المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 13 تشرين الثاني/11

متى 15/01-09/التمسك الأعمى بالتقاليد

وأقبل إلى يسوع بعض الفريسيين ومعلمي الشريعة من أورشليم، فسألوه: لماذا يخالف تلاميذك تقاليد القدماء، فلا يغسلون أيديهم قبل الطعام؟ فأجابهم يسوع: ولماذا تخالفون أنتم وصية الله من أجل تقاليدكم؟ قال الله: أكرم أباك وأمك، ومن لعن أباه أو أمه فموتا يموت. وأما أنتم فتقولون: من كان عنده ما يساعد به أباه أو أمه وقال لهما: هذا تقدمة لله، فلا يلزمه أن يكرم أباه. وهكذا أبطلتم كلام الله من أجل تقاليدكم. يا مراؤون، صدق إشعيا في نبوءته عنكم حين قال: هذا الشعب يكرمني بشفتيه، وأما قلبه فبعيد عني. وهو باطلا يعبدني بتعاليم وضعها البشر.

 

عناوين النشرة

*وزراء الخارجيّة العرب يعلقون عضوية دمشق في الجامعة العربيّة ويدعون لسحب السفراء منها ويعترفون ضمناً بالمعارضة ويفرضون عقوبات على الحكومة السوريّة

*وقائع المؤتمر الصحافي المشترك لحمد بن جاسم والعربي بعد اجتماع وزراء الخارجيّة العرب

*منصور صوت ضد قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة: عواقبه خطيرة ويقوض اسس التعاون العربي والسلام في المنطقة

*حماده طالب بإستقالة الحكومة فورا

*التصويت ضد قرار الجامعة أسقط عن وجه الحكومة قناع النأي بلبنان

*وفد من 14آذار قام زار عكار تضامنا مع النازحين السوريين

*الشرعي الأعلى": لعدم التهرّب من التزامات المحكمة.. والتقصير مع اللاجئين السوريين مدان

*"لدينا الكثير من الأدلة عن أن فريق 8 آذار وبالإشتراك مع االنظام السوري يخططان لاغتيالات جديدة"/الضاهر: نتوجس من عمل إجرامي يقوم به النظام السوري في وادي خالد

*ماروني: على نصرالله أن يقتنع بأن المحكمة أصبحت أمرًا واقعًا 

*أجراس المحكمة الدولية بدأت تُقرع وهناك من يُصر على إقفال أذنيه/ايلي كيروز: نرفض أي حوارٍ لتغطية فظائع النظام السوري وانتهاكاته الفاضحة للسيادة اللبنانية

*عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان: بعض ضباط الجيش والأجهزة الامنية ينفذون أجندات إقليمية 

*الرئيس أمين الجميل: نريد حوارًا لا "مونولوغ".. وكلمة مقاومة خدعة/كيف يمكن لـ"حزب الله" أن يقول عن نفسه إنه أشرف الناس ويعمل على تعطيل أقدس الأمور"

*"nbn" عن سليمان: لا صحة لما يُحكى عن اختطاف معارضين سوريين 

*ومن يتحمل الأسد؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*السلطات اللبنانية تكذب في موضوع التمويل والمحكمة تطلب التمديد ولاية ثانية

*سوريا: سبت تجميد العضوية؟/علي حماده/النهار

*لماذا علينا أن نَبتهِل؟/راشد فايد/الجمهورية

*حزب الله شيّع سرّاً في "الكرك" ٦ كوادر قتلوا أثناء مشاركتهم بقمع مظاهرات سوريا

*القوّات" و"14 آذار" تعادل "المردة" و"القومي" و"العوني" و"العزم" 3-3 في الـNDU برسا

*موالو "حزب الله" يقاطعون تغطية جلسة تفضحه  

*مصادر سياسية: عمليات خطف المعارضين السوريين في لبنان بدأت تتفاعل خارجياً 

*خالد العويشي" تبتر قدمه... بسبب الغام الاجرام السوري على الحدود اللبنانيّة - السوريّة" 

*النائب .زهرا: شهداء "14 آذار" من رفيق الحريري وصولا الى وسام عيد هم أيضًأ كما قال جنبلاط مقدّسين

*سمير الجسر: تيار المستقبل لا يرفض مبدأ الحوار ولكن/الحكومة متأرجحة والقوى الامنية لا تقوم بواجبها على اكمل وجه 

*وهبي قاطيشة: هل فعلاً قتلت اسرائيل العالم كما فعلت الأنظمة الديكتاتورية المحيطة تجاه شعوبها على مدى 60 عاماً؟

*زياد القادري: دعا "حزب الله" الى اعادة قراءة التطورات الاقليمية والداخلية/الحكومة تقدم كل التسهيلات لمد اليد السورية الى الداخل اللبناني   

*جنبلاط لـ"حزب الله": مرروا التمويل وشهداء "14 آذار" من المقدسات 

*الجميل لـ"النهار": لندع السوريين يقررون لبلادهم/بيار عطاالله/النهار     

*"لقاء الأحزاب" طالب بالادعاء على جعجع

*سيناريو حرب إيرانية - إسرائيلية لن تقع/بقلم سليم نصار /الحياة

*زيارة البطريرك الى طرابلس.. أُجِّلت أم أُلغيَت؟السبت 12 تشرين ثاني 2011 /مرلين وهبة/الجمهورية

*المناصفة لا يحققها إلا قانون انتخاب طائفي/لمَ لا تؤلّف "8 و14" تكتلين يتنافسان في 2013؟ /اميل خوري/النهار

*توقعات بكسب الوقت بلا اتجاهات حاسمة/المبادرة العربية تمهّد لنضوج الموقف الدولي؟/روزانا بومنصف/النهار

*النظام الأسدي غير قادر ولا يريد الحل/ أسعد حيدر/المستقبل

*وزير البيئة ناظم الخوري لـ"المستقبل": التصويت لا يمنع التمويل والمشكلة لا تُحلّ بنقلها الى مجلس النواب

*ضرورة إعطاء الأولوية في الدول الديمقراطية لحماية حرية الأديان/توني بلير/الشرق الأوسط

*السياسة بالأُمْنيات/الياس الزغبي

*"الإتحاد السرياني" استنكر سحب الجنسية من عائلات سريانية/مراد: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الغبن الذي يطال الطائفة في شتى المجالات

*الراعي التقى رئيس تكتل التغيير والإصلاح: ما نشر عن زيارتي لعنجر كلام كاذب للتضليل

*الراعي: ما نشر عن زيارتي لعنجر كلام كاذب لتضليل الرأي العام 

*غازي كنعان قام بتسجيل أفعال مشينة للمطران الراعي :البطريرك أجهش بالبكاء و أعلن انه سينتحر إذا ما نشرت هذه التسجيلات

*وديع الخازن استنكر ما نشر من كتاب بصبوص عن الراعي

*المؤتمر القرباني الثالث برعاية البطريرك الماروني

*"إيسنا": إنفجار بقاعدة عسكرية في غرب طهران 
*كلينتون تطالب طهران بالردّ "خلال الايام المقبلة" على تقرير الوكالة الذرية 

تفاصيل النشرة

وزراء الخارجيّة العرب يعلقون عضوية دمشق في الجامعة العربيّة ويدعون لسحب السفراء منها ويعترفون ضمناً بالمعارضة ويفرضون عقوبات على الحكومة السوريّة

قرر وزراء الخارجية العرب تعليق عضوية الحكومة السورية في الجامعة العربية ودعوا الى سحب السفراء العرب من دمشق، كما اعترفوا ضمنا بالمعارضة السورية ودعوها الى اجتماع في مقر الجامعة لبحث "المرحلة الانتقالية المقبلة".

في التفاضيل، اكد القرار الذي تلاه رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم الذي يترأس الدورة الحاليّة لجامعة الدول العربيّة في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي بعد اجتماع وزراء الخارجيّة العرب في المقر العام للجامعة في القاهرة، "تعليق مشاركة وفد حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات والاجهزة التابعة لها اعتباراً من 16 تشرين الثاني الحالي الى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الازمة السورية التي اعتمدها المجلس الوزاري للجامعة في الثاني من الشهر الجاري"، مطالباً "الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق"، لكنه اعتبر ذلك "قراراً سياديا لكل دولة".

كما اتفق وزراء الخارجيّة على "توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية" على الحكومة السورية، وقرروا "دعوة جميع اطراف المعارضة السورية للاجتماع في مقر الجامعة العربية خلال ثلاثة ايام للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا على ان ينظر المجلس في نتائج اعمال هذا الاجتماع ويقرر ما يراه مناسبا بشأن الاعتراف بالمعارضة السورية".

واوضح القرار انه سيتم "عقد اجتماع على المستوى الوزاري مع كافة اطراف المعارضة السورية بعد توصلهم الى اتفاق بشأن المرحلة المقبلة"، مشيراً إلى اتفاق وزراء الخارجيّة العرب على "توفير الحماية للمدنيين السوريين وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية وفي حال عدم توقف اعمال العنف والقتل يقوم الامين العام بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان بما فيها الامم المتحدة".

من جهته اكد العربي ان القرار اتخذ بموافقة 18 دولية في حين اعترضت ثلاث دول هي سوريا ولبنان واليمن وامتنع العراق عن التصويت، مشيراً إلى أن الجامعة العربية تسعى "منذ اربعة اشهر لوقف العنف في سوريا" ولكن مساعيها "لم تثمر" ولذلك تم اتخاذ هذا القرار. وأضاف: "هذا القرار يحترم الإطار العربي مهما قال النظام السوري".

من جهته شدد حمد بن جاسم على ان قرار تعليق عضوية سوريا يدخل حيز التنفيذ في 16 من الشهر الجاري، معبراً عن امله في ان تلتزم الحكومة السورية قبل هذا التاريخ ببنود الخطة العربية لوقف العنف "حتى نساعدهم ونساعد انفسنا".

 

وقائع المؤتمر الصحافي المشترك لحمد بن جاسم والعربي بعد اجتماع وزراء الخارجيّة العرب

- المجلس قرّر تعليق مشاركة الوفود السوريّة في اجتماعاتها لحين تنفيذ المبادرة العربيّة".

- المجلس دعا الجيش العربي السوري إلى عدم التورّط بعمليات العنف والقتل ضد المدنيين.

- قرّر المجلس فرض عقوبات اقتصاديّة وسياسيّة على الحكومة السوريّة.

- تقرّر كذلك دعوة الدول العربيّة إلى سحب سفرائها مع اعتبار ذلك قرارًا سياديًا لكل دولة.

- تمّت "دعوة قوى المعارضة السورية إلى اجتماع في مقر "الجامعة العربيّة" خلال 3 أيّام للاتفاق على صيغة لمرحلة انتقاليّة في سوريا.

- بقاء المجلس في حال انعقاد دائم لمتابعة الموقف

 

منصور صوت ضد قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة: عواقبه خطيرة ويقوض اسس التعاون العربي والسلام في المنطقة

وطنية - 12/11/2011 شارك وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، الذي انعقد اليوم في مقر الجامعة في القاهرة، لمتابعة تطورات الوضع في سوريا. وبعدما قدم الامين العام للجامعة تقريره المتزامن مع مشروع قرارات الجامعة الذي نتج عن تقييم اللجنة العربية الوزارية، وبعد مداخلة للمندوب السوري، القى منصور كلمة اعتبر فيها "ان الجامعة مدعوة الى مساعدة سوريا على الخروج من ازمتها والمحافظة على وحدتها وسيادتها وامنها وامن المنطقة واستقرارها، وليس الى جر سوريا الى الذين يتربصون بها"، محذرا من "السماح بتأجيج النار التي ستلتهم الجميع، ومن ترك سوريا دون الوقوف بحزم حيال ما يحاك ويحضر في الداخل والخارج من تحريضات مغرضة وهدامة وحملات اعلامية تجاوزت كل الحدود"، لافتا الى "انه منذ الاجتماع الاول كان هناك نية من بعض الاطراف بتعليق عضوية سوريا في الجامعة".

ورفض منصور مشروع القرار المطروح امام مجلس الجامعة بتعليق العضوية "لما له من تداعيات خطيرة على المنطقة وعلى سوريا بالذات"، مؤكدا "ان هذه الخطوة من شأنها تعقيد الامور اكثر فاكثر ولن تؤدي الى الامن والاستقرار في المنطقة". واعتبر منصور "ان البندين الثاني والرابع يشملان سابقة لها عواقبها الخطيرة على الصعيد الدولي وعلى الصعيدين السياسي والاقتصادي ويقوضان اسس التعاون العربي المشترك والسلام في المنطقة ويضعان صدقية الجامعة ككل في الميزان".

 

حماده طالب بإستقالة الحكومة فورا

وطنية- 12/11/2011 رحب النائب مروان حماده في تصريح ب"اليقظة العربية التي بدأت بمساندة نضال الشعب السوري ضد حكامه الطغاة"، وطالب ب"استقالة الحكومة اللبنانية التي وضعت بلدنا في عزلة عربية تضاف الى عزلته الوطنية والدولية، فورا". وقال: "ان الموقف المعيب للوفد اللبناني في القاهرة والذي كنا قد حذرنا من انضمامه الى آخر الديكتاتوريات المتناهية والذي تلتقي فيه حكومة حزب الله في لبنان مع بقايا حكم علي عبد الله صالح في اليمن، يتطلب من رئيس الجمهورية ومن المجلس النيابي ومن الوزراء الشرفاء في الحكومة، وقفة عز لكي لا يخجل كل لبناني من الآن فصاعدا من انتمائه الى آخر الدول المارقة".

 

التصويت ضد قرار الجامعة أسقط عن وجه الحكومة قناع النأي بلبنان

 وطنية - 12/11/2011 اعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري "ان الموقف الرسمي اللبناني بالتصويت ضد قرار المجلس الوزاري العربي اليوم في شأن الوضع في سوريا، أسقط عن وجه هذه الحكومة قناع النأي بلبنان الذي كانت تختبىء وراءه، وجعلها تظهر على حقيقة كونها صنيعة النظام السوري، وتابعة له، ومهمتها أن تكون آخر من يقف الى جانبه في العالم". وقال: "موقف الحكومة انحياز واضح وفاضح في الموضوع السوري، وهو مناقض تماما لمبدأ النأيء بلبنان الذي كانت الحكومة تدعي انتهاجه، اذ هو تورط مباشر الى جانب النظام السوري، واستعداء صريح لارادة الشعب السوري، وخروج عن الاجماع العربي الذي لم يخرقه مع لبنان سوى نظام يقترب هو الآخر من نهايته". أضاف: "من الواضح أن الحكومة لن تستطيع بعد اليوم اللعب على العبارات والألفاظ، ورئيسها لن يستطيع مواصلة التستر بالوسطية، اذ حان وقت دفع الفواتير الصريحة، والاشرف له أن يسارع الى التنحي للنأي بنفسه عن المزيد من المواقف المعيبة والمحرجة". واذ وصف مكاري تصويت لبنان ضد القرار العربي بأنه "نعي لكل القيم والمبادىء التي قام عليها لبنان، وليس نأيا بلبنان عن الشأن السوري"، قال: "اذا كان التعاون العربي الذي تخشى عليه حكومتنا تعاونا مع الأنظمة التي تقتل أبناءها، فلا نريد هذا النوع من التعاون، أما صدقية الجامعة التي تخاف عليها حكومتنا، فالجامعة اكتسبتها اليوم بالذات، عندما أصبحت جامعة تسمع صوت الشعوب العربية وتتجاوب مع اراداتها، لا جامعة تغطي الأنظمة التي لفظتها شعوبها".

 

وفد من 14آذار قام زار عكار تضامنا مع النازحين السوريين

المرعبي: هم أهل وليسوا بلاجئين ونريد ان تحفظ حقوقهم لدى جميع المعنيين

سعيد: نطالب وسائل الاعلام بتثبيت فرقا لها في وادي خالد لحين انتهاء الازمة

عكاري: نشكر كل وقفة انسانية أثبتت أن الشعبين السوري واللبناني واحد في بلدين

وطنية - 12/11/2011 - عكار - قام وفد من الامانة العامة لقوى 14آذار، تحت عنوان "كسر الحصار الاعلامي عن منطقة وادي خالد وللتضامن مع النازحين السوريين"، بزيارة الى منطقة وادي خالد في عكار. شارك فيها النواب نديم الجميل، احمد فتفت، معين المرعبي، هادي حبيش، خالد زهرمان، نضال طعمة، رياض رحال، خضر حبيب، كاظم الخير، انطوان زهرا وعميد الكتلة الوطنية كارلوس ادة، المنسق العام للامانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد، النائب السابق الياس عطالله، الاعلامي علي حمادة، ووفد من حزب القوات الللبنانية ضم ادي ابي اللمع، وهبة قاطيشا وايلي سركيس، ومنسقو تيار المستقبل في طرابلس وعكار والمنية ورئيس اتحاد بلديات جرد عكار عبدالاله زكريا وعدد من رؤساء البلديات ووجهاء من قرى وبلدات وادي خالد، ومفوض شؤون النازحين السوريين في عكار الشيخ عبدالرحمن عكاري.

المحطة الاولى في عكار كانت زيارة مستصوف انشىء حديثا في قرية القنبر وهو مخصص لاسعاف الجرحى السوريين، حيث اطلع الوفد على تجهيزات المستوصف وتقديماته الصحية واحتياجاته.

بعد ذلك انتقل الجميع الى مدرسة الرامة في وادي خالد، حيث كان لقاء مع عدد من العائلات السورية النازحة، التي استقبل ابناؤها الوفد بالهتافات "الداعية لاسقاط النظام في سوريا والمؤيدة للرئيس السابق للحكومة النائب سعد الحريري. وكانت كلمات للنائب السابق الياس عطاالله والنائب الجميل والعميد ادة، الذين اجمعوا على "ادانة النظام السوري لممارسته العنف والقتل في مواجه الشعب السوري الاعزل"، وحملوا جميعا الحكومة اللبنانية "مسؤولية اي تقصير في مساعدة وايواء العائلات السورية النازحة".

النائب زهرا كانت له اطلالة خاصة على مسألة "سوء الطرقات المؤدية الى هذه المنطقة"، موجها التحية الى ابناء وادي خالد، "الذين على حرمان الدولة لهم قاموا بكل الممكن واحسنوا استقبال العائلات السورية التي وفدت اليهم وقدموا لها الحماية والمسكن والمساعدة".

والقى الدكتور بري الاسعد كلمة باسم ابناء وادي خالد شكر فيها لقوى 14 اذار "التفاتتها"، واكد على ان ابناء الوادي "لن يبخلوا باي شيء في سبيل نجدة الشعب السوري".

ثم انتقل الجميع الى قرية الهيشة، حيث زار الوفد مخيما للنازحين السوريين واستمع الى معاناة ابناء هذه العائلات ومناشداتهم. والقى النائب احمد فتفت كلمة حمل فيها الحكومة اللبنانية "كل المسؤولية في كل ما يعانيه ابناء العائلات السورية النازحة"، وقال بأن "التضييق وكبت الحريات لن يجدي نفعا، وان قوى 14 اذار وغالبية الشعب اللبناني هم الى جانب ثورة الشعب السوري".

المحطة التالية كانت في بلدة المقيبلة، حيث عقد مؤتمر صحفي في الباحة الخارجية لدارة رئيس البلدية سابقا محمود خزعل.

المرعبي

استهل المؤتمر بكلمة للنائب معين المرعبي الذي أكد على "الوقوف الى جانب ابناء العائلات السورية النازحة كما مع ابناء منطقة وادي خالد"، وقال: "اردتم كسر الحصار فانكسر الحصار، اردتم التغطية الطبية فكان لكم ما يجب ان يكون، فانتم بالنسبة لنا اهل ولستم بلاجئين واننا نريد ان تحفظ حقوقكم لدى الامم المتحدة والدولة اللبنانية وفي جميع الاماكن ولدى جميع المعنيين بحقوق الانسان. جئتم الى هنا ليس هربا، فلقد ارسلتم النساء والاطفال وبقي الرجال يجاهدون في الداخل، وان شاء الله سنرى قريبا النصر للثورة السورية البطلة. واني اطالب، باسمكم جميعا، الدولة اللبنانية بالبطاقة التعريفية حتى لا يتعرض كل لاجىء في تجواله الى التوقيف من قبل السلطات الامنية، وهناك الكثيرين لا يزالون قيد التوقيف في السجون اللبنانية نتيجة لعدم وجود بطاقة تعريف".

ثم القى محمود خزعل كلمة باسم اهالي وادي خالد مرحبا بالحضور، و"بصقور 14 اذار"، وقال: "ان جمهور عكار والشمال وعبر الصندوق الانتخابي انتخب واختار الصقر المناسب الشيخ سعد الحريري. واننا جميعا على نهج الشهيد رفيق الحريري، ولنا فخر جميعا ان نقول بلبنان اولا".

ثم تحدث عن "حرمان وادي خالد الطويل"، وقال: "اننا لو كنا نعلم بانه سيفرض على وادي خالد هذا الحصار المفروض اليوم لكنا اعلنا امارة وادي خالد منذ زمن بعيد. فهل يجوز ان يفرض علينا الحصار الصحي والاقتصادي والتوظيفي بعد نيل الجنسية بمساعي من الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودفع وكافة الشهداء دماءهم في سبيل سلامة لبنان. اننا نتوجه الى قائد الجيش العماد جان قهوجي لنقول باننا دفعنا في الامس القريب شهداء من ابناء وادي خالد وعندما طلب منا ان نكون اوفياء للوطن قلنا ان شهداءنا فداء للوطن. نتمنى جميعا في وادي خالد من صقور 14 اذار النجاح في فك الحصار عن هذه المنطقة".

سعيد

وكانت كلمة لسعيد استهلها بالقول: "بداية تحية من كل قوى 14 اذار لكم جميعا، ونحن هنا لكي نقول بان ما تعانون منه ليس شانا مناطقيا وليس شانا طائفيا، بل هو شأن وطني بامتياز وشأن لبناني وعربي. ونحن مع الربيع العربي ونحن مع الثورة في سوريا. وهذا التنوع في الوفد، الذي يمثل 14 اذار اليوم، المتمثل بتيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب واليسار الديموقراطي والكتلة الوطنية والمستقلين بداخل 14 اذار هو من اجل التأكيد بأن هذا الموضوع، اي موضوع الظلم، وانتهاك حقوق الانسان وقمع الحريات وتشريد العائلات هو شأن وطني. ونحن هنا من اجل التضامن معكم ومن اجل الوقوف في وجه اي حصار، أكان انسانيا او اعلاميا او امنيا".

اضاف: "وإلتزاما منا بحق الانسان، ومن اجل ان يبقى لبنان ارض الحرية والكرامة، التي تفتح ذراعيها لكل مظلوم ومضطهد وملاحق بسبب ارائه وخياراته السياسية وحريته وكرامته. جئنا اليوم الى وادي خالد، هذه المنطقة اللبنانية العزيزة والغالية والتي تقع على بعد امتار من الحدود اللبنانية السورية للتأكيد على ما يلي:

1- لا يمكن لاي كان ان يمنع اهلنا في وادي خالد والجوار من استقبال اي مواطن سوري في منزله.

2- نحذر السلطات اللبنانية السياسية والامنية من اي مضايقات تفرض على اهلنا في وادي خالد وعكار، خصوصا واي منطقة في لبنان لانهم استقبلهم اهلهم من سوريا.

3- نطالب الحكومة اللبنانية، وهنا نتوجه الى دولة الرئيس ميقاتي بالاسم، بالايعاز الى الهيئة العليا للاغاثة بالاهتمام الفوري ومن دون تلكؤ بالاخوة اللاجئين من سوريا من خلال تأمين الايواء والخدمات الانسانية والخدمات الطبية كافة لهم.

4- ان اي احصاء للهاربين من الظلم يجب ان يبقى في إطار الضرورات الامنية اللبنانية، ان اي استخدام لأسماء افراد العائلات النازحة من اجل الضغط عليهم او اجبارهم على العودة باتجاه سوريا مما يعني ارسالهم بكل دم بارد الى التصفية الجسدية هو عمل مرفوض. ان قوى 14 اذار لن تتراجع عن المسألة بالاسم على كل مسؤول مدني او امني لبناني يعمل بالتنسيق مع القوات السورية من اجل قمع العائلات.

5- نطالب وسائل الاعلام اللبنانية والعربية والاجنبية بالمسارعة الى تثبيت فرق اعلامية مكتوبة مسموعة مرئية في وادي خالد حتى انتهاء الازمة السورية وعودة جميع العائلات الى سوريا.

6- نطالب المؤسسالت والجمعيات الاهلية اللبنانية والعربية والدولية بالتوجه الى منطقة عكار - وادي خالد، للتأكد من تطورات الامور الانسانية وتلبية حاجات الاهالي والعائلات النازحة الى لبنان.

7- نحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية اي خرق للحدود اللبنانية من قبل الجيش السوري ونعتبر اي خرق للحدود اللبنانية السورية خرقا لسيادة لبنان واستقلال لبنان.

عكاري

بعد ذلك كانت كلمة للشيخ عكاري باسم النازحين السوريين قال فيها: "اننا نوجه من هذا المكان التحية العطرة للاخ الذي اثبت الاخوة بين الشعب اللناني والسوري هو الاخ الحقيقي للشعب السوري هو الشيخ سعد الحريري والى كل القوى التي وقفت موقف الانسانية وأصمت آذانها عن كل التهديدات وعن كل ما سمعته من اراء وافكار أسدية. اننا نطلب من الحكومة اللبنانية، باسم السوريين جميعا، إتخاذ موقف ذهبي يسجله لهم التاريخ، فالحكام زائلون والشعوب باقية، اننا نرجو من الحكومة اللبنانية ان تثبت اخوتها للشعب السوري لا اخوتها للحكومة السورية".

اضاف: "الحكومة السورية زائلة باذن الله، من اول نقطة دم نزلت من شهيد اثبتت ان كلمة الحق هي الباقية، وان الباطل هو الزهوق وان سوريا سوف تعيش بأطرافها وطوائفها وتعدديتها وبأفرادها، تسحق كل ظالم وكل متغطرس رفع رأسه على الحق واراد ان تكون له اليد الطولى في كل فعل وكل كلمة حين سحب السلاح على شعبه".

وقال: "ان آلاف السوريين قتلوا بسلاح الجيش السوري فيما لم يقتل بيد الجيش السوري الا 600 اسرائيلي. ونحن اليوم انما ننادي الحكومة اللبنانية بلإنسانيتها وبعروبتها، ولا نقول نريد حكما إسلاميا، نحن نريد حكما تعدديا يضمن حق الأقليات في سوريا. لن نستغني عن بعضنا ولن نستغني عن طوائفنا وان كان من أحد سيزرع البذرة للطائفية هو النظام نفسه. سوريا على مر تاريخها لم يكن لديها مشكلة طائفية ولم يسجل مثل ذلك التاريخ ابدا، اليوم يريدونها ويتذرعون بحجج واهية حتى تدب الفرقة بين صفوف العرب من شرقهم وغربهم ونحن نقول خسئتم. سوف يبقى الحق حقا وسوف يخرج بصيحاتهم الله اكبر".

اضاف: "يريدون الحوار. مع من يريدون الحوار؟ نعم نقبل الحوار ولكن تحاوروا مع زينب ومع حمزة ومع هاجر ومع كل الشهداء أولئك الذين لا يجب ان نخون دماءهم ابدا، فاي حوار هو خيانة لدم الشهداء".

تابع عكاري: "باسمي وباسم النازحين، أتوجه بالشكر لقوى 14 اذار والى كل لبناني شريف إنساني وقف وقفته الانسانية ليثبت للعالم أجمع انه فعلا وسيبقى، كان ولا يزال الشعبين السوري واللبناني شعب واحد في بلدين. وأتوجه بالشكر ايضا الى كل الجمعيات، التي بذلت الغالي والرخيص في سبيل النازحين. كما أشكر الهيئة العليا للاغاثة وبعض الشخصيات في وادي خالد والمنطقة، التي وقفت وتكلمت بإنسانياتها ووقفت الى جانب معاناة النازحين".

هذا واختتمت الجولة بزيارة الى مركز مفوضية الأمم المتحدة لللاجئين في بلدة القبيات، حيث كان في استقبالهم مسؤولة قسم الحماية في المركز استريد فان جاندرن ستورن ومدير المركز آلن غفري، الذي قدم لوفد 14 اذار شرحا تفصيليا عن عمل لمركز والتقديمات، التي تمت حتى الان للنازحين السورين وللعائلات اللبنانية المضيفة.

بعد ذلك كانت مأدبة غداء، أقامها النائب هادي حبيش في مطعم مونتي فيردي في القبيات.

 

الشرعي الأعلى": لعدم التهرّب من التزامات المحكمة.. والتقصير مع اللاجئين السوريين مدان

عقد "المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى" جلسته برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وفي حضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة، ودرس المجلس المواضيع المطروحة على جدول أعماله، وتداول في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية والعربية، وأصدر بياناً تلاه عضو المجلس الشيخ محمد أنيس اروادي أكّد فيه "مرجعية دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية في سائر الشؤون التي تتصل بالأوقاف الإسلامية والمؤسسات الاجتماعية والثقافية"، كما أكّد المجلس مؤازرته لمفتي الجمهورية في سائر القرارات التي يتخذها في سبيل تحديث وتطوير المؤسسة".

 وإذ اعتبر أنَّ "التوازنات الدقيقة التي تحكم إدارة الوطن تقتضي إحترام المواقع والرموز الممثلة لاطياف المجتمع اللبناني كافة"، حذّر المجلس "من المس أو النيل من موقع رئاسة الحكومة أو أي موقع وطني آخر أو التعامل بكيدية مع أي مسؤول في الإدارات والمؤسسات العامة حتى لا ينعكس ذلك اهتزازاً على الاستقرار العام في البلاد".

 ودعا المجلس جميع اللبنانيين إلى "ضرورة الوعي بأخطار المرحلة الراهنة وتحصين ساحتنا الداخلية والابتعاد عن أي صراعات أو التهرّب من التزامات الحكومة اللبنانية تجاه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وعدم تعريض لبنان لمواجهة مع الشرعية الدولية والمجتمع الدولي". وشدد على "ضرورة أن تولي الحكومة اللبنانية القضايا المعيشية والحياتية والاجتماعية ما تستحقه من اهتمام وأولوية بعيداً عن أي تأجيل أو تسويف".  المجلس الذي أبدى قلقه الشديد وألمه لـ"مشاهد القتل الممنهج وانتهاك الحرمات وكرامة الإنسان التي ترافق الحراك الشعبي المطالب بالحرية والكرامة والعيش الكريم في بعض الدول العربية"، دعا "المؤسسات الرسمية اللبنانية ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في حقل الإغاثة وحقوق الإنسان إلى العمل الفعّال والجاد لتأمين الملجأ الآمن والمشرّف للأشقاء السوريين الذين اضطرتهم الأحداث الأليمة اللجوء إلى لبنان، وتقديم العناية الطبية اللازمة لكل من يحتاجها منهم". واعتبر أيّ تقصير في هذا المجال "غير مبرر ومدان".  وهنأ المجلس الشرعي اللبنانيين بأطيافهم كافة بذكرى الاستقلال، منوهاً بالجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية التي تسهر على أمن الوطن والمواطن.

 (الوطنية للإعلام)

 

"لدينا الكثير من الأدلة عن أن فريق 8 آذار وبالإشتراك مع االنظام السوري يخططان لاغتيالات جديدة"

الضاهر: نتوجس من عمل إجرامي يقوم به النظام السوري في وادي خالد

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر، في حديث لقناة "أخبار المستقبل" أنه "لا يجوز للحكومة منع إستقبال الجرحى السوريين ومداواتهم"، مذكرًا بأن "الرئيس سعد الحريري أصدر أوامره ومنذ اليوم الأول بوجوب أن تقوم الهيئة العليا للإغاثة بواجبها تجاه هؤلاء الأشخاص"، سائلاً في هذا السياق: "لماذا لا تقوم الدولة باتخاذ قرار يمنع التعدي على الحدود بين لبنان وسوريا". وقال: "نحن نتوجس من عمل اجرامي يقوم به النظام السوري في وادي خالد". وإذ أكد أنه "من واجب القوى التي تؤمن بالحرية أن تجتمع وتتخذ موقفًا حاسمًا لجهة حماية لبنان والشعب السوري معًا، لاسيما أن الخضوع لمنطق الحزب الواحد والتهديد لن يحصل"، أشار الضاهر إلى أن "هناك فريقًا في لبنان يقف مع الديمقراطية والشعب السوري والحرية، بينما هناك فريق آخر يقف إلى جانب الديكتاتورية والقمع"، مضيفًا: "هناك فريق مع الحق وفريق آخر مع الظلم ونحن طبعًا مع الحريات". كما تطرق الضاهر إلى الكلام عن إمكان عودة الإغتيالات، قائلاً: "المسألة مطروحة وبقوة، وهذا أمرٌ واقع وحقيقة ولدينا كثير من الأدلة سنكشفها في الوقت المناسب"، مشيرًا إلى أن "فريق 8 آذار وبالاشتراك مع االنظام السوري يخطط لهذه الاغتيالات". وعن انعقاد جلسة لغرفة البداية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس في لاهاي، لفت الضاهر إلى أن "هذا ما يؤكد أن المحكمة قائمة وتسير في مسار إدانة المجرمين"، مشيرًا في هذا السياق إلى كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس حول أن "من ارتضى بعدم تمويل الـ"يونيسكو" فليرتض بعدم تمويل المحكمة الدولية"، قائلاً: "هذا جزء من ضرب الدولة اللبنانية والتزاماتها الدولية". وأكد في سياق آخر أن "هذه الحكومة هي أثمن ما لدى "حزب الله"، وهي تهمه اكثر من المحكمة لأنه ممسك بالبلد، وهو طبعًا سيجد طريقة للتمويل لتبقى المحكمة". وتابع قائلاً: "نحن ملتزمون بواجباتنا كمعارضة فعالة لمراقبة كل القضايا، أما الحكومة التي تترنح فهي غير قادرة على الاستمرار في إدارة البلاد". وختم الذاهر مؤكدًا أن "الحوار يكون حول بند وحيد وهو السلاح غير الشرعي".(رصد NOW Lebanon)

 

ماروني: على نصرالله أن يقتنع بأن المحكمة أصبحت أمرًا واقعًا 

أشار عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب ايلي ماروني إلى أن "الوضع الأمني غير ممسوك في البلاد والإجراءات الأمنية غير كافية". وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 100,5"، قال: "إذا استمر وجود السلاح ووضع العراقيل أمام المحكمة الدولية (الخاصة بلبنان) بغرض تعطيلها، سنكون أمام وضع خطير يهدد الوطن برمته، وإذا كان هناك من خطف لمواطنين سوريين في لبنان فما الذي يمنع من خطفنا نحن أيضا؟" وإذ شدد ماروني على "أهمية أن يلتزم لبنان تمويل المحكمة" الخاصة بلبنان، قال: "الأوان آن ليقتنع الأمين العام لـ"حزب الله" (السيد حسن نصرالله) بالمحكمة وبأنها أصبحت أمرًا واقعًا دوليًا، وعليه أن يتعاطى معها بلغة القانون لا بلغة التهديد". (الوطنية للإعلام)

 

أجراس المحكمة الدولية بدأت تُقرع وهناك من يُصر على إقفال أذنيه

ايلي كيروز: نرفض أي حوارٍ لتغطية فظائع النظام السوري وانتهاكاته الفاضحة للسيادة اللبنانية

 شدد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ايلي كيروز على "أن "القوات" تريد أن تصلح التمثيل النيابي المسيحي ضماناً للحرية، وتريد أن تحافظ في الوقت نفسه على الصيغة الميثاقية للقانون ضماناً للحياة المشتركة المسيحية الاسلامية"، مذكراً بأنه "يجب ألاّ ننسى أن الوصاية السورية هي التي وجّهت الضربة الأولى الفعلية للمسيحيين، تمثيلاً ودوراً، عبر القوانين الانتخابية المتعاقبة التي عملت على تهميش المسيحيين وإقصائهم عن الدولة والحياة السياسية".

ولفت كيروز الى ان "جرائم النظام السوري والتي يتناساها اليوم بعض من كانوا من ضحاياه، لم تقتصر على التهميش السياسي والإقصاء الانتخابي، بل شملت مختلف أنواع القمع من قتلٍ واغتيال واعتقال وملاحقة وتنكيل ونفي، إن مباشرةً أو بواسطة الأجهزة المحلية التابعة لها والتي تستمر اليوم في تأدية الخدمات للنظام السوري"، معتبرا في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لبلدة القدام- دير الأحمر أُقيم في مطعم الـAunty Rosa - ضبيه في حضور منسق البقاع الغربي في القوات مسعود رحمة والأب جهاد سعادة، انه "لا عجب أن يلجأ النظام السوري الى عمليات الخطف على الأراضي اللبنانية، والى اختراق الحدود اللبنانية شمالاً وشرقاً لملاحقة المعارضين السوريين. وقال: "كيف العجبُ طالما أن الحكومة اللبنانية لا تحرٍّك ساكناً ولا تعبِّر حتى عن امتعاضها، بل تبرِّر أحياناً الانتهاكات السورية على لسان بعض وزرائها". واضاف: "لا أُخفيكم أنني في قضيتي خطف الأخوة جاسم وشبلي العيسمي، مقتنعٌ بوجود تقصيرٍ أمني وقضائي خصوصاً في ظل ثبوت إحالة ملف الأخوة جاسم على القضاء العسكري منذ أشهر من دون اتخاذ أي مرجع قضائي مختص أي تدبير أو مباشرة أية ملاحقة قضائية وفقاً للأصول القانونية." ورأى كيروز ان " أجراس المحكمة الدولية بدأت تُقرع"، مشيرا الى ان "هناك من يُصر على إقفال أذنيه أو على رفض الإعتراف بها". واوضح في هذا الإطار، أن "موقف "حزب الله" من المحكمة الدولية لم يكن يوماً مفهوماً ولا منطقياً"، لافتا الى ان "موقفه الأساسي لم يتغير منذ البدايات. وقال: "إن حزب الله لم ينتظر حتى يصبح أنطونيو كاسيزي رئيساً للمحكمة، كما لم ينتظر إخراج الحواسيب من لبنان عبر الناقورة كي يعلن الحرب على المحكمة وتمويلها."

واضاف كيروز: "لقد بدأ "حزب الله" منذ شباط 2005 حربه لمنع قيام المحكمة، على رغم مناورة مؤتمر الحوار الوطني في آذار 2006. كما طرح منذ البدايات كل الذرائع الواهية وأطاح بكل الفرص. وقال بتشكيل محكمة اسلامية أو عربية، مروراً بطرح مقايضة الحكومة بالمحكمة، وعدم ملائمة التوقيت، والدعوة الى عدم الاستعجال كما الى تأجيل المحكمة، وصولاً الى رفض المحكمة بحجة رفض الوصاية الدولية على لبنان"، لافتاً الى انه "عندما طلب الرئيس الحريري من "حزب الله" المساعدة في التحقيق، وعدت قيادة الحزب بالقيام بما يمكن، لتخرج بمجموعة استنتاجات قدّمتها الى عائلة الرئيس الشهيد. ومنها أن الانفجار حصل فوق الأرض وأن انتحارياً نفذه. أما اللافت فهو أن الحزب في حينه لم يتّهم أميركا أو اسرائيل بعملية الاغتيال." واوضح كيروز "اننا نسمع حالياً دعوات من هنا وهناك الى معاودة الحوار، وكأن الحوارَ هو مجرّد لعبة للتعمية أو للهرب الى الأمام أو للتلطي وراءه"، رافضا "أي حوارٍ يكون للإلهاء أو لتضييع البوصلة عن العنوان الأساسي للحوار وهو السلاح غير الشرعي في إطار الاستراتيجية الدفاعية" الذي هو جوهر اتفاق الدوحة. كما رفض كيروز أي حوارٍ يستهدف التغطية على ما يحصل من فظائع على يد النظام السوري، وما يقوم به من انتهاكات فاضحة للسيادة اللبنانية"، و"أي حوارٍ يحاول تعويم "حزب الله" وحمايته من الإرباكات التي وضع نفسه ويضع لبنان فيها"، و"أي حوارٍ قبل أن نشهد تطبيق ما تمّ الاتفاق عليه من عناوين في الحوارات السابقة."

وختم كيروز بالقول "ان ثوابتنا هي هي وستثبت الأيام والاسابيع المقبلة كم كنّا وما زلنا على حق، وستؤكّد الوقائع أن التاريخ الذي صنعناه معاً يا أبناء القدام ويا جميع المناضلين الأوفياء، لا يمكن أن يعود الى الوراء." وكان العشاء قد استُهل بالنشيدين اللبناني والقواتي وحضرهُ حشد من أبناء القدام والمنطقة والمناصرين والمحازبين.

وألقى منسق بلدة القدام في "القوات اللبنانية" ايلي جعجع كلمة قال فيها " عندما دق الخطر على الابواب كانت القدام الى جانب باقي القرى أول من أعتنق لواء المقاومة، ذلك لأنها بلدة مسيحية تحمل في وجدانها تاريخ المسيحيين المقاومين ومعانتهم من مار يوحنا مارون حتى ايامنا هذه، وفي مثل هذه الايام سنة 1976 قدمت القدام خيرة شبابها للدفاع عن الوجود المسيحي في تلك البقعة من لبنان.اما القدام المقاومة فلم تقتصر تضحياتها ومقاومتها على تلك الفترة في البقاع الشمالي بل قدمت شهداء على مساحة الوطن في كل جبهة كان الوجود المسيحي فيها بخطر". وفي الختام، تلا الأب جهاد سعادة صلاة لراحة أنفس شهداء القدام، مستذكراً مرحلة الحرب الصعبة التي مرت بها البلدة فنوّه بعمق وثبات إيمان ابنائها المقاومين الذين ناضلوا للبقاء في أرضهم والتشبث بجذورهم، داعياً الشباب والصبايا من ابناء القدام الى التمثُل بنضال وتعب وكفاح الأجداد للمحافطة على أرضهم وعرضهم.

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان: بعض ضباط الجيش والأجهزة الامنية ينفذون أجندات إقليمية 

إعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان أن "قيادة الجيش تتصرف بمسؤولية إزاء الأحداث الراهنة لكن هناك تجاوزات يرتكبها بعض الضباط النافذين داخل المؤسسة العسكرية ولدى بعض الأجهزة الأمنية الأخرى وهم على ارتباط مع جهات سياسية وينفذون أجندات إقليمية معروفة". زهرمان، وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" 100.5، حذر من "إنفلات الوضع الأمني في ضوء تغلغل جماعات مسلحة وخلايا نائمة الى مختلف المناطق اللبنانية وخصوصًا إلى طرابلس والشمال"، متحدثاً عن "تدريب عناصر ينتمون الى جهة سياسية في طرابلس في مخيمات تابعة لحزب الله". من جهة أخرى، دعا زهرمان رئيس الحكومة الى "الإستقالة حتى قبل طرح بند التمويل على مجلس الوزراء من منطلق مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" (السيد حسن نصرالله) وحلفائه داخل الحكومة التي تخالف بل تنقض مواقف رئيسي الجمهورية (ميشال سليمان) والحكومة (نجيب ميقاتي) من التمويل"، متوقعاً "إستدعاء بعض قادة الأجهزة الأمنية للمثول أمام المحكمة الدولية لاستيضاحهم عن مسألة العجز عن تبليغ المتهمين الأربعة". وأوضح أن "تقريرا للأنتربول يؤكد وجود المتهمين داخل الأراضي اللبنانية". وتعليقاً على كلام رئيس الجمهورية وبيان مجلس الوزراء عن عدم وجود موقوفين ومخطوفين سوريين في لبنان، قال زهرمان: "أخالف هذا الرأي، فهناك عشرة أشخاص من المعارضة السورية خطفوا داخل لبنان على أيدي بعض الأجهزة الأمنية بالتعاون مع السفارة السورية قبل أن يُصار إلى تسليمهم لاحقا الى دمشق"، داعياً الى "إقامة مخيم للاجئين السوريين في وادي خالد برعاية الدولة اللبنانية وتمويل دولي". وتوقع زهرمان أخيرًا "إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية على الحدود مع تركيا لاستقطاب المنشقين عن الجيش السوري"، مستبعدا "إمكانية قيام منطقة مماثلة على الحدود اللبنانية". (الوطنية للإعلام) 

 

الرئيس أمين الجميل: نريد حوارًا لا "مونولوغ".. وكلمة مقاومة خدعة

كيف يمكن لـ"حزب الله" أن يقول عن نفسه إنه أشرف الناس ويعمل على تعطيل أقدس الأمور"

أعرب رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل، في حديث إلى إذاعة "الشرق" عن خشيته من أن يكون المسيحي ضحية نزاعات وشدّ حبال داخل الطوائف الأخرى"، لافتًا إلى أن "المنطقة تمرّ في أزمة كبيرة ولبنان ليس بعيدًا عما يحصل فيها"، وشدد على أن "الثورات العربية بحاجة الى بوصلة في مكان ما"، وقال: "عند زيارتنا مصر طرحنا شرعة على شيخ الأزهر (أحمد الطيب) الذي أبدى قلقه حيال مستقبل العالم العربي". وأضاف في هذا السياق أن "اللقاء مع شيخ الأزهر أنتج اتصالاً بينه وبين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي". من جهة أخرى، أشار الجميل إلى أن "كلمة مقاومة خدعة لأن السلاح الموجود هو سلاح حزبي لفئة معينة ولغرض معين، وبالتالي يمكن أن يقال عنه أي شيء إلا سلاح المقاومة"، مطالبًا في هذا السياق بـ"وجوب التمييز  بين المقاومة والدفاع"، وموضحًا أن "لبنان اليوم في موقع الدفاع ومن يقوم بهكذا عمل هي فقط الدولة أي الجيش اللبناني". وأعرب في هذا السياق عن إعتقاده أن "السلاح الذي يتواجد بيد "حزب الله" سينقلب عليه إذا لم يتدارك الامر في الوقت المناسب".

وردًا على سؤال، أجاب الجميل: "متى كان هناك مقارنة بين سلاح "حزب الله" وسلاح الجيش يتحول الجيش الوطني إلى شاهد زور، وهذه إهانة له عندما نعمد إلى وضعه بمصاف الميليشيا"، مضيفًا: "لا أحد يتأمل بأن يكون هناك تسليح للجيش في هذه الظروف، إذ إن لا دولة توافق على تزويد جيشنا بالسلاح تخوفاً من أن يتم الإستلاء عليه من قبل الميليشيات". وأشار إلى أن "من يحكم لبنان اليوم هو حزب الله" الذي يأخذ القرارات السيادية"، لافتًا إلى أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "يقول الدولة أنا وأنا الدولة ويتكلم عن أشرف الناس، لكن "الله لا يفرجيكي" الآفات الموجودة في هذه المنطقة التي يوصف من فيها بأشرف الناس".

الجميل تطرّق إلى ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قائلاً: "حتى الآن ليس لدينا أي جديد حول موضوع اغتيال الشهيد بيار الجميل"، سائلاً في هذا السياق: "كيف يمكن لـ"حزب الله" أن يقول عن نفسه أشرف الناس ويعمل على تعطيل أقدس الأمور المتمثلة بكشف حقيقة اغتيال هؤلاء الشهداء".

وإذ شدد على أن "لبنان اليوم مصادر كالطائرة وهو مخطوف"، قال الجميل: "كانوا يتكلمون بالمشاركة عندما كنا في السلطة ولكن عندما استلموا هم السلطة لم تعد المشاركة بالنسبة اليهم مهمة بل هم اليوم يتحكمون بمفاصل الدولة". وأضاف ردًا على سؤال عن رأيه بالدعوات إلى معاودة إنعقاد طاولات الحوار: "نحن مع الحوار ونصر عليه إذ إن لا مخرج من دونه، إلا أننا نريد حوارًا لا مونولوغ".

وعن الوضع في سوريا، أجاب الجميل: "التغيير في سوريا يساعد الوضع في لبنان، ولكنه ليس الحل الوحيد"، لافتًا إلى أن "هناك أمورًا أخرى والطريق طويلة للإصلاح في لبنان". اما عن مسألة زرع الألغام عند الحدود اللبنانية- السورية، قال الجميل: "يمكن لسوريا أن تفعل ما تشاء لأن لا أحد يحاسبها من قبل الدولة اللبنانية، وقد وصل الأمر ببعض المسؤولين اللبنانيين أن يقولوا إن لا عمليات خطف لمواطنين سوريين على أرض لبنان"، مشددًا في هذا السياق على أن "هناك شخصين يتحكمان بالشؤون اللبنانية هما (الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري) نصري خوري والسفير السوري" علي عبد الكريم علي.

وردًا على سؤال، أجاب الجميل: "في المبدأ، حزب "الكتائب" هو من طرح موضوع فصل الوزارة عن النيابة، ولكن في هكذا ظرف يجب أن تكون السلطة سياسية بإمتياز لأنه إذا فصلت النيابة عن الوزارة تصبح الحكومة حكومة تكنوقراط وهذا لا يخدم البلد في هكذا ظروف".

الجميل تطرق أيضًا إلى موضوع المبعدين اللبنانيين الى اسرائيل، فشدد على "وجوب أن يكون هناك عفو ونسيان الماضي والبدء بصفحة جديدة لاسيما أن البلاد مرّت بظروف استثنائية وضغوط أجبرت الناس على التعامل مع الامر الواقع"، وأضاف: "في المقابل يجب أن نذّكر أنه عند الإجتياح الاسرائيلي عام 1982 هناك قرى شيعية استقبلت القوافل الاسرائيلية بالزهور والارز وهناك شخصيات في الجنوب فتحت ابوابها في وضح النهار للاسرائيليين". وختم الجميل حديثه متطرقًا إلى موضوع  قانون الانتخاب، فقال: "هناك أشخاص تسعى لقانون على "قياسها" أي من أجل أن يوصلها الى استلام البلد في العام 2013".(رصد NOW Lebanon)

 

"nbn" عن سليمان: لا صحة لما يُحكى عن اختطاف معارضين سوريين 

أوردت محطة "nbn" أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان استهل جلسة مجلس الوزراء بمعايدة اللبنانيين بمناسبة عيد الاضحى، وتوقف عند ازدهار الحركة السياحية اثناء عطلة العيد"، ولفتت المحطة الى أن سليمان شدد على "أهمية النمو الاقتصادي في ظل الازمة الاقتصادية العالمية". كما تطرق سليمان، الى "ما يحكى عن حالات اختطاف معارضين سوريين"، فأكد أن "كل قادة الاجهزة الامنية والعسكرية الذين زاروه أكدوا له أن لا صحة لهذه المعلومات باستثناء حالتي (المناضل السوري الذي تم اختطافه في عاليه) شبلي العيسمي والاخوة جاسم (الذين إختطفوا من أمام سراي بعبدا الحكومي) ". (رصد NOW Lebanon)

 

ومن يتحمل الأسد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

يقول جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية: إن بشار الأسد «قد انتهى»، وإن الدول العربية أدركت أن أيام الأسد في الحكم معدودة، وإن معظم الزعماء العرب باتوا «مقتنعين أن حكم الأسد يشهد نهايته»، وإن «عددا من القادة اقترح على الأسد توفير ملاذ آمن له لدفعه للتخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة».

والسؤال هو: مَن مِن الدول العربية، أو القادة العرب، سيتحمل تبعات استضافة الأسد بعد كل ما فعله بسوريا والسوريين؟ بل أين هي علاقاته الجيدة مع الزعماء العرب المؤثرين في المنطقة؟ فاستضافة الدول العربية - أي دولة كانت - لزين العابدين بن علي، أو حتى حسني مبارك، كانت أمرا يمكن الدفاع عنه، فأيديهما لم تلطخ بالدماء مثل ما فعل النظام الأسدي، وببشاعة.. فالنظام الأسدي تجاوز حتى ما فعله معمر القذافي في ليبيا؛ فهناك كانت المعركة مختلفة؛ حيث وقعت بين طرفين: نظام العقيد والثوار، وكلاهما يحمل السلاح بوجه الآخر: الدبابة مقابل الدبابة، والرشاش مقابل الرشاش.. بينما العكس تماما في سوريا؛ حيث إن النظام الأسدي هو من يحمل السلاح، وهو من يعربد به، بينما الثوار السوريون مسالمون إلى الآن، ورغما عن كل ما يقوله المسؤولون الروس الذين تحولوا إلى ما يمكن أن نسميهم الشبيحة السياسيين، فبعدما شهدنا شبيحة الإعلام السوريين، نشهد اليوم شبيحة السياسة الروس، وهم يستميتون للدفاع عن النظام الأسدي المنتهي لا محالة.

لذا، فإن القول إن النظام الأسدي قد انتهى، حقيقة، والقول إن معظم الحكام العرب قد اقتنعوا بنهايته، قد يكون أمرا صحيحا، لكن الاستعداد لاستضافة بشار الأسد في إحدى الدول العربية أمر بالغ الصعوبة اليوم، خصوصا أن النظام الأسدي قتل ما لا يقل عن 3500 سوري، هذا عدا عن المفقودين. فمن الذي سيتحمل تبعات هذا الدم كله؟ أمر صعب تخيله! وعليه، فإذا كانت الدول العربية - كما يقول فيلتمان - حريصة على سلامة سوريا وشعبها، فإن خير ما تفعله هذه الدول الآن - بدلا من منح اللجوء لبشار الأسد – هو أن تباشر بتجميد عضوية النظام الأسدي في الجامعة العربية التي يقول فيلتمان إن مصداقيتها اليوم باتت على المحك، وبالطبع فإن على الجامعة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، وسحب جميع السفراء العرب من دمشق فورا. وإذا كان القادة العرب أيضا حريصين على سوريا فعلا، فلا بد من موقف حازم تجاه ما تفعله موسكو بدفاعها المؤسف عن النظام الأسدي.

أما قصة لجوء بشار الأسد السياسي من عدمه، فهو أمر يجب ألا يشغل العرب الآن، حتى إن كان فيلتمان يقول إن جميع القادة العرب تقريبا باتوا مقتنعين بأن «نظام الأسد على وشك الانتهاء»، وأن «التغيير في سوريا الآن لا مفر منه». فالواضح أن خيارات النظام الأسدي عندما تحين لحظة الفرار ستكون محدودة، إن لم تكن محسومة، فليس أمام هذا النظام الوحشي إلا اللجوء لإيران، وإن كان المرء يشك في أن يقبل عقلاؤها بفعل ذلك؛ فالنظام الأسدي بات عبئا على الجميع، بما فيهم طهران.

 

السلطات اللبنانية تكذب في موضوع التمويل والمحكمة تطلب التمديد ولاية ثانية

 المستقبل/كشف الناطق باسم المحكمة الخاصة بلبنان مارتن يوسف أن "المهلة التي يفترض أن يدفع فيها لبنان متوجباته قد انقضت". واشار الى أن "المهلة القانونية للبنان انتهت في آخر تشرين الأول الماضي، أي بعد مرور 30 يوما تقويميا على إبلاغ السلطات اللبنانية وجوب الدفع في آخر ايلول الماضي، بكتاب موجه من الأمانة العامة للأمم المتحدة الى الحكومة اللبنانية". وفي تصاريح منسوبة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن مهلة الدفع تنتهي في آخر كانون الأول المقبل، بعدما كان قد قال إن هذه المهلة تنتهي في آخر تشرين الثاني الحالي، وعلى الرغم من انقضاء المهلة القانونية، فإن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي لا يعرض الملف على مجلس الوزراء، يصرّ على إطلاق وعود بالدفع.

وكشف مارتن يوسف ايضا ان رئاسة المحكمة وجهت الى الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) كتابا دعته فيه الى اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تمديد ولاية المحكمة ثلاث سنوات أخريات. ووفق الكتاب فإن المحكمة لم تنته بعد من المهمة التي أنشئت من أجلها، فهي لم تجر المحاكمات للمتهمين ولم تنته من التحقيق في ملفات أثبتت صلتها بملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

سوريا: سبت تجميد العضوية؟

علي حماده/النهار

بالامس نزلت مدن سوريا وقراها من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها الى الشوارع تحت شعار "جمعة تجميد العضوية"، واتى ذلك في رسالة مباشرة الى جامعة الدول العربية التي يجتمع مجلسها الوزاري اليوم في القاهرة للبحث في امر امتثال النظام في سوريا للمبادرة العربية بعدما سبق ان اعلن الموافقة عليها الاربعاء ما قبل الماضي. واليوم بعد مرور عشرة ايام قتل النظام مئات المواطنين السوريين العزل في مجمل المناطق الثائرة، واجتاح مدينة حمص التي تتجاوز بيروت حجماً، وفي عدد سكانها. واخيرا جاءت رسالة وليد المعلم الى الامانة العامة للجامعة العربية يعلن فيها التزام النظام تنفيذ معظم بنود المبادرة العربية خلال اسبوع، لتضاف الى قائمة طويلة من الاساليب الملتوية في التعامل مع قضية بحجم احراق سوريا وتدميرها على رؤوس اهلها. والمعروف ان النظام، الذي اعتاد القتل وسيلة لحسم الخلافات، ما برح يعتمد الكذب اساسا في التعامل مع السوريين والعرب والعالم، وبالتالي فإنه عديم الصدقية، وعلى هذا الاساس ينبغي التعامل معه.

قبل ايام اعلن بشار الاسد ما مفاده ان لا خيار امامه سوى المضي في المواجهة، على قاعدة انه يتعرض لمؤامرة ! واستتباعا يصير قتل المئات منذ الاعلان عن قبول المبادرة العربية مفهوما. فالنظام في سوريا يتعامل مع المساعي العربية باعتبار انها نافذة له تكسبه مزيدا من الوقت وهو يحاول حسم الامور على الارض باخماد الثورة في المدن الكبرى. وهمه الصمود وامرار الوقت ايضا ريثما يحدث تحول ما في المنطقة، إما بالانسحاب الاميركي من العراق، او بتوسع نطاق المواجهة لتشمل النزاع الايراني مع المجتمع الدولي على برنامجها النووي، لتتحول الورقة السورية جزءا من الصفقة الكبرى في المنطقة. ويدرك بشار الاسد انه حاجة اساسية للجمهورية الاسلامية في ايران، فهو جسرها الوحيد الحقيقي الى صلب المشرق العربي، ولا تقل اهميته الحيوية بالنسبة الى موقع ايران الاستراتيجي عن "حزب الله" الذراع العسكرية الامنية المتقدمة لطهران.

في مطلق الاحوال، تتداخل اليوم في القضية السورية الثورة الشعبية الواسعة النطاق، التي اعيت بشار الاسد ومحيطه لشدة بأسها وصمودها الاسطوري في وجه اعتى ماكينات القتل في المنطقة، بالصراع الواسع على الاقليم بين الشرعية العربية ومعها الغرب وايران الامبراطورية الاسلامية الوجه الفارسية الجذور، ويتوهم الاسد الابن ان في مقدوره الانتصار.

لقد انتهى النظام في الداخل، وتحول بسلوكه الدموي قوة احتلال لا تختلف كثيرا عن الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين. 

إن الجامعة العربية معنية اليوم بتجميد عضوية سوريا فيها، ودعوة الدول الاعضاء الى قطع العلاقات الديبلوماسية مع النظام، واحالة الملف على مجلس الامن،وتشكيل وفد يزور موسكو وبكين لانهاء مهزلة حماية نظام يقتل شعبه في القرن الحادي والعشرين. وثمة من يميل الى تسليح الجيش الحر وفرض حظر جوي على سوريا، وقد حان الوقت.

 

لماذا علينا أن نَبتهِل؟

راشد فايد/الجمهورية

هل يفترض باللبنانيين أن يبتهلوا الى الله أن يبقى النظام السوري؟ هو السؤال الذي يُداخِل العقول والقلوب حين يسمع اللبنانيون تحذير «المتحدّرين» من عائلة الممانعة في لبنان الى» أولئك الذين يحاولون ركوب موجة الأحداث في سوريا ويراهنون على سقوط النظام». ويَحار السامع: هل هو تهديد أم تحذير، وهل ما يجري في سوريا ناجم عن دور لبنانيين أم هو عمل شعبي سوري، ليس غريبا عن الربيع العربي الذي شمل تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها؟

فحوى التهديد والتحذير أنّ على اللبنانيين «تسطيح» اهتماماتهم، أو تركيزها على ما هو أبعد جغرافيّا، وأنّ ما يجري على شمالهم وشرقهم هو ممّا يجب ان يجتنبوه، تماما كالميسر الذي هو هنا رهان سياسي، في رأي القائل، وليس استخلاصا من الوقائع والمجريات وفق تقديرات «المتهمين» بالمراهنة، والمفروض ان الدستور اللبناني يكفل لهم، حتى إشعار آخر، حرية التعبير، وقبله التفكير.

لكن، إلام يشير هذا التهديد - التحذير؟ هل يؤشر الى سلبيات على لبنان اذا سقط النظام، أم الى سلبيات اذا لم يسقط ؟ ما هي تداعيات سقوطه، وما هي ارتدادات صموده ؟

يسعى أهل الممانعة المحلية الى استخدام فزّاعة الحكم الاسلامي كبديل منتظر، في توقعاتهم، للنظام القائم في سوريا، من دون أيّ سند واقعي أو عملاني. فلا «الاخوان المسلمون» حكموا سابقا ليستدِلّ هؤلاء الى «شَرّهم»، ولا هم عَصيّون على التطوّر في فهمهم السياسي، بدليل ما أعلنه «حزب النهضة « في تونس، فور فوزه بالانتخابات، من تمَسّك بالعلمانية والتعددية. فكيف والمراقبة السياسية تؤكد انهم لا يشكلون الأكثرية في الانتفاضة السورية المستمرة منذ 9 أشهر، وأنّ تعدد انتماءات القوى المشاركة بَيّن وجَلِي، كما أعدادها.

إذاً، ما ينتظر سوريا، في حال سقوط النظام، دولة ديموقراطية برلمانية تعددية، على صورة ما كانته بداية استقلالها عام 1946، وما أراده شعبها في تلك المرحلة، وحرم منه عقودا.

قد يكون فحوى الكلام تحذير من حكم إسلامي تمتدّ «نَشوَته» الى لبنان. وفي ذلك تشكيك بلبنانية فئة لبنانية أساسية صرخت «لبنان أوّلاً» بصوت واضح وصَافٍ يوم 14 آذار 2005، وقدّمت قافلة شهداء بقيادة الرئيس رفيق الحريري، وتمسّكت بالمناصفة وأصَرّت على العيش الواحد، ومَدّت اليد من اجل الوحدة الوطنية، في لحظة انتصارها، لإيمانها بأنّ حماية لبنان هي في التوازن بين مصالح فئاته، وتعزيز المواطنة فيه.

وقد يكون فحوى الكلام، أنّ «المراهنين» سيدفعون قيمة رهانهم إذا لم يسقط النظام، أي أنّ الرسالة تهديد واضح، يقرّ ضمنا باستمرار نظرية شعب واحد في بلدين، ويبشّر بأنّ عصا الانتقام ستعبر الحدود للاقتصاص من كل من سَوّلَت له نفسه أن يحلم بالربيع يُزهِر في دروب سوريا.

الأخطر، أنّ هذا الوعيد، ينفي سلفا سيادة الدولة على أرضها ومواطنيها، ويلغي حريّات أبنائها، ويدعو الى عودة لبنان الى مملكة الصمت التي غادرها بدماء الشهداء وثورة الأرز.

ويبقى احتمال آخر، وليس الأخير: هل يُشير التهديد - التحذير الى انتقام فريق داخلي ما، سيَسوؤه سقوط النظام، لارتباطه وإيّاه باستراتيجية اقليمية واحدة، فيرتدّ على الداخل بعدما «تمَرّن» في 7 أيار 2008 ؟

 

حزب الله شيّع سرّاً في "الكرك" ٦ كوادر قتلوا أثناء مشاركتهم بقمع مظاهرات سوريا

الجمعة 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

أفادت معلومات من البقاع اللبناني أن حزب الله شيع ستة من كوادره قضوا في سوريا أثناء مشاركتهم في عمليات القمع التي يمارسها النظام السوري. وأشارت المعلومات الى ان القتلى هم من بلدة الكرك وان عملية نقلهم من سوريا ودفنهم في البلدة تمت سرا

 

القوّات" و"14 آذار" تعادل "المردة" و"القومي" و"العوني" و"العزم" 3-3 في الـNDU برسا

للمرّة الأولى منذ تأسيس جامعة سيّدة اللويزة فرعاً لها في الشمال، عادلت "القوّات اللبنانيّة" و"14 آذار" تحالف "تيار المردة" و"الحزب القومي" و"جمعيّة العزم والسعادة" و"التيار الوطني الحر" بنتيجة 3-3، لتأتي النتائج على الشكل الآتي:

Sophomore

جوني خراط "الكتائب البنانيّة" 151 صوتاً (فائز)

أنطوان سعد "القوّات اللبنانيّة" 147 صوتاً (فائز)

عادل شعيا "تيار المردة" 146 صوتاً (خاسر)

فرنسيس فارس "تيار المردة" 142 صوتاً (خاسر)

Junior

ميشال حامض "تيار المردة" 35 صوتاً (فائز)

هيلين حايك "تيار المردة" 34 صوتاً (فائز)

يارا ديب "القوات اللبنانيّة" 30 صوت (خاسرة)

ناصر شرمند "تيار المستقبل" 28 صوتاً (خاسر)

Senior

غابريال سعد "القوّات اللبنانيّة" 31 صوتاً (فائز)

نادر باشا "تيار المردة" 29 صوتاً (فائز)

جاك خوري "الحزب القومي" 29 صوتاً (خاسر)

جورج ساسين "القوّات اللبنانيّة" 26 قواتاً (خاسر)

وما إن اعلنت النتائج حتى عمد عناصر من قوى "8 آذار" إلى اقتحام حرم الجامعة وتحطيم السيارات والتعدي على طلاب "14 آذار" وتكسير زجاج الجامعة ومحاولة التعدي على مديرها الأب سمير غصوب أمام أعين القوى الأمنيّة.

*موقع القوات اللبنانية

 

موالو "حزب الله" يقاطعون تغطية جلسة تفضحه  

النهار/غابت وسائل الإعلام التي تدور في فلك "حزب الله" كليا عن الجلسة التي تعقدها، اليوم المحكمة الخاصة بلبنان ، على الرغم من أن هذه الجلسة بمندرجاتها كانت محور هجوم من هذه الوسائل. وللمرة الأولى تغيب الصحافة الموالية لحزب الله عن المحكمة، بطريقة جماعية، مما يشي بوجود قرار بالمقاطعة، على اعتبار ان التركيز على "تورط" حزب الله بإخفاء المتهمين الأربعة سيكون ركيزة المداخلات الأساسية في المحكمة!

 

مصادر سياسية: عمليات خطف المعارضين السوريين في لبنان بدأت تتفاعل خارجياً 

نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر سياسية بارزة قولها إن قضية خطف معارضين سوريين على الأراضي اللبنانية أخذت تتفاعل على الصعيد الخارجي أكثر مما كان متوقعاً لها، وإنها أخذت تسبّب قلقاً لكبار المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً أن جهات غربية عدة أثارت الأمر مع غير مسؤول سياسي وأمني في لبنان. وقالت مصادر أمنية لـ"الحياة" إن المعلومات التي عرضها قادة الأجهزة الأمنية أمام الرئيس ميشال سليمان الذي استقبالهم لهذه الغاية، أفادت بوجود معلومات عن خطف شخصين من أحد مستشفيات عكار الأسبوع الماضي، وتوقيف اثنين في مطار بيروت الأحد الماضي، و4 أشخاص في البقاع، هذا عدا اختفاء الأخوة جاسم الثلاثة وشخص رابع من أصدقائهم، قبل أشهر، واختفاء المسؤول السوري السابق وأحد مؤسسي حزب البعث شبلي العيسمي في أيار الماضي. وأكدت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ"الحياة" أن موضوع الخطف أثير مع غير مسؤول لبناني، من الرئيس سليمان الى عدد من القادة الأمنيين، في ظل ما سبق أن حصل عن تسليم جنود سوريين منشقين الى السلطات السورية. وأوضحت المصادر أنه جرى إبلاغ جميع المسؤولين اللبنانيين أن هذه الحوادث لا يقبلها المجتمع الدولي لأن معاهدة مناهضة التعذيب تفرض عدم تسليم أشخاص الى سلطات بلادهم إذا كانت تمارس التعذيب حيالهم لمجرد معارضتهم إياها، وأن القوة القانونية لهذه المعاهدة تتفوق على القوانين المحلية أو على أي معاهدة ثنائية موقعة بين لبنان وأي دولة أخرى (والمقصود بها المعاهدة بين سوريا ولبنان). وذكرت المصادر أن المراجعات مع السلطات اللبنانية في هذا الشأن لم تأتِ بأجوبة واضحة عن مصير المخطوفين السوريين.

 

خالد العويشي" تبتر قدمه... بسبب الغام الاجرام السوري على الحدود اللبنانيّة - السوريّة" 

أصيب شابان لبنانيان, احدهما اصابته بالغة, أمس, في انفجار لغم لدى عبورهما نقطة حدودية بين سورية وشمال لبنان, وذلك بعد وقت قصير على اقدام جنود سوريين على زرع الغام في المنطقة. وقال مصدر طبي ان "الشاب عماد خالد العويشي (27 عاما) من سكان وادي خالد الحدودية نقل الى مستشفى في عكار بعد اصابته في انفجار لغم, ما تسبب ببتر احدى قدميه", مشيراً إلى أن شاباً آخر في الخامسة والعشرين أصيب بشظايا اللغم, لكن إصابته طفيفة. واوضح رجل قام بنقل الشابين الى المستشفى, رافضاً الكشف عن هويته, ان اللغم انفجر على الحدود قرب قريته المجدل المحاذية لوادي الواويات حيث شوهد جنود سوريون صباحاً يزرعون الالغام, وان الشابين كانا يعبران الحدود قادمين من الاراضي السورية. ولم يعرف سبب وجود الشابين في سورية, إلا أن منطقة وادي خالد التي ينتميان إليها فيها الكثير من الاراضي المتداخلة بين البلدين, كما تنتشر فيها المعابر غير الشرعية التي تستخدم عادة لتهريب كل أنواع السلع بين البلدين. وكان مسؤول محلي أفاد صباح أمس أن "جنوداً سوريين زرعوا ألغاماً في القسم السوري من قرية وادي الواويات" المقسومة بين البلدين والمحاذية لقرية العريشات السورية وبلدة المجدل اللبنانية الواقعة في منطقة وادي خالد, وشوهدت الى جانبهم ست آليات عسكرية. وكان الجيش السوري اقدم في 27 أكتوبر الماضي على زرع ألغام عند الساتر الترابي الفاصل بين قرية هيت بمحافظة حمص السورية وقريتي الكنيسة وحنيدر في وادي خالد, اي على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من المنطقة التي تم زرع ألغام فيها امس. ومنذ منتصف يوليو الماضي, شددت القوات السورية الاجراءات الامنية على الحدود مع لبنان بحجة وقف تهريب السلاح, فيما تؤكد تقارير أنها تسعى أيضاً لمنع تسلل معارضين وجنود منشقين.

 

اما ان تصوّب الحكومة مسارها او "الله معا"

النائب .زهرا: شهداء "14 آذار" من رفيق الحريري وصولا الى وسام عيد هم أيضًأ كما قال جنبلاط مقدّسين

توجه عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا الى "الحكومة الغائبة عن الوعي في الشأن الاقتصادي والسيادي، وعمليات الخطف والإغاثة الإنسانية" بالقول: "وعدناكِ أنّنا سوف نعارض معارضة إيجابية وبنّاءة، وهذا ما فعلناه حتّى اليوم، ولكنك أنتِ أيتها الحكومة لم تستفيدي من هذه المعارضة البنّاءة، حتّى أن أحد الزملاء من النواب أطلق صفة على أحد الوزراء بأنّه جامح، والجموح يطلق على الخيل، والخيل معقود في نواصيها الخير، بينما الحرد والحرن يطلق على أشياءٍ أخرى وليس على الخيل إطلاقًا"، واضاف: "هذه الحكومة ليست جامحة بل حكومة بتحرد وبتحرن، لم نعد قادرين على تحمّلها، فإما ان تصوّب مسارها لتعود إلى خطٍّ لبنانيٍّ سوي، او "الله معا" ولا أسفًا عليها ولا على سياستها ولا على بيانها الوزاري ولا على إنجازاتها التي ليست إنجازات، فلتعلم أنه أخيرًا في لبنان هناك سيادة وكرامة وحرية وإستقلال، لا يباعوا مقابل أي ثمن، فكيف بالأحرى إذا لم يكن لديهم أي مقابل، فـ"يحلّوا عنّا ليعرف هالبلد يدير حالو".

زهرا وفي خلال تمثيله رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في عشاء منطقة كسروان بحضور منسق المنطقة شوقي دكّاش وممثل عن "تيار المستقبل" ورئيس اقليم كسروان الكتائبي ومفوض "الأحرار" في كسروان وشخصيات من المجتمع المدني ومسؤولين قوّاتيين وحشد من المحازبين، اكد انه "عندما كانت كلّ موارد القوّة ضدنا في زمن الوصاية، لم نخف ولم نستسلم، ليس لأننا رجال خارقين، بل لأنّنا أحرارًا ومؤمنين بالله وقدرنا ووطننا، وكل الشرق سيصبح مثلنا، ولا شيء يلغي الإيمان أو ينهيه أو يكسر إرادته، وقال: "هكذا هي نظرتنا للشرق الأوسط والعرب والربيع العربي، إفرحوا وهلّلوا لأن الشرق سيصبح شبيهًا لنا، ولن نسمح لأحد أن يعود بالزمن إلى الوراء أو يعود بلبنان إلى ما كان عليه الشرق سابقًا، الشرق سيكون على صورتنا ومثالنا: حرّ وأبيّ ومتحرّر، مسهم بالحضارة وتطوّر البشريّة كما كان له إسهامات في التاريخ، هذا قدرنا، وهذا قدر شعوب المنطقة، وهذا هو أملنا وليس رهاننا بل يقيننا.

زهرا توجه إلى حكومتنا الغائبة والمستسلمة والخائفة والتي تسعى الى حماية النظام السوري وجماعته في لبنان والقتلة، نقول: لن نسمح لكِ بأن تستمرّي حكومةً للبنان إن لم تقومي بواجباتك في تنفيذ إلتزامات لبنان الدوليّة والأخلاقيّة والوطنية، ولن نقبل بأن يكون شهود الزور وزراء فى حكومة لبنانية، واضاف: "أمّا بالنسبة للربيع العربي، فالبعض يقول أننا نراهن. كلا، لا نراهن، إنّنا نتأمل ونقرأ ونؤكد وجود تاريخ وحقائق: لا ثورة في العالم بدأت ثمّ عادت الى الوراء، الثورات دائمًا تحقق أهدافها. فليقرأوا التاريخ: التاريخ لم يعد أبدًا إلى الوراء، بل كان دائمًا مستمرًا إلى الأمام، ولا ظالمٍ إلا وابتلى بأظلم، ولا قاهر للشعوب إلاّ وانتهى "مشرحط".

وتابع زهرا: "هذه دروس التاريخ وعبره، وانزعاجنا في ما مضى أنّنا كنّا وحدنا من يملك تجربة ديمقراطية ولو غير كاملة بين الشعوب العربية، وأنّنا نحن في الطليعة ويجب أن يصبحوا مثلنا، غير مقبول لأي إنسان يدّعي أنه لبناني أن يأخذ موقفًا لقهر الشّعوب واستمرار استعبادها بحجة الممانعة والمقاومة ولأنه حليف لهم ويستفيد منهم. لكي تكون لبنانياً يجب أن تحمل قيم لبنان، أمين على تاريخ لبنان، على إشعاع لبنان، ما يعني أن تكون مناضلا من أجل الإنسان والحرية، والإنسان والحرية لا يخضعان ولا يركعان ولا يخافان، الإنسان والحرية يشبهاننا، ويشبهان لبنان، وهكذا سيصبح الشرق كلّه".

وفي موضوع المحكمة وما يحكى من تهكّم عن تمويلها من التبرعات والهبات العربية، شدد زهرا على "أنه في نفس اليوم الذي يعيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تأكيده إلتزام لبنان بالقرارات الدولية، وفي نفس اليوم الذي سمعنا فيه بجلسة أولى لغرفة الدرجة الأولى في المحكمة، جهة الإدّعاء تقول أنّها تلقّت من أكبر مرجع قضائي لبناني، أي النيابة العامّة التمييزية، تقرير عن جهود لبنان لتوقيف المتّهمين يقول ان "الوضع السياسي والأمني في لبنان دقيق وحذر ممّا يمنع أو يعرقل تنفيذ مذكّرات التوقيف"، وسأل: "بعد هذا الكلام، هل هناك مؤشّر أكبر للخضوع والإستسلام؟ وكيف سنعرف الحقيقة من دون المحكمة الدولية إذا كان القضاء اللبناني يعترف بعدم قدرته على جلب متّهمين "مقدّسين" معروف من يحميهم؟ فعن أي عدالة وحقيقة يتكلمون عندما يؤكدون تمسّكهم بالعدالة والحقيقة "ولكن المحكمة الدولية مسيّسة"؟

وقال: "إذًا، أصبح واضحًا أن هناك محكمة وضحيّة وشهداء، فشهداء 14 آذار من رفيق الحريري وصولا الى وسام عيد هم أيضًأ كما قال الزعيم وليد جنبلاط هم أيضًا مقدّسين، والحقيقة سوف تكشف وسيدان المجرم، ولن تكون هناك وسيلة لكشف الحقيقة وادانة المجرمين ومعاقبتهم وحماية الحياة السياسية في لبنان إلا في هذه المحكمة المستمرّة وستستمر ويجب أن تموّل".

وهنا نص كلمة زهرا: أيها الأصدقاء :

كلفني الدكتور سمير جعجع نقل تحياته واعتذاره منكم لغيابه الليلة عن هذا الحفل بسبب سفره، وأنا فخور بالوقوف على منبر القوات اللبنانية في كسروان العاصية، كما يسرّني وجود ممثلي الحلفاء في 14 آذار في كسروان: الكتائب اللبنانية وتيار المستقبل وحزب الوطنيين الأحرار، وبإذن الله سنبقى دومًا سويًا لإنجاز كل ما حلمنا به في انتفاضة الاستقلال.

ليس بالصدفة لقّبت كسروان بالعاصية، وهي ستبقى عاصية، لأنّ إرادة الله رسمت لها حدودها، فنهر أدونيس الذي كان رمزًا للتجدد والعودة إلى الحياة بعد الموت، وارتضى هذا النهر تغيير إسمه فقط بالإيمان إلى نهر ابراهيم، كان الطريق الذي دخل منها المبشّرون بالمارونية إلى لبنان، والأكيد أنه لن يتحوّل اليوم إلى طريق يُخترق فيها جبل لبنان لا في لاسا أو غير لاسا. ومن جهة الجنوبية يحدّ كسروان نهر الكلب، حيث على صخوره مكتوب تاريخ كل الّذين مرّوا على لبنان، بالقوّة أو بالخديعة، والّذين رحلوا وبقيت صخور نهر الكلب تخبر عنهم، وبقيت كسروان عاصية وبقي لبنان.

الموقف الإيماني الصلب لأهل كسروان عبر التاريخ الذي أعطاها صفة العاصية ليس وحده ما يميّزها روحيًا، وقد تلقينا بحزن خبر عدم تصنيف مغارة جعيتا "إنتخابيًا" ضمن عجائب الدنيا السبع الطبيعية، ومن هنا نسأل "من قال أن الانتخابات تعبّر دائمًا عن واقع أهل كسروان؟"، فقد تعرضت كسروان إلى الخديعة مرتين في هذا المجال، لكنّها ما زالت عاصية وتبقى جعيتا من أهمّ عجائب الدنيا. كسروان التي بالقوة لم تؤخذ، وبقي على صخور نهر الكلب أسماء الذين مرّوا وذكرى عنهم، بقيت تذكّر بمجدنا وإيماننا وبطولاتنا وتشبّثنا بأرضنا في هذه المنطقة، وبقيت هي قلب لبنان ومتراس المقاومة، وحتى بعصنا الحديث حاولوا أخذها بالقوة و"تقلّعوا" بالقليعات.

مررنا في زمن الوصاية وكانت هناك محاولة لتطبيع الوضع، لكن الوضع لم يتطبّع في كسروان وبقيت عاصية وبقي الأحرار يتحرّكون من كسروان حتّى يتحرّر كل لبنان. وإلى جانب ما أعطاه الله لكسروان بطبيعتها وموقعها، أعطاها بشعبها، فهي شهدت أوّل ثورة شعبية في الشرق الأوسط في التاريخ على يد طانيوس شاهين، وكسروان شهدت انطلاق الربيع العربي على يد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. كسروان إلى بكركي تضمّ سيدة لبنان و"يسوع الملك" الذي مملكته ليست من هذا العالم ولكنّها تسود على هذا العالم. كسروان تحضن مقرّ قيادة القوات اللبنانية ومقر سمير جعجع. كسروان فيها أنتم، فيها شهداءها، فيها أبطالها، فيها معالمها التاريخية والحضارية.

كسروان تضمّ أفضل جامعات لبنان، من الكسليك وصولا الى الـNDU، وطلاب كسروان ليسوا فقط موجودين في اللويزة واليسوعية، بل في كل الجامعات التي فزنا فيها، وأستغل المناسبة هنا لتوجيه التهنئة لطلاب الـNDU في برسا في الكورة الذين أحرزوا تعادلا في وجه القوى الأخرى مع كل الضغوط والتدخلات والتشغيل الموجود اليوم في الشمال وكان النصر على قاب قوس أو أدنى، فمبروك لطلابنا على كل الأراضي اللبنانية الذين هم المؤشّر الحقيقي للآتي سنة 2013.

كسروان في ايمانها انخدعت سنة 2005، لكن الصلابة والإيمان الذي عمره مئات السنين لن يطول معه حبل الكذب وسيبقى قصيرًا جدًّا وينكشف سريعًا، فتصحّح الانطباع في العام 2009، وسيحسم نهائيًا في العام 2013، انتخابات جامعتي اللويزة واليسوعية مؤشّر مهمّ، تصحيحًا للأكاذيب التي قيلت حول انتخابات الجامعة اليسوعية، هناك من قال أن عدد الشيعة يساوي عدد السنّة في الجامعة، ولكنّ، ومع احترامنا للطائفتين الكريمتين، هناك 34% من طلاب الجامعة اليسوعية هم من الطائفة الشيعية، نحو 80% منهم مسجّلين بمنح طائفية وحزبية، في حين أنّ عدد الطلاّب من الطائفة السنيّة يساوي نحو 19% من طلاب الجامعة. أمّا في ما خص جامعة اللويزة، فهل رصدت التصويت لأولاد المناطق لتقول "مش كلّن من هون"، فهل بالأساس أبناء كسروان قالوا "مش كل اللي هون من هون؟"، فأنا أسكن في "يسوع الملك"، وأعتقد أن أهالي كسروان يثقون بي أكثر منك بكثير وأكثر من الّذين انتخب النوّاب عنهم.

 

سمير الجسر: تيار المستقبل لا يرفض مبدأ الحوار ولكن/الحكومة متأرجحة والقوى الامنية لا تقوم بواجبها على اكمل وجه 

سلمان العنداري

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر ان "التعاطي الحكومي والرسمي مع اللاجئين السوريين في المناطق الحدودية، جاء متأرجحاً بين السلبي والايجابي، وبين التردد والحياد، خاصة بعد القرارات التي اعطيت للهيئة العليا للاغاثة التي تراجعت عن قرار ابلغته الى المستشقيات يقضي باستقبال الحالات الخطرة جدا من اللاجئين الجرحى فقط".

الجسر وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني تطرق الى منطقة وادي خالد التي يتواجد فيها لاجئين سوريين باعداد كبيرة، والتي تعاني حصاراً اعلامياً، لفت الجسر الى ان "الحواجز الامنية تمنع وصول المراسلين الاجانب واللبنانيين الى تلك المنطقة لتغطية معاناة اللاجئين والوضع على الحدود".

واشار الجسر الى ان " السلطات المختصة سمحت لوسائل الاعلام اللبنانية بدخول المنطقة من دون تلك الاجنبية، الامر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام والاستغراب، اذ لا فرق بين الاعلام المحلي والاعلام الاجنبي، كما ان اجتزاء حرية الاعلام ليس من عادات اللبنانيين الذين يعتبرون ان الحرية مقدّسة، وخاصة الحرية الاعلامية".

وطالب الجسر "بعدم المبالغة بالمعطيات والمعلومات الامنية المتداولة في البلاد في الاونة الاخيرة، الا انه لا يجب الاستهتار بها من جانب الدولة واجهزتها الامنية التي ندعوها الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية الناس ولاتخاذ كل التدابير الوقائية لحماية كل الشخصيات المعرضة للاغتيال او لاي خطر امني محتمل".

واضاف: "من غير المستحب ان تعيش الناس في حالة من الخوف والهلع والرعب والترقّب والحذر نتيجة المعلومات التي تقول ببداية انهيار الوضع الامني".

كما اعتبر الجسر ان "القوى الامنية لا تقوم بعملها على اكمل وجه ووفق ما تقتضيه الاحداث"، معتبراً ان "العمل الوقائي مهم للغاية من اجل تلافي حدوث اي خضّات امنية، وللكشف عن المرتكبين من خلال جمع المعلومات والمراقبة والرصد، وفي هذا الاطار لا اعرف الى اي حد تقوم هذه الاجهزة بمهامها كما يجب".

وعن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى العودة من جديد لطاولة الحوار لبحث عدد من القضايا الخلافية العالقة، دعا الجسر الى "عدم الحكم على النيات. فمهما كانت خلفيات دعوة بري، فنحن نقيّم العمل بحد ذاته قبل اي شيء اخر".

واكد الجسر ان "تيار المستقبل لا يرفض مبدأ الحوار على الاطلاق، الا انه يطالب اولاً بتحديد جدول اعمال واضح للقضايا التي يجب مناقشتها والتداول بها، على ان نستكمل البند المتبقي من جدول الاعمال السابق، ويتمثل بسلاح "حزب الله" والاستراتيجية الدفاعية ".

واضاف: "بكل الاحوال، ومع تأييدنا المطلق للحوار، فان هذا لا يعني يعني العودة اليه من دون جدوى، واغراق طاولة النقاش بمواضيع جانبية وهامشية وثانوية تبعدنا عن المغزى الاساسي للبحث". معتبراً ان "المشكلة الاساسية تتمثل بالسلاح غير الشرعي، وبسلاح "حزب الله"، اذ لا بد من ان نحلّ الامور ضمن تسلسل منطقي هادىء".

وتعليقاً على تخوّف النائب وليد جنبلاط من امكانية العودة الى حقبة الوصاية الامنية التي كانت مفروضة على البلاد قبل سنوات، اعتبر الجسر انه "يتوجّب على الحكومة القيام بواجباتها، والتعاطي بمسؤولية مع الجانب السوري"، مشدداً على ان "الكلام عن عودة النظام الامني يعبّر عن مخاوف جدية من ان يتحول الجانب اللبناني الى تابع للطرف السوري ومُنفّذ للاوامر، خاصةً على الصعيد الامني، وعندها تخرج كل الامور عن حدودها المعقولة".

وعن حضور الرئيس ميشال سليمان الى طرابلس لرعاية فعاليات "طرابلس مدينة منزوعة من السيارات" بالاضافة الى الرئيس نجيب ميقاتي، اكد الجسر ان الحدث من تنظيم النائب روبير فاضل،"، معلناً ان "تيار المستقبل سيشارك بالتأكيد في استقبال الرئيس سليمان".

* موقع 14 اذار

 

وهبي قاطيشة: هل فعلاً قتلت اسرائيل العالم كما فعلت الأنظمة الديكتاتورية المحيطة تجاه شعوبها على مدى 60 عاماً؟

حزب الله اليوم بأقصى أزماته الوجودية/الزمن سبق نصرالله ولم يعد أحد يأخذ خطاباته بعين الاعتبار

باتريسيا متّى

اعتبر مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبة قاطيشة أن نفي قيادة الجيش علمها بحصول أي عمليات خطف للاجئين ومعارضين سوريين في لبنان وتسليمهم للسلطات السورية لا يعني عدم وجود وارتكاب عمليات الخطف"، مشدداً على أن "ما يحصل واقعي وحقيقي والدليل هو اعتراف معارضين سوريين عبر الاعلام باختطاف بعض عناصرهم". قاطيشه اعتبر في حديث خاص أدلى به لموقع" 14 آذار "الالكتروني أن هناك تقصير من الأجهزة الأمنية خصوصاً وأننا لا نشهد أي تحرك للقضاء الرسمي ولا للأجهزة الأمنية المختصة" مشدداً على أننا نشهد أيضاً تقصير لناحية منع المساعدات والطبابة عن اللاجئين.

وأضاف: "لا يمكن منع مداواة جرحى العدو، فكيف اذا كانوا محتاجي الطبابة لاجئين فارين من عمليات عسكرية كافة دول العالم وصفتها بالمجازر"، لافتاً الى أنه "لا يمكن الا الاعتناء بهم صحياً وارسالهم الى أقرب مستشفى خصوصاً وأن تسليم اللاجئين الى الدولة السورية تعدّ مشاركة بالمجازر ضدّ الانسانية على اعتبار أن السلطات السورية لا تتردد في اضطهاد واعدام وتصفية المعارضين".

واذ رأى قاطيشة أن "التقصير ناتج عن التوجيهات التي يتلقاها البعض من النظام السوري اضافة الى ضعف وتفكك الحكومة التي على كلّ الأحوال لا تعكس صورة لبنان الحقيقي"، أشار الى أن "بعض أعضاء الحكومة يتلقون توجيهات من النظام السوري والدليل هو مشاركة مسؤول أمني بخطف الأخوة الجاسم وتسليمهم الى الدولة السورية وهذا ما ثبت في الاتصالات وفي مجريات لجنة حقوق الانسان".

من جهة أخرى، أبدى قاطيشة "تخوفه من عودة الاغتيالات لأن الساحة مفتوحة في لبنان على كلّ الاحتمالات في ظلّ غياب الأجهزة الأمنية وحماية الدولة اللبنانية"، معتبراً أن "خطف أي مسؤول أو مواطن وتسليمه الى جهات خارج الحدود أمر وارد في كلّ دقيقة".

وأضاف: "القتلة توقفوا عن ارتكاب عمليات الاغتيال بعد أن تعهدوا بذلك في اتفاق الدوحة وأعطوا ضمانة لذلك آنذاك ولكن التعهد اليوم غير موجود لافتاً الى أن من يشجع على الاغتيالات يتعرض اليوم لاهتزاز داخلي وثورات شعبية".

وعما اذا كانت عودة الاغتيالات تصب في مصلحة قوى 8 آذار، قال قاطيشة: "سيصب في مصلحة الثامن من آذار وراعيه لأن التهديد كان واضحاً بتفجير الشرق الأوسط في حال التدخل الخارجي في سوريا والأمر لن يتم الا من خلال الساحة اللبنانية وهذا ما يتجلى من خلال خطف المعارضين أو التهديد بتفجير الساحات".

أما حول لقاء 14 آذار بالمعارضة السورية، شددّ قاطيشة على أن "هذا القرار أتى بعد 8 أشهر من مراقبة الوضع و السكوت على المجازر" لافتاً الى أن "هذا اللقاء رسالة بأننا لن نسمح للنظامين السوري والايراني بالتمادي واللعب على الوتر اللبناني"، معتبراً أن "التداعيات على موقف 14 آذار بدأت منذ أشهر، اذ انهم لا يسمحون بقيام الدولة ولا حكم الحكومة محوّلين لبنان الى ساحة لتصدير الارهاب في ظلأّ غياب الحكومة الفعلي والأجهزة الأمنية" .

أما حول مطالبة النائب جنبلاط بتنحية الأمين العام المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، قال قاطيشة: " اتجهات هذا الانسان الحزبية معروفة، فهو ليس محايداً لتسلم مثل هذا المنصب لأنه تابع لأحد الأحزاب التي تدور في فلك النظام السوري ما يشكلّ تغطية لكل تجاوزات النظام الدبلوماسية أو السياسية اضافة الى أن الأجهزة الأمنية التي تزور دمشق تنسق مع النظام لتغطية وتأمين التجاوزات في الداخل اللبناني".

أما حول اطلالات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، رأى قاطيشة أن اطلالات السيد نصرالله باتت عادية والمعادلات التي يطلقها فقدت أهميتها اذ اننا نسمع الاسطوانة نفسها عن جهوزية المحاربة وعن وجود آلاف الاستشهاديين جاهزون للانتصار منذ 60 عاماً، ولكن كلّ الأنظمة استغلت هذا الكلام لقيام الديكتاتوريات وقتل الشعوب".

وتساءل قاطيشة: "هل فعلاً قتلت اسرائيل العالم كما فعلت هذه الأنظمة تجاه شعوبها على مدى 60 عاماً؟ معتبراً أن "السيد حسن يسعى لاحياء منطق تخلّى عنه العالم العربي ولكن الزمن سبقه وعليه البحث عن وسيلة أخرى للتخلص من الدكتاتوريات التي يمارسونها".

واذ رأى أن حزب الله اليوم بأقصى أزماته الوجودية، لفت الى أن أكثر الخائنين في العالم العربي هم من داخل كادراته القيادية وقسم منهم هرب الى اسرائيل ما يشكلّ أزمة أمنية ووجودية له، اضافة الى أن أغلب اللبنانيين اليوم ضد سلاح حزب الله وممارساته داخل لبنان".

وتابع: " الأسرة الدولية والعربية كلها ضدّ مواقفه ووجوده بشكل مسلح داخل لبنان حتى أن بعض الدول تتهمه بمنظمة ارهابية"، مؤكدا أن "الحزب لن يستطيع محاربة العالم ويدرك أنه بات موقعه المهدد وجوديا على مستوى الداخل والاقليم والعالم"، لافتاً الى أن "خطاباته تهديدية ليس الا رفع لمعنويات أنصاره فقط".

وختم: "لم يعد أحد يأخذ خطاب نصرالله بعين الاعتبار لأنه بات في دائرة الاتهام قضائياً وعلى المستوى السياسي اقليميا وداخلياً ودولياً".

وعن تصريح الرئيس الحريري عبر تويتر لانتخاب الدكتور جعجع لرئاسة الجمهورية ، قال قاطيشه: "نشكر الرئيس الحريري وهذا ليس الا دليل على أن مواقف رئيس القوات واضحة وصريحة على مدى الست سنوات انما ترشحه للرئاسة موضوع بعيد جدا لأننا في القوات اللبنانية لن نفكر بهذا الموضوع قبل حلّ الوضع السوري والايراني والتخلص من الوصاية ومن كل رواسبها".

* موقع 14 اذار

 

زياد القادري: دعا "حزب الله" الى اعادة قراءة التطورات الاقليمية والداخلية/الحكومة تقدم كل التسهيلات لمد اليد السورية الى الداخل اللبناني   

سلمان العنداري

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري ان " مسلسل اختطاف معارضين سوريين مستمر بعد اشهر من التصرفات والممارسات الامنية المرفوضة"، مشيراً في حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني الى ان " حوادث الخطف واضحة وفاضحة، وحصلت في وضح النهار، ومنها من امام مقرات رسمية. فالاخوة جاسم اخُتطفوا من امام سرايا بعبدا، والمناضل السوري شبلي العيسمي اختُطف من امام منزله، والطريقة التي تم التعاطي فيها مع سوريين في منطقة بئر العبد تثير الكثير من علامات الاستفهام".

واستنكر القادري صمت الدولة ونفي بعض الجهات الرسمية لحدوث اي اعمال خطف، فاعتبر ان "مسلسل ضرب المتظاهرين المتكرر في شارع الحمرا اكثر من مرة، قرب السفارة السورية، هو مشهد معبّر يدل على بشاعة التعاطي وعلى حقيقة الامور". متسائلاً عن "دور الاجهزة الامنية والجيش اللبناني في حماية الناس من هكذا انتهاكات وتجاوزات".

ووصف القادري ما يحصل اليوم في البلاد من اعمال امنية "بانه استباحة سورية للبنان"، متهماً الحكومة "بتأمين الغطاء لاعاة انتشار امني سوري في كل المناطق ".

واضاف: "يبدو ان الحكومة تقدم كل التسهيلات لمد اليد السورية الى الداخل اللبناني، فهل يجوز ان تفتح الاجهزة الامنية على حسابها الخاص، اذا ان بعض رؤساء الاجهزة يريدون اعادتنا الى زمن غابر ابان حقبة الوصاية السوري، وهذا موضوع لن يمر، وعلى الحكومة ان تقوم بواجباتها وان تتحمل مسؤولياتها كاملة في هذا الخصوص ".

وعن الإتهامات التي توجّه لقوى 14 آذار والتي تقول بأنها تحوّل ملف النازحين من ملف إنساني الى ملف سياسي بامتياز، رد القادري معتبراً ان "المحرك والحافز الاساسي لقوى 14 اذار في موضوع اللاجئين هو الحافز الانساني، ويأتي هذا الالتزام من منطلقات دستورية وقانونية، باعتبار لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية قائمة على مبدأ احترام الحريات العامة".

وشدد القادري على ان "قوى 14 اذار تدافع عن ثوابت انسانية من خلال دعمها لقضية اللاجئين السوريين، وهي تتصرف من منطلق حرصها ودفاعها عن حقوق الانسان والتنوع وحرية التعبير والديمقراطية واحترام كرامة الانسان في هذا البلد ، فلا يمكن الا ان نقف مكتوفي الايدي، وان نسكت على محاولات التنكيل الفاضحة لبعض اللائجين، من خلال حجب اي مساعدة اجتماعية او صحية عنهم".

وانتقد القادري طريقة تعاطي الحكومة مع اللاجئين السوريين، "خاصة بعد قرار الهيئة العليا للاغاثة بتعليق مساعداتها الصحية والاجتماعية للاجئين، الا ان عودتها عن هذا القرار جاء بعد ضغط شعبي وسياسي على كل الاصعدة، مع الاشارة الى ان عملها غير كاف والامور بحاجة الى مزيد من الجهد".

وقال: "في وقت خرج فيه العرب من السجن الكبير، تسعى حكومة الرئيس ميقاتي الى ابقائنا في زمن القمع والطغيان الذي انتهى الى غير رجعة".

وتطرّق القادري الى الحصار الذي تعانيه منطقة وادي خالد حيث يتواجد الالاف من اللاجئين السوريين، مؤكداً ان "وفد كبير من قوى 14 اذار ومن فعاليات المنطقة سيزور هذه المنطقة قريباً، ويطّلع على احوالها، وسيُظهر للمجتمعين العربي والدولي طريقة التعاطي والتجاوزات والانتهاكات اليومية التي تحصل على الحدود".

واشار القادري الى ان التحرك النيابي والشعبي والاعلامي نحو وادي خالد يهدف الى كسر الحصار، ومنع محاولات التعمية او التغطية على هذه التجاوزات اليومية الحاصلة".

وعن المواقف الاخيرة التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، تمنى القادري من الحزب "ان لا يمعن في قتل الدولة والمؤسسات، وان يتوقف عن تهديم المجتمع اللبناني المبني على التنوع واحترام الاخر والحريات والديمقراطية تحت مظلّة الدولة فقط لا غير، الا ان هذا الحزب ينظر بفوقية الى كل المكونات اللبنانية ونراه مستمر في سياسة الغاء الاخر وتخوينه وتهديده وترهيبه الى اقصى الحدود".

ودعا القاردي الحزب "الى قراءة التطورات الحاصلة في المنطقة من ثورات وربيع عربي لاعادة تكوين الرؤية بشكل صحيح بدل توريط لبنان في مواقف ومواقع غير متكافئة وغير متوازنة، ان مع المجتمع العربي او المجتمع الدولي".

وعن المحكمة الخاصة بلبنان، دعا القادري "حزب الله" الى الاعتراف بالمحكمة الدولية، بدل جرّنا الى مزيد من الانقسام الداخلي والى معركة خاسرة مع العالم، ولهذا ادعوه مرة اخرى لقراءة داخلية وخارجية معمّقة وموضوعية تعيده الى الحظيرة الداخلية وتمنع الانفجار الكبير في البلاد".

وعن تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، دعا القادري الحكومة اللبنانية "الى ابرام بند التمويل باسرع وقت ممكن للتأكيد على التزامات لبنان تجاه الشرعية الدولية، باعتبار المحكمة واجب وطني يتطلب درجة كبيرة من الالتزام". واضاف: "المحكمة تعني الوفاء لارواح الشهداء وحمايةً للعدالة والحرية، وحفاظاً على الاستقرار والامن والاجيال القادمة".

وتابع: "من خلال كلّ العناوين المطروحة اليوم، وبمعزل عن مسألة التمويل، ومن هنا وحتى اثبات العكس، يمكن القول ان الرئيس نجيب ميقاتي مستمر في تنفيذ اوامر وتعليمات "حزب الله" الذي اسقط الرئيس سعد الحريري قبل اشهر للانقضاض على المحكمة، ولضرب مسار العدالة، ولاضعاف الدولة وتشويهها".

هذا ووصف القادر الحكومة بانها "فاقدة للاهلية"، وانها "تحمي المتهمين الاربعة المتورطين في اغتيال الرئيس الحريري، ولهذا لا يحق لها ابداء اي رأي في موضوع المحكمة، ويتعيّن عليها ان تفي بالتزامات الدولة اللبنانية تجاه الامم المتحدة والقرارات الدولية".

واذ اكد ان "المحكمة مستمرة في عملها ان وافقت الحكومة الميقاتية على دفع حصتها منها ام لم توافق"، اشار القادري الى ان "الموقف السياسي الدولي سيتحدد وفقاً لما ستقرره طاولة مجلس الوزراء في هذا الموضوع".

*موقع 14 اذار

 

 جنبلاط لـ"حزب الله": مرروا التمويل وشهداء "14 آذار" من المقدسات 

مع انتهاء مهلة دفع الحكومة اللبنانية مستحقاتها للمحكمة الخاصة بلبنان, كما كشف الناطق باسمها مارتن يوسف على هامش الجلسة التي عقدتها غرفة الدرجة الأولى في المحكمة في لاهاي, أمس, تتزايد الضغوط على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لحسم موقفها من موضوع التمويل لتفادي تعريض لبنان إلى مواجهة حتمية مع المجتمع الدولي في حال رفضها القيام بما يتوجب عليها في هذا الإطار, سيما أن المعلومات المتوافرة ل¯"السياسة" من مصادر سياسية ومالية رفيعة في المعارضة, تشير إلى أن مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب دانيال غلايزر, الذي زار بيروت أول من أمس نقل رسالة شديدة اللهجة إلى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم من مغبة رفض لبنان لدفع حصته من تمويل المحكمة, لأن ذلك سيعرضه لعقوبات مالية قاسية لا يمكن التكهن بنتائجها.

وشدد المسؤول الأميركي, وفقاً للمصادر, على أن المجتمع الدولي يولي المحكمة اهتماماً كبيراً, ما يفرض على لبنان التعامل بأقصى درجات المسؤولية مع هذا الاستحقاق, وفي إطار احترامه قرارات الشرعية الدولية ومن بينها القرار 1757, لكي لا يظهر بمظهر الدولة المارقة والمتمردة على القرارات الدولية, مشدداً على أن هناك التزاماً دولياً بأي قرار تتخذه الأمم المتحدة بخصوص عقوبات قد تفرض على لبنان إذا ما رفض تمويل المحكمة, ومحذراً في الوقت نفسه المؤسسات المالية اللبنانية بضرورة تقيدها بالتزام تطبيق العقوبات والقيود المالية المفروضة على النظام السوري, نظراً لحاجة لبنان إلى حماية قطاعه المالي من محاولات سورية للتهرب من العقوبات المالية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.

في غضون ذلك, برز موقف لافت لرئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط, في إطار سلسلة مواقفه المتميزة عن حلفائه في قوى "14 آذار", حيث نصح "حزب الله" بتمرير تمويل المحكمة, مؤكداً ان شهداء "ثورة الأرز" و"14 آذار" هم من المقدسات.وبشأن إمكانية طرح بند التمويل على التصويت داخل الحكومة, قال جنبلاط, في مقابلة مع قناة "العربية" الفضائية, مساء أول من أمس, "إذا كان "حزب الله" لا يريد لحلفائه أن يصوتوا فسيسقط القرار لكن هذا سيكون خطأ في السياسة".

واضاف "سمعنا الحزب يقول إن المتهمين من المقدسات لكن عليهم ان يفهموا ان من استشهدوا من رفيق الحريري وصولاً إلى أنطوان غانم ومرورًا بمن نجوا هم أيضًا من المقدسات, وأنصحهم بأن يمرروا التمويل". وبشأن مسلسل اختطاف معارضين سوريين من لبنان, قال جنبلاط: "نحترم الأمن السوري لكن على الأمن السوري أن يحترم الأمن اللبناني ويحترم خصوصية لبنان ونحن أحرار في أن نقوم بأي تظاهرة", مشدداً على ضرورة "توحيد عمل الأجهزة الأمنية بإشراف رئيسي الجمهورية (ميشال سليمان) والحكومة (نجيب ميقاتي) للتدقيق في المعلومات (عن خطف معارضين سوريين في لبنان)". وبشأن دخول شاحنات الجيش اللبناني إلى سورية, قال جنبلاط: "كان الجواب بأن الجيش اشترى انواعاً

من المعدات والكابلات لكن الأهم مركزية القرار إذ لا يحق ان يذهب إلى دمشق من دون أن يُطلع السلطة السياسية".

واضاف "لا لاستعمال لبنان ضد سورية وبالوقت عينه لا لاستباحة أمن لبنان ونعم للتنسيق الأمني بين لبنان وسورية لكن وفق الضوابط وعدم العودة للاستباحة الأمنية".

المصدر : السياسة

     

الجميل لـ"النهار": لندع السوريين يقررون لبلادهم

بيار عطاالله/النهار     

تميز الرئيس أمين الجميل بين الزعماء المسيحيين في لبنان بأنه الوحيد الذي زار مصر عقب الثورة التي اطاحت الرئيس المخلوع حسني مبارك، وعقب المجزرة التي تعرض لها الاقباط وسط القاهرة. كما ان الجميل هو الزعيم اللبناني المسيحي الوحيد الذي سافر الى تركيا "المتهمة بادارة الثورات العربية وتوجيهها" حيث التقى قياداتها واستمع الى رأيها في ما يجري مباشرة من غير اعتماد على تحليلات وتقارير اعلامية، وهو يخوض مناقشات مع "الثائرين العرب" لمحاولة استشراف مقاصدهم وغاياتهم وما يرمون اليه، خصوصاً في الشأن السوري الذي يعتبره مميزاً وشبيهاً بالوضع اللبناني وحساسياته المجتمعية والطائفية الدقيقة. وفي حين يقر الرئيس الجميل بأن مواقف الكتائب غير المنحازة والمتوازنة في مقاربة ما يجري "غير شعبية" يجزم "ان هذا هو الموقف الصحيح المطلوب وستثبت الايام صحته".

يميز رئيس الكتائب في مقاربته ما يجري بين المبدأ والواقع، ففي المبدأ يقول انه "لا يمكن المرء الا التضامن مع كل حركة شعبية تنادي بالحرية والديموقراطية والمشاركة في صنع القرار، وتالياً لا يمكن الكتائب الا ان تؤيد هذه الحركة الواسعة التي ترفع شعارات التغيير في مواجهة الديكتاتوريات والانظمة التعسفية والتي كان لا بد من ان تنفجر يوماً". وهو ينطلق في قراءته لما يجري من واقعتين، الاولى السعي الدائم والمتواصل الى تجنب خيار العنف اكان لدى الاخرين ام في لبنان، وفي رأيه ان انتقال العنف الى لبنان ستكون له نتائج وخيمة على الجميع. اما الواقعة الثانية فهي التمسك برفض تصدير العنف والسلاح الى سوريا، او اعطاء انطباع لاي كان بأن لبنان يتدخل في شؤون جيرانه مما ينعكس سلباً على مستقبل لبنان ويشكل سابقة تستخدم ضد المصلحة اللبنانية لاحقاً.

ويسجل رئيس الكتائب جملة ملاحظات اساسية تشكل العمود الفقري في تحليله لتطور الاحداث، بدايتها ان لا نظرة واحدة لدى المعارضة السورية الى المستقبل، واستطراداً يشير الى ان المعارضة السورية ليست موحدة على مستوى الاهداف التي يكتنفها الضباب في شكل او في أخر. ويضيف شارحاً: "لدى الاسلاميين في طرابلس اسبابهم الخاصة لتأييد الانتفاضة السورية، ولدى بعض اللبنانيين رغبة في تغيير النظام السوري ويريدون بديلاً على قياس رغباتهم وامانيهم. لكن الأهم ان نترك السوريين يقررون عن انفسهم وما هو الأفضل لهم مستقبلاً. وما يهمنا في الكتائب هو قيام نظام ديموقراطي يضمن حقوق كل مكونات المجتمع السوري المتنوع ويحترم وجودها وحرياتها، والجميع بالنسبة الينا مواطنون سوريون".

مكونات لا أقليات

يتجنب الجميل استخدام كلمة اقليات في سوريا، ويفضل كلمة "مكونات المجتمع السوري"، ويقول استطراداً عن وضع المسيحيين السوريين انهم مثال عن الشعب السوري الساعي الى الحرية والديموقراطية وحماية هذا التنوع. يريدون التغيير والحرية والديموقراطية لكنهم يشعرون بالقلق مما يخبئه لهم المستقبل للاسباب التي اصبحت معروفة". ويطرح الامور بتساؤل عن مدى قدرة "المجلس الوطني السوري" المعارض على وضع رؤية واضحة ومتكاملة الى مستقبل سوريا من اجل طمأنة مكونات المجتمع السوري ومن ضمنه المسيحيون الذي يصف وضعهم بأنه "قلق" على  رغم رغبتهم وسعيهم المتواصل الى صياغة حلول تؤدي بسوريا الى طريق الحداثة والديموقراطية. ويشرح انه خاض في مناقشة مع عدد من قادة "الثائرين" في الدول العربية، وسمع منهم انهم حرصاء على مشاركة المسيحيين في صناعة المستقبل في هذه الدول، ولكن تبين له من خلال المناقشات ان ثمة توجهات اصولية وتناقضات بين مكونات هذه القوى، الأمر الذي يطرح علامات استفهام عدة.

"الأتراك على الارض"

وعن زيارته الأخيرة لتركيا، يشرح الرئيس الجميل انه عاد بانطباع أن الاتراك لا يطلقون شعارات في الهواء بل ينفذون ما يقولونه "على الارض"، وتالياً أن حزب العدالة والتنمية الحاكم ومن خلفه تنظيم "الاخوان المسلمين" يبذلون جهداً كبيراً للانفتاح على اوروبا والحداثة والتعددية من دون التخلي عن المنطلقات الاسلامية. ويستطرد في تحليله أن من مصلحة تركيا واهدافها  الاستراتيجية قيام انظمة منسجمة مع توجهاتها هذه في سوريا والعراق، والواضح ان ثمة تكاملا بين توجهات الدول الغربية وتركيا في طريقة التعاطي والثورات على صعد مختلفة "لكن احداً لا يعلم ماذا يجري على المستوى المخابراتي، لأن تركيا لا تخفي توجهاتها المؤيدة لمسار الثورات العربية، خصوصاً في سوريا".

وفي تحليله ان الاتراك لن يقفوا مكتوفين في حال وقوع النظام السوري في الفوضى أولاً، وفي يد الاصولية المتزمتة ثانياً، لأن الفوضى والتزمت الديني مرفوضان لدى الاتراك ويتسببان بانعكاسات داخلية على الداخل التركي المتنوع كردياً وعلوياً.

البديل المؤهل للتغيير

يعتبر الجميل ان الاحداث السورية تعود في جذورها الى خمسينات القرن الفائت، عندما تراكمت الاوضاع السيئة وتفاقم الكبت والقمع واللامساواة على حساب حرية الناس ورغيف خبزهم، وكانت احداث تونس التي فتحت اعين الرأي العام العربي على ما يعانيه. وهو يشير الى ان منع قيام النخب وتعطيل الحياة السياسية ومنع قيام بدائل من الانظمة العسكرية والامنية يؤدي الى الخشية من المستقبل وصعوبة تأمين البديل المؤهل للتغيير، ويقول: "في مصر تقاليد مؤسساتية، الى حد ادنى من الحرية سمح بقيام نخب قادرة، لكن الامور مختلفة في سوريا حيث منعت سياسة القبضة الحديد التي مارسها النظام اي اطر سياسية او اجتماعية قادرة على انقاذ الاوضاع، والسؤال عما اذا كانت المساعي الجارية لتشكيل اطر قادرة على التغيير ستنجح ام لا ؟". يعتقد الجميل أيضاً ان ايران ستسعى بكل قواها الى الحفاظ على النظام القائم في سوريا، لكن طهران في رأيه تستعد لكل الاحتمالات ومنها انهيار النظام السوري حليفها، وكذلك "حزب الله" الشبيه بالحالة الايرانية والذي يقوم الموقف جيداً ولديه حساباته واوضاعه وتقديراته لمختلف الاحتمالات.    

 

"لقاء الأحزاب" طالب بالادعاء على جعجع

النهار/اعتبر "لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية"، "أن نصب بعض الخيم الخاوية في منطقة وادي خالد من الجماعات المرتبطة بتيار المستقبل المتورط في دعم أعمال التخريب في سوريا، إنما هو محاولة يائسة للايحاء بأن هناك مواطنين سوريين لجأوا الى لبنان هرباً من سوريا، واستخدام هذا الأمر كوسيلة لتأليب الرأي العام في لبنان وسوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد". ودعا القضاء المختص الى "أخذ صفة الادعاء على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اتهم الاجهزة الامنية والقضائية بالتستر على خطف مواطنين سوريين، في محاولة واضحة لتوفير الحماية للعناصر الارهابية الهاربة من سوريا". 

 

سيناريو حرب إيرانية - إسرائيلية لن تقع

بقلم سليم نصار – لندن/الحياة

بحسب تقديرات المحللين فإن غرق سوريا في حرب اهلية محتملة سيضطر النظام الايراني الى تحصين نفسه ضد موجات "الربيع العربي". لهذا كان الاستعجال في عملية تطوير صناعة القنبلة الذرية كرادع مخيف.

مع اقتراب موعد الرابع عشر من تشرين الثاني الحالي، تزداد التكهنات حول مضمون التقرير الرسمي للبرنامج النووي الايراني. وقبل ان تعلن الوكالة الدولية للطاقة الذرية محتوى التقرير، سارع الرئيس الاميركي باراك اوباما، الى تمديد حال الطوارىء تجاه طهران. وأبلغ البيت الابيض الكونغرس بتمديد حال الطوارىء سنة اضافية بدءاً من 14 تشرين الثاني 2011. ويبدو ان هذا القرار اصبح جزءاً من تقاليد السياسة الخارجية الاميركية، بدليل تكراره منذ 14 تشرين الثاني 1979. يومها اعلن الرئيس جيمي كارتر حال الطوارىء تجاه ايران كونها تشكل تهديداً للامن القومي واقتصاد الولايات المتحدة.

يوم الثلثاء الماضي، اعلن وزير الخارجية الايرانية علي اكبر صالحي، نفيه المسبق للاتهامات التي يتوقع ان يتضمنها تقرير وكالة الطاقة الذرية. وأكد في مؤتمر صحافي، ان التقرير يستند الى وثائق زائفة، سبق ان ردت عليها طهران في شكل مفصل.

الدول الغربية – وفي مقدمها اميركا – لا تجد في تعليق الوزير صالحي ما يطمئن العلماء الذين يتتبعون النشاط المتزايد لعمليات تخصيب الاورانيوم في ايران. وتدعي معلومات سربتها صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان العلماء الايرانيين باشروا في نقل اجهزة الطرد المركزي الى المنشأة النووية في "برودو" القريبة من مدينة "قم". وهذه المنشأة اكتشفتها طائرات التجسس سنة 2009 قالت واشنطن في حينه انها مبنية داخل جبل حصين يستحيل رؤيتها او مراقبتها.

وصرح الوزير البريطاني لشؤون الشرق الاوسط اليستر بارت، اثناء زيارته للكويت، ان الايرانيين بدأوا في نقل اجهزة الطرد المركزي الى المنشأة الجديدة قرب "برودو"، الامر الذي يؤكد اصرارهم على تحقيق المشروع النووي لاغراض عسكرية.

وقد كرر هذه الاستنتاجات وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك خلال زيارته الاخيرة للندن، مدعياً ان "الموساد" اكتشف موادّ مرتبطة بالمشروع النووي. وتحدث من موقعه العسكري الى العسكريين البريطانيين، مؤكداً صعوبة ضرب المفاعل من الجو – كما حدث مع المفاعل النووي العراقي – وذلك بسبب وجوده داخل جبل حصين وآمن. لهذا السبب، قال باراك، ان مشاركة القوة الجوية الاميركية اكثر من ضرورية، لأنها تملك صواريخ جوالة تستعمل ضد قواعد المنظمات الارهابية.

صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية، هاجمت بقسوة مدير الوكالة الذرية السابق محمد البرادعي، مدعية ان تقاريره الملفقة كانت بمثابة تغطية خدع بها العالم، واعطى ايران الوقت الكافي لصنع سلاح ذري. ورفض البرادعي هذه الاتهامات، مشدداً على اهمية دوره الحيادي والموضوعي في تسجيل الحقائق. وقال ان تلك الحقائق لا تخدم الدول الداعية الى فرض عقوبات على ايران لاسباب سياسية. ويرى البرادعي ان توقيت شن الحملة ضده يتزامن مع موعد خوضه معركة الرئاسة في مصر.

ولكن الحملة الاسرائيلية تستند الى معلومات جديدة وفرتها الوكالة الدولية للطاقة، وفيها ما يثبت نية ايران تطوير سلاح نووي. وعلى هذه الادعاءات رد الرئيس محمود احمدي نجاد، بالقول: إن بلاده لن تتراجع قيد انملة عن الطريق الذي تسلكه. ورأى نجاد ان الشعب الايراني ذكي ولن ينتج قنبلتين نوويتين في مواجهة عشرين الف قنبلة يملكها الغرب. وهو يتوقع عاصفة ديبلوماسية قوية داخل الاجتماع الخاص لمجلس الوكالة المقرر عقده في فيينا يوم 17 الجاري.

ومن هذه الخلفية يطل السؤال المتعلق باتفاق الدول الغربية على ضرب المفاعلات النووية الايرانية، ام الاكتفاء بتشديد قبضة العقوبات؟

الاحزاب اليمينية والدينية المتطرفة في اسرائيل، بدأت تحرض نتنياهو على الاقتداء بمثله الاعلى مناحيم بيغن. وكتب اوري هايتنر مقالة يذكر فيها بأن شمعون بيريس واسحق رابين، كانا في طليعة المعترضين على عملية ضرب المفاعل النووي العراقي في حزيران 1981. ولما نجحت تلك الغارة، خرج منها بيغن منتصراً على خصومه الشكاكين، وهذا ما اراد ان يفعله ايهود اولمرت يوم قرر ضرب ما وصفه بالمفاعل الذري السوري.

وبناء على نتائج هاتين العمليتين، يطالب قادة الأحزاب الدينية رئيس الحكومة نتنياهو، بألا يتخلى عن الخيار العسكري في حال تأكد ان السلاح الذري الايراني اصبح حقيقة. واعتبروا ان هذا السلاح يشكل خطراً داهماً على وجود اسرائيل، كما يغير وجه الشرق الاوسط بحيث تصبح المنطقة كلها رهينة النظام الايراني.

الاحزاب المعارضة في بريطانيا وفرنسا والمانيا، تتخوف من عواقب الشحن الاعلامي الذي ينظر الى ايران نظرته الى عراق صدام. وهي تتطلع الى السلاح الذري في حوزة ايران، كضمانة امنية توجب الاحترام. تماما مثلما ساعدت القنبلة النووية باكستان على مواجهة الهند، الامر الذي انتج الحوار المتواصل.

يقول الصحافيون الذين رافقوا الرئيس اوباما الى قمة العشرين في كان ان اثارة موضوع القنبلة الذرية الايرانية لم يكن على جدول الاعمال. ويرجح هؤلاء أن وراء طرح هذه المسألة، نية مبيتة للحصول على قرار يزيد من حجم العقوبات الدولية على ايران. والغاية كما يراها الرئيس نجاد تكمن في ابتزاز روسيا والصين لحضهما على فرض عقوبات اضافية على المصرف المركزي الايراني مقابل تفادي الضربة العسكرية.

والثابت أن روسيا لا تزال ثابتة على موقفها الداعم لايران، في حين تراجعت الصين عن ذلك منذ سنة تقريبا. والدليل أنها خفضت استثماراتها في قطاع النفط والعاز، الامر الذي اغضب طهران والسبب كما يراه الاميركيون، ان بيجينغ تسعى الى استرضاء واشنطن تحاشيا لعقوبات اميركية على شركات الطاقة الصينية. ومثل هذا القرار يعتبره الرئيس نجاد مضرا بمصالح بلاده التي تشكل ثاني اكبر منتج في اوبيك، خصوصا ان الصين تمثل القوة الوحيدة على الساحة الدولية التي تستطيع ضخ استثمارات بمليارات الدولارات.

وبما ان ايران تحتاج الى العملة الصعبة لمواجهة العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، فقد رأت في سلوك بيجينغ ضربة موجعة لاقتصادها.

وتقول المتحدثة باسم البيت الابيض كيتلين هايدن، ان الرئيس باراك اوباما ضغط على الصين لكي تضاعف ضغوطها من اجل كبح جماح الانشطة النووية الايرانية. وهذا ما فعله نائبه جو بايدن، اثناء زيارته لبيجينغ في الآونة الاخيرة.

واعتبر المعلق الاسرائيلي الكس فيشمان، ان ارتفاع حدة التهديدات الاسرائيلية لايران يخدم الادارة الاميركية لأنه يساعدها على طرح قرار في مجلس الامن بموافقة كل من روسيا والصين يقضي بتشديد العقوبات الاقتصادية والديبلوماسية على طهران بهدف تجميد برنامجها النووي. وترى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ان واشنطن مهتمة بتسريع عملية فرض العقوبات، على امل ضبط النفوذ الايراني ومنعه من الاستيلاء نهائيا على العراق عقب انسحاب القوات الأميركية آخر السنة.

في ضوء البيان الذي اصدره اوباما حول نيته اخراج الجنود من العراق، بعث نائب الرئيس جو بايدن بتهديدات صريحة الى ايران وذهبت وزيرة الخارجية كلينتون الى ابعد من ذلك عندما توجهت الى المعارضة الايرانية طالبة المساعدة الدولية، مثلما فعل ثوار ليبيا. والسبب في ذلك أن طهران تتهيأ لارسال قوات من الحرس الثوري عبر الحدود العراقية من اجل ضبط المنظومة الاقليمية التي بنتها، ومنع المعارضة السورية من اسقاط نظام حليف.

وبحسب تقديرات المحللين، فان غرق سوريا في حرب اهلية محتملة، سيضطر النظام الايراني الى تحصين نفسه ضد موجات "الربيع العربي". لهذا كان الاستعجال في عملية تطوير صناعة القنبلة كرادع مخيف. والمؤكد ان الرئيس نجاد كان هو الشخص الذي يقف وراء قرار الاستعجال، بدليل ان مرشد النظام والزعيم الاعلى علي خامنئي هدد بالغاء منصب الرئاسة. وكان هذا التهديد بمثابة رسالة واضحة لنجاد الا يخرج عن حدود صلاحياته.

ودافع نجاد عن موقفه المتصلب باعلان سلسلة اسباب رد فيها على تهديد خامنئي. وقال ان خروج القوات الاميركية من العراق يشير بوضوح الى سياسة العزلة والانطواء وغياب الرغبة لدى اوباما في الغرق بمزيد من المواجهات الحربية. اضافة الى هذا، فان وقوف اوباما على عتبة سنة انتخابية صعبة، ستقيد حرية المناورة في الداخل خصوصا ان الازمة الاقتصادية الخطيرة بدأت تربك خطواته. وفي ضوء هذه المعطيات، يظهر سؤال آخر: هل يغامر احمدي نجاد، بقراءة  خاطئة لاستراتيجية اميركيا المقبلة؟ من المفترض أن تزداد مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي في حال تعاظم نفوذ ايران في العراق، واعلنت عن امتلاك قنبلة ذرية. ويرى الصقور في ادارة اوباما، ان الانسحاب من العراق، يفسح في المجال لتسديد ضربة عسكرية الى ايران، تطمس في اذهان الرأي العام، صورة الدولة الضعيفة التي ستنسحب من العراق وافغانستان. ويرى هذا الفريق، ان المواجهة العسكرية ربما تحسن مكانة الرئيس في الانتخابات المقبلة، بعدما أعطته مشاركته في اسقاط النظام الليبي، دفعة قوية من فرص الفوز والنجاح!*(كاتب وصحافي لبناني)      

 

زيارة البطريرك الى طرابلس.. أُجِّلت أم أُلغيَت؟السبت 12 تشرين ثاني 2011

مرلين وهبة/الجمهورية

لن تشمل بركة البطريرك بشارة الراعي طرابلس أثناء زيارته الرعوية غدا الأحد لمنطقة الشمال، حيث سيلامس أطرافها إذ سيزور جارتها الكورة الخضراء ضمن زياراته الرعوية التي دأب عليها منذ توليه السُدّة البطريركية، ولن يحلّ ضيفا على عاصمة الشمال، على رغم من الرغبة العارمة لدى الفئات الطرابلسية المختلفة بالترحيب به في مدينة تتعرض صورتها حاليا لكثير من التجني بإظهارها مدينة متطرفة وسلبية وتضطهد المسيحيين بعدما كانت على الدوام مدينة العيش الوطني الواحد. ويقول أحد أبناء رعية طرابلس المارونية بعد حديثه عن الزيارة البطريركية الملغاة لطرابلس، أن هذه الزيارة كانت ستستهل بمحطة أولى في دار المطرانية في وسط طرابلس، يليها غداء يقيمه على شرفه مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في فندق "كواليتي إن" فزيارة سريعة لمنزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومن ثم الى كنيسة مار مارون، فكنيسة سيّدة النجاة التي يشرف عليها الرّهبان الأنطونيّون في الميناء، ومن ثمّ دار المطرانية حيث من المقرر المبيت فيها". ويضيف: "إن الحسرة الآن هي ان البطريرك سيتناول غداءه وفق البرنامج الجديد في مطعم الشاطر حسن عند التلة المشرفة على طرابلس، وينظر الى المدينة من فوق نظرة بانورامية من دون ان يزورها نتيجة اسباب بسيطة كان من المؤكد تفاديها وستكون نتائجها سلبية على المدينة".

وعلى رغم من الاعلان من ان سبب تأجيل زيارة الراعي لطرابلس مرده إلى وجود المفتي الشعار في مكة لأداء فريضة الحج. فإن إلغاء هذه الزيارة وفق مصادر سياسية مطلعة، يرتبط بتبريرات منها التحذيرات الأمنية والخلافات المفترضة بين ميقاتي والشعار على أحقية تكريم البطريرك والانقسامات السياسية داخل المدينة، خصوصا في ظل رغبة الطائفة العلوية بأن يضم الراعي منطقة جبل محسن الى جولته الطرابلسية مع ما تحمل هذه المحطة من إشكالية طائفية داخل طرابلس، خصوصا في ضوء الأحداث الجارية في سوريا وموقف الراعي من انهيار النظام السوري؛ الامر الذي دفع احد المطارنة الى طلب عقد اجتماع في بكركي للتشاور تقرر بنتيجته استثناء طرابلس من جولة الراعي في الشمال غدا الاحد.

ويقول أحد السياسين الطرابلسيين "أن استثناء المدينة حصرا من هذه الجولة البطريركية سيكون بمثابة ضربة جديدة تتعرض لها صورة المدينة والخاسرفي هذه الحال ليس المسيحيين فيها، بل عموم العائلات الطرابلسية التي اعتادت العيش في ما بينها، وخير دليل هو احياء شعائر رمضان الكريم داخل مبنى المطرانية المارونية كل سنة وإقامة الصلاة في صحن المطرانية، وذلك كتقليد سنوي تاريخي في طرابلس". ويضيف هذا السياسي "أن طرابلس التي أعطت أبناءها سمات التنوع والحداثة في ثقافتهم تغيرت وأوغلت في صورة نمطية متطرفة لا تتفق مع تاريخها".

وكذلك ثمة شعور عام في الشارع الطرابلسي مفاده أن المدينة تدفع ثمن الانقسام العمودي في لبنان بحيث تم استثناءها من جولة الراعي الشمالية، ما ولًد استياء وحسرة جاء معاكساً لما تم تداوله من أن اسباب طائفية بامتياز لهذا الاستثناء، وتتعلق بعدم رغبة الجمهور السني باستقبال البطريرك الماروني، وخير دليل هو عدم المس بأي كنيسة في طرابلس طوال سني الحرب الأهلية البغيضة عكس ماجرى في مناطق أخرى في لبنان .

 

المناصفة لا يحققها إلا قانون انتخاب طائفي

لمَ لا تؤلّف "8 و14" تكتلين يتنافسان في 2013؟

اميل خوري/النهار

السؤال الذي لم يتم التوصل الى اتفاق على جواب عنه هو: أي قانون للانتخابات يترجم ترجمة حقيقية المناصفة بين المسيحيين والمسلمين التي نص عليها دستور الطائف بعدما تبين أن كل القوانين التي أجريت الانتخابات على أساسها لم تحقق هذه المناصفة لأن عدداً من النواب المسيحيين يفوزون في بعض الدوائر بأصوات المسلمين الشيعة أو السنّة أو الدروز، وهذا ما جعل "اللقاء الارثوذكسي" يدعو إلى أن ينتخب كل مذهب نوابه حتى إذا صار انتخابهم من كل المذاهب في دورة ثانية كما يقترح البعض بهدف اعطائهم الطابع الوطني وليس المذهبي الصرف، فإن المذاهب الاسلامية تكون ملزمة انتخاب من انتخبتهم المذاهب المسيحية وكذلك الأمر بالنسبة إلى النواب المسلمين ريثما يصير في الامكان الغاء الطائفية السياسية أو قيام أحزاب وطنية تنتخب لوائحها المتنافسة على اساس خطها السياسي وليس  على أساس مذهبي.

ولوحظ أن نتائج الانتخابات الطالبية في عدد من الجامعات جعلت طرفاً يدّعي بأن الفوز تحقق له بأصوات الشيعة، وطرفاً آخر يدعي بأن الفوز تحقق لسواه بأصوات السنّة، بحيث أن هذا الأمر قد يتكرّر في الانتخابات النيابية إذا ظلّ النظام الأكثري هو المعمول به. ويقول مرشحون فازوا في الانتخابات الماضية بأصوات غالبية المسيحيين لكنهم سقطوا بأصوات الأقلية المسلمة في الدائرة، وكذلك بالنسبة الى مرشحين مسلمين سقطوا بأصوات الأقلية المسيحية في الدائرة، إنه ليس معقولاً ولا منطقياً أن يفوز مرشح بغالبية أصوات طائفته ليسقط بأصوات أقلية من طائفة أخرى، ففي ذلك غبن وشعور بالاحباط وتعطيل لصحة التمثيل السياسي. فكيف السبيل إذاً لتحقيق صحة هذا التمثيل الذي يجمع بين التمثيل المذهبي والتمثيل الوطني ترسيخاً للعيش المشترك وتحصيناً للوحدة الداخلية؟

الواقع أن اي صيغة من الصيغ المطروحة لقانون الانتخابات النيابية لن تحقق المناصفة الفعلية والحقيقية بين المسلمين والمسيحيين، بل تبقى المناصفة بالنسبة الى المسيحيين منقوصة وإنْ بنسب متفاوتة بين صيغة وأخرى، ولا شيء يجعل هذه المناصفة سياسية ووطنية معاً إلا إذا قامت أحزاب وطنية لكل منها خطه السياسي وتوجهاته الداخلية والخارجية، وهو ما كان سائداً في الماضي يوم كان التنافس السياسي والحزبي شديداً بين "الكتلة الوطنية" و"الكتلة الدستورية" على مساحة لبنان كله، فكان الناخب الى أي مذهب انتمى او منطقة ينتخب لائحة هذا الحزب او لائحة ذاك الحزب وكأنها لوائح شبه مقفلة وإن بصورة غير رسمية، لأن ناخبي كل حزب كانوا يحرصون على منع التشطيب كي تفوز اللائحة بكل مرشحيها، ولم يكن معظم الناخبين يعرفون كل المرشحين في اللائحة بل يعرفون ان هؤلاء ينتمون سياسياً الى هذا الحزب أو ذاك ومن يفوز بأكثرية المقاعد النيابية بحيث تكون له رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس ورئاسة الحكومة والوزراء، وتكون المعارضة للأقلية التي تأمل في أن تصبح أكثرية في انتخابات لاحقة.

والعودة الى هذين الحزبين أو أكثر لا تتم بجعل كل مذهب ينتخب نوابه لأن هذا من شأنه أن يقيم أحزاباً طائفية تهدّد صيغة العيش المشترك والوحدة الوطنية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل في الامكان جعل قوى 8 آذار تكتلاً ينافس تكتل قوى 14 آذار في الانتخابات وإن بلوائح مغلقة خوفاً من أن يتم التشطيب بدوافع مذهبية فيتأمن بهذا التشطيب فوز من لا يمثّل مذهبه وذلك تمهيداً لقيام احزاب وطنية يصير التنافس في ما بينها على الخط السياسي لكل  حزب وليس على انتمائه المذهبي؟ وإذا كان ثمّة مرشحون لا يريدون أن يكونوا في لوائح 8 و14 آذار فإن في إمكانهم أن يؤلّفوا لوائح من مستقلين أو وسطيين، بحيث يشكلون قوّة فصل بين 8 و14 آذار وصوتاً مرجحاً عند التصويت على اي مشروع. الواقع أن ليس أصعب من وضع صيغة قانون للانتخابات تجمع بين صحّة التمثيل المذهبي والتمثيل الوطني عندما تكون الاحزاب والتكتلات والتيارات طائفية، أو عندما يكون الصوت المسلم بغالبيته واحداً موحداً، والصوت المسيحي بغالبيته متعدّداً يتوزع على مرشيحن كثر، فيما يصب الصوت المسلم الموحّد بغالبيته على مرشحين معينين لتأمين فوزهم.

 

توقعات بكسب الوقت بلا اتجاهات حاسمة

المبادرة العربية تمهّد لنضوج الموقف الدولي؟

روزانا بومنصف/النهار

فيما تتجه الانظار اليوم الى القاهرة من اجل متابعة اعمال الجامعة العربية ومناقشاتها في شأن المبادرة التي اتخذتها لحل الازمة السورية والموقف الذي ستتخذه بعد انتهاء المهلة التي حددتها من اجل تنفيذ الشق الاول من المبادرة، كشفت مصادر سياسية على اتصال ببعض اعضاء اللجنة الوزارية العربية المكلفة مناقشة الوضع في سوريا ان الدعم العربي للنظام السوري قد تضاءل او تراجع الى حد كبير عما كان عليه قبل بعض الوقت في ضوء عاملين مهمين: الاول انحسار عدد الدول التي كانت لا تزال مؤيدة للنظام الى دولتين احداهما هي الجزائر والاخرى لبنان على رغم اعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التزام تحييد لبنان في موضوع سوريا ومع انسحاب السودان اخيرا من نادي هذه الدول ومغادرة بعض الدول الاخرى الموقع الوسطي ايضا. والعامل الثاني ان الدول العربية باتت متيقنة منذ اقرارها المبادرة من اجل انهاء الازمة السورية ان النظام لن يسير بهذه المبادرة ولن يقوم بالاصلاحات المطلوبة منه. وهذا الامر يحرج الدول العربية التي ادرجت ما ورد في مبادرتها على قدر كبير من الالتباس من اجل الا تضطر اليوم السبت الى حسم موقفها واعلان خطوات واضحة تماما. اذ ان الالتباس الذي اكتنف عددا من النقاط التي وردت من بينها على سبيل المثال لا الحصر ما يتعلق بارسال مراقبين عربا للتثبت مما حصل او الدعوة الى اجراء حوار لم تتضح لا عناوينه ولا مضمونه ولا اطرافه المشاركة فيه عمليا بما من شأنه ان يفسح المزيد من الوقت الضائع امام الدول العربية.

وبحسب هذه المصادر، فان الرئاسة القطرية للجنة تدرك اكثر من غيرها ومقتنعة بأن لا امل في اي تغيير جذري حتى لو التزم النظام مضمون المبادرة العربية وتنفيذها كذلك الامر بالنسبة الى سائر الدول العربية التي وفق ما تكشف المصادر السياسية نفسها باتت لا تدافع عن النظام او تتحدث عن اعطائه فرصة اضافية من اجل القيام بالاصلاح بعدما احرجها سقوط المزيد من الضحايا يوميا بل هي اصبحت تتمسك بمقولة رفض التدخل الخارجي ليس اكثر ولا اقل من باب الدفاع عن سيادة الدول وليس حماية للنظام او دفاعا عنه.

إلا ان هذا لا يعني حكما ان اجتماع اللجنة الوزارية العربية سيؤدي الى اتخاذ موقف من النظام السوري بل ثمة ترجيحات لمزيد من الوقت الضائع على رغم ما تواجهه الجامعة العربية من مسؤولية في ترك الامور على حالها مع سقوط المزيد من القتلى في سوريا، وعلى رغم اعلان وزير الخارجية القطري ان الامور لا تحتمل اللف والدوران. اذ ان المزيد من هذا الوقت الضائع ربما يساهم في انضاج بعض المسائل من بينها على سبيل المثال صدور موقف تركي حازم سبق للمسؤولين الاتراك الكبار ان اعلنوا نيتهم في اتخاذه. اذ ان مواجهة الدول العربية طريقا مسدودا وعجزا في التقدم في هذا الاطار هو نتيجة انقسامات لا تزال موجودة او عدم وجود اجماع كما هي الحال بالنسبة الى ليبيا. فالعجز العربي يمهد لتقديم تغطية لموقف اكثر حزما من جانب الاتراك ومواز للموقف الاوروبي من النظام.

وتقول هذه المصادر إن الروس لم يقتنعوا بعد برحيل الرئيس السوري بشار الاسد على غير ما هي الحال بالنسبة الى الدول الغربية وحتى عدد كبير من الدول العربية وربما حين يصلون الى هذه النتيجة سيسألون عن الضمانات التي يحتاجونها لقاء موافقتهم على رحيل الاسد او نصحه بالرحيل ومساعدته على التقاط اللحظة المناسبة لذلك. في حين ان المفاوضات الجارية مع الروس تتناول مواضيع اخرى تتصل بايران وسواها من المسائل. ومن الاسباب التي قد تحول دون اتخاذ الجامعة العربية موقفا حاسما، على رغم انقضاء المهلة التي حددتها لذلك، عدم نضوج الموقفين الروسي والصيني من اجل ان يفسح الموقف العربي لموقف يصدر عن مجلس الامن، علما ان مصادر ديبلوماسية غربية تعتقد في المقابل ان الموقف العربي الفاعل هو الذي سيساهم في الضغط على روسيا والصين ويحرجهما امام سقوط المزيد من الضحايا من الشعب السوري وتخطي الحصيلة المعلنة رسميا وفقا للامم المتحدة عدد هؤلاء 3500 قتيل حتى الان.

وتاليا فإن اقتناع الدول العربية بأن الوقت لا يزال مناسبا من اجل استثمار مجلس الامن الموقف العربي قد لا يسمح او يدفع هذه الدول من اجل اتخاذ موقف قوي وحاسم في الوقت الراهن باعتبار ان موقفا مماثلا في هذا التوقيت قد لا يفيد احدا خصوصا انه قد لا يساعد في تخفيف وطأة المواجهات القمعية للنظام ضد معارضيه. اما كسب المزيد من الوقت ربما يساعد في نضوج المواقف على صعد ومستويات عدة عربيا ودوليا اي على صعيد مجلس الامن الدولي واحتمال اضطلاعه باتخاذ موقف حاسم من الازمة السورية وفقا لما تحض على ذلك الدول الاوروبية. ولهذه الاعتبارات يبدو المسار طويلا قبل توافر العناصر الضرورية لحسم الامور في الوضع السوري إن عربياً او دولياً.

 

النظام الأسدي غير قادر ولا يريد الحل

 أسعد حيدر/المستقبل

رهانان خاسران: تنفيذ النظام الأسدي للمبادرة العربية، وشن الولايات المتحدة الأميركية الحرب على إيران. الوعود الأسدية، ليست أكثر من عملية خداع لكسب الوقت، بانتظار التحولات والتغييرات العربية والإقليمية والدولية لصالح النظام الأسدي. طبول الحرب المتصاعدة، ليست أكثر من ضجيج هائل، للتستر على مفاوضات بالنار يومياً بين طهران وواشنطن، عبر وسطاء أو بين المسؤولين الأمنيين.

الواقعية السياسية قد تفرض هذه المفاوضات، لكن يمكن أن تمر مياه كثيرة تحت جسورها.

مضى أحد عشر عاماً والنظام الأسدي يعد بالإصلاح والتغيير، ولم يفعل ذلك. وعود الأيام الأخيرة ليست أكثر من تأجيل جديد، لاستحقاق ملحّ، لم يعد يجدي التلاعب معه أو ضده، في وقت تستمر فيه تضحيات الشعب السوري يومياً. النظام الأسدي غير قادر، ولا هو يريد الحل السياسي. تركيبة النظام لا تسمح له بتقديم أي تنازل، ولو محدود. يكفي برأيه البدء بتنازل صغير، حتى تتدحرج كرة الثلج من رأس جبل شاهق. أيضاً وهو مهم جداً، لا يريد النظام تقديم أي تنازل، لأنه يبقى كما ولد وتطوّر وترسّخ، أو لا يبقى. مشكلة النظام الأسدي أنه صنع من حلقات، كسر أي حلقة من حلقاته، يفكك السلسلة ويلغيها. تبقى الحلقات متماسكة، أو لا تبقى السلسلة.

المبادرة العربية بسيطة، فهي لا تطالب بإسقاط الرئيس بشار الأسد. لكن مجرد انسحاب الجيش والقوى الأمنية والشبيحة، سينتج عنه حكماً، انهيار السد، لأن المتظاهرين، خصوصاً شباب التنسيقيات منهم، كسروا الخوف من الموت، بالخوف من انتصار النظام الأسدي عليهم. أي انتصار يحققه النظام، يعني عودة الجميع الى المربع الأول. إذا كان النظام الأسدي يفعل ما يفعله، من قتل واعتقالات بعشرات الألوف، تحت أنظار العرب وجامعتهم والعالم، وتصعيد واشنطن وأوروبا للموقف منه، فماذا سيفعل إذا أصبحت يداه طليقتين، وعاد الممثل المباشر لقوى الممانعة ودولها؟

حتى الآن، لم يهزم النظام الأسدي، ولكن أيضاً، لم تهزم المعارضة. مشكلة النظام الأسدي، انه يرفض الحل السياسي، الذي يقوم على التعددية والديموقراطية والاحتكام الى صناديق الاقتراع. هذا النظام يؤمن بأن الشعب السوري، ما زال غير مؤهل لممارسة الديموقراطية، لذلك يجب تدريبه وتأهيله تحت إشرافه. الحل نظام تعددي حزبياً، يضمن للرئيس بشار الأسد، أن يكون حزبه أقوى الأحزاب. لا مانع لإلغاء المادة الثامنة، لأن حزب البعث لا يحكم بالأصل، حتى يتم إسقاطه. الأجهزة الأمنية هي الحاكمة، والحزب ليس أكثر من ستار لممارسات النظام الأمني. تفكيك حزب البعث، هو الطريق لقيام "أسدية سياسية"، (على غرار المارونية والسنية والشيعية السياسية).

المعارضة الشعبية، خصوصاً شباب التنسيقيات، يدفعون دماءهم ثمناً لصمودهم، على طريق النصر وكسب الحرية. كل واحد يسقط ظلماً، عاري الصدر، خالي اليدين من السلاح، لا يملك إلا حنجرته أمام رفاقه، يرفع منسوب المقاومة، لأن الجميع يرون وبأم أعينهم، أن كل كلام النظام عن الإرهاب والسلفيين، ليس إلا حجة عليه وليس له. أما النظام الأسدي، فإنه يستطيع متابعة دفع كلفة الآلة الأمنية اليومية، لكن ليس الى الأبد، خصوصاً في ظل العقوبات الأوروبية ـ الأميركية، والتي لا بد أنها الى تصاعد جديد، إلى أن تقتنع كلٌ من موسكو وبيجنغ، انهما لا تستطيعان متابعة طريقهما بالوقوف ضد الشعب السوري.

الكلفة الاقتصادية للحل الأمني، تتزايد، في وقت تنخفض فيه القدرات الاقتصادية والمالية للنظام. الكلفة اليومية للحل الأمني، حسب تقديرات موضوعية، تصل الى خمسين مليون دولار يومياً. الى جانب الجيش، الموضوع في حالة تأهب مستمرة، وتنقل دائم، على مساحة سوريا، يوجد 150 ألف رجل أمن و30 ألفاً من الشبيحة، (الذين يتقاضون بدلات يومية عن أعمالهم الإجرامية). المواد الاستهلاكية المستوردة، بدأت تتناقص في الأسواق، وستتناقص أكثر فأكثر، مع انخفاض قدرات النظام، على التمويل والتحويل الى الخارج، نتيجة للعقوبات التي تطال كل سوري.

يؤمن النظام الأسدي بأن العالم عاجزٌ عن الوقوف في وجهه. لا يكفي أن يعارضه هذا العالم ويدعوه الى التنحي، حتى ينتهي كلُ شيء. أصلاً في صلب تكوين هذا النظام، كما باقي الأنظمة المماثلة له، الصمود والممانعة وعدم التنحي، حتى لو احترق البلدُ كله، لأنه يبقى البلد الذي رسمه هذا النظام لنفسه، أو لا يبقى. أيضاً، يعتقد هذا النظام، أن عليه كسب الوقت، حتى تنتهي كل "المفاوضات بالنار"، من أجل بقائه. التصعيد العالي المنسوب للمواجهة، بين طهران وواشنطن، يجري فوق "خيمة" التفاوض، على "سلة" كاملة، تبدأ من أفغانستان، لتصل الى سوريا، لأن كلفة الحرب عالية، ومردوداتها محدودة. واشنطن بحاجة الى طهران، واستلحاقاً دمشق، حتى لا تهزم، كما يعتقد كل الأسديين، السوريين واللبنانيين. لا يريد أن يأخذ هؤلاء الأسديون بواقع، ولو احتمالي، أن عدم وقوع الحرب مباشرة، لا يعني مطلقاً إلغاء الحرب. النظرية الماوية القديمة، وخلاصتها ضرب الأطراف، ومحاصرة المركز، قائمة حالياً. واشنطن ليست مغرمة، بحصول الشعب السوري على الديموقراطية، كما يقول الأسديون. وقد يكون في ذلك، شيءٌ من الصحة، لكن من الواضح، انها تريد، أن يسقط النظام الأسدي، تحت ضربات الشعب السوري. بذلك، يتم تحقيق انتصار أساسي، على طهران. سقوط هذه الحلقة، يكشف ميسرتها، ويحول الى حد كبير، من اطلالتها الايديولوجية، على فلسطين. الحرب لم تعد فقط بالطائرات والدبابات، الحروب تبدأ اليوم، من الافتراضي ،Vertuel لتنتقل الى الواقع Real. ألم تقع الثورة في مصر هكذا ونجحت؟

العالم دخل القرن الواحد والعشرين، ونحن في العالم العربي، والشرق الأوسط عموماً، على حافة الدخول فيه متأخرين. لكل عالم، قواعده وشروطه. الحرب بأسلحة وقواعد القرن الماضي، تقود الى الفشل. يبدو أن، ما صنعه "الحداد"، في القرن الماضي، غير قابل للتغيير، إلا بالكسر في العالم العربي.

 

وزير البيئة ناظم الخوري لـ"المستقبل": التصويت لا يمنع التمويل والمشكلة لا تُحلّ بنقلها الى مجلس النواب

 حاوره: محمّد حمّود/المستقبل

أكد وزير البيئة ناظم الخوري، أن "عملية تسليم أي فرد مطلوب من قبل الجهات السورية أو اللبنانية لا يتم بين البلدين إلا وفقا لأحكام القوانين والاتفاقات الموقعة بينهما، وأن عملية تسليم معارضين سوريين الى السلطات السورية لا يمكن القبول بها لمجرد معارضتهم النظام"، موضحا أن "رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعلنا التزام لبنان تنفيذ القرارات الدولية ومنها ما يتعلق بالمحكمة الدولية وتمويلها". وشدد على أن "التصويت داخل مجلس الوزراء قد لا يمنع التمويل، وقد يمنعه، ولكن هذا لا يحل المشكلة حتى لو تم نقلها الى مجلس النواب، لأن الأمر نفسه سيخضع للمعايير نفسها التي أخضع لها في الحكومة".

ولفت في حديث الى "المستقبل" أمس، الى أن "المخرج لحل موضوع تمويل المحكمة قد يكون من خلال العمل لتعديل الاتفاق مع مجلس الأمن حول المحكمة وعملها، بما يطمئن من لديهم ملاحظات أو تحفظات على عملها، وهذا الأمر يخرج لبنان من أزمته الحالية، ويكون قد وفى بوعوده والتزاماته تجاه المجتمع الدولي"، مشددا على أن "التصويت داخل الحكومة على موضوع تمويل المحكمة لا يمنع التمويل".

وهنا نص الحوار:

[ "حزب الله" يرفض وجود المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتمويلها، في حين يؤكد كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن لبنان سيفي بالتزاماته الدولية وسيعمل لتمويل المحكمة، أمام هذا الواقع أي من التوجهين ستتم ترجمته في مجلس الوزراء؟.

ـ ان رأي كل من الرئيسين سليمان وميقاتي واضح بشأن التزام لبنان القرارات الدولية، ولا لبس فيه، و"حزب الله" يعتبر أنه متهم، وأنه غير معني بالموضوع، علما أن اللبنانيين اتفقوا على طاولة الحوار التي عقدت برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري وتلك التي عقدت في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان على المحكمة وضرورة التعاون معها، ولكن الإشكالات التي حصلت لاحقا مثل موضوع شهود الزور والتسريبات حول القرار الظني التي ظهرت عبر وسائل إعلام غربية كندية وألمانية وغيرها أدت الى لبس في هذا الجانب، وتبدلت مواقف البعض من المحكمة، بسبب ما رافق عملها من عدم وضوح في التعاطي الجدي مع هذا الملف، ما يستدعي انتظار كيفية تعاطي المحكمة مع هذه النقاط، ومنها تسريبات القرار الظني.

[ ما هو الحل لهذه الإشكالية الواقعة بين إصرار "حزب الله" على رفض المحكمة وتأكيدات الرئيسين سليمان وميقاتي على وعدههما بأن يفي لبنان بالتزاماته الدولية؟.

ـ أعتقد أن ما حصل من إشكالات واكبت عمل المحكمة يتطلب منا جميعا أن نؤكد التزام لبنان بتعهداته، وأن يقوم بالاتصال بمجلس الأمن بالتزامن مع موعد التجديد للمحكمة في آذار المقبل، ويقدم له ملاحظات المعترضين على المحكمة وأدائها، ويرفع له ما يعتبرونه تجاوزات أو أخطاء لأن هذا من حقه، وبالتالي يمكن العمل على تعديل الاتفاق مع مجلس الأمن حول المحكمة وعملها، وهذا الأمر يخرج لبنان من أزمته الحالية الناشبة حول التمويل، وفي الوقت نفسه يكون قد وفى بوعوده والتزاماته تجاه المجتمع الدولي، خصوصا وأن لبنان لا يستطيع التنكر لتعهداته لأنه عضو مؤسس في مجلس الأمن، ولأن الرئيسين سليمان وميقاتي تعهدا من على أعلى منبر أممي في الأمم المتحدة وأمام مجلس الأمن الدولي الذي كان يعقد اجتماعاته برئاسة لبنان بالتزام لبنان تنفيذ القرارات الدولية، ومنها ما يتعلق بالمحكمة الدولية وتمويلها.

[ ولكن أمام سيطرة "حزب الله" وحلفائه على قرارات الحكومة هل يمكن أن يمر قرار التمويل في مجلس الوزراء، خصوصا إذا أخضع الموضوع للتصويت؟.

ـ أريد ان أوضح أن لا سيطرة لأي طرف داخل الحكومة، بل أن هناك مداولات تجري بين الوزراء، ولكل وزير يمثل هذه الجهة أو تلك أن يدلي برأيه، وأنا لا أدافع عن الحكومة بل عن حقيقة قائمة داخل مجلس الوزراء، وبصراحة وأسف اقول لا وجود لأعراف أو أصول في التداول داخل الحكومة، كتلك التي كانت تسود منذ زمن، وأرى أن هذه الحكومة أنجزت الكثير، ولكن أؤكد أن التصويت داخل مجلس الوزراء قد لا يمنع التمويل، وقد يمنعه، ولكن هذا لا يحل المشكلة حتى لو تم نقلها الى مجلس النواب، لأن الأمر نفسه سيخضع للمعايير نفسها التي أخضع لها في الحكومة.

[ ولكن تصويت نواب جبهة "النضال الوطني" برئاسة النائب جنبلاط وغيرهم في مجلس النواب قد يغير القرار الذي يمكن أن يتخذ سلبا في الحكومة؟.

ـ ممكن أن يكون هذا صحيحا ويمكن ألا يكون، المهم هو أن يتم التوافق على هذا الملف الداخلي الشائك بين كل الفرقاء اللبنانيين، ولكن نحن نريد أن يرتاح من يتحفظ على المحكمة وتمويلها، وأن يؤيدها بعد أن يصار الى إدخال تعديلات تطمئنه، وقد توافق المعارضة اللبنانية الحالية على إجراء بعض التعديلات على الاتفاقية الموقعة مع مجلس الأمن بشأن المحكمة، خصوصا وأن هذا الفريق يرفض اتهام عناصر من قبله بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر النواب والشخصيات والمواطنين الشهداء الذين سقطوا ضحيتها، كما يرفض القول بأنهم عناصر غير منضبطة في الحزب، لذلك أرى أن الحل هو في اتفاق الموالاة والمعارضة على إجراء تعديلات تفي بالغرض، وتخرجنا من هذ الأزمة، لأن الموضوع لم يعد يعني فريقا معينا في لبنان، بل أنه يعني كل اللبنانيين.

[ هل يمكن أن يكون المخرج بإصدار الرئيس ميشال سليمان مرسوما يقضي بتمويل المحكمة؟.

ـ أنا أتحدث كوزير في الحكومة ورأيي لا يعني أنه رأي الرئيس ميشال سليمان، لذلك أؤكد أن الحل بإزالة أسباب الانقسام الداخلي حول المحكمة، لأن المرسوم لا يحل المشكلة، بل انه سيزيد المشكلة تعقيدا.

[ ولكن كيف ستتعاطى الحكومة مع رفض المحكمة وتمويلها كليا من قبل "حزب الله"؟.

ـ اتمنى ان يتم التمويل بالتوافق بيت الفرقاء، لأن التباين في وجهات النظر حول المحكمة وسواها لا يحل أزمة أو مشكلة، خصوصا وأننا أمام استحقاقات محلية وعربية وعالمية داهمة، تستحق منا الوقوف والمواجهة من خلال موقف واحد، لأن أحدا من الفرقاء لا يستطيع أن يخرج لبنان من المعادلة الدولية، وهو موجود في هذا العالم، وله تاريخه ومواقفه التي تؤكد التزاماته الدولية، لذلك أؤكد أن الرئيسين سليمان وميقاتي لن يتراجعا عن تعهداتهما بتنفيذ لبنان القرارات الدولية، ومنها التعاطي إيجابيا مع المحكمة، وانطلاقا من ذلك نقدر موقف "حزب الله" الذي يحق له أن يشك في أداء المحكمة، لأن اتهامه يتطلب وجود القرائن والإثباتات، علما أن الاتهام لا يعني الإدانة، لذلك ندعو الى مواجهة هذا الأمر بالتوحد، من أجل أن نجنب لبنان أي خضة تؤثر على استقراره وتهدده، لأننا ندرك جميعا أن أحدا من الفرقاء لن يخرج من هذه الأزمة منتصرا او رابحا، خصوصا أمام دماء كل الشهداء الذين سقطوا، وكل المعنيين في هذا الملف.

[ ما هو الموقف اللبناني من القرارات التي يمكن أن تتخذها الجامعة العربية يوم السبت المقبل بشأن النظام السوري؟.

ـ علينا أن ننتظر جدول أعمال الجامعة، وعندها يتخذ الموقف المناسب.

[ كيف ترى تعاطي لبنان الرسمي مع قضية اختطاف سوريين معارضين للنظام، خصوصا وأن الرئيس السوري بشار الأسد اعتذر للرئيس سليمان عن الخروق التي تحصل على الحدود وأكد له وجوب معالجتها؟.

ـ ان الرئيس سليمان أعلن مضمون اتصاله بالرئيس الأسد، واشار الى أن هناك تداخلا في الحدود بين البلدين، وتداخلا بين القرى والبيوت، وأن هذه الأمور تحل من خلال السلطات الأمنية في البلدين، وهذا ما طرحه الرئيس سليمان على الأسد، إضافة الى ضرورة تأمين الحدود قبل ترسيمها أيضا، وأكد الجانبان التواصل بينهما من أجل معالجة أي تجاوزات قد تحصل، من خلال نصوص الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، والقوانين التي تحكم علاقاتهما.

[ .. وماذا عن المختطفين السوريين المعارضين الذين تم تسليمهم للسلطات السورية؟.

ـ إن عملية تسليم أي فرد مطلوب الى أي من البلدين تنص عليه الاتفاقات الأمنية الموقعة بين البلدين، ولكن في ما يخص المعارضين السوريين فان هذا الأمر لا يجوز أن يحصل لمجرد أن شخصا سوريا معارضا للنظام، بل أن هذا يتم وفقا للقوانين والاتفاقات الموقعة بين البلدين لا على أساس معارضة النظام فقط.

[ نلاحظ أن دعوة الرئيس سليمان الى الحوار تراجعت قليلا أو أنه تجاهلها، في حين تلقفها مجددا الرئيس نبيه بري، فهل ما يزال الرئيس سليمان مقتنعا بجدوى الحوار؟.

ـ إن الرئيس سليمان عندما يدعو الى الحوار هو يقرع الجرس، لأن الحوار ضرورة، وكذلك وحدة اللبنانيين، وهو ما يزال مقتنعا بأن الحل بين اللبنانيين هو الحوار، والرئيس بري عاد الى طرح الموضوع من هذا المنطلق، لأن حل كل المشكلات بين اللبنانيين لا يتم إلا من خلال الحوار بين كل الفرقاء اللبنانيين، وأن الاستقرار والرخاء لا يتحققان في لبنان إلا بالتفاهم بيننا، وخصوصا في هذه الظروف، حيث بات الحوار ضرورة أكثر من أي وقت مضى.

 

ضرورة إعطاء الأولوية في الدول الديمقراطية لحماية حرية الأديان

توني بلير/الشرق الأوسط

لن يكون هناك سلام في العالم من دون فهم وضع ومكانة الدين به. لقد شهد العقد الماضي الكثير من الأساطير الملائمة التي غطت على أهمية الدين. كان الكثيرون يعتقدون أن مكانة الدين ستتراجع مع تقدم المجتمعات، لكن هذا لم يحدث. وأكد البعض الآخر أن الثورات العربية أطاحت بأنظمة ظلت متشبثة بالحكم لفترات طويلة وأفرزت حركات ديمقراطية، مما يشير إلى تراجع أهمية الدين في المشهد السياسي الجديد، ولم يحدث هذا أيضا، فالدين يعد عنصرا أساسيا في هذه المجتمعات، وسيزداد أهمية في المستقبل المنظور. هل نعتقد حقا إمكانية حل قضية القدس على الأقل من دون مناقشة أهميتها الدينية بالنسبة إلى الأديان السماوية الثلاثة؟

لا يبدو أن فيروس الإرهاب القائم على نسخة مشوهة من صحيح الدين الإسلامي يضعف. وليست الأعمال الإرهابية هي فقط التي ينبغي أن تثير قلقنا، بل التشدد الذي يروج لفكرة اضطهاد الأقليات. ويتمثل التحدي في تزايد امتهان الكرامة الإنسانية ومنع حرية الأديان. ويؤدي هذا بدوره إلى زيادة الظلم الذي يعانيه المؤمنون. ويعني هذا أن علينا دعم المسلمين في غوجارت في الهند، والمسيحيين غير الأرثوذكسيين في مولدوفا، والبهائيين في إيران، وأتباع الطائفة الأحمدية في باكستان، وكل مسيحيي شمال أفريقيا، والهندوس في سريلانكا، والشيعة في دول عديدة ذات أغلبة سنية وأماكن أخرى. تتمثل النقطة الأساسية في أنه عندما نفكر ونحلل في أي مكان، نجد أن الدين قوة مهمة تحدد شكل العالم من حولنا. إنه الدليل النهائي بالنسبة للبعض على عدم التكافؤ بين الأديان. ويرى البعض أن حل هذا هو التخلي عن الدين، لكن بالنسبة إلى ملايين الأشخاص لا يقاس الإيمان بالتحيز أو عدم التسامح أو العنف، بل بالحب والتعاطف والرغبة في نشر العدل والإنسانية في العالم والنضال من أجل ذلك. إن الإيمان بالغاية السامية في زمن العولمة، خاصة في أعقاب الأزمة المالية، هو ما يجعلهم يؤكدون الأهمية الاجتماعية للدين في العالم المعاصر. لكن من أجل تحقيق ذلك، من اللازم أن يبدأ المتدينون والعلمانيون والسياسيون الحوار بعضهم مع بعض من أجل تحقيق التعايش السلمي. وتزيد القوة الدافعة الصحيحة نحو المزيد من الديمقراطية حول العالم من أهمية الأمر. نحن بحاجة إلى ديمقراطية صديقة للدين ودين صديق للديمقراطية. وأقترح في هذا المقام طريقة ثالثة. على الذين ألهمهم ديننا الحق في التحدث عن أمور تهمنا باسم معتقداتنا. في الوقت ذاته، لا يمكن لصوتنا أن يهيمن على النظام الديمقراطي الأساسي الذي يطبق على الجميع سواء كانوا مؤمنين بديانة أم لا. في المقابل، ينبغي أن يؤدي هذا إلى جدال حيوي بناء حول طبيعة الديمقراطية وهو جدال يزداد أهمية في ظل الثورات العربية. أجد صعوبة في تعريف الديمقراطية من خلال مرجعية ديانة واحدة. التعددية هي جوهر الديمقراطية، وهي علمانية بطبيعتها حتى وإن غرست في ثقافات متدينة. وهنا يعني مصطلح الدين الصديق للديمقراطية أمرا في غاية الأهمية في ما يخص نظام الحكم في مجتمع ما. إن الأمر يتعلق بحرية الإعلام والتعبير والمعتقد الديني. يتعلق باستقلال القضاء وسيادة القانون والسوق الحرة، وإن لم يغب تدخل الحكومة والقواعد المنظمة. تعدد الأديان لا ينفصل عن التعددية السياسية، بل يرتبط بها.

لقد اتضحت التحديات الآن. إن الدين مهم، فهو يمثل دافعا ومانعا. وإذا عملت الديمقراطية بفاعلية، سيكون على الدين التعبير عن انفتاح العقول لا ضيق الأفق. مع ذلك، لا يستطيع الساسة وحدهم غرس هذا الانفتاح، بل على أصحاب الديانات المشاركة في ذلك، فعليهم توفير المنبر المناسب للحوار بين الأديان ونشر الاحترام المتبادل بين معتنقيها وتقديم دليل على أهمية انفتاح العقول من الكتاب المقدس لكل ديانة. ستظل مواد الدستور التي تحمي الأقليات مجرد حبر على ورق إن لم يعمل قادة الدين والسياسة على توعية الناس بحقوق الأقليات الدينية. إن الالتزام بالكرامة الإنسانية يعني القيام بأفعال واضحة، لذا من الضروري تدريب أفراد تطبيق القانون على التمسك بهذه القيم وتدريس احترام وفهم الآخر في المدارس من المرحلة الابتدائية وما بعدها، وتوعية قادة الأمة بمبادئ الدين الصحيحة.

يمثل هذا تحديا كبيرا لا يمكن إنكاره أمام رجال الدين البارزين، وهي استنباط القيم والرؤى التي تصنع ثقافة الديمقراطية من النصوص الدينية وأخبار السلف. ينبغي أن يكون الدفاع عن حقوق معتنقي الديانات الأخرى جزءا معتادا من عملهم، تماما كما يدافعون عن حقوق معتنقي ديانتهم، وإلا فكيف يمكنهم أن يزعموا أنهم المدافعون عن القيم العالمية؟

إن مسألة زعم امتلاك أتباع الأديان السماوية الحقيقة المطلقة هي ما تدفعهم إلى التعنت واتخاذ مواقف غير قابلة للمناقشة والحوار أمر حقيقي، لكن المشكلة تكمن في تفسير وتأويل هذه المبادئ والرغبة الإنسانية المستمرة في زعم أن الرب يقف إلى جوارك وأننا شكلنا حزب الله وأن القصور الإنساني والقسوة وانعدام الإنسانية أمور يحرمها الله، لكن ما وراء هذا من غرور وتكبر هو المعنى الحقيقي للكفر.

السبب الأول هو الدافع وراء إقامة مؤسستي، فمن دون التفاهم بين الأديان، ستخلى الساحة الدينية والسياسية للمواقف الإقصائية التي تنم عن ضيق أفق. السبب الثاني هو حاجتي وآخرين مثلي في السياسة إلى المساعدة. على رجال الدين البارزين الانخراط في الأمر. وينبغي أن تطرح مسألة تأثير الدين علينا في الجامعات والمدارس، حيث تصبح أهمية معرفة الآخر قضية مهمة وسياسية.

وأخيرا، سيكون لهذا نتائج إيجابية على الدين ذاته في حال ما إذا حدث، حيث سيشجع الكثيرين، ممن يبحثون عن الروحانية، لكن وجدوا بدلا منها خرافات غير منطقية وتحيزا وتعصبا، على اعتناق الأديان. إنه سيسمح بقيادة الإيمان الصحيح العقلاني بالله دفة القرن الحادي وعشرين. إن هذا هو جوهر الدين والإيمان الحق وسبب حاجة العالم إليه.

* رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومؤسس «توني بلير فيث فاونديشن».. والمقال نسخة منقحة من خطاب ألقاه بلير في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي عن ضرورة إعطاء الدول الديمقراطية الأولوية لحماية حرية الأديان.

 

 السياسة بالأُمْنيات

الياس الزغبي

ظاهرة مثيرة للعجب والقلق معا، في لبنان، هي بناء السياسة على العواطف والأُمْنيات والارتباطات، بدلا من بنائها على القياس والمنطق والعقل البارد.

هذه السياسة تميّز تحديدا قوى 8 آذار، مع أنّ قوى 14 آذار ليست شافية منها تماما. ولكنّ المتابعة الدقيقة لما يقوله ويُعلنه قادة الـ8، وخصوصا الثنائي نصرالله – عون، تُبيّن مدى بعدهم عن وقائع التطوّرات ومنحاها الحتمي، وتعليل أنفسهم بمفاجأة سحريّة أو انقاذ من خارج الطبيعة والتاريخ ومنطق الحياة والتطوّر.

أوّلُهم يقف على عشرات آلاف الصواريخ ويهدّد بزلزلة المنطقة، ويردّد صدى مولاه الفقيه، ويبشّر بهزيمة الغرب. وثانيهم يضرب للصحافيّين موعدا وشيكا لاعلان انتصار بشّار الأسد "الالهي"، ويتوعّد واشنطن بالسقوط، والسُنّة بالانهيار.

الأوّل يريد انهاء التاريخ بـ"رعد" و"زلزال" و"خيبر"... والثاني بمنبريّات الرابيه وغنائيّات "المقاومة والممانعة"، واعدا نفسه بانتصار "الهلال الشيعي" ضدّ "الزنّار السنّي" (التزاما بسياسة الزنّار وما تحته)، وصولا الى ايقاظ ثورة الهنود الحمر في أميركا. فكر استراتيجي خلاّق لم يسبقه اليه أيُّ مبدع، وأثبت نجاحه المنقطع النظير، منذ ربع قرن!

هذه الوعود الرعود، وأحلام اليقظة، تنتمي الى عالم آخر. هي رهانات على نماذج في الأنظمة والسياسة لم يبقَ منها في العالم الاّ أقلّ من أصابع اليد الواحدة، واثنان فقط في منطقتنا، في طهران ودمشق، محكومان بالزوال بفعل منطق الحياة نفسها.

لا يُمكن لأيّ عاقل أن يفسّر هذا الاقفال على العقل السياسي الى هذه الدرجة. فاذا كان الرجلان مأخوذيْن بعلاقتهما العميقة مع النظام السوري والمرجع الايراني، حتّى غياب حسّ التمييز والنقد، فانّ من المنطقي أن يكونا محاطَيْن بمستشارين من أهل العقل البارد أو السمع المرهف أو البصر الصافي، كي يقدّموا لهما بعض النصح والمشورة الهادئة. الاّ اذا كانا من النوع الممتلئ بذاته، الرافض كلّ رأي مخالف، المؤمن بالالهام الخاص والرسالة الفريدة! وربّما هذا الاحتمال هو الأرجح. وقد أصابتهما هتافات التنزيه من عَبَدَة الأشخاص، بعقدة الطهرانيّة، أو القداسة.

وتبقى المشكلة محدودة الخطر لو أنّ حالتهما ذاتيّة أو فرديّة، أو محصورة التأثير. ولكنّ ضررها منتشر وواسع، يغطّي مساحة شعبيّة معتبَرة، وقد ظهرت حالات انتماء والتحاق منذرة بالخطر الوجودي، فلا مناقشة ولا اعتراض ولا تساؤل، بل تسليم ضرير بكلّ ما يقوله الزعيم، وما يقرّره.

فماذا سيفعل هؤلاء حين ينهار رهان زعيميْهما، في لعبة الصولد القاتلة؟

ماذا سيفعل مؤيّدو "حزب الله" عندما يتغيّر "وجه المنطقة"، ولكن، ليس على الشكل الذي وعدهم به قائدهم، وحين يَقتل السلاح حاملَه، وتُعلن المحكمة حقائقَها؟

وماذا سيقول العونيّون بعد يوم الثلثاء، حين يتبيّن لهم أنّ نظام الأسد لم ينتصر، وما "خلصت" في سوريّا كما وعدهم نوسترداموس الرابيه. ولم يسقط "الزنّار السنّي" من تركيّا الى لبنان، بل زنّار آخر سقط. ولم يستعد الهنود الحمر "أمريكا

ليس من باب الشماتة أو السخرية أن نطرح هذه الأسئلة، بل من منطلق البحث عن مخرج من سياسة الأمْنيات والعواطف.

لم يَصْدُق أيُّ رهان استراتيجي التزمه الزعيمان منذ الثمانينات.

وكلّ الحروب التي خاضاها منفردَيْن أو متلاقييْن، لم تأت بالاستقرار والاستقلال وتعزيز وحدة لبنان، لا في 1989 – 1990، ولا في تفاهم نيسان 1996، ولا في تفاهم 2006 وحربها المدمّرة، ولا بعد الـ2000، ولا غزوة أيّار وحكومة "القمصان"، ولا في حربهما على المحكمة الدوليّة والعالم، ولا في لهفتهما اليوم على النظام صاحب الفضل. وكلّ ما حقّقاه مكاسب آنيّة عابرة لا تمكث في الأرض.

كم ستكون صدمة المراهنين على "ذكاء" القائديْن وسلامة خيارهما الاستراتيجي كبيرة، مع اكتشافهم حجم الخدعة والضلال. وكم ستكون الصفعة قاسية، حين تنهار قصور الرمال من هبوب النسائم الربيعيّة.

فهل ما زال عندهم مكان للنصح، أو قدرة على الالتقاط والسمع؟

لعلّ شدّة الضجيج تصمّ الآذان، وكثرة الغبار تُعمي الأبصار ..

ولكن، خيرٌ أن تأتي اليقظة متأخّرة من أن لا تأتي أبدا.

 

"الإتحاد السرياني" استنكر سحب الجنسية من عائلات سريانية

مراد: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الغبن الذي يطال الطائفة في شتى المجالات

 وطنية - 12/11/2011 عقد حزب الإتحاد السرياني، اجتماعا استثنائيا في مقره العام، بحث فيه شمول مرسوم سحب الجنسية اللبنانية، ل 25 عائلة سريانية من زحلة "حتى الآن"، وأصدر بيانا إستنكر فيه هذا القرار "غير المدروس من قبل السلطات اللبنانية"، وطالب بإعادة النظر فيه "نظرا للغبن اللاحق أصلا بالطائفة السريانية على هذا الصعيد، فهي الأقل حصولا على الجنسية اللبنانية وهناك عائلات حصل الآباء فيها على الجنسية ولم تعط لأولادهم". وذكر "ان العائلات التي تقرر سحب الجنسية منها هي تلك التي هربت من سيوف العثمانيين ومجازرهم في تركيا عام 1915 الى لبنان، وقدمت في الحرب اللبنانية الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن لبنان وأرضه من المحتل كائنا من كان، وروت أرضه بدمها الطاهر، واستشهد خيرة أبنائها، إضافة الى انهم يملكون أراضي في المناطق التي سكنوها، فمن يستحق أكثر منهم الجنسية اللبنانية؟".

وسأل الحزب عما "إذا كانت الطائفة السريانية وشعبها مكسر عصا لدى الدولة اللبنانية، وإذا كان أي قرار في الدولة يأتي على حساب هذه الطائفة كونها بنظرهم من "الأقليات" وهي الحلقة الأضعف ولا تملك تمثيلا نيابيا أو وزاريا أو ميليشيا مسلحة تفرض قراراتها على الدولة بقوة سلاحها؟ ألا تستحق طائفتنا بعد تقديمها 1132 شهيدا على مذبح الوطن الجنسية التي هي حق لهم أصلا؟"، داعيا الى سحب الجنسية "عن اولئك الذين اكتسبوها بالتزوير ولا يرون لبنان الا عند الاستحقاقات الانتخابية".

وقال رئيس الحزب ابراهيم مراد: "اننا نتابع ليل نهار هذا الموضوع، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام الغبن الذي يطال الطائفة السريانية في شتى المجالات بعد ان تناست الدولة ومعها المسؤولون موضوع التمثيل النيابي أو الوزاري، واننا سنكثف اجتماعاتنا مع المعنيين وبدأناها بلقاءات مع وزير الداخلية العميد مروان شربل، لوضع الدولة أمام مسؤولياتها في هذا السياق، كي لا يشعر السرياني بأنه مواطن درجة ثانية في وطن قدم له تضحيات لا تعد ولا تحصى".

وأعلن الحزب أن مراد "وجه رسالة الى الأحزاب الحليفة في قوى 14 آذار، للتدخل الفوري لوقف هذه المهزلة التي تطال شعبنا السرياني"، وطالبهم ب"موقف حازم حيال ما يجري".

 

الراعي التقى رئيس تكتل التغيير والإصلاح: ما نشر عن زيارتي لعنجر كلام كاذب للتضليل
كيف تسمح جريدة لنفسها بالصدور بمثل هذه المانشيت؟
عون: قلق لما يجري في مصر والعراق وإسرائيل حيث لم يعد هناك وجود للمسيحيين والنموذج الذي يستلم الحكم اليوم هو الذي هجر المسيحيين سابقا
وطنية - 12/11/2011 أبدى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال لقائه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، أسفه لما صدر في مانشيت احدى الصحف اليوم، واصفا اياه ب"الكذب، وهو جاء لتضليل الرأي العام"، وسأل "الى أي حد يمكن إمتهان الكذب وتضليل الرأي العام؟ وكيف تسمح جريدة لنفسها بالصدور بمثل هذه المانشيت؟ ألا توجد كرامة لديها؟".وقال: "صحيح أن غازي كنعان زارني في مطرانية جبيل، إلا أنني في اليوم التالي أبلغت البطريرك صفير والمطارنة، كما أطلعت الرؤساء الثلاثة آنذاك بمضمون اللقاء وبما تم التداول به، وانتهت القصة في حينه". ونفى البطريرك "أن يكون قد زار عنجر"، مرددا "أن هذا الكلام هو كلام كاذب". أضاف: "إن الإنسان يتهم حيث هو بريء. وكلامي ليس موجها ضد وسائل الإعلام، إنما ضد الجريدة التي نشرت هذا الخبر الكاذب". واذ ختم الراعي "كيف يمكن أن نقرأ مثل هذه الجريدة بعد اليوم"، رد عون ممازحا: "أكيد فزعت يا سيدنا، أنا ما عدت رد عليهم ولا أقرأهم".
وبعد اللقاء الذي استمر قرابة الساعة والربع، أوضح عون في دردشة مع الإعلاميين "أن الزيارة لتهنئة غبطته بسلامة العودة بعد زياراته الى الولايات المتحدة الأميركية وروما والعراق، وناقشنا المواضيع التي حصلت في غيابه، وهي مواضيع طرحت في الإعلام وليس هناك من جديد". وردا على سؤال حول ما صدر عن الجامعة العربية، وما إذا كان موقفها يشكل قلقا على المسيحيين، قال: "الآن لا أستطيع أن أقول إن كان هذا الموقف يزيد القلق أم لا، وأنا لست بقلق الآن، إنما قلق لما يجري في مصر وما حصل في العراق وإسرائيل، حيث لم يعد هناك من وجود للمسيحيين، وهذا النموذج الذي يستلم الحكم اليوم، هو ذاته الذي هجر المسيحيين سابقا، ومن يحاولون إسقاطه اليوم هو الذي حمى المسيحيين، وطبعا نحن ننادي بالديمقراطية، وسنبقى نحافظ عليها، ولكن يجب على من يخربط الشرق الأوسط أن يقبل، وهذا هو الصراع".

الراعي: ما نشر عن زيارتي لعنجر كلام كاذب لتضليل الرأي العام 
أبدى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أسفه لما صدر في "مانشيت" إحدى الصحف اليوم، واصفاً إيّاه بـ"الكذب، وهو جاء لتضليل الرأي العام". الراعي، وخلال لقائه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في الصرح البطريركي في بكركي، سأل: "إلى أي حد يمكن إمتهان الكذب وتضليل الرأي العام؟ وكيف تسمح جريدة لنفسها بالصدور بمثل هذه "المانشيت"؟ ألا توجد كرامة لديها؟". وقال: "صحيح أنَّ (رئيس المخابرات السورية السابق في لبنان اللواء) غازي كنعان زارني في مطرانية جبيل، إلا أنني في اليوم التالي أبلغت البطريرك (الماروني مار نصر الله بطرس) صفير والمطارنة، كما أطلعت الرؤساء الثلاثة آنذاك بمضمون اللقاء وبما تم التداول به، وانتهت القصة في حينه". ونفى البطريرك "أن يكون قد زار عنجر"، مردّداً أنَّ "هذا الكلام هو كلام كاذب". وأضاف: "إنَّ الإنسان يتهم حيث هو بريء وكلامي ليس موجهاً ضد وسائل الإعلام، إنما ضد الجريدة التي نشرت هذا الخبر الكاذب". وإذ ختم الراعي "كيف يمكن أن نقرأ مثل هذه الجريدة بعد اليوم"، ردّ عون ممازحاً: "أكيد فزعت يا سيّدنا، أنا ما عدت رد عليهم ولا أقرأهم".(الوطنية للإعلام)

غازي كنعان قام بتسجيل أفعال مشينة للمطران الراعي :البطريرك أجهش بالبكاء و أعلن انه سينتحر إذا ما نشرت هذه التسجيلات

السبت, 12 تشرين الثاني 2011

كتبت صحيفة الديار:  في كتاب تمّ نشره من قبل انطوان بصبوص، المجنّس فرنسياً والمعتمد رسمياً في قصر الاليزيه والذي كان ضمن الوفد الفرنسي الذي استقبل البطريرك الراعي لدى زيارته الرئيس ساركوزي ويتضمن هذا الكتاب معلومات خطيرة لا نعرف إذا كان البطريرك الراعي سيدّعي فيها على ناشر الكتاب انطوان بصبوص الذي يحمل الجنسية الفرنسية او اذا كان الامن العام اللبناني سيسمح بنشر الكتاب في لبنان، وهل للأمر صلة بحملة فرنسية - قواتية ضد البطريرك الراعي نتيجة مواقفه، رغم ان انطوان بصبوص لم يعد قواتياً، بل أصبح في السلك الفرنسي الرسمي، كما أنه عند نشر أي كتاب فإن دور النشر في فرنسا لا تنشر كتاباً إلا بعد عرضه على لجنة خاصة في دار النشر تأخذ بعين الاعتبار كل القوانين لنشر أي كتاب

الآن الكتاب أصبح منشوراً في فرنسا واوروبا بمئات آلاف النسخ وعلى مواقع الانترنت في مختلف الدول، وإن «الديار» تنشر النص المتعلق بما حصل بين غازي كنعان والبطريرك الراعي وتنشره «الديار» بتحفّظ كبير سائلةً إذا كانت هناك حملة فرنسية على البطريرك الراعي بعد أن زار باريس وهنا ننشر النص ونترك الامر للأمن العام اللبناني اذا كان سيسمح بنشر الكتاب في لبنان وإذا كان البطريرك سيدّعي على ناشر الكتاب أولاً. والتفاصيل هي التالية:

لماذا خرج البطريرك الراعي عن مسار الموقف التقليدي للبطاركة الموارنة الذين لطالما قيل أن «مجد لبنان أعطي لهم»؟

الإجابة عن هذا السؤال تتطلب العودة الى الوراء حين كان اللواء غازي كنعان الحاكم الحقيقي في لبنان (1982 - 2002) قبل أن يعود الى سوريا ويستلم منصب وزير الداخلية لـ«ينتحر» بعدها في العام 2005. ففي العام 1998، قرر اللواء كنعان، الممسك بخيوط اللعبة اللبنانية والعارف بأسرار اللبنانيين ونقاط ضعفهم، أن يقف في وجه البطريرك صفير الذي لطالما كان يحلم بالاستقلال ويناهض الوجود السوري في لبنان. فحاول ان يخلق للبطريرك أخصاماً من داخل الكنيسة المارونية، وقام باستمالة ثلاث مطارنة وهم: إميل سعادة، ويوسف بشارة، وبشارة الراعي. إلا أن محاولته مع اميل سعادة ويوسف بشارة باءت بالفشل حيث قام هذان الاخيران بإعلام البطريرك صفير بالموضوع. أما الراعي فقد رحّب بمبادرة كنعان، واستقبله مراراً في أسقفية عمشيت بالقرب من جبيل - وقد رافقته في احدى زياراته صحافية من اذاعة صوت لبنان. وكان ذلك الوقت الملائم لزرع أجهزة الكاميرا والتنصت في المكان وذلك تحت ذرائع أمنية.

وبعد أشهر قليلة، اثر تصريح للمطران الراعي لم يرق لكنعان، قام هذا الأخير بطلب المطران الى مقره في عنجر. فاستجاب المطران وتوجه الى عنجر مرفوع الرأس، إلا أنه صدم بتأنيب مضيفه الذي تمحور حول تسجيلات غير مشروعة سجّلت من دون علمه في ارجاء الأسقفية

ولا شك ان محتواها كان مدمراً إذ أن الراعي، جاهشاً بالبكاء، أعلن انه سينتحر إذا ما نشرت هذه التسجيلات. ولم يخرج من محل إقامته لمدة ثلاثة أيام

واليوم يرقد غازي كنعان في مثواه الاخير لكن ما زالت هذه التسجيلات بالحفظ والصون في الارشيف السوري

وقبل زيارة البطريرك الى باريس، استقبلت شخصيات رفيعة المستوى في دمشق مطران من اصدقاء البطريرك المقربين. فهل جاءت هذه الزيارة لتحضير الخطاب الذي سيلقيه البطريرك أمام الرئيس الفرنسي؟ وحده الفاتيكان يعرف الجواب. أم كان هذا الاخير على علم بأعمال البطريرك «المشينة» قبل انتخابه رأساً للكنيسة المارونية في آذار 2011؟ أنا شخصياً لا أعلم، لكن يمكن للمؤمنين التساؤل عن حلول الروح القدس على بكركي

أما اليوم فقد أصبح البطريرك في وضع حرج نتيجة قوة خارجية تحرّكه كالدمى

وقد قامت الإدارة الاميركية بإلغاء الزيارات التقليدية الخاصة بالمراجع الروحية المارونية واحداها زيارة البطريرك رئيس البيت الابيض، ما جعل زيارة الراعي الى اميركا تحمل طابعاً رعوياً فحسب. هذه الخطوة الاميركية لن تؤثر على مستقبل أوباما في الانتخابات المقبلة نظراً الى ان المجتمع الماروني الأميركي يختلف وسياسة البطريرك الانقلابية

 

وديع الخازن استنكر ما نشر من كتاب بصبوص عن الراعي

وطنية - 12/11/2011 إستغرب رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أن تسمح باريس بنشر كتاب لأحد موظفيها على أراضيها من عهد غازي كنعان لا يرقى إلى الصدقية والشفافية. وقال في تصريح اليوم: "من الواضح أن نشر كتاب بالفرنسية لأنطوان بصبوص،المعروف الخلفية والمسؤول الرسمي حاليا في رواق الإليزيه، والذي أعلنت جريدة "الديار" بتحفظ على ما جاء فيه من مقابلة وتفاصيل مزعومة ما بين غازي كنعان ومطران جبيل حينها سنة 1988 البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، يأتي في سياق حملة على المواقف الإنفتاحية التي أطلقها الراعي وكانت موضع سجال حول زيارته إلى فرنسا ومقابلته الرئيس ساركوزي في الإليزيه".

اضاف: "نحن نعرف أن في الإعلام، الذي يحترم نفسه، لا يمكن الركون إلى شريط يدعى أنه في الإضبارات الإستخبارية السورية، خصوصا متى علمنا أن كنعان غالبًا ما كان يحاول إستهداف البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وبأي وسيلة ممكنة نتيجة مواقفه المنادية بإعادة نشر القوات السورية في ذلك الحين، فكان أن سوق مثل هذه الرواية البوليسية الخالية من أي صدقية ويستودعها دسا في وسيلة إعلامية مناهضة لسوريا". وختم: "إننا، إذ نستنكر هذا الإنحراف الخطير في التعاطي مع شأن كنسي، نقر حكمة جريدة "الديار" في نشرها هذا الجانب بتحفّظ كامل مع إبداء إستغرابنا لسماح السلطات الفرنسية بنشر وتسريب هذا النوع من الكتب على أراضيها لأنه يتضمن إضبارة إستخبارتية تفتقر إلى الشفافية والصدقية لرجل حفلت حياته بالإبتزاز المفتعل في تلك المرحلة التي وقع فيها لبنان فريسته وأركانه ضحايا أحابيله المفبركة".

 

 المؤتمر القرباني الثالث برعاية البطريرك الماروني

الراعي: المسيحيون في لبنان والشرق الاوسط اصحاب حضور ورسالة

صفير: القربان هو تعزيتنا الوحيدة خاصة عندما تشتد المصائب وتتكاثر المحن

وطنية - جونيه - 12/11/2011 نظم "اصدقاء القربان في لبنان"، المؤتمر القرباني الثالث بعنوان "الافخارستيا والتبشير الجديد"، برعاية وحضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في الاكليريكية البطريركية المارونية في غزير. وترأس القداس الختامي الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير.

شارك في المؤتمر النائبة جيلبرت زوين ممثلة العماد ميشال عون، السفير البابوي غابريال كاتشيا، رئيس بلدية غزير جوزف حداد، الرئيسات العامات، الرؤساء العامون، اساقفة، مطارنة، آباء اضافة الى أخويات وعلمانيين من مختلف المناطق اللبنانية.

بداية أنشدت صلاة اصدقاء القربان "يا يسوع إله المحبة والحنان"، تلتها كلمة ترحيبية ألقتها رئيسة اصدقاء القربان في لبنان منى نعمة شكرت فيها البطريرك الراعي على حضوره ومشاركته، وشددت على "ضرورة إيجاد الوسائل اللازمة لتنفيذ المهمة الرعوية على ضوء الكرازة الجديدة بالانجيل اي التبشير بالانجيل التي طلبها البابا بنديكتوس السادس عشر، وليس فقط للشهادة بواسطة الكلمة وإنما لنتحول نحن الى كلمة وحب".

وختمت مؤكدة ان هذا المؤتمر ما هو الا "وقت تأمل وتفكير لاتخاذ قرار بتعميق هذا اللغز الكبير المتمثل ب "محبة الله" والبناء بمحبة ايضا هذه العائلة المنوعة الرائعة التي تمثل جسد يسوع المسيح".

الراعي

وألقى الراعي كلمة الافتتاح التي تمحورت حول عنوان "الافخارستيا والكرازة الجديدة بالانجيل". جاء فيها: "يسعدني ان ألقي كلمة الافتتاح لهذا المؤتمر الذي ينظمه اصدقاء القربان في لبنان، فأحييهم ورئيستهم السيدة منى نعمة، وكل المشاركين. تتناول كلمتي ثلاث نقاط: تحديد المضمون اللاهوتي لكل من اللفظتين الافخارستيا والكرازة الجديدة بالانجيل، العلاقة بينهما وثمارهما، واخيرا ارتباطهما بالحضور المسيحي في الشرق الاوسط.

1- الافخارستيا والكرازة بالانجيل، حضارة محبة

الافخارستيا المقدسة هي سر محبة الله اللامحدودة لكل انسان. هي الخبز النازل من السماء، يسوع المسيح ابن الله المتجسد، الذي يعطي ذاته لحياة العالم في ثلاث: كلمة حق تغذي عقل الانسان وثقافة الشعوب، وذبيحة فداء عن خطايا البشر أجمعين، وطعام الحياة الالهية فينا، هذه العطية المثلثة تشكل حضارة المحبة.

الكرازة الجديدة بالانجيل هي اعلان الانجيل من جديد للجماعات المسيحية التي لا تعيش إيمانها المسيحي، بل تجهله، بالرغم من انتمائها الى مجتمع مطبوعة ثقافته في الاصل بالانجيل. وذلك لاسباب شتى مثل:المتغيرات والتطورات وتقدم العلوم والتقنيات الحديثة التي بدلت بالعمق النظرة الى عالمنا، أجواء الحرية الشخصية، وفقدان الحس الديني، وانتشار اللامبالاة والعلمنة والإلحاد، التصرف وكأن الله غير موجود، زعزعة الايمان باله خالق وذي عناية بكل انسان، وبيسوع المسيح كمخلص وحيد، تراجع الدفء العائلي حيث يولد الانسان ويعيش ويموت.

تقتضي الكرازة الجديدة بالانجيل، ايجاد المناسب والملائم من الطرق والمنطق والاسلوب والنهج لإيصال كلام الحياة الى معاصرينا، الى الانسان عامة، الى الاطفال والشباب، الى الكبار والمسنين، الى العائلة والمؤسسات، الى العاملين في الحقل العام والشؤون الزمنية. وتقتضي إيجاد سبل جديدة ومنطق جديد لعرض الوحي الالهي، والايمان بيسوع المسيح، والانتماء الى الكنيسة، جسده السري وجماعة الايمان والرجاء والمحبة، (الارادة الرسولية:" في كل مكان ودائما"(21 ايلول 2010) التي أنشأ بها البابا بنيدكتوس السادس عشر المجلس الحبري لتعزيز الكرازة الجديدة بالانجيل، العلمانيون المؤمنون بالمسيح،34).

2- العلاقة بين الافخارستيا والكرازة الجديدة بالانجيل وثمارها:

أ- ان المشاركة في افخارستيا الاحد، بسماع كلام الله وتقديم ذبيحة الفداء وتناول جسد الرب ودمه، تعمقنا يوما فيوما في سر المسيح الذي يتجلى فيه سر الله الواحد والثالوث: محبة الآب الشاملة، ونعمة الابن الخلاصية، وعطية الروح القدس المحيية. هذه المشاركة في سر الافخارستيا، المعروفة بالليتورجيا الالهية، تدخلنا في سر الشركة ببعديها العمودي والافقي:الاتحاد بالله، والوحدة مع جميع الناس. فالافخارستيا تحقيق لهذه الشركة.

والمشاركة في افخارستيا الاحد تثبت انتماءنا كأعضاء في جسد المسيح الذي هو الكنيسة، وتجعل منا مجتمعا تسوده حضارة المحبة، ويعمل من اجل إحلال الاخوة والعدالة والحرية والسلام، ويهدم أسوار التفرقة والانقسام، ويزيل الظلم والاستبداد، ويسكر أغلال الانانية والإنطواء على الذات.

كل مفاعيل المشاركة هذه هي الاهداف التي تصبو اليها الكرازة الجديدة بالانجيل.

ب- الافخارستيا روحانية تشمل حياة الانسان الخاصة والعامة، بالاضافة الى كونها مشاركة في القداس وعبادة القربان الاقدس. الروحانية الافخارستية سماها الرب يسوع في حديثه مع المرأة السامرية:" عباد الله بالروح والحق" التي تعني، بحسب القديس بولس عبادة تغير طرق الحياة والتفكير:" لا تتمثلوا بالعالم الحاضر، لكن تحولوا بتجديد طريقة تفكيركم، لكي تعرفوا ما هي ارادة الله، ما هو صالح وكامل ويرضي الله، هذه الروحانية كفيلة بإخراج المؤمنين من حالة العيش التي تضع الايمان المسيحي على هامش الحياة، كما لو كان الله غير موجود. كما تخرج كل انسان من حالة "الاطفال الذين تتقاذفهم امواج المذاهب ويعبث بهم كل ريح".

الكرازة الجديدة بالانجيل تهدف الى نشر هذه الروحانية.

ج- الافخارستيا ثقافة من شأنها ان تطبع ثقافات الشعوب، بقيم الحقيقة والمحبة وحرية ابناء الله، بقيم التفاني والبذل والعطاء في سبيل الاخوة والخير العام، بقيم الحوار والسلام واحترام كرامة الشخص البشري، وبأهمية الحق والعدل لقيام الحياة الاجتماعية وتوطيد أسس الحكم في الدولة. فالمسيح المتجلي في سر الافخارستيا هو حقيقة كل انسان وحقيقة كل تاريخ البشر.

الكرازة الجديدة بالانجيل ترمي الى زرع خميرة الانجيل في المجتمعات البشرية، لكي تطبع ثقافاتها وتغيرها من الداخل، وفقا لوصية القديس بولس:"امتحنوا كل القيم وتمسكوا بالحسن".

د- الافخارستيا مدرسة الاخلاقية الجديدة القائمة على المحبة. عندما يشارك المسيحي في ذبيحة الصليب ويتناول جسد الرب ودمه، يتحد بتقدمة المسيح ذاته كاملة، ويصبح مهيأ ليحيا محبة المسيح ومستلزماتها الخلقية في كل عمل ومسلك ونشاط. وبما ان في هذه المشاركة وهذه المناولة نجد من يحبنا كما نجد من نحبه بدورنا، فالافخارستيا التي لا نترجمها باعمال محبة وباخلاقية ومناقبية في التعاطي والممارسة تكون مبتورة في ذاتها. ان زكا الشعار، بعد ان ستقبل يسوع في بيته، تحول داخليا وقرر التصرف باخلاقية المحبة، والتزم بان يعطي نصف امواله للفقراء، وان يرد الى الذين ظلمهم اربعة اضعاف.

30 الارتباط بالحضور المسيحي في الشرق الاوسط:

ان المسيحيين في لبنان وبلدان الشرق الاوسط اصحاب حضور ورسالة، ينطلقان من سر الافخارستيا، وينتشرون بالكرازة الجديدة بالانجيل، على مثال الجماعة المسيحية الاولى، مع الكنيسة الناشئة:"كان جماعة الذين آمنوا مواظبين على تعليم الرسل وكسر الخبز والصلوات، وكانوا قلبا واحدا ونفسا واحدة، وكان كل شيء مشتركا بينهم، ولم يكن بينهم محتاج".

هدفت جمعية سينودس الاساقفة للشرق الاوسط، التي انعقدت في روما في تشرين الاول 2010، الى تمتين هذا الحضور المسيحي وإبراز رسالة المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط على مستوى الشركة والوحدة، وعلى مستوى الشهادة للمحبة.

انهم حضور سر المسيح الكلي الذي هو الكنيسة. يعلنون انجيل الاخوة الشاملة بالمسيح، والبنوة لله، انجيل كرامة الشخص البشري، انجيل المحبة والعدالة والحقيقة والحرية، انجيل السلام. ليسوا أقلية عددية، بل هم كنيسة المسيح الحاضرة والفاعلة والشاهدة من خلالهم. يشهد التاريخ ان المسيحيين في هذه المنطقة العربية حققوا انجازات كبيرة: انشاء الكيان اللبناني والعيش الواحد بالمساواة بين المسيحيين والمسلمين، المساهمة الفعالة في الادارة والسياسة العاملة لدول المنطقة، قيادة حركات التحرر من الاستعمار، تحقيق النهضة الثقافية والفلسفية والادبية وحفظ اللغة العربية من الاندثار ، انشاء المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الاجتماعية والانسانية، نشر الصحافة والرأي الحر والحداثة، تعزيز الحريات العامة وحقوق الانسان الاساسية والمناداة بالديموقراطية وممارستها.

وختم: "ان هذا المؤتمر القرباني الذي يجمع بين الافخارستيا والكرازة الجديدة بالانجيل، يذكر المسيحيين ان حضورهم ورسالتهم في لبنان وبلدان الشرق الاوسط مرتبطان عضويا بهما. نأمل ان يبلغ المؤتمر هذه الغاية النبيلة".

لافرتون

ثم ألقى رئيس بازيليك القلب الاقدس في باريس الاب جان لافرتون، كلمة بعنوان "الافخارستيا والرسالة"، أوضح فيها "ان القربان المقدس لا يزال مصمودا في بازيليك "مون مارتر" من 126 عاما حيث يأتي المؤمنون ويسجدون امامه منذ ذلك الوقت ومن دون توقف". وقال: "من الضروري جدا للكاهن الذي تسلم رعية جديدة ان يسأل يسوع المسيح ما هو المطلوب منه ولماذا اختاره لان يكون في هذه الرعية، وبالتالي ان يصنع عمل الله وليس عملا لله "لان الكنيسة هي كنيسة الله وليست كنيستنا هو من صنعها ولسنا نحن".

وأشار الى "التعاون القائم بين كنيسة القلب الاقدس في باريس وكنيسة القلب الاقدس في بدارو والذي بدأ في العام 1994"، واصفا إياه ب"تبادل العطايا".

وشدد على ضرورة ان "يقدم المسيحي كل شيء من خلال صلاته، همومه وتعبه وفرحه وحزنه لله. فالافخارستيا هي عطية الحب لان المسيح قدم لنا جسده ودمه عربونا عن هذا الحب، وكلما تناولنا يعطيه اهمية كبرى، وأكد ضرورة تبادل الحب بين الاشخاص كما أوصى السيد المسيح".

بعد ذلك، تم طرح أسئلة من قبل الحضور تخللها شهادة للرئيسة العامة لرهبنة القلبين الاقدسين الام دانيللا حروق اكدت فيها "انه على الرغم من الحزن والاسى لفقدان أخت من الرهبنة الاسبوع المنصرم في حادث أليم، الا انني بعد مشاركتي في هذا المؤتمر القرباني الثالث شعرت بفرح، واعتبرت ان هذه الاخت كانت بمثابة قربان فدى".

وقدم الاب حنا عواد درعا تكريمية للاب جان لافرتون.

الجلسة الثانية

وبدأت الجلسة الثانية للمؤتمر على وقع أناشيد بيزنطية أدتها جوقة سيدة البشارة بعبدا. ثم تحدث استاذ مادة الكتاب المقدس في جامعة الروح القدس الاب ايوب شهوان، فقال "ان الجماعة المسيحية تتغذى كل احد من مائدتي كلام الله والافخارستيا ومن ليتورجيا الكلمة وليتورجيا الافخارستيا، ومن هذه المائدة وتلك اللتين لا تشكلان سوى عمل واحد هو عمل الله الذي يكشف عن ذاته بخبز كلمته وبجسد ابنه يسوع".

وأكد ان هذه الوحدة الحميمة بين الكلمة والافخارستيا "ترتكز على شهادة الكتب المقدسة اولا. فالافخارستيا تفهم الكتاب المقدس وينير الكتاب المقدس الافخارستيا ويشرحها".

وختم شهوان: "ان الاتحاد بالمسيح بفضل الكلمة الالهية وبفضل جسد الرب ودمه يحولنا الى حاملي البشرى السارة للآخرين على مثال الرسل القديسين فتبدو كلمة الله والافخارستيا ذات بعد رسولي وتبشيري يؤدي الى الشركة مع الآب والابن والروح القدس وفي الوقت عينه الى الشركة مع الآخرين".

وعن "الافخارستيا ونقل الايمان"، اكد الموسنيور ميشال عون "ان نقل الايمان يرتبط اساسا بوصية الرب يسوع عندما ارسل تلاميذه ليعلنوا البشرى السارة للعالم أجمع مصحوبة بشهادة حياتهم التي يجب ان تعكس روح الرب القائم الذي حل عليهم وجعل كل منهم خليقة جديدة"، مشيرا الى "ان هدف نقل الايمان والتبشير هو قيادة الناس الى المسيح وبه الى الآب في الروح القدس فهذا هو اختبار الاله المسيحي".

وأوضح "ان واجب التبشير ليس حصرا لبعض المختارين، انه عطية لكل انسان يجاوب بثقة على دعوة الايمان، انه اختبار كل مسيحي واختبار كل الكنيسة التي تكتشف كل يوم هويتها".

وختم: "انه من سر الافخارستيا الذي نؤمن ونحتفل به، تنتج ضرورة التربية المستمرة لكل واحد على العمل الرسولي الذي مركزه التبشير بالمسيح يسوع المخلص الوحيد".

أما الاب اغابيوس نعوس فقلد اشار في كلمة بعنوان "الافخارستيا في الكنيسة ارثوذكسية"، الى انه في الافخارستيا المشرقية "يرفع الكاهن والشعب ترنيمة الظفر وتستدعي الكنيسة اشراق النور في القلوب وترتجي ان يفتح الرب اعين الاذهان لفهم تعاليم انيجلية".

كما اكد نعوس ان الافخارستيا "تحثنا على الصلاة من اجل الموعوظين في الكنيسة وتحثهم بدورهم على الاصغاء الى كلمة الله بشغف، والركن الاساسي لهم في القداس هي العظة".

وختم موضحا ان نقل القرابين في لتيور جيا الكنيسة الارثوذكسية من المذبح الى المائدة المقدسة "يشير الى قدوم الرب من بيت عنيا الى اورشليم فالملك يدخل الكنيسة المقدسة، ووضع القرابين على المائدة المقدسة واغلاق الباب الملوكي هما الحركتان الاخيرتان من الدخول الكبير وترمزان الى الآلام والدفن".

واعلن المونسنيور ميشال عون عن التوصيات التي توصلت اليها المجموعات في حلقات الحوار والتي اجمعت على فكرة اهمية الافخارستيا "في حياتنا والدور الذي تلقيه في مجتمعاتنا".

القداس الختامي

ختاما احتفل الكاردينال صفير بالذبيحة الالهية، بمشاركة الآباء والراهبات والاخويات واصدقاء القربان المقدس، وألقى عظة بعنوان "من يأكل جسدي فله الحياة الأبدية" (يو 6/54) جاء فيها:

"جئنا بطيبة خاطر لنشترك في الصلاة والقداس الذي نحتفل به في مناسبة المؤتمر القرباني الثالث وموضوعه "الافخارستيا والتبشير الجديد".

كلنا نعلم ان الافخارستيا هو القربان الاقدس الذي يقيم فيه السيد المسيح، ولذلك سمي سجين القربان. ان ما يقع تحت الحواس انما هو الخبز الفطير، ولكن الحقيقة الايمانية تقول لنا انه جسد المسيح الذي يقيم معنا تبعا لقوله تعالى: "لن اترككم يتامى" لذلك فهو يقيم معنا ليل نهار ليشدد من عزائمنا ويعزينا في مصائبنا وضيقاتنا.

والمسيح هو دائما معنا وان كنا لا ننتبه الى وجوده فهو يسهر علينا، كما يقول الكتاب "لكيلا تعثر بحجر رجلنا". والافخارستيا هو هو، اي الله معنا.

أما التبشير الجديد فهو يتطور مع العصر، ليأخذ منحى جديدا، ولكل عصر طريقته في التعبير، والتبشير، والصور البيانية التي يعرضها على الناس لكي يجيدوا فهمها. غير ان هناك حقيقة لا تتبدل ولا تتغير، وهي ان المسيح يقيم دائما معنا في القربان الأقدس وكان خوري أرس يزوره دائما، وعندما سئل يوما عما يقول له فأجاب: "انظر اليه وينظر الي، وهذا كاف".

وان القربان هو تعزيتنا الوحيدة في الدنيا، خاصة عندما تشتد المصائب وتتكاثر المحن، فنهرع اليه ونطلب منه ما نحتاج اليه، اذا كان يوافق خلاص نفوسنا. والقربان هو آخر ما نلجأ اليه عندما تحضر ساعتنا الأخيرة فلا يبقى الا وجهه الكريم الذي تعلق به عيوننا، ونأخذه زادا لنا اخيرا في رحلته الأبدية.

سئل مرة الخوري أرس لماذا يجثو أمام القربان بتواتر وماذا يقول له، فاجاب: "انظر اليه وينظر الي، وهذا كاف". وهو يقيم دائما معنا ليشجعنا على قطع مراحل الحياة، على الرغم مما فيها من محن وصعوبات.

لنجدد ايماننا بأن الله يقيم معنا في سر القربان الاقدس، ولنلجأ اليه في محننا ومصائبنا، فنجد لديه ما نحتاج اليه من تعزية وقوة للتغلب على المصاعب.

وكلما كنا في حضرته علينا ان نجدد ايماننا بوجوده معنا، فتهون علينا المصاعب التي نشكو منها، ونستعيد نشاطنا لمواصلة الكفاح اليومي فهو دائما الى جانبنا.

اننا نؤمن بأنك معنا يا رب، وانك تسرع الى نجدتنا كلما كنا في حجة اليك. ونحن دائما في حاجة اليك. آمين".

 

"إيسنا": إنفجار بقاعدة عسكرية في غرب طهران 

أكد مسؤول الأمن في مكتب محافظ طهران علي رضا جانه لوكالة الأنباء الطلابية (ايسنا) أن انفجارًا قويًا وقع اليوم في "قاعدة عسكرية" غرب طهران، بعد أن كانت وكالة الأنباء "مهر" قالت إنه وقع في محطة لتوزيع الغاز المضغوط على السيارات. وقال النائب عن المنطقة حسين كروسي أن "الإنفجار حصل في قاعدة عسكرية قريبة من ملارد وشريار" في غرب طهران، موضحًا أنه ناجم عن "انفجار كمية كبيرة من الذخيرة"، من دون مزيد من التفاصيل. وذكر موقع "بسدران" أن مستودع الذخيرة عائد للحرس الثوري وهو جيش النخبة في النظام الإيراني، معلنًا أنه سينشر المزيد من التفاصيل لاحقًا. وقد شعر سكان وسط العاصمة بالإنفجار الذي أحدث ارتجاجًا في النوافد والأبواب في محيط القاعدة العسكرية. (أ.ف.ب.)

 

كلينتون تطالب طهران بالردّ "خلال الايام المقبلة" على تقرير الوكالة الذرية 

طالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إيران بأن تردّ خلال الايام المقبلة على التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أشار إلى احتمال أن تكون الجمهورية الاسلامية تسعى إلى حيازة السلاح الذري خلف ستار برنامجها النووي المدني. وأوضحت كلينتون خلال مؤتمر صحافي في هاواي عشية قمة المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (ابيك) أنها بحثت هذه المسألة مع نظرائها في الدول الـ21 الاعضاء في المنتدى. وإذ أشارت الوزيرة الأميركية إلى أن "إيران تسعى منذ زمن بعيد الى الخداع وانكار الحقيقة في ما خص برنامجها النووي"، قالت: "إن الولايات المتحدة ستواصل إجراء مشاورات وثيقة مع شركائها وحلفائها بشأن الاجراءات المقبلة الواجب علينا أخذها من أجل تشديد الضغط على ايران". (أ.ف.ب.)