المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 02 تشرين الأول/11

البشارة كما دوّنها متى الفصل 6/1-6/الصدقة

إياكم أن تعملوا الخير أمام الناس ليشاهدوكم، وإلا فلا أجر لكم عند أبيكم الذي في السماوات. فإذا أحسنت إلى أحد، فلا تطبل ولا تزمر مثلما يعمل المراؤون في المجامع والشوارع حتى يمدحهم الناس. الحق أقول لكم: هؤلاء أخذوا أجرهم. أما أنت، فإذا أحسنت إلى أحد فلا تجعل شمالك تعرف ما تعمل يمينك، حتى يكون إحسانك في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك.

عناوين النشرة

*البطريرك صفير شارك في تدشين جمعية "لبعا بلدتي": للتمسك بالأرض وإكمال مسيرة الآباء والأجداد من أبناء الجنوب

رومانوس: الرسوخ في هذه الأرض هو فعل إيمان بلبنان الواحد

*الراعي غادر الى الولايات المتحدة: لست رجل سياسة وأقوم بزيارة راعوية لشعبنا في الابرشيات الاميركية/القمة الاقليمية الروحية تكسر الجليد وتذكر بمبادىء الاسلام والمسيحية/أنا أنتمي الى جسم اسقفي والى كنيسة أتكلم باسمها وليس باسمي الشخصي/على بعض وسائل الاعلام الكف عن فبركة الكذب وأرجو ان يصل صوتي للجميع

*الشرق الاوسط : بطريرك الموارنة في لبنان يبدأ زيارة إلى أميركا.. ولا موعد محددا لاستقباله في البيت الأبيض

*متحدث باسم بكركي لـ "الشرق الأوسط": الراعي حسم التردد الأميركي برفضه أي لقاءات سياسية.. وحصر جولاته في السياق الرعوي

*مرسومان بتعيينات كنسية ورعوية في بكركي

*سليمان اطلع من ميقاتي على أجواء لقاءات نيويور وبحث معه في ملفات مجلس الوزراء

*الجراح هنأ جعجع على خطاب "شهداء القوات": عبرة التمويل في التنفيذ

*"الراي": "الزلزال" السوري أصاب حزب الله بـ"عطل استراتيجي"

*المجلس الشرعي الإسلامي أكد التزام ميقاتـي تمويل المحكمة

*بيضون: على قرطباوي الإستقالة إذا رفض توقيع مرسوم تمويل المحكمة 

*معوض: النظام السوري لا يحمي الأقلّيات بل يحتمي بهم ونحن مع خط بكركي وليس بكركي معنا 

*"القوات" ردا على ادعاء العلم باختطافه: القوى الأمنية هي من اوقفه واستغلال الامر لاغراض سياسية مرفوض 

*سامي الجميّل: ندعو كل الذين يريدون توجيه كلام للبطريرك للتوجه لبكركي 

*أسس تاريخية ودور محوري وعقبات ورسالة/لقاء سيدة الجبل يرفض ربط المؤتمر الثامن بمواقف البطريرك/خطوة أولى نحـو مؤتمرات مسيحية عربية

*المقاومات في الجحور/نصير الأسعد/لبنان الآن

*احتلال في سوريا/علي حماده/النهار     

*نصرالله التقى فرنجية

*وكيليكس/المستقبل/كنعان في 2007: ارتكبنا أخطاء جسيمة يوم الثلاثاء الأسود

*"الأنباء": ماذا أبلغ الراعي كونيللي؟

*علوش: لا توجد أي اجراءات بحقّي أو تحضير لإجراءات و إذا استمريت في حياتي السياسية فسأكون في تيار المستقبل

*اجتماع بعيد عن الاعلام تم خلاله وضع اسماء المدعويين الى المؤتمر الذي سيشارك فيه 300 شخصية تقريبا من مسيحيي 14 آذار

*مصادر "14 آذار" لـ"الأنباء": لا قرنة شهوان جديدة

*استياء من السماح للمعلم بزيارة نيويورك وعون يرسل مخيبر إلى واشنطن للاتصال بالمعارضة السورية

*شمعون لـ"السياسة": الزيارات إلى دمشق لـ"وداع" الأسد

*النائب معين المرعبي: قمصان سود جديدة" تُهدد القيادات الروحية في لبنان؟/المطارنة دُفعوا على مضد الى الموافقة على نداء بكركي

*سليمان فرنجية: الراعي يقوم بما هو صحيح ونحن مع قانون الانتخاب الذي يراه مناسبا 

*الجراح: عون وافق على تعيين القاضية أليس شبطيني  رئيسةً لمجلس القضاء الأعلىمقابل موافقتها على الإفراج عن كرم

*أخذ وعطاء/حازم صاغيّة/الحياة

*ميقاتي يبيع لبنان لإيران/أحمد الجارالله/السياسة

*الثورة السورية في طور جديد ومرحلة متقدمة/داود البصري/السياسة

*النائب فريد حبيب : رئيس الحكومة المباشر هو نصرالله/نظام الاسد الى زوال ولا يمكن بالوثوق بعون وباسيل فتاريخهما معروف بالسرقة والفساد

*راهب إيطالي في سوريا: الأكذوبة تسود هنا.. ويجب ضمان حرية التعبير/دعا إلى الحوار الطويل للحؤول دون الانحراف إلى وضع يشبه العراق وليبيا

*سوريا.. قلنا طرد وليس رميا بالبيض/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الإستقبالات السورية: زيارات الرهان الأخير/شارل جبور/المصدرالجمهورية

*منطق ميشال شيحا "كلّنا أقليات" أدق تسفيه لـ "حلف الأقليات"/وسام سعادة/المستقبل

*النائب عمار حوري للمستقبل: استقبالات دمشق مساحيق لا تجمّل صورة نظامها

*المجمع الماروني مع محاربة نظريات " التهديد الإسلامي/هاجس الأصولية بين الخوف المسيحي والاعتدال السني/هيام القصيفي/النهار

م*َخرج للتمويل بمرسوم يوقّعه وزير العدل بالوكالة/المشاركة في نيويورك انحصرت بفك العزلة/روزانا بومنصف/النهار

*لا حكومة من الأكثرية إذا عادت إلى 14 آذار/الانتخابات تفرض تشكيل حكومة حياديّة/اميل خوري/النهار

*من يقتل الاب، من يربح الثورة/ملحم الرياشي/الجمهورية

*الجميّل: نداء 2011 يستكمل نداء 2000 /نقولا ناصيف/الأخبار

*مجلس الشيوخ الفرنسي ينتخب اشتراكياً رئيساً له للمرة الاولى في تاريخه

*احمد الحريري لميقاتي: نأمل بأن لا تصبح تأشيرات دخول الايرانيين وسيلة لتهريب السلاح   

*موارنة آخر زمن/طوني أبو روحانا - بيروت اوبزرفر

 

تفاصيل النشرة

 

البطريرك صفير شارك في تدشين جمعية "لبعا بلدتي": للتمسك بالأرض وإكمال مسيرة الآباء والأجداد من أبناء الجنوب

رومانوس: الرسوخ في هذه الأرض هو فعل إيمان بلبنان الواحد

 وطنية - جزين - 1/10/2011 زار الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، منطقة جزين، حيث شارك في حفل تدشين جمعية "لبعا بلدتي"، الذي دعا إليه رجل الأعمال فادي رومانوس وعقيلته سلمى الحلو.

وعند الثانية عشرة ظهرا، ترأس صفير قداسا إحتفاليا للمناسبة، عاونه فيه لفيف من الكهنة، في حضور السيدة جويس أمين الجميل، وعدد من الشخصيات الحزبية والسياسية والدينية، مسؤول منطقة جزين في "القوات اللبنانية" بيار حنا، رئيس لجنة المناطق في الرابطة المارونية أمل حكمت ابو زيد وعدد من رؤسا بلديات ومخاتير منطقة جزين.

صفير

وألقى صفير كلمة قال فيها: "وجه الينا ولدنا العزيز فادي رومانوس وزوجته الفاضلة السيدة سلمى الحلو، الدعوة الى هذا اللقاء الذي شاءه لقاء محبة ووفاء وتكريم لنا، اننا في ما نشكر لهما هذه العاطفة الصادقة نسأل الله ان يحفظهما مع افراد العائلة الكريمة وسائر ابناء لبعا الاعزاء بالخير والتوفيق والصحة والعافية. وولدنا العزيز فادي هو عضو ناشط في المؤسسة المارونية للانتشار، يقدم فيها تضحيات مادية ومعنوية تحقيقا لاهدافها التي حددناها يوم اسسناها سنة 2006، وأبرزها تعميق التواصل بين ابنائنا المقيمين والمنتشرين، وتعزيز ارتباط هؤلاء بكنيستهم المارونية وبوطنهم الام لبنان. كما للسيد رومانوس اهتمامات مقدرة هادفة الى ترسيخ الناس في أريافهم ومن خلال خلق فرص عمل للشباب والحد من هجرتهم، ومن خلال تحسين ظروف معيشة ابناء الريف، وبخاصة ابناء لبعا، من خلال تقديمات صحية واجتماعية. كما كان له دور فعال في تعزيز عودة المهجرين الى ساحل جزين بالتعاون مع المونسينيور حنا الحلو، وفي تأمين الارض اللازمة لبناء كنيسة لبعا التي وضع حجرها الاساس سيادة اخينا المطران طانيوس خوري، وفي تشجيع اقامة راهبات الرسل في لبعا. فله شكرنا على هذه المبادرات وسواها، ونسأل الله له التوفيق مع اخوانه ودوام التقدم والعطاء".

أضاف: "لا يسعنا في هذه المناسبة، ونحن على ارض جنوبية، الا ان نستذكر بالرحمة سلفينا المثلثي الرحمات البطريركيين الكردينالين بولس المعوشي ابن جزين، وانطونيوس خريش ابن عين ابل. وقد عملنا معهما طوال سنوات اسقفيتنا التي امتدت من سنة 1961 حتى سنة 1986، سنة دعانا الله الى تولي السدة البطريركية. وقد قاما بواجب الرعاية على رأس البطريركية المارونية في ظروف صعبة وقاسية تحملا خلالها المشقات والمتاعب في سبيل خير لبنان والكنيسة المارونية. وتركا آثارا جليلة في مختلف الميادين والحقول الراعوية والعمرانية والاجتماعية".

وتابع: "لا يسعنا الا ان نستذكر سيادة اخينا المثلث الرحمة المطران ابراهيم الحلو، والموسينيور يوحنا الحلو، وربة هذا المنزل، صاحبة الدعوة تنتسب اليهما بصلة قربى، وقد أقاما في هذه المنطقة طوال سنوات الحرب المشؤومة وتعرضا لمضايقات وصعوبات كانت تضع حياتهما دوما في خطر، الا انهما جابها صعوبات تلك الحقبة السوداء من تاريخ لبنان بايمانهما الراسخ بالله، وبلبنان بلد العيش الواحد الاسلامية المسيحي، وارض التلاقي والحوار، وتعود بنا الذاكرة اليوم الى عام 1981 حين كنا نائبا بطريركيا عاما وقد أوفدنا البطريرك الكاردينال خريش لتفقد دار مطرانية صيدا بعدما تعرضت للقصف والتفجير. وقد التقيناهما رحمهما الله، كما التقينا الخوري طانيوس الخوري، مطران صيدا لاحقا، وسواه معهما متسلحين بايمانهم، متشبثين بارض الجنوب الغالية، مفضلين البقاء وسط اخطار الحرب على هجر المنطقة، وزعزعة قواعد العيش المشترك فيها".

وأردف: "واليوم لا يسعنا الا ان نجدد الدعوة لكم ايها الابناء الاعزاء، لكي تتمسكوا أكثر بارضكم، وقد أشار حضرة الاستاذ امل ابوزيد، الذي تكلم باسمكم، الى هذه المسألة، ونشد عزيمتكم لتظلوا هنا فوق هذه الارض، تكملون مسيرة الآباء والاجداد من ابناء الجنوب، تعيشون معا متساوين في الحقوق والواجبات. وتنمون ابناءكم على القيم والتقاليد الدينية والوطنية، التي تجمع اللبنانيين وتحفظ لبنان سيدا حرا مستقلا".

وختم بالقول: "اننا فيما نجدد شكرنا لهذه الدعوة، ولحضوركم تكريما ومحبة لنا، نسأل الله ان يغمركم بفيض بركاته، وان ينشر السلام في ربوع لبنان والمنطقة والعالم".

رومانوس

وألقى رومانوس كلمة جاء فيها: "يسعدنا ويشرفنا أن نستقبلكم اليوم يا صاحب الغبطة والنيافة، تباركون هذا البيت الذي أحبكم، وتعلق بمقامكم الروحي والوطني، وأخذ على نفسه الوفاء لرعائنا ورؤساء كنيستنا من بطاركة وكهنة خدام الكلمة. ولقاء اليوم شئناه عائلي، عائلة رومانوس وأنا، ومعنا هذه الوجوه الطيبة، لقاء محبة وتكريم لكم يا صاحب الغبطة والنيافة، وقد رعيتم كنيستنا بطريركا أي رأسا وأبا طوال خمس وعشرين سنة حفلت بالأحداث الكبيرة والمحطات المفصلية في تاريخ كنيستنا وتاريخ لبنان. وتركتم الآثار الجليلة بمواقفكم الأمينة لتراث كنيستنا ولدعوة لبنان ورسالته الحضارية. ولكن يطيب لنا، ومن منطلق الوفاء والمحبة والأمانة، أن نرفع أسمى آيات الولاء والإحترام والإجلال الى خلفكم السابع والسبعين الذي سلمتموه عصا الرعاية، غبطة أبينا رأس كنيستنا المارونية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، البطريرك أي الأب الذي يجول لبنان من أقصاه الى أقصاه مبشرا بالكلمة الحق، ومنعشا الآمال في النفوس، وواعدا بمستقبل مطمئن لمسيرة البطاركة الموارنة وشهادتهم الدائمة المتواصلة منذ ما يفوق الف وثلاثمائة سنة، في سبيل الأغليين الإيمان والحرية".

اضاف: "ان ما تركتموه لنا ولأجيال المستقبل يا صاحب الغبطة والنيافة هو إرث روحي وراعوي ووطني ثمين يضاف الى ما تركه بطاركتنا القديسون وآباء كنيستنا من تعليم يصلح نهج حياة ومقومات لعيش الشهادة والرسالة في لبنان وهذا الشرق.انكم يا صاحب الغبطة والنيافة أحد ينابيع الإرث الماروني واللبناني العظيم، الذي سيظل يضيء درب مستقبلنا بنور حكمتكم وهديكم، كما ان مباركتكم اليوم أرضنا الوفية هو شعاع أمل يعمق الرجاء في قلوبنا، ويعزز انتماءنا الروحي والوطني، وتجذرنا بأرض الجنوب من لبنان، هذه الأرض التي تتضاعف مسؤولية ابنائها في المحافظة عليها، وعدم افراغها بفعل الهجرتين الداخلية والخارجية، وتغير هويتها،ان الرسوخ في هذه الأرض هو فعل إيمان بلبنان الواحد وبتجرية العيش الواحد فيه".

ابو زيد

وألقى أمل حكمت ابو زيد كلمة قال فيها: "على ارض القداسة، هذه، يستقبلك الجنوبيون اليوم، يا صاحب الغبطة والنيافة، أميرا من أمراء الكنيسة المسيحية التي كانت بذرتها الاولى في هذه الارض، والتي كانت منذ البداية حاضنة للرسالة، حاملة للراية، فخورة بإيمانها، ورائدة في التزام قيمها، وفي السير على هدي تعاليمها".

اضاف: "اننا مؤمنون بقول السيد المسيح " ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"، ولذلك نحن مع الجنوب، وفي قضاء جزين تحديدا، عائلة لبنانية واحدة، متحابة، متفاهمة، متعاونة، نرفض التعصب الديني، ونعتبره تعصبا لغير الدين، ونتلاقى على البر والتقوى. همنا الجنوبي واحد، وعدونا واحد هو اسرائيل. ولاؤنا لوطن واحد هو لبنان السيد الحر المستقل بحدود 10452 كيلو مترا مربعا".

وتابع: "تظل كنيستنا المارونية جامعة واحدة موحدة ببطريركها وكاردينالها ومطارنتها وكهنتها ورهبانها وراهباتها وعلمانييها، فليطمئن القلقون ولتهدأ خواطرهم، لسنا خائفين ولا يائسين، ولسنا طارئين او مجنسين، نحن من صلب هذا الجنوب البطل، هواؤنا هواؤه، طموحنا طموحه، ومستقبلنا مستقبله، وقضيتنا قضيته، لا ميزة لواحد منا على الآخر الا بحب لبنان، والذود عن كرامته، واذا كنا، كدنوبيين، نرفض المزايدة على لبنانيتنا، ونحن خط دفاعها الاول، فاننا، في الوقت عينه، نرفض ان يزايد علينا احد بمسيحيتنا التي عمرها من عمر عجيبة قانا الجليل".

وقال: "اننا نرى في تكريم نيافتكم وحضوركم بيننا وكذلك في الزيارة التي سبق ان قام بها غبطة البطريرك بشارة الراعي، توقا الى موقع الينبوع المسيحي، ودعوة الى جميع الاخوة المسيحيين واللبنانيين، للحج الى هذه الارض التي تقدست بمرور الاله فيها، كما نرى فيها حافزا لمسيحيي الجنوب كي يصمدوا في ارضهم، ويحفظها، ويحافظوا عليها، كما حفظها الآباء والاجداد".

وختم: "لا أنسى في الختام ان أوجه الشكر الى الصديق العزيز فادي رومانوس والسيدة المحترمة عقيلته لحسن الضيافة والاستقبال ولمبادرتهما الى إقامة هذه المأدبة التي أتاحت لنا جميعا ان نتلاقى ونتعارف ونتبارك بحضور نيافة البطريرك الكاردينال صفير".

 

الراعي غادر الى الولايات المتحدة: لست رجل سياسة وأقوم بزيارة راعوية لشعبنا في الابرشيات الاميركية

القمة الاقليمية الروحية تكسر الجليد وتذكر بمبادىء الاسلام والمسيحية

أنا أنتمي الى جسم اسقفي والى كنيسة أتكلم باسمها وليس باسمي الشخصي

على بعض وسائل الاعلام الكف عن فبركة الكذب وأرجو ان يصل صوتي للجميع

 وطنية - المطار - 1/10/2011 غادر بيروت قبل ظهر اليوم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي متوجها الى الولايات المتحدة الاميركية في زيارة راعوية تستمر حتى نهاية الشهر الحالي، يجول خلالها على العديد من الولايات الاميركية ويتفقد أبناء الرعية فيها.

وقد غادر البطريرك الراعي على متن طائرة خاصة لرجل الاعمال جيلبير شاغوري، وكان في وداعه في المطار وزير السياحة فادي عبود ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، المطرانان رولان ابو جودة وسمير مظلوم، وفد من الامن العام برئاسة العقيد وديع خاطر ممثلا المدير العام للامن العام اللواء الركن عباس ابراهيم، المحامي فيليب طربيه، الدكتور الياس صفير وشخصيات وآباء.

وقد رافق البطريرك الراعي في زيارته النائب البطريركي المطران بولس صياح والمحامي وليد غياض.

بعد استعراض ثلة من قوى الامن الداخلي أدت التحية الرسمية، تحدث البطريرك الراعي في المطار فقال: "أنا أقوم بزيارة راعوية لمناسبة انعقاد اجتماع المطارنة الموارنة الذين هم في بلدان الانتشار بين اميركا الشمالية والجنوبية والوسطى وهذا الاجتماع فرض بأن أقوم بزيارة راعوية الى أبرشياتنا في الولايات المتحدة وهي أبرشيات كبيرة بين نيويورك ولوس انجلوس ويندرج ايضا في إطار تطبيق ما تقرر في المجمع البطريركي الماروني بشأن الانتشار وهمومه، وكيفية ترتيب الامور الكنسية وكيفية الربط بين عالم الانتشار في الوطن الروحي لبنان".

وردا على سؤال حول من سيقاطع الآخر، البطريرك الراعي سيقاطع الرئيس أوباما أم ان الأخير سيقاطع البطريرك؟.

قال الراعي: "أنا لست رجل دولة او رجل سياسة، أنا كبطريرك أقوم بزيارة راعوية لشعبنا وأنا لم أطلب مقابلة مع أحد، وهل كلما تحرك البطريرك تكون زيارة سياسية؟ وأكرر انا لست رجل دولة أو رجل سياسة، والقانون الكنسي يفرض على البطريرك ان يزور الأبرشيات مرة كل خمس سنوات، سواء في لبنان او العالم العربي، في أوروبا أو أميركا او في كندا، وهذه الزيارات لا علاقة لها بالشؤون السياسية او الحكام، وبالنسبة الى زيارتي لفرنسا فهي موضوع آخر فقد تلقيت دعوة رسمية من الرئيس الفرنسي، بينما بالنسبة الى أميركا فأنا ذاهب لزيارة شعبنا وسأذهب الى بلدان أخرى أيضا حيث لنا أبرشيات".

وردا على سؤال حول اذا ما بدلت واشنطن موقفها خلال زيارة البطريرك الى الولايات المتحدة ووجهت دعوة الى زيارة البيت الابيض، فهل سيلبي البطريرك الدعوة، وهل ستطرح قضية لبنان بشكل صريح وواضح؟.

قال الراعي:"عندما يزور البطريرك الرعايا والأبرشيات في البلدان فنعطي عادة خبرا للسفير في البلد، وقد أعطينا خبرا منذ شهرين بخصوص سفرنا الى أميركا منذ شهرين لسفيرة اميركا في لبنان من باب الاحترام، وتحاول الجاليات حيثما هي ان تطلب مواعيد مع المسؤولين على اعتبار ان البطريرك اذا زار شعبه فمن المفيد ايضا ان يزور السلطات، فالمهم أنا أسافر كبطريرك وليس كرئيس سياسي، وأنا لا أطلب مقابلة الحكام بل تطلبها الجاليات في البلاد المسافر أنا اليها اذا أرادوا، واذا كان وقت الحكام او رئيس ما يسمح لي بمقابلته فهذا يشرفني واذا كان وقته لا يسمح فهذا لا شأن له بالشؤون الرعوية".

سئل: في ضوء المواقف الوطنية والتاريخية التي اتخذها البطريرك الماروني مؤخرا والتي قلبت كل الموازين في البلد، سمعنا ان هناك توجها من قبل قوى الرابع عشر من آذار لدعوة 600 شخصية مسيحية لعقد اجتماع في سيدة الجبل قريبا، فهل هذا يعتبر ردا على مواقف البطريرك الراعي؟.

أجاب: "نحن نشجع كل اللقاءات التي يقوم بها اللبنانيون، وكنا أول من دعا من بكركي الى هذه اللقاءات في ضوء شركة ومحبة، وبالنسبة للقمة الاقليمية الروحية التي يدعو اليها البطريرك الماروني" معتبرا ان لها "دورا مهما في كسر الجليد والتذكير في المبادىء والثوابت في المسيحية والاسلام ونأمل ان نتمكن من عقد قمة على مستوى الشرق الاوسط لان الاوضاع كما هو معروف في مخاض كبير فهناك أصوليات وتشنجات، لذلك من الضروري لقاء رجال الدين المسيحيين والمسلمين ويعلنون عن الثوابت والمبادىء التي تدعو اليها الديانتين المسيحية والاسلامية".

وردا على سؤال عن تطابق مواقفه مع مواقف الفاتيكان والكرسي الرسولي، قال البطريرك الراعي: "يكفي ان نقرأ ما يقوله الفاتيكان لنعرف اذا كان ما أقوله ينسجم ام لا". ودعا الراعي الى "قراءة خطاب وزير خارجية الفاتيكان في الامم المتحدة".

أضاف: "أنا أعرف ان مواقفي تنطلق من قناعتنا، وأنا بطريرك على جسم اسقفي، ونحن نتشاور ونفكر ونخطط والبطريرك يتكلم باسم مجلس المطارنة، فنحن نعرف ماذا يقول الفاتيكان ونعرف كيف نتكلم ايضا".

وردا على سؤال عن إمكانية زيارته الى سوريا، قال البطريرك الراعي: "واجب علي من باب القانون ان أزور كل شعبنا وأبرشياتنا سواء في سوريا او الاردن والاراضي المقدسة ولنا كذلك في قبرص والعالم العربي والخليج، لذلك ينبغي علي ان أزور كل الموارنة، فأنا لست رجل سياسة، أنا رجل دين أتفقد شعبي ولا أنتظر دعوة من أي رئيس من اي بلد".

وعن زيارة مرتقبة له الى العراق قال البطريرك الراعي: "نعم سأزوره الشهر المقبل".

سئل: هل تخاف على البطريرك الراعي من أخصام البطريرك الذين لم يرق لهم المواقف السياسية والجريئة والوطنية؟.

أجاب: "أنا أقول الحقيقة وأخاف فقط من ربي، أقول الحقيقة والحقيقة وحدها تشفي والحقيقة وحدها تحرر، والحقيقة وحدها توحد، هذا ما أقوله، وأقول ذلك مرة أخرى، أنا أنتمي الى جسم اسقفي، والى كنيسة، أعرف تطلعاتها وأعرف تفكيرها وأتكلم باسمها كلها، لا أتكلم باسمي الشخصي، على كل حال نحن نلتزم ان نقول الحقيقة".

سئل: هل مجلس المطارنة موحدا؟

أجاب:" وأنتم ماذا ترون، طبعا هو موحد انه جسم واحد".

سئل: لاحظنا للمرة الثانية على التوالي انكم زرتم رئيس الجمهورية بالامس قبيل سفركم وقيل ان حملكم رسالة الى المغتربين اللبنانيين، ماذا تعلقون؟.

أجاب: "كل مرة ومن باب الواجب عندما أغادر او يغادر البطريرك يودع رئيس البلاد، ويتشاور معه في الأمور التي ينبغي ان نتشاور فيها، وهذا ما ينبغي ان نصنعه، وعند العودة الواجب ان أزور رئيس البلاد وهذا أمر طبيعي".

أضاف البطريرك الراعي: "كلمة أخيرة أود ان أوجهها، طالما نحن في الاعلام، أرجو ان يكف الاعلام او بعض الوسائل الاعلامية من صحف وتلفزيونات واذاعات، ان يكفوا عن فبركة الكذب، يتناولون أشخاصا وهم مطارنة، يتناولون كهنة، كذب، كذب، كذب، أرجو ان تحترم هذه المؤسسات الاعلامية نفسها، ولا تتاجر، مهما كان الثمن مهما دفع لها، ينبغي ان تتوقف هذه المهزلة في لبنان، مهزلة استخدام بعض وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تمتهن الكذب، الكذب، الكذب، هذا عيب في لبنان، وأرجو ان يصل صوتي الى الجميع. وهذا أهم شيء أقوله الآن بالنسبة لكل ما قلته قبل وأرجو ان تصل الكلمة".

وقبيل مغادرته المطار تلقى البطريرك الراعي اتصالا من السفير البابوي في لبنان غابرييل كاتشا تمنى له سفرا موفقا وناجحا.

 

الشرق الاوسط : بطريرك الموارنة في لبنان يبدأ زيارة إلى أميركا.. ولا موعد محددا لاستقباله في البيت الأبيض

متحدث باسم بكركي لـ "الشرق الأوسط": الراعي حسم التردد الأميركي برفضه أي لقاءات سياسية.. وحصر جولاته في السياق الرعوي

تزدحم الاستنتاجات والقراءات السياسية والدبلوماسية الغربية في بيروت حول الزيارة التي يبدأها البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى الولايات المتحدة الأميركية اليوم، بعدما كانت سبقته إلى العاصمة الأميركية أصداء مواقفه الأخيرة من سوريا وحزب الله. وعلى الرغم من القراءة المتأنية لمسيرة الراعي من قبل المسؤولين المعنيين بالشؤون اللبنانية في السفارة الأميركية في بيروت، فإن ذلك لم يؤد حتى الساعة إلى رسم ملامح الموقف النهائي من قبل واشنطن من البطريرك الراعي عبر استقباله في البيت الأبيض ولقائه الرئيس، باراك أوباما، وتحديد مواعيد له مع مسؤولين في الكونغرس.

وبمعزل عن المناخ الضبابي المحيط بالعلاقة بين واشنطن وبكركي في ضوء مواقف الراعي الأخيرة، فإن المؤكد أن خطاب بكركي اليوم غير خطابها بالأمس، وتحديدا عندما كان الكاردينال نصر الله صفير بطريركا، حيث كان يحل ضيفا استثنائيا في البيت الأبيض خلال جولاته الراعوية في الولايات المتحدة الأميركية.

وعلى إيقاع التحديات الداهمة في الساحة الإقليمية ووسط الاصطفافات الحادة على الساحة اللبنانية، تكتسب جولة الراعي الأميركية طابعا خاصا كونها تتم في إطار راعوي منعزل عن أي عنوان سياسي لبناني أو إقليمي. ويوضح مدير الدائرة الإعلامية في بكركي، وليد غياض، لـ"الشرق الأوسط" أن "الكثير من اللغط قد أثير في الإعلام خلال الأسبوعين الماضيين حول جدول أعمال البطريرك الراعي في الولايات المتحدة، لكن الواقع أن ما من لقاءات أو مواعيد رسمية قد حددت في واشنطن، والسبب أن الإدارة الأميركية لم تحدد مثل هذه المواعيد كما لم تبلغ سفيرتها لدى لبنان، مورا كونيللي، البطريرك خلال لقائها الأخير معه عن أي قرار لدى الرئيس أوباما باستقبال البطريرك الراعي عندما يزور الولايات المتحدة الأميركية".

وأشار إلى أن الراعي "لم يطلب في الأساس أن تحدد له مواعيد رسمية في واشنطن، وقد حسم مسألة التردد الأميركي حول استقباله في البيت الأبيض بالمبادرة إلى رفض حصول أي لقاءات سياسية له مع أي شخصية رسمية أميركية خلال زيارته الحالية إلى أميركا". ولم ينف غياض في المقابل أن "هناك مساعي بذلت من قبل أبناء الجالية اللبنانية في واشنطن لأن تكون لزيارة البطريرك روزنامة اجتماعات مع مسؤولين سياسيين، وأن لا يستثني واشنطن من جولته، لكن الراعي اختار أن يحصر زيارته في السياق الراعوي، خصوصا أن هدفها هو ترؤس لقاء مطارنة أبرشيات الانتشار الذي سيعقد في سانت لويس لمدة 4 أيام في السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، كما سيشمل جدول الأعمال أيضا جولتين على الأبرشيتين المارونيتين في الولايات المتحدة من دون التوقف في واشنطن، إلا إذا طرأ تعديل في اللحظة الأخيرة".

ويستبعد غياض أن تكون لهذه الجولة "أي ارتدادات سياسية على الواقع السياسي الداخلي"، نافيا "وجود حملات من قبل مسيحيي (14 آذار) ضد هذه الزيارة في وسائل الإعلام الأميركية". وأكد أن "هذه أجواء إعلامية فقط وليس هناك أي معلومات لدى بكركي حول هذه القضية"، مشددا على أن "محاولات إظهار البطريرك الراعي طرفا في الصراع السياسي هي من دون نتيجة". وفي سياق متصل، أكد عضو المؤسسة المارونية للانتشار، أنطونيو عنداري، أن "الموقف ثابت لدى البطريركية من القضايا الوطنية"، ونفى "وجود أي انقسامات داخل مجلس المطارنة"، لافتا إلى أن "التباينات في الرأي لا تؤدي إلى وجود مشهدين سياسيين في بكركي، لأن الكل يدعم توجهات البطريرك الراعي".

واستغرب الحديث عن تباينات في المواقف بين الراعي وصفير، مشيرا إلى "محاولات لتصوير بكركي وكأنها منقسمة على ذاتها بعد كلام صفير في ذكرى شهداء القوات اللبنانية عن (زمن بائس نعيشه اليوم)". وأضاف: "البطريرك الراعي هو من كلف البطريرك صفير رعاية احتفال (القوات) وكانت له كلمة أشاد فيها بالتطور الذي حققه هذا الحزب".

وشدد عنداري على أن "البطريرك الراعي ليس طرفا في الصراع السياسي بين (14 آذار) و(8 آذار)، كما أنه يسعى إلى جمع مسيحيي (14 آذار) وهو يستمع إلى كل الأطراف ويعبر في مواقفه عن الثوابت الوطنية فقط، وهو ما شكل محور خطابه في القمة الروحية المسيحية الإسلامية في دار الفتوى في بيروت".

 

مرسومان بتعيينات كنسية ورعوية في بكركي

المستقبل/صدر عن الدائرة الاعلامية في الصرح البطريركي في بكركي أمس، مرسومان حملا توقيع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وجاء في الاول: "إنا بأسطرنا هذه، بناء على القانون 114 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، وعلى توصيات المجمع البطريركي الماروني نعين في الدائرة البطريركية لمدة ثلاث سنوات:

 1- الخوري جورج أبي سعد، من أبرشية جبيل والمنشئ في اكليريكية غزير البطريركية، مسؤولا عن مكتب شؤون الكهنة.

2- الاباتي سمعان أبو عبدو، من الرهبانية المارونية المريمية، مسؤولا عن مكتب راعوية الزواج والعائلة، بمعاونة الزوجين سليم وريتا الخوري من ابرشية انطلياس.

3- الأخت دومينيك حلبي، من جمعية الراهبات الانطونيات، مسؤولة عن مكتب راعوية المرأة.

4- الخوري فادي ضو، من ابرشية جبيل والمتفرغ للتعليم الجامعي ولمؤسسة أديان، مسؤولا عن مكتبَي العلاقات المسكونية، والعلاقات مع الاديان.

يقوم كل شخص بمهماته وفقا للمهمات المحددة في القانون الداخلي للدائرة البطريركية، بالتعاون مع الأمين العام حضرة الاب انطوان خليفة المحترم، وتحت إشراف سيادة المعاون البطريركي المطران كميل زيدان السامي الاحترام. نأمل أن يأتي هذا التدبير لمجد الله وإعلاء شأن الكنيسة وخير النفوس".

وجاء في المرسوم الثاني: "إنا بأسطرنا هذه، بناء على القانون 114 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية نعيِن الخوري رفيق الورشا، من الأبرشية البطريركية ـ منطقة جونية، أمين سر البطريركية خلفا للمرحوم الخوراسقف جوزف طوق. نأمل أن يأتي هذا التدبير لمجد الله وإعلاء شأن الكنيسة وخير النفوس

 

سليمان اطلع من ميقاتي على أجواء لقاءات نيويور وبحث معه في ملفات مجلس الوزراء

المركزية- استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا قبل ظهر اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عاد الى بيروت من نيويورك فجرا، واطلع منه على اجواء اللقاءات والمشاورات التي اجراها في نيويورك ولا سيما منها تلك المتعلقة بموضوع طلب فلسطين الانضمام الى الجمعية العمومية للامم المتحدة بصفة دولة كاملة العضوية والمساعي اللبنانية المبذولة لانجاح هذا المسعى.

وتناول رئيس الجمهورية مع الرئيس ميقاتي الاوضاع الراهنة على الساحة الداخلية والملفات والمواضيع التي سيبحث فيها مجلس الوزراء في جلسته المقبلة.

اتحاد بلديات العرقوب: وزار بعبدا وفد من اتحاد بلديات العرقوب برئاسة محمد احمد صعب الذي وضع رئيس الجمهورية في صورة معاناة المنطقة وخدماتها والحاجة الى سلسلة خطوات انمائية في المجالات الصحية والتربوية والاجتماعية خصوصا وان هذه المناطق حدودية ولا تزال هناك اجزاء منها تحت الاحتلال وتتطلب تاليا المستلزمات الاساسية التي تمكنها من الصمود في وجه الاعتداءات الاسرائيلية.

 

الجراح هنأ جعجع على خطاب "شهداء القوات": عبرة التمويل في التنفيذ

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح ان "هناك فريقا فاعلا ومؤثرا في الحكومة وأعني به "حزب الله" ضد تمويل المحكمة الدولية، لكننا نسمع من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كلاما مختلفا"، لافتا الى "أننا ككتلة "المستقبل" ننتظر ما سيصدر عن مجلس الوزراء لأن هذه المعاهدة هي مع المجتمع الدولي وترتب علينا التزامات تجاهه، ولا يمكن للبنان إلا أن يفي بالتزاماته أمام مجلس الأمن". كلام الجراح جاء بعد لقائه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب في حضور منسق "القوات" في البقاع الغربي ايلي لحود حيث قال: "نسمع يوميا كلاما من الرئيس ميقاتي في مناسبات عدة وفي المحافل الدولية بأنه سيمول المحكمة الدولية، ولكن العبرة في التنفيذ، أي عندما يتخذ مجلس الوزراء قرارا بتمويل هذه المحكمة، عندئذ نقول ان الرئيس ميقاتي قد وفى بوعده". من جهة ثانية أثنى الجراح على "خطاب جعجع في قداس شهداء "المقاومة اللبنانية" السبت الماضي، ورأى "انها كلمة جامعة ووطنية بامتياز لا بل هي وثيقة سياسية "للقوات"، إنها كلمة لها أبعادها الوطنية والاقليمية وبعدها المسيحي، كما انها تتحدث عن الدور المسيحي الذي يريده المسيحيون لأنفسهم وللبنان، لذا أردت تهئته على هذا الخطاب".

 

"الراي": "الزلزال" السوري أصاب حزب الله بـ"عطل استراتيجي"

المركزية- أعلنت صحيفة "الراي" الكويتية نقلا عن سياسي لبناني "استخفافه" بما أسماه "المنازلات" الدائرة في الداخل والمواقف السجالية من المحكمة الدولية وموقع البطريركية المارونية وقانون الانتخاب وجنوح حزب الله نحو القبض على السلطة ومظاهر اعادة الانتشار السياسي لسوريا. واشارت الى أن الربيع الذي ازهر في بيروت عام 2005 ولم يُستكمل في لبنان، انفجر في العالم العربي وها هو يقلب سوريا رأساً على عقب ويمهد لمعادلات جديدة ينهار معها "حائط برلين" العربي الذي من شأنه فك اسر لبنان وربما فلسطين ايضاً.

واعتبرت ان النظام في سوريا الذي حكم لبنان بالعسكر و"الريمونت كونترول" لم يضطر الى سحب جيشه فحسب بل هو مهدَّد بـ "الانسحاب" من سوريا عينها، الامر الذي لم يكن متوقعاً حتى في افلام الخيال العلمي، وهو ما يفيد منه لبنان، فغالباً ما كان يقال ان لا تغيير في لبنان من دون تغيير في سوريا. واشارت الى ان الزلزال السوري يصيب حزب الله بـ"عطل استراتيجي" يتزامن مع ازمات يعانيها شبيهة بتلك التي عاشتها كل الاحزاب "المعسكرة" ابان الحرب، كالاختراقات والفساد والصراعات، مما يحكم على قبضته بالتراخي لمصلحة البحث عن تسوية داخلية ما ولو بعد حين.

 

المجلس الشرعي الإسلامي أكد التزام ميقاتـي تمويل المحكمة

المركزية- اكد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى التزام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. عقد المجلس جلسته العادية برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي وضع أعضاء المجلس في أجواء القمة الروحية الإسلامية المسيحية التي عقدت في دار الفتوى أخيرا . ومن ثم تداول المجلس في الأحداث التي ألمت بالمنطقة والمستجدات على الساحة الوطنية والإسلامية، وأصدر بيانا تلاه نائب رئيس المجلس الوزير السابق عمر مسقاوي، جاء فيه:

"توقف المجلس الشرعي أمام انتفاضات الشعوب العربية الداعية إلى رفع الظلم والمتطلعة إلى الحرية والعدالة والعيش الكريم في أوطانها، وطالب بوضع حد فوري لسفك الدماء البريئة بغير وجه حق وانتهاك كرامة الإنسان وحياته، المستباحة أمام مرأى العالم اجمع، وهي تتجافى مع ابسط حقوق الإنسان الذي كرمه الله تعالى، كما دعا شعوب العالم الى الالتفات إلى هذه المأساة وتأييد هذه الشعوب في مسعاها المحق والعادل لان واجباتنا ان ننتصر للمظلوم في كل الظروف انطلاقا من القواعد الشرعية. وتناول ما يشاع خلف الكواليس وما قيل حول مستقبل المسيحيين في العالم العربي والإسلامي، ورأى ان هذه المخاوف هي استدراج للفتنة والى تقسيم البلاد طبقا لمعايير ليست من طابع الحضارة الإسلامية التي أحتضنت هذه الأجيال على تعددها وتعاقبها وأعطت لكل إنسان على اختلاف عقيدته مسارا مشتركا وصل إلينا بكل معنى وحدة الحضارة. ويؤكد المجلس الشرعي التزام الرئيس ميقاتي في الأمم المتحدة قيام حكومته تمويل المحكمة الخاصة بلبنان الهادفة إلى تحقيق العدالة والاقتصاص من قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه".

 

بيضون: على قرطباوي الإستقالة إذا رفض توقيع مرسوم تمويل المحكمة 

دعا الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى أن يكون "قد حالو" في موضوع تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أو عليه أن يستقيل، لافتًا إلى أن "الحكومة ثمينة جدًا بالنسبة لـ"حزب الله" لذلك سيحاول تأجيل البتّ باستحقاق التمويل حتى يجد ميقاتي المخارج المناسبة"، مضيفًا: "على وزير العدل شكيب قرطباوي التوقيع على مرسوم التمويل، أما إذا لم يفعل فـ"الأشرف" له أن يستقيل". بيضون، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أكد أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "خاضع للتبعية السورية أكثر من حزب الله"، لافتًا إلى أن رئاسة الجمهورية "لا تلعب أي دور وهي كدبلوماسية (الرئيس الأميركي) باراك أوباما في الصفوف الخلفية". وردًا على سؤال، أسف بيضون لموافقة وزير الداخليّة مروان شربل وغيره على قطع الطريق بمحيط "الإسكوا" لأنها أكبر إهانة للشعب اللبناني"، وقال: "أنا كنت أفضّل أن تقفل "الإسكوا" لمدة شهر وليس إقفال الطريق أمام ما يزيد عن مئتي ألف سيّارة تمّر عليها يوميًا"، مضيفًا: "كان من الأفضل استحداث مبنى للـ"إسكوا" في مكان آخر وتأمين امنه، وفي كل الأحوال أرى أنّ كل الحكومة ملوّثة في هذا الموضوع".

 

معوض: النظام السوري لا يحمي الأقلّيات بل يحتمي بهم ونحن مع خط بكركي وليس بكركي معنا 

رأى رئيس "حركة الإستقلال" ميشال معوض أنّ "حزب الله" يقوم اليوم بحماية حكومة سوريا في لبنان والتي تحمي بدورها السلاح، كما يحاول التدخل في الشؤون السورية من خلال التدخل الامني والعسكري بغية الحفاظ على محور سوريا – إيران الذي أدى إلى غلبة السلاح في لبنان، معتبرا ان مشروعه هو وضع اليد على السلطة والدولة. واشار معوض في حديث لاذاعة "لبنان الحر" الى أنّ الرئيس نجيب ميقاتي مقتنع بأنّه يستخدم "حزب الله" ليخدم لبنان، فيما الكلّ يقول أنّ الحزب يستخدم الوجه اللائق لميقاتي لتمرير مشروعه، مشددا على ان المحكمة الدولية ستموّل، لأن "حزب الله" لن يخاطر بسقوط النظام السوري من جهة وبسقوط الحكومة اللبنانية من جهة ثانية. وحذر معوض من ان لبنان غير قادر على تحمل تبعات الخروج من الشرعية الدولية، مشيرا الى ان عدم تمويل المحكمة يعني إسقاط الحكومة، "فـ"حزب الله" هو من يلعب على حافة الهاوية أي انه سيترك هذه الحكومة قائمة وسيعمل على عدم دخولها في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي، وذلك من مبدأ "خدمة مصالحه الإستراتيجية". ولفت معوض الى أنّه من الواضح أنّ ميقاتي يعيش عزلة إقليمية ودولية. من جهة اخرى، رفض معوض القول أنّ البطريركية المارونية هي مع "14 آذار"، مؤكدًا العكس بمعنى أن ثورة الارز وقيمها هي التي سارت بنهج البطريركية والثوابت التاريخية للكنيسة المالرونية. وقال: "يقول فريق "8 آذار" أنّ البطريرك مار نصرالله بطرس صفير كان مع "14 آذار" اما البطريرك الراعي فهو ضدّها، نحن لا نقبل أبدًا وبأي شكل من الاشكال أن يُقال أنّ بكركي التي نعتبرها مرجعًا دينيًا ووطنيًا كبيرًا، هي مع فريق دون آخر، ونحن كمسيحيين سياديين نعتبر أنفسنا اننا نحن مع خط بكركي وليس بكركي معنا". وأضاف معوض: "البطريرك لا يمكنه أن يخرج عن الثوابت المؤتمن عليها، ولا أتصوّر أنّ الراعي كان سعيدًا عندما رأى صورته في بعلبك الى جانب الرئيس السوري بشار الأسد وامين عام "حزب الله" حسن نصرالله مع كلمة يا "أشرف الناس، وقد عملت بكركي على عدم إعطاء أي زيارة لأي منطقة طابعًا سياسيًا".

 

 "القوات" ردا على ادعاء العلم باختطافه: القوى الأمنية هي من اوقفه واستغلال الامر لاغراض سياسية مرفوض 

صدر عن الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: توقفت "القوات اللبنانية" بكثير من الإستغراب عند عملية التدجيل والتلفيق والفبركات التي تخللت المؤتمر الصحافي لجاك عبيد في نقابة الصحافة يوم الجمعة في 30-9-2011، والتي حوّلها المذكور الى عملية استهداف سياسي لـ"القوات اللبنانية" فيما هي في أساسها مسألة أمنية، قانونية، شرعية. وبناءً عليه، يهم الدائرة الإعلامية أيضاح الآتي:

أولاً: إن قوى الأمن الداخلي هي التي أوقفت عبيد وحققت معه في مركز فصيلة جونيه، للاشتباه به ثم أخلت سبيله.

ثانياً: إن إقحام إسم "القوات اللبنانية" في الموضوع ليس سوى استغلال لتدابير أمنية معينة أتخذتها قوى الأمن للانقضاض على "القوات" وتشويه سمعتها.

ثالثاً: إن الإدعاء على الجهة التي أوقفت عبيد أمر قانوني، وللقضاء أمر البتّ به وبصوابيته، وهو في مطلق الأحوال حق من حقوق عبيد. أما استغلال الموضوع لشن هجوم على "القوات اللبنانية" فأمر غير مقبول وكلّه تجنٍّ.

رابعاً: لماذا يُقابَل توقيف مواطن من قبل القوى الأمنية بردّة حزبية وسياسية تجلّت في تحويل المؤتمر الصحافي الى اجتماع حزبي حضره العديد من مسؤولي وكادرات الحزب السوري القومي الإجتماعي، بالإضافة الى وجوه من قوى حزبية من فريق 8 آذار. الا يفضح هذا الأمر نوايا سياسية مبيّتة في استهداف "القوات اللبنانية"؟

خامساً: لماذا يُلقي وكيل عميد الإذاعة والإعلام في الحزب السوري القومي الإجتماعي كلمة اتهامية خلال المؤتمر الصحافي، فإذا كان عبيد ينادي فعلاً بالدولة وسيادة القانون، فلماذا يذهب الى السياسة بدل التوجه الى القضاء حصراً؟

سادساً: لماذا استحضرت مجزرة حلبا، واستحضر حاجز البربارة واستحضرت لغة فترة الحرب اللبنانية، وما دخل كل هذا في قضية توقيف مواطن في جونية؟ أليس في ذلك إصرار على تحويل الموضوع الى قضية سياسية؟

سابعاً: مستغرب القول إن "القوات اللبنانية" معروفة بتاريخها العدائي للدولة ولمفهوم الدولة، في وقت لم يُحافَظ على وجود للدولة ومؤسساتها أيام الحرب الا في مناطق نفوذ "القوات اللبنانية". والجميع يعرف أين كانت الدولة واجهزتها في مناطق نفوذ الحزب القومي وحلفائه.

ثامناً: إن آخر مَن يحق له الكلام عن سيادة القانون واحترام كرامة المواطنين هو الحزب السوري القومي، فإلى جانب مآثره كلها، لن ينسى له اللبنانيون اغتيال رئيسهم الشيخ بشير الجميل، فيما يحمي قاتله ويتباهى من على المنابر وصفحات الجرائد بعملية الإغتيال. هذا بالإضافة الى تغطيته كل أفعال "حزب الله" ومربعاته الأمنية وحجزه حريات المواطنين وانتهاكه القوانين دون أن يُساءل من الحريصين على الدولة أمثال الحزب السوري القومي الإجتماعي.

تاسعاً: إن قمة اللامنطق والتضليل أن يتهم عبيد القوات اللبنانية ب "تسريب الخبر الى الكورة لافتعال إشكال كبير خلال مرور الوفود الى مهرجان "القوات" في جونية"، وفي سؤاله: "لمصلحة من إحداث الفتنة؟ وبأمر ممن؟". فهل يُعقل أن تفتعل القوات مشكلة لنفسها وتحدث فتنة لمواكبها؟

عاشراً: إن "القوات اللبنانية" هي بصدد التقدم بدعوى جزائية أمام المراجع القضائية المختصة بحق المدعو جاك عبيد على خلفيّة الأفعال الجرميّة المرتكبة بحقها، لا سيما جرائم القدح والذمّ والإفتراء والأخبار الكاذبة وإثارة النعرات.

 

سامي الجميّل: ندعو كل الذين يريدون توجيه كلام للبطريرك للتوجه لبكركي 

 أكّد عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل أن الشعب اللبناني "لم يخف يوماً مهما كانت الظروف والقوى المسلّحة بوجهه"، وأضاف: "لم نخف لا من القوي ولا من الكبير ولا من الصغير"، داعياً في مجال آخر "كل الذين يريدون توجيه أي كلام للبطريرك أن يوجّهوه له وجهاً لوجه في الصرح البطريركي، لأن هذا الموقع الرمز هو للجميع وعمره 1500 سنة وهو يتخطى الاشخاص والمواقف والسياسات، ولولاه لا مسيحيين في لبنان". كلام الجميل جاء خلال تمثيله رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميل في العشاء السنوي لاقليم البترون الكتائبي الذي أقيم في منتجع "بترون فيلاج كلوب". وفي المناسبة، رأى عضو كتلة "الكتائب" النائب سامر سعادة أن لبنان "يمر في أيام صعبة، وسط معاناة تاريخية، وأخطار وكيدية وتهديدات واختلال الموازين، والإستقواء على الدولة والشعب المسالم بالسلاح غير الشرعي، والطغيان المذهبي المدعوم بتحالفات مشبوهة، في غياب سلطة شجاعة توطد الأمن وتطبق العدل"، وقال: "في هذا الوضع نواجه كمواطنين كاملين، لا أهل ذمة ولا رعايا، لأننا مسؤولون عن مستقبل منطقتنا ومستقبل لبنان، ولأن الاوطان ليست مجانية، ولأن الكرامة أغلى من كل المراكز والحصص."

 

أسس تاريخية ودور محوري وعقبات ورسالة

لقاء سيدة الجبل يرفض ربط المؤتمر الثامن بمواقف البطريرك

خطوة أولى نحـو مؤتمرات مسيحية عربية

المركزية- يوم الاحد 23 تشرين الاول يلتئم المؤتمر الثامن للقاء سيدة الجبل المقرر مبدئياً في دير سيدة الجبل – فتقا تحت عنوان "دور المسيحيين اللبنانيين في الربيع العربي" لصوغ نداء مسيحي لبناني يحدد موقع ودور المسيحيين في هذا الربيع بما يوافق تطلعاتهم ويتلاقى مع تاريخهم في الوطن العربي، وإطلاق ورشة حوارية داخل الطائفة المسيحية والتواصل مع الطوائف اللبنانية الأخرى كافة، اضافة الى وضع اسس وتحضيرات مؤتمر مسيحي واسع على مستوى مسيحيي المنطقة العربية ككل.

وفي معلومات "المركزية" ان المؤتمر سيتطرق الى أربعة محاور رئيسية:

- الأسس التاريخية لدور المسيحيين في لبنان ودورهم في النهضة العربية وفي التأسيس لتجربة العيش المشترك.

- الاسس الراهنة لهذا الدور بدءاً من إطلاق بكركي نداء الاستقلال الثاني في ايلول 2000 مروراً بالجهود التي بذلوها نحو تشكيل نواة لمعارضة الوجود السوري وتمكنهم من اخراجه من لبنان، حتى انتفاضة الاستقلال عام 2005 التي انبثق من رحمها ربيع الثورات العربية.

- ويتناول المحور الثالث العقبات التي تواجه المسيحيين راهناً من غياب الرؤية الواضحة لدى فئة كبيرة من سياسيي الطائفة حول دورهم.

راهناً وتجدد المخاوف من الطائفية لدى بعضهم وسط ربط مصير المسيحيين بأنظمة تصارع رغبة شعوبها بالحرية والاستقلال، ما ولد حالة من الانكفاء والتقوقع تجسدت بالإقدام على بيع الأراضي والتراجع عن تحصيل الحقوق في الدولة.

- رسالة المسيحيين وكيفية الاسهام في ترسيخ السلم الأهلي والدولة المدنية ووضع حد للنزاع الطائفي، عرض تصور جديد للعلاقات مع سوريا "الجديدة"، دعم الفلسطينيين في نقلهم نحو السلام والتواصل مع المجتمع المدني في الدول العربية.

وكشف المعلومات عن ان المنظمين يضعون اللمسات الأخيرة على الوثيقة السياسية التي ستعلن في نهاية المؤتمر الذي يبدأ توزيع الدعوات اليه قريباً لشخصيات سياسية وروحية وأكاديمية رفيعة وفاعليات مسيحية في القطاعات كافة.

بيان امانة السر: وفي وقت يحرص المنظمون على تأكيد استقلالية المؤتمر وابتعاده عن الاصطفافات السياسية لحصر مناقشاته في الوضع المسيحي ومستقبله في العالم العربية اصدرت أمانة سر "لقاء سيدة الجبل" البيان الآتي: مع تقدّم التحضيرات لانعقاد المؤتمر الثامن لـ "لقاء سيدة الجبل" في 23 تشرين الأول المقبل، بدأت وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والإلكترونية تبدي اهتماماً بمقاربة المؤتمر وخلفياته وأبعاده من خلال مقالات وتحليلات وتغطيات تضمن بعضها إجتهادات وتفسيرات في غير مكانها.

إن أمانة سر مؤتمر "لقاء سيدة الجبل" يهمُّها أن توضح لوسائل الإعلام والإعلاميين وللرأي العام ما يلي:

1- إن "لقاء سيدة الجبل" لم يولد اليوم ولكنه تأسس في العام 2001 وقد عقد لغاية الآن سبعة مؤتمرات وهو في صدد التحضير للمؤتمر الثامن.

2- انطلاقاً من هذه الوقائع فإن ربط المؤتمر الثامن بالإصطفافات اللبنانية الآنية وتصويره وكأنه رد على مواقف معينة لا سيّما المواقف الأخيرة للبطريرك بشارة الراعي يُعتبر مقاربة في غير محلها. فالهدف من المؤتمر هو الخروج بتصور عملي لدور المسيحيين وموقعهم في الربيع العربي.

3- إن "لقاء سيدة الجبل" ليس إطاراً تنظيمياً من الأطر التنظيمية لقوى 14 آذار، بدليل أنه ولد في العام 2001، والمشاركة في مؤتمراته تتعدى الشخصيات والقوى السياسية المنضوية في قوى 14 آذار لتشمل نحو ستمائة مدعو ينتمون الى توجهات سياسية ووطنية متعدّدة.

إن أمانة سر "لقاء سيدة الجبل" إذ توضح هذه الأسس، تتمنى على وسائل الإعلام والإعلاميين الأخذ في الاعتبار هذه المعطيات في تعاطيها مع المؤتمر الثامن وأعماله التحضيرية.

نحو العالم العربي: وعلى رغم وضوح البيان وأهدافه، شددت مصادر المنظمين لـ"المركزية" على أهمية عدم استخدام منبر المؤتمر لتوجيه الاتهامات لاي فريق سياسي او اعتباره محطة للرد على مواقف البطريرك الماروني، خصوصاً ان المؤتمر لن يكون يتيماً اذ سيتوسع لاحقاً من حلقة المسيحيين في لبنان الى المسيحيين في العالم العربي كافة وليس المشرقي فحسب مؤكدة مشاركة فاعليات مسيحية من بلدان الجوار كفلسطين ومصر والعراق، بعدما صرف النظر عن مشاركة عدد من الشخصيات المسلمة بصفة مراقبين في هذا المؤتمر بالذات، على ان يعاد النظر في الأمر في المؤتمرات اللاحقة وتشدد مصادر المنظمين على مقاربة ملف الثورات العربية كوحدة متكاملة غير مجزأة ولا قابلة للانتقائية اذ من غير الجائز تأييد ودعم الثورة في مصر مثلاً ورفضها في سوريا التي لعب نظامها دوراً بالغ السلبية في لبنان.

 

المقاومات في الجحور

نصير الأسعد/لبنان الآن

في الأسبوع الماضي، شهدت المنطقة العربيّة محطّة تحوّل تاريخي من ضمن الربيع العربيّ. وقد تمثّلت هذه المحطّة في خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس في نيويورك، المتضمّن طلب العضويّة الكاملة للدولة الفلسطينيّة في الأمم المتّحدة.

أتى الرئيس أبو مازن إلى المنظّمة الدوليّة حاملاً "فلسفة" بالغة الأهمّية للقضيّة الفلسطينيّة تقوم على مرتكزات أساسيّة. وإذا كان الظاهر البارز من تلك "الفلسفة" هوَ خوضُ معركة الإستقلال الوطني الفلسطيني في أهمّ موقع للقرار الدوليّ، الموقع الذي لا بدّ من توقيعه الإعتراف بالدولة الفلسطينيّة المستقلة كي يصبح الإستقلال معطى قائماً وتأخذ الدولة مكانها على خارطة العالم، فإنّ الفكرة العميقة وراء خطوة التقدم بطلب العضويّة الكاملة، هي أنّ مشروع السلام بالنسبة إلى القيادة الفلسطينيّة هو البديلُ من العنف ومن "المقاومة المسلّحة" لكنّه ليس بديلاً من الصراع السياسيّ – الديبلوماسي – الشعبي مع إسرائيل. وبمعنى آخر، إنّ خيار السلام، بالرغم من العقبات التي لا تزال تواجهه حتّى الآن، هو الخيار الوطني الفلسطيني الذي يتطلّب صراعاً ومزيداً من الصراع.

وقد دلّت الوقائع والمعطيات، خصوصاً بالتزامن مع "خطوة نيويورك" واثناء وجود أبو مازن هناك وبعد عودته إلى فلسطين، على أنّ هذا الخيار يخطى بتأييد شعبيّ فلسطينيّ منقطع النظير. وذلك كلّه، أي القرار – الخيار من ناحية والخطوة العمليّة من ناحية ثانية، يعني أنّ ثمّة إنحيازاً فلسطينياً – سياسياً ووطنياً وشعبياً – بأكثريّة موصوفة بجانب مشروع السلام الفلسطيني بالمعاني المنوّه عنها آنفاً، وأنّ ثمّة تراجعاً بل سقوطاً سياسياً هائلاً للمشروع الذي قدّم نفسه بديلاً، أي مشروع المقاومة العسكريّة الدائمة والممانعة.

هذا أمرٌ قائمٌ اليوم في فلسطين بصرف النظر عن النتيجة العمليّة المباشرة للتصويت على طلب العضويّة، لأنّ الخيار المعتمد إنّما هو مسارٌ ستتبيّن مفاعيله تباعاً.

لا حاجة في هذا السياق إلى التوقّف طويلاً عند بعض الردود الفلسطينيّة على هذه المحطّة الجديدة. غير أنّ ما إنطوت عليه هذه الردود يستحق جواباً مختصراً: إنّ تلك الردود من "زمن ماض" تكرّر تقديس البندقيّة على حساب القضيّة وعلى حساب التقدّم بهذه القضيّة إلى الأمام.

بيدَ أنّ ما يجب قولُه هو أنّ محطّة التحوّل التاريخيّ تعني في آن أنّ الربيع الفلسطيني إنطلق، وأنّ مشروع السلام المتضمّن الإستقلال الوطني هو عنوان هذا الربيع، وأنّ مشروع المقاومة العسكريّة الدائمة "مزروب" في فلسطين.. والأهمّ أنّه عندما يكون هذا المشروع "مزروباً" في فلسطين، فإنّ المحور الإقليميّ المتبنيّ له فقد مبرّر وجوده الذي قام على سرقة الراية الفلسطينيّة. بإختصار، إنّ ما تهدف إليه المقدّمات السالفة هو القول إنّ الربيع الفلسطيني هوَ ربيع السلام.

ولمّا كانَ لا بدّ من وضع الربيع الفلسطيني ضمن الصورة الشاملة للربيع العربيّ، أو "الربيعات العربيّة"، فإنّه ينبغي تحديد ما يربط تلك "الربيعات" ويجمعها.

الربيع العربيّ الأوّل كانَ ربيع لبنان في 14 آذار 2005 بعناوين السيادة والإستقلال والحريّة والدولة. وقد أبرزت تجربةُ السنوات الماضية وحتّى اليوم أنّ ربيع لبنان، كي يرسّخ المبادئ التي حملها ويثبّتها في الواقع، بحاجة إلى ربيع عربيّ، وإلى ربيع سوريّ تحديداً.

والربيع العربيّ الثاني كان ما شهدته دول عربيّة عدّة، لا سيّما سوريّا، بعناوين الحريّة والكرامة والديموقراطيّة. وقد حقّقت الثورات العربيّة نتائج هامّة في بعضها وإن كان المخاض في هذا البعض من الدول لا يزال طويلاً نحو المستقبل (مصر بشكل خاص)، وفي بعضها الآخر لا تزال الثورات تنتظر منعطفاً حاسماً لا بدّ أن يأتي (ليبيا واليمن). أمّا في سوريّا حيث حققت الثورة كسر جدار الخوف من النظام والصمود والإستمراريّة في وجه القتل والدم، والعزلة الخانقة لنظام الأسد داخلياً بالدرجة الأولى، فإنّ الربيع السوريّ كان ولا يزال بحاجة إلى مفصل يمكّنه من الإندفاع إلى الأمام.

وقد يُفهم عن حقّ من هذه الملاحظة أنّ الثورة السوريّة بحاجة إلى دعم عربيّ اكثر جديّة وإلى دعم إقليميّ – دوليّ أقلّ تباطؤاً. غير أنّ المقصود أكثر من الملاحظة المذكورة هو أنّ مزيداً من دكّ مبرّرات إستمرار نظام الأسد لا يزال مطلوباً. وإذا كان ربيع لبنان الذي يحتاج إلى إكتمال ربيع سوريّا، قد أسهم إسهاماً كبيراً في حفر أساسات نظام الأسد عندما دكّ مشروع "سوريّا الإقليميّة" بإخراج الوصاية السوريّة من لبنان، فإنّ الربيع الفلسطيني دكّ أساسات أخرى عندما أسقط قدرة النظام على ما يسمّى "الممانعة" بالفلسطنيين والقضيّة الفلسطينيّة، أي أسقط المتاجرة بفلسطين. لكنّ ربيعاً آخر في مكان آخر، قيد الإنتظار.

الربيعُ الثالث – قيد الإنتظار – هو الربيع الإيرانيّ.. ولا يتعجبّن أحد.

وحقية الأمر هنا أنّ ثمّة ربيعاً إيرانياً "كامناً". فـ"الثورة الخضراء" الإيرانيّة لم تمُت بعد أكثر من سنتين من وجودها، رغمَ إنكفاءات إضطراريّة. بيدَ أنّ أسباب الإندلاع المتجدّد للربيع الإيرانيّ كثيرة. من صراعات مراكز القوى ضمن الجناح الحاكم، إلى الإستياء الشعبيّ الإيرانيّ من وقائع الحياة على شتّى الصعد، إلى العزلة الإيرانيّة على غير صعيد، إلى تراجع الدور الإقليميّ الإيرانيّ بشكل نسبيّ لكن محسوس، إلى التحوّلات في المنطقة العربيّة الهادفة إلى الديموقراطيّة وإلى إستعادة الموقع الإقليميّ العربي، أي قيامة النظام العربي الجديد ألخ..

الربيع الإيرانيّ في الأفق وبلا أيّ مبالغة.. وسيكون المنعطف الإستراتيجيّ إقليمياً.

أمّا الربيع الرابع، الفلسطيني الذي تناولته السطور السابقة، وهو الذي كان تاريخياً بحاجة إلى العرب، فإنّه اليوم يعطي الربيع العربيّ، إذ يستعيد القضيّة الفلسطينيّة إلى القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ويُسقط المتاجرة بفلسطين.. ويحدّد للعرب هدف السلام.

ماذا تستنتج ممّا تقدّم؟.

إنّ كلّ هذه "الربيعات" تكمل بعضها البعض.

ربيعُ لبنان هوَ من أجل سلام لبنان بالإستقلال والحريّة والديموقراطيّة. وربيعُ سوريّا هو من أجل سلام سوريّا بالحريّة والكرامة والديموقراطيّة.. وكذلك كل ربيع في كلّ دولة عربيّة. وربيع إيران هو من أجل سلام إيران وسلام دول عدّة "من" إيران، بالحريّة والديموقراطيّة. وربيع فلسطين من أجل إستقلال فلسطين وسلام فلسطين.. وسلام المنطقة ككلّ، وهو ربيعٌ بدأ يفجّر ربيعاً إسرائيلياً حتّى، وإسرائيل ليست بمنأى عن الربيع العام.

الرابطُ هو سلام دول المنطقة. وهو سلام المنطقة.

ولذلك، فأن تصدر الكلمة الفصل من فلسطين لهو أمرٌ تاريخيّ حقاً، لأنّ فلسطين كانت "المفتاح" على الدوام.

 

احتلال في سوريا

علي حماده/النهار     

تكشف المواجهات في محافظة حمص وسط سوريا بين الجيش السوري التابع للنظام، والجنود المنشقين المنضمين الى الثورة السورية ان الامور تتعاظم بفعل الوحشية غير الاعتيادية التي مارسها النظام في حق التظاهرات السلمية على مدى ستة اشهر وادت الى قتل ما  يزيد على الثلاثة آلاف وخمسمئة مواطن اعزل، وجرح اكثر من عشرين الفا، و اعتقال خمسة عشر الفا. فالسلمية التي تبقى حتى اللحظة الراهنة السمة العامة للثورة السورية تواجه اكثر الانظمة وحشية و دموية في عالمنا. نظام مستعد ان يقتل عشرات الآلاف للبقاء و للاستمرار في حكم بلاد الشام بالحديد والنار. نظام لن يتوانى عن دفع البلاد  نحو صراع طائفي مذهبي لكي يفلت من الاجل المحتوم. نظام لم يتأخر ولن يتأخر عن دفع ثورة الناس العاديين السلميين الى زاوية يستحيل معها ان  يستمروا الى ما لا نهاية في مواجهة القتلة بالتظاهر السلمي. ومن هنا اهمية الانشقاقات التي تحصل في الجيش السوري،  وتأتي بسبب التذمر الكبير في الجيش من توريطه في قتل الشعب، فتحول دون تسلح الشعب على نطاق واسع باعتبار ان "كتائب ثورية" تواجه جيش النظام في محاولة لحماية الناس من الموت المحتوم.

لقد تحملت الثورة في سوريا، وتحمل المواطن السوري العادي ما  لا يحتمل من آلة القتل التي يديرها النظام بلا هوداة، وصمدوا كما لم يصمد شعب في المشرق العربي امام القتل الممنهج الذي يذكر بالاساليب الاسرائيلية في فلسطين، ومع ذلك واصلوا النزول الى الشارع مطالبين بسقوط النظام. وفي المقابل وجدنا النظام يتورط في مجازر لم تقف عند حد استخدام الرصاص، بل تعدته الى حد استخدام المدفعية والدبابات وحتى الطائرات وسط تعامل دولي وعربي خجول، وقاصر عن التصدي للقتل في سوريا.

يقال ان بشار الاسد يستند في معركته الى جيش لا يزال متماسكا حتى اللحظة، وان النظام قوي بالمعايير العسكرية، ولكن ما يغيب عن اصحاب القول ان بشار الاسد ونظامه نجحا في تحويل الجيش السوري الى جيش احتلال في بلاده! اي ان الجيش المؤتمِر بالنظام الى الآن يحتاج  قتل ما معدله خمسين مواطنا في اليوم، واجتياح خمس او ست مدن كي لا يسقط النظام نفسه. هذه خصائص جيوش الاحتلال التي تسيطر من دون ان تسيطر. انه جيش احتلال حقيقي لا يستقيم يومه ما لم يقتل عشرات المواطنين. اكثر من ذلك، وفي معرض التطرق الى خصائص الاحتلالات، فإن التخريب المتعمد للممتلكات، وحرق البيوت والاشجار، و قتل المواشي (مجزرة الحمير مثالا)، وصولا الى قتل الاطفال (حمزة الخطيب) وخطف البنات، واغتصابهن ثم قتلهن والتمثيل بجثثهن (زينب الحصني) كلها اعمال عادة ما تقوم بها قوى احتلالية، او مجموعات ميليشيوية في اطار نزاع اهلي داخلي، لا جيوش وطنية.

 

نصرالله التقى فرنجية

وطنية - 1/10/2011 إستقبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، يرافقه يوسف فنيانوس، وفي حضور حسين الخليل ووفيق صفا. وأفاد بيان للتعبئة الإعلامية في الحزب أنه "تم استعراض آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، وجرى تقييم للأداء الحكومي خلال الفترة الماضية، والإستحقاقات القادمة في المرحلة المقبلة".

 

وكيليكس/المستقبل/كنعان في 2007: ارتكبنا أخطاء جسيمة يوم الثلاثاء الأسود

 كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 29/01/2007 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 146 أن عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان أكد أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون اعترف بأخطائه في أعقاب اشتباكات يوم الثلاثاء الأسود، و"أدرك ببطء سوء تقديره الخطير للأمور"، مشيراً إلى أن عون يدرك أن كلا من "حزب الله" و"المردة" "مدفوعان جزئياً من جدول الأعمال السوري. وكشف أن عون قرّر "على مضض" العام الماضي أنّ تحالفاً مع نظرائه في 8 آذار ضروري من الناحية التكتيكية. وبناء على طلب كنعان عقد اجتماع عاجل مع مسؤول في السفارة، في 26 كانون الأول 2007، أشار فيه كنعان إلى أن أحداث الثلاثاء لم تكن بسيطة، وقال: "كانت هناك أخطاء سيئة جداً في الحكم"، لافتاً إلى أنه نفسه "على خلاف مع شخصية عون العامة". وتعهّد بتأكيدات "صادقة" بأن عون سيتنصل من الآن وصاعداً من التظاهرات العنيفة.

كما طالب الأميركيين أن يعترفوا بأنّ أهداف عون السياسية في طلب استقالة حكومة السنيورة كانت مختلفة إلى حد كبير عن رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.

ورفض كنعان ما يقال بأن عون كما تعتبره واشنطن، بعد أحداث يوم الثلاثاء، في عمق المعسكر المؤيد لسوريا، مكرّراً الحجّة المعتادة بأن عون كان يحاول حماية الأقلية المسيحية المحاصرة في لبنان، والتي كان يجري استبعادها المنهجي من السلطة على يد الزمرة السنية القوية التي تسيطر على كل من الحكومة والبرلمان.

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "70Beirut146" تحت عنوان: "لبنان: مستشار عون يعترف بالأخطاء ويزعم أن عون أوقف العنف"، كالآتي:

"في اجتماع عُقد في 26 كانون الثاني، اعترف النائب ابراهيم كنعان، المستشار البارز لزعيم التيار الوطني الحر ميشال عون، أنّ فريقه ارتكب أخطاء جسيمة في 23 كانون الثاني، في إشارة إلى أحداث العنف في بيروت الّتي أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى والعديد من الضحايا. وقد أسهب كنعان في الحديث في محاولة للفصل بين أهداف "التيار الوطني الحر" ومصالح الأعضاء الآخرين في تحالف 8 آذار المناهض للحكومة والذي يقوده "حزب الله"، مصرّاً على التزام ميشال عون بالديموقراطية والاستقرار. فاتّهم كنعان "القوات اللبنانية"، خصم عون الرئيسي في المجتمع اللبناني المسيحي المنقسم، بتحويل "عرض القوة السلمي" الذي سعى عون إليه إلى سلسلة عنيفة من المواجهات. وسأل كنعان بجدية إذا كان هناك وقت لحل الأزمة في لبنان من خلال التفاوض، مقترحاً تدبيرين لبناء الثقة: اعتراف 14 آذار بدور عون الأساسي في انهاء العنف يوم الثلاثاء الماضي، في حين أن عون سيحاول إقناع حلفائه في 8 آذار بفك الخيام في ساحة رياض الصلح، ورفع الحصار عن السرايا الحكومية. وأكد كنعان أنّه لا يملك في الواقع السلطة أو التفويض من عون لإبرام مثل هذا الاتفاق، ولكنه أكّد لنا أنّه سيضغط على هذا الاقتراح مع الجنرال. نهاية الموجز".وأضافت البرقية "طالب النائب ابراهيم كنعان، الذي يعتبر مستشاراً مؤثراً ومعتدلاً لميشال عون، عقد اجتماع عاجل مع مسؤول في السفارة في أعقاب اشتباكات يوم الثلاثاء الماضي في بيروت. واجتمع مسؤول السفارة مع كنعان في 26 كانون الثاني في منزله الخاضع لحراسة مشددة في الرابية، على بعد بضعة كيلومترات الى الشمال من بيروت. وكان كنعان، الذي يبدو عادةً محاوراً هادئاً عندما يتحدث باسم "التيار"، متوتراً بشكل واضح خلال المناقشة. وعندما قال له مسؤول السفارة إن أحداث الثلاثاء لم تكن بسيطة، رفع كنعان يديه في الهواء وصاح: "نحن نعلم. نعرف ذلك تماماً. لقد كانت هناك أخطاء سيئة جداً في الحكم". كما طالب أن نعترف بأنّ أهداف عون السياسية في طلب استقالة حكومة السنيورة كانت مختلفة إلى حد كبير عن سليمان فرنجية (زعيم ماروني من حزب "المردة" موالٍ لسوريا) وحسن نصر الله. وقال إنّه أدرك أنّ أحداث يوم الثلاثاء أكّدت لواشنطن بأنّ العماد عون هو الآن في عمق المعسكر المؤيد لسوريا، لكنّه أصر على أن الأمر ليس كذلك. وكرّر كنعان الحجّة المعتادة بأن عون كان يحاول حماية الأقلية المسيحية المحاصرة في لبنان، والتي كان يجري استبعادها المنهجي من السلطة على يد الزمرة السنية القوية التي تسيطر على كل من الحكومة والبرلمان. وجادل بأن عون يدرك أن كلا من "حزب الله" و"المردة" "مدفوعان جزئيا" من جدول الأعمال السوري، ولكنه قرّر "على مضض" العام الماضي أنّ تحالفاً مع نظرائه في 8 آذار ضروري من الناحية التكتيكية".

وبحسب البرقية "وفقاً لعرض كنعان لأحداث يوم الثلاثاء الماضي، تفاجأت القيادات العليا في "التيار" من جراء أعمال العنف التي وقعت بسرعة في شوارع بيروت. وقال كنعان إن عون "أدرك ببطء" بعد الظهر، عندما كانت القنوات الإخبارية الدولية تبث صوراً لبيروت تحت ظلال الدخان الأسود الذي أطلقته حرائق العونيين، سوء تقديره الخطير للأمور. لكنه استعمل بعدها تهمة غالباً ما يلجأ إليها "التيار" وألقى باللّوم أيضاً على رد الفعل العنيف الّذي اتخذه أنصار خصم عون الرئيسي سمير جعجع. حتى عندما أشار كنعان إلى مغالطة هذه الحجة، بقي مصرّاً على إلقاء اللوم على رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

وأكد، في نهاية المطاف، أن أحداث يوم الثلاثاء تقوّض تفسيراته، وتعهّد بتأكيدات "صادقة" أن عون سيتنصل من الآن وصاعداً من التظاهرات العنيفة، وأنّه لن يستخدم مرة أخرى حرق الحواجز لتعزيز أهدافه. وأصرّ على أنّ ميشال عون، ممثّلاً بالمؤيد لسوريا (ظاهرياً) مستشاره جبران باسيل، هو الّذي أقنع نصر الله وفرنجية، في مؤتمر عقد في وقت متأخر ليلة الثلاثاء، بإلغاء أيام إضافية من الاحتجاج. واعترف كنعان بأنّه من الصعب الاقتناع بأقواله في ضوء التصريحات النارية التي أطلقها عون ضد حكومة السنيورة، واعترف بأنّه على خلاف مع شخصية عون العامة، ولكن الأمر مع ذلك كان صحيحاً".

ولفتت البرقية إلى أنه "انطلاقاً من قناعته بأنّه ما زالت هناك إمكانية للحل، اقترح كنعان زوجاً من تدابير بناء الثقة المتبادلة، ولكنّه أيضاً اعترف أنّه لم يكن مفوّضاً بذلك. بحسب كنعان، كان من الممكن تخفيف بعض انعدام تبادل الثقة بين حكومة السنيورة والعونيين عبر اعتراف حكومة السنيورة بالدور المركزي الّذي لعبه عون (ظاهرياً) في إنهاء الاضراب العام، وفي المقابل، فسيحاول عون إقناع حلفائه في 8 آذار بإلغاء "الحصار" عن السرايا الحكومية، من خلال إنهاء وجود 8 آذار المستمر في ساحة رياض الصلح، وفي محيط مكاتب رئيس الوزراء".

وتابعت البرقية "اعترف كنعان، الذي هو عادة أكثر تعقّلاً وأقلّ جزماً من العونيين الرفيعي المستوى، بأنّه سيكون من الصعب للغاية أن يقنع عون نصرالله باتخاذ مثل هذا الإجراء، لكنه قال إن على المرء أن يبدأ من مكان ما. وأضاف أنّه من الخطر البقاء مكتوفي الأيدي وتأجيل المواجهة. وقال كنعان إنّه يمكنه تصور رد فعل واشنطن المشكّك، لكنه طالب بالحفاظ على الاتصال الوطيد مع الجنرال ميشال عون.

 

"الأنباء": ماذا أبلغ الراعي كونيللي؟

تناقلت أوساط سياسية مطلعة لصحيفة "الأنباء" الكويتية معلومات عما دار بين البطريرك الماروني بشارة الراعي وسفيرة الولايات المتحدة في لبنان مورا كونيللي، حيث وصف اللقاء بأنه فاتر. إذ أبلغت كونيللي سيد بكركي بأن اللقاء في هذه الظروف مع الرئيس باراك أوباما صعب، وكذلك اللقاء مع عدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، فرد الراعي: أنا لم أطلب موعدا حتى يرفض، وزيارتي إلى الولايات المتحدة هي زيارة رعوية بالأساس. وحول مواقف الراعي، عشية زيارته الأميركية، تقول أوساط ديبلوماسية غربية في نيويورك: "يحق للراعي ان تكون لديه مخاوف من صراعات مذهبية قد تضرب المنطقة، لكن الأولوية الغربية اليوم هي إنهاء الأنظمة الديكتاتورية وليس التكهن باحتمالات الصراعات المستقبلية".

 

علوش: لا توجد أي اجراءات بحقّي أو تحضير لإجراءات و إذا استمريت في حياتي السياسية فسأكون في تيار المستقبل

أكد عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش موقفه "المبدئي" في دعم الحريات، وأضاف: "هذا لا يعني أن ننسى أن للمملكة العربية السعودية الأيادي البيضاء على لبنان، وهي مشكورة عليها، كما أن هناك محاولات جادة من قبل قيادة المملكة لتطوير النظام فيها". وفي حديث لقناة "الجديد"، نفى علوش ان يكون وضعه التنظيمي في تيار المستقبل قد تأثّر بما أدلى به في ما يخص الحريات في السعودية، لكنه أوضح أن "هناك حواراً قائماً حول الموضوع، مع الرئيس سعد الحريري، ومع الأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري، وفي مؤسسات التيار"، وأكد قائلاً: "لا توجد أي اجراءات بحقّي أو تحضير لإجراءات، ولم يُطلَب منّي التوقف عن الظهور الاعلامي، بل كان هناك تأكيد على ان توجه تيار المستقبل هو عدم معاداة السعودية، وهذا توجه صحيح". ورداً على سؤال، أجاب علوش: "إن مسألة الحريات تحتاج إلى سعي شعبي، وهي لا تتجزّأ، وإنني أعتبر أن الجَلْد وتطبيق القانون عبر التعذيب هو أمر مخالف لكل القوانين والشرائع الانسانية".

وفي حديث آخر لمحطة "أم.تي.في"، قال علوش حول المسألة عينها: "نتكلم مع الرئيس الحريري بشكل دوري، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع، ولكن الأمور ليست بالشكل الذي طرح بصحيفة "الأخبار"، وأنا أنتمي إلى تيار ليبرالي وحر، وهناك تعدد في الآراء وآليات للمحاسبة والنقاش والحوار، وأنا منفتح على كل ما يصدر من آليات في التيار بخصوص هذه المسألة، لكني أخذت قراري منذ مدة طويلة بأنني إذا استمريت في حياتي السياسية فسأكون في تيار المستقبل، وأتمنى أن تبقى الامور كذلك واعتقد انها ستبقى كذلك

 

اجتماع بعيد عن الاعلام تم خلاله وضع اسماء المدعويين الى المؤتمر الذي سيشارك فيه 300 شخصية تقريبا من مسيحيي 14 آذار

مصادر "14 آذار" لـ"الأنباء": لا قرنة شهوان جديدة

 تتواصل التحضيرات للقاء المسيحي الموسع الذي سينعقد في 23 تشرين الاول الجاري في دير سيدة الجبل فتوح كسروان.

وفي هذا السياق علمت صحيفة "الأنباء" الكويتية ان اجتماعا عقد الجمعة بعيدا عن الاعلام ترأسه منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد تم خلاله وضع اسماء المدعويين الى المؤتمر الذي سيشارك فيه 300 شخصية تقريبا من مسيحيي 14 آذار، بينهم حزبيون من مختلف الاحزاب والتيارات ومثقفون مستقلون وكهنة ورهبان ومغتربون، اضافة الى مجموعة من السياسيين والمثقفين المسلمين بصفة مراقبين.

كما تم خلال الاجتماع وفق المعلومات اياها وضع اللمسات الاخيرة على الوثيقة التي ستصدر عن اللقاء والتي ستتناول موضوع الربيع العربي وخيارات المسيحيين حيث ستحدد الموقف من الثورات والانتفاضات العربية وتقدم لبنان نموذجا للتعايش كما تحض المسيحيين العرب على المساهمة في التغيير على طريق ديموقراطي وعدم الاصغاء الى الاصوات التي تدعوهم الى الخوف من المستقبل المجهول خدمة لانظمة ديكتاتورية حالية تقمع شعوبها وتمنع عنهم رياح الحرية والتطور.

وفي سياق متصل نفت مصادر 14 آذار لـ"الأنباء" ما تردد عن توجه لاعادة احياء لقاء قرنة شهوان، وذلك على خلفية دعوة الكاردينال صفير للمشاركة في اعمال المؤتمر وما يقال عن خلافه مع البطريرك الراعي. وأكدت المصادر ان لا قرنة شهوان جديدة والكاردينال صفير ليس بوارد السير بهذا الخيار.

 

استياء من السماح للمعلم بزيارة نيويورك وعون يرسل مخيبر إلى واشنطن للاتصال بالمعارضة السورية

حميد غريافي/السياسة/رفض عدد من قادة المعارضة السورية في واشنطن الأسبوع الفائت لقاء النائب العوني غسان مخيبر الموفد من "التيار الوطني الحر" الى الولايات المتحدة ل¯" فتح خطوط مع المعارضة السورية إذ يعتقد ميشال عون على ما يبدو ان نظام حليفه بشار الأسد في دمشق آيل للسقوط قريباً فيما رفضت شخصيات في المعارضة السورية في بروكسل الاسبوع الماضي التجاوب مع اتصالات من موفدين عونيين اثنين لتحديد مواعيد لقاءات معها  لأنه من غير الوارد عقد اي اجتماع مع هؤلاء العملاء الصغار لنظام البعث وحزب الله الايراني حسب احدى تلك الشخصيات. وكان مخيبر امضى في الولايات المتحدة اربعة أيام عاد بعدها الخميس الماضي الى بيروت بخفي حنين من دون ان يقابل ايا من زعماء المعارضة السورية او من قادة اللوبي اللبناني الذين اتصل بهم فقصر اجتماعاته على ممثلين لحزب الله وبعض مؤيديهم الذين لم يطلعوا على خلفيات زيارته الولايات المتحدة كما اجتمع مع بعض رجال الآعمال اللبنانيين في محاولة لتوسيطهم مع المعارضة السورية إلا ان محاولات الجميع باءت بالفشل. ومن جهة اخرى ابدى عدد من اعضاء الكونغرس الأميركي انزعاجهم الشديد من سماح ادارة باراك أوباما لوزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي تشمله العقوبات الأميركية والأوروبية لجهة منعه من دخول اراضي القارتين رغم ان منطقة الأمم المتحدة في نيويورك تعتبر شبه مدولة وتمتنع الحكومة الأميركية عن رفض دخول اي مسؤول دولي الى تلك المنطقة حتى ولو كان ممنوعاً من السفر الى الولايات المتحدة. وقال أحد أعضاء لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكونغرس ل¯"السياسة" في اتصال به من لندن امس انه كان من الافضل للمجتمع الدولي ان يمنع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من اعتلاء منبر الأمم المتحدة لمهاجمة العالم ما ادى الى خروج عشرات البعثات الديبلوماسية من الاجتماع بدل ان يخرج هؤلاء ويبقى هو هناك.

 

شمعون لـ"السياسة": الزيارات إلى دمشق لـ"وداع" الأسد

بيروت . "السياسة": وصف رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون زيارات بعض أركان فريق "8 آذار" وحلفاء سورية إلى دمشق واللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد ب¯"الوداعية" مع اقتراب نهاية النظام السوري. وقال ل¯"السياسة": إن "الرئيس الأسد يستخدم كل نفوذه في لبنان لفك العزلة عنه وعن نظامه بعد أن أصبح معزولاً عن العالم ونظامه محاصراً بالعقوبات الدولية ضده نتيجة الاستمرار بسفك الدماء والتصدي للمعارضين له بالحديد والنار, لكن هذه الأساليب لم تعد تنطلي على أحد وكل يوم يجد نفسه محاصراً أكثر من اليوم الذي سبقه", مشيراً إلى أن "بعض القوى في لبنان تحاول بواسطة إعلامها اعتبار الأسد رئيسها ولهذا السبب يذهبون إليه لأخذ البركة وتجديد التأكيد على الولاء له".

وفي موضوع الوعود التي قطعها كل من رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي بشأن تمويل المحكمة الخاصة بلبنان, اعتبر شمعون أنه "عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان, فإما أن يفيا بوعديهما, أو يتنصلان منهما, وهناك تكون الطامة الكبرى". وعن رأيه بادعاءات الفريق الآخر أن مواقف البطريرك بشارة الراعي والمفتي محمد رشيد قباني وانحيازهما إلى فريق "8 آذار" قلبت موازين القوى وأصبح فريق "14 آذار" على هامش الحياة السياسية, قال شمعون: "الآتي قريب وسوف يرى الجميع قوة ومتانة 14 آذار, جماهيرياً وسياسياً, لأن عنوان مشروع 14 آذار هو السيادة والحرية والاستقلال وليس الارتباط بمشاريع خارجية".

 

النائب معين المرعبي: قمصان سود جديدة" تُهدد القيادات الروحية في لبنان؟

المطارنة دُفعوا على مضد الى الموافقة على نداء بكركي

استقبالات المفتي الاخيرة مستهجنة ومرفوضة... وننتظر الافعال من ميقاتي

سلمان العنداري

علّق عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي على النداء الاخير لمجلس المطارنة الموارنة معرباً عن اسفه الشديد "لما ورد في النداء"، مشيراً الى ان "مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي نحترمه ونقدره، جاءت لتعطي جرعة قوية من الدعم من قصد او من دون قصد للقاتل الذي يقمع شعبه وينتهك حرياتهم وامنهم وكراماتهم في سوريا، وهي ممارسة لا يمكن ان تقبلها اي شرعة لحقوق الانسان في العالم، واي دين واي ملّة، خاصة وان البطريركية المارونية مؤتمنة على مثل هذه القيم الانسانية السامية منذ مئات السنوات".

المرعبي وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني اعتبر ان "المطارنة الموارنة دُفعوا على مضض الى الوقوف الى جانب ما قاله البطريرك الراعي من مواقف مستغربة، لأن ما صدر مؤخراً لا يليق بدور بكركي وريادتها في الدفاع عن الحرية والاستقلال والديمقراطية في لبنان والمشرق العربي".

ولفت المرعبي الى ان "مواقف كلّ من البطريرك الراعي او مفتي الجمهورية رشيد قباني الداعمة للنظام السوري القاتل والمجرم الذي ينتهك الاعراض و يقتل الاطفال ويسلخ الشباب صعقت الساحة اللبنانية، فاجأت الوسط السياسي الى حد كبير".

واضاف: "يبدو في مكان ما انه تم تهديد كل من البطريرك الراعي والمفتي قباني بقمصان سود جديدة، وبمؤامرات وسيناريوهات مخيفة، كما تم ابتزازهم بشكل مباشر او غير مباشر من قبل الجهات الراعية للقتل في سوريا، وبالتالي فان وقوفهم في خانة الظلام و القتلة و المجرمين لا يعكس واجبهم الديني و لا دورهم التاريخي على الاطلاق".

وابدى المرعبي استغرابه الشديد "لاستقبال سماحة المفتي للسفير السوري في لبنان بعد مجزرة حماه الدامية، في وقت كانت تشتعل فيه الساحة السورية"، كما اسف مجدداً "للمواقف التي اتخذها ويتخذها غبطة البطريرك، من العاصمة الفرنسية وصولاً الى النداء الاخير". وتساءل المرعبي: " هل يعقل ان تقف هامنان كبيرتان من لبنان الى جانب النظام السوري ضد جزء كبير من الشعب التواق الى الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية؟، وهل يعقل ان يسكت البعض على مشاهد القتل والقمع والطغيان الدامية تحت شعارات وعناوين ضبابية؟", و تسأل هل انقلبت الدنيا حتى يدعو المفتي و البطريرك الى التسامح و التماس الاعذار للقتلة و المجرمين و المرتكبين و نظامهم تحت ذريعة أن هؤلاء يحمون المسيحية أو الاسلام من "المتطرفين" من ابناء الشعب السوري الشجاع و الاعزل الاّ من كرامته و ارادة الحرية.

و قال: لا يا غبطة البطريرك و يا سماحة المفتي لا يستوي الطيب و الخبيث, و لا الصالح و الطالح, و لا المقتول و القاتل, و لا الفضيلة و الجريمة, و لا الاعمى و البصير. و تمنى على الله أن "يكشف بصيرة الجميع" حتى يرى ما يستخدمه "نظام القتل" هذا من مدافع و دبابات و طائرات و يدرك ما يرتكبه من مجازر و قهر و ابادة بحق شعب بأسره من اجل كسر ارادته.

هذا وانتقد المرعبي منطق "تحالف الاقليات" والهواجس المبالغ بها التي طرحها البطريرك الراعي في اكثر من موقف، "اذ ان الوقوف ضد فئة كبيرة من نسيج العالم العربي المتمثلة بالطائفة السنية و اتهامها هو أمر في غير محله على الاطلاق، لان بناء المواقف على اساس الخوف والهواجس والتوقعات المغلوطة لن يؤدي ابدا الى حل المشكلة بل سيزيد من تفاقمها على كل الاصعدة".

وعما اذا كان انحياز كل من المفتي قباني والبطريرك الراعي الى قوى الثامن من اذار سيقلب الموازين في البلد، رفض المرعبي هذه المقولة، مؤكداً ان " لا شيء تغير ولا شيء سيتغير قبل وبعد تلك المواقف، فقباني والراعي يشعران بحالة ضعف شديد، ولهذا كانت القمة الروحية التي ارادا من خلالها تعويم نفسيهما على اكثر من مستوى، بعد ان شعروا بان الشعب اللبناني والساحة السياسية "لم تهضم" الكلام الذي قيل والسياسة التي اعتمدت تجاه الاحداث الجارية داخليا وخارجياً".

وعن زيارة الوفد السوري الديني البطريرك الراعي في بكركي قال المرعبي: "الوفد السوري الديني حمل رسالة من بشار الاسد، واتت الزيارة لاستغلال كلام الراعي ولوضعه في موقع سياسي جديد". واضاف: "وفّقهم الله في مسعاهم وفي تحالفاتهم الجديدة، وانا أعلم ان التعاليم السماوية المنادية بالحق والحرية لا يمكن ان تتغير حتى ولو تغيّر من هو مؤتمن عليها في الارض".

هل يعود البطريرك الراعي الى ثوابت بكركي التاريخية؟. اجاب المرعبي: "لا نطالب من البطريرك العودة الى ثوابت بكركي أوالى تعاليم الكنيسة، أو الى الدور التاريخي الذي لعبه هذا الصرح الوطني على مر التاريخ، فهذا شأنه. و لكن ندعو الله عزّ و جلّ أن ينصر المظلوم على الظالم فينتصر الشعب السوري الشجاع و الحرّ و "الأعزل الا من كرامة و وحدة وطنية", فعندها سيكتشف الراعي و القباني أن هذه الارادة هي ارادة كل الاديان و الطوائف و الاعراق في هذا الوطن الذي استعبد باسره لما يقارب نصف قرن من الزمن. و سيريان بأم العين كيف وحد هذا الشعب كل الاديان و الاعراق تحت راية "ارادة الحرية".

وعن تمويل المحكمة الدولية بين التزام كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط، وبين رفض كل من "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" الموافقة على هذا البند على طاولة الحكومة، قال المرعبي: "نحن بصدد اقتراح قانون في المجلس النيابي يختص بتمويل المحكمة، وما يقوله عون وميقاتي وحزب الله هو نوع من توزيع الادوار داخل الحكومة، الا ان الشعب اللنباني سيدافع عن كرامته وعن العدالة اذا وصلت الامور الى طريق مسدود".

اما بالنسبة لكلام ميقاتي المتواصل عن التزامه تمويل المحكمة قال: "كلامه جيد و نامل ان يصل الى خواتيمه التي نرجوها، فبين بني البشر الاعمال ليست بالنيات و لا المواربات و لا الالتفافات انما بالنتائج الفعلية على الارض".

واضاف: "المحكمة تؤمن السلم الاهلي في البلد ونحن على استعداد للقيام بكل شيء الى حين تحقيق العدالة ووقف الة القتل والاغتيالات السياسية التي استهدفت قياداتنا واحرارنا". وتابع: "نريد العيش بسلام وامان ومساواة، في دولة القانون والمؤسسات التي تحترم كل الشعب بدون اي تفرقة، ولهذا فان المحكمة ضرورية وتمويلها و استمراره امرين بديهين".

 *موقع 14 آذار

 

سليمان فرنجية: الراعي يقوم بما هو صحيح ونحن مع قانون الانتخاب الذي يراه مناسبا 

اعتبر رئيس "تيار المرَده" النائب سليمان فرنجية، ان "البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، يقوم بما هو صحيح، وان مواقفه نابعة من ضميره تعكس قناعاته وليست املاءات من احد"، واكد انه في ظل ما يحضر للمنطقة يكون التلاقي والتفاهم امرا اساسا، مشيرا الى ان "الرهان هو على علمانية النظام السوري وان كل المحاولات العسكرية قد فشلت الى الان وان الرئيس بشار الاسد قرأ صح، ورأى صح، وراهن صح، وثقته بجيشه وشعبه كانت في محلها، والاساس في كل ذلك هو صمود سوريا وتماسك موقفها الداخلي وبفضل الصمود السوري سنظل نتكلم عربي".

ودعا الى "الاهتمام بامان المجتمع المسيحي وليس بامنه ونحن كمرده بالنسبة لقانون الانتخاب نمشي بما يراه البطريرك بشاره الراعي مناسبا من دوره الجامع بين المسيحيين واللبنانيين".

كلام النائب فرنجية جاء في حديث خاص لموقع "المردة"، واشار الى أنه "كما كان يحصل في السابق. قد يتفاوت نجاح الزيارات ولكن البطريرك يقوم بما هو صحيح , أمّا المواقف التي إتّخذها فهي تعكس قناعته وليست إملاءات من أحد. مواقفه نابعة من ضميره .والجديد بما يقوم به سيّدنا بل اللافت أنّه على مسافة واحدة من الجميع. والبطريرك ليس معنا ولكنّه لم يعد مع غيرنا , البطريرك اليوم يتحدّث عن هواجس المسيحيين وتحديداً مسيحيي الشرق إنسجاماً مع موقعه كبطريرك لأنطاكية وسائر المشرق . وإذا سألنا كلّ مسيحي في الشرق سنجد أن البطريرك يتحدّث عن هواجسه. وكلّ ما يتحدّث عنه البطريرك, ولو أزعج بعض من لديه إرتباطات, هو حديث مشروع بالنظر إلى ما حدث في العراق وغيره ومن هنا كان الخوف ورفعُ الصوت ففسّر هذا البعض أنّ البطريرك بات مع نظام دون آخر. وكلّ إنسانٍ مسيحي ليس له إرتباط لا يمكن له أن يكون ضدّ موقف البطريرك. هذا الموقف العقلاني والمنطقي والمنسجم مع قناعته ومع الواقع".

وعن التقاطع الروحي الذي تُرجم في القمّة الروحية في دار الفتوى، اعتبر ان "هذا دليل عافية وإذا لم تنعكس على السياسة اليوم فإنّها تنعكس على التاريخ وتنعكس على المستقبل. وغداً سيذكر التاريخ أنّ المرجعيات الروحية وفي مرحلة دقيقة وصعبة إجتمعوا وإتّفقوا".

ورأى ان "يحدث في المنطقة اليوم وما يتحضّر لها بما فيه المحكمة الدولية وما يجري في سوريا ومصر وليبيا كلّ ذلك ليس بمنأى عن هذا الجوّ , وفي مثل هذه الحال التلاقي والتفاهم أمرٌ أساس".

واشار الى ان "ما تخطّط لسوريا ليس مشروع ضغط على بشار الأسد بل الذي خُطِّط هو إسقاط النظام وصار هناك إتّفاق إقليمي دولي لإسقاط هذا النظام بكلّ الإمكانيات. والرهان بدأ من المدن الكبرى وتحديداً الشام وحلب وقد صمدتا . راهنوا على الجيش بقي واحداً . راهنوا على خلافات داخل النظام فلم تحدث. النظام تماسك , النظام صمد , النظام بقي".

واضاف: "اليوم يراهنون على الإقتصاد والمرحلة الإقتصادية برأيي هي الأسهل. المرحلة الأمنية هي الأخطر, أمّا الإقتصاد فقد عانت سوريا على مرِّ عقود من ضائقة إقتصادية ومن عقوبات وبقيت صامدة. والرهان الإقتصادي هو الرصاصة الأخيرة والتي لن تصيب. والرئيس بشار الأسد قرأ صحّ ورأى صحّ وراهن صحّ. وثقته بجيشه وشعبه كانت بمحلّها. أمّا الدول الداعمة وغير الداعمة فهي تعمل وفق مصالحها, فمثلاً روسيا ولو أنّها مشكورة على موقفها ولكنّها تعزّز مصالحها في الشرق وعلى البحر الأبيض المتوسّط وبالمقابل تستفيد سوريا من هذا الدعم في مجلس الأمن ولكن الأساس صمود سوريا وتماسك موقفها الداخلي".

واعتبر انه بفضل صمود سوري سنبقى نتحدّث بالعربية لأنّها تحمي هذا الرهان وهذا الموقف وهذا الخطّ الممتدّ تاريخيّاً وحاضراً ومستقبلاً وليس لدينا أيّ خيارٍ آخر.

 

الجراح: عون وافق على تعيين القاضية أليس شبطيني  رئيسةً لمجلس القضاء الأعلىمقابل موافقتها على الإفراج عن كرم

كشف عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح لقناة "أخبار المستقبل" أنَّ "وزير العدل شكيب قرطباوي المحسوب على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، استدعى الأربعاء الماضي القاضية أليس شبطيني، وأبلغها موافقة الجنرال ميشال عون على تعيينها  مقابل قبولها الطعن المقدّم في قضية العميد فايز كرم وأن تطلق سراحه".

وأشار الجراح إلى أنَّ "القاضية معروفة بنزاهتها، وإن محاولة الضغط عليها تدلّ على المنحى التي تتخذه الحكومة في التعيينات الادارية"، مؤكداً بالقول: "لن نسمح بمرور هكذا تعيينات مهما كانت الظروف ومهما كانت الكلفة"، وأضاف: "على الأقل ليتركوا القضاء خارج دائرة الإفساد". وإذ لفت الجراح إلى أنَّ "الحياة السياسية اللبنانية بدأت مع الجنرال عون تأخذ منحى انحدارياً"، سأل: "كيف يمكن أن نقايض تبرئة عميل بموقع في الادارة؟". (رصد NOW Lebanon)

 

أخذ وعطاء

حازم صاغيّة/الحياة

ليس معروضاً على السوريّين أيّ تدخّل أجنبيّ. حتّى وعد رجب طيّب أردوغان بـ «منعطف» في سياسة تركيا، بعد زيارة لتفقّد اللاجئين السوريّين في هاتاي، لا يزال غامضاً. كذلك ليست هناك حتّى الآن هيئة سياسيّة موحّدة ومُجمع عليها لقيادة الانتفاضة السوريّة، هيئةٌ تخاطب العالم وتطالبه، متى شاءت ذلك، بالتدخّل.

هاتان حقيقتان كبريان وسيّئتان من دونهما يبقى الكلام في التدخّل نظريّاً بحتاً. لكنْ، في حدود الكلام النظريّ، وفي انتظار أن تتوافر شروطه العمليّة، وعلى أمل ذلك، يمكن القول إنّ السوريّين مدعوّون لإغراء العالم كي يتدخّل، ولاختراع حاجة لديه كي يتدخّل. وبعض ما يُسمع من أصوات بارزة في الانتفاضة فيه تكبّرٌ على العالم وتشكيك مسبق في نواياه التي لم يستعرض حتّى الآن أيّاً منها.

القاعدة الشعبيّة للانتفاضة توحي بأنّها في غير هذا الوارد. فالألم الكابوسيّ والعجز عن حسم الصراع يدفعانها إلى مطالب مختلفة هتف لها متظاهرو الجُمعات في غير مدينة وبلدة. كذلك جاء شعار الحماية الدوليّة للمدنيّين صوغاً مخفّفاً للرغبة في إقحام العالم في هذا الصراع المغلق، حيث تعجز الانتفاضة عن إزاحة السلطة وتعجز السلطة عن إنهاء الانتفاضة. وفي هذه الحدود، من الذي يحمي رموز «المجتمع المدنيّ العالميّ» والإعلام إذا ما حضروا إلى دمشق لحماية المدنيّين؟

هكذا يجوز القول إنّ القاعدة الشعبيّة قد تسبق القيادة المفتّتة والمتناقضة ذاتيّاً. وهذه خسارة للطرفين لأنّ عفويّة القاعدة، مهما رافقتها الشجاعة والتضحية، لا تكفي، فيما بطء القيادة المفترضة، وهي أصلاً غير قائمة، لا يفعل غير عزلها والتحريض على تجاوزها.

ولأنّ الحيرة بين كومتي قشّ سبق أن قتلت «الحمار الفلسفيّ» جوعاً، ينبغي الكفّ عن ثنائيّة «لا لبشّار ولا للتدخّل»: فهذا، عمليّاً، يمنع التدخّل ولا يردع بشّار. فإذا أضيف التمسّك السليم والمحقّ بسلميّة الانتفاضة، انتهينا إلى موقف مسيحيّ على غرار: من ضربك على خدّك الأيمن حوّل له الأيسر.

وللمرّة المليون، ليس التدخّل مستحبّاً بذاته. وكان الأفضل والأكمل لو أنّ في وسع السوريّين أن يحسموا الصراع مع السلطة من غير اضطرار إليه. وما حدث في تونس ومصر يؤكّد ذلك. لكنّ سوريّة، وكذلك ليبيا واليمن، ليست مصر واليمن. وهذا يعني أنّ ثمن الاندراج في «لعبة الأمم» قد يكون شرطاً للحدّ من الألم.

إذاً، لا بدّ من ممارسة الإغراء. وهذا ما يقضي أوّلاً بوقف النفخ في خرافة «لا لكذا ولا لكذا»، وإنفاق الجهد، في المقابل، على اكتشاف ما يمكن الإغراء به.

ذاك أنّ مسألة التدخّل لا تقتصر على سؤال واحد: ماذا سيفعلون لنا؟ فهي أيضاً، ولأنّ الأقوياء ليسوا أصحاب جمعيّات خيريّة، تطاول سؤالاً آخر: ماذا سنفعل لهم؟ والسؤال هذا ينتمي إلى حساسيّة ضعيفة في الثقافة السياسيّة العربيّة. ففي مناسبات سابقة تحرّكت هذه الثقافة بين مربّعات طلب التدخّل، والتشهير بعدم التدخّل، ثمّ إدانة التدخل بعد حصوله. إلّا أنّ قضيّة المسؤوليّة الذاتيّة لم تحضر، في المساجلة الليبيّة، ولا قبلها في المساجلة العراقيّة.

وهنا، لنا أن نتّعظ بتجربة معروفة في التاريخ الأوروبيّ الحديث وهي أنّ القوى الغربيّة والاتّحاد السوفياتيّ بدأوا يصرفون النظر عن انتصارات فرانكو العسكريّة في الحرب الأهليّة الإسبانيّة حين اكتشفوا أنّ «الجنراليزمو» لن يدخل الحرب العالميّة الثانية إلى جانب حليفيه هتلر وموسوليني. لقد «أعطى» فرانكو ما يشبه التعهّد بعدم دخول الحرب و «أخذ» تسهيل وصوله إلى السلطة. والانتفاضة السوريّة ستجد نفسها مدعوّة، عاجلاً أم آجلاً، لمواجهة هذا السؤال. وربّما كان التفكير في استعادة الجولان مقابل إنهاء الطموحات الإمبرياليّة والحالة الحربيّة بؤرة انطلاق مفيدة ومطلوبة.

 

ميقاتي يبيع لبنان لإيران

أحمد الجارالله/السياسة

 سقط رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في التجربة, وبدلا من ان يؤكد بالممارسة والمواقف ان حكومته ليست صنيعة "حزب الله" واداته لاحكام السيطرة على لبنان, اثبت وبالبرهان القاطع انه يمارس ما يملى عليه, فكل المواقف والقرارات التي اتخذتها حكومته, منذ تسلمها السلطة حتى الان, كانت لخدمة مصلحة "حزب الله" وايران والنظام السوري, وآخر الدلائل على ارتهان ميقاتي الساطع قرار حكومته السماح للايرانيين بدخول لبنان من دون تأشيرة. هذا القرار ربما كنا نفهم مبرراته لو كان الوضع في ايران طبيعيا, وكان النظام ككل انظمة العالم يحترم سيادة الدول ولا يتدخل بشؤونها, او كان الوضع الاقتصادي والمعيشي للشعب الإيراني على خير ما يرام عندها كنا سنقول من حق الحكومة اللبنانية اجتذاب المزيد من السياح لزيادة الدخل القومي للبلد الذي يقوم اساسا على السياحة.

لكن في ظل الوضع الحالي لنظام طهران, وسعيه الى تصدير العنف والفوضى والهيمنة تحت شعار "تصدير الثورة" فان كل الذين سيفدون الى لبنان لن يكونوا أكثر من أعضاء في "الحرس الثوري" و"الباسيج" والقتلة وتجار السلاح يأتون اليه لينفذوا المهمات القذرة نفسها التي يمارسونها في سورية ضد الشعب الاعزل.

قرار نجيب ميقاتي هذا ليس اكثر من اعلان صريح ببيع لبنان الى ايران وجعله مستعمرة لها تتحكم فيها كما تشاء وتقيم قاعدتها الستراتيجية على شواطىء البحر الابيض المتوسط , لأنه في الوقت الذي يمنع فيه رعايا العديد من الدول العربية وغير العربية من دخول لبنان الا بتأشيرة تسارع هذه الحكومة الى رمي طوق نجاة للايرانيين الملطخة ايديهم بدماء ابناء شعبهم للفرار الى لبنان على اعتاب الانتفاضة الشعبية العارمة المتوقعة في ايران, وان يسرحوا ويمرحوا فيه ويعيثوا فسادا في كل ارجائه.

نسأل السيد نجيب ميقاتي: لماذا تخضع لاملاءات "حزب الله" وحلفائه وتنفذ اوامرهم صاغرا, فهل اصبحت بيدقا من بيادق اللعبة القذرة التي يديرها نظام الملالي? ما يريده اللبنانيون منك أن تواجه الحقيقة بشجاعة, لا ان تلجأ الى لغة النفي التي مارستها طوال الأشهر الماضية فيما كانت اعمالك تنفي نفيك في كل مرة, ولا ان تغطي انسياقك الكامل للادوات الإيرانية ببعض الالاعيب التي لا تنطلي على احد, كالإعلان عن دفع القسط المستحق للمحكمة الدولية على لبنان, لان ذلك اذا لم يقترن بالعمل الجدي على الالتزام بكل قرارات المحكمة وخصوصا القاء القبض على المتهمين وتسليمهم للعدالة الدولية فليس له اي تأثير, بل هو يزيد فضيحة الى سلسلة فضائح حكومتك.

اذا اراد ميقاتي فعلا انقاذ لبنان عليه ان يقدم استقالته من رئاسة الحكومة, ويعترف بعدم قدرته على مقاومة املاءات "حزب الله" حتى لا يتحول شاهد زور, ويتورط اكثر في اغراق لبنان بمستنقع الهيمنة الايرانية وتحويله, من جديد, اداة في لعبة الامم التي لم يعد يحتملها بعد ما عاناه طوال العقود الثلاثة الماضية, وهو سيكون قدم خير خدمة لبلاده.

 

الثورة السورية في طور جديد ومرحلة متقدمة!

داود البصري/السياسة

لجوء النظام السوري, بقياداته المتوحشة إلى التصعيد الهمجي وبطريقة استئصالية ضد ثورة الشعب والإفراط في استعمال الأسلحة المتنوعة, ومنها سلاح الجو الذي تخاذل تاريخيا وبشكل فضائحي أمام الغارات الإسرائيلية التي تست طيع توجيه ضرباتها لأي هدف في العمق السوري بلا حسيب ولا رقيب , إنما هو أمر يؤكد أن الثورة السورية قد وصلت نقطة اللاعودة, وأن تكتيكات الثوار وأساليب مقاومتهم لن تبقى أبد الدهر حبيسة ورهينة للشعارات السلمية بل انها حركية ومتطورة ميدانيا وبشكل يتوافق مع تطور الحالة الميدانية في ساحات المواجهة, اليوم بات واضحا بأن النظام يخوض معركته الوجودية والمصيرية وهويضع في اعتباراته اللجوء إلى مختلف وسائل القمع والمقامرة بمختلف الأوراق ومنها ورقة الحرب الأهلية والطائفية لا سمح الله والتي يود النظام السوري أن يهرب إليها وأن تكون ملاذه الأخير وقلعته الحصينة وخياره المرعب ضد خيار الشعب السوري الحر الثائر المتمرد على قوالب الطغيان والهيمنة والعائلة الذهبية المقدسة, والقائد الصنم الفرد الذي لاينزل المطر إلا بإرادته! ولاتشرق الشمس إلا وفقا لمشيئته, فالديكتاتورية العربية والشرق أوسطية كما أثبتت التجارب المأساوية الأخيرة والسابقة لاترحل عن الساحة قبل تخريب المعبد على رؤوس الجميع, وقبل أن تحول الوطن أرضا يبابا ينعق البوم بأرجائه, وتسود رياح الموت والدمار والتشظي بين ربوعه ليتم تحويل الحلم التحرري كابوسا مرعبا كما حصل في العراق وأماكن أخرى.

 في سورية الوضع مختلف بالمرة لكون الشعب عبر طلائعه الحرة هو وحده من يقود مسيرة التغيير , وهو وحده وبإمكاناته الذاتية وباعتماده المطلق على إرادة الله سبحانه وتعالى يخوض غمار التحدي, ويدير الصراع والمنازلة الدموية بفدائية رائعة وباستبسال قل نظيره , وبروحية جهادية أثارت إعجاب ودهشة الأعداء قبل الأصدقاء, وشعب بالمواصفات النضالية السائدة والمتجسدة منذ أكثر من ستة أشهر دموية عاصفة هوشعب لا يعرف الهزيمة أبدا , ولا يعترف بالمستحيل  ولا تمنعه كل أساليب القمع والجريمة من تحقيق هدفه النهائي والمقدس في تلقين الفاشيت والطغاة وبقايا إفرازات الحرب الباردة الضارة معنى الكرامة والصمود والاستشهاد من أجل المبدأ والعقيدة والهدف الوطني السامي من دون شك, إن المعركة بين الشعب والنظام في الشام باتت اليوم تتطور بوسائل وأدوات تتناسب طرديا مع إزدياد حالة القمع الشرس , والإنشقاقات في الجيش السوري ستفرز في النهاية واقعا جديدا سيعود الجيش العربي السوري من خلاله إلى شعبه ويوجه نيرانه إلى صدور أعدائه الحقيقيين الحاقدين على الشعب من القيادات الفاشية والمجرمة والجبانة التي تهرب من مواجهة العدو الحقيقي للأمة والشعب والوطن, وتستأسد على ليوث الشباب السوري الحر, وعلى حرائر الشام اللواتي أعدن السيرة النضالية والجهادية العطرة والشامخة لحرائر العرب والمسلمين.

 المعركة سيحسمها الأحرار من دون شك ووفق أسلوب ونهاية ستكون مفاجأة لشعوب الدنيا , وانهيار الطغاة وإندحارهم ومحاكمتهم وهزيمتهم وطردهم إلى مزبلة التاريخ مسألة وقت فقط لاغير , والثورة السورية اليوم هي في مرحلة النضج الذاتي والمعتمد على تعزيز الإمكانات الذاتية وتطوير الوسائل الميدانية, وتعزيز النضال الشعبي, وتعميق حالة الفراق النهائية بين الشعب والنظام وقد تطول فترة المواجهة وحجمها وتضحياتها , وسيدفع الشعب لامحالة أثمانا مضاعفة من الدماء والتضحيات والمعاناة , ولكن مع كل قطرة دم شهيد تسقط في ساحة المواجهة يستصرخ الأحرار نداء الثأر من الطغاة وتتعزز ساحات النصر وإرادته التي لاتعرف الهوان ولا التراجع ولا النكوص , سيلجأ النظام لكافة أسلحته بما فيها المحظورة دوليا دفاعا عن وجوده المتلاشي وستشهد الشام مجازر تاريخية في حالة عدم حسم قادة الجيش السوري للموقف وبقائهم في مواقف خزي وعار سيدينها التاريخ وستلعنها الأجيال , ولكن الثورة الشعبية السورية لن تنتكس رايتها أبدا , وستنتصر نصرا مبينا وستكون نبراسا مضيئا لشعوب الشرق القديم وهي تهدم قلاع الطغيان وتشيد أسس دولة المواطنة والحرية والديمقراطية والعدالة.

تطور الحالة الثورية السورية بات من الحقائق الستراتيجية الشاخصة واستقلالية الثورة وعدم اعتمادها على الغير هو وسام شرف لكل سوري حر يبدع في صياغة المستقبل المشرق , ولن يفلح الطغاة مهما كانت تحالفاتهم الشيطانية , فالنصر حليف الأحرار, ولن يخذل الله من ينصره , بل سيذل الطغاة والجبابرة.

*كاتب عراقي              

 

النائب فريد حبيب : رئيس الحكومة المباشر هو نصرالله

نظام الاسد الى زوال ولا يمكن بالوثوق بعون وباسيل فتاريخهما معروف بالسرقة والفساد

موقع القوات/اعتبر عضو تكتل القوات اللبنانية النائب فريد حبيب انه مهما كانت التعديلات التي أُدخلت على قانون الكهرباء، لا يمكن الوثوق بالنائب ميشال عون والوزير جبران باسيل، خصوصاً ان تاريخهما معروف بالسرقة والفساد.

ورأى ان هذه الخطة لن تفلح، طالما أن نصف الشعب اللبناني يدفع فواتير الكهرباء عنه وعن النصف الثاني من الشعب الذي لا يدفع.

واكد حبيب أن المسيحيين لا يمكن ان يعيشوا بدون رأي حر ومناخ من الحريات وهذا ما يجب أن يعيه البطريرك الماروني، معتبراً ان الديكتاتورية لا تحمي المسيحيين لأنهم ليسوا اقلية.

وفي ما يلي مقابلة حبيب مع "النهار":

لقد تم اقرار القانون المتعلق بخطة اصلاح قطاع الكهرباء في الجلسة البرلمانية الأخيرة. ما الذي تغيّر في خطة الوزير جبران باسيل، والتي عارضتموها بشدة، حتى قبلت القوات اللبنانية بالتصويت لصالح اقرارها؟

ما تغير هو ان التعديلات التي اقترحناها أُدخلت الى القانون. وفي النهاية أنا كنائب ألتزم بقرار الكتلة النيابية التي انتمي اليها، الا انني، شخصياً لا أثق بالوزير جبران باسيل، ولا بالعماد ميشال عون. لذلك اعتبر انه مهما كانت التعديلات التي أُدخلت الى القانون، لا يمكن الوثوق بهذين الشخصين، خصوصاً ان تاريخهما معروف بالسرقة والفساد.

ما هي الضوابط التي أُدخلت الى القانون لضمان شفافية تنفيذ الخطّة، لا سيما أن اعتراضكم الاساس كان على غياب ما يضمن تلك الشفافية؟

الضوابط هي اشراف الصناديق العربية ومجلس الوزراء على تنيذ الخطة وصرف الاموال.

ألا تحد هذه الضوابط من صلاحيات الوزير المختص برأيك؟

اليوم، في ظل الفوضى القائمة والدويلات المسيطرة لابد من حصول الكثير من المشاغبات، خصوصاً ان لدينا في لبنان دولة ضمن الدولة وهي اقوى من الدولة. دولة حزب الله اليوم اقوى من الدولة اللبنانية.

وهل الجنرال ميشال عون وفريقه من ضمن دولة حزب الله؟

نعم طبعاً، هم من ضمن هذه الدولة وهم غطاؤها المسيحي. والكل يعلم ان المصالح الخاصة هي التي تتحكم بالجنرال ميشال عون وفريقه.

وهل مشروع اصلاح قطاع الكهرباء مصلحة خاصة للعماد عون أو للوزير جبران باسيل؟

المصلحة الخاصة تكمن في السمسرة المنشودة من هذه الخطة ومن هذا المشروع. وانا متأكد من ان هذه الخطة لن تفلح. السبعمئة ميغاوات لن تكفي ولا حتى الالف ميغاوات تكفي، طالما ان نصف الشعب اللبناني يدفع فواتير الكهرباء عنه وعن النصف الثاني من الشعب الذي لا يدفع. وهذا النصف الذي لا يدفع مستوجباته للدولة يقيم القيامة اذا طلب منه الدفع، والويل الويل اذا قطعت عنه الكهرباء. ونشهد الكثير من الاحداث والاعتداءات التي يقع ضحيتها جباة الكهرباء في مناطقهم.

هل يعني كلامك ان ثمة اموراً أهم من الكهرباء كان لابد من اصلاحها اليوم؟

قبل كل شيء يجب ان تصبح لدينا دولة واحدة موحّدة. ولا اعرف لماذا تأخر السعي في هذا الاطار.

تحدثت عن كيدية يمارسها العماد ميشال عون وفريقه. ألا تعتبر أن فريق 14 آذار مارس الكيدية ايضاً عندما حاول عرقلة خطة اصلاح قطاع الكهرباء لمجرد انها طُرحت من قبل وزير «عوني»؟

متى عرقلت قوى 14 آذار الخطة؟ لقد شننتم حملة اعلامية كبيرة على الخطة والوزير جبران باسيل.

احدى الصحف اللبنانية تحدثت عن استعجال الوزير جبران باسيل في اقرار الخطة ناجم عن صفقة مالية من جرائها، وأنا لا استبعد مثل هذا الامر لأنني لا أثق بهم.

كيف لا تثقون بهم وهم لم يكونوا في السلطة عندما حصلت الكثير من الصفقات ومارست الفساد معظم الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان؟

هم في الحكم اليوم، واذا كان لديهم شك فليطبقوا مبدأ «من أين لك هذا»، ونحن مستعدون. بل هذا الامر أولوية لدينا. ليطبقوا القانون ويظهروا للبنانيين جميعاً من الفاسد ومن السارق. من ناحية ثانية، انا اتساءل، من أين للوزير جبران باسيل أمواله الطائلة اليوم؟ من اين له الاموال ليشتري عقارات واراض في الشمال وغيره؟ والده جرجي كان سمسار اراضٍ، كان اسمه جرجي، وتاريخه كان معروفا بالغش، ويبدو ان ابنه مثله. كذلك الجنرال ميشال عون، أتى من باريس لا يملك قرشاً. من أين اتى بكل تلك الاموال اليوم؟ من السرقة طبعاً. ثم ماذا فعل ميشال عون للبنان؟ قام بحرب التحرير ويعود اليوم ليرفع شعار التعمير. اين رجولة ميشال عون؟ هو «في الهرب كالغزال»، ترك عائلته وفرّ هارباً عندما شعر بالتهديد...

لكن الجنرال ميشال عون يرفع من داخل الحكومة اليوم شعارات هامة على مستوى الاصلاح والتغيير. برأيك الى أين يتجه لبنان معه ومع هذه الحكومة؟

ثمة في هذه الحكومة اشخاص جيدين ويرغبون فعلاً بالاصلاح. اما الجنرال عون فهو شخص أناني، شنّ حرب الالغاء وقتل ستمئة شاب «قوّاتي» من اطيب الشباب، هذا هو الغيور على المسيحيين. ميشال عون يفكّر بمصلحته وبكيفية البقاء في السلطة ولا يفكر بمصلحة البلد.

بالامس قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من باريس كلاماً يؤيد وجهة نظر العماد ميشال عون من الناحية السياسية. الا يدعم هذا الموقف لغبطته العماد عون ويدل على انه محق في اتجاهه السياسي في مكان ما؟

لست مارونياً، وبالتالي لا احب ان اعلّق على كلام سيّدنا البطريرك. لكنني اقول ان بكركي حافظت تاريخياً على كيان لبنان، لأن المسيحي لا يمكن ان يعيش بدون رأي حر ومناخ من الحريات. وافضل فترة عشناها كانت ايام حكم شكري القوّتلي في سوريا، وبشارة الخوري في لبنان. يومها كان ثمة حكم ديموقراطي. وأذكر انه عندما زار شكري القوتلي لبنان، اصطفينا لتحيته، كنا تلامذة في المدرسة آنذاك. كنا نعيش وسط بيئة حرية، وهذه بيئتنا التي لا يمكننا ان نتفاعل خارجها، وهذا ما يجب ان يعيه سيّدنا البطريرك. والديكتاتورية لا تحمينا لأننا لسنا اقلية.

لكن البطريرك الراعي لم يدعُ للحفاظ على حكم الديكتاتورية، بل حذر من الذهاب الى انظمة اكثر تشدداً واكثر تطرفاً...

وهل النظام السوري اقل تشدداً، وهو يقتل شعبه يومياً ويمنع التصوير؟ هل هذا شعب حرّ؟

برأيك الى اين تتجه الاحداث في سورية؟

الامور تتجه نحو التغيير ونظام سوريا الاسد الى زوال.

وهل من مصلحة لبنان ان يتزعزع الاستقرار في سورية؟

لن يتزعزع الاستقرار اذا ما تم التغيير باتجاه الديموقراطية.

لكن اليس ثمة خوف من الاقتتال الداخلي في سورية في حال سقط النظام؟

كلا، لأن الشعب برمّته يعارض النظام اليوم، بشتى طوائفه من علويين وسنّة ومسيحيين ودروز وشيعة. والعلويون هم اكثر المعارضين للنظام اليوم. لا يمكن للشعب ان يحيا بلا حرّية.

وما تأثير الاحداث في سورية على لبنان برأيك؟

هذه الحكومة تألفت في سورية، ولا شك أنها ستذهب مع النظام الذي ألّفها.

وماذا عن حزب الله وارتباطه بسورية؟

حزب الله يصنع لنفسه دولته ضمن الدولة اللبنانية وهي اقوى من الدولة. وبالتالي ان هذا الحزب يملك مقومات البقاء. أما سلاحه، فلا يمكن ان يستخدمه في الداخل، لذلك لا بد يأتي اليوم الذي يدرك فيه حزب الله انه لا بد من مدّ اليد للدولة والاستعانة بها.

ما رأيك باللقاء المسيحي الموسّع الذي عقد في بكركي مؤخراً؟

طالما ان هذه اللقاءات لا تؤدي الى توحيد في الرأي، فلا جدوى لها، خصوصاً انها تجمع فريق يريد حرية واستقلال وسيادة لبنان بفريق يريد ان يبقى سورياً اكثر من السوريين انفسهم.

لقد اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان امام الجمعية العمومية للامم المتحدة التزام لبنان بالقرارات الدولية ومن ضمنها المحكمة الدولية. هل ستلتزم حكومة لبنان التزاماً تاماً بالمحكمة برأيك؟

اعتقد انه عندما تلتزم أعلى سلطة بالدولة بالمحكمة، لا يمكن لهذه الحكومة الا ان تلتزم بها. وهذه الحكومة مجبرة على الالتزام بالمحكمة لأنه لا يمكن ان يخسر لبنان علاقته مع المجتمع الدولي. لكن الرئيس سليمان لم يأتِ على ذكر سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية في كلمته، بل أكد على حق لبنان في تحرير المتبقي من اراضيه المحتلة بكافة الوسائل الممكنة...

هو مجبر على قول ذلك، على الرغم من ان اللبنانيين ينتظرون حجر الخلاص..

من يجبر رئيس جمهورية لبنان على قول ذلك؟

كلنا نعلم ان رئيس الحكومة المباشر اليوم هو السيد حسن نصرالله وليس الرئيس نجيب ميقاتي.

هل يعني هذا ان رئيس جمهورية لبنان خاضع لامر واقع يتمثل بحزب الله وسلاحه؟

ليس خاضعاً لكنه مجبر على مسايرة هذا الامر الواقع ، خوفاً من حصول اضطرابات في الداخل.

هل انت مع عضوية الدولة الفلسطينية الكاملة في الامم المتحدة؟

نعم طبعاً. ففلسطين هي القضية الام للامة العربية، ولا بد للدولة الفلسطينية من اتخاذ موقعها الكامل ضمن الامم المتحدة.

 

راهب إيطالي في سوريا: الأكذوبة تسود هنا.. ويجب ضمان حرية التعبير

دعا إلى الحوار الطويل للحؤول دون الانحراف إلى وضع يشبه العراق وليبيا

الشرق الأوسط/أعلن الراهب اليسوعي الإيطالي باولو دال اوغليو، في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الصحافة الفرنسية من ديره في سوريا، أن «الأكذوبة تسود في سوريا» وأن على الأمين العام للأمم المتحدة المطالبة بإقرار حرية التعبير، «الضمانة» الأساسية من أجل استتباب الأمن والسلام. وطوال سبعة أيام حتى الجمعة، توافد إلى دير مار موسى في جبال النبك التي تبعد 90 كلم شمال دمشق، «شبان من كل أنحاء سوريا، من كل الطوائف والمشارب السياسية من أجل رياضة روحية تستمر أسبوعا»، كما قال هذا الكاهن الذي أسس في 1992 مجموعة للحوار في هذا الدير يلتقي في إطارها مسيحيون ومسلمون للصلاة والحوار.

وهذه الرياضة الروحية التي وصفها الأب دال اوغليو بأنها «جهاد روحي» وترمي إلى «طلب نعمة المصالحة بين السوريين»، اتسمت بتخصيص فترات للصلاة والصوم.

وأضاف الكاهن الإيطالي «إذا كان ثمة سبب وجيه للموت بسبب الصوم، فمن أجل المطالبة بحرية تعبير وحرية صحافة حقيقية. وهنا في سوريا، تسود الأكذوبة، ويصدق كل شخص ما يريد تصديقه»، مشيرا إلى «صعوبة الوحدة» حتى في إطار مجموعته الصغيرة داخل دير مار موسى.

وقال الكاهن الإيطالي «لدى كل شخص حقيقته، وتحليله، ويقرأ الأحداث بطريقة منحازة مقيتة. والخطوة الأولى لإنقاذ سوريا هي حرية تعبير حقيقية وحرية الصحافة والرأي. الأمر يحتاج إلى ضمانات. ويتعين على (الأمين العام للأمم المتحدة) بان كي مون المطالبة بها بصفتها مطلبا أساسيا من أجل حوار بناء».

ودعا الأب دال اوغليو إلى «سلوك طريق الحوار الطويل الذي يتطلب صبرا وتأنيا» للحؤول دون الانحراف «نحو وضع شبيه بالوضعين العراقي والليبي».

وقال «المفكرون مقموعون، والخوف يهيمن على الحياة المدنية. والرغبة في الحرية تخنقها احتكارات العنف بين قطبي العنف اللذين باتا مسلحين».

وأعطى الاب دال اوغليو الطبيبة النفسية السورية المعروفة رفاه ناشد التي اعتقلت في دمشق مثالا. وقال «يجب أن تتمتع الكلمة بالحرية. وإذا ما تعرضنا لأشخاص مثلها يشكلون رموزا للثقافة والفكر، فكيف نصدق الحوار والإصلاح اللذين يدعو إليهما النظام؟».

ويرى هذا الكاهن اليسوعي «انحرافا خطرا» مع عقوبات دولية «تقود إلى تراجع اقتصادي واجتماعي يسيران إلى حد ما في اتجاه (ما يسعى إليه الذين يريدون) القمع». واعتبر أن «فرنسا، صديقة الشعب السوري ورئة الانفتاح» ارتكبت «خطأ بإقدامها على إقفال كل المؤسسات الثقافية في دمشق، لأن المجتمع الأهلي هو الذي تضرر»، كما قال.

 

سوريا.. قلنا طرد وليس رميا بالبيض

طارق الحميد/الشرق الأوسط

كتبت الأربعاء الماضي تحت عنوان «سوريا.. أضعف من أن تطرد سفيرا»، وذلك تعليق على انتقادات كل من السفير الأميركي والبريطاني للنظام الأسدي من داخل دمشق، في كسر واضح للأعراف الدبلوماسية، ورغم ذلك فإن النظام في دمشق لم يجرؤ على طردهما، أو حتى التلويح بذلك. إلا أن ما حدث - وفي اليوم التالي لنشر المقال - هو قيام مجموعة محسوبة على النظام الأسدي برشق السفير الأميركي روبرت فورد بالبيض والطماطم في العاصمة دمشق أثناء زيارته لأحد المعارضين السوريين. وعلى الأثر نشب تلاسن دبلوماسي إعلامي بين كل من الخارجية السورية ونظيرتها الأميركية، وحتى البيت الأبيض. وبلغ التراشق حد إصدار الخارجية السورية - التي تعهد وزيرها المعلم بمحو أوروبا من الخارطة، وتحديد تحركات السفراء الأجانب في سوريا - بيانا تقول فيه إن الولايات المتحدة تقوم بتشجيع «الجماعات المسلحة» على ممارسة العنف ضد «الجيش السوري»! ولكن، ورغم كل هذه الاتهامات المختلقة، فلم يجرؤ النظام الأسدي أن يطلب من السفير الأميركي مغادرة سوريا فورا، وهذا بالطبع تأكيد جديد على أن النظام في سوريا أضعف من أن يطرد سفيرا، ولو كان يتهمه بالتحريض على ثورة في البلاد المعتمد فيها!

وعليه، فبدلا من أن يقوم النظام في دمشق بطرد السفير روبرت فورد، قام بتحريك قرابة 200 شخص من الموالين له، وقد يكونون من الشبيحة، للاعتداء على السفير الأميركي. وذلك لإرسال رسالة إلى واشنطن مفادها أن هناك من هو مع بشار الأسد من السوريين، وأنهم يرفضون تحركات السفير الأميركي. وهذه بالطبع تمثيلية واضحة، وغير مستغربة من النظام الأسدي، ولا تنطلي على من يعرف مسرحيات هذا النظام، سواء في لبنان أو في العراق، خصوصا أن أحد المسؤولين السوريين كان قد قال في اجتماع عاصف في الأمم المتحدة إنه ما دامت لم تخرج مظاهرات ضد النظام في كل من دمشق وحلب، فنحن صامدون وسنقاتل حتى النهاية. وهذه هي الرسالة التي يريد النظام الأسدي تكريسها أمام الغرب، بأن هناك مناصرين له في العاصمة وحلب، على الرغم من أن دمشق مقطعة إلى مربعات أمنية، ويقمع كل من يتحرك فيها، كما أن المؤشرات كلها تقول إن أمرا ما يغلي في حلب.

لكن، ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإذا كان النظام الأسدي يدعي أن أميركا هي من تحرض الثوار السوريين عبر سفيرها في دمشق، ورغم ذلك فإنه يعاقب، أي السفير، بإلقاء البيض والطماطم عليه فقط، أفليس من باب أولى أن يكون رد النظام الأسدي وقوات أمنه وشبيحته على الثوار السوريين، في كل من حمص ودرعا وحماه والرستن وغيرها، بنفس النعومة واللطف، أي أن يضربوا بالبيض والطماطم، بدلا من أن يقصفوا بكل أنواع الأسلحة، ويمزقوا، وتشوه أجسادهم سواء كانوا أطفالا أم كبارا أم نساء؟!

الحق أن نظاما مثل النظام الأسدي، الذي قتل ويقتل مواطنيه ثم يرد على سفير يتهمه بالتحريض على الثورة بإلقاء البيض والطماطم عليه فقط، ما هو إلا نظام أضعف من أن يطرد سفيرا بكل تأكيد!

 

الإستقبالات السورية: زيارات الرهان الأخير

شارل جبور/المصدرالجمهورية

لم تشكّل عودة الحركة على خط بيروت-دمشق أي مفاجئة سياسية، خصوصا أن لبنان بالنسبة إلى النظام السوري هو "الساحة" المتبقية لبعث الرسائل إلى الداخل السوري والخارجين العربي والدولي، ومن أبرز هذه الرسائل إظهار أن الأمور في دمشق باتت تحت السيطرة وأن "الدنيي بألف خير"، وهذا تحديدا ما أفصح عنه الرئيس سليم الحص، بخلاف الرئيس عمر كرامي الذي اصطحب معه نجله فيصل وأعرب عن "ثقته بقدرة الشعب والقيادة السورية على تجاوز هذه الظروف".

فما يهمّ الأسد هو إعطاء صورة مفادها أن معاودة الاهتمام بالملف اللبناني تعني خروجه من أزمته، وهو بأمس الحاجة لإعطاء هذا الانطباع، في محاولة لإحباط الانتفاضة السورية من جهة، ومواصلة خياره الأمني من جهة أخرى، والتدليل أن لبنان ما زال ورقة بيد سوريا من جهة ثالثة. ولكن مفعول استقبالات الرئيس السوري يبقى ثانويا وهامشيا، ولن يبدل في حقيقة الأمور بأن الانتفاضة السورية مستمرة، وهو أعجز عن وقفها أو كبحها، وما حصل أمس الجمعة حيث تجاوز عدد القتلى أكثر من 30 قتيلا أكبر دليل على ذلك، ولا بد في هذا السياق من الإشارة إلى ما قاله الاعلامي السوري المعارض بسام جعارة من ان "الشعب السوري خرج من كل مدن سوريا وأحيائها وأريافها، من جسر الشغور ودرعا وحمص وحماه واللاذقية وريف دمشق، في رد واضح على الرئيس سليم الحص الذي خرج في بيان بعد لقائه الاسد ليقول ان الوضع في سوريا انتهى، فجاء خروج الناس ردا واضحا على ان الشعب لن يتراجع حتى إسقاط الأسد، وانه لا يعوّل إلّا على نفسه حتى يسقط النظام".

كما أن الاعتداء على السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد أو محاولة ترهيبه لمجرد زيارته المعارض السوري البارز المحامي حسن عبد العظيم في دمشق، تؤكد أن هذا النظام بات لا يحتمل حتى مجرد تحرك أو زيارة للسفير الأميركي، وهذا ما يؤشر بشكل واضح إلى هشاشة وضع النظام وضعفه، والذي وصل به الحد إلى درس طرد السفير فورد من دمشق بسبب تحفظات على لقاءاته مع المعارضين السوريين، وحراكه غير القابل للضبط.

ولكن بمعزل عن وضع النظام السوري الذي دخل في فصله الأخير، بالنسبة إلى كل الأوساط الديبلوماسية الغربية والإقليمية والعربية التي تؤكد أن سقوطه بات حتميّا من هنا إلى ستة أشهر، وأن الأحداث داخل سوريا ستشهد في الأسابيع المقبلة تطورات مهمة على هذا المستوى، تشكل الاستقبالات السورية تحديا واستفزازا لمشاعر السوريين واللبنانيين، وهي تعتبر تدخلا سافرا إلى جانب النظام وضد الشعب السوري، وهذا ما لا يفترض إطلاقا غض النظر عنه، إنما إحراج أصحابه داخل بيئاتهم السياسية والطائفية، لأن هذه الزيارات تضر بصورة لبنان وسمعته ودوره، وتشكل إقحاما وتوريطا له في الأحداث السورية.

ولكن، من الواضح أن هؤلاء الأشخاص الذين يتم استدعاؤهم يضعون كل رهانهم على الأسد، لأن وجودهم السياسي يتعلق حصرا ببقاء النظام السوري أو رحيله، وهي بهذا المعنى زيارات الرهان الأخير، غير أن اللافت أن هذه الاستقبالات ما زالت تقتصر على القيادات السنية في رسالة متعمدة للقول إن أهل السنة إلى جانبه، إلا أن هذه الصورة لا تنطلي على أحد، لأن الحيثية السنية لهؤلاء الأشخاص خجولة كي لا نقول معدومة، كما أن عنوان السنة في لبنان معروف وهو تيار "المستقبل". وما تؤشر إليه هذه الاستقبالات أيضا أن المسألة اللبنانية ما زالت توازي بأهميتها المسألة السورية، كما أنها دليل أزمة سورية وليس العكس، إذ إنّ هذا النظام لم يعد يجد من يلتقيه في هذا العالم سوى بعض القيادات اللبنانية، وما حصل في أعمال الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة شكّل فضيحة على هذا المستوى، لأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم لم يلتق سوى وزير الخارجية اللبناني إلى جانب وزيري خارجية دولتين هامشيتين، وبالتالي حتى روسيا لم تعد مستعدة للجلوس مع النظام السوري، لا سيما أن وجهة النظر الروسية لا تختلف عن وجهة النظر الغربية بتوصيفها ما يحصل داخل سوريا، ولكن لهذه الدولة أولوياتها وحساباتها في ظل لعبة التوازنات والأوراق.

تشكل الاستقبالات السورية إساءة كبرى للبنان وسمعته وتاريخه، ولكن انعكاساتها تبقى محصورة، طالما أنها لم تشمل شخصيات رسمية، خصوصا في ظل الحديث عن أن رئيس الحكومة "سيطلع مجلس الوزراء عن رغبته بزيارة قريبة إلى دمشق، يتوقع أن تتم في الأسبوع المقبل"، وبالتالي في حال إتمام ميقاتي هذه الزيارة، سيتحمل مسؤولية ما سترتبه من تداعيات سلبية وسياسية واقتصادية على الشعب اللبناني، في ظلّ الحظر الدولي والعربي على سوريا.

 

منطق ميشال شيحا "كلّنا أقليات" أدق تسفيه لـ "حلف الأقليات"

وسام سعادة/المستقبل

ليسَ هناكَ أدقّ وأبلغ من ميشال شيحا في تسفيه الابتذال المسمّى "حلف أقليّات"، وبالذات لأنّ شيحا الذي كان نائباً عن "مقعد الأقليّات" في بيروت في العشرينات من القرن الماضي ما كان بمقدوره أن ينكر مفهوم الأقليّات أبداً، بل اعتمده وجعله في أصل التعريف المزدوج للبنان كـ"بلاد أقلّيات مشتركة" من ناحية، وكـ"ملاذ للحرّيات" من ناحية أخرى.

فشيحا لم يعتمد أبداً المنطق الرائج حالياً في "مجتمع 14 آذار" والذي يقول بأنّ "لا أقليّات ولا أكثريّات"، لكن هناك أسباباً قويّة تدفع الى الاعتقاد بأنّ التعريف المزدوج عند شيحا للبنان كبلاد أقليّات مشتركة وملاذ حرّيات أكثر قدرة على الإحاطة بالواقع التعدّدي من ناحية، وعلى نسف "حلف الأقليّات" المفتعل حالياً لأجل حماية النظام الفئويّ الدمويّ في سوريا.

بدلاً من التجريد القائل "لا أقليّات ولا أكثريّات" قال شيحا ما معناه بأنّه في إطار الكيانيّة اللبنانية "كلّنا أقلّيات" تكبر أو تصغر. ليس هناك بين الجماعات الدينية الثقافية اللبنانية المعاد إنتاجها كـ"طوائف" سياسيّة في إطار الدولة اللبنانية إلا أقليّات. وأي "أكثريّة" يمكنها أن تتشكّل على هذا الصعيد تنشأ بالضرورة عن تحالف "الأكثريّات في أقليّات" بعينها مع "أقليّات الأقليّات" في الطوائف الأخرى، وبالتالي فإنّها بالضرورة "أكثريّة مركّبة".

بل إنّه وفقاً لمقولة "لبنان بلاد أقلّيات مشتركة" يصير شرط استكمال بناء الكيانية اللبنانية هو وعي كل الجماعات اللبنانية، ولو بالتتابع، أنّها جميعها أقليّات، وأنّ احتسابها لنفسها كأكثريّات أو ذعرها من سواها يرجع إلى اعتماد منظار غير كيانيّ.

فأن تكون كيانيّاً لبنانيّاً يعني أن تدرك أن الجماعة التي تنتمي إليها تشكّل أقلّية وأن الجماعات اللبنانية جميعها هي أقلّيات، وهذا يستلزم الإقلاع عن احتساب أي جماعة كامتداد لأكثريّة ترتسم معالمها "في ما وراء البحار" أو "في ما وراء الحدود". فليس من السويّة أبداً أن تشعر جماعة بأنّها "أكثريّة" بحجّة انتسابها إلى "أكثريّة" محدّدة بمقاييس عالمية، أو بمقاييس إقليميّة، فضلاً عن مقياس "الطفرة الديموغرافية" قياساً على الجماعات الأخرى.

بالتالي فإنّ كل جماعة لا بدّ وأن تمرّ بمخاض حيويّ عسير كي تدرك في خاتمة المطاف هذين المفتاحين الكيانيين الأساسيين: أنّها أقليّات، وأن الجماعات الأخرى هي أقليّات أخرى. وهذه الجماعة ما أن تدرك ذلك حتى تدرك أيضاً أنه لا يمكنها أن تكون أبداً جماعة تتبنى الكيانية اللبنانية وتقفل بابها على نفسها، فهذه الجماعة المحدّدة دينياً ثقافياً، ثم المؤطّرة كطائفة سياسيّة، تضمّ أيضاً أمزجة متعدّدة داخلها، وفي التعدّد تفاوت، وأكثريّة وأقليّة، وعلاقات مركّبة بين أكثرية هذه الطائفة وأكثريّة أو أقليّة تلك الطائفة وهكذا. فمقولة "لبنان بلاد أقليات مشتركة" لا تعني أبداً أنّه بلد "ملل مغلقة مجاورة لبعضها البعض". ففي نموذج "الملّة" لا يمكن أن تكون "الحياة الداخلية" للجماعة إلا مغلقة إلى حد كبير بوجه "الحياة الداخلية" للجماعة المقابلة. أمّا في نموذج "الطائفة" فإنّ الحياة الداخلية للجماعة لا يمكن أن تجيء مغلقة، إنّما مرتبطة بأشكال متعدّدة ومتغيّرة مع الحياة الداخلية في الجماعة أو الجماعات الأخرى.

من هنا يبرز فكر ميشال شيحا كنقض صارم لكافة المقولات المروّجة حاليّاً لـ"حلف الأقليّات" (= حلف أكلة لحوم البشر). فحلف الأقليّات يقوم على قاعدة أنّ ثمّة "أكثريّة دينية ثقافية إقليميّة" وثمّة أقليّات مواجهة لها، وبالتالي هو حلف يقوم قبل أي شيء آخر على إلغاء الكيانية اللبنانية. في حين أن تعميم شيحا صفة الأقليّة على كلّ الجماعات اللبنانية، يكرّس بل يجذّر شرط الكيانية اللبنانية. الأقليّة عنده لا تتحدّد بإزاء أكثرية، إنّما في إطار مجموعة أقليّات مشتركة.

ثم أنّ حلف الأقليّات يقوم على مبدأ استبداد "متسيّد" بالأقليّة التي ينتمي إليها، وجعلها أقليّة مقفلة في حياتها الداخلية، ليس فقط بإزاء ما يعتبر أنّه "الأكثرية" بل أيضاً تجاه "الأقليّات" الأخرى المفترض أنّها منخرطة في الحلف. أمّا عند شيحا فهذه الأقليات "مشتركة" أي بالضرورة "مفتوحة" على بعضها البعض من خلال التداخل بين العلاقات السياسية التي تفرز أقليّات وأكثريّات سياسية في كلّ منها، كما على الصعد الائتلافية في وجوهها المختلفة.

لكن الأهمّ من كلّ ذلك أنّ تعريف شيحا للبنان مزدوج كما قلنا: بلد أقليات مشتركة، وملاذ حريّات. هذا في حين أنّ "حلف الأقليّات" بالشكل الذي يروّج حالياً يقوم على دعامتين إثنتين: نظام فئويّ "قوميّ" يرتكب جرائم ضدّ الإنسانية ضدّ شعب بأكمله، وحزب فئويّ ظلاميّ يهدّد "شركاءه في الوطن" (كما تقول العبارة الخشبية اللبنانية) باستخدام السلاح في الداخل صبحاً ومساء. ومهما ادّعى من ادّعى بعد ذلك، وثرثر من ثرثر، فإنّ من يدّعي أنّه دعامة ثالثة لهكذا حلف لا يمكنه أن يكون كذلك، لأنّه خلافاً للدعامتين المذكورتين، لا يملك السلاح، وكل ما يملكه هو بيع حصّته في تاريخ صناعة الكيانية اللبنانية بثمن بخس.

 

النائب عمار حوري للمستقبل: استقبالات دمشق مساحيق لا تجمّل صورة نظامها

 حاورته: نانسي فاخوري/المستقبل

شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري على ضرورة الأخذ في الاعتبار ما اتفق عليه في اتفاق الطائف في ما خص الانتخابات واعتماد المحافظة كدائرة انتخابية، موضحاً ان المطلوب هو ورشة وطنية كبرى لمعالجة تفاصيل العملية الانتخابية. ورأى ان اقتراح النائب السابق ايلي الفرزلي حول قانون الانتخاب "يعني ان يصبح لبنان اتحاد القبائل والعودة الى الجاهلية السياسية".

واكد في حديث الى "المستقبل" امس، ان لا عودة الى الوراء في ما خص الوضع في سوريا، معتبراً ان الرئيس السوري بشار الاسد يحاول تجميل صورة النظام عبر استقباله القيادات السنية مؤخراً.

وهنا نص الحوار:

[ يتردد ان هناك لقاء سوف يجمع الرئيس سعد الحريري برئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في مناسبة اجتماعية اليوم في باريس؟ هل من ابعاد سياسية لهذا اللقاء؟ كما حكي عن لقاء جمع الاثنين واستمر لمدة 8 ساعات فما صحة ذلك؟

ـ ليس سراً ان هناك مناسبة اجتماعية في باريس ستجمع الرجلين، ولكن لا أملك معطيات محددة. اما عن اللقاء الذي جمعهما واستمر لمدة 8 ساعات فلا صحة لهذا الكلام.

[ يلاحظ من كلام جنبلاط الأخير انه يعيد النظر في العودة الى صفوف 14 آذار، ما رأيك؟

ـ جنبلاط لم يترك في أي لحظة من اللحظات الثوابت الوطنية، صحيح انه حصل اختلاف معه حول التفاصيل ولكن الثوابت الكبرى لم يزح عنها أبداً، لذلك لا نستطيع القول ان وليد جنبلاط عاد الى مكان ما لأنه برأيي لم يغادره أساساً.

[ كيف يقرأ "تيار المستقبل" تكرار الرئيس نجيب ميقاتي موقفه من التمسك بتمويل المحكمة؟

ـ حتى الآن سمعنا مواقف ايجابية عدة من الرئيس ميقاتي متعلقة بتمويل المحكمة، ولكن تبقى النقطة المركزية هي الانتقال من الأقوال الى الأفعال، ونحن بانتظار قرار مجلس الوزراء في هذا الخصوص لا سيما أن هناك الكثير من التشويش على الرئيس ميقاتي من شركائه في الحكومة الذين يرفضون التمويل. لذلك ما أعلنه الرئيس ميقاتي في نيويورك يحتاج الى ترجمة فعلية على طاولة مجلس الوزراء، لأن البديل الآخر هو أخذ لبنان الى مواجهة مع المجتمع الدولي، ونحن بانتظار النتائج كي نقول قناعتنا في هذا الموضوع.

[ لماذا غاب موضوعا تمويل المحكمة وسلاح "حزب الله" عن بيان القمة الروحية في دار الفتوى؟

ـ انعقاد القمة الروحية من حيث المبدأ هو أمر جيد ومرحب به، وهذه القمة روحية، فلا يتوقعنّ أحد ان تكون قمة سياسية. وليس سراً ان هاتين النقطتين هما نقطتا خلاف بين اللبنانيين، لذلك ربما أراد من اجتمع في هذه القمة الروحية ان يبعد نقاط الاختلاف عن البيان الختامي.

[ هناك نقاش استباقي حول قانون الانتخاب، برأيك ما هو القانون الأصح الذي يطبق في لبنان؟

ـ بداية علينا ان نأخذ في الاعتبار ما اتفقنا عليه في الطائف الذي تحدث بما خص الانتخابات عن المحافظة كدائرة انتخابية ووضع لهذه الدائرة شرطين: الأول إعادة النظر في التقسيمات الإدارية، يعني إعادة النظر في مساحة هذه الدائرة أو المحافظة، والشرط الثاني ما يراعي مقتضيات العيش المشترك أي مراعاة التوازن الإسلامي ـ المسيحي حتى لا نذهب الى دائرة متشنجة. الطائف هو الأساس المطبق منذ العام 1992 حتى اليوم بالنسبة الى القوانين الانتخابية.

في مرحلة لاحقة كلنا نعلم أن اللجنة التي شكلت برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس أنجزت عملاً طيباً، وبرأيي هذا النقاش يحتاج الى تصويب من دون الانحياز المسبق الى فكرة بعينها.

نحن لا نضع فيتو مسبقاً على النسبية وفي الوقت نفسه لا ننحاز مسبقاً الى النسبية. لذلك في موضوع قانون الانتخاب، المطلوب ورشة وطنية كبرى لمعالجة كل هذه التفاصيل. اما في ما خص الاقتراح الذي تقدم به ايلي الفرزلي فأرى انه عودة الى الجاهلية السياسية، وفي حال ذهاب لبنان الى هكذا قانون انتخاب يعني أنه يصبح اتحاد القبائل اللبنانية ما يرفع من وتيرة التشنج المذهبي. هناك أمور يمكن ان تحظى بنسبة اجماع، وهناك أمور يستحيل الاجماع عليها ومنها ان تنتخب كل طائفة نوابها. وحتى الآن لا وجود لرؤية واضحة لدى أي فريق سياسي حتى بين قوى 14 آذار و"تيار المستقبل" نحن نناقش التفاصيل من دون الوصول الى رؤية واضحة حول مشروع قانون الانتخاب.

وفي النهاية الغالبية النيابية التي ستحدد شكل قانون الانتخاب لا تعكس الغالبية والاقلية الحالية. حتى في موضوع قانون الانتخاب هناك اصطفاف ربما يكون مختلفاً.

[ لوحظ في الفترة الأخيرة استقبال الرئيس السوري لقيادات سنية كالرئيس سليم الحص والرئيس عمر كرامي ونجله، وسوف يلتقي الأسبوع المقبل قيادات أخرى، في أي إطار يمكن وضع حركة اللقاءات هذه؟

ـ هناك محاولة لتجميل صورة النظام السوري لإظهار الأمور وكأنها في وضع متراجع في الداخل وانه يستقبل ضيوفاً وزوّاراً من الخارج. ونؤكد ان ما تعرض له الشعب السوري الشقيق من جرائم ومجازر، لا يمكن ان يمحى من البال، لذلك حتى رأس النظام السوري أقر بأنه لا بد من الدخول في مرحلة إصلاحات، اذاً لا عودة الى الوراء بالنسبة الى الوضع السوري

 

المجمع الماروني مع محاربة نظريات " التهديد الإسلامي"

هاجس الأصولية بين الخوف المسيحي والاعتدال السني

هيام القصيفي/النهار

يفتح الحديث عن الاصوليات الاسلامية باب الاجتهادات ويثير هواجس الخلافات الطائفية، على قاعدة الانقسام الحاصل بين فريقي 8 و14 آذار. فلم يعد سراً ان مسيحيي الاكثرية ينحازون الى التهويل من الاصوليات السنية، فيما يركز مسيحيو المعارضة على هاجس "تشيّع الارض والهوية" منذ توقيع العماد ميشال عون "وثيقة التفاهم" مع "حزب الله"، وصولا الى التغيير البنيوي في خطاب الكنيسة المارونية حول الاصولية والتطرف الاسلامي.

ومن شأن دخول الكنيسة على خط هذه الاجتهادات، بعد احداث سوريا، ان يحفر عميقاً في ترسيخ الرؤية المتناقضة لأسباب الخطر على الوجود المسيحي، ليس من باب العدد بل من باب الدور والموقع. لكن مقاربة هذا الواقع تتعدى اللحظة الآنية للحدث الاقليمي وانعكاساته على لبنان، لتشكل رؤية متكاملة حول وضع الشرق الاوسط برمته. فالمجمع البطريركي الماروني اكد ان "الموارنة ليسوا اقلية"، وان "المسيحيين في لبنان والعالم العربي مدعوون في شكل خاص الى محاربة بعض النظريات في الغرب التي تنظر الى المسلمين وكأنهم يشكلون تهديداً والتي تؤدي الى رسم حدود دامية بين الاسلام والمسيحية".

فعودة الكلام عن الاصوليات في المحيط العربي تكتسب أهميتها في ضوء عوامل عربية ودولية تحيي التقاطعات الاسلامية في وجه المد الايراني من العراق الى سوريا ولبنان. لكن اهمية المقاربات الغربية للموضوع الاصولي تكمن في التمييز بين الاسلاميين والاصوليين، بخلاف نظرة بعض الاوساط اللبنانية التي تدمج الخطين رغم التمايز بينهما.

من هنا كان ظهور "الاخوان المسلمين" في اللحظات الاولى للثورة السورية بمثابة تقاطع تركي - اميركي، لجسّ النبض حول قوّة هذه الحركة في مواجهة النظام، وخصوصاً في ضوء ما سبق ان خبرته من قمع في الاعوام الماضية، في وقت سعت تركيا الى تقديم صورة حديثة للاسلام السوري المعتدل في مواجهة الحركات الاصولية التي اختبرت عنفها دول العالم الغربي. وعلى خط موازٍ، بدأ تحرك الاسلام السني يظهر في ليبيا وفي مصر من خلال خطى واثقة في محاولة لفرض ايقاع مختلف عما تطالب به جماعات الثورة المدنية. لكن الوضع السوري هو الذي يترك بصماته في شكل اكثر وضوحاً، لأن الساحة السورية تختزل مجموعة من التقاطعات الطائفية والمذهبية، بخلاف ما هو عليه الأمر في الدول العربية الأخرى. وبسبب حساسية هذا الوضع، جهدت أنقرة وواشنطن لنزع صورة العنف الاسلامي عن المتظاهرين السوريين، في محاولة للتعامل مع الامر الواقع وفق الخبرات التي نجمت عن الحالة العراقية المتفجرة، ولا سيما ان روسيا والصين اللتين تحاول انقرة وواشنطن اقناعهما  بفرض  فرض حظر شامل على النظام السوري، تبديان خشية متزايدة من تمدد الحركات الاصولية ونموها في المناطق الروسية والصينية التي سبق لها ان شهدت توترات مماثلة. 

في حين ان الديبلوماسية التركية تسعى لتجميع المكونات السورية التي قد تقدم صورة عصرية ومتماسكة بديلاً من النظام السوري. من هنا التأخر في حسم الاوضاع السورية التي تنحو تدريجاً نحو الحرب الاهلية.

وبسبب حساسية الوضع السوري يصير للكلام عن الاصوليات الاسلامية تأثير مباشر على لبنان، الذي عانى مرات عدة عنف هذه الظاهرة، كما حصل ابان "غزوة الاشرفية" للاحتجاج على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية. لكن الخطورة تكمن في تعميم اي حادث وإن كان خطراً على جميع اللبنانيين. فخطف الرهائن الاجانب في الثمانينات، وضع الطائفة الشيعية في نظر العالم الغربي اعواماً تحت مجهر المراقبة الدائمة، كما يمكن ان يحصل مع اتهام افراد من "حزب الله" باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

لذا فان الكلام المسيحي عن الاصوليات واستخدام معركة نهر البارد كمثل عن خطر الاصولية يوحي بأن ثمة معطيات يتجاهلها البعض، كارتباط "فتح الاسلام" وتنظيمات فلسطينية بالنظام السوري. والقادة العسكريون في تلك المرحلة يعرفون جيدا هذه الصلات. وحساسيات تناول بعض المسيحيين الملف الاصولي الآن، الى جانب محاولة تهميش المواقع السنية المعتدلة وتجاهلها والامعان في التصويب عليها، قد ترتد لاحقاً على الوضع السياسي برمّته في وقت يعتبر الفريق السياسي السني انه هُزم نتيجة دفعه الى التنحي عن السلطة، لمصلحة الثنائية الشيعية بدعم فريق مسيحي، ولاحقاً بغطاء كنسي ترجم بعدم زيارة البطريرك الماروني لعائلة الحريري في صيدا، كما للنائب وليد جنبلاط.

والارتداد الذي انعكس في الصحف الخليجية والمصرية حول تعميم الكلام عن الاصوليات، ترك اثره في لبنان وفي الشارع السني في سوريا. وبحسب مرجعيات سنية معتدلة، فان  الطائفة السنية عرفت تحولاً كبيراً منذ عام 2005، باعادة اكتشاف لبنانيتها والعودة الى معنى لبنان ، وهي التي كانت تاريخياً مندمجة مع الفكر القومي العربي. والخشية اليوم ان يعيد بعض المفردات والمصطلحات  تذكير الشارع السني الذي تماهى مع الشارع المسيحي وخطاباته في تلك المرحلة، بأنه لم يعد مقبولا من الآخر. وهذا يحمل خطورة كبيرة مع انتظار تداعيات المحكمة الدولية على الشرائح اللبنانية، ومع التحولات السنية العربية كما حصل أخيراً في السعودية. لذا يصبح التوازن في الخطاب المسيحي مطلوباً عملاً بالمجمع البطريركي الذي تمسك باتفاق الطائف ودعا الى تواصل الموارنة مع كل "الجماعات" في لبنان والشرق، وليس مع جماعة واحدة من دون غيرها. 

 

مَخرج للتمويل بمرسوم يوقّعه وزير العدل بالوكالة؟

المشاركة في نيويورك انحصرت بفك العزلة

روزانا بومنصف/النهار

لم تخلُ مشاركة لبنان في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة عبر الزيارتين اللتين قام بها كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي تحت عنوان رئاسة لبنان لمجلس الأمن من مآخذ لدى كل من الأكثرية والمعارضة على حدّ سواء ولو ان أياً من هذه المآخذ لم يجد طريقه الى العلن لدى اي منهما. اذ تتركز هذه المآخذ على عدم افادة كبار المسؤولين اللبنانيين، بالنسبة الى الاكثرية، من موقع تاريخي حصل عليه لبنان في مجلس الامن وفي رئاسته على نحو قد لا يتكرّر خلال عقود من أجل خوض غمار معركة الدولة الفلسطينية بقوّة او السعي الى لعب دور أكثر فاعلية خصوصاً ان لدى لبنان قضيته مع الفلسطينيين بما يمكن ان يسهّل مقاربته لها في الداخل من خلال مقاربتها على اعلى منبر دولي. يضاف الى ذلك انها قضية لا يشوبها اي اعتراض داخلي او اقليمي على الاطلاق. في حين أخذت المعارضة على كبار المسؤولين عدم المبادرة والافادة أيضاً من هذا الموقع من أجل طرح مواضيع أكثر حيوية تؤكد دور لبنان المحوري في التعامل مع قضايا مقلقة بالنسبة اليه وبالنسبة الى دول العالم ولئلا يظهر في موقع الدولة التي تتجنب مقاربة المواضيع الحسّاسة لأنه في موقع حسّاس. ولذلك لم تحظ اي من الزيارتين بتعليقات ايجابية لئلا يؤدي ذلك الى تظهير السلبيات على نحو أكبر من هذه المشاركة المزدوجة للبنان.

وتقول مصادر وزارية ان ما يمكن الركون اليه كحصيلة هو اظهار الرئيس ميقاتي من خلال توجهه الى الامم المتحدة ان حكومته ليست في عزلة او حصار وانه يستطيع ان يبرز للدول الكبرى انه يستطيع التعامل معها على غير ما احيطت به حكومته منذ تأليفها. وهي اجواء قائمة فعلا ليس فقط على الصعيد الدولي بل على الصعيد العربي أيضاً وانطلقت منذ اطاحة النظام السوري و"حزب الله" حكومة الرئيس سعد الحريري بما عنى ذلك بالنسبة الى الدول العربية من تطيير لمعادلتين اساسيتين لهذه الدول في لبنان هما اتفاق الدوحة الذي رعته قطر في العام 2008 ومعادلة السين السين التي عملت قطر أيضاً مع تركيا على محاولة انقاذها فلم يقبل النظام السوري الذي أصرّ على اطاحة كل ذلك مما حكم على الحكومة اللبنانية التي ترأسها الرئيس ميقاتي بالمقاطعة العربية اذا صحّ القول.

وتقول هذه المصادر ان الهامش السياسي الذي تمتع به الرئيس ميقاتي من خلال ما اعلنه في شأن التزام تمويل المحكمة في شكل خاص وحتى في نفي صلته المالية بالنظام السوري والانفتاح على لقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون إنما يتصل بواقع الحاجة الى "فك عزلة" الحكومة او منع تكريس هذه العزلة السائدة واقعيا ومن خلال الصراع الداخلي القائم بين الاكثرية والمعارضة. وهي أمور يحتاجها افرقاء الحكومة ويتفهمونها من دون اثارة قلقهم او حفيظتهم لرغبتهم، كما رغبة النظام السوري على الارجح ، في ان تتمكن الحكومة من تطبيع واقع الامور مع الخارج الدولي في شكل أساسي خصوصاً ان الرئيس ميقاتي يملك الاتصالات اللازمة والقدرة على القيام بذلك وتوظيفه لمصلحة الحكومة التي يرأس. ولذلك ليس ثمة اعتراض على تمويل الحكومة التي التزم الرئيس ميقاتي تمويلها امام الغرب بما يمكن ان يرضي الدول الكبرى وان هناك اتفاقا بينه وبين افرقاء الحكومة على ذلك وفي مقدمهم "حزب الله" وان الصيغ لذلك كانت تدرس من اجل ايجاد المخرج الملائم. اذ ان تأمين التمويل من خلال مرسوم سيحصل على رغم الضجيج الاعلامي الذي يثيره "التيار الوطني الحر" رافضاً التمويل وان هناك مخارج على الطريقة اللبنانية لهذا المأزق من خلال احتمال مغادرة وزير العدل شكيب قرطباوي المحسوب على "التيار الوطني الحر" لبنان لكي يحل مكانه بالوكالة في التوقيع على المرسوم الذي يفترض ان يحمل توقيع وزير العدل الى جانب تواقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير المال وزير الاعلام وليد الداعوق الذي ينتمي بدوره الى الطائفة السنية. وبذلك فان اصواتاً من الاكثرية ستعلو اعتراضاً وما شابه لكن من دون عرقلة فعليّة بل تساهم على عكس ما يعتقد في رفع اسهم رئيس الحكومة من ضمن طائفته باعتبار انه وافق على تمويل المحكمة على رغم اراء معارضة من ضمن الحكومة. وهو ما يمكن ان يعتبر في ظل الصراع الذي تدور رحاه على أكثر من صعيد داخلي من ضمن الطوائف الاساسية نفسها على انه سعي او محاولة توظيف في وجه الاكثرية السنية الموجودة في مكان آخر أي لدى "تيار المستقبل".

لكن من غير المستبعد ان تتلقف المعارضة بدورها امرار "حزب الله" تمويل المحكمة التي اعتبرها الحزب "اميركية اسرائيلية" وتستهدفه من أجل ان تسجل في خانته سعيه من الأساس الى اهداف أبعد من المحكمة وتطاول وضع اليد على البلد وقراره السياسي باعتباره قام بدور تعطيلي للحكومات السابقة على مدى الاعوام الماضية بذريعة رفضه المحكمة وكذلك الأمر بالنسبة الى اطاحته مع النظام السوري الحكومة السابقة بالذريعة نفسها لكي يجد نفسه ممولاً لها طوعاً وبارادته  في نهاية الأمر. وهذا أمر محرج له أمام الرأي العام اللبناني على الأقل.

 

لا حكومة من الأكثرية إذا عادت إلى 14 آذار

الانتخابات تفرض تشكيل حكومة حياديّة

اميل خوري/النهار

بعدما أكد الرئيس نجيب ميقاتي في حديث صحافي ان حكومته "مستمرة الى ما شاء الله وهي دائمة بإذن الله"... تساءلت أوساط سياسية إلى متى يعتقد ميقاتي بأن الله مع استمرار حكومته حتى لو استمر الخلاف بين أعضائها على كل موضوع وكأنها ليست من لون واحد ورؤية مشتركة.

وفي هذا الاطار فإن موضوع الكهرباء مرَّ بعد مخاض عسير، والتعيينات تمرّ بالتقسيط، وكلما صار اتفاق على دفعة منها فان أحداً لا يعرف متى تتوقف ولو بحجة الاتفاق لكي تصدر دفعة واحدة بعد أن يتم توزيع الحصص بحسب حجم كل وزير وسياسي نافذ. وتمويل المحكمة الخاصة بلبنان سوف يمرّ بطريقة من الطرق وإن بعد جدل، فمعارضو هذا التمويل لن يذهبوا في معارضتهم إلى حدّ تطيير الحكومة حرصاً على بقائهم فيها حتى لو تحوّلت حكومة تصريف أعمال. ومن الآن إلى أن يحين موعد اتخاذ قرار في شأن التمديد للمحكمة في آذار المقبل، تكون صورة الوضع في سوريا قد انجلت، ويصير في الامكان اتخاذ هذا القرار في ضوء ذلك.

وتضيف الأوساط نفسها أن لا أحد في الحكومة يريد إسقاطها ويتمنى أن تبقى حتى موعد الانتخابات سنة 2013، ومن يعارض فيها لا يفعل ذلك لاسقاطها إنما لمجرد تسجيل موقف يتباهى به أمام جماعته. وعندما يبلغ المعارضون داخل الحكومة حدّ تهديد الرئيس ميقاتي بالاستقالة فإنهم يتراجعون ويصوّرون للناس أن تراجعهم هو "تكتيك"... وإذا لم يحصلوا على ما يريدون في موضوع معين فإنهم يحصلون عليه في موضوع آخر "وما راح تخرب الدّني".

أما الحقيقة في رأي الأوساط نفسها فهي غير ذلك، فبقاء الحكومة وذهابها ليسا في يد أي وزير من الوزراء ولا حتى في يدّ رئيس الوزراء نفسه، بل هو في يد التطورات في سوريا، فإذا انتهت بتغيير النظام فإن هذا التغيير ينسحب على الحكومة في لبنان لأنها جاءت بقوّة هذا النظام وتذهب معه.

ومعلوم ان كتلة النائب وليد جنبلاط تشكّل بيضة القبّان في تغيير موازين القوى وتحويل الأقلية أكثرية والأكثرية أقلية. فكما خرجت هذه الكتلة من 14 آذار وجعلتها أقلية بحكم الظروف الموضوعية التي باتت معروفة لدى الجميع في الداخل والخارج، فإنها حاضرة في الوقت المناسب لتجعل قوى 14 آذار تعود أكثرية وقوى 8 آذار أقلية. وإذا كان سيتعذر على هذه الأكثرية تشكيل حكومة منها كما فعلت 8 آذار كونها قادرة على تحليل ما تريد وتحريم ما تريد ساعة تشاء، كأن تعلن رفضها المشاركة في حكومة جديدة ومن لون واحد، ولأنها قادرة خلافاً لقوى 14 آذار نظراً الى وجود "التحالف الشيعي" فيها على منع مشاركة أي وزير من الطائفة الشيعية فيها، فلا تكون عندئذ حكومة ميثاقية وشرعية. عندها يصبح الحل الذي كان الرئيس ميشال سليمان يحاول بلوغه وهو تشكيل حكومة مستقلين من خارج مجلس النواب مهمتها التحضير لانتخابات 2013 والاشراف عليها، وقد تكون برئاسة ميقاتي إذا قرر كما فعل من قبل عدم ترشيح نفسه للانتخابات حرصاً على الحياد وكذلك الوزراء فيها وتكون حكومة على صورة الحكومة التي كان قد ألَّفها في الماضي للاشراف على الانتخابات وكانت ناجحة في تأمين الحياد. ويذكر انه لو لم يتعرض الرئيس ميقاتي لضغوط شديدة من سوريا وحلفائها في لبنان وتهديده بحجب الثقة عن حكومة تكنوقراط من خارج مجلس النواب، لما كان ألَّف الحكومة الحالية التي يشكو من فلتان عدد من الوزراء فيها إذ لا همَّ لهم سوى تسجيل نقاط انتصار على الآخرين داخل الحكومة وخارجها ولو على حساب مصالح البلاد والعباد بتأخير تحقيق هذه المصالح وإلحاق الضرر بأصحابها.

هذا هو الوضع الذي سيواجه البلاد إذا تغيرت الحكومة بفعل تغيّر الوضع في سوريا. أما إذا لم يتغير واستمرت المواجهة بين مؤيدي النظام فيها ومعارضيه الى أجل غير معروف بفعل عجز أي طرف عن الانتصار على الطرف الآخر، فإن حكومة الرئيس ميقاتي ستبقى ليس "بإذن الله" وحده بل بإذن سوريا أيضاً، لأن حلفاءها في لبنان لن يجرؤوا على اتخاذ موقف من دون إشارة منها، ولا يعود ربما لزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط مصلحة في الخروج من دائرة الوسط بين 8 و14 آذار بل يتخذ موقف المراقب والمترقّب في الوقت الحاضر كي يبني على كل جديد مقتضاه.

 

من يقتل الاب، من يربح الثورة؟

ملحم الرياشي/الجمهورية

يبلغ بعض القراءات حول الثورات العربية حدّ السذاجة، بالاخص حين يتناول دور الغرب فيها. لكن اللافت الحقيقي، ان الغرب احسن قياس دوره واهميته عبر قياس حضور هذه الثورات في اجيال العرب، وفي قلوب العرب، وفقاً لاعتبارات ترتكز على معطيات الموقف وعلى حركة الشباب الرافض لواقعه المأزوم، ليس منذ زمن قليل، بل منذ زمن تراكم الاستعباد عبر صورة الديكتاتور-الاب الذي استولد اجيالاً كاملة على يديه بلغ بعضها الاربعين من عمره واكثر، ولم يتمكن من عيش مراهقته، او لم يزل في سنّ المراهقة. أجيال يتجسد لديها الجانب الآخر من الصورة الفرويدية للاب، الذي لا ينفك يغتصب أمهم (الارض- الرزق- القمع- الضغط- الاذلال حتى عبر الاستزلام...الخ) اغتصاب يومي قاهر وموجع وامني للأم-الأمة، والاجيال تشاهد عاجزة قاصرة مقهورة، بعضها يثور فيُضرب، وبعضها الآخر يثور فيُعطب، وبعضها الثالث يستسلم ويتعلّم من دروس سواه بصمت مطبق.

اليوم، خرجت الامور من عقالها، خروج المارد من القمقم، واستحال ابو القاسم الشابي حقيقة شبابية لا تسرق الاحلام من عيون اجيال، او تختصرها في جلباب قائد، انما تتجه محمّلة بمفردات سعدالله ونّوس وعمر ابو ريشة، ومنادية بما يخجِّل الغرب المافيوي المتآمر على ارزاقها، بسلمية المواجهة!

هذه الشعوب -التي نحن بعضها- والموسومة بعار التخلّف، وبعروبة التقهقر، تأبى اللجوء الى القوة والعنف، وتنادي بسلمية تحركاتها انما حتى اشعارٍ آخر، ولن يدفعها الى العنف الا ادغال الاباء المتحجرين في سجون الاصرار على السيطرة، او طغيان العنف بغية الامعان في تشويه صورة العرب، وتحويل الغرب حصاناً منقذاً.. وأبيض.

الثورة لن تتوقف؛ ليس نتيجة دعم غربي، انما نتيجة حتمية طبيعية لمؤاخاة الاجيال الرافضة لسلطة الاب المرهقة في وجه مراهقتها المتأخرة، او سطوة الاب-الديكتاتور القاتلة لنضوجها غير المكتمل.

الثورة لن تتوقف؛ لان علاجها يحتاج الى مؤتمر لعلم النفس قبل أي مؤتمر لأي معارضة، بغية معالجة الامراض التي صنعها فايروس الديكتاتورية، واطاحت بهذا العالم، قلب العالم والحضارة، واباحت ثرواته لاحتكار الاب-الديكتاتور وزبانيته، وللغرب الذي غضّ الطرف عنه ليشاركه في النهب وفي السلب.

الثورة لن تتوقف؛ لان من يصنعها هم اجيال خائرة من الجوع واليأس، ولكن ثائرة في وجه الجوع واليأس، وتقول في نفسها:"لا بأس، النهاية واحدة"!

الثورة لن تتوقف؛ لكن اي حريص على امته، يحرص على وقف الاعتداء عليها واغتصابها واشعال نار الحقد في روح ابنائها، بل يسعى الى اعادة انتاج السلطة فيها، كما يعيد الاب الصالح انتاج ادارة منزله. الثورة لن تتوقف حتماً، وهذه المرة لن تربح اسرائيل، ولن يكون لها ربح، مع استثناء واحد: العرب اهل كرمٍ وبذخ، وعادةً.. ما يهدون انتصاراتهم!

 

الجميّل: نداء 2011 يستكمل نداء 2000 

نقولا ناصيف/الأخبار

لا يوافق الرئيس أمين الجميّل القائلين إن البطريرك مار نصر الله بطرس صفير كان بطريرك 14 آذار، كي يصبح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك 8 آذار. أكمل الخلف ما بدأه السلف لترسيخ الثوابت التاريخية لبكركي. لكن المهمة مختلفة: كيف يمكن إنقاذ الوجود المسيحي في الشرق؟

حملايا مسقط البطريرك مار بشارة بطرس الراعي جارة بكفيا مسقط الرئيس أمين الجميّل، الذي يكاد يكون الوحيد بين الزعماء والسياسيين الفاعلين الأكثر إلماماً برأس البطريركية المارونية. وهو بالتأكيد الوحيد من بينهم (باستثناء النائب بطرس حرب، زميله في كل المراحل منذ عام 1972) رافق أربعة بطاركة، هم: بولس المعوشي بين عامي 1971 و1975، وأنطونيوس خريش بين عامي 1975 و1985، ونصر الله صفير بين عامي 1986 و2011، والآن بشارة الراعي. عرف أيضاً أشهراً من حقبة المدبّر الرسولي المطران إبراهيم الحلو بين عامي 1985 و1986 عندما عيّنه الفاتيكان خلفاً لخريش.

ويكاد يكون الجميّل أحد قلة رؤساء جمهورية لم يصطدموا إبّان ولايتهم بالبطريرك، خلافاً لبشارة الخوري مع أنطون عريضة، وكميل شمعون وفؤاد شهاب مع المعوشي، وإلياس الهراوي وإميل لحود مع صفير. يكاد يكون من قلة منهم، كذلك، ممّن تحالف مع البطريركية في وجه استحقاقات لم يُؤتَ من قبل لأسلافه إلا لشارل حلو شريكاً للحلف الثلاثي عامي 1967 و1968، ولسليمان فرنجيه مناهضاً الشهابية عام 1970 والفلتان الفلسطيني عام 1973.

بذلك يتقدّم الجميّل اليوم كل شركائه في معرفة مغزى علاقة البطريركية برئيس الجمهورية أولاً، وموقعها في المعادلة السياسية لا الدينية فحسب، وفاعلية دورها حيال الجوار القريب وأيضاً مع الغرب. قبل كل ذلك في ظلّ والده الشيخ بيار الجميّل، قبل انتخابه نائباً لأول مرة عام 1971 وبعد ذلك، لم يشهد الابن نزاعاً بين بكركي وحزب الكتائب. حتى في عزّ ثورة 1958، عندما اختلف حزبه مع الناصرية وقاوم بالقوة والسلاح تدخّلها في الشؤون اللبنانية لإسقاط شمعون، لم يُقل إن حزب الكتائب اختلف يوماً مع المعوشي وأساء إلى مقامه وهيبته بسبب تأييد البطريرك الرئيس جمال عبد الناصر وتفهّم علاقته بلبنان. لم ينتقد الحزب البطريرك ولا هاجمه؛ لأنه كان أقرب إلى فريق لبناني منه إلى فريق آخر هو الذي قاد حزب الكتائب مقاومته. اصطدم بكل الفريق السياسي الذي حالفه البطريرك وجبهه بالسلاح، ولم يختلف مع المعوشي.

كل ذلك ولم تكن جزين مسقط المعوشي والحلو، وعين إبل مسقط خريش، وريفون مسقط صفير، جارة بكفيا. فكيف الحال بحملايا؟

رغم أن ردّ فعله الأول على مواقف البطريرك في باريس، وخصوصاً حيال سلاح حزب الله وسوريا، عَكَسَ تحفظاً، إلا أن الجميّل لم يشأ المغالاة كسائر شركائه في قوى 14 آذار، وأخصّهم المسيحيون، في توجيه الانتقاد واللوم إلى الراعي والتدخّل في موقفه، وتجاوز حدود اللياقة في التعامل مع هذا المقام.

من دون أن يؤيد موقفي البطريرك من سلاح الحزب وسوريا، متمسّكاً بوجهة نظره حيالهما، أدرجهما الرئيس الأسبق للجمهورية في سياق تصوّر جديد لبكركي بإزاء مرحلة مختلفة، لم يُفضِ في أي حال إلى استنتاج تناقض بين ما قاله البطريرك وبين ثوابت بكركي.

يتفهّم الجميّل دوافع تمسّك قوى 14 آذار بأن يكون البطريرك بطريركها. يلاحظ أن موقفاً كهذا هو في الظاهر مشروع «عندما يسعى كل فريق إلى أن تكون كل المواقع الرسمية والدينية والسياسية إلى جانب خياراته. لكن الواقع هو غير ذلك تماماً. لم يكن البطريرك صفير بطريرك 14 آذار، ولا البطريرك الراعي هو بطريرك 8 آذار».

يضيف: «عندما وضع البطريرك صفير نداء عام 2000، لم تكن قوى 14 آذار قد وُلدت، ولا من قبلها اجتماعات البريستول، ولا كل ما سبق هذا الفريق أو تلاه. طرح حينذاك مبادئ لا يسع أحداً أياً يكن نكرانها أو الاعتراض عليها كسيادة لبنان وكرامة المواطن. بدوره نداء 2011 أتى في غمرة تطورات وظروف مغايرة، وبعد أحداث مهمة كانت قد وقعت كانسحاب الجيش السوري من لبنان وإنشاء المحكمة الدولية وإجراء انتخابات نيابية عبّرت عن تطلعات اللبنانيين. تالياً، إن ظروف نداء 2011 غيرها ظروف نداء 2000. لذلك، كنت قد طالبت مراراً بمقاربة حركة وطنية جديدة حبّذا لو تقودها الكنيسة على غرار تجربة عام 2000 لانتشال لبنان من مستنقعه».

يقول الرئيس الأسبق أيضاً: «نقل البطريرك صفير لبنان من ضفة إلى أخرى، من الهيمنة إلى السيادة والتحرّر. والمطلوب اليوم من البطريرك الراعي استكمال هذا الانتقال من ضفة القلق الذي يعبّر عنه ونخشاه مثله على المصير والأمن والجوار وموقع لبنان في المنطقة، وكذلك مسيحيو الشرق، إلى ضفة الطمأنينة والاستقرار».

لم يرَ كآخرين أن نداء مجلس الأساقفة الموارنة عام 2011 يتعارض مع ندائهم عام 2000، بل يشير إلى أن «المعطيات التي خيّمت على نداء 2000 كالهيمنة السورية على البلاد والتشرذم والانقسام والاعتكاف المسيحي عن الانخراط في الحياة العامة، ليست نفسها عام 2011. ولأن تطورات كثيرة حدثت مذ ذاك، وخصوصاً في الآونة الأخيرة، لا بد من أن يأتي نداء 2011 متأثراً بمعطيات المرحلة الراهنة، فضلاً عن اختلاف شخصية البطريرك بين مَن قاد نداء 2000 ومَن يقود نداء 2011. كل بطريرك يطبع بصماته على بطريركيته ومجلس الأساقفة الموارنة، فيرسم برنامجاً وخطة عمل لمسيرته الجديدة».

هكذا، لا يلاحظ الجميّل «تعارضاً بين النداءين. في بكركي ثوابت لا تحيد عنها الكنيسة المارونية على الإطلاق. أما أن تكون لكل بطريرك قراءة خاصة به، أو أفكار، أو مبادرات، فذلك يدخل في حقه الإنساني الذي لا جدال فيه. إذا وقع اختلاف في الرؤية مع البطريرك، فإن من أبسط القواعد، ولا سيما منها ما يتعلق بالقيادات السياسية المسؤولة، مصارحته والتحاور معه بعيداً من الضوضاء الإعلامية والتشنّج وإقحام البلد في سجالات لا تفيد أحداً».

لا يرى الجميّل أن القلق الذي أبداه الراعي حيال مصير المسيحيين اللبنانيين ومصير مسيحيي الشرق يتناقض مع الثوابت التاريخية لبكركي؛ «لأن الكنيسة المارونية متحسّسة أكثر من سواها الواقع الصعب لكل الأقليات في الشرق، والأمثلة على ذلك كثيرة، ولن ندخل هنا في التفاصيل. انحسار عدد مسيحيي الشرق واقع لا مناص من الاعتراف به، والعمل على مواجهته والحدّ منه. بدأ منذ تهجير المسيحيين من القدس وانتقل إلى باقي فلسطين، ثم إلى بلدان عربية أخرى. إذاً، قلق البطريرك في محله. كذلك فإن التجربة التي مرّ فيها المسيحيون اللبنانيون في السنوات الأخيرة لا يمكن الاستهانة بها ولم تكن سهلة، ولا نزال نذكر التنكيل المباشر الذي لحق بالقادة المسيحيين وعانوا منه بألم ومرارة. عبّرت بكركي عن هذا القلق على نحو مماثل لما أثاره عن تداعياته مسؤولون روحيون وسياسيون آخرون».

وما هو السبيل إلى معالجته، يقول: «بالتأكيد ليس بالسجالات العلنية، بل بخطة واعية وهادئة تتناول الآتي:

ـ نهضة داخلية للأفرقاء المعنيين.

ـ سياسة رسمية في الدول العربية تعمل على استيعاب التعددية وتجعل منها عنصر إغناء، لا تنافر.

ـ إشراك الفاعليات والمؤسسات الفكرية والأكاديمية والإعلامية في حركة وطنية شاملة تعمل على تعزيز القيم والمبادئ وبلورتها، بما يؤدي إلى نشوء مفهوم جديد للإنسان العربي الجديد يتجاوز الحقد والطائفية والمذهبية والفئوية، ويخلق المواطن العربي الذي يحترم تعدّد الأديان والثقافات.

ـ وضع وثيقة تاريخية تكوّن الإطار الصحيح لحركة الثورات في العالم العربي، وتفاعلها مع الأنظمة من أجل تطورها في اتجاه الحداثة والحضارة، وخشية أن تؤدي هذه الثورات ذات الأهداف السامية إلى فوضى ومزيد من الاقتتال والتطرّف. ولا يقتصر ذلك على سوريا فقط. كنت قد تحدّثت عن هذه الوثيقة عشية سفر الأمين العام للجامعة العربية إلى سوريا.

وهل يرى في موقفي الراعي من سلاح حزب الله وسوريا خروجاً على الثوابت التاريخية لبكركي؟ يقول الجميّل: «إن موقفي من العلاقة مع سوريا وسلاح حزب الله ثابت ومعلن، ويعبّر عن اقتناع بأن مصلحة لبنان تكمن أولاً في تصحيح العلاقة مع سوريا، وثانياً في اختزال الدولة اللبنانية بقواتها الشرعية الأمن والدفاع. أما كلام البطريرك عن هذين الموقفين، فلا أرى أنه يتعدّى التحليل العام. بل إن نداء مجلس المطارنة الموارنة قبل أيام أكد ثوابت بكركي ولم يخرج عنها البتة».

لكن الرئيس السابق للجمهورية ينظر إلى الجدل الذي أحاط بمواقف البطريرك كجزء لا يتجزأ من مأزق وطني عام: «الجميع اليوم في مأزق. الحكومة في مأزق المحكمة الدولية. والمسيحيون في مأزق الموقف من بكركي. لبنان بأسره في مأزق تطوير النظام وتفاعله مع الثورات العربية. الموقف الرسمي اللبناني ليس واحداً حيال ما يجري في سوريا وإيران، رغم أن الخلفية واحدة. المؤسسات اللبنانية تعيش اهتراء لم يمر به البلد منذ الاستقلال. وكل المعالجات ــــ إذا كان ثمّة معالجات ــــ تنطبق عليها سياسة النعامة عندما تدفن رأسها في الرمال، فيما الشعب يدفع الثمن بقلقه على مستقبل الوطن وأمنه ولقمة عيشه. يتلهى السياسيون بالقشور، ويكذب بعضهم على البعض الآخر، وينتهج منطق الهروب إلى الأمام للتغطية والتعمية على جهلهم أو تواطؤهم أو تهرّبهم من مواجهة الواقع والواجب والمسؤولية. هذا هو وضعنا في الوقت الحاضر. أين بكركي من ذلك كله؟ أولاً أين رئيس الجمهورية كموقع وطني ورمزية لبنانية يقتضي أن تكون جامعة. أنا طرحت على رئيس الجمهورية الحضور شخصياً إلى مجلس النواب وطرح المشكلة كما هي، ووضع القيادات أمام مسؤولياتها، والتقدّم باقتراحات يمكن أن تكون شافية هذه المرة. ربما رأى رئيس الجمهورية أن الوقت لم يحن بعد. لكن هل يحين أوان هذا الوقت بعد خراب البصرة؟».

 

مجلس الشيوخ الفرنسي ينتخب اشتراكياً رئيساً له للمرة الاولى في تاريخه

انتُخب الاشتراكي جان بيار بيل، رئيساً لمجلس الشيوخ الفرنسي، ليُصبح بذلك أول اشتراكي يتسلم هذا المنصب ،وذلك بعد اسبوع على الانتخابات التي أعطت اليسار اكثرية داخل مجلس الشيوخ. وقد أصبح السناتور بيل (59 عاما) غير المعروف كثيرا على الساحة السياسية الفرنسية، الرجل الثاني في الدولة الفرنسية بعد رئيس الجمهورية، وقد اعتُبر انتخابه "صفعة قوية" للرئيس اليميني نيكولا ساركوزي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان وأيار المقبلين. (أ.ف.ب.)

 

احمد الحريري لميقاتي: نأمل بأن لا تصبح تأشيرات دخول الايرانيين وسيلة لتهريب السلاح   

شكر الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري الرئيس نجيب ميقاتي لمنحه تأشيرات الدخول للرعايا الايرانيين الى لبنان، آملاً في أن تبقى مهمتها محصورة بتسهيل دخول الأشخاص وأن لا تصبح وسيلة لتهريب السلاح والعتاد الى لبنان عن طريق المطار وأجهزته. وأكد ان حماية الأقليات لا تكون بالالتصاق والتمسك بأنظمة ديكتاتورية، ترهن البلاد والعباد لمصالح فرقة حاكمة همها الوحيد البقاء في الحكم ومن بعدها فليأت الطوفان، مستغرباً أن يراد للمسيحيين اليوم بأن يكونوا رهائن أنظمة بائدة.

كلام الحريري، جاء خلال رعايته المهرجان الرياضي الذي أقامته جمعية "رياضيون لأجل لبنان" وقطاع الرياضة في "تيار المستقبل"، فوذلك في الرابطة الثقافية ـ طرابلس لتوزيع الميداليات والكؤوس على الفرق الفائزة في دورات كرة القدم التي اقيمت في المدينة لكل الفئات العمرية.

وقال الحريري: "نلتقي وإياكم اليوم، في حدث رياضي، يظهر في طياته العديد من الأساسيات التي بها تنهض الشعوب، وتتطور. فالرياضة هي انفتاح، هي تعاون، هي روح رياضية، تُخرج الإنسان من انطوائيته، وتجعله على طريقتها، يدخل إلى عالم التفاعل مع الآخر وتقبله، ولعلّها الوسيلة الأمضى في جعل التنافس مفهوماً ثابتاً، يعتمده الخصوم للوصول إلى أهدافهم. تنافس "أخلاقي" بعيداً عن كل ما له علاقة بالإلغاء والإقصاء. ويا ليت في لبنان من يدرك قيمة هذا التنافس. "

أضاف: "أقول تنافساً أخلاقياً، لأن في هذا البلد من حوّل كل تنافس إلى مساحة للصراع، ومعركة ضروس، يعتمد فيها شتى أنواع الترهيب والتهديد. معركة "لا أخلاقية" بكل ما لهذه الكلمة من معنى. حين يتحوّل السلاح إلى ملجأ لكل من يريد الفوز، وأي فوز هو هذا الذي ليس فيه من ضمير حكم، ولا من مصلحة وطنية تشهد له وعليه. أقول هذا الكلام، وأعلم جيداً أن ما عانيناه في السنوات الماضية ثقيل، ثقل الإدراك أن شقيق لنا في هذا الوطن هو متنكر للشراكة و الاخوة و الوحدة الوطنية . أقول هذا الكلام وفي داخلي لايزال هناك صدى حدسٍ يجعلني أعتقد أن إغتراب البعض عن مصلحة وطنهم لن يطول. "

وتابع الحريري: "نسمع الكثير من النظريات، والإبداعات الشخصية والحزبية في آن واحد. منهم من يقول أنه معصوم عن الخطأ، ومنهم من يدعي العفة، ومنهم من يتنكر للحقيقة والعدالة تحت ستار المواجهة المفتوحة مع العدو الإسرائيلي، ومنهم من انتهى من التعاطي مع لبنان كدولة تحتضنه، وبدأ يتعامل مع الدولة كوسيلة يحضنها لا بل يخطفها. نعم، هذا هو واقع لبنان اليوم. في عزّ نهضة الشعوب العربية، لا نزال نحن في لبنان نعيش وطأة رجعية البعض، ومحدوديتهم. في لبنان اليوم، ليس هناك انقساماً فقط على مشروع أو مبدأ أو نهج. بل في لبنان اليوم فريق يريد الحرية، وفريق آخر يخافها، يهابها، يخشاها. في لبنان اليوم من يعتبر ويقولها صراحة أن تجربة الحرية في العالم العربي وفي هذا الشرق تحديداً لم تكن تجربة ناجحة، وبئس هذه الأيام."

وعما يحصل في سوريا أشار الحريري الى أنه "من هنا، من هذه المنطقة التي تشهد يومياً على ما يحصل من مجازر بحق الشعب السوري، التي وقفت بجانب أهلها في المدن المتاخمة، المستباحة يومياً، دعوني أقول أن هذا الموقف ليس بجديد عليكم، فأنتم لطاما كنتم مع الحق، في مواجهة كل أشكال الظلم، ولطالما كنتم مع العدالة في وجه كل مستبد فوق هذه الأرض. ومن هنا، لابد من الاعتراف أن ما يقوم به الشعب السوري اليوم هو خير دليل على أن الحرية مطلب لا غنى عنه، مهما كانت التضحيات".

وتوقف أمام ما بات يُعرف بهواجس الأقليات وبعضها مشروع، مؤكداً ان "حماية هذه الأقليات لا يمكن ان يكون من خلال الالتصاق والتمسّك بأنظمة ديكتاتورية، ترهن البلاد والعباد لمصالح فرقة حاكمة، همّها الوحيد، البقاء في الحكم، ومن بعدهم، فليأت الطوفان".

وسأل :"كيف يتحوّل الوجود المسيحي في هذا الشرق، الذي كان على مرّ التاريخ، ممرّاً لحركات التحرّر في هذا الشرق، إلى مُجرّد حامٍ لمن لا يمت إلى التحرّر بصلة؟ وكيف يُراد للمسيحيين على وجه الخصوص، أن يكونوا رهائن أنظمة بائدة، في وقت كانوا منذ زمن، في طلائع المنادين بسيادة الأوطان، وبحريتها واستقلالها؟".

وقال الحريري: "جميعنا معنيون بالانتماء إلى مشروع اوسع من نطاق الطائفة أو المذهب، والا فان احدا لن يعود فاعلا لا اليوم ولا بعد حين، لا بل من يفعل العكس فإنه يكون قد رسم لنفسه خطاً انحدارياً، تتحول معه الطوائف من نقطة ارتكاز في تفاعل الحضارات مع بعضها البعض، إلى وسيلة تشارك في نكران حقوق المظلومين، ومحاربة التغيير. من الظلم أن تُحاكم الشعوب قبل أن تخوض تجربتها. نعم، ما يحصل اليوم من تشويه للحقائق هو أكبر ظلم قد يلحق بشعوب هذه المنطقة، التي قرّرت أن تثور في وجه كل ظالم من أي جهة أتى. في سوريا هناك من يُذهل العالم بإصراره على ثورته السلميّة، ولا يحق لأي كان أن يحكم على هذا الشعب عن طريق التنبؤ والضرب في الرمال. هذا الشعب المسالم لن يكون إلّا مغايراً لكل العهود السابقة، التي مارست الترهيب والقتل، طريقاً للاستمرار. وإلى من هو خائف على وجوده، سؤال بسيط: ماذا حصل بحق لبنان الذي نحن فيه جميعا أقليات؟ وكيف تتعامل الانظمة الديكتاتورية مع الاقليات؟".

اضاف: "أكثر من ذلك، ألم تقم هذه الأنظمة الديكتاتورية منذ نشأتها على معادلة تخويف الطوائف من بعضها البعض؟ ألم يتحوّل لبنان إبان الحرب إلى كانتونات طائفية تعيش رهبة الخوف من الآخر؟ ألم تستغل الوصاية هذا الخوف إلى أبعد حدود؟ ألم تُغذه بكل ما أوتيت من قوّة؟".

وعن موضوع المحكمة الدولية، قال الامين العام: "بئس الزمن الذي يجعلنا نستمع إلى سخافة من لا يملك من الحكمة شيئاً، وبئس الزمن الذي يجعل العدالة تتسوّل على أبواب الحاكمين بأمرهم، بل دعوني أقول، بئس الانقلابيين الذين أوصلوا لبنان إلى هذا الدرك من الانحطاط واللا انسانية. وهنا لابد من أن نطمئن الجميع.. المحكمة باقية، مولتموها أم لم تموّلوها. "

وأكد انه "إذا لم تموّل حكومة لبنان المحكمة، فإن صدقية لبنان واستقراره يصبحان في مهب الريح".

وعن تجربة المعارضة في الحكم، رأى الحريري أن "قوى المعارضة في موضوع الكهرباء أكدت واقعاً وحيداً لا يمكن تجاهله بعد اليوم، أن في لبنان من يؤمن بالمؤسسات، وفي لبنان من يستطيع أن يجبر هذه المؤسسات على القيام بدورها". وقال: "وأكثر ما يجب التوقف عنده في التجربة البرلمانية التي خضناها مؤخراً وسنخوضها في كل حين، أن في خمس سنوات كنا نحن أكثرية وهم أقلية، لم يستطيعوا ولو مرة أن يقدموا هذا النموذج الحضاري الذي قدمناه نحن في شهر واحد. كل ما فعلوه، هو التعطيل، إقفال المؤسسات، ضرب القوانين عرض الحائط.. هذا هو نموذج حكمهم، بل تفكيرهم.. ولكم أن تحكموا". وبعدما شكر الحريري "ميقاتي لمنحه تأشيرات الدخول للرعايا الايرانيين الى لبنان"، امل في أن "تبقى مهمة هذه التأشيرات محصورة بتسهيل دخول الأشخاص لا أن تصبح وسيلة لتهريب الأسلحة والعتاد الى لبنان عن طريق المطار وأجهزته".

اضاف: "في كل ما يحصل اليوم، وما نشهده من موبقات أثقلت كاهل اللبنانيين، حقيقة أصبحت واضحة، ومشكلة أصبحت مستعصية، ومسألة تحوّلت مأساة. إنه السلاح حين يخرج عن طوع الدولة، ليكون الحاكم بأمر لبنان لمصلحة تأتي من خارج لبنان". وختم الحريري بالقول :"نعم، في هذا البلد مشكلة، سلاح خارج الدولة، حين تُحل هذه المشكلة، نستطيع البدء بالتفكير ببناء وطن. قبل هذا، ليس علينا سوى الصمود ومواجهة كل أشكال الاعتداء على مفهوم الدولة، الذي وصل إلى حد تظهير صورة لبنان الرسمي، كمتواطئ أوّل مع كل ما هو بائد".

ثم وزّع الحريري الجوائز والكؤوس على الفرق الفائزة .كما ألقيت خلال الاحتفال كلمتين لكل من منسق قطاع الرياضة في "تيار المستقل" ـ طرابلس ناصر عدرة ورئيس "جمعية رياضيون لأجل لبنان" وفيق ابراهيم.

 

 موارنة آخر زمن

طوني أبو روحانا - بيروت اوبزرفر

وكأنهم عادوا من كتاب أغلقته الثورة ، من مدينة مفقودة ، كأنهم كانوا على رصيف المرفأ ينتظرون تأشيرات الدخول ، ثلة من المخبرين ، موارنة عهد الإنحطاط .. موارنة الشعارات الزائفة ، أسرة الوصاية بأكملها ، أزلام الإحتلال ، اختلفت بعض الأسماء والوجوه ، عاد بعضها ، عاد بغضها وحقدها ، عادت تشفي غلها وتمارس كيديتها ، تمارس فنون انتقاماتها ، عادوا بكافة مستلزمات السلطة ، عدة وعددا ، عادوا كأنهم ما غابوا أبدا ، كما كانوا دائما ، غطاء يحاك في سراديب الأنظمة والتحالفات المشبوهة ، يرتدونه عباءة حكم ، موارنة الزمن الرديء .. عادوا.

موارنة البعث والسلاح

صنف انقرض تاريخه فاستعاد الحياة دون تاريخ ، عاد من الموت في غفلة من الزمن وكأنه حقن بإكسير التجدد ، صنف الأفق المحدود والمسدود ، صنف الإنعزال ، ولم يكن الموارنة يوما جماعة تقوقع وانعزال ، حتى في زمن الحصار والإنحسار ما أجمعوا إلا على الإنفتاح ، ولا رفعوا سوى راية لبنان ، صنف التبعية ، ولم يكن الموارنة يوما جماعة أتباع ، لا موارنة بعث ولا موارنة سلاح ، موارنة ( غرباء ) ، ولم يكن الموارنة يوما لا ضيوف ولا جاليات“ أهل ذمة ” يستجدون الحماية ، سكنوا الوعر وما تنازلوا ولا استسلموا ، موارنة الخوف من الآخر ، ولم يخف الموارنة يوما من أحد ، وما دافعوا عن أنفسهم إلا بأنفسهم

موارنة البعث والسلاح .. صناعة سورية أنزلت على الموارنة يوم انكفأوا عن الحياة السياسية ، يوم نسفت الشراكة الحقيقية وغاب التمثيل الصحيح ، موارنة عهود الإنبطاح والإستزلام ، موارنة الرق والعبودية ، موارنة العهود المفبركة والأسماء المستعارة والهويات المزيفة ، موارنة العهود المستباحة المحكومة بالذل ، موارنة النكسة والزحف والخضوع ، موارنة البعث والسلاح .. حاشية متصرف عنجر وأبواق الطغاة في كل زمن متاح

موارنة البعث والسلاح .. رموز الدجل ومحاور الممانعة الكاذبة ، عملاء وخوارج وأشباه ، اعتنقوا الخيانة فسلموا الحرية واعتقلوا الأحرار ، بطشوا بالدولة حتى فتتوها ، أسقطوا شرعيتها حتى غيبوها ، وبدل أن يتنفسوا في مرافقها ومنها ، نفثوا سمومهم في هوائها ، موارنة البعث والسلاح .. موارنة العهود البديلة ، العهود التي التفت على الدولة عوض أن تلتف حولها ، موارنة الأسر والزنزانة وعهود الضلال الغابرة .. عادوا

موارنة آخر زمن

نوعية واحدة لاتبدلت ولا تغيرت ، بجلدها وشحمها ولحمها ، لا انتهت ولا اندثرت ولا انقرضت ، عادت بنفس الزخم لابل بأقوى ، عادت والأزمات تضرب أنظمة أسيادها ، تفككها ، تطحن رواسبها وتخترق مناعاتها ، عادت والمطلوب منها أكبر وأشمل وأخطر ، نظام الدفاع البديل حيث لاالعهود البديلة تنفع ولا الخطب والرسائل العابرة للحدود ، اختلفت معايير الأمس ومعادلاته ، لم تعد عهود“ المسترجلين ” تكفي ولا الأدوار نفسها تخدم صراعات الغد المأزوم

موارنة آخر زمن .. تفوقوا على موارنة السلطة في العهود السابقة ، فاقوا كل التوقعات ، حياديتهم تسويات ومساومات وصفقات ، تغييرهم وإصلاحهم فساد ومال نظيف وعمالة ، شركتهم ومحبتهم تسليم بالأمر الواقع وله ، موارنة آخر زمن .. ظل مضمحل دونه المبادئ والثوابت والقيم ، حريتهم أغلال وقيود ، سيادتهم مطواعة واستقلالهم مجرد ذكرى ، موارنة آخر زمن .. مجرد وجوه دون ملامح ، مجرد وديعة في السلطة .. لا حول لهم ولا قوة