المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 04 تشرين الأول/11

البشارة كما دوّنها متى الفصل 6/19-21/الغنى

لا تجمعوا لكم كنوزا على الأرض، حيث يفسد السوس والصدأ كل شيء، وينقب اللصوص ويسرقون. بل اجمعوا لكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسد السوس والصدأ أي شيء، ولا ينقب اللصوص ولا يسرقون. فحيث يكون كنزك يكون قلبك.

 

عناوين النشرة

*جنود سوريون توغلوا داخل وادي خالد

*تظاهرة احتجاجية في ابيدجان تتخللها أعمال شغب ضد لبنانيين 

*ماذا قال وزير خارجية الفاتيكان في الأمم المتحدة؟

*إالبطريرك الراعي بدأ زيارة راعوية إلى الولايات المتحدة: لسنا بأقلية نحن أساس في هذا الشرق 

*معلومات ملتبسة عن مقتل حسان وهبي ونديم الجميل يتابع ملفّه مع القضاء

*دوري شمعون لـ"اللواء": قاطعت اللقاء المسيحي لأنني أرى دور البطريرك عدم التدخل في وزواريب السياسة

*مناقشة مواقف الراعي من سوريا وحزب الله انتهت بشطبها من بيان المطارنة

*الراعي: لسنا بأقلية نحن جزء من كنيسة تجسد المسيح في الشرق

*جعجع: حلفاء النظام السوري مربكون إلى حدّ أنهم أصبحوا طلاب حوار

*عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزيف معلوف ثوابت بكركي لا تتغير ولا تعرف مكاناً أو زماناً

*جدد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر: موقف الراعي صدم المسلمين والمسيحيين.. ولا أحد يستطيع الوقوف ضد العدالة

*الرئيس الجميل: لن نشارك في لقاء "سيدة الجبل" ونرفض السجالات الصاخبة ضد الراعي

*وزير البيئة ناظم الخوري: لبنان لن يشارك في قرارات تكون ضد سوريا

*بري بدأ زيارة رسمية إلى أرمينيا

*منصور: لن نصوت مع أي قرار يدين سوريا وهذا أمر محسوم

*عون «يتحسَّس» زعامةً في الراعي/طوني عيسى/الجمهورية

*النائب خالد الضاهر: موقف الراعي صدم المسلمين والمسيحيين.. ولا أحد يستطيع الوقوف ضد العدالة

*نصيرالأسعد: نراهن على الربيع العربي والنظام السوري لن يستطيع تصفية شعبه

*وكيليكس/المستقبل/كنعان بعد "التفاهم": عون آخر شخص يقبل احتفاظ "ميليشيا حزب الله" بالسلاح

*البيان الختامي لمؤتمر الانتفاضة بطهران: لتحرير الأراضي اللبنانية والافراج عن الامام الصدر/أي تآمر واستهداف أو إجراء ضد المقاومة هو عمل عدائي

*مقتل الابن الأصغر لمفتي سورية رميا برصاص رشاش أوتوماتيكي قرب حلب/بيروت أوبزرفر

*بيروت أوبزرفر يكشف وقائع لبنانية جديدة حول تورط القوى الحليفة للأسد في قمع الشعب السوري/فادي شامية – بيروت أوبزرفر

*مقتل 130 من كتيبة "خالد بن الوليد" المنشقة

*بطرس حرب دعا "حزب الله" لاتخاذ قرار شجاع بتسليم المتهمين إلى المحكمة الدولية

*الوزير السابق محمد رحال: عون و"حزب الله" حوّلا المسيحيين بازاراً للمتاجرة بمشاعرهم

*النظام السوري يكسر حواجز الخوف/داود البصري/السياسة

*النائب عاصم عراجي لـ"المستقبل": البعض يزور دمشق للإيحاء بدعم سنّي لنظام الأسد

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي أن "تيار المستقبل" كلف لجنة متخصصة من أجل درس كل المشاريع المقترحة والممكنة لقانون الانتخاب المرتقب، وسيناقش مع حلفائه وشركائه المسيحيين هذا الأمر بهدف بلورة صورة واضحة لقانون انتخابي مقبول من كل الأطراف". ورأى أن "الهدف من زيارات بعض الشخصيات اللبنانية الى سوريا هو الإيحاء بأن هناك دعما سنيا للنظام السوري، على الرغم من أن الظلم في سوريا يطال كل أبناء الشعب السوري، ومن كل الطوائف".

ولفت في حديث الى "المستقبل" امس، الى أن "إمكان إقرار مشروع تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من خلال إصدار مرسوم خاص، يجنب طرحه على طاولة مجلس الوزراء، ويبعده عن التجاذبات الحاصلة بشأنه".

*نائب رئيس مجلس النواب دعا لبنان إلى الالتزام بتمويل المحكمة الدولية/مكاري لـ"السياسة ": مصير النظام السوري لن يختلف عما أصاب الأنظمة الديكتاتورية/ لبنان أدى دوراً متناقضاً مع نفسه ولم يكن موقفه/مما يجري في سورية مشابهاً لموقفه من النظام الليبي/عندما نتذكر الإمام الصدر يجب ألا ننسى الأشخاص الذين غيبهم النظام السوري/موقف "14 آذار" من الحكومة كان يجب أن يكون أكثر مواجهة

*تخوّف من انقسام الثورات وصراعاتها على السلطة/لبنان في حاجة إلى حكم قادر على المواجهة/اميل خوري/النهار    

*الأجور والرباعي الفاشل! نبيل بومنصف/النهار  

*"حزب الله" تجاوز إحراجات عدة للحفاظ عليها/الحكومة والتمويل: خياران أحلاهما مرّ/روزانا بومنصف/النهار     

*ميقاتي العائد من نيويورك بـ"ثقة" الغرب كيف يواجه المهمّات الثلاث الصعبة التي تنتظره/ابراهيم بيرم/النهار 

*نماذج ثلاثة لـ"المخاوف والهواجس" حيال الربيع العربي/وسام سعادة/المستقبل

*البطريرك والسينودس الخاص بالشرق الأوسط/جورج علم/الجمهورية

*نبيه السري/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*أخوة لبنانية زائفة للإيجار والاستئجار/اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

*البشيران اليوم/حازم صاغيّة/لبنان الآن

 

تفاصيل النشرة

 

جنود سوريون توغلوا داخل وادي خالد

نهارنت/توغل عدد من الجنود السوريين داخل الاراضي اللبنانية في عكار دون أن يعرف اذا كانوا قد عادوا الى الداخل السوري أم أنهم بقوا في الداخل اللبناني.

وفي التفاصيل، فإن ما يزيد عن 20 جندياً سورياً عبروا الحدود البرية المتداخلة في منطقة رجم بيت خلف والكلخة في وادي خالد. وأفادت مصادر حدودية لصحيفة "النهار" أن "الأهالي شاهدوا الجنود يعبرون الى خراج قراهم واتجهوا نزولا الى وادي نهر السرحانية". وأكدت المصادر للصحيفة عينها أن "الأمور قيد المتابعة للتثبت مما يجري على الأرض في هذه المنطقة". وقد شهدت المنطقة في الأسابيع الأخيرة توترات أمنية وإطلاق نار حيث تعرضت قوة من المشاة في الجيش اللبناني، في 15 أيلول الماضي، كانت نحو الحدود اللبنانية - السورية الى الجهة الشمالية الشرقية المقابلة لبلدة المونسة، متفقدة المنطقة التي دخلها 15 عنصرا من الجيش السوري، إلى رشقات نارية عدة من العناصر السورية المتواجدة على التلال المشرفة للتأكد من هوية القوة نتيجة الالتباس بهوية الدورية. ويفصل بين الاراضي السورية والاراضي اللبنانية في هذه المنطقة مجرى النهر الكبير. وتبعد المنطقة المأهولة من المونسة عن الحدود مسافة كيلومترين تقريباً.وينتشر في الحقول المجاورة للبلدة اجمالاً رعاة الماعز والاغنام. ونزح خلال الأشهر الأخيرة مئات السوريين الى شمال لبنان غالباً عبر معابر غير شرعية منتشرة في المناطق الجبلية الوعرة وتستخدم عادة في عمليات التهريب. وقتلت في أيار الماضي امرأة وأصيب عدد من الاشخاص بجروح خلال اطلاق نار مصدره الاراضي السورية طال بلدة البقيعة الحدودية في شمال لبنان. وتزامن الحادث مع الاضطرابات في بلدة تلكلخ السورية في اطار حركات الاحتجاج الشعبية المستمرة منذ منتصف آذار الماضي والتي تسببت حتى الآن بمقتل ما يزيد عن 2600 شخص.

 

تظاهرة احتجاجية في ابيدجان تتخللها أعمال شغب ضد لبنانيين 

شارك عشرات الشبان العاجيين أمس في تظاهرة تخللتها أعمال شغب استهدفت حياً راقياً يقطنه لبنانيون، وذلك احتجاجاً على مقتل اثنين من مواطنيهم لإثر تدخل الشرطة لحل خلاف وقع بينهما وبين رجل اعمال لبناني. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر أمنية قولها أن أكثر من مئة شاب غاضب هاجموا حي ماركوي الراقي في جنوب العاصمة الاقتصادية للبلاد وراحوا يرشقون الابنية بالحجارة ويستهدفون بشكل خاص ممتلكات اللبنانيين وهم كثر في هذا الحي. وقال مسؤول في الشرطة إن الوضع "متوتر جداً"، مضيفاً أن "اللبنانيين احتموا داخل منازلهم" في هذا الحي الذي تغلب عليه الفيللات الفخمة الخاضعة لحراسات أمنية مشددة. وأوضح مصدر دبلوماسي أن الشرطة انتشرت في الحي وتمكنت بعد الظهر من فرض هدوء نسبي فيه. وبحسب مصادر متطابقة، فان أعمال العنف اندلعت بعد خلاف وقع بين تاجر لبناني وشخصين عاجيين قتلا إثر تدخل الشرطة التي جرى استدعاؤها إلى المكان.

ورداً على سؤال لوكالة "فرانس برس" أكدت وزارة الداخلية تورط رجل اعمال لبناني في الحادث، مشيرة إلى أن "أعمال الشغب" اندلعت إثر مقتل الرجلين اللذين لا تزال هويتهما غير مؤكدة. وأضافت الوزارة أن "النظام عاد إلى الحي وهناك فرق من قوات التدخل منتشرة في المكان".(أ.ف. ب.)

 

 البطريرك الراعي بدأ زيارة راعوية إلى الولايات المتحدة: لسنا بأقلية نحن أساس في هذا الشرق 

الاثنين 3 تشرين الأول 2011

بدأ البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي زيارته الراعوية الأولى إلى الولايات المتحدة الأميركية، من مدينة بيوريا في ولاية أيلينوي، حيث حضر قداس الشكر الذي احتفل به المطران الجديد حنا علوان في رعية مار شربل. البطريرك الراعي، وفي كلمة، هنأ المطران الجديد وعائلته وجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة التي ينتمي إليها، وقال: "نحن نأتي من لبنان حاملين إليكم بركة وتحية الكردينال مار نصرالله بطرس صفير ومجلس المطارنة، لنشارك في إجتماع مطارنة القارة الأميركية ولنقوم بزيارة راعوية لأبرشيتنا في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من أجل تنظيم العمل بين الأبرشيات المارونية في الانتشار والكنيسة الأم في لبنان، عملاً بتوصيات المجمع البطريركي"، وأضاف: "نحن نعلم اننا نعيش اليوم علاقة ضعيفة مع الله، ولذلك يجب ان نعمق علاقتنا به كي نستطيع تسوية علاقتنا ببعضنا البعض كي يسودها الغفران والمسامحة".

وذكر الراعي انه "في تشرين الثاني الماضي، عقد السينودس الخاص بالشرق الاوسط"، مشيراً إلى "إنتظار الإرشاد الرسولي الخاص به، لنعيش أبعاد هذا الارشاد الذي يركز على قيم ثلاث، الحضور المسيحي في الشرق، الشركة، الشهادة للمحبة"، وأضاف: "صلوا لأجل لبنان الذي هو رسالة تعايش وحوار بين المسيحيين والمسلمين. والحضور المسيحي في لبنان هو نموذج لهذه الرسالة الفريدة، حيث تشهد الأديان انه يمكن لها ان تتعايش وتتشارك وتتحاور. نعيش اليوم بعض الازمات التي لم ولن تستطع النيل من وحدتنا ومن رسالة لبنان. إنَّ العالم يتحدث اليوم عن أقليات، ولكن نحن لسنا بأقلية، نحن جزء من جسد المسيح ونحن اعضاء فيه، ونحن في اساس هذا الشرق".

وظهراً، أقام أبناء رعية مار شربل مأدبة غداء على شرف صاحب الغبطة، وإحتفاء بالمطران علوان وذلك في قاعة "نادي ايطو"، بحيث القيت كلمات عدة، وكانت كلمة لغبطة البطريرك حيا فيها العائلات اللبنانية التي تربي على القيم الروحية والانسانية، مشيراً الى أنَّ "العائلة اللبنانية الكبرى تتنازعها الانقسامات السياسية، فيما العالم يتجه الى مزيد من العنف والحروب والارهاب"، وقال: "لذلك علينا ان نكون جماعة تدعو الى الخروج من العداوات والاتجاه الى المصالحات والسلام. لقد عشنا الحرب ونعلم ما هي ويلات الحروب ولا نريد ان يعيش غيرنا ما عشناه من مأساة. وكلبنانيين ينتظر منا ان نكون عنصر سلام في البلاد العربية، فطوبى لفاعلي السلام لانهم ابناء الله يدعون ان مشروعي هو نشر السلام".

وكان البطريرك الراعي قد وصل الى مطار شيكاغو، يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ومدير دائرة الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض، إذ كان في استقباله عدد من المطارنة والكهنة. ومن المطار، توجه غبطته الى رعية مار شربل في بيوريا، حيث ادى صلاة الشكر، وكان في استقباله عدد من ابناء الرعية، يتقدمهم المطارنة روبرت شاهين، شربل مرعي وحنا علوان، والرئيس العام للرهبانية الانطونية الاباتي داود رعيدي ورئيس عام جمعية المرسلين الاب ايلي ماضي، وخادم الرعية المونسنيور فوزي ايليا.

ويواصل غبطته زيارته الراعوية الى اميركا، فيزور اليوم الاثنين رعية سان لويس حيث يترأس الاجتماع السنوي لمطارنة القارة الأميركية الذي ينضم إليه أيضاً فضلاً عن المطارنة التي ذكرت اسماؤهم، المطارنة غريغوري منصور وادغار ماضي وجورج ابي يونس وجوزف الخوري. (الوطنية للإعلام)

 

ماذا قال وزير خارجية الفاتيكان في الأمم المتحدة؟

 المستقبل/كثر الكلام في الأيام القليلة الماضية، في الإعلام وعلى لسان مسؤولين زمنيين وروحيين، حول موقف الفاتيكان ازاء الربيع العربي، أو ما يسمّى مشكلة الأقليات في المنطقة، وتحديداً بالاستناد الى خطاب أمين سر علاقات الكرسي الرسولي مع الدول المونسنيور دومينيك مامبرتي أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة، وتعميماً للفائدة تنشر "المستقبل" النص الحرفي للفقرة المتعلقة بهذا الموضوع من خطاب مامبرتي، وقد جاء فيها:

إن احترام الحرية الدينية هو السبيل الأساسي لبناء السلام، والاعتراف بكرامة الإنسان وصون حقوق الإنسان. هذا هو التحدي الثاني الذي أريد التوقف عنده. مع الأسف، كثيرة هي الظروف التي يتم فيها المساس بالحق في الحرية الدينية أو إنكاره لأتباع ديانات مختلفة؛ مع الأسف، يُلاحظ ازدياد التعصب لدوافع دينية، وللأسف يثبت أن المسيحيين هم حالياً الجماعة الدينية المرتكب بحقها أكبر عدد من الاضطهادات بسبب إيمانها. يشكل انعدام احترام الحرية الدينية تهديداً للأمن والسلام، ويعيق تحقق تنمية بشرية شاملة فعلية. إن الأهمية الاستثنائية لدين محدد في إحدى الأمم يجب ألا تعني أن يتعرض المواطنون المنتمون إلى طوائف أخرى للتمييز في الحياة الاجتماعية أو أسوأ من ذلك أن يُسمح بارتكاب العنف ضدهم. في هذا الصدد، من المهم تشجيع التزام مشترك بالاعتراف بالحرية الدينية لكل فرد وجماعة وبتعزيزها من خلال حوار صادق بين الأديان يرعاه ويستخدمه الممثلون عن مختلف الطوائف الدينية وتدعمه الحكومات والسلطات الدولية. أجدد للسلطات ولزعماء الأديان دعوة الكرسي الرسولي المفعمة بالاهتمام لكي تتخذ تدابير فعالة من أجل حماية الأقليات الدينية حيثما تكون مهدَّدة، ولكي يتمكن أتباع كافة الطوائف في كل مكان من العيش بأمان والاستمرار في تقديم إسهامهم للمجتمع الذي ينتمون إليه. بالتفكير بالوضع في بعض البلدان، أود أن أكرر بخاصة أن المسيحيين هم مواطنون كالآخرين، متعلقون بأمتهم وأمناء لجميع واجباتهم الوطنية. من الطبيعي أن يتمتعوا بكافة حقوق المواطنية، وحرية المعتقد والعبادة، والحرية في مجال التعليم والتربية وفي استخدام وسائل الاتصالات.

من جهة أخرى، في بعض البلدان، وعلى الرغم من إيلاء أهمية كبرى للتعددية والتسامح، إلا أن هناك نزعة إلى اعتبار الدين كعامل غريب عن المجتمع المعاصر أو حتى مقوض للاستقرار، مع السعي بأساليب متنوعة إلى تهميشه ومنع أي تأثير له في الحياة الاجتماعية. ولكن، كيف يتم إنكار إسهام الديانات الكبرى في العالم في تطور الحضارة؟ كما شدد البابا بندكتس السادس عشر، فقد أدى البحث الصادق عن الله إلى مزيد من الاحترام لكرامة الإنسان. على سبيل المثال، قدمت الجماعات المسيحية بإرث القيم والمبادئ الخاص بها إسهاماً كبيراً في إدراك الأفراد والشعوب لهويتهم وكرامتهم، وفي غزو مؤسسات دولة القانون، وإثبات حقوق الإنسان وواجباته المتطابقة. من هنا، من المهم أن يشعر المؤمنون اليوم كما في الأمس بحرية تقديم إسهامهم في تعزيز نظام صحيح للوقائع البشرية ليس فقط بالتزام مسؤول على الصعيد المدني، الاقتصادي والسياسي، وإنما أيضاً بالتعبير عن محبتهم وإيمانهم.

 

معلومات ملتبسة عن مقتل حسان وهبي ونديم الجميل يتابع ملفّه مع القضاء

النهار/ توفي عصر أمس في مستشفى الجامعة الأميركية حسان وهبي متأثراً بالجروح التي أصيب بها جراء اعتداء عليه داخل الأراضي السورية الأسبوع الماضي جرى على أثره نقله الى الشمال ومنه الى مستشفى الجامعة الأميركية في حالة غيبوبة. وتجري السلطات القضائية المعنية تحقيقات في الظروف والملابسات التي أدت الى الاعتداء عليه علماً أنه محازب سابق في الحزب السوري القومي الاجتماعي. وقد أثير لغط حول وهبي إذ تردد أنه متهم بالتورط في اغتيال الطفلة مايا بشير الجميل في الثمانينات، الأمر الذي نفى النائب نديم الجميل معرفته به. ولم تعرف هوية الجهة التي تعرضت لوهبي داخل الاراضي السورية. ففي حين أفادت معلومات أنه تعرض للضرب على ايدي مناصرين للنظام السوري لدى خروجه من مدينة حماه والاستيلاء على سيارته وأمواله. تحدثت معلومات أخرى عن ان وهبي، وهو من أبناء بلدة بينو في عكار، قصد حمص لشراء منشار كهربائي للحجارة إذ إنه يعمل في هذا المجال، ولدى عودته اعترضه متظاهرون مناهضون للنظام وانزلوه من السيارة التي كان يستقلها وتحمل لوحة لبنانية واعتدوا عليه بالضرب، ففقد وعيه تماماً وظل في حال غيبوبة الى ما بعد نقله الى مستشفى الجامعة الأميركية حيث توفي أمس. وأعلن النائب نديم الجميل أنه سمع للمرة الأولى باسم حسان وهبي كمتورط في اغتيال شقيقته مايا، لافتاً الى "ان هناك اسماء ثلاثة اشخاص متورطين في الاغتيال ومعروفين من الأجهزة الأمنية والقضائية، وهم يتنقلون في البلاد!". واستغرب "ظهور اسم حسان وهبي كمتورط في الجريمة" وقال "إذا كانت لدى الأجهزة الأمنية والقضائية معلومات عمن ارتكب الجريمة فلماذا لم تتحرك منذ زمن؟ولماذا يطرح الآن هذا الاسم؟" وأوضح أنه سيتابع هذا الأمر مع الأجهزة القضائية "وخصوصاً لجهة دخول وهبي الى لبنان من سوريا وكيف سمحت له الأجهزة الأمنية التجول في لبنان". وشدد على "أن هناك تقصيراً في متابعة الملف من الأجهزة، وخصوصاً أن المتهم باغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل حبيب الشرتوني معروف مكان الاقامة". وأكد أنه "لا يتم الارتكاز على الخبر الذي تم تداوله عن حسان وهبي، وعلينا انتظار القضاء وماذا سيقدم لنا من معلومات عن اغتيال مايا".

 

دوري شمعون لـ"اللواء": قاطعت اللقاء المسيحي لأنني أرى دور البطريرك عدم التدخل في وزواريب السياسة

أوضح رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون انه "لم يقتنع بتوضيحات البطريرك الراعي وما أعلنه بخصوص النظام السوري وسلاح حزب الله خطيئة مميتة"، وقال ردا على سؤال: "نعم قاطعت اللقاء المسيحي في بكركي لأنني أرى دور البطريرك عدم التدخل في قانون الانتخابات وزواريب السياسة". شمعون، وفي تصريح لصحيفة "المستقبل"، اضاف: "أرفض ان تنتخب كل طائفة نوابها وهذا يعني تكريس الإنقسام الطائفي وهو عدوها الأول". وقال: "من استزلم من المسيحيين للنظام السوري بقي حيّاً، والذين رفضوا الاستزلام بات نصفهم بالقبور والراعي اليوم يعطيه شهادة حسن سلوك". وأعلن ان "الراعي خرج عن ثوابت اللبنانيين فالنظام السوري هجر المسيحيين، وزيارة الوفد السوري له جاءت بعدما قدم لهم هدية لم يحلموا بها". وقال: "عون غير قابل للتغيير والإصلاح فهو ساهم في خراب البلد وحلمه الوصول الى رئاسة الجمهورية". ورأى انه "يوجد مخطط لدى حزب الله لربط المناطق الشيعية ببعضها ولذلك يشتري أراضي المسيحيين تمهيدا لتغيير ديموغرافي وتشييع البلد".

 

مناقشة مواقف الراعي من سوريا وحزب الله انتهت بشطبها من بيان المطارنة

نهارنت

شاركت الدوائر الكنسية في مناقشة المواقف الأخيرة التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي في شأن الوضع في سوريا وسلاح حزب الله، وتخلل الإجتماع الأخير لمجلس المطارنة الموارنة حوار شارك فيه أكثر من اثني عشر مطرانا، في إطار صياغة النداء الأخير الذي صدر يوم الأربعاء الماضي عشية سفر الراعي الى الولايات المتحدة الأميركية.

وانطلق النقاش من مسودة النداء التي حملها الراعي الى الاجتماع وهي كانت تتضمن في الشق الوطني المحاور الآتية:

1- التحذير من تحول ما تشهده سوريا من حركة شعبية مطالبة بالحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية الى حرب أهلية ونزاع مذهبي وطائفي بين السنة والعلويين يمتد الى لبنان من خلال تحالف سنة سوريا مع سنة لبنان في مواجهة تحالف علويي سوريا ولبنان مع الشيعة اللبنانيين، مما ينعكس سلبا على مسيحيي لبنان وسوريا ويدفع بهم إلى مزيد من الهجرة والانكفاء.

2- التحذير من أن سعي المجتمع الدولي الى تطبيق الديمقراطية في سوريا قد ينتهي بحلول نظام متطرف يديره الإسلاميون المتطرفون مكان نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

3- الحل لمشكلة سلاح حزب الله يكون بسحب الذرائع التي يبرر بها الحزب تمسكه بسلاحه من خلال ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا، ومبادرة الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا إلى تسليح الجيش اللبناني بما يمكنه من الحلول مكان حزب الله في مواجهة إسرائيل.

وقد استهل أحد النواب البطريركيين النقاش بالتأكيد على أن الكنيسة لا يمكن أن تتخلى عن ثوابتها الاستراتيجية والمبدئية لاعتبارات تكتيكية – آنية – مرحلية. وبالتالي فإن الدخول في تحليلات سياسية وتوقعات لما يمكن أن تنتهي اليه مطالبة الشعب السوري بالحرية والديمقراطية لتبني الكنيسة على أساسها موقفها، أسلوب يمكن أن يسيء إلى جوهر تعاليم الكنيسة، ويظهرها كمن يقف ضد حق الشعوب في تقرير مصيرها، وكمن يبرر للأنظمة الدكتاتورية اغتصابها لحقوق الإنسان وتجاوزها للأعراف والقوانين الدولية في التعاطي مع المظاهرات السلمية. وأضاف: "لا يمكن للكنيسة أن تعتمد قاعدة الغاية الشريفة تبرر الوسيلة الملتوية… وإلا تحولنا من معلمين ومرشدين الى مساومين على القيم والتعاليم وحتى العقيدة".

وختم النائب البطريركي مداخلته متوجها الى البطريرك الراعي بالقول: "لقد كررتم في أكثر من مناسبة أن التفاصيل السياسية تبقى من مسؤولية السياسيين، وأنتم على حق في هذه المقاربة، وعلينا أن نلتزم بها قولا وفعلا، بحيث نترك للسياسيين التحليل ونتمسك بالمبادئ بمعزل عن المكان والزمان والظروف".

بعد ذلك توجه مطران من الذين شاركوا في صياغة "شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان" الى البطريرك الراعي بالقول: "لقد كانت لكم أياد بيضاء في صياغة هذه الوثيقة وما تضمنته. كما كانت لكم صولات وجولات في شرحها من خلال الندوات والمحاضرات التي حثت أبناء الكنيسة على الالتزام بها والعمل بموجب مضمونها، لاسيما لناحية حق الشعوب في الحرية وحق الإنسان في العيش بكرامة وفي التعبير عن رأيه، وعن ضرورة حصر السلاح بالدولة اللبنانية دون غيرها من الجهات الحزبية. فكيف يمكننا اليوم أن نواجه أبناءنا بمنطق مغاير؟ هل نقول لهم إن ما تضمنته الشرعة كان خطأ؟ هل نقول لهم إن الكنيسة تغير مبادئها وفقا للظروف؟".

وأشار أحد المطارنة من الذين تولوا مسؤوليات دبلوماسية في الكنيسة الى ضرورة الحذر من مخاطر تبني مجلس المطارنة الموارنة لما ورد في مسودة النداء التي اقترحها الراعي، وقال: "لا يجوز أن نعلن موقفا يمكن أن يفسره العرب بأنه عدائي تجاه الطائفة السنية في لبنان والمحيط العربي، لأن من شأن ذلك أن ينعكس سلبا على الحضور المسيحي في الشرق عموما ولبنان خصوصا". وسأل: "ماذا نكون قد أنجزنا إن اتخذنا موقفا معارضا لحقوق الأكثرية السنية في سوريا المدعومة من الأكثرية السنية في العالم العربي والخليج خصوصا؟ وكيف يمكن أن نتحمل تبعة إقدام الدول العربية الخليجية مثلا على ترحيل المسيحيين العاملين فيها على خلفية ما يمكن أن يفسر بأنه دعم من قبلنا للنظام في سوريا، كما سبق لبعضها أن رحلت الشيعة الداعمين لحزب الله؟ وهل يساعد قطع أرزاق عشرات الألوف من أرباب العائلات المسيحيين العاملين في دول الخليج العربي في تثبيت المسيحيين اللبنانيين في أرضهم؟ أم أنه سيدفع بهم الى الهجرة البعيدة مما يقطع أي صلة لهم بلبنان ودول المنطقة؟".

وخلص الى القول: "علينا أن نكون حذرين وواعين لانعكاسات أي موقف نتخذه على أبنائنا ومصالحهم الاقتصادية، لأن الدور الفاعل للمسيحيين سياسيا ووطنيا ينطلق من ضرورة تأمين بيئة اقتصادية واجتماعية ملائمة لاستقرارهم واكتفائهم المادي".

وتولى مطران سابق على إحدى الأبرشيات المارونية في الخارج الكلام محذرا من مخاطر الدخول في مواجهة مع دوائر القرار الدولية، وقال: "حسنا يفعل البطريرك بنقله هواجس أبنائه ومخاوفهم الى الدول الفاعلة وإداراتها، ولكن هناك خيط رفيع يفصل بين المطالبة بأخذ وجهات نظرنا وقلقنا في الاعتبار في رسم السياسات الدولية، وبين الدخول في مواجهة مع الإدارات الأوروبية والأميركية". وأضاف: "المعلومات الدبلوماسية المتوافرة تشير الى بوادر فتور وبرودة في العلاقات بين الكنيسة المارونية وكل من باريس وواشنطن، وهي برودة يتطلب حفظ مصالح المسيحيين في الشرق معالجتها بسرعة قبل أن تتحول الى قطيعة ويدفع المسيحيون في لبنان والدول العربية ثمنها. فالعلاقات بين الفاتيكان وكل من الإدارتين الأميركية والفرنسية تمر بشهر عسل منذ سنوات، ونحن لا يمكننا منفردين أن نغير في مسار دولي مرسوم، ولا يجوز أن تنتهي مطالبتنا بألا يدفع المسيحيون ثمن صراع مذهبي بين السنة والشيعة والعلويين الى أن يدفعوا ثمن مواجهة خاسرة سلفا بين المسيحيين اللبنانيين والمشرقيين من جهة والمجتمع الدولي من جهة ثانية".

وقال أحد المطارنة الذين لعبوا دورا بارزا في السنوات القليلة الماضية في مداخلته: "منذ عام 2000 أصدر مجمعنا أحد عشر نداء الى اللبنانيين. وقد تضمنت هذه النداءات مواقف من سوريا وسلاح حزب الله تتناقض كليا مع المواقف التي نناقشها. فكيف نواجه أبناءنا اليوم إن نحن أصدرنا نداء جديدا بالصيغة المقترحة؟ هل نقول لهم إن كنيستكم كانت على خطأ على مدى أحد عشر عاما واليوم هي تصحح خطأها؟ وهل يمكن لأحد منا أن يقول إنه غير معني بالنداءات السابقة؟ كلنا وافقنا عليها ولو كانت لبعضنا تحفظات ضمنية. وكلنا دافعنا عن مضمونها. حتى أنتم يا غبطة البطريرك هددتم بإنزال الحرمان الكنسي على السياسيين الذين كانوا يتطاولون على البطريرك والأساقفة على خلفية المواقف التي تضمنتها هذه النداءات. فكيف نبرر تراجعنا أمام الناس؟ والأهم كيف نبرر تراجعنا أمام أنفسنا وأمام الله؟ صحيح أن العودة عن الخطأ فضيلة ولكن علينا أن نتفق أولا إذا كنا مخطئين فعلا في مقاربتنا السابقة".

وأثار مطران سبق أن تولى مسؤوليات إعلامية شكاوى قال إنه تلقاها من إعلاميين ومسؤولين مسيحيين وموارنة في وسائل إعلامية عن وجود مجموعة من الإعلاميين تدعي صفة "مستشاري البطريرك" مع أنهم يعملون في مؤسسات إعلامية ناطقة باسم أحزاب وتيارات سياسية ومرجعيات محسوبة على قوى 8 آذار، وهم يقولون بأن البطريركية المارونية استدعتهم ليكونوا مستشارين إعلاميين. نحن نعرف أن الأستاذ وليد غياض وهو المسؤول الإعلامي في بكركي. فهل أن ما تدعيه هذه المجموعة صحيح؟ وإذا كان ذلك صحيحا فأنا لا أنكر على البطريرك حقه في إحاطة نفسه بمن يريد، ولكن ألفت الإنتباه الى أن وجود مثل هذه المجموعة التي لها رأي سياسي واحد ومحدد تعبر عنه في كتاباتها ومواقفها في صحف ومحطات تلفزيونية معروفة من شأنه أن يصور البطريركية وكأنها طرف سياسي، في وقت تسعون الى جمع القادة المسيحيين من مختلف التوجهات السياسية. إن تعريف هذه المجموعة عن نفسها بأنها لجنة إعلامية استشارية للبطريرك يثير حساسيات من واجبنا معالجتها".

وقد أوضح البطريرك الراعي بأن هذه المجموعة موجودة ولكن أضيفت إليها أسماء أخرى من توجهات سياسية محسوبة على 14 آذار. وقال: "لست أنا من طلب حضورها، وإنما هي أعربت عن رغبتها في التعبير عن رأيها للمطران صياح الذي اصطحب المجموعة. وأنا وصلتني اعتراضات. وعلى هذا الأساس أوقفت الاجتماعات مع هذه المجموعة الأسبوع الماضي".

ولفت مطران مستقيل الى أنه ليس ضد زيارة البطريرك الى بعلبك الهرمل والجنوب، وقال: "هذه المناطق أعرفها جيدا وتوليت رعاية الموارنة في بعضها قبل استقالتي. ولكن في الشكل أعتقد أن الأحزاب والتيارات السياسية الغالبة في هذه المنطقة استغلت الزيارة على نحو لم تستفد منه البطريركية المارونية ولا رعيتها. لقد أعطينا من دون أن نأخذ. على الأقل كان يفترض أن نستعيد حقوقنا الوقفية في لاسا. وأن ننتزع تعهدا بعدم شراء أراضي المسيحيين في الجنوب. وبوقف التمدد في الضاحية الجنوبية وبعبدا".

وأضاف: "إن ما أزعجني في البقاع قولكم يا غبطة البطريرك بأنكم ستكونون صدى للإمام موسى الصدر. والبطريرك الماروني اعتاد تاريخيا أن يكون الآخرون صدى له ولمواقفه. وقد فسر موقفكم بأنه تأييد لشعار "السلاح زينة الرجال". أعرف تماما أنكم لم تقصدوا ذلك ولكن هذا لا يمنع أنهم استغلوا ذلك".

وتابع المطران المستقيل: "في الجنوب لاحظت عبارة "أهلا بكم في جنوب المقاومة"، وكأن فريقا سياسيا يريد تفسير زيارتكم على أنها اعتراف بهوية سياسية واحدة للجنوب. واعتقد أنه كان من الضروري أن تثيروا خلال الزيارة مشكلة أبنائنا الذين أجبروا على الهجرة الى إسرائيل. من واجبنا العمل على تبني قضيتهم والعمل على إعادتهم الى أرضهم ووطنهم بعد إحدى عشرة سنة على تهجيرهم".

وعكس مطران حالي على إحدى أبرشيات الأطراف تململ الأوساط السنية في المناطق التي يتولى رعايتها، وقال: "القيادات السنية تشكو من تفريق بينها وبين القيادات الشيعية خلال زيتاراتكم الراعوية. وقد سمعنا الرئيس فؤاد السنيورة يشكو من عدم تلبيتكم دعوة آل الحريري الى مجدليون في حين لبيتم دعوة الشيخ محمد يزبك الى العشاء في بعلبك ودعوة الرئيس نبيه بري الى الغداء في المصيلح".

وقد أوضح البطريرك الراعي بأنه لا يمكنه أن يفتح الباب على هذه الدعوات من دون الدخول في متاهات لا تنتهي. وقال: "على كل حال أنا سارعت الى معالجة الشكاوى بالدعوة الى قمة روحية اقترحت أن تكون في دار الفتوى. وبالتالي فقد ساويت بين السنة والشيعة. أما دعوة بري الى الغداء فكانت بصفته الرسمية كرئيس لمجلس النواب وفي حضور رئيس الجمهورية".

وذكر مطران من جبل لبنان بأن قمة روحية انعقدت في بكركي قبل أسابيع. وصدر عنها بيان يشدد على مرجعية الدولة في استكمال تحرير الأرض والدفاع عن لبنان. واعترض نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان بعد صدور البيان على تمسكنا بعدم الإشارة الى دور المقاومة. فما الذي تغير؟ ولماذا تراجعنا وصرنا ننقل وجهة نظر حزب الله من المقاومة والسلاح غير الشرعي. إن من شأن هذه التقلبات أن تربك شعبنا وأن تظهرنا في موقع من يتعرض للضغوط ومن يرضخ لها. وهذا يفتح الباب على مزيد من الضغط علينا للحصول منا على مزيد من التنازلات على حساب قناعاتنا وخطنا التاريخي ومصالح المسيحيين ومنطق الدولة".

وعقب مطران آخر على كلام زميله بالإشارة الى أن موقف البطريركية المارونية من السلاح خارج إطار الدولة مبدئي وتاريخي، مذكرا بأن البطريرك الراحل خريش والكاردينال صفير رفضا بين العامين 1975 و1989 إعطاء أية إشارة توحي بتغطية بكركي للسلاح الذي كان يحمله المسيحيون في مواجهة الفلسطينيين الذين أقاموا دولة ضمن الدولة، والسوريين الذين كانوا يسيطرون عسكريا على لبنان. فكيف ننقل اليوم وجهة نظر حزب الله التي يتذرع بها للإبقاء على سلاحه خارج إطار الدولة علما أن الدولة قائمة، في وقت امتنعنا عن تبرير سلاح المسيحيين في مواجهة مصادري السيادة اللبنانية حتى يوم لم تكن الدولة موجودة؟"

وفي ضوء هذه المناقشات اقترح أحد النواب البطريركيين العامين إدخال تعديلات جوهرية على مسودة البيان الذي حمله البطريرك الراعي الى مجلس المطارنة الموارنة منطلقا من ضرورة الأخذ بقاعدتين:

- الأولى: عدم الدخول في تفاصيل المواقف السياسية من التطورات الجارية، والاكتفاء بالمبادئ العامة بحيث لا يتم التطرق الى مواضيع التحذير من حرب اهلية يمكن أن تنتهي اليها الثورة السورية، ولا الى مخاطر احتمال انتقال السلطة في سوريا الى الإسلاميين، ولا الى الذرائع التي يلجأ اليها حزب الله لتبرير الاحتفاظ بسلاحه خارج القرار الشرعي للدولة اللبنانية، ويصار إلى التركيز على أهمية "السهر على تطبيق قرارات مجلس الأمن تطبيقا عادلا"، وعلى "الحرية والمساواة في الحقوق لجميع شعوب المنطقة بالتعاون وبعيدا عن العنف".

- الثانية: ألا تظهر الصياغة الجديدة وكأن مجلس المطارنة الموارنة يعارض البطريرك الراعي مما يسيء إلى صورة الكنيسة ووحدتها، بحيث تستبدل دعوة المسيحيين الى "الالتفاف حول مواقف البطريرك"، بالدعوة الى "الالتفاف حول البطريرك والثقة بقيادته وحكمته" على قاعدة أنه "يشهد للحقيقة بجرأة وشجاعة".

وقد أخذ مجلس المطارنة الموارنة برأيه، وصدر البيان بالصيغة التي صدر فيها خاليا من المواقف السياسية التي صدرت عن البطريرك الراعي في باريس وبعلبك والجنوب.

 

من غير الممكن أن تستقر البلاد إذا لم يأتِ قانون الإنتخابات مترجماً لاتفاق الطائف"

جعجع: حلفاء النظام السوري مربكون إلى حدّ أنهم أصبحوا طلاب حوار

إعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "ما يجري في سوريا هو كناية عن ثورة شعبيّة كبيرة، الهدف ‏منها إسقاط النظام الحالي وتشكيل نظام آخر سيكون أكثر ديمقراطيّة من نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، والتجارب التي تحصل في الدول العربيّة الأخرى خير ‏دليل على ذلك"، مشيراً إلى أن "هذا المسار نحو الديمقراطية سيمرّ في صعوبات وعقبات كبيرة، ولكن في ‏نهاية المطاف لا يمكن للتاريخ إلا أن يتقدّم نحو الأمام".

جعجع، وفي اتصال هاتفي مع المؤتمر السنوي لمقاطعة أميركا الشمالية في "القوات اللبنانية" في بافالو- نيويورك، رأى أن "حلفاء النظام السوري الحالي في لبنان هم في حالة إرباك كبيرة، إلى حد أنهم أصبحوا الآن طلاب حوار ولا يمكننا ردعهم ليل نهار عن ‏الدعوات من أجل الحوار"، مضيفًا: "إن حلفاء سوريا يشعرون أن النظام سيسقط لذا فهم يحاولون إتخاذ التدابير الممكنة كلّها لكي يكونوا في مأمن في حال سقط النظام، وبالتالي فإن الجميع في لبنان اليوم في حال من الترقب وضرب الأخماس بالأسداس في انتظار المرحلة المقبلة، فلا تنتظروا في المرحلة الحاليّة أن يقدم أي فريق من الأفرقاء لا "14 آذار" ولا "8 آذار" على خطوة كبيرة باستثناء تصريف الأعمال الذي يتم يومياً".

ورأى جعجع أنه "من غير الممكن أن تستقر البلاد إذا لم يأتِ قانون الإنتخابات معبّراً ومترجماً لما هو مطلوب في "اتفاق الطائف"، الذي أعطى 64 نائباً في مجلس النواب للمسلمين و64 نائباً للمسيحيين، وبالتالي يجب أن نحاول إيجاد القانون الإنتخابي الأكثر قرباً من هذا الهدف، أي أنه يترك للمسيحيين انتخاب نوابهم الـ 64 كما يترك للمسلمين انتخاب نوابهم الـ 64 أيضاً، وطبعاً كل هذا تحت سقف اتفاف الطائف".

جعجع الذي أشار إلى أن "هناك مناقشات كبيرة تحصل على هذا الصعيد، إن في إطار الإجتماعات المسيحيّة التي ‏تُعقد في بكركي أو بيننا نحن وحلفائنا في "تيار المستقبل"، فهذه المناقشات ليست ‏سهلة ولكن في نهاية المطاف أتصوّر أنه في كل الأحوال ‏سنتوصّل إلى إقرار قانون إنتخاب أفضل من القانون الحالي"، قال: "القانون الأساسي الذي يتم البحث به هو قانون النسبيّة المطبق على 15 دائرة في لبنان، وهذا القانون لا بأس به، ولكن بعد إطلاق "اللقاء الأرثوذكسي" فكرته بأن يكون لبنان دائرة واحدة، وعندها كل طائفة تقوم بانتخاب نوابها في كل لبنان، توقفنا نحن عند هذا الخيار ونقوم بطرحه في الإجتماعات إن على الصعيد المسيحي أو على صعيد قوى 14 آذار".

وإذ ‏اعتبر أن "النظام الداخلي لحزب "القوات" تضمن كلّ المكونات المطلوبة كي تكون حركتنا مؤسسة، والأهم هو أنه يؤمّن لنا الإستمراريّة لنورث الأجيال اللاحقة حزباً أفضل بكثير من الذي استلمناه وناضلنا وأكملنا الطريق من خلاله"، هنأ جعجع أجيال "القوّات" بهذه الخطوة "التي أنجزناها هذا العام لأنني أعتبرها بمثابة انتصار كبير والجميع يعرف مدى أهميتها التي لن تظهر إلا عند إجراء أول إنتخابات حزبيّة ومن المفترض حصولها خلال سنة".

وأعلن جعجع أنه يقوم حالياً بدراسة مسوّدة الإعلان السياسي (الـ"manifest" ) وسيقوم "بتحويله إلى الهيئة التنفيذيّة التي ستقوم بإدخال التعديلات التي تريدها عليه ومن هناك سيحال إلى الهيئة العامة التي ستقوم بإقراره، وبالتالي يكون قد أصبح لنا نظاماً سياسياً من جهة وإعلاناً سياسياً من جهة أخرى، وعلى الأثر سنقوم بفتح باب الإنتساب إلى الحزب".

وعن قداس ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية هذا العام، قال جعجع: "لقد كان الاحتفال في الحقيقة أكبر بكثير ‏من احتفال بذكرى شهداء، وكأن الشهداء لا يزالون معنا ويصونون خطواتنا وكأنهم ‏يقومون بمساعدتنا، فعلى صعيد الطقس، استمر هطول الامطار حتى الساعة تقريباً 3:00 من ‏بعد الظهر تقريباً، فيما كانت مواكب الرفاق المشاركين انطلقت من المناطق كافة، وفجأة ‏توقف هطول الأمطار وأشرقت الشمس وكأن شيئاً لم ‏يكن. وبالفعل، أمضينا كل فترة القداس والإحتفال وكأننا في أجواء صيفيّة".‏

وأضاف جعجع: "لقد عشتم جميعاً أجواء الإحتفال المؤثرة والعميقة جداً والمستشرفة للمستقبل، وبكل صراحة، فقد أحدث القداس صدى ‏كبيراً جداً في أوساط الرأي العام ولكن الأهم كان في أن ما قيل في القداس كان ‏كناية عن وثيقة تأسيسيّة للمستقبل وإعادة تصويب لدور المسيحيين في لبنان ‏والشرق، خصوصاً بعد ما جرى من غموض أو إلتباس في ما يتعلق بدور ‏المسيحيين"، متمنياً على كل شاب وشابة أن "يكون خطاب القداس وثيقتنا السياسيّة على المدى المنظور، لأننا كمسيحيين لا يمكننا أن نعيش لا في ‏لبنان ولا في المنطقة على هامش الأحداث، وفي اللحظة التي نستقيل فيها من ‏دورنا ونعيش على هامش الاحداث أو في اللحظة التي نأخذ فيها مواقف تناقض كل ‏قناعاتنا وتعارض كل مبادئنا فان كل ما عاش من أجله آباؤنا وأجدادنا يذهب هباءً ".

وتابع قائلاً: "ما قيل في القداس هو كلام في الصميم والجوهر، وأنا شعرت ‏بالفعل أنه أعاد الروح إلى قسم كبير من المسيحيين في لبنان وأعاد توجيه البوصلة ‏تماماً في الإتجاه الذي يجب أن تكون موجهة إليه"، ورأى أنها "المرّة الأولى التي يحصل فيها شهداء "المقاومة ‏اللبنانيّة" على حقهم كما يجب لأنها المرة الأولى التي يقوم فيها بطريرك وخصوصاً بطريرك تاريخي بحجم الكاردينال مار نصرالله بطرس ‏صفير برئاسة الذبيحة الإلهيّة عن راحة أنفسهم شخصياً، بالاضافة الى ارسال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رقيماً بطريركياً يفيهم حقهم ويشهد على شهادتهم".

وختم جعجع بالطلب من المغتربين في أميركا الشمالية "البدء بالتحضير للإنتخابات النيابيّة في العام 2013 من خلال تسجيل اسمائهم في أسرع وقت ممكن في أقرب سفارة أو قنصليّة من مكان إقامتهم، وعليهم أن يقوموا بتنظيم حملة داخل الجالية اللبنانية من أجل حض الناس على تسجيل أسمائهم، وابلاغ السفير أو القنصل أو الموظف المعني هناك بأنهم يريدون المشاركة في عمليّة الإنتخاب في قنصليّة او سفارة البلاد حيث يُقيمون".(المكتب الإعلامي)

 

عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزيف معلوف ثوابت بكركي لا تتغير ولا تعرف مكاناً أو زماناً

أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزيف معلوف أن اجتماع سيدة الجبل المرتقب "ليس بالضرورة مرتبطاً بمواقف البطريرك (مار بشارة بطرس الراعي)، فهو ليس المرة الاولى الذي يُعقد، بل سبق والتأم مرات عدة". معلوف وفي تصريح لإذاعة "لبنان الحر" ذكّر أن "البطريرك الراعي الذي انتخب من قبل المطارنة وأخذ بركة الفاتيكان، هو اليوم رأس الكنيسة المارونية في الشرق، مع كل احترامنا وتقديرنا للبطريرك (مار نصرالله بطرس) صفير وللدور الذي لعبه"، مؤكداً أن "ثوابت بكركي هي نفسها ولا تتغير ولا تعرف مكاناً أو زماناً".

(رصد NOW Lebanon)

 

جدد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر: موقف الراعي صدم المسلمين والمسيحيين.. ولا أحد يستطيع الوقوف ضد العدالة

جدد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر دعوته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى "الإستقالة في حال لم تقر الحكومة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، مشدداً على "ضرورة إقامة العدالة ومعرفة من ارتكب الجرائم التي حصلت في لبنان"، ولفت إلى أنَّ "المحكمة كانت مطلباً لبنانياً، إلا أنَّ فريق 8 آذار يريد الخروج الآن من هذا الإلتزام".

وفي حديث لقناة "الجديد"، أكد الضاهر أنَّ "الأسلوب الذي يعتمده فريق 8 آذار مع المحكمة لن ينفع، إذ لا بد من معالجة الأمر قانونياً ومن خلال إحترام المحكمة"، مذكراً بـ"إلتزام رئيس الحكومة والحكومة بالمحكمة الدولية"، ورأى أنَّ "الإختلاف في الرأي داخل الحكومة بدعة لم تشهده الحياة السياسية من قبل، إذ هناك تناقض كبير في الحكومة بين إعلان الإلتزام بالقرارات الدولية من جهة وتنصل فرقاء آخرين داخل هذه الحكومة من ذلك، أو هناك توزيع للأدوار بين أفرقاء الحكومة لتمرير الوقت".

وفي السياق نفسه، أضاف الضاهر: "هناك خلل كبير غير مسبوق في الحكومة، إذ هناك فريق يقول علناً إنه لا يلتزم بما أعلن رئيس الحكومة إلتزامه به"، مؤكداً أنَّ "أحداً لا في لبنان ولا في خارجه يستطيع الوقوف ضد العدالة والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كما لا يستطيع أحد الوقوف بوجه تمويل المحكمة"، وأضاف: "سوف يعرضون لبنان لعقوبات في حال عدم إلتزام لبنان بالقرارات الدولية وتلك المتعلقة بالمحكمة الدولية، وقد ذكرت صحيفة "وال جورنال ستريت" أن وزير المال محمد الصفدي عاد من في نيويورك بمعلومات عن مخاطر كبيرة قد يتعرض لها النظام المالي في لبنان في حال عدم إلتزامه بالقرارات الدولية". وأبدى الضاهر استغرابه "لتشكيك التيار الوطني الحر بالمحكمة الدولية الآن"، غير أنَّه عاد وأكد أنَّ "هذا الأمر لن يغير في الأمر شيئاً".

ورداً على سؤال حول مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اجاب الضاهر: "البطريرك تكلم كلاماً سياسياً مع إحترامي لموقعه وحقه ولموقع بكركي التاريخي الذي رفض الذهاب زاحفاً إلى سوريا"، لافتاً إلى أنَّ "كلام الراعي في باريس فيه استفزاز للسنة"، وقال: "موقف البطريرك صدم المسلمين ليس في لبنان فقط كما صدم المسيحيين أيضاً"، موضحاً أنَّ "أمرين خطيرين برزا في كلام البطريرك، أولهما وكأن النظام الحالي في سوريا يحمي المسيحيين، في حين أن هذا النظام هو من قصف زحلة والمسيحيين والمسلمين وليس "الاخوان المسلمين"، فقد فهم كلام الراعي وكأنه تغطية للنظام السوري، وتغطية سلاح "حزب الله"، إذ لبى دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري في الجنوب ودعوة "حزب الله" في بعلبك، ورفض دعوة النائب بهية الحريري والرئيس فؤاد السنيورة في صيدا، وهذا كان انحيازاً فاضحاً أمام الرأي العام".(رصد NOW Lebanon) 

 

الجميل: لن نشارك في لقاء "سيدة الجبل" ونرفض السجالات الصاخبة ضد الراعي

نهارنت/أكّد رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل عدم مشاركة الحزب بلقاء سيدة الجبل المعارض للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

وقال في حديث عبر قناة "الجديد" : "لم تتم دعوتنا لهذا اللقاء ولا نعرف من الذي قام بالدعوة". و تحضّر قوى 14 اذار لمؤتمر مسيحي يضم 600 شخصية مسيحية بهدف " الخروج بتصور عملي لدور المسيحيين وموقعهم في الربيع العربي". وذكرت صحيفة "اللواء" أن اللجنة التحضيرية لمؤتمر سيدة الجبل والذي سيعقد في 23 تشرين الاول الحالي والتي يلعب ضمنها النائب السابق سمير فرنجية والدكتور كمال اليازجي بالتنسيق مع منسق الامانة العامة لـ14 آذار الدكتور فارس سعيد دوراً بارزاً كثفت جهودها.

وأوضحت "إن لجهة اختيار الـ700 شخصية مسيحية فكرية وسياسية ونيابية واعلامية، أو لجهة البيان الذي يعد للصدور عن المؤتمر حول خيارات المسيحيين اللبنانيين والشرقيين ازاء المشاركة في الربيع العربي والآفاق التي يفتحها على المستقبل التغييري والديمقراطي والدور الريادي للمسيحيين فيه، في اطار استكمال الدور المسيحي في النهضة العربية وفي تشكل المجتمعات العربية المعاصرة"•  وأعلن الجميل رفضه للسجالات الصاخبة فوق السطوح ضد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي" سائلا: "من لا يشاطر الراعي هواجسه، إلا أنَّ مناقشة هذه المواضيع يجب أن تكون عبر المصارحة بعيدا عن المهاترات والتشنج وليس بالخطابات من فوق السطوح".

وكان بيان عن أمانة سر "لقاء سيدة الجبل" قد صدر لتوضح لوسائل الاعلام كافة سبب هذا اللقاء. وأعلن البيان أن اللقاء "لم يولد اليوم ولكنه تأسس في العام 2001 وقد عقد لغاية الآن سبعة مؤتمرات وهو في صدد التحضير للمؤتمر الثامن". وأضاف أنه "انطلاقاً من هذه الوقائع فإن ربط المؤتمر الثامن بالإصطفافات اللبنانية الآنية وتصويره وكأنه رد على مواقف معينة لا سيّما المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يُعتبر مقاربة في غير محلها. فالهدف من المؤتمر هو الخروج بتصور عملي لدور المسيحيين وموقعهم في الربيع العربي". وشدد البيان أن "لقاء سيدة الجبل ليس إطاراً تنظيمياً من الأطر التنظيمية لقوى 14 آذار، بدليل أنه ولد في العام 2001، والمشاركة في مؤتمراته تتعدى الشخصيات والقوى السياسية المنضوية في قوى 14 آذار لتشمل نحو ستمائة مدعو ينتمون الى توجهات سياسية ووطنية متعدّدة". وتمنّت أمان سرّ اللقاء على وسائل الإعلام والإعلاميين "الأخذ في الاعتبار هذه المعطيات في تعاطيها مع المؤتمر الثامن وأعماله التحضيرية".

 

الرئيس الجميل: هواجس الراعي تناقش عبر المصارحة  

المستقبل/أعلن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل أن حزب "الكتائب" ليس مدعواً إلى "لقاء سيدة الجبل" المعارض للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، "اذ ليس معروفاً من الداعي الى هذا اللقاء". وسأل: "من لا يشاطر الراعي هواجسه؟"، معتبراً أن "مناقشة هذه المواضيع يجب أن تكون عبر المصارحة وليس بالخطابات من فوق السطوح".

وقال في حديث الى قناة "الجديد" امس: "عندما شكل الرئيس نجيب ميقاتي الحكومة كان يعرف ماذا ينتظره، وأعتقد أنه حاصل على تطمينات بشأن تمويل المحكمة، فلا يمكنه أن يبقى رئيساً للحكومة إذا حصل أي تقصير تجاه الرئيس الشهيد رفيق الحريري. هناك اتفاق على التمويل ولكن لا أعرف ما هو الإطار، وبالتالي سيتم الأمر من دون خلق إشكال كبير داخل الحكومة، وسيجدون حلاً على الطريقة اللبنانية". وعن مواقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، قال: "كل إنسان يقتنع بالثوابت التي نؤمن بها أهلاً وسهلاً به ويدنا ممدودة للجميع". وأكد أن "التواصل مستمر مع الرئيس سعد الحريري".

 

وزير البيئة ناظم الخوري: لبنان لن يشارك في قرارات تكون ضد سوريا

لفت وزير البيئة ناظم الخوري إلى أن  "الحضور اللبناني في مجلس الامن وترؤسه اجتماعاته كان فاعلاً على جميع الصعد"، مؤكداً أن "لبنان كان واضحاً، هو أنه لن يشارك في قرارات تكون ضد سوريا". وأضاف: "قلنا إننا نتمنى أن يكون هناك إصلاحات ونحن مع نشر الديمقراطية، ولكن لن نتدخل في الشأن الداخلي السوري". 

الخوري وفي مداخلة عبر قناة "المنار"، تطرق إلى موضوع التعيينات والملفات الاخرى، فأشار إلى أن "كل النقاط حساسة في لبنان مع الأسف، وكل موضوع يُطرح، يأخذ نقاشاً وجدلاً، ولكن نتمنى أن تُحل الامور، لأن النوايا حسنة"، موضحاً أن "موضوع التعينات لم يُطرح على جدول اعمال مجلس الوزراء"، وأضاف: "لا علم لي بأنه ستطرح من خارج الجدول". 

وحول مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والمواقف المعترضة، أجاب الخوري: "لن أكون في أي مواجهة ضد البطريرك"، مضيفاً: "ما أشار اليه البطريرك الراعي، هو هاجس كل لبناني، ونتمنى التعاطى معه بواقعية".(رصد NOW Lebanon)

 

بري بدأ زيارة رسمية إلى أرمينيا

وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى يريفان (عاصمة أرمينيا عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم بتوقيت أرمينيا، الساعة الثانية عشرة والنصف بتوقيت بيروت)، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام يجري خلالها لقاءات ومحادثات مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، تتناول تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين والتطورات في المنطقة.

ويرافق الرئيس بري رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ورئيس لجنة "الصداقة البرلمانية الأرمينية – اللبنانية" النائب ارتور نظاريان ووفد إداري وإعلامي. وقد أقيم للرئيس بري والوفد المرافق استقبال رسمي وأدت له ثلة من حرس الشرف التحية واستقبله عند درج الطائرة رئيس البرلمان الأرميني هوفيك ابراهميان وعدد من المسؤولين والقائم بالأعمال اللبناني في يريفان زياد عطالله. وكان الرئيس بري غادر طهران وودعه في المطار نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني شهاب الدين الصدر.(الوطنية للإعلام)

 

منصور: لن نصوت مع أي قرار يدين سوريا وهذا أمر محسوم

أعلن وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور انه "بصدد تشكيل لجنة من أجل زيارة ليبيا للبحث بموضوع الإمام موسى الصدر وموعد الزيارة مرتبط بمدى هدوء المعارك في ليبيا"، مشيراً الى ان "هناك معلومات عديدة، ولكن حتى الجانب الليبي لا يؤكدها وفي هكذا موضوع حساس لا يمكن التركيز على نقطة ونكشف هذه المعطيات". وأضاف: "المعلومات التي اخذناها من المسؤولين في الحكومة الانتقالية الليبية ليست للنشر الآن حتى التأكد منها عند الزيارة التي سنقوم بها الى ليبيا".

منصور، وفي حديث الى محطة "المنار"، أكد ان "المنطقة كلها معنية بما يجري في سوريا وليس سوريا وحدها معنية بما يجري على اراضيها"، مضيفاً: "اذا كانوا مهتمين بالاستقرار في المنطقة فيجب ان يساعدوا النظام السوري على تنفيذ الاصلاحات وتخطي هذه المرحلة". واوضح ان "الموقف التركي متصلب جداً في موقفه تجاه سوريا". وفي السياق نفسه، إعتبر منصور انه "لا يمكننا التعامل مع سوريا كما يتعامل معها اي فريق آخر، فهناك خصوصية في هذا الامر وقد ابلغنا الجميع اننا سنكون ضد اي موقف او قرار ضد سوريا"، مضيفاً: "نحن متأثرون شئنا ام ابينا في الذي يحصل في سوريا من الناحية الاقتصادية والسياحية". 

وحول نشوء المجلس الوطني السوري في إسطنبول، قال منصور: "طالب المجلس بتدخل اجنبي، وهذا أمر خطير، لأنه مهما كانت الاسباب فأي تدخل اجنبي في سوريا يؤدي الى خراب ودمار البلد"، مشيراً الى انه "لا يمكن ايجاد حل في المنطقة وسوريا خارج اللعبة". وأكد منصور انه "لن نصوت مع اي قرار يدين سوريا وهذا امر محسوم، وهذا الموقف موقف الدولة اللبنانية وموقف الديبلوماسية اللبنانية".

ورداً على سؤال حول الغاء تأشيرات الرعايا الايرانيين، أجاب: "هناك لغط حول هذا الموضوع، فنحن لم نلغ التأشيرات ولكن اصبح بإمكان المواطن الايراني اخذ التأشيرة من المطار في بيروت وهذه المعاملة هي معاملة بالمثل لان اللبناني يمكنه اخذ التأشيرة في مطار طهران"، سائلاً: "لماذا نتراجع عن هذا الامر، ولدينا قناعة بذلك، فنحن نعطي الاوروبيين ونعطي الخليجيين فلماذا نستثني الإيرانيين؟". وحول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال منصور: "كان هناك لقاءان مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الاول مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وكنت حاضراً هذا اللقاء والثاني مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وكنت حاضراً ايضاً وتكلم الأمين العام عن المحكمة واكدت بدورها الدولة اللبنانية اننا ملتزمون بالاتفاقيات". (رصد NOWLebanon)

 

عون «يتحسَّس» زعامةً في الراعي

طوني عيسى/الجمهورية

لن يستمرّ طويلاً رفع كؤوس الشمبانيا في الرابية، احتفاءً بالبطريرك الداخل حديثاً إلى أحضان "الخطّ الوطنيّ". فقد "راحت السَّكرة وجاءت الفكرة".

وتبيّن، والجميع لا يزال في "شهر العسل"، أنّ العماد ميشال عون سيكون "متضرّراً" من البطريرك الحاليّ، ولكن في شكل مختلف عمّا كان متضرّراً من سلفه الكاردينال نصرالله صفير. واستنتج بعض القريبين من الرابية أنّ المرحلة المقبلة ستدفع بالبطريرك بشارة الراعي الى الواجهة السياسيّة، بحيث يصبح هو الأكثر حَظوةً كممثّل للصوت المسيحيّ.

وهذه الصفة لا يمكن "الجنرال" أن يتقبّلها. وهو صارع لإبعاد صفير ضمن سعي منه الى "تأميم" الزعامة المسيحيّة الروحية، فتكون "تتويجاً" لزعامته السياسيّة.

ولا يمكن عون ان يسمح لأيّ كان ان ينتزع منه اللافتة التي يعلّقها على صدر "التيّار الوطنيّ الحرّ": زعيم المسيحيّين!

«نجوميّة» البطريرك

بعد عودة الأقطاب المسيحيّين من اجتماعهم الأخير في بكركي، همَسَ بعضهم في حلقاته المقفلة: أردنا أن يأتي بطريرك يتفهّمنا سياسيّاً، ويصالحنا، ويرعى التسويات في ما بيننا حول المصالح العليا للطائفة. لكنّ "نجوميّة" البطريرك تجاوزت دور الراعي للمصالحات والتسويات الى دور الزعيم السياسيّ.

ويردّد بعض هؤلاء أنّ البطريرك الحاليّ في طريقه الى لعب دور القيادة السياسية بدلاً من السياسيّين، وليس دور الرعاية للتنسيق في ما بينهم. وفي تقديرهم انّ البطريرك يستند الى حجّة في هذا الصدد، وهي أنّ القادة السياسيّين لم يستطيعوا بسبب تنافرهم أن يتضامنوا على سبيل لإدارة شؤون المسيحيّين.

وأنّهم إذا استمرّوا في ذلك، فيمكن أن يأخذ البطريرك على عاتقه هذه المسؤوليّة. والبطريرك المارونيّ لطالما كان عبر التاريخ رئيساً للكنيسة وقائداً للطائفة.

لذلك، رفْعُ الكؤوس في الرابية بدأ يفقد حماسه.

فالمهرجانات التي أقامها "حزب الله" للراعي في الجنوب وبعلبك، والخطّ السوريّ الذي فتحه السفير علي عبدالكريم علي قبل أيّام، ومعه مفتي دمشق، تدعو الحليف المدلّل لـ "الخط" الى التفكير جيّداً في المستقبل والطموحات.

فالبطريرك صديق للرئيس ميشال سليمان أوّلاً، والصديقان يتبادلان المبادرات، الواحد تجاه الآخر. وثمّة من يقول إنّ البطريرك لن يختار الرابية في المفاضلة بينها وبين بعبدا.

«شراكة» بكركي

ويتداول بعض النوّاب في "تكتّل التغيير والإصلاح" فرضيّة أن يدعم البطريرك مرشّحي الوسط ورئيس الجمهورية في الانتخابات النيابيّة المقبلة، مقابل مرشّحي العماد عون. وبذلك تكون بكركي استعادت مع الراعي موقعها الانتخابي الذي كان لها مع صفير. فيومذاك، كان يتردّد انّ بكركي مالت الى الوسطيّين والعائلات ومرشّحي رئيس الجمهورية، المتحالفين اضطراراً أحياناً مع مرشّحي 14 آذار.

وسيكون دعم الراعي لمرشحين أكثر فاعليّة من دعم صفير لدى بعض القواعد الشعبية. فالبطريرك بات له رصيد في 8 آذار.

فمثلاً، ماذا سيفعل "حزب الله" في بعبدا وجزّين وجبيل وسواها إذا كان هناك مرشّحون قريبون من بكركي مقابل مرشّحي الرابية؟ وصحيح أنّ معظم الوسطيّين ومرشّحي الرئيس فشلوا في مواجهة لوائح عون في الانتخابات الأخيرة، لكنّ الدور الجديد لبكركي والمعطيات السياسيّة المستجدّة قد تجعل النتائج مختلفة هذه المرّة.

يرفع الراعي شعار " الشركة والمحبّة".

لكنّ "الشراكة" لا تلائم "الجنرال".

وفي حسابه أنّ بكركي ستكون "شريكاً مضارباً" في المرحلة المقبلة.

وإزاء حصول حلفاء عون الداخليّين والإقليميّين على غطاء قويّ في حجم البطريرك، فسيكون مناسباً لهم التحدّث إليه في الشؤون المصيريّة، لا إلى عون. وتالياً، سيكون "الجنرال" أقلّ شعوراً بأهمّيته السياسية كزعيم مسيحيّ.

ولذلك، سيحاول في الخطوات التالية أن "يفرمل" المفاعيل السياسيّة للانفتاح بين بكركي وحلفائه. وسيظهر ذلك بعد عودة البطريرك من زيارته الأميركيّة.

 

النائب خالد الضاهر: موقف الراعي صدم المسلمين والمسيحيين.. ولا أحد يستطيع الوقوف ضد العدالة

جدد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر دعوته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى "الإستقالة في حال لم تقر الحكومة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، مشدداً على "ضرورة إقامة العدالة ومعرفة من ارتكب الجرائم التي حصلت في لبنان"، ولفت إلى أنَّ "المحكمة كانت مطلباً لبنانياً، إلا أنَّ فريق 8 آذار يريد الخروج الآن من هذا الإلتزام".

وفي حديث لقناة "الجديد"، أكد الضاهر أنَّ "الأسلوب الذي يعتمده فريق 8 آذار مع المحكمة لن ينفع، إذ لا بد من معالجة الأمر قانونياً ومن خلال إحترام المحكمة"، مذكراً بـ"إلتزام رئيس الحكومة والحكومة بالمحكمة الدولية"، ورأى أنَّ "الإختلاف في الرأي داخل الحكومة بدعة لم تشهده الحياة السياسية من قبل، إذ هناك تناقض كبير في الحكومة بين إعلان الإلتزام بالقرارات الدولية من جهة وتنصل فرقاء آخرين داخل هذه الحكومة من ذلك، أو هناك توزيع للأدوار بين أفرقاء الحكومة لتمرير الوقت".

وفي السياق نفسه، أضاف الضاهر: "هناك خلل كبير غير مسبوق في الحكومة، إذ هناك فريق يقول علناً إنه لا يلتزم بما أعلن رئيس الحكومة إلتزامه به"، مؤكداً أنَّ "أحداً لا في لبنان ولا في خارجه يستطيع الوقوف ضد العدالة والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كما لا يستطيع أحد الوقوف بوجه تمويل المحكمة"، وأضاف: "سوف يعرضون لبنان لعقوبات في حال عدم إلتزام لبنان بالقرارات الدولية وتلك المتعلقة بالمحكمة الدولية، وقد ذكرت صحيفة "وال جورنال ستريت" أن وزير المال محمد الصفدي عاد من في نيويورك بمعلومات عن مخاطر كبيرة قد يتعرض لها النظام المالي في لبنان في حال عدم إلتزامه بالقرارات الدولية". وأبدى الضاهر استغرابه "لتشكيك التيار الوطني الحر بالمحكمة الدولية الآن"، غير أنَّه عاد وأكد أنَّ "هذا الأمر لن يغير في الأمر شيئاً". ورداً على سؤال حول مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اجاب الضاهر: "البطريرك تكلم كلاماً سياسياً مع إحترامي لموقعه وحقه ولموقع بكركي التاريخي الذي رفض الذهاب زاحفاً إلى سوريا"، لافتاً إلى أنَّ "كلام الراعي في باريس فيه استفزاز للسنة"، وقال: "موقف البطريرك صدم المسلمين ليس في لبنان فقط كما صدم المسيحيين أيضاً"، موضحاً أنَّ "أمرين خطيرين برزا في كلام البطريرك، أولهما وكأن النظام الحالي في سوريا يحمي المسيحيين، في حين أن هذا النظام هو من قصف زحلة والمسيحيين والمسلمين وليس "الاخوان المسلمين"، فقد فهم كلام الراعي وكأنه تغطية للنظام السوري، وتغطية سلاح "حزب الله"، إذ لبى دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري في الجنوب ودعوة "حزب الله" في بعلبك، ورفض دعوة النائب بهية الحريري والرئيس فؤاد السنيورة في صيدا، وهذا كان انحيازاً فاضحاً أمام الرأي العام".(رصد NOW Lebanon) 

 

نصيرالأسعد: نراهن على الربيع العربي والنظام السوري لن يستطيع تصفية شعبه

عكار ـ "المستقبل"

رأى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار والمنسق العام للتثقيف السياسي واعداد الكوادر في "تيار المستقبل" نصير الأسعد، أن "الربيع السوري لا رجعة فيه، وإن كان يبدو ربيعاً متعثراً، إذ لن يستطيع النظام السوري أن يصفي شعباً ليبقى حكم الأسرة"، مشددا على "أننا نراهن على الربيع العربي لأن له أثراً ايجابياً في لبنان ومن أجل لبنان، وعلاقتنا به علاقة عضوية".

وقال خلال اللقاء التنظيمي الأول، الذي عقدته منسقية الدريب في "تيار المستقبل" في قاعة "اليلدزلار" في الكواشرة أمس، وشارك فيه المنسق العام للتيار في الدريب خالد طه، واعضاء مكتب المنسقية وكوادر التيار فيها: "ان ازمة النظام السوري بدأت بخروجه من لبنان، وكان ذلك ايذاناً بسقوط مشروع سوريا الاقليمية، هذا النظام الذي بدأ منذ أيام الوالد (حافظ الأسد)، الذي كان يبني شرعيته على كونه نظاماً اقليمياً ويمتلك أوراقاً في المنطقة، بينما هو يواجه شعبه وكل الشعوب بمقولة ان سوريا موقع كبير في المنطقة، وانا من احدد الأمور، وبذلك كان يهرب من اكتساب شرعيته في داخل بلاده تحت هذه العناوين. وعندما يقول الأسد في احدى خطبه بعد اندلاع الثورة انه كان لدى النظام مخطط منظم للاصلاح لكنه تأخر بسبب الضغوط والمواجهة التي فرضت عليه من جانب الغرب، فإنه "بالعربي الدارج" يكذب، ذلك أن همه كان منذ العام 2005 وبعد الخروج من لبنان ليس اجراء اصلاحات بل العودة الى لبنان، ومواصلة دور سوريا الاقليمي، دور سوريا الكبرى". واكد أن "ربيع لبنان حقق للبنان اسقاط الوصاية، لكنه شكل أول اختراق على صعيد التأسيس لأزمة النظام، وقد لمسنا وخلال السنوات الست المنصرمة وبالتجربة، أن لبنان بحاجة كي يترسخ ربيعه وتتثبت انجازات الاستقلال ويتعزز منطق الحرية والدولة، الى ربيع عام ـ بل ربيع سوري بشكل خاص".

واشار الى أنه "عندما نزلنا في الثالث عشر من آذار الماضي، وعندما بلغ حجم المشاركة ما يقارب المليون، وعندما وقف سعد الحريري يخاطب الجمهور بعناوين سياسية سررنا لها جميعاً، لأنها كانت تزيل "التابو" حول سلاح "حزب الله"، كنا نبلور ميزان قوى في لبنان لمصلحة لبنان لكننا في حينها وصلنا الى الذروة، التي كانت بحاجة إلى دوافع جديدة، كنا بحاجة الى تعديل في ميزان القوى في الداخل، وفي التجربة التي مررنا بها منذ 2005 وحتى 2011، في أننا لا نستطيع أن نهزم الطرف الآخر المتستر بالسلاح بميزان قوى داخلي فقط. كنا مسرورين انه بعد اطاحة حكومة الرئيس سعد الحريري أصبحنا أول قوة شعبية حقيقية وأساسية في لبنان بل رقم واحد، هذه القوة ستكون في حالة عجز في مواجهة ميزان قوة السلاح، إذ لا يكفي فقط الميزان الشعبي".

وشدد على "اننا بحاجة الى ربيع عربي عام، وإلى ربيع سوري بالتحديد، واهمية الربيع السوري فرضه الشعب السوري الشقيق ليتخلص من الديكتاتورية والاستبداد ليدخل المدنية والديموقراطية، لكنه يستكمل ما بدأه شعب لبنان في 14 آذار 2005، وهو يقدم للبنان وللعالم العربي فرصة تاريخية لاعادة بناء العلاقات العربية ـ العربية، واللبنانية ـ السورية على أسس حقيقة وفعلية، وفرصة للبنان من أجل أن يكرس استقلاله باعتراف سوري شعبي كبير هذه المرة". أضاف: "قيمة هذا الربيع ومعانيه وأهميته أكثر من ان تحصى، فهو يستعيد القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ويقول ان خيار الشعب الفلسطيني هو مشروع السلام المبني على قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس بحدود عام 67، ومشروع السلام هو أيضاً مشروع صراعي وسياسي، من يقول ذلك اليوم، يقول ان مشروعه السلام وهو ليس خائفاً بل يقدم بالدليل أن السلام هو بديل صراعي وليس بديلاً عن نماذج الصراعات الأخرى". وأكد "نحن نراهن على التغيير العربي وعلى سقوط النظام السوري، الذي لدينا قاسم مشترك مع شعبه. نحن لا نتعاطف مع الشعب السوري فقط لاعتبارات انسانية، نحن متضامنون معه ومراهنون ورهاننا أخلاقي، انساني، وطني، ديموقراطي، قومي، والرهان في السياسة ليس عيباً، بل الرهان على الآخر أمر آخر. ففي كل دقيقة تتذكر الناس رفيق الحريري وستظل تتذكره، حتى يظهر دمه هذا الربيع العربي وسيحصل ذلك".

وفي الختام جرى نقاش سياسي وتنظيمي مفصل حول الشؤون السياسية وشؤون "تيار المستقبل" التنظيمية.

 

وكيليكس/المستقبل/كنعان بعد "التفاهم": عون آخر شخص يقبل احتفاظ "ميليشيا حزب الله" بالسلاح

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 06/12/2006 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 3772 أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون سيكون "آخر شخص في لبنان يريد أن يرى ميليشيا "حزب الله" تحتفظ بسلاحها"، وحاول عضو كتلة "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان أن يوضح للأميركيين علاقة "التيار بـ"حزب الله"، مبدياً تفهمه لشكوك الولايات المتحدة الأميركية حول هذه العلاقة بتأكيد رفض عون لسلاح الحزب وبأنه كقائد سابق للجيش اللبناني "يريد، أكثر من أي شخص آخر، أن يرى الجيش يستعيد سيادته الدستورية الوحيدة في البلاد كضامن للسيادة وحاميها".

وأوضح كنعان، خلال لقاء جمعه بمسؤول في السفارة الأميركية في 6 كانون الأول 2006 في الرابية، أن "التحالف مع "حزب الله" هو الطريقة الوحيدة لتحسين سلوك هذا الحزب، مشيراً إلى أنه نصح عون بأن يختبر ولاء "حزب الله للبنان" واستقلالية أمينه العام السيد حسن نصر الله عن سوريا. وأعرب أن عون "يشعر أنه أسيء فهمه من قبل باريس وواشنطن"، مؤكداً أنه "لا يريد أن يكون الرجل الذي يذكره التاريخ كمسبب بخسارة سيادة لبنان، لذلك يريد أن يقوم بتسوية مع باقي الأطراف السياسية". وفي إطار المفاوضات المباشرة وعروض التسوية، أعلن نية عون في طمأنة كل من رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط في الحصول على حصتهما العادلة في ظل رئاسة عون، وسوف يكمل الحلقة مع حسن نصر الله، والتأكيد لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي وصفه كنعان بـ"الأناني"، بأنه لن يُقصى بعد أي انتخابات جديدة".

ومن جملة اعترافات كنعان بارتكاب التيار العوني الأخطاء في مواقفه، لفت إلى أن "الاعتصام في رياض الصلح لم يعد مؤثراً وبات يخلق وضعاً مشتعلاً"، كاشفاً أن عون لم يرفض "حقاً" صيغة حكومة 19-9-2".

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "06Beirut3772" تحت عنوان: "لبنان: مستشار عوني يحذر من أن الوقت قصير لعقد اتفاق شامل"، كالآتي:

"أفاد المستشار المقرّب من عون النائب إبراهيم كنعان بأن الإعتصام في ساحة رياض الصلح خلق وضعاً قابلاً للاشتعال. وأشار إلى أنه يعلم أن خطط رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع للقيام بتظاهرات مضادة يمكن أن تؤدي إلى العنف. ولهذه الأسباب، يزعم ميشال عون أنه على استعداد للتفاوض على اتفاق يلبي الاحتياجات الضرورية لكل الأفرقاء في لبنان. ويستمر عون في الاعتقاد أنه يمكن اقناع "حزب الله" أن يتوانى عن جهوده لاسقاط حكومة السنيورة، بكلفة مقبولة لتحالف 14 آذار، لكن وفقاً لكنعان، فإن الوقت المتبقي لمثل هذا العمل قصير للغاية. نهاية الموجز".

وأوضحت البرقية أنه "خلال اجتماع في 6 كانون الأول في الرابية، أفاد العوني النائب إبراهيم كنعان المسؤول الأميركي، أن معظم قيادات "التيار الوطني الحر"، بمن فيهم عون نفسه، يدرك أن التظاهرات المناهضة للحكومة في وسط بيروت،

وصلت إلى ما يقارب نهاية فاعليتها، وأن استمرار الجدل السياسي الحاد في الشارع محفوف بمخاطر المواجهة العنيفة، مؤكداً أن "التيار"على اتصال مع رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع من خلال النائب جورج عدوان. ولفت إلى أن عون يدرك بأن جعجع سوف يشعر قريباً أنه مضطر لمكافحة التظاهرات، مشيراً إلى أن هذا سيكون بمثابة السيناريو المرفوض من "أي شخص عاقل". ورأى أن الوقت حان لمحادثات جدية ومباشرة وعاجلة لإنتاج "تنازلات كبيرة" شاملة مقبولة لجميع الأطراف، وعلّق قائلاً: إن عون لا يريد أن يوضع في أسفل كتب تاريخ لبنان باعتباره الرجل الذي "خسر" بلاده سيادته".

ووصف كنعان، العوني المعتدل الذي عمل في التيار منذ العام 1989 وهو من المستشارين الأكثر وثوقاُ لعون (على الرغم من تأثيره ليس كذلك للحاضر دائماً جبران باسيل) عون بأنه الشخص العنيد الذي يشتمه فريق الحريري ويساء فهمه من جانب كل من باريس وواشنطن. كما هو الحال مع جميع العونيين الحقيقيين، يميز كنعان التحالف الذي قاربت مدته العام بين "التيار" و"حزب الله" باعتبارها السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتعديل سلوك "حزب الله" وتهدئة مخاوف الشيعة من الاستبعاد وفي نهاية المطاف نزع سلاح الميليشيات. لكن على عكس العديد من العونيين، أكد كنعان أنه نصح الجنرال بأن يختبر مهنية "حزب الله" في ولائه للبنان، وبما يدعيه نصر الله من استقلالية سياسية عن سوريا".

اتفاق شامل

ورأى كنعان أن هذا الاختبار يتحقق من خلال صفقة شاملة من شأنها أن تطلب من جميع الأطراف أن تلتزم بالحفاظ على لبنان الديموقراطي، بينما يسمح لكل طرف تحقيق بعض من أهدافه السياسية. قد تتكون التسوية من : 1) الاتفاق على الرئاسة (ويفترض أن فترة رئاسة عون من شأنها أن تحمي "حزب الله"، لكن ليس سلاحه)، 2) الالتزام بتمرير القانون الانتخابي الجديد، 3) إجراء انتخابات جديدة برلمانية في السنة المقبلة، 4) إعادة توزيع المقاعد الوزارية التي ستمنح الشيعة حق "الفيتو"، ولكن ليس القدرة على حل الحكومة،5) وأخيراً الموافقة على المحكمة الخاصة. وفي إطار مثير للاهتمام، كشف كنعان أن عون "حقاً" لم يرفض صيغة حكومة 19-9-2.

وبناء على تفسير كنعان للأحداث، أوضح أن ميشال عون حاول، منذ الليلة الأولى من التظاهرات، الانتقال من نغمة العقل والتسوية المحتملة، وذلك بالامتناع عن التصريحات الصارخة، فيما أبقى على وضع السنيورة أمام اختيار توسيع الحكومة أو فقدان شرعيتها، مشيراً إلى أنه كان من الممكن أن تكون هذه الرسالة أقل غموضاً، و"التيار" لم يدرك تماماً أن الصور هيمنت بدلاً من الكلمات في التغطيات الأولية الإخبارية لهذا الحدث".

كسر الجمود

وأضافت البرقية "على الرغم من أن خطة البطريرك الماروني محكمة في التسويق لتوحيد المجتمع المسيحي (كوزن مضاد للهيمنة الشيعيّة والسنيّة)، بالإضافة إلى مزايا الاقتراح الأكثر حداثة من عمرو موسى باسم جامعة الدول العربية، إلا أن عون ارتاب مما ورد من كلا المبعوثين. إن العلاقات بين عون والبطريرك الماروني صفير لم تكن جيدة، ويعتقد زعيم "التيار" أن لموسى العديد من الأجندات، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية ومصر، تصعّب الوثوق بنيته الحسنة كوسيط.

عوضاً عن الوسطاء المشتبه بهم، فإن عون يفضل الدخول في مفاوضات مباشرة مع حكومة السنيورة من خلال القنوات الموجودة بالفعل، وتحديداً محمد شطح، فضلا عن إبقاء اللاعبين الرئيسيين الآخرين على علم - أي سمير جعجع من خلال النائب جورج عدوان ووليد جنبلاط من خلال النائب فريد الخازن. إن عون مقتنع أن كلاً من جعجع وجنبلاط قلقان للغاية من نكران حصتهما العادلة من الموارد اللبنانية في ظل رئاسة عون، ولهذا السبب يريد طمأنتهما بأن أي حل وسط ضمن التسوية الكبرى لن يهدد جماعتهما. وفقاً لكنعان، إن عون بنفسه سوف يكمل الحلقة مع حسن نصر الله، وبرأيه أن ليس لرئيس البرلمان نبيه بري أي صلة تقريباً، إلا أنه من أجل منع الأذى، فإن الرئيس "الأناني" يجب أن يتأكد من أنه لن يُستقصى بعد أي انتخابات جديدة".

واختتمت البرقية بالإشارة إلى أن "كنعان حثّ الولايات المتحدة الأميركية والدول المعنية الأخرى، لإقناع الحريري والسنيورة بالانخراط فوراً في مفاوضات حقيقية لتقاسم السلطة. وعلى ما يبدو أن عون (على الرغم من أننا نشك كثيراً في قدرته على رؤية الوضع بوضوح) واثق من انه يستطيع اقناع نصر الله للانضمام الى اتفاق يضمن حماية كل الأحزاب المعنية. وقال كنعان انه يتفهم شكوك الولايات المتحدة حول علاقة "التيار الوطني الحر" مع "حزب الله"، معلناً أن عون هو آخر شخص في لبنان يريد أن يرى ميليشيا "حزب الله" تحتفظ بسلاحها. وطلب منّا الموالي لعون(كنعان)، أن نتذكر خلفية عون - كقائد سابق للجيش اللبناني- مؤكداً أنه أكثر من أي شخص آخر يريد أن يرى الجيش يستعيد سيادته الدستورية الوحيدة في البلاد كضامن للسيادة وحاميها".

 

البيان الختامي لمؤتمر الانتفاضة بطهران: لتحرير الأراضي اللبنانية والافراج عن الامام الصدر

أي تآمر واستهداف أو إجراء ضد المقاومة هو عمل عدائي

 وطنية - طهران - 2/10/2011 اختتم المؤتمر الخامس لدعم الإنتفاضة الفلسطينية، أعماله في العاصمة الإيرانية طهران مساء اليوم، وأصدر المؤتمرون بيانا ضمنوه جملة توصيات ومقترحات حول آليات دعم الإنتفاضة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وقد خص البيان لبنان بفقرة تضمنت دعم كفاح الشعب اللبناني لتحرير كامل أراضيه المحتلة في شبعا وتلال كفرشوبا، وذكر العالم بقضية الإمام المغيب السيد موسى الصدر ورفيقيه. وجاء في الفقرة الخاصة بلبنان: "نعلن دعمنا لكفاح الشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية ضد المحتلين الصهاينة، ونساند الجهود المبذولة لتحرير الأجزاء المتبقية المحتلة من الأراضي اللبنانية، ومنها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ودعم سلامة ووحدة الأراضي اللبنانية، ونعتبر أي تآمر واستهداف أو إجراء موجه ضد المقاومة اللبنانية أو رموزها هو عمل عدائي لا يخدم إلا مصالح المحتلين، ونذكر العالم بقضية إمام المقاومة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، الذي يشكل معلما بارزا من معالم الصحوة الإسلامية والمقاومة، ونطالب بالإفراج الفوري عن سماحة الإمام الصدر ورفيقيه سماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، من سجون النظام الليبي البائد".

 

مقتل الابن الأصغر لمفتي سورية رميا برصاص رشاش أوتوماتيكي قرب حلب

بيروت أوبزرفر

توفي مساء اليوم الأحد الابن الأصغر لمفتي سورية، الشيخ بدر الدين حسون، وهو في المستشفى الوطني بمدينة ادلب حيث خضع لعملية طارئة بعد اصابته برصاص أطلقه عليه مجهولون من رشاش أوتوماتيكي وهو برفقة أحد أساتذة جامعة "إيبلا" حيث يتلقى علومه. رصاصتان بين الصدر والخاصرة وقال مقرّب من العائلة اتصلت به "العربية.نت" إن سارية حسون، البالغ من العمر 22 سنة "أصيب برصاصتين بين الصدر والخاصرة"، وعلى إثرها نقلوه إلى مستشفى بمدينة إدلب، مع أنها بعيدة عن مدينة حلب، حيث يقيم مع عائلته، أكثر من 40 كيلومترا. وذكر المقرّب من العائلة أن سيارة مرت "بسرعة جنونية" قريبا من سارية الذي كان يتحدث إلى أستاذه في الجامعة، وهو الدكتور محمد العمر، حين كانا يتحدثان على الرصيف، فأطلق من فيها الرصاص من رشاش أوتوماتيكي وهو يصرخ بعبارة غير مفهومة بالابن الأصغر للمفتي، "فأصيب أيضا أستاذ الجامعة وفارق الحياة في الحال"، كما قال.

وجرى الحادث في وقت كان فيه مفتي سوريا في دمشق، التي انتقل إليها من حلب أمس السبت في زيارة عمل خاصة، لكنه أسرع بالعودة حين أخبره ابنه البكر، الشيخ أديب، بالحادث الذي ضربت أجهزة الأمن على موقعه طوقا أمنيا، واعتقلت عددا من الطلاب وبعض من يقيمون في الجوار للتحقيق، وفق ما ذكر المقرب الذي طلب عدم ذكر اسمه.

وقال إن سبب نقل سارية حسون إلى مستشفى بمدينة إدلب، وليس حلب، يعود إلى قرب المستشفى من جامعة إيبلا، ومن المكان الذي وقعت فيه محاولة الاغتيال، "ونقله إلى أحد مستشفيات حلب قد يستغرق أكثر من 45 دقيقة وسط ما قد يحدث من هيجان"، وفق تعبيره. ولم تتمكن "العربية.نت" من معرفة نتيجة العملية الجراحية التي خضع لها سارية حسون في المستشفى لاستخراج رصاصة أو أكثر أصيب بها. كما لم تتمكن من التحدث إلى الشيخ أديب، نجل المفتي الذي كان يتابع مجريات العلاج في المستشفى مع أشقائه الأربعة.

ولم يؤكد المقرب من العائلة من هو المستهدف من محاولة الاغتيال، نجل المفتي أم الدكتور محمد العمر، لكنه يرجح أن المستهدف هو نجل المفتي، باعتبار أن الشيخ بدر الدين حسون أثار الجدل مرات عدة في الأشهر الخمسة الأخيرة بتصريحات برر فيها قمع النظام للمتظاهرين، وأظهر مواقف تسببت بغضب المعارضة في الداخل والخارج.

اختلاف الروايات حول الشخص المستهدف وتختلف رواية المقرب من العائلة عن أخرى صدرت بعدها من قيادة شرطة مدينة إدلب، وفيها أن مسلحين "نصبوا كمينا لسيارة الدكتور العمر بالقرب من جامعة إيبلا على طريق إدلب-حلب، وكان برفقته نجل المفتي، وقاموا بإطلاق النار عليها بكثافة ما أدى إلى مقتل الدكتور العمر وإصابة نجل مفتي الجمهورية"، طبقا لبيان الشرطة. وكان مسلحون في حمص اغتالوا كلا من الدكتور حسن عيد، رئيس قسم جراحة الصدر في المشفى الوطني بحمص، والمهندس أوس عبدالكريم خليل، وهو اختصاصي بالهندسة النووية وكان قائما بالأعمال في جامعة البعث، إضافة إلى الدكتور محمد علي عقيل، نائب عميد كلية هندسة العمارة ووكيلها العلمي بحمص، وجميعهم تم اغتيالهم في آخر أسبوع من الشهر الماضي

 

بيروت أوبزرفر يكشف وقائع لبنانية جديدة حول تورط القوى الحليفة للأسد في قمع الشعب السوري

فادي شامية – بيروت أوبزرفر

تتوالى الشهادات السورية التي تؤكد تورّط أحزاب لبنانية حليفة للنظام السوري في قمع الشعب الثائر في سوريا. هذه الشهادات الكثيرة (كان آخرها شهادة محامي حماه العام الذي نجح بالفرار من سوريا- مقابلته من مكان مجهول مع مجلة روز اليوسف في 29/9/2011) باتت تتكامل مع وقائع لبنانية كثيرة.

في الوقائع اللبنانية؛ ضُبطت حتى الآن مواكب عديدة تنقل عناصر تابعة لأحزاب "لبنانية" حليفة للنظام السوري وهي متوجهة إلى سوريا، بعض هذه المواكب كانت مرئية للعيان بوضوح، وبعضها أوقفتها القوى الأمنية، ثم تركتها!. (واحدة من هذه المواكب ضُبطت في 13/8/2011 وكانت محملة بالسلاح، وكان يحمل المسؤولون عن الموكب -المنتمون إلى "حزب الله"- بطاقات صادرة عن المخابرات السورية- نشرتها "بيروت أوبزرفر" يوم الخميس 29/9/2011).

وفي الوقائع اللبنانية أيضاً؛ قيامُ (خ) و(ع) الحاج حسن بإدخال عناصر من "حزب الله"، في 26/6/2011 من منطقة حوش السيد علي إلى سوريا، للمشاركة في قمع أهالي بلدة ربلة في محافظة حمص السورية. ونقلُ عدد من القتلى والجرحى التابعين لـ "حزب الله" من سوريا إلى لبنان في فترات مختلفة. والتشابكُ الذي وقع ليل الأحد 25/9/2011 بين الأهالي وشبيحة كانوا عائدين إلى لبنان، بعد إسهامهم في عمليات القمع في سوريا (كانوا يلبسون بدلات سوداء ويرفعون صوراً للرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصر الله).

أما في جديد الوقائع اللبنانية ذات الصلة، التي علمت بها "بيروت أوبزرفر"؛ توجُّه مجموعات لبنانية تنتمي لـ "السرايا اللبنانية للمقاومة" (يرأسها النائب وليد سكرية) إلى سوريا قبل أيام، للاشتراك في أعمال القمع. اللافت في هذه الواقعة، أنها جمعت عدداً من اللبنانيين المقيمين في مناطق مؤيدة بشكل كامل للشعب السوري (عرسال، البقاع الغربي، إقليم الخروب...)، ومن بين أبرز الأسماء التي شاركت؛ م. سكرية، مسؤول السرايا في منطقة الفاكهة البقاعية.

كما عُلم أن حافلتين كبيرتين تضمان عناصر تنتمي إلى "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، قد عبرت إلى الأراضي السورية عن طريق المصنع، والتحقت بمعسكر في غابة سعادة (يبعد نحو 17 كلم عن الحدود).

وعلم أيضاً أنه في 24/9/2011 تمكنت عناصر من المخابرات السورية (بغض النظر ما إذا كانت هذه العناصر سورية أم لبنانية) من اختطاف السوريين عدنان حلوم (قريب المعارض منذر حلوم –حركة معاً- ) ونضال حيدر، بعد وضع المنوم لهما في الشاي، ومن ثم نقلهما من الجانب اللبناني لبلدة العريضة الحدودية إلى بلدة تلكلخ السورية، وقد تلقى ذوو المخطوفين أن حلوم وحيدر باتا في قبضة الأمن السوري.

إزاء هذه الوقائع؛ كم يبدو مضحكاً وخبيثاً في آن؛ أن تذكر بعض وسائل الإعلام أخباراً "مفبركة" من طراز تهريب السلاح عن طريق مرفأ في الشمال، أو تهريبه عن طريق مرفأ المارينا... أو تورد أخباراً مجتزأة تقوم على أساس صحيح، وهو توقيف الجيش آليات متجهة إلى سوريا عن طريق التهريب، دون أن تستكمل الخبر بتوضيح حمولة هذه الآليات (بضائع، دخان...) وفق بيان قيادة الجيش نفسها.

أليس غريباً؛ أن تتحدث الحكومة اللبنانية، ومراجع دينية وزمنية، عن حياد لبنان إزاء الأحداث في سوريا (بغض النظر عن لا أخلاقية هذا الشعار)، في الوقت التي تعلم فيه الأجهزة الرسمية وجهات حزبية وإعلامية واسعة، حجم تورط فريق لبناني كبير في دعم القمع الجاري هناك؟!

شهادات سورية حول تورط "حزب الله" في قمع الشعب السوري:

- بيان "ائتلاف شباب الثورة في سورية" بتاريخ 20/3/2011.

- اتهامات النائب السوري السابق مأمون الحمصي بتاريخ 20/3/2011.

- بيان طلاب جامعة دمشق في شهر نيسان الماضي.

- المعلومات التي نشرها موقع "الأخوان المسلمين" وأسماء قتلى لـ "حزب الله" في سوريا سلموا إلى قيادة الحزب في 2/6/2011.

- شهادة الجندي المنشق والفار إلى تركيا أحمد خلف في 12/6/2011، (شهادته موثقة، لصالح منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة).

- شهادة المقدم السوري المنشق حسين هرموش 14/6/2011.

- شهادة الجندي في الحرس الجمهوري المنشق وليد القشعمي في 21/7/2011.

- بيان ووثائق المعارضين السوريين المقيمين في القاهرة في 31/7/2011.

- تقرير الأمم المتحدة بتاريخ 6/8/2011، حول سوريا الذي يتحدث عن وجود "عناصر في حزب الله والحرس الإيراني متورطين بقتل جنود سوريين رفضوا قمع المتظاهرين".

- بيان أمين عام "ائتلاف شباب الثورة السورية" وحيد صقر في 26/8/2011.

- شهادة ضابط سوري منشق على "فضائية أخبار المستقبل" في 17/9/2011.

- شهادة محامي حماه العام عدنان البكور في مقابلته مع مجلة روز اليوسف في 29/9/2011.

- مقاطع فيديو مصورة كثيرة على الإنترنت أبرزها "فيديو" يُظهر عناصر من الحرس الجمهوري مع عناصر آخرين من "حزب الله"، يضعون ربطات على الكتف لتمييزهم، وفي الشريط المصور يقول العنصر التابع للحرس الجمهوري لشخص ملتحٍ وحليق الرأس "هلا هلا بجماعة نصر الله

 

مقتل 130 من كتيبة "خالد بن الوليد" المنشقة

دمشق - أ ش أ: أكد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية, أمس, ان قوات الجيش الموالية للنظام قتلت ما لا يقل عن 130 عنصراً من عناصر كتيبة "خالد بن الوليد" المنشقة عن الجيش, خلال الاشتباكات التي استمرت أربعة أيام في الرستن بمحافظة حمص. من جهته, أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن, في تصريح إلى قناة "العربية" الفضائية, أن أفراد كتيبة "خالد بن الوليد", وهي الوحدة الرئيسية للمنشقين التي تدافع عن الرستن, انسحبوا من البلدة بعد تعرضها لقصف بالدبابات والمدافع الآلية الثقيلة. ولفت إلى أن القوات السورية قامت باحتلال المنطقة وأحكمت سيطرتها على المستشفيات وقامت باتخاذ المدارس كمعتقلات للمعارضين لها. وشدد على أن الرستن في ريف حمص تتعرض ل¯"مجزرة حقيقية" بعد اقتحامها من قبل قوات تابعة للجيش والأمن وميليشيات الشبيحة باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة مدعومة بالطائرات المقاتلة.

 

حرب دعا "حزب الله" لاتخاذ قرار شجاع بتسليم المتهمين إلى المحكمة الدولية

رأى النائب بطرس حرب أنَّ "مسار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي هو مسار توحيدي للموارنة ولا يكرس الإنقسام العامودي". حرب، وفي حديث لقناة "mtv"، دعا "حزب الله لاتخاذ قرار شجاع بتسليم المتهمين إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ومن ثم إثبات براءتهم". (رصد NOW Lebanon)

 

الوزير السابق محمد رحال: عون و"حزب الله" حوّلا المسيحيين بازاراً للمتاجرة بمشاعرهم

رأى الوزير السابق محمد رحال ان "العماد ميشال عون وحزب الله شاءا تحويل المسيحيين بازارا للمتاجرة بمشاعرهم وبعواطفهم، والحقيقة ان المسيحيين هم نصف لبنان في كل شيء لأن زمن العد انتهى". كرّمت بلدية المنارة في البقاع الغربي رحال، وتحدث رئيس البلدية حسن ايوب، وتلاه رحال الذي قال: "حزب الله وحلفاؤه لن ينجحوا في جرنا للدفاع عن نظام سوري أصبح في حكم المنهار، ولن يتمكن الحزب من جعلنا وقودا للبرنامج النووي الإيراني. عليهم أن يراقبوا التغيرات في المنطقة وأن يستوعبوا الدروس، هناك أنظمة هوت وأصبحت رموزها خلف القضبان أو فارين، وعلى حزب الله الاتعاظ بهذه الصور لأن السير عكس ارادات الشعوب ستكون نهاياته محسومة". وسأل: "قرار من سيكون في النهاية، في ما يتعلق بتمويل المحكمة، لكون حزب الله يقول لا للتمويل والرئيس نجيب ميقاتي يؤكد التزامه القرارات الدولية، وكذلك رئيس الجمهورية؟ يبدو ان النائب عون يكابد مرارات هزائمه مجتمعة، فهو لم يخض معركة ولا حربا عسكرية او سياسية إلا خسرها، والأدهى اننا لم نسمع ردا من ميقاتي عليه، رغم ان تطاولات عون كثرت على موقع رئاسة الحكومة".   وختم: "لقد شاء عون وحزب الله تحويل المسيحيين بازارا للمتاجرة بمشاعرهم وبعواطفهم، والحقيقة ان المسيحيين هم نصف لبنان في كل شيء لأن زمن العد انتهى، وان منبع الخوف عند كل الطوائف هو السلاح غير الشرعي الذي ينهش جسم البلاد. اليوم في لبنان مواطنون من درجتين، واحد يحمل السلاح باسم المقاومة فيرفع نفسه فوق كل قانون ويضرب كل نظام عرض الحائط، وآخر لا يحمل السلاح ولا يعرف استعماله فتطبق بحقه كل العقوبات".

 

النظام السوري يكسر حواجز الخوف

داود البصري/السياسة

 يبدو أن تردد المجتمع الدولي وحالة الخيبة العربية الشاملة من جرائم النظام السوري البشعة ضد الإنسانية والإرتفاع الموقت في أسهم العصابات الصفوية والأنظمة و الجماعات التي تمثلها , قد زينت لنظام دمشق حلاوة الإصرار على ركوب الرأس والمضي بعيدا وفي طريق اللاعودة في إعادة سيناريوهات الماضي وإعتماد الحلول الإجرامية الشاملة لدرجة الإبادة الجماعية بحق الجماهير الشعبية الثائرة و المنتفضة على نظام إنتهى عمره الإفتراضي و أحترقت جميع أوراقه و تلاشت كل أكاذيبه , وتخطى كل الحدود في جرائمه البشعة , ولم يعد هناك أدنى بديل عن ضرورة رحيله سريعا عن مسرح التاريخ , وبدلا من أن يراجع قادة النظام أنفسهم و يقوموا نتائج ماحدث من مآسي طيلة الاشهر السبعة المنصرمة , نراهم وقد أخذتهم العزة بالإثم و باتوا في حالة توحش حقيقية و هستيريا عدوانية ترجموا جميع مفرداتها و إرتداداتها السيكولوجية على جماهير المحرومين بعد أن أدمنوا الكذب الصريح و مارسوا التضليل الأهوج وأعتمدوا على طائراتهم ودباباتهم و أسلحتهم الثقيلة و أجهزتهم الإستخبارية وقطعان "الشبيحة" و المجرمين الملوثين بكل أحقاد التاريخ , ومادروا بأن الدم أقوى من السيف و بأن الشعب الأعزل الذي لم يمل أو يكل عن ساحة النضال و الصراع لا يمكن أن تكسر إرادته أساليب ثلة من المجرمين المدافعين عن قلاع الباطل و حصون الجريمة المتوارثة , لقد صرح قائد عصابة النظام لزائريه و حواريه و مرتزقته بأنه قد كسر حواجز الخوف أيضا!! وليس الشعب فقط هو من فعل ذلك ? و ترجمة هذا الكلام لميدان الفعل السياسي و العسكري خطير جدا و اخطر مما قد يعتقده البعض و يصب في خانة و ستراتيجية ( حرب الإبادة ) و الإفراط الرهيب في القمع , وكسر إرادة الثوار و تسليط آلة النظام العسكرية و الأمنية بالكامل على رؤوس الجماهير ومحاولة إخضاع ملايين السوريين لمطرقة القوة المفرطة وهي سياسة متوارثة للنظام منذ أيامه الأولى , وبرغم تبدل المعادلات الدولية و تغير العالم وإختفاء إمبراطوريات وظهور أخرى و إختفاء أنظمة القمع الشامل المتبقية من إفرازات الحرب الباردة إلا أن النظام السوري بكل هياكله العظمية و بقاياه الديناصورية و أسلوبه الإستخباري القمعي مازال يفكر بالعقلية الستالينية المنقرضة ومازال ينظر الى الشعب بإعتباره زمراً من العبيد و التابعين لإرادته وإرادة شلة اللصوص و القتلة الذين هم سور النظام وسلاحه الثقيل , لم يتعظ نظام البعث السوري أبدا من تجربة خصمه اللدود نظام البعث العراقي المرة , فما أكثر العبر وأقل الإعتبار , ولم يأخذ مناظر مشانق رجال نظام صدام على محمل الجد , رغم أن الثورة الشعبية السورية هي واحدة من أشرف وأطهر الثورات في العالم المعاصر , وهي نقية نقاء الرجال والحرائر الذين يقدمون دماءهم العبيطة والطاهرة كقرابين واجبة الدفع من أجل حرية وإنعتاق الأجيال السورية القادمة التي ستتخلص من أدران وفيروسات العهد الإستخباري الموبوء بأمراض الطائفية والتخلف واللصوصية , في تهديدات قادة النظام لملايين السوريين معاني مؤكدة وواضحة من أن حرب النظام ضد شعبه هي ستراتيجية ثابتة لاتعرف التغيير , وإن تلك الحرب بنتائجها الميدانية قد رسمت خطوطا واضحة على رمال الشام مآلها و مؤداها أن الوصول لتفاهم مشترك بين السلطة والشعب هو عملية مستحيلة في ظل سياسة  "أحكمك بالحديد والنار أو أقتلك بالرصاص"!!, لقد قتل النظام السوري آلاف السوريين حتى اليوم وقطع أوصال الحرائر وأنتزع حناجر المطربين ومارس كل أساليب الإرهاب الشامل لإسكات الشعب الثائر وترويع الآمنين وعلته في ذلك هو أنه أي النظام قد كسر حواجز الخوف من الشعب!! وهو تصور مريض لنظام مريض بأوهام القوة و المجد و البقاء و التوارث للأبد.. لقد حطم السوريون الأحرار أصنام الهزيمة وهدموا باياديهم العارية معابد الطغيان , وهم اليوم بصدد تصحيح تاريخ شعوب الشرق القديم بأسره , فلايفرح الطغاة أبدا بكسر إرادة الأحرار , الطغاة يصعدون بكل ثقة نحو الهاوية.. ولاعزاء للمجرمين و القتلة.

*كاتب عراقي

 

النائب عاصم عراجي لـ"المستقبل": البعض يزور دمشق للإيحاء بدعم سنّي لنظام الأسد

 أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي أن "تيار المستقبل" كلف لجنة متخصصة من أجل درس كل المشاريع المقترحة والممكنة لقانون الانتخاب المرتقب، وسيناقش مع حلفائه وشركائه المسيحيين هذا الأمر بهدف بلورة صورة واضحة لقانون انتخابي مقبول من كل الأطراف". ورأى أن "الهدف من زيارات بعض الشخصيات اللبنانية الى سوريا هو الإيحاء بأن هناك دعما سنيا للنظام السوري، على الرغم من أن الظلم في سوريا يطال كل أبناء الشعب السوري، ومن كل الطوائف".

ولفت في حديث الى "المستقبل" امس، الى أن "إمكان إقرار مشروع تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من خلال إصدار مرسوم خاص، يجنب طرحه على طاولة مجلس الوزراء، ويبعده عن التجاذبات الحاصلة بشأنه".

وهنا نص الحوار:

[ الى أين سينتهي السجال حول تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، خصوصا وأن رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي أكدا من على منبر الأمم المتحدة التزام لبنان بالقرارات الدولية، في حين يرفض بعض حلفاء ميقاتي تمويل المحكمة وآخرون يعتبرون أنفسهم غير معنيين بها؟

ـ صحيح ان السجال يدور اليوم حول تمويل المحكمة الدولية، وكما هو معروف اليوم وسابقاً أن "حزب الله" يعتبر هذه المحكمة إسرائيلية، ما يعني أن هذا الموقف يصب في خانة محاولات عرقلة أعمال المحكمة، ولكن مع تأكيدات الرئيسين سليمان وميقاتي وتعهداتهما في غير مناسبة، وآخرها من على منبر الأمم المتحدة بأن لبنان يلتزم القرارات الدولية، وخصوصا موضوع المحكمة، نرى أن لبنان ملزم بالإيفاء بتعهداته الدولية، تجنبا لتعرضه لأي ضغوط إقتصادية وسياسية من المجتمع الدولي. لذلك قد يصار الى تمرير مشروع تمويل المحكمة بموجب مرسوم خاص، يوقعه الى جانب الرئيسين سليمان وميقاتي ووزير المال (محمد الصفدي) وزير العدل بالوكالة وزير الاعلام وليد الداعوق، لأن وزير العدل الأصيل شكيب قرطباوي المحسوب على "التيار الوطني الحر" لن يوقع على المشروع التزاما برفض (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون تمويل المحكمة. لذلك أعتقد أن التمويل سيمر، وإذا لم يحصل ذلك فان هذا يعني عدم التزام الرئيس ميقاتي بوعوده، وبالتالي تخليه عن الثوابت الوطنية التي أعلنتها دار الفتوى، وهو الأمر الذي يستدعي منه الاستقالة من منصبه، حفاظا على كرامته الشخصية، لأنه يظهر عجزه عن الالتزام بتعهداته أمام مجلس الأمن، وسيكون محرجا أمام العالم والرأي العام اللبناني والعربي والدولي.

[ وهل يستطيع الرئيس ميقاتي تمرير المشروع بهذه الطريقة؟

ـ اعتقد أن ميقاتي سيمرر المشروع، لأن شركاءه في الحكومة بحاجة اليه، وهو بحاجة اليهم، فهناك قضايا كبيرة يسعى الحلفاء الى تمريرها في الحكومة، ومنها ملف التعيينات الإدارية، وخصوصا ما يتعلق منها بمفاصل الدولة، لذلك يجري الرئيس ميقاتي حاليا سلسلة اتصالات مع المعنيين من حلفائه من أجل التشاور في موضوع تمويل المحكمة وكيفية إخراجه الى حيز التنفيذ، وإنضاج هذه الطبخة.

[ قيل ان مشروع تمويل المحكمة لن يكون من البنود المطروحة على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة، ما تفسيركم لذلك؟

ـ أعتقد أن عدم إدراج بند التمويل على جدول أعمال امجلس الوزراء يعزز فرضية إخراج المشروع من خلال مرسوم يوقعه كل من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير العدل بالوكالة والوزير الصفدي، ما يسمح للآخرين بالإبقاء على مواقفهم ورفض تمويل المحكمة، ويتيح في الوقت نفسه للرئيسين ميقاتي وسليمان تنفيذ تعهداتهما أمام المجتمع الدولي.

[ ما رأيك بالنقاشات الدائرة حول قانون الانتخاب المرتقب؟

ـ ان لبنان بلد متعدد الطوائف والمذاهب والمشارب السياسية، ومن الطبيعي أن يكون هناك أكثر من رأي وتوجه بشأن قانون الانتخاب المرتقب، الذي يؤمل منه أن يؤمن التمثيل الصحيح، ويحافظ على التوازنات بين الطوائف، وعلى حصص كل جهة في البلد. وأرى أن القانون الذي اقترحه (النائب السابق) إيلي الفرزلي والذي يشير الى انتخاب كل طائفة ممثليها الى المجلس النيابي، يتناقض مع نصوص الدستور التي تؤكد أن النائب المنتخب في أي منطقة أو عن أي طائفة هو ممثل للأمة وليس للطائفة، ما يعني أن يتشارك كل أبناء الطوائف في اختيار النائب المرشح عن هذه الدائرة أو تلك بصرف النظر عن طائفته، وأيضا لأن مشروع الفرزلي ينتج نوابا متعصبين لطوائفهم ومذاهبهم، وهذا هو الأسوأ في المشروع. لذلك أعتقد أن كل الأطراف قد ترفض هذا الطرح.

[ وأنتم في "14 آذار" و"تيار المستقبل" ما هو القانون الانتخابي الذي ترون أنه الأنسب لتمثيل الناس؟

ـ تعمل قوى 14 آذار على درس كل المشاريع المقترحة من الأطراف المعنية، وتسعى الى اختيار المشروع الأمثل الذي يحقق التمثيل الصحيح للبنانيين عموما، وللمسيحيين خصوصا، وذلك من خلال التنسيق بين الحلفاء من أجل الوصول الى قانون يرضي الجميع كشركاء. أما "تيار المستقبل" فقد كلف لجنة متخصصة درس كل المشاريع المقترحة والممكنة، من أجل وضع تصور معين بشأنها، ومن ثم التشاور مع حلفائنا وشركائنا المسيحيين بهدف بلورة صورة واضحة لقانون انتخابي مقبول من كل الأطراف.

[ أين أنتم من مشروع النسبية؟

ـ حتى اللحظة لم يطرح للنقاش أي مشروع محدد، وقانون النسبية واحد من المشاريع التي يتم التداول فيها، ونحن نخوض نقاشاً في هذا السياق ولكن لم نتوصل الى صيغة نهائية. وأؤكد أن لدينا شريكا نأخذ هواجسه وتطلعاته في الاعتبار، وهذا الشريك يجري اليوم مشاوراته مع بكركي، وعندما يتوصل الى نتيجة يتم بحثها.

[ ما تقويمك لزيارة سفير سوريا علي عبد الكريم علي ومفتي دمشق الشيخ عدنان أفيوني والوفد السياسي الديني المرافق الى الصرح البطريركي ولقائهم البطريرك الماروني بشارة الراعي؟

ـ اعتقد أن هذه الزيارة لا تقدم ولا تؤخر، وهي تأتي في سياق الإيحاء بأن الوضع في سوريا جيد، والقول بأن كل ما يقال عن أحداث جارية هناك هو مجرد أضاليل، وأن كل الأطراف في سوريا تؤيد النظام، وهذا دليل على أن النظام السوري يمر في أزمة حقيقية، وأن كل ما نسمعه أو نراه هو مجرد معلومات وأخبار إعلامية لا تعبّر عن حقيقة ما يجري في سوريا.

[ وزيارات بعض الشخصيات اللبنانية وخصوصا السنية الى دمشق ولقاءاتها مع الرئيس السوري بشار الأسد؟

ـ أرى أن زيارة هذه الشخصيات ومنها زيارة الرئيسين سليم الحص وعمر كرامي تصب في السياق نفسه، وهي أيضا لا تقدم ولا تؤخر، ولا تبدل من حقيقة أن النظام السوري هو نظام استبدادي ظالم بحق شعبه، وأن تبني البعض نظرية النظام السوري ونفيه وجود أي مشكلة في سوريا لا يغير الحقيقة. لذلك أرى أن هذه الزيارات تأتي في سياق الإيحاء بأن هناك دعماً سنياً للنظام السوري، لأن الظلم والدكتاتورية في سوريا يطالان كل أبناء الشعب السوري، ومن كل الطوائف. وهنا أشير الى أن هناك من يؤيد النظام من الطائفة السنية وهم من كبار التجار في سوريا، كما أن هناك من يقف الى جانب المعارضة من العلويين وغيرهم من الطوائف الأخرى، وهم يتعرضون للاضطهاد كما كل السوريين، ما يعني أن النظام لا يميز بين الطوائف، ويعمل على اضطهاد كل من يعارضه وقمعه، بصرف النظر عن الطائفة التي ينتمي اليها هؤلاء المعارضين.

[ كيف قرأت مداولات القمة الروحية في دار الفتوى، وخصوصا تجنبها التطرق الى أهم الملفات الخلافية ومنها موضوعا السلاح وتمويل المحكمة الدولية؟

ـ نحن نؤيد ما صدر عن القمة لجهة الوحدة الداخلية، والتأكيد أن الدولة هي المرجعية الوحيدة لكل اللبنانيين، إضافة الى الحرص على وحدة المؤسسات، ومنها الجيش اللبناني، واعتباره الضامن الوحيد للأمن الوطني، وتخويله الدفاع عن البلد منفردا، حتى لا تضيع "الطاسة"، لأننا نرى أن السلم الأهلي لا يتحقق إلا من خلال الشرعية التي تحافظ على الجميع، ونحن لا نقبل أن نلعب أي دور في هذا الجانب، كما لا نقبل أن يأخذ أي طرف سياسي هذا الدور، لأنه سيسمح لبقية الأطراف بأن تسعى الى التسلح، وهو ما نرفضه، حتى لا تتكرر حوادث 7 أيار 2008، ولأن الشرعية هي الوحيدة القادرة على تبديد هواجس كل الأطراف في لبنان. لذلك نصر على حصرية قرار استخدام السلاح في يد الدولة، وألا يبقى القرار خاضعا لسلطتين، ما يعني ان هناك دويلة ضمن الدولة. من هنا أرى أن القمة تجنبت المواضيع الخلافية، واقتصرت أعمالها على الثوابت الوطنية التي تعني كل الأطراف الأساسية في البلد، وعلى ضرورة تعزيز وضع الدولة وسلطاتها الرسمية، وأعتقد أن ما صدر لاحقا عن لقاء المطارنة في بكركي يصب في هذا السياق، وفي كيفية تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على الثوابت الوطنية.

[ هل تعتقد أن الحكومة قادرة على معالجة الوضع الاقتصادي خصوصا وأنها أكدت أن مشكلات الناس ستكون من أولوياتها؟

ـ ان المطلوب من الحكومة اليوم هو أن تنفذ تعهداتها لجهة معالجة مشكلات الناس، والاهتمام بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي باتت لا تطاق، وخصوصا في المناطق الجبلية حيث زادت حاجة المواطنين الى المحروقات التي تتصاعد أسعارها باستمرار من دون أي وازع، إضافة الى أعباء التعليم والمدارس الخاصة والرسمية على السواء، وغياب الرقابة على أسعار الكتب والقرطاسية والأقساط المدرسية. لذلك لا بد من خطوات إجرائية تساعد الناس في هذا المجال، علما أنني لا أرى ما يشير الى أن الحكومة جادة في معالجة هذه الأمور.

حاوره: محمّد حمّود

العريضي: الحكومة "لن تفرط"

وتمويل المحكمة يجب أن يتم

أكد وزير الأشغال العامة غازي العريضي ان "هذه الحكومة باقية ولن "تفرط" على الرغم من التباينات في مواقف بعض أطرافها، فليس الجميع على موجة واحدة في عدد من القضايا"، معتبرا ان "لا خطر عليها من الانفراط بسبب تمويل المحكمة فيمكن إيجاد طريقة معينة للتمويل من دون أن تتأثر، والتمويل سيتم ويجب أن يتم قبل آذار 2012".

وقال في حديث الى قناة "أخبار المستقبل" أمس: "مخطئ من يظن أن سوريا لا تهتم بتفاصيل الوضع في لبنان على الرغم من انشغالها بالوضع الداخلي"، مبررا بذلك "استقبالها لبعض القيادات اللبنانية، تحت عنوان النقاش والتشاور". ورأى أن "المعطيات، التي ينقلها زوار سوريا تختلف من شخص إلى آخر باختلاف موقع وموقف هذا الشخص"، لافتا الى ان "المهم بالنسبة لسوريا أن يتوقف هذا المسلسل الذي يجري هناك، فالكل يتكلم على الإصلاح وضرورة الإصلاح، وهذا هو موقف الحريصين على سوريا".

أضاف: "أنا في زيارتي إلى سوريا، التي لم تكن سرية حملت لهم هذا الموقف وهذا التصور انطلاقاً من حرصي على سوريا، وناقشت معهم بكل صراحة موضوع الإصلاح كما يراه (رئيس جبهة النضال الوطني النائب) وليد جنبلاط".

وعلق على كلام البطريرك بشارة بطرس الراعي والخوف على الأقليات من التطرف السني، بالقول: "إن لي ملاحظات على المقاربة التي وضعها البطريرك الراعي حول هذا الموضوع، فكان يمكن طرح الهواجس بطريقة ومقاربة اخرى، لأن التطرف ليس محصوراً في مكان واحد أو طائفة واحدة، ولكن الجيد أن البطريرك عاد وأوضح موقفه من الموضوع".

وأكد أن "كثيرين رحبوا بإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، من سوريا إلى "حزب الله" إلى "التيار الوطني الحر" إلى إيران، وهذا من الأسباب التي تجعل من هذه الحكومة باقية ولن "تفرط" على الرغم من التباينات في مواقف بعض أطرافها، فليس الجميع على موجة واحدة في عدد من القضايا"، معتبراً أنه "مهما هدد البعض بفرطها، فهم هددوا عند نقاش موضوع الكهرباء ففرط تحالفهم ولم تفرط الحكومة. ولذلك لا أرى أن هناك خطراً عليها من الانفراط بسبب تمويل المحكمة فيمكن إيجاد طريقة معينة للتمويل من دون أن تتأثر، والتمويل سيتم ويجب أن يتم قبل آذار 2012 لأن في هذا الموعد سيطرح موضوع بروتوكول المحكمة وليس تمويلها. فالعدالة يجب أن تأخذ مجراها والحقيقة يجب أن تظهر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والاغتيالات الأخرى".

ولم يستبعد إمكان لقاء جنبلاط الرئيس سعد الحريري في باريس بمناسبة زفاف ابنة الوزير السابق غسان سلامة، موضحاً انه إذا ما لبى جنبلاط والحريري الدعوة "فمن الطبيعي أن يلتقيا لمناقشة الوضع اللبناني، فالحريري زعيم سياسي كبير وله امتدادات لبنانية واسعة ومن الطبيعي أن يتواصل معه النائب جنبلاط".

وأسف أن "يكون لبنان، الذي كان ربيعاً دائماً للعرب وأخذوا الربيع عنه، يتراجع وهم يتقدمون لأن تعبئتنا للشباب ليست وطنية وتربيتنا ليست وطنية، ولم نعد أمام رجال دولة بل أمام رجال سلطة يعتمدون على ازلامهم ويصنعونهم"، مشيرا الى انه "في هذا المجال لا سبيل إلا العودة إلى الدولة ومفهوم الدولة السائد في البلدان المتقدمة، التي مهما حصل فيها من خلافات وأعمال شغب أحياناً تبقى القوانين هي التي تعمل".

وانتقد موقف لبنان ودوره في التعاطي مع موضوع تقديم طلب عضوية دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة، واصفاً هذا الدور بأنه ضعيف ولا يتناسب مع رئاسته لأعلى هيئة دولية ولا مع أهمية الموضوع المطروح".

ودافع عن زيارة جنبلاط إلى ليبيا، قائلاً: "إن جنبلاط تلقى دعوة من الشيخ مصطفى عبد الجليل (رئيس المجلس الانتقالي الليبي) وعلى طريقته لبى الدعوة سريعاً، وكل التفسيرات والتأويلات التي نتجت عن الزيارة لا تعني شيئاً لوليد جنبلاط فهو لاعب سياسي ومرجعية سياسية وزعيم سياسي وقائد، وهذه الصفات قلما توجد في شخص واحد كوليد جنبلاط".

 

نائب رئيس مجلس النواب دعا لبنان إلى الالتزام بتمويل المحكمة الدولية  

مكاري لـ"السياسة ": مصير النظام السوري لن يختلف عما أصاب الأنظمة الديكتاتورية

 لبنان أدى دوراً متناقضاً مع نفسه ولم يكن موقفه

مما يجري في سورية مشابهاً لموقفه من النظام الليبي

عندما نتذكر الإمام الصدر يجب ألا ننسى الأشخاص الذين غيبهم النظام السوري

موقف "14 آذار" من الحكومة كان يجب أن يكون أكثر مواجهة

 لا يجوز الفصل بين "حزب الله" والمتهمين الأربعة بجريمة اغتيال الحريري في وقت رفعهم الحزب إلى مرتبة القداسة

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

رأى نائب رئيس مجلس النواب اللبناني فريد مكاري أن لبنان أدى دوراً متناقضاً مع نفسه, ولم يكن موقفه مما يجري في سورية مشابهاً لموقفه من النظام الليبي, مستغرباً أن يتذكر المسؤولون الامام السيد موسى الصدر ويتناسوا مجموع الأشخاص والقيادات الذين غيبهم النظام السوري.

مكاري وفي حوار أجرته "السياسة" معه رأى أن موقف "14 آذار" كان يجب أن يكون أكثر مواجهة وحدة من حكومة ميقاتي. وقال: "لا يجوز الفصل بين "حزب الله" والمتهمين الأربعة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وقت رفعهم الى مرتبة القداسة, ولهذا الحزب وزراء في الحكومة", مبرراً غياب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عن لبنان بسبب التنبيهات التي تلقاها, لأن المرحلة الراهنة تشبه الى حدٍ بعيد مرحلة وجود والده الرئيس الشهيد خارج السلطة, مؤكداً على موقفه ضد الزيارات التي قام بها الحريري الى سورية واعتبرها من جملة الأخطاء التي ارتكبت وأدت الى اضعاف "14 آذار".

 وفي موضوع قانون الانتخاب قال: هناك أمور صغيرة جداً لم يتفق عليها المسيحيون فكيف يمكنهم الاتفاق على قانون الانتخاب? معتبراً مواقف البطريرك بشارة الراعي تعبر عن مخاوف قطيع آخر, لافتاً الى ان رياح التغيير آتية الى سورية وقال ان مصير النظام لا يختلف عن غيره من الأنظمة الديكتاتورية.

 وهنا نص الحوار:

  كيف تقيم لنا مجريات السياسة اللبنانية القائمة خصوصاً وأن لبنان وصل الى رئاسة مجلس الأمن والمجموعة الدولية? وهل تعتبر ممارسات أهل السلطة في الداخل موازية لموقع لبنان على المستوى الدولي?

 ما حصل للبنان على مستوى الأمم المتحدة يعتبر بالنسبة لي حدثاً استثنائياً بعد أن سنحت الظروف للبنان بترؤس مجلس الأمن الدولي لمرتين وأن تكون هذه الدورة برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. هذا من الناحية المعنوية, ولكن الأهم الدور الذي  يؤديه انطلاقاً من هذا الموقع. في الواقع لبنان  دوراً متناقضاً مع نفسه, فمن الضروري اعادة التذكير بالموقف الذي اتخذه لبنان مارس عندما كان مجلس الأمن يناقش الوضع في ليبيا, وكيف أن لبنان اتخذ دوراً ريادياً في هذا الموضوع مع الأخذ بعين الاعتبار الظلم الذي لحق بالشعب الليبي جراء حكم الديكتاتورية التي سلبت أموال الشعب واستبدت بالناس. لكن هذا الموقف بدا متناقضاً جداً مع موقف لبنان عندما ناقش مجلس الأمن الوضع في سورية, رغم التشابه الكبير ما بين الحكمين السوري والليبي ان من حيث مدة الحكم التي لم تقل عن 40 سنة أو من حيث الظلم ومصادرة الحريات واطلاق يد المخابرات للتحكم بمصائر الناس واستنزاف مواردهم. هذا التناقض في الموقف اللبناني كان نتيجة الخوف من تأثير النظام السوري على المسؤولين اللبنانيين وليس وليد قناعة أساسية, والسبب الآخر. جميعنا تهمنا مسألة تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه, ولكن في الوقت نفسه, يجب ألا ينسى البعض اللبنانيين الكثر الذين غيبهم النظام السوري. من حقنا أن نتخذ موقفاً من تغييب شخصية ما, ولكن ليس من المنطقي ألا نتخذ في الوقت نفسه موقفاً ممن غيب شخصيات لبنانية كثيرة وعلى رأسها الرئيس بشير الجميل والرئيس رينيه معوض والمفتي الشيخ حسن خالد وشهداء "14 آذار"وغيرهم من كبار السياسيين اللبنانيين, وممن غيب ولا يزال كثيراً من المواطنين اللبنانيين.

هذا الموقف المتناقض لدى المسؤولين خفف من وهج ترؤس لبنان مجلس الأمن لمرتين في غضون سنة ونصف السنة, ومن وهج هذه المناسبة تجاه الجماهير العربية التي تعيش مرحلة تحررها من الأنظمة الاستبدادية في معظم الدول العربية.

  بعد نحو التسعة أشهر من الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري وتسلم فريق"حزب الله" الحكم, ماذا تبدل في مجريات السياسة المحلية, أين "14 آذار" اليوم وما هي قراءتك للمرحلة?

 هناك فرق شاسع بين قناعة الناس وما يحدث في السياسة. قناعات الناس بالنسبة ل¯"14 آذار" ومبادئ "14 آذار", لم  تتغير وأثبتت الأيام بأنها الى زيادة وليس الى نقصان, أما في الواقع على الأرض, فلا شك أن هذا الانقلاب نقل الحكم من حكومة معبرة عن ارادة اللبنانيين الى حكومة تمثل فئة معينة. وهذه الحكومة مسيطر عليها من "حزب الله". لا شك في أن الموقف من هذه الحكومة يجب أن يتسم بقدر أكبر من مواجهتها, .هناك أربعة متهمين من ""حزب الله"" باغتيال الرئيس رفيق الحريري, و"حزب الله" مكون أساسي في هذه الحكومة. أنا ضد القول ان لا علاقة للمتهمين ب¯"حزب الله". هذه البدعة لست معها ولا أؤيدها وكأن الاتهام تحول لهؤلاء الأشخاص وليس الى الحزب الذي ينتمون اليه, هذا الموقف الرمادي من قبلنا قابله موقف متشدد جداً من "حزب الله" عندما رفع رتبة المتهمين الى مرتبة القداسة. لقد تبناهم "حزب الله" ووضعهم في مرتبة القديسين, وبالتالي هناك وزراء من حزب متهم باغتيال شخصيات لبنانية. لذلك أنا أعتقد أننا لم نتعامل مع هذه الحكومة على مستوى هذا الاتهام, وأكثر من ذلك كان مفترضاً بنا عدم حضور جلسة التصويت على الثقة بالحكومة, ومقاطعة هذه الحكومة. وأن يكون لنا موقف جذري أكثر, فهذا القرار كان يجب اتخاذه منذ بداية الانقلاب وتشكيل هذه الحكومة.

  هكذا موقف يؤدي الى مواجهة جديدة مع "حزب الله"?

 علينا ألا نبقى مقيدين بعقدة الخوف. فمعنى ذلك أننا نرضخ لقوة السلاح, فأنا لست مع الرضوخ الى قوة السلاح.

  يكثر السؤال عن غياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان, هل هذا الغياب بسبب التهديدات التي تلقاها? كيف تبرر ذلك في ظل الحديث عن ظروف مالية صعبة أملت عليه الابتعاد عن الوطن?

 غياب الرئيس الحريري عن لبنان هو بالدرجة الأولى بسبب التنبيهات التي تلقاها بضرورة الابتعاد عن الساحة, خصوصاً وأن الفترة التي نمر بها تشبه كثيراً الفترة التي ابعد فيها الرئيس رفيق الحريري عن الحكم, لكنه في وجوده خارج لبنان ولا سيما في السعودية يقوم بترتيب بيته الداخلي وما يتعلق بتنظيم أعماله.

  كنت الوحيد الذي عارض زيارات الرئيس الحريري الى سورية, وأحياناً كان يطلب اليك عدم الادلاء بأي تصريح ضد النظام السوري, برأيك بعد كل الذي جرى كنت تتمنى عدم حصول هذه الزيارات التي لم تغير شيئاً من الموقف السوري حيال الرئيس الحريري ورفاقه?

 صحيح أنه كان يطلب مني ذلك لكنني لم أكن أتصرف ضد قناعاتي وأنا بالفعل كنت ضد هذه الزيارات وهناك أمور حصلت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري لست مقتنعاً بها ولم تغير من موقفي السياسي. برأيي كانت هناك أخطاء وهذه الأخطاء أدت الى اضعاف موقفنا السياسي ككل بدءاً من الاتفاق الرباعي مروراً بالذهاب الى سورية وصولاً الى طريقة تأليف الحكومات والرضوخ الى مطالب فريق "8 آذار" والقوى الاقليمية المتعاطفة معه.

  هل تعتبر تسوية الدوحة بداية تراجع "14 آذار"?

  قناعات الناس بفريق "14 آذار" ما زالت مستمرة لكن في السياسة هناك محطات سبقت تسوية الدوحة كان لها تأثير سلبي على هذا الفريق.

  المحللون السياسيون يعتبرون "14 آذار" تملك جمهوراً ولا تملك مشروعاً على عكس ""حزب الله"" الذي يملك جمهوراً الى جانب ستراتيجية فاعلة لتغيير المعادلة وقلب الأمور, فما رأيك بذلك?

 أعتقد أن "14 آذار" لها مشروعها, وهو مشروع كل لبناني مقتنع باستقلاله وحريته وسيادته والتعايش الأمثل مع كل شرائح الوطن ضمن الأصول وضمن حدود التعاون.

الفريق الآخر بالطبع استخدم ستراتيجية للوصول الى الحكم والاستيلاء على مفاصل الدولة ولا ننسى أن الظروف الاقليمية الكبيرة التي حدثت لمصلحته واستفاد منها, ساعدته على التصرف بطريقة منظمة وذكية ومبرمجة سهلت له أموراً كثيرة لتحقيق ما توصل اليه.

  هللتم جداً للربيع العربي ولكن هذه التحولات في الساحات العربية لم تكتمل بعد لأن الساحة السورية تصطدم بجدار النظام القابض على السلطة بيد من حديد ما يشير بأن الربيع السوري ليس قريب المنال?

 برأيي التغيير العربي حصل, ولا رجوع عنه وهو مستمر وقد يتوسع. الفترة الانتقالية في ليبيا ومصر ستكون صعبة لأن مخاض الانتقال الى دولة ديمقراطية يتطلب جهوداً مضاعفة.

أما بالنسبة لسورية فان الأيام سوف تثبت أن رياح التغيير فيها آتية لا محالة ان لم يكن اليوم ففي وقت ليس ببعيد. وبالنهاية فان مصير النظام السوري لا يختلف عن غيره من الأنظمة الديكتاتورية.

  من الواضح أن فريق الأكثرية الجديدة بدأ يعد العدة لانتخابات عام 2013 تمهيداً للاطباق على مفاصل الدولة بكاملها.

 هذا من واجب كل فريق سياسي يستولي على السلطة.

  في غمرة الحديث عن الانتخابات تبرز المطالبة بقانون النسبية على نار حامية وتتصدر بكركي الفريق المطالب بها, على عكس ما كانت عليه أيام البطريرك نصر الله صفير, فماذا تغير حتى أصبحت النسبية مطلباً مسيحياً?

 عندما يجتمعون لدراسة قانون الانتخابات ولا سيما الاجتماع الذي عقد في الصرح البطريركي من أجل توافق المسيحيين على قانون انتخابي موحد, أتأسف في قرارة نفسي لأن أموراً كثيرة أصغر من قانون الانتخابات بكثير لم يتفق عليها المسيحيون, فكيف يمكنهم أن يتفقوا على قانون بهذه الأهمية? لأن كل فريق منهم يريد قانون الانتخابات على قياسه بما يتناسب مع وضعه هناك قناعة عند غالبية اللبنانيين أن قانون 1960 أصبح من الماضي. والمضحك في هذا المجال أننا على مدى أربع سنوات نتذمر من هذا القانون ونعود اليه, أتمنى هذه المرة ايجاد قانون يلبي الحد الأدنى من طموحات اللبنانيين بالوقت نفسه يعطي أفضل طريقة للتمثيل الانتخابي ويكون المسيحيون الى حدٍ ما اختاروا نوابهم بأنفسهم وليس في "بوسطات" الآخرين. أي قانون هو الأمثل? لا يمكنني الاجابة عن هذا السؤال في الوقت الراهن.

  لماذا لا يطبق "الطائف" في هذه الحالة اأي عتماد المحافظة بعد اعادة النظر بالتقسيمات الادارية?

 برأيي الدائرة الصغيرة تعطي أفضل تمثيل, الا أن القوى الكبرى لا تؤيد هذه الفكرة, ولذلك أرى أن الاقتراح الوارد في اتفاق الطائف هو الحل المقبول جداً.

  ما رأيك بالطرح الذي قدمه اللقاء الأرثوذكسي والقاضي بأن تنتخب كل طائفة نوابها, وكنائب عن هذه الطائفة ما رأيك بهذه الفكرة?

 ليس لدي موقف سلبي من هذا الطرح مئة في المئة, لكن لدي بعض الملاحظات بالشكل أكثر من المضمون.

الملاحظة الأساسية بالشكل: الذين يطالبون بهذا القانون اتخذوا قراراً بالغاء مجلس الشيوخ, لأن الطائف نص على انتخاب مجلس نواب ومجلس شيوخ, مجلس النواب ينتخب على أساس غير طائفي ومجلس الشيوخ ينتخب على أساس طائفي. وبالنتيجة من يصوت على قانون الانتخاب هم النواب وكان يفترض بالذين طرحوا هذه الفكرة أن يستشيروا نواب طائفتهم لكنهم لم يفعلوا ذلك, وهناك أيضاً ملاحظة شخصية (مازحاً): زوجتي مارونية ولم تغير مذهبها, وبالتالي لدي مشكلة لأنها لا تستطيع أن تنتخبني!

  تصريحات البطريرك بشارة الراعي في باريس أثارت جدلاً كبيراً, برأيك ما مبرر هذه المواقف وهل صحيح أن البابا نصحه باقامة أفضل العلاقات مع محيطه العربي?

 بالتأكيد مواقف البطريرك الراعي لا تعبر عن موقفي السياسي ولكن للبطريرك الحق في أن يعبر عن رأيه, وربما لديه مخاوفه. ولكن اذا كانت لديه هكذا مخاوف, فالطريقة التي اتبعت ليست الطريقة السليمة لازالة هذه المخاوف.

  ماذا لفتك في خطاب رئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" سمير جعجع?

 لفتتني أمور عدة في احتفال شهداء "القوات اللبنانية". أولاً: محبة اللبنانيين لغبطة البطريرك الكاردينال صفير الذي عبر بخلال توليه سدة البطريركية المارونية عن شجون طائفته أفضل تعبير وهذا واضح من محبة الناس وتقديرهم له, أما خطاب جعجع فكان استثنائياً شرح فيه كيف يفكر المسيحيون بالنسبة لوجودهم في هذه المنطقة. وجودنا في هذه المنطقة ليس عابراً. نحن مقتنعون بأن هذه الأرض أرضنا وهذا البلد بلدنا مع الطوائف الأخرى الذين نحترم وجودهم ونعتبرهم لبنانيين مثلنا ولكن ضمن الأصول. النقطة الثانية المميزة حديثه عن الربيع العربي, ما يدل على الانفتاح الكبير حول ما يحدث في الدول العربية والايمان بالحرية والديمقراطية والقيم التي تُنشأ على أساسها الدول, من دون أن ننسى ربيع فلسطين.

  هل صحيح أن "حزب الله" يعتبر العماد عون عبئاً عليه ولذلك يسعى الى الحصول على شرعية المسيحية من البطريرك الراعي من خلال الحفاوة التي أقيمت له في الجنوب وفي البقاع الشمالي?

 أعتقد أنه لم يحن الوقت بالنسبة الى"حزب الله" أن يتخلى عن ميشال عون, لأنه يخدم مصالح "حزب الله" أكثر من مصالح أي فريق آخر أو حتى نفسه, وبالتأكيد أي موقف مسيحي آخر يؤيد خطوات "حزب الله" مرحب به جداً من قبل الحزب لأنه يعتبر بالنسبة اليهم استثماراً سياسياً.

  في موضوع المحكمة الخاصة بلبنان هل تعتقد أن فجر الحقيقة أصبح قريباً?

 مواقف الرئيسين سليمان وميقاتي جيدة في المبدأ, لكن الأميركيين قالوها بصراحة للرئيس ميقاتي: لم نعد نريد أقوالاً بل نريد أفعالاً. موضوع التمويل مهم بلا شك ونتمنى حدوثه كما تعهد بذلك الرئيسان سليمان وميقاتي, ونحن بانتظار التنفيذ. حان وقت التنفيذ العملي وانتهى مفعول الانشاء والكلام المعسول. ولكن هذه كلها تفاصيل, فالأهم من كل ذلك لماذا وجدت هذه المحكمة? الأهم أن هذه المحكمة يجب أن تستمر لأننا بحاجة اليها, فهي وجدت لاظهار الحقيقة, لاظهار من قتل القيادات اللبنانية, وجدت بسبب عجز الدولة اللبنانية عن حماية الناس والقاء القبض على المتهمين.

  هل يوافق "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على التمويل?

 هذا سؤال كبير, فاذا اتبعوا الواقعية السياسية سيوافقون على التمويل, والا لن يسمحوا له بذلك. عندها سنرى موقف ميقاتي, اما أن يرضخ أو أن يستقيل?!

  العماد عون دعا الرئيس ميقاتي الى أن يمول المحكمة من جيبه, فما رأيك في هذا الكلام?

 العماد عون في جيب "حزب الله", وكل ما يقوله ويفعله هو لحساب "حزب الله", حتى لو دفع لبنان الثمن, ولا يهم العماد عون اذا بقي المجرمون والمتآمرون على لبنان من دون عقاب. المهم أن يفعل ما يرضي "حزب الله".

  ما رأيك بالقمة الروحية في دار الفتوى وخلو بيانها الختامي من ذكر المحكمة?

 برأيي كانت قمة عادية لم تقدم ولم تؤخر ولم تقارب القضايا الأساسية والمواقف الكبيرة. بالتأكيد عدم ذكر المحكمة والسلاح هو من باب الابتعاد عن المسائل الخلافية. هذه القمة لن تدخل التاريخ ودخول بكركي في المسائل السياسية وقانون الانتخابات لزوم ما لا يلزم وبالنهاية سيؤدي الى فشل ونحن لا نحب الفشل لبكركي.

  "حزب الله" يقول ان سلاحه ضروري لحماية العيش المشترك, فما تعليقك?

 يا للأسف البعض, وبنية طيبة, يحاول اقناع المجتمع الدولي بتقوية الجيش وبالضغط على اسرائيل لنزع ذرائع "حزب الله" للاحتفاظ بالسلاح, ولكن في المقابل كل يوم يحاول حزب اختراع ذرائع جديدة, ومبررات جديدة, فتارة يكلف نفسه بحماية نفط لبنان, وتارة يسوق سلاحه تحت حجة حماية العيش المشترك. ربما كان يعتقد أن 7 مايو كانت وسيلة لحماية العيش المشترك!

ما رأيك بموقف النائب جنبلاط الأخير المتعلق بالأوضاع في سورية, وبرده على انه يغير مواقفه كما يغير ثيابه?

 برأيي وليد جنبلاط لم يغير ثيابه في أي لحظة. لقد تنكر لفترة ربما بسبب المرحلة, لأن المسدس كان في رأسه كما قال هو, ولكنه لم يتنكر ولو للحظة واحدة لثوابته الستراتيجية, وعندما يعود جنبلاط الى "الجينز" وينزع ربطة العنق التي تضغط على رقبته, استبشروا خيراً لأن هذا دليل على أن الأيام تغيرت.

 

تخوّف من انقسام الثورات وصراعاتها على السلطة

لبنان في حاجة إلى حكم قادر على المواجهة

اميل خوري/النهار    

عندما قال الشاعر الكبير الراحل نزار قباني في حديث له "لست يائسا من عودة الروح للعرب، وان املي في الانسان العربي وليس في الانظمة"، هل كان يتصوّر ان قوله هذا سيصح وان ثورة عربية شبابية ستجتاح عددا من دول المنطقة فتقلب هذه الانظمة، وإن كان احد لا يعرف حتى الآن اي انظمة بديلة ستحل مكانها؟

لقد بدأ القلق يساور نفوس الكثيرين ممن يتابعون تطور الثورات العربية في عدد من دول المنطقة اذ يشعرون بالخوف عليها اكثر من الخوف منها وذلك بسبب الانقسامات داخلها واشتداد الصراع على السلطة وعلى اي سلطة واي نظام. واذا ما استمر هذا الانقسام سيتسبب بالفوضى العارمة التي لا خروج منها الا باقامة دويلات مذهبية وعرقية، فتكون الثورات العربية قد حققت من حيث تدري او لا تدري مخطط اسرائيل عوض ان تحقق العبور الى الديموقراطية الصحيحة التي تؤمن تداول السلطة بسلاسة وهدوء، فتأتي احيانا بحكام عاديين واحيانا بحكام استثنائيين يصبحون تاريخيين، ومع ذلك فهي تذهب بهم إن هم أخطأوا، لان اهمية الديموقراطية هي في انها تصحح اخطاءها بواسطة الشعب.

لذلك لم يعد مسموحا عند انتهاء ولاية اي حاكم القول ان لا بديل منه كي يصير التجديد له الذي يبلغ احيانا مدى الحياة.

الواقع ان الحاكم الصادق يعد شعبه بتحقيق ما يستطيع، فيما الحاكم المغرور والمدعي ولا صدقية لديه يعد بالكثير ولا يفي الا بالقليل القليل. إن حاكما يجعل شعبه على اختلاف اتجاهاته ومشاربه ومذاهبه يقيم افضل العلاقات مع جميع الدول الشقيقة والصديقة هو خير من حاكم ينحاز الى دول من دون اخرى ويزج بلاده في خلافاتها.

والسؤال الذي يثير القلق ويجعل الجميع يبحثون عن جواب عليه هو: هل ستنتقل دول المنطقة من الحكم الفردي والشمولي الى الحكم الديموقراطي، واي شكل سيكون لهذه الديموقراطية خصوصا بعدما مرّ أكثر من سبعة أشهر على قيام الثورات العربية، ولم تكتمل صورتها بعد، ولا احد يعرف متى تكتمل وتستقر الاوضاع في المنطقة؟ ويأمل الجميع ألا يضطرون للقول ان الديموقراطية مرت من هنا وكانت حلم صيف... وعندها تستسلم الشعوب العربية لليأس لأنها عجزت عن احداث التغيير المطلوب بعدما رزحت على مدى عقود تحت الحكم الفردي والشمولي وقد لا تكون اصبحت مهيأة بعد لممارسة النظام الديموقراطي ممارسة سليمة وصحيحة، لا بل انها قد تجعل الاحزاب الاصولية والمتشددة تستثمر غضبها لفرض  ديكتاتورية من نوع آخر قد تكون اشد قسوة وايلاما من اي ديكتاتورية.

يقول بول كندي في كتاب له بعنوان: "الخاسرون والرابحون بعد الألفين" ان الانظمة الاسلامية ترفض هي نفسها قوى التغيير العالمية، وتقسم الانظمة السائدة الى نوعين: محافظة تقليدية غير ديموقراطية واخرى  ديماغوجية وشعوبية او ديكتاتورية عسكرية او دينية، وليس مستغربا بعد ذلك ان تترعرع الاصولية في هذه المجتمعات وينتشر فيها البطالة واليأس.

ويقول المفكر والكاتب كريم مروة في مداخلة له في احدى الندوات عن آفاق الانتفاضات العربية: "ان القمع مهما بلغت حدته لن يمنع التغيير الذي يشكل اولى الخطوات نحو الحرية"، واعتبر ان "لا فرق بين نظام استبدادي وآخر، وان الانظمة العربية والحركات التي استلمت السلطة استلهمت نموذج الاتحاد السوفياتي في حكم الحزب الواحد ولم تتعظ من سقوط هذا النموذج، وكان السببب في سقوطه غياب الحرية".

الى ذلك ترى اوساط سياسية مراقبة ان التحولات الاقليمية في المنطقة ودقة المرحلة وخطورتها تتطلب اكثر من اي وقت مضى وجود حكم في لبنان متجانس ومنسجم ومتعاون، وله تصور مشترك لمواجهة تحديات هذه المرحلة، ويملك القدرة على احداث التغيير والاصلاح الحقيقيين ليس في الوجوه بل في النهج والاداء، لان وجود فريق غير منسجم وغير متعاون من شأنه ان يتعب نفسه ويتعب الشعب كي يبقى الوضع الامني في البلاد ممسوكا من قوى الامر الواقع وليس من قوى السلطة الذاتية بدون سواها والتي ينبغي ان تكون متماسكة كي لا تصبح ممسوكة، فتيغير عندئذ مفهوم السيادة والاستقلال. لقد حان الوقت لان يحكم لبنان نفسه بنفسه ويكون له امنه الذاتي بسيادته الكاملة والمطلقة على كل ارضه، وان يكون له قراره الحر في كل القضايا ولا سيما المصيرية منها. فدقة الوضع في المنطقة لا تحتمل وجود حكم يتصادم أركانه سواء على توزيع الصلاحيات او على اقتسام المغانم والمنافع وعلى تفسير الدستور كل على هواه. بل بات لبنان في حاجة الى حكم متضامن ومتعاون له تفسير واحد للدستور ويعرف كل مسؤول صلاحياته ولا يتعدى على صلاحياته غيره.

 

الأجور والرباعي الفاشل!

نبيل بومنصف/النهار  

تكتسب الأيام العشرة المقبلة الفاصلة عن موعد الاضراب المعلن للاتحاد العمالي العام فائدة مزدوجة سواء في الموضوع الذي يعني صاحب الدعوة والمعنيين به او في جانب خلفي آخر مشتق منه بشكل غير مباشر. فهي اولا استفاقة متأخرة جدا على اوضاع اجتماعية شديدة البؤس جرى الامعان في تهميشها تحت وطأة سطوة السياسة المستأثرة دوماً، وبقسوة، بالاولويات والوهج، بما ينجم عنها من تحقير للواقع الاجتماعي المطلبي الذي يعني الغالبية الساحقة من اللبنانيين. وهي ثانيا فرصة متأخرة جدا ايضا لكشف الضحالة القاتلة لدى القوى السياسية والحزبية عموما في زعمها تمثيل من تمثل في مصالحهم الحقيقية.

وسواء أفضت الدعوة الى الاضراب الى تسوية لمشكلة الأجور والرواتب ام الى مزيد من التعقيدات، فلن يبدل ذلك مجموعة حقائق تظلل هذا الملف الاجتماعي.

اولا: إن رافع الراية المطلبية يبدو أشبه بهيكل متقادم عتيق منذ وضعت قوى حزبية موصوفة ومعروفة يدها على الاتحاد العمالي وسخرته في اتجاهات سياسية وفقد تالياً استقلاليته، فباتت الحركة المطلبية "على الطلب" وانعدمت كل هوامش استقلاليتها في معزل عن تموجات من يحركها.

ثانيا: إن ارباب العمل والهيئات الاقتصادية وسواهم في الفريق المعني بتصحيح الاجور وتحسينها يمعنون في أنماط فوقية جامدة تذهب الى حدود التهويل والابتزاز عند كل هبّة مطلبية، مستفيدين من وقائع اقتصادية متردية غالبا ما يُراد لها ان تظل فوق حاجات ذوي الدخل المحدود.

ثالثا: إن الدولة كفريق ثالث اساسي، وعبر الحكومات المتعاقبة، غالبا ما شكلت الحكم الفاشل العاجز عن التخطيط الاستباقي والمبادرة المرنة اللذين تفرضهما احوال شديدة الهشاشة، فلم تعرف يوما كيف تحافظ على التوازن بين مصالح المؤسسات وديمومتها واستمرارها وحقوق العمال والموظفين والاجراء. وليس غريبا والحال هذه ان تشكل المعضلة الاجتماعية الجانب الاسوأ الملازم للمديونية الهائلة، ودائما على حساب ذوي الدخل المحدود، في شهادة فشل مزدوجة للسياسات المالية والاجتماعية.

رابعا: إن القوى السياسية اللبنانية، على اختلاف اصطفافاتها وانتماءاتها ومواقعها، باتت تفتقر أكثر من اي حقبة عرفها لبنان الى بعد اجتماعي متطور، لا بل ان السمة الغالبة لهذه القوى تضعها في معظمها على سوية واحدة من قحط اجتماعي بل حتى انساني تحت وطأة افراطها في الصراع السياسي والطائفي والمذهبي.

وما بين الحالتين، غدا البعد الاجتماعي الحقيقي مندثرا وغائبا ومسحوقا خصوصا مع انقراض الاتجاهات اليسارية الجادة بمفهومها العلماني والمستقل وليس بمفهوم اليسار المستتبع والقابع عند زمن علاه الغبار والصدأ. وبكل هذه تمرّ هذه الاستفاقة، بزيادة أجر متهالك أم من دونها.

 

"حزب الله" تجاوز إحراجات عدة للحفاظ عليها

الحكومة والتمويل: خياران أحلاهما مرّ

روزانا بومنصف/النهار     

أحد ابرز الاسباب او المبررات التي ستساق في موضوع تمويل المحكمة والذي سيحصل وفق ما تقول مصادر ديبلوماسية لم تتلق تعهدات في هذا الصدد من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فحسب بل ايضا من مسؤولين في "حزب الله" تلتقي مع بعض منهم هو ان موضوع الحكومة اهم من موضوع المحكمة والحزب سيحافظ على "حكومته" ايا تكن وجهات النظر المتناقضة التي يعبر عنها حلفاء الحزب وفي مقدمهم "التيار الوطني الحر". فتطيير الحكومة او التسبب برحيلها سيؤدي في افضل الاحوال الى بقاء هذه الحكومة بصفتها حكومة تصريف الاعمال من دون القدرة على تأليف حكومة مماثلة او جديدة لعدم امكان الحزب تأمين الاكثرية نفسها التي حصل عليها نتيجة تغير معطيات اقليمية كثيرة. وهو امر سيؤدي الى تحرر الرئيس ميقاتي من التزاماته ومن الضغوط عليه ويمكنه من تخطي هذه الضغوط الداخلية والخارجية مع احتمال تحويله الى رئيس لحكومة تصريف اعمال يقول كثر انها قد تكون اهم طموحات رئيس الحكومة وتمنياته. وفي اسوأ الاحوال سيؤدي تطيير الحكومة الى السعي الى حكومة جديدة، في حال امكن تشكيلها، لن يكون لها صلة بالتركيبة السياسية الحالية ولو جاهد كثر في التشبث بان لا شيء تغير حتى الان في المعادلة السياسية التي تحكم الوضع السياسي. وتاليا فان المخاطر حقيقية على الحكومة في ظل وجهات نظر متضاربة لا بل انقسامات جوهرية بين فريقين احدهما يمثله الحزب مبدئيا بناء على رفضه المبدئي للمحكمة ويقف مع "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" والاخر يضم الى الرئيس ميقاتي الذي اعلن انه لا يستطيع ولا ينوي تجاهل المتطلبات الدولية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وكتلة النائب وليد جنبلاط مما يؤشر الى احتمال تطيير الحكومة في حال لم يتم الاتفاق على تمويل المحكمة او حتى في حال تم حشر الرئيس ميقاتي في خيارات اخرى غير تلك التي التزمها علنا مرارا وتكرارا حتى الآن.

 وبحسب مصادر سياسية فان تمويل المحكمة محرج للحزب، لكنه يلتزم الصمت ازاء هذا الموضوع من اجل ترك ابواب المخارج مفتوحة امامه وعدم اتاحة المجال امام المعارضة لتسجيل مكسب في مصلحتها ولو ان مجرد التمويل سيعد مكسبا لها في المرحلة الراهنة. في حين ان تصدر العماد ميشال عون معارضة التمويل بالنيابة عن الحزب يضعف التيار الوطني في اوساط المسيحيين، ولو انه يمكن التعويض على التيار في الانتخابات النيابية لاحقا بوسائل اخرى، في الوقت الذي لا يخوض الحزب معركته او قضيته في هذا الاطار وسيكون التيار احد ابرز الخاسرين المعلنين ظاهرا في هذه المعركة في حال تمويلها وفق التعهدات التي حصلت باعتباره خاض معركة خاسرة سلفا ولم يحفظ الحد الادنى من الصدقية ازاء جمهور خسر الكثير من الشهداء. فالتمويل ليس الموضوع الاول الذي سيكون محرجا للحزب بحسب هذه المصادر وهو احرج بمواضيع كثيرة في الاونة الاخيرة. فبين هذه المواضيع في الشهرين الاخيرين على الاقل موضوع صدور حكم قضائي في حق العميد فايز كرم بتهمة العمالة لاسرائيل في الوقت الذي يشكل التيار الذي ينتمي اليه العميد كرم ابرز حلفائه بحيث اضطر الحزب الى السكوت على فضيحة من ضمن حلفه السياسي في الوقت الذي اعتاد ولا يزال إشهار سيف العمالة لاسرائيل في وجه كل من خالفه الرأي السياسي او لم يدعمه في طموحاته. وهو موقف محرج سحب من يد الحزب ورقة كان يستفيد منها في وجه خصومه السياسيين ويحاربهم بها على هذا الاساس. وهو الامر نفسه الذي انسحب على اضطرار السيد حسن نصرالله اعلان وجود خرق اسرائيلي لصفوف الحزب بعدما كاد الامر ينكشف بكل ما يمكن ان يعنيه ذلك لخصومه.

ولم يكن وقع وثائق ويكليكس وما كشفته من مواقف لاقرب حلفاء الحزب اقل ايلاما خصوصا ان الحزب كان السباق الى توظيف هذه الوثائق ضد خصومه معززا صدقيتها في اعلان نيته احالة خصومه على المحاكمة بالاستناد اليها في حين ان ما قاله حلفاؤه عنه ان في التيار الوطني الحر او حركة "أمل" كان اقسى واشد وطأة مما هو معلن عن مواقف خصومه المعروفة اصلا. ولم تنف ردود الفعل على اختلافها او تنقض ما ورد في هذه الوثائق من حيث الرأي العميق الحقيقي لحلفائه به وبادائه.

ولذلك تقول هذه المصادر ان الحزب سيتجاوز هذا الاحراج الجديد في تمويل المحكمة اذ لكل امر ثمنه والحكومة هي الاهم بالنسبة اليه ايا يكن الثمن راهنا.

 

ميقاتي العائد من نيويورك بـ"ثقة" الغرب كيف يواجه المهمّات الثلاث الصعبة التي تنتظره؟

ابراهيم بيرم/النهار 

منذ ان تسلم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مهماته رسميا، بعدما نالت حكومته الثقة، شرعت القوى السياسية ولا سيما منها تلك المنضوية تحت لواء الاكثرية تتحدث صراحة عن ضرورة الانجاز السريع لموضوع التعيينات الادارية وملء الشواغر الكبيرة في الادارة.

بالطبع ثمة اسباب وعوامل عدة تدفع الاطراف السياسيين المعنيين الى التعجيل في اثارة هذا الموضوع وفي الاضاءة عليه مع كل جلسة لمجلس الوزراء، فثمة طرف يضع نصب عينيه فكرة انهاء قبضة الحريرية السياسية على الادارة وتصفية الحسابات مع عهدها السابق الطويل.

وهناك فريق اخر يعتبر حضوره القوي في الادارة جزءا اساسيا من عناصر قوته وفرادته، الا ان الذي بقي محيرا للكثيرين هو "السلوك البارد" للرئيس ميقاتي تجاه هذا الموضوع الحار بالنسبة الى المعنيين به، فموضوع التعيينات اقتصر عمليا اكثر ما يكون على بعض مراكز الحصة الشيعية والمسيحية، في حين ان ميقاتي لم يشأ ان يقارب ملف التعيينات والتغييرات في حصة طائفته مما اضفى مزيدا من الضبابية والالتباس حول مستقبل اداء ميقاتي وحول نهجه وخطته في ادارة دفة الحكم واللعبة السياسية في البلاد عموما.

ولم يكن غريبا ان ينطلق خصومه من هذا الواقع المفتوح على التعقيد والتصعيد، ليراهنوا على مسألة تعثره وسقوطه الوشيك بين لحظة واخرى، فيما يكتفي فريق "المحايدين" بالتساؤل دوما عن سر تصرفه وسلوكه لتذليل العقبات وما اكثرها، لمعالجة المعضلات القديمة والمستجدة وخصوصا معضلة تمويل المحكمة الدولية والتي عليها يتوقف شكل علاقة لبنان بالمجتمع الدولي حاضرا ومستقبلا، وهي المعضلة التي ستظهر بشكل اكبر من الان وصاعدا وتفرض نفسها على ما عداها من قضايا خلال الايام القليلة المقبلة.

في الوسط السياسي اللبناني معلومات تؤكد ان الكثير من المراقبين توقفوا بإمعان مع "مشهد الحفاوة" الظاهرة التي قابلت بها الادراة الاميركية ميقاتي عندما ذهب الى نيويورك ليؤدي دورا في جلسات مجلس الامن والامم المتحدة، اذ كان لافتا تعمد وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان تخص ميقاتي باستقبال مميز، لم يكن حتى لرئيس الجمهورية الذي كان سبقه الى اروقة الامم المتحدة قبل ايام قليلة.

وفي سياق هذه التحليلات ثمة قراءة قالت ان ميقاتي نجح في كسر حلقات الحصار التي حاول خصومه ان يرسخوا اعتقادا فحواه ان الغرب سيفرضه عليه عاجلا ام آجلا، بفعل "النهج" العقلاني الذي نجح في انتهاجه خلال الفترة التي تولى فيها مهماته رغم قصرها، وبالتالي نجح في اعتماده الاختبار الخفي الذي وضعه الغرب فيه خلال هذه الحقبة الزمنية، خصوصا وهو يتعامل بـ"صلابة" مع القوى التي تشاركه حكومته ومنها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر".

وثمة في اوساط القوى الاكثرية من ذهب الى ابعد من ذلك في تحليله لابعاد هذا "الاحتفاء" الاميركي بميقاتي، اذ افترض انه نوع من "التعميد" له كـ"معتمد" لواشنطن في لبنان من الان فصاعدا، وخصوصا ان ميقاتي يمتلك اصلا مقومات ومواصفات ويقيم على رصيد من العلاقات تؤهله ليكون عند حسن الظن الاميركي به، ولا سيما ان السياسة الاميركية لم تكن يوما الا "براغماتية" واقعية.

وبصرف النظر عن دقة هذه القراءات ومدى مطابقتها للواقع، فإن في الوسط السياسي الاكثري في بيروت من يعتبر ان زيارة ميقاتي الاخيرة لنيويورك ستكون فيصلا في حركته السياسية وفي ادائه وسلوكه في الايام المقبلة، انطلاقا من معطيات ووقائع تفرض نفسها كحقائق لا يمكن التفلت منها او تأجيلها، وفي مقدمها:

- تمويل المحكمة الدولية، ولا سيما في ضوء استحقاقين عاجلين، الاول ان الامر زمنيا لم يعد قابلا للتأخير، والثاني الوعود والتعهدات التي قطعها ميقاتي سابقا سواء ابان لقائه كلينتون، او من خلال تصريحاته التي اطلقها مرارا والتي بدا فيها قاطعا حيال الموضوع، ولا سيما انه وضع النكوص في منزلة الخدمة لاسرائيل. وفي كل الاحوال سيكون هذا الموضوع بالذات محك اختبار اخر غربي لميقاتي وسيبنى على الشيء مقتضاه.

- موضوع اداء ميقاتي ولبنان عموما حيال المسألة السورية، وخصوصا قضية العقوبات التي فرضها الغرب على سوريا، ولا سيما ان كلينتون كانت "فجة" في اثارتها لهذه المسألة، ورغبتها في ان ينأى لبنان بنفسه عن ان يكون الرئة التي تتنفس منها دمشق ماليا واقتصاديا، علما بأن واشنطن تعكف منذ فترة على الاحاطة بتفاصيل العلاقات والروابط المالية بين لبنان ومصارفه على وجه التحديد وبين سوريا.

وثمة من تحدث عن ان المسؤولين الاميركيين المعنيين ابلغوا الى الجانب اللبناني انهم جادون فوق العادة في هذا الموضوع.

ولا شك ان صفحة ميقاتي هي حتى الآن عند الجانب السوري بيضاء من غير سوء، فأداء حكومته حيال دمشق منذ توليه مسؤولياته لا يرقى اليه الشك، ولكن السؤال ماذ لو تطورت الامور في الداخل السوري؟

- مسألة مستقبل الاداء السياسي لميقاتي وعلاقته على وجه التحديد وشارعه ومتى اوان مغادرته للمنطقة "الرمادية" التي دأب على العيش فيها وتعمد خلالها اتقان لعبة المرور بين النقاط، لأنه في ضوء مسألة الخروج من هذه المنطقة، تكشف الكثير من المسائل ذات الطابع المستقبلي، وسيكتشف المتسائلون الكثر ما اذا كان ميقاتي سيشرع عمليا في التأسيس لحالة سياسية مستقبلية ومؤثرة يبغي عبرها البقاء في رأس هرم السلطة التنفيذية لفترة طويلة.

واذا كان ميقاتي نجح خلال الاشهر القليلة التي انقضت على توليه مهماته في اظهار الكثير من التميز والفرادة وتجاوز العقد التي قابلته، فإن عليه في نظر الكثيرين ان يقدم ادلة علمية تثبت ذلك، وفي مقدمها ان يدحض مقولة انه ألزم نفسه تفاهماً مستتراً قوامه التعهد بالمحافظة على كل "ارث" الحريرية السياسية في الادارة، وبالتالي فإن دوره مرسوم من الاساس على ان يكون حالة سياسية موقته مهمتها تقطيع المرحلة.

 

نماذج ثلاثة لـ"المخاوف والهواجس" حيال الربيع العربي

وسام سعادة/المستقبل

لو أنّ رياح التغيير كانت اقتصرت على الأنظمة العربية التي تُجمَل عادة ضمن "خط الإعتدال" ولم تتعدّ ذلك إلى الأنظمة التي تصنّف نفسها في "خطّ الممانعة" لكانَ الأمر محرجاً فعلاً بالنسبة إلى القوى الليبراليّة في العالم العربيّ، كما بالنسبة إلى مشروع الإستقلال الثاني في لبنان. لأجل ذلك يمكن القول إنّه في كانون الثاني وشباط من هذا العام، كان الرهان على إمتداد عدوى الحريّة لقضّ مضاجع أنظمة الممانعة، هو الرهان الذي بنى عليه أنصار مشروع الإستقلال الثاني، للإلتحاق من بعد أخذ وردّ بركب "الربيع العربي"، وصولاً إلى التبرّع لهذا الربيع الإقليميّ بأصول لبنانية له، جرياً على العادة اللبنانية الأثيرة في إصطناع أصول لبنانية لكل ما يتجاوز رقعة الوطن.

لا وجاهة لأي شكل من أشكال المكابرة على هذا التردّد الآذاريّ الأوّل حيال الربيع العربيّ في محطتيه الأوليين (تونس ومصر). ولئن كان في هذا التردّد شيء يستدعي التنبّه إلى "عدم جذريّة" القوى التي تشكّل النسيج الإستقلاليّ اللبنانيّ الثاني، ففيه أيضاً ما ينبغي تقديمه كمثال نموذجيّ لكل من يبدي مخاوفَ وهواجسَ حيال المحطات التالية من الربيع العربيّ الكبير.

ففي هذا التردّد أمام الموقف الذي ينبغي إبداؤه حيال الثورة المصرية عند تسارع أحداثها وعشية بلوغها الأوج، حضرت مخاوف وهواجسَ من أنواع شتّى: فالنظام المصريّ السابق كان سلطويّاً لا ديموقراطيّاً لكنّه أتاح هامشاً نسبياً من التعدّدية السياسية ومن الحرّيات، وإذا كان معيار تنحية الأنظمة هو تنحية الأكثر إستبداداً وطغياناً فمن المؤكّد أنّ نظام الرئيس السابق حسني مبارك ما كان ليجيء في المقام الأوّل. ثمّ أنّه إستناداً لـ"المعيار الوطنيّ المصريّ" نفسه الذي سكن ثورة الشعب المصريّ منذ البدء، كان من الطبيعي أن يلتفت المصريّون لتحقيق شروط العبور إلى الحرية في مصر أوّلاً، كما كان من الطبيعي أن يلتفت اللبنانيّون لتحقيق شروط العبور إلى الحريّة في لبنان أوّلاً، وفي هذا السياق فإنّ النظام المصريّ السابق كان من الأنظمة العربية التي تبدي موقفاً إيجابياً حيال تحرّر اللبنانيين، وكان لا بدّ من لحظة "تردّد" مضمرة أو مجاهر بها حيال سقوط هذا النظام، في مقابل النشوة المبالغ فيها التي أبداها "الحزب السجّان" للشعب اللبنانيّ أمام هذا السقوط، كما لو أنّ خلية الإفساد في الأرض التي بعثها "الحزب السجّان" في وقت سابق إلى أرض الكنانة كانت النطفة التي خصّبت الثورة في وادي النيل!

لكنّ المماثلة جاءت في الوقت نفسه سريعة، بل شبه مباشرة، عند حملة مشروع الإستقلال الثاني، بين ساحة الحريّة في 14 آذار 2005 وبين ميدان التحرير، وعاشت 14 آذار الرسمية منذ انفجار الثورة المصرية ضغطاً شعبياً واسع النطاق لجعلها تتبنّى بشكل شجاع ولا لبس فيه كامل أجندة الثورة المصريّة دون التباس. وأوسع من ذلك كانت المماثلة بين مشاهد قمع البلطجية للثوّار الشباب في مصر وبين المأثور من المشاهد القمعية لـ"الوصاية" و"النظام الأمنيّ" و"الحزب السجّان" بحق الشعب اللبناني. بالتالي، كانت الهوية الإنتفاضية لـ14 آذار، جنباً إلى جنب مع المعايير الإنسانية الأخلاقية وتقاليد مناوئة القمع، وأسهم كل ذلك في حسم التردّد بشكل سريع، إلى جانب الثورة المصرية، رغم كل الهواجس السياسية المبرّرة، من الأسئلة حول تداعيات انهيار نظام معتدل في مقابل بقاء أنظمة ممانعة أكثر بطشاً وقمعاً لشعبها، وتداعيات انهيار نظام متفهم ايجابياً للحركة الإستقلالية اللبنانية، في مقابل أنظمة تواصل قضم الإستقلال اللبناني والدعم العضويّ المتمادي لأعداء الديموقراطية والسلامين الأهلي والإقليميّ في الداخل اللبناني، وكذلك كانت هناك الأسئلة حول التيّار الإسلاميّ في مصر وخياراته، خصوصاً في ظلّ مسارعة نظام الملالي الإيراني للإستبشار بقرب ولادة شرق أوسط إسلاميّ (بالمعيار الخمينيّ للكلمة)، ويعطف على ذلك السؤال حول المسألة القبطية.

ينبغي ألا يخجل أنصار المشروع الإستقلاليّ اللبنانيّ من إستذكار لحظة تردّدهم تلك حيال الزلزال الثوريّ الذي عصف بمصر، خصوصاً وأنّهم حسموا التردّد بشكل سريع نسبياً، في إتجاه داعم للربيعّ المصريّ، وفي إتجاه التعرّف على ذاتهم في هذا الربيع، ولم يكن حسم التردّد بهذا الشكل ممكناً لولا اعتماد المعيار الإنسانيّ الأخلاقيّ في مواجهة آليات القمع والبطش، واعتماد معيار الهوية النضالية الكفاحية لثورة الأرز (ساحة 14 آذار، ميدان التحرير)، واعتماد معيار البعد العربيّ للإستقلال الثانيّ (تركة سمير قصير)، واعتماد معيار الانسجام مع الموقف العام للمجتمع الدوليّ، ويتصل بكل ذلك الرهان على أنّ الربيع أطاح بنظام "معتدل" في مصر لن يلبث حتى يطيح بأنظمة "الممانعة".

لقد انطلق أنصار الإستقلال الثاني من "مخاوف وهواجس" هم أيضاً يوم تعلّق الأمر بثورة مصر، لكنّهم ما أن حاولوا الإجابة على هذه المخاوف حتى داهمتهم معاييرهم: ثقافة حقوق الإنسان، وتركة سمير قصير، والديموقراطية بمنظور عالميّ، والرهان على أن يمتدّ الربيع من معسكر الإعتدال إلى معسكر الممانعة.

في المقابل، أولئك الذين انتشوا في الأيام الأولى من الربيع العربيّ، اعتقاداً منهم بأنّها الممانعة، بل الخمينية السياسية، التي ستمتد إلى مصر وتونس، عادوا بعد ذلك، ومنذ الثورة الليبية، وبشكل أساسيّ وفاضح منذ الثورة السوريّة، للإحتماء وراء "المخاوف والهواجس"، إنّما لم يكن ثمّة "تردّد" إلا على نحو عابر عند معظمهم، لأنّ ثقافة حقوق الإنسان لا تعني لهم الشيء الكثير، وبدلاً من معيار الديموقراطية بمنظار عالميّ، يريدونها ممانعة شعبوية عالمية بوجه الإمبراطورية الغربية الشاملة، وبوجه الديموقراطية الليبرالية بشكل أساسيّ.

لأجل ذلك أيضاً فإنّ "المخاوف والهواجس" التي من المعقول جدّاً أن تطرح لدى المسيحيين ينبغي أن تنحو نحو "المخاوف والهواجس" التي بدّدتها تجربة 14 آذار سريعاً حيال الثورة المصرية، وليس أبداً في الإتجاه الذي سارت عليه قوى الممانعة المنكوبة بعد انتشائها بالثورة المصرية، بامتداد الثورة الى ليبيا ثم سوريا. فالمعايير التي اعتمدتها التجربة الـ 14 آذار هي معايير صميمة جدّاً لدى المسيحيين، سواء تعلّق الأمر بثقافة حقوق الإنسان، أو باعتماد نظرة عالمية إلى انتشار الديموقراطية

 

البطريرك والسينودس الخاص بالشرق الأوسط

جورج علم/الجمهورية

تكبر "مَضبطة الاتّهام"بحقّ البطريرك بشارة الراعي. إنّه مُتّهم من قِبل بعض الموارنة بتخريب العلاقة التاريخيّة مع الغرب. ومتّهم بإخراج الطائفة من تموضعها التقليدي الى خطوط المواجهة مع الأقلّيات والأكثريّات. ومتّهم بتجاوز حدود المعقول من الجولات والزيارات، وحجّة بعضهم أنّه لا يتواجد في الصرح البطريركي بقدر ما هو في الساحات العامّة بين جمهور مستقبليه. أمّا الأحدث والأكثر جدلا فهو اتّهامه بالخروج عن خطّ بكركي التاريخي، وعن الثوابت.

ويواجه البطريرك هذه الاتّهامات بإصرار واضح على "شراكة ومحبّة" تنطلق من المصارحة. ما يقوم به هو مصارحة الغرب "الصديق" أو "الوَدود" عن المصير والمستقبل، عن الخطط والمشاريع والسيناريوهات المرسومة لدول المنطقة، والتعرّف الى معالم هذا الشرق الأوسط الجديد الذي كثر الحديث عنه في العقد الأوّل من هذا القرن، والذي لم يستقرّ بعد على أسُس واضحة، وثوابت مؤكّدة، ولم تُرسم بعد معالم الحرّية والديموقراطيّة فيه، فيما لا تزال حقوق الإنسان مستباحة وعلى عنف وفظاظة.

أمّا الدوافع لطَرق باب المصارحة فهي كثيرة، منها البعيد منذ قيام دولة إسرائيل في قلب المنطقة، وتبرعُم القضيّة الفلسطينيّة، واحتدام الصراع العربي ــ الإسرائيلي. ومنها القريب انطلاقا من أحداث 11 أيلول في نيويورك، وما تلاها من ردود فعل أميركيّة ــ غربيّة عنيفة، من وجوهها "الغزوات" المتتالية على دول المنطقة تحت شعار تعميم الديموقراطيّة ومكافحة الإرهاب، عِلما بأنّ النموذج العراقي لم يكن مثاليّا، لا بل كان فاشلا بكلّ المقاييس، إذ فضح وحشيّة الغرب بأساليبه الدموّية العنيفة، وفضح صدقيته في بناء المجتمعات على قيم الحرّية والديموقراطيّة، فإذا بالعراق "عراقات"، وبالدولة "دويلات"، وفضح إنسانيته، وهذا ما تمثّل بوضع الأقلّيات، حيث دفع المسيحيّون الثمن ــ وما زالوا يدفعونه ــ من دون أيّ مسبّبات أو مبرّرات.

ويذهب بعض السفراء الأوروبّيين الى الأبعد، "إنّ الرسالة التي حملها البطريرك الى فرنسا كانت واضحة، أراد أن يقول بصراحة إنّ المسيحيّين في الشرق ليسوا بجالية يمكن توضيبها بحقيبة سفر ونقلها على متن بارجة الى أصقاع الأرض بحثا عن وطن وهويّة وثقافة مغايرة للواقع الذي هم فيه اليوم وسط هذه البيئة الجغرافيّة البركانيّة المتنوّعة، والقابلة للانفجار في أيّ وقت، وفي كلّ وقت. حاول الأميركيّون أن يتعاملوا معهم كجاليّة منتصف سبعينات القرن الماضي، لكّن "الجالية" تمكّنت من قلب المقاييس وتصحيح الصورة، ولو بمردود من المعاناة الطويلة المستمرّة".

إنّ الأوروبّيين يكتشفون في تحرّك البطريرك نزعة مشرقيّة بخلاف العديد من المواقف والتحليلات التي تقدّم خيارا مغايرا، أراد ويريد أن يسقط البرقع عن الوجوه المطصنعة، أراد أن يفضح الوهم التاريخيّ ويؤكّد أنّ ما كان يقال عن "ضمانات إفرنجيّة " فرنسيّة، إيطاليّة، أوروبّية للمسيحييّن، أصبح من الماضي وبات وهما لا بل إرثا ثقيلا نظرا للاعتقاد الخاطىء الذي لا يزال ساريا في بعض الأوساط وعن سذاجة، وسوء إدراك للعواقب والتداعيات. كان المسيحيّون ضمانة عندما كانت الحاجة إليهم ماسّة، وعندما استُعملوا كجسر عبور للمصالح الغربيّة ــ الأوروبّية الى دول المنطقة، وعندما انتفت الحاجة، وتأمّنت البدائل، تغيّر أسلوب التعاطي، وأصبحوا مجرّد عبء ثقيل على هذا الغرب لا بدّ من التخلّص منه. وتحوّلوا "نصف ضمانة" عندما ارتضى البعض منهم أن يلعب دور الوكيل المعتمد من قِبل هذه الدولة الغربيّة أو تلك لتنفيذ التعليمات، والتجاوب مع لعبة المصالح، وتلبية ما يطلب تنفيذه من مواقف وأدوار، وحتى "نصف الضمانة" هذه، قد تحوّلت إلى عبء، أو أصبحت مجرّد وهم وسط المتغيّرات التي تشهدها المنطقة.

ولا يرى البطريرك فائدة تُرجى من الأنظمة الغربيّة القائمة لبناء "شراكة ومحبّة" معها، بل إنّه يسعى إلى "شراكة ومحبّة" مع الانتشار اللبنانيّ في الخارج، وتحديداً في الغرب الأميركيّ ــ الأوروبّي لتعزيز دور أهل "الشراكة والمحبّة" في الداخل اللبناني والعربي والإقليمي، يريد تمتين أواصر البقاء والاستمرار والتفاعل مع هذه البيئة وأهلها. سياسته تغليب العقلانيّة على الوهم، والموضوعيّة على السفسطائيّة الادّعائيّة، والحكمة على الجنون المنفلت وراء أوهام ومعتقدات أصبحت من مخلّفات الماضي، فلا "أمّ حنون" بعد اليوم، ولا "أب رؤوف"، بل واقعيّة مسلوخة من أرض المعاناة، مثقلة بالتحدّيات والاستحقاقات المكلفة. وأولويّة البطريرك - بنظر الأوروبّيين- " إلى الشرق دُرْ، إنّه مكلّف من قِبل الفاتيكان بتنفيذ السينودس الخاص بمسيحيّي الشرق الأوسط، وأوّل الغيث السعي إلى عقد مؤتمر عامّ يرسم الإطار العمليّ لقيام شراكة ومحبّة حقيقيتين مع بيئتهم ومحيطهم".

 

نبيه «السري»!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

تساءل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في إيران: «أين المقاطعة العربية لإسرائيل بدلا من سوريا؟ ولماذا ينصب جهد الإعلام العربي على زيادة التوترات في سوريا بدلا من إظهار الاعتداء الإسرائيلي؟»، مضيفا: «هل لأن سوريا مثل إيران، هي دولة ممانعة؟»!

ربما يبدو هذا الكلام «مفهوما»، وليس مقبولا، لكون بري يقوله من إيران، لكن ما فات على بري، الذي يقول إن النظام الأسدي ومعه إيران يمثلان المقاومة والممانعة، وغيره من الشعارات المزيفة، أن من يقتل السوريين هو أمن بشار الأسد وليس إسرائيل، كما يبدو أن بري لم يتنبه إلى أنه في يوم تصريحه في طهران كان هناك تصريح للمتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني كاظم جلالي يقول فيه إن الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران ما هي إلا «جزر إيرانية وستبقى إيرانية للأبد، وسنقطع أي يد تتجاوز عليها»!

فإذا كان بري يعترض على المحتل الإسرائيلي، فماذا عن المحتل الإيراني؟ وإذا كان بري يرفض القمع الإسرائيلي للفلسطينيين، فماذا عن القمع الأسدي للسوريين؟ وماذا عما تفعله طهران في العراق؟ وماذا عن استقبال طهران لطالبان؟ بل ماذا عما قاله نبيه بري نفسه، أو قل نبيه «السري»، عن حزب الله الإيراني للسفير الأميركي وقتها لدى لبنان وكشفت عنه وثائق «ويكيليكس»؟ وماذا قال بري أيضا عن بشار الأسد، الذي يدافع عنه اليوم في إيران، في تلك الوثائق؟

فقد نقل «ويكيليكس» وثيقة أميركية سرية يقول فيها نبيه بري إن حرب 2006 التي شنتها إسرائيل على لبنان بسبب حزب الله شكلت فرصة لتوجيه ضربة قاسية للحزب الإيراني في لبنان، وحليف النظام الأسدي في سوريا. ونقلت البرقية عن السفير الأميركي السابق لدى لبنان، جيفري فيلتمان، أن بري أقر بأن نجاح العملية العسكرية الإسرائيلية سيشكل فرصة جيدة لتدمير تطلعات حزب الله العسكرية والسياسية. وأضاف بري في ذلك اللقاء أن الضربات الإسرائيلية على حزب الله «مثل العسل، قليله مفيد، لكن الإكثار منه ضار». ثم انفجر السيد بري ضاحكا، بحسب البرقية التي نقلت عنه أيضا قوله إنه من الصعب أن يجلس مع حسن نصر الله، لأنه خدعه بعدما وعد بصيف هادئ في لبنان قبيل قيام عناصر حزب الله بعملية خطف الجنديين الإسرائيليين. وبالتالي، فإن بري يقول في الوثيقة إنه لا يمكن الجلوس مع نصر الله «على طاولة الحوار مجددا.. لقد كذب علينا».

وهذا ليس كل شيء، بل قد نُسب إلى بري في وثيقة أخرى - حاول مكتبه نفيها - أنه، أي بري، انتقد الخطاب الذي ألقاه بشار الأسد في 15 أغسطس (آب) 2006، والذي ساند فيه حزب الله، وهاجم قوى «14 آذار» والسعودية، حيث قال بري، وفقا للوثيقة، عن ذلك الخطاب: «لقد ارتكب بشار خطأ، إنه خطاب أحمق».

وعليه، فمن نصدق اليوم.. نبيه بري المتحدث من طهران دفاعا عن إيران والنظام الأسدي، أم بري «السري» الذي اعتبر نصر الله كاذبا، ووصف خطاب الأسد بأنه خطاب أحمق؟

أعتقد أن نبيه «السري» أقرب للدقة من نبيه الإيراني.

 

أخوة» لبنانية زائفة.. للإيجار والاستئجار

اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

«التخلي عن الأوهام أكثر حكمة من التمسك بما نظن أنه حقيقة» (لودفيغ بورن)

صحافي آسيوي صديق له مقولة طريفة هي «يستحيل شراء الساسة الأفغان، لكن من الممكن دائما استئجارهم». لا تفارق ذهني هذه الكلمات عندما أتابع هياج بعض الساسة اللبنانيين في التسابق على إثبات الولاء والتبرع بتقديم الخدمات للنظام السوري، الذي حسم خياراته وقرر اعتماد «الحل الأمني» في التعامل مع انتفاضة شعبه.

هؤلاء، ليس للمرة الأولى، يبرهنون على طبيعة فهمهم لـ«علاقات الأخوة» بين لبنان وسوريا، ومستوى «التزامهم» قولا وفعلا بمبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة والديمقراطية، التي من المفترض أن اللبنانيين فُطروا عليها مذ كانوا، وإن بكثير من التطرف.

عندما قاد لبنان، من قلب مجلس الأمن الدولي، قبل بضعة أشهر، «المعركة» ضد اللانظام الليبي، لم يقل إنه لا يمكن أن يقف ضد دولة عربية شقيقة. غير أن الأمور انقلبت 100 في المائة عندما جاء دور وقف المجازر التي يرتكبها حكام دمشق ضد شعبهم؛ ففجأة فعل واقع «الاحتلال» فعله. وربما دخلت على الخط أيضا قضية الإمام المغيب موسى الصدر وما تستبطنه من اعتبارات طائفية فاقعة، فما عادت سيادة ليبيا سيادة دولة «شقيقة»، وبالتالي، لم يجد لبنان الرسمي غضاضة في التنكر لأخوته لها.

القصد هنا ليس إدانة الموقف اللبناني الرسمي من القيادة الليبية التي قاتلت ولا تزال تقاتل شعبها، بل من القيادة السورية.. التي أيضا قاتلت ولا تزال تقاتل شعبها. الجريمة واحدة، وبالتالي، فرد الفعل عليها يجب أن يكون واحدا، من منطلق أن مفهوم «الأخوة» لا يتجزأ.

وحول موضوع الإمام الصدر، ثمة أمر مهم يجدر التوقف عنده. فإذا كان حكم معمر القذافي قد ارتكب جريمة التغييب الفظيعة بحق ركن ديني وسياسي كبير من أركان لبنان (وهذا موضوع لا يجوز إنكاره والتقليل من شأنه) فإن حكمي الأسد1 ثم الأسد2 أهدرا دماء، وصفيا، بالفعل، كوكبة كبيرة قد لا تقل مكانة عنه من القادة اللبنانيين. وبناء عليه، وسط اختلاف التعاطي اللبناني في الشأنين الليبي والسوري، نصل إلى تفسيرين اثنين لازدواجية المعايير التي طالما استنكرها اللبنانيون في ممارسات المجتمع الدولي:

التفسير الأول، هو أن ثمة واقعا خاصا جدا لا يسمح بمساءلة من يحكم في دمشق، ولو بالحديد والنار. وهذا الواقع يجوز وصفه بـ«واقع احتلالي»، أو على الأقل، واقع هيمنة ومصادرة قرار.

أما التفسير الثاني، فهو أن ساسة لبنان المغيبين أو المقتولين.. «طبقات»، منهم من دمه رخيص ومهدور، ومنهم من دمه غالي الثمن.

أي من هذين التفسيرين لا يشرف لبنان واللبنانيين، ولا يشجع على التفاؤل بمستقبل مستقر لبلد لا قيامة له إلا بالحد الأدنى من الاستقرار والتفاهم الوطني العريض.

جانب آخر لا يشجع على استقرار لبنان، السائر مكبلا بأمراضه المزمنة بعكس الاتجاه العام التحرري في العالم العربي، هو إساءة تقدير نسبة لا بأس بها من قادته السياسيين والدينيين و«المختلطين» دينا ودنيا.. طبيعة التغيرات والتحديات في المنطقة. فاللبنانيون لم يفهموا بعد (وربما لا يريدون أن يفهموا أصلا) أبعاد وصول الترهل العربي إلى شفير الهاوية، واستعادة تركيا رؤيتها «الشرقية»، واندفاع إيران بقوة أكبر في هجومها الدفاعي، وطبعا.. تفاقم المرض الإسرائيلي المستعصي على الشفاء. وكل هذا أمام خلفية غياب الحصافة والصدقية في المقاربة الأميركية، وهو غياب قد يؤذن بعودة واشنطن قريبا إلى إدارة «جمهورية» لا أخلاقية ومتخلفة ومتطرفة وعدوانية. وعندها سيدفع الجميع الثمن، بمن فيهم (على الأرجح) الشعب الأميركي نفسه.

أقول هذا وأنا أتابع الدور المعيب الذي يلعبه بعض الساسة والمعلقين السياسيين اللبنانيين في الأزمة السورية، وتبرعهم الوقح لتصدر ماكينة «العلاقات العامة» والتضليل الإعلامي في دمشق، وهذا بعدما استهلك الحكم السوري أدواته «الدعائية» المكشوفة من أطباء أسنان هواة وموظفي غرف ملابس في أندية رياضية ومخبرين محترفين، كلهم يزعمون أنهم «محللون سياسيون».

ومن المؤلم بالفعل لكل لبناني - وبالأخص كل لبناني حريص على علاقات أخوة حقيقية مع سوريا - رصد ما تقوله وما تفعله أجيال من الساسة والإعلاميين الذين صنعهم وغذاهم - وروض بعضهم - جهاز الأمن السوري اللبناني المشترك على امتداد العقود القليلة الماضية. فهؤلاء يشكلون اليوم فيلقا دعائيا موازيا لفيالق آلة القمع العسكري و«الشبيحة»، ويتولون تطوعا (أو طاعة) تبييض صفحة القمع وتبريره والترويج لمزاعمه، بذرائع نضالية أو تعايشية كذابة.

بالأمس، قال أحدهم من طهران إن العرب «يتآمرون» على الحكم السوري، ويمولون الانتفاضة ضده لأنه «ممانع» (؟) و«مقاوم» (!)، وقبله عاد رئيسا حكومة سابقان لا يعترفان بفضيلة «حسن الختام».. ليطمئنا اللبنانيين بأن «الوضع عاد إلى طبيعته» في سوريا. و(كما سبقت الإشارة) على مستوى أدنى، ولكن ليس أقل خطورة، تدير حفنة من الحاقدين الطائفيين والمرتزقة ماكينات العلاقات العامة و«البروباغندا» السورية، من سوريا وفي لبنان. كل هذا وأبناء الشعب السوري يتطلعون من حولهم آملين بموقف شجاع من هنا ودعم حقيقي من هناك، يخففان عنهم وطأة كابوس جثم على صدورهم وكتم أنفاسهم لأكثر من 40 سنة.

ما يسمعه السوريون من نفر من إخوتهم في لبنان سيئ.. بل سيئ جدا، بينما هم منهمكون في بناء تفاهمات وتحالفات شعبية تؤسس لبديل مدني وإنساني وديمقراطي عن الحكم الأحادي الذي لا يعرف غالبيتهم غيره.

لقد كان العكس مأمولا من اللبنانيين، وهم أبناء كيان شقيق لسوريا أوهم نفسه طويلا بأنه بلد ديمقراطي يعشق الحرية ويحترم التعددية والتعايش.

كان الكثير متوقعا من اللبنانيين، الذين عاشوا ولا يزالون يعيشون تخمة في عدد الأحزاب والتنظيمات من كل شكل ونوع، بينما رزح إخوتهم في سوريا (عمليا) تحت تسلط «حزب» واحد.

كان الكثير متوقعا من اللبنانيين، الذين تباهوا طويلا بالتزامهم بالقيم الإنسانية والروحية، واحترامهم حق العبادات الدينية، بلا تمييز أو غلَبَة مذهب على آخر بقوة السلاح.

بل كان الكثير.. الكثير متوقعا من اللبنانيين، الذين أدركوا منذ تجربة حربهم الأهلية الإقليمية المدمرة عبثية الانجرار نحو «لعبة الأمم»، التي هي دائما أكبر منهم ومن بلدهم، فإذا بهم، حتى على مستوى قياداتهم الدينية الرفيعة، مع الأسف، يكشفون للقاصي والداني أنهم لم يتعلموا شيئا.

عذرا يا أحباءنا في سوريا.

 

البشيران اليوم...

حازم صاغيّة/لبنان الآن

قبل أيّام قليلة كرّمت البيئة السياسيّة المسيحيّة الذكرى السنويّة لمصرع الرئيس المنتخب بشير الجميّل.

لكنّ التكريم الواحد إنّما ترافق مع تصدّع واسع في البيئة نفسها: فهناك الآن بطريركان للموارنة كلٌّ منهما يغنّي على ليلى غير التي يغنّي عليها الآخر. وهناك بطريركان سياسيّان على الأقلّ لهم، فيما المناخ الذي تستحضره الانتفاضة السوريّة يلقي أضواء كثيرة لا على الموقف المسيحيّ في لبنان وسوريّا فحسب، بل على هذا الموقف في سائر المشرق العربيّ.

والحال أنّ الانشقاق الراهن انشقاق في بشير الجميّل ذاته وفي ما مثّل ويمثّل. فهناك، بمعنى ما، بشير الأوّل وبشير الثاني.

أمّا بشير الأوّل فهو ابن الحرب الأهليّة، والعداء المرّ للفلسطينيّين، والنزاع المفتوح مع المسلمين، وتأسيس "القوّات اللبنانيّة" كطرف عسكريّ، والتنافس التصفويّ مع الزعامات المسيحيّة الأخرى، وزعم تمثيل اللبنانيّين جميعهم من دون استشارتهم، والتحالف الكامل مع إسرائيل في معزل عن المدى الذي يستطيع بلوغه "الشركاء" اللبنانيّون أو مجمل المواقف العربيّة التي لم تحتمل السلام المصريّ – الإسرائيليّ.

وأمّا بشير الثاني فهو المولود بعد انتخابه رئيساً.

آنذاك انتبه الرئيس المنتخب إلى أنّه سيحكم شعباً متعدّد الطوائف والاتّجاهات والآراء، وإلى عالم عربيّ لا يسع لبنان أن يعيش في قطيعة معه، وإلى دخول زمن ما بعد حربيّ ينبغي للدولة فيه أن تحتكر وسائل العنف. كما استدرك، على ما دلّ اجتماع نهاريا الشهير مع مناحيم بيغن وأرييل شارون، إلى عدم التوافق بين المصلحتين اللبنانيّة والإسرائيليّة، وإلى ضرورة الاعتماد على الولايات المتّحدة (فيليب حبيب ودوره) "شقيقاً أكبر"، لا على إسرائيل، بل الاستفادة من العلاقة مع واشنطن للضغط على تلّ أبيب.

اليوم يمكن القول إنّ ميشال عون الذي لم يوافق أصلاً على اتّفاق الطائف ثمّ أنشأ تحالفه مع طرف حزبيّ مسلّح، ومع أطراف إقليميّة أقليّة، هو الأقرب إلى استئناف بشير الجميّل الأوّل. وفي المقابل، يصحّ الافتراض بأنّ سمير جعجع، لا سيّما بعد خطابه الأخير، هو الأشبه ببشير الجميّل الثاني. فجعجع، بعد سجنه، طوّر الموقف الذي حمله على تأييد اتّفاق الطائف. فحين خرج من السجن تصرّف كمن يعدّ نفسه للعيش في دولة مدنيّة وسلم أهليّ، متوافقاً عليهما مع أطراف مسلمة، وآخذاً في حسابه اعتبارات عالم عربيّ محيط.

وهذا جميعاً من صنف المواضي التي لا تمضي.

 

ستلم من شربل نسخة عن مشروع قانون الانتخابات الذي انجزته وزارة الداخليّة نهاية الشهر الفائت

سليمان عرض الاوضاع مع المر: ما ينشر من محاضر لقاءات لا يعكس الظروف القائمة في حينه

دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى "الكف عن السجالات وتجاوز المرحلة الماضية بما فيها الاتهامات المتبادلة على خلفية ما ينشر من وثائق ومحاضر لقاءات في وسائل الاعلام نظراً لافتقارها في غالبية الاحيان للدقة وتعمّده الاجتزاء، كما أنه لا يعكس الظروف القائمة في حينه، فضلاً عن انعكاساته السلبيّة على الواقع الداخلي انطلاقاً مما تم إرساؤه منذ اتفاق الدوحة والذي لا تزال روحيته قائمة وواجبة".

ورأى سليمان، أمام زواره اليوم، أنّ "ما ينشر لا يعبّر عن الواقع الراهن للعلاقات بين المرجعيّات والقيادات ونظرتها المتبادلة الى بعضها بل ربما يعبّر أو يعكس نيات واستنتاجات كاتبيه لتأجيج الخلافات، ولا يجوز تالياً اعارته الاهتمام المبالغ فيه حرصاً على الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية".

وكان سليمان عرض مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع السابق الياس المر للتطورات السياسية الراهنة على الساحة الداخلية.

هذا واطلع سليمان من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على "الوضع الامني في البلاد وتسلّم منه نسخة عن مشروع قانون الانتخابات الذي انجزته الوزارة نهاية الشهر الفائت".

وقد زار سليمان رئيس مجلس الامناء في الجامعة الاميركية اللبناني الاصل فيليب خوري ورئيس الجامعة بيتر دورمان وعضو مجلس الامناء فوزي ملحم، وتم في خلال اللقاء اطلاع سليمان على النشاطات التي تقوم بها الجامعة الاميركية في خدمة لبنان والمجتمع اللبناني.

وبحضور السيدة الاولى وفاء سليمان، التقى رئيس الجمهوريّة وفد هيئة تفعيل دور المرأة في القرار الوطني برئاسة السيدة حياة ارسلان التي شكرت سليمان على اهتمامه بالمرأة وإعطائها حقها ودورها في الحياة السياسية والوطنية، وكذلك شكرت للسيدة الاولى دعمها المستمر وتشديدها على هذا الموضوع. ورحّب سليمان بالوفد مبدياً أمله في أن "تساعد الظروف الديموقراطية في لبنان والمنطقة في تعزيز حضور المرأة وتثبيت دورها وموقعها".

(موقع رئاسة الجمهورية)