المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 27 تشرين الثاني/2011

 

رسالة كورنثوس الأولى الفصل 13/01-13/المحبة

لو تكلمت بلغات الناس والملائكة، ولا محبة عندي، فما أنا إلا نحاس يطن أو صنج يرن. ولو وهبني الله النبوة وكنت عارفا كل سر وكل علم، ولي الإيمان الكامل أنقل به الجبال، ولا محبة عندي، فما أنا بشيء. ولو فرقت جميع أموالي وسلمت جسدي حتى أفتخر، ولا محبة عندي، فما ينفعني شيء. المحبة تصبر وترفق، المحبة لا تعرف الحسد ولا التفاخر ولا الكبرياء. المحبة لا تسيء التصرف، ولا تطلب منفعتها، ولا تحتد ولا تظن السوء . المحبة لا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحق. المحبة تصفح عن كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء. المحبة لا تزول أبدا. أما النبوات فتبطل والتكلم بلغات ينتهي. والمعرفة أيضا تبطل، لأن معرفتنا ناقصة ونبواتنا ناقصة. فمتى جاء الكامل زال الناقص. لما كنت طفلا، كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أدرك، وكطفل كنت أفكر، ولما صرت رجلا، تركت ما هو للطفل. وما نراه اليوم هو صورة باهتة في مرآة، وأما في ذلك اليوم فسنرى وجها لوجه. واليوم أعرف بعض المعرفة، وأما في ذلك اليوم فستكون معرفتي كاملة كمعرفة الله لي.

والآن يبقى الإيمان والرجاء والمحبة، وأعظم هذه الثلاثة هي المحبة.

 

الياس بجاني في خاطرة زجلية

حيا الله الأحرار ببلادي الأبية الفسيحة

ويلعن إيام المحل الصاروا فيها رجال الدين ما يشهدوا للحقيقة

ظروف حرجة ودقيقة

عم تبين الرجال وأصحاب الضمائر

وعم تكشف الكتبة والفريسيين والشبيحة

 

عناوين النشرة

*ميقاتي من روما: أؤكد الموقف الذي أطلقته من تمويل المحكمة الدولية أو الإستقالة

*"حزب الله" في الحجاز يبدأ مع النظام السعودي معركتهما المؤجلة 

*الجريدة: شركة نائب كويتي اشترت أسلحة لـ"حزب الله" بأموال إيرانية

*اثنان من فيلق لبنان والثالث جاء من إيران بمهمة خاصة/مقتل 3 من "الحرس الثوري" وكادرين من "حزب الله " في انفجار مخزن الأسلحة

*ميريام الاشقر شهيدة كرامتنا/بيار عطالله/موقع الكتائب

*عائلة طارق الربعة نظمت اعتصاما تضامنيا وناشدت رئيس الجمهورية كشف حقيقة توقيفه

*كما تراني يا جميل./عماد مـوسى/لبنان الآن

*ميقاتي: استقالة أم حيلة؟/علي حماده/النهار

*أين الراعي الحاضن للأسد وأين موقفه الإنجيلي؟/نظام الأسد يأمر بترحيل رئيس دير لأنه مؤيد للثورة

*مؤكداً أن القرار بيد "حزب الله" وسورية/قيادي في "المستقبل" لـ"السياسة": تلويح ميقاتي بالاستقالة "مناورة"

*دائرة الجامعات الأميركية في مصلحة طلاب "القوات" تطالب السلطات الأمنية وادارة الجامعة بإتّخاذ التدابير اللازمة بحق مسؤولي "حزب الله" وحلفائه

*جعجع: الوصول إلى دولة قوية لا يكون إلا عبر استلام "14 آذار" السلطة 

*النائب خالد ضاهر: الضغط على ميقاتي ليس هدفاً أساسياً لمهرجان طرابلس 

*الكتلة الوطنية:جُلّ ما فعلته الحكومة مراكمة الأخطاء وتكديس الفشل

*حمادة: حياتي ليست في خطر وساحضر مهرجان طرابلس/عون يسير كالأعمى في هذه الحكومة ويغطس في أعماق أحقاده

*"أمل" و"حزب الله" يدرسان تداعيات سقوط النظام السوري عليهما

*ميقاتي يضع «الحجر الأساس» لاستقالة حكومته ويستعد لتصريف الأعمال إلا إذا/محمد شقير/الحياة

*فتفت: ميقاتي لا يملك قرار الاستقالة.. وحلفاؤه لا يسمحون له بأن يكون فاعلاً 

*ميقاتي لوزراء عون: رئاسة الحكومة لن تكون مكسر عصا لمن يسعى لتجاوز حقه الطبيعي

*عون يهدد باستقالة وزرائه: من يخاف على ماله في الخارج فليترك الحكم

*عون امام وفد نسائي سوري:على الشعب السوري المطالبة بالحوار وليس بالعنف

*"النهار" تنشر محضر اجتماع القاهرة/تدرّج لبنان من "الاعتراض" إلى "النأي"

*بري: حل الأزمة ليس باستقالة الحكومة بل بايجاد حل من خلال الحوار 

*ثقل ميشال عون...ضمانة للنظام السوري!/ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله

*خبراء: ضرب إسرائيل لإيران لابد أن يسبقه قصف لحزب الله /محمد نعيم /ايلاف

*اعتقلوا شقيقها وهددوها بقتله وانتزاع ابنتها ما لم يسلّم زوجها نفسه/سوريّة تشهد: انتزاع الأطفال سلاح جديد بيد مخابرات الأسد

*الشيخ فواز آل الخليفة، رئيس هيئة شؤون الإعلام في البحرين لـ"إيلاف": إيران متورطة في أزمات البحرين/سلطان القحطاني/ايلاف

*قولوا لنا الحقيقية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الثوار يفضحونهم على الانترنت ويلصقون صورهم على الجدران/"العواينية".. المصدر الرئيسي للمخابرات السورية في ملاحقتها الناشطين المطالبين بالحرية

*مخيم أشرف : سفينة نوح خارج إيران وليس حصان طروادة داخل العراق/ د. فراس الأسعد/السياسة

*سوريّة والعروبة/حازم صاغيّة/الحياة

*المربوط" السوري/علي الرز

*مطالبة مسيحية بضبط "الغرباء" تفادياً للفلتان/علي منتش/النهار     

*ميقاتي لحزب الله: تضعني في خيار صعب/نقولا ناصيف/الأخبار

*المستقبل" يطلّ على سوريا وكلام عن اعتكاف أو حكومة تكنوقراط/عون يقلب الطاولة على ميقاتي وباسيل يتحدّث عن خيارات/هيام القصيفي/النهار   

*ميقاتي يستغيث/احمد عياش/النهار  

*الرئة العراقية كما اللبنانية حيوية لسوريا/أي تغيير "جذري" بعد الانسحاب الأميركي؟/روزانا بومنصف/النهار     

*ما الذي جعل ميقاتي يشهر سلاح الاستقالة؟ الحكومة باقية لتخلفها حكومة مستقلّين

*البحث عن أتاتورك مصري يلغي نفوذ الشارع/بقلم سليم نصار /النهار

*افتقار الأسد الى الخيال السياسي يجعله أسير الحل الأمني/أسعد حيدر/المستقبل

*النائب سمير الجسر لـ "المستقبل": الحكومة ستجد مخرجاً لمسألة التمويل

*لهذه الأسباب يفضّل "الإسرائيليون" بقاء الأسد ونظامه في سوريا!/فادي شامية/المستقبل

*الحريري: ميقاتي طبخ السم وهو الآن يتذوقه،واذا سقطت حكومته لن يكون هناك حكومة أخرى ،غطينا سلاح حزب الله منذ 1999 الى 2011 وهذا يكفي!!

*المشير بين الشباب و«الإخوان»/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*البيان الختامي للدورة ال45 لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك: الاهتمام بالشباب وتقوية شهادتهم الإيمانية وتحديث لغة تخاطب الكنيسة معهم

*الوزير السابق سليم الصايغ: خطوط التوتر لن تمر في المنصورية قد يكون الهدف من هذه القضية ضرب ازدهار المنطقة

 

تفاصيل النشرة

 

لا بقلبو في أمان  ولا بحياتو حب لبنان

مخبى بالقلنوسي والجبي  وداير ورا النسوان

 

ميقاتي من روما: أؤكد الموقف الذي أطلقته من تمويل المحكمة الدولية أو الإستقالة

نهارنت/أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه ثابت على الموقف الذي أطلقه مؤخرا من تمويل المحكمة الدولية أو الإستقالة". وأعلن ميقاتي فور وصوله الى روما لـ"تلفزيون لبنان" بحسب مصادر مقربة له، أن "صلاحيات رئيس الحكومة مسألة مناطة به ولا يجب التعرض لها كان ميقاتي أعلن أنه وصل اليوم السبت الى روما حيث سيلتقي الاثنين البابا بنديكتوس السادس عشر . وتوجه، وفق ما كتبه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بالمعايدة الى الشعب اللبناني لمناسبة عيد السنة الهجرية، متمنياً أن "يحفظ الله لبنان في كل الأزمنة". ويترقب أن يعقد مجلس الوزراء جلسة في 30 الشهر الحالي، اثر عودة ميقاتي من روما، لاقرار تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. في حين أن ميقاتي قد صرح بأنه "سيستقيل في حال فشل مجلس الوزراء في إقرار تمويل المحكمة في جلسة 30 الحالي".

وأكد عبر "تويتر" أنه سيعود الى لبنان قبل الأربعاء.

 

"حزب الله" في الحجاز يبدأ مع النظام السعودي معركتهما المؤجلة 

الذراع الإيرانية في الحجاز تبدأ عملياتها في الخليج العربي تخفيفاً للضغط عن النظام السوري الذي يبحث عن طريق للخروج من مأزقه

ميدل إيست أونلاين

في تطور متسارع بدأت خلايا "حزب الله" الحجاز عملياتها في الخليج العربي لخدمة أهداف عديدة، لعل أهمها في الوقت الراهن الاستجابة للطلبات السورية بإشعال جبهات ضاغطة على الموقف الخليجي الموحد تجاه القمع الذي يقوم به النظام السوري ضد شعبه. التقرير التالي يقرأ التطورات وحجم التحركات الحزبية وردة الفعل الخليجية عليها.

في أغسطس/آب الماضي رسم تقرير نشره موقع "ميدل ايست اونلاين" صورة واضحة لسيناريو مستقبلي لردة الفعل السورية في حال تحرك السعوديون ضمن موقف خليجي موحد تجاه البطش الذي يقوم به النظام السوري في بلاده. وتوقع التقرير ان يكون لحزب الله الحجاز دور مهم في ردة الفعل هذه، إذ يعتبر الآلة العسكرية للتنظيمات التي تعمل تحت إمرة الولي الفقيه في طهران على الاراضي السعودية تسانده خلايا مماثلة في مناطق خليجية مختلفة تقوم حالياً بنشاطات عسكرية كما في البحرين والمنطقة الشرقية السعودية او سياسية وتمويلية واعلامية كما في الكويت وغيرها من دول الخليج.

وعلى الرغم من ان الكثير من مواطني الخليج الشيعة يقفون ضد خلايا العنف ويعتقدون ان عملياتها تمثل انتحاراً حقيقياً وأن تأثيرها لا يقتصر على المنتمين للخلايا فقط بل لمجموع الطائفة، إلا ان القائمين على حزب الله الحجاز ونظيره البحريني يرون ان المواجهة يجب ان تتم لعدة عوامل، اهمها تلبية رغبة الولي الفقيه بتكبيد السعودية ثمن وقوفها مع نظام آل خليفة في البحرين ودعمها للموقف العربي ضد نظام بشار الأسد. ولفرادة نوعية العلاقة بين الولي الفقيه وعملائه في المنطقة فقد اقترب المحللون من فهم كيفية تأثير الولي على عملائه عبر مقارنة نشاطات خامنئي واسامه بن لادن؛ إذ لا يحتاج تدخلهما ووقوفهما وراء الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين او حضهما انصارهما على العنف لوجود فعلي في ساحة العمليات بل يتمثل في القيام برسم خارطة طريق واصدار اوامر عليا عبر الاعلام او بواسطة وكلاء المرجع الأعظم الولي الفقيه. وهكذا يرسم خامنئي ويرص صفوف المجموعات المؤيدة له، ويستجيب للتنسيق مع نظام بشار الأسد في الخليج، إذ لاحظ الخليجيون ان الاصوات التي كانت تقال داخل غرف العمليات السورية اصبحت تعلن في الاعلام السوري دون مواربة.

فقد بشر المستشار لدى الإدارة السياسية السورية الدكتور جمال المحمود في الثاني عشر من الشهر الحالي بأن ايران لا بد وان تلعب دوراً ضد السعودية وان تقوم بتحريك خلاياها في القطيف ضد النظام السعودي. وتتحدث اوساط سعودية في الرياض عن ان السعودية ارسلت رسالة شديدة اللهجة الى سوريا بعد ان اطلعت على نتائج التحقيق القطري مع الجماعة التي القي القبض عليها هناك حيث توفرت ادلة فعلية عن اتصالات بين المخابرات السورية وعناصر من حزب الله الحجاز في المنطقة الشرقية السعودية. ويتبنى جناح الصقور خطة تصفها الاوساط بأنها فعالة تتمثل في رد فعل قوي داخل سوريا يتضمن دعماً للثوار السوريين بالتنسيق مع الاردن مما سيصعد الوضع المتفجر هناك، ويعتقد ان الملف السوري في السعودية بدأ يتحول تدريجياً الى يد الأمير نايف مما سيسهم في تفعيل هذه الخطة.

وقبل ان يخرج المحمود ليكشف عمّا يحاك بين ايران ونظام بشار ركز الخليجيون على كيفية قيام ايران بتلبية الرغبة السورية فقد كان المهم ليس النجاح في التحريك بل في فهم آليته وتدرجات نمط الاستجابة. ووضح الاستعجال الايراني السوري في تحريك الاوضاع في الخليج مترافقاً مع تخبط في التنفيذ حيث القت السلطات القطرية على مجموعة بحرينية لديها اتصالات متشعبة في اوساط الطائفة الشيعية في السعودية والكويت.

وبدأ من التحقيقات القطرية ان المجموعة كانت في طريقها للحاق بغيرها ممن يتلقى التدريب والتخطيط في ايران وسوريا ومراكز حزب الله المنتشرة في البقاع اللبناني. ما تسرب من الحقيقات أدى للقبض على العديد من افراد الخلايا التابعة لحزب الله الحجاز في السعودية مما حرك ردة فعل من قبل عناصر تابعة للحزب ايقنت انه مع الزمن القصير سيطرق رجال الأمن ابوابها فخرجت لتهاجم مراكز التفتيش ونقاط الشرطة السعودية التي ردت بقسوة. ويطالب الكثير من الزعماء الشيعة السعوديين ان تخفف الحكومة السعودية اجراءات التفتيش في مداخل المناطق الشيعية لكن ما لا يعرفونه هو ان هذه النقاط تنفذ خطة للقبض على عناصر معلومة من حزب الله الحجاز والتأكد من عدم تزودهم بالأسلحة.

ويشير اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إلى أن أعمال الشغب في القطيف كانت تسعى لتحقيق أهداف مشبوهة لجر المواطنين وقوات الأمن لمواجهات عبثية.

واضاف ان ما تأمله وتعمل من أجله السلطات الأمنية السعودية هو توقف المشاغبين عن عبثهم. لكنه أكد ان السلطات مستعدة لهم في حال عدم توقفهم. واوضح التركي ان الإشكال ليس في الحالة الامنية في القطيف بل في اشخاص يندسون للقيام بممارسات عبثية. وقال "نحن مستهدفون من كثير من الدول الخارجية وما يهمنا هو التعامل مباشرة مع من يقوم بهذه الأعمال ومواجهة المتورطين فيها".

وبين التركي طريقة الشغب "هناك تعمد للالتحام برجال الأمن كل من يتجاوز الحدود سنضطر لاستخدام القوة معه، وما يهمنا هو أن يؤخذ هؤلاء العابثون إلى القضاء ليعترفوا على من يدفعهم لهذا العبث".

وكشف المتحدث الرسمي للداخلية السعودية أن أطرافاً خارجية تقف خلف العناصر المأجورة التي تسعى إلى التصعيد بتجاوز كافة الحدود النظامية، وأنه في الاحداث السابقة قبض على أشخاص..وآخرين سلمهم أولياء أمورهم.

ما لم يضفه التركي وتردده اوساط السعوديين في الرياض هو ان مثيري الشغب يتدربون في ايران ولبنان وان القائد الفعلي لهم يقطن حالياً في قم وهو عبد الكريم الناصر حيث يقوم بجهود مكثفة واتصالات رصدتها الاجهزة الأمنية بحث انصار حزب الله الحجاز على التحرك وفتح جيهة جديدة لانهاك السلطات السعودية. وتشير مصادر سعودية الى ان الناطق الرسمي للداخلية السعودية في اشارته الى تعمد المشاغبين الالتحام برجال الأمن السعوديين كان المغزى واضحاً منها وهي ان حزب لله الحجاز يريد المزيد من الضحايا حتى يسيل نهر الدم ويستدعي الصراع اطراف تقف على الحياد في الطائفة لشيعية للتدخل وبالتالي تتوسع دائرة العنف وهذا ما تريده سوريا في الوقت الراهن ويمكنها عبر ايران ومرجعياتها من التفاوض مع السعودية لتقليص الدعم للجبهة المناوئة لبشار الأسد.

وكان الشيخ حسن الصفار اعترف في بيانه المطالب بايقاف العنف بوجود عناصر شيعية مندسة تثير العنف؛ فقد دعا شباب المنطقة إلى توخي الحذر من أي دعوة تستدرجهم باتجاه العنف وأن لا يسمحوا لمندسين أن يشوهوا حراكهم السلمي. وبالطبع لم يوضح الصفار من هم المندسون لكنه يعلم جيداً انهم انصار حزب الله الحجاز ممن يتم تعميدهم في مركز الحزب في قم ويعودون تكوين الخلايا وترتيبها ليوم موعود. وتشهد الاوساط الشيعية نشاطاً محموماً من قبل علماء الشيعة لتهدئة الخواطر واعادة الانضباط بين الاجهزة الأمنية وأوساط الشباب الشيعي، في الوقت نفسه تتصاعد اصوات شيوخ وعلماء دين سنة وشخصيات سعودية محافظة بوجوب فرض الأمن بقوة وعدم التساهل مع العابثين بأمن بلادهم.

 

الجريدة: شركة نائب كويتي اشترت أسلحة لـ"حزب الله" بأموال إيرانية

كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية ان نائبا كويتيا في الدائرة الأولى له علاقة بشركة كويتية تملك مجموعة من الشركات، إحداها تأسست في إيران، وهي من الشركات التي صدرت قرارات من وزارة الخزانة الأميركية بتجميد أرصدتها وتتبع أموالها وحساباتها، خصوصاً بعدما ثبتت ملكية الشركة لعدد من سفن الشحن (بينها الميجران وعوافي) التي سبق أن ضبطت فيها حاويات تابعة لها تحمل أسلحة وذخائر ومعدات مسلحة متجهة إلى سوريا ثم لبنان، تمهيداً لتسليمها إلى "حزب الله".

كما كشفت "الجريدة" عن كتب صادرة من مجلس الشيوخ الأميركي موجهة إلى وزارة الدفاع الأميركية تحذر من التعامل مع الشركة الكويتية التي تربطها عقود لوجستية مع وزارة الدفاع الأميركية.

وأكد عضو مجلس الشيوخ الأميركي مارك كيرك، في كتاب سري له موجه إلى وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس بتاريخ 26 ايار 2011 بشأن هذه القضية، قائلاً: "تفيد معلومات وأدلة المصادر المفتوحة بأن الشركة الكويتية، التي حصلت مؤخراً على عقد من هيئة الدفاع اللوجستية من الجيش الأميركي، لديها تاريخ من المعاملات المشبوهة مع الحكومة الإيرانية ومؤسسات القطاع الخاص، حيث ساعدت في تشغيل الموانئ المحددة المستخدمة في البرنامج النووي الإيراني والسفن الخاضعة للرقابة والمحددة من قبل حكومة الولايات المتحدة، علاوة على ذلك فإن الدليل يفيد بأن الشركة الكويتية المشاركة في المشروع المشترك قد تم تحديدها من قبل الحكومة الأميركية على أنها تساعد إيران في التهرب من العقوبات وفي سعيها نحو الحصول على أسلحة الدمار الشامل".

وأوضح عضو الكونغرس، في رسالته إلى وزير الدفاع الأميركي، أن "الشركة الكويتية لها صلة مالية بخطوط الشحن الإيرانية التي تم تحديدها من قبل وزارة الخزانة الأميركية بموجب الأمر التنفيذي في ايلول 2008 لتقديمها خدمات لوجستية لوزارة الدفاع ولوجستيات القوات المسلحة الإيرانية، وهي الذراع العسكرية الإيرانية التي تشرف على برنامج الصواريخ الباليستية".

كما أرسل عضو الكونغرس نفسه رسالة ثانية إلى وزارة الخزانة الأميركية بتاريخ 21 حزيران 2011 تفيد بأن الشركة الكويتية مرتبطة بعلاقات مالية مع خطوط الشحن الإيرانية، وتحديداً مع شركتين إيرانيتين هما "حافظ داريا" و"الواحة والفجر"، وهما من الكيانات المحظورة من قبل وزارة الخزانة الأميركية.

وأضاف أن "الشركة الكويتية تقوم بتوريد آلاف الشاحنات والسيارات ونظم الإدارة الدولية للشحن وإدارة سلاسل الإمداد للقوات والدبلوماسيين الأميركيين في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة العراق وأفغانستان، وأن الشركة الكويتية حصلت مؤخراً على عقد من وزارة الدفاع الأميركية بقيمة 42 مليون دولار، وآخر بقيمة 750 مليون دولار من الجيش، وأن المعلومات لدى مجلس الشيوخ تفيد بأن خطوط الشحن الإيرانية أقرضت شركة مملوكة للشركة الكويتية لشراء سفينتي شحن إيرانيتين، وهما سفينتان مستخدمتان ومدارتان من قبل النظام الإيراني".

 

اثنان من فيلق لبنان والثالث جاء من إيران بمهمة خاصة 

مقتل 3 من "الحرس الثوري" وكادرين من "حزب الله " في انفجار مخزن الأسلحة

"السياسة" - خاص: كشفت مصادر شديدة الخصوصية لـ"السياسة", أمس, أن الانفجار الذي وقع في مخزن أسلحة تابع لـ"حزب الله", ليل الثلاثاء الماضي, في جنوب لبنان, أودى بحياة خمسة أشخاص هم ثلاثة من "الحرس الثوري" الإيراني وكادرين من "حزب الله". وفور وقوع الانفجار في منطقة خلة صالح الوعرة وغير المأهولة الواقعة بين بلدتي صديقين وجبال البط في جنوب لبنان, عملت الوحدات المتخصصة في الحزب و"الحرس الثوري", على إخلاء الجثث وإخفاء أي أثر يدل على وقوع إصابات في المكان.

وأكدت المصادر أن القتلى من "الحرس الثوري" ينتمون الى فيلق لبنان في "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري, والمتمركز بشكل دائم في لبنان بقيادة حسن مهدوي, وأن اثنين منهم ينتمون الى وحدة التسليح التابعة للحرس الثوري العاملة بشكل دائم مع "حزب الله" بهدف تهيئة البنية التحتية اللازمة لتخزين الأسلحة في مناطق مختلفة من لبنان بغية استخدامها عند الحاجة.

وأشارت المصادر إلى أن القتيل الإيراني الثالث هو ضابط من الحرس الثوري وصل الى لبنان قبل أيام عدة في مهمة خاصة لتقصي الاحتياجات العسكرية للحزب, من ناحية كمية ونوعية الأسلحة التي يرغب بالتزود بها, خاصة في ضوء المعطيات التي تشير إلى امكانية سقوط النظام السوري والانعكاسات التي سيولدها ذلك على استمرار تزود الحزب بالأسلحة بشكل منتظم.

وأضافت المصادر ان مباحثات الضابط الإيراني مع كوادر "حزب الله" العاملة في مجال التسلح, تركزت على ضرورة استحداث طرق ووسائل بديلة لتزويد الحزب بالسلاح, بدلاً من الطريقة التقليدية, حيث كان الحزب يتسلم السلاح بعد وصوله إلى دمشق عن طريق الجو أو البر. وأوضحت المصادر أن مقتل ضباط "الحرس الثوري" وكادري "حزب الله" في الانفجار, من شأنه أن يصعد الانتقادات التي أخذت تطفو على السطح في صفوف "الحرس الثوري" بشأن المهنية المتدنية لدى كوادر الحزب والاستهتار الذي يظهرونه تجاه القواعد والأنظمة التي وضعها الحرس لتخزين الأسلحة.

 

ميريام الاشقر شهيدة كرامتنا

بيار عطالله/موقع الكتائب

خدونا على قد عقلاتنا ومفهوميتنا، نحنا تركنا الامور الاستراتيجية والتغيير والاصلاح والربيع العربي لغيرنا، لانها "يمكن شغلي ما منفهم فيها"، ولكن اياكم، واياكم يا من تبقى من هذه الدولة اللبنانية العفنة والفاسدة والمستهترة ان تتلاعبوا بقضية الشهيدة ميريام الاشقر... العام الفائت وقعت جريمة مماثلة في بلدة كترمايا في اقليم الخروب، فلم ينتظر اهالي وشباب كترمايا الدولة لتحصل لهم حقهم، وبادروا الى معالجة الامر بأنفسهم ومعاقبة الفاعلين وهم احسنوا صنعاً، لان الدولة عندما تفقد هيبتها وشخصيتها وحضورها يصبح من حق المواطنين والمجتمعات اخذ حقوقهم بيدهم وإن كان ذلك لا يعجب البعض.

واهالي ساحل علما وكسروان وجبل لبنان كان يجب ان يبادروا الى ما فعله اهل كترمايا واكثر، لا لشيء الا لكي لا يسمحوا لهذه الدولة الفاسدة والعفنة بأن تتاجر بدم ميريام الاشقر وتهريب القاتل تحت ذريعة انه ربما كان ضابطاً في الاستخبارات السورية... ولا يجب الاكتفاء بمحاكمة القاتل ومعاقبته سريعاً، بل يجب محاكمة رئيس الدير الذي وظفه وقدم له راتباً قدره 600 دولار اميركي في الوقت الذي تتضور فيها عائلات مسيحية كثيرة من الجوع وتبحث لها عن عمل يقيتها... وهذه من مسؤولية الرهبانية التي ينتمي اليها وكذلك البطريرك الماروني الحريص على كرامة شعبنا...

يتمسك المسيحيون اللبنانيون بالدولة ويقدمون لها كل الدعم والتأييد ويرفضون حمل السلاح والتمرد على الدولة، لكن الدولة لا تبادرهم الا بالعقوق ونكران الجميل والاهانات والقمع والاستهبال عليهم، لماذا ؟ لأن المسيحيين مشتتين وشراذم ولا احد يعتبرهم او يرفع لهم قيمة ما لم يرفعوا قيمتهم.

لو حدثت هذه الجريمة في الشوف لدى اخواننا الدروز، تصوروا كيف كانت الامور ؟ ولو حدثت لنا اخواننا الشيعة تصوروا ايضاً ماذا كانت ستكون الامور ؟ اما لدى المسيحيين فنحن رزق سائب وزعمائنا لا هم لهم سوى القتال والصراع على السلطة والمال، وعندما يدعوهم سامي الجميل الى الوحدة يسخرون منه، كي لا نقول اكثر من ذلك، وصدق فينا قول تشرشل الانكليزي بعد مجازر 1860: "الشعب المسيحي في لبنان جماعة من الاسود لكن زعمائهم ..." .ميريم الاشقر رحمك الله ورحم الله كرامتنا وشهامتنا ورجولتنا...

 

عائلة طارق الربعة نظمت اعتصاما تضامنيا وناشدت رئيس الجمهورية كشف حقيقة توقيفه

وطنية - 26/11/2011 نظمت عائلة المهندس الموقوف بتهمة التعامل مع إسرائيل طارق الربعة اعتصاما عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم، في ساحة الملعب البلدي في الطريق الجديدة، حضره عدد من اصدقاء الربعة وأهالي المنطقة، بالإضافة الى عدد من مخاتير ووجهاء منطقة المزرعة ورؤساء الجمعيات الأهلية وممثلين عن جمعيات حقوق الإنسان.

ورفع المعتصمون صور الربعة والأعلام اللبنانية، كما رفعوا لافتات "تؤكد براءته بالأدلة والبراهين"، ولافتات أخرى تدعو الى اطلاق سراحه.

الربعة

وألقى شقيق الربعة المهندس ربيع بيانا بإسم العائلة جاء فيه: "إتصال هاتفي من شركة تاكسي أدخلنا في آتون ونفق هذا الإتهام الباطل والساقط، فحتى هذه اللحظة لا نعرف لماذا طارق كان مخطوفا ثم موقوفا. فللخاطفين نقول: أين حقيقة دليلكم؟ أين حقيقة إدعائكم؟ أين سندكم القانوني الصحيح؟". أضاف: "ان مخالفاتكم القانونية في هذا الملف تجاوزت الثلاثين مادة ويزيد. فأين هي حقوق طارق حسب المادة 47 والمادة 77 هل هم حبر على ورق؟ فهلا قرأتم وفهمتم بيان منظمات حقوق الإنسان السبعة حول ما حصل مع طارق والصادر في 9/11/2011 والذي يوثق خرق لبنان للمعاهدات الدولية والمحلية كما لخرق قانون أصول المحاكمات الجزائية". وتوجه الى بعض السياسيين والإعلاميين بالقول: "اننا ندعوكم الى مناظرة إعلامية وجها لوجه لنريكم بئس المصير ولنواجهكم بالدليل واليقين على ما طالت به ألسنتكم وأيديكم لنكون لكم ندا مسلحا بالعلم والبراهين وليس بالجهل والأضاليل، فاختاروا الزمان والمكان الذي تريدون لنتحداكم وبإعلامكم" .

اضاف: "كما نقول لهؤلاء أيضا انكم لا تزيدون وطنية وعداوة لإسرائيل عن طارق، كما لا تزيدون وطنية وعداوة لإسرائيل عن أصغر شبل من الحاضرين هنا اليوم" .

واكد ان اتهام طارق الربعة "ليس سوى اتهام سياسي، إعلامي، كيدي، حاقد منذ البداية". وختم مطالبا رئيس الجمهورية "باسم الشرف والتضحية والوفاء وبصفته وشخصه وبكل محبة واحترام بأن يضع حدا لهذا التجني الفاضح والمعيب، وذلك بالإيعاز لمن يلزم ليضع اليد على هذا الملف وفضح من وراءه ليقف الجميع على حقيقة هذا الإتهام الغادر وكشف حقيقة هذه المؤامرة، وذلك بإحقاق الحق بكل شفافية لتصويب الأخطاء وتصحيح الإعوجاج في هذا الملف الباطل والمفبرك والذي لا أساس له ولا بنيان إلا في مخيلة مؤلفه ومخرجه الخائب الفاشل. وللعدالة نقول: يا عدالة لبنان كفى ظلما وتظلما وسوادا واعتقالا بغير حق". كذلك وزع بيان موقع من 7 منظمات وجمعيات لبنانية ودولية تعنى بشؤون حقوق الإنسان تطالب بفتح تحقيق فوري حول ادعاءات التعذيب والتوقيف الإعتباطي في قضية الربعة.

 

كما تراني يا جميل...

عماد مـوسى/لبنان الآن

في حزيران من العام 1976 صدر قرار عن جامعة الدول العربية قضى بتشكيل قوات ردع عربية شاركت فيها ست دول شقيقة وهي سوريا، السعودية، السودان، جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي) والإمارات العربية بالإضافة إلى لبنان ووصلت هذه الوحدات تباعاً بين أواخر العام 1976 وبداية العام 1977. تولى العقيد أحمد الحاج قيادة هذه القوات لفترة قصيرة، ثم خلفه المقدم سامي الخطيب، ولعب دور المنسق العسكري والسياسي بين بعبدا ودمشق أكثر من دور القائد الميداني.

وكما وصلتْ، تباعاً "هشلت" الوحدات العربية وبقيت القوات السورية، مشكورة، لتنخرط في الصراعات اللبنانية والفلسطينية، دفاعاً عن وحدة لبنان وسلمه الأهلي وعروبته والمقاومة ضد مشاريع الصهينة والتفتيت والحلول الإستسلامية والمؤامرات. وتحت هذه المسميات خاضت قوات الردع السورية "تباعاً" حروباً ضد ميليشيات الحركة الوطنية والقوات المشتركة اللبنانية – الفلسطينية. الميليشيات المسيحية. الفصائل الفلسطينية الموالية لعرفات. الميليشيات السنية والدرزية. الجيش اللبناني. البعث العراقي وقصفت بتواريخ مجيدة: بيروت. طرابلس. زحلة. الفياضية. الأشرفية. المتنين وكسروان وسوق الغرب المخيمات (مباشرة وبالواسطة). تبدلت تحالفات سورية وحروبها في لبنان على مدى ثلاثة عقود، و"تباعاً" تحول الحلفاء إلى خصوم، والخصوم إلى حلفاء.

والصغير يعلم كما الكبير و"المقمّط بالسرير" أن على لبنان دولة وشعباً ديناً كبيراً لسورية - الأسد، حان وقت سداده. الفرصة موآتية الآن من خلال مساهمة لبنان بفريق المراقبين العرب على أمل أن يتعزز الفريق تباعاً ليصبح قوة ردع عربية، وتشكيل قوات ردع عربية واجب الوجود، ومن المفضل أن تتشكل القوات من ست دول شقيقة وهي قطر، لبنان، السعودية، اليمن، الإمارات العربية المتحدة والجزائر، ولا يمانع لبنان بأن يتولى ضابط سوري، يختاره الرئيس سليمان، قيادة هذه القوات. على أن تنتدب القيادة في لبنان إلى حمص رئيس جهاز أمن واستطلاع ما (رستم مدبلجاً وملبنناً) لمتابعة القضايا المشتركة:

الإشراف على قانون انتخاب جديد يراعي مصالح حلفاء لبنان في سورية.

إجراء إنتخابات تشريعية في سورية.

تسهيل قيام حكومة وحدة وطنية سورية على أن تتولى الوزارات الأساسية شخصيات يرتاح إليها الرئيس سليمان ولا تستفز القيادة اللبنانية.

معالجة أي خلافات بين رئيس مجلس الشعب السوري ورئيس الجمهورية العربية السورية ورئيس حكومة القطر الشقيق.

البحث في تمركز الوحدات العسكرية اللبنانية في بعض المناطق الإستراتيجية المتاخمة للحدود مع العدو ومع العراق ومع تركيا والأردن إضافة إلى بعض المواقع التي يحددها لبنان ويعتبرها أساسية وعلى صلة بالصراع في الشرق الأوسط ودور لبنان القومي تجاه الشعوب المستضعفة.

وفي خلال فترة قصيرة تهشل الوحدات العربية تباعاً ويتفرّد لبنان بالقرار السوري ولا يسحب قواته إلا متى بطُلت الحاجة السورية إليه. 

وكما تراني يا جميل أراك.

 

ميقاتي: استقالة أم حيلة؟ 

علي حماده/النهار

فلنختصر الموضوع: أعلن الرئيس نجيب ميقاتي في مقابلته التلفزيونية الأخيرة انه سيستقيل من رئاسة الحكومة في حال لم يوافق مجلس الوزراء على تمويل المحكمة الخاصة بلبنان.

لقد شكل الاعلان هذا تأكيداً للمعلومات التي كانت أفادتنا بأن ميقاتي وعد الفرنسيين والاميركيين والسعوديين وحتى البريطانيين انه سيستقيل من منصبه في حال فشل في حمل "حزب الله" على القبول بتمويل المحكمة. ولكن ثمة ملاحظات على موقف ميقاتي تدفعنا الى التشكك:

أولاً انطلق ميقاتي في موقفه من فكرة مركزية قوامها انه لن يقبل بأن يستمر رئيسا للحكومة في حال لم يمر التمويل لأنه لا يريد في عهده ان يتسبب في عقوبات دولية تؤذي البلاد. وبمعنى آخر غيّب ميقاتي العامل الاخلاقي الذي يهم ملايين اللبنانيين ألا وهو العدالة لشهداء الاستقلال وتحدث عن المال والعقوبات. لذا فإن منطلقات رئيس الحكومة الاخلاقية مختلفة عن منطلقاتنا. بالنسبة اليه شبه غائبة. هنا مشكلتنا مع ميقاتي.

ثانياً - ترك ميقاتي بابا لمناورة يقال انها قيد الاعداد. فقد حكى عن محاولات لاقناع وزراء بالتصويت مع التمويل (الارمن وآخرون). ومعلوم ان احداً من فريق الثامن من آذار لن يصوت مع التمويل ما لم يقبل "حزب الله" ضمناً. من هنا ثمة من يقول بوجود مناورة هدفها منع الحكومة من السقوط وتعويم ميقاتي سنياً وعربياً ودولياً، واثبات مزاعمه أن الحكومة ليست حكومة "حزب الله"!

ثالثاً - في حال سقوط التمويل فإن ميقاتي يخرج ويقلل من خسائره قدر المستطاع. ألم يقل قبل يومين: "ما بقا فيي اتحمل"؟و مع ذلك فإنه يخرج مثخناً بالجراح، خصوصاً انه رأس حكومة "حزب الله" وبشار الاسد في مرحلة سقوط الأخير. لذا ربما جاء تلويحه بالاستقالة مقدمة للخروج من مأزقه الكبير. وربما كانت في الأمر انتفاضة على "حزب الله" وبشار الاسد على قاعدة انه يغرق وليس في امكانه حمل وزر قتلة في لبنان وقتلة في سوريا. ةرابعاً - باستقالته يرمي ميقاتي الى احراج الاستقلاليين عبر دفع الامور الى المأزق. فسقوط الحكومة الحالية يدخل البلاد في فراغ وشلل تامين لمدة طويلة. وربما كان ذلك عذراً لـ"حزب الله" والنظام في سوريا لتوتير الاوضاع في البلاد. لقد كلف ميقاتي بتشكيل الحكومة قبل احد عشر شهراً، ومضى على هذه الحكومة ما يقارب الاشهر الخمسة. و لم يسبق لحكومة ان عانت العزلة والشلل، واعتبرت في الخارج حكومة غير حرّة كحكومة ميقاتي. لقد بدت هذه الحكومة اشبه بالحكومات التي تشكل في زمن الاحتلالات. ولعل أبرز ما دل على ذلك اتفاق العرب والمجتمع الدولي على اعتبار حكومة ميقاتي حكومة مغلوبة على امرها يحكمها "حزب الله" في الداخل وبشار الاسد في الخارج.  قصارى القول، ان ميقاتي على جاري عادته قد يحضّر لمناورة او حيلة جديدة، لكننا صدقاً ننصحه بالرحيل اليوم قبل ان يغرق مع بشار!

 

أين الراعي الحاضن للأسد وأين موقفه الإنجيلي؟

نظام الأسد يأمر بترحيل رئيس دير لأنه مؤيد للثورة

 الجمعة, 25 نوفمبر 2011 /ايلاف/ أفادت أوساط في المعارضة السورية أن النظام  أمر بترحيل الأب باولو ، مسؤول دير مار موسى في منطقة البنك، بسبب مواقفه المؤيدة للثورة السورية. وقالت الأوساط أن الأب باولو هو من بنى بيديه هذا الدير. وطالما سعى النظام السوري الى الإيحاء بأن الأقلية المسيحية في البلاد مؤيدة له، وهو أرسل راهبة موالية الى لبنان، لتعقد في المركز الكاثوليكي للإعلام بالتنسيق مع وزارة الإعلام السورية مؤتمرا صحافيا لمهاجمة الثورة السورية، ليتبيّن لاحقا أن هذه الراهبة، هي من معارف النظام والمنسقين معه. وقد فضحها وئام وهاب، وقال إنها من معارفه واسمها فاديا، وهي لبنانية الأصل.

 

مؤكداً أن القرار بيد "حزب الله" وسورية/قيادي في "المستقبل" لـ"السياسة": تلويح ميقاتي بالاستقالة "مناورة"

بيروت - "السياسة": خلط قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالاستقالة إذا لم تمول حكومته المحكمة, الأوراق وفتح الباب على شتى الاحتمالات, مع أنه ترك الباب مفتوحاً لتسوية قد يتم التوافق بشأنها في ربع الساعة الأخير, وإن بدا هذا الأمر صعباً, بالنظر إلى موقف "حزب الله" الرافض للتمويل بأي شكل من الأشكال. وتعاملت قوى "14 آذار" ببرودة مع إعلان ميقاتي نيته الاستقالة إذا لم توافق الحكومة على تمويل المحكمة, باعتبار أن ما صدر عن رئيس الحكومة, كما أكد لـ"السياسة" قيادي بارز في تيار "المستقبل", هو مجرد مناورة لا تخفى على أحد, باعتبار أن قرار الاستقالة بيد الذين جاؤوا بميقاتي رئيساً للحكومة, وبالتالي فهم الذين يتخذون القرار ببقائه أو عدمه, وعليه فإن قوى "14 آذار" لن تتوقف كثيراً عند موقف ميقاتي لأنه لا يقدم ولا يؤخر, طالما أن القرار موجود عند "حزب الله" والنظام السوري. وتحث القيادي عن خطوات سياسية نوعية إذا ما تنكرت الحكومة لدماء الشهداء ورفضت تمويل المحكمة, مشيراً إلى أن مهرجان طرابلس غداً سيحدد طبيعة الخطوات التي ستلجأ إليها المعارضة للتعامل مع تداعيات أي قرار سلبي قد تتخذه الحكومة في ما يتعلق بعملية التمويل. من جهتها, أكدت مصادر الرئيس ميقاتي ل¯"السياسة" أن قرار الاستقالة جدي وليس مناورة كما يروج البعض, فمصلحة البلد فوق أي اعتبار, وأي إخلال بالتزامات لبنان الخارجية, ومن بينها موضوع التمويل, يعرض سمعة البلد للخطر, في وقت ينبغي على جميع الأطراف العمل من أجل حماية لبنان وتحصينه من أي ضغوط خارجية.

وأشارت إلى أن الأيام الفاصلة حتى آخر الشهر الجاري ستشهد تزخيماً في حركة الاتصالات والمشاورات التي سيقوم بها الرئيس ميقاتي عله ينجح في تغيير موقف الأكثرية من ملف التمويل.

 

دائرة الجامعات الأميركية في مصلحة طلاب "القوات" تطالب السلطات الأمنية وادارة الجامعة بإتّخاذ التدابير اللازمة بحق مسؤولي "حزب الله" وحلفائه

موقع القوات/أكد بيان صادر عن دائرة الجامعات الأميركية في مصلحة طلاب "القوات اللبنانية" ان 7 أيار تعود مجددا الى الظهور في الجامعة الأميركية في بيروت، مشددا على انه لأول مرة في تاريخ الجامعات في لبنان يتعرض طلاب الجامعة الأميركية في بيروت لأبشع محاولات الضغط والترهيب والترغيب عبر (اتصالات الى المنازل وتهديد بالقتل، اتصالات من اشخاص مجهولين يدعون انهم من "حزب الله" و حركة "أمل" وانهم يريدون تكسير رؤوس الطلاب وخطفهم وكثير وكثير من المضايقات).

واشار البيان الى انه بعد فوز "14 اذار" في المرحلة الأولى (SRC) من الانتخابات بنتيجة 44 مقعدا في مقابل 33 مقعدا لـ"8 اذار"، نجح "حزب الله" وحلفاؤه في فرض معادلة 7 أيار جديدة في المرحلة الثانية (USFC) المؤلفة من 17 مقعدا، مؤكدا ان الطالب "مارك فرنسيس"، احد اعضاء الحكومة الطلابية في كلية الآداب والعلوم المؤلفة من 5 مقاعد، تعرّض للضرب و تم ادخاله إلى مستشفى الجامعة الاميركية، كما نجح "حزب الله" وحلفاؤه بتهديد الطالب "احمد نورالدين" العضو المنتخب في كلية الهندسة المؤلفة من 3 مقاعد بمنعه من الذهاب للتصويت بعد إرهابه من قبل عناصر من "حزب الله" وحلفائه. كما تعرّض الكثير من الطلاب للتهديد منذ بدء الانتخابات، تارة عبر الاتصالات الهاتفية وطورا وجها لوجه في أروقة الجامعة أم في مواقف السيارات، واوضح البيان ان احد اعضاء النوادي في الجامعة اضطر لتغيير اقواله تحت التهديد والترهيب. وشدد البيان على ان "حزب الله" وحلفاءه يدعون الربح و يعتقدون انّهم قادرون على نقل ممارساتهم المليشياوية ومربّعاتهم الامنيّة الى حرم الجامعة ليفرضوا سلطتهم فيها اي في اعرق صرح للديمقراطية في لبنان بعدما استطاعوا ان يفرضوها في كل مفاصل الدولة اللبنانية، مطالبا السلطات الأمنية وادارة الجامعة بإتّخاذ التدابير اللازمة بحق مسؤولي هذه الاحزاب في الجامعة الاميركية لانهم هذه المرّة تمادوا في التعدّي على الحياة الطلّابية. واعلن البيان انه وبناء على كل ذلك يتداعى طلاب "القوات" وحلفاؤهم الى عقد مؤتمر صحافي نهار الاثنين الساعة 12 ظهرا في الأمانة العامة لـ 14 اذار لإيضاح ملابسات ما جرى في انتخابات الجامعة الأميركية في بيروت.

 

جعجع: الوصول إلى دولة قوية لا يكون إلا عبر استلام "14 آذار" السلطة 

وكالات/رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "السلطة في لبنان هي عملياً ضائعة"، سائلاً: "في ظل بلد لا حدوده مرسّمة ولا سلطته معروفة وسكانه غير متفقين على مفهوم الوطن، من أين سيأتي الاستقرار والثقة، وكيف سيصبح لدينا اقتصاد ودورة اقتصادية؟" مجدداً التأكيد أن "الوصول إلى دولة قوية وقادرة لا يكون إلا عبر طريق واحد وهو استلام قوى "14 آذار" للسلطة في البلد عبر المشروع السياسي الأصلي لثورة الأرز". جعجع، وفي كلمة ألقاها خلال استقباله رجال أعمال واقتصاديين في معراب، إعتبر ان "حزب "القوات اللبنانية" ليس فقط حزباً بالمعنى الضيق للكلمة بقدر ما هو حركة لديها مشروع يحمله أشخاص كثُر من محازبين أو مناصرين أو مؤيدين، ولإيصال مشروعنا الى الهدف المنشود علينا العمل بجهد أكبر"، متوجهًا إلى الوفد بالقول: "المجهود الذي تقومون به في لبنان، لو قمتم به في الخارج، لكانت نتيجته أفضل بعشر مرات مما هي عليه هنا، فما ينقصنا هو انه بكلّ بساطة ليس لدينا دولة، والدولة الموجودة تأخذ من دون مردود". ولفت الى أنه "من أجل بناء الاقتصاد والمجتمع نحتاج الى عاملين اثنين هما: الاستقرار والثقة، وفي الوضع الذي نعيشه من المستحيل الحصول على هذين العاملين".

وشدد جعجع على أن "الاستقرار والثقة يحتاجان قبل أي شيء إلى بلد لديه حدود معروفة وسلطة تحميها بينما نحن في بلد لا نعرف حدوده"، مضيفًا: "يُطالعنا بعض الوزراء في الأشهر الأخيرة ليقولوا لنا: لا مشكلة في دخول السوريين الى الاراضي اللبنانية فنحن في بلدين شقيقين، وهذا أكبر دليل على أنه لا يوجد في رؤوسهم مفهوم لبلد اسمه لبنان ولدولة تحكمه". وأضاف: "نحتاج الى سلطة، ولكن فعلياً أين السلطة في لبنان؟ فما تبقى منها ضمن الدولة هو بعض أشلاء في المجال الاداري والضرائب وغيرها، ولكن عملياً السلطة ضائعة، ففي ظل بلد لا حدوده مرسمة ولا سلطته معروفة وسكانه غير متفقين على مفهوم الوطن، من أين سيأتي الاستقرار والثقة؟ وكيف سيصبح لدينا اقتصاد ودورة اقتصادية؟".

ودعا جعجع الى "وجوب الوقوف على أرض صلبة التي لا يمكن أن تتحقق في ظل سلطة ضائعةإاذ بدون سلطة لا يمكن ان نتأمل بأي شيء، وبالتالي علينا ان نكافح ونناضل الى النهاية، اذ يجب أن نبدأ بالسياسة لأننا حين نُصلح السياسة يمكننا إصلاح ما تبقى لاحقاً"، مؤكداً أخيرًا أن "الوصول الى دولة قوية وقادرة لا يكون إلا عبر طريق واحد وهو استلام قوى "14 آذار" للسلطة في البلد عبر المشروع السياسي الأصلي لثورة الأرز لتعكف على تنفيذه، لذا يجب أن نعمل دوماً لتحقيق هذا الهدف".

 

النائب خالد ضاهر: الضغط على ميقاتي ليس هدفاً أساسياً لمهرجان طرابلس 

وكالات/  كشف عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر أن "موقفًا حاسمًا سيعلنه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري سيجعل ما قبل المهرجان (تيار المستقبل الذي يقيمه تيار "المستقبل" في طرابلس لمناسبة عيد الإستقلال) ليس كما بعده"، وقال: "الوقت والظروف مؤاتية لتحقيق الإنجازات". ضاهر، وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، شدد على أن "الضغط على الرئيس (الحكومة نجيب) ميقاتي ليس هدفًا أساسيًا للمهرجان بقدر ما السعي لتجديد الوفاء لشهداء الاستقلال الأول في العام 1943 والثاني في آذار الـ2005"، لافتًا إلى أن "الجماهير ستتوافد ومن كل لبنان لتعلن رفضها تعاطي حكومة ميقاتي مع الملف السوري وبالتالي رفضها لأن يكون لبنان دولة "مارقة" وبمواجهة الإجماع العربي".

 

الكتلة الوطنية:جُلّ ما فعلته الحكومة مراكمة الأخطاء وتكديس الفشل

وكالات/أشار حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" إلى أن "تراكم الاخطاء في هذه الحكومة لم يعد خافياً على أحد وأصبح شاملاً على جميع الصعد، فوزارة الإتصالات ومشروعها لتطوير الاتصالات والتواصل أعاد هذا القطاع عشرات الاعوام الى الوراء ولم يلمس الشعب اللبناني سوى عكس ما أتحفونا به"، لافتًا في هذا السياق إلى أن "الخدمات في اسوأ مستوى والفوضى تعم القطاع والشيء الوحيد الذي يحسنون عمله هو جباية الأموال من المواطنيين". وأكد أن "شعار وزارة الاتصالات يجب أن يكون أغلى سعر في العالم لأسوأ خدمة في العالم"، لافتاً الى أن "الهدر وعدم المساواة في هذه الحكومة يتجلى بما اصطلح عليه اسم "رديات البنزين" للسائقين العموميين وكأنهم أضيفوا الى موظفي الدولة، والمفاجىء أن الرقم الذي يتداول به يقدر بحوالي 225 مليون دولار اميركي، وبالتالي هذا المبلغ كان كافياً لتغطية إستشفائية شاملة ضرورية لجميع اللبنانيين".

حزب الكتلة، وبعد إجتماع لجنته التنفيذية الدوري، قال: "أثبت ثلاثة أطراف أصحاب شعارات ثلاث، الأول صاحب مقولة الشعب والجيش والمقاومة والثاني صاحب مقولة التغيير والإصلاح والثالث حامل لواء الوسطية، أنهم لا يملكون أي مشروع لإدارة وطن، وجل ما فعلوا هو مراكمة الأخطاء وتكديس فشل وراء فشل"، مضيفاً: "النمو الذي سبق وتحقق خلال الأعوام المنصرمة على الرغم من كل ممارساتهم التعطيليّة، تراجع بشكل كبير على الرغم من إمتلاكهم لكامل السلطات، وهم فوق ذلك يسعون لسلفات إستثنائية وصرف بالتراضي من دون إحترام اللآليات الدستورية والقانونية، ويرفضون في الوقت عينه تحرير الأموال المكدسة والتي يحتجزها وزير الاتصالات والتي من شأنها أن وزعت ان تخلق ديناميكية إقتصادية وإنمائية في مختلف المناطق.

في الموضوع الامني، رأى حزب "الكتلة" أن "قطع الطرقات في عهد هذه الحكومة أصبح وكأنه من التعابير الديمقراطية، فكل من له مطلب صغير أو كبير يقطع الطريق من دون حسيب او رقيب، وفي معظم الاوقات تصل وسائل الاعلام قبل القوى الامنية التي في بعض الاحيان لا تصل ابداً". وتعليقاً على إنفجار صديقين ـ صور، شدد حزب "الكتلة" على ان "الحقيقة الوحيدة انه خرق للقرار 1701 ولإلتزامات لبنان الدولية وإثبات إضافي أن الامر الناهي هو "حزب الله" والتبرير الصادر عنه هو المستعمل والمردد، من دون ان ننسى استكمال تمديد شبكة اتصالاته والتي فيها تعدٍّ سافر على سيادة الوطن  وسرقة موصوفة للدولة اللبنانية". وإعتبرت "الكتلة الوطنية" أخيرًا ان "حكومة "كلنا للوطن... كلنا للعمل" يصح فيها القول "كلنا للدفاع عن النظام السوري وتعطيل العدالة وعمل المؤسسات وعدم إقرار الموازنات".

 

حمادة: حياتي ليست في خطر وساحضر مهرجان طرابلس

عون يسير كالأعمى في هذه الحكومة ويغطس في أعماق أحقاده

"أمل" و"حزب الله" يدرسان تداعيات سقوط النظام السوري عليهما

وطنية - 26/11/2011 أكد النائب مروان حمادة أن حياته ليست في خطر، لذلك سيكون حاضرا في مهرجان الأحد في طرابلس، وقال في حديث الى اذاعة "الشرق": "لو كان لدينا خوف لبقينا في منازلنا، ولكن لا يجوز أن نضع أنفسنا تحت التهديد المباشر لمجموعة نعرف عنها أنها لم ولن تتوان عن شيء في محاولة ضرب المهرجان، ولا ننسى عين علق وكل الاغتيالات التي جرت عشية مناسبات معينة قبل المحكمة وبعدها، وعشنا قبل ذلك ما يحملنا إلى اتخاذ الحد الأدنى من التدابير الأمنية، ولا خطر على المهرجان ولن نضع أنفسنا في "فم الغول" الذي انتظرنا ونال منا في السنوات الماضية". وأضاف: "نعمل على إلجام الآخرين عن الاعتداء المستمر على المؤسسات، منذ فترة تم الانقلاب على المبادرة السعودية - السورية والرفض الآتي من بشار الأسد، وتم الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري باستقالة وزراء المعارضة حينذاك، وتبين لاحقا وجود خطة مسبقة وواضحة لوضع اليد على كل المؤسسات، ورأينا ما جرى على صعيد قوى الأمن الداخلي إلى جانب التغلغل في أماكن أمنية أخرى وأيضا من خلال تعطيل صلاحيات رئيس الجمهورية".

وأضاف: "حاولنا بكل هدوء لم نلجأ إلى أي وسيلة عنفية، أن نلجم ونقنع الفريق الآخر، وقد بدا مع التجربة خلال أسابيع وأشهر أن هذه الحكومة مركبة من محور إيراني -سوري، مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح الذي للأسف يسير كالأعمى في هذه الحكومة ويغطس في أعماق أحقاده القديمة وأحلامه الشمولية التي لم تفارقه، لا عندما كان يقود البلاد في حرب أهلية ولا بعدما تحالف مع جلاديه السابقين". ورأى "أن هذه الحكومة هي تفصيل من "حزب الله" وعون مستعد لإسقاط أي شيء لبلوغ هدفه الرئاسي، والعالم يتذكر أنه لولا القتال الذي جرى في الصفوف المسيحية، لكان اتفاق الطائف تحرر من القيود السورية، ولكان لبنان دخل إلى الطائف متعافيا بجناحيه، ومن كان يتبهور من على شرفات بعبدا ترك عائلته وفر إلى الخارج".

وأشار إلى "وجوب عودة الأمور إلى نصابها من خلال حكومة لبنانية حقيقية، وعودة العافية والقوة إلى الجيش اللبناني"، لافتا إلى "أن عودة الحوار يجب أن يجري وفق شروط محددة". وإذ ناشد في حديثه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، دعاه للعودة إلى خطاب القسم. وعن مهرجان طرابلس، قال: "سعد الحريري موجود ولولاه لما كان هناك مستقبل ولا مهرجان، هو موجود بكل قوته في مهرجان غد، سيكون له موقف مباشر وعبر كل الأصوات التي ستكون هناك لتلقي خطابا إلى جانب هتافات الجمهور الطرابلسي".

وتابع: "المهرجان لبناني جامع يستعيد مبادرة المعارضة في وقت مفصلي خطير، وهو أبعد من اعتبارات ميقاتية".

وتطرق إلى زيارة الرئيس الحريري إلى فرنسا، موضحا أنه لا يملك تفصيلا عما جرى، و"لكن الأنباء التي وردت إلى بيروت شددت على أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان قاطعا في توقعاته لسقوط النظام السوري ولو أخذ بعض الوقت، مع التأكيد على وجوب دفع المحكمة الدولية وتمويلها وتأمين التعامل معها، وكان الحديث عن أفضل الوسائل لوضع لبنان بمنأى عن تداعيات الحدث السوري وعدم السماح للنظام السوري بتصدير أزمته إلى لبنان"، لافتا إلى "أنه وفي السياق نفسه، تردد أن هناك رأيا فرنسيا يتمنى على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن ينجح في إقناع زملائه في الوزارة بتخطي عقبة التمويل توخيا لبعض الإشكالات الدولية، في وقت بلغ وضع لبنان الاقتصادي إلى ما دون الصفر".

وعن الوضع السوري، قال: "أمام بشار الأسد عدة خيارات من بين الرئيس اليمني أو الليبي أو التونسي أو المصري"، ورأى "أن في سوريا لن يكون هناك تدخل عسكري خارجي لأنه سيزيد الأمور تعقيدا". وتابع: "لا بد من أن ينشأ في سوريا في وقت ما مجموعة ترى في عناد السلطة خطرا على وحدة سوريا، وعلى مستقبل الشعب السوري".

ورأى "أن حركة "أمل" و"حزب الله" بدأ بدراسة تداعيات سقوط النظام السوري عليهما"، وقال: "هما نتاج لبناني، وإذا كانا يعتبران أنفسهما كذلك، عليهما أن لا يقلقا بل يتكيفا فقط مع تغيير النظام السوري".

وعن مناشدة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الحل، اعتبر حمادة "أن البعض يعتبر أن السعوديين "غب الطلب"، والعاهل السعودي أثبت أن قلبه كبير، لكن كلنا نتذكر ما كانت نتيجة س-س".

وعن التزام الحياد في موضوع سوريا، قال: "دعم النظام السوري بالطرق التي تجري من قبل "حزب الله" وأحزاب أخرى لا أقول حركة "أمل"، من خلال المشاركة في القمع في سوريا ليس في لبنان، فهذا غير مسموح به"، موضحا "أن قوى 14 آذار لم تطلب إلا امتناع لبنان عن التصويت إلى جانب النظام السوري في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية احتراما للانعكاس اللبناني الداخلي في هذا الموضوع ومنعا لتحول هذا الانقسام إلى صدام داخلي".

وتابع: "على لبنان الذي يملك معايير أخلاقية ويحمي الحريات وحقوق الإنسان، أن يؤمن المأوى للاجئين السوريين المجروحين الذين يبحثون عن ملاذ حر، ومشفى وعلاج. لا نريد ولن نستطيع إقامة منطقة عازلة، وما هي هذه الأوامر الأميركية التي تصدر إلى 14 آذار، هل 14 آذار فيالق عسكرية قادرة أن تتدخل في سوريا"، مشددا على "أن الكلام في هذا السياق هو فوق السطوح ودون قيمة، ومر عليه الزمن والتاريخ، وأن لا أحد يتحضر للدخول العسكري إلى سوريا".

وتطرق في حديثه إلى المحكمة الدولية، مشددا على "أنها ربيع لبنان، والتلميحات حولها لن تبصر النور، والانقسام حولها هو مظهري، فما دخل عون فيها؟ ولماذا لا يرسل "حزب الله" محامين ليدافعوا عن المتهمين؟". وختم حماده: "بدأ ربيع الاستقلال وخريف السلاح، ولا جدوى من إبقاء السلاح خارج نطاق الدولة المقاوم الأول".

 

ميقاتي يضع «الحجر الأساس» لاستقالة حكومته ويستعد لتصريف الأعمال إلا إذا..!

بيروت - محمد شقير/الحياة

تتعامل مصادر سياسية بارزة في الأكثرية مع إصرار رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على الاستقالة في حال تعذَّر على مجلس الوزراء تسديد حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية، على أنه بدأ يضع حجر الأساس لاستقالته، إلا إذا سارع من هم بيدهم الأكثرية في الحكومة الى إيجاد مخرج للتمويل، أو إذا ارتأت جهات دولية وإقليمية أن لا مصلحة في إقحام البلد في أزمة حكم يمكن أن يترتب عليها تعميم حالة من الفوضى من شأنها أن تضع الرغبة في الحفاظ على الاستقرار في مهب الريح.

وتؤكد المصادر نفسها لـ «الحياة»، أن ميقاتي في مقابلة مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» التي أجراها معه الزميل مرسال غانم، خرج عن المألوف في سياسته القائمة على تدوير الزوايا واتخذ مواقف تصدر عنه للمرة الأولى سواء لجهة اعتباره أن عدم التزام لبنان بالقرارات الدولية تستفيد منه اسرائيل، أو لناحية قوله إن لبنان لن يصوت مع العقوبات العربية المفروضة على سورية لكنه يلتزم بتطبيقها.

وتضيف أن رئيس الحكومة «كان في غنى عن الموقف من العقوبات ومن حقه أن يهدد بالاستقالة في حال تمنَّع مجلس الوزراء عن تمويل المحكمة، ونحن نتفهم موقفه الرامي الى الضغط لتأمين الغالبية في جلسة مجلس الوزراء المقررة في 30 الجاري والمخصصة للبحث في طلب سلفة مالية تقدم بها وزير المال محمد الصفدي لتمويل المحكمة».

وتعتبر المصادر عينها أن ميقاتي تجاوز في مواقفه مسألة تمويل المحكمة الى وضع نفسه في أجواء الاستقالة، على رغم أنه لم يفقد الأمل كلياً في إنتاج «سيناريو» يقضي بضمان التمويل ومن شأنه أن يسقط الذرائع التي تضطره الى الاستقالة.

وتؤكد هذه المصادر أن ميقاتي لم يميز بين حلفائه في الحكومة، أو بعضهم على الأقل، وبين خصومه في الأكثرية الذين لا يتركون مناسبة إلا ويهاجمونه وغالباً من دون أي مبرر، معتبرة أن ميقاتي أراد في مقابلته أن يتوجه مباشرة من الشارع الطرابلسي بمواقف تدغدغ عواطفه ومشاعره، لا سيما عشية استعداد «تيار المستقبل» لإقامة مهرجان في طرابلس لمناسبة ذكرى عيد الاستقلال، لن يوفره من الاستهداف السياسي. وترى أنه لم يكن مطلوباً من ميقاتي التسليم بالحملات التي ستشن ضده في عقر داره في طرابلس، وكان في وسعه القيام بحملات مضادة دفاعاً عن النفس بدلاً من البقاء في موقع الدفاع عن النفس.

وتعتقد المصادر عينها أن ميزان القوى في مجلس الوزراء لا يزال على حاله ولن يكون في مقدور ميقاتي إعادة خلط الأوراق إلا إذا وافق «حزب الله» على «السيناريو» الذي كان يجري الإعداد له لانتزاع الموافقة على التمويل.

ولم تؤكد ما تردد أمس من أن ميقاتي لم يفقد الأمل في تمويل المحكمة وأنه يراهن على إمكانية انضمام عدد من الوزراء من محور الأكثرية في الحكومة الى الوزراء المؤيدين بلا شروط للتمويل، على رغم أن أمله بدأ يتراجع إلا إذا حصلت معجزة جاءت وليدة لقاء لحظة أخيرة قد يجمعه بالأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أو من ينتدبه الأخير لهذا الغرض يسبق الجلسة الحاسمة لمجلس الوزراء. مع أن المصادر عينها في الأكثرية تعتبر أنه بمواقفه هذه أقحم نفسه في اشكالات مع حلفائه. لكن لا مانع من تمديد المفاوضات في شأن التمويل.

وفيما تستبعد المصادر الوزارية الموافقة على التمويل باعتبارها تعني اعتراف الأكثرية في الحكومة بالمحكمة الدولية بصرف النظر عن معارضة «حزب الله» وحلفائه للتمويل، تراهن في المقابل على مخرج يأتيها من خارج الحدود يقوم على أن المجتمع الدولي «سيغفر» للبنان عدم التمويل من دون أن يفرض عليه عقوبات بذريعة أنه يتفرغ حالياً لمواجهة الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي هذا السياق، تسأل المصادر عن مدى استعداد المجتمع الدولي لفتح ثغرة في لبنان يمكن أن تهدد استقراره وتدب الفوضى فيه، بينما ينصرف الآن الى حشد القوى دولياً وعربياً وإقليمياً لفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري، الذي يترك أمر التمويل للحكومة اللبنانية ولا يتدخل. كما تسأل في معرض رهانها على عدم قيام المجتمع الدولي بفرض عقوبات على لبنان، عن حساب الربح والخسارة في حال إحلال الفوضى المنظمة محل الاستقرار والتهدئة، خصوصاً أنها البديل الطبيعي لغياب الحكومة.

وتتوقع المصادر الوزارية، ومن باب الرغبة التي تفتقد الى وقائع ملموسة تدعم وجهة نظرها، أن يبادر من لديهم القرار دولياً وعربياً الى الهمس في أذن ميقاتي وإسداء النصيحة له بعدم الاستقالة والبقاء على رأس الحكومة بذريعة أنها ليست في وارد إعطاء الفرصة لهذا الطرف المحلي أو ذاك لاستيراد الأزمة السورية الى لبنان، طالما أن التركيز حالياً وحتى إشعار آخر يبقى على النظام السوري.

وتضيف أن استيراد الأزمة السورية الى لبنان يعني أنه لم يعد من ضوابط في ظل غياب الحكومة للسيطرة على الوضع ومنع الفلتان في البلد الذي لا يستطيع المجتمع الدولي تحمله لفترة طويلة في ظل تعذر المجيء بحكومة جديدة.

وتؤكد المصادر أن مصدر رهانها على التمويل في المجتمع الدولي لجهة عدم فرض عقوبات على لبنان بسبب عدم تمويل المحكمة، يكمن في أن لدى عدد من السفراء الأوروبيين ملاحظات على أداء «قوى 14 آذار» على خلفية اندفاعهم في المواقف الهجومية من النظام السوري وبخطوات تريد أن تستبق بها المواكبة العربية والدولية للتطورات الجارية في سورية.

وتلفت المصادر الى أن جهات أوروبية لا تحبذ انجراف البعض في قوى 14 آذار في مواقف لا تخدم الاستقرار والتهدئة وكأنه يريد الوقوع في «فخ» أطراف في الأكثرية تعتقد بأنها الأقدر على التحكم بلعبة الشارع في حال سقوط البلد في فراغ دستوري.

وتضيف أن الجهات نفسها لا تحبذ الهجوم المستمر على ميقاتي لا بل تدعو الى «تحييده» والانصراف الى الإعداد لمواجهة التداعيات المترتبة على تسارع التطورات في سورية وبالتالي كانت تتمنى لو أن «المستقبل» لم ينظم الاحتفال في طرابلس غداً الأحد بذريعة ان هناك حاجة لتفويت الفرصة على من يسعى لتقويض الاستقرار، إضافة الى ان مواجهة رئيس الحكومة في مسقطه لا تبرر حجم القصف السياسي الذي يستهدفه ولا سيما انه لم يتراجع عن التزامه بالقرارات الدولية وتطبيقها.

وترى الجهات الأوروبية ان المعارضة تبقى صاحبة المصلحة الرئيسة في سد كل الثغرات التي يمكن ان تنتقل بلبنان الى مكان آخر يصعب على قواه ضبط مفاعيلها السياسية وتداعياتها الأمنية.

لذلك يبقى السؤال عن رد فعل محور الأكثرية في الحكومة على الانتقادات «المبطنة» التي استهدفه بها ميقاتي، وهل سيتخذ قراره بأن «يبلع» ما صدر عن الأخير أم أنه سيضطر بسبب موقفه الى توجيه رسالة له، وفيها «لا» كبيرة لعدم التمويل، رغم ان ميقاتي استرسل في الحديث عن معاناته مع بعض الأطراف في الحكومة من دون أن يلوذ بالصمت ويمتنع عن مجاراته للمعارضة بموقف مماثل؟

وعليه، هل اقترب ميقاتي من الاستقالة وهو يستعد للتوجه بعد غد الإثنين الى الفاتيكان في زيارة قصيرة تسبق جلسة الأربعاء المقبل التي سيتقرر فيها مصير الحكومة إذا لم يُصر إلى تمديد المفاوضات؟ أم أنه حسم أمره وبدأ يتحضر لمرحلة تصريف الأعمال انما على طريقة سلفه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أمضى خلال هذه الحقبة معظم وقته في الخارج، ولا سيما أن هناك من أخذ يشيع عن احتمال قيامه بزيارة خاصة للولايات المتحدة الأميركية في نهاية الأسبوع المقبل قد تتزامن مع انصرافه الى تصريف الأعمال، بعد أن دق ناقوس الخطر محذراً مما هو آتٍ للبنان.

 

فتفت: ميقاتي لا يملك قرار الاستقالة.. وحلفاؤه لا يسمحون له بأن يكون فاعلاً 

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يناور بالنسبة الى طرح جهوزيته للإستقالة في حال قرر مجلس الوزراء عدم تمويل المحكمة الدولية" الخاصة بلبنان، مضيفاً: "أتى الى رئاسة الحكومة بقرار سياسي من سوريا و"حزب الله"، وهو بالتالي لا يملك قرار الاستقالة، وهذا ما قاله له رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بالأمس".

فتفت، وفي حديث لإذاعة "صوت لبنان"، إعتبر أن الموقف الأخير لميقاتي كان" محاولة لتصويب ما سبق وأعلنه في بداية ترؤسه الحكومة وهو أنه لا يستطيع الالتزام بتمويل المحكمة"، مضيفًا: "ميقاتي لا يستطيع أخذ قرار الإستقالة بمعزل عن سوريا، فهو قال في مقابلته التلفزيونية الأخيرة: لا أحد يمون علي سوى أخي، والجميع يعلم أن أخيه قريب جدا من سوريا". وأضاف: "رئيس الحكومة محرج لأن الرئيس السوري في وضع حرج، إضافة الى أن حلفاءه لا يسمحون له بأن يكون فاعلاً". ورداً على سؤال، أجاب فتفت: " الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله سيبذل جهده للمحافظة على الحكومة"، لافتاً إلى أن "حزب الله يدرك تماما أنه بحاجة إلى حكومة علاقات عامة، كما أسماها الوزير (وزير المال) محمد الصفدي، فهذه الحكومة أقنعت العالم الغربي بكذبة كبيرة انها حكومة ليبرالية وستمول المحكمة".

وعن التحضيرات لمهرجان طرابلس الذي سيقام غدا لمناسبة عيد الإستقلال بدعوة من تيار "المستقبل"، قال فتفت: "الاحتفال مقرر منذ شهر، ونحن غدًا نحتفل بالاستقلال في مدينة طرابلس التي تعاني من أوضاع صعبة"، مضيفًا: "قررنا الاحتفال في طرابلس لجهة الموقع السياسي للمدينة وللتعبير عن آرائنا السياسية في مدينة لنا فيها وجود كبير"، مؤكداً أنه "سيكون هناك كلمة للرئيس سعد الحريري في خلال المهرجان". وشدد على أن "لا خلافات في الرؤى داخل تيار المستقبل لا بل هناك إجماع لدعم مهرجان طرابلس والمشاركة فيه بفاعلية". وأشار إلى ان "الناس تجاوزت القيادات السياسية على الصعيد السياسي والعملي تحضيرا للمهرجان".

وردا على سؤال عن تأثر لبنان بالأوضاع الجارية في سوريا، قال فتفت: "لبنان لا يعيش في جزيرة معزولة، وهو مرتبط جغرافيًا سياسيًا واقتصاديًا بسوريا، إلا أن تأثيرات الأزمة السورية على لبنان كانت محدودة لغاية الآن نتيجة وعي الأفرقاء في الداخل". وأضاف: "نحن نؤيد طموحات الشعب السوري بالاصلاح وموقفنا لم يتغير إزاء كل ما يجري في البلدان العربية، فنحن مهتمون لتحول سوريا الى الديموقراطية، دفاعا عن لبنان ولمصلحته، إلا أن القرار يبقى للشعب السوري".

وإذ جدد التأكيد أن "الموقف اللبناني في الجامعة يؤذي لبنان كثيرا لأنه يضعه خارج الإجماع العربي"، أكد فتفت أن "المهم هو ألا يدع الشعب اللبناني الأزمة السورية تمتد أمنيا الى لبنان". وفي موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، رأى فتفت أن "معادلة المحكمة مقابل الحكومة غير قابلة للحياة، فالمحكمة أقرت تحت الفصل السابع ولبنان ملزم بها، وفي حال تقاعسه يستطيع مجلس الأمن بحث الموضوع"، معتبراً أن "استعادة الثقة بين الأفرقاء اللبنانيين تكمن أولا في تنفيذ ما اتفق عليه على طاولة الحوار، أي التزام المحكمة، تحديد الحدود مع سوريا وتفيعل العلاقات الدبلوماسية معها، معالجة السلاح الفلسطيني، وبعد ذلك يمكن استئناف الحوار والحديث عن السلاح واستراتيجية الدفاع".

 

ميقاتي لوزراء عون: رئاسة الحكومة لن تكون مكسر عصا لمن يسعى لتجاوز حقه الطبيعي

نهارنت/أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن رئاسة مجلس الوزراء لن يكون مكسر عصا في كل مرة يجد فيها البعض نفسه مأزوما، جازما أن "من غير الوارد الانتقاص من صلاحيات رئيس مجلس الوزراء الدستورية، محذرا أيضا من أن الظرف الراهن لا يحتمل أية رهانات أو مغامرات. ورفض ميقاتي حسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي له رد من خلاله على وزراء تكتل التغيير والإصلاح الذين أعلنوا انسحابهم من جلسة مجلس الوزراء اليوم الجمعة، ما يقوله وزراء التكتل عن أن لا يعقل أن يضع رئيس الحكومة جدول الأعمال ويفرض على الوزراء مناقشته". وقال : "هذا الكلام مرفوض ومن المفيد التذكير بنص المادة 64 من الدستور – الفقرة السادسة، وفيها: يدعو رئيس مجلس الوزراء مجلس الوزراء الى الانعقاد ويضع جدول أعماله، ويطلع رئيس الجمهورية مسبقا على المواضيع التي يتضمنها وعلى المواضيع الطارئة التي ستبحث". ولفت الى أنه "إذا كان المقصود من كلام السادة الوزراء العودة مجددا الى محاولة خلق أعراف جديدة على حساب التوازنات التي أرساها إتفاق الطائف وكرسها الدستور اللبناني، أو الانتقاص من صلاحيات رئيس مجلس الوزراء الدستورية، فان هذا الامر غير وارد على الاطلاق ،تحت أي ظرف" . وجزم أن رئاسة مجلس الوزراء لن تكون مكسر عصا في كل مرة يجد فيها البعض نفسه مأزوما ، أو ساعيا الى دور وحجم يتجاوز حقه الطبيعي" . وحول ما ذكره "أحد وزراء التيار الوطني الحر أنه لم يتم حتى الساعة تعيين رئيس لمجلس القضاء الاعلى، على رغم مرور شهرين على ارسال طلب الى الامانة العامة لمجلس الوزراء بملء الشواغر في السلطة القضائية"، أوضح ميقاتي أن "أي طلب لم يرد بهذا الصدد الى الامانة العامة ، علما أن ملف التعيينات برمته ، ومن ضمنها التعيينات القضائية ، تتم مقاربته تباعا على قاعدة إختيار افضل العناصر والكفاءات" . وإذ حذر "إن الظرف الراهن بالغ التعقيد والحساسية ولا يحتمل بالتالي أي مغامرات أو رهانات تشكل مدخلا لشرخ اضافي في البلد"، شدد ميقاتي على أن "المطلوب من الجميع التعاون والتعاضد لحماية هذا الوطن وإبنائه والارتقاء بالممارسة السياسية الى مستوى المسؤولية الوطنية" . وكان قد قاطع وزراء "التغيير والإصلاح" عصر اليوم الجمعة جلسة الحكومة وقالوا انهم ممتعضون من طريقة التعاطي مع المشاريع التي يقدمونها في الجلسات مما أدى إلى تأجيل الجلسة إلى الأربعاء المقبل

 

عون يهدد باستقالة وزرائه: من يخاف على ماله في الخارج فليترك الحكم

نهارنت/بعد أقل من يوم على تلويح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالإستقالة إن لم تمول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كرر رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون رفضه القاطع للتمويل داعيا من يخاف على أمواله أن "يترك الحكم" ومهددا باستقالة وزرائه من الحكومة إذا استمر عملها "بهذه الطريقة". وقال عون في عشاء هيئة قضاء جبيل في التيار الوطني الحر مساء الجمعة "نحن نرفض وسنرفض الإقرار للمحكمة بالتي تطلب به من لبنان ولا يجوز دائما الخنوع للمصالح ومن يخاف على أمواله فليترك الحكم للفقراء لأنهم لا يخافون على شيء". وكان قد رأى ميقاتي في حديث مساء الخميس ان استقالته "تحمي لبنان" إذا قررت الحكومة عدم تمويل المحكمة الدولية جازما أنه لا يتخايل نفسه في موقع رئاسة الحكومة ولا يلتزم بالقرارت الدولية. وشدد عون على أنه "لا يمكن لمن يخاف على مصالحه في الخارج أن يحكم لبنان" مستحلفا كل القانونيين في لبنان والعالم "أن يحكموا بتفسير القانون الدولي إذا كان يسمح بهذا الإجراء" مضيفا "لا يمكن أن يفرضوا على لبنان ما يريدوه وأنا أستعد مجددا للمخاطرة بنفسي ولن أخاطر بالوطن". وإذ هدد أن يقوم "بأمر تحصيل لرئيس الحكومة ونحصل منه المال الذي دفعه زورا وبهتانا" في حال مولت المحكمة تابع عون "إن التخويف والترهيب والخدعة بأن هناك تدابير تقتص من لبنان لن يرهبنا". وأردف "من لا يريد أن يلتزم بالدستور اللبناني لا يرتبط مع الخارج ليضر بلبنان" جازما أن كل تعهد ثنائي أو ثلاثي أو رباعي بين لبنانيين والخارج "لن نقر فيه إطلاقا". وذكر عون أن "أولوياتنا بتعيين رئيس مجلس قضاء أعلى كي ينظف القضاء ويطهر ويصبح فاعلا، أولوياتنا هي مد الكهرباء لكل القرى اللبنانية 24 ساعة على 24". وأضاف أن "واجباتنا أن نقوم بمشاريع مياه الشفاه والري فهل نجوز أن نكون الخزان المائي الأول في الشرق الأوسك ونعطش؟". وكان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" قد أشار في مداخلة عبر نشرة أخبار الـ"OTV" أن "لا فائدة من البقاء" في الحكومة إذا استمر عملها بهذه الطريقة" مؤكدا أن وزراءه جاهزون "لكل الإحتمالات". وقال عون أن خطوة وزرائه جلسة الحكومة بعد الظهر لا تأتي ردا على حديث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لكنه أردف "نرفض هذا الأسلوب إما تعطوني أو أنا أستقيل". وتابع عون "نحن مستعدون لكل الإحتمالات" مشيرا إلى أن "كل يهددنا ونحن نتنازل فهل غير معقول؟". وسأل "لمذا لا يعين رئيس مجلس قضاء أعلى؟ يقولون أن لدينا عشرة وزراء في الدولة ولكن من عينّا؟ لا أحد" رافضا تحديد موعد لاستقالة الحكومة.

 

عون امام وفد نسائي سوري:على الشعب السوري المطالبة بالحوار وليس بالعنف

نهارنت/دعا رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الشعب السوري الى "المطالبة بالحوار وليس بالعنف". وقال خلال امام وفد نسائي سوري في الرابية "لسنا بحاجة لا في سوريا ولا في لبنان الى صناديق الرصاص بل نحتاج الى صناديق الاقتراع"، محذراً "الشعب السوري من تكرار تجربتنا في السبعينات". وشدد عون على أن "الحوار مطلوب وعندما نتنازل عن شيء يريدون أكثر وهدف العدو رأس النظام، وليس المطلوب فقط الاصلاح"، متسائلاً "لماذا العنف واللجوء الى الخارج؟ في حين أن الخارج يحقق أهداف هي ليست أهدافنا؟". وتابع: "نحن وإياكم من جذور واحدة وثقافتنا واحدة ومن هنا نساهم بتنوير الرأي العام كي لا يقع فريسة الارهاب والخوف من الدول العظمى التي تحاول تغيير خريطة المنطقة"وسأل عون "كيف أصدق المجتمع الدولي أنه يريد حقوق الانسان ويدعم الحركة العنفية في سوريا، مشيراً الى أن العنف ليس لمصلحة المواطن السوري". وختم بالاشارة الى اشياء ثلاث يجب الحفاظ عليها للعيش مطمئنين، وهي حرية المعتقد الديني والسياسي، وحرية التعبير بحرية ضمن سقف الحقيقة لا ضمن الدعاية والكذب، وحق الاختلاف بيننا".

 

"النهار" تنشر محضر اجتماع القاهرة/تدرّج لبنان من "الاعتراض" إلى "النأي"

النهار/تدرّج موقف لبنان من معترض الى النأي بنفسه عن مشروع قرار لاتخاذ عقوبات اقتصادية ضد سوريا، وأخرى سياسية، هي قطع العلاقات الديبلوماسية بين الدول العربية وسوريا. طرح المشروع على الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب في جلسته الثانية التي ُعقدت في فندق "فايرمونت " بالقرب من مطار القاهرة لسبب امني  في ختام اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الوضع في سوريا، برئاسة رئيس وزراء قطر وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني . ومثلّ لبنان في الجلسة الاولى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور وتبلغ الحضور ان سوريا تطالب بتضمين نص البروتوكول ملحقا عن الاستفسارات السورية عليه، وفق رسالة بعث بها وزير الخارجية وليد المعلم. وهنا رفع الامين العام الجلسة لتداول الرسالة السورية خلال خلوة عقدتها اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الوضع في سوريا . وبسبب ضيق الوقت، ولاضطراره للتوجه الى نيقوسيا غادر منصور الى المطار الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، وكلف السفير لدى مصر والمندوب لدى الجامعة خالد زياده ترؤس الوفد اللبناني.

ولدى عقد الجلسة الثانية لمجلس وزراء الخارجية العرب، أبلغ العربي أن ليس في الامكان الموافقة على طلب المعلم اضافة الاستفسارات السورية وإلحاقها بنص بروتوكول انشاء مركز قانوني للجامعة وتحديد مهمة المراقبين المفترض توجههم الى المناطق الساخنة في عدد من المناطق السورية وعددها 16. ولفت الى ان العربي أبلغ ايضا انه تقرّر اعطاء سوريا مهلة تنتهي عند الساعة الاولى بعد ظهر امس بتوقيت القاهرة وجرى تمديدها حتى نهاية النهار بعدما تأخر ارسال الجواب السوري. وأوضح انه في حال لم ترسل سوريا ممثلا لها لتوقيع مشروع البروتوكول مع الجامعة سيصار الى اتخاذ قرار يعده المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للجامعة بعد عقد اجتماع له اليوم السبت لاعداد لائحة بالعقوبات الاقتصادية التي اصبحت معروفة، وهي وقف الرحلات الجوية لشركات الطيران العربية الى دمشق ومنع استقبال طائرات شركة الطيران السورية في المطارات العربية. ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري ووقف التبادلات التجارية. أما العقوبة السياسية فهي قطع العلاقات الديبلوماسية بين الدول الموافقة من جهة وسوريا من جهة اخرى.

ونقل أحد المشاركين في الجلسة ان السفير زيادة ابلغ ان لبنان يعترض على مشروع القرار وفق نص أعده منصور وتلاه على المجتمعين، وأكد فيه الاسباب التي تمنع لبنان من الموافقة على هذا المشروع نظرا الى ارتداداته السلبية على لبنان ومصالحه الاقتصادية وهو ضد قطع العلاقات الديبلوماسية... وقبل ختام الجلسة طلب زيادة الكلام مجددا وتسجيل ذلك في المحضر الرسمي، وقال: "أريد ان أوضح ان لبنان ينأى بنفسه عن مثل هذا المشروع". هنا سأله الشيخ حمد بتهكم: "ما المقصود بالنأي بالنفس" ليس في الديبلوماسية مثل هذا الموقف". وتدخل العربي فقال: "في مثل هذه الحال نحن أمام ثلاثة معايير: الاعتراض او الامتناع او التأييد". شرح زياده المقصود بالنأي بالنفس انه لا دخل لنا بمشروع القرار لا من قريب ولا من بعيد".

وعقبّ الشيخ حمد: "سجلوا ذلك في المحضر".

     وذكر ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تحفظ وقال: نحن لا ننأى بنفسنا. لدينا مصالح مع سوريا. كما تحفظ وزير الخارجية الاردني عن بعض بنود العقوبات المدرجة لمصالح ملزمة. وأيده وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي الذي تحفظ ليس فقط عن بعض بنود العقوبات، وأكد ان بلاده هي مع المبدأ غير أنه طلب حذف البند 6 المتعلق بقطع العلاقات الديبلوماسية. ودعا الى تخفيف وطأة العقوبات والتعامل معها بالتدرّج، لان ليس في نظام الجامعة فصل سابع. وردّ الشيخ حمد: "اذا أخذنا بالتحفظات عن بعض البنود للعقوبات وقطع العلاقات فهذا يعني اننا أفرغنا مشروع القرار من مضمونه". ووُصفت المداخلات بأنها كانت رصينة وهادئة لكن العربي بدا متوترا.

ويذكر أن متظاهرين سوريين طوقوا السيارات المخصصة لنقل الوزراء الى المطار، وتدخلت عناصر قوى الامن فأبعدتهم عن السيارات، ودام ذلك ثلث ساعة.

 

بري: حل الأزمة ليس باستقالة الحكومة بل بايجاد حل من خلال الحوار 

نهارنت/شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن "الحل ليس باستقالة الحكومة بل بإيجاد حل والحرص على لبنان يكون بالتفاهم وباستمرار بالبحث عن حل". وتمنى خلال افتتاحه المؤتمر العام البلدي الوطني الأول لحركة "أمل"، على الجميع "الانتباه أن دقة المرحلة تقضي أن نحفظ لبنان وهذا الشرق وأن ننتبه الى الخطر الذي يهدد وطننا هو من الجنوب أي من اسرائيل". وجدد بري التأكيد أن استقرار الوطن هو مسؤولية الجميع وليس مسؤولية الحكومة دون معارضتها، مشيراً الى أن أحداً لا يمكن له أن يرفع عن نفسه المسؤولية تجاه الأزمات التي نعاني منها ولا يمكن لأحد في ظل الأوضاع الاقليمية أن يدفن رأسه في الرمل أو أن يرتب الاولويات وفق مصالحه.

وشدد على أن "التجارب أثبتت أن لا أحد يستطيع أن يملك حق الفيتو على القرارات الوطنية"، لافتاً الى أن "التفاهمات تحتاج الى جلوس على طاولة حوار برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان للوصول الى إجماع حول ما نختلف عليه وما نتفق عليه". ووجّه بري الشكر لقوات "اليونيفيل" على مساعدتها لمختلف البلديات في منطقة عملهم مؤكداً أن "رعايتنا لهذا المؤتمر هو تعبير عن دعمنا وعلى هذا المؤتمر أن يفتح الباب من أجل التأكيد أن أكبر قوى تمثيلية منتخبة تدعم انجاز قانون اللامركزية الذي لا يزال معلقاً مجلس النواب والحكومة وكل ما اقتربت اللجان النيابية من انجازه تعود الحكومات الى سحبه حتى أصبح أشبه بسيارة قديمة لم تعد تنفع". ودعا الى يوم يكون شعاره "نعم لإقرار قانون اللامركزية الادارية وقانون انتخاب عصري والتأسيس للقاءات تشاورية وتدريبية للمختارين لإدخال التكنولوجيا الى عملهم". ورأى انه لا بد من التأكيد على أن اللامركزية هي المدخل لإعادة ثقة المواطن بالدولة، مطالباً بتحرير البلديات من الصندوق البلدي المستقل عبر ادخال حصة كل بلدية في الموازنة العامة بحيث تكون قادرة على التعرف عليها بطريقة واضحة وقادرة على الحصول عليها بطريقة منتظمة. وأعلن بري أن "جزءاً كبيراً من الأحداث السورية هدفه صرف النظر عن الانسحاب الأميركي من العراق".

وأشار في كلمته الى أن "هذا الأمر يتطلب أن لا نحول بلدنا خاصرة موجعة لسوريا وللمنطقة لأن لبنان سيكون الأكثر توجعاً من ذلك".

وشدد بري أنه "أن يكون لكل منا مشاعره تجاه ما يجري على مساحة الوطن العربي وعلى مساحة سوريا خصوصاً، لا يبرر لأحد أن يضع نفسه في مكان السوريين والا فكيف يحق لطرف من الأطراف اتهام الاخرين بأخذ لبنان الى الحرب؟". ولفت في الى أنه كان أول من عبّر عن مخاوفه من أن تؤدي الاوضاع في سوريا الشرارة لإشعال المنطقة، مشيراً الى أنه "لا يقصد تخويف اللبنانيين ولكنه لا يريد لأحد أن يصدق بأن التضحية بأي نظام سياسي هو انتقام مشروع أو لن يؤدي الى شيء، بل على الجميع أن يدرك ان لبنان هو مرآة المنطقة التي تعكس صورته". وأمل "أن يدرك الجميع أن المسؤولية الأساسية ستبقى دعم الشعب الفلسطيني"، معتبراً "أن أي بوصلة لا تشير الى القدس والى فلسطيني هي بوصلة مشبوهة". وسأل "أين اصبحت عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة؟ وأليست هذه من الديمقراطية؟

 

ثقل ميشال عون...ضمانة للنظام السوري!

ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله

 وسع النظام السوري من وصايته على لبنان وعزز سيطرته على البلد بفضل ميشال عون، ومع مثل هذا النوع من الحلفاء لا تعود هناك حاجة الى اعداء. فمع وقوف عون الى جانبه، لم يبق امام النظام السوري سوى البحث عن كيفية الرحيل في أسرع وقت.

يفترض في النظام السوري الشعور حقّا بانّ الامور ليست على ما يرام بالنسبة الى مستقبله. يكفيه التمعّن بالموقف الموقف الذي اتّخذه النائب اللبناني المسيحي ميشال عون كي يشعر بانّ الامور لا تسير حسب الخطة المرسومة التي يمكن ان توصله الى شاطئ الامان. رمى ميشال عون، وهو بحدّ ذاته نكتة سمجة اسمها "الجنرال"، بثقله خلف النظام السوري. والرجل ثقيل فعلاً، ذلك ان الذين يقهقهون لنكاته السخيفة، اضافة الى شخصه الكريم طبعا، هم الوحيدون الذي يتفوقون عليه بثقل الدم والسطحية. كيف يمكن للنظام السوري ان يكون له مستقبل آخر غير السقوط المريع ما دام عون، الحليف السابق لصدّام حسين يؤيده؟ هل من مصير لايّ نظام يحظى بدعم "الجنرال" غير مصير صدّام ونظامه؟ ان ثقل ميشال عون يشكّل افضل ضمانة للمصير القاتم الذي ينتظر نظاماً يعتقد ان في استطاعته الانتصار على شعبه عن طريق القمع.

بعيدا ًعن الجدل الدائر في شأن من بين اللبنانيين يؤيد النظام السوري ومن يقف مع الشعب السوري وثورته الاصيلة، لا مفرّ من الاعتراف بانّ جامعة الدول العربية اتخذت اخيراً موقفاً كان يفترض عليها اتخاذه قبل اربعين عاماً واكثر، اي منذ بدأ النظام السوري يرسل اسلحة ومسلحين الى لبنان بهدف زعزعة الاستقرار في الوطن الصغير وتحويل مسيحييه الى اهل ذمّة في حاجة مستمرة الى حمايته.

من سلّح الفلسطينيين في لبنان هو النظام السوري ومن اغرق الفلسطينيين في المستنقع اللبناني هو النظام السوري ومن كان يسلّح الميليشيات المسيحية بين حين وآخر بحجة التخلص من الوجود الفلسطيني هو النظام السوري ولا احد غير النظام السوري... الى ان دخلت اسرائيل، في وقت لاحق، على الخط!

لا حاجة الى تعداد افضال النظام السوري على لبنان، بما في ذلك ادخال عناصر "الحرس الثوري" الايراني الى اراضيه، وذلك منذ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم الذي فرض على الوطن الصغير فرضاً في العام 1969. وقتذاك، لم يتجرّأ اي من العرب على الخروج عن صمته وقول كلمة حق من نوع: لماذا الهرب الى لبنان والى جنوبه تحديدا على الرغم من انه لا يمتلك سوى قدرات عسكرية محدودة جدّا ويعتبر رسميا دولة "مساندة" وليس دولة "مواجهة"؟

من حسن الحظ انه بات هناك الآن بين العرب من يقول للنظام السوري بالفم الملآن ان كفى تعني كفى وان افضل ما يمكن ان يفعله الرئيس بشّار الاسد هو التنحي. يظلّ التنحي افضل خدمة يمكن تقديمها لسوريا ولبنان والاردن والعراق وكلّ بلد من دول المنطقة، خصوصا دول الخليج العربي.

التنحي اليوم قبل غد، نظرا الى انه كلّما مرّ يوم آخر يزداد عدد الشهداء في صفوف الشعب السوري وتزداد مخاطر الحرب الاهلية في البلد.

تكمن المشكلة الاكبر التي تواجه النظام وادواته القمعية والمستفيدين منه من "الشبيحة" في ان سوريا كلها تقف في وجه النظام. سوريا كلّها تريد التغيير.

من كان يتصوّر ان اهل السنّة في درعا سيقفون يوما في وجه النظام؟ الى الامس القريب كانت درعا تعتبر من المدن التي يعتمد عليها النظام. كان اهلها واهل المناطق المحيطة بها من المحظيين الذين يمكن الاعتماد عليهم في عملية توسيع الرقعة الجغرافية الموالية بشكل مباشر للاسرة الحاكمة.

هناك سوريا جديدة تولد حاليا. هذا ما يفترض ان يستوعبه النظام.

في النهاية هل يستطيع النظام القضاء على حمص وحماة ودرعا ودير الزور والقامشلي وعشرات المدن والبلدات والقرى، ام ان هذه المدن والبلدات والقرى باقية الى الابد والنظام زائل؟

انها معادلة في غاية البساطة في اساسها ان حماة انتفضت في العام 1964 ثم في العام 1982 وها هي تنتفض اليوم مجددا والى جانبها حمص وكلّ المنطقة المحيطة بها... وصولا الى ادلب!

تلك هي المعادلة التي يرفض النظام السوري التعاطي معها. لذلك، لا يستطيع النظام الاخذ والرد مع جامعة الدول العربية.

لا يستطيع بكل بساطة قبول اي مبادرة عربية او استقبال مراقبين يجولون بحرية في الاراضي السورية.

فقد النظام اي رابط مع الحقيقة والواقع تماما كما حصل مع معمّر القذّافي الذي اعتقد ان ملايين الليبيين واقعون في غرامه وهم على استعداد للسير معه الى النهاية. لا يدري النظام السوري ان هناك مرحلة انتهت وان مشكلته قائمة مع الشعب السوري وليست مع اي طرف آخر وان المطلوب اليوم قبل غد ايجاد مخرج، اقلّه من اجل وضع حدّ لحمام الدمّ.

اثبت الشعب السوري انه شعب عظيم يرفض العبودية الى ما لا نهاية. اذا بنا نكتشف سوريا ونكتشف الشعب السوري.

ما نشهده اليوم في كل زاوية من زوايا سوريا ثورة حقيقية ولا شيء غير ذلك. من يقول عكس هذا الكلام لكبار المسؤولين السوريين لا يريد الخير لهم ولابنائهم ولا لسوريا والسوريين.

فما لا يمكن تجاهله ان كلّ كلام عن اصلاحات في سوريا لا معنى له لا من قريب ولا من بعيد. هناك نظام لا يمكن اصلاحه. هذا النظام وصل الى نهاية النهاية. المسألة مسألة وقت فقط.

حاول النظام في البداية القاء المسؤولية على الاستقلاليين والوطنيين في لبنان، فاتهمهم بتهريب اسلحة الى سوريا. لم يستطع تقديم ايّ اثبات على ذلك. سعى حتى الى التهديد بانه قادر على اعادة فتح جبهة الجولان وتغيير الوضع السائد في جنوب لبنان. فشل في ذلك فشلا ذريعا. ليس هناك من يريد اخذ تهديدات النظام على محمل الجد.

صار النظام السوري مكشوفاً. اللعبة الروسية تضرّه اكثر مما تفيده.

ماذا فعل الاتحاد السوفياتي للعراق في العام 1990؟ وماذا فعلت روسيا لـ"جماهيرية" معمّر القذّافي... وللقذّافي نفسه في السنة 2011؟

عندما يقف ميشال عون مع النظام السوري، يفترض بهذا النظام ان يقلق. في الاعوام 1988 و1989 و1990، وعد "الجنرال" اللبنانيين بتخليصهم من الوصاية السورية.

وقتذاك، كان قائدا للجيش اللبناني ورئيسا لحكومة موقتة مهمتها الوحيدة الاعداد لانتخابات رئاسية. كان يقيم في قصر بعبدا. كانت النتيجة ان ميشال عون فعل كلّ شيء من اجل تمكين القوات السورية من دخول قصر الرئاسة ووزارة الدفاع اللبنانية للمرة الاولى منذ استقلّ الوطن الصغير. كانت حساباته خاطئة مئة في المئة.

وسع النظام السوري من وصايته على لبنان وعزز سيطرته على البلد بفضل ميشال عون...من حسن حظ لبنان في السنة 2011 وقوف "الجنرال" مع النظام السوري.

مع مثل هذا النوع من الحلفاء لا تعود هناك حاجة الى اعداء فمع وقوف عون الى جانبه، لم يبق امام النظام السوري سوى البحث عن كيفية الرحيل في اسرع وقت. اليوم قبل غد، وغداً قبل بعد غد...رأفة بسوريا والسوريين، وحتى بأهل النظام، قبل ايّ شيء آخر!

 

خبراء: ضرب إسرائيل لإيران لابد أن يسبقه قصف لحزب الله

محمد نعيم /ايلاف

لم يستبعد خبراء إستراتيجيون نية إسرائيل شنّ هجوم عسكري على لبنان، ضماناً لتحييد حزب الله في حال مواجهة وشيكة بين تل أبيب وطهران، وفي حديث خاص لـ "إيلاف" علّق الخبراء على حديث إسرائيل عن تعرضها لتحرشات من الحزب الشيعي، والتدريبات العسكرية التي تجريها جبهة إسرائيل الشمالية استعداداً للمواجهة.

رغم الهدوء النسبي الذي يسود جبهة لبنان الجنوبية، إلا أنه سُمعت انفجارات قوية على هذه الجبهة في الأسبوع الماضي، وأفادت تقديرات الأوساط العسكرية في تل أبيب أن الإنفجار نجم من انفجار مستودع للأسلحة تابع لحزب الله، إلا أن تقديرات أخرى في بيروت اعتبرت الانفجار نتيجة لعملية قامت بها طائرة إسرائيلية من دون طيار في جنوب لبنان.

يعكس تباين التقديرات، بحسب دوائر سياسية في القاهرة، حالة من التحرش العسكري الإسرائيلي الخامل بحزب الله، في حين ترى دوائر عسكرية في تل أبيب، أن الحزب الشيعي يسعى إلى عمل عسكري ضد إسرائيل. في المقابل يواصل الجيش الإسرائيلي تدريباته، خاصة على الجبهة الشمالية، استعداداً لما تصفه صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بصدّ أي هجوم مرتقب من حزب الله على إسرائيل. وتؤكد دوائر عسكرية إسرائيلية للصحيفة أن المواجهة المرتقبة مع حزب الله لن تقتصر على عناصر الحزب فقط، وإنما ستطال الجيش اللبناني، الذي سيعمل إلى جانب حزب الله ضد إسرائيل.

تصاعد حدة التوتر بين تل أبيب والجيش اللبناني

في هذا الصدد نقل تقرير أعدته صحيفة يديعوت أحرونوت عن العقيد شادي أبو فارس قائد كتيبة الـ (سيف) التابعة للفرقة الإسرائيلية الغربية، أنه أجرى تدريبات مع كتيبته في المنطقة الغربية خلال الأسبوع الماضي، استعداداً للعودة إلى خط التماس مع لبنان.

وأوضح أبو فارس في سياق حديث مع الصحيفة العبرية: "أن جنود الجيش الإسرائيلي المنتشرين على طول الشريط الحدودي مع لبنان، منعوا تسلل عناصر موالية للفلسطينيين عبر الجدار العازل بين الجبهتين الإسرائيلية واللبنانية، وظهر ذلك بوضوح خلال إحياء الفلسطينيين المقيمين في لبنان ذكرى ما يصفونه بـ (ذكرى النكبة) في حزيران/ يونيو الماضي".

وأكد أبو فارس، الذي ينتمي إلى الطائفة الدرزية في إسرائيل، أن الجنود الإسرائيليين لن يكونوا سباقين بإطلاق النار على اللبنانيين في الناحية الشمالية من الشريط الحدودي.

على الرغم من ذلك، أشار أبو فارس إلى أن إسرائيل تعتبر اللبنانيين، خاصة العناصر المحسوبة على حزب الله، أعداءً للدولة العبرية، ونقلاً عن أبو فارس، ألمحت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه خلال العام والنصف عام الأخير، تصاعدت حدة التوتر بين إسرائيل والجيش اللبناني، ولعل ذلك بدأ بشكل محدد، عندما ابتعدت الحكومة اللبنانية عن تحالفها مع الدول الغربية رويداً رويداً، لترتمي في أحضان حزب الله، وتضاعف من قبضته الحديدية وسيطرته على لبنان.

وفي آب/ أغسطس الماضي فتحت عناصر من حزب الله النار على دورية إسرائيلية، كانت تسير قرب السياج الحدودي، ووفقاً لتقديرات عسكرية في بيروت، أصيب جندي لبناني بجروح خطرة، وقد وقع هذا الحادث بعد عام من مقتل قائد كتيبة الاحتياط (دوف هراري)، وهو الحادث الذي أسفر عن تبادل لإطلاق النار بين الطرفين.

وتشير معطيات الصحيفة العبرية إلى أن كتيبة الطائفة الدرزية، هي أفضل الكتائب في الجيش الإسرائيلي، التي تستطيع تحديد كل هدف على الحدود مع لبنان، وخلال الأيام القليلة الماضية، احتفل ضباط وجنود الكتيبة بمرور عشر سنوات على خدمتهم العسكرية في الجبهة الأكثر توتراً، فعلى الرغم من الهدوء النسبي منذ حرب لبنان الثانية، لا تستطيع الدوائر السياسية والعسكرية في إسرائيل تقدير السيناريو، الذي ستكون عليه المواجهة المقبلة بين إسرائيل وحزب الله.

تسلل عناصر الحزب واختطاف جنود اسرائيليين

في محاولة لإلقاء الضوء على ما يجري في الجيش الإسرائيلي، خاصة داخل الجبهة الشمالية، يؤكد العقيد الدرزي أبو فارس في حديثه مع صحيفة يديعوت أحرونوت: "السيناريو المركزي، الذي يعمل عليه الجيش الإسرائيلي حالياً هو محاولات تسلل عناصر من حزب الله إلى إسرائيل، ويندرج في إطار هذا السيناريو محاولات الحزب اختطاف جنود من الجيش الإسرائيلي".

في الوقت عينه يرى أبو فارس أن حرب لبنان الثانية، ردعت حزب الله عن مواصلة محاولاته الرامية إلى التسلل إلى إسرائيل، أو اختطاف جنود من جيشها، كما إن حسن نصر الله يعيش في حالة من التحسب لأية محاولات إسرائيلية باغتياله، كما إنه يتستر في أحد المخابئ التابعة للحزب، خشية أن تطاله أيادي إسرائيل، فمنذ حرب لبنان الثانية، بحسب أبو فارس، لم يطلق حزب الله قذيفة واحدة على إسرائيل، غير أن قواته توجد بصورة مكثفة على خط المواجهة.

ففي اليوم الذي انفجر مستودع أسلحة تابع لحزب الله في منطقة لا تبعد كثيراً عن الشريط الحدودي مع إسرائيل، تلقت تل أبيب تحذيرات من إيران على خلفية هذا الحادث، إذ حذر يحيى رحيم صفوي  المستشار العسكري لعلي خامنئي، الزعيم الروحي لإيران الجنرال – حذر إسرائيل من إقدامها على قصف منشآت بلاده النووية، وقال: "إن ايران سترد في هذه الحالة بإطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل، وينضم إلى هذا الهجوم حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة".

ووفقاً للصحيفة العبرية قال الجنرال صفوي: "إن إيران لن تعتمد في مواجهتها مع إسرائيل على صواريخها الباليستية، ويكفي لتدمير المدن الإسرائيلية الصواريخ التقليدية الإيرانية، وصواريخ الـ (كاتيوشا) التي سيطلقها حلفاؤنا في حزب الله على الدولة العبرية"، وتشير معطيات يديعوت أحرونوت إلى أن صفوي كان في السابق قائداً للحرس الثوري الإيراني.

 أما في ما يتعلق بالعقيد الإسرائيلي الدرزي شادي أبو فارس، فقالت يديعوت أحرونوت إنه قام بدور محوري خلال حرب لبنان الثانية، وحصل جنود وضباط وحدته العسكرية على أنواط ونياشين عسكرية من الدرجة الأولى،  نظراً إلى ما وصفته تل أبيب في حينه بالمعدات الاستخباراتية بالغة الأهمية التابعة لحزب الله في مختلف المدن والقرى اللبنانية، إضافة إلى المواجهات الموفقة التي خاضوها قبالة عناصر حزب الله، ونقلت الصحيفة عن أبو فارس قوله: "لدينا في الكتيبة سريّة معروفة باسم (لبنان) هذه السريَة على دراية كاملة بكل كبيرة وصغيرة في الجانب الشمالي للشريط الحدودي مع لبنان.

مواجهة استباقية بين حزب الله وإسرائيل

في تصريح خاص لـ "إيلاف" يعلق على تقرير الصحيفة العبرية الدكتور أحمد منيسي، الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام، ويقول: "تدرك إسرائيل جيداً أن لبنان، وتحديداً حزب الله هو الجبهة الإيرانية الثانية، ولذلك فإنه من غير المنطق الحديث عن حرب إسرائيلية إيرانية، قبل الحديث عن مواجهة استباقية بين إسرائيل وحزب الله.

فقبل أن تشرع إسرائيل في تدمير منشآت إيران النووية، عليها أولاً قصف حزب الله للحيلولة دون انضمامه إلى الجبهة الإيرانية ضد إسرائيل، ولذلك تتعمد إسرائيل التحرش بالحزب وعناصره في الجنوب اللبناني، وعادة ما تمهّد إسرائيل لأية مواجهة عسكرية مع أي من الجبهات، بوابل من التقارير الإعلامية، التي تحاول من خلالها تبرير موقفها السياسي والعسكري، ولعل حديثها عن جبهتها الشمالية وإجرائها تدريبات عسكرية قبالة عناصر حزب الله، يؤكد نواياها الحتمية الرامية إلى المبادرة بعمل مسلح ضد حزب الله.

وفي تصريحات خص بها "إيلاف"، يرى الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة إسرائيل في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط: "أن تل أبيب أعدت بالفعل خطة لمباغتة لبنان بعمل مسلح، ليمهد هذا الهجوم لضرب منشآت إيران النووية بعد ضمان تحييد عناصره، وعدم مشاركتهم الجبهة الإيرانية في مواجهة وشيكة مع إسرائيل، والخطة التي يدور الحديث عنها تناولتها بعض التسريبات العسكرية الغربية، ويطلق عليها (دبورا)، إذ كانت تستعد إسرائيل خلال شهر آب/أغسطس الماضي، لتوجيه ضربة عسكرية لحزب الله، ورصدت دوائر الحزب تحركات غير تقليدية لمقاتلات إسرائيلية تعتزم شنّ هجوم على لبنان".

ويوضح الدكتور فهمي: "أن إسرائيل تراجعت عن الخطة، التي يدور الحديث عنها، بعد تلقي قيادة الأركان الإسرائيلية تعليمات بذلك من المستوى السياسي في تل أبيب"، ويؤكد الدكتور فهمي أن هذا الإرجاء ربما يعود إلى تأخر الضوء الأخضر، الذي تسعى إسرائيل إلى الحصول عليه من الولايات المتحدة وأوروبا، إذ تتقاسم الجهتان تحسبات بالغة من اندلاع عمل مسلح في منطقة الشرق الأوسط.

وتشير تقديرات الموقف في واشنطن، بحسب الدكتور فهمي، إلى أن المناورة بعمل مسلح بين أية جبهتين في المنطقة، ربما يقود المنطقة بأثرها إلى بركان ثائر من غير المعروف كيفية إخماده.

تقنيات استخباراتية غير مسبوقة

من جانبه يؤكد الخبير الاستراتيجي أحمد عز الدين في حديث خاص لـ "إيلاف": "أن حزب الله بات مزوداً بتقنيات استخباراتية غير مسبوقة، ربما تمكنه من استكشاف نوايا إسرائيل الرامية إلى الهجوم عليه، فخلال الفترة التي تلت حرب لبنان الثانية، عكفت إيران على تزويد الحزب بما يفتقره من معدات استخباراتية عالية التقنية، فضلاً عن العتاد العسكري، الذي يفوق تسليح الحزب خلال مواجهته مع إسرائيل في الحرب الفائتة".

ويوضح الخبير عز الدين في حديثه لـ "إيلاف": "أن حسن نصر الله عقد خلال الآونة الأخيرة جلسات تشاورية عدة مع قيادات الأذرع العسكرية في الحزب، وتمخضت الجلسات عن تقديرات محددة، أشار مضمونها إلى أن الحرب الإسرائيلية الوشيكة ضد طهران ستطال حزب الله، وينبغي حسم موقف الحزب من تلك المواجهة، عبر توجيه ضربة إلى إسرائيل فور إطلاق أول قذيفة من تل أبيب على طهران.

استبق هذه الاجتماعات عودة ما يربو على 727 جندياً من حزب الله إلى الأراضي اللبنانية بقيادة مصطفى بدر الدين، صهر عماد مغنية، الذي اغتالته إسرائيل في دمشق، بعد تلقيهم تدريبات عسكرية مكثفة في إيران، وتدرك إسرائيل جيداً أنه حال توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، سيرد الحزب بإطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ على عمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وسيوجه جزءاً منها إلى قواعد سلاح الجو والمنشآت الحيوية في إسرائيل، خاصة أن حزب الله يمتلك – وفقاً لتأكيدات تل أبيب - كل الخرائط المتعلقة بمواقع قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك السرية منها".

  أما المفاجأة المثيرة، التي فجّرها الخبير الاستراتيجي، أحمد عز الدين، في سياق حديثه لـ "إيلاف"، فتكمن في تأكيد دوائر إسرائيلية بتمكن حزب الله من فك الشفرات السرية لاتصالات الجيش الاسرائيلي في مختلف القواعد، وبناء الحزب غرف خاصة تحتوي على أجهزة تنصت متطورة، فضلاً عن امتلاك الحزب عددًا كبيرًا من الصواريخ الذكية، التي تستطيع التغلب على المنظومات الدفاعية، التي تم تثبيتها على الدبابات الإسرائيلية في أعقاب حرب لبنان الثانية.

 

اعتقلوا شقيقها وهددوها بقتله وانتزاع ابنتها ما لم يسلّم زوجها نفسه

سوريّة تشهد: انتزاع الأطفال سلاح جديد بيد مخابرات الأسد

صلاح أحمد من لندن/ايلاف

تشهد مواطنة سورية أن قوات الأمن اعتقلت شقيقها، وهددتها بانتزاع طفلتها، إلا إذا سلّم زوجها نفسه لها. وتبعًا لهذا الأخير، وهو عضو في حركة معارضة سلمية، فإن النظام الحاكم يعني ما يقول، لأن أفضل سلاح يملكه من أجل بقائه هو قتل المعارضين وتخويف أهلهم.

دمشق: منذ إبريل / نيسان الماضي، وأسامة نصار (33 عامًا) يعمل من عدد من المواقع السرية بغرض تنظيم صفوف المعارضة السورية وتوحيد صوتها وإسماعه إلى العالم الخارجي، وكل هذا في إطار المقاومة التي تنبذ العنف. ويوم الجمعة الماضي، كانت زوجته ميمونة وحيدة مع ابنتهما في البيت في داريا (من ضواحي دمشق) وتتوقع زيارة من شقيقها صهيب (22 عامًا). فوصل فعلاً، لكنه كان مصحوبًا بشخصين. تحكي هذه المرأة لصحيفة «تايمز» البريطانية ما حدث فتقول: «فتحت الباب لشقيقي ومن افترضت أنهما صديقاه. لكن أحدهما دفعنا إلى داخل المنزل فجأة، وأخرج مسدسًا وصوّبه إلى رأس صهيب. ثم سألني عن زوجي، فقلت له إنه ليس في الدار. فقال إنه يعلم أن أسامة يختفي في مكان ما، وكرر السؤال نفسه، وأعدت عليه الإجابة نفسها».

وتضيف: «قال لي إنه في حال امتنع زوجي عن تسليم نفسه لقوات الأمن، فسيبعث فورًا برجال ينتزعون ابنتنا منا، إلى حين تسليم أسامة نفسه.

فنظرت إليه في غور عينيه وقلت له: «عيب عليك»!، وعندها أشار رجل المخابرات الآخر إلى هاتفي الجوال، وأمرني بالاتصال بزوجي فورًا، وإبلاغه بهذه الرسالة، فرفضت.

«قال لي الأول: «سنأخذ شقيقك في الوقت الحالي، وسننتزع الطفلة لاحقًا.. لا مراء في ذلك. وفي حال أصرّ زوجك على موقفه، فسنعيد إليكم شقيقك هذا نفسه داخل نعشه». ثم أخذا صهيب، ولم نره أو نسمع شيئًا عن مصيره منذ ذلك الحين». كانت ميمونة نصار تتحدث مع «تايمز» عبر هاتف «سكايب» من مكان مجهول، بعدما فرّت من الدار فور رحيل رجلي المخابرات مع شقيقها.

وقالت إن هذه التطورات تزعجها وتؤلمها كثيرًا، لكنها لا تدهشها، لأن أساليب المخابرات هذه صارت معروفة، مؤكدة أنها تزايدت بشكل مخيف بعد تكثّف الانتفاضة على نظام الرئيس الأسد.

وقالت إنها كانت محظوظة، لأنها فقدت شقيقها فقط، وليس شقيقها وابنتها. وأضافت أن المخابرات كانت قادرة على انتزاع الطفلة أيضًا في ذلك الحين نفسه. والسبب الواضح في تركها، كما قالت، هو «حرصها على ترهيبنا بأخذها حتى يسلم أسامة نفسه». ومضت تقول إنها تعرف عائلات أخرى انتزعت المخابرات صغارهم من أجل معاقبة آبائهم المعارضين وتسلميهم أنفسهم.

تصديقًا على هذا القول، تقول قوى المعارضة إن 280 من الأطفال والصبيان قتلوا خلال الأشهر الثمانية الماضية. ويقول «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يتخذ من لندن مقرًا له، إن أربعة صغار أعمارهم 10 سنوات و11 و13 و15 سنة على التوالي قتلوا أخيرًا برصاص قوات الأمن عشوائيًا في إحدى نقاط التفتيش في حمص.

وأسامة نصار - وهو من «الحركة السلمية السورية» - ليس الأول الذي تستهدفه قوات أمن الرئيس الأسد. ففي سبتمبر/أيلول الماضي أعيدت جثة صديق له، يدعى مطر، ويلقب «غاندي الصغير»، وهي ممثل بها، إلى والديه، بعد أربعة أيام على اعتقاله. وقبل شهرين، اعتقل ناشط صديق آخر لأسامة، هو يحيى الشوربجي، ولا يعرف مصيره حتى الآن، وما إن كان قد قتل أو ما زال على قيد الحياة.

وتعارض الحركة، التي ينتمي إليها أسامة، العنف، سواء كان من جهة الحكومة أو المعارضة. وهي تفضّل، بدلاً من هذا، استرعاء الانتباه إلى محنة السوريين عبر مظاهر تلفت النظر.

ففي دمشق وحلب - اللتين توصفا بـ«المدينتين الصامتتين»، لأنهما لم تشهدا نوع القلاقل التي اجتاحت معظم مدن البلاد الأخرى - تمكنت الحركة من صب صبغة حمراء في مستودعات بعض النوافير، حتى يصبح ماؤها رمزًا لدماء القتلى والجرحى. ويقول أسامة نفسه إنه لا يجد خيارًا أمامه غير الوقوف في وجه التهديدات التي يكيلها النظام إلى المعارضة عمومًا، وإلى عائلته الصغيرة خصوصًا.

ويضيف قوله: «يريدون ترهيبنا امتدادًا لسياسة التخويف، التي ظلوا يتبعونها على مدى عمر حكم آل الأسد، لأنهم اكتشفوا أن الخوف هو أفضل رادع لكل من تسوّل له نفسه المعارضة. وهؤلاء القوم يقتلون الشجاع والجبان على حد سواء.. فلماذا أموت جبانًا؟».

 

الشيخ فواز آل الخليفة، رئيس هيئة شؤون الإعلام في البحرين لـ"إيلاف": إيران متورطة في أزمات البحرين!

سلطان القحطاني/ايلاف

بعد ساعات من صدور بيان لجنة تقصي الحقائق في أحداث العنف في البحرين، التي بدأت في فبراير الماضي، يقول مسؤول بحريني رفيع في حديث مع "إيلاف"، إن إيران متورطة في دعم هذه التظاهرات، لكن بلاده لم تشأ تقديم هذه المعلومات إلى لجنة التحقيق الدولية، خشية تعرض عناصرها ومصادرها الاستخباراتية للأذى.

الشيخ فواز آل الخليفة، رئيس هيئة شؤون الإعلام في البحرين

المنامة: في حديث مع الشيخ فواز آل الخليفة، رئيس هيئة شؤون الإعلام في البحرين، قال بأن كل هذه الأزمة ما كانت لتحدث لو قبلت الوفاق، وهي أكبر تكتل شيعي معارض، بدعوة الحوار التي اطلقها ولي العهد الشاب الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وكانت تهدف إلى وضع حد للتوتر المزمن بين الحكومة والمعارضة.

وتطرق الحديث إلى عدة أمور هي حديث البحرين كله، ومن أهمها التعهد الملكي بمحاسبة كل من يثبت تورطه في تجاوزات ضد المعتقلين، من منسوبي الأمن، أو من المحققين في السجون، وملفات أخرى أجاب عنها الشيخ بابتسامته المعهودة، ولغته الواثقة، رغم سخونة الأحداث، والعواصف الرملية التي تضرب المنطقة، سياسة، واقتصاداً، وأمناً.

 وهذا نص الحديث:

-هل تعتقدون أن تقرير اللجنة يضع حلاً سياسياً للأزمة في البحرين؟

التقرير قال بوضوح "كان يمكن تجنب تلك الأحداث لو قبلت الوفاق بالحوار الذي دعا إليه سمو ولي العهد"، وقد وقعنا بسبب ذلك في أخطاء جسيمة ودخلنا الأزمة، ولكن لنحاول أن نتجنب الأخطاء الماضية ونرسم المستقبل، الآن هناك العديد من المرئيات التي خرجت من حوار التوافق الوطني، وهي ستترجم إلى تعديلات دستورية من شأنها أن تعطي صلاحيات أكبر لمجلس النواب المنتخب، وصلاحية للمشاركة في تشكيل الحكومة كنوع من المشاركة الشعبية، وذلك عن طريق تمرير التشكيل الحكومي على المجلس.

في البحرين نستطيع الوصول إلى توافقات وهذا ما يثبته التاريخ، إلا أننا الآن بحاجة إلى النوايا الصادقة، والحل السياسي لا يعني فقط إجراء تعديلات دستورية هنا وقانونية هناك، بل إن الحل الذي نحتاج إليه الآن قبل كل شيء هو المصالحة ومعالجة الشرخ المجتمعي الذي أوجدته الأحداث، إن الحل ليس تنفيذ مطلب معين، بل يجب أن يكون حلاً شاملاً يعيد النسيج الاجتماعي إلى أوجه، وكما أكد جلالة الملك فنحن في طريقنا إلى وضع حل شامل يرضي جميع الأطراف.

-كيف ستكون عملية الاستجابة لتوصيات التقرير.. كيف سيتم تنفيذها؟

الزميل سلطان القحطاني مع الشيخ فواز آل الخليفة

هذا سؤال مهم للغاية، وكما قال جلالة الملك في خطابه فإن مهمة الاستجابة للتقرير ستكون من مشمولات لجنة التنفيذ التي عقدت أول اجتماع لها في 24 نوفمبر، وستقوم بوضع مهمتها في جدول زمني واضح، وستقدم تقارير دورية حول تقدم عملها وستنشر ذلك عبر موقعها الإلكتروني، وسيكون ذلك بكل شفافية أمام الجميع حيث إن المملكة جادة جداً في عدم السماح بتكرار تلك الأخطاء.

-بعد صدور تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق هل سيكون هناك دور للأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان وهل تنوون إشراكهم في رسم مستقبل الإصلاحات في البحرين؟

بكل تأكيد سنتواصل ليس مع الأمم المتحدة فقط، بل مع منظمات أخرى لمساعدتنا في تطوير الإصلاحات التي تمكننا من القضاء على الأخطاء التي أشار إليها التقرير.

- ذكر التقرير أن لجنة تقصي الحقائق لم تجد دليلاً يثبت صلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالأحداث التي وقعت في البحرين، لماذا كانت الاتهامات تطلق على إيران إذن؟

لو قرأنا التقرير جيداً، لرأينا أنه قال بوضوح أنه بالفعل لم يجد دليلاً على ذلك، إلا أنه عاد وأكمل الجملة قائلاً إن عدم وجود الدليل لا يعني عدم وجود هذا التدخل، ولو أكملنا القراءة، لوجدنا أن الأجهزة الأمنية المختصة في المملكة رفضت إعطاء أية معلومات للجنة عن التدخلات الإيرانية لأسباب أمنية، لا يمكننا أن نعرض أجهزتها الاستخباراتية للخطر في هذه الفترة العصيبة، وهو ما تقوم به كل دولة في مثل هذه الحالات.

إن أي مراقب للأوضاع يعلم جيداً عن التدخل الإيراني في البحرين، فإيران لم تنقطع عن التدخل في شؤون البحرين على مر التاريخ، ومشاركتها في محاولة انقلاب عام 1982 خير دليل على ذلك. ويقوم الإعلام الرسمي الإيراني بإشعال الوضع في البحرين وذلك بتغطية الأحداث على مدار الساعة عبر قنواتها الناطقة باللغة العربية.

كما أن التصريحات المتتالية للمسؤولين الإيرانيين التي يعبرون فيها عن دعمهم للمحتجين في البحرين، واعتراف العديد من العناصر البحرينية المشاركة في الأحداث الأخيرة بالارتباط بإيران. ولا يجب أن نمرر المعلومات التي يوردها العديد من العلماء المحنكين والتي تؤكد طموحات إيران في البحرين، إضافة إلى القبض على أربعة بحرينيين على علاقة بإيران مؤخراً (4 نوفمبر 2011). و قد هؤلاء يخططون لاستهداف مواقع حيوية في المملكة.

-هل ستتم محاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات التي ذكرها التقرير؟

كما رأينا فإن التقرير يشير إلى أن هناك بعض الأشخاص ممن قصروا في أداء واجباتهم بالدقة المطلوبة، خطاب جلالة الملك المفدى كان واضحا في هذه النقطة، نعم ستكون هناك إجراءات عقابية ضد كل من أخطأ، وحكومة البحرين أكدت أنها لا تتوان عن فصل كبار المسئولين مهما كانت مناصبهم أو الأسماء التي يحملون.

وإن العلاج في هذا الجانب لا يقتصر على المحاسبة فقط، بل هناك قوانين جديدة ستكون كفيلة بعدم تكرار ما حدث، كما أن هناك برامج تدريب مع منظمات دولية سيخضعون لها. إن مملكة البحرين لن تتوانى في اتخاذ أي تدبير من شأنه أن يصون كرامة الإنسان ويحفظ حقوقه، فهذا الشيء مكرس بالفعل لدينا.

 

قولوا لنا الحقيقية

طارق الحميد/الشرق الأوسط

 كتبت من قبل مطالبا الجامعة العربية ببث اجتماعاتها الخاصة بسوريا، سواء كانت سرية أو خلافه، تلفزيونيا، وعلى الهواء مباشرة؛ فيجب أن يعرف العرب مواقف كل دولة عربية.. نريد أن نعرف من يؤيد آلة القتل الأسدية، ومن يقف ضدها. الخميس الماضي التأم مجلس الجامعة الوزاري، وقيل فيه ما قيل تجاه سوريا، ومشكلتنا كإعلام أن البعض يسر لنا بما تم داخل أروقة الاجتماع ثم يحلفنا بأغلظ الأيمان بأن لا نفصح عما دار داخل الجامعة، وهذا خطأ وقصور، فالقضية ليست قضية تسجيل نقاط، دولة مقابل أخرى، أو وزير مقابل وزير، بل إننا أمام مستقبل المنطقة ككل. فلماذا لا تبث لقاءات الجامعة على الهواء، لتتضح للمشاهد العربي مواقف كل دولة عربية، وعلى الملأ؟ حينها سيعرف الرأي العام العربي من الذي يقف بصف الطغاة في سوريا، ومن يقف ضدهم، فعندما يقول العراق، مثلا، إنه يسعى إلى الحل العربي، فلماذا لا يبث ذلك على الهواء ليطرح المواطن العربي سؤالا مشروعا، وهو: هل لو مارست الجامعة الحل العربي مع صدام حسين كنا سنرى هذا النظام العراقي والوجوه التي تمثله بالجامعة؟

ولو كانت جلسات الجامعة على الهواء لكان من الممكن للمواطن العربي أن يطرح تساؤلا بسيطا أيضا على الوفد الجزائري، ومفاده: ما قصتكم حينما وقفتم مع معمر القذافي، والآن تقفون مع الأسد وآلة القتل الوحشية بسوريا؟ ولو كانت جلسات جامعتنا على الهواء لسمع المواطنون العرب ما قاله سعود الفيصل وحمد بن جاسم ونبيل العربي، مقابل ما قالته الجزائر ولبنان، ليعرف الرأي العام العربي من يقف مع آلة القتل بسوريا، ومن الذي يقف مع الشعب السوري. القضية ليست قضية عاطفة كما يعتقد البعض، بل إننا أمام أكثر من 4 آلاف قتيل سوري على يد النظام الأسدي، فكيف، مثلا، يلوم العراقيون، والأكراد تحديدا، العرب لأنهم لم يتدخلوا يوم ارتكب صدام مجزرة حلبجة، ويرضون اليوم بموقف وزير خارجيتهم؟ وكيف يمكن أن تشعر الجزائر بمعاناة السوريين؟ فهل المطلوب أن تصبح سوريا بلد المليون شهيد حتى يفيق بوتفليقة، الذي تقول بعض وسائل إعلامه إنه هاتف الأسد وطالبه بعدم التعنت أمام قرارات الجامعة.. فليت بوتفليقة طالب وزيره بعدم التعنت والسجال، من باب أولى!

وعليه فإن المطلوب من العرب اليوم هو أن يخرجوا لنا بلا رتوش، وأن يبثوا مناقشاتهم على الهواء، فقد مللنا من التجمل والتكاذب، فعلى كل دولة أن تتحمل مسؤوليتها، وذلك أنجع مما فعله الشيخ حمد بن جاسم والسيد نبيل العربي، حينما قررا عدم عقد المؤتمر الصحافي، فلماذا يتحمل بن جاسم والعربي تبعات من تصدوا لهم بالاجتماع، أي الجزائر ولبنان والعراق، ناهيك عن الاتصال الهاتفي بوليد المعلم، الذي تصدى له العربي، فلو كان اللقاء الوزاري على الهواء لعرفنا من يقف مع آلة القتل الأسدية، ومن يقف ضدها، وذلك أسلم وأفضل.الشرق الأوسط

 

الثوار يفضحونهم على الانترنت ويلصقون صورهم على الجدران 

"العواينية".. المصدر الرئيسي للمخابرات السورية في ملاحقتها الناشطين المطالبين بالحرية

السياسة/يعتبر السوريون المحتجون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد, أن الطريقة التي استطاعت السلطات من خلالها القبض على معظم النشطاء والمحتجين خلال الأشهر التسعة من الثورة السورية, تمت عبر المخبرين السريين الذين توظفهم المخابرات السورية ويطلق عليهم أبناء الشعب لقب "عواينية". ويعتبر النشطاء, أن المخبرين الذين كانوا المصدر الرئيسي لتزويد المخابرات بالمعلومات خلال عقود من حكم هيمنت عليه القبضة الأمنية في سورية, كانوا هم المصدر الرئيسي في تزويد السلطات بأسماء المحتجين وصورهم ونشاطاتهم خلال الانتفاضة. واعتبر أحمد القصير, عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في محافظة حمص في تصريح إلى موقع "العربية" الالكتروني أن المخبرين السريين, كانوا المرجعية الأولى للمخابرات والشبيحة في تزويدهم بأسماء النشطاء وأماكن سكنهم.

وفسر اعتماد السلطات عليهم باعتبارهم "موظفين محليين" على تواصل مباشر مع السكان, ودراية بأماكن سكنهم, في حين أن الأمن والجيش عادة ما يكونان غريبين عن المناطق التي يشنان فيها حملات اعتقال, وغير قادرين على جمع الكم الهائل من المعطيات عن المحتجين في كل مكان. ورغم طبيعة عمل المخبرين التي تقتضي السرية, قال أحمد: "إنه خلال الثورة تكشف الكثير منهم", لافتاً إلى أن عائلته شاهدت أحد المعروفين في حيه حين قدمت قوات الأمن لاعتقاله. لكنه اعتبر أن جزءا كبيرا من المخبرين توقف عن التعاون مع الأمن حين شعروا أن حياتهم قد تكون مهددة اجتماعياً وجسديا, في حين أن آخرين لاقوا حماية كبيرة من قبل رجال الأمن. ويطلق السوريون على المخبرين الذين يعملون لدى السلطات لقب "عواينية", وهو مصطلح ارتبط أساساً بفترة الاحتلال الفرنسي لسورية, حيث أطلق السوريون الوصف على مخبرين عملوا لدى سلطات الاحتلال الفرنسي في العشرينات من القرن الماضي. وهم عادة ما يكونون مدنيين, يكلفون مهام مراقبة نشاطات الأفراد والجماعات ضمن محيطهم, ويزودون أفرع المخابرات بتقارير مقابل مردود مادي, قدره البعض بين ما يعادل 10 إلى 30 دولاراً للتقرير الواحد. من جهته, ميز الصحافي السوري فرحان مطر, بين "العواينية" كمصطلح سوري محلي شائع الاستخدام في دمشق وريفها بالدرجة الأولى, وبين المخبر السري الذي يتلقى راتباً جراء عمله. واضاف ان هذا المصطلح يستخدم للتفريق بين رجل الأمن الرسمي (الموظف) وهذا المتبرع للعمل لصالح المخابرات من دون تكليف ومن دون راتب, ومهمته تقديم المعلومات الأولية للسلطات. وفسر مطر الظاهرة بكونهم غالباً من بيئة اجتماعية فقيرة ومستوى تعليمي متدن, وثقافي معدوم, "ومثلهم الأعلى في الحياة هو الحاكم المستبد القوي القادر على كل شيء حسب رؤيتهم البسيطة للأشياء". ومع تزايد وتيرة الاحتجاجات واعتقال ومقتل العديد من السوريين من قبل قوات الأمن جراء الإخبار عنهم, يواصل المحتجون التشهير بالمخبرين السريين, والمتعاونين مع النظام السوري. ويقوم الناشطون بعرض صور المخبرين وأسمائهم على صفحات الإنترنت ووسائل إعلام معارضة, حيث خصصوا صفحات بأسماء المخبرين حسب المناطق على مواقع التواصل الاجتماعي. وبحسب الدكتورة جمانة جواد, عضو الهيئة العامة للثورة السورية, فإنه في بعض الحالات, يقوم الناشطون بكتابة أسماء "العواينية" على بوسترات, ولصقها على الجدران وقرب المساجد. كما قام البعض بكتابة كلمة "عوايني" على سيارات ومنازل أشخاص يعتقد أنهم يتعاملون مع الجهات الأمنية, ما أدى إلى حرق سياراتهم, وفقاً لأحد الذين نشروا أسماء المخبرين في إحدى قرى ريف دمشق, على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

مخيم أشرف : سفينة نوح خارج إيران وليس حصان طروادة داخل العراق

 د. فراس الأسعد/السياسة

على وقع العد التنازلي  لنهاية  العام 2011   سيسطر  التاريخ  بداية مرحلةً جديدة في تاريخ العالم أجمع بحروف من نور الحرية,  بينما  تلتهب بنار الديكتاتورية  قلوبٍ  الإيرانيين كلما اقتربت نهايته ¯ موعد انتهاء المهلة لإغلاق مخيم أشرف الإيراني في العراق . ورغم انشغالنا  كسوريين بمجريات  الثورة السورية , ومع تتابع  نداءات  الإستغاثة الإنسانية المتكررة  التي  تلقيناها من بعض الأخوة الإيرانيين في المخيم, وأحد هؤلاء الأخوة وتحت وطأة القمع الإيراني إتصل بي اخيرا مرات عدة مناشداً  الدعم  الإنساني والإعلامي لقضية مخيم أشرف, ورغم أني أكتب قليلاً جداً وفي نطاق الثورة السورية فقط لكن إلحاحه الشديد, وعمق  شعورنا بوحدة النضال التحرري في منطقتنا تجعلنا نتكاتف يداً  واحدة بإتجاه الهدف, على الأقل للتذكير إعلامياً  بمحنة 3300  من الإيرانيين المنسيين في المخيم تحت  ضغوط القمع  المستمرة  من  قبل إيران  وعملائها  في العراق . لقد تعرض  سكان المخيم لإعتداءات  وممارسات تعسفية متكررة فالنظام  الإيراني ووكلاؤه في العراق يواصلون محاصرة سكان مخيم أشرف وتعذيبهم النفسي وقد لجأوا إلى إجراءات جديدة لإبادة سكان هذا المخيم .

فيما أكدت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية, السيدة مريم رجوي : أن النقل القسري لسكان "أشرف" داخل العراق جريمة ضد الإنسانية و يمهد لمذبحة كبرى تم تخطيطها من قبل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران والحكومة العراقية. إن النقل القسري لسكان أشرف بمثابة دفعهم نحو مذابح الموت ولن يرضخوا بذلك اطلاقاً. ان هذا النظام ومثلما تم تجربته  في إبادة 30 ألف سجين سياسي عام 1988 لن يرضى في الظروف المتأزمة  إلا بإبادة المجاهدين. واليوم يتم متابعة خطة تصفية سكان "أشرف" الدامية في العراق تحت يافطة النقل .

ويوم الجمعة الماضي أقدمت أعداد من  المأجورين و المرتزقة متنكرة بالملابس الشعبية في إيحاء بأنهم من رجال ووجهاء العشائر العراقية, ومن ثم التظاهر أمام بوابة المعسكر في محاولة لإيهام الرأي العام العالمي بوجود ضغوطات شعبية لطرد سكان المعسكر اللاجئين من العراق وبحسب مسؤول عراقي, فإن الهدف من هذه الممارسات هو نقل عناصر منظمة "مجاهدين خلق" إلى مكان آخر داخل العراق, وبعدها عليهم أن ينقلون إلى إيران أو أي بلد آخر , إلا أن القيادة العراقية الوطنية و ابناء الشعب العراقي يستنكرون هذه الممارسات كما استنكر الدكتور ظافر العاني الأمين العام تجمع المستقبل الوطني "الاعمال الاستفزازية لحفنة من المأجورين الذين قاموا ويقومون بالاعتداء على سكان اشرف بتحريض ودعم وتمويل واضح ومكشوف من قبل نظام القمع الاستبدادي في طهران" و أضاف هؤلاء الحفنة من العملاء لا يمثلون الشعب العراقي على الاطلاق وانما هم امتداد لسياسة القمع في طهران" كما عبر عن مشاعر طيبة الشعب العراقي حيث قال أن العراقيين يشعرون بالخزي من هذا السلوك وان هؤلاء المأجورين يسيئون الى سمعة الشعب العراقي ويسيئون الى تقاليد واخلاق الشعب العراقي".

ومن جانبه قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق رئيس بعثة المنظمة الدولية إلى هذا البلد مارتن كوبلر, إن المسؤولية الكاملة حيال الوضع في المعسكر تعود إلى الحكومة العراقية. وأضاف نحن مستعدون للمساعدة لأن من مصلحة الجميع أن يتم التوصل إلى حل سلمي, وذلك في إطار عملية تلتزم الأطراف خلالها باحترام حقوق الإنسان كما دعا الاتحاد الاوروبي السلطات العراقية الى اظهار ليونة والتعاون مع المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة حول نقل نحو 3300 لاجىء ايراني من معسكر اشرف.

وفي مبادرة إنسانية  بعث 85 نائبًا في البرلمان العراقي رسالة إلى مندوبة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي طالبوها فيها بإلغاء المهلة المحددة  لغلق المخيم في  نهاية  العام  وحماية سكانه من قبل الامم المتحدة .

كما  أصدر 94 من القادة الوطنيين والنخب العراقيين  بتاريخ 16 نوفمبر  الجاري بيانا ً  يدعو إلى إيجاد حل إنساني لقضية أشرف ويدينون استخدام العنف ضد سكانه .فيما  شدد الدكتور صالح المطلك نائب رئيس الوزراء على ان سكان "أشرف" لديهم حضور قانوني في العراق  ويعتبرون لاجئين سياسيين مشمولين بمعاهدة جنيف الرابعة والنقل القسري لسكان أشرف مخالف للقوانين الدولية وأي شيء خارج هذا الاطار هو نتيجة الضغوطات الخارجية فقط" .

ونحن من موقعنا  في ثورة الحرية السورية ندعو أحرار العالم  لتسليط  الضوء على كل محنة إنسانية في  كل أصقاع العالم, في وجه الطغاة أينما كانوا ,  ولاتنسوا نحن  على الموعد "مخيم أشرف" في نهاية عام حافل بالحرية .

إنه  العام  2011 سيذكره الأحرار طويلاً. سيلعنه الطغاة كثيراً. فما عسى الشعب الايراني يقول في نهايته

* طبيب وكاتب سوري.

 

سوريّة والعروبة

حازم صاغيّة/الحياة

أن يقال إنّ الإيديولوجيا آخر هموم النظام السوريّ ليس اكتشافاً. وهذا التعرّي من الايديولوجيا إنّما نما مع الزمن، لا سيّما مع الانتقال من جيل الآباء، والآباءُ كانوا عقائديّين في شبابهم، إلى جيل الأبناء الورثة. وقد توازى الانتقال هذا مع تراجع أصاب الحزب لمصلحة أجهزة الأمن، ثمّ أصاب «الاشتراكيّة»، أخت «الوحدة» في اللغط البعثيّ، لمصلحة اقتصاد السوق غير المصحوب بالقوانين.

لكنّ العروبة، مع هذا، يصعب التخلّي عنها في سوريّة كما لو كانت عظْمة كلب ميّت. فالوريث لا يقطع، من حيث المبدأ، قطعاً كلّيّاً مع لغة الموروث، وإلاّ اختلّت عمليّة التوريث نفسها. ثمّ إنّ سوريّة «قلب العروبة النابض»، وهي، منذ 1961، جمهوريّة «عربيّة سوريّة»، بغضّ النظر عن حقيقة أنّ الأكراد عُشر سكّانها، وهي نسبة تزيد حين يضاف إليها الأشوريّون وأقليّات صغيرة أخرى غير عربيّة. وأهمّ من هذا وذاك أنّ العروبة يتطلّبها الدور الإقليميّ الذي يتيح لدمشق أن تتدخّل في لبنان وفي سياسات الفلسطينيّين، كما في الأردن والعراق، ناهيك عن تمثيل «العرب» في ظروف التوسّط السابق مع إيران (ولو توازى ذلك مع تمثيل إيران في التوسّط مع «العرب»).

وعلى عمومها كانت هذه الوظائف تستجيب تطلّباً في اللاوعي السياسيّ والجمعيّ للسوريّين العرب، مفاده أنّ «العروبة» تكبّر سوريّة، فتوحّد بها، ولو رمزيّاً، بلداناً تقول الأسطورة القوميّة إنّها فُصلت عنها.

غنيّ عن القول إنّ النفعيّ والوظيفيّ في تلك الأسباب هو ما احتفظ به النظام من العروبة البعثيّة، متلهّياً بالإيديولوجيّ منها على نحو سينيكيّ. بيد أنّ اللغة التي بدأت تظهر في الأيّام الأخيرة، وتحديداً منذ تعليق عضويّة سوريّة في الجامعة العربيّة، تشبه إعلان المكبوت الذي كانت المصالح تستدعي كبته.

فالعرب صاروا، بين ليلة وضحاها، «عرباناً» و «بدواً» وأهل «رمل» وجِمال»... وهذه العنصريّة الصريحة كثيراً ما تجهر بطلب «قوميّة سوريّة» ضاربة، على ما يمضي الزعم، في آلاف السنين.

وكان التاريخ السوريّ الحديث قد شهد عيّنتين على ردّ الفعل هذا، واحدتهما انفجرت مع «انفصال» 1961 الذي أنهى «الاستعمار المصريّ والفرعونيّ»، والثانية حصلت بعد انسحاب الجيش السوريّ من لبنان إثر اغتيال رفيق الحريري. بيد أنّ العيّنتين هاتين، اللتين دلّتا على خصوبة الاستعداد لتشكيل الوطنيّة السوريّة سلبيّاً وضدّيّاً، بقيتا أصغر بلا قياس ممّا يجري اليوم.

فالحاصل الآن أنّ أصوات النظام في دمشق وبعض حلفائه في بيروت يرفعون «القوميّة السوريّة» إلى مصاف الإيديولوجيا الرسميّة، وفي الآن نفسه يجعلونها إحدى صرخاتهم في الحرب التعبويّة.

ولن يكون من الصعب التدليل على جذور دينيّة ومذهبيّة يصدر عنها هذا النزوع المستجدّ. إلاّ أنّ أكثر ما يستوقف، والحال هذه، أنّه لم تعد هناك مصالح عربيّة للنظام تستدعي منه العروبة، ولو بحدّها الأدنى.

ولئن ألقى التحوّل هذا مزيداً من الضوء على مدرسة عريقة، تتعدّى سوريّة، في استخدام العروبة وتوظيفها، فإنّه دلّ أيضاً على مأساة النظام القاتلة. ذاك أنّ الأخير حين يخسر مصالحه العربيّة، أي «أوراقه» الإقليميّة، وحين يتخلّى تالياً عن بقايا غطائها الإيديولوجيّ، يكون قد خسر كلّ شيء.

 

المربوط" السوري! 

علي الرز

في صعيد مصر اعتقاد شائع يصل درجة اليقين، بأن المتزوج سيمسّه جنّ "يربطه" عن أداء واجباته في ليلة الدخلة، ولذلك تنتشر تجارة رائدة تسمى "فك المربوط" بحيث يتوجّه اهل العريس الى روحاني او ساحر ليفكّ وثائق الربط بحجاب او طلاسم او مواد عبارة عن "تيت ومنتيت وكف العفريت وضرس الخرتيت" الى ما هنالك من تسميات مقابل بدل مالي او عيني ... فيرتاح العريس وتزغرد أمه.

في سورية عاد مصطلح "المربوط" الى الواجهة، ليس من باب عجز النظام عن ايجاد حلول لأزمته فحسب، انما من خلال الاستعانة بـ"ساحر" معمر القذافي الدكتور يوسف شاكير الذي فرّ من ليبيا بعد تهديده حلف "الناتو" والثوار بـ"المربوط الليبي" وبهجمة عنيفة من ملوك الجان الذين خاطبهم علناً عبر التلفزيون الرسمي محدداً لهم الاماكن التي عليهم ان يخسفوا الارض بها.

استعان النظام السوري بعباقرة الدجل في بداية الازمة، فأخذوا عينات من أظافر أطفال درعا المسحوبة وخلطوها بخصل من شعر النساء المعتقلات والشعارات القومجية وأعطوه وصفة "الجواسيس المصريين" الذين حرّضوا على الثورة، ثم نواب "كتلة المستقبل" اللبنانية، ثم "العائدون من العراق"، ثم "الاخوان" و"السلف" و"الافغان" و"دول الخليج". أوصوه حتى تحقق الوصفة مفعولاً ان يقفز رجال الامن والشبيحة على ظهور الناس والصياح بصوت عال مثل الهنود الحمر ورفس وجوههم لإخراج أسنانهم على الهواء مباشرة. وعندما فشل الامر أضافوا الى الوصفة ضرورة ان تُخلط بأحشاء الأطفال والناشطين وحناجر المنشدين.

في موازاة ذلك، فكّر النظام بإضفاء أصوات بعض مَن لهم "كرامات" عنده من داخل وخارج، علّها تساهم في تنشيط الوصفة، رامي مخلوف يغازل الاميركيين والاسرائيليين، والمفتي حسون ينسج حرير الغطاء الديني، وشريف شحادة وخالد العبود وطالب ابراهيم واحمد الحاج علي وبسام ابو عبد الله وخالد العبود وعصام التكروري وعصام خليل وانس الشامي والمعلم والشرع والمقداد وغيرهم يشكلون فرقة "المدائح" و"الموشحات" ويقفزون "سبع مرات" بين ساحة "السبع بحرات" والفضائيات. ومن لبنان وئام وناصر وعاصم وفايز وسليم وسليمان وميشال وعمر وكمال ومصطفى وعبد الرحيم و"الحزب الحاكم" وغيرهم يشكلون "الدرع" الصادة لشياطين المؤامرة الكونية مرددين تهديد كبيرهم، الذي علّمهم السحر، بالفالق والزلازل والبراكين والأعاصير.

لكن الامر لم يفك المربوط، فالعجز مستمر رغم كل وحشية النظام، والرغبة الشعبية في التغيير تتعاظم أضعاف أضعاف ما كان في بداية الثورة ... اذاً، لا بد من يوسف شاكير غراب القذافي الذي بشّر بنصر قريب لقائده على يد الجان ثم اختفى بفضل الجان كما يقول وظهر في ريف دمشق بمساعدة الجان وخرج الى فضائية "الدنيا" قبل ايام متحدثاً عن صمود النظام السوري ونهاية الحرب الكونية.

شاكير طالب قبل فراره وعلى الهواء السلطان "حسحبتوه" في المغرب بإرسال  طيوره "أزرب الخضر" لتعميم الظلام في العالم ودكّ الغرب وتدمير ولايتين اميركيتين وتسريب الاشعاع الياباني وإشاعة الهرج والمرج "لان تخنْدقهم بالسراديب هراء"، محذراً بصيغة تهديدية: "وأنتم تعلمون من هو المربوط الليبي"؟. ثم خاطب "السلطان هيمشاس" بشق ارض الاتراك بالزلازل، ولم ينس "السلطان أشاوس" الذي تمنى عليه تدمير ارض الإنكليز... شعارات الثوار الليبيين تحققت، أما تعويذة شاكير فذهبت في الاتجاه المعاكس.

يستطيع النظام السوري ان يستعين ايضاً بالروحاني العراقي السيد الالوسي صاحب الحجاب الشهير بـ"بدوح يا بدوح"، لكن الوصفة الاسرع والاقل كلفة هي القراءة الجيدة لمطالب المتظاهرين بتغيير النظام وتداول السلطة وقيام تعددية حضارية ديموقراطية ... وعندها سينفك المربوط وترتاح سورية ويزغرد شعبها.

 

مطالبة مسيحية بضبط "الغرباء" تفادياً للفلتان

علي منتش/النهار     

كادت نشرات الاخبار في الاسابيع الماضية لا تخلو من خبر جريمة قتل هنا وعملية اختطاف هناك، امر خلق حالة من الخوف والهلع في صفوف اللبنانيين عموما وسكان المناطق التي شهدت هذه العمليات خصوصا، مما استحوذ على اهتمام الجهات الامنية والسياسية المعنية.

يبدي النائب عاطف مجدلاني قلقه من الاستهتار الذي تتعامل عبره الحكومة اللبنانية مع الواقع الامني، الامر الذي ا فقد برأيه الدولة هيبتها وجعل لبنان ساحة غير آمنة.

ويشدد مجدلاني على اهمية الدور الذي تقوم به الاجهزة الامنية اللبنانية "وخصوصا شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي التي استطاعت القبض على عدد كبير من المجرمين"، لكنه اكد ان "وجود سلاح غير شرعي هو سبب الفلتان الامني، وهنا يبرز غياب القرار السياسي الحازم لمعالجة هذا السلاح ولمعاقبة هؤلاء المجرمين بهدف خلق رادع لمنع الجريمة".

وتساءل مجدلاني عن سبب غياب الايام الامنية التي كانت تقام في المناطق الامنية بشكل دوري، وكانت تؤدي الى القبض على عدد هائل من المجرمين.

وفي حين استبعد ان تكون الغاية من هذه الجرائم "استهداف طائفة دون غيرها رغم ان عددا كبيرا من الجرائم حصل في المناطق المسيحية"، وضع اعتراف رئيس الحكومة في حديث تلفزيوني بوجود سلاح خارج عن سلطة الدولة في طرابلس وعدم قدرتها على سحبه" برسم الرأي العام.

من جهته لا يجد النائب نعمة الله ابي نصر في هذه الجرائم اي استهداف للمسيحيين، ويعتقد ان: "السبب الرئيسي لها هو العمالة الاجنبية غير المراقبة مما يؤدي الى مثل هذه التجاوزات خصوصا في منطقة تعاني بعض الانفلات الامني".

ودعا ابي نصر اتحاد البلديات في المناطق اللبنانية الى تسيير دوريات ليلية للحد من الجرائم، مثنيا على دور قوى الامن الداخلي "التي تقوم بواجبها كاملا من خلال اعتقالها للمجرمين في فترات قصيرة".

واعتبر ابي نصر ان "هذه الجرائم تحصل في كل المناطق اللبنانية والهدف منها هو السرقة او الاعتداء الجنسي وليس اي انتقام من موقف المسيحيين من الحوادث السورية".

في المقلب الآخر يختلف الامر بعض الشيء، لدى المواطنين فالامن همهم الاول والاخير. ميشال متى الذي يسكن في المنصورية يرى انه "بعد الاستهداف السياسي للمسيحيين الذي بدأت تداعياته تزول منذ الـ 2005، وبعد الفشل في انهاء الوجود المسيحي في لبنان، بدأ العمل على نقل النموذج العراقي في تهجير المسيحيين الى لبنان، نموذج يعتمد على القتل والترهيب، ويضيف متى "تشابه الجرائم التي تطال المسيحيين في العراق وسوريا ولبنان وهذا دليل كاف الى ان وراء هذه المؤامرة جهة واحدة".

بعض المسيحيين يرون انهم مستهدفون. من جرائم التاكسي المتسلسلة، وسرقة مطرانية الروم الارثوذكس في الاشرفية، الى جريمة قتل الشابة ميريام الاشقر في ساحل علما ومحاولة خطف ولد في الجديدة، ومضايقات في برج حمود الى الكثير من الحوادث الامنية التي لم يخرج الا القليل منها من دائرة جبل لبنان المسيحي.

"الخوف الذي بدأ يسيطر على الشارع"، تراه داليا رزق امرا مستغربا فهي تسير في الاشرفية مطمئنة "وفي الاساس المشكلة ليست كما تظهر، فالمبالغة كبيرة، لكن الحذر واجب لذلك اتعمد المرور في الشوارع المكتظة. لكن الازعاج الحقيقي الذي سببته هذه الحوادث يأتي من قلق الاهل وخوفهم اللذين يقيدان حياتنا في كل تفاصيلها".

تؤيد نادين حداد زميلتها رزق وترى ان هناك مبالغة في تظهير صورة ما يحدث، "انا لا اكترث لكل ما يشاع في الاعلام، فالصدفة هي التي جعلت هذه الجرائم تحدث في المنطقة المسيحية علما ان هناك بعض الجرائم حدثت في مناطق اخرى"، وهذا يعود الى قلة الامن في لبنان وليس الى استهداف فئة دون اخرى، الامن ايضا هو المشكلة في رأي اليان شقيقة الشابة ميريام الاشقر التي قضت مقتولة في ساحل علما "انا احمل الدولة المسؤولية كاملة عن ضعف الامن في لبنان وخصوصا في ساحل علما، هذا الامن الذي سيبقى مفقودا اذا بقي الغرباء في مناطقنا فهم الذين يقومون بتلك الجرائم، والجريمة التي ذهبت اختي ضحية لها شاهدة على ذلك"، وتصر ان الذي حصل لاختها هو "مشيئة الله"، وتربطه باستهداف المسيحيين في لبنان "انه رسالة الى كل مسيحيي لبنان، بل الى كل لبناني، ويجب علينا تلقيها بعكس ما ارادوا، لذا يتوجب تعزيز الامن في كل المناطق اللبنانية وعلينا ايضا ان نتخذ نموذج برج حمود مثالا نقلده، فالمناطق اللبنانية لم تعد تحتمل كل تلك التجاوزات التي يقوم بها الغرباء". من المعروف في رأي الاشقر ان "الغرباء هم الذين يخافون اهل المناطق التي لا ينتمون اليها، لكن الذي يحصل اليوم هو العكس تماما اذ ان ابناء المنطقة هم الذين يخافون الغرباء".

حوادث يربطها الكثيرون بالسياسة، ويعيدها البعض الى اهتراء الدولة ومؤسساتها، حوادث توصف احيانا بالعادية ويحمل بعض المتابعين وسائل الاعلام مسؤولية تضخيمها. حوادث تختلف حولها التحليلات ولكن الجميع يتفقون ان على الدولة واجب ضبطها ومحاسبة مفتعليها.

 

ميقاتي لحزب الله: تضعني في خيار صعب

نقولا ناصيف/الأخبار

يستقيل أم لا يستقيل؟ لم يعد بعض أفرقاء 8 آذار متأكداً من موقف الرئيس نجيب ميقاتي من عدم تمويل المحكمة الدولية، في ضوء إصرار هذا الفريق على رفض التمويل، وفي الوقت نفسه التمسّك بميقاتي رئيساً للحكومة. لكن الرجل باغته عندما وازَنَ بين التمويل واستمرار حكومته. فوجىء حزب الله بالموقف الأخير لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي عندما وضع، في حديث إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال مساء الخميس، استقالته في كفة مقابلة لكفة عدم تمويل المحكمة الدولية. لم تكمن المفاجأة في الحجج التي ساقها لتمسّكه بتأييد التمويل، بل في نبرته القاطعة.

قبل أسبوع، استقبل رئيس الحكومة المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الحاج حسين الخليل، الذي أبلغ إليه رفض الحزب التمويل تحت أي ذريعة أو مخرج، في مجلس الوزراء كما في مجلس النواب، ومن داخل الموازنة العامة كما من خارجها. ردّ ميقاتي، وكان قد كرّره مراراً على مسامع مسؤولي الحزب، أنهم يضعونهم في موقف محرج. ويخشى أن يفضي عدم التمويل إلى عقوبات يفرضها مجلس الأمن على لبنان.

في حوارات أخرى مع أفرقاء في 8 آذار، لفتهم رئيس الحكومة إلى أن أصرارهم على رفض التمويل ونقض تعهّدات قطعها لبنان للمجتمع الدولي يضاعف من إحراجه، وقد يدفعه إلى الاستقالة. في لقاءات شتى قال: لا تضعوني في خيار صعب.

حتى المقابلة التلفزيونية، ظلّ حزب الله على يقين بأن الإشارات التي وجهها إليه ميقاتي ــ ولم تفصح مرة عن عزمه على التنحّي ــ كانت تأمل مساعدته على إيجاد المخرج الملائم لتسديد لبنان حصته في موازنة المحكمة، في وقت كان حزب الله يتشبّث يوماً بعد آخر برفض التمويل، ولا يبدي استعداداً لمرونة دنيا. ونظر باستمرار إلى إشارات ميقاتي تلك في ضوء دوافع ثلاثة:

أولها، وطأة الضغوط التي يجبهه بها سفراء ومسؤولو دول غربية لا يتوقفون عن الإصرار على التمويل، ويربطون إخلال لبنان به بعقوبات محتملة، فيما وجد حزب الله في هذا الإصرار محاولة لا تعدو كونها تخويفاً وتهويلاً لإجراء لن يقدم عليه مجلس الأمن لأسباب شتى، أحدها فيتو روسي.

ثانيها، استعادة حزب الله بعض حوارات أجرتها قيادته ومسؤولون فيه مع رئيس الحكومة في أكثر من مناسبة منذ كانون الثاني، والتفاهم الضمني الذي التقى عليه الطرفان، وهو الخوض في التمويل في أوانه. عندئذ يصار إلى البحث في حلّ مرض للجميع.

لم يتعهّد ميقاتي رفض التمويل، ولا تعهّد حزب الله القبول به. فظلا مذ ذاك على تناقض حاد في الموقف من المحكمة.

وبحسب ما سمعه الحزب من رئيس الحكومة في ذلك الوقت، في معرض التطرّق إلى البنود الثلاثة التي وافق عليها سلفه الرئيس سعد الحريري في التسوية السعودية ــ السورية، وهي وقف التمويل وتجميد بروتوكول التعاون بين لبنان والأمم المتحدة وسحب القضاة اللبنانيين، رحب ميقاتي بتأخير بتّ أمر تمويل، على أن يناقش ويتفق على المخرج بعيداً من أي ملفات أخرى يتأثر بها العمل الحكومي. وتبعاً لما يقوله مسؤولون في الحزب، انتقد ميقاتي بروتوكول التعاون وقال إنه يحتاج إلى البحث فيه مجدّداً، ولا يسعه القبول به في صيغته الحالية. في وقت لاحق، ربط ميقاتي بين البروتوكول وتوفير الظروف الملائمة لمراجعة المنظمة الدولية في إمكان تعديله في ضوء ملاحظات قدّمها أفرقاء في قوى 8 آذار.

ثالثها، لم يخطر في بال الحزب تلويح ميقاتي بالاستقالة، واعتبر أن خطوة كهذه، في هذا الوقت بالذات، تستهدف سوريا التي رعت تأليف الحكومة الحالية وتوافق أفرقائها. ويلاحظ أيضاً تصاعد الضغوط الخارجية والداخلية على ميقاتي انطلاقاً من انطباعات تشيعها هذه الضغوط هي أن الوضع المتدهور في سوريا آيل إلى الحسم بإسقاط نظام الرئيس بشّار الأسد.

لكن باريس سمعت ما لم يسمعه حزب الله صراحة، وصل إلى آذان باريس مباشرة. تكلم ميقاتي أمام الديبلوماسية الفرنسية عن استقالة مرجحة في أكثر من مناسبة. عندما التقى السفير الفرنسي دوني بييتون في مطلع شباط، أخطره بأن إخفاقه في تأليف الحكومة على الصورة التي يريدها هو فيها سيحمله على إيصاد الباب وراءه ويتنحّى. بيد أنه نجح في تأليف حكومة ائتلافية لم تُعطَ قوى 8 آذار ثلثي وزرائها. قال ميقاتي أيضاً لبييون في لقاء آخر: إذا أخفقت في تمويل المحكمة أستقيل. وأكد إصراره على التمويل. في المرتين كان رئيس الحكومة أول مَن بادر إلى طرح مسألة الاستقالة. وفي اجتماعه بوزير الخارجية الفرنسي آلن جوبيه في باريس، في أول أيلول على هامش انعقاد المؤتمر الدولي لمساعدة ليبيا بعد سقوط نظام الرئيس معمّر القذافي، أكد له تمويل المحكمة من غير أن يربط الإخفاق بتحقيقه بالاعتزال.

لم تخض باريس مرة في استقالة ميقاتي، ولا رغبت في التعليق المباشر عليها. إلا أنها وجّهت إليه الرسالة معكوسة عندما أعلمته تكراراً بموقف فرنسي رفيع المستوى مؤداه أن نجاحه في إمرار التمويل يفتح أبواب باريس أمامه بتوجيه دعوة رسمية إليه، يستقبله خلالها الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرنسوا فيون. ثم يُبحث في وقت لاحق بالتحضير لزيارة رسمية يقوم بها فيون للبنان. ونظرت باريس إلى هذا الموقف على أنه رسالة إيجابية إلى رئيس الحكومة كي يبذل مزيداً من الجهود لإقناع شركائه في السلطة بالتمويل، وأقرنته تبعاً لمصادر ديبلوماسية معنية بالمعطيات الآتية:

1ــ  إلى أن يتم التمويل أو لا يتم، لا تعرقل باريس التعاون الثنائي بين البلدين، وساهمت في إنجاح ثلاث زيارات رسمية لثلاثة مسؤولين كل في نطاق حقيبته ومهمته، وزير الصحة علي حسن خليل ووزير الداخلية والبلديات مروان شربل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم. بيد أن استمرار التعاون الثنائي لن يفضي حكماً إلى رفع مستوى الحوار الرسمي اللبناني ــ الفرنسي إلى رئيسي الحكومة قبل تبلغ باريس إشعاراً من الحكومة اللبنانية بإقرارها تمويل المحكمة.

2ــ  تقدّر باريس الدور الإيجابي لميقاتي في المحافظة على الاستقرار، وتعدّه مهمة بالغة الدقة في المرحلة الراهنة في ضوء الاضطرابات التي تضرب المنطقة. تقول أيضاً إنها تجد ميقاتي الأقدر حالياً على ضمان التوازن السياسي القائم وحماية الاستقرار بعيداً من الخوض في مسألتي الأكثرية والأقلية.

3ــ  بمقدار تقويمها الدور الإيجابي لميقاتي وحكومته في مراعاة الاستقرار منذ كانون الثاني، وتجنيب لبنان التأثر المباشر بأحداث المنطقة، تعتقد باريس أن استمرار دعم المحكمة والتعاون معها يقعان في صلب ذلك الاستقرار، وإن لا يرضي اعتقاد كهذا حزب الله تبعاً للمصادر الديبلوماسية المعنية نفسها. بذلك تتحدّث باريس عن مصلحة حيوية للبنان في مساندة المحكمة.

4ــ  لن تتخذ باريس عقوبات فردية ضد لبنان في حال امتنع عن التمويل، وتربط موقفها بما قد يتخذه مجلس الأمن فور تبلغه ذلك. وكذلك في ضوء ما يقرّره الاتحاد الأوروبي أيضاً ترجمة لموقف مجلس الأمن.

والواقع أن باريس لا تلجأ إلى عقوبات فردية خارج هذين النطاقين. وهو ما طبع موقفها أيضاً من الأزمة السورية، فلم تتخذ عقوبات ضد دمشق ذات طابع ثنائي، وإنما أقرنتها برزمة إجراءات قرّرها الاتحاد الأوروبي والتزمت دوله ــ بما فيها فرنسا ــ تطبيقها. الحال نفسها بالنسبة إلى لبنان.

5ــ لم يحل ذلك دون امتعاض فرنسي أبلغه السفير في بيروت إلى ميقاتي حيال موقف لبنان في الجامعة العربية، في اجتماع 12 تشرين الثاني، عندما صوّت ضد قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة. ولاحظت الديبلوماسية الفرنسية أن التصويت السلبي هذا يتعارض مع الموقف الذي يقتضي أن يتخذه لبنان، وهو البقاء على الحياد في مثل هذه الظروف وعدم التدخّل في الشأن السوري الذي يمثل بدوره مصلحة مشتركة للأفرقاء اللبنانيين جميعاً. وتالياً التزام الامتناع عن التصويت بعدما اتخذه لبنان مرتين على التوالي في مجلس الأمن والجامعة العربية قبل اجتماع 12 تشرين الثاني. وهو الخيار الأمثل له.

 

المستقبل" يطلّ على سوريا وكلام عن اعتكاف أو حكومة تكنوقراط

عون يقلب الطاولة على ميقاتي وباسيل يتحدّث عن خيارات

هيام القصيفي/النهار   

لم يكن موقف "تكتل التغيير والاصلاح" امس بمقاطعة جلسة مجلس الوزراء وفرط انعقادها سوى خطوة اولى على طريق الانحدار التدرجي لمسار الحدث اللبناني. وبين نقاط الالتقاء والاختلاف تكثر حسابات الاطراف والسيناريوات، في صورة تبدو شبه قاتمة اذا تعذر الاتفاق على مخرج لتمويل المحكمة.

الحريري على مشارف سوريا

في احد المجالس الخاصة قال احد القريبين من الرئيس سعد الحريري إن من حسن حظ الرجل أنه  لم يكن رئيس حكومة يوم اندلعت الاحداث السورية ولم يضطر تاليا الى التكيف مع معطيات تحتم عليه الاختيار بين مواقفه الخاصة والعربية وموقف الحكومة اللبنانية بكل اطيافها.

لم تكن هذه حال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي وصل الى نقطة اللاعودة وحتمية اتخاذ قرار نهائي بدل اللعب على التناقضات التي اوصلته الى رئاسة مجلس الوزراء قبل اشهر. فتزامن استحقاق التمويل مع المواعيد العربية المحددة لسوريا فرض ايقاعا مختلفا على كل من الحريري وميقاتي كل من موقعه المختلف، اضافة الى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون.

بدأ الحريري قبل اسابيع التماهي مع ايقاع التطور السعودي – العربي حيال سوريا الذي فرض عليه الخروج من حالة العزلة التي انصرف اليها اثر نكسة خروجه من الحكومة. وبعد مرحلة المراجعة الشخصية التي طالت والدخول الالكتروني من جديد بالتدرج الى الساحة السياسية، بات لزاما عليه العودة الفعلية الى ممارسة السياسة لأن يد العرب وحدها لا تصفق في لبنان، بل تحتاج الى حركة محلية تواكب الضغط العربي على دمشق والذي يشكل لبنان احد بواباته الاساسية.

افاد الحريري من حرية حركته الخارجية بدل ان يكون مقيدا بحبال التحالفات الداخلية الحكومية، وبدأ يعيد استثمار علاقاته لصياغة موقف لقوى 14 آذار يتعلق بالبعد الدولي والعربي لمقاربة التطورات السورية ومرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الاسد. وواكب وهو يتبع الخارجية بعد لقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمهرجان طرابلس الذي يحمل تأويلات امنية وسياسية متناقضة. فاختيار عاصمة الشمال يحمل في نظر "المستقبل" وفاء لاهل الشمال الذين شكلوا خزانا تقليديا لمهرجانات بيروت الاستقلالية. لكن ثمة بعدا آخر لاختيار عاصمة الشمال لا يقتصر على حشد الجمهور السني والى حد المسيحي المتحالف مع العصب الازرق على ارضه، انما يرمي الى الاقتراب اكثر فاكثر الى حيث يصل الصوت عاليا الى مشارف حمص المحافظة السورية السنية التي تعيش مخاضا عسيرا منذ اسابيع في مواجهات طائفية حادة. والتركيز على الشمال بدل صيدا او بيروت، حيث عناصر الاحتكاك المباشر مع "حزب الله" متوافرة بكثرة، يحول مهرجان طرابلس اكثر الى صورة حشد للعنصر المعارض لسوريا، وذلك في مواكبة للضغط العربي والتركي السني المرتفع حدة ساعة بعد اخرى. لكن في الشمال ايضا عناصر اخرى لافتة، والرهان الامني كبير على منع اي استغلال من اي جهة والحؤول دون تحويل المناسبة فتيل تفجير.

بالنسبة الى "المستقبل" بحسب مصادر رفيعة فيه، ان "استغلال اللحظة المناسبة عمل سياسي ونحن في النهاية نشتغل سياسة"، واللحظة المناسبة تقع في ظل تسارع الضغوط العربية على سوريا. وسيتخطى خطباء المهرجان رمزية طرابلس واستهداف ميقاتي للتكلم على ضرورة فصل سياسة لبنان الخارجية عن النظام السوري في كل المفاصل الاساسية، وعلى موضوع الحدود وعدم خضوع لبنان لتأثير التداعيات السورية، وضرورة سداد لبنان حصته من تمويل المحكمة الدولية اي التصويب على الحكومة من خلال هذا الملف وخصوصا بعد مطالعة الرئيس ميقاتي التلفزيونية. وكأن ثمة تداركا للخطأ الذي وقع فيه بعض قوى 14 آذار بالتصويب على ميقاتي وحده لاسقاطه، في حين يعتبر بعضهم ان على "تيار المستقبل" ان يكون مرتاحا لان رئيس مجلس الوزراء يخوض المواجهة مع "حزب الله" بدلا منه. والهامش الضيق للاحداث والتداعيات السورية اثار لدى مصادر سياسية مطلعة سؤالا عن قدرة قوى 14 آذار اليوم على رسم استراتيجية المرحلة المقبلة اذا سقطت الحكومة، وحتى اليوم لا تبدو السيناريوات واضحة تماما امامهم. لذا يبدو بقاء ميقاتي في هذا المعنى اهون الشرور، ما دام انه يمول المحكمة ولا يقدم مرافعته عنها في اطار استدرار عطف اهل السنة فحسب.

باسيل ودرس الخيارات

لكن استمرار رئيس الحكومة لم يعد مرتبطا فحسب بالتمويل، بل بجملة عناصر تتعلق بتحالف مكونات الاكثرية الجديدة. وقد بدا رأس الخيط امس يظهر بمقاطعة وزراء "التغيير والاصلاح" جلسات مجلس الوزراء. لم تكن خطوة عون منفردة بل انه مهد لها بكلامه هذا الاسبوع اكثر من مرة وبدا الوزير جبران باسيل منذ صباح امس يعد بجلسة لن تحصل وبدرس اقتراحات متنوعة حول استمرار عمل الحكومة . وهو قال لـ"النهار" مساء "اننا ندرس جديا جدوى استمرارنا في الحكومة او عدمه وعلى الاحتمالات التي تحتم الاستمرار او الاستقالة وطرق مشاركتنا او الامتناع عنها".

لم تكن خطوة "التغيير والاصلاح" امس يتيمة بل سبقتها خطوات اخرى في جلسات مجلس الوزراء تتعلق بملفات الكهرباء وفصل النيابة عن الوزارة والنفط والمشكلات مع وزير الاشغال، لكن التوقيت الذي جاء امس بعد كلام رئيس الحكومة على الاستقالة، ولقاء عون مع معاون الامين العام لـ"حزب الله" حسين خليل اثار التباسا حول مغزى الخطوة، وهل تكون مقدمة لسحب البساط من تحت قدمي ميقاتي الذي يحاول تطويق شركائه في الحكم، بانذارهم بضرورة التمويل.

رد فعل احد قادة المعارضة هو ان خطوة عون تعني ان "حزب الله" قرر التحرك ميدانيا. اما احد السياسيين المطلعين فيقول ان "عون اعتاد التحرك لاسباب داخلية بحت في معزل عن كل حدث اقليمي او داخلي، وليست المرة الاولى يضع فيها اعداءه وحلفاءه في مأزق نتيجة هذا الموقف". ولعون رؤية مختلفة ومعزولة تماما عن حليفه في ورقة التفاهم، فعلاقته بميقاتي دائمة الالتباس ولم يسدها يوما ود او تفاهم. ويقول مسؤول في "التكتل" ان "موقفنا داخلي مئة في المئة. نحن لسنا مرتبطين بموضوع التمويل ولا بغيره. ولدينا ملفات عالقة مع ميقاتي اهم من المحكمة الدولية تتعلق بالقضاء اللبناني وعدم تعيين رئيس مجلس قضاء اعلى وبت ملف شهود الزور وجملة ملفات حياتية". اما التوقيت فيحدده عون " لان المبادرة هي في ايدينا، وتحركنا داخلي بحت. وهذه اول اشارة تحذيرية".

سيناريوات التكنوقراط او الاعتكاف والاستقالة

خطوة عون قلبت مقاييس اللعبة الداخلية وافرغت خطة ميقاتي من مضامينها، بمنع انعقاد جلسات مجلس الوزراء، خصوصا ان مصادر سياسية مطلعة كانت تحدثت امس عن  سيناريوات طرحت أخيراً تقوم على محاولات تدوير زوايا لإمرار الوضع اللبناني بأقل خسائر ممكنة إذا تعذر بقاء الحكومة. وأولها ما تبلغته من مصادر ديبلوماسية تحدثت عن امكان اعتكاف ميقاتي في اللحظات الأخيرة بدل اللجوء الى الاستقالة. لكن هذا السيناريو لا يمكن ان يحل مشكلة التمويل والتزامات  رئيس مجلس الوزراء امام المجتمع الدولي، علماً ان ديبلوماسيين في لبنان سمعوا من رئيس المحكمة الدولية ان ميقاتي الذي تعهد  أمامه بالتمويل لم يكن حاسماً في ما يتعلق بخطته لتوفير هذا التمويل.

اما الخيار الثاني فهو  تقديم ميقاتي استقالته واللجوء الى حكومة تكنوقراط برئاسته ايضا، وتحظى بمباركة رئيس الجمهورية والرئيس نبيه بري ورئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط وقوى 14 آذار اذا كان التمويل احد بنود تأسيسها. لكن عون بحسب هذه المصادر سيكون العقبة أمام هذه الحكومة لأنه لن يسمح بإمرارها ساعياً الى الاحتفاظ بمكانته الحكومية لا سيما في الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية. وبالفعل أكدت مصادر عون ان "استقالة الحكومة لن تكون ممراً لميقاتي كي يعود بالشروط نفسها. اما المعيار الحقيقي لأي حكومة جديدة فهو ان تكون مستوفية شروط الحكم والمشاركة والعمل". 

ودون هذا السيناريو عقبة ثانية هي ان استقالة الحكومة ليست امراً سهلاً في هذه الظروف الاقليمية الخطرة، واي استقالة لا يمكن توقع عواقبها ونتائجها، لأن الوضع يتغير كل ساعة، مما يجعل من الصعب التكهن بما بعد الاستقالة وتعذر تشكيل حكومة من بعدها . أما آخر الاحتمالات فهو بقاء الحكومة في اطار تصريف الاعمال، لكن خطوة عون امس قلبت الموازيين، بمعنى انه لا يبدو انه مسموح لميقاتي ان يستقيل ويبقى رئيس حكومة تصريف أعمال، ويتمتع بمزايا المرحلة الانتقالية من دون ان يتكلف أي ثمن. فاما ان يبقى بشروط الاكثرية التي أتت به، والا فان لائحة الخيارات البديلة ستكون جاهزة بدءاً من غد الاحد. وهو موعد ينتظره ميقاتي كما غيره.

 

ميقاتي يستغيث

احمد عياش/النهار  

لم يشبه الرئيس نجيب ميقاتي البارحة نفسه منذ أن أوصله الانقلاب السوري – الايراني الى سدّة الرئاسة الثالثة. فمن شاهده في أشد حالات الانفعال فوجئ بالتعرف على الرجل للمرة الأولى بعدما اعتاده طويلاً شخصاً بلا انفعالات تقريباً، يبدو في قامته العالية برجاً للمراقبة لا كائناً يسير على الارض، يشبه الناس في تحولاتهم بين فرح وحزن واطمئنان وخوف وسكينة واضطراب. وهكذا انقلب ميقاتي على صورته فهبط من على البرج وراح يتلمّس طريقه في زحمة الأحداث التي تتلاطم في لبنان والمنطقة.

كثيرون وجدوا في هذا التحول استشعاراً، وإن ليس مبكراً،  بمصير المركب الذي يديره النظامان الايراني والسوري ويقوده ربان أوحد في لبنان هو السيد حسن نصرالله. ووفق تعبير الدكتور سمير جعجع، فإن المركب على وشك الارتطام بآلاف الصخور. ومن الطيش ان لا يقفز ميقاتي منه قبل فوات الأوان. وربما أدرك الأخير ان زمن تمرجل أصحاب المركب وربانه قد ولّى، وليس من الحكمة وهو يشاهد كيف يصدر قرار وزراء الخارجية العرب بشبه اجماع نادر بحق نظام الرئيس بشار الأسد من دون أن يهب أحد في العالم الى نجدته، ان يبقى الوفي الأخير تقريباً لهذا النظام.

لكن البعض ممن لم يفاجئهم رئيس الحكومة يرون ان صراخه على اليمين واليسار يخفي في طياته استغاثة. إنه يطلب النجدة من ربّان المركب كي لا يلقى معه مصيراً قاتماً. لكن المعضلة هي في مدى استجابة الربان لطلب الاستغاثة هذا. فميقاتي، الذي انقذ نصرالله من الفتنة بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس سعد الحريري في كانون الثاني الماضي، يريد من الأمين العام لـ"حزب الله" ان ينجده من الهاوية التي سيسقط فيها اذا ما عجز عن تمويل المحكمة الخاصة بلبنان. وهنا جوهر الأزمة. ما يريده ميقاتي ببساطة ان يعوّض هزيمته السياسية منذ صعوده الى مركب الانقلاب بانتصار في تمويل المحكمة. وفي المقابل، يرى نصرالله في تمويل المحكمة هزيمة سياسية تفتح الأبواب على مسلسل هزائم يلوّح بها المشهد العربي.

من يعرف نصرالله عن كثب يعلم أن هذا الرجل مجبول بالعنف في مواقفه. فهو يلين فقط عندما ينكسر لمرة واحدة وأخيرة. وهذا الانكسار لم يحصل بعد. أما ميقاتي، فقد عرفه الناس منذ قبوله برئاسة الحكومة للمرة الثانية يتعايش مع التنازلات حتى ولو خالفت كل المواثيق والاعراف التي تفرضها الحياة السياسية السوية. ولهذا اعتاد  الجميع وأولهم نصرالله على انه يستطيع احتمال تنازلات جديدة حتى في تمويل المحكمة. من يعرفون نصرالله يتوقعون ان يندفع الى تحطيم المسرح اذا فرضت عليه الهزيمة. ومن يراقبون ميقاتي يعلمون انه وصل الى خط نهاية الاحتمال. لذلك فهو يستغيث من أجل ان يمن عليه نصرالله بحبل نجاة. بالتأكيد ان المركب على وشك الارتطام بالصخرة الأولى. الانذار بدأ من تأجيل جلسة مجلس الوزراء أمس.

 

الرئة العراقية كما اللبنانية حيوية لسوريا/أي تغيير "جذري" بعد الانسحاب الأميركي؟

روزانا بومنصف/النهار     

هل يشكل انسحاب القوات الأميركية من العراق رهانا على احتمال تبدّل الأوضاع القائمة في المنطقة وتبدّل موازين القوى خصوصا ما يتصل بالوضع السوري والموقف من النظام؟

يتم تداول موضوع الانسحاب الاميركي المرتقب نهاية السنة الجارية من العراق على انه العامل الأبرز الذي سيدخل تغييرا جذريا في مسار المنطقة المستمر منذ بضعة اشهر. وفي خلفية هذا التداول من يعتقد ان ثمة آمالا يعلقها النظام السوري على هذا الانسحاب من زاوية احتمال توظيف الوضع الجديد في العراق لمصلحته بعد مطلع السنة الجديدة وتغير الوضع على الارض في العراق انطلاقا من واقع ان هذا الوضع شديد التأثر بالنفوذ الايراني الداعم لهذا النظام. وهذا يعني عمليا احتمال ممارسة ضغوط داخلية على حكومة نوري المالكي من اجل فتح الحدود أمام سوريا لتخفيف الضغوط الاقتصادية عليها وربما مرور المساعدات الايرانية العسكرية والمادية على نحو اكبر مما يحصل راهنا. ويستند هؤلاء الى الموقف الذي أعلنه الزعيم العراقي مقتدى الصدر لجهة ضرورة الابقاء على الرئيس بشار الاسد في السلطة في مقابل اعلانه دعم الثورة الشعبية في سوريا. ولا يبدو ان هذا الاحتمال يتم تجاهله كليا من الدوائر الديبلوماسية الغربية المعنية. الا انها لا تبدي قلقا في هذا الاطار على رغم الاقرار بأن ايران التي لا يمكن نفي وجود نفوذ لها في العراق ستحاول ممارسة نفوذ اكبر على حكومة المالكي. اذ ان في حسابات هؤلاء ان هناك مصالح مباشرة للعراق من اجل محاولة تدعيم استقلاله واستعادة سيادته بعد انسحاب القوات الاميركية يتجاوز بكثير الرغبة او القدرة على التجاوب مع الضغوط الإيرانية حتى لو اراد المسؤولون العراقيون ذلك.

لكن ليس واضحا في اي حال كيفية قدرة النظام في سوريا على قلب موازين القوى لمصلحته والتي يعزوها الى اسباب ومؤامرات خارجية في حين يرى الديبلوماسيون المعنيون ان انفلات حدود العراق امام اي نوع من المساعدات التي يحتاج اليها النظام من ايران او سواها قد تتسبب في حرب اهلية في العراق على وقع السعي المستمر للحكومة العراقية من أجل انهاء مرحلة البعث بكل مفاعيله ورموزه واحتمال مساعدته حزب البعث الحاكم في سوريا الذي يماثل في ادائه تجاه مواطنيه ما يعتقد ان العراقيين عانوه من البعث العراقي بنسب مختلفة.

وتقول هذه المصادر ان هناك حرصا عراقيا على تجنب التداعيات الكبيرة للازمة السورية ويخشى ان يؤدي اي انفتاح عراقي مختلف او كبير الى التسبب بمشكلات داخلية للعراق لم يعرف كيف انتهى منها نسبيا من خلال الصراع الطائفي والمذهبي. وتاليا لا ترى هذه المصادر كيف يمكن العراق ان ينأى بنفسه عن التورط في حروب داخلية يظل الباب مفتوحا عليها ومحاولته او مساعيه لاقفال هذا الباب نهائيا.

والامر اكثر تعقيدا في ما يتصل بمحاولة العراق العودة الى الجامعة العربية ولعب دوره كعضو فيها خصوصا اذا كان لهذا الدور ان يؤثر على العراق على نحو مباشر. اذ تطرح هذه المصادر الاحراج او الوضع الصعب الذي يجد فيه العراق نفسه نموذجا يتمثل في لبنان الذي يشكل بدوره الرئة الاخرى الحيوية للنظام السوري راهنا ولسوريا عموما والذي على رغم الضغوط الدولية التي يتعرض لها من اجل ان ينأى بنفسه عن الوضع السوري ولا يأخذ جانب اي فريق فيه لا سلبا ولا ايجابا يحاول ان يؤدي الدورين معا. ويشكل غض النظر الواقعي والعملاني على المستوى الدولي عن استخدام هذه الرئة العراقية واللبنانية اقرارا بأن التواصل اللبناني السوري والعراقي السوري امر لا مفر منه خصوصا من اجل منع اختناق الشعب السوري واستمرار وصول الامدادات الحيوية الضرورية له لان لا حصار مقررا ضد الشعب او اي اجراءات تطاوله بل ان المواقف الدولية ترمي الى عكس ذلك على رغم انعكاس بعض القرارات عليه. ووضع العراق بعد الانسحاب الاميركي سيشبه الى حد بعيد الوضع اللبناني من حيث الاتجاه الى النأي بنفسه، علما انه سبق له ان اعتمد هذه الخطة في التصويت في الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة الذي اتخذ فيه قرار بتعليق عضوية سوريا في الجامعة. الامر الذي لم يستطع لبنان اتخاذه وسط ملاحظة ديبلوماسية عن وجود رأيين متضاربين على نحو واضح في الحكومة بين ما يعلنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يقول بالنأي بالنفس عن الوضع السوري والتزام قرارات الجامعة العربية في حين يعلن وزير الخارجية عدنان منصور موقفا مختلفا داعما للنظام ومعارضا اي قرار محتمل يمكن ان يتخذه العرب.

اما الرهان على ان التحول في الوضع العراقي نتيجة انسحاب القوات الاميركية قد يشكل مكسبا او عاملا مربحا من حيث اعطاء النظام السوري مهلة اضافية، فإن هذه المصادر تدرج ذلك في اطار سعي كل زعماء الانظمة التي شهدت انتفاضات مماثلة لما يشهده الوضع السوري الى محاولة الافادة من بعض الواقع والعوامل المساهمة فيه لكن من دون نجاح كبير حتى الآن كما تقول.

فهل في المعطيات تبسيط مبالغ فيه للامور او رهانات في غير محلها؟

 

ما الذي جعل ميقاتي يشهر سلاح الاستقالة؟ الحكومة باقية لتخلفها حكومة مستقلّين

اميل خوري/ النهار/هل يمكن القول إن الرئيس نجيب ميقاتي استطاع تجاوز "قطوع" تمويل المحكمة الخاصة بلبنان باشهاره سلاح الموقف اي سلاح الاستقالة ليجعل معارضي التمويل يتراجعون عن موقفهم ويفضلون بقاء الحكومة؟ الواقع ان هذا الموقف للرئيس ميقاتي كان معروفا في اوساط القريبين منه منذ أثير موضوع التمويل وذلك للأسباب الآتية:

اولاً: ان الرئيس ميقاتي لا يستطيع إلا أن يفي بالتزاماته الدولية ويتجاوب مع الاتجاهات الشعبية وإلا عرّض الاوضاع الاقتصادية والمالية للخطر من جراء عقوبات دولية قد تفرض  على لبنان في حال لم يلتزم تنفيذ قرار تمويل المحكمة. وعندما تعرض هذه الاوضاع للخطر فإن جميع اللبنانيين سيتضررون وينزلون الى الشارع ليسقطوا حكومته كما فعلوا مع حكومة الرئيس عمر كرامي عندما اسقطها الشارع احتجاجا على الارتفاع الجنوني للدولار، وهي نهاية يرفض الرئيس ميقاتي الوصول اليها.

لذلك وضع في حساباته العامل الشعبي والعامل الدولي عندما قرر تخيير الوزراء المعارضين لتمويل المحكمة بين القبول بالتمويل او استقالة الحكومة، وهذا لا يعني ان يتراجع هؤلاء الوزراء عن موقفهم إنما ان يتركوا الحرية عند التصويت للوزراء المستقلين وغير المحازبين امثال نقولا فتوش، بانوس مانجيان، فيصل كرامي، فريج صابونجيان، مروان شربل، شكيب قرطباوي ومروان خير الدين، فتتأمن بأصوات هؤلاء الاكثرية المطلوبة التي توافق على التمويل، ويلتزم وزراء "امل" و"حزب الله" والتيار الوطني الحر" قرار الاكثرية وهو ما تقضي به الاصول الديموقراطية...

وكان في نية بعض معارضي تمويل المحكمة التغيب عن كل جلسة لمجلس الوزراء يكون فيها موضوع التمويل مدرجا على جدول اعمالها لإفقاد نصابها. وبهذه الطريقة يكونون قد حافظوا على بقاء الحكومة وأبقوا موضوع التمويل معلقاً، ومن دون أن يعطلوا اعمال مجلس الوزراء عندما يتناول البحث فيه مواضيع اخرى وهي فكرة وردت قبل ان يشهر ميقاتي سلاح الاستقالة.

ثانياً: ان سوريا تفضل بقاء الحكومة على استقالتها بسبب تمويل المحكمة لأنها تكون خسرت ما تؤديه لها الحكومة من خدمات وإن في حدها الادنى من دون ان تربح تعطيل سير المحكمة، فمن الآن الى أن تباشر المحكمة محاكمة المتهمين باغتيال الرئيس الحريري ورفاقه يخلق الله ما لا يعلم أحد. و"حزب الله" من جهته يؤيد هذا الرأي، فوجود حكومة تحمي سوريا ولو جزئيا مما تتعرض له أفضل من حكومة لها سلوك مختلف، أو لا حكومة أي فراغ، عدا أن بقاء الحكومة وإن مع بقاء المحكمة يظل أفضل لـ"حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" وذلك بغية الحصول على حصة كافية من التعيينات وعلى تأدية الخدمات للمحازبين والمناصرين على أبواب انتخابات نيابية في 2013.

ثالثاً: إن المجتمع العربي المشغول بمشاكله الداخلية المتفاقمة، ويواجه عواصف التغيير، والمجتمع الدولي الذي ينشغل بها ويواكب اتجاهاتها ويحاول تغيير سيرها في الاتجاه الذي يخدم مصالح الدول المعنية، يفضل أيضا بقاء الحكومة الحالية لأن البديل منها قد يكون الفراغ وأزمة حكم محتملة في لبنان ليس الآن وقتها. وإذا كان المجتمع الدولي وكذلك المجتمع العربي يشكوان من مواقف الحكومة المتعاطفة مع النظام السوري، فإن اي حكومة يكون لها موقف آخر قد تعرض أمن لبنان وسلمه الأهلي للخطر.

لذلك فإن الحل الوسط هو في اعتماد السياسة الحكيمة التي تنأى بلبنان عما يجري في المنطقة ولا سيما في سوريا، وليس باعتماد سياسة أخرى أي سياسة الانحياز.

لكل هذه الاعتبارات وغيرها يمكن القول إن الحكومة باقية ما بقي الوضع في سوريا على حاله، حتى إذا ما رحلت فإنه يكون في الإمكان تشكيل حكومة تواكب المتغيرات الحاصلة في المنطقة وتتجاوب مع متطلباتها. وبما ان لا سبيل الى تشكيل حكومة من 14 آذار حتى وإن عادت أكثرية، لأن "التحالف الشيعي" المؤلف من حزبين اساسيين هما "حزب الله" وحركة "أمل" قد لا يقبل المشاركة فيها الا بشروطه وهي شروط قد تكون تعجيزية، وعندها يخشى أن تواجه البلاد أزمة وزارية يستعصي حلها فتتحول ازمة حكم.

إلى ذلك، يمكن القول ان حكومة الرئيس ميقاتي باقية ولن تخلفها سوى حكومة مستقلين مهمتها الاشراف على الانتخابات النيابية المقبلة، وان الاكثرية النيابية التي تنبثق منها هي التي تعطي مسارا جديدا للبنان يتأثر بالمسارات التي توجّه الدول المحيطة به والتي تخلق توازنات جديدة.

 

البحث عن أتاتورك مصري يلغي نفوذ الشارع

بقلم سليم نصار /النهار

الشارع المصري، على اختلاف عناصره، وصل الى استنتاج مفاده ان المجلس العسكري لم يفعل كل ما في وسعه لنقل السلطة الى المدنيين. وقد تعمّد اقحام دوره في وثيقة علي السلمي، مقلداً بذلك دستور كمال اتاتورك الذي جعل من الجيش رقيبا وحاميا لمكاسب ثورته. عندما تجددت  في القاهرة مطلع هذا الاسبوع، تظاهرات الاحتجاج عبر ميدان التحرير، كان مبعوث الامم المتحدة في اليمن جمال بن عمر، يصوغ مواد صفقة مصالحة مباشرة بين الرئيس علي عبد الله صالح وخصومه. لهذا السبب، طالب قادة الفريقين المتنازعين مجلس الامن، منحهم فرصة جديدة لاستكمال خريطة الطريق. وقد حصل المبعوث على الفرصة المطلوبة بهدف التأكد من صلابة الصفقة السياسية التي رسم خطوطها. وفي ختام مهمته السرية قدم جمال بن عمر، الى مجلس الامن، تقريراً مفصلاً تحدث فيه عن المساعي التي بذلها من اجل حل الازمة اليمنية، واقناع الرئيس صالح بأهمية عقد اتفاق حول الانتقال السلمي للسلطة. وذكر المبعوث انه اعتمد المبادرة الخليجية كقاعدة مركزية لعمله، خصوصاً ان الرئيس صالح اعلن موافقته عليها، وانما لم يوقعها. والسبب انه طالب بضمانات تحميه  هو واسرته من الملاحقة القانونية، وتمنع عنه الاذى الجسدي، وتطلق حريته في السفر والتنقل داخل البلاد وخارجها.

وتقول المعلومات ان الشريط المبدئي الذي طرحه الرئيس صالح كمنطلق للموافقة على المبادرة الخليجية، حصوله على ضمانات العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، باعتباره كان اول من قاد عملية المصالحة بين الرئيس وخصومه. وذكر التقرير ان قادة المعارضة مختلفون على اولويات شروط الرئيس، ولكن بينهم من اعرب عن رغبته في فتح الحوار معه مثل: اللواء المنشق علي محسن الاحمر والشيخ حميد الاحمر (التجمع الوطني للاصلاح – اسلامي) والشيخ صادق الاحمر، زعيم قبيلة "حاشد".

المهم، ان الجهود السعودية والعربية والدولية، اثمرت في تحقيق اتفاق تاريخي سلمي تنتقل بموجبه سلطة الرئيس علي عبد الله صالح الى نائبه عبد ربه منصور هادي، في مرحلة انتقالية من تسعين يوماً.

وقد رعى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفلة توقيع الاتفاق في الرياض، داعيا جميع الاطراف في اليمن الى بناء دولتهم، مؤكداً لهم ان المملكة ستبقى العون والعضد في كل مراحل المستقبل. ووعد الرئيس صالح الحاضرين بانه سيدعم المبادرة، ويساعد على انتقال سلمي وسلس للسلطة، متمنيا للعاهل السعودي، النجاح في عملية رأب التصدع الوطني اليمني.

مقابل اجواء الهدوء والترقب التي ميزت الساحة اليمنية هذا الاسبوع، كانت الساحات المصرية تشهد اكبر تظاهرات الاحتجاج منذ تظاهرات كانون الثاني وشباط الماضيين.

ومع ان الاسباب الحقيقية للانفجار ضاعت وسط عشرات المطالب المطروحة فوق يافطات الثوار، الا ان دوافعها السياسية بدأت تتكشف عقب الخطاب الذي القاه المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة.

لذلك سارع المشير الى اعلان قبول استقالة حكومة الدكتور عصام شرف وتكليفها بمهمة تسيير اعمال الدولة الى حين الانتهاء من تشكيل حكومة جديدة. علماً ان عمليات سقوط قتلى في ميدان التحرير، حفزت وزير الثقافة عماد الدين ابو غازي، على تقديم استقالته احتجاجاً على المعالجة الخاطئة. وعندما شعر المشير طنطاوي بأن الحكومة لم تعد قادرة على تهدئة الشارع، سارع الى اعلان رحيلها وأوكل المهمة الى كمال الجنزوري. والمؤكد ان هذا الحل السريع لم يكن مرضيا لجماهير الشارع الغاضب، خصوصاً ان حكومة عصام شرف لم تكن اكثر من غطاء سياسي لاخفاء اخطاء المجلس الاعلى للقوات المسلحة. وهكذا اكتشفت  الحشود بعد احد عشر شهراً، ان غياب حسني مبارك عن رأس النظام لم يحجب تأثيره الممثل بصديقه المشير محمد الطنطاوي. لذلك توالت الهتافات المرددة: "ارحل... ارحل يا مشير، خلي مصر تشوف النور". ومع انطلاق موجة الغضب الثانية في شوارع القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية، انطلقت انتقادات التحذير من عواقب انتقام المتظاهرين والمعتصمين.

واغتنم المتنافسون على معركة الرئاسة  هذه الفرصة الذهبية لاعلان انتقاداتهم لاداء الحكومة، مطالبين المجلس العسكري بضرورة تحديد موعد تسليم السلطة وانهاء المرحلة الانتقالية. واعرب الدكتور محمد البرادعي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، عن استنكاره لاحداث العنف بين المتظاهرين ورجال الشرطة. ومثله فعل المرشح الآخر لمنصب الرئاسة عمرو موسى، الذي طالب المجلس العسكري، بممارسة مسؤولياته الاساسية في الحفاظ على الامن وارواح المواطنين.

اما عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة (الاخوان المسلمون) فقد دان العنف المفرط في ميدان التحرير، واتهم الجيش بافتعال ازمة تقود الى الفوضى والاقتتال بهدف تعطيل الانتخابات النيابية المقررة يوم الاثنين المقبل (28 الجاري).

ويستدل من طبيعة الارقام التي تنشرها الاحزاب الدينية في مصر بغرض التأثير على الرأي العام، انها ستكون ابرز الفائزين في الانتخابات. وتدعي ان فصائلها الثلاثة – الاخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الاسلامية – ستحصل على ما نسبته 40 في المئة من اصوات الناخبين. وهي تتوقع انضمام الناصريين الى تيارها باعتبارهم من المطالبين بالغاء اتفاقية السلام مع اسرائيل.

وكانت سفارة اسرائيل في القاهرة قد تعرضت لاقتحام المتظاهرين يوم التاسع من ايلول الماضي. وهرب السفير في حينه اسحق ليفانون، مع الموظفين والطاقم الامني. وليفانون هو نجل الجاسوسة التي لعبت دوراً مهما لمصلحة "الموساد" في لبنان. ورأت الحكومة المصرية في عودته المفاجئة احراجاً متعمداً كأنه يمتحن وعدها بتأمين الحماية لمبنى السفارة الجديد.

يقول المراقبون في القاهرة، ان الاسباب الخفية التي تكمن وراء تجديد التظاهرات، كانت بايحاء من "الاخوان المسلمين" الذين حرصوا على عدم اغضاب المجلس العسكري. وحجتهم ان وثيقة المبادئ التي اعدها نائب رئيس الوزراء علي السلمي، كانت تتضمن بندين مناقضين لطبيعة المبادئ الديموقراطية. البند الاول يحدد دور الجيش بحماية الدولة والحفاظ على وحدتها وأمنها وشرعيتها الدستورية. والبند الثاني يعتبر المجلس العسكري الاعلى، المسؤول الحصري عن كل الشؤون المتعلقة بالجيش، بما فيها موازنة الدفاع التي تندرج في بند خاص ومستقل داخل موازنة الدولة. وفي ملحق منفصل اقترح علي السلمي، انشاء مجلس للامن القومي – على غرار الولايات المتحدة – يكون مسؤولا عن فحص كل الشؤون المتعلقة بأمن الدولة.

عند دراسة وثيقة المبادئ اعترض "الاخوان المسلمون" على الثغرات التي تتضمنها، والمخالفة اصلاً لتطلعات المحتجين والمتظاهرين. ذلك ان حصر مهمة  الحرب والسلام بمجلس الامن القومي، يمنحه كامل المسؤولية لتقرير العلاقة مع اسرائيل. وايدهم  في رفض البندين الاولين زعماء الحركات الدينية المتطرفة الذين اعترضوا  على تحديد الهوية الوطنية لمصر بأنها "دولة مدنية ديموقراطية". واعتبروا ان كلمة "مدنية" تمثل لغماً سياسياً خفياً يشير الى علمانية الدولة.

وبين النصوص الاخرى التي أثارت الاحتجاج، كان النص المتعلق بانتخاب اعضاء لجنة صوغ الدستور. وبموجب هذا النص، فإن تركيبة اللجنة تحتاج الى ثلثي اعضاء البرلمان للمصادقة على عملها. وبما انه من الصعب على اي حزب الحصول على ثلثي اعضاء المجلس، فان عملية صوغ الدستور الجديد ستتأخر، الامر الذي يترك شؤون الدولة بين ايدي المجلس العسكري الاعلى.

الثلثاء الماضي، اعلن المشير طنطاوي عن استعداد القوات المسلحة للعودة الى الثكنات وتسليم السلطة فوراً، اذا اراد الشعب ذلك من خلال استفتاء عام. ووعد باجراء انتخابات الرئاسة بحلول نهاية شهر حزيران 2012. وكان من المستغرب ان تقابله الجموع المحتشدة في ميدان التحرير، بصيحات الاعتراض وهتافات "ارحل... ارحل".

والثابت ان الشارع المصري، على اختلاف عناصره، وصل الى استنتاج مفاده ان المجلس العسكري لم يفعل كل ما في وسعه لنقل السلطة الى المدنيين. وقد تعمد اقحام دوره في وثيقة علي السلمي، مقلداً بذلك دستور كمال اتاتورك الذي جعل من الجيش رقيباً وحامياً لمكاسب ثورته. وبقي ذلك الجيش محتفظاً بنفوذه القوي على الحكومات المدنية، الى ان وصل الى الحكم اردوغان سنة 2003 واحكم سيطرة حزبه على الجيش، وسلبه كل امتيازات الاتاتوركية. في زحمة البحث عن مخرج لائق للانتخابات المقررة يوم الاثنين المقبل، اوحى الرئيس المكلف باحتمال حصولها، علما ان اللجان الشعبية المنتمية الى القوى السياسية المشاركة، تشكو من فقدان اجهزة الرقابة التي يفترض ان تعينها الحكومة. وربما استخدمت الاحزاب السياسية هذه الذريعة لمقاطعة الانتخابات، مثلما اوحى بطريرك الاقباط البابا شنوده الثالث في عظته الاخيرة. ومعنى هذا ان المجلس العسكري و"الاخوان" هما وحدهما المستفيدان من اجواء الفوضى، وان انتصارهما يوم الاثنين المقبل، سيعبد الطريق لثورة ثانية يكون ضحيتها محمد حسين طنطاوي وحزب "الاخوان"، الذي رأى في فوز الغنوشي في تونس قدوة يمكن لمصر الاقتداء بها. *(كاتب وصحافي لبناني)   

 

افتقار الأسد الى الخيال السياسي يجعله أسير الحل الأمني

أسعد حيدر/المستقبل

أغلق النظام الأسدي، كل الأبواب على نفسه. اعتقاده بأن ما يواجهه هو مؤامرة دولية عربية تركية، لأنه نظام ممانع، يدفعه الى ارتكاب المجازر اليومية على مساحة سوريا. كل الذين يتظاهرون ويُقتلون، ليسوا بالنسبة للنظام الأسدي أكثر من أدوات، في أحسن الأحوال خونة يستحقون الموت والاعتقال والتعذيب. الإصرار على أن أعداد المتظاهرين لا تتجاوز عشرات عدة من ألوف السوريين، جزء من هذه الرواية التي تساعد النظام على ترويج المؤامرة الخارجية. لو كانت الثورة تشكلاً داخلياً، لخرج مئات الألوف. ينسى النظام الأسدي، أن كل متظاهر هو مشروع ضحية أو معتقل جديد أو جريح ملاحق حتى الموت. هذا الإصرار هو الذي حوّل حمص الى مدينة شهيدة، على مثال حماه في الثمانينات. الفرق بين حماه وحمص، أن المجزرة في الأولى وقعت بسرعة بعيداً عن أنظار العالم وحتى مع تواطئه لأنه كان بحاجة للرئيس حافظ الأسد. اليوم مجازر حمص يومية وتراكمية يُضاف اليها الحصار والتجويع والإرهاب.

رفض النظام الأسدي الخروج من الحل الأمني، يمنعه من رؤية ما يجري حوله في العالم العربي. لولا ذلك لرأى النظام الأسدي، كيف أن سقوط 33 قتيلاً ومئات عدة من الجرحى في ميدان التحرير في القاهرة، قد أسقط حكومة شرف رغم كل وطنية رئيس الوزراء وصعوده من قلب الميدان. في اليوم نفسه جرى مشهد استثنائي لم يكن يتوقع أحد رؤيته. جلس ملك البحرين يستمع بهدوء الى تقرير الهيئة الخاصة حول الأحداث في بلاده. التقرير وصف كل ما جرى بطريقة معززة بالأدلة والقرائن، بطريقة مغايرة مئة في المئة للرواية السابقة. تمتع ملك البحرين بالشجاعة الكافية للقبول باتهامات لجنة التحقيق بأن تجاوزات كثيرة حصلت وأنه مُورس التعذيب وسقط ضحايا خلال ذلك. في سوريا المعدل اليومي يصل الى 30 قتيلاً، ولا شيء يتغيّر، كأن السوريين الذين يقتلون ليسوا مواطنين ولا حتى بشراً يستحقون الحياة فكيف إذا كانت حياة كريمة وحرة.

انغلاق النظام الأسدي على ذاته، منعه من تلقّف اليد العربية للخروج من النفق المسدود الذي أقحم به نفسه. جامعة الدول العربية، لم يقتحمها الشباب ولا تلونت بالثورة، لذلك أرادت وعملت على تقديم حلول معقولة للنظام الأسدي حتى تنقذ سوريا من سيف التدويل. ناور النظام الأسدي كما اعتاد معتبراً أنه أذكى من كل أعضاء الجامعة، علماً أن مناورته مكشوفة لأنه سبق وأن مارسها عام 1975 عندما غزت قواته لبنان تحت اسم "قوات الردع العربية". لم تمر مناورة النظام الأسدي على الجامعة. الآن يجب انتظار القرارات الجديدة خصوصاً الاقتصادية منها التي ستزيد مصاعب النظام الاقتصادية الذي يمر بأصعب مرحلة باعترافه. تجار دمشق وحلب سيقعون تحت وطأة هذه العقوبات. لعل ذلك يدفعهم للالتحاق بشعبهم بدلاً من التحصن بأموالهم ومصالحهم.

القرارات العربية القادمة، قد تكون بداية لمظلة تحمي القرارات الدولية. التدويل يبدو قائماً. يجري بحث خريطة طريق لا تضع سوريا في قلب مسار ليبي لأسباب أصبحت معروفة، وفي الوقت نفسه تكسر إرادته وتجعله يستفيق على استحالة متابعة الحل الأمني خصوصاً وأنه يدخل أركان النظام الأسدي في خانة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية. خريطة الطريق التي كما يبدو تُبحث جدياً في واشنطن وباريس ولندن وأنقرة، تتضمن العمل على:

* دفع عملية توحيد المعارضات السورية بسرعة على غرار ما حصل مع المعارضات العراقية في لندن قبل الغزو الأميركي للعراق. يجب أن يكون للمعارضة السورية صوت واحد يفرض وجوده ورؤيته ويسهل على العالم التعامل معها.

* دعم الجيش السوري الحر الذي يقوده العقيد رياض الأسعد، ليصبح "القبضة الحديدية" المرافقة "لقبضة المقاطعة السياسية والاقتصادية". إذا صحت الأنباء بأنّ هذا الجيش تجاوز عدده ثمانية آلاف وأن ضباطاً أتراك وفرنسيين يعيدون تدريبه معنى ذلك أن صيغة جديدة لخطة سياسية - عسكرية قد بدأت، يبدو في الوقت نفسه أن الهدف المركزي المباشر والملح هو كسر وحدة الجيش السوري والقوى الأمنية بحيث تكون الانشقاقات على مستوى الوحدات والألوية، لتحقيق ذلك تجري دراسة كيفية تحقيق ذلك وما هي الضمانات والتقديمات التي يجب تقديمها للمنشقين. الفرق كبير بين الذين ينشقون حالياً سواء لأسباب إنسانية أو سياسية، والذين سينشقون لاحقاً نتيجة ليأسهم من الحل الأمني. في هذه الحالة لا يكفي تقديم السلاح والتدريب، يجب أيضاً التمويل الواسع والمستمر والمضمون.

يطرح بعض الأسديين السوريين واللبنانيين حلاً جديداً، هو سقوط النظام الأسدي وبقاء بشار الأسد. عندما يقول باتريك سيل القريب من النظام منذ الرئيس الأب وصولاً إلى الرئيس الابن: "لا شك أن الرئيس بشار تخيل أن موقفه الوطني سيعطيه حصانة ضد الانتفاضات الشعبية، لكنه بعد أن واجه الأزمة المتفاقمة بدت قيادته ضعيفة. وجاءت خطاباته ووعوده بالإصلاحات متأخرة وغير مقنعة، كما أظهر مدى افتقاره للخيال السياسي وأدت عمليات القتل الى تقويض شرعيته". لا يمكن مطلقاً فهم الدعوة لبقاء بشار الأسد رئيساً وهو فقير الإمكانات والقدرات بهذه الصورة.

العالم يتحرك ويعمل على كسر النظام الأسدي، لكن هذا النظام لديه أيضاً "أسلحة" كثيرة لاستخدامها واستثمارها. بعضها في سوريا وأبرزها الدفع نحو الحرب الأهلية، وبعضها خارج سوريا وبالتعاون مع الإيرانيين وبعض العراقيين للتفجير بالقرب من خطوط زلازل موجودة أصلاً والعمل على إشعال الحرائق خصوصاً في لبنان والأردن.

المهم أن سقوط النظام الأسدي يبقى ضرورياً من أجل التغيير، قبل شهر فقط كان الرفض كاملاً لهذه الإمكانية. اليوم أحد المسؤولين العرب الذين تربطهم علاقة خاصة بالأسد يقول: السؤال الوحيد هو متى وكيف سيسقط هذا النظام؟".

 

النائب سمير الجسر لـ "المستقبل": الحكومة ستجد مخرجاً لمسألة التمويل

 رأى عضو "كتلة المستقبل" النائب سمير الجسر، أن "كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أول من أمس عن ربط استقالته بموضوع تمويل المحكمة الدولية هو شأن خاص به"، مؤكداً أن "الحكومة ستجد مخرجاً للتوصل إلى حل لموضوع التمويل"، ونفى "وجود أي نية مبيتة أو معلنة لإقامة المهرجان غداً الأحد في طرابلس"، مشدداً على أن "الغاية هي الإحتفال بعيد الإستقلال".

ولفت في حديث الى "المستقبل" أمس، إلى أن "موقف وزراء جبهة النضال الوطني من موضوع التمويل ثابت وواضح من الأساس، ولم يراهنوا يوماً عليه"، وانتقد "الإشاعات التي يطلقها الموالون للنظام السوري عن الخروق الامنية ضد سورية"، مؤكداً أنها "مجرّد ذرائع يتخذها هؤلاء لحماية أنفسهم والنظام، ولتضليل الرأي العام عن هدف وغاية الثورة الشعبية داخل سوريا".

وهنا نص الحوار:

[ تعددت التفسيرات حول الأهداف الحقيقية لمهرجان الاستقلال غداً الأحد في طرابلس، ما هي حقيقة هذا الاحتفال؟

ـ ليست هناك أي نية أو أبعاد لإقامة هذا الإحتفال. المهرجان ببساطة يأتي لإحياء ذكرى الإستقلال، وهي ليست المرة الأولى التي نحتفل بهذه الذكرى في أوقات متفرقة ومختلفة عن التوقيت الرسمي. وقد قررنا هذا العام أن نحتفل في طرابلس لأسباب عدة مرتبطة بالظروف السياسية التي تحيط بلبنان والمنطقة، لا سيما وأن ذكرى الإستقلال تأتي هذا العام بعد خلاف أطاح بحكومة الرئيس الحريري، والطريقة التي أتت بها الحكومة الحالية، والخلافات التي أنجزها أصحاب القمصان السود، والإخلال بالعهود والوعود من قبل الفريق الآخر.

[ أوضح الرئيس نجيب ميقاتي في حوار قبل يومين أن استقالته مرتبطة بموضوع تمويل المحكمة، وأنها ستكون من أجل حماية لبنان، ما تقويمكم لهذا الرأي؟

ـ أولاً، هذا شأن خاص بالرئيس ميقاتي. أما بالنسبة إلينا، فما نطلبه من الحكومة هو توفير التمويل اللازم لمتابعة عمل المحكمة التي أنشئت تحت قرار دولي لمحاكمة المجرمين الذين عبثوا بأمن لبنان وشعبه، وواجب الحكومة هو تأمين التمويل بأي طريقة تراها ملائمة. وباعتقادي أنهم سيجدون مخرجاً للتوصل إلى وسيلة مناسبة لتمويل المحكمة، والأمر لا يحتاج إلا الى بعض الوقت. وفي جميع الأحوال، إذا كانت الظروف المحيطة بالرئيس ميقاتي لن تسعفه ولن تتجاوب معه فمن الأفضل له أن يستقيل، لا سيما وأنه هو من وضع نفسه في هذا المأزق، وبيده الحل للخروج منه.

[ هل تراهنون على مواقف وزراء "جبهة النضال" ووزراء الرئيسين ميقاتي وسليمان بشأن تمرير تمويل المحكمة، أم هناك رهان على آخرين كما يحكى في بعض وسائل الإعلام؟

ـ في الأساس وزراء" جبهة النضال" أعلنوا دعمهم لموضوع التمويل، لذا لم نراهن عليهم، وحتماً موقفهم سيكون له نتيجة إيجابية داخل اللجان النيابية. أما ما بثته بعض وسائل الإعلام بشأن هذه المسألة فمن المؤكد انه مجرّد كلام سخيف.

[ سبق أن أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري بسبب ما سمّي بملف شهود الزور. واليوم، وعدت حكومة ميقاتي الشعب اللبناني بالمنّ والسلوى إقتصادياً واجتماعياً، ما رأيكم في أدائها في هاتين المسألتين؟

ـ أولاً بالنسبة الى موضوع شهود الزور، فقد كان بمثابة "قميص عثمان" من أجل غاية في نفس يعقوب، والتي هدفت إلى خلق العرقلات امام الحكومة السابقة، منها وقف الإجتماعات في الوزارة. والمفارقة الغريبة أنه بعد تأليف حكومة ميقاتي لم يتطرق أحد لملف شهود الزور، مما يدل على أن هذا الملف لم يكن جدياً بالنسبة الى فريق 8 آذار، إنما فقط أتى لوضع العصي في الدواليب وخلق العدائية بوجه حكومة الحريري وإسقاطها.

أما بشأن آداء الحكومة الحالية فمن المؤكد أننا غير راضين بتاتاً عن عملها، وأصلاً هناك انقسامات في الآراء بين وزراء 8 آذار، وعلامات عدم الرضا في ما بينهم واضحة تماماً من خلال التصريحات الإعلامية، فكيف لنا أن نكون نحن راضين؟

[ ما صحة الأقاويل والإشاعات المتعلقة بالوضع الامني في الشمال، ولا سيما عمّا يُحكى عن الخروق الأمنية من لبنان بإتجاه سوريا، وعمليات تهريب أسلحة ومسلحين؟

ـ هذا الكلام لا يمتّ الى الحقيقة بأي صلة، وبدأ التداول به مع انطلاق الثورة الشعبية في سوريا، ومن أطلقه يعلم تماماً أنه مجرّد وهم من نسج خياله، وأثبتت الأيام التركيبات التي وضّبها الفريق الآخر، لاسيما ما قيل سابقاً عن النائبين جمال الجرّاح وعقاب صقر، والتي تبيّن فيما بعد أنها مجرد أساطير. وعن الموضوع الأمني في الشمال، قلنا مراراً إننا مع ضبط الحدود ومراقبتها بشدة، وطالبنا بوضع حلول لهذه التجاوزات والخروق، ولكن يبدو أن هناك من يريد استمرار هذا الفلتان الأمني من أجل تبرير ما يحصل في سوريا من عمليات إجرامية بحق الشعب هناك. وموضوع الخروق الأمنية من لبنان تجاه سوريا يستخدمه الفريق الآخر الموالي للنظام السوري ذريعة لتشويه صورة الثورة وهدفها.

[ بعد سلسلة من الجرائم شبه اليومية التي ترتكب في مناطق متفرقة، كيف تقوّمون الوضع الأمني، مع أن وزير الداخلية يقول إنه جيد ولا شي يدعو إلى القلق؟

ـ في الحقيقة، بعض من كلام الوزير مروان شربل فيه شيء من الصحة، لأن الجريمة موجودة في كل العالم، وهناك نوعان منها، العادية والمنظّمة، ولكن في جميع الأحوال الجريمة في لبنان تتفاقم بشكل كبير ولا سيما المنظمة منها والمتعلقة بعمليات الخطف والمربعات الأمنية، وهذا يتطلب جهوداً كبيرة لحفظ الأمن الوقائي، وأعتقد أن هناك خللاً كبيراً في الوضع الأمني في لبنان، وأتخوّف من أن تتحول الجريمة إلى ظاهرة داخل مجتمعنا بسبب الفلتان الذي يعلّم العصيان على الدولة، لذا لا بد من أن يكون هناك دولة حازمة وقادرة على ضبط هذا الفلتان وخصوصاً الأسلحة غير الشرعية المنتشرة بين أيادي المواطنين. حاوره : ربيع دمج

 

لهذه الأسباب يفضّل "الإسرائيليون" بقاء الأسد ونظامه في سوريا!

فادي شامية/المستقبل

لم يكن سهلاً لكثير من الناس أن يقتنعوا بحقيقة نقلها كل من زار الولايات المتحدة الأميركية في العام 2005: اللوبي الصهيوني يضغط على البيت الأبيض لئلا يتحول الضغط الأميركي على النظام السوري بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وما تلاه، من ضغط على النظام إلى ضغط لإسقاط النظام. حقيقةُ أن "إسرائيل" واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، يفضل بقاء نظام "البعث" في سوريا- على مشاكساته- باتت اليوم أوضح بفضل الثورة السورية المجيدة. ومع أن هذه "الحقيقة" كشفت عنها مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، في الأسبوع الأول من أيار 2011، فإن مجريات الثورة كشفت ما هو أبلغ من ذلك بكثير!. (كشف إيتامار رابينوفيتش مستشار إيهود أولمرت، أن الأخير ساعد "الرئيس السوري بشار الأسد في فك العزلة الدولية التي قادتها ضده الولايات المتحدة الأميركية على إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لأن إسرائيل، تخشى من بدائل الأسد)".

في 31/3/2011، أي بعد نحو أسبوعين فقط على بدء الثورة السورية، كتبت جانين زكريا، مراسلة "واشنطن بوست" في "إسرائيل" مقالاً تحت عنوان: "إسرائيل تفضل بقاء الأسد"، قالت فيه: "إسرائيل دأبت على الشكوى من تحالف الرئيس السوري بشار الأسد مع إيران، ودعمه لميليشيا حزب الله الشيعية، وإيوائه خالد مشعل في دمشق، غير أن مواجهة الأسد أخطر تهديد جدي لحكمه منذ توليه السلطة قبل 11 عاماً، أجبر الإسرائيليين على إعادة التفكير في أنهم قد يكونون في أمن معه أكثر مما هم من دونه. فقد حافظ الأسد كوالده على هدوء الحدود السورية الإسرائيلية كأهدأ جبهة إسرائيلية لعقود، الأمر الذي مكّن سكان شمال سوريا من العيش في رخاء في جو من السلام النسبي على الرغم من كون الدولتين من الناحية التقنية في حالة حرب". ونقلت عيسى عن لسان وزير في حكومة نتنياهو القول: "نحن نعرف الأسد، وعرفنا والده، ونحن بطبيعة الحال نود أن تكون جارتنا سوريا دولة ديموقراطية... نحن نعلم أن هناك ديكتاتوراً، لكن رغم ذلك فإن الأوضاع كانت هادئة".

بعد ذلك بيوم واحد؛ نشرت صحيفة هآرتس العبرية (1/4/2011) مقالاً تحت عنوان: "الأسد ملك إسرائيل"، حيث ورد في المقال: "إن كثيرين في تل أبيب يصلّون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري، الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم شعاراته المستمرة وعدائه الظاهر لها". وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن "نظام الأسد يتشابه مع نظام صدام حسين، وهما كانا يحملان شعارات المعاداة لتل أبيب كوسيلة لإلهاء الشعب ومنعه من المطالبة بحقوقه" لافتة في النهاية إلى أن الإسرائيليين "ينظرون للنظام الحاكم في دمشق من وجهة نظر مصالحهم، متحدين على أن الأسد الابن، مثله مثل الأب، محبوب ويستحق بالفعل لقب ملك إسرائيل".

في 2/4/2011 كتبت صحيفة "واشنطن بوست": "إن الأوضاع في سوريا تثير حيرة إسرائيل التي تخشى من المجهول بسبب عدم معرفتها بتكوينات المعارضة في شكل دقيق". وقد نقلت الصحيفة عن إفراييم سنيه، الذي شغل منصب النائب السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي قوله: "إننا نفضل شيطاناً نعرفه"، أما دوري غولد، المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فشدد على أهمية أن تراقب إسرائيل "من هي المعارضة" في سوريا لمعرفة ما إذا كان الأخوان المسلمون قد يختطفون ما يبدو على أنه رغبة جادة في الحرية". بدوره قال شلومو بوم، من معهد الدراسات الأمنية الوطنية في جامعة تل أبيب: "إن الرئيس بشار الأسد حافظ على هدوء الحدود مع إسرائيل وعلى الرغم من دعمه لحزب الله".

ولعل هذا التقييم الإسرائيلي هو الذي جعل السلطات في تل أبيب تسكت عن دخول الدبابات السورية إلى مناطق: نوى، وتسيل، وجاسم، والحارّة في حوران، المتاخمة للجبهة السورية- الإسرائيلية، ذلك أن الاتفاقية رقم 350 لمجلس الأمن بتاريخ 13/5/1974 والتي تعمل قوات UNDOF بموجبها، تمنع الجانب السوري من إدخال آليات ثقيلة إلى المنطقة.

وفي 1/5/2011 تحدثت الصحافة الإسرائيلية مجدداً ما مفاده أن "الإطاحة ببشار الأسد قد تشكل تهديداً غير مسبوق على استقرار جبهة إسرائيل الشمالية"، لأن "من تعرفه أفضل ممن لا تعرفه" (يديعوت أحرونوت نقلاً عن خبير الشؤون السورية موشي ماعوز) وقد اعتبر البروفيسور غوشوع لنديس، الخبير في الشأن السوري، ليديعوت أحرونوت "إنه من خلال وجهة النظر الإسرائيلية، يعتبر بشار الأسد ثروة ثمينة لإسرائيل"!.

وفي 4/5/2011 نقلت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية عن السفير السوري عماد مصطفى وزميله المبعوث السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري دعوتهما إلى الحاخام الإسرائيلي يوشياعو بنتو "لزيارة دمشق ولإقامة الصلاة على ضريح أجداده في مقبرتهم في العاصمة السورية"!.

وفي 11/5/2011، وتحت تأثير الضغوط الشعبية المتواصلة على النظام؛ رمى رامي مخلوف ابن خالة بشار الأسد، وشريكه، وأحد أعمدة النظام، أوراق نظامه كلها وأعلنها بوضوح: "لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا"، ما يعني أن النظام السوري يربط استقرار "إسرائيل" باستقرار سوريا!، خلافاً لكل شعارات الممانعة. أضاف مخلوف في مقابلة مع "نيويورك تايمز": "لا تدعونا نعاني، لا تضعوا الكثير من الضغوط على الرئيس، لا تدفعوا سوريا إلى فعل شيء لن تكون سعيدة بفعله". (11/5/2011).

الترجمة العملية لهذه المعادلة تمثلت بسماح السلطات السورية للفلسطينيين، للمرة الأولى، للتوجه إلى الجولان، ونقلهم إلى هناك بحافلات سورية للتظاهر واختراق السياج، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات. وقد أدى هذا الاستغلال للدم الفلسطيني مرتين على التوالي إلى انتفاضة داخل مخيم اليرموك على الأمن السوري والفصائل الفلسطينية التابعة للنظام السوري، ولا سيما "الجبهة الشعبية القيادة العامة". لكن المفاجئ أكثر أن الرئيس السوري بشار الأسد بعث برسائل طمأنة بعد ذلك لـ "إسرائيل" تحدث فيها عن رغبته إحياء المفاوضات -على غرار ما فعله خلال حرب تموز 2006 بوساطة تركية-، وعلى ذمة صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن "الرئيس السوري بشار الأسد بعث خلال الأسابيع الأخيرة رسائل إلى الإدارة الأميركية عبّر فيها عن استعداده لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل، وقد قال الأسد في إحدى هذه الرسائل إن 98% من المواضيع المختلف عليها بين سوريا وإسرائيل تم الاتفاق حولها، وأنه سيقترح استئناف المحادثات مع إسرائيل بعد أن تهدأ الأوضاع في سوريا". (21/5/2011).

وفي 28/7/2011 نقلت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، خبراً مفاده إن "إسرائيل طلبت رسمياً من حلفائها وقف الحملة ضد سوريا"، مع أن الصحيفة اوضحت أن دولاً عديدة لم تعد قادرة على التمسك بالأسد بعد ما فعله.

وما كان عبارة عن تسريبات وتصريحات خجولة بات أوضح اعتباراً من 2/8/2011 حيث أعلن إيهود باراك رأيه في ما يجري في سوريا: "يمكن للأسد أن يصمد لأسابيع، لكنه غير قادر على البقاء لفترة طويلة، والإطاحة به ليس تطوراً إيجابياً لصالح إسرائيل". وبشكل أكثر وضوحاً أكد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي يوءاف موردخاي في 14/9/2011، "وجود قلق إسرائيلي من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد لأنه يقف على جبهة مغلقة منذ سنين طويلة"!.

في 15/10/2011 أجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية استفتاءً خلصت من خلاله إلى "أن 85% من الإسرائيليين يعتبرون بقاء الأسد لمصلحة إسرائيل"!

وفي 16/11/2011 صدر موقف رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، الذي انتشر على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية: قال جلعاد "إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على إسرائيل، وذلك نتيجة لظهور إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط بقيادة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن جلعاد قوله إن "الفكر المعلن الذي تنتهجه جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا، يهدف إلى محو إسرائيل، وإقامة إمبراطورية إسلامية تسيطر على منطقة الشرق الأوسط".

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد؛ فقد نقلت وسائل إعلام عديدة تقارير تفيد أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ما زال يعمل بقوة - رغم دعوة الإدارة الأميركية للرئيس الأسد للتنحي- من أجل تكتيل الأقليات الدينية، وإقناعها أن بقاء الأسد لصالحها. وراحت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية أبعد من ذلك عندما نقلت تقارير عن مشاركة مبعوثين سوريين في هذا الجهد باعتباره مصلحة مشتركة للأقليات ولـ"إسرائيل"!.

إن ما يثير الاستغراب فعلاً أن النظام السوري يتحدث إلى اليوم عن ممانعته، وعن مؤامرة خارجية يقودها الغرب و"إسرائيل" ضده، بسبب موقفه من الصراع العربي-الإسرائيلي، مع أن الوقائع على الأرض تكذب ذلك؛ إذ كيف لنظام معادٍ لـ "إسرائيل" إلى هذا الحد؛ يتظاهر في القدس المحتلة من يؤيده، دون أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية؟! (19/11/2011)، وكيف لنظام يدعي المقاومة والممانعة تكون الأراضي المحتلة فيه (الجولان) أكثر الأماكن تمرداً عليه، وأكثرها التزاماً بفعاليات الثورة السورية الهادفة إلى إسقاط النظام؟ بل كيف يفسر النظام السوري رفض الأسير السوري المحرر وئام عماشة (خرج في 20/10/2011 بصفقة جلعاد شاليط مع حماس) أن يرفع صورة بشار الأسد في مهرجان استقباله في الجولان، رغم تهديد مؤيدين للنظام السوري في الجولان بمقاطعة الاستقبال (تجاهل الاعلام السوري خبر إطلاق سراحه)، فما كان من الأهالي إلا أن رفعوه على الأكتاف، ولاسيما أنه سبق وأعلن إضراباً عن الطعام بسبب قمع النظام السوري للمتظاهرين السلميين!.

لعله في سوريا فقط؛ يوجد نظام يختلف الناس في توصيف علاقته بـ "إسرائيل" إلى هذا الحد؛ بين من يرى أنه متحالف موضوعياً معها في إطار معادلة "حفظ الحدود- حفظ النظام"، وبين من يراه "قلعة العروبة وحصن الممانعة الأول"، لكن إحدى محاسن الثورة السورية أن كثيراً من الأقنعة قد هتكت، ولعبة الخطابيْن لم تعد مقنعة.

 

الحريري: ميقاتي طبخ السم وهو الآن يتذوقه،واذا سقطت حكومته لن يكون هناك حكومة أخرى ،غطينا سلاح حزب الله منذ 1999 الى 2011 وهذا يكفي!!

رنا كرمAlkalimaonline

أحمد الحريري: ميقاتي طبخ السّم وهو الآن يذوقه

اذا سقطت حكومته لن يكون هناك حكومة أخرى

غطينا سلاح حزب الله منذ 1999 الى 2011 وهذا يكفي

 نحبِّذ قانون "الستين" مع بعض التعديلات

 التغيير في سوريا قريب وهي لن تعود الى ما قبل 15 -3- 2011 أي اليوم التي بدأت فيه الثورة

 مع اقتراب موعد حسم ملف تمويل المحكمة الدولية، ينقسم وزراء حكومة  الرئيس نجيب ميقاتي بين مؤكد على مواجهة الحكومة للامر الواقع و استمرارها  ، ومرجح بان تتحول الى حكومة تصريف اعمال، خصوصاً الرئيس ميقاتي أكد أنه سيستقيل في حال سقط تمويل المحكمة الا أن العماد ميشل عون عاجله باجتياز نصف الطريق نحو إسقاط الحكومة، فقاطع وزراء التكتل جلسة مجلس الوزراء ، مما أدى إلى إرجائها إلى الأربعاء المقبل.

 ويبدو أنه بالرغم من تطور الاحداث وتأكيد الرئيس ميقاتي شخصياً بأنه سيستقيل الا أن قيادات تيار المستقبل ما زالت لا تثق به وتعتبر أنه ما زال يرواغ ، والدليل على ذلك وَصِف الأمين العام لتيار "المستقبل"  أحمد الحريري  كلامه الاخير ب"الغير دقيق"،قائلاً:"لا نقول "فول الاّ لمّا يصير بالمكيول"، ميقاتي طبخ سّم واليوم يذوقه ، فنحن رأينا منذ البداية أين سيصل في هذا الموضوع ، وعلى كل حال فلننتظر لنرى ماذا سيحصل في جلسة نهار الاربعاء دون أن ننسى أن المجال هو ل 15 كانون الاول ، فمن الممكن أن يحصل مماحكة لاخر لحظة. "

تمويل المحكمة

الحريري أكد ، في حديث لموقع "الكلمة أون لاين " ، أن موقف تيار المستقبل تُجاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بما خص تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كان واضحاً منذ البداية؛فإما أن يمّول أو يرحل.

ولفت الحريري الى أن الرئيس ميقاتي كان مثل "الشاعر" في اطلالته الاخيرة،اذ كان في حالة ارباك واضحة ، داعياً اياه الى أن يأخذ موقف واضح وصريح مع ثوار سوريا  اذا كان يعتبر نفسه زعيماً في الشمال لان أهل الشمال أصبحوا باليوم والدقيقة مع الحدث السوري، حسب قوله.

واستطرد:"الرئيس ميقاتي لديه اعتبارات عدة أهمها مفاجأته بالذي حصل ويحصل في سوريا فهو لم يكن يتوقع أن تتطور الامور بهذه السرعة ، وعلى كل حال فليموِّل المحكمة وليأخذ موقف واضح وصريح مع الثوار السوريين ولا نريد منه أي شيء."

الحريري ، استبعد أن يكون هناك مخرج لتمويل المحكمة غير مجلس الوزراء ،معتبراً أن هناك خلافات ضمن الفريق الواحد تجاه التمويل وقال :" لديهم خياران "أحلى واحد فيهم مر" ؛ فالاستقالة مرّة والتمويل مرّ ، فاذا تمّولت المحكمة  سيخسر حزب الله والسوريون  ؛ فحزب الله سيخسر اذا موَّل لانه ومنذ سنتين يشارك بتمويلها ويصفها بأنها اسرائيلية وأميركية أمام جمهوره ويقول أنه يخوض معركة رأي عام وبذلك اذا قام بتمويلها يكون قد خَسِر أمام الرأي العام ، وعندها يكون كل التوتير الذي أحدثه بالمرحلة الماضية وتفويت الفرص السياحية والاقتصادية وغيرها على البلد دون نتيجة ، واليوم حزب الله قائد البوسطة فالمسوؤلية تقع عليه ".

وتابع الحريري: " أما من الناحية الثانية اذا سقطت الحكومة فسوريا ستتأثر لانها تعرف تمام المعرفة أن لا قدرة على تشكيل حكومة ثانية بنفس التركيبة التي هي اليوم، وهنا سننتظر ونرى أين سيصل شد الحبال."

ورأى الحريري، أنه اذا صوتّت أطراف معينة كالوزراء مروان خير الدين ونقولا فتوش ووزراء المردة مع التمويل ، فذلك يعني أن سوريا تريد استمرار الحكومة .

واعتبر أن مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر  لجلسة مجلس الوزراء هو استباق لاقرار بند تمويل المحكمة ، وبالتالي بهذه الخطوة يتبرِّر حزب الله من عب ء هذه الحكومة.

وفي هذه الحال ، اعتبر الحريري أن حزب الله سيسعى لحراك شعبي مثل  8 أذار دون أن يظهر سلاحه خاصة أن هناك فريق سوري يخسر وبالتالي هو أذكى من أن يقوم بهكذا خطوة.

وأكد الحريري ، أن التمويل بالنسبة لهم ليس للتحدي  بل مصلحة وطنية وهو أعلى من 8 و 14 اذار لانه اذا لم يمّوِل لبنان فالعقوبات ليست على فريق 8 أذار فقط بل على كل لبنان .

مهرجان طرابلس

واذا كان اختيار تيار المستقبل مدينة  طرابلس مسقط رأس الرئيس ميقاتي للتهويل عليه،  أكد الحريري، أنهم لا يتحدوا أحد بل هدفهم التعبير عن ريهأيهم  الذي يحق لهم أن يعبِّروا عنه أينما كان ،  وانهم اختاروا طرابلس لانهم يعتبرونها ركيزة الاستقلال الثاني ، خصوصا  أن كل أهل الشمال من طرابلس الى عكار والكورة والبترون والمنية وقفوا وقفةً  واحدةً موحّدة ساعدت على تحقيق الاستقلال الثاني ، مشدداً على أنهم وفاءً لجهود وتضحيات هؤلاء الاهالي سيقام هذا المهرجان في طرابلس لان داخل الشمال هناك رجالات تحمي الاستقلال.

الحريري أكد أنه سيكون لرئيس تيار المستقبل  سعد الحريري  كلمة الا انه لم ينف  أو يؤكد اذا كان سيحضر شخصيا الى للمهرجان أو ستكون كلمته متلفزة عبر شاشة .

الحريري لفت الى أن ما يهمهم كتيار المستقبل هو رسم كيفية تماهي لبنان مع التغيير الذي يحصل اذ يجب أن نستفيد منه لمزيد من الاستقرار وبناء الدولة، كاشفا أن هناك عناوين عامة ضمن ورقة عمل يعملون عليها مع قوى 14 أذار ستعطى في القريب العاجل.

 سلاح حزب الله

سلاح "حزب الله "الذي كان وما زال  يشكِّل المادة الاساسية  لاختلاف الافرقاء عليه أوضح الحريري أن تيار المستقبل قرر في 13 اذار 2011 عدم تغطية هذا السلاح، مشيراً الى أن  جمهورهم يوافقهم  على هذا القرار مئة في المئة  وحتى انه سبَقهم عليه اذ كان يريده بعد 7 أيار 2008  لكن نحن تأخرنا لاتخاذه حفاظاً على السلم الاهلي،  وقال :" غطينا هذا السلاح منذ 1999 الى 2011 وهذا يكفي ، ونحن على علم أنه عندما أطلقنا شعار "خريف السلاح ... ربيع الاستقلال " لم نصل تلقائياً الى الهدف الذي نريده لكن على الاقل أخذنا "قرار " بعدم تغطية هذا السلاح. "

الحريري راى انه بعد سقوط النظام في سوريا سيكون لحزب الله وجهات نظر مختلفة ؛ معتبراً انه  سيكون هناك رأي داخل الحزب يدعو الى العودة الى الداخل  وتوظيف  النصرالذي حققته المقاومة بتحرير الجنوب في السياسة الداخلية ورأي أخر يدعو الى "الانتحار ".

الحريري شدد على أنهم لا يخافون من فتنة سنية – شيعية ، مشيرا الى ن حزب الله هو اليوم في الحكومة واذا خرج كل الحسابات تتغير.

قانون الانتخابات

ومن تمويل المحكمة الدولية الى مهرجان طرابلس و سلاح حزب الله تطرق الحريري الى قانون الانتخابات فاعتبر أن قانون النسبية بدون الغاء الطائفة السياسية ليس "الحل" ، موضحا ً انه يحبِّذ "النسبية " لكن ليس في الوقت الحالي اذ برأيه هو بحاجة الى نشر ثقافة ، فهناك نواب لا يعرفون ما هذا القانون ، قائلاً:" نحن نفضِّل القانون الحالي ( قانون الستين ) الذي عملنا معركة لكي نصل اليه  لكن مع بعض التعديلات."

سقوط حكومة ميقاتي

الحريري رأى أنه اذا سقطت حكومة  ميقاتي لن يكون هناك تشكيل لحكومة ثانية بل ستكون هذه الحكومة حكومة" تصريف أعمال "، موضحا انهم يدرسون قانونياً كيف يجري التمويل في حال اصبحت الحكومة في حالة تصريف أعمال .

وعن طبيعة موقفهم اذا سقطت الحكومة بحيث تلقائياً سيدعو رئيس الجمهورية  العماد ميشال سليمان الى استشارات ، أجاب الحريري:" سنقيِّم الموضوع ونأخذ بعين الاعتبار مصلحة الوطن بحيث الاّ يصبح هناك " عقم " بالنظام.

سقوط النظام في سوريا

ومن الوضع المحلي الى الوضع الاقليمي والثورات العربية وأبرزها سوريا ، فقد اعتبر الحريري أنه بالنسبة لهم  التغيير في سوريا  خيار وليس رهان ، مشددأَ  على أن سوريا لن تعود الى ما قبل 15 -3- 2011 أي اليوم التي بدأت فيه الثورة وأن المسألة لا تحتاج الى وقت طويل ، وقال :" الفولاذية الامنية التي كانت تسيطر على سوريا والتي حافظت على النظام لمدة أربعين سنة سقطت فحكماً النظام متغِّير ." واستبعد الحريري أن يؤثر سقوط النظام في سوريا على لبنان أمنياَ، واضعاً هذا الكلام بخانة "التهويل ".

 

المشير بين الشباب و«الإخوان»

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الآن في مصر، ولأول مرة، أصبح المجلس العسكري في مواجهة المتظاهرين الشباب. انتهت مطالبات المحاكمات، ورئاسات الوزراء، وعهود الانتخابات، وصار المطلب الرئيسي خروج العسكر وتسليم السلطة لحكومة مدنية. ومع أنه مطلب معقول ومتوقع، إلا أن السؤال المحير لماذا قرر المتظاهرون استهداف العسكر والانتخابات الحرة الموعودة على مسافة أيام قليلة، التي هي نفسها مطلب الثورة؟

قبل ذلك مهم أن نصف المجلس العسكري كما يبدو لنا. ففيه علتان، واحدة أنه لا يملك مشروعا سياسيا شعبيا، والثانية لا نرى للمجلس شخصية قوية ولا حتى خطيبا مفوها. حتى رؤساء الوزراء، بما فيهم كمال الجنزوري، ذوو شخصيات باهتة.

اتضح مبكرا عجز المجلس في أن يضع خطة واضحة لنقل السلطة، وفشله في أن يضع لنفسه الموقع الذي يريده، وهو الذي يريد أن يكون شرطي الثورة والانتقال التاريخي. كذلك، فإن مصر التي تقدس الزعامات لم تر في القيادات العسكرية من يملك الشخصية الكارزماتية ولا البلاغة الخطابية، في حين أن كل الثورات تدار بالخطباء المفوهين، بل يبدو المجلس مجلس عسكر محترفين بلا جاذبية سياسية.

وسبق لي أن قدمت مثل هذه القراءة قبل أشهر في تحليل أسباب عجز المجلس العسكري. المجلس تحرك أخيرا ووضع برنامجا سياسيا معقولا يختتم حقبة مبارك ويبدأ تاريخا جديدا لمصر. لكنه عندما كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج من النفق، فجأة عاد الشباب إلى ملعبهم، ميدان التحرير، يطالبون بتنحية العسكر ونقل السلطة للمدنيين، وهنا أصابت الكثيرين الحيرة، لماذا الآن وقبيل أيام من الانتخابات الموعودة؟

التحليل الوحيد الذي يبدو لي معقولا أن القوى التي لا أمل لها في الفوز في الانتخابات، مثل الشباب، تريد تغييرا أكبر يقصي العسكر تماما، وربما يسمح بمجلس مدني انتقالي يكونون هم جزءا منه، على اعتبار أنهم الثوار وهي ثورتهم. وهذا يفسر موقف «الإخوان»، القوة المعارضة الأكبر، الذي يختلف هذه المرة مع المتظاهرين ويتفق مع العسكر للمرة الأولى. بخلاف القوى الشبابية. «الإخوان» حظهم في الفوز أكبر وبالتالي يريدون إجراء الانتخابات الموعودة حتى يسيطروا على البرلمان ولاحقا وضع الدستور الجديد ثم خوض معركة الرئاسة. الشباب يرفضون، و«الإخوان» يريدون الانتخابات أولا، والعسكر عاجزون عن قيادة الرأي العام.

نظريا، يفترض أن القوى الأضعف تنظيميا، مثل الشباب وبعض الأحزاب الوطنية، مصلحتها في المحافظة على بقاء المجلس العسكري حارسا للدستور وضابطا للإيقاع، لكن يبدو أن المجلس العسكري فشل في تسويق دوره، وزاده تعقيدا المواجهات التي وقعت مع المتظاهرين في الميدان وقتل فيها عدد أكبر مما قتل في المواجهات مع الأمن في وقت الثورة على مبارك. لهذا، أعتقد أن الوضع زاد خطورة؛ لأن المستهدف اليوم هو المشير طنطاوي، وبقية قادة المجلس العسكري، مما يعني أنها ستكون مواجهة خطيرة لو وقعت.

 

البيان الختامي للدورة ال45 لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك: الاهتمام بالشباب وتقوية شهادتهم الإيمانية وتحديث لغة تخاطب الكنيسة معهم

ترسيخ الوحدة الوطنية على اساس الميثاق الوطني واعتماد أسلوب الحوار الهادىء

استكمال قيام الدولة المدنية القائمة على المواطنة والميثاق الوطني

نتطلع مع مواطني البلدان العربية الى إجراء اصلاحات وندعوهم لنبذ العنف والحرب

 وطنية - 26/11/2011 عقد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية الخامسة والأربعين في الصرح البطريركي الماروني في بكركي، من الحادي والعشرين الى السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني 2011، برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والأسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث، البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر والكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

وحضر جلسة الأفتتاح السفير البابوي المونسنيور غابريال كاتشا، كما شارك الأساقفة مطارنة الكنائس المارونية والملكية الكاثوليكية والسريانية والأرمنية واللاتينية، والرؤساء العامون والرؤساء الأعلون، والرئيسات العامات أعضاء المكتب الدائم للرهبانيات النسائية، والأمانة العامة للمجلس، وتغيب مطران الكنيسة الكلدانية لوجوده خارج لبنان.

تناولت الدورة موضوع "الشبيبة، دورها وموقعها في حياة الكنيسة ورسالتها". فقدم له رئيس المجلس بكلمة افتتاحية رحب فيها بالكاردينال البطريرك صفير الذي رئس المجلس على مدى خمس وعشرين سنة، كما رحب بالأعضاء الجدد في المجلس، واستمطر رحمة الله على من غادروا الى جوار الرب من أعضائه. ثم تحدث عن موضوع الدورة الذي اختاره المجلس انسجاما مع التوصية 36 لسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط الذي انعقد في روما في تشرين الأول من العام 2010. وقال "ان الشباب هم مستقبل الكنيسة، وهم مرسلون وشهود في مجتمعهم وفي بيئتهم الحياتية"، ودعا الرعاة الى "تكثيف التواصل واللقاء مع الشباب والإصغاء إليهم والإجابة على تساؤلاتهم وحاجاتهم الروحية، وذلك من خلال خطط تربوية وراعوية شاملة تختص بتنشئتهم المسيحية والروحية والأخلاقية والوطنية والإنسانية، إضافة الى التنشئة العلمية الرفيعة التي يتلقونها في المدارس والجامعات المسيحية. كما أمل من رجال السياسة أن يساعدوا الأجيال الطالعة على اكتساب الروح الوطنية والممارسة الديمقراطية والعمل من أجل الوحدة والمصالحة وعيش التعددية المسؤولة. وعبر عن استعداد الكنيسة للعمل مع الدولة من أجل "توفير مستقبل أفضل للشبيبة والإهتمام بطاقاتها التي هي ثروة البلاد الكبرى".

ثم ألقى السفير البابوي كلمة حيا فيها رئيس المجلس، بمناسبة ترؤسه أعمال الدورة للمرة الأولى، منذ انتخابه بطريركا على الكنيسة المارونية، وحيا أصحاب الغبطة والسيادة وسائر الأعضاء، وتمنى لأعمالهم النجاح. وتحدث عن أهمية الموضوع الذي تعالجه الدورة نظرا لما تعنيه الشبيبة لحاضر الكنيسة ومستقبلها، وللتحديات التي يواجهها الشباب اليوم، وانتظارهم من الكنيسة أن تكون الى جانبهم وتفهم تساؤلاتهم وتجيب على انتظاراتهم، وتعطي لهم الدور الذي هم اهل له في حياتها ورسالتها.

بعد ذلك وجه أعضاء المجلس برقية الى البابا بندكتس السادس عشر يخبرونه فيها بأعمال دورتهم، ويلتمسون بركته الرسولية عليهم وعلى كنائسهم ومؤمنيهم وبلادهم. كما وجه آباء المجلس دعوة الى قداسة البابا لزيارة لبنان في الوقت الذي يراه مناسبا. ثم استمع المشاركون الى تقرير الهيئة التنفيذية والأمانة العامة، والى البيان المالي. وباشروا بدرس محاور الدورة، والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، واتخذوا قرارات وتوصيات راعوية وادارية، واصدروا البيان الختامي التالي:

اولا: موضوع الدورة

عالج المجلس موضوع الدورة من خلال ثلاثة محاور، هي: واقع الشبيبة، دور الشبيبة في حياة الكنيسة وفي المجتمع، رسالة الكنيسة الراعوية تجاه الشبيبة. وقد عولجت من خلال دراسات واستطلاعات ميدانية قدمها مختصون ومربون، من كهنة وأساتذة جامعات، رجالا ونساء، ومن خلال شهادات معاشة مع الشبيبة وفي الأنشطة الكنسية، وحتى مع البعيدين عن الكنيسة. كما تطرق الآباء الى الشؤون الاجتماعية والأسرية، واستضافوا معالي وزير الشؤون الاجتماعية في إحدى الجلسات.

1- واقع الشبيبة

درس هذا المحور من خلال نتائج استطلاع ميداني علمي لدى الف ومئتي شاب وشابة، من عينات بعمر 18- 30 سنة، من مختلف الكنائس الكاثوليكية في لبنان، ومن مختلف المناطق اللبنانية والشرائح الإجتماعية، وضم الاستطلاع اربعين سؤالا حول علاقة الشباب بالكنيسة وانتظاراتهم منها. وظهرت من هذه الدراسة أهمية دور الشبيبة في الكنيسة وواقع الشباب وصعوباتهم وانتظاراتهم، فناشدت الرعاة والعائلات ومختلف الفعاليات الكنسية للإهتمام بشؤون الشباب وتقوية شهادتهم الإيمانية، وتحديث لغة تخاطب الكنيسة معهم لتكون مفهومة لديهم، ومن ثم اعطائهم الدور الذي يستحقونه في حياة الكنيسة ورسالتها.

2- موقع الشبيبة ودورها في حياة الكنيسة وفي المجتمع

أ- عولج هذا المحور من خلال عدة بحوث صبت كلها في دراسة أوضاع "الشبيبة وذهنية العصر"، "الشبيبة والإعلام"، "الشبيبة والمجتمع المدني"، "الشبيبة المبتعدة عن الكنيسة"، كيفية "التواصل مع الشبيبة"، وأي "دور يعطى للشبيبة في الكنيسة".

ب- ينظر المجلس بتقدير بالغ وامتنان الى الالتزام الفعلي لعدد غير قليل من الشباب المسيحي اللبناني في الحركات والأنشطة والمنظمات الرسولية وحياة الرعايا، وجماعات التطوع الإجتماعي والمدني. كما يصغي بايجابية الى ما ينتظره الشباب من الكنيسة من مضاعفة جهودها في الإهتمام بهم واشراكهم في رسالتها الإنجيلية، والإعتماد على كفاءاتهم "ليتحملوا مسؤولياتهم في قلب الكنيسة". ولكنه يدرك ايضا، خطورة وجدية التحديات التي يواجهونها في عصر سريع التغير والإتصالات، وفي عالم تتصارع فيه القيم والقوى، ويتزايد الإضطراب النفسي وفقدان الإستقرار الإجتماعي والسياسي، اضافة الى شعور الشبيبة بتهميشهم وضيق سبل بناء مستقبل آمن لهم، وفقدانهم أحيانا الأمل في تغيير الواقع، فيستسلمون الى الضياع او التمرد أو الهجرة. وكما يتطلع الشباب الى دور أوسع وأعمق في الكنيسة، كذلك يتطلعون الى دور فاعل ومؤثر أكثر فأكثر في المجتمع وفي الحياة العامة، و"خلق فسحات يحققون من خلالها أحلامهم". وما الثورات القائمة في البلاد العربية اليوم الا أحد أوجه هذه الطموحات.

3- رسالة الكنيسة الراعوية تجاه الشبيبة

وهنا يأتي دور الكنيسة "الأم والمعلمة" التي ينتظرون منها مواكبتهم في خضم هذه المسيرة من دون أن نملي عليهم، فيكتسبون الحس النقدي والنضوج في اتخاذ القرارات والمواقف، والبحث المستمر عن قيم ثابتة.

ثلاث خبرات من كاهن، واسقف، وعلماني عكست الوجه العملي لالتزام الكنيسة قضايا الشباب، ومواكبة شهادتهم الإيمانية وتوقهم الى عيش هذا الإيمان بصورة جدية. وركزت الشهادات الثلاث على أهم صفات مصداقية المرشد، ممثل الكنيسة معهم، وهي عمق الإيمان، شفافية العلاقة، بساطة الحياة والتعامل، مع عدم الخوف من دعوتهم الى مثال أعلى ومنفذ عملي لعطائهم وطاقاتهم الخلاقة. وقد توزع الآباء الى فرق عمل استضافت عددا من الشباب والصبايا العاملين في الأنشطة الرعوية والشبابية، وأسهموا في تسليط الضوء على بعض أوجه التعاون والإبداع في موقع الشباب في الكنيسة، ودورهم في رسالة الإنجيل.

ثانيا: الأوضاع الراهنة في لبنان والعالم العربي

1- يدعو آباء المجلس اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية الى ترسيخ الوحدة الوطنية على اساس الميثاق الوطني والولاء الكامل وغير المتجزئ لوطننا لبنان واعتماد اسلوب الحوار الهادىء والتفاهم، في كل ما يؤول الى سيادة الدولة ومؤسساتها على كامل أراضيها والى استقلالية قرارها السياسي الوطني بعيدا عن أي تدخل أو ضغط خارجي.

2- إن استقلال لبنان، الذي احتفل به اللبنانيون في مطلع هذا الأسبوع، يقتضي نجاح الدولة في إدارة الشأن العام بقدراتها الذاتية، من خلال مؤسساتها الدستورية وممارسة نظام ديموقراطي يحفظ كرامة كل مواطن، ويعزز الحريات العامة وحقوق الإنسان وتداول السلطة. ولا يسع لبنان إلا أن يستكمل قيام الدولة المدنية القائمة على المواطنة والميثاق الوطني، ويتحصن بالالتزام الكامل بقرارت الشرعية الدولية ومن بينها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من أجل الحقيقة والعدالة. وأن يحافظ على نموذجية العيش الواحد وحوار الحياة والثقافة بين المسيحيين والمسلمين، آملين إعلانه مركزا دوليا للحوار بين الأديان والثقافات والحضارات.

3- ويهيب المجلس بالسلطة السياسية إيلاء أمن المواطنين والشأن المالي والاقتصادي والاجتماعي اهتماما خاصا. فلا يمكن أن يظل المواطنون مهددين في الإعتداء على حياتهم وممتلكاتهم كما هو جار الآن، ويا للأسف. وليس من الجائز الإستمرار في الهدر وتبذير المال العام وعدم وضع سقف للدين العام الذي يتزايد سنويا بنسبة تنذر بالخطر. فلا بد من تشجيع الاستثمار وتحقيق الإنماء الصناعي والزراعي والريفي وإيجاد فرص العمل الضرورية لوقف النزف البشري، لاسيما الشاب إلى الخارج، وتوفير شروط معيشية لائقة لكل اللبنانيين، فضلا عن واجب تأمين الخدمات العامة، مثل الكهرباء، والمياه والنقل، والتغطية الصحية للجميع، وخفض سعر الدواء وسلامة البيئة.

4- يحمل أعضاء المجلس في صلاتهم وفكرهم أوضاع المواطنين في البلدان العربية التي تعيش في معظمها آلام المخاض. وفيما يتطلعون معهم الى إجراء الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية اللازمة والضرورية، فإنهم يدعونهم الى نبذ اللجوء الى العنف والحرب، والى اعتماد الحوار الوطني الهادئ بين جميع المواطنين من جميع الطوائف المسيحية والإسلامية الذين ساهموا عبر التاريخ في بناء هذه البلدان وثقافتها وحضارتها. وعليهم اليوم أن يعتمدوا طرق التعاون والتضامن والحوار لأجل مستقبل أفضل في خضم الأحداث الدامية الراهنة، ولأجل إرساء قواعد الحقيقة والحرية، والعدالة، والمحبة، وهي أساس السلام الحقيقي والحياة الكريمة والآمنة.

5- يدعو المجلس المجتمع الدولي الى بذل أقصى الجهود لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، على اساس سلام عادل وشامل، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، بما فيها حق الفلسطينيين في العودة الى أراضيهم وفي اقامة دولتهم ضمن حدود آمنة ومعترف بها دوليا. كما يبارك المجلس بوادر الوفاق الوطني الفلسطيني الداخلي الذي هو الخطوة الأساسية في الطريق الصحيح.

ثالثا: الشؤون التنظيمية والإدارية

تناول المجلس شؤونا راعوية وادارية وتنظيمية، في ضوء تقارير عن أنشطة بعض اللجان التابعة للمجلس، كالأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، ومرشدية السجون، وكاريتاس لبنان، وشملت أيضا ملء الشواغر في بعض اللجان الأسقفية التابعة للمجلس، كما يلي:

1- أقر المجلس تخصيص سنة للكتاب المقدس، تبتدىء في 25/12/2011 وتنتهي في 25/12/2012.

2- تشدد لجنة الشؤون القانونية والمحاكم الكنسية بمحاولة المصالحة بين الأزواج واجراء اللازم رعائيا قبل احالة أي دعوى على المحاكم الروحية للتقاضي.

3- يوصي المجلس بدعم المدارس شبه المجانية والخاصة من قبل السلطة الكنسية وحث الدولة على الأخذ بمبادرتين: أولا، الطلب بتطبيق البطاقة المدرسية أو تأمين الرواتب والأجور للهيئة التعليمية. ثانيا، التنسيق والتعاون مع المؤسسات والإدارات المحلية، التربوية والإستشفائية والاجتماعية لتحسين الخدمة الرسولية بعيدا عن المنافسات.

4- انتخب المجلس التالية اسماؤهم للمراكز الشاغرة:

أ-‌ المطران الياس رحال والمطران يوحنا جهاد بطاح، عضوين في الهئية التنفيذية، عن كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك وعن كنيسة السريان الكاثوليك.

ب- المطران الياس رحال، عضوا في لجنة الترشيحات، عن كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك.

ج- المطران بولس مطر، رئيسا للجنة الأسقفية لوسائل الإعلام.

د- المطران كيرلس سليم بسترس، رئيسا للجنة الأسقفية اللاهوتية والكتابية.

ه- المطران يوحنا عصام درويش، رئيسا للجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي.

و- المطران كميل زيدان، رئيسا للجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية في لبنان.

ز- المطران جورج بقعوني، رئيسا للجنة الأسقفية للتعليم العالي والجامعي.

ح- الاباتي داود رعيدي، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي اللإسلامي.

ط- الأب الياس صادر، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي في لبنان.

ي- انتخب الاب بطرس عازار، أمينا عاما للمدارس الكاثوليكية في لبنان.

ك- انتخب الخوري جوزف العنداري، مرشدا عاما للسجون في لبنان.

ل- انتخبت السيدة ماريا نالبانديان، مندوبة في مجلس رابطة كاريتاس لبنان عن أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية.

م- انتخبت السيدة آمال أبي عازار، مندوبة في مجلس رابطة كاريتاس لبنان عن أبرشية بيروت وجبيل للروم الكاثوليك.

ن- انتخبت الأخت ثريا حرو، مندوبة في مجلس رابطة كاريتاس لبنان عن الرهبنات النسائية.

وفي الختام، رفع الآباء الشكر للرب "على نعمة هذا اللقاء السنوي"، واضعين اياه "تحت أنوار الروح القدس الذي يقود الكنيسة، ويلتمسون حماية أمنا العذراء مريم، أم الكنيسة. وفي أفق الميلاد المجيد يتمنون لابنائهم المقيمين المنتشرين أعيادا مباركة ملؤها الفرح. ويستمطرون على لبنان وعلى بلادنا المشرقية نعمة السلام والأمل والتجدد في مستقبل أفضل".

 

الوزير السابق سليم الصايغ: خطوط التوتر لن تمر في المنصورية قد يكون الهدف من هذه القضية ضرب ازدهار المنطقة

 وطنية - المتن - 26/11/2011 حاضر الوزير السابق سليم الصايغ، عن خطوط التوتر العالي، بدعوة من قسم المنصورية الكتائبي، في مقر القسم - سنتر السيدة، في حضور رئيس البلدية وليم خوري، نائب رئيس إقليم المتن الكتائبي الدكتور حنا حكيم، رئيسة مكتب القطاع العام والبلديات والمخاتير في إقليم المتن الشمالي دورين صليبا، العضو في المكتب السياسي الكتائبي الدكتور فادي عردو وعدد من الكتائبيين.

وقال الصايغ: "يتزامن موضوع لقائنا مع ظرف مميز جدا، إذ للمرة الأولى في لبنان تبرهن المنصورية بعد ترشيش ان الشعب عندما يقرر الوقوف من اجل قضية حق تتعلق بمعيشته، فهو قادر على مواجهة السلطة والقوة والظلم، وعندما يجتمع الشعب ويتوحد من اجل قضيته فهو قادر على تحقيق إرادته. مع ان تمديد الخطوط في ترشيش لا يضر بالصحة والسلامة العامة، وعلى الرغم من ان الوقوف في وجه تمديدها كان يمكن أن يثير الخلاف في القوى اللبنانية المتنوعة سياسيا وطائفيا، تمت مواجهته بالطرق السليمة".

ونوه "بتصميم أبناء ترشيش على الإنتفاض لكرامتهم ورفضهم لأن تكون منطقتهم ممرا لخطوط نجهل من أين تأتي والى أين تصل وماهية المحادثات التي ستقام عليها"، معتبرا أن "الأمر هو ضرب لسيادة الشعب اللبناني وترشيش جزء من هذا الشعب، وهذا الجزء مؤتمن على الكل وترشيش مؤتمنة على كرامة كل لبنان".

أضاف: "في المنصورية تنوع سياسي لا طائفي أو تاريخي، والمنصورية كانت تعتبر في أيام وقفات العز، قلعة للكرامة والسيادة، وأضعف الإيمان رؤية أبنائها قلبا واحدا في مواجهة خطوط في الجو تضر صحتنا وصحة اولادنا وتشكل خطرا وجوديا حياتيا حقيقيا، وكل الخبراء وأصحاب الرأي يؤكدون هذا الضرر. وعندما وقفت حفنة من الناس في المنصورية في قضية محقة، تمت مواجهتهم من قوى الأمن والجيش والمخابرات والمعلومات وأمن الدولة. ان أفراد هذه الأجهزة هم أبناؤنا ولكن تحركوا تنفيذا لقرار اتخذته السلطة. ونحن نؤكد وقوف الكل الى جانب فرد واحد يتضرر من قرار مد هذه الخطوط في عين سعادة وكل المنطقة المحيطة".

وحمل رسالة الى أهالي المنطقة عنوانها "رفض استفراد الضعفاء أو قلة من الأشخاص المعنيين بمرور هذه الخطوط فوق منازلهم، أو ربما دفع بعض التعويضات لهم وإنهاء المشكلة، لأن هذه الخطوط تضر نحو 300 الف شخص، وقد يكون الهدف منها ضرب ازدهار المنطقة التي تشهد نموا ملحوظا في شتى الميادين"، داعيا الى "طمر الخطوط في كل المناطق اللبنانية لأن الكلفة لا تتجاوز 3 مليارات دولار".

ووضع "التحرك الذي يقام في مواجهة مد خطوط التوتر العالي في خانة قضية إنمائية ووطنية كبرى تصيب الإنسان". ورأى ان "الحكومة ثبتت قرارا مكررا كان جمد في وقت سابق، والاتصالات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع رؤساء البلديات وتوقفت بسحر ساحر ليعود مجلس الوزراء ويستنسخ القرار السابق ويعززه رغم ان المعطيات لم تتغير"، ودعا الى "مواصلة التحرك والوقوف في وجه قرار السلطة التنفيذية".

وتابع: "ما تغير هو الحسابات الصغيرة او المقايضات التي نجهل عناوينها وفحواها ولا تمت الينا بصلة. هذه الخطوط لن تمر في المنصورية لأن كل العائلات تقف الى جانب عائلة واحدة متضررة من هذه الخطوط".

وأوضح أن "بيت الكتائب ملاذ كل مظلوم وصاحب قضية محقة"، داعيا "جميع الشرفاء والأحرار الى اللقاء فيه رافعين علم لبنان ومتوحدين حول القضايا المحقة"، ورأى ان "الحق بالصحة والسلامة ينبع من الكرامة، وعلينا جميعا ككتائب وتيار وطني حر وقوات، العمل على تأمينه". ودعا الحكومة الى "الرجوع عن قرارها المرفوض من الشعب"، معتبرا أن "القضية هي حرب تشن على الشعب وقد تكون أخطر من حرب السنتين"، مشددا على "تجييش كل الطاقات لمواجهتها ومحاسبة كل من يتقاعس عن مواجهتها في الإنتخابات".

وتوجه الصايغ الى الحكومة: "عليكم مراجعة حساباتكم وتجميد القرار الذي اتخذتموه مرة جديدة وفتح المجال الى كلمة سواء. والنائب سامي الجميل أبلغني انه يعد مع عدد من النواب اقتراح قانون لمعالجة هذه القضية".

وعن نزول 600 رجل من قوى الأمن لمواجهة الأهالي رأى أن "أصحاب القرار لا يريدون التعلم مما يحصل للأنظمة التي تنهار من حولنا".