المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 12 تشرين الأول/11

البشارة كما دوّنها متى الفصل 7/21-23/مثل البيتين

فمن سمع كلامي هذا وعمل به يكون مثل رجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وفاضت السيول وهبت الرياح على ذلك البيت فما سقط، لأن أساسه على الصخر ومن سمع كلامي هذا وما عمل به يكون مثل رجل غبـي بنى بيته على الرمل. فنزل المطر وفاضت السيول وهبت الرياح على ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيما. ولما أتم يسوع هذا الكلام، تعجبت الجموع من تعليمه، لأنه كان يعلمهم مثل من له سلطان، لا مثل معلمي الشريعة.

 

عناوين النشرة

*السلطات المصرية ترتكب جريمة بشعة بحق الأقباط المسيحيين

*الغضب القبطي مستمر والكنيسة تعلن الحداد/تحقيق حكومي "فوراً" ومنع التمييز الديني

*الزميل علي حمادة يتلقى تهديداً بالقتل

*إعلاميون ضد العنف" استنكرت "تهديد علي حماده"

*المجلس السوري": الترحيب... اعتراف/علي حماده/النهار     

*خيانة ذاكرة/راشد فايد/النهار   

*وكيليكس/المستقبل/عون يضمن للأميركيين الهدوء على الحدود: نصرالله مخادع.. ويتلاعب بالشيعة

*أقباط مصر يحتجون "بصلبانهم الخشبية" وبدمائهم يقاومون!

*ثورة مصر لم تبدل من واقع المسيحيين فكيف يحمي الغرب مسيحيو الشرق؟

*الحريري يأسف لأحداث مصر ويدعو الى تشجيع الحوار ومنع العابثين من التلاعب باستقرار الشعب ووحدته

*جعجع استقبل السفير المصري وأسف لحوادث القاهرة: آمل ان يترك "حزب الله" الدولة تمثلنا وتحافظ على مصالحنا

*المحكمة قادرة على تحقيق العدالة ومعرفة من اغتال الشهداء

*كنائس الشرق الاوسط:لاعادة السلام الى الشعب المصري والمساواة بين المواطنين

*مواقف تندد باشتباكات القاهرة ومقتل عدد من الأقباط: أحداث مقلقة وعلى الشعب المصري الوعي لما يحاك ضده

*إستقالة كاسيزي لأسباب صحية والخلف القاضي دايفيد باراغوانث

*البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير: الراعي يدري ما إذا كانت زيارة سوريا مفيدة للبنان.. ولا نزال نؤمن بالعدالة الدوليّ 

*العلامة علي الأمين لـ"أخبار المستقبل   

*المفتي مالك الشعار لـ"أخبار المستقبل

*السنيورة عن صفير: ساهم في المدافعة عن لبنان ولعب دورًا أساسيًا بثورة الإستقلال 

*حمادة: صفير أوصل لبنان إلى بر الأمان.. ولم يكن لأحد غيره أن ينجز مصالحة الجبل 

*جعجع: صفير بطريرك الإستقلال الثاني وبطريرك التجرّد والإستقامة   

*الجميل عن صفير: كانت له مواقف بطوليّة غيّرت مجرى الأحداث في لبنان     

*حقوق الإنسان" وضعت يدها على ملفي صادر والعيسمي

*الراعي: لا نستطيع أن نعيش وأن تكون ولاءاتنا الى الخارج

*معلومات أمنية "خطيرة" تستدعي حضور ميرزا الجلس/منال شعيا/النهار

*البطريك الراعي يدعو إلى حياد لبنان

*الراعي وصل إلى أوهايو وترأس قداسا في كنيسة مار مارون واستقبل شخصيات ووفودا ومسؤولين عن القوات والكتائب والجميل هاتفه

*الراعي: لا يمكن للبنان الدخول بمحاور خلافية بين السنّة والشيعة

*البطريرك الماروني: لم نتقوقع ولن ننفصل عن محيطنا/غراسيا بيطار/المصدرالسفير

*مظلوم: نتمنى عدم إدخال البطريركية في الانقسامات

*باسيل يهين ناشطاً عونياً والأخير حمل حقيبته ومشى

*عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب نقولا غصن: البطريرك الراعي يسير عكس التاريخ وعون يتحرّك تبعاً لاهواء "حزب الله" واستراتيجيته الداخلية والاقليمية

وهناك من لا يقرأ التغيّرات المتسارعة...  

*النائب أنطوان سعد: مواقف عون قنابل صوتية ليقول "أنا موجود"  رفض تمويل المحكمة أمر عمليات سوري

*النائب فادي الهبر لـ"المستقبل": يغيّرون وجه لبنان وخسارتنا 35 ملياراً حتى 2015

*عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح: ميقاتي أعجز من أن يفرض على الحكومة تمويل المحكمة والحكومة دخلت في حفلة مزايدات للكسب السياسي متناسية المالية

*خاص: اوساط اقتصادية موالية تفند نقاط الضعف في مشروع موازنة الصفدي/ريتا فاضل 

*المنسق العام لتجمع "ملتزمون" نجيب زوين: وليد جنبلاط يبقى الأذكى والرابح بين أطراف الحكومة.  تاريخ الكرسي البطريركي أكبر من ساكن هذا الموقع... لذّة عون أن يبقى حديث *الناس وليس المبادئ... وتمويل المحكمة سيّتم من الخزينة اللبنانية  

*النائب نضال طعمة: الحكومة تجرّ البلاد الى مواجهة شرسة وغير مسبوقة مع العالم اجمع... ولا معنى لمواقف عون

*في انتظار جلاء صورة الوضع في سوريا لبنان يدفع حصته والمحكمة تحاكم وجاهيا/اميل خوري/النهار

*تمسّك ميقاتي بالالتزامات يوفّر له إيجابيات/تصاعد الاهتمام الديبلوماسي بالثنائية الحكومية/روزانا بومنصف/النهار  

*نار الفتنة... "عقب أخيل" مصر/امين قمورية/النهار     

*خبراء قانونيون يضعون دراسة لمعارضي المحكمة: التمويل بالنسبة الى لبنان "خيار وليس التزاماً دولياً"/ابراهيم بيرم /النهار

*محاولة لاغتيال الربيع العربي" من بوابة مصر/أسعد حيدر/المستقبل

*معتبرًا أنه لا يحق لأحد أن يسكت عمّا يجري في سوريا لأن ما يحصل هو جرائم ضد الإنسانية"/غليون للأسد: يكفي دماء وأخطاء وإجرام إرحم شعبك

*تهديد حسون بين الإفلاس والتخندق ورسالة حليفة متقاطعة توعدت "مصالح فرنسا بلبنان/لبنان الآن

*واشنطن: ميقاتي لغزٌ عصيٌّ على نصر الله/نقولا ناصيف/الأخبار

*مصر: هل هي 5 سنوات فوضى/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*مصر أمام نفسها/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*نصر الله استقبل كرامي ونجله فيصل وعرض مع وزير الداخلية قانون الانتخابات

*الجوزو: هناك من يتآمر على المجلس العسكري في مصر

*العماد ميشال عون بعد إجتماع تكتّل التغيير والإصلاح: لا نقبل بوضع ضرائب إضافية على المواطنين ونرفض رفع ضريبة الـ"tva"  

 

تفاصيل النشرة

 

السلطات المصرية ترتكب جريمة بشعة بحق الأقباط المسيحيين

الياس بجاني/10 تشرين الأول/ارتكب النظام العسكري المصري أمس جريمة بشعة ومروعة بحق الأقباط المسيحيين المدنيين المسالمين الذي كانوا يحتجون بشكل سلمي وحضاري على إحراق كنيسة لهم فقتل منهم بهمجية فاقعة وبدم بارد ودون أي مبرر أو رحمة 35  وجرح ما لا يقل عن 300. نستنكر هذه الجريمة البربرية ونطالب السلطات المصرية تحمل مسؤولياتها كاملة والخروج من دجل وكذب نظرية المؤامرة الخارجية وفتح تحقيق فوري بإشراف دولي ومعاقبة المسؤولين عن هذا العمل المشين الذي ينم عن ثقافة الحقد الدفينة ورفض الآخر والتعصب الأعمى وعقلية شريعة الغاب. كما نطالب دول العالم الحر والفاتيكان الوقوف إلى جانب المسيحيين في مصر وعمل كل ما هو باستطاعتهم ليتمكن المواطن المسيحي المصري من أن يعيش بكرامته وبسلام كباقي المواطنين وأن لا يعامل بدونية وذمية وأن تؤمن له حرية المعتقد دون اضطهاد. نصلي من أجل أن يسكن الله الضحايا فسيح جناته وأن يعجل في شفاء الجرحى ويلهم ذوي الشهداء الصبر والإيمان والسلوان.

 

الغضب القبطي مستمر والكنيسة تعلن الحداد/تحقيق حكومي "فوراً" ومنع التمييز الديني

دعوات دولية الى احترام حقوق الاقليات والفاتيكان يندد بـ"العنف المجنون

الأزهر دعا الى احتواء الأزمة ومخاوف على مصير الانتخابات

النهار/ لم تفلح الدعوات الى التهدئة الصادرة عن كل الهيئات السياسية المصرية، بما فيها جماعة "الاخوان المسلمين"، في تهدئة الأقباط الذين شيعوا ضحاياهم بغضب استهدف رجال الشرطة والجيش. ومع أن بطريرك الأقباط الارثوذكس والكرازة المرقسية في مصر الأنبا شنودة الثالث دعا إلى الصلاة والصوم حداداً ثلاثة أيام، فإن بيان المجمع المقدس للكنيسة لم يخل من إشارات واضحة إلى تقاعس سياسي - أمني في حماية الأقباط، وهو شعور لم يبدده قرار الحكومة إنشاء لجنة لتقصي الحقائق، وذلك وسط مخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية. وكان التلفزيون المصري بث أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة دعا الحكومة المصرية إلى الاسراع في التحقيق في الاشتباكات، متعهداً اتخاذ الاجراءات الضرورية للحفاظ على الأمن.

ومساء أنهى مجلس الوزراء جلسته الطارئة وقرر تأليف "لجنة لتقصي الحقائق" برئاسة وزير العدل محمد عبد العزيز الجندي تبدأ تحقيقاتها "فوراً". كما قرر "تقنين أوضاع دور العبادة القائمة غير المرخصة وإحالتها على اللجنة التشريعية في مجلس الوزراء"، وأقر "إضافة مادة جديدة إلى قانون العقوبات في شأن منع التمييز".

لكن غضب المشيعيين، سواء عند المستشفى القبطي أو داخل كاتدرائية العباسية، انصب على الجيش نهاراً، فتردد هتاف "الشعب يريد اسقاط (رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين) طنطاوي". وكان جاء في بيان أصدره الأنبا شنودة أن "بعض الغرباء قد يندسون وسط أبنائنا ويرتكبون أخطاء تنسب إليهم، إلا أن الأقباط يشعرون بأن مشاكلهم تتكرر كما هي باستمرار من دون محاسبة المعتدين، ومن دون إعمال القانون عليهم أو وضع حلول جذرية لهذه المشاكل".

وكان ذوو الضحايا الـ17 التي شيعت امس، رفضوا السماح للسلطات بتشريح الجثث خشية التلاعب بالنتائج، وطالبوا بفريق طبي قبطي لهذه المهمة.

ومساء أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" أن "آلاف" الأقباط والمسلمين تجمعوا امام المستشفى القبطي وهم يهتفون "مسلم ومسيحي ايد واحدة"، و"يحيا الهلال مع الصليب" و"الكنيسة زي الجامع". وكان المكان شهد قبيل التشييع مواجهات مع رجال الشرطة.

وفي مؤتمر صحافي حضره عدد كبير من السياسيين، صرح الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وهو مرشح محتمل للرئاسة، بان ما تشهده البلاد أزمة كبيرة قد تنتهي بحرب أهلية وعواقب وخيمة.

ودعا إمام شيخ الازهر الامام احمد الطيب أعضاء "بيت العائلة المصرية"، وهي منظمة تضم رجال دين مسلمين ومسيحيين، الى الاجتماع لمحاولة "احتواء الأزمة".

واعتبر يوسف سيدهم، رئيس تحرير صحيفة "وطني" التابعة للأقباط أن "المشكلة الحقيقية ليست أساساً في السلفيين او الاسلاميين المتطرفين الذين نعرف أنهم موجودون ويهاجمون الاقباط والكنائس طوال الوقت. "المشكلة هي التردد الشديد للحكومة والسلطات في تطبيق حكم القانون وحماية الأقباط. كان الطلب الرئيسي للمتظاهرين (الأحد) ضرورة اعتقال السلطات المجرمين".

ورأى ديبلوماسي غربي أن "إحدى المشاكل الكبيرة التي تواجهها مصر الآن على نحو متزايد تتمثل في عدم وجود شخص في الحكم لديه السلطات والصدقية لتهدئة الوضع. هناك خطر متزايد من ان يدخل الجيش في صراع مع الشعب. سلطة رئيس الوزراء (عصام شرف) تتآكل بشكل خطير. لا أحد من المرشحين للرئاسة لديه نفوذ".

وكان شرف اقر ليل الأحد - الاثنين بان "مصر في خطر".

مواقف دولية

وفي أبرز المواقف الدولية، ندد مسؤول الملف الشرقي في الفاتيكان الكاردينال ليوناردو ساندري بـ "العنف المجنون"، آملاً في ألا يؤدي إلى زيادة أوضاع الأقباط تعقيداً.

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون عن "حزنه الشديد" لمقتل 26 شخصاً في المواجهات، مناشداً كل المصريين "البقاء موحدين والحفاظ على روح التغييرات التاريخية التي حصلت مطلع 2011".

وصرح الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني بأنه "وقت يحدد المصريون مستقبلهم، لا تزال الولايات المتحدة تعتقد انه يجب احترام حقوق الأقليات، وبينهم الاقباط، وانه من حق جميع الناس التظاهر سلمياً وممارسة ديانتهم بحرية". وفي لوكسمبور أجمع وزراء الخارجية الاوروبيون على "ادانة اعمال العنف ضد المسيحيين الأقباط في مصر".

وأكد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه ان احترام الأقليات "خط أحمر" يجب عدم تجاوزه. (و ص ف، رويترز، أ ش أ، "النيويورك تايمس")

 

الزميل علي حمادة يتلقى تهديداً بالقتل

المستقبل/تلقى الزميل علي حمادة تهديداً بالقتل، بواسطة رسالة وصلته عبر "الفايس بوك" يوم الأربعاء الفائت، اثر مغادرته مبنى محطة "أخبار المستقبل" بعد انتهاء برنامجه الأسبوعي.

وكشف حمادة لـ"المستقبل" أنه سارع على الفور إلى "لقاء المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وأطلعه على ما يملك من معطيات في هذا الشأن، وقد باشرت الأجهزة المعنية إجراء التحقيقات في هذا الخصوص". وأمل أن تتحمّل الحكومة مسؤوليتها كاملة في حماية الصحافيين وأصحاب القلم. يُذكر أنها المرة الثانية التي يتلقى فيها الزميل حمادة تهديدات في الأشهر الأربعة الأخيرة، إذ نقلت إليه رسالة تهديد من سوريا، في ما يذكّر بتهديدات بالقتل تلقاها في العامين 2005 و2006. وكانت مصادر أمنية لبنانية أفادت أن حملة تهديدات تجري ضد إعلاميين لبنانيين من فريق 14 آذار، ولا سيما منهم الذين يتخذون مواقف مساندة للثورة السورية، وقد تلقى بعض الإعلاميين في الأيام الأخيرة تهديدات محددة بالقتل، وقد تم إخطار الأجهزة الأمنية المعنية التي بدأت إجراء تحقيق لكشف المتورطين.

 

إعلاميون ضد العنف" استنكرت "تهديد علي حماده"

وطنية - 11/10/2011 استنكرت جمعية "إعلاميون ضد العنف" في بيان "التهديدات بالقتل التي تعرض لها الصحافي والإعلامي علي حماده على خلفية مواقفه السياسية". ورأت أن "هذا الأسلوب في التعامل مع حرية الرأي والتعبير، إنما ينم عن عقلية أمنية وسلوك شمولي يهدف إلى إسكات الأصوات الحرة في لبنان". واعتبرت "أن لبنان كان وسيبقى مساحة حرية وتعبير، رغم كل المحاولات التي تجري لتغيير وجهه ونقله إلى موقع الديكتاتوريات والأنظمة المارقة".

 

"المجلس السوري": الترحيب... اعتراف

علي حماده/النهار     

خطا المجلس الوطني السوري الذي يضم ائتلافا معارضا عريضا، خطوة كبيرة الى الامام بعدما رحب الاتحاد الاوروبي بتشكيله في اطار ترحيبه بجهود الشعب السوري لوضع برنامج (للمعارضة) "موحد"، وفي اطار دعوته المجموعة الدولية الى الترحيب ايضا بهذه الخطوة، بما يؤشر الى ان المجتمع الدولي وفي مقدمه اوروبا بأعضائها التسعة والعشرين، والولايات المتحدة، والدول العربية المركزية، كانت تنتظر عملا توحيديا للمعارضة كي يكون في الامكان فتح قنوات جدية مع معارضة لها صدقية في الداخل والخارج في آن واحد. ولعل اهمية الترحيب الاوروبي، وما سيتبعه على مستوى تركيا ودول المركز العربي، مصر السعودية والاردن، دفعت وزيرخارجية النظام في سوريا وليد المعلم الى توجيه تهديدات بأن النظام سيتخذ اجراءات مشددة بحق الدول التي تعترف بالمجلس الوطني السوري. طبعا لم يفصح المعلم عن الاجراءات التي يمكن نظاما منبوذا كالنظام في سوريا ان يتخذها ضد اوروبا واميركا ودول المركز العربي.

على الرغم من ان اوروبا اكتفت بالترحيب بالمجلس الوطني السوري ولن تتعداه الى الاعتراف به، فإن الخطوة كبيرة جدا بالمقاييس السابقة، وهي بمعنى ما اعتراف دولي بالمعارضة السورية كبديل من النظام القائم. فالاخير بسلوكه وادائه في الاشهر الاخيرة زاد المجتمع الدولي اقتناعا بضرورة دعم التغيير في سوريا. ومن هنا يبدو الموقف الروسي الاخير بالتصويت بـ"الفيتو" على مشروع قرار الادانة للنظام في سوريا الذي تقدم به الاوروبيون في مجلس الامن اقرب الى موقف ابتزازي للغرب منه الى موقف صلب وثابت.  من هنا مسارعة موسكو عبر مواقف مسؤوليها الكبار الى التأكيد انها لم توقع لنظام بشار الاسد على "شيك ابيض" لعلمها ان اصرار الاوروبيين على طرح مشروع القرار على التصويت قد وضع روسيا الاتحادية في زاوية صعبة، ودفعها الى الجلوس الى طاولة المساومات الكبيرة مع الاميركيين. اكثر من ذلك، فإن الفيتو الروسي الصيني المزدوج يطلق ايدي الاوروبيين والاميركيين ودول المركز العربي الى الابتعاد في اجراءات احادية ضد النظام في سوريا، على غرار ما حصل سابقا في بقاع عدة من العالم. ان الموقف الروسي صعب، واستمراره في تغطية النظام في سياسة القتل المنهجي للشعب، سيدفن طموحات موسكو ومصالحها في سوريا الى الابد. فمن المستحيل ان يكون للروس مستقبل في تلك البلاد في ظل كراهية الشعب لهم بسبب مواقفهم. ولكن من المهم بمكان الاضاءة على ما يسمى "وفد معارضة" سورية يزور موسكو، وقد حيّا اعضاؤه "الفيتو" الروسي الذي جنب على حد قولهم التدخل الدولي في سوريا! ونقول ان هذا النوع من المعارضات هو الوجه الآخر للنظام، وهو ما كان ليتمكن من التحرك في دمشق بالحرية التي نراها، ويسافر الى موسكو عن طريق المطار بحرية لافتة لولا تواطؤ النظام معه. والنظام لا يتواطأ إلا مع تابعيه! مع ولادة المجلس الوطني السوري بدأت مرحلة جديدة. واملنا ان تتوسع مروحة المجلس التمثيلية الى اقصى الحدود.

 

خيانة ذاكرة

راشد فايد/النهار   

لم يستهن سياسي بالرأي العام في بلده كما يفعل ساسة لبنان، أو أكثرهم. يصرون على اهانة ذاكرة مواطنيهم وذكائهم. حتى الطاقم السياسي السابق الذي لعناه وأردنا دفن صيغة 1943 اعتراضا عليه، يبدو اليوم أنبل واكثر جدية في مقاييسه للعمل السياسي وتمييزه بين الوقائع و"البروباغاندا". بالأمس، وفي تجديد الاخلاص للانحراف الوطني الذي اختطه الجنرال السابق، انبرى نواب من كتلته لتبرير خرق الجيش السوري للحدود واعتدائه بالقصف على لبنانيين يفترض أنهم آمنون في بيوتهم، وأنهم في حمى القانون والدستور اللبنانيين. ارتأى هؤلاء، وهما اثنان، أن يبررا هذا الخرق بوجود اتفاق لبناني – سوري وقّع تحت مظلة "الطائف"، في اطار اتفاقات التعاون الثنائية. ولكي يحمّلا الوزر لقوى 14 آذار ارتأيا الزعم أن هذا الاتفاق، تحديدا، حمل توقيع الرئيس الشهيد رفيق الحريري. تجاهل النائبان، أو جهلا، أن الاتفاق وقع عام 1991 من وزيري الدفاع والداخلية اللبنانيين ميشال المر وسامي الخطيب، وعن الجانب السوري من وزيري الدفاع والداخلية العماد مصطفى طلاس والدكتور محمد حربه، وأن رئيس الحكومة كان حينها الرئيس عمر كرامي.

تجاهل النائبان، أو جهلا أيضا، أن هذا الاتفاق يترك لكل دولة توفير ما يحول دون أن تكون أراضيها منطلقا أو مقرا أو مستقرا لأعمال عدوانية على الأخرى. وشتان ما بين حق المطاردة في أراضي الدولة الجارة وواجب هذه الجارة في ضمان أمن نظيرتها. فكيف الحال حين يصل الأمر الى تدمير بيوت مواطنين لبنانيين؟

ما تفوه به النائبان لم يجرؤ نواب الحليف الأقرب الى النظام السوري على تبنيه، ربما احتراما لذكاء جمهوره. لكن، ربما هي المزايدة في اعلان الوفاء للوثيقة الشهيرة، وتأكيد الاخلاص لخدمة الاستراتيجية المشتركة. ذلك ما ينطبق أيضا على "عنتريات" بطل قانون محاسبة سوريا، الذي أكد أنه لن يوافق على تمويل المحكمة الخاصة بلبنان ولو وافق الحزب القائد، ليفضح لاحقا الهدف، وهو فرض تغييرات في قانون المحكمة بحجة أن مجلس النواب لم يقرها.

"النكتة" السمجة نفسها يرددها رئيس المجلس، ويوحي، كما جنرال المنفى العائد، أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة مررت قانون المحكمة من فوق رؤوس النواب.

استهانة بذكاء المواطنين، وكل من لديه ذاكرة، ألا يتذكر الاثنان أين كان مجلس النواب حين أقر مجلس الوزراء قانون المحكمة، ومن كان يقفل أبوابه، ويفرش الطرق اليه بأشرف الناس وأراكيلهم وورق الليخة وليالي الأنس؟ التكرار مكروه، لكن هذه المقولة تفرض نفسها: لا تستغبي ذكائي... والتتمة هي العكس، واللبنانيون جميعا يعرفون الصدر والعجز، ولو أن هذا ليس شعرا، لكنه كالشعر، قليلون من يستحسنونه هذه الأيام.

 

وكيليكس/المستقبل/عون يضمن للأميركيين الهدوء على الحدود: نصرالله مخادع.. ويتلاعب بالشيعة

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 18/5/2006 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 1559 أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون رأى أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كان يتلاعب بالشيعة في لبنان، وشكك بكلامه عن اهتمام الحزب في الدفاع عن لبنان فقط، قائلاً: ""قد يكون نصر الله مخادعاً". وأشار إلى أن الوقت وحده كفيل بتقليل النوايا الحسنة التي راكمها "حزب الله" خلال صراعه مع اسرائيل، متنبئاً بأن وجود الحزب سيتضاءل في حياة الناس بعد أن تعود إلى طبيعتها.

ورداً على تخوف الحكومة الأميركية من استمرار"حزب الله" بتنفيذ عمليات عسكرية ضد اسرائيل، قدّم عون التطمينات والوعود، مؤكداً أن نصرالله تراجع عن موقفه الدفاعيّ في ما يتعلق باسرائيل، وبأن "حزب الله" لا يمكنه منطقياً الدفاع ضد أي هجوم من الجنوب، ولا يمكنه الهجوم على إسرائيل على نحو فاعل. كما وعد ببذل كل جهده في الحفاظ على هدوء الحدود. واعترف بأنه شخصياً لا يعتقد ان اسرائيل ستغزو لبنان اذا نزع سلاح "حزب الله"، واقترح انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا الذي من شأنه أن يقوّض الدعم الشعبي لسلاح الحزب، معرباً عن أمله في أن يساعد الحوار الوطني في كشف الموقف التفاوضي الحقيقي لنصر الله في موضوع نزع السلاح. وقال "نحن نعرف ما هو الحد الأقصى له الآن، لكننا في حاجة إلى إيجاد الحد الأدنى لمطالبه، علينا أن نفرض تفكيرنا. فالحرب انتهت".

وهنا الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "60Beirut1559" تحت عنوان: "ميشال عون عن الرؤية الدفاعية لـ"حزب الله" - لا تخافوا مازلنا نتكلم":

"التقى السفير الأميركي يرافقه مسؤول سياسي أميركي في 17 أيار زعيم "التيار الوطني الحر"، لمناقشة مخاوف الحكومة الأميركية من العرض الذي قدمه "حزب الله" في 16 أيار في جلسة الحوار الوطنيّ. وكشف السفير أجزاء من وثائق الجلسة. وقال: "علمنا أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله قدم رؤيته للبنان التي شملت المسؤولية المشتركة للدفاع ضد ما يعتبره تهديداً دائماً من اسرائيل لغزو لبنان. واحتفظ الحزب بالحرية التكتيكية الكاملة للعمل، من دون الرجوع إلى قيادة عامة مركزية، وخاضعة للمساءلة. وأكد عون أن معلومات السفير كانت صحيحة. واستمع عون إلى مخاوفنا وحاول الطمأنة بينما كان يحاول أن يستبعد هذه المخاوف. على الرغم من اللغة العدائية للحزب خلال الحوار، قال عون بأنه مقتنع بأن نصرالله تراجع عن موقفه الدفاعي في ما يتعلق باسرائيل، وبأن "حزب الله" لا يمكنه منطقياً الدفاع ضد أي هجوم من الجنوب. وأضاف أنه سيرد على نصرالله ، بالقول ان أي قرار لوضع استراتيجية مشتركة يجب أن تنتهي مع السيطرة الكاملة على جميع العناصر المسلحة ووضعها تحت سلطة الدولة اللبنانية".

نصر الله يستلّ سيفه وعون غير مبال

وأشارت البرقية إلى أن السفير ومسؤولاً سياسياً أميركياً زارا عون في منزله في إحدى التلال المحيطة ببيروت (الرابية)، وقال السفير لعون انه غير راض عما قرأه من عرض نصر الله خلال جلسة الحوار الوطني في 16 أيار، حيث بدا نصر الله في تصريحه عدوانياً، يهدد اسرائيل بعمل عسكري، ويصرّ على أن الاسرائيليين لديهم أطماع أبدية في الأراضي اللبنانية. وبينما كان نصرالله على استعداد لمناقشة استراتيجية واسعة النطاق للدفاع عن لبنان، أشار إلى أن "حزب الله" سيحتفظ بالحرية الكاملة في اتخاذ أي إجراء بشأن التكتيكات. وقال السفير إن الحزب هو من يتسبب بالأخطار التي تستدعي الدفاع عن لبنان. إذا كان "حزب الله" لا يشكل تهديداً لإسرائيل، فلن تملك إسرائيل أي سبب لموقفها الأمنيّ المتشدد أو للتحليق المستمر فوق الأراضي اللبنانية. أضاف السفير أن ناخبي عون لن يكونوا سعداء من لهجة تدخل نصر الله التي وصفها على أنها رؤية لبنان التي تتعارض مع رؤية عون.

وتصدى عون للملاحظة حول ناخبيه، ولكنه اتفق مع العرض الذي قدمه السفير. ورداً على كلام السفير حيال موقف نصر الله، قال: "لديك مصادر جيدة". وأوضح السفير أن الحكومة الأميركية تتفهم أن الشيعة في الجنوب شعروا بالإهمال أو بالإساءة لأجيال عديدة، على أيدي اللبنانيين السنّة والمسيحيين والفلسطينيين والاسرائيليين. إننا ندرك أن الكثير من الناس يشعرون بالامتنان لدور "حزب الله" في فرض الانسحاب الاسرائيليّ وتعزيز الدورين السياسي والاقتصادي للشيعة في لبنان. إلا أن نصر الله يستخدم مشاعر الامتنان هذه للحفاظ على أسلحته وإقناع الناس بوجود التهديد الاسرائيلي فقط لأن الحزب يثير ذلك.

ووصف عون عرض نصر الله بأنه كان "متماسكاً" (وهي كلمة يستخدمها مراراً) ومعداً جيداً. واعتقد عون أن نصرالله تراجع عن موقفه الدفاعيّ الاستراتيجي ضد اسرائيل، مصرّاً على أن نصرالله لم يأت على ذكر العمليات الهجومية ضد اسرائيل، وربط مقترحاته بالسبل الفضلى للدفاع عن لبنان في حالة الهجوم الاسرائيلي. إن المنطق الذي يتبعه نصرالله: نقبل إسرائيل كعدو، والآن كيف يمكننا الجمع بين عملياتنا الدفاعية لحماية أراضينا من هذا العدو؟. ونفى أن يكون نصر الله هدد بنشر أسلحة الحزب رداً على "الأوضاع الاقليمية". وتبنى عون ملاحظة أكد أن نصرالله أدلى بها، تعني أنه من المحتمل أن تستخدم إسرائيل الوضع الاقليمي كذريعة لمهاجمة لبنان، وفي هذه الحالة "حزب الله" سيرد. وقال عون إن خطة نصر الله كانت غامضة في ما يتعلق بقيادة وحدات دفاعية".

وأضافت البرقية "كرر السفير أن موقف نصرالله فيه تحريف للحقيقة. ووافقه عون على ذلك، قائلاً: "إن نصرالله كان يتلاعب بالشيعة في لبنان. ومع ذلك، افترض أن الوقت وحده كفيل بتقليل النوايا الحسنة التي راكمها "حزب الله" خلال صراعه مع اسرائيل. وأشار إلى أن الناس يبنون المنازل، ويستصلحون الأراضي حول الحدود الآن. وبمجرد أن تصبح حياتهم أكثر طبيعية، سوف يتضاءل وجود "حزب الله" في حياتهم. وقال عون انه حتى يأتي ذلك اليوم، يجب أن تبقى الحدود سلمية. ووعد ببذل كل ما في وسعه للحفاظ على الهدوء على الحدود. وقال إنه شخصياً مطمئن لأنه كان يعرف نصرالله الذي لم يكن مجنوناً، ولن يهاجم اسرائيل. وأصر السفير على أن "حزب الله" اتخذ موقفاً عدوانياً متزايداً في المنطقة الحدودية. ويتم حالياً بناء مراكز جديدة، وتحصينها وتجهيزها بوصلات للاتصالات. وأشار السفير إلى أن ايران تدفع ثمن الأسلحة والخدمات الاجتماعية التي يقدمها "حزب الله"، سأل عما إذا كان "حزب الله" يملك الحرية في رفض التصرف بعدوانية بعيداً عن التأثير الايراني الذي دفعت ايران ثمنه بأموالها؟".

عسكرياً "حزب الله" لا يتسم بالصدقية

وتابعت البرقية "كان عون مطمئناً، وقال: الحقيقة هي أن نصرالله لا يمكنه الهجوم على إسرائيل على نحو فاعل. نصر الله ليس غبياً ولا انتحارياً. وأشار إلى أنه يعتقد أن مسؤولي "حزب الله" زعموا أن ايران لم تكن في حاجة إلى الأسلحة الإيرانية التي قدمتها للحزب للدفاع عن ايران. ولفت إلى أن أعضاء "حزب الله" قالوا له في كثير من الأحيان إنهم مهتمون فقط في الدفاع عن لبنان، معترفاً أنه قد يكون نصرالله مخادعاً في تعليقاته. وقال إذا استخدم "حزب الله" سلاحه في خدمة إيران، فسيفقد صدقيته المحلية، والحزب لا يثق بالدول العربية، والضمانات الدولية لسيادة لبنان، أو في قيمة الدفاع عن الآخرين، إنه يؤمن بالاعتماد على الذات وقيمة قدراته الذاتية.

ورداً على سؤال، لفت عون إلى أن الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا يمكنه طمأنة اللبنانيين، وبالتالي تقويض الدعم الشعبي لأسلحة "حزب الله". وأوضح السفير أن الحكومة الأميركية لا تعتقد أن مزارع شبعا ستكون المفتاح لسلاح "حزب الله". وتعليقاً على كلام عون عن الحاجة الى طمأنة اللبنانيين، سأل السفير إذا كان لبنان على استعداد لإلزام نفسه بعقد هدنة مع إسرائيل على طول الحدود المتنازع عليها التي تمتد من قرية الغجر إلى البحر المتوسط. إن هذا الاتفاق الجزئي سوف يبيّن أن إسرائيل لا تشكل تهديداً محلياً للبنان، ويتعارض مع موقف "حزب الله".

واعترف عون بأنه شخصياً لا يعتقد ان اسرائيل ستغزو لبنان اذا نُزع سلاح "حزب الله"، لكن نصرالله وأتباعه يؤمنون بوجود تهديد اسرائيلي، وإنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة لا تستطيع أو لا تريد أن تردع هذا التهديد. وسأل السفير ماذا تستطيع الحكومة الاميركية أو آخرون أن يفعلوا قبل انعقاد الجلسة القادمة من الحوار لرفض ادعاء "حزب الله" عن وجود تهديد الغزو الإسرائيلي. فأعرب عون عن أمله في أن يساعد الحوار الوطني في كشف الموقف التفاوضي الحقيقي لنصر الله. وقال "نحن نعرف ما هو الحد الأقصى له الآن، لكننا في حاجة إلى إيجاد الحد الأدنى لمطالبه، علينا أن نفرض تفكيرنا؛ فالحرب انتهت".

على الحكومة اللبنانية مراقبة أسلحة "حزب الله"

وبحسب البرقية "قال السفير إن بيان نصر الله، مهما كان متماسكاً، إلا أنه لا يقدم أي شيء ايجابي في لبنان. ما دام "حزب الله" حراً في التصرف بشكل مستقل، فإن إسرائيل سوف تبقى في حالة تأهب، متخوفة مثل أي دولة على أمنها، وسوف تستمر في انتهاك الأجواء اللبنانية. إن الدولة اللبنانية أجبرت على قبول قوة متفوقة خارجة عن سيطرتها، وسوف تستمر بأن تكون ضعيفة. إن مؤسسات الدولة التي تم إضعافها لن تكون قادرة على تلبية المطالب الأساسية للشعب. وحذر السفير من أن التعاون بين الدولة و"حزب الله" يمكن أن يؤدي إلى تساؤل الناس عن السبب الذي منع الحكومة الأميركية من اعتبار لبنان دولة راعية للارهاب. وتساءل إذا كان عون يستطيع إيجاد وسيلة لبناء بعض الجسور مع قوى 14 آذار للتوصل الى ردود متضامنة توجه إلى نصر الله. لم يرد عون على هذا الاقتراح. فتابع السفير بمزيد من الضغط قائلا ان الحكومة الأميركية تود أن ترى عون وقوى 14 آذار معاً لبذل جهود متضافرة لحشر "حزب الله" في الزاوية. وشدد على أن مسألة السيادة على الأراضي اللبنانية أمر أساسي لمستقبل الدولة، والأهمية الكبرى تكمن في أي دولة هو لبنان أكثر من مسألة من سيصبح رئيساً للبلاد؟

وعرض عون موقفه الذي يعتزم اعتماده في 8 حزيران رداً على نصر الله. على الأسلحة التي يسيطر عليها "حزب الله" أن تقع تحت سيطرة الحكومة اللبنانية. ويمكن أن تتخذ السيطرة أشكالا عديدة، بما في ذلك تجميع أسلحته في الاحتياط. إلا أن قرار القيام بأي عمل عسكري يجب أن يكون متخذاً من قبل الحكومة. لا يمكن للأفراد المقاتلين أو القادة الإعتداء على سلطة الدولة. وقال عون بوضوح إن "حزب الله" لا يمكنه أن يدمج مع الجيش اللبناني اذا لم تكن القوتان متجانستين بما فيه الكفاية. وأعرب عن تأييده إنشاء وحدة خاصة، اما الحرس الوطني أو وحدة حرس الحدود، والتي من شأنها أن تضم مقاتلي "حزب الله"".

واختتمت البرقية بتعليق جاء فيه "على الرغم من الأجزاء غير المريحة في المناقشة، بدا ان عون لا يزال مقتنعاً بأنه يستطيع التفاوض مع نصر الله. لكن عون يبدو أنه يعترف بأن لديه نفوذاً كافياً وثميناً مع الشيعة عندما راهن بأن الوقت سوف يقلّل من أهمية "حزب الله". وانضم صهر عون جبران باسيل إلى الاجتماع. وتململ باسيل، واعرب عن انزعاجه الشديد في كل مرة اقترح فيها السفير على عون التعاون مع قوى 14 آذار، أو عزل "حزب الله". وكان الاتفاق بين "حزب الله" وعون انجاز باسيل، كما انه احد الاشخاص الرئيسيين الذين يقفون وراء العداء بين عون والحريري. وفي إطار حثّ السفير على ضرورة أن تسيطر الحكومة على كامل لبنان، أجاب "اذا كانت هذه الحكومة ستسيطر على لبنان، فمن الذي سيسيطر على الحكومة؟" في حين أن عون قد يقبل بإقامة بعض العلاقات بقوى 14 آذار لتحقيق الرئاسة، يبدو باسيل أكثر استعداداً للمراهنة على دعم "حزب الله" ومساعدة شخصيات سياسية، إلا أنه سينتهي به الأمر متروكاً من قبل سوريا

 

أقباط مصر يحتجون "بصلبانهم الخشبية" وبدمائهم يقاومون!

وكالات/على طريق الجلجلة، تابع أقباط مصر "المسيرة" رافضين المس بمقدساتهم... "بصلبان من خشب" نزلوا بالآلاف إلى الساحات هاتفين "يسقط المشير طنطاوي" قادمين في مسيرة من حي شبرا احتجاجا على اعمال العنف الطائفية والإعتداءات ضد كنائسهم في مصر ولا سيما هدم كنيسة مدينة ادفو في محافظة اسوان الاسبوع الماضي.

وما إن وصلوا إلى أمام مبنى التلفزيون في وسط القاهرة في شارع ماسبيرو، حتى باشرت القوى الأمنية بمحاولات لتفريقهم فعمدت الى اطلاق النار في الهواء، بالاضافة إلى إقتحام صفوفهم بمدرعات مما أدى إلى دهس بعض المتظاهرين، ما أثار غضب الأقباط فاستولوا على إحدى المدرعات العسكرية وأضرموا النيران فيها وفي سيارات مدنية أخرى.

نتيجة احتجاجاتهم فقدت السلطات العسكرية صوابها فبدأ الرصاص ينهمر عشوائا فوق رؤوسهم مما أدى الى سقوط أكثر من 16 قتيلا على الاقل بين قبطي وعسكري بينما وصلت حصيلة الجرحى الى 160 من دون أن تتضح اسباب اندلاع العنف الذي بدأ ولكن متى وكيف يتوقف؟ هنا يكمن السؤال. من جهته، ذكر التلفزيون المصري الرسمي أن الأقباط رشقوا قوات الجيش والامن المركزي الذين يحرسون مبنى التلفزيون، مضيفا ان "المتظاهرين اغلقوا الطريق امام مبنى التلفزيون المطل على النيل"، فيما أفادت وسائل إعلام أخرى أن مجهولين يستقلون سيارات مدنية أمطروا المتظاهرين بالرصاص.  معاناة الاقباط الذين يمثلون ما 20 الى 25%  من سكان مصر من ليست بجديدة فقد تعرضوا لاعتداءات عدة وخصوصا الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين في  الاسكندرية ليلة راس السنة، وحديثا في 7 ايار الماضي قتل 15 شخصا واصيب 200 اخرون في القاهرة عندما هاجم مسلمون كنيستين في حي امبابة مؤكدين احتجاز مسيحية اعتنقت الاسلام في احدى هاتين الكنيستين.... واليوم القنبلة الموقوتة انفجرت... فهل المخاوف والهواجس المسيحية التي دفعت بهم الى المواجهة بداية لتهجير جديد؟ أم مشروعا تقسيميا جديدا كجزء من صراع الحضارات؟

 

ثورة مصر لم تبدل من واقع المسيحيين فكيف يحمي الغرب مسيحيو الشرق؟

ايلي بدران/المصدرMTV News

يبدو ان مصر بعد رحيل مبارك تشهد احداث امنية شتان منها زمن الاحتجاجات عليه ليرحل. اللافت والخطير ان الاحتجاجات اليوم بين الاقباط والسلطات الرسمية زكأن ما عانوه زمن اضطهاد نظام مبارك لهم لا يكفي، واذا كان الاقباط قد اعتادوا في السابق على ممارسات المتشددين الاسلاميين في حقهم فانهم اليوم وللاسف بتعرضون لمحاولة هي اشبه بالمجزرة الجماعية. في نهاية النهار الدامي في مصر فقد أعلن مصدر رسمي مصري" مقتل 22 شخصا واصابة 100 آخرين في إطلاق نار وصدامات بين الجيش ومتظاهرون أقباط  كانوا يحتجون على هدم كنيسة في أسوان بصعيد مصر، أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، في جادة "سبيرو" في القاهرة الأحد".

فيما أفادت معلومات أن المجلس العسكري أصدر تعليمات بضبط النفس، وحمّل رئيس الوزراء عصام شرف مسؤولية الأحداث إلى "أعداء ثورة 25 يناير واعداء الشعب المصري بمسلميه ومسيحيه". وأعلن التلفزيون المصري إرتفاع عدد القتلى إلى 22 منهم 5 جنود والجرحى إلى 100.

من جهته أعلن مساعد وزير الصحة والسكان لشؤون الطب العلاجي الدكتور عادل العدوي ارتفاع عدد الوفيات إلى 19حالة من قوات الأمن والمتظاهرين، كما ارتفع عدد المصابين إلى 100 حتى الآن، قبل أن تُفيد معلومات لاحقاً إلى أن عدد القتلى ارتفع إلى 22. وأضاف العدوي في تصريح للتلفزيون المصري أن 45 مصابا تم نقلهم بالفعل إلى المستشفى القبطي بشارع رمسيس، و5 آخرين بمعهد ناصر، كما تم نقل الحالات الأخرى من القوات المسلحة إلى مستشفى القبة العسكري. كما نوه التلفزيون المصري إلى أن وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي، يعقد حاليا اجتماعاً أمنياً موسعاً داخل مقر الوزارة مع جميع مساعديه، لبحث تطورات أحداث ماسبيرو، والاشتباكات التي وقعت بين المتظاهرين الأقباط ورجال القوات المسلحة والأمن المركزي، من أجل التوصل إلى أسباب وقوعها، والمتسبب بها. وتأتي هذه الحصيلة، في وقت أعلن التلفزيون المصري ان "المتظاهرين الاقباط يواصلون رشق جنود الجيش والشرطة المكلفين بحماية مبنى ماسبيرو بالحجارة". وأضاف التلفزيون أن المتظاهرين أحرقوا مدرعات تابعة للجيش، كما أحرقوا السيارات المتواجدة أمام المبنى، وهشموا زجاج المبنى الخارجي. وقعت اشتباكات الأحد عندما تصدت قوات الأمن لعدة مئات من المحتجين الأقباط لدى تقدمهم صوب مبنى الإذاعة والتلفزيون في وسط القاهرة محاولين الاعتصام أمامه. وقال أحد شهود العيان إن قوات الشرطة العسكرية أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق المحتجين، وإن بعضهم ردوا عليها بالرشق بالحجارة.

وفي ظل هذا التوتر، وضعت القوات المسلحة الحواجز الأسمنتية والمدرعات لمنع دخول أي من الافراد من وإلى مبنى التلفزيون. ووفق مصادر مطلعة، فقد صدرت تعليمات مشددة من المجلس الاعلى للقوات بالتزام ضبط النفس وتحمل المسؤولية تجاه أمن الوطن والمواطن

من جانبه، اعلن رئيس الوزراء عصام شرف أن من يقفون وراء تصاعد الأحداث "هم أعداء ثورة 25 يناير وأعداء الشعب المصري بمسلميه ومسيحيه". ووفق مصادر مطلعة، فإن الوضع أصبح هادئا في محيط منطقة عبد المنعم رياض، وإن استمر البعض في إلقاء زجاجات المولوتوف على جنود الامن المركزي التي تم نشرها للسيطرة على المنطقة.

وتأتي هذه الاشتبكات احتجاجًا على الاعتداء على كنيسة الماريناب بأسوان والمطالبة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وإلقاء القبض على المعتدين والمطالبة بإقالة محافظ أسوان، وإعادة بناء الكنيسة من جديد على نفقة الحكومة، وإصدار قانون موحد لدور العبادة. وذكرت صحيفة "اليوم السابع" أن عشرات الأقباط حملوا في مسيرتهم من دوران شبرا إلى ماسبيرو أكفانهم، بارتداء الملابس البيضاء التي كتب عليها أسماء بعض ضحايا العنف الطائفي، وسط هتافات ضد محافظ أسوان، حيث قاموا بحرق صورته وسط هتافات آلاف الأقباط مرددين "باطل.. باطل". وارتفعت اللافتات والصلبان على طول شارع شبرا، حيث طالب المتظاهرون الحكومة بالتدخل لحل قضايا الأقباط. وقال القص متياس نصر، الأب الروحي لحركة "شباب ماسبيرو"، إن مسيرة الأحد تُعبِّر عن المواطنين المصريين المسيحيين، لأنهم جزء من هذا الوطن، لهم كامل الحقوق التى تم تجاهلها على مدار سنين طويلة.

 

الحريري يأسف لأحداث مصر ويدعو الى تشجيع الحوار ومنع العابثين من التلاعب باستقرار الشعب ووحدته

المستقبل/أسف الرئيس سعد الحريري للأحداث المؤسفة التي وقعت في جمهورية مصر العربية اول من أمس، مشدداً على وجوب "أن يكون التعايش الإسلامي ـ المسيحي قاعدة من قواعد الحياة المشتركة". ودعا الى "لملمة الجراح وتشجيع الحوار ومنع العابثين من التلاعب باستقرار الشعب المصري ووحدته".

وقال في تصريح امس: "لا يمكن لأي مواطن أو مسؤول عربي، إلا أن ينظر إلى الأحداث التي شهدتها مدينة القاهرة وبعض المناطق المصرية الأخرى يوم أمس (الاول)، نظرة أسف وألم، خصوصا وأنها أودت بحياة العشرات من المواطنين ورجال الأمن، وتسببت بموجة عارمة من القلق انتابت كل الذين يترقبون انتقال مصر العزيزة إلى مرحلة ديموقراطية جديدة، يسعى أعداء مصر وأعداء العرب إلى عرقلتها".

ورأى أن "التعايش الإسلامي المسيحي يجب أن يكون قاعدة من قواعد الحياة المشتركة بين جميع المواطنين العرب، وليس بين المصريين فحسب، وغني عن الذكر في هذا المجال أن الشعب المصري بمسلميه وأقباطه، أعطى على مرِّ التاريخ نموذجاً راقياً وحياً عن هذا التعايش بكل فئاته الروحية والسياسية والثقافية لحماية التعايش الإسلامي ـ المسيحي من أي اهتزاز وتثبيت أركان الحوار الحقيقي بين الديانتين الكبيرتين، بما يقدم مثالاً ساطعاً على قوة التعايش في بلادنا العربية".

أضاف: "نحن على ثقة بأن ما حصل، وبالرغم من قساوته، لن يزحزح إرادة المصريين الصلبة في استكمال مسيرة العبور إلى النظام الديموقراطي الذي يشكل الضمانة لكل فئات الشعب المصري في العيش بكرامة ويكفل لهم حرية التعبير، خلافا لادعاءات البعض، وإن كان مخاض التغيير الديموقراطي صعباً وتتخلله محاولات المتضررين لمنع حصوله".

وإذ أهاب "بالأخوة الأعزاء في الأزهر الشريف وفي الكنيسة القبطية العمل على لملمة الجراح وتشجيع الحوار ومنع العابثين من التلاعب باستقرار الشعب المصري ووحدته"، أكد "اننا نتطلع إلى إجراءات جديدة من القيادات السياسية والعسكرية في جمهورية مصر العربية الشقيقة، لوضع حد لأي نزف يمكن أن ينشأ عن الأحداث الأخيرة"، معتبراً أن "مسؤولية العرب في هذا المجال هي مسؤولية جامعة في سبيل مساعدة مصر وقياداتها على النهوض لتقوم بدورها الريادي والتاريخي في نصرة القضايا العربية كما كانت على الدوام

 

جعجع استقبل السفير المصري وأسف لحوادث القاهرة: آمل ان يترك "حزب الله" الدولة تمثلنا وتحافظ على مصالحنا

المحكمة قادرة على تحقيق العدالة ومعرفة من اغتال الشهداء

وطنية - 11/10/2011 أمل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "ان تحل جماعة "حزب الله عن ضهر الشعب اللبناني" ولو قليلا وتترك الدولة بحالها لأنها هي وحدها التي تمثلنا وتحافظ على مصالحنا كمواطنين لبنانيين بحيث لم نكلف أحدا سوى النواب في المجلس النيابي".

وأسف بعد لقائه السفير المصري محمد مصطفى توفيق في معراب، في حضور المسؤول عن العلاقات الخارجية في الحزب المحامي جوزف نعمة، "للحوادث التي حصلت في شارع "مسبيرو" في القاهرة"، متقدما من "أهالي الشهداء بأحر التعازي"، آملا "ألا تشهد مصر مثيلها مرة أخرى"، مرحبا ب"قرارات مجلس الوزراء المصري التي أتت لمعالجة المشكلة بعمقها وليس بظاهرها ولا سيما تأليف لجنة لتقصي الحقائق لتحديد المسؤوليات واتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الصدد، إضافة الى القانون الموحد لدور العبادة الذي أعدته الحكومة لتسوية أوضاعها، الى جانب القانون الجزائي ضد التمييز في مصر".

وأثنى على الحكومة المصرية التي "أمهلت نفسها أسبوعين ليقر المجلس العسكري هذه القوانين، ما يجعلنا متفائلين لحلحلة القضية عبر وضع الإصبع على الجرح خلافا لما كان يحصل في السابق". وانتقد "من يقلل من أهمية المحكمة الدولية ويحصرها في إطار التمويل فقط لا غير باعتبار أنها مستمرة سواء مولناها أم لا تفاديا لعقوبات المجتمع الدولي وكأنه لا يوجد مبرر لوجودها، مع العلم انها هي وحدها القادرة على تحقيق العدالة والحق ولا سيما بعدما طالب بها أكثر من مليون لبناني في العام 2005 وفي أكثر من مناسبة لمعرفة من قتل الشهداء ومن وراء اغتيالهم".

واشار الى ان "بعض الأفرقاء في لبنان يرفضون مفهوم المحاكم حتى المحلية منها واكبر دليل هو اعتراضهم على بعض الأحكام التي صدرت أخيرا وكأنهم يريدون إبقاء لبنان غابة لتصفية الحسابات وسيطرة القوي على الضعيف"، واصفا "ما يجري بعملية "تخبيص كبيرة" يتم خلالها تجاهل مشاعر أكثرية من اللبنانيين وآرائهم ومواقفهم".

واستغرب ردا على سؤال "ما يشاع عن عدم صدقية المحكمة على خلفية الاستقالات المتكررة منها"، داعيا الى "ضرورة الحكم عليها انطلاقا من نتائج أعمالها بعيدا عن كل النظريات المطروحة"، مذكرا بان "وزراء "حزب الله" و"أمل" استقالوا من الحكومة واتخذوا موقفا مسبقا منها قبل معرفة من سيكون رئيس المحكمة ومن هم القضاة وكل تفاصيلها".

ونوه بالمحكمة الدولية "التي هي من أرفع المحاكم التي تزن بمقياس العدالة"، سائلا "أين هم شهود الزور؟ فالحكومة اليوم هي حكومتهم، ألم يسقطوا الحكومة السابقة بسبب موضوع شهود الزور؟ فهذه ما هي سوى حجج واهية لإسقاط المحكمة الدولية والتخلص من الحكومة السابقة".

وعما يقال عن اهتزاز داخل الحكومة وامكان استقالة الرئيس نجيب ميقاتي، جدد جعجع التأكيد "ان هذه الحكومة مهتزة في الأصل"، نافيا علمه ب"أي احتمال للاستقالة".

وردا على سؤال، شدد على أهمية "الملف المطلبي العمالي المعقد بحيث يجب التوفيق بين الاحتياجات الشعبية المحقة وبين الأوضاع المالية والاقتصادية العامة التي تسترعي الانتباه والدراسة الجدية".

وعما قاله أحد مسؤولي "حزب الله" عن أحقية تنقيب لبنان عن الغاز والنفط في منطقته الاقتصادية من دون الأخذ في الاعتبار مطالب الأمم المتحدة، تمنى جعجع "لو تحل جماعة "حزب الله عن ضهر الشعب ولو قليلا" وتترك الدولة اللبنانية بحالها لأنها هي وحدها التي تمثلنا وتحافظ على مصالحنا كمواطنين لبنانيين بحيث لم نكلف أحدا سوى النواب في المجلس النيابي، فضلا عن انهم لا يتركون الحكومة التي شكلوها تقوم بتمثيلهم في الوقت الذي نبدي استعدادنا ان تدافع حكومتهم عن مصالح الشعب اللبناني. واذا كان الأخوان في "حزب الله" يعتبرون ان الدولة اللبنانية، حتى مع حكومة هم شكلوها، غير صالحة، فهذا بحث آخر فلنفتش عن وطن آخر بتركيبة أخرى بشكل آخر وطبعا نحن لسنا في هذا الوارد".

وجدد امتعاضه من موقف الحكومة تجاه الخروق السورية المتكررة للحدود اللبنانية، مشيرا الى ان "البعض في لبنان يضعها في اطار "ضرب الحبيب زبيب" والبعض الآخر يعيدها الى أن الحدود غير واضحة، علما ان أهالي هذه المنطقة يعرفون حدودهم واراضيهم ولا اعتقد ان لبنانيا بنى منزله أو مزرعته على أراض سورية بل على ارض لبنانية"، سائلا "أليس مستغربا اتخاذ الدولة الفرنسية موقفا من الاعتداءات السورية على لبنان في ظل صمت مطبق من الحكومة اللبنانية؟".

وأعلن "بدء حزب "القوات اللبنانية" الى جانب حلفائه في قوى 14 آذار درس اقتراحات القوانين الانتخابية المقدمة ومن ضمنها مشروع قانون وزير الداخلية مروان شربل ومشروع "اللقاء الأرثوذكسي".

جميعة "سجون اكثر انسانية"

الى ذلك، استقبل جعجع وفدا من "الجمعية اللبنانية من أجل سجون أكثر إنسانية" دعاه الى حضور الاحتفال الذي تنظمه التاسعة مساء الجمعة 21 تشرين الأول 2011 في Beirut water front - مجمع "البيال" في وسط بيروت والذي يعود ريعه لمساعدة الجمعيات والهيئات المختصة العاملة في مجال تحسين أوضاع السجون بغية تشجيعها ودعمها.

 

كنائس الشرق الاوسط:لاعادة السلام الى الشعب المصري والمساواة بين المواطنين

وطنية - 11/10/2011 استنكر مجلس كنائس الشرق الاوسط في بيان: "اعمال العنف الغريبة على طبيعة شعب مصر". واهاب "بالمسؤولين اتخاذ القرارات الحاسمة التي تعيد السلام والهدوء لشعب مصر والمساواة بين المواطنين". واكد رؤساء مجلس كنائس الشرق الاوسط واعضاء لجنته التنفيذية "تضامنهم الكامل مع الكنيسة القبطية الارثوذكسية التي هي من مؤسسيه، ويرفعون الصلاة معبرين عن احر تعازيهم لقداسة البابا شنوده الثالث والمجمع المقدس للكنيسة ولجميع ابناء وبنات الكنيسة القبطية الارثوذكسية، سائلين الله عز وجل ان يعم السلام ربوع مصر لكي تظل مثالا في العيش المشترك بين المصريين، مسلمين ومسيحيين".

 

مواقف تندد باشتباكات القاهرة ومقتل عدد من الأقباط: أحداث مقلقة وعلى الشعب المصري الوعي لما يحاك ضده

المستقبل/أسفت شخصيات سياسية ودينية، للأحداث التي تشهدها مصر، حيث وصفت "الاشتباكات التي شهدتها القاهرة بين الأقباط وقوات الأمن والشرطة وادت الى مقتل 24 شخصا، بأنها احداث مقلقة إن على الصعيد المصري او العربي وبأنها محزنة". وطالبت الحكومة المصرية بـ "وضع حد لهذه الجرائم، التي ترتكب وفتح حوار جدي مع أقباط مصر"، داعية الشعب المصري إلى أن "يكون واعياً لكلِّ ما يُحاك ضدَّه، وأن يعمل لإسقاط هذه المؤامرة الجديدة بوحدته وتماسكه".

قباني

وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني رسالة إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيِّب الآتي نصها: "إن الأحداث الأليمة في منطقة مبنى التلفزيون في شارع ماسبيرو في القاهرة، التي ذهب ضحيَّتها واحد وعشرون شهيداً من الجيش المصري وثلاثة من المدنيين فضلاً عن مئات الجرحى والمصابين قد آلَمَتنا كثيراً كما آلَمَت المصريين جميعاً، خاصة وأننا نتطلع كل يوم إلى نهضة مصر الحديثة، مصر القوية القادرة، سياسياً واقتصادياً وعلمياً لتأخذ مكانها ومكانتها ودورها الوطني والعربي والإسلامي والدولي الذي تتطلَّع إليه الأمة كلَّها، وللأزهر الشريف وبقيادتكم الحكيمة له دور كبير جداً في عملية النهوض وتحقيق الآمال بعون الله تعالى، فمصر كنانة الله في أرضه، وشعبها الطيب من حقه أن يشعر بالأمان والاستقرار ليشارك في هذه النهضة بعزم وقوة. حفظ الله تعالى مصر وقيادتها الحكيمة، وشعبها العربي الشقيق، ووفقكم لما فيه رضاه".

أمين الجميل

واعتبر رئيس حزب "الكتائب" اللبنانية الرئيس امين الجميل في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، ان "المشكلة في الثورات العربية هي ان هويتها لم تتضح بعد"، مؤكدا ان "رفع شعار الوحدة والحرية لا يكفي اذا لم يقترن باعطاء كل ذي حق حقه". ووصف "الاشتباكات التي حصلت بالامس في القاهرة بين الأقباط وقوات الأمن والشرطة وادت الى مقتل 24 شخصا، بأنها احداث مقلقة إن على الصعيد المصري او العربي وبأنها محزنة"، مشيرا الى ان "مصر هي في طليعة المنادين بالحرية ويجب ان تكون مثلا لباقي الانظمة العربية".

ودعا الحكم في مصر "الذي يسعى لفرض الاستقرار واعطاء منحى جديد لمصر، ان يستنتج العبر مما حصل في الامس"، مشددا على ان "رفع شعار الوحدة والحرية لا يكفي اذا لم يقترن باعطاء كل ذي حق حقه، كما لا يكفي ان نرفع شعار الحداثة اذا لم يترافق ذلك مع اتخاذ التدابير". اضاف: "ننتظر من مصر التي هي دائما رائدة بالاصلاحات، ان تعبد الطريق لنظام عربي جديد يحقق العدل والمساواة ويستوعب كل مكونات المجتمع، وان تكون مصر مثالا لمعالجة كل الاحداث والتناقضات التي تحصل في العالم العربي، وحتى تكون الثورات ربيعا حقيقيا". ورأى ان "المشكلة في الثورات العربية هي ان هويتها لم تتضح بعد"، موضحا ان "الاضطهاد الذي حصل في مصر كنا نشير اليه من قبل، إن في العراق ومع اقباط مصر وباقي الدول العربية".

وردا على سؤال، قال: "إن قلق مسيحيي سوريا قد يكون اقل من باقي الدول العربية"، مشددا على ان "ما يطمئن المسيحيين هو وجود نظام عادل وفيه مساواة". ولفت الى ان "استبدال النظام الاستبدادي بنظام استبدادي آخر لا يحقق الاطمئنان، الذي يمكن تحقيقه من خلال الحرية والمساواة امام القانون والدستور"، معتبرا ان "النظام السياسي هو الذي يجب ان يعطي الضمانات ويحقق الحرية ايا كان مذهب الشخص وانتماؤه".

سامي الجميل

وتطرق عضو كتلة "الكتائب" النائب سامي الجميل في تصريح من المجلس النيابي، الى وضع الأقباط في مصر، مطالبا الحكومة المصرية بـ "وضع حد لهذه الجرائم، التي ترتكب وفتح حوار جدي مع أقباط مصر الذين يمثلون اليوم أكثر من عشرة بالمئة من المجتمع المصري والذين لم يحصلوا في المجلس النيابي في مصر إلا على نسبة 1,97 من مقاعد المجلس، يعني هناك ثلاثة نواب أقباط وتعين سبعة نواب من قبل السلطة السياسية من أصل 518 نائبا، بالتالي عشرة بالمئة من المجتمع المصري اليوم ممثل بـ1,97 بالمئة من مجلس النواب، وهذا الأمر لا يجوز استمراره بهذه الطريقة"، لافتا الى "اننا عندما كنا نتكلم عن الأقليات بالشرق وانهم بحاجة الى ضمانات من أنظمة ديموقراطية، نحكي بالضبط عن هذا الموضوع، يعني نطالب كل الأنظمة العربية بالحفاظ على الشراكة وبالحفاظ على كل التعددية وعلى كل الأقليات الموجودة على أراضيها وتعطيها القدرة بالتمثيل السياسي".

فضل الله

وأكّد العلامة السيّد علي فضل الله، أنّ "الشّعب المصريّ قادر على تجاوز الأزمة الجديدة التي تصبّ في خدمة إسرائيل"، مشيراً إلى "أننا نخشى فعلاً من دخول جهات معادية على الخط لحرف الثورة عن مسارها".

ولفت الى أن "ما يحدث في مصر في هذه الأيَّام من سفكٍ للدّماء البريئة، ومن خروج للأحداث عن طورها السياسيّ ودخولها في المتاهات الطائفيّة، لأمر يبعث على القلق، ويثير المخاوف الكبرى لدى شعوب العالم العربيّ والإسلاميّ، التي استبشرت خيراً بالثّورة المصريّة في سلميّة حركتها، وفي عناوينها الوطنيّة".

وأكد أن "الشّعوب العربيَّة والإسلاميَّة تخشى على مصر، لأنَّها تخشى من أي اهتزاز قد يصيب نموذجها الأصيل في الثَّورة".

قبلان

ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، حكام العرب والمسلمين الى "عقد اجتماع عاجل لبحث الأمور بموضوعية وواقعية فتكون امتنا في يقظة من أمرها تعي المؤامرات التي تحاك لتفريق دولها وشعوبها بغية إفقاد دورها"، مؤكدا ان "ما جرى في مصر فتنة عمياء يجب إن نتصدى لوأدها، وعلى الجميع إن يعملوا بصدق ومسؤولية حتى تعود مصر دولة مستقرة امنة".

وناشد شيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب والانبا شنودة الثالث وكل علماء الدين بـ "التحرك السريع والجاد لحسم الأمر ووقف كل الإشكالات والاعتداءات والانتهاكات، التي تصيب شعب مصر في وحدته الوطنية"، مؤكدا انه على الجميع إن "يبذلوا الجهد لتظل مصر بلد الشراكة والمحبة والتعايش بين الأديان والمذاهب".

مظلوم

ورأى المطران سمير مظلوم في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، ان "ما يجري في مصر بحق المسيحيين يحصل مثله في بلدان أخرى وهو مؤسف جداً"، معتبراً أن "الوجود المسيحي في مصر ليس أقلوياً، بل هناك نحو عشرة ملايين مسيحي". وأبدى أسفه الى أن "تركيبة هذا المجتمع مبنية على الفرز والنظرة الأحادية ورفض كل ما لا يدين بدين الأكثرية"، معتبرا انه "في ظل هكذا مجتمعات، لا يمكن ان نتوصل الى حياة ديموقراطية حقيقية".

وسأل: "لماذا التنكّر لحق هذه الفئة من المواطنين بأن تنعم بحقوقها وبحرية الديانة والتعبير عن الايمان"، مشيرا الى انه "من المؤسف ان تكون دولة كبيرة مثل مصر عاجزة عن التوصل الى ضبط الأحداث وتغيير النيات". وشدد على أن "العشرة ملايين مسيحي لا يشكلون خطراً على مصر إذا مارسوا دينهم، بل على العكس فالحياة الدينية تقرّبهم اكثر الى محبة المجتمع والبذل في سبيله".

"حزب الله"

وعبر "حزب الله" في بيان، عن ألمه "الشديد وحزنه العميق للأحداث التي جرت في مصر، وذهب ضحيتها العديد من أبناء الشعب المصري"، ورأى فيها "وجها من وجوه الفتنة التي يحيكها أعداء مصر والعرب والمسلمين والمسيحيين". واعتبر أن "ما يجري هو جزء لا يتجزأ من المشروع الأميركي الهادف إلى التفتيت الشامل للمنطقة على أساس عرقي وديني وإثني"، داعيا المصريين الى "التنبه إلى مخاطر ما يحاك ضدهم"، مناشدا اياهم أن "يعتمدوا الحوار وسيلة لحل المشكلات والأزمات".

 

إستقالة كاسيزي لأسباب صحية والخلف القاضي دايفيد باراغوانث

وكالات/بررت المحكمة الخاصة بلبنان الاستقالة المفاجئة لرئيسها القاضي أنطونيو كاسيزي من منصبه ومواصلة عمله في المقابل كقاض في غرفة الاستئناف بالمحكمة، لاسباب صحية، وأعلنت عن تعيين القاضي دايفيد باراغوانث رئيسا جديدا بالاجماع وذلك بناء لاقتراح تقدم به كل من كاسيزي ونائب الرئيس القاضي رالف رياشي. وكانت المحكمة الدولية أصدرت بيانا ذكرت فيه أن القاضي كاسيزي أعرب عن صعوبة اتخاذ قرار تنحيه إلا أنه أكد أنه اتخذ القرار الصائب الذي يصب في مصلحة المحكمة وقال: "لقد حاولت لسنتين ونصف أن أقود المحكمة بصورة فعالة وعادلة في ظل ظروف صعبة". وعزا كاسيزي قرار تنحيه عن منصبه لعدم قدرته على تامين القيادة التي تستلزمها المحكمة والتي تستحقها والوفاء بالمهام الإدارية والواجبات الخارجية المنوطة بالرئيس. من جهته أكد الرئيس الجديد للمحكمة القاضي باراغواناث مواصلة الاسترشاد بحكمة سلفه وخبرته ووعد بأن يكون قاضي للشعب اللبناني برمته ونقل بيان المحكمة عنه تأكيده أن اكتساب ثقة الشعب بالمحكمة يقتضي الالتزام الصارم بسيادة القانون معتبرا أنه من حق الشعب اللبناني أن تطبق المحكمة أرفع معايير العدالة من دون خوف أو معروف، ومن دون انحياز أو سوء نية". يذكر أن القاضي باراغاناث صاحب خبرة  تناهز الخمسين عاما. وهو عمل كمحامي دفاع وادعاء. و قد تولى منصب قاض في المحكمة العليا وفي محكمة الاستئناف في نيوزيلندا، وبترؤسه لجنة القانون في نيوزيلندا".

 

البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير: الراعي يدري ما إذا كانت زيارة سوريا مفيدة للبنان.. ولا نزال نؤمن بالعدالة الدوليّ 

أكّد البطريرك الماروني السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير أنّ "المسيحيين كانوا موجودين في هذه المنطقة منذ نشأة المسيحية حتى اليوم وعليهم المكافحة لأنّ وجودهم ضروري فيها"، مشيرًا إلى أنّ "حمايتهم تفرض عليهم ان يجمعوا صفوفهم وألا يكونوا متباعدين في ما بينهم ويجب أن يوحّدوا صفوفهم". وأضاف: "نحن حاولنا قدر الامكان (تقريب الافرقاء) لكن هذه الخصومة تورّطهم وتقرّب زوالهم".

صفير، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، قال: "نتمنّى أن ينجح البطريرك (الماروني الحالي مار بشارة بطرس) الراعي في مهمّة تقريب المسيحيين من بعضهم، فالسلطة أصبحت في يده وليس في يدنا".

وعن الصدامات التي وقعت في مصر بين الجيش والأقباط وأدت إلى سقوط أكثر من 20 قتيلاً، قال صفير: "المسيحيّون في مصر وفي غالبية البلدان أقلية وبالتالي هم يخافون بسبب ذلك"، وأضاف: "إذا كانت هناك ثورات وإذا اعتبر البعض أنّ المسيحيين يتدخّلون عليهم فهذا شر مستنيم، وإذا كانوا فريقًا واحدًا عليهم أن يتحمّلوا ضغط الفريق الآخر وإذا بقيوا على الحياد فهذا أفضل لهم".

وإذ لفت إلى أنّه "في البلدان العربية الاطار غير اطار الثورات الفرنسيّة"، لفت صفير إلى أنّه في الثورة السوريّة "على المسيحيين أن يتكاتفوا ولذلك عليهم ان يتضافروا ليبقى لهم وجود في هذه الأرض واذا كانوا يتابعون سفرهم يومًا إلى أوروبا وفي آخر إلى أميركا فسيتضاءلون".

وأضاف صفير: "الاسلام السياسي يواجه اذا كان هناك جماعة من المسيحيين متضامنين، فالأكثرية أصبحت لدى المسلمين، والمسيحيون اليوم ليسوا متضامنين". وأردف: "الكنيسة ليست ضد الاسلام لكن هناك متشددون، والتشدد هو ضد التآلف والتعايش السلمي.

صفير الذي اعتبر أنّ "البطريرك الحالي لم يبدأ بعد عهده"، أضاف: "هو يدري ما إذا كانت زيارة سوريا مفيدة للبنان"، وأردف: "زرنا بعض المواقع في الجنوب انما لم نزر كل المواقع، وكانت الظروف تقضي بما قمنا به، ولكل بطريرك طريقة، وينتهج النهج الذي يراه مناسبًا". وتابع: "ربما في كثرة الكلام عثرات لذلك لا أتكلم كثيرًا في الاجتماعات".

ولجهة قانون الانتخاب، قال صفير: "على كل مواطن أن يفسح أمامه المجال ليدلي برأيه وما زلت أنادي بالدوائر الصغرى كي يعرف الناخب من ينتخب، والنسبيّة لها أنصارها ولكن لم يؤخذ حتى اليوم بهذه النظريّة وهل كل 4 سنوات يجب أن يكون هناك تقسيمات جديدة وقواعد جديدة".

وأكّد صفير أنّه لم يزر "سوريا لأنّ الزيارة كانت ستلزمنا السير في الإتجاه السوري"، وقال: "لا نزال نؤمن بالعدالة الدولية ولا نزال جزءًا من الدول الموجودة اليوم والعدالة لا يمكنها أن تقوم من دون ان يكون لها أكلاف وأثمان".

وبالنسبة لتمويل المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان، قال صفير: "القضاة الذين يجب ان يقوموا بواجباتهم يجب أن يكون لهم مرتب ويجب أن يأتي من الدولة التي طلبت أن يكون لها مجال بأن تعرض قضاياها على المحكمة"، مضيفًا: "نعم لا يمكن ان تقوم محكمة من دون مال والقضاة لا يمكنهم ان يقوموا بواجبهم ما لم يدفع لهم".

وعن وصفه هذه الأيام بالبائسة في احتفال شهداء "القوّات اللبنانيّة"، قال صفير: "تشرح العبارة نفسها بنفسها فهذه الأيام ليست الأيام التي نتمناها، وكل الناس يعرفون لماذا، فالوضع غير سليم في لبنان وإن هو أفضل من الأوضاع المحيطة بنا".

وإذ شدّد على أنّ "خطابات البطريرك الراعي تتطابق مع توجيهات الكرسي الروماني فهو قد زار الفاتيكان واجتمع مع المسؤولين هناك"، قال صفير: "في أيامنا كانت هناك خطوط كبرى من الفاتيكان وكنا نحرص على تنفيذها".

ولجهة زيارة الراعي للولايات المتّحدة وعدم لقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما، أضاف صفير: "الراعي يحاط بالتكريم بصفته بطريرك الموارنة وبصفته يمثّل، ولا أدري لماذا لم يكن هناك لقاء بينه وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما"، وأردف: "مسألة الاستقبال أمر يتعلّق بالسياسة الأميركيّة وبسياسة الرئيس الأميركي".

ولجهة لقاء "سيدة الجبل"، قال صفير: "لست في أجواء هذا اللقاء ورعايته أصبحت لسوانا وليست لنا".

وبالنسبة لثورة الأرز، قال صفير: "لا أظن أنّها انتهت لأنّه يجب أن يكون هناك تجدّد في التفكير".

وفي ما خصّ السلاح غير الشرعي، أضاف صفير: "قلنا ما قلناه عن اعتقاد بشأن السلاح، وعلى اللبنانيين جميعًا أن يقتنعوا بأنّ السلاح يجب أن يكون بيد الدولة وحدها، ونحن على رأينا السابق فإسرائيل لا تحاربها الجماعات إنّما الجيش اللبناني وإلا فما هو دور الجيش إذا لم يكن صد العدو وليس للجهات الفرديّة أن تسعى إلى الدفاع عن لبنان". وتابع: "نحن أعطينا القاعدة بأنّ لكل بلد جيش يجب أن يدافع عنه وأن يحمي الشرعيّة وأن يصد العدو إذا كان يريد أن يهاجم البلد".

ولجهة يهوديّة الدولة في إسرائيل، رأى صفير أنّ "الدولة يهوديّة والأمر مفروغ منه في إسرائيل ولكن هناك صراع مع الدول المحيطة بها وإذا لم تقبل الدول بذلك فسيستمر الصراع وإذا قبلت فستعترف بالدولة اليهوديّة"، وأضاف: "اليهود يهود ولا يمكنهم أن يتغيّروا وهم كما للمسلمين والمسيحيين خصوصيّتهم".

واعتبر صفير أنّ "هناك بعض الجماعات التي تريد أن تستقل ولا يريدون مسيحيين في مجتمعهم". وأضاف: "المسيحي يعرف المسلم وما ينطوي عليه ولكن المسلم سيبقى مسلمًا والمسيحي كذلك ولذا على كل واحد أن يتعايش مع الآخر"، وأشار إلى أنّ "الدين متأصّل بقلب الانسان ومن لا يعبد الله يعبد الحجر والدولة المدنيّة تعني أنّه لا يكون هناك دين للناس، فالدين مطبوع في قلب الانسان ولا يمكن نزعه منه، والدين لا يتعارض مع فكرة المواطنة التي يجب أن تكون للمتديّنين".

وأشار إلى أنّ "هناك قواسم مشتركة للبنانيين ولكن حتى الاغتيال لم يكن جامعًا لهم"، وأضاف: "المسيحيّون كانوا روّاد العروبة والحريّة حيثما أقاموا وخصوصًا في لبنان وما جاوره ولا يستطيعون أن يعيشوا دون هذه الحريّة".

وقال صفير: "الحماية الخارجيّة عهد انقضى، ولا أعتقد أن لباقي الطوائف حمايات خارجيّة في لبنان، ولا أعتقد أن أيّ طائفة يجب أن يكون لها حلف لمن هم على دينها فيجب أن يكون لبنان مستقلاً وأن يكون للبنان علاقات مودة وعلاقات اقتصاديّة مع الدول المحيطة".

 

العلامة علي الأمين لـ"أخبار المستقبل   

هذه الشخصيّة الإستثنائيّة للبطريرك صفير تركت بصمات في الحياة السياسيّة اللبنانيّة وهو من رجالات لبنان الكبار ولا يمكن لمن يتحدث عنه إلا الوقوف بكل احترام وتقدير وإن كان يختلف معه في بعض التفاصيل. صفير كان يتمايز بالوضوح والبساطة الخاليّة من التعقيد وصلابة الموقف والوضوح ولم يكن له موقفاً في السر وآخر في العلن.

 

المفتي مالك الشعار لـ"أخبار المستقبل

البطريرك صفير يعتبر مدماك أساسي وعامود فقري لحركة السياسة اللبنانيّة وهو الراعي الذي احتضن كل قضايا الوطن وما له علاقة بالطائف وحوار الأديان والتقارب بين المذاهب. وربما يغيب عن البال أحياناص أنه كان على علاقة قويّة مع المفتي حسن خالد رحمه الله.

 

السنيورة عن صفير: ساهم في المدافعة عن لبنان ولعب دورًا أساسيًا بثورة الإستقلال 

رأى رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أن "أوّل ما يلفت الإنتباه بالنسبة إلى (الكاردينال) البطريرك (الماروني السابق مار نصر الله بطرس) صفير الذي أكنّ له الكثير من الموّدة والإحترام في كثير من المحطات في لبنان، أنّه مؤمن ومتواضع وقوي بإيمانه باللبنانيين"، مشيرًا إلى أن "إيمانه صلب بلبنان الواحد والسيّد والمستقل والعربي وإيمانه بأنّه ساعٍ إلى حمل الرسالة التي تحّدث عنها قداسة البابا (مار يوحنا بولس الثاني) بأنّ "لبنان أكثر من وطن بل هو رسالة"".

السنيورة، وفي حديثٍ إلى قناة "أخبار المستقبل"، وخلال شهادته عن صفير، قال: "البطريرك صفير هو من ساهم في وضع الإرشاد الرسولي وهو أفضل من ساهم في المدافعة عن لبنان وعن دور المسيحيين في لبنان بأنّهم حملة رسالة ومؤمنين بالديمقراطيّة والانفتاح والحريّة وحقوق الإنسان"، معتبرًا أن "البطريرك صفير كان بشخصه وبالسكينة الداخليّة فيه التي تعطيه رأفة وتحسّس بأهميّة الدفاع عن لبنان وبأن يستمر لبنان بلدًا لجميع اللبنانيين وأن يكون هو أيضًا مدافعًا عن دور لبنان الكبير". وأضاف: "لقد فتح أبواب بكركي وكان له الدور الكبير في الدفاع خلال عدوان إسرائيل على لبنان عام 1993 و1996 وعام 2006"، مؤكدًا أنه صفير "باقٍ إن شاء الله معنا ونستلهم دائمًا من إيمانه بلبنان وبالدور الهام الذي يلعبه اللبنانيون بمحيطهم ويلعبه المسيحيون".

وإذ اعتبر أن "البطريرك صفير أكّد العيش المشترك وانفتاح اللبنانيين وتمسّك المسيحيين بعروبة لبنان واستقلاله"، لفت السنيورة إلى أن صفير "لعب دورًا أساسيًا بثورة الإستقلال التي حافظت على قيم أساسيّة"، وأشار إلى أن "انتفاضة الإستقلال شدّدت على النظام الديمقراطي وعلى الانفتاح وعلى الاعتدال في لبنان". وأردف: "من الطبيعي أن يهتم أي مسؤول في لبنان بشأن رعيّته ولكن ارتأى البطريرك أن يهتم بشأن لبنان وعلى دور المسيحيين فيه". وقال: "نستلهم من البطريرك الكثير مما يشاع عن حماية المسيحيين، فمن يحميهم هو دورهم الكبير وهذا الفضاء الكبير الذي كانوا دئمًا روّادًا فيه وهذا الدور الذي لطالما لعبه المسيحييون وهو المكان المحفوظ لهم ليلعبوه في لبنان والعالم العربي".

السنيورة، الذي شدّد على أنّ "هذا اللبنان القائم على العيش المشترك والانصهار بين المسيحيين والمسلمين هو النموذج الذي نريد إعطاؤه للعالم العربي وهذا النموذج الذي عمل عليه البطريرك حتى اليوم وهو مستمر به، وهو إن استقال من منصبه فإنّ البطريركيّة وعلى رأسها البطريرك (الماروني مار بشارة بطرس) الراعي سوف تستمر ضمن الأطر التي خطّها البطريرك صفير"، رأى أن "كل شعب هو حصيلة ممارسته وعمله وحصيلة تجارب ومحن ونجاحات".

إلى ذلك، أشار السنيورة إلى أن "الواقع هو أنّ اللبنانيين منذ الاستقلال وحتى العام 2005 طرأت متغيّرات عديدة عليهم وتجارب مريرة ودروس خرجوا منها"، لافتًا إلى أن "اللبنانيين يجمعهم ليس فقط انتماؤهم إلى لبنان النهائي إنّما أيضًا انتماؤهم إلى العالم العربي وأنّهم في حالة وئام معه وأنّهم جزء من هذا العالم العربي". وختم بالقول: "نتيجة هذه الممارسات كان هناك تلاقٍ بين اللبنانيين وصولاً إلى أنّ ما ظنوه في وقت من الأوقات خلافًا بينهم هو مصدر تكامل بينهم وانتهى التناقض بين لبنانيّتهم وعروبتهم وقد ترجم ذلك في 14 آذار 2005 عندما اجتمع كل اللبنانيين ليدافعوا عن مبادئهم وقيمهم".

 

حمادة: صفير أوصل لبنان إلى بر الأمان.. ولم يكن لأحد غيره أن ينجز مصالحة الجبل 

رأى النائب مروان حمادة أن البطريرك (الماروني السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس) صفير "هو كثير الاستماع ويستوعب كل ما تقوله ويُفهمك بقليل من الكلام ما يريد أن يقوله"، مشيرًا إلى أنه "عمومًا يكون هذا الكلام كلامًا مصيبًا وهادفًا لا يضيع فيه بعبارات وتفاصيل ونعوت معيّنة". واضاف: "ما تريد أن تأخذه من البطريرك صفير تستطيعه بدقائق قليلة". حمادة، وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل" وخلال شهادته عن صفير، قال: "البطريرك صفير كبير بطاركة لبنان وربّما سبقه إلى ذلك البطريرك (الماروني الياس) الحويّك، وقد استطاع أن يبحر عبر هذه العاصفة العاتية التي عصفت بلبنان ويصل بهذه السفينة إلى بر الأمان"، معتبرًا أنه "لم يكن لأحد غيره أن ينجز المصالحة (في الجبل) بعد هذا الكم من الأذى، لا حزب مع الآخر ولا شخصيّة مع أخرى". وختم بالقول: لقد لقي (صفير) عند (رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب) وليد جنبلاط الموقع القلب بحيث إنّه نفذ إلى قلب جنبلاط وأتى بالموارنة إلى قلوب أهل الجبل قبل أن يعودوا إلى مساكنهم وقراهم".

 

 جعجع: صفير بطريرك الإستقلال الثاني وبطريرك التجرّد والإستقامة   

اعتبر رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أنّه "إذا ما استعرضنا كل تصاريح البطريرك (الماروني السابق مار نصرالله بطرس) صفير السياسيّة فهي كانت كناية عن تصاريح لخطوط عريضة ولتوجّهات وطنيّة عريضة ولم يكن يتعاطى البطريرك في السياسة أبداً". جعجع، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل" بشهادة عن البطريرك صفير، قال: "الكثير من اللبنانيين لا يعرفون أن علاقتي مع البطريرك صفير لم تكن على ما كانت عليه في السنوات العشر الأخيرة لأننا كنا على خلاف في وجهات النظر في السنوات الأولى من استلامه للسدة البطريركيّة ولكن هذا الإختلاف لم يخلف يوماً في الود قضيّة". وأضاف جعجع: "أفضل وصف لصفير هي وصف مباشرة تصرفاته في مرحلة الوصاية السورية، ففي فترة حل حزب "القوّات اللبنانيّة" لا أحد يعرف ما مدى الضغوط والإغراءات التي تعرّض لها البطريرك ولكنه بقي على الثوابت ولم يتراجع، وأنا أذكر أن العديد من الوفود كانت تزور البطريرك على مدى 15 سنة من أجل إقناعه بزيارة سوريا ولكنهم لم يستطيعوا زحزحته، وحتى أنهم حاولوا ان يدخلوا عليه من ناحية زيارة البابا إلى سوريا ووجوب إستقباله ولكنه لم يتراجع".

وشدّد جعجع على أنّه "ومن دون شك إنّ الكاردينال صفير هو بطريرك الإستقلال الثاني وبطريرك التجرّد والإستقامة لأنه في كل الوقت كانت متجرداً من كل شيء".

وختم جعجع بالقول: "لا أحد ينسى عندما هاجمه بعضهم في العام 1990 مما اضطره إلى الإنتقال إلى الديمان (في إشارة إلى الاعتداء الذي طاله من قبل مناصرين لرئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الذي كان وقتها رئيسًا للحكومة الانتقاليّة)، وهو أوّل ممّن وقف عندما نفي عون (إلى فرنسا) وقال لا يجب أن يُنفى، وأنا كل ما أريد أن أقول أنني سأستعمل طريقته وأن أقول الله يدبر".

 

الجميل عن صفير: كانت له مواقف بطوليّة غيّرت مجرى الأحداث في لبنان    

رأى رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميّل أن "التاريخ سيشهد لمواقف (كاردينال لبنان وسائر المشرق) غبطة البطريرك (الماروني السابق مار نصرالله بطرس) صفير لأنّه في المرحلة التي تحمّل فيها المسؤوليات كانت له مواقف بطوليّة غيّرت مجرى الأحداث في لبنان وكانت مبادرات (منه) شكّلت نقلة نوعيّة في السياسة في لبنان".

الجميّل، وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل" بشهادة له عن البطريرك صفير، قال: "يجب أن لا ننسى أنّ نداء المطارنة عام 2000 هو الذي خطّ للقاء قرنة شهوان ولقاء البريستول وما جرى من بعد بيان عام 2000، وقد صدر من بعدها مجموعة بيانات كانت متأثّرة كلّها بهذا البيان"، مشيرًا إلى أنه كان لصفير "طريقة خاصة بمقاربة الأمور وكان السكوت أبلغ أحيانًا من الكلام وكان بسكوته أحيانًا مؤثر على مجرى الأحداث". وأضاف: "لقد واكبني (صفير) في مرحلة رئاستي وكنت بحاجة لدعامته المعنويّة والروحيّة وأحيانًا السياسيّة إذ كنت أشعر وهو كان يشعر بأنّ نضالنا مشترك ويهدف إلى الحفاظ على سيادة البلد ونظامه في العالم العربي".

وإذ اضاف: "لقد ساهمت مساندته لي في المحافظة على الجمهوريّة وعلى السيادة والثوابت لأنّ كان هناك نيّة لدى البعض على "فرط" لبنان"، أشار الجميل إلى أن "البطريركيّة لعبت دورًا أساسيًا في الحفاظ على لبنان ورئاسة الجمهوريّة وكذلك هناك تداخل بينهما وشكّلا أعمدة أساسيّة في الحفاظ على لبنان". وختم بالقول: "إنّ رمزيّة رئاسة الجمهوريّة والبطريركيّة المارونيّة كوّنت لبنان وحافظت عليه حتى اليوم".

 

حقوق الإنسان" وضعت يدها على ملفي صادر والعيسمي

معلومات أمنية "خطيرة" تستدعي حضور ميرزا الجلسة

منال شعيا/النهار

  معلومات وصفت "بالخطيرة" تتعلق بالانكشاف الامني، ومعطيات سمعت داخل الجلسة استوجبت حضور المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا شخصيا الجلسة المقبلة: هذان المعطيان كافيان للاشارة الى اهمية جلسة لجنة حقوق الانسان النيابية التي خصصت امس لقضية المخطوفين جوزف صادر وشبلي العيسمي.

وسط التكتم من النواب اعضاء اللجنة، صعب الحصول على ما كشف داخل الجلسة، ولفت اكثر من نائب الى "سرية المداولات"، والى ان "النقاش بقي داخل قاعة اللجنة".

ولكن ما امكن معرفته ان المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي تحدث عن "امر امني خطير"، وصفه اكثر من طرف "بالفضيحة الامنية"، وعلى اثره طلب من داخل اللجنة حضور ميرزا شخصيا الجلسة المقبلة، وربما قد يكون هذا الامر الشأن الوحيد الذي توصلت اليه اللجنة في الجلسة امس. اكثر من نائب داخل اللجنة اكد لـ"النهار" "متابعة الموضوع حتى النهاية"، لكنهم رفضوا كشف ما قاله ريفي، فيما تردد ان احد النواب اعضاء اللجنة سيعلنون في تصريح هذا الامر، وفي الوقت المناسب.  وأجمع عدد من النواب على ان "القضية لا تتعلق فقط بخطف مواطنين، وانما بضرورة وضع نوع من الحلول لعدم تكرار حالات مماثلة، لان السكوت وتغاضي المعنيين عن هذا الملف يمكن ان يسمحا بتكرار حالات الخطف، وهذا الامر لا يجوز".   

ولكن، ألم تتأخر اللجنة عن نقاش هذين الملفين؟ يجيب اكثر من نائب عضو في اللجنة بأن "حقوق الانسان تطرقت الى موضوع صادر نحو ثلاث مرات، أولاها كانت بعيد خطفه بقليل، واليوم، لمجرد وضع لجنة نيابية تعنى بحقوق الانسان، يدها على هذا الملف، فهناك انطباع ان امن المواطن جزء لا يتجزأ من احترام كرامة الانسان، وان هذه الحالات ينبغي ألّا تتكرر"، ويشيرون الى ان " اللجنة يمكن ان تنعقد بقرار من رئيسها او بناء على طلب احد المتضررين، واخيرا، طلب الوزير السابق اكرم شهيب     انعقاد لجنة حقوق الانسان للبحث في مسألة العيسمي، فكان تخصيص الجلسة لملف صادر ايضا".

ولكون حضور اللجنة تميز ليس فقط بمشاركة ريفي، وانما من خلال افراد من عائلتي صادر والعيسمي، فان ما لم يؤخذ من النواب يمكن اخذه بكل صراحة وشفافية من "اصحاب الوجع".

لا جديد

خرجت سلمى زوجة جوزف صادر من الجلسة، وهي تأسف لوصول الامور الى هذا الدرك. تقول لـ"النهار": "لا شيء جديداً. بعد عامين وثمانية اشهر، تنتبه اللجنة فجأة الى هذا الملف وتدعو الى جلسة. انها المرة الاولى يدعونني شخصيا الى الجلسة، وفي المقابل، لم اتلق اي معطى جديد. الفرق الوحيد ان ما كنت اشاهده على شاشات التلفزة من خلاف بين النواب، شاهدته اليوم (امس) مباشرة. ومن المؤسف، ان كل موضوع يتحول سريعا اصطفافا سياسيا، اذ ان معظم الجلسة مرّت وكل طرف يناقض الآخر انطلاقا من موقعه السياسي".

داخل الجلسة روت سلمى، وربما للمرة الالف، قصة الخطف، وشعرت بأن لا معطيات بيد المعنيين، من اجهزة امنية وعسكرية وقضائية ونيابية. تعلّق: "يا عيب الشوم. لقد شعرت بقساوة اكثر من قبل، وفي المرة المقبلة، لن احضر الاجتماعات، لانني احسست ان لا نهاية لهذا النفق".

اما العيمسي، فمن المعروف انه فقد منذ نحو خمسة اشهر، وهو سوري الجنسية، وكان ضيفاً في لبنان. ومنذ خطفه، لم يصدر اي توضيح او تعليق من جانب السفارة السورية في لبنان، ولا من الجانب اللبناني. وبهدف استكمال الحصول على المعطيات من كل القوى الامنية والاجهزة العسكرية، فقد تقرّر، الى دعوة ميرزا، دعوة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الى الجلسة المقبلة.

اما رئيس اللجنة النائب ميشال موسى فاكتفى بالتشديد على ان "الموضوع انساني بامتياز، وان حالتي الخطف والاختفاء القسري جرم شنيع ومستنكر يتطلب التعامل الجدي معه، لكونه يقوّض دولة القانون وسيادة الدولة، بمعزل عن الجهة الفاعلة او ظروف جريمة الاختفاء القسري".   

ولكون شهيّب لا يترك فرصة الا يذكّر بقضية العيسمي، بادر امس الى شكر اللجنة، وقال: "لقد سألنا كل المراجع اللبنانية السياسية والأمنية، ولم نتلق اي جواب، والمقلق ان الحالة الأمنية هي أكثر من خطف، وهي موضوع عدم معرفة اي شيء عن مصيره، ومن أبسط الأمور ان يسأل عن هذا المناضل اثنان، السفارة السورية والسلطة اللبنانية". وفيما لم يحدد بعد موعد الجلسة الاسبوع المقبل، اكد نواب في اللجنة حرصهم على "الاستمرار بهذه المسألة حتى الوصول الى خواتيمها، لان هذه المتابعة تتعلق بالحريات وبجوهر النظام اللبناني وسيادة الدولة، وبالتالي فان الموضوع ليس سهلا، ولا يجوز في الاساس ان يخطف مواطنون على ارض لبنان بهذه البساطة".   

والسؤال، اذا كان ما اعلنه ريفي امس يشكل "فضيحة امنية"، فلماذا كل هذا الانتظار والصمت واللعب بمشاعر الناس؟ وهل يستكمل الموضوع الى النهاية؟!

   

الراعي: لا نستطيع أن نعيش وأن تكون ولاءاتنا الى الخارج

نهارنت/أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن التعددية هي ما يميز لبنان عن غيره لكن يبقى عندنا مرض آخر وهو الولاءات لخارج لبنان لافتاً الى أننا لا نستطيع ان نعيش وان تكون ولاءاتنا الى الخارج شرقاً وغرباً. وتحدث الراعي عن أهمية التعددية في لبنان، قائلاً أنها "هي التي تجعله ديموقراطياً. فالنظام الديكتاتوري لا يمكن أن يعيش ولذلك لبنان هو أرض الحريات العامة وحقوق الانسان والحوار والتلاقي بين كل الحضارات والديانات التي يحترمها الدستور"، وذلك في حفل استقبال في أوهايو أقيم على شرفه وحضره أكثر من 500 شخص. وكان الراعي قد وصل الى ولاية أوهايو في إطار جولته الراعوية في أميركا، وترأس قداساً في كنيسة مار مارون في كلايفلند حيث استقبلته الجالية اللبنانية والعربية وترأس الذبيحة الالهية. وأضاف: "في لبنان ولاء كل واحد لمذهبه وطائفته وهذا يجعل الحياة الوطنية والاجتماعية، فيكون "الشاطر بشطارتو" وهذا لا يبني وطناً على المستوى الطائفي ولا الحزبي ولا السياسي، لأنه وللأسف، خسرت التعددية قيمتها لأن الانصهار للبنان الأول والأخير أصبح ولاءات لطوائف ومذاهب وأشخاص وأحزاب وآخر ولاء يكون للبنان وهذا مؤسف". وتوجه الى الأسرة الدولية وأولها الولايات المتحدة الاميركية، املاً "ألا يقيس أحد لبنان على 10452 كلم2، بل على دوره الكبير في الشرق الأوسط، مذكراً بما قاله البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عن لبنان الرسالة والعيش الواحد".

وجدد الراعي قوله أن "رسالتي كبطريرك ليست عملاً سياسياً بل عمل وطني، وهناك فرق كبير بين العمل السياسي والعمل الوطني. ليس لدي خيارات سياسية فهذا ليس شأني بل شأن السياسيين، لذلك لا أريد أن يلونني أحد بلونه، وإذا كان لا بد من لون فلوني اسمه لبنان السيد الحر المستقل والمواطن اللبناني أيا كان ولوني اسمه الميثاق الوطني والعيش المسيحي الاسلامي". وحول ما يجري في البلدان العربية أمل الراعي أن "تستطيع هذه البلدان، التوصل إلى بناء مجتمعات أكثر ديموقراطية، راجياً أن يتم ذلك بالحوار لأن العنف والحرب لم يحلا يوماً مشكلة". وفي هذا الموضوع توجه إلى الأسرة الدولية والدول ذات الارادات الصالحة بالقول: "اذا كان لا بد من مساعدة المجتمع العربي لكي يعيش بسلام وديموقراطية وتفاهم، علينا معرفة مساعدته كي يتجنب الحروب الاهلية وأن تصل الى الحكم في هذه الدول الشعوب المعتدلة كي تحافظ على القيم وعلى المسيحيين في ظل ما يعانونه في عدد من هذه البلدان".  وكان الراعي قد وصل الى كليفلند على متن طائرة خاصة وضعها في تصرفه رئيس الاتحاد الماروني العالمي سامي خوري، وكان في استقباله في الفندق الذي يقيم فيه مسؤول القوات اللبنانية في كليفلند سمير هيكل وممثل الكتائب اللبنانية المهندس فهيم الجميل وممثل المؤسسة المارونية للانتشار نجيب راشد ورئيس لجنة وقف رعية مار مارون في كليفلند سمير فرح. ثم تلقى الراعي اتصالاً من رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل والتقى وفداً من أبناء الجالية اللبنانية في ولاية ديترويت ميشيغن برئاسة هاني برو الذي أطلعه على أوضاع الجالية اللبنانية في المدينة موجها اليه الدعوة لزيارة ديترويت ومؤيداً مواقفه "الوطنية الجامعة لجميع اللبنانيين". ومن المفترض أن يغادر الراعي والوفد المرافق اليوم الى هيوستن حيث يقيم نجاد عصام فارس احتفالاً على شرفه

 

البطريك الراعي يدعو إلى حياد لبنان

وكالات/يواصل  البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جولته الراعوية الأميركية، وهو انتقل الى مدينة كليفلند في ولاية أوهايو آتيا من ولاية شيكاغو حيث اكد خلال عشاء تكريمي له أن لبنان لا يستطيع الدخول بمحاور خلافية بين السنة والشيعة، ولن يستطيع الا ان يكون صديقاً لكل الدول العربية، داعيا الى عدم الدخول بمحاور دولية أو عربية أو اقليمية. البطريرك الماروني طلب من الموارنة أن يسجلوا أولادَهم في لبنان لان نظام لبنان السياسي قائم على الديمقراطية والتوازن المسيحي - الاسلامي. واعتبر الراعي أن اللبنانيين هم أسرى نظرتهم الحزبية والسياسية منذ أيام الحرب، الا أنه شدد على ان الأوضاع تغيرت منذ ذلك الوقت داعيا الجميع الى وجوب التكلم بلغة التواصل، كما دعا رجال الدولة للجلوس الى الطاولة لبحث الميثاق الوطني والا "سيفوتنا القطار". وقال الراعي: نريد أن نوصل الى المسؤولين الاميركيين من خلال المطارنة الموجودين ومن خلال سفير لبنان والاميركيين من أصل لبناني اننا لا نريد ان تعتبرنا الولايات المتحدة أو أي بلد مجرد أقليات في هذا الشرق.

 

الراعي وصل إلى أوهايو وترأس قداسا في كنيسة مار مارون واستقبل شخصيات ووفودا ومسؤولين عن القوات والكتائب والجميل هاتفه

على اللبنانيين تخطي انقساماتهم والجلوس بشجاعة الى طاولة الحوار

أنا صدى الحويك وعريضة وصفير ورسالتي ليست عملا سياسيا بل عمل وطني

لوني اسمه لبنان السيد الحر المستقل ولا أريد أن يلونني أحد بلونه

 وطنية - 11/10/2011 - وصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى ولاية اوهايو في إطار جولته الراعوية في أميركا، وترأس قداسا في كنيسة مار مارون في كلايفلند حيث استقبلته الجالية اللبنانية والعربية وترأس الذبيحة الالهية وعاونه فيها كل من الاساقفة: النائب البطريركي بولس الصياح، مطران البرازيل ادغار ماضي، مطران اللاذقية مسعود مسعود، ممثل عن اسقف اللاتين في اوهايو، المونسنيوران فوزي ايليا وألفرد بدوي، كاهن الرعية الخوري بطرس كرم وعدد من الكهنة في حضور كاهن الرعية الأرثوذكسية جان عجيمي، كاهن رعية الروم الملكيين الكاثوليك الخوري نعيم خليل. كما شاركت فيه الراهبات الانطونيات وحضره ايضا من السلك الديبلوماسي القنصلان حسام دياب وبشير طوق، ممثل الرئيس امين الجميل المهندس فهيم الجميل، رئيس الاتحاد الماروني العالمي سامي خوري، ممثل المؤسسة المارونية في كليفلاند نجيب راشد وممثلون عن كل القوى والاحزاب السياسية في المدينة واهالي الرعية.

وألقى الراعي عظة ركزت على انجيل حبة الحنطة اذا وقعت في الارض وماتت اعطت ثمرا كثيرا، أعطى خلالها "المعنى الروحي لهذا الانجيل وربطه بحياة المهاجرين اليومية وبظروفهم التي حملتهم الى المهاجر وتضحياتهم التي هي مثل حبة الحنطة التي وقعت في الارض وماتت وسوف تخرج بسنبلة جديدة. فيسوع المسيح أعطى قيمة لكل تضحية مهما كانت صغيرة فان كل تلك التضحيات التي نقدمها في الشرق هي بمثابة المخاض الذي يسبق الولادة الجديدة، تمنى معها ان يخرج العالم العربي بولادة جديدة الى عالم اكثر عدالة، اكثر سلام، اكثر محبة. قال هذا متوجها الى اللبنانيين وكل الجاليات الموجودة في الشرق: سوريا، الاردن، مصر، العراق والاراضي المقدسة، لافتا الى الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن العربي بدءا من اختبار لبنان في هذا المجال ومن خلال التضحيات التي قدموها على مدار 36 سنة خلت حمل معها اللبنانيون أشد الصعوبات وكانوا الاكثر تضحية بهذا المجال، ولذلك مسؤوليتهم باتت اكبر في حمل السلام الذي يجب ان يكون على مستوى ايماننا".

وأضاف: "آن الاوان كي ننظر الى الامام، نسأل كيف باستطاعتنا أن نبني؟ نصلي كي نستعيد تلك الثقة التى تجعلنا نرى جمال حبة الحنطة، ولتكن كل اوجاعنا واوجاع شعبنا وآلامهم هي التربة الصالحة التي تموت بها حبة القمح لتخرج سنبلة جديدة مليئة بالثمار. لنبن شركتنا مع الله ومع الآخر".

وفي حفل الاستقبال الذي أقيم على شرفه وحضره اكثر من 500 شخص، تحدث البطريرك الراعي عن أهمية التعددية في لبنان، وقال: "ان هذه التعددية في لبنان هي التي تجعله ديموقراطيا. فالنظام الديكتاتوري لا يمكن ان يعيش ولذلك لبنان هو ارض الحريات العامة وحقوق الانسان والحوار التلاقي بين كل الحضارات والديانات التي يحترمها الدستور".

وتوجه الى الاسرة الدولية وأولها الولايات المتحدة الاميركية، قائلا: "ان لبنان هو الباب الى الشرق، هو باب للحرية والديموقراطية الحقيقية وتلاقي كل الديانات وكل الثقافات في جو من الحريات العامة وحقوق الانسان. لذلك نأمل ألا يقيس احد لبنان على 10452 كلم2، بل على دوره الكبير في الشرق الاوسط، مذكرا بما قاله البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عن لبنان الرسالة والعيش الواحد".

وقال: "أريد أن أحيي اثنين من أسلافي البطاركة العظام البطريرك الذي اسمه اب الاستقلال اللبناني، البطريرك الياس الحويك الذي انتدبه المسلمون والمسيحيون في لبنان لكي يترأس الوفد الى مؤتمر السلام في فرساي عام 1919 والذي طالب باستقلال لبنان وعودة كل اراضيه اليه، حيث قال لهم: طائفتي لبنان. هذا الخط هو خطي انا وخط كل البطاركة، انا البطريرك بشارة بطرس الراعي، لذلك اقول لبنان أولا وآخرا هو فوق كل اعتبار شخصي، فئوي، حزبي أو طائفي. فوطننا وديننا وحزبنا وزعيمنا الأول والاساسي اسمه لبنان. طبعا أنا مسيحي ماروني متشبث بمارونيتي ومسيحيتي، لكن علي ان أضع كل قيمها وروحانيتها وتاريخها في خدمة لبنان وجميع اللبنانيين".

وأضاف:"في لبنان ولاء كل واحد لمذهبه وطائفته وهذا يجعل الحياة الوطنية والاجتماعية، فيكون "الشاطر بشطارتو" وهذا لا يبني وطنا على المستوى الطائفي ولا الحزبي ولا السياسي، لأنه وللأسف، خسرت التعددية قيمتها لأن الانصهار للبنان الاول والاخير أصبح ولاءات لطوائف ومذاهب وأشخاص وأحزاب وآخر ولاء يكون للبنان وهذا مؤسف".

وتابع: "التعددية كنز كبير لنا في لبنان وما يميز لبنان عن غيره هو التعددية وكل البلدان المجاورة هي بلدان آحادية ووحده لبنان تعددي، لكن يبقى عندنا مرض آخر علينا أن نقوله بشجاعة وهو الولاءات لخارج لبنان ولا أستطيع أن أفهم كيف يكون لبنانيا وولاؤه لبلد آخر؟ لا نستطيع ان نعيش وان تكون ولاءاتنا الى الخارج شرقا وغربا".

وتابع: "برنامجي هو شركة ومحبة، وهو أن يعود اللبنانيون ويستمدون قيمهم من علو وأن نعيش مجددا في وطن بنيناه مع بعضنا، وطن العيش المشترك الكل يحترم الآخر وطن التعددية والديموقراطيات والحريات يحمل رسالة كبيرة ودعوتي هي الخروج من كل الاصطفافات والخلافات لأننا منذ العام 75 وتى اليوم نعيش معاناة، لذلك ندعو اللبنانيين لكي يتخطوا كل انقساماتهم ويجلسوا بشجاعة على طاولة الحوار من أجل ميثاق وطني جديد وعقد وطني جديد من خلاله نستطيع ان نحمل مسؤوليتنا في عالم العولمة. ودعوتي ان نتعاون مع محيطنا في البلدان العربية لأننا ننتمي الى هذا العالم بحيث مصيره مصيرنا وثقافته وتطلعاته تطلعاتنا. ونحن، كلبنانيين مسيحيين ومسلمين، مسؤولون عن هذا التعاون والعيش معا لبنان هو الشعلة التي ينتظر أن تدخل العالم العربي لكي يخرج من آحاديته".

وقال:"كما أحمل معي شعار البطريرك أنطوان عريضة، بطريرك إنجاز الاستقلال والميثاق الوطني. بطريرك كبير احمل في ضميري رسالته مستعيدا الاستقلال والسيادة للبنان هو الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. وللذين يسألون من انا في لبنان وخارجه من اللبنانيين وغير اللبنانيين، أقول: انا صدى الحويك في لبنان المستقل، انا صدى وصوت انطوان عريضة مع الميثاق الوطني والعيش المسيحي الاسلامي بالمساواة والتوازن، أنا صدى نصر الله بطرس صفير باستقلال تام وسيادة تامة لهذا اللبنان، أنا مع لبنان. نحن كبطريكية نحترم العمل السياسي الذي هو للعلمانيين والخيارات السياسية هي للسياسيين وجل ما نطلب أن يبقى هذا الفن الشريف لخدمة العالم، وجل ما نطلب أن يكون السياسيون في خياراتهم السياسية ملتزمين الثوابت الوطنية التي توصل المواطنين إلى أهدافهم والى خير المجتمع اللبناني".

أضاف: "رسالتي كبطريرك ليست عملا سياسيا بل عمل وطني، وهناك فرق كبير بين العمل السياسي والعمل الوطني. ليس لدي خيارات سياسية فهذا ليس شأني بل شأن السياسيين، لذلك لا أريد أن يلونني أحد بلونه، لا حزب ولا تيار ولا مجموعة، وإذا كان لا بد من لون فلوني اسمه لبنان السيد الحر المستقل والمواطن اللبناني أيا كان ولوني اسمه الميثاق الوطني والعيش المسيحي الاسلامي".

ورأى البطريرك الراعي أن "البلدان العربية تعيش الام المخاض"، سائلا الله أن "تستطيع هذه البلدان، مسؤولين وشعبا، التوصل إلى بناء مجتمعات أكثر ديموقراطية، مجتمعات تسودها العدالة وحقوق الانسان والحريات وفي طليعتها حرية المعتقدات راجيا أن يتم ذلك بالحوار لأن العنف والحرب لم يحلا يوما مشكلة".

وتوجه إلى الاسرة الدولية والدول ذات الارادات الصالحة وفي طليعتها الولايات المتحدة الاميركية بالقول: "اذا كان لا بد من مساعدة المجتمع العربي لكي يعيش بسلام وديموقراطية وتفاهم، علينا معرفة مساعدته كي يتجنب الحروب الاهلية وان تصل الى الحكم في هذه الدول الشعوب المعتدلة كي تحافظ على القيم وعلى المسيحيين في ظل ما يعانونه في عدد من هذه البلدان وآخرها في مصر فتصل هذه البلدان الى ميناء الخلاص، بعيدا عن الحروب الاهلية والعنف والانظمة المتشددة".

وكان البطريرك الراعي وصل الى كليفلند على متن طائرة خاصة وضعها في تصرفه رئيس الاتحاد الماروني العالمي سامي خوري، وكان في استقباله في الفندق الذي يقيم فيه البطريرك الراعي مسؤول القوات اللبنانية في كليفلند سمير هيكل وممثل الكتائب اللبنانية المهندس فهيم الجميل وممثل المؤسسة المارونية للانتشار نجيب راشد ورئيس لجنة وقف رعية مار مارون في كليفلند سمير فرح.

وبعد استراحة في جناحه الخاص، استقبل البطريرك الراعي ممثل المؤسسة المارونية للانتشار نجيب راشد الذي أطلعه على أعمال المؤسسة من أجل أن يبقى المغتربون اللبنانيون على علاقة بوطنهم الام وتشجيعهم على تسجيل الزواج والولادات في الدوائر الرسمية اللبنانية.

واستقبل ممثل حزب الكتائب المهندس فهيم الجميل ومسؤول القوات سمير هيكل وكان البحث في الاوضاع العامة ووضع ابناء الجالية اللبنانية في كليفلند.

ثم تلقى البطريرك الراعي اتصالا من رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل والتقى وفدا من ابناء الجالية اللبنانية في ولاية ديترويت ميشيغن برئاسة هاني برو الذي اطلعه على اوضاع الجالية اللبنانية في المدينة موجها اليه الدعوة لزيارة ديترويت ومؤيدا مواقفه "الوطنية الجامعة لجميع اللبنانيين".

اشارة الى ان البطريرك الراعي يغادر والوفد المرافق اليوم الى هيوستن حيث يقيم نجاد عصام فارس احتفالا على شرفه.

 

الراعي: لا يمكن للبنان الدخول بمحاور خلافية بين السنّة والشيعة

المستقبل/وصل البطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي امس، الى مدينة كليفلند في ولاية أوهايو، في إطار جولته الراعوية الى الولايات المتحدة الأميركية، حيث يترأس قداسا احتفاليا في كنيسة مار شربل في المدينة. ثم تقيم الرعية عشاء على شرفه في فندق "رونيسانس" يشارك فيه حشد كبير من أبناء الجالية وممثلون عن الأحزاب اللبنانية في كليفلند. ويلقي الراعي كلمة في الاحتفال، ويغادر صباح اليوم الى هيوستن. وكان البطريرك الراعي قد اعلن من ولاية شيكاغو أن "لبنان لا يستطيع أن يدخل بمحاور خلافية بين السنة والشيعة، ولن يستطيع الا ان يكون صديقاً لكل الدول العربية"، داعياً الى "عدم الدخول بمحاور دولية أو عربية أو اقليمية". وطلب من الموارنة أن "يسجلوا أولادهم في لبنان لان نظام لبنان السياسي قائم على الديموقراطية والتوازن المسيحي ـ الاسلامي". واعتبر أن "اللبنانيين هم أسرى نظرتهم الحزبية والسياسية منذ أيام الحرب، الا أن الأوضاع تغيرت منذ ذلك الوقت ويجب بالتالي التكلم بلغة التواصل"، كما دعا رجال الدولة الى "الجلوس على الطاولة لبحث الميثاق الوطني والا سيفوتنا القطار". وقال: "نريد أن نوصل الى المسؤولين الاميركيين من خلال المطارنة الموجودين ومن خلال سفير لبنان والاميركيين من أصل لبناني اننا لا نريد للولايات المتحدة أو أي بلد أن يعتبرنا مجرد أقليات في هذا الشرق".

الى ذلك، ينهي البطريرك الراعي جولته في ولاية شيكاغو اليوم الثلاثاء، لينتقل الى كليفلند.

 

البطريرك الماروني: لم نتقوقع ولن ننفصل عن محيطنا

غراسيا بيطار/المصدرالسفير

يترك اللبنانيون وطنهم ليبنوا أوطانا... في قرى. ولعلها حال مدينة «بيوريا» الأميركية التي تكاد تستبدل اسمها ليصبح «نيو- أيطو» تيمنا بالقرية الزغرتاوية التي تتحدر منها غالبية الجالية اللبنانية في هذه البقعة من ولاية إيلينوي. وعشية الاحتفال بالذكرى المئوية لإنشاء «جمعية أيطو» في بيوريا، ازدحمت طوابير المغتربين الآتين من لبنان والعراق والأردن والبرازيل وكندا وغيرها لرؤية «سيدنا» بشارة الراعي في قرية مار شربل. مألوفة أسماء القرى اللبنانية هنا. وما زادها تآلفا هو التمازج اللبناني الأميركي الذي تبدى في الحضور المتلهف للمغتربين اللبنانيين وفي كلمات حبلى بـ«الرسائل» لكل من البطريرك الماروني ووزير النقل الأميركي اللبناني الأصل راي لحود وسفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد وأصغر نواب الكونغرس سنا آرون شوك.

«مطران الغد» المونسنيور فوزي إيليا قدم الحفل الذي عكس فيه اللبنانيون فرحهم بإستقبال الراعي، لكن أيضا بلقاء راي لحود. فـ«معاليه» محبوب من «أبناء بلده» الذين يتهافتون لالتقاط الصور معه. وكل منهم يقول إنه «يسوق صورة لبنان الحقيقي الى أميركا والعالم». وبين الراعوية والسياسية، أجاب لحود عن أسئلة «السفير». ماذا عن زيارة الراعي؟ يجيب: «الناس هنا يشعرون بعلاقة وطيدة جدا مع الكنيسة المارونية وعندما يظهر البطريرك دعمه للكنيسة هنا في أميركا فهذا يعني أنه يقول للناس هنا أنتم لستم وحدكم». ولماذا فشلت الجهود لعقد لقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والبطريرك الراعي، يقول إن برنامج مواعيد الرئيس لم يسمح بذلك. لا رسالة سياسية وراء ذلك؟ يجيب:« كلا فقط مشكلة برنامج المواعيد». وعن مدى التمايز بين خطاب البطريرك والسياسة الأميركية، آثر لحود عدم الخوض في السياسة في مناسبة نحتفل فيها بزيارة البطريرك الى الناس في الولايات المتحدة».

وإذ أكد لحود أنه يزور لبنان كل سنة تقريبا، وقصد الكسليك العام الماضي، نفى علمه بأن يكون البطريرك سيلتقي سواه من المسؤولين الأميركيين. وهل نقلتم رسالة معينة من أوباما الى الراعي، أجاب:«كلا فأنا لا أتحدث باسم الرئيس ولا حتى في ما يتعلق بالشؤون اللبنانية»، خاتما بابتسامة:«وإنما أتكلم باسمه عن النقل وليس عن لبنان».

في كلمة مقتضبة، حيا شديد البطريرك الماورني الذي «يحمل لبنان في قلبه وعقله وهو صاحب رسالة بكركي». وحيا كذلك «عصامية المغتربين اللبنانيين الذين قصدوا البلاد بدون قرش واحد في جيبهم وإنما الإرادة الطيبة في عقلهم وقلبهم»، معلنا مشاطرته البطريرك في رؤيته للبنان بفسيفسائه. هذه الميزة وصفها «ابن بيوريا» راي لحود بـ«المعقدة» لكنه أضاف «سنبقى الى جانب لبنان لأنه هو الى جانب شعبه وأنا لطالما كنت فخورا بجذوري اللبناني». وتوجه الى الراعي قائلا: «نؤمن بلبنان وبالكنيسة المارونية وسنبقى أتباعكم ما دمتم مستمرين في قيادة الكنيسة المارونية في لبنان وأميركا والعالم».

رسالة الراعي بمئة. «عاشت أميركا. عاش لبنان». ختم كلمته التي كان استهلها بتحية شكر للرئيس الأميركي باراك أوباما لأنه «بين 12 وزيرا الذين يؤلفون الحكومة الأميركية هناك وزير لبناني الأصل راي لحود وهو يتسلم حقيبة مهمة هي النقل وهذا ليس بالأمر الصغير ولذلك علينا أن نحيي الرئيس ونشكره». ومتوجها الى لحود قال: «نفتخر بكم لإيصالكم الصوت اللبناني الى الرئيس أوباما وفي اعتقادنا أنه بفضلكم قال الأخير من مصر إنه يجب أن ننتبه على الموارنة في لبنان والشرق لأن لهم دورا كبيرا يجب أن يقوموا به». وتابع: «ونحن لن نخيب آمالكم لأننا لم نتقوقع يوما ودائما كنا نستعمل صداقاتنا مع الدول لخدمة لبنان والقضايا المسيحية والإسلامية والوطنية والعالم العربي». ولفت الى «أنهم حاولوا أن يعطوا لونا للبطريرك صفير لكني أقول لكم إن البطريرك لا لون له إلا لون لبنان. ومن يرد الحقيقة والحرية والعيش المشترك والكرامة ولبنان الكبير فليمش مع البطريرك ولا تصدقوا كل ما يقال ويكتب فهناك كذب كبير في العالم». وكرر عبارته مذ كان مطرانا: «لا تسألوا البطريرك مع من وإنما من مع البطريرك.... أنا مع كل الأحزاب والتيارات وكل اللبنانيين. هذا هو البطريرك وهذا هو لبنان».

في العالم العربي الذي «يبحث عن ذاته»، أعلن الراعي التضامن معه لأن «عمقنا ومصيرنا معه ونحن لسنا مجموعة منفصلة عن محيطنا. وكما ضحى مسيحيو لبنان ومسلموه في سبيل نشوء الصيغة اللبنانية إذ لا لدولة إسلامية في لبنان ولا لعلمنة غربية لأننا نحن مع بناء الدولة المدنية التي تحترم كل الديانات فإما أن نكون رجالات وكبارا ونحافظ على لبنان الرسالة وإما يفوتنا قطار التحديات مع الرهانات المواكبة لظرف عربي يغلي». التصفيق واكب كل محطات كلمة الراعي التي أبى في ختامها إلا مصافحة كل الموجودين فردا فردا والتقاط صورة مع من سموه «البطريرك الماروني الذي دخل التاريخ من بابه العريض». يعطي «زوادة» الروح، يبارك منزل جان أبو الحسن كعينة من منازل المغتربين اللبنانيين التي، على ما وصفها، تشكل «امتدادا لبكركي»، مواصلا جولته من بيوريا الى المحطة الثالثة في رحلته شيكاغو التي يصلها اليوم الاثنين.

 

مظلوم: نتمنى عدم إدخال البطريركية في الانقسامات

 المستقبل/علق المطران سمير مظلوم على لقاء سيدة الجبل، متمنيا "الا يدخلوا البطريركية والبطريرك الراعي في الإنقسامات الداخلية، بل النظر الى الأمور نظرة موضوعية، ويعبّروا عن رأيهم دون التهجّم على الآخرين". وقال في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أمس: "يقولون ان التجمّع ولد منذ سنوات وليس للقاء اي علاقة بمواقف البطريرك (بشارة بطرس الراعي)، ولكن اي موقف يتخذ الآن سيكون انطلاقاً من مواقفهم المعروفة التي تنتقد رأي البطريرك. وبالتالي يدخلون البطريرك مجدداً في السياسة، التي هي بنظرهم أهم من اي شيء آخر". وعما إذا كان يدعو القيّمين على لقاء سيدة الجبل الى تأجيل او إلغاء اللقاء او الإبتعاد عن الرّد على البطريرك، أجاب: "حتى ولو دعوتهم فلن يستجيبوا لدعوتي، ولكن نحن نحترم حرية الرأي، إنما نتمنى عليهم ألا يدخلوا البطريركية والبطريرك الراعي في الإنقسامات الداخلية، بل النظر الى الأمور نظرة موضوعية، ويعبّروا عن رأيهم دون التهجّم على الآخرين

 

باسيل يهين ناشطاً عونياً والأخير حمل حقيبته ومشى

علم موقع "القوات اللبنانية" ان اشكالا حصل بين الوزير جبران باسيل وأحد ناشطي التيار الوطني الحرّ في مدينة البترون أدى الى مغادرة الأخير منزل باسيل وهو في حالة غضب شديد. وفي التفاصيل أن "الصهر" كان يترأس إجتماعاً في منزله في البترون مساء الجمعة لأركان التيار الوطني الحرّ في المدينة، وفي خلاله دار نقاش بين المجتمعين عن غياب المرجعية داخل التيار في هذه المرحلة في ظل غياب باسيل الدائم عن منطقته، إضافة الى صعوبة الإتصال به شخصياً عبر الهاتف بحكم انشغالاته الدائمة في الوزارة وفي الرابية.

وهنا توجّه أحد المجتمعين الى باسيل قائلاً: "من هو مرجعيتنا في البترون في ظلّ غيابك لأنّ الجميع يصيرون مسؤولين". فقال له باسيل بانفعال: "أنا المرجع الوحيد هنا في وجودي وغيابي". فأجابه الناشط العوني حرفياً: "إذاً عليكَ تأمين دوام هنا لكي نبقى على تواصل معك". فردّ باسيل غاضباً: "كول... وسدّ بوزك ولا تعلمني ماذا أفعل". فما كان من الضيف الا أن حمل حقيبته وترك الإجتماع على الفور

 

عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب نقولا غصن: البطريرك الراعي يسير عكس التاريخ

وعون يتحرّك تبعاً لاهواء "حزب الله" واستراتيجيته الداخلية والاقليمية

وهناك من لا يقرأ التغيّرات المتسارعة...  

سلمان العنداري

ابدى عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب نقولا غصن عدم استغرابه للحديث الصحفي الاخير الذي ادلى به رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، الذي اكد فيه رفضه القاطع لتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فاعتبر غصن ان "كلام عون ليس بجديد على الساحة السياسية اللبنانية، كيف لا وهو الحليف الاول لحزب الله الذي يسعى الى دفن المحكمة وقهر العدالة والحاقها بخبر كان".

غصن وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني وصف العماد عون "بالحجر الذي يُحرّكه "حزب الله" في لبنان تبعاً لاهوائه وسياساته واستراتيجيته الداخلية والاقليمية، وبالتالي فعون لا يملك القرار المستقل، لارتباطه بالمنظمومات السياسية المشبوهة التي تضعه في واجهة المعركة السياسية على اعتباره "قائد" مشروع التغيير في لبنان".

واشار غصن الى ان "حزب الله" ينظر الى العماد عون من منطلق الغطاء المسيحي لمشروعه الايراني السياسي، ولسلاحه غير الشرعي، ولممارساته الشاذة والطائفية والمذهبية الفئوية، وبالتالي فالحزب لا يكترث بأي شكل من الاشكال بما يريده رئيس التغيير والاصلاح الا من منطلق المصلحة السياسية والتبعية المقنّعة".

واضاف غصن: "وسط هذه الصورة السوداء، لا يمكن الا ان نأسف على الممارسات التي يقوم بها عون وتكتله وفريقه السياسي فيما يختص بالمحكمة الخاصة بلبنان، مع الاشارة الى ان عون نفسه اتخذ موقفاً داعماً للمحكمة في مرحلة سابقة، ولكننا نستغرب اليوم كيف يقبل زعيم سياسي لبناني ان يكون المعرقل الاساسي للعدالة والحقيقة في لبنان".

وفي الاطار نفسه توقّع غصن ان "تصعب الامور على الرئيس نجيب ميقاتي في حال استمر الرفض العوني – الحزب الهي بخصوص تمويل المحكمة"، ولم يستبعد غصن "ان يعمد الرئيس ميقاتي الى اشهار استقالته على طاولة الحكومة في حال استمرار الضغط التعنت من قبل عون وحزب الله".

واضاف: "ميقاتي رجل دولة واع، يقرأ الامور بهدوء وعناية، وهو يعرف تماماً ماذا يجري اقليمياً ومحلياً ودوليا، كما يعي تماماً ان لبنان سيواجه العالم اذا لم يوافق على تمويل المحكمة الخاصة، وبالتالي فإن الالتزام بالقرار 1757 لا رجوع عنه، وعلى ميقاتي ان يؤكد هذه الالتزامات بشكل لا يقبل الشك بتاتا".

ورأى غصن ان "بند تمويل المحكمة سيمرّ في حال طُرح على المجلس النيابي، اذ سيحظى بأصوات اكثرية النواب، خاصة اذا ما اضفنا نواب "جبهة النضال الوطني" الى نواب 14 اذار"، لافتاً الى ان "لا قدرة لاحد ان يقف بوجه المحكمة وان يعطلها. على كل من عون و"حزب الله" ان يعيا هذه الحقيقة، لان المحكمة خط احمر لا يمكن تجاوزه".

وفي موضوع آخر، انتقد غصن اداء "حزب الله" السياسي في الفترة الحالية، فقال: "على حزب الله ان يقرأ جيداً المتغيرات والمستجدات الاقليمية والدولية المتسارعة، من الربيع العربي الى المحاولات الايرانية المستميتة للتقرب من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، وصولاً الى وضع النظام السوري بقيادة بشار الاسد، والاندفاعة التركية اللافتة على المنطقة".

واذ سأل غصن: "هل يقرأ "حزب الله" الخريطة السياسية؟"، قال: "على الحزب ان يعيد قراءة خطابه السياسي الداخلي والاقليمي، وان يتصالح مع نفسه ومع كل الاطراف الداخلية، وان يعود الى الجنوب، وان يتخلى عن تنفيذ الاوامر التي يتلقاها من الخارج، لانه على ما يبدو، فان اي تغيرات في الصورة ستجعله كبش المحرقة وستجبره على دفع الاثمان الباهظة على حساب وجوده وامتداده وقضيته الاساسية". هذا وعلّق غصن على الوضع الاقتصادي مشيراً الى ان "الامور تعيسة جداً، والوضع الاقتصادي وصل الى حدود غير مقبولة وبغاية القساوة على جيب المواطن اللبناني، وبالتالي لا بد من معالجات جدية لهذه الازمة قبل ان تنفجر الامور كلها". وعن الاضراب العمالي العام، اكد غصن تضامنه مع مطالب العمال في لبنان، الا انه طرح علامات استفهام على اداء رئيس الاتحاد غسان غصن، واصفاً اياه "بالرجل الحزبي القريب من سوريا والذي يشتغل سياسة في الوقت الحالي للضغط على ميقاتي شخصياً". وعن مواقف النائب وليد جنبلاط قال غصن: "وليد بك رجل سياسي واقعي بإمتياز، يتحرك في دائرة معينة الا انه لا يمكن ان يحيد عن المبادىء والثوابت ، ولا يمكن الا ان يأخذ بعين الاعتبار مصلحة البلد واستقلاله وسيادته", وتابع: "يبقى وليد بك زعيماً لبنانياً وطنياً بامتياز". وعن مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاخيرة, قال غصن: "البطريرك الراعي يسير عكس التاريخ. يبقى ان نشير الى ان البطريرك مار نصرالله بطرس صفير بمثابة اعظم بطريرك في تاريخ لبنان، ونقطة على السطر".

*موقع 14 آذار

 

النائب أنطوان سعد: مواقف عون قنابل صوتية ليقول "أنا موجود"  رفض تمويل المحكمة أمر عمليات سوري

 راشيا ـ "المستقبل"

أشار النائب أنطوان سعد إلى "امكانية لجوء وزراء قوى الثامن من آذار الى ادخال لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي، من خلال اصرار تلك القوى على رفض تمويل المحكمة بأمر عمليات سوري لتخريب الوضع اللبناني وتحويل انظار المجتمع الدولي عما يجري من احداث دموية في سوريا".

واعتبر في تصريح أمس، ان "مسألة تمويل المحكمة الدولية تحولت الى كباش عنيف داخل الحكومة، لأن فريقا اساسيا فيها وهو "حزب الله" يدفع برئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ووزرائه الى الواجهة في هذه القضية، لأنه مقتنع ان اللحظة السياسية اليوم هي لحظة لعب الأوراق الحساسة والمهمة مع تداعي النظام السوري الذي يفكر جديا بقلب الطاولة واحراق المنطقة للبقاء على قيد الحياة".

وأكد أن "مسألة تمويل المحكمة هي بيد النظام السوري، الذي يريد ان يغرق لبنان معه عبر اللعب على وتر الفتنة الطائفية والمذهبية"، معتبرا ان "الإستدعاءات الاخيرة لبعض رموزه في لبنان ليس فقط لفك عزلته، بل لتوزيع الأدوار في اللعبة التي يمكن ان يقدم عليها عبر حلفائه، منبها من العودة في هذه المرحلة الدقيقة، الى مسلسل الاغتيالات والتصفيات وأعمال الشغب والاخلال بالامن عبر تنظيمات وعصابات نائمة تنتظر اشارة خارجية للعودة بعقارب الساعة الى الوراء، ضمن قاعدة "علي وعلى اعدائي".

واستهجن "انتهاك القوات السورية للحدود اللبنانية لا سيما في بلدة عرسال المعروفة في انتمائها السياسي"، معتبراً ان على "الحكومة اللبنانية اتخاذ القرارات التي من شأنها ردع هذه التعديات وتحميل القيادة السورية مسؤولية ما قد يحصل جراء هذه الانتهاكات الفاضحة"، داعيا الى "الاسراع في ترسيم الحدود اللبنانية السورية وضبطها".

ووصف ما يجري في سوريا بـ"الدموي والاجرامي بحق الشعب الثائر والمطالب بالحرية"، معتبراً ان "الفيتو الروسي والصيني ليس بمحله وهو بطريقة ما يشجع على تمادي النظام السوري في تحديه لارادة شعبه والتنكيل به، داعيا الى وقفة ضمير مع هذا الشعب المقهور، والذي يريد للربيع العربي ان يزهر ويثمر في بلاده، مبديا اعتقاده بتحول تدريجي في الموقفين الروسي والصيني في وقت قريب، خاصة في ظل تنامي حركات التحرر في سوريا".

وعن مواقف النائب ميشال عون، اعتبر ان "تلك المواقف لا تنسجم مع المصلحة اللبنانية وبعيدة كل البعد عن شعارات التغيير والاصلاح، وهي قنابل صوتية ليقول انا موجود في الحكومة وربما ليحقق بعض المكاسب الانية، وبالتأكيد لنيل رضى حزب الله والنظام السوري الذي لا زال يراهن عليه في المعادلة الداخلية".

ورأى في مواقف رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "تصديا لمن يريد ان تتداعى فكرة الدولة ويسعى لاقحام البلاد في مواجهة مع المجتمع الدولي، والتي تنطلق من حرصه على السلم الاهلي والاستقرار والامن"، معتبرا ان جنبلاط "سيذهب الى النهاية في موضوع تمويل المحكمة لانه يعي خطورة عدم تمويلها على لبنان، معربا عن اعتقاده ان موقفه بهذا الشأن سيكون واضحا وحاسما في الجمعية العامة لـ "التقدمي".

 

النائب فادي الهبر لـ"المستقبل": يغيّرون وجه لبنان وخسارتنا 35 ملياراً حتى 2015

حاورته: ريتا شرارة

جدد النائب الكتائبي عن الجبل فادي الهبر تأكيده أن "ما كان يُعمل به" في لجنة المال والموازنة سابقاً "لم يكن جيداً" لأنه "ما كان يجب أن نضر بصورة البلاد إدارياً ومالياً في وقت لم يكن هناك شيء كبير عملياً". وذكر بـ"حكيهم عن اختلاسات بدا أيضاً أنها غير موجودة. وتبين تالياً أن كثيراً من الكلام الإعلامي على مساحة سنة ونصف السنة كان بخلفية دعائية وسياسية بهدف تشويه الصورة الجيدة لمن تعاقب على وزارة المال من حينه ومحاكمة عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وضرب صورته أمام المجتمعين اللبناني والدولي. وهذا تحديداً ما أثر سلباً في البلاد والاقتصاد".

وأكد في حديث الى "المستقبل" أمس، أن "هذه الحكومة غير قادرة على النهوض بالاقتصاد"، لافتاً الى أن "الانقسام السياسي، والانقلاب وهيمنة السياسة السورية كلها أدت الى تراجع نسبة النمو من 8 الى 2 في المئة". وقدر الخسارة على الدخل القومي بمليارين و200 مليون دولار في العام 2011، على أن يرتفع الى 35 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة، أي في الفترة بين 2011 و2015.

وهنا نص الحوار:

[ آخر موازنة أقرها مجلس النواب تعود الى العام 2005. ومن حينه، غابت مشاريع الموازنات العامة لأعوام 2006 و2007 و2008 و2009، في حين ان لجنة المال والموازنة جزأت مشروع موازنة 2010 اجزاء عدة، ولا يزال مصير مشروع 2011 مجهولا والوعد يترافق مع مشروع قانون 2012. ما هي لوحة الموازنات التي يقف لبنان امامها؟

ـ في العام 2005، أقر المجلس قانون الموازنة العامة التي اعتمدت عليها وزارة المال في سبيل الصرف على قاعدة الاثنتي عشرية للاعوام 2006 و2007 و2008 و2009، بما يعرف بموازنة ما بعد الانفاق او التصديق في مجلس النواب. في العام 2010، ورد الى المجلس مشروع قانون للموازنة من مجلس الوزراء، أعقبته مناقشات جدية داخل لجنة المال والموازنة مع كل الوزارات والادارات، وثبتت ثانويتها وشموليتها وتحدد لها سقف الاقتراض من ضمن القوانين التي ترعاها الموازنة الثانوية. وأنجزت، بصفتي مقررا للجنة، التقرير عن هذا المشروع وأودعته لجنة المال والموازنة التي ينبغي الاخذ برأيها قبل احالته على الهيئة العامة للمجلس الذي بات عليه ان يقره. الا ان الدولة تجاوزت سقف الصرف على قاعدة الاثنتي عشرية في موازنة 2011، وأرسلت، الى البرلمان، مشروع قانون لمحاولة الشرعنة المسبقة لانفاق قيمته 8900 مليار ليرة. الا ان لجنة المال والموازنة طلبت الى وزير المال (محمد الصفدي) وجوب تفصيل المبلغ الذي يقارب الـ 6 مليارات دولار. وبذلك، تكون قيمة الموازنة باتت تناهز الـ19 ألف مليار ليرة بعدما دخل لبنان في الانفاق القائم على مبدأ التنسيب.

اما الوعد اليوم ففي مشروع قانون موازنة العام 2012. وبحسب الدستور، يجب ان يصل هذا المشروع الى البرلمان في تشرين الاول، على ان تناقش حتى نهاية السنة حدا اقصى. وهذه الموازنة تشمل انفاق الوزارات والادارات مسبقا ويوجب موافقة مجلس النواب. نأمل ان نستقبل الموازنة حتى نناقشها داخل اللجان فنعرف ما الفذلكة الاقتصادية فيها؟ وعلى اي اساس جرى التنسيب منذ العام 2005؟ ماذا سيعمل بالتقديمات الاجتماعية؟ هل شملت زيادات للاساتذة؟ وهل تتضمن حصة لبنان من المحكمة الدولية وهي في حدود الـ 61 مليار ليرة؟. هذه الامور كلها اساسية في البلاد وتلامس الخلاف السياسي من دون الحاجة الى التذكير بأن اقفال مجلس النواب وتعطيله سابقا، والتخييم في الطرق والمظاهرات والانقسام السياسي هي التي حالت دون وضع مشاريع الموازنة حينها في جدول الاعمال.

[ ما الجدوى بعد من التآم اللجنة الفرعية المنبثقة من لجنة المال والموازنة؟

ـ لدينا اجتماع اليوم للجنة فرعية التي تحاول ان تحل ازمة الحسابات منذ العام 1993. أعطوا هذه اللجنة عنوان ازمة وطنية واشارت الى تجاوزات معينة بدا انها غير موجودة اساسا. حكوا عن اختلاسات بدا ايضا انها غير موجودة. وتبين تاليا ان كثيرا من الكلام الاعلامي على مساحة سنة ونصف السنة كان بخلفية دعائية وسياسية بهدف تشويه الصورة الجيدة لمن تعاقب على وزارة المال من حينه ومحاكمة عهد الرئيس (الشهيد رفيق) الحريري وضرب صورته امام المجتمعين اللبناني والدولي. وهذا تحديدا ما أثر سلبا في البلاد والاقتصاد. اليوم، نأمل الا يكون هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد. نسمع من بعض الاركان الاساسيين للاكثرية الراهنة دعوة الى المحافظة على سرية المداولات حتى لا نضر باسم البلاد في امور لا تكون في محلها. واقول ان من الطبيعي ان يتحرك ديوان المحاسبة للمساءلة والمحاكمة في حال كانت الملاحظات جدية على ملفات مالية. اضف الى ان مراقبة مجلس النواب امر جيد، وما وصلنا اليه هو تحقيق ثانوية الموازنة وعدم الزيادة في سقف العجز.

[ ما نفع اجتماعات مثل هذه اللجان الفرعية اليوم؟

ـ وضعت الآلية اللازمة للوصول الى اقرار المواد العالقة في الموازنة، فضلا عن ان المادة 23 من قانون موازنة 2005 تعالج ما يلزم من امور. يجب ان تكون الهفوات والاخطاء عند ديوان المحاسبة ليتابعها ويحقق بها، فيظهر للبلد، والشعب، والخارج، والبنك الدولي والدول المتعاملة مع لبنان ان هناك شفافية في التعاطي مع الامور المالية وان لا شك في ادارات البلاد ومؤسساتها. ما كان يعمل به في لجنة المال والموازنة سابقا لم يكن جيدا وكنت احذر منه كمقرر لهذه اللجنة. اذ يجب الا نضر بصورة البلاد اداريا وماليا في وقت لم يكن هناك شيء كبير عمليا. واذكر هنا بما قاله (رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال) عون عن سرقات بقيمة 11 مليار دولار، وهي اقوال لم تكن في محلها بتاتا. اذ تبين، بما لا يقبل الشك، ان هذا المبلغ هو عبارة عن زيادات تراكمية للاعوام بين 2006 و2009. فما زاد للعام 2011 وحده يناهز الـ 8900 مليار ليرة. واكثر، يريدون ان يشرعوا هذا المبلغ في مجلس النواب.

[ هل ثمة شك في ان بند تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان سيكون، كما في موازنة العام 2010، مثار انقسام وجدال بين النواب مما ادى الى ترحيله الى الهيئة العامة؟

ـ المحكمة اليوم هي عند مجلس الوزراء. الاهم اين قدرة لبنان على الاستمرار في تراجع النمو من 8 الى 2 في المئة؟ الانقسام السياسي، والانقلاب وهيمنة السياسة السورية امور أدت الى تراجع نسبة هذا النمو مما ادى الى خسارة الـ6 في المئة على الدخل القومي. فتقدر الخسارة على الدخل القومي بمليارين و200 مليون دولار في سنة 2011. وفي حال ظللنا مستمرين على هذا النحو، اي استطعنا ان نبقي نسبة النمو على 2 في المئة، يكون لبنان خسر ما يناهز، تراكميا، 4 مليارات و600 مليون دولار في العام 2012، و7 مليارات في العام 2013، و10 مليارات في العام 2014، فيكون مجموع هذه الخسائر خلال السنوات الاربع 24 مليار دولار. هذا مسار يدلل على اننا امام خسارة تقدر بـ35 مليار دولار للسنوات الخمس المقبلة، اي في الفترة بين 2011 و2015. اما اذا تدنت هذه النسبة الى ما دون 2 في المئة جراء المشكلات في الدول العربية والحرب بين الشعوب والنظام السوري، فنكون امام خسارة كبيرة. لهذه الاسباب، اؤكد ان هذه الحكومة غير قادرة على النهوض بالاقتصاد لأنها هربت المستثمر اللبناني، والخليجي، والاوروبي والاميركي بمجرد ان يكون عنوانها حماية السلاح، وحماية ايران والنظام السوري. هرّبوا المستثمر اللبناني والخليجي خصوصا الذي يشكل الرافعة الاقتصادية للبلاد لأنهم يغيرون وجه لبنان. وعليه، ليس مستبعدا ان نصير اقتصادا خاسرا في المستقبل قريب المدى، وتاليا، ليست هذه الحكومة قادرة على الوفاء بالتقديمات الاجتماعية وتحسين الوضع المعيشي.

 

عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح: ميقاتي أعجز من أن يفرض على الحكومة تمويل المحكمة والحكومة دخلت في حفلة مزايدات للكسب السياسي متناسية المالية العامة  

باتريسيا متّى

شددّ عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح على أن "العماد ميشال عون لا يتكلم الا بتعليمات وأوامر من حزب الله وكلامه بالأمس لصحيفة النهار الرافض فيه تمويل المحكمة حتى لو وافق حزب الله على ذلك يؤكد اعتماد حزب الله على رفض عون وابقاؤه في الواجهة في عملية المحكمة".

الجراح رأى في حديث خاص أدلى به لموقع"14 آذار" الالكتروني أن "الحكومة تتعاطى مع مسألة المحكمة في اطار التمويل أو عدمه والعقوبات التي قد تفرض على لبنان في حال عدم الالتزام وتداعيات موقف الحكومة على رئيس الحكومة لناحية أعماله واستثماراته، الا أن "القضية ليست من الناحية المالية بل هي مسألة قناعة الحكومة بمسار العدالة والحقّ".

هذا وطالب الجراح الحكومة "بموقف واضح يعكس قناعتها الحقيقة المتجسدة اما بأن المحكمة قضية حق وشهداء ودم مهدور وان كانت ترى فيها طريقة لوقف الاغتيال السياسي أم هي مسألة دفع أموال". وأضاف:"ميقاتي يؤكد أن الحكومة ستدفع فيما أطراف من ضمن طاقم الحكومة يرفضون التمويل دون صدور أي موقف جدي"، معتبراً أن "رئيس الحكومة أعجز من أن يفرض على الحكومة تمويل المحكمة لأن محاولة حزب الله اجهاضها واضحة في هذا الاطار".

كما رأى أن الرئيس ميقاتي أمام مفترق طرق سياسي، اما يثبت أنه رئيس حكومة فعلي يلتزم كلامه ويموّل المحكمة أما أن يؤجل الموضوع الى الربيع المقبل كما بدأت بعض الأصوات تلمّح"، مشدداً على أن "المحكمة ليست للشهداء فقط بل للأحياء أيضا وللطبقة السياسية حتّى لا يبقى سيف الاغتيال والمتفجرات مسلطا فوق رؤوسها".

الجراح الذي اعتبر أن "المواقف التي تطلق الآن ليست الا توزيع أدوار بين رئيس الحكومة وحزب الله و العماد عون لأن القرار الضمني هو عدم تمويل المحكمة وانهاء مفاعيلها تشريعاً للإغتيال السياسي وللسلاح في لبنان"، لفت الى أنه "لا صوت لرئيس الجمهورية في مجلس الوزراء والتحركات تبقى لميقاتي".

أما حول مواقف النائب وليد جنبلاط، فاعتبر الجراح أن "النائب جنبلاط من أكثر الأطراف جدية حيال تمويل المحكمة ولكن في حال طرح الموضوع في مجلس الوزراء فعدد الأصوات هو الذي يحكم". أما فيما خص مطالب زيادة الأجور، لفت الجراح الى "الخلاف المسيطر بين أطراف الحكومة في مقاربة هذا الموضوع في ظلّ غياب رؤية واحدة موحدة"، معتبراً أنهم "دخلوا في حفلة مزايدات سياسية متناسين المالية العامة". الجراح رأى أن "المقاربة الجدية يجب أن تترجم عبر المناقشة مجلس الوزراء وليس على شاشات التلفزيون"، معتبراً أننا "نشهد مزايدات للكسب السياسي دون تحقيق أي شيء جدي وملموس وواقعي وموضوعي في موضوع الرواتب" . الجراح الذي كررّ أن "الحكومة مجموعة حكومات"، أكدّ أن "راعيها وصاحب القرار فيها يبقى حزب الله الذي ستكون له الكلمة الفصل في مسألة الرواتب". أما حول الأحداث في سوريا وتصاعد وتيرة العنف وتصريح وزير الخارجية اللبناني الرافض أي موقف يدين سوريا، قال الجراح: "هذا جزء من وضع لبنان ضمن دائرة القرار السوري وفي مواجهة مع المجتمع الدولي"، لافتاً الى أن "السيادة الخارجية والداخلية اللبنانية مرتهنة للسوري صاحب القرار وليس الحكومة اللبنانية". هذا واعتبر أن "النظام السوري سقط عندما فقد شرعيته السياسية والشعبية ولو أنه لا زال يمتلك القوة العسكرية، الا أن عدد الضحايا وحجم التظاهرات دليل على فقدان هذه الشرعية"، متوقعاً "سقوط شرعيته العسكرية أيضاً في وقت غير بعيد". وختم حديثه متطرقا الى الأحداث التي شهتدها مصر، فأبدى الجراح "أسفه من أن تشهد مصر مثل هذه الأحداث التي لا بد من وضع حد لها وتدارك الفتنة الطائفية التي يحاول البعض اشعالها لاجهاض الثورة"، مشددا أنه "على المجلس العسكري وعقّال الشعب المصري الانتباه لهذا الموضوع لأنه قد يفقد الثورة نهجها".

* موقع 14 آذار

 

خاص: اوساط اقتصادية موالية تفند نقاط الضعف في مشروع موازنة الصفدي   

ريتا فاضل 

تعبر اوساط اقتصادية موالية عن استغرابها لمشروع الموازنة الذي رفعه وزير المال محمد الصفدي الى مجلس الوزراء. وتقول الاوساط المذكورة لموقعنا ان المشروع يتضمن زيادة النفقات حوالى مليار دولار وسيذهب القسم الاكبر منها على الانفاق الاجتماعي اما الزيادات على بعض الرسوم والضرائب فكانت لافتة جداً. ويقترح المشروع زيادة الضريبة على القيمة المضافة 2% وعلى رسم تسجيل العقارات 3% وعلى الفوائد المستوفاة على الودائع المصرفية 2% اضافة الى زيادة على صفيحة البنزين حوالى 4000ليرة. وتشير الاوساط الى ان العجز في الموازنة المقبلة سيكون مرتفعاً اكثر من الماضي الى جانب ان الميزان التجاري سيشهد عجزاً لا يستهان به خلافاً للسنوات الاخيرة.

وتؤكد الاوساط ان حوالى ثلثي هذا المشروع شبيه جداً بمشروع الموازنة الذي قدمه كل من الوزيرين السابقين جهاد ازعور وريا الحفار الحسن.

وتلفت الاوساط الى ان الوزير الصفدي يفتقر الى الرؤية الاقتصادية الشاملة والى انه اتكل في وضع مشروعه على المدير العام للمالية الان بيفاني وبعض المستشارين والخبراء.

الا ان الاوساط تتوقف عند الفوارق الجذرية بين الامس واليوم فالاقتصاد اللبناني كان عرف نموا هاماً وكانت الظروف الاقليمية والدولية افضل بكثير مما هي عليه اليوم.

وتشير الاوساط الى ان النمو هبط من 7% الى 2% وقد يكون معدله نهاية العام الجاري اقل وهو ما يترافق مع ازمة عالمية خصوصاً في منطقة اليورو ومع عدم استقرار على مستوى العالم العربي. وتوضح الاوساط ان هذه الظروف المحيطة بلبنان تفضي حكماً الى ارتفاع الدين والعجز عليه ونسبة الدين مقارنة بالانتاج المحلي بعدما كان الاخير هبط من 200 الى 135%. وتشير الاوساط الى ان كل هذه العوامل تترافق مع تدني معدل النمو والحركة الاقتصادية بكل اوجهها في لبنان.

من هنا تعرب الاوساط عن اعتقادها بان مشروع الموازنة لن يمر بسهولة وقد تحذف او تعدل بنود اساسية فيه.

وتأتي الزيادات المرتقبة على الرواتب والاجور لتزيد الطين بلة وحيث يمكن تشبيهها بمن يقتطع الجزء العلوي من الحرام الذي لا يغطي طوله اصلاً كامل جسم صاحبه فيوضع هذا الجزء المقتطع في اسفل الحرام لتغطية الرجلين فما هي الفائدة الفعلية من جراء ذلك؟ وتقول الاوساط ان مشروع الموازنة ينطلق من زيادة الضرائب الامر الذي سيتسبب برفع مستوى التضخم وحيث سيتحمل كل هذه الاعباء الاقتصاد الفعلي اي القطاعات الانتاجية لا ما يجنى من المضاربات العقارية او من ارباح المؤسسات المالية على سبيل المثال.

وتؤكد الاوساط ان تكبيد هذه القطاعات اعباء زيادات الاجور ستفضي حكماً الى ارتفاع حالات الصرف من العمل بالتالي سيرتفع معدل البطالة وسترتفع كلفة المعيشة.

وتعرب الاوساط عن اسفها لان التجار يسعون للالتفاف على هذا الواقع المرتقب باقدامهم المبكر على تحقيق ارباح اكبر. جدير ذكره ان التقديرات تظهر ان غلاء المعيشة ارتفع بين العامين 2008 و 2011 بما يناهز 65% وان معدل الاجور يصل الى 700 دولار وسطياً وان الدين العام سيلامس 55 مليار دولار نهاية العام الجاري. وبتقدير الاوساط ان عام 2012 سيشهد نمواً اقل وان التعثر سيصيب اساساً الصناعة والزراعة والسياحة.

* موقع 14 آذار

 

المنسق العام لتجمع "ملتزمون" نجيب زوين: وليد جنبلاط يبقى الأذكى والرابح بين أطراف الحكومة.  تاريخ الكرسي البطريركي أكبر من ساكن هذا الموقع... لذّة عون أن يبقى حديث الناس وليس المبادئ... وتمويل المحكمة سيّتم من الخزينة اللبنانية  

باتريسيا متّى

رأى المنسق العام لتجمع "ملتزمون" نجيب زوين أن "لذّة العماد ميشال عون هي أن يبقى حديث الناس وليس حديث المبادئ"، مستذكراً "كلامه في العام 1999 في ذكرى يوم 13 تشرين الثاني عن الاحتلال السوري عندما قال أنه "لا معنى للصفح ما لم يعترف المجرم بجريمته ويطلب الغفران"، معتبراً أن "مواقفه بعد العام 2005 قد فقدت كل القاييس الوطنية وباتت ترتكز على المصالح بحت".

زوين الذي لفت في حديث خاص أدلى به لموقع" 14 آذار" الالكتروني أن الأيام أثبتت أنه لا موقف ثابت لعون، رأى أن "الحكومة ستدفع وبكل محبة من الخزينة اللبنانية ما يتوجب عليها لتمويل المحكمة لأن عدم التمويل سيهدد وجود الحكومة التي اعتبر عون وحزب الله أن تشكيلها يتيح لهما وضع اليد على مفاصل الدولة الا أن مقدرة الجنرال وسيطرته ظهرت يوم تراجع في ملف الكهرباء وفي العديد من المحطات".

واذ رأى ألنائبه لا "عائق يمنعهم من التراجع عن المواقف الرافضة للمحافظة على الحكومة"، اعتبر كل هذه "المواقف مسرحية على بعضهم البعض وليس على الشعب وتوزيع للأدوار ومحاولات للمحافظة كل على شارعه في سوق المزايدات".

هذا واعتبر زوين أن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط يبقى الأذكى بين أطراف الحكومة والرابح دائماً، فهو رأى أن الوضع لم يحن لاطلاق الموقف الحاسم ووجد أن مصلحته تقتضي بقاؤه في الحكومة لافتاً الى أنه ينتظر حدثاً معيناً على صعيد الثورة السورية ليتخذ هذا الموقف الحاسم".

وأضاف: "جنبلاط أحسّ في حساباته الشخصية في بداية العام أن مصلجته هي في التمركز مع قوى 8 آذار فانقلب ودعم هذه القوى".

الى ذلك، أكدّ زوين أن الحكومة "لم تكن لتتألف لو لم يعطى الضوء الأخضر السوري والغطاء الايراني لأنها مع الأسف - ومع كلّ ما يدّعون من بطولة وبطش- خاضعة للمزاج الايراني والتوجه السوري"، معتبراً أنها "تألفت في غضون 24 ساعة وأسقطت حكومة الحريري بمجرد شعور سوريا أنها لا تناسبه مستعملاً النائب عون لاسقاطها".

ورأى في السياق نفسه أن النائب جنبلاط رأى أن "النظام السوري لن يستمر لأنه بات في حكم المنتهي منذ اندلاع الثورة لافتاً الى أنه يلفط أنفاسه الأخيرة التي قد تستمر لأشهر ولكنه الى نهاية، فهو يلعب على الوقت لاطلاق موقفه الحاسم".

أما حول مواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، أكدّ زوين "أنه لا يمكن لأحد تحريف موقع البطريركية أو تلوينه ولا التحوير في تاريخ الكنسية أو حتى التنكر لثوابتها لأنها تبقى مرجع الكلّ", معتبراً أن "مواقفه لم تفهم كما قصد هو بل حرفت واجتزء منها".

واذ لفت الى حماسة البطريرك وجديته التي أطلق فيها مواقفه من الولايات المتحدة جازما أن "بكركي لا تتلون"، أشار الى أن "هذا هو الموقف الذي يجب أخذه بعين الاعتبار وعفى الله عما مضى لأن تاريخ الكرسي البطريركي أكبر من ساكن هذا الموقع".

وأضاف: "الراعي لم يكن يقصد ما فسّرته قوى 8 آذار والاعلام لأنه لا يمكن للكنيسة أن تكون ضد الشرعية والديمقراطية والدولة المدنية".

أما حول الأحداث الدموية في مصر التي طالت الأقباط، رأى زوين أنه على كل الشعوب دفع ثمن حراكها وحريتها التي لا تبنى في الصالونات خصوصاً وأن مصر هي ككل البلدان الديكتاتورية، حكمت من قبل ديكتاتوريات تقتل كل النخب وتمنع تحقيق الحرية الذاتية".

وأضاف: "الشعب المصري في طريقه اليوم نحو تحرير ذاته بالدرجة الأولى"، لافتاً الى أنه "عليه أن يعتاد على الحرية كحياة وليس كغاية لأنه أن تعيش الحرية والديمقراطية ليست بالأمر السهل".

زوين أكدّ أنه ممنوع أن تتخذ الأحداث في مصر منحى أو أن تتجه مواجهة طائفية ضد ذاتهم وضد ما يحلمون به لأن الشعب المصري شعب واحد في صدد دولة الحرية والديمقراطية التعددية"، مؤكدا على "ضرورة عدم الخوف من تحركات الشعوب التي تحاول كسر القيود والخروج من السجن الذي سجنت فيه لأكثر من 40 عاماً".

وختم: "كمسيحيني دفعنا ثمن الحرية آلاف الشهداء"، محيياً "الشعوب التي تدفع من تعبها ودمها ثمن مستقبلها لأنها هي التي تليق بها الحياة".

* موقع 14 آذار

 

النائب نضال طعمة: الحكومة تجرّ البلاد الى مواجهة شرسة وغير مسبوقة مع العالم اجمع... ولا معنى لمواقف عون

سلمان العنداري

علّق عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة على تجديد رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" العماد عون رفضه لبند تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، فقال: " مع كل احترامنا لمواقف ميشال عون من المحكمة، الا اننا نعي تماماً كما يعي هو، ان قراراه ليس بيده، وانه لا يملك كلمة السرّ على الاطلاق، باعتبار ان ل"حزب الله" وحده حق تقرير مصير فريقه السياسي".

طعمة وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني اعتبر ان "قرارا لابقاء على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي او اسقاطها مرهون بوضع "حزب الله" السياسي وبقرار منه، سواء قبل العماد عون او لم يقبل. فاذا راى الحزب ان التمويل ضروري لتجنب هجمة دولية على البلاد، فان البند سيُمرر على طاولة الحكومة، مما يقيها الانهيار، اما اذا رفض "حزب الله" تمويل المحكمة، فمن المتوقع ان تتطور الامور لتصل الى حد اسقاط الحكومة وفرطها بفعل تناقض المواقف بين مكوناتها".

واضاف: "ان معارضة العماد عون ومواقفه التي تصيب المحكمة لن تقدّم ولن تُؤخّر لانها عبارة عن فقاعات اعلامية وسياسية، وستار لما يريده ويبتغيه "الحزب الحاكم" في البلاد".

وحذّر طعمة من "امكانية تعرض لبنان لحصار مالي ومصرفي واقتصادي وسياسي من قبل المجتمع الدولي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، بالاضافة الى الاجراءات التي قد تتخذها منظمات دولية مصرفية ومالية بحق الحكومة في حال عدم الموافقة على بند تمويل المحكمة".

وقال: " الحكومة تجر البلاد الى مواجهة شرسة وغير مسبوقة مع العالم اجمع في وقت نحن بغنى عنها، وبالتالي على كل الاطراف الداخلية ان تعي حساسية الوضع وان تساهم في الموافقة على بند تمويل المحكمة باسرع ما يمكن قبل فوات الاوان ووقوع المحظور".

واضاف: " ان محاولات تعطيل العدالة غير مقبولة على الاطلاق، لانها تضر بالبلاد ومستقبلها، وتعكس صورة سلبية عن لبنان. فالعدالة ضرورية لانها تعني الاستقرار وتثبته، ومن المعيب ان نهاجم المحكمة الدولية وان نرفض العدالة والحقيقة، لاننا بهذا نقضي على الحياة الديمقراطية وعلى الامل بمستقبل آمن ومستقر لكل المواطنين بعيداً من الترهيب والقتل والعنف والتهديد".

ولفت طعمة الى ان "فريق الاكثرية يبحث عن مخارج سياسية جدية لموضوع تمويل المحكمة، والحراك السياسي الحاصل خلال اليومين الماضيين يعكس هذا التوجه لدى اغلبية الاطراف". وتوقّع طعمة ان "توافق الحكومة على تمويل المحكمة بشكل يعارض فيه وزراء العماد عون، ويمتنع "حزب الله" عن التصويت"، على ان يعمد الفرقاء الاخرون الى الموافقة".

واضاف: "في النهاية لا خيار امام كلّ من الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس ميشال سليمان الا بالموافقة على تمويل المحكمة ياقرار هذا البند على طاولة الحكومة، خاصة بعد الالتزامات التي اطلقاها على منبر الامم المتحدة قبل ايام".

وتابع طعمة: "الامور واضحة، اما الموافقة، او المواجهة المحتومة مع المجتمع الدولي والعربي، وبالتالي فان البحث عن مخارج بات امراً ضرورياً لا بد من ايجاده اليوم قبل الغد".

هذا واكد طعمة انه "في حال لم توافق الحكومة على المحكمة الخاصة بلبنان سيكون هناك تحركات على الارض، لاننا لن نسكت على تعطيل العدالة باي شكل من الاشكال خاصة بعد نضال طويل، وبعد تضحيات دامية قدمها عشرات الشهداء في سبيل الوطن وسيادته واستقلاله".

وعن مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة، اعتبر طعمة ان "صحيح ان النائب جنبلاط مع المقاومة ومشروعها، وضد اسرائيل وعدوانها، الا انه مع تمويل المحكمة بشكل حاسم لا يقبل الجدل". واشار طعمة الى ان "النائب جنبلاط يقرأ الامور بروية وها هو اليوم يعطي الفرصة الاخيرة للفريق الحكومي للبت في موضوع المحكمة، وعليه قد يعيد قراءة موقعه وموقفه السياسي بناءاً على ما يمكن ان يتمخّض من "المفاوضات" والاتصالات الجارية حالياً في هذا الخصوص".

وعن الاضراب العمالي العام: قال طعمة: "لا شك ان هناك اولوية للملف الاقتصادي على الملف السياسي، كونه على تماس مباشر مع الناس وحياتها، الا ان الحكومة اليوم تقف عاجزة وغير قادرة على المجازفة بأي ملف اقتصادي قد يحمّل الخزينة مزيداص من الاعباء والمسؤوليات، مع الاشارة الى ان خياراتها السلبية في السياسة انعكست سلبا على الاقتصاد وعلى الوضع الداخلي".

واضاف: "لا شك ان مطالب الناس محقة، الا ان النمو السلبي ووضع الخزينة بالاضافة الى الوضع المالي قد يصعّب الامور اكثر واكثر".

وطالب طعمة الادارات المعنية "بمراقبة الاسعار الفاحشة، وباعادة النظر بالسياسات التي من شأنها ان تزيد الضغوط على كاهل المواطن الفقير المسكين، وبالتالي لا بد من ضبط الامور باسرع وقت ممكن"..

وختاماً، استنكر طعمة بشدة تحليق الطيران الاسرائيلي على علو منخفض في منطقة عكار قبل يومين، معتبراً ان "العدو الاسرائيلي يقوم باعتداءات متكررة على الاراضي اللبنانية من خلال انتهاك السيادة". متمنياً ان "تشكّل التهديدات والانتهاكات الاسرائيلية حافزاً لكل لبناني لتحصين لبنان وصيانة وحدته واستقلاله".

* موقع 14 آذار

 

في انتظار جلاء صورة الوضع في سوريا لبنان يدفع حصته والمحكمة تحاكم وجاهياً

اميل خوري/النهار

يبدو ان الحكومة تحاول الاعتماد على عامل الوقت لحل مشكلة دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية، لان لا حل لها في الوقت الحاضر من دون ان تتعرض لخطر الرحيل او التحول حكومة تصريف اعمال في احسن الاحوال.

لقد بات معلوماً لدى الجميع ان المحكمة ماضية في عملها ولن تستطيع أي حكومة وقفها، وأن المحكمة هي التي تطيّر كل حكومة اذا وقفت في طريقها وليس العكس.

وفي المعلومات ان البحث في تمويل المحكمة يمر بمخارج يسعى اصحاب المساعي الى اعتماد الأسلم منها، وهي:

1 – ان يطرح الموضوع في مجلس الوزراء على التصويت وتكون الكلمة الفصل للأكثرية تطبيقاً للديموقراطية. لكن الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي ليسا مع هذا الطرح لأنهما يفضلان التوصل الى توافق حول هذا الموضوع كونه غير عادي، عدا ان الحكومة ليست حكومة وحدة وطنية تعبر عن رأي الاكثرية الشعبية الحقيقية.

2 – ان يتغيب الوزراء معارضو التمويل عن كل جلسة لمجلس الوزراء يطرح فيها الموضوع لتعطيل النصاب، وهذا من شأنه ان يشل عمل الحكومة كما شلها موضوع شهود الزور، او يهدد الوزراء المؤيدون للتمويل بالاستقالة ردا على هذا التعطيل.

3 – ان يمر بند التمويل ضمن مشروع موازنة 2012. لكن معارضي التمويل قد لا يوافقون على مشروع الموازنة ما لم يحذف منه هذا البند.

4 – ان تتم الموافقة على التمويل بموجب مرسوم. لكن الأخذ بهذا الاقتراح يتوقف على وزير العدل شكيب قرطباوي، وهل يستجيب طلب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ام طلب "تكتل التغيير والاصلاح"؟

5 – ان يتم التمويل بموجب اقتراح قانون معجل مكرر يوافق عليه مجلس النواب. لكن تسهيل إمراره يتطلب تعاون الرئيس بري.

6 – دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة عند نهاية المهلة المحددة للدفع وذلك كسبا للوقت، على امل ان يقدّر المجتمع الدولي ظروف لبنان ويتفهم دقة المرحلة السياسية والامنية والاقتصادية التي يمر بها، وقد يكون هذا ما ستلجأ اليه الحكومة كي تتجنب مضاعفات القبول بالتمويل او رفضه.

وثمة من يقول ان المجتمع الدولي قد لا يعاقب الشعب اللبناني جراء موقف فئة منه ويمنح لبنان فترة سماح الى حين تمكِّنه الظروف الموضوعية من الموافقة على التمويل. اما اذا رفض بقصد تعطيل عمل المحكمة، فإن هذا الرفض لن يؤدي الى ذلك، اذ في استطاعة الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون تأمين المبلغ المطلوب من مصادر اخرى ويبقى المبلغ ديناً على لبنان يسدده في ما بعد.

والسؤال المطروح هو: هل يكون عامل الوقت هو ما ستلجأ اليه الحكومة لتتجاوز "قطوع" تمويل المحكمة، اذ من الآن الى ان يحين موعد دفع حصة لبنان او إمهاله لدفعها الى ما بعد انتهاء المهلة تقديرا من المجتمع الدولي لدقة الظروف التي يمر بها وتكون المحكمة تاليا قد قطعت شوطاً في تنفيذ اجراءات محاكمة المتهمين بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه والجرائم المتصلة بها، وبات في الامكان تنفيذ مذكرات توقيفهم تمهيداً لمحاكمتهم، اذ يكون بعضهم قد فقد الحصانة التي يتمتع بها وبعضهم الآخر فقد الحماية التي يحظى بها.

والاعتماد على عامل الوقت قد يكون هو الحل، لأن ضعف الدولة اللبنانية لا يمكّنها من الايفاء بالتزاماتها حيال المحكمة والمجتمع الدولي سواء بالنسبة الى دفع حصة لبنان من التمويل أو باعتقال المتهمين الاربعة بتنفيذ جرائم الاغتيال، كونهم يحظون بحماية "حزب الله"، وان اجهزة "الانتربول" غير قادرة هي ايضا على اعتقالهم بفعل الاوضاع الشاذة السائدة في لبنان. واذا كان هذا هو الوضع مع المتهمين الصغار بتنفيذ جرائم الاغتيال فكيف مع المتهمين الكبار بالتخطيط لتنفيذ هذه الجرائم؟

لذلك لا بد للدولة اللبنانية وللمجتمع الدولي من انتظار حلول الوقت المناسب الذي يستطيع معه لبنان تنفيذ التزاماته حيال المحكمة. والمحكمة تستطيع محاكمة المتهمين وجاهياً وليس غيابياً. وهذا الوقت قد تأتي به التحولات الكبرى في المنطقة التي ترفع الغطاء عن الجميع، وبالاخص انجلاء صورة الوضع في سوريا. هذا اذا لم يكن للمجتمع الدولي اهداف من خلال المحكمة سوى معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة في جرائم الاغتيال. اما اذا كانت له اهداف اخرى، فإنه سيعاقب لبنان اذا لم يدفع حصته من تمويل المحكمة ضمن المهلة المحددة ويكون ذلك عندئذ سببا لمزيد من الانقسام بين اللبنانيين حول الموضوع قد يخرجه من نطاق المؤسسات الدستورية الى الشارع، لتهب على لبنان عاصفة التغيير التي تهب على المنطقة.

 

تمسّك ميقاتي بالالتزامات يوفّر له إيجابيات

تصاعد الاهتمام الديبلوماسي بالثنائية الحكومية

روزانا بومنصف/النهار  

تجد مصادر ديبلوماسية في التزام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العلني بتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان واستعداده لمواجهة القوى التي اتت به الى رئاسة الحكومة من اجل هذه الغاية سببا جوهريا من اجل سعي دول معنية الى مساعدته او ايجاد السبل لذلك. وتقول هذه المصادر ان ميقاتي لم يفصح لها عن السبيل لتمويل المحكمة لكنه يعطي انطباعا امامها انه مصمم على ذلك كما لو ان لديه فكرة ما او اتفاقا على فكرة ما مع آخرين ولا يرغب في الافصاح عنها. وهو يعطي ايضا انطباعا عن مرونته وانفتاحه اللذين يلقيان صدى ايجابيا لدى من يلتقيه من رؤساء البعثات الديبلوماسية. كما ان النماذج التي قدمها في اتاحة المجال امام صدور البيان الرئاسي حول الموضوع السوري ولاحقا في عدم معارضة القرار الذي كان سيدين النظام السوري في مجلس الامن اخيراً مرّت بسلام على رغم ان معارضة لبنان اتت على خلفية جملة عوامل، لعل ابرز هذه العوامل تدخُّل الروس لدى السوريين لإعفاء لبنان من الضغوط عليه من اجل اتخاذ قرار بمعارضة القرار في ظل نية روسيا استخدام الفيتو وتاليا تعطيله علما ان تعليمات خطية كانت اعطيت للسفير نواف سلام للتصويت ضد القرار. الامر الذي لم يوافق عليه السفير لعدم رغبة في احراج لبنان نفسه امام المجتمع الدولي وتأزيم وضعه الداخلي ووافقه الرئيس ميقاتي الذي تواصل مع النظام السوري لهذه الغاية.

وهذا الانطباع الذي يتركه الرئيس ميقاتي لدى محدثيه الديبلوماسيين عن رغبته في تحييد القرار اللبناني عن التأثيرات الاقليمية المباشرة، إنْ من خلال النظام السوري او من خلال "حزب الله"، وعدم اخفائه رغبته في الحصول على المساعدة من اجل ان يكون القرار السياسي اللبناني متوافقا مع المجتمع الدولي من جهة وبالتوازن مع الداخل اللبناني من جهة اخرى وفق الانطباع الذي يتركه امر يطيب للديبلوماسيين سماعه. كما يحفز لديهم عدم جواز ترك رئيس الحكومة وحيدا من دون مساعدة لئلا يضطر الى الوقوع كليا تحت سيطرة الاكثرية في الحكومة. وهذا الانطباع لا يقتصر على من يلتقيه من الديبلوماسيين في بيروت بل طاول ايضا اللقاء الذي عقده مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اخيرا في نيويورك على هامش مشاركته في ترؤس جلسة لمجلس الامن ابان رئاسة لبنان للمجلس خلال شهر ايلول الماضي. ولذلك فان الولايات المتحدة اعادت احياء موضوع المساعدات للجيش اللبناني علما ان المسألة كانت قيد المتابعة منذ بعض الوقت وليست بنت ساعتها كما ان هناك عواصم عرضت تقديم مساعدات لوجستية اخرى وتم بحث الامر اخيرا مع وزارة الدفاع ولاحقا مع قيادة الجيش. وتقول هذه المصادر ان ميقاتي يتحدث بوضوح في موضوع التزام القرارات الدولية بما فيها المحكمة الخاصة بلبنان واعلن التعاون معها ولم يحصل اي خلل حتى الآن لجهة التعاطي الخارجي معه. كما يظهر ارادة في معالجة الامور المحرجة لحكومته ولو من دون ان يعلن عنها تفاديا لزيادة الانقسام في المواقف الداخلية. اذ هو ابلغ سائليه عن موضوع الخرق الذي قام به الجيش السوري للاراضي اللبنانية انه قام بالاتصالات اللازمة من اجل ذلك لمعالجة الامر ومنع تكراره.

وتقول هذه المصادر ان المعادلة تبرز للديبلوماسيين المهتمين وفق الآتي:

- هناك اكثرية في الحكومة تحاول ان تفرض روزنامتها الخاصة وفق ما يظهر في مواقف ابرز افرقائها اي "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" الذي يساهم من خلال الحملات التي يشنها رئيسه العماد ميشال عون على رئيس الحكومة في تعزيز اقتناع الدول الغربية المهتمة بضرورة اثبات الرئيس ميقاتي قدرته على عدم تنفيذ روزنامة هذين الفريقين وفق ما يبدو لديبلوماسييها. وكان هناك تجربة مشروع الكهرباء الذي لم ينفذه وفق رغبة اصحابه، كما كانت تجربة التصويت في مجلس الامن ضد القرار المتعلق بادانة النظام السوري والذي اختلف مع موقف الفريق الشيعي في حكومته الذي كان يطالب بالتصويت ضد القرار. وتاليا فانه في موقع من يمكنه ان يعطي المجتمع الدولي شيئا ويحرص على تأمينه عبر السعي الى انتزاع موقف معتدل في الحكومة او من خلال معارضة حلفائه في الحكومة او الضغط عليهم. ومع ان هذه المصادر لا تنكر وجود بُعد داخلي يتصل بعوامل طائفية من ضمن الصراع القائم في لبنان مما يسهل على رئيس الحكومة انتزاع ما يمكنه انتزاعه من حلفائه تدعيما لموقفه داخل طائفته خصوصا في ظل حرص النظام السوري و"حزب الله" على ان يكون ذلك على حساب الفريق الذي يمثله الرئيس سعد الحريري من ضمن الطائفة السنية، فان ما يهم العواصم المعنية هو عدم سيطرة "حزب الله" على القرار اللبناني من جهة وعدم الاخلال بالتزامات لبنان من جهة اخرى. وهذين الامرين هما تحت السيطرة الى جانب الوضع الامني والسياسي عموما.

وهناك من جهة اخرى معارضة تستهدف الرئيس ميقاتي على نحو اكثر من استهدافها مكونات الحكومة باعتباره هو في الواجهة ولرغبتها في وضعه في مواجهة افرقاء الحكومة مما لا يسهل على رئيسها ان يكون في وضع سهل.

 

نار الفتنة... "عقب أخيل" مصر

امين قمورية/النهار     

مصر حجم كبير ودور أكبر، ومن الطبيعي ان تكون لثورتها معان كثيرة وأبعاد استراتيجية من شأنها ان تقلب المعادلات وتغير الخرائط. المستفيدون منها كثر وحتما المتضررون منها كثر ايضا، لذا بعثت الخوف والقلق في نفوس من يخشى ان تستيقظ مصر من سباتها وتستعيد مكانتها في عالمها ومحيطها.

ثورة 25 يناير، منذ اليوم الاول، لم تسلم من الاستهداف او من الثورة المضادة. لم يوفر المتضررون، في الداخل والخارج، أي وسيلة إلاّ استخدموها لاعادة مصر الى قوقعتها والانشغال بفوضاها، تارة بمعارك الذم والوقيعة بين الجيش والثوار، وطورا بالصراع الواهي بين الدولة المدنية والدولة الدينية وبين العلمانيين والاصوليين، او بين القديم والجديد وبين التقليدي والثوري. الان تستعيد الفتنة الطائفية عافيتها وتخرج رأسها مجددا لتحجب اي صراع آخر.

نار الفتنة، "عقب اخيل" الثورة، لابل "عقب اخيل" مصر. هي الداء الادهى، هي العلة الاخطر، هي وحدها القادرة على هدم هيكل الثورة والدولة على رأس مصر ورؤوس اهلها.

جذر الفتنة، ارضه خصبة وتربته جاهزة:

- مجلس عسكري، جسم كبير على رجلين من قصب، يدار ولا يدير، تاخذه ريح في اتجاه وترده ريح اخرى في اتجاه معاكس، طابت له السلطة وصار همه الوحيد الحفاظ على مكتسباتها وضمان الا يخسر ما كان اكتسبه منها في

العهود السابقة واعمته التسويات عن الحسم وحماية الوطن.

- قلة متشددة من السلفيين والاصوليين مشبعة بتكفير الآخر وتهميش كل من يخالف عقيدتها واقصائه او حتى الغائه، وترى في فوضى الثورة فرصة لنشر الظلام في الحياة الدنيا من أجل كسب النعيم في الحياة الآخرة.

- قلة متعصبة من الاقباط، تغذت من قلق الاقليات على نفسها في ظل التهميش وفقدان المساواة، وصار

الخوف على المستقبل وسط بحر الاكثرية دافعها الى الانعزال والتقوقع وحماية النفس حتى لو كانت هذه الحماية من الخارج.

- جبل هائل من التشريعات التي تميز بين مواطن وأخيه المواطن ولاتراعي الحد الادنى من حقوق الانسان في التعبير عن الرأي والمعتقد، وجبل أكبر من السياسات التي تراكمت مدى عقود وكرست الشرخ والتهميش والتمييز بين مصري وآخر. هذه التراكمات باتت تحتاج الى عقود لتفكيكها وازالة فخاخها حتى تستقيم الوحدة الوطنية.

ما حدث بالأمس أمام ماسبيرو، ليس الانذار الأول، لكنه قد يكون الأخير اذا لم يرتفع الصوت عاليا لحماية "عقب" مصر وثورتها من سهم مسموم قد يكون قاتلاً.

 

خبراء قانونيون يضعون دراسة لمعارضي المحكمة: التمويل بالنسبة الى لبنان "خيار وليس التزاماً دولياً"

ابراهيم بيرم /النهار

لا تخفي اوساط الجهات المعادية للمحكمة الدولية، انها لن تكف عن "اجتراح" مسلك دستوري وقانوني يؤدي الى تعطيل عمل المحكمة الدولية ومسارها. لذا بادرت مجموعة من الخبراء في القانون الدولي والدستوري، في المدة الاخيرة الى وضع تصورات وتوجهات في هذا السياق، سيتكىء عليها وزراء ممثلي هذه الجهات في اطار مواجهتهم مسألة تمويل المحكمة، وفي سياق اعادة النظر في البروتوكول الموقع بين لبنان ومجلس الامن، والذي بموجبه انشئت المحكمة وخرجت الى حيز الضوء.

اول هذه التصورات والتوجهات ان يبادر لبنان رسميا الى طلب كشف بموازنة المحكمة ما دام يدفع حصة مالية تعادل 49 في المئة منها (اي نحو 40 مليون دولار)، وتكون بالتالي مجمل نفقات المحكمة سنويا 80 مليونا دولار.

واذا وافقت الجهات المعنية بالامر على هذا الطلب، فسيتاح للبنان معرفة اوجه الصرف والنفقات التي تشمل رواتب القضاة والموظفين، وبدل ايجارات المكاتب والمقر الرئيسي في لاهاي والمستشارين والمحققين، فضلا عن النفقات السرية.

وبالطبع سيكوّن لبنان ايضا على بينة من نفقات التحقيق، وعليه ايضا سيكون صورة متكاملة وشفافة عن كل اوجه الانفاق والوقوف على الثغر فيها، مما قد يتيح تشكيل قاعدة بينات للطعن بالمحكمة نفسها ومسارها ومسلك القيمين عليها ليبنى على الشيء مقتضاه.

اما اذا رفضت المحكمة التجاوب مع طلب لبنان، فسيكون في امكان من يريد احاطة المحكمة بمزيد من حلقات الشك ان يبني على الشيء مقتضاه، وثمة اجراءات قانونية جاهزة لكلا الاحتمالين.

والعنوان الثاني العريض الذي ينطلق هؤلاء الخبراء منه ليواجهوا مسألة ما بعد رفض لبنان تمويل المحكمة، وما يمكن ان يلجأ المعنيون بها اليه هو خيار فرض عقوبات على لبنان، وجعله يقف في مواجهة المجتمع الدولي، كما يهدد البعض ويلوح به.

وعليه، ينطلق هؤلاء من ثابتة بالنسبة اليهم، استنبطوها بعدما تمعنوا جليا في البروتوكول الموقع بين لبنان والامم المتحدة والذي قضى بانشاء المحكمة والخيارات التي بنيت عليها، وفحوى هذه الثابتة ان إنقاذ المحكمة وتمويلها ليس مسألة التزام دولي بالنسبة الى لبنان، بل خيار يمكن الرجوع عنه اذا ما شاء واراد.

ويقف هؤلاء عند المادة 5 من البرتوكول، ليجد ما نصه ان لبنان يتحمل 49 في المئة من تمويل المحكمة وان الـ51 في المئة المتبقية عبارة عن تبرعات الدول، وفي نهاية الفقرة نفسها ورد انه في حال عدم كفاية التبرعات من الدول، "يقوم الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن بالبحث (وليس بتأمين) عن وسائل بديلة لتمويل المحكمة".

وفحوى هذه المادة، وفق هؤلاء، انه اذا امتنع لبنان عن دفع حصته، فليست هناك من عقوبات او موجبات او ما الى ذلك، وفي الاصل ووفق المدة نفسها لم تلحظ الحالة التي يمتنع فيها لبنان عن تمويل المحكمة.

وفي بناءات القرار الدولي الرقم 1757، الصادر عن مجلس الامن في 30 ايار عام 2007، ورد انه اذ تبين ان التبرعات لا تكفي كي تضطلع المحكمة بولايتها، يبحث الامين العام ومجلس الامن عن وسائل بديلة لتأمين تمويل المحكمة.

كذلك نصت البناءات نفسها على ان يكون طلب الامين العام للامم المتحدة اي شيء يتعلق بالمحكمة وعملها ومسارها هو "بمعية الحكومة اللبنانية"، وبالتالي فان كل البناءات تعني ان المحكمة هي من اجل مصلحة لبنان.

فاذا كان هناك التزام دولي تجاه لبنان، لمساعدته وفق المادة 5 من البروتوكول فيتبين ان التمويل من جانب لبنان عنصر اساسي في المحكمة لانه ينم عن ارادة واضحة في بقاء هذه المحكمة واستكمال مهماتها، وبغياب التمويل ينتفي اي مبرر لبقاء هذه المحكمة الدولية، كما يتعذر حسب البرتوكول على الامين العام استكشاف وسائل بديلة للتمويل باعتبار ان هذه المهمة محصورة في حال عدم كفاية تبرعات الدول.

وعليه، بضيف هؤلاء الخبراء، ان المحكمة وتمويلها ليسا التزاما دوليا بالنسبة الى لبنان وفقا للقانون الدولي العام، ومهمة الامين العام للامم المتحدة البحث عن وسائل بديلة في حال عدم كفاية تبرعات الدول فقط.

يضاف الى ذلك ان نظام انشاء المحكمة الدولية يفيد في شكل واضح انها ليست هيئة دولية من هيئة الامم المتحدة، بل هي ذات طبيعة خاصة واختصاص محصور ومحدد، لذا فهي ليست اطلاقا كيانا دوليا يتخذ صفة الديمومة والاستمرارية.

وفي كل الاحوال، يدرج هؤلاء الخبراء في تصوراتهم احتمالين لا ثالث لهما بالنسبة الى الموضوع الحساس الذي يفرض نفسه بإلحاح على صفحة السياسة اللبنانية.

الاول: اذ قررت الحكومة، وهذا اضعف الاحتمالات، ان تستمر في تمويلها للمحكمة الدولية، فستواصل هذه المحكمة عند ذلك عملها.الثاني: اذا اخذت الحكومة قرارا بالامتناع عن تمويل المحكمة، وهذا الارجح، لتتوقف المحكمة عن متابعة عملها ويباح للحكومة عند ذلك اعادة ملف جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى لبنان ليتابع المجلس العدلي النظر فيه، وبالتالي يستعيد القضاء اللبناني سيادته ويوفر لبنان 40 مليون دولار. في الخلاصة، يستنتج هؤلاء الخبراء ما مفاده ان مساهمة لبنان في نفقات المحكمة الدولية لا تشكل التزاما دوليا، بل انها خياراً لا اكثر ويعود للحكومة اللبنانية اعتماده او التحلل منه من دون ان يرتب عليها واجبات او عقوبات.

 

محاولة لاغتيال "الربيع العربي" من بوابة مصر

 أسعد حيدر/المستقبل

الصدامات بين مجموعات قبطية ووحدات من الجيش المصري في وسط القاهرة، ليست عفوية ولا بريئة. لا يمكن حالياً تحديد المحرّضين والمفتعلين وحتى المنفذين. كثيرون لا يريدون لمصر الخير، ولا لثورة 25 يناير النجاح. أصبح نجاح ثورة 25 يناير همّاً كبيراً للعديد من القوى المصرية ولقوى ودول خارجية بعضها اقليمي وأخرى دولية. لكن كل ذلك لا يعفي المصريين من مسلمين وأقباط ومن إسلاميين وأقباط من المسؤولية. في النهاية النتيجة واحدة، سواء كانت مشاركتهم أو شراكتهم ناتجة من غضب داخلي أو نتيجة لتحريك خارجي، النتيجة هي خراب مصر. الخسارة مشتركة. السؤال لا يعود فقط: لماذا أقدمت هذه القوى والشرائح الاجتماعية على الانتحار؟ وإنما ماذا بعد الانتحار الجماعي ومَنْ هو المستفيد؟

يوجد قرار في مصر خاطئ وباسمه تُرتكب خطايا. القرار يتعلق ببناء الكنائس. في بلد مثل مصر، حيث كل يوم يقوم فيها مسجد لدرجة أنّ القاهرة هي عاصمة المآذن، لا يحق للأقباط بناء كنائس لهم أو حتى ترميم كنائسهم. مهما كانت دوافع تجمّعات قبطية وراء تنشيط بناء كنائس لهم، فإنّه يبقى حقاً مكتسباً تتم معالجته بالقانون. إعطاء الأقباط الحق ببناء كنائسهم حيث هو حق لهم . المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قادر على ذلك، رغم كل التعقيدات. متى حصل ذلك، يتم نزع شوكة من خاصرة مصر، وأيضاً "مسمار جحا" لقوى خارجية لا شغل ولا عمل لها سوى التحريض والفتنة. هذا القرار مقدمة لا بد منها لا بل شرط لكل الحلول. بعد ذلك يمكن التعامل بقوّة مشروعة مع كل أنواع التحريض والتخريب.

يبقى أنّ كل الأسئلة حول هوية المجرمين والمخرّبين مشروعة خصوصاً وأنّ مصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة جداً ومعقّدة. الثورة انتصرت لكنها لم تكتمل. قوى كثيرة تريد نحرها، إما للانتقام وإما لأنها تخاف من أن تكون مساراتها مضادة لكل طروحاتها. يمكن الذهاب بعيداً في كل الاتجاهات لتحديد هوية القتلة المفترضين للثورة ولأمن مصر القومي والاستراتيجي. لكن بداية يجب الانطلاق من أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتقدم ببطء شديد في معالجة مخلفات المرحلة المباركية، وهو لا يحسم إلا بعد اختبارات وممارسات ميدانية مباشرة. لعل أبرز مظاهر البطء تبدو ظاهرة لكل المصريين، في عدم الإسراع في اقتلاع "المباركيين" من السلطة. ليس مطلوباً أن تشن حملة اجتثاث واسعة وشاملة لهؤلاء المباركيين حتى لا تقع مظالم ولا تنزلق ثورة 25 يناير إلى مستنقعات الديكتاتورية. لكن كان وما زال مطلوباً اقتلاع بارونات المباركية ووضع "أمرائهم" ومعاونيهم تحت المراقبة المباشرة وتحويلهم إلى المحاكمة بسرعة. الأهم كان وما زال أن تسرع المحاكم في إصدار أحكامها ضدّ "المباركيين" حتى يخاف الآخرون. حتى الآن ما زالت فلول المباركيين قادرة على تغيير نتائج الانتخابات القادمة من طريق المشاركة تحت أسماء حزبية عديدة الأعمى يعرف أنّها تجمعهم وتؤطرهم لإنجاز حركة انقلابية شرعية.

لا شك أنّ السلفيين وهم غير الاخوان المسلمين يثيرون الكثير من التخريب والضجيج أكبر من حجمهم. التخريب يخيف، ويضخّم كل الأخطار. يجب تحديد مَنْ يحرّكهم ومَنْ يموّلهم. إنهم خطر قائم على مصر وعلى العالم العربي. خطرهم أنهم يرفضون الآخر الذي ليس منهم، وانهم يريدون إرجاع هذه الأمّة إلى الماضي الذي لا يمكن أن يكون مستقبلاً لأي فرد ولا عائلة ولا شعب. السلفيون الذين يهدمون كنيسة هم أنفسهم الذين لا يريدون الديموقراطية ولا الشراكة ولا الأخوّة في الوطن الواحد. ولا شك في أنّ بعض الإعلام الخارجي خصوصاً الفضائيات تلعب دوراً في نفخ نار السلفيين على مجتمعاتهم، وقد حان الوقت للتعامل معهم بكل ما تجود به الديموقراطية من وسائل قانونية وشرعية لحماية الديموقراطية.

قوى مصرية تخاف من الديموقراطية. يمكن لهذه القوى أن تساهم في تضخيم الأخطار، إما لوأد الانتخابات التي ستحسم مسألة الأحجام أو لأنها ترغب في تمديد سلطة القوات المسلحة والتمهيد لتسليم مجموعة من الضباط السلطة نهائياً، فيتم بذلك وأد ثورة 25 يناير مما يحقّق مصالح قوى داخلية وخصوصاً عربية واقليمية وحتى دولية، بذلك ينحر "الربيع العربي" بأيد عربية.

يبقى أنّ للخارج دوراً في ما تواجهه مصر، ومحاولة ضربها من خاصرتها الضعيفة. لإسرائيل مصلحة حقيقية ومباشرة في تخريب مصر. خروج مصر من كسل المباركية وتسليمها بأنّ قوّة مصر من ضعفها، يقلق إسرائيل. الإسرائيليون قادرون مع لوبيات أميركية وكنسية أميركية على لعب دور تخريبي. مناداة بعض الأقباط بانفصال جنوب مصر، نتاج مباشر للعب إسرائيل والقوى المسيحية المتصهينة.

أيضاً يجب عدم إغفال دخول قوى اقليمية اخرى للأسف عربية وإسلامية في صبّ الزيت على النار الطائفية في مصر. من مصلحة النظام الأسدي تدعمه مراكز قرار أساسية ومتنفذة في إيران، إرباك مصر، ومنعها من اتخاذ أي موقف مما يجري في سوريا. مصر مدركة لذلك لهذا لم تستقبل اجتماعاً لديها يومي السبت والأحد الماضيين. مسؤولية مصر حتى وهي تمر في مرحلة انتقالية كبيرة جداً في صوغ مسارات التغيير والديموقراطية. كل قرار يُتخذ حالياً في مصر لإبعادها عن حافة الهاوية يتطلب شجاعة وصلابة لا توجد إلا عند الثوار وأصحاب الرؤى المستقبلية.

 

مسألة قبطية؟

زياد ماجد/لبنان الآن

تطرح الأحداث التي شهدتها مصر في اليومين الأخيرين، وما تخلّلها من توتّر ديني واعتداءات همجية ضد ألوف المواطنين الأقباط المتظاهرين في شوارع القاهرة والاسكندرية احتجاجاً على ما يُصيبهم على يد جماعات أهلية أو أحكام قضائية، أسئلة عدّة حول المسألة الطائفية ومحرّكيها...

من بين هذه الأسئلة، دور المجلس العسكري في تأجيج التوتّر لتبرير الاجراءات الأمنية والسياسية التي يعتمدها والتي تؤدّي عملياً الى إطالة المرحلة الانتقالية، أي بقائه فترة أطول في السلطة تُتيح له المزيد من السيطرة والقدرة على فرض رموزه والمقرّبين منه في أي تسوية يمكن أن يعقدها لاحقاً مع الجهات أو التحالفات السياسية التي تعنيه. واستخدام القضاء لاتخاذ قرار بهدم كنيسة ينخرط على الأرجح ضمن هذا السياق.

من بين الأسئلة أيضاً، دور بعض الجماعات السلفية التي غضّ النظام الطرف عنها في العقود الماضية، وأحياناً شجّعها، فأنشأت بيئة شديدة التزمّت والتعصّب تنحو مباشرة نحو مواجهة الآخر المُغاير، مسيحياً كان أو علمانياً. وهي صارت منذ الثورة وسقوط رأس النظام وبعض مكوّناته، كثيرة الحركة، بارزة الحضور، مُؤثِرَةً الدعَويّة الاجتماعية على الانخراط المباشر في السياسة أو التحضير ترشيحاً لانتخاباتها. ولمّا كانت تتنازع الحقل الديني مع جماعات إسلامية أخرى، ولمّا كانت الأماكن السكنية والمناطق الشعبية التي يقطنها كثر من ناشطيها هي ذاتها مناطق اختلاط ديني، صارت احتمالات الصدامات أعلى، وصار يكفي الحديث أمامها عن "ارتداد ديني" أو "توسيع كنيسة" ليشعل نار الفِتن النائمة.

ومن بين الأسئلة كذلك، دور الوضع الاقتصادي الاجتماعي المتردّي الذي يُبقي ملايين المصريّين من ذوي الدخل المحدود أسراه، فيبحث البعض منهم دورياً عمّا ينفّس غضبه وسخطه. حتى إذا ما خرج الى الشوارع، سَهُل استخدامه وخلق التحاماتٍ بينه وبين جيران له، يغطّيها الإعلام تحريضياً فيساهم في تحويلها في بعض المناطق والأحياء الى التحامات طائفية.

على أن جميع الأسئلة المذكورة، وحكماً غيرها، "تتقاطع" عند الأقباط وتَحوُّلهم الى كتلة يتمّ التحريض ضدّها وإبقاء حالة الخوف مسيطرة عليها. وهذا في ذاته دليل الى تهافت النفي الدائم لوجود مشكلة طائفية في مصر. المشكلة موجودة، وهي في ظل الوضع الحالي آخذة في التوسّع. وصار من الضروري التصدّي لها والتضامن الكامل مع ضحاياها.

 

معتبرًا أنه "لا يحق لأحد أن يسكت عمّا يجري في سوريا لأن ما يحصل هو جرائم ضد الإنسانية"

غليون للأسد: يكفي دماء وأخطاء وإجرام إرحم شعبك

الاثنين 10 تشرين الأول 2011

رأى عضو "المجلس الوطني السوري" الدكتور برهان غليون أنّه يجب "السماح لكل فرد بأن يساهم في العمل الديمقراطي اليوم في سوريا كون الإحباطات تراكمت جرّاء المرحلة الماضية ويجب أن يتغّير هذا الأمر اليوم"، مشيرًا إلى أن "أي فرد حاليًا يرفض الوصاية، والمعادلة الحقيقية للعرب هي الحرية، والإنسان الذي تحد حريته هو مهان فالكرامة والحرية مترابتطان".

غليون، وفي حديث لقناة "lbc" (الفضائيّة اللبنانيّة) من العاصمة الفرنسية باريس، أكّد أنّ "المجلس الوطني السوري" ليس كالمجلس السابق". وقال: "نحن بنينا مجلساً جديداً، الأول كان مبنياً على مجموعة من الأشخاص وضعوا أسماءً تعبر عن جزء من الشعب السوري، فقلنا أنه لا يحق لمجموعة من الناس أن تقرر ماذا يريد الشعب السوري، ولهذا اقترحنا قيام مجلس وطني يمثل القوى الفعلية الموجودة على الأرض"، مشيرًا إلى أن "هذه المعارضة لها تاريخ عريق وفيها مناضلون منذ سنوات ولا يمكن أن يبقوا خارج "المجلس الوطني". وأضاف: "قلنا أنه لا بد لهذا المجلس أن يكون متوازناً ومبنياً على الموازاة والمساواة في التمثيل".

وأضاف غليون: "البعض الذي انتقد عدد الإسلاميين في المجلس، لا يعرف التفاصيل، وهناك فكرة خاطئة تم تظهيرها"، لافتًا إلى أن "هؤلاء ليسوا جميعاً مسلمين وهناك تكتلات تمثل الأطياف المتعددة والقوى التي تسمى إسلامية لها ممثل أو اثنان". وقال: "ولكن المسلمين هم في الأساس مواطنون سوريون ولهم الحق بالتمثيل الكامل ولا يمكن لسوريا الجديدة أن تكون جديدة إذا ميزّت بين إسلامي وغير إسلامي وفي كل الحالات في الانتخابات يقرّر الشعب السوري من يريد أن يحكمه، ولكن اليوم ما نريده هو أن يسقط النظام".

وعلّق غليون على كلام (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم بالقول: "هذا الكلام هو اعتداء على سيادة الدول الاخرى لأنّ هذه الدول لها الحرية الكاملة بالاعتراف بالمعارضة أم لا"، مشيرًا إلى أن "القول بأن هناك اجراءات ستتّخذ ضد من يعترف تدل على ان النظام مرعوب وخائف وبدأ يشعر حقيقة بالخوف من هذه المعارضة". وأردف: "لو كنت مكان الدول الأخرى لاعترفت بالمجلس لسبب واحد، هو أنه لا يحق لأحد أن يسكت عمّا يجري في سوريا لأن ما يحصل هو "جرائم ضد الإنسانية" وما يحصل في الرستن أكبر دليل على ذلك".

ورداً على سؤال عمّا إذا كان هناك مجموعات إرهابية ومسلحة في سوريا، أجاب غليون: "بعد 7 اشهر ذهب زهاء 10 آلاف شهيد وحوالي 10 آلاف جريح  والمعتقلون زادوا عن 100 الف"، مشيرًا إلى أن "هناك من يطلق النار في الشارع والمسيرات التي يقوم بها الشعب السوري هي مسيرات سلمية ولكن الصدام يأتي من القوات العسكرية التي انشقت عن هذا النظام وبات بعض عناصر الجيش في حرج أمام أهلهم لأنهم وجدوا أنفسهم أمام موقف إطلاق النار على المتظاهرين".

وحول ما إذا كان هناك رهان على سقوط الجيش وانقسامه، قال: "هؤلاء المنشقون أبناؤنا وسنتعامل معهم في سياق ما يحصل، والجيش الباقي يدفعنا إلى معارك ليست معاركه ولكن نحن نريد أن يتقدم الجيش كمؤسسة وطنية ويقوم بخطوة كبيرة إنقلابية ربما ضد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد بما يتوافق مع المعارضة". ورداً على سؤال إذا ما كان سيرأس "المجلس الوطني"، أجاب: "هذا شيء ثانوي والمهم أن نمثل المعارضة والشعب السوري"، معتبرًا أنّ "السوريين باتوا حساسين من كلمة الرئيس لأن الرئيس القائد أصبح صورة تسيء إلى كلمة "الرئاسة". 

وإذ تابع: "لم نقم بعد بالإجراءات الضرورية للاعتراف بـ"المجلس" ولكن ما قمنا به في القاهرة هو لنقل نشاطاتنا إلى بلد عربي، مع أن تركيا بلد صديق، ولكن نقوم بنشاطنا على اساس التوازن ولا نريد للمجلس أن يصبغ سوى بصبغة الشعب السوري"، أضاف غليون: "بداية العمل لـ"المجلس" بدأت أصلاً في الدوحة وجهود المؤتمر الذي أقيم في الدوحة كانت أساسية لنجاح المجلس اليوم، ولكن نصرّ على أن يكون العالم العربي وراء "المجلس الوطني" قبل أي شيء آخر"، مشددًا على أن "ليس هناك سوري اليوم يقبل أن يضع يده بيد الأسد"، وقال: "عليه أن يتنحى وأن يخرج من حياة الشعب السوري لأنه بات رمزاً لتدمير الشعب السوري".

وأردف غليوان قائلاً: "نحن نخرج من استبداد ولا نريد أن ندخل في استبداد آخر، وما يحصل في المجلس السوري اليوم هو طبيعي، نحن لا نعمل مع أي بلد آخر والهدف الوحيد والسياسة الوحيدة التي نتبعها هي التي تبلورها أطراف هذا المجلس والاختلافات في المجلس هي التي ستؤدي إلى خريطة طريق عمله للمرحلة المقبلة". وشدد على أن "كل سياسة المجلس تقوم على قاعدة التوافق ولن يسيطر المسلمون أو العلمانيون أو أحد على قراراته، هناك عمل جماعي اليوم ونريد أن يكون موقفنا متوازنا من تيارات الشعب السوري، بين الشرق والغرب ، وليس لدينا عدو سوى اسرائيل ، ونتعامل مع الدول على قاعدة وطنية وما يصبّ في مصلحة الشعب السوري".

ورداً على سؤال "من فبرك "المجلس الوطني" وعن الدور التركي أو الأميركي والإسلامي"، أجاب غليون: "هذا "المجلس" يختلف عن المجلس السابق الذي كان غير متوازناً، وتكوّن "المجلس" الجديد على اسس مختلفة عن السابق، وقلنا بأننا نريده أن يمثل القوى السياسية السورية الحقيقية، فقمنا بدعوة التنسيقيات الأساسية في الدوحة حيث ناقشنا الأمور مع القوى وكان يجب أن يصدر بياناً تأخر لأسباب عديدة، لكن كان في ذهننا أنه لا يجب التأخر أكثر في إعلان "المجلس الوطني". ورداً على سؤال "من الجمهور حول مبلغ 20 مليون دولار قبضها من الأمير القطري"، قال: "هذا كلام فارغ ومخابراتي وإذا قبضت أم لا ، لا أحد يعرف، ومرتبي هو من العمل الجامعي ولست بحاجة لأموال، ومن بحاجة للأموال لا يضع روحه على كفه في مواجهة نظام شرس مثل النظام السوري".

وتابع: "نحن اليوم ننتظر تبرعات رجال الأعمال السوريين الكثر الذين أبدوا استعدادهم للمساعدة، ولا ننتظر دعم أي بلد، إنما إذا ساء الوضع قد نحتاج إلى دعم إخوتنا العرب"، مشيرًا إلى أن "هناك سوريين أغنياء ومتحمسّين لدعم سوريا ومسيرة الشعب السوري". وقال: "نحن وضعنا خارطة طريق ونراهن على أمور عدة ولكن لا نعرف متى يسقط النظام، ونحن ندعم الشباب على الأرض في سوريا، ونراهن على استمرار الانتفاضة والشعب السوري لم يكن يوماً مصراً على اكمال المسيرة حتى النهاية".

وانتقد غليون ما قاله الرئيس السوري وما جاء على لسان (مستشارة الأسد) بثينة شعبان بأن الثورة انتهت وقال: "يتبيّن أن ما يحصل هو العكس مثلما حصل في "أسبوع المجلس الوطني" في سوريا من تظاهرات، وعلينا دعم الثورة إعلامياً وسياسياً ومادياً ونريد انتزاع حق الشعب السوري بالديمقراطية وأحقية قضيته ونريد أن نجعل هذا النظام كالورق الصفراء التي تسقط وتجرّد من كامل صلاحياته ، وسنحمي شعبنا من القتل وسفك دماء الأبرياء".

وحول موقف روسيا قال غليون: "المشكلة مع الروس هي مع الدول الغربية  والاوروبية بشكل خاص، وهذه الدول لم تقم بدورها باقناع الروس بتغيير مواقفها، وعليهم أن يقنعوهم. نحن بلد ضمن صراع اقليمي ودولي، والموقف الروسي قابل للتغيير وهذا جزء من مهمتنا". وعن المفاوضات مع النظام السوري قال: "المفاوضات مقطوعة إلا بشرط واحد هو إزالة نظام العنف والاستبداد وإذا كان من مفاوضات ستجرى هي إذا قرر طرف في النظام بالانتقال بالنظام إلى الديمقراطية نتواصل معهم"، لافتًا إلى أن "هذه الأطراف قد تكون في الجيش أو أعضاء في النظام لم يلوثوا أيديهم بالدم، ولكن ليس مع بشار الأسد إطلاقاً".

وحول ورشة الإصلاحات التي قام بها الأسد سأل غليون: "هل من قبيل الصدفة أن الشعب السوري فهم أن ما يسمى بالإصلاحات كلام فارغ ؟ ولو كان الاصلاح حقيقياً لماذا يستمر الشعب السوري بالمطالبة باسقاط النظام إذن ؟". واضاف: "إن التعاطي لا يكون بالقتل والضرب، المطالب اليوم هي مطالب شعب كامل وفئات من كامل شعبه، واليوم لسنا في حالة قمع للتظاهرات بل في حالة حرب عالمية تخاض بكل الأسلحة ضد الشعب السوري وضد المناطق السورية".

ورداً على سؤال من المشاهدين حول ما إذا كان المطلوب إسقاط النظام العلوي لتركيب نظام السنّي بديلاً عنه، أجاب غليون: "جزء مما يحصل هو الخروج من منطق الطائفية إلى النظام المدني الذي تتساوى فيه حقوق المواطنين وأهم ما يحصل هو التركيز على كرامة الفرد وحريته ولن نعود إلى فكرة وضع طرف مقابل طرف"، مشيرًا إلى أن "النظام استخدم الإرهاب في الداخل والخارج ونريد لسوريا أن تخرج من هذه الدوامة، وهي ستكون ديموقراطية وتتعامل مع كل الدول العربية" .

وحول ما إذا كان النظام اليوم ووضعه يشبه السيناريو الليبي قال غليون: "التدخل العسكري ليس بيد المعارضة السورية أو الشعب إنه يرجع إلى توقف النظام عن ممارساته"، معتبرًا أن "التدخل العسكري مطروح بسبب المعاناة". وقال: "نحن مع حماية المدنيين التي تستدعي صيغاً عديدة ونحن سنفرضها وسنتوافق ونتناقش مع الامم المتحدة على الصيغ التي ستتطبق لحماية الشعب السوري". وتابع: "نحن نقول بأننا لا نريد التدخل العسكري ونرفضه ولكن اذا استمر بشار الأسد بفعل ما يفعله بالشعب السوري، سيتغيّر الأمر، ولن نتقدم بطلب لـلـ"ناتو" بالتدخل العسكري، وسنتقدم ونسعى بجميع جهودنا في الامم المتحدة من أجل حماية المدنيين ولا علاقة للأمم المتحدة بـالـ"ناتو""، سائلًا: "ماذا نفرض على السوريين باستدعاء الـ"ناتو"؟ وأضاف: "هذه أوهام موجودة لدى البعض وهي غير واقعية والـ"ناتو" ليس لعبة بيد أحد وليس نحن من يطلبه والرهان اليوم هو على استمرار الثورة ودعمها ، عمل دولي لدعم الشعب السوري، وحماية الشعب السوري ولسنا مع تسليح الناس، نحن مع ثورة سلمية".

وأردف غليون قائلاً: "ما من ثورات حقيقية في التاريخ إلا وكانت سلمية، وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم". وأردف: "نقع في الفخ الذي ينصبه النظام إذا استخدمنا السلاح ، ويصبح الأمر أشبه بحرب ضد ميليشيات وهذا ما لا نريد إعطائه كذريعة للنظام". وحول الخرائط العسكرية التي قيل بأن "المجلس الوطني" وضعها، نفى إطلاقاً الأمر وقال بأنها مطية من النظام السوري، مؤكدًا أنه "لن يكون حرباً أهلية في سوريا". وقال : "التاريخ أظهر أن هوية سوريا لا تفصل عن تاريخها وبدون الدروز والعلويين والمسيحيين والسنة لا توجد سوريا"، مشيرًا إلى أنه "لقد تكوّن وطناً سورياً حقيقياً خلال التاريخ لليوم وهناك شعور وطني حقيقي". وتابع: "لا تقارنوننا بأنظمة أخرى، مثلاً لبنان قام على طوائف، أما في سوريا قام النظام على فكرة الدولة الواحدة"، مشددًا على أن "السوريين شعب عربي واحد بصرف النظر عن الانتماءات الطائفية".

وحول كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قال برهان غليون: "أفهم مخاوف المسيحيين والجماعات والطوائف الصغيرة لكن في الوقت نفسه الحل ليس في حلف الأقليات ضد الأغلبية لأنه يدفع بالأغلبية إلى أن تصبح أكثر شراسة"، مؤكدًا أن "الحل هو بالديمقراطية". وسأل: "ما الذي جعل السوريين أن يقبلوا بفارس الخوري رئيساً لحكومتهم"؟ وتابع مجيباً: هذا لأنهم فهموا الديمقراطية".

وقال غليون: "هناك ضمانات نعمل عليها هي أن تكون الدولة مدنية وأن يكون هناك ميثاق وطني وأن يكون هناك لقاء بين ممثلي الطوائف والاديان وحركة عمل من أجل امتصاص التناقضات وتطمين الناس وهذا ضمانة لانتصار الثورة عندما تنطوي كل أطراف الشعب السوري داخل هذه الثورة لتصبح الديموقراطية لكل الناس".

وإجابة على سؤال من قتل نجل المفتي السوري (أحمد بدر حسون) قال غليون: "مفروض على النظام السوري الإجابة ولا استبعد أن تكون المخابرات قتلته لأن المخابرات تتحكم بسوريا والمفتي لسوء الحظ وضع نفسه في صف النظام وغطّى ممارسات النظام، وطالما كان النظام في سوريا منغلقاً على الصحافة وغيرها كل ما يقال ويشاع كذب والأمن السوري يتلاعب بالتحقيقيات ويقتل من أجل إثارة الفتن والحرب الأهلية".

ورد على ما قاله المندوب الروسي في مجلس الأمن، بالقول: "هذا النظام هو المصدر الرئيسي للعنف وليس التظاهرات وقد يفتح أفقاً امام الحرب الأهلية"، معتبرًا أن "المعارضة ليست مسلحة والشباب الذين يموتون ليسوا مسلحين، ولكن هناك أسلحة تدخل سوريا وممكن لدول وأطراف متعددة أن تصدر سلاحاً كي يكون لها أدوات في العمل. ولم يستبعد امكانية استخدام الافراد للسلاح للانتقام من هذا النظام". وقال: "بشار لن يتمكن من حرق أي شيء على الاطلاق، هو سيحترق".

أما عن السيناريو المفترض بعد سقوط بشار الأسد وعن مصيره فقال: "إذا سقط (الأسد) من دون أن يكون قد تراجع عن أفكاره سيكون مصيره مصير أي مجرم آخر لأنه المسؤول الأول عن إعطاء الأوامر بالقتل"، مؤكدًا أنه (الأسد) "تسبب بمقتل عشرات الآلاف من السوريين واعتقال الآلاف"، ومشيرًا إلى أن "الضمير البشري لا يقبل بترك سفاحاً يهرب بدون عقاب ولن يهرب من عقاب الشعب السوري".

وحول خشية (رئيس الوزراء العراقي) نوري المالكي من الحرب في المنطقة، قال غليون: "نوري المالكي شريك وحليف للنظام السوري ومن الطبيعي أن يتحدث عن الحرب الأهلية لكسر إرادة الشعب السوري، ولكن الشعب السوري لم يكن يوماً مصراً على معركته في الحرية مثل اليوم". وقال: إن المعارضة اليوم تضم 3 أطراف، الشباب والتنسيقيات الذين أظهروا قدرة ووعيًا كبيرين، و"المجلس الوطني" بما فيه من قوى، وأطراف المعارضة الأخرى بما فيها هيئة التنسيق وهؤلاء سيقومون بالنظام الجديد في سوريا". وتحدث عن معارضات أخرى تزاحم في فرنسا، وقال: "إنّ هذا الأمر طبيعي في السياسة والصراع السياسي".

وتابع غليون: "أنا لا أتكلم عن السوريين بالكامل بل عن المعارضة السورية والحراك الثوري الديمقراطي"، وأنا لست علمانياً متطرفاً ومن أتعامل معهم ليسوا إسلاميين متطرفين نحن نؤمن بالديمقراطية، وإسقاط هذا النظام، وأنا سوري بصرف النظر عمّن يفكر بذلك أو لا"، مؤكدًا أنه لن يكون في منصب سياسي بعد الثورة". وقال: "سأتخلى عن السياسة بعد سقوط النظام، فلقد انتقلت إلى السياسة لتخليص سوريا من هذا النظام". وأضاف: "إذا استدعى الواجب الوطني أترشح للرئاسة ولكن أميل أكثر إلى متابعة عملي الجامعي"، مشيرًا إلى أن "الجولان جزء من سوريا واستعادته جزء من المقاومة السورية ومسألة التعاون مع المقاومة في لبنان ومع إيران تقاس بقدر تطابق سياستهما مع مصالح سوريا الوطنية".

وحول دعوة الرئيس الأسد للانتخابات قال غليون: "لا يمكن الدخول في انتخابات وسط القتل وأخلاقياً لا يمكن التعاون مع نظام يقتل أبناءه يومياً". وأضاف: "هذه ليست انتخابات بل دعاية سيئة ومرّة للنظام". وقال بأنه لا يعرف أي شيء عن مصير شقيقه المعتقل منذ أكثر من عشرة أيام في سوريا، وأضاف: "مستحيل ألا يسقط هذا النظام لأنه أصبح عصابة ولم يعد نظاماً والأمور تتوقف على موقف السوريين والعرب بأن يكونوا جديين في التعاطي مع الموضوع والمساعدة". وختم بالقول: "لا أخاف على حياتي والموت ولا المذلّة. ووجه غليون في ختام الحديث رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً: "بكفي دماء وأخطاء وإجرام! بكفي! إرحم شعبك!".

 

تهديد حسون بين "الإفلاس والتخندق"..ورسالة "حليفة" متقاطعة توعدت "مصالح فرنسا بلبنان"

لبنان الآن

تصدّر تهديد مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر حسون "أوروبا وأميركا" بعمليّات انتحارية ينفذها "أبناء وبنات لبنان وسوريا مع انطلاق أول قذيفة صوب الأراضي السورية" دائرة التحليل الإعلامي والسياسي لما ورائيات هذه الرسالة التي جاهرت بوضع لبنان في صلب صراع النظام السوري مع المجتمع الدولي، والتأكيد تاليًا أنّ الساحة اللبنانية لن تكون بمنأى عن تداعيات وتطورات هذا الصراع.

وإذ تفاوتت القراءات اللبنانية لتصريح حسون بين من رأى فيها "تجاوزًا جديدًا لسيادة الدولة اللبنانية يضاف إلى مروحة التجاوزات والتعديات السورية السافرة على سيادة لبنان وإرادته الحرة"، وفق تعبير مصادر معارضة لـ"NOW Lebanon" ملاحظةً في الوقت عينه "إفلاسًا سياسيًا لدى النظام السوري دفعه إلى التلطي وراء تهديدات المفتي حسون في محاولة يائسة لترهيب المجتمع الدولي وتخفيف الضغوط الدولية عنه".. وبين من رأى في تصريح حسون "تأكيدًا على وحدة المسار والمصير بين لبنان وسوريا" وفق تعبير مصادر قوى 8 آذار لـ"NOW Lebanon"  موضحةً في هذا المجال أنّ "سياسة النأي بلبنان عن الأحداث السورية تجافي وقائع الجغرافيا والتاريخ، نظرًا لكون لبنان يقع في صلب الإشتباك السياسي الحاصل في المنطقة، وبالتالي فإنّ المصلحة اللبنانية تقتضي التخندق إلى جانب القيادة السورية لصدّ للهجمة الدولية على المنطقة عمومًا، وسوريا خصوصًا".

أما على مستوى القراءات الدولية، فقد توقف دبلوماسيون غربيون "بتمعّن" عند مضامين تهديد المفتي حسون وأبعاده، خصوصًا وأنّ دبلوماسي غربي في بيروت أفاد موقع "NOW Lebanon" أنّ هذا التهديد السوري جاء متقاطعًا مع "التقرير الذي أعده وفد دبلوماسي أوروبي عن خلاصة جولة قام بها في الآونة الأخيرة على فعاليات سياسية في الشمال، حيث سمع الوفد من قيادي مقرب جدًا من النظام السوري تهديدًا مباشرًا لدول الإتحاد الأوروبي إن هي لم تخفف ضغوطها على سوريا"، وأوضح الدبلوماسي الغربي أنّ "هذا القيادي المعروف بصلاته الوثيقة مع قيادة النظام السوري، خصّ فرنسا على وجه التحديد بهذه الرسالة التهديدية، من خلال قوله للوفد الأوروبي: "إنّ حزب الله وسائر حلفاء سوريا في لبنان يعتبرون أنفسهم معنيين بشكل مباشر بالتصدي للهجمة الدولية على سوريا، وبالتالي إذا استمرت باريس على سياستها الراهنة ضد النظام السوري فإنّها تكون بذلك تغامر بمصالحها في لبنان".

في غضون ذلك، برز على محور الـ"فيتو" الروسي – الصيني، دعوة بكين القيادة السورية إلى "التحرك بشكل أسرع للوفاء بوعود الإصلاح" وفق ما أعلنت الخارجية الصينية.. في وقت تسعى موسكو إلى تفعيل خطوط تواصلها مع ممثلي المعارضة السورية، وقد أفادت مصادر معنية موقع "NOW Lebanon" أنّ "الجهود التي تبذلها موسكو تتركز حاليًا على حثّ المعارضة السورية، بشقيها الداخلي والخارجي، على الإستجابة للدعوة إلى عقد مؤتمر حوار تحضيري في موسكو مع ممثلي النظام السوري تمهيدًا لوضع أسس إنطلاق الحوار الوطني بين النظام والمعارضة في دمشق"، كاشفةً في هذا السياق أنّ "القيادة الروسية وعدت في المقابل ممثلي المعارضة السورية بتغييرات مقبلة على مستوى القيادة الأمنية في سوريا سيتم بموجبها "تطيير" بعض القيادات الأمنية في إطار مشروع إعادة هيكلة النظام في سوريا".

 

واشنطن: ميقاتي لغزٌ عصيٌّ على نصر الله

نقولا ناصيف/الأخبار

وفق ما سمعه زوّار لبنانيون في واشنطن، أحدث كشف برقيات ويكيليكس صدمة لحزب الله باكتشافه حلفاءه جميعاً باستثناء الرئيس ميشال عون دون نوابه، إلى قوى 14 آذار والنائب وليد جنبلاط، تحدّثوا إلى الأميركيين وهم يضمرون رغبة في رؤيته ضعيفاً. ليست هذه مشكلته فقط رغم اهتمامها الدؤوب بالأزمة السورية ورفع نبرتها في دعوتها الرئيس بشّار الأسد إلى التنحّي، مع دخولها طرفاً مباشراً في السباق المحموم بين الحلّ الأمني والحلّ السياسي، نظرت واشنطن إلى تداعيات تلك الأزمة على حزب الله الذي يظلّ يمثّل لها خطراً رئيسياً على استقرار المنطقة. وفي سلسلة ملاحظات أبداها مسؤولون في الخارجية الأميركية، وسمعها أخيراً زوّار لبنانيون، تحدّثت واشنطن عن عدد وافر من المشكلات بدأ حزب الله، يواجهها وتدفعه إلى مباشرة البحث عن خيارات جديدة وآلية مختلفة لها.

وتتركز المشكلات هذه، بحسب المقاربة الأميركية، على مصير تحالفات الحزب إقليمياً ومحلياً في ضوء مفترقات جديدة وخطيرة تواجهها سوريا وإيران وأفرقاء لبنانيون قريبون منه أو بعيدون عنه. كذلك الأمر رهاناته في لبنان منذ سيطر على الغالبية النيابية، وتمكّن من القبض على الحكومة اللبنانية ووضع كثير من قراراتها في يده .

وتبعاً للانطباعات التي خرج بها الزوّار اللبنانيون من الخارجية الأميركية:

1 ــــ تعتقد واشنطن بأن حزب الله بات متيقّناً من أن الأسد سيخرج منهكاً من النزاع المفتوح بينه والمعارضة السورية في حال تمكّن من الصمود . وهو إن استطاع البقاء سنة إضافية في الحكم، فلن يكون في وسعه الاستمرار حتى نهاية ولايته عام 2014 ، نظراً إلى وطأة الضغوط السياسية والاقتصادية التي يواجهها من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتصاعدها التدريجي .

ويلتقي الأميركيون في وجهة النظر هذه مع الأوروبيين بإصرارهم على أن حكم الرئيس السوري مسألة وقت ليس أكثر، من غير أن يحدّدوا البراهين التي تمكّنهم من الوثوق بسقوطه . إلا أنهم يعوّلون على وزر العقوبات الاقتصادية التي تتأخر في ظهور نتائجها، لكنها تظهر في كل حال وتجعل الرئيس السوري في حرج حقيقي، عندما تمسّ الطبقة التي لا تزال تدعم حكمه، وهم أصحاب المصالح الاقتصادية التي يمثلها السنّة الدمشقيون والمسيحيون الحلبيون .

ولا يميل الأميركيون إلى توقع انهيار الأسد بضربة عسكرية من الخارج على الطريقتين العراقية أولاً ثم الليبية، ولا بالانهيار من الداخل نظراً إلى ضعف قدرات المعارضة وعجزها عن أداء هذا الدور، فضلاً عن سيطرته على الجيش السوري وإمساكه بزمام قيادته على نحو غير مألوف في أنظمة مماثلة .

والواقع أن الأميركيين لا يرون أوجه شبه بين الجيشين التونسي والمصري اللذين حملا الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك على التنحّي . وينظرون بكثير من الاهتمام إلى الدوافع التي حالت حتى الآن دون نجاح الرهان على دور مستقل للجيش عن النظام وحزب البعث، وعن رئيس الجمهورية خصوصاً، بالتخلي عنه، أو تعرّضه لانشقاق مدوّ على أبواب الشهر السابع للاضطرابات .

2 ــــ تلاحظ واشنطن أن الوضع الذي تتخبّط فيه إيران تحوّل إلى همّ رئيسي لحزب الله . فالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي يتعرّض منذ الانتخابات الرئاسية عام 2009 لضغوط متواصلة من معارضيه، تمثل في ذاتها تحديات متواصلة. بعد توجيهه ضربة إليهم، دخل في نزاع مع الرئيس محمود أحمدي نجاد رغم أنه شكّل الدعامة الأقوى لانتخابه، ومنحه غطاءً فائضاً في وجه المعارضين أنفسهم . ويظهر خامنئي في نظر معارضيه على أنه حاكمٌ مطلق لإيران . إلا أن القليل المتسرّب من حوار خامنئي مع المعارضة يشير إلى رغبة الأخيرة في بقاء المرشد الأعلى خارج الصراع السياسي على الحكم، وحصر دوره بالسهر على قيم الثورة ومبادئها.

ووفق المعطيات المتوافرة لدى واشنطن، فإن وصول المعارضة إلى السلطة سيمكّنها من إجراء تغيير جوهري في السياسة الخارجية لإيران، يجعلها تقترب من تلك التي اعتمدها الرئيس السابق محمد خاتمي إبان توليه الرئاسة (1997 ـ 2005) ، واتّسمت بالانفتاح والاعتدال والحوار .

يقول الأميركيون أيضاً، وفق الزوّار اللبنانيين، وهم يحاولون قراءة مستقبل إيران، إن وصول مير حسين موسوي إلى السلطة سيدفعه، بإيحاء من عمله إلى جانب خاتمي واقتداءً بالسياسة التي اعتمدها الأخير، إلى تحسين علاقات بلاده مع الدول العربية السنّية المجاورة، وينفق واردات النفط على التنمية انسجاماً مع خبرته ومهارته في الاقتصاد . يؤول ذلك، في نظر واشنطن، إلى قلق حزب الله من مستقبل الجمهورية الإسلامية والتغيير الذي قد يضربها، ويهدّده في الدعم المالي والسياسي الذي يتلقّاه منها .

3 ــــ يعتقد الأميركيون بأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يمثل لغزاً عصيّاً على الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، وهو يأخذ الحكومة من أزمة إلى أخرى، ويربك الحزب في تعامله مع الاستحقاقات. هدّد ميقاتي بالاستقالة إذا صوّت لبنان ضد مشروع القرار الأوروبي ــــ الأميركي في مجلس الأمن، وربح المناورة عندما أرغم الحزب على تعديل موقفه بالقبول بالامتناع، لا بالرفض . يكرّر الآن الكرة بتهديد مماثل بالاستقالة في حال أجبرت الحكومة على التصويت ضد تسديد لبنان حصته في المحكمة الدولية، بعد الوعود التي قطعها ميقاتي للمجتمع الدولي بالتمويل .

يقول الأميركيون أيضاً إن ميقاتي لم يكتف بتأكيد التمويل، بل وعد واشنطن بالتزام أي قرار يُصدره مجلس الأمن بفرض عقوبات على سوريا من ضمن الشرعية الدولية التي لا يسع لبنان الخروج منها .

وتعتقد واشنطن، استناداً إلى معطيات تلقتها من قنوات اتصال مفتوحة باستمرار مع قوى 14 آذار، أن اللقاءات التي جمعت ميقاتي برئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة أفضت إلى اتفاقهما على ثوابت سياسية تحفظ موقع الطائفة السنّية في المعادلة السياسية، وأن السنيورة وعد ميقاتي بوقف الحملات الإعلامية التي يشنّها عليه نواب تيّار المستقبل في حال تصلّب بالمبادئ التي تفاهما عليها، وتتمحور حول المحافظة على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء وترسيخ موقعه ودوره في اللعبة السياسية الداخلية . وهما ثبّتا أولى خطوات هذا الاتفاق في إقرار مشروع خطة الكهرباء .

4 ــــ يصف الأميركيون علاقة الرئيس ميشال عون بحزب الله بالمعادلة الثقيلة الوطأة : حليفٌ قوي، ولكن مطالبه كثيرة ولا تتوقف . إلا أن الحزب يبدو ــــ تبعاً لهؤلاء ــــ مهموماً بعاملين يمثّلان مصدر قلقه حيال علاقته بهذا الحليف:

أوّلهما، اعتقاده بتراجع لافت لشعبية عون في المناطق المسيحية التي حصل فيها على أوسع تمثيل سياسي، وذلك من جرّاء دعمه الأعمى لحزب الله وسوريا.

وثانيهما، مرحلة ما بعد رئيس تكتل التغيير والإصلاح بعدما لفت المهتمين بالشأن اللبناني في الخارجية الأميركية إلى أن الرجل أدخل المستشفى مرتين على التوالي في أقل من شهرين .

 

مصر: هل هي 5 سنوات فوضى؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

اسمه الفراغ السياسي، فيه تظهر كل القوى الخيرة والسيئة تبحث لنفسها عن مكان. بعد الهيمنة التامة من نظام مبارك السابق، صار هناك فراغ شبه كامل إلا من المجلس العسكري الذي يصارع من أجل إدارة البلاد بصعوبة بالغة. الفراغ وراء الحرب الأهلية طويلا في لبنان، ولا يزال هناك فراغ مكن السوريين والإيرانيين وغيرهم من ملء الفراغات إلى اليوم مع مخلفات الحرب من ميليشيات وأحزاب وقيادات تقاسمت الحكم. الصومال وأفغانستان أسوأ نماذج الفراغ السياسي.

بعد الإطاحة بحسني مبارك في الحادي عشر من فبراير (شباط) الماضي، لم يكن في الساحة شخصية واحدة تتقدم الصفوف مثل غاندي بعد إقصاء البريطانيين من الهند، ولا زعامات في المنفى حتى تعود، مثل بورقيبة بعد الانتفاضة ضد الفرنسيين أو مثل الخميني بعد إسقاط الشاه، ولم يكن هناك زعيم في السجن حتى يتم تحريره ويقود البلاد مثل مانديلا. ولم يظهر بين الثوار المصريين زعيم يتقدم الصفوف مثل عبد الناصر، كان معظمهم زعامات إلكترونية من الـ«فيس بوك» و«تويتر». وفي نفس الوقت، لم يكن هناك نظام بديل يؤطر العمل السياسي، على اعتبار أن إسقاط مبارك كان ثورة على نظامه. أما العسكر، ففضلا عن أنهم عاشوا في الظل طوال ثلاثة عقود حكم مبارك، أيضا عجزوا عن إظهار مهارات قيادية فكانت جل نشاطاتهم ردود فعل للشارع، فلعبوا دور شرطي المرور بين القوى المتزاحمة.

وقد سمعت خبراء في السياسة يقدرون أن ملء الفراغ في الساحة المصرية قد يستغرق خمس سنوات، وأحدهم قال عشرا، وهذه رؤية متطيرة، وأكثرهم تفاؤلا نصح بأن ننتظر ثلاث سنوات. الحقيقة لا أحد يدريها، وما على المصريين إلا أن يدركوا أولا أنهم على حافة هاوية ولا يملك أحد غيرهم قرار مصيرهم. الخريطة السياسية تزداد تعقيدا شهرا بعد شهر، والجدل يتسع، والصراعات تحتد، وهذا يستدعي الجميع إلى الاتفاق على شيء واحد فقط هو الذي يمكن أن ينقذهم من الانحدار، وهو الاتفاق على صيغة الحكم. هذه أهون الخيارات الصعبة. الذهاب إلى الانتخابات واختيار ممثليهم، واختيار رئيس للجمهورية، ثم الاحتكام للمؤسسات الدستورية لفض الخلافات. هذا هو طريق النجاة الوحيد للخروج من حفرة الفراغ السياسي التي بداخلها يزداد النزاع على الحكم.

ماذا عن دور العسكر؟ أعتقد أن كل المؤشرات الماضية تدلل على أنهم لا يسعون لحكم البلاد، لكنهم مسكونون بالخوف من الفوضى والانهيار والتدخلات الخارجية، وهذا من صلب واجبات المؤسسة العسكرية، خاصة في ظل الفراغ الذي نراه في بلد محوري مثل مصر محل اهتمام العالم. علة القيادة العسكرية أنها بلا إبداع سياسي ولا موهبة إدارية، وربما هذه ميزتها أيضا. الحاجة إلى حماية النظام والمجتمع وإيصال الجميع إلى ساعة الانتخاب، مهمة القوات المسلحة وبعدها تعود إلى الوراء. فكل الخلافات الحالية، بما فيها معركة ماسبيرو الأخيرة، تحسم في إطار العمل السياسي المفتوح، ويتم التقاضي فيها أمام المؤسسات الدستورية وليس بالرصاص أو التخوين

 

مصر أمام نفسها

طارق الحميد/الشرق الأوسط

كثير الذي يمكن أن يقال عما يجري في مصر هذه الأيام، وخصوصا أحداث العنف الطائفي التي اندلعت، أول من أمس، وراح ضحيتها عدد من المصريين بمختلف مشاربهم، لكن الذي يجب أن يقال، ويكرر، إنه قد آن الأوان ليواجه المصريون أنفسهم، وبكل صراحة.

مصر كثيرة المشاكل، لكن المحزن فيها هو استعصاء الحلول، والسبب غياب حس رجل الدولة، وعلى كافة المستويات. فمصر ما بعد مبارك لا تقل خطورة عن مصر مبارك، حيث إن صوت العقل في غياب، سواء في الإعلام، أو السياسة، أو المنابر الدينية، وحتى الفن، فهناك مشاكل جوهرية بمصر، وأهم تلك المشاكل، تبسيط الأمور، وإخضاعها لميزان العواطف، وليس المصالح.

فرئيس الوزراء المصري يتحدث عن أيد خفية، والبابا شنودة يندد بمن سماهم «المندسين»، والإعلام المصري، ومنذ سقوط مبارك، يحذرون ممن يصفونهم بالـ«فلول». والسؤال هنا هو إذا كان الجميع مدركا أن خطرا ما، داخليا وخارجيا، يتهدد مصر، فأين صوت العقل؟ أين تغليب المصالح؟ لماذا لا يعترف المصريون بأن مشاكلهم أقدم من مرحلة ما بعد الثورة، وبالتالي فإن المشهد المصري يتطلب قدرا من التعقل، وتغليب المصالح، وأهم مصلحة هنا هي الحفاظ على وحدة مصر، خصوصا أن الجميع، سواء تقارير، أو بيانات، أو مؤسسات، كلها تحذر من أن مصر على وشك الانهيار الاقتصادي، دون أن يستجيب أحد، فإذا كانت درجة الشك بين المصريين كبيرة، فيجب أن يكون يقينهم أكثر رسوخا بأن المركب الذي يقتتلون من أجل السيطرة عليه على وشك الغرق.

القضية بمصر ليست قضية مندسين، أو فلول، وأيد خفية، القضية هي قضية مصرية صرفة، فالإخوان المسلمون، مثلا، منقسمون فيما بينهم، صقور وحمائم، شباب وشياب، وهناك شخصيات استقلت عن التنظيم الأم. وبعد الحذر من «الإخوان»، خرج السلفيون بطريقة صدمت المصريين، وها هم الأقباط يقتحمون المشهد، وبشكل مفزع، وهذا ليس كل شيء، بل إن على المصريين أن يسألوا أنفسهم: كم عدد الأحزاب الشبابية اليوم، وما حجم التباين فيما بينها؟! وعندما يضاف كل ما سبق للدور الإعلامي بمصر، نكتشف أن المشهد في مصر بات مرعبا بشكل كبير.

وبالطبع هناك إشكالية أخرى من شأنها تعقيد الأمور المعقدة أصلا، وهي إقحام الجيش المصري في المشهد السياسي، وصراعاته، وكذلك في النزاع الطائفي، وهذا خطر على الجيش ومصر، والمصريين، فمن الواجب أن يكون الجيش ضامنا وحكما اليوم، وليس طرفا، ولذا فمن المصلحة أن يكون بين المصريين والجيش اليوم مجلس رئاسي مدني يشرف على المرحلة، ليعود الجيش إلى ثكناته، ويصبح ضامنا لإتمام العملية السياسية، لا طرفا بها بالشكل الذي يحدث اليوم، فدور الجيش هو ضمان سلامة الدولة المصرية، وحماية مؤسساتها بهذه الظروف، إضافة إلى حماية حدود مصر من أي مخططات خارجية، أو اختراقات.

وعليه، فعلى عقلاء مصر أن يختاروا؛ إما الحفاظ على دولة عرفت فن التعايش، والريادة، حتى تحت الاستعمار، أو أنهم سيكونون شركاء بخراب المحروسة، لا قدر الله.

 

نصر الله استقبل كرامي ونجله فيصل وعرض مع وزير الداخلية قانون الانتخابات

وطنية - 11/10/2011 - استقبل الأمين ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله الرئيس عمر كرامي، يرافقه وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، وجرى استعراض لأهم التطورات والقضايا السياسية في لبنان والمنطقة. واستقبل السيد نصر الله وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، في حضور رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، وجرى استعراض لأهم المشاريع التي تعدها الوزارة للمرحلة الحالية وكذلك اقتراح قانون الانتخابات. كما جرى تقييم للوضع السياسي والأمني في البلاد.

 

سليمان استقبل وزيري البيئة والخارجية والاتحاد العمالي: لوضع تصور معيشي يضمن مصلحة الجميع حتى ولو كان غير مثالي

على أن توضع لاحقا سياسة لتصحيح الوضع بدءا من الرواتب والاجور

 وطنية - 11/10/2011 شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على أهمية "إبقاء الحوار قائما ومفتوحا بين الافرقاء المعنيين، لوضع تصور يضمن مصلحة الجميع حتى ولو كان غير مثالي في الظرف الراهن، على أن يتم لاحقا البحث في العمق في سياسة اجتماعية شاملة لتصحيح الوضع بدءا من الرواتب والاجور وصولا الى أسواق العمل".

وإذ أشار خلال استقباله وفد الاتحاد العمالي العام في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم الى "ضرورة تحسين الاوضاع الحياتية للعمال"، لفت في الوقت نفسه الى "الاخذ في الاعتبار واقع الهيئات الاقتصادية بما يحفظ قدرتها على الاستمرار لأنها تشكل رافدا للاقتصاد اللبناني"، مجددا الاشارة الى "أهمية وضرورة إعادة اطلاق المجلس الاقتصادي والاجتماعي لكونه المكان والاطار الصالح والصحيح لقيادة الحوار بين أفرقاء الانتاج".

وجدد سليمان الاشارة الى أن الوضع المطلبي محور اهتمام ومتابعة منه بهدف إيجاد الحلول المنطقية والمناسبة له.

وكان رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن أطلع رئيس الجمهورية في بداية اللقاء على أجواء الاتصالات الجارية للمعالجة والمراحل التي بلغتها "وأهمية معالجة موضوع الاجور والرواتب التي هي أكثر إلحاحا في الوقت الراهن، على أن تتم المتابعة لاحقا بهدف التوصل الى وضع سياسة اجتماعية شاملة".

وزير البيئة

وعرض سليمان مع وزير البيئة ناظم الخوري الأوضاع الراهنة والخطوات التنفيذية لمشروع الحفاظ على البيئة الذي رفعه الخوري الى مجلس الوزراء.

وزير الخارجية والمغتربين

واطلع رئيس الجمهورية من وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور على تصوره الهادف الى تفعيل الوزارة وتعزيز الحضور اللبناني في الخارج من خلال ملء الشواغر الديبلوماسية وإجراء المناقلات والتشكيلات اللازمة.

اجتماع عمل

ورأس سليمان اجتماع عمل ضم عددا من المستشارين وأصحاب الاختصاص، تم خلاله البحث في عدد من الملفات والقضايا ذات الطابع القانوني المطروحة للمعالجة في المرحلة الراهنة.

خوري

وزار بعبدا الامين العام للمجلس الاعلى السوري-اللبناني نصري خوري الذي أطلع سليمان على عمل المجلس لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، إضافة الى تطورات الاوضاع في سوريا.

وقد زود رئيس الجمهورية خوري التوجيهات اللازمة لتفعيل عمل اللجان المشتركة على صعيد المحافظات للحؤول دون حصول أي إشكالات والتباسات تتعلق باجتياز الحدود البرية المشتركة وبنوع خاص في المناطق المتداخلة.

ديب

واستقبل سليمان الوزير السابق روجيه ديب مع وفد من العائلة لشكره على التعزية بوفاة والدته.

أوراق اعتماد

وكان رئيس الجمهورية تسلم صباحا أوراق اعتماد سفير كوريا الجنوبية الجديد لدى لبنان كيم بي يونغ في حضور وزير الخارجية والمغتربين.

وأقيمت في القصر الجمهوري الترتيبات اللازمة للمناسبة.

 

الجوزو: هناك من يتآمر على المجلس العسكري في مصر

 وطنية - 11/10/2011 رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح "ان اعداء الثورة في مصر كثر، بدءا من فلول النظام السابق، انتقالا الى الايادي الخارجية المتمثلة في المخطط الصهيوني الذي يريد ان يقسم مصر"، مشيرا الى ان "مصر هي الدولة المركزية العربية الكبرى، والمطلوب تفتيتها واضعافها".

وانتقد الجوزو ما اسماه "الايادي الفارسية التي تعمل على اثارة الفتنة في العالم العربي"، معتبرا "ان المظاهرات القبطية لم تكن من اجل كنيسة غير مرخص لها في صعيد مصر، بل هي مظاهرة مفتعلة يراد منها القول ان الاقباط مضطهدون في مصر ويحتاجون الى الحماية الدولية".

اضاف:" لقد سبق هذه المظاهرات ارهاصات كثيرة عن الخوف على المسيحيين والاقليات اذا سقط النظام في سوريا، ليقال ان الثورات العربية كلها تشكل خطرا على الاقليات، فاذا ربطنا بين ما يحدث وما حدث في لبنان من تضخيم للامور من قبل الموالين لسوريا، واظهار تصريحات البطريرك الراعي وكأنها تغطية للنظام السوري، والاحتفالات المبالغ فيها في بعلبك والجنوب، لادركنا ان هناك رابطا بين المظاهرة الضخمة والتي توجهت الى مبنى التلفزيون في القاهرة والاحداث التي وقعت بين الجيش والمتظاهرين الاقباط هناك".

وتساءل الجوزو: "ماذا يمنع ان يندس بعض شباب الاقباط الممولين من الخارج وسط المظاهرة ليفتعلوا هذه الاحداث الاجرامية؟ وماذا يمنع ان يندس بعض رجال العهد البائد بين المتظاهرين ليطلقوا النار على الجيش ويثيروا الفتنة؟ وماذا يمنع ان تكون الامور مخططا لها من قبل. وكان المتظاهرون ضحايا الغرائز الطائفية لا اكثر ولا اقل"، مؤكدا "ان جميع هذه الامور واردة، ولكن من المسؤول عن ذلك كله؟".

ورأى "ان الامور في مصر ما زالت الامور في اولها، والدولة تستعد لاجراء انتخابات من اجل التحضير لايجاد مجلس نيابي، ثم انتخاب رئيس للجمهورية، والمجيء برئيس جديد للجمهورية".ولفت الى ان "هناك من يتآمر على المجلس العسكري في وهناك من يعتبره سببا في سقوط النظام السابق، وهناك من يريد احداث فتنة طائفية، وضرب المجلس العسكري واحراجه، فكان الاقباط هم الوسيلة في هذه المؤامرة".

واشار الى ان "قضية الكنائس والمساجد ليست هي الهدف في حد ذاتها، بل هناك مؤامرات تحاك تحت شعارات طائفية هنا وهناك ومنها مشكلة الخوف على الاقليات. هذا هو الخطر الحقيقي الذي يهدد الثورات العربية في كل مكان، ان تضرب هذه الثورات ممن يحملون مواريث تاريخية في التعصب الديني وكراهية الاخر والحقد على العرب".

 

 

العماد ميشال عون بعد إجتماع تكتّل التغيير والإصلاح: لا نقبل بوضع ضرائب إضافية على المواطنين ونرفض رفع ضريبة الـ"tva"  

مشاركتنا في الحكومة ليست لتغطية ارتكابات مالية . العماد عون بعد إجتماع تكتّل الت

البطريرك الراعي لا يتحدث سياسة هو يصف واقع يعبّر عنه. العماد عون بعد إجتماع تكتّ

نقوم بدرس كل الطروحات. العماد ميشال عون بعد لقاء بكركي: يجب الوصول الى حل مشترك

 OTV

مقتطفات من حديث العماد ميشال عون بعد إجتماع تكتّل التغيير والإصلاح:

- عام 1996 الحكومة اخذت الحكومة قرار ربط لبنان بالتوتّر العالي في المنصورية وعام 1997 بدأت الإستملاكات

- بعد مراجعات من قبل أهالي المنصورية عام 2006 طلب منّا دراسة الموضوع

- لا خطر ولا ضرر من الحقل المغناطيسي في المنصورية

- لسنا من خططّ وا من ألزم التعهدات في منطقة المنصورية

- المسؤولية تقع على الحكومة وعلى مجلس الإنماء والإعمار

- هناك متاجرة في الموضوع وجميع الوزراء بمن فيهم وزراء القوات والكتائب وافقوا على خطّة مدّ كابلات الكهرباء في المنصورية

- لا علاقة للتكتّل في موضوع مدّ شرائط الكهرباء في المنصورية

- هناك اسفاف بالموضوع وهناك تجارة في الموضوع

- أثبتت ويكيليكس أنّ السياسيين اللبنانيين يمارسون النميمة

- سفارة أكبر دولة في العالم تنقل هذه النميمة فقط

- الفساد اصبح جزءاً من الحياة السياسية اليومية في لبنان

- الغضب من الفساد يثير الإعلام لا الفساد عينه

- تلحظ الموازنة وضع ضريبة على البنزين ونحن مع استخدام المازوت الأخضر 

- المعارضة اليوم هي تخريبية لأنهم يريدون تطيير البلد

- لا قانون يلزم لبنان بدفع تمويل المحكمة الدولية

- لا يوجد التزام للبنان بدفع الأموال ومجلس الأمن مسؤول عن دفع الأموال

- الجاهل وحده يخاف لأنّه لا يعلم حقوقه

- على الحكومة اللبنانية ان تقوم بواجباتها لناحية منع التهريب من لبنان الى سوريا

- النظام الضريبي يجب تعديله، والضريبة يجب أن توزّع وعليها ان تطال الأرباح الريعية

- الأراضي تُباع عشرات المرّات وتُسجّل مرّة واحدة ولا تطاله الضرائب

- الربح الريعي يجب ان يدفع الضرائب الأكبر والربح المنتج يجب أن يدفع أقلّ

- استبدال البنزين بالغاز يوفّر على المواطن 60% من مصروفه على الطاقة

- لا نقبل بوضع ضرائب إضافية على المواطنين ونرفض رفع ضريبة الـ"tva"