المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 05 تشرين الثاني/11

 

تكوين 01/27-29/خلق الإنسان

فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَتَكَاثَرُوا وَامْلَأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا. وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ، وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَتَحَرَّكُ عَلَى الأَرْضِ». ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ أَصْنَافِ الْبُقُولِ الْمُبْزِرَةِ الْمُنْتَشِرَةِ عَلَى كُلِّ سَطْحِ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ مُثْمِرٍ مُبْزِرٍ، لِتَكُونَ لَكُمْ طَعَاماً

 

عناوين النشرة

*الناطق بالنيابة في مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية: بلمار خارج لاهاي لكنه يتابع الأمور عن "كثب

*فيلتمان: قرارات "قاسية" ستُتخذ بحق لبنان إذا لم يلتزم بتمويل المحكمة الدولية

*المحكمة الدولية: اجتماعات عمل مكثفة لمحامي الدفاع

*البحرية الاسرائيلية تعترض سفينتي مساعدات كندية وإيرلندية اتجهتا من تركيا إلى غزة

*الحلف الاطلسي "لا ينوي" التدخل في ايران

*ايران تحيي ذكرى احتجاز الرهائن الأميركيين عام 1979

*قانون عون عن اللاجئين اللبنانين الى اسرائيل...قانون من " كذّب كذبة ، وصدّقها"

*جعجع عرض الاوضاع مع حبيش: الدعوة للحوار شكلية وعودة لغة التخويف من الاغتيالات تسويق من الفريق الآخر

*الراعي استقبل الجميل والفريق العربي للحوار وتلقى اتصالا من مفتي الجمهورية مهنئا بسلامة العودة

*سليمان التقى الحاج حسن وشمس الدين وسعيد واطلع من دياب على خطوات تعزيز التعليم الرسمي

*سعد الحريري يحذر سوريا من "محاولات الإلتفاف" على مضمون المبادرة العربية

*مفاجأة من العيار الثقيل: الأسد باع الجولان لإسرائيل مقابل 100 مليون دولار

*"الاحرار":على الداعين لمعاودة الحوار تطبيق ما اتفق عليه في الجولات السابقة

*مراسلون بلا حدود

*حالات الاختفاء والاعتقالات التعسفية للصحافيين والمدوّنين في سوريا مستمرة يومياً

*شبيبة الجبل الأحرار/ الهيئة التأسيسية

*جعيتا قارةٌ من دهشة/الدكتورة ريما نجم بجّاني/النهار

*قوة سورية تتوغل في البقيعة وتصادر عدداً من الأغنام

*حزب الله تعاون مع المخابرات السورية في خطف العيسمي وغيره .. و حالات خطف عديدة لم يبلغ عنها بسبب التهديدات

*فرنجية: ميقاتي مكبَّل والحكومة انتهت سياسياً وأدعو "حزب الله" للعودة الى الدولة بشروطها

*كارلوس إده لموقعنا: لا يمكن لنظام الأسد الاستمرار بعد كل هذا الدمّ والقتل والطغيان.. والحكومة "سوّدت وجنا" بتبعيّتها للنظام السوري 

*أكد أن النظام في سوريا لا يمكنه السير بخطة الجامعة العربية/جعجع: كل يوم إضافي لهذه الحكومة يُشكّل ضرراً أكبر للبنان

*استهجن تعامل أهل الحكم مع خطف السوريين المعارضين/"ملتزمون": تهجّم عون على السنيورة دليل حقد وضغينة

*بشار: التنفيذ بلا لفّ ولا دوران/علي حماده/النهار

*من هم شبّيحة الأسد/مصطفى علوش/المستقبل

*المعركة تبدأ باجتياح سورية شمال لبنان بحجة ملاحقة المنشقين/"حزب الله" و"14 آذار" استكملا تسليح جماعاتهما استعداداً للحرب/حميد غريافي/السياسة

*الناشط السوري المعارض هيثم المالح: النظام السوري مدمن للقتل.. وقبولُه المبادرة العربية هو لكسب للوقت

*نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي: المهلة المعطاة لسوريا لتنفيذ بنود المبادرة على الأرض قبل بدء الحوار هي 15 يوماً

*كنعان: يجب ألا يُحَاكَم اللبنانيون الذين جُنِّدوا قسراً في إسرائيل

*الانتخابات الطلابية في كليات "القديس يوسف": "14 آذار" تفوز في صيدا وزحلة والشمال/ لارا السيد/المستقبل

*الحملة الايرانية على البحرين.. دموع في عيون وقحة!

*سوريا وقصر نظر بشار الخطير/أمير طاهري/الشرق الأوسط

*النظام السوري بين المخرج العربي والتدويل/رضوان السيد/الشرق الأوسط

*رغبة دولية في الدخول في موضوع الحدود لطرح ملف سوريا على مجلس الأمن/ ثريا شاهين/المستقبل

*الناطق باسم القوات الأميركية لـ"المستقبل": إيران تدعم ميليشيات شيعية لعزل العراق عن محيطه

*المبادرة المستحيلة/علي نون/المستقبل

*مراقبون عرب إلى سورية/حسان حيدر (الحياة)

*الخطر الزلزال السوري/سليمان يوسف/السياسة

*المسيحية العربية في زمن الثورات/د. عزالدين عناية/السياسة

*وسط انقسام بشأن ضرب إيران، تمرين للجبهة الداخلية في إسرائيل يحاكي وقوع هجمات بالصواريخ

*"السياسة" تكشف تقييماً ستراتيجياً سرياً للحرب الإيرانية المضادة

*إحالة عز إلى محكمة الجنايات بتهمة غسيل أموال/الأقباط يعتزمون رفع ملف "أحداث ماسبيرو" إلى الأمم المتحدة

*محللون: فرص نجاحها في إنقاذه أو حل الأزمة ضئيلة/نظام الأسد وافق على المبادرة لشق الصف العربي وكسب الوقت

*المجلس الوطني" السوري للجامعة العربية: لاحوار مع النظام بل مفاوضات لنقل السلطة

*سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن: ليبيا لن تكون إمارة تابعة لأمير المؤمنين في قطر

*عون أمام طلاب من "اليسوعية": نحن أمام مفترق فإمّا الخضوع أو استنهاض المجتمع

*رفضوا محاولة إغراق الحوار بعناوين جديدة وشدّدوا على ترسيم الحدود/نواب "المستقبل": اللبنانيون يعرفون أين هي المربعات الأمنية

*رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب السابق مصباح الأحدب لـ"المستقبل": أهالي طرابلس لن يكونوا قرابين لمواجهات الأمم

*التغيير والإصلاح: المعارضة السورية سقطت وهاجم مروان حمادة متهماً اياه بإبراز الذات

*الأسد والانقلاب العربي/عبد الكريم أبو النصر/النهار

*السنيورة لبري وميقاتي: الحوار جيَّد ولكن على ماذا/إعادة البحث في المحكمة مرفوض والإنفاق يُعالج برزمة/سابين عويس/النهار    

*بانوراما سياسية وأمنية للمخاوف من التأثيرات السورية على الوضع اللبناني/واشنطن مطمئنة واستخبارات غربية تحذّر من احتمال حدوث اغتيالات/هيام القصيفي/القصيفي 

*لا أسئلة ولا استجواب ولا تحقيق بل اتهامات والعلّة ليست في الفساد وإنما في عدم المحاسبة/اميل خوري/النهار   

*دعوة بري المتجددة إلى الحوار الوطني ما لها وما عليها/لماذا لا تكون لحفظ لبنان من تداعيات حدث المنطقة/ابراهيم بيرم/النهار   

*الاخبار: "اليسوعية" برتقالية... دور حزب الله وامل واضح في ترجيح كفة العونيين

*عون بحث وسفير ايران تطورات الاوضاع محليا ودوليا

*ابادي: 100 وثيقة تثبت تورط اميركا بعمليات ارهابية في المنطقة

*الجوزو:الخطر يتهدد المنطقة بسبب طموحات ايران في العالم العربي

*روز اليوسف": ملك البحرين زار مبارك في سجنه بسبب تدهور صحته

*"الغارديان": تعهد سوريا إنهاء القمع في ميزان اختبار مظاهرات المعارضة

*الأنباء": لقاء بري ميقاتي السنيورة يتخطى أبعاده المعلنة

 

تفاصيل النشرة

 

الناطق بالنيابة في مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية: بلمار خارج لاهاي لكنه يتابع الأمور عن "كثب"

أكد غريغوري تاونسند الناطق الرسمي بالنيابة في مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن القاضي دانيال بلمار قد "ابتعد عن المحكمة في لاهاي لأسباب صحية، لكنه يتابع عن كثب وعبر اتصالات عديدة مع الموظفين والعاملين في مكتبه". وأفاد لموقع الـ"Naharnet" أن "سياسة المكتب لا تسمح بمناقشة التفاصيل الصحية للعاملين فيه".

وكانت صحيفة "الحياة" قد أعلنت أمس الخميس أن "المدعي العام للمحكمة بلمار يمر بأزمة صحية بالغة جعلته يبتعد عن الأنظار لفترة طويلة، وأجبرته على الابتعاد عن الناس والمكوث في غرفة مغلقة في كندا"، مشيرة أنه "يعاني من حال سكري متطورة". ولم يعلّق تاونسند عما اذا كان بلمار سيحضر جلسة 11 تشرين الثاني الحالي التي كانت المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري قد أعلنت أنها ستعقدها علنية لمناقشة مسألة بدء محاكمة غيابية للمتهمين الأربعة في الجريمة المنتمين الى "حزب الله".

وقد جاء في تعميم اعلامي صادر عن المحكمة، "أصدرت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان قراراً بتحديد جدول زمني، طلبت فيه الى مكتب المدعي العام دانيال بلمار والى المتهمين ايداع مذكراتهم الخطية بشأن الاجراءات الغيابية". كما طلبت من مكتب الدفاع "ايداع مذكراته في هذا الصدد نظراً الى أن المتهمين لم يوكلوا محامي دفاع لتمثيلهم بعد". وقد حددت المحكمة تاريخ الثاني من تشرين الثاني "كموعد نهائي لايداع جميع المذكرات الخطية".

 

فيلتمان: قرارات "قاسية" ستُتخذ بحق لبنان إذا لم يلتزم بتمويل المحكمة الدولية

نهارنت/أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أن "قرارات قاسية ستُتخذ بحق لبنان إذا لم يلتزم بدفع حصته من تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان". وفي حديث لقناة "العربية" قال فيلتمان "نتوقع من لبنان تنفيذ التزاماته الدولية بشكل كامل، لأن المحكمة أنشئت بطلب من الحكومة اللبنانية واللبنانيين"، محذراً "من عواقب في حال اخفاق لبنان في دفع حصته". من جهة أخرى، أعرب فيلتمان عن اعتقاده بأن "الدول العربية سئمت من الرئيس السوري بشار الأسد، وتأكدت أن الطريق الذي اختاره سيدمر سوريا".

وأشار إلى أنه "إذا تمّ تطبيق المبادرة العربية بشكل كامل، فذلك سيكون إيجابياً".

 

المحكمة الدولية: اجتماعات عمل مكثفة لمحامي الدفاع

نهارنت/التقى المحامون الذين عينهم رئيس مكتب الدفاع محامين مناوبين في اجتماعات عمل مكثفة عُقدت لثلاثة أيام في مقر المحكمة الخاصة بلبنان.

وفي هذه الاجتماعات، تمكن المحامون من الاطلاع على مختلف الجوانب الإدارية لعمل المحكمة، ومن القيام مع مكتب الدفاع ببحث المسائل القانونيّة المختلفة التي لا بدّ من أن تُطرح على المحكمة بأشكال أبرزها المسائل التمهيديّة. ودعا مكتب الدفاع البروفيسور سليم جريصاتي للحضور، فحضر وأطلع أفرقة الدفاع على خبرته، وطرح عليهم نقاطًا قانونيّة للتأمّل فيها، وهي نقاط تتعلّق بمسألتي شرعيّة المحكمة والمحاكمات الغيابية. ويذكّر مكتب الدفاع بأنّ أفرقة الدفاع ستتمتّع بالحريّة الكاملة في طرح أيّ مسائل قانونيّة أمام المحكمة ترى هذه الأفرقة أنّها ضروريّة للدفاع عن المتّهمين، وذلك بمساعدةٍ من أيّ خبير مستقلّ قد ترغب في الحصول على مساعدته. وفي هذه المرحلة، ووفقًا لقرار الغرفة، فإنّ المحامين المناوبين لن يمثّلوا حقوق فرادى المتّهمين في الجلسة التي تُعقد في 11 تشرين الثاني المقبل. غير أنّ مسؤوليّة الدفاع عن تلك الحقوق تظلّ مسؤوليّة عليهم الاضطلاع بها بالتنسيق مع مكتب الدفاع.

كان قد عين مكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان في 26 تشرين الأول، ثمانية محامين لتولي الدفاع عن المتهمين الاربعة في قضية اغتيال الرئيس الأسبق رفيق الحريري.

 

البحرية الاسرائيلية تعترض سفينتي مساعدات كندية وإيرلندية اتجهتا من تركيا إلى غزة

نهارنت/اعترضت البحرية الاسرائيلية الجمعة السفينتين الايرلندية والكندية اللتين تقلان نشطاء مؤيدين للفلسطينيين كانوا يحاولون كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة بحسب بيان للجيش الاسرائيلي. وقال البيان "قبل وقت قصير صعد ضباط في البحرية الاسرائيلية على متن السفينتين المتجهتين الى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض عليه والذي يتوافق مع القانون الدولي". واكدت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس عدم وقوع اي اصابات خلال العملية.

وفي غزة، اعتبر فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس ان اعتراض السفن هو "استمرار لسياسة القرصنة والعربدة الاسرائيلية وفرض العضلات على كل من يريد ان يفك حصار قطاع غزة". واضاف لوكالة فرانس برس ان "حصار غزة جريمة ضد الانسانية ومن حق اي مؤسسة او انسان اي ياتي الى قطاع غزة برا وبحرا وجوا وبالتالي الاعتداء على سفن كسر الحصار هو اعتداء على الانسانية". وكان قد أعلن نشطاء مؤيدون للفلسطينيين أن البحرية الاسرائيلية أجرت اتصالات بالسفينتين الكندية والايرلندية اللتين تتجهان الى شواطىء غزة في محاولة لكسر الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع. وقال منظمو رحلة السفينة الايرلندية في بيان "نحو الساعة الحادية عشرة بتوقيت ايرلندا وصلتنا مكالمة هاتفية عاجلة من فينتان لاين منسق السفينة الايرلندية ليقول أن هناك سفينتي حرب اسرائيليتين تقتربان بسرعة من السفينتين الايرلندية والكندية".

وأضاف البيان "تبعد سفينتا الحرية والتحرير 48 ميلاً بحرياً عن شواطىء غزة". وأكد ناشطون على متن سفينة التحرير عبر موقع "تويتر" قيام البحرية الاسرائيلية بالاتصال بهم.

من ناحيته أكد الجيش الاسرائيلي في بيان قيام البحرية بالاتصال بالسفينتين. وقال البيان "أعلمت البحرية الاسرائيلية السفينتين بأن المنطقة التي تتجهان اليها، سواحل غزة، تخضع للحصار البحري بما يتوافق مع القانون الدولي". وأضاف البيان "نصحت البحرية الاسرائيلية السفينتين بالعودة في أي نقطة حتى لا يتم كسر الحصار البحري المفروض أو الابحار الى ميناء في مصر أو ميناء أشدود". موضحاً أن "النشطاء رفضوا التعاون". وكان الأسطول الصغير المؤلف من سفينة "الحرية" الايرلندية وسفينة "التحرير" الكندية والذي يحمل معدات طبية وعلى متنه ناشطون، انطلق بعد ظهر الأربعاء من ميناء فتحية في جنوب غرب تركيا ويتوقع أن يصل الجمعة الى غزة.

وتحمل السفينة 15 شخصاً على متنها من بينهم أفراد الطاقم بينما تحمل السفينة الكندية 12 شخصاً معهم مساعدات طبية تقدر بـ30 الف دولار ورسائل تضامن مع غزة.

وقال دنيس كوسيم المتحدث باسم منظمي رحلة السفينة الكندية من مونتريال للوكالة أنه "تم ارشاد الطاقم بعدم مقاومة البحرية الاسرائيلية عندما تحاول اعتراض" السفينتين.

وأضاف "وقع الجميع وثيقة يتعهدون فيها عدم المقاومة في حال صعود البحرية الى السفينة". وأعلنت منظمة "أمواج الحرية الى غزة" المنظمة للعملية في بيان أن على متن المركبين 27 شخصاً من بينهم صحافيون وأفراد الطاقم اضافة الى أدوية تقدر قيمتها بنحو 30 الف دولار. مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

الحلف الاطلسي "لا ينوي" التدخل في ايران

أعلن الامين العام لحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الخميس،أن الحلف لا ينوي التدخل في ايران ويدعم التوصل الى حل دبلوماسي للخلاف النووي، وذلك بعد أنباء عن مشاورات في اسرائيل لشن هجوم ضد الجمهورية الاسلامية. وقال راسموسن: " أؤكد أن الحلف الاطلسي ليس له أية نية في التدخل في ايران، والحلف ليس ضالعا في اي تحالف يتعلق بالمسالة الايرانية". وأضاف :" نحن ندعم مسار الجهود الدولية التي تسعى الى التوصل الى حلول سياسية ودبلوماسية للمشكلة الايرانية"، داعيا ايران الى تطبيق قرارات مجلس الامن المطالبة بوقف النشاطات النووية. وتزايدت التكهنات مؤخرا بعد نشر تقارير اعلامية عن نية اسرائيل ضرب المنشات النووية الايرانية التي تلقى تأييد البعض ومعارضة آخرين في الحكومة الاسرائيلية. وذكرت صحيفة هارتس الاسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان يؤيدون "الخيار العسكري" ، بينما يرى وزراء آخرون ومسؤولو الدفاع أنه يجب فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية الدولية للضغط على طهران. وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن القو ات المسلحة البريطانية تعد خططا طارئة لمواجهة التطورات في حال قررت الولايات المتحدة اللجوء لعمل عسكري ضد ايران. ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع لم تكشف هويتها أنها تعتقد أن واشنطن قد تعجل في خطط شن ضربات صاروخية على منشآت ايراني، وربما تطلب مساعدة الجيش البريطاني.

مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

ايران تحيي ذكرى احتجاز الرهائن الأميركيين عام 1979

نهارنت/تجمع الاف الايرانيين اليوم الجمعة هاتفين "الموت لامريكا" في ذكرى عملية احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في 4 تشرين الثاني 1979 والتي أدت الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين ايران والولايات المتحدة. وكان هذا التجمع أمام "وكر الجواسيس" كما يلقب الايرانيون السفارة الأميركية مناسبة لتوجيه تحية الى الربيع العربي الذي تطلق عليه ايران تسمية "اليقظة الاسلامية" والتنديد باسرائيل. وفي الرابع من تشرين الثاني 1979، بعد أشهر على الثورة الاسلامية التي أطاحت الشاه محمد رضا بهلوي المدعوم من الولايات المتحدة، اقتحم طلاب اسلاميون السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا 52 موظفاً فيها رهائن لمدة 444 يوماً. وفي 25 نيسان 1980 أطلق الرئيس الأميركي جيمي كارتر عملية انزال للقوات الأميركية الخاصة بالمروحيات للافراج عن الرهائن لكنها فشلت. وبعد أن فشلت في التوصل الى تسوية مع النظام الاسلامي قطعت واشنطن العلاقات الدبلوماسية في 7 نيسان 1980.

وتبقى العلاقات بين طهران وواشنطن منذ ذلك الحين شديدة التوتر. واتهمت الولايات المتحدة مؤخراً ايران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، ونفت ايران بشدة هذه الاتهامات. وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ايران بالسعي لحيازة السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الأمر الذي تنفيه طهران.

مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

قانون عون عن اللاجئين اللبنانين الى اسرائيل...قانون من " كذّب كذبة ، وصدّقها"

موقع الكتائب/" مسخرة"! كلمة تصف ما شهده مجلس النواب في جلسته التشريعية الاخيرة بعيد اقراره مشروع قانون اللاجئين اللبنانيين الى اسرائيل المقدم من النائب ميشال عون، مع ادخال صيغة معدلة عليه اقترحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري تلحظ اجراء "محاكمة عادلة لمن فرّ الى اسرائيل وانضم عسكريا في أي حين في حال عودته ويسلم الى وحدات الجيش، أما المواطنون الآخرون الذين لم ينضووا عسكريا وأمنيا بمن فيهم زوجاتهم وأولادهم الذين لجأوا الى الاراضي المحتلة، فيسمح لهم بالعودة ضمن آليات تطبيقية تصدر بمراسيم في مجلس الوزراء خلال سنة". أكثر من مسخرة ومهزلة...انها حفلة " تكاذب واحتيال"...وحدهم أصحاب " وثيقة التفاهم" صفقوا لها وهللوا وانتشوا " بالنصر" الذي تحقق!

ففي حين اختار المجلس النيابي اقرار اقتراح القانون المقدم من "التيار الوطني الحر"، لا يزال اقتراح القانون الذي تقدم به منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على طاولة لجنة الادارة والعدل التي ترفض مناقشته أصلا.

فعلى ماذا ينصّ اقتراحي القانون هذين؟

في 5 آب 2011 تقدّم النائب ميشال عون باقتراح قانون معجل مكرر، وقد نصّ على " ان يخضع المواطنون اللبنانيون من ميليشيا جيش لبنان الجنوبي الذين فروا الى الاراضي المحتلة في اي حين للمحاكمة العادلة وفقا لأحكام القوانين اللبنانية المرعية في حال عودتهم الى لبنان..."، " ويسمح لعائلاتهم العودة الى لبنان من دون قيد او شرط سوى تسجيل اسمائهم لدى الجيش اللبناني عند نقطة العبور التي يسلكونها اثناء عودتهم من الاراضي اللبنانية".

يفصل هذا الاقتراح اذاً بين " المواطنين اللبنانيين من ميليشيا جيش لبنان الجنوبي" و" عائلاتهم من زوجات ( أو ازواج) وأولاد، في حين كان لافتا جدا ما ورد في "الأسباب الموجبة"، اذ اكدّ من وضع الاقتراح ان "هؤلاء المواطنين غير مسؤولين في الاصل عما اصابهم بسبب تخلي الدولة عنهم منذ بدء الاحداث اللبنانية وتركهم لمصيرهم  الأسود تحت نير الاحتلال الاسرائيلي، وليست هناك اي سابقة تاريخية مماثلة لمحاكمة شريحة من شعب عزلت جغرافيا وبفعل ارادات خارجية"...وجاء فيه ايضا انه " لما كان هؤلاء المواطنون قد لجؤا الى الاراضي المحتلة بدافع غريزة حب البقاء والمحافظة على الحياة وخوفا من التعرض للانتقام كما صوّر لهم المحتل وأعوانه قبل اندحارهم، ولما كانت الدولة كالأم العطوف على ابنائها تغفر لمن أخطأ وتسامح من اساء، فكيف اذا كان ابناؤها من غير الخاطئين وغير المسيئين اليها والى افراد المجتمع اللبناني..."

وهنا يطرح السؤال: هل اختارت الدولة اللبنانية آنذاك ان تتخلّى فقط عن النساء والاطفال، ام انها تخلّت فعلا عن جميع ابناء " الشريط الحدودي" بمن فيهم الرجال؟ الا يعني هذا الامر ان هؤلاء ليسوا "مسؤولين بالتالي عما اصابهم"؟ وألا يبدو ان الاسباب الموجبة في الاقتراح لم تلحظ ابدا تهديد نصرالله عشية الانسحاب الاسرائيلي " بذبح العملاء في اسرتهم وداخل بيوتهم"، بل حمّلت العدو الاسرائيلي مسؤولية ترهيب اللبنانيين وتخويفهم من عمليات الانتقام، كما ورد اعلاه؟

على اي حال، فان هذا الاقتراح، وفور ان تسلمته الامانة العامة لمجلس النواب، قوبل برفض قاطع من قبل ما يعرف باللجنة القانونية للمبعدين قسريًا إلى دولة إسرائيل"، وذلك عبر دراسة قانونية اجرتها، اعتبرت فيها ان اللبنانيين الذين فروا الى اسرائيل هم اصحاب حق دافعوا عن الارض والعرض، وبالتالي لا تجوز محاكمتهم.

اما اقتراح القانون الثاني، فقدمه منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بتاريخ 24 – 8 – 2011 ، ويقضي " بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة  قبل تاريخ 31كانون الأول 2000 المنصوص عنها في المواد 273 حتى 298 ضمناً من قانون العقوبات اللبناني، وتسقط دعاوى الحق العام والأحكام وكافة المحاكمات وتكف التعقبات ولا يجوز إحالة أي من القضايا أو الدعاوى أو الملفات المشمولة بهذا القانون على أي مرجع قضائي، كما تنتفي حكماً صلاحية جميع المحاكم العادية والاستثنائية بإعادة المحاكمة أو الطعن في الأحكام التي صدرت، ويطلق سراح المحكومين في الجرائم فور صدور هذا القانون في الجرائم المشمولة به وتعتبر النيابة العامة التمييزية المرجع الصالح لتنفيذ أحكام هذا القانون".

أما وقد اقرّ مجلس النواب اقتراح القانون المقدّم من رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" ، معدلا باقتراح بري لجهة وضع آليّات تطبيقه من الحكومة، فإن باب التساؤلات فتح على مصراعيه، خصوصا وان المواقف التي صدرت عن اكثر من مسؤول ونائب في قوى الثامن من آذار ليست بريئة، بل تعبّر في اكثر من مكان عن حقيقة نواياهم.

أولا: لم يقدمّ اقرار القانون وما نصّه على" محاكمة عادلة" لعسكر جيش الجنوبي اي حلّ لهؤلاء بعد مرور اكثر من 11 عاما على القضية، اذ انه لا يختلف عما يحصل فعليا في ارض الواقع خصوصا وان  العديد من الشابات والنساء والمسنين عادوا في السنوات الماضية الى لبنان، وجرى التحقيق معهم ثمّ اخلي سبيلهم. الا ان ما يطالب به اللاجئون في اسرائيل هو عودة الجميع، بما فيهم الرجال من دون اي محاكمة. من ناحيةاخرى، فانه من " سابع المستحيلات" ان يعود افراد العائلة الى لبنان ويبقى ربّ البيت لاجئا في اسرائيل الى اجلّ غير مسمى. احدٌ لن يفعلها!

ثانيا: يخلو القانون الذي اقرّ من اي ضمانات في ما خصّ " المحاكمة العادلة" ، في حال شاء للبعض ان يعود من منفاه. فعن اي محاكمة يتحدثون، وعن اي عدالة وقضاء، في ظلّ ما يشهده لبنان من حرب معلنة على حقوق الانسان والعدل والكرامة...والمؤسسات؟

ثالثا: تدلّ بعض التصاريح الاعلامية، وسيل المواقف لا يزال في بدايته، الى ان القضية ليست " انسانية" كما يحاولون تصويرها، بل هي سياسية بامتياز. لا بل انها تشير الى ان الصفحة لن تطوى...والآتي أعظم!

فعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي اعتبر ان ما جرى يؤكد صلابة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ،  حيث بدأ اللبنانيون يلمسون اليوم ثمرة من ثمار هذا التفاهم والتعاون، الذي يقوم على قاعدة حماية الامن الوطني اللبناني، وحَل مشكلة اللاجئين، وإنزال العقاب بالعملاء."

اما  النائب حسن فضل الله فرأى ان" ما اقترح حول المراسيم التطبيقية يحافظ على الحدين الامني والانساني"، معتبرا انه يمكن للعدو الاسرائيلي التسلل من خلالهم.

أما الرئيس نبيه بري فكان له رأي آخر. الرجل يريد ادخال "الذين لم ينضموا عسكريا وعائلاتهم، وحتى الذين خضعوا وانضموا عسكريا مدرسة داخلية للجيش لمدة ثلاثة اشهر لنتأكد من وطنيتهم وانتمائهم الوطني"!

وبعد...هل يمكن الاستنتاج ان " المحاكمة العادلة" للاجئين في اسرائيل تعني " انزال العقاب" بالرجال، وهو بمفهوم حزب الله "الاعدام للعملاء، وقطع الايادي والاعناق"؟ وهل تعني حماية الامن الداخلي اللبناني " سجن" النساء والاطفال والشيوخ لدى الجيش لتلقينهم دروسا في الوطنية و" الانتماء" اللبناني، ومن ثمّ مراقبتهم والتجسس عليهم خوفا من تعامل محتمل مع العدو؟ وهل تعني حماية الامن المجتمعي اللبناني اقصاء هؤلاء عن الوظائف والمدارس، والانتخابات؟

كلها اسئلة برسم من " كذّب كذبة ، وصدّقها"!

 

جعجع عرض الاوضاع مع حبيش: الدعوة للحوار شكلية وعودة لغة التخويف من الاغتيالات تسويق من الفريق الآخر

حبيش: قوى 14آذار جاهزة للحوار شرط معرفة آلية تطبيقه

وطنية - 4/1/2011 انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بعد لقائه النائب هادي حبيش، في حضور الوزير السابق فوزي حبيش، "طرح اسم مرشح حزبي واحد وغير مستوفي المواصفات المطلوبة إلى منصب قضائي رفيع المستوى"، وقال: "نتمنى ألا تذهب الأمور في هذا الاتجاه، وإلا سنعود إلى "العضوميات" من جديد".

واستغرب "استئناف المنظمة الفلسطينية الصاعقة نشاطاتها"، سائلا "أين الحكومة؟ وأين الأجهزة الأمنية التي تلاحق مواطنا يحمل مسدسا في أعلى الجرد فيما تغض النظر عن دخول سلاح الى بعض المنظمات الفلسطينية التي تبني هيكليتها من جديد من دون رقيب أو حسيب؟". كما تساءل "عن توقيت ظهور هذه المنظمة في ظل المخاض الذي تشهده المنطقة".

وسأل أيضا، "ألا يكفي المواطن اللبناني تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلد، ليضاف اليها أزمة الطرق عند كل تساقط للأمطار؟"، مجددا "دعوة هذه الحكومة العشوائية والعقيمة الى الاستقالة، فبعد عدم اقرار زيادة الأجور من يعوض على المواطن ارتفاع اسعار السلع والمواد الاستهلاكية والغذائية في الأسواق؟"، وقال: "لا انفراج معيشيا من دون دورة اقتصادية فعلية، ولا دورة اقتصادية فعلية من دون استقرار وثقة. وفي لبنان طالما هناك دولة ودويلات بجانبها كما الحال اليوم، فلا نتأمل الوصول الى اقتصاد سليم. وبالتالي، لا يمكن الوصول الى الوضع المعيشي الذي نريد طالما هناك سلاح وقرار استراتيجي خارج الدولة باعتبار ان الأمرين مرتبطان ببعضهما البعض".

أضاف: "كان النمو في ظل الحكومتين السابقتين اللتين شاركت فيهما قوى 14 آذار، رغم حرب عام 2006 وكل المشاكل، بين 6 و8 في المئة، فيما النمو في ظل الحكومة الحالية عساه أن يصل الى 1 في المئة، مع العلم ان هذا التراجع ليس سببه فقط الأزمة الاقتصادية العالمية التي في أقصى الحالات تؤثر على نسبة النمو نحو درجة او درجتين".

وتوقف جعجع عند وضع القضاء اللبناني، وقال: "إنه مسيس في بعض أقسامه، ولكن الوضع كما يطرح اليوم تخطى كل الحدود بحيث لا يرشح في أرفع المناصب القضائية سوى اسم لمرشح حزبي واحد وغير مستوفي المواصفات المطلوبة. ونتمنى ألا تذهب الأمور في هذا الاتجاه، وإلا سنعود الى "العضوميات" من جديد وهذا امر لا يجوز".

وانتقد "عدم مطالبة المسؤولين اللبنانيين بنزع السلاح الفلسطيني، تطبيقا لجلسات الحوار الوطني اذ ان السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس طالبا به أكثر من المسؤولين"، مستغربا "استئناف المنظمة الفلسطينية الصاعقة نشاطاتها"، متسائلا: "أين الحكومة؟ وأين الأجهزة الأمنية التي تلاحق مواطنا يحمل مسدسا في أعلى الجرد، فيما تغض النظر عن دخول سلاح الى بعض المنظمات الفلسطينية التي تبني هيكليتها من دون رقيب أو حسيب؟".

وإذ جدد رفضه "الكامل للخروق السورية ولو بأمتار قليلة"، أشار إلى أن "هذا الموضوع معنوي ويمس السيادة اللبنانية"، مستهجنا "الصمت المطبق للحكومة اللبنانية حيال هذه الخروق بينما كل دول العالم بدءا من الأمم المتحدة مرورا بوزارتي الخارجية الاميركية والفرنسية، وصولا الى الكثير من الدوائر الديبلوماسية العربية والأجنبية التي نددت بهذه التصرفات"، واصفا هذه الحكومة "بالغائبة تماما، فلماذا لا تغيب فعليا؟".

وعن تفسير الرئيس نجيب ميقاتي لموقف الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله من تمويل المحكمة الدولية، قال جعجع: "لم أفهم كلام نصرالله على هذا النحو، اذ ان الأخير يرفض بالشكل والمضمون والجوهر تمويل المحكمة الدولية. ومن هذا المنطلق، على الرئيس ميقاتي اتخاذ الموقف المناسب، وفقا لهذا المعطى".

ووصف دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار بأنها "دعوة للشكل فقط لا غير ولمحاولة تعويم وانقاذ بعض الاطراف وليس للوصول الى نتيجة"، وقال: "نحن غير مستعدين لمثل هكذا حوار الا حين نلمس لدى الفريق الآخر نية جدية لحوار جدي يتناول النقطة الوحيدة التي ما زالت معلقة على جدول الأعمال وهي تحديدا سلاح حزب الله اذ اصبح لدينا قناعة انه في ظل وجود هذا السلاح لن يكون لدينا لا اقتصاد ولا استقرار ولا أمن، فلا مخالفة تستطيع قوى الأمن نزعها، ولا تستطيع ايضا تفتيش حاويات تدخل عبر المطار او المرفأ بحجة انها للمقاومة، ولو أننا نرحب بوجود حزب الله في العمل السياسي".

ورفض "طرح تمويل المحكمة الدولية على طاولة الحوار، ولا حتى على طاولة مجلس الوزراء باعتبار ان هذا الأمر نوقش واتخذ به قرار، لا بل ان لبنان قد دفع اكثر من مرة بعض المستحقات للمحكمة، فهل يناقش أمرا قد بت سابقا؟".

ولفت جعجع الى ان "عودة لغة التخويف من الاغتيالات ما هي الا تسويق من قبل الفريق الآخر ولا اعلم ان كانوا جديين بشأنها باعتبار ان شخصياته هي من تشيع مثل هذه الأخبار منذ اسبوعين". وعما اذا "ستكون عودة منظمة "الصاعقة" التي شهدناها في الحرب اللبنانية مؤشرا لاندلاع حرب جديدة في لبنان"، وضع جعجع هذا الأمر "برسم الأجهزة الامنية المعنية التي عليها ضبط الوضع"، مستغربا "ظهور هذه المنظمة في ظل المخاض الذي نشهده على مستوى المنطقة، فهذا امر غير معقول". وعن قراءته لفوز طلاب فريق 8 آذار في انتخابات الجامعة اليسوعية، اعتبر ان "هذا الفوز هو فعليا لقوى 8 آذار ولكنه لم يحقق انتصارا لمكونات هذا الفريق على المستوى المسيحي".

ودعا جعجع الى "ضرورة استكمال التحقيقات بشأن اختطاف بعض المعارضين السوريين من لبنان وتحويلها الى السلطات المختصة".

حبيش

بدوره، أكد هادي حبيش "التوافق مع جعجع حول ضرورة الوصول الى قانون انتخابي يرضي أكبر شريحة من الشعب اللبناني".

وأمل ان "يكون الكلام عن عودة الاغتيالات غير دقيق في ظل الوضع الصعب الذي يمر به البلد من خطف معارضين سوريين وفلتان أمني مستشر، فضلا عن احداث سوريا ومدى تأثيرها على الداخل اللبناني"، لافتا الى "تحذيرات وزير الداخلية اللبناني مروان شربل اضافة الى معلومات صحافية في هذا الاطار".

وعما قاله الرئيس نجيب ميقاتي بأن عمليات خطف السوريين هي حوادث فردية، قال حبيش: "لو اطلع رئيس الحكومة على التحقيقات في موضوع خطف الأخوة الجاسم وبعدها اختفاء الوالد والزوجة لما كان صرح بهذا الكلام".

ووصف ما حصل في هذه القضية ب"الفضيحة القضائية والسياسية"، مشيرا الى "وجوب استكمال التحقيقات القضائية الى حين ظهور الزوجة والأب اللذين، وفقا للمعلومات المتوافرة، لن يظهرا بعد اليوم".

وردا على سؤال، دعا حبيش ميقاتي الى "اتخاذ القرار المناسب بشأن تمويل المحكمة الدولية في حال لحظ معارضة جدية ضمن الحكومة في هذا الاتجاه".

واعتبر ان مسألة سقوط الحكومة "يرتبط بإرادة الرئيس ميقاتي او ثلثي الحكومة"، وقال: "أتصور ان القرار في هذا الموضوع يعود الى رئيس الحكومة فإما ان يفي بتعهده والتزاماته وإما يضع نفسه امام مساءلة من المجتمعين اللبناني والدولي، ما سيرتب فرض عقوبات قاسية على لبنان".

وقال: "ان قوى 14 آذار لم ترفض يوما الحوار ولكن علينا العودة بالذاكرة الى الوراء لنتذكر من اوقف الحوار ومن طير الحكومة السابقة، بعد أن عزوا توقف الحوار الى بت ملف شهود الزور الذي نسوه حين تسلموا زمام الأمور".

وأكد "جهوزية قوى 14 آذار للحوار شرط ان نعلم ما هي آلية تطبيقه وان يكون البند الحواري هو سلاح حزب الله فقط باعتبار ان بعض نواب حزب الله صرح بأن الاستراتيجية الدفاعية لا تتعلق بسلاح حزب الله الى جانب اننا طلبنا تحديد مهلة زمنية للوصول الى النتيجة المرجوة".

 

الراعي استقبل الجميل والفريق العربي للحوار وتلقى اتصالا من مفتي الجمهورية مهنئا بسلامة العودة

ويترأس قداسا الاحد في بكركي لمناسبة افتتاح السنة الطقسية

وطنية - 4/11/2011 - استقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، وفدا من الفريق العربي للحوار الاسلامي - المسيحي الذي هنأه بسلامة العودة من الولايات المتحدة الاميركية والعراق وأطلعه على نشاط الفريق في ضوء الاوضاع المستجدة في الشرق الاوسط.

وضم الوفد كلا من: رئيس الفريق القاضي عباس الحلبي، الامين العام القس رياض جرجور، نائب محافظ القاهرة وعضو الفريق الاستاذ سمير مرقس، الدكتورة حنان ابراهيم من الاردن، الدكتورة فيفيان فؤاد من مصر. كما ضم ممثلين عن المؤسسة السويسرية لخدمة الانسانية وهم: رئيس مؤسسة التقدم من اجل الانسانية القس الدكتور جان فيشر، مسؤول العلاقات بين الاديان نيقولا كروز، مسؤول الحوار الاسلامي - المسيحي القس الدكتور جان كلود باسيت.

وأطلع الفريق العربي البطريرك الراعي عن انعقاد اجتماعه السنوي للهيئة التنفيذية من اجل وضع استراتيجية عمل الفريق للسنوات الثلاث المقبلة. كما شرح له المشاريع التي قرر الفريق، العمل عليها: لقاء عالمي بعنوان "مسلمون ومسيحيون من اجل القدس"، صيانة العيش المشترك في ضوء ما جاء في وثيقة الازهر الاخيرة، لقاء اوروبي شرق اوسطي عن التحديات التي تواجه المسلمون والمسيحيون في اوروبا والشرق الاوسط وبناء المواطنة في العالم.

الرئيس الجميل

بعدها استقبل البطريرك الراعي الرئيس امين الجميل وعرضا نتائج الزيارات الخارجية لكل منهما اضافة الى التطورات والمستجدات على الساحة المحلية. واستبقاه على الغداء.

ونوه الرئيس الجميل بزيارات غبطته الاخيرة وخاصة الى الولايات المتحدة الاميركية والعراق، كما أطلع غبطته على نتائج زيارتيه الخارجيتين الى كل من مصر وتركيا، فكان توافق على ضرورة الحوار ليس فقط على الصعيد الداخلي انما ايضا مع الجهات المعنية في الخارج وذلك انسجاما مع دور لبنان الذي هو نشر ثقافة الحوار والديمقراطية وثقافة الحرية والسلام في ظل الثورات والحراك الذي يحصل في العالم العربي. كما كان تشديد على ضرورة التفاهم على موقف مشترك حيال قانون الانتخاب مع التنويه بدور اللجنة المنبثقة عن لقاءات بكركي لمتابعة هذا الموضوع ولدراسة المشروع الذي تقدم به وزير الداخلية.

وخلال اللقاء جرى اتصال هاتفي مع شيخ الازهر أحمد الطيب قدم بمناسبته البطريرك الراعي التهاني للشيخ الطيب بعيد الاضحى وتم الاتفاق على التواصل بين الجانبين.

من جهة ثانية، قدم الزميل جوزف الياس للبطريرك الماروني نسخة من كتابه الجديد "كي لا ننسى".

وظهرا، تلقى البطريرك الراعي اتصالا هاتفيا من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي هنأه بالعودة من الخارج.

أحد تقديس البيعة

على صعيد آخر، يترأس البطريرك الراعي قداسا الهيا عند العاشرة من قبل ظهر الاحد المقبل في كنيسة الصرح الخارجية في بكركي، لمناسبة أحد تقديس البيعة وافتتاح السنة الطقسية 2011 - 2012.

 

سليمان التقى الحاج حسن وشمس الدين وسعيد واطلع من دياب على خطوات تعزيز التعليم الرسمي

وطنية - 4/11/2011 تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، مع وزير الزراعة حسين الحاج حسن اوضاع المناطق جراء العاصفة الماطرة التي تضرب لبنان، واطلع منه على تدابير الوزارة وخطواتها على هذا الصعيد.

وزير التربية

كذلك، اطلع رئيس الجمهورية من وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب على خطوات الوزارة لتعزيز التعليم الرسمي وتعيينات عمداء كليات الجامعة اللبنانية مع انطلاق العام الجامعي.

زوار

وعرض الرئيس سليمان مع كل من الوزير السابق ابراهيم شمس الدين والنائب السابق فارس سعيد للاوضاع السياسية الراهنة

 

سعد الحريري يحذر سوريا من "محاولات الإلتفاف" على مضمون المبادرة العربية

نهارنت/دعا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى توحيد جهود جميع الوطنيين المخلصين لبلدهم لترسيخ عوامل الوحدة الوطنية وتكريس سيادرة الدولة، مشددا على أهمية التضامن مع الشعوب العربية التي تنادي بالحرية لا سيما مع الشعب السوري، محذرا في هذا الإطار من "محاولات الإلتفاف على مضمون المبادرة العربية"، مهنئا في الوقت عينه اللبنانيين كما الشعوب العربية بحلول عيد الأضحى. وأمل الحريري في بيان صادر لهـ هنأ خلاله اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بحلول الأضحى، أن تشكل هذه المناسبة "فرصة مؤاتية لجميع الأطراف اللبنانية للتبصر بما آلت إليه أحوال الوطن من جراء أسلوب الاستقواء بالسلاح غير الشرعي، ومحاولات إلحاق لبنان قسرا بمحاور خارجية، لبث عوامل التفرقة والانقسام بين اللبنانيين، وقد باتت تنذر بمضاعفات خطيرة تهدد وحدة الدولة، كيانا ومؤسسات". ودعا لتوحيد جهود جميع الوطنيين المخلصين لبلدهم بفاعلية لإعادة ترسيخ عوامل الوحدة الوطنية وتكريس سيادة الدولة وسلطتها على كل الأراضي اللبنانية دون سواها. وأكد الحريري على أهمية "الاستجابة لتطلعات اللبنانيين وتوجهاتهم في الحفاظ على نظامهم الديمقراطي الحر ،وصيغة العيش المشترك بين كل الفئات اللبنانية". كما شدد "على أهمية التضامن مع الشعوب العربية التي تنادي بالحرية، لا سيما مع الشعب السوري الشقيق الذي يواجه آلة القمع العسكرية بكل بسالة، ويسعى للانتقال إلى نظام ديمقراطي حر"، محذرا من "محاولات الالتفاف على مضمون المبادرة العربية بوسائل وأساليب ملتوية، تتعارض كليا مع نصوص هذه المبادرة لوقف مسلسل العنف وقتل المتظاهرين والتملص من موجبات إطلاق المعتقلين السياسيين تحت ذرائع وحجج واهية لن تنطلي على الشعب السوري". هذا وتوجه الحريري بالتهنئة إلى الشعب الليبي الشقيق، منوها بـ"التقدم الذي أحرزه للتخلص من النظام السابق، وسعيه الدؤوب للتأسيس لمرحلة جديدة من حياته تلبي طموحات وتطلعات جميع أبنائه".

 

مفاجأة من العيار الثقيل: الأسد باع الجولان لإسرائيل مقابل 100 مليون دولار

ايلاف/أثار الدكتور محمود جامع الصديق المقرب للرئيس السادات، وعضو أول مجلس الشورى في مصر، ومؤلف كتاب "عرف السادات" موضوعاً خطيراً عندما قال إن السادات أطلعه على سر، وهو أن هضبة الجولان قد بيعت لإسرائيل مقابل شيك 100 مليون دولار، تسلّمه رفعت الأسد وحافظ الأسد. اذا، فجر الدكتور محمود جامع مفاجأة من العيار الثقيل  في حوار مع "إيلاف" قائلا ان الرئيس السادات خصه بسر أثناء زيارتهما لسوريا في عام 1969 وأثناء وقوفهما فوق هضبة الجولان حيث قال له السادات: "إن هذه الهضبة دفعت فيها إسرائيل 100 مليون دولار تقريبا بشيك تسلمه – آنذاك- رفعت الأسد وحافظ الأسد وأودع الشيك في أحد بنوك سويسرا وأن رقم هذا الشيك موجود عند عبد الناصر.

زيارة مع السادات لسوريا

ويقول د.محمود جامع: في عام 1969توجهت  إلى سوريا بصفتي عضو باللجنة المركزية للإتحاد الاشتراكي ضمن وفد رسمي للحكومة المصرية برئاسة السيد أنور السادات نائب رئيس الجمهورية –آنذاك- وعضوية د.حسن صبري الخولي الممثل الشخصي للرئيس جمال عبد الناصر، والسيد ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لحركة فتح، وذلك لإجراء مباحثات مع الحكومة السورية، وكان رئيس الجمهورية العربية السورية السيد نور الدين الأتاسي، وكان حافظ الأسد يشغل منصب وزير الدفاع حينئذ، ووصلنا إلى سورية وكانت غرفتي  بجوار غرفة السادات، وذلك في قصر الضيافة الكائن بميدان المهاجرين بدمشق، وفي صباح أحد الأيام اصطحبني السادات معه على إنفراد ودون حراسة حيث كانت مخصصة لنا سيارة وتوجهنا إلى هضبة الجولان بناء على رغبة  السادات، وأقسم بالله العظيم أنه وضع يده على كتفي ونحن واقفان على هضبة الجولان، وقال لي بالحرف: إنظر يامحمود هذه هي الجولان، وهل يمكن لأي قوة أن تستولي عليها بهذه السهولة حتى لو كانت إسرائيل؟

سر خطير

وتابع جامع: "وقلت للسادات: هذا مستحيل فقال لي سأخصك بسر خطير، وهو أن هذه الهضبة دفعت فيها إسرائيل مبلغ 100مليون دولار تقريبًا –آنذاك- بشيك تسلمه كل من حافظ ورفعت الأسد وأودع في حساباتهما في أحد بنوك سويسرا، وأن رقم هذا الشيك موجود لدى عبد الناصر في خزانته.

أوامر بالإنسحاب من الجولان في عام 1967

وقال: وكان الثمن والمقابل هو أن وزير الدفاع السوري –آنذاك- حافظ الأسد أصدر أوامره إلى القوات السورية بالانسحاب فورا من هضبة الجولان في حرب يونيو عام1967 دون إطلاق طلقة واحدة وسلمت إلى إسرائيل، وهذه هي القصة وشهادتي على هذا الحدث، وقد تكتمت هذا السر لسنوات طويلة حتى عام 1999، حيث ألفت كتاب "عرفت السادات "ألمحت فقط إلى هذه الواقعة دون الكشف عن التفاصيل الكاملة، ثم استضافني عام 2006 المذيع معتز الدمرداش في برنامجه بقناة المحور، وتطرق إلى هذا الموضوع على الهواء مباشرة وقلت التفاصيل كاملة بكل صراحة، حتى لدرجة أن معتز ذهل، وقال لي أنت مش خائف فقلت له: لست خائفا وأن هذا الكلام موجود في سجلات الأمن  القومي والحكومة المصرية، وليس لي مصلحة في ذلك.

وتعليقا على هذه الشهادة، نفى الخبير الإستراتيجي، لواء د.نبيل فؤاد، مدير مركز البحوث والدراسات السياسية والإستراتجية بوزارة الدفاع سابقا، إمكانية حدوث ذلك وقال: "إن هذا الكلام غير صحيح تماماً، وذلك لأن حافظ الأسد كان في السلطة عندما اندلعت حرب 1973، ورئيسا لسوريا، وقد أصدر أحد المعارضين السوريين كتاب بعنوان "سقوط الجولان "، كما إنني سبق أن التقيت بقادة عسكريين سوريين، وتحدثت معهم في هذا الشأن وما يتردد، فنفوا ذلك.

سوريا خط الدفاع الأخير أمام إسرائيل وأميركا

وتابع: "والمشكلة واضحة أن سوريا هي خط الدفاع الأخير في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وذلك لأن مصر وقعت اتفاقية للسلام مع إسرائيل ثم تبعتها الأردن باتفاقية مماثلة، إذن يتضح لنا أن سوريا هي خط الدفاع الأخير للعرب، ولا أستبعد أن ما يجري في سوريا حاليا ليس بعيدا عن محاولة الإيقاع بسوريا، وأن هناك ضغوطا تمارس عليها للرضوخ، وإذا كان ما يجري على الساحة السورية هو هبة شعبية أو انتفاضة شعبية فمن أين أتى الشعب بهذه الأسلحة؟

السادات تأثر لرفض الأسد التسوية السلمية مع إسرائيل

وأضاف اللواء فؤاد: "والسادات كان شريكا لحافظ الأسد في حرب أكتوبر عام 1973، وكان منسقا معه، كما أراد السادات أن يستميل حافظ الأسد بالتسوية السلمية، ولكن الأخير رفض فأثرت جدا في السادات لرفض الأسد ذلك، مبينا أن سوريا حاربت بشرف في حرب أكتوبر عام 1973 ولكن وفق إمكانياتهم العسكرية وغيرها.

وحول ما تروج له حكومة تل أبيب وتقديمها إغراءات للاستيطان في الجولان ومنحها قسائم أراضي مجانية وتسهيلات وامتيازات للراغبين من مواطنيها، أكد لواء د. نبيل فؤاد أن هذه مسائل رمزية وتحاول إسرائيل أن تناور بها حتى عندما يحين موعد محادثات السلام تلعب بورقة المستوطنين في الجولان من أجل الحصول على نصيب من مياه الجولان، كاشفا أن محور قضية الجولان هي مشكلة المياه، بالإضافة إلى حدود بحيرة طبرية حيث يوجد عليها خلاف، ومشددا أن إسرائيل تضغط على سوريا بهدف الإضعاف من عضد  القيادة السورية، وموضحًا أن المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان لا تسبب أي قلق على الإطلاق، ومشددا على أن الجولان عائدة لسوريا وللعرب في يوم من الأيام، ولكي يحلوا مشكلتها فلا بد من ابتعاد سوريا عن إيران وحزب الله.

شعور العرب بخطأهم في الأزمة الليبية

وبشأن عدم تعامل الإدارة الأميركية والناتو مع ما يجري مع سوريا حاليا بنفس معيار التعامل مع ليبيا وفرض حظر جوي على ليبيا، قال لواء د.فؤاد: "العرب وبعد ذلك شعروا أنهم أخطئوا عندما أعطوا تصريحا لقوات الناتو بعمل حظر جوي فوق ليبيا، كما عبّر عن ذلك عمرو موسى –الأمين العام السابق للجامعة العربية – في ذلك الوقت أن قرار الجامعة العربية كان متعجلاً.

معطيات الجيش السوري تختلف عن نظيره الليبي

ويعتقد فؤاد أن العرب لن يطلبوا من الناتو هذه المرة فرض حظر جوي على سوريا، وذلك لأكثر من سبب وهو أن الجيش السوري ليس الجيش الليبي، فضلا عن أن الجيش السوري يقاتل ولديه أسلحة متطورة، وليس أمرًا سهلاً أن ما حدث في ليبيا أن يتكرر في سوريا، بالإضافة إلى أن حلف الناتو لن يجد أي دولة عربية مثل الإمارات العربية المتحدة أو قطر تساعده في الانطلاق من قواعدها العسكرية كما حدث مع ليبيا، وبالتالي لن يجد سوى إسرائيل أو البحر وإذا حدث وانطلق من قواعد عسكرية بإسرائيل فتعتبر مشاركة في الهجوم على سوريا، ومن المعروف أن الناتو عندما يخوض معركة يحسبها جيدا، فوضعية سوريا مختلفة إذا فكر في الهجوم عليها، لأنه يعلم أنه لن يحقق الهدف وستكون خسائره كبيرة إذا هاجمها.

 

"الاحرار":على الداعين لمعاودة الحوار تطبيق ما اتفق عليه في الجولات السابقة

وطنية - 4/11/2011 عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون، وتوقف بحسب بيان "أمام إعلان سوريا القبول بلا تحفظات بخطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة".

واعتبر الحزب ان هذا القبول "يعكس الوضع المتأزم الذي بلغه النظام نتيجة تراكمات وممارسات وإغفال تجارب الأنظمة المشابهة له والاستخفاف بالحراك الشعبي. كما يشكل انتصارا أوليا للثورة السورية، ومن المتوقع أن تليه انتصارات أخرى إذ يجد النظام نفسه أمام خيارين أحلاهما مر: فإما القبول بالإصلاحات التي ترضي المعارضين وإما الاستمرار في الهروب إلى الأمام والمضي في القمع والقتل، والنتيجة واحدة وهي سقوط النظام الحتمي مع الفارق في الطريقة وفي المهل".

اضاف بيان الحزب "تبقى العبرة في التزام النظام كل بنود المبادرة العربية التي هي كل لا يتجزأ. وهنا تحضرنا المناورات السورية في الموضوع اللبناني والوعود السابقة بالإصلاح مما يوحي بمراهنة النظام العادية على عامل الوقت وعلى ما يأمله من تغيرات".

وتابع البيان "ننظر إلى موقف جامعة الدول العربية وإدارتها الأزمة السورية كمؤشر لصدقيتها ولدورها وذلك على خطين: منع أي نظام عربي من التنكيل الجماعي بمعارضيه كشرط لاستمراره في الحكم، وتفادي التدخل الدولي الذي لا مفر منه في حال تلكؤ الجامعة عن القيام بواجباتها".

واهاب الحزب "باللبنانيين وبكل الشعوب العربية الدفاع عن الربيع العربي الواعد وإدانة الممارسات الوحشية بحق المعارضين وهي مسألة أخلاقية لا يمكن السكوت عنها. كما نطالبهم برفع الصوت عاليا للانتصار للديمقراطية والتعددية والحرية والمساواة وحقوق الانسان حتى يزهر الربيع".

اضاف البيان "نعتقد انه من الأجدى للداعين إلى معاودة الحوار ـ الذي نعتبره ضروريا ومفيدا في المبدأ ـ العمل من أجل تطبيق ما اتفق عليه في الجولات الحوارية السابقة والذي ظل حبرا على ورق. أكثر من ذلك لم يتردد بعض المشاركين في هيئة الحوار في التراجع عما قبلوا به كما هي الحال بالنسبة إلى المحكمة الخاصة بلبنان سواء بالنسبة إلى التعاون معها أو إلى المساهمة في تمويلها. بدل ذلك يمنون النفس اليوم على إعادة طرح موضوعها كبند إجهاضي حول طاولة الحوار. وفي السياق عينه تأتي موضوعات أخرى حسب اللبنانيون أنها حظيت بإجماع المتحاورين ومنها ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية ومعالجة السلاح الموجود خارج المخيمات ومصير المعسكرات الفلسطينية التي هي بأمرة مخابرات النظام السوري. وفوق هذا كله تردي مقومات الدولة اللبنانية الخاضعة للقضم من قبل الدويلة دون أن يؤدي ذلك إلى موقف رسمي شاجب أو إلى رد فعل يفرضه الواجب الدستوري والوطني للحفاظ على هيبتها".

ورحب الحزب "بقانون عودة اللبنانيين الموجودين في إسرائيل باعتباره تصويبا لاداء ظالم بحقهم استمر أكثر من عقدين وتحقيقا لعدالة متأخرة. إلا أننا نتساءل ما عساه يكون موقفهم في ظل تنامي قدرات الدويلة وتأكيد طول باعها في المجال الأمني خصوصا في مناطق تعتبرها مسرحا حصريا لها. ناهيك عن تفشي ظاهرة الخطف والتسيب الأمني والعمليات البوليسية التي تتولاها قوى الأمر الواقع فتحل نفسها محل الدولة، وتجاهر بقيامها بدور الذراع المسلح للنظام السوري في خطف معارضيه ومضايقتهم كممارسة رديفة للمخالفات التي لم تعد تحصى ولا تعد سواء في التعديات على الأملاك الخاصة والعامة أو في الاعتداء على كل من يخالفهم الرأي".

وفي مناسبة الأضحى المبارك تقدم الحزب بأحر التهاني وأصدق التمنيات من اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا، آملا في ان "يحمل العيد إلى لبنان الاستقرار والازدهار والعزة والكرامة".

 

مراسلون بلا حدود

حالات الاختفاء والاعتقالات التعسفية للصحافيين والمدوّنين في سوريا مستمرة يومياً

تعرب مراسلون بلا حدود عن بالغ قلقها إزاء مصير الصحافيين والمدوّنين المفقودين أو المختطفين منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد. واللائحة في ازدياد مستمر.

منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2011، أصبحت لينا ابراهيم العاملة في جريدة تشرين الموالية للحكومة في عداد المفقودين. وقد أفاد أحد أقاربها بأنها غادرت منزلها الواقع على مشارف العاصمة (حرستا) في صباح 25 تشرين الأول/أكتوبر ولم تعد إليه بعد. إلا أن الظروف المحيطة باختفاء هذه الصحافية ما زالت غامضة، ما يدعو إلى الشك في احتمال إقدام القوى الأمنية على اختطافها. وفقاً للمعلومات التي جمعتها المنظمة، وضعت في مركز اعتقال. تعمل الصحافية في جريدة تشرين منذ العام 2005. وكانت تتعاون في السابق مع صحيفتين تصدران باللغة الإنكليزية هما سيريا تايمز وسيريا توداي. وأفادت بعض المصادر بأن اختفاء الصحافية قد يكون ناجماً عن نشرها مقالة انتقادية بعنوان "رسالة إلى الشمس" على صفحتها على فايسبوك التي لم تعد متوفرة على الشبكة. كذلك، تجهل المنظمة مصير الصحافي المستقل وائل يوسف أباظة المفقود منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر.

أما المدوّن جهاد جمال، المعروف بلقب "ميلان"، فقد ألقي القبض عليه في 14 تشرين الأول/أكتوبر 2011 علماً بأنه تعرّض للاعتقال مرتين منذ بدء الانتفاضة الشعبية كان آخرهما في 8 آب/أغسطس 2011 واستمرت قرابة شهرين. وفقاً لصفحة على فايسبوك أنشئت دعماً للصحافي، كانت الكلمات الأخيرة التي كتبها قبل أن يلقى القبض عليه: "يريد الشعب إسقاط النظام دائماً".

تناشد مراسلون بلا حدود السلطات وضع حد لعمليات الاعتقال والاختطاف التي تندرج جميعها في إطار حالات الاختفاء القسري. ونطالبها بأن تقدم بمعلومات موثوقة عن مصير كل المعتقلين بسبب ممارستهم حقهم في حرية التعبير وأن تفرج عنهم في أقرب وقت ممكن.

لا يزال قيد الاحتجاز (اللائحة غير شاملة بطبيعة الحال):

حسين غرير، المدوّن والمفقود منذ 24 تشرين الأول/أكتوبر 2011 (www.ghrer.net) وهو يعاني مشاكل صحية.

قيس أباطيلي، الناشط على الإنترنت والمعتقل في 25 أيلول/سبتمبر.

نزار البابا، الناشط على الإنترنت والمعتقل منذ 21 أيلول/سبتمبر.

ملك الشنواني، المدونة والناشطة والمعتقلة في 22 أيلول/سبتمبر 2011 في وسط أحد شوارع دمشق (الاعتقال الثالث). تتعاون مع عدة مواقع إلكترونية.

جهاد جمال، المدون المعروف باسم "ميلان" والمعتقل منذ 8 آب/أغسطس 2011 ومن ثم في 14 تشرين الأول/أكتوبر.

نزار عادلة، الصحافي الذي يتعاون مع عدة مواقع إلكترونية والمعتقل منذ 6 أيلول/سبتمبر.

ميرآل بروردا الكاتب والشاعر الذي تعاون مع عدة مواقع إلكترونية.

أحمد بلال، المخرج في قناة فلسطين والمعتقل في المحمدية في إحدى ضواحي دمشق في 13 أيلول/سبتمبر الماضي.

عامر مطر، الصحافي العامل في جريدة الحياة والمعتقل في 4 أيلول/سبتمبر الماضي (الاعتقال الثاني).

علوان زعيتر، الصحافي الذي يتعاون مع عدة صحف لبنانية. ألقت أجهزة الاستخبارات القبض في مدينة الرقة بعد عودته من ليبيا. وإثر إدانته الأولية بالسجن لمدة خمس سنوات على خلفية اتهامه بالاتصال بالمعارضة السورية، تم تخفيض عقوبته إلى 13 شهراً في السجن.

عمر عبد السلام

عامر الأسعد، طالب السنة الأخيرة في كلية الإعلام والصحافي الذي يتعاون مع عدة صحف تصدر باللغة العربية والمعتقل مرتين في 3 تموز/يوليو و4 آب/أغسطس 2011. ولا نزال نجهل مصيره.

افة ، دراسات المعلومات ومساهم في العديد من الصحف باللغة العربية ، ألقي القبض عليه مرتين ، في 3 تموز و 4 أغسطس 2011 ، ليس هناك أخبار له منذ ذلك الحين.

هنادي زحلوط، الصحافية المستقلة التي كتبت عدة مقالات لمنشورات إلكترونية. اعتقلت في 25 تموز/يوليو وأطلق سراحها بعد أربعة أيام قبل أن يتم إلقاء القبض عليها من جديد في 4 آب/أغسطس 2011 (الاعتقال الثالث، هي محتجزة حالياً في سجن عدرا).

جهاد ورودي عثمان وعاصم حمشو، المدونين الذين اعتقلوا في مطلع آب/أغسطس.

عبد قباني، المواطن الإلكتروني الذي ألقي القبض عليه في 8 آب/أغسطس 2011.

عمار صائب، المواطن الإلكتروني الذي ألقي القبض عليه في 1 آب/أغسطس 2011 في دمشق.

محمد طحان جمال، العضو في رابطة الكتاب العرب ونقابة الصحافيين، وموقّع "نداء حلب إلى الأمة"، المعتقل في 20 تموز/يوليو.

عبد المجيد تامر ومحمود عاصم المحمد، وهما صحافيان اعتقلتهما قوات الأمن في 31 أيار/مايو 2011.

مناف الزيتون، المعتقل في 25 آذار/مارس 2011 ولم ترد المنظمة أي أنباء عنه.

سامي الحلبي الذي يزعم أنه أخلي سبيله في 17 آب/أغسطس 2011.

زهير المحسن، المتعاون مع جريدة القاسيون والمعتقل في 16 آذار/مارس 2011 والمفرج عنه في 6 تشرين الأول/أكتوبر.مراسلون

04 تشرين الثاني/11

مراسلون بلا حدود 47، شارع Vivienne باريس75002 هاتف: 84 84 83 44 1 33 فاكس: 51 11 23 45 1 33 موقع إلكتروني: www.rsf.org 

 

شبيبة الجبل الأحرار

 الهيئة التأسيسية

عشت شريفا ولكن سقوطك لم يكن شريفا    

من انتظر الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي والتسريبات الاعلامية التي سبقتها حول سعي وليد جنبلاط إلى إطلاق مواقف تتخطى قوتها قياس رختر، لم تكن هذه المواقف على قدر الانتظار. فقط اراد وليد جنبلاط ارسال  بعض الاشارات، ظنا  منه انها ايجابية ليبعد عنه شبح الخوف من  وصول الربيع العربي اليه، الذي يدق مضجعه في هذه الايام.                                              

فوليد جنبلاط لم يكن يوما يؤمن بالديمقراطية،  ولا في الحرية، ولا في التجدد والاصلاح، ولا في اعتماد الانتخابات  في هذا الحزب منذ ترؤسه. إحتكر التعيينات، كان هو من يعين، وهو من يقيل، ولا يقبل لأي كان مشاركته الإنتصارات. اما الانكسار فهو على رفاق دائما.

اخيرا شريف، لقد هوى، وهذا يجب ان يكون عبرة للاخرين، لان ما من مخلص مع وليد جنبلاط  الا وكان مصيره الغدر، والسقوط بهذه الطريقة، او الجلوس في البيت ينتظر قدره. ومع احترامي لك يا مقدم شريف، كان عليك ان تأخذ الحذر عندما دغدغ مشاعرك وليد جنبلاط في عام 1987 ، وانقلبت على رفيق عمرك انور الفطايري، وانت تعرف جيدا ماذا كان يمثل هذا الرجل وما قدمه لهذا الحزب والانتصارات التي حققها، سيما وانت تعرف بأنك لستَ البديل عنه. كان عليك بان تحسب حسابا ليوم الاخرة. 

ان كلام وليد جنبلاط انه مع الشعب ومع سقوط كل ظالم اكان ديكتاتوريا او اقطاعيا، ومع حرية الشعوب بتحقيق مصيرها، وضد توريث العرش الى احد، وان الديمقراطية  هي السبيل الوحيد لتسيير امور الناس، وتسير قدما نحو الاصلاح، ظناً منه بان الناس اغبياء، فهو يراهن على الوقت فقط، ولا يؤمن لا من قريب ولا من بعيد لا في الاصلاح ولا في الحرية ولا في الديمقراطية، فهو اقطاعي حتى العظم.

اما المهزلة الكبرى، فهي انبثاق هذا المجلس القيادي، وهو كناية عن اصنام وانصاف الرجال، هؤلاء الذين سوف يحررون العالم، فهنيئا بهذا الانتصار. واخيرا انتم يا حكام العرب التي تعيش اوطانكم حالة من الغليان والثورات التى تنادي باسقاطكم، فان كنتم تريدون الخروج من هذه  الدوامة فما عليكم الا ان تتبعوا اسلوب الذي ابتكره وليد جنبلاط، وهو تأليف مجلس انتقالي يكون برأستكم لمدة زمنية معينة، املا بتمرير الوقت والاتكال على الله.

د.سهيل الفطايري

 3\11\2011   

 

جعيتا قارةٌ من دهشة

الدكتورة ريما نجم بجّاني/النهار

قالت جعيتا: "هنا الدّهر انسَكَنَ بي، فكانَ مِنّي آيةَ الزّمان، وأنا في الأرضِ "شَلْقةٌ" من سَماء، فكنتُ غارَ إله. وفي أبعاد أعماقي أسرارٌ وحكايات، والجنُّ عند قدمي خدم وجوار".

ولبنان. جار القمر قد غنّى فيه الحجر، فأنصَتَت إليه ترانيم الزّمان، فكان أوَّل بيتٍ على إسمِ الإنسان في كيان عناق الأرض والسَّماء.

هنا! تجمّدَت عجائبُ الطبيعةِ في منحوتات الإبداعِ الخفيّ. فإذا الكهوفُ في مِساحاتها بلَّورات سَنَى مِن وجهِ لبنان البهيّ، وكأنَّ إزميل الخالق قد بَرَتْ معبداً لِلجمال الخالص وشواهِدَ من شهدِ الزّمان ومن المياه التي تقطّرها بدائِع التكوين، فإذا الفَلَـكُ أعمدةُ نورٍ وقناديلُ من ماءٍ وصَخْرٍ تُضيءُ الظلام فجرَ أَعْصُرٍ.

جعيتا يا أعراس القيثارات في النَّغَم، ويا مِهرجانات التاريخ في أزهاره العاجيّة، عبيرها صدى السنين، ويا إحتفالات الأحواض المائية بأمنيات العابرين، والماءُ سَلْسَبيل عُرْيِ الطبيعةِ في خِدْرِ الأبديّة النابضةِ زهواً، والناهضةِ إلى الأزَلية والسَّرمد بينهما، في إختيالٍ غَنوجٍ وعنيدٍ بينَ مرايا التلاوين المرمريَّة. فالزمان قد جَعَل في كفَّي المُنيرِ مُتّكأً له وهيكلاً.

وما غَفَتْ مِنّي الأحلام، بل كانت للدهور ملائِكَةً وجنِّيَّاتٍ، والمهرجان في عرس الضَّوْء يُوقف القَدَر على أبوابِ لبنان، والوادي جنَّة ومقام للضّارعين المُعَرِّجين من أرضِ لبنان إلى السماء. هنا نَحَتَت يدُ الخالق وأبدَعَت خيراً وجمالاً قبلَ الدهور، فكانت جعيتا آية إبداعٍ ربّاني تُمجِّد الترابَ والفردوس والله شاهِد، وعَينهُ على جبل الأرز عنايةً ومحبة.

جعيتا! يا للجمال يُلْبسُكِ إزار العبقريّةِ، وما للإنسان فيها يَدٌ! يا للإبداعِ يُتوّجُكِ بإبريزِ العين والأذنِ والخيال، وأنتِ في أرضِ الشعر بيان الّلغة التي تكتب... فكُنتِ عَبْقَرَ التاريخ في سيرورة الحضارة المتجذّرة التي لا حَدَّ لها! جعيتا! فيكِ تتجدّد أعمار التاريخِ حَيَواتٍ، والشمسُ فوق كهوفِ ينابيعكِ، وفي أغوارك بُرقعُ حسناء يُجَمِّل طلعَة عشتروت في أعيادِ الربيع الصيف! ويا للخريف يَمْسَحُ على جبينكِ ترانيم الكآبة، وأنتِ في الشتاء هدّارة فيّاضة! هنا، عند أبوابك تلتقي العذارى مؤتَزِراتٍ بالضباب، والعُرْيُ مِنْهُنَّ دهشةُ المرمَرِ في التكاوينِ اللؤلؤيَّة. جعيتا أنتِ عروسُ الزَّمان، في حضن لبنان!

 

قوة سورية تتوغل في البقيعة وتصادر عدداً من الأغنام

 عكار ـ "المستقبل"/أفاد عدد من أهالي منطقة البقيعة وشهود عيان أمس، أن "قوة من الجيش السوري عمدت قرابة الثالثة والنصف على اطلاق نار باتجاه عدد من رعاة الأغنام في الجانب اللبناني في منطقة البقيعة، حيث قتلت أكثر من عشرة رؤوس من الأغنام، ثم تجاوزت مجرى النهر الكبير الجنوبي الى داخل الأراضي اللبنانية لمسافة خمسين مترا، محاولة اختطاف أحد الرعاة، وصادرت أربعة من الرؤوس المقتولة، ثم ما لبثت أن عادت الى الأراضي السورية". ولفت شهود عيان الى أن "أكثر رؤوس الأغنام المقتولة لا تزال في الأراضي الزراعية في الجانب اللبناني، ويتخوف أصحابها من الاقتراب منها لاستعادتها، بعد اطلاق النار باتجاههم".

 

حزب الله تعاون مع المخابرات السورية في خطف العيسمي وغيره .. و حالات خطف عديدة لم يبلغ عنها بسبب التهديدات

خاص - بيروت أوبزرفر\مكشفت مصادر مطلعة لبيروت أوبزرفر أن حزب الله وبالتعاون مع المخابرات السورية أقدم على خطف المعارض السوري شبلي العيسمي وبعض المعارضين الآخرين في لبنان وقام بتسليمهم للسلطات السورية وقالت المصادر أن عناصر من حزب الله قاموا بمراقبة العيسمي قبل تنفيذ عملية الخطف بأيام بالتعاون والتنسيق مع عناصر من المخابرات السورية تابعة للسفارة السورية في بيروت ومن الحزب القومي السوري، وذلك بإستخدام سيارات وتقنيات تابعة لحزب الله وأضافت المصادر أن هناك العديد من السوريين المعارضين تم خطفهم على الأراضي اللبنانية لكن ذويهم لم يفصحوا عن ذلك حتى الآن بسبب التهديدات التي تلقوها من قبل السفارة السورية بالتعرض لأشد العقوبات في حال تم تسريب أي خبر لوسائل الإعلام

 

فرنجية: ميقاتي مكبَّل والحكومة انتهت سياسياً وأدعو "حزب الله" للعودة الى الدولة بشروطها

المستقبل/أكد عضو قوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية أن "المطلوب اليوم من "حزب الله" العودة إلى الدولة بشروط الدولة". وأشار إلى أن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "مكبّل"، مشدداً على أن "هذه الحكومة منتهية سياسياً، والمشروع الذي أتت من أجله الحكومة والمتمثل بعودة لبنان إلى ما قبل العام 2005 انتهى أيضاً".

وتطرق في حديث إلى قناة "أخبار المستقبل" أمس، الى موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فشدد على أن "المهم الإعتراف بوجود عدالة دوليّة"، لافتاً إلى أن "المطلوب لجوء "حزب الله" إلى الأساليب القانونيّة". وقال: "أن الوضع الحالي سيؤدي إلى نزول اللبنانيين إلى الشارع، لأن الدولة معلقة وسط انهيار لمؤسساتها، وهذا وضع غير قابل للإستمرار". أضاف: "نحن أمام خيار من اثنين: إما انتظار ما يحدث في الخارج أو نستبق الأمور ونحمي أنفسنا".

وعن القانون الرامي إلى معالجة أوضاع المواطنين اللبنانيين الذين لجأوا إلى إسرائيل العام 2000، أجاب: "هناك ضرورة لطي صفحة الماضي وكل اللبنانيين معنيون بهذه الصفحة وليس فريقا بذاته". ولفت في سياق متصل إلى أنه "في سوريا تمّ اعتقال الآلاف لأسباب سياسية، وبالتالي من حقهم التعويض المعنوي والمادي والقول إن هؤلاء تعرضوا للتعذيب".

وعن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الحوار، شدد على أن "الحوار مسألة أساسية، ولكننا نريد معرفة لماذا تمّ توقيف طاولة الحوار أواخر العام 2010 وبالتالي ماذا حصل اليوم لإعادة إطلاق هذه المسألة". أضاف: "السبب بالعودة للحوار يعود لكون الفريق الآخر في مأزق، وبالتالي إذا كنا نريد الدخول في الحوار يجب إعادة تقييم كل ما حصل سابقاً".

وحول الوضع في سوريا، أجاب: "لا أحد في السلطة إلا ويعلم أن النظام السوري انتهى وهو في طريقه إلى السقوط، فهناك اليوم صفحة تاريخيّة وانتهت". وأشار إلى أن "وزير خارجية لبنان (عدنان منصور) وكأنه موظف لدى وزير خارجية سوريا وليد المعلم ويتلقى التعليمات منه".

وتطرق إلى وضع المسيحيين، بالقول: "هم جزء من المعركة الرامية الى تغيير العالم العربي، وبالتالي وثيقة "سيدة الجبل" مهمة جدا لكون مصلحة المسيحيين ليست في تحويلهم الى مؤيدين لأنظمة تنهار، والمطلوب اليوم استعادة لبنان دوره التاريخي وليس دعم نظام من هنا وهناك

 

إده لموقعنا: لا يمكن لنظام الأسد الاستمرار بعد كل هذا الدمّ والقتل والطغيان.. والحكومة "سوّدت وجنا" بتبعيّتها للنظام السوري 

سلمان العنداري

علّق عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس إدّه على موافقة دمشق على المبادرة العربية المقدمة من قبل جامعة الدول العربية، والهادفة الى حلّ الأزمة المستمرة منذ اكثر من 7 اشهر، فإعتبر ان "قبول سوريا لهذه المبادرة بعد انتقادها يعني ان الضغوطات الدولية والإقليمية والداخلية بدأت تفعل فعلها، وان النظام لم يعد يمتلك الثقة عينها التي كان يتصرف بها في وقت سابق، مما دفعه الى الموافقة على البنود الأربعة للخطة التمهيدية العربية من دون تحفّظ".

ادّه وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني، شكّك في صدقية النظام السوري بتنفيذ البنود الواردة في الخطة العربية، مشيراً الى ان "دمشق ستعمل على اتخاذ كل الإجراءات واتباع كل الخطط لكسب المزيد من الوقت، وللحفاظ على حكم البعث لأطول فترة ممكنة، وبالتالي فإن الإلتزام بالبنود الواردة في المبادرة العربية سيكون صعباً جداً".

وعمّا اذا كانت المبادرة العربية باتجاه دمشف بمثابة مقدمة لعودة النظام السوري وبقائه، قال ادّه: "صحيح ان الإدارة السورية وافقت على الخطة العربية بالإتفاق مع جامعة الدول العربية، الا ان احداً لم يسأل الشعب السوري الثائر والمنتفض ضد القمع والقتل، وبالتالي لم يُعقد اي اتفاق مع المعارضة التي تقود الثورة منذ اكثر من 7 اشهر".

واضاف: "اعتقد انه بعد اكثر من 40 سنة من الدكتاتورية والقمع والطغيان، وبالتزامن مع مسلسل العنف المستمر منذ اشهر، فمن الصعب جداً ان يقبل الشعب السوري بالإبقاء على نظام بشار الأسد، والقبول بإجراء انتخابات عامة فقط".

واشار اده الى ان المضي قدماً في مبادرة جامعة الدول العربية قد يكون مجرد "هدنة مرحلية بين النظام السوري والمعارضة من جهة، وبينه وبين المجتمعين العربي والدولي من جهة اخرى، استعداداً لمعركة جديدة قد تكون حاسمة".

وتابع ادّه: "الربيع العربي صنعه الشعب العربي والثوار، وسينتهي عندما تسقط كل الديكتاتوريات وعندما تنتصر الإرادة العامة. فكلما ازداد العنف والقتل والطغيان، ازدادت معه ارادة الناس بالتخلص من براثن الماضي البشع".

ووجّه اده تحية الى الشعب السوري المقاوم، واصفاً اياه "بالمقاومة الحقيقية التي صبرت لعقود ، والتي انتفضت بقوة وشجاعة ضد الحكم الشمولي"، مشيراً الى انه "عندما نتحدث عن المقاومة، يجب ان نذكر الشعب السوري وتضحياته التي تستحق التحية".

هذا وشدد اده على انه "لا يمكن لنظام بشار الأسد ان يستمر او ان يبقى بعد كل هذا الدمّ والقتل والطغيان، اذ يمكن القول ان سقوط النظام سيكون حتمياً، ولكنه مرتبط بعوامل داخلية وخارجية، اضافةً الى مسار الأحداث وتطوراتها على كل الأصعدة".

واضاف: "لا شك ان سقوط النظام سيكون من الداخل قبل ان يكون بدفع من الخارج، مع الإشارة الى ان بشار الأسد فقد كل الدعم الخارجي والدولي، وتحول الى رئيس معزول لا يرى سوى نفسه بعد ان تخلى عنه العالم، ولهذا فإن كل مسببات السقوط واضحة، الا ان الأمور قد تطول بعض الشيء".

واعتبر ان "البلاد العربية اليوم تعيش حقبة اساسية ومصيرية ستحدد معالم المرحلة القادمة وستضع اساسياتها. ففي الماضي لم يكن هناك من رأي عام جريء وواضح، اما اليوم ومع انطلاق الثورات في كل مكان بتنا نرى اصواتاً صاخبة تحاسب وتوجه الإتهامات وتطالب بالديمقراطية الحقيقية والحرية، وهو لأمر جيد".

وعن امكانية لجوء النظام السوري الى تحريك ورقته الأمنية في لبنان للضغط على المجتمع الدولي للقول انه يمتلك الورقة اللبنانية وانه مستعد لإغراق الساحة الداخلية بالتوترات، علّق ادّه مستشهدا بكلام قاله رئيس تكتل التغيير والإصلاح امام الكونغرس الأميركي عام 2004 "عندما اعتبر ان النظام السوري يدير بعض العمليات الإرهابية والأمنية في لبنان، وهو يتحمل المسؤولية الكاملة في توتير الأجواء وايصالنا الى المجهول".

واضاف: "ان هذا النظام مستعد للقيام بأي شيء، ولإستخدام اي وسيلة في سبيل الوصول الى اهدافه، وبالتالي فإن القتل والإرهاب والإغتيالات هي امور عادية واساسية يقوم بها وينفذها دون اي ضمير في سبيل تحقيق مصالحه الخاصة وتأمين بقائه الأبدي".

ووسط هذه الصورة، حذّر ادّه من إمكانية لجوء النظام السوري الى "تحريك الساحة اللبنانية على اكثر من صعيد، من اجل زعزعة الإستقرار وقلب الأمور رأساً على عقب في اي لحظة من اللحظات". وعن حوادث خطف السوريين في لبنان، رأى ادّه ان "ما يحصل غير مقبول بتاتاً ويجعلنا نتساءل عن دور الدولة واجهزتها الأمنية والمخابراتية، وعمّا اذا كان هناك من تعاون بين الجهات السورية واللبنانية، الا ان التغاضي عن هذه الحوادث المتكررة، وغضّ النظر على انتهاكات اخرى يعتبر مسألة خطيرة للغاية، وامراً معيباً لا يليق بالدولة اللبنانية التي يفترض بها ان تحمي شعبها". وتابع ادّه: "السيادة ليست بالشكل، بل انها تعني فرض سيطرة الحكومة على كامل الأراضي اللبنانية، وحفظ الأمن، ومحاسبة اي مخلّ بالقانون، الا ان ما نشهده اليوم هو تواطؤ مفضوح، وصمت مبرح وصاخب لبعض الوزراء والنواب والجهات الرسمية".

وانتقد ادّه تبعية الحكومة للنظام السوري قائلاً: "سوّدولنا وجّنا", داعياً كل "الوزراء الذين لا علاقة لهم بهذا الواقع المخجل ان يقدموا استقالاتهم او ان يرفعوا الصوت عالياً لوضع حد لهذه المهزلة، لأن وجودهم في الحكومة هو نقطة سوداء فاقعة في تاريخهم وسجلهم السياسي".

وعلى صعيد المحكمة الدولية وتهربّ الحكومة من اقرار بند تمويل المحكمة قال اده: "على القاصي والداني ان يعي ان المحكمة الدولية تعمل بشكل طبيعي، وانها توصّلت الى نتائج اساسية ومهمة ومتقدمة، وبالتالي فإن محاولة فريق الثامن من آذار بقيادة حزب الله لضرب مصداقيتها وتشويه سمعتها وتعطيلها، لن تجدي نفعاً على الإطلاق، لأن رفض تمويل المحكمة لن يمنع قيام العدالة بأي شكل من الأشكال". واستشهد ادّه بحادثة تفجير طائرة لوكربي، فرأى ان "مرور عقود على الجريمة لم يمنع من الإقتصاص من القاتل ومحاسبته ولو بعد حين، وبالتالي فإن الساعة آتية لا ريب فيها ولا هروب منها في موضوع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه".

وختم اده حديثه متمنياً على قوى 14 آذار ان "تنشط على كل الأصعدة وان لا تنتظر التطورات والأحداث الإقليمية والدولية كي تتحرك على اساسها، لان المبادرة ضرورية واساسية لمواجهة كل المخاطر التي نتعرض لها اليوم".

 *موقع 14 آذار

 

أكد أن النظام في سوريا لا يمكنه السير بخطة الجامعة العربية

جعجع: كل يوم إضافي لهذه الحكومة يُشكّل ضرراً أكبر للبنان

المستقبل/جدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، التأكيد ان "هذه الحكومة لا تملك مقومات الاستمرار وهي أصلاً لم يكن لديها مقومات الوجود"، مشددا على ان "كل يوم اضافي لها يُشكّل ضرراً اكبر للبنان". ورأى ان "النظام في سوريا ليس بإمكانه السير بالخطة الموضوعة من قبل جامعة الدول العربية"، موضحا ان "ما يحصل هو من قبيل الدعاية السياسية لا اكثر ولا اقل".

وتمنّى في دردشة مع الاعلاميين في معراب أمس، "لو تم الحفاظ على اقتراح القانون، الذي قُدم بشأن اللاجئين اللبنانيين في اسرائيل من قبل نواب كتلة "الكتائب" اللبنانية، والذي ما زال في لجنة الادارة والعدل باعتبار أنهُ يُشكل حلاً جذرياً، بينما القانون الحالي لا يُقدم أي حلّ"، معتبرا ان "ما قُدم بالأمس في مجلس النواب لا يتميز بشيء عمّا يُمارس فعلياً على الأرض، اذ ان النساء والأطفال يُحقق معهم وتُسوّى أوضاعهم بينما الرجال يُحالون الى المحاكمات، اذاً هذا القانون لا يُغيّر الواقع بكافة الأحوال ولا يُقدم جديداً".

وسأل: "ألا يجب إيجاد الحلول للاجئين في اسرائيل بعد اكثر من 10 سنوات على هذا الوضع؟ فكيف بإمكان البعض النزول الى الشارع وقطع الطرق للمطالبة بعفو عام عن تجار المخدرات بينما لا يحق لهؤلاء العودة الى بلدهم الأم؟".

وأوضح جعجع ان "نواب كتلة "القوات اللبنانية" تقدموا باقتراح قانون التعويضات للأسرى المحررين من السجون السورية منذ العام 2008، ولكن نواب تكتل "التغيير والاصلاح" "قوطبوا" وقدموا اقتراح قانون للرئيس نبيه بري وبصفته حليفهم أحاله الى الهيئة العامة، ولكن تبيّن ان هذا القانون الذي أُعد على عجل لم يستوفِ الشروط فأُعيد الى لجنة الادارة والعدل، التي ستدمجه مع القانون المقدم من قبل كتلة "القوات" وسيُحال بعد المناقشات الى الهيئة العامة لإقراره"، آملاً: "لو تم اتباع نفس الطريقة مع اقتراح قانون اللاجئين اللبنانيين الى اسرائيل وجرى دمجه مع اقتراح قانون حزب "الكتائب اللبنانية"، الذي يتضمن عناصر مهمة اكثر بكثير".

وانتقد جعجع "التسويف والمماطلة عن سابق تصور وتصميم في الهيئة الاتهامية في بيروت في ما خص الدعوى المقامة من قبل حزب "القوات اللبنانية" ضد بيار الضاهر في موضوع "المؤسسة اللبنانية للارسال"، الذي استأنف القرار الظني فور صدوره، وقد مضى على الاستئناف في الهيئة الاتهامية عام كامل في حين انه بكل المقاييس هكذا استئناف يجب أن يُبت في وقت لا يتعدى الأشهر القليلة، وبالتالي نحن حالياً نفتش عن الوسائل القانونية لمقاضاة المسؤولين عن هذا التسويف لأن ما يحصل لم يعد مقبولاً".

ورداً على سؤال، اعتبر جعجع ان "النظام في سوريا ليس بإمكانه السير بالخطة الموضوعة من قبل جامعة الدول العربية، فما يحصل هو من قبيل الدعاية السياسية لا اكثر ولا اقل، والدليل ان النظام لا يستطيع سحب الجيش من الشوارع والقرى والمدن كما انه لن يسمح للمنظمات الدولية ولوسائل الاعلام العربية والعالمية بالدخول الى سوريا".

وعن وضع الحكومة الحالية، جدد جعجع التأكيد ان "هذه الحكومة لا تملك مقومات الاستمرار وهي أصلاً لم يكن لديها مقومات الوجود"، مشددا على ان "كل يوم اضافي لهذه الحكومة يُشكّل ضرراً اكبر للبنان، فاذا قمنا بجردة حساب بسيطة بدءاً من الخروق السورية على الحدود والأمور السيادية، مروراً بعمليات الخطف وموقف لبنان في جامعة الدول العربية أو في مجلس الأمن وصولاً الى الأمور الاقتصادية والاجتماعية... نحن نعيش يومياً كارثة تلو الأخرى وكأن الوطن اللبناني أصبح في مهب الريح لذا أفضل عمل تقوم به هذه الحكومة هو الاستقالة".

ورداً على سؤال، رفض جعجع التعليق على اعادة تموضع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط تاركاً الحكم عليها للأيام المقبلة. وأشاد بـ "مواقف نواب الجبهة لجهة مسألة خطف المعارضين السوريين من لبنان"، واصفاً عمليات الخطف التي تحصل بـ "وصمة عار على جبين كل من شارك بها أو غطاها أو ساهم فيها

 

استهجن تعامل أهل الحكم مع خطف السوريين المعارضين

"ملتزمون": تهجّم عون على السنيورة دليل حقد وضغينة

 المستقبل/استهجن المجلس المركزي لتجمع "ملتزمون"، "تعامل أهل الحكم مع الاحداث الامنية وخصوصا خطف وتغييب بعض السوريين المعارضين و"اقتحام" الحدود واستباحتها من قبل النظام السوري؟"، معتبرا ان "الاستمرار في سياسة التطنيش والتغطية لا يبشر بالخير ولا يطمئن المواطن".

وأكد في بيان عقب اجتماعه الدوري برئاسة المنسق العام نجيب زوين وحضور الأعضاء أمس، ان "تبرير اختطاف العمال السوريين صباحا واعادتهم مساء بداعي السرقة لم ينطلِ على احد، فهل فعلا يصدق المسؤولون انفسهم هذه الرواية؟ وهل تطبيق العدالة واستتباب الامن يقضيان بهذا التعاطي اللا مسؤول؟"، مردفا: "لا ايها السادة، ان هذا الاسلوب يؤكد ان شعاري "العدل اساس الملك" و"الامن قبل الرغيف" قد اصبحا في خبر كان في ظل هذه الحكومة".

أضاف: "يتحفنا (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح") النائب ميشال عون وبعض اركان كتلته من وقت لآخر بدروس في الوطنية والنزاهة والاخلاق ومحاربة الفساد وهو من اصبح مضرب مثل في نقل البندقية والاستدارة واللف والدوران. ولكن ان يستمر، هو واركانه، بسبب او بدون سبب، بالتعرض للسياديين الشرفاء ولصناع الاستقلال الثاني، واستعمال الفاظ يندى لها الجبين، فهذا امر مشين ومخز وغير مقبول ويدعو الى التساؤل".

وتابع: "لماذا الاستمرار في استعمال تعابير فاسدة ومفسدة والاكثار من الالفاظ المهينة والمشينة، والتي تضر بصاحبها ومطلقها فقط؟ فهل بهذا الاسلوب يحارب الفساد؟" سائلا: "اليس الاستمرار في التحريض والاستفزاز وخلق اجواء الفتنة يؤدي الى خراب الوطن ويقدم اغلى هدية للاعداء، ام ان ذلك يأتي في سياق هدم الهيكل سدادا لدين قديم ـ جديد؟، ترى ما الذي يدفع النائب عون لمهاجمة ليس فقط خصومه السياسيين بل من يفترض بهم حلفاء وخصوصا الرئيس ميشال سليمان والرئيس ميقاتي والنائب جنبلاط؟".

كما سأل: "اذا كانت الاسباب الكامنة وراء هجومهم الدائم على فرع المعلومات معروفة، فما هي الاسباب الحقيقية وراء تهجم النائب نبيل نقولا على وزير الداخلية؟ فعلا انها "حزورة".

وشدد على ان "تهجم عون المستمر على اركان ثورة الارز، وفي طليعتهم الرئيس فؤاد السنيورة، وعلى السياديين الشرفاء دليل حقد وضغينة"، سائلا: "اليس الرئيس السنيورة من افشل مخطط احتلال الساحات ومحاصرة السرايا الهادف لاسقاط حكومة الاستقلال الثاني ولم يخضع للترهيب، اليس الرئيس السنيورة والوزراء الابطال من عبّد طريق السيادة؟".

وتوجه الى "شعبنا الابي"، قائلا: "ما احوجنا اليوم الى تلك الطينة من القادة العظام، الذين طبعوا تاريخنا اخلاقا وتهذيبا وامتهنوا الكرامة والبطولة والعنفوان واحترام الآخر. والى جيل الغد وطلاب الجامعات وفلذات اكبادنا نقول: اعانكم الله. الم تكفكم ويلات الحروب حتى يبليكم الله بهذا النوع الرخيص من "السياسيين".

 

بشار: التنفيذ بلا لفّ ولا دوران !

علي حماده/النهار

بدا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بصفته رئيس اللجنة العربية الخاصة بالازمة السورية شديد التحفّظ في حديثه عن التزام النظام في سوريا المبادرة العربية، بقوله انه سعيد بقبول النظام بالورقة العربية، ولكنه سيكون اكثر سعادة بأن يطبق الاتفاق فوراً. وزاد الشيخ حمد ان مجلس الجامعة سيعود للانعقاد في حال عدم التنفيذ. وكان في كلامه يشير ضمناً الى مسؤولية النظام الاولى في ما يحصل، وقد اصر على انتقاء عبارة "القتل" والتلفّظ بها مراراً وتكراراً كمن يشير بأصابع الاتهام الى النظام مباشرة.

في الاصل، ما مرّ يوم والتبست فيه صورة الوضع في سوريا في اذهان قادة المجتمع الدولي، فالقتل المنظّم معروف مصدره، والاعتقالات معروف من يقوم بها، وقصف المدن والقرى والاحياء معروفة الجهة المسؤولة عنها، وبالتالي فإن ما تضمنته الورقة العربية من اشارة مبهمة بعض الشيء عن "العنف" انما كان يراد منه امرار المبادرة بسحب ذرائع من بين يدي بشار الاسد. هناك جلاد وهناك ضحية في سوريا، والصورة واضحة وضوح الشمس. هكذا قبل النظام في سوريا بالمبادرة العربية، وهو يعرف انه اضعف من ان يرفض مبادرة عربية مع تجمع السحب فوق رأسه. ذلك ان ارض سوريا التي يحرقها يومياً تزحل من تحت قدميه، وهو غير قادر على حسم المعركة مع الشارع المنتفض في كل مكان على عكس ما حصل في الثمانينات من القرن الماضي. وبالتالي فإن استمرار القتل تحت مظلة روسيا والصين في الامم المتحدة دونه امكان مواصلة موسكو وبيجينغ التغطية على احدى اكبر المجازر السياسية الانسانية في السنوات الاخيرة.

والآن، ما هي عناصر الاتفاق الذي قبل به النظام في سوريا؟ يمكن تلخيص البنود في السياسة كما لخصتها زميلة لنا على موقعها على شبكة "تويتر"، كتبت ديما الخطيب: الخطة العربية لسوريا: اسحبي الجيش، اوقفي القتل، اطلقي سراح المعتقلين، تفاوضي مع المعارضة، اسمحي للمنظمات الانسانية والاعلام بالدخول والا سنجتمع من جديد"... هكذا يمكن تلخيص المبادرة العربية التي تتوجه شطر النظام". أساس المشكلة "جمهورية حافظ الأسد". وما دام بشار الاسد لم يقتنع بأن جمهورية والده ماتت، وان عليه المسارعة الى اجراء مراسم الدفن في اسرع ما يمكن باعلانه التنحي واسقاط النظام، فإن الشعب السوري سيظل ثائراً، ومع الوقت سينتقل اكثر فأكثر الى حمل السلاح بشكل منظّم في مواجهة آلة القتل.

من هنا الى أين؟ اشترى النظام فسحة زمنية، وفي المقابل حققت الثورة السورية نقلة نوعية ومكسباً سياسياً جوهرياً تمثل باجبار النظام على الاعتراف بها كجهة مفاوضة، والشارع سيكون اكثر تصميماً على مواصلة الثورة بعدما بدأ النظام يترنح. انما لا سبيل امام بشار الاسد سوى التنفيذ بلا لفّ ولا دوران، كما قال الشيخ حمد بن جاسم.

 

من هم شبّيحة الأسد؟

مصطفى علوش/المستقبل

أحمد فؤاد نجم: "الجدع جدع والجبان جبان بينا يا جدع ننزل الميدان والميدان بعيد عن جوف المدينة يا تار الشهيد في دير ياسين وسينا"

في ثمانينيات القرن العشرين، وبعيد عودة القوات السورية الى طرابلس بعد استسلام حركة التوحيد واغتيال خليل عكاوي ومجزرة التبانة التي نفذتها مجموعات مما عرفناه لاحقاً بالشبيحة، ساد هرج ومرج في شارع عزمي، وهو أحد الشوارع الرئيسية في طرابلس، عرفنا بعدها أن أبناء جميل الأسد، أولاد عم بشار الأسد، اجتاحوا مع مجموعة من الشبيحة المحال التجارية في هذا الشارع واستولوا على المئات من قطع الثياب الفاخرة من الماركات المعروفة عالمياً، بالإضافة الى بعض الحلي والساعات. ويقال أيضاً انهم استولوا على عدد من السيارات التي كانت معروضة للبيع.

بالمختصر، فقد تعرفت طرابلس يومها على نوع من الممارسات التي أطلقتها عائلة الأسد وحاشيتها في مدينة اللاذقية الساحلية، التي كانت يوماً العاصمة المفترضة للدولة العلوية.

من بعدها أصبحت لفظة "الشبيحة" وفعل "التشبيح" مستعملين على نطاق واسع. هذه التعابير ليست جديدة إذاً على اللغة الدارجة في سوريا فهي تشير الى أفراد يقومون بأعمال خارجة عن القانون من دون حسيب أو رقيب وذلك لنسبتها الى شخصيات نافذة في أجهزة الأمن والدولة، ويشير السوريون بالتحديد الى آل الأسد وبعض العائلات التي تنسب اليهم بالمصاهرة أو بالمصالح السياسية والأمنية.

ولا يعرف أساس هذه اللفظة، فقد تكون منسوبة الى الشبح وقدرته على التخويف، أو الى السيارة المعروفة باسم الشبح (من انواع المرسيدس) والتي كان يستقلها بعض الشبيحة، بعد الاستيلاء عليها، ولكن بالمعنى فهي تشابه لفظة "البلطجية" ذات الأصل التركي والتي تشير الى شخص قوي البنية يستعمل البلطجة كسلاح. كما أن هذه اللفظة تستعمل من يوظف قدراته البدنية واللاأخلاقية في خدمة الشخصيات النافذة ليقوم بالنيابة عنها بالأعمال القذرة.

تركزت ظاهرة الشبيحة أولاً في مدينة اللاذقية، وكان أشهر زعماء الشبيحة فواز جميل الأسد، ومحمد الأسد الملقب بشيخ الجبل، وكان له في أيام رفعت الأسد فرعه الخاص بالتشبيح. وكانت الشبيحة فرقاً متعددة ومتنافسة، تتبع كل منها زعيمها الخاص، وكثيراً ما كانت تتقاتل في ما بينها في معارك شوارع أشبه بمعارك المافيا في شوارع شيكاغو أيام آل كابون، ولكن كلها كانت تحت الحماية المباشرة لنظام الأسد. وقد تغلغلت هذه الظاهرة في كل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وصار لها مرافئ تهريب خاصة بها وتركزت أعمالها على تهريب الممنوعات والتهرب من الجمارك، وتضم شبكة شبه هرمية من البائع المتجول في الشوارع الى أكبر المستوردين والمتمولين.

وبالطبع ترافقت هذه الظاهرة مع أنشطة واسعة من ظواهر المافيا مثل القتل والترهيب وأعمال الاغتصاب التي كانت تجد دائماً من يغطي آثارها في السلطة.

ويتمادى البعض في وصف ظاهرة الشبيحة لتصبح سمة عامة في المجتمع السوري فتشمل التشبيح في السياسة وذلك من خلال ممارسات السلطة في حق نشطاء المعارضة من خلال زجهم في السجون أو تعذيبهم كما حصل مؤخراً مع الرسام الكاريكاتوري علي فرزات. كما يشمل ذلك المحاكمات الاستثنائية خارج الأطر القانونية ومنع السفر والتهديد. وهناك ظاهرة التشبيح الاقتصادي من خلال سيطرة مافيا السلطة على مختلف الأنشطة الاقتصادية خارج إطار المنافسة المتوافق عليها ضمن الاقتصاد الحر، وايضاً التشبيح الثقافي بفرض شعارات وشخصيات لتمثل الرموز الثقافية الوطنية، بالإضافة الى التشبيح الأكاديمي من خلال فرض المحسوبين بغض النظر عن كفاءاتهم كمرجعيات جامعية ومنح الشهادات والألقاب بغض النظر عن نتائج الامتحانات.

والتشبيح الاداري يشمل حماية الفساد والمفسدين وترقيتهم بحيث أصبح الفساد جزءاً لا يتجزأ من عمل البيروقراطية السورية. أما عن القضاء فحدث ولا حرج بحيث يصبح التشبيح وسيلة لابتزاز المواطنين من خلال التلاعب بحقوقهم وحرياتهم.

هذا بالطبع غيض من فيض، ونحن في لبنان عانينا هذه الظاهرة بحيث أصبح التشبيح السمة الملاصقة لعمل مخابرات النظام السوري أثناء سنوات الاحتلال. فعدا افساد كل أشكال الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فقد تم قتل الآلاف من اللبنانيين وترهيبهم بالمنطق نفسه للشبيحة في سوريا لا بل بممارسة أشد قسوة وخبثاً.

كل ما ذكرته سابقاً هو مظهر من مظاهر التشبيح السوري، ولكن الشبيحة الذين يتحدث عنهم الإعلام هم مجموعات من المرتزقة تعد بعشرات الآلاف، ويصل ما يتقاضونه من معلميهم الى ثلاثة آلاف ليرة سورية يومياً وذلك حسب المهمة وخطورتها، وتنسب اليهم اليوم عمليات القتل والخطف والترويع. وللأسف فإن معظم هذه المجموعات ينسب الى الطائفة العلوية مما زاد في الاحتقان الطائفي في هذا البلد.

أما في لبنان، وبعد خروج القوات السورية، فقد تسلمت دور الشبيحة على مدى السنوات الست الماضية مجموعة من الاحزاب المتحالفة والمستفيدة بشكل أو بآخر من النظام السوري. ويأتي حزب ولاية الفقيه على رأس هذه المجموعات، لا بل تولى قيادتها عملياً منذ يوم تظاهرة "شكراً سوريا" الارهابية في 8 آذار 2005، مروراً بعمليات الارهاب والتفجير واحتلال الساحات والسابع من أيار الى موقعة القمصان السود، بالإضافة الى سلسلة الخطب والممارسات التشبيحية التي تقوم بها قيادات هذا الحزب وخطباؤه. وآخر هذه الأعمال كانت عملية الاحصاء المشبوهة التي يقوم بها هذا الحزب للعمال السوريين في لبنان لنشر جو من الارهاب عليهم ولإعلامهم أنهم إن هربوا من شبيحة سوريا الأسد، فللأسد شبيحة محليون. وتشمل قائمة الشبيحة بعض عناصر الأمن الرسمية، وعناصر السفارة السورية في بيروت، وبعض الأحزاب التي تشارك في قمع التظاهرات أمام السفارة السورية. ويمكن اليوم إضافة حزب "الطاشناق" الذي حاول تطفيش الأكراد السوريين من مناطق سيطرته.

إن تجربة كل الشعوب أكدت أن هذا النوع من الممارسات لا يمكنه أن يوقف مسيرة التاريخ ولا سعي الشعوب الى الحرية والكرامة. وغداً عندما تتحرر سوريا سيبقى الوطن للشرفاء أما الشبيحة فإلى مزبلة الذاكرة.

( )عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"

 

المعركة تبدأ باجتياح سورية شمال لبنان بحجة ملاحقة المنشقين 

"حزب الله" و"14 آذار" استكملا تسليح جماعاتهما استعداداً للحرب

حميد غريافي/السياسة

أعربت أوساط فاعلة في قيادات "14 آذار" عن اعتقادها أن "حزب الله استكمل - بطلب من نظام بشار الاسد - تزويد جميع حلفائه وعلى رأسهم "التيار الوطني الحر" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" وتيارات سنية تتحرك بأوامر استخبارات دمشق, بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة, استعداداً لتفجير الاوضاع الداخلية اللبنانية متى سدت في وجه "حزب البعث" كل طرقات الخلاص من مصيره المحتوم الذي لا يبشر بأي خير, فيما قيادات "14 آذار" هي الاخرى "أتخمت مناصريها في الشارعين المسيحي والسني بكميات من الاسلحة من مختلف الاتجاهات الخارجية العربية والأوروبية والاميركية, وان شعور هذه القيادات بالقوة العسكرية دفع بها خلال الاشهر الاربعة الماضية الى شن حملات اعلامية غير مسبوقة المستوى على قيادة "حزب الله" وامينه العام حسن نصر الله شخصياً, مرفقة بتأكيدات جازمة أن هذا الاخير لم يعد قادراً على تكرار غزوة 7 مايو 2008 لشوارع بيروت ومناطق جبلية درزية, لأنه يعرف جيداً من استخباراته ومن العيون السورية والايرانية وعيون حلفائه الداخليين ان الامور الميدانية على الارض تغيرت.

وأكدت الأوساط أن "حزب الله" يدرك جيداً أن "أي عمل امني إرهابي لتخويف الناس لن يكون بعد الآن بمثابة نزهة, وان الجانب المسيحي خصوصا الذي يقف سداً منيعاً في وجه اي تفكير للحزب بالاعتداء على اي منطقة مسيحية او محاولة تصفية اي زعامة مسيحية, بات هو الآخر جاهزاً ل¯ "المعركة" بل يتمنى حصولها لوضع حد لغطرسة نصر الله وجماعته.

وقال مسؤول حزبي مسيحي يزور لندن حالياً ل¯"السياسة" ان "القوى السنية العاملة تحت مظلة "14 آذار" بقيادة سعد الحريري وعدد من أعضاء بطانته الحميمين, خرجت خلال الأشهر المقبلة الماضية من تحت رماد التحفظ والمسالمة, بعدما أتخمت مناطقها ومخازنها في بيروت وطرابلس والشمال بكامله وصيدا والبقاعين الغربي والشمالي بأطنان من الأسلحة الحديثة التي تصل إليها من تركيا ودول عربية, وان المراقب لما يحدث في الشوارع او المؤسسات المختلفة مثل الجامعات والمدارس يدرك التغيير الواضح في مستوى القوة التي اكتسبتها قوى "14 آذار", فيما تؤكد المظاهر العلنية في شمال لبنان وعاصمته طرابلس, وخاصة التظاهرات المستمرة تأييداً للثورة السورية, أن الاسلحة المتدفقة على طرابلس وعكار والضنية وكل مناطق الشمال الاخرى فعلت فعلها في تقوية عضد الطائفة السنية الى درجة يتنبأ معها بعض سياسييها بأن رئيس الحكومة نجب ميقاتي قد يجد نفسه قريباً مطروداً من مدينته, مشردا على ابواب نصر الله ونبيه بري وعاصم قانصوه وميشال عون.

وكشف المسؤول الحزبي المسيحي ل¯"السياسة" أيضاً أن المسؤولين الأوروبيين الذين قابلهم, خلال رحلته التي بدأت في باريس وانتهت في لندن مروراً ببرلين وروما ومدريد وهي الدول المشاركة في القوات الدولية "يونيفيل" في لبنان, شبه مجمعين على ان بشار الاسد وحليفه الايراني نصرالله قد يجدان نفسيهما مضطرين تحت وطأة انهيار صرحيهما في سورية ولبنان بفعل الثورة المندلعة راهناً إلى القيام بمغامرة مشتركة يبدأها الجيش السوري من شمال لبنان بذريعة ملاحقة منشقين عنه من ضباط وعناصر لجأوا الى الارياف اللبنانية, حيث يتصدى المقاتلون السنة من طرابلس وعكار والضنية لهذا العدوان السوري الذي سيقف الجيش اللبناني حياله موقف المتفرج كالعادة في كل الاختراقات العسكرية السورية التي حدثت حتى الان, فيما ستتصدى قوى سنية اخرى لقطع الطرقات امام مقاتلي "حزب الله" المتوقع ان ينتقلوا الى الشمال للدفاع عن السوريين, في حين ستجتاح قوى سنية اخرى المناطق المشتركة في بيروت والبقاع مع حلفاء "حزب الله" من شيعة وسنة "في محاولة لانهاء الموضوع المعلق بينهما منذ اغتيال رفيق الحريري وشخصيات سنية ومسيحية اخرى".

وتوقع المسؤول الحزبي المسيحي ان يعود الحريري الي بيروت في النصف الثاني من الشهر الجاري رغم التهديدات بالقتل التي تلقاها بواسطة اجهزة الامن اللبنانية واستخبارات اوروبية, وهي تهديدات صادرة عن اجهزة استخبارات "حزب الله" على انها آتية من سورية مباشرة, فيما حقيقة الامر ان اداة التنفيذ هي بيد نصر الله وشعبة أمنه, كما كانت كل الجرائم التي ارتكبت ومازالت ترتكب في مختلف انحاء البلاد.

 

الناشط السوري المعارض هيثم المالح: النظام السوري مدمن للقتل.. وقبولُه المبادرة العربية هو لكسب للوقت

لفت الناشط السوري المعارض هيثم المالح إلى أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد "مُدمنة للقتل، ولن تتوقف عن إراقة الدماء رغم اتفاقها مع الدول العربية على إنهاء حملة القمع التي يشنها الجيش على المُحتجين". وقال المالح لوكالة "رويترز" إنه يعتقد أن الأسد "لم يقبل الاتفاق الا لكسب الوقت لكي يتشبث بالسلطة وليؤجل سقوطه، فالاتفاق لن يحترم لأن النظام لا يمكن شفاؤه من إدمانه القتل سريعاً". ووصف المالح اجتماع جامعة الدول العربية بخصوص سوريا بأنه "غير مثمر"، معرباً عن أمله في أن "تبدأ الجامعة التعامل بجدية مع مطالب المحتجين بدلا من الحديث مع الحكومة السورية"، وقال إن "الشعب السوري قرر أن النظام يجب أن يرحل، ولذا فلا يمكن أن يجرى حوار لا يتضمن رحيل النظام القاتل"، وذكر المالح أن "موافقة الحكومة الشفهية على المبادرة العربية لن تكون لها قيمة قبل أن يتم العمل على أساسها، فإذا قبل النظام بمبادرة الجامعة العربية بالكلام ولم يقبلها في التنفيذ في أرض الواقع فذلك يعني أنه لم يقبل المبادرة".

ورأى المالح أن "التدخل العسكري الأجنبي في سوريا غير وارد، إلا إذا أمرت الأمم المتحدة سوريا بوقف أعمال العنف وتجاهلت دمشق الدعوة، فيمكن حينئذ أن تصدر المنظمة الدولية تفويضا باستخدام القوة بموجب البند السابع من ميثاقها، وإذا صدر مثل هذا القرار ضد الحكومة السورية بموجب البند السابع من ميثاق الامم المتحدة يستطيع مجلس الامن الدولي عندئذ أن يتخذ اجراءات عسكرية. لكن مثل هذه الخطوة يجب ألا يقدم عليها الا الامم المتحدة لا دول منفردة".(موقع رويترز)

 

نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي: المهلة المعطاة لسوريا لتنفيذ بنود المبادرة على الأرض قبل بدء الحوار هي 15 يوماً

أوضح نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أن "المبادرة العربية (التي تقدّمت بها الجامعة بشأن الأزمة بسوريا) لا تزال في مقدمتها، وهي تأتي تنفيذاً لقرار مجلس الجامعة الذي أكد أن الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة سيتم في مقر الجامعة وبرعايتها"، لافتاً إلى أن "هذه الفقرة كانت محل نقاش وكان هناك اقتراح أن يكون هناك اجتماع تحضيري في القاهرة ثم يُنقل إلى دمشق كمرحلة ثانية، لكن هذه النقطة لا زالت تتطلّب المزيد من النقاش، وهي تأتي بعد أن يتم تنفيذ عناصر أربعة في المبادرة على الأرض من قبل السلطات السورية قبل الانتقال للحوار"، مشيراً إلى أن المهلة لتنفيذ العناصر الأربعة هي "15 يوماً".

بن حلي، وفي حديث لمحطة "العربية"، أضاف في السياق عينه: "المهم أن يكون هناك جهد عربي لمساعدة سوريا على اجتيار الأزمة وتحقيق ما يصبو إليه الشعب السوري، لذلك فالحل يجب أن يكون سورياً، والدور العربي هو الاحتضان والدعم ولتشجيع ومساندة السوريين حكومة ومعارضة في إيجاد المخرج وإنجاز الإصلاحات"، لافتاً إلى أن "الجامعة العربية ليست مكاناً يضع وصفات ثابتة للتعامل مع كل أزمة في دول عربية، فسوريا يُنظر إليها غير النظرة لليبيا، خصوصاً لجهة أطياف الشعب السوري ولموقع سوريا ولإمساكها بملفات عديدة"، مشيراً إلى أن "الجامعة كانت مرغمة على إتخاذ قرار بشأن ليبيا بعد رفض القيادة الليبية السابقة أي فرصة للحوار".

وتابع بن حلي: "عمل القيادة السورية واللجنة الوزارية على المحك، وهناك نية لانتقال وفد من لجنة متابعة عربية إلى سوريا لمراقبة الوضع والاطلاع على الواقع ومدى التنفيذ الحاصل للمبادرة العربية، كما أن الجامعة ستوجّه نداء عبر الإعلام لكل المعنيين عربياً وعالمياً للتوجّه بطلب إلى سوريا لزيارتها والاطلاع على الأوضاع فيها، ويبقى أن تكون الإرادة السياسية والنوايا صادقة للتنفيذ"، مشدداً على أنّه "سيكون هناك فرصة للإطلاع على ماذا سيحدث وعلى الواقع العملي في سوريا، فالكرة بيد القيادة السورية لبدء تنفيذ عناصر المبادرة ثم بعد ذلك سيكون فريق العمل جاهز للإنتقال لسوريا بعد انتهاء الأعياد، لكن هذا ليس مبرراً أو مهلة لمزيد من أعمال العنف في سوريا، فسقوط أي مدني هذه مسؤولية أخلاقية على الجامعة العربية هي أيضاً برسم القيادة السورية المدعوة لوقف العنف من الآن".(رصد NOW Lebanon)

 

كنعان: يجب ألا يُحَاكَم اللبنانيون الذين جُنِّدوا قسراً في إسرائيل

اعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان أن "المطلوب هو مراعاة القوانين وإجراء محاكمات عادلة للّذين غادروا لبنان إلى اسرائيل"، ورأى أن "العائلات والأطفال هم الذين لا يجب أن يُحاكموا" من بين اللاجئين اللبنانيين إلى إسرائيل. وفي حديث إلى محطة "lbc"، تحدث كنعان عن "إمكانية أن يكون قد تجنّد بعض أفراد العائلات في الجيش الإسرائيلي وفق ما يفرض قانون اسرائيل خصوصاً الذين كانوا أطفالاً حين مغادرتهم بعد أن بلغوا سنّاً معيّناً، وبالتالي لا يجب محاكمة هؤلاء الذين جُنّدوا قسراً"، وأشار كنعان إلى أنه يبحث عن "إمكانية بناء مدارس برعاية وزارة الدفاع وبالتنسيق مع وزراة العدل" لتأهيل هؤلاء العائدين من إسرائيل.(رصد NOW Lebanon)

 

الانتخابات الطلابية في كليات "القديس يوسف": "14 آذار" تفوز في صيدا وزحلة والشمال

 لارا السيد/المستقبل/

يبدو أن طلاب جامعة "القديس يوسف" في صيدا وزحلة والشمال ساروا في الاتجاه الصحيح بكلياتهم، بعد أن اكتسح طلاب قوى "14 آذار" الانتخابات في الفرعين حيث حصدوا المقاعد كاملة في خطوة تدحض كل محاولات التشكيك بايمان الشباب اللبناني بمبادئ الحرية والعدالة، أما في مجمعات بيروت فقد نجحت قوى "8آذار" بالفوز بغالبية كلياتها.

ففي حرم صيدا حيث كانت الغلبة العام الماضي فيها لصالح قوى "8 آذار" بفارق مقعد واحد، استطاعت "14 آذار" أن تحقق انتصاراً مدوياً بحصدها المقاعد كلها، تماماً كما في زحلة، حيث جاءت النتيجة مماثلة بالاكتساح.

يوم انتخابي حامٍ شهدته مجمعات "جامعة القديس يوسف" في بيروت والشمال والجنوب والبقاع حيث احتدمت المعركة متخذة الصبغة الطلابية في الظاهر، إلا أن السياسة كانت المحرك الرئيسي لها فالتحالفات الانتخابية بين اللوائح عكست صورة مصغرة عن الاصطفافات السياسية التي بلغت أوجها على الأرض الجامعية التي شهدت احتكاكات واستفزازات من وحي المشهد اللبناني بين "المعارضة" و"الموالاة" كادت تؤدي الى عواقب خطيرة لو لم يتمكن كل فريق من ضبط ايقاع مناصريه.

التكهنات كانت سيدة الموقف طوال ساعات اليوم الانتخابي الذي لم تستطع الأمطار أن تخفف من اشتعال المنافسة بين تحالف قوى "14 آذار" بكل أطيافه من جهة، وتحالف "8 آذار" من جهة أخرى. إذ عمل كل طرف لاستخدام "العدة الانتخابية" من شعارات وهتافات للتأثير والجذب وتبيان القدرة على الحشد الذي سيضمن لها الفوز في الانتخابات التي جرت وفق النظام النسبي لانتخاب 31 هيئة طلابية ستنتخب كل منها خلال أسبوع رئيساً لها.

حماسة استثنائية سيطرت على حملات المندوبين في كليات بيروت التي كانت زاخرة "بالتشويق" وبشكل خاص في مجمع "هوفلان" الذي يضم كليات الحقوق والعلوم السياسية والعلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال ومعهد علوم الضمان.

لم تكن الانتخابات التي واكبتها القوى الأمنية بعيدة عن "التشنجات" التي بدت جلية في مجمع "هوفلان" حيث سعت قوى "8 آذار" الى افتعال إشكال كاد يقضي على سير العملية الديموقراطية بعدما رأى أن الدفة تميل الى الطرف الآخر، بحسب ما أكده مسؤول خلية "القوات اللبنانية" في المكان، جيلبير أشقر، الذي شدد على أنه لا تراجع عن خوض المعركة من أجل سيادة لبنان وقيام الدولة وتحقيق العدالة.

"تيار المستقبل" كان حاضراً بقوة في تلك الانتخابات، الى جانب حلفائه. وتقبل النتيجة مهما كانت، سيكون بأسلوب ديموقراطي، بحسب وليد مملوك، الذي لفت الى أن الأجواء هادئة على الرغم من بعض الأخبار التي كانت تؤدي الى نوع من التوتر.

المعركة الانتخابية التي غاب عنها "الحزب التقدمي الاشتراكي"، كانت أقل وطأة في كليات العلوم الإنسانية والعلوم الطبية والابتكار والرياضة في طريق الشام، والعلوم والتكنولوجيا في مار روكز، إلا أن الجامع بينها أن الفوز سيكون للجهة السياسية والحزبية التي يمثلها من حصد أكبر نسبة من المقاعد التي فاز البعض بها بالتزكية من دون الحاجة الى ترقّب ما ستحمله صناديق الاقتراع من نتائج كان للمستقلين نصيب منها.

إقبال الطلاب تفاوت خلال مرحلة العملية الإنتخابية التي جرت بإشراف "الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات" التي أثنت على "التطور الذي ادخلته ادارة الجامعة على قانونها الانتخابي في الفترة الاخيرة ولا سيما في اعتماد نظام التصويت الالكتروني كتجربة اولى في كلية ادارة الاعمال في هوفلان، وتحديد أماكن خاصة للحملات الإنتخابية بشكل متساو بين جميع المرشحين، وتوحيد توقيت الفرز في كل الأحرام".

وأشارت الى أن تنظيم العملية الانتخابية من الجامعة "كان جيدا ولم تشهد العملية الانتخابية أي مشاكل تذكر، باستثناء اشكال طفيف حصل في مجمع هوفلان وتمت السيطرة عليه".

صيدا

وفي صيدا (رأفت نعيم )، فاز طلاب قوى الرابع عشر من آذار في الانتخابات الطلابية في الجامعة اليسوعية فرع صيدا حيث تقاسم "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" مقاعد فرع كلية إدارة الأعمال، فيما انتهت انتخابات فرع العلوم الطبيعية قبل ان تبدأ بفوز المرشحين الوحيدين بالتزكية،على أن يتم تزكية مرشحين آخرين لكلية الآداب (الأكبر سناً والأصغر سناً).

انحصر التنافس في الانتخابات التي حملت شعار "الجامعة في الاتجاه الصحيح" على ثلاثة مقاعد في كلية إدارة الأعمال والتي تنافس عليها ستة مرشحين توزعوا على لائحتين، الأولى مدعومة من قوى الرابع عشر من آذار وضمت شفيق بوجي ومارون سميا وأميرة عسيران، والثانية من المستقلين وضمت مروة فواز وليا اصطفان ودينا عسيران وسط اقبال لافت لناخبي قوى الرابع عشر من آذار ومقاطعة طلاب قوى الثامن من آذار.

وعلمت "المستقبل" من مصادر طلابية أن ممثلي طلاب قوى الثامن من آذار في الجامعة حاولوا الضغط باتجاه تأجيل الانتخابات أو تمديد مهلة الترشيحات ولما لم يفلحوا تركز تحركهم على مسارين: الأول علني وهو الظهور بمظهر غير المبالي بالانتخابات الطالبية في فرع اليسوعية في صيدا، والثاني ضمني بممارسة ضغوط على بعض الطلاب المستقلين لحثهم على عدم المشاركة ترشيحاً او انتخاباً.

وفاز بنتيجة الانتخابات اللائحة المدعومة من قوى الرابع عشر من آذار بـ 59 صوتاً من اصل 65 مقترعاً وبينهم صوت واحد للائحة المنافسة و4 اوراق بيضاء، بينما فاز بالتزكية في كلية العلوم كل من المرشحين فتحية حمود (تيار مستقبل) وجورج ناشف (قوات لبنانية).

وتخللت اليوم الانتخابي الطويل جولات لمندوبي لائحة قوى 14 آذار الذين ارتدوا قمصانا تحمل شعار "الجامعة في الاتجاه الصحيح" ووزعوا خلالها على الطلاب الورود الحمراء مرفقة ببطاقة كتبت عليها عبارة "ايادينا لا تهدي الا الورود".

زحلة

وفي زحلة (أحمد كموني )، حققت قوى 14 اذار فوزا كاسحا في الانتخابات الطلابية في كلية ادارة الاعمال في الجامعة اليسوعية زحلة, حيث اكتسح تحالفها ثمانية مقاعد من اصل ثمانية, مقابل صفر لتحالف التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة امل. واتت هذه النتيجة لتعكس التمثيل الحقيقي للجسم الطلابي في اليسوعية زحلة, مع العلم ان نتائج السنة الحالية, كرست نتائج السنة الماضية مع تقدم نهائي على صعيد عدد المقاعد, اذ فشلت قوى الثامن من اذار وأبرزها التيار الوطني الحر في الحفاظ على مقعد يتيم من اصل ثمانية كانت قد فازت به العام الماضي.

الانتخابات جرت في اجواء هادئة بمتابعة ومواكبة من قوى الامن الداخلي والجيش ولم يسجل ما يعكر صفوها, باستثناء محاولة فاشلة لعرقلة الاستحقاق قامت بها قوى" 8 اذار" لحظة انطلاق عملية الاقتراع في محاولة لتعطيلها, لكن النجاح لم يكن حليفها.

الشمال

وفي الشمال (حسن الأيوبي)، حققت قوى "14 آذار" الفوز في فرع الشمال، واتخذت الحملة الانتخابية في فرع الجامعة في القلمون بين اللوائح المتنافسة، اشكالا مختلفة حيث عمد شباب العزم والمردة الى نصب خيم مقابل مدخل الحرم الجامعي، فيما فضلت لوائح طلابية اخرى اجراء حملتها عبر التواصل الشخصي مع القاعدة الناخبة والمقدرة بنحو 280 ناخبا يشكل العنصر النسائي اكثريته الساحقة (نحو ثمانين في المئة من عدد الطلاب).

خمس عشرة لائحة ذات خلفيات سياسية مختلفة تتنافس على تمثيل فروع الاختصاص الخمسة في المجلس الطلابي المكون من احد عشر مقعداً.

كثرة عدد اللوائح على الرغم من وجود تحالفات سياسية يعود وفقاً للمشاركين في العملية الانتخابية الى ان كل حزب او تيار سياسي قدم لائحته الخاصة لكي يضمن فوز راس اللائحة وبالتالي هناك تعاون "تحت الطاولة ما بين لوائح القوى السياسة المختلفة لضمان فوز اكبر عدد من مرشحي الفريق المعني.

الادارة مرتاحة الى الاجواء وان كانت حماسية بحسب مديرة الفرع فاديا علم الجميل التي تؤكد "انها تبقى في اطار الزمالة الجامعية ولم يسجل اي اشكالات في القلمون عبر السنوات الماضية".

ويلفت المسؤول الطلابي في تيار المستقبل حسين قراعلي الى ان الاستحقاق طلابي اساسا،على الرغم من طابعه السياسي ويقول "هناك حماوة في التنافس، لكن كلنا زملاء في الدراسة والاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية، والمقاربة هي بالروح الديمقراطية واحترام حق الاختلاف".

احد طلاب العزم يشرح خلفية مشاركة تيار الرئيس ميقاتي في الانتخابات بلائحة مستقلة، مشددا على ان العزم يدخل الانتخابات بدون تحالفات جانبية، علما بان المواجهة تتخذ طابع 8 و14أذار، لكن اجواء الود بين الطلاب اقوى من الاختلاف السياسي، والتنافس هو على خدمة الطلاب كل الطلاب بعد الفوز لاي طرف كان، وسنهنئ من يفوز اياً كان".

 

الحملة الايرانية على البحرين.. دموع في عيون وقحة!

داود البصري/السياسة/في واحدة من اشد مظاهر الاستفزاز السياسي الاقليمي, تستمر الحملة الاعلامية العدوانية الايرانية الشرسة ضد مملكة البحرين, والتي بلغت مبلغا عدوانيا بالغ الضراوة من خلال استعمال الهجمات الطائفية النتنة, وتوظيف العناصر العميلة او المرتبطة بالمشروعين الايراني الصفوي والسوري التخريبي لتشويه كل المواقف الرسمية الانفتاحية لمملكة البحرين, ومحاولة استعداء المنظمات الدولية عن طريق تقديم الشكاوى الكيدية التافهة, والتي برع بها و تميز احد العناصر المعروفة في الكويت بارتباطاتها مع المخابرات السورية تحديدا! والذي وصلت فيه الجراة والصلافة والعدوانية حدا جعلته يعتدي على سمعة ومكانة جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة المعروف بتواضعه وسعيه الدائم الى الحوار والانفتاح على مختلف الرؤى والتيارات, وقد تزامنت الحملة القذرة التي يقودها تلفزيون "العالم"الايراني بالتعاون مع عملاء الاحزاب الايرانية في العراق وعملاء النظام الايراني من البحارنة واسمائهم ورموزهم وتواريخهم معروفة ومرصودة, مع سعي السلطات البحرينية الى تنبيه العالم العربي والعالم بأسره لخطورة المشاريع الايرانية العدوانية الهادفة الى تفتيت المنطقة من الداخل من خلال اشعال الفتن, وتغذية النزاعات الطائفية, واستخدام طوابير العملاء ومعتنقي المشروع التخريبي الايراني لاحداث اختراقات داخلية خطيرة في بنيات المجتمع الخليجي العربي الذي يتعرض اليوم لغزوة سياسية و طائفية خطيرة مع تركيز ايراني واضح على محاولة زعزعة الانظمة وحتى اسقاطها بدواع مختلفة هدفها الرئيس تعزيز الدور الامبراطوري الايراني من تحت عباءة الشعارات الدينية والطائفية التضليلية,خصوصا وان قواعد التحرك والياته تنطلق من العمق العربي والخليجي ذاته ومن العراق تحديدا الذي تهيمن على مفاصل سياسته العامة المؤثرات الايرانية بدلالاتها وحمولاتها الايديولوجية, ففي مدينة النجف العراقية مثلا يوجد حاليا ما يسمى بحكومة بحرينية موقتة مكونة من عملاء النظام الايراني, وبرعاية الاحزاب الطائفية العراقية, خصوصا حزبي "الدعوة" والمجلس الايراني الاعلى"! وبقية الجماعات التابعة لهيمنة ونفوذ فيلق القدس للحرس الثوري, وهي كثيرة ومتنوعة, ومن يراقب الاداء الاعلامي لمجموعة القنوات الفضائية لتلك الاحزاب والجماعات سيعرف مدى الضخ والشحن الاعلامي والتركيز على الملف البحريني ومحاولة تصوير المؤامرة الطائفية الايرانية هناك بكونها ثورة شعبية! وهو تزوير اعلامي محض وعدواني بالغ الخطورة, من دون شك ان اولياء الامر في مملكة البحرين وبقية المنظومة الخليجية على علم كامل بكل اسرار وتفرعات وملف الهجمة الايرانية المركزة, خصوصا ان نظام طهران يعتقد بان البحرين هي الحلقة الاضعف لاختراق الامن الخليجي رغم وجود خطط بديلة اخرى وجيوش من العملاء الطائفيين الشعوبيين, بعضهم معروف والبعض الاخر مستتر ويمارس  "التقية" السياسية انتظارا لليوم الموعود, والذي قطعا لن يأتي ابدا مهما بلغت درجة الخبث السلطوي الايراني, فالشعب البحريني بقيادة شرعيته الدستورية والتاريخية الداعية الى الاصلاح والمؤمنة به, قد اسقط المؤامرة الايرانية الخبيثة وهو ما اطار صواب النظام الايراني الذي بات يتخبط خبط عشواء ويورط انصاره وعملاءه في المنطقة, ويكشف اوراقهم ودجلهم وخبثهم التاريخي "البرمكي" المعروف, وشعوب الخليج العربي تدرك هذه الحقائق, وهي بالتالي تعمل باصرار على تحصين الجبهة الداخلية وتفعيل الاتفاقيات الامنية ورفض الدعاوى الايرانية الخبيثة التي تعتبر قوات درع الجزيرة العربية بمثابة "قوات احتلال" فيالبؤس ما يفكرون ويخططون.

الفشل الايراني التام في البحرين ستكون له انعكاسات ارتدادية على البنية العامة للنظام الايراني, والذي يعاني اليوم من ترنح وانعدام وزن, ومن رعب قاتل يحاول اخفاؤه بالهستيريا الايرانية التهديدية المعروفة التي ستتلاشى وتذهب ريحها السوداء مع التلاحم الكامل بين الشعب والنظام في البحرين, والالتفاف حول الشرعية, والمشاركة الواسعة في الحوار الوطني والاصلاح الشامل, اما صراخ وعويل عملاء طهران فقد فضح العملاء ذاتهم, وفضح من يقف خلفهم, واعطى للمواطن الخليجي والعربي حصانة ذاتية من التجنيات الايرانية الفظة التي تهاوت كاوراق الخريف اليابسة. لن ينجح ابدا اهل المشروع الايراني في حملتهم التضليلية الاسقة برموزهم المتهاوية والعاجزة والذين يواجهون اليوم حقيقة انهيار انظمة الدجل والارهاب التي ارتضت ان تكون مطية ايرانية متقدمة في العمق العربي, وسيتبدد الحلف العدواني الشعوبي الايراني بكل عناصره الضالة المضللة, وللبحرين واشقائها رب يحميهم, وارادة واسعة من الحرية ستحرق صدور وعقول صانعي ومصدري الارهاب في ايران.  لقد فضح الله الفئة الباغية في طهران وافشل مؤامراتها الخبيثة ورد كيدها لنحرها السقيم, والبحرين العربية الحرة اعلى مقاما واشد باسا من ان تنال من طودها الشامخ زمر من العملاء والقردة والجواسيس... من اتباع الشياطين الجدد.

*كاتب عراقي

 

سوريا وقصر نظر بشار الخطير

أمير طاهري/الشرق الأوسط

ماذا يفعل طغاة الشرق الأوسط عندما تنفد الحجج التي يمكنهم أن يبرروا بها حكمهم؟ على مدار عقود، كانت إجابة ذلك السؤال بسيطة للغاية: عندما تعوز الطاغية الحيل، يطلب من الغرب أن يساعدوه على الاحتفاظ بمكانه حتى يتمكن من منع «الإسلاميين» من الوصول إلى الحكم.

وقد قام سياد بري في الصومال بذلك على مدار عقود، حيث كان يتنقل بين السوفياتيين والأميركيين. وفي السودان، قدم جعفر النميري، الذي لم يقرر قط ما إذا كان اشتراكيا أم إسلاميا، ادعاءات مشابهة. كما كان صدام حسين، على مدار ربع قرن، يذكر أنه يمنع وصول طوفان إسلامي مزعوم من ناحية إيران. وفي سوريا، وظف حافظ الأسد ادعاءات مماثلة لتأمين اجتماعات مع رؤساء أميركيين. وتفاخر الأسد بأن خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل هو أكثر الحدود مع إسرائيل هدوءا. كما ادعى الأسد أنه حال دون سقوط سوريا في أيدي الإسلاميين من خلال المذابح التي قام بها في حماه.

وفي تونس، استخدم زين العابدين بن علي نفس المبرر على مدار ربع قرن تقريبا. كما استخدمه حسني مبارك في مصر لمدة ثلاثين عاما. كذلك ادعى معمر القذافي أنه، لولا وجوده، لأصبحت ليبيا قاعدة للإسلاميين. وفي اليمن، يتصرف علي عبد الله صالح كما لو أنه قائد محلي قامت واشنطن بتعيينه ليخوض حربا ضد تنظيم القاعدة.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، حان دور الطاغية بشار الأسد ليعزف على تلك النغمة القديمة. ففي حوار مع صحيفة تصدر أسبوعيا في لندن، كجزء من برنامج قامت به شركة علاقات عامة بريطانية، ادعى أنه وحده من منع ظهور «أفغانستان أخرى». وكان محور حديث الأسد بسيطا وهو أنه إذا رحل، فسيأتي الإسلاميون؛ وبمجرد وصولهم إلى الحكم، فسوف يقومون بتدريب أشخاص على القيام بتفجيرات انتحارية ضد الغرب. كما ذكر أن الغرب بحاجة إليه ليبقي على الأوضاع هادئة مع إسرائيل، تماما كما فعل والده من قبل. لهذا، فإنه من مصلحة الغرب أن يتركه يحافظ على بقائه في السلطة عن طريق قيامه بقتل شعبه.

وفي الواقع، يبدو أن الأسد قام بتقديم طلب وظيفة ليصبح «علي عبد الله صالح» آخر، أو بطل الغرب في مجال الحرب ضد «التشدد الإسلامي».

لقد كانت مبررات الأسد محبطة، على أقل تقدير، في أكثر من صعيد. لقد تحدث كما لو أنه يرأس منظمة على طراز المافيا، مستخدما التهديدات الواضحة والمستترة.

إننا لم نر قائدا يفهم أن بلده في خطر وأن عليه التصرف بحكمة ليحافظ عليها من الوصول إلى طريق مسدود خطير.

وبدت بعض جمل الأسد كما لو كانت مأخوذة من الجزء الثاني من فيلم «العراب»، حيث بدا الأسد غير قادر أو غير راغب في فهم ما يحدث في سوريا. ورأى أن المظاهرات «أمر لا يستحق الاهتمام»، حتى إنه تساءل عما إذا كان المتظاهرون سوريين بحق.

يبدو أن الأسد، طبيب العيون، يعاني من قصر سياسي في النظر. فعندما أبعدته ثورة الأرز عن لبنان، قال لأعضاء البرلمان إن جماهير بيروت عبارة عن جماعات صغيرة العدد وأنها تبدو كبيرة بفضل كاميرات التلفاز التي تستخدم تقنية «التكبير والتصغير».

ولم يعد الأسد، الذي أصبح مصدر إحراج حتى لحلفائه الإيرانيين، قادرا على أن يوفر لسوريا الحد الأدنى من الأمن والحرية اللذين لا يستطيع أي مجتمع أن يعمل من دونهما.

وفي الواقع، فإن الانتفاضة في سوريا تبدو أكثر ترسخا وأوسع في نطاقها من حيث عدد المشاركين من حركات «الربيع العربي» الأخرى.

ففي تونس ومصر وليبيا واليمن، كانت الانتفاضات مقتصرة بالأساس على مدينتين أو ثلاث مدن، متضمنة العاصمة في أغلب الأحيان. غير أن المظاهرات في سوريا لها جذور في كل قرية ومدينة تقريبا.

وبمرور الأيام، نسمع عن مظاهرات في مكان جديد، بما في ذلك أماكن لم يسمع عنها حتى المتخصصون. وقد عكفت على إعداد قائمة بتلك الأماكن. وحسب آخر الروايات، فإن سوريا شهدت مظاهرات في 87 مدينة وقرية، وهو عدد مذهل.

وقد يكون الشيء الأكثر أهمية هو أن الانتفاضة يبدو أنها تحظى بقبول جميع قطاعات المجتمع والثماني عشرة ديانة والجماعات العرقية التي تشكل النسيج السوري.

وقد ادعى الأسد أن أكبر مدينتين سوريتين، وهما دمشق وحلب، يسودهما هدوء نسبي. غير أن هذا الادعاء كاذب بشكل واضح. وعلى الرغم من حقيقة أن أجزاء من دمشق وضواحيها قد تحولت إلى معسكرات مسلحة، فقد شهدت العاصمة سلسلة من المظاهرات. كما جذبت مسيرة للطلاب، في حلب، أعدادا كبيرة من المتظاهرين، عندما كانت عشرات المصانع في ضواحيها تتعرض لهجمات. على أي حال، حتى إذا كانت دمشق وحلب جزيرتين يسودهما الهدوء في بحر عاصف، فلا ينبغي أن يتبجح الأسد. إن لدى كل طاغية ولعا بخداع الذات. وحتى إذا كانت عاصمته على وشك السقوط، فإنه يوهم نفسه أنه آمن في مخبئه.

وبدلا من أن يظهر قدرته على القيادة ويحاول جمع الناس معا، أصبح الأسد عنصر تفريق في السياسات السورية المعقدة. إن وجوده في حد ذاته يقسم الناس إلى مؤيدين ومعارضين للنظام، وهو سبب لحدوث حرب أهلية. إن الأسد يتولى الرئاسة معتمدا على المجموعات الباقية من القوات المسلحة، مع انشقاق المزيد والمزيد من الضباط والرجال وقيامهم بتكوين جيش بديل. بل إن وجود الأسد أدى إلى انقسام مجتمع العلويين نفسه الذي ينتمي إليه الأسد.

ويبدو أن الأسد الجاهل يأمل أن تنتهي المظاهرات. غير أن الأمل لا يعد بديلا للسياسة. لقد شارك 200 شخص في أول مسيرة مناهضة للأسد في اللاذقية في مارس (آذار) الماضي. وقام أعوان الأسد بقتل ثمانية منهم. وفي الأسبوع التالي، ارتفع العدد إلى 2000، قتل رجال الأسد 19 منهم. وفي الأسبوع الثالث، ارتفع عدد المتظاهرين ليفوق الـ20,000 متظاهر. وبصور مختلفة، حدث هذا في أنحاء سوريا كافة. إن الأسد لا يتسم بالواقعية على الإطلاق، وهو سجين للأوهام، تماما كما كان صدام والقذافي ومجموعة من الحكام العرب المستبدين حتى واجهوا نهاياتهم الأليمة.

 

النظام السوري بين المخرج العربي والتدويل

رضوان السيد/الشرق الأوسط

كان دأب النظام السوري منذ الثمانينات من القرن الماضي الاعتماد في استقراره واستمراره على الرضا الأميركي والدعم الإيراني. وبالرضا الأميركي كان يستغني عن الحذر تجاه إسرائيل وينال تكليفات في مناطق مختلفة، وبالدعم الإيراني كان يظهر بمظهر الدولة المُمانعة، والحامية للأقليات الشيعية ومصالحها بالعراق ولبنان، وأحيانا في الخليج أيضا. وفي أواخر الثمانينات ومطالع التسعينات، ومع انكفاء مصر، وتضاؤل التأثير العراقي، اضطرت المملكة العربية السعودية إلى الاعتراف بالنظام السوري وكيلا في منطقة غرب الفرات، ونِدَّا في المبادرات العربية للتصدي للأزمات، واجتراح الحلول.

واستنادا إلى هذه المعادلة بذل الرئيس حافظ الأسد - ورغم اشتداد مرضه - في سنواته الأخيرة، جهودا هائلةً لتوريث ابنه بشار فوائد هذه المعادلة: الأميركان للرضا واستمرار التكليفات، والسعودية ومصر للشرعية العربية المهمة من جانبهما، وإيران للتمكين من الجهة المادية واستمرار دعم الاحتجاجات الشيعية في لبنان والعراق. بيد أنّ بشارا الذي ورث الحكم ما ورث التقدير السليم للإمكانيات والقدرات. وللإنصاف فإنّ متغيراتٍ عاصفةَ حصلت عشية وفاة الأسد الأب وبعدها، فما أمكن للابن أيضا أن يتخذ من نموذج والده مثالا للسلوك في الأزمات. وهكذا ونحو عام 2005 ما كان قد بقي من سياسات الأب غير: تجنُّب الأزمات مع إسرائيل، والدخول في تحالُف استراتيجي عَلَني مع إيران. وفي ذلك الوقت كان السعوديون قد سحبوا سفيرهم من سوريا، كما كان الأميركيون قد وجَّهوا إنذارات للأسد الابن تلاها سحبُ السفير الأميركي أيضا، وما عاد إلى دمشق سفير أميركي لنحو السنوات الست، ثم ها هو قد انسحب الآن من جديد! وإذا كان السفير الأميركي السابق قد انسحب عام 2004 للشكوى من التدخل السوري في العراق المحتلّ، وفي لبنان المضطرب؛ فإنه انسحب هذه المرة لتدخُّله هو - أي السفير - في أحداث الربيع العربي الجاري في سوريا.

ومن الطريف وذي الدلالة أنّ مشكلات سوريا السابقة مع النظامين الدولي والعربي كانت ناجمةً عن التدخُّل السوري هنا وهناك، في حين تبدو مشكلاته الحالية ناجمةً عن اتهامه للجوار العربي وللنظام الدولي بالتدخل في سوريا! وهذه هي الفائدةُ الأُولى من أحداث الربيع. ذلك أنّ نظام الأب والابن كان عامل اضطرابٍ بالمنطقة، ودائما من أجل المطامح والمطامع، واقتناص أدوار يبيعها بعد ذلك أو خلاله للأميركيين أو الإيرانيين أو حتّى الإسرائيليين، ويبتزّ بها العرب من سعوديين وفلسطينيين ولبنانيين. فهو ما كان يتلقّى أُعطياتٍ عربية سياسية أو مادية، لأنه أنجز للعرب هذا الأمر أو ذاك، بل لأنه هدَّد بتفّرقة كلمة الفلسطينيين أو قتْل اللبنانيين أو تعميق جراح العراقيين.. إلخ.

ما حسب النظام السوري بعد ثورة الشعب عليه حسابا للعرب. وهو قال ولا يزال يقول إنّ الاضطراب الشعبي عليه يقوم به مندسّون وإرهابيون عرب مُرسَلون من دولٍ عدة، داخلة في «المؤامرة» الدولية عليه. وهكذا فإنه لا يزال يخاطب الدوليين، أو الأميركيين، وعند الضرورة يخاطب إسرائيل. فقد أخبر الإسرائيليين عبر قريبه رامي مخلوف في بدايات الربيع السوري، أنّ أمنَهم مرتبطٌ بأمنه، وأنه إذا سقط نظامه، فلن يأمنَ الإسرائيليون من بعد. وعاد قبل أيام - مباشرةً هذه المرة - لتهديد العالم كُلّه؛ بأنّ سوريا هي صَدْعٌ زلزالي، وتقسيمها سوف يقسّم المنطقة كلّها. ولا حاجة للردّ على هذه الرؤى النشورية، رؤى أمارات القيامة. فالشعب السوري الثائر لا يريد تقسيم وطنه، والأميركيون أيضا لا يريدون تقسيم سوريا أو حتى التدخل فيها كما يقولون. ونحن العرب نعرف النظام السوري من جهة، وهو الذي قسّم سوريا طائفيا وإثنيا وأمنيا، كما نعرف الولايات المتحدة وحلولها الديمقراطية بالعراق! ما أردْناه من وراء إيراد هُواسات الرئيس الأسد الجديدة، أنه لا يزال يخاطب الولايات المتحدة ولا يخاطب العرب! فقد اجتمع العرب قبل شهرين ونيّف ووجَّهوا تحذيرا للنظام السوري، ودعَوهُ لمحاورة المحتجيّن وممثليهم. وأجابهم الرئيس عبر وسائل إعلامه التي ينطق فيها بنُصرته بعض اللبنانيين بأنهم لا يقدرون على شيء، وأنهم لا يرقون إلى رتبة المتآمرين، بل هم أدواتٌ تستعمل ضدَّ نظام الممانعة العَصي على الإسقاط! بيد أنّ هؤلاء العَجَزة والأدوات عادوا فاحتجوا بالجامعة العربية، وعادوا فوجَّهوا إنذارا إلى نظام الممانعة بإيقاف العنف والقتل والعبور إلى الحوار. وبدأ الأسد يشتم العرب من جديد، ثم توقف فجأةً، وقرر الاستماع إليهم، وذلك لسببين: مقتل القذافي بهذه الطريقة الشنيعة، وإلحاح أنصاره من الروس والصينيين عليه أن يقبل المبادرة العربية. وبعد جولتين من المحادثات بدمشق والدوحة، اجتمعت الجامعة العربية (الأربعاء 3/11/2011) على مشارف انقضاء مُهْلة الأسبوعين للنظر في إمكان التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري على أساس وقْف العنف وبدء الحوار، أو الذهاب إلى اتخاذ إجراءاتٍ ضدَّه.

ما أراه هو أنّ الذي حصل ويحصل لن يُنهي العنف، كما لن يؤدّي إلى اتخاذ إجراءات. فبعد ثمانية أشهُرٍ من العنف العنيف ومن القتل الذريع، لن يدخل العقل إلى رأس النظام أو أطرافه فضلا عن قيم حقوق الإنسان وحرياته. وإنما يريد النظام التظاهُر باحترام إرادة الروس والصينيين من طريق الدخول في لعبة مع العرب ومع المعارضين السوريين، بحيث تشيع الخلافات بين المعارضين في مَنْ يقبل التفاوُض مع النظام وَمَنْ لا يقبلُه، وبحيث تظهر خلافات بين أعضاء اللجنة الوزارية العربية، في مَنْ يرى أنّ النظام السوري معقول بينما المعارضون غير معقولين، فضلا عن تفرّقهم وتشرْذمهم. وهذا يُكسبهُ وقتا من وجهة نظره، وقد يدبُّ اليأسُ في نفوس المتظاهرين تحت وطأة القتل والاعتقال والتهجير والتجويع، وفقد الأمل بتدخُّلٍ دولي لحمايتهم من طريق قرارٍ في مجلس الأمن.

هذه المقاصد من وراء المهادنة المفاجئة والظاهرة للعرب ومبادراتهم، واضحةٌ للمعارضين بالداخل والخارج. وهي تستلزم تكتيكاتٍ تُفِشلُ تلك الغايات والمقاصد. فالنظام السوري ما احترم أبدا شعبه وإرادته، ولا احترم العرب ونواياهم الحَسَنة. وحتّى أصدقاؤه الأتراك استنصر عليهم بالإيرانيين حتى كادت العلاقات تتوتر بين القطبين الإسلاميَّين الكبيرين. فهو شأن أبيه عاد لدعم حزب العمال الكردستاني في إغاراته داخل تركيا، وتسبّب بقطع العلاقات بين البلدين عمليا. وقد برئ الإيرانيون لدى الأتراك من ذلك وصرَّحوا بالأمر عَلَنا. فالمشكلة في هذا النظام أنه ما انتبه منذ أكثر من سنتين إلى التغيير الاستراتيجي الجديد بالمنطقة، سواء على مستوى تغيُّر سياسات الولايات المتحدة، أو على مستوى أحداث الربيع العربي.

لا يستطيع المعارضون، وليس من الحكمة الإعراض عن الحوار على برنامجٍ للإصلاح مع النظام بالجامعة العربية. وبالطبع لن يتفقوا مع النظام على تزمين البرنامج، وعلى مَنْ ينفذه. لكنهم يملكون أن يضعوا شرطا لكلّ شيء: وقف العنف، وسحب الجيش وقوى الأمن من شوارع المدن والبلدات. واستطرادا لن ينفّذ النظام السوري ذلك أيضا. لكنْ من المفيد الإصرار على عدم الدخول في الحوار إلاّ بعد وقْف العنف بتاتا، وترك الناس يتظاهرون. ولن تستمر المماحكات لأكثر من أسبوع ثم يعود النظام السوري إلى سابق عهده في إنكار العرب، والإنكار عليهم، وشكواهم إلى الصينيين والروس، وإلى الأميركيين والأوروبيين أيضا، إنما أولا وقبل كل أحد إلى الإيرانيين الذين سوف يستدعيهم هم وزعيم حزب الله وآخرون من العراق وربما من الجزيرة العربية، لوضع استراتيجية مُضادّة تعتمد التهديد بالحرب.

هناك مستجدّان يجعلان النظام السوري من مخلَّفات الماضي: ثورة الشعب العربي والشعب السوري من أجل التغيير في الجمهوريات الوراثية الخالدة، وفقد النظام في سوريا للسماحات والتكليفات. والخيارات أمام النظام متعددة إنما لها نهاية واحدة: مصير بن علي، أو مصير مبارك، أو مصير القذافي!

 

رغبة دولية في الدخول في موضوع الحدود لطرح ملف سوريا على مجلس الأمن

 ثريا شاهين/المستقبل

في الوقت الذي يخضع الموقف اللبناني من موضوع ما يحصل على الحدود اللبنانية ـ السورية من اختراقات، وملاحقات سورية داخل الأراضي اللبنانية، لمراقبة دولية حثيثة، بدا أن هذا الملف كان له الثقل الأساسي في المشاورات داخل مجلس الأمن الدولي عندما تم النظر بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول مجريات تطبيق القرار 1559، الأسبوع الماضي. إذ تكشف أوساط ديبلوماسية أن الدول الأعضاء في المجلس دعت الى احترام سيادة لبنان واستقلاله، وثمة مطالبة بتنفيذ القرار 1680 المتصل بترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية. وكانت هناك فكرة دولية بإعادة طرح الموضوع السوري أمام المجلس، انطلاقاً مما يحصل على الحدود بين البلدين، إلا أنه في ظل الموقفين الروسي والصيني من طرح ملف سوريا أمام المجلس، ومن استصدار قرار جديد حيالها قد يمهد لقرارات أخرى أكثر تشدداً، لم تتوافر العوامل والظروف المؤاتية لطرح الفكرة الدولية هذه، ويصعب حالياً استخدام ما يحصل على الحدود وداخل الأراضي اللبنانية من أجل استصدار قرار جديد ضد سوريا.

في حين أن أي موافقة لروسيا والصين إذا حصلت، وبعد أسباب ومعطيات جديدة متّصلة بالوضع السوري، أو بموقف البلدين وتقييمهما لمدى التجاوب الفعلي من جانب القيادة السورية مع المبادرة العربية، ستعيد استخدام كل القضايا المتاحة لطرح الملف أمام المجلس. روسيا والصين أكدتا في المشاورات المطلقة، وفي ما يتصل بالحدود والملاحقات، ضرورة تنفيذ المبادئ العامة ذات الصلة بالاستقرار والحوار، وتجنبتا الدخول في مواقف تفصيلية، خلافاً للموقفين الأميركي والفرنسي، الأمر الذي لا يزال يقف في وجه الدخول الى الملف السوري في مجلس الأمن انطلاقاً من أي باب مؤات. وهناك تقرير الأمين العام حول مجريات تنفيذ الـ1701، والذي أرجئ صدوره من نهاية تشرين الأول الماضي الى منتصف هذا الشهر. والمشاورات حوله في المجلس نهاية الشهر، والأنظار متجهة الى لهجته ومضمون هذه اللهجة في مسألة الحدود اللبنانية ـ السورية.

ويبدو واضحاً للأوساط أن الموقف اللبناني في هذا الشأن مرسوم وفق حدود أبرزها ما يلي:

- ترك الأمور تجري وفق ما يحصل. فلبنان لم يمنع دخول اللاجئين السوريين إليه، ولا دخول المعارضة السورية، وفي الوقت نفسه يسمح بملاحقة هؤلاء المعارضين، وبالتالي يسمح للطرفين بأن يقوما بما يرغبان فيه في الوقت نفسه، وهو نوع من عدم اتخاذ موقف واضح، ومن غير المعروف إذا ما كان لبنان قادراً على أن يتخذ موقفاً مغايراً للموقف الذي يتخذه حالياً.

- إن الأجهزة الأمنية اللبنانية تتعامل مع تأثيرات الموضوع السوري في لبنان، إن لناحية الحدود أو الملاحقات. ويبدو أن التعامل مع هذا الملف يقتصر على الجانب الأمني، من غير أن يأخذ أبعاده في الجوانب السياسية والديبلوماسية، لا سيما وأن لهذا الموضوع جوانب ديبلوماسية وسياسية وأمنية وقانونية، مع الإشارة الى أن الأولوية بالنسبة الى النظام، ألا يكون لبنان منطلقاً لأنشطة لا تتفق وأهدافه أياً تكن هذه الأنشطة، وتحت أي عنوان. ويمكن لهذا النظام تمرير أي قضية حتى لو كانت الإيجابية في تمويل لبنان لمساهمته في المحكمة، لكنه لا يسمح بتمرير أي خطوة تتناقض وأهدافه، لأن بقاءه هو الأولوية.

- إن الحكومة اللبنانية لا تريد أن تكون خارج الشرعية الدولية، ولا أن تصل الى مرحلة تواجه فيها العقوبات الدولية سياسية كانت أم اقتصادية نتيجة تعاونها أو مساعدتها، عبر تحرك بعض الأرصدة التي طلبت العقوبات الدولية أميركية كانت أم أوروبية، في البنوك أو الشركات اللبنانية. ذلك أنه في النظام العالمي الجديد تستطيع الولايات المتحدة أو أوروبا رصد تحرك أي رصيد في أي مصرف خارج أراضي هاتين الجهتين، وبالتالي ثمة مراقبة لكي لا يصبح لبنان وسيلة للتهرّب من مسار عقوبات دولي على أرصدة سورية، وأي تحريك لتلك الأرصدة انطلاقاً من لبنان، سيعرّض لبنان نفسه لعقوبات لأنه يساعد في عدم الالتزام بمقتضيات العقوبات الدولية على سوريا.

إلا أنه في الوقت نفسه، فإن لبنان غير ملزم بعقوبات فرضتها على سوريا كل من الولايات المتحدة وأوروبا، لأنها ليست عقوبات صادرة عن مجلس الأمن الدولي، بحيث تعتبر ملزمة لكل الدول. لكن المشكلة أنه في حال تم رصد مثل هذه التعاملات فإن البنوك الأميركية والأوروبية تقاطع المصرف أو الشركة التي تحرّك الأرصدة، ما يؤدي الى انهيارها. الأميركيون والأوروبيون لا يفرضون على كل العالم ضرورة فرض العقوبات على سوريا، إنما تتوقف معاملاتهم مع أي مصرف أو شركة تتعامل مع الأرصدة المجمّدة، وإلا تكون هناك مخالفة من المؤسسات الأميركية والأوروبية للقوانين المحلية أو الوطنية. ما يعني أن العقوبات الأميركية والأوروبية لا تلزم مباشرة المصارف والشركات في الدول الأخرى بتنفيذ مقتضيات العقوبات، إنما يلزمانها بذلك، بصورة غير مباشرة. المصارف والشركات مدركة تماماً لخطورة الموقف، وهي تتلافى تعاملات مالية تؤدي الى ملاحقة أو مقاطعة، ولكن يمكنها عدم تنفيذ الإجراءات بالكامل.

 

كشف عن محادثات لتسليم القيادي في "حزب الله" علي موسى دقدوق إلى حكومة بغداد

الناطق باسم القوات الأميركية لـ"المستقبل": إيران تدعم ميليشيات شيعية لعزل العراق عن محيطه

 بغداد ـ علي البغدادي/المستقبل

اتهم الناطق باسم القوات الاميركية في العراق، الجنرال جيفري بوكانن، ايران وخصوصاً "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري بدعم ميليشيات شيعية متطرفة بهدف عزل العراق عن علاقاته بمحيطه العربي وبالولايات المتحدة، كاشفا عن وجود محادثات مفصلة مع الحكومة العراقية لتسليم القيادي البارز في "حزب الله" علي موسى دقدوق الى السلطات العراقية بعد نهاية الاتفاق الامني بين بغداد وواشنطن.

الجنرال بوكانن وفي حوار مع صحيفة "المستقبل" شدد على "التزام الولايات المتحدة بالشراكة مع العراق على المدى البعيد من اجل حماية التجربة الديموقراطية فيه"، مشيرا الى استمرار النقاشات بشأن طبيعة العلاقة بين البلدين على صعيد تطوير وتدريب القوات العراقية، خصوصاً في ظل عدم التوصل الى اي اتفاق عسكري جديد بين البلدين، لاسيما ان القوات العراقية مازالت غير قادرة على حماية العراق من الاخطار الخارجية"، ولافتاً الى وجود اتصالات مع دول خليجية بشأن الدور المستقبلي للقوات الاميركية في منطقة الخليج العربي بعد انسحاب القوات الاميركية نهاية العام الحالي.

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تود أن يكون لديها علاقة مع ايران مبنية على احترام سيادة العراق واستقراره، وتأمل كذلك ان يكون هناك علاقة بين العراق وايران، لانهما يتشاركان بحدود طويلة، ومن الطبيعي ان يكون هناك تأثير بين البلدين".

واضاف: "ونريد ان تحترم ايران سيادة العراق وتعامله كشريك ايجابي في المنطقة، لكن تصرفات حكومة ايران وخصوصاً "فيلق القدس" الايراني في الماضي، كانت مركزة على عزل العراق وتقيده من الناحية الاقتصادية والسياسية لجعله ضعيفا وعزله ليس فقط عن الولايات المتحدة، لكن عن جميع دول الجوار، حيث من الضروي ان يكون للعراق علاقات جيدة مع دول الجوار، ويجب على ايران ان تحترم ذلك".

واشار إلى أن مصير بعض العناصر الخطرة من تنظيم "القاعدة" والقيادي في "حزب الله"، اللبناني علي موسى دقدوق، "سيتم تحويلهم، بحسب الاتفاق الامني، الى الحكومة العراقية في نهاية هذا العام"، لافتاً إلى أن هناك "حالياً نقاشاً مفصلاً عن هؤلاء مع وزارة العدل العراقية. كما سبق وتم تحويل معظم المعتقلين الى السلطات العراقية خلال الصيف الماضي، بينهم عناصر قيادية من النظام الحاكم السابق، وسنستكمل هذا النقل نهاية هذا العام قبل مغادرتنا".

ورفض الافصاح عن امكانية إطلاق سراح علي موسى دقدوق، قبل مغادرة القوات الاميركية نهاية العام الجاري، وقال: "لا نعلّق على افراد، ولكن جميع هذه التفاصيل تتم مناقشتها مع الحكومة العراقية، وقد اعطينا اسماءهم الى الصليب الاحمر لتتم زيارتهم دوريا".

وحول ما إذا كان دور الميليشيات السنية او الشيعية قد ضعف او سيقوى مجدداً، قال: "لا استطيع التكهن بالمستقبل، فهذه المجموعات تقول انها تهاجم القوات الاميركية فقط، لكن في الحقيقة معظم الضحايا كانوا من العراقيين".

واضاف: "احدى هذه المجموعات تطلق على نفسها أسم "عصائب اهل الحق" ولكني افضل ان اسميها "عصائب أهل الباطل" لانها مسؤولة عن 25% من الاغتيالات في بغداد، والتي طالت عراقيين ليس لهم علاقة بالاميركيين، وبالتالي فإن "كتائب حزب الله" و"عصائب اهل الباطل" ستكونان موجودتين بعد مغادرة قواتنا، والشي نفسه بالنسبة لـ"لواء اليوم الموعود"، معرباً عن اعقتاده بأن "العلاقة بين "كتائب حزب الله" و"فيلق القدس" هي الاقوى، ولدي الثقة الكاملة بالقوات العراقية بالتعامل مع هذه المجموعات، أما بالنسبة لتنظيم "القاعدة" فإن تمويله من دول خارجية، لذا نحتاج لحوار سياسي للقضاء عليه".

من جهة ثانية، اكد الجنرال بوكانن عدم التوصل مع الحكومة العراقية إلى اي اتفاق جديد، مشيراً إلى أن "الاتفاق الامني سينتهي بنهاية السنة الحالية، ونحن ملتزمون بالجدول الزمني لسحب قواتنا من جميع مناطق العراق في نهاية هذا العام، اما الاتفاقية الثانية التي عقدت عام 2008، وهي اتفاقية الاطار الاستراتيجي، فهي عبارة عن شراكة متواصلة بين البلدين".

وأوضح أن هذه "الاتفاقية لا موعد لانتهائها، وتنص على التعاون في شتى المجالات، وأحد هذة المجالات هي التعاون في مجال الدفاع والامن"، معرباً عن ثقته أن البلدين سيتعاونان في المستقبل، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد اي اتفاق، ولا اعتقد ان هناك مفاوضات، بل هناك نقاشات بين البلدين".

وكشف عن نقاشات مع دول المنطقة التي تتواجد فيها قوات أميركية، تتناول دور قواتنا، وقال: "من المهم ان أبيّن أن تواجد قواتنا في هذه الدول لا يعني انه لأغراض عسكرية، بل ان تواجدها يحدده الاتفاق مع هذه الدول".

واضاف "أما إذا كان هناك دور لحماية العراق بشكل ما او اي دولة اخرى في المنطقة، فهذا يعتمد على طبيعة الاتفاق بين البلدين"، مؤكداً "تصميم بلاده والتزامها بشراكة حقيقية ومتواصلة مع العراق واي طلب للمساعدة او دعم سوف يكون في موضع اعتبار".

واعرب عن اعتقاده بأن العراق اجتاز الصعوبات الامنية في الداخل، لكنه لا يزال في بداية الطريق مع الاخطار الخارجية، وقال: "بالنسبة الى الامن الداخلي، فالقوات العراقية لديها الدور الرئيسي في مسك الملف الداخلي، وفي مجال قدراتها، هناك مجال للتحسن، لقد تطوروا كثيرا في رفع قدراتهم خلال السنتين الماضيتين من ناحية جمع وتحليل وتوزيع المعلومة الاستخباراتية".

وتابع: "اما في ما يتعلق بالتهديدات الخارجية، فالقوات العراقية اقرب الى البداية، فهي تحتاج الى الكثير من الخبرات كي تستطيع حماية بلدها من اي اعتداء خارجي، وانا اشعر بارتياح تام لقدرات هذه القوات، لكن عليهم الاستمرار في تطوير نفسها".

وشدد على ضرورة استمرار العلاقة مع العراق، واعداد دورات تدريب للضباط العراقيين في الولايات المتحدة، بانتظار ما ستؤول اليه النقاشات حول الحصانة القانونية التي تتمتع بها قواتنا في كل الدول المتواجدة فيها".

إلى ذلك، ورداً على سؤال حول الضمانات العراقية بأن الاسلحة الاميركية التي تعتزم بغداد شراءها، لن يتم افشاء اسرارها للدول المجاورة، لاسيما بعدما ظهرت في سوريا حواسيب تم استيرادها من الولايات المتحدة إلى العراق، أجاب الجنرال بوكانن: "لقد قرأت القصة من الاعلام، ولا يمكنني التعليق، لانه ليس لدي اي حقائق عن هذا الموضوع، ولكن من اجل التوصل الى اتفاق لابرام هذه العقود، هناك شروط عدة لحماية اسرار هذه الاسلحة".

 

المبادرة المستحيلة

علي نون/المستقبل

لم تخرج المفاجأة الرسمية السورية بالموافقة من "دون تحفّظ" على المبادرة العربية عن الإطار الزمني الذي أعطي لها: ساعات قليلة انشغل خلالها بعض الناس في "قراءة" معنى الموافقة، فيما أخذ آخرون يعدّون تلك الساعات!والحال، أن تلك "القراءة" لم تتعد قصة "العد". باعتبار أن أكثر المتفائلين أو المهمومين بالدفاع عن سلطة دمشق، كما المعارضين لها، كلّهم في الإجمال رأوا نتيجة واحدة: فشل المبادرة عملياً وتنفيذياً. إذ أن المبادرة في نهايتها لا تعني إلا دعوة الرئيس السوري الى التسليم طوعاً بسلسلة مستحيلات، في حين أنه، ومنذ منتصف آذار الماضي، قرر الخوض في مستحيلات خاصة به، وضعها وقررها واختارها وسار في ضوئها وعتمتها، ولم يضعها له آخرون، لا العرب وجامعتهم، ولا الترك وحكومتهم، ولا أوروبا واتحادها، ولا الولايات المتحدة وإدارتها بطبيعة الحال. والمستحيلات الأسدية كانت في الافتراض بداية أن سوريا محصّنة، وأن هواء الربيع العربي سيرتد عن أسوارها العالية المبنية بشعارات الممانعة ودعم المقاومة. ثم كانت ولا تزال، في الافتراض أن أحداً في العالم القريب أو البعيد سيشتري قصّة النظام المتهالك عن "عصابات مسلحة" و"جماعات إرهابية وسلفية"، أو العودة الى نغمة "المواجهة المستمرة منذ 50 عاماً بين أهل القومية العربية والإخوان المسلمين". .. ثم أخطر تلك المستحيلات كان الافتراض أن وضع الدبابات في شوارع المدن والقرى والدساكر في طول سوريا وعرضها، في مواجهة الناس، وإسالة الدم مدراراً.. إن ذلك كله كفيل بإنهاء الثورة غير المسبوقة وتحطيم عمادها الأساس: الدعوة الى إسقاط النظام.

وفي تلك المستحيلات يجب أن يُضاف الحدث العربي الأخير: الموافقة اللفظية على المبادرة ستربك أصحابها وستؤخر قراراتهم الاستثنائية! علماً أن ما أُعلن وأُذيع من القاهرة على لسان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم تحديداً كان شديد الوضوح وحاسماً في مصطلحاته المُعلنة والمُضمرة.

على أي حال، فإن مستحيلات المبادرة العربية تدلّ على قرار كبير منتظر، أكثر مما تدلّ على مقدمات نهاية الأزمة المفتوحة... ذلك القرار ينتظر في الهواء، وهذا الهواء ربيعي حُكماً. إذ أن أحداً لا في القاهرة ولا خارجها يتوقع فعلياً وعملياً أن يقبل حاكم دمشق بسحب جيشه وأمنه وشبّيحته من الشوارع، وأن يطلق المعتقلين وعددهم ناهز المئة ألف، وأن يسمح للإعلام العربي والعالمي بالدخول الى سوريا، وأن يأتي مراقبون عرب إليها.. ثم الدخول في حوار مع المعارضة التي لا تراها أصلاً سلطة الأسد!

مستحيلات تواجه مستحيلات. فيما "الممكن" الوحيد هو توقع أشياء أخرى كثيرة، لا يوجد بينها بالتأكيد، عودة سوريا الى ما كانت عليه قبل 16 آذار 2011!.. واليوم الجمعة اختبار على ذلك الطريق!

 

مراقبون عرب إلى سورية 

حسان حيدر (الحياة)

قد لا يتأخر أعضاء لجنة الجامعة حول سورية، ومعهم سائر أعضاء المجلس الوزاري العربي، في التأكد مما يعرفونه سلفاً، وهو أن أي جواب يقدمه نظام دمشق على اقتراحاتهم سيكون هدفه كسب الوقت وإظهار انه لا يتخذ موقفاً سلبياً من المسعى العربي، ثم إغراق الوزراء العرب عندما يأتي دور التنفيذ في تفاصيل الجُمَل والكلمات والاماكن والتواريخ، في انتظار أن ييأسوا ويديروا ظهورهم ويتركوا له حرية إكمال ما بدأه.

لكن في المقابل، صار لزاماً على الجامعة ان تتغلب على خجلها في معالجة الملف السوري المفتوح على احتمالات خطرة، وأن تستند الى كلام الأسد نفسه، الذي حذَّر من زلزال وحريق في المنطقة ومن ظهور اكثر من افغانستان. وبما انه قصر تحذيره على مخاطر التدخل الغربي في بلاده، فهذا يعني ان امام العرب فرصة يجب اقتناصها لمجاراة مخاوفه، ومنعاً لاحتمال تقسيم المنطقة بأسرها. أي أن الدول العربية التي توافق بالتأكيد على تقويم الرئيس السوري لخطورة الوضع في بلاده، إنما تكون تدافع عن نفسها واستقرارها ومستقبلها اذا هي تدخلت في سورية.

وهناك سوابق عربية كثيرة في بذل المساعي الحميدة لوقف الاقتتال الداخلي في دول عربية ومنع تفتيتها او تقسيمها دويلات على حساب وحدة أراضيها، وهناك سوابق ايضاً في ارسال قوات أمن عربية ومراقبين عسكريين لهذا الغرض، مثلما حصل في لبنان في عام 1976. وإذا عدنا الى مقررات مجلس الجامعة العربية في القاهرة في 9 حزيران (يونيو) من ذلك العام، ثم قرارات قمة الرياض السداسية والقمة العربية الموسعة في 16 و 25 تشرين الاول (اكتوبر) من العام نفسه، نجد ان التوصيف الوارد في تلك القرارات للوضع في لبنان ينطبق تماماً اليوم، وبعد 35 عاماً، على الوضع القائم في سورية، التي وافقت في القمة اياها على دخول «قوات ردع عربية» الى لبنان، بعدما كان جيشها سبقها اليه لـ «وقف الحرب الاهلية» فصار طرفاً في مواجهاتها الدامية.

وها هو الجيش السوري يصل الى المأزق نفسه بعد اكثر من ثلاثة عقود، فإذا قبلنا بلا جدال ما يَرِدُ على لسان المسؤولين السوريين من ان جيشهم يواجه منذ ثمانية اشهر «عصابات مسلحة تسعى لنشر الفتنة الطائفية والتمهيد للتدخل الاجنبي» من دون ان يستطيع كف شرّها المتصاعد والقضاء عليها، مثلما يتبين من استمرار العمليات الحربية وسقوط القتلى والجرحى، وبعضهم على الهوية الطائفية، وتواصل الاعتقالات في شكل يومي، فهذا يعني ان الجيش السوري الذي يعاني من الانشقاقات المتزايدة، في حاجة الى اسناد في مهمته، وهو ما تستطيع الدول العربية توفيره بكل طيب خاطر، كي تقطع الطريق على تدخلات من خارج المنطقة.

وبصرف النظر عن نتائج اجتماع المجلس الوزاري العربي في القاهرة امس، والمحادثات التي اجراها وفد الجامعة في العاصمة السورية ثم في الدوحة قبل ايام حول «خريطة طريق» عربية لمعالجة الأزمة، لا بد من ان تبادر الجامعة الى خطوة متقدمة تكمل مسعاها، وأن ينتقل طرحها الى مستوى اعلى يدعو الى إرسال قوات مراقبة عربية الى سورية، تأكيداً للتضامن العربي وذوداً عن سيادة وسلامة اراضي بلد لم يتأخر يوماً في إثبات «عروبته»، وخصوصاً في لبنان.

وعملاً بالمثل العربي القائل «اقبل لجارك ما تقبله لنفسك»، فإن سورية التي دخلت لبنان لـ «وقف نزف الدماء» فيه، لا بد من ان توافق على دخول مراقبين عرب الى اراضيها، بعدما تأكد نظامها وأكد للجميع، ان «العصابات المسلحة» هي التي تقصف البيوت والمساجد وتهاجم المدنيين في حمص ودرعا واللاذقية وتنكِّل بهم.

 

الخطر الزلزال السوري

سليمان يوسف/السياسة

على مدى الأيام الماضية,انشغل العالم بما قاله الرئيس بشار الأسد ,لصحيفة "ديلي تلغراف" اللندنية "إن سورية تعتبر الآن محور المنطقة, انها خط الصدع في الشرق الاوسط, ومن يتلاعب بها سيتسبب في حدوث زلزال.هل تريدون رؤية افغانستان ثانية هنا, او عشرات افغانستانات, إن أي مشكلة في سورية تحرق المنطقة كلها, وإذا هو خطة لتقسيم سورية, وهذا هو لتقسيم المنطقة كلها" تهديدات وتحذيرات الأسد للدول العربية و الاقليمية والقوى الدولية المعنية, من عواقب التدخل العسكري في شؤون بلاده,تزامن مع تصاعد حدة الاشتباكات العسكرية, بين قوات الأمن والجيش السوري من جهة والمنشقين من الجيش ومجموعات أهلية مسلحة من جهة أخرى.فهي(تهديدات الأسد) تعكس عمق الأزمة الداخلية الغارق فيها هو ونظامه وشعور الأسد باليأس والإحباط من قدرة نظامه الأمني-العسكري على احتواء حركة الاحتجاجات والسيطرة على الوضع رغم لجوئه الى العنف المفرط وبوحشية قل نظيرها ضد المتظاهرين.وفق كل المؤشرات والمعطيات السياسية والميدانية, يبدو أن الأزمة السورية دخلت مرحلة النزاع المسلح على السلطة.وهي تنذر بإشعال "حرب أهلية" شاملة قد

يضطر المجتمع الدولي للتدخل العسكري لإيقافها, تحت شعار انساني " حماية الشعب السوري من عنف وبطش السلطة",مثلما فعل في الأزمة الليبية. هذا ما ألمح اليه عضو مجلس الشيوخ الأميركي البارز جون ماكين في تصريح له في المنتدى الاقتصادي, حين قال:"يبدو ان الثورة السورية دخلت الآن مرحلة جديدة.. هناك المزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش وأكثر من ذلك يبدو أن السوريين قد حملوا السلاح ضد النظام, هناك المزيد من الدعوات من قبل المعارضة لنوع من التدخل العسكري الأجنبي, ونحن نستمع اليهم ونعمل مع المجلس الوطني السوري". . صحيح,أن الأسد ذهب بعيداً في تهديداته وبالغ كثيراً في تصوير قدرات وامكانيات نظامه التدميرية.وصحيح أيضاً,أن القذافي وغيره من قادة العرب المخلوعين سبق لهم أن أطلقوا مثل هذه التهديدات في أيامهم الأخيرة قبل أن تطيح بهم شعوبهم.لكن مع هذا أرى أن على المعنيين برسائل بشار الاسد في المنطقة وخارجها أن لا يستخفوا بها وأن يأخذوها على محمل الجد.لأن حقيقة سورية بموقعها (الجيو- سياسي) المهم و البالغ الحساسية وبتركيبة مجتمعها المتنوع(دينياً ومذهبياً وقومياً واثنياً واجتماعياً) هي غير ليبيا.والنظام السوري بطبيعته (العسكرية/الأمنية) وخصوصيته الفريدة من نوعها, التي تجعله غير قادر على التجاوب مع المبادرات العربية والإقليمية والدولية للخروج من الأزمة, هو غير النظام الليبي.فرغم انكسار

النظام السوري وأزمته الخانقة مازال قوياً متماسكاً,يمتلك أوراقاً اقليمية مهمة,منها "صواريخ وجهاديي" حزب الله اللبناني/الايراني, وشبكة معقدة من العلاقات السرية مع التنظيمات الاسلامية وغير الاسلامية الراديكالية المنتشرة في المنطقة والعالم.

والأسد قادر على اللعب بكل هذه الأوراق وتحريكها في منطقة تتشابك ملفات أزماتها وهي اكثر مناطق العالم توتراً واضطراباً.اعتقد بأن تعقيدات الأزمة السورية هي التي تجعل المجتمع الدولي حتى الآن يتردد في زيادة سقف ضغوطه على دمشق.اذا كانت ثمانية اشهر من النزاع المسلح على السلطة في ليبيا مكنت المعارضة بدعم من قوات الناتو من انهاء 42 عاماً من حكم القذافي ووضع ليبيا أمام مرحلة سياسية جديدة لم تتضح معالمها بعد.لكن تدخل قوات الناتو في الأزمة السورية لا يبدو مضمون النتائج, لجهة حسم النزاع لصالح المعارضة وانهاء حكم الأسد وطي نصف قرن من حكم الحزب الواحد(البعث), وفيما اذا كانت سورية ستتحرر من الاستبداد وتدخل عهد الديمقراطية والحريات. فوفق تقديرات معظم المراقبين والمتابعين

للحدث السوري, أن أي تدخل عسكري خارجي في الأزمة سيفجر الداخل السوري وسيشعل حرباً أهلية شاملة قد لا تنتهي الا بنهاية الدولة السورية ككيان سياسي موحد.جدير بالذكر,أن (نافي بيلاي), (مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان), كانت قد حذرت في بيان لها من أن "القمع القاسي" للاحتجاجات المناهضة للحكومة في سورية قد يدفع البلاد إلى "حرب أهلية شاملة".ما يعزز هذه المخاوف بروز البعد الطائفي المذهبي للأزمة السورية بشكل جلي وواضح على السطح,فضلاً عن النفور والحساسيات القومية والاثنية بين الغالبية العربية والمكونات السورية الأخرى. وهنا أعتقد ان ليس صدفة نشر صحيفة (النهار اللبنانية)-المعروفة بتوجهاتها السياسية المناوئة للنظام السوري "وثيقة سرية" تعود لأيام الانتداب الفرنسي على سورية, بعث بها وجهاء الطائفة العلوية(بينهم جد الرئيس بشار الاسد) الى حكومة الانتداب يعبرون فيها عن مخاوفهم على الأقليات ومن ضمنهم العلويون من

الأكثرية السنية اذا ما انسحب الفرنسيون واستقلت سورية,وهم يطالبون فيها ب¯"دولة علوية" للخلاص من الخطر الاسلامي السني".أن نشر مثل هذه الوثيقة التاريخية المثيرة, وسورية تشهد نزاعاً مسلحاً على السلطة على خلفيات طائفية/مذهبية, له مغزى سياسي عميق.أتمنى على قوى المعارضة السورية وعلى جميع المعنيين بالأزمة السورية,في الداخل والخارج, أن يكونوا قد تلقفوا دلالات "رسالة" جريدة النهار.  لا جدال على أن نزع "فتيل الأزمة" السورية, وتجنيب سورية والمنطقة (حرائق) الرئيس بشار,يتطلب وقف العنف الحكومي والعنف المضاد وسحب وحدات الجيش من شوارع جميع المدن والبلدات السورية واستجابة السلطة لمطالب الشعب السوري المتمثلة في الحرية والديمقراطية وفي مقدمتها قبول النظام بفترة انتقالية محددة لنقل السلطة بشكل سلمي وهادئ.لكن الجميع يدرك بأن تحقيق هذه الخطوات لم يعد بالأمر السهل. بعد الدماء التي سالت والأرواح التي زهقت في مختلف المناطق

السورية والجرح العميق الذي حفرته في النفوس والقلوب.لهذا,حل الأزمة السورية بات يتطلب, أولاً وقبل كل شيء, اعادة الثقة بين طرفي الأزمة

والدخول في مصالحة وطنية شاملة.وهذا بدوره يحتاج الى بيئة سياسية وأمنية ونفسية مناسبة لاطلاق حوار وطني شامل صريح وشفاف بين السلطة والمعارضة لبحث ومناقشة الأزمة المتفجرة بكل حيثياتها وخلفياتها وجوانبها السياسية والاجتماعية والحقوقية والاقتصادية, أن أي مقاربة للأزمة السورية لا تفضي بالنهاية الى انهاء الاستبداد القائم والانتقال بسورية الى دولة مدنية ديمقراطية تقوم على المواطنة, تكون مقاربة غير مجدية وستنتج حلولاً ومعالجات ميتة واهم كل من ينتظر من نظام استبدادي, قائم على القهر

والقمع, أن يقدم تنازلات سياسية وأمنية, فيما هتافات المناهضين لحكمه (الشعب يريد, اسقاط, محاكمة, اعدام, الرئيس) تهز القصر الجمهوري وتهدد بالانتقام من كل من فيه.لهذا, مثلما هو مطلوب من النظام سحب قواته من المدن والبلدات وتقديم تنازلات وضمانات بنقل السلطة, الشيء ذاته مطلوب من قوى المعارضة,ومن تلك التي تسمي نفسها قوى الثورة على اختلاف تسمياتها, لجهة المصالحة الوطنية مع النظام بكل أركانه وأنصاره. فمن غير المعقول أن تطالب المعارضة بحل سلمي ديمقراطي للأزمة ومن يسمع خطابها يعتقد انها

تستعد لحرب عسكرية ضروس مع عدو وليس لحوار وطني مع خصم سياسي لها,يخرج البلاد من الأزمة المتفجرة  في الشارع,التي تهدد كيان الدولة ووحدة

المجتمع. أخيراً: ان مجرد قبول النظام السوري بمبادرة الجامعة العربية يعني أن النظام بدأ يعيد النظر في طريقة تعاطيه مع الأزمة الحالية وبخياره العسكري. غالباً سيناور في تنفيذ ما قبل به وثمة شكوك بقدرته على تنفيذ ما نصت عليه الورقة العربية .ربما يراهن النظام السوري على رفض المعارضة للمبادرة ليحملها مسؤولية الفشل.لهذا ليس من مصلحة الانتفاضة

رفض المبادرة ,خصوصاً وأن ميزان القوى, سياسياً وميدانياً, على الأرض, مازال في غير صالحها.

*باحث سوري مهتم بشؤون الاقليات

 

المسيحية العربية في زمن الثورات

د. عزالدين عناية/السياسة

ليس من الحق في شيء ربط زخم الثورات العربية المتصاعدة اليوم, من حيث آثارها وتداعياتها, بالفتنة الطائفية, أو بأنها مدخل من مداخل محنة تتربص بالمسيحيين العرب. فما قامت هذه الثورات, في جانب منها, إلا طمعا في استعادة روح كائن مقهور سليبة. فالمسيحي العربي مستلهِما سيرة مخلصه, يأبى أن يكون خارج هذا الثوران الاجتماعي, ويتعذر أن يبرأ بنفسه ليغدو نائيا فوق الربوة, وهو الذي ذاق من كأس التعفن البنيوي لواقعنا مرارا, هذا الواقع الذي لم يبق أمل في إصلاحه إلا بالتحريض عليه.

فقد يستعجل البعض وعودَ الثورة, مع أنهم لم يستعجلوا مع من سرقوا منا العمر والثروة, فالشعوب الثائرة تخلق مفاهيم ثورتها وإنجازات مسارها تخليقا, مع فجر كل يوم جديد. فلا ينبغي أن نحمل الثورة تعديات حصلت أثناء المسار, كان ضحيتها إخوة مسيحيين. ذلك أن هدف الثورة المجيدة, الذي نراه قريبا ويرونه بعيدا, أن يُبنى وطن رحب, لا يضيق بأبنائه.

فقد حز في نفسي استعجال العديد جني حصاد الثورة, فصبرٌ جميلٌ, فالثورة إن لم يصنعها أناس ولم يترجمها أناس, لن تتنزل سلاما ومسرة من السماوات العلى.

وقد يخشى البعضُ الثورةَ, فرَوْعها في وجدانهم كهَوْل القيامة, والحقيقة أن الثورة لا تستجدي أحدا للثوران, ومن لم ينضج حلمه فليهْنأ بعيشه. ولكن أن يسعى من أُعطِي صولجان البطركة والمطرنة بين الناس بالتخويف والتثبيط, منذرا من تداعيات الثورة على المسيحي, وساعيا في حشد إخوة الدين ضدها, داخلا وخارجا, فهو حكم على الجنين وهو في طور التخلق.

وإن خوَّف البعضُ من مخاطر اندثار المسيحيين العرب, فالجلي أن تآكل المسيحية العربية قد تلازم مع صعود تلك الدويلات القهرية التي تربعت على صدورنا من الخليج إلى المحيط, وإن ادعت القومية والعروبة والإسلام والتحررية. فهي على حد سواء في طبعها الطارد للمسيحي العربي, فما بالنا نخشى وتلك الدويلات تتهاوى الواحدة تلو الأخرى.

ففي راهننا بقدر ما يحتاج الإسلام السقيم إلى ثورة تهز إطاره الاجتماعي الحاضن, فإن المسيحية الجريحة أحوج إلى ثورة تهز حاضنتها الاجتماعية, علها تتعمد من أدران الدهور. فكل واقع مسيحي أنتج ثورته اللاهوتية: من لاهوت الكنيسة السوداء, إلى لاهوت الثورة, إلى اللاهوت النسوي, إلى لاهوت السياسة وغيره, إلا الواقع العربي فهو لا يزال ينتج لاهوت تآكله المسيحي. فالمسألة ليست جراء الأصولية كما يزعمون, ولا بفعل الإرهاب كما يفسرون, أو بموجب شتى صنوف التضييق الحاصل, لأن مجمل تلك المسائل هي أعراض ناشئة عن الدولة الفاسدة والمفسدة, التي صُنِعت لنا واحتمينا بظلها مسيحيين ومسلمين, بل المسألة نراها في ما هو أبعد.

ذلك أن ثمة سمة بارزة تطبع المسيحية العربية في الزمن الحديث, تتمثل في طابع التشتت الطاغي عليها, وربما من هذا الباب كان الأستاذ مشير باسيل عون في كتابه: "الفكر العربي الديني المسيحي", الصادر عن "دار الطليعة" في بيروت, محقا حين أشار إلى أن ما يعوز الفكر المسيحي الحديث في البلاد العربية هو التجذر الاجتماعي والحضاري, بما خلف لديه من تشتت في الرؤى وموالاة للخارج. حقاً قال, فالمنبَت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع.

فذلك الإنسان البسيط, الذي بات في عداد الجدث, انطلقت قيامته من تونس وأتاهم من حيث لم يحتسبوا, سدوا أمامه المنافذ كافة وأعماهم الله عن سد طريق الثورة. لذلك لي أمل كبير في هذا الانبعاث علنا نتطهر من لغْو حوارنا الإسلامي المسيحي الزائف, ومن ادعاءات التسامح الفاجر. فكم من ملتقيات للحوار أقيمت في بلاد المغرب, ولا يزال الإنجيل فيها مطارَدا كالأفيون, وكم من جلسات للحوار والكلام الجميل عُقدت ودور العبادة المسيحية لا تزال موصدة, وكم من ادعاءات بالتعايش في المشرق ولا يزال الموت يحصد المستضعفين من أتباع عيسى وأحمد. لذلك أومن أن الحوار الإسلامي ¯ المسيحي يبدأ مع الثورة, أما ما ساد قبلها فقد كان فيه الكثير من الرياء والمراء.

لا شك أن هناك تعديات حاصلة, من حين إلى آخر, لحقت وتلحق بالمسيحيين منا, وهي تعديات أليمة, نراها بفعل ثقافة عيش موبوءة وعفنة خلفها لنا الذين ساقوا الشعوب بالغلبة. فبلاد عربية لم تعرف مكوناتها الاجتماعية والسياسية والمذهبية سبيلا للحوار, داخل الدين الواحد, غرتنا في غفلة منا أقوال من زعموا دعم الحوار بين المسلم والمسيحي. ولكن مهْما حصلت من عثرات, أو سقطات, أو تعديات, في هذا المسار الشائك كان ضحيتها الإخوة المسيحيين, فلن يكون العصر الآفل أفضل, فقيامة المسيحية العربية في ما سيأتي لا في ما ولى وانقضى.

فمنذ أن تنبه لصوص السلطة في البلاد العربية إلى ما للدين من قوة إنهاض, سلبوا الشعوب مؤسساتها الرمزية, وحولوها إلى قطاع تابع وأوْقاف سلطانية, وبات القائمون عليها من بطاركة ومطارنة, وشيوخ ومفتين, سندا لحكام ضلوا وأضلوا. إذْ لم تتعر المؤسسة الدينية الرسمية, بشقيها الإسلامي والمسيحي, مثلما تعرت هذه الأيام. ذلك أن رهطاً من رجال الدين المسيحيين والمسلمين, وهُم على قدم المساواة في ذلك, قد خدموا نُظما قاهرة عقودا, وبالتالي لا يرجى منهم أن يحالفوا بين عشية وضحاها الثورة, فقد صاروا جزءا من تلك الأنظمة ومن خطابها الإنجيلي والقرآني المنحول.

شباب مصر من الأقباط خرجوا إلى الثورة وما كانوا من المخلَّفين, مع أن كهنة السلاطين من حملة الصليب, استثقلوا خروجهم. حدسُ الإيمان دل الشباب, أن المسيح ما كان للطاغين نصيرا, فالمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.

* استاذ تونسي في جامعة لاسابيينسا الايطالية

 

وسط انقسام بشأن ضرب إيران، تمرين للجبهة الداخلية في إسرائيل يحاكي وقوع هجمات بالصواريخ

 القدس - ا ف ب: أعلن الجيش الاسرائيلي ان تدريباً واسعاً للجبهة الداخلية يحاكي وقوع هجوم بالصواريخ التقليدية وغير التقليدية جرى صباح امس في منطقة تل ابيب. وأفاد بيان صادر عن الجيش ان "التمرين على كيفية التصرف في حالة الطوارىء كان محددا في اطار برنامجنا لعام 2011 وغير مرتبط بالأحداث الحقيقية". وأشار البيان إلى مشاركة "وحدات الإنقاذ من الدفاع المدني بالاضافة الى الشرطة والاطفاء ونجمة داود الحمراء في هذا التمرين". وأطلقت صفارات الانذار لدقيقة ونصف ثم قامت فرق الإنقاذ على تدريب لاجلاء مئات الجرحى عند وقوع هجوم بالصواريخ التقليدية وغير التقليدية, الى المستشفيات. ويأتي التدريب الذي كان مقرراً منذ عام, فيما تزداد تكهنات وسائل الاعلام الاسرائيلية عن احتمال قيام تل أبيب بضرب المنشات النووية الايرانية. وافاد استطلاع للرأي نشر امس الى ان الاسرائيليين منقسمون بين مؤيدين ومعارضين لشن هجوم ضد المنشآت النووية الايرانية, وهي مسألة تطرح جدلا شبه علني داخل الهيئات القيادية. واعرب 41 في المئة ممن شملهم الاستطلاع عن تأييدهم لشن هجوم ضد ايران, فيما عارضه 39 بالمئة وامتنع عشرون بالمئة عن الادلاء براي. وفي الوقت نفسه, أبدى 52 بالمئة ثقتهم في رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك, وكلاهما يؤيد شن هجوم ضد المنشآت النووية الايرانية, للتعامل مع الملف الايراني.

 

مخطط لعمليات في الخليج وتركيا والبحر الأحمر وشرق المتوسط وغزة وأفغانستان  

"السياسة" تكشف تقييماً ستراتيجياً سرياً للحرب الإيرانية المضادة

بريطانيا وضعت خططاً مفصلة لاستخدام الطائرات والأساطيل والصواريخ في الحرب المحتملة على إيران

"الحرس الثوري" يخطط لعمليات في السعودية وضرب أهداف أميركية في البحرين وقطر والإمارات

"حزب الله" يُكلف السيطرة على لبنان واستهداف "اليونيفيل" و"حماس" تستدرج إسرائيل لحرب على غزة

حميد غريافي/ السياسة/كشفت مصادر في وزارة الدفاع البريطانية, أمس, أن الخبراء العسكريين البريطانيين منكبون على وضع خطة "شديدة التفصيل" للانضمام إلى الولايات المتحدة وإسرائيل "في حال اتخذتا قرار مهاجمة إيران للقضاء على برنامجها النووي" الذي تؤكد لندن أنه "بات قادراً بما لديه من يورانيوم مخصب على انتاج أربعة قنابل نووية على الرغم من الضغوط الغربية على نظام طهران منذ سنوات لمنعه من بلوغ هذا الهدف".

ونقل المراسل الدفاعي لصحيفة "ديلي ميل" اللندنية ايان دروري عن مصادر الوزارة تأكيدها ان "وحدة مختصة في وزارة الدفاع تعكف راهناً على وضع السيناريو النهائي لكيفية مشاركة الجيش البريطاني ومعداته العسكرية المتطورة في حرب محتملة على إيران".

أساطيل وطائرات وصواريخ عابرة

وقالت المصادر ان مخططي الحرب يتدارسون نشر قطع بحرية بريطانية وغواصات مزودة بصواريخ ارض - ارض أو بحر- ارض من طراز "توماهوك" العابر للقارات والقادر على حمل رؤوس نووية في مياه المنطقة, وكذلك طائرات مقاتلة وقاذفة تابعة لسلاح الجو الملكي مزودة بصواريخ جو- ارض موجهة بالليزر وشديدة الدقة والفاعلية من انواع مثل "بايف واي -4" وقنابل "برمستون" أو صواريخ اخرى اضافة الى طائرات مراقبة وصهاريج طائرة للتزود بالوقود في الجو.

وقال ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية انه "في حال لم تتراجع ايران عن برنامجها النووي كما فعلت ليبيا من قبل, فإنه لا ضير من حشد الجيوش البريطانية والاميركية والاسرائيلية لإفهام نظام طهران بأن الأمر جاد للغاية, وان هذه الدول بتأييد جامع من المجتمع الدولي, بما فيه الدول العربية, لن تسمح له بامتلاك سلاح الدمار الشامل النووي خصوصاً انه نظام ارهابي قام أخيرا بثلاث محاولات خارجية لاغتيال شخصيات مرموقة كان اخرها محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير".

وتعتقد اجهزة استخبارات غربية ان ايران "اتخذت خطوات متقدمة لإخفاء المواد المطلوبة لصناعة السلاح النووي في أنفاق محصنة بعيدة عن متناول اي صاروخ في الترسانة الغربية, مع اتضاح الصورة امامها ان الولايات المتحدة واوروبا تعتبران ايران وليست سورية الهدف التالي الأكثر خطورة على سلامة النفط العربي وعلى منطقة الشرق الاوسط واسرائيل تحديدا", بعد مقتل القذافي وانهيار نظامه في ليبيا, ومن هنا يأتي التضارب في وجهات النظر العربية والتساؤلات الكثيرة بشأن أسباب تأخر الغرب عن استخدام نفس "اخر الدواء" الذي استخدمه مع القذافي في اقفال الملف في سورية الى الابد".

تقييم ستراتيجي خطير

وفي السياق نفسه, نقل احد قادة اللوبي اللبناني في واشنطن ل¯"السياسة" امس عن مصدر في حلقة الامن القومي الاميركي ان الاوساط الاميركية والاطلسية (الاوروبية) المعنية بمكافحة الارهاب في العالم وفي منطقة الشرق الاوسط تحديداً, وضعت تقيييماً لما يمكن ان تلجأ إليه سورية وايران بعد تهديدات بشار الاسد الاخيرة بزلزال يحرق المنطقة في حال تنفيذ أي عمل عسكري دولي ضد نظامه لحماية المتظاهرين المدنيين.

وجاء هذا التقييم الستراتيجي في شقين:

الاول يتعلق بمساحات العمل الارهابي للمحور السوري - الايراني في حال قيام قوة متعددة دولية بالتدخل لصالح المدنيين في سورية, أو في حال هجوم دولي على البرنامج النووي الايراني.

والثاني يتعلق بالاعمال الارهابية المحتملة ضد الامنين القوميين الاميركي والغربي بصورة عامة.

خطط ايرانية لضرب "الأطلسي"

وحسب مصدر الامن القومي الاميركي, "كشف عن أن غرفة للعمليات السورية - الايرانية التي يشارك فيها "حزب الله" والمجموعات الخاصة الموالية لايران في العراق والقيادة الامنية لحركة "حماس" الفلسطينية, وضعت خططاً لضرب حلفاء حلف شمال الاطلسي في المنطقة على النحو التالي:

1 - في التركيز على تركيا: تشن عمليات تخريب ارهابية عبر الحدود السورية والعراقية الشمالية والايرانية مجتمعة عبر المناطق الكردية في تركيا ضد أهداف تركية والقواعد الاميركية هناك.

2- منطقة عمليات البحر الاحمر: تقسم الى جزئين: الشمالي والجنوبي, وتقوم مجموعات تابعة ل¯"حماس" تدعمها كوادر من "حزب الله" بضرب الممر البحري في قناة السويس لقطعه امام تحرك الاساطيل الاميركية والغربية.

أما المنطقة الجنوبية من البحر الاحمر فتنطلق منها مجموعات من الحوثيين اليمنيين المدعومين من ايران وسورية ومعهم "حزب الله" ووحدات من "الحرس الثوري" لضرب الوجود البحري الغربي في باب المندب, ويُفسح المجال أمام مجموعات من تنظيم "القاعدة" في اليمن وشركائه من "الشباب المجاهدين" في الصومال لأن يقوموا بعمليات موازية ولكن حسبما يرتأون, وفي التوقيت نفسه.

3- منطقة الخليج: تقوم وحدات من "الحرس الثوري" الإيراني المنتشرة في مياه الخليج بكثافة بضرب الطرق البحرية النفطية والاقتصادية الخليجية والغربية, فيما تقوم مجموعات موالية لإيران في العراق مع كوادر من "حزب الله" بمهاجمة الأهداف العسكرية الأميركية في البحرين وقطر والإمارات.

وتشمل منطقة عمليات الخليج - حسب التقييم الستراتيجي الأميركي - شرق المملكة العربية السعودية, حيث تخطط غرفة العمليات الإيرانية - السورية لتحريك مجموعاتها الشيعية المسلحة والمدربة ضد الحرس الوطني والجيش السعوديين.

وهنا يشير التقييم الى "ان هذا التحرك كان من الممكن ان يبدأ من خلال العملية الفاشلة التي استهدفت اغتيال السفير السعودي او تدمير السفارة في واشنطن".

4 - جبهة أفغانستان: يذكر التقييم أن "الاستخبارات الإيرانية خصصت دعما تسليحياً وماليا للمجموعات الموالية لها لتقوم بالمثل ضد قوى حلف شمال الاطلسي, مع تخصيص قسط من الدعم يوفر لمجموعات من "طالبان" ألا تُسأل هذه المجموعات عن كيفية استعمال هذا الدعم".

5 - على صعيد شرق البحر الأبيض المتوسط: "يكلف حزب الله بالاستيلاء الكامل على المؤسسات اللبنانية, وبوضع ضغط متصاعد على بعض الوحدات العسكرية الاوروبية المشاركة في "يونيفيل" من خلال استهداف بعض جنسياتها المرتبطة بالاطلسي, وذلك بهدف ضرب الوجود الغربي من ناحية والابقاء على قوة الأمم المتحدة كغطاء شفاف لحماية "حزب الله" من إسرائيل من ناحية ثانية".

6 - على محور غزة: تقوم "حماس" بتصعيد القصف الصاروخي - حسب التقييم - لاستدراج اسرائيل الى ردة فعل, ما يعطي الأسد شرعية استخدام جيشه ضد معارضيه بحرية أكبر خصوصاً وانه يتهم هؤلاء بالتسلح من اسرائيل.

عمليات داخل أميركا

أما الشق الثاني الداخلي من التقييم الستراتيجي المتعلق بالتهديدات الإيرانية- السورية للأمن القومي الأميركي ودول غربية اخرى "فقد جاء في سلسلة تقارير بشأن تهيئة المجموعات الضاربة الإيرانية والعربية الموالية لها بما فيها مجموعات "حزب الله" واخرى مؤيدة لحماس والجهاد الإسلامي, ان هذه المجموعات ضبط تحركها اخيراً في فنزويلا تحت حماية الاستخبارات التابعة للرئيس هوغو شافيز, وجنوب الحدود الاميركية- المكسيكية ما بين خليج المكسيك ومنطقة كاليفورنيا السفلى".

وتقوم الأجهزة الأمنية الأميركية بمراقبة مشددة للشبكات والكيانات التي تعمل مع الإيرانيين والسوريين تحسباً لتحركات متسارعة غير تقليدية.

ويخلص التقييم الى احتمال وقوع عمليات داخل الولايات المتحدة من دون أن يشرح معلومات اضافية تفرضها شدة السرية, وإلى أن كلام الأسد (تهديداته بالزلازل والحرائق) هو أكبر منه ستراتيجياً, وهو بات بشكل غير مباشر يشكل خطراً ليس فقط على الأمن الاقليمي و"الربيع العربي", وانما بشكل خاص على الأمن القومي الأميركي وامن الدول الاطلسية.

وقال عضو اللوبي اللبناني في واشنطن ان الكونغرس ومختلف فروع الإدارة الأميركية ستتطلع على هذا التقييم خلال أيام, بحيث يدخل في رسم الستراتيجية المطلوبة لهذه المرحلة الجديدة من التصعيد الإيراني- السوري.

 

إحالة عز إلى محكمة الجنايات بتهمة غسيل أموال 

الأقباط يعتزمون رفع ملف "أحداث ماسبيرو" إلى الأمم المتحدة

 القاهرة - وكالات: أعلن "اتحاد شباب ماسبيرو" في مصر, أمس, أنه يعد ملفا كاملا عن أحداث ماسبيرو التي وقعت يوم التاسع من أكتوبر الماضي, وراح ضحيتها 28 قتيلاً وأكثر من 300 جريح, لإرساله إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة.

وقال منسق الاتحاد رامي كامل, إن "الملف سيتضمن صورا فوتوغرافية ومقاطع فيديو وشهادات لعدد من المصابين وشهادات لنشطاء مسلمين, توضح جميعها أن الجيش قام بإطلاق النار على المتظاهرين العزل".

وأضاف "نقوم بترجمة تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي أصدره المجلس القومي لحقوق الانسان حول الأحداث إلى اللغة الانجليزية لإرفاقه بالتقرير" حيث اتهم تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي أصدره المجلس القومي لحقوق الانسان, حول أحداث ماسبيرو, أول من أمس, مدنيين مجهولين بإطلاق النار, مؤكدا أن قوات الجيش لم تستخدم الرصاص الحي وإنما استخدمت رصاص "فشنك" لتفريق المتظاهرين. وصف كامل تقرير المجلس القومي بأنه "تقرير حكومي يتجاهل الحقائق", مضيفاً أن "لجنة تقصي الحقائق التي أعدت التقرير لم تستمع إلى شهادات أي من أعضاء الاتحاد باعتبارنا كنا الداعين للتظاهرة, ولم تستمع أيضا لشهادات أي من الأقباط المصابين, وجاء التقرير ليقدم وجهة نظر أحادية". وكان مجلس الوزراء المصري قرر في اجتماع طارىء, تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث ماسبيرو, وبحث أسباب وتداعيات الأحداث, وإعلان نتائج أعمالها, وكشف المسؤولين عنها وتحديد هوياتهم ومحاسبتهم. من جهة أخرى, قرر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود, إحالة القيادي في "الحزب الوطني" المنحل, أحمد عز, إلى محكمة الجنايات بتهمة غسيل أموال قيمتها 6 مليارات و 429 مليون جنيه. ونسب المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا المستشار هشام بدوي إلى عز, أنه قام بغسيل أموال بما قيمته 6 مليارات 429 مليون جنيه مصري, متحصلة من جريمتي التربح والاستيلاء على المال العام. وكشفت التحقيقات أن عز, استثمر جزءاً من هذه الأموال لتأسيس شركات باسمه واسم زوجته وأنجاله, وأجرى تحويلات من تلك الأموال من حساب شركاته لحساب "شركات مجموعة العز القابضة للصناعة والاستثمار", وأجرى تحويلات مصرفية لحسابه الشخصي ولحساب شركات مملوكة له في الخارج.

 

محللون: فرص نجاحها في إنقاذه أو حل الأزمة ضئيلة 

نظام الأسد وافق على المبادرة لشق الصف العربي وكسب الوقت

 دبي - ا ف ب: يرى محللون ان المبادرة العربية قد تكون طوق نجاة يمد لنظام الرئيس بشار الاسد, لكن فرص نجاحها في حل الأزمة سلميا او في انقاذ النظام على حد سواء تبدو ضئيلة. وفيما بات النظام السوري امام تحدي تطبيق هذه المبادرة لجهة وقف العنف وسحب السلاح من الشارع, لا تملك الجامعة العربية, بحسب المحللين, آلية حقيقية للتعامل مع اي إخلال لسورية بتعهداتها. وقال المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان ان "النظام العربي يحاول ان ينقذ احد اركانه المعرض للسقوط وليس واضحاً ما إذا كان يبحث عن انقاذ الشعب السوري, إذ ليس هناك في النصوص ما يثبت ذلك". من جهته, اعتبر المحلل السياسي السوري سلام كواكبي ان "الجامعة العربية جمعية تمثل الانظمة العربية وتسعى لحمايتها".

واضاف كواكبي, الذي يشغل منصب مدير الابحاث في "المبادرة العربية للاصلاح", ان "الكثير من الدول العربية تحاول اجهاض اي تحرك تحرري, حتى النظم التي تعلن اعلامياً أنها مع الحرية". وكتب رئيس تحرير صحيفة "الشرق الاوسط" طارق الحميد في مقاله أمس "لا يملك المتابع للشأن السوري إلا أن يتساءل حول الهدف من المبادرة العربية المطروحة تجاه سورية, فهل هي مبادرة من اجل انقاذ نظام بشار الأسد"?

وقد يجد النظام السوري في المبادرة فرصة لربح الوقت, بحسب المحللين, لكنه اصبح تحت المجهر العالمي والداخلي لإثبات مدى التزامه المبادرة.

وقال بدرخان في هذا السياق ان "المبادرة العربية قد تكون فرصة أخيرة للحل, لكنه حل يتطلب وقتاً طويلاً ويؤمل ألا يكون فيه مزيد من القتل", مشيراً إلى أنه يمكن أن "يكون هناك مناورة طويلة يستخدمها النظام السوري لكي يتخلص من الضغط الذي قد يتعرض له".

فبحسب المحلل, دخول الجامعة العربية في تفاصيل الازمة ووحولها سيحملها أوزار الفشل ويساعد في شق الصف العربي بما يضمن عدم تشكل موقف مسهل لتدويل الأزمة السورية, كما كانت الحال بالنسبة لليبيا. وفي كل الأحوال, لا تملك الجامعة, بحسب بدرخان, "الآلية" للتعامل مع فشل النظام السوري في تطبيق التزاماته, وبالتالي "من الافضل للجامعة ان تبحث في خط عودة الآن لأن احتمالات الفشل 50 في المئة على الاقل". بدوره, شاطر المحلل سلمان شيخ من معهد "بروكينغز" في الدوحة "المعارضة السورية تشاؤمها", إذ رأى ان "التاريخ يدل على ان النظام لن يكون مستعداً لتنفيذ المطالب" التي تتضمنها المبادرة العربية. واشار الى ان الاسد سبق ان اكد في مناسبات سابقة التزامه هذه المبادئ "لكن العنف استمر".

ووافق شيخ بدوره على ان النظام وافق على الخطة "ضمن تكتيك للمماطلة" و"للتسبب بانشقاقات بين العرب", لكن السؤال الأهم هو "ماذا ستفعل الجامعة العربية اذا لم يطبق النظام الخطة", خصوصاً أنها "أثبتت في اكثر من مناسبة انها غير قادرة على التعامل مع مشكلاتها".

ورأى انه يتعين على الجامعة أن تتحرك بسرعة لتعليق عضوية سورية اذا ما استمر العنف, فيما يمكن لتحالف "اقليمي دولي تشارك فيه تركيا ويصعد الضغط على سورية" أن يحقق نتائج جيدة. والتحرك العربي سيكون في حالة فشله بابا للتدويل, بحسب شيخ الذي قال ان "الملف السوري سيحال في النهاية الى المستوى الدولي, وعندها سيأخذ زخماً أكبر".

في الداخل السوري, يرى المحللون ان اي تخفيف للقبضة الامنية سيترجم بانتشار التظاهرات الكبيرة في كل مكان, الأمر الذي سيضع النظام أمام تحد هائل.

وقال بدرخان في هذا السياق ان "فشل المبادرة يمكن أن يأتي من سير المظاهرات في كل مكان, فإذا كانت التظاهرات كبيرة كيف ستعالج من قبل النظام? يمكن ان يكون رد النظام مسبباً لتجدد الازمة". أما بالنسبة للحوار, فالمعارضة في الخارج يمكن ان تقبل به "بشروط" كقرار "براغماتي" بحسب بدرخان, فيما معارضة الداخل ترحب مسبقاً بالحوار.

وفي حال توقف العنف, فإن الحوار بالنسبة للمعارضة "سيكون حول مرحلة انتقالية" قبل اي شيء آخر بحسب شيخ. وعما اذا كانت المبادرة يمكن ان تنقذ النظام السوري, قال شيخ "لا اعتقد انه يمكن انقاذ النظام لأن غالبية السوريين لم تعد تريده".

 

المجلس الوطني" السوري للجامعة العربية: لاحوار مع النظام بل مفاوضات لنقل السلطة

القاهرة - وكالات: التقى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي, أمس, وفدا من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض غداة موافقة دمشق على الخطة العربية لتسوية الازمة. وقال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني سمير النشار للصحافيين بعد الاجتماع ان الأمين العام "أطلعنا على تفاصيل المبادرة العربية والهدف منها, في اطار حرص الجامعة العربية على ايجاد حل عربي للأزمة السورية يرتكز على ضرورة وقف اسالة الدماء في سورية". وردا على سؤال عن ضمانات حصل عليها وزراء الخارجية العرب بتنفيذ الخطة العربية, قال النشار ان العربي "أبلغنا بأن هناك لجنة وزارية عربية في حالة انعقاد دائم سوف تراقب الوضع السوري ومتابعة تنفيذ الخطة العربية". واضاف "أبلغنا الأمين العام بتخوفنا من عدم مصداقية النظام في تنفيذ وعوده", مشيرا الى أن "مدينة حمص كانت تقصف البارحة (اول من أمس) وصباح اليوم (امس), وخلال انعقاد الاجتماع الوزاري واعلان موافقة الحكومة السورية على المبادرة سقط 34 شهيدا". وعما اذا كان المجلس الوطني يوافق على الدخول في حوار مع الحكومة السورية, قال "لا, لم نتحدث عن حوار, عرضنا الدخول في مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادي الى نظام ديمقراطي, وطالبنا بتنحي بشار الاسد عن السلطة".

إلى ذلك, أبلغ العربي سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن واعضاء المكتب البرلماني العربي بمضمون الخطة العربية لحل الأزمة السورية.

من جهة أخرى, ذكر مصدر في الجامعة العربية ان اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية عقدت صباح امس اجتماعاً على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مدير الادارة العربية في وزارة الخارجية القطرية ابراهيم السهلاوي, وذلك كأول اجتماع لهذه اللجنة التي تعتبر آلية جديدة لتنفيذ خطة العمل العربية.

وقال ديبلوماسي عربي مسؤول شارك في الاجتماع انه "من المنتظر أن تقوم هذه اللجنة التي تضم الامانة العامة للجامعة العربية والدول الخمس الاعضاء في اللجنة ومن يرغب من الدول العربية بزيارة قريباً الى دمشق لمتابعة تنفيذ الخطة العربية". وأضاف أن "وزراء الخارجية العرب رصدوا مبلغ مليون دولار لتغطية الأنشطة ذات الصلة بالمهام الموكلة للأمانة العامة للجامعة العربية لمتابعة تنفيذ الخطة". وشدد على ان وزراء الخارجية العرب "حصلوا على وعود قاطعة من النظام السوري بعدم التعرض للمتظاهرين وعدم اراقة الدماء, ومن ثم الافراج عن جميع المعتقلين السوريين الموجودين في السجون السورية وسحب جميع المظاهر المسلحة والعسكرية من جميع الشوارع والمدن".

في سياق متصل, بحث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو, في اسطنبول أمس, مع وزير الدولة القطري لشؤون التعاون الدولي خالد بن محمد العطية الإتفاق الذي توصلت إليه سورية مع جامعة الدول العربية بشأن حل الأزمة.

 

سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن: ليبيا لن تكون إمارة تابعة لأمير المؤمنين في قطر

برلين - وكالات: اتهم وزير خارجية ليبيا السابق سفيرها الحالي لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم قطر بأنها تسير على نفس الطريق التي سلكها معمر القذافي من جنون العظمة "متوهمة أنها تقود المنطقة", مشيراً إلى أنها تعمل على تشكيل حزب إسلامي في ليبيا يشبه "حزب الله" اللبناني. وقال شلقم في مقابلة مع القسم العربي في التلفزيون الألماني "دويتش فيله", نشرتها مواقع الكترونية عدة أمس, ان قطر تريد الهيمنة على ليبيا وان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل والوفد الليبي الذي زار قطر أخيراً "قبلوا ما أملي عليهم في الدوحة من دون ان يكون لديهم خبرة سياسية ومعرفة بخلفيات الامور". واضاف ان وفد المجلس الانتقالي وافق على أمور فرضت عليه من قطر يرفضها معظم الليبيين, وأنهم (قطر وحلفاءها) إذا استمروا في اتجاه الهيمنة على ليبيا فهم واهمون, ولن يقبل الليبيون بذلك بل ستتم مقاومتهم بكل الطرق. وقال شلقم, في هجوم حاد على أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, "لن تكون ليبيا إمارة تابعة لأمير المؤمنين في قطر", متهماً الدوحة بعدم الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف في ليبيا. وأعرب عن رفضه ان تتولى قطر قيادة التحالف الدولي لمتابعة العمليات في ليبيا خلال الفترة المقبلة, واصفاً جيشها بأنه عبارة عن "مرتزقة". واعتبر ان عملية جمع السلاح في ليبيا "خدعة", حيث ان "المجموعة المكلفة بجمع السلاح بإشراف قطري ستقوم بجمع السلاح وتعطيه لآخرين". وشدد شلقم على ان ليبيا ليست في حاجة لأموال قطر, مؤكداً أن من قام بالدور المهم على الأرض هي القوات الفرنسية والأميركية والبريطانية وليس القطرية. وسخر شلقم من ان القطريين سيديرون تنمية ليبيا, مشيراً إلى أن الخبراء الذين يديرون النفط والبنوك في قطر هم ليبيون, وان قطر لا تتميز عن ليبيا لكي تأتي وتنشئ غرفة عمليات في ليبيا. واضاف "هذا مرفوض, قطر كلها لا تساوي حارة في ليبيا, والخبراء الليبيون هم الذين يقودون قطر ولسنا في حاجة لقطر في أي شيء شكرا لهم, فليتركونا نقرر مصيرنا بأنفسنا, نحن لا نعتبرهم محايدين, نحن لا نريد قطر ولا أميركا". وعبر عن عدم فهمه للتحالف الذي تقوده قطر, قائلا "أنا لا أفهمه, ولا أقبله وغير معروف حتى لليبيين, قطر تقود أميركا وتقود فرنسا, من هي قطر, أليس جيشها مرتزقة من نيبال ومن بنغلاديش وباكستان? ما هي قدرة قطر. أخاف أن تصاب قطر بما أصيب به معمر القذافي من جنون العظمة, فتتوهم أنها تقود المنطقة. أنا لا أقبل ذلك. عدد الشهداء الليبيين والجرحى يفوق عدد سكان قطر". واتهم شلقم الدوحة أيضاً بتشكيل حزب إسلامي موال لها في ليبيا على غرار "حزب الله" في لبنان.

 

عون أمام طلاب من "اليسوعية": نحن أمام مفترق فإمّا الخضوع أو استنهاض المجتمع

رأى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن "من يناضل بشكل صحيح يصل إلى دولة فيها قضاء ونظام صحيح"، وتابع: "لقد أصبحنا نحن في لبنان "ماكينات تفقيس" نفقّس شباباً ونصدّرهم للخارج، لذلك نريد تغيير السياسات الاقتصادية وغيرها، ونريد سياسة إنتاجية وأخرى تحدّد نوعية خريجي الجامعات لضمان بقاء العدد الأكبر منهم في لبنان".

وفي كلمة أمام طلاب من الجامعة اليسوعية زاروه إثر تحقيق قوى الثامن من آذار تقدّماً في الانتخابات الطلابية في الجامعة، قال عون: "نحن أمام مفترق، إمّا نختار القبول والخضوع وننتهي، أو يكون لدينا القدرة على استنهاض الشباب والمجتمع اللبناني، ونحن قادرون على ذلك لكننا نريد الاتحاد من أجل البناء لا الاتحاد من أجل التخريب، لذلك نجمَع في تحالفاتنا مُختلف مكوّنات الشعب لكي نشكّا حصانة لوطننا ولهدفنا، ولنصل إلى دولة مرتكزها المواطنية لا الانتماء الطائفي والمذهبي، فنحن مواطنون وبشر لنا حقوق متساوية، وهذا ما يجب أن نفكر فيه"، وخاطب الطلاب قائلاً: "يجب أن تفكّروا بانتمائكم لوطنكم، فانتماؤكم هو على إسم الأرض التي أنتم منها والتي إسمها لبنان، فحافظوا عليها وشرّفوها بتصرفاتكم، فالانتخابات الطلابية هي بداية لا نهاية، هي نهاية لهم طبعاً، وعليكم إكمال ثقافتكم السياسية ونضالكم، وعليكم أن تكونوا معنيين بالقضايا الوطنية مدى الحياة".(رصد NOW Lebanon)

 

رفضوا محاولة إغراق الحوار بعناوين جديدة وشدّدوا على ترسيم الحدود

نواب "المستقبل": اللبنانيون يعرفون أين هي المربعات الأمنية

 المستقبل/شدد نواب "المستقبل" أمس، على أن "المطالبة بترسيم الحدود مع سوريا برعاية عربية بات حاجة أمنية وسياسية واقتصادية لبنانية ـ سورية ويكفي أن تقبل سوريا بهذا الطرح للمضي به"، معتبرين أن "النظام السوري يعاني العنجهية والتكابر على ما يجري على ساحته الداخلية ما يجعله يرفض أي ترسيم للحدود". وردوا على وصف عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله قريطم بأنها مربع أمني، بالتأكيد أن اللبنانيين يعرفون أين هي المربعات الأمنية والمناطق الممنوعة على الدولة اللبنانية.

أوغاسابيان

أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسابيان في حديث الى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة"، أنه كان لدى "تيار المستقبل" بعض التحفظات أثناء مناقشة الاتفاق الاستثنائي بقيمة 8900 مليار ليرة، وجرت المطالبة بتوضيحات تفصيلية إضافية، لأن أموراً لا تزال عالقة وترتبط بالإنفاق الاستثنائي الذي حصل منذ العام 2006".

وأشار الى أنه "لا يمكن الذهاب بتسوية حول مرحلة واحدة وترك المرحلة السابقة مفتوحة للاستثمار السياسي"، داعياً الى "إيجاد حل كامل للمرحلة السابقة".

حبيش

وأكد عضو الكتلة النائب هادي حبيش أنّه "من حق قوى 14 آذار ومن حق الشعب اللبناني أن يشهد تحقيق نتائج الجلسات السابقة من الحوار الوطني قبل المشاركة في أي جلسات حوار جديدة".

وقال في حديث لقناة "أخبار المستقبل": "هناك عدة أمور يجب حسمها قبل الدخول في الحوار مثل تحديد المشكلة الأساسية التي يتم الحوار عليها وهي سلاح "حزب الله" والدخول إلى حوار محدود الأمد بمدة زمنية محددة، لا أن ندخل للحوار وتستمر الأمور لسنة او اثنتين أو عشر، حينها تصبح الأمور عبارة عن تضييع للوقت وتضليل للناس".

أضاف: "لنتفق ونحدّد وقتاً لتنفيذ الإتفاق"، معتبراً أن "الشروط التعجيزية هي أن يتم الدخول إلى الحوار عبر عناوين لا تُعرَف ما هي وبمدة زمنية مفتوحة". وتابع: "إذا أرادوا مثل هذا الحوار ليتحاوروا هم مع بعضهم، فنحن نعرف مسبقاً نتيجة مثل هذا الحوار. لقد إتفقنا على المحكمة الدولية في جلسة الحوار الأولى بعد ربع ساعة فقط من النقاش ولكن عندما وصلنا إلى مرحلة التطبيق إنقلبوا على موقفهم، وعندما طرحت مسألة ترسيم الحدود اعترضوا وطالبوا باستبدالها بتحديد الحدود ولكن عند التنفيذ طار الترسيم والتحديد والكل يعرف أن حليفهم النظام السوري رفض أن يبدأ التحديد من مزارع شبعا، مع أن هذه المزارع هي الهدف الأساسي من كل هذه العملية، وطلب ببدء عملية التحديد من وادي خالد. أما مسألة السلاح خارج المخيمات التي يعرف الجميع أنها واقعة تحت قبضة النظام السوري فهم أيضاً لم يقوموا حتى الآن بأي خطوة للطلب من النظام السوري للضغظ على حلفائه الفلسطينيين لتسليم هذا السلاح".

فتفت

رأى عضو الكتلة النائب أحمد فتفت في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، أن "صدقية الحوار أمر مهم"، داعياً الى "احترام الآلية بعد التراجع عن بعض ما اتفق عليه سابقاً ونكران البعض الآخر، مثل مواضيع المحكمة الدولية، الحدود مع سوريا، سحب السلاح خارج المخيمات وتنظيمه داخلها".

وأشار إلى أن "الرئيس فؤاد السنيورة ينتظر أجوبة من الفريق الآخر حول القرارات المتفق عليها سابقاً وكيف سيتم تنفيذها لينطلق في استشاراته وإعلان الرد على دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار". وأكد "أهمية مواصلة الحوار بشكل دائم لمناقشة المسائل الخلافية الوطنية الضخمة فقط"، معتبراً أن "قوى 14 آذار تقوم بدورها اليوم كقوى معارضة، وهذه المعارضة لا يمكنها الرضوخ والقبول بوجود سلاح غير شرعي يطعن بالأمن اللبناني كل يوم".

وشدد على أن المطالبة بترسيم الحدود مع سوريا برعاية عربية "بات حاجة أمنية وسياسية واقتصادية لبنانية ـ سورية ويكفي أن تقبل سوريا بهذا الطرح للمضي به"، موضحاً أن "النظام السوري يعاني العنجهية والتكابر على ما يجري على ساحته الداخلية ما يجعله يرفض أي ترسيم للحدود". واعتبر أن "بإمكان الجامعة العربية الإشراف على ترسيم الحدود، إن نجحت في إنقاذ سوريا من أزمتها الراهنة".

الجراح

اشار عضو الكتلة النائب جمال الجراح في حديث الى إذاعة "لبنان الحر"، الى أن مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة السورية، "أتت لوقف أعمال العنف، التي كانت تحصد عشرات الشهداء"، موضحاً أن "النظام السوري اعترف رسمياً بوجود معارضة بمجرد القبول بالمبادرة العربية".

ورأى أن "المهم في الموضوع هو وقف القتل والعنف وسحب الآلة العسكرية من الشارع، وهذا يعطي متنفساً للنظام وللناس، إلا أن المهم أيضاً التنفيذ"، معرباً عن اعتقاده أن "قبول النظام السوري بالمبادرة العربية، هو لتأجيل قرار عربي يمكن أن يتخذ بسحب عضوية سوريا في جامعة الدول العربية".

وعن وصف النائب فضل الله قريطم بأنها مربع أمني، قال: "معروف لدى اللبنانيين أين هي المربعات الأمنية وأين هي المناطق الممنوعة على الدولة اللبنانية". وأكد أهمية إلقاء القبض على المخطط لعملية خطف الأستونيين السبعة وائل عباس، "ومن خلال التحقيق يمكن معرفة من وقف وراءه".

واعتبر أن "الحوار شيء إيجابي، ولكن لا يمكن الاستمرار بأن نتفق على شيء على طاولة الحوار ولا ينفذ".

ورد في حديث لقناة "أخبار المستقبل" على قول نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم إن "الحكومة أمّنت الإصلاح والاستقرار في البلد"، بالقول: "لا نستطيع أن نتكلم عن إصلاح خارج منطق الدولة، فمن يتعاطى الشأن السياسي الداخلي من منطق الدويلة ويغلّبها على منطق الدولة لا يستطيع أن يدّعي أنه مع الإصلاح، كما لا يمكنه إسقاط هيبة الدولة ومؤسساتها، ثم يّدعي أن هناك إصلاحاً، بل يجب بناء الدولة والمؤسسات ثم ندخل في الإصلاح".

وعمّا قاله قاسم عن الاستقرار، أضاف الجراح: "يبدو أنّه نسي أنّ هناك أستونيين خُطفوا في لبنان، ولا أعرف ما إذا كان يعرف أنّ عناصر من الأمن الداخلي تم اغتيالهم في البقاع، ولا أعرف ما إذا كان قد سمع عن الأخوة من آل جاسم الذين اختطفوا من قبل من شبّيحة بعثة ديبلوماسية رسمية وبمساعدة عناصر من القوى الأمنية الرسمية التي على ما يبدو يعمل بعض عناصرها كمرتزقة لدى البعثة وشبيحتها، ولا أعرف ما إذا كان سمع عن شبلي العيسمي الذي خطف من أمام منزله في عاليه ولا أحد يعرف مصيره حتى الآن، وربما لم يسمع عن الخروق السورية وآخرها فجر اليوم، ولا عن الاعتداءات على المواطنين والجرائم والسرقات مثل سرقة صيدلية "مازن"، فكيف يمكنه الحديث عن استقرار في ظل هذا الكمّ من الاحداث؟".

وفي مسألة المديونية التي يتّهمون بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قال الجراح: "بهذه المديونية بنى (الحريري) البلد والبنية التحتية في لبنان والمؤسسات العامة والمؤسسات الأمنية والتي من المفترض أن تأخذ دورها لبناء الدولة التي يتم الاعتداء عليها لصالح الدويلة، وهذا الإنفاق كان لإعادة لبنان إلى الحياة، ونحن أكثر فريق يلتزم بالقوانين والأنظمة، فيما هم يرتكبون الفظائع بحق القوانين اللبنانية خلال الأشهر التي قضوها في الحكم".

وهبي

وصف عضو الكتلة النائب أمين وهبي في حديث الى إذاعة "الشرق"، موافقة النظام السوري على المبادرة العربية بأنها "محاولة لكسب الوقت"، وقال: "لو كانت حقيقية لبادر النظام الى اتخاذ قرار بوقف النار وإظهار حسن النية في التعاطي الإيجابي مع المتظاهرين". وتمنى "أن تفتح الأبواب أمام الشعب السوري الذي أظهر شجاعة استثنائية في سبيل التغيير".

وأكد أن "مجرد القبول بالمبادرة، دليل على وهن كبير أصاب جسم الآلة القمعية للنظام السوري"، لافتاً الى "أننا نعرف جيداً أن الأنظمة العربية والأنظمة الشمولية في العالم تصر باستمرار على المكابرة ما دامت تشعر بأن لديها القوة وعندما تضعف تستطيع التسليم بمنطق الحوار".

وأشار الى "الوضع المزري" للأكثرية النيابية في جلسة مجلس النواب أول من أمس، معتبراً أن "الحكومة غائبة عن الوعي، فأكثرية مشاريع القوانين التي طرحت والتي كان يتوجب عليها موجبات مالية لم يكن عند وزير المال جواب واضح بشأنها".

ولاحظ أن "الأكثرية النيابية امتاز خطابها السياسي بالتساهل مع كل من تعاطى وتعامل مع إسرائيل، وتبرير القمع وتبني سياسة القمع التي ينتهجها النظام السوري تجاه الشعب السوري، وأنهم لا يزالون يلجأون الى خطاب التخوين والمزايدات على شركائهم في الوطن"، مشدداً على أن "الشعب البناني يبقى الحكم في هذه الأمور".

ورأى أن "مقاومة إسرائيل لها كل الأبعاد وليس بعدا عسكريا واحدا، فإسرائيل تقاوم بوحدة الشعب وتعزيز الدولة، ولكنهم في المجالات كافة يقومون بأداء مختلف، لا سيما تقسيم المجتمع اللبناني الى طوائف يخدم إسرائيل، وكذلك تدمير الدولة وتهميش الدستور وسلطة القانون وجعل الاقتصاد ينهار هو أيضاً خدمة لإسرائيل".

وأوضح أن موضوع مشروع القانون الرامي الى الإجازة للحكومة صرف مبلغ 8900 مليار ليرة خارج القاعدة الإثني عشرية "لم يلق إجماعاً في لجنة المال والموازنة"، مذكراً بأن "المنطلق الأساس هو حاجة الحكومة الى الإنفاق أو فرق الإنفاق بين حاجة الدولة وبين حجم الإنفاق في موازنة العام 2005، الحكومة تنفق وفق سلف خزينة، وهذا المبدأ هو نفسه الذي استعمل بين العامين 2005 و2011، عندما كانت حكومتا الرئيسين (فؤاد) السنيورة و(سعد) الحريري". ولفت الى أنهم "يريدون إقناع اللبنانيين بأنه يحق لهم أن يصرفوا وينفقوا كما أنفقت الحكومات الماضية ويشرعوا ذلك"، مشيراً الى أن "مبلغ الـ11 مليون دولار صرف على سنوات عدة، وترك خارج التسوية ولا يمكن أن نقبل أن يمر القانون من دون تسوية شاملة، يريدون أن يشرعوا ما أنفقوه ولا يريدون أن يشرعوا ما أنفقته الحكومات السابقة فالأمور لا تمر بهذه الطريقة".

حوري

أكد عضو الكتلة النائب عمار حوري في حديث الى وكالة "الأنباء المركزية"، "أننا نريد معرفة كيفية تنفيذ البنود التي أجمعنا عليها سابقاً على طاولة الحوار ولم تنفذ، لمتابعة الحوار على أساسها"، لافتاً الى أن "بند السلاح هو الوحيد المتبقي في رصيد جدول أعمال جلسات الحوار السابقة".

ورفض "أي محاولة لإغراق الحوار بعناوين جديدة، لأن مؤتمر الحوار ليس المكان الصحيح لذلك، فهناك مؤسسات دستورية تعمل اليوم خلافاً لما كان الوضع عليه حين بدأ الحوار في العام 2006، بحيث كانت المؤسسات الدستورية معطّلة".

وأعلن "اننا لسنا على استعداد للبحث مجدداً في بند المحكمة الدولية لأنه سبق واتفقنا عليه"، مذكّراً بأن "مقررات مؤتمر الدوحة نصّت على الرعاية العربية للحوار، والدليل على ذلك أن أول جلسة عقدت في بعبدا بعد مؤتمر الدوحة حضرها الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى".

ورأى أن قبول النظام السوري بالمبادرة العربية "يحتاج الى ترجمة وتنفيذ، بمعنى علينا أن نرى توقف النظام السوري عن استعمال العنف والقتل، وإخراج المعتقلين من السجون، والسماح بالحرية الإعلامية، فيوم غد لناظره قريب، وسنرى كيف سيتصرف غداً مع التظاهرات"، معتبراً أنه "إذا لم يتجاوب النظام السوري مع تنفيذ المبادرة العربية، فإن الأزمة ستتّجه الى المجهول". وأعرب عن عدم تخوفه من انعكاس غير مباشر للأزمة السورية على لبنان.

 

رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب السابق مصباح الأحدب لـ"المستقبل": أهالي طرابلس لن يكونوا قرابين لمواجهات الأمم

حاورته: نانسي فاخوري/المستقبل

حذّر نائب رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب السابق مصباح الأحدب من عملية تجييش يقوم بها "حزب الله" لمجموعات صغيرة في طرابلس، مؤكداً أن الحل العسكري ليس حلاً لإزالة الحزب من المدينة خصوصاً في ظل الأجواء المشحونة. ورأى ان البطالة والتحديات على المستوى السياسي تسهل عملية التسلح.

وشدد في حديث الى "المستقبل" امس، على وجوب الا يكون أهالي طرابلس قرابين لمواجهات الأمم. ورفض حصول أي تسوية في سوريا على حساب دماء السوريين وأرواحهم، معرباً عن أسفه "لأننا لم نستطع ان نحصّن أنفسنا في حال استخدم لبنان ساحة لزعزعة الأمن".

وهنا نص الحوار:

[ ما حقيقة عمليات التسلح في طرابلس وما هو حجمها؟

ـ كنا أثرنا هذا الموضوع منذ فترة، وحتى من شكك في الأمر مؤخراً أصبح يطالب الآن بإزالة المربعات الأمنية في طرابلس. ففي مراحل محددة تم غض النظر عن الموضوع، الى ان حصل تجييش من "حزب الله" لمجموعات، وهناك اليوم مجموعات أخرى مقابلة لـ"حزب الله"، والمؤسف ان هذه المجموعات من أهالي طرابلس الذين يريدون إزالة الحزب من المدينة. فـ "حزب الله" يخلق حالة خطيرة في المدينة، فهل من المسموح ان يقاتل أولادنا بعضهم البعض في طرابلس؟.

عندما نبهنا في السابق على ان "حزب الله" يدخل سلاحه الى طرابلس، لم يتحرك أحد ولم ينتبه. الخطير اليوم في الموضوع ان الحل اصبح بإزالة "حزب الله" عن طريق التسليح.

للأسف اليوم هناك في طرابلس تجمعات مسلحة ومكاتب لهم ومشكلات بينهم، ونتساءل أين هي المعركة؟.

[هل الأحداث التي شهدتها المدينة مؤخراً مثلما حصل في الزاهرية ناجمة عن عمليات التسلح؟

ـ حكماً هناك سلاح موجود ويوزع، وهناك بطالة في المدينة اضافة الى التحديات على المستوى السياسي لأن الأجواء مشحونة. وأرى انه لا بد من معالجة هذا الموضوع في أسرع وقت ولكن حكماً لا يعالج عسكرياً.

[ ما الذي تقوم به فاعليات المدينة لمواجهة هذا الخطر؟

ـ لا شيء، لأن هؤلاء الأشخاص من أهالي طرابلس، ولا بد من استردادهم وهم موجودون في الطرف الآخر لأن هناك انتقاصاً من حقوقهم، وفي النهاية لا نستطيع. وأنا في صدد اطلاق مبادرة محددة في أول السنة، لوضع الأمور في نصابها. ونحن نعتبر أنفسنا في موقع محدد، ونأمل أن نبقى فيه ونكون في تحالف ولكن لا نستطيع ان ننتظر ونقف مكتوفي الأيدي.

[ ما الهدف من وراء التسلح؟

ـ التسلح لا يأتي من إمكانات أهالي طرابلس طبعاً، فمن يسير في المدينة يشاهد مثلاً فلاناً يريد 30 مسلحاً يعطيهم بارودة وجعبة والخ.. ويدفع لهم مبلغاً كل شهر. هذه إمكانات دول، فالأوضاع معقدة إقليمياً وهناك دول تتواجه في لبنان وفي طرابلس خصوصاً، ولكن نحن كأهالي المدينة لا نقبل ان يدفع أولادنا ثمن مواجهات الأمم. ولا بد من ان نعي كأولاد طرابلس أنه يجب الا نكون قرابين لمواجهات الأمم.

[ هل تتوقع التزام سوريا بتطبيق بنود مبادرة جامعة الدول العربية؟

ـ نأمل ان يكون ما تم الاتفاق عليه قابلاً للتطبيق. وأرى ان أي حل يقتضي اتاحة المجال لمن يريد التظاهر ان يتظاهر، فأول شيء يجب ان يقوموا به هو سحب القوات المسلحة لمنع الاحتكاك بينها وبين المتظاهرين، ويجب افساح المجال امام الصحافة الدولية والعربية لتنقل بكل صدق ما يجري. فإذا طبق ذلك يعتبر أمراً جيداً وإذا لم يطبق فسيكون واجهة لتغطية تسوية محددة، ولن نقبل بأي تسوية تطال أرواح الأخوة السوريين الذين نرى معاناتهم.

[ إذا تم حشر سوريا هل يمكن ان يشكل لبنان ساحة لزعزعة الأمن؟

ـ نأسف لأننا في لبنان لم نستطع ان نحصّن أنفسنا. طبعاً هذا احتمال كبير لأن السلاح أصبح موجوداً والاشتباك رهن بقضايا على مستوى إقليمي.

"حزب الله" يسيطر على لبنان ودخل الى طرابلس، وعندما تتم لملمة الشباب الذين يقبضون من الحزب لا أحد يصبح معه. ومن كان يوظف هؤلاء الشباب هم الذين يجب ان يلملموهم من الشوارع ومن أيدي الحزب، بدلاً من ان يتم تشكيل قوى مضادة لهؤلاء الشباب الذين وقفوا معنا وضحّوا.

[ هل تعتبر ان الشمال وخصوصاً طرابلس له أولوية في عملية زعزعة الاستقرار وتوتير الأمن؟

ـ هذه لعبة الدول، ولا نستطيع ان نفعل شيئاً وحقنا ان نحافظ على مدينتنا. ونأمل الا تدفع طرابلس ثمن تداخل التاريخ بالجغرافيا السياسية، ونراهن على وعي أهلها.

 

التغيير والإصلاح: المعارضة السورية سقطت وهاجم مروان حمادة متهماً اياه بإبراز الذات

أمل تكتل "التغيير والإصلاح" أن "تكون أولويات الحكومة الاهتمام بالناحية الاقتصادية وتخطي عنوان اللاقرار". وهاجم النائب مروان حماده معتبراً أنه "لم يعد أحد "قابضه جدياً لا داخلياً ولا خارجياً، وهو يعيش حالة إبراز الذات". واعتبر أن "المعارضة السورية سقطت، في حين فقدت أميركا وتركيا أعصابهما"، رافضاً "تشبيه منطقة برج حمود بمربع أمني، فالمنطقة يدخلها من يشاء وليست مسيجة بحديد كبعض المناطق هنا أو هناك".

عون

علق عضو التكتل النائب آلان عون في حديث الى تلفزيون "الجديد"، على مسألة إقرار مشروع القانون الرامي الى معالجة أوضاع المواطنين اللبنانيين الذين لجأوا الى إسرائيل عام 2000، معلناً "أننا كلنا نريد استعادة هؤلاء اللبنانيين، والظروف الآن مناسبة جداً و"حزب الله" كان جزءاً من المشاورات وقد تفهم مبادرتنا وخلفياتها، لا سيما لجهة إعادة هؤلاء إلى وطنهم لأن لهم الحق بالعودة". وعن العلاقة بين "الوطني الحرّ" و"حزب الله"، أكد "أننا في علاقة تحالف وضمن أكثرية واحدة ولكن وسط تمايز حيال بعض الأولويات، إلا أن لا خلاف حيال طروحاتنا". وختم قائلاً: "نأمل أن يكون هناك قناعة بوجوب أن تكون أولويات الحكومة الاهتمام بالناحية الاقتصادية وتخطي عنوان اللاقرار".

هاشم

اعتبر عضو التكتل النائب عباس هاشم في حديث الى تلفزيون "المنار"، أن "ما حصل خلال الجلسة التشريعية لمجلس النواب هو أن كل شخص كشف عن وجهه"، مشيراً الى أن "ما يسمى بفريق المعارضة كان يعيش بالأمس حالة انهيار تام". وقال: "عندما علم رئيس مجلس النواب نبيه بري في الجلسة (أمس الأول) أنه تم توقيف أحد المتهمين (وائل عباس) بخطف الأستونيين، فوجئ البعض وأصابه الجمود وظهر عليه الإحباط، ومن بينهم المهاجم الأكبر النائب مروان حماده". أضاف: "مروان حماده لم يعد أحد "قابضه جدياً" لا داخلياً ولا خارجياً، وهو يعيش حالة إبراز الذات".

ورأى أن "القيادة السورية نجحت بالأمس بسحب كل الذرائع، من أجل عدم السماح بالتدخل الخارجي، وهي أثبتت أنَّها تمتلك كل الحكمة والوعي"، معتبراً أن "المعارضة السورية سقطت بالأمس، في حين فقدت أميركا وتركيا أعصابهما". واعتبر أن "تمويل المحكمة ليس له علاقة بعملها، ولكن يريدون من موضوع تمويلها تحقيق أهداف معينة".

بقرادونيان

تمنى عضو التكتل النائب أغوب بقرادونيان في حديث الى تلفزيون أو. تي. في"، "عدم استغلال موضوع الأكراد في برج حمود"، مشيراً إلى انَّ "القرار المتعلق بالإجارات والسكن الخاص بالأجانب في برج حمود ينفذ بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ومع الجيش اللبناني، والقرار الذي اتخذ من قبل البلدية هو بعد تجاوزات عدة قام بها العديد من الأشخاص ولم تعد تحتمل".

وشدد على أنه "لا يجوز تشبيه منطقة برج حمود بمربع أمني، فالمنطقة يدخلها من يشاء وليست مسيجة بحديد كبعض المناطق هنا أو هناك"، معتبراً أن "كل الأحزاب موجودة في منطقة برج حمود، ولها مراكز وتتحرك بكل حرية".

وحول اللاجئين اللبنانيين إلى إسرائيل، قال: "كلما تم الإسراع في حل هذا الموضوع كلما تمت مساعدة الأشخاص الذين ذهبوا الى إسرائيل لظروف معينة". أضاف: "ما حصل أمس (الأول) ليس ترضية لرئيس التكتل النائب ميشال عون ولتكتله، بل قناعة لدى الجميع بمعالجة هذا الموضوع".

مخيبر

أسف عضو التكتل النائب غسان مخيبر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، لـ"بعض الأجواء المتشنجة التي رافقت البحث في موضوع المخطوفين جوزف صادر وشبل العيسمي والإخوة الجاسم"، معتبراً إن "لبنان بجميع سلطاته، لا سيما مجلس النواب وجميع النواب، محكوم باحترام مبادئ ومعايير حقوق الإنسان المنصوص عنها في الدستور والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات ذات الصلة". وأمل أن "يلتقي حول هذه المبادئ جميع اللبنانيين في ما يتجاوز الانقسامات السياسية الحالية، وذلك من منطلق المعايير القانونية والإنسانية الحاكمة لمثل هذه الحالات".

غاريوس

لفت عضو التكتل النائب ناجي غاريوس في حديث الى تلفزيون "أم. تي. في"، الى "أننا في التكتل مع النسبية ومع قانون يوصلنا في يومٍ ما الى دولة مدنية". وعن طرح "اللقاء الأرثوذكسي" الذي يتحدث عن انتخاب كل طائفة لنوابها، قال: "هذه وجهة نظر، وكلّ الاقتراحات تُبحث وتدرس في التكتل".

وعن إقرار مجلس النواب لقانون اللاجئين الى إسرائيل، أجاب: "هناك شقّان الأول يتعلق بمن فر هرباً الى إسرائيل، والثاني يتعلق بالعمالة والانتماء الى "جيش لبنان الجنوبي"، فمن هم من الشقّ الأخير يتم تسليمهم للقضاء وتتم محاكمتهم"، مشيراً إلى أن "الشق الأول حصل على إجماع في مجلس النواب".

ديب

أكد عضو التكتل النائب حكمت ديب في حديث الى وكالة "الأنباء المركزية"، أن "حزب الله" منسجم تماماً مع ورقة التفاهم التي وقعها مع التيار "الوطني الحرّ"، بالتالي رحّب بإقرار قانون عودة اللاجئين اللبنانيين إلى إسرائيل منذ تحرير جنوب لبنان في العام 2000، لا سيما أنّه مقترح من قبل عون وهو على ثقة تامة بوطنيته ورؤيته لحل هذا الموضوع بطريقة وطنية وإنسانية". وأشار الى "مراسيم تطبيقية وتدابير تفصيلية ستكلّف بها الحكومة انسجاماً مع هذا القانون، تعطى بعدها مهلة سنة لتنفيذ العودة وسنسرع هذا الملف عبر وزير العدل لإقفاله بصورة سليمة

 

الأسد والانقلاب العربي

عبد الكريم أبو النصر/النهار

"وافق نظام الرئيس بشار الأسد على تطبيق الشق الأمني من المبادرة العربية لأنه أدرك انه يواجه تهديداً جدياً بأن يفقد الحماية العربية الرسمية الشرعية لكنه لم يقبل الى الآن الشق السياسي من هذه المبادرة الذي يشكل جوهرها ويدعو الى اجراء حوار جدي في ظل رعاية عربية بين النظام وممثلي المحتجين والمعارضة الحقيقية من أجل ضمان الانتقال الى نظام ديموقراطي تعددي. والواضح ان المجموعة العربية تريد اعطاء فرصة للنظام السوري لتنفيذ التزاماته لكنها ليست متأكدة تماماً من انه سيوقف كل أعمال العنف ويطلق المعتقلين ويزيل المظاهر المسلحة من المدن والأحياء ويسمح بأن يتحقق ذلك في ظل مراقبة الجامعة العربية ووسائل الاعلام العربية والدولية، لذلك قررت ابقاءه تحت الرقابة وطالبت بأن يتم تطبيق هذه الاجراءات فوراً وأعلنت تمسكها بالمبادرة العربية أساساً لحل الأزمة، كما قررت مواصلة مهمتها واتصالاتها ورعايتها العملية بكاملها وابقاء مجلس الجامعة في حال انعقاد دائم قبل الانتقال الى مرحلة الحل السياسي". هذا ما قالته لنا مصادر ديبلوماسية عربية وأوروبية في باريس وثيقة الاطلاع على هذه القضية. وأوضحت ان الأسد منزعج فعلاً من الشق السياسي من المبادرة العربية للأسباب الرئيسية الآتية:

أولاً - ان المبادرة تمنح الانتفاضة الشعبية السورية ومطالبها شرعية عربية وتتعامل مع المحتجين على أساس انهم شركاء أساسيون في حل الأزمة ويجب التحاور مع ممثليهم وليس قمعهم وقتلهم. ويرى الأسد ان المبادرة تنتقص من سيادة بلده ومن صلاحياته وتتعامل معه على أساس انه عاجز عن وقف الصراع الداخلي اذ تطرح حلاً سياسياً عربياً وبمشاركة عربية لتسوية المشكلة وترفض الحل الأمني السوري وترفض ترك النظام يتصرف بالسوريين كما يريد.

ثانياً - ان تطبيق المبادرة بكل بنودها يؤدي الى اشراك المعارضة الحقيقية في السلطة وانهاء النظام بتركيبته وطبيعته وتوجهاته الحالية الأمر الذي يشكل انقلاباً عربياً عليه ليس ممكناً السماح به. ويرفض الأسد المبادرة، أيضاً، لأنها تحمّله مسؤولية وقف المواجهات الدامية مع السوريين اذ انها تطلب منه انهاء كل أعمال العنف ضد المدنيين وسحب كل المظاهر العسكرية من المدن وتعويض المتضررين واطلاق جميع المعتقلين السياسيين قبل بدء الحوار بين النظام وممثلي المعارضة الحقيقية والمحتجين من أجل التحول "من النظام القديم الى نظام ديموقراطي تعددي بديل".

ثالثاً - ان هذه المبادرة جزء من عملية عربية - اقليمية - دولية لانهاء حكمه من دون تدخل عسكري وتفكيك التحالف السوري - الايراني وتغيير طبيعة الدور الاقليمي لسوريا وان المطلوب منه التعاون مع المجموعة العربية والتفاوض مع المعارضة لتحقيق هذا الهدف. ويرفض الرئيس السوري كلياً قبول هذا المشروع.

وأبلغنا مسؤول عربي معني مباشرة بالقضية "ان المجموعة العربية ترفض تقديم أي دعم لنظام الأسد ولضمان بقائه بتركيبته وتوجهاته الحالية وترى ان هذا النظام فقد الكثير من شرعيته لأنه استخدم القوة المسلحة ضد المحتجين المسالمين وترى أيضاً ان البند الأول في أي مشروع حل هو وقف أعمال القمع والقتل والسماح بحرية التعبير والتظاهر السلمي لجميع المواطنين". وقال "ان الأسد يريد اجراء اصلاحات شكلية بالتشاور مع أنصاره والمقربين منه لضمان بقاء النظام، لكن الاصلاح لن يكتسب شرعية ودعماً داخلياً وخارجياً ما لم يكن حقيقياً وجذرياً وما لم يتم التفاهم على مضمونه مع المجلس الوطني السوري وممثلي المحتجين والمعارضة الحقيقية وما لم يضمن قيام نظام جديد ديموقراطي تعددي. كما هو الحال في مصر وتونس ولبنان وتركيا ودول أخرى. وترى المجموعة العربية ان الخطر الحقيقي الذي يهدد سوريا ليس اجراء الاصلاح الجذري بل استخدام القوة المسلحة المفرطة وقتل المدنيين من أجل ضمان بقاء النظام الحالي". وخلص المسؤول العربي الى القول: "يريد الأسد الالتفاف على المبادرة العربية وتجاوزها، لكن المجموعة العربية تتمسك بها وبمضمونها وجوهرها. ويرتكب الرئيس السوري الخطأ الأكبر اذ يرفض منح السوريين حق تقرير المصير من طريق انتخابات حرة وشفافة ويسعى الى الانتصار على شعبه المحتج والحاق الهزيمة به ودفعه الى الرضوخ لارادته. وهذا الأمر لم يعد ممكناً في مرحلة الانتفاضات الشعبية العربية والدعم الاقليمي والدولي الواسع لها".

 

السنيورة لبري وميقاتي: الحوار جيَّد ولكن على ماذا؟

إعادة البحث في المحكمة مرفوض والإنفاق يُعالج برزمة

سابين عويس/النهار    

على أهمية الجلسة النيابية العامة التي "نفّسَت" الى حد ما في مناقشاتها السياسية والاشتراعية بعضاً من الاحتقان السياسي حول المواضيع الساخنة والمسحوبة من التداول الحكومي، مثل التفلت الأمني والاختراقات السورية للحدود اللبنانية، كانت لافتة الخلوة القصيرة التي ضمت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي الى الرئيس فؤاد السنيورة، ليس برمزيتها فحسب بعد التراشق الاعلامي والسياسي الحاد بين بري والسنيورة من جهة وتوقيتها من جهة، اذ جاءت على أثر مبادرة رئيس المجلس الى اقتراح احياء الحوار كمخرج للمشهد السياسي المأزوم في ظل الاصطفافات الحادة بين فريقي 8 و14 آذار ومأزق تمويل المحكمة الدولية الذي يواجه حكومة ميقاتي.

وكان بدا أن الانسجام والتناغم بين بري وميقاتي خلال الاشهر القليلة من عمر الحكومة الميقاتية أكثر من ملف ينحو في اتجاه تولي رئيس المجلس المهمة الصعبة في اعادة احياء الحوار من زاوية اجراء مناقشة جديدة لموضوع المحكمة تأخذ في الاعتبار ملاحظات تحالف 8 آذار عليها، على أن يكون الحوار الداخلي مقدمة لتعديلات محتملة على الاتفاق الموقع في هذا الشأن مع الامم المتحدة، ليتولى رئيس الحكومة في مرحلة لاحقة تسويقه عربياً ودولياً خلال جولة خارجية تخصص لهذه الغاية بدأ ميقاتي يضع مداميكها عملياً.

وتأتي أهمية اللقاء مع الرئيس السنيورة بما ومن يمثل لتلمس مدى امكان السير في اقتراح إحياء الحوار، خصوصاً بعدما عكفت قوى المعارضة على تكرار موقفها وفي أكثر من مناسبة: لا انجرار الى فخ تعديل المحكمة على طاولة الحوار، وأي حوار يجب أن ينطلق من حيث انتهت آخر جولة حوارية.

ولم يكن ما سمعه بري وميقاتي من السنيورة بعيداً من هذا الموقف. فالرجل الذي أبدى استعداده للتعامل مع الاقتراح بجو منفتح ومتعاون كشف لـ"النهار" عن الهواجس التي أثارها في خلوته القصيرة مع رئيسي المجلس والحكومة، وقال إنه رحب بالمبادرة الداعية الى اعادة احياء الحوار، لكنه سأل على أي أساس يكون؟ وكان واضحاً في سؤاله: "الحوار جيد ولكن مع من، وعلى ماذا؟" طارحاً أسئلة أخرى ثلاثة:

- من أوقف الحوار ولماذا أوقفه؟

- أين أصبح ما تمّ التوافق عليه في آخر جلسة حوار وماذا بقي منه؟ وهل ستلتزم الجلسة المقترحة جدول الاعمال المتفق عليه مسبقاً أو أن ثمة بنوداً اضافية؟

- أين بند السلاح من الحوار المقترح؟

وبسؤاله الاخير يخلص الى القول أنه لا يمكن قوى 14 آذار ان تقبل بالعودة الى طاولة الحوار ما لم يكن هذا الموضوع بنداً أول يستتبع بالاستراتيجية الدفاعية، رافضاً أي اقتراح محتمل لادراج ملف المحكمة على طاولة الحوار "فهذا موضوع طرح وتوافق عليه اللبنانيون ومضى في طريقه ولا يمكن تغيير مساره".

الإنفاق الاستثنائي

واذا كانت مسألة الحوار توقفت عند هذا الحد بعد الموقف المبدئي والثابت للسنيورة في هذا الشأن، فإن مسألة أخرى كانت تقلق رئيسي المجلس والحكومة وبدت واضحة في مداخلات ميقاتي أمام النواب، وهي تتعلّق بالشهية المفتوحة على الانفاق بما يرتب أعباء اضافية ضخمة على الخزينة لا تقدر على تحملها في ظل غياب أي تشريع مالي يزيد الايرادات. من هذا المنطلق، جاء اقتراح بري من خارج جدول اعمال الجلسة التشريعية مشروع قانون فتح اعتماد استثنائي بقيمة 8900 مليار ليرة محول من الحكومة لتغطية انفاق السنة الجارية بعدما رفعته لجنة المال والموازنة الى الهيئة العامة. لكن المشروع الذي سحب من التداول بعد طلب المعارضة التريث لدرسه والاطلاع على ابوابه الانفاقية، طرح بين الرؤساء بري وميقاتي والسنيورة على خلفية دعوة المعارضة النيابية الى عدم الوقوف في طريق تشريع الانفاق في ظل عدم وجود موازنة وارتفاع حجم الانفاق أضعاف ما تغطيه القاعدة الاثني عشرية على اساس آخر موازنة مقرة عام 2005.

لكن بري وميقاتي اصطدما بطلب السنيورة معالجة الموضوع المالي العالق منذ اعوام. وبحسب المعلومات المتوافرة، فان أي قرار بالمصادقة على فتح اعتماد استثنائي لانفاق جديد يشترط أمرين:

- الاول اعداد آلية لمعالجة مسألة الانفاق الاضافي الحاصل من خارج القاعدة الاثني عشرية في الاعوام الاربعة الماضية، والذي كان يتم بتوافق سياسي وانما من دون تشريع بسبب اقفال مجلس النواب طيلة الفترة المشار اليها.

- وقف الاتهامات الموجهة الى حكومتي السنيورة وسعد الحريري بتجاوز الانفاق ومخالفة القوانين من خلال صرف نحو 11 مليار دولار ما بين 2006 و2009. وكان أول من طرح علامات التساؤل والاستفهام في هذا الشأن الرئيس بري من قصر بعبداً (في 2 حزيران 2010) عندما سأل عن مصير الـ11 ملياراً وأثار في حينها جدلا وسجالا لم توقفه تبريرات وزارة المال بالارقام والمعطيات.

وأمام هذا الواقع، تبدو معادلة سياسية جديدة في طور التبلور، قائمة على ما يشبه مقايضة تقضي بانجاز ملف الانفاق المالي ضمن رزمة واحدة، خصوصاً أنه نقل عن السنيورة مطالبته رئيس الحكومة بتبرير انفاق استثنائي بقيمة 8900 مليار ليرة أو ما يعادل تقريبا 6 مليارات دولار من خارج القاعدة الاثني عشرية بعدما تعرضت الحكومات السابقة للانتقاد والاتهام لانفاقها 11 ملياراً في 4 أعوام!

 

بانوراما سياسية وأمنية للمخاوف من التأثيرات السورية على الوضع اللبناني

واشنطن مطمئنة واستخبارات غربية تحذّر من احتمال حدوث اغتيالات

هيام القصيفي/القصيفي 

تتقاطع معلومات زوار واشنطن، مع ما نقله مسؤولون لبنانيون التقوا اخيرا موفدين اميركيين اتوا الى بيروت، عن حالة الاطمئنان التي تعكسها الادارة الاميركية حيال الوضع اللبناني. وتتفرد واشنطن" عن غيرها من عواصم القرار في اشاعة جو ارتياح الى عدم انعكاس الاحداث السورية على الساحة اللبنانية، مما اثار استغراب المسؤولين اللبنانيين، وبعضهم لم يبد ارتياحا مطلقا الى هذه التطمينات واسبابها، فيما لا يتحدث اي مسؤول لبناني الا عن الوضع السوري وتداعياته الخطرة.

وبحسب هؤلاء يتعامل الاميركيون مع الوضع الاقليمي وفق روزنامة اولوياتهم، المتعلقة اولا وآخرا بانسحاب جيشهم من العراق. وفي انتظار ترتيب آليات الانسحاب ، لم تضع واشنطن بعد السيناريو النهائي لما سيكون عليه الوضع بعد انهيار النظام السوري. فسقوط الرئيس بشار الاسد، الثابتة الوحيدة في خطاب الاميركيين، من دون اي استراتيجية واضحة يصرّحون بها لسائليهم عن مرحلة ما بعد الاسد. اما بالنسبة الى لبنان، فان ثمة تقاطعا بين المطلعين على الموقف الاميركي على ان واشنطن لا تعتقد ان ثمة طرفا لبنانيا يمكن ان يلجأ الى تفجير الوضع الداخلي، تحت اي ذريعة، وان الطرف المسلح والاكثر قدرة على توتير الوضع وتفجيره، لا مصلحة لديه اليوم في الذهاب بالوضع اللبناني الى حافة الانفجار، ولو انكسرت احدى حلقات الثلاثي طهران – دمشق – "حزب الله". وعلى رغم ان بعض المحاورين اللبنانيين تحدثوا عن ان الحزب حاليا يعيش صراع جناحين حول مستقبل الاحداث السورية وكيفية ترجمة الانهيار السوري على ارض لبنان، ثمة من يرجح بشدة طغيان الجناح العاقل في الحزب ورغبته في عدم الذهاب بعيدا في توتير الوضع وتفجيره، ما دامت الحوارات غير المباشرة اساسا بين طهران وواشنطن لا تزال مستمرة، ولم تقفل ابوابها بعد.

ولا ينكر الاطراف اللبنانيون في احاديثهم الداخلية ومع محدثيهم الغربيين ان ثمة استعدادات امنية من الحزب تطول مناطق جغرافية معينة، ومعروفة بتقاطعاتها الطائفية، الا ان التعويل على عقلانية الحزب يبقى متقدما. ويضاف اليه ان الطرف المعارض ثابت في قراره عدم المواجهة الميدانية مع اي جهة داخلية لان ثمة مصلحة وطنية عليا تقضي بتحييد البلد عن اي صراع داخلي مدمر، ولا مجال لاي استفزاز يستدرج اي طرف الى الشارع. وكذلك فإن قوى سياسية لا تزال تؤكد دور الجيش، على رغم بعض المآخذ والاصوات التي تتردد من حين الى آخر، لكنها تظل في اطار المسموح والاخذ والرد المحليين. وقد ظهر في بعض المحطات الاخيرة ان قضايا امنية عولجت بعيدا عن الاضواء (كما في ترشيش) وسحبت ذرائع التوترات الداخلية بعد اعتراف المعنيين بان اخطاء ارتكبت، فيما البعض الآخر قيد المعالجة كملف لاسا. وهذا ما حصل ايضا في موضوع الخروق السورية التي يعترف الجيش اللبناني باثنين منها في مناطق بقاعية - شمالية تشهد عادة عمليات تهريب، اضافة الى التشابكات الجغرافية. وبحسب المعلومات تعالج الخروق عبر لجنة الارتباط التي توجه الضابط اللبناني المسؤول فيها في الساعات الاخيرة الى دمشق لمتابعة الاتصالات المستمرة منذ اللحظات الاولى للتطورات على الحدود.

وهنا ايضا تكمن اهمية القرار الذي اتخذ بتجميد رخص السلاح كافة، على خطين بعدما تفاقمت الاحداث الامنية وعمليات التهريب التي يقوم بها اشخاص يحملون رخصا بالسلاح. والقرار الذي جاء بناء على توصية من قائد الجيش العماد جان قهوجي، يهدف الى حصر تداعيات السلاح المرخص له والمنتشر بكثافة، مع العلم ان اعطاء الرخص كان سابقا من صلاحية مديرية المخابرات لكنه بات في الاعوام الاخيرة من صلاحية وزير الدفاع.

سلة تحديات

وتبعا لذلك، فإن ارتباط الملف الداخلي بسوريا يطرح امام الاطراف اللبنانيين ولا سيما الذين لا يشاطرون الاميركيين رؤيتهم ، جملة تحديات تختصر بعدد من الاحداث والنقاط، وكل طرف من وجهة نظره.

 اولا، ان الاميركيين يتحدثون عن تطمينات، فيما اعطى احد اجهزة الاستخبارات الاوروبية معلومات لجهاز امني لبناني عن احتمال حدوث اغتيالات. وتصل الى اجهزة امنية كمية من المعلومات من مصادر مختلفة يلقيها الامنيون معظم الاحيان في آلة فرم الورق، لفقدانها الصدقية. وخصوصا ان لبنان يعيش منذ عام 2005 تحت وطأة الضغط الامني الذي يرتفع منسوبه او ينخفض بحسب التوتر السياسي. ولا ينبغي التقليل من اهمية الحدث السوري بكل تشعباته، من هنا العتب على اثارة موضوع الاغتيالات في الاعلام واثارة البلبلة في وقت تعيش الساحة اللبنانية تقاطعا لكمية من المعلومات الامنية التي يجب العناية كثيرا بأسلوب التعامل معها والتدقيق فيها.

ثانيا، تؤشر تطورات اليوم الجمعة سوريًا، الى مستقبل المبادرة العربية ومستقبل سوريا معا في ضوء ما يمكن ان تشهده من تصعيد او تهدئة. وما حدث امس من سقوط قتلى لا يبشر بكثير من التفاؤل بان المبادرة تسلك سبيلا مطمئنا. والتجربة اللبنانية خلال الحرب وقرارات وقف النار ولجان التهدئة اكبر دليل على ان السلوك نفسه يتكرر، ولكن في غير ساحة. وهذا يعني ان ثمة مرحلة حساسة وخطرة في الاسبوعين المقبلين اذا تطورت الامور السورية نحو الاسوأ. والخطورة في نظر البعض اسرائيلية محض، في ظل وجهتي نظر لم تحسما بعد حيال موقف اسرائيل من النظام السوري، فهل تتدخل لانقاذه من خلال فتح حرب على جبهة لبنان كما كانت تفعل ايام والده الرئيس حافظ الاسد، ام تتفرج على سقوطه؟ وثمة رأي امني لبناني ان اسرائيل غير قادرة اليوم داخليا على قيادة حرب ضد لبنان.

ثالثا، ان الخوف لدى فريق معارض من انعكاس الوضع السوري يكمن في لجوء حلفاء سوريا، مع تمييز تام عن "حزب الله"، في اثارة اي قلاقل امنية يمكن ان توتر الوضع من دون ان تفجره، وذلك في محاولة لاستخدام لبنان ساحة خلفية للضغوط، في المخيمات او في بعض الجزر الامنية المعروفة.

رابعا، يكمن الخوف المقابل في تطور الوضع في سوريا طائفيا. وقد وردت معلومات مفصلة الى معنيين عن الاحداث الاخيرة في حمص، وجنوحها نحو تطورات امنية مذهبية . وخطورة حمص وامتداداتها الى لبنان قد تشكل حالة متقدمة عن غيرها من المناطق السورية، وخصوصا في ضوء ما يحكى عن نصائح اعطيت للاقليات فيها بمغادرتها سعيا من النظام السوري الى سحب الذرائع المذهبية. الا ان فوز المعارضة في حمص يعني حكما انتصارا لخصوم سوريا في لبنان.

خامسا، تخشى اوساط من غير المعارضة ان يشكل هذا الانتصار تفعيلا للحالة السنية الاصولية، التي اذا عبرت عن نفسها بقوة، يمكن ان تستدرج خصومها اللبنانيين الذين لن يقفوا بطبيعة الحال مكتوفي الايدي، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف الى بلبلة امنية لا تحمد عقباها. ولا يزال هاجس الاصولية السنية يؤرق البعثات الديبلوماسية التي لا تنفك في اي اجتماع امني تسأل عن تأثيراتها. وقد تضاعفت الاسئلة مع دخول اللاجئين السوريين لبنان.

سادسا، يطرح ملف العمال السوريين مشكلة امنية في ذاتها في ضوء الخلافات المتفاقمة في صفوفهم، حيث يعملون ويقيمون، الامر الذي يشكل تدريجا مشكلة قائمة في ذاتها، ومعظم هؤلاء له خبرة عسكرية وامنية. وبحسب معلومات امنية، وبرغم التحفظات عن اقامة كل فريق " ادارة امنية" مستقلة في معالجة اوضاع العمال في مناطق نفوذه، وما يسببه ذلك من توترات سياسية انعكست في مداخلات نواب المعارضة اخيرا، تجرى اتصالات على مستويات متعددة بين القوى الامنية والبلديات لضبط الاوضاع حيث يمكنها ان تعمل، على ان تقوم القوى الامنية بعمليات دهم حيث تدعو الحاجة الامنية، اي حيث هناك مشكلات وخلافات عنيفة كما حصل اخيرا في عدد من احياء بيروت، مع العلم ان ثمة مسؤولية على الاجهزة الامنية المولجة مراقبة اوضاع العمال الاجانب، كالامن العام مثلا.

سابعا، تتخوف الاوساط الامنية من انفجار موضوع اللاجئين السوريين في شكل مطرد، ويستطلع الديبلوماسيون الغربيون كل يوم آفاق هذا الدخول، وكيفية تعامل لبنان معهم ، سواء لجهة التدقيق في هوياتهم او عدم التضييق على حرياتهم. لكن ذلك يطرح مشكلة امنية كبيرة، في ضوء احتمال دخول عناصر اصولية او مخربة او مطلوبة، وهذا في ذاته يفاقم المشكلة اللبنانية الداخلية.

في المقابل، يتفاقم خوف فريق من المعارضة على حياة المخطوفين السوريين وحرية اللاجئين السوريين ، ولا سيما لجهة احقية اي فريق حزبي مسيحي او اسلامي في التدقيق في هويات القاطنين او العمال وحصر الموضوع في الاجهزة الرسمية. وهذا الفرز الطائفي او المناطقي يؤسس لحالات شبيهة بالادارات الحزبية خلال الحرب.

 

لا أسئلة ولا استجواب ولا تحقيق بل اتهامات والعلّة ليست في الفساد وإنما في عدم المحاسبة

اميل خوري/النهار   

عاد الكلام الموسمي على معزوفة الفساد والفاسدين والمفسدين وإن بعزف على عود بلا وتر... وهذا العزف مرشح للتصعيد مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، لا لشيء إلاّ للاستهلاك السياسي والشعبي والمزايدات ثم يتوقف الجميع عن الكلام المباح.

منذ سنوات طويلة والكلام يتكرر على الفساد وعلى ضرورة مكافحته وقد عمَّ كل المؤسسات، من دون أن يقدم موجّهو الاتهامات بل الادانات دليلاً واحداً او وثيقة تثبت صحة هذه الاتهامات التي تلقى جزافاً كي يكسبوا ثقة الناس بما يقولون ويتهمون ويجعلوا لكلامهم صدقية. فلا سؤال يوجَّه الى الحكومة في موضوع الفساد مقترناً بالأدلة، ولا استجواب تمهيداً لطلب طرح الثقة بالشخص المتهم، خلافاً لما كان يحصل في الماضي عندما كان الوزير او النائب أو السياسي يتجنب توجيه اتهام الى أي شخص ما لم يكن يملك مستمسكات تحوّل الاتهام إدانة وإلاَّ ارتدت التهمة اليه وفقد صدقيته عند الناس وبات كلامه فارغاً واتهاماته باطلة.

وفي الماضي كان الكلام على الفساد جدياً بحيث يتبعه سؤال أو استجواب أو طلب طرح ثقة، أو تنتهي مناقشة الموضوع بتأليف لجنة تحقيق برلمانية تقول كلمتها أو تحال نتائج التحقيق على القضاء حيث تأخذ القضية مجراها القانوني وتُعرف الحقيقة. والحديث عن الفساد بدأ مع قيام الجمهورية اللبنانية الأولى لا بل من عهد بني عثمان ولم تتوصل الى مكافحته كل القوانين والتشريعات لأن العوامل السياسية والمذهبية والعقلية الميليشيوية حالت دون تطبيقها فظلّت حبراً على ورق، من قانون "من أين لك هذا" الى مرسوم يلزم الرؤساء والوزراء والنواب والموظفين الكبار وكل قائم بخدمة عامة تقديم تصريح بأمواله المنقولة وغير المنقولة، وما من مرّة صار الكشف عن أي تصريح لمعرفة ما إذا كان صاحبه زادت ثروته أو نقصت مع أن بعضهم يأتي الى وظيفته بسيارة قديمة ويخرج بسيارة من طراز حديث، ويأتي من منزل متواضع ويعود الى فيللات وقصور ويصير صاحب شركات أو شريكاً فيها ويتحدى من يتهمه بالاثراء غير المشروع بأنه مستعد للكشف عن حساباته المالية في الداخل والخارج وإذ بهذه الحسابات تخضع للسرية المصرفية وهذه السرية لا تُرفع إلا إذا صار تقديم شكوى أمام القضاء. لكن الاتهامات بالفساد والرشوة وسرقة المال العام تتوالى على لسان وزراء ونواب وسياسيين لتبقى مجرد اتهامات ولا من يتابعها بأسئلة أو استجوابات أو طرح ثقة أو بطلب تأليف لجنة تحقيق توصلاً الى وضع حد لهواة  إلقاء الاتهامات جزافاً.

لقد اقترح البعض رفع السرية المصرفية عن كل رئيس ووزير ونائب وموظف كبير وكل من يقوم بخدمة عامة، كي لا تظل هذه السرية تُخفي الفاسدين والمفسدين والراشين والمرتشين وتغطيهم، فلم يؤخذ بهذا الاقتراح لأن الفساد أصبح شاملاً الكثيرين ولا أحد يجرؤ على أن يرمي حجراً على منزل الآخر لأن بيوتهم كلها من زجاج، ولأن من يعارض عليه ان يكون نزيهاً ونظيفاً كي لا يستطيع أحد أن يشير اليه ببنانه. وقد يكون هذا من أسباب تفاقم الفساد في البلاد مع وجود أزمة اخلاق. فمعظم المعارضين كمعظم الموالين يخافون فتح باب الفساد لئلا يصل الدور اليهم واحداً واحداً.

وزير المال محمد الصفدي قال إنه يدقق في الحسابات المالية العامة منذ عام 1993 وسيحاسب عن الاخطاء، وكان قوله هذا مناسبة لتذكيره بوجود مشروع قانون في مجلس النواب وضعته "كتلة المستقبل" ينص على تكليف شركة متخصصة تدقيق حسابات الادارات العامة والمؤسسات العامة لكشف حقيقة الأمور المالية في لبنان بعيداً من الاستغلال السياسي والكيدية، وكي لا تبقى المسؤولية ضائعة والاتهامات تُلقى جزافاً. لكن هذا المشروع لا يزال نائماً في أدراج مجلس النواب منذ عام 2007 دون بتّه سلباً أو إيجاباً كي يصار الى البحث في مشروع آخر يحول دون تهرّب أحد من المساءلة.

إن كثرة الكلام على الفساد والفاسدين والمفسدين لا بل على إدانة رؤساء ونواب وسياسيين والقول إنها إدانات موثّقة، تتطلب تخصيص جلسة لمجلس النواب لمناقشة الموضوع والكشف عن هذه الوثائق وتأليف لجنة تحقيق لهذه الغاية كما حصل في الماضي عندما أثيرت في مجلس النواب صفقة صواريخ "الكروتال" وصفقة مروحيات "البوما"، وعندها يوضع حد للكلام السياسي على الفساد، لا لشيء إلاّ للتشهير والتجنّي إذا لم ترفق الاتهامات بوثائق تنشر.

الواقع أن العلّة الأكبر من الفساد هي في عدم المحاسبة كما تفعل الدول الراقية والمتحضرة، وفي أن كل عهد يغطي أخطاء وارتكابات العهد الذي سبقه، وهذا ما يشجع على تفشّي الفساد ويجعل كل فاسد ومختلس يغادر موقعه في الدولة وهو مطمئن ولا يخاف فتح ملفاته ومقاضاته أمام المحاكم ولو بعد سنين.

 

دعوة بري المتجددة إلى الحوار الوطني ما لها وما عليها

لماذا لا تكون لحفظ لبنان من تداعيات حدث المنطقة؟

ابراهيم بيرم/النهار   

اقر رئيس مجلس النواب نبيه بري امام مراجعيه بعد وقت قصير من إشهار رغبته في السعي الى بعث الحياة مجددا في طاولة الحوار الوطني التي شغرت المقاعد المصطفة حولها منذ اكثر من عشرة اشهر، بأنه لم يكن في حوزته اي معطيات عملية تبيح له الانطلاق عمليا في ترجمة عودته هذه، فلا هو نسّق الموضوع مع المعني الاول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ولا راجع الافرقاء المفترض انهم معه في الخندق عينه، ولا "جس نبض" خصومه السياسيين واولئك الذين يحلو لهم أن يضعوا انفسهم في مقام البين بين.

انها اذاً، ووفق المتخصصين بسلوك بري، تنطلق من ثلاثة دوافع لديه:

- رغبة رئيس السلطة التشريعية في ملء الفراغ في الوقت المستقطع الذي يعرف بري وسواه انه يكاد يخلو من حراك سياسي فعلي، وان اطراف الساحة في حال انكفاء قسرية الى رصيف انتظار المخاض السوري وأحداث المنطقة الواعدة بالتحولات والعواصف ليبنوا على الشيء مقتضاه، واقتناعا منهم بأن ساحته ساحة تلقٍّ وصدى ليس اكثر.

ولم يعد خافيا ان المدى الاعمق لـ"فلسفة" بري السياسية المتراكمة من مراسه السياسي الطويل وخبرته العميقة في تفاصيل اللعبة السياسية اللبنانية، باتت تقوم على انتظار مثل هذه اللحظة "الفراغية" لملئها، بإطلاق مبادرات من هذا النوع، تثير التساؤلات وتستدعي التحليلات وردود الفعل المع والضد.

ولا ريب، في ان بري يدرك في اعماقه ان "رفيقه" في رحلة دروب اللعبة اللبنانية المتشابكة، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط قد بات يجاريه او ينافسه في ميدان السعي ليكون صانع "المفاجآت"، واستطراداً ليكون "مالئ الدنيا"، فكانت مفاجأته الاخيرة في موضوع رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي وابداء الرغبة في هجران رئاسته في وقت وشيك، وهو الذي أسرّ لبعض خاصته بعد عام 1990 انه راغب في "بيع" هذا الحزب الذي صار تركة ثقيلة، وفي وقت لاحق راودته فكرة ابدال اسمه ليواكب موجة احزاب الخضر والحفاظ على البيئة التي كانت ناشطة في القارة العجوز اوروبا في مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي.

- ان بري يدرك تمام الادراك وهو يطلق دعوته الى استئناف ورشة الحوار الوطني، وهو الذي في مقدوره ان ينسب لنفسه انه هو مبتدأها وخبرها، وله قصب السبق اليها، ان ما من طرف لبناني في امكانه التهرب من موجباتها وتجاهلها وان كان في امكانه وضع لائحة شروط وقائمة ملاحظات وانتقادات واستفسارات.

لذا، فهي الدعوة العائمة والجاهزة التي يمكن اطلاقها في اي مكان او زمان، فالحوار في ظل التناقضات والتباينات اللبنانية امر غير مستنكر على الدوام، فكيف اذا كان الوضع في مثل ما هو عليه الآن من الفصام والقطيعة والمعارك السياسية الصغيرة التي باتت خبزا يوميا، وهي ان لم تكن في وسائط الاعلام ففي اروقة اللجان النيابية او في قاعة جلسات الهيئة العامة لمجلس النواب.

- ان مثل هذه الدعوة الآتية من جانب احد ابرز رموز الاكثرية الحالية، انما تفضي بشكل او آخر الى "محاصرة" الخصم السياسي، اي الاقلية الحالية، وبالتالي اجبارها على التعامل جديا مع المطروح، والى بذل "جهد" كبير للتهرب منه، اذا كان واجداً ان طاولة الحوار التي يمكن نصبها في قصر بعبدا، ليست  في مصلحته السياسية في الوقت الحاضر.

فمقاطعة مثل هذه الدعوة او الرد عليها بشكل سلبي له تفسير واحد في السياسة، وهو ان متبني هذه السلبية انما يعبّر عن رغبة في ابقاء الوضع على حاله من التوتر والانقسام، وعدم الرغبة في التواصل مع الآخر والتحاور معه حول الملفات المختلف عليها.

لذا لم يكن غريبا ان يضطر الرئيس فؤاد السنيورة الى "انهاء" قطيعته الطويلة مع الرئيس بري بالامس والالتقاء به تحت قبة البرلمان والاستماع الى وجهة نظره وفحوى دعوته المستجدة، وبالتالي اعطائه الوعد بدرس الموضوع مع الجهات المعنية وإتيانه بالجواب القطعي. ومع ان اوساط بري قابلت بالارتياح رد الفعل على مبادرته من احد ابرز رموز المعارضة الحاضر حاليا، اي الرئيس السنيورة، الا ان ثمة من ابلغ اليها ان هذه المعارضة تضيف الى جملة توجساتها من دعوة بري توجسا حديثا هو ان بري يقدم على دعوته الجديدة رغبة منه ومن حلفائه الاقربين في خطوط وقائية لقطع الطرق على تصعيد سياسي وغير سياسي تحضر له قوى المعارضة في الظل في قابل الايام اذا افلحت جهود خصومها في منع تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

ومع ان من هم في محيط بري يرون ان امر خفض منسوب الاحتقان في البلاد امر ليس معيبا، فانهم يردون بشكل آخر، اذ يسألون لماذا لا ينظر اصحاب هذه الرؤية "التوجسية" الى ابعد من ذلك ويرون في دعوة بري وجها آخر ايجابيا، عنوانه السعي لحفظ الساحة اللبنانية من تداعيات توتير العاصفة في المنطقة عموما، وهو المسلك عينه الذي سلكته قوى الاكثرية وحكومتها منذ اندلاع الاحداث في سوريا عندما رفعت شعارها الاخير، وهو "الناي" بلبنان عن تداعيات هذا الحدث، وعابت على الذين يسعون سرا وعلانية الى الحيلولة دون انزلاق لبنان او مناطق فيه أكثر فأكثر في متاهات الحدث عينه.

لا يخشى الذين هم على تواصل بأجواء بري من ان يحسب البعض دعوة رئيس المجلس وكأنها "مزايدة" على الرئيس سليمان الذي اطلق قبل فترة الدعوة نفسها وتحدث عن ضرورتها مرارا، وان الدعوة الجديدة وصلٌ لما بدأه سليمان وتبنٍّ له، وبالتالي سيكون العمل سوية لإنجاح هذه الدعوة وبالتالي رؤية طاولة الحوار تنتصب في هذه اللحظات السياسية المشحونة بالتوتير والانتظار.

 

الاخبار": "اليسوعية" برتقالية... دور حزب الله وامل واضح في ترجيح كفة العونيين

انتهت انتخابات جامعة القديس يوسف، أمس، بنتيجة لم يتوقعها كثيرون. هكذا، لم تعكس النتائج طبيعة المعركة "الحامية"، إذ فاز التيار بدعم واضح من حليفه الأقوى، حزب الله، بكبرى الكليّات، وأهمها، إدارة الأعمال. هناك في مبنى هوفلان بالحي البيروتي القديم، وضعت المعارك الجديدة أوزارها، وحزب الله صار قطباً في "اليسوعية".

قبل صدور النتائج بخمس دقائق فقط، كانت المعنويات مرتفعة في معسكر القوات اللبنانيّة. اهتز مجمع هوفلان الجامعي. صرخات "أوفلان قوات، قوات أوفلان" بدت أقوى من المعتاد. لهذا المجمع رمزية خاصة عند القواتيين. مركزه في الأشرفية وفيه صورة قديمة لمؤسس الحزب بشير الجميّل. وعملياً، تعدّ كلية إدارة الأعمال فيه أكبر كليّات الجامعة على الإطلاق عددياً. هنا، في إدارة الأعمال، المعركة الحقيقية بين التيار والقوات. معركة رمزية، و"عالمنخار". ولسنوات طويلة، حافظت القوات على هذه الكليّة. توقعوا أن يستمر الأمر هذا العام. وهناك، تجمع مناصرو الحزب الأقوى، على صعيد 14 آذار، لجهة المدخل القريب من كليّة الحقوق. تنظيم لافت، تخرقه بعض المشاهد العاطفية، إذ كانت طالبات يتبادلن الدعاء: "يا عدرا"، بينما راح طلاب آخرون، ضخام البنية، يصرخون هستيرياً: "الله حريري طريق الجديدة".

تيار المستقبل موجود في الجامعة أيضاً، لكنه أقل تنظيماً من الآخرين. وعلى سيرة التنظيم، تولى مسؤولو الأحزاب، جميعاً، إغلاق "المربعات الأمنية" بين الطلاب، تجنباً لحصول احتكاكات في ما بينهم. في السابعة مساءً، صدرت نتائج السنة الأولى في إدارة الأعمال. 3 ــ صفر لمصلحة القوات. ومن جديد، جُنّ جنون القواتيين. بعدها بخمس دقائق، انتهى كل شيء. انقلبت الصورة. حسم العونيون وحزب الله السنوات الأخرى. حاول مسؤول حزبي أن يحافظ على رباطة جأشه، فصاح غاضباً بالطلاب الباكين: "مهما صار، هوفلان إلنا". ثم غادر الجميع كما كان متفقاً. أي أن يغادر الخاسرون. انسحبت القوات من اليسوعية بلا ضوضاء. ورغم أنها تعادلت مع خصمها في كليّة الحقوق، وفازت في كليّة التأمين الصغيرة، وذهبت العلوم السياسيّة إلى المستقلين، فإنها خسرت "معركة هوفلان". الكليّة التي تمثل "الثقل" العددي في الجامعة ذهبت إلى العونيين، والأمرّ من ذلك، وفق قواتيين، أن "حزب الله فاز في اليسوعية". وهكذا، سقط معقل القوات الطالبي.

في الضفة الأخرى، وعلى مقربة من صورة الجميّل أيضاً، حيث يتجمع البرتقاليون مع حزب الله وحركة أمل، دوى انفجار في السابعة وخمس دقائق. حُسمت النتيجة. فاز تحالف "التفاهم" بإدارة الأعمال بنتيجة 8 ــ 7، بفارق بضعة أصوات. المفاجأة، أن العونيين كانوا "متشائمين" إلى حدٍ بعيد، فقد سرت بلبلة نتيجة شائعة مفادها أن الإدارة ألغت صوتاً "عونياً" في الماستر 1. صوتٌ واحد أحدث أزمة. وفي قراءة أولى لنتائج الانتخابات في كبرى الكليّات، يبدو دور حزب الله وحركة أمل واضحاً، في ترجيح "النصر" العوني. 600 طالب من "تحالف المقاومة" صبّوا في مصلحة التحالف، بينما تظهر الأرقام أن "البلوك البرتقالي" يقدر بنصف هذا الرقم، إذا قيس وحده، على نقيض المعطيات في الفريق الآخر. وبالأرقام أيضاً، 70% من أصوات الطلاب المسيحيين في السنة الأولى ذهبت إلى القوات اللبنانيّة، ودعمهم طلاب "المستقبل" الذي لا تُقارَن قوته بقوة "المقاومين". ذلك رغم أن القواتيين بذلوا مجهوداً خارقاً لـ"تعريف المستقلين على القوات".

منذ الصباح الباكر، نشطت "الماكينة" القواتية على بوابة الجامعة، لاستمالة "المحايدين"، لكن هؤلاء المحايدين هم موضع «التباس» دائم في جامعة القديس يوسف. وفي المحصلة، فاز التيار الوطني الحر بكليات كبرى أخرى، من دون الاعتماد على الأصوات المستقلة نهائياً، ولا على حلفائه إلا قليلاً. حافظ التيار على كليّة الهندسة في المنصورية، وطب الأسنان والصيدلة في المجمع الطبي، مسترداً كلية الطب هناك، ومضيفاً إلى الحصيلة النهائية كلية أخرى ذات ثقل، هي كلية العلوم، ومستمراً في السيطرة على أكبر كليّات العلوم الإنسانيّة، الآداب.

وفي قراءة أولى، النتائج لم تكن متوقعة من الفريقين اللذين كانا في الوقت عينه، واثقين من «فوز بفارق بسيط»، في معظم الكليّات الكبيرة. وعملياً، بدأ جو الانتخابات الحقيقي في التاسعة صباحاً، في "الطبيّة". تدافع طالبان قرب تمثال المسيح. والتمّ الشمل. عشرة من هنا وعشرة من هناك. صاروا مئة خلال دقيقتين. وفي اللحظات الحامية التي تُتلى فيها الشتائم، ويصدح الوعيد في الأرجاء، يصبح إحصاء عدد المتقاتلين أمراً مستحيلاً. استمر «المشكل» الصباحي ربع ساعة تقريباً. وبعدها، انصرف الجميع إلى "إحصاء الأصوات". حُسمت كلية التأمين للقوات اللبنانية، وفاز برئاسة المجلس الطالبي فيها، رئيس هيئة القوات جيلبير الأشقر. العونيون يتحفظون منذ سنوات على "أداء الإدارة في هذه الكليّة". لديهم اعتراضات على "سير الأمور فيها". في العلوم السياسيّة، فاز المستقلون. وفي الحقوق، شكا الأشقر صباحاً "من المستقلين». برأيه، «يسحب هؤلاء الأصوات من القوات". كان ذلك قبل إعلان نتيجة "التعادل". كيف يحدث ذلك وهم مستقلون؟ برأي الأشقر "هم مستقلون بس قوات". ولماذا لا يترشحون في لوائح القوات إذاً؟ يجد الأشقر جواباً هنا أيضاً: "هم قوات، لكنهم لا يحبون السياسة". وفقاً لمعطيات الأشقر، المستقلون هم قوات، لكنهم مستقلون. وهي معادلة تبقى غير مفهومة، تصب في النهاية في مصلحة التيار الوطني الحر في تلك الكليّة، أو في مصلحة "المستقلون" أنفسهم. العونيون لا يعترفون عموماً بوجود هؤلاء، وبرأي طالب منهم: "المستقل هو منزل فارغ لم يستأجره أحد بعد". ينسف بمعادلته غير المفهومة أيضاً، أي هامش طالبي، خارج الاصطفاف السياسي العام. تقاطعه صديقته، الموالية لـ 14 آذار . يتبادلان الاتهامات بحصول التهديدات على مناصري كل طرف. ثم يضحكان، ويعانقها.

في مجمع العلوم الطبيّة والتمريضيّة، لم تتسم الانتخابات بحدة "هوفلان". كانت تشبه الطقس: باردة تماماً. القمصان العونية الموحدة أقل تأثيراً من الناحية البصرية هذه المرة، فالكحلي الداكن أقل لمعاناً من البرتقالي، على عكس اللون الأبيض النافر، الذي اختاره طلاب 14 آذار. وعموماً، طلاب الطب، عادةً، أقل حماسةً للانتخابات من الطلاب الآخرين. طبعاً لا يعني ذلك أنهم غير متورطين فيها «حتى العظم». فهنا، في "الطبيّة" الجميع يعرف التركيبة، ويفهم جيداً «مناطق النفوذ». ورغم كل شيء، الطلاب ـــــ غير المسيّسين عموماً ـــــ وضعوا في أجواء "معركة الطب". اللافت هو تداول مصطلح «معركة»، للتدليل على تساوي حضور الفريقين الأساسيين في الكلية، أي التيار الوطني الحر من جهة والقوات اللبنانية والكتائب من جهة أخرى. هناك مناصرون لحزب الله وتيار المستقبل في هذا المجمع، لكن "الثقل المسيحي" فيه يبدو طاغياً. في أية حال، مصطلح المعركة الحربي مسوغ انتخابياً، على مستوى "الكليّات الكبيرة". وعلى هذا الأساس، كان إيلي بستاني، رئيس هيئة التيار في الجامعة، يلاقي المسؤول الكتائبي فيها، جورج خوري، أن كليّة الطب هي أهم الكليّات في الجامعة، تليها كليّة الصيدلة. وللمناسبة، شهدت الكلية الأخيرة نزاعاً حاداً، بين التيار والكتائب، كون رئيسي الهيئتين في المجمع الطبي بأسره، يتنافسان على رئاسة مجلسها، أي بستاني وخوري. وحتى ساعة متأخرة من عصر أمس، تصرف كل من الفريقين تصرف المنتصر. معركة الصيدلة "راس براس". ولذلك تجنب الطرفان الحديث عنها كثيراً، قبل أن يحسمها بستاني. فضل الطلاب التركيز على الطب، وفاز فيها التيار هي الأخرى. وبالنسبة إلى كليّة طب الأسنان، الهامة أيضاً، كما يقول الطلاب الحزبيون، فقد كانت "محسومة للتيار الوطني الحر" بإجماع من الفريقين، وفعلاً حدث ذلك. وفي الكليّات الخمس الصغرى، لم يظهر المسؤولون الحزبيون اهتماماً جدياً. فتلك الكليّات، أي كلية التغذية ، ومدرسة التحضير المخبري الطبّي، وكلية العلوم التمريضية (حيث ينشط مناصرو تيار المستقبل على نحو لافت)، ومدرسة القبالة القانونية (عدد طلابها عشرون)، ومعهد الإدارة الصحيّة والرعاية الاجتماعيّة، تضم عدداً قليلاً من الطلاب، ولا تحظى بالثقل المعنوي ذاته لكبريات الكليّات. في كبريات الكليّات، كان فوز الحزب والتيار "واضحاً لا لبس فيه".

ترشح عن مقعد رئاسة الهيئة الطالبية، في كليّة إدارة الأعمال، الطالب العوني فوزي نحلة، وقد بدا "مشهوراً" بين زملائه، إذ مثّل في إعلان تلفزيوني معروف. ورفع نحلة على الأكتاف، في مشهد مجترّ من الانتخابات النيابية العادية، كما عمت الاحتفالات في المنصورية، في مجمع العلوم والتكنولوجيا، إثر احتفالات أقامها طلاب التيار الوطني الحر وحزب الله احتفالاً بفوزهم، قبل أن يلتحقوا بزملائهم في موكب توجه إلى منزل النائب ميشال عون في الرابية. وفيما نوّه تميم أبو كرّوم، من الجمعية اللبنانيّة من أجل ديموقراطية الانتخابات بسير العملية الانتخابية في جامعة القديس يوسف، مثنياً "على خطوات الإدارة وتجربة التصويت الإلكتروني"، تضاربت النتائج المعلنة بين التيار الوطني الحر وحلفائه من جهة، والقوات اللبنانيّة وحلفائها من جهة أخرى. فرغم التوافق على فوز التيار في كليات كبرى، كإدارة الأعمال في مونو، والهندسة في المنصورية، إضافةً إلى كليتي الآداب والعلوم الإنسانيّة والطب في طريق الشام، فإن مسؤول التيار في الجامعات الخاصة، جان جاك مانانيان، أكد فوز حزبه بـ 14 كليّة وخسارة 4 وحصول التعادل في 2 وفوز المستقلين بـ 7، أكدت مصادر القوات فوز قوى 14 آذار بـ 8 كليّات، مقابل 14 لخصومها، وحصول التعادل في البقيّة.

المصدر: الأخبار

 

عون بحث وسفير ايران تطورات الاوضاع محليا ودوليا

ابادي: 100 وثيقة تثبت تورط اميركا بعمليات ارهابية في المنطقة

 وطنية - 4/11/2011 التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون صباح اليوم في دارته في الرابية سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية غضنفر ركن آبادي الذي قال: " سررنا بلقاء العماد عون، وبحثنا في التطورات المحلية والاقليمية والدولية، لا سيما التعاون بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والدولة اللبنانية، وركزنا على موضوع الافتراءات الموجهة من جانب الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني ضد الجمهورية الايرانية، وتحدثنا ايضا عن الكلام الصادر عن سماحة القائد الامام علي خامنئي عن الوثائق التي تثبت دعم الولايات المتحدة بتنفيذ العمليات الارهابية في ايران والمنطقة، حيث يصل عدد هذه الوثائق الى 100 وثيقة التي تثبت تورطا مباشرا للولايات المتحدة الاميركية".

سئل: هناك حرب بادرة ما بين الولايات المتحدة وايران، هل ستؤثر مباشرة على المنطقة اي هل ستظهر هناك اغتيالات جديدة او ستشهد المنطقة حروبا؟

اجاب:" لديكم مثل يقول من جرب المجرب كان عقله مخربا. منذ 32 سنة واجهنا مثل هذه التهديدات والانقلابات وعمليات ارهابية، مثلا، في يوم واحد استشهد 72 من الشخصيات البارزة الايرانية في عملية واحدة قامت بها الولايات المتحدة الاميركية.كمااستشهد في يوم واحد رئيس الجمهورية الايرانية ورئيس مجلس الوزراء، ونحن واجهنا عقوبات اقتصادية وضغوطا والحمد الله رغم كل هذه السياسات وصلنا الى اكتفاء ذاتي في المجالات الاقتصادية وخطونا خطوات جبارة في التكنولوجيا من اسفل النقط اي في البحار حيث لدينا غواصات الى اعلى القمم اي في الفضاء وسيرسل اول طاقم فضائي ايراني في 2019".

اضاف: "هذا ما يثبت فشلهم في اي من النقاط التي دخلوا بها، وهذه الصرخات هي صرخات الفشل، وما تدل الا على الانجازات الكبيرة للداعمين للقضايا الكبيرة والمحقة في العالم".

سئل: اليوم كل الضغط الحاصل على سوريا سببه ايران والمقاومة، وسوريا لا تريد ان تفك تحالفها مع ايران؟

اجاب:" كل هذا الضغط من قبل الكيان الصهيوني المحتل والولايات الاميركية المتحدة وعدة بلدان غربية اخرى على من يدعم المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني. سببه بسيط جدا. عليك ان تقول وتعمل اي شيء في هذا العالم الا ان تتفوه بكلمة تزعج هذا الكيان الصهيوني المحتل. هذا ممنوع وحرام. هذه هي الديموقراطية الغربية والاميركية. الديموقراطية جيدة عندما تخدم المصالح الاميركية الصهيونية، وسيئة عندما لا تكون في صالحهم. على هذا الاساس سيكون من الطبيعي ونحن لا نستغرب هذا ، انهم سيزيدون ضغوطهم، وعليهم ان يعرفوا انهم لن يحصلوا على اي مكاسب بلغة التهديد علينا. هذا الرهان، رهان التهديد هو رهان خاسر".

 

الجوزو:الخطر يتهدد المنطقة بسبب طموحات ايران في العالم العربي

وطنية - 4/11/2011 انتقد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح: "التدخل الايراني في زرع الفتنة بين ابناء الوطن الواحد"، معتبرا "ان اخطر ما يتعرض له العالم العربي اليوم، هو ان ايران لم تتوقف عند حدود العراق، بل تجاوزت ذلك الى سوريا ولبنان وجعلت منهما قاعدة متقدمة لها في قلب العالم العربي".

اضاف الجوزو:"اخشى ما نخشاه، هو ان تكون الموافقة السورية على اتفاقية الجامعة العربية، نوعا من الهدنة، حتى يسترد النظام انفاسه ويتلقى المساعدات الايرانية "، محذرا من "ان الحرب تتجه نحو الفتنة المذهبية والطائفية في المنطقة ككل"، ولافتا الى ان "الخطر الذي يتهدد المنطقة، سببه طموحات ايران في العالم العربي، هذه الطموحات التي جعلت طهران تقف على حدود اسرائيل في لبنان وسوريا، وهذا هو الخطر، لان اسرائيل على ما يبدو تفكر باستباق ضربة "نووية" ضد ايران تجر المنطقة الى حرب ضروس تأكل الاخضر واليابس ويدفع ثمنها العرب". واعتبر "ان مغامرات الرئيس بشار الاسد ستأخذنا الى المجهول، فقد هدد بزلزال يحرق المنطقة اذا تعرضت سوريا لهجوم غربي، وهذا التهديد لا يأتي من فراغ، الا اذا كانت ايران تعده بالوقوف الى جانبه".

 

روز اليوسف": ملك البحريــن زار مبارك في سجنه بسبب تدهور صحته

المركزية- ذكرت صحيفة "روز اليوسف" المصرية ان "ملك البحرين حمد بن عيسى زارالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، في الجناح المسجون فيه احتياطيا". وأشارت الصحيفة الى أن هذه المرة الأولى التي يزور فيها حاكم عربي أو أجنبي مبارك منذ خلعه من السلطة، وينتظر أن تتكرر هذه الزيارات بعدد من الأمراء الخليجيين لمبارك بعد أن فتح ملك البحرين باب هذه الزيارات. ونقلت الصحيفة عن مقربين من أسرة مبارك سبب زيارة ملك البحرين إلى تدهور صحة مبارك، لافتة الى أن ملك البحرين أثناء وجوده في المركز الطبي العالمي طلب إجراء فحوصات طبية خاصة، بعد انتهاء زيارته لمبارك التي استغرقت 30 دقيقة وهي الفترة التي قضاها ملك البحرين منفردا مع مبارك.

وقدم حمد بن عيسى تبرعات مالية بما في ذلك المشاركة في تكاليف العلاج، كما عرض استعداده لاستقدام الطبيب الألماني الخاص بمبارك للإقامة شبه الدائمة في مصر على نفقته الخاصة. ولفتت الصحيفة الى أن وفدا دوليا من منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة سيقوم بزيارة مبارك خلال الأسبوع المقبل لمعاينة حالته الصحية والاستماع له باعتباره محبوسًا احتياطيًا وليس بصفته رئيساً سابقاً.

 

"الغارديان": تعهد سوريا إنهاء القمع في ميزان اختبار مظاهرات المعارضة

المركزية- أعلنت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تحقيق تحت عنوان "تعهُّد النظام السوري إنهاء القمع بات في ميزان اختبار مظاهرات المعارضة"، أن جماعات المعارضة السورية دعت المتظاهرين إلى الخروج إلى الشوارع بأعداد غفيرة اليوم الجمعة، وذلك "لاختبار جدية وصدق النظام في تعهُّده بإنهاء حملة القمع التي يشنُّها على المعارضين والمحتجين". ويضيف التحقيق أن النشطاء في الداخل والخارج يقولون إن موافقة سوريا على مبادرة جامعة الدول العربية، القاضية بإنهاء أكثر من سبعة أشهر من العنف، ستُختبر خلال مظاهرات نهاية الأسبوع التي يُتوقع أن تشارك فيها أعداد كبيرة من المتظاهرين في عموم البلاد. كما يسلِّط التحقيق الضوء أيضا على دعوة الاتحاد الأوروبي للحكومة السورية لكي تفي بتعهداتها بتطبيق بنود مبادرة الجامعة العربية، والتي قالت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء إنها ستطبقها بشكل كامل. واشارت الصحيفة أيضا إلى اللقاء الذي أجراه الخميس أمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، مع وفد من المعارضة السورية، وكيف أن الجامعة أطلعت أعضاء الوفد على تفاصيل المبادرة التي اعتُبرت "خارطة طريق" للخروج من دائرة العنف، لا سيما وقد سقط حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف قتيل بين مدني وعسكري.

 

الأنباء": لقاء بري ميقاتي السنيورة يتخطى أبعاده المعلنة

المركزية- أعلنت صحيفة "الأنباء" الكويتية نقلا عن مصادر المعارضة إشارتها إلى أن اللقاء الثلاثي الذي جمع أخيرا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة هو "الأول من نوعه منذ ترؤس ميقاتي للحكومة ومغادرة السنيورة للسراي الكبير، وهو يتخطى في أبعاده الأسباب المعلنة إلى موضوع تمويل المحكمة الدولية، وكدليل على الدور المأمول من رئيس مجلس النواب على هذا الصعيد".