المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 06 تشرين الأول/11

البشارة كما دوّنها متى الفصل 6/24-34/الله والمال

لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض أحدهما ويحب الآخر، وإما أن يتبع أحدهما وينبذ الآخر. فأنتم لا تقدرون أن تخدموا الله والمال  لذلك أقول لكم: لا يهمكم لحياتكم ما تأكلون وما تشربون، ولا للجسد ما تلبسون. أما الحياة خير من الطعام، والجسد خير من اللباس أنظروا طيور السماء كيف لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن، وأبوكم السماوي يرزقها. أما أنتم أفضل منها كثيرا؟ ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة؟ ولماذا يهمكم اللباس؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو: لا تغزل ولا تتعب.  أقول لكم: ولا سليمان في كل مجده لبس مثل واحدة منها.  فإذا كان الله هكذا يلبس عشب الحقل، وهو يوجد اليوم ويرمى غدا في التــنور، فكم أنتم أولى منه بأن يلبسكم، يا قليلي الإيمان؟ لذلك لا تهتموا فتقولوا: ماذا نأكل؟ وماذا نشرب؟ وماذا نلبس؟ فهذا يطلبه الوثنيون. وأبوكم السماوي يعرف أنكم تحتاجون إلى هذا كله.  فاطلبوا أولا ملكوت الله ومشيئته، فيزيدكم الله هذا كله.

 

عناوين الأخبار

*شمعون لموقعنا: اطلب من البطريرك الراعي ان يتحدث في الامور الرعوية والكنسية وان لا يدخلنا في تفاصيل السياسة السلبية  

*جعجع يدعو الحكومة الى توجيه احتجاج شديد اللهجة لسوريا على حادثة عرسال 

*مروان حمادة لعون: تبرّع للمحكمة من الاموال التي سرقتها وحوّلتها الى باريس 

*كلفة "مساعدة" سوريا/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*مهلة الشهرين انتهت... والكنيسة ما زالت مقفلة

*ويكيليكس/14 آذار/فوزي صلوخ: يمكن نزع سلاح حزب الله اذا انسحبت اسرائيل والتطبيع مع لبنان وسوريا سيكون اسرع مما جرى مع مصر بعد كامب دايفيد  

*وكيليكس/المستقبل/عون يلوّح لفيلتمان بفسخ مذكرة "التفاهم" مع "حزب الله"

*ألوف الاقباط يحتجون على هدم كنيسة في جنوب مصر

*القاعدة وسوريا يعملان على إشعال فتنة طائفية في السعودية بالتنسيق مع طهران و خلية تلقت أوامرها من قيادتها في سورية وحاولت اغتيال شخصية شيعية في الشرقية 

*جنود سوريون يخترقون الحدود في البقاع

*ضاهر: النظام السوري يحاول زرع الفوضى وضرب الاستقرار في المنطقة

*حمدان ومراد وشاتيلا في دمشق دعماً لنظام الأسد/واشنطن تدعو الجيش اللبناني إلى حماية المعارضين السوريين

*روسيا والصين أسقطتا بـ"الضربة القاضية"مشروع قرار التنديد بسوريا في مجلس الأمن/واشنطن "غاضبة" بسبب إخفاق مجلس الامن في التوصل الى قرار/تركيا ستفرض عقوبات على سوريا وتبدأ اليوم مناورات على الحدود

*قاسم: مواقف الراعي وقباني وطنية ووحدوية وواقعية وحرصاء على استمرارية الحكومة لبناء الدولة وتلبية حاجات الناس

*كتلة "المستقبل": على الحكومة العمل لتمويل المحكمة وان يصار الى تسليمها المتهمين/يجب النظر الى زيادة الأجور بإيجابية وموضوعية

*خلوة فتقا تُعالج دور المسيحيين في الربيع العربي والإجماع على مسلّمات وتأكيد قواتي بانتفاء أي "رسالة تطويق" للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي/ريتا صفير/النهار

*سمير فرنجية يكتب من فرنسا لـ"سيدة الجبل" والدعوات لم تُكتب بعد/ سعَيد يذكّر بالبدايات: سنونوة ربيع العرب بيروتية/إيلي الحاج/النهار

*العلاقات اللبنانية - السورية مع النظام أم مع المجلس الوطني/عنوان خلافي جديد بين قوى الاكثرية والمعارضة/هيام القصيفي/النهار

*جنبلاط "يهرب" من المحليات إلى الأفق الأوسع/تقرير دولي يشهد على جمود منذ تسع سنوات/سمير منصور/  النهار

*ندوة في المركز الكاثوليكي عن "الكنيسة والرسالات" وكلمات ركزت على "يوم الرسالات العالمي" في مسيرة الكنيسة

*باريس حذرت دمشق من ترهيب المعارضة السورية في فرنسا

*عون بعد إجتماع تكتل التغيير والإصلاح: يجب أن يكون للصندوق البلدي قانون مستقل/إنتهت فترة التسويات في حسابات الموازنة العامة/ندعو لإعادة توزيع الضرائب على الأرباح وليس على الإستهلاك/تمويل المحكمة الدولية يجب ان يمر بالطرق الدستورية/سوريا لن تسقط ونظام الأسد لن يسقط والاصلاحات ستتم

*سورية بين مجالس المعارضة ورصاص الأسد/ثائر الناشف/السياسة

*أردوغان: نظام الأسد يقتل العزل وسنفرض عقوبات عليه

*باعتباره ممثلا للشعب السوري/دعوات إلى الجامعة العربية و"مجلس التعاون الخليجي" للاعتراف بـ"المجلس الوطني"

*اشنطن تحظر بيع أجهزة اتصالات إلى سورية

*وقع "ثورة الأرز" بين "ميدان نزالجنوستي" و"ميدان التحرير"/وسام سعادة/المستقبل

*بد الرحيم مراد ورئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا وامين الهيئة القيادية في "حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون" مصطفى حمدان،: نؤكد وقوفنا الى جانب سوريا

*النائب كاظم الخير لـ"المستقبل": الأسد يبحث عن غطاء سنّي للمجازر الدموية ولن يناله.

*رارة معركة المياه تنطلق لتزيد الفجوة السياسية إتساعاً

*الأقليات في زمن الثورات/إيلي فواز، الاربعاء /لبنان الآن

*فادي الهبر: تداعيات تدهور النظام السوري على لبنان بدأت عبر تهديد مراكز الأمم المتحدة،أنصح الحكومة بالاستقالة.

*راديو نقولا و"نفسية" باسيل/موقع الكتائب

 

تفاصيل النشرة

 

شمعون لموقعنا: اطلب من البطريرك الراعي ان يتحدث في الامور الرعوية والكنسية وان لا يدخلنا في تفاصيل السياسة السلبية  

سلمان العنداري

اعتبر النائب دوري شمعون ان "التهديدات التي تعرضت لها الامم المتحدة في لبنان في الآونة الاخيرة تأتي في سياق ما يحدث في المنطقة العربية من احداث وتطورات، خاصة فيما يتعلق بالثورة السورية المستمرة منذ اكثر من 6 اشهر". شمعون وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني رأى ان "التهديدات الأخيرة التي تعرضت لها المنظمة الدولية في لبنان مرتبطة بشكل اساسي بالجو المضطرب المتفجر بالمنطقة، الا انه لا قيمة لهذه التهديدات والرسائل الأمنية لأنها مبنية على التخويف والتهديد والتهويل وبث الاخبار والشائعات".

واضاف: "ان هوية الجهة التي تريد قلب الطاولة علينا معروفة، و"المحبين كتار" يريدون ايقاعنا في فخ التوترات الأمنية والتهديدات والفتنة".

كما لفت الى ان "النظام السوري سيعمد الى تفجير الوضع الداخلي اللبناني في ما لو انفجرت الاوضاع في سوريا ووصلت الامور الى "بداية النهاية", مشيراً الى ان "الادارة السورية تتخبط في وقت يتعاطى الرئيس بشار الاسد بمنطق لا يعبر عن واقع الامور، وعن الاحداث الجارية في العالم العربي من احتجاجات وثورات، وبالتالي من غير المستبعد ان تتفجر الامور في لبنان بعد اجتياز الامور في سوريا كل الخطوط الحمر". وعن المخاوف من امكانية انزلاق الساحة السورية الى حرب اهلية، قال شمعون: "في ظل هذا القمع وهذا القتل الذي يمارسه النظام بحق شعبه وناسه وبحق اهل القرى والمدن المعارضة، اعتقد ان الحرب الاهلية قد تحصل في اي وقت، لان استمرار هذا النهج الاجرامي سيدفع الساحة السورية الى الهاوية، وسيدفع الشعب كل الاثمان الباهظة وتكاليف الدماء التي تسفك كل يوم". واضاف: "اسعار السلع والمواد الاساسية بلغت حدها الاقصى، والقيمة الشرائية للعملة السورية تتراجع، والوضع الامني متدحرج ومتفجّر... كل هذه العوامل من شأنها ان تشكل ارضية لاطلاق موجة عنف مذهبية وطائفية في سوريا على كل الاصعدة، وهذا ما يريده النظام بالدرجة الاولى".

هذا ورحّب شمعون بتشكيل المجلس الانتقالي السوري، مشيراً الى ان "الاعلان عن المجلس الانتقالي خطوة لا بد منها للانطلاق نحو معارضة جدية وموحدة تخوض معركة اسقاط النظام بطريقة سلمية وهادئة بعيدة عن دوامات العنف والقتل والقمع والطغيان". ودعا شمعون اعضاء المجلس الى "التعاون والامساك بزمام الامور، لان تفشي الخلافات قد يقضي على الثورة وعلى حلم الدولة السورية الجديدة".

وداخلياً، علّق شمعون على مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بخصوص النظام السوري، فاعتبر ان "البطريرك قال ما قاله ونحن نحترم تصريحاته الا اننا لا نقبلها ولم نهضمها بعد، فالخوف من اشتعال حرب اهلية في سوريا لا يعني دعم نظام بشار الاسد". واضاف: "نحن خبرنا الحرب الاهلية التي كان مفبركها الاساسي هو النظام السوري الذي جعلنا ندفع الاثمان حتى يومنا هذا، اضافة الى ذلك فإن الحديث عن الاقليات مسألة لا نؤمن بها بتاتاً, فالكل يعرف من يتدخل في شؤوننا الخاصة والداخلية، ومن يحاول زعزعة استقرارنا وقلب الامور رأساً على عقب، واعادتنا الى الوراء من خلال تحريك العصبيات الدينية والطائفية والمذهبية".  واستطرد شمعون قائلاً: "اطلب من البطريرك الراعي ان يتحدث في الامور الرعوية والكنسية وان لا يدخلنا في تفاصيل السياسة السلبية". واكد ان "موقفي من البطريرك الراعي حاسم، اذ اعتقد انه خرج عن مبادىء بكركي وثوابتها السياسية التاريخية، وبالرغم من ذلك ننتظر منه موقفاً توضيحياً لكل التصريحات التي اتخذها ويتخذها في الآونة الاخيرة".كما اكد شمعون انه سيشارك في لقاء "سيدة الجبل"، مشدداً على ان "اللقاء لا يعكس تكتلاً طائفياً او مذهبياً بقدر ما يتيح لنا تبادل الآراء وبحث التطورات السياسية الداخلية والاقليمية، ولهذا فإن مقولة عودة التقوقع والرد على بكركي في غير محلها على الاطلاق". وبالنسبة لقانون الانتخابات، عارض شمعون "اقرار قانون على اساس النسبية، بحيث انه غير واضح، ولا تفهمه الناس بسهولة، كما ان النتائج المتوخاة منه لن تكون على قدر التطلعات المرجوة"، واصفاً اياه "بالنظام الصعب والمعقد".

هذا ورفض شمعون التعليق على وثائق ويكيليكس معتبراً ان "بعض الوثائق مفبركة ومخترعة وتستخدمها وسائل الاعلام لمصلحتها الخاصة وبحسب السياسة التي تتبعها".

ومن جهة اخرى وفي ما يتعلق بمواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة اعتبر شمعون "ان النائب جنبلاط اخطأ في قراءته للمرحلة السابقة، وها هو اليوم يعود الى المبادىء الاساسية، وبالتالي فإن الرجوع عن الخطأ فضيلة".

*موقع 14 آذار

 

مروان حمادة لعون: تبرّع للمحكمة من الاموال التي سرقتها وحوّلتها الى باريس 

دعا النائب مروان حمادة بعد زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الى ان يتبرع للمحكمة الدولية من الاموال التي سرقها وحوّلها الى باريس، مُتمنيًا على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الوفاء بالتزاماته.

 

جعجع يدعو الحكومة الى توجيه احتجاج شديد اللهجة لسوريا على حادثة عرسال 

علق رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع على الحادثة التي حصلت على الحدود اللبنانية – السورية في منطقة عرسال ودخول دبابات سورية الى لبنان ومحاصرة المنازل، داعيا الحكومة اللبنانية الى توجيه احتجاج شديد اللهجة الى الحكومة السورية تذكر فيها الحوادث التي حصلت وتطلب منها عدم تكراها. وقال في مؤتمر صحافي له من معراب: "لا يجوز أن يشعر مواطن لبناني في مارون الراس أو وادي خالد أو العريضة أو في عرسال ان لا أحد مسؤولا عنه وأن أرضه لا سيادة عليها ولا كرامة وطنية". وأكد جعجع ان على الجيش اللبناني ان يأخذ بعض الإحتياطات من هذه الناحية لأنه أصبح معروفا اين المنافذ التي يدخل من خلالها الجيش السوري الى لبنان ويتمركز في هذه النقاط ليشعر اللبنانيون ان هناك دولة تحميهم. جعجع سأل: لماذا لا يمكن أن تحصل تصفية الحسابات الإقليمية إلا على أرض لبنان؟ وأضاف: "فعندما حصل تهديد لمبنى الاسكوا في بيروت تحركت الدول العربية وتبرعت، لاستضافة الاسكوا"، متسائلا: "لماذا لبنان أرض غير آمنة؟ من يتسبب بعدم الأمان هذا؟ وتمنى جعجع على الأجهزة الأمنية المعنية ان تقول من أي تأتي هذه التهديدات، سائلا أيضاً: "لماذا يجب على اللبناني ان يدفع الثمن؟". وفي سياق آخر، رد جعجع على "ما قيل في الأيام الأخيرة من قبل بعضهم، بأن يدفع الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي حصة لبنان للمحكمة الدولية من جيبهم الخاص"، متوجها إلى هذا "البعض" بالقول ان "المحكمة الدولية أمر لا يخص آل ميقاتي أو سليمان أو الحريري أو التويني أو غيرهم. هذا أمر يتعلق بنا كلنا، ولم يكن لدينا أداة للعدالة أهم من المحكمة الدولية. عليهم أن لا يقولوا الآن ان المحكمة الدولية لا تعجبهم. فحتى ان المحكمة العسكرية في النهاية لم تعد تعجبهم. فلا المحاكم المحلية "معبّاية عين" البعض، ولا المحاكم الدولية. فهل يطالبون بالـ "لا شيء" في لبنان؟ وان يأكل القوي الضعيف من دون أي محاسبة؟، واعتبر "التفتيش عن حقيقة جريمة من الجرائم التي حصلت هي تفتيش عن حقيقة كل الجرائم في لبنان".

  

كلفة "مساعدة" سوريا

عبد الوهاب بدرخان/النهار

لماذا يعتقد رئيس الحكومة بشيء من الثقة ان لبنان سيتمكن من دفع مساهمته في المحكمة الدولية. ولماذا يبدو "حزب الله"، رغم انه "الحزب الحاكم"، وكأنه لا هو ولا حليفه "التيار الوطني الحر" يملكان هذا القرار؟ ولماذا اصبح احترام لبنان التزاماته الدولية واجباً وممكناً مع هذه الحكومة فيما بدا مستحيلاً وممنوعاً مع الحكومة السابقة؟ ولماذا اسقطت هذه الأخيرة بسبب الخلاف على المحكمة والتعامل معها ليصبح هذا الخلاف كأن لم يكن مع الحكومة الحالية؟ الجواب كلمة واحدة: سوريا.

كيفما صدر قرار التمويل، عن مجلس الوزراء أو بمرسوم خاص أو بأي صيغة مبتكرة، سيكون صفعة لـ"حزب الله" ولكل الحملة التي بناها ضد المحكمة الدولية. ولن يفيده بشيء أن يجرّد حملة على رئيس الحكومة طالما أنه ليس مستعداً للتخلي عنه أو لاسقاطه هو الآخر. كل ما في الأمر أن الأسباب التي جيء بنجيب ميقاتي لأجلها تغيّرت. كانت هناك أولويات وصارت ثانوية. كان الهدف تجنيب "حزب الله" تداعيات المحكمة واتهاماتها، وصار الهدف "انقاذ سوريا" أو على الأقل "مساعدتها". فحتى قبل تشكيل هذه الحكومة وولادتها كان لبنان مرّ بهزّة مصرفية أمكن حصر أضرارها بصعوبة بالغة، وأي هزّة أخرى لن تحتاج الى عقوبات بقرار دولي وانما الى تفعيل معلومات استخبارية فيتضرر لبنان وتخسر سوريا رئة تتنفس بها. كان "حزب الله" اعتقد انه هو الذي اختار ميقاتي ونصّبه، ليتبين بعدئذ، خصوصاً الآن، انه وكيل سلطة الوصاية لكنه ليس صاحب هذه السلطة، وبالتالي فإن له حدوداً لا بد أن يلزمها. فالدواعي ذاتها التي تملي تسهيل تمويل المحكمة هي التي ستملي في الوقت المناسب تجديد مذكرة التعاون بين لبنان والمحكمة. وكان "حزب الله" اعتبر نفسه "مظلوماً" بالاتهامات التي وجّهت الى عناصره في جرائم الاغتيال. وربما كان هناك ظلم متأت من أنه لم يكن صاحب قرار الاغتيال او الآمر به لكنه مرشح لحمل الوزر كله.

ستحاول الفذلكة القانونية التي ستجترج كمخرج لمأزق التمويل ان تضعه في نوع من المساومة او المقايضة. أي اعتبار التمويل شيء والمحكمة نفسها شيء آخر. التمويل مجرد إجراء لدرء الضغوط من دون ان يعني التعاون مع المحكمة بأكثر مما حصل حتى الآن. فالمرحلة التالية تتوقف على تعاون دولة "حزب الله" مع المحكمة بتسليم المتهمين أكثر تتوقف على تعاون لبنان الدولة معها. ولأن رئيس الحكومة يفضل الكلام بالمجاز والالغاز لم يفهم ما الذي قصده بنصح "الحزب" بتعيين محامين للمتهمين، فهل عنى ضمناً تسليمهم. الأكيد أن "الحزب" سيواصل اعتبار المحكمة اداة تآمر عليه وعلى المقاومة، لكن حجته عليها ستضعف بعد تمرير التمويل، اذا مرّر فعلاً.

لا شك ان تكلفة "مساعدة" سوريا ستكون ثقيلة، وهذه ليست سوى البداية. قد يستشعر "حزب الله" الآن شيئاً من الندم على رفضه "الصفقة" التي يقول إن سعد الحريري عرضها عليه، فربما كانت كلفتها لتكون أقل. لكن ينبغي التدقيق في ما إذا كان الرفض قراراً من "الحزب" أم من سوريا.

 

مهلة الشهرين انتهت... والكنيسة ما زالت مقفلة

موقع الكتائب/أشار النائب السابق فارس سعيد الى انتهاء مهلة الشهرين التي حددتها الكنيسة المارونية في 20 تموز الفائت لحل النزاع في بلدة لاساً، مؤكداً ان شيئاً لم يتبدل في ما يتصل بمسألة النزاع العقاري، وقال في حديث لـ"المركزية"، "كنيسة السيدة الأثرية ما زالت مقفلة أمام المؤمنين، بدليل ذهاب مجموعة من المجتمع المدني الى البلدة منذ نحو 15 يوما لم تتمكن من دخولها"، كما ان المخالفات المرتكبة ما زالت قائمة، والدولة لم تستكمل أعمال المساحة ولجنة المتابعة التي تحدث عنها البعض لم نسمع عن أعمالها شيئاً". وختم: "كيف يمكن ان يستمر هذا الوضع وان تدخل المنطقة فصل الشتاء، من دون أن تحلّ قضية لاسا جذرياً؟، نضع هذه الأسئلة في رسم كل المعنيين بهذا الموضوع وفي مقدمهم الدولة اللبنانية".

 

 

ويكيليكس/14 آذار/فوزي صلوخ: يمكن نزع سلاح حزب الله اذا انسحبت اسرائيل...والتطبيع مع لبنان وسوريا سيكون اسرع مما جرى مع مصر بعد كامب دايفيد  

 طارق نجم

وثيقة كشف عنها موقع ويكيليكس بتاريخ 30 آب 2011 تنقل وقائع لقاء لفوزي صلوخ، سفير لبنان لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا السابق ووزير الخارجية اللبناني اللاحق عن حركة أمل في الحكومة اللبنانية والذي استقال من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2006. وتنقل المذكرة الأمريكية السرية بأنّه "لبى لقاء مجاملة دعاه اليه السفير الأميركي في بلجيكا أيزنستات بتاريخ 1 آب 1994 بحسب ملخص المذكرة الأمريكية التي كتبت بتاريخ 3 آب 1994 وصنفها السفير على أنها سرية. وفي حديثه المنقول عن المذكرة الأمريكية التي تحمل الرقم 94BRUSSELS8603، اتهم صلوخ تل ابيب بأنها وراء عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات الثنائية الإسرائيلية اللبنانية، مؤكدا أن العاصمة اللبنانية بيروت عازمة على نزع سلاح حزب الله بمجرد مغادرة الاسرائيليين لجنوب لبنان.

وتنقل المذكرة "أنه عندما توجّه السفير أيزنستات بالسؤال لصلوخ عن آفاق عملية السلام بالشرق الأوسط في الآونة الأخيرة في ظل اتفاقية السلام الإسرائيلية الأردنية، أجاب السفير اللبناني أنّ التطورات الأخيرة على المسار السلمي كانت واعدة وأعرب عن تفاؤله حول قرب حصول تسوية نهائية، لكنه قال ان الرئيس السوري بشار الاسد لديه القدرة على الانتظار. وهنا يجب الاشارة الى أنه في وقت تشكل فيه الاتفاقات السلمية بين الفلسطينيين والأردنيين من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى هي خطوات إيجابية الى الإمام، لكنها قد لا تكون الحل النهائي للمشكلة".  وبحسب ما ورد في المذكرة الأمريكية "رأى صلوخ أنه بمجرد أن يكون هناك قرار بايجاد حلّ سلمي، فان عملية تطبيع العلاقات الاسرائيلية- السورية وكذلك الاسرائيلية-اللبنانية ستتقدم بسرعة أكبر بكثير مما حدث بين مصر واسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد. وأضاف أنّ إسرائيل قد تكون خائفة من احتمال حصول منافسة اقتصادية اسرائيلية لبنانية خصوصاً في مجال الزراعة" وفق تصور صلوخ. ورداً على سؤال السفير أيزنستات، أجاب صلوخ بثقة أنه "في حال سحبت اسرائيل قواتها من المنطقة المحتلة فان السلطات اللبنانية يمكنها استعادة السيطرة على جنوب لبنان ونزع سلاح حزب الله". وأضاف صلوخ "إنّ لبنان لا يستطيع نزع سلاح حزب الله في الوقت الراهن لأنّ ذلك من شأنه أن ينظر إليه باعتباره عملاً يندرج تحت صفة الخيانة من قبل من يخضعون للاحتلال. كما ذكر صلوخ أنه بمجرد رحيل الاسرائيليين فانّ القوات السورية ستنسحب أيضاً او قد تظل وفق رغبة اللبنانيين". وختم السفير اللبناني في بلجيكا كلامه "أنّ المشاركة اللبنانية في المفاوضات المتعددة الاطراف مع اسرائيل ستعتمد على التقدم المحرز في المفاوضات الثنائية، والتي هي بدورها مبنية على "الانسحاب غير المشروط" للقوات الاسرائيلية من المنطقة الأمنية في الجنوب. وقال صلوخ إن الحكومة اللبنانية تعتقد أن نفوذها سيضعف في المفاوضات الثنائية في حال انضمت الى المفاوضات المتعددة الاطراف".

*وقع 14 آذار

 

 وكيليكس/المستقبل/عون يلوّح لفيلتمان بفسخ مذكرة "التفاهم" مع "حزب الله"

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 02/10/2007 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 1534 أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون أكد أن خطابه المعادي الذي يستهدف الرئيس سعد الحريري خلق له مشكلة مع السّنة، و"شوه صورته"، خصوصا كوسيط نزيه يحاول كبح جماح "حزب الله".

وألمح للأميركيين الى نيته فسخ مذكرة "التفاهم" التي وقّعها مع "حزب الله" في العام 2006، لافتاً إلى أنه مستعد للتخلي عنها إذا وجد فكرة أفضل لكبح جماح "حزب الله". وأوضح أنه على الرغم من أهمية وضع إطار عمل للتوصّل إلى اتفاق مع الحزب، إلا أنه "إذا كان هذا الإطار خاطئاً، فعلينا أن نغيّره"، مؤكداً أنه لم يكن "متحالفاً" مع "حزب الله"، وبأنه وقع مذكرة التفاهم "حول بعض النقاط" فقط، وإذا لم يلتزم "حزب الله" بالاتفاق سوف ينهار التحالف.

واشتكى عون للسفير الأميركي آنذاك جيفري فيلتمان ومسؤول سياسي _ اقتصادي في السفارة الأميركية، خلال لقاء في دارته في الرابية، من محاولات قوى 14 آذار لمنعه من الوصول إلى الرئاسة، مشدداً على ضرورة وجوده وتضافر الجهود لحشد الدعم اللبناني الكافي للضغط على "حزب الله". وفي الإطار نفسه قال وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، خلال الاجتماع، أنه في مصلحة الجميع إيجاد حلّ سلميّ لمشكلة الحزب.

وأكدت البرقية أن الوفد الأميركي الذي زار عون، وجده مختلفاً عما كان عليه في السابق، وأشادت بلطفه ورقته في استقباله، مشيدة بتواصله مع قوى 14 آذار بعد عام ونصف من "زواج المصلحة" مع حلفائه في 8 آذار، الذين بحسب عون، على استعداد للسماح بجعله كبش محرقة لضمان وجود اجماع على مرشح للرئاسة يعجب المعارضة.

واستمر عون برفضه أن يكون ترشيحه المدعوم من قبل سوريا وحلفائها السياسيين في لبنان، مشبوهاً، قائلاً:"البعض يفعلون، والبعض الآخر لا"، كما أشار إلى أن عائلة فرنجية ليست سياسية، لكنها ذات صلة بالرئيس السوري بشارالأسد.

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "07Beirut1534" تحت عنوان: "لبنان: عون اللطيف والرقيق ينأى بنفسه عن 8 آذار"، كالآتي:

"في تغير مفاجئ من الصميم، قال العماد ميشال عون للسفير إنه لن يدعم تشكيل حكومة ثانية. وألمح الى رغبته في فسخ مذكرة التفاهم مع "حزب الله" التي وقعها في العام 2006، إذا حصل على عرض أفضل. ويبدو أن عون، الذي تواصل مع قادة قوى 14 آذار في الأيام العشرة الماضية، يعترف بأن حلفاءه في قوى 8 آذار على استعداد للسماح بجعله كبش المحرقة، على الرغم من التأكيدات بعكس ذلك، لضمان وجود اجماع على مرشح يعجب المعارضة ليصبح الرئيس المقبل. في حين أن هذه قد تكون فقط تحركات تكتيكية تهدف إلى تعزيز ما يعتبره عون تضاؤل احتمالات طموحاته الرئاسية، فمن المشجع أن نراه يمزح مع مخيم قوى 14 آذار بعد عام ونصف من زواج المصلحة مع قوى 8 آذار. نهاية الموجز".

وأشارت البرقية إلى أن "السفير يرافقه مسؤول سياسي اقتصادي أميركي، التقى زعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون في منزله في الرابية. وحضر الاجتماع المستشاران جبران باسيل (صهره)، ونائب كتلة عون إبراهيم كنعان.

فسخ مذكرة التفاهم مع "حزب الله"

وبحسب البرقية "نفى عون أي تغيّر في موقفه، الذي لا يزال يدعم سيادة لبنان المستقل عن سوريا. وأشار إلى أنه على الرغم من ضرورة تعزيز الدولة اللبنانية، إلا أنه يتجنّب المواجهة في هذه العملية مع المتعاطفين مع سوريا "تحديداً". وللقيام بذلك، أوضح أهمية وضع إطار عمل للتوصّل إلى اتفاق مع "حزب الله"، وإذا كان هذا الإطار خاطئاً، علينا أن نغيّره. وأبدى اقتناعه بأنه لم يكن "متحالفاً" مع "حزب الله"، وبأنه وقع مذكرة التفاهم "حول بعض النقاط" فقط، وإذا لم يلتزم "حزب الله" بالاتفاق سوف ينهار التحالف. واشتكى عون قائلاً: "إن "الجميع أكثر تسامحاً مع "حزب الله" منّا، لا أحد يريد التحدث عن أسلحته، مبدياً استعداده للتخلي عن مذكرة التفاهم، إذا كان هناك أحداً ما لديه فكرة أفضل عن كبح جماح "حزب الله".

واتفق مع السفير أنه من الافضل للبلاد أن يكون الرئيس قوياً، لافتاً إلى أن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله كان يدعو لإقامة دولة قوية. إلا أنه رفض كلام السفير الذي يؤكد أن قاعدة نسيب لحود الرئاسية قدمت أفضل صيغة للتعامل مع سلاح "حزب الله" من خلال عدم الربط بينها وبين قضايا أخرى مثل "شبعا" والحدود، مشيراً إلى أن لحود لن يستطيع تنفيذ فكرته ما دام "حزب الله" لديه ذريعة "شبعا".

واشتكى عون من أن قوى 14 آذار تحاول منعه من سباق الرئاسة، معتبراً أن من دونه لن يكونوا قادرين على حشد الدعم اللبناني بما فيه الكفاية للضغط على "حزب الله". ورأى أنه عوضاً عن ذلك يجب أن تتضافر جهودهما. ووافقه السفير على ضرورة توحيد الجهود لمساعدة بلد يعاني من الانقسامات في مواجهة "حزب الله"، لافتاً إلى أنها نجحت (الجهود الموحدة) في إحداث ثورة الأرز في العام 2005، ولم يكن الأمر مستحيلاً. وقال: "إن المشكلة هي أن عون أعطى الآن "حزب الله" غطاء، في حين كانت الحاجة إلى وحدة وطنية لمكافحة سلاحه. وقال باسيل إن لبنان يحتاج إلى التوحيد ليكون قوياً كما فعل مع سوريا، ومن المصلحة المشتركة للجميع إيجاد حلّ سلميّ لمشكلة "حزب الله"".

نهج إيجابي تجاه الرئاسة

وأضافت البرقية: "عون اللطيف والرقيق قال لنا: "الجميع يستعدّ للعنف، لم يتعلموا من دروس السبعينيات. أنا فعلت. أنا عشتها". ولذلك، قال إنه كان يحاول أن يلعب دوراً إيجابياً عن طريق طرح المناقشات من دون شروط مسبقة. (ملاحظة: كانت هذه الانتقادات واضحة لمبادرة نبيه بري، الذي يطالب قوى 14 آذار بالتوافق على مذكرة إلزامية لتأمين نصاب الثلثين. نهاية الملاحظة) ورأى أن المشكلة تكمن في غياب الثقة بين زعماء لبنان السياسيين المتناحرين، والذي كان "التيار الوطني الحر" يحاول التغلب عليها عن طريق تقديم رئيس قويّ، مع رؤية قوية، مدعياً أنه هو نفسه كان المرشح الأكثر شعبية.

ورفض عون تعليق السفير بأن دعم ترشيحه من قبل سوريا وحلفائها من السياسيين اللبنانيين، مثل زعيم "المردة" سليمان فرنجية، مشتبه، قائلاً: "البعض يفعلون، والبعض لا". وقال إن فرنجية لديه عائلة، ليست سياسية، لكن لها صلات بالرئيس الأسد.

وسأل السفير عما إذا كانت سوريا سوف تستخدم تهديدات قوى 14 آذار لانتخاب الرئيس بالأكثرية المطلقة كذريعة للطعن في شرعية الحكومة الجديدة وتشكيل حكومة ثانية، مع عون رئيساً للجمهورية. فأجاب عون، في تغيير كامل (180 درجة) عن تصريحاته السابقة لنا والعلنية منها، بالقول أنه أبلغ ميشال المرّ رفضه أي مشاركة في حكومة ثانية، وقال: "خطآن لا ينتجان الصواب، لا أستطيع أن أنتهك الدستور، على الرغم من أن آخرين انتهكوه، أنا لا أبحث عن السلطة بأي ثمن".

وأشار السفير إلى تهديدات عون السابقة في استخدام "كل الوسائل" لمواجهة الرئيس المنتخب من الأكثرية المطلقة، وسأله ماذا سيفعل. تمتم عون وأجابه: "ربما نعتصم، لا أعرف...". قاطعه كنعان مؤكداً أن لا أحد يريد حكومة منقسمة، ويمكننا كسر الجمود إذا التقينا. ولفت السفير إلى أن "التيار الوطني الحر" قد يواجه مشكلة في جعل سعد الحريري ينضم إليهم، نظراً للاعتقاد بأن عون لديه مشكلة مع السنّة بسبب خطاب الأخير المعادي للحريري. فوافق عون، مؤكداً أن هذا "شوّه صورته"، خصوصاً كوسيط نزيه يحاول كبح جماح "حزب الله". وعلق السفير بأن اعتصام المعارضة، في وسط بيروت عزز الاعتقاد بأن الشيعة والمسيحيين شكلوا فريقاً واحداً ضد السنّة. (ملاحظة: اتصل باسيل بنا في اليوم التالي ليقول أن "حزب الله" يدرس بجدية إزالة الخيام في نهاية هذا الأسبوع، وسيعلن ذلك في 5 تشرين الأول في مسيرة يوم القدس. نهاية الملاحظة)

حدد عون أولوياته للبنان (لا يبدو أن برنامجه تغير كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية): 1) إعادة هيكلة الجيش، ووضع كل الوحدات تحت قيادة مركزية، 2) خلق نظام قضائي أكثر استقلالاً - الذي اعتبره مشلولاً الآن- وتنفيذ سيادة القانون؛ 3) الاقتصاد، 4) ومحاربة الفساد (نداء عون المنتشر في كل مكان)".

واختتمت البرقية بتعليق للسفير الأميركي، جاء فيه: "كان من المؤلم لعون أن يتصرف بسلوك أفضل معنا. على الرغم من أن زيارتنا الأخيرة كانت منذ نحو شهرين تقريباً، إلا أنه كان دائم الابتسام، يضحك على النكات، وينخرط في محادثة فعلية بدلاً من مجرد تكرار عرض (والمحاربة في أغلب الأحيان) نقاط الحديث. ولكن يبدو أن عون انحنى في مهب الريح مرة أخرى، وبعد أن لعق إصبعه ليختبر حال التيار الهوائي، أدرك أنه من أجل الحفاظ على أي أمل في أن يصبح رئيساً أفضل للبنان، حان الوقت مرة أخرى لتغيير المسار (أو على الأقل يبدو أنه يفعل ذلك). وإذا كان ذلك يعني تفريغ البضائع الثقيلة التابعة لحلفائه السابقين، لا سيما "حزب الله"، خارج السفينة، فليكن ذلك. لم يبد عون الانفتاح على قوى 14 آذار فحسب، بل هو يلمّح إلى أنه قد يتخلى عن دعمه لسلاح "حزب الله"، كما هو مذكور في مذكرة التفاهم في العام 2006 ونبذ أي حديث عن المشاركة في الحكومة الثانية (طالما يرى أنه سيصبّ في مصلحته)

 

ألوف الاقباط يحتجون على هدم كنيسة في جنوب مصر

القاهرة (رويترز) - شارك ألوف الاقباط يوم الثلاثاء في مسيرة بالقاهرة احتجاجا على هدم ما قالوا انها كنيسة في قرية بمحافظة أسوان في أقصى جنوب مصر.

وكان المئات من مسلمي قرية الماريناب هدموا يوم الجمعة ما قالوا انها دار ضيافة حولها مسيحيون الى كنيسة دون الحصول على ترخيص. كما أشعل المسلمون النار في أخشاب استخدمت في البناء. وبدأت المسيرة من حي شبرا في شمال القاهرة الذي توجد به كثافة عددية قبطية وانتهت أمام مبنى الاذاعة والتلفزيون بوسط العاصمة وقال منظمون انهم بدأوا اعتصاما أمامه لحين الاستجابة لمطالبهم وفي مقدمتها "اعادة بناء الكنيسة." وكان مئات الاقباط اعتصموا في نفس المكان في مارس اذار بعد هدم كنيسة في قرية الى الجنوب من القاهرة كما اعتصموا في مايو أيار بعد حرق كنيسة في القاهرة خلال اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين أسفرت عن مقتل 15 من الجانبين واصابة المئات. وردد المشاركون في المسيرة هتافات تقول "قول يا قبطي في كل مكان حرقوا كنيستي في أسوان" و"باسم الوحدة الوطنية .. مدنية مدنية" و "مدنية مدنية مش امارة اسلامية" و"شالوا مبارك جابو مشير يا دي النيلة (يا للسواد) على التغيير" في اشارة الى الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في فبراير شباط والمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ اسقاط مبارك. وقال سكان ان خطيب الجمعة في مسجد بالقرية حرض المصلين على هدم المبنى وان بعض من شاركوا في الهدم سلفيون. ويطالب السلفيون الذين ظهروا على سطح الحياة السياسية بعد اسقاط مبارك بتطبيق الشريعة الاسلامية في مصر على نحو يجعل الدولة دينية. ورفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات "المرة دي مش حتفوت حتى لو كلنا حنموت" و"لو شفت كنيسة بتتحرق أو شفت كنيسة بتتهدم يبقى انت أكيد في مصر". كما حملوا نعشا هيكليا كتبت عليه عبارة تقول "توفي الى رحمة الله سيادة القانون في مصر". وطالب المحتجون باقالة محافظ أسوان مصطفى السيد الذي قال ان الترخيص كان لدار ضيافة ومناسبات وليس كنيسة. وخلال المسيرة مزق المحتجون وأحرقوا صورا للمحافظ. ويتهم المحتجون ضباط شرطة كبارا في محافظة أسوان بالتواطؤ مع من قاموا بهدم المبنى. وقال شهود عيان ان عددا كبيرا من رجال الشرطة راقبوا عملية الهدم دون تدخل. وأغلق المحتجون طريق الكورنيش الذي يطل عليه مبنى الاذاعة والتلفزيون أمام مرور السيارات. وكانوا أغلقوا لنحو 15 دقيقة تقاطعا مروريا في وسط العاصمة. وبدأت النيابة العامة في أسوان تحقيقا في الاحداث. كما تظاهر مئات المسيحيين يوم الثلاثاء أمام مبنى ديوان عام المحافظة. ويقول المحتجون انهم يطالبون أيضا بفتح كنائس مبنية حديثا وترفض الشرطة فتحها بسبب تهديدات سلفيين. ويطالب المسيحيون بقانون موحد لدور العبادة يجعل بناء وترميم الكنائس سهلا نسبيا كما هو الحال بالنسبة للمساجد. ويسود الوئام بين المسلمين والاقلية المسيحية لكن نزاعات دموية تنشب بين وقت واخر في منطقة أو أخرى بسبب بناء وترميم الكنائس أو تغيير الديانة أو العلاقات بين الرجال والنساء من الطائفتين.

 

"القاعدة وسوريا يعملان على إشعال فتنة طائفية في السعودية بالتنسيق مع طهران و خلية تلقت أوامرها من قيادتها في سورية وحاولت اغتيال شخصية شيعية في الشرقية 

 الرياض - وكالات: كشفت التحقيقات التي تجريها المحكمة الجزائية المتخصصة في السعودية, في جلساتها المنعقدة لإعادة محاكمة 17 متهماً, بينهم 16 سعودياً ومتهم يمني, عن وجود خطة محكمة من قبل خلية تتبع لتنظيم "القاعدة" يقيم زعيمها وأبرز قادتها في سورية, وتنسق مع النظام الإيراني و"حزب الله" اللبناني, لاستهداف إحدى الشخصيات الشيعية البارزة في المنطقة الشرقية في المملكة, وذلك لخلق بلبلة في السعودية وفتنة, وتحفيز المقربين من هذه الشخصية لأخذ الثأر من قوات الأمن السعودي, والإيهام أن الذي قتله هم رجال الأمن, إضافة إلى تنفيذ عمليات تستهدف منابع النفط في المملكة.

وذكر موقع "العربية نت" الإلكتروني, أمس, أن المعلومات المتوافرة لدى السلطات السعودية, تشير إلى أنه تم بالفعل الاتصال بالشخصية الشيعية بالمنطقة الشرقية وإيهامه أن هناك شخصيات تود الالتقاء به, وتم تصوير المكان الذي يعتاده وإرسال جميع التفاصيل عنه إلى زعيم الخلية بسورية, لرسم مخطط الاغتيال, كما قام المتهم 2 والمتهم 14 بالتخطيط لاغتيال أحد مدراء شركة سعودية تعمل على بناء البيوت الجاهزة لقتله, بحجة أن شركته هي من يمون الجيش الأميركي بالعراق بالمساكن الجاهزة, وتنفيذ عملية الاغتيال تحت أحد الجسور التي يمر منها إلى عمله, كي تختفي معالم جريمتهم, وقد بدأوا بالتخطيط لكل ذلك, بعد أن وجدوا أن إحدى خطب زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري, عبر إحدى القنوات, هي بمثابة رسالة لهم للبدء بالعمليات الإرهابية وبدء التنفيذ.

وقد شكلت "خلية سورية", فرقة متخصصة للتهريب وشراء السلاح من اليمن وإدخاله إلى السعودية, حيث اعترف أحد أعضاء الخلية بأن هناك أسلحة في اليمن تعد في مصاف أسلحة الدمار الشامل, ويبلغ مدى تفجير البعض منها لكيلو مترات عدة, وقد تم التنسيق مع زعيم الخلية "أبو الوليد" في سورية, لشرائها وتوصيلها لزعيم "القاعدة" في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في العام 2006, كما خططت لسرقة مخازن الأسلحة في المملكة لاستخدامها في عمليات إرهابية.

وإضافة إلى ما سبق, فقد قامت الخلية بدعم قناة تلفزيونية تدعى "التجديد" وهي قناة تخدم مصالحهم وعملياتهم الإجرامية, وكذلك تجنيد طلبة العلوم شرعية, ومتخصصين في الحاسب الآلي, كما قامت أيضاً بالتخطيط لاستهداف معامل البترول في منطقة بقيق.

وتأتي إعادة محاكمة المتهمين, بناء على القرار الصادر عن محكمة الاستئناف, والقاضي بنقض الأحكام الأولية التي سبق وأن صدرت عن المحكمة الجزائية المتخصصة في هذه القضية.

وتشمل التهم, تشكيل خلية إرهابية تنتمي لتنظيم "القاعدة" والتخطيط والشروع في تنفيذ عمليات إرهابية داخل السعودية, استهدفت منابع النفط في منطقة بقيق بتوجيه من الظواهري, والشروع في اغتيال شخصيات داخل السعودية وإقامة معسكرات تدريبية للمجندين لصالح "القاعدة" بالداخل وفي العراق, وترتيب تواصلهم مع منسقين في سورية, لإدخالهم إلى العراق, وتوفير الأسلحة والدعم المالي لتلك الأعمال.

وحضر الجلسة محامون عن عدد من المتهمين, فيما اختار متهمون آخرون الدفاع عن أنفسهم, كما حضر ممثل عن هيئة حقوق الإنسان, ولم يسمح لوسائل الإعلام بالحضور.

وأمهل القاضي المحامين والمتهمين الذين قرروا الترافع عن أنفسهم, مهلة لتقديم ردهم في الجلسة المقبلة, بعد دراسة لائحة الدعوى والحكم الأولي الذي تم نقضه من محكمة الاستئناف.

وكان المتحدث الرسمي لوزارة العدل عبد الله السعدان, أوضح أن لائحة الدعوى العامة في هذه القضية, وجهت للمدعى عليهم تهماً مختلفة كل على حدة, تشمل "الاشتراك مع خلية إرهابية داخل البلاد بتكليف من قادة تنظيم "القاعدة" في سورية, والشروع ضمن أعضاء الخلية في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية, ومنها شروعه في اغتيال شخصية اجتماعية, وكذلك مدير إحدى الشركات الوطنية".

وتشمل الاتهامات أيضاً الشروع في استهداف معمل بقيق للنفط بعمل إرهابي, وإعداد معسكر تدريبي وتدريب أعضاء الخلية وغيرهم من المجندين على استخدام القنابل اليدوية والأسلحة وتكتيكات الجيوش النظامية, وتحريض الشباب على الالتحاق بالمعسكر للتدرب على الأسلحة والخبرات القتالية للخروج إلى العراق والمشاركة في القتال هناك, وتكليف أحد المجندين بالبحث عن مكان مناسب لتطوير المعسكر في جنوب المملكة.

كذلك, ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية, أمس, أن السلطات السعودية "كشفت عن معلومات تفيد بأن خلية إرهابية على ارتباط بأحد قادة "القاعدة" المتواجدين في سورية, وممن لهم صلة ب¯"حزب الله" اللبناني, سعت لاغتيال شخصية شيعية بارزة في المنطقة الشرقية وبالتنسيق مع الإيرانيين, بهدف خلق فتنة طائفية بين السعوديين".

 

جنود سوريون يخترقون الحدود في البقاع

 السياسة/توغلت دبابات للجيش السوري داخل الأراضي اللبنانية من جهة الحدود الشرقية في بلدة عرسال في البقاع الشمالي, ودخلت إلى محلة خربة داوود حيث أطلق الجنود أعيرة نارية من أسلحة فردية ومتوسطة, قبل أن ينسحبوا عائدين إلى مواقعهم التي جاؤوا منها. وذكر موقع "لبنان الآن" الإلكتروني, أنه إثر ذلك, أجرت قيادة الجيش اللبناني إتصالات مع الجانب السوري, عبر لجنة التنسيق بين الجيشين, ودعته إلى الانسحاب فورًا من الداخل اللبناني. من جهتها, ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن الدبابات السورية دخلت الى المنطقة الفاصلة بين الحدود اللبنانية - السورية في منطقة عرسال, وأطلقت النار باتجاه معمل مهجور لصناعة البطاريات, ظنا منها أن بداخله مسلحين.

 

ضاهر: النظام السوري يحاول زرع الفوضى وضرب الاستقرار في المنطقة

أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر إلى أن "النظام السوري أعلن من خلال مسؤولين سعيه لإخلال الإستقرار في المنطقة" بسبب التطورات في سوريا، لافتًا في اتصال مع قناة "أخبار المستقبل" إلى أن هذا النظام "يحاول زرع الفوضى وضرب الاستقرار في المنطقة". (رصد NOW Lebanon)

 

حمدان ومراد وشاتيلا في دمشق دعماً لنظام الأسد 

واشنطن تدعو الجيش اللبناني إلى حماية المعارضين السوريين

بيروت - "السياسة" والوكالات: بقي المشهد السياسي اللبناني محكوماً بملفي تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتحرك الاتحاد العمالي العام في الثاني عشر من الجاري, وسط سعي حكومي حثيث للتوصل الى حل وسطي يكفل إلغاء الاضراب. وفي مؤشر بالغ الدلالات على مستوى التعاطي اللبناني مع الملف السوري, أكدت سفيرة الولايات المتحدة في بيروت مورا كونيللي في أعقاب زيارة وزير الدفاع فايز غصن "الأهمية التي توليها بلادها لدور الجيش اللبناني في حماية الأعضاء المنتسبين الى المعارضة السورية المقيمين في لبنان, باعتبار هذا الدور أحد التزامات لبنان القانونية الدولية التي تشمل أيضاً دعم وتمويل المحكمة الخاصة بلبنان". ويكتسب الموقف أهميته انطلاقاً من تزامنه مع الزيارة المرتقبة لقائد الجيش العماد جان قهوجي الى الولايات المتحدة والتي أشار اليها البيان الصادر عن السفارة الأميركية في بيروت, كإشارة اضافية للشراكة القوية بين البلدين وتعبيراً عن الدعم الأميركي للجيش اللبناني.

وفي قراءة لأبعاد الموقف الأميركي, قالت أوساط في المعارضة ل¯"وكالة الأنباء المركزية": "بعد التحذيرات التي أتت للمصرف المركزي, ها هي اليوم التحذيرات تصل الى المؤسسة العسكرية تحت عنوان ألا يتحول لبنان رئة يتنفس منها النظام السوري على المستويات المالية والعسكرية والتجارية, ما ينذر أولاً بأن سقوط النظام السوري أصبح وشيكاً وثانياً بمراقبة كل البلدان التي قد تتحول الى رئة لهذا النظام". وذكرت بالكلام الصادر عن وزير المال محمد الصفدي من نيويورك ثم موقف كونيللي من وزارة الدفاع ما يشكل دليلاً الى ضرورة وقف لبنان دعم النظام السوري, مؤكدة أهمية قراءة هذه الرسالة من المسؤولين اللبنانيين كافة.

وأشارت الى أن الرسالة تندرج ضمن نطاق التحذير من إمكان تحول لبنان الرسمي داعماً للنظام السوري والمخاطر التي قد يتعرض لها جراء هذا الدعم.

وفي سياق مسلسل الزيارات اللبنانية "السنية" الى دمشق, قام أمين الهيئة القيادية "المرابطون" العميد مصطفى حمدان ورئيس "حزب الاتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد ورئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا بزيارة إلى العاصمة السورية, حيث التقوا الرئيس بشار الأسد, حيث جرى عرض للمستجدات في لبنان والوضع السوري في ضوء التطورات الأخيرة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الأسد بحدث مع الوفد اللبناني "ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط من مخططات تستهدف تقسيم دولها وتفتيتها لإعادة السيطرة عليها". وأكد أعضاء الوفد, وفق ما ذكرت "سانا", وقوفهم إلى "جانب سورية في وجه ما تتعرض له من أعمال إرهابية تستهدف استقرارها وأمن مواطنيها وحملات تحريضية ومحاولات التدخل في شؤونها الداخلية", معربين عن ثقتهم بأن "سورية ستخرج أقوى بعد تجاوز هذه المرحلة وأن قوتها ستكون قوة للبنان وللقضايا العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية". وفي بيروت, أكد السفير السوري علي عبد الكريم علي, عقب لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي, أن الأخير "مرحب به في سورية في أي وقت", مشيراً إلى أنَّه "لا يأخذ بما قالته الصحف" في اشارة الى ما ذكر عن زيارة سرية قام بها ميقاتي إلى سورية سراً والتقى وزير الخارجية وليد المعلم ورئيس جهاز الاستخبارات السورية في لبنان سابقاً رستم غزالي, الأمر الذي سارع ميقاتي إلى نفيه صباح أمس. وعن الوضع السوري, قال علي: ان "سورية خرجت من محنتها والرئيس الأسد يجري قراءة معمقة للامور, ويقوم بإصلاحات جذرية". من جهة ثانية, استقبل الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصرالله وزير الطاقة والمياه جبران باسيل, حيث تم خلال اللقاء البحث في آخر المستجدات السياسية والإقليمية والمحلية ومتابعة الملفات الاساسية المطروحة أمام الحكومة على أكثر من صعيد.

 

روسيا والصين أسقطتا بـ"الضربة القاضية"مشروع قرار التنديد بسوريا في مجلس الأمن

واشنطن "غاضبة" بسبب إخفاق مجلس الامن في التوصل الى قرار

تركيا ستفرض عقوبات على سوريا وتبدأ اليوم مناورات على الحدود

نيويورك – علي بردى/النهار

اسقطت روسيا والصين أمس بـ"الضربة القاضية" مشروع قرار وضعته فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أمام مجلس الأمن يندد بأعمال العنف التي تمارسها السلطات السورية في حق المتظاهرين سلميا، إذ رفع المندوبان الدائمان لدى الأمم المتحدة الروسي فيتالي تشوركين والصيني لي باودونغ يديهما مستخدمين امتياز حق النقض "الفيتو" على رغم "المرونة الشديدة" التي أبداها نظراؤهما الغربيون لتخفيف صيغة القرار.

وبعد تأخير مدة ساعة، صوت أعضاء المجلس في جلسة علنية مفتوحة على مشروع القرار الساعة السادسة والدقيقة 25 مساء أمس بتوقيت نيويورك (1:25 فجر اليوم بتوقيت بيروت). وصوتت مع القرار تسع دول هي، الى راعياته الاربع، الولايات المتحدة وكولومبيا والغابون ونيجيريا والبوسنة والهرسك. وعارضته كل من روسيا والصين. وامتنع عن التصويت كل من لبنان والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.

وهذه احدى المرات القليلة التي استخدمت فيها هاتان الدولتان امتياز النقض معا لاسقاط مشروع قرار ما في مجلس الأمن. وهما فعلتا ذلك مرتين في السنين العشر الأخيرة لاسقاط مشروعي قرارين في شأن زيمبابوي وميانمار.

ومع سقوط هذا القرار، دخلت الديبلوماسية الدولية في مأزق جدي حيال طريقة التعامل مع أوضاع تزداد دموية وتدهوراً منذ بدء الإحتجاجات في سوريا قبل أكثر من ستة أشهر.

وقبل دقائق من الجلسة المقررة في الخامسة عصراً، أعلن الناطق بإسم الأمم المتحدة أن الأعضاء الـ15 في المجلس اتفقوا على إرجاء الجلسة ساعة واحدة إفساحاً في المجال لمزيد من المفاوضات بين العواصم، وخصوصاً بعدما تبلغ مندوبو الدول الراعية لمشروع القرار، من نظيرهم الروسي أن لديه تعليمات باستخدام حق النقض لإسقاطه. وكذلك سربت معلومات عن أن الصين ستستخدم هذا الحق أيضاً وأن الهند ولبنان سيمتنعان عن التصويت. وعقب التصويت، قال المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة السفير جيرار أرو إنه "لا يمكن أي فيتو ان يعطي الشرعية للنظام السوري". ورأى أن اللجوء الى الفيتو يظهر ازدراء بالمصالح المشروعة التي يجري النضال من أجلها في سوريا.

وتلاه المندوب الروسي السفير فيتالي تشوركين فقال إن "من غير المقبول التهديد بعقوبات" ولاحظ غياب أي مناشدة للمعارضة كي تتوقف عن استخدام العنف. وحذر من أن "انهيار سوريا سيؤدي الى حرب أهلية، وستكون له آثار مدمرة على الشرق الاوسط". وكرر أنه "يجب ان نتجنب النموذج الليبي". وأضاف أن "المعارضة السويرة يختبئ بينها متطرفون مدعومون من مهربين وكانت هناك فئات عدة كانت ضحية للارهابيين وايضا تعرض المفتي العام لسوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون للاساءة بقتل ابنه".

ثم قال: "نريد اصلاحات تدريجية في سوريا. وهي افضل من اقتلاع النظام. ومن الافضل ان يجتمع الاطراف السوريون في رعاية دولية مثلما يحصل في اليمن". وأكد أن "الشعب السوري يستحق التغيير بسلام". وقال المندوب الصيني السفير لي باو دونغ: "ندعو كل الاطراف الى تجنب العنف، وندعو الحكومة السورية الى تنفيذ التزاماتها بالاصلاح، ويجب على المجتمع الدولي ان يساعد على تحقيق ذلك". أما المندوبة الاميركية سوزان رايس، فقالت إن واشنطن "غاضبة" لاخفاق مجلس الامن في اتخاذ اجراء في شأن سوريا.

كيري 

 وفي واشنطن، دعا رئيس  لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي السناتور الاميركي جون كيري في بيان الى تشديد الضغوط الدولية على النظام السوري في وقت يناقش مجلس الامن مشروع قرار يدين القمع في هذا البلد. وقال: "من الضروري ان نواصل دعم جهود السوريين وان نطلب من الحكومة وقف العنف الذي يستهدفهم فورا". واضاف: "أشجع مجلس الامن والمجتمع الدولي على ان يحذوا حذو الاميركيين والاوروبيين لدعم السوريين بتصعيد الضغوط الاقتصادية والسياسية بشكل كبير على النظام" السوري.

واعتبر مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين روبرت فورد سفيراً للولايات المتحدة لدى دمشق "رسالة قوية الى الرئيس الاسد".

 عقوبات كندية

* في أوتاوا شددت كندا عقوباتها على النظام السوري واستهدفت خصوصا القطاع النفطي، من غير ان توقف على رغم ذلك نشاطات مجموعة "سانكور" الكندية في هذا البلد.

وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد في بيان ان العقوبات الجديدة تحظر على الشركات الكندية "استيراد بيع ونقل النفط او المواد النفطية الى سوريا"، وكذلك "تمويل استثمارات جديدة في القطاع النفطي". ومعلوم ان المجموعة النفطية الكندية "سانكور" تستثمر بالتعاون مع شركة سورية رسمية موقعا غازيا كبيرا في وسط سوريا.

أردوغان

وقبل ساعات من انعقاد مجلس الامن، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور جنوب افريقيا حاليا انه سيفرض عقوبات جديدة على سوريا. وأعلنت قيادة الجيش التركي ان سلاح البر سيبدأ اليوم مناورات في جنوب البلاد قرب الحدود مع سوريا.

 

قاسم: مواقف الراعي وقباني وطنية ووحدوية وواقعية

حرصاء على استمرارية الحكومة لبناء الدولة وتلبية حاجات الناس

وطنية - 4/10/2011 اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حفل التكريم الذي أقامته مدارس المصطفى لطلابها الناجحين في الشهادة الرسمية الثانوية في قاعة الإمام الخميني في ثانوية المصطفى "ان المقاومة اليوم خيار شعبي وثقافي ووجداني دخل إلى قلب كل شاب وطفل وامرأة وعجوز، أصبح جزءا لا يتجزأ من الهواء الذي نتنشقه ومن الحياة التي نعيشها، ولذا نقول لأولئك الذين يظنون أنهم إذا صوبوا سهامهم على المقاومة فإنها ستتضرر أو ستسقط بعد حين، نقول لهم بأن سهامكم ستذهب أدراج الرياح، فالمقاومة عصية على الاستكبار وإسرائيل وأذناب إسرائيل، وبالتالي هي اليوم جزء من لبنان الكرامة والمعنويات، هذه المقاومة وجدت لتبقى إن شاء الله تعالى، ولا زوال لها ولا خضوع لها، لأن من يحملها أناس باعوا أنفسهم لله تعالى من أجل الكرامة والعزة، والله تعالى لن يخذلهم أبدا".

واكد ان "المقاومة اليوم تمثل الوطنية والشرف والحرية والكرامة والسيادة، المقاومة اليوم ليست ورقة للمساومة أو المبادلة أو الحصول على مكتسبات محلية أو إقليمية أو دولية، المقاومة اليوم هي الحياة بواقعها ومستقبلها، ولذا هي مستمرة إن شاء الله تعالى".

وقال: "نحن اليوم في لبنان مطمئنون ومرتاحون، ونتابع المسار السياسي والمسار المقاوم، دون إزعاج ودون قلق، وكل الأمور تسير بحمد الله تعالى كما نريد وزيادة، ولكننا بطبيعة الحال نسير خطوة خطوة، والآخرون يصرخون فيذهب صراخهم في الهواء".

اضاف: "في لبنان توجد مديونية مرتفعة تصل إلى حوالي 60 مليار دولار، هذه المديونية هي نتيجة للفساد ومخالفة الصلاحيات والقوانين والأنظمة. نحن نحاول من خلال وجودنا في هذه الحكومة مع شركائنا وحلفائنا أن نعطي تجربة جديدة لضبط الوزارات بحسب القوانين والأنظمة، وحرصاء على استمرارية هذه الحكومة لبناء الدولة وتلبية حاجات ومصالح الناس، وقد أصبح واضحا للجميع أن من يراهن على تطورات المحيط الإقليمي، أو على متغيرات على المستوى الدولي هو في رهان فاشل ولن يصل إلى نتيجة، خاصة أن إرادة اللبنانيين وعزيمتهم قوية وصلبة، وقد أثبتوا أنهم جديرون بأن يكون لهم وطن حر مستقل، فهم الذين أخرجوا الاحتلال ولم تخرجه لا قرارات مجلس الأمن ولا أميركا والدول الكبرى".

وتابع: "من هنا كل رهان يكون خارجا عن إرادة اللبنانيين سيفشل عاجلا أم آجلا، وبالتالي نحن نعتبر أننا نقف على أرض صلبة من خلال أعمالنا. وهنا أذكر بثوابت "حزب الله" التي تترسخ على أرض الواقع، وتستقطب قوى وشخصيات من مشارب مختلفة، ليصبح الجمع المتعاون مع "حزب الله" جمعا وازنا يمثل أغلبية ساحقة جدا من اللبنانيين، في مقابل الرهانات الفاشلة التي حصلت سابقا، وهذه الثوابت هي خمسة: أولا، المقاومة ركيزة قوة لبنان وفي الخندق المتقدم، وهي جزء من ثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة، ولا انفكاك بين هذا الثلاثي إلى أبد الآبدين، وليس في البيانات الوزارية فقط".

واردف: "ثانيا، الحوار هو طريق الحلول المستعصية، ولا تنفع المغالبة وخاصة معنا، ولا ينفع تحريض الأجانب ضد لبنان، لأن هؤلاء لا يهتمون إلا بأنفسهم، ويستخدمون البعض مطايا في لبنان، فالأفضل أن نعود إلى الحوار من موقع القوة ومن موقع العزة، ومن يخشى الحوار يخاف أن يخسر أمام منطق الآخر الذي يقدم قناعات وأدلة منطقية، نحن لا نخشى الحوار، وعلى الآخرين أن يفكروا أن لا علاج إلا بالحوار. ثالثا، دور الحكومة الأساس هو حماية لبنان سياسيا، ومعالجة أمور الناس معيشيا. رابعا، نحن نؤمن باحترام القوانين وحفظ الصلاحيات ووقف التجاوزات ومنع الفساد، وهذه هي تجربتنا التي قدمناها. خامسا، لبنان بلد الجميع، لن يكون مزرعة لأحد، ونحن نمد اليد إلى من يريد مصلحة لبنان، ولن نقبل أن نعود إلى الوراء، وأن يكون لبنان مزرعة لأحد ما".

وختم: "أنوه بمواقف غبطة البطريرك (الماروني مار بشارة بطرس) الراعي، فهي مواقف وطنية جامعة نؤيدها، وهي تنسجم مع رؤيتنا، كما نحيي مواقف مفتي الجمهورية (الشيخ محمد رشيد) قباني، لأنها مواقف وحدوية وواقعية، فهي تقرب ولا تفرق، وهي لمصلحة لبنان، ونرحب بكل موقف يوصل إلى أن تتضافر جهودنا لنكون مع لبنان ومقاومة لبنان وشرف وعزة وكرامة لبنان، ونقطع يد الأجنبي من أن يتدخل في شؤوننا. هذا البلد لأبنائنا وسيبقى لأبنائنا".

 

كتلة "المستقبل": على الحكومة العمل لتمويل المحكمة وان يصار الى تسليمها المتهمين

يجب النظر الى زيادة الأجور بإيجابية وموضوعية

وطنية - 4/10/2011 عقدت كتلة "المستقبل" اجتماعها الأسبوعي الدوري عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في بيت الوسط، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة. وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب هادي حبيش اعتبرت فيه أن "مسألة التزام الحكومة بتمويل المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت من أجل كشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار ومنع المجرمين من الهروب من وجه العدالة، هي مسألة غير قابلة للنقاش، وهي من مسؤولية وواجب السلطة التنفيذية، وعلى الحكومة القيام بواجباتها واحترام تنفيذ لبنان لإلتزاماته. هذه الالتزامات هي التي أكد عليها فخامة الرئيس في خطاب القسم ومجلس الوزراء في جلسته المنعقدة في 12/03/2009 بحضور كل القوى السياسية، وما أكدتها أيضا البيانات الوزارية المتعاقبة والمناقشات التي دارت في جلسات مجلس النواب لمنح الثقة. وكذلك ما التزم به كل من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة في المحافل الدولية مؤخرا".

ورأت انه "أصبح واضحا ان هناك من يحاول تعطيل التمويل، كما أن هناك ومن جهة ثانية من يقوم بتغطية وحماية المتهمين الأربعة بارتكاب الجريمة ومنع تسليمهم للقضاء المختص مما يضع لبنان في مسار تصادمي مع المجتمع الدولي. إن حزب الله، الممثل في الحكومة، والذي ينتمي اليه المتهمون الأربعة، قد سارع على لسان مسؤوليه إلى إعلان حماية المتهمين ورفعهم إلى درجة القديسين، لذلك فإنه ينبغي على الحكومة أن تقوم بما يتوجب عليها للعمل على اقرار التمويل وأن يصار إلى تسليم المتهمين إلى المحكمة الدولية".

وتابعت الكتلة المناقشات الجارية بشأن مسألة زيادات الرواتب والأجور فاعتبرت انه "يجب النظر إلى هذه القضية بإيجابية وموضوعية من قبل كل الهيئات المسؤولة من أجل التجاوب مع مطالب الفئات الشعبية في تحسين أجورهم ومداخليهم والتخفيف من الأعباء عليهم. ودون المبالغة في رفع سقف المطالب بما يفوق قدرة الدولة والخزينة وأرباب العمل والاقتصاد الوطني ككل على الاحتمال".

وتوقفت أمام "الارتباك والأزمة التي بدأ قطاع الاتصالات يعانيها وخصوصا فيما يتعلق بشبكة الانترنت والسبب في كل ذلك الخطوات غير المدروسة والارتجالية التي قام بها وزير الاتصالات، حيث عمد إلى التنقل بين وسائل الإعلام للاعلان عن نيته خفض تعرفة الانترنت وزيادة سرعته وكل ذلك بهدف تحقيق اكبر كمية من الكسب الإعلامي وخصوصا لدى قطاع الشباب والأعمال. ولقد ضرب الوزير لتحقيق ذلك مواعيد مرتجلة في الأول من الشهر الجاري، لكن الذي جرى أن المواطنين الذين انتظروا زيادة السرعات وتحسين الخدمات تعرضت آمالهم للخيبة بسبب العجز عن تأمين الوعود والسبب هو أن الشبكة بحاجة لتجهيز ومعدات جديدة تفتقر إليها هيئة اوجيرو بسبب استمرار سياسية الكيد والتضييق المالي الذي يمارسه وزير الاتصالات على هيئة أوجيرو ومارسه قبله الوزير الذي سبقه عبر الإمعان في سياسة التعطيل والشواهد على ذلك كثيرة. والنتيجة كانت وعودا من دون نتائج على الأرض والحصيلة أن 230 ألف مشترك في خدمة الانترنت عليهم الانتظار للحصول على التحسينات الموعودة حتى يفرج الوزير عن الأموال التي أقرها مجلس الوزراء لهيئة أوجيرو بما يمكنها من شراء وتركيب التجهيزات اللازمة. وحتى تاريخه وكما يرى اللبنانيون فإن ما يجري ليس إلا انتصارات وهمية وإعلامية ومتسرعة".

وعرضت الكتلة "الملابسات التي رافقت إقفال بعض الطرق في العاصمة ولا سيما الطرق المحيطة بمبنى الاسكوا في الوسط التجاري وما تسبب به هذا الإقفال من انعكاسات على حركة المرور وحرية تنقل المواطنين الذين يعانون من صعوبات كبيرة في التنقل في شوارع العاصمة"، مؤكدة ومنوهة بـ"أهمية الدور الذي تلعبه المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة في لبنان وعلى وجه الخصوص منظمة الاسكوا التي يجب أن يحرص لبنان على استمرار وجودها لما تمثل من بعد حضاري وحيوية ثقافية وقيمة معنوية واقتصادية للبنان. ولذلك فإنه من الضروري أن تتحمل السلطات اللبنانية مسؤوليتها في الحفاظ على استمرار عمل هذه المنظمات في لبنان وحمايتها والبحث عن الحلول السليمة التي تؤمن استمرارية عملها في بيروت في ظل أجواء آمنة ومريحة للعاملين بها". ورحبت بـ"التطور الهام الذي تحقق على مستوى الثورة السورية والذي تمثل بالإعلان عن قيام المجلس الوطني الذي يضم مختلف الأطراف السياسية السورية"، معتبرة "هذه الخطوة مركزية مع إقفال كل أبواب الإصلاح والتطوير والمحاسبة واستمرار العمليات الأمنية. إن المطلوب الآن وقبل أي وقت آخر وقف أعمال القمع وسحب الجيش من الشوارع لا اقتحام المدن والاستمرار في سفك دماء الأبرياء، وهو الأسلوب الذي لم يعد يجدي نفعا".

 

خلوة فتقا تُعالج دور المسيحيين في الربيع العربي والإجماع على مسلّمات

تأكيد قواتي بانتفاء أي "رسالة تطويق" للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي

ريتا صفير/النهار

تستعد بعض القوى المسيحية وضمنها شخصيات منضوية في تحالف قوى 14 آذار واخرى تدور في فلكها ومستقلون لعقد خلوة في دير سيدة الجبل في فتقا تناقش قضايا تعني مسيحيي لبنان والمنطقة في ظل التحولات المرافقة لـ"الربيع العربي". واذا كان النقاش الذي شهده الصرح البطريركي اخيرا ركز على قانون الانتخاب، بالتزامن مع تقييم لمفاعيل المشاريع المطروحة ولا سيما على الوضع المسيحي في ظل حضور ماروني صرف، الا انه يتوقع ان تشارك في خلوة فتقا المقررة في 23 الجاري "مروحة" شخصيات تسعى الى "استيلاد" وثيقة شاملة تنطلق من مقاربة سياسية اجتماعية اقتصادية للاوضاع وتتناول مجموعة ثوابت، في مقدمها التمسك باتفاق الطائف وضرورة تفعيله لجهة تطبيق بنوده كلها، كبسط سيادة الدولة على اراضيها كاملة والتمسك بالمناصفة، والتشديد على الشركة المسيحية - الاسلامية ضمن النظام التعددي، والتركيز على الديموقراطية كنظام سياسي وبما تعنيه من فصل واضح للسلطات واحترام حقوق الانسان. وفي وقت ترافق اعلان التحضيرات المتعلقة باللقاء مع اخذ ورد مسيحي حيال مضمونه والرسائل التي قد يحملها في طياته، فان الاجتماعات الثنائية او الجماعية التي عقدت في الايام الاخيرة سعت الى توضيح بعض الملاحظات في هذا الشأن.

والواقع، ان الاطراف "الآذارية"، ولا سيما منها الحزبية، تكاد تجمع على سلة مسلمات حيال "التأويلات" التي قد تكون حملتها مبادرة الخلوة، ولا سيما بالنسبة الى تداعياتها على بكركي وكلام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. اولها ان التداعي الى الخلوة كان سبق "المواقف المستجدة" على الساحة المسيحية وخصوصا ان اللقاء يشكل امتدادا لاجتماعات سابقة مماثلة شهدتها اديرة خلال الوجود السوري وبعده، وهو الثامن الذي تنظمه "امانة سر سيدة الجبل" منذ 2001. وتهدف الخلوة بتعبير رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون الى "توحيد الكلمة المسيحية" و" تحديد مسار واضح للمسيحيين في ظل التغيرات"، على قول الامين العام للحزب الياس أبو عاصي. وفي مقابل تأكيد "قواتي" بانتفاء اي "رسالة تطويق" للبطريرك الراعي، يبرز تشديد على اهمية اعادة رسم دور للمسيحيين في المجتمعات العربية وخصوصا انهم يشكلون جزءا من نسيج هذه المنطقة وليسوا من "الطارئين" عليها.

ثانيا، يبدو جليا ان المتغيرات السياسية هذه، تفعل فعلها اجتماعيا واقتصاديا، وهي تشبه في مكان ما التحولات التي رافقت عصر النهضة تاريخيا، مع ما يفرضه ذلك من عمل ورغبة في تبديل قواعد لعبة قامت على الشمولية في اتجاه تعزيز الديموقراطية والتعددية، على ما يعتبر ابو عاصي. وتحت هذا الباب، لا تغيب عن خطاب الاحزاب المشاركة مسألة هجرة المسيحيين من الشرق، والتي تفرض في رأيهم معالجات على مستويين، الاول حياتي اجتماعي، والثاني سياسي عبر تعزيز مفهوم دولة المؤسسات والدولة الضامنة، الحاضنة لمواطنيها على قاعدة التساوي في الحقوق والواجبات. وتقود هذه المعطيات المسؤولين "القواتيين" الى التشديد على ضرورة ان يساهم المسيحيون في "ثمن" الديموقراطيات القائمة او التي هي قيد القيام وعدم الاستغناء عن هذا التوجه بالاكتفاء بدعم الديكتاتوريات.

ثالثا، بدا واضحا ان حركة الاتصالات نشطت في الساعات الاخيرة لتوضيح بعض الملاحظات التي اثيرت حيال الخلوة. وبرز في هذا الاطار اعلان الرئيس امين الجميل في حديث متلفز "ان حزب الكتائب لم يدعَ الى اللقاء، مفضلا عدم التحدث عن "لقاء لا نعرف جدول اعماله". الا انه اكد في المقابل حضوره "كل مبادرة خيرة لمصلحة البلد". ويبلور نائب رئيس الحزب سجعان القزي توجه الكتائب المرحب بأي لقاء مسيحي - مسيحي او اسلامي- مسيحي يعقد ضمن اطر البحث في مصير لبنان والشرق الاوسط انطلاقا من الحاجة الى اجراء تقييم للوجود المسيحي في المنطقة وخصوصا في ظل الظروف المصيرية الراهنة. ويوضح: "اذا كانت الدعوة الى خلوة فتقا تولتها جمعيات المجتمع المدني، فلا موقف سياسيا لنا منها، اما اذا صدرت عن الامانة العامة لقوى 14 آذار، فلا بد من طرح هذه المبادرة ضمن اجتماع قيادات هذه القوى، ليصار الى اقرارها". وعن اعتبار البعض ان اللقاء ينطوي على رسائل الى الراعي، يجيب: "لا مصلحة لأي فريق مسيحي في فتح معارك جانبية، بغض النظر عن موقفنا المتحفظ جدا حيال ما ورد في كلام البطريرك. فثمة حاجة مسيحية الى الالتفاف حول بكركي وفقا لثوابتها التاريخية والمواقف التي جسدها البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والتي نتمنى ان يكملها الراعي". رابعا، وفي خطوة تترجم تفعيل الشركة الاسلامية – المسيحية وتسعى الى تبديد اي طابع "انعزالي" للدعوة ، تدرس اطراف مبادرة اشراك مراقبين في الخلوة من كل الطوائف والمذاهب، الامر الذي من شأنه اغناء المناقشات وإبعادها عن مناخ الانقسامات والاصطفافات الحاصلة، ومن هؤلاء النائب مروان حمادة وشخصيات في تيار "المستقبل" وأخرى سياسية وفكرية وادبية.

 

سمير فرنجية يكتب من فرنسا لـ"سيدة الجبل" والدعوات لم تُكتب بعد/ سعَيد يذكّر بالبدايات: سنونوة ربيع العرب بيروتية

إيلي الحاج/النهار

"لقاء سيدة الجبل" في 23 من هذا الشهر ندوة عقدت مثيلات لها كثيرات، بالأحرى لقاء نخب ستصدر عنه وثيقة فكرية – سياسية. لماذا كل هذه الضجة؟

في العادة، سمير فرنجية يقترح حركة ما من هذا النوع وينظّر ويكتب لها، وفارس سعيد يتابع التنظير وينظم ويحضّر مع مجموعة مسيّسة، من مثقفين وأساتذة جامعيين وإعلاميين وكتّاب. كادرات عالية تتوزع معهما الأدوار وتناقش. مدار المناقشة هذه المرة وثيقة تحدد دور المسيحيين في "ربيع العرب" سعياً إلى قراءة واحدة إلى ما يجري في هذه البقعة من العالم.

سمير فرنجية في فرنسا وسيعود خلال إيام. من هناك يكتب رؤوس أقلام ومسوّدة فوق مسوّدة أخرى. فاللقاء تحدد له أكثر من موعد وأرجئ مراراً. الموعد الأول كان في 5 حزيران الماضي قبل مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي في فرنسا بكثير. أخطأ من اعتقدوا وروّجوا أن اللقاء هو ردّ على مواقف البطريرك، يقول فارس سعيد.

وحتى مساء أمس كانت المناقشات تتركز على الدعوات والأسماء والمعايير. فاللقاء فكري، وأحد المنظمين الرئيسيين، الدكتور كمال اليازجي، يتوقع مشاركة ثلثي المدعوين، و"إذا حضر نحو 500 – 600 من نخبة الوسط المسيحي في لبنان فسيشكلون تظاهرة سياسية فوق الطابع الفكري لهذا اللقاء. لا بأس".

أما فارس سعيد فيعود إلى البدايات: "سنة 2000 بعد إطلاق نداء المطارنة الموارنة اجتمعت 300 شخصية وفاعلية في دير سيدة الجبل من جبيل وكسروان. كان اللقاء الأول وأبلغتهم أني ذاهب إلى المعارضة، وسأدعم مواقف الكنيسة المارونية. بعد ذلك تأسس "لقاء قرنة شهوان" . وصيف 2001 نظمنا الخلوة الثانية في دير سيدة الجبل ودعمنا في بيان مواقف البطريرك الماروني آنذاك نصرالله صفير و"لقاء القرنة" ومواقف "المنبر الديموقراطي". كانت مساهمة مسيحية للتيار الإستقلالي الذي كان بدأ ينمو مع نداء مجلس المطارنة. ومن وسط جبيل وكسروان. وكانت تشارك أحياناً شخصيات من "قرنة شهوان".

في الـ 2004، أعتقد في الخلوة الخامسة أو السادسة، شارك الشهيد بيار الجميّل وألقى كلمة، والشهيد جبران تويني، ومن "المنبر الديموقراطي" حبيب صادق والنائب باسم السبع والسيد هاني فحص والدكتور سعود المولى و(الكاتب السياسي آنذاك) عقاب صقر وغيرهم.  عندما كانت الأمور في لبنان تأخذ منحى محض انتخابي كنا نذهب إلى "سيدة الجبل" ونضع ورقة فكرية – سياسية من أجل بث مناخ فكري جدي في البلاد. مساحة فكرية سياسية ليس لها أي طموح سياسي ولا أي شيء من هذا النوع. واستحصلنا على رخصة، علم وخبر من وزارة الداخلية، باسم "لقاء سيدة الجبل" قدمت في تموز 2005.

في تموز 2006 عقدنا خلوة أيضاً ووضعنا وثيقة من أجل عقد اجتماعي جديد بين اللبنانيين فسّرنا فيه معنى الدولة المدنية انطلاقا من اتفاق الطائف، وربما يكون هذا اللقاء الوحيد في لبنان الذي فسّر ماذا تعني دولة مدنية مختلفة عن الدولة العلمانية والدولة الدينية.

أما الخلوة الثامنة التي نحضّر لها هذا الشهر فيفرضها التبدل الهائل الذي يشهده العالم العربي والإرباك الذي يبرز في الساحة المسيحية. إرباك يعود في رأيي إلى إرسال القيادات السياسية والمرجعيات الروحية إشارات متناقضة.

نريد صوغ قراءة موحدة لمثقفين ومفكرين لبنانيين من خلال وثيقة ستكون مادة للنقاش مع الأحزاب والشخصيات السياسية والطوائف الأخرى ومع العالم العربي. نريد أن نبعث برسالة مسيحية مختصرها أننا لا نخاف "الربيع العربي" بل سنتفاعل معه. في الأصل لما كان هذا الربيع لولا سنونوة أولى أتت من بيروت. قبل نداء المطارنة وقبل 14 آذار 2005. هذا ما نرغب في قوله، لا أكثر ولا أقل. الأحزاب؟ أحياناً كنا ندعوها وأحياناً لا، تبعا للموضوع. مثلاً عندما اتفقنا مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد التمديد في الـ2004 شارك معنا النائبان آنذاك باسم السبع وغطاس خوري، وحضر من "اللقاء الديموقراطي" النائبان أكرم شهيب ووائل أبو فاعور. وكان معنا كما قلت "الله يرحمن" بيار الجميّل وجبران تويني.

"لقاء سيدة الجبل" لا هو إطار حزبي ولا إطار سياسي مقفل ولا يتطلع إلى التحوّل شيئاً من هذا النوع في المستقبل. أبداً. هو مجرد "لقاء" يحمل رخصة سواء انعقد في فتقا أو أدما أو تنورين. ولا علاقة له من قريب أو بعيد بأطر قوى 14 آذار والأمانة العامة أو غيرها، خلافاً لما اعتقد بعضهم. هذا "اللقاء" سابق. كان قبلاً. وبالتالي الموضوع ليس تبايناً مع حزب الكتائب أو حزب "القوات" ولا مع أي أحد. إنما، بصفتي الشخصية، أنا فارس سعيد، أسوق ملاحظة، ولي الحق: الكلام الذي أطلقه سمير جعجع في ذكرى شهداء المقاومة في جونية يستحق القول إن هناك أناساً يؤيدون هذا التوجه عند المسيحيين. لأنه توجه يرمي إلى الربط بين المسيحيين وشركائهم المسلمين في الوطن، وبينهم وبين حركة التغيير الكبرى في العالم العربي. وبالتأكيد سنعطي الأحزاب "علم وخبر" باللقاء. إذا كان مثقفون ومفكرون وسياسيون فيها يرغبون في التفاعل مع "اللقاء" ومناقشة الوثيقة فأهلاً وسهلاً. لا مانع إطلاقاً وليس بين "سيدة الجبل" والأحزاب أي حدود. وإذا كان هناك مثقفون ومفكرون في خارج لبنان يرغبون في المساهمة بحضورهم الشخصي أو عبر رسائل وأفكار، فهم مرحب بهم أيضاً. يشرفنا أن ندعو مثلاً شخصية مثل أمين معلوف، بصرف النظر عما إذا كان سيلبي الدعوة أم لا، ومثله غسان سلامة، وطارق متري، وميشال كيلو...

ولم ننسق مع الرئيس أمين الجميّل ولا مع الدكتور سمير جعحع ولا مع "الريس" دوري شمعون، ولا العميد كارلوس إده... "لقاء سيدة الجبل" يبادر وهو مستقل عن حركة 14 آذار ونشأ قبلها. سيبدأ توزيع الدعوات في 15 من هذا الشهر. حتى الآن لم توضع الأسماء".

 

العلاقات اللبنانية - السورية مع النظام أم مع المجلس الوطني؟

عنوان خلافي جديد بين قوى الاكثرية والمعارضة

هيام القصيفي/النهار

انشغلت الاوساط السياسية اللبنانية في الاسابيع القليلة الماضية بمتابعة الاحداث السورية، انطلاقا من انعكاس التصريحات المتتالية حول خطر انهيار النظام السوري على وجود الاقليات في المنطقة، وتلمّس مدى التأثيرات التي تلحقها العقوبات الدولية على الوضعين الاقتصادي والمصرفي في لبنان.

وبين الامرين يحاول المراقبون السياسيون استشفاف تداعيات التطورات السورية على العلاقة اللبنانية - السورية مستقبلا، بما يتعدى النظام القائم حاليا. وهذا في ذاته ملف شائك، نظرا الى طبيعة العلاقات الشائكة بين البلدين، والتي بدأت تتأثر نتيجة الانقسام اللبناني حيال الحدث السوري ووقوف فريق لبناني مع النظام وفريق آخر مع الشعب السوري وحريته.

وهنا تكمن حساسية ما قيل عن دخول قوى لبنانية ميدانيا على خط الازمة المفتوحة، او ما اثير عن وضع الاقليات اذا سقط نظام الرئيس بشار الاسد، او حتى على صعيد النقاشات المفتوحة بين بيروت التي يفد بعض المعارضين السوريين اليها، وباريس واوروبا عموما حيث تتجمع غالبية المعارضين السوريين، حول مستقبل العلاقات بين الشعبين وبين المجموعات اللبنانية والسورية المعارضة. وينقل آتون من سوريا انطباعات عن المآخذ التي يسجلها المعارضون على قوى لبنانية روحية وسياسية في اسلوب تعاملها مع الازمة السورية احداثا وتطلعات. كما تحفل المدونات السورية بتعليقات تتفاوت حدتها حول اسلوب تعامل القوى اللبنانية مع الحدث السوري، في وقت تكثر الاتصالات الديبلوماسية الغربية مع السلطات الرسمية اللبنانية، لتأكيد حياد لبنان حيال المعارضين السوريين الذين يتوافدون اليه ومنع المس بهم تحت اي ذريعة. وقد اتى تشكيل المجلس الوطني السوري ليضيف الى المفكرة اللبنانية عنوانا جديدا من عناوين الاختلاف الداخلي على قاعدة انه لا يمكن النظام اللبناني بطبيعة الحال ان يعترف بهذا المجلس، في ظل الظروف التي يعيشها. في حين ان ثمة صلات تربط اعضاء في المجلس الوطني، ولا سيما منهم الاكاديميون، بلبنانيين وهي صلات سابقة للتطورات السورية. ويختصر الوزير السابق كريم بقرادوني رؤيته للاشكالية حول تشكيل المجلس بالقول ان المجلس الوطني "مشكلة سورية داخلية، ولا يحق للبنان ان يتدخل في الشؤون السورية الداخلية، ولا مصلحة لاحد بالرهان عليه"، مؤكدا ان "النظام السوري يتقدم ويتماسك وسيظهر انه من الآن وحتى نهاية السنة انه قطع دائرة الخطر".

ورغم ان بعض معارضي النظام السوري في لبنان رحبوا بتشكيل المجلس الجديد ككتلة "المستقبل" النيابية، الا ان الخطوات الرسمية لم تؤشر بعد الى احتمالات اكثر تقدما. ويقول بقرادوني: "تيار المستقبل وحده سيعترف بالمجلس بطلب سعودي - اميركي، فهو مشروع تركي - اميركي. لكن اتوقع ان تعترف به قلة من الدول العربية، رغم ان عددا منها مسرور به. لكن الوضع السوري يختلف عن الوضع الليبي وتاليا لا يمكن ان يحصد المجلس الوطني السوري اعترافا كبيرا به".

ويؤكد ان "لبنان لن يعترف حكما به، لان ما بين البلدين علاقات مميزة من الطائف الى الاتفاقات والمواثيق، ولا يستطيع من الجهة القانونية او السياسية ان يعترف به. وتركيبة الدولة من رئيس الجمهورية الى الحكومة لا تسمح بأي اتصال مع المعارضة السورية، التي لن يكون لها موطئ قدم في لبنان".

 في المقابل، ثمة شريحة من اللبنانيين تنظر الى الاحداث السورية على انها منعطف جديد يحمل الكثير من المتغيرات التي تترك آثارها على لبنان، ولا سيما مع حسم الولايات المتحدة خيارها بتغيير النظام السوري. ويلفت استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية الدكتور هلال خشان الى "تداخل الوضعين السوري واللبناني. الجيش السوري دخل لبنان عام 1976 لأن سوريا اعتبرت ان ما يجري في لبنان يؤثر عليها. وللاسف فان الوضع الحالي في سوريا اذا اتجه الى حرب اهلية فستكون له تداعيات خطيرة اذا اشتدت وطأته على لبنان".

واذا كان محسوما ان "تستمر الحكومة الحالية في نهجها المعتاد في التعاطي مع النظام السوري الحالي، على اساس ان العلاقات الرسمية قائمة حاليا بين الانظمة العربية"، يقول خشان "الا ان تشكيل المجلس سيكون له تأثيره على المستوى الشعبي في لبنان المنقسم على نفسه اساسا، وكل فريق سينحاز الى الفريق السوري الذي يؤيده".

وتكمن المشكلة الراهنة في حال تبنى المجتمع الدولي الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، وما سيكون عليه موقف لبنان في ضوء الانقسام الحالي بين المعارضة والاكثرية. وبحسب هلال فان "احدا لن يلوم لبنان او يتوقع منه ان يأخذ موقفا قويا تجاه النظام السوري. النظام اللبناني تنقصه السيادة ولا احد يتوقع ان يتخذ موقفا في حال تبلور موقف دولي قوي تجاه المجلس الوطني. فالعالم سيغفر للبنان في حال تقاعسه عن اتخاذ موقف ايجابي في الانتفاضة السورية".

 

جنبلاط "يهرب" من المحليات إلى الأفق الأوسع

تقرير دولي يشهد على جمود منذ تسع سنوات

سمير منصور/  النهار

بعد كل موقف سياسي يطلقه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ولاسيما من خلال اطلالته الاسبوعية في افتتاحية جريدة "الانباء" الناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي، يجد نفسه امام دفق من التحليلات والتفسيرات التي غالبا ما تجنح الى التشكيك والحديث عن انعطافة او اعادة تموضع، وهذا ما دفعه في لحظة انفعال الى القول: “لست مستعدا للخضوع يوميا لعملية فحص دم في السياسة"، وهو يؤكد "اننا وان كنا جزءا من تحالف سياسي عريض، لكننا لسنا تابعين لأحد ولا نعطي توقيعا مجانيا على اي ملف لأي كان"، وقد اثبت بالفعل استقلالية في الموقف من كثير من الملفات التي طرحت في الآونة الاخيرة، وانه كما يقول "يزين مواقفه بما يتلاءم مع المصلحة الوطنية العليا بمعزل عن الاصطفاف السياسي حتى داخل الحكومة".

وقد لوحظ ان جنبلاط استهل موقفه هذا الاسبوع بعبارة "بعيدا عن سيل التحليلات والتفسيرات المتواصلة في لبنان والتي ترتكز حصرا على القشور"، محاولا على ما تقول اوساطه، الخروج من قمقم التأويلات والسجالات المحلية الى رحاب الافق الاوسع، فاذ به يسبح في البحر العربي الذي تتلاطمه امواج التغيير، فذهب الى قراءة دقيقة لتقرير عن "التنمية الانسانية العربية" صدر عام 2002 عن برنامج الامم المتحدة الاجتماعي والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي" في محاولة لتشخيص امراض العالم العربي. ومما لفت جنبلاط ان المؤشرات والارقام التي تضمنها التقرير "لا تزال سارية حتى اليوم دون تعديلات تذكر بسبب غياب السياسات التنموية وغياب الديموقراطية في معظم البلدان العربية".

وكان التقرير المذكور محور ندوة على شبكة "سي.ان.ان" التلفزيونية الأميركية قبل نحو عشرة ايام وتابعها جنبلاط، وقد ادارها الكاتب الاميركي فريد زكريا مدير تحرير مجلة "نيوزويك" وشارك فيها عدد من الخبراء الذين اجمعوا على انه "من اهم التقارير التي تشخص بدقة امراض العالم العربي".

واذ يلفت جنبلاط الى ما اورده التقرير عن "المآسي التي يخلفها الاحتلال الاسرائيلي الذي يمتد على رقعة جغرافية كبيرة وعلى مسافة زمنية طويلة"، فانه يتوقف عند اشارته في الوقت نفسه الى "استخدام الاحتلال الاسرائيلي كذريعة من العديد من الانظمة العربية لمنع التحول الديموقراطي داخلها" ويخوض في بعض النقاط التنموية التي وردت فيه كالتعليم والتربية التي "غالبا ما تبتعد عن المقاربة الابداعية عند الطلاب لتستبدل بالمقاربة التلقينية لشعارات ومبادئ اكل الدهر عليها وشرب، فتضع افكارها في قوالب جامدة بدل تنمية حسهم النقدي".

وفي التقرير عناوين مهمة هي عمليا اقرب الى النصائح ومنها: "اذا توافرت الارادة السياسية فان البلدان العربية تتوافر لها الموارد اللازمة لاستئصال الفقر المطلق ربما في غضون جيل واحد، فالالتزام السياسي وليست الموارد المالية، هو القيد المانع" وفيه ان "الحرية هي الضامن وهي الهدف للتنمية الانسانية وحقوق الانسان"، ويلفت في محال آخر الى عنوان كبير "يعزّ" على وليد جنبلاط الحريص على البيئة والمياه والذي يساهم في تمويل انشاء برك كبيرة للمياه في منطقة الشوف ويحرص على زيارتها بين فترة واخرى، والعنوان هو "ضعف برامج الاقتصاد في استخدام المياه وترشيد الاستعمال وغياب البرامج لادارة المياه". وعلى الصعيد الاقتصادي يلفت الى ان "الناتج المحلي الاجمالي لكل البلدان العربية مجتمعة يقل عن الناتج لدولة اوروبية واحدة كإسبانيا"، ويدعو الى "نطاق واسع من المبادرات لتوفير فرص العمل التي توظف بشكل تام القدرات الانسانية وتعزز الكرامة الانسانية وتعالج جوانب الفقر غير المتعلقة بالدخل مثل الاستعباد والاستضعاف".

وفي خلاصته ان "الحكم الصالح يشمل حكم القانون، الشفافية، الاستجابة، بناء التوافق، المساواة، الفاعلية والكفاءة، المساءلة والرؤية الاستراتيجية" وان "حكم القانون هو الاساس الذي تبنى عليه جميع المؤسسات الاجتماعية ومؤسسات الحكم الاخرى بما فيها التمثيل السياسي المنصف والامين" ويوصي بـ"الحرية لا التسلط، الابداع لا التبعية، الكفاءة لا المحسوبية، المؤسسات لا الفردية"، وفيه ربما ما يحتاج الى بعض التدقيق اذ ورد ان "مجموع ا لكتب المترجمة الى اللغة العربية منذ عصر المأمون وحتى الآن بلغ نحو مئة الف كتاب، وهو ما يوازي تقريبا ما تترجمه اسبانيا في عام واحد"! (صفحة 76).

ولعل هذا التقرير الصادر قبل تسع سنوات يستحق الاهتمام الفعلي اليوم سواء أكان على مستوى الافراد أم المؤسسات بما فيها مؤسسات الحكم في العالم العربي، وقد استبق الكثير مما يشهده هذا العالم ليس فقط على المستوى السياسي بل الانمائي والانساني بشكل عام!

 

ندوة في المركز الكاثوليكي عن "الكنيسة والرسالات" وكلمات ركزت على "يوم الرسالات العالمي" في مسيرة الكنيسة

وطنية - 4/10/2011 عقدت ظهر اليوم ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بعنوان: "الكنيسة والرسالات" يوم الرسالات العالمي ال85"، "كما أرسلني الآب، أنا أيضا أرسلكم" عنوان الرسالة التي وجهها البابا بينيديكتوس السادس عشر لهذه المناسبة، والذي يحتفل به الأحد 23 تشرين الأول 2011. وشارك في الندوة نائب اللجنة الأسقفية للتعاون الرسالي بين الكنائس الاب العام جان فرج، المدير الوطني في الأعمال الرسولية البابوية في لبنان الأب بول كرم، المنسقة الوطنية للطفولة المرسلة في لبنان كارين عساف، ومنفذة الملصق ليوم الرسالات العالمي ال85 ديانا ايوب، ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم. وحضر أمين سر اللجنة الأب يوسف مونس، المسؤول عن فرع السمعي البصري في اللجنة الأب سامي بو شلهوب، الارشمندريت انطوان نصر، وعدد من المهتمين والإعلاميين.

ابوكسم

بداية قال الخوري عبده أبو كسم: "يأتي يوم الرسالات العالمي ليشكل محطة سنوية في مسيرة الكنيسة، لتدفع المؤمنين نحو الأمام وتذكرهم بمسؤوليتهم الأولى والأخيرة، ألا وهي الرسالة المسيحية الآن في المكان والزمان، والتي تشكل التزاما لكل من يحمل اسم المسيح على هذه الأرض. وترى الكنيسة أن من أول واجباتها الاهتمام بالشأن الراعوي والاجتماعي والإنساني لكل الناس على إختلاف انتماءاتهم وأديانهم وأجناسهم، فكلهم على صورة الله ومثاله".

فرج

ثم تحدث الأرشمندريت فرج عن مضمون الرسالة وقال: "كما أرسلني ألآب، انا يضا ارسلكم" هو عنوان الرسالة التي وجهها البابا بينيديكتوس السادس عشر لمناسبة اليوم العالمي الخامس والثمانين للرسالات والذي يحتفل به الأحد 23 تشرين الأول 2011.

يستهل البابا رسالته بما أكده سلفه الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته (رسولية الألفية الجديدة 58): على ضرورة تجديد الالتزام لنقل إعلان الإنجيل للجميع "بفرح وحماس المسيحيين الأولين"، وإن التبشير غير المنقطع بالإنجيل يُنعش الكنيسة ويحيي حماسها وروحها الرسولي، ويجدد طرقها الرعوية للتتأقلم أكثر فأكثر مع الظروف الجديدة، والإيمان يتقوى عندما ينقل للآخرين".

اضاف: "ويركز البابا في رسالته على أن الإنجيل ليس ملك حصريا لأحد، إنه هبة مشتركة، بشرى سارة لا بد من نقلها إلى الآخرين. وهذا الالتزام هو لجميع المعمدين، ويوم الرسالات هو تذكير بما يجب علينا أن نعيشه كل يوم، والرسالة ليست محصورة في وقت محدد، بل هي مستمرة كل يوم كأسلوب حياة مسيحية. وفي الختام يدعونا البابا في هذا اليوم العالمي للرسالات، إلى الذهاب للقاء البشرية بفرح وحماسة، حاملين المسيح إلى الجميع".

كرم

وتلاه الأب بول كرم عن عملهم الرسالي فقال: "في شهر الرسالات والمرسلين، أي تشرين الأول، يطلب من الرعايا والجامعات والمدارس الكاثوليكية أن يساهموا معنا في النشاطات والصلوات على نية المرسلين في العالم وبخاصة في الأسبوع الإرسالي (17 - 23 تشرين الأول 2011). كما يطلب قداسته جمع الصواني والتبرعات في قبل آخر أحد من هذا الشهر لترسل إلى مكتبنا الوطني والذي يرسلها بدوره إلى صندوة التضامن العالمي في روما. وهناك تدرس المشاريع المقدمة من قبل المدارس والرعايا الكاثوليكية حيث يوافق عليها".

وتمنى على المدارس والرعايا في شهر كانون الأول تبني مبادرة "أطفال نجم المجوس"، لإعادة أحياء التقليد الشرقي والمعنى الروحي الحقيقي للعيد بدل الفكرة التجارية لـ "بابا نويل التي طغت على صاحب العيد".

عساف

ثم تحدثت عساف، وقالت: "في شهر الرسالات، أي تشرين الأول، يطلب من الأطفال في المدارس والرعايا الكاثوليكية أن يساهموا مع عائلتهم بفلس الأرملة لمساعدة الأكثر عوزا من أطفال الكرة الأرضية.

وفي شهر كانون الأول، ومن خلال مبادرة "أطفال نجم المجوس" التي وضعانا ضمن كتاب والملف الراعوي للأمانة العاملة للمدارس الكاثوليكي ومجلة فرسان العذراء ندعوكم إلى تفعيلها عبر تحضير ثياب المجوس، فتنطلقوا في أرجاء مدرستكم ورعيتكم مرنمين تراتيل وأغاني العيد".

ايوب

واختتمت الندوة بكلمة الآنسة ديانا أيوب التي قالت: "فكرة الملصق مستوحاة من عنوان رسالة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر "كما أرسلني الآب، أنا أيضا ارسلكم. قالروح القدس الي يحل بشكل حمامة وألسنة من نار على العالم، يعطينا القوة رغم ضعفنا للذهاب نحو الآخرين وإعلان البشرى السارة لكل الأمم والقارات المرمزة بالألوان التالية: الأصفر آسيا، الأخضر افريقيا، الابيض أوروبا، الأحمر امريكا، والأزرق أوقيانيا. وأيضا غلاف Missio toufoula يتضمن هذه الأبعاد ايضا.

وختمت: "إن شعار الطفولة المرسلة والأعمال الرسولية البابوية في لبنان يعطيان رؤية شمولية لحقل الرسالة إن محليا أو عالميا".

 

باريس حذرت دمشق من ترهيب المعارضة السورية في فرنسا

وطنية - 4/10/2011 حذرت فرنسا اليوم سوريا من "اي عمل عنف او ترهيب في فرنسا في حق معارضين سوريين تعرض بعضهم لاعتداءات في الاسابيع الاخيرة".

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال لقاء صحافي: "لن نقبل بان تنظم دولة اجنبية اعمال عنف او ترهيب على اراضينا او بمثل هذه التصرفات بازاء مواطنينا في سوريا".  واوضح ان "فرنسا اوضحت موقفها بلهجة صارمة امام السفيرة السورية في باريس" لمياء شكور التي "استدعيت مرات عدة الى وزارة الخارجية الفرنسية".

وتابع: "ان التحقيق جار بعد تعرض متظاهرين معارضين لنظام بشار الاسد لاعتداءات في باريس في 26 آب. واي من الاشخاص الذي أوقفوا في اطار التحقيق لم يكن يحمل جواز سفر ديبلوماسيا. التحقيق مستمر ونأمل ان ينتهي سريعا".  واشار الى ان "مديرية الشرطة عززت منذ 26 آب حماية المتظاهرين السوريين في باريس".  وذكر فاليرو بان "الدستور الفرنسي يضمن الحق في التظاهر بشكل سلمي وبحرية وامان". وقال: "من البديهي ان تدعم فرنسا تطلعات الشعب السوري نحو الحرية".  وكانت صحيفة "لوموند" أوردت ان "العديد من المعارضين السوريين الذي يتجمعون بشكل منتظم في وسط باريس تعرضوا في الاسابيع الماضية لاعمال ترهيب واعتداءت جسدية وتهديدات خطية وحتى التقاط صورهم وتسجيل التظاهرات".  واعلنت منظمة العفو الدولية في بيان اليوم ان "المعارضين السوريين

 

عون بعد إجتماع تكتل التغيير والإصلاح: يجب أن يكون للصندوق البلدي قانون مستقل

إنتهت فترة التسويات في حسابات الموازنة العامة

ندعو لإعادة توزيع الضرائب على الأرباح وليس على الإستهلاك

تمويل المحكمة الدولية يجب ان يمر بالطرق الدستورية

سوريا لن تسقط ونظام الأسد لن يسقط والاصلاحات ستتم

وطنية ـ4/10/2011 عقد تكتل التغيير والإصلاح اجتماعه الأسبوعي في الرابية، وبعد الإجتماع تحدث العماد ميشال عون الى الصحافيين عن مجمل المواضيع التي بحثت وأبرزها الموازنة وصندوق البلديات وما سرب أخيرا عن ويكيليكس. وأوضح "أن موضوع الموازنة لا يزال بحاجة الى البحث، وأنها لا تزال في مجلس الوزراء ولم تسلم بعد للنواب". مؤكدا أنه "يحب أن يستبق الأمور حتى يعرف عن التقصير أكثر".

وفي موضوع المحروقات قال إن "رئيس لجنة الطاقة النائب محمد قباني يعرقل حلول المحروقات، إذ لا يزال مشروع القانون قائما منذ عام ونصف. لا يردون ولا يقررون، بل فقط يتكلم ولا يقدم أي تقرير، لا يقدم أي تقرير حول "القنابل الموقوتة" في العالم وهذا أمر مؤسف حقا أنه بعد أن رأينا عدم الوعي واللامسؤولية في معالجة مشروع قانون الطاقة الكهربائية، نرى الأمر نفسه يتكرر الآن في ما يخص مشروع المحروقات الذي من خلاله نوفر على المواطنين، ونوفر على البيئة. وحتى الآن أيضا، هؤلاء الأشخاص ليسوا واعين، وكأنهم يعيشون في عالم آخر. ولكن نحن سنظل نتكلم. وتعطيل التشريع بصورة هادئة هو أكثر ما يمكنه أن يؤذي الوطن، لأن التشريع هو الذي يخلق طريقة التعاطي بالسلع، ويختار أفضل السلع كي يوفر على المواطنين."

وعن الصندوق البلدي المستقل قال "حتى الآن لا يزال المال متوفرا، ولا يزال هناك خروج عن القانون، إذ يجب أن يكون للصندوق البلدي قانون مستقل. ولكن حتى الآن، لم يبحث وزير الداخلية بالموضوع مع وزير المال، ولا اجتمع وزير المال بوزير الداخلية. لا يزالان يعطلان مبلغا مهما من المال للبلديات، كان يمكن أن يبدأوا باستعماله في حركة إنمائية كبيرة. فهناك مبالغ من المال من الممكن أن تشغل البلديات. وهنا يمكننا أن نقول إنه يوجد لا وعي ولا مسؤولية، إذ ما يبدو في هذا البلد أنهم كلهم يريدون تجاوز القوانين، إن كان في الوظائف، أو في قانون البلديات المستقلة التي يأخذونها إلى المالية.. ولكن هل نحن نعيش في تشريع عشائري؟! أم أن هناك دستورا وقوانين؟ لطالما طرحنا الأسئلة حول هذا الموضوع ولكن لم نلق أي جواب".

وعن تسريبات الويكيليكس قال "يبدو أن الثرثرة صارت هي المهمة عند اللبنانيين، بخاصة عندما نعرف كيف يتحدثون عن بعضهم البعض، إذ هذا ما تبين لنا. هناك 5000 وثيقة في الويكيليكس، مليئة بالنميمة والشتم.

نحن عندما نتعاطى مع سفير، نتعاطى معه من منطلق وطني، من منطلق سياسي. ونحن فخورون بكل ما قلناه، للسفير الأميركي، والسفير الفرنسي، وكل السفراء الآخرين من عرب وغير عرب. ولكن عندما نرى أن كل الناس تنم وتشتم غيرها، أصدقاء كانوا أم خصوما، ولا أحد "زامط"، نلاحظ حالة "التعتير" هذه، وحالة التعاسة التي تمارس فيها السياسة والدبلوماسية اللبنانية مع السفراء! كما أنني أتساءل كم هي درجة الإحترام التي من الممكن أن يكنها لنا السفير الأميركي، أو الإنكليزي أو الفرنسي، إذا كنا نحن نتكلم عن بعض بهذا الشكل!

ما حصل معي بهذا الشأن واضح جدا، لقد أصدرت بيانا أعلنت فيه عزوفي عن الترشح لرئاسة الجمهورية، وطرح أحد النواب قائد الجيش مرشحا للرئاسة، فتلقفنا المناسبة وتكلمنا بكل إعتزاز وفخر عن اعتلاء إبن المؤسسة العسكرية سدة الرئاسة. ولكن، تبين لنا في ما بعد أن الشعور ليس متبادلا، وهو حر بشعوره، وأكثر ما أزعجنا في حينه أننا اتهمنا كذبا بأننا نتكلم عنه بالسوء في حين أن ذلك لم يحصل

وتابع: من تلك المرحلة، هناك ما أريد أن أشرحه لكل اللبنانيين، عندما قام الرئيس سليمان بزيارتي بعد أن أيدت ترشيحه، قلت له يومها إنني أريد منه أمرين، أولا قانون للانتخابات لأنه لا يجوز أن نقبل بقانون الألفين، وثانيا حكومة وحدة وطنية. إجتمعنا مع عمر موسى مرتين، وكل اجتماع دام نحو أربع ساعات، ولم نتوصل معه لا لإقرار قانون جديد للإنتخابات، ولا لحكومة وحدة وطنية. التأخير حصل بسبب هذه الأمور، إلى أن وقعت أحداث السابع من أيار وتوجهنا إلى الدوحة، وهناك كثر كلامهم، تماما كما يفعلون هنا، إذ بدأوا يقولون إن العماد عون هو من يؤخر إنتخابات الرئيس. اجتمعنا مع الأمير القطري ورئيس الحكومة القطرية وكانوا جميعهم حاضرين، فقال الرئيس السنيورة إن العماد عون يعرقل إنتخابات الرئاسة، فقلت له قم بإقرار قانون جديد للانتخابات، وإقبل بحكومة وحدة وطنية، وعين إنتخابات الرئاسة في الغد. وبهذا وضعوا جميعهم أمام الأمر الواقع، وهذا ما حدث وحصلت الإنتخابات.

في كل الأحوال، هذا ليس الحديث الأخير، إذ هناك أحاديث أخرى أيضا، وكما قال ذاك "الأميركي" في باريس عن أننا لا نملك الكاريزما ولا نملك الشعبية، وأنهم سيقضون علينا، وفي النتيجة قاموا بالقضاء على أنفسهم، وإذا بقي الأميركيون على هذا القدر من الذكاء والتحليل، سيسيطرون على كل العالم. (ضاحكا). إنهم لا يستطيعون أن يهتموا بأمورهم الداخلية الآن. هذه هي القصة من بدايتها وحتى نهايتها، ونحن نأسف على هذا الاعتداء المعنوي الذي حصل بحقنا، في حين انه لا يمكن تسجيل أي شيء علينا.

حوار

ثم أجاب عن أسئلة الصحافيين:

سئل: ما هو مصير التعيينات الإدارية، إذ حكي كثيرا أن هناك الكثير من الشواغر. ما هو مصيرها في الحكومة؟

اجاب: إن شاء الله، سنبدأ قريبا بالتعيينات. نحن جاهزون لطرح الأسماء التي يجب أن يتم تعيينها في الحكومة. هذا الأمر لم يعد يحتمل أي تأخير وأعتقد أنه سيكون لنا الدور الأكبر في اختيار الأشخاص على أساس أن من نقدمهم يكونون مضمونين أخلاقيا وتقنيا، بالمقارنة مع من إنتقاهم غيرنا وعينهم في الإدارة، فهناك من تم تعيينهم وهم لا يصلحون لأن يكونوا في الإدارة ويجب تغييرهم، ومن بين هؤلاء من تم تعيينهم في الكازينو. نحن مهتمون بهذا الأمر ونريد أناسا شرفاء، متفانين في العمل وكذلك كفوئين وضليعين في مهنتهم. قصة الولاء السياسي وأن يكون الشخص المعين "his master voice" ليست لنا، وليست من ضمن برنامجنا الإصلاحي، وسنعترض ونواجه أي تعيين غير كفؤ. لن نساير أحدا. طالما أنهم يقولون إننا "مجانين وخطرون"، سنحمل هذا اللقب وندافع عنه.

سئل: ستبدأ الحكومة قريبا ببحث مشروع موازنة العام 2012، مع العلم أن موازنة السنوات السابقة لم تنجز بعد. وإقترح اليوم وزير المال أنه كما تم في موازنة العام 2005 الإعتماد على حسابات العام 2003، يجب أن نجد حلا مماثلا لإقرار موازنة العام 2012. ما تعليقك؟

اجاب: لا يوجد حل إلا من خلال إجراء الحسابات.إنتهت فترة التسويات في الحسابات. سيتم توقيف الحسابات حتى آخر قرش، ومن عليه مسؤولية يجب أن يتحمل مسؤوليته. لم نأت لنغطي السرقات والإهمال والهدر. نحن أولاد الفقراء الذين يبيعون أرضهم لكي يعلموا أبناءهم، والذين يهاجرون ارض الوطن. نحن لم نأت لكي نزيد ثروات الأثرياء، ونزيد فقر الفقراء. كل ما حصل في السابق بطريقة غير قانونية سيظهر الآن، ولن نتساهل في هذا الموضوع ومن يريد أن يساجل معنا فليفعل. لا يفكرن أحد أنه سيكون هناك مهادنة في المواضيع. إنتهينا من المهادنات.

سئل: في ما يتعلق أيضا بمشروع الموازنة، ما هو موقفكم من السياسة الضريبية في الموازنة، خصوصا في مجال بيع العقارات وزيادة نسبة الTVA؟

اجاب: نحن ضد زيادة الTVA ، نحن ندعو لإعادة توزيع الضرائب، على الأرباح وليس على الإستهلاك. أنا مثل أثرى شخص، وأنتم مثل أثرى شخص، مهما صرفنا نسدد ضريبة TVA! بينما من يحرز الأرباح من الأراضي أو من أي قطاع ثان لا يخلق وظيفة ولا يسدد ضريبة، خصوصا في تجارة الأراضي والأمور العقارية، لا يخلقون وظائف ولا يسددون ضريبة. هذا أمر لا يجوز. نحن مع إعادة توزيع الضرائب كي يكون التوزيع بشكل عادل، وسوف نناقش الموضوع على كل حال. والنقاش مفتوح وإن شاء الله تساهمون فيه جميعكم.

سئل: إذا حصلت زيادة على الTVA، هل ستصوتون لمصلحة ذلك؟

اجاب: ولا بنسبة 1%.

سئل: في ما يخص موضوع المحكمة الدولية، أعلنتم عن رفض تمويل المحكمة باعتبارها غير دستورية، لكن الرئيس نجيب ميقاتي أعلن في نيويورك التزامه تمويل المحكمة، ما هو ردكم على هذا الموضوع؟ وهل ممكن اللجوء إلى مجلس النواب؟

اجاب: أنا أتكلم بحسب القانون والدستور. لا الرئيس ميقاتي ولا غيره له الحق أن يمول دون أن يكون هناك اتفاقية بيننا وبين الأمم المتحدة. أما إذا أراد أن يمولها من جيبه، فليفعل! لأنني أنا، وأنتم، وأي مواطن لبناني آخر.. له الحق أن يدعي عليه أمام المحكمة بتبذير أموال الدولة. يجب على مسألة التمويل والإتفاقية أن تمر بالطرق الدستورية. إذا لم يحصل ذلك، لا أحد له الحق أن يسدد قرشا واحدا. نحن لا نتساجل معه، ولكننا نذكر الرئيس ميقاتي أنه ليس له الحق أن يلتزم لا تجاه أوباما، ولا تجاه ساركوزي، ولا تجاه أحد إذا تحدث السنيورة مع بان كي مون سابقا وقال له "تكرم عينك" أنا أسدد لك الأموال، فهذا لا يعني أن ذلك دستوريا. فليتفضل هو إذا، ويسدد من الأموال التي سرقوها من الخزينة واستفادوا منها.

سئل: هل يمكن أن يؤدي ذلك لإسقاط الحكومة؟

اجاب: لا أعرف إلى أين سيؤدي، ولكن أنا لست مستعدا أن "أدفع" مالا غير شرعي وغير قانوني! يأخذون هم قرارا ويقولون لي إن علي فاتورة بقيمة كذا؟ كلا لا يمكنني أن أدفعها.

سئل: لقد أكد الرئيس سليمان يوم أمس أيضا أن لبنان ملتزم مع الأمم المتحدة، خصوصا بتمويل المحكمة الدولية مع بعض الإعتراضات عليها، أي أنه ملتزم بالتمويل.أي أن رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية معا ملتزمان بالتمويل.

اجاب: إذا فليتفضلا ويمولاها من ثروتيهما الخاصة! فليتقاسماها.. "شركة حلبية"!!

سئل: ما هو رأيك بأداء اللواء عباس ابراهيم وتحديدا بموضوع القانون 116 الذي يتعلق بالأمن العام، فلقد تعاقب 3 مدراء عامون على المديرية العامة، وحتى اليوم لم ينفذ. بما أن لديكم أكبر كتلة اليوم في الحكومة، لماذا حتى اليوم لم يسأل اللواء ابراهيم عن عدم تنفيذه هذا القانون، خصوصا أن حضرتك قد تبنيت قضية هؤلاء الشباب؟ يحكى عن أن رئيس الجمهورية هو الذي يعرقل، ولكن لا يثار هذا الموضوع بالعلن. لماذا لا يقدم استجواب للحكومة كي تحدد مسؤولية كل طرف؟

اجاب: حتى الآن، لا يحمل الموضوع الطابع المستعجل. ولكنه طبعا سيبحث، وعندما يبدأ ذلك، سنبحث بالموضوع. وإذا أردنا أن نرى المتأخرات في القوانين والمواضيع المستعجلة، فهي عديدة، لأن هناك أمورا منذ 20 عاما هي مؤخرة. هناك حقوق للضباط الذين تقاعدوا في العام 1994، لأننا نصلح القوانين الآن. هناك العديد من الأمور، لأن التشريعات والقرارات كانت عشوائية، ولم يلتزم أحد بالقانون أو بالنصوص الدستورية عندما كانوا يشرعون. أما الآن، هذا الموضوع يعاد ويبحث بهدوء دون أن يكون هناك تصادم.

سئل: ولكن الموضوع يتطلب "شخطة قلم" من المدير العام. المطلوب ليس أكثر من هذا.

اجاب: كل شيء يأتي على الطريق.

سئل: أيضا في ما خص موضوع التعيينات، حكي أن لديك إصرارا على أخذ الحصة المسيحية الأكبر. ما حقيقة ذلك؟

اجاب: لم نأخذ شيئا بعد. عندما نأخذ الحصة الأكبر، عودوا وذكرونا. ولكن هناك أشخاص لا حصة لهم أبدا ويريدون أن يأخذوا كل شيء، وهذه كارثة.

سئل: لماذا تكون أوراق ويكيليكس جيدة عندما تطال أخصامك بالسياسة ولكن تكون غير جيدة وغير موثوق بها عندما تطال حلفاءك؟

اجاب: كل شخص مسؤول عما يخصه. أنا مسؤول عما يخصني. ومن له أي شيء علي، فليتفضل ويعاتبني.

سئل: لماذا هذا الهجوم المنظم على رئيس الجمهورية ميشال سليمان؟ أولا في ملف الكازينو وبعدها في مسألة أوراق ويكيليكس؟

اجاب: هذا ليس هجوما على رئيس الجمهورية إطلاقا.

لدينا محطة تلفزيون تتوجه للكل، تتوجه لمن هم معنا، ولمن هم ضدنا. تنشر كل شيء كي ينتبه من هو معنا ولا يحمل الغسيل الوسخ للسفارات، بل فليتفضل ويقف هنا، كما أتكلم أنا وأخاطب الجميع مباشرة، ولا أذهب وأشتكي عليهم عند السفير. وأنتم ترونني عندما أتحدث هنا، تحدثت بعد الإنتخابات البلدية وخاطبت رئيس الجمهورية. وأيضا بعد الإنتخابات النيابية تحدثت عن الوسطية وعن اللوائح الإنتخابية والأموال أي المليار، الألف مليون التي داروا على كل الحواجز، مليون وراء مليون. كل هذه الأمور، أنتم تعرفونها. أنا لم أخجل من أحد بل أواجه وأتحدث وجها لوجه. إذا، غيري "يصطفل". نحن نتهم من يقع بين أيدينا.

كما أن الكازينو، بالأساس هناك عيب في تعيينه. في العام 2003، هناك قرار ينص على أنه ممنوع على هذا الشخص أن يدخل الكازينو، فإذا به يصبح رئيس مجلس الإدارة، ومع ذلك لا يزال يتصرف بشكل غير قانوني وغير سليم. يبدو أن هناك مواطنين متضررين، و"قامت القيامة عليه"، وأعتقد أن رئيس الجمهورية طلب أن يحصل تحقيق بالموضوع. وإن شاء الله نصل إلى نهاية سعيدة، يتحمل كل واحد فيها مسؤولياته.

سئل: كيف تقرأ تطورات الأحداث في سوريا خصوصا بعد اغتيال نجل مفتي الجمهورية؟

اجاب: هم انفسهم الذين كانوا يقومون بالإغتيال عندنا، نقلوا الماكينة الخاصة بهم إلى الجهة الثانية. لدينا نحن نموذج سابق هنا، وهو نفسه يضرب الإستقرار في سوريا، ولكن هناك محاولة للهدوء نسبيا، وأعتقد أن سوريا انتقلت الى الضفة الثانية الآن، هناك دعوة للهدوء. من يريدون تغيير النظام في سوريا، لا يقدرون على ذلك. وكما قلنا لكم: سوريا لن تسقط ونظام الأسد لن يسقط، والاصلاحات ستتم، وقولنا هذا ناتج عن تحليل.

 

سورية بين مجالس المعارضة ورصاص الأسد

ثائر الناشف/السياسة

أخيراً استفاقت المعارضة السورية بأجنحتها المتعددة على وقع الثورات العربية, ولم تكن تصدق نفسها أن ربيع الثورة سيزهر في سورية, فأزهر شهداء وجرحى ومعتقلين ومشردين ونازحين, وما زالت المعارضة غارقة في توصيف الحدث, هل ما يحدث ثورة أم أزمة ? وهل من إمكانية لحوار النظام أم لا بد من إسقاطه دفعة واحدة, وأسئلة أخرى كثيرة, إن دلت على شيء إنما تدل على حالة الاشتباك التي وصلت إليها المعارضة . في المقابل يستمر نظام العصابة الأسدية في صب جام غضبه وحقده على الشعب المنتفض بمدنييه العزل وعسكرييه المنشقين, ولم يوفر كائناً من كان, حتى الحيوانات والبهائم نالت من بطش عصابة الأسد ما ناله الشعب السوري طوال سبعة أشهر من عمر الثورة . وكلما اقترب الشعب من بلوغ هدفه الأسمى والمتمثل هنا بالحرية والتغيير, كلما ازداد نظام الأسد شراسة وعدوانية ضده ثلاثة مجالس وطنية, وثمانية مؤتمرات سياسية عقدتها المعارضة التقليدية في الخارج والداخل بالوجوه نفسها والحضور ذاته, من دون أن تحقق أدنى حد من التوافق فيما بينها, والشارع المنتفض, يهمس أن تشتت المعارضة في برامجها وأجندتها أضر كثيراً بمسار الثورة, وأعطى الوقت الكافي لنظام العصابة ليجهز على الثورة ويدخلها في نفق مظلم . ولعل السؤال الموجه الى الشارع المنتفض, ماذا تنتظر من المعارضة إذا كنت تعلم بواقعها المر, ربما الحاجة الوحيدة التي ينتظرها الشارع الثائر من المعارضة, وجود طرف سياسي يمثله في المجالس الدولية والإقليمية. فلا المعارضة تمكنت حتى الآن من تمثيل إرادة الشارع وما يصبو إليه, ولا نظام العصابة توقف عن قمعه وبطشه للشارع . الشارع يريد فقط من المعارضة أن تمثله الآن في هذه المرحلة العصيبة, ومن بعدها يختار ممثليه بكل حرية وعدالة, والمعارضة تريد أن تسابق عقارب الساعة وتسعى من الآن قبل سقوط نظام العصابة الى أن تكون بديلاً عنه, والعصابة تزداد قمعاً وشراسة ضد كل من هو ثائر .

*كاتب سوري

 

أردوغان: نظام الأسد يقتل العزل وسنفرض عقوبات عليه

أنقرة - وكالات: أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, أمس, أن بلاده ستتخذ سريعاً قراراً بفرض عقوبات على النظام السوري, مشدداً على أنها لن تقف متفرجة حيال قتل الأبرياء. وقال أردوغان خلال زيارة رسمية الى جنوب افريقيا "لا يسعنا ان نقف متفرجين حيال ما يحصل في سورية, يقتلون ابرياء وعزلاً, لا يمكننا ان نقول: لنترك الامور تسير على ما هي عليه". وإذ أشار إلى أن بلاده أعلنت "بعض الاجراءات التي لا يمكن الانتظار عليها", أضاف أردوغان "سنعلن جدول عقوبات بعد زيارة الى هاتاي" جنوب تركيا, موضحاً أنه سيزور في نهاية الأسبوع الجاري أو الاسبوع المقبل هذه المدينة القريبة من الحدود السورية, حيث اقيمت مخيمات لآلاف السوريين الذين هربوا من عمليات القمع.

وأضاف أنه بالنسبة للعلاقة مع الأسد "بيننا صداقة متقدمة لكن علينا الحفاظ على صداقتنا وفقاً لمبادئ معينة, وفي حال خرق هذه المبادئ, علينا ترك صديقنا جانباً لأن ما هو مهم هو سورية نفسها والشعب السوري".

وكانت تركيا اعترضت الشهر الماضي سفينة شحن كانت تنقل أسلحة الى سورية, واعلنت انها ستفعل ذلك مع كل شحنات الاسلحة المرسلة الى سورية.

من جهة أخرى, دعا العقيد السوري المنشق رياض الاسعد, من أنقرة, إلى الوحدة في مواجهة نظام الرئيس بشار الاسد. ونقلت وكالة انباء الاناضول التركية عن الأسعد, الذي لجأ إلى تركيا, قوله ان "على قوات المعارضة في سورية ان تتحد وترص صفوفها الى ان يسقط النظام".

واضاف العقيد الذي انشق وأسس قوة معارضة مسلحة أطلق عليها اسم "الجيش السوري الحر", "في تركيا, ليس لدينا مشكلة, فنحن نعيش حياة مريحة ونحن سعداء" في هذا البلد, نافياً مزاعم النظام بأنه اعتقل عندما سيطرت قوات عسكرية على الرستن في محافظة حمص. وقال الأسعد إن "النظام السوري شن عملية وحشية في الرستن بمحافظة حمص للعثور علي واعتقالي وادعى بأنه اعتقلني في نهاية العملية, هذه الأخبار تهدف إلى إحباط الشعب السوري". وأكد أن نظام الأسد "هو نظام قاتل وديكتاتوري ويهاجم المدنيين بكامل قوته, ويستخدم الجيش والعصابات المسلحة, ويقتل الأطفال والنساء وحتى الحيوانات". واتهم الأسعد النظام بالكذب, مؤكداً أنه "يقتل الشخصيات الدينية ويلوم المدنيين الأبرياء على ذلك. فعلى سبيل المثال, النظام هو من قتل نجل المفتي أحمد حسون ولكن يلام أشخاص أبرياء على ذلك".

وإذ حذر من سعي النظام لإثارة الفتن, دعا الأسعد "الشعب السوري إلى أن يبقي معنوياته عالية", مضيفاً "سندخل سورية قريباً بإذن الله وسندمر النظام السوري". وفي تصريح إلى وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ", أكد الأسعد أنه يتواصل مع بعض أعضاء المجلس الوطني السوري الذي شكلته المعارضة للعمل على تنسيق الجهود. ونفى وجود كتائب وتشكيلات عسكرية متعددة للجنود والضباط المنشقين عن الجيش السوري, مؤكداً أن "أغلب الكتائب العسكرية للمنشقين تقع تحت قيادته". ورفض الأسعد الدعوة لعسكرة الثورة وتسليح الأهالي, لأن "إقحام المدنيين في تلك المهمة قد يؤدي إلى فوضى كبيرة بالبلاد كما سيزيد من عدد الضحايا لأن النظام سيتخذ من وجود السلاح ذريعة لتصعيد هجومه".

وأكد أن حجم القوات التي تعمل تحت إمرته تتزايد يوماً بعد الآخر, رافضاً بشكل قطعي فكرة التدخل العسكري الخارجي, إلا انه طلب فرض حظر جوي وبحري من قبل حلف شمال الأطلسي "ناتو" أو أي دولة كتركيا أو غيرها على سورية, بسبب لجوء نظام الأسد إلى سلاح الطيران والبحرية في قصفه للمدن الثائرة ضده. وشدد على أن الجيش سيكون هو العامل الحاسم في إسقاط النظام, مؤكداً أن "من يستمد بقاءه في السلطة بالقوة لا تتم إزالته إلا بالقوة". واضاف "رغم أن الجيش السوري بني على الطائفية ونسبة كبيرة من القيادات هي علوية إلا أن الأفراد والجنود من السنة, والانشقاقات تقع يوميا في صفوف الجيش وبدرجات كبيرة وبالتالي سيأتي يوم ينهار فيه الجيش حتى من دون قتال أي سقوط تآكلي تدريجي لأهم مؤسسات النظام".

 

باعتباره ممثلا للشعب السوري  

دعوات إلى الجامعة العربية و"مجلس التعاون الخليجي" للاعتراف بـ"المجلس الوطني"

 الكويت - ا ف ب: دعا عدد من الجمعيات المدنية الخليجية دول مجلس التعاون إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي يضم تيارات المعارضة السورية, باعتباره ممثلاً شرعيا للشعب السوري. وجاء في بيان لمنتدى مؤسسات المجتمع المدني الخليجي "ندعو دول مجلس التعاون الخليجي الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري, وسحب اعترافها بالنظام السوري". واضاف البيان, الذي يحمل توقيع الامين العام للمنتدى أنور الرشيد, "ندعو الدول العربية والهيئات الانسانية الدولية الى تأييد الشعب السوري في مواجهة المجازر والقمع, وتوفير الحماية له", داعياً إلى "عمل مشترك لارغام (النظام السوري) على الاستجابة للمطالب العادلة للشعب السوري".

ويضم المنتدى عدداً من الجمعيات المدنية ذات التوجه الليبرالي في الخليج. في سياق متصل, أعلن "مؤتمر الأمة" الكويتي, في بيان تلقت "السياسة" نسخة منه, أمس, تأييده المجلس الوطني السوري, داعياً جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى الاعتراف به كممثل للشعب السوري. وأكد "المؤتمر" "وقوفه مع الشعب السوري في ثورته ضد النظام المستبد", معلناً "تأييده المجلس الوطني السوري في تحقيق حق الشعب السوري بإقامة دولة مدنية قائمة على الحرية والعدل والمساواة وحفظ كرامة الإنسان وحماية حقوقه".

 

واشنطن تحظر بيع أجهزة اتصالات إلى سورية

 واشنطن - وكالات: أعلنت وزارة الخزانة الاميركية, حظر بيع الشركات الاميركية أجهزة اتصالات إلى سورية. وذكرت الوزارة, في بيان نشرته مساء أول من أمس, يوضح نظام العقوبات التي تطبقها واشنطن ضد نظام دمشق, ويحدد "التعاملات المسموح بها المتعلقة بالاتصالات", أن "الوضع في التصرف أو بيع أو ايجار أجهزة أو تكنولوجيا اتصالات للدولة السورية أو الى أي كان في سورية" محظور. وأشارت الوزارة إلى أن الأمر ذاته يطبق على "أجهزة وصل على شبكة اقمار صناعية او ارضية". على صعيد آخر, أكد السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد, الذي وافق مجلس الشيوخ على قرار تعيينه أول من أمس, أن قمع السلطات السورية للتظاهرات يقود البلاد إلى الفوضى, داعيا السلطات السورية إلى احترام الحقوق الأساسية للشعب.

 

موقع "ثورة الأرز" بين "ميدان نزالجنوستي" و"ميدان التحرير"

وسام سعادة/المستقبل

"الربيع العربي" كما اشتهرت تسميته، هو الموجة التاريخية الحالية من عملية التوسّع الديموقراطيّ على الصعيد العالمي. هذه الموجة تعني أساساً سلسلة بلدان جنوب وشرق الحوض الأبيض المتوسّط، وتحديداً "الجمهوريّات المومياقراطية" في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا، وهي جمهوريّات افترقت بين "ممانعة" وإعتدال" لكنها التقت جميعها على الإرتياح العام إلى حاجة الغرب العضوية لبقائها، بسبب إستعصاء حل مشكلة فلسطين، وخوفه من الإرهاب وإرتفاع معدّلات الهجرة، وبسبب سوء مردود التجربة الأميركية في العراق، كما أنّها جمهوريّات وجدت في التوريث حلاً تحنيطياً لنظامها الإستبداديّ، مع فارق أنّ التوريث الجمهوريّ تحقّق بالفعل في سوريا فقط، وكان يجتاز مرحلة انتقالية في إتجاه التحقق في البلدان الأخرى.

بهذا المعنى، تنتمي "ثورة الأرز" اللبنانيّة إلى سياق آخر، بل إلى موجة تاريخية أخرى من عملية التوسّع الديموقراطيّ في إتجاه الشرق، موجة تجمعها بـ"الثورة البرتقالية" الأوكرانية و"ثورة الورود" الجيورجية و"ثورة التوليب" القرقيزية و"الثورة الخضراء" الإيرانية أكثر مما تجمعها بحاضر "الربيع العربي". "ثورة الأرز" بهذا المعنى أقرب إلى ذاكرة "ميدان نزالجنوستي" في وسط كييف، منها إلى "ميدان التحرير" وسط القاهرة.

من ميزات الموجة التاريخية السابقة، والتي امتدت من كييف إلى تبليسي إلى بيروت إلى طهران، تنوّع سياقاتها القوميّة أو الإقليميّة، وإستنادها إلى ربيع شعوب شرق أوروبا في نهاية الثمانينات كمثال أعلى يحتذى، وعدم توقّعها أن تجابه بمقاومة بيروقراطية أو عسكرية أو مافيوية أو ميليشيوية ضارية، وعدم قدرتها على الإستناد إلى قواعد إجتماعية صلبة هي أكثر من ضرورية للصمود في وجه الأشكال المختلفة من "الإستبداد الشرقيّ" التي وقفت تصارع تلك الهجمة، ومن ثمّ عدم قدرة الغرب على تجاوز الدعم الكلاميّ إلى الدعم الفعليّ لها، بل حتى تواضع الدعم الكلاميّ، إذا ما تجاوزنا التغطية العالمية الواسعة للأيّام المشهدية من الثورتين الجيورجية والأوكرانية.

لكن هذه الموجة الأوكرانية الجيورجية اللبنانية الإيرانية (2004- 2009) من عملية التوسّع الديموقراطيّ على الصعيد العالميّ ترنّحت بعمومها، وإن يكن بأشكال مختلفة، فمن التعثّر الذاتي للقوى الليبرالية في أوكرانيا إلى خسارتها الإنتخابات إلى ملاحقتها القضائية، ومن الإرادوية الفظّة التي طبعت الليبرالية الجيورجية إلى إصطدامها المغامر بالآلة الحربية الروسية، إلى تأخّر المعارضة الإيرانية في القطع مع "المرشد"، وشعورها المرّ بعد ذلك بأنّها معزولة ومتروكة لحال سبيلها أمام همجية الميليشيات "المهدو-فاشية".

وثورة الأرز اللبنانية، قد لا يمرّ إدراجها في هذه الموجة بالذات دون إثارة عدد من الإشكالات، خصوصاً وأنّها تعتمد أساساً على إئتلاف من القوى الأهلية التقليدية مع دور منحسر منذ الأساس للنخب الليبرالية، وتتحرّك في بلد صغير ومتأخّر من حيث تشكيلته الإقتصادية الإجتماعية والحضارية. لكنّ ثورة الأرز هذه، تبقى رغم كلّ التحفّظات الممكنة جزءاً من هذه الموجة، وأصيبت إلى حدّ كبير بما أصاب الموجة بعمومها من "ترنّح"، وهنا يمكن القول إنّ البنية التقليديّة للبنان التي لا تسهّل الأمر لأي "حسم واسع النطاق" لمسار الأزمات الأهلية الناشبة فيه، كانت هي نفسها البنية التي ساهمت في عدم تطوّر المضامين الديموقراطية والليبرالية لـ"ثورة الأرز" في الأساس، كما كانت هي نفسها البنية الواقية للحركة الشعبية والسياسية التي تمثّل "ثورة الأرز" من أن تعرف مصيراً تراجيدياً مشابهاً لما حصل في أوكرانيا (هزيمة انتخابية تمهّد لقمع قضائي) وجيورجيا (هزيمة عسكرية مع بقاء النظام المنبثق عن ثورة الورود) وإيران (ثورة مظلومة مضرّجة بدماء آلاف الشهداء).

واليوم، فإنّ رمز تلك الموجة السابقة، أي رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة لوليا تيموشنكو، باتت بالفعل "جان دارك" الثورة البرتقالية الأوكرانية حيث انتقلت من الإقامة الجبرية قبل عام إلى الإحتجاز المؤقت قبل أشهر وتتهددها سنوات سجن طويلة، مصيرها لوحده كافٍ لتلخيص صعود الموجة التاريخية للتوسّع الديموقراطيّ التي انخرط فيها أحرار أوكرانيا وجيورجيا وقرقيزيا ولبنان وايران.

لا أحد يمكنه أن يتلمّس اليوم كيف يمكن للحراك الديموقراطي أن ينهض مجدّداً في الجمهوريات السوفياتية السابقة، أو كيف يمكن بالفعل لأحرار إيران أن يجدّدوا عهد الثورة الخضراء المظلومة. وبهذا المعنى بالذات، يمكن المجازفة بالقول إنّ "ثورة الأرز" اللبنانية تتصرّف، بل لها أن تتصرّف، على أنّها "الناجي الوحيد"، وهو ما يعود إلى إحتمائها بالبنية التقليدية للمجتمع اللبناني، رغم الإعاقات الموضوعية التي فرضتها هذه البنية أساساً على المضامين الديموقراطية والليبرالية لـ"ثورة الأرز". لكن الثورة اللبنانية لن تكون بالفعل كذلك إلا إذا وضعت لنفسها برنامجاً جديداً من وحي الربيع العربيّ، وليس إذا تبنت الربيع العربيّ كشعار فقط، أو رأت فيه شعارها الأصليّ لا أكثر ولا أقل. فالأمر لن يحدث بصفة "أوتوماتيكية" أو بالإعتماد فقط على مسار الربيع العربيّ نفسه.

 

عبد الرحيم مراد ورئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا وامين الهيئة القيادية في "حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون" مصطفى حمدان،: نؤكد وقوفنا الى جانب سوريا

 أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن الرئيس السوري بشار الاسد بحث امس مع وفد من القوى الوطنية اللبنانية "ما تتعرض له منطقة الشرق الاوسط من مخططات تستهدف تقسيم دولها وتفتيتها لاعادة السيطرة عليها". وأوضحت ان اللقاء ضم رئيس حزب "الاتحاد" عبد الرحيم مراد ورئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا وامين الهيئة القيادية في "حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون" مصطفى حمدان، وتناول "الاوضاع فى سوريا، والضغوط الدولية التى تستهدف النيل من مواقفها العروبية والوطنية". واكد اعضاء الوفد "وقوفهم الى جانب سوريا في وجه ما تتعرض له من اعمال ارهابية تستهدف استقرارها وامن مواطنيها وحملات تحريضية ومحاولات التدخل فى شؤونها الداخلية"، معربين عن "ثقتهم بأن سوريا ستخرج اقوى بعد تجاوز هذه المرحلة، وان قوتها ستكون قوة للبنان وللقضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية".

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب كاظم الخير لـ"المستقبل": الأسد يبحث عن غطاء سنّي للمجازر الدموية ولن يناله

حاورته: صفاء قره محمد

أعرب عضو كتلة "المستقبل" النائب كاظم الخير عن اعتقاده أن "حزب الله" يسعى الى "إيجاد مخرج ما للتهرب من بند تمويل المحكمة"، ملاحظاً أنهم "حتى الآن لم يتوصلوا اليه".

وتمنى في حديث الى "المستقبل" امس، "اقرار حق المغتربين بالاقتراع في القانون الجديد لحماية حقوق اللبنانيين سواء كانوا داخل لبنان أو خارجه". ورأى أن النظام السوري "بدل أن يحاول تصحيح الوضع في سوريا، يبحث عن غطاء سني للمجازر الدموية التي تحصل هناك ولكنه لن يناله"، مشدداً على ان "الشمال لا يزال يعاني تردياً في الوضع الاقتصادي نتيجة الازمة السورية".

وهنا نص الحوار:

[ما هي أولوية "حزب الله" إسقاط المحكمة الدولية أم بقاء الحكومة؟

ـ هدفهم الآن بقاء الحكومة على "الروتين" الذي تسير عليه الآن عن طريق ابعاد الحكومة عن أي موضوع يهدد تماسكها. ان الحكومة اليوم في مأزق بعد التزامات رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي أمام الأمم المتحدة بالقرارات الدولية والمحكمة الدولية، وهذا المأزق يدخل البلاد في مراوحة وقد يعرضها لمواجهة مع المجتمع الدولي. اعتقد أن "حزب الله" يسعى الى إيجاد مخرج ما للتهرب من تمويل المحكمة ولكن يبدو أنهم حتى الآن لم يتوصلوا اليه.

[إلى أي مدى سيكون بند تمويل المحكمة موضوعاً خلافياً داخل الحكومة؟

ـ الحكومة الآن تدرس ايجابيات وسلبيات هذا البند عليها وعلى "حزب الله" تحديداً لأنه يعتبر نفسه مستهدفاً بهذه المحكمة، ويعتقد أن هذه الحكومة هي رأس الحربة للدفاع عنه وعن النظام السوري. نلاحظ ان الحكومة لم تضع حتى الآن بند تمويل المحكمة على جدول أعمال مجلس الوزراء، لذلك أطالب الحكومة بإخراج بند المحكمة من المراوحة.

[ما هو قانون الانتخاب الأصح الذي يجب أن يطبق في لبنان؟

ـ ستتم مناقشة الطروح في هذا المجال داخل كتلة "المستقبل" وسنعلن موقفنا في وقت لاحق. ان الاساس في قانون الانتخاب هو الالتزام بما ورد في اتفاق الطائف مع التجدد في هذا القانون ومراعاة أفضل تمثيل. ونحن نقارب هذا الموضوع من منظار وطني، ونصر على أن أي قانون انتخابي يجب أن يقوم على مبدأ المصاهرة الوطنية، حفاظاً على العيش المشترك وعلى وحدة البلاد.

[ماذا عن حق المغتربين بالإقتراع؟

ـ من الضروري بت هذا الموضوع في أسرع وقت ممكن. نأسف للعرقلة وللتأخير في الاجراءات الرسمية عند اقدام المغتربين على تسجيل أولادهم. اقرار حق المغترب بالاقتراع يؤدي الى تمتين العلاقات بينه وبين بلاده وهذا يؤثر على قرار عودته الى الوطن. أتمنى اقرار هذا الحق في القانون الجديد لحماية حقوق اللبنانيين سواء كانوا داخل لبنان أو خارجه.

[لماذا هذا الخوف من اقرار قانون كهذا ؟

ـ بسبب توّحد اللبنانيين في الخارج أكثر من الداخل، بالاضافة الى ان بعدهم عن الاصطفافات السياسية والتنشج الذي نعيشه في البلد يؤدي إلى أن ينطلق رأيهم الانتخابي من حبهم للبنان. في المقابل هنالك العديد من العوامل الداخلية تؤثر على الانتخابات داخل لبنان منها الأمور المالية، التخوين والترغيب.

[الى ماذا يهدف الرئيس السوري بشار الأسد باستقباله لقيادات سنية في هذه الفترة الدقيقة؟

ـ الرئيس الأسد يحاول الحصول على غطاء سني لبناني لما يحدث في سوريا بالرغم من أن ما يحدث هناك لا يمكن تغطيته، فأي محاولة من هذا النوع ستكون فاشلة. لن يستطيع الرئيس السوري الحصول على غطاء من أي طائفة على ما يحصل في بلاده. وبدلاً من أن يقوم النظام السوري بتصحيح الوضع في سوريا نراه يبحث عن غطاء للمجازر الدموية التي تحصل هناك.

[ما تعليقك على ما أوردته "المستقبل" نقلاً عن مصدر ديبلوماسي غربي واسع الاطلاع عن زيارة سرية قام بها الرئيس نجيب ميقاتي الى دمشق خلال زيارته لفرنسا مطلع الشهر الماضي، ولقائه على أرض المطار وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومسؤول المخابرات السورية السابق في لبنان اللواء رستم غزالة؟

ـ هذا الأمر غير مستغرب لأننا نجد أن مواقف الحكومة معاكسة لكل ما يربطنا بالانسانية بسبب توجه الحكومة والتزامها بـ"حزب الله" والنظام السوري. وجاءت هذه الزيارة وفاءً لمن شكل هذه الحكومة، وتنسيقاً للجهود، وعلى ما يبدو فإن أمر العمليات يصدر من الشام مع الأسف.

[كيف حال شمال لبنان في ظل الأزمة السورية؟

ـ الشمال لا يزال يعاني تردياً في الوضع الاقتصادي نتيجة الازمة السورية بالاضافة الى أن عمل الشاحنات التي كانت تنقل البضائع عبر البر مروراً بالحدود السورية نحو بلاد الخليج توقف منذ أربعة شهور. لذلك أدعو الحكومة الى التدخل سريعاً لحل هذه المشكلة نظراً الى ان أوضاع أهل الشمال في تراجع يوماً بعد يوم

 

شرارة معركة المياه تنطلق لتزيد الفجوة السياسية إتساعاً

المصدراللواء

تلوح في الأفق السياسي اللبناني ملامح معركة مياه بعد أن حطت معركة الكهرباء الضروس أوزارها، إثر صولات وجولات بين مختلف القوى السياسية وكادت الخارطة السياسية بسببها أن تشهد خلط أوراق وتحالفات جديدة تم تداركها في اللحظة الأخيرة من خلال ابتداع الرئيس نبيه بري مخرجاً أدى في نهاية المطاف إلى تمرير خطة وزير الطاقة معدّلة في اللجان النيابية المشتركة وفق القرار الذي اتخذ في مجلس الوزراء بهذا الخصوص·

ويُنتظر أن تُطلق الرصاصة الأولى إيذاناً في بدء هذه المعركة في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد اليوم وعلى جدول أعمالها عدة بنود تتعلق بمشكلة المياه بكل مندرجاتها المتعلقة بالسدود ومياه الشفة، وجرّ المياه من الليطاني إلى بيروت الكبرى.

ووفق مصدر وزاري أن موضوع المياه سيكون أكثر اشتعالاً من ملف الكهرباء، سيّما وأن تكلفة الخطة المرسومة لمعالجة هذه المشكلة التي عمرها سنوات يتجاوز الـ 7 مليارات دولار مجزّأة على عدة سنوات، مشيراً إلى أن هناك أموالاً محجوزة بانتظار استثمارها لا سيّما على صعيد جرّ المياه إلى بيروت والذي سيموّل من قرض مضى على تمديده سنوات ولم يوظّف لغايته وأن هناك أسابيع قليلة ما تزال أمام الحكومة فإما تستفيد من هذا القرض وإلا يُسحب من قبل الجهة المقرضة.

وترى مصادر متابعة لهذا الملف أن شرارة المعركة ستنطلق من سؤال الحكومة الحالية الجهات التي كانت مكلّفة معالجة مشكلة المياه عن الأسباب الكامنة وراء استمرار الهدر في المياه، وعدم تحديث الشبكات التي بلغ عمرها عشرات السنوات.

وتلفت المصادر النظر إلى أن الوزير الحالي للطاقة كان وضع في العام 2010 خطة مائية وجرى تحديثها في نيسان من العام الحالي، وهو قال في إحدى المناسبات إن الاستراتيجية الموضوعة لهذه الغاية تتضمّن في السنوات الخمس الأولى مبلغاً من المال يصل إلى حدود 370 مليون دولار لإعادة تأهيل الشبكات القديمة، وإيصال المياه إلى حوالى 15 ألف هكتار إضافية من الأراضي الزراعية.

ويدعم وزير الطاقة من خلال خطته ضرورة إنشاء السدود لتلبية حاجيات المواطنين حتى عام 2035 في كل المناطق والمحافظات، وهذا الأمر بالتأكيد يلزمه رصد مبالغ مالية طائلة، فإذا كانت حرباً ضروس إندلعت على خلفية طلب مليار ومائتي مليون دولار للبدء في خطة الكهرباء فماذا سيحصل بالنسبة إلى المياه؟ بالتأكيد إن هذا الملف سيحتل موقعاً مرموقاً في الصراع على الساحة الداخلية، وهو بالتأكيد سيوسّع الفجوة السياسية الموجودة بين الأفرقاء السياسيين بشكل يبعث على الاعتقاد بأن البلد سيبقى رهن الكباش وعضّ الأصابع الى أمد طويل، كون أن اغلبية الملفات المطروحة وتلك الموضوعة على رفّ الانتظار هي ملفات خلافية ممسوكة بصاعق من الممكن انفجاره في أية لحظة في ظل غياب الضوابط التي كان من الممكن أن تسحب فتيله.

وترجّح المصادر أن تكون التجاذبات حول خطة المياه أشد قساوة من تلك التي اندلعت حول خطة الكهرباء وأن أكثر من فريق سياسي سيحاول شد البساط باتجاه كون أن هذا الملف رابح بالمعنى السياسي، لأنه على التصاق بجميع شرائح المجتمع اللبناني وأنه من السهل توظيف المعركة حوله لأسباب سياسية وانتخابية، من هنا يبرز الخوف من أن تؤدي التجاذبات إلى تفجير الخطط الموضوعة وبالتالي يتم الإطاحة بهذا الملف الذي أصبح أكثر من ضرورة في ظل المتغيّرات المناخية التي تضرب العالم والتي تهدد اغلبية الدول ومن بينها لبنان بموجات حر عالية تصل مع الأيام إلى حدّ التصحّر، وتفيد توقعات نماذج التغيّر المناخي أن لبنان سيواجه تغيّرات كبيرة في معدلات الحرارة، وأن من شأن ذلك أن يؤثر على لبنان في ما خص توزيع الأمطار وتناقص كميات الثلوج، وانتشار حرائق الغابات.

وفي رأي المصادر أن هذا الواقع غير المريح في ما خص الثروة المائية يتطلب الاسراع في تنفيذ ما هو موجود من خطط لبناء ما يقارب الـ 28 من السدود السطحية وغير السطحية بهدف تأمين المياه العذبة، وأن إدارة الظهر لهذه المشكلة الكبيرة سيعرّض لبنان إلى أزمة حادة في ما خص مياه الشفة، من دون أن ننسى الأطماع الاسرائيلية التي ما تزال موجودة بمياه لبنان والتي خاضت عدة حروب لأجل السيطرة عليها، وهي ستبقي حتماً أنهار وينابيع تحت الرصد بانتظار الفرصة التي تسمح لها بسرقة هذه الثروة المجهولة القيمة عند اللبنانيين، مع الإشارة هنا إلى أن الرئيس نبيه بري لطالما حذّر من الوصول إلى هذا الوضع، وهو قال في أوائل التسعينيات عندما اجتاح العراق الكويت: الآن بدأت معركة النفط والأصعب من ذلك عندما تبدأ معركة المياه· في إشارة منه إلى أهمية المياه والعيون الاسرائيلية المفتوحة على ينابيع لبنان.

 

الأقليات في زمن الثورات

إيلي فواز، الاربعاء /لبنان الآن

الشاهد على تحولات الشرق الاوسط قد يستطيع بالرغم من عدم وضوح الرؤيا التي تحوط حراك الثورات العربية ان يستنتج على الاقل بعض النقاط التي بدأ يفرزها الواقع الجديد. فالاحداث تلك قد ادت الى بروز ثلاث دول كلاعبين اساسيين وفاعلين على الساحة العربية، اولهما تركيا بجيشها واقتصادها ونظامها الديمقراطي وعلاقاتها الدولية، والتي تسعى من خلال نشاطها واهتمامها بخاصرتها الاسلامية ان تكون العنوان الجديد لاستقرار المنطقة برضى طبعا الولايات المتحدة والغرب. اضف الى تركيا، بروز المملكة العربية السعودية وقطر كلاعبين اساسيين في الشرق الاوسط، نظرا لامكانيات البلدين الاقتصادية الهائلة، في وقت يمر العالم عموما، والغرب خصوصا بازمة مالية خانقة. كما ان المملكة وقطر استطاعا حتى اليوم ابعاد شبح الثورات العربية عن مجتمعاتهما، وفي كثير من الاحيان اعطياها زخما ودعما من خلال الامكانات الاعلامية الكبيرة التي يمتلكانها.

في مقابل تقدم تلك البلدان الثلاثة نلاحظ انه هناك تراجع لدور ايران ونفوذها خاصة وان سقوط نظام الاسد السوري، أحد اعمدة استراتيجيتها الخارجية في العالم العربي، بات مسألة وقت. فمع استمرار الانتفاضة في زخمها بالرغم من الوحشية التي تقابل بها، ومع الاعلان عن نشوء المجلس الوطني المعارض، ومع فرض حكومة انقرة عقوبات على سوريا يبدو ان الايرانيين باتوا على قاب قوسين من خسارة  الهلال الشيعي التي طالما جهدوا في بنائه.

تراجع ايران هذا هو تراجع ايضا لادواتها في المنطقة، بدءا من حزب الله وصولا الى حماس المحاصرين، الاول بالمحكمة الدولية وانهيار منظومة الممانعة، والثاني باحتمال انكفاء ايران عن المنطقة من جهة وبمطالبة الرئيس ابو مازن دول العالم الاعتراف باستقلال فلسطين من جهة اخرى. رفض حماس لخطاب  ابو مازن في الامم المتحدة احرجتها لما لاقى من قبول وتأييد لدى كامل اطياف الشعب الفلسطيني. 

من نتائج التحولات الشرق اوسطية ايضا التي سنشهد لها، صعود اكيد لبعض الاحزاب التي قد يكون تاثيرها عابر للحدود. اهمها يبقى حزب الاخوان المسلمين، خاصة في مصر وسوريا، حيث لهم باع طويل في السياسة والتنظيم. من المتوقع ان يكون للاخوان دور في تشكيل الانظمة الجديدة بالمنطقة ولو بدراجات متفاوتة.

وهناك ايضا صعود لحزب العدالة والتنمية الذي يرأسه رجب طيب اردوغان، نظرا لمكانة وشعبية الاخير المتعاظمة في البلاد العربية، ولكونه مصدر الهام للحركات الاسلامية التي تريد ان تستنسخ تجربة حزب العدالة والتنمية مع الديمقراطية. 

اما على الصعيد اللبناني ونظرا لعلاقاته الممتازة مع المملكة السعودية ودول الخليج العربي وتركيا يمكن ان يكون لسعد الحريري وتيار المستقبل دورا كبيرا واكثر تأثيرا في لبنان كما في الجوار اذا ما عرف كيف يستثمر الحريري الابن صورته الشابة ونهجه المعتدل والعصري الذي يحاكي تطلعات شباب العرب في الديمقراطية والحرية.

اية استراتيجية سياسية لا تاخذ بعين الاعتبار تلك المتغيرات، وتحاول معاداة تلك القوى البارزة دولا واحزابا، من خلال اقامة احلاف اقلوية لن تدوم، او من خلال استجداء حماية من هنا وضمانات من هناك ستكون بمثابة انتحار يتحمل مسؤوليته من يظن انه يستطيع ان يقف بوجه مجرى تاريخي كبير بدأ يتحقق. ومن له اذنان في بكركي او الرابية ليسمع، فليسمع.

 

تداعيات تدهور النظام السوري على لبنان بدأت عبر تهديد مراكز الأمم المتحدة... الهبر لموقعنا: أنصح الحكومة بالاستقالة...  

باتريسيا متّى

رأى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب فادي الهبر ان "تداعيات كثيرة لما تشهده البلاد العربية وتحديداً للثورة السورية سيشهدها الداخل اللبناني خصوصا وأن للنظام السوري تأثيراً قوياً على الحكم في لبنان لأن الأخير تابع له"، لافتاً الى أن "مجلس الوزراء قد برهن في العديد من المحطات أن أولوية جدول أعماله هي في دعم النظام السوري".

الهبر الذي اعتبر أن "للثورة السورية ارتدادات كثيرة في الداخل اللبناني"، لفت في حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني الى أن "للضغوطات والتهدديات التي تمارس على مباني الأمم المتحدة في لبنان تفسيرات كثيرة منها داخلية وأخرى اقليمية"، مشيراً الى أن "لذلك ارتباط وثيق بمواقف الأمم المتحدة الداعمة للشعوب في تأمين الحرية والجو الديمقراطي الذي تبحث عنه في ظلّ تداول سلمي ديمقراطي للسلطة".

هذا ورأى أن هذه "التهديدات قد تكون مقدمة لتهدور أمني لبناني خصوصاً وأن القوى الأمنية اللبنانية سواء الجيش اللبناني أو قوى الأمن الداخلي ليست الوحيدة المسؤولة عن الأمن في ظلّ انتشار بؤر حزب الله الأمنية وتوابعه على كافة الأراضي اللبنانية اضافة الى المخيمات الفلسطينية"، معتبراً أن "هذه المواضيع من شأنها التحكم بالقرارات التي تحدد مصير البلاد".

أما حول تطورات الثورة السورية، فرأى الهبر أن النظام السوري الحالي بات ممسكا بزمام الأمور خصوصاً وان الجيش بات يقمع المتظاهرين ويسيطر على المدن", موضحاً أن "سوريا على مساحتها باتت ثكنة عسكرية للجيش السوري وللنظام القمعي المتغلغل داخل الأحياء السكنية والمدن", مؤكدا على أن "النظام قد يصمد لأشهر أو لسنة كحد أقصى ولكن في ظروف جدّ صعبة ودقيقة تزداد ضخامتها وسلبيتها من خلال التردي الإقتصادي".

وتابع الهبر حديثه آملاً أن لا نصل في سوريا الى حرب أهلية داخلية لأنها ستكون مذهبية سنية - علوية وستؤثر على المنطقة المحيطة بكلّ دولها خصوصاً لبنان والعراق وأن الأسد قد وصل الى حائط مسدود و تغيير السلطة بإتجاه الديمقراطية والحرية بات أمراً حتمياً".

أما على صعيد الوضع الداخلي اللبناني، فلفت الهبر الى أن "الحكومة من الأساس غير متماسكة", مشيراً الى أن "تأجيل ملف تمويل المحكمة الدولية والتعيينات الخلافيين هو أمر طبيعي لأنهما ليسا من المواضيع الأساسية التي تهم الحزب الحاكم، فهو مكرّس للدفاع عن المصالح السورية في لبنان".

هذا ولفت الى أن "المطالب المعيشية يجب أن تكون المواضيع الأكثر أهمية لأن الحكومة لا تبت المواضيع المفصلية كالمحكمة الا عند بلوغ أقصى الأزمات", لافتاً الى أن "تراجع النمو الاقتصادي من 8 % الى 2 % يشكل خسائر على الدخل القومي على مدى أربعة سنوات ما يقارب الـ 24 مليار دولار موضحاً أن خسائر النمو الاقتصادي على الدخل القومي الذي يقارب الـ35 مليار دولار ستبلغ في العام 2011 مليارين و200 مليون دولار ، أما في العام 2012 فسترتفع الى أربعة مليار و600 مليون دولار لتصل في العام 2013 الى سبعة مليار دولار وتبلغ في الـ2014 ما يزيد عن 10 مليارات دولار".

واذ أكد أن "عدم المحافظة على الاثنين بالمئة من النمو فالخسائر ستكون مضاعفة، اعتبر الحكومة "خاسرة على مستوى النمو الاقتصادي والدخل القومي والمشاكل الاقتصادية ستوصلها الى حائط مسدود على مستوى الأمور المعيشية لأنها غير قادرة على زيادة المعاشات أو أنها ستلجأ الى الإستدانة من المصارف والبنوك لتؤمن مقتضيات ومطالب الشعب اللبناني والأمر ليس بالسهل على أصحاب المصارف اللبنانية".

وردا على سؤال، شددّ الهبر على أن "كل هذه الخسائر هي نتاج حكومة السلاح لأن الحكومات السابقة كانت بالحد الأدنى حكومات ائتلافية ووفاقية أما اليوم فهي حكومة سلاح ودعم للنظام السوري ومرفوضة من قبل أكثر من نصف الشعب اللبناني"، لافتاً الى أن أية "حكومة تحت عنوان السلاح وسوريا وإيران من شأنها تهريب المستثمرين اللبنانيين والعرب الخليجيين اضافة الى أنها لن تنجح بتوفير وتأمين المطالب المعيشية التي يطلبها المواطن في كل القطاعات لأن مبدأ عدم الثقة الدولي والاقليمي والداخلي له تأثير كبير".

وختم الهبر داعيا الحكومة الى "الاستقالة لأنها لن تنجح بأية خطوة طالما أن مرجعيتها السلاح والخسائر على مستوى الدخل القومي ستطال كلّ المواطنين الى أية طوائف انتموا لافتاً الى أنه على الرغم من وجود أهم رجالات الاقتصاد فيها الا أن الخسائر الاقتصادية ستكون فظيعة والحكومة ستفشل فشلاً ذريعاً بحلّ الأمور".

*موقع 14 آذار

 

راديو نقولا و"نفسية" باسيل!   

لهذه الاسباب نحن ضدّ امداد خطوط التوتر العالي في المنصورية وعين سعادة، وفي الاراضي اللبنانية كافة:

1- ضدّ، لأن نائب المتن ابراهيم كنعان قال منذ اعوام قليلة ان " ان تمرير هذه الخطوط مضر بالصحة العامة وخصوصا على الأطفال، وان دراسة مجلس الإنماء والإعمار لتركيب خطوط التوتر العالي فوق المساكن والمنازل هي 34 مليون دولار بينما الدراسة التي قدمت لتمرير هذه الخطوط تحت الأرض بحدود 16 مليون دولار"...نحن صدقنا، ولا نزال. نحن قوم ثابتون على مبادئ " التغيير والاصلاح"، وان تغيّرت!

2- ضدّ، لأن نائب المتن غسان مخيبر، شنّ حملة عنيفة في السابق على كلّ من ستسوّل له نفسه مجرد التفكير بمدّ شريط كهرباء في المنطقة، " فالامر مرفوض من قبل الجميع والحلول معروفة وواضحة وهي تمرير هذه الخطوط تحت الأرض". لقد قرر الغسان " التصدي لمثل هذه المشاريع لأن ضرره كبير على أولادنا وصحتنا وبيئتنا"...فوقفنا معه، ولا نزال نقف مع اهالي المنصورية وعين سعادة!

3- ضدّ، لأننا لسنا فئران. ولسنا علماء كيمياء وفيزياء. والمؤكد اننا لسنا بوارد التجوال في المنطقة ، حاملين اجهزة الراديو...او واضعين سماعات في الاذن. ضدّ، لأننا لم نفهم على الفيلسوف والعالم وحائز جائزة نوبل نبيل نقولا عن نظريته الشهيرة التي خلص فيها الى انه "اذا وضع هاتف خلوي الى جانب جهاز الراديو فالتشويش مؤكد، وبالتالي طالما ان خط التوتر العالي لا "يشوش" على الراديو فهو لا يؤثر على صحة الانسان!".

4- ضدّ، لأننا نتفهم الوضع النفسي الدقيق الذي يمرّ به وزير الطاقات العالية جبران باسيل. مسكين. لقد حوّل "التوتر" اليومي الذي يعيشه والضغوطات حياته الى جحيم. لدقة وضعه النفسي المتأزم، خصوصا وان ملفات بالجملة ملقاة على كاهله، بات يظنّ ان " العامل النفسي" هو الذي يحرّك العقارب في الساعة. وهو الذي يُسقط الشمس في البحر، ويقسم القمر الى نصفين. هو " العامل النفسي" عينه الذي " يلعب دوره" في المنصورية وعين سعادة، " يعمل عملته" ايضا في " لكنة" الباسيل ، وطلّة الباسل....و"مونولوجات" العمّ ، المتوترة! وزير "التوّتر"اخبرنا انه لابديل من الخطّ سوى استمرار إنقطاع التيار الكهربائي. اذاً قررنا ان نكون ضدّ. " يلي بغيّر عادتو، بتقلّ سعادتو"، ونحن نريد السعادة في المنصورية، وعين نجم وعين سعادة.

5- نحن ضدّ، لأننا بدأنا نشهد على حالات " الزهايمر" كثيرة. نعتقد ان التفكير كثيرا بخطوط التوتر والاحلام عنها، هي السبب.

6- ونحن ضدّ، لأننا متضامنون مع اخوتنا، سكان الضاحية الجنوبية. نفعل ما يفعلون. نرفض ما يرفضون. نمدّ الخطوط، وليس المربعات، تحت الارض...وخطٌ أحمر أي " تغيير"!

7- ضدّ ، لأن الله نعم علينا بأن نتقن الانكليزية والفرنسية وحتى الروسية والسويدية. لذا، نفهم . نفهم ما اثبتته دراسات اكثر الدول تقدما في المستوى العلمي والطبي، وكلّها تؤكد حقيقة الآثار السلبية التي تخلفها خطوط التوتر العالي على حياة الانسان والحيوان والنبات. ان تاثير الحقول الكهرومغناطيسية كبير في شيوع امراض سرطانية مثل اللوكيميا وسرطان الدماغ عند الاطفال وسرطان الثدي، ناهيك عن أوجاع الرأس والاذنين وضعف النظر والعقم...نفهم على منظمة الصحة العالمية. لكن عجبا، لا نفهم على المهندس جبران باسيل ولا على "الدكتور" نبيل نقولا الذي قال يوما: "يوجد اكثر من 25 محطة كهرباء في لبنان ولم يصب احد بمرض سرطان، لكن هذا لا ينفي التشوه البيئي، لاسيما وان بلدنا صغير!"

8- ضدّ ، لأننا مع الورود البيضاء في ايادي اطفال المنصورية ومحيطها، يقدمونها للقوى الامنية امتنانا وتقديرا لنجاحها في قمع مخالفات البناء على الاملاك العامة. وشكرا لها لزجها القتلة واللصوص في السجون. وتعبيرا عن المحبة للعناصر التي تحمينا من كلّ شرّ يتربصّ بنا. نحن ضدّ ان تُلقى الورود البيضاء تلك على نعوش الاطفال...ليحيا الملك ، وليحيا الصهر!

9- نحن ضدّ ان تكون المصلحة الشخصية والحزبية والسياسية اهمّ من حياة المواطن. ونعترض اشدّ الاعتراض على السير بالوطن في خطة تفتقر الى المعايير العلمية والعالمية. عيب! لقد اصبحت دول العالم في مرحلة التخطيط لما بعد، بعد الخطوط تحت الارض، ونحن في لبنان لا نزال نذرف الملايين لامدادها فوق رؤوس البشر.

10- نحن مع اهالي المنصورية وعين سعادة وعين نجم. ومع اي منطقة قد تتعرض لهذا التهديد. نحن مع الحق. مع حياة تحارب الموت "المتعمد". مع مكافحة الانتحار.نحن مع العلم، "فالعلم نور"، ونوره اقوى من انوار الكهرباء حين تقتل، وحين تعمي البصر والبصيرة.

*موقع الكتائب اللبنانية