤسسات المساعدات الإجتماعية ومجلس الإنماء والإعمار وجميع الوزراء المعنيين في هذا النطاق، المسألة ليست فقط تخطيطا بل هي اكثر انها عملية تعاون وهو ما نراه اليوم هنا، والتعاون ايضا مع دول اخرى في المنطقة ودوليا، لنتعلم الدروس بسرعة بسبب أحداث دراماتيكية مثلما رأيتم في اليابان وهايتي وباكستان. اذا لماذا نقوم بكل هذا، لأن الكوارث تتزايد بالأرقام وتداعياتها وكلفتها على الدول، وهذا الموضوع دقيق".

وسائل الإعلام العربية

واستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من لقاء المشاركين في مؤتمر "مؤشرات تطوير وتعزيز وسائل الإعلام في الدول العربية" المنعقد في بيروت، بتنظيم مشترك من منظمة الاونيسكو والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو" .

بعد اللقاء تحدث، باسم الوفد، مدير مكتب الأونيسكو الإقليمي الدكتور عبد المنعم محمد عثمان الذي قال: "أطلعنا دولة الرئيس ميقاتي على أعمال المؤتمر الذي بحث في المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها لتطوير وسائل الاعلام، وفتح مساحة كبيرة للحرية، وبناء قدرات المؤسسات الإعلامية، حيث توصلنا الى مجموعة من التوصيات. واكد رئيس الحكومة ان لبنان سيبقى واحة لحرية الإعلام، وسيوفر من خلال المؤسسات الإعلامية والبحثية كل القدرات لتدريب الإعلاميين في المنطقة العربية.

سفير المغرب

كما التقى الرئيس ميقاتي سفير المغرب في لبنان علي أومليل وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين.

قرطباوي والصفدي

وإستقبل رئيس مجلس الوزراء وزير العدل شكيب قرطباوي وعرض معه شؤون وزارته. كما إستقبل وزير المال محمد الصفدي وعرض معه الأوضاع المالية.

واخيرا ستقبل نقيب المحامين الأسبق في الشمال خلدون نجا.

 

الحسيني عرض التطورات مع السفير المصري

توفيق: الوحدة العربية عنصر اساسي وعلينا توحيد كلمتنا

 وطنية - 19/10/2011 استقبل الرئيس حسين الحسيني في منزله في عين التينة سفير مصر محمد مصطفى توفيق في زيارة تعارف، وكانت مناسبة لعرض الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. اثر اللقاء قال توفيق: "كان اللقاء مثمرا جدا مع دولة الرئيس، حيث تعرفت على رجل دولة وشخصية مثقفة تملك رؤية شاملة، وتعرفت على فهمه للاوضاع في المنطقة وما تمر به، اضافة والعلاقات الجيدة بين بلدينا وكيفية تدعيمها. وقد اتفقنا على أهمية عنصر الوحدة ما بين الشعوب في داخلها وأيضا عنصر الوحدة ما بين الأمة العربية وضرورة توحيد كلمتنا، وضرورة العمل على مج الانقسامات، والعمل على التعاون ما بين مصر ولبنان حيث أن هناك روابط كبيرة جدا بين الشعب المصري والشعب اللبناني ومن المهم أن يزداد هذا التعاون في كافة المجالات".

 

تكريم وزير الداخلية في السفارة اللبنانية في باريس

شربل: تحصين الوضع الداخلي لمواجهة المخاطر المستقبلية

عساكر نقل ارتياح الجالية اللبنانية لمشروع قانون الانتخاب

 وطنية - 19/10/2011 اقام السفير اللبناني في فرنسا بطرس عساكر وعقيلته سفيرة لبنان في جنيف نجلا رياشي عساكر مأدية عشاء تكريمية في السفارة اللبنانية لوزير الداخلية والبلديات مروان شربل وعقيلته السيدة ليندا والوفد المرافق ، شارك فيها عدد من رجال الاعمال والشخصيات اللبنانية في باريس .

واعرب السفير عساكر خلال اللقاء عن "افتخار الجالية اللبنانية في فرنسا باداء الوزير شربل وسهره على ترسيخ الامن الاجتماعي ومكافحة كل انواع عمليات الاخلال بالامن تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يولي الوضع الامني في البلاد العناية اللازمة" .

ونقل عساكر "ارتياح الجالية اللبنانية الى مشروع القانون الانتخابي الجديد ولا سيما لناحية تضمينه للمرة الاولى الية عن كيفية اقتراع اللبنانيين المنتشرين في بلدان العالم ".

شربل

من جهته اكد الوزير شربل على "اهمية تضامن اللبنانيين في هذه المرحلة التي يعيشها لبنان والتي تعتبر من أدق المراحل التاريخية منذ العام 1943" ، مشددا على ضرورة "النأي بلبنان عن تداعيات التطورات التي تشهدها الساحة الاقليمية"، ومشيرا الى ان "الضمانة الوحيدة لمواجهة هذه الاخطار الخارجية هو الحوار الهادئ وتمسك اللبنانيين بوحدتهم الوطنية للحفاظ على الاستقرار الداخلي والسلم الاهلي" .

ولفت الى ان "تحصين الوضع الداخلي وترسيخ وحدتنا الوطنية لمواجهة اية مخاطر مستقبلية، هو اليوم اقل كلفة بكثير من ان يواجه اللبنانيون انعكاس التطورات المتسارعة في المنطقة وهم غارقون في الاصطفافات والتمحور في الحسابات والمصالح الضيقة". وشدد على ان "قانون الانتخابات النيابية الجديد يعطي قيمة لصوت المغترب على الصعيد الوطني لكي يشعر بانتمائه الحقيقي الى بلده ويشارك في صنع القرارات السياسية عبر اختيار ممثله في الندوة البرلمانية لانه لا يجوز ان تقتصر مساهمته ماديا فقط للبنان"، داعيا "المغتربين الى تكثيف زياراتهم الى وطنهم الام والاستثمار فيه للمساعدة في نهضته" .

 

فتفت: لوضع حد لتجاوزات مهددة لحرية الاعلام

وطنية - 19/10/2011 رأى النائب احمد فتفت في تصريح في المجلس النيابي: انه "في لقاء مع نقابة المحررين، جرى الأسبوع الماضي، صدر كلام عن أحد المدراء العامين الأمنيين يوجب التوقف عنده مليا حيث أشار سعادته الى ان "الواقع الإعلامي اللبناني المتفلت من الضوابط سيما الإعلام المرئي، داعيا الى "عقد ورشة عمل كبيرة يشارك فيها كل المعنيين بالإعلام". اضاف "ان هذا الكلام، إذا ما كان ضروريا؟، هو من مسؤولية السلطات السياسية حصرا وتحديدا وزارة الإعلام لإعطاء التوجيهات اللازمة، لأن أي دخول لأجهزة أمنية على هذا الموضوع سيعتبر مقدمة للنيل من الحريات العامة التي يفخر بها لبنان كعنوان أساسي لديموقراطيته ورسالته.لذلك فلا بد من رفض واستنكار أي توجه قد يكون لدى بعض الأجهزة الأمنية لقمع الحريات تصريحا أوتلميحا خاصة لمن لا علاقة به قانونا بالتدخل في شؤون عمل المؤسسات الإعلامية المكتوبة أوالمرئية او المسموعة ولا بإعطاء التوجيهات ولا بتحديد الضوابط ولا المبادىء ومن مهامه الإلتزام بنص القانون والعمل على تنفيذه". وختم فتفت: "انني أضع هذا الموضوع بعهدة وزير الداخلية لوضع حد لهذه التجاوزات المهددة لحرية الإعلام اللبناني على أمل أن يسرع معاليه باتخاذ التدابير الملائمة حتى نتفادى تكرار أي أمر مشابه استنادا الى تاريخ ليس بالبعيد أوصل البعض الى حيث أوصلهم".

 

المرعبي: نطالب الدولة بتحمل مسؤوليتها في ضبط الحدود

 وطنية - 19/10/2011 رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي في حديث الى اذاعة "صوت لبنان الحرية والكرامة"، "وجوب تسمية السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي بعميل النظام السوري في لبنان وليس سفيرا". ورأى المرعبي "أن التصريحات التي يدلي بها عبد الكريم علي بشأن تهريب السلاح من لبنان إلى سوريا وتصريحاته ضد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي هو كلام معيب بحق الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ككل". وقال: "المؤسف اليوم هو الذي طالعنا به الجيش اللبناني عن أن الجيش السوري لم يدخل إلى الاراضي اللبنانية"، معتبرا أنه "داخل قيادة الجيش يبدو انهم يتسترون على الخروق السورية في لبنان وللأسف مخابرات الجيش اللبناني أصبحت عميلة للنظام السوري".

اضاف: "في الموضوع الداخلي السوري نحب الا نتدخل. لكن امام الاعتداء على منازلنا والجوامع والاعتداءات في عرسال والشمال والبقاع الشمالي، نحن غير قادرين الا أن نرفع الصوت ونطالب الدولة بتحمل مسؤوليتها في ضبط الحدود". وختم: "لتتفضل الحكومة اللبنانية وتطلب ترسيم الحدود واذا كانت غير قادرة فلتطلب من القوى الدولية أن تقف على الحدود وتحميها ولترسم خطا أزرق هناك".

 

رحال: لملاحقة الحكومة ما يجري في طرابلس ووضع حد له

 وطنية - 19/10/2011 علق النائب رياض رحال، في حديث الى اذاعة "لبنان الحر"، اليوم، على ما ذكر من انه لا يوجد قرار سوري لخرق الاراضي اللبنانية، فقال:"ان الرئيس السوري بشار الاسد يقول للمجتمع الدولي إنه قادر على اجتياح لبنان عندما يريد". وقال :"عندما يقال ألا قرار حتى الآن للدخول إلى الأراضي اللبنانية، فهذا يعني أن القرار أت، ويعني أنه إنذار للمجتمع الدولي أننا قادرون على اجتياح لبنان عندما نريد". وأشار الى ان "نظام الأسد لم يعد يمتلك الورقة الفلسطينية، ولم يعد لديه سوى الورقة اللبنانية، وهذه الورقة اللبنانية تتضمن نقطتين أولا اجتياح الأراضي اللبنانية، وثانيا استعمال سلاح "حزب الله". واضاف: "يبدو أن هناك عناصر تتسلح من قبل "حزب الله" لخلق مشاكل أمنية، وتتصرف في طرابلس كما تتصرف في أي بؤر أمنية أخرى". ودعا الحكومة اللبنانية، وخصوصا الرئيس نجيب ميقاتي، الى "ان تتحرك من خلال وزير الدفاع فايز غصن ووزير الداخلية والبلديات مروان شربل ووزير العدل شكيب قرطباوي، لتلاحق وترى ماذا يجري في طرابلس وتضع حدا له".

 

اوغاسابيان: ميقاتي جزء من مشروع عدم التمويل لإسقاط المحكمة

وطنية - 19/10/2011 أكد النائب جان اوغاسابيان في حديث الى اذاعة "صوت لبنان": ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي" جزء من مشروع عدم تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تمهيدا لاسقاطها"  ولفت الى "ان هناك عملية توزيع ادوار بين ميقاتي، الذي أغدق اللبنانيين والعالم بوعود لا تمت الى الحقيقة بصلة، وبين النائب ميشال عون المكلف من قبل حزب الله بعملية تهشيم المحكمة والسعي الى فك ارتباط لبنان بها". ودعا الرئيس ميقاتي الى "عدم الذهاب الى مزيد من التسويف والمماطلة في موضوع المحكمة، والى عدم ايهام الناس بأنه يسعى الى التمويل عبر الموازنة العامة"، واصفا نقاشات الموازنة بأنها "عملية الهاء وكذبة لانها قد تأخذ اشهرا كثيرة، وبالتالي يمكن أن لا تقر كما بقية الموازنات منذ العام 2006 ".وقال:"إذا كان ميقاتي جديا في طرحه تمويل المحكمة فعليه ادراج هذا الموضوع ضمن بنود جدول اعمال مجلس الوزراء كسلفة خزينة"، معتبرا ان "هذه هي الطريقة الوحيدة اليوم لتسديد حصة لبنان في المحكمة". وذكر اوغاسابيان بأن "ميقاتي أتى الى رئاسة مجلس الوزراء بأجندة واضحة الا وهي اسقاط المحكمة، وهو يسعى الى المماطلة إلى ان يحين موعد التجديد للمحكمة في آذار 2012"، جازما بأن "ميقاتي يتذاكى على اللبنانيين والمجتمع الدولي من خلال ادعاءاته بانه يجسد حالا حضارية قادرة على استيعاب الداخل اللبناني وعلى وضع حد لامتداد نفوذ حزب الله داخل الحكومة". وشدد على ان "كل ما سبق اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري من موضوع شهود الزور، مرورا بتكليف ميقاتي، ووصولا الى النقاش والهاء الناس بموضوع الموازنة ما هي إلا لعبة كبيرة يديرها المايسترو حزب الله الذي جاء بميقاتي لينفذ أجندته الخاصة". وختم اوغاسبيان ان "الامور باتت واضحة، واللعبة لن تفضي الى نتيجة لأن المحكمة باقية ومستمرة وتجسد مستقبل لبنان الديموقراطي، وبالتالي هذه اللعبة سوف تأخذ لبنان الى مزيد من المواجهات مع المجتمع الدولي، ومن الاضطرابات الداخلية التي قد لا يمكن السيطرة عليها في ما لو وقعت".

 

هل خرج "فتح الاسلام" من باب البارد ليدخل من شباك عين الحلوة؟/استنفار فلسطيني واجـراءات امنية لبنانية في المرصاد

المركزية – أفادت مصادر فلسطينية في عين الحلوة "المركزية" أن البيان الذي وزع ليلا في مخيم عين الحلوة باسم "انصار الاسلام" هو البيان الخامس لإسم جديد يظهر للمرة الاولى داخل المخيم، مؤكدة ان التحقيقات التي تولاها الامن الوطني الفلسطيني والكفاح المسلح الفلسطيني داخل المخيم حول هوية الجهة التي تقف وراء البيان اظهرت انها تابعة لعصابات "فتح الاسلام" المتوارية في عدد من احياء المخيم لا سيما حي الطوارئ. وذكرت مصادر فلسطينية محايدة داخل المخيم ان هذا الظهور غير العلني لهذه العصابات يؤكد بما لا يقبل الشك انها تحاول توتير الاجواء داخل المخيم في وقت تسعى فيه حركة "فتح" لترتيب أوضاع البيت الفلسطيني والنأي عن كل ما من شأنه ان يعرض المخيم للاهتزاز او التوتير الذي تحاول جهات مأجورة تعميمه لإحداث فتنة داخل المخيم او بينه وبين محيطه اللبناني. واشارت الى ان الكفاح المسلح الفلسطيني والقوى الفلسطينية والوطنية والاسلامية تعمل لإقفال المنافذ التي قد تدخل منها رياح فتنة، مؤكدة ان "فتح الاسلام" وعصاباتها اخرجت من الباب من مخيم عين الحلوة وتعود الآن لتدخل من شباك المخيم لإحداث بلبلة وصولا الى فتنة شعواء وهو ما سيضربه الكفاح المسلح بيد من حديد لإفشال اي مؤامرة تستهدف الشعب الفلسطيني في المخيم. وقالت المصادر ان الاجراءات الامنية المشددة التي ينفذها الجيش اللبناني منذ أيام عند حواجزه العسكرية على مداخل عين الحلوة تدخل في اطار البحث عن مطلوب فار دخل الى المخيم وتوارى في منطقة الطوارئ حيث الثقل للمنظمات الاصولية.

 

الخروقات السورية والصمت الحكومي يتفاعلان والمعارضة تحذر/اجتماع مسيحي يبدد الجفاء بين مرجع رسمي وقيادي ســياسي/"حزب الله" يحفظ "خط الرجعة" في التمويل وعون يمضي قدمـاً

المركزية- يتأرجح المشهد السياسي على حبلي التمويل المزمن والخروقات السورية اليومية واستتباعاتها في الداخل اللبناني من زاويتي غياب الموقف الرسمي وتفاعل ملف خطف المعارضين السوريين في بيروت، بعد معلومات عن مواجهة جديدة حصلت ظهر اليوم على الأراضي اللبنانية في مشاريع القاع بين عناصر من الجيش السوري ومنشقين أدت الى مقتل المجموعة المنشقة بكاملها وهي مؤلفة من ضابطين وستة عناصر، ما يعني عملياً اذا ما تأكدت المعلومات التي كشفت عنها مصادر أمنية، سقوط 16 قتيلاً سورياً في اقل من أربع وعشرين ساعة، بعدما نقلت أمس ثماني جثث لقتلى سقطوا في المواجهات التي وقعت في القسم السوري من بلدة الدوار القريبة من القاع أثر مطاردة انتهت عند الحدود اللبنانية.

فرنسا والخروقات: وفي موقف فرنسي مزدوج من الخروق السورية ووضع المعارضين السوريين برز كلام للسفير دوني بييتون بعد لقائه الرئيس امين الجميل ذكر فيه بموقف بلاده الداعم للسيادة اللبنانية التي يجب ان تحترم وشدد على ضرورة حماية المعارضين السوريين الذين لجأوا الى لبنان في ظل الأحداث الجارية في سوريا.

اعادة تواصل: في الضفة المقابلة، علمت "المركزية" من مصادر واسعة الإطلاع ان اجتماعاً عقد أخيراً بمسعى من احد الوزراء بين مسؤول قريب من إحدى المرجعيات المسيحية الرسمية وآخر ينتمي الى جهة سياسية مسيحية شهدت علاقاتهما في الفترة الأخيرة فتوراً نسبياً على خلفية أكثر من قضية وملف تم خلاله عرض مسهب لوجهات النظر في كلا الطرفين وتنسيق المواقف بهدف تبديد التباين وإزالة حال الجفاء لإعادة فتح قنوات التواصل على قاعدة الانفتاح وإرساء علاقات وفق اسس ثابتة.

وكشفت المعلومات عن اتفاق الطرفين على إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة وعقد اجتماع آخر يحدد موعده في وقت لاحق.

التمويل بين الحزب والتيار: أما في ملف التمويل، وفي انتظار جديد لا يبدو سيأتي من مجلس الوزراء، في ظل الانقسام الحاد بين مكونات الحكومة وارتفاع حدة النبرة السياسية للمعارضة، فأشارت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" الى ان صيغاً عدة هي راهناً قيد التداول لمعالجة كيفية سداد لبنان حصته من دون تفجير حكومته بلغم التمويل، وتحدثت عن اتصالات متسارعة خلف الكواليس بين الداخل والخارج لتوفير الحل المنشود، لافتة الى ان "حزب الله" وعلى رغم هجمته الحادة على المحكمة التي يعتبرها استهدافاً للمقاومة فإنه يحفظ خط الرجعة ويحسب الف حساب لكل موقف وكلمة، بعكس ما يفعل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون الذي ذهب الى أقصى الحدود ونقطة اللاعودة في رفض التمويل.

14 آذار: واليوم حذرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار الحكومة "ولا سيما من يدعي رغبته في تمويل المحكمة من ان ما يسمى مخرج التصويت للمنع، لن يمر على اللبنانيين، وستعتبر 14 آذار الحكومة ساقطة في اللحظة نفسها التي لا تقرر فيها التمويل.

وأكدت أن "حزب الله" يتوج الانقلاب الذي نفذه مطلع العام بالاستناد الى السلاح من أجل اخضاع المؤسسات الدستورية لقراره وإلغاء التزام الدولة بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1757، مشددة على تصميمها على مواصلة كفاحها لمنع استبداد القوة والسلاح غير الشرعي بالدولة والعلاقات اللبنانية – اللبنانية وعلاقات لبنان العربية والدولية.

وتوقفت الأمانة عند "التمدد الأمني للنظام السوري في لبنان المتجسد في شكل اساسي في دور السفير السوري وسفارة نظامه في عمليات قمع اي تضامن مع الشعب السوري وخطف النشطاء السوريين المعارضين من لبنان الى سوريا بسيارات السفارة.

مكاري: من جهة حذر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري من المنحى الخطر للخروقات السورية، منتقداً "غياب الحكومة التي تتصرف إزاءها كأنها لا ترى ولا تسمع وهذا أمر مهين لكرامة لبنان وشعبه ومسيء الى هيبة الدولة ومؤسساتها ومعيب في حق مسؤوليها".