المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 20 تشرين الثاني/2011

البشارة كما دوّنها القديس متى الفصل 10/32-33/الاعتراف بالمسيح

من اعترف بـي أمام الناس، أعترف به أمام أبـي الذي في السماوات. ومن أنكرني أمام الناس، أنكره أمام أبـي الذي في السماوات.

 

عناوين النشرة

*مارتن يوسف: موازنة 2011 توفرت كاملة... والصفدي رفع الى الحكومة طلب سلفة للتمويل 

*هآرتس: أميركا زودت إسرائيل بأنظمة قتال إلكترونية للهجوم على إيران

*حزب الله وقع في فخ الثورة السورية

*حزب الله يشارك بقمع المتظاهرين في دوما: فيديو "تأكيدي" للثورة السورية/اضغط هنا

*تظاهرة في إسرائيل تأييداً للنظام السوري

*عائلة الأسد اشترت عقارات في دُبي بقيمة 60 مليون دولار، والرئيس السوري يُحضر للرحيل

*اجتماع في هذه الأثناء بمقر الجامعة العربية لدراسة تعديلات سوريا 

*القبس": بديل جوي وأوراق لم تستعمل بعد في سوريا

*الجمعية العمومية تطالب إيران بالتعاون في اتهام أميركي

*الأمم المتحدة تدين مؤامرة إيران لقتل الجبير 

*نواف سلام: لبنان صوت لصالح مشروع القرار السعودي

*إتفاق فرنسي - تركي لتصعيد الضغوط على سوريا

*جنبلاط باق في الاكثرية وتواصله مقطوع مع دمشق

*إعتقال سيف الاسلام القذافي جنوب ليبيا والجنائية الدولية تذكر بوجوب تسليمه

*ثورة الإسلاميين في ميدان التحرير: الإخوان والسلفيون يستعرضون قوتهم 

*عائلة المهندس طارق عمر الربعة ارجأت الإعتصام إلى السبت المقبل

*نديم الجميل: عون أصبح الناطق الرسمي باسم النظام السوري

*الحريري خطيب مهرجان الاسـتقلال في طرابلس

*لموسوي: لن يكون للأصوات التي تتسلى على تويتر أي مكان في معركة المنطقة

*أوهام حول قانون النسبية/علي حماده/النهار     

*المعارضة: لا حوار دون مناقشة سلاح "حزب الله"... وسليمان لم يجد أرضية مشتركة للحوار

*ميقاتي إلى الفاتيكان في 28 ت2: لحماية لبنان من الأزمة في المنطقة  

*علوش: الصفدي وحكومته فقدوا ماء الوجه بشكل كامل 

*عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد: إذا كان ميقاتي ملتزما بالعدالة فلا يمكنه البقاء في حكومة تفك الارتباط بالمحكمة

*عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق : ما يحكى عن حرب أهلية في لبنان للتخويف فقط

*رئيس الجمهورية أجرى محادثات مع نائب الرئيس البرازيلي وتوافق على تطوير العلاقات وتشجيع الانتقال للديمقراطية في الشرق الاوسط والعالم

*طاولة الحوار – 4: ما يمنع وما يتعارض

*المراسيم التطبيقية لقانون اللبنانيين في إسرائيل قيد الإعداد/كنعان: أهالي المناطق الحدودية على حق

*الجميل استقبل وفدا من اهالي ترشيش ومشاركين في مؤتمر مستقبل المسيحيين: فخورون بوقفات العز والشجاعة لفريق 14 آذار

*مؤتمر "مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط تنويه بدور لبنان الرسالة وباهمية الصيغة اللبنانية

*احمد الحريري هنّأ طلاب "المستقبل" في "الأميركية": مع الشعب السوري ضد المتسلطين والاستقرار في لبنان والمنطقة لا يحمى إلا بالعدالة والديموقراطية والحرية

*زهرا في العشاء السنوي لنقابة اطباء الاسنان: ما حصل في مطرانية الأرثوذكس ليس بسرقة إنما رسالة سياسية/نمر في أسوأ مرحلة اقتصادية وأمنية وسياسية منذ الطائف

*السنيورة: لو كنت مكان ميقاتي لامتنعت عن التصويت بالجامعة العربية/ثمة تحالفات ضد التغيّر بالعالم العربي.. ولا نستطيع أن نكون غير مهتمين بأحداث سوريا

*هل يصل تسونامي "الربيع العربي" إلى لبنان؟/بقلم سليم نصار /النهار

*لبنان يضع رأسه في الرمال تلافياً للتداعيات السورية/غياب المواكبة الفعلية على الخطين الخارجي والداخلي/هيام القصيفي/النهار   

*سوريا تشبه الثمانينات/سميح صعب/النهار

*الانقسام الوزاري يرتّب مزيداً من المحاذير/الأزمة السورية إحراج ملازم للحكومة/روزانا بومنصف/النهار  

*لبنان يدفع ثمن أمنه من حريته وسيادته/هل قبضت الحكومة هذا الثمن من سوريا؟/اميل خوري/النهار     

*إسقاط النظام مصلحة لجميع جيرانه إلا اسرائيل.. ممثل لجان الثورة السورية في لبنان عمر إدلبي لموقعنا: يمكن اللجوء لوسائل غير سلمية لحماية المدنيين/من يريد مستقبلاً في سوريا فعليه المشاركة *في الثورة/طارق السيد

*لمن لا يعرف "الميقاتية"/ريتا فاضل

*الثورة السورية رهن إيران وإسرائيل وأميركا/سجعان القزي

*عون خلال عشاء هيئة المعلمين في التيار الوطني: لا نريد أن تكون أرضنا مشاعا ولا أن نكون لاجئين بل نريد الاحتفاظ بها وبهويتنا

*ترايسي شمعون في رسالة الى رئيس الجمهوريـة: لتوقيع السياسيين على اتفاق بعدم اللجوء الى العنف

*شارل أيوب لعون: ليس للجبان الحق في أن يتكلّم كل الرجال لهم الحق في أن يتكلّموا إلا الجبان، فكيف إذا كان عسكرياً وبرتبة عماد وإذا كان جباناً ؟!

 

تفاصيل النشرة

مارتن يوسف: موازنة 2011 توفرت كاملة... والصفدي رفع الى الحكومة طلب سلفة للتمويل 

نهارنت/أكد الناطق باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف، أن "المحكمة قد أمّنت موازنة السنة الثالثة كاملةً من مساهمات مالية لنحو ثلاثين دولة من خمس قارات، لكن هذا لا يعفي لبنان من التزاماته المالية". وحسم مارتن يوسف في حديث لصحيفة "السفير" السبت، "النقاش المتعلّق بالهامش الذي ورد في الفقرة (ج) من القرار 1757 عن المحكمة والذي يعطي الحكومة اللبنانية إمكان الاعتذار عن جزء من (أو كلّ) المساهمة التي حددتها الإتفاقية المشتركة بـ 49% من إجمالي موازنة المحكمة". وقالت مصادر لصحيفة "النهار" إن "وزير المال محمد الصفدي رفع الى مجلس الوزراء طلب سلفة خزينة لتمويل حصة لبنان، ولم يعرف بعد ما إذا كان هذا الطلب سيدرج على جدول أعمال الجلسة العادية للمجلس المقررة الجمعة المقبل أم لا". فيما أكد مرجع ديبلوماسي لـ"النهار" أنه "في شهر كانون الأول المقبل لن يكون هناك أي يورو في صندوق المحكمة، وأن الطاقم المؤلف من قضاة ومحققين وأمنيين لن يتقاضى أي راتب إذا لم يسدد لبنان المبلغ المتوجب عليه". مشيرا إلى أنه "في هذه الحال، سيطرح الموضوع على مجلس الأمن لإجراء المقتضى". وأعلن مصدر رسمي في المحكمة الدولية أن من مصلحتها عدم دفع الخلاف مع الحكومة اللبنانية الى نقطة اللاعودة والتشجيع على بدء مفاوضات شراكة بين لبنان والأمم المتحدة بحيث تنتهي هذه المفاوضات الى تأمين إجماع وطني على المحكمة. وأضاف المصدر لصحيفة "السفير"، أن "الحكومة أكدت نيتها التعامل الإيجابي مع المحكمة في ما يتعلق بالتمويل، فضمّنت مشروع موازنة 2012 قانون برنامج لتأمين مساهمة لبنان، ولكن هذا لا يعني أن يسدد الاستحقاق من موقع المدين وليس من موقع الشريك". وأوضح أن "الحكومة اللبنانية لم تتسلّم أية معلومات تفصيلية مرتبطة بالتمويل سوى ما أُعلن رسميا في تقريرين صدرا عن الرئيس الأول للمحكمة الراحل انطونيو كاسيزي حيث ورد في التقرير السنوي الأول 2009-2010 ضمن المادة (154) أن 25 دولة ساهمت في ميزانية المحكمة، من خلال تبرعات أو من خلال الدعم العيني، بالإضافة إلى "منحة سخية من المفوضية الأوروبية قيمتها 1.500.000 يورو". وفي هذا السياق، كشفت مصادر لصحيفة "اللواء"، تحديد تاريخ 25 تشرين الثاني موعدا مرجحا لطرح موضوع تمويل المحكمة أمام مجلس الوزراء، وهو يأتي قبل يومين من موعد المهرجان الشعبي الذي يقيمه تيار "المستقبل" في طرابلس تحت عنوان إسقاط الحكومة. وصرح أحد وزراء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لـ"اللواء"، أنه "من غير المستبعد أن يطرح موضوع التمويل على مجلس الوزراء الذي سينعقد في 25 الحالي، تلبية لطلب الأمم المتحدة بوجوب دفع الحصة المستحقة على الدولة اللبنانية"، وقيمتها حوالي 33 مليون دولار. كما وأعلن وزير الاقتصاد نقولا نحاس أن "موضوع تمويل المحكمة هو تحت البحث الجدي، وسنأخذ القرار في شأنه في وقت ليس ببعيد"، من دون تحديد تواريخ معينة. وأكد نحاس في حديث لـ"اللواء" أن "موضوع استقالة رئيس الحكومة ليس مطروحاً، ومن الخطأ أن نصور الأمر وكأنه إذا لم نمول المحكمة فسيستقيل ميقاتي".

 

هآرتس: أميركا زودت إسرائيل بأنظمة قتال إلكترونية للهجوم على إيران

المركزية- كشفت مصادر استخبارية غربية أن الولايات المتحدة الأميركية زودت إسرائيل خلال السنوات الفاتئة بأنظمة قتالية إلكترونية متطورة بتكلفة مليارات الدولارات تتيح لإسرائيل التشويش على الأنظمة الدفاعية لإيران فى حال شن هجوم إسرائيلي عليها. ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الموقع الإخباري الأميركي "ديلي بيست" عن مصادر غربية استخبارية أنه "في حال الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، فإن ذلك لن يتضمن هجوماً بالطائرات القتالية فحسب، وإنما تشويش شبكة الكهرباء والإنترنت وشبكة أجهزة المحمول وموجات الطوارئ الخاصة بالشرطة وفرق الإطفاء".

وأوضحت هآرتس أن "الهجوم الإلكتروني سيتم بواسطة طائرات كبيرة من دون طيار الموجودة بحوزة سلاح الطيران الإسرائيلي، والقادرة على التحليق لمدة 20 ساعة متواصلة"، مشيرة إلى أن "التقرير لفت إلى نموذج آخر من هذه الطائرات قادر على التحليق لمدة 45 ساعة من دون توقف".وأشار التقرير أيضا إلى أن "جهات أميركية اكتشفت قبل عامين أن خطوط شبكة الكهرباء في إيران مرتبطة بشبكة الإنترنت، وبالتالي فهي مكشوفة أمام الهجوم الإلكتروني، أي هجوم "سايبر" مثل فيروس "ستوكسنت"، لافتا الى ان "إسرائيل قادرة على العمل بطريقة لا يمكن معها ربط إسرائيل بما يحصل".

 

حزب الله وقع في فخ الثورة السورية

كشف موفد صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية الى بيروت جان بيار بيران أن "حسن يزبك" إبن مسؤول المجلس التشريعي في "حزب الله" والوكيل الشرعي للإمام علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك باع أسلحة كانت في أحد مخازن والده في البقاع، وهو ما نفاه الشيخ يزبك. ونقلت الصحيفة عن النائب السابق سمير فرنجية قوله إن "حزب الله" لم يعد نموذجا للنزاهة بعدما وصل الفساد اليه.

الصحيفة أشارت الى أن "الأزمة في سوريا باتت تُحرج "حزب الله" في لبنان. ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي غربي قوله إن ""حزب الله" الذي دعم الثورات العربية في مصر وتونس يجد صعوبة في إقناع جمهوره لماذا عليه مواصلة دعم النظام السوري". وبحسب الصحيفة، "ثمة تباين في وجهات النظر داخل "حزب الله" بين جناحه السياسي وجناحه الأمني". "ليبراسيون" نقلت عن مصدر سياسي قوله إن ""حزب الله" يشهدا أيضا تجاذبا بين أمينه العام حسن نصرالله من جهة وإبن خالته "هاشم صفي الدين" رئيس المجلس التنفيذي للحزب". وأشارت الصحيفة، أيضا، الى أن "حزب الله" قلق من "التداعيات المحتملة لإنهيار النظام السوري ومن مسار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على الرغم من عدم إعترافه بها، لكونها تتهم أربعة عناصر تابعين له بالتورط في إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه

 

حزب الله يشارك بقمع المتظاهرين في دوما: فيديو "تأكيدي" للثورة السورية/اضغط هنا

http://youkal.net/index.php?option=com_content&view=article&id=38253:-qq-&catid=34:2009-11-15-22-46-13&Itemid=110

 

تظاهرة في إسرائيل تأييداً للنظام السوري

أفادت وكالة "فرانس برس" أن العشرات في إسرائيل تظاهروا اليوم السبت أمام قنصلية الولايات المتحدة في القدس الغربية دعماً لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. ورفع المتظاهرون صوراً للأسد وأعلاماً سوريا. وعلى واحدة من اللافتات كتب "فلتسقط الامبريالية والمؤامرة الرجعية على سوريا قلعة العروبة"، "ارفعوا ايديكم عن سوريا". ورفع متظاهرون ايضا لافتات تندد بقطر وبجامعة الدول العربية، ولم يتدخل عناصر الشرطة الاسرائيلية وعناصر الامن الذين كانوا ينتشرون حول القنصلية

 

عائلة الأسد اشترت عقارات في دُبي بقيمة 60 مليون دولار، والرئيس السوري يُحضر للرحيل

كشفت صحيفة le Figaro  الفرنسية ان عائلة الأسد اشترت عقارات في دبي بقيمة 60 مليون دولار.ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي خليجي في باريس  قوله: ان هذا الاستثمار في دبي يعني ان الرئيس السوري بشار الأسد يُحضّر لرحيله الامر الذي نصحه به أصدقاء خليجيون منذ اشهر عدة.

 

اجتماع في هذه الأثناء بمقر الجامعة العربية لدراسة تعديلات سوريا 

"LBC": يعقد في هذه الأثناء في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة اجتماع بين نبيل العربي وكبار مساعديه لدراسة التعديلات التي ادخلتها سوريا على ورقة الجامعة العربية

 

القبس": بديل جوي وأوراق لم تستعمل بعد في سوريا

المركزية- أعلنت صحيفة "القبس" الكويتية أن في حال تعذر العملية البرية في سوريا لأسباب تتصل بتحفظات بعض الدول العربية، فهناك "بديل جوي"، وهو ان تقوم طائرات عربية بالتحليق فوق الأراضي السورية، فمن شأن ذلك ان يثير الهلع لدى أهل النظام فيرحلون، أو على الأقل تزيد هذه الخطوة في تأجيج البركان الشعبي.لافتة الى ان البعض يتحدث عن "أوراق لم تستعمل بعد".

واعتبرت الصحيفة أن هناك معارضين يعترفون بان المعارضة لا تمتلك الامكانات اللازمة للحفاظ على وحدة سوريا، خصوصا في ظل الصراعات الاقليمية والدولية الراهنة، والتي تظهر كما لو ان الحرب الباردة عادت، تحديدا الى الشرق الاوسط. اذاً، لا بدّ من قوة خارجية، فلماذا لا تكون القوة عربية؟ وأشارت الى أن اللعنة التي ظهرت في المجتمعات العربية تغلغلت ايضا في البنية السورية، وثمة من ينصح بالقول "وفروا عليكم الحرب الأهلية، أيها الرفاق، وخذوا وثيقة الطائف من اللبنانيين".

 

الجمعية العمومية تطالب إيران بالتعاون في اتهام أميركي

أقرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بغالبية واسعة امس مشروع قرار سعوديا – أميركيا يطالب ايران بالتعاون في التحقيق في المؤامرة المفترضة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير.

وبغالبية 106 دول في مقابل تسع وامتناع 40 دولة عن التصويت، أقر مشروع القرار الخاص بهذه المؤامرة التي اتهمت واشنطن الاستخبارات الايرانية بتدبيرها، بينما نفت طهران بشدة أي علاقة لها بها.

(و ص ف)     

 

الأمم المتحدة تدين مؤامرة إيران لقتل الجبير 

الأمم المتحدة/القناة/ وكالات : 19/11/2011 

أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الجمعة مؤامرة مزعومة لقتل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة والتي انحت واشنطن باللائمة فيها على عملاء إيرانيين وحثت إيران على الالتزام بالقانون الدولي.

وأجيز القرار بأغلبية 106 أصوات مقابل اعتراض تسعة أصوات وامتناع 40 دولة عن التصويت. ولم ينح القرار باللائمة بشكل محدد على إيران التي نفت ضلوعها في خطة الاغتيال المزعومة.

ولكن القرار حث طهران (على الوفاء بكل التزاماتها بموجب القانون الدولي) بالتعاون مع التحقيقات. وأعلنت السلطات الأميركية الشهر الماضي أنها اكتشفت مؤامرة من قبل ايرانيين اثنين لهما صلة بوكالات أمن إيرانية لاستئجار قاتل محترف لقتل السفير السعودي عادل الجبير. واعتقل احدهما واسمه منصور اربابسيار في سبتمبر ايلول ودفع ببراءته. اما الاخر غلام شاكوري فمازال هاربا وقال مسؤولون أميركيون انه عضو في الحرس الثوري الايراني ولكن ايران تقول انه عضو في جماعة متمردة مناهضة لطهران. وقال القرار الذي صاغته السعودية ان الجمعية المؤلفة من 193 دولة (تأسف بشدة لمؤامرة اغتيال سفير المملكة السعودية في الولايات المتحدة الأميركية). وتأتي اجازة القرار بأغلبية كبيرة في الوقت الذي تواجه فيه إيران ضغوطا متزايدة بشأن برنامجها النووي الذي قال تقرير للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي انه يعمل على ما يبدو على تصميم قنبلة نووية. وفي تقديمه للقرار قال سفير السعودية بالأمم المتحدة عبد الله المعلمي (كفى) للهجمات على الدبلوماسيين ولكنه أضاف أن الرياض (لا تسعى لإهانة إيران أو أي دولة أخرى). وابلغ السفير الايراني محمد خزاعي الجمعية العامة للامم المتحدة ان هذا القرار (لم يعتمد علي شيء سوى ادعاء غير مؤكد لدولة عضو واحدة.. الولايات المتحدة).

وذكر بيان للبيت الابيض أن القرار (يبعث برسالة قوية للحكومة الإيرانية بان المجتمع الدولي لن يتغاضى عن استهداف الدبلوماسيين).

 

نواف سلام: لبنان صوت لصالح مشروع القرار السعودي

وطنية - 19/11/2011 اصدر المندوب الدائم للبنان لدى الامم المتحدة السفير الدكتور نواف سلام توضيحا جاء فيه: "خلافا لما ورد في بعض وسائل الاعلام من ان لبنان قد تغيب يوم امس الجمعة عن جلسة للجمعية العامة للامم المتحدة للتصويت على مشروع القرار الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية اثر الكشف عن محاولة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، يهمني ايضاح ما يلي:

1 - انني حضرت شخصيا جلسة الجمعية العامة المخصصة للتصويت على مشروع القرار المعنون "الاعتداءات الارهابية على الاشخاص المتمتعين بحماية دولية"، الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية، والذي "يشجب المؤامرة لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الاميركية". 2 - انني قمت باسم لبنان، وانسجاما مع الموقف العربي العام المتخذ في الجامعة العربية، بالتصويت لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية".

 

إتفاق فرنسي - تركي لتصعيد الضغوط على سوريا

جنبلاط باق في الاكثرية وتواصله مقطوع مع دمشق

الجمهورية /المشهد العربي على وتيرته المعهودة ككل يوم جمعة من كل اسبوع، من مليونية "حماية الديموقراطية" في القاهرة، الى جمعة "خطوات الحسم الثوري" في البحرين، الى جمعة "شهيدات الثورة السلمية" في اليمن، وصولاً الى جمعة "طرد السفراء السوريين من دول العالم"، فيما استمرّ القلق الاسرائيلي من التطورات السورية، بعد التحذير"من أن سقوط النظام السوري سيأتي بإمبراطورية إسلامية بزعامة الاخوان المسلمين". وعشية انتهاء المهلة العربية الممنوحة لسوريا اليوم. كشف الأمين العام للجامعة نبيل العربي أنه تلقى مساء الخميس رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم"تضمنت تعديلات على مشروع البروتوكول في شأن المركز القانوني ومهمات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، والذي أقره مجلس الجامعة على المستوى الوزاري الاربعاء في الرباط". وأضاف: "هذه التعديلات موضع درس الآن". وبدوره اعلن مصدر ديبلوماسي سوري ان بلاده طلبت تعديلات على ورقة الجامعة بورقة معدلة "تحافظ على روح النص وطبيعة المهمة وتحفظ في الوقت نفسه سيادة سوريا".و اكد استعداد سوريا لتوقيع فوري للورقة المعدلة التي تطالب بدرجة أكبر من التنسيق مع الحكومة السورية. واضاف أن سوريا أبدت استعدادا لاستقبال بعثة الجامعة وضمنها مراقبين في حال تم الإتفاق على التعديلات التي طلبتها دمشق، وأن بلاده أبلغت بالفعل الى الجامعة قرار الموافقة، ويجري حاليا العمل على معالجة بعض التفاصيل، لكنه اوضح أن ذلك لا يهدف إلى "عرقلة مهمة" الوفد.

وفيما رأت المعارضة السورية في طلب دمشق "مناورة ورفضا مبطّنا"، استمرت التحذيرات الدولية والعربية للنظام السوري، وسُجّل تحرك لباريس في إتجاه انقرة وموسكو اسفرعن اتفاق فرنسي ـ تركي على تصعيد الضغوط وتحذير مشترك من نشوب حرب اهلية في سوريا، تقاطع مع مخاوف من هذه الحرب عبّرت عنها واشنطن وطهران أيضاً.

واعتبرت باريس ان "الوقت حان لتشديد العقوبات على النظام السوري الذي لم يستجب المطالب"، وأن "الأوان قد فات الآن حتى يبقى النظام في الحكم بعدما فشل في تحقيق الاصلاحات"، فيما اعلنت تركيا انها ستساعد "المجلس الوطني السوري" على "التوسع".

كذلك برزت دعوة روسية الى ضبط النفس والحذر، وقال رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بعد محادثات مع نظيره الفرنسي فرنسوا فيون ان بلاده تنوي اتخاذ موقف متحفظ وحذر من الأزمة السورية في مجلس الامن الدولي، وقال ردا على سؤال عما اذا كانت روسيا مستعدة لتأييد قرار يدين النظام السوري: "نحن جاهزون للتعاون مع المجتمع الدولي وسنفعل ذلك، لكننا ندعو الى الحذر والتحفظ. واظن ان موقفنا من هذه المسألة سينحصر في ذلك". في حين لفت فيون الى ان الاسد "لا يزال يتجاهل نداءات الاسرة الدولية لوقف العنف". واتهمه بأنه "أصم" تجاه الضغوط الدولية.

وفي الموازاة، شهدت مدينة طرابلس اللبنانية تظاهرة باتت اسبوعية للمطالبة باسقاط نظام الاسد، تخللها احراق صورة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورفعت خلالها لافتات تطالب بسحب السفراء من سوريا وطرد السفير السوري من لبنان. وردد المشاركون في هذه التظاهرة التي شارك فيها لبنانيون وسوريون هتافات مناهضة للحكومة اللبنانية، وكان منها ايضا "جايي دورك حزب الله"، و"الشعب يريد اسقاط نجيب".

كبّارة

وأوضح النائب محمد كبارة في اتصال مع "الجمهورية" "أنّ الذين أحرقوا صورة الرئيس ميقاتي مندسّون، ولا علاقة لهم بالقيّمين على التظاهرة، وهم ليسوا من أقرباء ميقاتي حسبما أُشيع، بل هم من مناصريه الذين أوقف عنهم التمويل، فاستغلّوا هذه التظاهرة لحرق صورته احتجاجا.

الى ذلك، وفي ظل الهدوء وحركة المعابر الطبيعية بين لبنان وسوريا، علم ان الصليب الاحمر وبالتنسيق مع الامن العام نقل جريحين سوريين مساء امس عبر معبر القاع الى احدى مستشفيات لبنان.

وفي غضون ذلك، نقل السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري إشارته الى أهمية "تحصين الجهود العربية وتحصين سوريا في مواجهة الضغوط"، واعتبر علي "ان الاصلاحات التي يقودها الاسد تصل الى نتائج ايجابية على الارض"، داعيا الى "قراءة الوجه الاخر للعقوبات الاقتصادية لأن الذي يهدد ويحاصر هو ايضا عرضة للحصار الاكبر والانهيارات الاقتصادية التي ترونها هي مؤشر على ذلك".

حزب الله

من جهته، تمنى "حزب الله" لو اجتمعت الجامعة العربية "لاتخاذ قرارات قاطعة ضد إسرائيل حتى ولو بقيت حبرًا على ورق"، مؤكدا ان سوريا المستقرة مصلحة للعرب وللمنطقة ومصلحة للنظام والشعب السورييّن كما هي مصلحة لكل المنطقة من دون استثناء"، واكد أن "لبنان لن يكون معبرًا للاعتداء على سوريا على رغم كل التحرشات والتحركات التي يقوم بها البعض في لبنان"، منوها بالموقف اللبناني في القاهرة "برفض عزل سوريا، ومنع أن يكون لبنان محطة للتصويب على الآخرين". ولفت الى أن وضع الجنوب هادئ منذ سنة 2006 وحتى الآن "لأن لدينا قراراً بالبقاء في جهوزية الدفاع ولسنا في واقع أن نبادر إلى هجوم أو معركة".

عواصف داخلية

وقابل العواصف الشعبية الخارجية، عاصفة طبيعية اغرقت طرق لبنان بمياه الامطار، في انتظار استئناف العواصف السياسية على خلفيات ملفات عدة وفي مقدمها ملف ايفاء لبنان التزاماته تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

وأكدت مصادر وزارية لـ"الجمهورية"ان بند تمويل المحكمة لم يطرح بعد على الحكومة، مشيرة الى وجود آراء وزارية مختلفة حوله. وأكدت من جهة أخرى عدم حصول تفاهم بعد على بعض التعيينات، مؤكدة استمرار المساعي توصلا الى توافق عليها.

لكن المصادر طمأنت الى ان وضع الحكومة مستقر وهي مستمرة، مذكرة في هذا الاطار بمواقف رئيسها في اكثر من تصريح في اليومين الاخيرين.

وتعليقا على الانباء التي تتحدث عن اهتزاز التضامن الوزاري بفعل المواقف التي اتخذها وزير الاشغال العامة غازي العريضي المقاطع لجلسات مجلس الوزراء، نفت المصادر لـ"الجمهورية" ان يكون لموقف العريضي أي خلفية سياسية، واكدت ان المسألة محصورة بالجانب المالي المتعلق باعتمادات وزارة الاشغال. وقالت ان مجلس الوزراء قال له اكثر من مرة "روح إشتغل" لكن العريضي الذي يعتبر نفسه في سباق مع الوقت ويريد تنفيذ عدد من المشاريع قبل فصل الشتاء فوجىء عندما اراد العمل بعدم توافر الاموال لهذه المشاريع. لذلك قاطع جلسات مجلس الوزراء، لكن المحاولات جارية لحل الاشكالية بينه وبين وزارة المال.

كذلك رفضت المصادر مقولة ان موقف وزير الاشغال مثابة مؤشر على "تكويع" رئيس جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط او مغادرته الأكثرية وانسحابه من الحكومة، وقالت: "صحيح ان موقف جنبلاط من الاحداث في سوريا لا يتماهى مع مواقف الآخرين، لكنه لم يبدل مواقفه من المقاومة ولم يغيّر موقعه في الاكثرية النيابية، ولو فعل واعلن انه سيتموضع خارج الاكثرية، لكان سحب وزراءه من الحكومة. لكن هذا لم يحصل".

وفي السياق، قالت مصادر تشارك في جانب من الإتصالات ان هناك مبادرات ومشاريع مخارج يجري البحث فيها لكنها لم تصل الى مبتغاها الى الآن. واوضحت ان من بين الأفكار المطروحة ان يضع وزير الأشغال جدولا بالمشاريع الملحة وفق سلم اولويات واضح المعالم بعدما تجاوزت بعض السلفات التي طلبها ما يفيض عن الموازنة التي كانت مقررة للعام 2010. وتحدثت عن عملية "تقزيم" قد بدأت لموازنات المؤسسات العامة والوزارات في الدولة، وهي طاولت الى الآن موازنات بعض المؤسسات والهيئات المستقلة وحتى تلك التي تتمتع باستقلالية مالية ما يؤدي الى مشاريع ازمات مع وزراء آخرين وهو ما سينعكس مزيدا من الأزمات فتتساوى مشكلة العريضي مع وزراء آخرين، ما قد يخفف من حدة الأزمة.

وفي المعلومات المتبادلة بين مسؤولي وزارة المال ورؤساء ومديري بعض المؤسسات العامة، ان اعادة البحث في بعض الموازنات الخاصة قد ادت الى اسقاطات كبيرة في ما هو مقرر لكثير من البنود التشغيلية التي تتصل بعمل المؤسسات ولا سيما منها المتصلة بنفقات مكتبية وخدمات الهاتف والكهرباء والمحروقات والتجهيزات، ما قد يؤدي الى امتناع بعض المؤسسات عن دفع المترتب عليها لمؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الإتصالات. وقالت المصادر ان النتيجة العملية لهذه الإجراءات ستظهر جليا مطلع السنة الجديدة.

جنبلاط مع ميقاتي

وفي هذا السياق قالت أوساط مطلعة على موقف جنبلاط أنه لا ينظر بارتياح الى لأزمة الناشبة بين ميقاتي والعريضي، وهو يريد تغليب أولوية العلاقة برئيس الحكومة، رافضا إعطاء الموضوع أي أبعاد سياسية، كما يسعى جاهدا لإيجاد حل بينهما.

ورأت هذه الأوساط أن موقف جنبلاط يؤشر إلى أنه مع بقاء ميقاتي في رئاسة الحكومة وتوفير الظروف الملائمة لاستمراره في موقعه في ظل غياب البدائل في اللحظة السياسية الراهنة. وأشارت الى أن لدى جنبلاط مخاوف أمنية كثيرة من تداعيات الأزمة السورية على الوضع في لبنان، خصوصا أن هذه الأزمة قد تطول في رأيه، وهو متخوف من اندلاع مشاكل طائفية في سوريا ربما تكون لها انعكاساتها في لبنان، ولذلك فإن هاجسه الأساس يكمن في ترسيخ مناخات التهدئة السياسية وتخفيض منسوب التوتر السياسي في محاولة لتمرير العاصفة والنأي بلبنان عن الأحداث السورية.

وكشفت هذه الأوساط أن جنبلاط غير متحمس لما يسمى "المنطقة العازلة" والتدخل الخارجي في سوريا، وهو ليس مع تطور الأمور في هذا الاتجاه، خصوصا أن "المنطقة العازلة" ستكون قريبة من الحدود الشمالية اللبنانية، وهو يخشى من انعكاسات هذه الخطوة على لبنان.

أما لجهة موقف جنبلاط من "الربيع العربي" فقالت الأوساط المطلعة أنه محسوم، خصوصا أنه أول من أعلن انتسابه إلى هذا الربيع لجهة موقفه من قانون الانتخابات المطروح، واضافت أنه غير موافق على هذا القانون، وبناء على موقفه سيطول النقاش سواء في مجلس الوزراء أو مجلس النواب، وسيعمل على تمحيصه وتفنيده، خلافا للفريق الآخر الذي يبدو على عجلة من أمره ويريد إقرار المشروع في أقرب فرصة ممكنة...

جنبلاط ودمشق

الى ذلك اكد قطب اكثري لـ"الجمهورية" ان جنبلاط ما زال على خياراته في البقاء ضمن صفوف الاكثرية خلافا لكل ما يشاع ولكل التفسيرات والتأويلات التي تعطى للمواقف التي تصدر عنه. واشار الى ان المواقف التي يعبر عنها بعض نواب "جبهة النضال" ووزرائها لا تعكس بالضرورة موقف جنبلاط الذي يتابع مجريات التطورات المحلية والاقليمية والدولية الجارية كغيره من القيادات السياسية.

واذ اشار القطب ان التواصل مقطوع بين جنبلاط ودمشق في هذه المرحلة، اكد في المقابل ان التواصل بينه وبين قيادات الاكثرية متواصل ويركز على تقويم التطورات الجارية وتحصين الساحة الداخلية من اي انعكاسات خارجية.

وعلى صعيد العمل الحكومي اكد القطب ان ملف تمويل المحكمة ما يزال نقطة عالقة لان بعض اركان الاكثرية يعتبرون ان ليس هناك من نصوص تفرض على لبنان ان يساهم في هذا التمويل، واشار الى ان الحكومة قائمة وليس هناك اي توجه الى تغييرها وان الاكثرية ماضية في دعم ميقاتي من اجل ان تحقق هذه الحكومة ما امكنها من انجازات على رغم العراقيل التي تواجهها والحملات التي تشنها المعارضة عليها.

الحكومة والحملات

والى ذلك قال مصدر قريب من ميقاتي ان العمل الحكومي يسير في وتيرة عادية، وانه يواظب على عقد الاجتماعات الوزارية التي تعالج الملفات الاقتصادية والانمائية، اضافة الى موضوع الموازنة العامة لسنة 2012، ولن يتأثر بالحملات التي تشن ضده، خصوصا انها ليست بجديدة، لان فريق 14 آذار رفع منذ تأليف الحكومة شعار اسقاطها، وحملته الحالية عليها معروفة الاهداف ولن تنال لا من الحكومة ولا من رئيسها. واشار الى ان قضية استنكاف العريضي عن حضور جلسات مجلس الوزراء سببها خلاف تقني وليس سياسيا، وهذا الخلاف لن يتجاوز حدوده التقنية وهو يعالج على نار هادئة.

الحريري

في غضون ذلك قالت مصادر قوى 14 آذار أن الرئيس سعد الحريري سيطلق في الاحتفال الجماهيري الذي سيقيمه تيار "المستقبل" في 27 من الجاري في طرابلس معركة "إسقاط حكومة النظام السوري وحزب الله"،ان الحريري سواء عاد الى لبنان أم لا قبل عيد الاستقلال، فإنّه سيكون حاضرا في احتفال طرابلس مدينة رئيس الحكومة والوزراء الطرابلسيّين الخمسة، بالصوت والصورة وسواء كانت هذه الاطلالة عبر شاشة ستوضع في المكان أو باحتمال حضوره شخصيا. وأكدت ان المواقف التي سيطلقها "ستكون بداية شنّ معركة اسقاط الحكومة، انطلاقا من قراءة تفيد بأنّ دينامية سقوط النظام السوري قد بدأت، وأنّ حلفاء هذا النظام عليهم أن يعيدوا التفكير في كلّ المرحلة".

مجرمان و3 ابرياء

وعلى خط التحقيقات في جرائم "الاخوة تانليان"، قال مرجع امني معني لـ"الجمهورية" ان التحقيقات مع كل من ميشال وجورج واشقائهم الثلاثة قد شارفت على نهاياتها ويتوقع ان يحيلهم فرع المعلومات على القضاء المختص فورالإنتهاء منها وختم الملفات الخاصة بهم.

واشار الى ان التحقيقات انتهت تقريبا الى تفرد الأخوين بالجرائم المرتكبة، وان واحدا من بين اشقائهما قد يكون على علم بما كانا يقومان به، على رغم ان الأدلة لم تثبت ذلك حتى اليوم. وعزا عدم الافراج عن الأشقاء الثلاثة الآن الى أسباب تتصل بسلامتهم، وتحدث عن اتجاه الى إجراء الإتصالات اللازمة لمنع اي ردات فعل من جانب اي من اهالي الضحايا، على رغم ان احد المراجع الأمنية كان جازما في استبعاد هذا الخيار لكنه لفت الى ان ذلك من الفرضيات التي لا يجب تجاهلها على الإطلاق.

شربل لـ «الجمهورية

في مجال أخر، يدشن وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، اليوم مركز المراقبة والتحكم الخاص باعتراض المخابرات الهاتفية الذي إنشئ منذ سنوات في الطبقة الثامنة من برج الإتصالات في منطقة العدلية ايذانا ببدء العمل فيه.

 

إعتقال سيف الاسلام القذافي جنوب ليبيا والجنائية الدولية تذكر بوجوب تسليمه

نهارنت/أعلن وزير العدل وحقوق الانسان الليبي محمد العلاقي السبت أن سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي اعتقل في جنوب ليبيا، الأمر الذي علقت عليه المحكمة الجنائية الدولية بأن هناك التزام على السلطات الليبية بتسليمه. وقال الوزير الليبي إن "سيف الاسلام الذي تبحث عنه المحكمة الجنائية الدولية اعتقل في الجنوب الليبي". وفي مؤتمر صحافي في طرابلس قال قائد "عمليات الثوار في الزنتان" بشير الطيب ان رجاله "قبضوا على سيف الاسلام مع ثلاثة من مساعديه في منطقة اوباري". واضاف وسط تصفيق المحيطين به ان سيف الاسلام "سينقل الى الزنتان" (170 كلم جنوب غرب طرابلس) موضحا ان المجلس الوطني الانتقالي الذي يحكم البلاد، هو الذي سيبت في تسليمه الى المحكة الجنائية الدولية. وتعليقا على الخبر ذكر المتحدث باسم المحكمة الجنائي الدولية فادي العبد الله في اتصال هاتفي مع فرانس برس "لقد اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف وبالتالي فإن السلطات الليبية ملزمة بالتعاون مع المحكمة" مضيفا "اذا اعتبرت السلطات الليبية ان محاكمة على الصعيد الوطني ستكون الحل الافضل فعليها ان تطلب من المحكمة الجنائية الدولية عدم اقامة القضية في لاهاي بناء على مبدا التكامل". كذلك، جاء في بيان صدر عن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "يجب على السلطات الليبية ان تضمن محاكمة سيف الاسلام بما يتفق مع مبادئ المحاكمة العادلة وبالتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية". واضافت أشتون "من المهم للمصالحة الوطنية المستقبلية احضار المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبت قبل وخلال الصراع الاخير الى ساحة العدالة وتسليط الضوء على ملابسات تلك الانتهاكات". ولم يكن سيف الاسلام (39 عاما) يشغل اي منصب رسمي لكن كان له نفوذ كبير مع تحوله في السنوات الاخيرة موفد النظام الليبي الاكثر مصداقية ومهندس الاصلاحات والحريص على تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب. لكنه منذ اندلاع الثورة في منتصف شباط، داب على استخدام لهجة عدائية وخاض مقاومة شرسة من اجل انقاذ نظام والده. وقد اصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه في 27 حزيران/يونيو مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية كما اتهمته بلعب "دور اساسي في تنفيذ الخطة" التي اعدها والده "لقمع" الانتفاضة الشعبية "بكل الوسائل". وانتهى النزاع في 23 تشيرين الاول باعلان المجلس الوطني الانتقالي "التحرير الكامل" للبلاد بعد ثلاثة ايام عن مقتل معمر القذافي اثر اعتقاله في سرت شرق ليبيا. وتستهدف مذكرة التوقيف ايضا والده وكذلك صهره عبد الله السنوسي قائد الاستخبارات سابقا، وافادت مصادر في النيجر ومالي ان السنوسي لجا الى مالي نهاية تشرين الاول. واعلن الطيب ان ليس لديه معلومات بشان السنوسي لكن "مجلس الثوار" في طرابلس اوضح ان عبد الله ناكر المتحدر من منطقة الزنتان اكد استنادا الى شهود ان السنوسي شوهد في منطقة القيرة في جنوب ليبيا. وانطلقت ابواق السيارات في طرابلس ترحيبا باعتقال سيف الاسلام بعد ان ترددت في العاصمة الليبية صباح السبت شائعات عن اعتقاله.

وقد اختفى سيف الاسلام عن الانظار منذ ليل 22 الى 23 اب عندما خرج على الصحافيين الاجانب بعد ان قيل انه الثوار اعتقلوه، مؤكدا ان "كل شيء على ما يرام" في طرابلس وذلك قبل ساعات من سقوط باب العزيزية مقر القذافي في العاصمة.

 

ثورة الإسلاميين في ميدان التحرير: الإخوان والسلفيون يستعرضون قوتهم 

القاهرة -القناة  + وكالات - وائل فتحي: 19/11/2011 

تدفق مئات الآلاف من الإسلاميين المصريين على ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية أمس في أول مظاهرة لاستعراض القوة وإظهار التحدي للمجلس العسكري الحاكم والحكومة المصرية مطالبين بإسقاط وثيقة المبادئ الدستورية التي يحاول المجلس العسكري إقرارها قبل الانتخابات لإجازة الدستور بواسطة البرلمان المنتخب قبل انتخاب الانتخابات الرئاسية القادم.

ويعارض الإسلاميون هذا التوجه بشدة ويطالبون بأن تتم الانتخابات الرئاسية قبل نهاية أبريل على أن يضطلع البرلمان المنتخب بمهمة وضع وإقرار الدستور.

وشارك في المظاهرة التي تعتبر الأكبر منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك كل من الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وكل أحزاب وجماعات السلفيين الذي يعتبرون محاولة إقرار وثيقة المبادئ الدستورية محاولة من الحكومة وقلة من العلمانيين والليبراليين حسب تعبيرهم، لفرض إرادتهم على الأمة واستباق الانتخابات البرلمانية بوثيقة تصدر عن هيئات غير منتخبة.

وشاركت في المظاهرات آلاف النساء المحجبات والمنقبات ورددن الهتاف المنددة بالحكومة وطالبن بعودة العسكر للثكنات فور إجراء الانتخابات البرلمانية وضرورة تسليم السلطة للشعب بنهاية أبريل القادم.

الأجواء التي سبقت مليونية (المطلب الوحيد.. وحماية الديمقراطية) أمس عكست إلى حد كبير طبيعة خريطة القوى السياسية، حيث استبق رئيس الوزراء التظاهرة باجتماع عقده مع رئيس حزب الإخوان (الحرية والعدالة) محمد مرسي ومع الداعية السلفي محمد عبد المقصود للوصول إلى صيغة وسط حول الوثيقة، لكن الاجتماع باء بالفشل ولم يخرج إلا بوعود من القياديين الإسلاميين بان أنصارهما سينصرفون بسلام من دون اعتصام أو احتكاكات.

التظاهرة التي طغى الحضور فيها على التيار الإسلامي بمختلف توجهاته، قاطعها عدد من الأحزاب القديمة كالتجمع والوفد وبعض الأحزاب الجديدة التي تضم فلول الحزب الوطني المنحل وشنوا هجوما عليها واعتبروها تسعى إلى أسلمة الدولة.

 أجواء الثورة

وبدا لافتا أمس وجود أجواء شبيهة بأجواء الثورة، حيث حرص الإسلاميون على عدم الأكثار من الشعارات الدينية ورفع الشعارات التي تؤكد على وحدة المصريين، حيث هتف العشرات من شباب الإخوان والسلفيين شعارات تستهدف لم الشمل، وبينها (إحنا مين.. إحنا مين.. إحنا المصريين مسلمين ومسيحيين)، فيما قام الشباب الليبرالي بتشغيل أغان وطنية من خلال المنصات التي أقاموها ولم تلق اعتراضا من التيار الإسلامي. وانتشرت اللجان الشعبية على مداخل ومخارج ميدان التحرير، لتفتيش الحضور والتحقق من إثبات الشخصية، وذلك منعا لاندساس عناصر قد تؤدي إلى الشغب.

دعاية انتخابية للأحزاب الإسلامية

واستغلت الأحزاب الدينية توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين للمشاركة بجمعة المطلب الوحيد بميدان التحرير أمس فى توزيع برامج الحزب الانتخابية، وقام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بتوزيع برنامج حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لهم.

وقام أعضاء حزب النور السلفى بتوزيع منشورات على المتظاهرين المشاركين فى جمعة المطلب الوحيد حاولوا من خلالها توضيح الصورة الحقيقية للحزب وتكذيب تحريمهم للسياحة.

وشهد مدخل كوبرى قصر النيل مشدات ساخنة بين المسئولين عن تأمين الميدان من جامعة الإخوان المسلمين وبين أحد الأشخاص الذى منعوه من الدخول للميدان بحجة أن مجند بالشرطة.

وعثرت لجان تأمين الميدان عند مدخل الكوبرى على خمسة أسلحة بيضاء، بحوزة عدد من المتظاهرين الذين حضروا للمشاركة، وتحفظت اللجنة على الأسلحة، وسمحت لهم بالمرور، والغريب أن أغلبهم كان من السيدات. جدير بالذكر أن بطل العالم فى الكونغو فو شارك فى تأمين مداخل الميدان مع جماعة الإخوان المسلمين.

إقالة السلمي

وطالب الإخوان بإقالة نائب رئيس الوزراء علي السلمي، وذلك لرفضهم الوثيقة فوق الدستورية، مطالبين بسرعة تسليم السلطة للشعب، مرددين هتافات (الشعب المصري فاق ومش هيرجع ينام).

وألقى الشيخ مظهر شاهين خطيب وإمام مسجد عمر مكرم خطبة أكد فيها أن نسائم التحرير هبت مرة أخرى وفاحت روائح ثورة يناير المجيدة بعد أن أقدم بعض أعداء الثورة على القضاء عليها، مؤكدا ان الشعب أبى أن تضيع ثورته، وأتى إلى ميدان التحرير مرة أخرى معبرا عن أمله وطموحه وأهدافه، وأن يصل بثورته إلى بر الامان، ولن يفارق ميدان التحرير حتى تتحقق كل مطالب الثورة وعلى رأسها تسليم السلطة لمدنيين في مايو 2012.

التبرؤ من الوثيقة

وأصدر التحالف الديموقراطي والتيارات الإسلامية والسياسية المشاركة معه، بيانا طالبت فيه إعلان المجلس العسكري التبرؤ من وثيقة المبادئ الأساسية للدستور، لأنها اعتداء صارخ على سيادة الشعب وتفويض واضح لإراداته دون سند من واقع أو قانون، وكذلك إعلانه موعدا محددا لتسليم السلطة.

وأكد التحالف في بيانه الموقع عليه أكثر من 50 حزباً إلى جانب الائتلافات الإسلامية والحركات الشعبية، على أنهم متفقون على مطالبهم باعتبارهم القاعدة الشعبية في البلد، وعدم رضوخ المجلس العسكري لهذه المطالب يؤكد على عناده الشديد.

وألقى البيان نائب رئيس مجلس الدولة المستشار محمد فؤاد جاد الله الذي أكد (إننا مع نقل السلطة لحكومة منتخبة في موعد أقصاه مايو 2012 من خلال انتخابات مجلس الشعب وتشكيل حكومة بواسطة البرلمان المنتخب وإجراء انتخابات مجلس الشورى ثم الانتخابات الرئاسية).

وأشار إلى أن القوى السياسية الموقعة على هذا البيان اتفقت على دخول مرحلة جديدة من التصعيد السلمي في الثورة.

كما طالب المرشح المحتمل للرئاسة محمد سليم العوا المجلس العسكري برفض وثيقة الدستور، وأيضا بتسليم السلطة للمدنيين في موعد أقصاه مايو 2012 كشرطين لبقاء مصر آمنة من الفتن، مؤكدا أنه إذا رفض المجلس تنفيذ المطلبين فانه ومعه المصريين الأحرار حسبما وصفهم سيقومون بثورة جديدة ستأخذ منحى العصيان المدني ضد المجلس العسكري.

المحافظات تشتعل

 وشهدت عدة محافظات تظاهرات حاشدة تضامنا مع تظاهرة التحرير، حيث احتشد عشرات الآلاف من مختلف التيارات بالإسكندرية رفضا لوثيقة السلمي، كما طالب المتظاهرون بإسقاط المجلس العسكري، وتسليم الحكم للمدنيين. كما شهدت محافظة المنوفية مسيرة حاشدة ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها (وثيقة السلمي ونظام مبارك.. وجهان لعملة واحدة)، و(لا لوثيقة السلمي احتراما لإرادة الشعب).

ونظمت مسيرات حاشدة في محافظة السويس، غابت عنها جميع الحركات المدنية والشبابية.

وناشد الجيش الثالث الميداني في بيان له شعب السويس، أن يحافظ على مكتسبات الثورة، مؤكدا أن الجيش يتعهد بتنظيم انتخابات نزيهة، وأنه لم يخلف وعده مع الشعب.

ونظم ائتلاف شباب الثورة بالبحر الأحمر، مسيرة لإعلان تضامنهم الكامل مع مليونية ميدان التحرير، كما نظم التيار الاسلامي بالمنيا مسيرة مماثلة.

اعتصام

إلى ذلك، بدأ نحو ألفي ناشط ليلة السبت اعتصاما في ميدان التحرير بوسط القاهرة بعد ساعات من انصراف عشرات الألوف من المتظاهرين الذين كانوا احتشدوا في الميدان وأغلبهم إسلاميون أمس الجمعة لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد بتسليم السلطة في أبريل نيسان.

وأغلق المعتصمون مداخل الميدان بالحواجز وأقام المعتصمون نحو عشرة خيام في أماكن متفرقة من الميدان الذي كان بؤرة الاحتجاجات التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط.

ومنذ اسقاط مبارك الذي حكم مصر لمدة 30 سنة نظم نشطاء اعتصامات في ميدان التحرير فضتها قوات من الجيش والشرطة بالقوة. 

 

عائلة المهندس طارق عمر الربعة ارجأت الإعتصام إلى السبت المقبل

وطنية - 19/11/2011 أعلنت عائلة المهندس طارق عمر الربعة ارجاء الإعتصام الذي كان مقررا اليوم إلى السبت المقبل في 26 الحالي. واعتذر آل الربعة من وسائل الإعلام التي كانت ستغطي الحدث ومن مناصري طارق، مشيرين الى ان "التأجيل سببه الأحوال الجوية دون أي سبب آخر وتحركهم المقبل لن يؤجل ولو تساقطت الثلوج". وللمناسبة أعلنت عائلة الربعة في بيان أنه "بالرغم من المناشدة لسبعة منظمات دولية بفتح تحقيق في المخالفات القانونية، التوقيف التعسفي والتعذيب الذي تعرض له طارق وفي ظل عدم وجود إعتراف لم يجدوا من المسؤولين من يحرك ساكنا حتى الآن". وأضاف البيان: "أن الرقم الفرنسي الذي أدى إلى الإشتباه بطارق هو 0033607867583 يعود إلى شركة تاكسي مكلفة من قبل شركة ألكاتيل لنقل طارق من محطة القطارات إلى جامعة ألكاتيل في منطقة لانيون، طبعا كان هذا بأوامر شركة ألفا"، "Owner of transport TAXI Company Named Welcome V&V in tregastel - france "' لتجدوا هذا الرقم يعود للسيدة فاني تران فيفية". ‏وتابع:"أثر حجز حرية طارق السنة الماضية تسابقت بعض الصحف لنشر خبر تحت عنوان" سر الوصول إلى طارق"، وتكلموا عن رقم مشترك للمحرك الأمني لشربل القزي وطارق، لنكتشف ان هذا المحرك الأمني المزعوم هو لشركة تاكسي كما ذكرنا تواصلت مع القزي سنة 2008 عندما أرسلته شركة ألفا لحضور دورة تدريبية وكذلك طارق في سنة 2007. هذا هو السر المزعوم. إنه سر مضحك مبك. فبعد أن تبين للمحكمة هذا الأمر ورغم مناشدتنا المعنيين مباشرة وكذلك عبر الإعلام لتصليح الخطأ، إلا ان الإمعان بمحاكمة طارق ما زال مستمرا بهدف الحفاظ على ماء وجه من استخدم قضية طارق لإستهداف المحكمة الدولية، إضافة إلى ذلك يطالعنا بعض الصحفيين المأجورين الذين أعتادوا على الكذب على اللبنانيين ويكتبون بأقلامهم السوداء إمعانا بالتشهير بطارق الربعة بل تمادوا إلى حد التطاول على آل الربعة وشباب الطريق الجديدة لأنهم دافعوا عن طارق ورفضوا تصديق الروايات المفبركة من قبلهم ومن قبل من يقف خلفهم. فنقول لهم انكم مدعوون للوطنية، فأنتم تخالفون القانون بإصداركم الأحكام المسبقة ولا تظنوا بأنفسكم ان فعلكم المشبوه سيوقفنا". وختم البيان: "إن طارق سيبقى وطنيا بنظرنا وبنظر أهالي طريق الجديدة مهما زورتم الحقائق. لذلك سنرد عليكم بالدليل وسنفضح هذه المؤامرة التي بدأت تنقلب عليكم يوما بعد يوم، ومنطقة الطريق الجديدة بشيبها وشبابها ستدافع عن المهندس طارق مهما علت أصواتكم الخافتة وأقلامكم الكاذبة ونعدكم بأن تحركنا سيتصاعد حتى ترك طارق حرا".

 

نديم الجميل: عون أصبح الناطق الرسمي باسم النظام السوري

اعتبر النائب نديم الجميل انه "في حال ارتباط الرئيس نجيب ميقاتي بالنظام السوري لأنه أتى به رئيسا للحكومة فهو حر، ولكن نحن ما يربطنا بسوريا، هو الشعب، فالنظام سيرحل، والشعب هو الذي سيبقى الجميل وفي حديث تلفزيوني، أكد ان النائب ميشال عون أصبح الناطق الرسمي باسم النظام السوري

بشأن الملفات الساخنة على جدول الاعمال الدولي". إشارة إلى أنه تم التوافق على ابقاء التواصل الشخصي بين سليمان وتامر والمسؤولين البرازيليين واللبنانيين لتسهيل تحقيق الغايات المشتركة

 

الحريري خطيب مهرجان الاسـتقلال في طرابلس

المركزية/اعلن عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش ان "الرئيس سعد الحريري سيلقي كلمة في مهرجان الاستقلال الذي ينظمه التيار في طرابلس في 27 الجاري"، لافتاً الى ان "المهرجان يهدف الى احياء ثورة الارز وتوجيه اللوم الى الحكومة التي وضعت نفسها في موقع اعادة الوصاية السورية الى لبنان". وقال في حديث لـ"المركزية" "الظروف والتطورات منذ الآن وحتى الاحد المقبل هي التي ستحدد ما إذا كان الحريري سيلقي كلمته شخصياً في المهرجان ام من خلال شاشة عملاقة، واختيارنا لمدينة طرابلس لأنها معقل تيار "المستقبل" وقوى 14 آذار، ولتوجيه رسالة اساسية الى ابنها الرئيس نجيب ميقاتي مفادها ان لا ملاذ له في اي مكان بعد الآن".واكد ان "المهرجان ليس رداً على الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى طرابلس، فقرار اقامة المهرجان اتّخذ قبل زيارته". واشار الى "كلمات عدة ستلقى خلال المهرجان للنواب: سمير الجسر، بطرس حرب ومروان حمادة، وقد يلقي رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة كلمة، لكن خطيب المهرجان سيكون الرئيس الحريري"، لافتاً الى ان "المدعوين هم من ابناء الشمال، لكن إذا اراد اي كان المشاركة فلا مانع". اضاف "سيتم إطلاق عناوين سياسية جديدة لقوى 14 آذار للمرحلة المقبلة، فالمهرجان سيكون مؤشراً لانطلاق مرحلة جديدة من دون الوصول الى صدامات في الشارع". من جهة اخرى، اشار علوش الى "تعقيدات كثيرة تواجه تطبيق النسبية في الانتخابات في ظل التقسيم الطائفي والمناطقي في لبنان"، مجدداً "الالتزام باتفاق الطائف مع تعديل في المحافظات لأنه يحافظ على متانة الانصهار الوطني".وعن العلاقة بين "المستقبل" ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، ختم قائلا" "بقدر ما يقترب جنبلاط من قوى 14 آذار نلاقيه بخطوات مماثلة".

 

الموسوي: لن يكون للأصوات التي تتسلى على تويتر أي مكان في معركة المنطقة

نهارنت/رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "ما يحصل اليوم في المنطقة هو أكبر من بعض الأصوات التي تتسلى في لبنان، تارة على التويتر وتارة في أماكن أخرى"، لافتا إلى أن "ليس لهؤلاء جميعا في هذه المعركة مكان" سائلا "هل في لبنان من هو متنبه لمخاطر الحرب الأهلية في سوريا وما سيستتبع ذلك على الساحة اللبنانية؟". واشار الموسوي في احتفال حزبي في بلدة ديرقانون رأس العين إلى أن "من له مكان في لبنان هو من يقف في موقع مواجهة إسرائيل والهيمنة الأمريكية على المنطقة، وما يحصل هو أننا نشهد مخاض ولادة شرق أوسط جديد بنفوذ ضامر للادارة الأمريكية".

ويغرد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري منذ فترة على موقع "تويتر" للتواصل الإجتماعي ويطلق مواقف عدة منها تأكيده أن النظام السوري سيسقط وأن حزب الله سيسلم سلاحه إلى الجيش اللبناني.

وشدد الموسوي على أن ما "نشهده اليوم هو نزاع محتضر ينسحب مضطرا مرغما بفعل ضربات المقاومة العراقية، ولا يجد تعويضا عن انسحابه إلا في محاولة إسقاط سوريا في حرب أهلية تشل دورها وتخرجها من دائرة الصراع مع إسرائيل". ولفت إلى أن "هدف الحكومات والدول الغربية ليس الديموقراطية ولا الحرية ولا التغيير والإصلاح في سوريا، وإنما استبدال موقعها الذي خسرته في العراق بموقع في سوريا". واعتبر الموسوي أن "الجائزة الإسرائيلية حيال ما يجري في سوريا هي تحطيم قدرات الجيش السوري وتفكيكه"، مشيرا إلى "أن الحملة على سوريا تنتج مغانم يتم توزيعها، فالأمريكيون والفرنسيون يضعون يدهم على القرار السوري، لكن الجائزة الإسرائيلية هي في عدم وجود قوة عسكرية فاعلة لسوريا". ورأى "أننا اليوم أمام اتفاقية سايكس بيكو جديدة أفرادها ساركوزي وأوباما ونتانياهو وكاميرون، وهم يعملون على أساس إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة عبر تقسيمها إلى مذاهب ومناطق وأعراق ودويلات يناصب بعضها بعضا العداء والحرب، لأنهم بهذه الطريقة يحفظون أمن اسرائيل". وتوجه إلى فريق 14 آذار بالقول " المتضرر الأكبر من نجاح المشروع الأميريكي - الإسرائيلي - الأوروبي - الخليجي في المنطقة هو المراهن على هذا المشروع في لبنان، ومن لا يعرف ذلك، عليه أن يدرك أن ثمن هذا النجاح المستحيل سيكون ذا كلفة عالية وباهظة له ولدوره ولموقعه".

 

أوهام حول قانون النسبية

علي حماده/النهار     

بصرف النظر عن الكلام الجميل، والخطب الرتيبة، والاهداف النبيلة المعلنة، يتوهم الرئيس ميشال سليمان كغيره من المتحمسين لقانون انتخابات قائم على النسبية انه بذلك يستطيع اقتطاع حصة من نواب جبل لبنان الشمالي الذين حصدهم الجنرال عون في دورتي 2005 و2009. ويتوهم ايضا ان اقرار قانون الانتخاب على قاعدة النسبية من شأنه ان يبقيه على قيد الحياة في المسرح السياسي بعد العام 2014، هذا في حال فشل في تمديد ولايته. وعندما نتحدث عن اوهام رئيس الجمهورية لا نستثني البعض في قوى 14 آذار ممن يتحمسون لقانون على قاعدة النسبية للأسباب نفسها التي تحرك رئيس الجمهورية.

في مكان آخر يبدو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الآتي الى منصبه في اطار خرق فاضح للتوازنات في البلاد، وثمة من يرى ان ميقاتي رئيسا للحكومة هو في حد ذاته اعتداء على بيئته وخياراتها. فإذا كان ابن عمر كرامي قد وصف بالوزير "الشيعي السادس" في الحكومة، فإن ميقاتي هو بالمعنى السياسي "الشيعي الاول" فيها، وبالتالي فإنه اكثر العارفين بعدما تغيرت المعادلة التي اتت به رئيسا للحكومة مع إنفجار الثورة في سوريا ان ثروته معطوفة على ثروة اخيه كلها لن تسعفه في دورة 2013، حين يؤكد ابناء طرابلس مجدداً خيارهم السياسي المناوئ لـ"حزب الله" والنظام في سوريا، وسيعاقبون بأصواتهم من خان العهد وتنكر لأبناء بيئته. بناء عليه، يتوهم ميقاتي ان النسبية في الانتخابات تضمن له خوض انتخابات ينجو فيها بمقعده وربما بآخر، لكونه يدرك تماما ان تحالفا عريضا مثل 2009 كي يبقى على قيد الحياة سياسيا قد صار مستحيلاً. في مستوى ثالث يبدو "حزب الله" متحمسا لقانون انتخابي قائم على النسبية انطلاقا من انه يضبط الدوائر الشيعية كلياً، وهو بذلك قادر بوسائله المعروفة على "رعاية" اكثر من لائحة انتخابية واحدة تماما كما يحصل في الديكتاتوريات ( سوريا مثالا)، وتاليا فإنه يدير الانتخابات داخل اسوار قلعتيه في الجنوب والبقاع الشمالي كما يشاء، انما المكسب الاكبر هو ان النسبية ستمكن الحزب من اختراق البيئات الاخرى السنية والدرزية بما يسقط كل مقاومة لمشروعه في البلاد. اما الجنرال عون فللحزب طرق كثيرة لتعويضه ما قد يخسره.

لا يهمنا البحث هنا في اهداف "حزب الله"، فهو حالة "فاشستية" تشكل ذراعا لنظام خارجي. انما ما يهمنا خصوصا هو الاشارة الى الاوهام التي تجعل سليمان يقتنع للحظة انه مع بلوغه السنة الاخيرة من ولايته سيتمتع بوزن سياسي يمنح له على حساب عون، وهو حتى الآن ما وجد سبيلا ليقيم لنفسه كيانا سياسيا فعليا. وانتهى به المطاف لأن يستسلم كليا لمشيئة "حزب الله" والنظام في سوريا، مكتفيا بالانشغال ببعض النكنكات المحلية والضيقة مع ميشال عون. وتهمنا ايضا الاشارة الى انه ليس الوقت المناسب لبحث قانون انتخابات جديد، فحكومة "القتلة في لبنان وسوريا" ليس لها ان تقرر في شأن بخطورة قانون الانتخابات.

 

المعارضة: لا حوار دون مناقشة سلاح "حزب الله"... وسليمان لم يجد أرضية مشتركة للحوار

نهارنت/لم يجد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أرضية مشتركة يمكنه أن يقيم عليها طاولة الحوار التي دعا إليها منذ السادس عشر من تموز الماضي، والتي تهدف إلى "التمهيد لبلورة وتطوير أطر حوارية مناسبة لحماية لبنان وتحصينه من المخاطر الداخلية والخارجية".

وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه سيلتقي رئيس الجمهورية قبل عيد الأضحى ليعرض عليه فرص اطلاق الحوار مجدداً، وأنه سيستفسر منه عن مواقف بعض الأطراف الذين قالوا أنهم "مع الحوار ولكن". وأكد بري ثقته بموافقة الرئيس نجيب ميقاتي و"حزب الله" والعماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط على معاودة الحوار، واستعداده لمفاتحة رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في هذا الموضوع، اذا لمس من رئيس الجمهورية أن هناك أرضية يمكن الانطلاق منها". ورأى بري "أن مواضيع الحوار عديدة وملحّة، ومن أبرزها كيفية تحصين لبنان لمواكبة التطورات التي تشهدها المنطقة والحد من انعكاسـاتها المحتملة على البلد، و المطلوب في هـذا الاطار ألا يتدخل أي فريق لبناني في أحداث سوريا، و الاستمرار في سياسة النأي بلبنان عما يجري فيها". وفي هذا السياق، أبلغ رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد صحيفة "النهار" السبت، أن "حزب الله موقفه على الدوام هو تأييد الحوار، والمتحاورون يتفقون على مواضيعه. ليس للحزب شروط مسبقة ولا يقبل بشروط مسبقة". ووافق رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على الحوار، ويقول المقرّبون منه لـ"النهار"، إن "موقفه السابق بمقاطعة جلسات الحوار، لم يكن أكثر من ردة فعل على الحكومة السابقة وتصرّفاتها"، في إشارة إلى حكومة الرئيس السابق سعد الحريري. وأوضحت أوساط مقرّبة من رئيس "كتلة المستقبل النيابية" النائب فؤاد السنيورة لـ"النهار" أن "الحوار كان في وقت ما محط اعتزاز لأنه توصّل الى اتفاق على قرارات مهمة في قضايا محددة، من أبرزها المحكمة الدولية والسلاح الفلسطيني وترسيم الحدود، وهي لم تنفّذ من جانب السلطة حتى الآن، ولا حتى مع هذه الحكومة الخالية من التجاذب بين فريقين. حتى إننا نرى خروجاً عن القرار بشأن المحكمة من قبل بعض الأطراف". وأضافت أن "أطراف أساسيون في الموالاة يقولون إن سلاح "حزب الله"، ليس موضوع حوار، علماً أن الحوار تقرّر من أجله في الأساس، وهو سلاح لحزب منفصل عن الدولة، ويمتلك قدرة عسكرية وذاتية. وهو لم يستكمل ولم يتمّ الاتفاق عليه". وبدوره، سأل رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل في حديث لـ"النهار" "إذا كان الحوار حوار طرشان بما يعني أن كل انسان يأتي لكي يدلي بدلوه بأفكار مسبقة وعقائدية غير قابلة للنقاش، فلم يعد هذا بحوار. والمشكلة اليوم أن هناك مجموعة أمور اتفق عليها ولم تنفّذ حتى الآن".

 وشدد الجميل "نحن نقرّر موقفنا على ضوء اقتناعنا بأن الورقة المقدمة قادرة على انتاج النتائج المرجوّة".

ومن جهته، أبلغ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع موقفه الى رئيس الجمهورية، ورأى في "دعوة الرئيس بري الى الحوار محاولة تعويم وإنقاذ لبعض الأطراف وليس للوصول الى نتيجة"، مؤكدا عدم "استعداده لحوار كهذا إلا بوجود نية جدية لدى الفريق الآخر لحوار جدي يتناول النقطة الوحيدة التي ما زالت معلقة على جدول الأعمال وهي تحديداً سلاح حزب الله".

وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ"النهار" "نحن نرى أن الحوار ضروري ومهم، وهو الطريق الأمثل لحل المشاكل، ولكن انطلاقاً من التجربة السابقة، باتت ثقتنا بالطرف الآخر معدومة، ونعتقد أن استمرار الحوار بهذه الطريقة مضيعة لوقت الجميع، لا بل هو يصب في خانة مصلحة الفريق الآخر في المماطلة وكسب الوقت".

وأضاف مكاري أن "أي دعوة للحوار اليوم، يجب أن يسبقها تنفيذ كل ما اتفق عليه في المرحلة الأولى من الحوار، والاشارة الأولى والأهم في هذا السياق هي الالتزام بتمويل المحكمة الدولية. وفي حال تم تنفيذ البنود التي اتفق عليها، يمكن أن ننتقل الى الحوار، تحت عنوان تسليم حزب الله سلاحه الى الدولة

 

ميقاتي إلى الفاتيكان في 28 ت2: لحماية لبنان من الأزمة في المنطقة  

نهارنت/يقوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بزيارة إلى الفاتيكان في 28 تشرين الثاني، ويلتقي مع البابا بينيديكتوس السادس عشر، ومن المواضيع التي سيتباحثا فيها، الوضع في لبنان والتركيز على الاستقرار السياسي والأمني وتحصينه. وأشارت مصادر مطلعة في صحيفة "النهار" السبت، إلى أن "جدول الزيارة يتضمن العلاقات اللبنانية - الفاتيكانية، والتطورات الاقليمية وعلى الأخص الوضع في سوريا وتدارك انعكاساته السلبية على لبنان في حال سقوط النظام". وأضافت أن جدول المحادثات سيتناول تمويل المحكمة الخاصة لبنان المكلفة محاكمة المتورطين في اغتيال الرئيس الأسبق رفيق الحريري، مشيرة إلى أن "ميقاتي سيؤكد الالتزام الذي قطعه". وتوقعت المصادر أن يركّز البابا على "أهمية الوحدة بين مكونات الشعب اللبناني وضرورة إبعاد أي محاولة فتنة أو اقتتال مذهبي. وسيعقد ميقاتي لقاءات مع مسؤولين بارزين في حاضرة الفاتيكان. وأكدت أن البابا بينيديكتوس السادس عشر "يتابع عن كثب التطورات السياسية والأمنية ويأمل إبقاء لبنان في منأى عن أي تأثر بما يجري في سوريا أو أي بلد عربي".

وأوضحت أن "زيارة ميقاتي للفاتيكان ستكون الثالثة لدولة اوروبية بعد باريس ولندن، وكانت الأولى للمشاركة في اجتماع لجنة الاتصال المتعلقة بالأزمة الليبية، والثانية تحولت زيارة عمل".

ورأت المصادر أنه "ربما يتطرق الحديث الى زيارة محتملة للبابا إلى لبنان سنة 2012".

 

علوش: الصفدي وحكومته فقدوا ماء الوجه بشكل كامل 

رأى القيادي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش ان "خطوة الوزير محمد الصفدي بطلب سلفة خزينة لتمويل المحكمة الدولية هي خطوة استعراضية لأنه يعلم انه من دون موافقة الرئيس الحقيقي لهذه الحكومة وهو حسن نصر الله لن يكون هناك تمويل، وهي محاولة للابقاء على بعض ماء الوجه ولكنه هو وحكومته فقدوا ماء الوجه بشكل كامل".

وردا على سؤال قال للـanb: "يحق لكل اللبنانيين ان يقيموا احتفال بالاستقلال والاحتفال الرسمي لا يلغي الاحتفال الشعبي، وبالتأكيد هناك هدف واضح وهو بالاساس الحتفال بمناسبة الاستقلال، التأكيد على ثوابت الاستقلال المتعلقة بالحرية والسيادة وبنفس الوقت توجيه رسالة الى الحكومة بأن التصرفات التي تقوم بها هي بعيدة كل البعد عن الاستقلال لأنها اعادت تبيعة الدولة اللبنانية وحكومتها الى النظام السوري". عن احراق صورة ميقاتي الجمعة، أكد علوش اننا "لسنا مسؤولين عن تصرفات كائن من كان في هذا الخصوص ونحن ليس لدينا آلهة فالرئيس ميقاتي مثله مثل غيره من المسؤولين السياسيين قد يعبر المواطنون عن احتجاجهم اتجاهه بطريقة من الطرق. ونحن بالتأكيد ليس من عاداتنا ان نقوم بهذا النوع من التصرفات".

عن سبب الانتقال من بيروت الى طرابلس، قال علوش: "كل المناطق في لبنان مفتوحة وقد نبدأ بطرابلس وننتقل الى اي مكان في لبنان ولكن طرابلس هي احد المعاقل القوية لتيار المستقبل وعلى هذا الاساس كان الخيار من طرابلس. وهناك ايضا رسالة موجهة لرئيس الحكومة بالتاكيد".

وردا على سؤال، أضاف: "نحن حزب وتيار ليبرالي وبالطبع هناك مراجعة نقدية مستمرة لمواقفنا ولكن الموقف من النظام السوري هو بالتأكيد مبدئي وهو موجه ضد هذا النظام للجرائم التي قام بها اتجاه شعبه ولنوعية هذا النظام، اما لناحية التصرفات اليومية فهي مرتبطة بالتطورات".

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد: إذا كان ميقاتي ملتزما بالعدالة فلا يمكنه البقاء في حكومة تفك الارتباط بالمحكمة

 وطنية - 19/11/2011 رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري أنه "إذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ملتزما ومقتنعا بمسار العدالة وقضية الشهداء، فلا يمكنه البقاء في حكومة تفك ارتباط لبنان بالمحكمة الدولية"، مجددا التأكيد على أن المحكمة هي "التزام بمسار العدالة". وعلق القادري، في حديث الى قناة الـ"mtv"، على ما يثار حول إستخدام الرئيس سعد الحريري لموقع "تويتر" للتواصل مع الناس، فاعتبر أنه "ليس غريبا على شخصية الرئيس الحريري وتفكيره أن يستخدم شيئا جديدا، وهذا التواصل متاح لكل الناس الذين إشتاقوا للتواصل معه شخصيا"، مشيرا الى أن "إحتمالات عودة الرئيس الحريري إلى لبنان أصبحت أقرب وأفضل". وعما نقلته صحيفة "المستقبل" عن مصادر متابعة في العاصمة الفرنسية بأن باريس لم تتفاجأ من الموقف اللبناني في جامعة الدول العربية، الذي صوت ضد العقوبات التي إتخذتها الجامعة على سوريا، وأنها جمدت علاقاتها مع كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قال: "فرنسا دائما تؤكد مسألة تعاون لبنان مع الشرعية الدولية، وخصوصا في موضوع المحكمة الدولية، وفرنسا ترى أن الحكومة اللبنانية تنفذ أجندات "حزب الله" في لبنان".

أما عن زيارة وفد من قوى "14 آذار" للنازحين السوريين في وادي خالد، فأكد القادري ان "ما جرى يحسب لنا وليس علينا، وهذا التحرك إنساني من منطلق أبسط الواجبات والمسؤولية الوطنية العربية والقومية، فتحركنا تحرك غير مسبوق، وحتى (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان والمسؤولين الأتراك لم يفعلوه حتى الآن"، مبديا أسفه لكون "ترسيم الحدود اللبنانية - السورية يتم الآن بالألغام من قبل النظام السوري". إلى ذلك، علق القادري على ما يتردد عن تهريب السلاح إلى سوريا، بالقول إن "التحقيقات أثبتت أن السلاح الذي يحكى عنه سلم من قبل "حزب الله" لحلفائه في البلد"، سائلا "من أغرق البلد بالسلاح؟ بالتأكيد ليس نحن، فحن رفعنا شعار بيروت منزوعة السلاح كما رفعنا شعار طرابلس منزوعة السلاح ولم يستجب أحد لنا".

وفي سياق آخر، قال القادري إن "من يمسك قرار هذه الحكومة وشكلها يقول إن المتهمين بقضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري هم عناصر منه"، مضيفا إن "حزب الله يقول علنا على لسان مسؤوليه إن المتهمين عناصر منه وناس شرفاء منزهون وممنوع المس بهم". وأكد أنه "إذا تم إقرار بند تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يكون الرئيس نجيب ميقاتي والحكومة اللبنانية قاما بأبسط واجباتهما وهذا ليس لهما فيه جميل على أحد"، مشددا على أن "المحكمة هي التزام بمسار العدالة وقضية الشهداء وليست موضوعا ماليا". إلا ان القادري إستبعد أن "يمر بند التمويل (داخل الحكومة) لأن "حزب الله" وحلفاءه يعتبرون المحكمة إسرائيلية - أميركية تتآمر على المقاومة"، معتبرا أنه "إذا كان الرئيس ميقاتي ملتزما ومقتنعا بمسار العدالة وقضية الشهداء فلا يمكن أن يبقى في حكومة تغطي كل هذه الأمور وتفك ارتباط لبنان بالمحكمة، والذين إستشهدوا كان الرئيس ميقاتي حليفهم في الانتخابات، فإذا كان هذا الموضوع موضوعا مبدئيا لديه فلا يبقى في مكانه".

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق : ما يحكى عن حرب أهلية في لبنان للتخويف فقط

 وطنية - 19/11/2011 اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق ان "كل ما يحكى عن حرب اهلية في لبنان هو للتخويف فقط، اذ ان الحرب الاهلية تحتاج الى طرفين وهذا غير موجود حاليا في لبنان" . ورأى المشنوق في حديث الى اذاعة "الشرق" ان "لبنان ليس معرضا لمسائل أمنية كبرى، بل كل ما هنالك صراع سياسي حاد جدا جدا في لبنان بشأن ما يجري في سوريا" ، مشيرا الى ان "خياراتنا كلبنانيين محدودة جدا لذلك الامر مقتصر فقط على الصراع السياسي". وقال: "انا احترم فخامة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) وأريده ان يكون الحكم الفاصل، ولكني لا ارى ذلك بل رئيس الجمهورية يتصرف "ضربة على الحافر وضربة على المسمار" وانا اقول رأيي بموقفه وليس بموقعه" . ولفت الى انه "في بعض الاحيان يتصرف رئيس الجمهورية وكأنه حكم، ولكن في أكثر الاوقات ينضم في مواقفه الى فريق الاكثرية الحالية والبلد لا ينقصه اصطفافات" . وعن إعادة إطلاق طاولة الحوار برئاسة رئيس الجمهورية، قال المشنوق: "لست مع إعادة إطلاق الحوار الوطني في ظل الحكومة الحالية" .

وتعليقا على تصويت لبنان ضد قرار الجامعة العربية في القاهرة وتعليق عضوية سوريا فيها، قال المشنوق: "اسوأ أمر حصل لنا ان لبنان بقي وحده مع اليمن بمواجهة 18 دولة عربية، وصوت بدم بارد مع إراقة دماء الشعب السوري" . وأكد ان "الثورة السورية لن تعود الى الوراء ولذلك قلت منذ فترة عن الرئيس بشار الأسد بانه اصبح رئيسا سابقا". من جهة اخرى، تطرق المشنوق الى موضوع تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فرأى ان "هذه الحكومة لن تمول المحكمة الدولية لا بمقايضة ولا بصفقة" . أضاف: "تمويل المحكمة هو امر مبدئي وليس قضية فلوس، بل تمويل المحكمة حق للشهداء وحق لجمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحق لأكثرية اللبنانيين المطالبين بالمحكمة" . وإعتبر ان "ما قاله الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله بأن تمول المحكمة من جيوب الأمراء هو اهانة لرفيق الحريري ولمكانته السياسية ولجمهور رفيق الحريري" . ولفت المشنوق الى ان "النسبية في قانون الإنتخابات هي لمصلحة الحداثة ولكن يلزمها ظروف معينة وشروط لا أراها متوفرة الآن" ، مؤكدا انه "لن نقر قانون انتخابات كمجموعة سياسية الا اذا كان المسيحيون مطمئنين ومتفهمين" . أضاف: "انا مع النسبية ولكن يجب ان يكون هناك ظروف سياسية وامنية تحمي هذه الحداثة اذ لا يمكن للسلاح وللصواريخ المتواجدة عندنا ان تحمي هذه الحداثة" . وفي ما يتعلق بفصل النيابة عن الوزارة، أجاب المشنوق: "اذا كان هناك فصل للنيابة عن الوزارة فليشمل الكل بمن فيهم رئيس الحكومة. هذه الحكومة ليست ماشية بل هذه الحكومة معطلة مثلها مثل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعد اتفاق الدوحة ومثل حكومة الرئيس سعد الحريري بعد حكومة الرئيس السنيورة" .

 

رئيس الجمهورية أجرى محادثات مع نائب الرئيس البرازيلي وتوافق على تطوير العلاقات وتشجيع الانتقال للديمقراطية في الشرق الاوسط والعالم

سليمان: نقدر دعم البرازيل للبنان ولقضايا العرب العادلة وفي جوهرها قضية فلسطين على يقين أن مكانة البرازيل ستساعد في الدفع باتجاه خلق الظروف المناسبة

لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط على قاعدة قرارات الشرعية الدولية

نائب الرئيس البرازيلي ميشال تامر: لبنان بوابة الشرق الاوسط ومستعدون لمواصلة الدعم السياسي والاقتصادي له

وطنية - 19/11/2011 توافق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ونائب الرئيس البرازيلي ميشال تامر على أهمية تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين لبنان والبرازيل في شتى المجالات، بما يخدم المصلحة المشتركة للشعبين الصديقين، وعلى اهمية تشجيع الانتقال الى الديموقراطية في الشرق الاوسط وفي العالم.

وشدد سليمان على اهمية اصلاح الامم المتحدة والمنظمات المالية العالمية، واهمية انخراط البرازيل في مجلس الامن الدولي كعضو دائم. وطلب مساعدتها في الضغط على اسرائيل لارغامها على تطبيق القرار 1701 ولاحقاق الحق في فلسطين وفقا لقرارات الشرعية الدولية بعيدا عن أي شكل من اشكال التوطين.

وإذ شدد على اهمية السعي لبناء شراكة استراتيجية حقيقية بين البلدين والشعبين، فانه رأى إمكانا لجعل لبنان قاعدة استثمارية صناعية وتجارية للبرازيل، وابدى رغبته في منح تامر الجنسية اللبنانية الذي قبل بدوره هذه الرغبة. كذلك، طلب اليه نقل دعوة الى الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف لزيارة لبنان.

من جهته، اعتبر تامر ان لبنان هو بوابة الشرق الاوسط، معربا عن استعداده لمواصلة الدعم السياسي لاستقلاله وسيادته وسلامة اراضيه، ولتقديم الدعم الاقتصادي له وتعزيز التبادل التجاري معه.

وقدر نائب الرئيس البرازيلي دور سليمان في القيادة التي حافظت على ديموقراطية لبنان في هذا الوقت الدقيق بشكل خاص في وجه العاصفة التي تهب على البلدان المجاورة وعلى كل العالم العربي، مثمنا الحضوراللبناني الفاعل في الحياة البرازيلية.

مواقف سليمان وتامر جاءت خلال محادثاتهما في قصر بعبدا اليوم، وحفل الغداء الذي اقيم على شرف الضيف البرازيلي.

الوصول

وكان نائب الرئيس البرازيلي وصل الى القصر الجمهوري عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، في بداية زيارة رسمية يقوم بها للبنان، حيث كان نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل في استقباله عند الساحة الخارجية للقصر، وقدمت له سرية التشريفات التحية وعزف النشيد الوطني البرازيلي قبل ان يستعرض حرس الشرف.

لقاء

وعند مدخل بهو القصر استقبله سليمان، لينتقلا الى صالون السفراء بين ثلة من رماحة لواء الحرس الجمهوري، حيث عقدا لقاء ثنائيا تناول العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها. وقد اعرب تامر عن اعتزازه بجذوره اللبنانية، فيما قدر سليمان دور نائب الرئيس البرازيلي واركان الجالية اللبنانية في المجتمع البرازيلي.

وحضر اللقاء عن الجانب اللبناني المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير ومستشار رئيس الجمهورية السفير ناجي ابي عاصي. فيما حضر عن الجانب البرازيلي، سفير البرازيل لدى لبنان باولو روبرتو كامبوستاريس دافونتورا ورئيس المستشارين الديبلوماسيين البرازيليين السفير كلاوديو فريديريكوماتوس ارودا.

لقاء موسع

بعد ذلك، انتقل سليمان والضيف الى قاعة مجلس الوزراء حيث عقد لقاء موسع شكر في بدايته رئيس الجمهورية البرازيل على وقوفها الى جانب لبنان ومشاركتها في اليونيفيل بقوة بحرية وصلت على متن البارجة الحربية، وطلب مساعدة البرازيل في الضغط على اسرائيل لارغامها على تطبيق القرار 1701 ولاحقاق الحق في فلسطين وفقا لقرارات الشرعية الدولية بعيدا عن أي شكل من اشكال التوطين.

وشدد رئيس الجمهورية على اهمية تعزيز التعاون بين البلدين على الصعيدين الاقتصادي والثقافي، معربا عن اعتزازه بالنجاحات التي حققها المغتربون اللبنانيون في العالم، وبصورة خاصة في البرازيل، في مجالات السياسة والاقتصاد والفن والمهن الحرة، وبالدور الذي يلعبونه لتوطيد علاقات التعاون والصداقة بين البلدين. كما شدد على اهمية اصلاح الامم المتحدة والمنظمات المالية العالمية، واهمية انخراط البرازيل في مجلس الامن الدولي كعضو دائم.

وابدى سليمان رغبته في منح تامر الجنسية اللبنانية، وقد قبل هذه الرغبة بامتنان وسرور. كذلك، طلب منه نقل دعوة الى الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف لزيارة لبنان.

من جهته، اعتبر تامر ان لبنان هو بوابة الشرق الاوسط، معربا عن استعداده لمواصلة الدعم السياسي لاستقلاله وسيادته وسلامة اراضيه، ولتقديم الدعم الاقتصادي له وتعزيز التبادل التجاري معه.

وحصل توافق على اهمية تشجيع الانتقال الى الديموقراطية في الشرق الاوسط وفي العالم.

كما تم التوافق على ابقاء التواصل الشخصي بين سليمان وتامر والمسؤولين البرازيليين واللبنانيين لتسهيل تحقيق الغايات المشتركة.

وحضر اللقاء الموسع عن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، وزير الدولة الوزير المرافق مروان خير الدين، المدير العام لرئاسة الجمهورية، السفير ابي عاصي، المدير العام في الرئاسة الدكتور ايلي عساف، المستشار في رئاسة الجمهورية العميد الركن سالم ابو ضاهر، مستشار الرئيس السفير بهجت لحود، المستشار العسكري للرئيس سليمان العميد عبد المطلب الحناوي، رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اديب ابي عقل. اما عن الجانب البرازيلي، فشارك السفير البرازيلي، رئيس المستشارين الديبلوماسيين البرازيليين، المستشار الاعلامي لنائب الرئيس مارسيو دي فريتاسغوميس، رئيس المستشارين البرلمانيين رودريكو سانتوس داروشا، رئيس قسم الشرق الاوسط في الرئاسة البرازيلية الوزير كارلوس ريكاردو مارتنزسيليا، نائب رئيس المستشارين الديبلوماسيين بومبوادروشينيتو والمستشار الديبلوماسي ماركوس ريكتور توليدو سيلفا.

وخلال اللقاء، تطرق الجانبان الى واقع العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات.

تبادل أوسمة

بعدها دخل سليمان ونائب الرئيس البرازيلي الى صالون السفراء حيث تم تبادل للاوسمة، فقلد رئيس الجمهورية الضيف وسام الارز الوطني من رتبة الوشاح الاكبر، فيما قلد تامر سليمان وسام الصليب الاكبر من رتبة ريو برانكو في بادرة استثنائية، اذ ان هذا الوسام يقلده فقط رئيس البرازيل بصورة استثنائية لكبار الضيوف، وذلك قبل أن يدون في السجل الذهبي للقصر الجمهوري العبارة الآتية:

"انني افتخر اليوم كثيرا باللقاء الذي عقدته مع فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان في هذا البلد الرائع الذي ولد وترعرع فيه آبائي واجدادي. واتوجه باسم حكومة وشعب البرازيل باطيب التمنيات وعبارات الامتنان الى الرئيس سليمان وكل الشعب اللبناني".

أرزة صداقة

ثم توجه نائب الرئيس البرازيلي برفقة رئيس الجمهورية الى حديقة الرؤساء حيث زرع أرزة الصداقة بين لبنان والبرازيل، واطلع على اللوحة الجديدة التي دون عليها تاريخ الزيارة، وقدم له الرئيس سليمان شهادة موقعة منه تخليدا لهذه الذكرى.

السيدتان سليمان وتامر

وعلى هامش الزيارة، استقبلت اللبنانية الأولى السيدة وفاء سليمان، في القصر الجمهوري، عقيلة تامر السيدة مارسيلا. وكان اللقاء مناسبة للبحث في مواضيع مختلفة ذات اهتمام مشترك، وتطرق الحديث الى الأوضاع الاجتماعية والإنسانية في لبنان، بالاضافة الى وضع الجالية اللبنانية ودورها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية البرازيلية، حيث تمكنت من الاندماج ولعب دور ريادي على الصعد كافة.

واكدت سليمان وتامر على عمق الروابط التاريخية المتعددة التي تربط الشعبين اللبناني والبرازيلي، وشددتا على وجوب تفعيل أوجه التواصل والتعاون بين البلدين.

واطلعت سليمان من تامر على نشاطات الهيئة الوطنية لشؤون المرأة التي ترأسها والتي تعمل على صيانة حقوق المرأة اللبنانية بما يعزز موقعها في المشاركة بصناعة القرار الوطني.

ورحبت سليمان بتامر متمنية لها اقامة طيبة في لبنان مثنية على البرنامج الخاص لزيارتها والذي سيتضمن زيارة مغارة جعيتا ومدينة جبيل والمتحف الوطني والمعهد الثقافي اللبناني- البرازيلي وبلدة بتعبورا مسقط رأس زوجها.

صور تذكارية

ثم انضمت السيدة الاولى وقرينة نائب رئيس البرازيل الى الرئيس وضيفه في صالون السفراء حيث عقد لقاء رباعي وتم التقاط الصور التذكارية، لينضم اليهم في ما بعد رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ليتم التقاط الصور التذكارية.

مأدبة غداء

وبعد استراحة قصيرة، أقام رئيس الجمهورية والسيدة وفاء عند الواحدة من بعد ظهر اليوم مأدبة غداء على شرف نائب الرئيس الضيف وعقيلته والوفد المرافق، حضرها عن الجانب اللبناني، بري وعقيلته، ميقاتي، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وعقيلته، مقبل وعقيلته، الرئيس امين الجميل وعقيلته، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس فؤاد السنيورة وعقيلته، وزراء، السفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشا، السيدة نايلة معوض، هيئة مكتب المجلس النيابي، رؤساء اللجان النيابية، أعضاء لجنة الصداقة اللبنانية- البرازيلية في مجلس النواب، قائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية، عميد السلك الديبلوماسي، سفراء دول اميركا اللاتينية والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن المعتمدون في لبنان، سفراء الدول العربية، سفراء لبنان السابقون لدى البرازيل، قائد قوات الطوارئ الدولية في لبنان الجنرال البرتو اسارتا، رؤساء السلطات القضائية، أعضاء السلك الاداري والنقابي والهيئات الاقتصادية والمالية، المحافظون، ممثلو وسائل الاعلام اللبنانية، إضافة إلى المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، ومستشارو رئيس الجمهورية، وقائد لواء الحرس الجمهوري العميد وديع الغفري وكبار موظفي الرئاسة.

وعن الجانب البرازيلي، حضر المأدبة أعضاء الوفد المرافق لنائب لتامر.

سليمان

وألقى سليمان في بداية مأدبة الغداء الكلمة الآتية: "يسرني أن أرحب بكم وبالسيدة عقيلتكم وبالوفد البرازيلي الرسمي المرافق أجمل ترحيب، يخالجني في هذه اللحظة التاريخية بالذات، شعور بالتقدير والاعتزاز. التقدير أولا لمواقف البرازيل المشرفة، الداعمة باستمرار لسيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه، ولقضايا العرب العادلة، وفي جوهرها قضية فلسطين. وقد تمثل هذا الدعم اخيرا بإعلان البرازيل اعترافها بحق دولة فلسطين في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومساهمتها في ضمان فوزها بعضوية منظمة الأونسكو منذ أسابيع قليلة.

كما وقفت البرازيل دوما إلى جانب لبنان، وبخاصة أيام الأزمات والمحن. وقد سعينا لتنسيق مواقفنا خلال فترة عضويتنا في مجلس الأمن عامي 2010 و2011، من منطلق التزامنا المشترك بشرعة الأمم المتحدة وبقراراتها؛

علما بأن لبنان نظر بإيجابية منذ البدء، إلى حق البرازيل في الحصول على عضوية دائمة في هذا المجلس المسؤول أصلا عن المحافظة على الأمن والسلم الدوليين.

وفي مجال التضامن مع لبنان، والوفاء لدورها في مجال المشاركة في عمليات حفظ السلام في مناطق مختلفة من العالم، التزمت البرازيل بإرسال قوة بحرية للالتحاق بقوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب، سعيا لتنفيذ القرار 1701. فبالإضافة إلى المجموعة البرازيلية الصغيرة التي التحقت بالقوات الدولية خلال الأشهر الماضية، ها أن بارجة برازيلية قد أتت، لتنضم إلى عداد هذه القوات منذ أيام، وعلى متنها 259 ضابطا وعنصرا؛ وسيسرني سيادة نائب الرئيس، الامخار على متنها، برفقتكم، يوم الاثنين القادم، تأكيدا على صداقتنا وشراكتنا.

وإني على يقين بأن مكانة البرازيل ومبادراتها على الصعيد الدولي، ستساعد في الدفع باتجاه خلق الظروف المناسبة لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، في أقرب الآجال، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام بجميع بنودها، ومنها ما يتعلق برفض أي شكل من أشكال التوطين.

أما الاعتزاز، فبملحمة الانتشار اللبناني في مختلف أصقاع العالم، حيث تمكن مواطنون من أصل لبناني، من رفع تحديات التأقلم والتقدم بامتياز، ومن تبوء أرفع المناصب في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية للدول التي اختاروها كموطن ثان لهم، مذ بدأت الهجرة في نهايات القرن التاسع عشر. فكان منهم رؤساء جمهوريات كخوليو سيزار طربيه، وفلاسفة كجبران خليل جبران، وأطباء كمايكل دبغي، وفنانون كداني توماس، ورجال أعمال وادباء لمعوا هذا العام او خلال الاعوام المنصرمة ككارلوس سليم وكارلوس غصن ونيكولا حايك وامين معلوف وغيرهم وغيرهم الكثيرين بطبيعة الحال، إذ لم أذكر أسماء بعض المجلين منهم إلا على سبيل المثال.

وها أنه يشرفنا ويسعدنا بحضوره وصداقته هذا المساء، وبمشاركته لنا فرحة عيد الاستقلال، أحد أبرز أبناء المهاجرين اللبنانيين الأوائل إلى البرازيل، وقد أصبح يتبوأ اليوم منصب نائب رئيس الجمهورية الفدرالية البرازيلية، التي تعتبر من أعظم دول العالم، وأكبرها مساحة، وأكثرها تنوعا وغنى وتضامنا مع قضايا الحق والعدل والسلام والتنمية والكرامة الإنسانية، وقد تسنى لي الاطلاع على مدى تقدمها وعمرانها، خلال زيارتي الرسمية للبرازيل العام الماضي، والتي أحفظ عنها وعن حسن استقبالكم لنا أطيب الذكريات.

وكانت البرازيل قد تمكنت منذ سنوات، من تخطي المصاعب الاقتصادية والمالية التي كانت تواجهها، لتصبح اليوم في المرتبة السادسة عالميا من حيث قوة الاقتصاد وتماسكه، وحققت نجاحا كبيرا في قيادة حملة رائدة وشجاعة للقضاء على الفقر. وقد كنتم حضرة نائب الرئيس، رفيقا للرئيس البرازيلي السابق "لويس ايناسيو لولا دا سيلفا" في هذا النضال، من موقعكم في رئاسة المجلس النيابي، مما أدى إلى نهضة البرازيل بصورة غير مسبوقة. وأنتم تسيرون حاليا على نفس الخطى، إلى جانب الرئيسة DilmaRousseff، إكمالا لهذه المسيرة الميمونة.

آمل ونحن نجدد اليوم عرى صداقتنا وتعاوننا على الصعيدين السياسي والإنساني، أن ننطلق لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية والتجارية والثقافية، مستفيدين من خبرتكم وقدراتكم، ومن الطاقات الهائلة التي يمتلكها ملايين البرازيليين المتحدرين من أصل لبناني، ولبنانيو المهجر بشكل عام، سعيا لبناء شراكة استراتيجية حقيقية بين بلدينا وشعبينا. ونرى في هذا المجال، إمكانية لجعل لبنان قاعدة استثمارية صناعية وتجارية للبرازيل، لحاجات التبادل الثنائي، كما وللانطلاق من هذه الأرض الصديقة التي يتمتع أبناؤها بقدرة على نسج العلاقات الإنسانية وموهبة على الانخراط المرن والبناء في الدول التي يقصدونها، لتوسيع آفاق التعاون مع العالم العربي الذي يسير باطراد نحو الإصلاح والديموقراطية.

فمن أجل صداقة نفتخر بها بين لبنان والبرازيل، وعملا بقوة التزامنا بالعمل معا من أجل تعزيز علاقاتنا الثنائية في مختلف الميادين، أشرب نخب صحتكم وهنائكم الشخصي حضرة نائب الرئيس، وصحة وهناء السيدة عقيلتكم، آملا أن تنقلوا إلى السيدة DilmaRousseff، رئيسة جمهورية البرازيل الفدرالية، التي شرفتني بمنحي وساما استثنائيا بمناسبة زيارتكم للبنان، خالص شكري وتقديري، وأصدق تمنياتي لها بالهناء والنجاح في رفع شأن البرازيل وعزته وتقدمه وازدهاره".

تامر

ورد تامر بالكلمة الآتية: "شرف لي ويسعدني ان ازور لبنان، مرة اخرى، اليوم وبصفتي نائب رئيس جمهورية البرازيل. ان استقبال الرئيس العماد ميشال سليمان والشعب اللبناني لي، الاخوي والحار، في ارض اجدادي حرك في مشاعر حقيقية. وانا على يقين بان هذا الشعور يتقاسمه معي كل اللبنانيين الذين شاهدوا احباءهم، على مدى الاجيال، يغادرون لبنان، لبناء حياة جديدة في عالم جديد. ويشاركني ايضا هذا الشعور كل البرازيليين، وعددهم ليس بقليل، من آباء واجداد غادروا يوما بلاد الارز وانطلقوا للمساهمة في اعمار بلد واقع في المناطق المدارية.

في شهر نيسان من العام الماضي، سررت كثيرا بلقائكم شخصيا في بلدي. آنذاك، كنت رئيسا لمجلس النواب وقد التقيت بفخامتكم خلال زيارتكم البرازيل في العام الذي احتفلنا فيه بذكرى مرور مئة وثلاثين سنة على الاغتراب اللبناني. خلال برنامجكم الواسع في برازيليا وساو باولو وريو دي جانيرو التقى فخامتكم شخصيات ورجال اعمال ورجال دين وممثلين عن الجالية اللبنانية- البرازيلية، كما وقع فخامتكم على اتفاقيات مهمة في مجال التعاون الرياضي والتطور الاجتماعي. وانا متأكد انكم خير شاهد خلال زيارتكم على العلاقات الوطيدة بين شعبينا وحيوية صداقتنا.

ان مصدر هذه الحيوية يعود الى شهر تشرين الثاني سنة 1876 حين زار لبنان آخر امبراطور للبرازيل دوم بيدرو الثاني حيث قطع البلاد من بيروت الى البقاع. بعد سنين قليلة بدأ التدفق الشعبي يزداد ودام طوال العقود الاخيرة من القرن التاسع عشر، كما استمر خلال القرن العشرين وما زال حتى اليوم يقطع البحر المتوسط والمحيط الاطلسي بالاتجاهين. بفضل هذا المسار الجبار، اقف اليوم امام فخامتكم لاذكر وبكل فخر ان حوالي عشرة ملايين برازيلي هم متحدرون من اصل لبناني. وهذا يعني ان شعبينا اكثر من اصدقاء بل هما اخوة.

في شهر كانون الاول 2003 اصلح الرئيس السابق لولا الدين التاريخي الذي كان لدينا مع الشعب اللبناني. فمنذ الزيارة المئوية التي قام بها الامبراطور بيدرو الثاني، لم يقم اي رئيس برازيلي بزيارة لبنان. وهكذا ملأ الرئيس السابق هذا الفراغ، واكثر من ذلك، فقد دعا الى اقامة اول قمة بين بلدان اميركا الجنوبية والبلدان العربية في برازيليا في ايار 2005. وفي هذه المناسبة، ترأس الوفد اللبناني الرئيس نجيب ميقاتي الذي سيكون لي شرف اللقاء به بعد غد.

ان ميزة العلاقات بيننا لا تقتصر فقط على الاحتفالات، بل كانت هناك لحظات صعبة عندما كان السلام مهددا وسارعت البرازيل الى مد يد العون الى لبنان. في عام 2006 شاركنا في المؤتمر الدولي للمانحين في استوكهولم عندما اعلنا عن منح مبلغ 500 الف دولار اميركي يصرف في مشاريع انسانية لمنظمة الامم المتحدة. وفي عام 2007 كنا البلد الوحيد من بلدان اميركا اللاتينية في مؤتمر باريس 3 عندما اعلنا منح مليون دولار اميركي لصالح لبنان. وشاركنا ايضا في الجهود الحالية لاعادة اعمار مخيم اللاجئين في نهر البارد، وقد ساهمنا بمبلغ 200 الف دولار اميركي عام 2008 وبمبلغ 500 الف دولار اميركي عام 2010. وفي المقابل في عام 2006 قدمت لنا الحكومة اللبنانية الدعم الكامل عندما اضطرت البرازيل، وبشكل طارىء الى سحب 3000 الاف مواطن برازيلي من اماكن النزاع، وفي السنة ذاتها سمحت لنا بتدشين مرة اخرى القنصلية العامة في بيروت من اجل تلبية حاجات 100 الف برازيلي مقيم في لبنان وعدد كبير من اللبنانيين الذين لهم مصالح واعمال تجارية في البرازيل.

بعد ثلاثة ايام يحتفل لبنان بعيد استقلاله، على مدى ما يقارب السبع عقود شهد لبنان مراحل ازدهار وصعوبات ايضا. وفي اصعب اللحظات، برز جهد مهم لما يزل حتى اليوم من قبل المجتمع الدولي للحفاظ على السلام والاستقلال وسيادة الشعب اللبناني تجسد بوجود قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل". القوات البحرية التابعة لليونيفيل هي حاليا بقيادة الاميرال لويز انريكي كارولي من البحرية البرازيلية. ويشرفني ان اجدد اليوم الالتزام البرازيلي بهذه المهمة مع وصول الفرقاطة "اونيون" للالتحاق ببقية السفن التي هي ايضا بقيادة الاميرال كارولي. في تشرين الاول غادرت الفرقاطة "اونيون" البرازيل وعلى متنها حوالي 260 عنصرا من البحرية البرازيلية للانضمام الى القوات الدولية لحفظ السلام.

ان الجهد البرازيلي في سبيل الاستقرار وامن لبنان لن يؤتي ثماره لولا مبادرة الشعب اللبناني الذي، بغض النظر عن الانتماء الديني والسياسي، يسعى الى تأمين جو من السلام والازدهار في بلده وفي محيطه الاقليمي. وعلى سبيل التقدير، اسلط الضوء على دور فخامتكم، سيدي الرئيس، في القيادة التي حافظت على ديموقراطية لبنان في هذا الوقت الدقيق في شكل خاص في وجه العاصفة التي تهب على البلدان المجاورة وعلى كل العالم العربي. وفي مواجهة مثل هذه الاضطرابات، يسعدني ان الاحظ ان البرازيل ولبنان- كلاهما عضو غير دائم في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لفترة السنتين 2010-2011- تمكنا من الحفاظ على مستوى عال من التنسيق والتقارب في المواقف بشأن الملفات الساخنة على جدول الاعمال الدولي.

وكما صرحت الرئيسة ديلما روسيف امام الجمعية العامة للامم المتحدة بان البرازيل الذي تربطه علاقات ودية مع جيرانه منذ اكثر من 140 عاما، على استعداد لتحمل مسؤولية صون السلام والامن الدوليين. ان بلدنا، وكما قالت رئيسة الجمهورية، هو شعاع للسلام والاستقرار والازدهار في منطقتنا. واننا نود ان نرسخ جذورنا ايضا في هذه الجهة من العالم. في البرازيل هناك اشخاص من جميع المذاهب ومن اصول مختلفة يعيشون بانسجام. وهذا ما نتمناه ايضا للبنان. فقط ضمن اطار هكذا تناغم يمكن ان يزدهر النمو الاجتماعي والاقتصادي وهذا ما يستحقه الشعبان البرازيلي واللبناني. ففي البرازيل جلبت الديموقراطية الاستقرار الاقتصادي وسمحت بدورها بخروج 40 مليون شخص من الفقر في اواخر الاعوام الثمانية. وكذلك في لبنان، فان التعمق في الديموقراطية يسمح باحلال السلم الاجتماعي والتطور للجميع. ليس بامكاني عدم ذكر التحديات الاقتصادية التي يجب ان نواجهها. ففي خلال الاعوام الثمانية الماضية زاد التبادل التجاري بين البلدين بنسبة اربعة اضعاف. واليوم يتبادل شعبانا في الحقل التجاري ما يوازي 230 مليون دولار اميركي. هذه قيمة مهمة جدا ولكنها بعيدة عن امكانية البلدين. فالبرازيل هي في المرتبة 20 فقط في لائحة الدول المستفيدة من صادرات لبنان. وبين منشأ الواردات اللبنانية نحن في المرتبة 46. لدينا واجب التعهد سويا ان نعكس في الحقل الاقتصادي العلاقات المميزة التي لدينا في المجالات الاخرى.

انا متأكد بان زيارتي هذه تمثل رغبة عشرة ملايين برازيلي الذين، على مثالي، يفتخرون باصلهم اللبناني. انا امثل هنا اليوم ليس فقط دولة البرازيل التي تترأسها فخامة الرئيسة ديلما روسيف بل ايضا قسم كبير من الشعب الذي يعطي اهتماما كبيرا الى جذوره ويسعى الى الحفاظ على روابط الدم التي تجمعنا من دون التخلي عن الحب والولاء للبرازيل.

خلال يومين يسرني ان اسلم الفرقاطة "اونيون" الى القوات الدولية لحفظ السلام الموجودة هنا. ان اختيار هذا الاسم ليس بمصادفة وهو يعني الاتحاد الذي نتمناه للشعب اللبناني بجميع اديانه ومذاهبه وانتماءاته السياسية او الايديولوجية. هذا ما نتمناه لشعبينا: الاتحاد. وتمنياتي ان تكون الفرقاطة "اونيون" شعاعا للسلام في المنطقة. وهنا اشدد على ان الاتحاد بين الجميع يؤدي الى الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والنمو الاجتماعي الذي يسعى اليه كل اللبنانيين وهم يستحقون ذلك".

 

طاولة الحوار – 4: ما يمنع وما يتعارض

النهار/منذ السادس عشر من تموز الماضي، والدعوة الى معاودة الحوار التي اطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان من دارته في عمشيت، تتأرجح في عالم العصف الفكري بين موالاة تؤيدها ومعارضة تتحفّظ عنها. رئيس الجمهورية وبعد مشاورات مع القيادات المعنية، لم يجد ارضية مشتركة يمكنه أن يقيم عليها طاولة الحوار في طبعتها الرابعة، وهو الذي أعلن في مبادرته الى هذه المشاورات،"التمهيد لبلورة وتطوير أطر حوارية مناسبة لحماية لبنان وتحصينه من المخاطر الداخلية والخارجية، من دون التوقف عن المسعى الأساسي الهادف الى التوافق على استراتيجية وطنية للدفاع عن الوطن".

ومنذ أكثر من اربعة اشهر، لم يلاق الرئيس سليمان الى هذه الدعوة سوى عرّاب الحوار الأول، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعلن أنه سيلتقي رئيس الجمهورية قبل عيد الأضحى ليعرض عليه فرص اطلاق الحوار مجدداً، وانه سيستفسر منه عن مواقف بعض الاطراف الذين قالوا انهم "مع الحوار ولكن", مؤكداً ثقته بموافقة الرئيس نجيب ميقاتي و"حزب الله" والعماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط على معاودة الحوار، واستعداده لمفاتحة رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في هذا الموضوع، اذا لمس من رئيس الجمهورية أن هناك أرضية يمكن الانطلاق منها".

ورأي رئيس المجلس منذ اللحظة الأولى "أن مواضيع الحوار عديدة وملحّة، ومن أبرزها كيفية تحصين لبنان لمواكبة التطورات التي تشهدها المنطقة والحد من انعكاسـاتها المحتملة على البلد، و المطلوب في هـذا الاطار ألا يتدخل أي فريق لبناني في أحداث سوريا، و الاستمرار في سياسة النأي بلبنان عما يجري فيها...

رعد

وكما هو موقف بري من "أن الحوار ينبغي أن ينطلق من دون شروط مسبقة من أي طرف، لأن طرح الشروط يتعارض مع مبدأ الحوار"، كذلك هو الموقف الذي أبلغه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد لـ " النهار" في معرض استطلاعها لمواقف أبرز أطراف هيئة الحوار، بقوله: "حزب الله موقفه على الدوام هو تأييد الحوار، والمتحاورون يتفقون على مواضيعه. ليس للحزب شروط مسبقة ولا يقبل بشروط مسبقة".

عون

في 4/11/2010، انعقدت آخر جلسة لهيئة الحوار الوطني بطبعتها الثالثة، والتي شكلها رئيس الجمهورية بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، وكان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" أول من قاطعها، فتوقفت، بسبب عدم قبوله باستمرار البحث في الاستراتيجية الدفاعية، ولكنه اليوم "كان من أوائل الموافقين على الدعوة للعودة الى الحوار، على أساس استكمال البحث بما كان بدأ البحث به، وهذا الموقف الايجابي أبلغه العماد عون لرئيس الجمهورية. ويقول المقرّبون منه أن موقفه السابق بمقاطعة جلسات الحوار، لم يكن أكثر من ردة فعل على الحكومة السابقة وتصرّفاتها".

وفي المقلب الآخر، تفيد المعلومات أن قيادات الصف الأول في 14 آذار تشاورت ونسقّت في ما بينها، الموقف الاعتراضي والتقت على مبرراته التي أبلغتها الى رئيس الجمهورية تباعاً وبمضمون واحد. ورئيس "تكتّل لبنان أولاً" الرئيس سعد الحريري الذي أخرج نفسه من المسرح الداخلي وما يشهده من صولات وجولات في الحوار أو في المواجهة، بدا واضحاً في اطلالته اليومية عبر "تويتر"أنه ماضٍ في مواقفه الطلاقية مع الفريق الآخر، وآخرها تأكيده "أن السلاح يجب أن يكون في يد الجيش فقط ويجب ان يسلم حزب الله سلاحه للحكومة"، مع يقينه بـ"أن الحكومة يجب أن تسقط، وسنسقطها".

وفي هذا السياق، أوضحت أوساط مقرّبة منه الرئيس السنيورة، لـ " النهار" أسباب عدم التجاوب مع الدعوة الى الحوار،بالقول:" ان الحوار كان في وقت ما محط اعتزاز بأنه توصّل الى اتفاق على قرارات مهمة في قضايا محددة، من أبرزها المحكمة الدولية والسلاح الفلسطيني وترسيم الحدود، وهي لم تنفّذ من جانب السلطة حتى الآن، ولا حتى مع هذه الحكومة الخالية من التجاذب بين فريقين. حتى اننا نرى خروجاً عن القرار بشأن المحكمة من قبل بعض الأطراف."

وسألت:" لماذا الحوار اذاً؟ لا معنى له اذا كانت قراراته نظرية. الكل يعرف من أوقف الحوار السابق. وأطراف أساسيون في الموالاة يقولون ان سلاح حزب الله، ليس موضوع حوار، علماً أن الحوار تقرّر من أجله في الأساس، وهو سلاح لحزب منفصل عن الدولة، ويمتلك قدرة عسكرية وذاتية. وهو لم يستكمل ولم يتمّ الاتفاق عليه. كيف يفسّر هذا الكلام بغير عدم رغبة هذا الفريق في الحوار حول البند الأساسي؟ أوليست الدعوة الى الحوار اليوم طريقة للتغطية على الوضع الشاذ، ولاظهار أن اللبنانيين اتفقوا على قيام هذا الوضع الشاذ كما هو، وكأننا جميعاً يداً بيد قبلنا بسلطة أمر واقع، ولا اعتراض لنا عليه؟".

وختمت: "القبول بحوار للحوار، أو لمنع كلام جدي لمعالجة السلاح، يعني أننا ندخل في ضحك على اللبنانيين الذين لا يضحك عليهم بهذه السهولة".

الجميل

بدوره، سأل الرئيس امين الجميل عبر "النهار":" اذا كان الحوار حوار طرشان بما يعني أن كل انسان يأتي لكي يدلي بدلوه بأفكار مسبقة وعقائدية غير قابلة للنقاش، فلم يعد هذا بحوار. والمشكلة اليوم أن هناك مجموعة أمور اتفق عليها ولم تنفّذ حتى الآن، وأن فريقاً يأتي الى الحوار بطروحات عقائدية جامدة، وهو يعلن مسبقاً أنها منزلة ومقدسة وغير قابلة للنقاش، بينما يعتبر الآخرون أن هذه الأمور بالذات هي التي يقتضي أن تناقش وأن يتم التوافق حولها، أي سلاح حزب الله".

الرئيس الجميّل الذي كان تشاور مع رئيس الجمهورية أوضح ما طرحه لجهة " أن يستخلص رئيس الجمهورية داعي وراعي هذا الحوار، والذي بحوزته كل المحاضر، خلاصة كل المناقشات وأن يضع ورقة رئاسية تحدّد المشكلة وتقترح لها الخيارات والحلول المتاحة، فيختصر النقاش بها. أما ما عدا ذلك، فسيعود بنا الى منطق "المونولوغ وليس الى " الديالوغ". وفي أي حال، نحن نقرّر موقفنا على ضوء اقتناعنا بأن الورقة المقدمة قادرة على انتاج النتائج المرجوّة".

جعجع

ومن جهته، أبلغ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع موقفه الى رئيس الجمهورية، كما أعلنه في الاعلام، فهو رأى في "دعوة الرئيس بري الى الحوار محاولة تعويم وانقاذ لبعض الأطراف وليس للوصول الى نتيجة"، وأكد عدم "استعداده لحوار كهذا الا بوجود نية جدية لدى الفريق الآخر لحوار جدي يتناول النقطة الوحيدة التي ما زالت معلقة على جدول الأعمال وهي تحديداً سلاح حزب الله".

وفي خلاصة موقف قوى 14 آذار، يقول نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ"النهار": ان الحوار مر بمرحلتين: في الأولى عندما عقد بدعوة من الرئيس نبيه بري في مجلس النواب وتم الاتفاق على بنود عدة لكنّ قسما كبيرا منها لم ينفذ، في حين تم التراجع عن قسم آخر، وفي الثانية عندما عقدت هيئة الحوار الوطني بمبادرة من رئيس الجمهورية، وكان متفقاً على أن يكون موضوعها الوحيد سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية، فقد أبدى فريق 14 آذار تعاوناً الى أبعد الحدود، وقدم اوراقاً وطرح أفكاراً، غير ان الفريق الآخر كان متشنجاً ومتصلباً وتصرف من منطلق أنه اتخذ قراره وليس مستعداً للتحاور في شأنه، ووصل الأمر بمعظم فريق 8 آذار الى أن قاطع آخر جلسة بسبب موضوع ما يسمى شهود الزور، الذي وضعوه شرطا لمواصلة الحوار".

وأضاف مكاري: "الآن يحكى عن الحوار، ونحن نرى أن الحوار ضروري ومهم، في المطلق، وهو الطريق الأمثل لحل المشاكل، ولكن انطلاقاً من التجربة السابقة، باتت ثقتنا بالطرف الآخر معدومة، ونعتقد ان استمرار الحوار بهذه الطريقة مضيعة لوقت الجميع، لا بل هو يصب في خانة مصلحة الفريق الآخر في المماطلة وكسب الوقت".

وفي الخلاصة، يقول مكاري: "أي دعوة للحوار اليوم، يجب أن يسبقها تنفيذ كل ما اتفق عليه في المرحلة الأولى من الحوار، والاشارة الأولى والأهم في هذا السياق هي الالتزام بتمويل المحكمة الدولية. وفي حال تم تنفيذ البنود التي اتفق عليها، يمكن أن ننتقل الى الحوار، تحت عنوان تسليم حزب الله سلاحه الى الدولة، واذا تم التوصل الى نتيجة في هذا الموضوع، نبحث بعد ذلك في الاستراتيجية الدفاعية، وبعد الاتفاق في شأنها، يمكن عندئذ، وعندئذ فقط، أن ننتقل الى مواضيع أخرى".

اذاً رئيس الجمهورية ينتظر جواباً ايجابياً لم ولن يأتيه من فريق 14 آذار، ورئيس المجلس ينتظر من رئيس الجمهورية جواباً لا يملكه، وكما مرّ الأضحى قد يعبر وراءه عيد الميلاد وما بعد بعد رأس السنة، من غير أن تعقد هيئة الحوار التي رفعت مطلع تشرين الثاني الماضي على أن تعاود قبل عيد الاستقلال من السنة الماضية.

*هدى شديد     

 

المراسيم التطبيقية لقانون اللبنانيين في إسرائيل قيد الإعداد

كنعان: أهالي المناطق الحدودية على حق

النهار/لم يسلم القانون الذي اقره مجلس النواب عن قضية اللاجئين اللبنانيين الى اسرائيل وعودتهم الى لبنان من الانتقادات وتقليبه على اوجه عدة بين مؤيد ومرحب ومعارض متحفظ، وكل له اسبابه. لكن الانطباع الغالب في اوساط القرى والبلدات الجنوبية المعنية بالموضوع ان شيئاً لم يتغير ومسألة القانون برمتها ليست واضحة المعالم سواء لدى رؤساء البلديات والمخاتير ام لدى رجال الدين والمعنيين بمتابعة الملف، لذا يجتهد صاحب المشروع النائب ابراهيم كنعان في توضيحه وتسليط الضوء عليه من خلال العمل على المراسيم التطبيقية التي "ستوضح ما التبس على اهالي الشريط الحدودي المحتل سابقاً وكل من يعنيه الامر".

ويشرح كنعان قانونه بداية بالعودة الى النصوص، فيقول ان "القانون اللبناني واضح في ان اي اتصال بالعدو الاسرائيلي هو امر مرفوض وقد تصل عقوبته الى الاعدام، وتالياً مجرد وجود لبنانيين في اسرائيل يشكل جرماً يعاقب عليه القانون. ويستطرد بأن "لا شيء في القانون اللبناني يتحدث عن ظروف استثنائية في هذه المسألة، وتطبيق نص القانون يعني ان لا شيء يحمي هؤلاء اللاجئين كما لا وجود لأي نص يستندون اليه لتبرير وضعهم، وتالياً أن القانون الصادر في هذا الاطار يغير الوضع تماماً اذ لا يمكن وصف الوضع بأنه يشبه الحالة السابقة".

ويسرد كنعان جملة امور يراها اساسية تحققت على طريق معالجة هذا الملف الشائك، في مقدمها ان القانون الجديد يوفر مستنداً قانونياً للاجئين الى اسرائيل عام 2000 يتعامل مع حالتهم في شكل واضح ومن دون مواربة ويستثني الابرياء منهم من الملاحقة. واذ يوافق كنعان على مقاربة اهالي الشريط الحدودي المحتل سابقاً بأنهم لا يتحملون مسؤولية السياق التاريخي لتطور الوضع جنوباً وانهيار الدولة والدخول الاسرائيلي على الخط وصولاً الى الاحتلال المديد لمنطقة الشريط، لكنه يرى ان القانون الجديد يأخذ في الاعتبار هذه الوقائع التاريخية ويتعامل معها من خلال اعفاء الابرياء من الملاحقة. ويقول: "تعرضنا بسبب هذه النقطة الى انتقادات من كثيرين، لكننا اصررنا على ان من لا ملفات لديهم يستطيعون العودة من دون اي ملاحقة او سؤال".

النقطة الثانية التي يتوقف عندها، ان القانون يشمل كل لبناني نزح الى اسرائيل، وفي رأيه ان الكلام على العفو العام او الخاص يحتاج الى درس كل حالة على حدة، والى وقت طويل وملفات تستلزم اسابيع وشهوراً، الامر الذي يعقد المسألة برمتها ولا يحلها. ويمضي كنعان في مقاربته أن الحكم على القانون الجديد يكون بعد صدور المراسيم التطبيقية عن الحكومة، وان نص القانون اضافة الى محضر الجلسة والتوصيات المدونة فيها والمراسيم التطبيقية تشكل كلاً متكاملاً وتعالج مسائل عدة، منها اوضاع اللبنانيين الذين اجبروا على التجنيد الاجباري في اسرائيل او من ولدوا هناك ومن رحلوا وهم اولاد ولا يتحملون تالياً اي مسؤولية عما جرى لهم ولا يمكن ادانتهم.

ويشدد كنعان على ان موقف اهالي الشريط سابقاً في ان الدولة قصرت في حقهم هو محق، ويقول: "كان الاجدى ان تبادر الدولة الى معالجة الملف بعد التحرير مباشرة ولو فعلت لهانت الامور كثيراً ولما تزوج احد هناك ولا كبر الاولاد وتعلموا في اسرائيل". ويقترح للتعامل مع هذه النقطة اقامة مخيم اعادة تأهيل يتولى ادارته الجيش من دون ان يخضعوا لمحاكمة او معاملة سيئة.

الاهم بالنسبة الى كنعان ان القانون كسر المحرم. ويذكر ان مجرد طرح الفكرة في برلمان العام 2005 على حكومة "التحالف الرباعي" كان مرفوضاً، والفرق الاكبر في رأيه ان التعامل مع العائدين الى لبنان لم يعد يتم بمنحة شخصية وانتقائية، بل بموجب قانون واضح يمنع الاستنساب. وفي رأيه ان القانون قابل للتطوير وفقاً للظروف والمناخات بعد الاتفاق على مبدأ ان هؤلاء اللبنانيين النازحين ليسوا مجرمين بل يشكلون حالة انسانية يقتضي التعامل معها. ويشدد كنعان على ان ثمة مجتمعاً لبنانياً يبلغ عدد افراده 3000 مواطن يجب استعادتهم الى لبنان وحل هذه المسألة المعيبة، والقول نقيض ذلك في رأيه هو خيانة. ويختم بأنه تلقى اتصالات من لبنانيين غادروا اسرائيل الى اوستراليا وكندا كانوا يسألونه عما اذا كانوا يستطيعون اعادة اولادهم او تأمين الجنسية اللبنانية لهم، ويقول: "ماذا نقول لهؤلاء، هل نطردهم من لبنان؟".

*بيار عطاالله     

 

الجميل استقبل وفدا من اهالي ترشيش ومشاركين في مؤتمر مستقبل المسيحيين: فخورون بوقفات العز والشجاعة لفريق 14 آذار

اذا اوفدت الجامعة مراقبين الى سوريا سنعمل ليكون موضوع المفقودين

اللبنانيين احد البنود الرئيسية ضمن مهمتهم

وطنية - 19/11/2011 استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل، في دارته في بكفيا، وفدا من اهالي بلدة ترشيش برئاسة رئيس البلدية غابي سمعان.

وحيا الجميل مواقف اهالي البلدة "المتمثلة بوقفات عز وهي رمز للشهامة وللشجاعة وللمقاومة، وليست بغريبة، ويخطىء من يعتقد أنهم كانوا يدافعون عن ترشيش او عن فريق 14 آذار، فأي عنصر منهم ولأي حزب انتمى كان يدافع عن لبنان" . أضاف: "ان المشروع الذي ندافع عنه مشروع وطني بامتياز، فوقفات العز والكرامة والمقاومة هي في سبيل كل لبنان وكل اللبنانيين من دون استثناء، فنحن لا ندافع عن حق فئوي او مذهبي، بل ندافع عن الحق اللبناني وعن سيادة هذا الوطن وعن مؤسساتنا الوطنية التي لا خلاص لنا من دونها. مشروعنا هو مشروع قيام الدولة وتطويرها وتثبيتها في خدمة المواطن" .

وأشار الى "اننا في خدمة لبنان وفي خدمة كرامة الشعب اللبناني، ونحن حريصون على تقوية وتعزيز كل مؤسساتنا، اكان الأمنية او القضائية منها. ولهذا طالبنا بإحقاق الحق والعدل من خلال المحكمة الدولية لأنها تقوي القضاء اللبناني، في وقت نعي فيه الضغوط التي كانت تمارس على القضاء الذي لم يتمكن ان يحكم بمجموعة من جرائم سياسية كبيرة" .

وأشار الرئيس الجميل الى الجرائم المتنقلة، من منطقة الى منطقة، من سرقة مطرانية الروم الأرثوذكس في بيروت وتفجيرات صور. وأمل ان تقف هذه الأمور عند هذا الحد مستدركا "ان البلد على كف عفريت، واذا لم يكن هناك وقفات عز مثل التي حصلت في ترشيش، فيمكن لهذه المآسي ان تتكرر وتنتشر، ولذلك فالمطلوب ان يكون كل مواطن خفيرا وان يكون حريصا على مصلحة وطنه وأمن المواطنين فيه". ورأى "ان المطلوب في هذه المرحلة رص الصفوف وايداع الخلافات جانبا. ونحن فخورون بوقفات العز والشجاعة التي يقفها كل اعضاء فريق 14 آذار، وما نقوم به ليس فقط ل 14 آذار انما نهديه لكل لبنان" . وقال: "نريد ان ننقذ لبنان رغما عن اللبنانيين الذين يتآمرون عليه، والذين سيدركون ما يفعلونه يوما ما وسنعود ونمد لهم يدنا لنبني الوطن سويا" .

وأوضح ان "مشروعنا ليس مشروعا انعزاليا او فئويا آنيا، انما مشروعنا هو مشروع للمستقبل ولبناء لبنان المستقبل، فيعود لبنان ويلعب دوره كاملا، مشروعنا مشروع وطني بامتياز ومن اجل لبنان الحضارة" . ورأى الرئيس الجميل "أن كل ثوار الربيع العربي يطالبون بالحرية والديموقراطية. ونحن في لبنان اول من طرح شعارات الحرية والديموقراطية والتعددية، ولا نسمع اليوم خلال الثورات العربية والمظاهرات التي تجري في الشارع الا كلمات حرية وديموقراطية وشراكة".

واعلن ان ما يقوم به خلال زياراته الخارجية الى دول المنطقة "هو حماية دور المسيحيين في سوريا، مصر، العراق من خلال الحوار والنقاش الجدي بين كل المسؤولين الروحيين والزمنيين، فدورنا هو المساعدة في تطمين المسيحيين في هذه المناطق التي تتعرض للضغوط. وسنقوم بدور لتقريب وجهات النظر بين القيادات الروحية لنخلق مناخا من الحوار المطمئن للحضور المسيحي في العديد من المناطق. كما ان دورنا ايضا هو تصدير التجربة والثقافة الديموقراطية اللبنانية الحضارية الى الدول المحيطة، وهذا ما يحصن الساحة اللبنانية وينشر ثقافة الحرية والديموقراطية، فتنشأ انظمة تؤمن بالديموقراطية والحرية وهذا عامل حماية للبنان" . وردا على سؤال عن المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، أعلن "ان هذا الموضوع هو احد البنود الأساسية التي طرحتها خلال زيارتي لجامعة الدول العربية، وسأقوم بمبادرات سريعة لوضع بعض القضايا اللبنانية على طاولة المسؤولين العرب، وفي حال اوفدت الجامعة مراقبين الى سوريا، فسنعمل ليكون موضوع المفقودين اللبنانيين احد البنود الرئيسية ضمن مهمتهم" .

وردا من جهة اخرى، التقى الرئيس أمين الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، على هامش مؤتمر مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط المنعقد في جامعة الكسليك، رئيس منظمة التضامن المسيحي الدكتور جون ايبنور ورئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان السيد وليم وردا والوزيرة السابقة للمهجرين العراقية المسؤولة عن العلاقات العامة لمنظمة حمورابي لحقوق الإنسان السيدة باسكال وردا.

بعد اللقاء اعلن وردا: اللقاء مع الرئيس الجميل تمحور حول اوضاع حقوق الإنسان في العراق وموضوع المسيحيين وموضوع الهجرة. ونحن نشارك في مؤتمر مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط الذي يبحث بالتنسيق في اوضاع المسيحيين في هذه الدول. وابدى الرئيس الجميل تفهما كبيرا لكل المواضيع التي طرحناها والتي تتعلق بأوضاع المسيحيين في العراق وسبل تأمين الإستقرار لهم.

 

مؤتمر "مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط تنويه بدور لبنان الرسالة وباهمية الصيغة اللبنانية

 وطنية- 19/11/2011 عقد ظهر اليوم مؤتمر صحفي لإطلاع الرأي العام على النقاش الحاصل ومجريات جلسات مؤتمر "مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط نحو الحرية الدينية" الذي دعا إليه أعضاء البرلمان الأوروبي، بالتعاون مع أعضاء في البرلمان اللبناني والشرق الأوسط، وبدعم من لجنة المؤتمرات الأسقفية في الإتحاد الأوروبي، وتستضيفه جامعة الروح القدس - الكسليك.

وقد حضر البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، السفير الإيطالي في لبنان جوزيبي مورابيتو، السفير البولوني توماس نيغوديزيتش، إضافة إلى عدد من البرلمانيين الأوروبيين والشخصيات المشاركة في المؤتمر. بداية تحدث منسق المؤتمر في لبنان والشرق الأوسط مارون كرم الذي رحّب بالحضور والمشاركين، معلنا أن توصيات المؤتمر ستصدر بعد الانتهاء من الجلسات.

ثم كانت مداخلات للنائب الفرنسي كريستيان فانيست ونائب رئيس البرلمان الأوروبي الإيطالي جياني بتيللا، والنائبين في البرلمان الأوروبي البريطاني ستيفنسن ستروان والفنلدية إيجا كورولا، أكدوا فيها على التزام البرلمان الأوروبي بدعم كل ما يساهم في المحافظة على حقوق الانسان وكرامته من كل الأديان والعروق والملل. كما نوّهوا بالوضع في لبنان، معتبرين أنه بلد نموذجي ويشكل استثناء، حيث عرفت طوائفه المتعددة (18 طائفة) كيف تحافظ على توازن معين يرتكز على العيش المشترك. وأكدوا قدرة المسيحيين على تطوير هذا العيش المشترك، منوّهين بدور لبنان الرسالة وبأهمية هذه الصيغة اللبنانية، حيث يحظى الجميع بالحفاظ على كرامته، ومنهم المسيحيون. وشددوا على ضرورة الالتزام بدعم الوجود المسيحي في الشرق وحمايته، والسعي لتحقيق الديمقراطية، والاهتمام بحماية حقوق الإنسان وتعزيز حرية المعتقد والتعبير عن الرأي والتعددية، واحترام كل الديانات والثقافات. وتم التطرق إلى وضع المسيحيين في العراق بصورة خاصة، حيث تراجع عددهم من مليون ونصف إلى 400 ألف بسبب التهجير، محذرين من خطورة ذلك ومعتبرين أن الحل يكمن في مساندتهم على البقاء في أرضهم وحثهم على عدم اليأس والاستسلام، لأن صمودهم ووجودهم أمر بالغ الأهمية.

 

احمد الحريري هنّأ طلاب "المستقبل" في "الأميركية": مع الشعب السوري ضد المتسلطين والاستقرار في لبنان والمنطقة لا يحمى إلا بالعدالة والديموقراطية والحرية

 وطنية- 19/11/2011 هنأ الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري "شباب المستقبل" في الجامعة الأميركية في بيروت "بالفوز الذي حققوه في انتخابات الجامعة قبل أيام"، معتبراً ان "ما جرى وسيجري يثبت أن الموقف السليم، الصحيح، المستند إلى الناس ومصالح الناس هو الموقف الذي ينتصر". وأكد الحريري "الوقوف الى جانب الشعب السوري ضد حكم المتسلطين"، مشيراً الى "ان الاستقرار في لبنان والمنطقة لا يحمى إلا بالعدالة والديموقراطية والحرية".

مواقف الحريري جاءت خلال استقباله في المقر العام للتيار ـ القنطاري، شباب المستقبل في الجامعة الأميركية ـ بيروت. وقال امامهم: "ما جرى وما سيجري يثبت أن الموقف السليم، الصحيح، المستند إلى الناس ومصالح الناس هو الموقف الذي ينتصر. اعتبر نفسي واحداً منكم مهما كانت مهماتي ومسؤولياتي، لأن أجمل مرحلة في العمل العام هي مرحلة العمل الطلابي الشبابي".

وتطرق الحريري الى الوضع السياسي، قائلاً: "نحن انتفضنا في 14 شباط 2005 دفاعاً عن قيم ومبادئ، قيم الديموقراطية والكرامة والحرية والاستقلال التي سقاها الرئيس الشهيد رفيق الحريري بدمائه، واليوم تنتفض الشعوب العربية من أجل الديموقراطية والكرامة والحرية، وهذا ما نعتبره خياراً ثابتاً لنا".

اضاف: "نحن مع الشعب السوري ضد حكم المتسلطين، نحن مع العدالة من اجل مستقبل لبنان، والاستقرار في لبنان والمنطقة لا يحمى إلا بالعدالة والديموقراطية والحرية، ومن هنا كانت ثقتنا في الربيع العربي وما سيجلبه على الوطن العربي، بالرغم من التضحيات الجسام التي تقدمها الشعوب".

تابع: "حين واجهنا الإنقلاب على حكومة الوحدة الوطنية التي كان يرأسها الرئيس سعد الحريري، بعض الناس والقوى أضاعوا البوصلة، في ظل حملة واسعة من الأكاذيب والافتراءات، كان هدفها تعطيل مشروع الدولة لصالح الدويلة، فكانت حكومة "حزب الله" وسوريا".

واشار الامين العام لـ"تيار المستقبل" الى أن "اليوم تتضح الأمور أكثر، وستتضح في القريب العاجل أكثر وأكثر، فلبنان نريده دولة ديموقراطية، وكل سلاح خارج الدولة هو لمصلحة الدويلة، ويقوّض فكرة الدولة"، مذكراً بأن "لبنان جزء أساسي مع الدول العربية في حمل القضية الفلسطينية، والتضامن مع العرب، وهو متمسك بالقيم الإنسانية، فاعل في المجتمع الدولي وليس بأي شكل من الأشكال، جزء من محور يدعى الممانعة غايته تحويل لبنان ساحة لمصالحه".

اضاف: "قلت لكم بأني واحد منكم وبكل تأكيد تيارنا هو تيار الشباب والطلاب، لأنه تيار المستقبل الذي تصنعونه أنتم، فالرئيس الشهيد آمن بالعلم والعمل والحرية ونحن على طريقه. الانتخابات الطلابية هي حدث مهم، لها جوانب متعددة، جانب سياسي مهم وجانب ديموقراطي مهم أيضاً، وجانب يعكس مصلحة الطلاب".

ولفت الحريري إلى أن "العام الماضي، ولأكثر من سبب كانت تلك النتائج، أما العام الحالي فتثبّتون أنتم هذه الانجازات لأنكم تعملون كفريق عمل واحد ومنظم، والتنظيم ركيزة أساسية في تطور العمل، والتنظيم الديموقراطي ضمانة لمشاركة الكل في خدمة الأهداف".

تابع: "لقد عملت مع الكثير منكم بشكل مباشر، وأنا اليوم أشد على أياديكم جميعاً في مكتب ومجلس قطاع الشباب، والمكتب الطلابي لبيروت والهيئات التنظيمية في الجامعة الأميركية واللجان الانتخابية، وكل أعضاء ومؤيدي التيار في الجامعة الأميركية". وأكد أن "العمل الطلابي في مختلف الجامعات، سيبقى ركيزة هامة نحو التطور والتقدم وتحقيق المزيد من الانتصارات".

ورداً على سؤال من أحد الطلاب عن التهديدات التي تمارس من قوى "8 آذار"، قال الحريري: "نحن كنا وسنبقى نعمل ديموقراطياً، وتعوّدنا على أسلوب الفريق الآخر في التعامل مع كل ما يختلف عنه، وهذا لن يؤثر فينا تحت أي ظرف، لأننا نعمل بثقة وبإصرار، على الكسب الديموقراطي لا أكثر ولا أقل".

وفيما يتعلق بالتحالفات السياسية، قال: "نحن و14 آذار في خندق واحد، وهذا ما نترجمه في كل الجامعات التي لنا وجود فيها، وهناك بعض الأطراف نلتقي معها في مكان ما، وهذا يسمح بأن نتحالف معها، لأن العمل السياسي هو انعكاس للعمل الانتخابي".

وكان اللقاء استهل بمداخلة لمنسق "المستقبل" في الجامعة الأميركية عبد الرحمن دبوس، عرض فيها لوقائع عملية الانتخاب وما رافقها من "منافسة ديموقراطية كان تيار المستقبل دائماً حريصاً عليها في سياق إيمانه بالدولة ومؤسساتها وحرية التعبير"، مشدداً على أن "الحياة الطالبية وانتخاباتها النقابية، ركن أساسي من الوعي الديموقراطي العام".

 

زهرا في العشاء السنوي لنقابة اطباء الاسنان: ما حصل في مطرانية الأرثوذكس ليس بسرقة إنما رسالة سياسية

نمر في أسوأ مرحلة اقتصادية وأمنية وسياسية منذ الطائف

وطنية - 19/11/2011 نقل عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا تمنيات رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع بالنجاح الدائم لنقابة أطباء الأسنان بإنجازات إضافية، ولمصلحة طب الأسنان في القوات بالمزيد من العطاء "وهي لم تتأخر يوما وكانت حاضرة دائما على الصعيد الحزبي والوطني".

وقال زهرا في العشاء السنوي لنقابة أطباء الأسنان الذي أقيم في مطعم المشربية - الزلقا: "يصح اليوم سؤال كنا نعتبره بمثابة "نكتة"، بما ان البرامج السياسية الهزلية أصبحت كثيرة على التلفزيون، وإذا لم يكن هناك ممثلون "يعبو حلقات"، يكون هناك غيرهم ليخبرنا "نكت". أصبح يصح السؤال "وين الدولة؟"، وهذا السؤال نسأله بضمير مرتاح بوجود حكومة لم تستطع أن تجيبنا في أي مرة لماذا قامت بما فعلته".

أضاف: "منذ يومين، كنا بجلسة أسئلة وأجوبة ورأينا عجائب جديدة، ورئيس الحكومة هو الذي يجيب عن سؤال النائب ويوقع الجواب الخطي بعد أخذ رأي الوزير المختص. على سبعة أسئلة طرحت في الجلسة، كان هناك جوابان خطيان وقعهما رئيس الحكومة، واكتفى النواب الذين سألوا بالجواب لأنه خطي وموقع. كان هناك ثلاثة أسئلة أجيب عليها ارتجاليا، وتحولت الى استجوابات طبعا، وهناك سؤالان أجاب عليهما الوزير بتلاوة مذكرة خطية لم يطلع عليها رئيس مجلس وزرائه، وعندما سأل النائب رئيس الحكومة إذا كان يتبنى هذا الجواب رأينا إشارة من دولة الرئيس بيده وأنا فهمت جوابه بأنه "لا"، ولكن هذا ما حصل. فهل يمكننا السؤال "وينيي الدولة" أم لا"؟.

وتابع: "لبنان صوت لوحده في جامعة الدول العربية ضد قرار إجماعي. فمن صوت بـ"لا" في الجامعة هم: سوريا، النظام المعني، اليمن وهو النظام الذي يضغط عليه الجميع ليتنحى رئيسه ويدافع عن نفسه وهذان النظامان مشكك بشرعيتهما وبالتالي لا يمكن احتسابهما، ولبنان الذي انفرد بالتصويت ضد القرار، والحجة لم نسمعها بصراحة فرئيس الحكومة أطلق عدة مواقف، لا نستطيع اعتبار أي منها نهائيا ويقول لنا لماذا صوت لبنان بهذا الشكل".

ولفت الى "ان المهم انه إذا كان من يبرر النأي بالنفس في الأمم المتحدة، والذي انتقدناه حينها، بأنه للحفاظ على لبنان وعدم القدرة على الوقوف في وجه النظام السوري، فأنا أوافق وأقول: "لا بأس بالنأي بالنفس، ولو نأوا بأنفسهم وامتنعوا في الجلسة الأخيرة للجامعة العربية في القاهرة، لكانوا تجنبوا التضامن مع الإجماع العربي بالضغط على النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه، وكانوا على الأقل تركوا "للصلح مطرح" مع ما كان سيأتي في سوريا".

وسأل زهرا: "ماذا لو تغير النظام؟ ما هو موقفهم من ثوار سوريا والربيع العربي الآتي عندما يستطيع تحقيق حلمه واستلام السلطة؟ ماذا سيقولون؟ لماذا يأخذون موقفا فيه مبالغة وملكية أكثر من الملك؟، واستطرد قائلا: "بالواقع لم يجيبونا وهم يتحفوننا كل يوم بالحفاظ على الإستقرار في لبنان".

وقال: "انظروا الى الإستقرار الذين يتكلمون عنه، والخرق السوري للحدود اللبنانية يحصل كل يوم، وانظروا الى الإزدهار في ظل الإستقرار وعمليات الخطف تحصل وأقل ما يقال انه إذا لم تكن الأجهزة متواطئة، فهي متفرجة "ونعسانة وغافية ومش شايفة".

وتابع: "انظروا الى الإستقرار في البلد، في حين انه للمرة الأولى بتاريخ لبنان نشهد سلسلة جرائم ونشكر الله ان شعبة المعلومات وفقت بإلقاء القبض على مرتكبيها، ولكن لأول مرة في تاريخ لبنان بعد الحروب والويلات، لم نشهد جرائم متسلسلة ومنظمة كالذي شهدناه ونحن ننعم بالإستقرار الموعود من هذه الحكومة".

أضاف: "انظروا الى الإستقرار، وكل التقارير الإقتصادية تتحدث عن تراجع وتباطؤ في النمو الإقتصادي. انظروا الى الإستقرار ونحن لم نربح من الربيع العربي الذي عطل السياحة الإقتصادية في المقاصد العربية من مصر الى تونس وسوريا وغيرهم إلا موسم عيد الأضحى، فكيف كان موسم الصيف في لبنان؟ أين التوظيفات والإزدهار الإقتصادي؟ عن أي استقرار يتكلمون و"يربحونا جميلة"، مؤكدا اننا في أسوأ مرحلة اقتصادية وأمنية وسياسية نمر بها منذ اتفاق الطائف حتى اليوم".

وقال: "شهدنا في المرحلة الأخيرة 3 حوادث لا يمكن ان نوافق عليهم ومن دون توجيه الإتهام لأي إنسان، من غير المقبول أن يحصل في مدينة صور التي عمرها آلآف السنين والتي احتضنت التاريخ، عمليات استهداف لملهى ليلي ومحل لبيع الخمور، فهذه من حريات الإنسان وما هو غير مقبول أكثر من ذلك أن يستهدف مرجع ديني هو المطران الياس عودة، الذي ربما خطأه الأكبر انه لم يضم صوته الى متزلفي الأنظمة بحس ذمي لا يوافق عليه ولا نحن موافقين عليه، فما حصل ليس بسرقة إنما رسالة سياسية، ونحن شعب لم يحن رأسه أبدا، ولا يقبل أن تستهدف هذه الهامات وطنيا ودينيا وهذا مستهجن ومرفوض وأسارع الى التطمين ان ظروفا أصعب من ذلك بكثير مرت علينا، وقد اضطهدنا كثيرا وسجنا، ولكننا لن نحني الرأس في أي مرة".

وشدد زهرا على انه "إذا تكلمنا عن الحكومة بأنها يجب أن ترحل، نحاول بذلك الإجابة عن سؤال "وينيي الدولة"، ونحاول التفتيش كيف يمكن أن نبني الدولة".

وأكد ان هذه الحكومة "ساقطة بالقوة ويبقى ان تسقط بالفعل، ومن العلامات الصغيرة المضيئة بمسارها اننا بدأنا نشهد أخيرا ما يمكن تسميته بلائحة الشرف من الوزراء ترفض القرارات المتهورة وربط لبنان بالأنظمة التي تنهار ووضعه بمحور في مواجهة كل العالم العربي والعالم، موجها تحية الى هؤلاء الوزراء على أمل أن تتوسع لائحتهم كي يحرجوا هذه الحكومة وتفهم".

أضاف: "الحكومة تعرف ان الكلام عن التزام لبنان بالقرارات الدولية وبالإجماع العربي والشرعيات هو مجرد بيع كلام، وليخبرنا أحد كيف تتم عملية التزام لبنان بالقرارات الدولية، فكلها قضية دفع لبنان مستحقاته من المحكمة الدولية، ولا يظنن أحد اننا نريد دفع مستحقاتنا لكي تبقى المحكمة قائمة، فالمحكمة قائمة، يدفعوا المستحقات أم لم يدفعوا فهي لا تنتظرهم، والجلسة التي حصلت في مطلع هذا الشهر لغرفة البداية تؤكد هذا الكلام"، مؤكدا "ان المهم هو مصداقية الدولة، والبلد الذي في مقدمة دستوره يقول انه يلتزم الشرعية الدولية ويعمل على تطبيق مواثيقها ومقرراتها في كل المجالات، فإذا كانت مقدمة الدستور التي هو فوق النقاش عاصية على التعديل واعتبرناها في مناقشات المجلس النيابي من المسلمات التي تشبه المقدسات ولا حاجة لتحصينها، فأين الحفاظ على هذه المقدمة من قبل الحكومة؟".

وسأل زهرا: الى متى سيستمر هذا الأمر؟ والى متى سيقولون الشيء ويقوموا بعكسه؟.

وأشار الى "أن لبنان الذي يفخر بأنه أول تجربة ديموقراطية في الشرق الأوسط، وهذا الشعب بكل فئاته الذي افتخر أمام محيطه بأنه رائد بالحرية والديموقراطية وبأنه من كل اتجاهاته دفع أغلى الأثمان، دم وحروب ومآس للحفاظ على القيمتين الأساسيتين بتفكيرنا وسلم قيمنا "الإنسان والحرية"، عندما يشعر العالم العربي والشعوب العربية تناضل للوصول الى الديموقراطية من أجل حقوق الإنسان والحرية، ممنوع على أي لبناني حريص على لبنانيته وتاريخه وحاضره ومستقبله ان يكون ضد إرادة الشعوب والحرية والديموقراطية، فهو ليس بلبناني الذي يناصر أنظمة ظالمة في وجه شعوبها، وهو غير لبناني من يتنكر لكل تاريخه وقيمه". وختم: "ما قيمة لبنان وماذا فعل للتاريخ غير انه أسهم بالحضارة وانه كان ملاذا لكل المضطهدين ولكل الهاربين من فكر الذمية في هذا الشرق؟ وكيف يقبل اللبناني كائنا من كان ان يربط نفسه بظالم أو مضطهد للشعب أو مستعمل للعنف لقمع المطالبات الشعبية بالحرية؟ آسفا "لكون الحكومة اللبنانية تنحو هذا المنحى، وهذا ما لا نرضاه كلبنانيين".

 

السنيورة: لو كنت مكان ميقاتي لامتنعت عن التصويت بالجامعة العربية  

ثمة تحالفات ضد التغيّر بالعالم العربي.. ولا نستطيع أن نكون غير مهتمين بأحداث سوريا

موقع 14 آذار رأى رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أن "الإنتفاضات التي يقوم بها الكثير من العرب في مختلف البلدان العربية التي عانت طويلا من فترات امتهان كرامتها وحرياتها تعبر عن سعي عربي حثيث لأن يكون هناك التزام بالمعايير الديمقراطية واحترام تداول السلطة، وأن يكون هذا التداول سلميا، فالذي جرى في تونس أشعل هذه الرغبة الواضحة في شتى الدول العربية من أجل أن تستطيع أن تعبر عن ذاتها وبالتالي تتمكن من المشاركة في رسم مستقبلها".

وأشار السنيورة، في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أن "حراك الشعوب العربية، التي بدت ساكنة عبر سنوات كثيرة، كان ينتظر فقط الشرارة التي انطلقت من تونس على يد محمد البوعزيزي لتمتد إلى أكثر من دولة عربية، ولا سيما في ما أسميه "الجمهوريات الملكية" في العالم العربي"، لافتًا إلى "تلك الحركات خرجت من أجل أن تقود للتغيير لصالح مزيد من الحريات والديمقراطية وتحسين مستوى المعيشة واسترجاع الأرض واحترام التداول السلمي للسلطة، ضد الأنظمة العربية التي سعت من أجل البقاء في السلطة لسنوات طويلة من خلال عملية التركيز على الوراثة في الأنظمة رغم أنها جاءت أصلا لتغير أنظمة الوراثة، وبالتالي هناك من يسعى إلى ما يقال عنه حلف الأقليات"، مضيفًا: "لا شك أن مساعي الشعوب نحو الديمقراطية تواجه، كما نرى، بالكثير من المساعي التي يقوم بها بعض الأشخاص وبعض الأنظمة لإفشال هذا التحول الديمقراطي الذي يرغب فيه الكثيرون، كما نشهد أيضا في هذه المرحلة مساعي لبث الفرقة بين المواطنين العرب".

وعن رؤيته للمساعي المضادة، أجاب السنيورة: "أراها مساعي قوية تعتمد أساسا على وسائل تؤدي إلى تعزيز التباينات وإيجاد مساحات شاسعة من الفرقة بين شتى مكونات المجتمعات العربية، وبالتالي رأينا أنه هناك في عدد من الدول العربية من يسعى إلى تكوين ما يسمى اتجاهات لتحالفات ضد التغيير في العالم العربي وإيجاد مجموعات تتشبث بالأنظمة الراهنة". وأضاف: "ما أعنيه هو أن هناك من يسعى من أجل إيقاظ الخلافات بين مكونات المجتمعات العربية سواء كانت هذه المكونات دينية أو مذهبية أو عرقية، وبالتالي فبدلا من أن تكون هذه التباينات في مجتمعاتنا العربية مصدر غنى ومصدر ثروة ونحاول أن نبني عليها بما يعزز هذا التنافس الإيجابي بين مكونات هذه المجتمعات العربية، نجد من ينادي بنوع من الاتحاد بين الأقليات في العالم العربي، وفي هذا المجال بالذات شاهدنا من يحاول الإثارة في العالم العربي من خلال التركيز على هذه التباينات من أجل أن تقف هذه المجموعات ضد حركة التغيير في العالم العربي، وهذه الحركة هي حركة طبيعية لأنها فعليا بعد فترة طويلة من السكون وحالة من الركود في العالم العربي أو عدم الحراك، وبالتالي ظن المجتمع الدولي أن العالم العربي هو استثناء لما يجري من حولنا في العالم".

وردًا على سؤال، أجاب السنيورة: "نسمع الكثير من التشكيك في حركة التغيير العربية وفي ما يسمى بـ"الربيع العربي" ومحاولة إيجاد مخاوف تتعلق بالفروقات بين مكونات الشعوب العربية، لكن من الطبيعي أن نبحث عن أسبابها ونحاول أن نعالجها لا من خلال مزيد من إيجاد التشكيك في حركة التغيير العربية وحركة الربيع العربي". وأضاف: "في كل المجتمعات العربية هناك فروقات في مكونات المجتمع، وكان ينبغي أن تتجه إلى الاستغناء عن هذه الفروقات والانطلاق بالاستناد إلى احترام هذه الفروقات الخاصة بكل مكون والعمل على الاستفادة من هذه الفروقات لصالح الجميع، بدلاً من أن تكون عاملا للاختلاف وعاملا للفرقة في مكونات هذا المجتمع".

وعن الهدف من زيارته الفاتيكان والأزهر الشريف، قال: "الذي دعاني إلى الذهاب إلى الفاتيكان والتواصل معه هو ما يمثله من قوه معنوية في العالم وأيضا دوره في مجتمعاتنا العربية وللتباحث مع الفاتيكان وللتداول بهذا الشأن، ولتسليط الضوء على حقيقة ما يجري من حركة في العالم العربي والجدوى المهمة من وصول أفضل فهم للفاتيكان بخصوص هذه الحركة وإدراك ماذا ترمي إليه، وأهمية التعاون مع هذا الحراك العربي بما يؤدي إلى تغيير حقيقي نحو الأفضل". وأضاف: "ثم قررت زيارة الأزهر الشريف بما يمثله في عالمنا العربي والإسلامي، خاصة في ضوء هذا الحراك الكبير الذي انطلق به الأزهر، ولاسيما من خلال شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في ما يتعلق بالورقتين اللتين أطلقهما أخيرًا، وهو ما يؤكد على مفهوم الأزهر لحركة التغيير العربية والدعوة إلى المزيد من الديمقراطية والانفتاح وتفهم الدور الذي يمكن للأزهر أن يلعبه، وما يمكن للمجتمعات العربية أن تنطلق منه نحو التأكيد على الحريات وعلى التداول السلمي للسلطة، وأيضا على الإدارة السليمة للشأن العام العربي، وبالتالي فإننا نعتقد أن الأزهر بما يمثله وبما يطلقه من أفكار قادر على أن يعطي نموذجا مهما نحو فهم الإسلام لحركة التغيير العربية، وأيضا لما يمكن أن تمثله مجتمعاتنا العربية، ونحن في لبنان، بما درجنا عليه خلال هذه السنوات الطويلة من دور أساسي في موضوع التنوع الذي نتميز به في لبنان، وبالتالي الدور الذي لعبه لبنان على مدى عدة عقود من الانفتاح ونظام ديمقراطي مبني على التداول السلمي للسلطة، وأيضا مبني على تجربتنا الطويلة بإخفاقاتها ونجاحاتها - أصبحنا نمثل نموذجا في الانفتاح ونموذجا في العيش المشترك بالمنطقة العربية".

وعما إذا كانت أصبحت الطائفة السنية طائفة مستضعفة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أكد السنيورة أن "السنّة في لبنان جزء من مكونات الشعب اللبناني، وهم من المؤمنين بلبنان وباستقلاله وبحريته وبسيادته، وأيضا من المؤمنين بلبنان ضمن إطاره العربي بحيث يكون جزءًا من هذا المحيط الواسع والذي نتقاسم معه تاريخا وحاضرا وآمالا مستقبليه، وبالتالي فالواقع أنه ليست الطائفة السنية أو ما يسمى بالسنة في لبنان هم فقط الذين خسروا رفيق الحريري، ولكن الواقع أن لبنان والعرب خسروا رفيق الحريري".

وأشار السنيورة إلى أن "اللبنانيين خسروا رفيق الحريري كقائد وطني كبير سعى لإعادة بناء بلده وتعزيز الديمقراطية والحريات والسيادة، وعروبة لبنان، والتأكيد على ديمقراطيته وعلى تنوعه وأيضا التأكيد على اتفاق الطائف الذي كان شريكا في صنعه في نهاية الثمانينات، وبالتالي أيضا خسره العرب لأنه كان يمثل وجها متنورا تقدميا عاملا من أجل تعزيز الانصهار الاقتصادي والانفتاح على العالم والعمل من أجل أن تعطى صورة حية نابضة في العالم، سواء كان للعرب أو للمسلمين، والدور الذي كان يلعبه بين لبنان وأشقائه العرب، أكان ذلك مع جمهورية مصر العربية أو مع المملكة العربية السعودية، أو مع "الشقيقة" سوريا، عندما خسر لبنان رفيق الحريري خسره العرب جميعا، وكان ذلك أمرا شديد الصعوبة على لبنان".

وعن الكلام عن أن الإنتقام يتحكم في الكثير من خبايا المحاكمة في إطار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال: "نسعى بقوة لمحاكمة قتلة الحريري، ولكن لم يكن مسعانا من أجل الانتقام، نحن سعينا من أجل أن تكون هناك محكمة دولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من أجل أن نضع حدا نهائيا لمسألة الفرار من وجه العدالة، لبنان خسر على مدى عدة عقود اثنين من رؤساء الجمهورية وثلاثة من رؤساء الوزارة وعددا من الوزراء والنواب ورجال الفكر ورجال الصحافة وعددا من رجال الدين، وكل هؤلاء الذين تعرضوا للاغتيال الإرهابي على مدى تلك السنوات لم يستطع لبنان أن يضع يده على المجرمين الذين نفذوا هذه الاغتيالات وبقي المجرمون طلقاء.

السنيورة أكد أن "تمويل المحكمة هو أحد متفرعات ما يسمى بالتعاون مع المحكمة، فالتمويل هو أحد المتفرعات وليس هو الهدف الأساسي، ولكن الهدف الأساسي هو التعاون"، مضيفًا: "طبيعي عندما يتعاون لبنان، عليه أن يلتزم وينفذ ما بادر إلى الالتزام به من حيث المبدأ، وبالتالي أن يدفع لبنان ما يتوجب عليه، هذا جزء من الالتزام الشامل في موضوع التعاون مع المحكمة، لا سيما أن هذا الموضوع هو عملية نابعة من قرار أصبح جزءًا من القانون الدولي، ولم يعد بإمكان لبنان ولا أحد في لبنان أن يتهرب من هذا الموضوع، لأنه أصبح جزءا من القانون الدولي، وهناك أمثلة شاسعة في هذا الشأن، حيث اتخذ مجلس الأمن قرارا مؤخرا تحت البند السابع وكان يتعلق بتطبيق العقوبات على إيران، وعارض القرار البرازيل وتركيا وقتها، لكن بعد أن أقر، عبرت البرازيل وتركيا عن التزامهما بالقرار، وأيضا روسيا عمليا لم تصوت لصالح قرار المحكمة الدولية، ولكن عندما صدر القرار تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وأصبح جزءا من القانون الدولي، بادرت روسيا بالالتزام به، فأصبح موضوع القرار رقم "1757"، جزءا من القانون الدولي وتحت البند السابع، وبالتالي أصبح ملزما للبنان، من أجل سمعته وعلاقاته مع المجتمع الدولي، ولأن ذلك هو الباب الذي يؤكد على تصميم لبنان واللبنانيين على أن لبنان لن يستمر بلدا ترتكب فيه الجرائم الإرهابية، ويبقى في معزل عن الالتزام، وبالتالي يصبح مرتكبو الجرائم طلقاء".

وردًا على سؤال، قال السنيورة: "لا شك أن لبنان عانى الكثير، واستفاد الكثير أيضا من كونه ذلك المختبر والمكان الذي تشكل فيه الحريات جزءا أساسيا من حياة اللبنانيين، ويشكل لبنان عمليا رئة تتنفس منها كثير من الدول العربية على مدى عقود طويلة، وبالتالي فهذا الحراك العربي الذي يؤدي إلى تعزيز الديمقراطية، هو إثبات لنجاح النظام الديمقراطي في لبنان، وإنه كلما توسعت الديمقراطية في العالم العربي، فإن ذلك تأكيد على سلامة توجهات لبنان، وذلك لاعتماده على نظامه الديمقراطي وعلى التداول السلمي للسلطة، وكذا احترامه للحريات. فنحن سعداء بهذا التحول الديمقراطي في العالم العربي، لكن أيضا يجب أن نقر بأن النظام الديمقراطي مهما قلنا عن بعض مساوئه، فإنه مما لا شك فيه، هو أفضل نظام يمكن أن يضمن للإنسان حرياته ويحترم القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان، خاصة في ظل التنوع الموجود في الدول العربية، ولذلك كلما تحولت هذه الدول العربية نحو مزيد من الديمقراطية، كان ذلك حماية حقيقية واستقرارا في تلك المجتمعات بشكل صحيح يضمن استمرارها".

وعن كيفية إنعكاس ما يدور الآن في سوريا على مجريات الأمور في لبنان، أشار السنيورة إلى أن "سوريا دولة شقيقة، ونحن في لبنان لدينا جار وحيد هو سوريا، حيث يحدنا من الغرب البحر المتوسط ومن الشمال والشرق سوريا ومن الجنوب هناك حالة حرب بيننا وبين إسرائيل، وكنا دائما من المنادين بأن لبنان بلد حريص على استقلاله وعلى سيادته وعلى عدم تدخل الآخرين في أوضاعه الداخلية، وبالتالي نحن عندما نطالب بألا يكون هناك أي تدخل في أوضاع لبنان الداخلية، فمن الأولى بنا أن نطبق هذا الأمر على أنفسنا، بألا نتدخل في الشأن الداخلي لسوريا، لأننا لا نؤمن بهذا الأسلوب وليس لنا مصلحة، كما أننا غير قادرين على التدخل في الشأن السوري".

وأضاف: "نحن لا نستطيع أن نكون غير مهتمين بما يجري في سوريا، ولبنان مع الربيع العربي، وعبرنا عن وجهة نظرنا بصراحة على مدى الأشهر الماضية، وكنا من أول الذين عبروا عن هذا الموقف، بشكل واضح وصريح، نحن ضد استعمال العنف في ما يسمى بـ"التعامل مع المدنيين"، ونحن مع الاستماع والحوار بين الأنظمة والمواطنين، لكن على أساس احترام رغبة الشعوب العربية في الحرية والتداول السلمي للسلطة واحترام القانون والحريات الأساسية، فهذا هو موقفنا، وتمنينا لو أن النظام في سوريا بادر منذ وقت طويل للاستماع لرغبة الشعب السوري في الحرية، ولكن هذا الأمر بين الحكم السوري وشعبه، وما نتمناه هو ما يتمناه الشعب السوري لنفسه".

وعن التحليلات القائلة إن التدخلات كانت وراء خسارة "14 آذار" للأغلبية النيابية، قال: "في ما يتعلق بخسارتنا للأكثرية النيابية، أقول إننا خسرناها بطريقة تعتبر نوعا من الانقلاب، حيث قام البعض بالتأثير على بعض النواب الذين تحولوا من مكان إلى آخر، وذلك خلافا للمواقف التي انتخبوا على أساسها، والانتماءات التي أعلنوها، وعلى أساسها حصلوا على أصوات الناخبين، وبعدها قام البعض بتغيير مواقعه بناء على ما جرى من ضغوط ومن تهويل ومن محاولة اجتذاب وإغراء".

وعما إذا كان يعني بكلامه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، أجاب السنيورة: "أعني كل الذين انتقلوا من مكان إلى آخر، وأعتقد أنني أعني هنا الرئيس ميقاتي وغيره من الأشخاص الذين ترشحوا، استنادا إلى تلك المواقف التي عبروا عنها وصرحوا بها أمام ناخبيهم، والآن نرى أن هناك متغيرات في المنطقة، وما زلنا معتمدين على قاعدة يختصرها بيت للشاعر المتنبي قال فيه: "وحالات الزمان عليك شتى.. وحالك واحد في كل حال"، فنحن موقفنا لم يتغير وثابتون على مواقفنا ومواقعنا بالقيم التي نسعى إليها". وعما إذا كانوا يراهنون على المتغيرات في سوريا، أجاب: "نحن لا نراهن على هذه المتغيرات، ولكن نحن نتعامل مع هذه المتغيرات كيفما يجري، وأعتقد أن الذي سيجري هو ما سيكون في مصلحة المواطنين السوريين، ونحن الآن نشهد تحولات كبيرة في المنطقة ومواقف في الجامعة العربية".

وردًا على سؤال، عما كان سيفعل في عملية التصويت على القرار الخاص بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية لو كان رئيسًا للحكومة، قال السنيورة: "أعتقد أنني لو كنت مكان الرئيس ميقاتي، لكان موقفي واضحا في جهة التزامي بمسألة "الربيع العربي"، مقدرا الظروف التي نمر بها في لبنان بحكم أننا مجاورون للشقيقة سوريا، وبالتالي كان موقفي سيكون الامتناع عن التصويت، وليس الوقوف في وجه هذه الأكثرية العربية، وأن يكون موقعنا كما كنا دائما، أمناء على المبادئ والقيم التي كان عليها لبنان، والحقيقة، في هذا الخصوص، أنه على الشخص دائما في هذه المواقف أن يتذكر ماذا يقول وفي أي مناسبة ولمن يقول، أما أن تتقلب المواقف هنا، بمعنى أننا نقول شيئا ثم نعود ونفعل شيئا عكسه تماما، فليس ذلك في مصلحة لبنان، وليس هذا أمرا مفيدا حتى لسوريا".

وعما إذا كان يخشى من حدوث موجة اغتيالات جديدة في لبنان استنادا إلى ما يتم تناوله إعلاميا، أشار السنيورة إلى أن "هناك الكثير ممن يحاولون أن يروجوا لهذا الأمر، ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بما يمكن أن يقوم به "القتلة"، لكن لا أعتقد أن هذا الأمر سيصب في مصلحتهم في النهاية، فنحن نعيش فترة متغيرة في العالم العربي، وهذا التيار الجارف المتجه نحو الديمقراطية والانفتاح، هو أمر معاكس لما يسعى إليه من يحاولون أن يخططوا في "العتمة" لارتكاب مثل هذه الجرائم".

 

هل يصل تسونامي "الربيع العربي" إلى لبنان؟

بقلم سليم نصار /النهار

مع ازدياد حدة الاضطرابات في سوريا، تزداد في لبنان حدة الاسئلة المتعلقة بوحدة المصير، وما اذا كانت تداعيات الاحداث في الدولة الشقيقة ستنعكس بشكل سلبي على الوضع الداخلي المشرذم.

كما رفض الرئيس بشار الاسد مبدأ المقارنة بين ما جرى في تونس ومصر وليبيا وما يجري على ارض بلاده، هكذا يستبعد فريق من اللبنانيين وصول "الربيع العربي" الى تخوم الوطن الصغير.

وحجة هذا الفريق الواثق من مناعة الوضع اللبناني، ان الظروف التي فجرت عوامل النقمة والعصيان في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، لا تحاكي واقع الاحداث اللبنانية.

هذا، اذا سلمنا جدلا بأن الأسباب الموضوعية التي اطلقت انتفاضات الشعوب العربية هي في حقيقة الأمر، نتاج إحتقان مزمن وسخط عارم ضد الأنظمة المترهلة الآسنة. أي الأنظمة التي تسلطت على الحكم مدة تزيد على الثلاثين سنة او الأربعين، مستخدمة ديموقراطية الـ99 في المئة لتبرير استمرارها. لهذا السبب شدد المتظاهرون على المطالبة بالتغيير الجذري على امل إنتاج قادة جدد لعصر جديد ومفاهيم جديدة.

وفي رأي محمد البرادعي، ان التغيير في مصر يجب ان يعبر عن تطلعات الجمهور، تماماً مثلما عبرت انتفاضات التغيير داخل دول المنظومة الاشتراكية، عن نهاية هيمنة موسكو المطلقة طوال سبعين سنة. وتدل التجارب على ان الثورات هي ظواهر معدية كالوباء والموضة، بدليل ان الثورة الاميركية (1776) اصابت بالعدوى الثورة الفرنسية (1789).

واللافت ان هتافات الثوار دائماً تطالب بالديموقراطية. ولكنها في الغالب لا تحصل على أي مقابل لتضحياتها السخية. فمن رحم الثورة الفرنسية ولد الديكتاتور نابليون. ومن رحم الثورتين الروسية والصينية، ولد ستالين وماوتسي تونغ، أفضل نموذجين للارهاب السياسي الذي عرفته البشرية خلال القرن الماضي.

ويعزو المحللون أسباب انهيار التجربة الشيوعية في الصين ودول الكتلة الشرقية سابقاً، الى انعدام الديموقراطية واستبدالها بنظام العدالة الاجتماعية. وثبت بالاختبار ان العدالة الاجتماعية تسكت عن المطالبة بالحرية... ولكن الحرية لا تسكت عن المطالبة بالعدالة الاجتماعية.

في العودة التي التجربة اللبنانية يتبين للمراقبين ان الاحداث المقلقة سنة 1952 وسنة 1958، كانت بمثابة سياقات تصحيحية لمسارات الديموقراطية. كل هذا، لأن اللبنانيين حرصوا على التشبث بنظامهم البرلماني، في وقت كانت البلدان العربية الاخرى تعاني من تسلط الحزب الواحد وديكتاتوريات الانظمة العسكرية.

سنة 1949 جدد مجلس النواب للشيخ بشاره الخوري تقديراً لدوره الوطني في تحقيق الاستقلال. وبعد إنقضاء ثلاث سنوات على ولايته الثانية، راحت المعارضة تطالبه بالاستقالة بسبب إستشراء الفساد الإداري وازدياد تسلط المحاسيب والأقرباء.

وحاول بشارة الخوري تدارك الأزمة بواسطة حكومة جديدة يؤلفها صائب سلام، تكون بمثابة أداة إمتصاص للأوضاع المضطربة. ورفضت قوى المعارضة تشكيل الحكومة الجديدة، وأصدرت بياناً دعت فيه الشعب الى الاضراب العام يوم 15 أيلول 1952.

بعد مرور يومين على إضراب نفذته كل القطاعات الاقتصادية والشركات والمصارف، شعر بشارة الخوري انه عاجز عن الإستمرار في مهمة الرئاسة. ثم جاءه كتاب صائب سلام كرصاصة الرحمة التي أطلقها رئيس الحكومة المكلف بضرورة التنحي. وقد أنهى سلام كتابه بالعبارة التالية: "إسمحوا لي – وأنا من صميم هذا الشعب ولا إستهدف في عملي سوى مصلحته العليا – ان أصارحكم بأن مصلحة البلد العليا تتطلب تخليكم فوراً عن سدة الرئاسة الأولى وإفساح المجال لنواب الأمة بان ينتخبوا خلفاً لكم ضمن نطاق الدستور الذي أؤتمنتم عليه. بهذا تكونون يا فخامة الرئيس، قد أديتم لبلدكم خدمة جلى تضاف الى الخدمات السابقة التي سجلها لكم تاريخ الجهاد اللبناني في عهده الإستقلالي الحاضر. وعليه أناشد وطنيتكم النزول عند رغبة الشعب الإجتماعية تفادياً للعواقب".

وبعد أيام معدودة إستدعى الرئيس بشار الخوري، مدير مكتبه ناظم عكاري، ونص عليه كتاب إستقالته.

وهكذا إنصاع أبو الإستقلال الرئيس بشارة الخوري، لإرادة الشعب، مبرراً إستجابته بالحرص على ضمان الاستقرار والوفاق الوطني. علماً بأن أنصاره في البرلمان والشارع كانوا يمثلون غالبية قادرة على التصدي للمعارضة. ولكنه آثر التنحي بهدف تفادي نزاع أهلي دموي، ربما يقود الى تدخل خارجي، مثلما حدث أثناء معركة التجديد لخلفه كميل شمعون.

آخر ولاية الرئيس كميل شمعون سنة 1958 اندلعت ضده ثورة شعبية بهدف منعه من التجديد، علماً بأنه تحاشى الاعلان عن هذه الرغبة.

وبعد إنزال عسكري لفرقة من الأسطول السادس الاميركي في منطقة الاوزاعي غرب بيروت، توقفت الثورة وإنتخب قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب، رئيساً بغالبية أصوات النواب. وذكر في حينه أن عملية الانزال في لبنان كانت بمثابة إنذار موجه لقادة الانقلاب الدموي في العراق.

وفي مرحلة لاحقة فاز سليمان فرنجيه برئاسة دورة 1970 بصوت نائب واحد، قبالة منافسه الياس سركيس الذي حصل على اصوات 49 نائباً. ولكنه عاد وحقق حلمه في الرئاسة خلال انتخابات 1976.

خلاصة القول أن لبنان نجح في الحفاظ على نظامه البرلماني طوال 68 سنة، بفضل التعددية والاحتكام الى منطق التعايش خلال الازمات المصيرية. وكان في كل مرة يتعرض لامتحان وجودي كأزمة 1958 وأزمة 1975 – 1989 يبادر الى حلها بالتراضي ولو من طريق توزيع صلاحيات الرئيس الماروني على مدعي الغبن والحرمان.

صحيح ان المتضررين من نظام التناوب الديموقراطي في رأس السلطة قد ابتكروا نظرية الثلث المعطل بهدف تعطيل عمل البرلمان... ولكن الصحيح ايضاً ان كل ثورات "الربيع العربي" ستقلد في النهاية النظام اللبناني. وهذا لا يعني بالطبع، انه نظام مثالي خال من العيوب والشوائب، بقدر ما يعني ان المشرفين على تطبيقه هم الذين عطلوا قوانينه ودمروا ركائزه الحيوية ومؤسساته الرسمية.

يقول السياسيون اللبنانيون ان رئاسة الجمهورية كانت منذ الاستقلال، محطة اجتذاب لاهتمامات اللبنانيين، الوطنية منها والاقليمية. ذلك ان معركة 1943 لم تكن اكثر من عملية فرز واستقطاب بواسطة الكتلة الدستورية والكتلة الوطنية. في حين شهدت معركة رئاسة 1952 نقلة نوعية في التحول الاقتصادي – الاجتماعي قادتها حركة كمال جنبلاط.

ومن هذه الزاوية يمكن النظر الى النظام اللبناني كواقع فريد في مخالفته لواقع الدول العربية الاخرى التي كثيراً ما كانت تستعير اجواءه الحرة لتمرير سياستها. مثال ذلك ان جمال عبد الناصر وافق على دعم واصدار ست صحف في لبنان كي تتولى نقل وجهة نظر نظامه والايحاء بأن مصادر الاخبار غير مؤممة او مراقبة. ثم قلدته انظمة عربية واقليمية بحيث دخلت ايران الشاه في سوق المنافسة ايضاً.

مع دنو نيران "الربيع العربي" الى الحدود السورية – اللبنانية، يتخوف المواطنون من تعرض نظامهم لأزمات مماثلة كالتي عصفت بتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا. ولكن التحولات الديموقراطية التي يطالب الثوار العرب بضرورة تطبيقها، سبق للبنان ان مارسها في ظل نظامه السياسي. وقد اتقن الاداء عندما كان يمثل نادي المضطهدين لـ18 طائفة. وداخل نظام الحرية كانت تتم عملية الانصهار الوطني قبل ان تتدخل ايران وسوريا لافساد عهدي الياس الهراوي وأميل لحود من طريق التمديد القسري.

يقول عالم الاجتماع الفرنسي ادغار موران، ان الثورات العربية تتسابق على تأسيس انظمة ديموقراطية تعكس شرعية شعوبها لا شرعية حكامها.

وهو يرى ان هذه الثورات لم تختمر بعد، الامر الذي قد يضطرها في مرحلة لاحقة، الى استخدام اقصى درجات العنف من اجل استئصال شأفة الانظمة السابقة وبناء انظمة ديموقراطية جديدة. والمؤسف ان الثورات العربية لا تملك معايير موحدة جامعة تستطيع بواسطتها الغاء الانظمة الديكتاتورية والبوليسية العسكرية والثيوقراطية الدينية. من هنا مصدر التشكيك في الديموقراطية الليبية التي فرضها عنف "الناتو"، تماماً مثلما ولدت الديموقراطية العراقية الفوضوية من التدخل المسلح الاميركي.

في تفسير منطقي لاحداث "الربيع العربي" يقول احد المنظرين، ان هناك عقوداً غير معلنة بين حكام الدول العربية وشعوبها. فالحكام يؤمنون الاستقرار السياسي والامني مقابل تنازل الشعوب عن حرياتها.

وأقصى ما فعلته المعارضة العربية في الساحات العامة، هي انها طالبت حكامها بالغاء العقود السابقة لأن الحرية في نظرها، اسلم من ضمانات الحكام وابقى. وكل ما يشهده العالم العربي حالياً من عنف ودماء يختصر نظرة الحكام الى شعوبها، ويؤكد رفضها مبدأ التغيير لانه يلغي دورها الاستبدادي الطويل.

وفي هذا السياق يمكن القول ان رئيس جمهورية لبنان ميشال سليمان، وحده يعرف انه سيعود الى منزله فور انتهاء مدة حكمه. بعكس الرؤساء العرب الذين عاقبهم الثوار بالنفي او السجن او القبر. صحيح ان جماعة 8 آذار، قد صادرت منه صلاحياته الرسمية وجيّرتها الى ميشال عون، في وقت لم يعد له من دور اكثر من الترويج لمغارة جعيتا... ولكن الصحيح ايضاً ان البقاء في السلطة، ولو من دون صلاحيات، يبقى احدى العجائب السياسية السبع!

(كاتب وصحافي لبناني)      

 

لبنان يضع رأسه في الرمال تلافياً للتداعيات السورية

غياب المواكبة الفعلية على الخطين الخارجي والداخلي

هيام القصيفي/النهار   

على رغم ان لبنان يعيش على ايقاع الاحداث السورية المتدهورة، لا يتصرف المسؤولون فيه على اساس ان هذه التطورات تحمل في طياتها اخطارا كثيرة. وبحسب مصادر سياسية مطلعة فان لبنان شهد في مرحلة 2004 - 2005 زلزالا كبيرا حافلا بالاحداث والتطورات الامنية والسياسية، جعلته محور الحركة الاقليمة والدولية، وكانت دوائره السياسية تحفل باستقبال موفدين اممين ودوليين وعرب. اما اليوم، وبحسب انطباعات سياسية يخلص اليها الذين واكبوا تلك المرحلة، فإن الزلزال الاقليمي الواقع على بعد خطوات من بيروت، تقابله بلبلة تسيطر على كل مستويات المعارضة والاكثرية في مواكبة التطور السوري.

فالافرقاء السياسيون واكبوا الحدث العربي من تونس الى مصر وليبيا من موقع المتفرج، لكن ذلك لا ينطبق على سوريا حيث تتعدد مراكز الخطر وانعكاسه على لبنان. فمنذ 15 آذار، اي لحظة اندلاع التظاهرات السورية، عاش بعض القادة السياسيين في حالة انكار للحدث في ذاته ولأي خطورة يمكن ان تولدها التطورات السورية. وتدرجت حالة الانكار الى نوع من البلبلة انعكست في الاداء السياسي والاعلامي لحلفاء سوريا وحتى لمعارضيها. وانعكست في مقاربة وضع المسيحيين في حال سقوط النظام السوري، وهو امر توافق عليه الزعماء الموارنة الاربعة، الى ان خرقه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في خطابه في جونيه في ايلول الفائت، بناء على نصائح من خارج دوائر "القوات". لكن هذا الخطاب ما لبث ان انكفأ ايضا، بعدما حاول البعض تسويقه على انه ضد توجه بكركي، ولأسباب تتعلق ايضا بطريقة مقاربة "القوات" للوضع الداخلي.

وفيما كان مسؤول حزبي مقرب من سوريا يتحدث قبل ثلاثة اشهر عن ان النظام السوري اصبح في وضع محرج وان ذلك ينسحب على حلفائه في لبنان، كان بعض السياسيين اللبنانيين يتحدثون بثقة عن ان سوريا ستتجاوز ازمتها وستخرج منتصرة. لكن مع تطور الوضع السوري اوروبيا وعربيا ودوليا، لم يخرج المسؤولون اللبنانيون عن هذه المقاربة، بل بدت الحكومة اقرب الى التماهي مع حكومات الدول المتطورة، منصرفة الى معالجة شؤون قانون الانتخاب والاوضاع الاقتصادية، من دون ان يكون الهم السوري حافزا لرصد السيناريوات التي يمكن ان ترتد على لبنان، او حتى للخروج بمبادرة حقيقية على مستوى استباق اي اخطار امنية باتت معروفة من اين يمكن ان تندلع، وقد باتت على شفير الانفجار الداخلي بعدما تعذر التوافق داخل مكوناتها، على ابسط القضايا واصعبها. والمفارقة الاكثر حدة ان لبنان غائب عن مفكرة الدول المعنية، بعكس ما كانت عليه الحال قبل الانسحاب السوري من لبنان وبعده. فلا موفدين ديبلوماسيين عرب او دوليين، ولا المسؤولون الرسميون خرقوا في شكل جذري العزلة الدولية التي يعيشها لبنان. واقصى ما يقوم به وزير الخارجية هو لقاؤه نظيره السوري او الايراني في تلازم المسار والمصير مع سياسة بلديهما.

اما على جهة المعارضة فالانكفاء الطوعي عن مقاربة الوضع السوري تطور في شكل خجول تدرجا من دون ان يكسره دخول الرئيس سعد الحريري على خط تمرير رسائل داخلية واشارات عبر الاطلالات الالكترونية، التي لم تحدث تغييرا منشودا الا على مستوى العلاقات الداخلية ولا سيما مع الرئيس نبيه بري، فيما يحاول بعض اركان المعارضة كالرئيس فؤاد السنيورة القيام بحركة ديبلوماسية التفافية تعيد بعض التماس مع الخارج على غرار ما كان يحصل عند اشتداد الازمات.

وتشير معلومات مطلعين على الوضع السوري الداخلي الى ان رصدا قويا بدأ يتركز على متابعة وضع الجيش السوري الذي لا يزال الحلقة الاقوى داخليا، في ظل بدء حملة انشقاقات فيه، ولكن في مناطق معينة ومعروفة الانتماء، ولم يحدث بعد انشقاق قوي ومركزي. وكذلك فإن الترويج للمرحلة الانتقالية في سوريا، على غرار ما حصل في مصر، تواكبه اطلالات لنائب الرئيس السوري سابقا عبد الحليم خدام وعم الرئيس السوري رفعت الاسد، في ظل عدم ثقة سورية شعبية معروفة بالرجلين، فيما التركيز الغربي بدأ يقوى في اتجاه رئيس المجلس الانتقالي برهان غليون.

لذا فإن ذهاب الامور في سوريا الى ضبابية في ايجاد خلاصات نهائية قد يزيد خطورة الوضع اذا ما تعذرت الحلول الظرفية. وهكذا تصبح مراقبة مناطق مثل حلب او دمشق اكثر اهمية، في حال توسعت الاضطرابات الامنية نحوهما في شكل حاد. وهذا يعني حكما ارتدادا قويا على لبنان.

وفي قراءة امنية وسياسية ان ثمة محاذير في حوزة الامنيين تحتاج الى متابعة سياسية موصوفة ومواكبة حثيثة من اجل تطويق اي ملابسات حولها. والمحاذير متعددة الاتجاه وفي غير منطقة، ومن العبث التركيز على اتجاه واحد فحسب. ولا سيما ان المعطيات السياسية الحالية، لا تشير الى احتمال ان يقوم "حزب الله" بأي خطوة تصعيدية مواكبة لأي تغيير دراماتيكي في سوريا. فأي خطوة من جانبه تحرج الجيش اللبناني، وحليفه مع وقف التنفيذ اي رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، اضافة الى ان لا مصلحة له في كسر الحكومة اليوم، واحتمال بقاء رئيسها رئيسا لحكومة تصريف اعمال. من هنا ضرورة التنبه لكثير من البؤر الامنية المتنقلة التي تفتح الباب امام احتمالات حساسة وخطرة، اضافة الى كيفية مواكبة العقوبات الاقتصادية في حال تدرجها لتشمل أوسع مروحة من الحزمات الاقتصادية، بما يتعدى وضع المصارف، التي باتت تتخذ اجراءات اكثر تشددا وتوسع رقعة تدقيقها على نحو لم يشهده لبنان سابقا. وهذه الحزمة من العقوبات قد تطول لبنان في تفاصيل حيوية وتنعكس عليه في شكل مباشر.

 

سوريا تشبه الثمانينات

سميح صعب/النهار

في ذروة الحرب العراقية – الايرانية (1980 – 1988) اختارت سوريا الوقوف الى جانب ايران، فيما وقفت دول الخليج العربية الى جانب العراق برئاسة صدام حسين. وبنت دمشق استراتيجيتها العامة في المنطقة مذذاك على تحالف استراتيجي مع ايران في حين كانت العلاقات مع مصر مقطوعة بسبب توقيع انور السادات معاهدة كمب ديفيد مع اسرائيل. وكان التوتر سيد الموقف في العلاقات مع تركيا. اما مع دول الخليج العربية فكانت تتسم بالحذر وتستند الى واقع كون سوريا فرضت نفسها لاعبا اساسيا في المعادلة الاقليمية. وكان الاتحاد السوفياتي السابق ومن بعده روسيا، السند الاستراتيجي العالمي لدمشق.

اليوم يعود الزمن الى الوراء 30 عاما. فالعلاقات الوثيقة التي بناها الرئيس بشار الاسد مع قطر والانفتاح الذي لامس حدود العلاقة الاستراتيجية مع تركيا، والعلاقات الطبيعية التي نجح في استعادتها مع السعودية، لم تلبث ان انهارت بفعل الارتدادات الناجمة عما يسمى "الربيع  العربي"، وتاليا عادت سوريا في ازمتها تستند مجددا الى الخيار الايراني والروسي.

إذاً، ليست المرة الاولى التي تحاصر فيها سوريا، عربيا وتركيا واميركيا واوروبيا. لكن الجديد في الوضع الحالي ان الامور بلغت نقطة اللاعودة، والمواجهة تنذر بالتحول مواجهة دولية، ولا سيما بعد كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن عزم الولايات المتحدة على نشر سفن حربية مجهزة بدرع صاروخية في البحار المحيطة بروسيا، وما يعقبه من رد روسي عبر مواصلة التجارب على صواريخ عابرة للقارات من اجيال جديدة.

من هنا صعوبة المواجهة في سوريا. فالحديث لم يعد عن اصلاح ديموقراطي للنظام القائم، بل عن اسقاطه من اجل اسقاط خياراته وليس بصفته عقبة في طريق استكمال "الربيع". اذ ان الابعاد اكبر واوسع نطاقا من حركة تطالب بالحريات والديموقراطية بدليل ان بعض القوى الاقليمية التي تقف في المواجهة ليست انموذجا يمكن ان يحتذى في هذا المجال.

ان المواجهة القائمة حاليا هدفها قلب المعادلة في المنطقة، وايجاد معادلة مماثلة لتلك التي نشأت في تونس وليبيا او على الاقل في مصر. هذه المعادلة اذا ما نشأت في سوريا فإنها ستعمم على فلسطين ولبنان والعراق ومن بعد على ايران.

وبديهي ان ما يطاول سوريا سيطاول الدول المجاورة – طبعا ليس تركيا والاردن اللتين تقفان في المحور المحرض على التغيير – وموقف "حماس" يدل على بداية تغيير في الموقف الفلسطيني من سوريا بعدما شكلت دمشق الحاضن الوحيد للحركة التي لم تجد في مرحلة من المراحل مكانا في اي دولة عربية اخرى. وغني عن القول ان لبنان والعراق مرشحان لتغيير اعمق في حال سقوط سوريا. ويبقى انها ليست المرة الاولى التي تتلبد فيها الغيوم فوق سوريا ويشتد الصراع عليها. ومن المؤكد ان التاريخ لم يبدأ مع "الربيع العربي" الذي لن يكون نهاية المطاف.

 

الانقسام الوزاري يرتّب مزيداً من المحاذير

الأزمة السورية إحراج ملازم للحكومة

روزانا بومنصف/النهار  

بدا موضوع الازمة السورية في الايام الاخيرة كأنه اصبح تحدياً جدياً على جدول اعمال الحكومة اللبنانية التي تواجه في الاساس تمويل المحكمة الخاصة من اجل لبنان الى جانب التحدي الذي ظهر في الاسبوعين الماضيين عن تفتق الحكومة من الداخل من خلال ما اعلنه وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي وما يطاول الثقة بالحكومة على هذا الصعيد، وان كان لا يصل الى درجة انفراط عقدها في هذه المرحلة. ففي الموضوع السوري افترق النائب وليد جنبلاط في موقفه على نحو واضح في تصويت لبنان ضد الاجماع العربي في القاهرة عن موقفَيْ كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي اللذين يلتقي معهما في موضوع تمويل المحكمة الخاصة بلبنان وفي موقع وسطي لم يغادره هو فيما غادره رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. اذ انه، وعلى رغم التبريرات او الصيغ التي قدمت في هذا الاطار وساهمت في تضييع حقيقة الموقف اللبناني ومن يتخذه في نهاية الامر، فان تبني مجلس الوزراء موقف وزير الخارجية عدنان منصور في نهاية الامر والتي اكدت المعلومات انه توجه الى القاهرة بتعليمات واضحة بالوقوف مع النظام في السراء والضراء من دون اي تردد، جعل الحكم والحكومة مسؤولين عن هذا الموقف وليس وزير الخارجية ما لم يكن تفرده ملزما للجميع من دون القدرة على اقالته او على الاستقالة، وفق ما ادت اليه الاستنتاجات تبعا للبلبلة الرسمية في المواقف.

الا ان السؤال الذي يثيره متابعون ديبلوماسيون يتصل بما سيكون عليه الموقف الرسمي اللبناني بعدما بات موضوع الازمة السورية موضوع متابعة عربية ودولية على اكثر من منبر. اذ ان هذا الموقف سيواجه حرجا كبيرا لا يمكن ان تفسره التبريرات التي قدمت ان من جانب الرئاسة الاولى او الثالثة. فمع ان الرئيس سليمان تحدث عن عدم رفض لبنان احترام حقوق الشعوب فان التذرع برفض لبنان العزل تبريرا للوقوف الى جانب النظام لم يترافق بتمييز لبنان موقفه على هذا النحو امام الجامعة العربية، وفق ما يحصل بالنسبة الى جميع الدول في المنابر الدولية حيث تشرح الدول ما هي العناصر التي توافق عليها والاخرى التي تعترض عليها مما يجعلها تمتنع عن التصويت في هذه الحال وليس العكس. فالموقف الذي يمكن ان يواجهه لبنان، انه وفيما قال في مناسبات عدة سابقة انه يمثل الدول العربية في مجلس الامن الدولي فانه ذهب في اجتماع وزراء الخارجية العرب في اتجاه مغاير لموقف اجماع الدول العربية التي يقول انه يمثلها. وهذا التحدي قد لا يواجهه لبنان في الجمعية العمومية حيث ينوي البعض طرح موضوع الازمة السورية او حتى مجلس حقوق الانسان الذي لا يشكل لبنان عضوا فيه، لكن لا مفر من احراج محتمل ما دامت الازمة السورية باتت على جدول اعمال الدول العربية والمجتمع الدولي على حد سواء. فما يمكن اعتباره تصويتا مرره لبنان لمرة وربما استطاع اقناع الدول بمدى الضغوط الداخلية التي يواجهها في هذا الاطار. الا ان ما يخشاه المراقبون الديبلوماسيون المعنيون ان يكون لتثبيت لبنان موقفه الداعم للنظام السوري في حال كرر الموقف الذي اتخذه في القاهرة ليصبح السياسة المعتمدة لدى الحكومة، انعكاسات سلبية في اكثر من اتجاه ليس اقلها تظهير المزيد من الانقسام الحكومي بغض النظر عن صلاحية الحكومة وقدرتها على الاستمرار على رغم هذا الانقسام. اذ ان موضوع بقاء الحكومة بات يطرح كاحتمال على رغم الاحتمالات الاسوأ للنظام في سوريا من منطلق ان مصلحة لبنان قد تكون باستمرار حكومة حتى التفاهم على البديل منها خشية الفراغ الذي قد يطول.

ولهذا الانقسام اثره كونه يشكل اضافة مهمة الى الانقسام الداخلي الحاصل من حيث اظهار الحكومة تمثيلها لفريق من دون الاخذ في الاعتبار رأي الفريق الآخر في المعارضة او محاولة توفيق المواقف باعتبار انه جرت العادة في مواقف تتسم بحساسية بالغة تتعلق بعلاقات لبنان الخارجية ان يتم التوافق الوطني على موقف موحد لم تساهم الحكومة في التحضير له. والسؤال ينسحب في حال تثبيت لبنان الرسمي موقفه الداعم للنظام السوري على انعكاسات ذلك على الدول التي تعول على لبنان ان يتخذ موقفا حياديا في حين ان تثبيت موقعه يعني عدم حياده، مما يخشى من ردود فعل لن تلبث ان تظهر باعتبار ان التفهم قد يكون مقبولا لمرة ولكن ليس اكثر من ذلك.

  

لبنان يدفع ثمن أمنه من حريته وسيادته

هل قبضت الحكومة هذا الثمن من سوريا؟

اميل خوري/النهار     

إذا كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وقفت في اجتماعات الجامعة العربية على مختلف مستوياتها مع الحكم في سوريا حرصاً منها على الأمن والاستقرار، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ضمنت الحكومة بموقفها هذا ما تحرص عليه، أم أن سوريا ستطلب المزيد تحت طائلة التهديد بزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان بحيث يتحول الخوف على السلم الاهلي ورقة ضغط وابتزاز فتكون الحكومة خسرت حرية قرارها وكرامتها بدون أي مقابل؟

الجواب عن هذا السؤال قد تأتي به الأسابيع المقبلة من خلال تصرّف حلفاء سوريا في لبنان لتصبح الحكومة موضوع محاسبة ومساءلة.

الواقع، ليست هي المرة الاولى التي يدفع فيها لبنان ثمن الأمن والاستقرار والسلم الاهلي من سيادته واستقلاله وكرامته وحريته. فبعد حوادث 1958 وانتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية، قبل اللبنانيون بحرية أقل من أجل أمن أكثر فنعموا به طوال عهده مفضّلين، وإنْ مكرهين، وبسبب الظروف الموضوعية، الأمن على الحرية بعدما تبيّن لهم أن ليس في الإمكان الحصول عليهما في آن واحد.

وعندما وافق لبنان على دخول القوات السورية اليه لتوقف الاقتتال بين ابنائه، فإنه ضحّى بسيادته واستقلاله وقراره الوطني الحر من اجل وقف هذا الاقتتال، وقبل مكرهاً بوصاية سورية عليه دامت ثلاثين عاماً.

وفي زمن حكم المتصرفية على لبنان بعد فشل حكم القائمقاميتين، نعم اللبنانيون بالأمن والاستقرار الى حد أن مقولة "هنيئاً لمن له مرقد عنزة في لبنان" ذهبت مثلا. وعندما استعاد لبنان سيادته واستقلاله وحرية قراره بانسحاب القوات السورية من كل اراضيه وافقت الاكثرية النيابية التي كانت تملكها قوى 14 آذار على شروط الأقلية الممثلة بقوى 8 آذار حتى وإن كانت مخالفة لقواعد النظام الديموقراطي حرصاً على  الأمن والاستقرار والسلم الاهلي، فوافقت على انتخاب رئيس للجمهورية من خارج صفوفها وعلى انتخاب رئيس للمجلس من قوى 8 آذار، وعلى تشكيل حكومة يكون للأقلية فيها "الثلث المعطل". وقد أدى ذلك إلى تعطيل كل شيء وشلّ عمل المؤسسات.

وعندما اتخذ مجلس الوزراء قراراً بالموافقة على النظام الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان واستقال الوزراء الشيعة احتجاجاً على ذلك، استمرت الحكومة من دون تعيين بدائل من هؤلاء الوزراء حرصاً على الامن والاستقرار والسلم الاهلي. وعندما اتخذ مجلس الوزراء قرارا بنقل رئيس جهاز أمن المطار ووقف العمل بشبكة الاتصالات العائدة لـ"حزب الله" تجنبت الحكومة الاصطدام بمسلحي هذا الحزب عندما اجتاحوا جزءا من العاصمة والجبل وذلك حرصاً على السلم الاهلي. وعندما اضطر النائب وليد جنبلاط الى الخروج من قوى 14 آذار فإنه فعل ذلك حرصاً منه على السلم الاهلي أيضا وتجنباً لصدام محتوم بين أبناء طائفته ومسلحي "حزب الله". وعندما سمّى عدد من نواب كتلته في الاستشارات الرئيس ميقاتي وليس الرئيس سعد الحريري، لتشكيل الحكومة فإنه فعل ذلك خوفاً منه على السلم الاهلي ولئلا يحرك "حزب الله" الشارع في ما لو صار تكليف الحريري.

لقد استفادت قوى 8 آذار من خوف قوى 14 آذار الدائم على الامن والاستقرار وعلى السلم الاهلي وكأنها وحدها أم الصبي لتفرض شروطها عليها ولتتصرف على هواها، فما حرّمته على قوى 14 آذار حلّلته لنفسها فشكلت حكومة منها بدعوى أن الأكثرية انتقلت اليها وينبغي العودة الى تطبيق النظام الديموقراطي الذي تحكم بموجبه الاكثرية والاقلية تعارض، ولم تعد بدعة "النظام التوافقي" معمولاً بها ولا "المشاركة الوطنية" كي لا تستأثر فئة باتخاذ القرارات المهمة.

وما دام السلاح في يد فئة من دون أخرى فإن هذه الفئة ستظل قادرة على فرض شروطها على الفئة الأخرى وذلك تحت طائلة التهديد بالشارع وزعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاهلي. وفي حال انتشر السلاح بين أيدي كل الفئات بحجة الدفاع عن النفس واعتماد الامن الذاتي في غياب الدولة القوية، فإن الفتنة عندئذ لا بد أن تقع... وهذا معناه ان بقاء أي سلاح خارج إمرة الدولة لا يهدد أمن لبنان الداخلي اذا لم يؤخذ بشروط حامليه فحسب، بل يهدد أمن المنطقة ايضاً، خصوصاً بعدما أعلنت قيادة "حزب الله" بصراحة ووضوح أن المنطقة سوف تتفجر إذا ما سقط النظام في سوريا أو حصل اعتداء على إيران.

فهل تكون حكومة ميقاتي بوقوفها إلى جانب سوريا في الجامعة العربية قد أعطت مجاناً ولم تأخذ منها حتى الأمن، أم أن هذا الموقف هدفه كما قال الرئيس ميقاتي "حماية الاستقرار والسلم الاهلي"؟

 

إسقاط النظام مصلحة لجميع جيرانه إلا اسرائيل.. ممثل لجان الثورة السورية في لبنان عمر إدلبي لموقعنا: يمكن اللجوء لوسائل غير سلمية لحماية المدنيين 

من يريد مستقبلاً في سوريا فعليه المشاركة في الثورة

طارق السيد

"الحرية بتستاهل.. بتستاهل أكتر بكتير" كان هذا تعليق عمر ادلبي، ممثل لجان التنسيق المحلية للثورة السورية في لبنان، حين تساءلنا عن كم الدم الذي اريق حتى الآن على التراب السوري الذي يشهد ربما مواجهة ملحمية منذ 9 أشهر وحتى الآن بين طغاة صغار وكبار وبين شعب أعزل يحرّكه شوقه للحرية. عمر أدلبي الذي كان ابرز وجوه الثورة السورية على الشاشات التلفزيونية والذي يستضيفه موقع "14 آذار" الألكتروني للمرة الثانية. وبحسب ادلبي، فان المعلومات التي تصله بشكل يومي من داخل الثورة لا تشير الا أنّ مؤشر القمع يزداد ارتفاعاً حيث يتم وضع العشرات من افراد العائلة الواحدة في معسكرات الاعتقال التابعة للنظام ناهيك عن القتلى والجرحى. من خلال عيون ادلبي التي تنظر دائماً الى البعيد قبل الاجابة عن اي سؤال، فان بوصلة الثورة لا تحيد عن سلميتها ولكن يبقى الهمّ الأكبر هو حماية المدنيين والذين قد يكونوا سبباً لانتهاج اسلوب غير سلمي، ربما من خلال الجيش السوري الحرّ، ان لم تنجح الوسائل الاخرى بحمايتهم. ويقف ادلبي عند قرار الجامعة العربية تجميد مشاركة سوريا في اجتماعاتها معتبرة اياه نقطة تحول طال انتظارها نحو تدويل الملف بعد تذليل بعض العواقب الدولية. ومع جميع التهويل الذي اطلقه بشار، فالمعارضة تبدو واثقة من الاستمرار حتى التخلص من الطاغية. هذا السقوط رآه ادلبي لمصلحة جميع جيران سوريا الذين عانوا من النظام ما عدا الدولة العبرية بعد ان كان النظام السوري عنصر استقرار بالنسبة لها. ويعد ادلبي الشعب السوري بمحاسبة من انتهكوا حقوقه الانسانية من خلال المحاكم الدولية.

ما هو تعليقكم على خبر وقف مشاركة سوريا في اجتماعات جامعة الدول العربية؟

لاحظنا اولاً ان النظام السوري يقول أن هذا القرار هو غير قانوني في حين أنه لا يهتم حول قانونية القرار الصادر عن الجامعة القاضي عملياً برفع الغطاء عن هذا النظام وفقدانه لشرعيته وتعريته امام المجتمع الدولي. في الحقيقة، الكثير من الاجرآت متوقفة على قرار جامعة الدول العربية لاتخاذ اجرآت حاسمة ضد هذا النظام المتغطرس. هذا النظام قرأ جيداً هذا القرار ويعرف مدى خطورته وعندما يصف القرار بصفات اقرب الى الشعر الهجائي منه الى التوصيف الدقيق أي حين يقل أنّ القرار شائن وخبيث، وما شاكل من هذه الصفات، ما هو إلا دليل على توتر وضعف هذا النظام المتهالك وخطابه الفاقد للصدقية.

نعم، لقد رأينا تناقضاً في هذا الخطاب. فهل يعتبر النظام أن فرصه تلاشت بعد رفضه المبادرة العربية؟

لقد سمعنا ما كان ردّ وليد المعلم المتناقض حول ان غطاء الجامعة لا يقي من البرد وبالوقت عينه يسعى الى قمة عربية لذا أنا اجزم أن قرار تجميد المشاركة كشفهم تماماً وأشعرهم بالرجفان! رأينا على شاشات التلفزة أنّ كل اركان النظام، بدأً من يوسف احمد حتى اصغر بوق للنظام على الفضائية السورية، كيف يستخدمون لغة الشتائم لنرى في اليوم التالي لصدور القرار أسلوب مختلف للنظام من أجل إستعادة حلفائه من العرب الى صفه. كان يتوقع النظام ان هذا القرار لا يمكن ان يصدر وأن تهديداته التي اطلقها يمنة ويسرة من شأنها أن تؤخر هذا القرار مع العلم أنّ هذا القرار تأخر اكثر من 7 أشهر ولن يتم التراجع عنه الآن. المبادرة العربية كانت فرصة أخيرة للنظام قدمها له العرب لكنه لم يستغلها بالرغم من انها لا ترقى الى طموحات الشعب السوري.

فهل ترون أن هذه الخطوة من جانب الجامعة هو نحو حصول تدويل للقضية السورية؟ وهل هناك من أثمان مطلوبة لقاء هذا التدويل؟

الأمر يجب ان يقرأ على مستويين؛ الأول هو انّ الملف قد يخرج قريباً من البيت العربي الى مجلس الأمن الدولي. اما هل سنشهد قرار من مجلس الأمن فالأمر ملتبس حتى الآن حيث القرار الروسي لم يحسم حتى الآن وهذا ما رشح عن اللقاء بين الروس وبين د. برهان غليون، رئيس المجلس الانتقالي في اللقاء الأخير. فقد بدأ الروس يصغون الى المعارضة السورية وبدأوا يقتنعوا بفكرة رحيل هذا النظام بعد أن كنا من فترة نعاني من اقناع الروس باسقاط هذا النظام بعد ان كان رأيهم انّ الحل الوحيد هو في اصلاحات يحققها النظام...ولكن الروس لم يحسموا خياراتهم حتى الآن لأنّ هناك الكثير من المعوقات حالياً. أما عن الثمن فهو ليس مطلوباً في سوريا بل في مكان آخر ومن غير السوريين وربما من الاوروبيين والولايات المتحدة في مناطاق نفوذ اخرى منها علاقة روسيا بايران والشرق الأوسط الذي سيتشكل.

ولكن ألا تتخوفون من تفجير اقليمي كما هدد بذلك بشار الأسد في مقابلته الأخيرة أمن أن ذلك لا يعدو كونه تهويلاً؟ وهل ستبقى ايران على الحياد؟

أنا متأكد أن ذلك هو بالدرجة الاولى تهويل وأمر عمليات اطلقه بشار الاسد لجميع الدول المجاورة قد يحركها عند الحاجة مثل حزب العمال الكردستاني او القوى الحزبية الموجودة في عدد من الدول والتي يستطيع من خلالها تفجير استقرار البلدان الموجودة فيها. لكن جميع الأطراف يهمهم المحافظة على إستقرار المنطقة وهم مدعوون بشكل واضح وصريح من اجل إسقاطه لأنه يمثل مصلحة لجميع جيرانه الا اسرائيل الذي كان النظام على الدوام عامل استقرار بالنسبة لها في حين عانت كل دول الجوار من هذا النظام ما عدا اسرائيل التي كانت مرتاحة له. والجميع حالياً يفضل التخلص من هذا النظام لأنّ بقاءه يعني عدم استقرار سوريا لسنوات وسنوات. ايران وسوريا حلفاء ملتصقين ببعضهم، والنظام كان مطواعاً للنظام وزواله يهدد المشروع الايراني في المنطقة بعد ان كان احد عوامل نجاحه ولكن اعتقد ان الايرانيي واقعيون وتقودهم الواقعية السياسية ولا اعتقد انهم قد يغامروا بما وصلوا اليه من اجل الحفاظ على منجزاتهم وسيتخلوا عنه في اللحظة الاخيرة ويفكروا بوسائل اخرى وطرق اخرى لضمان ما انجزوه حتى الآن للمضي في تنفيذ مشروعهم.

ولكن من ناحية اخرى، يبدو أنّ الخلافات ضمن المعارضة السورية ما زالت كبيرة ومقلقة...فهل سنشهد معارضة موحّدة قريباً؟

الخلافات لدى المعارضة هو واقع حال لا ننكره ولكن لا نهول من مساوئه وهناك الكثير ما يبرره مثل: الخلاف الايديولوجي بين الفئات المعارضة وكذلك سنوات القمع الطويلة وبالإضافة الى عدم قدرة هذه المجموعات السورية على معرفة برامجها المتبادلة مما ولد نوع من ضعف الثقة بين بعض اطياف المعارضة وشخصياتها. النظام من جهته قد ساهم بتعميق هذه الشروخ لسنوات طويلة لذا نقول أن سوريا كانت فيها شخصيات معارضة وليس معارضة موحدة. بالتأكيد هذا لا يطمئن غير ان المعارضة التي نجحت في تشكيل مجلسها وتوحيد صفوفها بدأت تقطع الخطوات نحو المسيرة الصحيحة من اجل احتواء جميع الاطراف ضمن هذه المجلس. ومع هذا لا يجب ان ننتظر ان تتوحد المعارضة ضمن مجلس واحد وهيئة واحدة. مع الاشارة الى أنّ هذا المجلس شكل اقسى الضربات السياسية التي تلقاها النظام لأنه كان يراهن على خلافات ضمن صفوف المعارضة ولكن اسقط في يده مما افقد النظام صوابه ولاحظنا ارتفاعاً بمنسوب القتل بنسبة كبيرة جداً عقب تشكيل المجلس. المجلس المعارض الآن أصبح اكثر قدرة على التأثير في مجلس الجامعة العربية والمشاركة في صنع القرار وبدأ بنسج علاقات دولية مع تونس وليبيا ومصر وتونس وتركيا وغيرها.

ما هي نشاطاتكم المتعلقة بملفات انتهاك حقوق الانسان؟ وهل ستفتحون الملفات القديمة والجديدة؟

على صعيد ملفات انتهاك حقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية، فهناك مجموعات معنية تقوم بتوثيق هذه الانتهاكات التي يرتكبها النظام منذ بداية الثورة بحيث اننا انجزنا ملفات مكتملة الأركان على صعيد الادانة وبوثائق قادرة على ادانة النظام امام المحاكم الدولية. وهي بالمناسبة ليست فقط جرائم ضد الانسانية بل يمكن ان توصف بانها جرائم حرب وانتهاك للقانون الدولي الإنساني مثل استخدام شعارات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في بعض الاغتيالات وهذه تصنف بحد ذاتها كجريمة حرب. كما هنات جرائم تصنف بأنها إبادة جماعية قام بها النظام خلال حصاره للمدن. ونحن لا ينقصنا التصميم كسوريين لتحريك هذه الملفات ولكننا ايضاً بانتظار إرادة دولية لتحريكها لأنها ليست شأن سوري بحت. فيما يتعلق ببعض الشخصيات (مثل رفعت الاسد وعبد الحليم خدام) التي كانت من اركان النظام فانهم متهمون بارتكاب بجرائم ضد السوريين وكذلك جرائم فساد نحن نقول اننا حالياً نخوض معركة ضد النظام وعندما تنتهي معركتنا فان الشعب السوري هو الذي يقرر بخصوصهم ولن نقرر عنه شيئ.

بعد هذا الكم الهائل من الدم المراق، هل ما زلتم تؤمنون بموضوع سلمية الثورية بالرغم من انشاء الجيش السوري الحرّ؟ وما هي فرص القيام بعمل عسكري داخلي او خارجي؟

بالرغم من طاحونة العنف التي نتواجه بها، فالثورة قادرة على الحفاظ على سلميتها ولكن هذا لا يعني ان نتخلى عن الجيش السوري الحرّ وقدرته على المساهمة في اسقاط هذا النظام . نحن امام تحدي حقيقي في اسقاط هذا النظام من خلال التظاهرات وصولاً الى العصيان المدني التي بدى انه لا يكفي وحده لاسقاط الديكتاتورية في سوريا. نحن الآن بحاجة أن يضاف الى هذا التحرك جملة من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي تعد جزأً من الحزمة التي ستسقط النظام. وكذلك فنحن اليوم امام جنود سوريون شرفاء رفضوا اطلاق النار على اهلهم المدنيين ودخلوا في صراع مسلح مع شبيحة النظام. برأييي أنّ الحلّ الوحيد الذي يضمن الحفاظ على امن البلد من انفلات العنف ومن تحوّل الثورة الى حرب أهلية طائفية هو دعم هذا الجيش السوري الحر والحفاظ على بنية الدولة السورية من دون الانزلاق الى الحرب الأهلية لأنه وسيلة لتقنين العنف. نحن حالياً نعمل من خلال الجامعة العربية والمؤسسات الدولية من أجل حماية المدنيين بالدرجة الاولى من دون ان نصل الى صدام مسلح داخلي في سوريا وفي حال لم تفلح هذه الوسائل فان لكل حادث حديث وعند ذلك يصبح اللجوء الى وسائل اخرى غير سلمية أمراً مشروعاً من اجل حماية المدنيين.

النظام نجح في خطابه التخويفي تجاه الاقليات في سوريا. كيف يجب على المعارضة ان تتعاطى مع هذه المسألة؟

سأمارس في هذه النقطة بالتحديد نقضاً ذاتياً للمعارضة التي انساقت وراء النظام في عدم تسمية الاشياء باسمائها. فالنظام السوري يمنع الحديث عن الأقليات وحقوقهم الثقافية وهذا ينطبق على الاكراد والمسيحيين والعلويين والشيعة والاسماعليين والدروز. اما الشعب السوري فكان ممنوعاً عليه أن يتناول هذا الموضوع من قريب او بعيد، وكان يحاكم بتهمة اثارت النعرات الطائفية تحت شعارات فارغة من اجل صهر الجميع ضمن شعب خانع خاضع له تماماً. أعتقد ان المعارضة انساقت وراء النظام لأنّ من يقود الحراك في سويا هم الاغلبية السنية للأسف. اذكر انه عندما نزلنا الى الشارع في 15 آذار كان المتظاهرون من جميع الاطياف السورية ولكن النظام لعب فوراً على هذه النقطة. لقد استطاع هذا النظام ان يخوّف الأقليات على حساب وحش اسمه ديكتاتورية الاكثرية واضعاً الاقليات في مواجهة الاكثرية منذ بداية الثورة والمعارضة لم تستطع ان تجد وسائل تواصل مع الاقليات لتطمينها. الآن المعارضة عليها ان توجه خطاب واضح لجميع الأطياف ان تبحث جدياً عن مصالحها في واقع حال يقول ان النظام غير قابل للإستمرار ويجب ان يكونوا شركاء في مستقبل سوريا عليهم ان يكونوا من صناعه اي مشاركون في الثورة لا يجب ان نترك المتظاهر يقتل ثم نطلب من الاكثرية ضمانات.

*المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

لمن لا يعرف "الميقاتية"!  

ريتا فاضل

الميقاتية مدرسة تدخل الحياة السياسية اللبنانية من بابها العريض في الوقت الحاضر.

لا بل يمكن القول ان الميقاتية نهج سياسي طاريء على حياة اللبنانيين ومسار جديد بكل ابعاده سيطبع مرحلة في تاريخ لبنان هي الاغرب والاكثر انحداراً ودركاً.

الميقاتية اشبه بالكلاسيكية والرومنسية والواقعية والفوقية...اي انها نمط يمكن لفرد او مجموعة اتباعها في اي وقت كان.

اما مؤسس الميقاتية فهو بكل فخر دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي سيبقى عرابها وقد تنطفيء شعلتها مع رحيله الذي اقترب وقد ينبت عظيم آخر من بلادي ليحمل رايتها ويكمل المسيرة حتى الثمالة لا الاستشهاد.

وتقوم الميقاتية بكل بساطة على مجموعة من العناوين التي تصب كلها في خانة واحدة لا يصعب على المرء استخلاصها فهي ببساطة شخصية الرئيس ميقاتي من كل جوانبها ونقطة على السطر وهل من متابع يجهلها؟

الميقاتية ببساطة تقوم على قول الشيء وعكسه وعلى تبرير النتائج والخطوات والقرارات التي غالباً ما لا تخدم مصالح لبنان العليا، او تطعن بالظهر وتغدر بالصديق فتفتقر الى كل مقومات الوفاء والولاء ونكس الوعود والعهود.

يهم الرئيس ميقاتي في مطلق الاحوال ان يقطف ما يريد والا فهو حريص كل الحرص على الا يحرق اصابعه والمسؤولية دائماً اما على الآخرين، اما على الطليان واما على الظروف.

مسيرة ميقاتي منذ دخوله العمل السياسي من بابه العريض تظهر الحقائق التالية:

-انه صديق الصق للرئيس بشار الاسد وحاشيته اي انه صنيعة النظام البعثي الاقلوي ومن حكام دمشق وطغاته يستمد القوة والنفس ولهم ولاؤه ولسياساتهم يرضخ ولحساباتهم يتبع ولمصالحهم يعمل.

-ميقاتي التصق بالرئيس اميل لحود حتى انه وافق على التمديد وغض الطرف عن كل ما ارتكب على مختلف الصعد في ذلك العهد المشؤوم.

-ميقاتي ممثل غير بارع فهو حريص على الاطلالة البريئة والهادئة والرزينة والمعتدلة وعلى اقناع الناس بانه الوطني الوسطي الذي لم تلطخ يداه بالدماء والفساد والصفقات.

-ميقاتي حريص على صورة الاب الصالح الذي يستوعب الجميع ويستمع الى كل الآراء ويقدم المخارج التي ترضي مختلف الاطراف وتدوّر الزوايا في بلد التسويات الدائمة.

-ميقاتي حريص على دور الجندي المجهول الذي يتطوع للمهام الصعبة ولالتقاط كرة النار وللوقوف دائماً الى جانب لبنان واللبناني في كل مكان وزمان وفي مختلف الظروف فيقدم المساعدات من دون اي ثمن سياسي او بلا اي مفعول رجعي.

-ميقاتي يطل بصورة رجل الحوار وهو اب بدعة الوسطية التي لم يفهمها احد في الوطن والمهجر او في المجتمع الدولي.

-باختصار ميقاتي رجل اعمال همه الاول والاخير تحقيق مصالحه بايد ناعمة الملمس وبلا اثمان وبارخص الاسعار وباكبر مقدار من الارباح وباسرع وقت مع ان نفسه طويل جداً عندما تتطلب الظروف ذلك الامر الذي يشبه مواصفات اخرى في هذا المؤسس.

-الاهم عند ميقاتي جني اكبر مقدار من الارباح باقل مقدار من الخسائر وهو ما يجب ان يترافق مع الاعتقاد لدى اوسع شريحة بانه الافضل او الاقل ضرراً باستمرار ليبقى قادراً على اقتناص الفرص على حساب الاصدقاء والمباديء والقضايا الوطنية من دون ان يأبه لاحاسيس الآخرين.

-الا ان الاكثر اهمية عند ميقاتي الا يغضب منه احد فهو يعمل على قاعدتي الهريبة ثلثا المراجل ومية مرة جبان ولا الله يرحمو وعلى اساس الاعلان الطريف شو وقفت علي؟

-الاهم عند ميقاتي الا يلتقط كرة النار والا يصطدم باحد لانه مستعد ان يستدير او يرضخ او يتنازل او يطلق الوعود المضادة لوعود اخرى لا يكون مضى الا وقت قليل جداً على اطلاقها من قبله.

وما اقتحام النائب الراحل رشيد الخازن لمكتب ميقاتي في وزارة الاشغال الا خير دليل على ذلك وهي واقعة شهيرة يعرفها الجميع في لبنان والمهجر.

كان ميقاتي من ابرز رموز النظام الامني الا ان الاخير حرص على صورة ميقاتية مهفهفة.

وعندما وقعت واقعة التمديد وانطلقت عجلة المعارضة الوطنية التي ترافقت مع سلسلة التفجيرات والاغتيالات اعتقد ميقاتي بان النظام السوري في طريقه الى الزوال اقله فان الوصاية السورية الى افول فما كان منه الا ان وقف جانباً مثل من يتخفى لاقتناص الفرص وان على حساب الوصي وولي النعمة.

وبعد 14 شباط و14 آذار هب ميقاتي ليقنع الجميع بانه الوسطي الذي لا يهش ولا ينش والاهم ان دخوله نادي رؤساء الحكومات لن يقف حجر عثرة امام اهل البيت وامام الزعيم المقبل للطائفة السنية وللاكثرية التي ستفوز في اول انتخابات بعد الانسحاب السوري من لبنان.

ترأس ميقاتي الحكومة التي اتت بلا طعم او لون وكلف باجراء هذه الانتخابات فظهر وفياً لدماء الرئيس رفيق الحريري وامتدح نجله وقدم الولاء والطاعة في مسرحية صدقها الطيبون ومن لا يحيطون بطبيعة هذه الشخصيات فخرج ميقاتي صيف 2005 الرجل الوسطي الذي يمكن العودة اليه عند كل محطة متشنجة او عند المآزق ليكون الحل الوسطي ظرفياً.

استمر ميقاتي يلعب على الحبال بشكل مكشوف وغير مستور فهو اشد المتعصبين لرئاسة الحكومة فتراشق المواقف مع ميشال عون وهو الوسطي الحريص على العدالة والوفاقية في الوقت نفسه الامر الذي تجلى باهى صوره في البيان الوزاري للحكومة الراهنة.

وحرص ميقاتي على الوفاق الوطني فاوهم الكثيرين بانه صلة وصل لا تضر من ضمن مسعى لم شمل اللبنانيين خصوصاً بعد الاجواء التي سبقت الانتخابات عام 2009 وتلتها وفي موازاة السين سين فتمت التضحية برموز كبار ومخلصين كانوا قدوة في الوطنية وقيادة اهل ثورة الارز لا لسبب الا للم الشمل.

واذا كان ميقاتي قد خدع بعض الناس لبعض الوقت الا انه لم يستطع ان يخفي ولاءه الحقيقي لحزب الله والنظام السوري امام كل الناس وكل الوقت فسقط القناع وتكشفت حقيقة الخداع فتظهرت الميقاتية بكل اوجهها وبابشع حللها منذ نهاية كانون الثاني الماضي حتى اليوم.

والاكيد ان فصولا اكثر فظاظة وبشاعة ستطل على اللبنانيين في الايام والاشهر المقبلة.

باختصار ينسحب على ميقاتي المثل الشعبي: عند حك الركاب يظهر الخيط الابيض من الخيط الاسود.

يطول الكلام في وصف ميقاتي وتياره القائم على الميقاتية او الوسطية لكن الاشارة الى المؤشرات الرئيسية قد تكفي القارىء ليكون على بينة من امر رئيس حكومته ومبدع المرحلة الراهنة بطولها بلا عرضها.

ميقاتي الوفي لدماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولرئاسة الحكومة ولاهل السنة من ابناء طائفته طعن قضية الشهداء ورمى بالوفاء في نهر ابو علي وغدر باهله وتآمر مع القتلة والظالمين وقاهري الوطن وشعبه في ليلة ظلماء وعتمة الديجور وفي لحظة الاستحقاق فاستحق لقب دولته على حساب كل شيء.

ميقاتي حاول اللعب على التناقضات والتذاكي فكانت لحظة الحسم عند الاسد والسيد حسن نصرالله فما كان من ميقاتي الا رضخ للناطق باسم النظام السوري وحزب الله وولي الفقيه عنيت بكلامي جنرال الرابيه الاشم الذي املى على دولته التوصيات والتعليمات فولدت الحكومة وكانت مخلوقاً عجيباً لا داعي للعودة الى التفاصيل المتعلقة بذلك لان الجميع يعرفها.

وقد اتت الوقائع والاحداث لتثبت صحة كل الاتهامات والتوقعات سواء بالنسبة الى ضعف ميقاتي ام الى التناقضات التي تعتور الحكومة ام الصورة غير البهية للمسار الرسمي الجديد على رغم كل ما حاول دولته ان يسوق من هذا القبيل.

اتهم ميقاتي بانه اختير رئيساً للحكومة كي ينفذ اجندة الانقلاب الاخير وغايته فك ارتباط لبنان بالمحكمة وطمس العدالة والحقائق والتغطية على القتلة والمجرمين والاهم لحماية النظام السوري وحزب الله.

اعتقد ميقاتي بفكره غير المستقيم وغير الثاقب والخداع ان زمن الانقلابات لا يزال ساري المفعول الامر الذي يفرض وقائع مغايرة والذي يبرر كل شيء بفعل القوة وتبديل موازين القوى والذي يطلق المسار عكسياً فيتبعه النفعيون وهم كثر فمشى بالانقلاب وصمت على الجريمة وبصم لحلفاءه القدماء الجدد فاقترفت يداه ما اقترفت وقبلت نفسه بكل ذلك بدناءة لا يمكن لاي امرىء ان يقبل بها.

طلب من ميقاتي ان يشكل رأس حربة لضرب المسيرة الاستقلالية واستعادة زمن مضى ولقلب الطاولة من كل الجوانب. الا ان الرياح جرت بما لم تشته السفن فالربيع العربي استقى من رواد الربيع اللبناني ريحه ونفسه فدارت الدورة حتى استقرت في سوريا.

والمحكمة الخاصة بلبنان انطلقت وصدر القرار الاتهامي وثبت ان الاتهام السياسي كان في مكانه.

اتى البيان الوزاري الذي بني على المبدئية وصون الاستقرار فكان ان سقط السيد نصرالله في الفخ الذي نصبه لنفسه فهل يستطيع اي كان ان يتجبر على العدالة ومسار التاريخ والحقائق؟

اتى استحقاق الربيع العربي في سوريا فكانت فضيحة موقف وزير الخارجية عدنان منصور الذي انحاز الى القتلة السوريين الامر الذي عزل لبنان عربياً والذي تناقض مع وعود ميقاتي بالنأي بالنفس في هذا الاطار جرياً على ما كانت الدبلوماسية الميقاتية اقدمت عليه في مجلس الامن في الامس القريب.

واليوم يصول ميقاتي ويجول مطلقاً الوعود بتمويل المحكمة الخاصة بلبنان.

الا ان الثلج سيذوب وسيبين المرج وسرعان ما سيتضح حينها ان ميقاتي عقد صفقة مع حزب الله قوامها ان الاول يعد بالتمويل وان الثاني سيعرقل شؤون المحكمة وشجونها.

وفي نهاية المطاف سيقول ميقاتي لم استطع ان افي بوعدي بسبب كذا وكذا وسيكون بذلك اثبت مرة اضافية معنى التكاذب والنفاق سياسياً وكيف يرتبط بحزب الله والنظام السوري واي دور طلب منه ان يلعب حتى تحين لحظة الحقيقة.

سيوفق ميقاتي مجدداً في عزل لبنان دولياً وفي ابراز ميزة اساسية للميقاتية القائمة على كسب الوقت واطلاق الوعود حتى تثبت الايام ان الحقيقة هي غير ذلك.

صدق ميقاتي في وسطيته التي فسرها العارفون من الاساس انها ستكون دك المسار الوطني القائم على الحقيقة والعدالة التي تتناقض مع توجهات النظام السوري وحزب الله.

اما انجازات ميقاتي في الحكم فهي لا تحصى ولا تعد وهل ابلغ من موضوع زيادة الرواتب والاجور للدلالة على عظمة ما تحقق؟

عام 2011 هو الاسوأ على اللبنانيين منذ سنوات عدة فالنمو في ادنى مستوياته والعجلة الاقتصادية في تراجع مستمر والاستثمار في اوضاع لا يحسد عليها والواقع الاجتماعي يعبر عن نفسه بكل اوجاع اللبنانيين.

يكثر الكلام من هذا القبيل والاهم التطرق الى الفلتان الامني واستباحة القانون والمؤسسات والحرمات بكل اشكالها.

الاهم ان الفوضى تستشري في الادارات وعلى الطرقات وفي كل مكان.

الاهم ان الدولة غائبة وان الحكومة غير موجودة في كل ما يتعلق بمصالح الوطن وشؤون اللبنانيين وشجونهم الحقيقية.

الاهم عند دولته قاعدة حايدة عن ظهري بسيطة والدنيا بالف خير.

الاهم عنده ان اسياده راضون عليه.

وهل ابلغ من قول ميقاتي ان اثارة الخروقات العسكرية والامنية السورية للحدود اللبنانية مضر بلبنان وانه يعالج كل هذه الامور بعيداً من الاضواء والاعلام للدلالة على عقم المسار الحكومي؟

هل ابلغ من سكوت الدولة عن اختطاف السوريين المعارضين وتسليم بعضهم الى النظام السوري للدلالة على هذا العقم؟

الاهم ان الدولة تشبه النعامة التي تضع رأسها في الرمال في حين يمارس حزب الله والمندوب السامي السوري على قوى 8 آذار سعادة علي عبد الكريم علي وصايتهما بكل فجور ولا من يحاسب او يرفع الصوت عالياً للاعتراض اقله للتصويب والحفاظ على صورة افضل وعلى ماء الوجه.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

الثورة السورية رهن إيران وإسرائيل وأميركا

مجلة المسيرة في 19 تشرين الثاني 2011

سجعان القزي/نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية

يختلف كلام الرئيس السوري بشار الأسد سنة 2011 بإشعال الشرق الأوسط والخليج في حال تعرضت سوريا لتدخل عسكري دولي عن كلام مشابه أطلقه سنة 2003 الرئيس العراقي السابق صدّام حسين قبيل الحرب الأميركية عليه. صدّام كان معزولاً عربياً وإقليمياً ودولياً، ولم يكن نظامه جزءًا من منظومة إقليمية متضامنة. جيرانه المباشرون كانوا ضده (إيران، تركيا، الكويت، الأردن، وسوريا) والقوى الأجنبية وافقت، علناً أو صمتاً، على ضرب العراق، فبقيت تهديدات صدّام من دون مفعول.

وضع سوريا مختلف: فعدا أن مجالها البحري مفتوح (مؤقتاً)، وحدودها مع لبنان والعراق مشرَّعة، وعلاقاتها مع هاتين الدولتين لا تزال جيدة، تحوز سوريا ـ حتى إشعار آخر ـ على دعم دول مجموعة "أَبْريك" التي تضم أفريقيا الجنوبية، الهند، البرازيل، روسيا والصين. لكن الأهم، هو أن سوريا جزء رئيس من منظومة عسكرية تبدأ في أفغانستان وتمر في العراق ولبنان ولا تنتهي في غزة. وتمتلك هذه المنظومة قوةً مدمِّرة عسكرياً ونَشِطة إرهابياً ومستعدة لاستعمالها إذا سقطت إحدى حلقاتها الأساسية، وبخاصة سوريا وإيران.

قد لا يكون سبب التضامن بين مكونات هذه المنظومة هو الرغبة بالدفاع عن الآخر المأزوم، بل عن الذات لأن كل عضو من أعضاء هذه المنظومة يعرف أنه على لائحة الاستهداف ولا تنفعه التسويات الظرفية في زمن التغييرات الجذرية. إن المجتمع الدولي يعتبر كل مكونات هذه المنظومة خارجة عن القانون الدولي وعاصية قرارات الأمم المتحدة وبرسم الإسقاط أو المحاكمة أو الاثنين معاً: من التنظيمات الإرهابية في أفغانستان، إلى إيران بمشروعها النووي، إلى قوى عراقية موجودة في السلطة وخارجها، إلى سوريا بنظامها القمعي، إلى حزب الله في لبنان الرافض القرارات الدولية، وصولاً إلى حماس في فلسطين؛ ومن دون أن ننسى مجموعات متطرفة ومسلحة موجودة في عدد من الدول العربية والأجنبية وتابعة لهذه المنظومة.

لكن إيران تبقى المكـوِّن الأم بين هذه القوى. وهي، لا سوريا ولا حزب الله ولا حماس، تمسك بقرار الحرب والسلم في هذه المنظومة. بتعبير آخر، إن تفجير الشرق الأوسط (في حال حصوله) إذا ضُربت سوريا، هو قرار إيراني بامتياز. فحزب الله وحماس لن يتحركا عسكرياً من دون ضوء أخضر إيراني، حتى لو طلبت سوريا منهما.

السؤال البارز: هل ستستعمل إيران هذه الورقة الاستراتيجية والعسكرية للمواجهة كما هي الحال حتى الآن أم للتفاوض في ضوء المعطيات الجديدة في الشرق الأوسط والعالم؟

الولايات المتحدة وأوروبا تركزان جهودهما على تحييد، أو عزل، إيران عن تطور الأوضاع السورية. إنْ كان عزل إيران ممكناً إلى حدٍ ما، فتحييدها صعب ودونه معوقات عقائدية وجهادية وسياسية واستراتيجية.

قد تكون أميركا مستعدة لتسوية محدودة مع إيران تنحصر بمراقبة مشروعها النووي، أو لتسوية شاملة تتضمن قضايا النفط والغاز وأفغانستان وباكستان وآسيا الصغرى والعراق ولبنان. لكن إيران ترفض التسوية المحدودة وعاجزة عن السير بالتسوية الشاملة لسببين أساسيين: الأول هو تمسك إيران بملفها النووي وبدورها الإقليمي والعالمي في إنشاء حالة شيعية تستعيد الزعامة الإسلامية من الحالة السنية. والثاني هو خوفها من خسارة موادها النضالية وموقعها المميز كقائدة الصراع مع إسرائيل وأميركا في المنطقة وراعية الثورات في آسيا والشرق الأوسط والخليج بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

أما الولايات المتحدة الأميركية، فمع رغبتها بالوصول إلى تسوية ما مع إيران، فليست بوارد القبول بالطموحات الإيرانية المرافقة للتسوية الشاملة وهي: 1) صوغ اتفاق استراتيجي ينقذ ملفها النووي ودورها الإقليمي في لبنان والصراع العربي الإسرائيلي. أي أن طهران تريد اختصار الشرق الأوسط بينها وبين إسرائيل ـ وربما تركيا ـ وتهميش الخط السني لحساب الحالة الشيعية من بحر قزوين حتى مضيق جبل طارق. 2) المحافظة على سلاح حزب الله في لبنان (تُدرس الكيفية لاحقاً). 3) الاعتراف بحركة حماس والتعامل معها كممثل للشعب الفلسطيني.

إن مثل هذا الاتفاق يثير كل حلفاء أميركا وأوروبا في المنطقة أكانوا أنظمة قديمة قائمة (دول الخليج تحديداً) أو أنظمة انتقالية أو ثورات جارية، كما أن إسرائيل تعارض أي اتفاق أميركي ـ إيراني لا يتضمن تدابير رقابة دولية تحصر مشروع الطاقة النووية في إطاره السلمي، ويحسم ترسانة حزب الله. إضافة إلى ذلك، إن مشروع الهلال الشيعي يترنح أمام عودة صعود الهلال السني، كما أن الاثنين سيترنحان أخيراً أمام مشروع تقسيم المنطقة.

لذلك مثلما فشلت، بعد حرب العراق، مساعي فصل سوريا عن إيران بقصد عزل الأخيرة وحزب الله، ستفشل اليوم، بعد الثورة السورية، مساعي فصل إيران عن سوريا بقصد عزل النظام. إن ما بين النظامين السوري والإيراني مصالح أمنية مشتركة تفوق أي مكسب يمكن أن يجنيه أحدهما إذا انفصل عن الآخر، لاسيما وأنهما يدركان أن تقرُّب الغرب من أحدهما ليس سوى تكتيك مرحلي سرعان ما يسقط أمام المشروع الأميركي الرامي إلى إسقاط كل من النظامين في سوريا وإيران الواحد بعد الآخر.

تجاه هذه المعطيات، تحاول الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا تغيير النظام الإيراني من الداخل علّ نظاماً جديداً يعيد النظر بالمشروع النووي وبتصدير الثورة؛ كما تحاول إسرائيل أن تخلط الأوراق وتوجه إنذارات بضرب إيران.

إن إسرائيل مصممة على ضرب إيران ما أن تتيقن من قدرتها التقنية وما أن تضمن بالتالي نجاح خطتها بتعطيل المشروع النووي الإيراني لأن مبرر الحرب ليس ضرب الآلة العسكرية الإيرانية التقليدية، بل الطاقة النووية الإيرانية. وما دامت الضربة الإسرائيلية لم تحظ بعد بضوء أخضر أميركي، فإن إسرائيل تعارض ضربة عسكرية ضد سوريا لا تشمل حزب الله، وتفضل بقاء الوضع السوري في مدار الحرب الأهلية طالما أن النظام السوري والثورة السورية يحـيّـدان الجولان والحدود المشتركة.

 

عون خلال عشاء هيئة المعلمين في التيار الوطني: لا نريد أن تكون أرضنا مشاعا ولا أن نكون لاجئين بل نريد الاحتفاظ بها وبهويتنا

لم نعد نستطيع مناقشة أي موضوع علمي في مجلس النواب لأن الرد سيكون شتائم

ما بين مساعدة دولة دينية سلفية متعصبة ودولة مدنية نختار الدولة المدنية

وطنية - 19/11/2011 أقامت هيئة المعلمين في التيار الوطني الحر عشاءها السنوي في حضور رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الذي ألقى كلمة بالمناسبة قال فيها: "نلتقي في هذا العشاء السنوي لهيئة المعلمين في التيار،

نحن ننتسب إلى وطن يمر بصعوبات عديدة. وأولى هذه الصعوبات هي افتقادنا للقدوة التي يجب أن تكون أمامنا ونتمثل بها، في كل مجتمع، يكون هناك قدوات عديدة في كل ميادين وقطاعات الحياة: في المدارس هناك قدوة، في الكنائس، في الحكومات، أينما كان هناك قدوة، وعندما تفشل القدوة يفسد المجتمع ونصل لصعوبات أكثر فأكثر، وطبعا لا أقصد الكل بل البعض الكثير منها، وعندها لا يعود بإمكاننا مواجهة المشاكل التي تعترضنا من الخارج لأن ضعفنا يصبح من الداخل".

وسأل: "لماذا أصبح لدينا هذا الخلل في مجتمعنا؟ وهنا أتذكر حديثا بين "أندريه مالرو" والجنرال ديغول، حين تساءل ديغول عن سبب الضعف الذي يصيب فرنسا، فأجابه مالرو: "لأن فرنسا خسرت إيمانها وتنازلت عن القيم وأصبحت تهجر أرضها". ونحن عندما نفقد إيماننا ونخسر قيمنا وعندما، ليس فقط نهجر أرضنا بل عندما نبيعها، عندها نضعف ولا نبني وطنا بل نبني مجتمعا برسم التصدير".

"أين مسؤوليتكم أنتم المعلمون؟ فرنسا هزمت في العام 1870، وانتصرت في الحرب العالمية الأولى في العام 1918، فمن حضر فرنسا للحرب؟ المعلمون! نعم، المعلمون هم الذين حضروا المجتمع الفرنسي للانتصار. لذلك، يعقد المجتمع اللبناني آمالا كثيرة عليكم، لأنكم أنتم من ستدفعون اللبنانيين نحو الإيمان، أنتم من ستربونهم على احترام القيم، وأنتم من يجب أن تعلموهم التعلق بالأرض ومحبتها. لماذا نحن لبنانيون؟ لأن أرضنا اسمها لبنان. ونحن رفعنا شعار "أرضي هويتي"، وهو ليس مزحة أو شعارا تجاريا، بل شعار حقيقي "أرضي هويتي"، فنحن لبنانيون لأن أرضنا اسمها لبنان. وأرض بدون شعب هي أرض مشاع، وشعب بدون أرض هو شعب لاجئ، ونحن لا نريد أن تكون أرضنا مشاعا ولا أن نكون لاجئين، بل نريد أن نحتفظ بأرضنا وبهويتنا، وأن نحتفظ بإيماننا وبقيمنا وبكل ما يدفعنا لتحقيق ذاتنا ضمن هذه القيم".

وأردف عون: "نحن اليوم نمر بصعوبات كثيرة، ولا يمكن أن تكون خياراتنا سطحية وغير معمقة بنفوسنا. عندما نتحدث عن الفساد، لا نجد ردة الفعل الطبيعية التي يجب أن تهب ضد الفساد، إذ يبدو أن الفساد في لبنان أصبح نمطا من أنماط حياتنا ولقد تآلفنا معه. يطالبونني بالزفت على الطريق أو بالمياه أو بالكهرباء، ولكن إذا كانت أموالكم تضيع إما بالسرقة وإما بالهدر، فمن أين سنحضر أموالا كي نبني، كي نزفت الطرقات، أو نمد شبكات المياه أو ننتج كهرباء؟ بلدكم مسروق، ولقد قلتها أكثر من مرة، أين التجاوب في المجتمع؟ أين الاعتراضات والاحتجاجات؟ 170 يوما في مجلس النواب كي تمكنا من إقرار قانون معجل مكرر! ولقد حولوه مشوها خلافا لكل القواعد الدستورية، على الرغم من ذلك قبل به وتحفظت عليه لأني لا أريد أن أكسر التضامن الحكومي".

وأردف: "والصناعيون الذين يعترضون يوميا، أليست لديهم طاقة كافية؟ لكني لم أسمع صوتهم! والمزارعون الذين يحتجون يوميا، لم أسمع صوتهم. إذا لماذا يحملوننا المسؤولية، وعندما يجب أن نسمع صوتهم، لا نسمعه. يجب أن نسمع صوتكم أنتم. من منكم لا يريد كهرباء في منزله 24 ساعة على 24 ساعة. أين هو المجتمع المدني؟ لمن نقوم بهذا العمل؟ ألا نقوم بكل ذلك من أجل اللبنانيين؟ يجب أن تتنظموا ويجب أن نسمع صوتكم. الأكثرية الصامتة هي التي تشجع على الجريمة. الأكثرية الصامتة هي التي تدفع الثمن لأنها صامتة، وهي التي تعاني.

بالإضافة إلى مسؤوليتكم التربوية، وتربية النشئ وتنبيهه الى المخاطر، عليكم رفض النماذج السيئة التي ترونها يوميا على شاشات التلفزة، بسبب قلة تهذيبهم، وحرب النوايا التي يقومون بها. إن الأكثر وقاحة من الذين يظهرون على شاشات التلفزة، ويتكلمون عن الفضائل ويعطوننا دروسا بها، هم الذين سرقوا أكثر من غيرهم، ويصح فيهم ما قاله الشيخ تقي الدين: "ما أفصح إذا تكلمت عن العفة". هذا الطقم السياسي هو بأغلبيته غير كفؤ وغير نظيف، لذلك تسمعونه يصرخ دائما ويخرج عن المواضيع. لم نعد نستطيع مناقشة أي موضوع علمي في مجلس النواب لأن الرد سيكون عبارة عن مجموعة من الشتائم. نقدم الأرقام فيجيبوننا بالنوايا. ما من أحد يقدم إجابة عن أي سؤال، وكل ذلك لتعمية الرأي العام. المصيبة الكبرى هي أن الحس النقدي لم يعد موجودا في المجتمع، إذ لم يعد يميز بين رجل يتكلم بالأرقام والقرائن، وآخر يتكلم بمواضيع فارغة، فيعود عندها لغريزته وطبيعة بيئته. كل هذه الأمور هي تربوية، ونحن نتكل عليكم في تطوير الحس النقدي في المجتمع. الحس النقدي يساعدنا على التمييز بين الحق والباطل. نحن نفتقد الحقيقة في إعلامنا، فإذا قرأنا نفس الخبر في عشرين صحيفة مختلفة، نحصل على عشرين خبرا مختلفا عن قضية واحدة. والرأي الجيد يتم اجتزاؤه واقتطاعه دائما لئلا يصل كاملا للرأي العام، فيصدر مشوها. لم أعد أجرؤ على إعطاء حديث لصحيفة أو حديث مسجل لأي تلفاز خوفا من التحريف والاجتزاء، لذلك اعتمدت الخطاب المباشر فصرت أخاطبكم كل يوم ثلاثاء ولو لنصف ساعة. وذلك أفضل من أن أعطي أي وسيلة إعلامية حديثا مسجلا. تنبهوا لكل ما نقول لنجتاز هذه المرحلة بسلام، لأن الأيام صعبة".

وعن سوريا قال عون: "تتابعون بالطبع ما يحصل في سوريا، ونحن نستطيع أن نساعد كي تكون النتيجة سعيدة، ولذلك تروننا نتخذ المواقف، لأن أي نتيجة سلبية عن هذه الأحداث، ستشمل لبنان. لا يعتقدن أحد منكم أننا بمنأى عن هذه الأحداث. ونحن، ما بين مساعدة دولة دينية سلفية متعصبة ودولة مدنية، نختار مساعدة الدولة المدنية. لا نستطيع أن نساعدها عبر تقديم الأسلحة أو المقاتلين، إنما عبر الكلمة الواعية، والنصيحة التي نستطيع أن نقدمها لإخوتنا في الوطن الشقيق. ونصيحتنا هي أن الحوار هو أفضل وسيلة للوصول إلى حل سليم يبني عهدا جديدا من الديموقراطية والحريات العامة، وخلاف ذلك سيؤدي إلى الكارثة وعلى جميع الدول العربية. أنبه من ذلك وأكرره مشددا عليه لأنني أراه بوضوح تام. وكلما ازداد انهيار الدول الغربية، كلما شجعت على وقوع الفوضى هنا، لأنها تريد أن تبقى مسيطرة، وهذا ما نراه بوضوح. أميركا باتت مفلسة وكذلك الأمر بالنسبة لأوروبا غيرها من دول الغرب، لذلك تستدير إلى هنا لتغطية أزماتها الصعبة. الإفلاس يسير على قدم وساق نحو هذه الدول، فأين سيكون الاسترداد؟ الاسترداد سيكون هنا في الشرق الأوسط. نحن من الشرق، سنبقى في هذا الشرق، وسنكون فاعلين فيه".

 

ترايسي شمعون في رسالة الى رئيس الجمهوريـة: لتوقيع السياسيين على اتفاق بعدم اللجوء الى العنف

المركزية – لفتت السيدة ترايسي داني شمعون الى اهمية الوصول الى اتفاق وطني بعدم اللجوء الى العنف يوقعه ممثلون القوى المشاركة في الحكومة. وقالت في رسالة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تحت عنوان "لمنع اراقة الدماء في المستقبل".

حضرة السيد الرئيس،

في ضوء تدهور المناخ السياسي في الشرق الأوسط ، أود أن أؤكد على أهمية التوقيع على اتفاق وطني وقرار رسمي من قبل جميع الممثلين السياسيين في الحكومة على عدم اللجوء إلى العنف تحت أي ظروف في المستقبل القريب. وأود أيضا أن أحض الحكومة اللبنانية على التحضير مسبقا في الاستجابات المنسقة التي ستكون وقائية في مواجهة النتائج المترتبة على الوضع إقليميا.

يجب على الحكومة أن تقرر مبدئيا في بياناتها مواقفها والإجراءات في أعقاب التحديات المقبلة, وينبغي الاتفاق من قبل جميع الأطراف الوزارية في الحكومة والتصديق عليها في البرلمان.

وهذا الاتفاق يعمل على الحفاظ على سلامة الأمة في مواجهة الانقسامات المحتملة ، وسيعلن مواقف لبنان في وقت مبكر في حال حدوث اي من السيناريوهات مختلفة. هذه الأحداث قد تشمل ما يلي :

- غارة اسرائيلية وقائية ضد ايران

- الولايات المتحدة / حلف شمال الاطلسي المشاركة في سوريا

- المشاركة التركية والتصعيد العسكري في سوريا

- سقوط نظام بشار الاسد في سوريا

- اللاجئون من سوريا الى لبنان

ينبغي أن نسعى لأتخاذ مواقف رسمية في شأن جكلهذه المسائل لتجنب اتخاذ إجراءات أحادية الجانب من قبل الجماعات المختلفة التي قد تتأثر في شكل مباشر من جراء الأحداث في سورية وإيران والخليج. نحن نريد تجنب الحرب بأي ثمن، وطرح حلول مقبولة قبل نشوء أي مشاكل.

لذلك، كمواطنة لبنانية معنية، أود الدعوة إلى سن سياسات حكومية ووضع معايير للعمل من أجل الحد من احتمال العنف الداخلي الذي قد يكون ناجما عن التطورات الخارجية.

 

شارل أيوب لعون: ليس للجبان الحق في أن يتكلّم كل الرجال لهم الحق في أن يتكلّموا إلا الجبان، فكيف إذا كان عسكرياً وبرتبة عماد وإذا كان جباناً ؟!

القائد العسكري يبقى دائماً على رأس القوة التي يقودها ويسير في الطليعة، بينما العماد عون هرب من مركز قيادته في بعبدا حيث كان يقود الحرب ضد الجيش السوري الى السفارة الفرنسية تاركاً وراءه زوجته وبناته الثلاث ولم يعتبر أن كرامته وعرضه وشرفه على الأقل في أن يحمي زوجته وبناته الثلاث.

لبس الطاسة ولبس واقي الرصاص ودخل الى الملالة ولم يتجرأ على الهرب بواسطة سيارة عادية، إنما داخل ملالة وهو قائد جيش ليهرب من الساحة الى السفارة الفرنسية في الحازمية رغم ان مقر السفارة لا يبعد سوى كيلومترين ويترك المعركة، فيما الجنود يقاتلون في ساحة المعركة. وعند الخامسة بعد الظهر أطلق عون نداءً عبر صوت لبنان يطلب فيه من جنوده وقف إطلاق النار ومن ضباطه أيضاً، ومن هو الضابط الذي كان يحمل راديو ويستمع الى صوت لبنان في ذلك الوقت من ضهر الوحش الى سوق الغرب وعلى طريق الشام ؟

لم يسمع الضباط والجنود صوت لبنان، واستخف العماد عون بدمائهم وبقوا في المعركة يقاتلون على أساس الامر الذي اعطاهم إياه في الصباح على جهاز عسكري بالقتال، ثم طلب منهم وقف اطلاق النار عبر صوت لبنان ولم يكن احد يحمل راديو ليستمع الى صوت لبنان، فاستشهد 539 جندياً لبنانياً لأنهم لم يسمعوا ولم يحملوا راديو ليستمعوا الى الاغاني وصوت لبنان.

لو كان نجل ميشال عون على الجبهة، هل كان أذاع النداء عبر صوت لبنان او عبر جهاز عسكري ليعطي أمراً بوقف إطلاق النار ؟ على كل حال ربما كان فعل كما فعل عبر صوت لبنان، حتى لو كان ابنه هناك، لأن من يترك زوجته وبناته الثلاث في مقر قيادة العمليات العسكرية ويهرب الى السفارة الفرنسية وينجو بنفسه ويترك كل شيء هو جبان.

ميشال عون، تشن على شارل أيوب حملة عبر محطتك الـ otv وانت سرقت اموالاً من المستثمرين والمساهمين واستقال بعضهم من الادارة لضياع اموال المساهمين عبر السرقات، لكن هل تذكر يا ميشال عون عندما كنت قائداً للواء الثامن وكنّا معاً مع بعض الضباط على شرفة في سنتر شاهين في بعبدا واطلق السوريون قذيفة مدفعية ولم تكن قريبة جداً منا، فانبطحت على الارض كالجبان، فيما بقينا نحن الضباط واقفين، وعندما نظرت إلينا ورأيتنا واقفين ولم ننبطح، قلت انتبهوا لتغطي جبنك وجبانتك، لانك انبطحت خائفاً مرعوباً وأنت قائد للواء الثامن وأين لك من ان تقف وانت كنت راكعاً أمام منسق الانشطة الاسرائيلية اوري لوبراني وتريد الوصول الى قيادة الجيش.

أسألك، هل انك اجتمعت بأوري لوبراني أم لا، رمز العدو الاسرائيل ومنسق الانشطة الاسرائيلية في لبنان ؟ انا شارل ايوب، حاسبني في القانون اذا كنت لم تجتمع بلوبراني منسق الانشطة الاسرائيلية عندما اجتاح العدو الاسرائيلي لبنان. وأسأل العميد فوزي ابو فرحات عن الامر، ولماذا تجتمع انت مع جيش عدو احتل لبنان ومع منسق الانشطة الاسرائيلية وتقول في نشرة اخبارك ان الموظف جهاد ازعور لدى فؤاد السنيورة قال عني انني مدمن على لعب القمار، وتهاجم رياض سلامة وانه قام بإيفاء ديوني وانا احيلك الى اهم لجنة دولية حققت معي بعد استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفعت السرية المصرفية عن حساباتي وظهرت الحقيقة وديوني ما زالت موجودة في المصارف واللجنة كشفتها كلها ولو وجدت عليّ اي مأخذ لأوقفتني لأنها حققت معي لاكثر من سنتين.

أسألك يا عماد ميشال عون من سرق اموال وزارة المالية ووضعها في حساباته، حساب بـ 38 مليون دولار وحساب آخر بـ37 مليون دولار وهما حسابان وضعتهما باسمك واسم زوجتك السيدة ناديا، وتقول ان هذه الاموال للقضية، ولماذا تضع اسم زوجتك ولا تضع اسم اللواء ادغار معلوف او اللواء عصام ابو جمرة وهما رفيقان لك في القيادة والوزارة والمعركة؟ وطوال الوقت الى جانبك.

لماذا لا ترد هذه الاموال الى وزارة المالية؟ لماذا سافرت الى قطر؟ لماذا سافرت الى ايران؟ ولماذا قلت لهم هناك: في السياسة ابحثوا مع جبران باسيل وبشأن المال ابحثوا معي مباشرة وكيف حملت الحقائب المالية وجئت بها الى بيروت في طائرة خاصة، ثم ماذا عن اللوائح التي ألفتها انتخابياً وقبضت من مرشحين اموالاً كثيرة وخاصة من جيلبير زوين ومن الاغنياء لتضعهم على لائحتك، ولماذا سافرت واجتمعت الى رجال الاعمال لتقبض منهم انت وجبران باسيل، وما السبب انك اصرّرت على دفع 5 مليارات دولار لخطة الكهرباء لصهرك جبران باسيل فيما الصين الشعبية قدمت هذه الصفقة بمليار و200 مليون دولار من اجل الحصول على اموال وقبض عمولات من وراء هذه الصفقة ؟

اذا كنت لم تأخذ اموالاً وتنقل الحسابين 38 مليون دولار و37 مليون دولار الى فرنسا، فأنا مستعد لنشر الوثيقة حول حسابك مع الارقام عليها واتحداك ان تنفي ذلك إذا لم تأخذ هذه الاموال وغيرها من اموال الاثرياء والمرشحين واموال قطر وايران وغير اموال المساهمين في الـotv الذين ذهبت ايضا اموالهم هدراً.

وإذا كان الموظف جهاد ازعور يقول عني انني مدمن على القمار، فأنا أقول لجهاد ازعور ولسامي حداد انتما مثل الخدّام والعبيد لدى السنيورة ولستما برتبة موظفين بل عبدان عنده، أين أنتما من الشهامة والشرف والنبل يا جهاد ازعور ويا سامي حداد طالما انكما عبدان وحاجبان تباعان وتشتريان في سوق النخاسة.

أنا شفاف وواضح، تعالوا نذهب الى المحاكم، واكشف عن حساباتك يا ميشال عون واخبرنا لماذا اصبح صهرك جبران باسيل يسافر بطائرة خاصة الى كييف في اوكرانيا، واخبرنا عن حزب التيار الوطني غير الحر الذي اصبح كله حزب العائلة وحزب الصهر، فصهرك يتولى حمل حقائب المال وهو جبران باسيل وصهرك الثاني روي الهاشم يتولى ادارة الـotv ويستولي على اموال المساهمين، وأسألك لماذا استقال اثنان من مجلس الادارة الآن ودعيتم الى انتخابات، أليس في التيار الوطني غير الحر سوى صهرك جبران باسيل لحمل الحقائب المالية وصهرك الثاني روي الهاشم ليدير الـotv ؟!

أين القضية، اين رجال التيار وأنت لا تسلّم الا صهرك كل شيء، ومؤخرا سلّمت ابنتك ملف التعيينات في الدولة وطلبت منها ان تضع لائحة بالأسماء لتعيينها في الدولة عبر لائحة عائلية، وأنت تتحدث عن القيادة، فيما أنت رمز الفساد وان لم تكن رمزاً للفساد فاخبر الشعب اللبناني، لكن هل لديك الجرأة على ذلك، لكنك جبان واخذت المال من وزارة المالية ولم ترده.

ميشال عون، تستعمل محطتك الـotv لتهاجمني، وانا شارل ايوب ليس عندي سر مستور، اعرفك تماما، تحملتُ مثل الكثيرين يوم كنتُ ضابطاً وكم كنتَ جباناً وكنت تخاف ويصيبك الوهن عندما يستدعيك قائد الجيش العماد ابراهيم طنوس الى اجتماع في اليرزة وكان قادة الالوية يحضرون بجيب عسكري «ويللز» عادي وانت تلبس الطاسة والواقي للرصاص فيما انت على بعد 500 متر فقط من وزارة الدفاع.

أخيراً، ألغِ قليلاً من جبنك وجبانتك وقل الحقيقة في أمرين: لماذا اخذت الاموال ولم تردها والوثائق موجودة واذا طلبت نشرها فأنا جاهز والامر الثاني قل الحقيقة، هل اجتمعت بمنسق الانشطة الاسرائيلية اوري لوبراني اثناء الاحتلال الاسرائيلي وكيف دفعك ولاؤك كقائد في الجيش وكقائد للجيش اللبناني الى ان تجتمع بأوري لوبراني، في حين كان عليك ان تطلق الرصاص على العدو الاسرائيلي بدل الاجتماع به ؟

اسم الكاتب(ة): شارل أيوب

المصدر: الديار