المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 18 تشرين الأول/11

البشارة كما دوّنها متى الفصل 09/09-13/يسوع يدعو متى

وسار يسوع من هناك، فرأى رجلا جالسا في بيت الجباية اسمه متى. فقال له يسوع: إتبعني. فقام وتبعه. وبينما يسوع يأكل في بيت متى، جاء كثير من جباة الضرائب والخاطئين وجلسوا مع يسوع وتلاميذه. ورأى بعض الفريسيين ذلك، فقالوا لتلاميذه: لماذا يأكل معلمكم مع جباة الضرائب والخاطئين؟ فسمع يسوع كلامهم، فأجاب: لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى. فاذهبوا وتعلموا معنى هذه الآية: أريد رحمة لا ذبيحة. وما جئت لأدعو الصالحين، بل الخاطئين.

 

رد على صديق طلب منا عدم انتقاد البطريرك الراعي

تحية لك وشكراً على رسالتك

الياس بجاني/بالواقع غبطة البطريرك الراعي هو المعتدي والمفتري والجاحد على وبحق كل ما لبناني وكتائبي وماروني وعندما ننتقد مواقفه الانتقاد محصور بهذه المواقف فقط وليس له أي علاقة ببكركي التي نجلها ونفتخر بموقعها ودورها . ان الحساسية عند الكثيرين منا عندما يتعلق الأمر بانتقاد رجل دين وخصوصاً شخص البطريرك تعود إلى تربيتنا وثقافتنا التي تحتفظ بحيز كبير من الاحترام والتقدير والطاعة لرجال الكنيسة وخصوصاً الموارنة. ولكن يا صديقي أسألك هل أنت موافق على مواقف البطريرك السورية والإيرانية وتلك المتعلقة بسلاح حزب الله؟ لا اعتقد أبداً ومن واجب بل هو فرض مقدس علينا أن ننتقده ونقف بوجه ممارساته ونقول لا وألف لا لمواقفه التي تضرب تضحيات الشهداء وتقتلع الهوية وتزذل التاريخ وتلغي الدولة لصالح الدويلة . الراعي انقلب على كل ما هو ماروني ولبناني وإنجيلي وأخلاقي وشرف وكرامة. واكرر من واجب أصحاب الأقلام الحرة التي تؤمن بخط البشير أن تقف في وجهه بقوة دون أي اخذ بالاعتبار للحساسيات لأن الأمر مصيري ولا يقبل المساومات والخجل. مصير البلد على المحك، مصير بكركي بخطر. ولهذا بكل محبة وعلى خلفية مارونية وبشيرية أقول لك انضم إلى الذين يحاولون لجم هذا الشارد وليس الدفاع عنه أو حتى غض النظر عما يرتكبه من أأخطاء وخطايا تطاولنا جميعا.

عناوين النشرة

*المحكمة الدولية: فرانسين طلب الفصل في جواز الشروع بالمحاكمة الغيابية للمتهمين 

*التفلّت و"التشبيح" في المناطق الشيعية: الدولة ليست إطفائية "غب الطلب"!

*الديار": شاحنة زفت توجهت الى لاسا وعملت على تزفيت الطرقات المتنازع عليها

*طلال الدويهي:على الدولة وقف تعديات مسؤولين من حزب الله على اراضي الكنيسة في لاسا

*الراعي: مسألة الاراضي المسيحية ولاسيما في منطقة لاسا ضخمت سياسيا وطائفيا وهذا الأمر لا يجوز

*نيويورك تايمز": مسيحيو الشرق يدفعون الثمن الأفدح للتحوّل الى الديموقراطيــة

*سيّدة الجبل: بوّابة لتأسيس المجلس الوطني اللبناني/فادي عيد/الجمهورية

مصادر في الأمم المتحدة لـ"عكاظ": قرار دولي مرتقب يدين محاولة اغتيال الجبير ويدعم التحقيق الأمريكي

*بان كي مون دعا برلمانيي العالم إلى الإصغاء للذين نزلوا إلى الشوارع منذ الربيع العربي 

*فشل في الإجماع العربي على تجميد عضوية سورية

*إيران تلوّح بردّ حازم وإسرائيل تهدّدها بضربة استباقيّة

*الجامعة العربية تمهل دمشق أسبوعين لتنقيذ إصلاحات عاجلة  وزراء الخارجية العرب دعوا إلى مؤتمر حوار سوري في مقر الجامعة العربية وتحت رعايتها

*حمد بن جاسم: الإجتماع العربي ليس تنفيذاّ لأجندة خارجية.. ومجلس التعاون ليس مطية لأحد 

*مندوب سوريا الدائم في جامعة الدول العربية يوسف أحمد: توقيت الدعوة لمجلس الوزراء العرب "مريب".. ونرجو ألا يكون مرتبطاً بتحرك أميركا وأوروبا 

*التلفزيون السوري: سوريا تتحفظ على دعوة جامعة الدول العربية لحوار شامل في مقرها

*عضو في مجلس الشيوخ الأميركي تحذر من صدام مع إيران

*أمن السفارة السورية يهاجم متظاهرين أكراد ويتسبّب بإصابة بليغة لناشط 

*جعجع: حذار وقف تمويل المحكمة 

*عميل حزب الله الفار زرع أجهزة تجسس في مكاتب مسؤولي الحزب 

*بيضون: الأسابيع الثلاثة المقبلة قد تشهد استقالة ميقاتي وجنبلاط حاول إقناع نصر الله بتمويل المحكمة

*حوري: لاستدعاء علي وتوجيه تأنيب شديد له لتدخله بالشؤون اللبنانية

*العريضي: الإلتزام بالمحكمة يعني الإلتزام بموجباتها.. ونحن مع مشروع موازنة يتضمن التمويل 

*زهرا يستغرب تطاول السفير السوري على مسؤولين لبنانيين ويدعو القضاء إلى القيام بعمله

*الرئيس الجميل إلتقى البابا شنودة ورئيس وزراء قطر: يفترض أن تكون مصر قدوة لتحقيق الإستقرار

*شخصيات لبنانية أعلنت تضامنها مع إيران: الاتهامات الأميركية مفبركة وكاذبة لأجل خلق فتنه مذهبية

*غليان في الجنوب وامتعاض في البقاع والضاحية ... هل تشهد السنوات المقبلة "ربيعاً شيعياً" في لبنان يُنهي دويلة "حزب الله" المنهارة؟؟

*ويكيليكس/14 آذار/مستشار وليد المعلم: ايران تنشر التشيّع في سوريا عبر المال/علي مملوك وبعض ضباط المخابرات يدّعون أنهم سنّة لتبييض صفحة النظام/والأسد يزوّر الانتخابات من خلال تصويت الناخبين عدة مرات

*عضو في الأمن القومي الإيراني: قادرون على احتلال السعودية بكل يسر

*فتفت: ما يحصل على الحدود مع سوريا تجاوز الواقع

*ماروني: السفير السوري تجاوز دوره الدبلوماسي

*مرسوم زيادة الاجور مبتور والمطلوب تعزيز الخدمات الإجتماعية

*كاظم الخير: كلام عون استخفاف بذاكرة اللبنانيين

*سليمان التقى نحاس ودو فريج ورئيس الجامعة اليسوعية ويلقي اليوم كلمة مباشرة في إطلاق البرنامج الوطني لدعم الاسر

*الرئيس الجميل بحث مع شيخ الازهر تفعيل الحوار الاسلامي المسيحي: لاخلاص للمنطقة الا بالتعاون الصادق والمخلص بين الإسلام والمسيحية

*لقاء عند كبارة جمع الجسر وفتفت والمرعبي والضاهر: لضبط الفلتان في طرابلس ومصادرة السلاح والغاء المربعات الامنية

*ارسلان: ضرورة لجوء لبنان الى المادة 20 من مذكرة التفاهم واجراء مفاوضات مع الأمم المتحدة لإزالة الشوائب البنيوية من المحكمة

*وزير الخارجية عاد من القاهرة/لبنان الى جانب الاشقاء وما يضير سوريا يضيرنا

*الحياة : تقطيع أوصال الزبداني ومضايا واعتقال نحو مئة... المجلس الوطني يطالب العرب بالاعتراف به ودعم حماية المدنيين 

*"الجامعة العربية تُمهل سورية وتلوّح باجراءات

*هل انتهى المشروع الفارسي بالمنطقة؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الصفير في ليل موحش/النقيب رشيد درباش/النهار

*وصية الرسول والعهدة العمرية تلزم المسلمين بالأقباط/محيي الدين شهاب/النهار

*حان وقت المصارحة/هاني نصولي/النهار

*استحقاق ملحّ يستدعي انعقاد هيئة الحوار/كيف يحمي الزعماء السياسيون السلم الأهلي/اميل خوري/النهار

*خيمة المخفيين من يذكر/نبيل بومنصف/النهار     

*تحذيرات السفارات محدثة ولا جديد وراءها/المخاوف من بحوادث تحمل توجهات سياسية/روزانا بومنصف/النهار     

*التزام ميقاتي المحكمة حشر الحلفاء وأجهض التفاهمات المسبقة/تمويل السنة خارج موازنة 2012 والمشكلة أن لا موازنة لـ2011/سابين عويس/النهار

*المستقبل اليوم/شكراً لعون
*من يتحمل مسؤولية تخفيف الحمايات الامنية استنسابيا/ًاسعد بشارة/الجمهورية

*هكذا تَقرّر تأجيل الإنفجار... إلى آذار كحدّ أقصى/طوني عيسى/الجمهورية

*وزير البيئة السابق محمّد رحّال لـ «الجمهورية»: ميقاتي إلى طريق مسدود وسيختار ماله حول العالم لا السلطة/مرلين وهبة/الجمهورية

*الحياة": "حقوق الإنسان" أمام اشتباك سياسي مصدره "اختفاء" العيسمي والأشقاء السوريين

*نصرالله لبري: لن نسلّم السلاح أو نستسلم مهما كلف الأمر  

*جنبلاط في حارة حريك يخشى أن يتحول حزب الله الى شريك كامل في الخسائر الاقليمية 

*الإقامة السوريّة/نصير الاسعد/الجمهورية

 

تفاصيل النشرة

 

المحكمة الدولية: فرانسين طلب الفصل في جواز الشروع بالمحاكمة الغيابية للمتهمين 

أعلن المكتب الإعلامي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان أنّ "قاضي الإجراءات التمهيدية دانييل فرانسين طلب إلى غرفة الدرجة الأولى، الفصل في جواز الشروع في إجراءات المحاكمة غيابيًا في قضية (المتّهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري سليم) عياش وآخرين"، مشيرًا إلى أنّ "قواعد المحكمة تنص على أنه في حال لم يتم توقيف المتّهم في مهلة 30 يومًا تقويميًا من تاريخ إعلان قرار الإتهام، يجوز لقاضي الإجراءات التمهيدية الطلب إلى غرفة الدرجة الأولى الشروع في الإجراءات الغيابية".المكتب الاعلامي، وفي تعميم، لفت إلى أن "قاضي الإجراءات التمهيدية رأى في قراره أنّ هذه المهلة قد بدأت كحد أقصى في 15 أيلول 2011، أي في تاريخ نشر ملصق يتضمّن صور المتهمين ومعلوماتهم الشخصية والتهم المسندة إلى كل منهم في أبرز الصحف اللبنانيّة". وختم المكتب تعميمه بالتأكيد أنّ "على غرفة الدرجة الأولى الآن، الفصل في استيفاء الشروط اللازمة لبدء إجراءات المحاكمة غيابيًا، وذلك بما يضمن حماية حقوق المتهمين".

(الوطنية للإعلام)

 

التفلّت و"التشبيح" في المناطق الشيعية: الدولة ليست إطفائية "غب الطلب"!

الاثنين 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2011/تاشفاف

 هذه ليس أول مقال ينشره "الشفاف" حول مشكلة التفلّت الأخلاقي والتشبيح في المناطق الشيعية. وآخر السلسلة كان مقال الصديق قاسم قصير بعنوان "هل يعاود حزب الله إطلاق حملة النظام العام وتعزيز القيَم؟ في ظل ازدياد المظاهر الاجتماعية والأمنيّة السلبيّة". ولكن مقال "نجاح خليل" الجديد يخلص إلى أن "الأحاديث ليست سبيلا لمعالجتها. كذلك تذمر حزب الله، وخططه المبتورة، ليس كافيا لوضع حد لها. فهي بحاجة إلى ما هو أعمق و أكبر بكثير، الكثير الذي قد لا يناسب الطائفة الشيعية واستراتيجيتها وأيدولوجيتها."!

بكلام آخر: المواطن اللبناني (وهو مواطن لبناني قبل أن يكون شيعياً) الذي "يطرب" حينما يقول عنه قادة حزب الله أنه "أشرف الناس" (أي "أشرف من غيره من .. المواطنين اللبنانيين"!)، والذي "يعتزّ" بسلاح الحزب، ويغض النظر عن استقوائه بسلاح "إيراني"، أو بسلاح "سوريا الأسد"، على جيش دولته ودركها وبوليسها، والذي يقبل بممارسة "الهوبقة" على أملاك "دولته" ومشاعات "بلدياته" (وهذه "الهاء" مهمة جداً) ثم يطالب نفس"دولته" بزيادة راتبه، أو بتحسين المدارس العامة لأولاده… أو الذي يقبض راتباً بدون عمل مقابل، أو الذي يسمح لنفسه بـ"النصب" على وزارة الصحة.. أو بسرقة الكهرباء العامة.. هذا المواطن، الجنوبي أو البقاعي، نفسه، هل يتحمّل مسؤولية سياسية، وأخلاقية، عما آلت إليه أحوال المناطق الشيعية في لبنان؟وهذا المواطن، الجنوبي او البقاعي، نفسه، هل يصدّق، فعلاً، "خرافة" أن حزب الله "يحمي" الطائفة الوحيدة المدجّجة بالسلاح من مشروعٍ يحضره له بقية اللبنانيين لـ"اقتلاعها" من أرضها وتشريدها لا نعرف إلى أين؟ أم أن المواطن اللبناني، وهو لبناني قبل أن يكون شيعياً وليس العكس، بدأ يدرك أنه بدأ "يلحس المبرد"، وأن مشروع "الهوبقة" على الوطن كله مشروع "مستحيل" من جهة، ومدمّر للجميع من جهة أخرى. كما اكتشفت طوائف أخرى من قبل؟ وبدل أن يستمر هذا المواطن "اللبناني" في "المرجلة" على دولته، فهل حانت اللحظة لكي يدافع، هو نفسه، عن "دولته" وليس عن "دويلته"، ولكي يتذكّر "العقد الوطني" الذي يجمعه ببقية المواطنين اللبنانيين؟ ولأن يردّ لهذا "الوطن الصغير" بعضاً مما أمّنه له من رغد في الحياة، ومن حريات عامة، ومن مستوى تعليم ومستوى صحة يحسده عليه بقية العرب؟

بيار عقل

التفلّت و"التشبيح" في المناطق الشيعية: الدولة ليست إطفائية "غب الطلب"!

لا يُبعِدُ وقوفُ "حزب الله" موقفَ المعترض على مظاهر التفلت الأخلاقي والتشبيح والبلطجة، التي خرجت عن السيطرة في المناطق الشيعية، من مسؤوليته المباشرة عنها، ولا تورّطه في أغلبها. فهي، بدايةً، كانت حاجة له لإثبات ضعف الدولة من جهة، وتقصير أجهزتها ومؤسساتها في معالجة مشاكل الناس. ومن جهة أخرى، ساعدته على طرح نفسه كبديل موضوعي لتعويض النقص والتقصير الرسميين. كما أن الدعوات والحملات التي يطلقها حزب الله خاصة في مناطق الضاحية الجنوبية للعودة إلى التقيد بالنظام والقيم الإجتماعية، وفتح الباب أمام أجهزة الدولة الرسمية لإرسائها، هي، واقعاً، سلاح ذو حدين. فهي تبعده عن مواجهة وقمع العصابات الخارجة عن القانون، التي ربيت في حضنه، لئلا تنقلب عليه لاحقا، وتصبح سببا في استنزافه أمنيا! و تساعده، كذلك، في تحسين صورته أمام الرأي العام والخاص اللبناني، الذي  يتّهمه بتهميش دور الدولة وأجهزتها في مناطق  سيطرته.

يمكن القول إن حزب الله دخل، وأدخل معه المناطق الشيعية، في النفق المظلم في ما يتعلق بمجموع القيم والمبادئ الإجتماعية والأخلاقية.

فظواهر مثل الدعارة والإدمان على المخدرات باتت تسجل أعلى نسبها حاليا في المناطق الشيعية، رغم الأجواء الدينية المصطنعة القابضة عليها. فنجد في مناطق البقاع  إزدهارا غير مسبوق في زراعة وتجارة وتعاطي المخدرات، وتساهلاً متعمداً مع "قدماء المصلحة"، وتشاركاً "إلهياً" لافتاً في تيسير وتسيير العمليات! والهدف زيادة الأرصدة المالية لدعم المقاومة. ما أدى إلى تحول  مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية، إلى بؤر لتسويق هذه الممنوعات  وتصريفها، وإفساد جيل كامل من الشباب.

مخدّرات..

القاطنون في الضاحية الجنوبية يتحدثون عن أحياء "عائلية" مغلقة بالكامل أمام الأجهزة الأمنية وعناصر حزب الله تجري فيها عمليات الإتجار والترويج والتعاطي، بشكل علني، وأصبحت تشكل خطرا أمنيا وقلقا أخلاقيا على سكان الضاحية. بينما يتحدث عضو في إحدى بلديات الجنوب عن إحصائه لـ250 حالة إدمان على جميع أنواع المخدرات، عدا حالات  التعاطي، في بلدته التي لا يتجاوز عدد سكانها العشرة آلاف نسمة.

ودعارة..

إلى جانب ظاهرة المخدرات المتنامية، تبرز ظاهرة الدعارة!

فلا يمر يوم دون اكتشاف شبكة من هنا وشبكة من هناك. ويكثر الهمس عن وجود  "شقق" و"بيوت"، وسط مناطق سكنية، تُستعمل لهذا الغرض. والأبرز على هذا الصعيد هو تآمر المعنيين في التستر عليها والتعمية عنها، وتكذيبها في الإعلام، تلافياً لافتضاح وجوه وشخصيات معروفة متورطة فيها.

و"تشبيح"…

على صعيد "التشبيح"، صار أمرا عادياً، في المناطق الشيعية، أن يستيقظ الموظف ليذهب إلى عمله فيجد سيارته مسروقة! أو أن يعود لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في قريته ليجد أن أرضا ورثها عن أبيه قد جُرِفت وصُوِّنَت وتهيأت للبناء! أو أن رصيفا عاما قد تحول إلى مستودع لعرض البضاعة! أو أن أحد "أشرف الناس" قد سطا في غيابه، أو حتى أثناء وجوده، على "ساعة الكهرباء" أو "عيار المياه" خاصته!

يضاف إلى هذه "اليوميات"، مسألة التعدي المستمرة على المشاعات ومصادرة الأوقاف.

ينقل أحد أبناء بلدة "الطيبة"، قضاء مرجعيون، أن حوالي خمسة آلاف دونم من أراضي الدولة قد تم مسحها وفرزها وتسجيلها في الدوائر العقارية باسم "نائب إلهي"!

وآخر من بلدة "أنصار" في قضاء النبطية، يتحدث عن تقاسم حوالي عشرين ألف دونم، في مشاعات  "أنصار" و"الزرارية"، بين مسؤولين في حركة أمل وحزب الله، إضافة إلى أن مسألة مصادرة الأوقاف الدينية آخذة بالتمادي رغم نداءات "المجلس الشيعي الأعلى" لإيقافها! وقد قضم مسؤولون في حزب الله حصة أحد أبناء شهداء بلدة حاروف في قضاء النبطية، بحجة تنظيم أراضي "الوقف"!

وفي التشبيح المنظم أيضا، تقوم البلديات التابعة لحزب الله في الجنوب بعمليات نهب يومية لمؤسسات الدولة، بالإتفاق مع موظفين مرتشين!

إذ يبدو أن خزائن حزب الله تعاني جفافا في السيولة بعد خفض منسوب التحويلات الإيرانية. ومنها على سبيل المثال ما يجري في مكاتب وزارة الصحة في المناطق، حيث يتم تحرير وصفات طبية وهمية، تبلغ قيمتها مئات الآلاف يوميا، لموظفين في هذه البلديات، وتحول إلى صناديق دعم المقاومة.

وفي "البلطجة"، حدث بلا حرج...

فالإحتكام إلى السلاح،عند أي حادثة، صار أمرا اعتياديا في مناطق سيطرة حزب الله. كحادثة "مكيانيك الحدث" وحادثة "بئر حسن" الأخيرة، التي راح ضحيتها المعاون الأول في مديرية المخابرات "حسن أيوب. وحوادث أخرى متفرقة توقع قتلى وجرحى، لأتفه الأسباب. كما حصل منذ أسبوع في محلة "الرويس" في الضاحية، حيث أصيب مواطن وهو يدخن "نارجيلة" على شرفة منزله بطلق ناري لم يعرف مصدره! عدا عادة إطلاق الرصاص ابتهاجا بعد خطاب سياسي حامٍ، أو في الأعراس والمآتم، وحتى أعياد الميلاد والنجاحات في الإمتحانات الرسمية.

مظاهر التفلت الأخلاقي والتشبيح والبلطجة وتبعاتها هي حديث الساعة حاليا بين أبناء المناطق الشيعية، لكن الأحاديث ليست سبيلا لمعالجتها. كذلك تذمر حزب الله، وخططه المبتورة، ليس كافيا لوضع حد لها. فهي بحاجة إلى ما هو أعمق و أكبر بكثير، الكثير الذي قد لا يناسب الطائفة الشيعية واستراتيجيتها وأيدولوجيتها.

  كما أن استدعاء أجهزة الدولة عند الحاجة فقط, لم يعد مؤثرا في احتوائها، لأن الدولة التي أفقدتها "الدويلة" هيبتها وحضورها سوف يُفسَّر أي تحرك لها في هذا الشأن على أنه استهداف أو  تصويب سياسي – مذهبي على "الطائفة" و"شرفائها"!

 

الديار": شاحنة زفت توجهت الى لاسا وعملت على تزفيت الطرقات المتنازع عليها

المطارنة المولجين بتهدئة الوضع: ما حصل التفاف على البطريرك الموجود في الخارج

عادت قضية لاسا الى الواجهة، فقد علمت صحيفة "الديار" ان 15 شاحنة زفت توجهت الاحد الى لاسا، وعملت على تزفيت الطرقات المتنازع عليها. وتقول المعلومات ان المطارنة المولجين بتهدئة الوضع، استغربوا هذا التصرف وقالوا "كيف يحصل هذا في عطلة الأسبوع ويوم الأحد، وما حصل هو التفاف على البطريرك بشارة بطرس الراعي الموجود حاليا في الخارج وعلى الاتفاق الذي حصل معه، وتساءل المطارنة هل ما حصل هو خلق امر واقع؟". وتؤكد المعلومات ان المطارنة اتصلوا بالراعي في الخارج ووضعوه في اجواء ما حصل

 

طلال الدويهي:على الدولة وقف تعديات مسؤولين من حزب الله على اراضي الكنيسة في لاسا

Alkalimaonline

عادت قضية الاراضي في لاسا الى الواجهة من جديد فقد كشف عضو المجلس التنفيذي في الرابطة المارونية طلال الدويهي لموقع "الكلمة اون لاين" عن حادثة جديدة في المنطقة حصلت مؤخرا وادت الى اضافة خلاف عقاري جديد بين مطرانية جونية المارونية وبعض المسؤولين في حزب الله، وذلك على خلفية حصول السيد "حسين المقداد" على "رخصة" لاقامة بناء على عقار محدد. وفي التفاصيل اوضح الدويهي ان اتفاقا حصل بين الطرفين ، يقضي باقامة عملية مسح للعقار المذكور لتبيان ما اذا كانت ملكيته تعود للمقداد ام للوقف الماروني ، الا انه وفور الشروع في عملية المسح المتفق عليها ، تكرر السيناريو الذي حصل سابقا في لاسا ، اذ اعترض بعض الاهالي على عملية المسح ومنعوا فريق العمل من اتمام مهمته وعملوا على طرده من المنطقة. وقال الدويهي لموقعنا: "حاليا توقفت اعمال المساحة المتعلقة بالعقار الا ان الاتصالات بين الجانبين قائمة ولم تنقطع ،ونحن نتابع الموضوع مع الجهات الامنية المختصة التي ننتظر منها اتخاذ القرار المناسب وتطبيق القانون، وذلك لحين عودة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من الخارج كي يتابع الموضوع شخصيا". وحول امتعاض البعض من كلام الراعي الذي راى فيه ان مسالة الاراضي المسيحية ولا سيما في لاسا قد ضخمت سياسيا وطائفيا ، اجاب الدويهي:"البطريرك لم ولن يقدم اي تنازلات وشعاره القانون ، والمقصود من هذا الكلام ليس اصحاب الاختصاص في هذا الشان ، انما رجال السياسة لكونهم يضخمون الامور"..

 

الراعي: مسألة الاراضي المسيحية ولاسيما في منطقة لاسا ضخمت سياسيا وطائفيا وهذا الأمر لا يجوز

اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه سيحافظ على خط البطريركية التاريخي، داعياً المغتربين الى الاستثمار في أراضي البطريركية.

واعتبر الراعي أمام الأحزاب المسيحية والجمعيات اللبنانية من لوس أنجلوس أن مسألة الاراضي المسيحية ولاسيما في منطقة لاسا ضُخمت سياسياً اوطائفياً وأن هذا الأمر لا يجوز.

من جهة أخرى، دعا البطريرك الراعي المسؤولين اللبنانيين لأن يكونوا رجال دولة وأن يجلسوا الى طاولة الحوار. وكانت كنيسة سيدة لبنان غصّت بالمؤمنين الذين شاركوا في القداس الالهي الذي ترأسه الراعي

 

نيويورك تايمز": مسيحيو الشرق يدفعون الثمن الأفدح للتحوّل الى الديموقراطيــة

المركزية- أثارت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها مشكلة الأقليات المسيحية في العالم العربي من لبنان إلى شمال أفريقيا، غداة اندلاع الثورات المطالبة بالحرية والديموقراطية في العالم العربي، لافتة الى أن الأقباط في مصر هم المجموعة الأكثر معاناة من اندلاع الثورة في مصر من بعد حاشية حسني مبارك.

وأشار التقرير إلى تقديرات للفاتيكان بأن حوالى 100 ألف قبطي غادروا مصر منذ سقوط حسني مبارك، وأن هذا الرقم مرشح لزيادة كبيرة إذا تولت جماعة الإخوان المسلمين الحكم في مصر، مشيرا إلى معاناة مسيحيي العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، ومغادرة حوالى نصف عددهم البالغ مليون ونصف المليون مسيحي البلاد. وخلص التقرير الى ان أي تحوّل من الحكم الدكتاتوري الى شكل من أشكال الديموقراطية وحكم الشعب، سواء في أوروبا سابقا، أو الشرق الأوسط الآن، لن يتأتى دون ثمن، فالشعوب في أوروبا دفعت ثمناً باهظاً للتحول الديموقراطي، وهكذا شبه القارة الهندية وأفريقيا، وها هي الدائرة تدور على شعوب الشرق الأوسط، ويبدو أن مسيحيي الشرق خصوصا الأقباط، يدفعون الثمن الأفدح للتحول إلى الديموقراطية في العالم العربي.

 

سيّدة الجبل: بوّابة لتأسيس المجلس الوطني اللبناني

فادي عيد/الجمهورية

تتحضّر أكثر من 500 شخصيّة مسيحيّة للمشاركة في لقاء "سيّدة الجبل" الذي ينعقد هذا العام في فندق "ريجنسي بالاس" عند التاسعة والنصف من قبل ظهر الأحد المقبل، للبحث في مضمون وثيقة سياسيّة تتطرّق إلى عدد من القضايا التي تهمّ المسيحيّين في لبنان والشرق، في ظلّ الظروف المصيرية التي تعيشها المنطقة الشرق أوسطيّة، وفي ظلّ الربيع العربي وضرورة أن يكون للمسيحيّين دور أفعل في هذه الثورات التي تطالب بالحرّية والسيادة والديمقراطية.

ويأتي انعقاد هذه الخلوة اليوم، في وقت أثارت فيه تصريحات ومواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي من النظام السوري وسلاح "حزب الله" الكثير من الجدل وردّات الفعل على ما أعلنه سيّد بكركي في العاصمة الفرنسيّة، بحيث تعالت بعض الأصوات المسيحيّة الداعية إلى تحييد لبنان عمّا يجري حوله من ثورات وانتفاضات، وخصوصاً ما هو حاصل في سوريا، وذلك على خلفيّة الحفاظ على ما تبقّى من وجود مسيحيّ في هذا الشرق. في الوقت الذي رأى فيه البعض الآخر أنّ المسيحيّين في لبنان معنيّون بالربيع العربي، ولا يمكنهم إدارة ظهورهم وتجاهل هذه الثورات التي أطلق ربيع بيروت شرارتها في العام 2005، والتي ينظر هؤلاء اللبنانيّون إليها بكثير من الأمل، لأنّها السبيل إلى الكرامة والاستقلال الحقيقي المنتظر.

والجدير بالذكر أنّ الخلوة التي سيشارك فيها سياسيّون (من غير الصف الأوّل) وإعلاميّون ومحامون وأطبّاء وأساتذة جامعة من قطاعات مختلفة وشخصيّات أخرى، ليست الأولى، بل هي المحطّة الثامنة منذ انطلاقة اللقاء في العام 2001، والذي سيحضره أيضاً عدد من الكهنة ورجال الدين المسيحيّين. وعُلم أنّ عضو الأمانة العامّة لـ 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية هو من سيتلو بنود الوثيقة السياسيّة التي ينكبّ مع عدد من المفكّرين على صياغتها، على أن تكون جاهزة منتصف هذا الأسبوع. كما عُلم أنّه سيُصار إلى التصويت على كلّ بند من البنود على حدة من قِبل المشاركين في الخلوة. وستعتمد الوثيقة على عدد من المراجع وفي مقدّمها نداء مجلس المطارنة الموارنة في أيلول من العام 2000، وإعلان بيروت، إضافة إلى شرعة الكنيسة والسينودس، وإلى كتاب كان وجّهه النائب الشهيد جبران تويني إلى الشعب السوري تمّ نشره في جريدة النهار، كما إلى مقالتين للصحافي الشهيد سمير قصير بعنوان: "إنتفاضة على الإنتفاضة".

ويلفت أحد المسؤولين عن تنظيم اللقاء، أنّ هذه الخلوة أتت نتيجة الإرباك الحاصل على الساحة المسيحيّة، ونتيجة إشارات متناقضة للقيادات السياسية والمرجعيّات الروحية. مؤكّداً أنّ الخلوة ليست تحرّكاً ضدّ البطريرك الراعي بقدر ما هي محاولة لإيصال صوت مجموعة تختلف مع بعض توجّهات بكركي التي أطلقت في الآونة الأخيرة. كاشفاً أنّ بعض الوجوه البارزة في لقاء "قرنة شهوان" ستحضر اللقاء، وأنّ دعوات عدّة وجّهت لأعضاء في المكتب السياسيّ الكتائبي لحضور الخلوة، وفي مقدّمهم نائب رئيس الحزب سجعان القزّي، والوزير السابق سليم الصايغ، والأستاذ جوزف أبو خليل. وستضيء الوثيقة السياسيّة، بحسب المسؤول، على الكثير من النقاط التي تُعنى بقيام الدولة المدنية وبالوجود المسيحيّ في لبنان والمنطقة، وستردّ على الكثير من التساؤلات والهواجس من قِبل شريحة كبيرة من اللبنانيين والمسيحيّين، وستحدّد طبيعة الدور الذي يجب أن يلعبه المسيحيّون في لبنان وفي الشرق العربي، في ضوء المتغيّرات التي حقّقها الربيع العربي الذي يعني المسيحيّين كما يعني المسلمين، لا سيّما وأنّ المسيحيين لم يكونوا يوماً يحظون بالأمن والأمان في ظلّ حكم الديكتاتوريّات والأنظمة القمعيّة، لا بل إنّ حمايتهم الحقيقية تتأتّى في ظلّ الأنظمة الديمقراطية، التي تؤمن بالحرّية والعدالة والمساواة، ما يؤكّد أنّ إثارة مخاوف من هنا وهناك تهدّد الوجود المسيحيّ لا تخدم مصالح المسيحيّين بأيّ شكل من الأشكال.

أمّا بالنسبة إلى البيان الختاميّ، فأكّدت المعلومات أنّه سيركّز على أهمّية الشراكة الوطنية مع المسلم التي أنتجت إخراج الجيش السوري من لبنان. كما سيحرص على عدم إظهار أيّة إشارات سلبيّة باتّجاه البطريرك الراعي، وهو لن يشير إليه، إنّما سيؤكّد على أهمّية مرجعيّة بكركي وتاريخيّة مواقفها الوطنية. كما سيؤكّد البيان على أنّ هذا اللقاء سيكون بمثابة "البوّابة" للقاءات أخرى ستأتي على المستوى الوطنيّ، والتي ستكون مقدّمة لتأسيس المجلس الوطني لتفعيل عمل القوى السيادية غير المنضوية تحت لواء 14 آذار.

وختمت المعلومات أنّه لن يكون للأمانة العامّة أيّ دور في اللقاء، من دون أن يعني ذلك عدم حضور شخصيّاتها المسيحيّة، باستثناء النائب السابق الياس عطاالله الذي سبق له أن أعلن أنّه لن يشارك انطلاقاً من فكرة عدم مشاركته في أيّة مؤتمرات طائفيّة.

 

مصادر في الأمم المتحدة لـ"عكاظ": قرار دولي مرتقب يدين محاولة اغتيال الجبير ويدعم التحقيق الأمريكي

أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة في الأمم المتحدة، أن مجلس الأمن الدولي سيشرع اليوم في عقد مشاورات مكثفة مع الدول الأعضاء للنظر في الطلب الذي تقدمت به المملكة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لاطلاع المجلس على المخطط الإيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير وتقديم مرتكبيه إلى العدالة. وأشارت المصادر في تصريحات لصحيفة "عكاظ" أن بان كي مون سيجري محادثات مع الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن، بالإضافة إلى المجوعات الأوروبية والعربية لبحث تحديد موعد لعقد جلسة مشاورات أولية لمناقشة ما ورد في مذكرة السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي أمس الأول. وأفادت المصادر أن مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة سوزان رايس، اجتمعت في اليومين الماضيين بشكل غير رسمي مع عدد من سفراء الدول الممثلة في مجلس الأمن الدولي لأخذ التأييد اللازم للنظر في تبني قرار أممي يدين إيران على مخططها التآمري لمحاولة اغتيال الجبير. وأشارت المصادر أن كل الخيارات مطروحة على طاولة البحث في الأمم المتحدة للرد على التصرف الإيراني الإجرامي، مؤكدة أن المجتمع الدولي موحد ويؤكد على ضرورة لجم إيران ووقفها عما تقوم به من أعمال إرهابية. وعلمت "عكاظ" من مصادرها أن رايس أعدت مشروع قرار سيجري توزيعه على أعضاء مجلس الأمن يندد بالمؤامرة الإيرانية ويدعم التحقيق الجاري في أمريكا ويطالب بتطبيق أقصى العقوبات على المتورطين في محاولة اغتيال الجبير. وكان الرئيس الأمريكي أوباما، أوضح في تصريحات صحافية أن هناك أدلة دامغة لدى الولايات المتحدة تثبت تورط طهران. وأكد أوباما أن اتهام إيران بالضلوع في هذه المؤامرة مبني على أدلة دامغة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة ما كانت لتعلن عن تلك القضية لو لم تكن قادرة على دعم جميع المزاعم التي يشملها الاتهام. الجدير بالذكر أن المندوب السعودي لدى المنظمة الدولية عبدالله المعلمي، أطلع في رسالة وجهها للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رسميا على المؤامرة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير. وجاء في رسالة المعلمي التي وجه نسخة منها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة "إن المملكة تعرب عن قلقها العميق وغضبها إزاء هذه المؤامرة الدنيئة التي تعتبر انتهاكا صارخا للقوانين الدولية".

 

بان كي مون دعا برلمانيي العالم إلى الإصغاء للذين نزلوا إلى الشوارع منذ الربيع العربي 

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "برلمانيي العالم أجمع المجتمعين في العاصمة السويسرية برن، إلى الإصغاء للمتظاهرين الشباب الذين نزلوا إلى الشوارع منذ الربيع العربي".

وقال بان كي مون في افتتاح المؤتمر الخامس والعشرين بعد المئة للإتحاد البرلماني الذي يشارك فيه 1200 مندوب من 130 بلداً: "منذ فجر الربيع العربي، نزل شباب العالم اجمع الى الشوارع مطالبين بمزيد من الفرص للمشاركة في الحياة الاقتصادية والسياسية"، وأضاف أنَّ "مستقبلهم هو مستقبلنا، ودعونا نصغي اليهم، خشية أن تحمل العقود المقبلة عدم استقرار وعبودية يقوضان تطلعاتنا الى السلام والأمن والإزدهار للجميع". وشدد بان كي مون امام البرلمانيين على "وجوب أن يتضمن جدول اعمال القمة المقبلة لمجموعة العشرين المقررة في كان في الثالث والرابع من تشرين الثاني المقبل ثلاث تحديات رئيسية، التنمية المستدامة، حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم، ومشاركة النساء"، معتبراً أنَّ "على مجموعة العشرين ان تكون طموحة وتتحلى بالخيال عبر مناقشة سبل جديدة لتمويل التنمية والطاقات المتجددة". (أ.ف.ب.)

 

فشل في الإجماع العربي على تجميد عضوية سورية

الراي/شهد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عقد مساء أمس في أحد فنادق القاهرة، وقبيل انطلاق الاجتماع الرسمي برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري وحضور الأمين العام للجامعة العربية، اختلافا حول سبل التعامل مع الأزمة السورية بين الصقور المطالبين بالتصعيد ضد النظام السوري من خلال تجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية والاعتراف بالمجلس الوطني المعارض وبين المطالبين بإعطاء مزيد من الفرص للنظام السوري، وفي المقابل كان هناك اتفاق في الاجتماع على رفض التدخل الأجنبي وضرورة حقن الدماء ووقف العنف في سورية مع وجود إختلافات في وجهات النظر حول آلية تحقيق ذلك. وقال مصدر عربي لـ «الراي» إن الوزراء اتفقوا جميعا حول رفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوري وضرورة تنفيذ خارطة طريق واضحة المعالم بشأن إجراء الإصلاحات السياسية المطلوبة تضمن الانتقال السلمي للسلطة مع إشراك الجامعة العريبة كطرف أساسي في التنفيذ. وأوضح أنه طرح أفكارا حول تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية والاعتراف بالمجلس الوطني السوري وتصعيد الضغوط على سورية بنقل القضية إلى الأمم المتحدة ولكن تيارا رئيسيا في الاجتماع رأى ضرورة إعطاء فرصة للمساعي التي يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة بأسرع وقت ممكن شارك في الاجتماع التشاوري وزراء خارجية ورؤساء وفود وممثلو جميع الدول العربية عدا سورية.وقالت مصادر شاركت في الإعداد للاجتماع إن دول الخليج تسعى إلى اتخاذ موقف أكثر حسما تجاه سورية، خصوصا في ظل رفض النظام السوري التجاوب مع الجهد العربي، واستمرار القمع العنيف للتظاهرات. وأشارت المصادر لـ «الراي» إلى أن هناك خلافات بين الدول العربية في طريقة التعامل مع دمشق حيث ترفض دول أخرى هذا النهج المتشدد خوفا من الوصول إلى النموذج الليبي، لافتة إلى أن من بين الدول الرافضة للتصعيد، الجزائر والسودان ولبنان. ونقلت المعارضة السورية بالقاهرة وقفاتها الاحتجاجية التي بدأتها اول من أمس من أمام مقر السفارة السورية إلى مقر الأمانة العامة للجامعة في ميدان التحرير قبيل وأثناء انعقاد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.

 

إيران تلوّح بـ«ردّ حازم» وإسرائيل تهدّدها بـ«ضربة استباقيّة»

الجمهورية/مع انشغال حركة "حماس" وإسرائيل بإتمام صفقة تبادل الأسرى وإعداد مصر لصفقة تبادل جديدة، وفيما تمضي الإجراءات الأميركية والسعودية ودول أخرى ضدّ إيران قدُماً على خلفيّة ما وُصف بـ"المؤامرة الإيرانية" لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، بقي الوضع الإقليمي المتفجّر متصدّرا الاهتمامات السياسية محلّيا وعربيا ودوليا، في ضوء ارتفاع وتيرة التصعيد السياسي على الخطّ السعودي ـ الإيراني من جهة، والمداولات الجارية في جامعة الدول العربية وسط اتّجاه الى تعليق عضوية سوريا في الجامعة من جهة أخرى. فطهران التي بدأت عزلة سياسية واقتصادية تتهدّدها، ردّت وللمرّة الاولى رسميّا على واشنطن والرياض اللتين تتحرّكان ضدّها في الأمم المتّحدة، فهدّد المرشد الأعلى للجمهورية الاسلاميّة السيّد علي خامنئي "أعداء إيران بردّ حازم يجعلهم يندمون على أيّ تحرّك أو مؤامرة ضدّها." وحذّر المسؤولين الأميركيّين من "أيّ تصرّف سياسي أو أمني غير مناسب" فيما اعتبر الرئيس محمود أحمدي نجاد "أنّ القتل أسلوب اميركي وليس إيرانيّاً، وإنّ الولايات المتحدة هي الدولة الإرهابية وليست إيران". في هذا الوقت، لم تستبعد إسرائيل احتمال توجيه ضربة استباقية الى إيران. وقال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان: "لا نستبعد أيّ احتمالات، وكلّها على الطاولة". وحضّ الأسرة الدوليّة على ان تفرض "قبل كلّ شيء عقوبات كاملة، وليست كالعقوبات التي فُرِضت حتى الآن، وضمنها، بالدرجة الأولى، المقاطعة التامّة والعزل التام للبنك المركزي الإيراني، وفرض الحظرعلى مزاولة كلّ العمليّات التجارية معه. وبالدرجة الثانية يجب فرض العقوبات على صناعة النفط الإيرانية والتخلّي عن شراء النفط والغاز الإيراني من جهة، وفرض الحظر على أيّ تعاون في ما يتعلق بتوريد الاجهزة والمعدّات لمصافي النفط الايرانية من جهة ثانية".

 

الجامعة العربية تمهل دمشق أسبوعين لتنقيذ إصلاحات عاجلة 

جدد مجلس وزراء الخارجية العربي تأكيد الموقف العربي الداعي إلى "الوقف الفوري والشامل لأعمال العنف والقتل في سوريا، ووضع حد للأعمال المسلحة تفادياً لسقوط مزيد من الضحايا وحفاظاً على السلم الأهلي وحماية المدنيين ووحدة سوريا". وأعلن مجلس وزراء الخارجية في بيانه الختامي بعد الإجتماع الذي عقده في مقر الجامعة بالقاهرة، والذي تلاه رئيس مجلس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم عن "تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير خارجية قطر وعضوية وزراء خارجية الجزائر والسودان وسلطنة عمان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مهمتها الإتصال بالقيادة السورية لوقف العنف والإقتتال وبدء الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، وتنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري". وأضاف البيان الختامي أنَّ مجلس وزراء خارجية الجامعة "أقر إجراء الإتصالات اللازمة بين الحكومة والمعارضة لبدء حوار في مقر الجامعة وتحت رعايتها في خلال 15 يوماً من صدور القرار لتلبية تطلعات الشعب السوري"، ولفت إلى إقرار "إعداد تقرير يتضمن تقييماً دقيقاً للوضع في سوريا"، معلناً عن "إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم".

الجاسم أعلن أنَّ "القرار صدر بموافقة جميع الدول وبتحفظ سوريا" عليه، مؤكداً انَّ "القرار يريد أن يجعل من الحل العربي الحل الأمثل للخلاف بين السوريين"، ولفت إلى أنَّه "كان هناك اعتراض من قبل المندوب السوري على أن تكون اللجنة برئاسة دولة قطر"، وقال: "لقد أبلغت القيادة السورية أني سأبلغ قيادتي بهذا الأمر". *وكالات

 

وزراء الخارجية العرب دعوا إلى مؤتمر حوار سوري في مقر الجامعة العربية وتحت رعايتها

 وطنية - 16/10/2011 دعا مجلس وزراء الخارجية العرب، في ختام الاجتماع الطارئ الذي عقدوه اليوم في العاصمة المصرية القاهرة، الحكومة السورية و"أطراف المعارضة بجميع اطيافها" الى عقد "مؤتمر حوار وطني شامل في مقر الجامعة العربية خلال 15 يوما". وجاء في البيان الختامي الذي تلاه رئيس وزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ان الوزراء العرب يدعون الى "اجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة السورية وأطراف المعارضة بجميع أطيافها للبدء في عقد مؤتمر لحوار وطني شامل في مقر جامعة الدول العربية وتحت رعايتها خلال 15 يوما اعتبار من تاريخ صدور هذا القرار من اجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري والتغيير المنشود".  كما قرر الوزراء العرب تشكيل لجنة عربية وزارية برئاسة وزير خارجية قطر وعضوية وزراء خارجية كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان ومصر والامين العام للجامعة العربية، تكون مهمتها "الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة اعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري". ودعا البيان أيضا إلى "الوقف الفوري والشامل لأعمال العنف والقتل، ووضع حد للمظاهر المسلحة والتخلي عن المعالجة الأمنية تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا والانجراف نحو اندلاع صراع بين مكونات الشعب السوري وحفاظا على السلم الاهلي وحماية المدنيين ووحدة نسيج المجتمع السوري". وأعلن وزير الخارجية القطري بعد تلاوة البيان ان "كل الأفرقاء وافقوا على قرارات البيان الختامي لوزراء الخارجية باستثناء سوريا التي تحفظت على الأمر".

 

حمد بن جاسم: الإجتماع العربي ليس تنفيذاّ لأجندة خارجية.. ومجلس التعاون ليس مطية لأحد 

رد رئيس الوزراء القطري ورئيس مجلس وزراء خارجية الدول العربية الشيخ حمد بن جاسم على مندوب سوريا الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف أحمد الذي اعتبر في كلمته الإفتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة أنَّ "توقيت الدعوة لهذا الإجتماع مريب وغريب"، فقال: "إن دول مجلس التعاون الخليجي عندما دعت إلى هذا الإجتماع لم تدعو إليه تنفيذاً لأي أجندة خارجية"، وأضاف: "نحن لسنا مطية لأحد، ودعونا لهذا الإجتماع من أجل مصلحة سوريا لأن سوريا تهمنا جميعاً". (رصد NOW Lebanon)

 

مندوب سوريا الدائم في جامعة الدول العربية يوسف أحمد: توقيت الدعوة لمجلس الوزراء العرب "مريب".. ونرجو ألا يكون مرتبطاً بتحرك أميركا وأوروبا 

إعتبر مندوب سوريا الدائم في جامعة الدول العربية يوسف أحمد أنَّ "الأزمات الداخلية في أي دولة لا يمكن أن تصبح وسيلة لتصفية الحسابات أو وسيلة لخدمة أجندات في الخارج وإلباسها ثوباً زائفاً يدعي حماية مصالح الشعب". وفي كلمته خلال إجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، قال: "روسيا والصين اقتنعتا أن القرار (الذي تقدّمت به الدول الأوروبية في مجلس الأمن الدولي وسقط بحق النقض "فيتو" روسي - صيني) يستند إلى المواجهة عبر التهديد بالعقوبات على الشعب السوري، وتجاهل ما تستخدمه العصابات المسلحة في الداخل من عنف أدّى إلى مقتل 160 شهيداً ضابطاً وجندياً و660 جريحاً من وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين".

وأضاف أحمد في السياق عينه: "لقد عثرنا من بين المضبوطات على قنابل يدوية ورشاشات إسرائيلية وهذا موثق وسوف يتم عرضه على شاشات التلفزيون، وهذه هي الأسلحة التي تقتل أبناء شعبنا من قبل المعارضة المسلحة، في حين لم يخرج اي شقيق من العرب يستنكر هذه الاعمال ويستنكر سقوط الشهداء الذين يسقطون دفاعاً عن الشعب"، معرباً عن تمنيه لو "يدين العرب هذه الأعمال أو يدين الاعتداء على السفارات في الخارج، واخرها محاولة الإعتداء على السفارة في القاهرة، وبكل أسف إن الأشخاص الذي قاموا بهذا العمل مرتبطون بدول عربية مالياً ولوجستياً، لن نسميها الآن".

وتابع أحمد بالقول: "هناك مجموعات مسلحة تسعى لعرقلة الاصلاح، وسد الطريق لاي حوار جاد، وهذا بات يعكس حقيقة ان مفاهيم العمل العربي المشترك بات محكوما بمعايير بعيدة من المصالح العربية المشتركة، وفي سوريا نقدر الموقف المشرّف والعقلاني لروسيا والصين، الذي أعاد التوازن والمصداقية للعمل الدولي بوجه جعل مجلس الامن مجرد اداة لتفكيك بعض الدول"، معتبراً أنّه "بات من الواجب للجامعة أن تتحمّل مسؤولياتها بشكل عملي وفعّال، إذ إنَّ مهمة الجامعة ليست مقصورة على إصدار بيان لا يطرح رؤى حقيقية ويعكس إرادة عربية مخلصة لأمن سوريا وإستقرارها والتصدي لمحاولات الخارج، وتشجيع الأطراف كافة على الإنخراط في الحوار".

وإذ دعا أحمد "العرب لتحمل المسؤوليات القومية تجاه سوريا خصوصاً أنّهم قادرون على ذلك اذا ما توفرت الإرادة المخلصة" دعا العرب أيضاً إلى "وقف العملية الإعلامية الممنهجة والموجّهة التي توجّهها أجهزة إعلام عربية بعيدة كل البعد عن المهنية والأخلاقية والمصداقية وعن ميثاق الشرف العربي"، محملاً "كل ذي مسؤولية المسؤولية عن كل نقطة دم تهدر في سوريا، بسبب إستخدام أساليب الدعاية الرخيصة والتحريض ضد النظام السوري، والتعتيم على الذين يسقطون برصاص المجموعات المسلحة من قوات الأمن والجيش"، مجدداً الإتهام لوسائل الإعلام بأنّها "تحيك قصص وهمية عن تظاهرات لا تحصل على الأرض، وبث أخبار عن مقتل أشخاص لا زالوا على قيد الحياة ويندرج في هذا السياق الأداء الرخيص لقنوات تبث من عواصم عربية شقيقة ويتم تمويلها من مصادر معروفة". وختم أحمد كلمته بإعتبار "توقيت الدعوة" إلى الإجتماع الطارئ لمجلس الوزراء الخارجية العرب "غريب ومريب". وقال: "نرجو ألا يكون مرتبطاً بتحرك أميركا وأوروبا في مجلس الأمن ضد سوريا"، مضيفاً: "سنبقى في سوريا نتعامل بانفتاح مع أي جهد عربي يسعى لتجاوز الأزمة، من دون أي تدخل خارجي". (رصد "NOW Lebanon")

 

التلفزيون السوري: سوريا تتحفظ على دعوة جامعة الدول العربية لحوار شامل في مقرها

ذكر التلفزيون السوري أنَّ سوريا تتحفظ على دعوة جامعة الدول العربية لحوار شامل في مقرها، وتؤكد أنَّها قادرة على إدارة شؤونها بنفسها، وفق ما نقلت قناة "الجزيرة".

(رصد NOW Lebanon)

 

عضو في مجلس الشيوخ الأميركي تحذر من صدام مع إيران

حذرت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي السناتور الديمقراطية ديان فينشتاين "من أنَّ قضية المؤامرة المفترضة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن واستمرار ايران في برنامجها النووي، يقودان ايران والولايات المتحدة إلى صدام". وقالت فينشتاين لقناة "فوكس نيوز" الاميركية: "اعتقد ان ايران تسرع وتيرة برنامجها النووي وتبدي عدوانية متزايدة"، مضيفة: "هذا وضع خطير جداً"، وتابعت: "إننا متجهون الى الصدام، إذا ما أردنا تفادي ذلك، علينا اتخاذ التدابير اللازمة"، داعيةً إلى "تعزيز العقوبات الدولية على طهران".

وفي شأن المؤامرة المفترضة، أكدت فينشتاين أنَّه بحسب عناصر التحقيق التي تمكنت من الاطلاع عليها فان الملف يبدو "مثبتاً"، مضيفةً أنَّه "من الممكن جدا" ان تكون ايران تعد لمشاريع اعتداءات في بلدان اخرى، لافتةً إلى "وجود دلائل تشير الى ان قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الايراني، على علم بالمؤامرة المفترضة".

وردا على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة ستشن هجوما على فيلق القدس، أجابت: "هذا الامر سيقود على الارجح الى حرب والسؤال هو هل نريد حربا مع ايران الان؟ جوابي هو كلا"، واضافت: "نحن منشغلون للغاية بالعراق وافغانستان وبالعلاقة المتدهورة مع باكستان".(أ.ف.ب.)

 

أمن السفارة السورية يهاجم متظاهرين أكراد ويتسبّب بإصابة بليغة لناشط 

هاجم الطاقم الأمني للسفارة السورية في بيروت سوريين أكراد معارضين خلال تظاهرهم أمام مقر السفارة، وانهال عليهم بالضرب. وأوضح الصحافي صالح ديميجر الذي يعمل مراسلاً لـ "تلفزيون كردستان" العراقي في بيروت لوكالة "فرانس برس أنَّ "نحو 50 شخصاً تظاهروا قرب مقر السفارة وهم يحملون صور الزعيم الكردي السوري المعارض مشعل تمو" الذي اغتيل في السابع من تشرين الأول الجاري في القامشلي شمال شرق سوريا، وكانوا يطلقون هتافات تدعو إلى "إسقاط النظام السوري". وأضاف ديميجر: "كان هناك تجمع أيضاً لانصار النظام امام السفارة، وفصلت بين الطرفين قوات الأمن اللبنانية، ولكن عندما تفرقنا قام عناصر من الطاقم الأمني للسفارة بملاحقة عدد من المتظاهرين المعارضين وتعرضوا لهم بالضرب، ومن بينهم طفلة في العاشرة (من العمر)"، لافتاً إلى أنَّ "الناشط الكردي السوري كادار صالح بيري تعرض لاصابة بليغة بعد ان تلقى ضربات من عقب مسدس على رأسه"، معلناً "تقديم شكوى ضد السفارة بتهمة الإعتداء على المتظاهرين". وإذ تساءل ديميجر:"هل اصبح هناك شبيحة في لبنان ايضاً؟" دعا وزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة الى "تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية".(أ.ف.ب.)

 

جعجع: حذار وقف تمويل المحكمة 

صرح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لـ"النهار" بان قوى 14 آذار ستذهب في ملف التمدّد الأمني السوري في لبنان بكل ما يتيحه لنا النظام الديموقراطي".

واستعاد وقائع اختفاء شبلي العيسمي وثلاثة مواطنين سوريين آخرين من آل جاسم وصولاً الى ما ادلى به المدير العام للامن الداخلي اللواء اشرف ريفي امام لجنة حقوق الانسان. وقال: "أنا أطرح القضية بحجمها السياسي والوطني، هذه القضية تضرب سيادتنا الوطنية في صميمها ولا مصلحة لاحد في ان يتحول لبنان الى صومال آخر. فالمجتمع الدولي يطالب لبنان بحماية المعارضين السوريين على ارضه وهذه قضية مهمة جداً من شأنها ان تضرب صدقية الدولة في الصميم وتحولها الى دولة مارقة. والمفروض ان يكمل القضاء العسكري التحقيق ويصدر احكاماً. ويجب ان نهنىء انفسنا بوجود مسؤولين امثال اللواء اشرف ريفي الذي طرح كل المعطيات وذهب بالتحقيق الى النهاية ولم يخش شيئاً".

واضاف: "وفي المناسبة، انا استهجن تصريحات السفير السوري الذي لا علاقة له باي مسؤول وعلاقته بالدولة. وليس مسموحاً لاي سفير بأن يطلق تصريحات تتعلق باي مسؤول لبناني". ورداً على سؤال عن تأكيد وزير الخارجية عدنان منصور قبيل توجهه أمس الى القاهرة انه سيؤيد الموقف السوري، قال جعجع: "بصراحة وزير الخارجية بهذا التصرف ليس وزيرنا ابدا بل هو وزير حاله، فهل اخذ موافقة من رئيسي الجمهورية والحكومة على الموقف الواجب اعتماده وهل هذا الموقف يعبر فعلاً عن اكثرية الشعب اللبناني وهل هو الموقف التقليدي للدولة؟ ابداً. لا يحق له التصرف من عندياته وانطلاقاً من اعتباراته الحزبية وفي أسوأ الأحوال على لبنان أن يقف على الحياد لا ان يرهن وزير موقف لبنان بموقف النظام السوري الذي تقاطعه اكثرية الدول العربية واكثرية دول العالم". وحذر اخيراً من التلاعب بموضوع تمويل المحكمة الدولية مشيراً الى ان كل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2008 "أمّنت استمرارية الحكم واستمرارية التمويل بمشاركة وزراء "حزب الله" ودفع لبنان كل متوجباته". وحذّر من ان وقف التمويل "سيتسبب بعزلة وربما بعقوبات على لبنان وهذا من شأنه ايضاً ان يضرب الوحدة الوطنية في لبنان".

 

عميل حزب الله الفار زرع أجهزة تجسس في مكاتب مسؤولي الحزب 

كشفت معلومات خاصة لصحيفة "السياسة" الكويتية أن أبو عبد سليم الذي فر إلى إسرائيل في تموز الماضي، ليس مسؤولاً أمنياً أو سياسياً في حزب الله، بل كان مسؤولاً عن صيانة وتمديد تجهيزات التبريد والتدفئة في كل مؤسسات الحزب ومكاتب مسؤوليه، وهو على علم بمواقع غالبية الملاجئ المقامة تحت الأرض تحسباً لأي حرب مقبلة مع اسرائيل.

وأفادت المعلومات أنه بعد فرار أبو عبد سليم إلى اسرائيل فور اكتشاف أمر عمالته، بدأ الحزب في دراسة التأثيرات السلبية للمعلومات التي نقلها إلى "الموساد" وخاصة لجهة مواقع الملاجئ والمؤسسات ومكاتب المسؤولين. وأكد مصدر "وثيق الإطلاع على تفاصيل القضية" أن عمالة أبو عبد سليم انكشفت عن طريق الصدفة، موضحاً أنه أثناء إجراء تغيير تنظيمي على مستوى قياديي الحزب في الجنوب، حصلت بموجب هذا الإجراء عملية نقل مكتب أحد كبار مسؤولي حزب الله في المنطقة الجنوبية، وفيما كان العمال يقومون بأعمال فك التجهيزات المكتبية تمهيداً لنقلها، فوجئوا بوجود جهاز غريب تبين بعد التدقيق أنه جهاز تجسس مزروع في مكتب القيادي في حزب الله، عندها أثيرت الشكوك حول الشخص المسؤول عن إمداد وصيانة التجهيزات التي اكتشف فيها جهاز التجسس، وبناء عليه تم الإيعاز بفحص كل التجهيزات المماثلة في مختلف مكاتب مسؤولي الحزب، فتبين أن هذا الشخص كان يعمد في كل مرة يقوم بتركيب أو إصلاح تجهيزات التبريد في هذه المكاتب، إلى زرع جهاز تجسس داخل هذه التجهيزات. وأضاف المصدر: في غضون ذلك، كان جهاز أمن حزب الله قد وضع هذا الشخص تحت المراقبة، وفور اكتشاف أجهزة التجسس أمر عمالته والتأكد منها طلبوا منه التوجه إلى مكان معين لتوقيفه، لكن يبدو أنه كان قد شعر بأنه مراقب وبأن هذا الاتصال يدل على أن أمره قد انفضح، فطلب من ولده أن يوصله إلى صيدا. ووسط استمرار التحقيقات لتبيان مدى الخرق الاستخباراتي والأمني الإسرائيلي للحزب, أفادت المعلومات لـ"السياسة" أن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أصدر فتوى تجيز إعدام العملاء، رافضاً قتلهم في ظروف غامضة واتهام إسرائيل أو الولايات المتحدة بتصفيتهم لأن ذلك سيضعهم في مرتبة الشهداء.

 

بيضون: الأسابيع الثلاثة المقبلة قد تشهد استقالة ميقاتي وجنبلاط حاول إقناع نصر الله بتمويل المحكمة  

رأى النائب والوزير السابق د.محمد عبدالحميد بيضون أنه وبالرغم من أن مصلحة "حزب الله" تقضي باستمرار الحكومة، إلا أن الأسابيع الثلاثة المقبلة قد تشهد استقالة الرئيس ميقاتي من منصبه، وذلك لاعتباره أن هذا الأخير مدرك لخطورة ما قد يؤول اليه رفض حكومته تمويل المحكمة الدولية، بحيث سيعتبرها مجلس الأمن حكومة مارقة وخارجة عن القوانين الدولية وسيحملها مسؤولية مناهضتها لتوجهات الشرعية الدولية.

بيضون، وفي تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية، اشار من جهة ثانية الى أن الرئيس بري كان قد طلب من الرئيس ميقاتي خلال لقائه الأخير معه تأجيل مناقشة الموازنة العامة كونها تتضمن بند تمويل المحكمة وذلك لتفادي ما قد تحمله المناقشة من تداعيات لن تتحمل لا الحكومة ولا المجلس النيابي أوزارها، في وقت يصر فيه الرئيسان سليمان وميقاتي على مناقشة الموازنة ومن ضمنها بند التمويل، وهو ما قد يؤدي الى صدام حتمي بين توجهين متناقضين وبالتالي الى تقديم الرئيس ميقاتي لاستقالته.

ولفت الى أن أهم ما يمكن استخلاصه من عبر في التجاذبات الحاصلة على خلفية تمويل المحكمة الدولية هو أن "حزب الله" بدا غير آبه بمواقف الرئيسين سليمان وميقاتي اللذين أكدا فيها أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة إلتزام لبنان بالقرارات الدولية ومن بينها تمويل المحكمة، وهو ما تأكد من خلال رد السيد نصر الله عبر زواره بأن "حزب الله" يرفض قطعيا تمويل المحكمة سواء من داخل الحكومة عبر التصويت أو من خارجها عبر مرسوم خاص أو بأي طريقة أخرى، ما يعني أن "حزب الله" غير معترف بهيبة الرئاستين الأولى والثالثة وبصلاحياتهما الدستورية ودورهما على المستويين المحلي والدولي، وقد عين نفسه وصيا على المؤسسات الدستورية الفاقدة أصلا لمصداقيتها كونها تعمل على قاعدة "المونة" وليس على قاعدة القانون والدستور، لذلك يعتبر بيضون أن رد "حزب الله" يفرض على المجلس النيابي ردا مقابلا كونه يضرب بالعمق موقعي رئاسة الجمهورية والحكومة وحتى المجلس النيابي، وهو ما دعا رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الى مطالبة السيد نصرالله بـ"تذكر الدولة".

وردا على سؤال لفت بيضون الى أن كلا من الرئيس بري والسيد نصرالله والعماد عون يراهن على استقرار الوضع في سورية خلال الشهرين المقبلين، ما سيسمح لهم باستعادة ما فقدوه من قوة ومكانة على الساحة السياسية الداخلية، لذلك يعمدون الى اللعب على عامل الوقت عبر تأجيل البت ببند التمويل الى السنة الجديدة أي الى حين جلاء صورة التطورات في سورية، معتبرا أن تأجيل البت ببند تمويل المحكمة قد يكون العامل المشترك الوحيد بين الرئيس ميقاتي و"حزب الله" بحيث يعتبر ميقاتي أن التأجيل هو "أهون الشرين" إذ يبقى بالرغم من سيئاته على المستوى الدولي أفضل من قرار عدم التمويل واستقالة الحكومة.

هذا وأضاف بيضون أن ما لم يتنبه اليه الرئيس بري و"حزب الله" والعماد عون، هو أن عدم تمويل المحكمة الدولية سيؤول بمجلس الأمن الى إدراج لبنان على لائحة الدول المارقة والخارجة عن الشرعية الدولية أمثال كوريا الشمالية وغيرها من الدول الرافضة لتطبيق القرارات الدولية، خصوصا أن القرار الدولي "1757" أقره مجلس الأمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وأصبح ملزما للدولة اللبنانية، بمعنى أن القرار المذكور يتمتع بقوة القانون الدولي الذي ليس باستطاعة الدولة اللبنانية التنصل منه أو حتى عرض أي من بنوده على التصويت داخل مجلس الوزراء، معتبرا بالتالي أنه وفقا لشروط القرار المشار اليه لم يعد أمام الدولة اللبنانية ومجلس الوزراء سوى تطبيقه بالكامل دون مماطلة أو مراوغة. وفي سياق متصل أعرب بيضون عن اعتقاده بأن النائب جنبلاط قد كلف نفسه باتفاق ضمني مع الرئيس ميقاتي إقناع السيد نصرالله بتمويل المحكمة الدولية، إلا أن إطلاق دعوته بعد الزيارة بضرورة تذكر السيد نصرالله للدولة يؤكد فشل مهمته وعدم تلقيه أي تجاوب من قبل هذا الأخير في الإطار المذكور، بمعنى آخر يعتبر بيضون أن كل المعطيات تشير الى أن الأمور ذاهبة باتجاه حتمية استقالة الرئيس ميقاتي من رئاسة الحكومة إن لم يصر في الربع الساعة الأخير الى إبرام اتفاق سواء علني أو مبطن بينه وبين "حزب الله" يخرج الحكومة من خطر تفككها وبالتالي من فرط عقدها، هذا من جهة معتبرا من جهة ثانية أن كلام النائب جنبلاط للسيد نصرالله بتذكر الدولة يؤكد أن الأولوية لدى جنبلاط هي للدولة وليست لفئة فيها، ما يعني أنه وبالرغم من تموضعه الى جانب قوى "8 آذار" يبقى أقرب الى طروحات قوى "14 آذار" من طروحات "حزب الله" الذي يعتبر أن الأولوية له ولمشاريعه.

 

حوري: لاستدعاء علي وتوجيه تأنيب شديد له لتدخله بالشؤون اللبنانية

لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري إلى أنَّ "تصريحات السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي من أمام مبنى وزارة الخارجية اللبنانية فيه خرق مشهود وموصوف لقواعد العلاقة مع لبنان وللأعراف الدبلوماسية"، مشيراً في حديث لـ"أخبار المستقبل" إلى أنَّه "وبدلاً من استدعاء السفير إلى الخارجية اللبنانية، خرج علي من أمام مبنى الخارجية ليدلي بدلوه ويقول كلاماً لا يليق بدبلوماسيين ولا بالموقع الذي يتكلم منه"، وشدد على "ضرورة أن تقوم وزارة الخارجية باستدعاء علي وتوجيه تأنيب له شديد اللهجة وذلك بسبب تدخله بالشؤون اللبنانية". (رصد NOW Lebanon)

 

العريضي: الإلتزام بالمحكمة يعني الإلتزام بموجباتها.. ونحن مع مشروع موازنة يتضمن التمويل 

أشار وزير الأشغال العامة غازي العريضي الى أنَّ "يوم الثلاثاء المقبل هو نهاية المهلة درس مشروع الموازنة، وبالتالي فإنَّ دراسة مشروع الموازنة سيبدأ مع نهاية المهلة وليس ببدايتها"، لافتاً إلى أنَّ "الحديث عن تأجيل درس مشروع الموازنة هو تأجيل للحسم وليس تأجيلاً للنقاش"، مبدياً اعتقاده بأنَّ "السبب في ذلك إنما يعود بطبيعة الحال للخلاف على موضوع تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان". وفي هذا السياق، أضاف العريضي في حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أنَّه "قد تكون الرؤية هي مددوا النقاش وبالتالي يكون هناك أساليب وجهد مستعد لهذا التمديد إلى أن يقضي الله أمراً كان منتظراً في ما يخص الإتفاق أو عدم الإتفاق على بند التمويل"، مجدداً الموقف من تمويل المحكمة بالقول: "موضوع التمويل موقفنا معلن وواضح منه، فنحن مع التمويل، لكن كيف ستنتهي هذه العملية لا ندري حتى الان، ولكن نعلق اهمية على ما اعلنه رئيسا الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي، وخصوصاً أن سليمان كرر تأكيده ومن موقع كبير هو مجلس الأمن الدولي خلال القائه كلمة لبنان، التزامه بالمحكمة، وبالتالي أن تعلن الإلتزام بالمحكمة يعني الإلتزام بموجباتها، وكذلك أعلن ميقاتي في الأمم المتحدة هذا الإلتزام"، وقال: "وزراء "جبهة النضال الوطني" مع مشروع موزانة يتظمن تمويلاً للمحكمة الدولية". وعما حصل في موضوع رفع الحد الأدنى للأجور، لفت العريضي إلى أنَّ "الإتحاد العمالي العام محسوب على القوى المشاركة بالحكومة، وبالتالي من دفعهم للإضراب ليس "14 آذار"، بل هناك قوى داخل الحكومة هي من حركت الإتحاد، والمسؤولية تقع علينا في إدارة هذه القضايا، ولكن البعض يزايد في المواضيع الإجتماعية وغيرها وكأنَّ الدنيا بدأت وانتهت عنده ويعتبرون أنفسهم أعلم من كل الناس ولديهم قدرة وذكاء ورؤية". (رصد NOW Lebanon)

 

زهرا يستغرب تطاول السفير السوري على مسؤولين لبنانيين ويدعو القضاء إلى القيام بعمله

استغرب عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا "تجرؤ السفير السوري علي عبد الكريم علي للتطاول خلافاً لكل الأصول على مسؤولين لبنانيين وبينهم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، داعياً القضاء الى القيام بعمله والتوصل الى نتيجة في ملف خطف شبلي العيسمي والمعارضين السوريين والذي يتضمن معطيات موثقة لدى القضاء العسكري".واشار زهرا الى ان ريفي هو من القلائل الذين يقومون بواجباتهم كما يجب وكان قد أعلن في جلسة في لجنة برلمانية معلومات عن تورط ما في عمليات أمنية ما، وقال زهرا: "جلسات اللجان لكل من لا يعرف، جلسات سرية، أي انه قام بما يجب ان يقوم به أمام نواب مسؤولين، لنفاجأ بأن هذا السفير وخلافا لكل الأصول يتجرأ ويتطاول لتوجيه الاتهامات جزافاً". زهرا وعلى هامش مشاركته في احتفال تكريمي في دارة آل بصبوص في راشانا في البترون الاحد في حضور النائب بطرس حرب والنائب السابق مصباح الأحدب والسيد هشام ناصر وحشد من الشخصيات والفاعليات، شدد على ان هذا اللبنان الذي أعطى في تاريخه الحديث أفضل الديبلوماسيين وأفضل السفراء الى العالم من فنانين نحت ورسم وموسيقى وغيرها من حقه ان يكون الديبلوماسيين الذين يمثلون دولهم على أرضه ان يحترموا كرامة هذا البلد وان يحترموا الأصول الديبلوماسية.

واضاف: "أريد ان أقول هنا ان المعلومات التي أعلنها في لجنة حقوق الإنسان اللواء ريفي وضعها في ملف موثق بتصرف القضاء العسكري، وهذه المرة نود القول لكل المعنيين للنيابة العامة التمييزية وللقضاء وللحكومة اللبنانية: لن نقبل بأن يكون هناك تطاول أو مخالفة الأصول أو الاعتداء على السيادة بوجود كل هذه المعطيات في يد القضاء من دون ان يتصرف القضاء، وهذا موضوع نصر على الذهاب به الى النهاية فهناك عملية خطف لمواطن لبناني وخطف معارضين سوريين وخطف شبلي العيسمي وهناك معطيات بخصوصهم موثقة بملف لدى القضاء العسكري فليتفضل كل المعنيين بالقيام بعملهم والتوصل الى نتيجة وإذا كانت فعلاً هذه السفارة متورطة فنحن سنقول لهم من جديد: اخرجناهم من أعرض باب ولن يكون باستطاعتهم إعادة "عنجر" من الشباك الى قلب بيروت، ولينسوا هذا الموضوع لأنه غير مسموح".

وكان زهرا قد اشار بداية إلى إجماع إرادة كل اعضاء لجنة تحديث المجلس النيابي الرئيس فريد مكاري وهو والسيّدين عدنان ضاهر وهشام ناصر؛ بتوجيه ومباركة من الرئيس نبيه بري؛ لتزيين قاعات المجلس النيابي بمنحوتات من صنع الإخوة بصبوص.

 

الرئيس الجميل إلتقى البابا شنودة ورئيس وزراء قطر: يفترض أن تكون مصر قدوة لتحقيق الإستقرار

إلتقى رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل، بابا الأقباط شنودة الثالث وعرض معه واقع الأقباط في مصر والمعاناة التي يمرّون بها وتمسكهم بالعيش المشترك. وقال الأنبا شنوده إثر اللقاء: "أشكر لبنان كله لوقوفه إلى جانبنا، وأشكرالرئيس الجميل الذي قاسى أيضاً واستشهد أخوه وابنه في اعمال إعتداءات وقعت سابقاً، فهو يشعر بكل ما يشعر به اناس آخرون من متاعب في حياتهم، وهم يصلون من أجلنا ونحن نصلي من أجلهم. وكما علمت فإنَّ كثيراً من الموارنة صاموا معنا أيضاً في الوقت الذي صمنا فيه، وقد ظهر في صحفهم تعاطفهم معنا".

من جهته، أعلن الجميل بعد اللقاء أن الزيارة هي "لتعزية قداسة البابا بعد المعاناة التي مرت بها الطائفة الكريمة (الأقباط). ونشعر معه في لبنان بمرارة الظروف. ومن الطبيعي ان نأتي للتعزية بكل الشهداء الذين سقطوا، وان نقف الى جانب الطائفة القبطية، فهذه هي رمزية زيارتنا لهذا الصرح العزيز والصامد"، معتبراً أنَّ الصلوات "وحدها لا تكفي، بل يجب العمل واستخلاص العبر مما حصل والتعاون مع كل ابناء مصر، هذه الأرض الطيبة التي تضم الكثير من المخلصين من مسؤولين وشعب ليعود الوئام والوفاق والمحبة بين اهلها، لتجنب هكذا نوع من الأحداث ولتعم الطمأنينة والسلام والإستقرار، وهذا ما يتمناه الجميع".وختم الجميل بالقول: "التقينا مع بعض المسؤولين وتبين لنا كم أنَّ التصميم كبير لوضع حد لهكذا نوع من الأحداث والمآسي، ما يخدم مصلحة كل مصر في هذا الظرف بالذات حيث يفترض ان تكون مصر قدوة لتحقيق الإستقرار ليس فيها فقط انما في المحيط كله".

هذا وإلتقى الجميل أيضاً رئيس حكومة قطر وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وجرى عرض للأوضاع في العالم العربي والمنطقة، على أن يلتقي مساء شيخ الأزهر أحمد الطيب. (الوطنية للإعلام)

 

شخصيات لبنانية أعلنت تضامنها مع إيران: الاتهامات الأميركية مفبركة وكاذبة لأجل خلق فتنه مذهبية

 وطنية - 16/10/2011 وزع المكتب الإعلامي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سلسلة مواقف لشخصيات سياسية ودينية لبنانية مؤيدة لإيران في مواجهة الإتهامات الأميركية، معلنا أن هذه المواقف جاءت خلال لقاءات مع السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، أو في رسائل موجهة للسفارة. ومن هذه المواقف، قول النائب السابق عدنان عرقجي "إن تاريخ الاستخبارات الاميركية حافل بجرائم الاغتيال السياسي داخل وخارج الولايات المتحدة وأبرزها جريمة اغتيال الرئيس الأميركي جون كندي. كما انه حافل بفضائح تركيب الاتهامات وفبركتها بحق دول واحزاب وحتى اشخاص بارتكاب جرائم مزعومة، تبين لاحقا انهم منها براء، وان مدبريها هم الاميركيون انفسهم او حلفاؤهم". ورأى رئيس حركة "الاصلاح والوحدة" الشيخ ماهر عبدالرزاق، ان “المؤامرة التي دبرتها الادارة الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، هي حلقة من حلقات مشروع ضرب المقاومة و دول الممانعة، وفصل من فصول مؤامرة المحكمة الدولية التي يحاولون من خلالها تخويف شعب المقاومة وارهابهم"، محذرا من فتن مذهبية "سوف تعصف في المنطقة تنفيذا للمشروع الصهيوني".واعتبر الأمين العام ل"جبهة البناء اللبناني" الدكتور زهير الخطيب، ان "الفبركة الأميركية الأخيرة باتهام ايران، تستهدف الوقيعة بينها وبين الحكومة السعودية على مشارف الحج وينقصها مصداقية من يحتل العراق ويعمل علي تهويد القدس، وفيها تدرج لاستهداف ايران بعد سوريا". وقال الشيخ عفيف النابلسي: "اتهامات ايران باغتيال السفير السعودي في واشنطن زائفة وباطلة وتهدف الى خلق قطيعة بين البلدين الاسلاميين. أميركا تريد من وراء هذه الاتهام إثارة المزيد من الخلافات والتوترات المذهبية في المنطقة. على الدول الاسلامية ان لا تقع فريسة الخداع والمكر الأميركي". رئيس حزب "التواصل اللبناني" حسين رضا مشيك، قال: "ليس جديد على الولايات المتحدة الاميركية الدولة المبنية على مرتزقة من هنا وهناك، ان تقوم بفتنة ضد الاخوان في الامة الاسلامية، والكل يعلم بأن اللوبي الصهيوني هو الذي يدير البوصلة السياسية لها وهو الذي يحتاج دائما إلى صناعة الاضاليل". وفي لقاء مع السفير أبادي، قال رئيس حزب الطلائع يوسف صفوان: "عزة ايران يوميا تتزايد، والسيناريوهات الأميركية والاتهامات المفبركة والكاذبة هي لأجل خلق فتنة مذهبية".

 

غليان في الجنوب وامتعاض في البقاع والضاحية ... هل تشهد السنوات المقبلة "ربيعاً شيعياً" في لبنان يُنهي دويلة "حزب الله" المنهارة؟؟  

سلمان العنداري/حالة من التذمّر الشديد يعيشها عدد كبير جدا من الجنوبيين نتيجة ممارسات "حزب الله" التي باتت تخنقهم وتحد من هامش حريتهم ووجودهم. اذ لا يختلف اثنان في تلك المنطقة على ان ما يقوم به "الحزب" في الاونة الاخيرة "لم يعد يُطاق او يُحتمل" تحت اي شعار او عنوان او مبرر. ان قراءة بسيطة للامور تجعلك تستنتج التالي: ان "حزب الله" في لبنان بات اشبه بحركة حماس في قطاع غزّة في اللحظة التي انتقل فيها من موقع المقاومة الى موقع السلطة، وعندما تحوّل من حزب منضبط الى حزب سلطوي يسعى الى فرض رأيه في كل مكان. ووسط هذه الصورة، يكثر الكلام عن صدامات وصراعات حادة تشهدها القرى الجنوبية بين سلطوية الحزب و"مجموعة" الرئيس نبيه برّي من جهّة، وبين الاهالي الذين ضاقوا ذرعاً بالتصرفات المهينة، وبالتدخلات المتزايدة في حياتهم الشخصية واليومية من جهة اخرى. من الجنوب الى البقاع، وصولاً الى الضاحية الجنوبية، يبدو ان "حزب الله" غارق حتى اذنيه بالعقلية السلطوية وبايديولوجية الالغاء والدويلة الاحادية التي تبحث عن تفريغ فائض القوة في مجتمعاتها. المناطق التي يسيطر عليها "الحزب" والحياة اليومية في المربعات الامنية يحمها السلاح على حساب الدولة ومؤسساتها، وتعبق في ارجائها الغريزة على حساب لغة العقل والمنطق. حتى ان العلاقات الشخصية باتت محكومة باستخدام السلاح والاعتداء على املاك الاخرين بفعل هذه الثقافة المفروضة على الناس، الامر الذي اوصل تلك المناطق الى حالة من الفوضى الامنية والسياسية والاجتماعية والنمطية. فهل يُدرك الحزب مخاطر هذا الواقع يا تُرى؟... ونتيجة لهذا الواقع وهذه السياسات، يمكن القول (من منظور المراقب) ان "الحزب" فقد ويفقد رصيده الشعبي يوماً بعد يوم. وسياسته باتت مكشوفة، ومعيبة ومخجلة، الامر الذي يُعرّض الطائفة الشيعية لخطر كبير في المستقبل، في ما لو استمر هذا المخطط وهذه السياسة الملتوية على المنوال نفسه.

وبدون ادنى شك، فان ممارسة الحزب لمنطق التهديد والوعيد والتهويل والترغيب لن يعود عيله بنتائج ايجابية، لانه يرتكب الكثير من الاخطاء في حق قاعدته الشعبية التي تحولت الى جماعة مسجونة عقائديا، ومحكومة بما يقرره الحزب او يرفضه. وبالحديث عن "المقاومة"، يمكن القول ان "حزب الله" اتّخذ من مقاومة اسرائيل شمّاعة لمشروعه السياسي، الا ان هذه الحالة انتهت وسقطت عام 2006 في حرب تموز، وبعد عام 2008، عندما وجّه سلاحه الى الداخل. حتى هو نفسه يعترف ان "مقاومته" انتهت، وان سلاحه هذا تحوّل الى سلاح دفاعي سلطوي لا اكثر ولا اقل". ولا يُخفى على احد ان كل الاطراف اللبنانية كانت قد نصحت الحزب لاكثر من مرة بضرورة التخلّي عن هذه السياسات، الا انه على ما يبدو فضّل المضي قدما بالعقلية السلطوية المغرية، غارقاً في فساد واغراءات القوة وفائضها، بالتعاون مع حليفه نبيه بري الذي عاث في الارض خراباً وفساداً طوال سنوات وسنوات من الزمن.

على "حزب الله" ان يعود الى الجبهة الجنوبية لمواجهة العدو الاسرائيلي وفق خطة استراتيجية ودفاعية مدروسة مع الجيش وبالاتفاق مع الدولة اللبنانية وقواها الشرعية بدل التلهّي في وضع اليد على المجالس البلدية، والتدخّل في اقفال محلات المشروبات الروحية ومطاردة كل من يعارضه الرأي او الموقف السياسي.

بالمحصلة، يتعيّن على "حزب الله" اعادة النظر بكل سياساته وبطريقة تعاطيه داخل الطائفة الشيعية وخارجها، لانه اذا استمر بعقليته القديمة الديكتاتورية والاحادية، فان الامور ستزيد سوءاً بكل تأكيد.

باختصار... الناس لم تعد تحتمل هذا الخناق الذي يمارسه "الحزب الاصفر"، وبالتالي وجب التحرك على كل الاصعدة وكل المستويات لرفع الصوت عالياً، وللاعتراض على اختطاف الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية. واخذ الناس كرهائن عقائدية وفكرية وسياسية وديمغرافية في خدمة مشروع "الولي الفقيه" الملتبس. فهل تشهد الاشهر او السنوات المقبلة "ربيعاً شيعياً" في لبنان، يقلب الامور رأساً على عقب، ويُحرر الناس من "دويلة الحزب المنهارة"؟؟...

 *موقع 14 آذار

 

ويكيليكس/14 آذار/مستشار وليد المعلم: ايران تنشر التشيّع في سوريا عبر المال

علي مملوك وبعض ضباط المخابرات يدّعون أنهم سنّة لتبييض صفحة النظام

والأسد يزوّر الانتخابات من خلال تصويت الناخبين عدة مرات!  

طارق نجم

وثيقة ويكيليكس التي تحمل الرقم 07DAMASCUS128 والتي كشف عنها يوم 30 آب 2011 تروي تفاصيل مقابلة حصلت بين الدكتور سمير التقي، مستشار وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وبين القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة في دمشق، مايكل كوربن.

هذه المذكرة الدبلوماسية السرية المصنفة سرية بتاريخ 8 شباط 2007، تنقل كيف عبر سمير التقي، المستشار في وزارة الخارجية السورية ، للقائم بالأعمال الأمريكي في دمشق يوم 7 شباط 2007 عن "قلق متنامي في سوريا نتيجة الجهود الإيرانية في عملية تشيع البلاد. وبحسب التقي فإنّ معظم هذا الجهد يتركز في شمال شرق البلاد، وبعضها يعتمد على اللجوء الى الأموال حيناً والعلاقات الثقافية قرب مواقع الحج الشيعية. وقد ارتفع منسوب القلق تجاه هذه الظاهرة الى أعلى مستوياته لدى النظام العلوي الحاكم، في ظل مخاوف من تزايد الاستياء السني آزاء ذلك. ويذكر التقي أنه بخصوص الإنتخابات المقبلة، فالنظام السوري متشنج والاحتمال الأكبر هو أنه سيسيطر بشكل تام على جميع جوانب الانتخابات ولن يتيح أي فسحة سياسية للشخصيات المستقلة الاخرى".

وفي التفاصيل أنّ التقي نقل "واقع تزايد النفوذ الايراني في سوريا في الوقت الراهن، من خلال التشيّع الذي أثار القلق في اوساط المجتمع السوري. وقال تقي انه قد بدأ يسمع شخصياً من أعلى المستويات في النظام ومن المؤسسة الدينية السنية حول ما سماه الجهود الإيرانية في العمل على تشيّع البلاد وهناك بعض الحقائق على أرض الواقع وتخوف من ردود فعل على ذلك. فالعلاقات السورية الإيرانية الاستراتيجية، تعمقت منذ العام الماضي، مما منح الخلفية اللازمة لهذه المشاعر المستاءة، لدى العديد من السوريين حول ما إذا كان من مصلحتهم أن يكونوا حلفاء لصيقين بايران على المستويين السياسي والاقتصادي، في وقت تعاني هذه الدولة من خلافات هائلة مع الولايات المتحدة وبقية المجتمع الدولي."

وتابعت المذكرة الامريكية نقلاً عن التقي "وآزاء هذه الخلفية المستاءة، فإن الإيرانيين قد تبنوا منهجاً شرساً نسبياً يعتمد على المال والثقافة في سوريا مسيئين بذلك الى مشاعر السوريين. وقد ضرب على سبيل المثال الأنشطة الإيرانية المتواصلة في محافظة الرقة، في شمال شرق سوريا، وهي من المحافظات الصغيرة نسبياً، حيث قامت ايران بتمويل بناء مجمع يضم مسجد ضخم، وفندق كبير، ومطار. وتتلقى الرقة هذا المستوى من الاهتمام باعتبارها موقعاً رئيسياً للحجاج الشيعة القادمين من ايران وغيرها لأن هذه المنطقة تحمل تاريخ الانشقاق الأصلي بين السنة والشيعة، وقد دفن فيها عدد من الشخصيات الشيعية التاريخية. الايرانيين عمدوا الى توزيع عشرات الآلاف الأشرطة والكتيبات التي تدعوا الى التشيع مستخدمين شعار الحوار بين السنة والشيعة من اجل تمرير ذلك. كما يعمدون أيضاً الى توزيع الأموال في القرى الفقيرة شمال شرق سوريا، خصوصاً بين بعض رجال الدين، في محاولة لتشجيع تحويل السنة إلى المذهب الشيعي."

ونقلاً عن الوثيقة الامريكية فان التقي وصف هذه "الانشطة الإيرانية بأنها بالغة الخطورة على النظام السوري، مشيراً الى انه مع عدد من الاشخاص يصرّون على أن وقف مثل هذه التوجهات. وعندما سئل التقي عن سبب هذا الخطر، أجاب الطابع الأقلي للنظام السوري الحاكم، والذي يسيطر عليه العلويون، يحتقره السنة لأنهم يعتبرون العلويين من نسل الزنادقة. بالإضافة إلى ذلك، ووفقاً للتقي، فإن النظام له تاريخ في تنصيب أشخاص من الأقلية الشيعية في سوريا في مناصب حساسة بالرغم من أن الشيعة في سوريا لا يتعدون 1% من السكان، حيث يفضلهم النظام على السنة والذي يتم تجنب وضع الكثير منهم في مناصب رئيسية. وأكد التقي أن رئيس مكتب الأمن القومي لدى حزب البعث هاشم اختيار وهو ضابط مخابرات كبير هو في الحقيقة شيعي المذهب ولكنه يدعي أنه سني (وتشير الوثيقة ان هذا الأمر أكدته مصادر اخرى في وقت سابق). وبحسب معلومات اضافية، فإن التقي يظن أنّ اللواء علي مملوك، رئيس المخابرات العامة هو نفسه من أصول شيعية، على الرغم من انه يدعي علناً أنه سني، ويستخدمه النظام لتبييض صفحته ولإظهار أنّ أهل السنة هم موضع ثقة وتمنح لهم المناصب الحساسة في الدولة".

ووفق ما جاء في المذكرة السرية الأمريكية "فقد ذكر التقي أنه بالنسبة للانتخابات المقبلة، فالنظام متشنج ويحاول السيطرة تماماً على كل جوانب الانتخابات وعدم إتاحة اي مجال للمناورات السياسية او بعض المساحة للتحرك لشخصيات مستقلة اتيح لها ذلك في السابق. كماعزى التقي عصبية النظام الحاكم حول الانتخابات المقبلة الى نسبة المشاركة المتوقع ان تكون متدنية في الاستفتاء الرئاسي، الذي سيترشح له بشار الأسد من دون منافسة، وهو ما سيكون محرجاً له مع أنّ النظام يمكن له تزوير الأرقام ولكن ذلك سيشير الى مشاعر معادية له".

وأضاف التقي أنه "على الرغم من جميع هذه المخاوف الانتخابية، فالنظام لديه الكثير من الطرق المتوفرة للغش من أجل ترتيب النتائج الإنتخابية حيث ينسق النظام جهود المرشحين "الرسميين" و"غير الرسميين" من خلال حملات مرتبة اصلاً. وبغياب قوائم ناخبين موزعة بحسب اماكن تصويتهم، فان ذلك يتيح التصويت مرات متعددة من قبل نفس الاشخاص خصوصاً بغياب رقابة مستقلة سواء خلال التصويت أو خلال عملية صناديق الاقتراع إلى مراكز فرز الأصوات أو خلال القيام بفرز اصوات الناخبين. وبالتالي هناك فرص كبيرة للنظام للتحكم في نتائج فرز الأصوات".

*موقع 14 آذار

 

عضو في الأمن القومي الإيراني: قادرون على احتلال السعودية بكل يسر 

قال عضو اللجنة البرلمانية لشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية محمد كريم عابدي، إن بإمكان إيران احتلال السعودية بكل يسر، لو أرادت ذلك.

وجاءت هذه التصريحات رداً على حديث الأمير تركي الفيصل الذي شدد على ضرورة معاقبة طهران والرد عليها لضلوعها في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير.

وكان مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف.بي.آي) قد أحبط مخططاً لاغتيال عادل الجبير السفير السعودي لدى الولايات المتحدة. وذكرت شبكة "سي.إن.إن" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، لم تكشف عن هويتهم، أن عملاء إيرانيين اشتركوا مع عصابة مخدرات مكسيكية لتنفيذ الهجوم. وحدّدت الشكوى الجنائية، التي كُشف النقاب عنها في المحكمة الاتحادية في نيويورك، اسم الشخصين الضالعين في المؤامرة، وهما منصور أربابسيار وغلام شكوري. وقالت المستندات إن الرجلين من أصل إيراني، في حين يحمل أربابسيار الجنسية الأمريكية. ووجه الرئيس أوباما إدارته بدعم التحقيق في هذه المؤامرة، فيما أكّد وزير العدل الأمريكي، أن إيرانياً محتجزاً اعترف بالضلوع في مؤامرة لاغتيال السفير.

وأضاف عابدي: "السؤال الذي أتوجه به هو: هل يرى أن لديهم قدرة الرد على إيران؟ ألا يعرف أن في وسع إيران، متى ما عزمت، أن تسلب الأمن في السعودية؟". وأضاف: "يجب على المسؤولين السعوديين تحمل ضريبة الاتهامات التي ساقوها ضد إيران". وشدد النائب الأصولي على "أن القوات العسكرية الإيرانية قادرة، في حال عزمت طهران على اتخاذ أي خطوة ضد السعودية، على احتلال أراضي المملكة بكل يسر". يشار إلى أن هذا النائب كان أعلن أواخر الأسبوع الماضي أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية تمكنت من التغلغل في إسرائيل من خلال استخدام عناصر جنّدتها، حيث حصلت على معلومات مهمة يمكن الاستفادة منها في حالة وقوع مواجهة عسكرية.

وجاءت تصريحات النائب محمد كريم عبادي رداً على معلومات مفادها أن إسرائيل سترسل أقماراً اصطناعية للتجسس إلى سماء إيران للحصول على معلومات.

وأكد أن بلاده تملك القدرة على ضرب تلك الأقمار أو التشويش على معطياتها الاستخباراتية. وذكر أن البحرية الإيرانية نجحت في إرسال طائرة من دون طيار إلى هدف بحري أمريكي في الخليج، وحصلت على معلومات عسكرية. *العربية.نت

 

فتفت: ما يحصل على الحدود مع سوريا تجاوز الواقع

 وطنية - 17/10/2011 رأى عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت، في حديث الى "اذاعة صوت لبنان -الحرية والكرامة"، ان "ما يحصل على الحدود تجاوز الواقع، وأصبح واقعا سياسيا وكأن هناك محاولة لزج لبنان في أتون الصراع الحاصل في الداخل السوري". وقال فتفت تعليقا على الصدام الجديد بين أفراد الطاقم الأمني للسفارة السورية في بيروت ومتظاهرين أكراد، وحول الخروق السورية للمناطق الحدودية ان "المشكلة بدأت تكبر واصبحت متجذرة في طريقة تعاطي السلطات والحكومة اللبنانية مع الأوضاع السورية".

وتحدث عن تجاهل غير مقبول للتعدي على السيادة اللبنانية، وأكد ان "المعارضة اللبنانية ستشدد على الأصول البرلمانية في التعاطي من خلال اللجان النيابية والعمل السياسي والأصرار على ان يكون للبنان الحد الأدنى من السيادة". ولفت الى تجاوز وزارة الخارجية للأصول ولمصالح الشعب اللبناني و"كأننا عدنا الى إنعدام وجود وزارة خارجية وسلطات على الأرض اللبنانية والى عهد الوصاية الفعلية السورية وكأن الأمور عادت الى الوراء سنوات عدة وذلك من خلال تجاوز الحقائق التاريخية والسياسية".ولفت الى " ضرورة صدور مواقف واضحة للأطراف السياسية الأخرى في الأكثرية". وشدد على ان " ما يحصل على الحدود تجاوز الواقع وأصبح واقعا سياسيا وكأن هناك محاولة لزج لبنان في أتون الصراع الحاصل في الداخل السوري"، مبديا اسفه للتجاهل الذي وصفه ب"الأمني والسياسي والذي يمس أسس السيادة اللبنانية".

 

ماروني: السفير السوري تجاوز دوره الدبلوماسي

مرسوم زيادة الاجور مبتور والمطلوب تعزيز الخدمات الإجتماعية

 وطنية - 17/10/2011 - أبدى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية"، في حديث لإذاعة الشرق، "خشيته من أن تكون المهلة التي أعطاها مجلس وزراء جامعة الدول العربية للنظام السوري فرصة لتعزيز مواقعه وقهر المعارضين بدل تعزيز الحوار في ما بينهم"، مبديا أسفه من استمرار عملية القتل". وأعرب النائب ماروني عن "عدم استغرابه لمواقف الحكومة اللبنانية التي أكدت الوقوف الى جانب النظام السوري"، وقال: "إن هذه الحكومة هي وليدة هذا النظام ولن يتغير موقفها سواء في الأمم المتحدة أم في الجامعة العربية". ورأى ان السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي "تجاوز دوره الدبلوماسي وعاد ليلعب دور غازي كنعان ورستم غزالي". وعن موضوع تمويل المحكمة الدولية المدرج في موازنة العام 2012، أشار النائب ماروني الى "أن مشروع الموازنة أصبح جاهزا في مجلس الوزراء، وأكيد حصل اتفاق بشأنه. وما يحكى في الإعلام من تكتيكات وتسريبات هي لتعزيز بعض المواقع"، وقال: "نحن بانتظار وصول الموازنة الى مجلس النواب لمناقشتها، ولكن لا نأمل خيرا من مواقف أحد في الحكومة اللبنانية لأنهم دائما يتراجعون عن مواقف سبق أن أعلنوها".

وأكد "ان المحكمة باقية سواء تم تمويلها أم لا، وبالنتيجة إن لبنان الرسمي سيتعرض لعقوبات اقتصادية تقلل ما تبقى من هيبة الدولة لجهة عدم الوفاء بالتزاماتها الدولية".

وعما اطلقه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الأمم المتحدة واصراره على تمويل المحكمة الدولية قال النائب ماروني: "ننتظر ونرى"، لافتا الى "أننا تعودنا على أن أكثر الكلام لا ينفذ، وبالتالي فإن بند تمويل المحكمة أعطى فرصة لبعض الشخصيات في 8 آذار لتعزيز موقعه على حساب الشعب اللبناني، مثلا العماد عون بإصراره على عدم تمويل المحكمة يدغدغ ما تبقى له من الشارع المسيحي والرئيس ميقاتي بإصراراه على تمويل المحكمة يدغدغ الشارع السني". ورأى النائب ماروني أنه "في جلسة انتخاب رؤساء اللجان يوم غد لن يتغير شيء، لأن هناك نية عند الرئيس نبيه بري بعدم إحداث أي تغيير في هذا الإطار، وإن حاول بعض النواب في التيار الوطني الحر إجراء تعديل".

وعن قرار زيادة الأجور، وصف ذلك بالمسرحية المتقنة بامتياز نفذها الإتحاد العمالي"، وقال: "لا شك أن العمال والموظفين لهم الحق بالزيادة لأن غلاء المعيشة بات لا يطاق والرواتب لا تذكر، والمواطن يعاني من القهر والعوز"، لافتا الى أن المرسوم الذي صدر بالزيادات مجتزأ ومبتور وغير واضح وقد خلق مشكلة أكبر لأن زيادة الرواتب سبقتها زيادة الأسعار"، ملاحظا "أن المرسوم يحتاج الى تصحيح والمطلوب هو تعزيز الخدمات الإجتماعية وتعزيز دخل المواطن ويمكن توفير هذه الأمور بإيقاف رحلات الوزراء التي تهدر الأموال".

وقال: "نحن بانتظار تحويل مشروع الموازنة الى مجلس النواب لدراستها ومناقشتها، ونحن في حزب الكتائب مع القضية الأنسانية ومع المواطن"، مشيرا الى "أن الناس لا تتحمل زيادة الضرائب والرسوم ولا يجوز أن يبقى الوضع على حاله وسنرفض أي زيادة جديدة". وعن جولة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وزيارة الرئيس أمين الجميل الى القاهرة، أكد النائب ماروني "دور مصر التاريخي في دعم سيادة واستقلال لبنان، وأن لها علاقة بما يحصل من مشاكل مع الأقباط وغيرهم في مصر فربما نستطيع تخفيف التشنج"، متمنيا النجاح لإعادة الوحدة المصرية".

 

كاظم الخير: كلام عون استخفاف بذاكرة اللبنانيين

وطنية - 17/10/2011 اعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب كاظم الخير في بيان اليوم، ان "الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها لبنان، خصوصا بعد وصول معدل النمو الى أدنى المستويات، كانت بسبب الطريقة العشوائية التي تتبعها الحكومة عند وضع الخطط غير المدروسة". وقال ان "الخطط غير المدروسة تتمثل برفع الحكومة الحد الأدنى للأجور، بالمقابل رفع الضرائب وقيمة الـTVA على كل البضائع، الذي أدى الى غلاء معيشي فاحش وإجحاف بحق بعض شرائح المجتمع، فقد أزالوا حافز الإستثمار وأبعدوا كل الإستثمارات عن البلد، وكل هذه الأمور أدت الى البطالة وهجرة اليد العاملة، وتفاقم الأزمات السياسية التي تقف في وجه بناء الدولة ومؤسساتها". انتقد الخير كلام النائب ميشال عون في ذكرى 13 تشرين، عندما قال "لايوجد على ضميرنا لا دم ولا عمالة ولا عمولة"، وسأل: "كيف يقول عون لا وجود للدم وهو من دعس على دماء الجيش اللبناني، والتجأ الى السفارات وهرب الى الخارج من دون أي إنذار. كلام عون استخفاف بذاكرة اللبنانيين، لأن القيادي في التيار الوطني الحر العميد فايز كرم والذي هو يد الجنرال اليمنى، ثبت بأنه عميل لأسرائيل". اضاف: "أما بالنسبة للعمولة فأين هي الشيكات التي تحولت الى باريس على دفعات، وشركات "كليمونتين" الوهمية، والصفقات المشبوهة التي حاول تمريرها في مجلس النواب بالنسبة لقضية الكهرباء والتي تصدينا لها بشرف وقوة. إن هذه الزمرة الحاكمة هي التي تقود البلد الى التهلكة". وختم الخير بيانه "في الحكومة اليوم نرى إختلافا واضحا في الآراء ضمن الفريق الواحد، خصوصا بالنسبة لموضوع تمويل المحكمة الدولية، ونحن ما يهمنا في هذا السياق هو فقط الوصول الى الحقيقة والعدالة وبالتالي الإستقرار للبلد، وعلينا جميعا التعاون مع المحكمة وملاحقة المتهمين وتحويلهم اليها، وليس الوقوف ضدها ووضع العراقيل في وجه مهمتها، فهناك أطراف كحزب الله، ربطوا إنعدام الإستقرار في لبنان بعدم وجود عدالة ومحكمة".

 

سليمان التقى نحاس ودو فريج ورئيس الجامعة اليسوعية ويلقي اليوم كلمة مباشرة في إطلاق البرنامج الوطني لدعم الاسر

 وطنية - 17/10/2011 - يرعى رئيس الجمهورية ميشال سليمان عند الرابعة من بعد ظهر اليوم حفل إطلاق البرنامج الوطني لدعم الاسر الاكثر فقرا الذي تقيمه وزارة الشؤون الاجتماعية ويلقي كلمة منقولة مباشرة على الهواء.

الوزير نحاس

وفي نشاطه عرض الرئيس سليمان مع وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس للتطورات الراهنة والاوضاع الاقتصادية.

النائب دو فريج

وتناول مع النائب نبيل دو فريج الشؤون السياسية المطروحة على الساحة الداخلية.

رئيس الجامعة اليسوعية

واستقبل الرئيس سليمان رئيس الجامعة اليسوعية الاب رينيه شاموسي مع وفد قدم اليه مشروع قانون المركز المهني للوساطة الذي يركز على تدريب الوسيط في المجالات السياسية والقضائية والادارية والاجتماعية والحوارية، والدور الذي يلعبه الوسيط في هذه المجالات وتخفيف العبء عن الادارات المعنية.

ويتناول عمل المركز أيضا السجون حيث يزور الوسطاء السجون ويساعدون في حل العديد من المشكلات، كما بدأ المركز برنامج تدريب الوسيط الطالبي في المدارس والجامعات.

وأبدى الرئيس سليمان ترحيبه بهذا المشروع، لافتا الى "سعيه الدؤوب من أجل قيام وسيط الجمهورية الذي يساعد في حل العديد من النزاعات او الاشكالات سواء على المستوى الاداري او القضائي او في أي مجال آخر"، معتبرا أن "إقرار مشروع وسيط الجمهورية يعطي صورة حضارية عن لبنان ويضعه في مصاف الدول المتقدمة التي يلعب فيها وسيط الجمهورية دورا بارزا".

 

الرئيس الجميل بحث مع شيخ الازهر تفعيل الحوار الاسلامي المسيحي: لاخلاص للمنطقة الا بالتعاون الصادق والمخلص بين الإسلام والمسيحية

 وطنية - 17/10/2011 زار الرئيس أمين الجميل في ختام زيارته الى مصر شيخ الأزهر احمد الطيب وشارك في اللقاء نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي، وتم خلال اللقاء حسب بيان للحزب "عرض للسبل الآيلة الى تعزير العلاقة بين المسيحيين والمسلمين وتفعيل الحوار الإسلامي المسيحي".

شيخ الازهر

بعد اللقاء اعلن شيخ الأزهر:" "إن مشيخة الأزهر سعيدة باستقبال الرئيس الجميل الذي شرفنا بهذه الزيارة وتحدثنا في ما يتعلق بامور كثيرة، اهمها البحث في ما يجمع شؤون العرب والشرقيين وانفتاح الأزهر والكنائس الشرقية. ولا اريد ان افصح عن الأمور، ان شاء الله قد تنتهي الى عقد مؤتمر يدعو فيه الأزهر رموز الكنائس الشرقية كلها والممثلين والمفكرين من المسيحيين والمسلمين للالتقاء والإلتفاف حول المشتركات في ما بيننا".

وردا على سؤال حول رفض الأزهر قانون تنظيم بناء دور العبادة قال: "لم يرفض اي قانون، هذا كلام غير صحيح، بالعكس نحن انتهينا انه كان للمساجد قرار صدر عام 2001 ونظم بناء المساجد وقلنا اننا الآن بحاجة الى قرار مماثل او قانون ينظم بناء الكنائس لكل اخواننا الأقباط والمسيحيين بشكل عام الذين هم اصحاب الكلمة الأولى في هذا القرار".

الجميل

وقال الجميل "تشرفت بلقاء شيخ الأزهر في هذا الصرح المعروف تاريخه واهميته ومحوريته في العالم العربي والإسلامي. ونعول دائما على حكمة وشجاعة سماحته في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، ولهذا الصرح تاريخ حافل بالإنجازات ومساهمته معروفة في التطور في العالم العربي والإسلامي. وكان واجب علينا ان نزوره ونسترشد من افكاره لمعالجة بعض الأمور الملح معالجتها لصالح الجميع. كانت الأجتماعات مثمرة جدا استمعت الى طرح سماحته حول مجموعة من القضايا المطروحة الآن ليس فقط في مصر بل في العالم العربي ككل على اثر الحركات التي تحصل. كانت الأفكار جد بناءة حول الحوار الإسلامي المسيحي ونأمل ان تثمر كل هذه الجهود وان نتمكن في اقرب وقت من تعزيز وتفعيل الحوار بما يخدم الأمن والإستقرار والسلام والعلاقات بين كل الطوائف ومكونات المجتمع. تناولنا مجموعة من القضايا الآنية وكل الآليات الموضوعة في مصر لتعزيز العلاقة بين المسلمين والأقباط وهناك لجان تلتقي الآن وتفكر مع بعضها حول نقاط ومبادرات تعزز هذا اللقاء وتؤسس لعلاقات جديدة ما بين كل الناس في مصر".

ورأى الجميل ردا على سؤال "ان المسيحية متجذرة في العالم العربي وهي ساهمت مساهمة فعالة في الثقافة والحضارة العربية"، مذكرا "بالنهضة العربية في مصر ومن ابرز أعلامها مؤسسي صحيفة الأهرام الأخوين تقلا وجورج زيدان وانطون الجميل". واعتبر أن "هذا الحوار يجب ان يبرز التعاون والإنصهار الإسلامي المسيحي فلا خلاص للمنطقة الا بهذا التعاون الصادق والمخلص بين الإسلام والمسيحية العربية في هذا الظرف بالذات".

 

لقاء عند كبارة جمع الجسر وفتفت والمرعبي والضاهر: لضبط الفلتان في طرابلس ومصادرة السلاح والغاء المربعات الامنية

 وطنية - 17/10/2011 - عقد لقاء في منزل النائب محمد كبارة ضم كل من الوزيرين السابقين سمير الجسر واحمد فتفت والنائبين خالد الضاهر ومعين المرعبي والعلماء زكريا المصري وسالم الرافعي وبلال بارودي وكنعان ناجي. بعد اللقاء اصدر المجتمعون البيان الاتي: "سبق لنا في لقاءات سابقة وعلى اثر الفلتان الامني الذي تشهده المدينة من حين لأخر ان طالبنا بضبط الفلتان الامني ومصادرة السلاح الذي هو في اصل كل فتنة كما طالبنا بإلغاء كل المربعات الامنية من المدينة. اضاف: "وقد انطلقنا في مطالبتنا هذه، من اجماع المدينة بقياداتها السياسية والمدنية والروحية لجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح". وتابع: "لقد ادى اغفال البدء في تحقيق مطالب طرابلس منزوعة السلاح والتراخي في ملاحقة المخلين بالأمن الى إخلالات امنية متتالية وكان آخرها محاولتي قتل احداها في القبة والاخرى في ميناء طرابلس وما تبعهما مساء يوم الخميس في 13 الحالي من اطلاق نار داخل المربع الامني الذي انشئ في منطقة الزاهرية والذي ادى عدم معالجته بجدية الى تفاقم الوضع مساء يوم الجمعة في 14 الحالي.

اضاف: "لقد أدى تكرار الحوادث الى ترويع الاطفال والنساء في المنطقة وخلق أجواء من التوتر ما كانت لتقوم لو جرت معالجتها بالحزم المطلوب وبالسرعة الضرورية وبالأخذ على أيدي مثيري الشغب والقتلة وتوقيفهم". وطالب المسؤولين كافة ابتداء "من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزيري الداخلية والدفاع كما نهيب بكل القوى والأجهزة الأمنية وضع حد لهذا الفلتان والبدء الفوري بإلقاء القبض على المطلوبين وكل متسببي الأحداث الأمنية من دون استثناء والإقدام على إلغاء المربعات الأمنية التي وجدت في منطقة الزاهرية ومصادرة السلاح منها كبداية لتحقيق طرابلس منزوعة السلاح".

 

ارسلان: ضرورة لجوء لبنان الى المادة 20 من مذكرة التفاهم واجراء مفاوضات مع الأمم المتحدة لإزالة الشوائب البنيوية من المحكمة

 وطنية - 17/10/2011 اقام منتدى الشباب الديمقراطي- مكتب الطلاب حفل العشاء السنوي الخامس في فندق الحبتور- سن الفيل، برعاية وحضور رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، وحضور الوزير مروان خيرالدين، والنواب السابقين :اميل اميل لحود، فيصل الداوود، مروان ابو فاضل. وممثل السفير الايراني محمد حسن جاويد وشخصيات.

بعد النشيد الوطني ونشيد الحزب القت عريفة الحفل ريم حاطوم كلمة ترحيبية بالحضور ومن ثم كلمة رئيس منتدى الشباب الديمقراطي عضو مجلس السياسي محمد المهتار الذي تحدث عن انجازات المنتدى ومكتب الطلاب الذي يقدم اكثر من 500 منحة جامعية سنوية للجامعات في لبنان والخارج. ورأى "أن قوة العمل هذه تستمد من روح الشباب"، مثنيا على "الدور الذي يلعبه رئيس الحزب في دعم مسيرتهم".

ارسلان

بعدها ألقى أرسلان كلمة تناول فيها التطورات في لبنان، وتطرق بداية إلى موضوع اقرار زيادة الإجور الذي رأى فيها "عدم إنصاف بحق المواطن اللبناني في ظل الإرتفاع الجنوني للأسعار ولا سيما ان معظم المؤسسات تعاني من الأزمة الاقتصادية وتداعياتها وسوف تتفاقم ما لم يتم اعتماد ضريبة يتوفر فيه الحد الادنى من العدالة واولها الضريبة التصاعدية" .أضاف:"ان الخيارات الاقتصادية - الإجتماعية المعتمدة هي نتاج طبيعي لنظام المعتقلات الطائفية والمذهبية التي تمنع الشعب ان يتوحد وهو نظام تدمير ذاتي، نطبقه على أنفسنا، والحفاظ على هذا النظام يعني الحفاظ على المآسي بل تطويرها. لذلك ومنذ حوالي السنتين أطلقنا من بيصور مع الشهيد صالح العريضي الدعوة الى عقد مؤتمر وطني تأسيسي برعاية رئيس الجمهورية وحذرنا من مخاطر إبقاء الاوضاع على ما هي عليه ولكن لم يحصل أي تجاوب مع دعوتنا".

وفي موضوع المحكمة رأى "ان ما هو أهم من تمويل او عدم تمويل المحكمة هو ضرورة ان يلجأ لبنان الى المادة عشرين من مذكرة التفاهم، فيجري مفاوضات مع الأمم المتحدة لإزالة الشوائب البنيوية من هذه المحكمة السياسية بإمتياز". وسأل:" لماذا نتهرب من هذه المادة عشرين التي تشكل صمام أمان لعلاقة الدولة اللبنانية بالمحكمة، لا مبرر أبدا لهذه التهرب وقد حذرنا مرارا وتكرارا من مغبة ترك الأمور تتفاقم". ونوه ارسلان بمواقف البطريرك الراعي "المبدئية المسيحية بأبعادها الانسانية والأخلاقية وطروحاته الوطنية وحرصه على عدم التمييز ما بين اللبنانيين وتطابق نهجه من النهج الفاتيكاني القويم، في وقت تتعرض فيه الكنيسة وأبناؤها لمؤتمرات دولية من قبل الصهيونية العالمية".

 

وزير الخارجية عاد من القاهرة/لبنان الى جانب الاشقاء وما يضير سوريا يضيرنا

 وطنية -17/10/2011 - عاد وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور في الاولى من بعد ظهر اليوم الى بيروت آتيا من القاهرة، حيث شارك في اجتماعات وزراء الخارجية العرب، والتي بحثت في التطورات على الساحة السورية. ولدى وصوله الى صالون الشرف في المطار، قال منصور:"ان لبنان بطبيعة الحال، اضافة الى المجموعة العربية، اراد ان يكون هناك نوع من الحوار في ما بين القيادة السورية والمعارضة، وهذا ما اتفق عليه اثناء الاجتماع، وهو مساعدة سوريا على الخروج من ازمتها وعلى توفير الاستقرار والامن". وعن تحفظ سوريا على ما جاء في بيان وزراء الخارجية العرب، قال منصور:"انه جاء على مكان انعقاد الحوار على اساس ان الاخوة السوريين طلبوا بأن يجري الحوار على ارضهم وهذا حقهم". وبالنسبة الى ما اشيع عن نقاش ساخن حصل في شأن تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، قال:"اصلا لم يكن هناك اي توجه لتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وان كانت هناك". وعن ردة الفعل، في حال لم تتجاوب سوريا مع الدعوة للذهاب الى الجامعة العربية واللقاء مع المعارضة، قال الوزير منصور:"لكل حادث حديث". وعن تعليق الدكتور سمير جعجع:"بان الوزير منصور وزير حاله، قال وزير الخارجية والمغتربين:"ان هذا رأيه فهل يريدون ان نقول اننا ضد سوريا او اننا ضد الاستقرار والامن فيها، فهذا ما لن نقوله ابدا"، مشيرا الى "ان لبنان هو بجانب الاشقاء دائما، ونقولها بصراحة من اجل مساعدة سوريا على الخروج من الازمة ومن اجل تحقيق الاستقرار وما يضير سوريا يضيرنا". وردا على ما نسب اليه بأنه لم ينسق مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء في موقفه اشار "الى ان ذلك لا اساس له من الصحة، والموقف للبنان وليس موقف وزير الخارجية".

 

الحياة : تقطيع أوصال الزبداني ومضايا واعتقال نحو مئة... المجلس الوطني يطالب العرب بالاعتراف به ودعم حماية المدنيين 

"الجامعة العربية تُمهل سورية وتلوّح باجراءات

كتبت "الحياة" تقول ، وسع الجيش السوري عملياته في مدن ريف دمشق وبلدة الزبداني على الحدود مع لبنان وفي حمص. وقال ناشطون إن الجيش أعتقل أمس ما لا يقل عن مئة في الزبداني، كما نشر عشرات الحواجز الأمنية في مضايا بحثا عن ملاحقين، بينهم عناصر منشقة عن الجيش. في موازة ذلك قالت مصادر في الجامعة العربية لـ "الحياة" إن وزراء الخارجية العرب يتجهون الى تشكيل لجنة تزور دمشق في مسعى لوقف العنف في اطار تنفيذ حزمة مطالب من اجل تسوية سلمية للأزمة. وافادت معلومات بان هناك اتجاهاً الى امهال دمشق فترة زمنية قصيرة قبل التلويح باجراءات حيالها.

ميدانيا، قال ناشطون إن آلافاً من الجنود المدعومين بمدرعات وآليات عسكرية فتحوا نيران أسلحتهم على الزبداني على الحدود مع لبنان، موضحين ان قوى الأمن مشطت المنطقة، ونهبت البيوت، وصادرت أراضي، واعتقلت ما لا يقل عن مئة شخص. وقال المرصد السوري إن قوات أمنية نصبت حواجز في الشوارع بحثاً عن مطلوبين. كما اكد المرصد "اعتقال نحو 19 شخصاً في مدينة الضمير" التابعة لريف دمشق.

وأوردت "الهيئة العامة للثورة السورية" حصول انشقاقات في صفوف الجيش في مضايا في ريف دمشق، ما دفع الأمن لشن عمليات دهم وملاحقة بحثاً عن المنشقين.

وأشارت "لجان التنسيق المحلية" إلى أن "قوات الأمن والجيش تقطع أوصال الزبداني ومضايا بالحواجز"، مشيرة إلى "اقتحامات للبيوت وتكسير للأبواب والأثاث واعتقالات عشوائية تترافق مع إطلاق نار كثيف في أنحاء المدينة".

كما أفاد ناشطون بأن عناصر أمن، تؤازرها قوى الجيش، نفذت حملة دهم واعتقالات في بلدتي تير معلة والغنطو في حمص وسط إطلاق نار عشوائي، كما اقتحم الأمن بلدة المسيفرة في محافظة درعا.

وأشار المرصد إلى أن "عدد المعتقلين داخل حمص بلغ منذ يوم الأحد الماضي 923 معتقلاً غالبيتهم من أحياء الخالدية وباب السباع والبياضة ودير بعلبة".

وأكد ناشطون أن الحملة الأمنية في عدد من المناطق السورية أسفرت عن اعتقال أكثر من ألف خلال الأيام القليلة الماضية.

وفي ريف درعا، أشارت "اللجان المحلية" إلى "إضراب عام للمحال التجارية وكل المدارس في داعل لليوم الثاني على التوالي احتجاجاً على القمع وحداداً على أرواح الشهداء". وأوضح المرصد أن قوات الأمن فتحت نيرانها على موكب جنازة الناشط البارز زيد العبيدي "التي تحولت إلى تظاهرة اشترك فيها نحو سبعة آلاف مشارك هتفوا بسقوط النظام". وكان الزبيدي (42 عاما) قتل على يدي قوات الأمن خلال ملاحقته في حي الجبيلة" في دير الزور.

من ناحيتها، أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) مقتل "عنصرين من قوات حفظ النظام وجرح اثنين آخرين في مكمن نصبته مجموعة إرهابية مسلحة في حي الجراجمة بحماة". وذكرت أن "الجهات المختصة في حمص ضبطت سيارتين محملتين بالأسلحة والذخائر المتنوعة على تحويلة حمص طرطوس (غرب) وألقت القبض بداخلهما على أربعة مطلوبين من عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة".

وفي القاهرة، قالت مصادر في الجامعة العربية لـ "الحياة" إن وزراء الخارجية العرب يتجهون إلى التلويح بتجميد عضوية سورية في الجامعة في حال لم تستجب مطالب تسوية الأزمة سلميا والتحاور مع المعارضة السورية. وأوضحت مصادر مطلعة لـ"الحياة" ان ذلك يعتبر بمثابة حل وسط، فمن ناحية يستجيب للدول التي تريد تعزيز الضغوط على النظام السوري كي يتحرك نحو إجراء إصلاحات حقيقة، ومن ناحية أخرى يستجيب لإعتراضات دول عربية على "تجميد" عضوية سورية، ومن بينها لبنان والسودان واليمن والجزائر.

وكان عدد من الوزراء العرب قد عقدوا اجتماعا تشاوريا في فندق "فورسيزون" قريبا من مقر الجامعة العربية على غداء عمل أقامه رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الرئيس الحالي لمجلس الجامعة وحضره الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي. وناقش الاجتماع سبل تنسيق المواقف والرؤى لإتخاذ موقف عربي إزاء الأوضاع في سورية. ولم يشارك وزير الخارجية السوري وليد المعلم في الاجتماع غير العادي، وترأس الوفد سفير سورية في مصر ومندوبها لدى الجامعة يوسف أحمد.

وقالت مصادر مطلعة إن هناك توجها لتشكيل لجنة وزارية من وزراء خارجية السودان وتونس والجزائر وسلطنة عمان، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية، تتوجه إلى دمشق لعرض إجراء حوار بين السلطات والمعارضة السورية في مقر الجامعة في القاهرة، ووقف العنف وإجراء إصلاحات سياسية ووضع جدول زمني لها، على ان يبقى الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة في حال إنعقاد دائم لمتابعة الاصلاحات وتنفيذ القرارت.

وقبل ساعات من بدء الاجتماع الوزاري العربي، طالب المجلس الوطني السوري المعارض مجلس الجامعة العربية اتخاذ إجراءات "رادعة" ضد النظام السوري في ضوء عدم استجابة السلطات لأي من المبادرات العربية أو الإقليمية لحل الأزمة. ودعا المجلس الوطني، في بيان أرسل إلى اجتماع الجامعة في القاهرة أمس، الجامعة إلى تجميد عضوية سورية ودعم الجهود الدولية لتأمين حماية المدنيين العزل والأعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا عن الشعب السوري.

 

هل انتهى المشروع الفارسي بالمنطقة؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

منذ اندلاع أعمال إرهاب «القاعدة» أوائل عام 2000، وكانت نقطة التحول فيها الهجوم على أميركا، كان من الواضح أن أكبر مستفيد من عمل «القاعدة» الإرهابي بأميركا هو النظام الإيراني، وعلى حساب الثقل السعودي، وهذا ما أثبتته الأحداث منذ سقوط البرجين في نيويورك.

استفادت إيران بالعراق، حيث سهلت عملية إسقاط نظام صدام حسين، ممتطية ظهر الثور الأميركي الهائج، وكذلك استفاد حليفها العلوي السوري، رغم كل الشعارات الكاذبة عن العروبة والممانعة ورفض احتلال العراق حينها، كما استفادت إيران من إسقاط نظام طالبان، بل وسهلته أيضا، ثم عادت تستغل ذلك لاحقا مثلما فعلت في العراق لضرب الأميركيين، واستفادت طهران أيضا بتوغلها في لبنان بشكل غير مسبوق، وكانت نقطة التحول اغتيال رفيق الحريري، كما سهلت إيران، وعبر حليفها السوري، انقلاب حماس في غزة، ومولته، كما استخدمت إيران «القاعدة» في كل مكان، لخدمة قضاياها، وضرب مصالح وسمعة السعودية، وترسيخ الصورة النمطية عن أن الإرهاب صنيعة سنية، وأن الإرهابيين والممولين سعوديون.

وبالطبع، لعبت إيران لعبة الديمقراطية، حتى أنها انطلت على كاتب بحجم الأميركي توماس فريدمان، حيث كتب ذات مرة عن ديمقراطية إيران، ومقارنتها بالسعودية، ومن بوابة المرأة، حتى جاءت الثورة الخضراء في إيران، وحين وأدها نظام الملالي بالأسلحة والقمع، وتكشفت الحقائق، عاد الكاتب الأميركي مستدركا، وإن بعد حين. ولم تتوقف إيران عند ذلك، بل استغلت اللعبة الديمقراطية بالمنطقة، أيام الضغط الشديد الذي مارسه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على دول المنطقة، حيث كانت قناعة أميركا أن سبب مشاكل المنطقة هو التطرف السني، وغياب الديمقراطية، وكانت إيران تتبع كل خطوة إصلاح ديمقراطية بمناطق النفوذ المحتمل لها في المنطقة، وقامت بإغراق تلك الدول بالأموال، وشراء الذمم، من أجل السيطرة على البرلمانات المنتخبة، مثل البحرين ولبنان والعراق، ويقينا في مصر، وخصوصا الإعلام، كما سعت لتدريب وتسليح بعض حلفائها في اليمن وسوريا ولبنان والعراق.

كان التركيز الإيراني، طوال 10 سنوات ينصب على ضرب المصالح السعودية، وتشويه سمعتها، حتى من خلال كتب ومقالات نشرت على مستوى دولي، وبدعم من حلفاء عرب للأسف، مع تساهل إيراني واضح تجاه دخول وخروج سعوديين منتمين لـ«القاعدة» للأراضي الإيرانية، وعبر سوريا، وبالطبع استضافة رموز «القاعدة» وأسرهم في إيران. وهذا ليس كل شيء، حيث قامت إيران بتعزيز فكرة الممانعة والمقاومة بالمنطقة من خلال حليفها السوري، وعميلها حزب الله، وعبر التحالف مع آخرين مثل «الإخوان المسلمين»، وبالتأكيد حماس، ومن خلال تسخير وسائل إعلام «الإخوان»، وكتابهم، وكان بعض الإعلام الخليجي شريكا في ذلك المخطط.

اليوم، وبعد الكشف عن المخطط الإيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، من خلال الاستعانة بعصابات المخدرات المكسيكية، ووسط الإدانة الدولية المتصاعدة ضد إيران، والسعي لفرض مزيد من العقوبات المؤثرة عليها، ناهيك عن التلويح بجرها لمجلس الأمن، يكون السؤال المهم هو: هل انتهى المشروع الفارسي بالمنطقة؟

أعتقد أنها بداية النهاية، خصوصا أنه مع الثورة السورية سقط كثير من الشعارات الكاذبة، واليوم تسقط أكبر كذبة، وهي الوثوق بإيران.

 

الصفير في ليل موحش

النقيب رشيد درباش/النهار

لفتني المقال الذي كتبه الاستاذ ابرهيم بيرم في "النهار" يوم 11/10/2011، وفيه يقول أن الفريق السياسي المناهض للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان لجأ الى اختصاصيين في القانونين الدولي والدستوري "لاجتراح الحجج من أجل تعطيل سيرها". وقد اعجبتني كلمة "اجتراح" والتي تعني "الاختراع"، وهي في كل الأحوال مشتقة من كلمة "جرحً"، أي أسال الدم وأهرقه، ثم راح يبحث في كروياته عن وسائل تعينه على التملص من تبعات ما اقترفه.

إن المتهم يلجأ الى رجل القانون عادة، ويدفع له اتعابه كي يدافع عنه أمام المحكمة لا ليقتل القضاة مهنياً ومعنوياً أو ليقلب المحكمة على رؤوس من فيها بمن فيهم أهالي الضحايا، وكذلك رؤوس الجمهور العريض الذي يبحث عن الحقيقة حتى لا يظل الاغتيال السياسي الوسيلة الأكثر رواجاً ونجاعة من اجل السيطرة والتحكم.

إن رجال القانون "يستنبطون" النصوص لاستخلاص النتائج التي تفيد موكليهم، وهذا من صحيح عملهم، ولكنهم ليسوا في أي حال من قطاع طرق العدالة، وهم لا يؤجّرون شفاههم للصفير من أجل مؤانسة موكليهم في وحشة ليل، أو ليسرّوا عنهم ويصرفوا عن دروبهم شياطين القلق التي قد تكمن لهم في المنعطفات، وهم أيضاً لا يخدعونهم، لأن "الرائد لا يكذب أهله" ولا يزينون لهم المشاهد بما يرغبون أن يكون عليه، بل هم ملزمون أن يشرحوا لهم الوضع كما رأوه، وأن يبصّروهم بالعواقب، فالمحامي فارس في المحكمة، يدافع ويرافع في صحنها، وإليها يرفع دفوعه ومطاعنه وحتى الاحتجاج بعدم صحة تكوينها أو عدم قانونيتها أو عدم صلاحياتها، وهي التي تقرر البت بهذه الأمور وقرارها يخضع للمراجعة الاستئنافية، بالاضافة الى وجود أصول لرد قضاتها.

ينقل المقال عن رجال القانون هؤلاء أن الأمين العام للأمم المتحدة (بحسب الفقرة 5 من البروتوكول) يقوم مع مجلس الأمن بالبحث عن وسائل بديلة للتمويل في حال عدم كفاية تبرعات الدول، وهذا يعني بالنسبة لهم أنه لا يستطيع أن يفعل الأمر نفسه بالنسبة لحصة لبنان البالغة 49%، لأن مساهمة لبنان التزام، بينما مساهمة الدول تبرع، وإنني، وإذ أقدر الجهد المبذول في هذه المقدمة، القانونية، يتملكني الاستغراب، من النتائج المتعسفة التي توصلوا اليها، مثلهم في هذا كمثل المتلهف لعبور تقاطع الطرق رغم وجود اشارة المرور الحمراء، فيروح يقنع نفسه انها أصبحت خضراء، ويقلع بسيارته التي ستصطدم بأرتال السيارات الأخرى الآتية من الاتجاه المعاكس، وتكون كارثة لا يمكن تقدير فداحتها، خاصة وأن الجهد المبذول في تفسير الفقرة الخامسة المشار اليها، لا يوازي الجهد الذي بذل في تجاهل وعدم رؤية الفقرة (ج) من المادة 1 من القرار 1757 التي تنص على ما يلي:

"أنه اذا أفاد الأمين العام بعدم كفاية مساهمة الحكومية اللبنانية لتحمل النفقات المبينة في المادة 5 (ب) من الوثيقة المرفقة، جاز قبول أو استخدام تبرعات مقدمة من الدول الأعضاء لتغطية ما قد يواجه من نقص".

لقد دأب الفريق القانوني المعارض سياسيا للمحكمة على التشكيك بدستوريتها بذريعة ان الاتفاق لم يستحصل على المصادقات اللازمة، متجاهلا ان "الاتفاق" المذكور قد تحول قرارا دوليا لان معارضي المحكمة عطلوا تلك المصادقات، فارتفعت القضية من محكمة اتفاق بين الدولة اللبنانية والامم المتحدة، الى قرار دولي، ملزم للبنان تحت طائلة تحمل عواقب الاخلال به لصدوره تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وهذا يعني بوضوح ان الدولة اللبنانية لا تملك سحب قضاتها لانهم صاروا "قضاة دوليين"، وليست هي التي عينتهم، كما ليست لديها عليهم اي إمرة، ولا تملك بالتالي تعطيل المحكمة او إلغاءها بارادتها المنفردة، لانه اذا كان السعي قد بدأ لانشاء المحكمة على قاعدة الاتفاق، فان قرار مجلس الامن هو الذي اخرجها الى حيز الوجود، بعدما اخفق الاتفاق بايجادها، وهذا يفسر بعد ذلك البروتوكولات اللاحقة التي وقعتها الدولة اللبنانية من اجل تسهيل المحاكمة، وهذا يفسره ايضا رضوخ الدولة بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية لذلك القرار والتعاون مع الجهات المختصة من اجل تنفيذه. وقد تجلى هذا بالبيانات الوزارية للحكومات المتتالية والتي نالت هذه الحكومات الثقة على اساسها بإجماع النواب، ما يعني ان السلطة التشريعية تكيفت مع الواقع القانوني الدولي الجديد، كما السلطة القضائية التي رفعت، وترفع يدها، عن كل ما يتبين انه اصبح من اختصاص المحكمة المذكورة.

ولئن كان التمويل الخاص بلبنان لا يجري تعويضه بالتبرعات كما هو الحال بالنسبة الى مساهمة الدول الاخرى، فإن الامتناع عن هذا التمويل لا يلغي هذه المحكمة كما سوّلت لهم امنياتهم، لان الدولة لا تستطيع متى شاءت انهاء ملاحقة المتهمين بمجرد نشوزها عن الايفاء بالتزاماتها، وخاصة وانها عاجزة – بنص القرار الدولي – حتى عن  منحهم العفو العام او الخاص او تطبيق قواعد مرور الزمن على افعالهم.

ان التعويل على نسف المحكمة بنسف التمويل اللبناني هو حراثة في البحر، ونتيجة تناقض المقدمة، لأن التنصل المتعمد من تنفيذ الالتزام لا يلغي ذلك الالتزام بل يحمل الناكل اعباء جديدة، خاصة ان القاعدة القانونية المستمرة تؤكد على عدم جواز استفادة المرء من غشه او سوء نيته او اخفاقه بتنفيذ تعهداته، ومؤدى هذا ان عدم التمويل يفضي الى ترتيب ديون على لبنان، ولكنه لا يوقف سير المحكمة على الاطلاق، بل يعرض الحكومة لأزمة حقيقية عندما يعجز رئيسا الجمهورية والوزراء عن اقناعها بما اعلناه والتزما به امام المحافل الدولية.

ولعل الطريف في الامر ان هؤلاء المحللين القانونيين قد توقعوا سلفا ان ترفض الحكومة التمويل، ليحصلوا بهذا على إلغاء المحكمة لانهم يعتبرونها شخصا غير دولي ما يعني بعرفهم، انه لا وجود لعقوبات دولية في مثل هذه الحالة، وبعد ذلك لا يفوتهم اعلان التمسك بحق لبنان برقابته المالية على انفاق المحكمة، وهذه نزاهة مشكورة لا تضاهيها الا نزاهة الدفاع عن معرفة الحقيقة، بقطع الطريق الموصلة اليها وإلغاء المحكمة التي كلفها المجتمع الدولي القيام بهذه المهمة. وفي الختام، اقول لزملائنا ان البليغ يستطيع ان يقنع مئات آلاف الاشخاص ببراءة احد المتهمين، ولكن بلاغته لا تجدي اذا لم يستطع الوصول الى وجدان قضاة عددهم اقل من اصابع اليدين.

 

وصية الرسول والعهدة العمرية تلزم المسلمين بالأقباط  

"أوصي "أوصيكم بأقباط مصر خيراً"(حديث شريف)

محيي الدين شهاب/النهار

لعل الأحداث الدامية بين المسلمين والأقباط في مصر من وقت الى آخر، تكون مناسبة لاعادة تقويم المنطلقات الفكرية والسياسية لكل طرف، بحيث يضع إصبعه على مكمن الخطأ لتصحيحه قبل أن يستطير الشر المحدق بالبلاد المصرية ويتوسع الى ما لا تحمد عقباه، وهو أمر لا يحبه كل مخلص وشريف يريد الخير لبلاد النيل وأهلها. اننا مسلمون وأقباطاً عشنا بسلام وأمان لقرون طويلة وتحديداً منذ الفتح الاسلامي لمصر ودخول شعبها في دين الاسلام أفواجاً وجماعات بعدما وجدوا في الفاتح المسلم ذاك الانسان العادل الرحيم المؤمن بعد معاناة شديدة ومظالم ومذابح تعرض لها الاقباط من أبناء دينهم أنفسهم، مما أحدث فرقاً ظهرت آثاره ليس في مصر وحدها، بل في كل القارة الافريقية حيث دخلت في الاسلام شعوب وقبائل تيمناً بدخول شعب مصر في الاسلام، فما كان السرّ يا ترى؟ لم يكن هناك من سرّ سوى وصية النبي محمد ومن بعده الخلفاء الراشدين بأن يستوصوا بالنصارى والأقباط خيراً في مصر، وقد أوصى بهم الرسول، لأنه علم بمعاناتهم وانتظارهم أول فرصة كي يتحرروا من ظلم الرومان واضطهادهم، بل أكثر من ذلك كان الرسول يعلم تماماً أن نصارى مصر والحبشة يؤمنون بصدق في دينهم ولا يمكن لمن يؤمن بصدق إلاّ أن يكون إنساناً مخلصاً وصادقاً محباً للخير وكارهاً للظلم، ومن هنا جاءت دعوة النبي أوائل المسلمين في مكة عندما ظلمهم كفار قريش أن ينطلقوا الى الحبشة "فان فيها ملكاً نصرانياً لا يظلم عنده أحد" وهكذا كان، وعاش رهط من الصحابة في الحبشة حيناً طويلاً من الزمن في كنف نصارى الحبشة بكل أمان وسلام، ثم عادوا الى مكة بعد الفتح سالمين، وقد ازداد عددهم كثيراً بعدما تزوج كثير منهم في بلاد الحبشة وبقي عدد غير قليل كان نواة انتشار دين الاسلام في تلك البلاد.

وماذا عن الخليفة عمر بن الخطاب، الذي استدعى والي مصر وأميرها عمرو بن العاص وابنه الى المدينة المنورة مع ذاك القبطي وابنه الذي ضربه ابن عمرو لابن العاص، ونعته "يا ابن الاذلين"، فقال الخليفة عمر بان القبطي خذ حقك واضربه أمامي، فتردد ابن القبطي خوفاً من الوالي، فأعاد الخليفة عمر الطلب وقال له: اضرب لابن الاكرمين، وخذ حقك، وهكذا كان، ثم طلب منه ان يضرب الوالي نفسه لأنه سمح لابنه بأن يضرب الناس بغير حق، وهكذا كان أيضاً. نورد هاتين القصتين من التاريخ الاسلامي لنقول لمسلمي مصر أن عليهم أن يعودوا الى وصية الرسول في أقباط مصر ولا يجوز لمسلم أن يظم أو يجور على نصراني أو قبطي بغير حق واضح ومبين، لرد اعتداء او مظلمة، وحكم القانون يجب أن يسود بين الناس جميعاً تحت قاعدة شرعية واضحة "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" والعدل هو أن يكون للنصارى والأقباط حقهم في المواطنية الكاملة وعليهم مثل ما لهم من الحقوق والواجبات والحفاظ على كنائسهم وأديرتهم وأوقافهم ومعاملتهم باللطف والود تطبيقاً للآية الكريمة: "ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وانهم لا يستكبرون". وأقول بصراحة وبالفم الملآن، غضب من غصب او رضي من رضي، ان العهدة العمرية التي كتبها عمر بن الخطاب لبطريرك القدس يوم فتحها، والتي أذنت بفتح مصر بعدها، هذه العهدة هي في رقبة المسلمين حتى قيام الساعة، فالعهدة العمرية لم تكن لزمن محدد، بل كانت عهدة للمستقبل، ونحن ملزمون بتطبيقها مع مواطنينا النصارى والاقباط – او ما يسمى اليوم الاقليات المسيحية في الشرق – اذا كنا فعلاً ندّعي اتباعاً للخليفة عمر بن الخطاب أو اتباعاً لنبي الاسلام، من وصّى بالنصارى طوال الدعوة الاسلامية، عندما استقبل وفد النصارى في مسجده بالمدينة، وصولاً الى وصيته لنا بالنصارى عموماً وباقباط مصر خصوصاً. علينا ان نعترف ان الديكتاتوريات شوهت كل حضارتنا ومع الربيع العربي نرجو من المسلمين في مصر والدول الاسلامية ان يتذكروا أن ربيعهم الحقيقي هو أن يسود العدل بين الناس وتعود للمواطن كرامته وانسانيته وحقوقه، فهل بوصية الرسول وبالعهدة العمرية نحن ملتزمون؟

 

حان وقت المصارحة  

هاني نصولي/النهار

لا بأس ان تنسج كل طائفة في لبنان الهوية السياسية التي تسكن اليها، طالما ان اللبنانيين يتشبثون بطوائفهم اكثر من تمسكهم بالوطن. حان اوان المصارحة، اما العيش المشترك باحترام وسلام او الارتداد بالحسنى، وهذا ما يسمى ابغض الحلال. فالتأرجح الدائم بين الانتساب الى الطائفة والولاء للوطن انتج نصف وطن وربع قادة وخوفاً متبادلاً وحروباً أهلية وهجرة دائمة. البطريرك بشارة الرعي ومسيحيو 8 آذار، خائفون من تحالف قد ينشأ بين سنّة لبنان وسوريا بعد سقوط نظام الاسد، مستذكرين زمن المد الناصري ومناخ الوحدة العربية. المسلمون السنّة خائفون من "حزب الله" الشيعي الذي استخدم سلاح المقاومة ضدهم في 7 ايار. لذا يتطلعون نحو العالم العربي، كما تركيا للحماية. الشيعة خائفون من فقدان امتيازاتهم، ومن انكسار "الهلال الشيعي" بسقوط نظام الاسد وتوقّف تدفق شحنات الاسلحة من حليفهم الايراني، فيعودون تحت رحمة الدبابة الاسرائيلية. والدروز خائفون ايضاً من سلاح "حزب الله" والقمصان السود او الرهان على استمرار او زوال نظام الاسد، لذا فهم في حيرة من امرهم.

الى جانب الخوف، هناك السلوك العدائي لدى بعض الطوائف. "حزب الله" لا ينفّذ إلا سياسة ايران في مسألة الصراع مع اسرائيل واميركا والمحكمة الدولية، فهو دائما على حق معتبراً جمهوره، رغم الفوضى العارمة في الضاحية الجنوبية، من أشرف الناس. وكل ما عدا ذلك عملاء ومؤامرات.

الجنرال ميشال عون يتهم "الحريرية السياسية" بالفساد، ثم يغمض عينيه بشدة على فساد فريق 8 آذار وشريكه السوري ما قبل فضيحة بنك المدينة وما بعدها. فهو دأب في صب غيظه على الطائفة السنية والتهجّم عليها، ربما انتقاماً لسقوط "المارونية السياسية"، رغم ان للجنرال اليد الطولى بكسر ذراعها خلال "حرب الالغاء" عام 1989.

البطريرك بشارة الراعي يعتبر المسيحيين أقلية ويلصق تهمة التطرّف بالطائفة السنية. ذنب السنّة أنهم أكثرية عددية في هذا الشرق. لكن السؤال: من هم سنّة لبنان؟

تستند الهوية السياسية لسنّة لبنان على ثلاث ركائز: الاسلام والعروبة والقيم الانسانية العالمية Universal Human Values (الحرية، الديموقراطية، احترام حقوق الانسان، تقبّل الرأي الآخر...) فعبر السنوات تداخلت الركائز الثلاث في تكوين الشخصية السنية اللبنانية التي تميّزت بالاعتدال السياسي والانفتاح على الحضارات، ما يفسّر وقوف سنّة لبنان الى جانب حقوق الشعب الفلسطيني والقضايا العربية، وفي الوقت ذاته تقديرهم لنموذج الحضارة الغربية ووقوفهم مع مبادئ 14 آذار في حرية لبنان وسيادته واستقلاله، وضد تقديم الشكر لسوريا على ممارساتها المؤذية في حق الوطن.

لا نلمح مبرراً ملموساً كي يخشى مسيحيو 8 آذار من التطرّف السنّي في لبنان، فلا بيّنة على التطرّف، وانْ بان فمعالجته تكون على عاتق الاعتدال السنّي او الجيش اللبناني، كما في ظاهرة "فتح الاسلام". اننا نسأل عن هوية الجهة التي اعتبرت مخيّم نهر البارد خطاً أحمر. هل هي الطائفة السنية ام "حزب الله" في خطاب للسيد نصرالله؟ ثم ألم تقدم الطائفة السنية ما يكفي من شهداء الجيش لإنهاء ظاهرة "فتح الاسلام"؟ فلماذا كل هذا الافتراء؟ ولماذا لم نسمع بالخوف المسيحي وبعض المفردات البالية، كأهل الذمة والرجوع الى حقبة السلطنة العثمانية، قبل اهتزاز نظام الاسد في سوريا؟

ليعلموا ان السلوك العدائي لكل من "حزب الله" ومسيحيي 8 آذار لا يصنع وطناً، بل يدفع بالاعتدال السني الى المطالبة صراحة بتحمّل كل طائفة وزر افعالها. فإذا قرر "حزب الله" قصف تل أبيب بصواريخه لمساندة نظام الاسد، فإنه يعرّض سائر مناطق اللبنانيين للدمار لا مناطقه الشيعية فقط، فهل يجوز اخذ اللبنانيين رهائن لمغامرات الحزب؟ واذا رغب مسيحيو 8 آذار بربط مصيرهم بالانظمة الديكتاتورية والتخلّي عن مفاهيم الحرية والديموقراطية، فليمارسوا ذلك داخل مجتمعاتهم. اما سنّة لبنان فقد اتخذوا قراراً حاسماً بالسير امام الربيع العربي وحضارة القرن الحادي والعشرين، لا خلف الانظمة الديكتاتورية والقرون الوسطى. نحن شبعنا حكاماً سفاحين ورؤساء متخلفين وكتباً خضراء تافهة ومقابر جماعية تختلط فيها عظام الضحايا... ألم تشبعوا أنتم بعد؟

 

استحقاق ملحّ يستدعي انعقاد هيئة الحوار

كيف يحمي الزعماء السياسيون السلم الأهلي؟

اميل خوري/النهار

إذا كان الزعماء اللبنانيون يختلفون على كثير من الامور فهل يتوصلون الى اتفاق على ما يشغل الجميع: كيف السبيل الى ابقاء لبنان خارج دائرة الخطر وفي منأى عن العاصفة التي تضرب دول المنطقة كي يبقى مستقرا وملاذا آمناً؟

لقد نجح الرئيس شارل حلو في تحييد لبنان عن حرب اسرائيلية – مصرية سورية رغم كل محاولات زجّه فيها باتخاذ منطقة البقاع كنقطة استراتيجية في تلك الحرب، فكانت نتيجة تحييد لبنان ان نعم بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار وتدفقت الاموال الهاربة الى مصارفه. فهل ينجح الرئيس سليمان في إبقاء لبنان في منأى عن تداعيات ما يجري في المنطقة خصوصا في سوريا أيا يكن المنتصر؟

الواقع ان الرئيس شارل حلو ما كان ليتمكن من تحييد لبنان عن الحرب مع اسرائيل لو لم يكن الزعماء اللبنانيون معه في هذا الموقف، والرئيس سليمان لا يستطيع وحده ان يحيد لبنان عما يجري في المنطقة ما لم تكن القوى السياسية الاساسية في البلاد معه، وعلى رأس هذه القوى "حزب الله" كونه يملك السلاح ومن يملك السلاح يملك قرار الحرب والسلم. فهل يبادر الحزب الى اتخاذ القرار التاريخي الوطني الجريء فيعلن على الرأي العام انه لن يحرك سلاحه في الداخل تحت تأثير أي تطور سلبي او ايجابي في المنطقة، حتى اذا ما دعا الرئيس سليمان الى طاولة الحوار يكون الموضوع الوحيد المطروح للبحث هو تحصين الجبهة الداخلية ومنع حصول اي شكل من اشكال الفتن والاضطرابات والقلاقل بتأثير مما يجري في المنطقة؟

والقرار هو لـ"حزب الله" الذي يستطيع ان يعكر الامن او يبقيه هادئا، كونه يحمل السلاح ولا يبحث في الوقت الحاضر لا في استراتيجية دفاعية ولا في مصير هذا السلاح، لأن الموضوع الأهم الذي يواجهه اللبنانيون على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم هو الحفاظ على الوحدة الداخلية وتحصين الامن والاستقرار فيه لتظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية مستقرة وهذا خير للجميع. وفي حال حصول عدوان اسرائيلي جديد على لبنان يكون جميع اللبنانيين صفا واحدا في مواجهته الى جانب الجيش والمقاومة، ولا يكون الشعب منقسما على نفسه في هذه المواجهة.

ان اقدام "حزب الله" على خطوة وطنية جريئة كهذه يعوض له شعبيا ما خسره جراء اتخاذه خطوات سابقة كانت ناقصة وسببت انقساما بين اللبنانيين ويجعل من سلاحه المشكلة حلا لترسيخ الامن والاستقرار في البلاد. فحزب الله لا يمكن معاملته كما عومل الفلسطينيون المسلحون في الماضي عندما اخرجوا من لبنان الى تونس، لان هذا الحزب هو من المكونات الاساسية للبنان وهو من نسيجه الوطني ولحمته ومصير السلم الاهلي في يده وليس في يد اي حزب آخر بدليل ان الناس قلقون ليس من استخدام سلاحه ضد اسرائيل ردا على عدوان انما هم قلقون من استخدام هذا السلاح في الداخل كما فعل في 7 ايار رداً على قرارات لمجلس الوزراء وربما حالياً رداً على قرارات المحكمة الدولية او رداً على سقوط النظام في سوريا او على ضربة عسكرية تتعرض لها ايران. وهذا من شأنه ان يحدث فتنة داخلية يكون الحزب سببها، فلا شيء يجمع اللبنانيين حول سلاح "حزب الله" الا عندما يوجهه نحو اسرائيل وتكون هي المعتدية اي ان معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" تطبق على الحدود فقط، اما في الداخل فينبغي العمل على تحصين وحدته وعلى وضع استراتيجية بحماية الداخل عملا بالقول: "اللهم احفظ لبنان من اعدائه الداخليين". فالازمة التي قد يواجهها لبنان هي ازمة مصير لبنان ومستقبله وهي تتجاوز بكثير ما بين قوى 8 و14 آذار التي عليها ان تتحمل مسؤولية توفير الأمن والاستقرار لأنها اذا حافظت على ثلاثة: الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والوفاق الوطني، تكون قد حافظت على لبنان كيانا وهوية. ولا يظل السؤال الذي يشغل الدول الصديقة والشقيقة: "ماذا سيحصل في لبنان اذا سقط النظام السوري او ماذا سيحصل اذا تعرضت ايران لضربة عسكرية؟ او ماذا سيحصل اذا صدر عن المحكمة ما يخشى الخائفون صدوره عنها خصوصا بعدما كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد أعلن في احد احتفالات الحزب: "ان اي تطور سلبي او ايجابي في سوريا سيطال لبنان والمنطقة"...

لقد دعا البطريرك الراعي الى خلق شبكة امان داخلية تصد العواصف الخارجية عن لبنان. والرئيس سليمان قال في حديث له: "ان الحرب الاهلية تولد في العقول ولا تولد في المسدسات، وان تعطيل الفتنة هو مسؤولية لبنانية". وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي في تصريح له: "ان الامن سياسي بالدرجة الاولى وان مسؤولية القادة السياسيين تاريخية في هذه اللحظة من أجل تجنيب البلد اية خضات امنية وان تكون مصلحة بلدهم وشعبهم فوق كل اعتبار".

 

خيمة المخفيين... من يذكر؟

نبيل بومنصف/النهار     

تدرك قوى المعارضة ومعها النائب في الكتلة الجنبلاطية أكرم شهيب سلفاً انها تطلب المستحيل بإلحاحها على وزارة الخارجية والحكومة عموما باستدعاء السفير السوري، وفق الأصول، وإبلاغه احتجاجا على خطف رعايا سوريين مقيمين في لبنان استنادا الى تقارير رسمية كشفها المعني الأمني المباشر اللواء اشرف ريفي.

ومع ذلك تبدو هذه القضية من طبيعة غير قابلة للتمييع والمماطلة وإلحاقها بالملفات القيد التأجيل او التعتيم عليها بذريعة أمر واقع مرّ تحت جنح الظلام. اذ ان قوى 8 آذار حصراً، صاحبة الباع الطويل في الحل والربط في كل ما يعود راهناً الى العلاقات اللبنانية – السورية، ستكون في موقع المسؤولية المباشرة عن التعامل مع هذا الملف وتطوراته بمنطق الدولة وأصوله بالحد الادنى او بمنطق آخر ليس أقل مضاعفاته تفجير الانقسام الداخلي المتراكم حول انعكاسات الأزمة السورية على لبنان.

ذلك ان خطورة الانكشاف الامني في الداخل اللبناني تختلف اختلافاً جذرياً عن موقف "النأي بالنفس" عن المواقف الدولية  من النظام السوري او تأييد مواقف النظام نفسه في الجامعة العربية على ما تدأب على اتباعه آليا وزارة الخارجية. واي استهانة بالذهاب في الملف الأمني الى نهايته، سيعني تعميم المخاوف من استحضار صفحات الاستباحة الامنية والمخابراتية وتشريعها على نحو شديد الخطورة على مجمل الوضع اللبناني في ظل سلطة تحكم السيطرة على قرارها قوى 8 آذار اقله في المفاصل الرئيسية المتصلة بالعلاقة مع سوريا.

استنادا الى الوقائع السياسية الكبيرة على الاقل، يتناوب رموز قوى 8 آذار في التشديد على ان الامور في سوريا استتبت تماما للنظام. وهذا المنحى السياسي يقابله تواتر سريع في التوغلات السورية الميدانية للحدود المشتركة، سواء كانت متداخلة او متباعدة، بذرائع مختلفة. اذاً في الحالتين، ثمة ما يمكن الاستناد اليه للتأكيد ان هناك وضعاً سورياً اقتحامياً وليس "دفاعياً" من الجانب المتصل بلبنان، وهو وضع يجري تثبيته على ألسنة زعماء 8 آذار وقواها قاطبة. وفي حال كهذه لا تمر مسألة متصلة بخطف رعايا سوريين، وما يثيره من خشية أعظم، من دون مساءلة القوى ذات النفوذ والسلطة عما تملكه على الاقل من معطيات حول حالات الخطف وملابساتها ودوافعها، ولو على سبيل نفي الوقائع التي تثبتها تقارير رسمية باتت في عهدة القضاء. فلتقل قوى 8 آذار ما لديها على الاقل، وعلناً. فهذا ملف لا يعالج في العتمة ولا ينجح اي مسعى لتهريبه.

وقد لا يحتاج احد الى التذكير بملف عشرات ألوف المخطوفين والمعتقلين والمخفيين في زمن باتت معه خيمة متآكلة في وسط بيروت الشهادة الحية الوحيدة الباقية على أبشع ما مني به اللبنانيون في مآسيهم.

 

تحذيرات السفارات محدثة ولا جديد وراءها

المخاوف من بحوادث تحمل توجهات سياسية

روزانا بومنصف/النهار     

تكشف مصادر ديبلوماسية ان ما تناقلته وسائل الاعلام نهاية الاسبوع الماضي عن تحذيرات وجهتها سفارات خمس دول الى رعاياها في لبنان حول تنقلاتهم في المناطق اللبنانية ليس مبنيا على معلومات او تحذيرات جديدة بل ان ما حصل هو تحذير محدث من احدى العواصم في حين ان العواصم الاربع الاخرى لا تزال على التحذيرات السابقة نفسها ولا جديد فيها بحيث ان هناك مبالغة في الكلام في هذا الاطار. الا ان هذا لا يعني وفق ما تقول هذه المصادر ان ليس ثمة جديدا مقلقا في الوضع الامني اللبناني ما لا يفترض معه الحذر خصوصا بعد حادثة خطف الاستونيين الذين تؤكد هذه المصادر ان لا معلومات كافية عن الصفقة التي حصلت لاطلاقهم والمبالغ التي دفعت. كما ان هذه المصادر تعتقد بأن الوضع الامني بات مشرعا على حوادث تخشى ان تكون مظاهر العودة الامنية السورية فيه تعبر عن نفسها كما كانت في السابق اي لدى وجود القوات السورية في لبنان قبل العام 2005 اي لجهة الوجود المخابراتي الكثيف وغير المخابراتي ايضا فضلا عن الحوادث التي يتعرض لها المعارضون السوريون لنظام الرئيس بشار الاسد في لبنان. اذ ان هذه المصادر لا تخفي اعتقادها القوي ان النظام السوري يحاول ان يوجه رسائل معينة عبر لبنان كما كان يفعل دوما عبر الاختراق الحدودي في الدرجة الاولى ومحاولة ايجاد تبريرات لذلك في موضوع تهريب الاسلحة الى سوريا عبر الحدود مع لبنان وهو موضوع يثير قلق الدول الغربية وانزعاجها التي راجعت تكرارا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول موضوع توفير الحماية للمعارضين السوريين وضمان عدم تعرضهم للخطف او للاعتداء تحت طائل عدم استبعاد ان تصدر الدول الغربية المهتمة بيانات علنية حول هذا الامر في حال استمرار هذه الحوادث. وتقول هذه المصادر ان اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين اسفرت عن اجوبة تفيد بان لبنان بلد مفتوح وديموقراطي ويستطيع الجميع التعبير عن آرائهم فيه لكن واقع الامر ان هناك حرية حركة كبيرة تلمسها المصادر الديبلوماسية لتحركات النظام السوري على وقع التقارير التي يمكن تتبعها في هذا الاطار.

وليس بعيدا من هذا الملف ما باتت تقرأه هذه المصادر في اداء اجهزة امنية لبنانية بحيث ترسم علامات استفهام حول تهميش بعضها ولو من دون احداث ضجة لجهة تفادي تغييرات في القيادات وفق ما يطالب بعض الافرقاء في الحكومة في حين تزداد محسوبية اجهزة لمصلحة افرقاء آخرين فيها. وهذه الامور باتت تلاحظها المصادر الديبلوماسية المعنية بما يفيد باتجاهات سياسية تخشى هذه المصادر ان تحاول اعادة لبنان الى وقت مضى. علما ان المفارقة المريحة في هذه المعطيات انه فيما توحي الاستقبالات لشخصيات سياسية لبنانية من وزراء في الحكومة او من خارجها بالعودة الى تقاليد عهدها النظام السوري في التعامل مع لبنان على نحو جانبي مواز ورديف ويختلف عن التعامل مع المؤسسات الرسمية، فان هذه المصادر تسجل للبنان مواقف في مجلس الامن تدرأ عنه الطابع الذي تحاول ان تسبغه هذه الاستقبالات على مواقفه. اذ ان لبنان اعتمد في البيان الرئاسي في مجلس الامن ان "ينأى بنفسه" ثم امتنع عن التصويت لدى البحث في قرار في المجلس يدين النظام السوري وهو ما تعتبره الدول المؤثرة امرا جيدا اذا اخذت كل العوامل المذكورة آنفا في الاعتبار. وهذا امر يريح هذه الدول حتى الآن على رغم ان لبنان الرسمي بات لا يصدق وفق الانطباعات التي تخلفها لقاءات ديبلوماسية مع المسؤولين اللبنانيين متى تنتهي مهلة عضويته في مجلس الامن مطلع السنة المقبلة من اجل ان يريح نفسه من عبء ثقل يرهقه الى حد بعيد.

هل ثمة خشية امنية في ظل هذه المعطيات خصوصا بعد التهديدات التي طاولت مقر الاسكوا في وسط بيروت في ظل تساؤلات تطرح بين وقت وآخر حول احتمالات استهداف القوى الدولية العاملة في الجنوب في ضوء اشتداد وطأة ما يجري في المنطقة وفق ما يثيره بعض السياسيين؟ ام ان التحذيرات الجدية التي وجهتها بعض الدول المشاركة في القوة لها مفاعيلها ايضا؟

تفيد هذه المصادر ان لا معلومات لديها عن صلة بين هذين الامرين الاخيرين اي ان يكون التهديد لمبنى الاسكوا هو جزء او بديل من التعرض للقوة الدولية. لكن هناك مصلحة لكل من الجانبين اللبناني والاسرائيلي في وجود القوة الدولية في الجنوب على رغم ان الاعتداءات على وحدات فيها ليست وحدها ما اذكى عامل التحذيرات من استهدافها ما فسر انسحاب قسم من الكتيبة الايطالية المشاركة واثار تكهنات عن احتمال انسحاب القوة الفرنسية ايضا. اذ هناك عامل "الاهانة" الذي يستخدمه "أهال" في المنطقة ضد بعض الوحدات من خلال محاولة انتزاع الاسلحة او المعدات التي بحوزتها مثلا والتي لا تقبل به الدول المشاركة الاوروبية منها في شكل خاص ما دامت هي المستهدفة الى جانب عوامل خاصة تتصل بعدم تحمل الاوزار المالية للمشاركة من جهة ولا ايضا القدرة على تحمل وقوع ضحايا لاي سبب من الاسباب من جهة اخرى. ومع ان الاستهدافات قد لا تتحملها قوى الامر الواقع في المنطقة، الا ان الاهم من ذلك هو ما باتت تعتبره عواصم مؤثرة انزلاقا للبنان في محور اقليمي بكل ما يرتبه عليه ذلك من تبعات سياسية وامنية. وليس ادل من التطورات الاخيرة في لبنان لتأكيد وجهة النظر هذه.

 

التزام ميقاتي المحكمة حشر الحلفاء وأجهض التفاهمات المسبقة

تمويل السنة خارج موازنة 2012 والمشكلة أن لا موازنة لـ2011!

سابين عويس/النهار

تصطدم الحكومة هذا الاسبوع باضراب الاساتذة المعطوف على استئناف التحرك العمالي تصويبا لقرار مجلس الوزراء عن تصحيح الاجور، بعدما جاء مجتزءاً ومخالفاً

للقانون، بما يهدد بجولة من التصعيد تٌخضع الحكومة مجدداً لاختباري القوة والتضامن، وقد أخفقت في كليهما في ملف الاجور.

واذا كانت المعلومات الامنية التي تبلغتها الحكومة عشية الاضراب العمالي وُوصفت بالخطيرة اخضعتها للقبول بتسوية متسرعة، فهي تواجه التحدي عينه بالنسبة الى اضراب المعلمين الذي يمكن ان ينحو في الاتجاه نفسه، مما قد يؤدي الى استيلاد نتائج مماثلة. وينتظر ان تخصص  الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء غدا للبحث في مطالب هيئة التنسيق تفادياً للأسوأ.

وعلى أهمية الملف المطلبي، يفتح مجلس الوزراء اعتباراً من جلسة غد أيضاً ملف مشروع موازنة 2012 بعدما تسلمه الوزراء تمهيدا للاطلاع عليه وبدء درسه.

وفيما يتوقع أن يفجر قانون البرنامج الوارد في المشروع حول تمويل المحكمة، النقاش داخل الحكومة بفعل الرفض القاطع لعدد من مكوناتها لهذا الأمر، علم أن هذا الموضوع لن يكون طارئاً الآن لأكثر من سبب، أولها ان ثمة توافقاً سياسياً على تأجيل البحث في هذا البند الى النهاية ريثما يتم التوصل الى صيغة  توافقية حول ابقائه او سحبه من المشروع. الا أن ما يقلق ليس هنا، اذ ان مشروع الموازنة المقترح يلحظ التمويل لسنتي 2012 و2013 باعتماد اجمالي قدره 108 مليارات ليرة، منها 61 ملياراً لسنة 2012 و47 مليارا لسنة 2013، في حين ان الملحّ اليوم هو تسديد الحكومة حصتها عن السنة الجارية قبل أن تبدأ البحث في تمويل السنة المقبلة. وهذا يعني أن الاستحقاق المستجد يتمثل في ضرورة استجابة لبنان لمطلب الامم المتحدة وفق المراسلة التي تلقاها نهاية الشهر الماضي لدفع مستحقات 2011. وهذا ما أكده وزير المال محمد الصفدي لـ"النهار" بقوله إن موازنة 2012 تلحظ التمويل لسنة 2012 وليس المستحق عن 2011 الذي يتطلب قرارا من الحكومة اذا كانت ستلتزم دفع المبلغ أو لا، مشيرا الى انه بصفته وزيرا للمال ادرج التمويل للسنة المقبلة انطلاقا من التزام لبنان الرسمي  المحكمة. وتفيد المعلومات المتوافرة لـ"النهار" في هذا الشأن أن على لبنان اذا قرر عدم الدفع أن يبلغ الامم المتحدة بذلك، لكن الحكومة لم تعد حتى الآن أي كتاب في هذا الشأن، مما يعني أن باب التمويل لم يقفل بعد نهائياً في انتظار ما ستؤول اليه الاتصالات. ويمكن الحكومة ان تتذرع في ردها بأنه لم يصر الى طرح او درس او اقرار اي مشروع موازنة لسنة 2011، وبالتالي ليس من اعتمادات لذلك أو عليها ان تنتظر اقرار مشروع قانون النفقات الاستثنائية الذي أرسلته الى مجلس النواب والذي يغطّي انفاق 2011 في ظل عدم وجود موازنة ليصبح ممكناً اصدار سلفة خزينة تخصص لسداد التمويل.

وهذا يعني أن أي اعتماد لـ2011 يتطلب مصادقة مجلس النواب لئلا يعتبر مخالفا للقانون كما حصل مع الوزيرة السابقة للمال ريا الحسن عندما اصدرت سلفة خزينة لسداد مستحقات 2010 بموجب موافقة مجلس الوزراء على مشروع موازنة 2010 وفيه قانون برنامج التمويل.

وانجاز درس موازنة 2012  مستبعد قريباً في أي حال، بقطع النظر عن مصير بند التمويل وهذا رهن انجاز قطع الحسابات عن الاعوام الخمسة الماضية. ولا يتوقع وزير المال أن تنجز قبل أشهر من الآن رغم العمل الكثيف الذي تقوم به اجهزة الوزارة ويواكبها ديوان المحاسبة بطلب من الوزير، من أجل التأكيد أن العمل المنجز مقبول من الديوان. وهو يستبق النقاش المرتقب حول الموازنة وما يمكن أن يحمله من مزايدات أن اقرار الموازنة يشترط قفل ملف الحسابات نهائياً.

تمويل 2011

والتمويل المستحق بنهاية الشهر بموجب تذكير من المحكمة عينها، يضع الحكومة أمام مواجهة مكشوفة لحسم خيارها النهائي بعدما بات متعذراً ابقاء الموضوع ضمن تسويات الغرف المقفلة. وكل هذا لم يكن ليحصل قبل اسابيع، وأمكن تفاديه لولا الالتزامات القوية والمتكررة لرئيس الحكومة  من على أكثر من منبر، أبرزها المنبر الاممي.

واذا كان ميقاتي عوّل على تفاهم ضمني مسبق مع "حزب الله"، فان اعلانه موقف حكومته من دون العودة اليها أحرج وفق قراءة الأكثرية حلفاءه وحشرهم في مسار تراجعي لمواقفهم المبدئية والحاسمة في مسألة المحكمة. بحيث بات مستحيلاً عليهم القبول بأي تسوية تتعلق بالتمويل عبر مجلس الوزراء او عبر البرلمان، وهو ما أجهض التفاهم المسبق. وما يتردد من سيناريوات حول استقالة رئيس الحكومة اذا لم ينجح في تأمين التمويل، لا يعدو كونه في رأي الأكثرية تهويلاً، ولا يمكن ان يقدم على خطوة مماثلة في أي ظرف، كما أن القوى الداعمة له محلياً واقليمياً لن تدفعه الى مثل هذا الخيار. وبالتالي، فان أقصى ما يمكن أن يستجد كمخرج للمأزق الحكومي هو دفع الحكومة نحو تصريف الاعمال.

وفي حين يؤكد أكثر من فريق حكومي أن المخارج لمسألة التمويل متاحة لكن المهم التوصل الى القرار السياسي للسير بها، ثمة من يشي بأن الوقت لا يزال يعمل لمصلحة رئيس الحكومة، باعتبار ان عدم تسديد لبنان لحصته لن يغير في واقع عمل المحكمة شيئاً، وحتماً لن يوقفه، لكنه سيمس بسمعة لبنان وصدقيته باعتبار انها ستكون المرة الاولى التي يتخلف فيها عن سداد دين متوجّب، كما سينهي فترة السماح الدولية المعطاة للحكومة ولرئيسها المنفتح والوسطي تحديداً، ليبدأ التعامل معها على أنها حكومة حزب الله.

 

المستقبل اليوم

كل الشكر للجنرال ميشال عون.. والشكر من جريدة "المستقبل" واجب على دعاية مجانية يقدّمها لنا. كل الشكر لك.. تشتمنا.. يزداد توزيعنا ويزداد قراؤنا. وأمس، أغدقت علينا الشتائم فنطمئنك أنه كما تثبت وثائق "ويكيليكس" كيف أن معظم السياسيين، سيما منهم حلفاؤك، "كاشفينك وما بيطيقوك"، فإن الإقبال على "المستقبل" بعد كل تصريح تغدق فيه "محبتك" يكشف أن معظم القراء لا يوافقونك الرأي. من محاسن الصدف يا جنرال أنك تقول ان جريدتنا "ما بتسوى فرنكين" في هذا التوقيت بالذات، بعد يومين من ذكرى 13 تشرين.. و"الفرنك" كان عملة فرنسا قبل استخدام "اليورو" سنة 1990. ولا شك انك تتذكر حضرة الجنرال سنة 1990 و13 تشرين بالذات. يومها بعت السيادة والجيش بـ"فرنكين" لذلك لا نلومك إذا تحدثتُ عن ذلك في هذا التوقيت. نشكر "محبتك" مجدداً.. ولأنك "محب" لـ"المستقبل" نقول لك: طوّل بالك يا جنرال.. لا تنرفز. فما زلنا في أول الطريق. سبحان الله أيها الجنرال المحبّ كم غيّرت وتغيّرت وأنشدت معزوفات "التغيير" منذ إطلالتك البهيّة من العام 1988.. لكنك لم تثبت إلا على العداء المستدام للإعلام وشتمه.. فواظب أيها الجنرال لنكرّر الشكر لك.

 

من يتحمل مسؤولية تخفيف الحمايات الامنية استنسابيا

ًاسعد بشارة/الجمهورية

من أصل 1360 عنصرا امنيا موزعين على 800 ينتمون الى امن الدولة، و830 للامن الداخلي، ستتمكن "الخطة الطموحة" لوزير الداخلية مروان شربل من "توفير" نحو 230 عنصرا، وسحبهم من حماية شخصيات لتوزيعهم على مفارز السير، على امل ان يؤدي هذا الاجراء الى مرور السيارات في العاصمة والمدن دون انتظار ودون حرق الاعصاب.

"الخطة الطموحة" التي لم يتجرأي وزير للداخلية على التفكير فيها منذ أن بدأ مسلسل الاغتيالات وما تلاه من حصار للنواب والوزراء ورؤساء الاحزاب في فنادق العاصمة، أو في المنافي، تجرأ عليها شربل واتخذ القرار، متناسيا ان سلفه الذي فكر في نزع الحمايات الامنية عاد بعد تأمل قصير الى طي الملف، ربما لأن الاحداث الماضية دلّت على ان كل من إتخذ هذا القرار وضع في خانة الاتهام بعدم التبصر، أو بسوء النية.

وفي الحالتين تكون النتيجة واحدة: مَن يساهم في كشف الشخصيات المستهدفة يتحمل مسؤولية أمام الرأي العام، أيا كانت مقاصده او أهدافه.

من هذه الزاوية، لا يمكن أي مراقب أن ينسى مثلا، ان القرار بتخفيف الحراسة الرسمية عن الرئيس رفيق الحريري أيام تولي اللواء علي الحاج قيادة قوى الأمن الداخلي، كان مؤشرا خطيرا توجس منه الحريري، ليس لأنه لم تكن لديه الامكانات لتوظيف مئات رجال الحراسة المدنيين، بل لأنه اعتبر بحسه السياسي أن وجود قوى الامن الداخلي بالبذلات الرسمية حوله يعني وجود غطاء امني رسمي.

ولم تكن مفارقة لافتة ان يرسل الرئيس السابق اميل لحود لرئيس للحريري فور معرفته بسحب الحراسة عنه مَن يقول له: "إختر العدد الذي تريده من الحرس الجمهوري، وأنا ارسله لك"، ليجيبه الحريري قائلا: "استطيع ان اوظّف العدد الذي اشاء لحراستي، لكني اعرف ما معنى الحماية الرسمية، وفي كل الحالات اشكرك، والرسالة وصلت".

لم يكن لحود يبالغ، عندما وصف من إتخذ ذلك القرار بالمجنون، ولن يكون قرار تخفيف الحمايات اليوم أقل وطأة في ظل تزايد الأخطار الامنية التي لا تزال تحيق بالطرف الذي تعرض رموزه للاغتيالات ومحاولات الاغتيال.

ويتساءل المراقبون عن خلفية اتخاذ هذا القرار وعن الذي رسم له وشجّع عليه، خصوصا ان قرارا بهذه الحساسية لا يتخذ الاّ بعد دراسة ومشاورات واتصالات، ولا يمكن وزير الداخلية في حكومة اللون الواحد ان يتفرد وأن يستنسب حتى لو كانت له الصلاحية القانونية. فسحب الحمايات يؤدي الى انكشاف فريق 14 آذار وحلفائه امنيا، لأن هذا الفريق لا يملك القدرة على حماية نفسه، خصوصا وان بعض رموزه تعرضت للتهديد السافر باجتياح مقارها، كما في حالة رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، كما ان الرموز الأُخرى تحتمي باجراءات امنية مشددة بواسطة قوى الامن الداخلي وأمن الدولة.

هذا، في حين لا تحتاج قوى 8 آذار الى الحماية الرسمية المكثفة، نظرا لقدرة حزب الله وحلفائه على الحماية بما تتضمن من أمن وقائي وغير وقائي، علما أن رموز هذا الفريق، تمتع بالحماية الامنية الرسمية ذاتها.

وفي المعلومات ان العناصر الـ230 الذين سيُسحَبون من حماية الشخصيات سيتم انتزاعهم من بعض النواب والمقار والشخصيات التي لا تحظى بالحماية، وسيستثنى من الإجراءات الرئيس امين الجميل (53 ضابطا وعنصرا) وليد جنبلاط (43 ضابطا وعنصرا) سمير جعجع (36 ضابطا وعنصرا) وميشال عون (33 ضابطا وعنصرا) فؤاد السنيورة (53 ضابطا وعنصرا ) سعد الحريري (120 ضابطا وعنصرا)، كما سيستثنى كل من النائب مروان حمادة ومي شدياق وقضاة المحكمة الدولية. ومَن ستسحب منه عناصر الحماية هم النواب والشخصيات المحمية بواسطة أمن الدولة، إذ انه وبموجب القانون فإن عناصر أمن دولة، وهناك كثير منهم مهددون، ووضعت لهم حراسات اضافية، سيتم سحبها، كما ان سحب الحماية سيطاول الامانة العامة لفريق 14 آذار وكتلة "القرار الحر" في زحلة وبعض المقار الحزبية.

ويبقى السؤال: هل ان توقيت القيام بهذه الخطوة كان امراً سليماً في ظل تزايد المخاوف الامنية؟ وهل أن شربل الذي لم يستمع الى نصائح بعض الضباط الذين تمنّوا عليه زيادة الحمايات الأمنية لا تخفيفها، يدرك مخاطر هذا التخفيف، وانه ليس مجرد اعادة تشكيل للقوى الامنية للاستفادة منها في أزمة السير بحيث يستطيع المواطن التوجه من الأشرفية الى الحمرا في خمس دقائق؟

الأرجح ان قرارا كهذا كانت حكومة الوفاق الوطني ستتهيب اتخاذه فكيف اذا صدر عن وزير داخلية حكومة اللون الواحد، التي تذكّر اللبنانيين بحكومة الرئيس عمر كرامي؟ وكيف إذا ادى الى انكشاف امني متزايد لقادة المعارضة، وهو انكشاف لا يمكن ترجمته الاّ محاولة شل الحركة وكمّ الافواه؟ وبالتالي ألم يكن الأسلم ان يُطبّق هذا القرار على الجميع، أو أن لا يطبّق ابداً، خصوصا وأن فريقا واحدا إستُهدِف منذ العام 2005 وحتى اليوم، وان المستهدفين كانوا من الوزراء والنواب والاعلاميين؟

 

هكذا تَقرّر تأجيل الإنفجار... إلى آذار كحدّ أقصى

طوني عيسى/الجمهورية

إنتهت مرحلة البالونات الكلامية وحان وقت الأفعال: تمويل أم لا تمويل؟ والمنازلة التي تبدأ غداً داخل البيت الحكومي، حاول الشركاء التهرّب منها، لكنهم وصلوا إليها إضطراراً في مناقشة الموازنة. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا شيء يثنيه عن دعم التمويل، تحت أي ظرف. ووزير المال محمد الصفدي يحجز في الموازنة مكاناً للتمويل، تحت بند الوفاء بالمتأخرات والمستحقات للمحكمة. لكن "حزب الله"، ومعه العماد ميشال عون وسائر الحلفاء، يستعدّ لمعركة الثأر من المحكمة التي بدأت تستهدفه تدريجاً بقراراتها الإتهامية.

على مدى الأسابيع الأخيرة، بقيت التوقعات تتقاطع على ان "حزب الله" وحلفاؤه لن يضحّوا بـ "حكومتهم" في ظرف عصيب داخلياً وإقليمياً، من أجل رفض التمويل، خصوصاً ان عدم تأدية لبنان حصته لا يعطّل المحكمة. كما يمكن حتى إشعار آخر تسجيل المبالغ المتراكمة في ذمة لبنان، دَيْناً عليه.

"التطويل" مخرج التمويل!

هذه النظرية "المتفائلة" ما زالت قائمة، خصوصاً في ضوء معلومات جرى تداولها أخيراً عن رغبة لدى دمشق في عدم خلق إشكالات سياسية أو دستورية في لبنان خلال هذه المرحلة، بما يضيف المتاعب للنظام. وتردّد ان هناك إشارات سورية الى الحلفاء في لبنان بتمرير لغم التمويل حالياً "بالتي هي أحسن".

ويكشف معنيون بالملف ان المخرج الذي يتمّ التحضير لإعتماده في ملف التمويل يقوم على الآتي: يتولّى رئيس الحكومة، وفي إطار توافق ضمني بين أركان السلطتين التشريعية والتنفيذية، إطالة أمد المناقشات للموازنة إلى أسابيع، أو ربما الى أشهُر تحت عناوين مختلفة، وترك مناقشة بند التمويل الى نهاياتها، فلا تؤدي الى ضرب الحكومة وإسقاطها باكراً. وفي عبارة أكثر وضوحاً، يجري في مناقشة الموازنة تطبيق سيناريو جلسات الحوار المتباعدة، ما يتيح تأجيل المشكلة الى أجَل غير مسمّى، أي ريثما تطرأ تطورات قد تأتي بالحل. وهذا المخرج ينقذ الجميع، وإن زاد من الضغط الذي تمارسه المحكمة، بسبب إقتناعها بوجوب إتمام المتوجبات خلال شهر من اليوم.

فميقاتي عبّر في وضوح أمام أوساطه عن إلتزامه المحكمة قبل الحكومة، وإذا شاءت الظروف الإختيار بينهما، فإنه يفضل الإستقالة على النكوث بتعهداته الدولية. ويدرك ميقاتي حجم الثمن الذي يدفعه كرجل أعمال وكرجل دولة وكسياسي سنّي، إذا ما تخلّى عن هذه التعهدات. وسيكون من المناسب له ولحكومته حالياً تأجيل كأس الإستقالة قدر الإمكان.

ويرى بعض الأوساط ان "حزب الله" يستعدّ للمواجهة الحقيقية مع المحكمة، ولكن ليس اليوم في التمويل، بل في آذار مع التمديد لبروتوكول العمل مع هذه المحكمة. ومن شأن تمرير الوقت في مناقشة الموازنة أن يتيح لـ"الحزب" المساومة مع ميقاتي على مكاسب أخرى في المحكمة وخارجها. فهو يعتقد أنه "سلّف" رئيس الحكومة عددا من التنازلات مراضاة له، ولكن آن الأوان لكي يردّ ميقاتي بمبادرة تجاه "الحزب"، الذي جاء به اليوم الى السراي، ووفّر له دعماً سياسياً.

وستؤدي المماطلة في حسم بند التمويل الى تأخير المواجهة لتقترب زمنياً من معركة التمديد، الذي سيكون لغماً لا يقبل التسويف والتأجيل: لغماً داخلياً في الحكومة، ولغماً مع المجتمع الدولي ومجلس الأمن. وسيكون هناك مزيد من المآزق أمام الحكومة، في ضوء الصدور المتوقع للقرارات الإتهامية في الملفات الي تم ضمّها الى جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري، أي محاولتي إغتيال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السابق الياس المرّ والنائب مروان حمادة، وإغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي.

كلفة بقاء الحكومة

كيف سيواجه أطراف الحكومة الحالية هذا الإستحقاق الخطر في آذار؟

المعنيون يرون ان الحكومة ستفقد هوامش المناورة، وستنفجر لدى وصولها الى هذه اللحظة. فـحزب الله وحلفاؤه الإقليميون سيجدون أن كلفة بقاء الحكومة باتت تفوق كلفة تطييرها، وان من الأفضل إضاعة المسؤوليات أمام المحكمة والمجتمع الدولي وإلتزاماته ومطالبه، بتحويل الحكومة حكومة تصريف للأعمال. وهذه الوضعية ستريح ميقاتي أيضاً، لأنها ستظهره حريصاً على التعهدات، لكنه غير قادر على الوفاء بها. ولن تكون هذه الوضعية سلبية في نظر فريق 14 آذار، لأنها تكون قد كشفت التحالف المصطنع داخل الغالبية الحالية، وأظهرت للمجتمع الدولي حقائق جديدة عن بعض القوى الداخلية، وأتاحت خلط الأوراق مجدداً في لبنان.

لكن المأزق خطر، سواء بتطيير الحكومة أو بقائها. فالمحكمة أُنشئت وفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. كما أن الفترة التي تفصل عن المنازلة الأصعب، بدءاً من مطلع السنة المقبلة، ستكون حافلة بالتطورات، في الملف السوري خصوصاً، الى حدود غير محسوبة.

 

وزير البيئة السابق محمّد رحّال لـ «الجمهورية»: ميقاتي إلى طريق مسدود وسيختار ماله حول العالم لا السلطة

مرلين وهبة/الجمهورية

إنتقد وزير البيئة السابق محمّد رحّال بشدّة الحكومة لإغفالها أيّ إشارة للاختراقات السوريّة المتكرّرة للسيادة اللبنانية، متوقّعا "ألّا يتّخذ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قراره ضدّ الشرعيّة الدوليّة خشية من أن يتّخذ أيّ إجراء شخصيّ في حقّه"، متوقّعا له "الوصول الى طريق مسدود".

وقال رحّال لـ"الجمهورية": "إنّ الاختراقات السوريّة للحدود اللبنانية ليست مقبولة"، متسائلا: "هل المطلوب أن يسقط 200 مواطن لبنانيّ لكي تتّخذ الدولة الإجراءات المطلوبة لوقف هذه التعدّيات؟". وشدّد على "أنّ الذي حصل على الحدود انتهاك لحرّيتنا وسيادتنا ولكرامات الناس". وأضاف: "كلّ المعلومات تشير الى دخول كتائب الأسد مع أجهزة المخابرات السوريّة إلى لبنان، كما وردتنا معلومات من الشمال وعكّار تفيد أنّ هذه الكتائب تدخل وتخرج من دون رقيب وحسيب، وكأنّها في أرض سوريّة. وما يؤلمنا أيضا هو عمليّات الخطف المتواصلة لمعارضين سوريّين لا يتمّ تناولهم في الإعلام، ولا تصرّح الدولة رسميّا عن اختفائهم. وسُجّل أيضا اختفاء بعض المواطنين لمجرّد تعبيرهم عن آرائهم السياسيّة المعارضة للنظام السوري. لذلك، عندما نرى هذا الإرهاب، ومع علمنا المسبق أنّ حزب الله وأجهزته الأمنيّة تنفّذ كلّ ما تريده من أعمال، نحمّل الدولة اللبنانيّة مسؤولية هذا التغاضي والتقصير عن القيام بمهمّاتها، إن في حماية السيادة اللبنانية، أو في حماية المواطنين".

ولفت رحّال الى أنّه "عندما تقول حكومة لبنان إنّ اختراق الحدود هو موضوع بسيط ولا داعيَ لتكبيره، نتساءل ويتساءل معنا اللبنانيّون: إذا كان اختراق السيادة ودخول جيش غريب إلى أرض الوطن وإطلاق نار على منازل مواطنين لبنانيّين آمنين هو موضوع بسيط، فما هوالموضوع الخطير إذاً؟ وهل ثمّة أخطر من انتهاك السيادة؟ أليست معظم الحروب سببها التعدّيات على الحدود؟ وبالتالي الدولة شريك في هذا الجرم، وهي لا تساعد النظام السوري على قمع شعبه فقط، بل على قمع الشّعب اللبناني أيضا".

وأضاف رحّال: "الغرابة أنّ العالم كلّه دانَ ما يحصل في سوريا، حتى الصين وروسيا اللتان وضعتا "فيتو" على فرض العقوبات على سوريا، طالبتا الأسد في المقابل بالكفّ عن استخدام العنف في التعامل مع الشعب السوري، لأنّهما لن تتمكّنا من تغطيته أكثر، لا بل ستضطرّان في نهاية المطاف إلى مجاراة الدول الأكثرية في مجلس الأمن المؤيّدة فرض العقوبات في حال استمرّ نظام الأسد في قمع شعبه بالقتل والتعذيب، وبالتالي كان في إمكان الدولة اللبنانيّة مجاراة الصين وروسيا في موقفهما العلني، ولا نريد أكثر، إذ نتفهّم أنّه ليس في مقدروها فعل أكثر من ذلك". وأشار الى "أنّ الحكومة تلهي أبناء الشعب اللبناني الآن بزيادة الأجور، فهذه مسرحيّة لإلهائهم لكي لا يتنبّهوا إلى التحدّيات السياديّة، وبالتالي هذه الحكومة متآمرة مع سوريا لأنّ الذي جاء بها أصلا هو النظام السوري. كما أنّ غالبيّة أجهزتها الأمنيّة تابعة للحزب الحاكم ما عدا اللواء ريفي ووسام الحسن اللذين لم يُترَك اتّهام إلّا وسيقَ ضدّهما".

وقال رحّال: "لقد وضع حزب الله يده على الدولة وأجهزتها، وهو يتحكّم بها وبكلّ تفاصيلها، والأحداث الأمنيّة التي تحصل في لبنان منذ سنوات حتّى اليوم تؤكّد هذه الحقيقة".

وعن ميقاتي، قال رحّال: "إنّ حزب الله استدعى الرئيس كرامي لكنّه عاد ونعاه، فغدا كرامي مذلولا في الصورة التي تلت نعيه، ثمّ عاد الحزب الحاكم ليستدعي ميقاتي، ولا ندري ماذا سيكون مصيره، إلّا أنّ الأخير سيحاول المحافظة على عاملين مهمّين: السلطة والمال، أي حماية إمارته الماليّة الخارجيّة".

وكشف رحّال "أنّ أموال الرئيس ميقاتي تموّل 5000 حزب حول العالم، إذ يملك هو وأخوه نحو 5.3 مليارات دولار حول العالم، وهذه الأموال ليست في لبنان وليست في فلسطين المحتلّة، فهي موزعّة بين أميركا وأوروبّا. وأدعو في هذا السياق الدولة اللبنانيّة وحزب الله الى التحرّي والتأكّد من هذا الموضوع". وتوقّع "أن لا يتّخذ ميقاتي قراره ضدّ الشرعيّة الدوليّة خشية من أن يتّخذ أيّ إجراء شخصيّ في حقّه، وبالتالي سيتضرّر اقتصاديّا، مع أنّه في سرّه يحبّ المحافظة على رئاسة الحكومة. فهذا هو الطمع المعروف في العالم كلّه، واسمه "السلطة والمال". وتساءل رحّال متسائلا "ما إذا كان في استطاعة الرئيس ميقاتي السير بين النقاط والمحافظة على الاثنين معا؟ وقال: "لا نعلم مدى قدرته على الاحتمال أو القتال، كما لا نعلم مدى قدرة حزب الله على تسليفه". وختم: "إنّ ميقاتي سيصل إلى طريق مسدود، وسيختار بين الاثنين، ولن يستطيع المحافظة على كلّ شيء، ولذلك سيختار ماله".

 

الحياة": "حقوق الإنسان" أمام اشتباك سياسي مصدره "اختفاء" العيسمي والأشقاء السوريين

لم يحدد حتى الساعة موعد اجتماع لجنة حقوق الإنسان النيابية، لاستكمال البحث في ظروف اختفاء نائب الرئيس السوري الأسبق والقيادي السابق في حزب البعث العربي الاشتراكي وأحد أبرز مؤسسيه شبلي العيسمي، من أمام منزل ابنته في عاليه في أيار الماضي، واختطاف الأشقاء السوريين الأربعة من آل جاسم في منطقة بعبدا، وعدم معرفة مصير الموظف في شركة طيران الشرق الأوسط جوزف صادر وهو في طريقه الى مقر عمله في مطار رفيق الحريري الدولي على رغم انقضاء أكثر من عامين على اختطافه.

وعلمت صحيفة "الحياة" من مصادر نيابية ان تحديد موعد اجتماع لجنة حقوق الإنسان، سيناقش اليوم بين النواب أعضاء اللجنة ورئيسها النائب ميشال موسى على هامش الجلسة المشتركة للجان النيابية المخصصة للبحث في مسألة حماية الثروات الاقتصادية للبنان في البحر، خصوصاً النفط والغاز.

وأكدت المصادر ان تردد موسى في الدعوة لاجتماع ثانٍ للجنة سيتسبب له بإحراج، باعتبار انه وصادر من أبناء بلدة مغدوشة (قضاء قرى صيدا والزهراني)، مشيرة في الوقت نفسه الى ان البديل سيكون في دعوة لجنة الأمن والدافع النيابية الى عقد اجتماع بطلب من رئيسها النائب سمير الجسر خصوصاً أن المواضيع التي كانت أثيرت في الاجتماع السابق للجنة حقوق الإنسان هي من اختصاص لجنة الدفاع.

وعزت المصادر نفسها السبب الى ان أعضاء لجنة حقوق الإنسان كانوا توافقوا على دعوة المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر للاستفسار منهما عن مجموعة من القضايا التي أثيرت في الاجتماع السابق من قبل النائب أكرم شهيب، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الركن أشرف ريفي، ورجاء شرف الدين ابنة العيسمي.

ورأت المصادر ان لا مانع من دعوة وزير الداخلية والبلديات مروان شربل لحضور الاجتماع، للتدقيق معه في قضايا أثيرت في الاجتماع السابق وتتصل بما تردد من أن ضابطاً في قوى الأمن الداخلي كان ضالعاً في اختطاف الأشقاء السوريين الأربعة من آل جاسم وقيام جهة ما بنقلهم الى بلدة وادي العشائر في البقاع الغربي الواقعة في المنطقة الحدودية اللبنانية - السورية ولم يعرف حتى الساعة مصيرهم.

وكشفت المصادر انه لا بد من التدقيق مع وزارة الداخلية في شأن ما أشيع من ان الضابط في قوى الأمن كان ملحقاً بحماية ومواكبة السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم العلي، وصدرت مذكرة تقضي بإحالته على المجلس التأديبي في قوى الأمن لكن المذكرة ما زالت مجمدة في أدراج وزارة الداخلية.

وأكدت بأن الضابط المذكور نقل بعد اختطاف الأشقاء السوريين الى معهد قوى الأمن ومن ثم الى المفتشية العامة فيها، وقالت انه خضع الى تحقيق وتم الاستماع الى عدد من الشهود في قوى الأمن، لكن ملف التحقيق أودع لدى القضاء العسكري من دون أن يصار الى التدقيق فيه، أو الى فتح تحقيق لجلاء الحقيقة في الاتهامات الموجهة الى الضابط المذكور في ضوء تبادل الاتهامات بين مدافع عنه ومطالب بتحميله المسؤولية.

اغراءات سورية

أما في شأن اختفاء العيسمي، قالت المصادر عينها ان ابنته رجاء كشفت للمرة الأولى أمام أعضاء اللجنة عن تفاصيل جديدة سبقت اختطافه وفيها انه تعرض أثناء وجوده في واشنطن وقبل انتقاله الى بيروت "لإغراءات" من قبل جهة سورية رسمية جاء في بعضها الطلب اليه بأن يصرف النظر عن نشر مذكراته وان يتخذ موقفاً من الأحداث الجارية في سورية لجهة دعم النظام "في وجه المؤامرة الخارجية التي يتعرض لها".

ونقل النواب عن رجاء شرف الدين قولها ان والدها انقطع منذ مدة عن القيام بأي نشاط سياسي وهو انصرف الى مطالعة الكتب وإعداد مذكراته تمهيداً لنشرها، وان كل ما كان يتمناه ان يدفن بعد مماته في مسقط رأسه في بلدة السويداء في سورية.

وفي هذا السياق تحدثت مصادر دولية في بيروت عن ان لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تدرس حالياً إيفاد بعثة لإجراء تحقيق حول اختطاف العيسمي واختفاء الأشقاء السوريين الأربعة، خصوصاً ان قوى في المعارضة بادرت الى مناشدة المجتمع الدولي التدخل لحماية الديموقراطية وحرية التعبير في لبنان. إضافة الى ان الظروف قد لا تكون مواتية للإسراع في حصر هذا الملف بلجنة حقوق الإنسان لما يترتب على انعقادها من إقحام للبلد في اشتباك سياسي جديد.

 

 المطران عوده ... " مجد بيروت أعطي له "

دافيد عيسى/جريدة البلد

قرأت منذ أيام في أحد المواقع الالكترونية ما كتبه أحد المنتحلين صفة " صحافي " عن متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده من كلام فاجأني وصدمني ليس فقط لما تضمنه من إساءات ومغالطات تُجافي الواقع والحقيقة ، وإنما لما تضمنه من استهداف لمقام ديني كبير ومرجع وطني بارز بأسلوب فيه الكثير من المغالطات والتحامل والابتذال .

إنه لمؤسف حقاً أن نرى هذا الانحدار المفزع في لغة بعض هؤلاء الموتورين وأن يتم تناول مقامات وقامات كبيرة بمثل هذا الاستسهال والاستخفاف من قبل بعض صغار النفوس والحاقدين ، وأن تضرب كل المبادىء والقيم عرض الحائط...

وهذا ما ذكرني بقول الشاعر المبدع صفي الدين الحلي :

إنّ الزرازيرَ لمّا قامَ قائمُها .... تَوهّمتْ أنّها صارَتْ شَواهينا .

لا يحتاج المطران الياس عوده إلى من يدافع عنه ولا يحتاج إلى شهادة من أحد ... أهل بيروت مسلمين ومسيحيين عايشوه عن قرب وعاشوا معه حلو الايام ومرها ، أحلاها وأحلكها ، وخبروا صفاته ومزاياه ، وعرفوه حق المعرفة وأدركوا عنده عمق الايمان وصلابة الموقف ، والعناد في الحق ، والوضوح في الرؤية ، لم يستكن سيدنا الياس يوماً ولم تثنيه ضغوط من هنا أو هنالك ولم يرضخ إلا لأملاءات ضميره ووجدانه . كلامه دائماً قاطع مثل حد السيف ، ولم يكن مرة رمادياً وملتبساً ولا مسايراً أومجاملاً ، وهذه كلها من صفات الكبار الكبار .

ولأنه كذلك ، فإن الناس كل الناس ينتظرون بلهفة خطبه في المناسبات ومواعظه وارشاداته في الاعياد وينصتون لها بإصغاء وتمعن ويتلقفون معانيها وإشاراتها العميقة التي تحاكي آلامهم وآمالهم وتحكي باسمهم ... عندما كانت معظم الطبقة السياسية في أيام الوصاية تتلطى وراء عبارات منمقة ، وتضع القفازات في اليد ، والاقنعة على الوجوه ، كان المطران الياس عوده من القلائل جداً في لبنان من الذين يمتشقون سيف الكلمة ويشهرون سلاح الحق والحقيقة ويسمون الاشياء بأسمائها حتى بات اسم سيدنا الياس عنواناً للموقف الجريء والصادق والمعبر عن إرادة الشعب وباتت مطرانية بيروت للروم الارثوذكس صرحاً وطنياً ومدماكاً أساسياً في بنيان الحرية والكرامة البيروتية واللبنانية...

مطرانية بيروت هي احدى قلاع بيروت الاساسية هكذا أرادها المتروبوليت الياس عوده ، مشرعة الابواب أمام الجميع . فهي مفتوحة للجميع ولكل القوى والافرقاء السياسيين وتقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية ، ولا يمكن ان تصنف في خانة أحد وأن تحسب يوماً لحساب فريق ضد آخر، أو أن تستدرج إلى زواريب السياسة المحلية والضيقة والفئوية . وهذا ما أثبتته التجارب والاستحقاقات البلدية والنيابية والحكومية حيث كان المطران عوده يناى بنفسه عن التجاذبات والمفاضلات ويترك للعبة الديمقراطية أن تأخذ مداها مهنئاً ومباركاً كل من يصل إلى موقع ما، وذلك انطلاقاً من اعتبار واحد بأن الجميع هم ابناؤه .

في ايام الحرب ، لعبت مطرانية بيروت  للروم الارثوذكس بقرار من راعيها دوراً اساسياً في صمود أهل الاشرفية والرميل والصيفي والمزرعة والمصيطبة وكل بيروت ، فثبتتهم في ارضهم وزرعت الأمل في نفوسهم وبثت الروح المعنوية العالية لديهم وحثتهم على الصبر والتحمل والصمود ... وفي ايام السلم ، أيام ما بعد الحرب ، لعبت المطرانية ايضاً وأيضاً دوراً حيوياً في مواكبة وتشجيع ودعم عملية اعادة الاعمار وفي استنهاض بيروت واعادة بعثها وإحيائها من تحت الركام والردم . ومثلما كان للمطران الياس عوده الإسهام المعنوي والعملي في اعادة إعمار بيروت ، كانت له ايضاً أياد بيضاء ومساهمات عديدة في مشاريع لها علاقة بالإنسان وحقوقه ومعاناته وطموحاته في كل المجالات الصحية والاجتماعية والتربوية وغيرها.

فعل المطران عوده كل ذلك بصمت وهدوء وتواضع ومحبة . ولكن كل مرة كان يرى خللاً وخطأ وتجاوزاً فاضحاً كان يستشيط غضباً ، وتلمع عيناه رفضاً وثورة على الواقع ورغبة في تغييره لما فيه مصلحة الوطن وخير الانسان . فقد أدرك المطران عوده ان الحرب انتهت ولكن الأزمات والمشاكل الوطنية باقية وتتطلب الكثير من الدراية والحكمة للحفاظ على العيش الواحد والوحدة الوطنية والأسس التي قام عليها لبنان المتميّز عن كل محيطه والمتفاعل مع محيطه في آن ... ولقد رأى سيدنا الياس بأم العين مظاهر المعاناة وفقدان العدالة الاجتماعية والاستهتار بكرامة الانسان وسعى بما أوتي من عزم وقوة على إضاءة شموع كثيرة في ليالي مظلمة وأيام ظالمة مرت على هذا الوطن الحبيب .

ولأن لبنان قائم على نظام طائفي وعلى أعراف وتقاليد طائفية باتت أقوى من النصوص الدستورية والقانونية ، ولأن النزعة الطائفية تقوى وتترسخ بدل ان تضعف وتزول ، وجد مطران بيروت للروم الارثوذكس نفسه مضطراً لخوض معركة الدفاع عن حقوق ابناء طائفته ومصالحهم ودورهم ، وحيث أن تغليب الروح والنزعة والمسؤولية الوطنية لا يجب ان تكون على حساب الطائفة وحقوقها وابنائها ، طالما النظام الطائفي مطبق ومعمول به حتى إشعار آخر ... ولسيدنا الياس كل الحق في إبداء استياء وتذمر وفي التعبير عما يخالج ابناء الطائفة من مشاعر بالغبن والإجحاف ، وعندما يكتشفون أن إدارات الدولة ومؤسساتها تكاد تكون خالية من مراكز ومواقع ارثوذكسية قيادية واساسية في حين ان طوائف أخرى اتقنت لعبة المحاصصة والتقاسم ووضعت المسيحيين عموماً والطائفة الارثوذكسية خصوصاً " على الهامش " وأمعنت في مصادرة حقوقها ومصالحها.

المطران الياس عوده لا يتورط في السياسة الداخلية وألاعيبها وزواريبها ، لأن همه الأول هو وجع الناس وآلامهم ، وملعبه هو الوطن ، وقضيته هي السيادة والحرية والاستقلال . وعندما يثير أوضاع الطائفة الارثوذكسية ويطالب بما هو حق لها وبضرورة اعطائها دورها الفاعل والمؤثر في المعادلة وباستعادة حضورها على الخريطة السياسية والادارية، فإنه يفعل ذلك من خلفية وطنية خالصة من اجل تدعيم الوحدة وتحصين الاوضاع العامة وإكسابها مناعة وسد الثغرات الداخلية التي منها تنفذ العواصف والمؤامرات الخارجية .

وبعد كل ذلك أليس من السخافة والسذاجة ان يعتبر أحد الموتورين ان المطران عوده خصم لفريق وداعم لفريق آخر، وأن يصوره منهمكاً في محاربة سياسي من هنا ومسايرة سياسي من هناك أو التضييق على لقاء من هنا أو دعم لقاء من هناك. فيا أيها المتحامل زوراً وبهتاناً على " حبيب الناس والشعب " المطران عوده ، لك نقول وبصوت عال هداك الله أنت...

فالمطلوب هو قليل من الحياء وكثير من الانصاف تجاه هذا الرجل الوطني الكبير الذي أحب وطنه حتى العظم وأحبه ناس هذا الوطن من صميم قلبهم فأستحق عن جدارة ان يقال له " مجد بيروت أعطي له " .

وفي النهاية نقول لك يا سيدنا الياس : لبنان في حاجة إلى امثالك وبيروت بكل طوائفها بحاجة اليك، نرجو من الله عز وجل ان يطيل بعمرك مرددين مع المرنم : لسنين عديدة ومديدة وطويلة يا سيد .

 

نصرالله لبري: لن نسلّم السلاح أو نستسلم مهما كلف الأمر  

موقع 14 آ1ار/هو زمن النار الهادر كشلال، وعلى حبال النار كان علينا أن نتسلق سياسياً في أكثر عمليات التفاوض خطورة ودقة. لفظنا البنود جمراً وعدلنا المفردات بأقلام من رماح وكلما اقتربنا من النهايات المكتوبة، كان الخاطر يتأهب ويسترجع دمعاً نام بعدما أدماه الحزن أو مجزرة ً وقعت ضد بياض. ومتى ضربنا شريط الذكرى، نصبح بلا قلب، نتحدر من شجر شرس، نغمض عيوننا على أحلام من رحلوا ولا نرتضي بالقليل الدولي حتى لا نزعج موتانا في نومهم الابدي.

نعترف أنهم تربصوا بنا وأنهم عرقلوا التفاوض وجمدوا حراكاً أممياً وعربيا كان قد بدأ يُترجم على صيغة قرار. نقر بكامل قوانا العقلية أن للموت علينا حقاً.. وان شهداءنا سيّرونا وأداروا معركتنا الدبلوماسية فوقعنا في أسرهم لا نلوى على استسلام، ومن علامات أيام الغضب أن «الأمينين» على الجبهة، عسكرياً وسياسياً، كانا على استعداد في لحظة قرار دولي جائر أن يعودا الى أول نقطة على السطر «ولتستمر الحرب ولن نقبل بقرار دولي يلبي شروط إسرائيل» بحسب المراسلات مع السيد حسن نصر الله.

لمع الغضب ذاته في عيون الرئيس نبيه بري الذي أصبح مسكوناً بالرفض تتلبسه جان الحروف، يدسها بين العبارات القاتلة لوجودنا ويحذفها متى كانت لزوم ما يلزم أميركياً وإسرائلياً لأنه «لا يعقل أن نبحث عن المقاومة لنعاقبها بدل أن نمجدها» كما يقول بري معترضاً على المنطقة منزوعة السلاح.

لم تكن أيام القرار 1701 مسجلة على روزنامة آب من العام 2006 بوصفها اياما وحسب، ليس فيها ليل ونهار كبقية نهارات السنة، بل كانت كل ساعة منها توازي ما بين أسبوع الى قرن من الزمن. تمر ببطء سريع وتستثمر إسرائيل آخر دقائقها حتى آخر غارة قد تعود بريعها الى مكسب سياسي في مجلس الامن يعوضها الفشل في الميدان. وكان الميدان بدوره يسجل انحيازه الى رجال من عند الله أجروا مسحاً للبر وحاصروا عدوهم من وراء غصن شجرة زيتون وورقة صفصاف ومنعوه من شعب عيتا ومن سوق الخميس في بنت جبيل ومن التمخطر عند صف الهوا أو الارتواء بعين عيناثا عشيةً.. ومهما توغلوا في مارون فإنهم سقطوا عند الرأس.

وبجنون القصف والغارات وانتشار الموت من الجنوب الى أقصى الشمال، سيطلع فجر القرار الدولي الرقم 1701 ومن غاب عن الوطن في أشد محنته، حضر على جناح فرنسي طائر ليوافق من دون تعديل وذلك على قاعدة «اللهم لا اعتراض على ما صاغه الاميركيون».

هو اليوم نفسه الجمعة 11/8/2006 الذي حمل أوسع المشاورات وأدقها وأصعبها مع المندوب الأميركي ديفيد ولش من جهة، ومع الجانب اللبناني من جهة أخرى والذي كان يعيش مناخاً أميركياً أراد أن يضيف خيارات وحدوداً يحفظ فيها مصالح إسرائيل ويعوضها عن خسائرها الميدانية القاسية.

وهو اليوم نفسه الذي أصبحت دقائقه محسوبة بميزان الدم، حيث السباق بين صياغة مشاريع القرارات وتفاصيل الكلمات، وبين عمليات التدمير المستمر والشامل الذي جمع بين عشرات الأبنية المدمرة في الضاحية الجنوبية والمجازر الجديدة التي أضيفت إلى سابقاتها، امتداداً من عكار إلى قافلة مرجعيون التي اصطادتها الطائرات الإسرائيلية في كفريا في البقاع الغربي، بعدما رُتب خروجها على أعلى المستويات المحلية والدولية، لكنها لم تنفع في كبح روح الانتقام المتحكمة بقادة العدو، وهي القافلة نفسها التي ضمت 35 عسكرياً أُعطوا الأوامر السياسية بتسليم سلاحهم بالأمس في ثكنة مرجعيون، بعكس صور شباب يسطرون أروع البطولات في بنت جبيل، لم ينتظروا إذناً من وزراء الزمن الغابر، وكانوا يضيفون خلال هذا اليوم إنجازاً ميدانياً تجاوز تدمير مزيد من دبابات الـ«ميركافا» عند مثلث طيرحرفا في القطاع الغربي، إلى مثيلتيها في بيت ياحون وعيتا الشعب في القطاع الأوسط، لتتوّج بتدمير قطعة بحرية من نوع «سـوبر ديفوار» مقابل شاطئ المنصوري جنوب مدينة صور.

كل هذا الجنون الحربي الإسرائيلي، كان يعكس اضطراباً في الموقف الداخلي مع الإحساس بساعة القرار في مجلس الأمن، حيث تقاطعت مصالح أكثر من طرف ودخلت الحسابات الحزبية على خط القرارات المرتكبة أصلاً والتي أوصلت إلى قرار متأخر بتوسيع العملية البرية في محاولة للضغط، في اللحظة التي بدا فيها أن الجو الدولي لم يعد يستطيع أن يستمر في تغطية الحرب بعد النتائج المخيبة وعدم القدرة على تحقيق أي اختراق ميداني وسياسي.

عندما خرج ديفيد ولش من عين التينة يحمل آخر الأفكار ليراجع بها الإسرائيلي كما قال، كان الرئيس نبيه بري يبادر إلى تحصين اقتراحاته بالاتصال بالرئيس فؤاد السنيورة ووضعه في آخر الأجواء، ثم أرسل ليضع الجانب الإيراني في صورة التطورات مع الفرنسيين والأميركيين لأنه كان على تواصل مع ما يجري في مجلس الأمن خصوصاً مع الجانبين الروسي والصيني.

ولش يسمع الملاحظات من بري والحريري لا يريد أن يسمع

وضعنا الحاج حسين الخليل في تفاصيل ما جرى مع ديفيد ولش وسجل الصياغة الأخيرة التي تقدم بها الرئيس بري مع الملاحظات، ونقل من جانبه عن السيد حسن نصرالله بعض التفاصيل المتعلقة بأسلوب التعاطي مع المرحلة الفاصلة بين وقف النار والخطوات الإجرائية اللاحقة.

عند المساء، كان اتفاق على لقاء بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري الذي عاد بعد الظهر إلى لبنان للمرة الأولى منذ بداية الحرب في 12 تموز، على متن طوافة عسكرية فرنسية والتقى الرئيس السنيورة في السرايا، ليصل الى عين التينة، عند الساعة 6,45 دقيقة، وبعد جلسة لمدة ساعة، كانت الخلاصة أن الحريري أتى ليؤكد ضرورة الموافقة على القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن ومن دون اعتراض، مبيناً بعض المعطيات التي كوّنها من اتصالاته الخارجية، ولم يكن مستعداً لسماع الملاحظات التي أبديناها لديفيد ولش معتبراً أنها غير مهمة لكي يسجل من أجلها تحفظاً، وكان حريصاً على أن يكون في صورة المشهد عند الوصول إلى حل.

بعدها التقى الرئيس بري الرئيس سليم الحص، مؤكداً أهمية ما حصل حتى الآن وضرورة الانتباه إلى التفاصيل عند اتخاذ موقف من القرار المفترض.

ناداني الرئيس بري بعدما وصله مشروع القرار الدولي بصيغته النهائية وطلب أن نكلف من يستطيع الترجمة الحرفية والدقيقة للانتباه إلى التعابير واستخداماتها، وكان مستعجلاً لأن الوقت بدأ يغلبنا قبل بدء الاجتماعات في مجلس الأمن.

وصل د. محمد شطح موفداً من الرئيس السنيورة، في وقت كان الرئيس بري قد بدأ بتسجيل ملاحظاته على الفقرات والبنود الواردة، وطلب مني دعوة الحاج حسين الخليل الذي انضم لاحقاً إلى الاجتماع.

بدأ د. شطح محاولا تجاوز الملاحظات التي يبديها الرئيس بري، متشاطراً في تبسيط خلفياتها على الرغم مما تحمله من التباسات كانت تلتقي مع خلفية ما يفكر فيه، خصوصاً ما يتعلق باستعمال مصطلحات تفسَّر لصالح نزع السلاح في منطقة جنوب الليطاني واستخدام كلمة القوة الدولية بدل قوات الطوارئ أو «اليونيفيل» والبند المتعلق بمهامها، حيث كان موقف شطح متجاوزاً حتى نص القرار لجهة المهام الموكلة للقوة، كما كانت هناك ملاحظة حول فتح المطار وفك الحصار من قبلنا، كما التحفظ على النص المتعلق بموضوع الأسرى.

في هذه الأثناء، كان النائب الحريري يتصل لأكثر من مرة دافعاً باتجاه عدم تسجيل ملاحظات «والسير بالمشروع كما هو حتى لا يتعرقل صدوره» وفق رأيه، كما اتصل الرئيس السنيورة بوجود شطح وتحدث في الاتجاه نفسه، وسأله الرئيس بري عن الموقف الإسرائيلي ولماذا علينا أن نعطي موقفاً قبله.

وفي نهاية الجلسة مع د. محمد شطح، سجل الرئيس بري مجموعة من الملاحظات أرسلت إلى الرئيس السنيورة، وهي على الشكل التالي:

1- التزام وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس بأن تقول في خطابها (في مجلس الأمن) حول مبررات التصويت إنه خلال الفترة بين وقف العمليات العدائية والانسحاب الكامل الإسرائيلي حتى الخط الأزرق ستعالج الأمور وفقاً لقواعد تفاهم نيسان 1996.

2- رفض op8 – الفقرة 2 حول منطقة خالية من السلاح والمسلحين.

3- تحفظ op11 الفقرة التي تدخل «اليونيفيل» في معالجة المسائل المتعلقة بالفقرة التي سبقت op8

٤- تحفظ op12 منعاً لأي التباس، شطب تعبير قوة دولية والتأكيد على قوات «اليونيفيل».

5- عدم إعطاء موقف نهائي من القرار قبل أن يوافق الإسرائيلي.

6- عدم اتخاذ أي موقف علني مع أو ضد أو تحفظ إلا بالتفاهم فيما بيننا.

نصرالله: لن أسلم سلاحي مهما كلف الأمر

عند الساعة 10,15 جرى اتصال من الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري الموجود في مجلس الأمن وطلب أن يزود بملاحظاتنا على المشروع، وسأل عن تعهد رايس.

شدد الرئيس بري على ملاحظة مهمة ولا يمكن تجاوزها حول تغيير عبارة «خالية من السلاح» إلى «خالية من أي سلاح ظاهر».

الشيخ حمد: يمكن أن نورد هذا في الخطاب.

بري: هذه خطيرة ولا نقبلها بأي شكل وتحتاج إلى تصحيح، وإذا أخذوها فليكن غصباً عنا ولا يمكن أن نوافق.

وشد بري من عزيمة وزير خارجية قطر وقال له «أنك الوحيد اليوم من الوفد العربي الذي نستطيع أن نتحدث معه»، وأشار إليه بأمور عدة أخرى يتحفظ عليها وهي:

1- وضع المسؤولية في مقدمة القرار (التمهيد) على لبنان وهذا مخالف للحقيقة ويحرمنا من المطالبة بالتعويض.

2- عدم الإشارة إلى المجازر ضد الحجر والبشر.

3- التمييز بين الأسيرين الإسرائيليين والأسرى اللبنانيين.

بعدما خرجنا لفترة قصيرة، اتصل الحاج حسين الخليل طالباً العودة إلى عين التينة، صعدنا إلى الرئيس بري في غرفته الخاصة في المنزل، كان الحاج حسين منفعلاً، وقال للرئيس أن السيد حسن اطلع على النص المقترح وفق التفصيل الذي نقلته له، ويقول إنه مع الملاحظات التي سجلتها لا سيما في ما يتعلق بالسلاح، وإلا فإنه لن يسلّم أو يستسلم ولتستمر الحرب ولن نقبل بقرار يلبي شروط إسرائيل وإنه يصرّ معك على تعديل الفقرة ومعها النص الملتبس حول دور «اليونيفيل».

بري لحسين الخليل: معه حق (السيد) في ما يتعلق بالسلاح، برغم أن الشيخ حمد بن جاسم أكد أنه سيقول إن الأمر يعود للبنان، ولكني أصريت على أن ترد العبارة وأن تُستبدل بتعبير «خالية من أي مظاهر مسلحة».

أضاف بري: لنعد إلى النقاط الأخرى، القوة الدولية ستعدل وسيصدر كلام واضح عن الأمين العام بأنها اليونيفيل، وأن لا علاقة لها بالسلاح والمسلحين، وهذا أمر يخص الجيش اللبناني. أما بخصوص الأسيرين (الاسرائيليين)، يقول الرئيس السنيورة إن مضمون القرار يتعلق بواجبات الحكومة اللبنانية ولا علاقة للحزب بالأمر.

اتصل الرئيس بري بالرئيس السنيورة وأبلغه من جديد الاقتراح المتعلق بالسلاح والمظاهر المسلحة، وكان رده أن هذه القصص هي بيننا وبينكم ونحن من سيعطي التعليمات حول ماذا سيحصل لاحقاً.

سأل الحاج حسين: هل يحتاج الأمر إلى قرار في مجلس الوزراء؟. في كل الأحوال موقفنا أن أي قرار من هذا النوع هو مشروع حرب ومواجهة مع الجيش اللبناني ونحن لا نريدها، ولكن لن أسلم سلاحي مهما كلف الأمر، يقول السيد حسن نصرالله.

في كل الأحوال ـ أضاف الحاج حسين الخليل ـ فإن خلاصة الموقف بحسب رأيه (السيد) هي:

- إذا صدر القرار مع التعديلات وبقيت المقدمة السياسية وفيها ظلم فإن موقفي أنه قرار ظالم في جانب منه لأنه يحملنا مسؤولية الحرب ويتجاهل مسؤولية إسرائيل ولا يدينها عن الاغتيالات والمجازر، وهو قرار جائر في بعض مواده ونحن نعترض عليه لكننا سنتعاطى معه بإيجابية.

- أما إذا لم يؤخذ بالتعديلات: نقول هذا القرار الذي صدر لا يعني لنا شيئاً كمقاومة وفي جوانب منه ظالم وجائر وسوف أتعاطى معه بواقعية ومسؤولية وطنية.

بري: انهم يعاقبون المقاومة

بدل تمجيدها

كنا نشاهد عبر الفضائيات، وقائع انعقاد جلسة مجلس الأمن، ولأكثر من مرة كنا نرى الشيخ حمد بن جاسم وهو يحمل هاتفه ليتصل بالرئيس بري الذي كان ينقل ملاحظاته ونرى كيفية متابعتها مباشرة إلى أن وصلنا إلى الصيغة التي صدر بها القرار الدولي الرقم 1701، ومعه الكلام الذي أدلت به كوندوليسا رايس حول تفاهم نيسان كما جرى الاتفاق، وللمرة الأولى، ذُكرت مزارع شبعا لكن من دون صياغة واضحة تُلزم إسرائيل بإجراءات ما، تماماً كما الالتباس في مسألة توقيت وقف النار عند الساعة الثالثة من فجر يوم السبت في 12/8/2006.

غير أن البند الذي اعترضنا عليه والمتعلق بالمنطقة المنزوعة من السلاح والمسلحين بقي كما كان في مشروع القرار الأميركي، ولم يعترض مندوب لبنان عليه كما كنا قد أرسلنا مع د. محمد شطح للرئيس السنيورة، وهذا ما أغضب الرئيس بري كثيراً وقال لا يعقل أن نبحث عن المقاومة لنعاقبها بدل أن نمجدها لأنها انتصرت على إسرائيل.

انتهى اليوم الطويل في فجر اليوم الطالع ليعود كل منا إلى مكانه يحمل الكثير من الهواجس ويفتش في الوقت نفسه عن الصيغة التي سنتعاطى فيها مع طلوع النهار.

كان صباح السبت 12/8/2006 مختلفاً عن سابقاته من الصباحات، حيث بدأت تُرسم ملامح صورة جديدة للبنان بعد الصمود البطولي والإنجازات التي تحققت على الأرض، في وقت فرض القرار الدولي نفسه على الحركة السياسية وعلى الناس العاديين الذين انتظروا الموقف الرسمي وموقف قوى المقاومة.

ساد الحذر من خطورة الوقت الضائع ومن أن يزيد الإسرائيلي من حفلة الموت والانتقام التي بدأها ومحاولة تحقيق انتصار ربما يحتاجه الجيش والحكومة معاً، ولكنه دفع أكبر ثمن من الخسائر البشرية في كل أيام الحرب إذ سقط له أكثر من خمسة وعشرين ضابطاً وجندياً وأكثر من عشرين دبابة تحول معها وادي الحجير إلى مقبرة للإسرائيليين، واتسعت المواجهات العنيفة على كل المحاور ولم يستطع معها العدوان تحقيق أي اختراق أو إنجاز يعزز وضعه قبل إعلان وقف إطلاق النار سوى أنه هدم المزيد من المراكز والبيوت في غارات متكررة توسعت لتغطي كل المناطق وصولاً إلى أقصى الشمال في عكار والمناطق عند الحدود السورية.

وبقدر ما كان اليوم صعباً على المستوى الميداني، إلا أنه عزز الروح المعنوية وظهّر صورة النصر التي ستُحفر طويلاً في ذاكرة اللبنانيين والعرب كما في الكيان الإسرائيلي الذي بدت عليه ملامح اختلال بنيوي مع سقوط أسطورة الجيش الأقوى وهذا الضياع على المستوى السياسي بمختلف مستوياته.

 

جنبلاط في حارة حريك يخشى أن يتحول حزب الله الى شريك كامل في الخسائر الاقليمية 

ابراهيم جبيلي

ويحذر بأن الفيتو الروسي ــ الصيني لن يدوم.. فالمطلوب الإصلاح ثم الاصلاح ثم الاصلاح

وأوساطه تطمئن : كما منع الأذى عن الحريرية السياسية سيقف مع المقاومة مستقبلاً

لا تسألوه ماذا يفعل، ولا ماذا سيقول، ولا إلى أين ينتقل، فالنائب وليد جنبلاط ـ شاء من شاء ـ يمشي ويمشي تماما كالرجل في الاعلان الترويجي لمشروب روحي، وهو لن يتوقف إلا اذا لاح الضوء امامه، فالرجل قرر أن ينقذ دروزه من الضلال أو الفناء، وهو قادر مثلاً على الإجتماع المطول مع السيّد حسن نصرالله، وأن يمالحه «بالصفيحة البعلبكية»، وينتقل بعدها الى «المنار» تلفزيون حزب الله، ففي اللقاء الأول استسلم وسلّم بالعشرة، معلناً تضامنه ودعمه للمقاومة وللحزب وللسلاح، أما في اللقاء الثاني المرئي، دافع عن الربيع والحراك والإنتفاضة، دون أن يخشى لومة لائم، ولم ترعبه البدائل عن الأنظمة الرابضة على الرقاب لسنوات وسنوات. علماً أن جنبلاط لم يخف الرغبات والأمنيات، بأن يتزاوج الاصلاح مع النظام على ان يسودهما القناعات، وهو مدرك بأن تساكن الاثنان سوف يرتد سلاماً وبرداً على الجميع، فيرتاح هو وترتاح الأقليات المنتشرة في هذا الشرق.

فوسط الحيرة التي غرق فيها المقربون من حزب الله وذهولهم للوقوع في الخديعة مجدداً، تعيش الأوساط الاشتراكية حالة مطمئنة، لأن ما قاله الزعيم الإشتراكي على مرئية حزب الله، وما كتبه رئيس الحزب التقدمي في صحيفته هو من ثمار اللقاءات التي عقدها الأركان في الاشتراكي والأعوان في الحزب وتوّجت بلقاء مسائي استمر لساعتين ونصف الساعة بين الزعيمين، وان جنبلاط أبلغ من يهمهم الأمر بأنه مع المقاومة مهما اشتدت الصعاب السورية وان هذا التأييد أصبح راسخاً لن تغيّره التطورات الاقليمية ولا أي انقلاب في الموازين المحلية، فهو كما كان، وبقي وفياً لحليفه وصديقه الرئيس سعد الحريري، رغم ابعاده القسري عن السراي الحكومي وعن لبنان، فانه أي جنبلاط دعم حليفه الحريري في الملفات الاساسية ذات الصلة بالمحكمة الدولية وأهمها التمويل، وهو أيضاً وقف في وجه المحاولات التي تنال وتتطاول على الحريرية السياسية في التعيينات أم في الاقالات الكيدية، والتيار الوطني الحر المشبوه الأول يعرف تماماً فعالية الحزب الاشتراكي ووزرائه في منعه لتحقيق غايته الالغائية.

والحماسة ذاتها سوف يبديها وليد بك، تضيف الأوساط الاشتراكية تجاه الحزب وتجاه اي محاولة خبيثة للنيل من مقاومته او من سلاح الحزب.

وتكرر الأوساط المقولة بأن جنبلاط، مهما حاولوا كتابة المقالات المسيئة عنه والموزعة في صحفهم، سيبقى وفياً للعلاقة الجيدة مع حزب الله، وان المناوشات على خطوط التماس السكاني بين الشيعة والدروز في بعض البلدات ذات الحدود المشتركة، لن تغيّر في العلاقة العميقة بين الإشتراكي والحزب، وان الملفات غير المتطابقة مع الحزب حول الحراك الشعبي في المنطقة وتحديداً في سوريا لن تغيّر شيئاً في الود المشترك، وفي المقابل يحاول جنبلاط مخلصاً أن يجنّب حزب الله أية تطورات سلبية سوف يلحقه النظام السوري به، وحسابات جنبلاط دقيقة في هذا المجال: على حزب الله ألا يدفع الثمن الباهظ وبالتالي عليه ألا يضع بيضه بالكامل في السلال السورية، لأن قناعة جنبلاط وخشيته أن يتحول الحزب إلى شريكاً كاملاً في الخسائر المرتقبة.

الغاية والهدف لدى جنبلاط، حسب الأوساط، هو في تأمين الموازين العادلة للقوى السياسية المحلية، فالقناعة الراسخة لديه هي بضرورة تأمين هذه المساواة حتى تستقيم الأحوال في لبنان، وجنبلاط يعتبر أن البلد «مش ماشي» لأن أهل السنة خارج السلطة الآن، وفي الغد أيضاً لن يمشي إذا قيض للمعارضة أن تزيح الشيعة من السلطة الحاكمة، كما حصل سابقاً في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

ولأن الكلام الذي سمعه وليد جنبلاط في المحافل الدولية كبير وخطير، قرر أن «يستأنس» مع القوى الفاعلة حول مضمونه وسبل تجنب تداعياته، من أجل ذلك قرر أن لا يعلن المواقف في الشويفات كما كان مقرراً في احتفالات قسم اليمين للمنتسبين الجدد، وانصرف الى تدوير الزوايا، مستعيناً بكل الحجج والمنطق التي يمتلكهما عن الديموقراطية والمجتمع المدني والربيع العربي، ومبشراً بأن الخلاص يبدأ بالخلاص من الأنظمة التي دامت وتدوم بعيداً عن أي قيد إنتخابي ومن دون أي استفتاء جدّي وصادق، ولطالما إستعان جنبلاط لإقناع محاوريه بيد الشمال تمسّد أذنه اليمين، مع رجفة دائمة للأرجل لشدة الحماسة والنرفزة، خصوصاً عندما قرر أن يقنع حزب الله بأن الغطاء السميك للمقاومة يؤمنه الداخل اللبناني، مهما تكن نتائج الانتفاضات السورية، شرط أن تنفصل المسارات منذ الآن، وهذا أمر بات ملحاً وسريعاً، لأن الرهانات الأخرى ستصبح مدمرة، لن يستطيع اللبنانيون بحساسيتهم المذهبية ان تنتقل الخسائر الى الشريك الشيعي في لبنان.

إذاً هل يزال الزعيم الدرزي متشائماً؟ نعم، تجيب الأوساط الاشتراكية، وعلى المشككين والمتوهمين بالإنتصار، عليهم مراجعة المحاضر لاجتماعاته الفرنسية والقطرية والروسية، عندها سوف يتسرب الرعب الى قلوب هؤلاء، جماعة «أحمد سعيد» المنتصرة أبد الآبدين، وتطلق الأوساط عينة من التعابير الواردة في المحاضر، وفيها أن المجتمع الدولي لن يتهاون وهو صارم وحازم في المسألة السورية، وقد أصدر أحكامه المبرمة، ورسم النتائج وما بعدها، كما أن النائب جنبلاط تبلّغ في جولاته وأبلغ من يعنيهم الأمر في سوريا، بأن التوقيت هو الوحيد الباقي أمام النظام، وما زاد في تشاؤم جنبلاط وسوداويته، هو أن روسيا صديقة سوريا أبلغت عبر مبعوثها الرئاسي مارغاروف، الذي زار سوريا ولبنان، وجال على الرؤساء الثلاثة وتعشى في الكليمنصو، أبلغ الجميع ان الاصلاح هو الخرطوشة الوحيدة الباقية للخلاص، وان باقي الاسلحة مع الحلول العسكرية، لن تزيد من عمر النظام يوماً واحداً، والخطير في كلام المبعوث الروسي ـ حسب الأوساط الاشتراكية ـ هو أن الفيتو الروسي ـ الصيني المشترك لا يعني أبداً أن ينام اصدقاءنا السوريين مطمئنين إليه، فهو لن يدوم إذا لم يبادروا الى الاصلاح، ثم الاصلاح، ثم الاصلاح. 

المصدر : الديار

 

الإقامة السوريّة!

نصير الاسعد/الجمهورية

في الاجتماع الأخير للجنة حقوق الإنسان النيابيّة، فجّر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي قنبلة مدوّية. أخبر المجتمعين ومن بينهم نوّاب من "حزب الله" أنّ السياسيّ السوريّ "المتقاعد" شبلي العيسمي وثلاثة سوريّين آخرين فارّين إلى لبنان ولاجئين فيه، قد خُطفوا إلى داخل سوريّا بواسطة سيّارات للسفارة السوريّة في بيروت. كذلك، وفي حضور زوجة اللبناني المخطوف جوزيف صادر، وضع ريفي أمام الاجتماع المعلومات التي تفيد أنّ صادر مخطوف لدى "حزب الله"!

قال اللواء الشجاع كلمته ومشى. لكن ماذا بعد؟

مصادر عليمة ذكرت أنّ مرجعاً لبنانيّاً كبيراً أجرى بالاستناد إلى معلومات ريفي، ربّما قبل كشفها وربّما بعدَه، اتّصالاً بالقيادة السوريّة على مستوى عالٍ. وقد أكّد المتحدّث السوريّ الكبير للمتّصل اللبناني الكبير، أنّه لا يعرف شيئاً عن أبناء بلده المخطوفين عنده بل أنكر وجودهم في سوريّا أصلاً!

ويقول المرجع اللبناني إنّه صُدم، لأنّه يعرف أنّ المرجع السوريّ يعرف... وسأل من كان يستمعُ إليه: لم يكن لديّ ما أجيب، فبماذا أجيبه في هذه الحالة؟

هذه الرواية الحقيقيّة لخبر حقيقي، تكشف واقعاً أليماً ليس فقط عن العلاقات اللبنانيّة ــ السوريّة حتّى بينَ حكمَين حليفين في البلدين، ولا عن "فضيلة" عدم الصدق عند "المتحدّث السوريّ"، بل تكشفُ واقعاً أليماً في المجال الأمنيّ اللبنانيّ المستباح، بحيث صار لبنان ودفعةً واحدة في أسبوع، بلداً مصنّفاً أخطر بلد أمنيّاً في الفترة الحاليّة من جانب كبريات الدول الصديقة.

من هنا، فإنّ المسألة مع سوريّا ــ مع النظام السوريّ ــ ليست مسألة خروق سوريّة للحدود اللبنانيّة شمالاً وشرقاً. إنّها مسألة "إقامة أمنيّة" مديدة داخل لبنان بدرجة سفارة.

الخروق قد توحي أنّ الأمر عابر، أو أنّها حوادث وانتهت. أمّا الخروق العسكريّة والعمليّات الأمنيّة معاً فتعني أنّ لبنان يخضع من جديد لسلطة عسكريّة ــ أمنيّة سوريّة، كما يخضع لتهديدات خطيرة في المقبل من الأيّام.

أمّا "المسكين" جوزيف صادر، فهل لـ"حزب الله" عين، هل ما زال لا يستحي من إخفاء مواطن لبنانيّ متّهم زوراً بـ"التعامل مع العدوّ"، في وقتٍ تنخر العمالة لإسرائيل صفوفه من أعلى الهرم إلى أدناه؟!

في الأيّام القليلة الماضية، تحدّثت مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن نيّته في حال "عدم تمرير" تمويل المحكمة الدوليّة أن يستقيل لأنّه تعهّد بالأمر والتزم بتنفيذه.

السؤال المطروح: بصرف النظر عن تلك النيّة الميقاتيّة وعمّا إذا كان في وسعه الاستقالة تحت عنوان "تمرير التمويل" في الظرف السوريّ ــ الإيراني الراهن، أليس من الأجدى للحكم أن "يمتعض" ــ مجرّد امتعاض ــ من أداء النظام السوريّ في لبنان، وفي الحدّ الأدنى أن يفرض إعادة السفير إلى "السلك الديبلوماسيّ؟

أليس مطلوباً أن يُذكّر بأنّ سفير لبنان في دمشق لا يُسمح له بانتقاد الأجهزة الأمنية هناك حتّى في أدائها القاتل؟ ثمّ... ألا يُشكّل كلّ ذلك مادّةً لحراك 14 آذاريّ طال انتظاره؟