المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 13 تشرين الأول/11

البشارة كما دوّنها متى الفصل 08/05-13/شفاء خادم الضابط

ودخل يسوع كفرناحوم، فجاءه ضابط رومانـي وتوسل إليه بقوله: يا سيد، خادمي طريح الفراش في البيت يتوجع كثيرا ولا يقدر أن يتحرك فقال له يسوع: أنا ذاهب لأشفـيه فأجاب الضابط: أنا لا أستحق، يا سيدي، أن تدخل تحت سقف بيتي. ولكن يكفي أن تقول كلمة فيشفى خادمي. فأنا مرؤوس ولي جنود تحت أمري، أقول لهذا: إذهب! فيذهب، وللآخر: تعال! فيجيء، ولخادمي: إعمل هذا، فيعمل. فتعجب يسوع من كلامه وقال للذين يتبعونه: الحق أقول لكم: ما وجدت مثل هذا الإيمان عند أحد في إسرائيل. أقول لكم: كثيرون من الناس سيجيئون من المشرق والمغرب ويجلسون إلى المائدة مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السماوات. وأما من كان لهم الملكوت، فيطرحون خارجا في الظلمة، وهناك البكاء وصريف الأسنان. وقال يسوع للضابط: إذهب، وليكن لك على قدر إيمانك. فشفـي الخادم في تلك الساعة.

 

عناوين النشرة

*ذكرى 13 تشرين: قائد ساقط وبطريرك وقع في التجربة/بقلم/الياس بجاني

*13 تشرين، هل تذكرون؟/المحامي لوسيان عون (عضو الهيئة التاسيسية  في التيار الوطني الحر)

*البابا دعا إلى التصدي لمحاولات تخريب التعايش السلمي في مصر

*إتهام إيرانيين بـ"التآمر" لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة 

*واشنطن تحذر رعاياها من مخاطر هجمات إرهابية بعد إحباط "المؤامرة الإيرانية" 

*العربية": أحمدي نجاد هو العقل المدبر لمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن

*طهران: الاتهامات الأميركية بمحاولة اغتيال السفير السعودي مؤامرة شيطانية 

*رئيس بلدية عرسال: طلبنا من الدولة حمايتنا فلم تأت..وابن الشيخ يزبك باع سلاحاً لسوريين

*إستنكرت العنف في مصر/"14 آذار": موقف ريفي من إختطاف السوريين شجاع.. وصمت سليمان وميقاتي عن الخرق السوري مستنكر

*وزراء من عهدي لحود والهراوي يطلقون تجمعا في مواجهة لقاء "سيدة الجبل"

*الراعي وصل الى هيوستن وترأس قداسا ونجاد فارس اولم له: لبنان يحمل رسالة كبيرة في هذا العالم وهو نموذج للشرق والغرب

*الراعي: الأسرة الدولية مسؤولة عن سلاح حزب الله و"القضية ليست لبنانية فقط"

*سوريا.. المفتي والراعي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*بعد تهديد أوروبا وأميركا بما يشبه 11 أيلول حسون وجه جديد من وجوه "القاعدة"/المستقبل/أحمد الأيوبي/رئيس "هيئة السكينة الإسلامية" في لبنان

*الأقباط والحقوق/عبدالله إسكندر/الحياة

*"سكايز" و"إعلاميون ضد العنف" يستنكران تهديد حمادة

*تعزيز القبضة الإيرانية على لبنان/رندة تقي الدين/الحياة

*لبنان المتواطئ مع نظام قاتل/عبد الوهاب بدرخان/النهار     

*السفارة الأميركية: أوباما يصدر إعفاء عن العقوبات على لبنان المتعلقة بالإتجار بالبشر

*عضو الكونغرس الأميركي شابوت يدين "الخروقات السورية الفاضحة للسيادة اللبنانية"

*غصن: نتحفظ على قرار مجلس الوزراء.. وقررنا تعليق الإضراب

*منشور كاذب ينذر بحصول تفجير بمبنى تابع للأمم المتحدة في "جفينور" 

*وكيليكس/المستقبل/بري لفيلتمان: لبنان كله مع سليمان إلا عون.. إنه أمر لا يُصدّق

*مشعل: سنحررّ 1027 أسيرًا مقابل الإفراج عن جلعاد شاليط

*نتنياهو: قرار تبادل الأسرى كان صعبًا جدًا وراعى الضرورات الأمنيّة

*الجديد": ضهور الشوير ترفض استقبال الممثّل عادل إمام على خلفيّة استخفافه بنصر تموز

*السنيورة معزيًا الكنيسة القبطية في سن الفيل: للكشف عن مرتكبي أحداث القاهرة ومعاقبتهم

*الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول قتل المتظاهرين في مصر 

*كيروز يندد بما يتعرض له الاقباط

*مروان حمادة لـ"المستقبل": المحكمة ستلاحق المجرمين ولو اختبأوا في أقبية المخابرات السورية

*جعجع: "لو بتحلّ جماعة حزب الله عن ضهر الشعب اللبناني/بعض الفرقاء يريدون إبقاء لبنان غابة لتصفية الحسابات وسيطرة القوي على الضعيف 

*شمعون لـ"السياسة": مهما ناوروا في تمويل المحكمة لن يفلتوا من العقاب

*"سيدة الجبل" 7 خطوات وثامنة على الطريق/ايلي الحاج/النهار

*الراعي: التعددية ميزتنا والبلدان المجاورة أحادية لكن يبقى عندنا مرض هو الولاءات للخارج

*تحذير كاذب من تفجير مبنى أممي في بيروت

*المصارف اللبنانية تلتزم تطبيق العقوبات الدولية على نظام الأسد

*أندراوس لـ "السياسة": أحداث مصر والسعودية رسائل إيرانية سورية للعرب/الحريري يبحث مع قيادات المعارضة خطة مواجهة للمرحلة المقبلة

*مراكز تدريب في مصر والأردن وتركيا ولبنان... وتدفق مقاتلين أكراد من العراق العسكريون المنشقون يدربون المئات على حرب الشوارع في سورية/حميد غريافي/السياسة

*لقاء بين نصرالله وشربل محوره الانتخابات والأمن 

*طبخة رئاسية لتجنيب لبنان إضراباً يشل الحياة اليوم

*وليد المعلم وتهديداته النووية.. ياعيني عالصبر/داود البصري/السياسة

*إلى الشهيد الكردي السوري مشعل التمو "آزادي...آزادي/غسان المفلح/السياسة

*الخرق السوري للحدود بردا وسلاما على حكومة لبنان/علي ب. اسعد/السياسة

*إيران ... "آسفين يبا/سامي العنزي/السياسة

*دفاعاً عن الشعب السوري: حتى لا يُقتل مرتين/د. كمال اليازجي

*نهج التخويف/كمال اليازجي 

*كتلة "المستقبل": الحكومة تعيش حالة ارباك والموازنة يغلب عليها طابع الترضية 

*السلطات الأمريكية تكشف مؤامرة إيرانية لمحاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن 

*عضو الامانة العامة في قوى 14 اذار نصير الاسعد:خلنا للحظة ان وليد المعلم وزير خارجية دولة اكبر من كبرى/ما قام به الاقباط منذ ايام في مصر هو ثورة ضمن الثورة... والربيع العربي لا رجعة فيه...  

*ويكيليكس/14 آذار/قياديون سوريون عن حرب تموز 2006: النظام السوري وايران نسّقوا مع حزب الله أسر الجنديين الاسرائيليين/بعد ان كان نصرالله وبشار يلتقيان بانتظام... وأحد اهداف الحرب كان التخلص من حكومة السنيورة ومن 14 آذار      

*أمين وهبي: نرفض الباسنا ثوب العمل الارهابي وتحديد أي رجل دين"غير لبناني" لمهامنا/الردّ على مفتي سوريا سيكون من قبل الشعب السوري

ليتحمل كل طرف مسؤوليته لحلّ بعيد عن المزايدات السياسية  

*لأن تمويل المحكمة "هو الخيار الأسلم" كل الاحتمالات واردة حكومياً إذا استمر الخلاف/سمير منصور/النهار    

*رهان على استعادة الأسد سيطرته لرفض تمويل المحكمة/تخوّف من ارتدادات الوضع في مقابل انكفاء 14 آذار/هيام القصيفي /النهار 

*الشقاق المصري كما كان قبل مئة عام/وسام سعادة/المستقبل

*شكك في الخروق السورية واتهم السفارة الأميركية بنقل "اللقلقة"/عون: المحكمة عملية عسكرية واجتياح ولا شيء يلزمنا بالدفع

*أبعد وأخطر من تمويل المحكمة/صلاح سلام /اللواء

*عن العدل والنضال/إيلي فواز/لبنان الآن

*مسيحيو لبنان والثورات: هواجس مبررة أم إرث أنظمة/دنيز عطالله حداد/السفير

*ماروني زار رئيس حركة الاستقلال في زغرتا: لا يجوز ان نربط مصير المسيحيين بمصير الانظمة

*معوض: ما يحمي المسيحيين في لبنان والشرق هي الدولة

*ماروني :ميقاتي يواجه مشقة في تخطي العراقيل بفعل تضارب مصالح حلفائه

*الرابطة المارونية دعت الى التمسك بالوحدة الوطنية: مسؤولية البطريرك الراعي في حماية الوجود المسيحي اساسية

*المجلس الماروني: لعدم إغراق لبنان في مستنقع التحديات وتضخيم الهواجس حول الإسكوا هدفه إخلاء لبنان من المؤسسات الدولية

تفاصيل النشرة

 

ذكرى 13 تشرين: قائد ساقط وبطريرك وقع في التجربة

بقلم/الياس بجاني*

إشعيا 05/20: "ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً، الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً، الجاعلين المرَّ حلواً، والحلو مراً. ويل للحكماء في أعين أنفسهم".

في 13 تشرين 1990 تسبب ميشال عون عن سابق تصور وتصميم في حرب عبثية خاسرة رفعت الغطاء الدولي عن المناطق اللبنانية المحررة، مما سهل للجيش السوري الغازي احتلالها وإسقاط الحالة السيادية والاستقلالية عنها، وفي 13 تشرين الأول 2011 ها هو يستنسخ نفس أفعالة المشينة مسانداً دون خجل أو وجل مشروع حزب الله الهادف إلى إسقاط المحكمة الدولية كما يساند حتى الإستماته نظام الأسد الذي ارتكب جريمة 13 تشرين بعد أن تحول إلى مجرد بوق وصنج لخدمة محور الشر وميليشياته

إن احترام الذات يوجب علينا اليوم رفع الصوت عالياً ولفت الجميع إلى أن قائد ومسبب حرب 13 تشرين الأول العماد ميشال عون قد وقع في التجربة الإبليسية منذ عام 2006 عقب توقيعه المستنكر والمستغرب ورقة التفاهم الملجمية مع حزب الله وتخليه الكامل عن الوكالة المقدسة التي سطرها له الشهداء الأبطال بدمائهم والتضحيات.

لقد هجر هذا الرجل الجاحد إلى غير رجعة القضية والوطن والمواطن والحقوق ودماء الشهداء ونقض كل وعوده وعهوده وشعاراته اللبنانية والسيادية التي حمل راياتها ما بين 1988 و2005 وانتقل بوقاحة وهوس إلى القاطع السوري الإيراني في قم وقصر المهاجرين ودويلة الضاحية. لقد بدّل جلده وأصبح ملحقاً بقرار ومشروع قوى الشر المحلية والإقليمية التي أخرجته من قصر الشعب بقوة السلاح ونحرت رقاب جنوده وقطعت أوصالهم ونكلت بأهله قتلاً وخطفاً واعتقالاً وإبعاداً وغزوات.

سقط في حبائل الشر والأنانية والحقد والكراهية وأغوته الثلاثين من فضة فراهن على قميص الوطن وطعن حاصرته بخنجر مسم وارتضى صاغراً دور التابع والمجرور والغطاء وعدة الشغل عند حزب الله وسوريا وإيران. تخلى عن ذاته وارتضى طوعاً عاهتي عمى البصر والبصيرة فتخدر ضميره وأمسى غطاءً ومتراساً للمشروع السوري – الإيراني الهادف إلى ضرب كل مقومات ومؤسسات وركائز الكيان اللبناني واقتلاع تاريخه ونحر هويته وتهجير أهله وتهميش مرجعياته واستبداله بجمهورية ملالي على شاكلة تلك المفروضة بالقوة على الشعب الإيراني.

كان في وجدان وضمير وقلوب وآمال ومُهج العديد من اللبنانيين، غير أن أنانيته وجحوده وعبادته للسلطة وهوسه بكرسي بعبدا أسقطوه في التجربة وأمسى غريباً عن وطنه ومغرباً عن ناسه وناكراً لوكالة الشهداء، فشتان بين الموقعين. سقط ولم يعد لا قائداً ولا زعيماً ولا سياسياً، بل مجرد عدة شغل عند جماعات محور الشر السورية والإيرانية والمحلية. إنه واهم باعتقاده المريض أن اللبناني ساذج وفاقد لذاكرته وغير متابع لمجريات الأحداث وبالإمكان اللعب على مخاوفه وفقره ومعاناته من خلال خطابات ديماغوجية وأكاذيب وخزعبلات وفتح ملفات ونكئ جراح، لقد انكشف أمره وتعرى حتى من ورقة التوت.

وقع في فخاخ أطماعه وولعه بالسلطة، فأضاع البوصلة وانحدر وطنياً ومصداقية وثقة إلى درك هو تحت ما تحت التحت، وأصبح وسرطاناً قاتلاً لا أمل في علاجه. أما الذين لا يزالون يناصرونه متعامين عن شروده وشروره وألاعيبه فهم شركاء له في كل ارتكاباته والخطايا لأن، "العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به: شركاء ثلاثة" (الإمام علي)

عون يتحالف مع حزب الله الإيراني والأصولي والمذهبي ويغطي مشروعه الذي يسعي لإلغاء لبنان وهذا الفيديو في أسفل للسيد حسن نصرالله يبين أين هو عون الساقط الآن وإلى أي درك وصل به الانحدار الوطني والإيماني.

في ذكرى المجزرة التي ارتكبها النظام السوري البعثي وجماعات المرتزقة وربع اللقطاء والميليشيات الأصولية والمأجورين والمارقين في 13 تشرين الأول سنة 1990، ننحني إجلالاً وإكراماًً أمام تضحيات الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ذلك اليوم من عسكريين ومدنيين ورهبان، وبخشوع نرفع الصلوات إلى الله طالبين منه أن يُسكن أرواحهم الطاهرة فسيح جناته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.

من أجل بطريركنا الراعي الذي وقع في فخاخ مغريات الدنيا فضرب عرض الحائط تاريخ بكركي الوطني والإيماني وانقلب عليه، نصلي

من أجل هداية وتوبة قادة وسياسيين ساقطين ضلوا الطريق ووقعوا في التجربة، نصلي

من أجل عودة المعتقلين اعتباطاً في السجون السورية، نصلي.

من أجل عودة اللاجئين من أهلنا الأبطال في إسرائيل معززين ومكرمين، نصلي

من أجل عودة السلام والطمأنينة إلى ربوع وطن الأرز، نصلي

من أجل انتصار الحق وهزيمة الباطل، نصلي.

من أجل شهداء إخواننا الأقباط الذين سقطوا وهم يعترضون على حرق كنائسهم، نصلي

من أجل خلاص الشعب السوري من حكم الإجرام، نصلي

من أجل أن يعم الربيع العربي كل بلدان الشرق الأوسط، نصلي

من أجل كرامة الإنسان وحريته في كل أرجاء العالم، نصلي

 

 13 تشرين، هل تذكرون؟

المحامي لوسيان عون (عضو الهيئة التاسيسية  في التيار الوطني الحر)

في غمرة التحولات العربية الكبرى على مستوى الانظمة ، ومن مسافة عشرات الكيلومترات التي تفصلنا عن البركاين العربية الهائجة والتي تعبق بروائح الدم وأزيز الرصاص والمذابح على الهوية ، ومن مناطق شهدت لسنوات طوال أشد المعارك بين اخوة اليوم ( أعداء الامس ) ، يقف شهيد حي فقد بصره ، وآخر بترت رجله ، كما وآخر لا ينفك يقيم في المستشفى أكثر من اقامته في منزله بسبب اصابة يوم 13 تشرين لنسأل :

لماذا 13 تشرين ؟ لماذا التعامي عن 13 تشرين ؟

لماذا المواربة واخفاء حقائق 13 تشرين ؟

لماذا السكوت عن 13 تشرين ؟

من كان مسؤولاً عن معارك 13 تشرين ؟

ومن كان معتدياً يوم 13 تشرين وما قبله ؟

من كان مدافعاً عن مبادىء 13 تشرين ؟

من اخطأ في 13 تشرين ؟ ومن كان على حق في 13 تشرين ؟

اليس من حقنا كمواطنين أن نطرح كل هذه الاسئلة ، أم أن طرحها بحد ذاته جريمة لا تغتفر ومسأ بالامن القومي ؟

صحيح أن الزمن طوى هذه الماساة من حيث فصولها ، لكن جرحها لا يزال ينزف حتى اليوم ،

وما التصاريح والمواقف التي يدلي بها بعض من باع القضية بحفنة من المصالح والمناصب سوى طعناً بالشعارات التي أطلقها قبل 13 تشرين ولم يعد ينفك عن طمسها بعده ، وكاني به يطمر مبادءها تحت التراب ويتخلى عمن دفعهم على مدى عقدين للحاق بركبها والموت في سبيلها قبل أن يتحوا 13 تشرين عليه بالوبال والمصيبة ليس لشيء بل لان 13 تشرين كان ذكرى اضاءة الشعلة الفعلية التي اضيئت ولا تزال ، فتتحول الى قضية بحد ذاتها ، الى ربيع لبناني ولد في أحشاء أمهات لبنان وابنائه وسائر مواطنيه ، ولم يعد بامكان أحد التعتيم عليه ولا محو اثره من نفسه ، ولم تكن مجريات أحداث ما بعد 13 تشرين سوى خير دليل على ذلك .

لو كان جائزاً محو آثار 13 تشرين ، لما نظم قداس للمناسبة ، لكن الاهم أن ثمة آلآف من اللبنانيين الذين أخذوا العبر من ذاك اليوم المشؤوم لا يزالون احياء بضمائرهم ونفوسهم وذكرياتهم يذكرون الاحياء والاموات والشهداء الذين سقطوا في سبيل لبنان ، وهم عالمون لماذا انفجر بركان 13 تشرين ، ولماذا نحتفل به اليوم ولماذا يستحق أن يتحول الى يوم وطني جامع لما جسد من وقفة مشرفة للجيش اللبناني في اعالي تلال جبل لبنان .

اننا على ثقة أن البعض يتمنى أن ينسى اللبنانيون هذه الذكرى ، كما أن العديد ممن يبكون على أطلال 13 تشرين يتناولون شتى المواضيع في الذكرى الا ما حصل يومها خشية من أن  يحرك بعضاً من ضميرهم  ، فيما البعض الآخر يهاجم من دافع يومها عن بسوس وحومال وسوق الغرب وكفرشيما وبعبدا ويشيد بالغاصب والمعتدي منوَهاً ببطولاته وصموده وافعاله المجيدة ، اننا على ثقة ايضاً وايضاً أن هذا الكلام لن يعجب بعض من باع القضية للشيطان في سوق النخاسة ، كما لن يعجبه أن بعض من كان صامداً طوال عقدين من الزمن ضد الاستبداد ورفع شعلة السيادة والاستقلال والحرية لا يزال صامدأً ضد مشاريع التلوّن وقلب البارودة من كتف الى كتف ،

لكن عزمنا على حمل رايات المجد والحرية سيتواصل بشكل غير منقطع النظير والقيامة آتية والذل والهوان الى زوال ، لان 13 تشرين دخل التاريخ ، صار القضية ، بات شعارنا الاوحد مهما تعددت الخلافات في وجهات النظر بين اللبنانيين ، كلنا الى اللحاق بشهداء الوطن ، وشهداء 13 تشرين ، لكن لبنان باق طالما أن معظم اللبنانيين على استعداد للتضحية بدمائهم في سبيل الحرية والاستقلال كما كان السباقون من شهداء 13 تشرين وشهداء الوطن أجمعين

 

البابا دعا إلى التصدي لمحاولات تخريب التعايش السلمي في مصر

دعا البابا بنديكتوس السادس عشر إلى "الحفاظ على التعايش السلمي" بين الطوائف، معرباً عن دعمه "لجهود السلطات المصرية، المدنية والدينية من اجل حماية حقوق الجميع وخاصة الاقليات" بعد المواجهات العنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين الأقباط التي جرت الأحد (الماضي) في القاهرة. وأعرب البابا خلال كلمة في ساحة القديس بطرس عن "الحزن العميق" لهذه المواجهات التي اوقعت الاحد الماضي 25 قتيلا معظمهم من الاقباط، داعياً إلى التصدي "لمحاولات تخريب" هذا التعايش السلمي. (أ.ف.ب.)

 

إتهام إيرانيين بـ"التآمر" لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة 

أعلن وزير العدل الأميركي إريك هولدر إتهام إيرانيين اثنين بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير في اطار "مؤامرة خططت لها ونظمتها وادارتها" ايران. وأعلن هولدر في مؤتمر صحافي أن "منصور عرببسيار وغلام شاكوري متهمان بالمشاركة في هذه المؤامرة بقيادة عناصر في الحكومة الايرانية"، مشيرًا إلى أن "الشكوى الجنائية التي تم الكشف عنها اليوم تكشف مؤامرة دامية تقودها فصائل في الحكومة الإيرانية لاغتيال سفير أجنبي على الأراضي الأميركية بواسطة متفجرات".

وأوضحت وزارة العدل في بيان أن "منصور عرببسيار الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية اعتقل في 29 أيلول في مطار كينيدي في نيويورك وسيمثل أمام قاض في مانهاتن هو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة"، لافتة إلى أنه "لم يتم اعتقال غلام شاكوري، وهو عضو في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني" والذي يشتبه بأنه خطط لاعتداءات في الخارج وتتهمه وزارة الخزانة بتقديم دعم مادي لطالبان ومنظمات إرهابية أخرى. كما أعلنت وزارة العدل أن "الإيرانيين ملاحقان خصوصا بتهمة التآمر لقتل مسؤول أجنبي واستخدام سلاح دمار شامل (متفجرات) والتآمر بهدف ارتكاب عمل ارهابي دولي"، مضيفة إن "الطبيعة المخيفة لما حاولت الحكومة الإيرانية القيام به تحمل ما يدعو الى القلق، وسنجري اتصالات مع حلفائنا ومع دول في كل مكان في العالم لإبلاغهم بما تم إحباطه". إلى ذلك، أعلن مسؤول في البيت الابيض أنه "تم ابلاغ الرئيس الاميركي باراك اوباما منذ حزيران الماضي بوجود مخطط تقف ايران وراءه لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة". وأوضح تومي فييتور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أنه "تم ابلاغ الرئيس أوباما بهذا الموضوع في حزيران فطلب من ادارته تقديم كل الدعم اللازم لهذا التحقيق"، معتبرًا أن "إفشال هذا المخطط يشكل نجاحًا كبيرًا لقوات الأمن وأجهزة الاستخبارات الاميركية".يشار إلى أن السفير الجبير لعب دورا حاسما لدى وسائل الاعلام الاميركية للدفاع عن المملكة العربية السعودية بعد اعتداءات الحادي عشر من أيلول 2001. (أ.ف.ب.)

 

واشنطن تحذر رعاياها من مخاطر هجمات إرهابية بعد إحباط "المؤامرة الإيرانية" 

وجهت الولايات المتحدة تحذيراً إلى رعاياها والدبلوماسيين المعتمدين لديها من مخاطر تعرضهم لهجمات ارهابية بعد احباطها "مؤامرة إيرانية" لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل عبد الجبير على الاراضي الأميركية. وقالت وزارة الخارجية الاميركية إن "المؤامرة قد تؤشر إلى تركيز أكثر عدوانية من جانب الحكومة الإيرانية على أنشطة إرهابية ضد دبلوماسيين من بعض الدول تشتمل على تنفيذ هجمات محتملة على الولايات المتحدة". وأضافت الوزارة أنه "يتعين على المواطنين الاميركيين المقيمين في الخارج أو المسافرين مراجعة التحذير العالمي الذي تصدره الوزارة ومعلومات أخرى متعلقة بالسفر عندما يتخذون قرارات تتعلق بالتخطيط لسفرهم ونشاطاتهم في الخارج".(أ.ف. ب.)

 

العربية": أحمدي نجاد هو العقل المدبر لمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن

أوردت قناة "العربية" أن "معلومات خاصة" بها أكدت أن "الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كان أعد فريقا للاغتيالات بالتعاون مع وحدة خاصة في "فيلق القدس" التابعة للحرس الثوري مهمتها تنفيذ اغتيالات في الخارج تطال معارضين إيرانيين بارزين وشخصيات إعلامية وسياسية عربية وأجنبية. وقالت المصادر إن "أحمدي نجاد وبعد أزمته الأخيرة مع الأصوليين والمرشد علي خامئي في إيران، اقترح في اجتماع خاص مع المرشد أن تعود إيران مجدداً إلى تنفيذ اغتيالات في الخارج لقلب الطاولة على محاولات تغيير النظام في ظل إندلاع الثورات العربية التي باتت تقلق كثيراً المرشد خامنئي، ومحاولاته لاحتوائها بإطلاق اسم "الصحوة الإسلامية" عليها واعتبارها استلهمت من الثورة الإسلامية الإيرانية". وذكرت المصادر أن "وحدة الاغتيالات الخاصة بـ"فيلق القدس" تبنت تحريك خلايا خاصة منتشرة في العالم، وتجنيد متطوعين جدد لتنفيذ اغتيالات في الخارج في حال تكثفت الضغوط على سوريا لتغيير نظام بشار الأسد". ("العربية.نت")

 

طهران: الاتهامات الأميركية بمحاولة اغتيال السفير السعودي مؤامرة شيطانية 

استنكرت إيران في رسالة إلى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاتهامات الاميركية لها بالتورط في مخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل عبد الجبير، وذكر السفير الإيراني في المنظمة الدولية محمد خزاعي في الرسالة أن "إيران تدين بأشد وأقسى عبارات الإدانة هذا الاتهام المشين من قبل السلطات الاميركية، وتعتبره بمثابة مؤامرة شيطانية تندرج تماماً في سياق سياستها المعادية لإيران". وأضاف خزاعي في رسالته أن "الجمهورية الاسلامية الإيرانية ترفض بشدة هذه التهمة التي لا أساس لها والمختلقة القائمة على مزاعم مشبوهة لأحد الأشخاص"، لافتاً إلى أن "أي بلد يستطيع اختلاق مثل هذه القصص الرامية لتوجيه التهم إلى بلد آخر"، ومعتبراً أن ذلك "اسلوب خطير في العلاقات بين بلدان العالم". وأكد أن "إيران دانت على الدوام كل أشكال الارهاب، لأنها كانت ضحية للارهاب، والنموذج الواضح على ذلك اغتيال عدد من علمائها النوويين خلال العامين الاخيرين على يد الكيان الصهيوني بدعم من اميركا".(ارنا، أ.ف. ب.)

 

رئيس بلدية عرسال: طلبنا من الدولة حمايتنا فلم تأت..وابن الشيخ يزبك باع سلاحاً لسوريين

رد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري على تصريح الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري الذي قال ان الأرض (التي توغلت فيها القوات السورية وقتلت المواطن السوري علي الخطيب)، سورية، بالقول " كلا الأرض لبنانية والحدود مرسمة ولا إشكال على الحدود". وأضاف في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر": "فلياتوا ويروا من يهرب السلاح. ابن الشيخ محمد يزبك (مسؤول الشورى في "حزب الله") باع سلاحاً لسوريين". وختم الحجيري "الدولة ليست إلى جانبنا، وقد طلبنا منها حمايتنا فلم تأت، لم يعد في أيدي أهل عرسال شيء ليدافعوا عن أنفسهم إلا أن "يدبروا" حالهم". (رصد NOW Lebanon)

 

إستنكرت العنف في مصر ورأت في الأحداث الأخيرة "محاولة لتشويه صورة الربيع العربي"

"14 آذار": موقف ريفي من إختطاف السوريين شجاع.. وصمت سليمان وميقاتي عن الخرق السوري مستنكر

الاربعاء 12 تشرين الأول 2011

إستنكرت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار "العنف الذي ضرب مصر في الأيام الماضية، تزامناً مع تظاهرة سلمية نظّمها الأقباط المصريون وتُطالب السلطات المصرية بوضع حدٍّ لإستخدام السلاح ضد المتظاهرين"، مشدّدةً على تضامُنها "مع مطلب الشعب المصري وثورته بالدولة المدنية والمساواة في المواطنة". وأضافت: "إنّ هذه الأحداث المؤسفة إذ تقع في الفترة الإنتقالية التي تسبق الإنتخابات المقبلة، تهدف إلى تشويه صورة الربيع العربي كما تضرب الوحدة الداخلية المصرية في لحظةٍ مفصلية أمام العالم العربي بأجمعه"، موجهة في الوقت نفسه تحية "لشجاعة أقباط مصر في مُبادرتهم إلى تصحيح مسارات المرحلة الإنتقالية وفرض أولوية المساواة".

الأمانة العامّة لقوى "14 آذار"، وبعد إجتماعها الدوري الأسبوعي، لفتت في بيان إلى أنَّه "من المهم الإشارة إلى أنَّ جعل "الربيع العربي" صنو الإيحاء باضطهاد الأقليات هو افتراء سياسي يبرّىء الأنظمة المتهاوية والتي تهاوت من الظلم الذي مارسته وتمارسه في حق هذه الأقليات تحت جنح الصمت والكتمان". وتابعت: "إن اللبنانيين الذين دفعوا قبل غيرهم في المنطقة العربية ثمن الإنقسامات الطائفية والمذهبية وعادوا واختبروا إنجازات الوحدة الداخلية، يناشدون جميع المصريين التمسّك بوحدتهم وبقيام دولةٍ عادلةٍ تؤمّن الحقوق لجميع المواطنين مسلمين ومسيحيين ويؤكّدون أنّ العبور إلى الدولة هو الكفيل بدرء الفتن والإنتقال إلى دولة المواطنة التي ناضل من أجلها شباب مصر الجديدة وشاباتها".

كما توقّفت الأمانة العامة أمام "تراجُع الإستقرار الأمني في البلاد، بدءاً بالخروق المتكرّرة  للجيش السوري عبر الحدود اللبنانية والإنتهاك الفادح لسيادة لبنان من جانب النظام االسوري في منطقة عرسال وغيرها من المناطق، وهو الأمر الذي يتزامن مع صمت مُطبق مُستنكَر من قبل رئيسي الجمهورية (ميشال سليمان) والحكومة (نجيب ميقاتي) وقيادة الجيش"، مشيرةً إلى "ذلك الصمت الذي تبرّرُه هذه المراجع باتفاقية التنسيق والتعاون بين البلدين التي وقّعَت في العام 1991 في ذروة وضع سوريا يدها على لبنان".

وفي هذا الصدد، طالبت الأمانة العامة بـ"عقد إجتماع عاجل للجنة الدفاع في مجلس النواب والإستماع إلى وزير الدفاع (فايز غصن) وقيادة الجيش، ورفع موضوع إنتهاك السيادة من قبل جيش النظام السوري إلى كل المحافل العربية والدولية، بالإضافة إلى تأكيد أنَّ ضبط الحدود اللبنانية والتصدّي لعمليات التهريب إذا وجدت تعودان إلى الجيش اللبناني وإلى الجيش وحده".

ورأت أنَّ "ما أعلنه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي عن إختطاف الإخوة السوريين الأربعة من آل جاسم والمناضل شبلي العيسمي بسيارات تابعة للسفارة السورية، في إجتماع للجنة النيابية لحقوق الإنسان، هو موقف شجاع لكنّه يُرتّب أيضاً مسؤولية وطنية وأخلاقية على الدولة اللبنانية بكل تراتبيتها الدستورية وأجهزتها الأمنية والقضائية بوضع حدّ لتمادي السفارة السورية في ممارسات خارجة على الأصول الدبلوماسية، وتُعرّض لبنان وسلامه وإستقراره إلى أفدح الأخطار". وختمت بالقول: "كما يترتب على الدولة أيضاً ردع أعمال الخطف المماثلة التي تقوم بها أطراف داخلية، ومن ضحاياها المواطن جوزيف صادر الذي يستمر اختطافه منذ سنوات".

(المكتب الإعلامي)

 

وزراء من عهدي لحود والهراوي يطلقون تجمعا في مواجهة لقاء "سيدة الجبل"

نهارنت/أطلق عدد من وزراء السياسة السابقين في عهد رئيسي الجمهورية الياس الهراوي وإميل لحود ، بوادر "جبهة سياسية" في مواجهة لقاء "سيدة الجبل" الذي يعقد في 23 تشرين الأول الحالي تحت عنوان :"دور المسيحيين في الربيع العربي". فقد عقد أمس الثلاثاء اجتماعا موسعا في دارة النائب السابق مخايل الضاهر، حضره عدد كبير من الشخصيات السياسية من مخايل الضاهر وكريم بقرادوني ،ناجي البستاني، وفارس بويز، عبد الله فرحات، الياس سكاف، إيلي الفرزلي، وعبد الله أبو حبيب. كما حضره عدد من الشخصيات الأكاديمية وناشطين من المجتمع المدني، من مختلف الطوائف المسيحية والإسلامية. ويهدف اللقاء الى دعم مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، كرد مسبق على لقاء سيدة الجبل الذي انتقل الى فندق الرايجنسي بالاس في أدما. و كانت أمانة سر لقاء "سيدة الجبل" أعلنت إنطلاق أعمال الخلوة الثامنة لها في 23 تشرين الأول الحالي في أدما الساعة التاسعة والنصف صباحا، تحت عنوان:"دور المسيحيين في الربيع العربي". وفي بيان صدر عن لقاء سيدة الجبل أعلن أن انعقاد الخلوة يأتي في "مرحلة مفصلية ومنعطف تاريخي يجتازه لبنان منذ النداء الأول لمجلس المطارنة الموارنة في العام 2000، وانتفاضة الإستقلال بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في بيروت عام 2005، وتجتازه الدول العربية منذ إحراق المواطن التونسي محمد بو عزيزي نفسه رفضاً لأجواء القمع والقهر السياسي التي تجاوزت فرداً عربياً الى مجتمعات بأسرها، فانطلقت الثورات العربية منادية بالحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان وحقوقه الأساسية". وأضاف البيان أن المسيحيون في لبنان والدول العربية ناضلوا منذ عصر النهضة "من أجل تثبيت مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وبذلوا التضحيات دفاعاً عن الهوية والانتماء والمواطنة، وهم اليوم ينظرون بعين الأمل الى الربيع العربي لتعميم هذه القيم بما يضمن لأجيالنا الحق في الحرية السياسية والكرامة الإنسانية والوجود الفاعل والمتفاعل للحضارات والثقافات والأديان في لبنان ودول المنطقة". وأنه بناءاً على ذلك، قرر "لقاء سيدة الجبل" الذي تأسس في العام 2001، أن يعقد خلوته الثامنة في 23 تشرين الأول الجاري، بمشاركة قادة رأي ومفكرين ومثقفين وسياسيين وأكاديميين، لمناقشة رسالة المسيحيين وتوكيد دورهم في الربيع العربي، والخروج بوثيقة تحدد هذا الدور وأطره المطلوبة في هذه المرحلة. وستباشر أمانة سر "لقاء سيدة الجبل" بتوجيه الدعوات للمشاركة في خلوتها اعتباراً من يوم الإثنين المقبل.

 

الراعي وصل الى هيوستن وترأس قداسا ونجاد فارس اولم له: لبنان يحمل رسالة كبيرة في هذا العالم وهو نموذج للشرق والغرب

الهوية اللبنانية هي مزيج وعصارة التعددية التي نحرص عليها

ثقافتنا مبنية من الاسلامية والمسيحية وهي رسالة نحملها للعالم

وطنية - 12/10/2011 - يواصل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي زيارته الرعوية الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث وصل الى ولاية هيوستن - تكساس، يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح. واقام السيد نجاد عصام فارس وعقيلته زينة، مأدبة غداء على شرفه في دارتهما في تكساس، شارك فيها المطارنة ادغار ماضي، جورج ابي يونس، حنا علوان بولس الصياح، مطران الروم الارثوذكس في المكسيك انطونيو الشدراوي، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية الاباتي ايلي ماضي، المونسينيور فوزي ايليا، كاهن كنيسة سيدة ارز لبنان في هيوستن الاب ميلاد ياغي، والسيناتور روبن هينوجوزا، السفير ادوار دجرجيان، السفير سام الزاخم، رئيس الاتحاد الماروني العالمي سامي الخوري، مدير مكتب طيران الشرق الاوسط في الولايات المتحدة الاميركية اديب القسيس وحشد من ابناء الجالية اللبنانية والعربية في هيوستن.

فارس

بداية، القى فارس كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي والحاضرين، معتبرا ان البطريرك الماروني ليس قائدا روحيا للموارنة، بل هو حامي المسيحيين في الشرق الاوسط، وخصوصا في هذه الاوقات العصيبة والحرجة التي نعيشها. وتوجه الى البطريرك الراعي بالقول: "نحن واثقون من حكمتكم، وبشخصكم وقيادتكم الحكيمة للسفينة في قيادة المجتمع اللبناني الى الاعالي والى شاطىء الامان في اطار التواصل والحوار".وقال: "ان الموارنة في هيوستن متحدون من اجل بناء كنيستهم التي اصبحت البيت اللبناني لجميع اللبنانيين والعرب على رغم اختلاف طوائفهم، متمنيا للبطريرك الراعي التوفيق في مهامه".

البطريرك الراعي

ورد البطريرك الراعي بكلمة شكر فيها فارس على لفتته، مؤكدا على العلاقة الوطيدة بين هذا البيت العريق والكرسي البطريركي وقال:

"يشرفني ان ازور هذا المنزل العريق التي تربطنا به علاقة قوية، ولا احد يمكنه ان ينسى الدور الوطني والاجتماعي لدولة الرئيس عصام فارس. والصداقة الروحية العميقة التي تجمعنا، تجعلني اقول انا ماروني ارثوذوكسي، وانتم ارثوذوكسي ماروني وهذا ليس بشيء جديد لان لبنان يتميز بالتعددية في طوائفه وهويتنا مختلطة، والهوية الارثوذوكسية متزاوجة مع المارونية والمسلم اللبناني، يقول انا مسيحي لبناني في هويته وهذا هو جمال لبنان، ان الهوية اللبنانية هي مزيج وعصارة هذه التعددية في لبنان التي نحرص عليها".

واضاف: "خلافا لكل بلدان العالم لم يكن يوما اي مشكلة في لبنان على المستوى المسكوني. نعم مرت ايام صعبة علينا وحرب اهلية ولكن ثقافتنا المشتركة المسيحية الاسلامية، استطاعت تجاوز كل شيء، والكل يتذكر انه بعد كل الجراح التي حملناها من حرب ال75 ويوم حصل اتفاق الطائف وانتهت الحرب في لبنان، عاد المسيحيون والمسلمون كل منهم الى موقعه، وتناسوا كل الجراح، وهذا يعني ان هذا العيش معا يتجاوز دائما كل المراحل الصعبة في حياتنا، والصعوبات في الحياة ضرورية لكي ننضج اكثر واكثر بالمواطنية وبهويتنا اللبنانية، ونحن سعداء ان تكون ثقافتنا مبنية من الحضارتين الاسلامية والمسيحية وهذه رسالة نحملها للشرق وللعالم كله".

وقال: "ان وجود اللبنانيين والعرب في الولايات المتحدة فخر لنا، وعلامة تدل على من نحن، فانتم جماعة مخلصة للولايات المتحدة الاميركية على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية، ولا احد منكم مجهول هنا لانكم تفرضون انفسكم في هذا البلد، ولم نسمع يوما بانكم اقلية في هذا البلد، وهذا يعني ان اهمية الانسان بدوره وعمله".

وتابع: "نتمنى على الاسر الدولية وخصوصا اميركا الا يعتبروننا مجرد اقلية في هذا الشرق والا يزينوننا بميزان النفط والاقتصاد، فهذا ليس ميزاننا بل نريدهم ان ينظروا الينا بالقيمة والرسالة التي نحملها في هذا الشرق، فالمسيحيون موجودون في بلدان الشرق الاوسط منذ الفي سنة، وطبعوا كل ثقافات وحضارات العالم العربي كله بقيمهم المسيحية التي تؤمن اميركا بها، وهي الديموقراطية واحترام الاخر وكرامة الانسان والحريات العامة وحقوق الانسان الاساسية، لذلك يجب الا ينظروا الى المسيحيين كاقلية لا قيمة لها عدديا، ونحن نرفض ان يقولوا ان لبنان بلد صغير ولا دور له في ميزان القوى والنفط، بالعكس نحن نقول لهم ان لبنان يحمل رسالة كبيرة في هذا العالم حيث هو رسالة ونموذج للشرق والغرب بما يحمل من قيم وما له من دور".

هينوجوزا

ثم كانت كلمة للسناتور هينوجوزا اشاد فيها بالبطريرك الراعي وبحبه لمساعدة الانسان في داخل وخارج لبنان، وهو الذي صلى وطلب من الله ان يعم السلام والهدوء في البلدان التي تعاني مشاكل".

الاب ياغي

ثم القى الاب ميلاد ياغي كلمة شكر فيها فارس لأنه يفتح كل مرة منزله لاستقبال الضيوف القادمين الى هيوستن. كما شكر كل المشاركين في "هذا اليوم المميز".

وفي الختام قدم البطريرك الراعي هدية تذكارية لفارس عربون محبة وتقدير.

قداس

بعد ذلك توجه البطريرك الراعي الى صالة كنيسة ارز لبنان في هيوستن، حيث التقى الشبيبة من المغتربين اللبنانيين، واستمع الى مطالبهم وهواجسهم في حضور المطارنة صياح، ماضي، علوان وابي يونس. وشارك في اللقاء الكاردينال دانيال ديناردو.

وشدد امامهم على ضرورة التعلق بوطنهم الام لبنان، معتبرا ان الازمات الصعبة التي نعيشها لا بد من ان تنجلي، مؤكدا على دور الشباب في بناء الاوطان.

ثم ترأس قداسا احتفاليا في الكنيسة، في حضور حشد كبير من ابناء الجالية اللبنانية، لفت فيها الى ان الهدف من زياراته الرعوية معرفة شؤون وشجون وهواجس ابناء الكنيسة. وامل ان يقود الرب اوطاننا ومسيرة آلمنا وازماتنا الى ولادة جديدة يعم فيها السلام والطمأنينة والعيش الكريم وكرامة الانسان وحقوقه الاساسية وغيرها، سائلا الله ان تكون كل الدماء التي تذرف في اوطاننا وكان اخرها في مصر حيث سقط 24 قتيلا من المسيحيين، الهاما للضمائر كي تنتهي هذه الاحداث وتكون ولادة جديدة لاوطاننا.

ومساء دعا السيد نجاد فارس الاعلاميين الذين يرافقون البطريرك الراعي في زيارته الى مأدبة عشاء، شاكرا اياهم على ما يبذلونه في نقل الصورة الحقيقية لمواقف البطريرك.

 

الراعي: الأسرة الدولية مسؤولة عن سلاح حزب الله و"القضية ليست لبنانية فقط"

أوضح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن الأسرة الدولية مسؤولة عن قضية سلاح حزب الله وهي "ليست قضية لبنانية فقط"، معلقاً على الحملات التي طالت تصريحاته في باريس، ومتخوّفاً من أن يمتد الوضع في سوريا الى لبنان. وأكد في الوقت عينه السير على مبادئ الفاتيكان، واوصفاً لقاء سيدة الجبل بـ"شي مش كتير منيح".

وأشار الراعي أن سلاح حزب الله قضية دولية والبرهان هو عدم استطاعتنا أن نحل قضية السلاح لبنانياً لأنها مرتبطة بقضايا هي من مسؤولية الأسرة الدولية. "حزب الله يدعي أنه يحمل السلاح لحين انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، فلماذا لا يتم دفع إسرائيل إلى تطبيق القرارات الدولية وبالتالي نسحب من حزب الله هذه الذريعة؟ حزب الله وسلاحه يشكلان انقسام كبير في لبنان، فليس طبيعياً أن يحمل أحد السلاح وشريكك في المواطنة لا يحمله".

وعن الحملات المضادة التي طالته على إثر تصريحاته من باريس، أوضح الراعي أنه لم يجر أي حديث مع المسؤولين الأميركيين ولكن ما جرى في فرنسا هو معاكس تماماً لما نشر وتم تداوله مشيراً "أننا قلنا خلال إجتماعاتنا مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمسؤولين والسياسيين هناك أننا لا نوالي ولانعادي النظام السوري، مضيفاً إلى "أننا عانينا من النظام السوري ما يكفي ونتمنى ألا يذوق أحد ما ذقناه".

معلناً "نحن مع الإصلاحات الدستورية ومع الحريات العامة وحقوق الانسان والديمقراطية في سوريا وغيرها من الدول"، لكنه تخوف من المثال العراقي الذي له تداعيات على الوضع اللبناني، إذ نعيش في لبنان صراع سياسي سني- شيعي مرتبط بحرب العراق".

وأعرب الراعي عن خوفه من وصول الأمور في سوريا إلى حرب أهلية ، مشيراً إلى أن العلويين لن يسلموا رقبتهم بسهولة و"في حال أعلنوا دولتهم "لا سمح الله" فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على تقسيم الدول العربية"

مشيراً أنه نقل للفرنسيين خوفه من أن يصل الوضع في سوريا إلى حرب أهلية حيث ستتحول إلى حرب سنية - علوية طاحنة وستكون تداعياتها قوية ومباشرة على لبنان حيث هناك تواجد للسنة والعلويين، "فنحن مرتبطين في سوريا ولبنان بشكل عضوي".

الى جانب تخوّفه من الانتقال من أنظمة ديكتاتورية إلى أنظمة أكثر ديكتاتورية خاصة من أن تصل الأقلية الأصولية فنتحول من السيء إلى الأسوأ. قائلاً: "اذا كان هناك من لم يعجبه ما قلته وقام بتحريف موقفي فهذا شأنه، فهناك أناس لا يريدون لنا أن نقول الحقيقة ولي حق أن أقول ما أراه مناسباً ما دمت حياً ويجب على العالم أن يعي ما يجري من حولنا".

وعن عدم رضا الفاتيكان عن تصريحاته الأخيرة، أفاد الراعي "ما أقوله في الإجتماعات هو ما أقوله في العلن، مضيفاً إلى أن "ما يجمعنا مع الفاتيكان هي المبادىء ونحن نسير عليها من خلال رفضنا للحروب والعنف والدعوة للتفاهم بين الشعوب والحوار بين الأديان وتلاقي الثقافات"

وعن لقاء سيدة الجبل قال الراعي: لقد سمعت عنه خلال وجودي في الولايات المتحدة وأنا أعتبره "شي مش كتير منيح" فبعد حملات التشويه لزيارتي لفرنسا قررت ألا أقرأ أية جريدة وألا أشاهد أي تلفزيون وألا أسمع أي راديو حتى أنني أغلقت هاتفي الخلوي.

وأسف الراعي على ما يثار في الإعلام عن وجود خلاف داخل الكنيسة قائلاً أن وسائل الإعلام بمعظمها غير حرة وتتبع أجندة من يمولها، مضيفاً إلى أنه لن يخضع لقوى الشر وسيعمل على شعاره " شراكة ومحبة".

وشدد الراعي أن تاريخ المسيحيين ودورهم أساسيان في الشرق رغم عددهم القليل، داعماً الى على عدم النظر إليهم بحساب "الأقليات" أو بحساب النفط والإقتصاد والتجارة، قائلاً: " نعترف أن عددنا كمسيحيين قليل لكن لا نقول أننا أقلية بل نقول هذه كنيسة المسيح وهي موجودة من خلال المسيحيين في هذا الشرق. فالمسيحيون موجودون في العالم العربي منذ أيام السيد المسيح وعمرهم ٢٠٠٠ سنة و طبعوا قيمهم المسيحية جوانب الحياة"

وصرّح الراعي "لا نريد لأحد أن يعاملنا كأقليات ويستسهل الإعتداء علينا، كما حصل في مصر والعراق حيث تم قتل المصلين في الكنائس. ونقول للحكام في العالم العربي نحن نريد أن نعيش سوياً بإحترام متبادل في حين لم يلعب المسيحيون ولا مرة واحدة دوراً معادياً ضد أي دولة والجميع يقول أننا مواطنون صالحون فلماذا يريدون أن يقتلونا "كل ما دق الكوز بالجرة يقتل المسيحيين" وكذلك لا نريد من الغرب أن يعاملنا كمجموعة "ملبكين فينا"، فكل مبادىء الغرب يحملها المسيحيون في الشرق". وطالب الأسرة الدولية بأن تفهم أن الحياة تقاس بالرسالة والهدف السامي وليس بالمردود المادي.

وعن قانون الإنتخاب الجديد أشار الراعي أنه تم جمع النواب الموارنة على شرط أن يتحاوروا مع زملائهم المسلمين والمسيحين، مضيفاً أنه ليس لديه "خيارت سياسية" وبالتالي فهو ليس مع النسبي ولا غير النسبي بل "أعمل على جمع الأفرقاء الموارنة والجميع لبى الدعوة ومن ضمنهم فريق هاجمني بعد عودتي من فرنسا" وذلك من أجل التوصل إلى قانون إنتخاب يكون الأفضل والأصلح ويرضي المسيحيين والمسلمين. وعن علاقته مع آل الحريري، أوضح الراعي أن "ما نشر في الإعلام عار عن الصحة وعلاقتي بآل الحريري ممتازة هناك أناس لا يريدون الوحدة التي أعمل لأجلها وهناك من يتهمني بالإنحياز لهذا الفريق ضد الفريق الآخر".

 

سوريا.. المفتي والراعي

طارق الحميد/الشرق الأوسط

أول ما يتبادر إلى ذهن المتابع للثورة السورية بعد تصريحات مفتي سوريا الأخيرة، التي هدد فيها الغرب بأن هناك انتحاريين جاهزين للقيام بعمليات استشهادية في حال تم استهداف سوريا خارجيا، هو: ما رأي البطريرك الماروني بشارة الراعي بهذه التصريحات؟ فقد سبق للراعي أن حذر من أن سعي المجتمع الدولي إلى تطبيق الديمقراطية في سوريا قد ينتهي بحلول نظام متطرف يديره الإسلاميون المتطرفون، والمقصود السنة بالطبع، بدلا من نظام بشار الأسد. وجاءت تصريحاته تلك، أي الراعي، على الرغم من أن الثورة السورية كانت تدخل شهرها السادس، وعلى الرغم من القتل والقمع الوحشي الذي يتعرض له السوريون على يد نظام أقلية في دمشق، حيث لم يشفع كل ذلك الدم والقمع ليقول الراعي كلمة حق تجاه المظلومين. لكن المفاجأة اليوم للراعي وغيره ممن يروجون أن النظام الأسدي هو حامي الأقليات في سوريا وغيرها، سواء عن حق أو باطل، هي التصريحات، أو قل الخطبة الصادرة عن المفتي السوري أحمد حسون، مفتي النظام الأسدي، الذي هدد قائلا: «أقول لأوروبا كلها وأقول لأميركا» إن المفجرين الانتحاريين الذين يعيشون بالفعل وسط الأوروبيين والأميركيين سيكونون على أهبة الاستعداد إذا تعرضت سوريا أو لبنان للقصف، مضيفا أن «العين بالعين والسن بالسن».

والسؤال هنا للبطريرك الراعي، ومن يروجون نفس قناعاته عن أن النظام الأسدي هو حامي الأقليات: إذا كان هذا هو منطق مفتي النظام الأسدي، فما الذي تبقى للجماعات الأصولية وقادة الميليشيات؟ بل إذا كان هذا هو منطق مفتي النظام، فكيف يخشى الراعي من قدوم نظام أصولي في دمشق بعد النظام الأسدي؟ بل الأغرب من كل ذلك، أنه في الوقت الذي يردد فيه النظام الأسدي، والمحسوبون عليه إعلاميا، أو حتى ممن يصفون أنفسهم برجال دين، أن ما يحدث في سوريا من ثورة اليوم هو نتاج أعمال إرهابية تقوم بها مجموعات مسلحة، يخرج المفتي السوري ليقول إن هناك انتحاريين جاهزين في كل من أوروبا وأميركا، ومستعدين لتطبيق قاعدة «العين بالعين والسن بالسن»! أمر محزن حقا حين يتحدث مفتي بنفس لغة التنظيمات الأصولية المتطرفة. وعليه، ألا يخشى الراعي اليوم، وغيره، مما قاله مفتي سوريا؟ أوليس ذلك مدعاة لمراجعة المواقف؟ فإذا كان لدى مفتي سوريا انتحاريون في قلب أوروبا وأميركا، فماذا عن لبنان؟ وهل كان أبو عدس المزعوم أحدهم؟ وهل هم على غرار ما رأينا في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين؟ القصة ليست قصة تندر هنا، لكنها من الأهمية بمكان، خصوصا أنها تصدر عن مفتي النظام الأسدي نفسه، وليست تصريحات الـ«محللين» المحسوبين على النظام الأسدي. وبالطبع فمن شأن تلك التصريحات أن تساعد البعض، وحتى الدول، على فهم الكثير من خبايا النظام الأسدي في دمشق، وطريقة التفكير التي تدار بها الأمور هناك، وخطورة تأثير كل ذلك على المنطقة، والأمن فيها.

 

بعد تهديد أوروبا وأميركا بما يشبه 11 أيلول حسون وجه جديد من وجوه "القاعدة"

المستقبل/أحمد الأيوبي/رئيس "هيئة السكينة الإسلامية" في لبنان

في تصريح أدلى به أمام ما سمي قافلة "مريم 2" قال مفتي نظام آل الأسد أحمد حسون: "في الوقت الذي تسقط أول قذيفة على سوريا فلبنان وسوريا سينطلق كل واحد من أبنائها وبناتها ليكونوا استشهاديين.. سنعد استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم لبنان أو قصفتم سوريا والبادئ أظلم وأنتم الظالمون.. نحن نعد استشهاديين موجودون الآن في أميركا وأوروبا وفلسطين". وقبل الولوج في النقاش حول خطاب حسون، يجدر التوقف عند مناسبة إطلاق هذا الخطاب الناري وهي استقبال هذا المفتي لوفد من قافلة "مريم 2"، وللتذكير فإن قافلة مريم الأولى كانت عبارة عن سفينة كان مقرراً أن تتوجه إلى قطاع غزة في إطار الحملة التي انطلقت لفك الحصار الصهيوني عن القطاع.

وعندما فشلت هذه المحاولات، ومع اندلاع الثورة السورية، تحوّل المشروع إلى أداة لإظهار التضامن مع النظام السوري، في محاولة للإيحاء بأن التضامن مع هذا النظام هو أحد أشكال التضامن مع فلسطين. لكن الدعاية الفظة والفاشلة لإعلام النظام، حوّلت هذه القافلة إلى مجموعة نسائية فاشية تعلن ولاءها للقتل والبطش، من دون اعتبار لأي عوامل إنسانية، يفترض أن تكون النساء أكثر تأثراً بها، فإذا بهؤلاء النسوة يتحولن إلى مجموعات دعم وإسناد لسياسات النظام، ما جعلنا نسترجع النساء الحارسات للقذافي المخلوع، وقبله مجموعات الفاشيين النسائية!!. السؤال الآخر المهم: من الذي فوّض حسون التحدث باسم "كل أبناء وبنات لبنان"، وهل مجموعة نساء الحزب السوري القومي الاجتماعي وزوجات المطاردين على أبواب المحاكم والمتواطئين ضد الحريات العامة وأبواق النظام السوري في لبنان يمثّلن لبنان؟ وهل هؤلاء الأحزاب والمجموعات التي أرسلتهم قادرون على تلبية "نداء الاستشهاد" وضد من سيقومون بعملياتهم في لبنان ومن سيستهدفون ومن هم أعداؤهم المطلوب قتلهم وتفجيرهم في بلد الأرز؟!!.

هذا الخطاب الصادر عن مفتي الأسد، جاء ليذكر بجملة حقائق أهمها:

ـ لم تصبح جريمة تصدير تنظيم "فتح الإسلام" الإرهابي إلى لبنان خارج نطاق المحاكمة بحكم التقادم الزمني، بل إن الأصابع السورية التي أعدت هذا التنظيم الإرهابي وحرّكته لا تزال تتحكم بعدد من المفاصل الأمنية المؤثرة في الاستقرار اللبناني.

ـ هل يمكن نسيان أو تجاهل التصريحات التي تصدر عن أبواق النظام السوري في لبنان من وزراء ونواب سابقين، قالوا في تصريحات سابقة إن دمشق ستعمد إلى إعادة استخدام ورقة حزب العمال الكردستاني ضد تركيا، والظاهر أن هؤلاء لم يعلموا أن تسليم النظام السوري زعيم حزب العمال عبد الله أوجلان إلى تركيا، جاء بعد تهديد حقيقي بدخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية والقيام بما يلزم لإنهاء نشاط هذا الحزب ضد تركيا انطلاقاً من سوريا.

ـ يعاكس مفتي آل الأسد ادعاءات النظام بمكافحة الإرهاب، عندما يهدد أوروبا بتنفيذ عمليات هي أشبه باعتداءات 11 أيلول وتفجير الأنفاق في بريطانيا واسبانيا، وبالتالي فهو يهدد بإطلاق مجموعات إرهابية تقوم بنشر الخراب والدمار في أوروبا. فبماذا يختلف حسون عن أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وعن رموز الإرهاب من تنظيم "القاعدة" الناطقين بالشعارات الإسلامية؟!.

في هذا السياق لا يأتي حسون بأي جديد، فنظامه عبارة عن مصنع للإرهاب ومصدّر للإرهابيين، وساحات العراق شاهد من شواهد تصدير الإرهاب لفرض الوزن الإقليمي لهذا النظام. وإذا كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي محكوماً اليوم بدعم الأسد مالياً وسياسياً بضغط إيراني، فلا يمكن للرأي العام نسيان اتهاماته لدمشق بأنها تقف وراء تفجيرات الوزارات الشهيرة في بغداد وما تلاه من هجاء سياسي غير مسبوق صدر عن المالكي ووزرائه بحق نظام الأسد الذي يؤوي مجموعات بعثية وأخرى جهادية، يجري تسويقها على أنها مجموعات مقاومة للاحتلال الأميركي.

المتاجرة بفلسطين

يحاول حسون إلصاق القضية الفلسطينية بخطابه والإيحاء بأن المعركة التي يخوضها نظامه إنما هي صراع من أجل فلسطين، مما يدفعنا إلى التساؤل: لماذا لم ينفذ حسون ونظامه هذه العمليات الاستشهادية خلال الفترة السابقة، التي شهدت مئات الانتهاكات للحقوق الفلسطينية، ولماذا لا ينفذها الآن احتجاجاً على تدنيس المقابر الإسلامية والمسيحية في حيفا وعلى بناء المزيد من المستوطنات، ولماذا ربط هذه العمليات بلحظة تعرض نظام الأسد للقصف؟ وهل إذا نجا هذا النظام من العقوبات العسكرية، ينتفي السبب لتحريك الاستشهاديين من أجل فلسطين؟.

الأبعاد الشرعية

من الناحية الشرعية لن يجد مفتي آل الأسد عالماً واحداً، حتى من إيران يؤيده في هذه الفتوى الشاذة التي تدعو إلى الاستشهاد في سبيل نظام ظالم يحصد أرواح الأبرياء العزل، لأن للإيرانيين توقيتهم، ولأن علماء أهل السنة والجماعة أدلوا بآرائهم الواضحة في إدانة سياسات النظام القمعية.

أما عن شمول حسون شباب لبنان وبناته في الادعاء بأنهم سيكونون في عداد استشهاديي آل الأسد، فيستند على الأرجح إلى أن "حزب الله" سيشعل الجبهة مع العدو الإسرائيلي، مطيحاً بالمعادلة التي جاءت بالقرار 1701 وأوقفت العدوان الصهيوني في العام 2006، ومثل هذا التحول لا يستطيع لا حسون ولا سواه تحديد المسار الذي يمكن أن تأخذه التطورات على هذا المستوى. يمكن لحسون أن يدّعي أن بعض مناصري نظامه سيدعمونه، ويمكن هنا التوقف عند هذا الطرح للقول:

إن عموم اللبنانيين لم ينسوا بعد فظاعات نظام الأسد في لبنان، ولم تمسح الأيام من ذاكرتهم بعد المجازر والمآسي التي تركها جيشه ومخابراته في بلدهم، أما مناصروه، فإنهم سيستمرون بتأييده طالما أنهم يرونه لا يزال متماسكاً، أما عند بداية الاهتزاز، فسينفض الجمع ويولون الدُّبُر.

وفي هذا السياق، لا نعتقد أن حسون هو المرجعية "الشرعية" التي تصلح لتكون المرجع الذي يلتزم به "حزب الله"، لأن مرجعية الحزب كما يعلم مفتي الأسد هي الولي الفقيه في طهران.

إذا كان من استنتاج يمكن استخلاصه من هذا الموقف المتوتر لمفتي النظام السوري فهو الإحساس المتزايد بالعزلة وبالفشل في إقناع المجتمع الدولي بسيناريو الإصلاح الذي لا يأتي، وبالقمع الذي لا يتوقف بدعوى مواجهة مجموعات مسلحة، لا يعرف أحد من هم عناصرها ولا مواصفاتها ولا انتماؤها ولا لونها. إنها لحظة بدء خلع الأقنعة والأردية التي يتلطى وراءها نظام لا يعرف إلا القتل والتنكيل والإرهاب.

 

الأقباط والحقوق

عبدالله إسكندر/الحياة

لن يكون كافياً في مصر إجراء تحقيق فوري في مذبحة الأحد الماضي، ولا إقرار قانون دور العبادة، إذ إن ما ظهر من شحن وتعبئة لدى كل الاطراف يُظهر ان الازمة أبعد بكثير من حادث عنف بين مواطنين والشرطة، وأعمق بكثير من حادث مرتبط بمكان عبادة لدى الأقباط. وما يزيد من حدة الأزمة هو تجاهلها واعتبارها مجرد "مؤامرة"، داخلية كانت او خارجية.

لا بل إن الحديث عن "مؤامرة" يعني ان السلطة المصرية الحالية، وإن كانت انتقالية، لم تع بعد خطورة هذه الظاهرة المتكررة السيناريو منذ عقود طويلة، وإن اختلف عدد الضحايا بين حادث وآخر. قد يكون مفيداً لفترة وجيزة، ولتهدئة النفوس الحامية، إصدار بيان تنديد من هنا وآخر عن الوحدة الوطنية من هناك، او اجتماع لقادة روحيين يدعون الى التهدئة.

لكن كل ذلك حصل مراراً في السابق من دون ان يمنع تكرار العنف، وذلك بالضبط لأن الجميع مازال يَعتبر ان قضية الأقباط في مصر قضية أقلية دينية تُمنع من بناء دور عبادتها فحسب، وتالياً تمكن معالجتها عبر حل موضعي لهذا البناء او ذاك، علماً ان حتى هذه المسألة تتعلق بقرار من الرئيس، او من ينوب عنه، وتالياً هي مسألة سياسية تخضع لكل اعتبارات السياسة وظروفها. وتنزع عنها صفتها المواطنية والحقوقية القانونية.

وهنا يكمن جذر القضية، اذ تتحول المواطَنة الى وجهة نظر سياسية او اعتبارات سلطوية، وليس قضية مساواة تامة في الحقوق والواجبات.

واليوم، وفي الوقت الذي يتلمس النظام المصري المقبل طريقه، قد يكون حان موعد اعتبار ان الدولة المدنية وحدها تحمي الجميع. والمدنية لا تعني بياناً سياسياً، وانما هي نصوص دستورية وقانونية تطبق على الجميع. الدولة الاستبدادية التي ثار المصريون عليها وخلعوها لم تتمكن من حل مشكلة المواطنية، لا بل قد تكون أججت -لأغراضها- نزاعاتٍ طائفية.

والتهديد "بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه"... لا معنى له من دون نص قانوني يساوي بين الجميع، ومن دون تكافؤ الفرص للجميع، كما أنه لا معنى لبيانات حسن النية ما لم يوضع أساس دستوري وقانوني موحد يكفل المساواة إزاء الدولة وممارسة العبادة.

عندما يريد قبطي مثلاً، أن يطلي حائط معبده، عليه أن ينتظر إذناً مركزياً، وغالباً لا يحصل عليه، وعندما يُقْدِم على هذا الطلاء ينتهك القانون، لتنزلق المشكلة الى شجار مع مسلمين يحاولون بالقوة منع عملية الطلاء، ويقع جرحى، وأحيانا قتلى، وتأتي قوى الامن لتطبق القانون الذي انتهكه القبطي، لتصبح قضية العبادة مرتبطة بالظرف الذي يرى فيه الحاكم المستبد مصلحته. وما ينطبق على هذا الحادث المتكرر الى ما لا نهاية في شأن دور العبادة، تمكن ملاحظته ايضاً في الحاية العامة والمدنية، فأي ترقية وظيفية او في المسؤوليات العامة، هي مِنّة ايضاً من الحاكم، مثل تلك التعيينات السابقة في مجلسي النواب والشورى. فالأمران لا ينفصلان، المساواة واحدة على كل مستويات الحياة، ولا يضمنها الا الدستور المدني والنص القانوني. واليوم، وفي الوقت الذي يتلمس المصريون بناء نظامهم المقبل، قد يكون حان الظرف كي يستعيدوا جميعهم مواطنيتهم وحقوقهم العامة والخاصة، بإرساء دولة ديموقراطية وتعددية في الدستور والقانون، وليكون الدستور والقانون هما الحكم في أي خلافات اهلية. ولا تعود المسألة طائفية، وانما حقوقية، واي مشكلة تجد حلها في الدستور والقانون وليس في تجدد العنف، الذي سرعان ما يتخذ صفة المواجهة الطائفية. الدولة المدنية وحدها توفر فرصاً ليستعيد كل من المصريين اطمئنانه الى دولته وحقوقه وفرصه، وإلا ستظل تحكم علاقاتهم الريبة والشك، والعنف والعنف المضاد.

 

"سكايز" و"إعلاميون ضد العنف" يستنكران تهديد حمادة

 المستقبل/استنكرمركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز"، في بيان، تهديد الاعلامي الزميل علي حمادة بالقتل.

وجاء في البيان:"تعرّض الإعلامي علي حمادة للتهديد بالقتل، يوم الأربعاء 5 تشرين الأوّل/أكتوبر 2011، بواسطة رسالة وصلته عبر "الفايس بوك" إثر مغادرته مبنى محطة "أخبار المستقبل" بعد انتهاء برنامجه الأسبوعي، يقول مرسلها إنه "تلقى اتصالاً بإلغاء العملية في اللحظة الاخيرة"، إضافة الى قرصنة موقعه الإلكتروني ووضع رسالة على صفحته تقول إن دوره آتٍ . وقال حمادة في اتصال مع مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز": "إنها المرة الثانية التي أتلقّى فيها تهديدات خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، بسبب دعمي للثورة في سوريا"، لافتاً إلى أن "هذا التهديد ليس فيه أي كلام سياسي، بل هو كلام تقني بحت وغير مرتبط بالمواقف السياسية، ما يفرّقه عن الاتهامات العادية ويجعله أشبه برسالة باردة". وأشار الى أن "التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة هوية المرسل"، آملاً "أن تتحمّل الحكومة والمراجع المعنية مسؤوليتها في هذا الشأن"، لافتاً إلى أن "لغة كاتب الرسالة الركيكة تُظهر أنه شخص تقني ومنفّذ ولا يتعاطى السياسة". وختم البيان:"إن مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير)، يستنكر التهديد الذي تعرّض له الإعلامي علي حمادة، ويدعو الاجهزة المعنية إلى تكثيف الجهود لكشف الفاعلين بأقصى سرعة ومحاسبتهم، كما يطالب في الوقت عينه بتأمين الحماية اللازمة للإعلاميين والصحافيين والمؤسسات الإعلامية على حد سواء، لا سيما مع تزايد حالات تهديد الصحافيين والتعرض لهم خلال أدائهم واجبهم المهني في الآونة الاخيرة.

"إعلاميون ضد العنف"

واستنكرت جمعية "إعلاميون ضد العنف" في بيان "التهديدات بالقتل التي تعرض لها الصحافي والإعلامي علي حماده على خلفية مواقفه السياسية". ورأت أن "هذا الأسلوب في التعامل مع حرية الرأي والتعبير،إنما ينم عن عقلية أمنية وسلوك شمولي يهدف إلى إسكات الأصوات الحرة في لبنان".

 

تعزيز القبضة الإيرانية على لبنان

رندة تقي الدين/الحياة

إن قلق النظام الإيراني إزاء ما يحدث في سورية وتخوفه من فقدان النظام السوري الحليف وقيام نظام آخر ديموقراطي ومدني بطابع سني، يجعل إيران تعزز نشاطها وقبضتها على لبنان عبر حليفها "حزب الله" والحكومة اللبنانية التي يهيمن عليها. إن منع سلطات الرقابة اللبنانية عرض فيلم وثائقي للمخرج السينمائي نادر داودي حول أعمال العنف التي قامت بها السلطات الإيرانية لقمع المتظاهرين المسالمين ضد تزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة ومنع داودي من زيارة لبنان دليل على هذه القبضة المتزايدة. ففي حزيران (يونيو) كانت الرقابة اللبنانية منعت عرض فيلم هنا مخمالباف "الأيام الخضراء"، وكان مسؤول لبناني شرح حينئذ أن المنع كان بطلب من السفير الإيراني في لبنان.

إن سفارتي إيران وسورية في لبنان نشيطتان، الأولى بخطف سوريين معارضين في لبنان والأخرى بمنع وثائق عن واقع ما يجري في إيران. وإيران، كما سمعنا من احد وكلاء الحلف السوري الإيراني في الجبل الوزير السابق وئام وهاب، حريصة على مساعدته بمده بملايين الدولارات لبناء مستشفى في الجبل. وسمعنا أيضاً السفير الإيراني في لبنان يؤكد خبراً مناقضاً للحقيقة أن الحكومة السابقة برئاسة سعد الحريري اتخذت قراراً بإلغاء التأشيرات لدخول الإيرانيين إلى لبنان. وتناسى السفير الإيراني أن السلطات الإيرانية طلبت ذلك من الحريري عندما زار إيران لكن الحريري لم يتخذ القرار لأنه رفضه. فحكومة نجيب ميقاتي الحالية هي التي قررته لأن هيمنة إيران عليها أصبحت من دون حدود. وحكومة لبنان مثل حكومة المالكي في العراق تتحول إلى أداة في استراتيجية إيران لحماية باقي أوراقها في المنطقة في حال سقط حليفها السوري. فالنظام السوري يمثل بالنسبة إلى إيران جسراً لها في الشرق الأوسط. فكيف بإمكان إيران أن تستمر في مد أصدقائها في "حماس" و"حزب الله" بالسلاح إذا أغلقت أمامها طريق سورية؟ وعلى الصعيد العربي إذا فقدت إيران حليفها النظام السوري من يبقى لها في العالم العربي؟ فلبنان هو الموقع الحليف المؤكد لها. وهذا يجعل إيران تنشط بشكل كبير أولاً لمساعدة حليفها السوري عبر لبنان وأيضاً لتعزيز قبضتها على القرار والسياسة في لبنان عبر حلفائها "حزب الله" وأصدقائه في الحكومة. فما يجري في لبنان من تعزيز للتأثير الإيراني فيه مقلق جداً يستدعي يقظة قوية لمنع السيطرة الإيرانية على هذا البلد الصغير الذي كانت ميزته الحريات والديموقراطية والانفتاح على العالم. وإيران لا تتأخر في تقديم الأموال والمساعدات لوكلائها على الأرض في لبنان، في حين أن وضعها الاقتصادي الداخلي رديء جداً. فكثير من الإيرانيين الذين يزورون فرنسا يشكون من الأوضاع الداخلية في بلدهم كما يتوقعون عودة التظاهرات التي شهدتها إيران أثناء الانتخابات الرئاسية. وهم يتوقعون تدهور أوضاع النظام الإيراني لأنه يشهد انقسامات وتوترات ستؤدي إلى التدهور المرتقب. إلا أن النظام الإيراني الذي يعاني من مشاكل داخلية كبرى يضاعف جهوده لتعزيز قبضته على لبنان وحكومته.

 

لبنان المتواطئ مع نظام قاتل

عبد الوهاب بدرخان/النهار     

ثمة أمر معروف لكن يجب تسميته باسمه ومواصلة التشهير به: لبنان الرسمي، لبنان الحكم والحكومة، ليس محرجاً أو منزعجاً مما يحصل في سوريا. انه متواطئ مع النظام السوري ومتضامن في قتل أبناء الشعب السوري. والأدلة تتراكم، من احتجاز جنود فارين ثم تسليمهم، الى المطاردة عبر الحدود لارتكاب القتل بالقرب من بلدة عرسال، مروراً بمعاملة للنازحين تراوح بين عدم الاهتمام والفظاظة.

مع تكرار انتهاك الحدود والسكوت عنه، لم تعد السياسة المعلنة عدم التدخل في الشأن السوري، بل أصبحت التدخل لمصلحة "الشبيحة"، والمشاركة في الجريمة جريمة. ولا عزاء للحالمين بـ"ترسيم الحدود" في ما تفضل به وزير الاعلام عليهم بدرره المرصوفة من نوع أن هذه أموراً تحصل "عن طريق الخطأ" في المناطق المتداخلة، او ان الذين ينتقدون الحكومة في هذه "الأمور" (انتهاك الحدود) يشكلون "معارضة غير بناءة". وكأن القضية تحتاج الى موالاة ومعارضة لرفض مثل هذا التعدي، خصوصاً لارتكاب جريمة يفترض أن النظام اللبناني لا يقرّها والقانون اللبناني يعاقب مرتكبيها.

تمضي الأزمة السورية قدماً في "بهدلة" ما تبقى من هيبة للحكم وللحكومة، وهو قليل في اي حال. والدليل ان النقاش حول تصويت لبنان في مجلس الأمن استلزم "الاستعانة بصديق" لمهاتفة دمشق كي تسمح بالامتناع عن التصويت. الأرجح ان سوريا، المسلحة بـ"الفيتو" المزدوج، لم تكن مهتمة بالموقف اللبناني، لكن أراحها عموماً ان وزير الخارجية لم يخالف تعليماتها وأصدر أمره بالتصويت ضد القرار من دون أن يستشير رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة، إذ ان لديه رؤساء آخرين.

من المؤسف، ويجب الاعتراف به، أن ما يغطي انحراف الحكم والحكومة لمصلحة نظام دمشق هو وجود شريحة موتورة في لبنان ربطت نفسها، مصالح ومستقبلاً، بتبعيتها لنظام يقتل شعبه لأنه يتظاهر، ويريد للانتفاضة ان تنتهي ليواصل بعدها قتل من تظاهروا، ولذلك فإن التظاهرات لن تتوقف لأن كلفتها الدموية ستكون أعلى بكثير إن توقفت. هذه الشريحة من أحزاب وسياسيين وميليشيات شاركت النظام في قتل اللبنانيين في لبنان وتشاركه الآن في قتل السوريين. هي تتشدق بإعلاء شأن "الممانعة" و"المقاومة" لكنها تجرّدت عملياً من اي قيم.

دخل النظام السوري في أزمته مرحلة البحث في ما يمكن ان يفعله خارج الحدود ليخدم بقاءه. وفي مختلف السيناريوات التي يدرسها مع إيران يبدو لبنان مجرد أداة والعوبة بين أيديهما. ورغم ان تهديدات دمشق لم تستحق الردّ من اي عاصمة حتى الآن، إلا انها تدق ناقوس الخطر في لبنان، الحلقة الأضعف للدول المرشحة لمجاراة النظام السوري في جنونه. فلا الحكم ولا الحكومة مخوّلان البحث في المخاطر المحتملة، ولا يمكن الاعتماد على اي جهاز ليعطي اللبنانيين تقديراً للموقف. وفي أسوأ الاحوال سيحال المسؤولون اللبنانيون على المفتي أحمد بدر حسون لسؤاله هل يحتاج شيئا. هل لديه ما يكفي من انتحاريين لبنانيين؟!

 

السفارة الأميركية: أوباما يصدر إعفاء عن العقوبات على لبنان المتعلقة بالإتجار بالبشر

منح الرئيس الأميركي باراك أوباما لبنان إعفاءً عن العقوبات المتعلقة بالإتجار بالبشر من أجل السماح باستمرار المساعدات الأميركية إلى لبنان التي كانت في خطر بسبب وضعه في فئة المراقبة رقم ثلاثة في التقرير السنوي حول الاتجار بالبشر للعام 2011. وأشارت السفارة الأميركية في لبنان، في بيان، إلى أن "السفيرة (الأميركية) مورا كونيللي أبلغت رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عن قرار الرئيس أوباما في الرابع من شهر تشرين الأول الجاري"، لافتة إلى أن واشنطن "تعرب عن تقديرها للجدية التي تتعامل بها حكومة الرئيس ميقاتي والمجتمع المدني اللبناني بالقضايا المتعلقة بمكافحة الإتجار بالبشر". وختمت بالقول: "لقد رحبت السفيرة كونيللي بالخطوات الأولية التي اتخذتها حكومة لبنان في هذا المجال وتعهدت بمواصلة التعاون في مجال حماية ضحايا الإتجار، وملاحقة الجناة، ومنع انتشار الإتجار بالبشر".(المكتب الإعلامي)

 

مذكّرًا بمسؤولية لبنان في حماية المعارضين السوريين على أراضيه.. وبكون المحكمة الدولية وتمويلها من موجبات القانون الدولي

عضو الكونغرس الأميركي شابوت يدين "الخروقات السورية الفاضحة للسيادة اللبنانية"

 أعرب عضو الكونغرس الأميركي ستيف شابوت في تصريح عن انزعاجه "الشديد من التقارير الواردة في الآونة الأخيرة حول عمليات توغل سوريّة داخل الأراضي اللبنانية"، لافتًا في هذا المجال إلى أنّ "الخرق (السوري) الأخير أسفر عن وفاة مزارع لبناني (علي الخطيب وهو سوري متزوج من لبنانية) وذلك بعد توغّل مدرّعة مسلحة سورية لحوالي أربعة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانيّة" في جرود بلدة عرسال. وحيال ذلك، قال شابوت: "أدين بأشد العبارات الممكنة هذه الخروقات الفاضحة للسيادة اللبنانيّة والتي تمثّل خرقًا واضحًا لقراري مجلس الأمن الدولي 1559 و1701". وفي سياق متصل، جدّد شابوت إدانته "القمع الوحشي الذي ينتهجه نظام (الرئيس السوري بشّار) الأسد، بحيث يقدّر عدد الذين قُتلوا على يد هذا النظام حتى الساعة بما يزيد على الـ2900 سوري، فيما تتحدث التقارير الواردة من سوريا عن تجاوزات غير معقولة لحقوق الإنسان"، معربًا في المقابل عن امتنناته "للسفيرة الأميركية في لبنان (مورا كونيللي) التي شددت بوضوح على المسؤوليّة التي تضعها الولايات المتحدة على عاتق لبنان لحماية أعضاء المعارضة السوريّة الذين يقطنون في لبنان، وذلك بالتوازي مع التشديد على دعم المحكمة الخاصة بلبنان وتمويلها، بما يشكل موجبات قانونية دولية رئيسية على عاتق الدولة اللبنانية".  (ترجمة NOW Lebanon)

 

غصن: نتحفظ على قرار مجلس الوزراء.. وقررنا تعليق الإضراب

أعرب رئيس الإتحاد العمالي العام غسان غصن عن تحفظ الإتحاد على قرار مجلس الوزراء بشأن القيمة المحددة لرفع الحد الأدنى للأجور، إلا أنه أعلن في الوقت عينه أنّ الإتحاد العمالي قرر في جلسته المسائية "تعليق" الإضراب الذي كان مقررًا اليوم الأربعاء.وإذ أعلن كذلك تحفظه "على تحفظ الهيئات الإقتصادية على مقررات مجلس الوزراء"، شدد غصن على "ضرورة تشكيل اللجنة الإقتصادية الإجتماعية"، كما طالب "بمراقبة الأسعار وجودة السلع"، مشيرًا في السياق نفسه إلى أنه "تم الاتفاق على إجراء تقييم للأسعار والأجور سنويًا".

 

منشور كاذب ينذر بحصول تفجير بمبنى تابع للأمم المتحدة في "جفينور" 

ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن أحد عمال التنظيفات في مبنى "جفينور" (في الحمرا)، حيث يوجد مكاتب لـ"يونسيف" والمنظمة الدولية للهجرة التابعين للأمم المتحدة، عثر على درج الطابق الأول من المبنى عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم على منشور يحذّر من حصول إنفجار عند الأولى من بعد ظهر اليوم، وعلى الفور صدرت تعليمات لإخلاء مكاتب الأمم المتحدة وعمدت عناصر من قوى الأمن الداخلي إلى تفتيش المبنى حيث تبيّن أن المنشور كاذب ولم يتم العثور على أي جسم متفجر.(الوطنية للإعلام)

 

وكيليكس/المستقبل/بري لفيلتمان: لبنان كله مع سليمان إلا عون.. إنه أمر لا يُصدّق

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 10/12/2007 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 1931 أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي يصرّ على تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، عبر الالتفاف حول حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، مشيراً إلى أن رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب ميشال عون يشكل مشكلة "سياسية" حقيقية.

وأكد بري للسفير الأميركي آنذاك جيفري فيلتمان، خلال لقاء في مكتبه في عين التينة في 8 كانون الأول 2007، أن لبنان كله هو مع العماد ميشال سليمان، ما عدا شخص واحد. هذه هي القضية الحقيقية، هناك مشكلة سياسية مع عون، إنه أمر لا يصدق!". وحذر من مطالب عون، مؤكداً أنه يعارضها وهي ضد مصالح المسيحيين، لاسيما عندما طلب تقليص مدة ولاية سليمان في الرئاسة لمدة سنة واحدة وسبعة أشهر، وبرفضه تولي الرئيس سعد الحريري الحكومة المقبلة.

وذكّر السفير بري بالاقتراح الذي طرحه الأخير في الماضي وهو سهل ودستوري عبر عودة أحد الوزراء المستقيلين إلى الحكومة المؤقتة لإزالة أي تساؤلات حول شرعيتها، مما يسمح للحكومة أن تلعب دورها الدستوري في تعديل الدستور، فنفى بري بدايةً مناقشة الأمر، ثم ألقى اللوم على "حزب الله"، قائلا بأنه يمكن القيام بالأمر إن كان نصر الله مسافراً فحسب.

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "07Beirut1931" تحت عنوان: "بري يطالب بالاجماع على كيفية تعديل الدستور"، كالآتي:

"يصرّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي على تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية عبر الالتفاف حول حكومة السنيورة. ويلوم برّي كعادته الجميع على الأزمة القائمة من دون تحميل نفسه أي مسؤولية، مشيراً إلى أن رئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون يشكل مشكلة "سياسية" حقيقية. في حين أن المكاسب السياسية الملموسة التي يأمل بري بحصدها لا تبدو واضحة بعد، خاصةً وأنه يحاول وضع العقبات القانونية لانتخاب ما يبدو حتى الآن مرشحاً توافقياً غامضاً، نشتبه بأن التأخير الحالي قد يكون محاولة أخرى لانتزاع تنازلات من حيث مجلس الوزراء القادم وبرنامج عمله".

وأشارت البرقية إلى أن "السفير ويرافقه نائب رئيس البعثة والمسؤول السياسي والاقتصادي التقوا الرئيس بري ومستشاره علي حمدان في مكتبه في عين التينة في الثامن من كانون الأول. وصرّح بري في بداية حديثه أنّه لم يعد شديد التفاؤل بعد تأجيل جلسة مجلس النواب المقرّرة في السابع من كانون الأول إلى الحادي عشر من الشهر لمتابعة الجهود لانتخاب رئيس الجمهورية. وبدا مقتنعاً بأن تعديل الدستور سيكون أمراً سهلاً، واقترح طريقتين للقيام بذلك (وأشار إلى أن الاقتراحين ليسا من رأسه)، لكنّه أضاف أن فريق 14 آذار لن يوافق على اقتراحاته. وكان الاقتراح الأول أن تستقيل حكومة السنيورة، وبالتالي تتحول تلقائياً إلى حكومة تصريف أعمال. (ملاحظة: المعارضة تعتبر أن الحكومة فاقدة للشرعية منذ 11 تشرين الثاني 2006، بعد استقالة 6 وزراء، من ضمنهم الوزراء الخمسة الشيعة، مما جردها من التوازن الطائفيّ. تابع الوزراء المعنيون أعمالهم ولكنهم رفضوا حضور أي من اجتماعات الحكومة. ولم تقبل الاستقالات رسمياً من قبل السنيورة)".

وأضافت البرقية "على الرغم من أنه اعترف أن حكومة تصريف الأعمال لن تتمكن من اتخاذ قرارات مهمة كتعديل الدستور، لفت بري إلى أنه في حال التوافق على الأمر، فباستطاعة الحكومة الحصول على الحق بإقامة تعديلات تلمس بشكل طفيف أي مخالفات دستورية، مضيفاً أن السنيورة قال مسبقاً إنه سيقدم استقالته لرئاسة الجمهورية، فلماذا لا يقوم بالأمر قبل ذلك بحوالي نصف ساعة (أي قبل الانتخابات)، وبالتالي يصبح تطبيق اقتراح بري ممكناً؟ وبحسب بري، يمكن عندها القيام بتعديل الدستور وانتخاب الرئيس الجديد في غضون ساعتين. (ملاحظة: استقالة رئيس مجلس الوزراء اوتوماتيكية في حال انتخاب رئيس جديد).

في محاولة للالتفاف حول هذا الاقتراح، رأى بري أن حكومة السنيورة ستعتبر حكماً مستقيلة إن قام وزيران إضافيان بتقديم استقالتهما. (ملاحظة: يجب أن يحافظ مجلس الوزراء على الثلثين، أي 16 من أصل 24 وزيرا أصلياً، للبقاء في السلطة. بعد استقالة وزراء المعارضة الستة، واغتيال وزير الصناعة بيار الجميل، الحكومة الحالية قائمة على 17 وزيراً فقط). أما اقتراح بري الثاني، على افتراض أن الوزراء الشيعة لن يعودوا الى الحكومة وهي نفسها لن تستقيل، فهو أن يتقدم عشرة نواب لتوقيع عريضة اقتراح التعديل الدستوري، ويمرر بعد ذلك مجلس النواب التعديل من دون إحالته إلى الحكومة (على النحو المطلوب وفقاً للدستور). وسيكون من نوع "القانون الذي يطبق على الفور"، وبالتالي لن يكون هناك ضرورة للحصول على موافقة الحكومة. وقال بري إنه بموجب هذا السيناريو، يمكن أن يتم التعديل وانتخاب الرئيس في ساعة ونصف فقط.

وقال بري، بعد عرض قرارات قانونية قديمة تدعم حجته، أن هناك ما يسمى بـ"ظروف استثنائية" و"مصالح الدولة"، ويمكن التذرّع بهذه الحجج لتبرير عدم الالتزام الصارم بالإجراءات الدستورية. وكما كان قال لزعيم الاغلبية سعد الحريري، أن الفراغ الرئاسي والمشكلة المستمرة مع زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون، وخطر نشوب نزاع بين السنة والشيعة، جميعها حجج لتبرير هذا النهج. وشبّه الوضع بما حدث بعد أحداث 11 أيلول، عندما اتخذت الولايات المتحدة الإجراءات التي تعدت على الحريات المدنية باسم الأمن القومي. علاوة على ذلك، خلص بري إلى أن الدستور اللبناني يستند على الدستور الفرنسي، والقانونيون الفرنسيون يتفقون مع هذا النهج".

وتابعت البرقية "أشار السفير إلى أنه في الماضي قال بري إن حلاً سهلاً ودستورياً سيكون على الأقل عبر عودة أحد الوزراء المستقيلين إلى الحكومة مؤقتاً لإزالة أي تساؤلات حول شرعيتها، مما يسمح للحكومة أن تلعب دورها الدستوري في تعديل الدستور. ونفى بري هذا، قائلاً انه "لم يدخل في تفاصيل" إجراءات تعديل الدستور. لكن بري اعترف أنه تمتّ مناقشة هذا الاحتمال. وكان النائب بهيج طبارة أخبر بري، ووزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير والرئيس الحريري أنه على الرغم من أن الحكومة الحالية غير دستورية، فبإمكان الوزراء الشيعة أن يبدوا تحفظاتهم عن الحكومة في مجلس الوزراء. وتمت مناقشة المسألة مع "حزب الله"، وقال وزير الطاقة المستقيل محمد فنيش إن "حزب الله" لن يوافق على الأمر إلا إذا تمت مراجعة جميع المراسيم التي مرت خلال العام الماضي من قبل حكومة السنيورة الـ"غير شرعية" من الحكومة التي ستستعيد الدستورية بالكامل. وناقش الحريري المسألة مع بري ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، الذي قال إنه سيسأل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن الأمر. وقال بري للسفير إنّه سيقف بعيداً في حال أعطى نصرالله الضوء الأخضر. واقترح السفير أنه بإمكان حكومة السنيورة أن تقبل استقالة الوزراء الستة وتقوم بتعيين وزراء شيعة جدد، وبالتالي إبعاد الشكوك عن شرعية الحكومة. وقال بري الذي بدا أنه لم يأخذ هذا الحل في عين الاعتبار "يمكننا أن نتكلم بالأمر".

ولفتت البرقية إلى أن بري "زعم بأنه طلب من النائبين بهيج طبارة وروبير غانم أن يحضرا عريضة للبدء بالعملية. وقال إن العريضة لن تشير إلى الطريقة التي سيعدّل بها الدستور، إنما ستشير فقط إلى ضرورة تعديله. وسيوقعها خمسة نواب من كل جهة (خمسة نواب من فريق قوى 14 آذار، اثنان من "حزب الله"، اثنان من حركة "أمل" وميشال المرّ ممثلاً كتلة عون النيابية). وقال إنه حثّ "حزب الله" والحريري لتوقيع العريضة في 7 كانون الأول، طالباً من نواب "حزب الله" أن يوقّعوا على العريضة أوّلاً، ومن بعدها استشارة نصر الله. وقال إن الرئيس الحريري وافق في بداية الأمر، ثم قال إنه يريد الانتظار لكي يكون مرتاحاً للعملية برمّتها. وتدخل حمدان قائلاً إن الشائعات تشير الى أن وزير الاتصالات آنذاك مروان حمادة نصح الرئيس الحريري بالتريث. وقال بري إن هذا كان خطأً فادحاً لأنه كان سيشكل ضغوطات هائلة على عون".

وبحسب البرقية "أصر السفير على أنه منذ كان هناك توافق في الآراء بشأن سليمان ونظراً للحاجة الملحة لملء الفراغ الرئاسي، ينبغي على البرلمان عقد جلسة للتصويت على الفور. وحقق فريق 8 آذار فوزاً عن طريق دفع فريق 14 آذار إلى اقتراح مرشح من خارج كتلته. "أي انتصار؟؟" هتف بري، معرباً عن دهشته. وقال إن الولايات المتحدة كانت أول من ذكر سليمان، وقامت بإعطاء الضوء الأخضر عند القول إنها لا تعارض التعديل الدستوري. وأضاف أنه حتى مع التوافق، فالحديث عن الذهاب إلى البرلمان أمر مختلف عن القيام به فعلياً، مضيفاً أنه لا بد أولاً من الاتفاق على كيفية تعديل الدستور". وأوضح أن لبنان كله هو مع العماد ميشال سليمان، ما عدا شخص واحد. هذه هي القضية الحقيقية، وليس كيف يمكننا تعديل الدستور. هناك مشكلة سياسية مع عون، قال وهو يهزّ رأسه، "إنه أمر لا يُصدّق!".

وتابع قائلاً إن عون يريد أمرين: شراكة في الحكومة وقانون انتخابي جديد. في إشارة الى البيان الفرنسي المقترح، وقال إن الحريري لن يقبل الكلام على حساب ضرورة وجود حكومة "النسبية"، الذي كان يدعي عون أن الفرنسيين أكدوا له إدراجها، مشيراً إلى أن عون يقول إنه يضمن التطمينات الفرنسية من "55/45" لتشكيل مجلس الوزراء (تشكيلة تعكس تركيبة الأغلبية/الأقلية في البرلمان). وادعى أن الأوروبيين وعدوه بقانون انتخابي جديد من شأنه أن يرجح "القضاء" على نظام التصويت. (ملاحظة: يعتقد عون أن إقامة انتخابات على "مستوى القضاء" سوف تؤدي إلى تحقيق مكاسب انتخابية لحزبه، ويلقي باللوم على القانون الانتخابي غير العادل لعدم حصوله على حصة عادلة من المقاعد في انتخابات العام 2005). وتابع بري: " بالإضافة إلى ذلك، يصر عون على أن سليمان سيبقى فقط في منصبه لمدة "سنة واحدة وسبعة أشهر" (أي حتى موعد الانتخابات التشريعية 2009)، وأن سعد الحريري لن يصبح رئيسا للوزراء. مدعيا أنه يعترض على كل المطالب، وأضاف أنه قد قال ذلك لأمل و"حزب الله"، محذراً من أن مطالب عون ضد مصالح المسيحيين (لأنها ستضعف موقع الرئاسة المسيحي)، و"نحن لا يمكن أن نعارض طائفة بأكملها".

وأشار السفير إلى أن تشكيل الحكومة يجب أن يكون من صلاحيات الرئيس الجديد، وإلا سيتم حرمانه من دوره الدستوري. وقال السفير انه بدأ بالفعل بإخطار نواب عون أنهم يعرضون البلاد إلى مخاطر محتملة من عقوبات مالية وحظر على السفر إلى الولايات المتحدة إن استمروا في عرقلة الجهود المبذولة لانتخاب الرئيس".

واختتمت البرقية بتعليق أشار فيه السفير إلى أنه "لأشهر عدة، أصرّ بري على ضرورة اكتمال نصاب الثلثين لانتخاب رئيس توافقيّ. أما وقد بات هناك مرشح توافقي، رفع بري سقف المطالب، مشيراّ إلى أن التوافق لا يجب أن يكون على الرئيس فحسب، إنما أيضا على كيفية تعديل الدستور. وعندما سئل لماذا لا يتم اللجوء إلى حلول بسيطة كإعادة وزير شيعي مستقيل إلى الحكومة، نفى بري بدايةً مناقشة الأمر، ثم ألقى اللوم على "حزب الله"، قائلا بأنه يمكن القيام بالأمر إن كان نصر الله مسافراً فحسب. مرة أخرى، يملك الرئيس الزلق اللسان الإجابة عن كل شيء، ولكن إجاباته بدأت تفقد مصداقيتها وإثارة شكوكنا حول أهدافه الحقيقية. ماذا سيكسب بري في حال استقالت حكومة السنيورة أو في حال تم استبعادها عن عملية تعديل الدستور؟ الرضى لرؤية السنيورة مغادراً السراي الحكومي (كما يشعر فريق 14 آذار بالرضى حين يغادر لحود القصر الرئاسي)، والاقتراح الضمني بأن حكومة السنيورة باتت فعلاً فاقدة للشرعية في البداية. وعلى الرغم من تضخم الأنا التي لا تخطئ لبري، الأمر لا يشكل أي إجابة، إلا إذا كان رئيس مجلس النواب يراهن على أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الإنجازات التي حققتها حكومة السنيورة. وعلى الرغم من أن المحكمة الخاصة بلبنان آمنة بعدما صدرت الأوامر بخصوصها من قبل الأمم المتحدة، لكن القرارات المتعلقة بخصخصة الاتصالات (المسألة التي يعارضها فريق 8 آذار ويعتبر أنها تعم بالفائدة على فريق 14 آذار، ناهيك عن وجود تهديد لشبكة اتصالات "حزب الله" الخاصة والمستقلة) ربما تكون الهدف الأول.

هل ستعزز استقالة السنيورة مكانة بري عند "حزب الله" وحلفائه، سواء عون أو سوريا، بعد الكثير من الانحناء في مهب الريح على مدى الأشهر الماضية في محاولة لارضاء جميع الاطراف؟ مرة أخرى، قد لا يكون هذا التفسير مُرضياً. على الرغم من جهود بري لوضع كل اللوم على عتبة عون، نحن نعتبر ذلك ذريعة مناسبة لعدم المضي قدماً في الانتخابات. بعد كل شيء، هناك نصاب ثلثي أعضاء البرلمان من دون عون (واثنين من نواب كتلته ظهرا للتصويت يوم 7 كانون الأول).

وبما أن "حزب الله" قد يخسر غطاءه المسيحي إن انفصل عن عون، ربما يكون بري بصدد القيام بكسب الوقت لضم عون كما يدعي. ولنفترض أن المعارضة (ورعاتها السوريون والايرانيون) يريدون رئيساً بالفعل، فقد يكون بري، في محاولة للتأكد من أن مصالح فريق 8 آذار محفوظة، يحاول تحقيق مكاسب ملموسة متعلقة بتشكيل الحكومة وبرنامجها. لا يزال غير واضح تماماً كيف يقوم بري بوضع العقبات أمام التعديل الدستوري، ولكن لا شك أن التفافاته الأخيرة جزء من لعبة التأخير والتأخير، والتي أصبح مشهوراً بها بالنسبة لنا، كما أنه ينتظر تعليمات من دمشق ولكي يكون تحول الرياح أكثر حسماً في صالحه

 

مشعل: سنحررّ 1027 أسيرًا مقابل الإفراج عن جلعاد شاليط

أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل تمكّن الحركة "من الوصول إلى عقد الصفقة (مع إسرائيل) لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال مقابل جندي أسر في معركة" (الجندي جلعاد شاليط) وأضاف: "أزف هذه الصفقة إلى أحرار العالم وعشّاق الحريّة الذين يتطلّعون إلى كسر قيود المحتل". مشعل، وفي مؤتمر صحافي عقده في دمشق، قال: "أعرف أنّ الجميع متلهف للحديث عن التفاصيل ولكن الليلة الحديث هو عن الوعد الذي حقّقته أياد المجاهدين"، موضحًا أن "خلاصة هذه الصفقة هي ألف أسير إضافة إلى 27 أسيرة، وهي على مرحلتين: 450 في المرحلة الأولى ستتم في الأيام المقبلة و550 سيُفرج عنهم بعد شهرين". وأضاف: "هذه الصفقة ذات الحجم الكبير تشمل كل النساء وهم 27 أسيرة مناضلة وفي مرحلتها الأولى تضم 315 أسيرًا حكمه مؤبّدًا من أصل الـ450". وإذ شدّد على أنّ "صفقة التبادل اليوم هي حلقة من حلقات سبقنا إليها غيرنا ولكنّها الأولى لأسير من داخل الأراضي الفلسطينيّة"، توجّه مشعل بالشكر إلى "كتائب القسّام" التي قامت بعمليّة "الوهم المتبدّد" والتي كان نتيجتها أسر الجندي شاليط"، كما شكر كل من "سوريا ومصر الحبيبة التي خاضت معنا مفاوضات مضنية ".(رصد NOW Lebanon)

 

نتنياهو: قرار تبادل الأسرى كان صعبًا جدًا وراعى الضرورات الأمنيّة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوصّل إلى اتفاق مع حركة "حماس" لتبادل الأسرى، مؤكدًا أن "القرار كان صعبًا جدًا وراعى الضرورات الأمنيّة". وأعرب نتنياهو خلال مؤتمر صحافي عن شكره للوسيط الألماني وحكومة مصر وأجهزتها الاستخباراتية التي ساهمت كثيرًا بالوصول إلى هذا الاتفاق"، مضيفًا: "تحدثت هذا الصباح مع أهل (الجندي الأسير) جلعاد شاليط وقلت لهم إنني أحقق تعهّدي وسأعيد إليكم إبنكم وأنا مسرور لأنني حقّقت ما تعهّدت به". وختم نتنياهو قائلاً: "أعرض هذا المساء على الحكومة اقتراح إنقاذ شاليط بعد 5 سنوات وإعادته إلى بيته في إسرائيل".(رصد NOW Lebanon)

 

الجديد": ضهور الشوير ترفض استقبال الممثّل عادل إمام على خلفيّة استخفافه بنصر تموز

ذكرت محطة "الجديد" أنّه بعد اكتشاف أهالي بلدة ضهور الشوير أنّ هناك طلبًا قُدّم لتصوير فيلم من بطولة الممثّل المصري عادل إمام في بلدتهم تمّ رفض الطلب على الفور على اعتبار أنّ الممثّل استخف بانتصار لبنان على إسرائيل في حرب تموز عام 2006. ولفتت المحطة إلى أنّ "أهالي البلدة أكّدوا أنّ بلدتهم مفتوحة أمام كل الناس باستثناء من يهينوا لبنان ويسخرون من إنجازاته". يشار إلى أنّ الممثّل عادل إمام كان علق في تصريح له على مسألة "النصر اللبناني على إسرائيل"، متسائلاً: "ماذا يعني أنّك انتصرت بالصمود؟"

(رصد NOW Lebanon)

 

السنيورة معزيًا الكنيسة القبطية في سن الفيل: للكشف عن مرتكبي أحداث القاهرة ومعاقبتهم

زار رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة هذا المساء الكنيسة القبطيّة في سن الفيل على رأس وفد من نواب الكتلة ضم النواب: هادي حبيش، نبيل دو فريج، عاطف مجدلاني، عمار حوري، وأمين وهبي. وكان في استقباله رئيس الكنيسة القبطية في لبنان الأب رويس الأورشاليمي وأعضاء الرابطة القبطية في لبنان. هذا وقدم الرئيس السنيورة ونواب الكتلة التعازي بسقوط الضحايا في أحداث القاهرة الأليمة، مؤكدًا على "ضرورة كشف الفاعلين وانزال العقاب بهم". (المكتب الإعلامي)

 

الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول قتل المتظاهرين في مصر 

دعت مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان السلطات المصرية إلى ضمان حيادية واستقلال أي تحقيق بشأن المواجهات التي أوقعت 25 قتيلاً معظمهم من الأقباط.وطلب المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل من السلطات "توفير الحماية للجميع بما فيهم الأقليات في ممارسة حقهم المشروع في التجمع السلمي والتعبير". (أ.ف.ب.)

 

كيروز يندد بما يتعرض له الاقباط

المستقبل/شجب عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب إيلي كيروز ما "يتعرض له المسيحيون الأقباط في مصر من قتل وتنكيل غير معهودين، ولا سيما على يد بعض القوى الأمنية التي يفترض أن تحمي المواطنين من دون تمييز". ووجه في تصريح أمس، نداءً إلى شيخ الأزهر دعاه فيه إلى "تحمل المسؤولية الكاملة في المساهمة في توجيه الثورة المصرية نحو مبادئ الحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة وقبول الآخر، وبالتالي الحؤول دون انحرافها لصالح تسلط جديد وتغطية التمييز بحق أبرز المكونات الأصيلة للشعب المصري".

كما حض السلطات المصرية على "تأكيد دورها الراعي للوحدة المصرية السليمة والعيش المشترك الحقيقي، وعدم التغاضي عن الأسباب الحقيقية لمعاناة المسيحيين الأقباط بل الإنكباب على معالجتها بكل جدية

 

مروان حمادة لـ"المستقبل": المحكمة ستلاحق المجرمين ولو اختبأوا في أقبية المخابرات السورية

حاورته: صفاء قره محمد/المستقبل

طمأن النائب مروان حمادة المراهنين على نهاية المحكمة الدولية الى أن "المحكمة باقية، مستمرة، وفاعلة، وستلاحق المجرمين حتى النهاية ولو اختبأوا في بعض زواريب لبنان أو في أقبية المخابرات السورية والحرس الثوري الإيراني"، مشدداً على ان "ساعة الحقيقة دقت وهي حاسمة ليست لمصير حكومة (الرئيس نجيب) ميقاتي فحسب بل لمصير لبنان وموقعه الدولي".

وفي حديث الى "المستقبل" امس، رأى حمادة في الخروق السورية "أهدافاً مزدوجة فهي من جهة تحاول إرهاب اللبنانيين ومنعهم من مد يد العون لأشقائهم في سوريا، ومن جهة اخرى تظهر السلطة اللبنانية، يا للأسف، بمظهر التابع كلياً في الأمن والسياسة لسلطة دمشق وأوامرها". واعتبر أن "لا أمل للديموقراطية في لبنان إن لم تنتصر على الديكتاتورية في سوريا"، لافتاً الى ان "التخاذل هو عنوان المرحلة في أعالي السلطة بكل مرتباتها". وطالب الإتحاد العمالي بـ"تحديد أهدافه بدقة أهي مطالب العمال أو توجيهات فئات سياسية معينة اختارت هذا التوقيت بالذات للضغط على الرئيس ميقاتي وبعض مكونات الحكومة"، مشيراً الى ان "المطالب العمالية محقة ولكن المطالب المخابراتية مردودة".

وهنا نص الحوار:

[كثرت تنبؤات الصحف المحسوبة على 8 آذار عن استقالة الرئيس السابق للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي انطونيو كاسيزي وتعيين آخر، ما تعليقك على ذلك؟

ـ المضحك المبكي ان الذين يعلقون ويتباكون ويذرفون دموع التماسيح على الرئيس انطونيو كاسيزي هم الذين نعتوه بأبشع النعوت واتهموه بالعمالة لإسرائيل، وها هم يعتبرون تنحيه عن رئاسة المحكمة ـ وليس عضويته ـ كارثة ونذيراً بنهاية المحكمة. ان هذا النمط من التهجم المستمر على المحكمة يدل منذ ست سنوات على الإرباك الضخم الذي أصاب "حزب الله" وجماعته وكل من يدور في فلكه في لبنان ومن يعينه في دمشق وطهران. المحكمة في كل يوم وفي كل مقال وتعليق ونشرة هدف لمن يدعي تارة الصفة القانونية وطوراً الخبرة الدولية، وهم في النتيجة يحصدون ما يزرعون من تقوية مستمرة للمحكمة وتضامن أشد بين أعضائها وأركانها واداراتها ومحققيها. اذا "عطس" (مدعي عام المحكمة الدولية القاضي دانيال) بيلمار يقال ان القضاء الدولي إنهار، وإذا ادعى كاسيزي أن مرضاً أصابه وهو متقدم في السن يبشرون بانهيار المحكمة. فليطمئنوا ان المحكمة باقية، مستمرة، فاعلة وستلاحق المجرمين حتى النهاية ولو اختبأوا في بعض زواريب لبنان أو في أقبية المخابرات السورية والحرس الثوري الإيراني.

[ماذا ينتظر الرئيس نجيب ميقاتي ليحسم أمر بند تمويل المحكمة اذا كان ملتزماً به كما يقول؟

ـ سيضطر الرئيس ميقاتي الى ان يحسم أمره خلال أيام أو أسابيع قليلة جداً، ذلك أن واجب التنفيذ في قضية المحكمة غير واجب السعي في قضية المتهمين، فقد يفسر الرئيس ميقاتي عجزه ويبرره في إعتقال المتهمين الاربعة المختبئين في الضاحية الجنوبية، ولكن لن يكون في استطاعته ان يفلت من الإلتزامات الدولية لتوفير المال الموجود في خزينة الدولة. ساعة الحقيقة دقت وهي حاسمة ليست لمصير حكومة ميقاتي فحسب بل لمصير لبنان وموقعه الدولي.

[الى ماذا تهدف سوريا بخروقها للحدود اللبنانية بعد تسجيل الخرق الثالث؟

ـ الأهداف السورية مزدوجة، فهي من جهة تحاول إرهاب اللبنانيين ومنعهم من مد يد العون لأشقائهم في سوريا ولو في حالات اللجوء الإنساني، ومن جهة أخرى تظهر السلطة اللبنانية، يا للأسف، بمظهر التابع كلياً في الأمن والسياسة لسلطة دمشق وأوامرها. ولم نرَ حتى الآن من رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة أو وزارات الدفاع والداخلية والعدل أو مديرية الأمن العام ما يدل على عكس ذلك.

[لماذا لم نرَ أي رد فعل رسمي تجاه هذا الموضوع؟

ـ لأن التخاذل هو عنوان المرحلة في أعالي السلطة بكل مرتباتها، ويكفي أن نقرأ التعليقات الصحافية في صحف الموالاة والمعارضة لنقيس مدى اليأس الشعبي اللبناني من الحكام ومن استقلاليتهم.

[الى متى سنبقى نخشى سوريا وأنظتمها؟

ـ نحن لا نخشى سوريا بل نحبها ونتمنى لها الخير والخروج السريع من سجن الدكتاتورية الأسدية. كما أن أحداً في سوريا أو في لبنان لم يعد يخشى هذا النظام المقيت، إلا أننا نستطيع أن نعترف له بالفن في الإجرام والقتل والخطف على كل الساحات الإقليمية وخصوصاً اللبنانية والسورية والفلسطينية.

[ما تعليقك على تهديد مفتي سوريا احمد بدر الدين حسون باسم لبنان وسوريا، كلاً من اوروبا ممثلة بفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وارض فلسطين (اسرائيل)؟

ـ لقد قتل النظام إبنه ليخرجه من صمته ويجبره على الفلتان الكلامي. رحمة الله على ولده وتمنياتنا أن يتصرف كمفتٍ مسؤول عن مصير السوريين مسلمين ومسيحيين وليس كأداة للسلطة.

[ما تعليقك على أحداث مصر الأخيرة؟

ـ آسف بشدة لما حصل وأسجل ثلاث ملاحظات: الأولى أنه لا بد من التعاطي مع الشريحة القبطية المصرية الأصيلة بكل إهتمام متوازن. الثانية أن الأقليات أياً كانت لا يجوز أن تتحول الى حصان طروادة لنسف الثورات العربية. ثالثاً إن الإدارة المصرية لا تزال تشكو من كل العلل التي كانت قائمة في العهد البائد. وفي الحالة هذه يبدو محافظ أسوان رجل لا يقدر العواقب ولا يقرأ في السياسة ولا يحترم النفسيات القلقة الموجودة تاريخياً في صعيد مصر.

[لماذا أراد الرئيس سعد الحريري في هذا الوقت ابلاغ قيادة "تيار المستقبل" تقديم الدعم المعنوي والاعلامي والسياسي لربيع العرب، وخصوصا للشعب السوري كما ذكرت صحيفة "النهار"؟

ـ انها رسالة تترجم مشاعرنا وتؤكد قرارنا إلى جانب سعد الحريري أن نتصدى مع الشعبين السوري واللبناني للمؤامرة التي تستهدفهما، بمعنى أن لا أمل للديموقراطية في لبنان إن لم تنتصر على الدكتاتورية في سوريا.

[ما موقفك من الإضراب الذي أعلنه الاتحاد العمالي العام (اليوم)؟

ـ يجب أن يحدد الإتحاد العمالي بدقة أهدافه أهي مطالب العمال أو توجيهات فئات سياسية معينة اختارت هذا التوقيت بالذات للضغط على نجيب ميقاتي وبعض مكونات الحكومة، عندئذ نعطي رأينا بالتحرك لأن المطالب العمالية محقة ولكن المطالب المخابراتية مردودة.

[نجد أن الحكومة عاجزة عن حل ملفاتها وهي في كل مرة تلجأ الى التسوية، ما رأيك بذلك؟

ـ الحكومة وصفتها سابقاً بأنها حكومات، وأفضل خدمة تسديها للبنانيين هي الرحيل لتحل محلها حكومة تكنوقراط ـ حيادية تحمي البلاد من تداعيات الأحداث المحيطة، وتهيئ لقانون وانتخابات حرة نزيهة بعيدة من وطأة السلاح وهيمنته.

[ختاماً، كيف تصف علاقتك برئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط اليوم؟

ـ جيدة.

 

جعجع: "لو بتحلّ جماعة حزب الله عن ضهر الشعب اللبناني/بعض الفرقاء يريدون إبقاء لبنان غابة لتصفية الحسابات وسيطرة القوي على الضعيف 

موقع 14 آذار/يأمل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع "لو بتحلّ جماعة حزب الله عن ضهر الشعب اللبناني" ولو قليلاً وتترك الدولة اللبنانية بحالها لأنها هي وحدها التي تُمثلنا وتحافظ على مصالحنا كمواطنين لبنانيين بحيث لم نكلّف أحداً سوى النواب في المجلس النيابي". وأشار الى ان "بعض الفرقاء في لبنان يرفضون مفهوم المحاكم حتى المحلية منها واكبر دليل هو اعتراضهم على بعض الأحكام التي صدرت مؤخراً، وكأنهم يريدون إبقاء لبنان غابة لتصفية الحسابات وسيطرة القوي على الضعيف". واستغرب اتخاذ الدولة الفرنسية موقفاً من الاعتداءات السورية على لبنان في ظل صمت مطبق من قبل الحكومة اللبنانية.

جعجع، وبعد لقائه السفير المصري في لبنان محمد مصطفى توفيق في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب المحامي جوزيف نعمة، أسف للحوادث التي حصلت في شارع "مسبيرو" في القاهرة، متقدماً من أهالي الشهداء بأحر التعازي، آملاً ألا تشهد مصر مثيلها مرةً أخرى، مرحباً بـ"قرارات مجلس الوزراء المصري التي أتت لمعالجة المشكلة بعمقها وليس بظاهرها ولاسيما تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لتحديد المسؤوليات واتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الصدد، إضافةً الى القانون الموحّد لدور العبادة الذي أعدّته الحكومة لتقنين وتسوية أوضاعها، الى جانب القانون الجزائي ضد التمييز في مصر".

وأثنى على الحكومة المصرية التي "أمهلت نفسها أسبوعين لإقرار هذه القوانين من قبل المجلس العسكري، ما يجعلنا متفائلين لحلحلة القضية عبر وضع الإصبع على الجرح خلافاً لما كان يحصل في السابق". وانتقد جعجع "من يقلل من أهمية المحكمة الدولية ويحصرها في إطار التمويل فقط لا غير باعتبار أنها مستمرة سواء موّلناها أم لا تفادياً لعقوبات المجتمع الدولي وكأنه لا يوجد مبرراً لوجودها مع العلم انها هي وحدها القادرة على تحقيق العدالة والحق ولاسيما بعد ان طالب بها أكثر من مليون لبناني في العام 2005 وفي أكثر من مناسبة لمعرفة من قتل الشهداء ومن وراء اغتيالهم". واشار الى ان "بعض الفرقاء في لبنان يرفضون مفهوم المحاكم حتى المحلية منها واكبر دليل هو اعتراضهم على بعض الأحكام التي صدرت مؤخراً، وكأنهم يريدون إبقاء لبنان غابة لتصفية الحسابات وسيطرة القوي على الضعيف"، واصفاً "ما يجري بعملية "تخبيص كبيرة" يتم خلالها تجاهل مشاعر، آراء ومواقف أكثرية من اللبنانيين".

ورداً على سؤال، استغرب جعجع "ما يُشاع عن عدم صدقية المحكمة على خلفية الاستقالات المتكررة منها"، داعياً الى "ضرورة الحكم عليها انطلاقاً من نتائج أعمالها بعيداً عن كلّ النظريات المطروحة"، مذكراً ان "وزراء حزب الله وأمل استقالوا من الحكومة واتخذوا موقفاً مسبقاً منها قبل معرفة من سيكون رئيس المحكمة ومن هم القضاة وكلّ تفاصيلها".

ونوّه بالمحكمة الدولية "التي هي من أرفع المحاكم التي تزن بمقياس العدالة"، سائلاً "بالمناسبة أين هم شهود الزور؟ فالحكومة اليوم هي حكومتهم، ألم يُسقطوا الحكومة السابقة بسبب موضوع شهود الزور؟ فهذه ما هي سوى حجج واهية لإسقاط المحكمة الدولية والتخلُص من الحكومة السابقة". وعمّا يُقال عن اهتزاز داخل الحكومة وامكانية استقالة الرئيس نجيب ميقاتي، جدد جعجع التأكيد على "ان هذه الحكومة هي مهتزّة في الأصل"، نافياً علمه بأي احتمال للإستقالة.

ورداً على سؤال، شدد جعجع على أهمية "الملف المطلبي العمالي المعقّد بحيث يجب التوفيق بين الاحتياجات الشعبية المحقة وبين الأوضاع المالية والاقتصادية العامة التي تسترعي الانتباه والدراسة الجديّة". وعمّا قاله أحد مسؤولي "حزب الله" عن أحقية تنقيب لبنان عن الغاز والنفط في منطقته الاقتصادية دون الأخذ بعين الاعتبار مطالب الأمم المتحدة، تمنى جعجع "لو بتحلّ جماعة حزب الله عن ضهر الشعب اللبناني" ولو قليلاً وتترك الدولة اللبنانية بحالها لأنها هي وحدها التي تُمثلنا وتحافظ على مصالحنا كمواطنين لبنانيين بحيث لم نكلّف أحداً سوى النواب في المجلس النيابي، فضلاً عن انهم لا يتركون الحكومة التي شكلّوها تقوم بتمثيلهم في الوقت الذي نبدي استعدادنا ان تُدافع حكومتهم عن مصالح الشعب اللبناني، واذا كان الأخوان في حزب الله يعتبرون ان الدولة اللبنانية، حتى مع حكومة هم شكلّوها، غير صالحة، فهذا بحثٌ آخر فلنفتش عن وطن آخر بتركيبة أخرى بشكل آخر وطبعاً نحن لسنا في هذا الوارد".  وجدد جعجع امتعاضه من موقف الحكومة اللبنانية تجاه الخروقات السورية المتكررة للحدود اللبنانية، مشيراً الى ان "البعض في لبنان يضعها في اطار "ضرب الحبيب زبيب" والبعض الآخر يُعيدها الى أن الحدود غير واضحة، علماً ان أهالي هذه المنطقة يعرفون حدودهم واراضيهم ولا اعتقد ان لبنانياً بنى منزله أو مزرعته على أراضٍ سورية بل على ارض لبنانية"، سائلاً "أليس مستغرباً اتخاذ الدولة الفرنسية موقفاً من الاعتداءات السورية على لبنان في ظل صمت مطبق من قبل الحكومة اللبنانية؟". وأعلن جعجع عن بدء حزب القوات اللبنانية الى جانب حلفائه في قوى 14 آذار بدراسة اقتراحات القوانين الانتخابية المقدمة ومن ضمنها قانون وزير الداخلية مروان شربل وقانون اللقاء الأرثوذكسي. الى ذلك، استقبل جعجع وفداً من "الجمعية اللبنانية من أجل سجون أكثر إنسانية" دعاه الى حضور الاحتفال الذي تنظمه نهار الجمعة 21 تشرين الأول 2011 الساعة التاسعة مساءً في Beirut water front – مجمع البيال في وسط بيروت والذي يعود ريعه لمساعدة الجمعيات والهيئات المختصة العاملة في مجال تحسين أوضاع السجون بغية تشجيعها ودعمها.

 

شمعون لـ"السياسة": مهما ناوروا في تمويل المحكمة لن يفلتوا من العقاب

 قلل رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون من أهمية استقالة القاض انطونيو كاسيزي من رئاسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وقال لـ"السياسة": "إن الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة مشروعة ولا غبار عليها, ولو كان بإمكانه الاستمرار في مركزه لما اختار التنحي, وطالما أنه علل استقالته لأسباب صحية فلا مجال للاجتهاد والاستنتاج في هذه الأمور". وعن الجدل بشأن تمويل المحكمة, تمنى شمعون عدم نجاح المساعي الهادفة إلى عدم التمويل كي لا يصبح لبنان خارج الشرعية الدولية, ما قد يعرضه لعقوبات مالية واقتصادية هو بغنى عنها, لأن المحكمة في نهاية الأمر ستجد طريقة لتمويلها ومن الأفضل على لبنان بعد أن تعهد كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بدفع حصة لبنان من التمويل, وهو رقم بسيط إذا ما قورن مع المبالغ التي تهدر في قطاعات عدة, وبذلك يكون فعلاً قد أثبت أنه بلد جدير بالاحترام انطلاقاً من احترامه للقرارات الدولية.

وأضاف: "مهما ناوروا ومهما اعترضوا على موضوع التمويل فإنهم لن يفلتوا من العقاب, لأنهم يتحملون مسؤولية كل ما حصل في هذا البلد من جرائم, وإذا كانوا أبرياء كما يروجون فلماذا هذه الحرب ضد المحكمة"? وعن استمرار دخول الجيش السوري إلى الأراضي اللبنانية من دون أن تحرك السلطات اللبنانية ساكناً, قال شمعون: "هذه لحظة النزاع الأخير للنظام السوري الذي لا يعرف أي مصير ينتظره". وبشأن تهديد مفتي سورية الشيخ أحمد حسون بعمليات استشهادية في الدول الغربية, كرر شمعون ما قاله مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو بأن كلام المفتي السوري يعبر فقط عن رأيه الخاص ورأي من يمثلهم في سورية وليس في لبنان, مستغرباً أن يتحول رجل دين إلى مدافع عن نظام يقتل شعبه.

 

"سيدة الجبل" 7 خطوات وثامنة على الطريق

ايلي الحاج/النهار

ولا مرة انعقد "لقاء سيدة الجبل" في خواء سياسي. فهو متورط في محاولات الخروج من الأزمات الوطنية الكبيرة، ومحاولات الرد فكرياً وثقافياً على تحديات حفلت بها منذ تأسيسه الأعوام الـ 11 الماضية. تروي لـ "النهار" شخصية تابعت "اللقاء" منذ تكوّنه فكرة جنينية الظروف والأسباب الموجبة في كل حقبة. والبداية من 20 أيلول 2000 تاريخ إعلان نداء مجلس المطارنة الموارنة: "في تلك الأيام لمسنا أن نداء البطريرك لا يلقى إجماعاً في البيئة المسيحية، ولاحظنا عنف رد فعل رئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود، إذ قال يوم عيد الاستقلال إن من يطالب بخروج الجيش السوري من لبنان يخدم مصالح إسرائيل، والوزير سليمان فرنجية هدّد باجتياح بكركي بتظاهرة تضم ألفي سيارة، والرابطة المارونية برئاسة الأمير حارس شهاب ومشاركة النائب لاحقاً نعمة الله أبي نصر رفعت شعار جمع شتات المسيحيين السياسي بدل رفع مطالب وعناوين وشعارات يصعب تحقيقها مثل رفع الوصاية وانسحاب الجيش السوري. وكان كثيرون يسألون على ماذا يتكل البطريرك؟.

اللقاء الأول في دير سيدة الجبل التأم في خضم هذه الأجواء أواخر أيلول 2000 وضم وجوهاً ثقافية واجتماعية من كسروان وجبيل تبلغت قرار منظمي اللقاء، ولا سيما منهم النائبان في تلك الحقبة سمير فرنجية وفارس سعيد، إلى دعم مواقف البطريرك في شكل واضح ومباشر وأياً تكن الأثمان. ولم تصدر عن ذلك اللقاء الأول وثيقة، لكن الرسالة وصلت: هناك جو شعبي يواكب نداء بكركي، والبطريرك لن يكون مستفرداً عرضة وحده لهجمات المراجع الرسمية المارونية.

ففي موازاة السعي إلى التجمع السياسي المسيحي الذي حمل لاحقاً تسمية "قرنة شهوان" – تيمنا بالمكان الذي انعقد فيه – وإصدار بيانه التأسيسي الأول في 30 نيسان 2001 تحت عنوان "من أجل حوار وطني"، نجح فرنجية وسعَيد في ترتيب زيارة نادرة قام بها رئيس مجلس النواب نبيه بري لبكركي في 23 تشرين الثاني 2000 . واتفق بري مع البطريرك آنذاك نصرالله صفير على خمس نقاط أعلنت منها ثلاث وبقيت اثنتان طي الكتمان، وقد وردت في كتاب مذكرات البطريرك السابق للإعلامي طوني سعد بخط صفير.

أولى النقاط التي أُعلنت، التمسك باتفاق الطائف، ليُعاد في إطار تطبيقه انتشار الوحدات العسكرية السورية في اتجاه البقاع.

ثانيتها الإفراج عن المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية.

ثالثتها اعتبار بكركي مرجعاً وطنياً لجميع اللبنانيين. أما النقطتان السريتان فكانتا حماية رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي تعرض لهجوم شديد من حلفاء سوريا بعد تضامنه مع نداء بكركي في مجلس النواب، وتحسين ظروف حياة قائد "القوات اللبنانية" آنذاك سمير جعجع في سجنه.

دفع الرئيس بري ثمن هذا التفاهم مع البطريرك صفير، وبعضهم يقول إنه لا يزال يدفع الى اليوم. وصوت الإعتراض الأعلى في دمشق كان مصدره بعبدا، حيث انتفض رئيس الجمهورية تلك الأيام إميل لحود.

ذهبنا إلى "مصالحة الجبل" في 2 آب 2001 وبعدها حملة التوقيفات في 7 و9 آب . وفي 13 آب اجتماع الكومودور في حضور النائب جنبلاط، بينما مثّل الرئيس الشهيد رفيق الحريري الشهيد لاحقاً النائب وليد عيدو، والنائبان (السابقان) باسم السبع وغنوة جلول. وخرج المجتمعون بإدانة قوية للعنف ضد الطلاب ومطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين في 7 آب وبعده.

في 16 آب أرجع الرئيس لحود إلى مجلس النواب مشروع قانون أصول المحاكمات الجزائية من دون توقيعه، وفرض إقراره وفقاً للصيغة التي أرادها في البدء. ونشرت وسائل أعلام السلطة اعترافات مركبة للدكتور توفيق هندي. وحُكي عن طلب رفع الحصانة عن بعض النواب ومنهم فارس سعيد، فدافع عنهم جنبلاط في المجلس محذراً من الإقدام على خطوة كهذه.

أصبح "لقاء سيدة الجبل" حيوياً في ظل هذه الضغوط لتعبئة الرأي المسيحي ورفع معنوياته كي يتابع المواجهة السياسية.

فور وقوع هجمات 11 أيلول 2001 عقد "لقاء قرنة شهوان" إجتماعاً عاجلاً قرر على أثره عقد خلوة في 16 تشرين الثاني لإعلان موقف المسيحيين من تلك الحوادث الخطيرة وتداعياتها الإقليمية. وانتهت الخلوة ببيان - وثيقة يشدّد على العيش المشترك المسيحي - الإسلامي وعلى "دولة السيادة في لبنان. دولة الإستقلال في فلسطين. ودولة الديموقراطية في سوريا".

في 16 حزيران 2002 عقدت الخلوة الثانية لـ"لقاء سيدة الجبل" وأقرّت بياناً سياسياً شّدد على استعادة السيادة.

وفي 5 تموز 2003 الخلوة الثالثة تحت عنوان "معاً من أجل لبنان"، تقرر فيها إطلاق ندوات حوارية في كل المناطق بالتعاون مع منابر وهيئات وشخصيات سياسية وفكرية من المسيحيين والمسلمين والعلمانيين.

الخلوة الرابعة عقدت في 27 حزيران 2004. ويوم التمديد للحود صدر بيان استنكار عن "سيدة الجبل".

والخامسة في 21 كانون الثاني 2005 ألقى فيها كلمتين الشهيدان جبران تويني وبيار الجميّل، وشارك فيها النائب أكرم شهيب والنواب (السابقون) باسم السبع ونائلة معوض ومصباح الأحدب. وكان ختام الكلام فيها عبارة: "إنها آخر حكومة سورية في لبنان".

الخلوة السادسة أعقبت انتخابات 2005 النيابية وحملت عنوان "العودة إلى روح 14 آذار". وشارك فيها إلى الوزير وائل أبو فاعور النائب شهيّب والنائب (الشهيد) وليد عيدو.

الخلوة السابعة عقدت في 20 نيسان 2006 في "بيت عنيا" – حريصا. ختمها صدور "دعوة إلى حوار حول تجديد العقد الإجتماعي بين اللبنانيين وإقامة الدولة المدنية.

الخلوة الثامنة تعقد في 23 من هذا الشهر في فندق "ريجنسي بالاس" في أدما تحت عنوان" دور المسيحيين في الربيع العربي". وهذه تثير لغطاً كبيراً خلافاً لسابقاتها التي مرت بهدوء.

 

الراعي: التعددية ميزتنا والبلدان المجاورة أحادية لكن يبقى عندنا مرض هو الولاءات للخارج

النهار/في نبأ من الولايات المتحدة أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وصل إلى ولاية أوهايو في إطار جولته الراعوية في أميركا، وترأس قداسا في كنيسة مار مارون في كليفلاند حيث استقبلته الجالية اللبنانية والعربية. وترأس الذبيحة الالهية وعاونه فيها الأساقفة النائب البطريركي بولس الصياح ومطران البرازيل ادغار ماضي ومطران اللاذقية مسعود مسعود، ولفيف من الكهنة. وحضره القنصلان حسام دياب وبشير طوق، وممثل الرئيس أمين الجميل المهندس فهيم الجميل، ورئيس الاتحاد الماروني العالمي سامي خوري، وممثل المؤسسة المارونية في كليفلاند نجيب راشد وأبناء الرعية. وألقى الراعي عظة ركزت على انجيل "حبة الحنطة"، ولفت الى "الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن العربي بدءاً من اختبار لبنان في هذا المجال ومن خلال التضحيات على مدار 36 عاماً خلت حمل معها اللبنانيون أشد الصعوبات وكانوا الأكثر تضحية في هذا المجال، ولذلك مسؤوليتهم باتت اكبر في حمل السلام الذي يجب ان يكون على مستوى ايماننا". وفي الاستقبال الذي أقيم على شرفه ، تحدث الراعي عن أهمية التعددية في لبنان، وقال: "ان هذه التعددية هي التي تجعله ديموقراطياً. فالنظام الديكتاتوري لا يمكن ان يعيش، ولذلك لبنان هو أرض الحريات العامة وحقوق الانسان والحوار والتلاقي بين كل الحضارات والديانات التي يحترمها الدستور".

وتوجّه الى الأسرة الدولية وفي مقدمها الولايات المتحدة، "بان لبنان هو الباب الى الشرق، هو باب للحرية والديموقراطية الحقيقية وتلاقي كل الديانات وكل الثقافات في جو من الحريات العامة وحقوق الانسان. لذلك نأمل في ألا يقيس احد لبنان على 10452 كلم2، بل على دوره الكبير في الشرق الاوسط"، مذكراً بما قاله البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عن لبنان الرسالة والعيش الواحد. وحيا "البطريرك الذي اسمه ابو الاستقلال اللبناني، البطريرك الياس الحويك الذي انتدبه المسلمون والمسيحيون في لبنان لكي يترأس الوفد الى مؤتمر السلام في فرساي عام 1919 والذي طالب باستقلال لبنان وعودة كل اراضيه اليه"، وأضاف: "التعددية كنز كبير لنا في لبنان وما يميز لبنان عن غيره هو التعددية، وكل البلدان المجاورة هي بلدان آحادية ووحده لبنان تعددي، لكن يبقى عندنا مرض آخر علينا أن نعترف به بشجاعة هو الولاءات لخارج لبنان، ولا أستطيع أن أفهم كيف يكون لبنانيا وولاؤه لبلد آخر؟ لا نستطيع ان نعيش وان تكون ولاءاتنا الى الخارج شرقاً وغرباً (...). وقال: "أنا صدى الحويك في لبنان المستقل، انا صدى انطوان عريضة وصوته مع الميثاق الوطني والعيش المسيحي الاسلامي بالمساواة والتوازن، أنا صدى نصر الله بطرس صفير باستقلال تام وسيادة تامة لهذا اللبنان (...). ورسالتي كبطريرك ليست عملا سياسيا بل عمل وطني، وهناك فرق كبير بين العمل السياسي والعمل الوطني".

 

تحذير كاذب من تفجير مبنى أممي في بيروت

 بيروت - يو بي آي: أدى تحذير كاذب من عملية تفجير داخل مبنى تابع للأمم المتحدة في بيروت إلى إخلاء المبنى. وذكرت مصادر أمنية, أن أحد عمال التنظيفات في مبنى يضم مكاتب لمنظمة "اليونسيف" و"المنظمة الدولية للهجرة" التابعين للأمم المتحدة, عثر أمس, على منشور يحذر من حصول انفجار, لكن تبين بعد إخلاء المكاتب وتفتيش المبنى أن المنشور كاذب ولم يتم العثور على أي جسم متفجر. وهذه هي المرة الثانية في غضون شهر, التي تتلقى فيها مكاتب الأمم المتحدة في المبنى تحذيرات من عملية تفجير, وتم معرفة من قام بالتحذير الأول وتجري ملاحقته. وكانت مكاتب الأمم المتحدة في وسط بيروت طالبت القوى الأمنية بتعزيز الحراسة حول مبناها ما أدى الى قطع الطرق المحيطة بالمبنى.

 

المصارف اللبنانية تلتزم تطبيق العقوبات الدولية على نظام الأسد

بيروت - "السياسة": في تطور بالغ الأهمية بالنسبة لموضوع تطبيق العقوبات الأميركية والأوروبية بحق شخصيات وشركات سورية, عُلم في بيروت, أمس, أن لجنة التحقق ومكافحة تبييض الأموال في جمعية المصارف, قررت في اجتماع عقدته برئاسة نديم القصار وبحضور أعضاء اللجنة خطوات عدة منها أخذ المصارف المبادرة إلى إبلاغ هيئة التحقيق الخاصة "S.I.C" بكل ما يتعلق بالحسابات وحركة الحسابات العائدة لشخصيات وشركات مدرجة على اللوائح الأميركية والأوروبية.

ومن هذه الشخصيات الرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر وابن خاله رامي مخلوف ونائبه فاروق الشرع, وآصف شوكت ورستم غزالة, إضافة إلى عدد من الضباط والشركات السورية. ومن الخطوات التي تم التوافق عليها بحسب المعلومات عدم التعامل بالدولار فيما يخص التحويلات إلى الخارج العائدة للسوريين بعد صدور القرار الرئاسي عن الرئيس الأميركي باراك أوباما في 18 أغسطس الماضي, وكذلك أن تتعامل المصارف مع الموضوع بحسن نية, بمعنى عدم إجراء تعديلات على أسماء الشخصيات السورية وعناوينها.

 

أندراوس لـ "السياسة": أحداث مصر والسعودية رسائل إيرانية سورية للعرب  

الحريري يبحث مع قيادات المعارضة خطة مواجهة للمرحلة المقبلة

بيروت - "السياسة": أكدت مصادر بارزة في تيار "المستقبل" لـ"السياسة" أن اللقاءات التي سيعقدها الرئيس سعد الحريري في العاصمة الفرنسية خلال الأيام القليلة المقبلة تهدف إلى شد عصب قوى المعارضة وتأكيد استمرار "انتفاضة الاستقلال" حية حتى تحقيق كامل أهدافها في إطار مواجهة مخطط فريق "8 آذار" الساعي إلى استكمال مشروعه للسيطرة على البلد, مشيرة إلى أن لقاءات باريس تشمل اجتماعات لرئيس "المستقبل" مع عدد من أركان المعارضة للتباحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وأشارت المصادر إلى أن التركيز سيكون على دعم عمل المحكمة لإظهار الحقيقة كاملة ومعاقبة الجناة الذين يثبت تورطهم في الجرائم التي حصلت في لبنان, والتشديد على ضرورة أن يسدد لبنان حصته من تمويل المحكمة لأن أي قرار خلاف ذلك, سيكون موجهاً ضد لبنان وسيعرضه لعقوبات سياسية واقتصادية ستترك تداعياتها الكبيرة على أوضاعه في كافة المجالات, وإن الأجدر برئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يقرن القول بالفعل ويعمد إلى تحضير الأجواء من أجل إيفاء لبنان بالتزاماته المالية في ما يخص عملية التمويل, وأن يكون له الموقف المناسب من الدعوات التي صدرت وتصدر عن قيادات أساسية في فريق "8 آذار", كالنائب ميشال عون وغيره, والتي ترفض تمويل المحكمة, مهددة ومتوعدة, فيما المجتمع الغربي يراقب طبيعة الموقف الذي ستتخذه الحكومة من ملف التمويل.

ولفتت المصادر إلى أن مشاورات باريس ستبحث في الخطوات التي ستقوم بها قوى "14 آذار" في المرحلة المقبلة إذا رفضت الحكومة الموافقة على التمويل, بحيث أن الأمور تصبح مفتوحة على كل الاحتمالات, باعتبار أن الرئيس ميقاتي يكون خضع لإملاءات "حزب الله" ونفذ ما يريد.

وفي هذا الإطار, أكد نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس ل¯"السياسة" أن اللقاءات التي سيعقدها الرئيس الحريري مع قيادات في المعارضة ستبحث بشكلٍ أساسي في موضوع المحكمة وتطورات ما يجري في المنطقة بعد الرسائل التي بعث بها الرئيسان السوري والإيراني بشار الأسد ومحمود أحمدي نجاد إلى مصر والسعودية لتحذير العرب من أي عمل عسكري قد يستهدف سورية تحديداً. وأعرب أندراوس عن اعتقاده بأن تمويل المحكمة قد يمر, ولكن الهدف الأساسي من جانب "حزب الله" وحلفائه هو "تطيير" المحكمة إذا نجحوا بإحالة الملف إلى مجلس النواب, ظناً منهم أن الأكثرية ستكون إلى جانبهم, "مع أنني أشكك بذلك, لأن النائب وليد جنبلاط وكتلته النيابية لن "تمشي" معهم في ضرب المحكمة, وأنا من القائلين إنه إذا "راحت" المحكمة "راح" البلد, ما يعني غياب العدالة وعودة سورية لتفعل ما تشاء". ورأى أندراوس أن الأحداث الدموية التي حصلت في مصر لم تكن أحداثاً داخلية, بقدر ما كانت أحداثاً مفتعلة بأياد إيرانية, سيما وأن "البلطجية" لا زالوا موجودين, ومنذ يومين كشف وزير الداخلية المصري أن هناك أكثر من 50 ألف بلطحياً ما زالوا يسرحون ويمرحون, حيث أنه يمكن لأي طرف أن يسيرهم بالمال كما يريد ويستخدمهم لتحقيق أهدافه.

 

مراكز تدريب في مصر والأردن وتركيا ولبنان... وتدفق مقاتلين أكراد من العراق

العسكريون المنشقون يدربون المئات على حرب الشوارع في سورية

حميد غريافي/السياسة

كشف أحد قادة التنسيقيات السورية التي تنظم التظاهرات ضد النظام, أمس, أن "ضباطاً وعناصر من "الجيش السوري الحر" المنشقين عن قطاعات الجيش في أماكن مختلفة من البلاد, عاكفون منذ مطلع يونيو الماضي على تدريب مئات الشبان والشابات, التابع معظمهم لأحزاب معارضة للنظام ولمعارضين مستقلين, على حرب الشوارع, في خطوة تؤكد صدقية ما أعلنه قائد هذا "الجيش الحر" اللاجئ الى تركيا العقيد رياض الأسعد من ان هناك "استحالة لاسقاط الاسد وزبانيته دون مقاومة مسلحة" وان عدد المنشقين عن القوات المسلحة من مختلف الألوية العسكرية بلغ حوالي 15 ألفاً من عمليات الانشقاق تتسع كل يوم".

وقال المعارض الموجود في القاهرة ان القوات السورية واجهزة الامن و"الشبيحة" اشتبكت في أكثر من مدينة وبلدة مثل حماة وحمص واللاذقية وطرطوس ودير الزور ودرعا والقامشلي وتل كلخ وريف دمشق وجسر الشغور, مع قوات منشقة وملتحقة ب¯"الجيش السوري الحر" فيما كان بعضها يقوم بعمليات تدريب لمقاتلين مدنيين, مشيراً إلى أن ارتفاع نسبة الاعتقالات في الشهرين الماضيين بشكل جنوني في صفوف المدنيين في تلك المدن والمناطق مرده الى محاولات يائسة من الاجهزة الامنية القمعية لمنع هؤلاء المتدربين على السلاح من بدء الانتفاضة المسلحة ووأدها في مهدها".

وذكر القيادي السوري المعارض ل¯"السياسة" ان عشرات العناصر المدنية, التي كانت اساساً أدت خدمتها العسكرية خلال السنوات القليلة الماضية, "تشارك حالياً في التصدي لهجمات القوات السورية القمعية في مختلف انحاء البلاد, وهذه العناصر اضافة الى المنشقين عن الجيش يطلق النظام البعثي عليهم لقب "العصابات الارهابية", وقد فشلت قوى السلطة في بعض المدن والقرى في مواجهة هؤلاء الثوار المسلحين والقضاء عليهم, ما حملها على استخدام المقاتلات والمروحيات الجوية التي أخفقت هي الاخرى في الوصول إليهم, إلا أنها دمرت أحياء بكاملها وقتلت اعداداً اضافية من المدنيين والنساء والاطفال".

وفي موازاة عمليات التدريب العسكرية داخل سورية, كشفت أوساط اسلامية معارضة في مدينة طرابلس شمال لبنان, والتي تدعم علناً الثورة السورية وتتظاهر بشكل متواصل تضامناً معها, عن "وجود معسكرات تدريب للاجئين سوريين الى تلك المناطق اللبنانية, ولعناصر لبنانية مقاتلة تابعة لأحزاب سياسية واسلامية, وان التواصل مستمر بين هذه المراكز وقيادات التدريب التي شاركت أصلاً في محاربة الجيش السوري في طرابلس واماكن لبنانية اخرى في الثمانينيات والتسعينيات وبين مواقع التدريب وقياداتها في حمص وحماة واللاذقية وطرطوس ومختلف المدن والقرى القريبة من الحدود اللبنانية - السورية في شمال لبنان".

وأكدت الأوساط أيضاً أن عناصر سابقة في الجيش المصري, من ضباط وجنود شاركوا في الثورة المصرية, "تقوم هي الاخرى بتدريب مدنيين سوريين من الأحزاب والتيارات المعارضة على حرب الشوارع, كما هي الحال في بعض انحاء الاردن الشمالية القريبة من الحدود مع سورية, وكذلك ثلاثة مخيمات تدريب عسكرية تركية قرب الحدود السورية بعيداً عن مخيمات اللاجئين المخترقة من استخبارات آصف شوكت و الشبيحة".

في سياق متصل, ذكر تقرير استخباري "أطلسي", ورد بروكسل الجمعة الماضي, أن أكثر من 200 عنصر إرهابي, من مئات العناصر التي كان النظام السوري يهربهم الى العراق عبر حدوده الشرقية والذين كان يستوردهم من بعض دول اوروبا وافريقيا بتسهيلات من "حزب الله" اللبناني وعناصر فلسطينية تدور في فلكه, عادوا إلى الأراضي السورية الشرقية والشمالية - الشرقية وأنشأوا قواعد لهم لمقاتلة القوات السورية وربما أيضاً قوات المعارضة, في محاولة لسلخ منطقة ل¯"إمارتهم", كما فعل تنظيم القاعدة في منطقة أبين اليمنية وتحديدا في مدينة زنجبار". واضاف التقرير ان "مئات العناصر الكردية العراقية دخلت المدن والقرى الشرقية السورية من العراق ومنطقة الحكم الذاتي الكردي شمال البلاد, لمساندة التظاهرات الكردية في القامشلي ودير الزور والمناطق الاخرى ولحماية المتظاهرين وتشكيل وحدات عسكرية مسلحة جرى تزويدها بأسلحة متوسطة ومدافع مورتر وصواريخ ارض - ارض من نوعي "كاتيوشا" و"غراد", وذلك خصوصا بعد اغتيال النظام البعثي الناشط الكردي مشعل تمو في القامشلي الجمعة الماضي".

 

لقاء بين نصرالله وشربل محوره الانتخابات والأمن 

طبخة رئاسية لتجنيب لبنان إضراباً يشل الحياة اليوم

السياسة/ اليوم, نجحت اتصالات ربع الساعة الأخير على المحاور الرئاسية والعمالية والاقتصادية في التوصل إلى صيغة توافقية, وبقيت خطوط المواصلات مفتوحة بين المقار المعنية بحثاً عن حل يجنب البلاد إضراباً عمالياً وتربوياً عاماً يزيد أعباء الشلل الاقتصادي. وعلى قاعدة "إذا لم يكن لك ما تريد فأرد ما يكون", رست الصيغة الوفاقية التي شارك في وضعها كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري اضافة الى بعض لمسات المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

وتقضي الصيغة التي تولى الرئيس بري تسويقها وعرضها على الهيئات الاقتصادية في ورقة عمل, وافقت عليها ما حمل بري على استدعاء وفد الاتحاد العمالي العام ليزف له النبأ السعيد, على رفع الحد الأدنى للأجور الى سبعمائة الف ليرة مع تقديمات اجتماعية للموظفين والعمال تصل الى حدود 300 ألف ليرة (حوالي 200 دولار) شهرياً, بما فيها رفع بدل النقل الى 10 آلاف ليرة وإعطاء منح دراسية بقيمة 750 ألف ليرة.

وفيما تردد ان صيغة الرئيس بري التي حظيت بموافقة الهيئات هي الورقة نفسها التي قدمها الاتحاد العمالي في مرحلة سابقة للرئيس بري, أشارت مصادر مطلعة ل¯" وكالة الأنباء المركزية" الى ان ورقة الاتحاد التي عرضها على المسؤولين المعنيين بعد مقاطعة اعمال لجنة المؤشر, كانت تطالب بزيادة 60 في المئة على المليون الأول و40 في المئة على الثاني و20 في المئة للرواتب التي تفوق المليونين ليرة.

وعقب لقائه ميقاتي بعد ظهر أمس, أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن أن "أصحاب العمل والرئيس ميقاتي غير متفقين على المبدأ التراكمي" (للزيادة على الأجور).

وإذ أكد أن "يوم غد يبقى يوم إضراب", أشار غصن إلى أنه "من الممكن أن نتوصل إلى حلول".

سياسياً, سجلت زيارة بارزة لوزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل الى أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله سبقتها أخرى للرئيس عمر كرامي ونجله الوزير فيصل كرامي.

وفي هذا السياق, ذكرت "وكالة الأنباء المركزية" ان الاجتماع بين شربل ونصرالله عقد ليل أول من أمس واستمر أكثر من ثلاث ساعات أعقبه عشاء تم خلاله التطرق الى المواضيع كافة وخصوصاً الأمنية والسياسية والمشاريع الحكومية, لا سيما قانون الانتخاب, فشرح شربل تفاصيل المشروع الذي أعده, وعرض لعناوين المشاريع الأخرى التي ينوي تنفيذها في الوزارة متمنياً التعاون معه لما فيه خير المصلحة العامة.

وشدد المجتمعون على ضرورة استئناف اجتماعات هيئة الحوار الوطني التي دعا اليها الرئيس سليمان باعتبار ان المرحلة تحتم قيام حوار بين اللبنانيين لأن ذلك يريح الشارع ويحصن الساحة في ظل التطورات الداهمة في المنطقة وخصوصاً في سورية ومنع تداعياتها في الداخل.

وعرض شربل للخطوات التي ينوي القيام بها في وزارته بعد إنجاز قانون الانتخاب, مشيراً الى ان الأولوية هي لقانون اللامركزية الادارية, وشدد على أهمية تحصين الأمن وتضافر الجهود حفاظاً على الاستقرار واستمرار الهدوء على الساحة المحلية.

 

وليد المعلم وتهديداته النووية.. ياعيني عالصبر!

داود البصري/السياسة

يتميز نظام "شبيحة" البعث السوري بخصال سلطوية وإدارية فريدة من نوعها تتمثل في أن من يطلق التهديدات للدول والقارات والمنظمات ليس وزير الحرب ولا رئيس الأركان, بل وزير الخارجية ! والذي ينبغي أن يكون وفقا لمعطيات وسياقات العمل الإداري وجها مسالما وبشوشا وديبلوماسيا للنخاع! إلا أن لدولة البعث المتهاوية الأركان ولنظام المخابرات المتآكل رؤى مختلفة بالمرة عن كل سياقات العمل الإداري , فقبل أسابيع قليلة هدد وزير الخارجية السوري الرفيق المناضل وليد المعلم بمحو القارة الأوروبية من  على خارطة العالم! بل وتجاهل وجود القارة العجوز بشعوبها وثقافاتها واعتبرها مجرد كيان بربري لا يرتقي لمكانة ومستوى نظام شبيحته الأعزاء بعضلاتهم المنفوخة وشواربهم المنسدلة وكروشهم المتهدلة !  كما سخر من العقوبات الأوروبية المفروضة على نظامه! و بالأمس القريب وأمام ممثلين عن الدول اللاتينية "التعبانة" المتحالفة مع نظامه أطلق المعلم تهديدات كونية جديدة أكثر حدة هذه المرة لتشمل كل من يعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل للشعب السوري! حيث هدد سيادته وهو يشد حزام بطنه من أن نظامه سيرد بإجراءات قاسية ضد كل من يعترف بذلك المجلس الذي خرجت الجماهير السورية في جمعة " المجلس الوطني يمثلني" وهي تبايعه!  وكان رد الفعل السلطوي الأول هو اغتيال المناضل الوطني الشهيد مشعل التمو أحد أعضاء ذلك المجلس وكرد و ترجمة عملية لتهديدات السلطة , وطبعا المعلم لم ينس أن يقتل القتيل ويمشي في جنازته أسوة بالسنة البعثية المعروفة حينما تبرأ من اغتيال تمو وألقى المسؤولية على عاتق " الجن" وليس جهاز المخابرات! إذ يبدو أن قبائل "الجن الأصفر" المرتبطة بحلف الناتو هي من تقف خلف ذلك الاغتيال الغادر! وإن نظام ال¯ "شبيحة" والمخابرات وقتلة الأطفال أبرياء ومساكين و " غلابة" وبراءة الأطفال في عيونهم! والطريف أن رئيس الديبلوماسية السورية الشبيحية أظهر بتهديداته المثيرة للسخرية عن قدر هائل من العدوانية والتوحش ضد دول أكبر منه, ومن نظامه وحلفائه أيضا , وهو يتعامل مع العالم بهذا المنطق العصابي البلطجي فكيف يكون تعامله إذن مع الشعب السوري ?                                       

وبمجرد أن أطلق وليد المعلم تهديداته أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها حالة " الإنذار النووي"! وأغلقت الحدود الأميركية, كما أصيبت أوروبا بالإسهال بسبب الخشية من جحافل ال¯ "شبيحة" المدعومين بمخابيل الحرس الثوري الإيراني وبالقدرات التسليحية لحركة "بدر" العراقية بقيادة الجنرال الرهيب هادي العامري وزير النقل العراقي الذي أعلن عن تخصيص جميع البهائم في العراق لنجدة ونقل تعزيزات " التجريدة الشبيحية" التي ستنطلق من دمشق - "فرع مخابرات القوة الجوية" لتغزو القسطنطينية !, ولكن ما صمت عنه وليد المعلم ولم يشف غليل الفضوليين ونحن منهم, طبيعة الإجراءات القاسية التي سيلجأ اليها نظامه لمعاقبة العالم, وكل من يعترف بالمعارضة الوطنية السورية كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري.

 هل سيأمر مثلا بإعتقال سفيري الولايات المتحدة وفرنسا ومعهما ربما سفراء حلف "الناتو" ليوزعهم على فروع "مخابرات القوة الجوية" والفرع "279" والفرع "255" والفرع "235" والمخابرات العامة لغرض حشرهم في " دولاب الهوا"! وانتزاع اعترافاتهم الخيانية? أم أنه سيفتح سجون الحلبوني الحزبية ومقبرة الشيخ حسن لشخصيات من دول مجلس التعاون الخليجي التي انتقدت إجراءات النظام التعسفية وسحبت تلك  الدول السفراء من دمشق? وهل سيفرض النظام السوري الحصار على العالم ويوقف حركة النقل الجوي ويضرب الدرع الصاروخية? أم أنه وعن طريق إفرازات "شبيحته" سيقوم بتوسيع ثقب الأوزون أو الاتصال بعوالم أخرى بقصد استيراد نيازك وشهب و مذنبات لضرب الدول المارقة عن فكره ورؤيته ? والطريف أن المعلم وهو يعلل سبب عدم منع سفيري أميركا وفرنسا من التجول بحرية وزيارة المعارضين ومراقبة التظاهرات بالقول : ان نظامه صابر" وهو يتفرج ولا يتدخل في حجب حرية السفراء المذكورين, وطبعا نتحداه ونتحدى نظامه أن يلمس شعرة من أولئك السفراء لأنه حينها سيعلم طبيعة الرد المتناسب مع تهديداته, مع ملاحظة أنه مقابل النشاط الديبلوماسي المعارض للأميركان و الفرنجة فإن سفير نوري المالكي وحكومة "شبيحة" حزب "الدعوة" وشركاه المدعو الملا الجوادي سبق جميع السفراء بإعلان مواقفه المؤيدة حتى العظم للنظام السوري.

 نظام دمشق بديبلوماسييه وأهل مخابراته و شبيحته وحلفائه في إيران وحواشيهم في العراق ولبنان والخليج العربي باتوا يتخبطون خبط عشواء, ويتصرفون ببلاهة منقطعة النظير, وياعيني على صبر النظام السوري وهو يوزع تهديداته شمالا و يمينا, وزعم الفرزدق أن سيقتل مربعا فإبشر بطول سلامة يا مربع.. وسلامتكم من الآه.

* كاتب عراقي                                         

 

إلى الشهيد الكردي السوري مشعل التمو "آزادي...آزادي"

غسان المفلح/السياسة

مشعلٌ يطوفُ أنحاء البلاد...يمسُّ قناديلنا الواحد تلو الآخر...يلهب سورية التي تتهدجُ على إيقاع خطواتها المهيبة اليوم...أقاليمُ الأرض...مُتشحةٌ بالسواد تتقدم مُشيعي واحد من أنبل أبنائها...أبرز مُبدعي فجرها الجديد ومُهندسي ربيعها الأكبر! الصديق خالد حاج بكري. اغتيل عضو الأمانة للمجلس الوطني السوري المعارض الكردي مشعل تمو, بالرصاص في القامشلي يوم الجمعة الماضي, كما أصيب أحد اولاده إصابة خطيرة, وناشطة كانت معهما. وفي الأثناء, تعرض السياسي المعارض رياض سيف لاعتداء عنيف على يد الشبيحة في دمشق, حيث أصيب إصابات بالغة في أنحاء متفرقة من جسمه. أظهر شريط فيديو أربع رصاصات وقد استقرقت في جسد التمو, موزعة على الرأس والكتف والصدر والبطن. يقول صاحب المنزل أن الأشخاص الذين تكلموا معه عند الباب كانوا يتكلمون الكردية وسمع شقيق الشهيد من الحمام أيضاً أحدهم يتكلم الكردية, إلا أن الشخص الذي أطلق الرصاص على الشهيد و من معه تكلما معه بالعربية , وكان وجهه مكشوفاً, و يمكن التعرف عليه. الجدير بالذكر أن الشهيد مشعل تمو تعرض قبل شهر من الآن لمحاولة إغتيال, إلا انه نجا منها و كان نجله مارسيل يقود السيارة و أستطاع الفرار من الجُناة, و كان الشهيد يتلقى تهديدات بالقتل منذ إطلاق سراحه.

إن دم مشعل, تحول إلى اجابة الشعب السوري عمن يسأله, عن وحدة مصيره والآمه واحلامه, وعن دم شهدائه من القامشلي وحتى درعا, إنه يجسد الانتماء لسورية دولة حرة ودولة مواطنة ودولة قانون, إن الوحدة الوطنية التي تعيش حريتها تحت انف النظام وعصاباته الملتفة بالمصالح والزعرنة والتطييف, تحت انف من يشكك بمصداقية سلمية الثورة, ومدنيتها التحررية, وعمق انتمائها للمواطنة السورية التي علت مع كل دم شهيد فوق أي انتماء آخر عربي او كردي مسيحي ام مسلم علوي ام سني. هذه سورية التي حاول النظام- العصابة قتل اجمل مافيها وهو شعبها وانتماؤه لها, دم مشعل التمو الصريح بجرأته وعنفوانه الذي عانق سماء سورية عندما تخرج درعا لتشيع مشعل وحمص وحماة واللاذقية وبقية المدن السورية والبلدات التي تهب حياتها لسورية حرة كريمة, فرض علي أن اتطرق لمسألتين في هذه المقالة" الأولى من موقع الصديق للأصدقاء في حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السوري لحزب بي كي كي الكردي التركي, إن مواقفهم من الثورة, والتي لاتزال متفردة خارج السرب, سواء على المستوى الكردي السوري أم على المستوى الوطني السوري, اضافة إلى ما يتم الحديث عنه في الاوساط الكردية حصرا, من أن "بي كي كي" لايزال في قيادته التركية حليفا لنظام العصابة الأسدية. حتى أنه قد وصلني همسا مفاده أن اغتيال مشعل التمو تم بتنسيق بين المخابرات السورية وعناصر من حزب العمال الكردستاني بزعامة عبد الله اوجلان. ولسان حال هذه الهمسات يعلل موقفه هذا بالقول: أن مشعل التمو كان يفضح اي تواطؤ مع النظام من أي نوع كان من خلال موقفه من الثورة وممارساته لوطنيته السورية ولدفاعه عن الحقوق الكردية بطريقة سورية, وهذا مالايريده الاتحاد الديمقراطي لأنه لايريد للاكراد أن يخرجوا في تظاهرات ثورية ضد النظام, ويريدهم أن يبقوا تحت قيادته من اجل مهمات الساحة الكردية في تركيا, على الأصدقاء في حزب الاتحاد الديمقراطي توضيح موقفهم هذا, لأنني على قناعة ان قيادة هذا الحزب من الصعب ان توافق على هذا الموضوع. ناقشت احد الذين راسلوني من شباب التنسيقيات الكردية, حيث قال لي مصرا على أن المناطق الكردية السورية التي لحزب الاتحاد الديمقراطي فيها حضور كثيف لاتخرج في التظاهرات, ويضربون مثالا منطقة عفرين في ريف حلب وقراها وبلداتها. اضافة إلى تواجدهم القوي في احياء حلب التي تقطنها اغلبية كردية مهاجرة من الريف, كحي الشيخ مقصود والاشرفية. ويصر هذا الشاب وغيره من الناشطين, على أن اغتيال مشعل تمو يمكن أن يكون بقرار مخابراتي سوري وبتنفيذ مشترك بين الطرفين. وهذا الكلام لم أسمعه من أي ناشط سوري عربي أو آشوري أو خلافه, بل سمعته من ناشطين اكراد سوريين.  وانقل للأصدقاء في الحزب ما سمعته, واتمنى أن يكون لديهم رد على ذلك. وهذا لايغير أنني كنت وسأبقى مع الحق الكردي التركي والنضال من أجله, مع التأكيد على الاستقلال النسبي بين الساحتين التركية والسورية. وشكرا لتفهم الأصدقاء في الاتحاد الديمقراطي على تفهمهم لهواجسي هذه.

والنقطة الثانية, التي اود التطرق اليها وهي التي تتعلق بالعلاقة بين مفهوم المواطنة وبين الحق القومي للشعب الكردي, اعتقد أن وحدة المطلب الديمقراطي السوري في دولة المواطنة لايلغي بأي حال الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي, وليس هما في تضاد أو خصومة منهجية أو تاريخية, وكذلك الحال اعلان بقية الشعب السوري انتماءه العربي, لايختصر أي حق من الحقوق القومية الكردية, مع أنني مع ان تسمى سورية الحرية الدولة السورية, مع ذلك إلا انني أرى ان دولة الحرية تؤسس أولا وتتأسس ثانيا وبالتداخل على مفهوم المواطنة بما حملته البشرية من تجارب من اجل إعلاء قيمة الانسان أولا قبل أي انتماء آخر, والدليل على ما أقول هو هذا التضامن الخلاق العفوي وغير العفوي بين اطياف الشعب السوري. دولة المواطنة هي القاعدة الاساس للنضال من أجل مابعدها وفي ظل الحرية, واعتقد أن القضية الكردية بكل مافيها سورية, قد حازت على اعتراف كل الشعب السوري عندما سمى احدى جمعه الثورية "آزادي" ولايزال الشعب السوري يهتف "آزادي" من مشرقه لمغربه ومن جنوبه لشماله. للانسان حقوق وجودية لاتتعلق بانتمائه القومي أو الديني أوالطائفي أو الجنسي, كحقه في الحياة وحقه في العمل وحقه في المشاركة السياسية, وحقه في التعبير عن آراءه ومعتقداته باللغة التي يراها, وحقه في الانتماء لتجمعات تدافع عن حقوقه المهنية, هذه حقوق لها بعد وجودي على المستوى البشرية الانساني يتشارك فيه كل من ولد من رحم إمرأة. أما بقية الحقوق فهي وإن تداخلت مع هذا البعد إلا أنها في النهاية تؤسس على هذا المستوى ذاته من الحقوق. وثمة أمر ثان على هذا الصعيد, ان الاعتراف الدستوري بالحق القومي الكردي السوري لايمر بالضرورة عبر القول إنه ثاني قومية في البلاد أو ثالث قومية أو أول قومية, لأنه يصبح هناك تناقض في المطلب ذاته, يعني أن تقول ثاني قومية في البلاد أو ثالث قومية هل يعني أنه يجب أن يكون هناك انتقاص من حقوق القومية الثالثة لصالح الثانية وانتقاص من حقوق الثانية لمصلحة الأولى? إذا لم يكن كذلك فلماذا النص عليه إذا?

لهذا أنا كردي وآشوري وعربي ومسيحي ومسلم وعلوي وسني, وأنا شيوعي وليبرالي واسلامي, كل هذا لأني انسان أولا ووفقا لهذه التصنيفات أنا سوري ثانيا. وهذه التصنيفات عليها ان تنطلق من اعلاء قيمة الانسان السوري بوصفه مواطنا حقوقيا أولا قبل اي قيمة اخرى, ليؤسس عليه بقية الانتماءات.

شكرا مشعل لموقفك السياسي في حياتك وشكرا لدمك الذي وحدنا أكثر بعد رحيل جسدك على يد العصابة الأسدية.

*كاتب سوري

 

الخرق السوري للحدود بردا وسلاما على حكومة لبنان!

علي ب. اسعد/السياسة

توغل دبابات كتائب الأسد في الجيش السوري إلى داخل الأراضي اللبنانية في بلدة عرسال البقاعية (شرق لبنان) هو انتهاك واضح لقرار الأمم المتحدة 1559 تحت صمت الحكومة اللبنانية وحزب أشرف الناس ¯¯ شكرا ً سورية.

توقعنا التوغل والتعدي على سيادة لبنان من حدوده الجنوبية من قبل العدو الإسرائيلي, لكن المفاجأة أتت من كتائب الأسد في نظام بعث الممانعة والصمود في الشقيقة سورية بخرق للسيادة اللبنانية بتوغلها كيلو مترات عدة داخل الأراضي اللبنانية في بلدة عرسال البقاعية وقتل أحد اللاجئين السوريين المتواجد في البلدة عينها.

هذا التوغل والتعدي والإنتهاك للأراضي اللبنانية من قبل الدولة البعثية الشقيقة للبنان وعلى طريقة إسرائيل لم يقابله أي تحرك أو إعتراض تجاه الأمم المتحدة من الحكومة التي تم تعيين وزرائها من قبل الرئيس الأسد والسيد حسن نصرالله التي لا تجرؤ على أن تتحرك أو تعترض مخافة  من الأشقاء البعثيين في سورية ومن حزب أشرف الناس ¯¯ شكرا  سورية.

دائما ً تنتهك إسرائيل القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة في توغلها الجوي والأرضي للبنان والدولة اللبنانية وحزب الله يقيمون الدنيا ولا يقعدونها وهذا من حق لبنان, لكن عندما "تتسلل" الشقيقة سورية وتنتهك الأراضي اللبنانية فهذا برد ٌ  وسلام ٌ من نظام ٍ ممانع في إستخفاف قدرة الجيش والدولة اللبنانية في رضوخهم وصمتهم وتطنيشهم فقط تقديرا ً لحاجات ومتطلبات أمن نظام الممانعة للشقيقة سورية, وإحتراما ً لمشاعرالنظام السوري وسفيره في لبنان علي عبد الكريم علي عندما صرح لوسائل الإعلام اللبنانية (أن السيادة مسألة تعالجها القيادتان السورية واللبنانية فلا داعي لتضخيم المسائل إعلاميا ً).

لكن السؤال هنا, هل يجرؤ نظام الممانعة والصمود في سورية بالتسلل والتوغل بدباباته داخل أراضيه في الجولان المحتلة كيلو مترات عدة ويقتل أو يعتقل أحد المواطنين كما فعلها في لبنان? الجواب بالطبع كلا, لأنه لا يجرؤ أن يفعلها, فهذا النظام الذي يدعي الممانعة والصمود وبطولات حرب اكتوبر المزيفة في إنتصاراته على إسرائيل فالأخيرة قد توغلت بسلاحها الجوي فوق سورية وقصفت مفاعل دير الزور النووي عام 2007 من دون أن يحرك ساكنا ً وفي العام 2008 الطيران الحربي الإسرائيلي حلق "مكزدرا ً ومنمرا ً" فوق القصر الرئاسي الصيفي في اللاذقية أثناء وجود الرئيس بشار الأسد فيه لمدة نصف ساعة من دون أن يجرؤ هذا النظام الرد عليه. هذا النظام الذي لا يستطيع الأستقواء إلا على لبنان مستغلا ً وضع الحكومة أو الدولة اللبنانية التي هي بالأساس من تركيبته وبالسكوت والتزام الصمت تجاهه, ووقوف بعض اليتامى من الأحزاب والنواب اللبنانيين الذين يدورون في فلكه مثل النائب اللبناني عاصم قانصو بعثي الإنتماء الذي قال: إن حقيقة الأحداث على الحدود اللبنانية السورية هي مجموعة من الإرهابيين والمندسين حضروا من "وادي خالد" وعاثوا فسادا ً في بلدة عرسال ثم اطلقوا النار على القوات السورية, متجاهلا ً إن دبابات كتائب الأسد قد أطلقت النار على منزل لعائلة لبنانية بعد أن قام الجنود في بعثرة محتوياته وفي اليوم التالي عادت مجموعة من دبابات كتائب الأسد واخترقت الحدود اللبنانية متوغلة ً في البلدة عينها, حيث اطلقت النار على اللاجئ السوري "علي الخطيب" وأردته  قبل مغادرتها. أين الضمير في كذبك يا سعادة النائب في تبريرك لما فعلته كتائب الأسد في الأراضي اللبنانية? ربما في المرة المقبلة ستضيف معادلة جديدة من ثلاثية إلى رباعية لتصبح (الجيش اللبناني وشبيحة النظام السوري والشعب والمقاومة). على النظام السوري أن يتذكر جيدا ً أن الشعبين اللبناني و السوري شقيقان في بلدين تربط بينهما صلة الرحم والقربى لم ولن يؤثر فيهما أي تعد من قبل نظام يعاني من أزمة وجود وعزلة شبه تامة من قبل المجتمع الدولي لاستكباره وجبروته في الإجرام على شعبه الثائر عليه.

*كاتب لبناني

 

إيران ... "آسفين يبا!"

سامي العنزي/السياسة

تحدثنا كثيراً عن الخطر الايراني ومخططاته "الصفوية"  من اجل وضع السيطرة على المنطقة وبسط النفوذ, اعتقاداً منا أن إيران قراراتها مستقلة وأمرها بيدها! وكنا نتوقع ان ايران هي الأخطر على المنطقة, وان كنا بين فترة وفترة نشير إلى ان ايران تعمل بشكل أو بآخر مع المثلث المقدس, وكنا نعتقد انها الضلع الذي يمثل قاعدة المثلث, وهذا المثلث اشرنا اليه مرات كثيرة وهو "إيران ,امرائيل, القوى الخفية, اما امرائيل فنعني بها اميركا واسرائيل, وكثيرا ما تحدثنا عن إيران وخطرها في تحريك اصحاب العقول اللاعقول! من أصحاب التلقي والتنفيذ كما تفعل في أتباعاها في البحرين والعراق, وبالتحديد جنوب العراق, واخيرا في الشرقية بالسعودية, على فكرة يا إيران : جس نبض المملكة العربية السعودية لم يكن موفقا "بالحيل" و "الوالد الله يرحمه كان يقول: إذا تبي تجرب عضة لا تجرب عضة الأسد, الأسد يأكل ما يعض.

الصورة ما يسمى الربيع العربي بدأت تتضح, وبدأ يظهر لونها القاتم حقيقة, وكنا دائما نذكر منذ البدايات, لابد من الوضوح في المرجعية الثورية, ولكن ثورة الشباب وقيادة الشباب وصيحات الشباب ونداءات الشباب وطموحات الشباب والذي صنع الثورة الشباب والذي قدم التضحيات هم الشباب, وعلى المحك ما هي مرجعية الشباب? الجواب عائم هلامي, ما هي اولويات الشباب? كلام عائم هلامي! ما هي عادات وتقاليد الشباب ومنطلقاتهم الفكرية والروحية? الجواب هلامي!

 ولكن هذه الهلامية جميعها تصب لصالح المعول الأكبر لتحطيم الامة وزيادة استعبادها لغيرها من الأمم, فهذه الهلامية لا تصب الا لصالح العلمانية المتطرفة التي تسعى بكل ما تستطيع الى اقصاء الاسلام ومن ثم العروبة عن الدساتير وعن التربية والتعليم, وعن حتى الحياة اليومية للشارع المسلم, فلذلك ما كانت إيران أخطر من العلمانيين والليبراليين الهلاميين!

اتضح لنا أن إيران ما هي إل عود في حزمة, وهذا العود عبارة عن معول يجيد الهدم في الأمة بدعوى الاسلام, ومن ثم العمل الطائفي بكل معنى الكلمة, ثم التركيز على الاقليات وما شابه لتكريس ان الدين الذي لا ينبع من ايران, ما جاء على الأرض الا ليظلم الاقليات ويقتل المخالف, كما هي تعمل ولكن بأوامر العلمانية بشكل أو باخر! وذلك للخطة الخمسينية المقبلة! وبواسطة أهل التلقي والتنفيذ, كنا نعتقد ان ايران هي المعول الاكبر لذلك, ولكننا حقيقة اسفون إيران! فأنت المعول الثاني بكل ما تملكين من قدرات في البحرين وجنوب العراق والشرقية, وما يسمى "حزب الله" مع ذلك انت الرقم الثاني والرقم الثاني في النهاية لابد من تفكيكه بعد الانتهاء من مهمته! اما الأول والاكثر خطورة هو المعول العلماني الذي يجيد اللعب جيداً مع القوى الخفية السرية, والتي نشعر بحركاتها وحراكها وسطوتها ولكنها هلامية الحدود ومتلونة السلوك! والذي يعمل في هذه اللحظات وهذه الأيام بشكل دقيق وخطير تحت معادلة او فكرة "اما اللادينية البتة او الفوضى الخلاقة" في هذا الوقت بالذات وتونس على ابواب الانتخابات يعرض فيلم يطعن في الذات الالهية وتطرد بنت منتقبة من الجامعة في تونس بسبب نقابها "لا طبنما ولا غدا الشر " ومن ثم تتقافز غلمان العلمانية و "شواذيها" للدفاع عن الحريات والفن والسفه الذي سمعناه من بعض سفهاء تونس باسم الحرية, وتكالب وسائل الاعلام على اظهار السلفيين وحزب النهضة بانهم سطحيون ويسعون الى تكبيل الحريات, وايضا باسم الدفاع عن ثورة الشباب, وحركة الشباب والشباب والشباب والشباب, كما العادة هلامية, وكذلك في مصر ما الذي حصل وبسرعة البرق تحترق السيارات ويقتل من يقتل بهذه السرعة وهذه الجرأة التي ما جرأ على فعلها جلاوزة المخلوع! نسأل الله السلامة, ولكن اجتماع أهل الباطل وتحريك معاولهم, وتحريك أهل العلمانية المتطرقة التي تنادي اما بمحو الاسلام او الفوضى الخلاقة, وهذه الفوضى هم متفقون عليها "العلمانيون والايرانيون" وكل حسب تفكيره واعتقاده ولكنهم متفقون على هذه الفوضى! أو هم باتفاق تام على هذه المقولة: "إما نحن ولا غيرنا او الفوضى الخلاقة!" فهم متفقون بشكل أو بآخر لو دققنا في الامر, واخيراً الى الشباب اذا اردت ان يشار اليك بأنك مثقف وصاحب عقلية منفتحة, فحينما تسأل عن المؤامرة فافعل الآتي: اولا تعتدل في جلستك او "تنشكح" ثم تبتسم ابتسامة صفراء خفيفة, تدل على علمك الخاص بك, وتقول: "هاه .. لا .. أنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة"! ما دري شنهو اللي قاعد يصير بيع باجلا?"

قامت الثورات صافية في الغالب, فمن كان ذكيا مثل ليبيا اسأل الله ان يحفظهم سيظفر, ومن كان اصحاب القيل والقال, و "الدندرة" هو مجهول المصير حتى الآن, يا شباب ثورتكم صافية, فان لم تكن مرجعية نابعة من اصولكم ودينكم الاسلامي الصافي فانتم ودولكم ودساتيركم الجديدة عبارة عن خطة خمسينية جديدة "للمعازيب الجدد" المؤامرة ان يتنحى القادة العرب عنكم تحت مسمى الخرقاء "الجامعة العربية" ويستثمر الخصوم ثوراتكم لمصالحهم, والمعاول من بني جلدتنا لا هم لها الا ان تتهم السلفية والوهابية لشيء في نفس يعقوب ! والرسول "صلى الله عليه وسلم" يقول: تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الأكلة على قصعتها!" او كما قال "صلى الله عليه وسلم".

اخيرا: يا مثقف يا من لا تؤمن بنظرية المؤامرة ولكن مؤامرة السلفيين والاسلاميين على الحريات وتقسيم البلاد, تؤمن بها بشكل او بآخر نقول لك, ان الاسلام والايمان يأرز بين المسجدين آمنتم به أو لم تؤمنوا والاسلام من السلام لا كما تريد ان تصوره انت وخدمك من ايران وامثالهم باسم الوهابية والسلفية وما شابه, والاسلام هو الباقي وانتم الزائلون باذن الله تعالى.

*اعلامي كويتي

 

دفاعاً عن الشعب السوري: حتى لا يُقتل مرتين

د. كمال اليازجي

ما من شيء يُضاهي العنف الذي يتعرض له الشعب السوري الا المواقف الظالمة التي تصدر عن بعض اللبنانيين. سوف نستعرض بعضاً من هذه المواقف، ونُعلّق عليها.

ما يجري في سوريا مؤامرة...

المؤامرة، تحديداً، دسيسة تحيكها وتنفذها سراً زمرة قليلة العدد. عندما ينزل مئات الآلاف الى الشارع علناً، ويقارعون الموت لستة اشهر، لا يسمى ذلك مؤامرة. الاسم العلمي التعارف عليه لهذه الظاهرة هو ثورة. والا يصبح من واجبنا ان نراجع التاريخ ونغيّر التسميات ونتحدث من الآن فصاعداً عن المؤامرة الفرنسية سنة ١٧٨٩، ومؤامرة اكتوبر في روسيا سنة ١٩١٧. وما هذه المؤامرة الخرقاء التي يُمهل اصحابها نظام الاسد خمسة اشهر، ويعطونه الفرصة تلو الفرصة ليبدأ بعض الاصلاحات لعله يسترضي بها الشارع وينقذ رأسه، ولا يرفعون الصوت في وجهه الا بعد ان يكون قد قتل اكثر من الفين من ابناء شعبه؟

تنفذها مجموعات ارهابية مسلحة

ان تنعت الآف المتظاهرين بالمجموعات الارهابية المسلحة هراء. الثورة السورية اصرت منذ البداية على طابعها السلمي. وهي حتى الآن لا تزال غير مسلحة. انما بسبب التمادي في القتل وكثرة الاعتقالات، كان لا بد ان يظهر في بعض الاماكن مسلحون اخذوا على عاتقهم حماية التظاهرات والرد على قوى الأمن اذا أطلقت النار. اما عدد القتلى العسكريين، فمرده الى أن قسماً كبيراً منهم تم اعدامه ميدانياً لأنه رفض إطلاق النار على المتظاهرين.

السلطة تحفظ الامن والجيش يدافع عن نفسه

بالقنص، بمدفعية الدبابات، وبكل انواع الاسلحة، حتى بسلاح البحرية، في سابقة عالمية. فعلاً يتطلب الأمر كثيراً من التعامي حتى لا يرى المرء ما تُظهره يومياً كل شاشات التلفزيون وتكتب عنه كل صحف العالم: حرب شاملة يشنها نظام على شعبه.

الاحداث في سوريا انتهت

ان تكون الثورة لم تتوقف منذ ستة اشهر، وهي في وتيرة تصاعدية، وبعد ان كانت اسبوعية اصبحت يومية، امر لا يقلقهم. فهم قرروا ان الامور تحت السيطرة، والموجة انحسرت، وقريباً ينتهي كل شيء. صحيح ان الانسان ميال بطبعه الى الاعتقاد بصحة امر ما لمجرد رغبته في ان يكون ذلك صحيحاً، لكن المسألة تخطت هنا حدود التمني لتصل الى نكران الواقع بشكل مَرَضي.

لا شيء يحدث في سوريا

وهناك من يصل به الهذيان الي حد القول ان لا شيء يحدث في سوريا، وان الأمن مستتب، ما خلا بعض المتفرقات التي لا تذكر. احد اركان التيار العوني الذي زار دمشق مؤخراً في اطار "حملة سوريا بخير" لخّص الرواية الرسمية بشكل لا يترك مجالاً للمزايدة. حتى انه تجاوز في مغالاته مواقف القيادة السورية نفسها: "ان حرباً كونية تُشن على سوريا… دعوات التخريب لم تلقَ تجاوباً الا من اقلية مرتبطة بأجندة غربية لا تتجاوز نسبتها ربع واحد في المئة من سكان سوريا… الجيش ليس المعتدي بل المعتدى عليه… وما نفع الاصلاحات في ظل الانقسام والشرذمة والرضوخ لمشيئة الاعداء وتدمير الوطن؟"

وضع سوريا يختلف عن باقي الدول العربية

قد يكون الربيع العربي مقبولاً في مكان آخر، اما في سوريا فلا. ولماذا من فضلكم؟ وما الذي يعطي سوريا هذا الامتياز؟ لانها دولة الممانعة! عبثآً تبحث في قواميس السياسة عن معنىً لهذه الكلمة، او عن ترجمة لها في اللغات الاجنبية. تنظر بامعان لعلك تجد في سياسات سوريا ما يبيّن لك المعنى، فلا تجد سوى ان سوريا حليف استراتيجي لايران، وجزء من منظومتها الاقليمية، وطريق لامداداتها الى ذراعها في لبنان. تتساءل: لماذا لا يقدّر الشعب السوري هذه الممانعة مثلما يقدّرها بعض اللبنانيين، ولا ينحني امام هذا المجد، ويشكر ربه على هذه النعمة، بدلاً من تعريض نفسه للقتل والاعتقال؟ يا للعقوق!

البديل الوحيد للنظام هو الاخوان المسلمون

او لعلها القاعدة. او الشيطان الرجيم. مهلاً! انظروا الى شعارات الثورة السورية. نادت بالحرية، ولم ترفع شعارات دينية. اقرأوا ادبياتها التي تطالب بالدولة المدنية، وهي تعبير ملطّف عن الدولة العلمانية. اسألوا عن الوجوه البارزة في المعارضة، تجدون الليبرالي والعلماني واليساري والاسلامي. اطمئنوا: المعارضة السورية متنوعة، ولا خوف من ان يبتلعها الاخوان المسلمون.

المسيحيون سوف يتعرضون للاضطهاد اذا ما سقط النظام

قد لا ينتبه اصحاب هذا الرأي الى خطورة ما يقولونه، لكن في زعمهم هذا اعلى درجات العنصرية. كأنهم يقولون ان الاكثرية في سوريا، وهم الاكثرية في العالم الاسلامي، مفطورون على الاضطهاد، وانهم لا ينتظرون سوى رحيل هذا النظام للانقضاض على المسيحيين. الم يتساءل هؤلاء كيف عاش المسيحيون لقرون قبل وصول حزب البعث الى الحكم؟ على المسيحيين ان يفهموا ان لا مصلحة لهم بأن يربطوا مصيرهم بمصير دكتاتورية تتهاوى.

النظام الحالي يحمي الأقليات

والصحيح انه يحتمي بالأقليات. ويغذي مخاوفها. ويستنفر بعض رجال الدين المسيحيين للتهويل بما سيحدث للمسيحيين اذا سقط هذا النظام. وفي موضوع الأقليات، السؤال الأساسي هو: هل من مصلحة للاقليات ان تتحالف في ما بينها وتضع نفسها في مواجهة عدائية مع الاكثرية، مع ما يحمله ذلك من مخاطر؟ الحل بالنسبة للأقليات هو في الديمقراطية. ان الانتقال الى الديمقراطية سوف يخلق جواً من الحرية والتسامح يسمح بتخطي الولاءات الضيقة، الطائفية والقبلية. ان خلاص الاقليات هو في انخراطهم في مجتمعاتهم، وتأكيد حضورهم كمواطنين متساويين كاملي الحقوق، وليس كأقليات تطلب الحماية.

"اننا ننظر بعين القلق الى ما يجري في العالم العربي"

الربيع العربي الذي تحمس له العالم لا يثير عند البطريرك الراعي الا القلق. لكن لماذا الريبة والقلق كلما تحرك التاريخ؟ نخشى ان يكون في ذلك شيء من العنصرية المستترة التي تعتبر ان الشعوب العربية محكومة بالتخلف، ولا يمكن ان يصدر عنها شيء ايجابي. نحن على العكس ننظر بعين الامل الى الربيع العربي، ونرى انه فرصة لم نكن نتوقعها للعبور الى الديمقراطية والحداثة. وما يبرر هذا التفاؤل هو الشعارات الراقية التي رفعها الثوار في كل مكان. الناس الذين خرجوا بالثورة طالبوا بالحرية والعيش الكريم، ولم يرفعوا اياً من تلك الشعارات البالية التي كانت تستخدمها الانظمة للدجل والمزايدة. هؤلاء البشر الذين كانت الانظمة تغتصب عقولهم وتشبعهم اوهاماً اثبتوا انهم تحرروا واصبحوا فكرياً في قلب العالم الحديث. هؤلاء يصنعون اليوم تاريخاً جديداً.

مستقبل الثورات العربية غير معلوم. فلنُبقِ اذن على الانظمة القائمة

لا تريدون القفز في المجهول. وتريدون ان نتنبأ لكم بمستقبل المنطقة للسنوات القادمة حتى تطمئنوا. حسناً. ما هو مؤكد هو التالي: طغاة رحلوا، وآخرون سوف يتبعون. النظام القديم ولى الى غير رجعة. وطويت معه حقبة سوداء كانت غير متوافقة مع العصر. الآن كل شيء ممكن. طريق الحرية مفتوح. اكثر من ذلك لا احد يستطيع ان يتنبأ. لأن الصراع السياسي لن يتوقف. القوى التي تعاونت لدحر الطغيان ليست متطابقة سياسياً، بطبيعة الحال، وسوف يسعى كل منها الى تعزيز موقعه السياسي. في كل الدول العربية، سيكون هناك تنافس بين قوى تقدمية تؤمن بالديمقراطية وقوى اخرى تقليدية او اصولية. على اي حال، حتى لو لم يكن المستقبل معلوماً، ففي السياسة ايضاً الحركة بركة. وليس للناس ما يخسرونه سوى اغلالهم. والانظمة القائمة لا يُؤسف عليها. ومن يأتي بعدها يصعب عليه أن يكون أسوأ منها.

السوريون لم يتعاطفوا معنا في الماضي. لماذا نتعاطف معهم اليوم؟

مع ان هذا الزعم هو، في الواقع، غير صحيح، اذ ان كثيراً من المثقفين السوريين وقّعوا في الماضي بيانات تضامن تنتقد التدخل السوري في لبنان، لكن لنفترض ان اصحاب هذا الرأي لم يسمعوا بتلك البيانات. ولنسألهم: ماذا كنتم تنتظرون من الشعب السوري ان يفعل لأجلكم، وهو كان ضحية عاجزة مثلكم، وعانى من القهر ما عانى منه اللبنانيون، بل اكثر؟ ان يكتب مقالاً ضد النظام تنشره جريدة البعث على صفحتها الاولى؟ او ان ينظّم تظاهرات استنكار كانت ستتعرض، في ظل التعتيم الاعلامي الذي كان ممكناً آنذاك، لما تعرضت له مدينة حماه عام ١٩٨٢؟ الا ترون انكم تضعون النظام وضحاياه في سلة واحدة، وتحمّلون الشعب السوري بمجمله وزر اعمال النظام؟ وماذا يمكن لشعب ان يفعل عندما يعيش في دكتاتورية تُطبق على انفاسه؟ ان ينتفض؟ ها هو ينتفض اخيراً. ابتهجوا!

لا نريد ان نتدخل في شؤون سوريا الداخلية

لا احد يطالبكم بارسال الاسلحة. المطلوب منكم الا تقفلوا قلوبكم اذا ما رأيتم شيئاً يُدمي القلب. التعاطف مع ضحايا القمع ليس تدخلاً. التعاطف شعور انساني لا يمكن تعليقه عندما نقترب من الحدود السورية. وبالمناسبة، سوريا تدخلت في شؤوننا الداخلية اربعين عاماً. وما تزال. واشبعتنا "شعب واحد في بلدين". تُرى، الا تريدون ان تتعاطوا معها بالمثل، لمرة واحدة؟

ليس لنا مصلحة ان يسقط النظام في سوريا

ضع التعاطف والاعتبارات الانسانية جانباً. لنا مصلحة اكيدة كلبنانيين ان يسقط هذا النظام. من اجل ان تستقيم العلاقات بين بلدينا. هذا النظام لم يتخلَ يوماً عن مطاعمه في الهيمنة على لبنان. وهو سعى منذ اربعين عاماً الى زعزعة الاستقرار في لبنان، حتى تمكن في مطلع التسعينيات من الهيمنة عليه بالكامل وتحويله الى دولة تابعة. وله في ذاكرة اللبنانيين سجل حافل. لكن اذا قام في سوريا نظام ديمقراطي يصبح ممكناً ان نقيم علاقات متوازنة، مبنية على قيم مشتركة وليس على سياسة القوة. استقلال لبنان من ديمقراطية سوريا.

لا شأن لنا بما يجري في سوريا. تكفينا همومنا االداخلية

همومكم الصغيرة يُمكن ان تنتظر. ومن الافضل لكم ان تنتظر، حتى تنقشع الغبار وتتضح الصورة. لأن ما سيحدث في سوريا سوف ينعكس على لبنان. ولأن الوضع السياسي برمته مرشح لأن يتغير مع سقوط النظام السوري. وتذكروا: نحن في لحظة فاصلة. مرحلة تُطوى. ومرحلة جديدة تبدأ.

 

نهج التخويف

كمال اليازجي 

كلام البطريرك الراعي خطير ومقلق. وهو حتماً ليس زلة لسان، ولم يتم اجتزاؤه كما ادعى. لأن ما قاله في باريس عاد وكرره في لبنان اثناء زيارته الى بعلبك. بل هو كلام يعبّر عن وجهة نظر متماسكة تتطابق للأسف مع الدعاية الرسمية للنظام السوري ومع افكار ما يسمّى محور الممانعة الذي يمثله فريق ٨ آذار في لبنان.

يعتمد هذا الكلام بشكل اساسي على نهج التخويف، ما يسمى .scare tactics

يقول اذا سقط النظام السوري ستحدث حرب اهلية سنية علوية، او تقسّم سوريا الى دويلات طائفية. وهذا امر مستبعد او مؤقت في اسوأ الاحوال، كما حدث في ليبيا.

ويقول ان البديل عن النظام هو الاخوان المسلمون، وان المسيحيين سوف يدفعون الثمن ويتعرضون للاضطهاد. وهو بذلك يبالغ في تقدير قوة الاخوان المسلمين، ويتجاهل تنوع المعارضة السورية وكل اولئك الشجعان الذين لا علاقة لهم بالاخوان المسلمين والذين يدفعهم تعلقهم بالحرية الى مواجهة اعتى انواع القمع. اما القول بأن المسيحيين سيكونون بخطر، فكلام باطنه عنصري، لأنه عملياً يتهم الاكثرية السنية بالرغبة في اضطهاد المسيحيين، وهو امر مجافٍ للتاريخ. كلام البطريرك الماروني، وقبله البطريرك الارثوذكسي، محاولة لتوريط المسيحيين في معركة خاسرة لا مصلحة لهم فيها دفاعاً عن نظام استبدادي يتهاوى.

وفي باريس طالب البطريرك الغرب باعطاء فرصة لبشار الاسد. هذه الفرصة كلفتها اربعين قتيلاً يومياً.

وقد بارك البطريرك سلاح حزب الله، وربطه بانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، وبعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم. وهذه عملية طويلة، ما يعني بقاء سلاح حزب الله الى الابد. لكن البطريرك تجاهل امراً هاماً، وهو ان الدفاع عن لبنان واجبار اسرائيل على ترك الاراضي التي تحتلها هي مسؤولية الدولة اللبنانية حصرياً، وليست مسؤولية اي حزب سياسي، وانه لا يحق لأي حزب ان يمتلك السلاح بصورة غير شرعية ويُقيم دويلة خاصة به على حساب سلطة الدولة. ونستغرب ان يكون قد خفي عن البطريرك ان حزب الله له وظيفة تتخطى لبنان، وانه جزء من محور اقليمي مرتبط بايران وسوريا.

وفي حماسه لايجاد التبريرات لبقاء النظام السوري، استعدى البطريرك الماروني، مجاناً وبشكل متهور، طائفة لبنانية بأكملها عندما قال بأنه عندما يصل السنة الى السلطة في سوريا فأن اخوانهم اللبنانيين سوف يتحمسون ويتحالفون معهم، وان ذلك سيؤدي حتماً الى تأجيج الصراع بين السنة والشيعة في لبنان. فضلاً عن انه لم يكن منصفاً بحق السنة الذين حكموا سوريا قبل سنة ١٩٧٠ ولم يتعرضوا للمسيحيين في سوريا او حتى للبنان الذي كان يحكمه الموارنة آنذاك.

لقد الحق البطريرك بصورته ضرراً لا يمكن اصلاحه، وظهر بمظهر شريك القاتل وشريك الطاغية، واحرج بمواقفه عدداً كبيراً من ابناء رعيته الذين اخذوا ينتقدونه علناً. وبدلاً من ان تبقى المرجعية الروحية المسيحية فوق المعمعة السياسية، ظهرت وكأنها حليف لفريق ٨ آذار.

 

 كتلة "المستقبل": الحكومة تعيش حالة ارباك والموازنة يغلب عليها طابع الترضية 

موقع 14 آذار

نبّهت كتلة المستقبل النيابية إلى خطورة مسألة التخبط الذي تعيشه الحكومة نتيجة التناقضات لدى أعضائها، ملاحظة أن الموازنة التي قدمها وزير المال محمد الصفدي يغلب عليها طابع الترضية تلبية لمطالب الأطراف الحكومية وحاجاتهم الانتخابية. واستغربت الغياب الفاضح من قبل السلطات الرسمية إزاء انتهاك السيادة اللبنانية بما لا يشعر المواطنين اللبنانيينأن هناك دولة تحميهم وتهتم بأمنهم، منتقدة استمرار تعديات عناصر الجيش السوري وهجانته التي تخرق بشكل فاضح الاتفاقيات الثنائية. مواقف الكتلة جاءت خلال اجتماعها الأسبوعي عقدته في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا، تلاه النائب أحمد فتفت.

بداية، استعرضت الكتلة الأحداث الأخيرة في مصر، وأعربت عن المها وروَّعَها ما جرى في مصر يوم الأحد الماضي من اشتباكاتٍ بين الجيش وقوى الأمن مع متظاهرين من المواطنين الأقباط، وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وإذ عبّرت عن تضامنها مع الشعب المصري الشقيق، شددت على اهمية قرار السلطات المصرية المختصة الإسراع في انجاز التحقيقات لكشف الفاعلين والمتسببين بهذه الجريمة وإنزال العقاب بهم، مشيرة إلى أن دولة الثورة يجب إن تحافظ على حرية الرأي والتعبير السياسي بعيدا عن أي قمع واستعمال للعنف بحق أي من المواطنين، وذلك تحت سقف انتظام الحقوق والواجبات في مجتمع ديمقراطي وصولاً الى الدولة المدنية.

وأهابت الكتلة بالقوى الحيَّة والفاعلة من شباب مصر، والذين أنجزوا ثورة 25 يناير العظيمة والتي ما تزال تطوراتُها جارية- أن يمضوا كما هو المنتَظَرُ منهم في متابعة تحقيق مقتضيات التجربة التاريخية الحديثة الزاخرة لمصر، تجربة الحرية والمساواة في معاملة المواطنين، افراداً او جماعات، والحياة الواحدة بين المسيحيين والمسلمين، ونبْذ القلّة المتطرفة، ودُعاة الفتنة والاضطراب.

وذكّرت بأن المواطنين الأقباط المصريين شكلوا مع إخوانهم المسلمين في مصر، نخبة مصر والأمة العربية، وهم لعبوا ومازالوا دورا رياديا في تقدم مصر والدفاع عن عروبتها وحريتها وعن قيم العدالة والمساواة واحترام الآخر وحقوق الإنسان.

وأوضحت أن شبابَ الثورة في مصر كانوا روَّاداً في بناء الربيع العربي وقيادته، والساعةُ ساعةُ الشجاعة والإقدام والثَبات على السِلْم والطموح والأمل وإثبات القدرة على صُنع المواطنة الحديثة والديمقراطية، والتي كانت مصر وما تزالُ بأقباطها ومسلميها نموذجَها الأبرز في هذا الشرق.

دايفيد باراغوانث

إلى ذلك، توقفت الكتلة أمام انتخاب القاضي دايفيد باراغوانث رئيسا للمحكمة الخاصة بلبنان بدلا من القاضي انطونيو كاسيزي وذلك لأسباب صحية. ورحبت بالإجماع الذي تحقق حول انتخاب الرئيس الجديد لما يتمتع به من خبرات وصفات مهنية رفيعة تؤهله لقيادة سفينة العدالة الخاصة بلبنان من أجل كشف المجرمين الذين وقفوا خلف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار ووضع حد للفرار من وجه العدالة ومنع استمرار مسلسل الاغتيال السياسي في لبنان، مشيرة إلى أن عائلات الشهداء ومعهم الشعب اللبناني ينتظرون نتائج عمل هذه المحكمة على أحر من الجمر وهم قد منحوها ثقتهم لإحقاق الحق والعدالة في لبنان.

زيادة الأجور

هذا، واستعرضت الكتلة معالم القلق والترقب التي يعيشها المواطنون والبلاد عامة جراء حالة الارتباك التي تتخبط بها الحكومة إزاء موضوع زيادة الأجور والرواتب وسبل تعاطيها مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومع مطالب الاتحاد العمالي العام. فبعد مرور أكثر من 100 يوم على قيام هذه الحكومة، لم يلمس اللبنانيون أن لديها رؤية متقدمة وواضحة أو منسجمة تتلاءم مع ما هو مطلوب منها إزاء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة وسط الأفكار المتناقضة والمتضاربة بين أعضائها.

وفي هذا الإطار الاقتصادي والاجتماعي أكدت الكتلة أنّ الموازنة التي قدمها وزير المال، يغلب عليها طابع الترضية والاسترضاء، تلبية لمطالب الأطراف الحكومية وحاجاتهم الانتخابية. فبمجرد الاطلاع على أرقام الموازنة يظهر أن وزارة المالية لحظت لكل طرف حصته من جبنة المال العام، من دون أي إحاطة حقيقية بقدرة الخزينة على تحمل الإنفاق الإضافي المقترح.

ورأت أن ذلك يأتي على خلفية انكماش اقتصادي وانخفاض كبير في نسبة النمو التي ستنخفض الى ما لا يتعدى 2 % في السنة الحالية، ووسط أزمة عالمية مالية واقتصادية مستشرية وأوضاع إقليمية متوترة. كما أن الموازنة المقترحة تتضمن فرض ضرائب على المواطنين أقل ما يقال فيها أنها ضرائب غير مدروسة وغير مناسبة، ولا يتلاءم فرضها مع حال الاقتصاد في هذه الاونة. ذلك كله سوف يساهم في خفض نسبة النمو وزيادة العجز وزيادة نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي المكبل للمواطنين اللبنانيين ولحركة الاقتصاد ومجالات نموه المستقبلي. ويأتي ذلك، في الوقت الذي تتجاهل فيه هذه الحكومة كل مشاريع البرامج الإصلاحية التي كانت قد أعدت وأنجزت سابقاً.

ورأت الكتلة أن الحكومة مطالبة باتخاذ موقف واضح من البرامج الإصلاحية للقطاع الاجتماعي بهدف زيادة فعالية الانفاق الاجتماعي ولاسيما تلك المتعلقة بمؤسسة الضمان الاجتماعي وبالعمل على إقرار مشروع نظام التقاعد والحماية الاجتماعية ومشروع استهداف مواجهة الفقر وكذلك العمل على تطوير الخدمات الصحية والتربوية والمسارعة الى تأليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وهي كلها جزء من مشاريع إصلاحية أساسية عديدة جرى تناولها ف ورقة لبنان الى مؤتمر باريس 3 والتي كان ينبغي للحكومة التنبه إلى معالجتها وهو الأمر الذي لم تظهر ملامحه لديها حتى الآن.

انطلاقاً من ذلك، لفتت الكتلة عناية الرأي العام إلى خطورة مسألة التخبط الذي تعيشه الحكومة نتيجة التناقضات لدى أعضائها والذي من شأنه أن يودي بالبلاد إلى المزيد من التردي في ظل الأوضاع المالية والاقتصادية غير المستقرة التي يمر بها العالم في هذه الآونة.

انتهاك الحدود

على صعيد آخر، توقفت الكتلة أمام تكرار تجاوزات وانتهاك الحدود اللبنانية السورية في الشمال والشرق، وآخرها ما جرى في بلدتي عرسال والفاكهة البقاعيتين.

الكتلة التي أدركت تماما حقيقة الفرق بين انتهاكات العدو الإسرائيلي للحدود الجنوبية وتلك التي تصدر عن الشقيقة سوريا، فإنها في المقابل استغربت هذا الغياب الفاضح من قبل الحكومة والسلطات الرسمية المعنية إزاء انتهاك السيادة اللبنانية بما لا يشعر المواطنين اللبنانيين أن هناك دولة تحميهم وتهتم بأمنهم وأمانهم جراء استمرار تعديات عناصر الجيش السوري وهجانته التي تخرق بشكل فاضح الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.

كما أدانت تقصير الحكومة تجاه الاخوان السوريين اللاجئين الى لبنان نتيجة اعمال القتل والظلم والقهر التي يستمر النظام السوري في رتكابها تجاه الشعب السوري البطل.

الميكانيك

أمنياً، استنكرت الكتلة بشدة حادثة إطلاق النار التي شهدتها دائرة الميكانيك في الحدث الأسبوع الماضي واعتبرت أن هذه الحادثة تشكل استمرارا لحالة الفلتان الأمني في مناطق نفوذ وانتشار حزب السلاح والمسلحين.

ورأت أن هذه الظاهرة إلى تفاقم بسبب ازدياد الإحساس بفائض القوة لدى حزب السلاح من جهة وعجز وسكوت السلطات المختصة والمؤسسات الرسمية من جهة أخرى، داعية في المقابل الحكومة إلى أن تثبت نفسها والى عدم الاستسلام أمام القوى الحزبية المسلحة المشاركة في الحكومة.

وبهذه المناسبة جددت الكتلة مطالبتها التي لن تتراجع عنها بجعل لبنان كل لبنان منزوع السلاح غير الشرعي وصولاً لحصرية سلطة الدولة وسيادتها على كامل الأرض اللبنانية.

التعيينات الإدارية

وعن التعيينات الإدارية، استغربت الكتلة إقدام الحكومة على تعيينات في مراكز الفئة الأولى بشكل مناقض لكل الوعود السابقة، حيث غابت معايير الكفاية والمهنية والتنافسية والإصرار على اختيار الأفضل، لتنتصر معايير جوائز الترضية وفرض الإرادة السياسية في مراكز لا تحتمل التلاعب بها بهذه الطريقة والتي كان آخرها تعيين رئيس الجامعة اللبنانية.

توكل كرمان

ثقافياً، رحبت الكتلة باختيار لجنة نوبل للمناضلة اليمينة توكل كرمان عبر منحها قسما من جائزة نوبل للسلام، واعتبرت أن هذا الاختيار جاء في مكانه الصحيح لتدعيم حق المرأة العربية في التقدم وليشجع نموذجاً متقدماً مضيئاً في النضال من اجل الحرية والمساواة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في العالم العربي.

 

 السلطات الأمريكية تكشف مؤامرة إيرانية لمحاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن 

ذكرت وثائق قضائية اليوم الثلاثاء أن السلطات الأمريكية أحبطت مؤامرة إيرانية لتفجير سفارة السعودية في واشنطن واغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل جبير.

وحددت الشكوى الجنائية التي كُشف النقاب عنها في المحكمة الاتحادية في نيويورك اسم الشخصين الضالعين في المؤامرة وهما منصور اربابسيار وغلام شكوري.

وقالت المستندات إن الرجلين من أصل إيراني في حين يحمل أربابسيار الجنسية الأمريكية.

وقال وزير العدل الأمريكي إيرك هولدر إن إيرانياً محتجزاً اعترف بالضلوع في مؤامرة لاغتيال السفير السعودي وقدم معلومات عن ضلوع جهات في الحكومة الإيرانية.

وذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تلقى معلومات عن المؤامرة الإيرانية في شهر يونيو/حزيران، وأعلن أن واشنطن ستتشاور مع حلفائها بشأن هذه المؤامرة.

وفي اتصال مع "العربية" قال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي إن المملكة لن تتسامح مع الاعتداء على سلامة مواطنيها، متوقعا أن تعمق محاولة اغتيال السفير السعودي الأزمة بين المملكة وإيران مشيراً إلى أن هذه المحاولة الاعتدائية قد تقطع شعرة معاوية بين البلدين، وأردف: "إن المملكة صبرت كثيراً على تصرفات إيران العدائية وهي لن تسكت بعد اليوم".

وأضاف خاشقجي: "من الواضح أن هناك عناصر مقربة من الحرس الثوري الإيراني تلقت أوامر مباشرة من طهران بالكتمان خلال تنفيذ العملية قبل أن يتم اكتشاف أمرهم".

واعتبر أن استهداف السفير عادل الجبير يأتي باعتباره دبلوماسياً مهماً جداً يعرف واشنطن بشكل جيد وعلاقاته ممتازة مع الإدارة الأمريكية، وبالتالي هو هدف مهم جداً للإيرانيين.

وزاد: "لم يكن الهدف من العملية المزمعة دافعاً انتقامياً، ولو كان الأمر كذلك لقاموا باغتيال دبلوماسي سعودي في كراتشي، ولكن الإيرانيين اختاروا مكاناً صعباً جداً، مما يعني أنهم كانوا يستهدفون شخص الجبير لأهميته".

 المصدر : وكالات

 

 عضو الامانة العامة في قوى 14 اذار نصير الاسعد:خلنا للحظة ان وليد المعلم وزير خارجية دولة اكبر من كبرى

ما قام به الاقباط منذ ايام في مصر هو ثورة ضمن الثورة... والربيع العربي لا رجعة فيه...  

سلمان العنداري

أسف عضو الامانة العامة في قوى 14 اذار نصير الاسعد "لسقوط عدد من الضحايا على خلفية المواجهات التي شهدتها مصر يوم الاحد الماضي"، معتبراً ان "ما حصل يدل على ان الربيع العربي هذا يمرّ ويجتاز عدداً من المخاضات وبالتالي لم يُنجز كل اهدافه بعد". ولفت الى انه "للربيع دينامية انطلقت، ومسار مستمر، الا انه لا يزال امامه العبور في ممرات، قسم منها عسير جداً، تماماً كما نشهد في مصر وليبيا وفي سوريا واليمن، الا ان الشيء الثابت والاكيد ان هذا الربيع لا رجعة فيه".

الاسعد وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني قال: "خلافاً لإمكانية استغلال ما جرى في مصر من جانب اصحاب فكرة ان الربيع العربي يحمل اخطاراً على الاقليات وعلى المسيحيين بالدرجة الاولى، الا انني اعتقد ان ما جرى في مصر هو ثورة قام بها الاقباط ضمن منطق الثورة المصرية التي انطلقت في 25 يناير".

واضاف: "ما قام به الاقباط منذ ايام هو ثورة من ضمن الثورة، تقول للمجتمع السياسي المصري وللمشرفين على المرحلة الانتقالية ان الاقباط يريدون لهذه الثورة ان تنتهي الى دولة مدنية في مصر. دولة تحفظ حقّ المواطنة، وتحفظ المساواة بين الافراد. وفي تقديري انه وعلى الرغم من الكلفة الدامية التي نتأسف عليها، الا ان الاقباط في مصر اقدموا على ممارسة دورهم في تصحيح المسار ضمن هذه المرحلة الانتقالية لاعادة تثبيت اولوية الدولة المدنية والمواطنة".

ولفت الاسعد الى ان "الاقباط حققوا مكتسبات بالمعنى السياسي المبدئي، ليس من ناحية الوعد بإصدار قانون حماية دور العبادة خلال اسبوعين، انما من ناحية التعاطف الذي حققوه من شركائهم في الوطن، ومن الجهات العربية، ومن التفاف وادانة للتطرف الديني".

وتابع: "واذا كان ما حصل قد حصل جرّاء دخول طرف سلفي اصولي ما على الخط، وبنتيجة انعدام الخبرة لدى المجلس العسكري في استيعاب الامور وفي عدم جعلها تنفلت عن السيطرة مما قاد الى سقوط هذا العدد من الضحايا والشهداء، الا اني اعتبر ان اقباط مصر دقوا ناقوس الخطر واجبروا الجميع على دراسة التصحيح لجهة اولوية العيش المشترك المتساوي الحقيقي بين ابناء الشعب الواحد في مصر".

واستطرد قائلاً: "اعتز بأن التظاهر السلمي الحضاري لابناء مصر فرض نفسه، وفرض البحث بقضايا جوهرية غابت في الشهور الماضية بعد اسقاط مبارك عن الاولويات التي تتحول الى بحث في النظام السياسي المقبل والانتخابات وغيرها، في حين ان المشروع الحقيقي الذي يجب ان تقوم عليه الدولة لم يستحوذ على الاهمية الاساسية، فإذا بالاقباط يعيدون فرضها بتعاطف مع تنسيقيات شباب الثورة المصرية".

وعن الاحداث الحاصلة في سوريا على خلفية التهديدات والتصريحات التي اطلقها عدداً من المسؤولين السوريين، قال الاسعد: "الربيع العربي لا رجعة فيه، وإن كان يجتاز في عدد من الحالات ممرات عسيرة، والربيع السوري كذلك الامر".

واعتبر الاسعد ان "النظام في سوريا محشور جداً بتشكّيل المجلس الوطني السوري. والتهديدات التي نسمعها ناجمة عن توحّد القسم الاكبر من المعارضة السورية في اطار مشترك، وانتزاعه شرعية شعبية في الشارع السوري الذي نزل تضامنا مع تشكيل هذا المجلس، وهو في طريقه ان يكتسب شرعية عربية ودولية، ولو اخذ الامر بعض الوقت".

ورأى ان "التصريحات الرسمية الصادرة عن النظام السوري تعكس حشرة من هذا التطور المهم في مسار الثورة السورية، وبالتالي فإن التهديدات بالويل والثبور ليست بجديدة، فهناك من التسريبات التي تحدثت عن ابلاغ الاسد الى وزير الخارجية التركي ان بلاده قادرة على اشعال المنطقة في 6 ساعات، مروراً بكلام وزير خارجية النظام وليد المعلّم، الذي خلنا للحظة انه وزير خارجية دولة اكبر من كبرى والذي هدد فيه ان اي اعتراف بالمجلس الوطني سيُقابل باجراءات وكأنه سيفرض حصاراً على العالم، وصولاً الى كلام مفتي سوريا الاخير يوم اول من امس".

واضاف: "ما يقوله النظام السوري هو نوع من التهويل من موقع الحشرة والارتباك، اكثر مما هو ذات قدرة". ولم يقلل الاسعد "من قدرة النظام السوري على التخريب في المنطقة، وخاصة في لبنان عبر شبكة اعوانه، الا انه استطيع ان اجزم بأن اي تطور من قبل النظام لن يستطيع ان يؤدي الى تغيير المعادلات القائمة، المتمثلة بسقوطه، ولو ادى ذلك الى تأخير استحقاق السقوط الفعلي، فهو الآن ساقط بالقوة، اما السقوط بالفعل فقد يأخذ مدة اطول".

واضاف: "امامنا شعب صامد صمودا اسطورياً، ومجلس وطني يمثل الثورة السورية ويحظى بشرعية داخلية وبقبول عربي ودولي، وهناك وضع اقتصادي خانق على النظام، وبإزاء ذلك اعتقد ان التهديدات التي نسمعها هي تهديدات تعبر عن مأزق من دون استبعاد امكانية التخريب الذي لن يساهم بتاتاً في اعادة تعويم النظام، اذ ان النظام نفسه بات يدرك ان هذه الورقة لم تعد قابلة للشراء من احد".

*موقع 14 آذار

 

ويكيليكس/14 آذار/قياديون سوريون عن حرب تموز 2006: النظام السوري وايران نسّقوا مع حزب الله أسر الجنديين الاسرائيليين

بعد ان كان نصرالله وبشار يلتقيان بانتظام... وأحد اهداف الحرب كان التخلص من حكومة السنيورة ومن 14 آذار      

طارق نجم

تحت عنوان "النظام السوري يذرف دموع التماسيح في حين يقيم خسائره وارباحه"، تستعرض مذكرة سرية صادرة عن السفارة الأمريكية في دمشق، رؤية النظام السوري تجاه الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006 من خلال جملة محللين سياسيين سوريين يعتبرون بمقام قياديين في النظام ومقربين من مراكز صنع القرار في دمشق.

الوثيقة الأمريكية تحمل الرقم 06DAMASCUS3487 وقد كشف عنها موقع ويكيليكس بتاريخ 30 آب 2011 بعد أن صنفها القائم بالأعمال الأميركي في دمشق ستيفن سيشي بتاريخ 17 تموز 2006.

وتنقل الوثيقة محاضر اجتماعات جرت بين مسؤولين في السفارة الامريكية وبين محللين سياسيين سوريين "يعتقدون أنّ النظام السوري سيتستفيد كثيراً من النزاع الحالي في لبنان أو سيترتب عليه في نهاية المطاف دفع تكاليف سياسية كبيرة، بما في ذلك سقوط بشار الأسد". كما أكّد المحللون "أنّ بقاء حزب الله في مواجهة الهجمة الإسرائيلية الحالية، سيعزز موقف سوريا في لبنان. ووفق الدكتور عماد الشعيبي، الذي يعتبر من المقربين جداً من النظام ومن الذين لديهم علاقات جيدة مع الأجهزة الامنية، فإنّ عملية حزب الله الأخيرة قد قلبت الطاولة وغيّرت قواعد اللعبة في لبنان. وهذا من شأنه منع أي تطبيق لقرار مجلس الأمن رقم 1559، أي قرار نزع سلاح حزب الله، وكذلك منع عقد اي اتفاقية سلام مع إسرائيل بحكم الأمر الواقع المفروض على لبنان. كما يمكن ان يقلل الأهمية المعطاة حالياً للجنة التحقيق الدولية".

المذكرة تنقل بأنّ "كل من الدكتور سمير تقي، المقرّب من وزير الخارجية وليد المعلم، وزميله المحلل السياسي سامي مبيض، توقعا أن الأزمة الحالية (اي حرب تموز) ستنهي حكومة فؤاد السنيورة، وتدمر أي فعالية متبقية لمجموعة 14 آذار. كما أصرّ الشعيبي على أنّ الصراع سينهي أيضاً سياسة الحكومة الاميركية لعزل سوريا ومعاقبتها، لأن دمشق من المحتمل أن تصبح مقصداً للدبلوماسيين والمبعوثين وغيرهم ممن يسعون إلى التوسط لانهاء الصراع. وفي رأيه، فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى مقاربة سوريا مباشرة للعمل لانهاء الصراع. كما أنّ سوريا يمكن لها استخدام الصراع الحالي للعودة الى الوضع الاقليمي السابق في الصراع العربي الاسرائيلي، حيث يشعر النظام السوري بمزيد من الراحة، بحسب التقي".

وتابعت الوثيقة "أنه على الصعيد الداخلي، سيستفيد النظام السوري من هذا الصراع وفق للمعارض المحامي حبيب عيسى حيث توقع أنّ النظام سوف يستغل الحرب لزيادة القمع في سوريا، والهجوم على المعارضة، ونزع الشرعية عن أي دعوات لديمقراطية متعددة الأحزاب، وإنهاء حالة الطوارئ. وفي رأي هؤلاء المحللين، انه وبحال نجحت إسرائيل في تدمير حزب الله، فإن أياً من هذه الفوائد لا يمكن تحقيقها. بدلاً من ذلك ، فإن سوريا ستواجه أسوأ كوابيسها في لبنان، من خلال نزع سلاح وكلائها في لبنان، واستكمال تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559، ووضع حد نهائي لنفوذها في لبنان. بالإضافة إلى ذلك، فاذا ما انتهى الصراع في لبنان، مع هزيمة إسرائيل لحزب الله، فانه يمكن وضع حدّ لنظام الأسد".

وأشار كل من التقي والشعيبي "أنّ النظام السوري، على أقله في الدوائر الداخلية بما في ذلك الرئيس، لم يأخذوا على حين غرّة بالنسبة لعملية حزب الله أو ردة فعل الحزب العسكرية تجاه الانتقام الإسرائيلي المتوقع. وفي رأي التقي، الدائرة الضيقة حول الرئيس، والتي شملت على الأرجح المسؤول الأمني والمستشار محمد ناصيف خيربك، ورئيس الإستخبارات العسكرية السورية آصف شوكت، ونائب الرئيس فاروق الشرع، قاموا بالتنسيق مع حزب الله سلفاً، وكانوا يدركون العواقب جيداً. كما أنه جرى تنسيق الخطة مع الايرانيين على الأرجح"، بحسب رأي التقي.

وبحسب الوثيقة، فقد "أكّد الشعيبي أن النظام السوري لم يفاجأ، سواء بالنسبة للعملية الأولى أو لما نتج عنها، مشيراً إلى أن زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس بشار الأسد يلتقيان بانتظام لتنسيق أنشطتهم. وقال الشعيبي انه نفسه عرف قبل خمسة أشهر أن حزب الله يخطط لمثل هذه العملية بعد أن أخبره بذلك أحد مسؤولي حزب الله. ووصف العملية بأنها عبارة عن فخ نصب للإسرائيليين من أجل الإيقاع بهم. ولم ينف الشعيبي أن تكون ايران وسوريا ساعدتا في نصب هذا الفخ".

وأضاف الشعيبي بحسب كلامه الوارد في الوثيقة الامريكية "ردة الفعل العنيفة لحزب الله لم تشكل مفاجأة أو نتيجة سوء تقدير لأنّ تصرفات إسرائيل حتى الآن كانت متوقعة وهو أمر مرحب به من حزب الله، لأن الحزب يريد الاستفادة بشكل كبير من ذلك بحيث تكون كل من إيران وسورية هما المنتصرتين. وتوقع الشعيبي ان تكون سوريا هي الفائزة لأنها ستخرج لاعباً رئيسياً في حل الازمة. من جهته، اعرب التقي عن ان النظام السوري لن يتخذ أي اجراءات لمنع الصراع من الاستمرار، مشيراً الى ان لسوريا المصلحة وفي سبيل الوصول الى أهدافها، بأن يستمر الصراع لمدة أشهر على الأقل. ونفى الشعيبي ان تقوم سوريا بالطلب من حزب الله اعادة الأسيرين، إلا إذا وافقت إسرائيل على دفع الثمن".

 * موقع 14 آذار

 

 أمين وهبي: نرفض الباسنا ثوب العمل الارهابي وتحديد أي رجل دين"غير لبناني" لمهامنا

الردّ على مفتي سوريا سيكون من قبل الشعب السوري

ليتحمل كل طرف مسؤوليته لحلّ بعيد عن المزايدات السياسية  

باتريسيا متّى

علّق عضو تكتل "لبنان أولا" أمين وهبي على مطالب الاتحاد العمالي العام المعيشية والتي هدد بالاضراب اليوم ان لم تستجب الحكومة وتنفذها, مؤكدا على "الايمان التام بأحقيّة مطالب الفئات الشعبية ذات الدخل"، لافتاً الى "أن مقتل هذه المطالب تصبح مادة في بازارات السياسية للمزايدة والاستغلال".

وهبي أكدّ في حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني أن "قمة الموضوعية هي في الاقرار بعدالة المطالب والموازنة بين امكانيات القطاع العام والخاص والدولة بغية تأمين حلّ معيّن يسهّل على أصحاب الدخل المحدود معيشتهم ويحمل عنهم بعض الثقل الاقتصادي ويجعل ذلك بتناول امكانيات الدولة والقطاع الخاص".

واذ تطرّق الى عمليات التفاوض بين مختلف الأطراف المعينة، تمنّى أن "تتحمل كلّ الأطراف مسؤوليتها للوصول الى حلّ يصبّ في مصلحة المجتمع وأطراف الانتاج ويبعد كلّ هذه المطالب عن سوق المزايدات والاستغلال السياسي".

هذا ولفت الى "أننا نحاول من خلال معارضتنا المسؤولة اعطاء كلّ ذي حقّ حقه والدفع بإتجاه الحوار المنتج الا أن بعض الأطراف المعارضة لتنفيذ هذه المطالب تتبع لغة المزايدة التي تدّمر في بعض الأحيان كلّ عواميد الاقتصاد اللبناني".

على صعيد آخر، شددّ وهبي على "الثوابت الواجب احترامها قبل تمويل المحكمة لأن القضية قائمة على مبدأ حاجة المجتمع اللبناني وأهالي الشهداء والطبقة السياسية الى العدالة ولايقاف مسلسل القتل والالغاء لمجرّد الخلاف السياسي"، مطالباً "رئيسي الجمهورية والحكومة والوزراء المعنيين تحديد رأيهم من العدالة".

وأضاف: "اذا كانوا معترفين ملتزمين بها فالتمويل يصبح شأن تفيصلي وتجديد البروتوكول يبقى شأن روتيني لتقدم المحكمة"، مشيراً الى "أننا ندعم كل خطوة نرى فيها مصلحة اللبنانيين ونعارض كل رأي وخطوة تجافي المصلحة العامة لأن الحقيقة والعدالة مصلحة حيوية للبنانيين موالاة ومعارضة"، موضحاً أنه "في اليوم الذي لن تفي الحكومة فيه بتعهداتها الدولية كما أكدّ رئيسي الجمهورية والحكومة في مجلس الأمن فستكون الحكومة في صدد حفر قبرها بيدها".

هذا ورأى في تهديد عون الدائم الرافض التمويل "تبادل للأدوار بينه وحزب الله وكلام سئمه اللبنانيون لأن الجنرال نفسه شكك بالقضاء اللبناني يوم حكم على كرم بالسجن سنتين نتيجة تعامله مع العدو، الأمر الذي أثبت بأن هناك ناس بسمنة وناس بزيت لأن الحكم لا يتناسب مع الجرم وتاليا فهم أنفسهم يتحاملون على القضاء ويكسرون مجاذيفه ويشككون به".

وتابع: "اذا تصرفوا بهذه الطريقة مع القضاء اللبناني والمحكمة، فما عساهم يقولون لأهالي الشهداء وأنصارهم؟! الى متى سيبقى كلّ سياسي لبناني مهدداً بالإلغاء بسبب رأيه ومواقفه؟!".

أما حول كلام مفتي سوريا الذي أكدّ أن استشهاديي لبنان وسوريا سيردون يوم تقصف سوريا بأول قذيفة، رأى وهبي أن "هذه الاطلالة غير موفقة بتاتاً"، لافتاً الى أن "الشعب السوري يمكن أن يتولى الرد عليه بما يتناسب ومصلحته، الا أننا نستنكر انبراء مفتي سوريا دون تكليف من أحد للنطق بإسم اللبنانيين والسوريين والباسنا ثوب العمل الارهابي الذي نرفضه تماماً".

كما رأى أنه على "مفتي سوريا حلّ خلافاته مع الغرب كما يشاء دون ادخالنا في المسألة لأننا ندافع عن مصالحنا مع الغرب انطلاقا من دور المجتمع اللبناني وممثليه وبعثاته الدبلوماسية وليس تهديد أرواح الناس الأبرياء"، رافضاً تحديد "أي رجل دين مهام اللبنانيين في العالم وبالأخص اذا كان غير لبناني دون أن يستشير أحداً وانطلاقا من مصلحته الخاصة".

الى ذلك، أسف وهبي لما شهدته مصر الشقيقة من قمع لتظاهرات الطائفة القبطية لأن ذلك ليس الا عداءاً للربيع العربي وشعاراته القائمة على الديمقراطية والدولة المدنية والقضاء المستقل"، معتبراً أن "طابوراً خامساً يسعى لتشويه صورة الربيع العربي في أعين الشباب المنتفض لحريته".

وختم معتبراً أن "هذا يدل على عقم الفكر المذهبي والطائفي وخطورته من أي طائفة أتى لأن التعصب يبقى لغم ينفجر بمن يحمله مدمرا مصالح المنخرطين في العنف المذهبي والغير منخرطين"، متمنيا أن "تجد مصر ما يكفي من القوة والشجاعة للتغلب على الفكر المذهبي والتفتيت العنصري والمسيء للشباب المصري". 

* موقع 14 آذار

 

لأن تمويل المحكمة "هو الخيار الأسلم" كل الاحتمالات واردة حكومياً إذا استمر الخلاف

سمير منصور/النهار    

لعل الجدل السياسي المتواصل حول مساهمة لبنان في تمويل المحكمة الدولية يشكل العنوان الأبرز للمشهد السياسي هذه الأيام... ولئن يكن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واثقاً من أن "معارضي المحكمة وفي صدارتهم "حزب الله" سيضعون مصلحة لبنان العليا في الأولوية وسيكون لديهم الحرص نفسه" الذي يبديه لتجنيب لبنان تداعيات عدم الوفاء بالتزاماته حيال المحكمة، والأمر نفسه ينطبق على رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، فإن "كل الاحتمالات ستكون واردة" وفق أوساط قريبة من رئيس الحكومة في سياق ردها على سؤال عما يمكن ان تؤول إليه الأمور في حال استمرار الخلاف، وبديهي القول إن الاستقالة هي من بين هذه الاحتمالات.

وترى هذه الأوساط أن "التمويل هو الخيار الأسلم والأقلّ ضرراً على لبنان"، وتسأل: "ما المصلحة في إعادة لبنان إلى أجواء الانقسام الحاد الذي كان سائداً قبل انطلاقة الحكومة، وقد تم تجاوزه بنسبة عالية من خلال الأداء المتوازن لرئيس الحكومة؟ وتلفت إلى أن "البيان الوزاري الذي كان حصيلة مشاورات بين الرئيس ميقاتي و"الحلفاء" والذي نالت الحكومة الثقة على اساسه، يلحظ التعاون مع المحكمة واحترام الشرعية والقرارات الدولية، وعندما كان رئيس الحكومة يؤكد من أعلى المنابر الدولية التزام لبنان هذه القرارات، لم يكن هناك اعتراض من أحد، وهو مع تفهمه التام لمواقف بعض الأطراف من المحكمة، يرى أن "الحل لا يكون بوقف التمويل". وتقول إن "المحكمة ماشية فينا وبلانا، فلِمَ نضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي؟".وتسأل أخيراً: "هل يتحمل لبنان عقوبات دولية في الوقت الذي استطاع أن ينأى بنفسه عن تداعيات تطورات متسارعة تشهدها بعض بلدان المنطقة؟

 

رهان على استعادة الأسد سيطرته لرفض تمويل المحكمة

تخوّف من ارتدادات الوضع في مقابل انكفاء 14 آذار

هيام القصيفي /النهار 

يعطي معارضو تمويل المحكمة الدولية فترة ثلاثة أشهر من اجل ايجاد مخرج للحكومة لعدم التمويل، ويعطي مؤيدو النظام السوري ثلاثة اشهر ايضا من اجل ان يُحكم الرئيس بشار الاسد قبضته على النظام.

والى نهاية السنة، تصبح الاشهر المقبلة بمثابة فترة انتقالية للبلدين اللذين تحكمهما وحدة المصير والمسار اكثر من اي وقت، بحسب قراءة سياسية لبنانية تميل الى الاعتقاد ان الاسد بدأ يخرج من الطوق المفروض عليه، بخلاف اجواء اميركية ينقلها زوار العاصمة الاميركية عن استمرار النقاش في الاسلوب الامثل للتعامل مع الاسد، وعما اذا كان الافضل ترك اوضاع سوريا واليمن تنحو اكثر نحو الانهيار قبل اتخاذ قرار المعالجة، والانصراف الى ترتيب اوضاع شمال افريقيا، او التعجيل في تطبيق الحسم الاميركي تجاه النظامين، وكذلك بخلاف ما ينقله سوريون معارضون نافذون اكدوا ان الانتفاضة لن تستكين، لان اي تهاون في التظاهرات او تراجع في وتيرتها، سيجعل النظام السوري يرتد بقسوة وشدة اكثر على المعارضين. فالمعركة اليوم هي مرحلة "عض اصابع" ورهان على من يكسب الوقت اكثر، ما دامت المناطق السورية فرزت نفسها واصبحت مناطق التماس فيها بمثابة مناطق حكم ذاتي، وما دامت شوكة الرهبة من النظام انكسرت الى غير رجعة.

اما في القراءة اللبنانية المستندة الى معلومات ديبلوماسية ولبنانية، فان الاسد يحكم قبضته تدريجا على الوضع الداخلي ولا سيما بعد الضربة الاساسية التي وجهها الى المتظاهرين في شهر رمضان الذي كان يعتقد فيه معارضو النظام انهم سيحققون خلاله انتصارهم الحاسم. ويرى هؤلاء ان الاسد يستفيد من المجموعة العسكرية المقربة والنواة الاساسية في الجيش السوري، اضافة الى تيقنه يوما بعد آخر، ان لا سند حقيقيا عربيا يمكن ان يشكل بيضة القبان في ترجيح كفة المعارضة، لا من جهة السعودية المنصرفة الى ترتيب اوضاعها، ولم تتمكن من دعم حليفها الرئيسي في بيروت، والتي لم ترسل اموالا كافية لدعم المتظاهرين أسوة بما فعلته مع الرئيس سعد الحريري في لبنان، ولا من جهة مصر الغارقة في الفوضى العارمة، والتي اثبتت الاحداث الطائفية الاخيرة صحة ما حذر منه الاسد من جنوح نحو التطرف والاصولية. اما تركيا فقد ظهر جليا انها "نمر من ورق"، ولم يتمكن رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان الا من حشد صور اعلامية ليس اكثر. في حين ان ايران هي الاكثر ثباتا في مقارعتها التدخلات الخارجية. وحدها قطر لا تزال تثير لدى الاسد الريبة من امكان القيام بخطوة سياسية فاعلة دوليا وخليجيا.

يستند مؤيدو هذه الرؤية الى ان واشنطن التي تفرّجت على سقوط المعارضة الايرانية في عز صعودها، وعلى سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري، غارقة كما اوروبا في الازمة الاقتصادية، وفي انقسامات الرأي حيال معالجة أزمات الشرق الاوسط. ويذكّر هؤلاء بما سبق للبنان ان خبره مع الاميركيين عشية الاحتفال بـ 14 آذار، حين كانت الادارة الاميركية وسفيرها آنذاك في لبنان يتحدث عن انسحاب سوري الى البقاع من دون الذهاب بعيدا في دعم "ثورة الارز" المطالبة بالانسحاب السوري الكامل.

وهذا يعني وفقا لما سبق ان الوقت سيكون متاحا للاسد لاستكمال ضرباته النوعية، فهو دخل حماه، حين قيل انه لا يمكنه ان يدخلها بعد اجتياح الثمانينات، وتمكّن من عزل المناطق الحساسة، واحكم سيطرته على الحدود التي يمكن ان يتم تهريب السلاح والمسلحين عبرها.

كيف ينعكس ما سبق على لبنان؟

اصحاب هذه القراءة يعتقدون ان دمشق التي بدأت تستعيد توازنها دوليا بعد دعم بعض الدول لها وعلى رأسها روسيا والصين، ستكون اكثر حسما في تعاملها مع الوضع اللبناني. وهذا ما اتخذ مظهرا له، في اعادة التصويب على تمويل المحكمة الدولية، بعدما ترك المجال للاخذ والرد حول اصرار رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عليه في المحافل الدولية. ويبدي هؤلاء تخوفا من ان سوريا التي ارتدت على لبنان بعد خروجها منه، في وقت لم تكن تعاني أي ازمة داخلية، ستكون اكثر تشددا اذا تمكنت من الخروج منتصرة بعد حسمها العسكري، خلافا لكل الانظمة التي سقطت بفعل التظاهرات، سياسيا وامنيا ولا سيما في المناطق الشمالية والبقاعية المحاذية. ولهذا السبب بدأ يظهر التشدد في معالجة اوضاع الحكومة وترتيب الخلافات الداخلية بما يضمن التفرغ لمعالجة الاستحقاق الاهم، المتمثل بتمويل المحكمة وصولا الى فتح ملف قانونية المحكمة وشرعية الاتفاق المعمول به والتي انشئت بموجبه.

ويبدي هؤلاء تخوفا من ان لا يقابل الارتداد السوري في لبنان بما سبق ان قوبل به عام 2005، في وقت تبدو المعارضة مشتتة، ولا يجمعها سوى عنوان المحكمة، من دون ادارة جامعة. ولدى هؤلاء سلسلة ملاحظات على اداء المعارضة، حتى وان غاب رئيسها سعد الحريري لاسباب امنية خارج البلاد. الا ان ثمة تخبطا سياسيا واعلاميا تعيشه هذه القوى، الامر الذي لا يمكنها من مواجهة جدية لأي من الاحتمالات التي يطرحها السيناريو السابق. فلا يكفي ان تستظل المعارضة مواقف الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير لتوحيد جهودها. فالاستحقاق الآتي يستلزم عدة شغل سياسية ومالية واعلامية متكاملة، بغض النظر عن الموجبات الامنية، ولقاءات السعودية او باريس وحدها ، او حتى محاولات استنهاض الناس في الشمال، لا تكفي وحدها لادارة معركة بهذا الحجم.

 

الشقاق المصري كما كان قبل مئة عام

وسام سعادة/المستقبل

قبل نحو مئة عام من الإصطدام الطائفيّ الذي حصل مؤخّراً، كان الشقاق الأهليّ والسياسيّ بين المسلمين والمسيحيين في مصر يبلغ نقطة الذروة، على خلفية اغتيال رئيس الوزراء المصريّ بطرس باشا غالي عام 1910 على يد ابراهيم الورداني المنتمي إلى "الحزب الوطنيّ" الذي أسسّه الزعيم الشعبويّ مصطفى كامل (1874-1908).

في أجواء الفتنة المتفجّرة حينها، توجّه أمير الشعراء أحمد شوقي إلى مسيحيي مصر "بني القبط أخوان الدهور رويدكم" وناشدهم "تعالوا عسى نطوي الجفاء وعهده وننبذ أسباب الشقاق نواحيا".

إلا أنّ الشقاق سرعان ما تأطّر في صيغتين تداوليتين متقابلتين: المؤتمر القبطيّ الذي انعقد في آذار 1911، والمؤتمر المصريّ (الإسلاميّ) الذي انعقد بعد ذلك بشهر ردّاً عليه. ويذكّرنا توفيق حبيب في "تذكار المؤتمر المصريّ الأوّل" بأنّ المؤتمر كانت له فكرة مغايرة في الأصل. فالتحضير له سبق اغتيال غالي، وكان القصد منه حسم الخلاف بين سلطة الكنيسة وسلطة المجلس الملّي. فالصراع بين السلطتين شغل الفترة الأكبر من تولّي الأنبا كيرلّس الخامس بابوية الإسكندرية وبطريركية الكرازة المرقسية، ووصل النزاع إلى حد تدخّل الخديوي عباس حلمي والإنكليز لنفي البابا إلى دير البراموس بوادي النطرون لبضعة أشهر ابتداء من أيلول 1892.

أما بعد اغتيال غالي فصار المؤتمر إطاراً لتحقّق الجماعة في جسم سياسيّ موحّد يرفع لواء "المطالب القبطية". وهو ما تحفّظ عليه البابا بشكل مسبق مبدياً قلقه من "المفاوضة على مثل هذه الصورة".

وقد جاءت النتائج والتوصيات الختامية لكلا المؤتمرين القبطي والإسلامي عام 1911 متصادمة مع بعضها البعض على طول الخط. طالب الأقباط باعتماد الأحد يوم راحة، وتمثيل جميع العناصر المصرية في المجالس النيابية، في حين أجمع المؤتمر الإسلامي على رفض طلب العطلة، والإكتفاء للمسيحيين "باجازة تأخرهم في الحضور يوم الأحد"، ورفض "الحقوق السياسية بين الطوائف الدينية" كما رفض المطالبة القبطية بالإنفاق العموميّ على مرافقهم الطائفية. وفي باب الإدارة والوظيفة العامة، تراوح النقاش المؤتمريّ القبطيّ بين دعاة "معيار الكفاءة" ودعاة "الحصّة العددية"، في حين تشّعب النقاش المؤتمريّ الإسلاميّ من دعاة "المحاصصة" أو "الكفاءة" من جهة وبين من يجاري الشيخ التونسي عبد العزيز جاويش في دعوته لاستبعاد الأقباط من الإدارة، بحجّة أنّ ابن الأكثرية وحده قادر على تأمين معيار النزاهة إذ لا سبب لديه للتعصّب لفئته ما دامت تشكّل الأكثرية، في حين أن ابن الأقلية المنكمشة على نفسها، والقائمة على أساس "التعضيد"، لا يستطيع تأمين شرط النزاهة.

من المفيد هنا الإستعانة بالمقابلة بين المؤتمرين التي يجريها طارق البشري في كتابه "المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية" (الصادر عام 1981). علماً أنّ هذا الكتاب، ورغم طابعه الشامل والمتماسك، يظلّ حبيسَ نظرة أيديولوجيّة، مذهبيّة وأكثرويّة، تجعل للأكثرية دوراً أبويّاً قوّاماً على الأقليّة، وتقسّم الأقليّة عند كل منعطف إلى قسمين: "أهل الشقاق"، و"أهل الرويّة". لكن ذلك لا يلغي الفائدة من هذا الكتاب، على عكس كتاب طارق البشري الأخير "الدولة والكنيسة" (الصادر مطلع هذا العام عن دار الشروق) والذي يسيء إلى منطق تناول المسألة القبطية من خلال جعلها "مسألة مدى خضوع الكنيسة المصرية بوصفها إحدى هيئات المجتمع المصري لسلطة الدولة المصرية المعبرة عن الجماعة الوطنية المصرية" (ص 16)، وكان سبق للبشري قبل ست سنوات أن أصدر كتاباً حول "العزلة والإندماج" اعتبر فيه أنّ "الدولة حرّمت على المسلم السياسة رغم أن عقيدته تجمع بين الدين والسياسة، وأباحت للكنيسة العمل السياسيّ رغم أن عقيدتها تفصل بين السلطة والسياسة" محاولاً بذلك نفي الوقائع والنصوص الأساسية للإضطهاد والإستبعاد، بل قلب الحقائق رأساً على عقب.

مع ذلك فإنّّ أهميّة كتابه الأوّل في هذا الشأن "المسلمون والأقباط" أنّه يظهر لنا كيف أدى عدم إتفاق المسلمين والأقباط على أي شيء عام 1911 إلى نتيجة إيجابية تاريخياً، أي إلى نوع من "نفي النفي"، ذلك أن الإنشطار المؤطّر في مؤتمرين متقابلين ساهم في وضع المسائل الأساسية التي تستلزم إعمالاً للعقل وإحراجاً له على جدول الأعمال، ما أدّى في خاتمة المطاف إلى مستوى حقيقيّ من التضامن الإسلاميّ المسيحيّ في إطار ثورة 1919 ونشأة حزب الوفد كحزب جماهيريّ لدى المسلمين والأقباط في الوقت نفسه، فإذا كان التماسك العضويّ بين أعضاء الطائفة القبطية هو ما يتخوّف المسلمون منه، فإنّ هذا التماسك كان قوّة أساسية في تمكين ثورة 1919، حتى إذا عيّن المحتل رئيس وزراء قبطيّاً في 21 تشرين الثاني 1919 هو يوسف باشا وهبة أجمعت طائفته على استنكار تولّيه لـ"المنصب الشائن"، وخرج فتى من بين القبط يحاول اغتياله في مقهى ريش.

لكن هل يمكن مقارنة هذا التطوّر بحال مصر اليوم؟ نعم ولا. فشعار "الهلال مع الصليب" كان مركزياً عام 1919 ونوستالجياً هذا العام، والمخاض سيتخذ شكلاً مختلفاً وأكثر تعقيداً لا شكّ في ذلك، والتفسيرات "الغريزية" كما "التآمرية" لما يحصل معدّة للإستهلاك السريع، في حين أنّ السؤال الأساسيّ يبقى: هل من قوّة في المجتمع المصريّ قادرة على لعب الدور الوطنيّ الجماهيريّ إسلامياً وقبطياً الذي أمّنه حزب الوفد بعد ثورة 1919؟ الجواب الفوريّ: ليسَ بعد

 

شكك في الخروق السورية واتهم السفارة الأميركية بنقل "اللقلقة"

عون: المحكمة عملية عسكرية واجتياح ولا شيء يلزمنا بالدفع

المستقبل/وصف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون المحكمة الدولية بأنها "عملية عسكرية واجتياح"، معتبراً أن "لا شيء يلزمنا بالدفع ولا يوجد أي اتفاق يوجب علينا ان ندفع". ورأى ان "المعارضة تخرّب البلد اقتصادياً"، متهما السفارة الاميركية بـ "نقل اللقلقة". وشكك في موضوع الخروق السورية للحدود اللبنانية، سائلا: "من بعث بالتقارير، وهل هي صحيحة؟ فنحن لسنا مجبرين على أخذ تقارير من راع قال إنّ هناك خرقًا".

وقال في حديث الى الصحافيين بعد إجتماع التكتل في الرابية أمس، عن وثائق "ويكيليكس"، أن "طبقة سياسية بالكامل تسب بعضها وسفارة الولايات المتحدة بكبرها وضخامتها تنقل "اللقلقة"، بحيث هناك ناس تحكي على بعضها البعض، وبالتالي نجد انحداراً في المستوى السياسي، وبدل البحث عن مواضيع لها علاقة بمستقبلنا نجد أننا ننقل السباب للولايات المتحدة، ونحن تكلّمنا عن الصناديق وكيف وُجدت". وتحدث عن "خسارة 970 مليون دولار وقعت منذ أن قدمنا خطة الكهرباء وحتى اقرارها ولا أحد يتحدّث عن هذا الاهمال".

وتمنى "ان يتظاهر العمّال غداً (اليوم)، وليرونا قوّتهم، فعلى الأقل هناك أناس تتظاهر وتطالب برفع الاجور، وغداً سيأتي يوم يتظاهرون فيه لطلب وظيفة"، معتبرا ان "النظام الضريبي يجب تغييره والضريبة يجب ان توزع على الأرباح الريعية".

واعتبر ان "الناس يجب الا تدفع الضريبة، وأشياء كثيرة يجب أن تتغيّر في البلد، ونحن لا نأتي كي نكون شهود زور، ولا نقبل أن تبقى الأمور مستمرة كما هي. فمجتمع الربح الريعي يجب ان يدفع الضريبة وليس كل الناس"، لافتاً الى أن "على المواطنين دعم هذا الجهد الذي يحصّن أوضاعهم".

وعن ضريبة البنزين في الموزانة، قال: "نحن لسنا مع زيادة البنزين ولا زيادة (الضريبة على القيمة المضافة) الـTVA، والضرائب على الاستهلاك، ولماذ نقبل بضريبة المحروقات 60% التي سوف تلحق بكل الامور؟ فهذه المعارضة هي معارضة تخريبيّة، ورأيتم كيف يخربون البلد اقتصادياً".

وعن إمكان تفجير الحكومة بسبب المحكمة الدولية، قال: "من سيفرض عقوبات على لبنان؟ المحكمة هي عمليّة عسكرية واجتياح، ولا شيء يلزمنا بالدفع ولا يوجد أي اتفاق يوجب علينا ان ندفع، ونحن أينما نوقّع نشرّف توقيعنا، وهم أخذوا المحكمة من مجلس الامن ولبنان لا رأي له فيها، و"ما حدا يرهبكم أو يخوّفكم بس الجاهل يخاف" لأنه لا يعرف القانون".

وعن الخروق السورية للأراضي اللبنانيّة، سأل "من بعث بالتقارير؟ وهل هي صحيحة؟ فنحن غلسنا مجبرين على أخذ تقارير من راع قال إنّ هناك خرقًا، ونحن لا نرد على الشائعات، وننتظر تقارير من وزارة الدفاع وقوى الامن"، معتبراً أن "على الحكومة ان تتحمل المسؤوليّة والقيام بواجباتها وضبط الحدود ومنع التهريب من والى سوريا".

 

عن العدل والنضال..

إيلي فواز/لبنان الآن

اطل علينا وزير العدل شكيب قرطباوي قبل ايام في مداخلة متلفزة، ناصحا عدم "تداول موضوع تمويل المحكمة في الاعلام"، مع العلم ان هذا الموضوع تكاد تتناوله حصريا جماعة 8 آذار. فوزير الثقافة غابي ليون المنتمي الى جماعة الاصلاح التي انتدبت القرطباوي ممثلا عنها وناطقا باسمها في محفل العدل اللبناني، لم يتكلم منذ ان استوزر الا عن المحكمة الخاصة بلبنان، تماما كما رئيسه في تكتل التغيير، والذي لا يدع يوما يمر من دون ان يعلن رفضه دفع لبنان مستحقاته للامم المتحدة. كذلك حزب الله، حليف عون المسلح، وبالتالي حليف القرطباوي، لا ينفك يسرب للصحافة او يسر لزواره انه لن يسمح بتمويل المحكمة باية صيغة كانت.

اما اعلام 8 اذار، حدث ولا حرج، فهو يبشر عبر افتتاحياته بمأتم عزاء يقام لراحة نفس القرار 1757 الذي قضى بانشاء المحكمة، حتى بعض الصحافيين يتنبؤون للـ1757 بمصير مشابه لكل القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي لم تر طريقها للتنفيذ، وهم من شدة غبائهم لا يعلمون ان التشبيه هذا انما يحسب للقرار وليس عليه ويضعه في كافة الاحوال في منزلة القضايا المحقة والعادلة ولكن المظلومة، كما يضع من يعيق تنفيذها او يؤبنها، كما كتب احدهم، بمنزلة المجرمين الذين يعيقون تنفيذ القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

والسؤال من تراه يحذر وزير العدل من عدم تناول موضوع المحكمة بالاعلام؟ وكل ما يفعله قادة 14 آذار هو تحذير حكومة الميقاتي من مخاطر وضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي والتخلي عن التزاماته مما قد يجر على لبنان عقوبات هو بغنى عنها اليوم.

يتابع الوزير في سياق المداخلة عينها، انه يجب ايضا عدم تضخيم حادثة اختراق السيادة اللبنانية من عرسال.

طبعا ففي بلد يتنقل متهمون باغتيال رئيس وزراء لبنان بكل حرية ومن دون خوف، وفي بلد تتحول بعض احيائه الشعبية الى ساحات اقتتال على ايدي عصابات الدراجات النارية التي تنشر الذعر في قلوب الناس وعلى مرآى ومسمع القوى الامنية التي لا تحرك ساكنة، وفي بلد يستطيع الزعران اطلاق النار على موظفي المعاينة الميكانيكية من دون عواقب تذكر، وفي بلد تحتل ميليشيا مناطق باكملها وتحولها مربعات امنية، لها محاكم تفتيش خاصة بها تعتقل وتحقق وتحاكم من تشاء من دون تدخل الدولة، ولها ايضا خطوطها الهاتفية الخاصة، واقتصادها الخاص وسياستها الخارجية المرتبطة باحلاف من خارج الحدود، وفي بلد برأس جامعتها من لا يفقه في زمن العولمة الا العربية لغة، فعلا تصبح حادثة عرسال بسيطة، وبسيطة جدا.

نعم في بلد تقفل مؤسسة الاسكوا ابوابها وتبحث عن بلد آخر يستطيع حماية موظفيها، وفي بلد يخطف سبعة سواح اجانب من الاستونيين في وضح النهار ولا تعرف الدولة لهم سبيلا، تصبح مسألة التعدي على السيادة اللبنانية من قبل بضعة دبابات وجنود سوريين ثانوية لان السيادة يا سيدي الوزير فقدناها منذ ان اصبح المنصب لدى كثير من الوصوليين، هدفا كما الرئاسة مبتغى. اعذرنا ان ادركنا متأخرين ان النضال من قرنة شهوان هو تماما غير النضال من مكتب وزير العدل...

 

أبعد وأخطر من تمويل المحكمة!..

صلاح سلام /اللواء

الجدل الدائر حول تمويل المحكمة الدولية، وتداعيات عدم التزام لبنان الرسمي بمقررات مجلس الأمن الدولي، ما زال يدور في حلقة الموقف الحكومي من هذا الملف، متجاهلاً الأبعاد الوطنية لهذه المسألة الحسّاسة، وانعكاساتها السلبية على الصيغة الوطنية للعيش المشترك، وعلى العلاقات اليومية بين مكونات المجتمع اللبناني.

 

فالمسألة تتجاوز عملية التمويل المالي المحض، إلى ما هو أكثر أهمية، وأشد تعقيداً، لأنها تتعلق بالخيارات الوطنية التي أجمعت طاولة الحوار عليها في ربيع 2006 من جهة، ولأنها تحدّد هوية الممسك بالقرار اللبناني في هذه الفترة بالذات، من جهة ثانية.

لم تعد القضية متوقفة على المفاضلة بين الحكومة والمحكمة، بالنسبة لقوى 8 آذار، بقدر ما أصبح المأزق يطال سلامة النظام السياسي الحالي، وصيغة العيش الوفاقي التي أرسى قواعدها اتفاق الطائف، وكفل تنفيذها الدستور الحالي.

ومع التأكيد، مرّة أخرى، بأن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، لا سيما أهالي الشهداء الأبرار وجمهورهم، يتمنون بأن تكون الأجهزة الإسرائيلية وراء عمليات الاغتيالات المتكررة، وأن عناصر <حزب الله> أو أي فريق لبناني براء من الاتهامات الموجهة إليهم··· مع ذلك لا بدّ من الاعتراف بأن طريقة تعامل <حزب الله> وحلفائه السياسيين لا تساعد على توفير أرضية لبنانية مشتركة للتصدي لمحاولات تسييس أو استغلال المحكمة، كما يقول الحزب، وذلك كخطوة أساسية للحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية إزاء العواصف السياسية التي تجتاح أكثر من بلد عربي.

لقد أصبح واضحاً، أن عدم سداد لبنان لحصته في تمويل المحكمة، لن يُعيق عملها، ولن يُوقف استمرارها، بل على العكس، سيكون العدو الصهيوني هو المستفيد الأوّل من تعرّض لبنان لعقوبات دولية سياسية واقتصادية، تؤدي إلى عزل الوطن الصغير عن التعاطف الدولي المعروف، وإلى توجيه ضربات موجعة للبنية الاقتصادية اللبنانية، التي تشكو أصلاً من ضعف وترد في أكثر من قطاع، الأمر الذي سيُعرّض الشعب اللبناني برمته إلى عقوبات جماعية تفاقم الأوضاع المعيشية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها السواد الأعظم من اللبنانيين.

أما الإصرار، من جانب <حزب الله> وحلفائه، على معارضة استمرار لبنان القيام بالتزاماته تجاه المحكمة، فسوف يؤدي إلى استقالة رئيس الحكومة، المدعوم من رئيس الجمهورية ومن رئيس اللقاء الديمقراطي، في تمويل المحكمة، وبالتالي إلى إسقاط الحكومة، على خلفية ما نُسب لقيادة الحزب من أن الموقف من المحكمة أهم من الحفاظ على الحكومة!!.

ولكن مثل هذه القفزة في المجهول تُعيد طرح التساؤلات القديمة، والتي يتجدد طرحها عند أول منعطف انقسامي بين اللبنانيين:

من يُمسك بالقرار السياسي في الدولة اللبنانية؟ من يتحمل مسؤولية تعريض الشعب اللبناني لعقوبات دولية جماعية تضرب آخر قواعد صموده في خضم الأزمات المتلاحقة؟.

ومن يحق له التفرد بممارسة <حق الفيتو> على الخيارات التي يُجمع عليها اللبنانيون؟.

قياساً على تجارب مريرة سابقة، لا نعتقد أن ثمة مصلحة لحزب الله بتحمل تبعات مثل هذه المواقف، خاصة في مرحلة تهتز فيها الأرض تحت أقدام دول وأنظمة كانت حتى الأمس القريب تعتبر <قلعة استقرار>، وقياداتها <مستمرة إلى الأبد>.

حاولت القيادة الفلسطينية في مرحلة عرفات في لبنان، القيام بهذا الدور، فكان أن دفعت الثمن باهظاً جداً، وانتهى بها الأمر إلى الرحيل عن لبنان.

حاولت <القوات اللبنانية> في الثمانينيات القيام بهذا الدور أيضاً، ولكن في إطار المجتمع المسيحي فقط··· ومع ذلك لم تسلم من حروب داخلية ما زالت ندوبها عميقة في الجسم المسيحي. وكذلك كان الحال مع النظام الأمني السوري الذي أسّس لاستمراره عقوداً من الزمن، ولكنه لم يصمد أكثر من أسابيع قليلة عندما تغيّرت المعادلات في المنطقة، وفقد مبرّر، بل وتغطية وجوده في لبنان. واليوم، قد يكون حزب الله الفريق اللبناني الأقوى تنظيماً وتسليحاً وتمويلاً، وهو كذلك في هذه الفترة.

وقد يكون الحزب هو صانع الرؤساء، ومؤلف الحكومات، على غرار ما كان يفعل الفلسطيني والسوري قبله.

وقد يكون الحزب هو صاحب القرار السياسي الأوّل في الدولة اللبنانية هذه الأيام، على نحو ما أبلغه امينه العام السيّد حسن نصرالله للرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي حول قرار <حزب الله> رفض تمويل المحكمة، وعدم استعداده للخوض في هذا الموضوع، الذي يُعتبر منتهياً.

ولكن ماذا بالنسبة للغد··· في حال تغيّرت الأحوال وتبدّلت المعادلات؟.

ماذا نقول للشركاء في الوطن الذين يطالبون بتغيير النظام، وإعادة النظر بالصيغة، والذهاب إلى الفيدرالية بكل ما تحمله من تقسيم مقنع للوطن وللشعب؟·

كيف نحمي العيش المشترك بين اللبنانيين إذا لم يكن راسخاً على قواعد العدالة والمساواة بالحقوق والواجبات، بعيداً عن الاستقواء بالسلاح، وبالتحالفات القريبة منها والبعيدة؟

بقيت كلمة

إن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين تقف إلى جانب <حزب الله> في خوض المعركة القضائية والدبلوماسية ضد تسييس المحكمة حسب الأصول القانونية الدولية، وفي مختلف المحافل الدولية ذات الصلة، وثمة عشرات بل مئات من أساطين القانون وأهل الخبرة، على استعداد للتطوع في هذه الجهود لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، خاصة إذا كانت الأدلة والقرائن التي عرضها الحزب عن تورط الأجهزة الإسرائيلية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفق الحريري، موثقة حسب الأصول، ويمكن الاعتماد على صدقيتها لقلب طاولة التحقيق، وإحباط محاولات الاستهداف والتسييس.

ولكن، لا نخال أحداً من اللبنانيين يؤيد خوض معركة المحكمة على الساحة اللبنانية، من خلال الإصرار على نقض بروتوكول التعاون الموقع مع المحكمة، وعدم سداد حصة لبنان في ميزانيتها، والتنكر لالتزامات الدولة اللبنانية تجاه القرار الدولي 1757 الذي نص على إنشاء المحكمة، وبالتالي تعريض الاستقرار الداخلي للاهتزاز، ودفع العلاقات الوطنية بين الأطراف الطائفية والحزبية والمناطقية إلى مزيد من التأزم والاحتقان، والاكتفاء بترداد شعار: <مقاطعة المحكمة لأنها تخدم مصالح أميركا وإسرائيل>!!.

إن الأخطار المحدقة بعيشنا المشترك، وبسلامة وحدتنا، تبقى أهم وأخطر من مسألة تمويل المحكمة والفشل في إثبات تسييسها، حتى لو أدى ذلك إلى إسقاط الحكومة وفرط عقد الأكثرية الحالية!

 

مسيحيو لبنان و«الثورات»: «هواجس مبررة» أم «إرث أنظمة»؟ 

دنيز عطالله حداد/السفير

كان للمجزرة التي طاولت الأقباط في مصر صداها المحزن والمقلق في لبنان، لا سيما في الوسط المسيحي. صدى امتزجت فيه المشاعر الغاضبة بالاسئلة الخائفة من «الربيع العربي»، والخائفة عليه في الوقت نفسه.

فها هي الثورة في مصر تقع في المحظور. وفي طريقها الى تلمس سبل الحكم وأدواته الجديدة والأسس المفترض البناء عليها، تسقط في فخ دموي يشوّه انطلاقتها ويغرقها. ويدفع الأقباط من دمائهم ثمن المرحلة الانتقالية بين حكم سقط وآخر في طريقه الصعب الى التشكيل.

مصر مجروحة يعني أن العالم العربي ينزف. أقباط مصر يقتلون ويسحلون على خلفية طائفية في شارع «ماسبيرو» القريب من «ميدان التحرير» الذي جمعهم قبل فترة مع مسلمي مصر على خلفيات وطنية، يعني وجوب الانتقال من الاختباء وراء شعارات «الهلال والصليب» و«الشيخ والكاهن» الى مقاربات أكثر واقعية. مصر مريضة بالطائفية، كما معظم الشرق العربي. الإقرار أولى مراحل العلاج الذي يتضمن لائحة طويلة من «الوصفات» قبل الدخول في فترة النقاهة فالشفاء.

ولأنها مصر بثقلها وتاريخها ودورها، فإن ارتدادات أزماتها يصبح شأنا داخليا لبنانيا. يستغلها البعض في حسابات ضيقة، ويستدل البعض الآخر من خلالها على ملامح المرحلة المقبلة. وبين الاثنين هنالك من يحاول ان يفهم الى أين تسير الأمور ومن يسيّرها؟

جعل مسيحيو «8 آذار» من مجزرة «ماسبيرو» وصورها المتناقلة على الانترنت مادة لتأكيد مخاوفهم من «الربيع العربي» و«المخطط المرسوم لهذه المنطقة من فتن وحروب أهلية وتقسيم وتهجير وإفقاد الشرق من مسيحييه»، بحسب أحد النواب المسيحيين. وهو يعتبر «ان هذه الجريمة، تظهر أن كل مخاوفنا والهواجس التي عبّرنا عنها ويحذر منها البطريرك بشارة الراعي مبررة ومشروعة. فسواء كانت الاجهزة الامنية هي التي ارتكبت المجزرة بمعاونة «بلطجية» إسلاميين أو مندسين، أو أيد خارجية أو «طابور خامس»، فالنتيجة واحدة: استهداف المسيحيين وإشعارهم أنهم أقلية مستضعفة لإبقاء التوتر قائما والفتنة على الابواب ان لم تكن داخلها. والسيناريو الاكثر تخويفا هو حرب أهلية وتقسيم وهجرة».

يلتقي مسيحيو «14 آذار» مع مسيحيي الثامن منه على إدانة ما حصل في مصر واستهجانه. لكنهم يختلفون في المقاربة. ويقول نائب من هذه الجبهة «هول ما جرى لا يعمينا عن حقيقة أساسية وهي ان الخلافات الطائفية كانت جمرا مقيما منذ زمن طويل تحت رماد الوحدة والتماسك الوطني الشكلي الهش. وان الانظمة الديكتاتورية والقمعية هي التي كانت تغذي هذه الخلافات. وقد ترسخت، مع الاسف، في النفوس والعقول. لذا ليس الحل بتعظيم المخاوف أو بتحريض الناس بعضهم ضد بعض. الحل في مصر كما في لبنان وسائر الدول العربية هي بقيام دولة المساواة والعدالة، دولة المواطنة حيث لا سلطة إلا السلطة الشرعية ولا سلاح إلا بأيدي الاجهزة الامنية الرسمية المسؤولة أمام سلطة ديموقراطية مدنية».

بالامس تداعت بعض الشخصيات المسيحية التي تصف نفسها بـ«المعتدلة والوسطية» الى اجتماع في منزل النائب والوزير السابق مخايل الضاهر. التقى المجتمعون على خلفية الأحداث في مصر متخوفين من تداعياتها ودلالاتها. يقول الضاهر «انه الاجتماع الثاني من دون أي إطار أو تنظيم. لكن هول مجزرة القاهرة جعلنا نقرأ في التطورات في المنطقة ما يدعو الى القلق. وفي هذا السياق فإننا نشاطر البطريرك الراعي هواجسه المبررة. وربما عليه ان يرفع الصوت أكثر كي لا يصبح الوجود المسيحي مهددا وضحية لأنظمة متشددة. فنحن نريد تغييرا ديموقراطيا في المنطقة شرط ان يكون قائما على احترام كل مكونات الدول وفي طليعتها المسيحيون الذين أعطى وجودهم وتفاعلهم في بلدانهم الهوية الحضارية العربية». ويعرب الضاهر عن تخوفه من «ان ننتقل الى أنظمة بديلة متشددة» ويتمنى» لو ان الدول الكبيرة الفاعلة تتوقف عن مساندة التغييرات من دون شروط وضوابط غافلة، عن عمد أو عن غير قصد، عن المخاطر والتغييرات التي يمكن ان تنتج من تغيير كهذا».

بدوره، يتخوف نائب رئيس الرابطة القبطية في لبنان ادمون بطرس من ان «يترجم الربيع العربي المزعوم تصحرا مسيحيا في مصر كما في كل العالم العربي». ويدعو الى «لملمة الوضع اليوم ما دام ذلك لا يزال ممكنا. فكل ما يطلبه المصريون الاقباط هو المساواة في الحقوق والواجبات، إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة وإعطاء الأقباط الحجم التمثيلي النسبي في البرلمان بما يتناسب مع حجمهم ودورهم وحضورهم». ويؤكد أن «الأقباط، كما جميع المسيحيين في بلدانهم، يرفضون ان يُعاملوا كمواطنين درجة ثانية وكأن سواهم يفوقهم مواطنية. فنحن لسنا طلاب فتنة، والتقسيم غير موجود في الذهنية القبطية المصرية. نريد وطنا ودولة يتساوى الجميع أمامهما.

ونرفض ان تُحرّف الثورة وان يركب موجتها الاصوليون والوصوليون».

 

ماروني زار رئيس حركة الاستقلال في زغرتا: لا يجوز ان نربط مصير المسيحيين بمصير الانظمة

معوض: ما يحمي المسيحيين في لبنان والشرق هي الدولة

وطنية - 12/10/2011 - زار الوزير السابق النائب ايلي ماروني رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض في دارته في زغرتا حيث كان في استقباله الى معوض المحامون هنري معوض، ادوار طيون، نعيم الخوري، يوسف معوض وانطوان جبور وفادي قديسي.

ماروني

بعد لقاء استمر لاكثر من ساعة جرى في خلاله بحث الامور والمستجدات على الصعيد المسيحي والوطني والاقليمي، أدلى النائب ماروني بتصريح قال فيه: ""من الطبيعي انه حين نزور الشمال أن نقوم بزيارة هذا البيت الوطني العريق، وان تكون مناسبة، كما نلتقي دائما حول الثوابت الوطنية والثوابت المسيحية، ان نبحث في كل القضايا والمشالكل التي يعاني منها لبنان. ولقاؤنا اليوم مع الاستاذ ميشال الغالي هو حول كثير من الامور أهمها الوحدة المسيحية المسيحية، ونحن نرى الاخطار التي يعيشها المسيحيون في العالم العربي أجمع وخصوصا الاحداث الدامية التي تحصل في مصر، اضافة الى تنسيق الجهود بين مسيحيي الصف الواحد من الناحية السياسية. لذا يجب علينا التلاقي الدائم وتنسيق مواقفنا لان الوطن لن يسلم من اهتزازات العالم العربي كما لن يسلم من العواقب التي بتشتتنا يمكن ان نعاني منها ونتأثر بها. وهذا اللقاء هو في اطار ترجمة توحيد الصفوف وتوحيد الكلمة وتوحيد الموقف حول كل الامور المطروحة".

وعن الحوادث التي يتعرض لها المسيحيون في مصر والتخوف من تكرارها في دول أخرى، قال ماروني: "لا يجوز ان نربط مصير المسيحيين الذين عمرهم في الشرق 2011 سنة، من عمر ميلاد المسيح، بمصير أنظمة. اذ لنفترض ان مصير هذه الانظمة القائمة على اشخاص، لا سمح الله توفى احدهم وفاة طبيعية، فهل يذهب المسيحيون؟!."

أضاف ماروني: "واذا كان القصد المسيحيون في سوريا، فهم لم يكونوا في أحلى أيامهم ايام حافظ الاسد ولا في احلى أيامهم أيام بشار الاسد. كما لا اعتقد اننا نحن كمسيحيين في لبنان ستمر علينا ايام أسوأ من الايام التي مررنا بها زمن الاحتلال السوري في لبنان. فنحن مسيحيون لبنانيون وهم مسيحيون ينتمون الى دولتهم ونحن كلنا مسيحيون عرب جذورنا من الارض . ونحن مواطنون كسائر المواطنين فلماذا تبقى لدينا عقدة نقص وعقدة خوف من اي نظام اذا ذهب اننا سنذهب معه".

وختم ماروني: "نحن ثابتون في هذا الشرق، لقد دفعنا دماء ثمن هذا البقاء ونحن هنا اثنان، أحدنا دفع دم أبيه رئيس جمهورية وأنا دفعت دم اخي ورفاقي، ليس لنخاف على بشار الاسد اذا ذهب ان يذهب لبنان."

معوض

أما رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض فقال: "لقاؤنا اليوم مع الاستاذ ايلي هو جزء من التواصل الدائم الذي نقوم به كحركة استقلال مع حزب الكتائب الذي نعتبر ان ما يربطنا به ثوابت وطنية كبيرة، ويربطنا ايضا نضال مشترك وقناعات مشتركة. لقد دفعنا نحن وحزب الكتائب أثمانا كبيرة دفاعا عن سيادة لبنان وعن استقلاله. وفي وجود الاستاذ ايلي اليوم هنا، في بيتك على الرحب والسعة، لا بد من تذكير اللبنانيين انه شخصيا دفع ثمنا غاليا دفاعا عن هذه المبادىء وهذه الثوابت ودفاعا عن قيام الدولة الفعلية في لبنان".

أضاف معوض: "ان هذه اللقاءات يجب ان تتابع، وقد تحدثنا عن ضرورة المزيد من تنسيق المواقف بين الحلفاء لان المعركة التي أمامنا معركة كبيرة ولا يجوز أن نخوضها مشتتين، وعلينا مسؤولية مشتركة نحن وحزب الكتائب في هذا الموضوع. لقد تحدثنا ايضا عن الاستراتيجية المسيحية التي يجب ان تخاض في المرحلة المقبلة والتأكيد على أن ما يحمي المسيحيين في لبنان والشرق هي الدولة. واول ما يفتش المسيحيون عن اي ضمانة خارج الدولة يفتحون الطريق لغير طوائف ولغير مذاهب ان يفتشوا على ضمانات خارج الدولة، وحينها يصبح أمرا مشروعا أن تبحث مذاهب اخرى عن ضمانة في السلاح او في الانجرار وراء محاور اقليمية، وهكذا عمليا لا يبقى شيء من لبنان ما يشكل خطرا على الجميع وعلى المسيحيين تحديدا".

وتابع: "ان ما يحمينا هو لبنان، هي الدولة اللبنانية الفعلية القائمة على قرار واحد، ودستور واحد وقانون واحد وسلاح واحد. ان ما يحمينا هي الصيغة والحريات والدولة المدنية التعددية التي ناضلنا من أجلها عبر التاريخ ودفعنا الاثمان الغالية من اجلها. وبوجود الاستاذ ايلي بيننا نؤكد استنكارنا لما يحصل من توغل للجيش السوري في البقاع والذي حصل لثلاث مرات متتالية على مدى أقل من اسبوع. ان هذا التوغل الذي يقوم به الجيش السوري بعمق أكثر من 15 كلم وكأن الارض اللبنانية أرض مستباحة يؤكد نظرة النظام السوري للبنان على انه ليس وطنا، وليس هناك من دولة، وكأن لبنان اقليم سوري أو محافطة سورية من حق هذا النظام ان يتصرف فيها كما يريد".

واعتبر "ان نظرة هذا النظام للبنان نظرة قديمة وهي سبب اساسي في الصراع القائم بيننا وبينه في ما يختص بواقع العلاقة بين لبنان وسوريا. ولكن المستغرب و المستنكر هو سكوت وتواطوء الحكومة اللبنانية التي تتصرف وكأنها حكومة النظام السوري في لبنان وليس حكومة لبنان، او كأن السيادة اللبنانية مبدأ نسبيا فاذا تم انتهاك هذه السيادة من قبل النظام السوري أو من قبل "حزب الله" في لبنان تصبح الحكومة اللبنانية غير معنية في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله".

وختم معوض: "لا يمكن للبنانيين ان يقبلوا أن تكون السيادة نسبية. ان هذا الموضوع مستنكر، ونكرر مطالبتنا الحكومة اللبنانية ان تقوم بالاجراءات اللازمة وان تستدعي السفير السوري لمساءلته عما يحصل وان تتخذ كل الاجراءات الميدانية التي تمنع تكرار حصول هذا التوغل".

وقد استبقى معوض النائب ماروني الى مائدة الغداء .

 

ماروني :ميقاتي يواجه مشقة في تخطي العراقيل بفعل تضارب مصالح حلفائه

 وطنية - 12/10/2011 - كرم عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني القيم على خان الصابون في طرابلس الدكتور بدر حسون، خلال جولة قام بها على مختبرات ومصانع خان الصابون، اطلع خلالها على احدث ماكينات صناعة الصابون واستمع الى شرح تفصيلي عن طرق الصناعة وخطوات الانتاج كما تعرف على الابتكارات الجديدة والعطورات المستخدمة في هذا المجال.

ماروني

بعد تسليم الدرع التكريمي لحسون، قال النائب ماروني: "من خلال منظمة السياحة العربية وكعضو في لجنة البرلمان السياحية، تابعت باهتمام كل المشاريع التي من شأنها ان تطور السياحة وتسلط الاضواء على السياحة اللبنانية بكل انواعها"، مشيرا الى ان الدكتور حسون "يسهم في زرع مدماك جديد من خلال تطوير السياحة البيئية"،

مضيفا ان "السياحة في لبنان لا تقتصر على سياحة المطاعم والفنادق انما هي سياحة بيئة ودين وايمان وتراث وتاريخ، وحسون بسبب تمسكه بالتراث يسهم يوميا في انماء السياحة الصناعية، وقد بذل مجهودا كبيرا متخطيا كل العقبات والعراقيل من اجل حماية هذه الصناعة وتطويرها، وهو من خلال توسيع مصانعه يؤمن فرص عمل جديدة للشباب ويتالي يسهم في تقليص نسبة الهجرة الى الخارج بسبب البطالة".

حسون

من جهته، نوه الدكتور حسون بمبادرة النائب ماروني، لافتا إلى مسيرته في المجال السياسي، وفي المجال الانمائي والسياحي ولا سيما اثناء تسلمه منصب وزارة السياحة، "لأنه تمكن من تخطي حدود منطقته محاولا تطوير هذا القطاع في كل المناطق اللبنانية".

ماروني

وخلال الجولة، تمنى ماروني "ان تكون هذه الطلعة البيئية متنفسا للبنانيين من اجل التطهر بالصابون من خطايا السياسة والتوحد حول هدف واحد وهو تأسيس الدولة اللبنانية".

وعن وضع الحكومة حاليا، قال ماروني: "الحكومة تخرج من مأزق لتقع بمأزق آخر، فمن مشكلة النفط الى مشكلة الكهرباء الى مشكلة تمويل المحكمة واليوم المشاكل الاجتماعية التي لن تحل بشكل جذري بل عبر التسكين"، مشيرا الى "ان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أصبح رئيسا لحكومات لبنان وليس لحكومة واحدة وهو يواجه مشقة كبيرة في تخطي العقبات والعراقيل ولا سيما وان مصالح حلفائه بدأت تتضارب".

وعما قاله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالنسبة لاحداث مصر، قال: "ان المسيحية في لبنان من عمر لبنان، والمسيحيون في الشرق موجودون من 2011 سنة ونحن حرصا على رسالة لبنان المميزة وعلى التعايش فيه، وليبقى وطنا لكل الاديان مسلمين ومسيحيين، يفترض ان يكون المسيحي قويا بقدر ما يكون المسلم كذلك، وعندها نستطيع ان نبني دولة ومؤسسات".

وشدد على ان "المسيحية ضرورة ليبقى لدى العرب هذا التنوع الحضاري والديني، ونبقى رسالة عيش مشترك، لانه اذا هجرنا أو أضعفنا أو خوفنا المسيحيين، نعطي ذريعة للعدو الاسرائيلي الذي نادى بحقه في بناء دولته العنصرية".

وأكد "تمسكه بالعيش المشترك وبالتعايش الاسلامي المسيحي وبحق الشعوب في تقرير مصيرها ولكن على الانظمة الجديدة التي تولد من رحم الشعب حماية المسيجيين والحفاظ عليهم".

ورأى ان "ما يجري في مصر مؤلم جدا، والعراق مر بنفس الظروف، ويمكن ان يحصل في دول أخرى، ولكن نقول من طرابلس قلعة العروبة والوطنية ان المسيحية ضرورة ليبقى لدى العرب هذا التنوع الحضاري والديني، ونبقى رسالة عيش مشترك، لانه اذا هجرنا أو أضعفنا أو خوفنا المسيحيين، نعطي ذريعة للعدو الاسرائيلي الذي نادى بحقه في بناء دولته العنصرية، لذلك نحن مصممون ومتمسكون بالعيش المشترك وبالتعايش الاسلامي المسيحي، ومصممون ومتمسكون بحق الشعوب في تقرير مصيرها لكن على الانظمة العربية الجديدة والتي ولدت من رحم الشعب أن تحافظ على المسيحيين، والا ما معنى الثورة ذا اضطهد الثائر المسيحيين".

 

الرابطة المارونية دعت الى التمسك بالوحدة الوطنية: مسؤولية البطريرك الراعي في حماية الوجود المسيحي اساسية

 وطنية - 12/10/2011 عقد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية إجتماعه الدوري برئاسة جوزف طربيه ورأى في بيان "ان العالم يتغير من حولنا بصورة تتخطى القدرة على إستيعاب المتغيرات وصياغة السياسات المناسبة لها. فالصراع في الساحات العربية يظهر أن قوى الماضي قد شارفت على النهاية وقوى التغيير في المنطقة متفلتة من عقالها. وفي المستقبل القريب سيكون التعامل مع محيط مختلف بمعادلات أقسى وبذهنيات مختلفة، والمسيحيون لا يخشون التغيير، إذ كانوا دائما طليعيين وقادوا في الماضي حركات التغيير القائمة على الإنفتاح وتقديس الحريات العامة والديمقراطية.

واكدت الرابطة على "ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وهي تأمل خيرا في تحرك الشعوب العربية نحو الديمقراطية إذا إحترمت المسارات الحضارية لتحقيقها بما يراعي إحترام حقوق الانسان الاساسية والحفاظ على الحريات الدينية والسياسية بما يتيح مشاركة مساوية لكل فئات الشعب في الحياة الوطنية".

ونوهت الرابطة "بالفرصة التاريخية التي أعطيت للبنان بترؤسه مجلس الأمن الدولي خلال هذه الحقبة الخطيرة من الصراع الدولي". كما نوهت "بالمواقف المسؤولة التي أخذها لبنان وهو يرأس هذه المؤسسة".

وثمنت الرابطة المارونية "تحرك البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وزياراته للرعايا في لبنان والمغتربات".واوضحت "إن مسؤولية البطريرك الراعي في حماية الوجود المسيحي هي مسؤولية أساسية، والسبيل اليها هو الشراكة بين كافة أبناء الوطن مسيحيين ومسلمين، القائمة على المحبة وإحترام المواثيق ووحدة المصالح والمصير. ولا تقر الرابطة أية تجمعات ترمي الى رفع الصوت بإسم المسيحيين بصورة مواجهة لصوت بكركي، بل تدعو الى أن يكون الحوار المسيحي بهذا الشأن مع بكركي بالذات وبالصراحة والوضوح ومبادلة الرأي بالرأي ضمن إطار الكنيسة الجامعة".

وابدت الرابطة "قلقها الشديد بشأن الأحداث الخطيرة التي شهدتها مصر والي أودت بحياة عشرات الاقباط في تطور مأساوي يشكل أكبر تهديد للوحدة الوطنية في مصر. إن مسؤولية السلطات الحالية في مصر كبيرة في إيجاد حل للتوتر الطائفي الذي يشكل أكبر خطر على مستقبل مصر ووحدة شعبها".

 

المجلس الماروني: لعدم إغراق لبنان في مستنقع التحديات

تضخيم الهواجس حول الإسكوا هدفه إخلاء لبنان من المؤسسات الدولية

وطنية - 12/10/2011 عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني إجتماعا في مقرها المركزي، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن في حضور نائب الرئيس المحامي اميل مخلوف والأعضاء، وتداول الحاضرون في الأوضاع الداخلية والإقليمية.

وصدر بيان عن المجتمعين يشير الى ان "المجتمعين ابدوا إرتياحهم إلى الجولات الراعوية التي يقوم بها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الولايات المتحدة الأميركية لجهة إستنفار الوعي المسيحي لما يتعرض له مسيحيو المنطقة من مخاطر وتهديدات، لاسيما القمع الوحشي لتظاهرة القبطيين المحتجين على إنتهاك حرمة كنائسهم والذي يشكل طعنة نجلاء في صميم روح الثورة المصرية التي تعاهدت على التشكل بالتعددية، ولم يعد مبررا أي كلام عن خرق وأي طابور لأن أرواح المواطنين أمانة في أعناق القيادة العسكرية التي هي المسؤولة الوحيدة عن حماية المصريين جميعا".

وإعتبر البيان ان "الأقباط هم في صلب تاريخ مصر، بل هم في الأساس، إذ لم يكد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يطلق تحذيره من إستهداف ما تبقى من أقليات مسيحية، حتى جاءت الوقائع لتؤكد هواجسه ومخاوفه برغم ما أثير حولها. آن للغرب أن يتحمل بدوره مسؤوليته الدولية لحماية أوضاع الأقليات بعدما أصبحت مهدّدة في كل لحظة على نحو ما حصل في الأراضي المقدسة والعراق واليوم في مصر".

واشار البيان الى "أن المسؤولية الوطنية تتطلب من القيادات اللبنانية المختلفة التضامن في هذه اللحظة المصيرية المحفوفة بالتحديات لئلا يغرق لبنان في مستنقعاتها وتداعياتها، وإن سياسة النأي عن التصادم فيها مع المجتمع الدولي هي التي تملي علينا واجبا وطنيا لتفادي تعرض مصالحنا للخطر في تمتين وحدتنا الداخلية ودعم القوى الأمنية وجيشنا الوطني حيث يبذل قائده العماد جان قهوجي جهود كبيرة في الحفاظ على الإستقرار في الداخل وعلى الحدود مع إسرائيل لحماية السلم الأهلي وضبط الأوضاع في أدق المراحل التي يمر فيها لبنان".

ولفت الى "ان المجتمعين توقفوا مليا أمام ما جرى في ربع الساعة الأخيرة من تعليق للاضراب، ورأوا أنه لا يكفي، بل، كما قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، لا بد من وضع إطار مدروس للأجور والرواتب وحد للغلاء الذي ينهش أي شيء قبل وصوله إلى جيوب المواطنين، فالخطة المتكاملة هي الكفيلة وحدها برفع الشكوى المحقة التي يعاني منها المواطنون في إطار ميزان عادل للضرائب، وناشدوا الحكومة مراقبة جدية على كل المؤسسات والمحال التجارية للحؤول دون التلاعب بالأسعار، وطالبوها المباشرة سريعا بدرس مشروع إقتصادي شامل لتجنب التضخم، بحيث يصار إلى إضافة الضرائب بطريقة تراعي التوازن المعيشي، على سبيل المثال: ترفع قيمة الضرائب على الكماليات مثل التبغ والمشروبات الروحية والعطور، وبالمقابل تخفض على السلع الإستهلاكية الأساسية التي تضمن العيش الكريم للعامل، كما والإسراع في الإجراءات الآيلة إلى تنفيذ المخطط الكهربائي لأنه ينعكس إنفراجا على حياة المواطنين ويخفف من أعباء المعيشة، ويسهم في تنشيط الحركة الإقتصادية في البلاد في إطارها الصناعي".

وأهاب البيان بأركان الحكومة "توخي اليقظة والحذر من أي تداعٍ واستغلال في أي تعامل مع القضايا المتصلة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان أو تلك المتعلقة بالقرار الدولي 1701 نظرا لترابط كل ذلك بما يجري من حولنا وما يمكن أن يدخلنا في نفق مجهول. واعتبروا ان التماسك الحكومي حول هذه الإجراءات يشكل سدا منيعا في وجه إفتعال أي مواجهة مع المجتمع الدولي نحن بغنى عنها، لاسيما بعد القطوع الذي تجاوزه لبنان في مجلس الأمن".

ونوه بمشروع القانون الجديد للانتخابات النيابية الذي إقترحه وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، معتبرا "أن توقيت طرحه في هذه الفترة يفسح في المجال أمام الناخب والمرشح لتحديد خياريهما. واشار الى ضرورة "إيلاء ترسيم الحدود البحرية الإقتصادية ما تستحقه من إهتمام إستثنائي في هذه المرحلة، خصوصا وأنها دخلت مرحلة مخاض إقليمية حادة، وأن إشغالنا في قضايا جانبية خارجية وداخلية هي جزء من مخطط لصرفنا عما تخطط له إسرائيل من عمليات قرصنة جديدة على مواردنا الذاتية البحرية بعدما أمعنت سرقة لمياهنا الجنوبية من تحت الأرض وفوقها". وإستنكر "تضخيم الهواجس حول مبنى الإسكوا لنقله من بيروت"، معتبرا "أن ذلك يدخل في خطة إخلاء لبنان من المؤسسات الدولية، وهو الأمر الذي يذكرنا بما كان من أمر محاولة نقل المركز الإقليمي التربوي في لبنان خلال الأحداث المشؤومة إلى الأردن والذي نجح السفير الراحل للبنان في الأونيسكو الدكتور عادل إسماعيل في الحؤول دون تنفيذه في ذلك الحين". وقال البيان "بحث الحاضرون في مواضيع تتصل بنشاطات المجلس، لاسيما العشاء السنوي التقليدي الذي يقيمه في فندق الفينيسيا نهار الأحد في العشرين من تشرين الثاني ليأتي ناجحا في الإطار الوطني والخيري المعد له ككل سنة، وأبدوا إرتياحهم إلى التجاوب القائم برغم الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان".

 

ذكرى 13 تشرين/قائد ساقط وبطريرك وقع في التجربة/الياس بجاني/13 تشرين الأول/11

مقطع من المقالة/في ذكرى المجزرة التي ارتكبها النظام السوري البعثي وجماعات المرتزقة وربع اللقطاء والميليشيات الأصولية والمأجورين والمارقين في 13 تشرين الأول سنة 1990، ننحني إجلالاً وإكراماًً أمام تضحيات الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ذلك اليوم من عسكريين ومدنيين ورهبان، وبخشوع نرفع الصلوات إلى الله طالبين منه أن يُسكن أرواحهم الطاهرة فسيح جناته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. من أجل بطريركنا الراعي الذي وقع في فخاخ مغريات الدنيا فضرب عرض الحائط تاريخ بكركي الوطني والإيماني وانقلب عليه، نصلي

من أجل هداية وتوبة قادة وسياسيين ساقطين ضلوا الطريق ووقعوا في التجربة، نصلي. من أجل عودة المعتقلين اعتباطاً في السجون السورية، نصلي. من أجل عودة اللاجئين من أهلنا الأبطال في إسرائيل معززين ومكرمين، نصلي. من أجل عودة السلام والطمأنينة إلى ربوع وطن الأرز، نصلي. من أجل انتصار الحق وهزيمة الباطل، نصلي. من أجل شهداء إخواننا الأقباط الذين سقطوا وهم يعترضون على حرق كنائسهم، نصلي. من أجل خلاص الشعب السوري من حكم الإجرام، نصلي. من أجل أن يعم الربيع العربي كل بلدان الشرق الأوسط، نصلي. من أجل كرامة الإنسان وحريته في كل أرجاء العالم، نصلي