المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 14 تشرين الثاني/11

متى 15/10-20/ما ينجس الإنسان

ثم دعا الجموع وقال لهم: إسمعوا وافهموا: ما يدخل الفم لا ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الإنسان. فتقدم تلاميذه وقالوا له: أتعرف أن الفريسيين استاؤوا عندما سمعوا كلامك هذا؟ فأجابهم: كل غرس لا يغرسه أبي السماوي يقلع. أتركوهم! هم عميان قادة عميان. وإذا كان الأعمى يقود الأعمى، سقطا معا في حفرة. فقال له بطرس:(فسر لنا هذا المثل. فأجاب: أأنتم حتى الآن لا تفهمون؟ ألا تعرفون أن ما يدخل فم الإنسان ينزل إلى الجوف، ومنه إلى خارج الجسد؟ وأما ما يخرج من الفم، فمن القلب يخرج، وهو ينجس الإنسان.

لأن من القلب تخرج الأفكار الشريرة: القتل والزنى والفسق والسرقة وشهادة الزور والنميمة، وهي التي تنجس الإنسان. أما الأكل بأيد غير مغسولة، فلا ينجس الإنسان.

 

عناوين النشرة

*نص قرار مجلس الجامعة العربية بشأن سوريا

*الجامعة تمنح سورية 4 أيام قبل تعليق مشاركتها

*متظاهرون يقتحمون مبنى السفارة السعودية في دمشق

*الرياض تستنكر إقتحام سفارتها بدمشق وتحمّل سوريا مسؤولية حماية مصالحها

*جيروزاليم بوست: الجيش الإسرائيلي يتدرب على مواجهة محتملة مع "حزب الله"

*إيران: إصابة عشرات بانفجار ذخيرة لـ «الحرس الثوري»

*صفقات الصواريخ والقذائف الذكية الأميركية لـ"الخليجي" بداية الحشد العسكري لضرب إيران

*البحرين: إحباط مخطط لتفجير السفارة السعودية وجسر الملك فهد

*وفاة أحد الأخوة جاسم الذين خطفوا من لبنان في السجون السورية

*الديار رداً على الراعي: اذا إستمر بالاساءة الى الديار سنضطر إلى نشر الشريط

*الراعي نفى: هل تعرّض بطريرك الموارنة ومطارنة سوريون لابتزاز أجهزة سورية ولبنانية؟

*الجريدة: الفاتيكان سيطلب إستقالة الراعي إذا صح ما نشره الكتاب الفرنسي

*دار الافتاء: مليون و850 الف دولار وفضائح المفتي المالية

*اعتبر أن بري في حالة ضياع/النائب محمد الحجا لـ"السياسة": لا أحد يخاف تهديدات نصر الله

*الجوزو: لبنان لن يدخل في مغامرة لا من اجل ايران ولا من اجل سوريا

*رو: جريصاتي أتى الى المحكمة ليتكلم بالقانون لا بالسياسة

*خرق كبيرة وخطيرة  لمكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي

*أراجوز السيرك الايراني/ أحمد الجارالله/السياسة

*صلاح حنين: التخلف عن تمويل المحكمة عبث بالدستور

*الوزير السابق طارق متري المسيحيون في العالم العربي يحتاجون الى نخب تقودهم لا تسودهم

*سعيد: نحن مع "الربيع العربي" ومطلبنا إغاثة النازحين

*أحد أهم دعاة التجديد في الكنيسة الأرثوذكسية البطريرك كيريل يعود الى لبنان بعد 15 عاماً

*ضجّة في صفوف المسيحيين/نقولا زيدان/النهار

*قادة الاغتراب: الشعب اللبناني قادر على الوقوف في وجه إرهاب "حزب الله"/حميد غريافي/السياسة

*خاص بيروت اوبزرفر :توقيف العميد حسين خليفة رئيس فرع مخابرات البقاع

*نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" (الاخوان المسلمين المصريين) عصام العريان لـ"النهار":نقيض الدولة المدنية ليس الإسلامية بل حكم العسكر

*الاخوان المسلمون محاصرون عن يسارهم وعن يمينهم... وهم نتاج الدولة القومية/صالح، الأسد، سليمان

*محمد سلام/لبنان الآن

*شبيحة" النظام السوري في لبنان من الساسة وغيرهم/محمد مشموشي/المستقبل

*سليمان أمضى يوما في مدينة طرابلس والميناء تضمن محطات ثقافية وقضائية وبيئية وانمائية ووطنية:لبنان مع الديموقراطية وتداول السلطة في كل الدول المحيطة

*الراعي ترأس قداسا في معهد الفرير- دده

*ندوة للتيار الحر عن "أبعاد رؤية البطريركية المارونية"

*الرئيس الجميل في حفل كتائبي في بيت عنيا- حريصا: من الضروري ان نتجاوز منطق المقاومة لنعتمد منطق الدفاع

*حرب: اخجل كلبناني من موقف الحكومة في الجامعة العربية ولن نسكت

*اعتصام للسريان في زحلة احتجاجا على سحب الجنسية من 24 عائلة/سفر: لن ننزل الى الشارع لتحصيل الحقوق بل سنلجأ الى القضاء

*لحام تعليقا على القرار العربي بحق سوريا: الله يرحمنا ويرحم هذه الجامعة التي تفرق ولا تجمع

 

تفاصيل النشرة

 

نص قرار مجلس الجامعة العربية بشأن سوريا

القاهرة: «الشرق الأوسط» /جاء في قرار الجامعة العربية لتعليق عضوية سوريا أمس، ما يلي: إن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في جلسته المستأنفة للدورة غير العادية بتاريخ 12/ 11/ 2011 بمقر الأمانة العامة، وبعد اطلاعه على تقييم اللجنة العربية الوزارية لما آلت إليه الأوضاع في سوريا، وبعد استماعه إلى تقرير الأمين العام، ومداخلة رئيس وفد الجمهورية العربية السورية، ومداولات السادة الوزراء ورؤساء الوفود، ونظرا لعدم التزام الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل والفوري لمبادرة جامعة الدول العربية التي اعتمدها مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في اجتماعه الذي عقد يوم 2/ 11/ 2011، يقرر:

1 - تعليق مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم 16/ 11/ 2011 وإلى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية، والتي اعتمدها المجلس في اجتماعه بتاريخ 2/ 11/ 2011.

2 - توفير الحماية للمدنيين السوريين، وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية، وفي حال عدم توقف أعمال العنف والقتل يقوم الأمين العام بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بما فيها الأمم المتحدة، وبالتشاور مع أطياف المعارضة السورية لوضع تصور بالإجراءات المناسبة لوقف هذا النزيف وعرضها على مجلس الجامعة الوزاري للبت فيها في اجتماعه المقرر يوم 16/ 11/ 2011.

3 - دعوة الجيش العربي السوري إلى عدم التورط في أعمال العنف والقتل ضد المدنيين.

4 - توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الحكومة السورية.

5 - دعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق، مع اعتبار ذلك قرارا سياديا لكل دولة.

6 - دعوة جميع أطراف المعارضة السورية للاجتماع في مقر الجامعة العربية خلال ثلاثة أيام للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا، على أن ينظر المجلس في نتائج أعمال هذا الاجتماع ويقرر ما يراه مناسبا بشأن الاعتراف بالمعارضة السورية.

7 - عقد اجتماع على المستوى الوزاري مع كافة أطراف المعارضة السورية بعد توصلهم إلى الاتفاق كما جاء في «سادسا».

8 - إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف.

- الجمهورية اللبنانية والجمهورية اليمنية: اعتراض.

- جمهورية العراق: امتناع.

 

الجامعة تمنح سورية 4 أيام قبل تعليق مشاركتها

الأحد, 13 نوفمبر 2011/القاهرة - محمد الشاذلي/لندن، القاهرة، نيقوسيا، نيويورك، باريس، واشنطن - «الحياة»، ا ف ب - اتخذ مجلس وزراء الخارجية العرب قراراً امس بشأن الازمة السورية، يمكن وصفه بـ «التاريخي»، اذ انه جاء اعلى بكثير مما كان متوقعاً من الجامعة. اذ صوَّت وزراء الخارجية بغالبية 18 دولة لمصلحة قرار تعليق مشاركة وفود سورية في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من الأربعاء المقبل، وإلى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية، ودعوة الدول العربية إلى سحب سفرائها من دمشق بشكل سيادي كما طالبوا الجيش السوري بعدم القيام باعمال عنف وقتل بحق المدنيين.

وفور اعلان القرارات العربية، حاول متظاهرون مؤيدون للحكم في دمشق اقتحام مباني سفارتي قطر والسعودية في العاصمة السورية. وألقت قوات حفظ النظام قنابل مسيلة للدموع، لتفريق مئات المحتجين. ونشب الى مصدر ديبلوماسي سعودي إن «قوات حفظ النظام منعت المحتجين من الوصول الى مبنى السفارة، واستخدمت في ذلك قنابل الغاز التي لم نعد نستطع الرؤية من آثارها». ورشق المتظاهرون الذين قدموا من السفارة القطرية، السفارة السعودية بالحجارة، وحاولوا الدخول الى مبناها في حي أبو رمانة، مرددين شعارات ضد الجامعة العربية وقطر والسعودية. وكان مئات تظاهروا أمام السفارة القطرية، وتمكن بعضهم من الصعود الى سطح مبناها ورفعوا العلم السوري عليه.

واستمرت امس الاحتجاجات والمواجهات في المدن السورية، وقتل فيها نحو 17 شخصاً، بينهم تسعة من عناصر قوات الامن. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انهم قتلوا في هجوم قام به منشقون عن الجيش على الارجح، واستهدف حافلة كانت تنقلهم الى ادلب. واوضح ان منشقا من المهاجمين قتل ايضا في الحادث نفسه.

وفي مدينة حمص قتل اربعة اشخاص بينهم امرأة باطلاق نار من قوى الامن، كما قتل شخص في بلدة جاسم في محافظة درعا برصاص قوى الامن. واشار المرصد السوري الى انشقاق ما بين 50 و60 جندياً عن الجيش في ادلب.

وكان الوزراء لجأوا للتصويت بعد خلافات على مشروع القرار المقدَّم من اللجنة الوزارية العربية المكلفة حل الأزمة السورية. وبعد نحو ساعة من الجلسة المغلقة للاجتماع تم تعليقه بطلب من رئيس اللجنة الذي عقد مع أعضائها، وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وسلطنة عمان والأمين العام للجامعة نبيل العربي، اجتماعاً تشاورياً. وتوصل الاجتماع إلى صيغة التعليق وإعطاء مهلة أربعة أيام وإرجاء العقوبات الاقتصادية. واتفق أعضاء اللجنة على اللجوء إلى التصويت إذا لم يتحصل توافق الآراء. وبحسب النظام الداخلي لمجلس الجامعة فإن قرار التجميد أو الفصل يستلزم غالبية الثلثين مع عدم تصويت الدولة موضوع النزاع. وعند التصويت رفض القرار كل من لبنان واليمن فيما تمثلت المفاجأة في موافقة الجزائر (عضو اللجنة الوزارية) على الرغم من شكوك المعارضة السورية واتهاماتها. وشكلت موافقة السودان مفاجأة أخرى، كما امتنع العراق عن التصويت بعد مداولات لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع حكومته حول التحفظ أو الرفض، وجاء القرار بالامتناع عن التصويت ليشكل مفاجأة ثالثة.

ورصد حاضرون للاجتماع اتهامات علنية وجهها رئيس وفد سورية مندوبها الدائم لدى الجامعة السفير يوسف أحمد لكل من رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، بأنهما مطية لأميركا وإسرائيل وينفذان مؤامرة ضد سورية. وحمّل العربي مسؤولية القرار.

وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع، قال حمد بن جاسم: «أترفع عن الرد عن مثل هذه الألفاظ النابية، فقد تربيت على ألا أرد على أحد بهذه الطريقة، وأقول له الله يسامحه». وأكد أن هدف الجامعة مصلحة سورية «لأنها عزيزة علينا، ولسنا وكلاء لأحد». وشدد على حرص الجامعة على أن يكون حل الأزمة عربياً خالصاً. وقال «إن أي حديث عن فرض حظر جوي على سورية أو المطالبة بتدخل أجنبي أمر لم يتم تداوله أبداً خلال الاجتماع». ورفض انتقادات سورية لدول الخليج ودولة قطر بالتحديد بالتصعيد ضدها. وقال: «لا توجد رغبة خليجية، ونحن نعمل تحت مظلة الجامعة»، مشيراً إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط الأربعاء المقبل على هامش اجتماع وزاري عربي - تركي.

من جانبه، أعرب العربي عن الأمل بأن يتم وقف العنف في الايام الأربعة المقبلة. وعن عدم صدور القرار بالتوافق قال العربي: «إننا نتحرك في إطار الأغلبية، لأنه لو لزم الاجماع لما صدر قرار من الجامعة». في موازاة ذلك، قال السفير السوري لدى الجامعة، في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة، ان القرار الذي صدر «لا يعني سورية لا من قريب ولا من بعيد ولا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به». وشن هجوماً على دول مجلس التعاون الخليجي. وقال: «إن هذه الدول تجتمع قبل اجتماعات الجامعة، وتأتي والقرار معها». وقال: «ان الجامعة تحولت الى مطية لتنفيذ الاجندات الخارجية واستجلاب التدخل الاجنبي». واضاف «إنه لو أصاب سورية أي شر فسيطول كل دول الجوار». وبرر الانشقاقات في الجيش السوري بأنها كانت تحدث في الأيام الطبيعية من كل عام.

وفي ردود الفعل على القرار، اشار الرئيس الاميركي باراك اوباما الى «العزلة الديبلوماسية المتصاعدة» لنظام الرئيس بشار الاسد. ورحب بقرار الجامعة تعليق مشاركة سورية في اعمالها. ودعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاسرة الدولية «لتسمع رسالة الجامعة العربية والتحرك فورا في جميع المنظمات الدولية لايقاف العنف وحماية المدنيين لاتاحة البدء بانتقال سياسي في سورية. وقال جوبيه: «ازاء عناد بشار الاسد برفضه التزامه وعوده للجامعة العربية قررت العقوبات الاقتصادية والسياسية ودعوة المعارضة السورية الى القاهرة كي تعمل على انتقال سياسي».

وفي لندن اشاد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بـ «حزم» الجامعة العربية وقال ان قرارها يعكس «الاحباط الذي يشعر به اعضاؤها من تعنت الرئيس الاسد».

وقال مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون:»ندعم كليا القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية والتي تظهر تزايد عزلة النظام السوري». واضاف: «اننا نحيي عرض الجامعة العربية وقف اعمال العنف واجراء الاصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري منذ اشهر».

وفي الامم المتحدة بدأت الاستعدادات على مستوى مجلس الأمن والجمعية العامة للتحرك في شأن التطورات المتعلقة بسورية، بناء على تنسيق مع دول عربية. وستبدأ المباحثات غداً الإثنين بين دول أعضاء في مجلس الأمن ودول عربية بهدف التحرك في اللجنة الثالثة للجمعية العامة لبحث مشروع قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سورية.

وأكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسركي أن بان كي مون على «اطلاع على التطورات». وأوضح مساعده فرحان حق لـ «الحياة» أن بان «كان على اتصال دائم عبر الهاتف في الأيام الأخيرة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وأنهما على اتصال دائم ومستمر في ما يتعلق بالتطوات في سورية».

وتنطلق المشاورات غداً للنظر في كيفية إعادة البحث في الشأن السوري في مجلس الأمن، بعدما عطل الفيتو المزدوج الروسي والصيني آخر تحرك في المجلس، والذي تمثل في مشروع قرار أوروبي يدان قمع السلطات السورية المدنيين. وتتداول الدول الأوروبية مشروع قرار في اللجنة الثالثة المعنية بقضايا حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة يتضمن بحسب ديبلوماسيين فقرتين مختصرتين تنصان على «الترحيب بقرار مجلس حقوق الإنسان» الذي دان في نيسان (ابريل) الماضي السلطات السورية على ما أسماه عمليات القتل  الجماعي واعتقال المتظاهرين تعسفاً، و»الدعم لمبادرة جامعة الدول العربية» في شأن سورية.وتوقع ديبلوماسيون عرب في الأمم المتحدة أن تؤيد دول عربية مشروع القرار عند طرحه على التصويت «لا بل يمكن أن تشارك دول عربية في رعايته». وأضافت المصادر أن مشروع القرار سيخضع الى «إعادة صياغة» في ضوء قرار جامعة الدول العربية «لرفع مستوى لغته وقوتها بما يتوافق مع الموقف العربي». وأكد ديبلوماسيون أوروبيون أن دولاً عربية «ستشارك في رعاية مشروع القرار في حال فشل المبادرة العربية مع سورية». وألمح بعضهم الى أن قطر وليبيا قد تكونان من بين هذ الدول العربية. وأكدت المصادر أن «الدول الأوروبية تحرص جداً على مشاركة دول عربية في رعاية مشروع القرار في الجمعية العامة لكي تكون قيادة التحرك مشتركة مع الدول العربية».

 

متظاهرون يقتحمون مبنى السفارة السعودية في دمشق

السبت, 12 تشرين الثاني 2011 /اقتحم متظاهرون مساء الاحد مبنى السفارة السعودية في دمشق احتجاجا على قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا في الجامعة وحطموا زجاجها وعبثوا بمحتوياتها، كما افادت وكالة الانباء السعودية الرسمية. وقالت الوكالة ان "المتظاهرين قاموا بتكسير زجاج النوافذ وعبثوا بمحتويات السفارة".كما تظاهر مئات السوريين مساء اليوم أمام السفارة القطرية في دمشق للاحتجاج على وقوفها ضد سوريا في جامعة الدول العربية. وتجمع مئات المتظاهرين أمام سفارة قطر رافعين الاعلام السورية وصورا للرئيس بشار الاسد وهم يرددون هتافات مؤيدة للرئيس السوري، كما افاد مصور لوكالة فرانس برس. ونظمت تظاهرات موالية للنظام في العديد من مناطق سوريا ولا سيما في دمشق امام سفارة قطر وكذلك في طرطوس (غرب) وحلب (شمال) للتنديد بقرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية. واقتحم بعضهم سياج السفارة وصعدوا الى سطح المبنى ونزعوا علم قطر ليرفعوا مكانه العلم السوري، وفقا للمصدر نفسه. وبحسب المصادر فقد جرت محاولات لاقتحام السفارة التركية والفرنسية في دمشق، من قبل محتجين يعتقد أنهم موالون للنظام

   

الرياض تستنكر إقتحام سفارتها بدمشق وتحمّل سوريا مسؤولية حماية مصالحها

استنكرت الرياض "بشدة" اقتحام متظاهرين موالين للنظام السوري مبنى سفارتها في دمشق والعبث بمحتوياته، و"عدم قيام القوات السورية بالاجراءات الكفيلة لمنعهم"، محملة دمشق مسؤولية حماية رعاياها ومصالحها في سوريا، كما افاد مصدر رسمي. ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية انه مساء السبت "قامت مجموعة من المتظاهرين بالتجمهر أمام مبنى سفارة المملكة العربية السعودية في دمشق ورشقها بالحجارة، ثم أعقبوا ذلك باقتحام المبنى، ولم تقم القوات السورية بالاجراءات الكفيلة لمنعهم". واضاف المصدر ان المتظاهرين "قاموا بالعبث بمحتويات السفارة والبقاء لفترة إلى أن تدخلت قوات الأمن السورية وأخرجتهم".واكد المصدر ان حكومة المملكة و"اذ تستنكر بشدة هذا الحادث، فإنها تحمل السلطات السورية المسؤولية عن أمن وحماية كافة المصالح السعودية ومنسوبيها في سوريا بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية". وكانت واس افادت في وقت سابق السبت ان متظاهرين رشقوا مبنى السفارة السعودية في دمشق بالحجارة احتجاجا على قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا في الجامعة، ثم ما لبثوا ان اقتحموا مبنى السفارة وحطموا زجاجها وعبثوا بمحتوياتها. ونظمت تظاهرات موالية للنظام في العديد من مناطق سوريا ولا سيما في دمشق امام سفارة قطر وكذلك في طرطوس (غرب) وحلب (شمال) للتنديد بقرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية. كما تجمع مئات المتظاهرين امام سفارة قطر في دمشق رافعين الاعلام السورية وصورا للرئيس بشار الاسد وهم يرددون هتافات مؤيدة للرئيس السوري، واقتحم بعضهم سور السفارة وصعدوا الى سطح المبنى ونزعوا علم قطر ورفعوا مكانه العلم السوري، في حين استخدمت قوات امن السفارة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كما افاد مصور لوكالة فرانس برس.

 

جيروزاليم بوست: الجيش الإسرائيلي يتدرب على مواجهة محتملة مع "حزب الله"

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات مكثفة على توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، وما قد يترتب على هذه الحرب من نتائج، وفي مقدمها إندلاع حرب محتملة مع "حزب الله" وإشتعال الجبهة الشمالية. وذكر موقع الصحيفة أن "الكتيبة 13 التابعة للواء غولاني في الجيش الإسرائيلي، أجرت تدريبات مكثفة على جبل الكرمل شمال إسرائيل، تحسباً لوقوع حرب محتملة مع منظمة حزب الله". وبحسب الصحيفة، فإن "التدريبات التي أجراها الجيش شملت التدرب على معدات عسكرية مختلفة ورشاشات ثقيلة وقذائف هاون ونيران قناصة، كما تدريب على اقتحام مواقع وهمية". وأشارت الصحيفة، إلى أن "التدريبات جاءت في الوقت الذي تُسلط وسائل الإعلام أضوائها على احتمالات شن إسرائيل حرباً على المنشآت النووية الإيرانية، وما قد يترتب عليها من اندلاع حرب أخرى مع حزب الله في لبنان، ولذلك يركز الجيش الإسرائيلي من خلال التدريبات التي يُجريها على تحقيق الانتصار على حزب الله في حال اندلعت مثل هذه الحرب". ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في لواء "غولاني"، قوله، "هدفنا هو أن نكون مستعدين قدر الإمكان في أي حرب قادمة بصرف النظر عن مكان نشوبها". وقال ضابط آخر رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، "إن مثل هذه الأنواع من التدريبات تُجرى في أوقات الليل لاعتقاد الجيش أنها ستكون أكثر أماناً، وخشية من تعرضها لهجمات صاروخية في أوقات النهار، كما حصل خلال حرب لبنان الثانية عام 2006". وأضاف الضابط، "إن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى معرفة كيفية التحرك والمناورة في جميع الأوقات ليلاً ونهاراً، وهذه التدريبات توفر لنا الشعور بأننا جاهزون ومستعدون دائماً".

 

إيران: إصابة عشرات بانفجار ذخيرة لـ «الحرس الثوري»

الأحد, 13 نوفمبر 2011/طهران - محمد صالح صدقيان/الحياة

أعلنت السلطات الإيرانية مقتل 27 شخصاً وجرح 25 على الأقل، قبل ان تخفض العدد في حصيلة لاحقة، في انفجار مخزن ذخيرة في قاعدة لـ «الحرس الثوري» غرب طهران أمس، في حادث حرصت إيران على تأكيد أنه عرضي وليس عملاً تخريبياً أو مرتبطاً بالملف النووي. وأثار الحادث اهتماماً شديداً، إذ أتى بعد تهديدات إسرائيلية بشنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، بعدما اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران للمرة الأولى، بتنفيذ اختبارات سرية لصنع سلاح نووي، وهذا ما نفته الأخيرة. وحدث الانفجار في «قاعدة أمير المؤمنين» العسكرية في بلدة بيدكينه التابعة لقضاء ملارد بمحافظة البرز، والتي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن طهران، مسبباً حريقاً ضخماً استمر ساعات، وتحطيم نوافذ مبانٍ في المناطق المحيطة. كما أثار ذعراً في بعض مناطق العاصمة، وهرع سكان إلى الشوارع معتقدين أن زلزالاً وقع.

وأشار النائب عن المنطقة، حسين كروسي، إلى حدوث انفجارين متزامنين، مشدداً على أن «الحادث ليس تخريبياً أو سياسياً». وأعلن تشكيل «خلية أزمة» لتقصي أسبابه.

وعزا مسؤول العلاقات العامة في «الحرس الثوري» الجنرال رمضان شريف الحادث إلى «نقل ذخيرة»، معلناً مقتل 27 عضواً في «الحرس» وجرح 16، بعضهم في وضع خطر. لكن وكالة «فارس» أشارت إلى جرح 25 شخصاً. وتحدث شريف عن «إرسال خبراء إلى موقع الانفجار، لكشف أسبابه. وسنعلن نتائج التحقيقات لاحقاً»، نافياً تكهنات بأن القاعدة مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. وقال: «الانفجار غير متصل بأية اختبارات نووية، تحدثت عنها وسائل إعلام أجنبية». كما نفى رئيس «لجنة الأمن الداخلي» في مجلس الشوری (البرلمان) برويز سروري، أن يكون الحادث «عملاً إرهابياً». في غضون ذلك، نقلت وكالة «فارس» عن النائب محمد كوثري، نائب رئيس «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية» في البرلمان، أن اللجنة «ستدرس انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية»، بعد طلب في هذا الشأن قدمته منظمات طالبية في الجامعات الإيرانية، احتجاجاً على تقرير الوكالة الذرية.

تزامن ذلك مع إجراء ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط، محادثات في طهران مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي أشار إلى «دور روسيا ومكانتها»، قائلاً: «نحن مستعدون للتشاور المستمر مع روسيا، إذ نشعر بأن العالم يمرّ بمرحلة حساسة».

وأفادت الخارجية الروسية بأن الطرفين الروسي والإيراني أكدا خلال المحادثات «عدم جواز أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، كما أكد الجانب الروسي تمسكه بضرورة تسوية الأزمات بطرق سلمية، على أساس حوار وطني عريض». وفي أنقرة، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو رفض بلاده شنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وقال: «مجرد الحديث عن تدخل عسكري محتمل في المنطقة، غير سليم. نعارض تدخلاً مشابهاً ونعتقد أنه سيزيد زعزعة الاستقرار في المنطقة. يجب أن يتصرف الجميع وفقاً لمبادئ أخلاقية». وزاد في إشارة إلى إسرائيل: «ليس مقبولاً أن تسبّب دولة يُشتبه في امتلاكها أسلحة نووية، توترات جديدة في منطقتنا. يجب إزالة الأسلحة النووية، وليس فقط من هذا البلد أو ذاك، بل من المنطقة برمتها». ودعا إيران والوكالة الذرية إلى «الوضوح» و «الانفتاح»، كما طالب الوكالة بأن تسند تقاريرها إلى «أدلة دامغة». إلى ذلك، اعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن الولايات المتحدة «تحاول من خلال تشديد الحظر على إيران، إثارة عصيان مدني وفوضى، مع قرب تنظيم الانتخابات الاشتراعية» الإيرانية العام المقبل، وذلك لـ «تحقيق أهداف عجزت عن إنجازها خلال فتنة 2009»، في إشارة إلى انتخابات الرئاسة حينذاك. تزامن ذلك مع إعلان عباس علي كدخدائي، الناطق باسم «مجلس صيانة الدستور»، أن «المتورطين بالفتنة» سيُمنعون من المشاركة في الانتخابات الاشتراعية المقبلة.

 

صفقات الصواريخ والقذائف الذكية الأميركية لـ"الخليجي" بداية الحشد العسكري لضرب إيران

حميد غريافي/السياسة/نفى خبير دفاعي بريطاني عمل في وزارة الدفاع بلندن أكثر من عقدين من الزمن, ان تكون صفقة ال¯ 4900 قنبلة اميركية ذكية لاختراق التحصينات تحت الأرض من نوع "JDAM" التي عقدتها ادارة باراك اوباما مع الحكومة الاماراتية في الخليج العربي, تهدف الى تقوية الترسانة العسكرية العربية وخصوصاً سلاح الجو والصواريخ, وإنما تمت عشية انسحاب القوات الاميركية من العراق قبل نهاية ديسمبر المقبل, لتبني على أنقاضها اضخم قوة عسكرية اميركية ضاربة خارج الولايات المتحدة, تمثل جسرا مثلث الرؤوس بين دولة الامارات والقواعد الجوية الاميركية في قطر وقواعدها البحرية في البحرين, مروراً بنصب حزام صاروخي أرض -جو على سواحل المملكة العربية السعودية ومعدات إنذار مبكر من الهجمات الايرانية الجوية, ومن اسلحة الدمار الشامل الكيماوية والبيولوجية.

وقال الخبير البريطاني ل¯"السياسة", امس, ان "من السخف ربط هذه الصفقة بمزاعم بعض اجنحة ادارة أوباما بأنها تضاعف قوة دولة الامارات التدميرية من الجو مرات عدة, في الوقت الذي تمتلك فيه ايران أضخم ترسانة صاروخية في الشرق الأوسط واوروبا, بينها صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس دمار شامل (نووية او كيماوية او بيولوجية) الى دول نصف القارة الأوروبية, بعد سيطرتها التامة على مختلف اجواء الخليج واسرائيل والدول العربية حتى الواقع منها في شمال افريقيا مثل مصر وليبيا وتونس, وسلاح جو فاعل رغم قدمه وأكثر من مليون جندي وأسطول بحري لا يضاهى في مياه الخليج امتداداً الى المحيط الهندي والبحر الأحمر, ما يعني ان هدف وضع 4900 قنبلة أميركية خارقة للتحصينات في مستودعات دولة الامارات ما هو إلا للاستخدام الأميركي دفاعاً عن الخليج ولطمأنة دول مجلس التعاون بأن إيران ممسوكة بقوة ولن يسمح لها بامتلاك سلاح نووي".

وأكد الخبير, الذي شارك طوال فترة وجوده في وزارة الدفاع البريطانية في تنفيذ صفقات التسلح العربية, ان تأثير القوة العسكرية الخليجية مجتمعة على إيران محدود جداً بسبب حساسية المنطقة التي ينتشر فيها آلاف آبار النفط ومصافيه ووسائل نقله الى الخارج, وهو امر لا يمكن للقنابل الذكية المبيعة لأبوظبي ان تؤثر في الدفاع عنها او جعل ميزان قواها تتغير لصالح العرب, إلا اذا اصيبوا بأضرار بالغة لا يمكن تلافيها الا باستخدام الغرب او اسرائيل اسلحة نووية للقضاء على هذا الخطر الايراني المرعب".

ولفت الخبير البريطاني إلى أن الصفقة الاميركية لأبوظبي, من ضمن صفقة اوسع تشمل تزويد السعودية بمقاتلات متطورة جوية من طراز "اف 15" يبلغ حجمها 60 مليار دولار, وتشمل أيضاً ذخائر قوية وصواريخ "ستنغر" المضادة للطائرات المحمولة على الكتف, وصواريخ جو - جو متوسطة المدى لسلطنة عمان واصفاً ذلك ب¯"بداية الحشد العسكري الغربي - الاسرائيلي على الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي قد لا ينتهي هذه المرة بالتمييع, بل يتعداه الى ضربة عسكرية لم يشهد العالم لها مثيلا منذ قنبلتي هيروشيما وناكازاي, ومحاولة احتلال هتلر مدينة ستالينغراد السوفياتية في الحرب العالمية الثانية". وفي واشنطن, نقل أحد مستشاري المرشح الاميركي للرئاسة المقبلة ميت رومني عنه ستراتيجيته المستقبلية تجاه إيران بتأكيده أنه إذا اصبح رئيساً سيبدأ فوراً بفرض عقوبات أشد على ايران, إما بشكل أحادي او بالتعاون مع الدول الأوروبية, معلناً أنه يدعم استخدام القوة العسكري ضد إيران لوقف برنامجها النووي.

 

البحرين: إحباط مخطط لتفجير السفارة السعودية وجسر الملك فهد

الأحد, 13 نوفمبر 2011/الخبر - شادن الحايك؛ الرياض – ياسر الشاذلي؛ المنامة - بدر الشهري/الحياة

أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، أمس أنها ضبطت خلية «تُخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية وأشخاص» في مملكة البحرين، بينها السفارة السعودية في المنامة، وجسر الملك فهد الذي يربط البحرين بالسعودية، إضافة إلى مقر وزارة الداخلية البحرينية، وتنفيذ اغتيالات تستهدف شخصيات. وكشفت الوزارة في بيان أصدرته أمس أن ضبط الخلية تم بالتنسيق مع «السلطات الأمنية القطرية التي تمكنت من القبض على أربعة بحرينيين، دخلوا الى قطر عبر الحدود البرية مع السعودية، وأثناء اتخاذ إجراءات التفتيش الجمركية للسيارة التي كانوا يستقلونها، تم العثور على مستندات وأوراق وجهاز كومبيوتر، تضمنت معلومات ذات أهمية أمنية، وتفاصيل عن بعض المنشآت والجهات الحيوية، وحجوزات طيران إلى سورية، ومبالغ مالية بالدولار الأميركي و«التومان» الإيراني.

وأقر المتهمون خلال التحقيق معهم من جانب السلطات الأمنية القطرية، «بمغادرتهم البحرين بطرق غير مشروعة، بتحريض من آخرين، للتوجه إلى إيران، عبوراً بدولتي قطر وسورية، بقصد إنشاء تنظيم للقيام بعمليات إرهابية مسلحة في البحرين، ضد بعض المنشآت الحيوية والأشخاص». وتسلمت السلطات البحرينية المتهمين الأربعة، مساء الجمعة 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري «لاتهامهم بالتخطيط لتنفيذ جرائم إرهابية». وأوضحت وزارة الداخلية البحرينية أنه تم «اتخاذ الإجراءات القانونية في شأن المتهمين، والتحفظ على ما تم ضبطه معهم من أدلة ومضبوطات، وبدأ التحقيق معهم». وذكرت أنه كشف أنهم كانوا يستهدفون «جسر الملك فهد، ومبنى وزارة الداخلية، والسفارة السعودية في البحرين، وأشخاصاً. كما اعترفوا على شخص خامس، اتضح أنه موجود في البحرين، وتم إلقاء القبض عليه، وإحالة المتهمين الخمسة على النيابة العامة».

واعتبر مصدر أمني بحريني، في تصريح لـ«الحياة»، أن عملية التخطيط هي «الأولى من نوعها التي يتم الإعلان عنها، وتستهدف منشآت حيوية»، مشيراً إلى أن ذلك يمثل «تطوراً في مجال التخطيط لاستهداف أمن البحرين ومواطنيها. إلا أن ذلك لن يتم، خصوصاً في ظل المتابعة الأمنية للمنشآت الحيوية والمنافذ البرية والجوية كافة، سواء من خلال العناصر الأمنية الموجودة على الأرض، أو من خلال كاميرات المراقبة التلفزيونية المرتبطة بغرف تحكم تابعة لوزارة الداخلية، تقوم بمراقبة أي تحركات مشبوهة في المناطق والمتسلسلة الحيوية».

وأشار مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخلية البحرينية المقدم محمد بن دينة في اتصال أجرته معه «الحياة» إلى أن «التفاصيل الإضافية كافة حول الخلية ستكشف عنها النيابة العامة لاحقاً».

وأكد عضو مجلس الشورى البحريني هالة قريصة أن «الخلية التي تم الكشف عنها تأتي ضمن محاولات دول في المنطقة تسعى لزعزعة الأمن في البحرين»، موضحة أنها «ليست المرة الأولى التي تستهدف هذه الدول أمن البحرين، وتسعى بكل ما تملك من أدوات لتفكيك المجتمع البحريني من الداخل»، مستبعدة أن يكون لموقف البحرين تجاه بعض الأحداث العربية علاقة بذلك. وعلى صعيد متصل، كشف الناطق باسم حرس الحدود في المنطقة الشرقية للسعودية العميد محمد الغامدي عن إنشاء «وحدة خاصة لأمن جسر الملك فهد، تتبع قيادة حرس الحدود. وتقع في الجزيرة ذاتها التي تتمركز فيها المرافق الخدمية والأمنية على الجسر». وأضاف: «تضم الوحدة ضباطاً وأفراداً وقوارب لتأمين حراسة الجسر وزوارق الدوريات، إضافة إلى مهمات أخرى، تشمل البحث والإنقاذ». وذكر أن على رأس المهمات «حراسة الجسر والحدود البحرية».

وقال الغامدي لـ«الحياة»: «غالباً ما يكون بين الطرفين السعودي والبحريني رصد القوارب المتجاوزة للمياه الإقليمية، سواءً أكانت بحرينية أو سعودية، وهذا أمر متكرر ووارد، لعدم وجود علامات بحرية، ويتم اتخاذ الإجراءات المنصوص عليها في النظام»، مؤكداً أنه «لم يتم رصد عمليات تهريب من الطرفين السعودي أو البحريني من طريق البحر ضمن مهماتنا. فالجسر توجد فيه جهات حكومية أخرى منها الجوازات والشرطة والمرور». وأوضح أن الرصد البحري يتم عن طريق «الرادار والعين المجردة والمناظير الليلية والنهارية، ويتم العمل على مدار ساعات اليوم، «ودورياتنا موجودة في البحر قرب الجسر وعلى الشواطئ، ويملك أفرادنا خبرة كافية تجعلهم قادرين على مواجهة حيل التسلل والتهريب، براً وبحراً، كما أن عدد الأفراد في كل القطاعات كافٍ لتغطية واستيعاب كل المهمات».

 

وفاة أحد الأخوة جاسم الذين خطفوا من لبنان في السجون السورية

أكد رئيس الجمعية اللبنانية للديمقراطية وحقوق الانسان نبيل الحلبي وفاة المواطن السوري جاسم مرعي الجاسم في السجون السورية بعد خطفه من لبنان هو وأشقائه الثلاثة منذ أشهر عدة. (رصد NOW Lebanon عن mtv)

 

الديار رداً على الراعي: اذا إستمر بالاساءة الى الديار سنضطر إلى نشر الشريط

ردت "الديار" على كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي تحدث واهان كرامة اصحاب "الديار" و"الديار" لانها نشرت صفحة واحدة من كتاب فرنسي لا علاقة لـ "الديار" به، بل ارادت من خلاله تنبيه البطريركية المارونية عن وجود كتاب موجود في الاسواق ومنشور على مواقع الانترنت ضد البطريرك الماروني، فهل يكون "ناقل الكفر كافراً"؟.

وتوجهت الديار للراعي بالقول: " اننا لم ننشر ما ورد في الكتاب، ولن ننشر ما تضمن الكتاب المنشور في فرنسا والذي وافقت على نشره دار النشر الفرنسية، لكننا سننشر جزءا من سطرين وردا في الكتاب وعلى لسان المسؤولين الفرنسيين الذين شاركوا في اللقاء بانه كيف يمكن للبطريرك الراعي وهو رجل دين فوق السبعين سنة ان يصبغ شعره كله باللون الاسود على عكس التنسك والنقاوة وقيمة المركز البطريركي الماروني". واضافت: " لن ننشر مضمون الشريط مهما حصل، بل سنرسله لغبطته بظرف مختوم. اما اذا قرر الاستمرار بالاساءة الى "الديار" فنحن من اجل مصداقيتنا وكمسيحيين نشهد للحق مضطرون ان ننشر الشريط، لكنها كأس مرة لا نريد ان نشربها، ولا نريد هذه الكأس المرة ان تصيب البطريرك المسيحي وموقع البطريرك الذي يمثله، ومهما حصل منك لن نطلب منك الاعتذار بل نعتذر من السيد المسيح الذي هو مثالنا في قول الحق والحقيقة". ونصحت "الديار" البطريرك بملاحقة دار النشر الفرنسية وملاحقة الكاتب قبل ان يصل الكتاب الى الاسواق اللبنانية وعندها هل ستهاجم كل من يقرأ الكتاب، واصحاب المكتبات، لان "الديار" عندها لن يكون لها اي دور في هذه المسألة

 

الراعي نفى: هل تعرّض بطريرك الموارنة ومطارنة سوريون لابتزاز أجهزة سورية ولبنانية؟

السبت 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011/الشفاف

المعلومات التي نشرها السيد أنطوان بصبوص في كتابه الجديد "التسونامي العربي" حول البطريرك الراعي ليست جديدة! والواقع أنها كانت متداولة منذ 4 سنوات على الأقل، أي قبل سنوات من وصول المطران الراعي إلى سدّة البطريركية. ثم عادت نفس "الشائعات" إلى الظهور منذ أشهر! وكانت المصادر، في البداية، لبنانية.

وقد ربطت "شائعات" أخرى، لبنانية المصدر، البطريرك الراعي بـ"ملفّات" يملكها "أقذر" رئيس جهاز إستخبارات في التاريخ اللبناني. ونترك للقارئ أن يسمّيه...!

ثم عاد فأكّد نفس المعلومات مصدر سوري بات الآن معارضاً ولاجئاً خارج سوريا بعد أن كان من المقرّبين من الرئيس بشّار الأسد.

وحسب ما يقوله "المصدر السوري"، فإن الإستخبارات السورية تملك تسجيلات ضد البطريرك الجديد للموارنة أثناء زيارات غير معلنة قام بها إلى سوريا، في السنوات التي اتخذ خلالها البطريرك صفير موقفاً قاطعاً برفض تلبية دعوات النظام السوري المتكرّرة، إلى درجة أنه امتنع عن مرافقة "البابا" إلى سوريا!

ويضيف المصدر السوري نفسه أن هنالك تسجيلات مشابهة بحق أحد كبار مطارنة الكنيسة الأرثوذكسية في سوريا، وأن هدفها هو الضغط على البطريرك هزيم عبر التهديد بفضح مطران بارز تابعٍ له. هذا كله كان معروفاً!

وقد امتنع "الشفاف" عن نشر هذه المعلومات لأنه، في مثل هذه الحالات، يتعذّر أو يستحيل إظهار "دليل" على صحّتها أو بطلانها. ونحن لا نملك هذا الدليل، سلباً أو إيجاباً، ونشكّ في أن أحداً غير الإستخبارات السورية يملكه، هذا إذا وُجِد..

من حيث المبدأ، لن تكون هذه أول مرة يلجأ فيها جهاز إستخبارات (خصوصاً أقذر جهاز إستخبارات عربي) إلى الضغط على شخصيات عامة عبر التلويح بكشف ما خفي من حياتها الخاصة. أي أن "التهمة" ممكنة من حيث المبدأ، ولكن لا يبدو أن أحدا قادر الآن (بانتظار سقوط الأسد وانكشاف أرشيفات أجهزته..) على إثباتها.

لذلك، اختار "الشفاف" أن يتصدّى لمواقف البطريرك الراعي، ومثله البطريرك هزيم، بالنقد "السياسي" الشديد. ويبدو أننا "لم نُقَصِّر"...

في جميع الأحوال، البطريرك الراعي لا يمثّل المسيحيين حينما يدافع عن طاغية دمشق، أو حينما يهاجم "الربيع العربي". إنه يمثّل رأيه الشخصي فقط. المسيحيون "مواطنون كاملو الأهلية"، وكل واحد منهم مؤهّل لكي يعبّر عن رأيه!

قرّاء "الشفاف" العرب، بأغلبيتهم الساحقة، من الشام إلى اليمن، وإلى ليبيا، ما زالوا يستخدمون تعبير "بطركنا صفير".. !

"الشفاف"

جريدةجريدة "الديار" اللبنانية"ترجمت المقاطع التالية من كتاب أنطوان بصبوص "التسونامي العربي":

لماذا خرج البطريرك الراعي عن مسار الموقف التقليدي للبطاركة الموارنة الذين لطالما قيل أن «مجد لبنان أعطي لهم»؟

الإجابة عن هذا السؤال تتطلب العودة الى الوراء حين كان اللواء غازي كنعان الحاكم الحقيقي في لبنان (1982 - 2002) قبل أن يعود الى سوريا ويستلم منصب وزير الداخلية لـ«ينتحر» بعدها في العام 2005. ففي العام 1998، قرر اللواء كنعان، الممسك بخيوط اللعبة اللبنانية والعارف بأسرار اللبنانيين ونقاط ضعفهم، أن يقف في وجه البطريرك صفير الذي لطالما كان يحلم بالاستقلال ويناهض الوجود السوري في لبنان. فحاول ان يخلق للبطريرك أخصاماً من داخل الكنيسة المارونية، وقام باستمالة ثلاث مطارنة وهم: إميل سعادة، ويوسف بشارة، وبشارة الراعي.

إلا أن محاولته مع اميل سعادة ويوسف بشارة باءت بالفشل حيث قام هذان الاخيران بإعلام البطريرك صفير بالموضوع. أما الراعي فقد رحّب بمبادرة كنعان، واستقبله مراراً في أسقفية عمشيت بالقرب من جبيل - وقد رافقته في احدى زياراته صحافية من اذاعة صوت لبنان. وكان ذلك الوقت الملائم لزرع أجهزة الكاميرا والتنصت في المكان وذلك تحت ذرائع أمنية.

وبعد أشهر قليلة، اثر تصريح للمطران الراعي لم يرق لكنعان، قام هذا الأخير بطلب المطران الى مقره في عنجر. فاستجاب المطران وتوجه الى عنجر مرفوع الرأس، إلا أنه صدم بتأنيب مضيفه الذي تمحور حول تسجيلات غير مشروعة سجّلت من دون علمه في ارجاء الأسقفية.

ولا شك ان محتواها كان مدمراً إذ أن الراعي، جاهشاً بالبكاء، أعلن انه سينتحر إذا ما نشرت هذه التسجيلات. ولم يخرج من محل إقامته لمدة ثلاثة أيام.

واليوم يرقد غازي كنعان في مثواه الاخير لكن ما زالت هذه التسجيلات بالحفظ والصون في الارشيف السوري.

وقبل زيارة البطريرك الى باريس، استقبلت شخصيات رفيعة المستوى في دمشق مطران من اصدقاء البطريرك المقربين. فهل جاءت هذه الزيارة لتحضير الخطاب الذي سيلقيه البطريرك أمام الرئيس الفرنسي؟ وحده الفاتيكان يعرف الجواب. أم كان هذا الاخير على علم بأعمال البطريرك «المشينة» قبل انتخابه رأساً للكنيسة المارونية في آذار 2011؟ أنا شخصياً لا أعلم، لكن يمكن للمؤمنين التساؤل عن حلول الروح القدس على بكركي. أما اليوم فقد أصبح البطريرك في وضع حرج نتيجة قوة خارجية تحرّكه كالدمى.

وقد قامت الإدارة الاميركية بإلغاء الزيارات التقليدية الخاصة بالمراجع الروحية المارونية واحداها زيارة البطريرك رئيس البيت الابيض، ما جعل زيارة الراعي الى اميركا تحمل طابعاً رعوياً فحسب. هذه الخطوة الاميركية لن تؤثر على مستقبل أوباما في الانتخابات المقبلة نظراً الى ان المجتمع الماروني الأميركي يختلف وسياسة البطريرك الانقلابية.

الراعي نفى أن يكون قد زار عنجر: صحيح أن كنعان زارني في مطرانية جبيل لكنني أبلغت صفير والمطارنة بالأمر في اليوم التالي

أبدى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أسفه لما صدر في مانشيت احدى الصحف اليوم، واصفاً اياه بـ"الكذب، وهو جاء لتضليل الرأي العام"، وسأل "الى أي حد يمكن إمتهان الكذب وتضليل الرأي العام؟ وكيف تسمح جريدة لنفسها بالصدور بمثل هذه المانشيت؟ ألا توجد كرامة لديها؟".

الراعي، وخلال لقائه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في الصرح البطريركي في بكركي، قال: "صحيح أن غازي كنعان زارني في مطرانية جبيل، إلا أنني في اليوم التالي أبلغت البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والمطارنة، كما أطلعت الرؤساء الثلاثة آنذاك بمضمون اللقاء وبما تم التداول به، وانتهت القصة في حينه".

ونفى البطريرك "أن يكون قد زار عنجر"، مردداً "أن هذا الكلام هو كلام كاذب". وأضاف: "إن الإنسان يتهم حيث هو بريء. وكلامي ليس موجهاً ضد وسائل الإعلام، إنما ضد الجريدة التي نشرت هذا الخبر الكاذب". واذ ختم الراعي بالقول: "كيف يمكن أن نقرأ مثل هذه الجريدة بعد اليوم"، رد عون ممازحاً: "أكيد فزعت يا سيدنا، أنا ما عدت رد عليهم ولا أقرأهم".

 

الجريدة: الفاتيكان سيطلب إستقالة الراعي إذا صح ما نشره الكتاب الفرنسي

ذكرت مصادر متابعة لـ"الجريدة" الكويتية أن "انطوان بصبوص كاتب كتاب "التسونامي العربي" الذي تناول البطريرك الماروني بشارة الراعي في كتابه كان مسؤولاً في حزب القوات اللبنانية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، لكنه هاجر إلى فرنسا أوائل التسعينيات"، مضيفة أن "بصبوص لديه ارتباطات وثيقة بأجهزة المخابرات الفرنسية من خلال والد زوجته الذي كان جنرالاً في المخابرات الفرنسية".وتساءلت المصادر ما إذا كان إصدار الكتاب يشكل رسالة فرنسية – دولية إلى الراعي بوجوب الالتزام بالخط التاريخي السيادي لبكركي، لافتة إلى أنه "لو كان ما نشر صحيحاً فإن الفاتيكان لن يقف متفرجاً وسيطلب من الراعي الاستقالة نظراً إلى حساسية الموضوع بالنسبة للكنيسة

دار الافتاء: مليون و850 الف دولار

الديار: مشكلة دار الافتاء قد تصل الى حل، عبر اعادة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الاموال المختلسة والتي بلغ مجموع ما اخذه من دار الافتاء مليون و850 الف دولار. وبعد التحقيق اعترف بصرف 350 الف دولار واخذ البقية، ويبدو ان حلاً قد توصلت اليه القوى السنية بان يردّ المفتي قباني بقية المبلغ، اذ ان المفتي تعهد برد 500 الف دولار خلال اسبوعين ورد مليون دولار بعد شهرين شرط تأجيل انتخابات المفتي وابقائه لمدة سنة. بقية المعلومات تأتي لاحقاً بعد مقابلات مع المراجع السنية.

 

اعتبر أن بري في حالة ضياع/النائب محمد الحجا لـ"السياسة": لا أحد يخاف تهديدات نصر الله

بيروت - "السياسة": رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار في الإطلالة الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله, أنها إعادة للتأكيد على نفس المواقف التي اتخذها سابقاً, والمتمثلة برفض المحكمة الدولية, وعدم الاعتراف بها. وقال ل¯"السياسة": ان "اللافت في كلام نصر الله الأخير مطالبة الدول العربية بتأمين الدعم اللازم للمحكمة وترك الرئيس نجيب ميقاتي وشأنه", معتبراً هذا الكلام "محاولة لذر الرماد في العيون, لأن الذين ناضلوا طلباً للحقيقة, يريدون على الأقل أن يشعروا بأن هناك دولة تقف إلى جانبهم, وتعمل على إرساء السلم والأمان بين اللبنانيين, من خلال الوفاء بالتزاماتها تجاه المحكمة الدولية وليس من خلال الوقوف بمواجهة مع المجتمع الدولي".

واعتبر أن نصر الله ما زال يردد نفس المواقف التي تحدث عنها النظام السوري ورئيسه بشار الأسد عندما أشار إلى زلزال قد يزلزل المنطقة في حال تعرضت بلاده لاعتداء أميركي أو غربي, وأنه سيفجر العالم العربي في خلال ساعات, و"هذه التهديدات سبق لنا أن سمعناها من قادة عرب حاولوا التهويل على شعوبهم بالحرب الشاملة والمدمرة, لكنهم ما لبثوا أن سقطوا, لأنهم لم يحترموا إرادة شعوبهم, والأمثلة كثيرة في هذا المجال, من صدام حسين, إلى معمر القذافي وغيرهما". واضاف "لا أتصور أن أحداً يخاف من هكذا تهديدات, ولا من التهديد والوعيد الذي يطلقه السيد نصر الله, لأن الشعب السوري يريد أن يعبر عن رأيه, كما عبرت سائر الشعوب العربية والشعب هو الذي يقرر وليس الحاكم". ودعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى تنفيذ تعهداته وتحويلها إلى واقع من ملموس, من خلال وضع بند تمويل المحكمة على طاولة مجلس الوزراء, مطالباً إياه بالكف عن محاولاته المستمرة لتغطية مواقف "حزب الله" وأمينه العام. وفي ما يخص السجال الدائر بين الرئيسين سعد الحريري ونبيه بري, رأى الحجار أن الرئيس بري يمر بحالة ضياع, لأنه اعتبر أن الموقف المباشر الذي قاله الرئيس الحريري يعبر عن مكنونات قسم كبير من اللبنانيين, وأن بري ليس الشخص المفروض أن يكون في موقع الرئاسة الثانية.

 

الجوزو: لبنان لن يدخل في مغامرة لا من اجل ايران ولا من اجل سوريا

اعتبر مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو ان "الغرور في 2006 قد جرنا الى معركة غير متكافئة، دمرت فيها اسرائيل جسور لبنان والبنية التحتية، ودمرت الجنوب، وقرى الجنوب، ودمرت الضاحية. ولم تستطع ايران حمايتنا من الاعتداءات الاسرائيلية، ولم تطلق سوريا صاروخا واحدا على اسرائيل دفاعا عن الجنوب، كانوا يتفرجون علينا، ونحن ندفع ثمن الغرور وحدنا، والجيش السوري الذي يقتل شعبه ويذبح شعبه ويبيد شعبه لم يقدم على خطوة واحدة ضد اسرائيل بل ادعى انه شريك في النصر الذي ادعيناه". الجوزو وفي تصريح اليوم قال "شبعنا عنتريات، فاذا كانت ايران تملك سلاحا قويا فان اسرائيل تملك سلاحا أقوى، ولديها النووي ولا يجوز الاستهتار بقوة العدو واذا كان حزب الله يملك الصواريخ التي تصل الى تل ابيب فان لبنان ليس على استعداد للدخول في مغامرة جديدة لا من اجل ايران ولا من اجل سوريا".

 

رو: جريصاتي أتى الى المحكمة ليتكلم بالقانون لا بالسياسة

أعلن رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فرنسوا رو "أننا ممتنون للقاضي سليم جريصاتي لأنه أتى إلى المحكمة في لاهاي"، مشيراً الى أن "مكتب الدفاع تمنى على جريصاتي الذي اتخذ مواقف علنية من المحكمة أن يشارك المسؤولين عن الدفاع تحليله في هذا الشأن، علماً أن الأخذ بها يعود إليهم ولكن على مكتب الدفاع الأخذ بكل الآراء".

وقال في حديث الى محطة "mtv" أمس، عما إذا كان وجود جريصاتي في لاهاي يعني قبول "حزب الله" بالمحكمة: "على "حزب الله" أن يجيب عن هذا السؤال. أما القاضي جريصاتي فأتى إلى المحكمة ليتكلّم بالقانون لا بالسياسة". وأوضح أن "مكتب الدفاع لم يتّصل بالمتهمين، بل يعمل على مساندة الجهة المدافعة لوجيستياً وقانونياً"، موضحاً أن "مكتب الدفاع ليس مخولاً التعاطي مع المتهمين ولسنا بحاجة إلى التحدث إلى "حزب الله" أو إلى العائلات".

 

خرق كبيرة وخطيرة  لمكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي

علمت مصادر واسعة الاطلاع في المحكمة الخاصة بلبنان ان حزب الله قام بعملية خرق كبيرة وخطيرة  لمكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، وذلك عن طريق وضع اليد على رئيس هذا المكتب المحامي الفرنسي فرنسوا روو المعروف بدفاعه عن أخطر وأقبح الارهابيين في العالم ومنهم الخمير الحمر، الانفصاليين في النيجر، الانفصاليين في خلدقونيا الجديدة والارهابي الكبير زكرياس موسوي الذي اشترك في عملية الحادي عشر من ايلول 2001 الارهابية في الولايات المتحدة الأمريكية. 

وأفادت المصادر ذاتها ان حزب الله وبعد اتصالات قام بها مع المحامي فرنسوا روو بواسطة نائبته المحامية الفرنسية من اصل لبناني عليا عون وأنطوان قرقماز محامي اللواء جميل السيد المطلق سراحه في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تم الاتفاق بأن يعيّن المحامي روو محامين دائمين في مكتب الدفاع في المحكمة قريبين من حزب الله. وبالفعل ، وبدلا من أن يعيّن روو محامين محايدين لا يدينون بالولاء لأي طرف لبناني أو غير لبناني، قام روو بايعاز من المحامي انطوان قرقماز ، وهو وكيل اللواء جميل السيد وقريب جدا من الرئيس السابق اميل لحود ووزير الاتصالات السابق جان لوي قرداحي، بتعيين ثمانية محامين مناوبين في مكتب الدفاع، من بينهم المحامي أنطوان قرقماز والمحامي اللبناني اميل عون الناشط في صفوف تيار العماد ميشال عون ( التيار الوطني الحر) وصديق ونسيب نائبة رئيس مكتب الدفاع   في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المحامية عليا عون، وذلك  للدفاع عن مصالح المتهمين من حزب الله مصطفى بدر الدين وسليم عياش وأسد صبرا وحسين عنيسي. يذكر على هذا الصعيد أن المحامي أنطوان قرقماز كان قد عين في عهد الرئيس السابق اميل لحود محاميا للدولة اللبنانية في قضية التحكيم التي كانت تتخاصم فيها ضد شركات الهاتف في لبنان، وذلك بطلب من صديق المحامي قرقماز  مدير عام الأمن العام في ذلك العهد اللواء جميل السيد ومن صديقه أيضا وزير الاتصالات يومها جان لوي قرداحي، وتقاضى مقابل ذلك عشرات الملايين من الدولارات.

يشار الى أن رئيس مكتب الدفاع فرنسوا روو ونائبته المحامية عليا عون قاما ، عقب مفاوضات واتصالات بمسؤولين في حزب الله وبأصدقاء لحزب الله ومنهم اللواء جميل السيد ومحاميه أنطوان قرقماز وباصدقاء آخرين قريبين جدا من الجنرال ميشال عون ومنهم خصوصا من يعملون في القنصلية اللبنانية في لاهاي ، بدعوة المستشار القانوني لحزب الله حاليا ومستشار الرئيس السابق اميل لحود سابقا والمقرّب جدا من الجنرال ميشال عون الى مكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان وتم التشاور فيما بينهم الأسبوع المنصرم حول السبل الواجب اعتمادها لتقويض اسس المحكمة الخاصة بلبنان وللطعن بشرعيتها ولخرق ملفات التحقيق والحصول منها على كل المعلومات لحساب حزب الله. وقد قرر المحامي فرنسوا روو، بايعاز من نائبته المحامية عليا عون، تعيين محامي حزب الله سليم جريصاتي مستشارا لمكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان.

ويشار ايضا على هذا الصعيد ان رئيس مكتب الدفاع فرنسوا روو كان بامكانه اختيار أجدر المحامين الأخصائيين على لائحة المحامين المعتمدة من المحكمة الخاصة بلبنان والتي تضم أكثر من مئة محام دولي من أهم واشهر المحامين في العالم، لكنه اختار ثلاثة محاميين لبنانيين غير متخصصين في القانون الجنائي الدولي ولا يتمتعوا بأية خبرة قانونية دولية أو حتى وطنية في حقل القانون الجنائي. أضف الى ذلك أن المحامي فرنسوا روو اختار المحامي سليم جريصاتي كمستشار قانوني، ليس بالنظر الى خبرته في حقل القانون الدولي او القانون الجنائي، ولكن من جهة للوقوف على خاطر ورغبات حزب الله وأصدقائه ، ومن جهة ثانية  لكونه متخصص في القانون الدستوري اللبناني ويمكنه بذلك الطعن بدستورية المحكمة وبشرعيتها وفق وجهة نظر روو ومعاونته عليا عون، ولكونه معاد للمحكمة الخاصة بلبنان ويستغل كل الفرص للطعن بصدقيتها وبشرعيتها خدمة لتطلعات حزب الله والعماد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله والنظام السوري.

أضف الى ذلك أن رئيس مكتب الدفاع فرنسوا روو الذي يرأس وحدة تؤلف جزءا من المحكمة الخاصة بلبنان، يحاول تقويض اسس شرعية هذه المحكمة بايعاز من حزب الله ويخصص رواتب عالية جدا لهؤلاء المحامين ومنهم سليم جريصاتي واميل عون وانطوان قرقماز تدفع من ميزانية المحكمة الخاصة بلبنان التي قد تصبح عاجزة عن دفع مرتبات موظفيها   اذا لم يف لبنان بالتزاماته المالية تجاهها واذا لم تنبر دول أخرى لسد هذا الفراغ التمويلي.     

 

أراجوز السيرك الايراني

 أحمد الجارالله/السياسة

لكل داء دواء الا الحماقة أعيت من يداويها, هذا القول ينطبق على ساكن الكهوف المدعو حسن نصرالله الذي لم يتعلم من العبر العربية الطازجة, ولا يزال يراهن على سراب وحده يراه حقيقة بسبب اصابته بسوء بصيرة أفقده أهليته. لكن للاسف, يبدو ان الداء استفحل بالرجل الى حد لم يعد ينفع معه اي علاج, اذ يحاول, في  كل مرة يطل فيها على الناس من دهليزه متسترا بشاشة التلفاز,اقناع نفسه قبل أن يقنعنا أنه رجل سوي يرى الامور بعين الواقع, الا أنه  يزيد من قناعة الناس بحماقته التي أورثت لبنان سابقا التخريب والتدمير, واليوم ستودي به الى مهاوي التهلكة اذا واصلت الحكومة خضوعها لمشيئة نصرالله واقفلت الابواب في وجه المحكمة الدولية ولم تدفع حصتها من تمويلها, في ظل اجماع دولي على الزام لبنان السير في طريق العدالة لانهاء عصر فوضى الابتزاز السياسي الدموي.

في خطابه الاخير لم يكن نصرالله فاقدا الاهلية النفسية فقط, بل من يتمعن بفحوى كلامه يكتشف مدى إحساسه بالهزيمة وارتباكه, وأقل الدلائل على ذلك الاخطاء العديدة التي وقع فيها, حتى ان زلة اللسان المستدركة على عجل في حديثه عن سورية كادت تفضح رعبه المخفي من المستقبل الذي ينتظر نظام القتل والترويع البعثي المشرف على الانهيار, غير مدرك ان النظام ذاته, رغم مكابرته, يبحث عن مخرج من أزمته تحفظ له بعض ماء الوجه, لكن  جامعة الدول العربية حزمت أمرها وها هي تتخذ اجراءات علاجية تخلص الشعب السوري من براثن غيلان الدم, من دون الالتفات الى وعود جوفاء يطلقها نظام دمشق الخبير في تسويف الفرص.

ترهات تغيير وجه المنطقة والعالم التي أتحفنا بها نصرالله لن تغير الواقع أبدا,  فهو يعرف, وقبله ملالي طهران يدركون, أنهم أضعف من بعوضة في حال قرر المجتمع الدولي وضع حد للسيرك التخريبي الايراني, وتخليص الاقليم والشرق الاوسط من صداع الخروج المستمر على الشرعية الدولية, لذلك كل ما قاله الرجل ليس أكثر من فصل مسرحي هزلي قدمه "أراجوز" الدهاليز, صاحب الذاكرة القصيرة, مبتكر نظرية"لو كنت أعلم رد الفعل الاسرائيلي لما أقدمت على مغامرة الحرب"في العام .2006 ولأن المرحلة لم تعد تحتمل هذه النظرية نذكره بأن القذافي وقبله صدام حسين هددا مرات عديدة بتغيير وجه العالم بقدراتهما الخارقة في التصدي لكل قوى الارض, وضربا عرض الحائط بكل القيم والقواعد والاعراف, لكنهما أذعنا في النهاية الى الارادة الشعبية التي عرتهما حتى من ورقة التوت, وجعلتهما يلوذان بالحفر ومجاري الصرف الصحي هربا من شعبيهما, وهو المصير ذاته الذي ينتظر قادة نظام طهران وسورية وعلى رأسهم من اعتبره نصرالله"أقوى وأعدل قائد في العالم".قديما كان آخر العلاج الكي, ويبدو ان نصرالله ومشغليه في طهران الذين يعانون من مرض العته يحتاجون الى الكي, وهو ما يخضع له حاليا النظام السوري وسيعقبه نظام الملالي, عندها فقط يرتاح العالم ليس من نصرالله وحده بل من كل هذا السيرك الدموي البشع.

 

صلاح حنين: التخلف عن تمويل المحكمة عبث بالدستور

النهار/حذّر النائب السابق صلاح حنين من "ان تخلف الحكومة اللبنانية عن تمويل المحكمة الدولية عبث بالدستور وبالتزامات لبنان الدولية، كما بأمن المواطن واستقرار الوطن".

القى حنين مداخلة في "ورشة العمل اللبنانية العربية عن المحكمة الدولية" المنعقدة في فندق البستان- بيت مري، تناول فيها مسؤولية لبنان في التمويل ونشأتها، فاشار الى "ان المسؤولية في تمويل المحكمة مترابطة ونشوئها. فعندما أقرّ نشوء المحكمة، أقرّ بالتلازم تمويلها في شكل لا يقبل الجدل أو المناقشة".

 

الوزير السابق طارق متري المسيحيون في العالم العربي يحتاجون الى نخب تقودهم لا تسودهم

النهار/  الوزير السابق طارق متري والمطران جورج خضر والاسقف قسطنطين كيال في دير مار الياس شويا. 

استضاف دير مار الياس شويا البطريركي ندوة بعنوان: "المسيحيون في العالم العربي"، برعاية بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع، شارك فيها متروبوليت جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران جورج خضر، الوزير السابق طارق متري، والامين العام للجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي في لبنان محمد السماك الذي القت كلمته الدكتورة اغات اللحام. وتناول المطران خضر في مداخلته تاريخ المسيحيين العرب ومساهمتهم في الحضارة الاسلامية، فرأى "ان تاريخهم يدل على انهم ليسوا جسر معرفة بين الغرب المسيحي والاسلام فقط، فهذه المعرفة متوافرة عند المستشرقين شكلاً اكاديمياً، لكن مسيحيي هذه البلاد، بسبب اللغة، لهم مذاقة القرآن، وتاليا محبة الكثير منه ونوع من الحس بأنهم في حركته، وهو يضرب على اوتار قلوبهم، مما لا يتوافر بالترجمة لأهل الغرب".

واعتبر "ان رسالة المسيحيين في العالم العربي لن تأتي من ثقافتهم، لكن من عمق روحانيتهم. فالثقافة امست مشترك الناس والنخب العربية المختلفة في الدين في بلاد الشام باتت اليفة. لكن المسيحية في جوهرها هي ساحة القلب وبكاء التوبة ومملكة الفقراء والمتواضعي القلوب. هي اذًا عيش قبل ان تكون كلمة، والكلمة عندنا وليدة العيش الطاهر. لذلك قبل ان نكون اهل كتاب نحن اهل المسيح الذي هو الكتاب الذي كتبه الله". ورأى متري "ان الحديث عن المسيحيين في المشرق العربي، وان من زاوية مخاوفهم وتراجع دورهم لا يتيح التبصر الجاد ما لم نبتعد عن الجنوح الى الشكاوى الأقلوية او اللجوء الى ترداد الخطابة الوطنية". وقال: "لعل المسيحيين يحتاجون الى نخب تقودهم بدلاً من ان تسودهم. والقيادة تعني في هذا المجال فتح المسالك المتعددة أمامهم، وتعني ايضاً الا يصادر السياسيون ادوار النخب الثقافية والدينية، والاّ يسعوا الى استتباعها، والا تدفع المصالح الصغيرة والعصبيات الضيقة والخوف من المستقبل بعض النخب الدينية الى ان يستتبعوا استنصاراً بشعبية الزعماء او طلبا لرعايتهم. وتزداد هذه الحاجة اليوم، لان الاسئلة القلقة والخائفة احياناً، لا تغيب عن حديث المستقبل عند الكثيرين من مسيحيي العالم العربي". 

وشدد على "ان عنصر الوقاية الاول من الانزلاق الخطر، بل من الجنوح المدمر، يبقى الموقف الاخلاقي، ويعني هذا الموقف الا يجد المسيحيون انفسهم في غربة عن التوق الى الحرية ومتساهلين مع عنف الاستبداد الدموي ضد المدنيين وساكتين عن الاساءة الى كرامة الشخص الانساني بحسب التعبير المسيحي المعروف".

والقت اللحام كلمة السماك، وفيها: "هناك حاجة، في اطار الربيع العربي" العام، الى ربيع مسيحي خاص، يعيد الصدقية المسيحية المشرقية والعربية القومية، الى مجلس كنائس الشرق الاوسط، ليتمكن من ملء فراغ التحدث باسم المسيحيين جميعاً، وليستأنف تالياً دوره البناء في الحوار المسيحي – الاسلامي".

وحدد سلبيتين "اسلامية ومسيحية لا بد من تفكيكهما". واشار الى ان "السلبية الاسلامية تتمثل في تضخم او في تضخيم الحضور السياسي الاسلامي في اساس حركات "الربيع العربي". اما السلبية المسيحية فتتمثل في غياب او في تغييب مجلس كنائس الشرق الاوسط بصفته الناطق الشرعي باسم مسيحيي الشرق. وتؤجج حالة اللاتوازن هذه بين الحضور او الاستحضار الاسلامي المبالغ فيه، وبين الانكفاء او الاستغناء المسيحي المبالغ فيه ايضا، من مشاعر الخوف المسيحي، ومن مشاعر الخوف الاسلامي من هذا الخوف. فالخوف يؤسس للاثقة. ومن المستحيل ان يقوم عيش واحد او حتى عيش مشترك على قاعدة الخوف واللاثقة". 

وفد 14 آذار يزور عكار ووادي خالد دعماً لهم

 

سعيد: نحن مع "الربيع العربي" ومطلبنا إغاثة النازحين

عكار ـ "المستقبل"

شدد وفد قوى 14 آذار الذي جال أمس في منطقة وادي خالد، أن الهدف من الزيارة هو إرسال رسالة الى الجميع مفادها "أننا مع الربيع العربي ومع الثورة السورية، وهي ليست رسالة سياسية كما يحاول البعض تشويه معانيها، بل هي في أولويتها التضامن إنسانياً مع الشعب السوري والنازحين في وادي خالد، وهي لتفقد المنطقة الحدودية، فليس من حق أحد أن يمنع أحداً من التضامن مع أحد يحتاج إلى ذلك". وأوضح "أننا نأتي إلى هنا لنقول للحكومة ورئيسها أن عليكم واجبات ومسؤوليات تجاه النازحين السوريين جراء الظلم الذي يطالهم، وبالتالي ينبغي تأمين كل الحاجات والمساعدات لهم، ورفض التعرض لهم واعتقالهم بهذه الحجة أو تلك".

وضم الوفد: منسق الأمانة العامة فارس سعيد، النواب: نديم الجميل، انطوان زهرا، سمير الجسر، معين المرعبي، احمد فتفت، هادي حبيش، خضر حبيب، رياض رحال ونضال طعمه، النائب السابق الياس عطاالله، عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده، ووفد من حزب "القوات اللبنانية" ضم ادي ابي اللمع ووهبة قاطيشا وايلي سركيس، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض، علي حمادة وعدداً من أعضاء الأمانة العامة وشخصيات.

جولة الوفد في المنطقة بدأت بمستوصف أنشئ حديثاً في قرية القنبر لإسعاف الجرحى السوريين، ثم انتقل الى مدرسة الرامة في وادي خالد حيث عدد من العائلات السورية النازحة التي استقبل أبناؤها الوفد بالهتافات الداعية الى إسقاط النظام في سوريا والمؤيدة للرئيس سعد الحريري، ومنها الى قرية الهيشة حيث زار الوفد مخيماً للنازحين السوريين واستمع الى معاناة أبناء هذه العائلات ومناشداتهم، لتختتم الجولة بمؤتمر صحافي عقد في الباحة الخارجية لدارة رئيس بلدية المقيبلة السابق محمود خزعل، في حضور منسقي "تيار المستقبل" في طرابلس وعكار والمنية ورئيس اتحاد بلديات جرد عكار عبدالاله زكريا وعدد من رؤساء البلديات ووجهاء من قرى وبلدات وادي خالد ومفوض شؤون النازحين السوريين في عكار الشيخ عبدالرحمن عكاري.

استهل المؤتمر بكلمة للنائب المرعبي شدد فيها على "الوقوف الى جانب أبناء العائلات السورية النازحة كما مع أبناء منطقة وادي خالد". وقال: "أردتم كسر الحصار فانكسر الحصار، أردتم التغطية الطبية فكان لكم ما يجب أن يكون. فأنتم بالنسبة الينا أهل ولستم لاجئين، ونريد أن تحفظ حقوقكم لدى الأمم المتحدة والدولة اللبنانية وفي جميع الأماكن ولدى جميع المعنيين بحقوق الإنسان. جئتم الى هنا ليس هرباً فلقد أرسلتم النساء والأطفال وبقي الرجال يجاهدون في الداخل، وإن شاء الله سنرى قريباً النصر للثورة السورية البطلة. وإني أطالب باسمكم جميعاً الدولة اللبنانية بالبطاقة التعريفية حتى لا يتعرض كل لاجئ في تجواله الى التوقيف من السلطات الأمنية لأن لا بطاقة تعريف له، وهناك الكثيرون لا يزالون قيد التوقيف في السجون اللبنانية نتيجة ذلك".

ثم ألقى خزعل كلمة باسم أهالي وادي خالد مرحباً بالحضور وبصقور 14 آذار. وقال: "إن جمهور عكار والشمال وعبر الصندوق الانتخابي انتخب واختار الصقر المناسب الشيخ سعد الحريري، وإننا جميعاً على نهج الشهيد رفيق الحريري ولنا فخر جميعاً أن نقول بلبنان أولاً".

وتحدث عن حرمان وادي خالد الطويل، موضحاً "لو كنا نعلم أنه سيفرض على وادي خالد هذا الحصار المفروض اليوم لكنا أعلنا إمارة وادي خالد منذ زمن بعيد". وسأل "هل يجوز أن يفرض علينا الحصار الصحي والاقتصادي والتوظيفي بعد نوال الجنسية بمساعٍ من الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودفع الشهداء دماءهم في سبيل سلامة لبنان؟".

وتوجه الى قائد الجيش العماد جان قهوجي بالقول: "إننا دفعنا بالأمس القريب شهداء من أبناء وادي خالد، وعندما طلب منا أن نكون أوفياء للوطن قلنا إن شهداءنا فداء للوطن. ونتمنى جميعاً في وادي خالد لصقور 14 آذار النجاح في فك الحصار عن هذه المنطقة".

سعيد

بعد ذلك، استهل سعيد المؤتمر الصحافي بالقول: "بداية تحية من كل قوى 14 آذار لكم جميعاً، ونحن هنا لكي نقول بأن ما تعانون منه ليس شأناً مناطقياً وليس شأناً طائفياً، بل هو شأن وطني بامتياز وشأن لبناني وعربي، ونحن مع الربيع العربي ومع الثورة في سوريا، وهذا التنوع في الوفد الذي يمثل 14 آذار اليوم المتمثل بـ"تيار المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب" و"اليسار الديموقراطي" و"الكتلة الوطنية" والمستقلين داخل 14 آذار هو من أجل التأكيد أن هذا الموضوع أي موضوع الظلم وانتهاك حقوق الإنسان وقمع الحريات وتشريد العائلات هو شأن وطني، ونحن هنا من أجل التضامن معكم والوقوف في وجه أي حصار أكان إنسانياً أو إعلامياً أو أمنياً".

أضاف: "والتزاماً منا بحق الإنسان ومن أجل أن يبقى لبنان أرض الحرية والكرامة التي تفتح ذراعيها لكل مظلوم ومضطهد وملاحق بسبب آرائه وخياراته السياسية وحريته وكرامته، جئنا اليوم الى وادي خالد هذه المنطقة اللبنانية العزيزة والغالية والتي تقع على بعد أمتار من الحدود اللبنانية ـ السورية للتأكيد على ما يلي:

لا يمكن لأي كان أن يمنع أهلنا في وادي خالد والجوار من استقبال أي مواطن سوري في منزله.

2ـ نحذر السلطات اللبنانية السياسية والأمنية من أي مضايقات تفرض على أهلنا في وادي خالد وعكار خصوصاً وأي منطقة في لبنان لأنهم استقبلوا أهلهم من سوريا.

3ـ نطالب الحكومة اللبنانية وهنا نتوجه الى دولة الرئيس (نجيب) ميقاتي بالاسم، بالايعاز الى الهيئة العليا للإغاثة الاهتمام الفوري ومن دون تلكؤ بالاخوة اللاجئين من سوريا من خلال تأمين الايواء والخدمات الإنسانية والخدمات الطبية كافة لهم".

4ـ إن أي إحصاء للهاربين من الظلم يجب أن يبقى في إطار الضرورات الأمنية اللبنانية، إن أي استخدام لأسماء أفراد العائلات النازحة من أجل الضغط عليهم أو إجبارهم على العودة باتجاه سوريا مما يعني إرسالهم بكل دم بارد الى التصفية الجسدية هو عمل مرفوض. إن قوى 14 آذار لن تتراجع عن المسألة بالاسم على كل مسؤول مدني أو أمني لبناني يعمل بالتنسيق مع القوات السورية من أجل قمع العائلات.

5ـ نطالب وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والأجنبية بالمسارعة الى تثبيت فرق إعلامية مكتوبة مسموعة مرئية في وادي خالد حتى انتهاء الأزمة السورية وعودة جميع العائلات الى سوريا.

6ـ نطالب المؤسسات والجمعيات الأهلية اللبنانية والعربية والدولية بالتوجه الى منطقة عكار ـ وادي خالد للتأكد من تطورات الأمور الإنسانية وتلبية حاجات الأهالي والعائلات النازحة الى لبنان.

7ـ نحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي خرق للحدود اللبنانية من الجيش السوري، ونعتبر أي خرق للحدود اللبنانية ـ السورية خرقاً لسيادة لبنان واستقلاله".

عكاري

بعد ذلك، كانت كلمة للشيخ عكاري باسم النازحين السوريين قال فيها: "إننا نوجه من هذا المكان التحية العطرة الى الأخ الذي أثبت الاخوة بين الشعبين اللبناني والسوري، وهو الأخ الحقيقي للشعب السوري الشيخ سعد الحريري، والى كل القوى التي وقفت موقف الإنسانية وأصمّت أذنها عن كل التهديدات وعن كل ما سمعته من آراء وافكار أسدية. وإننا نطلب من الحكومة اللبنانية باسم السوريين جميعا اتخاذ موقف ذهبي يسجله لها التاريخ، الحكام زائلون والشعوب باقية. إننا نرجو من الحكومة اللبنانية أن تثبت اخوتها للشعب السوري لا اخوتها للحكومة السورية. الحكومة السورية زائلة بإذن الله من أول نقطة دم نزلت من شهيد أثبتت ان كلمة الحق هي الباقية وأن الباطل هو الزهوق وأن سوريا سوف تعيش بأطرافها وطوائفها وتعدديتها وبأفرادها تسحق كل ظالم وكل متغطرس رفع رأسه على الحق وأراد ان تكون له اليد الطولى في كل فعل وكل كلمة حين سحب السلاح على شعبه، بحيث آلاف السوريين قتلوا بسلاح الجيش السوري فيما لم يقتل بيد الجيش السوري الا 600 إسرائيلي. ونحن اليوم إنما ننادي الحكومة اللبنانية بإنسانيتها وبعروبتها ولا نقول نريد حكماً اسلامياً، نحن نريد حكماً تعددياً يضمن حق الأقليات في سوريا. لن نستغني عن بعضنا ولن نستغني عن طوائفنا، سوريا على مر تاريخها لم تكن فيها مشكلة طائفية. يرديون الحوار. مع من يريدون الحوار؟ نعم نقبل الحوار ولكن تحاوروا مع زينب ومع حمزة ومع هاجر ومع كل الشهداء أولئك الذين يجب ألا نخون دماءهم أبداً. فأي حوار هو خيانة لدم الشهداء".

أضاف: "باسمي وباسم النازحين أتوجه بالشكر الى قوى 14 آذار والى كل لبناني شريف إنساني وقف وقفته الإنسانية ليثبت للعالم اجمع أن الشعب السوري والشعب اللبناني هما شعب واحد في بلدين. وأتوجه بالشكر ايضاً الى كل الجمعيات التي بذلت الغالي والرخيص في سبيل النازحين، والى الهيئة العليا للإغاثة وبعض الشخصيات في وادي خالد والمنطقة التي تكلمت بإنسانيتها ووقفت الى جانب معاناة النازحين".

وفي ختام المؤتمر الصحافي، زف النائب فتفت خبراً عاجلاً عن تجميد الجامعة العربية لعضوية سوريا، على وقع الهتافات المطالبة بإسقاط النظام.

واختتمت الجولة بزيارة الى مركز المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين في بلدة القبيات حيث كان في استقبالهم مسؤولة قسم الحماية في المركز استريد فان جاندرن ستورن ومدير المركز الن غفري الذي قدم الى وفد 14 آذار شرحاً تفصيلياً عن عمل المركز والتقديمات التي تمت حتى الآن للنازحين السوريين وللعائلات اللبنانية المضيفة.

بعد ذلك كانت مأدبة غداء أقامها النائب حبيش في مطعم "مونتي فيردي" في القبيات.

 

أحد أهم دعاة التجديد في الكنيسة الأرثوذكسية البطريرك كيريل يعود الى لبنان بعد 15 عاماً

النهار/تكتسب زيارة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل (65 عاما) لسوريا ولبنان اهمية بالغة في توقيتها، رغم انها كانت مقررة قبل اكثر من عام، وتأتي من ضمن زيارات رأس الكنيسة الارثوذكسية الروسية ، وفقا للعادات الكنسية القديمة، علما أنه زار لبنان وسوريا عام 1996. وبعيدا من توقيت الزيارة التي تبدأ اليوم فان البطريرك كيريل يعتبر احد ابرز خلفاء البطريرك نيكون (1605 – 1681) او الحاكم الاكبر، كما كان يسمى في روسيا القيصرية، والذي جمع بين السلطتين الدينية والسياسية. والبطريرك الجديد احد ابرز دعاة التجديد  ونبذ بعض الطقوس، ويعمل على جذب جمهور واسع من المؤمنين في روسيا وخارجها، وهذا من اهم الأهداف التي يعمل على تحقيقها منذ انتخابه عام 2009. وينقل المقربون من كيريل انه من مؤيدي الادارة المباشرة لتنظيم عمل الكنيسة، وأن اول ما قام به عندما اصبح بطريركاً لروسيا، كان الشروع في الاصلاحات الكنسية الادارية وتقليص دور المؤسسات الديموقراطية للادارة الكنسية بدءا بالمجمع الكنسي المحلي وانتهاء بمجالس الابرشيات. ولعل طموح البطريرك كيريل يكمن في تحويل موسكو الى "فاتيكان ارثوذكسية". ويذكر انه عندما كان برتبة متروبوليت شُكلت لجنة خاصة في البطريركية في شأن الزعامة الارثوذكسية في العالم وتحولت بعد اعتلائه سدة البطريركية الى مجموعة عمل لا يُفصح عن نشاطها. ويسجل للبطريرك نجاحات عدة خلال عامين من ترؤسه الكنسية الارثوذكسية، منها ادخال تدريس "اسس الثقافة الارثوذكسية" في مناهج المدارس الروسية الحكومية بعد سنوات من الممانعة الحكومية، واعادة العقارات "ذات الاهمية الكنسية" الى ملكية الكنيسة. وشغل كيريل مناصب دينية عدة في الفترة الممتدة من العام 1970 وحتى انتخابه بطريركا لموسكو وسائر روسيا، وشارك في انشطة المنظمات المسيحية الخارجية في دول عدة منها اسوج وكينيا والمجر وغيرها. واضطلع بدور لافت في تثبيت اجراءات عملية السلام في يوغوسلافيا السابقة، وكذلك في اعادة العلاقة الى طبيعتها بين الكنيسة الارثوذكسية والحكومات في اكثر من دولة، وحاز اوسمة عدة خلال مسيرته.

 

ضجّة في صفوف المسيحيين

نقولا زيدان/النهار

من منا كان يتوقع أو يستشرف سماع هذه الدعوات الملتبسة والمريبة التي تحض المسيحيين العرب على الوقوف الى جانب الانظمة المستبدة. فأي معنى للمسيحيين، واية قيمة تبقى للايمان المسيحي، عندما ينحاز المسيحيون الى جانب الباطل فتسقط الرسالة المسيحية ومبادؤها الانسانية لتتحول رصاصات قاتلة يطلقها قناص أو قذيفة مدفع تقصف بها دبابة الاحياء الآمنة أو رشقات رشاش يردي المتظاهرين العزل المسالمين؟ ذلك لأننا لم نشهد للحق وآثرنا السكوت على الظلم والعسف والقمع والاستبداد، فأصبحنا شهود زور متواطئين.يقولون لنا ان روما او الفاتيكان هو الذي يدعو المسيحيين سراً لاتخاذ هذا الموقف، واننا لم نقرأ جيداً ما جاء في السينودس الاخير. ترى من منا لم يقرأ جيدا في تعاليم المسيح، من منا يمعن في الارشاد الرسولي تحريفاً وتزويراً، من الذي يقود المسيحيين العرب وعلى رأسهم السوريون واللبنانيون الى الضلالة والهلاك؟ أو تنطلي على المسيحيين اللبنانيين والسوريين المهرجانات المتخمة المثقلة بالخطب الناطقة باللغة الخشبية والشعارات المدفوعة الثمن سلفا.

ان الطروحات الداعية الى تحالف الاقليات في هذا المشرق المتخبط في أزمات مصيرية وحروب متواصلة، على قاعدة الرهاب والخوف من التغيير الديموقراطي، ليست سوى ذرائع مبتذلة صيغت في صور الحكام المستبدين، كي نقوم نحن المسيحيين بغسل ايديهم الملطخة بالدماء.

قطعاً لا يكمن دور المسيحيين في معاداة الشعوب والوقوف الى جانب من كدّسوا الثروات على حساب خبز الفقراء وعرق الفلاحين ومعاناة العمال والفئات الشعبية الاكثر حرمانا؟ فلنتذكر جيداً التاريخ الحي الراهن للمسيحية والمسيحيين:

فلنسأل الكاردينال روميرو في نيكاراغوا الذي اغتالته رصاصات سوموزا امام مذبح الرب عن شهادة المسيحيين، ذلك العملاق الورع الصادق الذي نطق بالحق في وجه الشركات الاميركية الممعنة في نهب محصول الفلاحين الفقراء من الفاكهة الشهية التي طالما سال لمذاقها لعاب الرأسماليين المتمترسين في "وول ستريت".

كما عليهم أن يتذكروا من كان "كاميلو توريس" الكاهن البطل الذي حمل السلاح الى جانب المزارعين التعساء في كولومبيا في وجه السلطة التي نصبتها وكالة الاستخبارات المركزية فوق رقاب الشعب هناك فقضى شهيداً للحق غيفارا آخر خضّب ارض اميركا اللاتينية الخضراء.

هل نسوا ان "هيلدر كامارا" جعل مكان اقامته كرئيس اساقفة "ريو دي جينيرو" في البرازيل، بيتا فقيرا في قلب حزام البؤس يضمد جراح المعوزين المهمشين.

من منا ينسى للحظة من كان غريغوار حداد الذي اغار عليه "المردة" امام تلفزيون "تيليه لوميير" بالضرب والاهانة، وكان ذنبه العظيم انه قال بضع كلمات طيبة في الاسلام والمسلمين شركاؤنا في الوطن، وهو الذي شاطر فقراء الكرنتينا تعاستهم، عملا برسالة البابا يوحنا الثالث والعشرين (الكنيسة ام ومعلمة) ثم لن يغيب عن بالنا ذكر المطران سليم غزال الذي ودعناه بالامس القريب فكان مسيحياً بسيطاً صادقاً عنوانا للوطنية ومحبة الفقراء الجائعين.

ضقنا ذرعاً في لبنان كما في سوريا من شر العمائم والقلنسوات المشبوهة التي تبتدع الفتاوى والحجج الواهية لتسوّغ ظلم الطالمين وطغيان الجلادين وذلك على ايقاع تساقط الاوراق النقدية الملوثة بدماء الشهداء.

ان رسالة الايمان المسيحي كما هي رسالة الاسلام، ان ننصر الحق ونسقط الباطل، ونظل ملجأ ومرتجى وخشبة خلاص لكل مظلوم متهور ملهوف وكل مسحوق ومضطهد، لا ان نسقط ونتهاوى الى شهود الزور والباطل، متورطين وشركاء في اغتيال وحشي للضمائر والقناعات.

هذه هي كنيسة البشر وهي اثمن واسمى بما لا يقاس من كنيسة الحجر الكنيسة البطلة القدوة المناضلة، كنيسة شهادة الشهداء، وموقعها ومكانها ضمائر وقلوب المؤمنين الورعين بسطاء النفوس الانقياء الابرار. فلا أسرار ولا خفايا ولا بواطن ولا رسائل يهمس بها، ويجري الترويج لها، ذلك ان الحقيقة كل الحقيقة للجماهير.

 

داعين الى انسحاب الجيش من الداخل إلى الحدود 

قادة الاغتراب: الشعب اللبناني قادر على الوقوف في وجه إرهاب "حزب الله"

حميد غريافي: السياسة

ندد مصدر اغترابي لبناني في الحزب الجمهوري الأميركي في واشنطن, أمس, بتصريحات "مسؤول عسكري" في وزارة الدفاع لجريدة "النهار" اللبنانية يعتقد أنه قائد الجيش نفسه العماد جان قهوجي, "منن بها اللبنانيين بوجوده داخل المدن والقرى الشرقية المسيحية لمنع حزب الله من التهامهم", حين تساءل: "هل تريد القوى السياسية فعلاً (خصوصاً حزبي الكتائب والقوات) ان يسحب الجيش وحداته وقطعه من جبل لبنان وكسروان والمتن الى اي منطقة اخرى, وهل يتحمل السياسيون الذين طالبوا بذلك تبعات هذا الانسحاب".

وتعليقاً على هذا الموقف, دعا المصدر الاغترابي الى سحب آخر عسكري لبناني من الداخل وإرساله الى الحدود الجنوبية مع اسرائيل والشرقية والشمالية مع سورية "لأن الجيش اثبت ان وجوده وعدمه في الشوارع سيان, فهو لم يتدخل مرة واحدة لوقف اعتداءات "حزب الله" وعملاء سورية في لبنان على المواطنين الآمنين في منازلهم واحيائهم واعمالهم ومؤسساتهم, والدليل الماثل امام أعين اللبنانيين والعالم حتى الآن هو اجتياح الميليشيات الايرانية بيروت السنية والجبل الدرزي (في مايو 2008) بحضور الجيش اللبناني الذي لم يحرك ساكناً وكأن تلك الاعتداءات والمجازر تحدث في كوكب آخر".

ووفقاً للمصدر, عقد في واشنطن, اول من امس, اجتماع للقادة السياسيين اللبنانيين المغتربين في الولايات المتحدة واستراليا وكندا والبرازيل وبعض الدول الاوروبية والعربية, طالبوا في ختامه قيادة الجيش ورئيس الجمهورية ميشال سليمان باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة بموجب الدستور, "بسحب كل الوحدات العسكرية من المدن والقرى والمناطق الداخلية في لبنان الى الحدود لحمايتها من الاختراقات الاسرائيلية والسورية المستمرة من دون توقف, والى المناطق التي انشأ فيها حزب الله والفصائل الفلسطينية المدعومة من نظام الأسد مربعاتهم الامنية المحظور دخولها على الجيش وحتى على سليمان وقهوجي أنفسهما, والسيطرة عليها ومنع استهداف قوى الجيش بالقتل والاذلال, والتوقف عن التلويح بإرهابية "حزب الله" الجاهز لأكل المسيحيين في كسروان وجبل لبنان والمتن, إذا استمرت القوى الديمقراطية في "14 آذار" و"ثورة الأرز" في حملتها على المؤسسة العسكرية وقياداتها لتخاذلهم وتنفيذ رغبات الميليشات المسلحة و"الحليف السوري" الذي لا مرد لكلمته".

وقال المجتمعون في واشنطن ان "اللبنانيين ليسوا بحاجة لحماية الجيش "المحايد مثل قائديه", وان التهديد بابتلاع "حزب الله" البلد معيب, وهو سابقة خطيرة في الدول الديمقراطية", داعين بإصرار "الحكومات الغربية الصديقة للبنان, بوقف إمداد الجيش اللبناني الراهن بأي نوع من أنواع السلاح, لأنه حسب تصريحات مسؤوليه, لن يستخدم لحماية اللبنانيين وحدود لبنان".

وحمل المجتمعون اللبنانيون في واشنطن الذين أطلعوا "السياسة" على ما دار في لقائهم على اعتراف المسؤول العسكري للصحيفة اللبنانية بوجود "موقوفين" لا "مختطفين" سوريين في لبنان, وأورد أسماءهم وتواريخ ميلادهم وأدق التفاصيل عنهم, في الوقت الذي لم تحرك استخبارات الجيش ساكناً في مساعدة الاجهزة الامنية على اعتقال عناصر "حزب الله" الأربعة المطلوب توقيفهم من المحكمة الدولية بتهمة اغتيال رفيق الحريري, ومن دون ان يتنطح هذا المسؤول العسكري "مجهول الهوية والهوى" الى الادلاء بدلو الجيش في هذه المسألة الداخلية - الدولية الأكثر أهمية من اي مسألة اخرى". ودعا اجتماع واشنطن, الذي حضره نواب جمهوريون من الكونغرس بعضهم من اصل لبناني, قوى "14 آذار" الديمقراطية التي خسرت مواطن اقدامها في حكم البلاد بسبب سياساتها الخطأ والضعيفة والاقوال من دون الافعال, الى ان تعترف هي فوراً ب¯"المجلس الوطني السوري" و "المجلس العسكري" المنشق عن جيش النظام البعثي, قبل ان تدعو الحكومة الى الاعتراف بهما, رغم يقينها بأن حكومة نجيب ميقاتي لن تعترف بهما, لأن الأخير هو المندوب السامي السوري في لبنان الى جانب سفير الاسد علي عبدالكريم علي احد اركان استخبارات آصف شوكت في لبنان".

 

خاص بيروت اوبزرفر :توقيف العميد حسين خليفة رئيس فرع مخابرات البقاع

السبت, 12 تشرين الثاني 2011 /خاص - بيروت اوبزرفر

علم "بيروت اوبزرفر" من مصادر موثوقة أن العميد حسين خليفة، رئيس فرع مخابرات الجيش في البقاع، أحيل على القضاء العسكري، بعد نحو عشرة أيام من كف يده عن عمله والتحقيق معه مسلكياً، بتهم تقاضي رشاوي مالية والتزوير ، بقصد إطلاق سراح مطلوبين، كان آخرهم مطلوب بعدد كبير من مذكرات التوقيف

 

فيلتمان :الحريري عرضة للغضب الشديد عندما يواجه انتقادا

السبت, 12 تشرين الثاني 2011 /اشار مساعد وزير الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان في وثيقة سربها موقع "ويكيليكس" تحمل رقم "٠٧ بيروت ٠٠١٩١٥"، نشرتها قناة "أو.تي.في"، تناولت تفاصيل حياة رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري الشخصية بناء على طلب الجهات المختصة في الخارجية الاميركية، اشار الى ان "الحريري عرضة للغضب الشديد خصوصا عندما يواجه انتقادا"، واضاف فيلتمان عن الحريري ان "قدرته على التركيز قصيرة بنسبة كبيرة"، ونقل رأيا مفاده ان "قيام الحريري بإظهار الثقة المطلقة بالنفس هو قناعا لعدم الامان ازاء اكتشاف نفسه في موقع سياسي قيادي رمي في شكل غير متوقع عليه". واوضح فيلتمان ان "الحريري يفقد صبره بشكل خاصة عند الحديث عن شخصيات سنية بارزة اخرى في لبنان وعند الحديث عن تصورات المسيحية المتخوفة من النفوذ والطموحات "الحريرية" الزائدة"، ونقل عن الحريري قوله ان "الموارنة متطلبين ومذعورين

 

نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" (الاخوان المسلمين المصريين) عصام العريان لـ"النهار":

نقيض الدولة المدنية ليس الإسلامية بل حكم العسكر

النهار/ "يا ابن بلدنا صوتنا امانة... رح يحاسبنا عليه مولانا"، مطلع اغنية "ضاربة" في الشارع المصري ترافق الدعاية الاخوانية لقوائم "التحالف الديموقراطي من اجل مصر" التي يحتل مرشحو حزب "الحرية والعدالة" العدد الاكبر من مقاعدها  بنسبة (60-70 %). الاغنية هي واحدة من 12 اخرى انتجتها اللجنة الفنية "الاخوانية" التي اطلقت سلسلة استعراضات فنية في الشارع للتعريف ببرنامج "الحرية والعدالة" ورؤيته بأساليب عصرية تحاول كسر الصور النمطية عن الاسلاميين. 

شباب الاخوان المتواجدون بكثافة في شوارع تحيط بميدان التحرير وغيرها من الميادين المصرية هذه الايام، كمتطوعين في الحملة الانتخابية، يمثلون الشريحة المناسبة للتفاعل مع صورة الاعتدال والطمأنة ومواكبة العصر التي يتبناها اخوان اليوم. اما بالنسبة لجيل "الشيوخ" ، فليست ذكرى اخفاق "الشيخ الشهيد" الامام حسن البنا، مؤسس جماعة الاخوان المصريين (1928) في دخول البرلمان مرتين، في العامين 1942 و 1944،  ولا ما ستليها من ذكريات قاسية في العهود المصرية المقبلة وتحديدا عشية خوض "الاخوان" لكل انتخابات من تزوير وتضييق واعتقال، ليست هذه الذكريات حصراً ما يحرك وجدانهم.

 في هذه المحطة الانتخابية، تتبدد نوادر في الحياة السياسية المصرية من قبيل طلب احزاب ناشئة في الماضي من هؤلاء الشيوخ اصوات "الاخوان"  حين كان يقال لهم "إحنا معانا رخصة... وانتم ليس لديكم رخصة... وانتم لديكم قوة تصويتية... واحنا حزب جديد ولم يتمكن من تكوين شعبي، ومن ثم فإن رخصتنا مع قوتكم تنشئ تحالفا قويا".

الرخصة نالها اليوم حزب "الحرية والعدالة"، الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين التي تأخذ عليها بقية القوى السياسية عملها بحرية تامة سياسية ومالية وتنظيمية بعد الثورة دون ضوابط قانونية في ما يطبق على حزبها ما ينال بقية الاحزاب وخصوصا خلال الحملات الانتخابية. ويخوض الحزب انتخابات مجلس الشعب، التي ستجري في 28 تشرين الثاني الجاري على ثلاثة مراحل تنتهي في كانون الثاني 2012، من ضمن "التحالف الديموقراطي من اجل مصر" الذي بات يضم 12 حزباً فقط بعد الانسحابات المتكررة منه والتي كان ابرزها انسحاب حزب الوفد بعد فرط عقد تحالفه مع الاخوان.

 وبقيت في التحالف تيارات عروبية وليبرالية ووسطية وشخصيات مستقلة ذات احجام شعبية محدودة مما سمح للاخوان في تجربة الاختبار الاولى لمزاج 25 مليون مصري (العدد التقريبي لعدد المقترعين المتوقع) بتلوين قوائمهم بأصباغ الاعتدال والانفتاح عبر وجوه هي مستفيدة بالتأكيد من وجودها على قوائم مدعومة من واحدة من اقوى الحملات الانتخابية في جميع المحافظات المصرية. في القوائم نفسها، تبلغ النسبة التقريبية للمرشحين الاقباط حوالى 8 % يُبرر ضعفها اخوانيا بآثار احداث ماسبيرو على وجه التحديد، وغالبا ما يصاحب التبرير بدعوة المسيحيين الى ممارسة المواطنة الكاملة من دون هموم خاصة مع الوعد بحل مشكلة بناء الكنائس قانونيا. المرأة تحضر في قوائم التحالف لكن بخجل بنسبة قدرت بـ8%، علما ان ضعف مشاركتها في القوائم لا تقتصر على قوائم التحالف.

واللافت ايضاً في سلوك الاخوان التحضيري للانتخابات أنهم عادوا عن قولهم بترشحهم على 45 % فقط من المقاعد (قوائم وفردي) من ضمن التحالف حيث تصل نسبة مرشحيهم الحزبيين او المحسوبين عليهم اليوم الى ما يقارب (60 - 70 %)، وهو الامر الذي تبرره القيادة الاخوانية بصعوبة توزيع الحصص والنسب وتقديم مرشحين في مقاعد القوائم والفردي من العمال والفئات ربطاً بمعايير النظام الانتخابي. تجب الملاحظة أيضاً أن تعهدهم بعدم تقديم مرشح رئاسي لم يعد واضحا في ادبياتهم، فان سُئلوا عن سعي "الحرية والعدالة" للوصول الى رأس الحكم، قالوا "من حقنا الوصول الى الحكم باعتبارنا حزبا معترفا به ".  

وهو الأمر الذي ان لم يكن يترجم عودة عن توافق او تعهد ما، فانه دون شك يعكس طبيعة العلاقة المتوترة مع المجلس العسكري الذي رسمت وثيقة نائب رئيس الحكومة علي السلمي للمبادئ فوق الدستورية علامات استفهام حول محاولته المستمرة لرسم قواعد جديدة للمعادلة السياسية لمرحلة ما بعد الانتخابات من خلال تكريس دوره كسلطة مستقلة بصلاحيات تصل حد التدخل في كتابة الدستور الجديد وعزل موازنته عن رقابة البرلمان. الأمر الذي كان الاخوان، الى جانب قوى سياسية اساسية، أبرز المتصدين له ما أخضع الوثيقة لجولتي تعديل لم تؤديا الى جعلها مقبولة، فبقيت النظرة اليها بكونها ردة على التعديلات الدستورية التي تم الاستفتاء عليها في آذار المنصرم والتي حكيَ حينها عن ترجمتها تفاهما بين المجلس والاخوان.

 هذه المعطيات كانت أساسا لحديث مع نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" عصام العريان، احد ابرز العقول المدبرة في الجماعة الذي اعتقل لمرات عدة في العهود السابقة، وهو يترأس اليوم قائمة الحزب  في الجيزة ويعتبر من الوجوه المرشحة بقوة لرئاسة مجلس الشعب المصري. قال العريان لـ"النهار" جوابا عن سؤال حول "وثيقة السلمي" ان البندين التاسع والعاشر (استقلالية موازنة المجلس العسكري وانشاء مجلس دفاع وطني مستقل) اقحما في الوثيقة التي ضمت مجموعة من المبادئ الدستورية التي سبق التوافق عليها مضيفا ان التدخل في ارادة الشعب في كتابة الدستور الجديد يمثل افتئاتاً على حقوقه، "فنحن نرفض الزام الشعب بمبادىء والتعدي على ارادته وحقه في صياغة دستوره بالارادة الحرة للجمعية التأسيسية".

ويستغرب العريان نزعة المؤسسة العسكرية للاستقلالية بشؤونها مستقبلاً، "وهي بالاساس سلطة مستقلة بالمعنى الذي يجب الا تتدخل فيه بالسياسة". اما الرغبة باستقلالية الموازنة، كما اوحت "وثيقة السلمي"، فهي "مرفوضة لأن المؤسسة العسكرية ليست  ميليشيات مسلحة بل جزء من الدولة وليست سلطة فوقها وشأنها شأن باقي المؤسسات العسكرية في العالم تعتبر ميزانيتها من ضمن وحدة الموازنة تماما كما يمارس الكونغرس الرقابة على موازنة الجيش الاميركي".

الاسلام هو الحل

يتمسك "الحرية والعدالة" بشعار الاسلام هو الحل الذي تعترض على وجوده في الدعاية الانتخابية اللجنة العليا للانتخابات لمعارضته القوانين باعتباره شعارا دينيا، لكن العريان يقول ان شعار "التحالف الديموقراطي" هو ازدهار مصر، اما شعار "الاسلام هو الحل" الذي يستخدمه المرشحون فهو لا يخالف القانون لانه يستخدم كقسم من أقسام الدعاية الانتخابية المختلفة مضيفا ان "شعاراتنا تحمل الخير لمصر ونحن حزب مرجعيته اسلامية ولذلك لا نستطيع أن نتخلى عن الشعار الذي لا نعده شعارا دينيا بل هو شعار يعبر عن هوية سياسية" مقللا من امكانية اثارته لهواجس شرائح قبطية وعلمانية خصوصا بعد التوافق على مبادئ عامة بين جميع القوى السياسية ابرزها الدولة المدنية الحديثة الديموقراطية.

الدولة المدنية

ينفي العريان وجود تباين حاد في فهم الدولة المدنية بين الاطراف السياسية. فما هي خصائص الدولة المدنية التي يقبل الاخوان بها؟ يجيب: هي الدولة التي تخضع السلطة فيها لارادة الشعب، والتي تتميز باستقلالية القضاء، فصل السلطات، وتداول السلطة، والحرية والعدالة الاجتماعية والمحاسبة. ويستطرد:  لا وجود لدولة دينية في الاسلام، فالدولة في الاسلام تحمل كل خصائص الدولة المدنية مضيفا أن "نقيض الدولة المدنية ليس الدولة الاسلامية بل دولة او حكم العسكر، الممارسات العسكرية هي التي تنافي المدنية".

وهل تعترف الدولة المدنية بمواثيق حقوق الانسان الاممية؟ يجيب "طبعا". قبل ان يضيف: "لكن لنتذكر ان جميع الدول العربية لديها تحفظات عن بعض المواثيق خصوصا تلك المتعلقة بالاسرة ونحن نؤكد على تميزنا الثقافي والاجتماعي عن غيرنا من المجتمعات الغربية". يضرب مثالاً: "نحن كمسلمين لا نقبل بالزواج المدني لمعارضته الشريعة ناهيك عن ان الزواج الاسلامي بطبيعته مدني، فهل يقبل الاخوة المسيحيون بالزواج المدني؟ تخيلوا دولة يعتبر فيها المسيحيون اقلية يباح فيها الزواج المدني من مسلمين، في هذه الحالة هل تكون هذه الدولة المدنية في مصلحة المسيحيين او ضدها؟".

وعما اذا كان يحق للمرأة في هذه الدولة المدنية الوصول الى ارفع منصب سياسي يقول العريان "ليس هناك مشكلة في مساواة المرأة الكاملة في المواطنة مع الرجل في الميادين المهنية والسياسية. بالتأكيد لا مشكلة". وعن حق القبطي في الوصول الى منصب رئيس الجمهورية يقول: "يحق له. يصل اذا ترشح وعكس وصوله ارادة الشعب".

الرؤية الاقتصادية

وحول ما اذا كان فوز الاخوان بغالبية برلمانية يعني قيامهم بتعديل القوانين الاقتصادية بما يتوافق مع الشرع الاسلامي يقول: "لا شك هناك ضرورة لتعديل الرؤية الاقتصادية بدون اطلاق صفات ايديولوجية، فمصر تحتاج الى سياسات اقتصادية جديدة في جميع القطاعات ولا سيما الزراعة والصناعة"، رؤية بدون ادلجة المسألة، اضف الى ان الرؤية الاسلامية الاقتصادية هي واقعية تؤمن الحق والعدالة وتكافح الاحتكار والفساد، والشريعة ليست تشددا لكنها شريعة القيم الإنسانية التى أخذتها منا الدول، والسياسة الاقتصادية تنبع من المؤسسات الدستورية بتوافق بين اطرافها". هذا الى أن "الحرية والعدالة" في حال وصوله الى الحكم لا ينوي "اتخاذ اجراءات تضر بقطاع السياحة"، حيث لم ينكر الاخوان حرية السائح في احتساء الخمور على قاعدة ان "عقيدتهم لا تنهاهم عن الامر".

الضغط السلفي

"الاعتدال" الذي يبديه الاخوان في مواقفهم يساهم في تحديده وتظهيره ازدياد الضغط السلفي في المجتمع الذي يجده العريان "نتيجة للكبت الذي اتصفت به المرحلة السابقة" مؤكدا ان "مزاج الشارع المصري وخصوصا الشارع الاسلامي بشكل عام هو مزاج معتدل" ومشددا على "ضرورة ضمان حرية الممارسة السياسية لكافة التيارات الفكرية بما يتماشى مع سقف القوانين المصرية".

وحول المال السياسي الذي يدفع لتمويل تيارات واحزاب مصرية ولاسيما في المرحلة الانتخابية، يقول ان "هذه الظاهرة لن تؤثر على النتيجة السياسية وهي ذات منطق تزويري في الانتخابات لم تكن تفلح سابقا في التأثير على الناس فما بالك اليوم". لكن من يموّل؟ "نسمع عن تمويلات اوروبية كجزء من برامج يدعمها الاتحاد الاوروبي، ونسمع عن اموال اميركية وخليجية لكن ليس لدينا معلومات مؤكدة".

العلاقة مع الغرب

في موازاة الحوار الذي أُعلن عنه بين الاخوان وواشنطن على "اساس الاحترام المتبادل"، تُلحظ الزيارات الكثيرة للديبلوماسيين الاوروبيين الى مقرات الاخوان، فما هي طبيعة العلاقة الناشئة بين الطرفين وكيف ينظر الاخوان الى دور الغرب في الثورات العربية؟ يجيب العريان ان ما يدور في اللقاءات مع الاوروبيين غير البعيدين عن الموقف الاميركي في السياسة الخارجية يركز على شرح كيف ان الديموقراطية لا تناقض الشريعة الاسلامية، وكيف ان الدعاية المنتشرة عن تخلف الاسلام عن الديموقراطية تسيء الى الشعوب المسلمة. كما "اننا نبيّن لهم الخطأ الفادح الذي ارتكبه الغرب طوال العقود السابقة بدعمهم للحكام العرب المنبوذين من شعوبهم، ونخبرهم بأن هناك فرصة كبيرة لانهاء الخصام اليوم بينهم وبين الشعوب من خلال معادلة احترام المصالح المتبادلة واحترام توق الشعوب العربية الى الحرية والكرامة ونطالبهم بعدم الوقوف حجر عثرة امام تطلعات الشعوب العربية نحو التنمية والازدهار".

العريان الذي سبق ان اعلن رفض الاخوان لدروس رجب طيب اردوغان حول المزاوجة بين الاسلام والعلمانية، يبدو اكيداً من خلال استعدادات حزبه ورصد تفاعل الناس معه من اقتراب اللحظة التي سيتمكن حزبه فيها من تقديم "نموذج حقيقي" لحكم اسلام سياسي عربي معتدل تنتجه انتخابات ديموقراطية.  وهو النموذج الذي يتصف حتى الآن بهموم قطرية. يقول ان "ابرزها تشكيل ائتلاف حكومي واعادة هيكلة الحياة السياسية والنظر في التشريعات بما يلبي اشواق المصريين للازدهار". اشواق المصريين تطول بدون شك ايضا استعادة مصر وزنها استراتيجي في المنطقة. وان حكى الاخوان قليلا عن السياسة الخارجية من ترك اعادة النظر بـ"كمب ديفيد" الى السلطة المنبثقة عن الانتخابات المقبلة، ومن حفاظ على اللهجة المعتدلة حيال ايران ومن تعاط مع واشنطن على اسس احترام المصالح وعدم التبعية، فانهم ومن دون شك يخفون الكثير...

ديانا سكيني     

 

 الاخوان المسلمون محاصرون عن يسارهم وعن يمينهم... وهم نتاج الدولة القومية

الأحد, 13 نوفمبر 2011/الحياة

هايني، خالد حمزة، محمد الجغلالي، ستيفان لاكروا، عبدالعالي حامي الدين

في السادس والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وافت المنية حسام تمام بعد أكثر من عامين من الصراع مع المرض. لقد كان أمراً شاقاً علينا فقدان حسام الإنسان، الصديق أو رفيق الدرب. ولقد فقد البحث العلمي بدوره في حسام باحثاً متميزاً وثاقب النظر، حظيت أعماله بمقروئية واستحسان من طرف جميع المشتغلين بقضايا تحولات الإسلام المعاصر في العالم العربي كما في الغرب.

< في الواقع، لم يكن حسام تمام ذلك الخبير بالمعنى الضيق الذي يشتغل وفق مقاربات مراكز الاستشارة ومجموعات التفكير المختلفة التي تسعى الى تحليل واقع حركات الإسلام السياسي، ولم يكن ذلك الجامعي الذي يحاول أن يختبر نظريات أكاديمية مختلفة حول الإسلام الحركي. لقد كان حسام تمام فوق كل ذلك مفكراً حراً، بمعنى انه لم ينطلق من مؤسسة أكاديمية، سياسية أو حزبية. بدلاً من ذلك، كان حسام يستقي بشغف، من أي مصدر موجود، ما يجيب عن أسئلته وحدسه: النصوص الإسلامية الكلاسيكية، الخطاب الإسلامي الحركي المعاصر، المفاهيم التي يوظفها العديد من اصدقائه الباحثين الغربيين، ملاحظاته السديدة للوقائع المتغيرة للأنماط المعاصرة للتدين الإسلامي في مصر ودول أخرى في المنطقة العربية.

رؤية واسعة

حرية حسام تمام هي أولاً في نظرته التي لا تتلخص في مجرد الجواب على إلحاح سياسي: كان يهتم بالعمل الإسلامي الحركي، لكن كان أفقه أوسع من ذلك، كان يفكر في التحولات المعاصرة للإسلام في المجال السياسي ولكن أيضا في المجتمع. وكان حسام يهتم كثيراً بمسألة السلطة بدرجة اهتمامه بمسألة الذهنيات، بالمنظمات الحركية وكذلك بالممارسات الدينية المألوفة، والتي لا تستقطب الاهتمام السياسي مثل تحولات الأناشيد الإسلامية أو انبهار الاوساط الاسلامية بنظريات التدبير الإداري الأميركية. من هاته الخلفية، وهي القدرة على تحليل السياسة «من الأسفل»، من خلال مقاربة سيسيولوجية وروح متفهمة، كان حسام سباقاً لرصد بعض الديناميكيات العميقة الحالية التي تجتازها «جماعة الإخوان المسلمين» مثل ميولهم التدريجي للاتجاه السلفي وترييف القاعدة الاجتماعية للجماعة. من خلال ما ذكر، وضع حسام أطروحة المركزية التي عبرت كتاباته: إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين تنشد تغيير محيطها الاجتماعي فإن تفاعلها مع هذا المحيط وخصوصاً إنخراطها في الشأن العام جعلها تتغير بدورها.

ثأر المجتمعات

الإخوان المسلمون هم أبناء مجتمعاتهم إذاً ويتفاعلون معها، وعلاقات التأثير والتغيير تتم في السياقين معاً.

بداية، الإخوان المسلمون هم نتاج لمنطق الدولة القومية: واحدة من أولى دراسات حسام، حول التنظيم الدولي للإخوان أظهرت كيف أنه منذ حرب الخليج الأولى، تنازعت الإخوان فكرة الدفاع عن النموذج المثالي للأمة وهو ما فوق وطني، والمصالح الوطنية المتباينة التي هم في الواقع مجبرون على أخذها في الحسبان. في الواقع، منذ ما يقرب من عشرين عاما غلبت المصالح الوطنية على التضامن عبر الوطني ولم يعد «التنظيم الاممي الإسلامي» سوى ذكرى.

الإخوان المسلمون هم منخرطون أيضا في زمن السوق: دراسات حسام تمام حول «الثقافة الإخوانية» أوضحت أن الإخوان لا يمكنهم التملص من تأثير بعض اتجاهات الثقافة الجماهيرية العالمية. تبلور تيار يعمل النقد الذاتي داخل بعض مكونات الإخوان يعكس إلى حد ما هذا التأثير: ثقافة شبابية، فردانية، مناهضة للتحكمية أثرت في مجمل الحقل الديني مع ظهور «الدعاة الجدد» مثل عمرو خالد وطارق السويدان أو عبدالله جيمناستيار.

الاخوان يعيشون أيضا في «الزمن السلفي». يعتقد حسام أن الإسلام السياسي لجماعة الإخوان ليس في واقع الأمر غريباً عن السلفية، حتى لو كان الإخوان والسلفيون خصوماً في الساحة السياسية. على العكس من ذلك، فقد استقت الثقافة الإخوانية مفاهيمها وتمثلاتها من سلفيين، - وهو الشيء الذي سيساهم بشكل كبير في إضعاف التيار «الاصلاحي» - مثل القيادي عبدالمنعم أبوالفتوح الذي كان حسام مقرباً منه بشكل خاص.

لقد فهم حسام الإسلام الحركي بعمق، بعيداً من كونه حركة يمكن تفسيرها من عقيدة ثابتة ونهائية ولكن كواقع متطور، وقادر على الخضوع إلى تغييرات جذرية في بعض الأحيان. رحلاته وأبحاثه الميدانية في العالم العربي، سواء في الأردن أم لبنان أم الجزائر أم حتى - بخاصة! - في المغرب مكنته من التأكيد أن ما كان يفترض أن يكون جوهر الإسلام السياسي، وهو العلاقة المتشابكة بين الديني والسياسي، يتم تفسيره في الواقع بطرق مختلفة جداً من بلد إلى آخر. بقدر ما كان حسام ينظر - ويعرب عن أسفه - إلى فشل الإخوان المسلمين المصريين في منح المجال السياسي استقلاليته وخصوصيته، كان يرى أن هذه الإمكانية ممكنة من خلال تجربة حزب العدالة والتنمية المغربي.

بشكل أكثر عمقاً، كان حسام يرى في السياسي قبل كل شيء أنه فضاء للنسبي، للتوافقات، وبالتالي لا يمكن التعامل معه بالمنطق المطلق للمجال الديني. بالنسبة اليه، يشكل الاعتراف بعدم إمكان تجاوز منطق العملية السياسية، ممراً لا مفر منه للإسلام السياسي المعاصر، ومثّل هذا هاجساً لدى حسام في كتاباته النقدية لتجربة الإخوان المسلمين، التي تخوف عليها من أن تصطبغ بميول سلفية.

تجاوز الإخوان المسلمين

كتابات حسام دعوة إلى التطبيع مع جماعة الإخوان المسلمين. إنهم ليسوا في صدد الهيمنة على المجتمع من حولهم، بل بالعكس، المجتمع هو من يحدد مصيرهم أكثر. إضافة إلى ذلك، أشار حسام أيضا إلى أن إرساء الحضور الديني داخل المجتمع يتم من قبل فاعلين جد متنوعين وأن الاخوان المسلمين يتم تجاوزهم على «اليسار» من خلال حركة الدعاة الجدد و بروز إسلام «لايت»، يركز على الفرد، ومنفتح على الغرب، ويرفض الحشد انطلاقاً من قضايا الهوية ويفضل أن يرى في الإسلام مستودعاً للقيم بدلاً من المعايير، ويتم تجاوزهم على «اليمين» مع الصعود القوي للسلفية، التي تتبع الأحكام بدلا من القيم، ليس فقط خارج تنظيم الإخوان ولكن داخله أيضا.

المشهد في مصر في ما بعد الثورة يؤكد هذه الرؤية: الخروج السياسي للسلفيين من جانب، وبروز تيار سياسي يسعى للمبادئ أكثر من الأحكام، ويبحث عن القيم أكثر من المعايير. ما بين تسيس السلفيين (أتباع الأحكام)، ومأسسة تيار المبدأ (المتأثرون بموجة ما بعد الإسلام الرسالي post-islamistes، المصطلح الذي كان يستخدمه حسام لعدم وجود بديل)، فإن الاخوان المسلمين يوجدون حالياً أمام تحدي إدارة ساحة تتسم بالتنافسية بشكل متزايد بين طوائف الاسلاميين.

على خطى حسام...

حتى الآن، لم تجد الثورة في مصر، انعكاساً لها داخل الإخوان. هذا الغياب يؤكد الاتجاهات العامة المذكورة التي سطرها حسام: الميل المتزايد للإخوان نحو السلفية، استمرار «تيار التنظيم» بوصفه القوة المهيمنة، وزيادة تهميش الإصلاحيين، وتفشي حركة الانتقادات الداخلية والسيطرة اللاحقة عليها.

إن الورشة الفكرية التي فتحها حسام يمكن أن تستمر من خلال الأبحاث التي تركز على هوامش الإخوان المسلمين، على «يسارهم» و»يمينهم». أولاً كانت مسألة السلفية وتطور علاقتها بالسياسة تشغل حسام منذ فترة طويلة قبل الثورة، على رغم أن السلفيين في مصر في تلك الفترة، كانوا من دون أي تأثير حقيقي في النقاش العام، وكان أمرهم يثير اهتمام قلة من دارسي الإسلام السياسي.

وعلى عكس القراءات المهيمنة التي تضع السلفية في صورة انعزال عن السياسة وهو انعزال له أسس فقهية، كان حسام قد التقط تعقد علاقة السلفية المصرية بالسياسة والتناقضات التي تعرفها. ولذلك كانت مفاجأة حسام أقل بكثير من غيره بالدخول الرسمي للسلفيين في المجال السياسي العام بعد إنجاز الثورة.

وكان هذا الموضوع أحد آخر مشاريعه البحثية الرئيسية، وهو المشروع الذي لا يزال حتى الآن في حال مراوحة. وكان الغرض منه إلقاء الضوء على مسألة مهمة عند حسام، وهي كيف تتغير المنظمات ذات الطابع العقائدي. بحدسه، كان يميل إلى الاعتقاد بأن الذي يقود التغيير هو الممارسات أكثر من التوجهات الايديولوجية. في مرحلة ما بعد الثورة، بادرت السلفية في مصر وبسرعة إلى انتاج خطاب جديد لتلحق إيديولوجياً المرحلة الجديدة. و يبقى السؤال الذي طرحه حسام في هذا الموضوع مفتوحاً لحد الآن.

على يسار الاخوان المسلمين، ظهر تيار «ما بعد الإسلام الرسالي»، يضم أعضاء وشباباً سابقين في الاخوان المسلمين، وشباباً متديناً من دون التزامات سياسية سابقة، وهؤلاء كلهم كانوا مساندين للثورة. يتضمن هذا التيار مساحات تستحق البحث ومن شأنها أن تشكل امتداداً لأعمال حسام. هذا التيار تبلور أكثر في حركات الحشد والتعبئة السابقة لمرحلة الثورة مثل حركة 6 أبريل وحملة دعم البرادعي أو احتجاجات مناهضة التعذيب حول الشخصية الرمزية للشاب خالد سعيد، المتوفي تحت التعذيب في مركز للشرطة بالإسكندرية، أو المدونات الإلكترونية التي ظهرت بحلول عام 2004 لشباب من الإخوان.

التهوين من شأن الإسلام السياسي

وفق أفكار حسام، «التنظيم» ليس ذلك الهيكل المقاوم الذي لا يقبل أي نوع من التأثير الخارجي كما يحلم به «تيار التنظيم» داخل الإخوان أو يتصوره آخرون من الخارج. خلال العامين الماضيين، كان أحد اهتمامات حسام هو التركيز على كتيبات التكوين الديني والسياسي لمنتسبي الإخوان. مرة أخرى، من المركز، يعود حسام سريعاً إلى البيئة الاجتماعية، مشيراً إلى أن تكوين منتسبي الاخوان لا يخضع الا في القليل جداً للمعرفة النضالية المكتوبة ويخضع كثيراً لتأثيرات مصادر متعددة للمعرفة التي تشكل «الثقافة الأخوانية»: المشايخ المستقلون مثل محمد الغزالي ويوسف القرضاوي، والقنوات الفضائية الدينية وهي سلفية في أغلبها، والدعاة الجدد وعلى رأسهم عمرو خالد. باختصار، على مستوى القاعدة، فإن تكوين الأعضاء غالباً ما يكون فيه نوع من التراخي أكثر من الصرامة الايديولوجية التي يسودها الانضباط.

إضافة إلى ذلك، أدرك حسام أن فكرة البديل الإسلامي هي التي صارت موضع شك، ليس فقط أن الإخوان المسلمين ليسوا ذلك المنقذ الذي يمكن أن يغير وفقاً لتقديره المجتمعات التي يتقاسم معها الإسلام، ولكن كل الحركيات التي ترمي لأسلمة المجتمع (وكل حركة هوياتية) لا يمكنها أن تظل خارج منطق «الزمن العالمي». لأن إشكاليات الهوية تفرق غالباً ولأنها تغطي على الأسئلة الحقيقية فإن حسام لم يكن يطمئن لها، ولأنه لم يكن يبحث في الإسلام عن بديل، ولأنه لا يضعه في موقف تعارض أو عداء. لقد فهم حسام جيداً، أن الإسلاميين وإن أحجموا عن الإقرار بهذا الواقع، هم مواطنون من هذا العالم و يتفاعلون معه. مع حسام تمام، فقدنا الصديق ولكن أيضاً خسرنا صاحب فراسة ورؤية ثاقبة لامست البذور التي أينعت مع الربيع العربي.

 

صالح، الأسد، سليمان

محمد سلام/لبنان الآن

الارتباط العضوي للحكم اللبناني بمصلحة نظام الأسد كما عُبًر عنه في جامعة الدّول العربية يعني، عملياً، ارتباط مصير الحكم اللبناني عضوياً بمصير حكم الأسد.

مجلس جامعة الدول العربية عملياً فتح قبر نظام الأسد بعدما صارت هزيمته يقيناً. ودعاه فقط إلى تنظيم جنازته، اي تنظيم انتقال سلطته إلى غيره، كي تكون المراسم الجنائزية سلمية حضارية. للتوضيح: فتح القبر في الشرع الإسلامي هو ما تقوم به جمعيات دفن الموتى لدى إبلاغها بحصول وفاة. الدفن يتم بعد إتمام مراسم صلاة الميت والجنازة.

 لذلك ليس مفاجئا رفض يمن عبدالله صالح قرار الجامعة لأن قبره أيضا قد فُتح، والمبادرة الخليجية حيال صالح لا تتجاوز عملياً دعوته إلى تنظيم جنازته كي تكون سلمية حضارية.

أما أن ينضم وزير خارجية لبنان عدنان منصور إلى يمن عبدالله صالح في رفض قرار الجامعة فذلك يطرح تساؤلا أكثر مما يثير مفاجأة:

هل شعار "وحدة المصير" الذي يعتنقه الحكم اللبناني قد ولّد لديه قناعة راسخة بأنه ملحق بنظام الأسد ... حتى السقوط النهائي، ما دفعه إلى فتح قبره بيده استباقاً للتطورات بدلا من المرور بالمسلسل الطويل، أي مواجهة ثورة شعبية، ثم الهزيمة، على أن يتولى العرب لاحقاً ... فتح قبره بأياديهم؟

الفرضية التساؤلية تعطي الحكم اللبناني هامشاً من البصيرة يفتقده واقعياً، وحساً بالمسؤولية يتناقض مع ممانعته الغوغائية المراهقة، وحرصاً على وطنية لا يتسع لها قاموسه المتأرجح بين قومجية بالية لا تعترف بالأوطان، وكسروية خاوية جمهورها ذباب طنّان.

لو كان الحكم اللبناني جاداً في حرصه المزعوم على الحياد في خصوصية المسألة السورية والصراع بين الأسد وشعبه، لكان "قلّد" العراق في امتناعه عن الاقتراع على قرار تعليق عضوية نظام الأسد في مجلس جامعة الدول العربية.

 العراق، جار إيران وسوريا، أصَرّ على التمايز والحياد فامتنع. أما لبنان، فرفضُهُ لقرار الجامعة تعليق عضوية سوريا يعكس حقيقة ربما لا يدركها بعض الحكم اللبناني، وهي أنه "يقلّد" إيران، التي قال السيد حسن نصر الله عنها أنها تتمتع بقائد فريد من نوعه في العالم.

وهذا القائد فعلا فريد من نوعه، ليس فقط لأن السيد حسن يقلّده، بل لأن الحكم اللبناني أيضا قلّده، وتبعه ... بل وسبقه إلى ...

قليل هو كل ما يمكن أن يقال سلباً في وصف الجريمة التي ارتكبها الحكم اللبناني في مجلس جامعة الدول العربية يوم السبت في 12 تشرين الثاني العام 2011.

فهو لم يؤيد قتل الشعب السوري فقط، بل هو –أي الحكم اللبناني- فتح قبر لبنان بقرب قبر يمن صالح وسوريا الأسد.

السؤال المقلق هو من ثلاث شعب:

الشعبة الأولى: متى موعد صلاة الميّت؟

الشعبه الثانية: من هو الإمام الذي سيصلّي على الحكم اللبناني الميّت؟

الشعبة الثالثة: من سيرث الحكم اللبناني بعد دفن الميّت؟

 الجواب ينطلق من الشعبة التساؤلية الثالثة: الطامع بالوراثة هو الذي سيصلّي على الحكم اللبناني الميّت ويسير في جنازته بعدما يكون قد أمّ الصلاة على روحه الممعنة في ... الغباء.

 الطامع في الوراثة، وراثة الحكم اللبناني، هو من يعتقد أنه باستطاعته نشر "الشر المستطير" الذي تنبأ به سفير الأسد لدى جامعة الدول العربية يوسف أحمد.

الطامع بالوراثة، وراثة الحكم اللبناني، هو من يتمثل بشيطانه الأكبر، أميركا، مقلّدا تجميد تمويلها منظمة الأونيسكو كي يرفض تمويل المحكمة الخاصة بلبنان ذات الطابع الدولي.

 الطامع الأبدي بالوراثة، وراثة الحكم اللبناني، هو من "تنبأ" جدياً وبتحد بأن الأسد سيكون قد انتصر على الثورة السورية بحلول يوم الثلاثاء في 15 تشرين الثاني الجاري، وهو الموعد الذي حددته جامعة الدول العربية للاجتماع إلى فصائل المعارضة السورية للاتفاق على انتقال السلطة من ... الأسد.

هذه المرة أصاب العماد عون رقماً واحداً من جائزة لوتو الذباب الطنان (الثلاثاء). ولكنها لا تؤهله ... حتى لجائزة ترضية.

تهديدات نظام الأسد بالشرور المستطيرة لا تخيف أحدا. هذه حقيقة يعرفها حتى من لا يجد مبررا لبقاء هذا النظام إلا التهديد بالشر المستطير وكأنه حريص على ألا يصيب شعوب العرب أي شر. أو ربما هو يعتقد أن مجرد وجوده ليس شرا في ذاته أصاب هذه الشعوب منذ 42 عاماً وحان وقت الشفاء منه منذ سقط شقيقه الصدامي في العام 2003.

رحلة العلاج كانت طويلة. هذا صحيح. ولكنها شارفت على الانتهاء، إلا إذا كان الوارث الطامع يعتقد أن سقوط صدام كان خطأ تاريخياً ويجب إعادته إلى السلطة.

العراق - عراق ما بعد البعث الصدامي - وعلى الرغم مما تجمعه بإيران ودمشق من روابط، احترم نفسه واحترم حقيقة وجوده على أنقاض البعث الصدامي فامتنع عن الاقتراع على قرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية نظام الأسد.

لكن الوزير منصور لم يجد حرجا في أن يضع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في معتقل سياسي واحد مع علي عبدالله صالح وبشار الأسد.

الملفت هو أن موقف الوزير منصور تزامن مع ذكرى اعتقال قادة الاستقلال –رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح والوزراء كميل شمعون وسليم تقلا وعادل عسيران والنائب عبد الحميد كرامي- في قلعة راشيا في العام 1943.

فهل كان منصور يعبّر عن رغبة دفينة في عقله "الباطني"، أو في العقل "الباطني" للطامع في الوراثة والسائر في الجنازة؟

وهل كان السيد حسن نصرالله يعبّر في 11 تشرين الثاني العام 2011 عن رغبة دفينة في عقله الباطني بقيام لبنان آخر عندما دعا إلى اعتماد عيد للشهيد اللبناني، مع أن لبنان يحتفل في السادس من أيار من كل عام بعيد شهدائه.

هل يريد السيد نصرالله شهيداً مختلفاً للبنان مختلف؟

الإجابة عن هذا التساؤلات بالممارسة هي التي تحدد مستقبل لبنان ... الحكم فيه أساساً.

 

شبيحة" النظام السوري في لبنان... من الساسة وغيرهم

محمد مشموشي/المستقبل

يبدو ساسة قوى 8 آذار وأحزابها أكثر تمسكاً بالنظام السوري من النظام نفسه. وفي كل يوم يعلن هؤلاء استمرار رهانهم على بقاء النظام، لدرجة أن أحدهم ـ العماد ميشال عون ـ يحدد مواعيد بالأيام وحتى بالساعات لانتهاء الثورة الشعبية السورية المطالبة بإسقاط النظام، وتالياً لإعادة إمساك هذا النظام بالسلطة بشكل أقوى مما كان في الفترة السابقة.

يكشف هذا الأمر حقيقتين مرتين لا يمكن إنكارهما، ولا تجاهل انعكاساتهما على لبنان مما يعيشه هذا البلد حالياً بعد أن عاشه في الواقع طيلة العقود الثلاثة الماضية:

أولى الحقيقتين، أن النظام في دمشق يتعامل مع لبنان وما ومن فيه على قاعدة أنه جزء من سلطته في بلده (هكذا كان في السابق وما يزال للآن) وأن ما يصيبه في الداخل إنما يصيبه في لبنان أيضاً. ألا يقول ذلك بصراحة متناهية استيراد النظام بعض "الخطباء" اللبنانيين للتكلم في مهرجانات ينظمها تأييداً له في بعض المناطق السورية من جهة ولتبرير مواقفه على شاشاته وفي صحفه من جهة ثانية؟.

لا يتعلق الأمر هنا بالعلاقات التاريخية بين البلدين، ولا بالاتفاقات السياسية والاقتصادية والأمنية المعقودة بينهما، والتي قد لا يختلف حولها اثنان في لبنان أو في سوريا، إنما بطبيعة العلاقة ـ علاقة التبعية ـ التي أقامها نظام حافظ الأسد، ومن بعده نجله بشار، مع لبنان وجعلت منه مجرد جرم صغير في فلكه السياسي الواسع، داخلياً وإقليمياً ودولياً، إن على مستوى الدولة في لبنان أو على مستوى القوى السياسية والحزبية والطائفية والمذهبية فيه. ولم يتغير الأمر حتى بعد انسحاب القوات السورية من لبنان بعد أعوام طويلة من وجودها فيه بذريعة تقديم العون الأمني له في أثناء حربه الأهلية في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وبعد انتهائها.

الحقيقة الثانية، أن لبنان نفسه ـ أو بعض قواه على الأقل ـ بات أسيراً لقاعدة التعامل السورية هذه، حتى أن هذه القوى باتت ترى في نظام دمشق مصدر قوتها شبه الوحيد، ولذلك فهي تخشى زواله (أو حتى مجرد إصلاحه) بما هو بالتبعية زوال أو إضعاف لها. ولا حاجة الى القول إن ما يتحدث عنه هؤلاء عن إصلاح النظام في سوريا ليس أكثر من تكرار لحديث النظام نفسه، ولعدم تحقيق شيء منه بالرغم من مرور أكثر من ثمانية شهور على بدء الثورة وبدء الكلام رداً عليها حول الإصلاح والحوار من أجله.

وملخص الخطاب اللبناني "السوري" في هذا الصدد، لا يختلف في شيء عن خطاب النظام السوري نفسه، وهو أن أخطاء كبيرة ارتكبت في سوريا سابقاً لكن الضمانة تبقى في شخص الرئيس بشار الأسد من جهة ورغبته الصادقة في إصلاح النظام ومنع تكرار الأخطاء من جهة ثانية.

هل هناك من عيب (في الواقع، جريمة) في ما قام به، وما يزال الى الآن، النظام السوري في لبنان؟.

قد يكون للنظام في دمشق، وهو يحاول أن يلعب دوراً إقليمياً ودولياً واسعاً، عذره في أن يسعى لمد نفوذه الى خارج حدود سوريا، وأن يستخدم في هذا السياق أكبر كمية من "الأوراق" ـ وفق التعبير السائد ـ من فلسطين الى لبنان الى العراق في مرحلة ما بعد صدام حسين. لكن أي عذر للبنانيين، أو لبعضهم، في أن يبقوا أسرى هذا النفوذ حتى بعد انحساره على أرض الواقع وانسحاب أدواته العسكرية من لبنان قبل أكثر من ستة أعوام حتى الآن؟.

العيب الكبير هنا (مجدداً، الجريمة) لبناني أولاً وأخيراً.

ذلك أن مجموعة "الدكاكين" السياسية والحزبية التي أنشأها النظام السوري في لبنان، وجعل من أصحابها في بعض الأحيان رؤساء ووزراء ونواباً وقادة سياسيين، لم تفعل في الواقع إلا أنها وسعت مدى نفوذ هذا النظام وأطالت أمد بقاء قواته في لبنان الى أن انكشفت اللعبة كلها باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والعديد من رموز البلد السياسية والحزبية والفكرية والثقافية. لكن الجانب اللبناني من اللعبة، مع ذلك، ما يزال مستمراً في أداء دوره لسببين اثنين في وقت واحد: أولهما أن النظام في دمشق لم يتخل عن أحلامه وطموحاته اللبنانية ـ الاقليمية، خصوصاً بعد أن بات مصيره على المحك في ضوء الثورة الشعبية ضده وعزلته شبه الكاملة عربياً ودولياً، وثانيهما محاولة من يسمون أنفسهم "أصدقاء" له من اللبنانيين الدفاع عن أنفسهم كما هو حال البعض (ميشال عون وأمثاله) أو رد الجميل له كما هو حال البعض الآخر("حزب الله" وحركة "أمل").

ولا يعني هؤلاء في شيء، كما تشي بياناتهم وممارساتهم، كل ما يتعلق بسيادة بلدهم على أراضيه في ظل توغلات القوات السورية المتكررة داخلها أو ما يتعلق بالتزاماته الدولية لجهة النازحين السوريين إليه هرباً من الموت المحقق، أن تكون لمواقفهم هذه انعكاسات سلبية، وربما خطيرة مستقبلاً، على لبنان الوطن في الداخل وعلى صورته كدولة حرة سيدة في الخارج.

والأفدح من ذلك، أن بعضهم يلعب في لبنان دور "الشبيحة" في سوريا، ليس ضد المعارضين السوريين للنظام فقط وإنما ضد اللبنانيين المؤيدين لهم أيضاً، سواء على الحدود أو في المطار أو داخل الأراضي اللبنانية، وأن بعض امتداداتهم، من أيام الوصاية، داخل الأجهزة الرسمية اللبنانية يغطي هذه الممارسات أو أقله يغض النظر عنها.

هل من حاجة الى القول، في ظل هذا الواقع المأسوي، إن مشكلة لبنان مع هؤلاء أسوأ وأخطر من مشكلته مع النظام السوري نفسه؟.

 

سليمان أمضى يوما في مدينة طرابلس والميناء تضمن محطات ثقافية وقضائية وبيئية وانمائية ووطنية:لبنان مع الديموقراطية وتداول السلطة في كل الدول المحيطة بنا لكنه لا يحبذ تحقيق الاهداف السياسية بالوسائل العنفية ويرفض أي تدخل خارجي

مع تقيدنا بمقررات الجامعة العربية نعتبر ان العزل يعاقب الشعوب لا الحكومات فقط

نحن مع تمويل المحكمة الدولية واذا كانت هذه المحكمة خسرت بعض المصداقية فإن مصداقية الدولة اللبنانية مع قرارات الشرعية الدولية لا يجب ان تفقد ابدا

ميقاتي أولم تكريما لرئيس الجمهورية: لتعويض طرابلس ما فاتها من إنماء

نناشد جميع القيادات التجاوب مع الدعوات المتكررة لكلمة سواء من خلال حوار وطني

موقف لبنان في الجامعة العربية إنطلق من إعتبارات تراعي الخصوصية اللبنانية

ثقوا أن هذه الحكومة تقدم مصلحة لبنان واللبنانيين على اي حسابات اخرى

النازحون السوريون يجدون من الحكومة رعاية انسانية لا مكان فيها للاستثمار السياسي

وطنية - 13/11/2011 أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "ان موقف لبنان الاساسي معروف، فلبنان مع الديموقراطية وتداول السلطة في كافة الدول المحيطة بنا سواء في سوريا او في غيرها، لكنه لا يحبذ ابدا تحقيق الاهداف السياسية بالوسائل العنفية. من هنا فان موقفنا نابع من ضرورة تنفيذ المبادرة العربية التي انطلقت. ونتمنى على الجانب السوري الاسراع في تنفيذها في اليومين المقبلين بكافة تفاصيلها وان يفتح حوارا مع المعارضة السورية بكافة اطيافها الموجودة ويسير بسرعة في الاصلاحات، مما يؤدي الى العودة للمبادرة العربية، فالاصلاحات تتطلب سرعة وشجاعة للسير بها وهذا امر مطلوب. اما بالنسبة الى الموقف المتعلق بمسألة العزل او انتفاء عضوية دولة ما، فلبنان مبدئيا ضد عزل اي دولة عربية، نظرا للاضرار التي يؤدي اليها. نحن مع تقيدنا بمقررات الجامعة العربية نعتبر ان العزل يعاقب الشعوب وليس فقط الحكومات، وهو يقطع سبل الحوار وقنوات الاتصال مع الدول المعزولة، كما انه لا يجب ان يشعر اي مواطن عربي سوري او غير سوري انه ليس عربيا، ذلك ان اقصاءه عن الجامعة العربية يعني ابعاده عن الانتماء لهذه الجامعة. من هنا يمكن ان تبقى العضوية قائمة وفي الوقت عينه تتخذ القرارات التي تراها الجامعة ضرورية بصرامة. مع الاشارة ايضا الى ان العزل قد يتضمن مخاطر قد تؤدي الى تدخل خارجي وهذا ما يرفضه لبنان".

وعن موقف لبنان من تمويل المحكمة الدولية، قال الرئيس سليمان: "انكم تعرفون بلا شك الجواب. نحن مع تمويل المحكمة الدولية. واذا كنا قد انتقدناها بسبب بعض الاخطاء، او انها خسرت بعض المصداقية، فعلى المحكمة ذاتها ان تستعيد مصداقيتها. لكن مصداقية الدولة اللبنانية مع قرارات الشرعية الدولية لا يجب ان تفقد ابدا".

وإذ رأى ضرورةالبحث عن كيفية تحسين ممارستنا للديموقراطية، فانه اكدالعمل على رفع التحديات بالعقل والمنطق وروح العدالة والاعتدال.

كلام سليمان جاء في خلال اليوم الذي أمضاه في مدينة طرابلس والميناء، وتضمن محطات ثقافية وقضائية وبيئية وانمائية ووطنية.

مجمع الجامعة اللبنانية

وكان رئيس الجمهورية قد استهل يومه قرابة العاشرة والنصف صباحا في مجمع الجامعة اللبنانية في طرابلس الذي لا يزال قيد الانشاء. وكان في استقباله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء: حسان دياب، محمد الصفدي، ناظم الخوري، احمد كرامي، نقولا نحاس ومروان شربل، النائب روبير فاضل، محافظ الشمال ناصيف قالوش، رئيس بلديات اتحاد الفيحاء نادر الغزال، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، رئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر، وحشد من السياسيين وفاعليات بلدية وطرابلسية.

ولدى وصوله الى مدخل المجمع استوقف الموكب الرئاسي حشد من أهالي المنطقة وطلاب المدارس الذين رفعوا الأعلام اللبنانية، فترجل سليمان وتوجه الى مستقبليه محييا ومصافحا.

ثم انتقل وكبار مستقبليه إلى داخل المجمع حيث رحب به رئيس الجامعة اللبنانية قبل ان يقدم المهندس الجسر عرضا تفصيليا عن مشروع انشاء المجمع الذي تبلغ مساحته حوالي 140 الف متر مربع على ان يشمل ثماني بلوكات تضم كليات العلوم والهندسة والحقوق والعلوم السياسية والاقتصاد والصحة العامة والعلوم الاجتماعية والآداب.

بعدها جال رئيس الجمهورية على المشروع برفقة الرئيس ميقاتي والحضور، متفقدا الأقسام المختلفة منه وورش البناء القائمة عليه.

وتحدث سليمان في اعقاب الجولة الى الصحافيين، فقال: "إن هذا المجمع مشروع حيوي في غاية الأهمية، في سياق الانماء المتوازن. وتربطني شخصيا ذكريات في هذا المكان، فقد سكنت في احدى هاتين البنايتين المتجاورتين، اللتين كانتا مخصصتين لسكن الضباط. وكان ذلك بين العامين 1974 - 1975. بعدها لم تعودا صالحتين للسكن وبقيتا كذلك لعشرات السنين. وقد أتاني وفد من أبناء طرابلس الكرام برفقة الوزير محمد الصفدي يوم كنت لا ازال قائدا للجيش طالبين مني السماح بتخصيص المبنيين للجامعة اللبنانية. وايمانا مني بمبدأ التوازن الانمائي على كافة المستويات، خصوصا على المستوى الثقافي بالدرجة الاولى، اندفعت لتسهيل عملية نقل ملكية هذا العقار الى وزارة التربية لانشاء مجمع جامعي يلتقي فيه كافة أبناء لبنان، ذلك ان هذه المنطقة تضم اقضية عدة فيها لبنانيون من مختلف الطوائف. فبالاضافة الى مدينة طرابلس هناك اقضية الكورة والبترون وجبيل وبشري الى منطقتي عكار وزغرتا... كلها تجتمع في هذا المكان. وانا اؤمن ان على الجامعة اللبنانيةان تجمع كل ابناء الوطن".

وردا على سؤال حول تأييده مبدأ لامركزية الجامعة اللبنانية، أجاب سليمان: "بالطبع لا يمكن لمجمع واحد ان يضم كل طلاب لبنان، ومن الواجب ان تكون هناك مجمعات جامعية عدة مثل هذا الذي يتم انشاؤه هنا. وهذا امر في غاية الايجابية للبنان ولثقافته كي تبقى على الدوام في الطليعة".

وردا على سؤال آخر حول الموقف اللبناني من قرار الجامعة العربية بخصوص سوريا الذي اتخذ بالأمس، أجاب: "ان موقف لبنان الاساسي معروف، فلبنان مع الديموقراطية وتداول السلطة في كافة الدول المحيطة بنا سواء في سوريا او في غيرها، لكنه لا يحبذ ابدا تحقيق الاهداف السياسية بالوسائل العنفية. من هنا فان موقفنا نابع من ضرورة تنفيذ المبادرة العربية التي انطلقت. ونتمنى على الجانب السوري الاسراع في تنفيذها في اليومين المقبلين بكافة تفاصيلها وان يفتح حوارا مع المعارضة السورية بكافة اطيافها الموجودة ويسير بسرعة في الاصلاحات، مما يؤدي الى العودة للمبادرة العربية، فالاصلاحات تتطلب سرعة وشجاعة للسير بها وهذا امر مطلوب. أما بالنسبة الى الموقف المتعلق بمسألة العزل او انتفاء عضوية دولة ما، فلبنان مبدئيا ضد عزل اي دولة عربية، نظرا للاضرار التي يؤدي اليها. نحن مع تقيدنا بمقررات الجامعة العربية نعتبر ان العزل يعاقب الشعوب وليس فقط الحكومات، وهو يقطع سبل الحوار وقنوات الاتصال مع الدول المعزولة، كما انه لا يجب ان يشعر اي مواطن عربي سوري او غير سوري انه ليس عربيا، ذلك ان اقصاءه عن الجامعة العربية يعني ابعاده عن الانتماء لهذه الجامعة. من هنا يمكن ان تبقى العضوية قائمة وفي الوقت عينه تتخذ القرارات التي تراها الجامعة ضرورية بصرامة. مع الاشارة ايضا الى ان العزل قد يتضمن مخاطر قد تؤدي الى تدخل خارجي وهذا ما يرفضه لبنان".

قصر العدل

بعد ذلك انتقل رئيس الجمهورية برفقة رئيس الحكومة والوزراء الى مبنى قصر العدل الجديد الذي يتم انشاؤه، حيث كان في استقباله أيضا: الوزيران شكيب قرطباوي وغازي العريضي، النائبان بدر ونوس وسمير الجسر، نقيب محامي طرابلس بسام عشير الداية واعضاء مجلس النقابة والنقباء السابقون.

وألقى النقيب الداية كلمة ترحيبية بالرئيس سليمان، اعتبر فيها ان تفقده لأعمال بناء قصر العدل ودار النقابة تأكيد على دوره الدستوري كقاض اول حكم بين المؤسسات، ومحام اول يدافع عن الدستور ووحدة البلاد وسلمها الاهلي.

ثم تحدث الوزير العريضي آملا ان يكون مبنى هذا القصر نموذجا يحتذى في قصور العدل في كافة المناطق اللبنانية، ومتمنيا استلام كل السلف التي اقرت في مجلس الوزراء لاستكمال الاعمال والمشاريع في مختلف المناطق.

بعدها قدم النقيب الداية الى رئيس الجمهورية درعا تقديرية كما قدم درعا مماثلا الى رئيس الحكومة. وكان شرح من قبل الوزير العريضي عن أقسام البناء المنجزة وتلك التي لا تزال قيد الانجاز، قبل ان يقوم الرئيس سليمان بجولة تفقدية في قاعات المبنى.

مرفأ طرابلس

وواصل الرئيس سليمان جولته في طرابلس حيث قام بتفقد مشروع توسيع مرفئها برفقة الرئيس ميقاتي والوزراء.

وقد أطلقت صفارات البواخر الموجودة في المرفأ ترحيبا برئيس الجمهورية الذي اطلع على الرصيف الجديد المبني حديثأ بطول 600 متر وعمق 15 متر، والذي تتولى تنفيذه شركة صينية متخصصة، سيتيح عند انجازه استقبال عدد اكبر من البواخر، وارتفاع معدل انتاجيته ونسبة الترانزيت فيه.

واستمع سليمان الى شرح حول ذلك من العريضي ومدير المرفأ احمد تامر، والمدير العام للنقل عبد الحفيظ القيسي، قبل ان يتحدث الى الصحافيين قائلا: "ان الحكم استمرارية كما ذكرالوزير العريضي، فتنفيذ بعض هذه المشاريع انطلق من الحكومات السابقة، وتوقف لاسباب متعددة لينطلق مجددا مع هذه الحكومة والحكومة التي سبقتها. وأود ان أوجه تهنئتي لفريق العمل الذي يتولى هذا التنفيذ، مثنيا على كلام وزير الاشغال بخصوص ما تقوم به ادارة المرفأ. كما اثني على الوزير العريضي المتميز بنشاط فاعل جدا على كافة الاراضي اللبنانية وفي كافة المرافق التي تتولاها وزارة الاشغال. وتهنئتي الأساسية لرئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي ابن طرابلس على هذا المشروع المهم. وقد تأكدت اليوم من خلال جولتي على مباني الجامعة اللبنانية وقصر العدل والمرفأ، ان الكلام الذي كنا نقوله لطرابلس والشمال بدأ يتحقق. طبعا هنالك نقص، اذ علينا الا ننسى مطار القليعات، وهو مطار الرئيس رينيه معوض، وسكك الحديد. هنالك اذا مشاريع عديدة يجب ان تتم، ولماذا اقول ذلك؟ لقد اتيت الى هذا المرفأ في العام 2006، وكانت اسرائيل آنذاك تقصفه وتقصف الرادار فيه. هذا اذا تحد للبنان ان يعيد بناء مرافقه الحيوية التي تتيح للمواطن اللبناني ان يعيش بمستوى كريم ولائق ويجد فرص عمل له ووسائل اتصال بين لبنان ودول العالم.

فهذا المرفأ يشكل وسيلة اتصال أساسية الى جانب الجامعة التي هي منبر ثقافي اساسي في الانماء المتوازن. وكذلك الامر بالنسبة الى قصر العدل، حيث ان القضاء مهم بدوره في هذا الانماء، فهو يعطي الحقوق للمواطنين والاجانب على حد سواء، ويحفز الاستثمارات ويشجعها. وتمهيدا للوصول الى السلطة القضائية المستقلة فان وضع القضاء يصحح من خلال عدة مجالات، أولها يتعلق بوضع القضاة المعيشي وبظروف وأماكن عملهم ثانيا. وقد شاهدت للتو قصر العدل الجديد، وتهنئتي لجميع العاملين فيه، حيث ان العمل متقن وجيد، وهو مبنى يتسع للقضاء بجناحيه من قضاة ونقابة محامين. على امل ان تكون الانتاجية التي ستحصل بعد اتمام بنائه لصالح المواطن لجهتي سرعة البت بالاحكام والتجرد في احقاق الحق".

أضاف: "اما المرفأ فيبقى الأساس في مشروع انماء طرابلس، ونحن مصممون على انماء الشمال وتحقيق بنود الدستور اللبناني التي تنص على الانماء المتوازن في الاقتصاد والثقافة والادارة كما في جميع مرافق الدولة. فهنيئا لكم هذا الانجاز".

وردا على سؤال يتعلق بموقف لبنان من تمويل المحكمة الدولية، أجاب سليمان: "انكم تعرفون بلا شك الجواب. نحن مع تمويل المحكمة الدولية. واذا كنا قد انتقدناها بسبب بعض الاخطاء، أو انها خسرت بعض المصداقية، فعلى المحكمة ذاتها ان تستعيد مصداقيتها. لكن مصداقية الدولة اللبنانية مع قرارات الشرعية الدولية لا يجب ان تفقد ابدا".

وردا على سؤال آخر حول العلاقات الثنائية بين لبنان والصين في الذكرى الاربعين لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، أجاب: "ان العلاقات بين لبنان والصين جيدة، ويظهر ذلك في مجالات عدة خصوصا في المجال التجاري بين الشعبين اللبناني والصيني. وهذا شاهد على العمل الجيد الذي تقوم به الصين وشركاتها التجارية، ونحن سنعمل على تنمية هذه العلاقات وصولا الى مندرجات أخرى تهم البلدين. وللمناسبة، اتقدم بالتهنئة لتأسيس هذه العلاقات وسنقوم باحتفالات مشتركة في هذا الاطار".

احتفالية" طرابلس خالية من السيارات"

وقرابة الثانية عشرة ظهرا افتتح رئيس الجمهورية احتفالية "طرابلس خالية من السيارات"، ضمن اطار "اليوم الطرابلسي الخالي من السيارات"، التي نظمت بمبادرة من مؤسسة "جائزة موريس فاضل"، وذلك على الكورنيش البحري لمدينة طرابلس الذي ضم حشدا كبيرا من اهالي طرابلس والميناء، حيث توجه اليهم الرئيس سليمان محييا.

وتضمن الافتتاح كلمات ترحيبية من عريفي الحفل، ثم كانت كلمة ممثل شبكة شباب طرابلس زياد مبسوط فكلمة للنائب روبير فاضل، الى فقرات انشادية للفرقة المولوية الطرابلسية "الدراويش" وترانيم لكورال جوقة مار الياس - الميناء.

وقدم النائب فاضل للرئيس سليمان مجسم نحاس لساعة التل الطرابلسية، كما قدم كل من رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر غزال والميناء الدكتور محمد عيسى مفتاحي طرابلس والميناء الى رئيس الجمهورية، قبل ان يطلق سليمان سباق السيارات التي تعمل على الطاقة الشمسية ويقوم بزرع شجرة زيتون للمناسبة على الكورنيش البحري.

وحضر الافتتاح اضافة الى الوزراء والنواب الذين سبق ذكرهم، كل من النواب: احمد فتفت، خضر حبيب، سامر سعادة وكاظم الخير، ومفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، والوزير السابق زياد بارود، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

غداء

وفي ختام اليوم الطرابلسي، انتقل رئيس الجمهورية الى معرض رشيد كرامي الدولي، حيث اقام ميقاتي مأدبة غداء تكريمية على شرفه، حضرها الوزراء: محمد الصفدي، ناظم الخوري، حسان دياب، غازي العريضي، فايز غصن، عدنان منصور، فريج صابونجيان، نقولا نحاس، شكيب قرطباوي، مروان شربل، سليم كرم واحمد كرامي، ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية.

كما حضر مطران الموارنة لمدينة طرابلس وتوابعها جورج ابو جوده، مطران الارمن كيغامخاتشاريان، مطران السريان الاورثوذكس افرام كرياكوس، مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي وحشد من قرابة الف مدعو ضم نوابا وقيادات امنية وقضائية وادارية وفاعليات.

ميقاتي

وبعد النشيد الوطني الذي ادته كورال الفيحاء، القى ميقاتي كلمة جاء فيها: "فخامة الرئيس، أهلا بكم في طرابلس، هذه المدينة، التي تعتز بماضيها وتفاخر بحاضرها وتتطلع بثقة الى مستقبلها، تفتح لكم قلبها لتستقبل رمز وحدة هذا الوطن في زيارة مميزة في مناسبتها وفي اهدافها.

إن ابناء طرابلس، الذين التفوا اليوم حول فخامتكم، هم كما كانوا دائما، متمسكون بثوابت وقيم اخلاقية كونت مسلمات السلوك الحضاري لهذه المدينة المتجذرة في اصوليتها الانسانية، المتسامحة في تدينها، المتمسكة بنهج الاعتدال والوسطية الذي لطالما شكل نموذجا يحتذى، وقاعدة لوحدة اللبنانيين.

طرابلس، يا فخامة الرئيس، لم تتخل يوما عن انتمائها الى القضايا الوطنية، ولم تتقاعس ابدا في تقديم التضحيات، ولم يتسلل الضعف والوهن اليها في المحطات المصيرية. طرابلس تقول لكم اليوم، من خلال هذا الحشد النموذجي من ابنائها، انها متمسكة بالدولة، وأنها ما تخلت عن رهانها على الدولة كمرجعية اولى واخيرة، وهي تأمل في ان تكون زيارتكم اليها، مؤشرا لتعويضها، مع منطقة الشمال، ما فاتها من إنماء. ولعل الرسالة التي يريد الطرابلسيون والشماليون ان يسمعونها من فخامتكم ومنا، هي التأكيد على عدم تخلي الدولة عن مسؤولياتها الكاملة تجاه طرابلس والشمال من اجل غد افضل يوقف النزف في طاقات المنطقة وشبابها ويجعلهم شركاء في صناعة مستقبل وطنهم".

وقال: "عندما حددنا في الحكومة التي لي شرف رئاستها، اولوية العمل من اجل الوطن، لم نكن نطلق شعارا او عنوانا عريضا فحسب، بل كنا نريد ان ندعو ابناء الوطن، في المعارضة كما في الموالاة، الى المشاركة في عملية النهوض بالبلاد من جديد بعد اشهر من الجمود والضياع. لم نأبه يومها لردود الفعل وللمخاطر التي احاطت ولادة الحكومة، لاننا حددنا خياراتنا، ووضعنا، برعايتكم، مصلحة الدولة في مقدمة اهتماماتنا وجعلنا من الاستقرار ووأد الفتنة، واعادة بناء جسور الالفة بين اللبنانيين، هدفا مثلث الاضلاع واجب التحقيق.

- عملنا على تعزيز الثقة بالوطن ومؤسساته بعد مرحلة من الجفاء والقطيعة.

- دعونا الى التسامح والتعاضد والتضامن بديلا عن التفرقة والانقسام.

- ثابرنا على تفعيل العمل الحكومي بزيادة الانتاجية وتحسين الاداء الذي استحق تقدير الداخل والخارج، وهذا ما يدفعنا الى بذل المزيد.

- تلقينا سهام التجريح، منذ اللحظة الاولى لتشكيل الحكومة، ولا نزال، بصدور مفتوحة على عزم المؤمنين على تجاوز الاساءة وإحتضان الجميع، عندما تدعو المصلحة الوطنية العليا الى ذلك".

أضاف: "إن حكومتنا التي لم تعط فرصة لمحاسبة موضوعية ومجردة، نجحت في امتحان العمل، ما يدفعها الى المضي في مسيرتها لخدمة الناس. واليوم، ومن طرابلس بالذات، نطلق وعدا وعهدا بمواصلة العمل والابتعاد عن السجالات، ملتزمين ما ورد في البيان الوزاري الذي نجدد اليوم ايضا، تأكيدنا على انه خارطة الطريق التي تسير حكومتنا في هديها، وهو كل لا يتجزأ، واحترام مضامينه، كل مضامينه، مسؤولية نلتزمها امام من منحنا ثقة غالية تقوى حكومتنا بها، وتجاه المجتمع الدولي الذي لمستم، يا فخامة الرئيس، ونلمس خلال لقاءاتنا الخارجية، حجم التقدير الذي يكنه للبنان ولتجربته الفريدة ولدوره المميز في محيطه والعالم.

واذا كنا ننظر بأمل وثقة الى الآتي من الايام، على رغم ما يدور حولنا من اضطرابات، فلأننا نضع في اولوياتنا المحافظة على الاستقرار الامني والاقتصادي والاجتماعي، الذي من دونه لا أمل بغد افضل. لذلك نجدد مناشدة جميع القيادات اللبنانية ان تتجاوب مع الدعوات المتكررة الى كلمة سواء من خلال حوار وطني جامع، برعاية فخامتكم، يطرح حلولا عملية لملفات عالقة، ويجيب عن تساؤلات مشروعة حول مستقبل لبنان ويضع الاسس الوفاقية الكفيلة بتجنيبه تداعيات إضطرابات المنطقة".

وتابع ميقاتي: "إن الموقف الذي إتخذه لبنان في الجامعة العربية بالامس في ما خص الوضع في سوريا، إنطلق من إعتبارات ووقائع تاريخية وجغرافية تراعي الخصوصية اللبنانية، التي نعلم أن الاخوة العرب يتفهمونها ويدركون أن لبنان سيبقى دائما متفاعلا مع محيطه العربي ومتمسكا بالحلول التي تحفظ وحدة الدول العربية وشعوبها على قاعدة المبادرة العربية الأخيرة.

ثقوا أن هذه الحكومة تقدم مصلحة لبنان واللبنانيين على اي حسابات اخرى بما يحفظ الاستقرار ويحمي لبنان وسلمه الاهلي، عوضا عن الخوض في رهانات ومغامرات غير محسوبة وإستغلال للشأن الانساني المتمثل بوضع الاخوة السوريين الذين نزحوا قسرا الى بعض المناطق اللبنانية والذين يجدون من الحكومة اللبنانية كل رعاية ومتابعة واهتمام إنطلاقا من اعتبارات انسانية لا مكان فيها للاستثمار السياسي".

وقال: "فخامة الرئيس، تدركون ولا شك، كم هو كبير رهان اهلنا في طرابلس والشمال على الدولة والحكومة في مواجهة التيئيس واحباط العزائم ومصادرة السعادة. اهلنا ينتظرون انصافا استثنائيا يعوض، ولو جزئيا، ما فاتهم من قطار التنمية. واني اذ اجدد امام اهلنا التزام العمل لتحقيق انجازات ترضي طموحهم، اؤكد ان التنمية في طرابلس والشمال هي حجر الزاوية في العدالة الوطنية ودرب الانماء المتوازن".

وختم ميقاتي: "شكرا لكم فخامة الرئيس زيارتكم اليوم الى طرابلس ورعايتكم التظاهرة الحضارية النموذجية وتفقدكم مشاريع إنمائية واعدة في هذه المدينة الكبيرة بوفائها والتي لن تنسى من يكسر طوق الحرمان عنها. لكم من الفيحاء عبير الوفاء للأوفياء".

سليمان

ورد سليمان بالكلمة الآتية: "هي الفيحاء تستقبلنا في الواسع من ديارها، وهي ابنة تراث عريق ومجيد. أتيت إليكم يا أبناء طرابلس والميناء الأعزاء، ونحن ما زلنا نعيش أجواء عيد الأضحى المبارك، وقبل أيام من عيد الاستقلال، لأطلع عن قرب على أحوال المدينة، ولكي أحيي معكم هذا النهار البيئي المميز. والكل بات يعرف ما للبيئة من وقع مؤثر على حياة الإنسان المعاصر.

إن مدينتكم العريقة، قلب الشمال العزيز على كل الوطن، وصنو العاصمة بيروت، هي عاصمة ثانية للبنان، في الشمال، ومنبت لرجال وسموا بالمعرفة والشجاعة والنزاهة، وقد لعبوا، وما زالوا، دورا رائدا ومنيرا في تاريخ لبنان، قديمه وحديثه، وعلى كل صعيد، ولا سيما منهم رجل الاستقلال الكبير عبد الحميد كرامي".

وقال: "لقد كرست طرابلس عبر العصور، بتجاور مآذنها وقبب أجراسها، على ورع واحترام والتزام، مشهد العائلة اللبنانية الأصيل الذي ما زلنا نحرص عليه، رغم كل عثراته. وظهر تنوع مدارسها ومعاهدها، على عمق معرفة وانفتاح، الصورة البهية للثقافة اللبنانية، التي تضاهي أرقى الثقافات. أما معالمها الأثرية، فهي تقص حكايات البطولة والصمود وتشهد على حقب تاريخية مختلفة الوجوه طبعت وجودها، فتكيفت معها. كما أبحرت من شطآنها، نحو مغتربات، مجهولة في أحيان كثيرة، مجاذيف المغامرة والإقدام، نشرا لفكر ما أو طلبا لعلم أو هربا من جور أو بحثا عن عيش كريم. أما اليوم، وقد بدأ محيطنا العربي يتحول نحو الديموقراطية، فانه يقع علينا واجب مضاعفة الجهد للبحث عن كيفية تحسين ممارستنا للديموقراطية، والعمل على رفع التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهنا، وذلك، بالعقل والمنطق وروح العدالة والاعتدال. فنبني مستقبلا آمنا ولائقا لأبنائنا، بعيدا عن مخاطر العوز والعنف والبطالة والهجرة، وتبقى سمة التمازج والتآخي والتعاون سائدة بين اللبنانيين على الدوام".

أضاف: "قيمت بكثير من الارتياح، نتائج الجولة التي قمنا بها قبل هذا اللقاء، في مرافق ترمز إلى نبض الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للمدينة: في الميناء، والجامعة اللبنانية، والمرفأ، وقصر العدل، وهي مؤسسات ومرافق حيوية تعمل الدولة على تطويرها وتعزيزها، إلى جانب مشاريع عديدة أخرى، يقتضي إطلاق العمل بها مثل مطار الرئيس رينه معوض في القليعات، وإعادة تأهيل سكك الحديد وتسييرها، وذلك بمثابة خطوات ضرورية لتحقيق اللامركزية الإدارية والإنماء المتوازن، وإنصاف منطقة الشمال عموما ومدينة طرابلس والميناء بشكل خاص".

وختم سليمان: "يهمني أن أتقدم بالشكر من السيدة هلا روبير فاضل مديرة مشروع "طرابلس مدينة خالية من السيارات" والقيمين على هذا النشاط، وكذلك شبكة شباب طرابلس، وبلديات رأس مسقا وطرابلس والميناء، والهيئات والجمعيات الاهلية، على مشاعر الترحيب وحرارة الاستقبال، والمواطنين الاعزاء والفاعليات الذين، بحضورهم ومشاركتهم، جعلوا هذا النهار ممكنا وممتعا. ويسرني بشكل خاص، أن أكون اليوم بينكم، ملبيا دعوة كريمة من ابن طرابلس، دولة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي نحب ونقدر، وقد شاء هذا اللقاء جامعا لهذه الوجوه النيرة".

 

الراعي ترأس قداسا في معهد الفرير- دده

وزار برسا وراسمسقا وضهر العين حيث عقد حلقة تنشئة مع شباب البلدة: نصلي ليظل لبنان علامة رجاء مرفوعة للجميع في عالم عربي يعيش آلام مخاض

وطنية - الكورة - 13/11/2011 دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى "الصلاة من اجل ان يظل لبنان، بما له من مزايا وقيم ودور، علامة رجاء مرفوعة للجميع، في عالم عربي يعيش في معظم بلدانه آلام مخاض، نرجو ان ينبثق منها فجر جديد لصالح شعوبه وللسلام في المنطقة، ولبناء مستقبل عيش مشترك وتعاون بين جميع مكونات هذه البلدان، يهدف الى تطوير شعوبها تطويرا انسانيا واخلاقيا".

كلام الراعي جاء في عظة القاها في القداس الاحتفالي الذي ترأسه في معهد الفرير دده- الكورة في اختتام يوبيل ال125 سنة للمدرسة.

وقد وصل البطريرك يرافقه المطرانان مطانيوس الخوري ويوحنا علوان الى باحة المدرسة حيث كان في استقبالهم المطرانان فرنسيس البيسري وجورج بو جودة واخوة المدارس المسيحية والهيئة التعليمية وطلاب ومدعوون، تقدمهم قائمقام الكورة كاترين الكفوري انجول، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، المدير العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت، نقيب المعلمين نعمة محفوض ورؤساء بلديات الكورة.

وعلى وقع موسيقى "كشاف لبنان- فوج حرف اردة" وتصفيق الحاضرين ونثر الارز والورود، حيا البطريرك مستقبليه، ثم توجه الى القاعة الداخلية حيث ترأس القداس الاحتفالي عاونه فيه بو جودة والآباء شربل ايوب، ميلاد مخلوف وفؤاد الطبش، وخدمته جوقة طلاب المدرسة.

في بداية القداس رحب الاخ اميل عقيقي بالبطريرك في دده قائلا: "نعاهدك ان نبقى على رسالتنا المسيحية وان نعنى بهؤلاء الصغار العناية اللازمة وان نظل شهودا للمسيح".

الراعي

وبعد الانجيل، القى الراعي عظة بعنوان "فيما كان زكريا يقوم بالخدمة الكهنوتية امام الله، ويحرق البخور في مقدس هيكل الرب، تراءى له الملاك" (لو 1:8-11).

وجاء فيها: "في هيكل الرب وأثناء العمل الليتورجي، كمكان ووقت بامتياز، يخاطب الله قلب الانسان وعقله. ينيره بكلامه، يقدسه بنعمته، يحييه بمحبته، ويكشف له ارادته، ويرسله لمهمة خاصة. هكذا جرى مع زكريا الكاهن. "ففيما كان يحرق البخور في مقدس هيكل الرب، وجمهور الشعب يصلي، تراءى له الملاك مرسلا من عند الله، وبشره بمولد يوحنا".

2. يسعدني وسيادة راعي الابرشية المطران جورج بو جوده ان نقوم بزيارة راعوية لمنطقة من ابرشية طرابلس، في الكوره، بصحبة صاحبي السيادة المطران طانيوس الخوري رئيس اساقفة صيدا السابق، والمطران حنا علوان المعاون البطريركي للشؤون القانونية والمحاكم الساميي الاحترام؛ وان نبدأ الزيارة هنا في دده، في مدرسة الفرير، اخوة المدارس المسيحية، بالاحتفال بالذبيحة الالهية في مناسبة اختتام يوبيل مئة وخمس وعشرين سنة على تأسيسها. وبعناية الله وشفاعة القديس جان باتيست دو لا سال، مؤسس جمعية اخوة المدارس المسيحية، انطلقت، سنة 1886 في طرابلس، ومنها الى كفرياشيت ودده. فالشكر لله، في يوبيل الفرح، على عشرات آلاف الطلاب الذين نهلوا منها العلم والتربية، وحملوا الرجاء والآمال في قلوبهم، وحققوا ذواتهم في لبنان وبلدان الانتشار. الشكر لكم ايها الاخوة المكرسون لخدمة اجيالنا اللبنانية في مدارسكم. فالعائلة والكنيسة، المجتمع والوطن، يحفظون لكم كل الجميل. ونصلي في ختام هذا اليوبيل من اجل ازدهار جمعيتكم ومدارسكم، ومن اجل انطلاقة جديدة نحو يوبيل المئة والخمسين، ولبنان ينعم بالسلام والاستقرار. واني أشكر حضرة الاخ اميل عقيقي على كلمة الترحيب في بداية هذا الاحتفال، وأحيي حضرة الزائر العام الاخ Regestro، والاسرة التربوية في هذه المدرسة، ادارة وهيئة تعليمية وموظفين وطلابا واهلا. فمبروك اليوبيل بما حمل لكم جميعا من ثمار.

3. اجل، كان لقاء الله بزكريا الكاهن، بواسطة الملاك، في الهيكل واثناء القيام بالخدمة الليتورجية. هذه دعوة لنا لندرك اننا، كمسيحيين، نحن على موعد دائم في كل يوم احد، للقاء الله في بيته، كنيسة الرعية والدير والمدرسة، واثناء العمل الليتورجي. انه لقاء تجدد: كلمة الانجيل تنير عقولنا بحقيقة المسيح، وهي حقيقة الله والانسان والتاريخ؛ ونعمة السر المقدس تشفي نفوسنا بالغفران وتملؤنا حياة إلهية وتقدسنا، والمحبة تسكب في قلوبنا بحلول الروح القدس؛ والله يكشف لنا ارادته وتصميمه الخلاصي ويرسلنا.

اننا نناشد المسيحيين اجمعين ليظلوا أمناء لموعد اللقاء بالله، يوم الاحد، في بيته الذي هو الكنيسة، وأثناء الاحتفال الليتورجي. انه يوم التجدد الروحي، يوم الفرح والشكر، يوم الرجاء والانطلاق في سبيل حياة أفضل في العائلة والمجتمع، في مكان العمل وفي الحالة التي نكون فيها، وفي الدولة والوطن.

4. للمدرسة في لبنان دور اساسي في تكوين الشخص اللبناني، روحيا وعلميا، انسانيا واجتماعيا، ثقافيا ووطنيا. انها تجعل من أجيالنا الطالعة مؤمنين ملتزمين، وشهودا لقيم الإنجيل فاعلين، ومواطنين مسؤولين (رجاء جديد لللبنان).

ونتطلع الى المدرسة بكثير من الثقة لتربي أجيالنا اللبنانية على احترام الدولة ونظرتها السليمة الى الحياة والناس والأشياء، وتشجعهم على حسن التعاطي مع المؤسسات الوطنية العامة واحترامها، وتربي ضميرهم على محبة الوطن وتاريخه ودوره ورسالته. ونتطلع اليها لتوفر للأجيال الطالعة تربية وطنية وتدريبا على عيش الميثاق الوطني القائم على حرية الافراد والجماعات وعلى المساواة في العيش معا والمشاركة في الحكم والادارة بين المسيحين والمسلمين، وعلى قبول الاخر المختلف في رأيه ودينه وثقافته. وننتظر من المدرسة ان تبرز لشبابنا ميزات لبنان وعطاءاته وإنجازاته التي جعلت منه "قيمة حضارية ثمينة، ونموذجا للشرق والغرب"، على ما اكد البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني؛ وان تعلم الثوابت التي تقوم عليها الحياة الوطنية والسياسية، وأبعاد عضويته المزدوجة في منظمة الامم المتحدة وجامعة الدول العربية، وقيمة موقعه على حوض البحر المتوسط، وكونه منطلقا لإحدى اهم حضاراته، وقد اصبح جسرا بين الشرق والغرب على المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، وبهذه الصفة هو مدعو ليلتزم قضايا ضفته المشرقية، ولا سيما ما يختص بالسلام العادل والشامل في منطقتنا، وبنشر الديموقراطية وتعزيز الحريات العامة وحقوق الانسان، وإنشاء الدولة المدنية، دولة القانون والحق القائمة على اساس المواطنة وعلى الفصل بين الدين والدولة (شرعة العمل السياسي).

وختم الراعي: "اننا نصلي من اجل ان يظل لبنان، بما له من مزايا وقيم ودور، علامة رجاء مرفوعة للجميع، في عالم عربي يعيش في معظم بلدانه آلام مخاض، نرجو ان ينبثق منها فجر جديد لصالح شعوبه وللسلام في المنطقة، ولبناء مستقبل عيش مشترك وتعاون بين جميع مكونات هذه البلدان، يهدف الى تطوير شعوبها تطويرا انسانيا واخلاقيا. هذه صلاتنا الى المسيح الرب "امير السلام". له وللاب والروح القدس كل مجد واكرام الان والى الأبد، آمين".

سيدة اللويزة- برسا

بعد القداس توجه الراعي الى جامعة سيدة اللويزة في برسا حيث كان في استقباله رئيس الجامعة الاب سمير غصوب ورؤساء الكليات والفروع والدكاترة وافراد الهيئة التعليمية والطلاب، وقد رحب غصوب بالبطريرك في الجامعة طالبا منه مباركة السنة الدراسية الجديدة، مؤكدا "المضي في رسالة التعليم التي دعانا اليها الله".

ورد الراعي بكلمة شكر فيها غصوب على كلمته، ونوه بما تقدمه جامعة سيدة اللويزة "على صعيد تثقيف الشباب وتعليمهم"، داعيا الى "الاستمرار في هذه الرسالة لان مستقبل الوطن يقوم على كاهل هؤلاء الشباب".

ومن الجامعة الى كنيسة مار جرجرس في ساحة برسا حيث كانت استقبالات حاشدة للبطريرك، فقرعت الاجراس ونثرت الورود واحرق البخور، والقى الخوري شربل ايوب كلمة اعتبر فيها "ان وجود غبطته في البلدة بركة لجميع ابنائها بجميع طوائفهم وفئاتهم".

ورد الراعي بكلمة اكد فيها على "عيش الشركة والمحبة بين جميع ابناء الكورة ولبنان لان ذلك يؤمن للجميع عيش السلام والمحبة والاطمئنان".

ضهر العين

ومن برسا الى ضهر العين عبر حارة البرقاشية، حيث كانت الاستقبالات حاشدة وكانت كلمة ترحيب للخوري فؤاد الطبش في كنيسة مار يوسف ضهر العين حيث عقد الراعي حلقة تنشئة في الكنيسة مع شباب البلدة وابناء بلدات الكورة السفلى، وشارك في استقباله الى رؤساء بلديات الكورة، رئيس بلدية بزعون السابق القنصل ميشال عفلق والعديد من فعاليات قضاء بشري الذين يمضون فصل الشتاء في الكورة الساحلية.

واختتم الراعي الجولة مساءا بزيارة الى بلدة راسمسقا، حيث قدم له رئيس البلدية مفتاح البلدة هدية تذكارية. وقد زينت بالمناسبة شوارع البلدات والقرى الكورانية، بدءا من دده، بالاعلام اللبنانية والفاتيكانية وشعار بكركي ويافطات الترحيب.

 

ندوة للتيار الحر عن "أبعاد رؤية البطريركية المارونية"

خوري: مواقف الراعي تنسجم مع "شرعة العمل السياسي" والإرشاد الرسولي

وهو ليس في هذا الخندق أو ذاك وإنما يعمل للوحدة ولا يحبذ الإصطفافات

شعراني: كيف سيمنحني الربيع العربي حريتي إذا كان المشروع في المنطقة إسلاميا؟

المسيحية المشرقية هي الخلاص لكل المنطقة بمسلمييها ومسيحييها

وطنية - 13/11/2011 نظمت لجنة الدراسات في التيار الوطني الحر ندوة عن "أبعاد رؤية البطريركية المارونية" تحدث فيها القيم على أبرشية جبيل الأب فادي خوري وأستاذة الفلسفة الإسلامية في الجامعة اللبنانية - الفرع الثالث الدكتورة وفاء شعراني، في حضور النائب عباس هاشم ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام ومسؤول العلاقة مع الكنيسة في التيار الوطني الحر كابي جبرايل ورئيس مجلس التربية والتعليم في التيار الدكتور ادونيس العكرة، وحشد من المهتمين.

بداية كان ترحيب من رئيس لجنة الدراسات الدكتور حنا الحاج، ثم تحدث منسق الدائرة السياسية في اللجنة ميشال أبو نجم، الذي قال إن في "المواقف التي أطلقها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ما بدا جديدا أو غير تقليدي في مواقف بكركي، وخاصة الانفتاح المشرقي والمقاربة المختلفة للملف السوري من خلال إبداء القلق على تمزق سوريا تحت وطأة النزاع الداخلي وصعود تيارات متشددة، والنبرة الحارة تجاه الوجدان الشيعي اللبناني وإلقاء كرة ملف سلاح حزب الله على إسرائيل والدول الغربية وتأييد عدم تسليمه قبل معالجة أسباب وجوده".

وأشار إلى أن "في هذه المواقف بحسب المراقبين، انتقالا لبكركي الركيزة الأساسية في مشروع لبنان الكبير وفي الدفاع عن مميزاته التكوينية في الحرية والحداثة والتميز، إلى التطلع إلى أولوية مشرقية، لا تفصل مصير لبنان عن مصير دول المشرق العربي، التي تتميز كلها بالتنوع الديني والمذهبي والإثني، وخاصة بحضور مسيحي تاريخي".

خوري

القيم على أبرشية جبيل الأب خوري قال إن "البطريرك الراعي يعتبر أن لبنان هو وطن الشركة والمحبة بميثاقه، ميثاق العيش المشترك المحصن بالدستور"، مشيرا إلى ان في ذلك "انسجاما مع ما ورد في "شرعة العمل السياسي" في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان التي أكدت ان "إن العيش المشترك مسؤولية يحملها المسيحيون والمسلمون معا".

وقال إن البطريرك الراعي "يقف ضد ما يؤدي الى تدمير الوطن على رؤوس بنيه، تماما كما تسعى المؤامرات الخارجية والداخلية معا. وأن السلاح يشكل مشكلة، وانقساما كبيرا سواء أكان منتشرا لدى جميع الفئات، أم محصورا لدى فئة معينة، كما هي الحال عند "حزب الله" الذي هو شريحة أساسية من شرائح الوطن، وما قد يستتبع ذلك من بروز لسلاح مقابل"، مشددا على أن "كل ما تطلبه بكركي بشخص سيدها، أن لا تحل مشكلة السلاح على حساب الوطن، وبالتالي على حساب مصلحة ابنائه واستقرارهم، وعيشهم بسلام وتضامن، وانفتاحهم بعضهم على بعض".

ولفت خوري الى ان "في هذا الخضم من التجاذبات التي تزيد من الشحن الطائفي والمذهبي، المنسجم مع تأثيرات اقليمية ودولية، ينبغي على المسيحيين أن يعوا أهمية الانفتاح على الحوار والتعاون مع المسلمين، ليبنوا معا وطنا واحدا، ويعززوا صيغة "الدولة المدنية".

واكد أن الراعي "ترجم هذا التوجه بالكثير من الخطوات العملية بعد انتخابه، منها زياراته الى جميع المناطق وعقد لقاء مع رؤساء الطوائف من أجل توطيد التواصل والتخفيف من حالات التوتر والدعوة الى قمة روحية في الشرق والدعوة الى انعقاد هيئة الحوار الوطني لمناقشة عقد اجتماعي جديد، إضافة إلى جمع القادة الموارنة في الصرح البطريركي".

ورأى خوري أن "الخطوة الأخيرة اكتسبت أهمية بالغة، لما في مضمونها من تلاق مع ما جاء في مجمع الاساقفة من أن الخطر يتهدد المسيحيين في لبنان من آمرين الاول هو الانعزال والتقوقع، الذي قد يكون صدى لدغدغة مشاعر المسيحيين في بداية الاحداث اللبنانية، والثاني هو الذوبان في الاخرين، وهو استجابة لنزعة استسلامية انهزامية، مفادها أن المسيحيين هم أقلية في هذا الوطن، ولا جدوى من المكابرة"، لافتا الى أن "الخوف في لبنان هو على المسيحيين والمسلمين معا".

وقال خوري إن "ما نلمسه من تفاعل ثقافي وحضاري بين المسيحيين والمسلمين في هذا الشرق، يجعلنا نفهم تلك الهجمة الاستعمارية الجديدة التي تتخذ اشكال الصراع المسلح للايقاع بين المواطنين، وسفك الدماء تعزيزا لروح الفرقة والتنابذ، وتنمية مشاعر الاضطهاد"، معتبرا أن هذا الأمر، "يرتب مسؤولية كبيرة على المسلمين أيضا، في أن لا يقعوا في حبائل المؤامرات التي تحيك الدسائس للإيقاع في ما بينهم وبين المسيحيين من جهة، وفي ما بين المذاهب الاسلامية من جهة اخرى".

ولفت إلى ان مواقف البطريرك الراعي من الحوار المسيحي الإسلامي في لبنان وفي العالم العربي "ينسجم كل الانسجام مع ما ورد على لسان البابا مار يوحنا بولس الثاني في الارشاد الرسولي، والذي جاء فيه "أن الكنيسة الكاثوليكية منفتحة على الحوار والتعاون مع المسلمين في لبنان، وتريد ان تكون منفتحة على الحوار والتعاون مع مسلمي سائر البلدان العربية"، وأيضا: "في ودي أن أشدد، بالنسبة الى مسيحيي لبنان، على ضرورة المحافظة على علاقاتهم التضامنية مع العالم العربي وتوطيدها. كما أن مسيحيي الشرق الاوسط ومسلميه، مدعوون الى ان يبنوا معا مستقبل عيش مشترك، وتعاونا يهدف الى تطوير شعوبهم تطويرا انسانيا وأخلاقيا".

وأكد خوري أن "بالنسبة إلى موقف بكركي من الإنتفاضات العربية، فإنها تتمسك بأن الثورة في اي بلد، هي نتيجة حتمية لسيادة الظلم والقهر والاضطهاد، وغياب العدالة واحترام حقوق الانسان. وأضاف ان الكنيسة التي رسالتها أن تدافع عن حقوق الناس وكراماتهم، وترفع المظالم عنهم، تفضل دائما لو أن التغيير يتم قدر المستطاع بالطرق السلمية. وأضاف أن هذه الثورات هي حق من حقوق شعوبها على أمل الانتقال الى وضع أفضل وأكثر إنسانية، مشيرا إلى وجود خوف له ما يبرره، وهو أن تستغل تلك الثورات لتحقيق مخططات مجرمة، تكون ضحيتها الشعوب الثائرة، وفي طليعتها المسيحيون الذين تدور الدوائر عليهم كأقليات ليس لها قيمة في حساب النفط والثروات المادية".

وختم الأب خوري بالقول إن "ما نشهده من اصطفافات في لبنان يشكل خطرا كبيرا عليه ولذلك يقف غبطته ضد هذه الاصطفافات، وهو يعبر عن أسفه لوجود أناس لا يريدون له أن يقول الحقيقة، وبالتالي لا يريدون الوحدة التي يعمل لأجلها"، مشددا على ان الراعي "ليس في هذا الخندق أو ذاك".

شعراني

الدكتورة وفاء شعراني أطلقت صرخة للإتزام بالإعتدال والدولة المدنية، وقالت إن المسيحية المشرقية "هي الخلاص لكل المنطقة بمسلمييها ومسيحييها"، ووجهت تحية خالصة إلى البطريرك الراعي واكدت أن "العملية النوعية التي يقوم بها لاسترجاع المسيحية إلى حضن الثقافة المشرقية ليست تحصينا للثقافة العربية الاسلامية فقط، بل للوجود الاسلامي المسيحي برمته في هذه المنطقة".

أضافت: "المواقف النوعية للراعي تضع حدا للفصل في الثقافة الواحدة والانتماء الواحد، وتستعيد العقل العربي للبحث عن إمكانيات وآفاق تنطلق عكس سلبية موغلة مارسها الغرب في محاولة استتباع المسيحيين المشرقيين الاخرين إثر ارتباط الموارنة اكليركيا وسياسيا بروما"، معتبرة أن الراعي "يعود بالبطريركية المارونية إلى أسقفية أنطاكية وسائر المشرق، بكل ما يحمله هذا الرمز من معطيات مشحونة. وإن تلك الأسقفية تقبع في وجدان تاريخنا على أنها اسقفية المبادئ والاصول ومنها انبثقت مسيرة تاريخية نضالية، يمكن الإطلالة منها على المأزق الفكري العربي".

واعتبرت شعراني أن "مشروع المنطقة السياسي الراهن في لحظته الاسلامية، لايفصل بين ما هو ديني وما هو اجتماعي"، متسائلة "كيف سيمنحني الربيع العربي ديموقراطيا حريتي رغم ما أغدقه علي من آمال باحياء الزمن العربي ولو بأثمان، وكيف للديموقراطية أن تتأسس في منطقة لم تترب أجيالها على المواطنة". وشددت على المطالبة "بالمشروع النقدي للتراث بأكمله وعلى ان لا بد من النقد لارساء الحرية".

ورأت إنه "يصعب في مراحل العنف ان تمسك بالسلطة السياسية جهات تحكم الناس باسم الدين"، وأضافت: "في مدينتي شكل التيار الاسلامي ظاهرة طائفية سنية فقط، لم تقدم عطاء فقهيا جديدا، أو حلولا تتجاوز تكفير من يعيش بغير حكم إسلامي".

وقالت: "كيف لا يتوجس البطريرك الراعي وقد احتلنا الغرب جميعا ولم يرتو من عطش لديه للامتداد شرقا، على قاعدة الحماية، يحوله إلى استتباع يعقبه خروج على وحدة الثقافة المشرقية مشيرة إلى ان رائحة الموت تفوح من كل فج عميق، ويبقى أمن اسرائيل فوق أي اعتبار".

وأشارت شعراني إلى ان "عشية الفتح الاسلامي يتفق الباحثون على أنه لم تقع مآس هائلة على المسيحيين مضيفة كان التفاعل المسيحي الاسلامي قد بلغ شأوا، ولكن الحملات الصليبية هي التي أدت إلى نتائج غاية في الخطورة"، مؤكدة ان "المتدخل الطارئ على الثقافة العربية الاسلامية وتنوعها، لايمتلك خبرتها ويرمي نارا ملتهبة في أحضان جغرافيتها، أكان ذلك شرق تركيا أو العراق أو في سوريا ولبنان"، لافتة إلى ان "هذه النار لا تبقي ولا تذر وتحرق تراثا فكريا عريقا كأن لها عليه ثأرا، وهي لن تقدر. وأن ما خطته أسفار العهد الجديد تحفظه المكتبة الفاتيكانية، كشواهد تنطوي على إرهاصات دمشق المسيحية ونطق الهلال الخصيب باللغة العربية".

وذكرت شعراني بأعمال المفكر الكبير كمال الحاج وخاصة كتابه "في النصلامية إزاء الصهيونية"، الذي "جبل بروح إيمانية مشرقية مؤرخا للحركة الصهيونية ومفندا استهدافها السيد المسيح عبر تحقيق غايتين:إبطال مسيح النصرانية، وإنشاء امبراطورية محورها الأمة اليهودية في الشرق وفي مواجهة تهافت المسيحية ووقوع الاسلام في تهافت التهافت المذهبي"، شددة على أن مواقف رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون وخطواته "كان لها تأثير كبير على صون المسيحية المشرقية".

ثم كان نقاش مع الحضور.

 

الرئيس الجميل في حفل كتائبي في بيت عنيا- حريصا: من الضروري ان نتجاوز منطق المقاومة لنعتمد منطق الدفاع

وأي دفاع يعهد الى فئة وطائفة ومذهب يشرذم الوطن ولا يوحده

 وطنية - 13/11/2011 دعا رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل الى "الإنتقال من منطق المقاومة الى منطق الدفاع عن لبنان، واطلاق حوار جدي حول كيفية حماية لبنان عبر تفعيل دور مؤسسات الدولة والجيش والديبلوماسية اللبنانية"، معتبرا "انها الطريقة الفضلى لإيصال لبنان الى الإستقرار بعيدا عن المشاريع الحزبية والمذهبية".

كلام الجميل جاء خلال رعايته "يوم الوفاء" الذي دعا اليه اقليم كسروان الفتوح الكتائبي، تكريما لخمسينييه، في بيت عنيا- حريصا، وحضره الوزير السابق سليم الصايغ، النائب السابق منصور غانم البون، نائب الرئيس شاكر عون، الأمين العام ميشال الخوري، الدكتور انطوان صفير، رئيس الإقليم سامي الخويري وحشد من رؤساء الأقسام وفاعليات وحزبيين واهالي المكرمين.

رعيدي

بداية النشيد الوطني، فدقيقة صمت عن أرواح الشهداء، ثم عرض لوثائقي عن المحطات الرئيسية التي طبعت نشاطات الإقليم. والقى كلمة المكرمين سليم رعيدي، فاعتبر "ان الوفاء شيمة القائد الناجح الذي يحنو على مرؤوسيه ويرعاهم بحب واهتمام، وهذه فضائل موروثة درجنا عليها في مدرسة المؤسس الشيخ بيار الجميل، وستبقى متقدمة رائدها المحبة".

خويري

واستذكر الخويري في كلمته محطات تاريخية، وقال: "اعطينا وعدا في ما مضى بالدفاع عن الإنسان وكرامة الحياة والأرض والحضارة والتاريخ والشهداء، وهذا الوعد لم يكن حبرا على ورق، بل قاتلنا لأجله وناضلنا وسقط لنا شهداء بالآلاف واستمرينا وانتصرنا، وها نحن نقف من جديد عند اقدام سيدة لبنان لنقول بأن كسروان الفتوح كتائبية آبية وفية لكم يا فخامة الرئيس في كل المراحل، وستكمل مسيرة اليوبيل المليئة بالوفاء والمجد".

الجميل

والقى الجميل كلمة أعرب فيها عن سعادته "لوجوده مع هذه النخبة من المكرمين الذين امضوا اجيالا واجيال في خدمة لبنان، وحفطوا الأمانة وسلموا المشعل من جيل الى جيل، فكانت اجيال تفانت في خدمة لبنان، حققت البطولات واعطت بصمت ومن دون حساب".

وأعلن "أن مشروع حزب الكتائب في الوقت الحاضر يتمحور حول انجاز السيادة الوطنية والدفاع عن الوطن"، وسأل "كيف يمكن التكلم عن السيادة الناجزة في ظل مربعات أمنية خارجة عن سيادة الدولة وسلطتها". ورأى "ان السيادة ليست ناجزة طالما ان القرارات السيادية ليست في يد المؤسسات الدستورية اللبنانية، كقرار السلم والحرب، وتوريط لبنان في حروب ثم التفاوض خارج عن اطار الدولة".

واعتبر "ان السيادة لا تكون ناجزة الا اذا توفرت للشعب اللبناني الرفاهية والحرية". وعدد "الصعوبات التي يواجهها المواطن، اكان في المجال الإستشفائي او التربوي وفي كل مستلزمات الحياة اليومية"، ورأى "انه من شروط انجاز السيادة تطوير النظام. فالتحديات التي واجهها لبنان منذ 1943 ولغاية اليوم اكانت محلية او اقليمية تجعلنا بأمس الحاجة لتطوير النظام، لينطلق لبنان على طريق الحداثة ويواكب التطور ويكون وطن التقدم والإنسان".

كما اعلن "ان مشروع الكتائب هو الدفاع عن الوطن، الدفاع عن لبنان السيادة والإستقلال والديموقراطية، وهذا هاجس كل الشعب اللبناني، وهو لا يتم الا من خلال وحدة الشعب وتضامنه من خلال المؤسسات الدستورية عملا بنظامنا الديموقراطي، ومن خلال تعزيز مؤسساتنا بدلا من شرذمتها وتطويقها وتجاوزها. فلا يمكن الدفاع عن الوطن بتجاوز المؤسسات الدستورية فيه وتطويقها وتعطيلها".

ورأى "ان واقع لبنان منذ تحريره عام 2000 تجاوز منطق المقاومة من خلال خروج اسرائيل، وانتشارالقوات الدولية، واصدار القرار 1701 ودخل منطق الدفاع الذي لا يكون الا من خلال الدولة، اي الجيش والديبلوماسية. فمنطق الدفاع يعزز وحدة الوطن ويحميه ويحصنه ديبلوماسيا ويحفظه من اي مؤامرات خارجية، فأي دفاع يعهد الى فئة وطائفة ومذهب يشرذم الوطن ولا يوحده. فمن الضروري اليوم ان نتجاوز منطق المقاومة لنعتمد منطق الدفاع عن الدولة اللبنانية الذي يحفظ لبنان ومكونات لبنان، واي مشروع آخر هو مشروع فئوي وحزبي يجلب مزيدا من التشرذم ومن المخاطر على حساب سيادة لبنان واستقلاله".

ودعا الجميل الى "حوار جدي يقوم على البحث بكيفية الانتقال من منطق المقاومة الى منطق الدفاع. فلبنان بأمس الحاجة الى خطة جديدة تحفظ وحدة البلد وتحصنه بوجه المخاطر الخارجية وتجعله منسجما مع القرارات الدولية، فيكون اقوى وأمتن. نحن بحاجة الى الإستقرار والى طمأنة الشعب اللبناني على مستقبله، ليبقى لبنان زاهرا ومستقرا، ويبقى وطن الحرية والرسالة والديموقراطية، ومثالا للعالم العربي وللتجربة اللبنانية الفذة التي حفظت لبنان على مدى من العقود وميزته عن كل الأنظمة المجاورة. وهذه التجربة يمكنها ان تكون المثال لكل الأنظة الجديدة التي ستنشأ بعد الثورات العربية، هذه رسالتنا، فإذا اردنا تحقيقها، فلنتحاور بكل صدق واخلاص لننتقل من مرحلة التشرذم والضياع الى مرحلة الوحدة وخدمة مصالح لبنان الحيوية".

وقدم اقليم كسروان درعا للجميل ثم اعطيت الشهادات للمكرمين، وختاما صورة تذكارية بالمناسبة.

 

لحام تعليقا على القرار العربي بحق سوريا: الله يرحمنا ويرحم هذه الجامعة التي تفرق ولا تجمع

 وطنية - 13/11/2011 دعا بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام المؤمنين الى الصلاة من اجل لبنان ومن اجل نمو المحبة بين جميع ابنائه، وحضهم للصلاة من اجل سوريا التي تجتاز محنة كبيرة، مؤكدا انها ستنتصر بقيادة رئيسها وتضامن جميع ابنائها، ومعتبرا ان السلام في الاراضي المقدسة هو مفتاح السلام في الشرق الاوسط. واعتبر ان لبنان وسوريا وفلسطين هي محك الامن والامان والسلام والديموقراطية والعيش المشترك وحرية العبادة والمعتقد وكرامة الانسان والاحترام المتبادل بين جميع المواطنين في البلاد العربية. ورأى ان "وجودنا كمسيحيين، وحضورنا وشهادتنا ووحدتنا، وعدم هجرتنا وعيش قيمنا الايمانية المسيحية، كلها مرتبطة بمستقبل الربيع الحقيقي لهذه البلدان الثلاثة وللبلاد العربية المحبوبة" . وفي اول تعليق على مقررات الجامعة العربية، اشار لحام الى ان "مقياس وضمان نجاح الدول العربية هو قدرتها على حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني العربي، بشرف عربي وإباء، وليس عن طريق استقواء دولة على دولة، والاصطفاف من الخارج والتعادي والتباغض والفرقة" .

وقال: "يحضرني هنا قول السيد المسيح "كيف تريد ان تخرج القذى من عين أخيك والخشبة موجودة في عينك. بل اخرج الخشبة من عينك اولا حتى تتمكن من إخراج القذى من عين الآخر" . اضاف: "الله يرحمنا ويرحم جامعة الدول العربية، التي تفرق ولا تجمع. وهي لم تعرف طعم النصر مرة، بل طعم المرارة والفشل"، مؤكدا ان "حق الاوطان وعزتها لا يكون الا من خلال الوحدة والرجوع الى منطق العقل وعدم الارتهان الى الخارج".

 

اعتصام للسريان في زحلة احتجاجا على سحب الجنسية من 24 عائلة

سفر: لن ننزل الى الشارع لتحصيل الحقوق بل سنلجأ الى القضاء

 وطنية -زحلة- 13/11/2011 نفذ عشرات الزحليين ممن ينتمون الى الطائفة السريانية الارثوذكسية اعتصاما امام كنيسة السيدة في المدينة الصناعية في زحلة، احتجاجا على قرار سحب الجنسية اللبنانية من عدد من عائلاتهم، في حضور مطران السريان الارثوذكس بولس سفر وحشد من الفاعليات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وعقد المطران سفر مؤتمرا صحافيا، قال فيه: "مرة اخرى يقع المواطنون اللبنانيون عرضة للمراسيم والقرارات الاعتباطية والمجحفة التي تصدر عن الدولة اللبنانية مع عدم الاخذ بالاعتبار مصالحهم وبشكل غير واضح وشفاف" .

اضاف: "اليوم وبعد سبعة عشر عاما صدر قرار سحب الجنسية اللبنانية من عدد قليل من العائلات التي لا حول لها ولا قوة، بحجة تصحيح خطأ قامت به الدولة، ولم تجد طريقة لتصحيحه الا بخطأ اكبر يخلف آثارا عميقة في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية. هذه الخفة بأخذ مثل هذه القرارات والتراجع عنها، ان دل على شيء فهو يدل على التخبط الكبير الذي عاشته وتعيشه الدولة اللبنانية والضحية الكبرى في كل الاحوال هو المواطن اللبناني" .

وتابع: "اننا مع تطبيق القوانين بعدل على الجميع وللاسف هذه المرة يطال الخطأ الطائفة السريانية في زحلة بدون وجه حق، فقد تم سحب الجنسية من اربع وعشرين عائلة سريانية في زحلة، من دون وجه حق ولا تأكد ولا سؤال. لقد تعودت الطائفة السريانية في لبنان على الظلم، ان كان في مجال الوظائف العامة على جميع درجاتها او التمثيل النيابي وحتى التمثيل الوزاري. ولكن هذا الظلم غير مقبول فان جل هذه العائلات تعيش في زحلة منذ اكثر من خمسين سنة ومنها منذ سنة 1930 ومنهم من قام بخدمة العلم.

فمن دون ان يتم استدعاؤهم وابلاغهم عن اي خطأ في اوراقهم، ومع ان الاجهزة الامنية قد تحققت من وجودهم في منازلهم، يصدر قرار سحب الجنسية من دون تبليغهم واعلامهم شخصيا، مما يجعلهم يتفاجأون باسمائهم موجودة في الجريدة الرسمية حتى لا يستفيدوا من المهلة القانونية للاعتراض" .

وقال: "ان كان هناك ثمة خطأ عندما تم تجنيسهم، فهناك خطأ اكبر بطريقة التحقق وبطريقة اصدار القرار، والخطأ الاكبر هو عدم تبليغهم شخصيا، ان هذه الطريقة هي طريقة سياسية، وليست طريقة اخلاقية ولا قانونية وليست عادلة، فعلى سبيل السؤال هل تم سحب الجنسية من احد اقارب وزراء او نواب او اقارب احد السياسيين؟ لا اظن".

ورأى "ان الاستقواء على الضعفاء هو من اهون الاجراءات التي تؤخذ في لبنان، والسريان تعتبرهم الدولة اللبنانية من الضعفاء ولا سند لهم في هذا البلد الا من قلة من السياسيين الذين لا يسألون عن السريان الا ايام الانتخابات".

وقال: "انه في الحقيقة قرار تهجير باسم القانون، هجرنا من العراق باضطهاد دموي، واليوم نهجر من لبنان تحت نظر الدولة والقانون. كفى ظنا، كفى استبدادا، اين الحق؟ اين الدولة؟"

وتابع: "افرحوا ايها اللبنانيون، لقد حلت كل مشاكل ومصاعب لبنان، واليوم اخر المشاكل حلت بسحب الجنسية من اربع وعشرين عائلة سريانية، السريان الذين دافعوا عن مدينة زحلة وقدموا الشهداء، دفاعا عن كل لبنان والجميع يعرف ذلك في زحلة ولبنان".

واكد "اننا لن نهدد بالنزول الى الشارع كما هو الحال في لبنان لتحصيل الحقوق، بل سنلجأ الى القضاء لمحاولة تحصيل حقوقنا"، املين من الجميع مساندة قضيتنا العادلة.

واوضح المطران سفر ان الطائفة السريانية ستلجأ الى تقديم طعن لدى مجلس شورى الدولة لوقف تنفيذ المرسوم، والى المتابعة لدى المراجع السياسية والادارية في الدولة لرفع الغبن عن الطائفة.

واشار الى ان عدد الذين شملهم مرسوم نزع الجنسية المعروفين حتى الان هم 24 عائلة لان الجنسية حسب المرسوم تسحب ليس فقط من الشخص، وانما من كل من اخذ الجنسية عبره من اولاده وزوجته واقربائه وما يتفرع عنه، مشيرا الى وجود موظفين حكوميين وعسكريين ودركيين وضباط وموظفي دولة واشخاص خدموا في الجيش ممن يشملهم المرسوم بالاضافة الى انهم منذ 17 سنة ينتخبون ويعطون اصواتهم لنواب وبلديات.

وطالب الاعلام اللبناني بحمل هذه القضية، مشيرا الى ان المرسوم هو مشروع تهجير، مؤكدا ان المشمولين بالمرسوم لهم وجودهم وملكياتهم المثبتة في زحلة، وان نزع الجنسية عنهم يعني وضعهم في مأزق حيث لا جنسية اخرى ولا مكان اخر يذهبون اليه.

بيان استنكار

وفي مجال متصل، وزعت فاعليات وهيئات سريانية زحلية بيانا استنكرت فيه صدور هذا المرسوم "الجائر بحق نخبة من عائلاتنا سجلاتها ناصعة بيضاء كثلج صنين، ليس فيها غش او تزوير او مخالفة للقانون كما يتذرعون في المرسوم. وقد عمدت وجودها كما جميع اهلنا في لبنان بالعرق والدم واشادة المشاريع المنتجة الزراعية والصناعية والتجارية، وتعلم اهلها العلوم العالية والاختصاصات المختلفة ولا سيما في الوظائف العامة والخاصة وخدمة العلم، اضافة الى عمق ايمانها الروحي والكنسي، وعلاقاتها الايجابية الروحية والاجتماعية والعمرانية والوطنية" . وناشد البيان باسم الفاعليات والهيئات وعائلات المتضررين من المرسوم رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الداخلية وكل اعضاء الحكومة والمجلس النيابي والمرجعيات "العمل على وقف مفعول هذا الاجحاف الذي لحق بعائلاتنا في المرسوم رقم 6691 تاريخ 10/11/2011 والعودة عنه حسب الاصول القانونية" .

 

حرب: اخجل كلبناني من موقف الحكومة في الجامعة العربية ولن نسكت

 وطنية - 13/11/2011 انتقد النائب بطرس حرب موقف الحكومة اللبنانية في الجامعة العربية، واصفا إياه بالموقف المخجل.

وقال في تصريح: "لقد جاء موقف الحكومة اللبنانية في جامعة الدول العربية بالأمس ليؤكد تبعية الحكومة اللبنانية للنظام السوري، ما يناقض تراث لبنان الديموقراطي والتاريخي كموئل للحريات وكمدافع عن حقوق الإنسان، لا سيما أنه شارك في وضع شرعة حقوق الإنسان التي تدافع عن حقوق وحريات كل إنسان في العالم، ولا سيما الإنسان المظلوم والمضطهد والمقتول والمسجون لأسباب فكرية وسياسية" . أضاف: "إنني أخجل كلبناني بأن تكون حكومة لبنان قد اتخذت هذا الموقف، وقد انحازت عن سياسة لبنان الأخوية في عدم الإنجرار في صراع المحاور واختارت الوقوف إلى جانب نظام ينكل بمواطنيه ضد العرب مجتمعين. وإذ أتفهم واقع لبنان السياسي وعلاقاته المميزة مع سوريا إلا أنه لا يمكنني القبول بأن تنصب الحكومة اللبنانية نفسها عدوة للشعب السوري مدافعة عن نظام قمعي استبدادي" . وختم حرب: "كنت أتفهم موقف الحكومة اللبنانية لو امتنعت عن التصويت كما فعل العراق، لكنني أؤكد أنني أخجل بأن تكون إرادة هذه الحكومة مسلوبة من النظام السوري وحلفائه إلى هذه الدرجة، وغير قادرة على التعبير عن رأي اللبنانيين وغير منسجمة مع تاريخ لبنان القائم على الحرية. وإننا لن نسكت على هذا الأمر" .