المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 03 تشرين الأول/11

البشارة كما دوّنها متى الفصل 6/5-18/الصلاة والصوم

وإذا صليتم، فلا تكونوا مثل المرائين، يحبون الصلاة قائمين في المجامـع ومفارق الطرق ليشاهدهم الناس. الحق أقول لكم: هؤلاء أخذوا أجرهم. أما أنت، فإذا صليت فادخل غرفتك وأغلق بابها وصل لأبيك الذي لا تراه عين، وأبوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك. ولا ترددوا الكلام تردادا في صلواتكم مثل الوثنيين، يظنون أن الله يستجيب لهم لكثرة كلامهم. لا تكونوا مثلهم، لأن الله أباكم يعرف ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه. فصلوا أنتم هذه الصلاة: أبانا الذي في السماوات،ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك، في الأرض كما في السماء.

أعطنا خبزنا اليومي، واغفر لنا ذنوبنا كما غفرنا نحن للمذنبين إلينا، ولا تدخلنا في التجربة،لكن نجنا من الشرير. فإن كنتم تغفرون للناس زلاتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم. وإن كنتم لا تغفرون للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم. وإذا صمتم، فلا تكونوا عابسين مثل المرائين، يجعلون وجوههم كالحة ليظهروا للناس أنهم صائمون. الحق أقول لكم: هؤلاء أخذوا أجرهم. أما أنت، فإذا صمت فاغسل وجهك وادهن شعرك، حتى لا يظهر للناس أنك صائم، بل لأبيك الذي لا تراه عين، وأبوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك.

 

عناوين النشرة

*نديم الجميل: ظهور إسم وهبي كمتورط باغتيال مايا مستغرب.. ونتابع القضية مع الأجهزة 

*الأب أبو كسم من طهران: ندعو المجتمع الدولي إلى تطبيق القرار 194

*سمير فرنجية: لقاء سيدة الجبل ربما يذهب أبعد من "الربيع العربي" 

*مصادر لـ"NOW Lebanon": الجيش يفكّك عبوة مُعدّة للتفجير بتعمير عين الحلوة

*إدارة ميقاتي لملف تمويل المحكمة الدولية "خاطئة" و "محرجة"

*كرامي نقلا عن الأسد: القصة انتهت و بالنا ليس مشغولا

*خلصت خلصت قصتنا/عماد موسى/لبنان الآن

*جردة حساب أُولى/الياس الزغبي

*الأمين العام لحزب "الوطنيين الأحرار" الياس أبو عاصي لـ "المستقبل": "لقاء سيدة الجبل ـ8" إعادة تصويب للبوصلة

*النائب حسن فضل الله: الحكومة قوية ومتماسكة ولا يمكن أن تطعن المقاومة في الظهر

*فريد مكاري: أنا ضد بدعة القول إن لا علاقة للمتهمين باغتيال الحريري بحزب الله وجنبلاط لم يغير ثيابه بل تنكر لفترة لأن المسدس كان في رأسه

*ايلي كيروز: يخطئ من يعتقد ان السلاح خارج الدولة سيبقى اقوى من الحق والقوات كانت وستكون حيث لا يجرؤ الآخرون

*جوزف المعلوف أسف لمتاجرة 8 آذار بمواقف الراعي/لقاء سيدة الجبل للتأكيد على الدور المسيحي/المطلوب أن يتخذ البطريرك موقفا صريحا من السلاح غير الشرعي

*يضون: ميقاتي يحضّر طبخة سياسية يجذب بها حزب الله

*بسياسة من يهن يسهل الهوان عليه/محمد مشموشي/المستقبل

*سوريا: دعاوى ضد النظام  بالجملة/علي حماده /النهار

*يطلبون النجدة ولو من إسرائيل/احمد عياش/النهار

*بعد ان اتهمه نصرالله بانه عميل لاسرائيل...المحقق في المحكمة الدولية نيك كالدس:حزب الله يخشى ظهور الحقيقة...وكل الأدلة تشير الى أن الحزب متورط  

*وهبي قاطيشه:العدّ العكسي للنظام الدكتاتوري قد بدأ وعوامل الحرب الأهلية في سوريا التي يتمنى الأسد اشعالها غير متوفرة الآن 

*حزب الله يطلق خلايا المقاومة في الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم

*ويكيليكس: فرنجية لفيلتمان: جعجع وعبيد دبرا عملية اغتيال الوزير بيار الجميل

*السفير خليل الخليل في حوار جريء: خطأ "الحزب" يكمن في تحالفه مع نبيه بري... وعلى 14 اذار التنسيق مع القوى الشيعية المستقلة قبل فوات الاوان...    

*بعد حزني من بكركي: اخشى مما ينتظر غبطة البطريرك في الولايات المتحدة.  

*اجتماع مجلس المطارنة كان بمثابة محاكمة لمواقف الراعي/حميد غريافي/السياسة

*المعارضة السورية تعول على انشقاقات كبيرة ونوعية في جيش الأسد/حميد غريافي/السياسة

*الربيع العربي في لبنان/عبدالله إسكندر/الحياة

*استقبال الأسد لبنانيين يعكس الحاجة إلى أبعاد مفتقدة/8 آذار تذكّي المرجعية السورية لأكثريتها خشية أي تفلّت/روزانا بومنصف /النهار    

*الحكومة... بين التربية و"الإسكوا"/سمير منصور/النهار

*ميقاتي سيبلّغ الجميع أن لا مفرّ من تنفيذ التعهد بتمويل المحكمة/ثريا شاهين/المستقبل

*تطرف الأقليات.. الشيعة والمسيحيون نموذجا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الراعي غادر الى الولايات المتحدة: لست رجل سياسة وأقوم بزيارة راعوية لشعبنا في الابرشيات الاميركية

 

تفاصيل النشرة

 

نديم الجميل: ظهور إسم وهبي كمتورط باغتيال مايا مستغرب.. ونتابع القضية مع الأجهزة 

أعلن عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل أنَّه "للمرة الأولى يسمع باسم حسان وهبي كمتورط في إغتيال مايا (بشير) الجميل"، لافتاً في هذا السياق إلى أنَّ  "هناك أسماء لثلاثة أشخاص متورطين بالإغتيال ومعروفين من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية وكيف يتنقلون في البلاد".  الجميل، وفي حديث لمحطة "mtv"، أعرب عن إستغرابه لـ"ظهور إسم حسان وهبي كمتورط بالجريمة"، وسأل: "إذا كان لدى الأجهزة الأمنية والقضائية معلومات عمن قام بالجريمة، فلماذا لم تتحرك منذ زمن؟ ولماذا الآن يطرح هذا الاسم؟"، مشيراً إلى أنَّ "هذا الأمر سوف يتابع مع الأجهزة القضائية بشكل خاص ومع الأجهزة الأمنية، لا سيما كيفية دخول وهبي إلى لبنان من سوريا وكيف سمح له من قبل الأجهزة الأمنية التجول في لبنان"، وأكد أنَّ "هناك تقصيرا في متابعة الملف من قبل الأجهزة، خصوصاً وأنَّ (المتهم باغتيال الرئيس الراحل بشير الجميل) حبيب الشرتوني معروف أين يتواجد"، وأضاف الجميل ردًا على سؤال: "لا يتم الإرتكاز على الخبر الذي تم تداوله حول حسان وهبي، وعلينا انتظار القضاء وماذا سيقدم لنا من معلومات حول اغتيال مايا".  (رصد NOW Lebanon)

 

الأب أبو كسم من طهران: ندعو المجتمع الدولي إلى تطبيق القرار 194

دعا  رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبده أبو كسم، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الدولي الخامس لدعم الإنتفاضة الفلسطينية المنعقد في طهران، المجتمع الدولي إلى تطبيق القرار 194 وكل القرارات الدولية التي نصت وأكدت على حقوق الشعب الفلسطيني.

 

سمير فرنجية: لقاء سيدة الجبل ربما يذهب أبعد من "الربيع العربي" 

 صحيفة الراي الكويتية/أوضح عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية أن لقاء "سيدة الجبل" الثامن المرتقب انعقاده "ربما يذهب الى ما هو أبعد من "الربيع العربي" في وقائعه الحالية ومجرياته ليلامس ما يمكن وصفه بالسلام اللبناني والعربي، لا سيما بعد ربيعين في غاية الأهمية، ربيع سوريا وربيع فلسطين".

واعلن، في حديث لصحيفة "الراي" الكويتية، الصادرة اليوم (الاحد)، ان "اللقاء يتطرق الى محاور عدة كالأسس التاريخية لدور المسيحيين في لبنان ودورهم في النهضة العربية وفي التأسيس لتجربة العيش المشترك، والأسس الراهنة لهذا الدور، بدءاً من إطلاق بكركي نداء الاستقلال الثاني في سبتمبر 2000 ، مروراً بالجهود التي بذلوها نحو تشكيل نواة لمعارضة الوجود السوري وتمكّنهم من اخراجه من لبنان، حتى انتفاضة الاستقلال عام 2005 التي انبثق من رحمها ربيع الثورات العربية".

وتابع ان اللقاء سيعرض "العقبات التي تواجه المسيحيين راهناً من غياب الرؤية الواضحة لدى فئة كبيرة من سياسيي الطائفة عن دورهم راهناً، وتجدد المخاوف من الطائفية لدى بعضهم وسط ربط مصير المسيحيين بأنظمة تصارع رغبة شعوبها بالحرية والاستقلال، ما ولد حالاً من الانكفاء والتقوقع تجسدت بالإقدام على بيع الأراضي والتراجع عن تحصيل الحقوق في الدولة، ناهيك عن مناقشة رسالة المسيحيين وكيفية الاسهام في ترسيخ السلم الأهلي والدولة المدنية ووضع حد للنزاع الطائفي، وعرض تصور جديد للعلاقات مع سوريا "الجديدة"، ودعم الفلسطينيين في نقلهم نحو السلام والتواصل مع المجتمع المدني في الدول العربية".

 

مصادر لـ"NOW Lebanon": الجيش يفكّك عبوة مُعدّة للتفجير بتعمير عين الحلوة

أفادت مصادر ميدانية موقع "NOW Lebanon" أن الجيش اللبناني عثر على عبوة مُعدّة للتفجير قرب منزل أحد العناصر السابقين في تنظيم "جند الشام" المدعو سعد الملاح في الشارع التحتاني في حي التعمير بمخيم عين الحلوة، وعلى مسافة قريبة من حاجز الجيش هناك، كون هذه المحلّة تقع خارج النطاق الأمني للمخيم الذي تسيطر عليه حركة "فتح". وذكرت المصادر أن وحدات الجيش نفّذت انتشاراً في محيط المكان وعملت على فرض طوق أمني، في حين يعمل الخبير العسكري على تفكيك القنبلة، مشيرة في الوقت عينه إلى أن الملاح ومنذ انفصاله عن "جند الشام" توارى عن الأنظار.

 

إدارة ميقاتي لملف تمويل المحكمة الدولية "خاطئة" و "محرجة"

نهارنت/يدير رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ملف تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بطريقة "خاطئة" بسبب إثارتها عبر الإعلام، لا سيما أنها تلزمه بموقف قد لا يستطيع تنفيذه، وحسب مصدر وزاري فإن إثارة موضوع التمويل على هذا الشكل يضع ميقاتي في موقع حرج مع جهات دولية وحلية في آن. في وقت تلفت مصادر قانونية أن "إتفاقية المحكمة مستقلة تماما عن موضوع تمويلها". وقال مصدر وزاري معارض لأي قرار بتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لصحيفة "الحياة": "الطريقة التي يدير فيها رئيس الحكومة هذه القضية الخلافية عبر الإعلام والتصريحات المتواصلة هي طريقة خاطئة، لأنها تلزمه بموقف قد لا يستطيع تنفيذه من جهة، وقد يحول دون أي مخرج في صدد هذه القضية من جهة أخرى".

وأوضح المصدر أن ميقاتي يواصل طرح الأمر على الصعيد الإعلامي وإعلان التزامه بتمويل المحكمة، مع معرفته المسبقة أن حزب الله لديه موقف مبدئي برفض هذا التمويل"، لافتا الى أن ذلط يحصل "في وقت لم يناقش أي مخرج في هذا الصدد مع الحزب وفق المعطيات المتوافرة حتى الآن، ولم يطرح أي فكرة مع الحزب تتناول هذا المخرج".

وأضاف: "هذا أمر يحتاج الى إقراره في مجلس الوزراء وليس في أي مكان آخر".

وحول أن ميقاتي يكرر التزامه بالتمويل لأن هناك من يتحدث عن إمكان تحقيق ذلك عبر مرسوم يوقعه هو ورئيس الجمهورية ووزير المال برصد مبلغ من احتياطي الخزينة أو عبر مرسوم بسلفة خزينة لهذا الغرض، أكد المصدر أن " أي مرسوم من هذا النوع يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء".

وشرح أن " الإنفاق العام يحتاج الى مجلس الوزراء إذا لم يأت في إطار الموازنة المقررة، وإذا لم تنص الموازنة المقررة على وجهة الإنفاق"، مشيرا الى أن فكرة أن يتم صرف المبلغ من موازنة رئاسة الحكومة لتمويل المحكمة غير قانوني أيضاً. وشرح المصدر الوزاري عينه لـ"الحياة" أن "موازنة رئاسة الحكومة تتضمن أبواباً لإنفاق المبالغ المخصصة لها، ولا يمكن أن تصرف أموالاً في الوجهة غير المخصصة لها وبالتالي يتطلب الأمر العودة الى مجلس الوزراء ايضا".

وتابع: " الخطأ في هذه الطروحات أن أيا منها لم يناقش معنا، فضلا عن أنه لم تتم مناقشة أي فكرة أخرى في هذا الصدد، وهذا ما يجعل استمرار إثارة رئيس الحكومة الالتزام بتمويل المحكمة على الشكل الذي يحصل مسيئاً له وللجميع، ويضعه في موقع حرج مع الجهات الدولية ومع الجهات المحلية وفي طليعتها حزب الله وحلفاؤه".

وعما إذا كان إصرار ميقاتي على التمويل على رغم معارضتكم له يعود الى موقف ضمني لديه بأنه إذا لم تتجاوبوا معه قد يتنحى عن رئاسة الحكومة في وقت يحرص "حزب الله" على بقاء الحكومة، سأل المصدر "عندما قبل الرئيس ميقاتي برئاسة الحكومة ألم يكن يدرك ما نحن قادمون عليه؟ ألم يأتي الى هذا الموقع وهو يعرف ماذا ينتظره"؟

وذكَر المصدر للصحيفة عينها أن ميقاتي " انتقل الى هذا الموقع في وقت قدّم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في التسوية التي كان يجري إعدادها في إطار المفاوضات السورية - السعودية أكثر من مسألة وقف تمويل المحكمة ،وقبل بسحب القضاة اللبنانيين منها"، مضيفا: " فلماذا لا يقبل الرئيس ميقاتي بأقل مما قبل به الرئيس الحريري؟ ولو استمر الحريري في رئاسة الحكومة لكان جرى تنفيذ المسألتين، لو قبلنا نحن باستمراره. لكننا رفضنا ذلك لأن الحريري كان يراوغ ويؤخر التسوية ولم يكن جدياً".

وفي هذا السياق رأت أوساطاً مراقبة في حديثها الى الحياة" أن " تكرار إعلان ميقاتي التزام دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة هو استباق لأي تصويت داخل مجلس الوزراء في شأن التمويل، لأن هذا التصويت لن يأتي لمصلحة التمويل، نظراً الى أن الأكثرية ستكون ضد التمويل (على الأقل 17 وزيراً سيصوتون ضد التمويل وهم وزراء حزب الله وحركة أمل، ووزراء رئيس "تكتل التغيير والإصلاح". من جهته، أوضح المصدر الوزاري المعارض أنه " ليس بالضرورة أن تتوزع الأصوات على هذا النحو، لأن هذا التقدير يستبق طرح الأمر على مجلس الوزراء" ولفت المصدر الوزاري عينه، بأن قرار مجلس الأمن الذي أنشئت بموجبه المحكمة (الرقم 1757) ينص على أنه في حال لم يدفع لبنان حصته من التمويل فإن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لديه صلاحية البحث عن مصادر تمويل أخرى.

وكان ميقاتي قد أكد مرات عدة عبر أن "مصلحة لبنان تقضي بتمويل المحكمة الدولية" ، وأن "الحكومة تقوم بما تقتضيه مصلحة لبنان".

وقال: " ليكف البعض عن القول أنني رمادي ولا آخذ قرارا. المهم مصلحة لبنان يوم يوجه إلي الطلب بالتمويل ويكون القرار عندي لن آخذ الا مصلحة لبنان في الاعتبار وسيرى المجتمع اللبناني والدولي ذلك". الى ذلك، أكدت مصادر قانونية واسعة الاطلاع لصحيفة "الانباء" الكويتية أن "إتفاقية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مستقلة تماما عن موضوع تمويلها".

وأوضحت المصادر أن " الاتفاقية أو البروتوكول بيد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وحده، على إعتبار أن المحكمة منشأة تحت الفصل السابع من الميثاق، أما الاتفاق الموقع مع الحكومة اللبنانية فهو مجرد عمل تنفيذي وليس له علاقة بموضوع التجديد للمحكمة ثلاث سنوات أخرى". أما عن طعن قوى 8 آذار بشرعية توقيع الحكومة على الاتفاقية فهو بنظر أهل القانون مجرد اجتهاد قانوني، لا يلغي واقع وجود المحكمة.حسب ما أشارت إليه المصادر القانونية

 

كرامي نقلا عن الأسد: القصة انتهت و بالنا ليس مشغولا

نهارنت/أكد رئيس الحكومة السابق عمر كرامي أن " الصورة التي وضعه في أجوائها الرئيس السوري بشار الأ سد تختلف كليا عن المعلومات التي تصل الى لبنان والعالم حول حقيقة الأحداث في سوريا". ونقل كرامي ونجله فيصل اللذان التقيا الأسد الأربعاء في دمشق، من الرئيس السوري عبارة أن "القصة انتهت، وأننا مرتاحون الى طي صفحة هذه الأحداث، وهي تحت السيطرة". على ما أشارت إليه صحيفة "النهار". وأطلق الأسد أمام ضيفيه أيضاً ودائما بحسب الصحيفة عينها عبارة "بالنا ليس مشغولاً"، في اشارة الى قدرة الأجهزة الأمنية والسياسية في سوريا على ضبط الامور، وخصوصاً في الايام الاخيرة. كذلك أبلغ الأسد كرامي أن علاقات سوريا لا تزال ثابتة ومطمئنة مع دول عدة مؤثرة في العالم.

وكان كرامي أعرب بعد لقائه الأسد عن ثقته "بقدرة الشعب والقيادة السورية على تجاوز هذه الظروف"، داعياً إلى "التنبه من محاولات تفتيت المنطقة". وكان رئيس الحكومة السابق سليم الحص قد زار دمشق الثلاثاء حيث التقى الأسد أيضا. وشدد بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي له على أن "السلطة في سوريا تسهر على الوضع وتوليه اهتماما بالغا حفاظا على سلامة الشعب العربي السوري وهنائه". ويتقاطع كلام الرئيس الاسد أمام الرئيسين كرامي والحص مع معلومات تصل تباعاً الى أركان في صفوف قوى 8 آذار، فضلاً عن شخصيات دينية اسلامية ومسيحية تقول "ان الأجهزة تبسط سيطرتها على مجمل مساحة التراب السوري، وهي قادرة في نهاية المطاف على استيعاب حركة التظاهرات التي ارتفعت سخونتها أخيراً في الرستن". على ما ذكرنه "النهار". ويردد مرجع لبناني للصحيفة عينها أن خشيته لا تعود الى الاوضاع الأمنية في سوريا، انما الى التضييق الاقتصادي الذي ستمارسه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وعدد من البلدان العربية على دمشق. موضحا أن " هذه الدول تسعى الى تحويل سوريا دولة تشبه أحوالها أحوال كوريا الشمالية من خلال تطبيق عزلة دولية على النظام السوري".

 

خلصت خلصت قصتنا..

عماد موسى/لبنان الآن

أصغى الرئيس عمر كرامي (77 عاماً) ونجله بطل الروديو فيصل "التالت" إلى الرئيس الدكتور بشار الأسد باهتمام شديد وسمعا من سيادته "أن القصة انتهت" وأن الأسد "مرتاح إلى طي صفحة الأحداث في سورية" فخرجا من قصر المهاجرين سعيدين مطمئنين إلى اطمئنان الرئيس الأسد ولسان حالهما يترغل: خلصت خلصت قصتنا...

وقبل دولة الرئيس ونجله الوزير، خرج الدكتور سليم الحص (83 عاماً) مرتاحاً إلى ثبات الموقف القومي العربي وإلى المسار الإصلاحي الديمقراطي في سورية.

وقبل الحص والكراميّين بشهرين، سمع وزير خارجية لبنان عدنان منصور من الرئيس الأسد أن القصة انتهت والإصلاحات قائمة على قدمين وساقين. وتأكد بالعين المجردة أن الأمن مستتب في القطر الشقيق وأن الحركة في دمشق جد طبيعية. وجل ما حصل بعد مغادرته دمشق مجرد شائعات مغرضة.

وفي 26 تموز، وفي عز انشغالاته، استقطع الرئيس الأسد من وقته جزءاً كرّسه لسماع وجهة نظر وزير الطاقة جبران باسيل في شؤون المنطقة وكانت وجهتا النظر متطابقتين. وحتماً أكد الأسد لباسيل أن القصة انتهت.

وفي حزيران، سمع أمير خلدة والشويفات طلال إرسلان من سيادة الرئيس أن لا شيء يستحق شغلة البال. والرئيس السوري مشغول باله فقط على مستقبل لبنان.

في حزيران أيضاً إلتقى الرئيس الأسد الخليلين، علي وحسن، وهما من العاملين بجد ونشاط على خط بيروت دمشق واستعرض معهما آفاق المرحلة فانبهرا بحجم الإصلاحات التي تحققت والتي في طور التحقق.

وبمعدل مرة في الأسبوع يزور الوزير السابق وئام وهاب دمشق، وفي آخر مشوار أطل على قناة "الدنيا" وهوّل على بيت أوغلو وآل رجب طيب أردوغان، وفي كل مرة ينقل - بوصفه شاهد عيان - إلى القلقين على مستقبل سورية-الأسد أن الوضع من أفضل ما يكون.

وفي كل يوم يؤكد المستشار الإستراتيجي الوزير السابق ميشال سماحة، في أحاديثه النورانية المستشرفة أفق التغيير، أنّ سورية قوية، أقوى من القصة.

والقنديل ناصر المتعبّد للرئيس الأسد رأى بنظره الثاقب أن القصة انتهت قبل أن تبدأ.

بمعزل عن أعمار من يستقبلهم سيادة الرئيس الأسد وحجاج دمشق، فالجامع المشترك بينهم أن  سمعهم خفيف والنظر كذلك. وإن تابعوا الأخبار المتعلقة بأحداث القطر الشقيق فعلى قناتي "المنار" و"الدنيا" و"نبيه كوربوريشن" وصحف "البعث" و"تشرين" و"الثورة" وإذاعة "النور"، وعدا هذه الوسائل السمعية البصرية والمقرؤة، لا شيء إسمه إنترنت أو "فايس بوك" أو "يو تيوب" أو إعلام حر.

إنتهت القصة في سوريا وهذا ما أكده النائب سليمان فرنجيه بقول مأثور ورد على موقع "المردة" بأنّ الرئيس السوري قرأ صح ورأى صح (وبالتالي تصرّف صح)، وذلك يعني بالمحصلة أن الثلاثة آلاف والمائتي قتيل راحوا بالقراءة الصح والرؤية الصح. إذاً أين الغلط في القصة؟

 

جردة حساب أُولى

الياس الزغبي

بعد الهدوء النسبي للعاصفة السياسيّة و"الكيانيّة" التي سبّبتها مواقف البطريرك الراعي المثيرة، بات من الممكن اجراء جردة حساب أوّليّة، بعقل أكثر هدوءا وبرأس أقلّ حماوة.

 يجب أوّلا رصد مدى تأثّر الراعي بارتدادات مواقفه على أدائه، والانتباه الى ثلاث وسائل استخدمها للاحتواء والاستيعاب:

- حاول امتصاص غلواء ما قاله في باريس وبعلبك، فنأى بنفسه، في الجنوب وما بعده الى المطار وأميركا، عن الحديث السياسي المباشر، مع تسجيله خطأ تقديريّا في تلبية دعوات ورفض أُخرى.

- سارع الى تدبير 3 لقاءات نوعيّة، في البلمند ودار الفتوى واجتماع المطارنة في بكركي، بهدف تعويم مواقفه، فلم يُوفّق، لأنّ البيانات الثلاثة ذوّبت كثيرا من حدّة تصريحاته، خصوصا بيان المطارنة، الذي، وخلافا لما يظنّه البعض، لم يثبّت مقولتي الراعي لجهتي النظام السوري وسلاح "حزب الله"، بل تجاهلهما، واكتفى بترضية معنويّة من خلال الاشادة بـ"الشجاعة والحكمة". والمطّلعون يعرفون الدور الحاسم لبعض الأساقفة في رفض المقولتين ومنع ادراجهما في البيان، بصيغة كانت معدّة سلفا، أو بأُخرى جرت محاولة لتمريرها.

- كلّف رسلا في اتجاهات عدّة لتبرير تصريحاته، ولم ينجحوا في توضيح الالتباسات بحجّة الاجتزاء واتّهام المنتقدين بالسطحيّة و"القصور" عن الفهم وحسن القراءة والسماع، ولم يقدّموا شرحا مقنعا ومنطقيّا لما كُلّفوا به، ولم يعرضوا نصّا أصليّا للتصريحات.

 وفوق هذا الفشل، فشل آخر وقع فيه من كلّفهم النطق باسمه اعلاميّا في وسائل "8 آذار"، وخصوصا في تلفزيون "حزب الله"، فتخبّط هؤلاء المساكين في دفاع عاطفي بعيد عن الحجّة والقدرة على الاقناع، حتّى بلغت بهم الحماسة حدّ وصفه بـ"البطريرك التاريخي"، منذ الآن! ولكانوا كرّروا تلقيبه بـ"امام البطاركة" لولا ماء الوجه!

وفوق الفشلين، يأتي ثالث لم يكن محسوبا. اذ كيف تقترن حركة البطريرك ومواقفه بالنجاح، طالما أنّ فريقا اعلاميّا مكشوفا بارتباطاته وتبعيّته وحقده الموروث، يُحيط به ويروّج له، بل يروّج لمراكز الارتباط من خلاله؟ ولم تُصحّح الخطأ محاولة لتجميل قبح الفريق باسم من هنا أو هناك.

وفي الوقت الذي يسعى الراعي الى حصر الأضرار، وربّما اعادة التوازن الى موقعه، يتوغّل المستثمرون في تحريك الماء العكر. لم يتوان نظام الأسد عن تلقّف حركة البطريرك، ولو من خلال وفد سياسي ديني دون المستوى، والاشادات الاعلاميّة التي لا تنقطع. ولا يتوانى "حزب الله" ولفيفه "المسيحي" عن الاستثمار وغرس الخناجر والأسافين. لا أحد ينتظر غير ذلك، لكنّ بكركي، وحدها، قادرة على وضع حدّ للعبة التوظيف السافر، وتلافي أضراره على صورتها ودورها وموقعها.

 أمّا جردة الحساب الحقيقيّة، فيجب أن تركّز على خطورة التأثير السلبي لمواقف الراعي، غير المحسومة فعلا حتّى الآن، على مستويات ثلاثة، بهدف التصحيح:

- العلاقة مع أكثريّة مسيحيّة وسنيّة ودرزيّة في لبنان، عبّرت عن موقفها النقدي بأسلوب راق، عبر سياسيّيها وكتّابها ونُخبها، ولم تسفّ مثما سفّ آخرون ضدّ البطريرك صفير.

 - العلاقة مع أكثريّة عربيّة، على الأقلّ من سوريّا الى الأزهر الى الخليج. وهي أكثريّة تحكم أو تستعيد الحكم، ولا مصلحة للمسيحيّين في استعدائها سلفا، بل الربط معها وفق مجرى التاريخ، وعبر أمانة الكنيسة لرسالتها المقدّسة في نشر الحريّة والعدل واغاثة الملهوفين والمضطهدين، وخوض غمار التجديد والتغيير نحو الأفضل. ولا يجوز لها التذرّع برفض العنف للتعامي عن مآسي الأبرياء، وعن أنّ مصدر العنف، في الأساس، هو السلطة القامعة وليس الناس.

- العلاقة مع الغرب، من أوروبّا الى أميركا. هي علاقة تاريخيّة ثابتة، حتّى في مراحل التخلّي (قصّة براون الملتبسة سنة 1976). ولا يحقّ للمسيحيّين ضربها، تحت عنوان تخلّي الغرب عن حماية الأقلّيات، كما في العراق مثلا. فهل انتبهنا الى أنّ محنة مسيحيّي العراق تمّت وتتمّ تحت حكم أقليّة كبرى، وليس حكم أكثريّة العرب؟ وهل نَبعد عن الغرب في زمن اقتراب العرب والمسلمين منه؟ هذه تُشبه تماما نفور بعض المسيحيّين من السنّة حين تبنّى السنّة اللبنانيّون قضيّة "لبنان أوّلا"، ودخلوا معهم في شراكة حقيقيّة لاستعادة السيادة والاستقلال ورفع الوصاية! انّها مفارقة غريبة تستوجب العلاج، كي لا يقع آخرون في الخطأ الجسيم، أي تجربة النفور من الغرب، كما نفروا من الاعتدال السنّي. هؤلاء هم، في الواقع، أعداء المسيحيّة والمسيحيّين، بل أعداء لبنان، بل مُسَحاء دجّالون.

 ليس صعبا اجراء مسح حسابي أوّلي للربح (هل هناك ربح؟) والخسارة (المحقّقة فعلا) لدى المسيحيّين، بعد شهر من خضّتهم الكبرى. هذا واجبهم جميعا، وعلى رأسهم بكركي.

لعلّ رحلة أميركا، على ارتجاجاتها والتباساتها، تُنعش الصفاء السياسي والروحي، وتستلهم ارادة الجاليات المسيحيّة في دنيا الانتشار، حيث الصدق أكثر، وتلوّث البصيرة أقلّ.

 

الأمين العام لحزب "الوطنيين الأحرار" الياس أبو عاصي لـ "المستقبل": "لقاء سيدة الجبل ـ8" إعادة تصويب للبوصلة

المستقبل/ألقى الأمين العام لحزب "الوطنيين الأحرار" الياس أبو عاصي الضوء على "لقاء سيدة الجبل-8"، المُرتقب الذي قال "إنه لمواكبة ما يعني المسيحيين خصوصاً في لبنان والمنطقة بإزاء الربيع العربي".

وأكد في حديث الى "المستقبل" أمس، وجوب "أن تتأكد مبادئ يُفترض أن تكون منارة لكل العاملين في الشأن السياسي فلا يقعوا في مطبات سياسية تعتري طريقهم من جهة، ولا يكون أي منهم يغرد خارج سربه من جهة ثانية". مضيفاً: "سيكون في الخلوة تفكير معمق وإعادة تصويب للبوصلة على الصعيد اللبناني والاستحقاقات الداهمة حيث يُفترض أن تسير الحركات الاستقلالية في اتجاه الحداثة".

ولفت الى أن أبرز العناوين لبنانياً هي "بناء الدولة"، وعربياً "لا تختلف عن تلك التي ينادي بها الثوار في ظل دولة مدنية تكرس شبه فصل بين الدين والدولة الى أقصى حد ممكن من ضمن المجموعة العربية، مع احترام مبادئ الحداثة فتكون قادرة على أن تواجه تحديات العولمة".

وهنا نص الحوار:

[ ما معنى أن يكون هناك اليوم "لقاء سيدة الجبل ـ 8"؟.

ـ أي اجتماع، أو لقاء، يُحضّر له بصدق أو جدية، يعني أن هناك حاجة ملحة يسعى المنظمون الى أن يلبوها ولا سيما في المفاصل السياسية المهمة التي يجتازها البلد. هذه المواصفات تنطبق على لبنان والمنطقة العربية وخصوصاً لجهة ما يعني المسيحيين في المستويين الوطني والعربي. لذا، ضروري أن تسلط الأضواء على عناوين هذين المستويين فتتأكد مبادئ يُفترض أن تكون منارة لكل العاملين في الشأن السياسي فلا يقعوا في مطبات سياسية تعتري طريقهم من جهة، ولا يكون أي منهم يغرد خارج سربه من جهة ثانية.

[ ربما يكون ثمة قائل إن هذا اللقاء ـ الخلوة هو تعويض عن بكركي؟

ـ أنجزت سابقاً خلوات مماثلة كنا والبطريرك (الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس) صفير فيها سوياً على الأهداف والمبادئ نفسها. في الوقت نفسه، كان "لقاء قرنة شهوان" قائماً. لا يمكن الربط بين ما سيحصل وبكركي، ولا يمكن، في الوقت نفسه، تحميل الخلوة أي أعباء خارج الإطار الذي أحكي عنه. سيكون في "الخلوة ـ اللقاء"، تفكير معمق وإعادة تصويب للبوصلة على الصعيد اللبناني والاستحقاقات الداهمة حيث يُفترض بالحركات الاستقلالية أن تسير في اتجاه الحداثة.

[ اعتمدت عبارة "إعادة تصويب البوصلة"، هل تعني بها ما صدر عن بكركي أخيراً؟

ـ لنا نحن الحق والواجب في اللقاء حتى نحدد موقفنا وموقعنا من الحراك الحاصل كله في لبنان والمنطقة، ولنجيب عن تساؤل أساسي: هل نحن على المسار الذي ترسمه لنا الثوابت اللبنانية؟ فإذا كان الجواب أننا حدنا عن تلك الثوابت اللبنانية، فيعني أن علينا إعادة النظر بما نحن قائمون به. وأذكر بأن الخلوات السابقة كانت تتم في ظل تفاهمات عميقة جداً في مستويي مكونات "لقاء القرنة" والكنيسة المارونية.

[ هل ستكون الخلوة مسيحية عامة؟

ـ المطلوب أن يكون المسيحيون الحاضرون من الذين يلتزمون ثوابت 14 آذار وطنياً وفكرياً، فتكون مواقفهم متلازمة ومتلاقية مع ثورة الأرز.

[ أليس لتخصيص المسيحيين في مثل هذه الخلوات رد فعل سلبي في المستوى العام؟

ـ إذا فعلنا العكس، حينها تكون السلبية الكبيرة لأن الأمور تصبح بلا أفق ومكشوفة، فلا تعود تشكل آلية عملية وجدية للعمل. وهذا ما رأينا في القمة الروحية حيث رحنا نستبعد المسائل الخلافية التي لا إجماع عليها، فخرج اللقاء بلا نكهة ومن دون آلية عمل. لذا، فإن العكس هو الصحيح. ستكون هناك ورقة تكون موضع حوار على أمل أن تتوسع حلقة هذا الحوار لاحقاً. أما إذا بدأت الحلقة كبيرة، فلن يكتب لها النجاح. أما إذا بدأنا كما يجب أن نبدأ، ومشينا بحوار على أساس هذه الورقة، ربما تكون هناك أفكار قيمة فنخرج الى الدائرة الأوسع.

[ كيف تسلسل عناوين "الخلوة" لبنانياً من الأهم الى المهم؟

ـ ليس الجديد في العناوين المطروحة إلا بناء الدولة التي ليست شعاراً. هناك لائحة كبيرة عن مستلزمات الدولة يجب العمل عليها، في وقت أمامنا شيء ننطلق منه هو الطائف والدستور.

[ ماذا بالنسبة الى المنطقة؟

ـ إن العناوين المطروحة، عربياً، لا تختلف عن تلك التي ينادي بها الثوار، وأعني بها التعددية، والتفاعل الايجابي مع الآخر، والحريات وحقوق الإنسان في ظل دولة مدنية تكرس شبه فصل بين الدين والدولة الى أقصى حد ممكن من ضمن المجموعة العربية، مع احترام مبادئ الحداثة فتكون قادرة على أن تواجه تحديات العولمة.

[هل تخططون في عنوان "الدولة المدنية" التوجه صوب شخصيات غير مسيحية من مثل الرئيس حسين الحسيني وشخصيات من الشيعة الذين ينادون بمثل هذه الدولة؟

ـ ربما يكون هناك تلاقٍ بيننا في ما يبعد، حتى لو لم نلتقِ جسدياً. فنحن في بلد واحد.

[ هل يمكن أن تجد المواضيع الخلافية الصغيرة مكاناً على طاولتكم؟

ـ لا بأس بعرض مثل هذه المواضيع إنما شرط أن لا تكون على حساب الأساس.

[ هل تعتقدون أن مثل هذه الخلوة ستشكل الخرق اللازم في ضوء استمرار بذور الدولة الأمنية في البلاد؟

ـ أنا من المؤمنين بالقدرة على ذلك، ولدينا الثورات العربية التي تؤكد هذا الأمر. كل شيء ممكن بوجود الشعب والإرادة. ربما يكون هذا الخرق صعباً إنما ليس مستحيلاً، إنما المهم في ضوء ذلك توافر الإرادات، والعزم والحكمة في إدارة الموضوعات.

[ هل سيشكل لقاء سيدة الجبل-8" رافعة لحركة 14 آذار؟

ـ ليس لدينا هذا الهاجس وليست 14 آذار في حاجة الى ذلك. لدينا قلق من بعض المواقف التي تثير هواجس، وربما هذه الهواجس في أكثريتها مبررة. ولكن عندما تكون هناك هواجس، يجب العمل، وبذل الجهد وطمأنة الجميع حتى لا تنتهي الثورات من دون أي نتيجة، ما يؤدي الى خيبات أمل.

[ هل ترون أن هذا الاجتماع المسيحي سيكون نوعاً من عصر نهضة جديد؟

ـ بتواضع، نحن نقوم بتحركاتنا كافة. إنما جميل أن يكون هذا العنوان، وإن شاء الله نكون على مستواه.

[ ألا يزال لبنان قادراً على لعب مثل هذا الدور؟

ـ إذا مشينا بخريطة الطريق التي يُفترض أن تكون، فإن لبنان دولة مؤهلة تماماً للعب هذا الدور لأن مكوناته طبيعية وغير اصطناعية وقائمة بذاتها من دون أي إضافات عليها.

حاورته: ريتا شرارة

 

النائب حسن فضل الله: الحكومة قوية ومتماسكة ولا يمكن أن تطعن المقاومة في الظهر

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل أن "حزب الله يريد للحكومة أن تنجح في عملها وأن تحصن بالإنجازات في كل الملفات التي تقدر على معالجتها". وأشار فضل الله في خلال اللقاء التنموي الذي نظمته مديرية العمل البلدي في منطقة الجنوب الأولى في بنت جبيل إلى أن "لا أحد اليوم يستطيع بسحر ساحر أن يعالج كل هذا العبء الكبير الذي خلفه الفريق الذي تحكم بالسلطة سابقا". وأوضح أن "المسار الذي سنعمل به في الحكومة هو مسار تسريع الخطوات من أجل تسريع إنجاز المزيد من المشاريع الحيوية التي تتعلق بالناس والمواطنين". وأشار إلى أن الحكومة فيما يخص موضوع الكهرباء "استطاعت أن تقدم مشروعا متكاملا وإن شاء الله سنكمل فيه ليتم إنجازه". وشدد على "ضرورة أن يوضع ملف التعيينات الحيوي الأساسي على نار حامية لتبدأ الحكومة بملء الشواغر في كل الإدارات والوزارات". وأشار الى أن "الحكومة اللبنانية الحالية قوية ومتماسكة وهي عندما تعالج أي موضوع تنطلق من مبدأ التوافق والتفاهم". وأضاف أنه "على المستوى السياسي مرتاحون للأداء العام باعتبار أن هذه الحكومة لا يمكن أن تطعن المقاومة في الظهر بعدما كان هاجسنا دائما في الماضي وحتى في الحكومات التي كنا موجودين فيها من طعن المقاومة في الظهر وقد رأينا ذلك في التجارب الماضية".

 

فريد مكاري: أنا ضد بدعة القول إن لا علاقة للمتهمين باغتيال الحريري بحزب الله وجنبلاط لم يغير ثيابه بل تنكر لفترة لأن المسدس كان في رأسه

رفض نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ما وصفه بـ"بدعة القول إن لا علاقة للمتهمين الأربعة باغتيال الرئيس الحريري بحزب الله"، ورأى أن فريق 14 آذار "لم يتعامل مع هذه الحكومة على مستوى هذا الاتهام"، اذا كان عليه "مقاطعة هذه الحكومة" واتخاذ "موقف جذري" منها.

ودعا مكاري في حديث الى صحيفة "السياسة" الكويتية ينشر الاثنين الى "قدر أكبر من المواجهة للحكومة الحالية التي يسيطر عليها حزب الله". وأضاف " الموقف الرمادي من قبلنا في ما يتعلق بعلاقة المتهمين الأربعة بحزب الله، قابله موقف متشدد جداً من حزب الله الذي تبنى المتهمين ووضعهم في مرتبة القديسين". وتابع "في هذه الحكومة وزراء من حزب متهم باغتيال شخصيات لبنانية، وأنا أعتقد أننا لم نتعامل مع هذه الحكومة على مستوى هذا الاتهام". وقال "كان يفترض بنا عدم حضور جلسة التصويت على الثقة بالحكومة، ومقاطعة هذه الحكومة، وأن يكون لنا موقف جذري منها، وهذا القرار كان يجب اتخاذه منذ بداية الانقلاب وتشكيل هذه الحكومة". وأضاف "علينا ألا نبقى مقيدين بعقدة الخوف، وأنا لست مع الرضوخ إلى قوة السلاح". ورأى أن مواقف الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي من موضوع تمويل المحكمة الدولية "جيدة في المبدأ، لكن الأميركيين قالوها بصراحة للرئيس ميقاتي: لم نعد نريد اقوالاً بل نريد افعالاً". واذ اعتبر أن "موضوع التمويل مهم بلا شك ونتمنى حدوثه كما تعهد بذلك الرئيسان سليمان وميقاتي، ونحن بانتظار التنفيذ"، شدد على أن "هذه كلها تفاصيل، فالأهم من كل ذلك أن هذه المحكمة يجب أن تستمر لأننا بحاجة اليها، فهي وجدت لإظهار الحقيقة، ولإظهار من قتل القيادات اللبنانية، ووجدت بسبب عجز الدولة اللبنانية عن حماية الناس وإلقاء القبض على المتهمين". وقال "اذا قرر حزب الله والعماد عون انتهاج الواقعية السياسية سيوافقون على التمويل، وإلا لن يسمحوا للرئيس ميقاتي بذلك، وعندها سنرى موقف ميقاتي، فإما أن يرضخ أو أن يستقيل". وعن دعوة العماد عون الرئيس ميقاتي الى أن يمول المحكمة من جيبه، قال مكاري "العماد عون في جيب حزب الله، وكل ما يقوله ويفعله هو لحساب حزب الله، حتى لو دفع لبنان الثمن، ولا يهم العماد عون اذا بقي المجرمون والمتآمرون على لبنان من دون عقاب. المهم أن يفعل ما يرضي حزب الله".

وعن اعتبار حزب الله أن سلاحه ضروري لحماية العيش المشترك، أسف مكاري لكون "البعض، وبنية طيبة، يحاول اقناع المجتمع الدولي بتقوية الجيش وبالضغط على اسرائيل لنزع ذرائع حزب الله للاحتفاظ بالسلاح، ولكن في المقابل كل يوم يحاول حزب الله اختراع ذرائع جديدة، ومبررات جديدة للاحتفاظ بسلاحه، فتارة يكلف نفسه حماية نفط لبنان، وتارة يسوّق سلاحه تحت حجة حماية العيش المشترك". وأضاف "ربما كان يعتقد أن 7 ايار كانت وسيلة لحماية العيش المشترك".

وعن موقف النائب وليد جنبلاط الأخير المتعلق بالأوضاع في سوريا، ورده على مقولة انه يغير مواقفه كما يغير ثيابه، قال مكاري "برأيي وليد جنبلاط لم يغير ثيابه في أية لحظة. لقد تنكر لفترة ربما بسبب المرحلة، لأن المسدس كان في رأسه كما قال هو، ولكنه لم يتنكر ولو للحظة واحدة لثوابته الاستراتيجية، وعندما يعود جنبلاط إلى الجينز وينزع ربطة العنق التي تضغط على رقبته، استبشروا خيراً لأن هذا دليل على أن الأيام تغيرت".

وانتقد مكاري "التناقض" بين الموقف الذي اتخذه لبنان خلال مناقشة مجلس الأمن الموضوع الليبي حيث "اتخذ دوراً ريادياً"، وبين موقف لبنان خلال مناقشة مجلس الأمن الوضع في سوريا، "رغم التشابه الكبير ما بين الحكمين السوري والليبي إن من حيث مدة الحكم أو من حيث من الظلم ومصادرة الحريات وإطلاق يد المخابرات للتحكم بمصائر الناس واستنزاف مواردهم". وأضاف "جميعنا تهمنا مسألة تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، ولكن في الوقت نفسه، يجب ألا ينسى البعض، اللبنانيين الكثر الذين غيّبهم النظام السوري. من حقنا أن نتخذ موقفاً ممن غيّب شخصية ما، ولكن ليس من المنطقي ألا نتخذ في الوقت نفسه موقفاً ممن غيّب شخصيات لبنانية كثيرة وعلى رأسها الرئيس بشير الجميل والرئيس رينيه معوض والمفتي الشيخ حسن خالد وشهداء 14 آذاروغيرهم من كبار السياسيين اللبنانيين، وممن غيّب ولا يزال كثيراً من المواطنين اللبنانيين".

واعتبر أن "التغيير العربي حصل، ولا رجوع عنه، وهو مستمر وقد يتوسع. والفترة الانتقالية في ليبيا ومصر ستكون صعبة لأن مخاض الانتقال إلى دولة ديموقراطية يتطلب جهوداً مضاعفة. أما بالنسبة الى سورية فإن الأيام ستثبت أن رياح التغيير فيها آتية لا محالة إن لم يكن اليوم ففي وقت ليس ببعيد".

وشكك مكاري في إمكان اتفاق الأطراف المسيحيين على مشروع موحد لقانون الانتخاب، اذ انهم "لم يتفقوا على أمور كثيرة أصغر من قانون الانتخابات بكثير". وتمنى التوصل الى "قانون يؤمّن أفضل طريقة للتمثيل الانتخابي ويختار فيه المسيحيون نوابهم بأنفسهم وليس في بوسطات الآخرين".ورأى أن "التمثيل الأفضل يتأمن من خلال اعتماد الدائرة الصغيرة إلا أن القوى الكبرى لا تؤيد هذه الفكرة". وعن الطرح الذي أعلنه اللقاء الأرثوذكسي والقاضي بأن تنتخب كل طائفة نوابها، قال "ليس لدي موقف سلبي من هذا الطرح مئة في المئة، لكن لدي بعض الملاحظات بالشكل أكثر من المضمون. والملاحظة الأساسية بالشكل هي أن الذين يطالبون بهذا القانون اتخذوا قراراً على ما يبدو بإلغاء مجلس الشيوخ" الذي نص عليه اتفاق الطائف". وأضاف "من يصوت على قانون الانتخاب هم النواب وكان يفترض بالذين طرحوا هذه الفكرة أن يستشيروا نواب طائفتهم لكنهم لم يفعلوا ذلك".

 

ايلي كيروز: يخطئ من يعتقد ان السلاح خارج الدولة سيبقى اقوى من الحق والقوات كانت وستكون حيث لا يجرؤ الآخرون...

اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ايلي كيروز ان زمن الديكتاتوريات الى نهاية. ولفت الى ان السلاح خارج الدولة لن يبق اقوى من الحق والدولة، ويخطئ من يعتقد ان الاستكبار على اللبنانيين سيدوم. ورحب بالتحول العربي باتجاه اسقاط الانظمة الديكتاتورية داعيا الى توجيه هذا التحول نحو المبادئ التي ترتكز على الحرية والعدالة والسلام.

كلام النائب كيروز جاء خلال رعايته حفل العشاء السنوي لمكتب القوات اللبنانية – حدشيت بحضور رئيس واعضاء المجلس البلدي، منسق عام القضاء النقيب المهندس جوزيف اسحاق، النقيب الطبيب فادي كرم،رئيس رابطة المخاتير الكسي فارس رؤساء بلديات ومخاتير ومنسقي القوات في قرى وبلدات الجبة وحشد من ابناء الببلدة والجوار.

النائب ايلي كيروز وجه في مستهل كلمته التحية الى ابناء حدشيت حراس الوادي المقدس وقال: "يكفيكم فخرا أن حدشيت هي بلدة المناضلين والمقاومين والشهداء بامتياز. حدشيت ركن اساسي من اركان القضية وخزان لا ينضب ومقلع رجال لا يهابون الصعاب، وكيف يهابونها وهم يربضون فوق هذه الصخرة المطلة على وادي قنوبين.اليوم ترتدي قضيتنا ابعادا نوعية جديدة. ففي هذا المخاض العسير الذي يشهده لبنان والعالم العربي، تستعيد القوات اللبنانية نبضها المقاوم وترسم الخطوط الحمر حيث يجب ان تكون وتحذر كل متطاول على دماء الشهداء وعلى تاريخ الصمود المسيحي وتؤكد بانها كانت وتكون وستكون دائما حيث لا يجرؤ الاخرون".

ولفت النائب كيروز الى ان موقف القوات الرافض للتعاطي مع المسيحيين كأهل ذمة او كرعايا يحتاجون الى الحماية الدائمة ليس وليد صدفة بل هو انسجام مع قناعتها وتاريخها "فنحن اهل البيت وأم الصبي، وقضية وجودنا وحريتنا هي قضية حياة او موت ولا تخضع لابتزاز او مساومة".

واشار الى ان ما يهم "القوات اللبنانية" في وقت يكثر الكلام عن قانون الانتخاب امران: اصلاح التمثيل النيابي المسيحي ضمانا للحرية ولاعادة انتاج سلطة متوازنة وبما يحفظ للصوت المسيحي وزنه وحضوره في كل لبنان. والحرص على الصيغة الميثاقية لقانون الانتخابات النيابية ضمانا للتعايش المسيحي- الاسلامي وحفظا للحياة المشتركة.

وذكر كيروز"بأن الوصاية السورية هي التي وجهت الضربة الاولى الفعلية للمسيحيين تمثيلا ودورا عبر القوانين الانتخابية المتعاقبة التي عملت على تهميش المسيحيين واقصائهم عن الدولة لقد سعت سلطات الوصاية الى ضرب القوى الكيانية – السيادية المسيحية عبر استخدام الجغرافيا والديموغرافيا والتلاعب بالمقاعد لاحكام عملية الانحراف عن الطائف واغراق التوازن المسيحي الاسلامي الذي تفرضه المناصفة الدستورية. ولكن فليكن معلوما ان زمن التهميش والاقصاء قد ولى، وستكون لنا كلمتنا الواضحة والجازمة في هذا المجال. وفي اي حال فان جرائم النظام السوري في لبنان،لم تقتصر على التهميش السياسي والاقصاء الانتخابي بل شملت مختلف انواع القمع من تصفية وقتل واغتيال وتفجير واعتقال وتعذيب ونفي وابعاد ان مباشرة وان بواسطة بعض الاجهزة الامنية المحلية والقوى التابعة لها".

وتابع النائب كيروز: "اننا نرحب بالتحول العربي الكبير باتجاه اسقاط الانظمة الديكتاتورية التي اصبح ارثها ثقيلا والتي احترفت اسلوب الحديد والنار والرعب المنظم لصالح المبادئ التي يتطلع الشباب العربي الى تحقيقها. وانطلاقا من ايماننا المسيحي لا يمكننا الا ان نكون الى جانب الحق الذي هوكمال الوجود الانساني والله يعلمنا ان لا نتساهل ابدا عندما يتعلق الامر بكرامة الانسان وبالثورة على الظلم.وفي يقيني ان العالم لا يصلح نفسه بنفسه ولا يتقدم ويرقى بنفسه من نفسه. ان الله هوالذي يلهب نفس الانسان آخر الامر،نحو التقدم والرقي،نحو الصلاح والجهد. والانسان يبقى لولا الله خنوعا ذليلا متخاذلا مستسلما حيث لم تصله لهبة الله ووحيه وتحديه".

وأضاف: "في قلب الضجيج في هذه المسألة اتوجه الى الاكثرية الشعبية في المنطقة لتعي جيدا ما يقع على عاتقها من مسؤولية تاريخية كبرى في توجيه هذا التحول نحو المبادئ التي ترتكز على الحرية والعدالة والسلام والدولة المدنية الدستورية وحقوق الانسان، وفي تقديم الحل الحضاري لمشكلة التعدد الديني والثقافي.وما يؤسف له أن يتنطح البعض لينتقدوا المواقف الاخيرة لرئيس حزب القوات سمير جعجع باسلوب ما عرفه لبنان الا عندما ادخلت مدرسة النظام السوري اليه اسلوب التخوين والاسفاف. وما عدا ذلك هوبرات لا تستحق التوقف عندها.اذ لم يجرؤ احد على الرد على مضمون الخطاب وصمت المزايدون على الصعيدين المسيحي واللبناني".

 

النائب جوزف المعلوف أسف لمتاجرة 8 آذار بمواقف الراعي واعتبر أن لقاء سيدة الجبل للتأكيد على الدور المسيحي ومن الضروري ان يتخذ البطريرك موقفا صريحا من السلاح غير الشرعي

رأى عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف أن اللقاء المسيحي الموسع المنوي إنعقاده في 23 من الشهر الجاري في دير "سيدة الجبل" لم تتبلور آفاقه بعد سواء لجهة الشكل أم المضمون أم لجهة ما سيتناوله من عناوين ثنائية تحت عنوانه الرئيسي "مواكبة الربيع العربي"، معتبرا أن ما تتناقله بعض الوسائل الإعلامية بهذا الخصوص مجرد تكهنات وإستنتاجات مبنية على الكثير من المغالطات والوقائع غير الملموسة، لافتا الى أن اللقاء وفي حال إنعقاده سوف تتمحور المنقشات فيه حول تحديد دور المسيحيين في "الربيع العربي" ومساهمتهم في وضع أسس عالم عربي جديد قائم على الديمقراطية والتعددية، وكذلك حول الأحداث المستجدة والمتسارعة على المستويين المحلي والإقليمي وكيفية مواجهتها بما فيه خير ومصلحة لبنان واللبنانيين.

وردا على سؤال أكد النائب معلوف في تصريح لـ "الأنباء" أن لقاء "سيدة الجبل"، لن يكون على الإطلاق موجها ضد أي من الفئات الروحية المسيحية وخصوصا ضد مواقف غبطة البطريرك الراعي كما تحاول بعض الوسائل الإعلامية المأجورة تسويقه بهدف إستجرار مسيحيي قوى "14 آذار" الى مواقع لا تمت لا الى خياراتهم الوطنية ولا الى مواقعهم السياسية بصلة، وذلك بدليل إختيار ديرا مارونيا كمركز لإنعقاد اللقاء المذكور وليس فندقا أو مجمعا سياحيا، مؤكدا من جهة أخرى أن ما يُشاع عن أن اللقاء المذكور قد ينتج عنه تجمع مسيحي جديد على غرار لقاء "قرنة شهوان"، مقاربة ملتوية قائمة على التضليل الإعلامي والتشويش السياسي، مستدركا بالقول أن أي لقاء مسيحي مماثل لا بدّ وأن يؤكد على الثوابت الوطنية لمسيحيي قوى "14 آذار" وفي مقدمتها المحكمة الدولية كمسار أساسي لترسيخ العدالة والإستقرار، وإنضواء السلاح غير الشرعي في كنف الشرعية اللبنانية ومن خلفها المؤسسة العسكرية . وفي السياق المتصل بالمستوى المسيحي، أعرب النائب معلوف عن أسفه لإستغلال قوى "8 آذار" مواقف البطريرك الراعي والمتاجرة بها إعلاميا بهدف دس قناعة مزورة في أذهان المواطنين بأن بكركي باتت في الموقع المؤيد لنهج السلاح ولثالوث "الجيش والشعب المقاومة"، معربا في المقابل عن إعتقاده بضرورة إتخاذ البطريرك الراعي موقفا صريحا من السلاح غير الشرعي لطمأنة المواطنين المؤمنين بتاريخ بكركي الوطني ولقطع الطريق أمام منتهزي الفرص والمصطادين في الماء العكر من اللعب على حبال الكلام لتدعيم موقع الدويلة على حساب موقع الدولة، مشيرا من جهة أخرى الى أن زيارات المسؤولين السوريين الروحيين منهم والسياسيين الى بكركي، جاءت لتساهم مع قوى "8 آذار" في إحراج البطريرك الراعي ولتكمل تشويه صورة وموقع بكركي، مكررا توصيف رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع لتلك الزيارات بأنها محاولة لإغراق البطريرك الراعي في مواقف ليست له ولا تعبر عن قناعاته ورؤيته ولا عن دور بكركي التاريخي في قيام الدولة المستقلة غير الخاضعة لوصاية أي من الدول الخارجية وغير المهيمن عليها من قبل هذا الفريق المسلح أم ذاك، مؤكدا أن البطريرك الراعي غير قابل للغرق في أوحال سياسة الآخرين وأنه بالرغم من أن مواقفه جاءت وليدة الزمان والمكان إلا أن ثوابت بكركي تبقى وليدة نضالها التاريخي في إنجاز الإستقلال وسود حكم المؤسسات.

على صعيد آخر وحيال المقال الذي نشرته صحيفة "الأخبار" المحلية في صفحة "قضية اليوم" وتحت عنوان "حين تناول شمعون الحلوى عند حائط المبكى" والتي إستعادة فيه علاقات بعض المسؤولين المسيحيين وتحديدا الرئيس الراحل كميل شمعون بتل أبيب، أعرب النائب معلوف عن أسفه لمحاولة الوسيلة المذكورة نكأ جراح الحرب الأهلية وإعادة فتح أبواب ممقوتة كانوا اللبنانيين قد أغلقوها بإحكام بعد أن توصلوا الى قناعة وطنية تقضي بتسليم السلاح الى الدولة والعودة الى كنف المؤسسات والى حضن الشرعية والمؤسسة العسكرية كضمانة وحيدة لجميع الفئات اللبنانية الى أي جهة أو مذهب إنتموا، مشيرا الى أن الهدف من إثارة الصحيفة المشار اليها لموضوع مماثل هو إثارة الحساسيات بين اللبنانية عبر خلق مادة تضليلية لتشويه وحدة الصف والرؤية بين شريحة كبيرة من اللبنانيين، مؤكدا أن الشعب اللبناني أوعى من أن يقع في شرك محترفي التضليل والمتمرسين في تسميم الجو العام على حساب الإستقرار والسلم الأهلي، مستدركا بالقول أنه وكما بادرت الأحزاب اللبنانية الى تسليم سلاحها للدولة تبقى الآمال معقودة على إتخاذ "حزب الله" مبادرة مماثلة والعودة من كنف الخارج الى الشرعية اللبنانية على قاعدة أن الوطن نهائي ويتسع للجميع .

 

يضون: ميقاتي يحضّر "طبخة سياسية" يجذب بها "حزب الله"

المستقبل/رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ان "الرئيس نجيب ميقاتي يحضّر طبخة سياسية معينة يجذب بها "حزب الله" للموافقة على تمويل المحكمة الدولية، عبر فتح ملفات عدة منها شهود الزور مجدداً"، مشدداً على ان "لا مجال لتعديل او إلغاء عمل المحكمة لأنها وجدت بقرار دولي وكل المحاولات الهادفة الى تعديلها او إلغائها سيكون مصيرها الفشل".

وأكد في حديث الى محطة "اخبار المستقبل" امس، ان "كل ما يسعى اليه حزب الله وميقاتي في موضوع التمويل هو تأجيل هذا القرار الى الوقت المناسب، وحقيقة الامر ان الطرفين في موقعين مختلفين من موضوع التمويل".

وتوجه الى وزير العدل شكيب قرطباوي بالقول: "عليك توقيع مرسوم التمويل من دون تردد، واذا تمنعت عن ذلك فعليك تقديم استقالتك، لأن ذلك اشرف لك ولتاريخك في نقابة المحامين".

واعتبر ان بيان القمة الروحية التي عقدت في دار الفتوى أخيراً "يحتوي على الكثير من عبارات الخجل"، متمنياً لو ان "دار الفتوى عمدت الى سلك الطريق التي سلكها الازهر في مصر بعد الثورة، حيث اعتبر ان لا خوف على الاصولية والاقلية هناك" وسأل: "كيف تغيب الرحمة والعدالة عن الاجتماع؟"

وعن وثائق "ويكيليكس" التي تنشرها صحيفة "المستقبل"، أوضح ان "هناك فضلاً للصحيفة لنشرها احاديث عن رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب ميشال عون. فهما يتحدثان بلغتين مختلفتين مع اميركا وحزب الله".

وعلق على الاعتداءات التي تعرض لها السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد في دمشق، مشبها اياها "بالفولكلور بين السوريين وبين الاميركيين".

وإذ وصف زيارات المسؤولين اللبنانيين المتكررة الى سوريا بأنها "تسيء الى الأشخاص انفسهم ولا تسيء الى الشعب"، استغرب "موقف الرئيس سليم الحص الاخير لناحية ما يجري في سوريا"، وقال: "من الحرام ان يتخذ الرئيس الحص هذا الموقف المحرج له والمسيء الى تاريخه السياسي".

ورأى ان "الرئاسة الاولى لا تلعب دوراً مهماً في هذه الايام"، مشيراً الى ان "الخطورة في الوضع الامني تكمن اليوم في منطقة الجنوب تحديداً، لأنه في حال تعرضت قوات اليونيفيل لأي اعتداء جديد فستنسحب من لبنان".

 

بسياسة "من يهن يسهل الهوان عليه"!

محمد مشموشي/المستقبل

تكشف قضية تمويل "المحكمة الخاصة بلبنان"، وكيفية تعامل الحكومة معها، الى أي حد بات الحكم في هذا البلد محكوما بما يوصف شعبيا بأنه "مراعاة خواطر"، وللبعض داخل الحكومة نفسها للبعض الآخر فيها، من دون أي اهتمام بالدستور والأنظمة والقوانين ولا حتى بالتقاليد والأعراف المحلية، فضلا عن الدولية. و"الخواطر" هنا ليست نفسية وأخوية، ولا مراعاتها تتم على قاعدة التضامن مع حلفاء أو زملاء، بل هي سياسية وتتناول قضية وطنية بامتياز.

ذلك أنه في الوقت الذي كان فيه رئيسا الجمهورية والحكومة يعلنان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، التزام لبنان قرارات الشرعية الدولية والموجبات التي تفرضها عليه، كانت أطراف في الحكومة تبحث في طريقة للتحايل على القضية، وتاليا على الشرعية الدولية وقراراتها، اما لدفع حصة لبنان في التمويل مع "مراعاة خاطر" من لا يريد دفعها باعتبار المحكمة مجرد "مؤامرة اسرائيلية ـ أميركية"، واذا ينبغي عدم التعامل معها، أو لمقايضة ذلك بتعديل البروتوكول الموقع قبل ثلاثة أعوام بين لبنان من جهة والمحكمة من جهة ثانية.

في هذا السياق، يتحدث مسؤولو "حزب الله" وحلفاؤه في الحكومة (خصوصاً من "التيار الوطني الحر") عن سيناريوات للتحايل على الذات، وعلى الناس، تأخذ واحدا من الأشكال التالية:

أولا، إصدار مرسوم يوقعه رئيسا الجمهورية والحكومة ـ وربما وزير المال اذا كان لا بد من ذلك ـ بدفع حصة لبنان في التمويل، من دون طرح القضية على مجلس الوزراء، واذا دخول مغامرة التصويت عليها، بالرغم من مخالفة ذلك للأصول والقوانين وفي مقدمتها أن مجلس الوزراء مجتمعا هو السلطة التنفيذية الوحيدة في البلد.

ثانيا، إحالة المسألة كلها على مجلس النواب باعتباره الجهة الصالحة لمراقبة أوجه الانفاق في مؤسسات الدولة والوزارات على اختلافها، وتحميله تاليا مسؤولية سداد هذه النفقة (أو عدم سدادها) بما يفسح في المجال لاحقا أمام السكوت عنها، على طريقة "لم سمعنا، لم رأينا" أو الطعن بها أمام الأجهزة الرقابية والقضائية اذا كانت هناك حاجة الى ذلك. وفي كل حال، إبعاد هذه الكأس عن الحكومة مخافة أن تنعكس عليها، خلافات أخرى بين أطرافها من ناحية أو ربما انفراطها ودفعها الى الاستقالة من ناحية ثانية.

ثالثا، محاولة اجراء "مقاصة"، على طريقة ما يجري بين البنوك في تبادل الشيكات، بين ما للأمم المتحدة من دين على الدولة اللبنانية لقاء مساهمتها في تمويل المحكمة وبين ما يريده الحكم القائم على "التحالف" الضمني بين أطرافه لمواجهة المحكمة قبل كل شيء. وبموجب هذه "المقاصة"، تدفع حصة لبنان في التمويل لهذه السنة فقط، لكن في مقابل إدخال تعديلات "جوهرية" ـ بحسب التعبير الذي يرددونه ـ في البروتوكول الموقع بين لبنان والمحكمة، والا فلن يكون هناك تمديد لمهمتها بعد انتهاء السنوات الثلاث من عمرها في العام المقبل.

لماذا ذلك كله، بصرف النظر عن لادستوريته وافتضاح التحايل على القوانين فيه؟ فقط، "مراعاة لخاطر" القوة الحاكمة في الحكومة، "حزب الله"، لأنه أقال الحكومة السابقة بعد حملة شعواء عليها، ثم عمل على تشكيل الحكومة الحالية بعد ذلك، تحت عنوان واحد ووحيد، هو إلغاء المحكمة من أصلها أولا، أو عدم تعامل الدولة ومؤسساتها وحتى المواطنين العاديين معها، كما قال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مرارا، اذا لم يكن الإلغاء ممكنا.

ولأن الحزب لا يستطيع أن يتراجع عن موقفه من المحكمة، وفي المقدمة منه مساهمة لبنان في تمويلها، اذا تستطيع الحكومة التي يهيمن عليها، بل يتوجب عليها، أن تتراجع هي من ناحيتها.

واذا كان رئيسا الجمهورية والحكومة لا يستطيعان الخروج على موجبات الشرعية الدولية، ولا على القرارات التي اتخذها مجلس الأمن، فلا بد من البحث عن طريقة ما ("حيلة" بالعرف اللبناني، شبيهة بالاعتكاف أو الاستقالة أو اقفال مجلس النواب) تجعلهما يبدوان بدورهما في صورة رجال دولة أمام العالم الخارجي، لكن من دون أن يتغير شيء على أرض الواقع في الداخل اللبناني.

وهذا، في واقع الأمر، ما تحاول أطراف الحكم مجتمعة ومنفردة أن تفعله من خلال ما تردده من سيناريوات في هذه المرحلة.

ليس جديدا، في أي حال، ما يشهده لبنان حاليا على صعيد تمويل "المحكمة الخاصة بلبنان"، فقد سبقته مشاهد أخرى، محلية وعربية ودولية، لا تقل خطورة ولا فداحة على لبنان، الدولة والمجتمع والشعب، عما يحفل به المشهد السياسي في هذه الفترة.

الموقف من القرار 1701 ومن الاعتداءات المتكررة على قوات "اليونيفيل" العاملة في لبنان لتنفيذ هذا القرار، مثل صارخ على هذا التناقض.

والموقف من خطف الاستونيين السبعة، ثم الافراج عنهم، تحت نظر الدولة وسمعها، مثل صارخ ثان.

والموقف من الثورة الشعبية في سوريا، سواء في مجلس الأمن أو تجاه النازحين من الجنود والمواطنين السوريين الى الأراضي اللبنانية، مثل آخر خصوصا من زاوية العلاقات العائلية والانسانية التاريخية بين الشعبين، قبل أن تكون بين الدولتين أو النظامين.

والموقف، في مجلس الأمن، من فرض عقوبات سياسية واقتصادية على ايران على خلفية ملفها النووي ومشروعها الامبراطوري في المنطقة مثل رابع.

كذلك هو الحال بالنسبة الى مواقف لبنان في الجامعة العربية مما يحدث على مستوى "الربيع العربي" في المنطقة كلها... من ليبيا الى اليمن الى البحرين الى تونس ومصر..

هو "تحايل" على الموقف، وحتى قول الشيء وعكسه في العلن مرة وفي السر أكثر من مرة، ما يفعله لبنان الدولة هنا وهناك، من دون أن ننسى طبعا ثالثة الأثافي ـ الفضيحة الكبيرة في المدة الأخيرة (الغاء تأشيرات دخول الايرانيين الى لبنان) ولجوء الحكومة الى التهرب منها وتحميل الحكومة السابقة مسؤوليتها.

هل يقف الأمر عند هذا الحد؟

من نافل القول انه، اذا ما بقي وضع الحكم في لبنان على حاله، فالأمر مرشح للاستمرار وحتى للمزيد من التدهور في المقبل من الأيام.

وقديما قيل: من يهن يسهل الهوان عليه/ ما لجرح بميت إيلام.

 

سوريا: دعاوى ضد النظام  بالجملة؟

علي حماده /النهار

بينما كان البطريرك مار بشارة الراعي المغادر الى اميركا في زيارة راعوية، يهاجم الاعلام "الكاذب" على طريقة تعامله مع اصطفافه الجديد، كان صديقه بشار الاسد يدك مدينة الرستن في محافظة حمص بالدبابات، ويقتحمها لتنفذ قواته فيها مجزرة بحق مدنيين كل ذنبهم انهم احتضنوا جنودا شرفاء من الجيش انشقوا لرفضهم القتل الممنهج الذي امرتهم به قيادتهم الميدانية والعليا عملا بـ"تراث" النظام الذي يقتل كل من لا يماشيه، في سلوك لا يختلف عن السلوك الاسرائيلي في فلسطين، فيصير الجيش السوري جيش احتلال في عيون ملايين السوريين الذي يؤثرون الموت على المذلة، ويرفضون العيش في سجن النظام، مقدمين صدورهم العارية عربون حرية وكرامة لسوريا الغد.

وفي حين كان البطريرك الجديد يمهد لزيارة سوريا الأسد بزيارة العراق المتحالف رئيس حكومته اليوم مع النظام السوري برعاية ايرانية، كان حلفاؤه الجدد في دمشق يعملون القتل في شعبهم ليصل عدد الشهداء الاسبوع المنقضي اليوم الى حوالى المئة، وكان العالم يثبت مرة جديدة انه يتلهى بمعركة قرارات دولية مع روسيا في مجلس الامن، في حين ان المطلوب صار تدخلا اكثر كثافة وحزما في سوريا لمنع حصول اكبر مجزرة في المشرق العربي بعد مجازر جنوب العراق سنة 1991 وحملة الأنفال في المناطق الكردية وكانت نتيجتها رمي القرى ( حلبجة) بغاز الخردل. وما حصل قبل ايام في ريف حمص من قيام طائرات معدة في الاساس لرش المبيدات الزراعية، برش مواد سامة يشي بأن النظام لن يتأخر عن الذهاب بعيدا في حربه على شعبه.

في الاثناء اجتمعت قوى متنوعة من المعارضة في اسطنبول لدفع مسيرة توحيد المعارضة الى الامام لئلا يبقى النظام يواجه صفوفا مشتتة يلعب على تفرقها، كما حدث اخيراً عندما نسق مع عدد من متسلقي المنابر المعارضة لتنظيم مؤتمر "معارضة" في دمشق لم يتعرض له على جاري العادة لأنه كان يعرف ان معظم المجتمعين انما يصبون في النهاية في مصلحة بقاء النظام تحت شعار الاصلاحات الورقية التي اعلنها رئيسه مرفقة بحملات قتل وحشية في حق آلاف المدنيين العزل في انحاء سوريا.

وبما ان التدخل الدولي المنسق مع روسيا يبدو الآن اكثر استحالة من ذي قبل، ينتظر ان تكون هناك خطوات أقوى من جانب تركيا بالتفاهم مع المجموعة العربية، بالاضافة الى جهد بات اكثر إلحاحا من اي وقت مضى، ويتعلّق بقبول محكمة الجزاء الدولية في لاهاي الملف السوري بمبادرة شخصية من المدعي العام لويس مورينو اوكامبو لنقل المعركة مع النظام واركانه وفي مقدمهم بشار الاسد الى نطاق الادانات الدولية بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وفي حال فشل اوكامبو في تسلم الملف بمعزل عن قرار واضح من مجلس الامن، وجب التحول الى خوض معركة قضائية في كل انحاء العالم امام السلطات القضائية في الدول الاوروبية والاميركيتين ليصبح النظام واركانه مطلوبين بمذكرات توقيف في معظم بلدان العالم.

 

يطلبون النجدة ولو من إسرائيل

احمد عياش/النهار

ليس بعد هذا الكلام من كلام: "عليك أن تختار بين الحرية المتفرقة الافكار بالضرورة والحزب الواحد. لله وحده الحق في أن يعتقد انه كل الحقيقة". هذا ما كتبه امس المطران جورج خضر في "النهار". وهو لا يشبه أبداً كل ما قيل عن الأقليات في زمن الثرثرة التي تضيع في ضجيج القتل الذي يمارسه الديكتاتور السوري في حق شعبه. ولم يصل هذا الكلام الى مؤتمر النظام الايراني حول فلسطين التي يرتكب اليوم رئيسها "جريمة" المطالبة بمقعد دولة لها في الأمم المتحدة فيلتقي مهاجموه في جبهة تضم ايران وأتباعها مع إسرائيل وواشنطن. أما هؤلاء الشطار في الحديث عن الأقليات فقد فاتهم الحديث عن مسيحيي فلسطين من البحر الى النهر. وهم الذين هاموا منذ نشأة إسرائيل في العالم تاركين قرع بعض أجراس كنائسهم في عهدة من بقي من مسلمين.

عندما يطالب الدكتور سمير جعجع "حزب الله" بتسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية قبل فوات الاوان، فهو لا يمزح أبداً. كما ان دعوة النائب وليد جنبلاط الى "مراجعة نقدية لحرب لبنان" هي في منتهى الجد. فالتحولات العميقة التي تهب في المنطقة العربية والتي ستشمل إسرائيل لن تواجه بالاقنعة الرمادية التي يختفي وراءها "حزب الله" بعدما كشف عن قمصانه السود في بداية هذه السنة. وها هو أحد هذه الاقنعة، الرئيس نجيب ميقاتي، يتشاطر للمرة الثانية. فعندما كانت حكومة "حزب الله" تستعد لنيل الثقة في تموز الماضي بادر الى قراءة الحزب لما سمي تسوية الـ"س. س" ليؤكد حقه في بيع المحكمة الدولية كما "قرر" الرئيس سعد الحريري أن "يبيعها". لكن وقائع الـ"س. س" كشفت ميقاتي والحزب معاً. ثم كرر ميقاتي مؤخراً المحاولة من كيس الحريري في تبرير اباحة تدفق الحرس الثوري الايراني على لبنان بلا تأشيرات بحجة ان هذا الموضوع من ملفات الحكومة السابقة. فانكشفت القصة عن أنها من تدبير وزير خارجية حركة "أمل" السابق علي الشامي وتبني وزير سياحة التيار العوني فادي عبود. والسؤال اليوم: ما هو الجديد الذي يهيئه ميقاتي من وراء قناعه الحزب اللهي؟

قرار النظام الايراني هو الامساك بلبنان. وقرار النظام السوري المتهالك منح أقصى الدعم لحكومة "حزب الله". وهكذا يقع لبنان اليوم في قبضة مأزومَين.

أما متى تقع الواقعة الكبرى فهذا أمر بيد هذين النظامين. فلبنان بالنسبة اليهما خروف يجري تسمينه بتسهيلات لميقاتي وعنتريات للنائب ميشال عون وتلفيقات للرئيس نبيه بري. لكن قرار التضحية سيتخذه وليّ الفقيه وينفذه الجندي في جيشه السيد حسن نصرالله. ولا هم إن سالت الدماء مجدداً، كما سالت عام 2006، وهذه المرة من أجل "تحرير" المنطقة من شراك الربيع الذي بدأ يصل الى إسرائيل. فمن قفز مرة فوق الخط الأزرق لن يتورع عن القفز فوق القرار 1701. هذا ما نبه اليه مايكل وليامس بلغة غير ديبلوماسية للمرة الاولى عندما كان يغادر لبنان للمرة الأخيرة.

 

بعد ان اتهمه نصرالله بانه عميل لاسرائيل...المحقق في المحكمة الدولية نيك كالدس

حزب الله يخشى ظهور الحقيقة...وكل الأدلة تشير الى أن الحزب متورط  

طارق نجم

انتقد نائب مفوض الشرطة في نيو ساوث ويلز نيك كالدس، أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على خلفية الاتهامات التي وجهها إليه بأنه عميل للاستخبارات الامريكية وبأنه جاسوس اميركي. وكان نيك كالدس قد اشرف على التحقيقات الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد أن عينته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان محققاً عاماً لمدة سنة كاملة اعتباراً من آذار 2009 ليعلن المدعي العام بيلمار أنّ كالدس قد قرر عدم تجديد عقده مع المحكمة الدولية والذي اعتبر في حينه ضربة للمحكمة. وكان كالدس قد ظهر ايضاً على شاشات تلفزيون ABC في 29 آذار 2009 مع المذيعة مونيكا أتار حيث قارن بين عملية اغتيال نيومان (النائب الاسترالي الذي كان كالدس حقق في اغتياله) وبين اغتيال الحريري معتبراً أن بيئة لبنان غير المستقرة والمعقدة من شأنها أن تفتح الباب على جميع الاحتمالات. وهناك العديد من الخيوط التي قد توصل التحقيق الى جملة من الاستنتاجات ومن غير العادل أن نسوق هذه التهامات منذ الآن ومن دون التأكد من صحتها ودقتها لذا علينا الإنتظار حتى انتهاء التحقيقات خصوصاً في ظل الاوضاع اللبنانية والشرق اوسطية الحالية. كما اوضح كالدس أن هناك جملة اسباب لإختياره محققاً في قضية الحريري منها أنه عربي المولد ويتقن العربية، ولديه خبرة كافية في التحقيقات الجنائية.

كالدس خاطب الإعلام لأول مرة منذ ذلك الحين في مقابلة عرضتها البارحة شبكة  SBSمن سيدني ضمن برنامج Dateline مع المذيعة يارا بوملحم وقال فيها: ''الشيء الوحيد الذي نستطيع أن نقوله هو أن حزب الله وحسن نصر الله لديهم سبب وحيد ليهاجما التحقيق في الوقت الراهن هو أنهم لا يريدون للحقيقة أن تظهر, وهناك وسائل إعلام تؤيد حزب الله، وقد هاجمتني خلال التحقيقات وهاجمتني عندما أعلنت استقالتي، وكذلك عندما غادرت البلاد.''

واشار كالدس في حديثه الذي نقلته مجلة Sydney Morning Herald إلى "أنه لا يوجد أية أدلة تشير إلى تورط أي من إسرائيل أو أي شخص آخر من الذين اتهمهم حزب الله. بأنهم قد يكونوا متورطين في اغتيال الحريري. ثانياً،اذا نظرتم الى الدافع الأولي وخصوصاً السياسي فأنا لست متأكداً من ان اسرائيل او أي شخص مقرب منها من صالحه اغتيال السيد الحريري. وخلال تحقيقاتنا، وصلنا إلى مكان تأكدنا من خلاله أن هناك مجموعة من الأفراد مسؤولة عن اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق، بعد ان حذفنا كل الاحتمالات الأخرى من هنا وهناك، وقد ظلت كل الإشارات وجميع الأدلة توصل الى حزب الله في نهاية المطاف".

كالدس نفى ما طرحه حزب الله من انتقاد لأدلة شبكة الاتصالات الخلوية التي قدمتها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، على اعتبار أن الشبكة عرضة للتلاعب من قبل إسرائيل. وقال كالدس في حديثه التلفزيوني: "من السهل الوقوف على المنبر والادعاء ان كل شيء مزوّر وغير صحيح. هذا الأسلوب جبان للغاية". وعلق كالدس على تسريب بعض ملفات وادلة المحكمة الدولية قائلاً "أنه لأمر مؤسف أن بعض الموظفين السابقين أو ربما شخص ما قام بتسريب بعض هذه المعلومات ولكن لا اعتقد ان لذلك تأثير على التحقيق وتبقى الأدلة هي هي". وذكر كالدس "أنّ هناك حماية للشهود وأنا متأكد من أن مكتب المدعي العام سوف يفعل كل ما في وسعه لحماية الشهود" .

ولدى مراجعة الموقع الرسمي لحكومة نيو ساوث ويلز الاسترالية، تبيّن الى ان كالدس هو من مواليد مصر في العام 1958 وقد هاجر لاحقاً الى استراليا ويتحدث اللغة العربية بطلاقة. وكان قد قضى سنة في بغداد مستشاراً لنائب قائد الشرطة العراقية ومشاركاً في القوة الخاصة بالتحقيقات في محاكمة الرئيس صدام حسين وكبار مساعديه، وهذا ما عزز مفهوم المؤامرة لدى نصرالله ليتهمه بأنه عميل لدى الاستخابرات الامريكية. وكان كالدس قضى 27 عاماً في الخدمة كشرطي في نيو ساوث ويلز في مجال مكافحة الجريمة والارهاب وتقلب في عدة مناصب امنية حساسة. ومن بين التحقيقات الرئيسية الأخرى التي ذاع صيته على اثرها، هي اغتيال عضو في البرلمان، جون نيومان، أدت إلى إدانة المجرم الذي ارتكب عملية الاغتيال. وكالدس يعتبر مرشحاً محتملاً لمنصب مفوض شرطة فيكتوريا.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 حزب الله قد يتغيب عن جلسة مجلس الوزراء لتمرير مشروع التمويل

ةهبي قاطيشه لموقعنا:العدّ العكسي للنظام الدكتاتوري قد بدأ وعوامل الحرب الأهلية في سوريا التي يتمنى الأسد اشعالها غير متوفرة الآن 

باتريسيا متّى

أكدّ مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبي قاطيشه أن 'ساعة الحقيقة قد دقت"، معتبراً أن "المواقف المتناقضة التي نشهدها من كافة أطراف الحكومة بين مؤيد للتمويل ورافض تنذر باصطدام كبير لهذه الحكومة في إستحقاق التمويل أو بمسرحية تتوزع الأدوار فيها بين أعضاء الحكومة".

قاطيشه لفت في حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني أن "ما تشهده الساحة الداخلية من رفض قاطع للتمويل وتصعيد في المواقف خاصة من ناحية العماد عون مسرحية يحاول تمثيلها لبيع المواقف والقبض من حلفائه مصالح ومشاريع يستفيد منها داخل الحكومة"، معتبراً أن "أقصى درجات العار هو حمل الحكومة لهذه التناقضات ومواجهة لبنان للأسرة الدولية".

واذ شددّ قاطيشه على أن "الحلّ الأنسب هو تمويل المحكمة"، اعتبر أن "حزب الله هو الذي سيجد مخرجا ليمرر عبره المشروع كتغيب وزرائه عن الجلسة أو فتوى أخرى لإبداء معارضتهم أو منفس إداري لدفع المتوجب على لبنان من دون حضور وزرائه الجلسات ".

وردا على سؤال حول اسقاط الحكومة، قال قاطيشه: "الحزب الآن غير جاهز للتخلي عن الحكومة خصوصاً وأن سوريا بحاجة لها في ظلّ الأزمة التي تتخبط بها"، مؤكدا أن "الأمم المتحدة لن تقبل بتعديل البروتوكول الدولي بين الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي"، معتبراً أن "خطابات كل من الرئيسين سليمان وميقاتي متفق عليها بينهما وبين حزب الله".

هذا ولفت الى أن "العماد عون لم يترك أحدا الا وتهجم عليه من خصوم وحلفاء باستثناء حزب الله، راعيه"، معتبراً أن "سياسة عون قائمة على الخطابات العشوائية الشعبوية الغير آبهة بمصلحة الدولة ولا بقيام نظام ديمقراطي فعلي".

قاطيشه الذي وصف "تبوأ ميقاتي لسدة رئاسة الحكومة بنقطة عار في سجله السياسية وشارعه السني"، رأى أنه "من الصعب ازالتها لأن عدم التمويل والخضوع لحزب الله يعني مواجهة ميقاتي للأسرة الدولية أما تمويل المحكمة فسيكون بالتأكيد وفق مخرج يجده حزب الله".

أما فيما خص الوضع السوري والتحفظ الذي أعلنه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد تجاه اصلاحات الرئيس الأسد، اعتبر قاطيشه أن "العدّ العكسي لنظام الأسد قد بدأ لأن قمعه للمعارضة كان تصعيديا الى أن بلغ ذروته في شهر رمضان المبارك"، لافتاً الى أن "النظام الأمني السوري الديكتاتوري يستعمل أوراقه الأخيرة، فلم يستطع أي نظام الانتصار ولا مرة على شعب يهدف الى الديمقرايطة والحرية". وأضاف: "من يدعم النظام في هذه الفترة سيوافق عاجلا أم آجلاً وبطريقة أو بأخرى على أن راعيه الاقليمي قد سقط".

أما حول استمرار المواجهات العنفية وتحولها الى حرب أهلية مع الوقت, فقال: "لطالما تمنى النظام اشعال حرب أهلية في الداخل السوري، ولكن الشعب لن يسمح بذلك اضافة الى أن عوامل الحرب الأهلية غير متوافرة كمصالح دول الجوار في اشعالها ومساهمتها بشكل أو بآخر".

وتابع: "لا مصلحة للدول المجاورة لسوريا كلبنان والأردن والعراق ومصر في اشعال هذه الحرب"، مؤكدا "ان التخويف من الحرب الأهلية يستفيد منه النظام الذي يقمع المظاهرات وليس الأقليات كما يحاول البعض الترويج". أما عن زيارة الوفد الروحي السوري الذي تحول الى شبه رسمي مع مواكبة السفير السوري لها، رأى قاطيشه في هذه التحركات "هجوماً سورياً استيعابياً على القيادات اللبنانية من خلال استقبال الأسد لشخصيات لبنانية ليوهم بأنه يتمتع بتغطية مسيحية اسلامية سنية لبنانية لنظامه من باب الفولكلور السياسي الذي لا يقدم ولا يؤخر لأن ما كتب قد كتب وهو لن يساهم في صمود النظام". كما رأى في التفاف مسيحيي الأكثرية حول البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "هجوما استيعابيا آخر للمحافظة على الواقف التي صدرت من البقاع والجنوب وفرنسا على الرغم من أن مواقف الراعي كانت أكثر ضبابية في الجنوب مما كانت من بعلبك".

الى ذلك، رأى في نداء "المطارنة الموارنة تصويب لمسار الراعي وتأكيد على أن المسيحيين لا يريدون العيش تحت صفة الأقلية وتحت حماية الطغاة والنظام الظالم", مؤكدا على أن "علاقة القوات اللبنانية ببكركي علاقة عظيمة بغض النظر عن مواقف البطريرك وأي استفسار حول المواقف يجب ان يتم عبر مراجعة البطريرك وبالتفاهم".

وختم قاطيشه: "البطريرك الراعي أعطى هواجس أكثر من مواقف فبكركي هي أمنا والبطريرك لا زال أب لنا مهما حصل من تباين في الآراء".

*موقع 14 آذار

 

حزب الله يطلق خلايا المقاومة في الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم

ذكر مقال نشر على الموقع الاميركي "أميركن ثنكر" أن حزب الله يعمل على تأسيس "خلايا المقاومة" في جميع أنحاء العالم، بتوجيه إيراني مباشر، وذلك وفقاً لمحمد حسين بابائي، قائد الحرس الثوري الإيراني في إقليم جولستان ولقد بدأت هذه الخلايا التسلل إلى الولايات المتحدة بمساعدة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز وتجار المخدرات

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، القريبة من الحرس الثوري، في الأسبوع الماضي، أن بابائي، وخلال مؤتمر صحافي، كشف أن هذه الخلايا الجهادية والتي بدأت بالظهور في لبنان عقب حرب تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله، ومع الصحوة الإسلامية الحالية، قد قامت بتوسيع نطاق عملياتها، لتحقيق هدف واحد، هو خلق عالم يسيطر عليه الإسلام

ولقد تم بنجاح نشر العديد من الخلايا في أوروبا، من خلال العلاقة القوية مع حكومة هوغو شافيز في فنزويلا، حيث تم زرع أعضاء من فيلق القدس جنبا إلى جنب مع إرهابيي حزب الله في شركات وهمية في فنزويلا. كما أن إيران قد أنشأت مختبر متفجرات في فنزويلا بعلم حكومة شافيز، وذلك مقابل الملايين من الدولارات دفعتها إيران ثمناً لذلك إلى شافيز

 

ويكيليكس: فرنجية لفيلتمان: جعجع وعبيد دبرا عملية اغتيال الوزير بيار الجميل

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 29/03/2007 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 465 أن رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، اعترف بأن المعارضة ستستخدم المحكمة كورقة للمساومة والحصول على مكاسب سياسية مثل "الثلث المعطل" في الحكومة. وقال للسفير الأميركي لدى بيروت آنذاك جيفري فيلتمان، خلال مأدبة غداء دعاه إليها في منزله في زغرتا في 23 آذار 2007: "على الأرجح سوف تحصلون على المحكمة الدولية، لكننا على الأقل نريد ثمناً مقابلها". وردّ على تساؤلات فيلتمان عن تحفظات المعارضة على المحكمة وسبب سرّيتها، قائلاً: "أعطونا لجنة تدرس توسيع الحكومة والمحكمة ونعطيكم ملاحظاتنا. أعطونا حكومة وحدة وطنية قائمة على قاعدة 19-11 ولا يعود هناك أسرار".

ومن جهة أخرى، بدا فرنجية وكأنه يعترف بأن المعارضة كانت تسهل عملية تهريب الأسلحة، غير مبالٍ بموقف الدول الأوروبية من هذا الموضوع. وزعم أنه على الرغم من دفاعه عن "حق المقاومة" لـ"حزب الله" ضد إسرائيل، إلا أنه أعلن اعتراضه على هدف الحزب "إزالة إسرائيل"، مشيراً إلى أن "مناقشة حق الحزب في تقرير الحرب والسلم في لبنان ممكنة".

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "70 بيروت 465" تحت عنوان: "لبنان: فرنجية يعترف بأن المعارضة تستخدم ورقة المحكمة للمساومة"، كالآتي:

"في 23 آذار، استقبل سليمان فرنجية السفير الأميركي في لبنان وعرض له تصور المعارضة الكامل والمثير للجدل حول أزمة لبنان السياسية. وعبّر فرنجية عن دعم عام للمحكمة الدولية، لكنه حذّر من أن المعارضة ستستخدم هذه الورقة للمساومة والحصول على مكاسب سياسية مثل "الثلث المعطل" في الحكومة. كما أصرّ على أن الديموقراطية في لبنان القائمة على التوافق وليس على حكم الغالبية هي المبدأ العملي. وعلى هذا الأساس، لم يبدِ أي اعتذار عن الضرر الذي لحق بلبنان نتيجة الاعتصام الذي تنفذه المعارضة وغيرها من التكتيكات التي أعاقت قطاع الأعمال في وسط بيروت، وإغلاق مجلس النواب وإعاقة عمل المحكمة الدولية. وفي مرحلة ما، بدا فرنجية وكأنه يعترف بأن المعارضة كانت تسهل عملية تهريب الأسلحة لكنه لم يكن واضحاً في ذلك، وحمّل المتطرفين السنّة ووليد جنبلاط وسمير جعجع جزءاً كبيراً من اللوم على سباق التسلّح الأخير والعنف الذي يشهده لبنان".

وأشارت البرقية إلى أنه "في 23 آذار، دعا وزير الصحة والداخلية السابق زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية السفير الأميركي لدى بيروت والمسؤول السياسي في السفارة إلى الغداء في منزله بالقرب من مدينة زغرتا في شمال لبنان. وبدا فرنجية متشائماً حيال الوضع السياسي في لبنان. وقال الأمير الإقطاعي، فرنجية، إن سكان منطقة زغرتا الذين يعتبرهم "شعبه"، في وضع جيد غير أن باقي اللبنانيين يعانون من الأزمة السياسية المستمرة في البلد. وأشاد فرنجية برئيس مجلس النواب نبيه بري على خطابه في 20 آذار والذي دان خلاله فريق 14 آذار واتهمه بالتسبب بالأزمة.

وقال فرنجية إنه في حال تجاوز لبنان أزمة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فإنه سيستعيد عافيته السياسية وانتعاشه الاقتصادي. وقال إن معركة الرئاسة تتقدم لتصبح المحور الرئيسي الآن، متسائلاً من هو الفريق القادر على الوصول إلى أعلى منصب ماروني في البلد؟ وقال السفير لفرنجية إن الحكومة الأميركية لا تدفع باتجاه أي حل معين للأزمة في لبنان، لكن هدفها هو إنشاء محكمة تتمتع باستقلالية حقيقية وتكون نزيهة. وتشكيل حكومة موسعة ليست مسألة تخصنا باستثناء تأثيرها على قيام المحكمة ووقف تهريب الأسلحة.

وقال فرنجية إن فريق 8 آذار ليست لديه أي مشكلة مع المحكمة الدولية طالما أنها لن تصبح أداة في يد الحكومة الأميركية وحلفائها لمهاجمة سوريا أو "حزب الله". وقال إن عدائية الحكومة الأميركية تجاه "حزب الله" معروفة، ولبنان ليس في موقع يسمح له باستخدامه كمنصة للهجوم على جارته الأكبر. وأشار السفير إلى أن الحكومة الأميركية لا تزال تريد محاسبة "حزب الله" بسبب الجرائم التي ارتكبها منذ الثمانينات لكن ليس من خلال المحكمة، إذ إن المحكمة الدولية لا يمكنها بأي حال فتح قضايا تعود إلى العقود السابقة والتحقيق فيها. وقال فرنجية إن المشكلة هي أن الحكومة الأميركية وفؤاد السنيورة يبدوان في موقع مواجهة مع دمشق و"حزب الله"، وهذا ما يثير الشكوك بأن المحكمة ستستخدم لغايات سياسية.

وأوضحت البرقية أن "السفير أشار إلى أنه على الرغم من أن دمشق تصر على أنها تدعم المحكمة إلا أنها تصدر بيانات مثل الذي صدر قبل يوم قالت فيه دمشق إنها لن تسمح بمحاكمة أي مواطن سوري أمام المحكمة الدولية. ولفت الى أنه يشك بأن تكون تحفظات المعارضة على المحكمة ليست كلها "عابرة" كما يصر الرئيس بري. فإذا كانت فعلاً عابرة فلماذا لا يجعلونها علنية؟ ورد روني عريجي وهو محامٍ ومستشار لفرنجية بأن السرية جزء من موقف المعارضة في المفاوضات. وبطريقته المباشرة قال فرنجية: "أعطونا لجنة تدرس توسيع الحكومة والمحكمة ونعطيكم ملاحظاتنا. أعطونا حكومة وحدة وطنية قائمة على قاعدة 19-11 ولا يعود هناك أسرار".

وقال السفير إن الذين وضعوا مبادئ تأسيس المحكمة يجب أن يكونوا أعضاء في اللجنة، فهؤلاء قانونيون محترفون ومساعدتهم في تفسير بنية وتفاصيل المحكمة الدولية ستكون مهمة جداً. واعترض فرنجية قائلاً إن اللجنة يجب أن تكون حيادية، وإن قاضيي المحكمة الدولية اللبنانيين (رالف رياشي وشكري صادر) هما من الفريق المؤيد للحكومة. يمكنهما أن يكونا متواجدين أثناء مناقشات اللجنة لكن لا يحق لهما التصويت.

وسأل السفير إذا كان الجميع موافقاً على دعم المحكمة، فلماذا على الجانبين الانتظار حتى مناقشتها، ولماذا عليهم اعتبارها هدية من جانب إلى آخر؟ فقال فرنجية "الشيطان يكمن في التفاصيل" فلنضع كل شيء على الطاولة ونوافق على جميع المسائل سلة واحدة. (ملاحظة: طريقة معاملة فرنجية لضيوفه من السفارة الأميركية دلت بوضوح على أنه لا يميّز بين الحكومة الأميركية وفريق 14 آذار المؤيد للحكومة في لبنان وبدا في بضع مرات وكأنه يناقش المسائل مع منافسيه). وخلص فرنجية: فليقل فريق 14 آذار إنه في حال وافقنا على المحكمة سيعطونا حكومة 19-11".

وبحسب البرقية "أشار السفير إلى أن المعارضة حصلت على تنازلات كبيرة من الفريق الحاكم بما في ذلك اتفاق على إعادة النظر وتعديل وثائق المحكمة الدولية وإدخال ميشال عون إلى الحكومة. وفي هذه الأثناء حافظت المعارضة على اعتصامها في وسط بيروت ولا يزال الرئيس لحود في منصبه ومجلس النواب معطل وخطر العصيان المدني لا يزال يلوح في الهواء. ما الذي أعطته المعارضة؟ فقال فرنجية إن لبنان هو ديموقراطية توافقية مختلفة عن الأنظمة الديموقراطية الأخرى، ولبنان لا يعيش في ديموقراطية الأكثرية والأقلية بل ديموقراطية المشاركة. وأصر فرنجية على أننا سوف نؤسس المحكمة الدولية بموافقة البلد بأكمله غير أن المجتمع الدولي يحاول أن يجبرنا على ذلك، مضيفاً إن الحكومة الأميركية تريد من الأكثرية أن تحكم الأقلية، ونحن (المعارضة) نطلب فقط ما هو حق لنا. طالبنا بحقوقنا قبل الاعتصام ولم يقبل الجانب الحكومي بذلك. في نهاية الأمر فشلت جميع الخطوات الديموقراطية فلجأنا إلى الشارع".

ولفت السفير إلى أنه حاول مراراً الاستيضاح من قادة المعارضة عن سبب إصرارهم على حكومة 19-11 عوضاً عن حكومة 19-10-1 التي اقترحتها جامعة الدول العربية وقبل بها فريق 14 آذار. وتعطي الصيغتان للمعارضة قدرة الفيتو على أي من قرارات الحكومة. (ملاحظة: في الصيغة المقترحة من قبل جامعة الدول العربية فإن الوزير المستقل سيتعهد بعدم التصويت على أي مسألة لا تحظى بتوافق الحكومة. وهو بالتالي لا يمكنه فرض قرار تتخذه الأكثرية على الأقلية التي تعارضه. والفارق الرئيسي بين الصيغتين هو أن وزراء المعارضة الـ11 قد يستقيلون في أي وقت ما ينتج عنه استناداً للدستور اللبناني استقالة الحكومة بكاملها، وهذا غير مقبول بالنسبة لفريق 14 آذار بالطبع. ورد فريق 8 آذار أنه على استعداد لتقديم "ضمانات" بعدم حصول استقالة جماعية. نهاية الملاحظة). ونقل السفير إلى فرنجية أن الأميركيين لم يحصلوا يوماً على أكثر من إجابة غامضة من قادة المعارضة حول سبب إصرارهم على الحصول على "أقلية معطلة" داخل الحكومة (التي سيضمنون عدم استخدامها للإطاحة بالحكومة).

وقال فرنجية إن القضية مسألة ثقة. حتى في ظل وجود غالبية كبيرة في يد الحكومة، فإنه في غياب الثقة سوف تتعطل البلاد. ومع الثقة، حتى في حال كانت الحكومة 50/50، فإن العمل الحكومي سيكون جيداً. (تعليق: إن موقف المعارضة المطالب بأقلية معطلة يكون منطقياً أكثر عندما يُنظر إليها في إطار المعركة المقبلة لاختيار الرئيس المقبل للجمهورية. ووفقاً للدستور اللبناني، فإذا فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد بعد نهاية عهد لحود في تشرين الثاني المقبل، فإن الحكومة ستدير البلاد إلى حين التوصل إلى تسوية. والنتيجة هي أن الحكومة التي يتحكم بها تحالف السنيورة/الحريري/جنبلاط/جعجع ستشكل لعنة بالنسبة للمعارضة التي تحتاج لطريقة تسمح لها الإطاحة بالحكومة في حال كانت النتيجة هي اللعنة المذكورة)".

وجاء في البرقية أن السفير فيلتمان "أوضح أن إغلاق نبيه بري لمجلس النواب ورفض المعارضة الكشف عن طبيعة التعديلات التي تريد إدخالها على المحكمة الدولية بدأت بتغيير موقف المجتمع الدولي من الوضع في لبنان. ولم يتحدث أصدقاء لبنان قبل اليوم عن الأزمة السياسية فيه لكن هذا الأمر بدأ يتغير. وقال فرنجية إن مطالب المعارضة كانت واضحة منذ بداية الأزمة مضيفاً "أريد انتخابات طبيعية ولا أريد وزراء في الحكومة أو رئاسة الجمهورية".

وعندما قال السفير لفرنجية إن المعارضة تبدو وكأنها تتحدى المجتمع الدولي، أجابه "أصبح الوضع انتحارياً. إما سنشنق أو أننا سنشنق أنفسنا". وألمح السفير إلى وجود 15 ورقة اعتماد ديبلوماسية رفض لحود الموافقة عليها فرد فرنجية مازحاً "أحبه أكثر وأكثر. عندما يسألوني لماذا أحب لحود أجيب فقط نكاية بكم". وحول مسيرة استبدال لحود قال فرنجية إنه يدعم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ولم يذكر أي خطوات ممهدة مثل الانتخابات النيابية".

وأشارت البرقية إلى أنه "انطلاقاً من الموقف الأخير للعواصم الأوروبية من مسألة تهريب السلاح في لبنان، عبّر السفير عن القلق المستمر للمجتمع الدولي حيال هذه المسألة. وبدا فرنجية غير مهتم وقال "على الأرجح سوف تحصلون على المحكمة الدولية، لكننا على الأقل نريد ثمناً مقابلها". وربما لأنه أدرك أنه قال شيئاً يتعارض حتى مع مبادئه عاد فرنجية وغيّر الموضوع مثيراً مسألة مطلب المسيحيين اللبنانيين لإصلاح القانون الانتخابي. وأصرّ السفير على موضوع تهريب السلاح مشيراً إلى أن التوتر مع إسرائيل قد يؤدي إلى نشوب صراع جديد. فوافق فرنجية على أن مسألة تهريب السلاح موجودة لكنه أصرّ على أن الأسلحة الحديثة التي تصل إلى السوق السوداء اللبنانية لا تأتي من سوريا. وقال إن بنادق أم 16 وأم 14 موجودة في الشارع بكميات كبيرة لدرجة أن أسعارها انخفضت كثيراً في الفترة الأخيرة. وقال هذه الأسلحة الأميركية الصنع لا يمكن أن تكون قد جاءت من سوريا

وأضاف فرنجية إن المجموعات السنيّة وباقي أطراف 14 آذار تتسلح. وزعم أن تيار "المستقبل" الذي يرأسه (الرئيس) سعد الجريري أنشأ شركات أمنية خاصة لديها حوالي 5 آلاف مسلح. ورحب فرنجية باهتمام الأجهزة الأمنية اللبنانية بمراقبة مجموعات سنية متطرفة مثل "فتح الإسلام" واتهمها بتدبير تفجيرات عين علق، لكنه أصرّ على أن سوريا لا علاقة لها بهذه المجموعة. وزعم أن وليد جنبلاط لا يزال زعيماً ميليشيوياً درزياً وهو ظهر على التلفزيون مسلحاً. ثم وجه فرنجية اتهاماته إلى رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع والمسؤول السابق في القوات طوني عبيد الذي عاد من منفاه في أستراليا لتدبير عملية اغتيال الوزير بيار الجميل. وأضاف إلى مزاعمه السابقة بأن عبيد ظهر على شاشات التلفزيون، غير أن مكان المقابلة لا يمكنه تحديده، ملمحاً إلى إمكانية استمرار وجود عبيد في لبنان".

ولفتت البرقية إلى أن السفير "رأى أن مسألة تسليح المجموعات لأنفسها مسألة مقلقة نظراً للمناخ غير المستقر في لبنان والاعتراف العلني لـ"حزب الله" بأنه يخرق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. فدافع فرنجية عن "حق المقاومة" لـ"حزب الله" ضد إسرائيل، زاعماً أنه مع ذلك قال على شاشة تلفزيون "المنار" التابعة للحزب إنه ضد الهدف النهائي للحزب "إزالة إسرائيل" لأنه ضد أي مشروع يهدف إلى إزالة أي شعب. وأضاف أنه يمكن مناقشة ما إذا كان يحق للحزب تقرير الحرب والسلم في لبنان".

واختتمت البرقية بتعليق كشف أن "السفير ومسؤولاً سياسياً في السفارة تعرضا دائماً لضغوط من وجوه المعارضة وحتى من بعض المراقبين الذين يدّعون الحيادية ليكونا "أكثر انفتاحاً" على وجهات نظر المعارضة والاستماع إلى ما لدى سياسيي المعارضة ليقولوه، ويقولون إنه من الخطأ وضع جميع سياسيي 8 آذار-عون في خانة الفريق المؤيد لسوريا. إن تناول الغداء مع فرنجية هو تذكير بأن بعض زعماء المعارضة هم بالفعل حاملو وجهات نظر تناقض تماماً التوافق الدولي حول لبنان.

 

السفير خليل الخليل في حوار جريء لموقعنا: سلطة "حزب الله" لن تستمر والمواطن الجنوبي سيقول كلمته

وخطأ "الحزب" يكمن في تحالفه مع نبيه بري... وعلى 14 اذار التنسيق مع القوى الشيعية المستقلة قبل فوات الاوان...    

سلمان العنداري

اطلّ سعادة السفير السابق خليل الخليل على موقع "14 آذار الاكتروني"، فقال الكثير من الكلام، معبراً عن امتعاضه الشديد من سياسة "قوى الامر الواقع" في منطقة الجنوب. كيف لا، وهو ابن تلك المنطقة التي قبض عليها "حزب الله" وحليفه الرئيس نبيه بري مانعاً كل امكانية للتغيير وخانقاً كل فرصة امام القوى الشيعية المستقلة الخارجة عن ثنائي "حزب-حركة"...

الخليل وفي مقابلة خاصة و"جريئة" ادلى بها لموقعنا قال: "صحيح ان لبنان بلد ديمقراطي وحريات فردية، الا ان التسلط الذي يُمارس من قبل بعض الفئات والمنظومات العسكرية الخارجة عن الشرعية تشوّه هذه الديمقراطية وتسيء اليها".

واضاف: "الديمقراطية العرجاء في لبنان تتمثل بشكل اساسي بالقانون الانتخابي الذي يفترض به ان يؤمن التمثيل الصحيح لكافة القوى والمكونات السياسية في البلاد، الا ان المحادل السياسية والطائفية والمذهبية تخيط الدوائر الانتخابية على قياس مصالحها الخاصة لإبقائنا في اجواء غير مستقرة وضبابية".

وتابع: "ان تاتي فئة تفرض رأيها على الناس، فهذا تشويه للديمقراطية ولروحيتها، لأن الممارسة الفعلية لا تكون بالتهديد والوعيد والتخوين، انما بتطبيق القانون واحترام الدستور والمؤسسات والدولة".

هذا واتهم الخليل مجموعات لبنانية "بمحاولة فرض افكار وعقائد مستوردة وغير لبنانية على الشعب اللبناني"، مشيراً الى "الدور السلبي الذي يلعبه "حزب الله" في هذا الخصوص".

وفي هذا الاطار تحدث الخليل عن سيطرة "حزب الله" وتعاطيه في منطقة الجنوب، معتبراً ان "كل جهاز مسلّح خارج اطار الدولة يقضي على مرتكزاتها واسسها ودورها. الفلسطينيون بنوا دولة داخل الدولة في لبنان عبر فتح لاند، وها هو الحزب اليوم يبني دولته الخاصة ضمن الدولة، فارضاً قانونه الخاص، ورؤيته الخاصة، يحاكم الناس، ويراقبهم، ويتجسس عليهم، ويمد خطوط السلكية واللاسلكية بشكل غير قانوني".

ولفت الخليل الى ان "حزب الله" يمنع الناس من التعبير عن ارائهم بحرية، ويقتل اي فرصة للتغيير في الجنوب ومنطقة البقاع، ومشهد الممارسات التي قام بها خلال الانتخابات النيابية والبلدية الماضية ماثل امام اعيننا حتى هذه اللحظة".

ورأى الخليل ان "خطأ "حزب الله" يكمن في تحالفه مع نبيه بري، عنوان الفساد والزبائنية في الادارة اللبنانية، اضافة الى فرضه لعقيدته الخاصة التابعة للولي الفقيه والمرجعية الايرانية، مع الاشارة الى ان عدداً كبيراً من القيادات الشيعية لا يريد الإرتماء في هذه الايديولوجيا الفكرية".

واضاف: "المواطن الجنوبي يرفض رفضاً قاطعاً ان يفرض عليه "حزب الله" افكاره الاستراتيجية وعلاقاته الدولية وطريقة عيشه وتفكيره من دون ان تكون مصالح لبنان محفوظة، ولا يقبل استمرار ثقافة التخوين والتهديد، لأن المجتمعات لا يمكن ان تبنى بهذه العقلية وبهذه النظرة الاحادية للامور", واستطرد قائلاً: "ان اعتراضنا على "حزب الله" لا يعني اننا ضد مشروع مقاومة العدو الاسرائيلي المجرم والغاصب.

واشار الخليل الى ان "حزب الله اليوم يتحجّج بمقاتلة العدو الاسرائيلي ويستغل هذا العنوان ليمعن في سياسة السيطرة على القرار الداخلي وفي قتل التنوع الفكري والسياسي داخل الطائفة الشيعية، وليواجه المكونات اللبنانية الاخرى بمنطق احادي مرفوض وخطير لا يخدم الا العدو الاسرائيلي نفسه".

وسأل الخليل: "هل عنوان مقاتلة اسرائيل يبرر لحزب الله هذا التصرف على الساحة السياسية اللبنانية؟، وهل هذه الاحادية الفوضوية وفرض الارادات ومخاصمة الافرقاء واعتبارهم خونة وعملاء وغرباء ستساعد في محاربة اسرائيل والانتصار عليها؟".

واضاف: "كنا نتمنى على الحزب ان يبقى حزباً مقاوماً وان لا يتعاطى السياسة الداخلية، لان دخوله على هذا الخط خرّب مفهوم المقاومة ضد اسرائيل، اذ كان بإمكانه ان يحصد تأييد كل الاطراف اللبنانيين الا ان تصرفه بهذا الشكل ودخوله في الصراعات الضيقة افقده هذا الدور وصفة الحزب المقاوم". ورأى الخليل ان "المواطن اللبناني عموماً، والجنوبي على وجه الخصوص تأذى بشكل كبير من السياسات العنجهية التي ينتهجها "حزب الله" وقوى الامر الواقع منذ سنوات، لأن اطباق السيطرة على القرار وفرض الرأي على السكان دفعه الى التذمر، والى حالة من القرف الشديد". واذ لفت الى انه "لا يجوز للطائفة الشيعية التي تفاخر بإنفتاحها ان تتقوقع وتنعزل في الداخل اللبناني، وان تعادي المجموعات السياسية والمذهبية الأخرى", رأى الخليل ان "حزب الله" لا يمثل الشيعة كلهم، فلماذا يخوننا ويبعدنا عن الحياة السياسية، ويمنعنا من التعبير بحرية عن رأينا؟، وهل يعقل ان نستمر في سياسة السكوت تجاه ما يحصل؟". واضاف: "ان سياسة احادية القرار تعتبر الخطأ الأكبر الذي يرتكبه "حزب الله" في لبنان من خلال منع اي قوى شيعية اخرى من دخول الحلبة السياسية. وبالتالي فإن المشكلة الاساسية لا تكمن في السلاح غير الشرعي، انما بأحادية القرار داخل الطوائف، وبحصر الفكر والتنوع والتعدد، لاننا نكون بذلك نخدم اسرائيل ونكرس منطق الاقليات ورفض الآخر".

وقال: "هذا الوضع لا يمكن ان يستمر ولن يستمر، لأن سلطة "حزب الله" لن تستمر حتى ولو استمروا بالهيمنة على القرار، وبالتحالف مع نبيه بري في الإنتخابات النيابية والبلدية", مشيراً الى ان "ابناء الجنوب واهل البقاع يتذمرون، وحجم الاعتراض يتوسع على كل المستويات".

ووصف الخليل علاقته بقوى 14 اذار "بالعلاقة الفكرية والتعاونية"، مشيراً الى ان "موقفي السياسي معروف، ولا اؤيد كل ما هو خارج عن المصلحة اللبنانية", مؤكداً انه يلتقي مع 14 اذار بالفكر السياسي، "وتربطني علاقة طيبة بقيادات هذا الفريق". وكشف الخليل ان "لا تعاون سياسي على الارض بيننا وبين 14 اذار حتى الان", منتقداً "عدم قيام 14 آذار بأي مبادرة تجاه القوى الشيعية المستقيلة في الجنوب والبقاع"، داعياً اياها الى "التحرك قبل فوات الاوان". هذا وأكد السفير السابق الخليل ان ""ما يحصل في العالم العربي من ثورات واحتجاجات وتغيير امر مرحّب به، من شأنه ان يُنهي الانظمة المخابراتية والبوليسية التي تقمع شعوبها وتمارس عليها الطغيان والعنف".

*موقع 14 آذار

 

 بعد حزني من بكركي: اخشى مما ينتظر غبطة البطريرك في الولايات المتحدة.  

يتخوف المتابعون من ان تلحق بمقام البطريركية المارونية اضرار اضافية من جراء جولة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على عدد من الولايات الاميركية.

وتكمن الخشية هنا في ان الراعي لم يفرمل اندفاعته التي لم ترح الكثيرين ولم تقف عند حد معين لتلامس الخطوط الحمر.

وكان الراعي وصل الى ابعد ما يمكن تصوره في النداء الاول الذي صدر في عهده تحديداً قبل اقل من 7 اشهر على انتخابه.

واكثر ما يلفت في هذا الاطار ان الراعي سارع ومنذ انتخابه الى التاكيد على اسعداده لزيارة سوريا وقد ختم نصف سنويته الاولى بهذا النداء وبزيارة للسفير السوري مصطحباً مفتي ريف دمشق الامر الذي يحمل في طياته عدم احترام من النظام السوري للصرح البطريكركي وتجاوزاً للياقة السياسية والمعنوية تجاه اللبنانيين من قبل "سعادة السفير".

اما مواقف الراعي في فرنسا وبعدها تحديدا في بعلبك والجنوب وقبوله دعوات اطراف من دون سواهم في الشمال والجنوب والجبل...فان كل ذلك ترك تداعيات بالغة التأثير السلبي في اتجهات استراتيجية على مستوى المسيحيين والواقع اللبناني العام في آن معاً.

كان عدم الرضى الفرنسي واضح المعالم وقد تبعه موقف اميركي اكثر صرامة نقلته السفيرة كونلي الى الراعي وتجلى فصولاً في عدم تحديد اي موعد له مع اي من المسؤولين الاميركيين اثناء جولته الراهنة على الولايات المتحدة.

وفي الداخل اللبناني انبرت قوى 8 آذار تستغل الحليف الثمين وهو ما تجلى مثلاً في رفع صورة مشتركة للراعي والسيد نصرالله والرئيس الاسد الامر الذي يعيدنا بالذاكرة الى الصور المشتركة للسيد نصرالله والاسد والرئيس اميل لحود ثم مع العماد عون...حاشا ان يتحول الراعي الى مقامي لحود وعون.

ومن الامثلة الصارخة ايضاً ان اركسترا 8 آذار عزفت جرياً على عادتها تصفيقاً وتهليلاً لغبطته وقد انضم اليهم كتاب واعلاميون سوريون وكان ضيفا الشام اي سعادة السفير والمفتي مسك ختام هذا الاسبوع انما من قلب الصرح البطريركي نفسه.

لكن التجارب علمت الكثير من هذا القبيل فالنظام السوري وحزب الله يبقيان راضيين طالما ان الحليف يخدم مصالحهما الامر الذي ينتهي فصولاً ما ان تتغير المعطيات وان كان الحليف صادقاً معهما الا انه يرى خلاف ما يريان ويقدم لهما النصح من دون ان يكونا مستعدين للاستماع.

وهذا هو واقع التواصل الفرنسي مع سوريا والاكثر تعبيراً ان حزب الله هلل لامير قطر الذي زار الضاحية بعد حرب تموز فماذا كانت نتيجة المساعي الفرنسية القطرية مع دمشق وقد تبعها الحوار السوري السعودي على العلاقات السورية السعودية وعلى علاقة دمشق مع قطر وسائر الدول وعلى الداخل اللبناني خصوصا تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري؟

فليتعظ ولير بام عينيه من قد يكون معنياً بحالة مماثلة وهو قد يتعرض لها في اي وقت من الاوقات؟

والمؤسف ان الراعي اضاع فترة السماح وان الآمال التي عقدت عليه تبددت ان لناحية تطوير الكنيسة وان في السياق السياسي مسيحياً ووطنياً والاخطر ان ذلك يدق ابواب بكركي وثوابتها وهيبتها ودورها وسلطتها حتى مصداقيتها والركون الى دورها التاريخي.

ليس مقبولاً الا تكون بكركي بثوابتها فوق الصراعات والحسابات الضيقة وها هم "المحبون"باشروا حملة نسف هيبة هذا المقام بتصويرهم للرأي العام انه بات للسنة بطريرك هو الكاردينال صفير وللشيعة بطريرك هو الراعي.

الا ان الحقيقة هي خلاف ذلك فللكنيسة بطريرك واحد هو بشارة الراعي والكاردينال البطريرك الدائم صفير ملتزم بادق تفاصيل الدور الذي عليه القيام به في الشأنين الكنسي والزمني المسيحي والوطني.

اما ثوابته وتعلق الناس به ومساره المشرق ومواقفه المضيئة...فان كل ذلك يبقى محفوراً في نفوس اللبنانيين وكان يكفي ان يقول عبارة الزمن الرديء ليلتقط الجميع اشارته الى عدم رضاه عما يجري.

الا ان صفير يدرك كيف تكون الامور وكيف تحصل.

وها هم المسيحيون ينقسمون طبيعياً على مواقف الراعي ودوره فهناك من يعمل على توظيف ذلك في خدمة ايران والنظام السوري وحزب الله والنفس الذمي الذي يروج له على حساب المسيحيين.

وهناك من يحاول ان يقف بين خطين فيؤكد على الثوابت الوطنية والتاريخية للمسيحيين ولبكركي مع تشديده على توجيه الملاحظات للراعي وجهاً لوجه فهو يعتبر ان مقام الصرح البطريركي اكبر من الاشخاص.

وهناك من يؤكد انتماءه الكنسي وولاءه لبكركي لكنه يقول ما يريد قوله بكل صراحة وان ادى الامر الى التباعد التام مع الراعي.

وكان المتابعون يتوقعون ان يوضح الراعي التباسات مواقفه اثناء زيارته الى فرنسا وبعدها وانه سيظهر النفس الديمقراطي والعصرنة في مؤسسات الكنيسة وابراز النمط المؤسساتي بعيداً من الشخصنة في قيادة الكنيسة المارونية وما يتركه ذلك على سائر الاطراف اللبنانية والكنائس والمجموعات في العالم العربي والمنطقة.

بدل كل ذلك اكد الراعي على مساره الجديد وغيب قضايا الحق والانسان والحرية ومناصرة الضعيف والوقوف مع المظلوم ضد الظالم والانغماس في نهج الخوف من الآتي ومن الآخرين.

والاخطر ان الراعي يسعى لفرض نهج احادي حيث اشار بكل وضوح الى انه على القيادات المسيحية ان تتبعه وان تثق به.

ويتساءل المراقبون كيف سيقدم المسيحيون على ذلك وقد تبددت الآمال المعقودة عليه وبات الراعي طرفاً وهو يتجه الى الانغماس في المحاور والحاق الاذية بصورة بكركي وتهميش دورها وازاحة ثوابتها عن الشاشة؟

كيف سيقف اللبنانيون الى جانب توجهات الراعي وقد اعطاهم اول نموذج ببيان باهت الى ابعد الحدود؟

يحمل الراعي معه كل ذلك الى عاصمة اقوى دولة في العالم وهو لم يتطرق باي شكل من الاشكال الى قضيتي سلاح حزب الله غير الشرعي والى المحكمة الخاصة بلبنان والحقيقة والعدالة ووقف مسلسل العنف والاغتيالات.

تطأ قدما الراعي ارض الولايات المتحدة وهو سيجول على اللبنانيين والمتحدرين من اصل لبناني وهم كانوا في طليعة المجموعات الضاغطة لاستعادة لبنان سيادته واستقلاله والذين ارسوا لنهج ثورة الارز في الخارج ودعموا الكنيسة في مسارها التاريخي في كل المحطات والظروف.

يطأ الراعي ارض هذه الدولة حيث للكنيسة صورة مشرقة بين اللبنانيين عموماً والمسيحيين والموارنة خصوصاً.

امام هذا كله فان المراقبين ينتظرون ما اذا كان الراعي سيتمكن من البوح بما في قلبه وبما يفكر به امام هؤلاء المغتربين او انه سيتحمل صراحتهم له ولم تكن تجربته مع الاعلام والرأي الآخر مشجعة على الاطلاق سواء على ارض المطار بعد عودته من فرنسا ام في بعلبك في حضرة وكيل الامام الخامنئي.

اما الاصداء التي وصلت الى بيروت فهي غير مشجعة على الاطلاق حيث يجد المطارنة والمولجون تنظيم جولات الراعي صعوبات كبرى في تجاوب اللبنانيين.

ويقال ان الكثيرين يرفضون الاجتماع مع الراعي وهناك من يعبرون عن سخطهم من خطابه ويشترطون الحوار المباشر والجريء معه والا فانهم لن يلتقوا به ويرحبوا بقدومه.

وتتخوف الاوساط المعنية باوضاع الاغتراب والمتحدرين من اصل لبناني من تداعيات مواقف الراعي فالهم منصب على اقناع المغترين والمتحردين من اصل لبناني بالتواصل مع الوطن الام ومع الكنيسة بكل الوسائل والخيارات.

الا ان مسار بكركي الجديد ينذر باعاقة تحقيق خطوات لافتة وهامة في سياق التقارب مع الاغتراب كنسياً ووطنياً الامر الذي يتقاطع سلباً الى حد بعيد جداً مع سياسات الحكومة الراهنة ووزارة الخارجية في ظل عهود 8 آذار وان بغياب اي مخطط مسبق في هذا الاطار.

*موقع 14 آذار

 

سمع خلاله كلاماً قاسياً على خلفية تصريحاته بشأن سلاح "حزب الله" ونظام الأسد  

اجتماع مجلس المطارنة كان بمثابة محاكمة لمواقف الراعي

حميد غريافي/السياسة

اكدت أوساط روحية مارونية شاركت الاربعاء الماضي, في اجتماع مجلس المطارنة في بكركي برئاسة البطريرك الجديد بشارة الراعي, "أن هذا الاجتماع كاد يلامس حدود المحاكمة" لتصريحات البطريرك في باريس وبعدها في الجنوب والبقاع, بدليل استضافة النقاش حول مواقف الاخير المفاجئة, والمستغربة التي رفضها معظم اللبنانيين المسيحيين والسنة ومعظم دول المجتمع الدولي, الذين عبروا عن غضبهم من هذه المواقف بوسائل مختلفة كان ابرزها امتناع الرئيس الاميركي باراك اوباما وقيادات ادارته عن لقاء الراعي خلال زيارته الولايات المتحدة التي ستبدأ خلال ساعات.

وذكرت الاوساط التي تزور لندن حالياً, ان خلافاً حاداً انفجر اكثر من مرة داخل اجتماع الاساقفة في بكركي, حيث سمع الراعي كلاماً قاسياً خصوصاً بالنسبة لدعم توجهات "حزب الله" وسلاحه وتقديم "فتوى مسيحية مجانية" الى حسن نصر الله وايران بإمكانية الاحتفاظ بهذا السلاح حتى حل الازمة الفلسطينية التي قد تطول 60 عاماً اخرى, كما سمع نقداً لاذعاً من عدد من المطارنة لتعاطفه مع نظام بشار الاسد الذي ادى احتلال والده لبنان, وهو من بعده, الى قتل واختطاف واعتقال اكثر من 100 الف مسيحي لبناني منذ دخول لبنان العام 1976 والى هجرة اكثر من مليون مسيحي آخر, جلهم من الموارنة, ناهيك عن تدمير البنى التحتية اللبنانية ونهب ثروات لبنان وتحويل اقتصاده الى اسوأ ما في المنطقة العربية.

وأضافت الاوساط ل¯"السياسة", أن الراعي, سئل داخل الاجتماعي عما اذا كان مسيحي واحد او سني واحد غير ميشال عون, ابدى تعاطفا مع تصريحاته في باريس ثم البقاع والجنوب, ولماذا هذا التعاطف المفاجئ ل¯"حزب الله" والسوريين, على رأس بكركي واحاطته بالحرس الخاص من عناصر "حزب الله" وحركة "أمل" وبدعوات الموائد العارمة, سوى انها وسائل حاولوا ايصالها الى البطريرك الكاردينال نصر الله صفير الذي لم يساوم ولم يقبل دعوة ل¯"الأكل" ولم يؤخذ بالمداهنات وكلمات الاطراء التي كان ينقلها اليه الوزراء ونواب "حزب الله" و"أمل" سراً فيما هم يهاجمونه علناً بسبب مواقفه الرافضة لسلاحهم والداعمة لتطبيق القرارات الدولية وفي طليعتها القراران 1559 و1701 المتضمنان دعوتين لنزع سلاح الميليشيات اللبنانية والفلسطينية وبسط سيادة الدولة على كامل اراضيها.

وقالت الاوساط ان اجتماع المطارنة الاخير لم يكن سهلاً على الاطلاق بالنسبة للراعي الذي رغم الدعوة التقليدية الى الالتفاف حوله التي وردت في البيان الختامي, لم يخرج مرتاحاً بل حاصرته الاراء ووجهات النظر المتضاربة للاساقفة, ما ادى الى تعديل المسودة الاولى للبيان الذي جرت تسميته "بالنداء" تيمناً بنداءات البطريرك صفير في شهور سبتمبر منذ نداء 2000 الذي خلف الوجود السوري لينهي احتلاله بعد خمس سنوات, رغم انه لا يشبه اي نداء سابق في مواقف الوطنية, بحيث جاء بما يشبه سياسة البطريرك الذي بين الرمادية و"العياد" المزعوم والوسطية التي يدعيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان صديق الراعي ورئيس حكومته نجيب ميقاتي ووليد جنبلاط.

ونقلت الاوساط عن مسؤولين روحيين وسياسيين موارنة وسنة في لبنان قولهم, إن الراعي امضى الاشهر الاولى من ركوب كرسي البطريركية بشكل مفاجئ, يدور في الفلكين السوري والايراني و"حزب الله" ويستميل جماعة ميشال عون التي تطوقه اليوم بزيارتها التي لا تنقطع, كما يحاصره "حزب الله" ونبيه بري بتصريحاتهما التي تضعه في مصاف الانبياء, وكذلك زيارات أنصار سورية, وفي بكركي, ثم امضى الاشهر التي تلتها يحاول إزالة آثار العاصفة المحملة بالاوبئة السياسية القاتلة, عوضاً عن بدء العمل الفوري لاستعادة لبنان واستقلاله وقراره الحر, والمسيحيين والسنة وقسم كبير صامت من الشيعة كرامتهم ومواطئ اقدامهم التي خسروها بقوة السلاح والسطو المنظم على الدولة بغياب اي مسؤول سياسي كبير او صغير لديه الجرأة على معارضة هذا السلاح.

 

كبديل عن تكرار الغرب النموذج الليبي ضد نظام دمشق 

المعارضة السورية تعول على انشقاقات كبيرة ونوعية في جيش الأسد

حميد غريافي/السياسة

تعقد المعارضات السورية الخارجية والداخلية آمالاً عريضة على اتساع حلقة الانشقاق عن الجيش الذي يقاتل به نظام بشار الأسد ثوار الشوارع والمدن والقرى, بعدما بلغ عدد الضباط والجنود المنشقين منذ بدء الثورة منتصف مارس الماضي, حتى نهاية سبتمبر, أكثر من 4500 عسكري يتوزعون على مختلف المحافظات السورية, سيما محافظات الساحل الشمالي المتاخمة للحدود التركية, ومحافظات الشرق على الحدود مع العراق, فيما قمعت عمليات الانشقاق العسكرية التي كانت بدأت أصلا على الحدود اللبنانية, في مهدها, خوفا من انفلات تلك الحدود أمام تهريب السلاح والعناصر المقاتلة من لبنان كما هو الحال الآن.

وتوقع أحد قادة المعارضة السورية في باريس, أمس, أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة انشقاق فرق عسكرية بكاملها, خصوصا في مناطق حمص وحماة واللاذقية ومناطق الحدود مع تركيا وفي دير الزور والقامشلي والمناطق المحاذية للمتواجدين العراقيين الكبيرين, الكردي والسني في جنوب العراق, مؤكدا "أن العمل الآن قائم على قدم وساق لإقناع ضباط كبار في أحد الألوية المهمة مازالوا مترددين قليلاً للانشقاق بكامل لوائهم البالغ حوالي 3000 جندي وضابط والسيطرة على إحدى المدن السورية المهمة, وتحويلها إلى "بنغازي ليبية أخرى", كمنطلق لوحدات الجيش المنشق بقيادة "الجيش السوري الحر" الذي يبدو ان معظم الأسلحة والذخائر والعتاد التي يجري تهريبها عبر لبنان وتركيا والأردن والعراق وحتى إسرائيل, تذهب إليه من دول إقليمية وأجنبية عبر طرقات التهريب التي كان نظام الاسد نفسه يستخدمها بالعكس لتسليح ارهابي وعملائه لتخريب تلك الدول".

وقال المعارض السوري ل¯"السياسة" في العاصمة الفرنسية, إن "قادة المعارضة والثوار السوريين في الداخل والخارج تمكنوا اخيراً من فتح جبهة الهاء لجيش النظام وأجهزة امنه عندما ضاعفوا جهودهم لعمليات انشقاق عسكرية وأمنية متزايدة, حيث استدارت قوات الأسد وشقيقه ماهر, وحزبه, لمطاردة وقمع آلاف المنشقين, خشية تكرار الوضع الليبي او حتى الوضع المصري الذي وقف فيه الجيش في البداية على الحياد, ثم انتقل الى مساندة الثوار وساهم بقوة في انجاح الثورة وتنحي حسني مبارك, وهذا ما ساعد على تخفيف الضغوط العسكرية على المتظاهرين بعض الشيء".

وأكد المعارض ان قيادة ماهر الأسد "نشرت لواءين من القوات الخاصة والعلوية على الحدود العراقية في محافظة دير الزور وعلى الحدود التركية في منطقة جسر الشغور والقرى المحيطة بها, لقمع انشقاقين عسكريين خطيرين بلغ عدد افراد الأول منها في الشرق اكثر من 800 ضابط وجندي وعدد أفراد الآخر 1200 جندي وضابط خوفا من ان يتمكن هذان الانشقاقان من احتلال مدن او مناطق على الحدودين وفتحهما مع العراق وتركيا, فيما ارسل الى الحدود اللبنانية الشمالية قبالة حمص السورية ومناطق عكار اللبنانية ثلاث فرق من اللواء الرابع الذي يقوده لمطاردة فرق عسكرية منشقة من داخل اراضي لبنان".

وفي الاتجاه نفسه, توقعت مصادر دفاعية بريطانية في لندن, أن يؤدي تزايد عدد الانشقاقات داخل الجيش والامن السوريين الى الاقتراب اكثر فأكثر من "النموذج الاطلسي في التعامل مع ليبيا" اي الى تدخل عسكري للحلف في سورية, بعد استدراج روسيا في نهاية المطاف للموافقة على قرار دولي مقابل تأمين مصالحها في سورية الجديدة, ولييبا والدول الاخرى التي تشهد ثورات الربيع العربي, او حتى من خلف ظهر مجلس الأمن عن طريق افتعال حادث خطير على الحدود التركية, يبرر تدخلاً عسكرياً تركيا يجري دعمه بعد ذلك من دول في "حلف شمال الاطلسي" بموجب الاتفاقات الدفاعية الموقعة بينها وتربطها بعضها ببعض".

 

الربيع العربي في لبنان

عبدالله إسكندر/الحياة

تتبنى قوى 14 آذار في لبنان أبوة الربيع العربي، معتبرة ان مناهضتها الوجود السوري في لبنان ومن ثم انسحاب القوات السورية في 2005، من أعمال الدفاع عن السيادة الوطنية وعن الديموقراطية ورفع الوصاية الخارجية. وتتبنى قوى 8 آذار، أو مرجعيتها السياسية الممثلة بايران، أبوة هذا الربيع ايضاً، معتبرة ان الثورة الاسلامية ضد الشاه هي التي ألهمت الشباب العربي من أجل أن ينتفض على حكّامه.

وبغض النظر عن حقيقة الربيع العربي وأسبابه ودوافعه، كان يُفترض ان يؤدي ادعاء أبوته من الطرفين الاساسيين في لبنان الى إيجاد قاسم مشترك بينهما يتعلق بمعنى دولة القانون والاحتكام الى المؤسسات والعمل السياسي السلمي. وتالياً اعادة صوغ الحياة السياسية على نحو يتجاوز الانقسام الطائفي والمذهبي والاستقواء بالقوة المسلحة أو التهديد بها.

لكننا نشهد حالياً تعميقاً للإنقسام المذهبي الداخلي الذي لم يتمكن اصحابه من الخروج من قمقمه. لا بل يأخذون الموقف ونقيضه من مسألة واحدة في بلدين عربيين يشهدان حراكاً شعبياً، أي سورية والبحرين. ما يعني ان الاصطفاف المذهبي يبقى اقوى بكثير من الانتماء الى الربيع العربي وشعاراته. ويصبح اعلان تبني أبوة هذا الربيع ادعاء فارغاً. واكثر من ذلك، انه تغطية لاصولية مذهبية وطائفية، ونفي لمعنى المواطنية في دولة وطنية.

وجاء الجدال في شأن تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي عن التطورات السورية ليؤكد هذه النظرة الطائفية والمذهبية. فلا أحد استطاع ان يخرج من نظرة جماعته الى ذاتها الى رحابة المطالبة بالحرية للجميع والتغيير الديموقراطي الذي يتيح المساواة بين الجميع. قد يكون الراعي أعرب، من موقعه الديني، عن هواجس تتصل بمآلات وضع المسيحيين في ظل نزاع طائفي سنّي - شيعي، كما حصل في العراق. وهي هواجس يبررها مثل هذا النزاع. لكن التعارض بين هذه التصريحات ومعنى الربيع العربي تكمن في اعتبار ان حماية المسيحيين ترتبط بحكم ما وليس بطبيعة هذا الحكم.

وما يؤكد بقاء اللبنانيين خارج الربيع العربي هو ان الراعي تحول بين ليلة وضحاها الى عضو فاعل في 8 آذار (حتى لا يُقال «حزب الله») بالنسبة الى قوى 14 آذار، والى بطل في مقاومة «حزب الله»، بالنسبة الى 8 آذار. أي انه حُوّل من موقع ديني له دوره وتاريخه في لبنان، الى «مناضل» في المنازعات المذهبية. علماً ان البطريركية المارونية انحازت في السابق الى فريق لبناني على حساب آخر، لكن من اجل انقاذ وحدة اللبنانيين، كما حصل بين البطريرك المعوشي وكميل شمعون عندما اراد تجديد ولايته في 1958. وكما حصل بين البطريرك صفير والعماد ميشال عون لدى التوقيع على اتفاق الطائف في 1989. وفي الحالين انحاز البطريرك الى إجماع اللبنانيين، بمن فيهم المسلمون، على حساب أقلية من طائفته.

فلا الذين انتقدوا الراعي ولا الذين أشادوا به توقفوا عند التجارب التاريخية للبطريركية. لأن مثل هذا التوقف يحيل الى ضرورة العودة الى دولة القانون وموجباتها. وهو الامر الذي يبدو انه غير مدرج على جدول الاعمال. خصوصاً في ظل انتظار ما سيؤول اليه الوضع في سورية، ومضاعفاته على ميزان القوى بين المذاهب في لبنان.

 

استقبال الأسد لبنانيين يعكس الحاجة إلى أبعاد مفتقدة

8 آذار تذكّي المرجعية السورية لأكثريتها خشية أي تفلّت

روزانا بومنصف /النهار    

اكتسبت، استقبالات الرئيس السوري بشار الاسد شخصيات لبنانية، دوماً طابع توجيه الرسائل عن مدى اضطلاع النظام السوري بالشأن اللبناني وتفاصيله الدقيقة وامساكه بمفاصله السياسية على كل الصعد. هذه كانت طريقة تعامل هذا النظام مع لبنان خلال العقود الثلاثة الماضية او ما يزيد حتى ما بعد العام 2005 وانسحاب القوات السورية من لبنان. وتشير الاستقبالات الاخيرة للرئيس السوري شخصيات سياسية من الطائفة السنية الى ابعاده اكثر من تلك التي تكتسبها عادة باعتبار ان ما يواجهه النظام من تحديات مصيرية كان يجب ان يصرفه مبدئياً عن الاهتمام بالشأن اللبناني من أجل تركيز اهتمامه على الشأن السوري الداخلي الخطير. وهذه الابعاد تتصل بالواقع السوري والصراع القائم مع فئات مجتمعية تنتمي غالبيتها الى الطائفة السنية من خلال الإيماء لهذه الفئات ان لا مشكلة له مع هذه الطائفة التي له صداقات كبيرة واساسية معها، ومع اركان منها في لبنان. كما أنها محاولة تفصل بين مواقف شخصيات سنية تزور الرئيس السوري وتعلن بعد لقائها به تفهمها ما يقوم به من مواجهات لـ"حماية سوريا" مما تتعرض له، كأنما هي تؤمن تغطية لا تتوافر من انظمة عربية ورأي عام سوري او لبناني يتحرك على وقع ما يصيب اهل الطائفة من قمع.

ولا تصيب هذه الاستقبالات او تؤثر في ما يتعدى الساحتين اللبنانية والسورية، حتى لو كان في هذه الحركة تعبير عن ايحاء الى اطمئنان وقوة وثقة بالقدرة على ضبط الواقع السوري أياً تكن الوسائل الامنية والعسكرية المستخدمة ومن دون أي خجل او مواربة في استخدامها. يضاف الى هذه رسائل نقلها زوار الرئيس السوري في هذا الشأن تحفل بها الاوساط الحليفة للنظام عن ارتياح الأسد الى الحماية التي توفرها له روسيا وفشل المعارضة في ان توحد نفسها او ان تستخدم وسائل عسكرية في وجهه. ويعود عدم التأثر الخارجي الى اعتقاد واسع بأن عدة الشغل السورية لا تزال هي نفسها من دون تغيير، في حين ان سوريا نفسها تحفل بالمتغيرات وكذلك ما يحوط بها. وقد بات التمييز بين النظام السوري والشعب السوري قاعدة يأخذ بها الجميع بمن فيها الدول التي تتفهم النظام وتقف الى جانبه.

اما في ما يتصل بالداخل اللبناني، فثمة تفسيرات اضافية من حيث قدرة النظام، على رغم التحديات الداخلية التي يواجهها على استمرار في متابعة مصالحه في الداخل اللبناني وضبطه على ايقاع حركته من خلال استمرار العمل على ابقاء الطائفة السنية موزعة الاتجاهات، فلا يوحد بينها ما يجري في المناطق السورية الى جانب ضرورة استمرار ابعاد الزعيم الابرز في الطائفة الرئيس سعد الحريري وعزل تأثيره.

ولا تندرج زيارة الوزير غازي العريضي لدمشق قبل اسبوع في هذا السياق. اذ يبدو انها تتصل اكثر برد من النائب وليد جنبلاط على ما يروجه حلفاء النظام في لبنان ازاء أي موقف سياسي يظهر فيه بعض التمايز عن قوى 8 آذار، الى درجة الكلام اخيراً على رفض سوري استقبال جنبلاط او العريضي او تحديد مواعيد لأي منهما. وثمة خشية كبيرة على ما يبدو لدى قوى 8 آذار وحلفاء النظام في لبنان من تفكك شمل الأكثرية بعدما استطاع النظام ومعه "حزب الله" اعادة وضع اليد على القرار السياسي في لبنان.

وكانت ساورت هذه القوى مخاوف على اثر الاعتراضات الجوهرية التي قدمها فريق جنبلاط في مشروع الكهرباء الذي عرضه الوزير جبران باسيل. كما يتوجس هؤلاء الحلفاء من أي تمايز في التعبير لدى جنبلاط او من أي زيارة للخارج، كأنما الضابط الداخلي ليس قادراً على اقناع جنبلاط بالبقاء في الاكثرية، وهو في حاجة الى الاستعانة بالضابط السوري التقليدي. وهذا الأخير لا يزال يتلقى تقارير تفصيلية تسمح له بالاضطلاع بالشأن اللبناني وفق وجهة نظر حلفائه أو ما يخدم اهدافه وحماية اهدافهم في لبنان، علماً ان جنبلاط تحدث تكراراً عن اقتناعاته التي تجمعه بالاكثرية الجديدة وما يميزه عنها لجهة الموقف مما يجري في سوريا. ولكن يبدو ان التقارير حول جنبلاط لا تزال تتواصل من ضمن هذا الاطار، وكذلك مثلها التقارير التي يتمسك بها اركان النظام السوري حول تهريب السلاح من لبنان عبر أفرقاء من "تيار المستقبل". في حين ان الحكومة اللبنانية لم تقدم دليلا واحداً على ذلك، علماً انه بعدما أثير الموضوع في مجلس الوزراء ووافق وزراء على تسريبات او اتهامات بحصول تهريب للسلاح، انعقد اجتماع المجلس الاعلى للدفاع في اليوم التالي ونفى وجود عمليات تهريب اسلحة من لبنان الى سوريا. وهو، مفارقة كبيرة لأن لبنان لم ينجح طوال اعوام في اقناع دمشق بضبط الحدود ومنع عبور الاسلحة الى لبنان من اراضيها.

هل هذا يعني ان النظام السوري لا يزال يمسك بلبنان، وان استقبالاته تفيد، الى جانب الرسائل الى الداخل السوري والداخل اللبناني، بتوجيهه رسالة الى الخارج عن استمرار امساكه بلبنان كورقة كما هو ممسك بسوريا وفق ما ينقل عنه حلفاؤه، وانه لم يضعف خلافاً لما يقال او ينشر في هذا الإطار؟

تبدو وجهات النظر الى واقع حال النظام السوري على تناقض كبير، وكذلك الامر بالنسبة الى أي خطوة يقدم عليها. والامر نفسه يسري على الوضع السوري ميدانياً اذ ان الخارج لم يعد يقيم وزناً كبيراً لرسائل من هذا النوع، وان كان لا يستهين بقدرة النظام على احداث توترات في لبنان، لا تزال غالبية المهتمين بالوضع السوري تظهر خشية منها على الوضع اللبناني انطلاقاً من اعتقاد بامتلاك النظام اوراقاً يمكن ان يحركها مع اشتداد وطأة الامور الداخلية عليه. لكن هناك من يعتقد بقوة ان ايران صارت اكثر فاعلية من النظام السوري حتى في لبنان، كما في موضوع سوريا نفسها باعتبار انها تحاول ان تفاوض عليها للمرحلة المقبلة في اطار البازار المفتوح اقليمياً ودولياً في هذا السياق. ولذلك يميل هؤلاء الى الاقتناع بان لا مصلحة لأي فريق لبناني في انزلاق الوضع في لبنان تبعاً لما يجري في سوريا، بناء على اعتقاد ان ايران هي التي تؤثر في "حزب الله" اكثر من النظام السوري وفق ما هو معروف اصلا، وانها باتت مؤثرة عبره في دوائر عدة في لبنان ابعد من الحزب وفق ما يعتقد مراقبون كثر.

 

الحكومة... بين التربية و"الإسكوا"!

سمير منصور/النهار

لم تكن العناوين الخلافية المعروفة وحدها في انتظار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لدى عودته من نيويورك وواشنطن، بل يبدو ان ثمة عناوين خفية تشكل جزءاً من عقبات تواجه عمل الحكومة في عدد من الوزارات، وقد تكشّف ان احداها وزارة التربية استنادا الى سؤال طرحه قريبون من الحكومة امس عن وضع هذه الوزارة، وكان السؤال انطلاقاً من اهتمام لافت لرئيس الحكومة بوزير التربية وتأكيده "الدعم الكامل والمطلق له وتبني مشروعه الاصلاحي وتذليل العقبات التي تعترضه".

وتكشف اوساط قريبة من رئيس الحكومة عن عراقيل تواجه الوزير حسان دياب وتشيد بجدارته وهو "الآتي من خلفية اكاديمية حيث كان يشغل منصب نائب رئيس الجامعة الاميركية". وتقول انه "جاء الى الوزارة ليشتغل تربية وجامعات بعيداً كل البعد عن السياسة، والكل عنده سواسية أمام القانون، وقد فوجئ بمواقع داخل وزارته تنظر الى العمل فيها من زاوية سياسية ضيقة وخدمات شخصية ولا يلقى منها تجاوباً، بل انها تحاول عرقلته وتكبيله". ولا تفصح هذه الاوساط عن الانتماء السياسي لشاغلي تلك المواقع، وان لم يكن صعباً معرفة انها تخص المعارضة.

واما الوزير فيواجه هذا الواقع بالتأكيد قولاً وفعلاً ان "هدفه العمل التربوي بامتياز، وإبعاد هذه الوزارة التي تعني كل بيت وعائلة عن التجاذبات السياسية". وقد وضع فور تسلمه مهماته خطة عمل مستفيداً من خطة أقرتها الحكومة السابقة تحت عنوان "الخطة التربوية الخمسية"، وفي خطته "تطوير الجامعة اللبنانية واستعادة دورها الحقيقي والرائد واعادة تنظيم الجامعات الخاصة التي باتت تعد بالعشرات" وتحت عنوان "جودة التعليم الجامعي ونوعيته" سيصار الى تشديد الرقابة على المناهج والتدقيق في الاجازات التي تمنحها.

وإذا كانت الاوساط الحكومية قد انطلقت من هذا الواقع "على سبيل المثال لا الحصر"، فهي تقول إن "هذا غيض من فيض مما تعانيه الحكومة" في رسالة واضحة الى من يعنيهم الامر، ولا سيما داخل الحكومة "ممن يتعاطعون بأشكال مختلفة مع المعارضة ويساهمون من حيث يدرون أو لا يدرون في عرقلة الحكومة"!

ولم يكن ينقص الحكومة سوى إقفال "اوتوستراد سليم سلام" انطلاقاً من مبنى "الإسكوا" لتكتمل الصورة، وفي المعارضة من يتحدث عن مادة جديدة للهجوم على الحكومة انطلاقاً من إقفال هذا الشريان الأساسي والحيوي، وإن بذريعة الاسباب الأمنية لمؤسسة تابعة للأمم المتحدة، فهناك حلول أخرى وقد "اختنق" بإقفاله الجميع... معارضة وموالاة!

 

ميقاتي سيبلّغ الجميع أن لا مفرّ من تنفيذ التعهد بتمويل المحكمة

ثريا شاهين/المستقبل

التزم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمام المسؤولين الدوليين الذين التقاهم على هامش ترؤسه جلسة لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط، بأن لبنان سيدفع حصته من تمويل المحكمة الخاصة بلبنان والبالغة نحو 33 مليون دولار عن سنة 2011. لكن الأنظار الدولية تتجه الى الآلية التي من خلالها سيترجم ميقاتي التزامه، وسبل الحل الذي سيعتمد داخلياً لعدم عرقل هذا الالتزام.

إلا ان مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أكدت ان الأولوية في الضغوط الدولية التي تكثفت أخيراً، هي في ان يدفع لبنان مساهمته، لكن لا يمكن لعمل المحكمة ان يتوقف من جراء عدم تمويل لبنان لحصته، أو من جراء حاجة المحكمة الى الأموال. القرار السياسي إذاً متخذ في هذا الإطار. وهناك حاجة مالية لما يوازي حصة لبنان، أو المساهمات المقرر دفعها من الدول العربية، والتي لم تسدد بعد لهذه السنة. ذلك ان هناك نحو 4 أشهر لعمل المحكمة تحتاج فيها الى التمويل أي من شهر تشرين الثاني المقبل وحتى نهاية شباط، حيث تنتهي سنة المحكمة الثالثة. وبالتالي ان أي تسديد من لبنان، أو من الدول العربية يكفي لهذه المدة المتبقية، قبيل التجديد لولايتها المقبلة والتي يجب ان تبدأ في الأول من آذار 2012. على ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بدأ منذ الآن توجيه نداءات دولية لتمويل المحكمة لسنة 2012، استعداداً للتمديد الحتمي لولايتها، ولكي يستمر نشاطها من دون عراقيل مالية، لا سيما وان التمويل هو بمثابة الشريان الحيوي، لمهمتها القضائية، المولجة عبرها تحقيق العدالة الدولية.

ولا بد من حصول زخم دولي متجدد للتمويل المرتقب، وان هناك إرادة دولية في تقديم تبرعات إضافية للمحكمة في وقت لاحق.

وفي الآونة الأخيرة، جرت اندفاعة دولية ـ عربية لاستكمال تمويل المحكمة، بعدما كانت أموالها ستنفد في نيسان الماضي، فعملت الدول على تمويلها، فتأمن التمويل حتى تشرين الأول المقبل. إذ ان الولايات المتحدة دفعت 10 ملايين دولار، وهي مساهمتها التي كانت مخصصة لسنة 2012، كما دفع الاتحاد الأوروبي مساهمته التي بلغت 8 ملايين دولار، ودفعت كل من كندا مليون دولار، وفرنسا مليوني دولار، وألمانيا مليوني دولار، وبريطانيا 3 ملايين دولا، وايطاليا 800 ألف دولار، وتركيا 50 ألف دولار، واليونان 50 ألف دولار، ومن المقرر أن تدفع المملكة العربية السعودية 10 ملايين دولار كانت خصصتها لصندوق المحكمة، ثم الإمارات العربية المتحدة والكويت، وغيرها من الدول العربية.

واستناداً الى المصادر، فإن الرئيس ميقاتي سيباشر هذا الأسبوع اتصالاته مع كل الأفرقاء لوضعهم في صورة لقاءاته في نيويورك، والأجواء المحيطة بموضوع ضرورة دفع لبنان لحصته في تمويل المحكمة وسيبلغ الجميع، انه لا مفرّ من تنفيذ هذا الالتزام، ومن الضروري إيجاد حل أو مخرج مناسب لهذه المسألة. وستتكثف المشاورات الداخلية تمهيداً لاتخاذ الموقف المناسب خلال شهر تشرين الأول الجاري. وإذا كان ليس هناك من توقيت محدد لدفع لبنان حصته، وانه يمكنه دفعها حالياً، وفي أي وقت، قبل نهاية هذه السنة، إلا انه في المبدأ كان على لبنان تسديد مساهمته مطلع سنة 2011، أو خلال آذار 2011 بداية السنة الثالثة للمحكمة. ويذكر ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كان وجه رسالة الى الحكومة اللبنانية السابقة في كانون الثاني الماضي طالباً تسديد لبنان التزاماته المالية لصندوق المحكمة. وعندما سقطت هذه الحكومة، تريثت الأمم المتحدة في توجيه رسالة ثانية في هذا الصدد. حتى الآن لم توجه أي رسالة أخرى، لكن الأمم المتحدة وكل من واشنطن وباريس ولندن، آثرت الطلب الى لبنان ومن خلال اللقاءات المباشرة مع المسؤولين فيه تارة، وعبر السفراء تارة أخرى، إعادة تأكيد التزام لبنان القرار 1757، وتمويل حصته في موازنة المحكمة. والكلام الايجابي من ميقاتي حول التمويل يقلل من احتمالات اللجوء الى مجلس الأمن في مسألة عدم التسديد حتى الآن، لكنه، في الوقت نفسه، يضع النية بالتزامات لبنان فعلياً على المحك.

 

تطرف الأقليات.. الشيعة والمسيحيون نموذجا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

نقل عن الرئيس بشار الأسد قوله لوفود جمعيات مسيحيي الشرق إنه «يرفض أن تحل العثمنة محل العروبة، وأن تصبح أنقرة مركز قرار العالم العربي، أو أن تترك الساحة للأحزاب الدينية، فيسيطر الإخوان المسلمون ومركزهم الرئيسي بأنقرة على المنطقة».

وهذا الحديث يعني أن النظام الأسدي يحاول استمالة الأقليات من خلال إخافتهم من الأكثرية، والإشكالية حقيقة ليست بما يصدر عن النظام الأسدي، بل بما يصدر عن الأقليات نفسها بمنطقتنا، المسيحية بلبنان وسوريا، وحتى الشيعة بالعراق والبحرين، حيث يرتكبون خطأ فادحا بانزلاقهم إلى مستنقع دعم الطغاة بحجة حمايتهم أمام الأكثرية، ومن المهم هنا أن أنقل ما سمعته من أحد الأصدقاء العقلانيين، والليبراليين، وأبعد الناس عن الطائفية، حول رد فعله تجاه ما يبدر من الأقليات هذه الأيام بمنطقتنا، وهذا الصديق يعكس رأي شريحة لا يستهان بها من العقلانيين والليبراليين بمنطقتنا.

يقول الصديق، وهو في موقع حساس: «من تجربة اقتنعت بأنني ارتكبت خطأين في حياتي.. الأول عندما اعتقدت أيام الشباب، والحماس الشديد للقضية الفلسطينية، أن كل خطأ يرتكب لتحرير فلسطين هو خطأ مقبول، وأيا يكن، لكن علمتني التجارب خطأ هذا التفكير، وحجم الضرر الذي ألحقه بالقضية الفلسطينية، والمنطقة كلها». ثم يضيف: «أما الخطأ الثاني، الذي تعلمته للتو، فمع شدة تحمسي لليبرالية كنت أعتقد أن الوقوف مع الأقلية واجب أيا يكن، لكن الحقيقة هي أن الواجب هو بالوقوف مع المواطنة، وليس الأقليات، ومهما يكن»!

كلام هذا الصديق هو لسان حال العقلاء بمنطقتنا اليوم، والسبب ليس التعصب الطائفي، بل تطرف الأقليات المفضوح، حيث باتت هذه الأقليات تتناسى أن المواطنة، وبالطبع الوطن، أسمى من كل شيء، وحتى عمامة الديكتاتور، وحلفائه!

فهذا هو الخطأ الذي يقع فيه شيعة البحرين، وإن لم يكونوا أقلية ببلادهم، فهم أقلية في محيطهم العربي، والأمر نفسه الذي يقع فيه شيعة لبنان، وبالنظر لمحيطهم، وخصوصا أنهم يرون أن الجمر تحت الرماد في إيران، فإذا كان الإيرانيون أنفسهم يحلمون باللحظة التي يستنشقون فيها الحرية فكيف يرتمي شيعة منطقتنا، خصوصا مدعي المطالب الديمقراطية، في أحضان نظام إيران الديكتاتوري؟ بل الأدهى والأمر كيف ينطلي على مسيحيي المشرق، وتحديدا سوريا ولبنان، قول الأسد بأنه لن يسمح بأن تصبح أنقرة مركز القرار العربي، أو أن تترك الساحة للأحزاب الدينية، فيسيطر الإخوان المسلمون، وهو - أي النظام الأسدي - مدعي العلمانية نفسه يرتمي في أحضان إيران الفارسية، ويمكنها من جميع دولنا العربية، وضد القرار العربي، وهذا ليس كل شيء، بل يتحامى بالنظام الإيراني الإسلامي القمعي ضد الشعب السوري؟ إنه أمر لا ينطلي على ذي فطنة!

وعليه، فإن الهدف الأسمى هو الحفاظ على الأوطان، وحق العيش المشترك فيها، تحت إطار المواطنة، وليس تحت ظل تطرف الأقليات وتداعيها لنصرة الطاغي الذي مصيره إلى زوال، وهذه سنن الله في خلقه، عاجلا أو آجلا، فالطغاة ذاهبون والأوطان هي الباقية، والخطر اليوم أن العقلاء الذين دافعوا عن الأقليات بمنطقتنا باتوا أنفسهم متشككين في دور الأقليات، فما بالك بعامة الناس؟

 

الراعي غادر الى الولايات المتحدة: لست رجل سياسة وأقوم بزيارة راعوية لشعبنا في الابرشيات الاميركية

القمة الاقليمية الروحية تكسر الجليد وتذكر بمبادىء الاسلام والمسيحية

أنا أنتمي الى جسم اسقفي والى كنيسة أتكلم باسمها وليس باسمي الشخصي

على بعض وسائل الاعلام الكف عن فبركة الكذب وأرجو ان يصل صوتي للجميع

 وطنية - المطار - 1/10/2011 غادر بيروت قبل ظهر اليوم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي متوجها الى الولايات المتحدة الاميركية في زيارة راعوية تستمر حتى نهاية الشهر الحالي، يجول خلالها على العديد من الولايات الاميركية ويتفقد أبناء الرعية فيها.

وقد غادر البطريرك الراعي على متن طائرة خاصة لرجل الاعمال جيلبير شاغوري، وكان في وداعه في المطار وزير السياحة فادي عبود ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، المطرانان رولان ابو جودة وسمير مظلوم، وفد من الامن العام برئاسة العقيد وديع خاطر ممثلا المدير العام للامن العام اللواء الركن عباس ابراهيم، المحامي فيليب طربيه، الدكتور الياس صفير وشخصيات وآباء.

وقد رافق البطريرك الراعي في زيارته النائب البطريركي المطران بولس صياح والمحامي وليد غياض.

بعد استعراض ثلة من قوى الامن الداخلي أدت التحية الرسمية، تحدث البطريرك الراعي في المطار فقال: "أنا أقوم بزيارة راعوية لمناسبة انعقاد اجتماع المطارنة الموارنة الذين هم في بلدان الانتشار بين اميركا الشمالية والجنوبية والوسطى وهذا الاجتماع فرض بأن أقوم بزيارة راعوية الى أبرشياتنا في الولايات المتحدة وهي أبرشيات كبيرة بين نيويورك ولوس انجلوس ويندرج ايضا في إطار تطبيق ما تقرر في المجمع البطريركي الماروني بشأن الانتشار وهمومه، وكيفية ترتيب الامور الكنسية وكيفية الربط بين عالم الانتشار في الوطن الروحي لبنان".

وردا على سؤال حول من سيقاطع الآخر، البطريرك الراعي سيقاطع الرئيس أوباما أم ان الأخير سيقاطع البطريرك؟.

قال الراعي: "أنا لست رجل دولة او رجل سياسة، أنا كبطريرك أقوم بزيارة راعوية لشعبنا وأنا لم أطلب مقابلة مع أحد، وهل كلما تحرك البطريرك تكون زيارة سياسية؟ وأكرر انا لست رجل دولة أو رجل سياسة، والقانون الكنسي يفرض على البطريرك ان يزور الأبرشيات مرة كل خمس سنوات، سواء في لبنان او العالم العربي، في أوروبا أو أميركا او في كندا، وهذه الزيارات لا علاقة لها بالشؤون السياسية او الحكام، وبالنسبة الى زيارتي لفرنسا فهي موضوع آخر فقد تلقيت دعوة رسمية من الرئيس الفرنسي، بينما بالنسبة الى أميركا فأنا ذاهب لزيارة شعبنا وسأذهب الى بلدان أخرى أيضا حيث لنا أبرشيات".

وردا على سؤال حول اذا ما بدلت واشنطن موقفها خلال زيارة البطريرك الى الولايات المتحدة ووجهت دعوة الى زيارة البيت الابيض، فهل سيلبي البطريرك الدعوة، وهل ستطرح قضية لبنان بشكل صريح وواضح؟.

قال الراعي:"عندما يزور البطريرك الرعايا والأبرشيات في البلدان فنعطي عادة خبرا للسفير في البلد، وقد أعطينا خبرا منذ شهرين بخصوص سفرنا الى أميركا منذ شهرين لسفيرة اميركا في لبنان من باب الاحترام، وتحاول الجاليات حيثما هي ان تطلب مواعيد مع المسؤولين على اعتبار ان البطريرك اذا زار شعبه فمن المفيد ايضا ان يزور السلطات، فالمهم أنا أسافر كبطريرك وليس كرئيس سياسي، وأنا لا أطلب مقابلة الحكام بل تطلبها الجاليات في البلاد المسافر أنا اليها اذا أرادوا، واذا كان وقت الحكام او رئيس ما يسمح لي بمقابلته فهذا يشرفني واذا كان وقته لا يسمح فهذا لا شأن له بالشؤون الرعوية".

سئل: في ضوء المواقف الوطنية والتاريخية التي اتخذها البطريرك الماروني مؤخرا والتي قلبت كل الموازين في البلد، سمعنا ان هناك توجها من قبل قوى الرابع عشر من آذار لدعوة 600 شخصية مسيحية لعقد اجتماع في سيدة الجبل قريبا، فهل هذا يعتبر ردا على مواقف البطريرك الراعي؟.

أجاب: "نحن نشجع كل اللقاءات التي يقوم بها اللبنانيون، وكنا أول من دعا من بكركي الى هذه اللقاءات في ضوء شركة ومحبة، وبالنسبة للقمة الاقليمية الروحية التي يدعو اليها البطريرك الماروني" معتبرا ان لها "دورا مهما في كسر الجليد والتذكير في المبادىء والثوابت في المسيحية والاسلام ونأمل ان نتمكن من عقد قمة على مستوى الشرق الاوسط لان الاوضاع كما هو معروف في مخاض كبير فهناك أصوليات وتشنجات، لذلك من الضروري لقاء رجال الدين المسيحيين والمسلمين ويعلنون عن الثوابت والمبادىء التي تدعو اليها الديانتين المسيحية والاسلامية".

وردا على سؤال عن تطابق مواقفه مع مواقف الفاتيكان والكرسي الرسولي، قال البطريرك الراعي: "يكفي ان نقرأ ما يقوله الفاتيكان لنعرف اذا كان ما أقوله ينسجم ام لا". ودعا الراعي الى "قراءة خطاب وزير خارجية الفاتيكان في الامم المتحدة".

أضاف: "أنا أعرف ان مواقفي تنطلق من قناعتنا، وأنا بطريرك على جسم اسقفي، ونحن نتشاور ونفكر ونخطط والبطريرك يتكلم باسم مجلس المطارنة، فنحن نعرف ماذا يقول الفاتيكان ونعرف كيف نتكلم ايضا".

وردا على سؤال عن إمكانية زيارته الى سوريا، قال البطريرك الراعي: "واجب علي من باب القانون ان أزور كل شعبنا وأبرشياتنا سواء في سوريا او الاردن والاراضي المقدسة ولنا كذلك في قبرص والعالم العربي والخليج، لذلك ينبغي علي ان أزور كل الموارنة، فأنا لست رجل سياسة، أنا رجل دين أتفقد شعبي ولا أنتظر دعوة من أي رئيس من اي بلد".

وعن زيارة مرتقبة له الى العراق قال البطريرك الراعي: "نعم سأزوره الشهر المقبل".

سئل: هل تخاف على البطريرك الراعي من أخصام البطريرك الذين لم يرق لهم المواقف السياسية والجريئة والوطنية؟.

أجاب: "أنا أقول الحقيقة وأخاف فقط من ربي، أقول الحقيقة والحقيقة وحدها تشفي والحقيقة وحدها تحرر، والحقيقة وحدها توحد، هذا ما أقوله، وأقول ذلك مرة أخرى، أنا أنتمي الى جسم اسقفي، والى كنيسة، أعرف تطلعاتها وأعرف تفكيرها وأتكلم باسمها كلها، لا أتكلم باسمي الشخصي، على كل حال نحن نلتزم ان نقول الحقيقة".

سئل: هل مجلس المطارنة موحدا؟

أجاب:" وأنتم ماذا ترون، طبعا هو موحد انه جسم واحد".

سئل: لاحظنا للمرة الثانية على التوالي انكم زرتم رئيس الجمهورية بالامس قبيل سفركم وقيل ان حملكم رسالة الى المغتربين اللبنانيين، ماذا تعلقون؟.

أجاب: "كل مرة ومن باب الواجب عندما أغادر او يغادر البطريرك يودع رئيس البلاد، ويتشاور معه في الأمور التي ينبغي ان نتشاور فيها، وهذا ما ينبغي ان نصنعه، وعند العودة الواجب ان أزور رئيس البلاد وهذا أمر طبيعي".

أضاف البطريرك الراعي: "كلمة أخيرة أود ان أوجهها، طالما نحن في الاعلام، أرجو ان يكف الاعلام او بعض الوسائل الاعلامية من صحف وتلفزيونات واذاعات، ان يكفوا عن فبركة الكذب، يتناولون أشخاصا وهم مطارنة، يتناولون كهنة، كذب، كذب، كذب، أرجو ان تحترم هذه المؤسسات الاعلامية نفسها، ولا تتاجر، مهما كان الثمن مهما دفع لها، ينبغي ان تتوقف هذه المهزلة في لبنان، مهزلة استخدام بعض وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تمتهن الكذب، الكذب، الكذب، هذا عيب في لبنان، وأرجو ان يصل صوتي الى الجميع. وهذا أهم شيء أقوله الآن بالنسبة لكل ما قلته قبل وأرجو ان تصل الكلمة".

وقبيل مغادرته المطار تلقى البطريرك الراعي اتصالا من السفير البابوي في لبنان غابرييل كاتشا تمنى له سفرا موفقا وناجحا.