لمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 11 تشرين الأول/11

البشارة كما دوّنها متى الفصل 7/21-23/القول والعمل

ما كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات، بل من يعمل بمشيئة أبـي الذي في السماوات.  سيقول لي كثير من الناس في يوم الحساب: يا رب، يا رب، أما باسمك نطقنا بالنبوءات؟ وباسمك طردنا الشياطين؟ وباسمك عملنا العجائب الكثيرة؟  فأقول لهم: ما عرفتكم مرة. ابتعدوا عني يا أشرار!

 

عناوين النشرة

*السلطات المصرية ترتكب جريمة بشعة بحق الأقباط المسيحيين

*لكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لـ"أخبار المستقبل" 

*مادة: صفير أوصل لبنان إلى بر الأمان.. ولم يكن لأحد غيره أن ينجز مصالحة الجبل

*عجع: صفير بطريرك الإستقلال الثاني وبطريرك التجرّد والإستقامة

*لجميل عن صفير: كانت له مواقف بطوليّة غيّرت مجرى الأحداث في لبنان

*وباما يبدي قلقه العميق حيال أعمال العنف في مصر 

وزراء الخارجيّة الأوروبيّون يبدون "قلقاً شديداً" حيال المواجهات مع الأقباط في القاهرة 

السلطات المصرية ترتكب جريمة بشعة بحق الأقباط المسيحيين/الياس بجاني/10

*نار الفتنة" الطائفية تهدّد بإشعال مصر23 قتيلاً في اشتباكات بين الجيش وأقباط/منع التجول من الساعة 2:00 فجراً حتى 7:00 صباحاً في ميدان التحرير

*الأزهر ومفتي مصر يدعوان الى تحكيم العقل والتزام الهدوء

*لمحكمة الدولية: تعيين باراغوانث رئيسًا للمحكمة بعد استقالة كاسيزي لأسباب صحية

*صفير: بكركي باقية كما عهدها اللبنانيون
*البطريرك يتولى القيادة ولي رأيي أقوله في الداخل
*
الراعي: لا لون للبطريرك إلا لون لبنان/لسنا أقلية بل جزء من الكنيسة العالمية
*مدير الأمن العام عزى الفتي أحمد حسون بنجله وبحث مع مسؤولين سوريين الحوادث الحدودية
*وكيليكس/المستقبل/باسيل للأميركيين: موقف عون من الرئاسة "أنا أو لا أحد"
*الأحدب يستنكر التغاضي الرسمي المريب عن اختراق الحدود اللبنانية ـ السورية
*ويكيليكس/14 آذار/آصف شوكت: نريد ان نبقى أصدقاء لأميركا ونتطلع للتبادل الاستخباراتي
*لايمكن نزع سلاح حزب الله من دون مقايضة سياسية.
*ولاحاجة للحلف مع ايران اذا أقمنا علاقات جيدة مع اسرائيل!    
*حزب الله" يشقّ حركة "التوحيد" لتعطيل تظاهرات الاعتراض على النظام السوري
*عندما تتنصر ارادة الحياة وتتحول الاعاقة الى طاقة... ميلوس ومارون: عينان تحوّلان السلبي الى ايجابي!!  
*المعلم.. 6 بيضات أم ساعات/طارق الحميد/الشرق الأوسط
*الفيتو الروسي الصيني لا يغطي على حقيقة الموقف الإسرائيلي/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط
*روسيا تريد نصيبا من سوريا في حقبة ما بعد الأسد/أمير طاهري/الشرق الأوسط
*سيدي البطريرك/بقلم نايلة تويني/النهار
*عون لـ" النهار": موقفي نهائي برفض التمويل لمخالفته القانون/الأمم المتحدة تفرض خوّة وسوريا تجاوزت مرحلة الخطر
*خواطر... على هامش الاجتماعات المارونية/النهار/أدونيس نعمة/عميد ركن متقاعد 
*توازنات هشة وسحرية/نبيل بومنصف/النهار
*مصير الحكومة رهن خياراتها بالتعامل مع تمويل المحكمة/مرحلة تقطيع وقت بملفات داخلية حتى تقول سوريا كلمتها/سابين عويس/النهار      
*مهما قيل عن روسيا ميدفيديف وبوتين فهي تتطلّع إلى المستقبل/وسام سعادة/المسنقبل
*العريضي: نحن لسنا في جيب أحد ولنقلع عن المزايدات ونمتلك جرأة الاعتراف بأن هذا يصلح لهذا المركز وذاك لا
*الخازن يدعو أبناء كسروان الى التظاهر أمام سرايا جونية الجمعة
*الضاحية" 28 كيلومتراً مربعاً أمنياً/المستقبل/ربيع دمج

* مفتي سوريا: سيكون أبناء لبنان وسوريا استشهاديين مع أول قذيفة تصوب علينا

 

تفاصيل النشرة

السلطات المصرية ترتكب جريمة بشعة بحق الأقباط المسيحيين

الياس بجاني/10 تشرين الأول/ارتكب النظام العسكري المصري أمس جريمة بشعة ومروعة بحق الأقباط المسيحيين المدنيين المسالمين الذي كانوا يحتجون بشكل سلمي وحضاري على إحراق كنيسة لهم فقتل منهم بهمجية فاقعة وبدم بارد ودون أي مبرر أو رحمة 35  وجرح ما لا يقل عن 300. نستنكر هذه الجريمة البربرية ونطالب السلطات المصرية تحمل مسؤولياتها كاملة والخروج من دجل وكذب نظرية المؤامرة الخارجية وفتح تحقيق فوري بإشراف دولي ومعاقبة المسؤولين عن هذا العمل المشين الذي ينم عن ثقافة الحقد الدفينة ورفض الآخر والتعصب الأعمى وعقلية شريعة الغاب. كما نطالب دول العالم الحر والفاتيكان الوقوف إلى جانب المسيحيين في مصر وعمل كل ما هو باستطاعتهم ليتمكن المواطن المسيحي المصري من أن يعيش بكرامته وبسلام كباقي المواطنين وأن لا يعامل بدونية وذمية وأن تؤمن له حرية المعتقد دون اضطهاد. نصلي من أجل أن يسكن الله الضحايا فسيح جناته وأن يعجل في شفاء الجرحى ويلهم ذوي الشهداء الصير والإيمان والسلوان.

الياس بجاني/10 تشرين الأول/ارتكب النظام العسكري المصري أمس جريمة بشعة ومروعة بحق الأقباط المسيحيين المدنيين المسالمين الذي كانوا يحتجون بشكل سلمي وحضاري على إحراق كنيسة لهم فقتل منهم بهمجية فاقعة وبدم بارد ودون أي مبرر أو رحمة 35  وجرح ما لا يقل عن 300. نستنكر هذه الجريمة البربرية ونطالب السلطات المصرية تحمل مسؤولياتها كاملة والخروج من دجل وكذب نظرية المؤامرة الخارجية وفتح تحقيق فوري بإشراف دولي ومعاقبة المسؤولين عن هذا العمل المشين الذي ينم عن ثقافة الحقد الدفينة ورفض الآخر والتعصب الأعمى وعقلية شريعة الغاب. كما نطالب دول العالم الحر والفاتيكان الوقوف إلى جانب المسيحيين في مصر وعمل كل ما هو باستطاعتهم ليتمكن المواطن المسيحي المصري من أن يعيش بكرامته وبسلام كباقي المواطنين وأن لا يعامل بدونية وذمية وأن تؤمن له حرية المعتقد دون اضطهاد. نصلي من أجل أن يسكن الله الضحايا فسيح جناته وأن يعجل في شفاء الجرحى ويلهم ذوي الشهداء الصير والإيمان والسلوان.

 

الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لـ"أخبار المستقبل" 

المستقبل/

- لم نندم على ما قلناه في موضوع الدويلّة والسلاح ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، يجب أن يقتنع اللبنانيين جميعاً أن السلاح يجب أن يكون في يد الدولة الوحيدة المخوّلة الدفاع عن مواطنيها. وما زلنا على مواقفنا وإسرائيل لا تحاربها جماعات وإنما الجيش اللبناني. والقاعدة تقول إن لكل بلد جيش يجب أن يدافع عنه ويحمي الشرعيّة ويصد العدو إذا ما كان يريد الهجوم على هذا البلد.

- الكلام عن الإنفتاح والتجدد والديمقراطيّة في العالم العربي أمر جيّد إلى أن الأساس هو أن لبنان سيبقى على ما هو بالتعايش بين كل طوائفه.

- لا أظن أن "ثورة الأرز" انتهت لأنه يجب أن يكون هناك تجديد في التفكير.

- مقولة أن التعاون مع الوجود السوري في لبنان كان ليأتي بثمار على المسيحيين بدل الإضطهاد والتنكيل افتراض ولا يمكننا أن نبني أمورنا على افتراضات كان لنا موقف ولا يمكننا أن نغيّر التاريخ.

- عند الخلاف بين الرأس الروحي والرأس الكنسي عند المسيحيي على الإثنين العمل على توحيد وجهات النظر في ما بينهما وربما دخل في أذهان البعض المنادات بالبطريرك رئيساً للجمهوريّة ولكنني استبعد ذلك لان مهمة البطريرك مغايرة لمهمة رئيس الجمهوريّة.

- البطريرك الراعي يحاط بالتكريم في الغرب وهذا واجب ولا أدري لماذا رفض أوباما ان يكون هناك لقاء بين البطريرك وأوباما. وربما كان لهذه المسألة علاقة بالسياسة والإستقبال يتعلّق بالرئيس الأميركي.

- أعتقد أن توجهات البطريرك تتطابق من توجيهات الكرسي الرسولي إذ أن البطريرك زار روما وهو من ناقش الأوضاع هناك وفي ايامنا كانت ترسل لنا توجيهات عامة كنا نلتزم بها.

- الأيام البائسة تشرح نفسها بنفسها إذ أنها ليست الأيام التي كنا نتمناها. كل الناس يعرفون لماذا فالوضع اللبناني غير سليم إلا أنه يبقى أسلم من الوضع في الدول المجاورة.

- عندما يقتضي ان نقول رأينا في الإجتماعات الشهريّة للمطارنة نقوله وفي كثرة الكلام عثرات.

- الواجب اقتضى علينا أن لا نزور سوريا ونحن كنا نرى أن زيارة سوريا تستدعي علينا السير في المسار السوري ونحن لا نريد إلى المضي في الخيار اللبناني. وسبب عدم زيارتنا إلى الجنوب هو لأن الظروف كانت تقضي بما قمنا به.

- الإسلام السياسي يواجه إذا مان هنام امامه جماعة مسيحيّة متضامنة ونحن نرى اليوم أن هؤلاء ليسوا متضامنين ونحن نرى اليوم أن الأكثريّة اصبحت بيد المسلمين وإذا ما تابعوا الهجرة فالمصير معروف.

- إطار الثورات في العالم العربي مخالف لما كانت عليه الثورة الفرنسيّة. وعلى المسيحيين أن يتكاتفوا ويوحدوا صفوفهم وعليهم أن يتظافروا ليبقى لهم وجود في هذه الأرض وإنما إذا تابعوا في سفرهم هذا إلى أوروبا وذاك إلى أميركا فإن عددهم يتدنى وهذا يستدعي الخوف.

- إن كان المسيحيون يدعمون فريقاً عليهم تحمل ضغط الفريق الآخر وإذا كانوا فريقين عليهم تحمل الإنقسام ةربما إذا بقوا على الحياد فهذا خير لهم.

- حاولنا جمع المسيحيين ولكن هذه القسمة في ما بينهم تنذر بزوالهم ونتمنى للبطريك الراعي النجاح في جمعهم والسلطة أصبحت في يده وليس في يدنا.

- حمايتهم تفرض عليهم أن يجمعوا صفوفهم وألا يكونوا مختلفين في ما بينهم وعليهم توحيد صفوفهم لكي يبقوا حيث هم.

- المسحيون في هذه المنطقة وفي لبنان منذ نشأة المسيحيّة وعليهم أن يكافحوا من أجل البقاء فيها لأن وجودهم ضروري للمنطقة كلها.

 

حمادة: صفير أوصل لبنان إلى بر الأمان.. ولم يكن لأحد غيره أن ينجز مصالحة الجبل

رأى النائب مروان حمادة أن البطريرك (الماروني السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس) صفير "هو كثير الاستماع ويستوعب كل ما تقوله ويُفهمك بقليل من الكلام ما يريد أن يقوله"، مشيرًا إلى أنه "عمومًا يكون هذا الكلام كلامًا مصيبًا وهادفًا لا يضيع فيه بعبارات وتفاصيل ونعوت معيّنة". واضاف: "ما تريد أن تأخذه من البطريرك صفير تستطيعه بدقائق قليلة".

حمادة، وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل" وخلال شهادته عن صفير، قال: "البطريرك صفير كبير بطاركة لبنان وربّما سبقه إلى ذلك البطريرك (الماروني الياس) الحويّك، وقد استطاع أن يبحر عبر هذه العاصفة العاتية التي عصفت بلبنان ويصل بهذه السفينة إلى بر الأمان"، معتبرًا أنه "لم يكن لأحد غيره أن ينجز المصالحة (في الجبل) بعد هذا الكم من الأذى، لا حزب مع الآخر ولا شخصيّة مع أخرى". وختم بالقول: لقد لقي (صفير) عند (رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب) وليد جنبلاط الموقع القلب بحيث إنّه نفذ إلى قلب جنبلاط وأتى بالموارنة إلى قلوب أهل الجبل قبل أن يعودوا إلى مساكنهم وقراهم".

(رصد NOW Lebanon)

 

جعجع: صفير بطريرك الإستقلال الثاني وبطريرك التجرّد والإستقامة

اعتبر رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أنّه "إذا ما استعرضنا كل تصاريح البطريرك (الماروني السابق مار نصرالله بطرس) صفير السياسيّة فهي كانت كناية عن تصاريح لخطوط عريضة ولتوجّهات وطنيّة عريضة ولم يكن يتعاطى البطريرك في السياسة أبداً".

جعجع، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل" بشهادة عن البطريرك صفير، قال: "الكثير من اللبنانيين لا يعرفون أن علاقتي مع البطريرك صفير لم تكن على ما كانت عليه في السنوات العشر الأخيرة لأننا كنا على خلاف في وجهات النظر في السنوات الأولى من استلامه للسدة البطريركيّة ولكن هذا الإختلاف لم يخلف يوماً في الود قضيّة".

وأضاف جعجع: "أفضل وصف لصفير هي وصف مباشرة تصرفاته في مرحلة الوصاية السورية، ففي فترة حل حزب "القوّات اللبنانيّة" لا أحد يعرف ما مدى الضغوط والإغراءات التي تعرّض لها البطريرك ولكنه بقي على الثوابت ولم يتراجع، وأنا أذكر أن العديد من الوفود كانت تزور البطريرك على مدى 15 سنة من أجل إقناعه بزيارة سوريا ولكنهم لم يستطيعوا زحزحته، وحتى أنهم حاولوا ان يدخلوا عليه من ناحية زيارة البابا إلى سوريا ووجوب إستقباله ولكنه لم يتراجع".

وشدّد جعجع على أنّه "ومن دون شك إنّ الكاردينال صفير هو بطريرك الإستقلال الثاني وبطريرك التجرّد والإستقامة لأنه في كل الوقت كانت متجرداً من كل شيء".

وختم جعجع بالقول: "لا أحد ينسى عندما هاجمه بعضهم في العام 1990 مما اضطره إلى الإنتقال إلى الديمان (في إشارة إلى الاعتداء الذي طاله من قبل مناصرين لرئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الذي كان وقتها رئيسًا للحكومة الانتقاليّة)، وهو أوّل ممّن وقف عندما نفي عون (إلى فرنسا) وقال لا يجب أن يُنفى، وأنا كل ما أريد أن أقول أنني سأستعمل طريقته وأن أقول الله يدبر". (رصد NOW Lebanon)

 

الجميل عن صفير: كانت له مواقف بطوليّة غيّرت مجرى الأحداث في لبنان

رأى رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميّل أن "التاريخ سيشهد لمواقف (كاردينال لبنان وسائر المشرق) غبطة البطريرك (الماروني السابق مار نصرالله بطرس) صفير لأنّه في المرحلة التي تحمّل فيها المسؤوليات كانت له مواقف بطوليّة غيّرت مجرى الأحداث في لبنان وكانت مبادرات (منه) شكّلت نقلة نوعيّة في السياسة في لبنان".

الجميّل، وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل" بشهادة له عن البطريرك صفير، قال: "يجب أن لا ننسى أنّ نداء المطارنة عام 2000 هو الذي خطّ للقاء قرنة شهوان ولقاء البريستول وما جرى من بعد بيان عام 2000، وقد صدر من بعدها مجموعة بيانات كانت متأثّرة كلّها بهذا البيان"، مشيرًا إلى أنه كان لصفير "طريقة خاصة بمقاربة الأمور وكان السكوت أبلغ أحيانًا من الكلام وكان بسكوته أحيانًا مؤثر على مجرى الأحداث". وأضاف: "لقد واكبني (صفير) في مرحلة رئاستي وكنت بحاجة لدعامته المعنويّة والروحيّة وأحيانًا السياسيّة إذ كنت أشعر وهو كان يشعر بأنّ نضالنا مشترك ويهدف إلى الحفاظ على سيادة البلد ونظامه في العالم العربي".

وإذ اضاف: "لقد ساهمت مساندته لي في المحافظة على الجمهوريّة وعلى السيادة والثوابت لأنّ كان هناك نيّة لدى البعض على "فرط" لبنان"، أشار الجميل إلى أن "البطريركيّة لعبت دورًا أساسيًا في الحفاظ على لبنان ورئاسة الجمهوريّة وكذلك هناك تداخل بينهما وشكّلا أعمدة أساسيّة في الحفاظ على لبنان". وختم بالقول: "إنّ رمزيّة رئاسة الجمهوريّة والبطريركيّة المارونيّة كوّنت لبنان وحافظت عليه حتى اليوم".

(رصد NOW Lebanon)

 

أوباما يبدي قلقه العميق حيال أعمال العنف في مصر 

أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أبدى "قلقه العميق" حيال أعمال العنف الطائفية الدامية التي وقعت الأحد في مصر، داعيًا كل الأطراف الى "ضبط النفس". وقال جاي كارني المتحدث باسم أوباما: "في وقت يحدد المصريون مستقبلهم، لا تزال الولايات المتحدة تعتقد أنه ينبغي احترام حقوق الأقليات وبينهم الأقباط"، مشيرًا إلى أنه "من حق جميع الناس التظاهر سلميًا وممارسة ديانتهم بحرية". كارني، وفي بيان، أضاف: "حان الوقت لأن يلتزم جميع الأطراف ضبط النفس ليتمكن المصريون من التقدم في صنع مصر قوية وموحدة"، معتبرًا أنّ "هذه الأحداث المأساوية ينبغي ألا تمنع إجراء الإنتخابات في موعدها والاستمرار في عملية انتقالية نحو الديمقراطية تكون سلمية وعادلة". (أ.ف.ب.)

 

المجمع المقدّس للكنيسة القبطية: غرباء إندسوا في إعتصام الأقباط وارتكبوا الجرائم 

أكّد المجمع المقدّس للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية أنّ "الكنيسة رُوّعت لما حدث بالأمس (الأحد) أمام مبنى ماسبيرو (مقر التلفزيون والإذاعة الرسميين المصريين) والذي تسبب فى إستشهاد 24 شخصاً وإصابة 200 جريح والذين خرجوا فى مسيرة سلمية للتعبير عن مشكلاتهم". وأكّد المجمع، في بيان أوردته وكالة أنباء "الشرق الأوسط" المصرية الرسمية أنّ "الايمان المسيحي يرفض العنف"، وألمح إلى أن "غرباء اندسوا على المسيرة وارتكبوا هذه الجرائم التي الصقت بالاقباط". وإذ لفت المجمع، بعد اجتماع بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث البابا وسبعين أسقفاً، إلى أن "الاقباط لهم مشاكل تتكرر دون محاسبة المعتدين ودون إعمال القانون أو وضع حلول جذرية لتلك المشاكل" طلب من الأقباط "الصوم ثلاثة ايام إعتبارا من الغد ليحل السلام في مصر".(أ.ف.ب.)

 

وزراء الخارجيّة الأوروبيّون يبدون "قلقاً شديداً" حيال المواجهات مع الأقباط في القاهرة 

أعرب عدد من وزراء خارجية دول أوروبية عن قلقهم حيال المواجهات الدامية التي جرت (أمس) الأحد بين متظاهرين أقباط وقوات الأمن في القاهرة. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيللي لدى وصوله إلى لوكسمبورغ لحضور إجتماع مع نظرائه الأوروبيين: "أشعر بقلق شديد للأنباء التي تردنا من القاهرة" مشدداً على أنّه "وضع لا يمكن القبول به".

بدوره، أعرب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ عن شعوره "بتوجس وقلق شديدين"، في حين إعتبرت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الحرية الدينية "حق أساسي" بينما ندّد نظيرهما الإيطالي فرانكو فراتيني بـ "أعمال عنف شديدة الخطورة" ضد الأقباط في مصر وأسف "لهجرتهم الجماعية" مبدياً رغبته في صدور "إدانة جماعية" من الإتحاد الأوروبي. في السياق عينه، تحدّث وزير الخارجية الإسباني عن "وضع يدعو للقلق"، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الفرنسية إدانتها للمواجهات العنيفة" التي وقعت في القاهرة. وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو أن بلاده "تدعو الى التهدئة وتعبر عن ارتياحها لتصريحات السلطات السياسية والدينية التي تدعو الى الحوار وصون الوحدة الوطنية"، مؤكداً أن حرية العبادة كما حرية التظاهر سلميًا، هي من الحريات الاساسية التي ستسمح المرحلة الانتقالية التي التزم بها الشعب المصري بحزم بترسيخها وذلك بدعم تام من المجتمع الدولي".(أ.ف.ب.)

 

نار الفتنة" الطائفية تهدّد بإشعال مصر23 قتيلاً في اشتباكات بين الجيش وأقباط

منع التجول من الساعة 2:00 فجراً حتى 7:00 صباحاً في ميدان التحرير

 الأزهر ومفتي مصر يدعوان الى تحكيم العقل والتزام الهدوء

النهار

في أخطر تصعيد للاحداث الطائفية في مصر منذ تنحي الرئيس المصري حسني مبارك في شباط وقبل اسابيع من الانتخابات النيابية، قتل 23 شخصاً وجرح اكثر من 184 في اشتباكات بين الجيش ومتظاهرين اقباط كانوا متجهين في مسيرة نحو مبنى الاذاعة والتلفزيون في منطقة ماسبيرو بالقاهرة، للاعراب عن غضبهم حيال إحراق متشددين اسلاميين كنيسة في قرية بأسوان. وسارع رئيس الوزراء المصري عصام شرف الى التحذير من "نار الفتنة".

وافاد صحافي انه شاهد جثث 16 متظاهراً في المستشفى القبطي بالقاهرة وان جثة أحد القتلى كانت مشوهة على نحو يجعل من الصعب معرفة هوية صاحبها، وان الفوضى كانت تعم المستشفى وسط صراخ ذوي القتلى وعويلهم.

أما التلفزيون الرسمي، فبث ان ثلاثة جنود قتلوا وان عشرات آخرين أصيبوا بجروح. واكدت وزارة الصحة سقوط 19 قتيلا و183جريحاً.

وقال الاب داود وهو كاهن قبطي ان "آلية للجيش دهست خمسة متظاهرين"، مضيفاً وهو يشير الى جثة مشوهة الوجه: "انظر الى دماغه". والى جانب الجثة كانت امرأة تصرخ ألما لوفاة شقيق لها وهي تقول: "اصح يا وائل كلمني". وكانت آثار الرصاص ظاهرة على جثث القتلى.

وبدأت المواجهات بعد وصول الالاف من المتظاهرين الاقباط الى شارع ماسبيرو امام مبنى الاذاعة والتلفزيون قادمين في مسيرة من حي شبرا احتجاجا على اعمال العنف الطائفية.

وقال التلفزيون ان متظاهرين اقباطاً رشقوا قوات الجيش والامن المركزي الذين يحرسون المبنى بالحجار وأضرموا النار في سيارتين، مشيرا الى احتراق سيارة للجيش.

وحاولت قوات الامن المركزي تفريق المتظاهرين باطلاق النار في الهواء. ومن شبرا الى ماسبيرو هتف المتظاهرون الذين رفع بعضهم صلبانا "يسقط المشير" محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى ادارة البلاد منذ تنحي مبارك. وروى شهود عيان ان الاشتباكات بدأت عندما اطلق المتظاهرون النار على الجنود من أسلحة انتزعوها منهم.

 وفي وقت لاحق، دارت مواجهات بين مسلمين واقباط قرب مستشفى نقل اليه المصابون. وبثت قناة "العربية" الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها ان قوى الامن فرقت في وقت متقدم حشوداً من المسلمين والمسيحيين في ميدان التحرير. وقالت مراسلة القناة ان مجموعات من الشبان كانوا يهتفون "الله أكبر" هاجمت محال تجارية بالعصي والحجار في شارع طلعت حرب المؤدي الى ميدان التحرير.

وأعلنت وكالة "أنباء الشرق الاوسط" (أ ش أ) المصرية إن منع التجول تقرر في منطقة ميدان التحرير والشوراع المؤدية إليه اعتباراً من الثانية فجرا حتى السابعة صباحاً.

وتضم المنطقة التي يشملها الحظر مبنى الاذاعة والتلفزيون والشارع المؤدي اليه وتمتد كذلك الى ميدان العباسية المؤدي الى مقر وزارة الدفاع.

وأوردت الوكالة ان "وزارة الداخلية تحذر المواطنين من التحرك في هذه المناطق حتى لا يتعرضوا للمساءلة القانونية".

وفي مدينة قنا، نجح قساوسة ومشايخ في نزع فتيل أزمة بين المسلمين والأقباط ليلاً بعد خروجهم متشابكي الأيدي وهم يهتفون معا: "مسلم ومسيحي إيد واحدة " وطافوا في مسيرة بشوارع المدينة.

وكان مئات من الاقباط تظاهروا الثلثاء احتجاجا على هدم الكنيسة مطالبين باقالة محافظ اسوان مصطفى السيد الذي قال انها بنيت من دون تصريح من السلطات وهو ما أثار غضب عدد من المسلمين الشبان الذين أقدموا على حرقها.

شرف

وتعليقاً على الاحداث قال شرف :"اتوجه الى كل ابناء الوطن الحرصاء على مستقبله ألا يستجيبوا لدعاوى الفتنة لانها نار تحرق الجميع ولا تفرق بيننا". وأضاف: "ما يحدث الآن ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين وانما هو محاولات لاحداث فوضى واشعال الفتنة بما لا يليق بأبناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يداً واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف". واكد ان "تطبيق القانون على الجميع هو الحل الامثل لكل مشاكل مصر".

الأزهر

وطالب الأزهر بتضافر جهود الحكماء والعقلاء من أبناء الوطن الواحد وتحكيم العقل والتزام الهدوء بتطبيق القانون على الجميع دون تمييز لمواجهة الظروف التي يمر بها المجتمع حاليا وتجنب أية أضرار للاحداث التي شهدها ماسبيرو. وشدد "على ضرورة مراعاة الجميع لظروف البلاد الحالية والتطورات عقب ثورة 25 يناير والحرص على عدم إتيان أي أفعال تهدد الثورة وتعطي الفرصة لاعداء الوطن المتربصين بنا بالخارج ولمعاداة النجاح الذى حققته ثورة 25 يناير".

المفتي

 الى ذلك، أكد مفتي الجمهورية علي جمعة "إدانته الشديدة للأحداث المؤسفة التي وقعت أمام مبنى ماسبيرو، وقدم خالص العزاء للشهداء الذين سقطوا في الأحداث، كما أعرب عن خالص التمنيات بالشفاء لجميع المصابين". وقال: "إن ما حدث ليس مسألة دينية ولا طائفية، وإنما هي همجية تنبذها وترفضها كل الأديان السماوية والأعراف والمواثيق"، داعياً إلى "تطبيق القانون بحزم وصرامة على كافة المخالفين". وأشار إلى أن "الحل يتمثل في سيادة القانون على جميع المصريين المسلمين والمسيحيين بلا تفرقة"، محذرا "في الوقت نفسه من أنه إن لم يطبق القانون بحزم فستغرق سفينة الوطن في مشاكل كبيرة". (رويترز، و ص ف، أ ش أ، أب)

 

المحكمة الدولية: تعيين باراغوانث رئيسًا للمحكمة بعد استقالة كاسيزي لأسباب صحية

نهارنت/عُيّن القاضي سير دايفيد باراغوانث بالإجماع رئيسًا للمحكمة وقاضيًا رئيسًا لغرفة الاستئناف، بعد اقتراح ترشيحه من قبل نائب الرئيس القاضي رالف الرياشي والقاضي أنطونيو كاسيزي. وصدر بيان إعلامي عن المحكمة الخاصة بلبنان أن التعيين أتى اثر استقالة القاضي كاسيزي، أمس الأحد، من منصب رئيس المحكمة، لأسبابٍ صحية. إلا أن كاسيزي سيواصل عمله كقاضٍ في غرفة الاستئناف بالمحكمة. أعلن باراغوانث: "إنه لشرف عظيم لي أن أحلّ في منصب رجل القانون المرموق، القاضي أنطونيو كاسيزي. وإننا محظوظون بأن نواصل الاسترشاد بحكمته وخبرته في عملنا".وللقاضي باراغوانث خبرة تناهز الخمسين عامًا في مجال القضاء. فقد عمل كمحامي دفاعٍ وادعاء. وهو يتمتع بخبرة راسخة تميّزت بتولّيه منصب قاض في المحكمة العليا وفي محكمة الاستئناف في نيوزيلندا، وبترؤسه لجنة القانون في نيوزيلندا.

وأضاف باراغوانث "يقتضي اكتساب ثقة الشعب بالمحكمة الالتزام الصارم بسيادة القانون. ومن حق الشعب اللبناني أن تطبّق المحكمة أرفع معايير العدالة من دون خوف أو معروف، ومن دون انحياز أو سوء نية". تابع قائلاً: "تتمثّل الركيزة الأساسية للمحكمة في قرينة البراءة المُكرّسة في قاعدتين توأمين تقضيان بوقوع عبء الإثبات على عاتق المدعي العام، وبوجوب كون أدلّة الادعاء مقنعة بدون أدنى شكٍ معقول. وأودّ التأكيد للشعب اللبناني برمّته بأننا نعتبر أنفسنا قضاته".

وقد أعرب القاضي كاسيزي عن صعوبة اتخاذ قرار تنحّيه من منصب رئيس المحكمة على الصعيد الشخصي، إلا أن هذا القرار كان القرار الصائب الذي يصبّ في مصلحة المحكمة.

مضيفاً: "لقد حاولت لسنتين ونصف أن أقود المحكمة بصورة فعالة وعادلة في ظل ظروف صعبة". وتابع قائلاً: "بما أنه يصعب عليّ الآن الوفاء بالمهام الإدارية والواجبات الخارجية المنوطة بالرئيس، لا أشعر بأنني قادر على تأمين القيادة التي تستلزمها المحكمة والتي تستحقّها. إلا أنني سأواصل مهامي كقاضٍ في غرفة الاستئناف وسأعمل جاهدًا على المسائل القضائية المرفوعة أمامها".

ويضطلع رئيس المحكمة بمسؤولياتٍ واسعة النطاق، تتضمن الإشراف على سير عمل المحكمة بفعالية وحسن سير العدالة، وكذلك تمثيل المحكمة في علاقاتها مع الدول، والأمم المتحدة، والهيئات الأخرى. وختم كاسيزي قائلاً: "أنا على يقين من أن الرئيس الجديد، وهو قاضٍ مرموق، سيرشد المحكمة خير الإرشاد الآن وقد بدأت الإجراءات القضائية وأصبحت الغرف تعمل على أكمل وجه. ولي ملء الثقة بأن القاضي باراغوانث سيضمن حسن سير عمل المحكمة بأقصى درجات الفعالية والسرعة والعدالة".

 

صفير: بكركي باقية كما عهدها اللبنانيون

البطريرك يتولى القيادة ولي رأيي أقوله في الداخل

النهار/أكد الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير "ان بكركي باقية كما عهدها اللبنانيون"،  و"ان لبنان حافظ حتى اليوم على نظامه، وسيحافظ عليه إذا ظلت الامور على ما هي"، إلا أنه لاحظ متغيرات، مشيراً  الى أن الطوائف كثيرة في لبنان، و"ثمة طوائف تطغى على طائفة أخرى، إنما يجب أن يكون هناك تعاون بين جميع الطوائف ليبقى لبنان على ما هو".

 وأضاف صفير في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" عن الوجود المسيحي في الشرق، وهل هو في حاجة الى حماية: "الله يحمي الجميع، وإن الله يحمي لبنان ويحمي المسيحيين في لبنان، ولكن الحماية إذا طلبها المسيحيون فإن سواهم يطلب حماية أخرى وتقع الواقعة، ولذلك إن المسيحيين يحميهم القانون وتحميهم الدولة، وهم يحمون أنفسهم بأنفسهم".

وعن مواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، قال: "نحن لا نتعرض لما قاله صاحب الغبطة وهو يقول ما يجب قوله، ولذلك نحن مع ما يقوله ولسنا ضده. أنا كنت بطريركا ولكنني قدمت استقالتي، فأصبحت خارج اللعبة. لي رأيي، وأدلي به داخل مجلس المطارنة، ولكن البطريرك معروف، وأنا اعتزلت البطريركية واصبح هناك بطريرك آخر، وهو يتولى قيادة البطريركية". وهل يرى أن مواقف الراعي اتت بتوجيهات من الفاتيكان؟ أجاب:"لا أعرف إذا كان هناك توجيه أو لا، فهو من ذهب الى الفاتيكان وقابل قداسة البابا، وهو يتلقى المراسلات التي تأتيه من الفاتيكان ومن سواه". وخلص مؤكدا ان "بكركي كانت وبقيت على ما هي، أما الآن فستتغير؟ لا أدري، ولكن لا أظن أنها ستتغير. بكركي باقية كما عهدها اللبنانيون".

 

الراعي: لا لون للبطريرك إلا لون لبنان

لسنا أقلية بل جزء من الكنيسة العالمية

النهار/في نبأ من الولايات المتحدة أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أعرب عن مفاجأته في كلمة له في بيوريا، بأن كل اللبنانيين استقبلوه في المناطق التي زارها، وعزا ذلك الى "أنهم رأوا فيه الدور المنتظر لبكركي الذي لطالما أدته بشجاعة وإخلاص مع البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير الذي حاولوا أن يلوّنوه سياسياً". وقال إن "لا لون للبطريرك إلا لون لبنان وهو مع كل الأحزاب وكل التيارات وكل اللبنانيين"، ودعا الى "أن لا نسأل مع مَن البطريرك انما لنسأل مَن مع البطريرك".

وأكد "أن المسيحيين ليسوا أقلية في الشرق يفترض أن نخلّصها ، بل هم جزء لا يتجزأ من الكنيسة العالمية"، مشيراً الى أن "على المسيحيين في الشرق متابعة النضال في سبيل قيم الكنيسة التي تشكل إرثاً مشتركاً للإنسانية كلها، وهذه القيم هي الحرية الدينية وحرية التعبير واحترام تعددية الرأي والعملية الديموقراطية".

وحيّا الراعي الرئيس الأميركي باراك أوباما لاختياره اللبناني راي لحود وزيراً، ودعا المجتمع الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة الى أن "تأخذ في الاعتبار الدور الذي يؤديه المسيحيون في الشرق، وهو دور لا يستغنى عنه، والتحرك في سبيل استمراره متجذر في هذه الأرض".

وناشد أهالي بيوريا اللبنانيي الأصل مواصلة تسجيل ولاداتهم وزيجاتهم في القنصلية اللبنانية، "فبهذه الطريقة تحافظون على ارتباطكم بأرض أجدادكم وتشكلون سنداً مهماً لإخوانكم الذين يعيشون في لبنان"، مذكراً بأن النظام اللبناني يقوم على "التوازن الطائفي بين المسلمين والمسيحيين".

ثم كانت كلمة لراي لحود تعهّد فيها "أن يبقى رافعاً صوت لبنان في أميركا والعالم".

 

مدير الأمن العام عزى الفتي أحمد حسون بنجله وبحث مع مسؤولين سوريين الحوادث الحدودية

النهار/أفادت الوكالة الوطنية للاعلام ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، زار امس سوريا ناقلا تعازي رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى المفتي العام للجمهورية السورية الدكتور احمد بدر الدين حسون، بنجله سارية، الذي اغتيل الاسبوع الماضي، وقال: "ان الذي يستهدف الابرياء في سوريا ولبنان هو العدو المشترك". وأعرب المفتي حسون عن تقديره لتعزية الرئيس سليمان، متمنيا "ان يكون استشهاد نجله حقنا لدماء السوريين"، وقال: "اننا في سوريا ندفع ضريبة مواقفنا المتمسكة بالحقوق واحتضان المقاومة".

كما التقى ابرهيم عدداً من القادة الامنيين السوريين وبحث معهم الحوادث التي حصلت اخيراً على الحدود اللبنانية – السورية.

 

وكيليكس/المستقبل/باسيل للأميركيين: موقف عون من الرئاسة "أنا أو لا أحد"

 كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 16/11/2006 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 1799 أن موقف رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون في موضوع الرئاسة كان ولا يزال "أنا أو لا أحد"، وسعى وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، خلال لقائه مسؤولاً سياسياً واقتصادياً من السفارة الأميركية في بيروت، في دارته في 14 تشرين الثاني، اقناع الأميركيين أن معايير اختيار الرئيس المقبل للبنان تنطبق على ميشال عون، قائلاً: "إن أي شخص يمكنه أن يضع على الورق أنه يدعم قرارات مجلس الأمن مثل 1559 و1701، لكن عون هو الوحيد الذي يدعمها بالفعل".

وأفاد أن عون "سيقرر في اللحظة الأخيرة" المشاركة في حكومة ثانية أم لا، على الرغم من أنه أكد أن تشكيلها سيؤدي إلى الفوضى. وقال: "لا أحد يريد الفوضى، بل لا تفيد أحداً، إلا مصالح "حزب الله". وحذر من أن "حزب الله" لا يمتلك الأسلحة فقط، بل الدعم الشعبيّ الشيعيّ، ويمكنه الاستيلاء بسهولة أكثر.

وادعى أن عون حارب سوريا لسنوات، مؤكداً أنه "من المستحيل أن يقول لـ"حزب الله" أن يلقي سلاحه فوراً". ثم أوضح أن "استراتيجية عون كانت تأجيل المواجهة ومعالجته في غضون سنة أو سنتين؛ وهو المرشح الوحيد الذي يحمل خطة ذات صدقية للتعامل مع الحزب". وتذمّر من دعم الولايات المتحدة لقوى 14 آذار عندما تركت "حزب الله" ينضم إلى الحكومة، لكن عندما حاول "التيار" التوصل الى تفاهم مع الحزب الذي من شأنه أن يعمل من أجل نزع سلاحه، فإن الولايات المتحدة وضعته على قائمتها المكروهة.

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "06Beirut1799" تحت عنوان: "لبنان: عون يلعب على رهان أكبر"، كالآتي:

إن "زعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون لا يزال يعتقد أنه الوحيد الذي يستحق الرئاسة، ولن يشارك في أي جهود بما في ذلك المبادرة الفرنسية، لإيجاد التوافق، وفقا لمستشاره وصهره، جبران باسيل. تصور باسيل سيناريوين للرئاسة: إما انبثاق مرشّح توافقيّ، وفي هذه الحالة عون لن يشارك، أو سوف يتم تشكيل حكومة مؤقتة، مما يؤدّي الى انتخابات برلمانية مبكرة. ولم يستبعد باسيل مشاركة عون في الحكومة الثانية. خطاب عون التهديدي المتزايد هو تطور غير مرحّب به في الأسبوع الأخير قبل تنحي الرئيس (اميل) لحود".

عون "رجل دولة"

وأشارت البرقية إلى أن "مستشار ميشال عون وصهره جبران باسيل التقى مسؤولاً سياسياً - اقتصادياً أميركياً، في دارته في 14 تشرين الثاني. أطلق باسيل عظة "التيار" المألوفة عن كل الأخطاء التي ترتكب بحقه (قانون انتخابي غير عادل، عدد المقاعد المتنازع عليها في الانتخابات البرلمانية للعام 2005 التي لم تُحلّ لأن الحكومة حلّت المحكمة الدستورية، عدم شرعية حكومة السنيورة بعد انسحاب خمسة وزراء من الشيعة). وعلى الرغم من كل هذا، اعترف "التيار" بالحريري كزعيم للأكثرية السنية منذ العام 2005 ولذلك رافقت السنيورة جنباً إلى جنب كرئيس للوزراء، كما اعترف ببري (حيث يدعي أن "التيار" تنازل له عن بعض المقاعد في العام 2005) كزعيم الأغلبية الشيعية، والآن حان الوقت بالنسبة لهم للاعتراف بعون كزعيم للغالبية المسيحية.

وأكد أن موقف عون في موضوع الرئاسة كان ولا يزال "أنا أو لا أحد". وقال وحده عون يتمتع بالشعبية الشرعية ليكون رئيساً، مشيراً إلى أنه إذا كان الآخرون يمكنهم التوصل إلى حل، جيد، عندئذ لن يلعب عون دوراً فيه. ووصف عون بـ"رجل الدولة" الوحيد الذي كان يهتم بخير البلاد. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن إطلاق التهديدات بخلق الفوضى والحرب الأهلية، كما فعل عون مراراً عبر تصريحاته للصحافة، لم تكن تشبه رجل الدولة للغاية. فأجابه باسيل، في الجوهر، الجميع كان يكسر كل القواعد، فلماذا عون لا ؟ فرد المسؤول الأميركي، إن خطأان لا ينتجان العمل الصحيح، والاستجابة لسلوك سيئ من جانب واحد بسلوك أسوأ لا يظهر كرجل دولة".

رفض المبادرة الفرنسية

وأضافت البرقية "عن المبادرة الفرنسية، أفاد باسيل بأن عون قال لكوشنير إنه لا يريد اسمه على القائمة، على الرغم أن باسيل يعتقد أن زعيم المردة سليمان فرنجية اقترح اسم عون. ويعتقد أن لائحة أسماء البطريرك تم إرسالها بالفعل إلى بري والحريري. وعلق بأنه لا ينبغي أن يشارك البطريرك في العمل السياسي. وعلاوة على ذلك، ما هي المعايير التي ينبغي استخدامها لاختيار المرشحين، وكيف يمكننا معرفة ما إذا كان المرشحون يلبون هذه المعايير بالفعل؟ فأجاب المسؤول الأميركي بأنه على المرشحين الالتزام بمبادئ حرية وسيادة واستقلال لبنان وأن يكونوا ملتزمين بقرارات مجلس الأمن مثل 1559 و1701. فرد عليه باسيل أن أي شخص يمكنه أن يضع على الورق أنه يدعم هذه القضايا، لكن عون هو الوحيد الذي يدعمها بالفعل. واحتجّ باسيل على (مرشح 14 آذار) نسيب لحود، زاعماً أنه لا يملك مبادئ جيدة، ونقل عن تقرير صحافي، أن لحود في شبابه كان عضواً في جماعة ميليشياوية موالية لسوريا في فلسطين (الصاعقة) في العام 1969، مدعياً أن عون حارب سوريا لسنوات، واضاف أنه من المستحيل أن يقول لـ"حزب الله" أن يلقي سلاحه فوراً، واستراتيجية عون كانت تأجيل المواجهة ومعالجته في غضون سنة أو سنتين؛ علاوة على ذلك، قال إنه هو المرشح الوحيد الذي يحمل خطة ذات صدقية للتعامل مع الحزب".

سيناريوان

وتابعت البرقية "تصوّر باسيل سيناريوين لرئاسة الجمهورية: 1) إما أن تنتج المبادرة الفرنسية رئيساً توافقياً، أو 2) يقوم لحود بتعيين حكومة مؤقتة بعد استشارة البرلمان. في هذا السيناريو سوف يتنحى لحود، والحكومة المؤقتة، التي ستضم أعضاء من المعارضة، ستسيطر على سلطة الرئاسة. وسيواصل الجانبان العمل على انتخاب الرئيس، لكن إذا كانوا غير قادرين، فإن الحكومة المؤقتة ستغير القانون الانتخابي وتدعو إلى انتخابات برلمانية مبكرة. ورأى أن تلك الانتخابات يمكن أن تكون في ستة أشهر أو خلال عام ونصف، وفي الحالتين سيكون البرلمان الحالي في السلطة لثلاث سنوات على الأقل، وهذا وقت كثير في رأيه. ورفض باسيل النظر في إمكانية تنحّي لحود وتسلّم حكومة السنيورة السلطة الرئاسية، قائلا "دعونا لا نتجادل". وتساءل لماذا تعطي الولايات المتحدة السنيورة دعماً قوياً من هذا النوع. فأجاب المسؤول الأميركي بأن السنيورة هو رئيس الوزراء المنتخب ديموقراطياً ويمثّل الأكثرية في السلطة. فتذمّر باسيل من دعم الولايات المتحدة لـ14 آذار عندما تحالفت مع "حزب الله" وترك السنيورة الحزب ينضم إلى الحكومة، إلا أنه عندما حاول "التيار" التوصل الى تفاهم مع الحزب الذي من شأنه أن يعمل من أجل نزع سلاحه، فإن الولايات المتحدة وضعته على قائمتها المكروهة.

ورأى أن للرئيس لحود حقاً دستورياً في البقاء في قصر بعبدا اذا لم ينتخب رئيس للبلاد. فقاطعه المسؤول الأميركي قائلاً بأن التعديل الذي أسفر الى تمديد ولايته ثلاث سنوات على وجه التحديد ينتهي منتصف ليل 23 تشرين الثاني 2007. فأجاب باسيل بما أن الأكثرية انتهكت الدستور وتحدثت عن انتخاب رئيس باستخدام النصف زائداً واحداً، فلحود يستطيع أن ينتهك القانون أيضاً. وأشار المسؤول الأميركي بأن اللغة عن النصاب القانوني غامضة، أما لغة التمديد للحود ونهاية ولايته فواضحة جداً. وكرر باسيل حجة عون بأن النصف زائداً واحداً ستكون غير شرعية لأنها تستثني جزءاً كبيراً من البلد، وبأن لبنان هو ديموقراطية خاصة لا يمكن أن تعمل إلا من خلال التوافق، لافتاً إلى أن الأكثرية في البرلمان لا تعكس الأكثرية الفعلية للبلاد".

عون سيقرر انضمامه الى الحكومة الثانية في اللحظة الأخيرة

وبحسب البرقية "طلب من باسيل أن يقدم التأكيدات بأن عون لن يشارك في حكومة ثانية قد يعينها الرئيس اميل لحود قبل نهاية فترة ولايته، فأجاب: سيقرر عون "في اللحظة الاخيرة". ورأى بأن هذا قد يؤدي إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات على الجنرال، وأفاد أن الحكومة الثانية ربما ستؤدي إلى الفوضى. ورد المسؤول الأميركي بأن العقوبات الاميركية تهدف إلى منع الفوضى من خلال ردع الناس من الانضمام الى حكومة ثانية على وجه التحديد. فقال باسيل: لا أحد يريد الفوضى، بل لا تفيد أحداً، إلا مصالح "حزب الله". "حزب الله" لا يمتلك الأسلحة فقط، بل الدعم الشعبيّ الشيعيّ، ويمكنه الاستيلاء بسهولة أكثر. وادعى بأن "التيار الوطني الحر" يحظى بدعم شعبيّ مسيحيّ، لكنه لا يملك الأسلحة.

وتساءل المسؤول الأميركي عن المقابلة التلفزيونية عبر قناة "المنار" في 11 تشرين الثاني، التي تضمنت بعض العبارات الغامضة التي يمكن أن تفسر على أنها تهديدات. فهل كان يقصد التهديد؟ مال باسيل إلى الأمام مع وميض في عينه، وقصد الإجابة بـ"نعم". في وقت لاحق، أوضح أنه من خلال التهديد، لا يعني ان "التيار"سيعمد إلى قتل الناس"؛ هذا ليس أسلوبنا". وقال تعرض عون للهجوم من جميع الجهات، بما في ذلك الولايات المتحدة، لفترة طويلة جداً، وهذا هو السبيل الوحيد لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها من قوى 14 آذار التي تريد المضي قدماً في النصف زائداً واحداً. واشار إلى أن "جنبلاط يطلق التصريحات التي هي مجرد تهديد، لكنك لا تستجوبه".

ولفتت البرقية إلى أن "باسيل، أكثر من أي من شخص نتواصل معه في التيار، هو المتحدث الرسمي باسم العماد عون، ومحادثته تتمة لمحادثات عون مع السفير في الاجتماعات الأخيرة. يبدو أن عون يبقي الرهانات العالية، سواء بأمل الحصول على عائد مجز من حيث تشكيل مجلس الوزراء في الحكومة المقبلة، أو من خلال البقاء خارج العملية تماماً، ويضع نفسه في موقف جيد (كما حلفائه من "حزب الله") للقول إن الرئيس الجديد لا يتمتع بتأييد غالبية المسيحيين ولا من الشيعة، وبالتالي فهو غير شرعي.

في حين أننا لا نستطيع أن نستبعد قيام عون بعمل عسكري (إلا أنها لن تكون المرة الأولى، ونذكّر بأن قوات عون في العام 1989 حاصرت السفارة الأميركية، وأغلقتها لمدة سنة تقريباً) ، ونحن نأمل أنه عندما يتم التذكير بخداعه، سيضعف. في هذه الأثناء، فإن لغته الخطابية التهديدية المتزايدة، لا سيما تجاه الولايات المتحدة (ظهوره على الـOTV في 15 تشرين الثاني كان معادياً علناً تجاه السياسة الأميركية في لبنان) تعتبر تطوراً مقلقاً لاسيما في الاسبوع الأخير قبل نهاية ولاية الرئيس لحود. نهاية التعليق".

 

وكيليكس/المستقبل/باسيل للأميركيين: موقف عون من الرئاسة "أنا أو لا أحد"

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 16/11/2006 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 1799 أن موقف رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون في موضوع الرئاسة كان ولا يزال "أنا أو لا أحد"، وسعى وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، خلال لقائه مسؤولاً سياسياً واقتصادياً من السفارة الأميركية في بيروت، في دارته في 14 تشرين الثاني، اقناع الأميركيين أن معايير اختيار الرئيس المقبل للبنان تنطبق على ميشال عون، قائلاً: "إن أي شخص يمكنه أن يضع على الورق أنه يدعم قرارات مجلس الأمن مثل 1559 و1701، لكن عون هو الوحيد الذي يدعمها بالفعل".

وأفاد أن عون "سيقرر في اللحظة الأخيرة" المشاركة في حكومة ثانية أم لا، على الرغم من أنه أكد أن تشكيلها سيؤدي إلى الفوضى. وقال: "لا أحد يريد الفوضى، بل لا تفيد أحداً، إلا مصالح "حزب الله". وحذر من أن "حزب الله" لا يمتلك الأسلحة فقط، بل الدعم الشعبيّ الشيعيّ، ويمكنه الاستيلاء بسهولة أكثر.

وادعى أن عون حارب سوريا لسنوات، مؤكداً أنه "من المستحيل أن يقول لـ"حزب الله" أن يلقي سلاحه فوراً". ثم أوضح أن "استراتيجية عون كانت تأجيل المواجهة ومعالجته في غضون سنة أو سنتين؛ وهو المرشح الوحيد الذي يحمل خطة ذات صدقية للتعامل مع الحزب". وتذمّر من دعم الولايات المتحدة لقوى 14 آذار عندما تركت "حزب الله" ينضم إلى الحكومة، لكن عندما حاول "التيار" التوصل الى تفاهم مع الحزب الذي من شأنه أن يعمل من أجل نزع سلاحه، فإن الولايات المتحدة وضعته على قائمتها المكروهة.

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "06Beirut1799" تحت عنوان: "لبنان: عون يلعب على رهان أكبر"، كالآتي:

إن "زعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون لا يزال يعتقد أنه الوحيد الذي يستحق الرئاسة، ولن يشارك في أي جهود بما في ذلك المبادرة الفرنسية، لإيجاد التوافق، وفقا لمستشاره وصهره، جبران باسيل. تصور باسيل سيناريوين للرئاسة: إما انبثاق مرشّح توافقيّ، وفي هذه الحالة عون لن يشارك، أو سوف يتم تشكيل حكومة مؤقتة، مما يؤدّي الى انتخابات برلمانية مبكرة. ولم يستبعد باسيل مشاركة عون في الحكومة الثانية. خطاب عون التهديدي المتزايد هو تطور غير مرحّب به في الأسبوع الأخير قبل تنحي الرئيس (اميل) لحود".

عون "رجل دولة"

وأشارت البرقية إلى أن "مستشار ميشال عون وصهره جبران باسيل التقى مسؤولاً سياسياً - اقتصادياً أميركياً، في دارته في 14 تشرين الثاني. أطلق باسيل عظة "التيار" المألوفة عن كل الأخطاء التي ترتكب بحقه (قانون انتخابي غير عادل، عدد المقاعد المتنازع عليها في الانتخابات البرلمانية للعام 2005 التي لم تُحلّ لأن الحكومة حلّت المحكمة الدستورية، عدم شرعية حكومة السنيورة بعد انسحاب خمسة وزراء من الشيعة). وعلى الرغم من كل هذا، اعترف "التيار" بالحريري كزعيم للأكثرية السنية منذ العام 2005 ولذلك رافقت السنيورة جنباً إلى جنب كرئيس للوزراء، كما اعترف ببري (حيث يدعي أن "التيار" تنازل له عن بعض المقاعد في العام 2005) كزعيم الأغلبية الشيعية، والآن حان الوقت بالنسبة لهم للاعتراف بعون كزعيم للغالبية المسيحية.

وأكد أن موقف عون في موضوع الرئاسة كان ولا يزال "أنا أو لا أحد". وقال وحده عون يتمتع بالشعبية الشرعية ليكون رئيساً، مشيراً إلى أنه إذا كان الآخرون يمكنهم التوصل إلى حل، جيد، عندئذ لن يلعب عون دوراً فيه. ووصف عون بـ"رجل الدولة" الوحيد الذي كان يهتم بخير البلاد. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن إطلاق التهديدات بخلق الفوضى والحرب الأهلية، كما فعل عون مراراً عبر تصريحاته للصحافة، لم تكن تشبه رجل الدولة للغاية. فأجابه باسيل، في الجوهر، الجميع كان يكسر كل القواعد، فلماذا عون لا ؟ فرد المسؤول الأميركي، إن خطأان لا ينتجان العمل الصحيح، والاستجابة لسلوك سيئ من جانب واحد بسلوك أسوأ لا يظهر كرجل دولة".

رفض المبادرة الفرنسية

وأضافت البرقية "عن المبادرة الفرنسية، أفاد باسيل بأن عون قال لكوشنير إنه لا يريد اسمه على القائمة، على الرغم أن باسيل يعتقد أن زعيم المردة سليمان فرنجية اقترح اسم عون. ويعتقد أن لائحة أسماء البطريرك تم إرسالها بالفعل إلى بري والحريري. وعلق بأنه لا ينبغي أن يشارك البطريرك في العمل السياسي. وعلاوة على ذلك، ما هي المعايير التي ينبغي استخدامها لاختيار المرشحين، وكيف يمكننا معرفة ما إذا كان المرشحون يلبون هذه المعايير بالفعل؟ فأجاب المسؤول الأميركي بأنه على المرشحين الالتزام بمبادئ حرية وسيادة واستقلال لبنان وأن يكونوا ملتزمين بقرارات مجلس الأمن مثل 1559 و1701. فرد عليه باسيل أن أي شخص يمكنه أن يضع على الورق أنه يدعم هذه القضايا، لكن عون هو الوحيد الذي يدعمها بالفعل. واحتجّ باسيل على (مرشح 14 آذار) نسيب لحود، زاعماً أنه لا يملك مبادئ جيدة، ونقل عن تقرير صحافي، أن لحود في شبابه كان عضواً في جماعة ميليشياوية موالية لسوريا في فلسطين (الصاعقة) في العام 1969، مدعياً أن عون حارب سوريا لسنوات، واضاف أنه من المستحيل أن يقول لـ"حزب الله" أن يلقي سلاحه فوراً، واستراتيجية عون كانت تأجيل المواجهة ومعالجته في غضون سنة أو سنتين؛ علاوة على ذلك، قال إنه هو المرشح الوحيد الذي يحمل خطة ذات صدقية للتعامل مع الحزب".

سيناريوان

وتابعت البرقية "تصوّر باسيل سيناريوين لرئاسة الجمهورية: 1) إما أن تنتج المبادرة الفرنسية رئيساً توافقياً، أو 2) يقوم لحود بتعيين حكومة مؤقتة بعد استشارة البرلمان. في هذا السيناريو سوف يتنحى لحود، والحكومة المؤقتة، التي ستضم أعضاء من المعارضة، ستسيطر على سلطة الرئاسة. وسيواصل الجانبان العمل على انتخاب الرئيس، لكن إذا كانوا غير قادرين، فإن الحكومة المؤقتة ستغير القانون الانتخابي وتدعو إلى انتخابات برلمانية مبكرة. ورأى أن تلك الانتخابات يمكن أن تكون في ستة أشهر أو خلال عام ونصف، وفي الحالتين سيكون البرلمان الحالي في السلطة لثلاث سنوات على الأقل، وهذا وقت كثير في رأيه. ورفض باسيل النظر في إمكانية تنحّي لحود وتسلّم حكومة السنيورة السلطة الرئاسية، قائلا "دعونا لا نتجادل". وتساءل لماذا تعطي الولايات المتحدة السنيورة دعماً قوياً من هذا النوع. فأجاب المسؤول الأميركي بأن السنيورة هو رئيس الوزراء المنتخب ديموقراطياً ويمثّل الأكثرية في السلطة. فتذمّر باسيل من دعم الولايات المتحدة لـ14 آذار عندما تحالفت مع "حزب الله" وترك السنيورة الحزب ينضم إلى الحكومة، إلا أنه عندما حاول "التيار" التوصل الى تفاهم مع الحزب الذي من شأنه أن يعمل من أجل نزع سلاحه، فإن الولايات المتحدة وضعته على قائمتها المكروهة.

ورأى أن للرئيس لحود حقاً دستورياً في البقاء في قصر بعبدا اذا لم ينتخب رئيس للبلاد. فقاطعه المسؤول الأميركي قائلاً بأن التعديل الذي أسفر الى تمديد ولايته ثلاث سنوات على وجه التحديد ينتهي منتصف ليل 23 تشرين الثاني 2007. فأجاب باسيل بما أن الأكثرية انتهكت الدستور وتحدثت عن انتخاب رئيس باستخدام النصف زائداً واحداً، فلحود يستطيع أن ينتهك القانون أيضاً. وأشار المسؤول الأميركي بأن اللغة عن النصاب القانوني غامضة، أما لغة التمديد للحود ونهاية ولايته فواضحة جداً. وكرر باسيل حجة عون بأن النصف زائداً واحداً ستكون غير شرعية لأنها تستثني جزءاً كبيراً من البلد، وبأن لبنان هو ديموقراطية خاصة لا يمكن أن تعمل إلا من خلال التوافق، لافتاً إلى أن الأكثرية في البرلمان لا تعكس الأكثرية الفعلية للبلاد".

عون سيقرر انضمامه الى الحكومة الثانية في اللحظة الأخيرة

وبحسب البرقية "طلب من باسيل أن يقدم التأكيدات بأن عون لن يشارك في حكومة ثانية قد يعينها الرئيس اميل لحود قبل نهاية فترة ولايته، فأجاب: سيقرر عون "في اللحظة الاخيرة". ورأى بأن هذا قد يؤدي إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات على الجنرال، وأفاد أن الحكومة الثانية ربما ستؤدي إلى الفوضى. ورد المسؤول الأميركي بأن العقوبات الاميركية تهدف إلى منع الفوضى من خلال ردع الناس من الانضمام الى حكومة ثانية على وجه التحديد. فقال باسيل: لا أحد يريد الفوضى، بل لا تفيد أحداً، إلا مصالح "حزب الله". "حزب الله" لا يمتلك الأسلحة فقط، بل الدعم الشعبيّ الشيعيّ، ويمكنه الاستيلاء بسهولة أكثر. وادعى بأن "التيار الوطني الحر" يحظى بدعم شعبيّ مسيحيّ، لكنه لا يملك الأسلحة.

وتساءل المسؤول الأميركي عن المقابلة التلفزيونية عبر قناة "المنار" في 11 تشرين الثاني، التي تضمنت بعض العبارات الغامضة التي يمكن أن تفسر على أنها تهديدات. فهل كان يقصد التهديد؟ مال باسيل إلى الأمام مع وميض في عينه، وقصد الإجابة بـ"نعم". في وقت لاحق، أوضح أنه من خلال التهديد، لا يعني ان "التيار"سيعمد إلى قتل الناس"؛ هذا ليس أسلوبنا". وقال تعرض عون للهجوم من جميع الجهات، بما في ذلك الولايات المتحدة، لفترة طويلة جداً، وهذا هو السبيل الوحيد لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها من قوى 14 آذار التي تريد المضي قدماً في النصف زائداً واحداً. واشار إلى أن "جنبلاط يطلق التصريحات التي هي مجرد تهديد، لكنك لا تستجوبه".

ولفتت البرقية إلى أن "باسيل، أكثر من أي من شخص نتواصل معه في التيار، هو المتحدث الرسمي باسم العماد عون، ومحادثته تتمة لمحادثات عون مع السفير في الاجتماعات الأخيرة. يبدو أن عون يبقي الرهانات العالية، سواء بأمل الحصول على عائد مجز من حيث تشكيل مجلس الوزراء في الحكومة المقبلة، أو من خلال البقاء خارج العملية تماماً، ويضع نفسه في موقف جيد (كما حلفائه من "حزب الله") للقول إن الرئيس الجديد لا يتمتع بتأييد غالبية المسيحيين ولا من الشيعة، وبالتالي فهو غير شرعي.

في حين أننا لا نستطيع أن نستبعد قيام عون بعمل عسكري (إلا أنها لن تكون المرة الأولى، ونذكّر بأن قوات عون في العام 1989 حاصرت السفارة الأميركية، وأغلقتها لمدة سنة تقريباً) ، ونحن نأمل أنه عندما يتم التذكير بخداعه، سيضعف. في هذه الأثناء، فإن لغته الخطابية التهديدية المتزايدة، لا سيما تجاه الولايات المتحدة (ظهوره على الـOTV في 15 تشرين الثاني كان معادياً علناً تجاه السياسة الأميركية في لبنان) تعتبر تطوراً مقلقاً لاسيما في الاسبوع الأخير قبل نهاية ولاية الرئيس لحود. نهاية التعليق".

 

الأحدب يستنكر التغاضي الرسمي المريب عن اختراق الحدود اللبنانية ـ السورية

 طرابلس ـ "المستقبل"

رأى نائب رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب السابق مصباح الاحدب أنه "من غير المقبول تغاضي الدولة والسلطات الرسمية وصمتها المريب عن كل ما تشهده الحدود اللبنانية ـ السورية من اختراقات وملاحقة وتوغل من جانب الجيش السوري، بدءاً من عرسال الى الحدود الشمالية".

وقال امام وفود شعبية زارته في منزله في طرابلس أمس: "اننا كلبنانيين ليس من شأننا إسقاط النظام في سوريا أو تعويمه، انما واجبنا أن نقف موقفا انسانيا واخلاقيا لوقف العنف وسفك الدماء". واعتبر ان "التضامن مع الشعب السوري رفضاً للعنف والتعذيب والقتل أمر طبيعي بالنسبة الى طرابلس العروبة التي أظهرت على الدوام تضامنها الاخوي مع كل القضايا العربية". واستهجن "خفوت أصوات الدول العربية ازاء انتهاكات حقوق الانسان في سوريا، حيث لا يجوز ان تبدو الدول الغربية والمجتمع الدولي اكثر حرصا على حقن الدماء العربية من حكومات الدول العربية"، داعيا تلك الدول وجامعة الدول العربية الى "الاضطلاع بمسؤولياتها في هذا المجال، لأن التاريخ لا يرحم".

واستغرب "عدم صدور توضيحات حاسمة حتى الآن لكلام البطريرك بشارة بطرس الراعي في باريس، خصوصا من حيث تصنيف الطائفة السنية بكاملها في خانة التطرف، وكذلك عدم اتخاذ موقف حازم باستنكار العنف والقتل في سوريا"، مؤكدا أنه "لا توجد شريعة في العالم تبرر الظلم وإراقة الدماء البريئة، حتى ولو بذريعة حماية الاقليات، وان الاستبداد لا يحمي الاقليات بل الدولة المدنية التي يسودها حكم القانون".

وأشار الى ان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "موجود في مركب يقوده "حزب الله" وهو بالتالي يعطي وعوداً كثيرة، والقرار ليس في يده انما في يد الحزب، فهو رئيس حكومة أتت اساسا بقرار اقليمي لمواجهة اوضاع اقليمية، وأكثر ما يمكن ان يقوم به اعضاؤها الاهتمام التعيينات والمغانم الادارية والخدماتية والتحضير للانتخابات وربما الاستثمار في النفط المكتشف حديثا في المياه اللبنانية". وأوضح ان "طرابلس تعيش أوضاعاً اقتصادية واجتماعية مزرية ووعوداً لا يستطيع تلبيتها لا الرئيس ميقاتي ولا وزراؤه الخمسة، كما انها تعاني اختراقا امنيا بسبب انتشار السلاح غير الشرعي، وفراغا سياسيا بسبب ضعف قوى المعارضة وارتباكها رغم استمرار التأييد الشعبي لشعاراتها خصوصا المحكمة الدولية وسلاح "حزب الله" وتحييد لبنان عن المحاور الخارجية". وشدد على انه "لا بد من إعادة النظر في إدارة المعارضة وان يتم التنسيق الكامل بين أطرافها وان تتوحد في جدول أعمال واضح وخريطة طريق واحدة تتوافق مع تطلعات الربيع العربي واستعادة زمام المبادرة والابتعاد عن التعاطي مع الامور برد الفعل فقط"، منتقداً "حال التشرذم التي تسود صفوفها بغياب الرئيس سعد الحريري وطريقتها المرتبكة في المواجهة". واعتبر ان "التحرك في المجلس النيابي لا يمكن ان يختزل المواجهة المطلوبة، ولو نظمت مواجهة سياسية صحيحة ومتكاملة في وجه هذه الحكومة لكانت أسقطتها أمام المطالب الشعبية المحقة".

ولفت الى انه "رغم الارتباك الذي تعانيه المعارضة الحالية، فان اي انتخابات تجري اليوم لن يربح فيها الرئيس ميقاتي، لأنه فاز في الانتخابات السابقة على لائحة سعد الحريري وفي ظل شعارات 14 آذار التي انقلب عليها، والرأي العام مستاء جدا من عملية الهيمنة التي يقوم بها "حزب الله" على الدولة، والممارسة السيئة التي تقوم بها الحكومة، وذلك من خلال التعيينات الادارية المسيسة كمثل تعيين رئيس للجامعة اللبنانية جائزة ترضية ومكافأة له على مساهمته في فرط الحكومة السابقة". ورأى ان "كل هجوم اعلامي وسياسي يشنه (رئيس تكتل "التغيير والاصلاح") النائب ميشال عون على الرئيس ميقاتي يصب في مصلحة رفع شعبيته ويصوّره كأنه حام للسنة في لبنان، لأن العماد عون هو في موقع استفزازي دائم ضد السنة ولا يقع اليوم تحت نظره الا المناصب التي يشغلها موظفون سنّة، وهو الذي يصدر الشهادات الاستنسابية بالصدق والشفافية على كيفه فيبرّئ المرتكب لمجرد انه حليف له ويتحامل على الشرفاء المشهود لهم فقط لأنهم أخصام

 

ويكيليكس/14 آذار/آصف شوكت: نريد ان نبقى أصدقاء لأميركا ونتطلع للتبادل الاستخباراتي

لايمكن نزع سلاح حزب الله من دون مقايضة سياسية.

ولاحاجة للحلف مع ايران اذا أقمنا علاقات جيدة مع اسرائيل!    

طارق نجم

كشف موقع ويكيليكس بتاريخ 30 آب 2011 عن مذكرة سرية صادرة عن السفارة الأمريكية في دمشق، تحمل الرقم 06DAMASCUS270 والتي تنقل وقائع اجتماع بين مسؤولين امريكيين وشخصية سورية منتدبة من قبل آصف شوكت، رئيس الاستخبارات العسكرية السورية وزوج شقيقة الرئيس بشار الأسد وصاحب النفوذ الكبير في النظام السوري.

وبحسب ملخص المذكرة، فإنّ "القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية لدى سوريا ستيفن سيشي قد ألتقى يوم 24 كانون الثاني من العام 2006، بأحد أعضاء مجلس الشعب السوري المقرب من رئيس المخابرات العسكرية والذي أخبر الأمريكيين في السفارة بأن رئيس المخابرات العسكرية السورية آصف شوكت يتمسك بالصداقة مع الولايات المتحدة ويرغب بالتبادل الاستخباري وضرورة عقد اجتماعات ثنائية, منبهاً الى قيام السلطات السورية مؤخراً بحملة اعتقال لأعضاء تنظيم القاعدة في سوريا. كما نبّه النائب السوري الى أنّ بشار الأسد يخشى من تهديدات داخلية تمنعه من السفر الى الخارج".

وتنقل المذكرة عن "عضو البرلمان السوري ورجل الاعمال هاشم العقاد، والمعروف بعلاقاته الوثيقة مع آصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية السورية، قوله أنه على الرغم من قرار الولايات المتحدة تجميد أصوله المالية، فإن شوكت لا يزال يعتبر نفسه صديقاً للولايات المتحدة ويريد استئناف تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين. كما قال العقاد أن الرئيس السوري بشار الاسد قد اتخذ قراراً في العام 2005 بقطع الصلات الاستخباراتية ضد رغبة شوكت، ولكنه أضاف أنه يمكن لشوكت إقناع الأسد بعكس موقفه. وقال النائب العقاد أنّ رئيس الاستخبارات العسكرية السورية مهتم في استئناف التعاون في مجال الاستخبارات لأنه من شأنه أن يجعل مهامه أسهل."

واضاف العقاد "في سبيل مناقشة استئناف تبادل المعلومات الاستخباراتية و أية مسائل أضافية أخرى، فعلى الحكومة الأمريكية ترتيب عقد اجتماع بين مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى من جهة وبين آصف شوكت من جهة أخرى سواء في دمشق أو في الولايات المتحدة. كما أكد العقاد عندما سئل حول طبيعة المواضيع التي قد تطرح في مثل هذا الاجتماع، أنّ سوريا لا يمكن أن تقبل بمجموعة المطالبات التي قدمتها الولايات المتحدة كما هي. وقال ان سوريا يمكن ان تقدم تنازلات بشأن العراق، لكنها في الوقت عينه لا يمكن أن تخرج المجموعات المعارضة الفلسطينية أو تدعم نزع سلاح حزب الله دون مقايضة أو مقابل سياسي كبير". وتنقل الوثيقة الامريكية عن العقاد "اننا لن نتخلى عن أوراقنا من أجل لا شيء. فسوريا تريد التوصل الى اتفاق سلام مع إسرائيل والرئيس بشار الأسد هو أكثر رغبة من والده في ذلك. وعن العلاقات بين سوريا وايران، ان دمشق لا تحتاج الى هذا التحالف إذا كان لديها علاقات أفضل مع إسرائيل والولايات المتحدة ولا يوجد بلد في المنطقة يؤيد إبادة إسرائيل".

وفي نهاية المذكرة، أورد القائم بالأعمال الأمريكي لاحقاً تعليقاً على ما قاله العقاد "رسالة العقاد كانت الأحدث في سلسلة من المبادرات من قبل وسطاء يدعون تمثيل مصالح مسؤولين سوريين كبار بهدف تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. وقد اشار العقاد أنه اجتمع منذ أيام مع شوكت وكان واضحاً بأنّ العقاد تكلم باسم شوكت في حديثه مع الولايات المتحدة وقد أعرب العقاد عن عدم اعجابه ببشار الأسد وقد وصفه بالجشع والفاسد. كما عرض العقاد أن يكون وسيطاً في حال كانت تسعى الولايات المتحدة للتعاطي مع قائد معيّن يسهل انتقال سلس في حال رحيل الأسد. ويبقى السؤال في ما إذا كان شوكت يود الحصول على صفقة لنفسه او ما اذا كان يسعى بشكل غير مباشر لانقاذ النظام بأكمله".

*موقع 14 آذار

 

حزب الله" يشقّ حركة "التوحيد" لتعطيل تظاهرات الاعتراض على النظام السوري

 خاص ـ "المستقبل"/أصيبت سياسات "حزب الله" في اختراق الساحة الإسلامية السنّية في طرابلس بتصدعات كبرى، نتيجة عجز الحزب عن تسخير المجموعات التي يمولها في عاصمة الشمال، وفشله في جرّها الى مواجهة مفتوحة مع الجهات الإسلامية الناشطة في الاحتجاج على همجية النظام السوري في قمعه للشعب السوري الأعزل.

لقد قام "حزب الله" في الآونة الأخيرة بتفكيك عدد من المجموعات وإعادة ربطها به مباشرة، في محاولة منه لإثارة إشكالات داخل طرابلس، على خلفية مواجهة حركة الاحتجاج ضد النظام السوري.

فقد طلب "حزب الله" من الشيخ بلال سعيد شعبان الأمين العام لحركة "التوحيد الإسلامي" في طرابلس أن يواجه الشيخ زكريا المصري الذي يقوم بتظاهرات متواصلة في منطقة القبة ضد النظام السوري، حيث يمتلك شعبان مدرسة ومركزاً قريباً من المكان الذي تجري فيه التظاهرات.. واقترح الحزب أن تكون المواجهات عنيفة ومتكررة، حتى يتم تعطيل التظاهر، لأن ما يقوم به الشيخ المصري لا يشكل عملاً محلياً فقط، بل إنه يحظى بتغطية عدد من القنوات الفضائية.. فضلاً عن استقطابه شرائح شبابية وطلابية لبنانية وسورية ناشطة ضد النظام. غير أن الشيخ شعبان تلكأ في الاستجابة وأبلغ "حزب الله" أنه غير قادر على الدخول في مواجهة يُحتمل أن تسيل فيها الدماء، وأخبر المسؤولين في الحزب أن دوره سياسي وليس أمنياً. عند هذه النقطة، قام "حزب الله" باستدعاء شخص يُعرف بـ"أبو بكر المشلاوي" وهو فلسطيني ينتمي الى حركة "التوحيد" منذ أيام مؤسسها الراحل الشيخ سعيد شعبان، وقد تسلم مصلى في محلة الزاهرية وهو مصلى أبو القاسم، منذ الثمانينيات، على أنه من مؤسسات الحركة.

قدّم "حزب الله" مساعدة مالية للمشلاوي، فقام هذا الأخير باستئجار شقة قرب القبة ومواجهة لتجمعات التظاهر التي يقودها الشيخ المصري، في محلة "ابن سينا"، ورفع المشلاوي لافتة حملت عنوان "أنصار المقاومة" من أجل استفزاز أنصار الشيخ المصري.

لم يحصل حتى الآن أي احتكاك، لكن هذا الأمر ترك أثراً بالغ السوء على حركة "التوحيد"، حيث وصلت الأمور الى حد الاشتباك الداخلي، وقاد معاذ شقيق بلال مواجهة حقيقية في الزاهرية لاستعادة مصلى أبي القاسم، لكن الأمر لم يُحسم.

وفي خطوة مماثلة قام "حزب الله" بفك ارتباط عدد من المجموعات المسلحة المرتبطة بالشيخ هاشم منقارة، مسؤول الجناح الآخر في حركة "التوحيد"، وإلحاقها بالحزب مباشرة، مما أثار حفيظة منقارة، ودفعه الى إبداء الامتعاض من سلوك الحزب تجاهه.

هذه "المناقلات" التي قام بها "حزب الله" إذا دلّت على شيء، فإنما تدل على عجز الحزب عن تحريك الوضع الأمني والسياسي في طرابلس، وعلى فشل سياسته الهادفة الى اختراق الشارع السني، خاصة بعد أن اكتشف قيام مسؤولين أمنيين لدى أجنحة في "جبهة العمل الإسلامي" ولدى الوزير فيصل عمر كرامي ببيع أسلحتهم لصالح تجارة السلاح الرائجة حالياً بين لبنان وسوريا، والتي باتت هذه المجموعات من أبرز المتورطين فيها.

 

عندما تتنصر ارادة الحياة وتتحول الاعاقة الى طاقة... ميلوس ومارون: عينان تحوّلان السلبي الى ايجابي!!  

باتريسيا متّى

صحيح أن لغة العيون لا تقاوَم والأعيُن في أغلب الأحيان هي التي تتكلّم...

وصحيح أن ما يخفيه العقل أو القلب غالباً ما تفضحه الأعين...

الا في حالتنا هذه، فهنا كلّ ما تخفيه الأعين تفضحه الارادة والوعي والطموح... لأن ذلك يبقى سلاح كل انسان كفيف تعلّق بالحياة وأصرّ على تجاوز كل العقبات... متسلّحاً بالطموح والارادة الصلبة... مفعماً بالايمان والمحبة... مستشهداً بالتجارب السابقة ومتكلاً على قدرته على السير قدما والتطور...

لا أُنُكر أن توجهي الى هذا المصرف رافقه شعورٌ بجهل ما ينتظرني... دخلت الغرفة التي يعمل بها الموظفان مارون و ميلوس حيث كانا يقومان بواجبهما وعملهما على أكمل وجه...

ولكنني لم أكن أتوقع أن أتواجه يوماً مع شخص سيلقي عليّ التحية ويرّحب بي بعينيه اللتين لا تراني قبل لسانه... لقد كانت الجلسة رائعة والأحاديث كانت شيّقة... تزاوجت بمزيج من طابع الاستغراب والاعجاب بالارادة الصلبة والضحك والمزاح...

ميلوس استهل الحديث بأن هواياته متعددة ومتنوعة فهو يعزف على آلتين موسيقيتين(الكمان والاورغ) في العديد من المناسبات وحفلات الزفاف اضافة الى أنه يعمل كمترجم نظراً لشهادة الدراسات العليا التي يملكها في الأدب الانكليزي...

كلّ ذلك بالاتكال على ال SCREEN READER كما يقول، فهو يهوى قراءة الكتب والمقالات واستعمال الكومبيوتر ولكن كلّ ذلك لا ينفي تعرضه للعديد من المواقف الحرجة والانتقدات بحيث تتلاقى عيناه بنظرات التعجب من الناس أكثر من النظرات المتقبلة لوضعه بسهولة".

ميلوس يواجه العديد من المشاكل في حياته اليومية... الا أن الحلول دائما موجودة... فهو يعمل وأربعة أشخاص من الحالة عينها على السنترال في أحد المصارف...

هو يعتبر هذا العمل سهل جدّاً ويحبّ ويطمح لنيل مراكز أعلى ويعمل عل ذلك خصوصاً وأنه أثبت جدارته وارادة فاقت الواقع...

لعلّ أكثر ما أثار استغرابي واعجابي وتقديري في الآن عينه هو سكن ميلوس لثلاث سنوات منفرداً في منزل استأجره حيث أراد الاستقلال عن عائلته وواجه كلّ الصعوبات والمشاكل... لأن الحلول دائماً حاضرة برأيه... فشراء الأغراض كان يتم عبر الDELIVERY والتنقل من مكان الى آخر عبر التاكسي...

لم أكن أحزن من أية مشكلة...لأن لكل مشكلة حلّ...

علينا الاستفادة من كلّ تجربة ومن كل كلمة نسمعها وكل حالة نواجهها... يقول ميلوس والثقة تشع من عينيه التين لا تريان النور أبداً... ميلوس فقد نظره تدريجيا منذ ما يقارب الخمسة عشر عاماً يوم كان في العقد الثاني من العمر ولكنه أبى الخضوع... فأكمل دراسته ودخل الجامعة حيث نال شهادة في الدراسات العليا متكلاً على نفسه...لا بل لطالما فاجأ كلّ من حوله ومحيطه بأفعاله وتحركاته وفكره والذي لا يهدأ ثانية...

عندما سألناه عن طبعه المتفائل، ردّ بسرعة: "أتحدى الحياة أكثر مما أنني متفائل لأن وعي الانسان وارادته هي التي تتحكم بحياته... الحياة ليست رائعة ومفروشة بالرياحين... بل هي مليئة بالمشاكل والأزمات الا أن الحلول أيضا موجودة".

ميلوس، ابن 42 عاماً من البقاع ولكنه يسكن في كسروان يهدف الى تغيير نوعيّة عمله لأن طموحه لا يقتصر على عمل السنترال... الا أن الطموح وحده لا يكفي، فالإنسان وطموح الإنسان وارادته غالباً ما تصطدم بأشخاص وعقول غير قادرة على استيعاب أنني انسان كغيري...

فرئيس أكبر شركة شحن في مرفأ بيروت مكفوف... قسم من مهندسي بيروت مكفوفين... أساتذة جامعيين مكفوفين... رؤساء شركات غربية مكفوفين... وعدد لا يعد ولا يحصى من الأشخاص الذي يشغلون أكبر وأرقى المناصب مكفوفين...

ليس هذا فقط، فإعجابنا ازداد عندما علمنا أن ميلوس هو مندوب المكفوفين اللبنانيين في الهيئة الوطنية للمكفوفين في وزراة الشؤون الاجتماعية... ففي العام 2000 أقرت الوزارة قانون خاص بالمعوّقين يتضمن تقديمات كثيرة الا أن المشاكل المالية لم تسمح بتنفيذ وتطوير كامل النواحي...

في هذا العام شكلّ مجلس الوزراء لجنة عمل تعنى بشؤون العمل عند المعوّقين...وطبعاً ميلوس أحد أعضاء هذه اللجنة... فنجحت هذه اللجنة بتطوير بعض النواحي بحيث بات للمعوّق الأفضلية والأولوية في تسلم وظيفة في مجلس الخدمة اذا نجح في الامتحان قبل أي انسان آخر...

كذلك، منذ يومين تمّ تطوير قانون مع هيئة الاسكان بحيث تم تقديم التسهيلات للمعوّقين في شراء المنازل كما تمّ على صعيد الصحة بالتعاون مع وزارة الصحة اعطاء أولوية للمعوّقين في الدخول الى المستشفيات، وأي مستشفى يتمنع عن استقبال المعوّقين سيكون تحت المسائلة والفضيحة الاعلامية"...

ولا بدّ كأية جلسة عفوية أن يفرض موضوع السياسة وأن تحتل الأزمة الداخلية جزء من الحديث، فرأي الشاب العفوي والطموح والجدير بالثقة واضح وصريح، فقال حازما : "على الجيل الجديد الشاب الطموح المقدر للمسؤولية والذي لا علاقة له بالحرب والدمار تولي السلطة... وأسهب في الكلام عن السياسة مظهرا ضلوعه بهذا المجال ورؤيته لمستقبل لبنان".

وبالعودة الى وضع الشاب اليومي وحياته اليومية، يعتبر ميلوس أن "قدرة تحمل الأشخاص لوضعهم الصحي يعود الى مدى وعي الانسان، فهو التقى بأشخاص فقدوا بصرهم بشكل مفاجئ ولم يستطيعوا اكمال الطريق واستسلاموا للواقع المرير –برأيهم- الا أن ذلك يعود أيضاً للظروف والمحيط".

قد يفاجأ البعض من عندما يعلمون أن لميلوس ولدان من رفيقة دربه، الا أنه وجد نفسه قادرا على تحمل هذه المسؤولية ومواجهة الحياة بالتعاون مع من اختارها قلبه قبل عينيه...

ولكن الصعوبات دائماً حاضرة، اذ انه من الصعب اعطاء الأولاد الاجابات التي يطمحون بها حول وضع والدهم وأسئلة غريبة... فلماذا أبي لا يقود السيارة كغيره من الآباء؟! لماذا لا يمكن له رؤيتنا؟! لماذا ولماذا وكيف وكيف...

أسئلة وجد ميلوس نفسه أمامها ولكن على أولاده كثب ثقة الأولاد واشعار ابن السبع سنوات والخمس سنوات أن أباهم قادر على تحمّل المسؤولية...

ميلوس يعزو فقدانه بصره الى انفصال في الشبكة بحيث لم يستطع منذ 15 عاماً تقديم العلاج اللازم نظراً للوضع التكنولوجي للطب آنذاك... ولكن الطب اليوم يتطور والأبحاث تتطرق وتعمل على علاج وعملية جراحية يؤكد ميلوس أنه سيقوم بها عندما تصبح ممكنة...

زميل ميلوس وجاره في العمل، الموظف مارون اسكندر أيضاً لم ير طوال حياته... فهو من الأساس مكفوف ولكنه قادر على تمييز بعض الخيالات...

لمارون علاقاته الاجتماعية الخاصة والعامة وعائلة صغيرة مؤلفة من زوجة وتوأم يبلغان من العمر 13 عاماً...لا يواجه أية صعوبة مع عائلته الصغيرة ولكن الصعوبة يواجهها في حياته العامة كلبناني انطلاقاً من تواجده في عائلته الكبيرة... أي في بلد كلبنان...

حالة مارون لا علاج لها ولا يمكن لأية عملية جراحية أن تمنحه البصر لأن المشكلة هي في شبكة العين وليس القرنية والطب منذ أكثر من ثلاثين عاماً لم يكن متطوراً كما اليوم...

ولكن الأكيد أن تفاؤلي هو الذي أوصلني الى هنا اضافة الى أن القانون يحميني وبجانبي لأقوم بعملي على أكمل وجه... يقول مارون ولكن الانسان ليس بطلاً في كلّ المجالات على اعتبار أن المشاكل والصعوبات متواجدة أينما كان...

مارون أيضاً يتكلم سياسة فيرى أن الجميع دولاً وأطرافاً يعمل وفق مصالحه الخاصة"، معتبراً أن "رئيس الحكومة يحاول تلميع صورته عبر التأكيد أنه مع تمويل لمحكمة ولكن السؤال، هو هل سيوافق على ذلك بقية أعضاء وأطراف الحكومة؟!

مارون لا يكتفي بعمله الخاص بل يحاول مساعدة غيره على الصعيد الاجتماعي في مختلف الاطارات ويصرّ على تحويل كلّ أثر سلبي الى ايجابي للاستمرار... ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يتعاملون مع المعوقين بقلة ثقافة وشفقة وكأننا أشخاص غير عاديين وغير مالكين للطاقة التي يملكها كلّ الناس... مع أننا نملك من الاردة والوعي أكثر من الكثير من الأشخاص...

هنا ميلوس يؤكد من جديد أن تعامل الناس معنا على أساس الشقفة وذلك عائد للجهل المسيطر وقلة التثقيف الاعلامي...

ويضيف: "لم تستدع أي وسيلة اعلامية أي مكفوفا الا وكان الحديث عن المساعدات التي يتلقاها من الوزارات المختصة وحياته اليومية وتربية العائلة ومشاكله مع الناس... ولكنّ لم يستقبل أحد المكفوفين لسؤالهم عن رأيهم بالوضع السياسي في البلد أو لسؤالهم عن آفة اجتماعية يعاني منها المجتمع اللبناني كأي انسان عادي أو شاب لبناني...

هذا ما يجعل الناس ترانا مختلفين وتعاملنا على أساس مختلف واستثنائي, يقول مشدداً في الاطار عينه على ضرورة تنفيذ قرار توظيف 3 بالمئة من الموظفين من المكفوفين لأن الحكم يأتي من القدرة والعطاء والارادة والوعي وليس من حالة الانسان".

هكذا هم ضليعون بالسياسة المحلية والاقليمية... واثقون من أنفسهم...مصممون على السير قدماً لأن الانسان يعيش يأتي ليختبر ذهه الحياة مرّة...والذكي هو من يقتنص الفرص ويعيشها حتى النهاية...

فألف تحية وتقدير ومحبة الى ميلوس ومارون... الى حبهم وتعلقهم بالحياة... والى كلّ كفيف نقول: عيناك ليال صيفيّة! فيها الربيع المفعم بالفرح والتفاؤل...

* موقع 14 آذار

 

المعلم.. 6 بيضات أم ساعات؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

حذر النظام الأسدي على لسان وزير خارجية النظام وليد المعلم من أنه سيتخذ «إجراءات مشددة» ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض، الذي تم الإعلان عنه مؤخرا من اسطنبول، والسؤال هو: ما هي هذه الإجراءات المشددة؟

فهل تقوم دمشق، مثلا، بحظر بيع أسلحتها المتطورة لأوروبا، أو تقوم بعملية تعويم للاقتصاد التركي، وتسقط أردوغان بالضربة القاضية، أم يعمد النظام الأسدي لجلب بوارجه المنتشرة بالبحار والمحيطات ليعطل الممرات المائية الحيوية؟، أمر مثير للسخرية حقا، كما أنه تصريح غريب من المعلم، ولا يقل غرابة عن تصريحه الشهير عن محو أوروبا من الخارطة!

وقد يقول البعض إن النظام الأسدي سيقوم بقطع علاقاته، مثلا، مع الدول التي تعترف بالمجلس الوطني السوري، وهذا أمر مشكوك فيه، فرغم العقوبات الأوروبية، والأميركية بالطبع، وحتى العقوبات المعلنة، أو المزمع إعلانها، من قبل تركيا، ناهيك عن كل التصريحات الشديدة ضد النظام الأسدي ورموزه، فإن النظام لم يقم بقطع علاقاته، أو حتى سحب سفرائه، من تلك الدول! وهذا ليس كل شيء، فحتى السفراء الغربيون، الأميركي والفرنسي والبريطاني، بدمشق والذين قاموا بالتعبير عن آرائهم ضد النظام الأسدي، وبشكل غير مسبوق، وأعلنوا تأييدهم للثورة السورية، وانبروا مفندين لدعائية الإعلام الأسدي، لم يتخذ بحقهم أي إجراءات جدية، حيث دافعوا، أي السفراء، عن الثورة والثوار، وتحركوا بحرية في دمشق، مع أنه سبق لخارجية النظام الأسدي أن قالت بأنه قد تم تحديد مدى محدد لا يحق للسفراء الغربيين التحرك خارجه، ورغم ذلك فهم مستمرون فيما يقومون به، ولم يطلب منهم، أي السفراء، مغادرة الأراضي السورية، بل كانت عقوبتهم المغلظة هي إلقاء البيض والطماطم عليهم، حتى إن إحدى الصحف السورية الرسمية توعدتهم بمزيد من البيض والطماطم بحال لم يتوقفوا، أي السفراء، عن دعم الثورة!

وعليه، فهل تكون الإجراءات المشددة التي توعد بها وليد المعلم الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري هي مثل عقوبة السفراء الغربيين؛ البيض والطماطم؟ أم أن المعلم يبني على ما تسرب عبر وكالة الأنباء الإيرانية من أنه بمقدور الأسد إحراق المنطقة في 6 ساعات بحال تم استهداف نظامه؟ ومجرد الاعتراف بالمجلس الوطني السوري يعني بلا شك عملا خطيرا بحق النظام الأسدي، وإن كان المجتمع الدولي قد قال مرارا وتكرارا بأن شرعية النظام قد سقطت، والأهم من ذلك أن السوريين أنفسهم قالوها، ويقولونها، على مدى سبعة أشهر من عمر الثورة.

صحيح أن النظام الأسدي قد نفى الخبر الإيراني الخاص بإحراق المنطقة بـ6 ساعات، لكنها لعبة إعلامية ليست بالجديدة على منطقتنا، وعليه فإن السؤال اليوم، وبعد أن قرر المعلم محو أوروبا من الخارطة، واليوم يهدد بإجراءات مشددة بحق كل من يعترف بالمجلس الوطني السوري: ما هي نوعية العقوبة التي ستطال المعترفين، هل هي بيض وطماطم، أم أنها جزء من مخطط الـ6 ساعات لإشعال المنطقة؟

سنعرف الإجابة قريبا، ومع توالي الاعترافات بالمجلس الوطني السوري.

 

«الفيتو» الروسي الصيني لا يغطي على حقيقة الموقف الإسرائيلي

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«دعوني أعطكم تعريفا للأخلاق: جيد أن تحفظ حياة الناس وتعزّزها، وسيئ أن تقضي على حياتهم أو تؤذيها». (ألبرت شفايتزر)

قد يكون من قبيل المبالغة تحميل «الفيتو» الروسي الصيني المزدوج، المسؤولية المباشرة في جريمة اغتيال الناشط السوري الكردي، مشعل تمو، لكن من العبث تجاهل ما فعله ذلك «الفيتو» على صعيد إراحة النظام السوري من أي رادع يحول دون ممارسته «الحِرفة» التي يتقنها أكثر من أي شيء آخر.

الكلام هنا ليس عن السياسة الأخلاقية، فالعلاقة بين الأخلاق والسياسة لم تقُم في يوم من الأيام، ولا هي بصدد أن تقوم. وتكفي، على سبيل المثال ليس إلا، وإن لم تخنّي الذاكرة، الإشارة إلى يوم قرر رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، توني بلير - ما غيره - اعتماد سياسة خارجية أخلاقية. تأملوا توني بلير.. وسياسة خارجية أخلاقية!؟

بالأمس، عندما رفع المندوبان الروسي والصيني ذراعيهما بلا خجل معلنين «الفيتو» المزدوج لمنع إدانة مجازر نظام دمشق ضد الشعب السوري، قالت المندوبة الأميركية سوزان رايس بحدة ما معناه أن «اليوم عرف العالم العربي مَن هو الصديق ومَن هو العدو».

غير أن رايس نسيت، أو تناست، كيف هددت إدارتها الأميركية، التي تدعي التزامها بالأخلاق وحقوق الإنسان، كما تدعي صداقة العرب، بـ«الفيتو» ضد إعلان «دولة فلسطينية» هي في الظروف الحالية، وضمن المعطيات المتوافرة، مجرد «دويلة» مقطعة الأوصال ومنزوعة السلاح.

إبان الحرب الباردة، كان مناصرو الاتحاد السوفياتي مقتنعين بأن «الرفاق» في الكرملين لا ينامون الليل؛ لفرط تفكيرهم بوسائل تحرير شعوب الأرض، وترويج الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، كذلك كان محبو واشنطن على قناعة لا تشوبها شائبة بأن هاجس «العم سام» الأبدي السرمدي، هو زرع رايات الحرية خفاقة على امتداد المعمور.

غير أن الاتحاد السوفياتي السابق، على الرغم من نياته الطيبة في موضوع العدالة الاجتماعية، كان يستخف بحرية الفرد، بل ويقمعه إزاء ما يراه «مصلحة الجماعة»، كذلك كان يدرك أنه في نهاية الأمر دولة لها مصالح، ويخوض صراعا عالميا ضد قطب منافس وقوي.

وفي المقابل، لم تكن الولايات المتحدة، على الرغم من إيمانها غير المنكور بأهمية الحرية، تجد غضاضة في تشجيع نشوء طُغَم ديكتاتورية عميلة لها في كل مكان، وبالأخص في أميركا اللاتينية، لدرء خطر ما كانت واشنطن تراه «تمددا» شيوعيا يستهدفها.

بعد عام 1989، انتهى الاتحاد السوفياتي. ونظريا، مع نشوء روسيا الاتحادية، «الدولة القومية» البديلة.. لا الدولة الأممية ولا المشروع الأممي، سقط مبرر سكوت موسكو على الأنظمة التسلطية باسم دعم الاشتراكية والتصدي للإمبريالية. وفي المقابل، كنتيجة مباشرة لانهيار خطر «التمدد الأحمر»، ونظريا أيضا، ما عاد بمقدور الولايات المتحدة مواصلة إيجاد الذرائع لتأجيل استحقاقات الديمقراطية والتغاضي عن قمع حقوق الإنسان.

غير أن ما يكتشفه العرب اليوم، في الملفين السوري والفلسطيني، بالذات، أن ادعاء المبادئ النبيلة شيء والتعامل مع صراع النفوذ وتقاسم مواقعه شيء آخر. كما يكتشفون أنه على الرغم من تبدل الآيديولوجيات تبقى مصالح الكبار هي هي.. ومعاناة الصغار هي هي.

الواقع أنه عندما تقف موسكو وبكين اليوم مع «شبيحة» الحكم في دمشق ضد المواطن السوري الأعزل، فإنهما تتصرفان ككيانات قومية لها حسابات خاصة مع خصم عالمي لا يتنازل طائعا عن موطئ قدم. وفي حالة روسيا، تحديدا، لم يحُل تسليم موسكو بقيادة واشنطن العالمية دون إصرار الأخيرة على مد نفوذها ليشمل أوكرانيا وجمهوريات البلطيق وبعض دول القوقاز ومعظم آسيا الوسطى «السوفياتية سابقا». ثم إن مسألة «الإسلام السياسي»، الذي جعل منه الحكم السوري «فزاعة» للرأي العام العالمي، مسألة تتعامل معها كل من موسكو وبكين بجدية واهتمام كبيرين، إذ إن روسيا تقاومه بضراوة في القوقاز، والصين تواجهه بتشدد شرس في سنكيانغ. وإذا كانت المسألة مسألة «حقوق إنسان»، فلا روسيا ولا الصين – وهنا بشهادة التيبتيين - من الدول المتيمة بهذا الموضوع.

في المقابل، نجد أن علاقات واشنطن علاقات هشة وإشكالية مع عدد لا بأس به من دول «العالم الثالث» - بما فيها الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، وكلها اليوم دول أعضاء في مجلس الأمن، بل تطمح إلى مقاعد دائمة فيه - والسبب هو الممارسات السلبية للإدارات الأميركية المتعاقبة معها. فواشنطن كانت على الدوام الحليف الاستراتيجي لباكستان ضد الهند، وظلت حتى العقدين الأخيرين سندا لـ«عسكر» البرازيل و«عنصريي» جنوب أفريقيا.. الحاكمين سابقا. وعليه، يمكن تماما فهم انعدام الثقة في عواصم هذه الدول بـ«أخلاقيات» واشنطن عند التعامل مع الديكتاتوريات.

وينجر هذا الأمر، بطبيعة الحال، على دول أخرى في العالم عانت ما عانته من غطرسة «اليانكي» الأميركي، ونراها تحاول اليوم كسر عزلة نظام دمشق من منطلق «عدو عدوي صديقي».. وببراءة وسذاجة مؤلمتين، تميلان إلى تصديق الشعارات بدلا من رصد الحقائق وتذكر الوقائع.

في مطلق الأحوال، وسط الحراك والحراك المضاد، لا يزال الصمت الإسرائيلي «يصم» الآذان.

غريب أن يكون لفنزويلا ودول الـ«ألبا» (تحالف الحكومات اليسارية) الأميركية اللاتينية – الواقعة عبر المحيطات والقارات – موقف قاطع مما يحدث في سوريا، ولا يكون هناك موقف لإسرائيل.. المفترض أنها دولة «عدوة» تربض عبر «خط هدنة».. رسمه احتلال ناجم عن حربين متتاليتين عامي 1967 و1973.

غريب أن القيّمين على «جائزة نوبل للسلام»، لم يلحظوا «سلمية» الانتفاضة السورية في خضم «الربيع العربي» المزلزل، فتجاهلوا رزان زيتونة وفداء الحوراني وسهير الأتاسي، وغيرهن من المناضلات السوريات، عندما تنبهوا لهذا «الربيع»، وكافأوا عن جدارة توكل كرمان (ألف مبروك لها).. وقرروا توسيع دائرة الفائزات بالجائزة. غريب حقا، ولا سيما أنه سبق لهم منحها من قبل لمتحاربين، وجماعات تتحدى الأوضاع القائمة لتشجيعها على الصمود.

ما يجوز افتراضه، أن إسرائيل والجماعات الداعمة لها، والموحية بأولوياتها السياسية، لا تزال تدافع حتى هذه اللحظة عن بقاء نظام الأسد. والأخطر من هذا، تبدو مستعدة للتعايش مع الواقع الإقليمي الأكبر الذي يجد هذا النظام نفسه مكونا أساسيا فيه.

هذا الواقع الإقليمي عبر عنه بالأمس ببلاغة التحذير الإيراني لتركيا «بضرورة تغيير موقفها» من حكام دمشق، وانفضاح دور القيادة العراقية في دعم النظام السوري.. بعد المساندة النشطة التي يقدمها له «حكام» لبنان الميدانيون.

 

روسيا تريد نصيبا من سوريا في حقبة ما بعد الأسد

أمير طاهري/الشرق الأوسط

بعد أشهر من المحاولات »الدبلوماسية المكثفة»، أخفق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في صياغة موقف بشأن الأزمة في سوريا. وكان هذا الإخفاق نتيجة استخدام كل من روسيا والصين حق النقض على قرار يحث الرئيس السوري المستبد على التوقف عن استخدام العنف ضد المدنيين وإلا فسيتعرض لفرض المزيد من العقوبات.

على عكس المتوقع سهل ما حدث اتخاذ إجراء أكثر صرامة من قبل الدول الغربية ضد نظام الأسد. ونظرا لأن القوى الغربية وحلفاءها الإقليميين، ومن أهمهم تركيا، لم تعد ملتزمة بوضع »الاستجابات» الصينية والروسية في الاعتبار، يمكن أن تفرض سريعا مجموعة من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على النظام السوري أكثر من 80 في المائة من تجارة سوريا الخارجية مع الاتحاد الأوروبي وتركيا. وكذلك تعد تركيا أكبر مستثمر مباشر في سوريا. ويعد الاتحاد الأوروبي المستورد الرئيسي للنفط السوري الذي يتحكم الأسد وحاشيته في عائداته مباشرة.

في الوقت ذاته، ساعدت الاتصالات الدبلوماسية رفيعة المستوى مع القوى الأوروبية، خاصة فرنسا، الأسد في تعزيز مكانته في سوريا. ومع انعزال مجلس الأمن عن الوضع في سوريا، يمكن أن ينتج عن التحالف بين القوى الغربية فضلا عن الحلفاء العرب وتركيا استراتيجية مشتركة للتعامل مع الأزمة التي تهدد السلام والأمن في المنطقة. ليس التصرف خارج إطار مجلس الأمن بالأمر غير المسبوق، فقد تدخلت القوى الغربية في سيراليون وليبيريا والبوسنة والهرسك وساحل العاج دون تصريح أو مشاركة من مجلس الأمن. وأجبر حق الرفض الروسي في كوسوفو الدول الغربية على التصرف وحدها. هناك حاجة ملحة لعمل عدة ملاجئ آمنة للسوريين الهاربين من المذابح اليومية. وتستضيف تركيا بالفعل 8 آلاف لاجئ، وتجاوز عدد اللاجئين في الأردن الستة آلاف ووصل إلى حوالي 5 آلاف في لبنان. وأقامت الأردن مخيما في المفرق، بينما تبني تركيا مخيمين بالقرب من الحدود السورية. على الجانب الآخر، لم تقم إيران أي مخيم للاجئين على الرغم من لجوء أكثر من 10 آلاف سوري إليها.

 

سيدي البطريرك

بقلم نايلة تويني/النهار

لا تفاجأ لحظة بأن جميع اللبنانيين، في لبنان أو في العالم، هبّوا اليك وأنت تزورهم، لأنهم، وفق قولك، رأوا فيك الدور المنتظر لبكركي الذي طالما اضطلع به الصرح التاريخي بشجاعة واخلاص مع البطريرك السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

مفاجأتك سيدي ذكرتني بما رواه لي يوماً الوزير السابق جان عبيد عن قوله لأحد رؤساء الجمهورية "لا تبحث عن الضوء، فأنت الرئيس والأضواء تتبعك أينما حللت. إن فيك من عوامل الجذب الكثير". وكان يومها في حضرته مع غسان تويني، ودار نقاش حول وجوب تغطية النشاطات اليومية الرتيبة للرئيس أو عدمها.

سيدي، لا يحتاج البطريرك الماروني، كل بطريرك ماروني ، الى من يهدي اليه درعاً ووساماً، ومن يمنحه هبة أو جاهاً، ولا يحتاج سيد بكركي الى من يهديه الى سواء السبيل، ففي مخزون البطريركية من التاريخ ما يعطي دفعاً لسنين كثيرة، ويصوِّب الأداء عندما تضطر ظروف ومتغيرات أي بطريرك الى الانحناء والانكفاء، بل التعرض له، كما حصل مع سلفك تحديداً.

تذكرت الواقعة السابقة وأنا أتابع باهتمام مواقفك الاميركية إن جاءت دقيقة ( اذ اعتدنا في ما سبق كلامك على ان الاعلام يجتزئ المواقف). تابعت باهتمام موقفك اللبناني حتى الصميم بما يذكر فعلا بالمواقف التاريخية لسلفك الذي ربما نسي بعض الوقت رعايته الانطاكية، معتبراً نفسه بطريرك لبنان، اذ وجد فيه كما كل اسلافه موئل الحرية، وخصوصاً حرية المعتقد التي حفظت الايمان الماروني بل المسيحي منذ زمن بعيد، مما جعل الكنيسة المارونية شعلة متقدة للحرية.

قلت بالأمس إن البطريرك لا لون له إلا لون لبنان، وإن من يريد الحقيقة والحرية ولبنان الكبير والعيش المشترك فليمشِ مع البطريرك، وانك مع كل الاحزاب وكل التيارات وكل اللبنانيين. وهذا تماماً ما يريده اللبنانيون كافة من بكركي، ومنك تحديداً، يا صاحب الغبطة. كيف لا وهم ينشدون الحرية، والحقيقة، وعيشهم المشترك، ولبنانهم الاكبر من مساحته الجغرافية ومن امكاناته الاقتصادية. قد يختلفون في التكتيكات والخطط والسبل التي تقود الى ذلك، لكنهم لا يختلفون حتما على الثوابت. واذا ضلوا، فان ثوابت بكركي ومواقف البطاركة العظام كانت دوماً دليلهم الى خير السبيل.

يحلم البعض اذ يقولون إن في بكركي بطريركين، لكن الحقيقة بعيدة من حلم مدمّر، وقد صوّب البطريرك صفير هذا اللغط المتداول أمس اذ قال: "نحن لا نتعرض لما قاله صاحب الغبطة وهو يقول ما يجب قوله، ونحن مع ما يقول ولسنا ضدّه. أنا كنت بطريركا وقدمت استقالتي، فأصبحت خارج اللعبة". بهذه الكلمات القليلة وجه البطريرك صفير البوصلة التي عرف دائماً ان يوجهها وفق الثوابت غير المكتوبة غالباً، بل المحفورة في التاريخ.

فيا سيدي، قد يكون تأويل أو تحوير أو اجتزاء صار أكثر صعوبة في زمن المرئي والمسموع، ولكن لا يهمنا ما فات، بل نتطلع اليك في مستقبلنا، ونحن معك في اننا لسنا مجموعة منفصلة ويجب ان نكون كباراً كي نحافظ على رسالة لبنان في ظرف عربي يغلي لأننا مرتبطون بالعالم العربي الذي يبحث عن ذاته.

 

عون لـ" النهار": موقفي نهائي برفض التمويل لمخالفته القانون

الأمم المتحدة تفرض خوّة وسوريا تجاوزت مرحلة الخطر

النهار/هيام القصيفي/يختصر رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون موقفه من تمويل المحكمة الدولية بالقول الانجيلي"ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا". وهو قال كلمته، اي "لا" لتمويل المحكمة، بصرف النظر عن مواقف حلفائه السياسيين: "موقفنا خاص بنا ومستقل عن بقية الاحزاب. ويمكن "حزب الله" ان يوافق لكننا لا نوافق".

ويستغرب الاصرار على السؤال عن تمويل المحكمة وطريقة ترجمة رفضه عملانيا، ويؤكد لـ"النهار" ان "المسألة مبدئية. لا يمكن ان ندفع مالاً للمحكمة الدولية من دون تفاهم او اتفاق بيننا وبين مجلس الامن. في غياب هذا الاتفاق، لا مسوغ قانونيا حتى ندفع، بصرف النظر عن مواقف الاحزاب السياسية الاخرى. انا اعارض لان هذه الاموال تصرف بلا وجه شرعي ومن غير حق، وموقفي ليس ضد العدالة او ضد المحاكمة او معها، خصوصا اننا كنا لفتنا نظر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حين ارسلت اليه كتابا عندما زار لبنان في 30/3/2007 وطلبنا اليه عدم دعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في شكل مسرف، ودعم بقية مؤسسات الدولة، وعند ذلك سنكون ككتلة مستقلة قادرين على ان نقر المحكمة دستوريا وليس عشوائيا".

- اذاً موقفك من عدم التمويل يختلف عن دعمك للمحكمة؟ يجيب: "المحكمة سقطت بالنسبة الي لانها لم تمر بالطرق الدستورية، وأقرها مجلس الامن وفق البند السابع. وهذا يصح اذا كان ثمة خطر على السلام الدولي،  لكن هذا الخطر لم يكن موجودا. كما يصح هذا  أيضاً اذا كانت الحكومة غير موجودة. فإذا كانت غير موجودة واقرت المحكمة خارجها فيعني ان لا التزامات علينا ولا يحق لاحد في مطالبتنا. لو كان ثمة حكومة لقدمت القانون الى مجلس النواب، ولكان اقرها او لم يقرها، ولما كنا وصلنا الى الحالة الخلافية الحالية".

- عمليا كيف سيترجم رفضك التمويل بعدما ايده رئيس الوزراء ووزير المال؟

يجيب: "هم يخالفون القوانين والدستور اللبناني. من دون مسوغ قانوني لن ندفع، ولن نوافق. اما اذا كانت هناك اكثريات تخالف القانون والدستور، فتصبح المسألة مختلفة وتستوجب ملاحقات مختلفة. اذا كنا اقلية فهل نسمح بالمخالفة؟".

بالنسبة الى عون لا يؤثر موقفه في التضامن الحكومي واستمرار الحكومة، ويقول: "اذا تأثر غيري فلماذا اعطى التزامات؟ لا يستطيع اي كان ان يلتزم امرا غير قانوني ويفرضه علي. هذا تجاوز للسلطة، ولا يستطيع احد خلال زيارة رسمية او شبه رسمية ان ينفذ شروطا تملى عليه. لديه اموال خاصة فليتبرع بها. موقفي واضح ونهائي، لا شيء يلزمنا التمويل. فهل يمكن الامم المتحدة ان تفرض خوة على الدول؟".

- لكن الرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط والوزير محمد الصفدي مع التمويل. يجيب: "فليدفعوا من ثرواتهم الخاصة".

- وهل استمرار الحكومة مرهون بالتمويل؟

يقول: "القبضاي في الحكم من يلتزم القانون والدستور. هل يمكن احدا ان يخيّرنا بين ان يخالف وتقبُل المخالفة او لا يشارك في الحكومة؟ لا خطر على استمرار الحكومة ومن يريد ان يذهب بسبب التمويل، يرغب اساسا في الخروج منها. لا يمكن ان يبتزنا احد دوليا ويحاول اخافتنا".

ملف التعيينات

تقبل الحكومة قريبا على فتح ملف التعيينات، وبالنسبة الى عون الذي وعد المسيحيين باستعادة دورهم في الادارة "المواقع المسيحية سيعين فيها مسيحيون، ونحن لن نقدّم الا نوعية من الاسماء المشهود لها بالكفاءة والنظافة. نحن لا نقدم حصصا بل اسماء اكفاء ومَن غير الضروري ان يكونوا من "التيار" او التكتل. هناك اسماء اوصينا بها وهي من غير خطنا السياسي ومَن يتعاطى وايانا يعرف ذلك".

تتدرج اهمية التعيينات، فالابرز والاكثر إلحاحا اليوم هو تعيين رئيس مجلس القضاء الاعلى بوصفه منصبا فارغا منذ زمن ولأنه الاهم قضائيا. وعون الذي اختار مرشحه "سيقاتل" من اجله في مجلس الوزراء وخارجه، "وهذا الملف يجب ان يبت سريعا وكذلك مراكز المحافظين والقائمقامين".

سوريا

يؤكد عون ان الوضع في سوريا متماسك "والنظام السوري تجاوز الخطر. وهناك انظمة اخرى اصبحت في خطر وأمتنع عن تسميتها لانني لا اريد ان اكون مروجا لافكار ضد اي نظام قائم في المنطقة. ولكن من اعتقد نفسه في منأى، اصبح في خطر. النظام السوري تجاوز الخطر. اكيد ستحدث اضطرابات كنتائج، ومثل العاصفة تهدأ تدريجا. العاصفة مرت وهذه الايام تحدث اغتيالات واحداث. ولا ننسى ان المقاومة المسلحة تدعمها اميركا واوروبا ماليا وبالسلاح. والشعب السوري اكتسب تجربة بمشاهدة ما جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين ورأى ان النتائج ليست مزحة. عليه ان يختار بين التحول الديموقراطي والهادئ وبين الدم. وأعتقد ان الاكثرية الساحقة من الشعب السوري تريد التطور الهادئ، ولذلك يلقى برنامج الرئيس بشار الاسد دعما كافيا".

- لكنه لا يلقى دعما من الدول الغربية.

يجيب: "غاية هذه الدول

تختلف عن غاية الشعب السوري. فهي دعمت اسرئيل وذبحت الشعب الفلسطيني مدى 63 عاما. هل اصبح قلبهم اليوم على الشعب السوري؟ لماذا لا يشفقون على الشعب الفلسطيني المشرد والمحروم هويته وارضه؟ هذه انظمة دجالة تتحدث عن حقوق الانسان في الشرق الاوسط. ولكن ما هي الانظمة التي تدعم الثورة في سوريا؟ اليست انظمة لا دساتير او قوانين لديها ولا حقوق للرجال والنساء؟".

 الراعي ومسيحيو الشرق

يوافق عون على مسار البطريركية المارونية ورؤيتها الى موقع المسيحيين في الشرق الاوسط، ويقول: "المشرقية خلاص المسيحيين والمسلمين، وهي في ذاتها جعلت النسيج الاجتماعي متنوعا دينيا وثقافيا، وهي مخرج للتطرف الديني والسياسي. هذا النسيج هو الافضل لتطوير المجتمع وسقوط الأحاديات. لدينا نموذج لعالم الغد، فهل نسقطه من اجل اعادة العرقية التي تقوم عليها اسرائيل؟".

ويضيف: "ماذا فعلت انا حين ذهبت الى براد وتكلمت على التراث المشرقي والتاريخ المسيحي والتناغم مع مكونات المجتمع اللبناني والاوسع؟ نحن شعوب تريد مدى حيويا ولا تستطيع ان تعيش في علب او على شاطئ صغير".

ويعلق على مقولة ان الراعي يكرر تجربة عون في التسعينات بمعاداة فرنسا واميركا فيقول: "صاحب هذا الكلام يعيش في الماضي. الحركة الكونية تتحول. روما كان لها تاريخ كبير وكذلك الاسكندر وفرنسا وانكلترا. كل الامبراطوريات ستنتهي كما غيرها. هم يخطئون اليوم حين يختصرون العدالة بمصلحة اسرائيل التي تظلم العالم. الولايات المتحدة واوروبا في مرحلة الانحطاط والسقوط كما سقط الاتحاد السوفياتي عام 1989. الآن نسمع عن الانهيارات الاقتصادية".

- ولكن ألم تصبح بكركي فريقا؟

يجيب: "هذه عقلية تقليدية ألّا يكون لأحد خيار. من يكون في موقع المسؤولية عليه ان يختار، كي يعرف الناس على اي طريق يجب ان يمشوا".

- ولكنكم انتقدتم البطريرك السابق صفير بسبب ذلك.

 يجيب: "الانتقادات كانت بسبب الخيارات السياسية. بعد الحرب القاعدة هي قاعدة السلام وهو كان يكمل الحرب بعدم العودة الى الحالة الطبييعة. اليوم يجب ان نتعلم اقامة السلام مع محيطنا. انا فتحت حوارا مع الجميع. لكن بعضهم يريد اكمال الصراع كما تريده اسرائيل لأنني تفاهمت مع "حزب الله"، ودعوت الجميع الى الحوار لكنهم رفضوا. اردت السلام داخل مجتمعي ومع محيطي. كنت اقول عندما تذهب سوريا من لبنان نريد اقامة افضل العلاقات معها. اذا كان يحق لاحد ان يحقد فهو انا، الذي دفع الثمن واقام 15 سنة في المنفى. اليوم نحتفل بذكرى 13 تشرين ونتذكر الذين سقطوا وأمنوا لنا الاستمرار لنخرج من مرحلة الى اخرى، ونشرفها ببناء الدولة".

- لكنك تقيم حوارا مع الجميع باستثناء "تيار المستقبل" والنائب وليد جنبلاط، فكيف هي علاقتك بهما؟

 يجيب: "علي ان اعلن استعدادي للحوار ومن يحب ان يقدم فأهلا وسهلا، لكنني لا ارغم احدا. الجميع يعرف انني مستعد دوما للحوار.

العلاقة مع جنبلاط ليست سيئة، ولكن يمكن ان تكون احسن. الامور ليست دائما عاطلة. اما "المستقبل" فعندي لوم عليهم. انا انفتحت عليهم في البدء وتحدثت معهم مدى سنة ونصف، لكنهم يتحدثون في عالم آخر غير عالمنا، عالمهم الشركة المساهمة والزبون، وليس عالم الوطن والمواطن".

- وهل ترى عمر الحكومة طويلا؟

 "الله يمد في عمرها لكن الاعمار في يد الله".

هيام القصيفي

عون و"ويكيليكس"

ينتقد النائب ميشال عون بشدة المستوى الذي وصل اليه الكلام السياسي في ما تنقله وثائق "ويكيليكس"، ويقول: "لو كان الاميركيون يفهمون في السياسة لما كنا شاهدنا نقل الكلام عبر السفارات و"ويكيليكس"، وهذا المستوى من الكلام. اي شخصيات يمكن الحوار معها اذا كانت تتحدث هذه اللغة؟".

 

خواطر... على هامش الاجتماعات المارونية

النهار/أدونيس نعمة/عميد ركن متقاعد 

الاجتماع الماروني الذي انعقد اخيرا في الصرح البطريركي، بعد الاجتماع الاول الذي انعقد سابقا. وكلاهما خصص للبحث في موضوع مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية وقضايا مارونية اخرى.

وارتاح الرأي العام الماروني خصوصا، وجميع الفئات الواعية في البلاد، لجو الهدوء والاستعداد الصادق الذي بدا في الاجتماع لايجاد سبل للتفاهم والتقارب بين الافرقاء، لأن مصلحة الوطن العليا ومصلحة الطائفة تقتضيان ذلك.

واضفت رعاية غبطة البطريرك للاجتماع مزيداً من الصفاء الممهد للتفاهم، فكان الاجتماع ناجحاً عموما.

اجل، لقد دعا الى الاجتماعين الاول والثاني، فضلا عن موضوع قانون الانتخابات كون هذه المنطقة تمر في مرحلة مصيرية شعارها التغيير، ولن تكون هناك رياح تعصف حوالينا من دون ان يلفحنا هبوبها، فليس على الموارنة ان يستكينوا والكل ناشط في جوارهم القريب والبعيد، بل عليهم ان يقرروا هم مستقبلهم ولا ينتظروا ما تأتيهم به الاقدار. فهم منذ نشوئهم، كانوا فئة اثبتت وجودها ودورها عبر التاريخ، وكانوا ذوي كيان قوي متميز بين شعوب المنطقة وطوائفها. وطالما نظر المسيحيون المنتشرون في الشرقين الادنى والاوسط، من مصر حتى ايران، الى سدة بكركي على انها الحصن الحصين لهم، والصخرة المنيعة الصامدة للمسيحية المشرقية بمجموعها، تستمد قوتها منها وتضعف اذا ضعفت. ونستعيد هنا ما قاله المرحوم الدكتور فؤاد افرام البستاني في محاضرة له عن انه كان مرة يحضر مؤتمراً ثقافيا في ايران، وكان بين المؤتمرين حبر مسيحي يرتدي جبة حمراء كالبطريرك الماروني، وذو طلعة مهيبة، ويتكلم الاشورية. فطاب له ان يحادثه ويساله عن اوضاع المسيحيين في تلك البلاد، فأجابه غبطته: "يا صديقي، نحن رهن بوضع بكركي، فطالما هي قوية نحن اقوياء، والعكس صحيح"، واضاف فؤاد البستاني: "نريد ان تعرف بكركي ذلك".

كما سمعنا في السياق نفسه، النائب السابق المرحوم نهاد بويز يروي انه حضر مرة مؤتمراً للمحامين العرب في القاهرة، وكان بين المؤتمرين سياسي ومحام مصري كبير من الاقباط هو توفيق دوس باشا. فسأله نهاد بويز السؤال نفسه الذي طرحه فؤاد افرام البستاني على البطريرك الاشوري، وتلقى منه الجواب نفسه.

اجل، ان بكركي هي المرجعية المسيحية العليا في نظر الطوائف المسيحية الشرقية كلها، فعلينا ألّا نستهين بدورها الذي يتعدى حدود طائفتها ولبنان الى ما وراء هذه الحدود. وليس لقب "ملك الشرق" الذي اطلق منذ الزمن البعيد على البطريرك الماروني، والقول الذي طالما شكل عنواناً يتوّج صورته: "مجد لبنان اعطي له"، من دون خلفية تاريخية جعلته يستحق هاتين الصفتين. وقد اعترفت له بامتيازه الدولتان اللتان حكمتا لبنان: العثمانية والفرنسية الانتدابية، فكان له مركز خاص لدى سلطاتهما، وامتيازات اعترفتا له بها وعاملته على اساسها.

ومن ناحية اخرى، فان استمرار تعلق بالموارنة بالكرسي الرسولي في روما جعلهم، في وقت من الاوقات، الجسر الوحيد الباقي صلة وصل بين الشرق والغرب في ظل التباعد بينهما الذي حصل في ازمنة الجدل المذهبي والانشقاقات، فانعكست هذه العلاقة الدينية على العلاقة السياسية، ولولاها لكان حصل الانقطاع التام بين العالمين الشرقي والغربي.

من هنا، فإن الاجتماع الماروني يكتسب اهمية كبرى بالنظر الى الدور الحتمي الذي يجب ان يؤديه الموارنة في هذه البقعة من العالم، حتى لا تتخطاهم الاحداث وتسبقهم الأمور فيأتي تحركهم بعد فوات الاوان. وان من الواجب عقد اجتماع جديد في بكركي واجتماعات تتلوه، لدرس مشروع قانون الانتخابات النيابية الجديد، ووضع مقترحات في شأنه في ظل التفاهم المتبادل. فهذا المشروع هو اليوم في طليعة المسائل المطروحة من اجل مستقبل لبناني مختلف عن الماضي، ولا سيما ان هناك مطالبة بأن تنتخب كل طائفة نوابها بنفسها فقط، فلا يفرض عليها غيرها ممثليها في ندوة الشعب. وهذا ما اكدت ضرورته التجربة، فقد شهدنا في انتخابات سابقة، في ظل نظام الدوائر الموسعة، نواب مناطق مارونية وصلوا الى المجلس باقتراع اكثرية من مناطق اخرى. لكن يجب ان لا يسلك الموارنة داخليا مسلك الانحياز الى هذا او ذاك من الاتجاهات المتباينة لدى الطوائف اللبنانية الاخرى الشقيقة، بل الاضطلاع بدور الوسيط والمصلح بينها ما امكنهم ذلك. وعلينا، كموارنة وكمسيحيين، ان نتفهم موقف غبطة البطريرك الراعي في تصريحاته التي أثارت جدلا، فهو فعلاً يعبر عن مخاوف وهواجس يبديها المسيحيون ازاء تبدل الاوضاع في الدول المجاورة، والتي في حساباتهم قد تنعكس سلبا عليهم، فهذا ما سمعناه من افواه كثيرين من المواطنين العاديين، ابناء الشعب، قبل ان يدلي غبطة البطريرك بتصريحاته هذه، آخذين العبرة مما حل بالمسيحيين في العراق ومصر.

 

توازنات هشة وسحرية!

نبيل بومنصف/النهار

بصرف النظر عن النواحي الاجرائية المحتملة التي ستتخذها الحكومة في مواجهة الاضراب العمالي والنقابي في الاسبوع الطالع يمكن من الزاوية السياسية الاوسع ادراج هذا الاستحقاق في المرتبة الرابعة من ملفات كبيرة اساسية رسمت حتى الان مسار السياسات الحكومية الداخلية وهي الخطة الكهربائية ومشروع الموازنة والملف الاجتماعي وتمويل المحكمة الدولية. وفي مجمل هذه الملفات ولو ان معظمها لا يزال مطروحا على بساط البحث والمعالجة والبت بمهل زمنية متفاوتة، تبرز مفارقة التوازن السحرية التي تطبع التركيبة اللبنانية بكل وقائعها وتخضعها لأحكامها حتى حين يستتب ظرف سياسي داخلي او خارجي لمصلحة احد أفرقاء الصراع في لبنان.

ذلك ان هذه الحكومة التي استولدها ائتلاف الاكثرية الراهنة في ظرف خارجي أملى اسقاط تحالف 14 آذار و8 آذار في الحكومة الحريرية السابقة، اتبعت وتتبع في معالجة الملفات الاربعة سياسات فيها الكثير من نهج خصومها وحتى من مزيد تتجرأ عليه مثل الزيادات على الضرائب.

ولا يقف الامر عند حدود ما قد يحلو لقوى 14 آذار ان تعتبره تبرئة ذمة لسياساتها المالية والاقتصادية السابقة بل ان ازمة تمويل المحكمة المفتوحة داخل ائتلاف الحكومة الميقاتية استحضر الى صفوفها توازنا شديد الهشاشة لا يشبهه سوى توازن القوى المتموج بين 8 آذار و14 آذار على امتداد سنوات الصراع المفتوح منذ عام 2005.

والحال ان 14 آذار منيت منذ تشكيل الحكومة بسلسلة ضربات متعاقبة لم تبرز حيالها حتى الآن على الاقل نهجا مستشرفا بالقدر الكافي لتعويض خسائرها، مع ان كل الظروف العربية المحيطة بلبنان تعد مبدئيا لمصلحتها. كما ان 8 آذار ركبت سلطتها في لحظة حظ ضاربة بدا معها ميزان القوى الداخلي لمصلحتها على نحو يعاكس تماما انفجار الثورة السورية على حليفها وداعمها نظام الرئيس بشار الاسد.

ولكن الاشهر السبعة التي مرت على اندلاع الثورة السورية دلت في المقلب اللبناني على استحالة سيادة لون أحادي وسيطرته الكاملة بدليل انتقال صراع التوازنات الى داخل الحكومة نفسها عبر النماذج التي تجسدها الملفات الاربعة. ولو اتيح لطرف اكثري ان يفرض املاءاته بقوة امتلاكه الغالبية داخل الحكومة او بقوته القاهرة لما استمر هذا الائتلاف لحظة واحدة في حين يراد له ان يطيل المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات النيابية المقبلة كأقصى طموحات افرقائه وداعميهم الخارجيين حتى لو ان هؤلاء لا يضمنون غدهم لأنفسهم أولا. ولذا يغدو كل تفلت في الكلام عن "استقالة" حكومية ضرباً من المناورة الباهتة، من دون ان يعني ذلك ان هذه الحكومة ستكون في مأمن من غدرات توازناتها او من ظروف من يدعمها من الخارج السوري تحديدا. وكل العبرة ستأتي مع المخرَج السحري لملف تمويل المحكمة.   

 

مصير الحكومة رهن خياراتها بالتعامل مع تمويل المحكمة

مرحلة تقطيع وقت بملفات داخلية حتى تقول سوريا كلمتها

سابين عويس/النهار      

على أهمية الملفات الاقتصادية والاجتماعية المفتوحة على خلفية طرح مشروع قانون الموازنة والمطلب العمالي بزيادة الاجور وتحسين التقديمات الاجتماعية، فانها لا تتقدم استحقاق المحكمة الخاصة بلبنان الذي سيحدد مصير الحكومة في آذار المقبل عندما يستحق موعد تجديد بروتوكول التعاون معها. وليست الاشهر القليلة الفاصلة عن هذا الموعد الا تقطيعا للوقت وان كانت المؤشر الى مستقبل الحكومة انطلاقا من الطريقة التي ستتعامل بها مع هذا الاستحقاق، والتي ستشكل المفصل لتماسك الاكثرية ووحدة الاجندة السياسية لكل من مكوناتها.

وتلاحظ مراجع سياسية بارزة ان قاسما مشتركا يجمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و"حزب الله"على تقطيع الوقت كل على طريقته:

الاول ميقاتي، عبر تكراره الدائم الكلام على سحب الملف من التداول والافساح في المجال امام معالجته بهدوء وترو وبعيدا من الاضواء، وهو منذ عودته من نيويورك يحرص على تجنب الحديث عن هذا الموضوع باستثناء تكرار مواقفه المعلنة مسبقا.

والثاني "حزب الله"، بدا حريصا على تقديم أولوية الملف الاجتماعي على الملفات الاخرى، مما يفسر دعمه المطلق للتحرك العمالي المطالب بزيادة الاجور وتحسين التقديمات، خصوصا بعدما حقق حليفه الرئيس نبيه بري نجاحا في تحصيل حقوق مالية ( اكثر من 40 مليون دولار) لمصلحة السائقين العموميين. علما ان هذا الدعم اعطى التحرك زخما وأجبر الحكومة والهيئات الاقتصادية على التعامل معه بجدية وعدم الاستخفاف بتظاهرة الاربعاء المقبل، باعتبار ان عمودها الفقري قد لا يكون عماليا فحسب، مما استدعى تخصيص جلسة للجنة الوزارية قبل ظهر اليوم في السرايا لمتابعة البحث في الزيادات المقترحة لتتبعها بجلسة استثنائية لمجلس الوزراء الثلثاء من اجل اتخاذ القرار في شأن التوافق الذي يتم التوصل اليه.

لكن معالجة المطلب العمالي لن تقفل الباب امام مناقشة الملفات الاقتصادية التي ستشغل الوسط السياسي والاقتصادي في المرحلة المقبلة انطلاقا من مناقشات الموازنة العامة في مجلس الوزراء.

ويشار في هذا المجال الى ان الحكومة التي التزمت تقديم مشروعها ضمن المهل الدستورية وبحسب تعهدها في البيان الوزاري، اغفلت أولوية انجاز قطع حسابات الاعوام السابقة من العام 2006 حتى 2011 . والمعلوم ان مشاريع الموازنة لتلك الاعوام وضعت ولم تقر باستثناء العام 2011. والانفاق يجري من خارج اي تقديرات باعتبار ان مشروع الموازنة الذي اعدته وزيرة المال السابقة ريا الحسن استعادته وزارة المال ولم تقدم بديلا منه.

وعلمت "النهار" ان تكليف احدى شركات التدقيق العالمية لانجاز قطع الحسابات سيلاقي اعتراضا من "التيار الوطني الحر" عبَّر عنه امس لـ"النهار" رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان، اذ كشف انه سيبلغ رئيس المجلس والحكومة رفض اللجنة اللجوء الى هذا التدبير، مستعيضا بتقديمه اقتراح قانون باسمه واسم النائب ياسين جابر يدعوان فيه الى توسيع ملاك ديوان المحاسبة الذي يضم 35 قاضيا ولا يشغله حاليا الا 15.

"حزب الله" وسوريا والمحكمة

وفي المعلومات المتوافرة لـ"النهار" أن الموقف النهائي لـ"حزب الله" من المحكمة لن يتبلور فعلياً الا عندما يخرج أمينه العام السيد حسن نصر الله ويقول كلمته في هذا الشأن، وأن كل ما عداه من مواقف أو تسريبات يبقى ضمن الضغوط التفاوضية حول ما يمكن تحصيله من أمور تتعلق بالمحكمة من شأنها اذا ارفقت بمسألة التمويل ان تضرب أسس عمل المحكمة وتحقق للحزب ما يصبو اليه. وأساس هذه الامور تكوين ملف متكامل عن المحكمة وعملها ومسارها يتضمن كل ملاحظات الحزب واعتراضاته بحيث ان اي تعاون مستقبلي مطلوب مع هذه المحكمة يجب أن يأخذ في الاعتبار الاصلاح، ومعالجة الملاحظات.

وتشير المعلومات الى ان هذا المسار سيستغرق وقتا ليس بقليل يجعل عنوان الاشهر القليلة المقبلة "تقطيع الوقت"، في انتظار بلورة المشهد السوري وحتى تقول سوريا كلمتها.

وعلى رغم الرسائل المتعددة الاتجاه التي تحملها دمشق لزوارها الكثيرين من الحلفاء الدائمين، فان الكلمة الفصل لا تبلّغ الا الى الحزب. وعلى هذا، تشير المعلومات الى ان دمشق لا تعارض قرار تمويل المحكمة وان كانت لم تبلور موقفها النهائي بعد من كل الملف، وتنطلق في قراءتها من قاعدتين:

- انها تأخذ في الاعتبار موقف حليفها الاساسي "حزب الله" من هذه المسألة باعتبار ان اصابع الاتهام وجهت في الدرجة الاولى الى 4 من عناصره. وهي ليست مستعدة في ظروف التضييق والحصار الدولي عليها لخسارة هذا الحليف.

- أن دمشق ليست مستعدة في الوقت عينه لفقدان الرئة اللبنانية التي تتنفس منها اقتصاديا وماليا اذا تصاعد تضييق الخناق الدولي عليها أكثر، وهي تدرك ان سقوط القرار الدولي بالعقوبات تحت ضغط الفيتو الروسي والصيني قد يحول الضغط في اتجاه لبنان، باعتبار ان الولايات المتحدة على دراية تامة بأن العقوبات المباشرة على سوريا لن تشكل الضغط الكافي لاسقاط النظام بسبب النظام الاقتصادي المنغلق أساساً. وبالتالي تبقى الحكومة الميقاتية في هذه الظروف حاجة محلية واقليمية، بقطع النظر عما اذا كانت فعلية او حكومة تصريف أعمال!

 

مهما قيل عن روسيا ميدفيديف وبوتين فهي تتطلّع إلى المستقبل

وسام سعادة/المسنقبل

هلّل أركان النظام البعثيّ - الذي يتجاوز أزمته كل يوم منذ ستة أشهر وإلى الحين لنبأ الفيتو الروسيّ الصينيّ في مجلس الأمن. عدّوه حدثاً تاريخيّاً، ليس قبله كما بعده في تاريخ العلاقات الدوليّة. يبدو الأمر إذاً كما لو أنّ قتل الناس في أنحاء سوريّا كافة لم يكن إلا مصيدة لتفكيك بنى الإمبريالية الغربية، وإظهارها للعالم أجمع مغلولة اليدين، بلا حيلة أو وسيلة. أو يبدو الأمر كما لو أنّ روسيا والصين، باستخدامهما حقّاً قد استأنفتا حرباً باردة عالمية جديدة، لمصلحة نظام لا يجد غير خرافتي "محاربة الإمبريالية" و"تحالف الأقليّات" للتعكيز عليهما في وجه الثورة الشعبية المتواصلة.

لكن الهذيان البعثي ينبغي ألا يمنعنا من الإقرار بأنّ الفيتو الروسيّ الصينيّ هو بالفعل حدث يؤرّخ له، ويشير إلى أزمة في منظومة القيم الدولية، وهي أزمة ناشئة عن إفتراق كبير في طرح الإشكاليّات. فالسؤال الروسيّ الصينيّ هو: ما حدود التدخّل الخارجيّ في شؤون أي دولة خصوصاً إذاً كانت صغيرة، وإذا كان المسوّقون للتدخّل لهم باع في التاريخ الإستعماريّ للمنطقة؟ أمّا السؤال الغربي فهو: أما آن الوقت كي تمتلك البشرية آليات قادرة على وقف أو ردع أي دينامية شريرة من نوع "جرائم ضدّ الإنسانية" و"جرائم إبادة" في الوقت المناسب؟

بيد أنّ هذه الأسئلة لا تطرح في فراغ، إنّما تستند إلى توازنات عالمية يخطئ من يعتقد أنّها تجاوزت النتيجة الحاسمة للحرب الباردة. فانتصار المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة على الإتحاد السوفياتيّ ما زال المعادلة الأساسية التي تحكم زماننا.

الطريف هنا، أنّ أحد الشبيحة الأيديولوجيين للنظام البعثي لم يجد ما يقوله في إمتداح الفيتو الصيني الروسي غير تشبيهه بإنذار رئيس الوزراء السوفياتيّ آنذاك نيقولاي بولغانين الذي أوقف، باعتقاده، العدوان الثلاثيّ على مصر في حرب السويس سنة 1956. هذا الشبيح الطريف يرتكب في الحقيقة خطأين. الأوّل توهّمه بأنّ روسيا الحالية كالإتحاد السوفياتي في عزّ تعملقه، علماً أنّه منذ حسم الإدارة الأميركية أزمة الصواريخ السوفياتية في كوبا عام 1962 في صالحها، بدأت هذه العملقة تتفكّك. أمّا الخطأ الثاني فهو جهله بما صار واضحاً وجليّاً بعد الكشف عن الأرشيف السوفياتيّ، فإنذار بولغانين لم يكن إلا خدعة دعائية، وموسكو لم تكن في وارد أي تصعيد استراتيجي جديّ ضدّ باريس ولندن في حينه، كما أنّ صاحب القرار الأساسيّ في إيقاف العدوان الثلاثي على مصر كان الرئيس الأميركيّ دوايت ايزنهاور.

فإذا كان أركان النظام السوريّ يبنون على إيهام أنفسهم قبل الآخرين، بأنّ الحرب الباردة مستمرّة، وأنّها دخلت في طور "التسخين" هذه الأيّام، فحريّ بالشعب السوريّ الثائر رفع منسوب التفاؤل إلى الحدّ الأقصى.

فالشيء بالشيء يُقاس، وكوريا الشمالية نفسها، المحروسة بـ"الجيرة الستراتيجية" الروسيّة الصينية تعلم جيّداً بأنّ زمن الحرب الباردة حسمت ولن تعود. لذلك ترى نظام بيونغ يانغ يبني حساباته في التوتّر أو الإنفراج على نجاح في تقديم نفسه كـ"دولة قطّاع طرق" تهدّد العالم بانهيارها إذا لم يبقها على قيد الحياة، وليس كـ"دولة مواجهة" في سياق صراع عالميّ.

وإذا كان النظام السوريّ الذي برع هو الآخر في إقامة "دولة قطّاع الطرق" سيفكّر من الآن فصاعداً بأنّه "قلعة مواجهة" مع الإمبريالية في سياق صراع عالميّ فهذا يعني جيّداً، بأنّه بات فعلاً "بُحكم المنتهي". على الأقل كان حافظ الأسد يدرك منذ فترة مبكرة بأنّ الكلمة الفصل في الشرق الأوسط للسياسة الأميركية لا السوفياتية!!

لا مناص من التكرار: الحرب الباردة حسمت وانتهت قبل عقدين من الزمن، ولن تعود البشرية إليها. في الوقت نفسه، لا بدّ من الإستدراك: العالم بعد الحرب الباردة لم يصبح لا "أحاديّاً" ولا "تعدّديّ الأقطاب" بالأشكال المبالغة التي يجري توهّمها. ما زال العالم يرتكز بشكل استراتيجيّ إلى "الثنائية القطبية" الأميركية الروسيّة، وهذه أعيد انتاجها في العقدين الماضيين، بحيث لا تختزل لا في "مواجهة" ولا في "شراكة"، وبحيث يبقى إتضاح صورتها رهناً بإعادة تشكيل روسيا ما بعد السوفياتية لصورتها. ومهما قيل عن روسيا بوتين وميدفيديف وخيبة الأمل الديموقراطية وصمود البيروقراطية وإستفحال المعضلة الديموغرافية، يبقى أنّها تتطلّع إلى المستقبل، وتعيد طرح الإشكالية الروسية التقليدية منذ ثلاثة قرون، إشكالية "اللحاق بالغرب"، في حين أنّ النظام البعثيّ لا يمكنه أن يتطلّع إلى المستقبل، خصوصاً بعد أن ألغى وليد المعلّم معظم بلدان الخارطة، ولم يبق للجغرافيا مادة تذكر لطلاب المنهج الدراسيّ البعثيّ.

 

العريضي: نحن لسنا في جيب أحد ولنقلع عن المزايدات ونمتلك جرأة الاعتراف بأن هذا يصلح لهذا المركز وذاك لا

 المستقبل/أكد وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي "اننا لسنا في جيب احد بل نمثل جزءا اساسيا من تاريخ لبنان ونحرص عليه"، داعياً الى "الاقلاع عن المزايدات وامتلاك الجرأة للقول ان هذا يصلح لهذا المركز وذاك لا يصلح". ورأى ان "مرحلة الويكيليكسية التي تحكم لبنان الآن على معايير مختلفة لا تبشر بانتظام حياة سياسية مستقيمة في لبنان ولا تعبّر عن وجود رجال يتمتعون بالشجاعة فيقرون اذا قالوا كلاما معينا او يقولون لغة واحدة على المنابر وفي الجلسات ولا يدخلون كل شيء في بازار الصفقات والقيل والقال بحثا عن مصالح فئوية او شخصية".

وقال العريضي خلال تدشين البناء الجديد لمدرسة الغابون الرسمية في احتفال أقيم في ملعب المدرسة الجديدة امس: "من حق الاساتذة ان يتحركوا ومن حق موظفي القطاع العام ان يتحركوا، وهذا الامر لا يعالج بإدارة الظهر، ولا بالتحرك تحت الضغط. لا يجوز للحكومة، للدولة، للمسؤولين ان يتحركوا فقط عندما يعلن قطاع من القطاعات الاضراب. انا أدعو الى حوار جدي مفتوح بين الوزارات المعنية وبين اساتذة الجامعة. نحن نريد حوارا جديا بينكم وبين المعنيين الذين كلفوا من مجلس الوزراء للوصول الى النتيجة المرجوة".

أضاف: "سمعت الكثير من الردود على ما قلت منذ يومين حول تعيين الصديق الدكتور عدنان السيد حسين رئيسا للجامعة اللبنانية. انا كنت واضحا ولست في موقع التبرير على الاطلاق، واؤكد التزامي وتمسكي بكل كلمة قلتها في مجلس الوزراء وبعد مجلس الوزراء واليوم اكثر، السبب ان ما قدم الينا من اوراق بنينا رأينا عليها. نحن لم نفتر ولم نتجن على أحد ولم نقلل من قيمة احد وكفاءته وقدرته على الاطلاق. نحن أبدينا رأيا على اساس الورقة التي كانت بين أيدينا، ولا اعتقد ان ثمة عاقلا يقرأها الا ويتخذ هذا الموقف الذي اتخذته. بعد هذا الموقف تلقينا سلسلة اتصالات من عمداء في الجامعة اللبنانية لم يكتفوا بالاشادة بموقفنا وشكرنا فحسب، بل قالوا معلومات تدفعنا الى التمسك اكثر فأكثر بالرأي الذي أبديناه. ليس هكذا تدار التعيينات في لبنان، وليس هكذا يقال للناس، هذه آلية تعيينات يجب ان تلتزموا بها ثم نرى خروجا على آلية التعيينات، مع التأكيد انا شخصيا كنت الوزير الوحيد منذ سنوات الذي اعترض على آلية التعيينات، في كل الحكومات، لسببين، الاول ستكون محاصصة وهذا ما حصل، لكن ما "انعملت مشلبنة كما يلزم" وايضا سيكون تأخير في التعيين وهذا ما حصل، والدليل ان ثمة عددا كبيرا من المواقع في الدولة حتى الآن لا يزال شاغرا بسبب عدم الاتفاق، وليس لأي سبب آخر. ليس ثمة عيب اذا قلنا اتفقنا على اسماء معينة، ابدا البلد فيه توازنات في مواقع موزعة للاسف طوائف او مذاهب، الاهم ان نعرف كيف نختار الاكفأ لمصلحة مؤسساتنا.

وتابع: "قلنا الدكتور عدنان صديق على المستوى الشخصي والسياسي اكثر من صديق وقريب بالنسبة الى تفكيرنا السياسي، النقاش لا يدور هنا. انا قد اعترض على أقرب بكثير من الدكتور عدنان بالنسبة الي اذا لم يكن ذا كفاءة وسيعين في مؤسسة تربوية او استشفائية، لذلك فلنقلع عن المزايدات والتبخير والتملق ولنمتلك جرأة القول والاعتراف والمبادرة والتصدي لمشكلاتنا لنقول للجميع هذا يصلح وذاك لا يصلح، ونقطة على السطر. نحن نفكر بالجامعة، ولسنا محشورين بهذا او ذاك، نحن محشورون بالمؤسسات وبمستقبل ابنائنا".

ورأى أن "القضايا الكبيرة تحتاج الى الرجال الكبار. ولبنان على مفترق طرق بحاجة الى كبار. ومؤسسات الدولة تحتاج الى رجال دولة، ويؤسفني القول اننا عموماً امام رجال سلطة وليس رجال دولة، وبين رجال السلطة ورجال الدولة ثمة فرق كبير. رجال السلطة يبحثون عن سلطة للتسلط وعن أزلام لتنفيذ مصالحهم ومآربهم ومشاريعهم وحساباتهم، اما رجال الدولة فيبحثون عن دولة ومؤسسات وأكفاء وعمن يتمتعون بالنزاهة والاخلاق والمعرفة والقيم ويسقطون الكثير من الاعتبارات الشخصية او الفئوية او المذهبية او الطائفية او المناطقية ليعملوا من اجل كل لبنان وكل اللبنانيين، وهذا ما نفتقده اليوم وما لا يبشر بأمان واطمئنان بالنسبة الى الايام المقبلة اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه".

واعتبر أن "هذه الامور تستقيم عندما نعتمد معيارا واحدا"، لافتاً الى أن "البلد اليوم اسير الويكيليكس ولكن نختار منها ما نريد وما يعجبنا وما يخدم مصالحنا اليوم، قد تكون وثيقة في الويكيليكس غدا لا تخدم مصالحنا فنبتعد عنها ونتنكر لها. قد تصيب الويكيليكس واحدا منا فنعتبر ذلك غير موجود وهذا كذب وافتراء، قد تصيب واحدا من طرف آخر ونحن على خصام معه الويل والثبور وعظائم الامور، لا تهدأ الألسنة ولا نتطلع الى الشاشات الا ونرى هذا او ذاك يتحدث عن ويكيليكس وهو في محيطه اكثر من شخص مصاب بهذه الويكيليكس. مرحلة الويكيليكسية التي تحكم لبنان الآن على معايير مختلفة لا تبشر ايضا بانتظام حياة سياسية مستقيمة في لبنان ولا تعبر عن وجود رجال يتمتعون بالشجاعة فيقرون اذا قالوا كلاما معينا او يقولون لغة واحدة على المنابر وفي الجلسات ولا يدخلون كل شيء في بازار الصفقات والقيل والقال بحثا عن مصالح فئوية او شخصية".

وختم: "نحن لسنا في جيب احد ولسنا في خانة أحد، ولسنا جزءا من عدة الشغل عند أحد، ولا نعمل في ورشة أحد، نحن نمثلكم ولأننا نمثلكم، نمثل جزءا اساسيا مشرقا من تاريخ لبنان نحرص عليه، نحفظ حاضره كي نكون شركاء اساسيين في تقرير مستقبله ومصيره".

وألقى غسان شكرون كلمة وزير التربية حسان دياب فقال: "ان الامل كبير في ان يتزايد عدد التلامذة المسجلين في مدرسة الغابون الجديدة من 120 تلميذا لهذا العام الى مئات التلامذة، وان تشكل واحة تربوية واجتماعية ونهضوية في هذه البلدة الجميلة المحبة للعلم والمتعلمين".

وتمنى النائب اكرم شهيب "ان تخفف بعض القوى من شهوتها في التعيينات الادارية وان تقلع عن المسار الغلط الذي بدأته وتسعى فيه الى التهام حصص كبيرة لمآرب سياسية بل أقرب الى الانتخابية"، مؤكداً ان "مؤسساتنا تحتاج الى إصلاح توجه وتغيير نهج لنستطيع كبح جماح الفساد ومواكبة الحداثة وهي حتما لا تحتاج الى محاصصة تكرّس هذا الفساد وأربابه".

وقال: "ارحموا الناس في زمن المعاناة المعيشية الخانقة، صوّبوا مسار التعيينات فلا يجوز للمسار الخاطئ ان يستمر، شعبنا كفر بالجشع والمحاصصة وقواها ويريد مؤسسات ترفع عنه الاعباء الحياتية في لقمة العيش والصحة والمدارس والجامعة والسكن وفرص العمل".

 

الخازن يدعو أبناء كسروان الى التظاهر أمام سرايا جونية الجمعة

 المستقبل/دعا النائب السابق فريد هيكل الخازن "كل شخص يقع ضحية زحمة السير في كسروان، كل من يتنفس السموم من دواخين الزوق، كل من لا يمكنه الدخول الى المستشفى الحكومي ويلتقط صور "سكانر"، كل من لا تصله المياه الى بيته، كل صاحب مرملة يعرض نفسه للموت في وجه الدرك، وكل أبناء كسروان المتضررين، الى التظاهر يوم الجمعة المقبل عند الساعة الخامسة امام سرايا جونية"، معلناً انها "بداية حركة احتجاجية". وقال في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الكسليك أمس: "هناك مطالب حياتية وانمائية ومعيشية في كسروان لا يمكن السكوت عنها من اليوم وصاعدا. وهناك ملفات وقضايا عديدة من الطرق والمياه والكهرباء ودواخين الزوق والمستشفى الحكومي والكازينو، ولدينا ايضا قطاع المرامل الذي به أبدأ، لأن ما يحصل في كسروان في هذه الفترة لم نر مثيلا له في أيام الاتراك ولا ايام السلطة العثمانية وجمال باشا. هناك فوضى واهمال وتلاش يؤدي الى قمع وظلم غير محدود، ونحن في فترة أقل من شهر أو شهر ونصف، وقعت ثلاث حوادث من جراء موضوع المرامل، ولولا العناية الالهية لكانت الاشكالات تسببت بإراقة الدماء". ونبه كل المسؤولين في لبنان على أن "هذا الوضع لن نسكت عنه، وإذا تظاهرنا وقمنا بهذه الحركة وبقيت الامور على ما هي عليه، فنحن ذاهبون الى خطوات تصعيدية أكبر، والحد الادنى فيها أنني سأقفل اوتوستراد جونية، ومن هو إبن إمرأة فليفتحه، ليأتوا بالحلف الاطلسي لفتح الاوتوستراد

 

الضاحية" 28 كيلومتراً مربعاً.. أمنياً

المستقبل/ربيع دمج

"الضاحية الجنوبية، وما أدراك ما الضاحية"، الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود. إنها جمهورية مستقلة بمساحة 28 من الكيلومترات المربّعة، تشكل جزءاً من مساحة الوطن، وأهم ميزاتها أنها غير خاضعة لقانون ذلك الوطن.

لهذا المربع الأمني خصوصية دستورية، وإستراتجية سياسية منفصلة تماماً عن القانون اللبناني، ولا نبالغ بالقول انه من غير المسموح إطلاقاً ولوج أي عنصر من عناصر قوى الأمن الداخلي، أو الجيش اللبناني، الى أي حي من أحيائه، من دون أن تكون هناك موافقة مسبقة، وتنسيق تام من الجهات المسؤولة في المنطقة، وإلا سيكون العقاب سيد الموقف!.

عشرات الجرائم المتنوعة بين سرقة وقتل وخطف، إضافة الى التعدّيات على أراضي المشاع وممتلكات الغير، كما الإعتداء على شبكات الكهرباء، وسرقة خزانات المياه، وهناك ايضا الهاربون من العدالة وتجار المخدرات والمنحرفون، وصولاً إلى المئات من الإشكالات الأمنية، والخلافات العشائرية اليومية، التي يستخدم فيها في أفضل الحالات السلاح الابيض والعصي، وفي أسوأها الرشاشات والقنابل الحارقة، وغالباً ما تنتهي فصول تلك الأحداث عبر حلّها بالطرق الخاصة، من دون الإحتكام الى قانون الدولة. فيحضر الفعل، ويغيب الفاعل، ليبقى مجهولاً حتى إشعار آخر.

منذ بداية العام 2011 حتى تاريخه، تم تسجيل، بحسب المرصد الأمني الصادر عن النشرة الرسمية لقوى الأمن الداخلي، ما يقارب الستين حالة سرقة تم الابلاغ عنها في مخافر المنطقة، تراوحت بين سرقة سيارات ودراجات نارية، وكسر محال تجارية وخلعها، وسرقة منازل أثناء وجود أصحابها في قراهم.

أما أكثر مواسم السرقات فيزدهر مع بداية فصل الصيف، حين تكتظ المنطقة بالمغتربين الذين يأتون لزيارة ذويهم، فتتم مراقبتهم وسرقة هواتفهم المحمولة، وسياراتهم التي استأجروها من شركات خاصة، إضافة الى الموجودات التي تكون بحوزتهم، والأنكى من ذلك بحسب شهادة العديد من سكان المنطقة، أن معظم تلك السرقات يتم في وضح النهار، وتحت تهديد السلاح، مشككين في أن يكون هناك تنسيق بين عناصر الشرطة في المنطقة وبعض اللصوص، وفي هذا الاطار تخوف مختار محلة الرويس عادل غملوش من التحدّث في الموضوع، حفاظاً على سلامته.

ومن حوادث السرقات إلى الإشكالات الأمنية، بحيث تم تسجيل خسمة وثلاثين إشكالاً أمنياً، إستخدمت خلاله أسلحة حربية من الجهة المعتدية، مما أدى إلى قتل وجرح عدد من المواطنين، إضافة الى عناصر من الجيش اللبناني والأمن الداخلي. ولم يتم في معظم الحالات القاء القبض على الجناة، الذين فروا إلى جهات مجهولة، ودائماً حسب المصادر القضائية والأمنية، هذا عدا عن الإشكالات التي لم يتم الابلاغ عنها، ويرويها سكان الضاحية أنفسهم، الذين لا يتفقون مع الوضع القائم في المنطقة.

وفي إستعراض لأبرز الأحداث والجرائم الأمنية التي وقعت منذ بداية العام 2011 حتى الآن، نبدأ بآخرها، ففي 24 ايلول الماضي، قتل المعاون أول في مديرية مخابرات الجيش اللبناني ـ فرع الضاحية الجنوبية حسين أيوب، الذي تدخل لفض إشكال بين أشخاص مسلحين من آل القاق وآخرين من آل الدر في منطقة بئر حسن ـ محلة حرج القتيل، فكان من نصيبه طلق ناري في رأسه، نقل على أثره في حال خطرة الى مستشفى "الزهراء"، لكنه ما لبث أن فارق الحياة متأثراً بجروحه. ولا يزال الفاعل متوارياً عن الأنظار، والقوى الأمنية تبحث عنه من دون جدوى.

وسبق ذلك بعشرة أيام إشكال أمني كبير في منطقة برج البراجنة ـ شارع جهاد زين الدين، بين عناصر من حركة "فتح" وآخرين من "حزب الله"، أوقع ما يزيد عن 10 جرحى من الطرفين. وسبب الخلاف لا يزال حتى اللحظة غير واضح، فالبعض إعتبره شخصياً والبعض الآخر أكد أنه تصفية "قلوب مليانة"، ولكن في كلا الحالتين تطوّر الإشكال من فردي إلى اشتباكات بين الطرفين وإلقاء القنابل، وإستعمال الأسلحة الرشاشة. ولم يتدخل الجيش إلا في وقت متأخر جداً، وبعد سقوط عدد كبير من الجرحى.

في 30 أيلول، وقع خلاف بين اشخاص من آل سويدان وآخرين من آل ناصر الدين في منطقة حي السلم ـ مفرق مستشفى "الهادي" لجهة السوق الشعبية، وتدخل فيه آخرون من آل مصباح، تطور الى اطلاق النار من اسلحة رشاشة، وما لبث ان هرب الجناة فور وصول القوى الامنية، وأيضاً بعد مرور فترة طويلة على الإشكال، ولم تعرف بالتالي الأسباب والنتائج.

ومن حوادث إطلاق النار إلى حوادث الخطف خلال الشهر الماضي، وتحديداً في 5 أيلول، حين إدعت لدى فصيلة المريجة، المواطنة عليا محمد الغريب التي تسكن بالقرب من كنيسة مار يوسف في المنطقة، ان ولدها بشير غادر مكان عمله بعد ظهر الخميس لتمضية عطلة مع صديق له في بعلبك، وتلقت اتصالاً من هاتف ولدها الخلوي يؤكد فيه أنه مخطوف وبحاجة الى فدية طلبها الخاطفون بقيمة اثنين وثلاثين الف دولار أميركي. ورجحت أن يكون خاطفو ولدها من سكان المنطقة ويتاجرون بالمخدرات، وأنها تشك في بعضهم، خصوصاً انها قبل حادثة الخطف قبضت تعويضها من وظيفتها.

وفي شهر آب الحافل بالسرقات، التي زادت من حرارة هذا الشهر، تمت سرقة 15 سيارة، منها 4 سيارات ذات نمرة خضراء، أي مستأجرة، وبقي الفاعلون مجهولين. إضافة إلى سرقة 3 محال لبيع الأجهزة الخلوية، أحدها في حارة حريك قرب البلدية، حيث تفاجأ المواطن وسام مزهر بأن باب محله مخلوع، أما داخله فتم تنظيفه من البضاعة الموجودة. وعندما قصد مخفر الحارة لتقديم بلاغ، جاءت الإجابة حسب قوله "لا يمكننا أن نفعل شيئاً، عليك الذهاب إلى مخفر بعبدا لتقديم البلاغ".

أما أكثر الأحداث الأمنية غرابة، والتي لا تزال لغزاً غامضاً، والتحقيق فيها أصبح في طي النسيان، فهو الانفجار الذي وقع في مبنى قرب "مجمع سيد الشهداء" في الرويس في 14 تموز، وترددت أقاويل حينذاك عن أن الحادث ناجم عن إنفجار قارورة غاز في أحد الأبنية، الأمر الذي إستغربه سكان المنطقة أنفسهم ولم يصدقوه، لاسيما وأن دوي الإنفجار وصل صداه إلى قرى الحدث والشويفات وكفرشيما، التي اكد أحد سكانها ويدعى غابي رجّي أنه إستفاق من نومه على دوي الإنفجار.

وأصرّ "حزب الله" على ان الانفجار ناجم عن انفجار اسطوانة غاز، وأدّى إلى إصابة مواطن بجروح خطيرة وتم نقله إلى مستشفى "بهمن". فيما أكدت مصادر تقطن في المنطقة ان شخصا قتل ولم تعرف هويته، مشيرة الى حدوث انفجارين وليس واحدا .

وفرضت عناصر امنية من "حزب الله" طوقاً امنياً على المنطقة، وأطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق المواطنين الذين تجمعوا بالقرب من مكان الانفجار في الرويس، ومنعت دخول أي عنصر من قوى الأمن والجيش إلا في اليوم التالي. وآثر أبناء منطقة الرويس ومحيطها عدم التحدّث في هذا الموضوع، مفضلين الصمت، إلا أن إحدى السيدات وتدعى فايزة مطر، وهي من المناهضات لهيمنة الأحزاب في الضاحية، أصرّت على ذكر إسمها، غير مبالية بأي تهديد، وقالت: "نحن أبناء منطقة الغبيري أباً عن جد، يوم كانت المنطقة من أرقى المناطق في جبل لبنان، والمسيحي جار المسلم، من دون أن يكون للسلاح أي وجود وكلمة في المنطقة، اليوم يريدون السيطرة على عقولنا، والضحك علينا بالقول ان الإنفجار ناجم عن قارورة غاز، وكذلك إنفجار أنطلياس هو تصفية عائلية بين شخصين، كله ضحك على الذقون".

في تاريخ 24 شباط، أفادت معلومات أمنية بأن اربعة قتلى سقطوا في عملية إتجار بالمخدرات في أحد مقاهي الرصيف في حي المريجة بالقرب من أفران "الولاء"، وهم من آل جعفر ومقداد وعلاو. وفي حين تكتمت المصادر الأمنية عن سقوط القتلى، اشارت معلومات في المنطقة الى ان "عملية تبادل حقائب مليئة بالمخدرات بأخرى مليئة بالمال حصلت داخل المقهى، ولدى خروج البائعين بالمال أطلق اثنان عليهما النار، واستردا المال والمخدرات معا، فقتل احد البائعين وأصيب الثاني الذي ما لبث ان فارق الحياة متأثرا بجروحه. وفيما بعد قتل السارقان ليرتفع عدد القتلى إلى اربعة" .

وبهذا الشكل تمت تصفية أفراد المافيا بين بعضهم البعض، على طريقة الأفلام الهوليودية، من دون أي مبالاة من مخفر المريجة الذي لا يبعد أكثر من مئتي متر عن مكان الحادثة، وحضرت عناصره بعد إنتهاء المعركة الطويلة، معتمدة قاعدة "لا مين شاف ولا مين دري".

ويؤكد أحد أصحاب المحال المجاورة لذلك المقهى ويدعى مصطفى منصور، أنه شاهد المعركة بأم عينه، وكيف كانت الناس تركض خائفة، وسائقو السيارات أوقفوها وولوا هاربين من دون أن يكون للدرك أي وجود. ولم يخف إستياءه وغضبه من المحسوبيات الحزبية الحاكمة بأمرها في المنطقة، وغياب الأجهزة الامنية الفعلية، مستغرباً "كيف أن الدرك لا يتجرأون على توجيه كلمة لأي عنصر من العناصر الحزبية أو المحسوبين عليهم، بينما إذا وقع تحت أيديهم رجل بسيط ودرويش، لا يتورعون عن ضربه وأذيته".

ومن المطاردات البوليسية إلى أحداث مسلسل "المشوار الطويل" مع مخالفات القمع والتصدي لعناصر الأمن المكلفة إزالة المخالفات والتعديات على أملاك الدولة.

فمنذ بدء الحملة الفعلية بتاريخ 10 نيسان حتى منتصف شهر تموز، استعرت المعارك بين المعتدين وعناصر قوى الأمن الداخلي. واثناء قيام قوة من قطعات سرية الضاحية بازالة مخالفة عائدة لشخص من آل عواد على طريق المطار قرب محطة زين الدين، اعترض القوة عدد من النسوة والشبان من آل عواد وآخرين من آل خيرالدين، وأقدموا بشكل مفاجىء على رشق الدورية بالحجارة واشعلوا الاطارات، ما ادى الى اصابة ثلاث آليات عسكرية تعود لفصيلة برج البراجنة وتحطم زجاجها. وبعد وصول تعزيزات الى المكان رشقت القوة بالمزيد من الحجارة ما ادى الى اصابة ضابط وثلاثة عناصر.

اليوم لم يتغير أي شيء، فحتى اللحظة لا تزال أعمال البناء جارية على قدم وساق، لا سيما في محلة الاوزاعي حيث شيد مبنى جديد فوق أرض تعود ملكيتها لعزيز بطرس متى، والذي كان يملك عليها مطعماً إسمه "سامبوغا". لم يستطع صاحب العقار إسترجاع أملاكه من آل زعيتر، الذين توعدوه بتصفيته في حال عاد مطالباً بحقه، وذلك بحسب ما أكده متى الذي يسكن اليوم في غرفة صغيرة في بلدة كفرشيما، بينما أملاكه تحت قبضة البلطجية، والقانون في غيبوبة، لا يتدخل لإعادة الحق إلى صاحبه.

ومن التعدّي على الأملاك العامة إلى التعدّي على شبكات الكهرباء، بحيث نظمت منذ 3 سنوات حملات دورية لمكافحة هذه الظاهرة التي شهدت استفحالاً شديداً خلال الفترات الماضية. الا أن حملات البلدية لم تؤتِ ثمارها، والتعليق على الشبكة كان يعود بعد ساعات من إزالة المخالفة ورمي الأسلاك. ويبرر أحد المواطنين ويدعى محمد عيسى من سكان المريجة ذلك بأنه "بسبب التقنين القاسي في التيار الكهربائي، وعدم قدرتي على دفع بدل الإشتراك (50 دولاراً شهرياً)"، قائلاً: "نحن لا نتعدى على الشبكة الكهربائية بهدف التهرب من دفع الفاتورة، إننا نعلّق بسبب المداورة في التقنين، فأنا أقيم على حدود منطقة برج البراجنة، لذا عندما يحين دورنا في التعتيم، يصل التيار الى منطقة البرج، "فأستعير الكهرباء من ذلك الخط لست ساعات. وفي المقابل يقوم جيراننا في منطقة البرج بالتعليق على الشبكة في نقطة تماسهم مع منطقة المريجة، للسبب نفسه، وهذه طريقة أشبه ما تكون بالمقايضة. نحن نستعير من خط هؤلاء وهم يستعيرون من خطّنا، فأين مكمن الضرر في ذلك؟".

هذه لمحة بسيطة عن أبرز الجرائم والمخالفات الأمنية، فضلاً عن الإشكالات الصغيرة، التي يذهب ضحيتها عدد من الجرحى، وغالباً ما تؤدي إلى أضرار مادية جسيمة، والجواب الوحيد لمخافر المنطقة "الله يعوضكن شو بدكن تعملو".

أما سكان المربع فيرفضون في غالبيتهم الإفصاح عن كامل أسمائهم، خوفاً من أي مضايقات، أو الحاق أذية بهم، إلا قلة قليلة لم تخف إنزعاجها من الإنفلات الأمني الحاصل في المنطقة، وبينها محمد حيدر صاحب محل "يونايتد" لبيع أجهزة الكمبيوتر في جادة هادي نصر الله، والذي تعرّض منذ 3 أشهر للسرقة ليلاً، والإستيلاء على كل محتويات محله، وعندما تقدّم بشكوى إلى مخفر الرويس، أتاه الرد "شو بدنا نعملك انت بالضاحية". ويشبّه محمد المخافر في المنطقة بمخفر "بدري أبو كلبشة" في حارة "كل مين ايدو الو" في مسلسل "صح النوم".

من جهة أخرى، لا تزال قضية مقتل المحامي فادي دندش، الذي تمت تصفيته من قبل مجموعة من آل زعيتر منذ 9 أشهر، في خانة الجريمة الغامضة والمجرم المجهول، بحيث لم يتم العثور على الفاعل، ولا تزال الحرقة في قلب الوالدة، التي أكدّت في حديث مقتضب انها "لم تأخذ حقها بعد من الدولة، وأن الأمر تمت تصفيته بين الأحزاب المتصارعة على السلطة في الضاحية، والعائلة هي آخر من يعلم بالموضوع".

الجدير بالذكر أنه في وقت سابق تم التسويق لحملة "النظام من الايمان" التي أطلقتها جمعية "قيم" منذ سنة تقريباً، وهي جمعية ثقافية تعنى بترويج القيم الاخلاقية والاجتماعية، واللافت أن هذا الشعار الذي اختارته لحملتها أوحى بأن الضاحية الجنوبية كانت تعيش فوضى كاملة، وان ابوابها فتحت فجأة امام القوى الامنية لتدخل المنطقة التي كان ممنوعاً عليها ان تطأ عتبتها. وعزز هذا الانطباع لا بل كرّسه تأكيد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في احدى اطلالاته في عاشوراء اهمية هذه الحملة التي باركها، وحض اهالي الضاحية وسكانها على ابداء كل تعاون والتزام موجباتها. عندها بدا الامر وكأن "حزب الله" رفع الغطاء عن المخالفين وأطلق يد الدولة في القيام بمهامها بعدما قطع لها هذه اليد لأعوام طويلة.

ورغم كل الجهود والمساعي والمصاريف المالية لتسويق تلك الحملة، لم يلتفت أحد لها أو يأبه بها، فطارت الحملة وكلام السيد في الهواء، بل على العكس إزداد الوضع سوءاً.

والحقيقة الوحيدة والمطلقة هي أن الضاحية بتركيبتها الديموغرافية والسياسية مقسمة إلى شطرين، كل شطر يرزح إما تحت سيطرة "حزب الله" وهي أكثر المناطق أمناً، أو تحت سيطرة حركة "امل" والتي تعتبر مرتعاً للبلطجية والزعران.

 

مفتي سوريا: سيكون أبناء لبنان وسوريا استشهاديين مع أول قذيفة تصوب علينا

نهارنت/حذر مفتي سوريا احمد بدر الدين حسون الغرب من الاعتداء على بلاده وتوعده بالرد عبر عمليات "استشهادية" متهما "الصهيونية" ببث الفتنة في المنطقة مشيرا إلى أنه مع انطلاق أول قذيفة صوب سوريا سينطلق ابناء لبنان وسوريا ليكونوا استشهاديين على أرض أوروبا وفلسطين. وقال المفتي في شريط فيديو بثه موقع اليوتيوب خلال استقباله لوفد لبناني "يا ابناء لبنان امامكم معركة قريبة فان لم يستطيعوا ان ينتصروا في سوريا فسيشعلونها في لبنان لكنكم ستنتصرون عليهم مرة اخرى كما انتصرتم عليهم بالامس". توعد المفتي الذي قتل ابنه الاسبوع الماضي أوروبا والولايات المتحدة باعداد "استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سوريا أو قصفتم لبنان فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وأنتم من ظلمتمونا". وحذر المفتي العرب من الفتنة "اياكم من الفرقة التي تمزقنا". واتهم المفتي "الصهيونية" بانها من "كان يثير الفتن" واضاف "انها تريد ان تمزقنا طوائف ومذاهب".

وتابع "نرد عليهم ونقول نحن امة واحدة ارادنا الله كذلك دينا واحدا وليس ثلاثة اديان كما يزعمون ديننا دين ابراهيم وموسى جاء برسالة ابراهيم وعيسى جاء برسالة ابراهيم ومحمد جاء برسالة ابراهيم ثم جاءت مذاهبنا فكانت ثراء فكريا وروحيا". وناشد حسون في ختام كلمته العرب الوقوف الى جانب سوريا "لا تقدموا سوريا طبقا للغرب يا رجال العرب يا حكام العرب يا ابناء الانسانية هذه سوريا لتي لم تركع ولن تركع يوما". وتشهد سوريا منذ منتصف اذار حركة احتجاجية غير مسبوقة اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 2900 قتيل بحسب الامم المتحدة فيما تتهم سوريا "عصابات ارهابية مسلحة" بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.