المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 21 تشرين الثاني/2011

حزقيال 34/11- 17/الله راعي شعبه

وقال السيد الرب: سأسأل عن غنمي وأتفقدها كما يتفقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المنتشرة، وأنقذها من جميع المواضع التي تشتتت فيها يوم الغيم والضباب. وأخرجها من بين الشعوب وأجمعها من البلدان وأجيء بها إلى أرضها، وأرعاها على جبال إسرائيل وفي الأودية وفي جميع مساكن أرض إسرائيل. في مرعى صالح أرعاها، وفي جبال إسرائيل العالية تكون حظيرتها. هناك تربض في حظيرة صالحة وترعى في مرعى خصيب على جبال إسرائيل. أنا أرعى غنمي. وأنا أعيدها إلى حظيرتها فأبحث عن المفقودة وأرد الشاردة وأجبر المكسورة وأقوي الضعيفة وأحفظ السمينة والقوية وأرعاها كلها بعدل. وأنتم يا غنمي، سأحكم بين ماشية وماشية، بين الكباش والتيوس.

 

ملف المنسقية الخاص في الذكرى الخامسة لإغتيال الشيخ بيار أمين الجميل
 الشهيد لا يموت وإنما ينتقل من الموت إلى الحياة

 الياس بجاني

المؤمن لا يموت، بل يرقد على رجاء القيامة والرب هو الذي يعطي وهو الذي يأخذ فليكن اسمه مباركاً. إن ما يعزينا ويقوي إيماننا ويساعدنا كلبنانيين متعلقين حتى الشهادة بوطننا الغالي لبنان وبقيمه على تقبل غياب الشهداء الأبرار هو أنهم لا يموتون بل يبقون في وجدان وضمير وعنفوان شعبنا العنيد والمؤمن.

يقول الشاعر: "ما استحق أن يعيش، من عاش لنفسه فقط".  لذلك فالشخص المؤمن يجد لذته في أين يحيا لأجل غيره، متبعاً قول الرب، "تحب قريبك كنفسك" (مت39:22). وهكذا يحب كل الناس من أعماق قلبه وتكون محبته للآخرين محبة عملية حسبما قال الرسول "لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (1يو18:3).

هذه المحبة تتميز بالعطاء، وتتميز بالبذل، سواء من الناحية الجسدية، أو الناحية الروحية لذلك فإن الشخص المؤمن والمعطاء والصادق هو بطبيعته إنسان خادم يخدم غيره في كل مجال، لا لأنه مطالب بهذا، وإنما لأن الخدمة جزء من طبيعته، وجزء من كيانه، يشعر فيها بالحب، ويتغذى بها أكثر مما يغذي غيره. وإذا كانت الخدمة هي من عمل الملائكة (عب14:1). فكم بالأولى البشر. وقد حاء في إنجيل القديس يوحنا 15/13 "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ" وقد قال أبينا غبطة البطريرك صفير "إن الوطن الذي لا يفتديه شبابه بأرواحهم لا يستمر ويزول.

الشهيد لا يطلب شيئاً لنفسه من مقتنيات الدنيا الفانية وإنما يسعي لنيل بركات الله ليستحق عن جدارة العودة إلى منزله السماوي والمسيح قال لنا ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. الشهيد هو قربان على مذبح الله يقدم نفسه من أجل أحبائه بمحبة واندفاع تماما كما هو حال كل شهيد من شهداءنا الأبرار. بفضل شهادتهم بقينا سوف نبقى طالما بقي الشباب اللبناني مؤمنا بلبنان ورسالته وعلى استعداد دائم للشهادة.

الشهيد بيار امين الجميل باق في كل جهد يقوم به أي لبناني من أجل سيادة واستقلال وحرية لبنان وكرامة وعزة اللبنانيين، وعائلة الجميل هي نبع عطاء لا ينضب في الإيمان والوطنية والشهادة من أجل لبنان الرسالة والقداسة والقديسين. أسكن الله روح الشهيد بيار فسيح جناته إلى جوار البررة والقديسين.


 
فيديو وقائع القداس الإلهي الذي أقيم بالمناسبة في كنيسة مار أنطونيوس، الجديدة/20 تشرين الثاني/11
 
بالصوت/كلمة والد الشهيد الرئيس الجميل بعد القداس الذي أقيم بالمناسبة/20 تشرين الثاني/11
 
بالصوت في اسفل من اذاعة صوت لبنان برنامج خاص بمناسبة الذكرى مسجل في مفلفين تحكي مسيرة حياة بيار وشهادات من عرفوه وعملوا معه
 للإستماع للملف الأول اضغط هنا

 
للإستماع للملف الثاني اضغط هنا

 

عناوين النشرة

*نباء عن ظهور العذراء شمال القاهرة في ذكرى 40 شهداء ماسبيرو

*زب الكتائب أحيا ذكرى استشهاد بيار الجميل

*لحريري: بيار الجميل علامة في ربيع 14 آذار العدالة آتية والمحكمة تواصل العمل على محاسبة القتلة

*لسنيورة في ذكرى استشهاد بيار الجميل: سقط ليس دفاعا عن وهم بل دفاعا وفداء عن لبنان/امكانات المجرمين اصبحت ضيقة جدا ولكن علينا التنبه

*ويس الجميّل: لبنان فقد الكثير بغياب بيار.. لكن سيأتي يوم نعرف فيه من قتله 

*امي الجميّل في ذكرى بيار: يمكن اغتيال الانسان لكن لا يمكن اغتيال حلمه 

*كاري: الطرف الثاني يستفيد من تفجير الوضع بسبب مأزقه السياسي    

*لعشاء السنوي ل "مؤسسة البطريرك صفير":  الراعي: هو البطريرك الدائم والفولاذي وهنىء سليمان وقهوجي بالاستقلال ونؤكد لهما محبتنا

*وز نهاد جبر بمنصب نقيب المحامين المدعوم من قوى 14 آذار والحزب التقدمي والتيار الوطني

*لحريري اتصل بجبر مهنئا

تكريم شهداء الجيش عند بوابة مزارع شبعا برعاية قهوجي

قهوجي وجه أمر اليوم في ذكرى الاستقلال: لرص الصفوف وحماية لبنان من تداعيات أحداث المنطقة

لن ندخر جهدا في سبيل تأمين حاجاتكم من السلاح والعتاد

قهوجي: لرصّ الصفوف وحماية لبنان من تداعيات أحداث المنطقة 

جنبلاط غادر إلى فرنسا

القوات اللبنانية و14 آذار تكتسح انتخابات نقابة المعالجين الفيزيائيين ومرشحي "القوات" في المركز الأول

السعودية ابلغت المفتي قباني أن زيارته لتقديم واجب العزاء بوفاة ولي العهد غير مرغوب فيها

شمعون لـ"السياسة": عدم التزام لبنان تنفيذ القرارات الدولية قد يؤدي لانسحاب "اليونيفيل"

شمعون يرفض النسبية: جنبلاط سيعود الى 14 آذار

الأحدب: تصاريح ميشال عون اليومية "هجوم" على الطائفة السنّية/للتصويت بحياد داخل مجلس الأمن في الأمور التي تخص الدول المجاورة  

نديم الجميل: عون الناطق الرسميباسم النظام السوري

الوزير السابق سليم الصايغ: ما قام به نظام "البعث السوري"/أسوأ ما أصاب المسيحيين في لبنان

*رئيس الجمهورية يوجه غداً رسالة عيد الاستقلال الـ 68 من قلعة راشيا/طابعها من العهود الرومانية والصليبية والشهابية والفرنسية... وكأنها ولدت من جديد

*بري المدافع الأول عن مرمى ميقاتيو14 آذار "لن تغفر" له طريقة إدارته الجلسة

*لأَحجام بعد النظام /الياس الزغبي

*مسيحيو الشرق والاستشهاد ضد الغزاة /انطوان حداد/النهار

*التطورات السورية بدّلت المعادلة الإقليمية/"حزب الله" يكيِّف نفسه مع التغيير رغم المواقف المعلنة/روزانا بومنصف/النهار      

*الاستقلال المرفوض والتبعية المطلوبة/احمد عياش/النهار     

*بعد "الفوتبول"... عشاء ماروني/سمير منصور/النهار     

*لبنان تأخر في التزام الحياد حيال الملف السوري فهل دعمه للنظام يخفف الأذى؟/ثريا شاهين/المستقبل

*مآثر" الحكومة.. التي تعيش خارج زمانها!/محمد مشموشي/المستقبل

*نائب عكار الطبيب رياض رحال لـ"المستقبل": حكومة ميقاتي قضت على الحكم الديموقراطي

*سيناريو بنغازي/مهى عون/السياسة

*الراعي ترأس قداسا لمناسبة ذكرى تطويب الام ماري ألفونسين: نصلي للمسؤولين ليحافظوا على العيش المشترك على أساس المساواة والمشاركة في الحكم

*الجيش السوري على وشك الانهيار وعدد المنشقين يقترب من فرقة عسكرية

*احباط مخطط لقصف قصر الأسد بالطائرات المقاتلة للقضاء عليه وعلى شقيقه ماهر وتنفيذ انقلاب عسكري ضد النظام

*الرائد السوري نعيمي يتوعد بالرد على عناصر حزب الله

*عاموس جلعاد والنظام في سوريا! /علي حماده/النهار   

*اعدام 2600 من أصل 9 آلاف عسكري منشق وإلقاء جثثهم في الشوارع/البرلمان الأوروبي: 4500 قتيل و50 ألف معتقل و40 ألف مفقود في سورية

*الجامعة العربية ترفض التعديلات السورية لأنها "تمس جوهر" الوثيقة/ المجلس الوطني المعارض يعلن مشروع برنامجه السياسي

*المعلم ردا على رسالة العربي: لم يحترموا المهلة المتفق عليها في الدوحة وهم مستعجلون ولا اعرف لماذا/ان تعمل منظمة ضد مصلحة احد اعضائها أمر غير مسبوق في عمل المنظمات الاقليمية

*مشروع البروتوكول يتجاهل التنسيق مع الجانب السوري ونريد توضيح حقيقة عمل اللجنة وكيفية ضمان أمن اعضائها

*اعتقال 14 من كبار الضباط ومسؤولي النظام ومنع جميع أنواع الطلعات الجوية من دون أوامر مباشرة من الرئيس 

*شقيقه أكد المعلومات ثم عاد لنفيها /الإيراني حسن مقدم كان يعمل على صاروخ عابر للقارات لحظة مقتله

*الحاج حسن: واهم من ظن انه يستطيع النيل من قوة المقاومة/ما هي مصلحة بعض اللبنانيين في التحريض والفتنة والحقد على سوريا؟

 

تفاصيل النشرة

أنباء عن ظهور العذراء شمال القاهرة في ذكرى 40 شهداء ماسبيرو

تزامنا مع الذكرى الأربعين لشهداء موقعة ماسبيرو، توافد العشرات من المصريين الأقباط والمسلمين على كنيسة مارمرقص في شبرا ـ شمال القاهرة ـ بعد تردد أنباء عن ظهور أطياف نورانية للسيدة العذراء. أكد عدد من الأقباط لصحيفة "الراي" الكويتية رؤيتهم لأطياف نورانية لحمام وعلى هيئة السيدة العذراء أمام مبنى الكنيسة، الأمر الذي حمل الكثير من العزاء للأقباط وفسره البعض قائلين "السماء احتفلت بالأربعين بعد أن منعه الأرضيون". اللافت أن الكنيسة الأرثوذكسية الرئيسة رفضت الاعتراف بصحة هذا الظهور، لحين وصول لجنة من المجمع المقدس للتأكد من صحته أو نفيه.

من ناحية أخرى، أكد سكرتير البابا شنودة الثالث والمرافق له في رحلته العلاجية الأنبا يؤانس، أن البابا أجرى الفحوصات الطبية على الكلى والكبد والعمود الفقري فور وصوله الى كليفلاند بولايه أوهايو في الولايات المتحدة الا أنه الى الآن لم يتقرر موعد الرجوع، الذي من المحتمل أن يكون بعد نحو أسبوعين. وأكد الانبا يؤانس، أن البابا سيقوم بالمشاركة في الانتخابات عبر الادلاء بصوته بالولايات المتحدة الأميركية، ايمانا منه بأن المشاركة في الانتخابات هي واجب وطني وعلى كل المصريين أن يشاركوا فيه.

 

حزب الكتائب أحيا ذكرى استشهاد بيار الجميل

الرئيس الجميل: الشهادة اثمرت تحريرا وستثمر عدالة

بقدر ما نتفهم معنى الاستشهاد بقدر ما نتعلم كيف نحافظ على وطننا

نستمر لنحقق معنى الاستشهاد والمبادئ التي من اجلها استشهد بيار ورفيقنا سمير

مطر: اختاروا لاغتياله يوم عيد الاستقلال ظنا منهم انهم سيدفعون بلبنان نحو اليأس

ورفضا للبنان المتعدد والمتسامح المنفتح على الحرية والعيش الواحد لكل ابنائه

 وطنية - 20/11/2011 أحيا حزب الكتائب اللبنانية، الذكرى الخامسة لاستشهاد الوزير بيار امين الجميل، بقداس احتفالي اقيم عند الساعة الرابعة من بعد الظهر في كنيسة مار انطونيوس الكبير - جديدة المتن، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، ممثل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير الإقتصاد نقولا نحاس، عائلة الشهيد الجميل: رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل وعقيلته السيدة جويس، منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل، أرملة الشهيد باتريسيا بيار الجميل وولديه امين والكسندر، نيكولا الجميل، الأخت أرزة الجميل ويمنى بشير الجميل، كما حضرت عائلة الشهيد سمير الشرتوني.

كما حضر: الرئيس فؤاد السنيورة، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب جان اوغاسابيان، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية مورا كونيللي، النواب: سامر سعاده، فادي الهبر، نديم الجميل، بطرس حرب، عمار حوري، فريد حبيب، أحمد فتفت، سيرج طورسركيسيان، عاطف مجدلاني، رياض رحال، جمال الجراح، امين وهبة، انطوان سعد، هادي حبيش، زياد القادري، ميشال فرعون، محمد قباني، نبيل دو فريج، سيبوه كلباكيان، دوري شمعون، وقاسم عبد العزيز.

كذلك حضر الوزراء والنواب السابقون: الياس المر، فريد هيكل الخازن، منى عفيش، نايله معوض، ادمون رزق، صولانج الجميل، منصور البون، فارس سعيد وغطاس خوري، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن غابي محفوظ، وقائد الدرك في منطقة جبل لبنان جورج سلامة.

حزبيا، حضر نائبا رئيس حزب الكتائب شاكر عون وسجعان قزي، واعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي: رؤساء المجالس والمصالح والأقاليم والأقسام الكتائبية من كل لبنان، اضافة الى حشد كبير من الكتائبيين والأصدقاء، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، الأمين العام لحزب الوطنيين الأحرار الياس ابو عاصي وكميل دوري شمعون، ورئيس حركة التغيير إيلي محفوض.

وحضر أيضا: رفيق شلالا، وسام بارودي، نادر الحريري، وهبه قاطيشا، ليلي جورج سعاده، انطوان صفير، عائلة النائب الشهيد انطوان غانم، مدير اذاعة "صوت لبنان" نديم سعد على رأس وفد من الاذاعة، الاعلامية مي شدياق، ادي ابي اللمع، الياس الزغبي، وعدد كبير من رؤساء البلديات والمخاتير.

كما تلقى الرئيس الجميل اتصالا هاتفيا من الرئيس سعد الحريري الذي قدم تعازيه للعائلة.

مطر

ترأس الذبيحة الإلهية راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر ممثلا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي يعاونه لفيف من الكهنة. وخدمت القداس جوقة الرعية والمرنمة جومانا مدور.

والقى مطر عظة جاء فيها: "نقيم معا هذا القداس لروح عزيزنا وشهيدنا الغالي حامل مشعل الرجاء بوطنه القوي المعافى الشيخ الوزير بيار أمين الجميل في مناسبة مرور خمس سنوات على استشهاده مع مرافقه سمير الشرتوني من أجل لبنان، وقد اولاني البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي شرف تمثيله في هذا الاحتفال وكلفني حمل عاطفته الابوية لعائلة الشهيد ومحازبيه ولجميع اللبنانيين الذي أسكنوا هذا القائد الشاب في مهجهم والارواح".

أضاف مطر: "نحن اللبنانيون ومعنا جميع المخلصين في المنطقة والعالم كنا قد اعتقدنا ان استشهاد الرئيس البشير، الذي حمل في يده اول زهرة عطرة لربيع مطل على لبنان بعد 7 سنوات عجاف من الدماء والدموع على ارضه، كان كافيا لافتداء الوطن المعذب وانتشاله من براثن الفرقة والضياع واعادته الى تأدية رسالته الحضارية في العيش المشترك والمتساوي بين ابنائه جميعا".

تابع: "ونحن اللبنانيون ومعنا جميع المخلصين كنا قد اعتقدنا ايضا ان اتفاق الطائف قد هيأ لنا بعد 7 سنوات جديدة من العذاب فرصة تاريخية لارساء روح المصالحة في ما بيننا واستبدال التباعد والانقسام بروح التوافق الناجم عن الحوار البناء والايدي الممدودة لمصافحة الايدي والقلوب المشدودة الى تضافر القلوب، وما كان في الحسبان على اثر هذا المنعطف الانقاذي الواعد ان شائبة كبيرة ستشوب انطلاقته والعمل على تطبيقه بالعمل على تعميق الثقة بين المواطن والدولة والتخلف عن اجراء التصافي الحقيقي بين الفئات والتمنع عن طي صفحة ماضية أليمة طيا كاملا ونهائيا لتفتح بدلا منها صفحة بيضاء جديدة يعاد معها بناء لبنان".

اضاف: "ونحن اللبنانيون ومعنا جميع أصدقائنا ومحبينا في مشارق الارض ومغاربها، قد فوجئنا منذ ما يقارب 7 سنوات أيضا المفاجأة الصعبة والاليمة، باننا على الرغم من تحقيق الحلم بعودة قرار لبنان الى اللبنانيين وخلو البلاد من اي جندي غير لبناني على أرضه منذ أكثر من 30 سنة، لم نستفد من هذه النعمة النازلة على وطننا لنمحو اثار الحرب بكاملها وننهض يدا واحدة وقلبا واحدا لاعماره واعادته الى مسيرته المنيرة بين الامم، لا بل أعطي لعيوننا ما كانت ترفض ان تراه، من عودة مستهجنة الى لغة العنف من جديد والى سقوط شهداء قياديين وضحايا ابرياء سفكت دماؤهم سفكا وقهرا، في هذا الجو المريب والملبد بغيوم التساؤلات والشكوك وقع الاغتيال المأساوي والاستشهاد المروع لعزيزنا الشيخ بيار، واختير له يوم عيد الاستقلال ظنا من الفاعلين انهم سيدفعون بفعلتهم لبنان وشعبه الى هوة من اليأس ليس لها قرار، فهل كان هؤلاء يدرون ما يعملون؟"

وقال مطر: "ان اعتداءهم على هذا القائد الطالع الذي لم يكن من رعيل المحاربين، بل من الجيل الجديد، المتطلع الى المصالحة والسلام كان في واقعه ومغزاه رفضا لهذا التوجه بالذات، بل كان رفضا للبنان المتعدد والمتسامح المنفتح على الحرية والعيش الواحد لكل ابنائه على السواء، هذا في ما كان المعول ان ينظر الجميع الى هذا القائد الفذ نظرة حب وتقدير ليس من اجله فحسب بل من اجل لبنان ورسالته في محيطه وللحظوظ، التي يجب ان تعطى له لينهض من كبوته وتنهض معه دول وشعوب كثيرة".

وسأل مطر: "من لم يتابع هذا الشاب اثناء صعود نجمه الى سماء المسؤوليات الوطنية الكبرى، فهو منذ نعومة أظفاره كان محط اهتمام المراقبين وبخاصة عندما اتخذ القرار الجريء بالعودة الى الوطن فيما لم يكن يتجاوز بعد سنين الدراسات الجامعية، ووصل الى بلاده فتى أعزل سوى من قوة ايمانه بان شعب لبنان قادر ليس على الصمود وحسب بل على صنع الاعاجيب واجتراح المعجزات، كان رفاق حزبه مشتتين والمحاولات لتيئيسهم من قضيتهم تسير على قدم وساق فتصدى هذا الشاب لهذا الوضع، رافضا الاستسلام له وكان له ما أراد من جمع للصفوف وتوحيد للقلوب استعدادا للدخول من جديد الى حلبة الدفاع عن لبنان بقوة الاقناع والكلمة الحرة والمحبة الشاملة واليد الممدودة للجميع".

اضاف: "انه قد جمع فعلا في ارادته وتصرفاته تراث عائلة ترسخت في القدم والعراقة، وفي بذل الغالي والنفيس من اجل وطن الارز. فحضر في ذهنه على الدوام طيف جده مؤسس الحزب الكبير ورجل الاستقلال والمواقف الجريئة في سبيله. كما حضر في ذهنه مثل الوالد الشيخ الرئيس السنديانة العتيقة الضاربة بجذورها في عمق تراب لبنان والرافعة رأسها شامخا بكرامته وعزته وصموده في وجه الاعاصير. كما حضر ايضا في ذهنه طيف عمه القائد الواعد الذي اقنع العالم يوما بقضية لبنان على الرغم من استسلام الكثيرين لخطيئة الظن بان هذا الوطن يمكن الاستغناء عنه او تجاوز وجوده".

تابع: "تجمعت هذه القوى في قوة واحدة فاضاف صاحبها اليها حب الناس وبساطة التعاطي معهم والايمان بهم من دون تردد او حدود، فمحضوه ثقتهم الى المجلس النيابي مرتين، وواكبوا نجاحاته في الوزارة، التي تولاها رافعا شعار المحبة للبنان بدعم صناعته. هذا هو الرجل الذي تجرأوا عليه وقتلوه دون الادراك بان عبوره نفق الموت لن يكون الا من اجل الانتصار بقيامة لبنان ودخول البطل في قلوب اهل بيته ووطنه فيكملوا نضاله من بعده فينتصر لبنان".

واكمل مطر قائلا: "ان لبنان لمنتصر حقا بقوة شهدائه الابرار، وفي طليعتهم من نذكر اليوم بمحبة وصلاة خاشعة من اجل تكليله عند ربه. والشيخ بيار هو المنتصر اليوم بخاصة بصمود والده الشيخ الكبير الذي يجمع في شخصه الحكمة والقوة والمحبة واضعا اياها كلها في خدمة لبنان. وهو منتصر بعائلته العزيزة الصغرى بالزوجة الصابرة على جراح الحياة والمؤتمنة على حراسة فلذات الاكباد. وهو منتصر بشقيقه العزيز ليكمل عنه المشوار ويحمل عاليا مشعل الحب الصافي لوطنه وبعزم لا يلين وبيد ممدودة الى كل الشرفاء من ابناء لبنان وكل ابناء لبنان شرفاء وهم سينتصورن معا لوطنهم لما فيه من وهن وضعف".

وتابع: "لنا في المناسبة ايضا شهادة عن احقاق الحق في التاريخ، الذي ينصف خدام الحضارة والقيم الانسانية العليا فلبنان يبرز في هذه الحقبة من التطور العربي العام لا كوطن ضعيف بحاجة الى وصايات كما ظنوه يوما، بل كمثل ومثال في الحرية وفي المواطنة وفي احترام حقوق الافراد والجماعات وفي تداول السلطة بحسب الدساتير الضامنة لكرامة شعوبها".

واكد مطر على ان لبنان هو "المنطلق الاساسي للريبع العربي الراهن، وهو شرط النجاح لهذا الربيع في تفتح ازهاره وطيب وعودها. فاذا احترمت معه قيم لبنان، اي قيم الحرية والمشاركة والمساواة، كان للربيع العربي حظ في النجاح وبغير هذا الاحترام يتحول الربيع الموعود الى غيم مارق او الى جلمد صقيع".

وتوجه مطر الى الشهيد بيار بالقول: "انت ايها الشهيد البطل مع اقرانك، الذين استشهدوا من اجل كل لبنان واسهموا في اشراقة ربيعه ليشرق معه ربيع العرب لكم منا صلاتنا الحارة وعرفاننا الكبير. وكما صلينا من اجلك على الارض نطلب منك ومن رفاقك الابرار ان تصلوا لنا في السماء لنجتمع حول وطننا جميعا من دون تحفظ وننقذ البلاد، التي ستعود وتنقذنا جميعا وتضمن لنا عز البقاء".

وختم مطر: "ليعز الله قلوب محبيك بالتعزيات الحارة، ساكبا عليهم وعلى الوطن فيضا من نعمه وبركاته".

نجل الوزير بيار الجميل البكر أمين، وجه تحية الى والده من خلال احدى النوايا فقال:

"عام بعد عام اتعرف اكثر على معنى استشهادك يا ابي، فكلما كبرت احسست بغيابك اكثر فهذا الغياب قاس كثيرا علينا ولا يتعوض ابدا. من خمس سنوات استطاعوا ان يأخذوك من بيننا لكنهم لم يعرفوا انهم غير قادرين على محوك من قلوبنا. عام وراء عام، الكسندر وانا استطعنا ان نفهم لماذا اخترت هذه الطريق، طريق الابطال المخلصين لبلدهم. اعطنا يا رب نعمة الاخلاص والتضحية والشجاعة لنكمل مسيرة بيار ونظل حاملين عاليا علم لبنان الحر والمستقل، الذي حلم به جميع شهدائنا واستشهدوا من اجله".

الرئيس الجميل

وفي ختام القداس القى الرئيس الجميل كلمة شكر فيها للبطريرك الماروني الراعي "لترؤسه القداس الالهي، كما الشكر للرؤساء ميشال سليمان، نبيه بري ونجيب ميقاتي لمشاركتهم في الذكرى بواسطة أعزاء مثلوهم"، مشيرا الى ان "الاصدقاء الموجودين معنا والذين شاركونا في ذكرى عزيزة على قلبهم هم اصحاب الدعوة وليس نحن".

ولفت الرئيس الجميل الى انه "على حجم كبر المأساة فان الجرح أبلغ"، مؤكدا "اننا نعتبر الذكرى حافزا لكل واحد منا، لان للاستشهاد معاني كبيرة عندنا"، وقال: "بقدر ما نتفهم معنى الاستشهاد بقدر ما نتعلم كيف نحافظ على وطننا ونستمر في الطريق لنحقق معنى الاستشهاد والمبادئ والقيم، التي من اجلها استشهد بيار ورفيقنا سمير".

وقال: "ان ما يعزينا في هذه المناسبة هو ان بيار حقق انجازات كبيرة من خلال التضحيات والجهود والمبادرات، فعلى صعيد الحزب لا ننسى اطلاقا ولا يمكن لاحد ان يتجاهل الدور الاساسي الذي لعبه اثناء غيابي والنفي القسري، لينطلق الحزب ويأخذ موقعه. كل الذين يحبون بيار ويعتبرون انهم مؤتمنون على ذكرى وتضحيات بيار لا سبيل لهم الا ان يتعاونوا من أجل استمرار الحزب وان يزيلوا العراقيل من امامه".

تابع رئيس حزب الكتائب: "ما يعزينا ايضا هو انجازات بيار على الصعيد الوطني، والتي تستمر مع كل رفاقنا في الحزب وثورة الارز التي حققت الانجازات الواحد تلو الاخر وما زالت. ان التضحيات التي قدمها كل شهدائنا، بيار الجميل وسمير الشرتوني، انطوان غانم، سمير قصير، رفيق الحريري، جبران تويني، وليد عيدو، وكل الشهداء والشهداء الاحياء مروان حمادة، الياس المر ومي شدياق، اثمرت تحريرا وستثمر عدالة واثمرت كرامة وعنفوانا".

وقال: "نعترف عندما نرى المشاهد التي نراها من حولنا بأنها ليست الا صورة لما حققه الشهداء ورفاقهم في عام 2005، ان ما نشهده اليوم هو صورة طبق الاصل عن ثورة الارز، لذلك هنيئا لهم، لبيار ورفاقه الشهداء، الذين فتحوا الطريق امام الربيع العربي. لذا نعاهدهم بان ربيع لبنان سيستمر ولا يمكن الا ان نحافظ عليه، فنحن مؤتمنون على المسيرة ليبقى لبنان وطن الكرامة والشعب اللبناني شعب العنفوان".وتوجه الجميل الى سمير الشرتوني بالقول: "رفيقي سمير انت تبقى في الفكر والبال، وقد كان أحب عليك ان تحضر فرحة اولادك، ولكنني حاولت ان امثلك، وهم يبقون رسلا للتضحية الكبيرة التي قدمتها في سبيل لبنان".

وتوجه الى عائلة بيار وتحديدا الى السيدة باتريسيا بالقول: "اقول لباتي: الله ياخذ بيدها، فالمسؤولية كبيرة وليست سهلة، ان تكون أما وابا في الوقت نفسه، خصوصا ان لديها ولدين كأمين والكسندر، نحن معك ونقول لك: ان ما تقومين به هو من أجل المستقبل لان الشباب هم شباب المستقبل".

وخص نجله سامي قائلا: "الله ياخذ بيدك"، فالمهمة ليست صعبة، لا بل صعبة وشاقة والحمل كبير، ولكنك على قدر المسوؤلية ولا بد من ان تتحقق امانينا في النهاية".

كما توجه الى السيدة جويس بالقول: "جويس ترعى الكل، وكذلك نيكول الاخت العزيزة لبيار وسامي والتي تقوم بواجبها لتبقى الحرارة، التي تحتاج اليها العائلة".

وشدد على ان "اليوم ليس مناسبة سياسية، بل مناسبة حميمة وعزيزة على قلبي"، مشيرا الى ان "كل ما اتمناه هو ان تتفهم العائلة معنى ورسالة هذا الاستشهاد، وان يستمر رفاقي على هذه الطريق، وان نبقى نحن وكل رفاقنا في ثورة الارز يدا واحدة كي لا نخيب آمال أحد وان نواجه العواصف والمؤامرات ليبقى لبنان لاولادنا من بعدنا وطن الحرية والانسان".

مسيرة "رح نكمل الحلم"

وكانت انطلقت عند الثالثة والنصف من بعد الظهر مسيرة حاشدة نظمتها مصلحة الطلاب في حزب الكتائب وفاء لبيار تحت عنوان "رح نكمل الحلم". انطلقت من امام مدرسة الحكمة في الجديدة، وصولا الى النصب التذكاري للوزير الشهيد بيار الجميل، الذي اقيم في مكان استشهاده. ورفع الطلاب صورة عملاقة للوزير الشهيد بيار الجميل مزدانة بالورود، بمرافقة كشافة العنفوان، كما رفعوا اعلام حزب الكتائب وصور الوزير الشهيد، التي زينت المنطقة والطرقات المؤدية اليها".

 

الحريري: بيار الجميل علامة في ربيع 14 آذار العدالة آتية والمحكمة تواصل العمل على محاسبة القتلة

 ةطنية - 20/11/2011 رأى الرئيس سعد الحريري أن "القتلة المجرمين عندما تمكنوا من بيار أمين الجميل قبل خمس سنوات، كانوا يدركون انهم يوجهون طعنة قوية للحركة الاستقلالية في لبنان ويراهنون على ضرب القواعد القيادية لهذه الحركة تمهيدا لسحقها والانقضاض عليها، وقد كنت بالفعل ممن شعروا بقوة تلك الطعنة وجسامة الخسارة التي أوقعها المجرمون في صفوفنا نظرا إلى الدور الذي اضطلع به الشهيد بيار على مستوى قيادة 14 آذار ومستوى المهمات الحزبية والوطنية التي أنيطت به وأهلته لان يصبح في المواقع المتقدمة للدفاع عن حرية اللبنانيين وقرارهم الوطني المستقل".

وقال الحريري في بيان اليوم، لمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد الوزير والنائب بيار امين الجميل: "لم يكن بيار امين الجميل بالنسبة إلي مجرد اخ ورفيق درب وشريك دائم في متابعة المسار اليومي لحركة 14 آذار بل تحول الى نقطة تقاطع مع مجموعة من الآمال والأحلام التي تشاركنا فيها لصياغة المستقبل الجديد للبنان، وهي الأحلام ذاتها التي سقط على دروبها شهداء الحرية والاستقلال، ولم يكن في استطاعة أدوات القتل والإرهاب ان تخمد شعلتها حتى الآن".

أضاف: "ان أحلام بيار أمين الجميل تتجدد فينا كل يوم، وبمثل ما راهن اللبنانيون على عقله وحيويته وإرادته الصلبة فانهم يراهنون الآن على جيل الشباب الذي نشأ مع بيار وأصبح القاعدة المتينة لمواجهة مشاريع الهيمنة المسلحة على القرار الوطني اللبناني وإنقاذ لبنان من سياسات الانحراف عن هويته الديموقراطية".

واعتبر أن "الشهيد بيار شكل زهرة مميزة في حدائق ربيع لبنان، وسيبقى اسمه علامة فارقة في هذا الربيع الذي أشرق في 14 آذار وقدم النموذج الحضاري للربيع العربي ولحركة الشعوب التواقة الى الحرية والكرامة والديموقراطية. واليوم مناسبة ككل مناسبات الشهادة في لبنان نؤكد فيها للشهيد بيار امين الجميل ان المحكمة الدولية من اجل لبنان تواصل العمل على محاسبة القتلة وتحقيق العدالة وإنهاء زمن الجريمة السياسية المنظمة فيما شعوب المنطقة في طريقها لإنهاء زمن القتل والاستبداد والإرهاب".

وختم الحريري: "نم قرير العين يا بيار، يا اخي وصديقي ورفيق الأيام الصعبة، فالعدالة آتية من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق".

 

السنيورة في ذكرى استشهاد بيار الجميل: سقط ليس دفاعا عن وهم بل دفاعا وفداء عن لبنان

امكانات المجرمين اصبحت ضيقة جدا ولكن علينا التنبه

 وطنية - 20/11/2011 اكد رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة "ان الامكانات المتاحة والفرص التي قد يلجأ إليها المجرمون أصبحت ضيقة جدا، لكن في الوقت نفسه علينا بذل الكثير من الجهد من أجل التنبه، وتأكيد وحدة اللبنانيين".

ورأى في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" في الذكرى الخامسة لاستشهاد الوزير بيار الجميل، "ان بيار سقط دفاعا ليس عن وهم بل للدفاع عن لبنان".

وقال: "خمس سنوات مرت على اغتيال شهيد كبير من شهداء لبنان، الذي كانت لي فرصة أن أتزامل معه في حكومة واحدة، هي الحكومة الاولى التي ترأستها، وكان الشيخ بيار عَلَماً من أعلامِها، وكعادته كان حاضراً دائماً بكل المناقشات والأمور التي كانت تمر بنا في تلك المرحلة الصعبة، ولا سيما المرحلة التي مررنا بها خلال فترة الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 2006.

لقد أثرنا بيار بحضوره، بتوقده، بوطنيته، بنضوجه الذي كان يعبر عنه بطريقة متصاعدة خلال تلك الفترة، وهو بذلك كأنه كان يستعجل اغتياله. لقد كان نضوجه ووطنيته وإيمانه باستقلال لبنان وسيادته وحريته وديموقراطيته وتقبله للرأي الآخر الذي لطالما كان بيار من الأشخاص الذين كانوا يعبرون عن رغبتهم الدائمة في الانفتاح والحوار، فكأنه بنضوجه الكبير الذي كان يحققه، كان يستعجل عملية اغتياله، لأنه كان يشكل بالنسبة الى اولئك القتلة مصدر خوف مما كان يمكن أن يقوم به من عمل وطني كبير جامع، ليس فقط داخل حزب "الكتائب"، وهو كان يبشّر بكل الخطوات التي كان يقوم بها من اجل استنهاض حزب "الكتائب" والذهاب معه ومع كل الرفاق في الحزب نحو الــ"لبنان" الذي حلمنا به جميعاً، الــ"لبنان" السيد الحر المستقل العربي المتآلف مع محيطه، الحريص على نموذجه الفريد في العالم العربي، وأيضا المنفتح على كل الثقافات في العالم، والحريص على احترام الرأي الآخر وحقوق الانسان وحريات الانسان في وطننا، وان يستمر لبنان هذا النموذج الفريد في الحريات في هذه المنطقة، وأيضاً في استيعاب كل الاختلافات في المكونات التي يجب أن تتحول إلى مصدر غنى داخل مجتمعاتنا العربية، كما هي ايضا بالنسبة للبنان. بيار الجميل نفتقده اليوم، كما كنا ندرك أهمية وجوده معنا في تلك الآونة" .

وردا على سؤال عن عدم امكانية الحكومة في تلك الفترة الإمساك بالورقة الامنية

قال: "تلك الفترة كانت صعبة جدا نتيجة وجود السلاح المنتشر، ووجود كثرة ممن كانوا يرغبون في إحداث حالة من اللااستقرار في لبنان، لكن نحن نعلم أن لبنان تعرض على مدى سنوات طويلة لجملة من الاغتيالات السياسية، لم يتمكن لبنان من وضع هؤلاء المجرمين في يد العدالة. من هنا كان التوجه من قبل الحكومة التي كنت أرأسها، والتي نجحت بعد ذلك في تحقيق إنشاء المحكمة من خلال القرار 1757. هذا الأمر اعترضته مصاعب عديدة، كانت نتيجتها إقفال مجلس النواب بشكل قسري، وبالتالي فقد أردنا إنشاء المحكمة ليس للانتقام على الإطلاق بل كوسيلة من أجل إنهاء ما يسمى إمكانية توقف العدالة. كانت حالة الإفلات من العدالة الهم الأساسي، وتوقف هذه الحالة لا يضع حدًّا للقتل فحسب، بل يؤيد استمرار الحريات في لبنان. هذه الديموقراطية وهذا الجو من الحريات وهذا الانفتاح كان يتهدده استمرار عمليات القتل. نحن ما سعينا من اجله من خلال إنشاء المحكمة أن نضع حدًّا لإمكانية استمرار الحق في القتل والحق في التخوين الذي كان يمارسه البعض، وبالتالي أن نصل إلى أن تتوقف حالة الإفلات من العدالة. وبالتالي، أعتقد أن خطوة إنشاء المحكمة هامة إزاء محاولات البعض العمل باستمرار على ان يكون سيف القتل مصلتا فوق رؤوس اللبنانيين، وبالتالي عندما سقط بيار الجميل مضرجا بدمائه، فهو سقط دفاعا ليس عن وهم، بل حقيقة سقط للدفاع عن لبنان، لبنان الذي آمنا به، لبنان بلد الحريات والانفتاح، بلد احترام حقوق الانسان. عندما استشهد بيار الجميل، افتدى وطنا اسمه لبنان" .

وعن قلقه من هذه المرحلة أمنيا قال: "انا لا أستطيع أن أتنبأ أو أن أتشاءم، لا يستطيع احد منا أن يعطي صورة عما يمكن أن يرتكبه الجناة أو القتلة، لكن أعتقد، بداية، أن إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي وأيضا التجارب التي مررنا بها طوال الفترة الماضية، وهي خمس سنوات منذ استشهاد الشيخ بيار الجميل، أعتقد أن الامكانات المتاحة والفرص التي قد يلجأ إلى القيام بها أولئك المجرمون أصبحت ضيقة جدا، لكن في الوقت نفسه أعتقد أنه علينا بذل الكثير من الجهد من أجل التنبه، من أجل التأكيد على وحدة اللبنانيين، من أجل توضيح الصورة المستمرة لدينا في الدفاع عن لبنان كما رأيناه بلدا لجميع اللبنانيين، عملنا من اجل إقرار اتفاق الطائف. وبالتالي أن يحمل اللبنانيون جميعا هذا المشعل، مشعل الحريات، مشعل الانفتاح، مشعل احترام حقوق الانسان، وايضا مشعل سيادة واستقلال لبنان. هذه القيم والمبادىء التي ناضلنا من أجلها ستكون مشعلا لجميع اللبنانيين من اجل أن يقفوا صفا واحدا، وأن يتصدوا لكل محاولات زعزعة الاستقرار التي يمكن أن يلجأ إليها البعض. أقول هذا وانا على ثقة بأن لبنان سيبقى كما أردناه بلدا متميزا في محيطه، متميزا في العالم، حاملا رسالة أساسية من رسالات العيش الواحد بكافة مكونات المجتمع اللبناني، وبالتالي نعطي نموذجا حيا حقيقيا ليس فقط لنا في لبنان، بل في محيطنا العربي" .

 

جويس الجميّل: لبنان فقد الكثير بغياب بيار.. لكن سيأتي يوم نعرف فيه من قتله 

وكالات/أكدت السيّدة جويس الجميّل ان وجع اللحظة الأولى لخسارة بيار الجميل يبقى بعد خمس سنوات، مشيرة الى ان بيار كان ظاهرة وصاحب ارادة كبيرة وقد ظهر هذا الأمر جلياً في عمله في وزارة الصناعة وعمله على اعادة احياء حزب الكتائب اللبنانية وتوحيد عمل الحزب لأنه كان يعتقد انه في حال عاد حزب الكتائب سيعود لبنان، ولافتة الى انه كان بريئاً ومقداماً على العمل.

السيدة الجميل التي استذكرت محطات من حياة نجلها، أكدت في حديث لإذاعة "صوت لبنان"، انها مدركة تماماً من اين أتى الأمر باغتيال بيار الجميل وقالت: "لا أستطيع ان اتهم أحداً في هذه الظروف ولدي ايمان أن يوماً سيأتي نعرف فيه من قتل بيار، وعندها سنعلم من أين أتى الأمر ولكن الملفت ان كل من تم اغتياله هم من 14 آذار"، مشددة على انها لا تستطيع ان تغفر ولكن يمكن أن "أتجاوز لمصلحة الوطن". لسيدة الجميل قالت: لبنان فقد الكثير بغياب بيار لأنه انسان مخلص ومحب والعزاء الوحيد عندي ان الناس تعرف من هو بيار، ومن فقدوا بغياب بيار، وهو كان يسعى الى ألاّ يكون نقطة عابرة في الحياة، وأنا أقول له بغصة أنه علّم وكان علامة فارقة في هذا البلد. وعن وجودها الى جانب الطلاب في جامعة الـ"NDU" قالت الجميل: وجودي في جامعة الـ"NDU" كان للقول للطلاب اننا الى جانبهم واسترجعت وقوفي في الصفوف الخلفية في العام 1975 وأنا مستعدة لأعود الى الصفوف الأمامية في المواجهة.

 

سامي الجميّل في ذكرى بيار: يمكن اغتيال الانسان لكن لا يمكن اغتيال حلمه 

أكد منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل ان ذكرى اغتيال الوزير بيار الجميّل هي بمثابة وعد او مناسبة للتذكّر ان هناك اشخاصاً تحدونا وحاولوا قتلنا وقتل الروح في وكالات/تائب والامل عند اللبنانيين باغتيال شاب كان يمثّل الامل الكبير. ووعد النائب الجميّل بالعمل ليلاً نهاراً ليكون حلم بيار حياً في اي انسان وخصوصاً الكتائب.

الجميّل وفي حديث لإذاعة "صوت لبنان" قال: "هذا اليوم هو بمثابة كابوس، وكل الكتائبيين اليوم يفكرون ويتأملون في شخص اعاد واشعل في قلوبهم حبهم للكتائب التي كانت قد بعدت عنهم لفترة طويلة". واضاف: "كان بالنسبة لنا النبض الذي جمع كل الشباب ووضع الحزب على السكة الصحيحة بعد فترة طويلة من الغياب".

وشدد الجميل على ان حلم بيار وبشير والكتائب وكل من استشهد هو ان يعيش اللبنانيون في وطن يليق بهم وان يحصلوا على ضمانات اجتماعية وان يكون هناك جو امني واقتصادي مريح وان يفكروا بمستقبلهم وبأن يستثمروا في لبنان للعشرين سنة المقبلة. وتابع:" حلم بيار هو بناء بلد نشعر انه لنا، ونعيش فيه حياة طبيعية من دون خوف على مستقبلنا".

وتوجه الجميّل الى من اغتال بيار ومن امر باغتياله بالقول: "يمكنكم اغتيال الشخص والانسان لكن لا يمكن ان تغتالوا حلمه، هذا الامر الوحيد الذي لن تطالوه ولو بعد 100 سنة، فعندما نقول "بيار حي فينا" هذا ليس شعاراً بل واقعاً لان قضية بيار لم تمت وحلمه لم يمت، لانه لا يمكن اغتيال روح وحلم شعب".

 

مكاري: الطرف الثاني يستفيد من تفجير الوضع بسبب مأزقه السياسي   

وكالات/شدد نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري في الذكرى الخامسة لاغتيال الوزير والنائب بيار الجميل على على "المحبة الكبيرة التي يكنّها الشيخ سعد الحريري لبيار وقد كان حزنه عليه يوم الاغتيال كبير جداً". وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 100.5"، قال مكاري: "خسارة بيار الجميل كانت خسارة كبيرة للمسيحيين عامة وللبنان بشكل خاص وأنا لم يمر علي يوم شاب بهذه الروح".

ورداً على سؤال، أجاب مكاري: "وزير الداخلية (مروان شربل) مطمئن للوضع الأمني، لكن نحن تنعامل مع الأمور من منطلق سياسي، ولذلك ووفق قناعاتنا وبدون خوف، وبما أننا لسنا الجهة التي تقوم بالخروقات الامنية في لبنان، فإنني وعن قناعة أيضًا أقول إن الطرف الثاني هو المستفيد من تفجير الوضع بسبب مأزقه السياسي وهو يحاول ان يوجه الأنظار من الخارج (من سوريا) الى الداخل اللبناني".

 

العشاء السنوي ل "مؤسسة البطريرك صفير":  الراعي: هو البطريرك الدائم والفولاذي

نهنىء سليمان وقهوجي بالاستقلال ونؤكد لهما محبتنا

 وطنية - 20/11/2011 أقامت "مؤسسة البطريرك نصرالله صفير" عشاءها السنوي في فندق "حبتور"- سن الفيل، شارك فيه النائب نعمة ابي نصر ممثلا رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والوزراء، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الكاردينال نصر الله صفير، الوزير السابق زياد بارود، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزيف طربيه، العميد الركن ريشارد حلو ممثلا قائد الجيش، المستشار السياسي للرئيس سعد الحريري الدكتور داود الصايغ، الأمين العام ل"تيار المستقبل" احمد الحريري، المطارنة طانيوس الخوري وشكر الله حرب وبولس مطر وغي نجيم ورولان ابو جودة وبولس صياح وحنا علوان، المدير العام لوزارة التربية الدكتور فادي يرق، رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام الاباتي ايلي ماضي، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت، القنصل انطوان عقيقي، قنصل بريطانيا الفخري في لبنان رئيس جامعة آل ابو جودة وليم زرد ابو جودة وحشد من الفاعليات السياسية والاجتماعية والنقابية والقضائية والعسكرية والاعلامية والثقافية واعضاء المؤسسة.

بداية النشيد الوطني ثم كلمة عريف الاحتفال الزميل انطوان سعد، بعد ذلك ألقى رئيس المؤسسة الدكتور الياس صفير كلمة قال فيها: "ايها الاب المهيب، المتوج بوقار السنين، والموشح بإنعامات الروح، نشكر الله، على نعمة وجودكم بيننا، بعد ان انتهت نوبة خدمتكم، وسلمتم الامانة، لغبطة السيد السند، مار بشارة بطرس الراعي، بطريركنا، ومرجعنا الروحي والوطني، الذي شاء ان يظل اسمكم الجليل، دعاء خاشعا على المذابح، تثبيتا لمقامكم، وحرصا على التواصل التاريخي، في الوعي الجماعي، للشعب اللبناني، وخصوصا، في ذاكرة الموارنة، بعد الف وستماية سنة من الايمان، مكملا ملحمة ست وسبعين، من أحبار البيعة المقدسة، على سدة انطاكيا وسائر المشرق".

أضاف: "إلى غبطة البطريرك، السابع والسبعين تحية العرفان والإكبار، وعهد الولاء المطلق، للكرسي الرسولي، والصرح البطريركي، والتمسك بلبنان، الواحد الموحد بكل فئاته ومكوناته، حرا، سيدا، مستقلا في الكرامة والعيش الرغيد".

وختم: "كما أود التعبير، عن تعلقنا بالجيش اللبناني، المؤسسة الوطنية الساهرة على الحدود، والجاهزة لتأدية مهامها في حماية لبنان وتوطيد الامن والاستقرار والحفاظ على نظامنا الديموقراطي".

صفير

بعد ذلك ألقى الكاردينال صفير كلمة شكر فيها للراعي حضوره وكل من يساعد المؤسسة للقيام برسالتها ودورها، وقال: "تعلمون ان هدف المؤسسة هو المساعدة على تعليم بعض الطلاب الذين لا تمكنهم أوضاعهم المادية من متابعة دروسهم. وانكم بسخاء كفكم تمكنونهم مما أوضاهم المادية قد تكون حرمتهم منه. وان المؤسسة تشكر لكم جزيل الشكر تمكينها بسخائكم من متابعة عملها الانساني. يجب ان تكون الاوضاع مترابطة بحيث ان الغني يساعد الفقير، والصحيح يساعد المريض. والمرضى والفقراء هم في ما بيننا كل حين، على ما يقول السيد المسيح. وهو يجازي أكرم جزاء الذين يسقون كأس ماء بارد أحد اخوتي هؤلاء الصغار، على ما قال. ويجازي علانية، ما يقوم به الناس سرا دون ان تدري شمالهم ما صنعته يمينهم".

أضاف: "إنا نعلم ان الكثيرين من بينكم يقتطعون من حاجاتهم ليساعدوا هؤلاء الطلاب على تحصيل العلم، لكي يكونوا منتجين، ولا يظلون عالة على أحد، انها لتضحية كبرى، ولكن العلم نور، على ما يقول المثل السائر، وان لم يتعلموا الفضيلة وصنع الخير منذ الصغر، فانهم يصبحون عالة على سواهم، وقد يجنحون الى ما نراه في هذه الايام يتنامى ويتضخم، وهو الخروج على النظام والقوانين. وتعلمون ما يقوله السيد المسيح في هذا المجال، وهو ان من سقى كأس ماء بارد باسمي، فان أجره لا يضيع، فكيف بالذي يبذل ربما من حاجته، ليساعد غيره من الذين حوله، وهم في أمس الحاجة الى مساعدة؟"

وختم: "كافأكم الله مزيد عافية وتوفيق، وأعاض عليكم أضعاف ما تبذلون في سبيل الخير، ولا نشكركم لان الله وحده يستوجب الشكر على ما أعطاكم من عافية وصحة بصيرة، فأفاض عليكم من خيوره ما مكنكم من مساعدة سواكم على تذليل مصاعب الحياة. كافأكم الله خيرا وأبقاكم نصراء لكل عمل خير، وأفاض بين أيديكم الكثير من خيوره، ومد في أجلكم الى أطول الاعمار".

الراعي

في الختام ألقى الراعي كلمة قال فيها: "بايمان كبير نقول ان البطريرك نصرالله بطرس صفير هو البطريرك الدائم ونعني ما نقول وكل دعاء اللبنانيين الى الرب لكي يزيد من عمره وحكمته ومثله وقدوته لنا جميعا لانه معلمنا الدائم، والبطريرك صفير متكلم دائما ولم يصمت وهو متكلم في ضمائرنا وحياتنا وتربيتنا، والحجارة اذا صمت تتكلم وبكركي اليوم هي مؤسسة البطريرك صفير وهذا غنى كبير لنا وثقافة وحضارة وتاريخ، فالبطريرك صفير عبد لنا كل الطرقات، وأقول بكل ارتياح، ان لا خوف في قلبي والفضل يعود للبطريرك صفير إذ علمنا بالتضحية والصمت والتوجيه بأن لكل شيء حل".

أضاف: "كلما اشتدت الصعوبات كان البطريرك صفير أكثر قوة لذلك أسميه البطريرك الفولاذي، فالمصاعب مدرسة أساسية لنا كي لا نسقط، والازمات ليست لكي نقع، وكل ما نعيشه في لبنان من ازمات ومصاعب على أنواعها ليست الا لكي تنضجنا اكثر بلبنانيتنا وانسانيتنا، لذلك نشكر الرب لاننا نعيش المشاكل والمصاعب لكي ننضج اكثر واكثر بمحبة لبنان ومحبة بعضنا لبعض واكثر ايمانا بقيمة هذا الوطن وكنيسته والكرسي البطريركي".

ونوه "بما تقوم به مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية في مساعدة الطلاب المحتاجين". وختم الراعي: "نجدد ولاءنا بوطننا الحبيب ونحن على عتبة الاحتفال بعيد الاستقلال ونهنىء فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بهذا العيد، حامي البلاد، ونؤكد له كل محبتنا إذ يقود في قلب العاصفة سفينة الوطن ولكن لا شك في انه بحكمته السليمانية يوصل المركب الى شاطىء الامان. كما نهنىء ايضا قائد الجيش ونؤكد محبتنا للجيش اللبناني الذي هو شرفنا وحمايتنا الوحيدة بجانب المؤسسات الدستورية في لبنان".

 

فوز نهاد جبر بمنصب نقيب المحامين المدعوم من قوى 14 آذار والحزب التقدمي والتيار الوطني

الأحد, 20 تشرين الثاني 2011 /فاز المحامي نهاد جبر في انتخابات مركز نقيب المحامين لولاية سنتين، بعدما خسر المرشح الأساسي لقوى 14 آذار لمنصب نقيب نبيل طوبيا في الجولة الأولى للانتخابات، وانحصرت المنافسة لمركز نقيب بين كل من المرشحين انطونيو الهاشم المدعوم من حزب الله ونهاد جبر المدعوم من التيار الوطني الحرّ، وبعد خسارة مرشح حزب الكتائب وقوى 14 آذار نبيل طوبيا قررت قوى 14 آذار دعم نهاد جبر المدعوم من التيار الوطني الحرّ أيضاً.

وكانت انتخابات نقابة المحامين قد جرت بشكل هادئ حيث فتحت صناديق الاقتراع عند الحادية عشرة صباحاً حيث تنافست ثلاث لوائح مدعومة من قوى الرابع عشر من آذار والثامن من آذار ولائحة للمستقلين. وقد أدلت نقيبة المحامين أمل حداد بصوتها واضعة ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع، في حين أدلى كل من رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل ومنسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل بصوتيهما. الرئيس أمين الجميل اعتبر بعد الادلاء بصوته أنه حتى في احلك الظروف والاحتلال بقيت نقابة المحامين تدافع عن الحق، مشيراً الى ان  كل الانتخابات هي عيد للديمقراطية والحرية والقانون والعدل ونحن بأمس الحاجة لهذه الحرية خصوصًا وان هناك استحقاق المحكمة الدولية.

الرئيس الجميل قال: مطلبنا تثبيت الحق في لبنان وما يجري اليوم هو تثبيت للبنان في مجال الحرية والديمقراطية، متمنياً أن تكون نتيجة الانتخابات النقابية لصالح قوى الرابع عشر من آذار، انما الاهم مسار العدالة والديمقراطية والحقيقة والأهم ان يكون الانتصار للبنان آخر النهار ولنقابة المحامين والمحامين الذي مارسوا حقهم بكل ديمقراطية.

وكان قد حضر الى قصر العدل نقيب المحامين السابق وزير العدل شكيب قرطباوي الذي ادلى بتصريح قال فيه: "يشدني الحنين الى نقابة نشأت وترعرعت وكبرت فيها، لا يحق لي الانتخاب ولا أتدخل في الانتخابات. جئت أهنىء نقابة المحامين وعلى رأسها النقيبة امل حداد على هذا الانجاز الديموقراطي الذي نتميز به كل سنة. وغدا صباحا سأكون هنا لاهنىء النقيب الذي سينتخبه الزملاء المحامون. ونقابة المحامين حصن منيع للديموقراطية والحرية. نمارس هذا الحق والواجب الانتخابي كل سنة. وأنا فخور بان هذه النقابة هي مثال لما يجب عليه ان يكون الوطن. وغدا سأكون في تهنئة الفائز وكلهم زملاء".

وقال الوزير السابق زياد بارود بعد الادلاء بصوته: "الجميع يتحدث عن الديموقراطية في نقابة المحامين وهذا صحيح. نقابة المحامين حاولت خرق التقليد على المستوى الانتخابي عندما قررت اعتماد الاوراق المطبوعة سلفا، وانا أحيي هذه الخطوة ولكن ضيق الوقت لم يسمح باعتماد الاوراق المذكورة، وفي الانتخابات المقبلة سيتم اعتماد ليس فقط الاوراق المطبوعة سلفا، بل الفرز الالكتروني، وبذلك تكون نقابة المحامين رائدة على مستوى الاصلاح الانتخابي".

اضاف: " كل المرشحين يتمتعون بالخير والبركة، والمهم ان تبقى النقابة محافظة على الخط الذي اعتمدته، وهو الوقوف دائما الى جانب الدفاع عن الحق وكل القضايا المحقة".

اما عن اعتماد النسبية في الانتخابات النقابية فقال بارود: "قد يكون من الممكن اعتمادها، ومن المبكر الحديث عن هذا الموضوع، الا انه قد يكون من المفيد طرح النسبية في الانتخابات المقبلة

 

تكريم شهداء الجيش عند بوابة مزارع شبعا برعاية قهوجي

 وطنية - شبعا- 20/11/201 رعى قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعميد انطوان ابو زخيا،احتفالا تكريميا لشهداء الجيش، اقامته هيئة ابناء العرقوب ومزارع شبعا عند بركة النقار لمناسبة الذكرى ال 68 للاستقلال، بحضور ممثلين عن النواب انور الخليل، علي فياض وقاسم هاشم،النقيب محمد زاكي ممثلا قائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي، رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في شبعا ابراهيم صعب وحشد من الفعاليات. بدأ الحفل برفع العلم اللبناني على النصب التذكاري لمزارع شبعا، من قبل عناصر من الجيش اللبناني، وغرس شجرة ارز قبالة السياج الحدودي الشائك، والقى رئيس هيئة ابناء العرقوب محمد حمدان كلمة حيا فيها شهداء الجيش اللبناني والمقاومة، "وخاصة اول شهيد سقط في مزارعنا وهو شحاذة موسى، والشهداء الذين سقطوا الى جانب الشهيد الأخضر العربي".

واعتبر ان "هذا الإستقلال يبقى ناقصا، طالما ان العدو الصهيوني لا يزال يغتصب تلال كفرشوبا ومزارع شبعا والشطر اللبناني من الغجر، ومن هنا تأتي مطالبتنا للحكومة ورئيسها بضرورة الإسراع بتشكيل اللجنة الخاصة لمتابعة قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، حتى لا تبقى في ادراج النسيان" داعياالى "اعطاء التعويضات المستحقة لأبناء مزارع شبعا منذ السبعينيات".

وفي الختام، سلم حمدان العميد ابو زخيا درعا تذكارية عربون وفاء للجيش اللبناني وقيادته الحكيمة.

 

قهوجي وجه أمر اليوم في ذكرى الاستقلال: لرص الصفوف وحماية لبنان من تداعيات أحداث المنطقة

لن ندخر جهدا في سبيل تأمين حاجاتكم من السلاح والعتاد

 وطنية - 20/11/2011 وجه قائد الجيش العماد جان قهوجي، لمناسبة الذكرى 68 لعيد الاستقلال، أمر اليوم وجاء في نصه: "مع أمسكم المتوج بالأمجاد والبطولات، وحاضركم المرسوم على جباهكم الشامخة، تنطلقون الى الغد بخطى واثقة، مدركين دقة المرحلة وحجم المسؤوليات الموكلة اليكم، ومستعدين في كل حين لمواجهة المصاعب والاخطار، وبذل التضحيات الجسام على مذبح وحدة الوطن واستقلاله، هذا الاستقلال الذي أنجزه شعبكم قبل ثمانية وستين عاما بفعل تمسكه بقراره الحر وثباته في رفض مختلف أشكال الاحتلال والانتداب، ليتعمد لاحقا بدماء قوافل شهداء الوطن من عسكريين ومدنيين وبمسيرة جيشكم الناصعة الذي قدم المثال في التزامه الوطني ودوره الطليعي في ترسيخ هوية لبنان ونشر رسالته الانسانية".

أضاف: "ايها العسكريون، وسط المخاض العسير الذي تمر به المنطقة العربية، والسباق المحموم بين الديموقراطية التي تنادي بها الشعوب، والفوضى التي قد تخلفها الاحداث المتلاحقة، نتيجة تشابك المصالح واختلاط المفاهيم وغياب الرؤى الواضحة، ادعوكم الى رص الصفوف والعمل بكل جهد على حماية لبنان من تداعيات تلك الاحداث، وتذكروا دائما في معرض القيام بهذا الواجب النبيل، المسلمات التي دأب عليها شعبكم منذ استقلاله اكان لجهة تمسكه بنموذجه الحضاري الفريد، وعراقته في ممارسة الديموقراطية والحريات العامة، أم لجهة التزامه الموقف الايجابي المطلوب ازاء النزاعات الاقليمية باستثناء موقفه المعروف من الصراع - العربي الاسرائيلي، واعلموا ان اي تفريط بهذه المسلمات، يشكل تهديدا لمسيرة السلم الاهلي، ومساسا بالوحدة الوطنية".

وتابع: "ايها العسكريون، ان الواجب الوطني يحتم عليكم اكثر من اي وقت مضى، الحفاظ على الجهوزية الكاملة بالتضافر مع شعبكم المقاوم وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية، لمواجهة مخططات العدو الاسرائيلي، الذي ما انفك يتمادى في خرق سيادة الاراضي اللبنانية، ويعلن جهازا أطماعه بثرواتنا الطبيعية ويسعى عبر عملائه الى بث سمومه في نسيج مجتمعنا الواحد، ولقد كانت وقفتكم الشجاعة في موقعة العديسة ومواجهة الوزاني، ابلغ تعبير عن ارادة التصدي لهذا العدو الغادر، كما ان واجبكم الوطني يقتضي منكم التشدد في حماية مسيرة الامن والاستقرار، من خلال متابعة رصد شبكات الارهاب والقضاء عليها في مهدها، وضبط الحدود البرية والبحرية، والتعامل بحزم مع مستغلي الظروف الخارجية والتناقضات المحلية للعبث بأمن المواطن وحريته وكرامته، وكونوا على ثقة بان قيادتكم لن تدخر جهدا في سبيل تأمين حاجاتكم من السلاح والعتاد، بما يتناسب مع كفاءتكم واستعدادكم للتضحية ونكران الذات في سبيل الوطن، كما انها تضع في سلم أولوياتها تحسين أوضاعكم الحياتية والاجتماعية، والحفاظ على مكتسباتكم وحقوقكم المعنوية والمادية". وختم قهوجي: "واظبوا على أداء مهماتكم بمنتهى التفاني والاخلاص، واحرصوا على طمأنة شعبكم الذي اولاكم الثقة والتقدير، وبادروا الى تضميد جراحه في الملمات، فبكم تصان الامانة ويزهر ربيع الاستقلال".

 

قهوجي: لرصّ الصفوف وحماية لبنان من تداعيات أحداث المنطقة 

وكالات/وجه قائد الجيش العماد جان قهوجي، لمناسبة الذكرى 68 لعيد الاستقلال، أمر اليوم وجاء في نصه: "مع أمسكم المتوج بالأمجاد والبطولات، وحاضركم المرسوم على جباهكم الشامخة، تنطلقون الى الغد بخطى واثقة، مدركين دقة المرحلة وحجم المسؤوليات الموكلة اليكم، ومستعدين في كل حين لمواجهة المصاعب والاخطار، وبذل التضحيات الجسام على مذبح وحدة الوطن واستقلاله، هذا الاستقلال الذي أنجزه شعبكم قبل ثمانية وستين عاما بفعل تمسكه بقراره الحر وثباته في رفض مختلف أشكال الاحتلال والانتداب، ليتعمد لاحقا بدماء قوافل شهداء الوطن من عسكريين ومدنيين وبمسيرة جيشكم الناصعة الذي قدم المثال في التزامه الوطني ودوره الطليعي في ترسيخ هوية لبنان ونشر رسالته الانسانية".

أضاف: "ايها العسكريون، وسط المخاض العسير الذي تمر به المنطقة العربية، والسباق المحموم بين الديموقراطية التي تنادي بها الشعوب، والفوضى التي قد تخلفها الاحداث المتلاحقة، نتيجة تشابك المصالح واختلاط المفاهيم وغياب الرؤى الواضحة، ادعوكم الى رص الصفوف والعمل بكل جهد على حماية لبنان من تداعيات تلك الاحداث، وتذكروا دائما في معرض القيام بهذا الواجب النبيل، المسلمات التي دأب عليها شعبكم منذ استقلاله اكان لجهة تمسكه بنموذجه الحضاري الفريد، وعراقته في ممارسة الديموقراطية والحريات العامة، أم لجهة التزامه الموقف الايجابي المطلوب ازاء النزاعات الاقليمية باستثناء موقفه المعروف من الصراع - العربي الاسرائيلي، واعلموا ان اي تفريط بهذه المسلمات، يشكل تهديدا لمسيرة السلم الاهلي، ومساسا بالوحدة الوطنية".

وتابع: "ايها العسكريون، ان الواجب الوطني يحتم عليكم اكثر من اي وقت مضى، الحفاظ على الجهوزية الكاملة بالتضافر مع شعبكم المقاوم وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية، لمواجهة مخططات العدو الاسرائيلي، الذي ما انفك يتمادى في خرق سيادة الاراضي اللبنانية، ويعلن جهازا أطماعه بثرواتنا الطبيعية ويسعى عبر عملائه الى بث سمومه في نسيج مجتمعنا الواحد، ولقد كانت وقفتكم الشجاعة في موقعة العديسة ومواجهة الوزاني، ابلغ تعبير عن ارادة التصدي لهذا العدو الغادر، كما ان واجبكم الوطني يقتضي منكم التشدد في حماية مسيرة الامن والاستقرار، من خلال متابعة رصد شبكات الارهاب والقضاء عليها في مهدها، وضبط الحدود البرية والبحرية، والتعامل بحزم مع مستغلي الظروف الخارجية والتناقضات المحلية للعبث بأمن المواطن وحريته وكرامته، وكونوا على ثقة بان قيادتكم لن تدخر جهدا في سبيل تأمين حاجاتكم من السلاح والعتاد، بما يتناسب مع كفاءتكم واستعدادكم للتضحية ونكران الذات في سبيل الوطن، كما انها تضع في سلم أولوياتها تحسين أوضاعكم الحياتية والاجتماعية، والحفاظ على مكتسباتكم وحقوقكم المعنوية والمادية". وختم قهوجي: "واظبوا على أداء مهماتكم بمنتهى التفاني والاخلاص، واحرصوا على طمأنة شعبكم الذي اولاكم الثقة والتقدير، وبادروا الى تضميد جراحه في الملمات، فبكم تصان الامانة ويزهر ربيع الاستقلال".

 

الحريري اتصل بجبر مهنئا

وطنية - 20/11/2011 اتصل الرئيس سعد الحريري، مساء اليوم، بنقيب المحامين الجديد نهاد جبر، مهنئا بانتخابه لمنصب النقيب

 

جنبلاط غادر إلى فرنسا

وطنية - المطار - 20/11/2011 غادر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، بيروت اليوم، متجها إلى العاصمة الفرنسية باريس.

 

القوات اللبنانية و14 آذار تكتسح انتخابات نقابة المعالجين الفيزيائيين ومرشحي "القوات" في المركز الأول

القوات/القوات اللبنانية وقوى 14 آذار نتائج انتخابات العضوية والمجلس التأديبي في نقابة المعالجين الفيزيائيين بفوز لائحة "العمل" كاملة في الانتخابات التي جرت الاحد.

ففي انتخابات العضوية، حل مرشح "القوات" روي الراعي أولاً بـ233 صوتاً كما فاز مرشحي قوى 14 آذار هيمان الصديق بـ227 صوتا واحمد كيلاني 203 اصوات. ونالت اللائحة الخاسرة المدعومة من 8 آذار: مارسيل مكرزل (تيار عوني) 132 صوتا، سهى ضاهر 126 صوتا، بسام حشيمي 108 اصوات.

اما في انتخابات المجلس التأديبي، ففاز كل من ريمون صهيون (قوات) 228 صوتا، زاهر زاهر (المستقبل) 217 صوتا، وخسر بفارق كبير كل عصام عساف (حزب الله) 140 صوتا، سعيد ماردو (تيار عوني) 128 صوتا

نقابة الصيادلة

هذا وفازت قوى 14 آذار بانتخابات عضوين لمجلس نقابة الصيادية وعضوية للمجلس التأديبي فيها. فاز كل من ربيع حسونة وبهاء ناجي من قوى 14 آذار في انتخابات مجلس النقابة وحسين قانصو عضو رديف. وفاز بالزكية للمجلس التأديبي كل من ندى سعادة وبسام حنينة من 14 آذار بعد انسحاب المنافسين الاخرين.

 

 السعودية ابلغت المفتي قباني أن زيارته لتقديم واجب العزاء بوفاة ولي العهد غير مرغوب فيها

السبت, 19 تشرين الثاني 2011 /خاص – بيروت أوبزرفر

أفادت مصادر خاصة لبيروت أوبزرفر أن المفتي محمد رشيد قباني تلقى صفعة من القيادة السعودية مؤخراً عندما حاول مؤخراً ترتيب زيارة إلى المملكة لتقديم واجب العزاء بوفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز لكن المفتي قباني تفاجأ برد سلبي من قبل الطرف السعودي مفاده بأن زيارته في التوقيت الحالي "غير مرغوب فيها"

ورجحت المصادر أن يكون دخول مفتي الجمهورية إلى المستشفى لمدة يومين حينها كان مفبركاً بمعنى أي أنه لم من داع لدخول المفتي إلى المستشفى و أن السبب الحقيقي هو لحفظ ماء الوجه و للتمويه والتعتيم على الصفعة السعودية بدليل إلقائه خطبة عيد الأضحى وهو بصحة جيدة وأضافت المصادر أن ردة الفعل السعودية القاسية بحق المفتي قباني ما هي إلا نتيجة لمواقفه الأخيرة المغايرة لما دأب عليه قباني منذ سنوات من تأييد ودعم لقوى 14 آذار وتيار المستقبل والقيادة السعودية

 

شمعون لـ"السياسة": عدم التزام لبنان تنفيذ القرارات الدولية قد يؤدي لانسحاب "اليونيفيل"

بيروت - "السياسة": توقفت مصادر نيابية عند الاقتراح المقدم من وزير المال محمد الصفدي للحكومة والقاضي بتخصيص القيمة المترتبة على لبنان لتمويل المحكمة الدولية, ورأت في كلام الناطق باسم المحكمة الدولية وإشارته إلى مساهمات أكثر من 30 دولة في عملية التمويل للسنتين الحالية والمقبلة, بأن ذلك لا يعفي لبنان من التزاماته بدفع الحصة المتوجبة عليه, ما يفسر بأنه تحذير للبنان للإيفاء بما هو مطلوب منه. وفي هذا السياق, اعتبر رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون, أن عدم مشاركة لبنان بتمويل المحكمة "خطأ تاريخي فادح علينا تجنبه مهما كلف الأمر", مشيراً إلى أن ذلك سيضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي ويؤدي إلى مخاطر على صعيد تنفيذ القرارات الدولية سيما ,1701 وصولاً إلى التفكير بسحب القوات الدولية من جنوب لبنان وعندها يصبح البلد مفتوحاً على الاحتمالات كافة. وتساءل شمعون: "لأجل من سنعرِّض بلدنا للانكشاف أمام المجتمع الدولي, وهل يجوز أن نضع أنفسنا في دائرة الخطر من أجل أشخاص ارتكبوا مجموعة من الجرائم بحق رجالات كبار من هذا البلد, مهما كانت الجهة التي تقف وراءهم أكان حزباً أم دولة أم دول عدة"? وفي الشأن السوري, اعتبر شمعون أن نظام الأسد لن يستطيع مواصلة طريق القمع ولن يصمد طويلاً بعد سقوط الديكتاتوريات في المنطقة, مؤكداً أنه أصبح بحكم الساقط. وعن ملاحظاته بشأن مشروع قانون الانتخابات الجديد الذي وضعه وزير الداخلية مروان شربل, اعتبر شمعون أن "الذين عملوا على وضع القانون تنقصهم الخبرة وليس كل ما هو مكتوب يمكن أن يطبق لأنه سيبقى حبراً على ورق, فالنسبية لا يمكن أن تطبق في بلد طائفي ومذهبي مثل لبنان".  وأشار إلى أن هناك دولاً كثيرة كانت متقدمة أكثر من لبنان باتجاه الديمقراطية و"لم تشهد الخلافات الطائفية الموجودة عندنا, وعندما جربوا النسبية عادوا وتراجعوا عنها لأنها لم تلب طموحات شعوبهم".

واقترح شمعون أن يقسم لبنان إلى 88 دائرة فردية وكل دائرة تنتخب نائباً واحداً, على أن يتقلص عدد النواب ويصبح بحجم عدد الدوائر, معتبراً انها الطريقة الأمثل لانتخابات صحيحة وغير مزورة.

وبشأن ظهور مجموعات أصولية في أكثر من منطقة, رأى شمعون أنه من الطبيعي استعادة هذا المشهد لأن هؤلاء يعتقدون أنهم يعيشون في فترة من الحريات غير الشرعية, مؤكداً انه عند وجود دولة حقيقية ذات سيادة ولا يكون مصيرها معلقاً بإرادة السفير السوري, "عندها تنتفي كل هذه الظواهر غير الشرعية".

 

 شمعون يرفض النسبية: جنبلاط سيعود الى 14 آذار

المستقبل/رأى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون أن "اعتماد قانون النسبية لا يصبّ في مصلحة رئيس جبهة "النضال" النائب وليد جنبلاط، فاذا اعتُمد ستكون حصّة جنبلاط على أبعد تقدير ثلاثة نواب، أما وفقاً للقانون الحالي فهو يحافظ على عدد لا بأس به من النواب يجعله يحافظ على وضعه السياسي والاجتماعي". ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أمس، الى أن "كل ما يُطرح في شأن النسبية سيبقى حبراً على ورق، وفي حال أقرّته الحكومة، فهو سيطرح على مجلس النواب حيث سيعدّل، وبالتالي هل المجلس سيوافق على النسبية". وأبدى رفضه للنسبية، مشيراً الى أنه "يفضّل القانون الحالي، فالنسبية مخاطرة كبيرة". وأشار الى أن "الأمور التي حصلت على الأرض اظهرت ان جنبلاط والحزب "التقدمي الإشتراكي" سيعودان الى الموقع الذي من المفترض ان يتواجدا فيه، والدليل على ذلك الإنتخابات الطالبية في الجامعات". ولفت الى أن "القاعدة الشعبية لجنبلاط لم تكن راضية عن برمته". واعتبر ان "اصطفاف جنبلاط الى جانب فريق 8 آذار كان بهدف حماية طائفته وحزبه ونفسه، وكان يحاول "تطرية" الأمور بينه وبين "حزب الله" بعدما سالت الدماء بينهما". وأكد أن "عودة جنبلاط الى 14 آذار لا محال منها، والإنتقال يتم درجة درجة". وعن الإختلاف بين جنبلاط رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون، قال شمعون انه "من الصعب جداً ان يتفق أحد مع عون".

 

الأحدب: تصاريح ميشال عون اليومية "هجوم" على الطائفة السنّية 

للتصويت بحياد داخل مجلس الأمن في الأمور التي تخص الدول المجاورة  

وكالات/نائب السابق مصباح الأحدب الى التزام الرئيس نجيب ميقاتي بتمويل المحكمة الدولية في مناسبات عدة سابقة، أملاً منه ومن حكومته التصرف بطريقة محايدة بالتصويت داخل مجلس الامن التي تخص الدول المجاورة ومتسائلاً ماذا سيكون موقفنا تجاه الشعب السوري اذا صوّتنا ضدّه؟ وقال: "بالتأكيد سيكون موقفا مؤسفاً ومرفوضاً". ورأى الأحدب في حديث لـ"أخبار المستقبل" أنّ الحكومة الحالية هي حكومة مدعومة بشكل مطلق من النظام السوري، لافتاً الى انه كان من المفترض أن تسقط منذ وقت سابق لانها لا تملك خطة عمل واضحة والتباينات بين فرقائها سيدة الموقف دائماً. وصف الأحدب الوضع الامني في مدينة طرابلس بالصعب، خصوصاً مع ظهور ظاهرة تدفق السلاح الى المدينة وتسليح ابنائها من قبل جهات خارجية "حزب الله"، متمنياً على أبناء المدينة من مختلف الانتماءات ان ينؤوا بنفسهم من المواجهات بين بعضهم. واعتبر الأحدب الى ان النائب ميشال عون أخطأ بحق الطائفة السنّية بمفهومه الخاص الذي يؤمن به، مشيرا الى انه اتفق وتفاهم مع جميع الفرقاء على تهميش السّنة، وقال: "هذا أمر مرفوض ومؤسف"، معتبراً ان ما تصاريح عون اليومية بمختلف المواضيع الا هجوم على الطائفة السنّية.

 

نديم الجميل: عون الناطق الرسم  يب

اسم النظام السوري

 المستقبل/أشار عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل إلى أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "هو الناطق الرسمي باسم النظام السوري في لبنان، لاسيما أنه قال أن الوضع في سوريا سينتهي خلال أسبوع، وهم بالتالي ينتظرون تغيّر الأمور من أسبوع إلى آخر".

وأكد في حديث إلى قناة "أخبار المستقبل" أمس، أن "وضع الشروط من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد تضييعٌ للوقت ومماطلة، وهو الأمر الذي يتقنه جيداً"، معتبراً أن "نظام الأسد يحاول ربح الوقت قدر المستطاع". أضاف: "إذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مرتبطاً بالنظام السوري لأنه أتى به رئيسا للحكومة فهو حر، أما نحن ما يربطنا بسوريا هو شعبها، فالنظام سيرحل والشعب هو من سيبقى".

وتابع: "أراهن على سقوط النظام السوري، وإذا لم يسقط سيضعف حتماً". وأذ أشار إلى أن "الحكومة مركبة من سوريا و"حزب الله"، قال: "الأمور اليوم إختلفت وتحديداً منذ 5 أشهر وأصبحنا في ظرف مخالف وبدأ الوزراء بالتحرر، وأنا أعتقد أن هذه الحكومة ستستقيل والأحرار فيها سيطلبون استقالتها"، مضيفاً: "نحن نعرف إمتدادت "حزب الله" في سوريا، وبالتالي صحيح أن الوضع خطير ودقيق وتأثير سوريا منتشر إلى "حزب الله" وحماس وايران". ورداً على سؤال ، لفت إلى أن "عون يلعب دور المدافع الأول عن مصالح "حزب الله "في لبنان"، مشدداً على "وجوب وضع حدّ لسلاح "حزب الله"، وللتجاوزات عند حدود وفي المخيمات". وعن زيارته منطقة وادي خالد، أجاب: "ما لفتني وضع النازحين السوريين المزري إذ إن من المعيب استقبالهم بهذه الطريقة، كما لفتني وضع اللبنانيين في المنطقة والذي لا يمكن وصفه إلا بالمؤلم وسط الإهمال الكامل من قبل الدولة بعيداً عن الإنماء".  وحول انتخابات نقابة المحامين التي ستجرى اليوم، قال: "هذه المعركة سياسية بامتياز، إذ لا يمكن أن يكون لدينا نقابة محامين تقف بوجه المحكمة الدولية أو تقف الى جانب سوريا". وختم قائلاً: "المهنيون في النقابة سيختارون 14 آذار من أجل مصلحة لبنان".

 

الوزير السابق سليم الصايغ: ما قام به نظام "البعث السوري"/أسوأ ما أصاب المسيحيين في لبنان

المستقبل/اكد الوزير السابق سليم الصايغ ان "اسوأ ما كان يمكن ان يصيب المسيحيين في لبنان هو ما قام به نظام "البعث السوري"، وما حصل خلال فترة الاحتلال السوري للبنان حيث لم يبقى بيت الا وعانى اصابة وقتل واعتقال وتهديم، مذكرا بمعارك الأشرفية وطرابلس وزحلة". ولفت في حديث لـ"او تي في" أمس، الى انه "هذا العام نحتفل بالذكرى الخامسة لاستشهاد الوزير بيار الجميل، ونؤكد على اهمية السير بمسار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للنهاية، فنحن لا نثق بالقضاء اللبناني لانه ليس بامكانه السير حتى النهاية بالملفات". وكشف عن "خيوط واشارات واضحة تربط بين جريمتي اغتيال الوزير الجميّل وجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ورئيس حزب "الكتائب الرئيس امين الجمبل هو من يمكنه التحدث بالموضوع". ودعا الى المحافظة على روح التغيير الحقيقي وروح ثورة الارز، مشيراً الى ان "سقوط الحكومة الحالية، التي هي متفككة اصلاً من الداخل، ليس انجازاً".

وعن مواجهة مد شبكة اتصالات في ترشيش التابعة ل"حزب الله"، اكد ان "هذه القضية ليست سياسية وحزب "الكتائب" لم يضخّمها، ولم يتناولها بهدف انتخابي". ونفى أي "استهداف لوزيرالاتصالات نقولا نحاس في هذا الملف الا اذا كان يسعى أن يغطي بالسياسة ما يحصل على الأرض". واوضح انه "بعد اغتيال الوزير بيار الجميّل لم يكن هناك ارادة لدى "التيار الوطني الحر" للسير بترشيح الرئيس امين الجميّل"، مشيراً الى انه "لم يتم احترام دم الوزير الجميّل في المتن الشمالي وتم السير بعملية انتخابية حتى العضم". ودعا الى "احترام خيار الشعب السوري كما كل الشعوب العربية الاخرى"، مؤكداً ان "حماية المسيحيين تكون بعدم اخذ مواقف استباقية وبحماية أنفسنا من اي متغيرات قد تحصل". ورأى ان "ما يحصل على الحدود هو انتهاك لحقوق الانسان"، داعياً "مجلس النواب الى التحرّك وأخذ قرار تاريخي، فحماية الحدود لا تكون بزرع الالغام من جانب واحد تنفجر باللاجئين الهاربين الى لبنان".

وأشار الى أن "المسيحيين العراقيين يدركون عمق الحركة التي يقوم بها حزب "الكتائب"، حيث يحمل الرئيس الجميل قضيتهم ويقوم بتحركات عديدة، منها زيارته الى الأزهر، والجامعة العربية وتركيا، وأن البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي له أسلوبه في التعامل مع هذا الموضوع، فالجميع يخافون من المجهول ويعرفون مدى الضرر الذي تسبب به النظام السوري الحالي للبنان، ولكن اذا كان النظام بشكله الحالي والمعروف قد انتهى الا ان الاداء على الارض هو مختلف والمعركة مستمرة". ورداً على سؤال عن علاقة حزب "الكتائب" مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قال الصايغ ان "هذه العلاقة تتميز بالمحبة والمودة، ونطمح دائماً لان يلعب رئيس الجمهورية الدور الاكبر كرئيس للبلاد. ونحن نعرف محدودية هذا الدور في الظروف التي نتخبط بها". ولفت إلى قانون الانتخاب، اننا "ننتظر نتيجة المشاورات، ونحن نعبر عن موقفنا ضمن اللجنة التي تجتمع في بكركي". واكد ان "حزب "الكتائب" يتواصل مع الرئيس سعد الحريري، كما هناك اجتماعات نعقد مع قوى 14 اذار للتشاور في الخطوط العريضة". وعن مدّ خطوط التوتر العالي في المنصورية، شدد على ان "استعمال القوة لمد خطوط التوتر ضد ارادة الاهالي، هو ضرب لأقصى قواعد الديمقراطية والسلامة العامة، فمن غير المقبول انشاء هذا الحقل الكهرومغناطيسي الذي يهدد 300 الف نسمة".

 

رئيس الجمهورية يوجه غداً رسالة عيد الاستقلال الـ 68 من قلعة راشيا

طابعها من العهود الرومانية والصليبية والشهابية والفرنسية... وكأنها ولدت من جديد

النهار/ما ان كشفت "النهار" الاسبوع الفائت عن ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سيوجه رسالة الاستقلال عشية العيد من قلعة راشيا الى اللبنانيين حتى سُلِّطت الأضواء عليها "وكأنها ولدت من جديد". يعود تاريخ قلعة راشيا الى العهد الروماني، كمرحلة اولى، لتليها ثلاث مراحل اخرى، وصولا الى اليوم. وقد حل الرومان فوق تلك التلة الاستراتيجية التي تتحكم بمفاصل المنطقة عسكرياً، وتركوا بعد رحيلهم عنها مباني متراصفة وآثاراً ودهليزاً من الجهة الجنوبية يمتد مئات الامتار تحت الارض، كان الغرض منه تأمين التموين للجيش فوق التلة في حال محاصرته. اما المرحلة الثانية فكانت صليبية في القرن الحادي عشر، يوم اهتم الصليبيون بداية ببناء برج للمراقبة ولحماية التجار الآتين من فلسطين عبر وادي التيم نحو بلاد الشام، ولحماية مواكب الحجاج والمسافرين من دمشق الى القدس في فلسطين.

حول البرج الصليبي الذي يعلو نحو 1400 متر عن سطح البحر، وعلى مساحة تبلغ 8000 متر مربع، انتصبت جدران القلعة الحالية التي تحوطها المنحدرات والاودية، فيما يطل عليها جبل الشيخ من الشرق. اما مدخلها الرئيسي فمن الجهة الجنوبية، ومن الآثار الصليبية الباقية حتى اليوم أربع آبار للمياه منحوتة في الصخر، وقد ردمت في مراحل لاحقة، إلاّ واحدة منها لا زالت صالحة للاستعمال. وفي الأقبية السفلية للقلعة قاعة أثرية ومخزن من الجهة الشمالية الشرقية، اضافة الى البرج من الجهة الجنوبية – الغربية. وأما المرحلة الثالثة فطابعها شهابي، وتعود الى العام 1370م، حيث تولى الأمير أبو بكر شهاب ولاية حاصبيا، وكان يأتي برفقة زوجته وابنتهما الى راشيا للصيد، فبنى له منزلاً داخل القلعة، كما بنى الشهابيون مدخلها والسور والقناطر من الجهة الجنوبية الغربية.

المرحلة الرابعة بدأت في العام 1920 من القرن الماضي، وكانت فرنسية بامتياز، اذ بني السور الشرقي بعد تثبيت أقدامهم في القلعة، مستخدمين حجارة المنازل المحيطة بها بعد تهديمها ولا تزال اسماء اصحاب هذه المنازل محفورة على مدخل القسم الشمالي من القلعة. أهم ما شهدته هذه القلعة من حوادث، والتي لا يزال صداها يتردد حتى اليوم، المعركة الشهيرة التي حصلت في 22 تشرين الثاني العام 1925، حين اقتحم المقاتلون في الثورة السورية الكبرى التي كان يقودها سلطان باشا الاطرش اسوار القلعة لتحريرها من المحتل الفرنسي، فسقط منهم 106 شهداء جميعهم من أبناء منطقة راشيا، و136 عسكرياً فرنسياً من حامية الموقع. ولا زالت اسماء هؤلاء مدونة على لوحة داخل القلعة حتى اليوم، وكذلك الذين اسقطوا من الثوار.

في الحادي عشر من تشرين الثاني في العام 1943 اعتقل الفرنسيون كلاً من رئيس الجمهورية في ذلك الحين الشيخ بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح ووزير الداخلية كميل شمعون ووزير التموين والتجارة والصناعة عادل عسيران ووزير الخارجية والاشغال العامة سليم تقلا والنائب عن لبنان الشمالي عبد الحميد كرامي، وأطلقوا في 22 تشرين الثاني من العام نفسه موعد الاستقلال الذي ما زلنا نحتفل به حتى اليوم، وبعد جلاء القوات الفرنسية العام 1946 تمركزت في القلعة قوة من الدرك اللبناني وبعض الادارات الرسمية، واعتباراً من أول أيلول في العام 1964 أصبحت القلعة في عهدة الجيش اللبناني ولا زالت.

 

بري المدافع الأول عن مرمى ميقاتيو14 آذار "لن تغفر" له طريقة إدارته الجلسة

رضوان عقيل /النهار/"لن يغفر" نواب 14 آذار لرئيس مجلس النواب نبيه بري طريقته في ادارة جلسة الاسئلة النيابية الاربعاء الفائت، ولم يوافقوا على ضبط ايقاعه لوقائع تلك المواجهة المنتظرة بين المعارضة والاكثرية التي تمثل الفريق الحكومي غير المتماسك اصلا في الهجوم والدفاع. وكان ابرز المعترضين على بري واسلوبه اعضاء "كتلة المستقبل" الذين رأوا ان الجلسة خرجت عما ينص عليه النظام الداخلي للمجلس، لكن رئيسه كانت لديه الحجة والاجابة المناسبة عن تساؤلاتهم، التي بدأت قبل انعقاد الجلسة ولا تزال الردود عليه الى اليوم. وثمة من كان يتوقع حصول مثل هذه "المواجهات الناعمة" بين الطرفين تحت قبة البرلمان، فيما تنشط مخيلات النواب على "الساحة السورية" لمعرفة ما ستنتهي اليه صورة الاحداث التي ستحدد في النهاية مستقبل نظام الرئيس بشار الاسد في دمشق.

ويحيل بري المعترضين على ادارته للجلسة على عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا الذي تناول في مداخلات اعلامية منذ بداية الاسبوع الفائت حقيقة ما حصل وما جرى الاتفاق عليه الذي لا يلتقي بالطبع مع سياسات بري ومواقفه حيال جملة من القضايا. لا يوفر مناسبة الا ويكيل فيها المديح لبري على حسن ادارته رئاسة المجلس والجلسات التشريعية وسواها.

واعترف زهرا بـ"حرفية" بري في هذا المضمار على عكس زميله في القضاء النائب بطرس حرب الذي كان على تناغم وتنسيق تامين حيال اكثر من ملف في المجلس وخارجه، مع بري ايام حكومات الرئيس الراحل رفيق الحريري.

اما عضو هيئة المجلس النائب احمد فتفت، فان علاقته ببري معروفة، ولا كيمياء مشتركة بينهما لأسباب عدة.

ويردد بري في مجالسه ان من حق جميع النواب طرح ما يشاؤون وفق الاصول والقواعد التي تحكم عمل المجلس ومراقبته للحكومة. وان الجلسة الاخيرة كانت محصورة في الرد على تسلسل الاسئلة الموجهة الى الحكومة بحسب ورودها. ولن يسمح للمزيد من الردود المتبادلة بين النواب وكتلهم تحسبا لانفلات الساحة وعدم تحقيق الهدف الذي عقدت الجلسة من اجله. وفي النهاية يرى رئيس المجلس ان البرلمان يبقى المكان الطبيعي لطرح سائر الموضوعات والهموم التي تشغل الرأي العام واللبنانيين.

وما لا يخفيه بري حيال ما حدث في الجلسة السابقة هو ان بعض نواب المعارضة عملوا على تحويلها عن مسارها، وهو لا ينفي سعيه الدائم لحماية حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الى درجة يبدو فيها رئيس المجلس كأنه يحرس مفاتيح السرايا الحكومية لتبقى في جيب ميقاتي.

ويقول ايضا ان الدور نفسه مارسه ايام حكومات الرئيس فؤاد السنيورة وسعد الحريري، فيما يواصل الاخير اطلاق "تغريداته" عبر موقع "تويتر" في اتجاه عين التينة.

ولذلك فان بري يدعو المعارضة الحالية الى التدقيق جيدا، كيف انه عمل اكثر من مرة على توفير عناصر الحماية والاحتضان المطلوبة للسنيورة والحريري حفاظا على تسيير امور الدولة وتأمين مصالح المواطنين. ويقوم اليوم بدور المدافع الاول عن مرمى حكومة ميقاتي ولذلك يعتقد ان الحكومة في "صحة جيدة" على رغم كل ما حصل بين ميقاتي والوزراء العونيين حيال خطة الكهرباء والمشكلة المستجدة بين وزيري الاشغال والمال غازي العريضي ومحمد الصفدي.

يبقى بري امام مشهدي العلاقة بين المجلس والحكومة على تواصل مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وهما يتفقان على اكثر من ملف داخلي ليس اقله اليوم في انتخابات نقابة المحامين.

 

الأَحجام بعد النظام

الياس الزغبي

من خارج المكابرة وسياسة الأُمنيات، يفرض المنطق السياسي بدء التفكير في مرحلة ما بعد رحيل نظام بشّار الأسد.

فليس من الحكمة في شيء تصديق نبوءة "بطليموس الرابيه" حول ثبات نظامه الحاضن، كثبات الأرض قبل 18 قرنا. ولا حاجة لانتظار "كوبرنيكوس سياسي" كي ينسف نظريّة كلّ "البطالسة"، ويؤكّد دوران الأرض، وتهاوي النظام!

ولسنا هنا في وارد التنجيم حول مرحلة ما بعد الأسد في سوريّا، فالسوريّون يرسمون مستقبلهم بعد حكم البعث، وحراكهم السياسي يقرّر طبيعة النظام الذي يريدون.

ما يهمّنا هو استشراف الوضع اللبناني بعد سقوط الأسد، طالما أنّ نصف القوى السياسيّة ربَط مصيره علنا بحاكم دمشق، وذهب معظمها في اتجاه غير مرتدّ، قاتلا أو مقتولا.

وحين نتحدّث عن القوى السياسيّة المرتبطة بالنظام السوري، نعني فورا "حزب الله" وملحقاته في 8 آذار، ونكاد لا نذكر الملحقات لأنّها، في الحساب السياسي، تبدو في حاجة دائمة الى الاحتضان والرعاية والاسناد، كي يكون لها موقع أو دور. فهي فرع لا أصل، وقوّتها من خارجها وليست من صلبها.

"حزب الله"، اذا، هو المعني بالمصير بعد الأسد.

وفي تقدير استباقي، يُمكن حصر أبواب سلوكه بأحد بابين: أمني أو سياسي، ولا يُمكن تصوّر نجاحه في دمج السلوكيْن، كما يفعل الآن. فبعد سقوط الأسد، لا مجال لاستخدام الذراع العسكريّة والأمنيّة في نسف الميزان السياسي وتغيير الأكثريّة بالقوّة، ولا وظيفة للسترات السود، وسبعات أيّار.

اذا اعتمد "حزب الله" السلوك الأمني، يعني ذلك فورا اشعاله حربا أهليّة مذهبيّة، لا يُمكن أن يخرج منها منتصرا، في بيئة مترامية مناهضة له تمتدّ من لبنان الى سوريّا والأردن والخليج، فضلا عن الشمال التركي، وامتداد الثورات العربيّة غير الملائمة له الى شمال أفريقيا، خلافا لما كان يُمنّي النفس به.

وليس ما نَحَتَه من تحالف أقلّيات بين لبنان وسوريّا مع العلويّين والمسيحيّين سيمدّ له خشبة الخلاص، ولا كذلك السند الشيعي العراقي الغارق في همومه الداخليّة، ولا غزّة المُنهكة والمرتبكة في تحالفاتها، ولا العمق الاستراتيجي الايراني الممدّد على المشرحة الدوليّة. فالدعم الفعّال لا يكون بالمراسلة، بل برؤوس الجسور التي يكون أهمُّها قد انهار مع نظام الأسد.

كما لا تكفي رؤوس الجسور الداخليّة الصغيرة التي بناها بالسلاح والمال، من الشمال الى الجبل والبقاع وبيروت، كي تكون عبّارات لسيطرته العسكريّة على المناطق: فلا القومي السوري في عكّار والكورة والمتن، ولا المربّعات المسلّحة في طرابلس ومناطق شماليّة أُخرى، ولا بعض الأذرع الموزّعة في الجبل، ولا خلايا بعث هنا وأَرهاط مخابرات هناك، ولا طبعا بعض التشكيلات العونيّة الموجّهة، تستطيع مواجهة الحيويّات الشعبيّة الوازنة والقوى السياسيّة المتيقّظة. وقد كانت له تجربة فاشلة قبل قرابة 5 سنوات في 23 ك–2 / 2007، لا بدّ أنّه استخلص دروسها.

وقياسا على براغماتيّة باقية لدى "حزب الله"، يجوز توقّع اعتماده السلوك السياسي بعد رحيل حليفه، وقد بدأت اشاراته في هذا الاتجاه، ولو بخفر وحذر شديديْن. وهو الآن في غمرة البحث عن "صيغ" سياسيّة تحافظ على ماء وجهه، أبرزها صيغة قانون الانتخاب. وهمّه تمرير صيغة تكفل له أكثريّة سليمة وليست سقيمة، مفتعلة وعابرة كما هي الآن، لأنّه يُدرك عُقم سلاحه سنة 2013 في فرض الموازين.

ولكنّه مرتبك في كلّ الصيغ النسبيّة والفرديّة، ويتمنّى، في سرّه، اعتماد المحافظات أو الدائرة الواحدة مع نسبيّة مركّبة، أو قانون الـ60 في أسوأ الأحوال، لعلّه يُنقذ مقاعده ومقاعد ملحقاته.

وطالما أنّ أُمنياته الدفينة صعبة التحقّق، فهو يسعى الى منع خصومه (14 آذار) من تحقيق الانجاز الذي كادوا يحقّقونه في انتخابات 2009، أي أكثريّة الثلثين، لولا مجموعة أخطاء، وسطوة السلاح.

وليس بعيدا عن التوقّع أن تنجح تحالفات 14 آذار في بلوغ هذا الرقم الحاسم في الدستور والسياسة، بعد التعلّم من الأخطاء، ورفع رهبة السلاح، واعتماد قانون يؤمّن واقعيا صحّة التمثيل. فمعركة 14 آذار يجب أن تكون حسم الثلثين، وليس أبدا أقلّ من ذلك. وكلّ الشروط والظروف والروافع والحوافز متوافرة وستزداد، شرط استخدامها وادارتها بصورة جيّدة.

في الخياريْن، سيجد "حزب الله" نفسه في الموقع الحرج، بعد انهيار سنده السوري. وما عليه سوى انتقاء الخسارة الأرحم والأخفّ وطأة، وهي بالتأكيد خسارته السياسيّة، لأنّ الخيار العسكري الأمني سيكون أبلغ أثرا وأعمق ندوبا وأشدّ خطرا على مصيره، فيكون اذذاك كمن يخسر دنياه وآخرته معا.

فليحافظ على شيء من دنياه، في النسيج اللبناني، كي يبقى له شيء من الرحمة، في الدينونة.

 

مسيحيو الشرق والاستشهاد ضد الغزاة

انطوان حداد/النهار

يذكر كتاب ج بورشيت (قصة الحرب في فيتنام)، ان كل فصيل فيتنامي كان ثلثه انتحاريا. ففي معركة ديان بيان فو 1954 كانت المتفجرات تزنر الآلاف ورمى 2500 مقاتل بأنفسهم على القوى الفرنسية والمغربية. من خلال متابعة مواقف البطريرك الراعي في لبنان واميركا واوروبا والعراق، التي تتبنى توجيهات الارشاد الرسولي القاضية بالتزام المسيحيين بيئاتهم الوطنية، لمواجهة الخط الصهيوني – الاميركي العامل، كما حدث في العراق وفلسطين، على تهجير المسيحيين من الشرق بواسطة القوى الاصولية الاسلامية.

من خلال متابعة نشوء المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان وسائر الاقطار العربية عقب حرب 1967، تبرز النقاط التاريخية الآتية:

إن مسيحيي الشرق دفعوا ثمن صراعات البيزنطيين والصليبيين والغزوات الاوروبية – بعد عصر النهضة – والتوسع الروسي في ايران والتركستان، وان مذابح الاشوريين والارمن ولبنان ومصر والسودان كانت رد فعل اسلامياً وعثماني على الحملات الصليبية والاوروبية والتوسع الروسي حتى الحرب العالمية الاولى.

فالسلطان مراد امر بابادة المسيحيين في الشرق، بعد طرد العثمانيين من بلغاريا.

ان الوقائع التاريخية تعطي الانطباعات عن الاسباب التي منعت مسيحيي الشرق من اتخاذ المواقف الوطنية، التي يشير اليها الارشاد الرسولي، والموازية للمواقف التي سارت عليها شعوب اوروبا، ويمكن تحديدها بالآتي:

- الرابط الديني لمسيحيي الشرق مع البيزنطيين والغزاة الصليبيين.

- الاضطهاد الديني الاسلامي للمسيحيين تاريخيا، وعدم تمتع المسيحيين بحقوق المساواة مع المسلمين.

فمنذ عام 660 وحتى سنة 1861، لم يذكر التاريخ نشوء اية امارة او دولة مسيحية في بلدان الشق، رغم استمرار المسيحيين على طقوسهم الدينية نسبيا – بحفرهم للمعابد في المغاور والوديان – واستمرار تشكيلهم للأكثرية السكانية حتى العصر السلجوقي والمملوكي.

واليوم، ومع استمرار مسار الاضطهاد الديني، الذي تشارك فيه جماهير (ثورة ربيع الحرية) من الاسلاميين الذين انتفضوا ضد مبارك، والذين انتفضوا ايضا ضد تعيين محافظ قبطي في مصر، والذين شاركوا الجيش المصري في التصدي لمتظاهري القبط ودمروا كنائس القاهرة، استمرارا لخط سير الكتل التاريخية الاسلامية التي تعمل لاعتماد الشريعة الاسلامية – بنصها الحرفي – في افغانستان والصومال والسعودية ومصر – والسودان خاصة – حيث ادت عملية اعتماد الشريعة فيه الى حروب حصدت ملايين القتلى وانفصال الجنوب، والى استمرار قوانين منع المرأة من العلم والعمل وقيادة السيارات، والجلد وقطع الآذان وجدع الانوف، في بلدان مختلفة، ومنع حصول المرأة والاقليات من ابناء وطنهم من الحصول على المساواة في الحقوق، التي حصل عليها الزنوج في الولايات المتحدة والتي اوصلت اوباما الى سدة الرئاسة، والتي حصل عليها المهاجرون المسلمون بنسبة كبيرة في بلدان اوروبا واميركا.

ان مسارات الكتل الاسلامية، التي تعم العالم العربي، ستقود المجتمعات الاسلامية في بلدان عدة الى المزيد من التخلف في البلدان الثرية، والى المزيد من الفقر والبؤس والجوع. وقد اظهرت مسارات الثورات المضادة هذه، التي شاركت في تدمير الكنائس، وقتل المسيحيين في غزة، ان استمرارها سيزيد واقع فقرها وتخلفها وموت جماهيرها جوعا، فيما اسرائيل قد ازدادت غنى وتطورا واصبحت مصدرة للتكنولوجيا والاسلحة واخذت تخصص مع الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات لانتاج الاسلحة البيولوجية – التي ستستخدم حتما ضد مسلمي الحجاز والخليج الاثرياء، وضد فقراء المسلمين، التي تزيدهم مسارات الثورات المضادة، تخلفا.

باختصار، وكي تعمل الكتب التاريخية المسيحية وفقا للارشاد الرسولي، وكي يسير رجال الدين المسيحيون على رأس قوى مواجهة الغزو الصهيوني... على المسلمين العمل على اعطائهم حق المساواة في العبادة والمواطنة، كالموافقة على تعيين محافظ قبطي في مصر مثلا، وان تعطى حقوق المواطنة للاقليات في كافة الاقطار العربية، كي لا تستمر الصراعات الطائفية التي وصلت الى الانفصال في السودان.

ان الدعوات البابوية السابقة لحل مسالة فلسطين، بانشاء دولة المساواة في الحقوق والواجبات لكل قاطني فلسطين والمهجرين منها، هو الحل الانساني الذي يلغي الدولة اليهودية الحالية ودولة "حماس" الاسلامية لكل فلسطين، ودولة المسيحيين الصليبية التي أبادت سكان القدس المسلمين يوم الدخول الصليبي.

في المسارات التاريخية للدول الدينية في فلسطين، نرى ان الدولة المسيحية التي انشئت عقب الحملات الصليبية والتي كلفت ملايين القتلى آنذاك، قد فشلت في النهاية في تمكين الدولة المسيحية من البقاء.

 

 التطورات السورية بدّلت المعادلة الإقليمية

"حزب الله" يكيِّف نفسه مع التغيير رغم المواقف المعلنة

روزانا بومنصف/النهار     

أدخلت التطورات في سوريا  على معادلة السياسة الاقليمية متغيرات هائلة  لا يمكن تجاهلها، ولو انها لا تزال في طور التفاعل والتصاعد ولم تنتهِ فصولها بعد، وقد لا تنتهي في وقت قريب مع احتمال دخول عوامل ومتغيرات كثيرة مفاجئة على الخط وضرورة الانتظار وقتاً طويلاً حتى بلورة الأمور واتضاحها، باعتبار انها لا تزال في وتيرة متسارعة. لكن الصورة العامة للوضع أظهرت حتى الان أن المحور الذي تنتمي اليه سوريا الى جانب ايران استمد قوته العام الماضي على قاعدة ان محور الاعتدال العربي قد أصيب بنكسة كبيرة نتيجة الاعتقاد أن موضوع الخلافة الذي طرح في المملكة العربية السعودية على اثر مرض الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز إضافة الى المشكلات التي كانت تواجهها مصر ابان الاشهر الاخيرة من حكم الرئيس حسني مبارك، تعني أن هذا المحور كان في حال ضعف سمح بتسجيل نقاط ضد مصلحته في المنطقة. وكان أحد وجوه  النقاط التي سجلت في هذا الاطار ما حصل في لبنان من خلال اخراج المملكة العربية السعودية من معادلة ما سمي السين السين في لبنان لمصلحة اعادة النفوذ السوري والايراني وسيطرتهما على الوضع اللبناني. وقد شكلت مناشدة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومناشدة العماد ميشال عون الملك السعودي التدخل لمصلحة انقاذ الوضع السوري في ما يعنيه ذلك من مساعدة النظام، أمرا لافتاً وذا مغزى. إذ إن الرئيس بري لم يعترض لدى سوريا او علناً على اطاحة ابتكاره لمعادلة السين السين وتطيير المملكة السعودية من المعادلة اللبنانية الداخلية على رغم اقتناعه المعلن سابقاً، بأنها هي الوصفة لحماية الداخل اللبناني، في حين أن العماد عون لم يوفر في اي مناسبة توجيه حملات قاسية الى الزعامة الرئيسية في الطائفة السنية  خلال الاعوام الاخيرة، الامر الذي كفل له عدم استقباله من الرياض على رغم جهود عدة. والدعوة لافتة بمقدار ما حلم المسؤولون السوريون أمام مسؤولين دوليين التقوهم في وقت سابق بتسعير الصدامات على الاراضي السورية لثلاثة أفرقاء تمثل المملكة السعودية أحدهم، فيما يتهم النظام  تركيا والمعارضة اللبنانية المتمثلة في قوى 14 اذار بأنهما الطرفان الاخيران في هذه المعادلة لجهة تهريب الاسلحة الى سوريا ومساعدة المعارضين السوريين.

وتشكّل المواقف المعلنة الغاضبة لحلفاء النظام السوري في لبنان ضد كل من قطر وتركيا مؤشرات بالنسبة الى مصادر ديبلوماسية مراقبة، لاستشعار تغيير موازين القوى، علماً أن الاشادات بقطر ومسؤوليها لا تزال منتشرة في جنوب لبنان بعد الاداء القطري ابان حرب تموز2006، في حين أن قطر كانت ولا تزال تحتفظ بقاعدة اميركية على اراضيها وكانت تستقبل مسؤولين اسرائيليين في مناسبات عدة، وهو ليس امراً جديداً يمكن ان يأخذه عليها من ينتقد مسؤوليها راهناً. كما أن تركيا أصبحت محمولة على الاكتاف، وصارت الحصن القوي الذي لم يضاهه العرب في مواقفها من اسرائيل، على غير ما يحمل عليها راهناً نتيجة موقفها من النظام السوري. وهذه مواقف متوقعة نتيجة التحولات الجذرية الاقليمية من النظام السوري لكون مواقف الدول العربية تجهض التحريض المحتمل على وجود مؤامرة دولية ضد النظام السوري، على قاعدة أن مشكلته داخلية ترتب انعكاسات اقليمية وعربية في الدرجة الاولى، ثم نتيجة العجز عن تقديم اجوبة واضحة لمعالجة الاسباب المفترضة لما يحصل في سوريا. اذ ان المنطق الذي يستند اليه حلفاء النظام يقوم على ثغر كبيرة لم تعد مقنعة في تسويقها، ليس على المستوى اللبناني وحده، بل ايضاً في الخارج العربي والاقليمي الى حد بعيد من خلال تجاهل وجود انتفاضة داخلية مماثلة للانتفاضات التي حصلت في الدول العربية الاخرى واعترف حلفاء دمشق بها على انها كذلك. ويقوم هذا المنطق على اعتبار ان النظام  يواجه ما يحصل من صدامات دموية تشارف في خطورتها المخاوف من حرب أهلية نتيجة تحالفه التاريخي مع ايران وعدم رغبته في فك هذا التحالف، أو لأن ايران ترفض التفاوض مع الولايات المتحدة من أجل التنسيق حول انسحاب القوات الاميركية من العراق نهاية السنة الحالية، باعتبار أن واشنطن تواجه تحدي مواجهة خسارة وانهزام كبيرين نتيحة لذلك، أو لأن سوريا هي دولة ممانعة لاسرائيل ورافضة للسلام معها. في حين ان السياسة الواقعية التي هي في نهاية الامر مصالح انظمة ودول تفترض ان يعمد النظام السوري في حال صح هذا المنطق، ومن اجل انهاء معاناة بلاده، الى فك هذا التحالف مع ايران اذا كان هو ما يتهدد بلاده بالخراب، او ان تعمد ايران الى تنسيق خروج القوات الاميركية من العراق مع واشنطن، او ان يخرج النظام من محور الممانعة ضد اسرائيل واميركا. 

فالعاصمة السورية اعتمدت لبنان دوماً ملعباً أو ساحة تعبر من خلالها عن مؤشرات مهمة جدا، ويستمر لبنان راهناً في التعبير عن ذلك. وهذا التغيير يعبّر عنه مجددا ايضا من خلال ما يستمر حصوله في المواقف السياسية للمسؤولين او للحكومة اللبنانية او من خلال ما حصل مع المعارضين السوريين او الخروق السورية للحدود اللبنانية. لذلك لا تغيب المخاوف الديبلوماسية الدولية من احتمال تصعيد الوضع جنوباً كإحدى الوسائل الممكنة من أجل تخفيف الضغط الداخلي والخارجي عن النظام السوري، وخصوصا مع الضغوط الدولية على ايران واستشعارها خطراً وعزلاً من خلال اهتزاز النظام في سوريا باعتباره أحد أبرز حلفائها ونافذتها على المنطقة، على رغم امتلاك هذه المصادر معطيات تفيد  أن "حزب الله" يعد العدة للمرحلة المقبلة على اساس احتمال استغنائه عن النظام السوري ونفوذه في لبنان نتيجة تغيّر الوضع هناك، وهو يعمل على تحصين مواقعه وتعزيز اوراقه انطلاقاً من عدم اسقاطه هذا الاعتبار الذي يراه على ما يبدو على نحو واضح، رغم دفاعه العلني عن النظام ووقوفه الى جانبه.

 

الاستقلال المرفوض والتبعية المطلوبة

احمد عياش/النهار     

عيد الاستقلال هذه السنة هو الاول منذ "الربيع العربي" الذي هب من شمال افريقيا، وهو اليوم ينتشر في جوار لبنان. واللبنانيون الذين ادهشوا العرب والعالم في 14 آذار 2005 نثروا البذار الذي تتباين قوته بحسب التربة التي انتثر فيها. ولا بد من ان يشهد المرء ان الجيش اللبناني وقائده العماد ميشال سليمان استعاد في 14 آذار 2005 مسيرة الاب المؤسس الجنرال فؤاد شهاب فوقف حامياً لثورة الاستقلال الثاني، التي اينعت بدماء الرئيس رفيق الحريري ورفاقه انهاء الوصاية العسكرية للنظام السوري للبنان بعد نحو 30 عاماً. في حين ان ثوار سوريا اليوم يبذلون دماءهم في مواجهة هذا النظام الذي لم يبنِ جيشاً طوال 41 عاماً، بل ادوات قمع، باستثناء احرار ينشقّون عنه. قدر الثورات حتى تجني ثمارها ان تتجدد، لا ان تستنقع في مغانم السلطة، كما كتب اديبنا الكبير ميخائيل نعيمة في تحفته "قالوا: استقلّ لبنان"، مشيراً الى ان "من هم ذوو "فخامة"، وذوو "دولة" و"معالٍ"، و"سعادة" و"غبطة"، و"سماحة" و"عطوفة" و"مقام رفيع" وما اليها من الالقاب الطنانة".

ليت الشكوى تكون من ألقاب، كما عبّر نعيمة بمرارة، بل الشكوى من بدعة تبرير جرائم النظام في سوريا والتغطية عليها ومؤازرتها كما برع الحكم والحكومة ورئاسة مجلس النواب معاً في ممارستها. فلو كان العماد سليمان اميناً لتراث الجنرال شهاب لبقي على موقفه عندما صار رئيساً للجمهورية. كما ان الرئيس نجيب ميقاتي يستحق الوصول الى مرتبة عجائب الدنيا السبع تعويضاً لخسارة مغارة جعيتا التي خانها الحظ، لما فيه من قدرة على التلوّن في تغطية فعلة وزير خارجية دمشق في لبنان عدنان منصور. اما الرئيس نبيه بري فاستحق عن جدارة لقب الامين القطري لحزب البعث السوري في لبنان لكثرة ما فعله من اجل ان يتحول مجلس النواب اللبناني مجلساً للشعب، كما في سوريا، يتقن فيه النواب القفز فوق مقاعدهم تحية لـ"السيد الرئيس".

الجيش الذي حمى 14 آذار 2005 في الاستقلال الثاني هو الجيش الذي اسسه شهاب في الاستقلال الاول وانجب النقيب محمد زغيب ابن يونين – بعلبك الذي صنع بدمائه ودماء رفاقه ملحمة المالكية في 7 حزيران 1948 عندما كانت جيوش الانظمة العربية تتهاوى امام جيش اسرائيل. فهل من عودة الى روح التأسيس التي تعطي للاستقلال معنى؟

عندما التقى العملاقان بشاره الخوري ورياض الصلح في ثورة الاستقلال عام 1943، صنعا معادلة "لا للشرق" عندما كان الشرق في مرحلة تحولات و"لا للغرب" عندما كان الغرب استعماراً. اما اليوم، فحكام هذه البلاد بسلوكهم العجيب يمارسون الاستقلالية عندما يناديهم احرار العرب لمد يد العون. ويمارسون التبعية للطاغية السوري كلما امرهم بذلك. فيا سادة لقد قلبتم المعادلة: فلا لاستقلال عن "ربيع العرب" ونعم للتبعية للاحرار. بئساً لكم فلقد شوهتم استقلال لبنان.

 

ابعد "الفوتبول"... عشاء ماروني!

سمير منصور/النهار     

عشية الاحتفال بذكرى الاستقلال، ومن وحي أجوائه، ينبغي التذكير بمحطات كثيرة كان من شأنها التأكيد أن في امكان اللبنانيين أن يتحدوا ويفرحوا بعيداً من الحسابات الفئوية والطائفية والمذهبية. ومن هذه المحطات تحقيق الانسحاب العسكري الإسرائيلي من بيروت عام 1982 ومن صيدا والزهراني عام 1985 والتحرير عام 2000 وفوز منتخب لبنان لكرة السلة ببطولة آسيا مطلع التسعينات ولكرة القدم على كوريا قبل أسبوع في آخر مراحل التصفيات النهائية للتأهل لبطولة العالم بعد سنتين ونيف. وما بين تلك المحطات إعلان وقف الحرب بعد اتفاق الطائف عام 1990. وعلى رغم كل ذلك، يستحيل في محطات كثيرة أن يجتمع "كبار القوم" من أهل السياسة، وإن بناء على دعوة من رئيس الجمهورية الى هيئة حوار وطني، وقد تناوب على رفضها المدعوون من تحالف 8 آذار أولا، و14 آذار ثانياً، لاعتبارات وحسابات تعود الى كل من الطرفين. ورافضو دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار يلتقون في مناسبات كثيرة وهم جاهزون دوماً لتلبية دعوات اخرى سيكون آخرها مساء اليوم في لقاء حاشد على مائدة عشاء يتوقع ان تضم رؤساء الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب ومعظم أعضاء هيئة الحوار الوطني وبطريركين: مار بشارة بطرس الراعي والكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، الى ضيف مميز هو نائب رئيسة جمهورية البرازيل اللبناني الأصل ميشال تامر. وسيتطرق المتحدث الوحيد في هذا اللقاء وهو رئيس المؤسسة صاحبة الدعوة رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن الى "الدعوات المتكررة التي أطلقها رئيس الجمهورية الى إحياء هيئة الحوار الوطني في هذه الظروف الدقيقة وما تبعها من مؤازرات روحية ووطنية نادى بها البطريرك الراعي على نطاق أشمل لوضع عقد اجتماعي جديد، إلا من قبيل الحرص على لم الشمل اللبناني الذي اصبح في خطر نتيجة الأحداث التي تشهدها بعض دول المنطقة"، مؤكداً "التمسك بالأمل في عودة الجميع الى أصالتهم التي تنبع من تراثهم الوطني تحت سقف الديانات السماوية المنادية بالتآخي والتآلف في ما سمّاه غبطة البطريرك الراعي شركة ومحبة". ويتحمل القادة السياسيون والحزبيون مسؤولية خاصة في التمهيد للحوار وعدم توتير الأجواء، أقله على مستوى الخطاب السياسي والذي ينعكس مباشرة على أجواء الناس. وثمة شعارات تحريضية تكتب على بعض الجدران يبدو أن السياسيين والأجهزة الأمنية لا يقرأونها... مهما يكن من أمر فإن كل تلك المحطات المشار إليها تشهد بأن اجتماع اللبنانيين ليس مستحيلاً وأن الحوار وحده هو خيار الجميع وقدرهم مهما فعلوا، وبالتأكيد شرط التفاهم على تنفيذ ما يتفقون عليه... فلِم يا ترى، لا يلبون الدعوة الى معاودة الحوار؟

 

لبنان تأخر في التزام الحياد حيال الملف السوري فهل دعمه للنظام يخفف الأذى؟

ثريا شاهين/المستقبل

يطرح الموقف اللبناني الرسمي في جامعة الدول العربية في شأن رفض تجميد عضوية سوريا، وردود الفعل حوله من أركان الحكم ومن المجتمع الدولي علامات استفهام حو ما هو الأفضل للبنان ان يتخذه من مواقف حيال الموضوع السوري برمته، فهل هو الحياد؟ وهل يمكن ان يحيد نفسه في مسألة متصلة بسوريا نظراً للتداخلات السياسية والتأثيرات، أم هل يمكن ان يتعامل مع هذا الملف وفق موقف لبنان التاريخي من حرية الشعوب والديموقراطية؟

الموقف اللبناني الذي اتخذ، وعلى الرغم من وجود معارضة له في الخارج ومن الداخل لا سيما من قوى 14 آذار، تبرره الديبلوماسية اللبنانية أمام السفراء المعتمدين في بيروت والذين لم يوقفوا استفساراتهم حوله، بثلاثة أسباب هي وفقاً لمصادر ديبلوماسية كالآتي:

- ان لبنان الذي رفض تجميد العضوية، يعتبر انه في القضايا ذات الصلة بالمواضيع العربية، فإنه يتخذ مواقف لها خصوصيتها في الإطار العربي، وتختلف عن مقتضيات المواقف في إطار مجلس الأمن الدولي، نسبة الى العلاقات التي تربط لبنان بسوريا والدور الذي يمكن للبنان على المستوى الرسمي ان يؤديه حول ما يتصل بسوريا. ولا يمكنه في الإطار العربي، ان ينأى بنفسه كما فعل لدى صدور بيار رئاسي في مجلس الأمن أخيراً حول سوريا، حيث نأى بنفسه عما يصدر.

- ان لبنان يعتبر انه في ميثاق الجامعة العربية فإن قرارات مهمة من هذا النوع، تصدر بالإجماع وليس بالأكثرية، وبالتالي مثل هكذا قرار ما كان يجب صدوره إلا بالتوافق.

- ان لبنان يعتبر انه في إطار حماية البلد من تداعيات الأزمة السورية، وهي مسألة بالغة الأهمية، عمل على اتخاذ قرار رفض تجميد العضوية. ولو لم يأخذ هذا الموقف، لكان يمكن ان تحصل مستجدات على جانب من الخطورة. وهو يعيد التذكير بأن كل الدول نصحته بضرورة ان يحمي نفسه من تداعيات الأزمة في سوريا.

إلا أن أوساطاً ديبلوماسية أخرى، تقول ان كل ذلك لا يبرر اتخاذ الموقف الذي اتخذه لبنان. والتعليل بأن ذلك يحمي لبنان، يعني بأن النظام السوري لديه في لبنان جماعات تستطيع ان تلجأ الى الانتقام والى الوسائل الأمنية التفجيرية، وان لبنان يقع تحت الهيمنة والتهديد السوريين، وعليه ان يتخذ مواقف متطابقة مع مواقف النظام.

وتلفت الأوساط، الى ان من يقرر في السياسة الخارجية يتخوف على مصيره في حال سقوط النظام، كما يتخوف على مستقبله السياسي، لانه مثل هذه الظروف ستؤثر على وجوده في موقع معين.

في حين ان "حزب الله" يبدو انه يفكر أبعد من ذلك. ففي حالة مثل سقوط النظام سيضعف الحزب، لكنه في النهاية هو مرتبط بإيران، وإذا ما تغير النظام في سوريا من المرجح ان تحصل صفقة دولية مع إيران. وبالتالي وضع الحزب ليس حرجاً مثل وضع الفئات اللبنانية المرتبطة مباشرة وفعلياً بالنظام.

يفترض بلبنان التزام الحياد وفقاً للأوساط، وهو الأمر الذي تحدث عنه باستمرار رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. لكن حتى ان الحياد، فيه ما يخالف تاريخ لبنان في الديموقراطية ومساندة حقوق الشعوب. انما الحياد يتضمن ما يكفي من الأسباب التخفيفية للأذى الذي يمكن ان يتعرض إليه نتيجة الإنعكاسات المتنوعة للأوضاع السورية عليه.

لكن لبنان تأخر في التزام الحياد الذي طالبته به بحسب الأوساط، الولايات المتحدة وكذلك بريطانيا وفرنسا. ولم يتأخر فقط لكنه في أدائه حقق مغالطات في السياسة الخارجية وفي الديبلوماسية، الى الحد الذي جعل ديبلوماسيين أجانب يعتبرون ان لبنان لم يثبت مهنية ديبلوماسية في تعاطيه مع الملف السوري في الجامعة العربية.

لبنان بالنسبة الى الديموقراطية لا يمكن ان يلطخ تاريخه في تأييده الأنظمة الاستبدادية وأكثر ما كان يفترض ان تطلبه سوريا منه هو الوقوف على الحياد، على الرغم من ان ذلك ضد طبيعته، لانه يؤيد الديموقراطية وتبدل السلطة وهو ينادي بهما عبر الأزمنة وحتى الآن. وتشير الأوساط، الى ان الموقف الحيادي يخفف الأخطار، لا سيما وان الشعب في سوريا باقٍ، في حين ان علامات استفهام على النظام يؤدي الى حقد الشعب ضد لبنان.

راهنت الديبلوماسية اللبنانية على ان تصويت لبنان بالرفض للتجميد، سيُسقط القرار. لكن على الرغم من ذلك صدر القرار. وهنا تطرح أسئلة حول ما إذا قام لبنان باتصالات كافية قبيل انعقاد اجتماع الجامعة، لمعرفة المعطيات كافة؟ وهل لو عرف بذلك لكان أصرّ على الموقف ذاته أم لكان اختار الحياد مثلما كان خياره في مجلس الأمن؟

 

مآثر" الحكومة.. التي تعيش خارج زمانها!

محمد مشموشي/المستقبل

أيا تكن "حقيقة" الموقف اللبناني، في مجلس جامعة الدول العربية، من قرار المجلس حول تعليق مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة والمنظمات التابعة لها، فليس باستطاعة لبنان محو واقع أن موقفه وموقف اليمن (يمن علي عبدالله صالح، وهو على ما هو عليه في مواجهة شعبه منذ شهور) كانا الاستثناء الوحيد في الجامعة فضلا عن أنهما كانا "نسخة طبق الأصل" أحدهما عن الآخر. و"طبق الأصل" هنا تعني نوعية "العلاقة" بين الحكم في البلدان الثلاثة: تبعية بين لبنان وسوريا يراد لها أن تبقى مستدامة الآن ومستقبلا، وتماثلية بين اليمن وسوريا يراد لها أن تحول دون تكرار صدور القرار ذاته بالنسبة للثورة ضد النظام في اليمن. ومع أنه اختلفت الأسباب وتعددت، فان الموقف في المحصلة واحد!.

الأكيد أن الموقف اللبناني هذا لم يتخذ في مجلس الوزراء، وحتى لم يناقش فيه كما قال أحد الوزراء، وأنه كان بالتالي من نوع الدوران في الحلقة اياها حلقة "النأي بالنفس" التي جربت أكثر من مرة سابقا بأمل أن تكون كافية لهروب لبنان من اتخاذ موقف في شأن يفترض أن يتخذ موقفا فيه... انسانيا وأخلاقيا، ان لم يكن سياسيا أيضا بالنسبة الى دوره المفترض في المنطقة وتجاه قضايا الشعوب العربية ان في سوريا أو في غيرها من الدول العربية.

والأكيد أيضا أن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ذهب الى القاهرة، لحضور اجتماع الجامعة، مزودا برسالة سورية ثبت بطلانها هناك بأن المواقف السابقة لبعض الدول(الجزائر والسودان والعراق) تجاه عضوية سوريا في الجامعة لا تزال على حالها، ولذلك فقد فوجئ الوزير( وحكومته طبعا) بما حدث ووجد نفسه وحيدا الى جانب سوريا ومعها اليمن، ومعزولا تماما داخل المجموعة العربية.

وبغض النظر عما اذا كان الوزير منصور قد تشاور، أو لم يتشاور كما قيل لاحقا، مع رئيس حكومته نجيب ميقاتي في الموقف الذي كان عليه اتخاذه، فالأكيد أيضا وأيضا أن ما وصف بسياسة "النأي بالنفس" قد لفظت أنفاسها في قاعة اجتماعات الجامعة، وانكشفت على حقيقتها الداعمة بالمطلق لنظام الحكم في سوريا، ليس في مواجهة شعبه فقط وانما في مواجهة العالم العربي والعالم كله كذلك.

ثم ماذا تعني سياسة "النأي بالنفس" اذا لم تكن أقله امتناعا عن التصويت على مشروع القرار، كما فعل مندوب العراق في الجامعة، مع أن العلاقات التي تربط بغداد بسوريا من ناحية وبايران من ناحية أخرى لا يرقى اليها الشك لا لدى حكومة لبنان ولا لدى وزير خارجيته والقوى السياسية اللبنانية الداعمة له تحديدا؟.

واقع الحال، أن المأزق السوري الحالي أضاف الى سلسلة مآزق الحكومة، منذ اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري ثم تكليف الرئيس ميقاتي ثم تشكيل حكومته هذه ثم بدء شد الحبال في داخلها، مأزقا جديدا يتعلق هذه المرة بحكومة أقل ما يقال فيها أنها تسير عكس التيار الذي يعصف بالمنطقة من أقصاها الى أقصاها وينقلها عمليا من مرحلة الى مرحلة أخرى مختلفة تماما. وبهذا المعنى، فهي حكومة ولدت في غير وقتها كما أنها تمارس سياسة من زمن آخر، ان على المستويين العربي والدولي أو حتى على المستوى المحلي بين مكونات اللعبة السياسية الضيقة في الداخل اللبناني.

هي حكومة تفتقر الى الرؤية المطلوبة في مثل هذه الحال، فتضيّع ما يعتبره اللبنانيون سلّم أولوياتهم على الصعيد العربي لتعزل نفسها في زاوية لا بد أن تنعكس خسائر فادحة عليها وعلى لبنان كله في المستقبل القريب، فضلا عن المتوسط والبعيد. وبعد موقفها من تعليق مشاركة سوريا في الجامعة، ماذا عساها تفعل في حال اتخاذ القرار العربي المتوقع في أي وقت بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على سوريا، أو في حال اعتراف الجامعة رسميا بـ"المجلس الوطني السوري"، كما أشار قرارها السابق، أو بالتالي بدء البحث معه في طبيعة ما وصفه القرار اياه بـ"المرحلة الانتقالية" في سوريا؟.

هل تملك الحكومة عندما يحين موعد الاستحقاقات هذه(وهو آت كما تشير التطورات الراهنة) فسحة جديدة لمزيد من "المناورة" على الألفاظ والكلمات، أم أنها ستختار مرة أخرى الالتصاق بالنظام السوري من دون التزام، أو حتى مجرد مراعاة، الموقف العربي الاجماعي، فضلا عن اللعب بمستقبل العلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والسوري؟.

وهل يملك اللبنانيون، بعد ذلك كله، ما يجعلهم يسكتون(هل هم ساكتون فعلا الآن؟) عن الأوضاع المتأزمة بكل معنى الكلمة التي يعيشون فيها، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، منذ ولادة هذه الحكومة بالطريقة والأسلوب اللذين تم بهما قلب الوضع الحكومي في البلاد قبل أكثر من أربعة شهور حتى الآن؟.

من نافل القول، أن تبعات السياسات المحلية والاقليمية التي جيء بالحكومة من أجل انتهاجها، ثم تأثيرات وضع هذه السياسات قيد التنفيذ العملي، أوصلت لبنان الى ما هو عليه في هذه الفترة: العجز عن حل أية مشكلات اقتصادية واجتماعية مثل زيادة الأجور للقطاعين العام والخاص، والمراوحة في المكان نفسه في ما يتعلق بالوضع الأمني العام وحياة الناس الخاصة، وانقطاع الصلات بين اللبنانيين من جهة وبين لبنان والعالم الخارجي من جهة ثانية، وصولا في الفترة الأخيرة الى انقطاع الصلات بين لبنان وعمقه العربي على خلفية الموقف اللبناني غير المسبوق في الجامعة العربية وقرارها الاجماعي من النظام السوري في ضوء الثورة الشعبية المستمرة ضده منذ ثمانية شهور.

وطبيعي أن لبنان لا يستطيع أن يتحمل وضعا في مثل هذا الوضع المتردي على كل صعيد.

 

نائب عكار الطبيب رياض رحال لـ"المستقبل": حكومة ميقاتي قضت على الحكم الديموقراطي

المستقبل/لفت نائب عكار الطبيب رياض رحال، ان مستشفى رحال التي يملكها في عكار تواصل معالجة الجرحى السوريين منذ 14 ايار الماضي، كاشفا عن ان عدد هؤلاء ناهز الـ120 جريحاً، وان أغلبيتهم من تل كلخ، والقصير وحمص". وذكر في حديث الى "المستقبل" امس، بأن "الرئيس سعد الحريري هو من اعطى توجيهاته الى الهيئة العليا للاغاثة حتى تعالج الجرحى على نفقتها"، مشيراً الى ان "اقامة مخيم عند المنطقة الحدودية "حيوي حتى تتمكن الدولة من إحصاء النازحين وتقوم بواجباتها التي يتولاها اليوم اهالي اكروم والقبيات".

ورأى ان الحكومة اخفقت في تحمل مسؤولياتها في الملف السوري، ولذلك فهي "سقطت حكما". وتابع: "هذه الحكومة التي اطالب بمقاطعتها قضت على النظام الديموقراطي في لبنان. انها حكومة فاشلة وتعمل بأوامر دمشق، ويجب تحريك ثلاثة ارباع وزرائها حتى يحكوا". وجدد مطالبته "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالاستقالة على خلفية ملفي تمويل المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان والامن"، وشدد على أنه في حال ماطل ميقاتي في الاستقالة، فمن الضروري ان تدعو 14 آذار الناس للنزول الى الشارع.

هنا نص الحوار:

[هل مستشفى رحال التي تملكها في الشمال من المستشفيات التي تهتم بالجرحى السوريين القادمين الى لبنان؟

ـمن 14 ايار 2011 الى آب الماضي كانت مستشفى رحال الوحيدة التي تستضيف الجرحى السوريين الى لبنان.

[ من اي مناطق كانوا يفدون؟

ـشمالا، من العريضة الى اكروم. كان الجرحى يأتون دائما من تل كلخ، والقصير وحمص عبر العريضة واكروم شمالا. ففي الايام الاولى للثورة، لم يكن يطبب هؤلاء في لبنان على حساب وزارة الصحة لانهم سوريون اي غير لبنانيين. يومها، اعطى الرئيس سعد الحريري، وكان يصرف اعمال الحكومة، توجيهاته الى الهيئة العليا للاغاثة برئاسة اللواء يحيى رعد لتأخذ على عاتقها مسؤولية معالجته. ولكن عندما وصل (الرئيس نجيب) ميقاتي، طلبت حكومته الى المستشفيات معالجة المرضى، ولا سيما بعدما ارتفع عدد النازحين في وادي عكار وعكار الى ما يناهز 3 آلاف، عدا المنتشرين في الشمال كله وقد وصل عددهم الى 6 آلاف. ووقعت الحكومة عقودا مع المستشفيات الحكومية والاسلامية من أجل الاهتمام صحيا بهؤلاء، ومن ضمنها مستشفى رحال.

[ للانصاف اذا، تؤكد ان الدولة اللبنانية لم تهمل الجرحى السوريين بل اخذتهم على عاتقها؟

ـلم تهمل هؤلاء، انما حصلت بلبلة في بادئ الامر عندما راحت اصوات تقول انه لا يمكن معالجتهم، وراحوا ينقلونهم من مستشفى الى اخرى. فعندما كنت وحدي، لم آبه ورحت اطبب هؤلاء من دون ان اسأل. واقول انني عالجت 120 جريحا سوريا من بينهم 60 اصيبوا بطلقات نارية مباشرة في الصدر والرأس.

[ كيف تقّوم الحالات التي اهتممت بها؟

ـكل من عالجته كان يعاني اصابة بطلق ناري، ولم تكن تلك اصابتهم بسيطة انما بالغة ومميتة. لم تكن اصابات بالمصادفة.

[ كيف تعرف انها لم تكن اصابات بالمصادفة؟

كانت ظاهرة للعيان من مثل ان تدخل الرصاصة الى الجسم من اعلى الى اسفل وبالعكس. هذا يعني انها اصابات مباشرة وناتجة عن عمليات القنص.

[ ماذا في نيتكم ان تفعلوا للجرحى والنازحين مستقبلا؟

ـرأت الحكومة اللبنانية ان المسألة ربما تطول، فأخذت على عاتقها معالجة الجرحى. ويمكن ان اؤكد ان العكاريين مضيافون واستقبلوا في منازلهم النازحين طالبي النجدة. ولكن، هل يمكن ان لهم ان يتحملوا هذا الوضع؟ ان كلمة مخيم اخافت بعض المسيحيين مثل "التيار الوطني الحر". ان المخيم يعني اقامة النازحين الى لبنان في شوادر وخيم منظمة وحمامات صحية. فيمكث هؤلاء في المكان نفسه للايام المقبلة، مهما طالت. فمثل هذا المخيم يجمع العائلات فتتمكن الدولة اللبنانية من ان تحصيهم، فتقوم عندئذٍ بواجباتها الامنية منعا للخطف.

[ هل يشاد هذا المخيم بجهد خاص او من الدولة؟

ـاذا تبرع احدهم بمثل هذا المخيم، لا بأس بذلك. ولكن على الدولة ان تتبنى مثل هذه القضايا لتحصر عدد النازحين وتؤمن لهم الغذاء وتهتم بوضعهم الصحي، والاجتماعي والبيئي لانه يؤثر حكما على الناس حولهم. ان الدولة، اجتماعيا وانسانيا، مسؤولة عنهم، فلماذا لا تريد الاهتمام بهم؟

[ هل لأن هؤلاء يعتبرون من قبل النظام في سوريا "ارهابيين".؟

ـبل لانهم معارضة، فيطلب النظام السوري الى الحكومة اللبنانية ألا لا تعالجهم. اما عدم الاهتمام بهؤلاء فيعني ان تسقط الحكومة حكما. فأهالي اكروم والقبيات يقومون بواجبات الدولة.

[ لماذا تصرون على استقالة الحكومة اليوم في كل بيان او لقاء سياسي تعقده قوى 14 آذار؟

ـكنت اطالب دائما في اجتماعات كتلة "المستقبل"، ولا ازال، بمقاطعة مثل هذه الحكومة التي قضت على النظام الديموقراطي في لبنان. هذه حكومة لم تأت منتخبة انما صارت حكومة باكثرية نتجت عن تعذيب ضمير وتخويف. سئل (النائب وليد) جنبلاط لماذا يضع جبل الدروز على ظهره، ولا سيما بعد احداث 7 ايار؟ فقرر نقل الاكثرية. ونحن اليوم نرى ما يعانيه وزراؤه في الحكومة من تصرفات وزراء "التيار الوطني الحر"، في وقت يلزم "حزب الله" السكوت على تصرفاتهم.

[ كان نواب التيار الوطني الحر واضحين عندما اعلنوا، في جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس ميقاتي، انهم سيكونون في المعارضة والموالاة على حد سواء.

ـلا يمكن ان يكونوا وزراء ومعارضين في الحكومة في آن. لم يكن في امكانهم الحصول على الاكثرية اذا لم يكن "حزب الله" داعما إياهم ويحميهم. حتى في مجلس النواب تحصل امور اليوم لم نكن نراها من قبل.

[ مثل ماذا؟

ـهناك مبدأ. يقول "حزب الله" انهم يريدون ان يحققوا مع كل من ذهب الى اسرائيل. فلماذا رفعوا اليد موافقين على اقتراح العفو عن هؤلاء الذي تقدم به عون؟ هل كانوا تبنوا الاقتراح لو صدر عن "تيار المستقبل" مثلا؟ انهم يستعملون عون مسيحيا حتى يكمل هجومه ضد 14 آذار وفي مقدمهم الرئيس الحريري. هذه الحكومة قضت على النظام البرلماني في البلاد.

ثم، امنيا، ان هذه الحكومة مطالبة حتما بالاستقالة. اذا كان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عبّر عن قلقه من التوغل السوري في لبنان، فكيف لا تقول هذه الحكومة كلمة واحدة؟ خطف الاستونيون، ولم يتكلم احد. اخذوا آل الجاسم ولم يتكلم أحد. خطف مواطنون اجانب على الاراضي اللبنانية، والحق العام قائم ولا سيما ان خطفهم تم بواسطة سيارات للامن الداخلي وقام بها ضباط وعناصر من الدرك. لماذا لا يحاكم هؤلاء؟. لماذا لا تستدعي الحكومة مدعي عام التمييز (القاضي سعيد ميرزا) وتسأله كيف وصل احد ابناء الجاسم الى السجن في سوريا طالما انه كان يسكن في منطقة بعبدا؟ ذلك كله يشكل خطرا على الامن. هذه حكومة فاشلة وتعمل باوامر دمشق، ويجب تحريك ثلاثة ارباع وزرائها حتى يحكوا.

[ لماذا هذا السكوت برأيك؟

ـلانهم ضائعون.

[ او لانهم خائفون؟

ـيخافون من البوح بأي شيء او اعطاء رأيهم لانهم يمشون بناء لرغبة آمرهم. لذا، اطالب ميقاتي بأن يستقيل حفاظا على صيته وموقع رئاسة الحكومة وعلاقته بناخبيه في الشمال.

[ متى ستناقشون الحكومة بعد تقديمكم العريضة النيابية الى رئيس المجلس نبيه بري؟

ـيجب ان تعقد جلسة استجواب. فاذا لم يقتنع النائب مقدم الاستجواب، يطرح الثقة بالوزير او الحكومة. وهذا ما سيحصل الا اذا قرر رئيس المجلس ان لا يعقد اي جلسة لاحقة.

[ هل ستضغطون عليه ليدعو الى مثل هذه الجلسات؟

ـهذه مسؤوليته. الرئيس بري يملك الشجاعة، والحكمة والدراية اللازمة.

[ اين برأيكم تسقط الحكومة: في الشارع او في مجلس النواب؟

ـطالبت وأطالب ميقاتي بالاستقالة. ان اكبر مشكلة في البلاد تقوم على امرين: تمويل المحكمة والامن. فما الجدوى من هذه الحكومة اذا لم تمسك بالامن في لبنان ولا سيما السلاح. اقترح ان يصدر بلاغ مشترك بين القوى الامنية رقمه 1 لالغاء الرخص الخاصة بحمل السلاح باستثناء عناصر الحماية. فتمنع المظاهر المسلحة لاي كان حتى التي في حوزة المقاومة لان لا اسرائيل ليست على الارض. فعندما تهجم علينا نحمل كلنا السلاح. المظاهر المسلحة ممنوعة لاي كان. فاذا لم تحقق الحكومة ذلك تكون فاشلة. اطالب ميقاتي بالاستقالة ايضا اذا لم يكن صادقا مع نفسه وامام مجلس الامن، والامم المتحدة، وانكلترا والفاتيكان لاحقا بتصريحه انه يلتزم تنفيذ قرارات الامم المتحدة بما فيها تمويل المحكمة. اذا كان صادقا مع اقواله، ليطلب، في اول جلسة لمجلس الوزراء سلفة خزينة فورا لان مهلة ايفاء لبنان بالتزاماته المالية انتهت في تشرين الاول الماضي. اذا لم يدفع لبنان متوجباته المالية، سيكون حصار اقتصادي وسياسي على البلاد. والاستقالة يجب ان تأتي من ميقاتي اذا لم يموّل المحكمة. اما اذا كان يماطل، فأجدد المطالبة بان نعطي، نحن 14 آذار، رئيس الحكومة مهلة قصوى، هي اسبوعان، لوضع التمويل على جدول اعمال المجلس. اذا لم يأت جواب التمويل ايجابا، فسنتصرف نحن اللبنانيين الذين يريدون الحقيقة والعدالة، ننزل الى الارض ونسقط الحكومة. ماذا ننتظر نحن؟

[ تنتظرونه هو؟

ـانتهت المهلة. ان 60 في المئة واكثر من الشعب اللبناني يريدون العدالة، والكلمة الحرة، والنظام البرلماني وغيرها. ومن حقهم النزول الى الارض والقول للحكومة توقفي. لماذا فزع من (رئيس الاتحاد العمالي العام) غسان غصن فقرر رفع الحد الادنى للاجور من دون دراسة؟ لماذا لا يفزع من المليوني لبناني؟ واقول اذا كان رئيس الجمهورية وميقاتي والحكومة والكل يخافون السلاح، فكيف سيكون هذا البلد؟ انه بلد يعيش على الخوف بلا مؤسسات.

[ هل يمكن ان يكون المخرج بانتخابات نيابية مبكرة؟

ـلا علاقة للانتخابات النيابية بذلك اذ لا شيء سيتغير.

[ تقول اذا بوجوب حل مشكلة السلاح قبل اي استحقاق؟

ـلن يمشي شيء في لبنان، لا انتخابات ولا مجالس، اذا بقي السلاح غير الشرعي لدى الحزب. اقول لا للحوار اذا لم نقل لا للسلاح غير الشرعي. ان الاستراتيجية الدفاعية "ضحك على الذقون". اعجبني قول الرئيس (ميشال) سليمان في عمشيت حين قال ان الجيش يجب ان يكون الوحيد المدافع عن تطبيق القوانين. وعليه، فلتحدد المدة التي بموجبها يسحب السلاح على مراحل اذا لم يكن دفعة واحدة، حتى لا يعود يستأثر بالمجالس ويخوف الناس.

حاورته: ريتا شرارة

 

سيناريو بنغازي
مهى عون/السياسة

 خلال ثمانية الاشهر من عمر الثورة السورية لم يتحدث أي من قرارات الجامعة العربية المتعلقة بالأزمة السورية عن تغيير النظام أو تنحي بشار الأسد, كما يطالب به الشعب السوري, واكتفت ببيانات وقرارات الشجب والاستنكار لعمليات القتل والقمع والتنكيل والاعتقال. إلا أن تعديلاً طفيفاً طرأ على قرارات الجامعة العربية في الآونة الأخيرة, وهو نقل هذه القرارات من الدعوة لإجراء إصلاحات في النظام والتوقف عن ممارسة العنف, إلى تعليق عضوية سورية في الجامعة, إلى إعطاء مهل محدودة بثلاثة أيام لقبول بروتوكول دخول مراقبين ووسائل إعلام عربية, للاطلاع عن كثب على مجرى الأحداث, بهدف إماطة اللثام عن حقيقة ما يجري على أرض الواقع. في البدء عانت وتأففت أوساط المعارضة السورية من المماطلة التي درجت عليها الجامعة العربية, وقامت تظاهرات تندد بالمماطلة وتتهم هذه المهل بإتاحة الفرصة للنظام بإراقة دماء إضافية, وهو شعور راح يعم ويتزايد في المرحلة الأخيرة إلى أن تبلور منذ يومين بموقف صادر عن جماعة الإخوان المسلمين, حيث جاء على لسان المراقب العام للجماعة محمد رياض شقفة في مؤتمر صحافي باسطنبول منذ يومين, بأن "الشعب السوري سيقبل تدخلاً عسكرياً تركياً, لحمايته من قوات أمن الرئيس السوري بشار الأسد". وفي تطور موازٍ أعربت دول غربية عدة عن حصولها على دعم عربي وشبه إجماع حول فكرة استصدار قرار من الأمم المتحدة يدين انتهاكات سورية لحقوق الإنسان, حيث من المتوقع أن يلجأ دبلوماسيون ألمان وفرنسيون وبريطانيون, للتقدم بمشروع بهذا الخصوص في الاجتماع المقرر الثلاثاء المقبل في مقر جمعية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. هذا في وقت أوردت صحيفة "الغارديان" عرض العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني, خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, المتضمن اقتراح إقامة "مجموعة اتصال" لتنسيق السياسات الغربية والعربية تجاه الأزمة السورية. فيما أبدت الخارجية الفرنسية "انفتاحاً" بخصوص إقامة "منطقة عازلة" على الحدود السورية مع البلدان المجاورة ولا سيما تركيا, مقدمة أولوية تأمين "كل التدابير الآيلة لتوفير الحماية للمدنيين", على أي اعتبار آخر.

وكانت قد مهدت لإعادة إطلاق الدور التركي بهذا الخصوص مجموعة من التصريحات والمواقف صادرة عن مسؤولين أتراك, تميزت في الآونة الأخيرة بنبرة عالية وبكثير من الحدة والغضب. وفي هذا الإطار يندرج كلام وزير الخارجية التركي أحمد داوود أغلو, في نهاية مؤتمر الجامعة العربية في الرباط حين قال "بأن النظام السوري لا يريد أن ينصت لمطالب شعبه. وللأسف ما زال يطلق النار". وأضاف بأن القيادة السورية أتيحت لها آخر فرصة لوقف القمع العنيف للمحتجين المعارضين لكنها رفضتها". ما يعني بأن الحكومة التركية ضاقت ذرعاً بتصرف النظام السوري, وبأنها باتت على الإقلاع نهائيا عن ممارسة لغة التودد والإقناع التي ما زالت تعتمدها الجامعة العربية معه حتى الساعة, خاصة بعد إحراق العلم التركي وعبر التهديد الذي تلا هذا الحدث الجلل, وجاء على لسان أردوغان رئيس الوزراء التركي نفسه, والذي ختم بسحب السفير التركي من دمشق.

أما بخصوص الترجمة الفعلية لنية ايجاد منطقة الحظر الجوي التي تطالب بها المعارضة والشارع السوري, فهي مرشحة للتبلور خلال الفترة المقبلة عن طريق تحرك عسكري, تغطيه الأطراف الإقليمية كافة ومن ضمنها إيران التي لم تعلق على موقف الجامعة العربية بتعليق عضوية سورية, زائد أن بعض الأخبار تواترت عن قرب اجتماع تنسيقي تنوي طهران عقده مع المجلس الوطني السوري بهدف التشاور حول المرحلة المقبلة. ولقد كانت الدبلوماسية الإيرانية قد تحركت في وقت سابق بحنكتها المعهودة باتجاه تركيا, إنما ضمن خطاب يحمل في نتائجه مضمون الرسالة نفسه التي كانت قد وجهتها طهران في وقت سابق للإمارات العربية وأميركا. فقد نقل مبعوث خاص من الرئاسة الإيرانية لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان رسالة تقول إن للأخير شعبية وصدى طيباً في إيران, وأن القيادة الإيرانية تعتبره جزءاً منها وليس فقط بصفته رئيس وزراء تركيا, ولدى إيران قناعة أن التعاون التركي الإيراني سوف يؤدي بالعالم الإسلامي إلى التقدم وبر الأمان, لكن على القيادة التركية التنبه إلى أن قبولها بضغوط أميركية لاستعمال القواعد العسكرية الأميركية في تركيا لمهاجمة سورية سوف يؤدي إلى تعرض هذه القواعد الموجودة في داخل تركيا لقصف صاروخي إيراني. وكان جواب أردوغان أنه لا يخضع لأية ضغوط وليس هناك شيء من هذا القبيل في الحسابات التركية.

ولقد تداولت أوساط مطلعة في العاصمة السورية دمشق, منذ مدة وجيزة, خبر خطة أميركية لتدخل عسكري محدود للجيش التركي على الحدود بين تركيا وسورية, وبالتحديد في محافظة إدلب ومناطقها الحدودية. والملفت هنا أن المصدر الذي سرب للسوريين خبر هذه الخطة هي روسيا الاتحادية التي أبلغت المراجع السورية المعنية, بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وافق على هذه الخطة الأميركية من حيث المبدأ وتفاصيل الخطة كما وضعتها أميركا ورسمت معالمها تقوم على نشوب تحركات شعبية واضطرابات في بعض مناطق محافظة إدلب السورية المحاذية للحدود مع تركيا أو القريبة منها, يتبعها تدخل لقوات الشرطة والأمن السوريين, وتحت غطاء حماية المدنيين السوريين تقوم قوات من الجيش التركي بتدخل عسكري محدود داخل الأراضي السورية لإقامة منطقة عازلة على الحدود بين البلدين تكون مركزاً لتحرك عسكري ضد النظام كما حصل مع بنغازي الليبية التي أصبحت نموذجاً يقتدى به غربياً لبعض البلدان العربية.

*كاتبة لبنانية

 

الراعي ترأس قداسا لمناسبة ذكرى تطويب الام ماري ألفونسين: نصلي للمسؤولين ليحافظوا على العيش المشترك على أساس المساواة والمشاركة في الحكم

 وطنية - بكركي - 20/11/2011 رأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي القداس الالهي في كنيسة القيامة - الباحة الخارجية للصرح البطريركي، لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لتطويب الام ماري ألفونسين مؤسسة راهبات الوردية المقدسة، عاونه فيه الرئيس العام للرهبانية المارونيةالمريمية الاباتي بطرس طربيه، المونسنيور جوزف البواري في حضور السفير البابوي في لبنان المونسنينور غابريال كاتشا وصاحبي السيادة ممثلي كل من صاحبي الغبطة مار غريغوريوس الثالث البطريرك الانطاكي للملكيين الروم الكاثوليك ومار اغناطيوس يوسف الثالث البطريرك الانطاكي للسريان الكاثوليك، مطران اللاتين في لبنان بولس دحدح ولفيف من الاساقفة والكهنة والراهبات، وفد من البرلمانيين العرب والاوروبيين الذين شاركوا في مؤتمر مسيحيي الشرق الاوسط الذي عقد في اليومين الماضيين في جامعة الروح القدس، عدد من سفراء الدول المشاركة، قنصل ملاوي انطوان عقيقي، وخدمت القداس جوقة راهبات الوردية .

العظة

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان:"أنا أمة الرب. فليكن لي حسب قولك"، جاء فيها: "البشارة لمريم العذراء، إبنة الناصرة، المخطوبة ليوسف من سلالة داود، هي تحقيق عهد الخلاص الذي قطعه الله مع البشر، وظل أمينا له على مدى الأجيال. إنَّ قبولَ مريم لإرادة الله وتصميمِه بكلمة "نعم" دخولٌ في العهدِ الخلاصي، ونموذجٌ لكل إنسان في كيف يقبلُ نداء الله له، ويُعطي جوابَ طاعةِ الايمان، ويكونُ وفياً لعهد الله معه، ولأي عهدٍ يقطعه في الحياة، في العائلة والكنيسة والمجتمع والوطن. نأمل أن يكونَ جوابُ مريم جوابَ كلِّ واحدٍ منّا، وجوابَ الجماعة: "أنا أمةُ الرب. فليكن لي حسب قولك".

اضاف: "يسعدنا اليوم أن نحتفل مع رهبانية الوردية في لبنان بعيد مؤسِّستها الطوباوية ماري ألفونسين، وأن نرحِّب بالراهبات وبالجماعات المرتبطة بها على المستوى التربوي والاستشفائي والاجتماعي والراعوي، وبكل الذين توافدوا للمشاركة في هذا الاحتفال. فلهم منّا التهنئة بالعيد، راجين لجمعية راهبات الوردية، بشفاعة مؤسِّستها، النموّ الروحي والازدهار الرسولي، ولجميع الحاضرين ما يحتاجون إليه من خير ونعم، لخلاصهم وسلامة العيش".

وتابع: "يسعدنا أن يُشارِك معنا أيضاً برلمانيّون أوروبيّون ولبنانيون وشرق أوسطيون شاركوا في المؤتمر الذي عقدوه في اليومَين الأخيرَين، في جامعة الروح القدس، الكسليك، بعنوان: "مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط: خطوة نحو الحرية الدينية". لقد نظّمه ودعا إليه برلمانيون من البرلمان الاوروبي، والجمعية البرلمانية لمجلس شورى أوروبا، وبرلمانيون من لبنان والشرق الاوسط، وأعضاء في لجنة مجلس مطارنة الاتحاد الاوروبي.

ويسعدنا أيضا أن يكون قد عقد أمس مؤتمر آخر في باريس في قصر Luxembourg ، نظمه المركز الماروني للتوثيق والابحاث - فرع فرنسا، بعنوان: "فرنسا والموارنة". وقد شارك فيه رئيس هذا المركز سيادة أخينا المطران سمير مظلوم، النائب البطريركي والزائر الرسولي في اوروبا. تناول الموضوع علاقات الموارنة بمسيحيي الشرق، وفرنسا، والحداثة، والانتشار العالمي.

ولا يسعني، فيما نشكر الله وأمَّنا مريم العذراء، سيدةَ لبنان وأمَّ الكنيسة، على كلِّ هذه المناسبات الغنيّة بالنِعم والخير، إلاّ أنْ نرفعَ أيضاً ذبيحةَ الشكر على المؤتمر العشرين لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الذي عُقدَ طيلة الاسبوع الفائت في هذا الكرسي البطريركي. فوضعنا مع أصحاب الغبطة البطاركة خطةً للعمل بتوصيات جمعية سينودس الاساقفة الخاصّة بالشرق الاوسط، التي دعا إليها قداسةُ البابا بندكتوس السادس عشر، وعُقدت في روما برئاسته في شهر تشرين الاول من السنة الماضية 2010. تناولت الخطّة على الأخصّ شؤوناً تتعلّق بعقد مؤتمر عام للعلمانيين في لبنان حول دورهم في حياة الكنيسة ورسالتها في بلدان الشرق الاوسط، وبراعوية السجون في هذه البلدان روحياً وإنسانياً واجتماعياً، وبتفعيل راعوية العائلة والمشاركة الفاعلة في اللقاء العالمي للعائلات مع قداسة البابا في مدينة ميلانو بإيطاليا في أواخر أيار المقبل 2012، وبتفعيل أنشطة هيئات التعليم المسيحي والتربية الدولية الكاثوليكية في بلدان الشرق الاوسط، فضلاً عن دور كنائسنا ورسالتها تجاه الاوضاع الراهنة وما تواجهه بلداننا من تغييرات ومطالبات محقّة. لكننا نبذنا وسيلة العنف في فرض الامور، ودعونا إلى الحوار الهادىء والمسؤول، وإلى التماسك الداخلي في إجراء الاصلاحات الدستورية اللازمة، وإقرار الحريات المدنية والدينية، وتعزيز حقوق الانسان، وإدراج الممارسة الديموقراطية في الحكم".

وتابع: "إننا نطلب أن ترافقونا بصلواتكم، طيلة الاسبوع الطالع، بمناسبة انعقاد دورة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، هنا في هذا الكرسي البطريركي، من غد الاثنين حتى السبت المقبل. تتناول الدورة موضوعاً كبيرَ الأهمية هو "الشبيبة: دورها وموقعها في حياة الكنيسة ورسالتُها في المجتمع". فانطلاقاً من واقع حال الشباب، نستطيع أن نُحدِّد موقعَها وبُعدَها الاجتماعي والوطني، لنخلص إلى نوعية تنشئتها".

وقال: " بالعودة إلى موضوع هذا الاحد وفيه تذكار البشارة لمريم العذراء. نتأمل في عهد الله الخلاصي ومسؤوليتِنا فيه كمؤمنين، ودورِنا في تحقيقه. إنَّ السيدة العذراء هي المثال بامتياز للانخراط في العهد الإلهي وتصميم الخلاص. فكانت أمَّ المخلّص يسوع المسيح، وشريكةَ الفداء مع ابنها بالجسد وابن الله بالطبيعة الالهية منذ الازل، والمشاركة في وساطته الخلاصية الوحيدة بين الله والجنس البشري، والقدوةَ لكل إنسان في قداسة الذات والتجاوب مع النعمة الالهية. فكانت تحفةَ الخلق والفداء. وهي الطريق الهادي الى الله لكلّ إنسان، وفيها ترى البشريةُ كلُّها معنى حجِّها على وجه الأرض الى الحياة الجديدة. وهي النموذج في كيف أنَّ عظائم الله المكتومة منذ الدهور، تنكشف يوماً بعد يوم، وجيلاً بعد جيل، عبر كلِّ مؤمن ومؤمنة وعبر الجماعة الملتزمة بالصلاة والايمان والرسالة".

اضاف: "لنا في شخص الطوباوية الأم ماري ألفونسين مثال وقدوة في انكشاف نوايا الله الخلاصية بواسطة أمِّ الإله العذراءِ مريم الكليةِ القداسة، سلطانةِ الورديةِ المقدّسة. بدأ هذا الإنكشاف من السيدة العذراء للراهبة ماري الفونسين سنة 1874 في بيتَ لحم، وظلَّت تلحّ عليها، على مدى سنين، لتؤسِّس رهبانية الوردية، وهذا ما جرى بمساعدة المؤسِّس الخوري يوسف يمين. فكانت "رهبانية الوردية" التي تستمدُّ روحانيتها وغايتها من تلاوة أسرار المسبحة الوردية، وهي مُختصرُ كلِّ الانجيل، والمدرسةُ الاساسية للتعرّف إلى سرّ المسيح ورؤية وجهه والسير على خطاه. فالشكر للراهبات على تلاوة الوردية كلَّ يوم، أفراداً وجماعةً، بكامل أسرارها في أديارهنَّ ومؤسساتهنَّ، لأنَّ نعماً كثيرة تُفاضُ على الكنيسة والبشرية بفضلها.

إنَّ مَن يُصلّي المسبحة الوردية التأملية التي هي سَيرٌ على خُطى المسيح، بهديِ مريم أمهِ وأمنا، يتّصف بأخلاقيةِ يسوع المسيح التي دعا إليها بولس الرسول في رسالته لأهل فيلبي، ولنا اليوم: "تخلّقوا بأخلاق المسيح يسوع، فمع أنه في صورة الله، لمْ يعدّْ مساواتَه لله غنيمة، بل أخلى ذاته، مُتَّخذاً صورة العبد، وصار على مثال البشر، وظهر في هيئة إنسان، واضع نفسه وأطاع حتى الموت، موتِ الصليب، ولذلك رفعه الله الى العلى."(فيل 2: 5-9).

وتابع: "إنها أخلاقيةُ التواضعِ والبساطة والصمتِ والطاعة لأرادة الله والمساهمة في عمل الخلاص بالخدمةِ والمحبة. هذه صفاتٌ تحلّتْ بها الطوباويةُ الأمُّ ماري ألفونسين، وتركتها إرثاً ومثالاً لراهبات الوردية، لكي تتحلَّين بها شخصياً وجماعياً، وتنقلْنَها عبر مؤسساتهنَّ الراعوية والتربوية والاستشفائية والاجتماعية والمهنية، في لبنان والأراضي المقدسة وبلدان الشرق الاوسط".

وختم: "في تذكار البشارة لمريم والأمانة للعهد بين الله والبشر، نصلّي من أجل الأزواج لكي يحافظوا على عهد الزواج الذي قطعوه مع الله ليؤلِّفوا جماعة حبٍّ وحياة على مثال الثالوث الأقدس، ليحافظوا على رباط الزواج الأبدي على مثال اتحاد المسيح بالكنيسة، ويسعد الواحد والآخر، وليلتزموا بنقل الحياة البشرية وتربيتها. ونصلّي من أجل المكرَّسين والمكرَّسات بعهد النذور الرهبانية، ليظلّوا أمناء في عيش العفّة والفقر والطاعة بالسير على خطى المسيح على طريق المحبة الكاملة. ونصلّي أيضاً من أجل المسؤولين في لبنان لكي يحافظوا على العهد الذي قطعه المسيحيون والمسلمون بالميثاق الوطني بأن يُحققوا العيش المشترك على أساس المساواة والمشاركة في الحكم والإدارة والاحترام المتبادل والتعاون البناء.

وأخيرا، فلنجدد محبتنا لأمنا العذراء، موكلين إليها حياتنا وعائلاتنا ولبنان وسائر بلدان الشرق الأوسط، سائلينها الهداية الى معرفة وجه يسوع على وقع نشيد الأم ألفونسين:

"أعطفي نظرك علي يا سلطانة الوردية

إسمك حلو على قلبي ورديتك فرض عليَّ

ومعا نرفع آيات المجد والشكران للآب والابن والروح القدس إلى الأبد، آمين.

 

الجيش السوري على وشك الانهيار وعدد المنشقين يقترب من فرقة عسكرية

الأحد, 20 تشرين الثاني 2011 /العربية

أكد الرائد المظلي ماهر النعيمي الناطق باسم المجلس العسكري المؤقت "أن عدد المنشقين عن الجيش السوري يبلغ عشرات الآلاف وأنهم يشكلون فرقة، وأن الجيش السوري يحتاج إلى 3 فرق على الأقل للتعامل معهم"، مؤكدا أن "الجيش السوري يضم حاليا 12 فرقة ولكنها منهكة تماما وعلى وشك الانهيار"، وجاء ذلك في حديثه لبرنامج "بانوراما" على شاشة "العربية" اليوم السبت.

وقال إن "الجيش السوري يحاول حشد قواته على الحدود التركية لإجهاض أي محاولة لإنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية للمنشقين والهاربين من النظام السوري"، مؤكدا "أن هذه العمليات سيكون مصيرها إلى الفشل بفعل تكتيكات مضادة من الجيش السوري الحر". وأكد أن الجيش السوري الحر، وهو التشكيل الذي يضم المنشقين عن الجيش، "قاب قوسي أو أدنى من إنشاء مناطق عازلة داخل كل محافظة سورية". وذكر أن "الجيش السوري يقوم بعمليات اجتياح هائلة تنفذها الفرقة الرابعة في محافظة حماة وريفها ومحافظ إدلب وريفها"، مشيرا إلى أن "الجيش السوري الحر تعامل مع هذا الموقف بأسلوب يضمن عدم المس بقواته، مقابل إحداث خسائر في صفوف الجيش الحكومي". ومن جانبه، قال اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات والابحاث السياسية والامنية إن ا"لجيش السوري الحر بدا الأربعاء الماضي مرحلة جديدة بإطلاق قذائف على مكتب أمني في حرستا، في إطار عمليات قنص لأهداف محددة، وهي عمليات من شأنها أن تخفض من معنويات الجيش السوري وتزيد من الانشقاقات بداخله".  أكد أن هذا "التحول العملياتي استمد زخمه من قرارات الجامعة العربية ضد النظام السوري". وأشار إلى قيام الجيش الحر بقتال القوات السورية في مواجهات في عدة مناطق، مشددا على "أهمية فرض حظر جوي حتى لا يستخدم الرئيس السوري بشار الأسد قواته الجوية ضد المنشقين ويُحدث خسائر كبيرة بين صفوفهم

 

إحباط مخطط لقصف قصر الأسد بالطائرات المقاتلة للقضاء عليه وعلى شقيقه ماهر وتنفيذ انقلاب عسكري ضد النظام

الأحد, 20 تشرين الثاني 2011 /كشفت معلومات خاصة ومؤكدة ل¯"السياسة", أمس, أن النظام السوري أحبط محاولة انقلابية في اليومين الماضيين, هي الثانية خلال شهرين, كانت تقضي بقصف القصر الجمهوري للقضاء على الرئيس بشار الأسد وشقيقه ماهر وكبار المسؤولين في الحلقة الضيقة القريبة منهما, تمهيداً لتنفيذ انقلاب ضد النظام وأكدت مصادر من داخل العاصمة السورية ل¯"السياسة" أن جهاز المخابرات الجوية هو من تولى إفشال المخطط, الذي كان يهدف إلى قصف القصر الجمهوري بالطائرات المقاتلة وتدميره تماماً, للقضاء على الأسد وشقيقه ماهر وكبار معاونيهما وعلى أثر احباط المخطط, صدرت أوامر صارمة ومشددة للمطارات العسكرية بمنع الطيارين من الإقتراب من طائراتهم, وحظر الطلعات الجوية, حتى التدريبية والروتينية منها, بشكل نهائي, إلا بأوامر مباشرة من الأسد شخصياً وكشفت المصادر أن المخابرات الجوية اعتقلت أكثر من 14 من كبار الضباط والشخصيات الهامة المتهمين بالضلوع في المخطط, مشيرة إلى أن التوقيفات شملت كل من خطط وشارك فيه, وغالبيتهم من مطار عسكري وقطعة جوية قرب دمشق في سياق متصل, كشفت مصادر متطابقة ل¯"السياسة" أن "مراكز قوى وشخصيات مهمة داخل النظام تحاول فتح قنوات إتصال مع المعارضة, وأنها أبدت استعدادها للتعاون مع المعارضة في تنفيذ إنقلاب يجنب البلاد حمام دم". ومقابل ذلك, اشترطت هذه الشخصيات الكبيرة في النظام منحها حصانة مطلقة من المحاسبة وتعهداً بحماية أسرها وعائلاتها وأملاكها في سورية, إضافة إلى "ضمانات بعدم التعرض للطائفة العلوية".

 

الرائد السوري نعيمي يتوعد بالرد على عناصر حزب الله

الأحد, 20 تشرين الثاني 2011 /اتهم الرائد مظلي ماهر المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري السوري ماهر النعيمي النظام السوري بانه هو من استهدف مقر حزب البعث في العاصمة دمشق.

وأضاف في حديث لـ "العربية" تزايد حالات الانشقاق داخل صفوف الجيش السوري، متهماً زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر بدعم النظام السوري، ومتوعداً بالرد الحاسم ضده، هو من يسناد النظام في قتل الشعب ومنهم عناصر حزب الله اللبناني، على حد قوله. فوي تصعيد أمني غير مسبوق، تم صباح اليوم الأحد استهداف مقر حزب البعث الحاكم بدمشق بقذائف صاروخية، وذلك وفقا لوكالة "رويترز".وقال سكان ان قذيفتين صاروخيتين على الاقل أصابتا أحد المباني الرئيسية لحزب البعث السوري الحاكم في دمشق اليوم الاحد،فيما قال شاهد امتنع عن ذكر اسمه ان قوات الامن اغلقت الميدان الذي يقع فيه فرع حزب البعث بدمشق بعد تصاعد الدخان من المبنى ووصول سيارات اطفاء إليه.

 

عاموس جلعاد والنظام في سوريا!

علي حماده/النهار   

أكثر ما يستحق التوقف عنده هو آخر ما صدر من قلب اسرائيل، اعتبار رئيس الطاقم الامني السياسي في وزارة الدفاع  عاموس جلعاد قبل ايام في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية "أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على إسرائيل، نتيجة لظهور إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط، بقيادة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا".

هذا ليس كلاما عاديا  بل انه رأي لمسؤول اسرائيلي يعمل حاليا في عصب الحكومة، أي وزارة الدفاع. ويأتي موقف جلعاد ليؤكد الكلام الذي نقل قبل فترة عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحذر فيه من سقوط الاسد، وليصبّ في سياق معلومات متقاطعة تفيد ان اسرائيل رمت بكل ثقلها في المعركة لمنع سقوط النظام، تحت عنوان حماية وجودها من خطر وصول الاسلام السياسي "المتطرف" الى السلطة في سوريا. وتدور في واشنطن معركة سياسية دعائية يقودها الاسرائيليون من المقعد الخلفي لتخفيف انخراط الادارة الاميركية في معركة اسقاط بشار الاسد. ولذلك تبدو الادارة الاميركية الحالية اكثر حذرا من الاوروبيين في الموضوع السوري. وفي الخلاصة تبدو الصورة محيرة بعض الشيء وان تكن المصالح الدولية عاملا يبرر كل المواقف الغريبة نوعا ما: فالنظام السوري برئاسة الاسد يرتبط بحلف استراتيجي مع ايران الاسلامية  صاحبة المشروع النووي الذي يشكوه الاسرائيليون ويلوحون بسببه بالحرب مع طهران، ويجد حليفا موضوعيا، بل أكثر من موضوعي في اسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو، الذي يتلقف حذر بشار الاسد من ان سقوطه معناه نشوء عشرات الافغانستانات، وسبق لرامي مخلوف ان قال في نيسان الماضي أن أمن اسرائيل من أمن النظام في سوريا. في حين لا يتوقف "عواينية "النظام في لبنان عن التهديد بانفجار على صعيد المنطقة اذا سقط النظام، ويذهب عتاة مؤيدي "حزب الله" الى التحدث عن آلاف الصواريخ التي ستسقط فوق المدن الاسرائيلية اذا ما شارف نظام بشار على السقوط!

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإن القرار 1559 الذي نعتبره صكّ الاستقلال الحقيقي، واجهه الاسرائيليين الذين اعتبروا ان خروج القوات السورية من لبنان يعرض امن اسرائيل. ودارت معركة مقنعة في اروقة القرار في واشنطن بين اللوبيات الاسرائيلية واللوبيات الحقوقية واللبنانيين وشخصيات من الادارة في سبيل القرار 1559. في مناسبة أخرى، وفي حرب 2006 سأل موريس غوردو مونتاني و كان المستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك المستشار الديبلوماسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت: "انتم تعرفون مصدر سلاح "حزب الله"  وذخيرته، فلماذا تدمّرون لبنان؟  اقصفوا المصدر"؟ اجاب الاخير: "و هل تريدوننا ان نسقط النظام السوري؟ لن نفعل ذلك. ان هذا النظام اقلي ضعيف ومكروه، فلماذا نستبدل ما يناسبنا بما يمكن ان يهدد دولة اسرائيل؟ هذا غيض من فيض، والتاريخ سيذكر الكثير من الحقائق عن "ممانعة" النظام في سوريا.  

 

إعدام 2600 من أصل 9 آلاف عسكري منشق وإلقاء جثثهم في الشوارع  

البرلمان الأوروبي: 4500 قتيل و50 ألف معتقل و40 ألف مفقود في سورية

حميد غريافي/السياسة

أكدت مصادر "لجنة حقوق الإنسان" المنبثقة عن البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ, أمس, أن "عمليات قمع النظام السوري للمدنيين العزل منذ نيف وثمانية أشهر, شملت حوالي مئة ألف مواطن, وهو رقم قد يكون مضاعفاً لعدد ضحايا نظام القدافي خلال الثورة الليبية, ويكاد يوازي عدد ضحايا النازية الهتلرية في بعض الدول الاوروبية ابان احتلالها في الحرب العالمية الثانية".

وقال نائب يمثل حلف شمال الاطلسي في البرلمان الاوروبي ل¯"السياسة" من بلجيكا, امس, ان احصائيات المراكز الحقوقية الأوروبية والعربية "قريبة جداً من عدد ضحايا القتل والاعتقال والاخفاء في سورية الذي سرب "مركز التواصل والابحاث الستراتيجي" السوري تفاصيله في مطلع الأسبوع الجاري, وهو ان عدد القتلى من المدنيين المتظاهرين تجاوز 4500 بينهم 282 طفلاً و197 امرأة, فيما تجاوز عدد المفقودين اربعين ألفاً وقتلى التعذيب المعروفين حتى الآن 121 وعدد المعتقلين 50 الفاً".

وذكر النائب ان مصادر استخبارية ألمانية ومصرية اوردت خلال الأسبوعين الماضيين نقلا عن اوساط امنية سورية داخل النظام "ان نصف عدد المعتقلين الخمسين ألفاً والمفقودين الاربعين ألفا لا يمكن معرفة مصيرهم ولا أين هم موجودون او مدفونون, فيما النصف الآخر من هؤلاء المعتقلين والمفقودين البالغ مجموعهم 90 ألفاً موزعون على اكثر من 40 سجناً في مختلف أنحاء سورية, وان مجهولي المصير يمكن ان تكون جرت تصفيتهم على مراحل لاخلاء المدارس والمراكز الاجتماعية التي كانوا معتقلين فيها, قبل ان تكتشف اي لجان عربية او دولية وجودهم الكثيف في تلك الاماكن رغم نفي النظام لمثل ضخامة هذه الاعتقالات".

ونقل البرلمان الاوروبي عن "لجنة حقوق الانسان" الأوروبية تأكيدها في تقرير رفعته الى الامانة العامة للاتحاد, الثلاثاء الماضي, ان "ما قام به نظام بشار الاسد ومن قبله نظام والده حافظ الأسد في مطلع الثمانينات ضد انتفاضة الاخوان المسلمين في مدينة حماة, يندرجان في لائحة عمليات الإبادة الجماعية".

واضاف النائب البلجيكي ان تقرير اللجنة "لفت الانتباه الدولي الى ضخامة عدد الاشخاص في هرم نظام البعث ومفاصله الذي قام ويقوم بعمليات القتل والاعتقال والاخفاء والتهجير والتنكيل بالعائلات جماعيا, وكيفية توزع هؤلاء على المراكز القيادية المضبوطة بأيد من حديد مطلخة اصلا بدماء عشرات آلاف السوريين قبل اندلاع الثورة, وخلال حكم الاربعين عاما لحافظ وبشار الاسد ومجموعاتهما الطائفية والارهابية".

واضاف ان التقرير يلحظ أسماء اكثر من 1600 شخص سياسي وعسكري وأمني, معروفين جيدا داخل سورية وبعضهم خارجها بتصرفاتهم الدموية وميلهم الجامح الى العنف والتدمير واصدار قرارات الابادة الجماعية, معظمهم من العلويين الذين يجري تأهيلهم لتسلم مناصبهم القيادية هذه منذ تخرجهم في المعاهد العسكرية والأمنية بإشراف دقيق من مؤيدي آل الاسد داخل الجناح العلوي في السلطة الحاكمة".

وكشف النائب الأوروبي ان بعض التقارير الأوروبية التي وصفها ب¯"المخيفة" تتضمن وثائق وصوراً ملتقطة من داخل الاطار الامني البعثي ومن اقمار التجسس الصناعية, الموضوعة منذ فبراير الماضي فوق الاراضي السورية, لعمليات تمثيل بجثث الضحايا قبل احراقها او دفنها او تذويبها بمادة الأسيد, وهو اسلوب اشتهر به النظام, في محاولة لادخال الرعب في نفوس السوريين العزل".

ونقل النائب عن مراجع أمنية داخل النظام تأكيدها ان "عدد المعتقلين داخل الجيش النظامي من ضباط وعناصر حاولوا الانشقاق والالتحاق بالثورة أو اشتبه بتأييدهم الضمني للانتفاضة أو بتشكيل وحدات مستقلة لحماية المتظاهرين, بلغ حتى نهاية أكتوبر الماضي اكثر من تسعة آلاف عسكري, بعضهم التحق بقوافل الشهداء والبعض الآخر قابع في المعتقلات في اسوأ الظروف واشدها قساوة".

وقدرت تقارير البرلمان الاوروبي عدد من تم اعدامهم من ضباط وجنود حاولوا الانشقاق او انشقوا بالفعل ثم جرى اعتقالهم, ب¯ 2600 عسكري, معظم جثثهم ألقيت في الشوارع والأنهار "كي يكونوا عبرة لغيرهم".

 

المجلس الوطني المعارض يعلن مشروع برنامجه السياسي

الجامعة العربية ترفض التعديلات السورية لأنها "تمس جوهر" الوثيقة

وكالات/ايلاف/في وقت أعلن فيه المجلس الوطني السوري مشروع برنامجه السياسي الذي يشمل آلية إسقاط النظام وإجراء انتخابات لجمعية مهمتها وضع دستور جديد، أعلنت الجامعة العربية رفضها التعديلات التي طلبتها دمشق لأنها «تمس جوهر الوثيقة» و«تغير جذريا طبيعة مهمة البعثة».

القاهرة: أعلنت الامانة العامة للجامعة العربية في بيان لها اليوم الاحد ان التعديلات والاضافات التي طلبت سوريا ادخالها مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة ارسالهم الى سوريا "تمس جوهر الوثيقة" و"تغير جذريا طبيعة مهمة البعثة".

وقال البيان ان "التعديلات والاضافات التي اقترح الجانب السوري ادخالها على وثيقة البروتوكول تمس جوهر الوثيقة وتغير جذريا طبيعة مهمة البعثة المحددة بالتحقق من تنفيذ الخطة العربية لحل الازمة السورية وتوفي الحماية للمدنيين".

واوضح البيان ان هذا الرد جاء بعد مشاورات اجراها الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع "رئيس واعضاء اللجنة الوزارية المعنية بالازمة السورية".

إلى ذلك، أعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة الاحد مشروع برنامجه السياسي الذي يشمل "الية اسقاط النظام" واجراء انتخابات لجمعية مهمتها وضع دستور جديد. وقال المجلس في بيان له عنه انه "يسعى الى بناء دولة ديموقراطية مدنية تعددية" عن طريق خطوات عدة على رأسها "اسقاط النظام القائم بكل رموزه".

واضاف انه سيتولى بعد ذلك مع المؤسسة العسكرية "تسيير المرحلة الانتقالية لضمان وحدة وامن البلاد ويصار الى تشكيل حكومة انتقالية تدير شؤون البلاد وتكفل توفير المناخ المناسب لعملية تنظيم الحياة السياسية فيها". وستنظم هذه "الحكومة الموقتة" انتخابات حرة خلال سنة بمراقبة عربية ودولية لانتخاب جمعية مهمتها وضع دستور جديد يقره الشعب عبر استفتاء عام، حسب البيان. واكد المجلس ضرورة "الحفاظ على الثورة السلمية الشعبية وحمايتها وتطويرها"، كما اكد انه يسعى الى "توحيد جهود الحراك الثوري والمعارضة السياسية".

وقال ان سوريا "الجديدة" ستكون "دولة ديموقراطية مدنية تعددية نظامها جمهوري برلماني السيادة فيها للشعب، ويقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل السلطات وتداول السلطة وسيادة القانون وحماية الأقليات وضمان حقوقهم".

وتابع انه سيدعو الى "مؤتمر وطني جامع تحت عنوان التغيير الديموقراطي لوضع برنامج وملامح المرحلة الانتقالية مع ممثلي المجتمع السوري بكل اطيافه وبمن لم تتلطخ ايديهم بدماء الشعب او بنهب ثروة الوطن من اهل النظام". وسيتم تشكيل "هيئة مصالحة وطنية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان والمتطوعين من أجل إزالة رواسب مرحلة الاستبداد والافساد".

والمجلس الوطني السوري الذي اعلنت ولادته رسميا في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر في اسطنبول ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متنوعة لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا وكذلك احزاب كردية واشورية.

وحذرت السلطات السورية من انها ستتخذ "اجراءات مشددة" ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري مؤكدة ان العمل جار على استكمال "الاصلاح السياسي" و"انهاء المظاهر المسلحة" في البلاد. وكان المجلس دعا الجامعة العربية في بداية تشرين الثاني/نوفمبر الى تبني "موقف قوي" ضد النظام السوري في ظل استمرار العمليات العسكرية في عدد من المدن السورية.

ومن المطالب التي تقدم بها الى الجامعة "تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية" الذي اقرته الجامعة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وحتى الان لم تعترف سوى السلطات الليبية الجديدة بالمجلس الوطني السوري. وكانت فرنسا رحبت بتشكل المجلس الوطني السوري لكن بدون ان تصل الى حد اعلانه محاورا شرعيا وحيدا بدلا من الرئيس السوري بشار الاسد الذي تطالب منذ الصيف بتنحيه ورأت ان عليه ان "ينظم صفوفه" قبل اي اعتراف رسمي به.

من جهته، اعتبر الاتحاد الاوروبي الاعلان عن تاسيس المجلس الوطني السوري "خطوة ايجابية". اما امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني فرأى ان ولادة المجلس الوطني السوري تشكل "خطوة مهمة" وطالب الحكومة السورية "بالتفاهم معه" لمصلحة سوريا.

واعلنت تركيا انها ستساعد المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية تيارات المعارضة على تعزيز موقعه في سوريا وفي العالم واعترفت به "كحزب سياسي" ومحاور في الازمة السورية. وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس الماضي اسفر قمعها عن سقوط 3500 قتيل، وفقا لاخر حصيلة نشرتها الامم المتحدة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر.

 

المعلم ردا على رسالة العربي: لم يحترموا المهلة المتفق عليها في الدوحة وهم مستعجلون ولا اعرف لماذا

ان تعمل منظمة ضد مصلحة احد اعضائها أمر غير مسبوق في عمل المنظمات الاقليمية

مشروع البروتوكول يتجاهل التنسيق مع الجانب السوري ونريد توضيح حقيقة عمل اللجنة وكيفية ضمان أمن اعضائها

وطنية - دمشق - 20/11/2011 اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي عقده في دمشق اليوم، الجامعة العربية بأنها مستعجلة على سوريا، وقال ردا على سؤال لمندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في العاصمة السورية حول مهلة الجامعة العربية لسوريا والتي انتهت اليوم واحتمال استصدار قرار دولي مفاجئ في حق سوريا ومدى استعداد سوريا لمثل هذا القرار: "حتى المهلة التي اتفق عليها في الدوحة لم تحترم، وهم مستعجلون ولا اعرف لماذا. ومع ذلك، وفي رسالة الأمين العام (للجامعة نبيل العربي) التي وصلتني امس، يقول فيها ان مهامه محصورة بالرد على الايضاحات والاستفسارات. وانا اسأله ان يفسر لي عددا من بنود مشروع البروتوكول، وسموه مشروع بروتوكول، حتى يتم التفاوض حوله".

وكان المعلم قد استهل مؤتمره بالإعلان انه تلقى بالامس رسالة جوابية من العربي "ردا على الرسالة التي كنت قد ارسلتها اليه بتاريخ 17 الجاري وتتضمن بعض التعديلات على مشروع البرتوكول الذي وافتنا به الامانة العامة للجامعة في 16 الجاري". ثم استعرض مراحل المفاوضات العربية - السورية، مشيرا إلى أن سوريا "كانت وافقت على خطة العمل العربية التي اتفق على بنودها في الدوحة واقرها مجلس الجامعة العربية في 2/11، وقبل ان تنتهي المدة المحددة للاجتماع المشار اليه تمت الدعوة بشكل مفاجئ الى اجتماع طارئ لمجلس الجامعة في 12/11 الجاري وجرى خلاله اتخاذ قرار تجاوز ميثاق الجامعة ونظامها الداخلي في الية عضوية بلد عربي عضو في الجامعة. كما تضمن اجراءات غير مسبوقة في العمل العربي المشترك، منها فرض عقوبات على الشعب السوري استجابة لمطلب الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية".

أضاف: "كان واضحا من خلال هذا القرار التخلي الكامل عن خطة العمل العربية التي جرى الاتفاق عليها في الدوحة، والتوجه نحو اتخاذ قرار يؤمن الارضية لاستجرار التدخل الاجنبي في الشأن السوري".

وتابع: "بتاريخ 16/11/ الجاري، انعقد في الرباط اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لاستئناف بحث الاوضاع في سورية، في ظل تغييب مقصود النوايا والاهداف لسوريا عن هذا الاجتماع، وذلك على الرغم من ان سوريا كانت تلقت بتاريخ 4/11 مذكرة رسمية من الامانة العامة للجامعة تتضمن التأكيد على ضرورة مشاركتها في الاجتماع، كما تلقت في التوقيت ذاته اتصالات من دول عربية شقيقة لحثها على المشاركة في الاجتماع لغاية اعادة النظر بقانونية ومشروعية قرار مجلس الجامعة الذي صدر في 12/11 بشكل مخالف للجامعة العربية ونظامها الداخلي.

وفي اجتماع الرباط، صدر قرار عن مجلس الجامعة ارفق به مشروع بروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سورية ليتم توقيعه بين الحكومة السورية والامانة العامة للجامعة.

وقامت سوريا بدراسة مشروع البروتوكول، ثم ابلاغ الامانة العامة للجامعة برسالة خطية الى الامين العام بتاريخ 17/11 الجاري، أي في اليوم التالي، تتضمن الاعلان عن استعداد سوريا للتوقيع على البرتوكول بعد ادخال تعديلات واضافات اجرائية واخرى موضوعية لا تتدخل في طبيعة او تفاصيل مهمة بعثة مراقبي الجامعة الى سوريا، ولا تعيق عملها بل تهدف الى وضع الامور في سياقها السليم وتسهيل عمل البعثة لانجاز مهامها على الوجه الاكمل".

وقال: "ان مشروع البروتوكول المقدم من الجامعة العربية الى سوريا يتضمن بنودا تعكس مواقف غير متوازنة اتخذتها دول اعضاء في الجامعة وفي اللجنة الوزارية المعنية منذ بداية الازمة في سوريا، ومع ذلك تعاملنا معه بروح ايجابية حرصا على استمرار العمل ضمن اطار الجامعة العربية، ورغم ان البروتوكول في العرف الدولي يأتي نتيجة حوار وتفاوض بين الطرفين وليس املاء من طرف على طرف، ولاسيما ان مشروع البروتوكول الذي قدم لنا يتضمن منح بعثة الجامعة صلاحيات فضفاضة يصل بعضها الى حد التعجيز وخرق السيادة الوطنية، وهو امر غير مسبوق في تاريخ عمل المنظمات الاقليمية، ان تتجه المنظمة الى العمل ضد مصلحة احد اعضائها".

وأردف: "كما ان هناك تناقضا في اعلان الامين العام للجامعة العربية يوم 17/11 ان التعديلات السورية هي قيد الدراسة، فقد تلقت سوريا مساء امس 19/11 رسالة منه تتضمن اعلاما بان الأمانة العامة لا تملك صلاحيات الاستجابة للتعديلات التي قدمتها سوريا على مشروع البروتوكول، وان الأمين العام أجرى اتصالات تشاورية مع رئاسة اللجنة الوزارية ودول عربية اخرى، وتم التوصل الى ان مهمة الامين العام محصورة بتلقي استفسارات من الجانب السوري وليس اجراء مفاوضات حول صيغة مشروع البروتوكول".

وختم المعلم: "ان الصورة بالنسبة لسوريا واضحة، ومع ذلك سأجيب الأمين العام للجامعة العربية على رسالته بوضع مجموعة من الاستفسارات والايضاحات التي تنطلق من حرص سوريا على السيادة الوطنية ورغبتنا في توضيح حقيقة عمل اللجنة، وعن كيفية ضمان أمن اعضائها، لأن البروتوكول يتجاهل التنسيق مع الجانب السوري".

 

اعتقال 14 من كبار الضباط ومسؤولي النظام ومنع جميع أنواع الطلعات الجوية من دون أوامر مباشرة من الرئيس 

المخابرات الجوية أنقذت الأسد من الموت وأحبطت مخططاً لقصف قصره في إطار محاولة انقلاب

 شخصيات من النظام تتواصل مع المعارضة وتطلب ضمانات مقابل المساعدة في إطاحة الأسد

دمشق أطلقت رصاصة الرحمة على الخطة العربية بطلبها تعديل 18 مادة من بروتوكول المراقبين

الجامعة العربية تطالب النظام السوري بالاعتذار عما بدر عن يوسف الأحمد من عبارات نابية

"السياسة" - خاص: القاهرة - وكالات: كشفت معلومات خاصة ومؤكدة لـ"السياسة", أمس, أن النظام السوري أحبط محاولة انقلابية في اليومين الماضيين, هي الثانية خلال شهرين, كانت تقضي بقصف القصر الجمهوري للقضاء على الرئيس بشار الأسد وشقيقه ماهر وكبار المسؤولين في الحلقة الضيقة القريبة منهما.

وأكدت مصادر من داخل العاصمة السورية ل¯"السياسة" أن جهاز المخابرات الجوية هو من تولى إفشال المخطط, الذي كان يقضي بقصف طائرات مقاتلة القصر الجمهوري وتدميره تماماً, بهدف القضاء على الأسد وشقيقه ماهر والحلقة الضيقة في النظام.

واثر احباط المخطط, صدرت أوامر صارمة ومشددة للمطارات العسكرية بمنع الطيارين من الاقتراب من طائراتهم, وحظر الطلعات الجوية حتى التدريبية والروتينية منها بشكل نهائي, إلا بأوامر مباشرة من الأسد شخصياً.

وكشفت المصادر أن المخابرات الجوية اعتقلت أكثر من 14 من كبار الضباط والشخصيات المهمة المتهمين بالضلوع في المخطط, مشيرة إلى أن التوقيفات شملت كل من خطط وشارك فيه, وغالبيتهم من مطار عسكري وقطعة قوى جوية قرب دمشق.

وربطت المصادر بين المخطط للانقلاب على النظام بتصفية الأسد, وبين الهجمات المركزة على مقرات المخابرات الجوية في مدن عدة, والتي استهدف آخرها الأربعاء الماضي مقر المخابرات في حرستا قرب دمشق.

في سياق متصل, كشفت مصادر متطابقة ل¯"السياسة" أن "مراكز قوى وشخصيات مهمة داخل النظام تحاول فتح قنوات اتصال مع المعارضة, وأنها أبدت استعدادها للتعاون مع المعارضة في تنفيذ انقلاب يجنب البلاد حمام دم".

ومقابل ذلك, اشترطت هذه الشخصيات الكبيرة في النظام منحها حصانة مطلقة من المحاسبة وتعهداً بحماية أسرها وعائلاتها وأملاكها في سورية, إضافة إلى "ضمانات بعدم التعرض للطائفة العلوية".

وأكدت المصادر أن "هؤلاء يعتقدون ان النموذج المصري قابل للنجاح في سورية, ويراهنون على المخاوف من شبح الحرب الأهلية في دفع المعارضة إلى القبول بالسيناريو الأقل دموية".

من جهة أخرى, كشفت المعارضة السورية, أمس, ان النظام طلب تعديلات على 18 نقطة في البروتوكول الخاص بإرسال الجامعة العربية مراقبين إلى سورية, ما يعني إفراغ مهمتهم من مضمونها, وتالياً سقوط المبادرة العربية لحل الأزمة بالضربة القاضية.

ومع انتهاء المهلة التي منحتها الجامعة إلى النظام لتوقيع البروتوكول, أمس, يبدو أن دمشق أطلقت رصاصة الرحمة على المبادرة العربية لحل الأزمة, ما يعني عملياً حتمية التدويل لتأمين الحماية للمدنيين.

وقالت المتحدثة باسم "المجلس الوطني" المعارض بسمة قضماني إن دمشق تعترض على ثماني عشرة نقطة خاصة باتفاقية ارسال المراقبين العرب إلى سورية, منها دراسة ملف كل مراقب واشترط أن يكونوا من الموظفين الرسميين, ومنع الوفود من التواصل المباشر مع الشعب ومن الوصول الى المستشفيات والسجون.

واضافت قضماني ان دمشق عرضت إطلاق سراح المعتقلين على دفعاتٍ في مدة غير محددة, علماً ان المبادرة تطالبها بالإفراج عنهم بشكل فوري ومن دون شروط.

وأكدت أوساط المعارضة ان شروط النظام تفرغ مهمة المراقبين من مضمونها, من خلال تقييد حركتهم ومنعهم من التأكد من حقيقة الوقائع على الأرض, ما يعني عملياً نهاية حتمية للمبادرة العربية, وبدء البحث الجدي في تدخل تركي بغطاء دولي لحماية المدنيين من بطش النظام.

في المقابل, نقلت وسائل إعلام عن مسؤول سوري قوله ان التعديلات التي وضعتها سورية "تحافظ على روح النص وطبيعة المهمة, لكنها تشترط درجة أكبر من التنسيق مع الحكومة لحفظ سيادة سورية".

واشار إلى أن دمشق أبدت استعدادها لاستقبال بعثة من الجامعة العربية, يكون ضمنها مراقبون, في حال تم الاتفاق على التعديلات التي طلبتها, زاعماً أن ذلك لا يهدف إلى "عرقلة مهمة" الوفد.

وفي ما يبدو غطاء دينياً للنظام, أكد خطيب المسجد الأموي في دمشق الداعية محمد سعيد البوطي, رفضه واستنكاره قرار الجامعة العربية الخاص بإرسال مراقبين عرب إلى سورية, معتبراً أنه مرتبط بأجندة خارجية تهدف إلى التدخل في الشؤون الداخلية السورية.

وخلال خطبة صلاة الجمعة, أول من أمس, رأى البوطي أن هذا القرار هو انتهاك لمبادئ العمل العربي والإسلامي.

في سياق متصل, كشفت مصادر ديبلوماسية عربية لجريدة "ايلاف" الالكترونية, أمس, أن البروتوكول الذي يجب ان توقع عليه دمشق, ينص بموجب البند السادس, على مطالبة الحكومة بالاعتذار رسمياً عما صدر عن المندوب السوري الدائم في الجامعة العربية يوسف الأحمد, من عبارات نابية وغير ديبلوماسية تجاه مجلس الجامعة خلال اجتماعه في 12 الجاري.

كما ينص البروتوكول في بند آخر على مطالبة سورية "بإدانة الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات الديبلوماسية والقنصلية العربية والاجنبية في دمشق".

 

السوريون وموقف جامعة الدول العربية

النهار/سوريا في معزل عن الحل العربي للأزمة، هذا الاستنتاج يبديه جزء من الشارع السوري، أما الباقون فمربكون وقد أخافهم التلويح بالتدويل، أي الحرب على حساب السعي إلى سوريا جديدة، فاختلفت المعطيات بين ثلاثة أطراف على أرض الواقع: أولاً الموالون للنظام الذين انقسموا، إلى صامتين ينتظرون التغيير ومدافعين أرعبهم ما حدث في ليبيا والعراق ففضلوا النظام الحالي على ما قد يأتي، وثانياً المعارضون للنظام منذ البداية، والذين تمعنوا بمصير سوريا الوطن - الجغرافيا بعيداً من النظام بعد صدور قرار جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا وفرض عقوبات سياسية واقتصادية وسحب للبعثات الدبلوماسية من العاصمة دمشق.

عمر الشيخ -  دمشق:  في الداخل قرأ السوريون موقف الجامعة العربية من نواح مختلفة، لعل أبرزها سلامة سوريا وأمن شعبها مع المحافظة على المطالب الأساسية لكل طرف منها، وهو الانتقال إلى سوريا جديدة بأيادي السوريين أنفسهم ووقف نزف الدم اليومي واللجوء إلى الحلول السلمية. ترى كيف يقرأ السوريون موقف جامعة الدول العربية الأخير في ما يخص الاحتجاجات والنظام في سوريا؟.

 مفاجأة... ولكن!

"بداية يؤسفني القول عن الجامعة العربية أنها عربية، لأنها لا تمت للعروبة بصلة. وثانياً ان قرار الجامعة غير منصف وغير منطقي، وجاء نتيجة ضغوط عليها من أميركا وإسرائيل، ولحفظ مصالحها معهم بادرت الى تلبية أوامرهم التي تلقتها"، هكذا تقول لينا اسكيف، صحافية شابة. وتضيف: "استغرب كثيراً سياسة المكيالين التي تتبعها (الجامعة) وهو أمر مثير للسخرية ويشبه الضحك على الذقون، وكنت أتمنى كثيراً لو اتخذت قراراً مهماً تجاه إسرائيل التي اغتصبت الأراضي الفلسطينية على مدى أكثر من خمسين عاماً. أو تجاه العراق الذي دخلته القوات الأميركية بحجة التحرير من نظام الرئيس الراحل صدام حسين لينكشف القناع ويصبح العراق فلسطين أخرى". بينما تأخذ المفاجأة شكلاً آخر بالنسبة الى علاء الدين عبد المولى، ناقد وباحث وشاعر، إذ يرى أن موقف الجامعة العربية الأخير شكل نوعاً من المفاجأة، ولكنها مفاجأة محمّلةٌ بالقوّة السياسية والرمزية المطلوبة، يقول، ويؤكد: "نادراً ما تقوم الجامعة بفعلٍ سياسي مؤثّر على الأرض. والفضل في ذلك يعود للانتفاضة السورية وتضحيات أصحابها. وهذا يعدّ أيضاً تحوّلاً مهماّ في مسألة إنصات المؤسسة السياسية العربية الرسمية لأصوات الناس في الشارع، وخصوصاً أن الجامعة مؤسسة للدول وليس للشعوب، وبصورة عامة لا أحب هذه المؤسسة، ولكن الأمر هنا يعنيني كسوري. من هنا أرى أن الموقف كان طبيعيا وضروريا لتحريك إمكان الحلول لهذه الأزمة التي أدخل النظام السوري بلده فيها بكامل إرادته وعن سابق تصميم. والذي فاجأني، وربما فاجأ الجميع، ردةُ فعل أتباع النظام على القرارات الأخيرة، اذ أعلنوا براءتهم من العروبة والعرب، وظهرت شعارات (أنا سوري فقط ولست عربيا) وهذا نكوص مرعبٌ في التفكير. وكأن هناك حقداً مبطناً على العروبة جاء وقت التعبير عنه. بينما لم يغير شيئاً هذا القرار بالنسبة لايفلين مصطفى (صحافية) التي تقول: "لم يفاجئني موقف الجامعة العربية أبداً، لأنه منذ توليها المبادرة لحل الأزمة في سوريا كانت تسعى إلى سماع الرفض من الحكومة السورية لمبادرتها ورغم تدخلها في شؤون دولة ذات سيادة لكنها صدمت بقبول الحكومة السورية مبادرتها. وسحب سوريا البساط من تحت أقدام الجامعة العربية ومبادرتها دفع الجامعة إلى الإدعاء بأن النظام لم ينفذ بيان الجامعة، ما يؤكد ان قرار تعليق العضوية هو سيناريو متفق عليه". وتؤكد مصطفى أن جامعة الدول العربية تدار من الغرب: "هذه الجامعة يديرها الغرب وليس العرب، بالتالي لا أجد أن قرارها سيؤثر على دولة مثل سوريا. والسؤال أين كانت مبادراتها لحماية المدنيين في لبنان العام 2006؟ لذلك يجب الغاء الجامعة العربية، فوجودها وعدمه واحد، لأنها في النهاية ستنفذ ما يملى عليها من الغرب.

 الحل السوري

تغيب الصورة الواضحة ربما بالنسبة الى البعض، إذ يرى  طارق الصفدي (طالب دراسات عليا) أنّ جامعة الدول العربية باتت في جيب قطر وعرب أميركا، وهؤلاء لا يهمهم المتظاهرون السلميون المطالبون بسوريا أفضل، أو المدنيين أو شهداء الجيش السوري بأي حال من الأحوال، فهمّهم الوحيد هو تنفيذ مخطط معد سلفاً. ويؤكد الصفدي: "بغض النظر عن تنفيذ الحكومة السورية بنود المبادرة العربية أو عدمه، فالتآمر العربي وممارسة الضغوط على الدول الرافضة للتوجه القطري - الخليجي - الغربي جلي ولا يخفى على أحد. إذاً هي معركة مفتوحة على كل المستويات وأول ضحاياها هم المعتدلون من كل الأطراف والمطالبون بسوريا أفضل وأكثر ديموقراطية، بحيث لم يبقَ مكان سوى للمتطرفين. بينما الحل يجب أن يبقى سورياً بحتاً بحيث يتم الإسراع بتطبيق إصلاحات جذرية وسريعة، بما في ذلك بنود المبادرة، ليتم توفير مناخ داخلي متين يفوت الفرصة على المتآمرين في الخارج ومن يحتمي بالخارج.

سكة التغير وسكة الجحيم

لعل سمة الدهشة تبدو على وجه السوريين بكل انقسامهم السياسي والميداني، اذ ترى سمية حسن (طالبة جامعية) أن موقف الجامعة موجه ضد النظام وليس ضد الشعب، وهذا لا يمس بسوريتها إذ شددت على ضرورة هذا القرار: "كان من المفاجئ للغاية، إثر صدور قرار الجامعة بتعليق عضوية النظام السوري، أن شريحة واسعة من السوريين اعتبرت الموضوع اهانة للقومية السورية، وأبدت ردود أفعال انفعالية متنصلة من الهوية العربية بعد هذا القرار". وتضيف: "لم أجد في الموضوع أي مساسٍ بهويتي السورية ولا انتقاصاً منها، واعتبرتُ هذا الفعلَ موجهاً للنظام الحاكم وحده. وأرى أنه تصرف متوقع، بل منتظر، من الجامعة أن تقوم بما قامت به، ولو ماطلت أكثر في اتخاذ خطوات بحق هذا النظام لكان ذلك هو المستغرب. لكن في انتظار الخطوات العملية التي ستقوم بها الجامعة للضغط أكثر فأكثر على هذا النظام علها تتمكن ولو من مجرّد التأثير نحو تقليص كم عمليات القتل والاختطاف الممنهجة التي يقوم بها.

فادي نجيب (فنان غرافيك) يرى أن هنالك إخلالاً في قوانين الجامعة، وبالتالي تفويت فرصة لتفادي التصعيد الذي قد يضر بشعب سوريا، يقول: "عندما نسمع بـ"جامعة" دول عربية فإننا نعني الإجماع، إن كان على قرار سياسي أو موقف عربي موحد، وفي الحال السورية، ما حصل، وكما شاهدنا، كان أبعد عن الإجماع. كان محاولة جاهدة من بعض الأطراف لجمع الأصوات لمساندة القرار. وأنا كمواطن سوري من عامة الشعب غير تابع لأي حزب سياسي ولا لأي تنظيم جبهوي وكمتابع سياسي وسطي منحاز لوطني، أشك في القرار للأسباب الآتية:

أشك بشرعيته عندما يتجاوز الدول التي تحفظت عنه.

- أشك بدراسته عندما أسمع وزير الخارجية الفرنسي ينعي المبادرة في الوقت الذي وافقت الحكومة عليها، أي قبل التطبيق.

- أشك باستقلاليته عندما تطالب هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية بفرض عقوبات عربية على دمشق.

- أشك بنزاهته عندما يصدر عن رئاسة عربية قطرية، وهي وفق الشارع السوري طرف في الأزمة.

- أشك بشعبيته عندما يعبر وزير خارجية قطر عن أنه يمثل إرادة الشعب السوري، في حين مئات الآلاف في كل المحافظات نزلت للشارع رفضاً له، ولا أقول الملايين تحسباً لمن نزل تحت التهديد، كما زعم البعض. ويضيف نجيب: "من هنا أقول أنني لم أكن يوماً في صف أحد على حساب أحد لكنني أستطيع تمييز ما هو جيد لتحصين وطني وما هو كارثي وعندما أرى التعتيم الإعلامي على الجماهير التي رفضت القرار، أي وبمعنى آخر تهميشهم، وتعظيم رسالة الذين يطالبون بالحماية الدولية والحظر الجوي، أفهم الرسالة التي ينفذها البعض على الأرض السورية. ومن هنا أقول أن لدي مخاوفي التي أعتبرها محقة، وأتمنى أن تكون لغة الحوار سبيلاً وحيداً لحل الأزمة في وطننا الغالي". نجد أن من يتابع المشهد السوري ينتبه إلى اختلاف الخط البياني للرأي العام بين يوم وآخر، خاصة في ظل تتابع الحوادث وتصاعدها كل يوم.. وربما تقول تلك الأغلبية التي يقولون إنها صامتة الكلمة الفصل في نهاية الأمر.

 

شقيقه أكد المعلومات ثم عاد لنفيها /الإيراني حسن مقدم كان يعمل على صاروخ عابر للقارات لحظة مقتله

وكالات/ايلاف/

قال محمد طهراني مقدم أحد قادة الحرس الثوري الإيراني وشقيق الجنرال حسن مقدم المسؤول عن برامج التسلح لدى الحرس الثوري ومؤسس قواتها البالستية، والذي قتل في انفجار مخزن للذخيرة في طهران أن شقيقه كان يعمل على صاروخ عابر للقارات، إلا أنه عاد ونفى هذه المعلومات لاحقا.

طهران: صرح شقيق الجنرال الذي قتل في انفجار مخزن الذخيرة التابع للحرس الثوري الايراني في 12 تشرين الثاني/نوفمبر في ضاحية طهران، لصحيفة ايران الحكومية السبت ان شقيقه كان يعمل على صاروخ عابر للقارات لحظة وفاته. واكد محمد طهراني مقدم وهو احد قادة الحرس الثوري الايراني ايضا، ان شقيقه الجنرال حسن مقدم المسؤول عن برامج التسلح لدى الحرس الثوري ومؤسس قواتها البالستية، كان يعمل على "مشروع له علاقة بصواريخ بالستية عابرة للقارات".

وبحسب محمد طهراني مقدم، فان مشروع الصواريخ الذي كان شقيقه يعمل عليه كان "في مرحلته النهائية" و"هو عمل سري ويعود بالكامل الى التقنية العالية"، وان مصرع الجنرال لن يحول دون انتاجه.

لكن طهراني مقدم نفى في وقت لاحق ان يكون ادلى بهذه التصريحات كما نقلت عنه وكالة فارس للانباء القريبة من الحرس الثوري الايراني.

وقال كما نقلت عنه الوكالة "لم ادل البتة بتصريح مماثل يتصل بالنظام البالستي وبصواريخ عابرة للقارات. لا املك اي معلومات عن (برنامج التسلح) بالصواريخ في البلاد".

واكدت السلطات الايرانية ان الانفجار الذي اوقع في الاجمال 36 قتيلا بحسب محصلات جزئية مختلفة في الصحافة المحلية وجمعتها وكالة فرانس برس، كان عرضيا، رافضة التكهنات حول تورط اسرائيل والولايات المتحدة فيه. والاربعاء، اعلن رئيس هيئة الاركان الايراني الجنرال حسن فيروز ابادي ان القاعدة التي وقع فيها الانفجار كانت تؤوي اشغالا تطويرية ل"منتج اختباري" عسكري يمكن استخدامه ضد الولايات المتحدة واسرائيل. وراى ان الانفجار أخر البرنامج مدة "اسبوعين" فقط.

واكد فيروز ابادي الاربعاء ايضا ان الولايات المتحدة واسرائيل، عدوتي ايران اللدودتين، لا تقفان وراء انفجار مستودع الذخيرة القريب من طهران، وذلك خلافا لما اثير من تكهنات.

وقال ان "الانفجار الاخير لا علاقة له لا باسرائيل ولا باميركا" على ما نقلت وكالة انباء فارس.

واكد الرواية الايرانية "للحادث" رافضا ان يكون الانفجار ناتجا عن هجوم اسرائيلي او اميركي كما اشارت وسائل اعلام غربية واسرائيلية.

كما قال علي لارجاني، رئيس البرلمان الإيراني، لوكالة أنباء فارس: "ما يقوله الأعداء بشأن الحادث الذي وقع في قاعدة الحرس الثوري الإيراني هو نسج خيال، ولذا ليس له أي أهمية".

ونقلت مجلة "تايم" عن مسئول استخباراتي غربي تكهنه بأن إسرائيل وراء انفجار السبت الماضي في مستودع ذخيرة في قاعدة مالارد وشهريار، غرب طهران.

وركزت صحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية واسعة الانتشار على الجنرال حسن مقدم، ووصفته بأنه " أبو (الصاروخ ) شهاب"، وقالت إن مقتله يعد بمثابة ضربة لبرنامج الصواريخ في إيران.

 وتردد أن صاروخي "شهاب -3" و"زلزال" لديهما المدى الكافي للوصول إلى أي جزء من إسرائيل. وحذرت إيران عدة مرات من أنه في حال قيام إسرائيل بمهاجمة مواقعها النووية سوف يتم استخدام الصواريخ ضد الدولة اليهودية.

وأشاد لارجاني بمقدم ووصفه بأنه "أحد القيادات الساطعة في الحرس الثوري الإيراني"، وقال إن "هناك عشرات الآلاف الذين سوف يواصلون مسيرة الشهيد مقدم".

وقد جرت الاثنين مراسم تشييع رسمية للجنرال مقدم بمشاركة المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي الذي يرأس الحرس الثوري في طهران.

والجنرال مقدم كان مسؤولا عن الابحاث الصناعية الرامية الى ضمان الاكتفاء الذاتي للبسدران في مجال التسلح. وكان قبل ذلك مؤسس وحدات المدفعية والقوة البالستية في الحرس الثوري، بحسب بيان لحرس الثورة. ودان مجلس الامن الدولي مرارا برنامج ايران البالستي ودعا الى تعليقه بلا جدوى.

وحصل الانفجار في اجواء سياسية وعسكرية متوترة في اثر التقرير الذي نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء وابدت فيه "مخاوف جدية" من البرنامج النووي الايراني متهمة طهران بالسعي الى انتاج السلاح النووي رغم نفي ايران المتكرر لذلك. وهدد مسؤولون اسرائيليون خلال الاسابيع الاخيرة ايران بتوجيه ضربات عسكرية ضد منشآتها النووية، بينما اقترح خبراء عسكريون اميركيون في نهاية تشرين الاول/اكتوبر القيام بعمليات سرية لاغتيال قادة في الحرس الثوري.

 

الحاج حسن: واهم من ظن انه يستطيع النيل من قوة المقاومة

ما هي مصلحة بعض اللبنانيين في التحريض والفتنة والحقد على سوريا؟

 وطنية - 20/11/2011 أكد وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن انه "واهم من ظن وبأي شكل من الاشكال انه يستطيع ان ينال من قوة المقاومة، وقد راهنوا في الماضي وخابت رهاناتهم، ويراهنون اليوم وستخيب رهاناتهم، ليس حول لبنان فقط، لكن في المنطقة وفي لبنان والعالم، لانهم يسيرون في طريق الخطأ والضلال، ولان طريق الفتنة خاطىء ولا بد ان تسقط الفتنة وينتصر الحق ولا نتحدث عن شعارات. مررنا سابقا بظروف صعبة وانتصرنا عليها ونستطيع ان نتجاوز الظروف وننتصر عليها" .

أضاف: "في لبنان فريق يأبى الا ان يعلن عن نفسه في هذا الموقع ماذا نفعل، انتم وضعتم في هذا الموقع الذي يوجد فيه الاميركي، هل نحن من يقول ذلك، فانتم هناك في هذا الموقع" .

كلام الحاج حسن جاء خلال احتفال نظمه "حزب الله" لمناسبة عيد الغدير في مقام السيدة خولة في بعلبك، بحضور النائب مروان فارس، الوزير السابق غازي سيف الدين، رئيس بلدية بعلبك هاشم عثمان، فاعليات سياسية واجتماعية ودينية.

وسأل الحاج حسن: "اذا كنتم تريدون تطبيق الطائف، فحتى اليوم هناك اتفاقية بين لبنان وسوريا، طبقوها اذا كنتم تريدون، نحن نطبقها، فأمن سوريا ولبنان من أمن بعضهما، فهناك أمن مشترك وجغرافيا مشتركة، وبالتالي نحن مع استقرار سوريا لاننا مع استقرار لبنان ومع أمن سوريا لاننا مع أمن لبنان، وكيف يستقيم الامن في سوريا او في لبنان مع التحريض ومع الفتنة، ولا أعرف ما هي الموجة الجديدة الآن، بدأ الكل يتحدث عن حرب أهلية في سوريا حتى كلينتون بالأمس تحدثت عن ذلك، لنر ماذا يحضرون من خبث" .

وسأل: ما هي مصلحة بعض اللبنانيين في الانخراط والتحريض والفتنة والحقد على سوريا والنظام والمقاومة.

وقال: "في الماضي راهنتم وخابت رهاناتكم، والآن تراهنون وستخيبون كما رهاناتكم، ولن تصل الامور الى الغد الذي تتحقق فيه أمنياتكم، وهذا شيء فيه اضغاث احلامكم لان طريقنا نعرفه تماما، اما طريقكم فليس بأيديكم فهو بأيدي الذين فروا في الماضي من أكثر من مكان وهم يخرجون اليوم من العراق" .

وتابع: "تذكروا في العام 2003 قبل ثمانية سنوات، كان جورج دبليو بوش قد خرج ليعلن انتصاره، واليوم في 2011 يخرجون من العراق وكانوا يتوسلون تسوية ولم يحصلوا عليها فأرادوا ان ينسحبوا تحت نار ستأكل مشاريعهم، هم أشعلوها وستسقط مشاريعهم بفعل ارادة الشعوب ودول المقاومة في هذه المنطقة" .

وأكد الحاج حسن ثبات ورسوخ المقاومة في هذه المرحلة التاريخية المفصلية الحساسة، وعندما اقول المقاومة لم أقل الاسلامية او حزب الله قلت المقاومة، ايران، المقاومة العراق، سوريا لبنان، فلسطين وفي كل قطر عربي او اسلامي او عالمي، ففكر المقاومة هو المستهدف في الخيار والقرار والثبات والوجود والاستمرار، لكننا لسنا في وقت كما هو في العام 1982 ليقولوا بهذا القدر اننا قلقون وضعفاء، فهناك تحد كبير في كل ما يجري في سوريا، اميركا اليوم تخرج مهزومة من العراق، وهذا جزء من الاسباب التي تفسر ما يجري في سوريا، وهذا لا يعني ان المقاومة ليست مستهدفة، فهي مستهدفة ولكنها ليست ضعيفة او منهارة والعدو عندما يستهدف محور المقاومة والممانعة، هذا لان هذا المحور قد هزمه مرات عديدة، لكن المؤسف في الوقت الذي تتحضر فيه اميركا لتخرج من العراق مهزومة ويقول وزير الدفاع الاميركي اننا لا نستطيع التدخل بسبب الوضع الاقتصادي العالمي، ويتحدثون عن عدم تدخل في سوريا، فنحن لا نعتب على الاميركي والاسرائيلي لاننا نعرفهم، فاسرائيل عدو واميركا حليفة العدو وهي عدو، وهناك أناس لا يقبلون بذلك، ماذا أفعل فهم أحرار واوروبا بالسياسة لا قرار مستقلا لها، لكن في القلب حرقة من الجامعة العربية التي لم تجرؤ يوما على اتخاذ قرار، وفي ما يخص فلسطين تجاهل تام بالنسبة الى الشجاعة والبطولات فلم تظهر حيال القضية الفلسطينية، ولم نر ابطالا وشجعانا وحازمين يعطون مهل ويجتمعون، فأين كنتم في غزة عندما كانت محاصرة او في حرب 2006 او مجزرة جنين. وبالنسبة للقرار 242 و338 و194 لم نراكم قبضايات تستطيعون تطبيق القرارات بمهل زمنية او بالبحرين حيث لا تسمعوا او تروا ماذا حصل لتروا في سوريا وحدها دون غيرها، ولتأخذوا قرارا غير ميثاقي ولم تسمحوا بالنقاش، وكنا نتمنى الا تسمحوا ان تناقش امور فلسطين مع الاميركيين، لكن الشجاعة كانت في سوريا بالوقت الذي يحتم فيه العقل والمنطق اعتماد الحوار للحلول هناك