المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 28 تشرين الثاني/2011

 متى 19/01-12/الزواج والطلاق

ولما أتم يسوع هذا الكلام، ترك الجليل وجاء إلى بلاد اليهودية من عبر الأردن. فتبعته جموع كبـيرة، فشفاهم هناك.  ودنا إليه بعض الفريسيين وسألوه لـيحرجوه: أيحل للرجل أن يطلق امرأته لأي سبب كان؟ فأجابهم: أما قرأتم أن الخالق من البدء جعلهما ذكرا وأنثى وقال: لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويتحد بامرأته، فيصير الاثنان جسدا واحدا؟ فلا يكونان اثنين، بل جسد واحد. وما جمعه الله لا يفرقه الإنسان.

وسأله الفريسيون: فلماذا أوصى موسى بأن يعطي الرجل امرأته كتاب طلاق فتطلق؟ فأجابهم يسوع: لقساوة قلوبكم أجاز لكم موسى أن تطلقوا نساءكم. وما كان الأمر من البدء هكذا. أما أنا فأقول لكم: من طلق امرأته إلا في حالة الزنى وتزوج غيرها زنى.  فقال له تلاميذه: إذا كانت هذه حال الرجل مع المرأة، فخير له أن لا يتزوج. فأجابهم يسوع: لا يقبل هذا الكلام إلا الذين أعطـي لهم أن يقبلوه. ففي الناس من ولدتهم أمهاتهم عاجزين عن الزواج، وفيهم من جعلهم الناس هكذا، وفيهم من لا يتزوجون من أجل ملكوت السماوات. فمن قدر أن يقبل فليقبل.

 

عناوين النشرة

*الحريري وجه تحية للمشاركين في مهرجان طرابلس: عهدي أن أبقى معكم وفيا لمبادئنا وقيمنا وإلى لقاء قريب

*تيار المستقبل احيا مهرجان الاستقلال في طرابلس

*السنيورة: لبنان الذي ضحينا من اجله مهدد بالا يبقى كما كان،المحكمة الدولية والتعاون معها وتمويلها ليس منة من احد فهي حق وواجب

*كباره: الثالوث غير المقدس سيسقط بسقوط هذه الحكومة

*الجسر: توفير الامن الوطني مسؤولية الدولة وحدها

حماده: لن اترحم سلفا على حكومة حزب الله الساقطة

*حرب: المؤامرة مستمرة على لبنان وبعض ادواتها لبنانيون

*توتر في سهل عكار بعد مقتل فتى صدماً

*فتفت: طرابلس ستقول اليوم موقفها السياسي لا قدرة للعونيين وميقاتي على إسقاط الحكومة

*نائب رئيس وزراء تركيا ورئيس بلدية اسطنبول جالا في وسط بيروت

*قداس في زغرتا في ذكرى استشهاد الرئيس معوض/الرقيم البطريركي:كانت امنيته تأكيد الولاء للوطن الموحدالقوي

*الراعي ترأس قداس الاحد وعقد خلوة مع شربل: لتنزل العدالة القضائية أقصى العقوبة بمجرم ساحل علما/أطالب مسؤولي الاديار بعدم ايكال حراستها لاجانب غير مسيحيين

*وزير الداخلية مروان شربل: العدالة ستتحقق والمجرم سيحاكم في لبنان/الحكومة لن تستقيل ولو حصل فالوزارة مستمرة على الارض

*نديم الجميل: المجرم سيحاكم وينال عقابه في لبنان

*أنطوان الأشقر: ندعو لضبط النفس ونطلب الإسراع في الملف

*ميقاتي من الفاتيكان: سأؤكد للبابا تمسك اللبنانين بالعيش معا/دور المسيحيين ان يكونوا قدوة بتعزيز قيم الديموقراطية والحرية/متمسكون بالعدالة لأنها وسيلة أساسية لمعرفة الحقيقة ووقف الجرائم

*علينا العمل والتعاون لتحفيز جميع اللبنانيين على البقاء في وطنهم

*زهرا: الحكومة جمعت اضدادا لم تجمعهم الا ارادة النظام السوري/نحن مع أي قانون انتخابات يؤمن صحة التمثيل وعدم الاقصاء والالغاء

*طلال المرعبي: تمويل المحكمة مدماك لاستنهاض لبنان

*كيروز: سقوط النظام السوري اصبح شبه مسلما به عدم تمويل المحكمة سيطلق رصاصة الرحمة على حضور لبنان الدولي

*تسليم وتسلم في الوحدة الاندونيسية الدولية

*تركيا وإسرائيل تحشدان وإيران ترسل خبراء لمساعدة "حزب الله"/لندن: سورية ولبنان على حافة الهاوية/حميد غريافي/السياسة

*مجدلاني: سير الحكومة في التمويل لخلق شعبية لميقاتي

*الجامعة العربية تضيّق الخناق على نظام الأسد فيما حكومة لبنان المنشغلة باستقالتها تعيش في كوكب آخر وقوى 14 آذار "لا تترحم سلفا" على الحكومة الساقطة

*الراعي للرعايا والكنائس: لا توكلوا حراستها لاجانب غير مسيحيين!!

*ديبلوماسي إيراني: لو حرق النظام السوري جسوره من ورائه فلا فائدة من إصلاحه

*قطر تدعو مواطنيها إلى الامتناع عن السفر إلى سورية

*وزراء الخارجية العرب يقرون عقوبات اقتصادية ضد سوريا

*عون في عشاء هيئة تنورين في التيار الوطني الحر: النار تحيط بنا لكن هذه المرة لن تدخل إلينا لأن لبنان أقوى/باسيل:لا يريدوننا ان ننفذ أي شيء للبلد وفي كل مرة بعنوان مختلف

*صراع الغرقى/الياس الزغبي

*صلاح حنين: تأكيد الحكومة إلتزامها بالمحكمة ومن ثم إخضاع تمويلها للتصويت "بدعة".. ولا يمكن لحزب الله تحمل تبعات عدم التمويل

*وصفة بحرينية للإصلاح العربي/أحمد الجارالله/السياسة

*هل تنتظر إيران هجوماً سرياً هدفه تعطيل برنامج الأسلحة النووية/فرانك غاردنر/السياسة

*قياديون يفكرون بعزل بلدهم عن هذه التداعيات... وآخرون ينادون برحيل الأسد/الحرب الأهلية المتوقعة في سورية... تعقد الحسابات في لبنان/ المجتمع اللبناني منقسم حول سورية على نحو صاروخ, لكن كل الاطراف في البلاد تخشى من احتمال اندلاع حرب أهلية طائفية, وتسعى الى عزل لبنان عن التداعيات/الجهات السياسية الفاعلة والرئيسية في لبنان تتبنى وجهات نظر مختلفة إلى حد كبير في تعريفها للمصالح وتوقعاتها للتهديدات القادمة من سورية/منى يعقوبيان/السياسة

*الأمين العام لتيار "المستقبل" كشف عن أن سعد الحريري لن يعود إلى لبنان قبل زوال مصادر القلق الأمني 

*كنعان دعا للاختيار بين الدولة "الفعلية" و"الوهمية":

 

تفاصيل النشرة

 

الحريري وجه تحية للمشاركين في مهرجان طرابلس: عهدي أن أبقى معكم وفيا لمبادئنا وقيمنا وإلى لقاء قريب

 وطنية - 27/11/2011 توجه الرئيس سعد الحريري، في بيان وزعه مكتبه الإعلامي مساء اليوم قال فيه: "بتحية إكبار وتقدير للجموع الشعبية التي لبت اليوم دعوة "تيار المستقبل" للمشاركة في مهرجان "خريف السلاح...ربيع الاستقلال". وخص بالشكر "أبناء طرابلس وعكار والضنية والمنية والشمال عموما،الذين عبروا كعادتهم عن تمسكهم بالثوابت الوطنية لثورة الأرز وحركة الرابع عشر من آذار وبنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقضية العدالة التي لا مفر من الوصول إليها عاجلا أم آجلا". وقال: "للذين شاركوا في المهرجان: "لقد أظهرتم من خلال مشاركتكم الكثيفة أنكم لن تتهاونوا على الإطلاق أمام محاولات استهداف مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال والالتفاف على المحكمة الدولية، تارة من باب وقف التمويل وتارة أخرى من خلال إخفاء المتهمين بارتكاب هذه الجريمة الإرهابية والتهاون المنظم لإخفائهم ومنع الملاحقة القانونية عنهم". واضاف: "إن احتفالكم بذكرى الاستقلال كان مناسبة للتأكيد على أن لا سلاح يعلو على سلطة الدولة والتأكيد أيضا على نصرة الشعب السوري وحركات الربيع العربي وفرصة لإطلاق صوت لبنان المدوي ضد كل أشكال القمع والاستبداد". وتابع: "لقد قدمتم اليوم مشهدا مشرفا، يعبر عن وقوف اللبنانيين ضد الظلم، ووجهتم إلى الأشقاء في سوريا رسالة تضامن ومحبة يستحقها الشعب السوري الشقيق الذي يناضل في سبيل حريته وإقامة نظامه الديمقراطي". وختم قائلا: "لقد عز علي ألا أكون بينكم في هذا اليوم الوطني المجيد الذي شهدته طرابلس وعهدي إليكم دائما أن أبقى معكم، وفيا للمبادئ والقيم التي نؤمن بها جميعا، قلبي سيبقى مع طرابلس والشمال وكل لبنان وإلى لقاء قريب بإذن الله، نجدد من خلاله العهد لقيام الدولة العادلة وتوفير مقومات الاستقرار لوطننا الغالي".

 

تيار المستقبل احيا مهرجان الاستقلال في طرابلس

السنيورة: لبنان الذي ضحينا من اجله مهدد بالا يبقى كما كان

المحكمة الدولية والتعاون معها وتمويلها ليس منة من احد فهي حق وواجب

كباره: الثالوث غير المقدس سيسقط بسقوط هذه الحكومة

الجسر: توفير الامن الوطني مسؤولية الدولة وحدها

حماده:لن اترحم سلفا على حكومة حزب الله الساقطة

حرب:المؤامرة مستمرة على لبنان وبعض ادواتها لبنانيون

وطنية - 27/11/2011 نظم تيار المستقبل بعد ظهر اليوم مهرجانا، بعنوان "خريف السلاح ... ربيع الاستقلال"، لمناسبة العيد ال 68 للاستقلال، في معرض رشيد كرامي الدولي في مدينة طرابلس.

وتقاطرت الوفود الى مكان الاحتفال من مختلف المناطق الشمالية فيما غصت الشوارع المحيطة بالمعرض بالسيارات والباصات التي نقلت الوفود الى المهرجان. ولوحظ انتشار كبير للجيش اللبناني في الطرق في وقت رفعت فيه صور الرئيس سعد الحريري على السيارات التي اخذت تجوب الشوارع على وقع الاغاني الحماسية.

استهل المهرجان بالنشيد الوطني، ثم الوقوف دقيقة صمت تخليدا لشهداء ثورة الارز والاستقلال، فأغنية الربيع العربي كلمات فيصل سلمان والحان احمد قعبور،ففيلم وثائقي أعد في المناسبة، وتضمن تقريرا عن رجالات الاستقلال وشهداء ثورة الارز. وكانت كلمة لعريف المهرجان منسق تيار المستقبل في البترون جورج بكاسيني الذي نقل تحيات الرئيس سعد الحريري الى الحاضرين "ومئة الف تحية لعاصمة الاستقلال طرابلس التي قدمت رجل الاستقلال الاول عبد الحميد كرامي وانتصرت بدم رجل الاستقلال الثاني رفيق الحريري"، مشددا على ان "زمن الطغاة ولى"، معتبرا "ان المحكمة الدولية ليست منة من احد وانها ستكشف القتلة". وقال: طرابلس تجدد اليوم ربيع لبنان وتنصر ايضا ربيع سوريا، ولا وصاية علينا بعد الآن".

الحضور

حضر المهرجان: الرئيس فؤاد السنيورة، فريد مكاري، محمد كباره، سمير الجسر، مروان حمادة، عاطف مجدلاني، قاسم عبدالعزيز، احمد فتفت، نقولا غصن، بدر ونوس، معين المرعبي، خالد زهرمان، محمد قباني، جان اوغاسبيان، روبير فاضل، سامر سعادة، خضر حبيب، نهاد المشنوق، رياض رحال، سمير الجسر، محمد الحجار، هادي حبيش، زياد القادري، عمار حوري، بطرس حرب، كاظم الخير، نضال طعمه، جمال الجراح، عصام عرقجي وانطوان اندراوس، الوزراء السابقون ريا الحسن، حسن منيمنة ومحمد شطح، النواب السابقون: فوزي حبيش، فارس سعيد، قيصر معوض، الياس عطاالله، عمر مسقاوي، مصطفى علوش، محمود مراد ومصطفى هاشم. الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري، نائب رئيس حزب الكتائب شاكر عون، ميشال معوض، عدد من نقباء المهن الحرة، لفيف من العلماء والمشايخ ورؤساء بلديات وجمعيات أهلية وشبابية وسياسية.

كبارة

بداية الكلمات كانت للنائب محمد كبارة، وقال: "بسم الله الذي عليه توكلنا، وبنور حقيقته اهتدينا، وعلى درب عدالته سرنا. يا أهلنا، يا أهل لبنان أولا، أرحب بكم في طرابلس لبنان، عاصمتكم الحرة منذ سقوط عاصمتنا الحبيبة بيروت تحت احتلال سلاح الممانعة المجرمة في ذلك السابع من أيار العام 2008.

أيها الأحبة الأحرار في كل مناطق لبنان الحرة. بكم تعزز طرابلس مسارها النضالي المتجذر في تاريخ وطننا لبنان. طرابلس التي قدمت أكبر عدد من شهداء الاستقلال، ولم تبخل بتقديم شهداء معركة التصدي لجيش الأسد وأدواته، ودعمت الجيش اللبناني في إسقاط مؤامرة العبسي تحتضن اليوم جمهور الشيخ سعد الحريري كي نكمل معا المسار والمسيرة. مسار الاستقلال على هدي مسيرة ثورة الأرز التي أطلقناها معا يوم دوى ذلك التفجير الإرهابي في 14 شباط العام 2005 سارقا منا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

أيها الأحبة، أراد المجرمون أن يغتالوا شعبا في رجل. قتلوا الرجل ولكن شعبه بقي متابعا مسيرته. خسرنا باقة غالية من الشهداء في سعينا لكشف حقيقة المجرمين ليتم انزال القصاص بهم، ما يحقق إنجازا تاريخيا للشعب اللبناني وينهي سياسة إفلات المجرمين السياسيين من العقاب. هذا الإنجاز الموعود هو جوهر ثورة الأرز. ولتحقيقه كان لا بد من طرد المحتل الأسدي، فطردناه شكلا وبقي مضمونا. طردنا جيشه وبقيت أدواته. ولإنهاء مسار إفلات المجرمين السياسيين من العقاب كان لا بد من إطلاق مسار العدالة الدولية، فأطلقناها. ولتحقيق النصر النهائي، وكي لا تذهب دماء الشهداء هدرا لا بد من إنجاز المزيد والمزيد. لا بد من إنجاز إسقاط الهيمنة الأسدية المجرمة على لبنان. ونحن نخوض هذه التجربة الآن في ضوء إنجازات الشعب السوري الكبير الذي تتضامن معه جامعة الدول العربية، كما يتضامن معه المجتمع الدولي وتتآمر عليه قوى محور الممانعة المجرمة المسلحة، ومن ضمنها حكومة حزب السلاح المجرم في لبنان.

ولا بد أيضا من إنجاز إسقاط السلاح المجرم المتهم باغتيال الرئيس الشهيد وبقية الشهداء، كما اغتال بيروت وتربع على قبر كرامتها، واغتال لاسا واحتل كنيستها، واغتال بعلبك وأقفل مسجدها، وكما حاول اغتيال ترشيش فسقط على ترابها وكما يحلم باغتيال طرابلس وسيتحطم على صخورها، بإذن الله.

الأسد في سوريا يترنح. والطاغية في لبنان يتبجح والاستقلال استبيح وما تبقى منه يتأرجح تحت معادلة ثالوث الغاء الدولة التي لا يذكرها في صيغة الجيش والشعب والمقاومة. هذا الثالوث غير المقدس، الذي فرض علينا اولا وثانيا وثالثا، سيسقط بإذن الله سيسقط بسقوط هذه الحكومة التي فرضت على طرابلس وعلى كرامة اهلها قبل ان تفرض على كل اللبنانيين.

هذه الحكومة ستسقط في طرابلس قبل ان تسقط في كل لبنان.

لا يوجد شيء اسمه مقاومة في لبنان. من احتل بيروت ليس مقاومة. من هاجم الجبل الدرزي وهزم ليس مقاومة، من تعدى في عكار والبقاع وإقليم الخروب وصيدا وردع أيضا ليس مقاومة.

من يقيم مربعات أمنية في الشمال ويوزع سلاحا، ليس مقاومة.

ومن يرسل مسلحين بسيارات رباعية الدفع علنا إلى سوريا لضرب الشعب السوري ليس مقاومة.

ومن يرسل ضابط مخابرات أسديا ليراقب بكركي وطريقها وزوارها فيقتل ضحية شابة مؤمنة هو أيضا ليس مقاومة، بل هو ممانعة متآمرة على لبنان، كل لبنان.

هذه كلها ممانعة مسلحة مجرمة هدفها الأساس هو ممانعة استقلال لبنان، وممانعة سيادة لبنان، وممانعة ظهور الحقيقة في لبنان، وممانعة ممارسة الحرية في لبنان، وممانعة تحقيق العدالة في لبنان.

هذه كلها تنظيمات إرهابية هدفها قتل أحرار لبنان، كما هدف قائدها الأسدي، قتل أحرار سوريا، وكما هدف مرشدها الفارسي ضرب كل العرب.

لذلك لبينا جميعا الدعوة إلى الربيع العربي كي نكمل المسار والمسيرة، كي نحقق معا ما لم نحققه سابقا، كي نسقط معا كل ما يمانع الاستقلال، وكي نسقط معا كل ما يمنع الحقيقة، وكل ما يعيق العدالة، وكل ما يقمع الحرية، وكي نسقط معا هيكل الاستبداد والفساد، هذا الهيكل النتن الذي ضرب لبناننا كما ضرب تونس، وليبيا، ومصر، اليمن، وسوريا.

معا، أيها الأحبة، سنكمل المسار، معا سنحيي الثورة، لاستكمال مسار ثورات الربيع العربي حتى النصر، بإذن الله.

عشتم وعاش لبنان حرا، سيدا، مستقلا، أبيا، ديمقراطيا، تعدديا.

وأهلا بكم، مجددا، في طرابلس، عاصمة اللبنانيين الاحرار".

الجسر

ثم كانت كلمة الجسر، قال فيها: "عما يسألون؟ عن الحدث العظيم الذي به تحتفلون؟! ألم يأتهم نبأ ذكرى الاستقلال؟ خبر ذلك اليوم في العام 1943 الذي أسقطنا فيه الانتداب البغيض، فكان فاتحة استقلالات العالم العربي.. بدءا من سوريا الى آخر بلد عربي قبع في ظل انتداب أو استعمار أو وصاية..

ألم يأتهم خبر الاستقلال الثاني في ذلك اليوم من العام 2005 الذي أزاح الوصاية المذلة عن صدور اللبنانيين من خلال ثورة الأرز التي أزهرت ربيع لبنان الذي هو في أصل كل ربيع عربي..

ألم يأتهم أن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالإنفجار الكبير إنما فجر كل الطاقات الشابة والعزائم الصلبة والإرادة الوطنية وحقق التلاحم المصيري من أجل السيادة والحرية والاستقلال..

ألم يدركوا أن العنف كلما ازدادت وتيرته كلما ارتفعت معه الهامات وتصلبت الإرادات وتعزز الإيمان بساعة الفرج القريب.. ألم يدركوا بأننا شعوب ثقافتها أن الله حق، والموت حق، وحب الأوطان من الإيمان. ألم يتعلموا من ربيع بيروت أن الشعب أقوى من كل الطغاة.. ألم يتعلموا من ربيع بيروت أن المفسدين في الأرض يولون الأدبار عند مجابهة الشعوب. ألم يتعلموا من ربيع بيروت أن الأنظمة الأمنية وَهَم تتَكَسَّرُ أمواجُه على صخرة الإرادة الشعبية..

عما يسألون؟ لماذا في طرابلس تحتفلون؟ ألم يأتهم نبأ أن لطرابلس في كل استقلال نصيبا. ألم يأتهم نبأ أبناء طرابلس في ظل الانتداب يناضلون ويستشهدون ولا يتراجعون. ألم يأتهم نبأ الرجال الذين جابهوا الانتداب بالصدور العارية والجباه العالية فما وهنوا وما استكانوا حتى كان لهم ما يريدون.

ألم يأتهم خبر شهداء طرابلس الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدّلوا تبديلاً حتى فازوا بالشهادة وهي إحدى الحسنيين. ألم يأتهم خبر الشهداء الـ (14): سليم صابونة وأحمد كلثوم ورشيد حجازي وفوزي شحود ومحمد ثروت وعبد الغني أفيوني وعباس حبوشي ومحمد خضر وعبد القادر الشهال وكمال ضناوي ووديع بركات وأحمد جوجو ومحمد محمد وسليم الشامي، أبطال طرابلس وطليعة المناضلين الشهداء من أجل الاستقلال الأول، الذين ظن الانتداب أنه يسحقهم بجنازير دباباته فإذا به يغرسهم في الأرض التي عشقوا والتي من أجلها عاشوا وماتوا، والتي تفخر دوما بأنها تضمهم في ثناياها إلى الأبد والتي تفخر دوما أن ترابها مجبول بدمائهم.

عما يسألون؟ ألم يأتهم نبأ دور طرابلس في الاستقلال الثاني. ألم يأتهم نبأ المئات ممن يتعذر عدهم الذين ذبحوا على يد الأجهزة الأمنية وزبانيتهم في ليلة ليلاء من أواخر العام 1986 وفي ليال أخر فشكلوا طليعة شهداء الاستقلال الثاني. ألم يأتهم نبأ دور طرابلس في ثورة الأرز.

ألم يأتهم نبأ الغضب الذي نزل بالناس عند اغتيال رفيق الخير، رفيق البناء، رفيق الإنسانية، رفيق الدولة، رفيق الكرامة، رفيق الشعب.. وأنه لم يُهَدِّىء من روع الناس إلا إيمانهم وأن الشهيد في منزل صدق عند مَليك مقتدر..

ألم يأتهم نبأ مشاركة طرابلس وأهل طرابلس في كل فعاليات ثورة الأرز وخصوصا في الرابع عشر من آذار حين نزل أهل المدينة، عن بكرة أبيهم او كادوا، الى ساحة الشهداء ليرفعوا الصوت عاليا مدويا بالحرية والسيادة والاستقلال، فساهموا مع كل لبنان في انجاز الاستقلال الثاني.

ألم يأتهم نبأ كيف كانت طرابلس تحزن وتغضب وتثور لكل شهيد من شهداء الأرز سقط من أجل لبنان... وإن فات طرابلس شرف أن تضم في حنايا أرضها جثامين رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم وفرنسوا الحج ووسام عيد وكل رفاقهم من الشهداء الأبرار، فإن طرابلس وضعتهم في العيون وأنزلتهم في المقل وضمتهم للمهج.

عما يسألون؟

عجبا عما يسألون! ويسألون هل الهدف إسقاط الحكومة في الشارع؟ قلنا بداية الضرب في الميت حرام. وإن كان هدف المعارضة أصلا إسقاط الحكومة فإن القرار قد لا يكون قد أخذ بعد... قلنا وان من يسعى لإسقاطها في الشارع لا يُجري المهرجان في مكان مغلق.

ان هذه الحكومة ليست بحاجة إلى إسقاط لأنها في الأصل ساقطة من وجدان الناس ومن ضمائرهم لانها أتت بالانقلاب في يوم أسود بصناعة قمصان سود، ولأنها وليدة التنكر للعهود والوعود.

يا شعبنا العظيم في طرابلس وفي الميناء وفي القلمون، يا شعبنا العظيم في الكورة، يا شعبنا العظيم في عكار، يا شعبنا العظيم في زغرتا، يا شعبنا العظيم في الضنية،

يا شعبنا العظيم في البترون، يا شعبنا العظيم في المنية، يا شعبنا العظيم في بشري،

يا شعبنا العظيم في كل لبنان.

وإن كان الاستقلال لا يدرك إلا بالجهاد.. وببذل الدماء ومقاومة المحتل، فإن دولة الاستقلال لا تستقيم الا بجهاد أكبر قوامه أربعة امور:

أ- تأكيد سيادة الدولة على كامل التراب الوطني.

ب- توفير الأمن الوطني للجميع.

ج- إرساء العدالة.

د- عمارة الوطن.

فسيادة الدولة على كامل أراضيها ليس أمرا لفظيا بل يجب ان يكون أمرا واقعا تمتد فيه سلطة الدولة الفعلية الى كل شبر من أراضيها، بالمباشر، ومن دون استثناءات مهما كانت الظروف ومن دون ان يشاركها في ذلك أحد. وسيادة الدولة، تعني ان يكون الولاء، في إدارات الدولة، للدولة وحدها لا يشاركها فيها أحد ولا يستثنى من حكم قوانينها وأنظمتها وقراراتها أحد. وسيادة الدولة، تعني ان يكون قرار الدولة لها وحدها بحيث يعكس أمنيات ورغبات شعبها لا رغبات دول أخرى سواء كانت شقيقة أو صديقة، عربية أو اعجمية، شرقية أو غربية. وسيادة الدولة، تعني ان قرار السلم والحرب يكون بيد الدولة وحدها لا يقرر في ذلك عنها أحد لا من الداخل ولا من الخارج وتراعى فيه المصلحة الوطنية وحدها لا مصلحة الدول الأخرى.

ولا يستقيم مع هذا الأمر أن تقوم في ظل الدولة مربعات أمنية أو مناطق محرّمة على الدولة أو على جيشها وجنودها وأمنها. ولا يستقيم مع هذا الأمر أن يحظَّر على الدولة وأجهزتها ان تعاين أماكن الإنفجارات او أي خلل أمني. ولا يستقيم مع السيادة أن تسأل الدولة عما كان يفعل طياروها في الأجواء اللبنانية.

ولا يستقيم مع مفهوم السيادة ان يكون هناك خط عسكري في ادارة الجمارك اللبنانية لا يخضع لأحكام القانون وللرسوم الجمركية ويكون مهربا لكل انواع البضائع على حساب الخزينة. ولا يستقيم مع مفهوم السيادة ان تقوم فئة من اللبنانيين بتقرير أمر السلم والحرب عن كافة اللبنانيين، ولا بالتهديد بالحرب اذا ما تعرضت ايران وسوريا او أي بلد اخر لأي عدوان، لأن تحمل آثار الحرب يكون على كل اللبنانيين وليس على فئة منهم ويدفع ثمنها اللبنانيون جميعا.

وأما توفير الأمن الوطني، فهو مسؤولية الدولة وحدها لا شريك فيه معها ولا وكيل عنها. فالدولة هي المسؤولة وحدها عن توفير الأمن للجميع على كل الأراضي اللبنانية، وهي وحدها القادرة على ذلك، من هنا فان مفهوم الأمن الذاتي هو خرافة وهو جريمة في حق الوطن لان الهدف منه هو استهداف الأمن الوطني.

ان منطق الأمن الذاتي هو مقدمة لنشر البؤر الأمنية والمربعات الأمنية وهي مقدمة لمصادرة القرار الوطني والحريات السياسية بواسطة السلاح.

من هنا فان من مقتضيات الأمن الوطني اسقاط السلاح، نعم اسقاط السلاح الذي رُفع باسم العمل المقاوم حتى استقر به الأمر في الشوارع والأحياء..فأين العمل المقاوم من شوارع طرابلس؟ لماذا تقام المربعات الأمنية داخل المدينة؟ لماذا تحضر شلل المسلحين في أحيائها؟ أي عمل مقاوم يحضر له داخل المدينة؟

لماذا حين يضبط بعض السلاح هنا وهناك يعاد لأهله على انه سلاح مقاوم؟.

ان فرض الامن الوطني لا يستقيم معه توزيع السلاح في طول البلاد وعرضها واعداد المجموعات المسلحة وتدريبها مهما كان العمل الذي يُزعم انه يتم من اجله نبيلاً.

ان في اصل العمل المقاوم ان يكون سرياً، فمتى خرج الى العلن وتظاهر بالسلاح يصبح اعتداء على السيادة وعلى الوطن. ان مفهوم الامن الوطني لا يقوم الا بعقد لوائه للدولة وللدولة وحدها... وكل خروج عليه هو خروج على الوطن وعلى الامن.

أما إرساء العدالة، فهو في أساس الملك. ولا يستقيم ملك ما لم يستقم الميزان.

إن العدالة لا تقوم بإدارة قضائية منقوصة يغيب إستكمالها بسبب تنازع أهل الحكم من الفريق الواحد على التعيينات.

و إن العدالة من خلال المحاكم الإستثنائية هي خروج على مبادىء العدالة وعلى معطيات العصر ويجب أن يبدأ العد العكسي للخروج من كل أنظمة المحاكم الإستثنائية.

إن روح العدالة هي في أن تتوازى الأحكام عند توازي المعطيات ... وكل خروج عن ذلك هو إمعان في تعطيل العدالة وإخسار للميزان.

إن العدالة لا تستقيم بتوقيف سيرها بحق بعض الموقوفين الإسلاميين بحجة أن المكان يضيق عن إيجاد المساحة الملائمة لمحاكمتهم فيبقون كالمعلّقة لا هم في البراءة و لا هم في الإدانة.

إن إرساء العدالة لا يستكمل ما لم ينته الأمر من محاكمة العصر ... من محاكمة القتلة الذين هدفوا من وراء إغتيال الرئيس الحريري الى إغتيال الإرادات السياسية جميعا وكذلك إغتيال حرية القول والعمل وتطويع ذلك كله لخدمة أنظمة شمولية لن يبقي الربيعُ العربي و لا منطقُ التاريخ على شيء منها.

إن منطق العدالة يتنافى ومنطق تحويل المطلوبين للعدالة الى قديسين. إن تمويل المحكمة هو مقدمة إمتحان صدقية من يزعمون أنهم مع العدالة ... إن تمويل المحكمة هو مسؤولية حكومية ومسؤولية كل من خاض غمار التأليف تحت عباءة الإنقاذ... بالتهديد بالإستقالة أو بالإقناع فلا فرق ... ولن تدفع الإستقالة، هذا إن وقعت مسؤولية سوء التقدير عن أثر ركوب موجة الإنقلاب وتمكين الإنقلابيين من وضع يدهم على الحكم.

أما عمارة الوطن فهي مدخل الى اللحاق بركب التقدم وهي فرص عمل ومحاربة فقر.

وليس من الحذاقة في شيء إستئخار عمارة البلاد متى كانوا خارج الحكم واستعجالها متى كانوا داخله ولو على حساب الشفافية ولو على حساب الخزينة أو الدين العام ... إن مواقف قوى الرابع عشر من آذار فيما نهجته بعملها المعارض من تصويب للمسار بإتجاه اقرار المشاريع مع كل الضمانات التي تؤمن الشفافية والمصلحة العامة هي المسار الصحيح للمعارضة البناءة التي تضع مصلحة الدولة فوق كل إعتبار، وإن هذه المواقف هي التي تؤكد أن هذه القوى الحية هي في أصل بناء دولة الإستقلال.

ان بناء دولة الإستقلال والحفاظ عليها هي مسؤولية الشرفاء من أبناء لبنان الذين يعملون لصالح لبنان ولصالح اللبنانيين والذين يؤمنون أن المصلحة اللبنانية يجب أن تتقدم على كل إعتبار وأن الوطن إرث، من كرامة وعنفوان وشهامة وتضحيات، عن شهداء قضوا ليبقى لبنان.

وعهدا لكم يا اخوتنا في تيار المستقبل...وعهدا لكم يا رفاقنا في قوى الرابع عشر من آذار ...وعهدا لكم أيها الشهداء .. وعهدا لكم أيها اللبنانيون....

إننا في تيار المستقبل سنتابع المسيرة بقيادة دولة الرئيس سعد الحريري الذي نسأل الله له الأمان والعودة القريبة لنتابع مع كل الحلفاء وكل اللبنانيين مسيرة دولة الإستقلال تحت شعار "لبنان أولاً" . الى شركائنا الآخرين في الوطن نق ل: تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نفرط في هذا الوطن ولا في أهله ولا في ترابه ولا في نظامه حتى نورثه للأبناء موئلا للحرية والديموقراطية والتقدم.

كل عام وأنتم بخير وإستقلالنا بخير ودولة الإستقلال بخير" .

حماده

والقى حماده الكلمة الاتية: "يا اهل الفيحاء والشمال، يا اهل المروءة والبطولة والوطنية، قبل ان ابدأ كلمتي، لا بد ان أحيي من هنا وادي خالد وعرسال، عكار ووادي التيم وكل الشمال والبقاع، خطوط التماس الاولى مع المأساة السورية، وفي طرابلس اليوم، نكهة استقلال وعطر حرية واريج وفاء لرفيق الحريري وكل شهداء الشمال وطرابلس، أذكر منهم الشهيد الرئيس رشيد كرامي والرئيس الشهيد رينيه معوض. وكم مرة ومرة سقط من شهداء على هذه الارض الطيبة، من طرابلس اليوم رسالة استقلال ونداء حرية وبلاغ عروبة، نعم بلاغ رقم واحد للعروبة في لبنان وفي سوريا، انها الفيحاء تستيقظ على صخب ابواق الثورة، الثورة العارمة التي حولت ربيع الشباب العربي الى خريف الانظمة الهرمة، والى طرابلس أتينا اليوم من الجبل الأبي لنحمل رسالة وفاء والتزام من احد معاقل 14 آذار الى قلعة 14 آذار في الشمال، لم آتيكم الى طرابلس لأشتم احدا ولم آت ولم أحضر من الشوف الى عاصمة الشمال لاخون أحدا، الله والتاريخ يخونان، انما لن أترحم سلفا على حكومة حزب الله الساقطة المتهاوية ولن أشفع ابدا لاي سبب من الاسباب لنظام القمع الاسدي في سوريا الحبيبة، جئت من متراسكم الجبلي لاقول لاحد ابناء طرابلس لمن اعتقدناه رفيقا بالامس، لاقول لمن قال معظم اصواته من هذا الجمهور، لا تترك القتلة يسرحون ويمرحون فوق دماء زعمائنا ورؤسائنا ووزرائنا ونوابنا وصحفيينا وضباطنا ومراقبينا، نناديه من هنا على مقربة من منزله بالا يترك العدالة تنهزم في عهد حكومته العرجاء وعلى يد حكومته وبإيعاز من حكومته، أناشده بالا يغفر ابدا لمن فتك اولا بصديق له الرئيس الشهيد رفيق الحريري لينقض اخيرا على مواطن له الشهيد البطل الشاب وسام عيد، جئت ايضا لاردد معكم قولا لمن تقدم قافلة الشهداء قول لكمال جنبلاط حين واجه حافظ الاسد وقال له أرفض إدخال لبنان في السجن العربي الكبير فقتل، فما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه شراسة الاب بضراوة ورعونة الابن، اسمحوا اذا، ان نقول باسمكم مع حفظ الالقاب الى ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي، لا تدخلوا لبنان في السجن الكبير لحظة خروج الشعوب العربية منه، هذا النداء ايها الاخوة والاخوات ارفع من ان نوجهه لحزب الله، حزب الهيمنة بالسلاح، حزب قدسية المتهمين وللتيار العوني، تيار الهيمنة بالكيدية، تيار الشتائم البرتقالية، تيار الفساد الكهربائي، هؤلاء اصلا قابعون في سجن الشمولية الكبرى وفي سجن الطغيان العسكري، اصلا هم اصحاب سوابق في الانقلاب على الدستور، غلاة استمرار في مخالفة القوانين ابطال هواية في تخريب المؤسسات.

يا شباب، من يخاف من المحكمة؟ المجرم المتهم، من يخاف ايضا من المحكمة؟ الشريك الذي يغطي على الجريمة فيصبح شريكا للجريمة وللمجرمين.

الوضع ايها الاخوة وأيتها الاخوات في غاية الخطورة، نعم في غاية الخطورة، لذلك لبينا دعوة سعد الحريري الى لقائكم هنا في قلعته، من هنا أهمية هذا الحشد، في هذا المكان في هذه المدينة وفي هذه المنطقة من لبنان، انها لحظة القرار للعودة الى الجذور اللبنانية، انها لحظة العودة الى أصول الديموقراطية الاصيلة الى مصداقية المواثيق الى ركائز الوحدة الوطنية والعيش المشترك، الى وطن لا هيمنة فيه لاحد، لا بخدعة السلاح المضلل ولا بكذبة الاصلاح المزيف. لا الغاء لاحد، لا باسم النسبية المزورة ولا بمنطق الممانعة المزيفة التي حولتنا ممانعين وحيدين على جبهة وحيدة ولحساب معلم واحد، هو ينأى المواجهة ومنذ عقود، يغسل يديه بدم ابرياء لبنان وسوريا وفلسطين. انها فعلا لحظة التقاط الانفاس واستعادة المبادرة من قبل الوطنيين الحقيقيين، القوميين الحقيقيين، الاحرار الحقيقيين، لنوقف نزيف الكذب الذي يفقد لبنان كل لحظة قسطا من مصداقية هي ثروته الاساسية. النمو يتراجع الى ما دون الصفر منذرا بافلاس عام للدولة وللعباد. العزلة تتزايد الى حدود الانكفاء بل الافول الكامل. البطالة طالت كل القطاعات والشلل يهدد مرافق البلد. الفوضى تبلغ مرتبة الجريمة المنظمة آخذة من المربعات الامنية منطلقا لها وملاذا لمقترفيها.

فليكن مهرجان طرابلس الاستقلالي فجرا للاستقلال الثالث الاستقلال الثابت الثالثة ثابتة. الاستقلال اللبناني من الهيمنة والاستقلال العربي من ديكتاتوريات القتلة. لا، لن يكون الغد يوما عاديا كما ادعوا. فانتم تفتحون بلقائكم هذا معبرا الى انتزاع الحرية من جلاديها وتخطون مسارا نحو إلغاء الدويلات لصالح الدولة القادرة والموحدة والعادلة. لا يا دولة الرئيس ميقاتي انت تعلم ان الغد لن يكون يوما عاديا ولا بعده ولا بعده ولا في الثلاثين من الشهر ولا أبعد وأبعد من الثلاثين.

كان يقال عن طرابلس في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي انها حذرة من الاستقلال اللبناني الاول. بل كان يستعمل لفظ "طرابلس الشام" الذي نعتز به في الجغرافيا والتاريخ لتشويه صورة عاصمة الشمال ووضعها خارج حدود الوطن الصغير ومن دون حدود الوطن الاكبر.

اما اليوم فها هي الفيحاء تحيي ذكرى استقلال لبنان لا للترحم عليه ولا للاسف منه إنما لانتزاع مبادرة إقامة الاستقلال الثالث، الاستقلال الحقيقي بحرياته المصانة، بديموقراطيته الحية، بعروبته الخلاقة.

ها هي الفيحاء، تقود ايضا مسيرة الإستقلال العربي، الإستقلال الحقيقي من ديكتاتورية الجهل المذهبي والعقلية المافيوية والحزبية الضيقة والشعارات المزيفة،

نعم يا أبناء الشمال، ان قلب العروبة النابض ينزف على مرأى منا. وعلى رغم النزف فقلب العروبة النابض يضخ دما جديدا في عروق أمتنا ويستدعي لبنان الى المناصرة السلمية، الى إظهار مشاعر الأخوة الحقيقية والى مد يد العون الى المظلمين الباحثين عن مأوى للجوء أو عن ملاذ للحرية.

حيال الوضع السوري نطالب وبإصرار الخروج من رمادية التواطؤ مع القاتل. نطالب باعتماد لبنان المبادرة العربية وتطبيق بنودها إحياء لنوع جديد من المقاربة الأخوية لمشاكل أمتنا، مقاربة تغلب الدعم الإنساني على الفتنة الفئوية وتبقي الوطن الأكبر في حمى أبنائه، بعيدا عن الحرب الأهلية أوالتدخل الأجنبي.

أيها الأخوة، هذه المدينة المناضلة كانت دائما تتعاطف مع الدعوات القومية العربية ومنها في مرحلة ما "وحدة وحرية واشتراكية" البعث. بالله عليكم ماذا حل مذ ذاك بالوحدة وما بقي من الحرية وما طبق من الإشتراكية. اكتشفنا معا، ثلاثين عاما بعد هجرة ميشيل عفلق "ان ( وهذا قوله) لا هذا البعث بعثي ولا هذا العسكر عسكري". بمعنى آخر ان ما بقي من شتات البعث لا علاقة له بالحزب الأول، ومن بقي من وحدات الشبيحة لا علاقة له بالجيش العربي السوري الأصيل.

أما الخاتمة في دمشق فرهن المشاهعدات السابقة من زين العابدين بن علي الى حسني مبارك الى معمر القذافي الى علي عبدالله صالح، الخيار مفتوح أمامهم والمصير واضح.

كلمة أخيرة عنكم وعن ابنائكم أبناء التاريخ المجيد والحاضر الصعب والمستقبل الواعد. كلمة وفاء واعتزاز وتقدير. لولا ابن الشمال البار الشهيد وسام عيد لما كشفت جرائم الإغتيال التي ذهب ضحيتها رفيق الحريري ورفاقه. لولا ابن الشمال البار اللواء اشرف ريفي لما حوصرت وضبطت الإرتكابات الأمنية التي يعمل الضالون على تعميمها. ولولا ابن الشمال البار العميد وسام الحسن (نعم العميد بتوقيع الشعب قبل الرؤساء) لما اكتشفت شبكات التجسس الإسرائيلية التي نخرت جسم وطننا وقلب مؤسساتنا. اليهم كما اليكم جميعا تحية إكبار. والى تيار المستقبل المشكور على دعوتنا نقول: يوم الإستقلال هذا هو يوم إطلاق سعد الحريري ورفاق سعد الحريري وحلفاء سعد الحريري وجمهور سعد الحريري خطة إنقاذ لبنان، يوم العودة الى حظيرة العرب، يوم مواجهة اسرائيل حقا لا ممانعتها تسويفا، يوم تحرير شعوبنا المقهورة من استبداد الأنظمة التي سرقت ثورات شبابنا وحورتها وزيفتها وقضت عليها.

رحم الله شهداء لبنان، شهداء سوريا، شهداء فلسطين، شهداء الربيع العربي، ولتكن ذكرى استقلال لبناننا الحبيب حافزا الى استقلال الضمير العربي والمصير العربي.

تحية لطرابلس، تحية لأم الثورات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

حرب

من جهته، قال حرب: "من تنورين ومن قضاء البترون جئت حاملا تحية إكبار لأهل الشمال الوافدين من عكار مقلع البطولة، من الضنية والمنية الأصيلة، من زغرتا الأبية من بشري الوفية، من الكورة الخضراء، ومن البترون الصامدة، الوافدين إلى طرابلس حصن الوطنية، وكلهم أبطال أوفياء ناضلوا من أجل الاستقلال وتصدروا طليعة الذين انتصبوا في وجه الوصاية السورية، ولبوا النداء الذي أطلقته العام 1979 يوم أعلنت يوم العلم، فرفعوا علم لبنان خفاقا فوق كل الأعلام الغريبة التي كانوا يرفعون. تحية لكم لأنكم أنتم ربيع لبنان والمطالبين باستعادة الإستقلال الذي انتهكوه ودنسوه.

تحية إلى تيار المستقبل وقائده الشيخ سعد الحريري، الغائب الحاضر بيننا اليوم، والذي دعا إلى هذا اللقاء لنعلن مجتمعين بالصوت الهادر، أننا كلنا للوطن، وأننا لا نقبل ببديل عنه، ولا نرضى بأية وصاية عليه، ونرفض أي مس باستقلاله وسيادته.

نجتمع اليوم في ذكرى الاستقلال المليئة بالعبر والمعاني والفرح، لكنها مليئة أيضا بالأحزان والمخاوف والخيبات.

بداية أسمحوا لي بالإنحناء معكم تكريما لأولئك الذين خصبوا تراب لبنان بدمائهم الذكية دفاعا عن سيادة لبنان واستقلاله. ولأننا في الشمال، دعوني أستحضر بداية شهيد يوم الإستقلال، إبن الشمال الرئيس رينه معوض الذي طوى بإستشهاده صفحة رؤساء الجمهورية الممانعين المستقلين. فإلى روح رفيق الحريري وباسل فليحان، وروح سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم وفرنسوا الحاج ووسام عيد وسامر حنا ورفاقهم نقدم هذا اللقاء، عربون وفاء والتزام بالمبادئ والأهداف التي بذلوا حياتهم من أجلها. وإلى قاتليهم نتوجه صارخين: لقد ظننتم أن أغتيالهم سيدفن قضيتهم. لقد أخطأتم، إنهم أحياء يضجون حياة في كل واحد منا، أنهم معنا، بيننا، وهم أكثر حضورا وتأثيرا في استشهادهم. في عنق كل واحد منا أمانة رفيق وجبران وبيار ورفاقهم. لقد وحدتنا دماؤهم، وبلسمت جراحنا، وحلت خلافاتنا، ورصت صفوفنا حول شعار لبنان أولا، لبنان السيادة والاستقلال والحرية، لبنان الواحد الذي لا يجوز ولاء إلا له. وإلى شهدائنا أقول: لقد تحقق نصف حلمكم. خرج السوريون من لبنان، وانتهت الوصاية، واستعدنا أستقلالنا مرة ثانية. إلا أن نصف حلمكم الآخر، الرامي إلى بناء الدولة القادرة العادلة الديموقراطية التي يحكمها القانون والمؤسسات، لم يتحقق بعد، ونحن نتابع المسيرة لاستكماله في وجه من يحاول جاهدا ضرب هذا الحلم، وإننا بعون الله قادرون، وأمامه مقسمون، مجتمعين موحدين، بأن ربيع لبنان لن يتوقف، وأننا على خطاكم ومبادئكم سائرون".

يا أبطال ثورة الأرز، كنت أتمنى لو يجتمع كل اللبنانيين، بمختلف مشاربهم وعقائدهم وطوائفهم، حول دولتهم ودستورهم ومؤسساتهم وقواهم العسكرية الشرعية، آنذاك لما كان في قلبنا غصة، ولما كان لدينا مخاوف على مستقبل لبنان. إن المؤامرة مستمرة على لبنان، ومن المؤسف أن بعض أدواتها لبنانيون.إنهم يحاولون سلبنا أستقلالنا من جديد. إنهم يحاولون اغتيال شهدائنا ثانية.إنهم يعملون على ضرب دولتنا ونظامنا ووحدتنا الوطنية.إنهم يريدون لبنان ساحة، مسرحا، صندوق بريد، إنهم يعملون على استبدال الدولة الواحدة الموحدة بالدويلات المذهبية والطائفية، إنهم يفككون مؤسساتنا.ومن هنا رفضنا لسياستهم التي تستبدل السلاح الشرعي، الخاضع للدولة ولمؤسساتها الدستورية، بالسلاح غير الشرعي الخاضع لأحزاب ودول. ومن هنا، من طرابلس، وفي ذكرى الاستقلال، أكرر بأسمكم رفضنا لأي سلاح غير شرعي وغير خاضع لإمرة الدولة اللبنانية، نعلن رفضنا له، لأننا نرى فيه خطرا على دولتنا، وعلى وحدتنا الوطنية، وعلى مؤسساتنا، وعلى أمننا، وعلى قضائنا وعدالتنا، وعلى اقتصادنا. لقد أثبتت الأحداث صحة ما نقول عندما تحول السلاح، الذي سكتنا عنه لأنه كان موجها ضد العدو الإسرائيلي، إلى صدور اللبنانيين، إلى الداخل، إلى المدن والشوارع، إلى وسائل الإعلام، وعندما أصبح أداة ضغط سياسية ترهب، ترعب، تطيح بحكومات، تفرض حكومات، تعطّل العدالة، تأوي المتهمين بقتل زعمائنا وتحميهم من المحكمة الدولية، وعندما خلق سلطة أمر واقع تستبيح المقدسات والحقوق وتمنح إمتيازات لحاملي السلاح على حساب القانون والمواطنين الآمنين.

أكثر من ذلك، لقد عطل السلاح غير الشرعي الحوار الوطني. وبتنا أمام الخيار بين الخضوع لإملاءات حامليه وبين الحرب الاهلية التي يهولون بها. هل بهذا المنطق يحفظون الحياة المشتركة؟ ألا يدركون أن هذا المنطق يزيدنا فرقة ويمزق الوطن ويدفع البلاد إلى جحيم الاقتتال؟ وجوابنا على ذلك. نحن لا نريد حروبا واقتتالا. لقد شبعنا دماء وتدميرا وانتحارا ذاتيا. نريد الحياة، نريد الحرية، نريد الكرامة، نريد الانفتاح والتسامح. السلاح يقتل، لكنه حتما يقتل صاحبه بالنتيجة. ونحن لا نريد أن نقتل ولا أن نقتل. نريد لم شمل العائلة اللبنانية، فتعالوا نتعاون على ذلك. فكلنا ضد العدو الإسرائيلي. وكلنا مع تحرير كل شبر محتل من أرضنا. وكلنا مع أن يؤدي لبنان واجبه في الصراع العربي الإسرائيلي. لكن نرفض أن ننغص حياة اللبنانيين بالشعارات، وأن نعيق ازدهار لبنان وشعبه ليحافظ قلة من الطارئين على مواقعهم ومكاسبهم ونفوذهم وهيمنتهم. نحن طالبنا بالحوار للإتفاق على إستراتيجية عسكرية يعود لجيش لبنان دوره الحصري فيها وتعود له الإمرة، فرفضوا.طالبنا بتحويل دولة لبنان، وكل شعب لبنان، إلى مقاومة، فرفضوا وأصروا على استقلاليتهم عن شعب لبنان ودولته.

طالبنا بأن يعود القرار الذي يرتبط مصير اللبنانيين به إلى الدولة ومؤسساتها، فرفضوا. إنهم متمسكون باستمرار وجود السلاح غير الشرعي حتى لو اعتبر أكثر من نصف اللبنانيين أنه سلاح موجه ضدهم. إنهم يضربون وحدة لبنان ويعرضونها للإنهيار بما يخدم مصالح إسرائيل. إنهم يسيئون إلى شهادة من سقط دفاعا عن دولة لبنان ووحدة شعبه في وجه العدو الإسرائيلي عندما يضربون دولة لبنان وصيغته الفريدة وعندما يسببون بالانهيار وتمزيق وحدته. فالسلاح غير الشرعي يولد العنف، والعنف يستجر العنف، والعنف يدمر لبنان. والسلاح غير الشرعي القابض على الدولة يولد مجتمع الظلم والاستبداد والتمييز والقمع والاغتيالات، ويولد، بالتالي، القهر والحقد والثورة. أنظروا حولكم، أنظمة الظلم تتداعى من حولنا، شعوبها تثور في وجهها، وسلاح هذه الأنظمة عاجز عن الانتصار عليها. دعوتي للجميع، لحاملي السلاح، ولمؤيديهم من حلفاء، ولا سيما الذين ينحصر همهم بالافادة من هذا السلاح لتوطيد نفوذهم، وتحقيق أحلامهم، وتكديس ثرواتهم، إتعظوا، فكل أنظمة القمع والاستبداد والقوة مصيرها السقوط، ونتيجتها الضحايا والدموع والتدمير. لقد فر من فر تاركا ما سرقه من أموال شعبه، ودخل السجن من دخله ولم ينقذه مركزه أو أمواله، وقتل من قتل ولم يبق منه إلا الأثر السيء، فبالله عليكم إتعظوا. وأسأل من يزايد بتأمين مصالحكم كمواطنين، ومن حاضر البارحة بأن المحكمة ليست أهم من هذه المصالح ولا يجوز أن نشل البلاد بسببها. هل نسيتم أنكم عطلتم لبنان ومصالح المواطنين سنوات وأشهر من أجل قضية شهود الزور؟ وهل كانوا أهم من مصالح المواطنين لترفضوا أن يبت مجلس الوزراء مصالح الناس قبلها؟

يا ثوار الأرز، نحن طلاب عدالة. نحن نرفض الاغتيال السياسي الجبان. نحن حملة الأمانة، أمانة الشهداء. من حقنا أن نسأل في مناسبة الاستقلال ما إذا كانت دولة لبنان، أو ما تبقى من دولة لبنان، ساعية لتحقيق العدالة وإنزال القصاص بمن قتل شهداءنا . من حقنا أن نطالب الحكومة بأن تلتزم بواجبها الأخلاقي والإنساني والقانوني والدولي في تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. لا يكفينا أن يطل علينا بعض المسؤولين يشرحون معاناتهم، طارحين استقالتهم إذا لم توافق الحكومة على التمويل، وهم بذلك يقومون بواجبهم ، بل ننتهز هذه المناسبة للإعلان، أن التزام لبنان بتمويل المحكمة الدولية والتعاون معها، لأمر لا يقبل المساومة والمناورة والاستسلام. إن قضية المحكمة قضيتنا، وهي حقنا الطبيعي، ولا نقبل أن يمننا أحد بتمويلها. فإن مولوها، فهم بواجبهم يقومون، وإذا رفضوا، فلن نسكت، وسنتابع الأمر لتحديد موقف المعنيين، وسنحدد موقفنا منهم في ضوء ما سيقومون به. هذا موضوع لا جدل حوله. لقد أقرته طاولة الحوار بالإجماع، ولا نقبل فيه تبديلا، ونعتبر عدم التمويل أغتيالا جديدا لشهدائنا، وقبولا بإفلات القتلة من العقاب، ونكولا باتفاق وطني تم التوصل إليه.أكثر من ذلك، من حقنا سؤال الحكومة عن المتهمين بقتل رفيق الحريري ورفاقه. من حقنا أن نطالب الحكومة وحزب الله بتسليم المتهمين للعدالة، وأن تتخذ الحكومة موقفا من الحزب في حال الرفض، لأننا نعتبر سكوت الحكومة عن واقعة حماية المتهمين، التي تعرقل سير العدالة، موافقة على الحماية، وبالتالي مشاركة في جرم تعطيل العدالة. واسمحوا لي ههنا أن أنوه بالجهود والمواقف التي يتخذها بعض الوزراء، ولا سيما وزراء اللقاء الديموقراطي بتوجيه من وليد جنبلاط، في المطالبة بتمويل المحكمة وبتسليم المتهمين إلى العدالة. فإليهم أتوجه لأقول إن المبادئ التي جمعتنا في ثورة الأرز لا تسقط بحكم ظروف قاهرة عابرة ومرفوضة، بل ستبقى تهدينا خير السبيل.

يا ثوار الأرز، إن أثرنا مخاوفنا في هذه المناسبة فليس بقصد تعكيرها، بل بقصد التأكيد على ثوابتنا الوطنية. لقد قام لبنان ودولته على أحترام الرأي وحريته وتنوعه، وفي وقوفي بينكم اليوم خطيباً، كمسيحي ماروني من الجبل الماروني، أكبر دليل على وحدتنا في تنوعنا وعلى حرياتنا. لقد شكلت الحرية توأما للبنان، ومبدأ أساسيا كرس وحدة اللبنانيين، ومن هذا المنطلق أسمحوا لي أن أؤكد أمامكم، وأمام التاريخ، خجلي من موقف حكومة لبنان في موضوع الحركة الشعبية في سوريا.لقد وقفت الحكومة مع نظام القمع ضد الشعب السوري المطالب بالحرية والديموقراطية. لقد وقفت ضد العرب مجتمعين، وضد العالم، لقد دعمت النظام الاستبدادي في سوريا. ونحن نشعر، وللمرة الأولى منذ عقود، أن مسار شعبينا يلتقي لأن الشعب السوري بدأ نضاله من أجل إرساء نظام الحريات الذي قام عليه لبنان. وإننا نسأل الحكومة، هل تدرك حجم الأضرار التي ستلحق لبنان وشعبه إذا نجحت الثورة في سوريا؟ لماذا نعادي شعب سوريا؟ لماذا نتدخل في شؤونه الداخلية.

لماذا لم تحذ الحكومة حذو العراق، فتمتنع عن التصويت. نحن لا نطالب الحكومة بموقف ضد النظام السوري، بالرغم من أن الكثيرين من أحرار لبنان يرفضون الظلم والقمع والوحشية التي يمارسها هذا النظام مع شعبه. نحن نطالب الحكومة ألا تقف ضد الشعب السوري الشقيق، أي لا تقف ضد سوريا. فالأوطان ليست الأنظمة بل شعوبها. هذه الحكومة تشوه صورة لبنان وتراثه الإنساني العظيم، تعرض وجود لبنان للأخطار. أستمرارها خطر كبير على مستقبل لبنان، بقاؤها بأدائها السيء، ضريبة على لبنان، فهي لم تنجح في شيء، ففي الشأن الاجتماعي، ولا سيما في قضية رفع الحد الأدنى للأجور، فضيحة سياسية كبيرة، وفي الصفقات التي يقوم بها بعض الوزراء، المحاضرين بالعفة وبالإصلاح ومحاربة الفساد، أكبر ظاهرة فساد منظمة محمية من الحكومة، ولنا في رفض الحكومة لعروض المساعدات العربية في الكهرباء أكبر نموذج على قمة الفساد والصفقات المشبوهة. إنها حكومة السلاح والصدفة، ورحيلها يزيل عن كاهل اللبنانيين كابوسا كبيرا. وإننا نعدكم أننا لن نألو جهدا حتى نطيح بها لكي يستعيد لبنان مساره نحو الدولة الحقيقية.

يا ثوار الأرز، طموحنا، أن نحافظ على لبنان الواحد، هدفنا، أن نبني الدولة العادلة القادرة، دولة القانون والديمقراطية. لا نريد دولة لنا، نريدها لكل اللبنانيين، لا نريدها على قياسنا، كما لا نقبل أن يفرض علينا أحد دولة على قياسه. دعوتنا مفتوحة للتعاون لبناء هذه الدولة، وهي دعوة صادقة، يدنا ممدودة لحماية حياتنا المشتركة، ومسؤولية من يرفض كبيرة، والتاريخ سيحاسب بقساوة ولن يرحم. أستقلالنا أمانة في أعناقنا، ودولتنا الواحدة هي هدفنا، وحرياتنا هي ذخيرتنا، لا نريدها منة من أحد، ولا سيما من المستبدين، إنها حقنا الطبيعي الذي سنستمر بالجهاد والنضال من أجله".

السنيورة

وختاما، القى السنيورة كلمة الرئيس سعد الحريري، قال فيها: "لماذا اليوم؟ لاننا نحتفل بذكرى الاستقلال في طرابلس، وهل هناك أثمن من الاستقلال؟ كنا هنا بالأمس، وها نحن اليوم وسنكون فيها في الغد، في هذه المدينة الحاضنة الضامنة، وفي قاموسنا كل يوم طرابلس، وفي قلوبنا كل يوم طرابلس، نعم في كل يوم طرابلس، مدينة الاستقلال والاستقلاليين، مدينة النضال والعروبة، مدينة التضحية، مدينة الشهادة والكرامة، طرابلس البيت الواحد في باب التبانة وبعل محسن، في القبة وأبي سمرا والميناء، إنها مدينة الوفاء لدماء الشهداء، ولأنها عاصمة الشمال وعاصمة لبنان الثانية، تفتح يديها وقلبها للجميع، بالأمس واليوم وكل يوم.

نحن جئنا إلى طرابلس مدينة عبد الحميد كرامي ومدينة الشهيد الرشيد والشيخ محمد الجسر وفوزي القاوقجي وسابا زريق وجورج صراف، لكي نوحد لبنان لا لكي نقسِّمه، وقد جئنا إلى طرابلس لنمد يدنا، لا لنرفع أصبعنا، نمد يدنا لأبناء الوطن الواحد. الماضي لا يمكن أن ينتصر على المستقبل والانغلاق لا يمكن أن ينتصر على الانفتاح. نحن في وطننا ننتصر بالكلمة الحرة وبالثبات على المبادئ واعتماد اسلوب الحوار.

من هنا، من الفيحاء، أوجه تحية لبيروت الصابرة الصامدة، تحية لصيدا وصور وزحلة وجبيل والمتن وجونيه وبنت جبيل والكورة، تحية لقانا ومارون الراس والنبطية ورميش ومرجعيون، تحية لبعلبك والهرمل والبقاع الغربي وراشيا، تحية للمختارة وبعقلين وعاليه وبيت الدين، تحية لإقليم الخروب، تحية لك يا عكار الأبية، يا سهول الكرامة والعزة وعرق الجبين، تحية لكم يا إخواني في المنية والضنية تحية لكم يا اهلنا في عرسال وفي وادي خالد وادي الحرمان والتجاهل، وادي خالد بن الوليد.

أنتم يا أبناء طرابلس، وعكار، والمنية والضنية، أنتم كنتم الأساس في انتفاضة الاستقلال، وهنا انتم ما زلتم على العهد والوعد. ولكن يا إخواني ويا أخواتي صبرا، فالباقي من الظلم ساعة والباقي من الاستبداد ساعة، والباقي من الحرمان ساعة. وما النصر إلا صبر ساعة. كلذلك، من هنا، من طرابلس، أقول تحية لكم يا شهداء سوريا الأبرار. وما دمنا بصدد الحديث عن ثورة الشعب السوري، دعوني- وأنتم جماهير تيار المستقبل وقوى 14 آذار وصناع الاستقلال الثاني- دعوني أقل لكم شيئا لا أظنكم تجهلونه: الشعب السوري هو الذي يصنع التغيير في سورية وليس أحدا سواه. أبطال وثوار سوريا أدرى بشعاب بلدهم. أبطال سوريا يصنعون تجربتهم وليسوا بحاجة لمن يعلمهم ويدلهم على الطريق. وهم سيقررون ماذا سيكون نظامهم وكيف يتم تغييره وتطويره. لكننا نقول لهم قلوبنا معكم، نحن أبناء الحرية في لبنان ننتظركم، نراقبكم وانتم تعبرون جسر صنع التاريخ المجيد. تعبرون جسر المستقبل بصلابة واندفاعة منقطعة النظير، اضلعنا تمتد إليكم جسرا وطيد نحو الغد العربي الجديد، تعبرون الجسر يا أحرار سوريا حيث سنتلاقى في الغد القادم، في المدى العربي الكبير، في عصر الحرية والديمقراطية العربية، حيث ربيع الثوار وخريف الديكتاتوريات والجمهوريات الوراثية.

أتينا اليوم إلى طرابلس للاحتفال بذكرى الاستقلال الأول ولكي نستذكر الاستقلال الثاني. الاستقلال الأول الذي كانت لطرابلس صولات وجولات وتضحيات فيه، والاستقلال الثاني الذي عمد بدماء أحبائنا وشهداءنا الأبرار. ولن اخفي عليكم أيها الأحبة، أن لبنان الذي عرفناه ودافعنا ودافعتم عنه وتربيتم فيه، وضحيتم من اجله في مواجهة العدو الإسرائيلي في الجنوب الغالي، وانتصرتم لدولته في نهر البارد، هذا اللبنان، مهدد بان لا يبقى كما كان. لبنان الاستقلال والحرية والديمقراطية والمساواة واحترام الآخرين، مهدد الآن بتغيير تقاليده وأعرافه بفعل عقول مغامرة وطموحات مريضة.

من هنا، فان حفاظنا على قيمنا ونظامنا الديمقراطي وحرياتنا وتقاليدنا ومواثيقنا الوطنية، هي من اجل الحفاظ على بلدنا واستقلالنا. لهذه الأسباب، فان تمسكنا بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لم يكن يوما من اجل الانتقام والتنكيل، بل من اجل حماية لبنان المستباحة ساحته عبر الاستهداف الدائم والاغتيال المتكرر لقادته، ومن اجل تحقيق العدالة والحفاظ على الحريات ووقف مسلسل الإفلات من العقاب. ولهذه الأسباب فان الخيار واضح وصريح لا تلاعب فيه. الخيار هو بين من يقف مع الشهداء، وحق الأبرياء والمظلومين، وبين من يقف مع المجرمين وحماية الإرهابيين. نحن اليوم وقد تغير الزمن، انتقلنا من زمن الحاكم يريد، إلى زمن الشعب يريد. والشعب يريد أن يعرف الحقيقة. كل الحقيقة. الشعب يريد محاكمة القتلة. الشعب يريد العدالة لشهدائنا. الشعب يريد المحكمة الخاصة بلبنان.

ولهذه الأسباب، نتوجه بالسؤال إلى الرئيس نجيب ميقاتي، ابن طرابلس الذي نجح في الانتخابات النيابية بأصواتكم، نتوجه إليه بالسؤال لنقول: ألستم مع ما يريده شعب طرابلس وأبناء الشمال؟ ألستم مع الثوابت الوطنية والإسلامية.

نفذوا ما يريده هذا الشعب الأبي، المحكمة الدولية والتعاون معها والتمويل لها، ليست منة من أحد، إنها حق وواجب لان الشعب يريد المحكمة، أراد البعض أم لم يرد، الشعب يريد المحكمة، الشعب يريد العدالة. والشعب يسأل لماذا حماية المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ الشعب يريد تسليم المتهمين. والشعب يريد نصرة المظلومين.

لقد دفع الشعب اللبناني على مدى تجاربه وسنواته الاستقلالية الكثير من الأثمان الغالية من الدماء والتضحيات والآلام، وفي النهاية أصبح لنا وطن نعتز به ونعتز بالانتماء إليه ونتمسك بترابه، هو لبنان القائم على مبادئ وقيم لا نحيد عنها وهي:

أولا: التمسك باتفاق الطائف وبالعيش الواحد الإسلامي/المسيحي القائم على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين والحفاظ على ميثاقنا الوطني والمساواة في الحقوق والواجبات بين كافة مكونات الوطن.

ثانيا: الديمقراطية هي أساس نظامنا ودولتنا المدنية المستندة إلى القانون.

ثالثا: المساواة بين المواطنين واحترام حقوق الإنسان والقبول بالتنوع واحترام تعدد الآراء في مجتمعنا.

رابعا: التمسك بتداول السلطة بشكل سلمي ودوري، ونبذ العنف وكل أشكال الترهيب والتهديد والقمع والإرغام والاستقواء والتخوين.

خامسا: التمسك بعودة الدولة القادرة والعادلة، دولة القانون والنظام لبسط سلطتها على كامل أرجاء الوطن بحيث لا تكون هناك من دويلات تنازع الدولة اللبنانية في سلطتها.

سادسا: الحفاظ على ميزات بلدنا واستقلاله وحرياته وكرامته وفي العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل مع الأشقاءوالأصدقاء. وحيث نبني علاقتنا مع الآخرين على هذه الأسس والمرتكزات.

سابعا: التمسك بدعم المؤسسات الرسمية الأمنية والعسكرية اللبنانية باعتبارها الوحيدة المؤتمنة والمسؤولة عن صون وحفظ الأمن والسيادة على كامل الأراضي اللبنانية؟ وحيث لا يكون هناك سلاح في لبنان غير سلاح الدولة اللبنانية من خلال أجهزتها ومؤسساتها العسكرية والأمنية.

ثامنا: مع تمسكنا بهذه المرتكزات سنعمل من خلال الانتخابات النيابية المقبلة على الدفع بلبنان إلى أن يصبح دولة عصرية قادرة على معالجة قضاياه ومشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية بروح من الانفتاح والمواطنة الحقة واعتماد معايير الكفاءة.

حين تجرأت يد الغدر على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، ظن المجرمون والقتلة أننا سنخاف ونبكيه لأسبوع وننسى، ولم يخطر ببالهم أن شعب لبنان قد قرر إسقاط الخوف وعدم السكوت، وعدم الرضوخ، وعدم القبول باستمرار القتل والاستباحة. لقد قرر الشعب اللبناني أن يقول كفى للقتل. لن نقبل بعد اليوم أن تداس كرامتنا وكرامة بلدنا وقادتنا. لهذه الأسباب كانت انتفاضة الرابع عشر من آذار، الزهرة الأولى للربيع، الذي تفتح وانتشر في الحقول العربية. لقد أثبتم، أن شعبا اعزلا بإمكانه أن يقول لا، وان ينتصر. وانه بإمكاننا أن نطالب بالحرية ونحصل عليها. وبإمكانناأن نواجه الاستبداد وننجح في هزيمته.

لقد صرخ شباب لبنان وشاباته وشيوخه والنساء، في ساحة الحرية، في ساحة الشهداء، نريد الحرية والاستقلال والكرامة. ولقد سمع شباب وشابات العرب نداء الحرية من قلب بيروت ومن قلب كل مدينة في لبنان. لقد كنتم المثل والنموذج، ونقلت تضحياتكم ونضالكم العدوى إلى الأرجاء العربية، فأصبح لكل ثورة عربية ساحة للحرية والتظاهر، وميدانا للاعتصام والنضال والتجمع من اجل استرجاع الكرامة والحقوق. لقد انطلق ربيعكم واستقلالكم الثاني من لبنان وأطلقتم ربيع العرب.

في هذا الزمان، حيث الشعب يريد، ليس من الجائز أن نخاف التغيير. لأننا نخاف الديكتاتوريات والديكتاتوريين. لقد مضى عهد الاستثناء العربي الذي عانينا خلاله من الترهل والعجز والخنوع. ها هو العالم العربي يعود إلى اليقظة، وانتم تعرفون أن المسيحيين اللبنانيين ومعهم المسيحيون العرب كانوا نخبة العرب في التطلع نحو التغيير والتطوير والمطالبة بالديمقراطية والمساواة وتوسيع المشاركة السياسية، وأنا على ثقة أنهم سيظلون أوفياء لجوهر حقيقتهم ووجودهم الفاعل ولتاريخهم الطليعي في حركة التنوير العربية.

لقد دقت ساعة الحقيقة العربية حيث لن يبقى لبنان وحده بلد الديمقراطية بل ينضم إليه إخوة يتبعون طريقه. تحية لكم يا إخواني في طرابلس والشمال، تحية الاعتزاز والفخار، نفتخر بكم في لبنان بكم في كل لبنان، تحية لكم من الرئيس سعد الحريري.

اطمئنوا ولا تخافوا ولا تقلقوا، ستطال يد العدالة القتلة والمجرمين، وستتم محاسبة المتواطئين، سنحمي ونحافظ على استقلالنا وحريتنا، وسندافع عن بلدنا وعيشنا الواحد. أتى زمن الحرية. أتى زمن الشعب. أتى زمن الشباب. أتى زمن العروبة الديمقراطية والمنفتحة التي تضم وتقبل وتعيش بالجميع ومع الجميع. أتى زمن طرابلس. أتى زمن حمص توأم طرابلس. أتى زمنكم أنتم. فليبق زمن شباب العرب. وليبق ربيع العرب. وليبق لبنان. وسيبقى لبنان".

 

توتر في سهل عكار بعد مقتل فتى صدماً

لبنان الآن/أفادت الوكالة الوطنية للاعلام عن توتر الأوضاع الأمنية في عدد من قرى وبلدات منطقة سهل عكار، مساء اليوم، إثر ورود نبأ وفاة الفتى مصطفى حسن (16 سنة) من بلدة تل حياة، متأثراً بجروح أُصيب به بعدما صدمته سيارة فيها الأخوان علي ومحمد. ح من قرية تلحميرة، وكان الفتى من ضمن المشاركين من أبناء البلدة في تجمّع على الطريق العام الذي يعبر البلدة استعدادا للتوجه ظهرا للمشاركة في مهرجان الاستقلال في طرابلس. وفور تبلغ عائلة الضحية حسن نبأ وفاته مساء، خرج أهالي بلدة تل حياة في فورة غضب كبيرة قاطعين الطريق الدولية التي تعبر بلدتهم بالاطارات المشتعلة، ومانعين أيا كان من العبور. وقد حضرت قوة من الجيش، وتم تسيير دوريات مؤللة ووضع نقاط ثابتة عند مداخل البلدة والقرى المجاورة، في الوقت الذي تجرى فيه اتصالات مكثفة في محاولة لتطويق ذيول هذه الحادثة والحد من تداعياتها، وتقوم الأجهزة الأمنية المعنية بمتابعة التحقيقات لمعرفة كامل ملابسات الحادثة، بعدما تم توقيف الأخوين ح. بأمر من النيابة العامة في الشمال، وقد وضعت عليهما حراسة أمنية في مركز الشمال الاستشفائي في زغرتا حيث يعالجان من رضوض وكسور نتيجة تعرضهما للضرب من قبل أهالي تل حياة بعد حادثة الصدم.

 

فتفت: طرابلس ستقول اليوم موقفها السياسي لا قدرة للعونيين وميقاتي على إسقاط الحكومة

وطنية - 27/11/2011 أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب احمد فتفت ان "الحضور الجماهيري لمهرجان الاستقلال اليوم، يفوق بكثير ما حضرنا له في ذهننا، وفوجئنا بأن الناس سبقونا في حضورهم وتحركاتهم". أضاف خلال مداخلة هاتفية عبر "تلفزيون الجديد" اليوم: "هناك ظروف كثيرة أملت على "تيار المستقبل" ان يكون متواجدا على الساحة الطرابلسية، وهناك محاولات جرت خلال الاسابيع الاخيرة لاختراق الساحة الطرابلسية من أجل جرها الى أمور ذات طابع امني احيانا، وهذا أحد الأسباب التي حدت بنا إلى التوجه إلى مدينة طرابلس، اضافة الى كل الملفات المطروحة على الساحة الداخلية والاقليمية". وقال: "ملفان اساسيان ما زالا يطرحان على الصعيد الداخلي هما ملف السلاح وتحديدا طرابلس منزوعة السلاح التي تعهد به الرئيس نجيب ميقاتي ولم يقم بشيء على هذا المستوى، وملف المحكمة الدولية وتمويلها والتعاون معها والمتهمون المحميون في الداخل بشكل علني". وأشار إلى أن "الأمور في حاجة الى توضيح ووضع النقاط على الحروف، وقد رأينا في المرحلة الاخيرة ما يسمى الاكثرية الجديدة التي يبدو انها لم تعد اكثرية بعد المناورات السياسية الاخيرة، تحاول الإنقضاض على كثير من المكتسبات الإجتماعية والسياسية للشعب والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان".

وختم فتفت: "سنؤكد في المهرجان مواقفنا السياسية وهي مواقف شعب".

"الشرق"

وفي حديث إلى إذاعة "الشرق" ذكر فتفت أن "الرئيس نجيب ميقاتي لم يصل بالصدفة إلى رئاسة موقع الحكومة بل نتيجة انقلاب أمني نفذه أصحاب القمصان السوداء ونتيجة قرار سياسي اتخذ بين الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله والرئيس بشار الأسد"، وقال: "هؤلاء كانوا أصحاب القرار الفعلي في وصول ميقاتي إلى رئاسة الحكومة. في ظل هذه الظروف المحرجة للأسد متى يمكن أن يسمحوا بذهاب هذه الحكومة؟" ورأى أن "ما نشهده اليوم هو جزء من تكتكة توزيع ادوار منظمة ولكن كل الأطراف في هذه الحكومة في موقع محرج جدا ما عدا "حزب الله" لأن موقفه واضح".

وعن احتمال استقالة وزراء تكتل "التغيير والإصلاح" قال: "لا العونيون ولا الرئيس ميقاتي لديهم القدرة على إسقاط الحكومة. دستوريا القرار بيد ميقاتي لكن فعليا ليس بيده بل بيد الذين جلبوه إلى الحكومة والذين هم أوصياء عليه وعلى الحكومة وهم السيد نصرالله والأسد وعون". واعتبر أن "ميقاتي دخل في لعبتين متناقضتين، الأولى يسعى إلى تحسين وضعه الشعبي والمعنوي تجاه العالم الداخلي والخارجي بموضوع إلتزاماته والثانية لعبة السلاح، وأعتقد أن ميقاتي يستطيع أن يتجاوز مطبات حملة السلاح لكنه عندما اكتشف أنه في مكان ما عليه أن يدفع الثمن، ولكن ما فعله رفع سعره في الحكومة. إذا كان القرار يعود للسيد حسن نصرالله والرئيس الأسد هل السعر لبقاء الرئيس ميقاتي كاف وإذا لم يكن كافيا هل سيتخلوا عنه؟"

وأكد أن "لا اجتماع لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل وستمتد الأزمة أكثر وستكون هناك مماطلة في الموضوع وسيكون نوع من الإعتكاف للوزراء وليس لرئيس الحكومة، وبالتالي فإن المتضرر هو لبنان على كل الأصعدة والمتضرر هو الذي يستفيد أساسا من وجود هذه الحكومة أي دور لبنان بحماية ظهر النظام السوري عربيا وعالميا، والسياسة الخارجية بيد النظام السوري بشكل واضح وأيضا "حزب الله" في الأمور الأساسية التي تعنيه كموضوع المحكمة وموضع بعض المواقع في الدولة". وردا على سؤال أكد فتفت أن "انقلاب عون على حكومة ميقاتي ليس قابلا لأنه لو كان هذا التوجه لسمعنا من السيد حسن نصرالله كلاما مختلفا في الأمس وكنا رأينا حضورا كثيفا للوزراء في الرابية أمس، لكن من الواضح أن وزراء فرنجية والأرمن ليسوا جميعهم موافقين على هذا التصعيد". وعن مصير تمويل المحكمة، قال: "سيحاولون تفادي إجتماع مجلس الوزراء، والسيناريو الذي رأيناه هو لتحسين الوضع الشعبي للجنرال عون. هناك سياسة عبثية لا حدود لها والقرار الذي أخذه عون هو موقف شعبوي فقط. بعض الأطراف على استعداد أن يقايض على كل شيء ولكن الحزب والسيد نصرالله شخصيا دخلا في المعركة في وجه المحكمة وأصبح من الصعب عليهما أمام الرأي العام وأمام الوضع السياسي الذي يعنيهما أن يقايضا موضوع المحكمة لأن هدفهما إسقاط المحكمة ومنع الحقيقة وبالتالي فموضوع المحكمة بالنسبة إلى "حزب الله" أهم من أي تعيينات".

وعن مهرجان الإستقلال في طرابلس، قال: "نحن أولا أهل المنطقة، وأهل الشمال يريدون أن يعلنوا موقفهم السياسي في مدينتهم كما عبروا في مرات عدة، واليوم أهل الشمال يستعيدون دورهم على كل الأصعدة، على الصعيد المحلي والوطني وعلى صعيد المطالب الإجتماعية والمعيشية، وليسمح لي الجنرال عون هو شريك في حكومة لم تستطع حتى الآن أن تأخذ قرارا بغلاء المعيشة".

وختم فتفت: "طرابلس ستقول اليوم موقفها السياسي في الشأن اللبناني والحكومة والشأن المعيشي وموضع المحكمة والسلاح وأيضا بكل المواضيع العربية المحيطة بها، وسترسل رسالة لكل لبنان لتقول إن حريتنا وديموقراطيتنا ضنينون بها ونعلم أن الديموقراطية والحرية لا نستطيع أن نحافظ عليهما إلا عندما يكون محيطنا أيضا لديه الحرية والديموقراطية".

 

 نائب رئيس وزراء تركيا ورئيس بلدية اسطنبول جالا في وسط بيروت

 وطنية - 27/11/2011 زار نائب رئيس وزراء تركيا السيد علي باباجان على رأس وفد شركة سوليدير حيث استقبله مدير عام الشركة السيد منير دويدي، وقدم له شرحا حول المجسم عن مشروع تطوير وإعادة إعمار وسط بيروت. ثم قام باباجان برفقة دويدي بجولة في وسط بيروت، حيث تفقد الانجازات العمرانية التي تحققت حتى الآن، وزار مساجد محمد الأمين والعمري والأمير عساف، مبديا اعجابه بنوعية العمل وما برز من تاريخ بيروت العريق وتراثها من خلال الاكتشافات الاثرية وترميم الابنية القديمة. وكان رئيس بلدية اسطنبول السيد قدري توباس على رأس وفد يرافقه رئيس بلدية بيروت الدكتور بلال حمد قد قام ايضا بجولة في وسط بيروت برفقة دويدي، واثنى على الانجازات القيمة التي تم تنفيذها في اطار عملية إعادة إعمار قلب العاصمة.

 

قداس في زغرتا في ذكرى استشهاد الرئيس معوض

الرقيم البطريركي:كانت امنيته تأكيد الولاء للوطن الموحدالقوي

وطنية - 27/11/2011 -أقيم مساء امس السبت في كنيسة سيدة زغرتا، لمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لاستشهاد الرئيس رينيه معوض ورفاقه، وحيث يرقد الرئيس الشهيد، قداس عائلي، ترأسه المطران حنا علوان ممثلا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، يعاونه لفيف من كهنة زغرتا الزاوية وحضره الوزيرة السابقة نايلة معوض ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض وعقيلته واولادهما نايلة ورينه ويارا،النائب السابق جواد بولس،عضو الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار المحامي يوسف الدويهي وعقيلته وعائلات الشهداء وحشد من فعاليات وأبناء زغرتا الزاوية. وقد خدم القداس جوقة رعية زغرتا اهدن.

بعد تلاوة الانجيل، القى الاب نبيه الترس الرقيم البطريركي ،الذي أراد البطريرك الراعي تخصيص الرئيس معوض به في اول ذكرى لاستشهاده بعد توليه السدة البطريركية . ومما جاء فيه :" بطريركية انطاكية وسائر المشرق البركة الرسولية تشمل أبناءنا الاحباء.اللبنانية الاولى الاسبق السيدة نائلة ارملة المغفور له رينه معوض رئيس الجمهورية اللبنانية وابنها وابنتها وعائلات الشهداء رفاق الرئيس وسائر أنسبائهم وذويهم ابناء رعية زغرتا اهدن المحترمين .

نحيي اليوم بالرجاء والصلاة، ذكرى شهيد استقلال لبنان المغفور له رئيس الجمهورية اللبنانية المنتخب المرحوم رينه معوض ورفاقه الشهداء الذين أراقوا دماءهم على مذبح الوطن في الثاني والعشرين من تشرين الثاني سنة 1989.لم يحكم البلاد الرئيس سوى 18 يوما اعلن فيها مبادئه وتطلعاته حول تكوين الدولة اللبنانية وفقا للاصلاحات السياسية التي تضمنتها وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن اتفاق الطائف.اننا في هذه المناسبة نوفد اليكم سيادة أخينا المطران حنا علوان معاوننا البطريركي ليرأس الاحتفال بالقداس الالهي لراحة نفس الرئيس ورفاقه احياء لذكراهم وتعزيتكم مع الكثير من الرجاء.

كانت امنية الرئيس الجديد تأكيد الولاء للوطن الموحد القوي والعزم على بسط سيادة القانون على جميع المواطنين وسلطة الدولة الشرعية بقوتها الذاتية على كل ذرة من ترابها واي مدى من أجوائها وجمع كل سلاح خارج القوات المسلحة الشرعية لايمانه ان الدولة القوية الموحدة هي الضامنة والحامية للجميع . وكان همه انجاز المصالحة الوطنية بين اللبنانيين على كل الاتجاهات معتبرا ان المصالحة لا تستثني احدا فهي ملك الجميع وتتسع للجميع وقال عن نفسه انه رجل وفاق وتوفيق ولذلك اراد ان يكون رهان عمره انجاز هذه المصالحة.وكان هدفه كأول رئيس للجمهورية الثانية بعد اتفاق الطائف المعروفة بجمهورية المؤسسات ان يبذل كل الجهود والتضحيات من اجل تحقيقها بحيث تكون دولة تنهض بوحدة مؤسساتها وتكامل سلطاتها وتعاون ابنائها وتطبيق قوانينها وانظمتها.دولة ديموقراطية قائمة على وحدة الشعب والارض والمؤسسات، دولة تنهي آلام اللبنانيين وتحقق آمالهم ، من أجل هذه الغاية تطلع الرئيس الى تفعيل المؤسسات العامة لتمارس صلاحياتها ومهامها بتوازن وانسجام ومشاركة في المسؤولية على اساس محبة هذا الوطن ووضع في اولوياتها مؤسسة الجيش الذي أراده قضية وطنية بحيث يكون جيشا قويا موحدا، جيش لبنان الواحد وجيش الشعب الواحد".

هذه المبادىء التي سقط شهيدها الرئيس رينه معوض لم تمت ولم تتبخر بل ظلت صوت ضمير ينادي كل مسؤول في الدولة ولا سيما اليوم في الظرف اللبناني السياسي والاقتصادي الدقيق الذي نعيش وفيما يعصف حولنا من رياح تغيير في معظم البلدان العربية التي ينتمي اليها لبنان . الولاء للوطن والمصالحة الوطنية وجمهورية المؤسسات السيدة ، القوية ،الموحدة ، والجيش القدير والمحبة للبنان. هذا هو الارث الذي يتركه الرئيس الشهيد لنا جميعا .

لقد أخذت يا حضرة اللبنانية الاولى الاسبق السيدة نائلة على عاتقك هذا الارث ومارستيه في الندوة البرلمانية ومجلس الوزراء كعضو ملتزم وفاعل في هاتين السلطتين التشريعية والاجرائية . وأنت يا نجله العزيز ميشال أخذت على نفسك اكمال طريق الوالد بما أوتيت من علم وموهبة وبما يعتمر قلبك من حب للبنان وطموحات وطنية كبيرة. وأنتم يا أبناء اهدن زغرتا الاحباء فانكم تكتبون من جيل الى جيل صفحات مجيدة في تاريخ لبنان وتتبوأون اعلى المراتب في الدولة.لقد أعطيتم رئيسين للجمهورية ووزراء ونوابا وزعماء وطنيين ومواطنين مخلصين.واعطيتم الكنيسة بطاركة واساقفة وكهنة ورهبانا وراهبات مؤمنين مخلصين أعلوا جبين الكنيسة ونحن نصلي لكي يرفع قريبا على المذابح قديس من بينهم هو االمكرم البطريرك الكبير اسطفان الدويهي فواصلوا الدرب بايمانكم وفروسيتكم . وفي ذكرى زيارة العذراء لنسيبتها اليصابات ونحن في مسيرتنا نحو ميلاد الرب يسوع نلتمس في هذه الليتورجية الالهية حلول الروح القدس كما حل على اليصابات وملأ بيتها نبؤة وفرحا لكي نهتدي بأنواره الى كل ما هو حق وخير وجمال لحياتنا الخاصة والعامة في العائلة والكنيسة والوطن . وليكن مرورنا في هذا العالم زيارة تهدي وتبني وتثمر . فلتكن سيدة زغرتا ،سيدة لبنان حاميتكم جميعا وحامية لبنان لمجد الله ومجد الانسان".

ثم تلا أولاد الشهداء النوايا في جو من التأثر .

وبعد انتهاء القداس توجه المطران حنا علوان وعائلة الرئيس الشهيد رينه معوض والمشاركون الى مدفن الرئيس معوض في الكنيسة حيث صلوا لراحة نفسه . ومن ثم تم وضع وسام الاستحقاق اللبناني برتبة استثنائية الذي منح للرئيس معوض منذ سنة 1990 ولم تتسلمه فعليا العائلة الا مؤخرا وبعد 22 سنة.

وكانت الوزيرة السابقة معوض ورئيس حركة الاستقلال ميشال والى جانبهما عائلات الشهداء، قد تقبلوا التعازي في دارة العائلة في زغرتا من رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات وهيئات وأبناء زغرتا الزاوية.

يافطات موقعة

وفي المناسبة،انتشرت في شوارع زغرتا وقرى الزاوية الرئيسة يافطات تحمل توقيع حركة الاستقلال ومما جاء فيها :"ابن زغرتا شهيد الاستقلال" ،استشهادك بداية المسار ل14 آذار"...

احتفال رسمي

ويقام احتفال رسمي، لمناسبة الذكرى ال22 لاستشهاد الرئيس معوض ورفاقه تحت شعار "ربيعنا زهر ، حلمك عم يتحرر" في قصر المؤتمرات في الضبيه، برعاية الرئيس العماد ميشال سليمان، وذلك يوم الجمعة الواقع فيه 2 كانون الأول 2011 عند الساعة الخامسة والنصف مساء.

 

 الراعي ترأس قداس الاحد وعقد خلوة مع شربل: لتنزل العدالة القضائية أقصى العقوبة بمجرم ساحل علما

أطالب مسؤولي الاديار بعدم ايكال حراستها لاجانب غير مسيحيين

وزير الداخلية: العدالة ستتحقق والمجرم سيحاكم في لبنان

الحكومة لن تستقيل ولو حصل فالوزارة مستمرة على الارض

نديم الجميل: المجرم سيحاكم وينال عقابه في لبنان

أنطوان الأشقر: ندعو لضبط النفس ونطلب الإسراع في الملف

وطنية - 27/11/2011 - ترأس البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة القيامة في الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، حضره الى وزير الداخلية العميد مروان شربل حشد كبير من النواب والوزراء الحاليين والسابقين، اضافة الى العديد من الفاعليات السياسية، الحزبية والاجتماعية، اضافة الى اهل الشهيدة ميريام الياس الاشقر والاصدقاء.

كما حضر ايضا عالم الفضاء الاميركي - اللبناني الاصل ابن جزين البروفسور الدكتور جورج حلو وعائلته، قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور.

العظة

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "مباركة انت في النساء"، تحدث فيها عن بشارة الملاك لمريم، وتطرق الى "الغصة التي طاولت اللبنانيين جميعا بمقتل الصبية ميريام الاشقر، فطالب المسؤولين الامنيين والقضائيين بحماية اللبنانيين جميعا، وان تنزل العدالة القضائية اقصى العقوبة بالمجرم وان تسهر قوى الامن الداخلي على امن المواطنين وحمايتهم من اي اعتداء على حياتهم".

كما، طالب المسؤولين عن الاديار والمراكز والمؤسسات الدينية المسيحية حفاظا على قدسيتها وحرمتها ورسالتها، ب"عدم ايكال حراستها لاجانب غير مسيحيين او ايوائهم في حرمها. كما حيا الشبيبة اللبنانية وشجعها على ان تثمر ما وهبها الله من كفاءة لخدمة لبنان، للحد من نزف هجرتها".

العظة

وجاء في عظة الراعي: "1- عندما دخلت مريم بيت زكريا، وهي حامل بيسوع الاله جنيناً في بطنها، امتلأت اليصابات من الروح القدس، فحيّت مريم "بالمباركة بين النساء، وبأمّ الاله ربّها وبالمباركة ثمرة بطنها". وقد ادخلت الكنيسة كلمات نبوءتها في صلاة "السلام الملائكي". واذا بالاجيال تردد التحية لمريم امنا وأم الكنيسة "مباركة انت في النساء"، فترتفع كرامة المرأة وقدسيتها بما لها من دور في العائلة والكنيسة والمجتمع.

2- نحتفل بهذه الذبيحة الالهية في القلب غصّة وفرح.

اما الغصّة فهي اننا ودّعنا هذا الاسبوع شهيدة الطهارة الصبية مريام الياس الاشقر من ساحل علما، فيما كانت متّجهة ظهر الاثنين الماضي كعادتها الى دير سيدة البشارة المعروف بدير سيدة بقلوش والمسبحة في يدها، لاسيما وان الاسبوع مخصّص ليتورجيّاً لتكريم سيدة البشارة. فحاول ناطور الدير وهو سوري الجنسية اغتصابها فقاومته، فضربها على رأسها بآلة حادّة ثم ذبحها ووضعها في كيس ورماها في الهاوية. يا لها من جريمة وحشية ضدّ الله والانسانية! اننا ندينها أشدّ الادانة وندعو الدولة لانزال العقوبة بالمجرم القاتل.

يشاركنا في هذا القداس الالهي الذي نقدّمه لراحة نفسها وعزاء ذويها، والداها وشقيقاها وشقيقتها وعدد من اهلها واصدقائها وابناء وبنات رعية مار نوهرا ساحل علما، حركة التجدد بالروح القدس، عيلة مار شربل والكشاف. اننا نحييهم ونجدد لهم تعازينا الحارة مع اعمق مشاعر الاسى والحزن، ونرفع الصلاة معهم من اجل العزيزة مريام التي تحيط استشهادها امنا مريم العذراء في ذكرى بشارة الملاك لها وفي ذكرى زيارتها لنسيبتها اليصابات، ام يوحنا المعمدان. وما يعزي اهلها وايانا جميعاً هو انها تنعم بالمجد بين الشهداء ولاسيما الشهيدات اللواتي حافظن على فضيلة الطهارة حتى استشهاد الدم، ورفعتهم الكنيسة قديسين على مذابحها. ونذكر من بينهنّ الصبية شهيدة الطهارة القديسة ماريا غورِتّي Maria Goretti الايطالية.

3- وفيما نحيّي معالي وزير الداخلية العميد مروان شربل، بحضوره معنا، على رأس المصلّين والوافدين لهذه المناسبة، نودّ أولاً ان نشكره والقوى الامنيّة والجيش على كل الجهود التي بذلوها لاكتشاف مكان الجثة وتوقيف الجاني واجراء التحقيقات اللازمة. اننا نحمّلك، معالي وزير الداخلية، الاستنكار العام والمطالبة بأن تُنزل العدالة القضائية أقسى العقوبة بالمجرم، وأن تسهر قوى الامن الداخلي على أمن المواطنين وحمايتهم من أي اعتداء على حياتهم وممتلكاتهم. ونطالب بضبط السلاح، وبتحمّل مسؤولياتها، التي أوّلها حماية المواطنين من انتهاكات حقوقهم، والاعتداءات على حياتهم وكرامتهم وجنى ايديهم. وكم يؤسفنا ايضاً التردد في التقيّد بالشرعية الدولية، ولاسيما في ما يختص بالمحكمة الخاصة بلبنان، وبالتالي بالحقيقة والعدالة، في بلدنا لبنان الذي هو عضو مؤسس في منظمة الامم المتحدة، والذي رئِـس هذه السنة دورة مجلس الامن. واننا نحذّر من مغبّة ذلك، ونحمّل المسؤولين تبعة النتائج الوخيمة على لبنان وصالحه وشعبه.

4- ونحن من جهتنا نطالب المسؤولين عن الاديار والمراكز والمؤسسات الدينية المسيحية، حفاظاً على قدسيتها وحرمتها بعدم ايكال حراستها لاجانب غير مسيحيين أو ايوائهم في حرمها. كما نطالب الدولة بتنظيم العمالة الاجنبية من أي جنسية كانت، واخراجها من العشوائية، وبمراقبة تصرفاتها وتحركاتها. وندعو اللبنانيين الى تحمّل مسؤولية العمل على أرض لبنان في كل القطاعات والمؤسسات، وندعو النقابات للعمل على تأمين القوانين اللازمة التي ترعى على السواء شؤون العمال والموظفين وأرباب العمل.

5- وأما الفرحة فهي بحضور البروفسور الدكتور جورج حلو، عالم الفضاء الاميركي، ابن جزين، مدير وكالة الفضاء الاميركية NASA في لوس انجلس. أهلاً بكم بروفسور جورج وبعائلتكم في وطنكم لبنان وبصحبكم الكرام. نحن ولبنان كله يفاخر بكم وبعطاءاتكم ومواهبكم وابداعكم في عالم الفضاء. نشكر الله معك على الموهبة والنبوغ في علوم الفيزياء الفلكية والراديوية، والاشعة تحت الحمراء (infrarouges ( التي رسمت بواستطها خريطة السماء والمجرّات من الفضاء. ونهنئك بما ترقّيت اليه من مهام ادارية حتى عضويتك في الجمعية الفلكية الاميركية، وفي الاتحاد الدولي للفلك. ان عالم الفلك مدين لك بما رفدته به من ابحاث ومحاضرات. ما جعلك تنال العديد من الجوائز والاوسمة، للتفوّق الاكاديمي والخدمات العامة والانجازات الاستثنائية.

6- اننا في المناسبة نحيّي شبيبتنا اللبنانية، ونشجّعها على تثمير ما وهبها الله من كفاءة على العلم، وندعوها الى تحصيل العلوم بقدر التضحيات التي يبذلها الاهل، والامكانات التي توفّرها المدارس والجامعات. وندعو الى خلق جوّ ملائم للدرس والتعمّق في الابحاث، بعيداً عن اللهو وهدر الوقت في شؤون تأتي على حسابهم ومستقبلهم.

7- ان مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان عقد طيلة الاسبوع الفائت دورته في هذا الكرسي البطريركي، وخصّصها لموضوع "الشبيبة : واقعها ودورها في حياة الكنيسة ورسالتها". وتوقّف عند كون الشبيبة ثروة لبنان الكبرى، واتخذ قرارات وتوصيات بشأن تنشئتها وتثقيفها وتفعيل دورها في المجتمع والوطن، وافساح المجالات لها للمشاركة في حياة الكنيسة ورسالتها. واعلن المجلس التزام الكنيسة بالتعاون مع الدولة بتأمين فرص العمل للشبيبة والحدّ من نزف هجرتها من اجل بقائها في الوطن وتحفيز الابداع على أرضه وتأمين مستقبلها فيه.

8- نرفع صلاتنا الى امنا مريم العذراء، سيدة بكركي وسيدة لبنان، لتزور قلوبنا وعائلاتنا ومجتمعنا والمسؤولين عندنا، لنهتدي جميعنا بأنوار الروح القدس، ونقرأ علامات الازمنة، ونكتشف ارادة الله علينا ودورنا في تحقيق تاريخ الخلاص، رافعين المجد والشكران للآب والابن والروح القدس، الآن والى الأبد".

الأشقر

بعد القداس، ألقى شقيق مريام أنطوان الأشقر كلمة باسم العائلة قال فيها: "صاحب الغبطة، شكر كبير لوقوفكم معنا في مصابنا الأليم ومشاركتكم لنا بالصلاة لراحة نفس فقيدتنا الغالية ميريام. ميريام قديستنا وشفيعتنا كانت ذاهبة لتتلاقى بالرب كما فعلنا الآن في هذا القداس، والرب اختار ان يبقيها عنده شهيدة وقديسة في السماء".

أضاف: "قبل أن نبدأ أحب أن أتشارك معكم صلاة من انجيل ميريام الملطخ بالدم وهي من مزمور 18 كانت تصليه قبل أن يهاجمها المجرم: "حبائل الموت اكتنفتني وباغتتني سيول الهلاك وأشراك الموت نصبت قدامي، في ضيقي دعوت الرب والى الهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي وبلغ صراخي أذنيه. ارسل من عليائه فأخذني، أخرجني الى الامان، فخلصني لانه رضي عني".

وتابع: "ميريام هي أخت كل شخص موجود هنا أو يسمعنا، هي امه وزوجته وابنته. لا بيت الا وتخصه هذه الجريمة. ميريام ماتت بالجسد إنما هي حية وحاضرة بالروح مع كل شخص.

شكر خاص لكل الذين ساعدونا في التفتيش عن ميريام، أهالي ساحل علما، الأصحاب والكشافة، وشكر خاص لرئيس الجمهورية ووزارة الداخلية وعلى رأسها الوزير مروان شربل والأجهزة الأمنية والجيش اللبناني. ألقي القبض على المجرم وهو في عهدة القضاء اللبناني واعترف بالجريمة. ونحن عائلة ميريام ندعو الكل إلى ضبط النفس ونزع روح الحقد والكراهية والإنتقام من النفوس، فعدالة السماء ستطبق عليها من دون أي شك وعدالة الأرض أيضا".

وقال: "ندعو القضاء اللبناني إلى الإسراع في ملف ميريام ونشكر كل القضاة الذين تعاملوا في الملف إلى هذا اليوم. نريد أن تأخذ العدالة مجراها بأسرع وقت وأكرر هذا الموضوع. ومن جهة ثانية، ولعدم تكرار هذه الجريمة، نطلب تنظيم العمالة الأجنبية في لبنان. تنظيم دوام العمال ودوام تواجدهم بين البيوت والأهل والأخوة، لأن جريمة ميريام ليست أول جريمة تتم على يد عامل أجنبي".

وختم: " في النهاية، ميريام لم تعد معنا، ترانا من فوق وتصلي لنا مع القديسين. من الحكمة ان نتعلم من كل الحوادث التي تقع ونعمل على ألا تتكرر. نضع بين أيديك يا صاحب الغبطة طلباتنا، ومن خلال صلواتك وصوت بكركي تتحقق العدالة. الله يباركنا".

شربل

بدوره أكد وزير الداخلية ان "العدالة ستتحقق"، مستغربا "كل ما أشيع في الايام الاخيرة عن تسليم المجرم الى القضاء السوري"، وقال: "هذا الامر مرفوض وليس مقبولا ابدا، الدولة اللبنانية لا تقبل بهذا الامر وكذلك العدالة اللبنانية ترفض هذا الامر، والاتفاقات الامنية الموقعة بيننا وبين سوريا تؤكد ان من يرتكب الجرم يحاكم ضمن الاراضي التي ارتكب فيها الجرم. ما أشيع غير صحيح ومستحيل ولا يمكن حصوله. سيحاكم في الاراضي اللبنانية وسيصدر الحكم بأسرع وقت".

سئل: هل سيصل الحكم الى الاعدام؟

أجاب: "لا أستطيع القول الى أين سيصل القرار لانه في يد القضاء".

سئل: اللافت السرعة لدى قوى الامن في كشف هذه الجريمة، ماذا عن الذين لا يزالون يتهجمون على قوى الامن الداخلي؟

أجاب: "ليتهم ينضمون الى قوى الامن الداخلي ليدركوا مدى العذاب الذي نلاقيه ونعانيه ضمن الامكانات الصعبة التي لدينا وضمن الانقسام السياسي الموجود في هذا البلد. لذلك نتمنى على الجميع ان يفهموا الوضع ويتضامنوا مع بعضهم البعض لاننا نمر في مرحلة حساسة جدا وليست سهلة. المفروض ان نتفاهم مع بعضنا البعض على خلافتنا وندير عملية الاختلاف لمصلحة لبنان. هناك الكثير من الاعداء الذين ينتظرون خلافاتنا للدخول بيننا وافتعال مشاكل تكبر وتمتد على كل الاراضي اللبنانية، وعندئذ يخسر الجميع ولا يربح أحد من ذلك".

وعما اذا كانت هناك خطة ما لضبط الامن عشية الاعياد وخصوصا بعد ما شهدناه الاسبوع الماضي من سرقات واعتداءات، أجاب: "الخطة موجودة، ونحن نعمل ليل نهار بأجهزة امنية عسكرية ترتدي بذلتها واجهزة امنية اخرى ترتدي لباسا مدنيا. نعمل بقدر المستطاع لتحقيق الامن، ونتمنى على المواطنين ان يسهروا ويساعدونا ويبلغونا عن أي غلط يرونه".

سئل: في حال صدق الكلام الذي يحكى عن استقالة الحكومة غدا، هل ستبقى وزارة الداخلية على جهوزيتها خلال تصريف الاعمال؟

أجاب: "أطمئنك ان الحكومة لن تستقيل، وثانيا حتى لو استقالت الحكومة فوزارة الداخلية مستمرة على الارض. لا يمكن ان نترك الشعب مهما حصل ولو أدى ذلك الى مخالفة القانون".

خلوة الراعي - شربل

وكان وزير الداخلية عقد خلوة مع الراعي قبل القداس على مدى ساعة وربع الساعة تناولت مختلف الشؤون السياسية والامنية، وأطلع شربل الراعي على ما تقوم به وزارة الداخلية لتوفير الامن والطمأنينة لجميع اللبنانيين.

الجميل

ومن بكركي رد النائب نديم الجميل على سؤال عن الجريمة: "نؤكد اليوم انه لا يمكننا الاستمرار في هذا البلد من دون عدالة في ظل ما نراه من محاربة للمحكمة الدولية واغتيال ضابط في الجيش وإحساس عند المجرم أن في إمكانه ارتكاب الجريمة التي يريد من دون معاقبة. لذلك جئنا للتضامن مع اهل الفقيدة ولنطالب بالعقوبات والعدالة لانها الطريقة الوحيدة التي تحقق استمراريتنا في لبنان بسلام وديموقراطية، أكانت هذه العدالة سياسية أو قضائية، ولكن الأهم ان تتحقق هذه العدالة لكي يشعر اللبناني أنه في أمان في هذا الوطن".

وردا على سؤال عن تهجم البعض على قوى الامن الداخلي على الرغم من أنها كشفت الجريمة خلال 8 ساعات أجاب: "ما قام به القضاء والاجهزة الامنية يعتبر إنجازا كبيرا، ولكن الأهم كيف سيتعاطى القضاء مع المجرم إذ من الواضح اليوم ان البعض يعتبر نفسه فوق القانون وأن هناك من لا يتعاقبون وان بقدرتهم القيام بما يريدون من دون عقاب، وهذا امر مرفوض، لذا نطالب القضاء اليوم بالتحرك وبأن يكون حاسما وسريعا ويؤمن العدالة للمواطنين".

وعن إمكانية ترحيل المجرم الى الاراضي السورية قال: "لا أدري من أين خرجت هذه الخبرية، لا شيء فيها من الصحة. المجرم سيحاكم في لبنان وأمام القضاء اللبناني وسينال عقابه في لبنان".

 

ميقاتي من الفاتيكان: سأؤكد للبابا تمسك اللبنانين بالعيش معا

دور المسيحيين ان يكونوا قدوة بتعزيز قيم الديموقراطية والحرية

متمسكون بالعدالة لأنها وسيلة أساسية لمعرفة الحقيقة ووقف الجرائم

علينا العمل والتعاون لتحفيز جميع اللبنانيين على البقاء في وطنهم

وطنية - 27/11/2011 أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، في حديث الى "راديو الفاتيكان"، "أنه سيقابل البابا بنديكتوس السادس عشر في حاضرة الفاتيكان غدا، وسيؤكد له تمسك اللبنانين جميعا بالعيش معا، رغم كل المخاطر المحدقة به".

وقال: "نعلم جميعا عطف قداسة البابا على كل القضايا اللبنانية واهتمامه بالنموذج الذي يمثله لبنان في العيش المشترك بين مختلف الاديان. وسنؤكد في هذا اللقاء أن لبنان سيبقى هذا النموذج رغم الاوضاع الصعبة والمخاطر التي تتعرض لها منطقتنا، وان دور المسيحيين دائما ان يكونوا القدوة في تعزيز قيم الديموقراطية والحرية".

أضاف ردا على سؤال: "سوف أجدد الدعوة التي وجهها فخامة الرئيس ميشال سليمان لقداسته لزيارة لبنان، البلد الذي يفتخر ان يكون المكان الذي يعلن منه الارشاد الرسولي لمسيحيي الشرق".

وعن موقف مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك أمس والذي دعا الى تحصين لبنان بالالتزام الكامل بقرارات الشرعية الدولية، ومن بينها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال: "موقفي واضح من هذه المسائل، لبنان جزء من المجتمع الدولي ويلتزم القرارات الدولية ولا يمكنه ان يكون انتقائيا في تطبيقها. كما اننا متمسكون بالعدالة، ولا يمكننا ان نتجاهل ما وقع من جرائم واغتيالات في لبنان، والعدالة هي وسيلة اساسية لمعرفة الحقيقة ووقف الجرائم".

وعن تأثير ملف تمويل المحكمة الدولية على وضع الحكومة، قال: "هذا الموضوع سيكون على جدول اعمال مجلس الوزراء الاسبوع المقبل، وآمل ان يتحمل كل وزير مسؤوليته".

وردا على سؤال عن هجرة المسيحيين الكثيفة من لبنان، قال: "تظهر الاحصاءات ان نسب المهاجرين من لبنان من الطوائف غير المسيحية هي أكبر بكثير، ولكن نسب هجرة المسيحيين تبدو في الظاهر اكثر. المهم ان علينا العمل والتعاون لتحفيز جميع اللبنانيين على البقاء في وطنهم، وهذه هي مسؤولية كل القيادات السياسية، بان تقول كلمة سواء تقرب بين اللبنانيين ولا تباعد بينهم وتدفعهم الى اليأس والهجرة".

وكان رئيس مجلس الوزراء لبى مساء امس دعوة الرهبانية اللبنانية المارونية في روما الى حفل عشاء، شارك فيه رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس المجلس الحبري للمهاجرين المطران انطونيو ماريا فيليو، سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري، القائم باعمال السفارة اللبنانية في روما كريم خليل، قنصل لبنان لدى الفاتيكان سامي نمير وممثلو الرهبانيات اللبنانية في روما. والقى بالمناسبة الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة كلمة ترحيبية قال فيها: "دولة الرئيس احيي فيكم الرجل المؤمن، رجل الدولة والانفتاح والحوار. نحن نحترم ونقدر وفاءكم لدينكم الاسلامي وممارستكم لتعاليمه بكل فخر. إن رجل الدولة الذي تمثلون يشكل بالنسة الينا عامل افتخار وطمأنينة. لقد عرفتتم كيف تديرون الامور بحكمة على رغم التناقضات والانقسامات القائمة، وفي الوقت ذاته كيف تعملون لخير جميع المواطنين. احيي فيكم ايضا روح الانفتاح والحوار، وانا اعلم ماذا فعلتم وتفعلون من اجل خير جميع اللبنانيين ومن بينهم المسيحيون. وإن زيارتكم لقداسة البابا غدا هي دليل على احترامكم العميق للطوائف الكاثوليكية في لبنان".

ميقاتي

والقى ميقاتي كلمة توجه في بدايتها الى الكاردينال ساندري بالقول: "أنا سعيد جدا لوجودك بيننا في هذا العشاء، واعلم انك صديق للبنان، وانك زرته ثلاث مرات هذا العام في اطار تأكيد دعم البابا المستمر للبنان. إن بلدنا سيبقى دائما رسالة تسامح وتعايش بين مختلف الطوائف. وهذا الوطن الذي كان على الدوام ملجأ المضطهدين سيبقى كذلك، وانا اشكركم للصلاة دائما من اجل ان يحافظ وطننا على قيمه ورسالته". واذ توجه بالشكر الى الرهبانية اللبنانية المارونية على إستضافتها، قال: "في كل مرة أزور مركزا دينيا في لبنان، اذكر الآية الكريمة "الا بذكر الله تطمئن القلوب"، وما يجمعنا جميعا هو مخافة الله. الاوضاع صعبة جدا ولبنان بحاجة الينا جميعا، وانا واثق أن الايمان والاخلاص لعملنا ولوطننا في هذه الظروف الصعبة هو سبيل الخلاص لنا جميعا".

وختم ميقاتي: "سيكون لي لقاء مهم جدا مع قداسة البابا يوم الاثنين، وسأؤكد له رسالة لبنان في العيش معا، ودور المسيحيين الاساسي على قاعدة الشراكة والمحبة".

 

زهرا: الحكومة جمعت اضدادا لم تجمعهم الا ارادة النظام السوري

نحن مع أي قانون انتخابات يؤمن صحة التمثيل وعدم الاقصاء والالغاء

وطنية - 27/11/2011 رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا "اننا نعيش اليوم بلبلة الحكومة التي ماتت أم لم تمت، استقالت أم لم تستقل ومن يسبق من في الاستقالة، ومن يزايد على من بادعائه الحرص على لبنان او على مصالح الشعب اللبناني". وأضاف: "عود على بدء فهذه الحكومة ولدت ميتة وهي كانت "لمت" اناسا لا يجمعهم سوى الانقلاب على المرحلة السابقة والاهم الانقلاب على انتفاضة الاستقلال وعلى ثورة الارز"، مؤكدا "ان هذه الحكومة جمعت اضدادا لم تجمعهم الا ارادة النظام السوري، والسلاح في الداخل للدفاع عنه وهو يحتضر، وهذه الحكومة لم يجمعها اي مشروع ايجابي رغم جمالية البيان الوزاري الذي نالت ثقتها وثقة جماعتها على اساسه، ولم تخدع قوى 14 اذار كي تنال ثقتها".

كلام زهرا جاء خلال تمثيله رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع في العشاء السنوي لمنسقية القوات في منطقة البترون، في حضور النائب بطرس حرب، المحامي باز جرجس ممثلا النائب سامر سعادة، راعي ابرشية البترون المطران بولس اميل سعادة، قائمقام البترون الاستاذ روجيه طوبيا، رئيس اتحاد البلديات السيد طنوس الفغالي، رئيس رابطة المخاتير جوزف ابي فاضل، منسقي منطقة البترون والكورة في القوات الدكتور فادي سعد وزياد شماس، منسق تيار المستقبل في منطقة البترون جورج بكاسيني، ممثلين عن أحزاب وتيارات 14 آذار، رؤساء بلديات، مخاتير، مسؤولين حزبيين، شخصيات من المجتمع المدني وحشد من المحازبين.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني والقواتي فكلمة ترحيب من جيسي نقولا.

واستهل زهرا كلمته بنقل "تحيات الدكتور سمير جعجع الذي يعز كثيرا أن لا يكون بيننا وهو قد أمضى ردحا مهما من عمره ونشاطه ونضاله على أرض البترون وبرفقة شباب البترون"، وأكد باسم القوات "أن الوعد بانشاء حزب ديموقراطي رائد على مستوى الشرق الأوسط أصبح في مراحله الأخيرة" معددا ما تم في هذا المجال.

وشدد في كلمته على "أن الأهم هو أن الحكومة تبدو أمام الاستحقاقات الحقيقية غير قادرة على الاستمرار ومضطرة للهروب من حمل المسؤولية، بعدما وضعت لبنان في مواجهة كل العالم العربي لرفضها الربيع العربي خلافا لتاريخ لبنان ولقيمه وللأسس التي قام عليها في التنوع والديموقراطية وقيم الحرية والانسان واحترام الآخر".

وأكد "أن هذه الحكومة بعدما وضعت لبنان في مواجهة المجتمع العربي تضعه الآن خارج إطار الشرعية الدولية، ورئيسها الذي يخشى العقوبات يلوح بالاستقالة فيسارع الفريقان الأساسيان (عدا الحياديين) فريق السلاح الذي يهدد بالويل والسبور وعظائم الأمور ويسعى الى وضع اليد على لبنان، وفريق المنافع الديماغوجي المزايد الذي عند كل محطة ومناسبة يطلق شعارا براقا يغش فيه الناس، فيما في الواقع مطلبه الحقيقي هو كم يستطيع أن (يهبج) من منافع السلطة".

وذكر "أن تمويل المحكمة يأتي من التزام لبناني تجاه الشرعية الدولية، إذ أن لبنان، حتى في ظل الحروب عليه وفيه، لم يخرج عن الشرعية الدولية وعن احترام الدستور وظل هناك من هم أمينون على الدستور وحراس له، وهم أنجزوا اتفاق الطائف، وفي كل الأزمات السوداء لم نخرج على الشرعية الدولية فلماذا نفعل هذا اليوم ؟

ورأى "أنه في ظل وجوب التمويل والتزام لبنان وسمعته الدولية يطل البعض (باسيل) ليقولوا عندنا أولويات الناس وتذكرت بلحظة أن (الرأس الكبير) لهذا البعض قال في مرحلة (فدا عيون الصهر عمرو ما يكون في حكومة !) فأين كانت أولويات الناس؟ وخمسة أشهر في المرة الأولى دون حكومة فأين كانت أولويات الناس؟ وستة أشهر في المرة الثانية من أجل الحصة فأين كانت الأولويات؟ و3 سنوات في وزارات خدماتية كلها تراجعت الى الوراء وكلها فيها صفقات مالية مشبوهة فأين هي أولويات الناس؟ وأين هي مصالحهم ؟

وأشار زهرا الى "أنهم ذكروه أيضا أن لكل مرحلة شعارها عندهم من أجل خداع الناس، مرحلة 2005 حيث انتهت شعارات الحرية والسيادة والاستقلال في صفقة مع من امتهن الحرية واستباح السيادة والاستقلال عشرات السنين فقط من أجل السلطة، والصفقة الثانية مع السلاح، الذي بنوا مجدهم على رفضه خارج إطار الدولة، للتغلب على الدولة وكذلك من أجل جزء من السلطة".

وتذكر المرحلة الثالثة (ما بعد 7 أيار) و"استباحة الدولة والكرامات وقالوا (ركب التران على السكة) ولم نعرف أي قطار ركب عليها! ثم عادوا الى مصالح المسيحيين وحصتهم في السلطة والتعيينات، فأين هي هذه الشعارات وهل تحققت في تعيين المدير العام للأمن العام، وهل ردوا المنصب الى المسيحيين بعدما وعدونا به؟"

وسأل: "في اي موقع أو مشروع انمائي أو وطني تحققت شعاراتهم ووعودهم؟ وها هم أخيرا يطلون علينا بالتهويل بمركز رئيس مجلس القضاء الأعلى، وهو مركز ماروني، ولكن يجب أن يقدم وزير العدل ثلاثة اسماء كي يختاروا منها، وحقوقهم تؤكد أنهم لا يعرفون كتابة سوى اسم واحد هو الذي يريدونه، واذا لم تمر كيديتهم وحصتهم الخاصة فويل للناس ومصالح الناس".

ورأى زهرا "أن حبل الكذب قصير والناس لم تعد تمر عليها هذه الاخبار وعليهم أن يختشوا عن خداع الناس، لأن لهؤلاء همومهم واساسها أنهم يريدون وطنا ودولة وشرعية وسلطة ووهرة ومرجعية ومؤسسات. وكلها في اطار الدستور، والباقي لم يحتاج اللبناني الى مساعدة فيه كي تنتظم كل أموره الادارية والاقتصادية والانمائية، ونحن نبني في العالم كله ولن نعجز في الداخل شرط أن نتولى أمورنا بأنفسنا، وهذه لا تتم الا في اطار الدستور والشرعية والمؤسسات المنتخبة خارج اطار التهويل والتهديد والمحادل، وهي تبدأ في المؤسسة الأم، مجلس النواب، التي يجب أن تجري انتخاباتها دون تهديد السلاح واغراء المال والمحادل التي تجرف الأقليات، ودون أي من المؤثرات على التمثيل الصحيح لكل مكونات هذا الشعب، وعندها ينتج المجلس الحكومة ورئاسة الجمهورية ويشرف على المؤسسات السيادية ويحصنها من التدخل السياسي ومن الاستعمال الخارجي، وعلى رأس هذه المؤسسات السيادية الجيش اللبناني، ونعطيهم الامكانات لبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية دون اي شريك أو مصادر لهيبتها". وأكد أنه "كي نصل الى هنا يجب أن نبدأ بالخطة الأهم وهي قانون الانتخابات الذي تعودنا أن يفصل في ظل الوصاية على قياس المجلس الذي يجب أن يصل وتعودنا أن النتائج تعلن مع الترشيحات وتركيب اللوائح! ونحن خضنا معركتين انتخابيتين في العامين 2005 و 2009، وأنا لا أفتح الآن معركة 2013، ظروفهم أفضل بكثير من كل المعارك السابقة ولكن لم يؤدوا الى ايصال من يجب أن يصل في كل المناطق، وهناك مناطق لا مجال للتشكيك بالتمثيل فيها، مثل البترون، لأن ليس هناك عوامل مؤثرة تغير في ارادة أهلها".

واضاف: "نحن مع أي قانون انتخابات نيابية يؤمن صحة التمثيل وعدم الاقصاء والالغاء وعليه نبدأ بالدائرة الفردية اذا أمكن، والا نناقش بجدية وايجابية اقتراح اللقاء الأرثوذكسي كما اقتراح النسبية شرط أن نعرف تفاصيلها وحجم الدوائر وما اذا كانت اللوائح أو لا، وفيها صوت تفضيلي أو لا، وليس مجرد شعار يطرح لتضليل الناس والضحك عليهم واعادة انتاج محادل جديدة، ونحن منفتحون على كل القوانين بما فيها قانون 1960 مع تصحيح توزيع النواب على الدوائر كي لا يكون هناك مقاعد لطوائف تنتخبهم طوائف أخرى بشكل ساحق، ومنها نقل المقعد الماروني من طرابلس الى البترون وهو موضوع اقتراح قانون سنتقدم به مع الزميلين بطرس حرب وسامر سعاده في القريب العاجل".

وتذكر زهرا "قول رسول الأمم القديس بطرس الذي سأل ما الذي يفصلنا عن محبة المسيح مستأذنا المطران سعاده أعدو أم ضيق أم ... وأنا اسأل الجمهور الموجود هنا ما الذي يمكن أن يفصلنا عن محبة المسيح وولاؤنا لقضيتنا ودم شهدائنا؟ لا شيء وأكيد ليس أشياء مثل الانتخابات البلدية والاختيارية ومشاكل الأندية والجمعيات، والأكيد أن رفاق السلاح لا يستطيعون أن ينسوا أن في كل قرية على أرضهم، هناك شهيد للكرامة الوطنية وللوجود المسيحي الحر والفاعل والمنفتح والمتفاعل مع الآخر، ولا يستطيعون أن يسمحوا لأي ظرف طارىء أن يفصلهم عن بعضهم ويخسرهم قضيتهم وينهي شهادة شهدائهم من أجل صغائر لا يمكننا التوقف عندها، مع احترامي الشديد لكل الخصوصيات التي تتحكم بهذه المناسبات".

ورأى زهرا "أن اللحظة حانت كي يتذكر كل واحد منا المعاناة والتهجير وضغط المعارك الشرسة في السياسة، والتي اضطررنا أحيانا لخوضها بالسلاح كي نحافظ على بلدنا ووجودنا، وأن نتذكر أننا مستعدون من جديد اذا دعا داع وغابت الدولة عن مهماتها أن ندافع عن وجودنا بكل ما أوتينا من قوة".

وختم: "أن من عاش كل هذا لا يمكن أن يسمح بأن يؤخذ البلد وانتفاضة الاستقلال لا بالحيلة ولا بالتذاكي ولا بالقوة ولا بالانقسامات وبالتهويل أو التهديد ولا بأية وسيلة أخرى، لأننا مؤتمنون على دم الشهداء منذ مئات السنين ونحن نجتمع حول أهدافنا الكبرى ولبنان السيد وحقوق الانسان ورفض وضع اليد على لبنان باية طريقة كانت، وأنا أجدد العهد معكم ومع جميع اللبنانيين، باسم القوات اللبنانية، على استمرار المسيرة حتى تحقيق لبنان الحلم والكرامة والاستقرار والعدالة والازدهار، لبنان الذي يشبه شهداءنا ويليق بأبنائنا".

 

طلال المرعبي: تمويل المحكمة مدماك لاستنهاض لبنان

وطنية - 27/11/2011 - اعتبر النائب السابق طلال المرعبي، أن "تمويل المحكمة الدولية يشكل مدماكا أساسيا لاستنهاض لبنان محليا ودوليا وتأكيدا لالتزامه القرارات الدولية"، ورأى أن "استمرار المحكمة يحمي لبنان في الداخل والخارج". ودعا مجلس الوزراء إلى "تحمل مسؤولياته وإنهاء هذا الموضوع الشائك بما يتيح له انطلاقة جديدة لمعالجة ملفات زيادة الأجور وقضايا العمال والتعيينات وغيرها". وناشد الجميع "الابتعاد عن البازارات والمشاحنات والتشنجات وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية لأن لبنان لا يقوم إلا بوحدة أبنائه". ونوه بجهود الأجهزة الأمنية في كشف الجرائم والاعتداءات على أماكن العبادة".

 

كيروز: سقوط النظام السوري اصبح شبه مسلما به عدم تمويل المحكمة سيطلق رصاصة الرحمة على حضور لبنان الدولي

 وطنية - 27/11/2011 اعتبر عضو كتلة القوات اللبنانية النائب ايلي كيروز، في مقابلة مع اذاعة "لبنان الحر"،ان "نظام آل الأسد هو الأكثر إراحة لإسرائيل وبخاصة على الحدود في الجولان اذ انه حارس الحدود الإسرائيلية، وإسرائيل هي الأكثر دعما لحزب البعث في سوريا"، لافتا الى ان "مسألة سقوط النظام السوري أصبحت مطلبا ليس فقط عند المعارضة السورية بل أيضا في الدوائر السياسية والديبلوماسية الدولية والإقليمية والعربية، وسقوطه أصبح شبه مسلما به".

وشدد على "أن المسيحيين منحازون بقوة الى المساواة والعدالة ضد القمع والعنف"، معتبرا "ان الوصاية السورية على لبنان منذ يومها الأول هي التي أوصلت المسيحيين لحالة الغربة عن الدولة والإحباط التي عاشوها والإقصاء السياسي والتهميش الإنتخابي، اضافة الى كل أنواع القمع من قتل وتصفية واعتقال ونفي وتنكيل".

وأكد انه "إذا تردد لبنان في مسألة تنفيذ القرارات الدولية ولاسيما تمويل المحكمة الدولية، فهذا سيطلق رصاصة الرحمة على حضور لبنان في المحافل الدولية بعد السياسة السيئة التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية في مسألة التصويت في مجلس الأمن والجامعة العربية، وهذا يعني تراجعا مخيفا لحضور الدبلوماسية اللبنانية على الساحتين العربية والدولية"، لافتا الى انه "إذا لم يتم التصويت لمصلحة تمويل المحكمة، فان الرئيس نجيب ميقاتي سيستقيل".

ورأى كيروز ان "الوضع الإقتصادي يتأثر بالوضع السياسي والأمني، وقد عرفنا في لبنان على مدى الحقبات كيف يتأثر الوضع المالي بالسياسي والأمني"، نافيا ان "تكون الاحداث التي تحصل في سوريا قد استطاعت التأثير على الإقتصاد اللبناني، ولكن لا شك ان طريقة تعامل لبنان مع الحوادث في سوريا ومع القرارات الدولية تستطيع التأثير على الوضع الإقتصادي والمالي والأمني".

واذ أكد ان "الحراك العربي انطلق من الناس، ومن رغبتهم في التغيير بعد عقود من الإستبداد السياسي والقمع المخابراتي"، لفت الى ان "الناس في العديد من البلدان العربية ضاقوا ذرعا بنظام الحزب الواحد والقائد الواحد وهم يحلمون بالإنتخابات والديموقراطية والحرية، وأعتقد ان الناس في دول عديدة من تونس الى ليبيا وسوريا الناس سبقوا الأميركيين وكل الدول وكل القرارات الدولية".

وقال: "ان الرئيس بشار الأسد لا يتطلع الى الحداثة والعصرنة، فهو استلم الحكم منذ العام 2000 وكانت لديه عدة فرص للإصلاح، ولكنه لم يقدم على أي شيء"، مشيرا الى "ان هذا النظام البعثي في سوريا عمره 40 عاما، وبالتالي فترة حكم بشار الأسد هي امتداد لحكم الرئيس حافظ الأسد".

وشدد على "أن المسيحيين معنيون بالربيع العربي ولاسيما بما يجري في سوريا. إذ كان لدينا نزاع مزمن كمسيحيين مع هذا النظام، ونحن منحازون بقوة الى المساواة والعدالة ضد القمع والعنف"، معتبرا "ان الوصاية السورية على لبنان منذ يومها الأول هي التي أوصلت المسيحيين لحالة الغربة عن الدولة والإحباط التي عاشوها والإقصاء السياسي والتهميش الإنتخابي. هو لم يكتف بالتهميش السياسي والإنتخابي ولكنه ذهب الى كل أنواع القمع من قتل وتصفية واعتقال ونفي وتنكيل".

وتابع: "ان النظام السوري بالإجمال لا يستطيع ان يقيم علاقة تحالفية صحيحة مع اللبنانيين، إنما يريد ان تكون العلاقة علاقة تبعية"، لافتا الى "ان النائب العماد ميشال عون منذ العام 2005 هو غير العماد عون قبل العام 2005. ففي هذا العام بدأت العلاقة مع السوريين "تحت الطاولة" بواسطة من البعض".

واضاف: "ان مسار الأحداث في سوريا أخذ منحى غير قابل للعودة الى الوراء. هذا النظام ومنذ بداية الأزمة أخذ فرصا عديدة لإيجاد مخارج وحلول سياسية، غير أن الرئيس الأسد عمل على تبديدها وتجاهل الحلول وخون المعارضين واتهمهم بالتآمر"، لافتا الى "ان مسألة سقوط النظام السوري أصبحت مطلبا ليس فقط عند المعارضة السورية بل أيضا في الدوائر السياسية والدبلوماسية الدولية والإقليمية والعربية، وسقوطه أصبح شبه مسلما به".

ولفت الى ان "النظام سقط نظريا في سوريا وننتظر سقوطه فعليا على أرض الواقع. فمسألة سقوط النظام مهمة، وما سيأتي بعد هذا النظام هو مهم أيضا".

وردا على سؤال، قال كيروز: "المسيحيون قلقون، ولكن هذا يجب الا "يكربج" المسيحيين. نحن كمسيحيين، وانطلاقا من إيماننا، نتعلم انه يجب ان لا نهادن إذا كان الأمر يتعلق بكرامة الإنسان. فنحن في مواجهة نظام غير إنساني ومن واجبي كمسيحي أن أكون في الواجهة وأقاوم. إذا وصلنا الى نظام قمعي آخر، سيكون المسيحيون ضد هذا النظام وفي طليعة معارضيه من جديد"، مشيرا الى انه "لا يحق للمسيحيين ان يتعاموا عن الجريمة وممارسة "رياضة القتل" في سوريا. وأتوجه للأكثرية السنية والتيار الإسلامي السياسي في العالم العربي بالقول انهم يجب ان يعوا جيدا ما يقع على عاتقهم من مسؤولية تاريخية كبرى في توجيه الحراك الشعبي الذي صنع ويصنع الربيع العربي وعليهم توجيهه في الاتجاه الذي يصون الكرامة الإنسانية".

ودعا القوى السياسية اللبنانية الى "إدراك دقة المرحلة وخطورتها، ووجوب عدم دفع لبنان كوطن ومؤسسات وسلم أهلي وطوائف وأحزاب أثمان فواتير أي انفجار في الوضع الإقليمي وتحقيق مصالح إقليمية على حساب المصالح الوطنية".

وردا على سؤال، لفت الى ان "الهدف الأساسي هو أن نقوم كمعارضة بواجباتنا على أكمل وجه. فالدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب يعطيان النائب حق أن يطرح الثقة بالحكومة ككل بوزير أو بوزراء وهذا يأتي في سياق ما يسمى بالرقابة البرلمانية، نحن نريد ان نصل الى جلسة استجوابات لمجلس النواب لمناقشتها بالسياسة العامة".

وقال: "تابعنا ملف الأخوة جاسم، واستمعنا الى إفادة النائب العام التمييزي، ما زاد من قناعتي بوجود تقصير من قبل النيابة العامة التمييزية والقضاء العسكري. اذ ان القضاء العسكري لم يتحرك بالطريقة التي يجب في قضية الأخوة جاسم. وهناك محام اسمه أحمد حمادة، ذهب الى سرية بعبدا وتقدم بسند توكيل من والد الأخوة جاسم، ليطلب التنازل عن دعوى الخطف. ونحن نعرف بأن الوالد، طالما ان الأخوة جاسم ليسوا قاصرين، لا يخوله التنازل عن الدعوى، وهذه الوكالة مشكوك بها وكان يجب ان تخلف لدى النيابة العامة التمييزية شك بها وكان يجب ان يعوا ان كل عائلة جاسم اختفت من الأراضي اللبنانية".

واعتبر كيروز "ان الأمن في التجربة السياسية اللبنانية هو مفهوم سياسي قبل أن يكون مفهوم تقني. الأمن في لبنان يرتبط بشكل أساسي ليس بالإمكانات الإنسانية والتقنية بل بالإرادة السياسية. الأمن يساوي الإرادة السياسية في لبنان، وألاحظ تراجعا مريعا على هذا المستوى بالنسبة لتصميم وحضور الإدارات في ظل غياب شبه تام للأمن. فاما ان يكون الأمن مستتبا على كامل الأراضي اللبنانية أو لا يكون، وأن لا يكون هناك "أبناء ست وأبناء جارية" تحت سقف واحد. فنحن نشهد فلتانا أمنيا بالنسبة للجريمة السياسية والعادية مع الإعتراف الكامل بكل الجهود الحثيثة التي تقوم بها القوى الأمنية لمكافحة الجريمة المنظمة ولكن لا أستطيع في المقابل إلا أن أشهد على تنامي الجريمة".

وتابع: "ان خطف الإستونيين السبعة هو جريمة تعرض علاقة لبنان بالدولة الإستونية للخطر، ونحن حتى الآن لم نعرف من هم الخاطفون، وتفاصيل ما حدث في المفاوضات السياسية والدبلوماسية، ولماذا لم تكن الحكومة حاضرة فيها، وقد قدمت سؤالا تحول لاستجواب بشأن هذا الموضوع، وكنت أريد معرفة الدور السوري الأمني والسياسي في هذه العملية وإذا ما كانت سوريا أمنت تغطية للخاطفين، وإذا ما كان مطلب الخاطفين الفدية أم ان هناك رسالة سياسية من جراء هذا الإختطاف، اذ كان هناك غياب وتغييب لدور الحكومة عن موضوع التفاوض في مسألة الإستونيين السبعة"، لافتا الى "أنه يشعر ان هناك انطباعا لدى الناس ان الأمن لم يعد موجودا في البلد والشعب فقد ثقته بالدولة وقدرتها على ضبط الأمن، وأراهن على الدولة بكل أجهزتها لتقوم بواجباتها كما يجب تجاه كل المواطنين. فأيا كان التقصير الذي ننسبه للدولة وأجهزتها، لا خيار لدينا إلا دعم هذه الدولة لتقوم بواجباتها تجاه جميع المواطنين والقاطنين على أراضيها".

وردا على سؤال، قال كيروز: "ان موقفنا كقوات لبنانية معروف بموضوع سلاح حزب الله. فطاولة الحوار أقرت عددا من المواضيع وبقي بند الاستراتيجية الدفاعية. حزب الله اليوم يحاول الفصل بين الاستراتيجية وسلاحه، وهو يبني نظريته على معادلة "جيش وشعب ومقاومة"، وطالما اننا في هذا المنطق، الأمور ستستمر كما هي الآن".

واعتبر ان "حادث صديقين ليس الأول من نوعه، ونحن نطلب من الدولة أن تضع يدها على الموضوع وتعلن نتائج التحقيق لنرى حقيقة ما حدث بالتحديد. الدولة مقصرة وغائبة في هذا الموضوع".

واذ رأى ان "حزب الله لم ينتظر حصول ما نسميه بالتسييس لعمل المحكمة الدولية، وأن يكون أنطونيو كاسيزي رئيسا لها ليعلن موقفا سلبيا منها. فحزب الله هو ضد المحكمة الدولية منذ اليوم الأول لانطلاق عملها"، اشار الى ان "المايسترو الذي كان يدير القرار بشأن تمويل المحكمة هو بشار الأسد وليس حزب الله في بادئ الأمر، ولكن عاد الأسد وسلم الأمر لأمين عام حزب الله ليقرر".

وأردف: "إذا ترددنا في مسألة تنفيذ القرارات الدولية، فهذا سيطلق رصاصة الرحمة على حضور لبنان في المحافل الدولية بعد السياسة السيئة التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية في مسألة التصويت في مجلس الأمن والجامعة العربية وهذا يعني تراجعا مخيفا لحضور الدبلوماسية على الساحتين العربية والدولية"، معتقدا انه "إذا لم يتم التصويت لمصلحة تمويل المحكمة، سيستقيل الرئيس نجيب ميقاتي".

ووصف احتفال طرابلس اليوم بأنه "استفتاء لطرابلس، ورسالة الى الداخل السوري والرئيس ميقاتي ...، ولكن ليس هناك هدف أوحد لهذا الإحتفال".

وأكد ان "لا مشكلة مع الحلفاء في قوى 14 آذار ونحن جبهة واحدة تناضل من أجل تحقيق أهدافها السياسية. فنحن ك "14 آذار" نتحرك بخطة من عدة نقاط. على المستوى النيابي نركز على العمل النيابي والمساءلة البرلمانية. ونحن نعمل على موضوع القرار الظني الذي صدر وما إذا كان لديه أرضية صلبة أو إذا كان مسيسا كما يقول حزب الله. ونعمل أيضا لنبقى بالقرب من جمهورنا وهناك عمل حثيث على هذا الموضوع. كما نعمل مع الدول الشقيقة والصديقة ليكون القرار الظني لمصلحة لبنان واستقراره".

وقال كيروز: "من الممكن أن نختلف مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ببعض المسائل، ولكن نتمنى عليه ان يجمع شمل المسيحيين، والموارنة بخاصة، وتنقية خطابهم كي لا يبقى منحدرا، وإذا استطعنا ان نصل الى التفاهم على مسائل معينة تخص المسيحيين واللبنانيين ستكون هذه خطوة متقدمة في هذا السياق".

وختم كيروز مشددا على ان "نواب كتلة القوات اللبنانية يريدون تحرير المرأة اللبنانية من كل أشكال التمييز والعنف الذي تتعرض له في المجتمع اللبناني. ونحن تقدمنا بسلسلة اقتراحات قوانين تؤدي الى تبديل في الواقع في التمييز بين المرأة والرجل".

 

تسليم وتسلم في الوحدة الاندونيسية الدولية

وطنية - مرجعيون - 27/11/2011 رعى قائد القطاع الشرقي في قوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان الجنرال فرناندو غوتيريث دياث دي اوتاثو، حفل تسليم وتسلم بين الوحدة العسكرية الإندونيسية، في مقرها في عدشيت القصير - مرجعيون، في حضور ممثلين عن القوى الأمنية اللبنانية وعن الوحدات الدولية العاملة في جنوب لبنان وفاعليات. بعد نشيد الأمم المتحدة والنشيدين اللبناني والإندونيسي، استعرض الجنرال غوتيريث جنودا من الوحدتين الإندونيسية الجديدة والمغادرة، بعدها تسلم علم الأمم المتحدة من قائد الوحدة المغادرة المقدم دوي براسيتيو ويرانتو، وسلمه الى القائد الجديد للوحدة المقدم إيدا باغوس رهوان.ثم ألقى الجنرال غوتيريث كلمة حيا فيها ضباط وجنود الوحدة المغادرة التي "بذلت قصارى جهدها من أجل ارساء السلام في منطقة إنتشارها بالرغم من الصعوبات التي واجهتها مثل أحوال الطقس القاسية والحقول الوعرة واللغات المختلفة والتوجهات الثقافية ونظام عمل جديد". وقال: "إن جميع الضباط والأفراد العاملين في وحدة الشرطة العسكرية لدى الكتيبة الاندونيسية الخامسة والعشرين والذين عينوا للعمل في وحدة الشرطة العسكرية في القطاع الشرقي، أعدوا لتنفيذ مهمتهم بوفاء وبموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701". ورحب ب"وحدة الشرطة العسكرية الاندونسية الجديدة بقيادة المقدم إيدا باغوس رهوان في القطاع الشرقي"، قائلا لعناصرها: "نتمنى أن تقوموا بواجبكم مع بذل قصارى جهدكم".

 

تركيا وإسرائيل تحشدان وإيران ترسل خبراء لمساعدة "حزب الله" 

لندن: سورية ولبنان على حافة الهاوية

حميد غريافي: السياسة

 تدرس وزارة الخارجية البريطانية توجيه دعوة الى الرعايا البريطانيين ورعايا دول الكومنولث المقيمين في لبنان الى مغادرته فوراً, بعد ورود معلومات غربية من بيروت ودمشق وتل أبيب والاردن تؤكد اقتراب سورية ولبنان من حافتي انفجارين متصلين قد يتخذان منحى دراماتيكياً دموياً أسوأ بكثير من منحى الحرب الأهلية اللبنانية.

وأوضح ديبلوماسي بريطاني لـ"السياسة" ان الخطوة البريطانية المرتقبة لا علاقة لها بقرار الولايات المتحدة دعوة رعاياها لمغادرة الأراضي اللبنانية, "إلا ان المعلومات التي تلقاها الجانبان الاميركي والبريطاني قد تكون متشابهة, وستلحق بهما دول اخرى في العالم خلال الاسبوعين المقبلين قبل انقطاع وسائل النقل الجوية والبحرية والبرية من لبنان الى العالم مع ارتفاع حمى الاقتصاص العربي من نظام بشار الأسد, وبلوغ الازمة قاعات مجلس الأمن الدولي المتوقع ان يتحرك في غضون اسبوع او اسبوعين, رغم استمرار موسكو في مساندة نظام دمشق.

وأكد الديبلوماسي البريطاني ان نظام الأسد لن يفي بأي التزامات تجاه الدول العربية كما درجت عادته منذ 11 سنة ومن قبله والده طوال 30 سنة تقريباً "من التسويف والدجل والتلاعب والارتكابات", مشيراً إلى أنه لم يبق أمام العرب سوى التوجه إلى مجلس الأمن الدولي ل¯"تلزيم معركة" إنهاء الأزمة إلى دول لها علاقات مباشرة مع سورية, وفي مقدمها تركيا.

وتوقع الديبلوماسي أن "يفرغ لبنان الواقع تحت رحى سورية وحلفائها, من أي عربي أو أجنبي خلال اسبوعين من الآن, وفي مقدمهم الرعايا الروس والصينيون, خصوصا بعد الاتجاه القوي داخل جامعة الدول العربية الى قطع علاقات دولها الديبلوماسية مع دمشق وسحب جميع سفرائها وطرد السفراء السوريين, وهي خطوة تنتظرها أوروبا بفارغ الصبر للعمل بها كخطوة نهائية لخنق النظام البعثي".

وكشف الديبلوماسي ل¯"السياسة" ان الحدود التركية - السورية واللبنانية - الاسرائيلية تعيش راهناً حالة "النار تحت الرماد": فالجيش التركي حشد ثلاثة ألوية عسكرية على الحدود ولواء من القوات الخاصة في القطاع التركي من جزيرة قبرص (وهو ما كشفته "السياسة" الاثنين الماضي) استعداداً للمشاركة اللوجستية في تطبيق القرارات العربية وربما اقتراح باريس إنشاء ممرات إنسانية في سورية, والذي يعني تدخلاً تركياً قد يتوسع ليصبح "أطلسياً" من دون العودة الى مجلس الامن على اعتبار ان تركيا عضو في حلف شمال الاطلسي, فيما نشرت اسرائيل ألوية مماثلة على حدودها مع لبنان ولواءين في مرتفعات الجولان, مقابل بدء "حزب الله" اخراج صواريخه من مخابئها وتجهيزها للعمل الفوري وكأن الحرب على الابواب, وما انفجار مخزن الصواريخ في خراج بلدة صديقين جنوب الليطاني الثلاثاء الماضي سوى خطأ وتسرع في تجهيز تلك الصواريخ".

ونقل الديبلوماسي عن تقارير استخبارية اوروبية من دمشق وبيروت وردت الاربعاء الماضي تأكيدها "ان أكثر من 150 خبيراً ايرانيا في الصواريخ من "سرايا القدس" التابعة للحرس الثوري الايراني هبطوا في مطار عسكري سوري جنوب دمشق, تمهيداً لنقلهم بشاحنات أرسلها "حزب الله" الى البقاع اللبناني وشمال وجنوب الليطاني, في مؤشر على أن طهران وحزبها في لبنان ينتظران تطورات دراماتيكية من الشمال (تركيا) والجنوب (اسرائيل) ضد سورية وجماعات "حزب الله" والجيش اللبناني والدولة بكل مفاصله العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتوقع الديبلوماسي دنو نهاية زمن بشار الاسد و"حزب البعث" وكذلك نهاية "حزب الله" والدور الايراني المتقدم في المنطقة, وتالياً سقوط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والتي ستفشل حتى في منع تمويل المحكمة الدولية.

 

مجدلاني : سير الحكومة في التمويل لخلق شعبية لميقاتي

 وطنية - 27/11/2011 - استبعد عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني، في حديث الى اذاعة صوت لبنان - الحرية والكرامة، "إقدام أحد على الاستقالة من الحكومة "لأن من لديه أمر انهاء هذه الحكومة أو ابقائها هما "حزب الله" والنظام السوري، وكل ما يتفرع من هذا الموضوع يأتي حكما نتيجة قرار منها". وأشار إلى وجود "احتمالين في ظل الوضع الحالي في لبنان، فإذا استقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وذهبت هذه الحكومة أدراج الرياح ستكون هناك خطة لإدخال لبنان في دوامة اللااستقرار واستدراج الأزمة السورية الى داخل الأراضي اللبنانية". أضاف: "أما اذا سارت الحكومة في تمويل المحكمة الدولية فسيكون هناك خلق لنوع من الشعبية لرئيس الحكومة، خصوصا بعدما كان هدد باستقالته على خلفية هذا الموضوع". ورأى أن "حزب الله والنظام السوري لا يزالان في حاجة الى شعرة معاوية مع المجتمع الدولي عبر هذه الحكومة".

 

الجامعة العربية تضيّق الخناق على نظام الأسد فيما حكومة لبنان المنشغلة باستقالتها تعيش في كوكب آخر وقوى 14 آذار "لا تترحم سلفا" على الحكومة الساقطة

الراعي للرعايا والكنائس: لا توكلوا حراستها لاجانب غير مسيحيين!!

موقع الكتائب/ القاهرة وطرابلس تقاسمتا الحدث. ففي الاولى عاقبت الجامعة العربي الرئيس السوري بشار الاسد الذي يمعن في سياسة القتل والقمع والعنف وفرضت حزمة خطيرة من العقوبات الاقتصادية والتجارية على نظامه فيما كالعادة الحكومة في لبنان غرّدت خارج السرب العربي مدرجة لبنان في سياسة المحاور والسبب الوحيد حماية الاسد. واللافت في اجتماع الجامعة تحذير وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم من ان فشل المبادرة العربية في معالجة الملف السوري سيؤدي الى التدخل الاجنبي.

اما في الثانية فأحيا تيار المستقبل بمشاركة قوى الرابع عشر من آذار "خريف السلاح وربيع الاستقلال" في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس حيث صدرت مجموعة مناشدات الى الرئيس نجيب ميقاتي كان ابرزها ما قاله الرئيس فؤاد السنيورة الذي القى كلمة الرئيس سعد الحريري متوجها لرئيس الحكومة بالقول:"  نفذوا ما يريده هذا الشعب الأبي، المحكمة الدولية والتعاون معها والتمويل لها، ليست منة من أحد، إنها حق وواجب لان الشعب يريد المحكمة" اما الكلمة الاقوى فكانت للنائب مروان حمادة الذي حمل بعنف على حزب الله والتيار العوني معلنا انه لن يترحّم سلفا على حكومة حزب الله الساقطة متوجها الى الرؤساء سليمان وبري وميقاتي قائلا:" لا تدخلوا لبنان في السجن الكبير فيما الدول العربية تخرج منه".

وما بين القاهرة وطرابلس كانت ثمة محطة لافتة في بكركي حيث أقيم قداس عن راحة نفس ميريام الاشقر وقد طالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جميع الرعايا والكنائس بعدم ايكال حراستها لاجانب غير مسيحيين وحذر من مغبّة عدم التقيد بالشرعية الدولية بما في ذلك المحكمة الدولية.

الجامعة العربية تضيّق الخناق على الأسد

اذاً، اعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان وزراء الخارجية العرب اقروا مجموعة من العقوبات الاقتصادية ضد الحكومة السورية على رأسها منع سفر كبار الشخصيات والمسؤولين السوريين الى الدول العربية وتجميد ارصدتهم في الدول العربية ، وتجميد الأموال ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري ووقف الاستثمارات في سوريا ، باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر على الشعب السوري. واكد الشيخ حمد ان العراق تحفظ على القرار ولن ينفذه، في حين ان لبنان نأى بنفسه عن القرار مشيرا الى ان تركيا اعلنت التزامها بالحد الادنى بالقرارات العربية ضد سوريا. ونصّ القرار ايضا على الطلب من البنوك المركزية العربية مراقبة الحوالات المصرفية والاعتمادات التجارية باستثناء الحوالات المصرفية المرسلة من العمالة السورية في الخارج الى اسرهم في سوريا والحوالات من المواطنين العرب في سوريا.   وعبّر وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني عن قلقه بشأن التدخل الاجنبي اذا فشلت الجامعة العربية في معالجة الملف السوري.

اما الامين العام للجامعة نبيل العربي فأعلن ان التدابير التي اقرت اليوم تأتي في اطار الحل العربي  وقال:"اذا وقعت سوريا على المبادرة العربية سيتم عرض الامر على الوزراء العرب قبل اتخاذ القرار".

اوغلو: تركيا ستدعم مجموعة العقوبات العربية

وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أعلن أن بلاده ستدعم مجموعة العقوبات التي فرضتها جامعة الدول العربية على سوريا في اجتماع لوزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة. ونقلت وكالة انباء الاناضول عن داود اوغلو قوله على هامش اجتماع القاهرة الذي دعيت اليه تركيا: "لا أحد يمكن ان يتوقع ان تبقى تركيا والجامعة العربية صامتتين على قتل المدنيين وعلى قمع النظام السوري المتزايد للأبرياء". إلا أن أوغلو أكد "ضرورة معالجة الأزمة في سوريا بطريقة لا تقود الى تدخل خارجي"، مضيفاً: "آمل في أن تفهم الإدارة السورية رسالتنا، عندها ستحل مشكلتنا داخل العائلة."

عدد القتلى الى ارتفاع في سوريا

في هذا الوقت، قتل اكثر من ثلاثين شخصا برصاص قوات الامن السورية في مناطق مختلفة في سوريا ، ستة منهم في منطقة حمص .

وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان 5 مدنيين قتلوا في حمص اثناء عمليات تفتيش تقوم بها قوات الامن وقضى آخر بالرصاص الذي اطلق من سقف مبنى البلدية.

وأشار المرصد السوري إلى ان اشتباكات عنيفة دارت صباح الأحد بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة في محيط مدينة تلبيسة اسفرت عن اعطاب ناقلتي جند مدرعتين للجيش النظامي.

ولفت المرصد إلى ان القوات النظامية السورية تستخدم الرشاشات الثقيلة باستهداف المنطقة الجنوبية من تلبيسة ما ادى الى جرح اربعة مواطنين. وفي محافظة ريف دمشق، قتل مدنيان احدهما طفل اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات أمنية وعسكرية اقتحمت بلدة رنكوس وبدأت تنفيذ عمليات دهم واعتقالات وانتشر القناصة على اسطح المباني المرتفعة، واصيب 13 اخرون بجروح. من جهة اخرى، قتل شخص في بلدة كفرنبل في ادلب بعدما اعتقلته قوات الامن لبيعه الفيول لناشطين. في المقابل ذكرت السلطات السورية انها قتلت 12 مسلحا وعمدت الى اعتقال عدد من الاشخاص اثناء مواجهات مع "مجموعات ارهابية" في منطقة حمص.وأفادت وكالة سانا عن وقوع مواجهات مماثلة في ادلب ودرعا.

البحرين وقطر لرعاياهما في سوريا: غادروا

الى ذلك، دعت وزارة الخارجية البحرينية في بيان مواطنيها الى مغادرة سوريا "نظراً للاوضاع الامنية غير المستقرة ونصحتهم بعدم السفر الى سوريا وذلك حرصاً على سلامتهم وتجنبا لاصابتهم لاي مكروه".

بدورها، طلبت وزارة الخارجية القطرية من القطريين مغادرة سوريا في أسرع وقت.

الراعي: لعدم ايكال حراسة الاديار لاجانب غير مسيحيين

في لبنان، ترأس البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة القيامة في الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، على نية راحة نفس الشهيدة ميريام الاشقر.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "مباركة انت في النساء"، تحدث فيها عن بشارة الملاك لمريم، وتطرق الى "الغصة التي طاولت اللبنانيين جميعا بمقتل الصبية ميريام الاشقر، فطالب المسؤولين الامنيين والقضائيين بحماية اللبنانيين جميعا، وان تنزل العدالة القضائية اقصى العقوبة بالمجرم وان تسهر قوى الامن الداخلي على امن المواطنين وحمايتهم من اي اعتداء على حياتهم".

كما، طالب المسؤولين عن الاديار والمراكز والمؤسسات الدينية المسيحية حفاظا على قدسيتها وحرمتها ورسالتها، ب"عدم ايكال حراستها لاجانب غير مسيحيين او ايوائهم في حرمها. كما حيا الشبيبة اللبنانية وشجعها على ان تثمر ما وهبها الله من كفاءة لخدمة لبنان، للحد من نزف هجرتها".

وقال:"كم يؤسفنا ايضاً التردد في التقيّد بالشرعية الدولية، ولاسيما في ما يختص بالمحكمة الخاصة بلبنان، وبالتالي بالحقيقة والعدالة، في بلدنا لبنان الذي هو عضو مؤسس في منظمة الامم المتحدة، والذي رئِـس هذه السنة دورة مجلس الامن واننا نحذّر من مغبّة ذلك، ونحمّل المسؤولين تبعة النتائج الوخيمة على لبنان وصالحه وشعبه".

شربل: قاتل ميريام الاشقر سيحاكم في لبنان

وزير الداخلية مروان شربل الذي شارك في قداس بكركي على نية ميريام الاشقر أكد ان "العدالة ستتحقق"، مستغربا "كل ما أشيع في الايام الاخيرة عن تسليم المجرم الى القضاء السوري"، وقال: "هذا الامر مرفوض وليس مقبولا ابدا، الدولة اللبنانية لا تقبل بهذا الامر وكذلك العدالة اللبنانية ترفض هذا الامر، والاتفاقات الامنية الموقعة بيننا وبين سوريا تؤكد ان من يرتكب الجرم يحاكم ضمن الاراضي التي ارتكب فيها الجرم. ما أشيع غير صحيح ومستحيل ولا يمكن حصوله. سيحاكم في الاراضي اللبنانية وسيصدر الحكم بأسرع وقت". وعما اذا كانت وزارة الداخلية ستبقى على جهوزيتها خلال تصريف الاعمال في حال سقوط الحكومة، قال شربل:"أطمئنك ان الحكومة لن تستقيل، وثانيا حتى لو استقالت الحكومة فوزارة الداخلية مستمرة على الارض. لا يمكن ان نترك الشعب مهما حصل ولو أدى ذلك الى مخالفة القانون".

"خريف السلاح ... ربيع الاستقلال"

نظم تيار المستقبل مهرجانا، بعنوان "خريف السلاح ... ربيع الاستقلال"، لمناسبة العيد ال 68 للاستقلال، في معرض رشيد كرامي الدولي في مدينة طرابلس.

رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة اعتبر ان تمويل المحكمة الدولية  والتعاون معها ليسا منة من أحد بل حق وواجب  وشدد على ان الشعب يريد ان يعرف الحقيقة ومحاكمة القتلة داعياً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى تنفيذ ما يريده الشعب . وأضاف السنيورة خلال إلقائه كلمة الرئيس سعد الحريري في المهرجان الذي نظمه تيار المستقبل: لبنان الذي ضحينا من اجله مهدد بالا يبقى كما كان لا تخافوا ولا تقلقوا ستطال يد العدالة القتلة والمجرمين وستتم محاسبة المتواطئين  سنحمي وسنحافظ على استقلالنا وسندافع عن وحدتنا لقد أتى زمن الحرية والشعب والعروبة. من جهته، رأى النائب بطرس حرب ان السلاح يشكل خطراً على الدولة والوحدة الوطنية والعدالة والأمن ورفض ان يكون هذا السلاح أداة تهويل. وأشار حرب إلى ان استمرار الحكومة الحالية خطر كبير على لبنان لأنها لم تنجح بشيء واتهمها بأنها حكومة السلاح والصدفة  قائلاً : لن نألو جهداً لكي نطيح بها . إلى ذلك، أعلن النائب مروان حمادة أنه لن يترحم سلفاً على حكومة حزب الله "الساقطة المتهاوية" ، مشيراً الى انه لم يشفع ابدا لاي سبب من الاسباب بنظام القمع الازلي في سوريا متوجهاً إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقول : جئت لأقول لابن طرابلس لمن اعتقدناه رفيقا بالامس ولمن نال معظم اصواته من هذا الجمهور ، ألا يترك القتلة يسرحون ويمرحون فوق دماء الشهداء . ودعا حمادة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ألا يدخلوا لبنان في السجن الكبير لحظة خروج الشعوب العربية منه ، لافتاً الى ان من يخاف من المحكمة هو المجرم والشريك.

الحريري: لا سلاح يعلو على سلطة الدولة

توجه الرئيس سعد الحريري بتحية إكبار وتقدير للجموع الشعبية التي لبّت اليوم دعوة "تيار المستقبل" للمشاركة في مهرجان "خريف السلاح...ربيع الاستقلال". وقال الرئيس الحريري: "لقد أظهرتم من خلال مشاركتكم الكثيفة أنكم لن تتهاونوا على الإطلاق أمام محاولات استهداف مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال والالتفاف على المحكمة الدولية، تارة من باب وقف التمويل وتارة أخرى من خلال إخفاء المتهمين بارتكاب هذه الجريمة الإرهابية والتهاون المنظم لإخفائهم ومنع الملاحقة القانونية عنهم". واضاف:"إن احتفالكم بذكرى الاستقلال كان مناسبة للتأكيد أن لا سلاح يعلو على سلطة الدولة والتأكيد أيضا على نصرة الشعب السوري وحركات الربيع العربي وفرصة لإطلاق صوت لبنان المدوّي ضد كل أشكال القمع والاستبداد".

ميقاتي من الفاتيكان: متمسكون بالعدالة

رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أكد أنه سيقابل البابا بنديكتوس السادس عشر في حاضرة الفاتيكان الاثنين، وسيؤكد له تمسك اللبنانين جميعا بالعيش معا، رغم كل المخاطر المحدقة به.

ولفت ميقاتي في حديث الى "راديو  الفاتيكان" الى ان الجميع يعرف عطف قداسة البابا على كل القضايا اللبنانية واهتمامه بالنموذج الذي يمثله لبنان في العيش المشترك بين مختلف الاديان، مشيراً الى انه سيؤكد للبابا ان لبنان سيبقى هذا النموذج رغم الاوضاع الصعبة والمخاطر التي تتعرض لها المنطقة . وعن موقف مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك والذي دعا الى تحصين لبنان بالالتزام الكامل بقرارات الشرعية الدولية، ومن بينها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال ميقاتي : "موقفي واضح من هذه المسائل، لبنان جزء من المجتمع الدولي ويلتزم القرارات الدولية ولا يمكنه ان يكون انتقائيا في تطبيقها ، كما اننا متمسكون بالعدالة، ولا يمكننا ان نتجاهل ما وقع من جرائم واغتيالات في لبنان، والعدالة هي  وسيلة اساسية لمعرفة الحقيقة ووقف الجرائم".

وشدد ميقاتي على ان موضوع ملف تمويل المحكمة الدولية سيكون على جدول اعمال مجلس الوزراء الاسبوع المقبل، آملا ان يتحمل كل وزير مسؤوليته.

ماراتون 2011

رياضيا، أقيم في الثامنة من صباح الاحد سباق "ماراتون بلوم بيروت  2011" الذي نظمته "جمعية بيروت ماراثون"  للسنة التاسعة على التوالي، في حضور وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي وبمشاركة أكثر من 31 ألف عداء من مختلف أنحاء العالم واسعة. وقد انطلق الماراتون من محلة البييال، باتجاه ساحة الشهداء حيث تم توحيد نقطة الانطلاق لكل الفئات والتي حددت في الواجهة البحرية لمدينة بيروت وكذلك نقاط الوصول في ساحة الشهداء، وتم تحديد مسار السباق بإشراف خبيرين للسباقات منتدبين من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، هما البريطاني بيتر هاير والمغربي أحمد الطناني.

واحتفظ العداؤون والعداءات الأثيوبيات بلقب السباق لمسافة 42,195 كلم ، واحتل النائب آلان عون المركز الاول عند فئة السياسيين .

مقتل شخص باشكال في عكار وقذائف في بعل محسن 

قتل شخص وجرح 3 في اشكال في بلدة الشيخ عياش – عكار ذات الاغلبية السنية بين شبان من البلدة وآخرين من بلدة  تل حميرة ذات الاغلبية العلوية  ونقل جريحا بلدة تل حميرة واحدهما في حال لا الخطر الى مركز الشمال الاستشفائي في زغرتا . وضربت القوى الامنية طوقاً حول مكان الحادث . وفي سياق متصل، جرح 3 أشخاص في منطقة جبل محسن ، جراء إطلاق نار في الهواء، هم ابراهيم ستيتي  20 عاما الذي أصيب في كتفه الأيمن، ومحمد رعد  25عاما ، وقد نقل الإثنان إلى  المستشفى الإسلامي للمعالجة، فيما عولج الشاب محسن علي الدباش في أحد مستوصفات  المنطقة.

واعلن الحزب العربي الديموقراطي، جرح محسن علي الدباشي برصاص سقط في منطقة جبل محسن، مشيراً الى أنه خلال مهرجان طرابلس تم اطلاق القذائف والقنابل على مناطقنا .

انتخابات مصر غدا

في التطورات المصرية، حذر رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر المشير حسين طنطاوي من أن القوات المسلحة لن تسمح لاحد بالضغط عليها.

وشدد طنطاوي على انه لن ي سمح لاي فرد او جهة بالضغط على القوات المسلحة في اشارة الى التظاهرات المستمرة منذ اكثر من اسبوع في ميدان التحرير لمطالبة المجلس العسكري بتسليم الحكم في اسرع وقت ممكن الى سلطة مدنية. المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين محمود غزلان فاكد ان الاغلبية البرلمانية يجب ان تشكل الحكومة بعد الانتخابات التشريعية التي تبدأ الاثنين في مصر.

وأشار غزلان لوكالة الصحافة الفرنسية "البرلمان القادم المفروض انه يمثل الشعب، والمجلس العسكري يجب ان يوكل للحزب الذي حصل على اكبر نسبة من الاصوات تشكيل الحكومة المقبلة والا سيعطل البرلمان قرارات هذه الحكومة".

ايران تقطع علاقتها مع بريطانيا

على الخط الايراني، صوّت مجلس الشورى الايراني الاحد بغالبية كبرى على قانون يخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع بريطانيا اثر العقوبات التي فرضتها لندن على طهران الاسبوع الماضي. فقد صوت 179 من النواب ال206 الذين حضروا الجلسة (من اصل 290) لصالح مبدأ خفض العلاقات بين البلدين قبل أن يبدأوا نقاشاً لتحديد تفاصيل هذا الاجراء الذي يفترض ان يؤدي الى رحيل سفيري البلدين على اقل تقدير. بريطانيا وصفت تصويت مجلس الشورى الايراني بطرد سفيرها في طهران بالامر المؤسف، محذرة من ان بريطانيا سترد بقوة اذا تم تنفيذ التهديد.

واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية انهاذا نفذت الحكومة الايرانية تهديدها فبلاده سترد بقوة بالتشاور مع شركائها الدوليين.

 

ديبلوماسي إيراني: لو حرق النظام السوري جسوره من ورائه فلا فائدة من إصلاحه

 السياسة/انتقد تقرير إيراني أعده ديبلوماسي إيراني مخضرم تقصير التلفزيون الإيراني الخاضع لإشراف المرشد الأعلى علي خامنئي في نقل أحداث الاحتجاجات في سورية, مؤكداً أنه إذا ما هدم بشار الأسد الجسور من ورائه, فلن تجدي أي إصلاحات. وفي تقرير له نشره موقع "العربية" الالكتروني, أمس, أشار السفير الإيراني السابق في الكويت علي جنتي نجل رجل الدين المتشدد آية الله أحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور إلى أنه على إيران دعم نظام الأسد حتى يخرج من أزمته الحالية, معتبراً ان أفضل دعم يمكن أن تقدمه إيران لسورية, هو مساعدتها في الخروج من الحل الأمني, ومن أجوائها البوليسية التي فرضها النظام وأن تتوسط بين الحكومة والإسلاميين من أجل إنهاء الأزمة. وجاء في التقرير أيضا إشارة إلى المخاوف الإيرانية من سيطرة الإسلاميين السنة المعادين لإيران على النظام المقبل في سورية, حيث قال جنتي ان "الإخوان المسلمين ليسوا هم الجزء المهيمن على قوى المعارضة في سورية, فهم يعتبرون جزءاً من قوى المعارضة المتشكلة من الكثير من القوى السياسية الأخرى", مشيراً إلى أن السلفيين الذين لديهم خلاف مع "الإخوان المسلمين", حاضرون بقوة في المعارضة, بالإضافة إلى القوى الشيوعية والليبرالية و الاشتراكية. وقال جنتي في تقريره: "نحن لسنا متأكدين من قيام نظام يدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية بعد سقوط نظام بشار الأسد", و"إذا كان الإخوان المسلمون هم من سيقود الحكومة المقبلة فلن يقبلوا أن يتعاونوا مع حزب الله في لبنان, وذلك بسبب الاختلافات المذهبية. والنظام السوري الحالي كان ممانعا ووقف في وجه إسرائيل ورفض التطبيع معها. وعلينا أن نرى من هي الدول التي تسعى لإسقاط النظام السوري للتعامل معها كل حسب موقفه وعلاقته بنا". وأضاف: "إذا كان البعض يتحدث عن أن بشار الأسد قد هدم الجسور من ورائه, فعلينا الاعتراف بأنه لن تجدي أي إصلاحات في ظل هذه الظروف". واشار التقرير إلى ان غالبية السنة في سورية, سيصوتون في الانتخابات المقبلة لصالح "الإخوان المسلمين", فهذا التيار الإسلامي لديه شعبية أكبر من غيره من التيارات الإسلامية في البلاد.

واضاف "يبدو أن عبد الحليم خدام الذي لديه نفوذ واسع في سورية, لا يملك أي حزب. ورغم أنه انشق عن النظام, فعامة الشعب السوري سيعتبره من فلول النظام السابق, لذا سيعترضون على عودته إلى الحياة السياسية في نظام الحكم المقبل".

 

قطر تدعو مواطنيها إلى الامتناع عن السفر إلى سورية

 الدوحة - يو بي اي: غداة خطوات سعودية وإماراتية وبحرينية مماثلة, دعت قطر, أمس, مواطنيها إلى عدم السفر إلى سورية وحضت المتواجدين فيها على المغادرة.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية "قنا" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله "نظراً للظروف والأوضاع الأمنية السائدة في سورية, فإن وزارة الخارجية تهيب بكافة المواطنين القطريين عدم السفر إلى سورية في الوقت الحالي حرصا على سلامتهم", كما تدعو "جميع المواطنين القطريين المتواجدين في سورية إلى مغادرتها في أسرع وقت".

يذكر أن مقر السفارة القطرية في دمشق تعرض قبل أسابيع لهجوم من قبل مؤيدين لنظام الرئيس بشار الأسد كانوا يحتجون على تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية.

وجاء الهجوم على السفارة القطرية في إطار هجمات على سفارات وقنصليات ديبلوماسية في مناطق سورية عدة, من بينها السفارات السعودية والاماراتية والليبية والتركية والفرنسية.

 

وزراء الخارجية العرب يقرون عقوبات اقتصادية ضد سوريا

اعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الاحد ان وزراء الخارجية العرب اقروا مجموعة من العقوبات الاقتصادية ضد الحكومة السورية على رأسها "منع سفر كبار الشخصيات والمسؤولين السوريين الى الدول العربية وتجميد ارصدتهم في الدول العربية". وأعلن الشيخ حمد ان "العراق تحفظ على القرار" ولن ينفذه، في حين ان "لبنان نأى بنفسه" عن القرار. وأضاف: "إن الدول التى صوتت بنعم على العقوبات وهي 19 دولة ستنفذ القرار فوراً ومنذ اليوم فهذه مسؤولية اخلاقية، ومن لا يريد التنفيذ كان عليه أن يصوت بالرفض خلال الاجتماع".

وحسب نص القرار الذي تلاه الشيخ حمد فان العقوبات تتضمن كذلك "وقف التعامل مع البنك المركزي السوري ووقف المبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر على الشعب السوري". وتشمل العقوبات، وفق القرار، "تجميد الارصدة المالية للحكومة السورية ووقف التعاملات المالية معها ووقف جميع التعاملات مع البنك التجاري السوري ووقف تمويل اي مبادلات تجارية حكومية من قبل البنوك المركزية العربية مع البنك المركزي السوري". ونص القرار ايضاً على "الطلب من البنوك المركزية العربية مراقبة الحوالات المصرفية والاعتمادات التجارية باستثناء الحوالات المصرفية المرسلة من العمالة السورية في الخارج الى اسرهم في سوريا والحوالات من المواطنين العرب في سوريا".

كما قرر الوزراء "تجميد تمويل مشاريع على الاراضي السورية من قبل الدول العربية". فيما كلف الوزراء هذه اللجنة الفنية بتحديد "اسماء الشخصيات والمسؤولين السوريين" الذين سيتم تجميد ارصدتهم في الدول العربية. وردا على سؤال بشأن اتهام وزير الخارجية السوري وليد المعلم للجامعة العربية بتدويل الازمة، قال الشيخ حمد: "كل ما قمنا به هو لتفادي حل اجنبي"، مشيراً إلى أنهم "اذا لم يتصرفوا بجدية فهو لا يستطيع ان يضمن انه لن يكون هناك تدخل اجنبي". واضاف"نأمل ان يكون هناك وقف للقتل حتى لا يستمر تنفيذ هذا القرار"، معتبرا رغم ذلك ان "البوادر ليست ايجابية".

واكد بن جاسم ان "ما يهمنا هو ان تستوعب الحكومة السورية ان هناك موقفا عربيا يريد ان يحل الموضوع بشكل عاجل خاصة وقف القتل واطلاق سراح المعتقلين وسحب المدرعات".

من جانبه، قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان "همنا الاكبر كان كيفية تجنيب الشعب السوري آثار هذه العقوبات". فيما افاد دبلوماسيون عرب ان خلافات ظهرت عند مناقشة مشروع العقوبات بشأن جدواها موضحين ان دولتين على الاقل من الدول الاعضاء فى اللجنة وهما الجزائر وسلطنة عمان حذرتا من التعجل فى اقرار هذه العقوبات باعتبار ان "تاثيرها السلبي سيكون كارثيا على الشعب قبل النظام فى سوريا". وقالوا ان "الدول المؤيدة للعقوبات والتى تقودها دولة قطر ترى ضرورة تطبيقها ولو تدريجيا مع البحث عن وسائل وآليات تخفف من وقعها على الشعب السوري".

 المصدر: AFP

 

عون في عشاء هيئة تنورين في التيار الوطني الحر: النار تحيط بنا لكن هذه المرة لن تدخل إلينا لأن لبنان أقوى

باسيل:لا يريدوننا ان ننفذ أي شيء للبلد وفي كل مرة بعنوان مختلف

 وطنية - 27/11/2011 - طمأن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، إلى أن "النار التي تحيط بلبنان لن تصل اليه"، معتبرا أن "المنطقة صارت ممنوعة على الناتو وحلفائه".

وقال عون في عشاء هيئة تنورين في "التيار الوطني الحر"، في مطعم Ocean في جبيل، في حضور المنسق العام للتيار الدكتور بيار رفول: "نعيش هذه الايام واقعا تعيسا يتطلب تضامن الجهود من أجل تغييره، لأننا اصبحنا خاضعين لمزاج بعض الحاكمين. وللأسف ليس هناك رجال تقف على أرجلها بل "رجال" تركع وتزحف ولا يستحقون لقب الرجال. أما المحكمة الدولية التي يتاجرون بها فهي نوع من لعبة القمار التي يسمونها بالعامية "bluff"، لذلك لا يمكن لأحد أن يجعلنا ندفع قرشا لأن المحكمة أقرت في مجلس الأمن ولا يوجد إتفاقية تلزمنا دفع المال، واليوم كشفنا رسالة موجهة من كوندوليزا رايس للبعثة الأميركية، ولفرنسا وإنكلترا تطلب فيها إقرار اللمحكمة خارج إطار البرلمان اللبناني، "كي لا تكون هناك أي عراقيل"، وبهذه الحالة تتحمل المصاريف هيئة الأمم المتحدة".

أضاف: "لا يمكن لأحد أن يخيفكم ، فعندما يريدون الإعتداء علينا لن يكونوا في حاجة لأي ذرائع، كما فعلوا في العام 1990. وإذا أرادوا تحقيق إنتصار علينا باستطاعتهم ذلك ولكن ليس عن طريق الحق والقانون. نستطيع أن نعرض قضية لبنان على الحقوقيين العالميين والمحليين كافة، وإن قالوا إن على لبنان أن يدفع، سنوافق على الدفع. أما في ما يتعلق بالقول أن رئيس المحكمة هو من أبرم الإتفاق مع الأمين العام للأمم المتحدة، فهذا أمر لا يجوز، فما الذي يمنع من القول لاحقا أن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم يهدد السلام العالمي بحجة أن إسرائيل تهدد بإشعال الحرب، ويقومون بعد ذلك بإقرار توطين الفلسطينيين في لبنان وفقا للبند السابع؟ وما حصل في المحكمة ينطبق تماما على هذا المثال".

وتابع: "إن المعادلات التي قمنا بها في لبنان حافظت على الإستقرار، والنار تحيط بنا لكن هذه المرة لن تدخل إلينا لأن المعادلة في لبنان أقوى من أن يضربها أحد، وخارجيا لن يتمكن أحد من التدخل هنا، فالمنطقة صارت ممنوعة على تدخل الناتو وحلفائه. وعلى قدر ما يكون صمودنا أقوى، على قدر ما نحافظ على الإستقرار وحتى لو كان هناك تظاهرات في طرابلس أو غيرها، فستبقى ضمن حدودها".

وأمل في "ان تمر الامور سريعا مع الحفاظ الدائم على هدوئنا وسكينتنا ونتمكن من خلال مشاريعنا من تحسين الوضع في البلاد. نحن لا نخضع لمزاج أحد، والشعب اللبناني لديه حاجات. لقد ورثنا اخطاء منذ عشرين عاما حتى اليوم. لقد خربوا البلاد، ودمروا المشاريع المائية، فهل يجوز ان يكون لبنان وهو خزان للمياه في الشرق الأوسط في حال عطش؟! وهل يجوز ان تذهب مياهنا السطحية الى البحر ونستنفد كامل مخزوننا من المياه الجوفية التي يجب استخدامها في وقت الصعاب والجفاف؟ فلا شيء يتم وفقا للمعايير العلمية ووفقا للمنطق وللتخطيط لمصلحة البلاد ومستقبلها. كل هذه الامور تفرض علينا الإنتباه والسهر على مصالحنا وانتم من يحمل التغيير والإصلاح وليس نحن.

فعندما تعطونا الوكالة بشكل كاف، نستطيع عندئذ أخذ القرار وعندئذ نتحاسب، أما اليوم فإن غالبية الطبقة السياسية الموجودة تكرهني واعلم لماذا، فهل وجدتم يوما "حرامي" يحب "البوليس" أو "المحقق"؟ وأفهم ذلك لأنني أقطع لهم أرزاقهم، لكني لا أفهم المواطن عندما لا يكون مع التغيير والاصلاح".

باسيل

كما ألقى وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل، كلمة تطرق فيها إلى أوضاع بلدة تنورين، مشيرا إلى أن البلدة "طالها الكثير من الحرمان والنقص وهي تحتاج الى الكثير من العمل، واعدا بأن تتحول من صيف الى آخر لتكون مقصدا للزوار الجدد وللساكنين والمستثمرين الجدد وللسواح الجدد، خاصة المشاريع السياحية كإنشاء "سل بلعا"، مبديا أسفه للذهنية المعتمدة حيث قيل ان إنشاء "سد بلعا" تنتظره إيران وتريد إنشاءه لصنع منصة عسكرية في تنورين لتضع خبراء عسكريين في البترون، قائلا: "تخيلوا الإستخفاف بعقولكم وبعقولنا، وتخيلوا الى أي مدى تصل درجة الأذى.

فعندما نأتي بمبلغ 40 مليون دولار كهبة للمنطقة للقيام بأمر جيد ونافع تصبح قاعدة عسكرية لاحتلال جرود البترون، كأننا وإياكم اشخاصا لا تعنينا جرود البترون وكأننا لسنا مرتبطين بهذه الجذور وبهذه الأرض وغير ضنينين بها، ولأن من لا يخجل من منعنا من إنارة صليب، فلن يخجل منعنا من حفر بئر أو من إنشاء شد".

أضاف: "أقول لكم من استمر أكثر من اربعين عاما دون القيام بأي شيء من اجل منطقته ولا من أجل قريته، فلن يقبل ان يأتي أي أحد وينفذ أي شيء فهو لا يريد القيام بأي شيء ولا يريد أن يقوم غيره بتنفيذ أي شيء".

تابع: "ان هذا التفكير التخريبي ينطبق على البلد بأكمله، لأنهم لا يريدوننا أن ننفذ أي شيء للبلد بأكمله وفي كل مرة بحجة وبعنوان مختلف. تخيلوا بلدا حجمه بحجم محكمة وبحجم شخص، وتخيلوا اننا سنبقى مرتبطين لباقي العمر بمحكمة وبتمويل محكمة فنوقف موازنة تحتوي على 24 الف مليار ليرة من أجل 45 مليار ليرة لتمويل المحكمة، ويقال بعدئذ ألا تكون الحكومة وألا يكون البلد إذا لم تمول هذه المحكمة. فنسحب الموازنة التي تحتوي 24 الف مليار ليرة شهرين دون المناقشة فيها من أجل تمويل المحكمة ب45 مليار ليرة".

وأبدى أسفه قائلا: "المياه وخطة المياه فلتؤجل مرات ومرات عدة، قضاء رأس السلطة فيه رئيس مجلس القضاء الأعلى شاغر فليكن شاغرا وليس من الضروري وجود قضاء طالما هناك قضاء دولي، فكل شيء مباع، قضاؤنا وقرارنا وسيادتنا لا مشكلة هناك دول".

أردف:"الدستور مهم وأساسي ونحن نحترمه اقتنعنا به أو لم نقتنع، أحببنا تغييره أو لم نحب يقولون ان البعض لا يفهم الطائف، نقول كنا نفهم الطائف جيدا لذلك نريد تغييره، لكننا نقبل به دستورا لنا، لكن لا يجوز لأي كان وباسم الدستور أن يمنع عن الناس لا المياه ولا الكهرباء، ولا الموازنة، وإذا أعطى الدستور رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة حق وضع جدول أعمال لكنه لم يعطهم الحق أن يمنعوا عن المواطنين حقوقهم، لا أحد يضع نفسه أكثر من بلده، ولا أحد يضع طائفته أكثر من بلده، فلا طائفة أكبر من بلد، ولا يوجد دفاع عن حقوق طائفة أكبر من الدفاع عن البلد، وكل منا مسرور ومفتخر بانتمائه لطائفته، لكننا لا نبدي الطائفة على البلد، ولم نعمل في أي مرة وفقا لهذا المفهوم، وفي كل مرة كانت تطال أي طائفة كنا ندافع عنها، لذلك عندما استشهد رفيق الحريري، نحن من نزلنا الى ساحة الشهداء في 14 آذار، ونحن من قمنا ب14 آذار، وكذلك أيضا، عندما تم التطاول على الشيعة في لبنان وتم حذفهم من الحكومة في العام 2006 نحن من دافع عنهم، وقلنا لا حكومة ميثاقية بغياب الشيعة عنها، ومن اجل ذلك عندما سيمس بموقع الرئاسة الأولى ويقول أحدهم "انا الرئاسة في لبنان" نقول كلا فرئاسة الجمهورية هي الرئاسة الأولى، وهذا ما هو في دستورنا وما هو في مفهومنا. فالشخص يبقى غير مهم، بل يبقى الموقع والمسؤولية الدستورية الملقاة علينا جميعا".

أضاف: "اننا للمرة الثانية أمام مسؤوليات جديدة وأمام تحد جديد لنحاول أن نخلص البلد مما يحضر له وأن ما نقوم به هو في اعتقادنا لمصلحة البلد، ولنحاول أن نخلص الحكومة ممن اخذها كرهينة لموضوع واحد، فلا نحن ولا الحكومة التي هي أكبر منا ولا البلد الذي هو أكبر من الحكومة سيكون رهينة مشروع يحضر للبنان لإثارة الفتنة في لبنان، وليكون لبنان ممرا للمؤامرات على اهله من الداخل وعلى بلدان ثانية في المنطقة وان هذا الامر نحن سنمنعه، وفي نفس الوقت سنمنع وقوع الفتنة.

أردف:" اقول لكم ان كل سياستنا هي لجعل تنورين والبترون وجبيل وكسروان والنبطية وعكار والبقاع والجنوب كلهم موحدين في بلد واحد، وانتم تشاهدون المشاريع والمخططات التقسيمية لبلدنا وللمنطقة وان كل سياستنا هي من اجل الحفاظ على وحدتنا ووحدة هذا البلد على أمل ان نجمع هذا الامر مع تصميمنا على محاربة الفساد وعلى إنماء البلد، وأقول لكم اننا وإياكم المستقبل لنا، فانظروا الى المستقبل البعيد وان هذه السياسات القديمة التي غرقت تنورين بالحرمان، وجعلت البترون القضاء الوحيد الذي لا تربطه الطريق من الساحل الى الجرد، وجعلت لبنان بلدا مديونا ب 60 مليار دولار بالرغم من ان إيراداتنا حتى اليوم تساوي نفقاتنا، فكلها خدمة دين عام من اجل تمويل طبقة سياسية ومشروع سياسي أتى لتفليسنا جميعا".

وهنأ الوزير باسيل الهيئة الجديدة التي لها الفضل في تأمين هذا اللقاء، مثنيا على أهل هذه البلدة وعائلاتها وعظمتهم، وكبر مساحتها ونسبة عدد السكان فيها حيث تشكل اكبر قرية لبنانية، ولفت الى ان هذه القرية تعيش الحرمان وكأنه مفروض عليها ذلك مع العلم ان ذلك غير صحيح آسفا ان تكون بلدة بهذا الحجم وبهذه المساحة وبأهمية اهلها بهذه الحالة العمرانية والبيئة الموجودة فيها، معتبرا ان هذا الوضع أتى نتيجة للتسليم به، وتوجه اليهم قائلا: ان لا أحد أكبر من قريته، لا شخص ولا حزب، لا فئة ولا عائلة ولا نستطيع ان نتحدث عن بناء دولة اذا لم يكن بإمكاننا بناء قرية، ولا يمكن التحدث بالقانون وبحقوق الانسان وبالتنمية الانسانية، وتكون أهم قرية في لبنان على حالتها، وأشار الى منعه من إنشاء بئر او بحيرة فمنذ قدومه الى وزارة الطاقة وهو يسعى لإنشاء بئر لهذه البلدة التي استغرقت سنتين من الوقت لإنجازه بسبب العراقيل والمعوقات وهو عمل بسيط نسبة الى بلدة كتنورين عائمة على المياه وتحوي اكثر من 15 موقعا لإنشاء سد، وتخيلوا ان بلدة تنورين ليس فيها شبكة مياه وقد لزمت في بلدة اللقلوق مؤخرا شبكة مياه وبئر ب 3 مليار ونصف.

أضاف:" من المعيب جدا ان يكون هناك حرمان للمياه في بلدة كتنورين ففي تنورين الفوقا واللقلوق لا يوجد شبكة للمياه، وانما نحاول القيام به وإياكم هو من أبسط واجباتنا.

ولفت انه من المعيب ان تكون قرية كتنورين غير معروفة من قبل ابناء قضاء البترون، فكيف لا يعرف ابن البترون بوجود معلم سياحي بيئي رائع كبالوع بلعا. وأكد ان المشاريع المعدة وقيد التنفيذ لبلدة تنورين في المياه اذا نفذ جزء بسيط منها ستكون كافية لتأمين المياه لتنورين ولكامل القضاء، والامر الثاني الاساسي هو ربط ساحل البترون بجرده، لانه من غير الطبيعي الا يعرف ابن البترون جرد البترون واصطيافه ليس في حدث الجبة ولا في حصرون او في جرود جبيل، كما انه من غير الطبيعي الا يكون "مشتى" ابن تنورين في مدينة البترون حيث يذهب الى جبيل وجونيه والدكوانة والكورة وطرابلس وغيرها دون ان ينزل الى البترون وهو حتى لا يعرف السور الفينيقي وكاتدرائية ماراسطفان في البترون. وليس من الطبيعي اننا اهل منطقة واحدة عندما انتهى جزء من الاوتوستراد اصبحت الطريق تستغرق 25 دقيقة فقط لنصل من البترون الى تنورين، وما زلنا نرسم خريطة تنورين على ان الطريق تسلك من جبيل فهذا أمر معيب على من تحمل المسؤولية في ساحل البترون وبوسط البترون وبجرد البترون.

أضاف:" لن أتحدث اليوم عن اوتوستراد البترون - تنورين فهو كما تعلمون انه كان بمسعى من النائب السابق الدكتور مانويل يونس، وتعلمون انه لا رغبة سياسية بتنفيذه لتبقى البترون مفصولة عن تنورين، واليوم قد تأمن التمويل للجزء الثاني منه على أمل قريب ان تلقوا جميعا الفرصة للمرور على هذه الطريق، اما الجزء الثالث فأخذ فيه القرار ضمن مجلس الوزراء بتأمين مبلغ 15 مليون دولار فينجز بالكامل حتى تنورين التحتا، والعمل بدأ من اجل ربط تنورين التحتا بتنورين الفوقا فيكون الصعود من ساحل البترون حتى أعالي جرده يستغرق وقتا قليلا عبر طريق سالمة وآمنة".

 

صراع الغرقى

الياس الزغبي

مضحك مبك. مشهد شركاء الحكومة، وهم يتسابقون في الهروب من سفينتها المترنّحة.

يُعلن قائد السفينة (هل هو فعلا قائدها؟)، وعبر مكبّر الصوت، أنّه سيترك دفّتها، فيسارع فريق فيها (صدَمَه "تغيير" رياحها وعدم "اصلاح" شراعها وفق أهوائه)، الى التلويح بالقفز منها، وتقديم "بروفا" عاجلة للخروج. غريقان يهدّدان بالقفز والنجاة بالنفس. ولكنّهما لا يُتقنان فنّ العوم، بعد انزلاقهما الى السباحة عكس التيّار، وخارج الزمن. الأوّل، بهره بريق الكرسي الثالثة، وأعمى بصره، فتخلّى عن موكّليه، بحجّة منع الفتنة، فخسر الرهانين: لا الفتنة خفّ خطرها، ولا موكّلوه يغفرون له تفريطه بثقتهم. ورسالة طرابلس والشمال عميقة البلاغة، حارّة التعبير.

واسترجاع الثقة ليس بالسهولة التي يظنّها ميقاتي، لأنّ هناك ما هو أبعد من تمويل المحكمة، الذي يستخدمه كقارب انقاذ لمستقبله السياسي. هناك ورطة التلازم مع نظام بشّار الأسد، بما يهدّد المتبوع والتابع معا. واذا شفع له تمسّكُه المسرحي بالتمويل، فانّ ارتباطه بمصير الأسد لا شفاعة فيه. ولا يُمكن تصوّر كيف يستطيع "النأي بنفسه" عن سفينة نظام مترنّحة هي الأخرى، وكيف له أن ينجو بين ترنّحيْن!

ولا تنفع ورقته الأخيرة، أي دفاعه عن صلاحيّات رئيس الحكومة، في تعويمه، لأنّ المعارك الوهميّة المتبادلة سابقا بينه وبين عون، وتوظيفها في شدّ عصب الأنصار والتسوّل الطائفي، انتهى مفعولها، ولم تعُد مواقف هذا الأخير، بفعل مدى انكشافها، مادّة جذّابة أو سلعة رابحة في البازار السياسي.

أمّا الثاني، عون نفسه، فيظنّ أنّ القفز من حكومة جانحة سيُنقذ حيثيّته السياسيّة المستجمَعة. وهو يدرك أنّ حالة الاستجماع التي وفّرها له الثنائي الأسد – نصرالله، لن تتكرّر بنوّابها ووزرائها وسلطتها ومالها. كانت طفرة في لحظة عابرة عفا عليها الزمن.

والمثير للهزء، أنّه يشنّ حربا في غير موقعها، ويضع لها عناوين بلديّة ترويجيّة انتهازيّة، مثل الكهرباء والماء والتعيينات ومشاريع صرف المال والتعهّدات. ولا ينتبه الى مصير لبنان، والى عقم رهاناته على النظام السوري وسلاح "حزب الله"، وكأنّه يريد اقتناص غنائم السلطة في غفلة لا تتكرّر .. وبعده الطوفان!

والأشدّ اثارة وهزءا، قوله الصاعق: انّه ضحّى بنفسه سابقا من أجل لبنان، وأنّه مستعد للتضحية مرّة أُخرى!

هو قصد، بالطبع، قصّة 13 تشرين–1 \ 1990 ... يقول انّه ضحّى بنفسه آنذاك لانقاذ لبنان، بينما كلّ النتائج والوقائع التاريخيّة تُثبت أنّه ضحّى بلبنان لانقاذ نفسه، وسلّمه لقمة سائغة لمن يلوذ به الآن. فهل يعدنا بـ"تضحية" مماثلة اليوم، وما هي أثمانها؟ واستنادا الى تجارب السنوات القليلة الماضية، منذ التحاقه الكامل بالثنائي المذكور، لا تُنتظر منه عنفوانيّات، أو مواقف مستقلّة. فهو أعجز من فرط عقد الحكومة اذا كان الثنائي يريد بقاءها. وهذا ما ظهر في لجم حماسته في اليوم التالي، وحديثه عن "تصحيح الأداء وليس اسقاط الحكومة"!

اذا كان لهذه الحكومة أن تسقط، فسيكون ذلك بفعل أحد عامليْن: امّا بقرار الثنائي (وهو بعيد الاحتمال بسبب الحاجة الملحّة لها)، وامّا بحسابات ميقاتي في ميزانه السياسي (على أساس حصر خسائره السياسيّة).

والسقوط الكبير سيكون جماعيا وعاما، بدءا بالرأس السوري، والحكومة ليست سوى حلقة صغيرة من حلقاته. فلا مبرّر لهذا التهافت المضحك على تبنّي سقوطها.

لكنّ السؤال هو عن مصير أطرافها:

فهل سيجد ميقاتي كرسيّا له في طرابلس التي حسمت انتماءها مرّة أُخرى؟

وهل سيجد عون حضنا يأوي اليه، بعد حضن فرنسا الذي دأب على نتفه بعد خروجه منه؟

وهل يلجأ "حزب الله" الى قوّته الصافية، في اندفاعة مدمّرة له قبل سواه؟

وهل تكفي أدبيّات برّي ومناشداته لصدّ الريح عن أشرعة السفينة، وايقاف الشمس؟

تعالَوا نسمع صراخ المتلاطمين (sauve – qui – peut)، ونعاين صراع الغرقى.

ليتنا نستطيع انقاذهم!

 

شدد على أنّ "الإلتزام بقرارات الأمم المتحدة واجب نص عليه الدستور"

صلاح حنين: تأكيد الحكومة إلتزامها بالمحكمة ومن ثم إخضاع تمويلها للتصويت "بدعة".. ولا يمكن لحزب الله تحمل تبعات عدم التمويل

جمال العيط، الجمعة 25 تشرين الثاني 2011

شدد المرجع القانوني والدستوري النائب السابق صلاح حنين على أهمية زيارة الرئيس الجديد للمحكمة الخاصة بلبنان دايفيد باراغوانث إلى بيروت، موضحًا أنّها "تأتي في سياق مهمته ومسؤولياته القانونية لكي يطّلع عن كثب من المسؤولين اللبنانيين والقضاء اللبناني على آخر المستجدات فيما خص المسائل المتصلة بعمل المحكمة الدولية والتزامات الدولة اللبنانية حيال هذه المسائل ومن بينها دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة، بغية تجنبه العواقب الدولية في حال لم يتم الإلتزام بواجبات الدولة اللبنانية في هذا المجال".

حنين، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" لفت إلى أنه "سواء دفع لبنان حصته من ميزانية المحكمة الدولية أو لا، فإنّ أعمال هذه المحكمة لن تتوقف، وسوف تستمر بالقيام بدورها وتحمّل مسؤولياتها، وذلك بموجب البند الذي يتطرق إلى هذا الناحية في القرار الدولي 1757 والذي ينصّ على أنّ أمين عام الأمم المتحدة يستطيع أن يرصد الأموال اللازمة لتغطية أي تخلف عن الإلتزام بتمويل المحكمة من مصادر أخرى"، وأضاف حنين مستدركًا: "إلا أنّ هذا لا يعني أبداً أنّ لبنان ليس لديه واجب التمويل، بل هو إذا قام بذلك يكون التزم بهذا الواجب الذي يصب في صالحه، وإن لم يقم بواجبه فسوف يصار إلى تمويل المحكمة الدولية من مصادر أخرى على أن يعمد رئيس المحكمة إلى رفع تقرير بهذا الموضوع إلى مجلس الأمن الدولي بصفته صاحب قرار إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان تحت الفصل السابع، لكي يبحث المجلس في عدم الإلتزام اللبناني ويضع الحكومة اللبنانية أمام مسؤولياتها والتزاماتها الدولية بما يفتح الباب أمام ضغوطات دولية هائلة على الدولة اللبنانية".

وإذ رأى في عدم التزام لبنان بدفع حصته من تمويل المحكمة الدولية "خطأً جسيمًا"، لفت حنين الإنتباه إلى أنّه "حتى إخضاع بند تمويل المحكمة للتصويت داخل مجلس الوزراء هو أيضاً خيار خاطئ وغير واقعي، إذ كيف يمكن إلتزام لبنان مبدئيًا بالمحكمة الدولية ولا يلتزم في الوقت عينه بتمويلها"، وسأل: "ما هذه البدعة أن تؤكد الحكومة اللبنانية إلتزامها بالمحكمة الدولية، ومن ثم تصوّت على تمويل هذه المحكمة؟"، مشددًا في هذا السياق على أنّ "الحكم إستمرار، والالتزام بالمحكمة الدولية لا يمكن فصله عن تمويل هذه المحكمة بل هما أمران مترابطان ومتلازمان".

ورداً على سؤال، دعا حنين "حزب الله" إلى "التفكير ملياً في مسألة تمويل المحكمة الخاصة بلبنان قبل أن يتخذ قراره النهائي حيال هذه المسألة"، موضحًا أنّ "تمويل المحكمة من شأنه أن يجنّب البلد عواقب وخيمة، بينما عدم التمويل ستكون له انعكاسات سلبية ومضرة جداً على لبنان، لن يستطيع "حزب الله" تحمّل تبعاتها على البلد خصوصًا لجهة العقوبات التي قد تفرض على لبنان في حال رفضه الالتزام بمسؤولياته تجاه القرار الدولي 1757".

وعن اعتبار قوى 8 آذار قرار إنشاء هذه المحكمة قرارًا غير دستوري لعدم توقيع رئيس الجمهورية عليه وعدم إقراره في مجلس النواب، أجاب حنين: " بالأساس كان هناك مطلب بأن تنشأ المحكمة بإرادتين، إرادة لبنانية وإرادة دولية من خلال معاهدة كان يجري العمل على تحضيرها بين الدولة اللبنانية والأمم المتحدة"، مضيفًا: "غير صحيح ما يقال من أنّ الحكومة اللبنانية لم تمنح بعض الأطراف السياسية سوى ثلاثة أيام للإطلاع على نص معاهدة المحكمة، بل إنّ التحضير لإعداد هذه المعاهدة إستغرق مدة 9 أشهر من المفاوضات بعدما قرر مجلس الوزراء آنذاك برئاسة رئيس الجمهورية إميل لحود المسؤول عن إبرام المعاهدات الدولية بموجب المادة 52 من الدستور تعيين القاضيين شكري صادر ورالف الرياشي ليفاوضا عن الرئيس لحود، وبموافقة مجلس الوزراء، الطرف المكلف من قبل الأمم المتحدة (نيكولا ميشال) التفاوض مع الجانب اللبناني، ولكن عندما طلبت الحكومة إحالة معاهدة المحكمة إلى مجلس النواب لإقرارها، أقفل الرئيس نبيه بري المجلس النيابي مانعًا بذلك الأكثرية النيابية آنذاك من التصويت لصالح إبرام المعاهدة لكي تبصر المحكمة الخاصة بلبنان النور بإرادة لبنانية"، وحيال ذلك، لفت حنين إلى أنّ "مجلس الأمن الدولي أخذ نصّ المعاهدة التي تم التوصل إليها وضمهّا إلى القرار الدولي الذي قضى بإنشاء المحكمة الدولية تحت رقم 1757".

حنين الذي ذكّر بالفقرة التي تنصّ في مقدمة الدستور اللبناني على أنّ "لبنان عضو مؤسس وفاعل في الأمم المتحدة وملتزم بكل مواثيقها وقرارتها"، لفت الإنتباه إلى أنّ "الإلتزام بقرارات الأمم المتحدة هو واجب دستوري على لبنان"، مشددًا في هذا الإطار على أنّ "المعاهدات الدولية أقوى من القانون المحلي وقرارات الأمم المتحدة أقوى من المعاهدات الدولية وأقوى من القانون اللبناني، وبالتالي فإنّ لبنان ملزم باحترام القرارات الدولية وتطبيقها بفعل قوة هذه القرارات وبموجب الدستور اللبناني الذي نصّ على هذا الإلتزام".

 

وصفة بحرينية للإصلاح العربي

أحمد الجارالله/السياسة

وضع كلام ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة, في حفل تسلمه تقرير لجنة تقصي الحقائق, حدا فاصلا بين زمنين بحرينيين, يمكن ان يكون المعيار الجديد للعديد من الدول العربية الساعية إلى الإصلاح الحقيقي والحكم الرشيد القادر على تخطي أصعب المحن من دون مغامرات غير محسوبة كما تشهد بعض تلك الدول, فالبحرين هي الدولة الوحيدة في العالم الثالث التي استعانت بلجنة تحقيق مستقلة تشكلت بمرسوم ملكي وبارادة وطنية من دون ضغط إقليمي او دولي لتقصي حقائق الاحداث التي شهدتها المملكة في الاشهر الماضية ووضع توصيات تحدد المسؤوليات وتكفل عدم العودة الى تلك الفترة السوداء, فيما مليكها اعلن بصراحة ووضوح قبول نتائج تقريرها رغم ما تضمنه من انتقادات, بعضها لم يخل من قسوة, على الحكومة وبعض اجهزة الدولة و مسؤولين, وربما تكون البحرين ايضا الدولة الوحيدة في العالم الثالث التي تعلن عبر اعلى مرجعية فيها انها ستعمل على تنفيذ توصيات هذه اللجنة, بل ان مليكها اصدر توجيهات فورية الى الحكومة لبدء العمل بالتنفيذ, وامر بتشكيل اللجنة الوطنية لتنفيذ التوصيات, حتى لا تكون امام مصلحة الوطن حصانة لأحد, وعلى كل من اساء استخدام سلطاته ان يدفع ثمن تصرفاته.

الشفافية والاستقلالية التي عملت بها اللجنة دحضت بالدليل الواضح كل أغبرة التشكيك التي اثارها مغرضون عمدا حتى لا تسقط الاقنعة المزيفة التي تخفوا خلفها خدمة لأجندة باتت معروفة, واحبطت فتنة طائفية دبرت في ليل تحت شعارات عدة اريد منها دفع المملكة الى هاوية القلاقل الامنية العبثية, إلا ان كل ذلك اخمدته الحصافة الملكية.

بات على الدول التي حاولت التدخل في الشأن البحريني ان تدرك انها لن تستطيع اختراق وطنية شعب تجمعه راية الوطن الواحد رغم التباين في وجهات النظر الذي هو امر صحي في دولة تعيش ديمقراطية عمادها التسامح الوطني, ما يحتم على الذين ساهموا في الاحداث المؤسفة التي تعرضت لها البحرين عن قصد, ان يتوبوا توبة وطنية ويتقوا الله في بلدهم, فيما الذين غرر بهم وانساقوا خلف غوغاء التخريب فان الفرصة لا تزال امامهم سانحة ليعودوا الى رشدهم الوطني ويكونوا حراسا امناء على وحدتهم ووطنهم بوجه التدخلات الخارجية.

القيادة البحرينية اكدت مرة جديدة سعيها الى الاصلاح والتقدم, وفق ما رسمه الملك حمد في خطابه الاخير, ولم تغلق الابواب امام النقد الموضوعي الهادف والبناء لأن "هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق التوافق الوطني ومعالجة الشروخ التي تسببت بها الاحداث الاخيرة", الذي من خلاله يمكن "تحقيق قفزة اصلاحية لأن ذلك افضل علاج لما تم من اخطاء", وفق تأكيد رئيس الحكومة الامير خليفة بن سلمان.

لا خوف بعد الان على البحرين التي اصبحت اكثر مناعة وقوة من اي وقت مضى, بل انها بدأت تجني ثمار ما زرعه الملك حمد بن عيسى طوال السنوات الماضية في سبيل دخول المملكة عصر دولة المؤسسات الديمقراطية القائمة على الدستور, والتي ليس فيها فضل لمواطن على اخر إلا بالعمل الوطني الصحيح المنزه عن اي إغواء خارجي او انتماء طائفي او عرقي, مهما كان لونه.

أحمد الجارالله

 

هل تنتظر إيران هجوماً سرياً هدفه تعطيل برنامج الأسلحة النووية 

 بقلم - فرانك غاردنر* السياسة

في الفترة الماضية شهدت ايران اغتيال علماء نوويين وهجوماً الكترونياً متطوراً والان مع نهاية انفجار غامض في قاعدة للذخائر اسفر عن مقتل الاب الروحي لبرنامج الصواريخ البالستية الايرانية.

الانفجار الذي وقع في قاعدة بيد جاني كان قوياً واودى بحياة 17 جنديا في »الحرس الثوري« وتسبب في اهتزاز النوافذ في طهران على بعد اميال, تقول ايران انه كان حادثاً لكن قلة من متابعي الاحداث هناك مقتنعون بذلك.

قد يكون كل ما هناك ضربة عسكرية اسرائيلية قادمة لتدمير برنامج الاسلحة النووية المشتبه بها في ايران ولكن على ما يبدو ثمة حملة سرية سوداء لتعطيل ذلك البرنامج جارية بالفعل لبعض الوقت.

قتل ما لا يقل عن ثلاثة من علماء ايران النووين في العامين الماضيين وفي الشتاء الماضي تم ادخال فيروس كمبيوتر يطلق عليه »ستاكسنت« الى اجهزة التخصيب النووي في ايران, وتسبب في خراب البرنامج والعودة به الى الوضع الذي كان عليه قبل اشهر.

يقول ماهان عابدين محرر تيرورزم مونتير »رصد الارهاب« التي تنشرها مؤسسة جيمس تاون: ان اغتيال علماء في ايران وادخال فيروس كمبيوتر ستاكسنت العام الماضي يشكل ارهاب دولة.

بطبيعة الحال لا احد يعترف بمسؤوليته عن هذه الاعمال ولكن يعتقد على نطاق واسع ان اجهزة الاستخبارات الاميركية لها يد في وضع الفيروس »ستوكسنت« في حين ان مسؤولين ايرانيين سبق ان اتهموا اسرائيل بالوقوف وراء الاغتيالات.

كل دول المنطقة تشعر بأن ايران تهددها كما تشعر اسرائيل بالجزع اكثر من البرنامج النووي الايراني.

ومنذ ايام قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عن الانفجار الذي وقع في القاعدة الايرانية لا اعرف حجم هذه الانفجارات لكن سيكون من المرغوب فيه لو انها تضاعفت او تعددت.

قلق دولي

عدد من الدول تشارك اسرائيل مخاوفها من تزايد قوة ايران العسكرية ولو انها تميل الى عدم التعبير عن ذلك علناً.

ومنذ ايام صرح مسؤول في الخليج العربي طلب عدم الكشف عن اسمه ل¯»بي.بي.سي« قائلاً نحن قلقون جداً من ايران, وهذا يعيدنا الى سيناريو خطير جدا. العام 2012 عام حاسم سيتعين خلاله اتخاذ قرارات. وظهر في برقية سربها موقع »ويكيليكس« ان المملكة العربية السعودية حثت الولايات المتحدة على التعامل بشكل حاسم مع ايران لوقف برنامجها للاسلحة النووية المشتبه بها, وقد استخدم العاهل العسودي لغة شعرية من وحي الصحراء حين حث واشنطن على قطع رأس الأفعى.

ودولة الامارات العربية المتحدة التي تخوض نزاعاً اقليمياً طويلاً مع ايران حول جزر ثلاث في الخليج تحث الغرب ايضاً بهدوء على احتواء ايران ومنعها من الحصول على قنبلة نووية.

كما ينظر النظام الملكي في البحرين الى ايران على انها جارة معادية اساساً وعازمة على اثارة الاغلبية الشيعية في البحرين وتشجيعهم للضغط من اجل اقامة جمهورية اسلامية.

منذ اسبوعين اعلنت حكومة البحرين انها اكتشفت مؤامرة ارهابية لتفجير جسر يربطها بالمملكة العربية السعودية واضافت ان المشتبه بهم على علاقة بايران.

القدرة الكامنة

اعرب كثيرون في منتدى حول ايران استضافه في لندن المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية عن وجهة نظر تقول ان ايران مصرة على الحصول على القنبلة النووية وابتعد عن وجهة النظر هذه عدد قليل جداً. في اشارة الى تصعيد العقوبات الغربية على ايران بشكل مطرد قال ريتشارد دالتون سفير المملكة المتحدة في طهران من 2002-2006 ليس هناك اي سياسة عقوبات ستغير السلوك الايراني.

ومع ذلك فقد تساءل عن جدوى الهجوم السري الواضح على ايران, قائلاً: كائناً من يقف وراء هذه الاعمال فهو يحتاج الى جعل هذه القضية علنية, لكني لست متأكداً على الاطلاق ان كانت ذات جدوى.

واكد السيد عابدين انه لا اداة, لا ضغط, لا اشد العقوبات او حتى نزاع عسكري سيغير توجه دفة ايران بعيداً عن رغبتها في ان تصبح قوة عسكرية نووية.

ولا يشك مارك فيتزباتريك - الخبر في برنامج ايران النووي والمقيم في المعهد الدولي للدراسات السراتيجية في الاتجاه الذي تسلكه ايران مؤكداً امام المنتدى: اعتقد ان ايران ربما لديها قدرة كامنة في مجال الاسلحة النووية.

* عن نشرة »المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية«

 

قياديون يفكرون بعزل بلدهم عن هذه التداعيات... وآخرون ينادون برحيل الأسد  28

الحرب الأهلية المتوقعة في سورية... تعقد الحسابات في لبنان

 المجتمع اللبناني منقسم حول سورية على نحو صاروخ, لكن كل الاطراف في البلاد تخشى من احتمال اندلاع حرب أهلية طائفية, وتسعى الى عزل لبنان عن التداعيات

الجهات السياسية الفاعلة والرئيسية في لبنان تتبنى وجهات نظر مختلفة إلى حد كبير في تعريفها للمصالح وتوقعاتها للتهديدات القادمة من سورية

بيروت - منى يعقوبيان*

تتمحور مصالح لبنان الاساسية في سورية حول هدفين هما الحفاظ على الاستقرار وتعزيز المصالح الاقتصادية, ونظرا لاختلال ميزان القوة التاريخي بين البلدين, فقد خضع لبنان تقليديا لهيمنة سورية في العلاقات بين البلدين, وعلاوة على ذلك, فإن علاقات البلدين السياسية والاقتصادية والاجتماعية تشكل شبكة واسعة من النفوذ, والعلاقات التي تتجاوز الحدود. وثمة تشابك عميق بين مصير لبنان ومصير سورية في نهاية المطاف, ان اثر اي جمود طويل الامد في سورية سيكون استيعابه في لبنان اكثر سهولة, ومع ذلك فإن نهاية اللعبة في سورية لها تأثير حاسم على لبنان كاحتمال اعادة تشكيل توازن القوى بين البلدين, واعادة تشكيل الساحة السياسية اللبنانية.

عدم الاستقرار على نطاق واسع في سورية, او ما هو أسوأ, كالحرب الاهلية الطائفية, يشكل اكبر تهديد للبنان, والجهات اللبنانية الفاعلة عبر اطيافها الطائفية تشارك في تصور مفاده ان احتمال وصول سورية الى حالة من الفوضى لن يكون في مصلحتهم الستراتيجية, وبالتالي فإن تلك الجهات تسعى الى عزل لبنان عن حال عدم الاستقرار الحاصل في سورية, هذا الرأي نابع من قلق مرده احتمال تحول الاضطرابات الهائلة في سورية الى لبنان, وزعزعة امن البلاد لا سيما بوضعه الحالي الهش, واثارة الفتنة الطائفية على نطاق واسع.

باستثناء هذا الهدف الاساسي المتمثل في عزل لبنان عن حرب اهلية محتملة في سورية, ليس ثمة اجماع لبناني على المصالح الوطنية الاساسية تجاه سورية, وكما هو الحال في معظم القضايا في لبنان, ينظر الى الاضطرابات في سورية من منظار طائفي, حيث ثمة اختلافات واسعة في لبنان بين الجهات الفاعلة السياسية الرئيسية وبين الطوائف الدينية.

تحالف ستراتيجي

منظمة حزب الله الشيعية المتشددة تعقد تحالفا ستراتيجيا اساسيا مع دمشق, وباعتبارها الحليف الرئيسي في »محور المقاومة« فإن سورية تقدم السلاح والتدريب لحزب الله وهي بمثابة قناة للاسلحة الايرانية التي تصل له.

كما يمتلك حزب الله اسلحة ستراتيجية موجودة في سورية, ولهذا فإن لحزب الله مصلحة كبرى في بقاء نظام الاسد, ثم ان جانبا من الخسائر المحتملة من حليف ستراتيجي تتعلق بمخاوف حزب الله من ان الاضطرابات السورية تعكس ايضا تهديدا متصاعدا لمصداقية الحزب, سواء في لبنان او في المنطقة, وضع حزب الله في موقف متناقض عندما دعم الانتقاضات العربية بشدة في اماكن اخرى, وبقي هادئا بكل وضوح بالنسبة للثورة في سورية, في خطبته الاخيرة, خفف زعيم حزب الله حسن نصر الله من تأييده للنظام السوري من خلال دعوات فاترة للاصلاح وايجاد حل سلمي للازمة, ومع ذلك فإن تعامل حزب الله بمعيار مزدوج يهدد بالحاق ضرر حقيقي بمكانته الاقليمية.

حلفاء حزب الله, بما في ذلك شركائه المسيحيين في كتلة 8 آذار الحاكمة, يشاركون في موقف الحزب بالنسبة لسورية, في الواقع, زعيم حركة امل نبيه بري, يراهن في دعمه لسورية على موقف او خط اكثر تشددا حتى من حزب الله, وفي الوقت نفسه يعكس حلفاء حزب الله من المسيحين, وتحديدا العماد ميشال عون, قلق المجتمع المسيحي العميق من تهديد محتمل لمسيحيي سورية تفرضه عليهم سورية ما بعد الاسد.

من جهتها, اذعنت الحكومة اللبنانية التي تسيطر عليها كتلة 8 آذار في موقفها تجاه سورية بصفتها صاحبة المقعد العربي في مجلس الامن الدولي وجامعة الدول العربية, على صعيد آخر, اقر رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ضرورة عدم التدخل في سورية, معتبرا ان الاضطرابات شأن داخلي سوري, فاهتمت حكومته في المقام الاول بالحد من اي تداعيات سلبية من الجانب السوري.

مازال تحالف »14 آذار« المعارض - الذي يقوده رئيس الوزراء السابق سعد الحريري, ويضم اطرافا من السنة والمسيحيين - مناهضا لسورية بشدة ويفضل زوال نظام الاسد, في الاسابيع الاخيرة, صعد بعض اعضاء »14 آذار« من خطابهم لدعم دعوات المتظاهرين السوريين الى رحيل الاسد, وفي الوقت نفسه يوازن تيار المستقبل السني الحريري بعناية معارضته للاسد حتى لا تثير غضب النظام السوري, وينفي الحزب السني بشدة الاتهامات السورية بتمويل وتسليح المتظاهرين السوريين, خلافا لمصلحة تكتل 8 آذار الموحد في بقاء الاسد, فإن مصلحة تكتل 14 مارس الاساسية اقل وضوحا, وفي حين ان عناصر سنية لا لبس في دعمها الاطاحة بالاسد, فإن حلفاءه من المسيحيين اقل اهتماما بمرحلة ما بعد الاسد في سورية, وقد أعرب أخيراً البطريرك الماروني في لبنان - المنحاز عادة بشكل وثيق لتكتل »14 آذار« عن هذه المخاوف, مشيرا الى مرحلة تلقائية في سورية باعتبارها تهديدا محتملا للمسيحين العرب في جميع انحاء المنطقة, ودعا الاسد الى اجراء مزيد من الاصلاحات, ما اثار جدلا واسعا في المجتمع المسيحي.

النهايات المرغوب بها في سورية

ليس من المستغرب وجود خلافات قوية بين اللاعبين على الساحة اللبنانية حول الوضع النهائي المنشود في سورية, فالمخارج المفضلة ينظر اليها كل طرف من زاوية مصالحه مباشرة.

في حالة حزب الله, فإن الغاية المرجوة بقاء نظام الاسد, حتى وان ضعف بشدة جراء شهور من الاضطرابات الشعبية والعزلة الدولية, في الواقع, عندما يكون نظام الاسد متدهورا ولكن سليما, فإن علاقته بحزب الله قد تتعزز اكثر, وتتمنى هذه الخاتمة حركة امل والطائفة الشيعية في لبنان على نطاق واسع, وكذلك الطائفة العلوية في الشمال بصفة خاصة.

اما المجتمع السني في لبنان فهو يفضل الخروج من الفوضى السورية بحكومة يهيمن عليها السنة ومنحازة للسعودية, في حين ان بعض التصدعات واضحة بين السنة وخصوصا بين انصار ميقاتي وانصار الحريري, فإن المجتمع السني الاوسع لا يزال موحدا في معارضته لنظام الاقلية العلوية في سورية, ان القمع المتصاعد في سورية عمق كراهية السنة اللبنانيين لنظام الاسد ورغبتهم في رحيله, واذا اتجه الوضع في سورية الى مزيد من التدهور, فإن ذلك قد يغري بعض العناصر السنية لتقديم مزيد من الدعم العلني للسنة السوريين, قد ينجم عنه هجوم على الشيعة والمجتمع العلوي في لبنان, ما يساهم في اذكاء التوترات الطائفية.

تنقسم الطائفة المسيحية حول النهاية المنشودة اللازمة في سورية.

فالبعض يفضل بقاء نظام الاسد, خوفا ممن يمكن ان يخلف الاسد ومن التهديد المحتمل الذي يشكله على الأقلية المسيحية في سورية وخارجها.

على وجه التحديد, ويحذر هؤلاء من تشكيل حكومة سنية بديلة في سورية يسيطر عليها الاخوان المسلمون ويصرون على تهميش المسيحيين. اما الطرف الاخر في المجتمع المسيحي, فإن كراهيته لنظام الاسد يبدو انها تفوق هذه المخاوف, ويبدو انه لا يزال يأمل بأن تحافظ سورية ما بعد الاسد على حقوق الاقلية المسيحية وامتيازاتها.

امتداد الازمة الى لبنان

حتى الآن ما زال امتداد الاضطرابات السورية الى لبنان محدودا, ولكن لا يستهان به, وقد ذكرت الامم المتحدة ان 2300 لاجئ سوري مسجل في لبنان اعتبارا من شهر اغسطس .2011 لكن العدد قد يكون اعلى بكثير والعديد من العائلات السورية عبر الحدود اللبنانية التي يسهل اختراقها حسبما تقتضيه حالة القمع العنيف, وقد وقعت اشتباكات هي الاكثر اثارة للقلق بين السنة والعلويين في منتصف يونيو 2011 بمدينة طرابلس الساحلية الشمالية, ما ادى الى سقوط عدد من القتلي, وتطلب الامر تدخل الجيش اللبناني لقمع العنف, حتى الآن, وقعت على الاقل ثلاث حالات لتوغل الجيش السوري في لبنان, بما في ذلك حالة واحدة عندما اطلق الجيش السوري عن طريق الخطأ النار على جنود لبنانيين, كما نظمت مسيرات متناحرة مؤيدة ومناهضة لسورية في كل من طرابلس وبيروت, وكانت بمثابة بؤر توتر محتملة للعنف الطائفي في مايو, وقعت اشتباكات دامية بين اسرائيل ولبنان وهرع مئات من المتظاهرين الى الحدود مع اسرائيل بالتنسيق مع حالات انتهاك مماثلة في سورية وفلسطين. وكان ذلك احد اخطر حوادث العنف الخطيرة بين لبنان واسرائيل منذ حرب العام .2006

ان حالات امتداد الازمة السورية هذه بمجملها تنذر بإمكانية حدوث المزيد من الاضطرابات الخطيرة في لبنان ما ينعكس مزيداً من تدهور الوضع في سورية. والفوضى في سورية سيكون من الصعب للغاية احتواؤها وستندفع بسهولة الى لبنان, على سبيل المثال, كلما صعدت سورية من قمعها بشكل كبير, سوف يشهد لبنان تدفقاً كبيراً لللاجئين, لا سيما في الشمال, وهذا التدفق بدوره قد يعجل في توسع الفتنة الاهلية في لبنان, نظراً للتوازن الطائفي الدقيق في المنطقة, كما ان لبنان عرضة لامتداد العنف الطائفي في سورية وقد ينزلق الى اضطرابات طائفية واسعة النطاق, وكما تشير احداث طرابلس, فإن التوترات الطائفية في لبنان, ولا سيما بين السنة والعلويين, يمكن ان تشتعل بسهولة عبر سورية.

اذا سقط الاسد, فإن عددا من السيناريوهات قد تشكل تهديداً مباشراً للبنان, اولا, يمكن ان يقرر الاسد اتباع "سياسة الارض المحروقة", مؤججاً التوترات في المنطقة, بما في ذلك اسرائيل, في محاولة اخيرة لإنقاذ نفسه او خلق اضطرابات وخلط اوراق. ففي الانتشار على الحدود الإسرائيلية اواخر الربيع إشارة لاستعداد الاسد لإشغال المنطقة على نطاق اوسع اذا تم تهديده, ويمكن ايضاً ان يثير الاسد المشكلات في لبنان مباشرة, اما من خلال حلفائه او اكثر مباشرة عبر حملة اغتيال مجدداً, السوريون قد يختارون استغلال تحالفاهم مع الجماعات الراديكالية الفلسطينية المسلحة لزرع القلاقل في المخيمات الفلسطينية وخارجها, وهذا الاسلوب قد يثير الاضطرابات الطائفية في لبنان بشكل اوسع, او حتى قد يشعل الحرب مع اسرائيل.

من بين الجهات اللبنانية, حزب الله, اذا ما ادرك ان الاسد قد انتهى, يمكن ان يباشر اجراءات عنف داخل لبنان لتعزيز سيطرته ودرء التهديدات الداخلية, وفي حين ان ثمة عواملاخرى تعمل ضد حزب الله في لجوئه الى العنف, فإن هذا السيناريو يصبح اكثر احتمالاً اذا وقعت تجاوزات من اطراف سنية تستفز حزب الله كاستشعارها بفرصة محتملة لاضعاف التنظيم الشيعي. إن مثل هذه التوترات بين الشيعة والسنة سوف تعجل - على الارجح - بنشوب حرب اهلية خطرية في لبنان. على النقيض من ذلك, قد يعتمد حزب الله نهجاً معاكساً وذلك بسبب استشعاره لخاسرة حليف رئيسي وشيكة, ويمكن ان يلجأ الى الانغلاق على الذات, وإعادة ضبط التركيز على"المقاومة" من خلال إعادة تشكيل نفسه كلاعب لبناني بحيث يبني تحالفات اقوى داخل البلاد تخدم اجندته, مع التأكيد على دوره كطرف سياسي فاعل.

الديناميات الداخلية السورية سوف تملي كيفية تطور الوضع في سورية, ولا يمكن لأي من اللاعبين اللبنانيين الرئيسيين "تغيير قواعد لعبة" النفوذ في سورية, وتحويل الصراع لصالح النظام, او لصالح المتظاهرين, وعلى نفس المنوال, لا تمتلك الحكومة اللبنانية ولا اي عناصر فردية فاعلة, السيطرة الكافية علي ديناميات الصراع في سورية لمنع انزلاقها الى حال من الفوضى اذا خرجت الاحداث عن نطاق السيطرة.

* التقرير ينشر على موقع »المعهد الاميركي للسلام«

 

الأمين العام لتيار "المستقبل" كشف عن أن سعد الحريري لن يعود إلى لبنان قبل زوال مصادر القلق الأمني 

أحمد الحريري لـ"السياسة": التغيير حصل في سورية وعلى"حزب الله" التعاطي مع الواقع الجديد

 ينبغي على سعد الحريري أن يعود بخطاب أعلى مما نسمعه ويطمئن الرأي العام اللبناني

جنبلاط خاف على طائفته فكان قراره بالتحول أما ميقاتي فـ"قوطب" على طائفته

رفيق الحريري اغتيل عندما أيقن السوري أنه سيخرج من لبنان فكيف نضمن عدم التعرض لسعد الحريري ونظام الأسد يخرج من سورية?

إذا سقط التمويل فهناك مشكلة على البلد لكننا لن نأخذ لبنان إلى مكان غير مستقر

ندرس عدة خطوات سياسية كبيرة للرد على رفض التمويل ستأخذنا إلى مكان آخر في المعارضة

"حزب الله" يشارك في الأحداث السورية وقد سقط له عدد من الشهداء دفنهم سراً

بيروت - من عمر البردان:

اعتبر الأمين العام لتيار "المستقبل" اللبناني الشيخ أحمد الحريري أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا يزال يناور في موضوع الاستقالة التي تحدث عنها, مشدداً على أن قرار استقالة ميقاتي موجود عند "حزب الله" وسورية", وأشار إلى ان إذا سقط تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فإن هناك مشكلة على البلد, "لكننا لن نأخذ لبنان إلى مكان غير مستقر".

وأكد الحريري في حديث الى "السياسة" أن لبنان سيواجه ضغوطات كبيرة إذا رفضت الحكومة الاستجابة لمتطلبات المحكمة, كاشفاً عن أن قوى "14 آذار" تدرس خطوات سياسية عدة كبيرة للرد على رفض التمويل ستأخذنا إلى مكان آخر في المعارضة ولفت إلى أن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط خاف على طائفته فكان قراره بالتحول, أما الرئيس ميقاتي فإنه "قوطب" على طائفته وتنكر لتحالفاته.

وشدد الأمين العام لتيار "المستقبل" على أن "الظروف الأمنية لا تزال تحول دون عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان", وقال: "رفيق الحريري اغتيل عندما أيقن السوري أنه سيخرج من لبنان, فكيف نضمن عدم التعرض للرئيس سعد الحريري في الوقت الذي يخرج فيه نظام الأسد من سورية".

ورداً على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تمنى ألا تطول القطيعة مع رئيس "المستقبل", تمنى الحريري "لو أن بري وقف معنا في مفصل ما", مشدداً على أن "حزب الله" طالما أنه جزء من الحكومة فلن يقدم على زعزعة الاستقرار في لبنان.

وأكد أن "التغيير في سورية حصل وعلى "حزب الله" أن يتعاطى مع هذا الواقع الجديد". وقال إن "النظام السوري سقط بسقوط هيبته الأمنية", لافتاً إلى" أن سقوط الرئيس الأسد رهان لا ينظر إليه كثيراً في السياسة".

ولفت الحريري إلى أن "حزب الله" لم يكن يتوقع قيام محكمة دولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصدور قرار اتهامي بحق عدد من قيادييه, مشدداً على أن من ضرب البارجة الإسرائيلية, بتقنياته المتطورة يعرف من قتل الرئيس الشهيد. وقال إن ممرات تهريب الأسلحة يعرفها "حزب الله" وليس تيار "المستقبل" الذي ليست لديه, لا القدرة ولا الخبرة في تهريب الأسلحة إلى سورية كما يدعون. وأشار إلى أنهم (أي الاكثرية الجديدة) جربوا قيادة "البوسطة" لوحدهم, فاصطدموا بالحائط.

وأكد أن "حزب الله" يشارك في الأحداث السورية وقد سقط له عدد من الشهداء الذين تم دفنهم سراً, لافتاً إلى أن الرئيس ميقاتي لن يتخذ أي موقف مما يجري في سورية لأن سقفه سوري كل عمره, سائلاً هل أن من مصلحة النظام السوري التخلي عن حديقته الخلفية المتمثلة بالحكومة اللبنانية في ظل الظروف الحالية التي يمر بها? وهنا نص الحديث:

  كيف قرأت خطوة الرئيس ميقاتي بإعلان عزمه الاستقالة إذا رفضت الحكومة التمويل?

  أعتقد أن الرئيس ميقاتي لا يزال يناور, سيما وأن توقيت الاستقالة أو عدمها ليس عنده بل عند الذين أتوا بهذه الحكومة, "حزب الله" وسورية. فهل لهم مصلحة في أن يخسروا هذه الحكومة, وهم يدركون ان من الصعب أن يشكلوا حكومة بديلة. وهذا هو السؤال الذي نطرحه. وفي رأيي ان ما يزال هناك وقت لحسم موضوع التمويل حتى 15 الشهر المقبل.

  ماذا لو سقط التمويل في مجلس الوزراء?

  يعني ذلك أن هناك مشكلة على البلد, خصوصا وأننا كطرف سياسي لن نأخذ لبنان إلى مكان غير مستقر, فليس هناك قرار من هذا النوع عندنا ولا يمكن أن نقوم بهذا الأمر, لكن أقول إن لبنان سيتأذى بصورته الخارجية وفي علاقاته مع الدول العربية والأجنبية وسيواجه ضغوطات عديدة.

  كيف ستتصرف "14 آذار" في حال سقط التمويل?

  ندرس  خطوات سياسية كبيرة عدة في هذا الإطار يمكن أن تشكل عامل ضغط, بمعنى أن هناك خطوات ستتخذ على الصعيد السياسي ستنقلنا إلى مكان آخر في المعارضة, أي المعارضة التي نعود بها في الأزمات إلى المبادئ والقيم التي وضعناها, وهذه تساعدنا كثيراً.

  ماذا لو استقال فعلاً الرئيس ميقاتي? هل سترتفع شعبيته سنياً?

  لو استقال الرئيس ميقاتي لا أعتقد أن شعبيته سترتفع, هذا أمر مختلف, لاسيما وأن الرئيس ميقاتي, وللأسف, يقدم نفسه زعيماً طرابلسياً وليس كزعيم في لبنان, مع أن مقام رئاسة الحكومة هو لكل اللبنانيين وليس لمنطقة معينة. وفي الشمال وطرابلس تحديداً فإن الرأي العام ينتظر من الرئيس موقفاً واضحاً مع الثوار السوريين ضد النظام, ولكن حتى الآن لم يتخذ رئيس الحكومة هذا الموقف. وفي رأيي لن يقدم على اتخاذ مثل هذا الموقف, وهذا مقتل, خصوصا وأن البلد كله مشغول بما يجري في سورية. وللأسف ليس هناك موقف واضح للرئيس ميقاتي مما يجري في سورية.

  لماذا يتجنب الرئيس ميقاتي اتخاذ مثل هذا الموقف?

  لأن سقفه سوري كل عمره.

  هل تعتقد أن "8 آذار" قد يغامر بأعمال عنف في لبنان إذا سقط نظام الأسد?

  إذا كان هناك قرار عند "8 آذار" وتحديداً "حزب الله" باللجوء إلى الفوضى, فيمكن أن يسقط الحكومة, لكن بما أنه جزء من هذه الحكومة, فليس بإمكانه زعزعة الاستقرار الداخلي. وكلنا يعرف من يقود "البوسطة".

  هل يمكن أن يضحي "حزب الله" بحكومة ميقاتي لتخفيف الضغوطات عن النظام السوري?

  هذا يعود تبعاً لظروف الوضع في سورية وتطوراته, سياسياً وأمنياً. في رأيي أن النظام السوري نجح حتى الآن في أن يؤمن حديقة خلفية رسمية آمنة بالنسبة اليه, وأعني الحكومة اللبنانية الموجودة, والسؤال هل من مصلحته أن يخسر هذه الحكومة, وهل أن الأطراف التي "تسلف" السوري ستبقى تدعمه إذا ما وجدته يسير نحو الهاوية? بالطبع هذا الأمر يخضع لحسابات داخلية. لننتظر ونر. "حزب الله" مرجعيته إيران وليس سورية.

في رأيي أن التغير في سورية حصل, سواء ببقاء الرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية أو بذهابه. و"حزب الله" عليه أن يتعاطى مع واقع جديد في سورية بأن التغيير قد حصل في هذا البلد. بغض النظر عن طبيعته أو منحاه أو شكله. النظام في سورية لن يعود كما كان قبل 15 مارس 2011.

  هل تعتقد أن نظام الرئيس الأسد سيسقط?

  نظام الأسد سقط كنظام, كونه كان مرتكزاً على الهيبة الأمنية والرعب. وعندما يسقط هذا العامل كونه الركيزة الأساسية للنظام, فإن الأخير سيسقط حتماً.

  أقصد كسقوط شخصي للرئيس الأسد?

  هذا الرهان لا أنظر إليه في السياسة.

  هل هناك مدة زمنية?

  هذه الثورات عودتنا على المفاجآت, فلننتظر مفاجأة في سورية قد تحدث.

  كيف تقرأ كلام الرئيس الفرنسي بأن النظام السوري سيسقط?

  هناك معلومات لدى الرئيس الفرنسي بهذا الخصوص, إضافة إلى أن هناك سياقاً للأحداث, بالتوازي مع فقدان ثقة بما يقوله النظام السوري الذي يستخدم أساليب قديمة لم تعد تنطلي على أحد, في ظل ما تتناقله وسائل الإعلام من أخبار وصور عن المجازر التي يرتكبها الجيش السوري بحق الشعب الأعزل المطالب بالحرية والديمقراطية.

  هل تتوقع عملاً عسكرياً ضد النظام السوري?

  لا أعتقد. الرهان على إسقاط النظام من الداخل.

  برأيك هل يمكن للحكومة أن تمول المحكمة في آخر ربع ساعة?

  إذا تغيرت الحسابات وأدرك القيمون على الحكومة أن بقاء الأخيرة يفيد النظام السوري, لا بل هو حاجة ماسة, فأعتقد أنهم سيمولون المحكمة, وهنا فإن الفريق الآخر أمام خيارين, أحلاهما مر. بالنسبة إلينا عندما تمول المحكمة, فإننا نسأل "حزب الله" كيف تمول محكمة قلت عنها إنها إسرائيلية وأميركية, وماذا ستقول لجمهورك?

  لماذا برأيك يصر "حزب الله" على عدم التعامل مع المحكمة?

  لأنه لم يكن يتوقع أن نصل بإصرارنا على معرفة حقيقة الاغتيال, وعلى قيام المحكمة وإصدار القرار الاتهامي الأول. وفي رأيي أن "حزب الله" إذا لم يكن هو من قام بهذه الجريمة, فلا شك أن لديه قدرة على معرفة من ارتكبها, أو بالجرائم الأخرى. فلديه شبكة اتصالات استخباراتية قوية. وباعتقادي أن الذي ضرب البارجة الإسرائيلية بتقنياته الحديثة والمتطورة واخترق الأجهزة الإسرائيلية, يعرف من قتل رفيق الحريري.

  هل يمكن أن تعاد قنوات الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله"?

  حالياً ليس هناك حوار.

  هل هناك شروط محددة من قبلكم?

  لا بد من احترام مبدأ قبول الآخر. هم عملوا على عزلنا, لكنهم فشلوا, وبقينا على تواصل قوي مع جمهورنا. جربوا قيادة "البوسطة" لوحدهم فاصطدموا بالحائط. البلد معهم رسمياً. ماذا استطاعوا أن يفعلوا? للأسف كل شيء إلى الوراء. فهل هذا مفيد?

  لماذا ترفض السلطة اللبنانية مجاراة الإجماع العربي في ما خص سورية?

  لأن هناك طرفاً ربط نفسه عضوياً بما يجري في سورية, وأعني به "حزب الله" الذي يشارك في الأحداث السورية, وقد سقط عدد من الشهداء الذين يتم دفنهم سراً. وهذا برأيي يتعارض مع مصلحة لبنان, نحن نقول إن علينا أن نتعاطف إنسانياً مع الشعب السوري, لكننا لن نتدخل في خياراتهم.

  أنتم متهمون كتيار مستقبل بتهريب أسلحة إلى سورية?

  ليس لدينا الإمكانات, ولا نعرف قنوات تهريب. من يقوم بتهريب الأسلحة طرف واحد معروف من هو. ممرات تهريب الأسلحة يعرفها "حزب الله" وليس تيار "المستقبل" الذي ليس لديه لا قدرة ولا خبرة لوجستية للقيام بذلك.

  ما هي أهمية مهرجان طرابلس?

  أهمية المهرجان أنه جاء في هذه النقطة الفاصلة التي يمر بها البلد والمنطقة, وهو جاء ليعبر عن تضامننا مع أهل الشمال الذين اعتبرهم أنهم كانوا ركيزة مع أبناء البلد في تحقيق الاستقلال. فالشمال والبقاع هما الأكثر تضرراً من الوصاية السورية. وكذلك الأمر أكدنا على الثوابت, في ما يتعلق بضرورة ترسيم الحدود مع سورية ورفض أي محاولة لإعادة إلصاق السياسة الخارجية للبنان بالسياسة الخارجية لسورية. وهذا لا يفيد لبنان بشيء, وأين مصلحة لبنان في أن يشذ عن الإجماع العربي بعد تهشم صورته دولياً.

  بماذا تردون على الرئيس نبيه بري الذي أمل ألا تطول حالة التباعد بينه وبين الرئيس الحريري?

  أولاً نود لو أن الرئيس بري يقف معنا في مفصل ما, فليصوت وزراؤه مع تمويل المحكمة, للأسف قام الرئيس بري بإغلاق مجلس النواب كي لا تقر المحكمة وانسحب من الحكومة ليمنع إقرار المحكمة.

  ألا تعتقد أن الرئيس بري محرج أمام حلفائه بخاصة "حزب الله"?

  لم يعد لدينا القدرة أمام جمهورنا على تحمل هذا الموضوع.

  هل لديك خوف من عودة الاغتيالات?

  لدي إيمان بأن هناك محكمة. وهذا بالطبع سيخيف المجرم, وقد أثبتت التجارب أن المحاكم الدولية توصلت إلى نتائج ولو بعد زمن طويل, وهذا ما يشكل رادعاً يمنع المجرم من تكرار فعلته.

  هل ستطول غيبة الرئيس سعد الحريري?

  اعتقد أن الرئيس الحريري ينبغي أن يعود بخطاب أعلى من الذي نسمعه, في الإطار السياسي, أي في سياق خطاب شامل يطمئن الرأي العام ويزيل عنه أجواء القلق, ويحدد وجهة للبلد, بديلاً من المراوحة القائمة منذ تشكيل الحكومة الحالية. وفي رأيي فإن تحقيق هذا الأمر مرتبط بظروف محددة يعمل على توفيرها. طبعاً يبقى للعامل الأمني بعدا رئيسيا وهاما لا يمكن اللعب به. في الماضي كانوا يقولون للرئيس الشهيد رفيق الحريري أنت مهدد, فيجيبهم بأنه غير مهدد. لكننا وللأسف دفعنا الثمن غالياً, ولذلك لا نريد أن نخطئ ثانية. والآن الظروف تبدو أقسى من السابق. فالسوري وبمجرد أنه أيقن أن القرار 1559 سيرغمه على الانسحاب من لبنان, حصلت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد, وأنا هنا أحمله مسؤولية عن هذه الجريمة, كونه كان يمسك حينها بكل المفاصل الأمنية في البلد, فكيف لا نخاف على الرئيس سعد الحريري, في الوقت الذي يوشك النظام على الخروج من سورية?

  يفهم من كلامك أن عودة الرئيس الحريري إلى لبنان ليست قريبة?

  ليس قبل أن تتبلور كل الظروف وفي مقدمها العامل الأمني.

  كيف هي علاقة تيار "المستقبل" مع رئيس الجمهورية?

  نعتبر أنفسنا شركاء في الإتيان به بعد "اتفاق الدوحة", ونرى أمراً جيداً أن نعيد قراءة خطاب القسم معه مرة جديدة. المحافظة على الدستور, المحكمة, طاولة الحوار وتنفيذ ما تم التوافق عليه. بالنسبة الى الحوار نريد تحديد مدة زمنية, فلا يمكننا أن نتحاور إلى ما شاء الله. وكذلك العمل على تنفيذ ما تم التوافق عليه. وأن يكون هناك بند وحيد هو الستراتيجية الدفاعية.

  هل يمكن أن تقبلوا بحكومة وحدة وطنية مجدداً?

  لا يمكن أن نكرر التجربة لأن حكومة الوحدة أثبتت فشلها.

  في حال استقال الرئيس ميقاتي ورفض البقاء في السلطة بسبب عدم تمويل المحكمة, هل يمكن أن تتحالفوا معه انتخابياً في الانتخابات المقبلة?

  استبعد ذلك, لأن الرئيس ميقاتي للأسف انقلب على أصوات الناخبين الذين اقترعوا له على أساس برنامج عمل. لذلك احتراماً لهذه الأصوات لا يمكننا أن نتحالف معه, سيما وأن الكل يعلم أن تيار "المستقبل" هو الذي قام بتجيير هذه الأصوات.

  كيف تصفون العلاقة مع النائب وليد جنبلاط?

  العلاقة مع النائب جنبلاط كانت مبنية على الوضوح. فهو قام بهذا التحول لأنه كان خائفاً على طائفته, في حين أن الرئيس ميقاتي "قوطب" إذا صح التعبير على طائفته وانقلب على تحالفاته. وهناك فارق بين الرجلين, كما وأن النائب جنبلاط أبلغنا مسبقاً أنه لن يمشي في خيارنا. وقد تم وضع خطة من قبل قيادتنا لاحتواء هذا التحول وقد نجحنا في ذلك.

  كيف ترى انعكاسات ما يجري في سورية على الوضع اللبناني?لا شك أن تحول سورية إلى حرية وديمقراطية, شيء أساسي, وهذا سيساعد لبنان في تثبيت نظامه الديمقراطي.

 

كنعان دعا للاختيار بين الدولة "الفعلية" و"الوهمية":

لعدم تحويل مشكلة بين الصح والخطأ الى قضية بين الماروني والسني

المسألة مع السنيورة ليست شخصية بل قضية حسابات والمحاسبة ستتم

وطنية - 27/11/2011 - أكد أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان خلال تمثيله رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون، في العشاء السنوي لهيئة سن الفيل في التيار الوطني الحر،"ان على الجميع احترام اسباب مقاطعة وزراء التكتل لجلسة مجلس الوزراء"، معتبرا انه "لا يمكن لأحد اسكاتنا بالقول اننا نعتدي على الطائف وعلى السنة، واننا لا نعرف الدستور، فيحولوا بذلك المسألة، من معركة بين الصح والخطأ الى قضية بين الماروني والسني، بينما هي مشكلة تتعلق باحترام الأولويات والإلتزامات الداخلية بيننا التي تفاهمنا عليها وهي في صلب العمل الديموقراطي والمؤسساتي السليم".

حضر العشاء النائب غسان مخيبر، الدكتور شارل جزرا، رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة ومخاتير البلدة، ورئيس بلدية الدكوانة انطوان شختورة وممثلون عن الأحزاب في سن الفيل وفعاليات.

وأكد كنعان في كلمته "ان المسؤولية تفترض المصارحة بالآتي القريب ليتم على هذا الاساس تحديد الخيارات في المرحلة المقبلة، قائلا: نحن على مفترق طرق لتحديد اولويات كبيرة اولها خيار الدولة الفعلية التي لنا فيها كلمة وقرار، لا بلطجة وتشبيح، لأننا نمثل شريحة في هذا الوطن لا يجوز ان تؤخذ القرارات من دون ان نسأل عنها. هي الدولة التي تضرب الفساد من خلال السياسات الإجتماعية والمالية والإقتصادية والإنمائية والأمنية. هي الدولة التي تأخذ في الإعتبار اولوياتنا وما نمثله".

اضاف:"اما الخيار الآخر، فهي الدولة الوهمية التي عشتموها طوال عشرين عاما، وما رافقها من فساد، وحيث القضاء هو قضاء وقدر، والأمن ليس لبنانيا. هذه الدولة التي باتت مع الطائف كورقة المعلاق، حيث تركوا لنا الورقة، اما المعلاق فبات مرة في سوريا ومرة في السعودية او الغرب وليس في لبنان".

وتابع كنعان" لا يمكن ان نصمت بعد اليوم، وقد عددنا بكل موضوعية واحترام اسباب مقاطعتنا للجلسة الأخيرة للحكومة. وعلى الجميع احترام اسباب هذه المقاطعة، ولا يمكن لأحد ان يقول لنا اننا نعتدي على السنة، واننا لا تعرف الدستور. ويحولون بذلك المسألة، من معركة بين الصح والخطأ الى قضية بين الماروني والسني، بينما هي مشكلة تتعلق بتكوين المؤسسات والدولة".

وقال كنعان" دولة رئيس الحكومة له حقوق دستورية وصلاحيات، ولكن لدينا كذلك اولويات ومشروع دخلنا على اساسه الحكومة والسلطة، لا من اجل كرسي يأتي ويذهب".

اضاف " لقد اخترنا الدولة الفعلية، وعليكم الإختيار كذلك لأن اولادكم سيسألونكم في المستقبل عن موقفكم في هذه اللحظة. اذكركم بالعام 1990، عندما اخذونا في مشوار مزعوم اسمه الإعمار والوفاق، وكان ايضا بقرار دولي وعربي. وفي حينه قلنا لا لضرب السيادة اللبنانية. وفي الرابع عشر من آذار 2005، لاقانا الجميع على الساحة. وقمنا بالجردة، فوجدنا ان ما وعدنا به من اعمار ووفاق، اوصلنا الى الفساد والهدر والدين العام الذي بلغ الستين مليار دولار، ناهيك عن قرارنا الداخلي الذي "مسحت به الأرض" في تلك الفترة".

وسأل كنعان: اصحاب هذا الخيار، واصحاب الإلتزام الدولي والعربي آنذاك ماذا فعلوا لنا؟ فلولا مقاومتنا لهذا الخيار في حينه، لكان هناك 14 آذار، ولكنا في خبر كان".

وأكد كنعان "ان الخيار ليس بين العدالة واللاعدالة، بل هي صرخة ضد تجاوز المؤسسات والسيادة اللبنانية مرة أخرى، وضد تسجيل سابقة تسمح للمجتمع الدولي باصدار قرار تحت الفصل السابع، وهناك من هو معه اليوم، قائلا" نحن نجل ونحترم شهادة رفيق الحريري، كما نجل ونحترم شهادة فرانسوا الحاج وكل الشهداء. ولكن احترام الدستور والإرادة اللبنانية لا يتعارضان مع العدالة".

اضاف" الا يمكن ان يأتي المجتمع الدولي ليقول لنا غدا ان عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اسرائيل تهدد السلم، فيصدر قرارا دوليا بتوطين الفلسطينيين على ارض لبنان تحت الفصل السابع. فعندها ماذا نقول له ان ليس عندنا دستور وارادة لبنانية؟ نحن لسنا ضد العدالة، بل ضد استغلالها لفرض ارادات ضد ارادة اللبنانيين".

وسأل كنعان: ما هو المطلوب من اليوم وحتى الأربعاء المقبل موعد انعقاد مجلس الوزراء؟ وقال:"دخلنا الحكومة ولدينا اولويات، وقد تختلف اولوياتنا عن شركائنا ربما، وقد تلتقي ربما مع بعض الخصوم، ولكنها اولوياتنا ومنها اننا قمنا بثورة عمل لا ثورة حكي من خلال 30 اقتراح قانون في المجلس النيابي. وفي الحكومة، قمنا بثورة على صعيد الخطط والمشاريع والحسابات المطلوبة. ونحن نعتبر ان من يريد الجيش القوي، فليطالب معنا بقانون البرنامج الذي طرحته قيادة الجش وقدمه وزير الدفاع، ما يسمح للمؤسسة العسكرية امكان القدرة والفعل وفرض الأمن لا الإكتفاء بطلبه. ومن يتحدث عن اولويات، فليقدم للبنانيين رعاية صحية دائمة ومجانية، لا تمول من جيوب اللبنانيين، بل من الأرباح المجنية على اكثر من صعيد".

وسأل كنعان" لماذا لا تعتبر اموال البلديات اولوية، وهي التي تعطي اصغر بلدية اكثر من مليار ما يسمح بورشة انمائية. ولماذا لا تعتبر الموازنة اولوية، وهي التي يجب ان تحترم الدستور وقانون المحاسبة العمومية، وتحد من العجز وتضع سقفا للانفاق. وفي هذا السياق اقول لرئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة ان المشكلة ليست شخصية بيني وبينك، ونحن لسنا في صدد طلب اعتذار منك او من سواك، بل حسابات الدولة التي يجب ان ترسلها الى المجلس النيابي وان تحترم الدستور والقانون. ولكن قبل هذه الخطوة، فأنت على رأس تيار سياسي كان مسؤولا عن مالية الدولة ولا يحق لك ان تحول المسألة الى مسألة شخصية، والمحاسبة ستتم اذا لم يكن ذلك غدا فبعد غد، لكنها ستتم".

وأكد كنعان ان مطلب التكتل تعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى يحكّم ضميره ويقوم بتشكيلات قضائية وفقاً للأصول والمعايير، سائلاً" هل الخوف من الإسم المنوي اقتراحه من قبلنا هو بسبب نزاهته؟".

وقال " نريد امناً للبنانيين لا عليهم من خلال التنصت. نريد امناً حقيقياً. ومن غير المسموح ما يجري في المتن لجهة النقص بالعديد، بعدما انخفض من 2500 عنصر في العام 2005، الى 300 عنصر اليوم، وباتت المخافر لا تملك الآليات، بل تطلب من المواطنين ارسال سيارة لنقل عناصرها الى مكان وقوع اي حادث. هذه المسألة يجب ان تنتهي، ارسلوا العديد وحيّدوا الأمن عن السياسة واوقفوا المحاصصة".

وختم كنعان بالقول " من حقنا الكهرباء والمياه والبنى التحتية. ومن حقنا فتح قضايا كانت تعتبر من المحرمات في الماضي كمسألة اللبنانيين في اسرائيل. وعودتهم قضية وطنية ومسؤولية وطنية. ان يدنا ممدودة الى الجميع في كل الملفات والمشاريع من اجل بناء الدولة الفعلية، فلا يضيّعكم احد، هذه هي اولوياتنا".

والقى مسؤول النشاطات في هيئة قضاء المتن في التيار وسام شهوان كلمة الهيئة اكد فيها اهمية الإلتزام، وضرورة رفض الرمادية، والعمل من اجل انجاح المشروع الإصلاحي.

كما كانت كلمة لمنسق هيئة سن الفيل في التيار سعد حنوش، تحدث فيها عن عمل الهيئة وما انجزته في المرحلة الماضية، ومنه النادي الرياضي orange club الذي يهدف الى جميع ابناء المنطقة. كما غنى الطفل جوليان عزام ( 7 سنوات) اغنية وطنية في المناسبة.